االستغراب علم مظاهر من

موقف

قطب محمد و قطب سيد و البنا حسن

الغربية الفلسفة من

اليونانية) ( الفلسفة

إعداد

/ إبراهيم. كامل حسن د أ

اإلسالمية – الدراسات قسم أستاذ

سعود – الملك جامعة التربية كلية

م 2013هـ / 1434

1

اإلهداء

إلي

دربي رفيقة

و

كبدي فلذات

نور

فجر

الله عبد

يوسف

2

الله : رضي مالك قال

المعصوم" " إال يرد و قوله من يؤخذ كل

سلم" " و عليه الله صلي

3

االستغراب ) علم مظاهر (1من

االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من البنا حسن موقف

اليونانية) ( الفلسفة

4

الرحيم الرحمن الله بسم

تمهيد

، البيان علمه اإلنسان خلق الذي ، العالمين رب لله الحمد

و األنهار أجري و األرض ومهد ، عمد بال السموات رفع الذي

الكنوز األرض في ووضع ، البشر لعيش العيون فجر و البحار

. الكريم القرآن نزل الذي العالمين رب لله الحمد البشر لرغد

. مكان و زمان لكل صالحا وجعله ، السماوية للكتب ختاما

رسول وال نبي ال الذي ، األمي النبي على السالم و والصالة

رب من يوحي وحي إال هو إن الهوى عن ينطق ال الذي ، بعده

في البشر كل لخير تعالي و سبحانه أرسله الذي ، العالمين

يضلل . من و له مضل فال الله يهديه من اآلخرة و األولي الدارين

له . هادي فال

،،، بعد أما

أن يجب االستغراب بعلم المقصود عن نتحدث أن قبل فبداية

الغرب دراسة يعني وهو ، االستشراق علم أن إلي نشير

منذ الغرب أهل بدأه ، العربية المنطقة في وخاصة للمسلمين

اإلسالمية العربية الحضارة نجم فيها بدأ التي األولي اللحظة

و العلوم نقل عاتقه على الغرب أخذ حيث ، األفول في

و كالترجمة متعددة وسائل من المسلين و العرب عن المعارف

. تلك كل ويحلل يدرس الغرب وظل ،،،الخ التجارة و الحروب

والفعال الكبير األثر له كان مما واإلسالمية العربية المنجزات

. المستشرقين من ووجدنا األوربية النهضة عصر تأسيس في

في والمسلمون العرب فعله ما كل أن ذلك بعد زعم نفر

( الحضارة القديم الغربي التراث علي حافظوا أنهم حضارتهم

والمسلمين ( العرب وكأن ، جديد أي له يضيفوا أن دون اليونانية

الغربية الحضارة خاللها من عبرت قنطرة سوي يكونوا لم

. أنه ننكر أن يمكننا وال النهضة عصر في الغرب إلي القديمة

5

أبرز آخر صنف المستشرقين من الصنف هذا مقابل في يوجد

خال من اإلنسانية الحضارة إثراء في اإلسالمي العربي الدور

إليها . توصلوا التي المكتشفات و المنجزات

حين في والتمدين الحضارة سلم في يرتقي الغرب وأخذ

إلشعاع مركزا كنا أن بعد الظالم دياجير في نعيش نحن أصبحنا

. أنه بل المستوي هذا عند الغرب يقف لم و الحضارة و العلم

. الكشوف إرسال إلي باإلضافة ذاته دراسة عاتقه على أخذ

– - أرجاء بقية على للتعرف للجميع المعروفة الجغرافية

االستعمار بعدها من و الكشوف هذه كانت و ، المعمورة

فروع مختلف في المتخصصين العلماء من جماعة يصاحبها

الذين ، المستشرقون هم وهؤالء ، الروحية و المادية العلم

في الغرب أفادت النطاق واسعة استشراق بعملية قاموا

قال من صدق ولذلك ، واإلسالمي العربي للعالمين استعماره

. " " : كان و واحدة لعملة وجهان واالستعمار االستشراق إن

، والعمق ، والدقة ، بالغزارة يتميز المستشرقين عمل ومازال

. االستشراق مدارس بدأت حيث أخرى مرحلة أتت ثم والصبر

: ، واإلنجليزية ، االلمانية كالمدرسة الوجود حيز إلي الظهور في

بطريقة . االستشراق مؤتمرات ونظمت واألمريكية ، والفرنسية

الغرب بالد في العمل وورش الندوات وعقدت ، ومنظمة دورية

الدراسات هذا تزال وما ، المسلمين و العرب دراسة من لمزيد

حتى القرار لصانع ترفع االستشراقية التقارير و والبحوث

. المسلمين و العرب مع تعامله في منها "يستفيد وليست

األقسام مئات أسسوا فإنهم ، الوحيد النشاط هي المؤتمرات

البحوث مراكز وأنشئوا ، واإلسـالمية العربية للدراسات العلمية

ونشروا ، والمؤتمرات الندوات مئات زالوا وما وعقدوا والمعاهد

يكتفوا ولم ، والدوريات الكتب من األلوف عشرات أو ألوف

األمة أبناء استقدموا بل ، معرفتنا في وحدهم بجهودهم

، العليا الدراسات طالب وبخاصة عندهم للدراسة اإلسالمية

6

أدق إليهم تنقل والدكتوراه المـاجستير رسائل فأصبـحت

والسياسية واالقتصادية االجتماعية حياتنا في التفاصيل

التي والمؤتمرات الندوات بعض وكذلك ، والثقافية واألدبيـة

بعض من بتمويل اإلسالمية العربية البالد بعض في تعقد

من المراقبين بعض يحضرها حيث الغربية العلمية المؤسسات

( 1" )الغربيين .

: نحن هل البحث بساط على نفسه يطرح الذي والسؤال

علمية دراسة المستشرقون أنتجه ما كل دراسة في نجحنا

. ، كثيرا الجانب هذا في قصرنا أننا أعتقد ؟ موضوعية و متعمقة

. نجح حين في أنه الذات لدراسة الالزمة الجهود نبذل لم كذلك

الرقي مقدرات كل استيعاب وفي ذاته دراسة في الغرب

. وأصبح الخلف إلي نحن تراجعنا واإلسالمية العربية والتمدن

. في بالفشل نكتف فلم ومسافات مسافات الغرب بين و بيننا

الحضارة بمقدرات األخذ في كذلك فشلنا بل ذاتنا معرفة

الغرب . ) من (2والتمدين

ويكون الغرب دراسة في اآلن من جديا نفكر أن ينبغي لذا

" الحضارة معطيات من نفيد بحيث معينه أسس وفق ذلك

اإلسالمية الحضارة أسس مع يتعارض ال فيما المعاصرة الغربية

. يمكن ما هو الغرب دراسة من يمكننا الذي العلم هذا وثوابتها

" " بأنه باختصار تعريفه يمكن الذي االستغراب عليه نطلق أن

) ( جميع من وأمريكا أوروبا الغرب بدراسة يهتم الذي العلم

، والجغرافية ، والتاريخية ، والتشريعية ، العقدية النواحي

. .. لم المجال وهذا الخ والثقافية ، والسياسية ، واالقتصادية

النهضة ضوء في المتوقع من ولكن ، oمستقال oعلما بعد يصبح

مراكز تقوم أن واإلسالمية العربية البالد تشهدها التي العلمية

اإلسالمي العالم في العالي التعليم ووزارات العلمي البحث

أقسام إلنشاء السير وتغذية الخطى وتسريع الهمم بشحذ

في تخصصية ميدانية علمية دراسة الغرب تدرس علمية

7

والسياسية . واالقتصادية والتاريخية والفكرية العقدية المجاالت

( بل( 3" وأمريكا أوربا دراسة عند للغرب دراستنا تقف وال

الغرب يقلدون الذين جلدتنا بني من التغريبيين أيضا سندرس

بحجة شيء كل في الغرب بتقليد أيضا الجميع يناشدون والذين

وسنفتح ، والتمدين للتحضر الوحيد السبيل هو التقليد هذا أن

بينهم . و بيننا التي الهوة لتضيق داخليا حوارا معهم

أيضا : البحث بساط علي نفسه يطرح الذي الثاني والسؤال

العقول نمتلك فنحن ، نعم ؟ الغرب لدراسة مؤهلون نحن هل

والمستحيلة . والصعبة الشاقة المهمة بهذه القيام علي القادرة

العصور في المهمة بهذه القيام األجداد و اآلباء استطاع فكما

بهمة . ندرسهم أن قادرون اآلن عليها قادرون فنحن الوسطي

كبيرة . ثقة على ونحن ندرسهم القوة وبمنتهي ، وندية ، عالية

هذه في نجاحنا من تعالي الله بإذن واثقون ونحن ، أنفسنا في

المهمة .

الغرب لدراسة والنفيس الغالي بذل على قادرون نحن ، نعم

" : ، واآلخر األنا بين المزدوجة التاريخية العقدة فك أجل من

اآلخر . عند العظمة ومركب األنا عند النقص مركب بين والجدل

القديم فمنذ المد االستشراق عنفوان في اكتمل و نشأ الذي

عن المعلومات من ممكن قدر أكبر لجمع األوربي االستعماري

اعتبر و ذاتا فأصبح األنا دور الغرب أخذ المستعمرة الشعوب

. يعني القديم االستشراق موضوعا فأصبح اآلخر هو الالغرب

الدارس الذات عالقة ، أوربي الال لآلخر األوربي األنا رؤية

. األنا لدي نشأ أن لذلك نتيجة وكان المدروس بالموضوع

اآلخر لدي نشأ كما دارسا ذاتا كونه من عظمة مركب األوربي

مدروسا ... " ) موضوعا كونه من نقص مركب أوربي (4الال

حيث جوهريا األحوال ستتغير االستغراب إطار في إنه

المدروس " الموضوع هو باألمس الدارس األوربي األنا سيصبح

8

الذات هو باألمس المدروس أوربي الال اآلخر أصبح كما اليوم

. جدل من اآلخر و األنا جدل تحول بالتالي و اليوم الدارس

الغرب . " ) و غرب الال جدل إلي غرب والال أن ( 5الغرب أردنا وإذا

المشروع لهذا نخطط أن الضروري من للغرب دراستنا في ننجح

. و الخبراء من مجاميع فيجتمع يكون أن ينبغي ما نحو على

هذا لتحقيق األمد وطويلة األجل قصيرة خطط بوضع يقوموا

. االستراتيجي معرفة( 6)الهدف اآلخر معرفة يسبق أن ويجب

، اآلخر معرفة في ذلك بعد نشرع ثم ، أوال الهوية لتثبيت الذات

" " " " تحديد " إلى يقود أن البد oثقافيا اآلخر و الذات عن فالحديث

النموذج عن اإلسـالمي الثقافي للنموذج المميزة المعالم

" ... الثقافية لذاتيتنا المكون هو اإلسالم يكون حيث الغربي

" " الغربي اآلخـر عن وتميزنا الثقافي نموذجنا لمعالم والمحدد

عالقة يجعل الذي األمر واالقـتران التميز يكون حيث فقط قائم

- - التميز عالقة هي باآلخر الثقافية الذات الثقافي نموذجنا

(7والتفاعل ... " )

هو كما ، للغرب معادية ثقافية حركة االستغراب يعد ال و

ثقافية حركة الباحثين أغلب يعد الذي االستشراق في الحال

خبيثة . أهداف تحقيق إلي ترمي غربية

أن الباحث بين فقد ، العرب الباحثين أحد إليه أشار ما وهذا

للغرب معادية نزعة أنه علي االستغراب يفهم الغربي المفكر

اجتثاث يريد ياباني اآلخر كان سواء عليه األخر حقد بسبب

و الغرب يكفر إسالميا أصوليا كان أو ، فكره من الغربية الروح

عنه . ) ينتج ما كل ( 8يكفر

الغربي : العالم بدراسة يعني الذي االستغراب إن والخالصة

يعني ال أنه أقصد شيء كل في الغرب تقليد البتة يعني ال

فكرية ثقافية حركة باالستغراب نعني بل ، تماما للغرب التبعية

لدراسة تهدف المسلمين و العرب من ثلة بها يقوم حضارية

9

و ، تحضر و تمدن من إليه وصل مما االستفادة بقصد اآلخر

، المتبادل االحترام على القائمة معه الحوار جسور مد كذلك

إلي حوارنا من نصل بحيث المشتركة والمصالح ، والتكافؤ

به . الخاصة مصالحه الطرفين كال فيها يحقق مشتركة أرضية

، الغرب بدراسة المسلمين و العرب من أفراد قام ولقد

لدرجة األحوال من حال بأية ترقي ال الفردية المحاوالت وهذه

. وهذه الوجود حيز إلي االستغراب علم ظهر أنه نقول أننا

: ،،، واإلسالمية ، واليسارية ، العلمانية منها الفردية المحاوالت

. هذه أحد عند الوقوف سنحاول الدراسة هذه في نحن و الخ

وجه على سنركز و ، اإلسالمية المحاولة وهي ، المحاوالت

اإلخوان بها قام التي االستغرابية المحاولة على الخصوص

هذه في وسنقتصر ، للغرب دراستهم خالل من المسلمون

الغربي للتراث المسلمين اإلخوان دراسة تتبع علي الدراسة

اليونانية . الفلسفة بذلك أقصد القديم

، والنقد بالتحليل الموضوع هذا تناولوا كيف وسنبين

نجمت التي اآلثار رصدوا وكيف ، وضحوه كيف تتبع وسنحاول

العصور في المسلمين و العرب إلي اليونانية الفلسفة نقل عن

الحضارة مشعل هم والمسلمين العرب فيها كان التي الوسطي

الوقت . ذلك في العلم و

الفلسفة هذه آثار علي وقفوا كيف تبين أيضا وسنحاول

المظلمة األوربية الوسطي العصور إبان الغرب على اليونانية

المعاصرة . و الحديثة والعصور

وسوف ، مستقلة بحوث ثالثة في الدراسة هذه تأتي و

اإلخوان جماعة أعالم بعض موقف نقد و تحليل علي تقتصر

. حسن األستاذ اليونانية الفلسفة من الكبار أحمدالمسلمين

مؤسس م ( 1949 – 1906عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي )

قطب سيد واألستاذ ، الله يرحمه األول العام ومرشدها الجماعة

10

الشاذلي ) حسين واألستاذ م ( 1966 – 1906إبراهيم ، الله يرحمه

قطب الشاذلي محمد حسين ( 1919ولد) إبراهيم يحفظه م

. تعاطيهم في االستغرابية محاولتهم نتقصى أن سنحاول الله

الرئيس األساس تعد التي الفلسفة تلك ، اليونانية الفلسفة مع

عصورها مختلف في الغربية للفلسفة ليس الفقري العمود و

من . اآلن تجده ما فكل الراهن الوقت في الغرب أليديولوجيا بل

بسهولة رده ممكن الدولية السياسة مسرح على غربية أفكار

وصدام ، الخالقة كالفوضى اليونانية الفلسفة إلي ويسر

مساهمات . عن سنبحث الدراسة هذه في إننا الخ ،،، الحضارات

االستغراب علم تأسيس في المسلمين اإلخوان أعالم بعض

سبيل في الجهد من المزيد و المزيد منا يحتاج يزال ما الذي

تدشينه .

على : الدراسة تشتمل موقف : و االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من قطب ومحمد قطب وسيد البنا حسن

اليونانية) ( . الفلسفة

األول : : البحث البنا حسن موقف االستغراب علم مظاهر من

اليونانية ) (. الفلسفة الغربية الفلسفة من

التغريب : .توطئة من الله يرحمه البنا حسن األستاذ موقف

األول الفلسفة : : المبحث و اإلسالمية الثقافة

الثاني الفلسفة : .المبحث و اإلسالم بين الغيبيات

الثالث الفلسفة : .المبحث و التفسير وعلم ، التصوف

تعقيب .

الثاني سيد : البحث األستاذ موقف االستغراب علم مظاهر من

اليونانية ) الفلسفة الغربية الفلسفة من ( .قطب

على : يشتمل

11

غربية : .توطئة أم شرقية مصر

األول العصور: .المبحث عبر التوحيد مفهوم من موقفه

األول األديان : . المطلب

الثاني اليونانية: .المطلب الفلسفة

الثالث والمعاصرة: المطلب الحديثة الفلسفة استلهام

اليونانية . للفلسفة

الثاني والفلسفة : :المبحث اإلسالمي التصور

األول اإلسالمي : .المطلب التصور طبيعة

الثاني الفلسفة : .المطلب جاهلية من المسلمين موقف

الثالث والفلسفة : . المطلب المعاصر اإلسالمي التصور

.تعقيب

الثالث : محمد البحث األستاذ موقف االستغراب علم مظاهر من

اليونانية ) الفلسفة الغربية الفلسفة من ( .قطب

األول اليونانية : :المبحث والفلسفة المسلمون

األول :المطلب إلي اليونانيين المنطق و الفلسفة كتب نقل

. المسلمين

الثاني :المطلب الفرق على اليونانيين والمنطق الفلسفة آثار

اإلسالم . إلي المنتسبين المتصوفة و والفالسفة

الثاني اليونانية : : المبحث والفلسفة الغرب

األول : المطلب بالمأساة إعجابه و اليوناني التراث سلبيات

اليونانية .

الثاني : المطلب وآثارها الغرب إلي اليونانية الفلسفة انتقال

عندهم . اإللوهية مفهوم على

12

.تعقيب

الحواشي :االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من البنا حسن موقف

اليونانية) ( الفلسفة

التغريب : توطئة : من الله يرحمه البنا حسن األستاذ موقف

ــه في عصــره من ــه الل ــا يرحم لم يكن األســتاذ حســن البن

المشجعين على تقليد النموذج الغربي تماما علي نحو مــا كــان

يدعو إلي ذلك نفــر من المثقفين والمفكــرين المصــريين وفي

م (1973 – 1889 هـ / 1393- 1306مقدمتهم د. طه حسين )

يرحمه الله .

وهذا قد يؤشر علي أن األستاذ البنا يرحمه اللــه قــد يقــف

موقفا معارضا للفلسفة اليونانيــة بحجــة أنهــا الــتراث الغــربي

القديم مقابل التراث الغربي الحديث الذي يرفض األستاذ البنــا

ــاه يرحمه الله تقليده تقليدا أعمي . وهذا ما سنحاول أن نتقص

في هذا البحث . وخاصة أن د. طــه حســين نــادي في مؤلفــه "

مستقبل الثقافة في مصــر " بأننــا إذا كنــا نريــد نهضــة شــاملة

فعلينا أن نقلد الغرب في كل شيء و خاصة في مجـال التعليم

بحيث تكون كل مناهجنا الدراسية وخاصة الجامعيــة تســير على

منوال المناهج الغربية .

ــة ــه من طالب كلي ــه الل ــين يرحم ــه حس ــاع د. ط ثم أراد أتب

اآلداب في الجامعة المصرية أن يكرموه أقاموا له حفالo ، أعلن

فيه أنه نصير اإلســالم ، وقــال : " إنــني أتمــنى أن يقيض اللــه

13

لإلسالم من يــدافع عنــه كمــا أدافــع عنــه ، وأن ينشــره ويحببــه

" . للناس كما أنشره أنا و كما أحبب مبادئه للناس .

وعندئذ أخذ األستاذ البنا يرحمه على عاتقه مواجهــة دعــوة

د. طــه حســين يرحمــه اللــه - مثلمــا فعــل غــيره من المثقفين

والمفكــرين حينئــذ - و رد على مــا ورد في الكتــاب من دعــوة

صريحة لتغريب مصر – وهذا كان تيارا ثقافيا موجودا في مصــر

يمثله ثلة من المثقفين والمفكرين المصريين - بحجة أن مصــر

غريبة و ليست شرقية على نحــو مــا يــزعم د. طــه حســين في

كتابه المذكور .

وهل من الدعوة ومما قاله األستاذ البنا في هذا اإلطار : "

إلى اإلســالم أن تنــادي في صــراحة ال تعــدلها صــراحة : أنــه ال

سبيل لنا إلى الرقي إال إذا قلدنا وســلكنا مســلك األوروبــيين ،

ــا ــرها ، حلوه ــا وش ــارتهم خيره ــركاء في حض ــون لهم ش لنك

ومرها ، نافعها وضارها ، ما يحب منهــا ومــا يكــره ، ومــا يمــدح

منهــا ومــا يعــاب ، ومن زعم لــك غــير ذلــك فهــو خــادع أو

ولعلــك تقــول كمــا تقــول : إنمــا أريــد الــدعوة إلى . مخدوع !!

العلم وإلى القوة وإلى الخلق والى النظام ، وهذا حسن جميل

، ولكن أفـترى أن اإلسـالم لم يســلك المســلمين الســبيل إليــه

قبل أن تخرج أوروبا من ظلمات جهلهــا بمئــات الســنين ؟ فلم

تدعونا إلى العلم والقوة والخلق والنظام باسم أوروبا الناشئة

المتخبطة ، وال تدعونا إلى ذلك باسم اإلســالم الثــابت الــدعائم

(2، 1 . " )الراسخ األركان ؟!

أن يريد ال أنه يعني الله يرحمه البنا األستاذ من الرد هذا

بل األوروبي النموذج عامة المصرية الهوية مرجعية تكون

. وبالنسبة اإلسالمية العقيدة هي نظره وجهة من المرجعية

في الله يرحمه البنا األستاذ سار فهل اليونانية للفلسفة

الله يرحمه البنا األستاذ فهل ، المنوال نفس على معها تعاطيه

14

اإلسالمية العقيدة ضوء في اليونانية الفلسفة من موقفا اتخذ

. هذا ثنايا في عليه نجيب أن سنحاول ما هذا ؟ عنها بعيدا أم

البحث .

بين هنا يقارن عندما الله يرحمه البنا األستاذ أن أيضا واعتقد

خيالية مقارنة بينهما يقارن فهو األوروبية والحضارة اإلسالم

األول ألن ، بالمطلق بينهما المقارنة يجوز ال ألنه واقعية غير

الحكيم لدن من هما و الشريفة السنة و الكريم القرآن به يقصد

من جماعة تأسيس من وضعي وهو الثاني مقابل في الخبير

. من البشر الله يرحمه البنا األستاذ موقف نتناول أن قبل

الله يرحمه البنا األستاذ أن إلي نشير أن يجب اليونانية الفلسفة

صاحبة أنها على أسسها المسلين اإلخوان جماعة أسس عندما

وطريقة : ، سلفية دعوة أنها علي تقوم ، شاملة إصالحية فكرة

، رياضية وجماعة ، سياسية وهيئة ، صوفية وحقيقة ، سنية

. اجتماعية وفكرة ، اقتصادية وشركة ، ثقافية علمية ورابطة

: ، وصوفية ، وسنية ، سلفية جماعة أنها إلي ينبه وعندما

الصافي : سلفيةيقول : " معينه إلى باإلسالم العودة إلى تدعوا

رسوله . وسنة الله كتاب علي : سنيةو من أعضائها تحمل ألنها

العقائد في وبخاصة ، شيء كل في المطهرة بالسنة العمل

. و سبيال ذلك إلى وجدوا ما صوفية والعبادات : حقيقة ألنهم

، القلب ونقاء ، النفس طهارة الخير أساس أن يعلمون

، الله في والحب ، الخلق عن واإلعراض ، العمل علي والمواظبة

الخير علي ( 3 . )واالرتباط

مواجهاته في الله يرحمه البنا األستاذ أن ذلك من نستنتج

على سيسير خاصة اليونانية الفلسفة من موقفه وفي عامة

. الجماعة و السنة أهل طريقة وعلي الصالح السلف نهج

تفاعله في والطريقة النهج نفس سيسلك أنه أيضا ونستنبط

وعمال . قوال التصوف مع

15

إلي يدع لم الله يرحمه البنا األستاذ أن إلي نشير أن ويجب

يكون دائما الفلسفي المشروع ألن فلسفي مشروع تنظير

واقعي مشروع إلي يدعو كان أنه بل الناس و الواقع عن بعيدا

إنه " وأخراهم دنياهم إصالح إلي يهدف الناس حوله يركزيلتف

بيضاء بثورة أشبه هو الذي الشامل المجتمعي اإلصالح علي

المشروع ... وهذا واآلخرة الدنيا في الناس شؤون لتنظيم كبرى

تتغافل ربما جدا مهم شيء إلي يركن للمجتمع اإلصالحي

اإلصالحي – بمشروعها تبقي الفلسفة أن ذلك ، عنه الفلسفات

-، لتطبيقه المالئمة البيئة يجد ال الذي المجرد التنظير حيز في

من يجد وال ، كقوة لألفراد الذاتي الخضوع يجد فال وجدها وإن

االعتماد هو الشيء هذا ، إصالح أي يتخلل الذي الحراك المجتمع

... المجتمع إصالح في التشريع مصادر اإلمام علي كان وهكذا

بالتنظير ، والعمل بالقول مصلحا ، عنه الله رضي الشهيد

ن�ظ�را م� يكن ولم ، ساحاتهم وإلي الناس إلي فنزل ، والتطبيق

عالجات صاحب يكن ولم ، الجماهير عن بعيدا عاجي برج في

بل والتطبيق التنفيذ علي عصية أو ، فضفاضة هالمية فلسفية

داء ولمس بنفسه الناس عايش ألنه ، واقعية رؤية صاحب كان

العاجي برجه في ال ، الميدان أرض في وهو وشخصه المجتمع

. الفالسفة من كثير "كعادة يرحمه( 4) البنا األستاذ مشروع إذا

يهدف تطبيقي عملي ألنه تماما الفلسفي للمشروع مغاير الله

الفلسفي المشروع مقابل واآلخرة الدنيا في البشرية لخير

للواقع . بصلة يمت ال الذي

القول يمكننا البنا ولذلك األستاذ الفلسفة أن نحا الله يرحمه

سيسر أنه بل التطبيقي الواقعي اإلصالحي مشروعه من جانبا

الله ) يرحمه رضا رشيد محمد أستاذه نهج م (1935 – 1885على

نفس في ذلك بعد دربه علي وسيسير ، السلفي المنهج صاحب

على سيساعد ما وهذا ، الله يرحمه قطب سيد األستاذ المدرسة

جميعا . ) تبنوه الذي السلفي التيار (5تنامي

16

الفلسفة : : و اإلسالمية الثقافة األول المبحث

اإلسالم يطرحه ما أن الله يرحمه البنا األستاذ يوضح بداية

الفالسفة طرحها التي الفلسفات من غيره تطرحه مما أسمى

وثانيها : " – اإلسالم كمال عن يقول ، االجتماعيون المصلحون و

– من المفكرين اكتشاف الموضوع في اإليجابي العامل هو و

صالحية و ورقي سمو من وقواعده أصوله في ما اإلسالم رجال

ما كل من وأجمع وأشمل أفضل و وأدق أكمل وأنها ، واكتمال

، اآلن إلي المصلحة والعقول االجتماعية الفلسفات عنه كشفت

كشف فلما الدهر من حينا ذلك عن غفلوا المسلمون كان وقد

دينهم قواعد من عندهم ما وقارنوا ، مفكريهم بصائر عن الله

وجهابذة وأساطين االجتماعيين كبار عنه يتحدث بما االجتماعية

هذا كنوز عن بعيدا الفرق و شاسعا البون ووجدوا ، المفكرين

من أنفسهم يملكوا لم ، هؤالء به يلهوا ما بين و الضخم الميراث

بنفاسة ينادوا وأن ، شعوبهم و وتاريخهم عقولهم ينصفوا أن

غير و إسالمية الغافلة األمم بهذه يهيبوا وأن ، الميراث هذا

تنتهج وأن الكريم الرباني اإلرشاد هذا من تستفيد أن إسالمية

المستقيم . " السوي الصراط هذا نهج

يعقد ال الله يرحمه البنا األستاذ أن أخرى مرة فأؤكد أعود

الفلسفات تلك وبين الرباني الوحي اإلسالم بين مقارنة

بني بعض قبل من وضعت التي الوضعية االجتماعية والنظريات

اإلسالم في يوجد ما إلي العقول ينبه أن يريد ولكنه ، اإلنسان

المجال هذا في البشر وضعه ما يفوق اجتماعي ورقي سمو من

.

الفلسفات بتلك منبهرا ليس بذلك الله يرحمه البنا واألستاذ

المصريين والمفكرين المثقفين من غيره غرار علي والنظريات

- – افتراضية مقارنة قارنها من إذا شأنها من يقلل أنه بل

. بعينها فلسفة يقصد ال الله يرحمه البنا واألستاذ باإلسالم

17

( . برمتها الفلسفة بقصد بل الماركسية ما (6كالفلسفة وهذا

بمشروع يأت لم والدها بأن صرحت التي بناته احدي عليه تأكد

الدعوة خالل من سلفيا مشروعا طرح أنه بل جديد فلسفي

الشهيد . : " ابنة تقول الصالح السلف نهج علي تعالي الله لدين

رحمه ـ والدها أن المسلمين اإلخوان جماعة مؤسس البنا حسن

والشيوعية البلشيفية في كما به خاصة بفلسفة يأت لم ـ الله

هذه انتهت ولذلك البشر، صنع من التي الفلسفات من وغيرها

يطبقه كان وما ، الله دعوة إحياء حاول البنا أن مؤكدة ؛ األسماء

الصالح . ( 7" ) السلف

الفلسفة : : و اإلسالم بين الغيبيات الثاني المبحث

، األهمية في غاية حقيقة إلي الله يرحمه البنا األستاذ ينبه

ال أن ضد هو بل اإلنسان يفكر أن ضد ليس اإلسالم أن وهي

يفكر عندما خاصة و عنده يقف سقف البشري للتفكير يكون

وجود – - عن مثال كالحديث الغيبيات موضوعات من موضوع في

في أن الله يرحمه البنا األستاذ يعتبر و ، صفاته و تعالي الله

– " : . . الموقف هذا أن البديهي ومن يقول اإلنسان خير ذلك

– ال صفاته عن الحديث و الله وجود إثبات تناول كيفية يقصد

العقول علي حجر إنه يقال ال و شيء في اإلسالم علي يؤخذ

العقيدة عماد وهو البشري العقل فإن الفكر حرية من وإنقاص

حقائق أمام المطلق العجز موقف اآلن إلي يقف اإلسالم في

بعض و الخواص هو إنما إليه وصل الذي وكل جميعا األشياء

حقيقتها إلي يصل فلم المجردة البسائط أما واآلثار الصفات

تدركه أن تستطيع ال ما الناس ليكلف اإلسالم كان وما ، بعد

... الخالق صفات معرفة إلي الطريق رسم واألفهام العقول

ذلك إلي والوصول وآثارها ومميزاتها اإللوهية كماالت وإدراك

العقول تحرير و صحيحا نظرا الكون في النظر طريق عن

إلي تصل حتى األغراض و واألهواء الموروثات من واألفكار

. الكون في النظر علي دائما يحث والقرآن الصائب الحكم

18

قدر من ويعلي العقل قيمة من يرفع و المخلوقات في والتأمل

(8الفكر ... " . )

موقف يرفض الله يرحمه البنا األستاذ أن ذلك من نستنتج

يقف سقفا البشري للعقل تجعل ال التي العقل من الفلسفة

الغيبيات . مسائل من مسالة في يفكر حين حتى عنده

الله " مؤلفه الله يرحمه البنا األستاذ يبدأ عندما ذلك ونالحظ

طريقة " على يسير لن أنه ، هام بتوضيح اإلسالمية العقيدة في

بل المتكلمين طريقة وال اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة

لن . : " يقول الشريفة والسنة الكريم القرآن هدي على سيسير

العلماء عليها تواضع التي الفنية المصطلحات إلي الجأ

النظريات في الخوض أحاول ولن الكالم بعلم المختصون

المتكلمون عليها درج التي المنطقية األساليب أو الفلسفية

القرآن إلي سألجأ ولكني الموضوعات هذه مثل يعالجون حين

الصدر سيرة من عرفنا ما وإلي المطهرة السنة وإلي الكريم

فطرة الناس أصفي الشك وهم الدين بهذا المؤمنين من األول

بمواقع وأعرفهم للمقاصد إدراكا وأدقهم قلوبا وألينهم

و المعاني لدقائق تذوقا وأعذبهم التراكيب و والجمل األلفاظ

الدين .") هذا ألهل الكمال نماذج كانوا وبهذا ( 9المشاعر

بالرجوع يكتف لن الله يرحمه البنا األستاذ أن ذلك من يتضح

شطر وجهه سيحول بحثه في أنه بل والسنة الكتاب إلي

و للفلسفة ظهره وسيولي التابعين أتباع و والتابعين الصحابة

. أن للشك مجاال يدع ال بما يؤكد وهذا الكالم وعلم المنطق

العلوم في البحث أن تماما يدرك الله يرحمه البنا األستاذ

وجه وعلى خاصة االعتقاد مسائل في والبحث عامة اإلسالمية

على دراستها عند االعتماد يجب اإللوهية مبحث الخصوص

سلم . و عليه الله صلي صحابته عن أوثر وما السنة و الكتاب

19

الموضوعات هذه أن الله يرحمه البنا األستاذ بين ولقد

وردت : . الخ ،،، والبعث ، والمالئكة ، الجن عن كالحديث الغيبية

إلي باإلضافة وأنها ، الكريم القرآن في موضع من أكثر في

" أي " الطبيعة وراء ما عليه نطلق ما في تدخل تعالي الله صفات

" أتي" ما بكل كنهها معرفة عن اإلنسان يعجز التي ، الغيبيات

عقل . أو حواس من

القرآن في ينظرون الذين أن موضحا البنا األستاذ يستطرد و

: مؤول أو له منكر إما قسمين الموضوع هذا بصدد الكريم

وعند ، خيال أو تمثيل أنها إلي يذهب حيث تأويله في يتعسف

عليهم . والحق باطل على الفريقين كال الله يرحمه البنا األستاذ

شيم من وهذا ، العالم هذا معرفة أمام بعجزهم يعترفوا أن

. بقصص السمعيات يحيطون للذين وبالنسبة األلمعي العالم

فقد سنة أو كتاب في ال ترد لم أسطورية حكايات و خرافية

الشريعة . عن حادوا

أن يحاول من يوجد أنه إلي الله يرحمه البنا األستاذ ويشير

تشرق لم الذين المتشككين من غيره إلي المعاني هذه يقرب

. في يتجوز و األلفاظ في فيتصرف اإليمان بنور بعد نفوسهم

. ويختم يضل و فيضل الشرعية النصوص يخالف بما التصوير

" : بقوله المسالة هذه حول حديثه الله يرحمه البنا األستاذ

– – في ذكره سبق ما كل يعني جديدة الصورة هذه وليست

وأدمجت ، الفلسفة ترجمت منذ لتتكرر إنها بل ، الدينية البحوث

صدره الله شرح من والموفق ، اليوم إلي اإلسالم علوم في

ربه . " . ) من نور علي فهو ( 10لإليمان

الفلسفة : إن يقول الله برحمه البنا األستاذ حال لسان وكأن

في نجده ما كل سبب هي خاصة اليونانية الفلسفة و عامة

وأباطيل . وكفريات ضالالت من اإلسالمية العلوم

20

بأن المؤمنين الله يرحمه البنا األستاذ يطالب أن بعد و

وأن ، الصحيح اإليمان آثار أفعالهم و أقوالهم في يظهروا

، عليه نتوكل و إليه نلجأ بأن األحق هو تعالي الله أن يعتقدوا

أنه يعتقدوا وأن ، نخشاه و نراقبه أن سواه دون األجدر وأنه

بقول مستشهدا سواه يسالوا ال و عداه ما يعبدوا فال واحدا

[ وجلت الله ذكر إذا الذين المؤمنون إنما تعالي و تبارك الحق

ربهم وعلي إيمانا زادتهم آياته عليهم تليت إذا و قلوبهم

أولئك ، ينفقون رزقناهم ومما الصالة يقيمون الذين ، يتوكلون

] كريم ورزق ومغفرة ربهم عند درجات لهم حقا المؤمنون هم

: " 4 – 2األنفال) : ) و التلخيص وبهذا ذلك بعد لهم يقول ـ

في بالعقيدة يتصل ما كل اإلسالم جمع الدقيق البديع التصوير

والتحريف التخبط من مانعا حدا ووضع وتعالي تبارك الله

وأمسها العقائد أقدس في التافه والجدل بالباطل والتفلسف

واآلخرة ) األولي في الناس ( " . 11بحياة

أنهم كما المؤمنين هؤالء أن مؤكد حديثه في البنا ويستطرد

الفلسفة ذلك في بما الضالالت و للمفاسد حدا يضعوا أن يجب

ونظريات : ، الكالم في التشدق إلي حاجة في ليسوا كذلك فهم

ليسوا . : " يقول اإللوهية موضوع بحث عند ومذاهبهم الفالسفة

الفرعية البحوث معالجة في التطويل إلي كذلك حاجة في

هي وهل واألسماء الصفات كبحث العقائد بهذه المتصلة

عين المسمي الصفات هذه متعلقات و قياسية أو توفيقية

شرط غير أو اإليمان في شرط والعمل ، غيره أو االسم

.. يتصل مما أكثر العقلي والترف بالفلسفة يتصل مما الخ فيه

القلبي . " ) واالطمئنان ( . 12بالعقيدة

الفلسفة : : و التفسير وعلم التصوف الثالث المبحث

كان حيث التصوف يمارس الله يرحمه البنا األستاذ كان

الحصافية الفرقة وهي ، الصوفية فرق احدي في عضوا

21

– إلي نسبة الطريقة الشاذلية شيخ الحصافي حسنين الشيخ

– يتردد األول وتجعله ، قلبه أعماق تمس كلماته كانت الذي

" : . على أواظب أخذت يقول حين بعد حينا الطريقة مقر على

الوالد - أن إعجابا بها وزادني ، مساء و صباحا الروحية الوظيفة

صيغها – بأدلة فيه جاء لطيفا تعليقا عليها وضع قد والده يقصد

تنوير الرسالة هذه وسمى الصحيحة األحاديث من تقريبا جميعا

– الوظيفة هذه تكن ولم الرزوقية أذكار بأدلة الزكية األفئدة

من – وأحاديث ، الكريم الكتاب من آيات من أكثر الروحية يقصد

ليس ، تقريبا السنة كتب في وردت التي والمساء الصباح أدعية

أو الفلسفية التراكيب أو األعجمية األلفاظ من شيء فيها

( ". الدعوات إلي منها أقرب الشطحات إلي هي التي العبارات

13 )

التي الحصافية الطريقة أن هنا الله يرحمه البنا األستاذ يؤكد

كانت عليها يتردد الشريفة كان والسنة الكريم القرآن تعتمد

وال الفلسفة من شيئا فيها يكن لم وأنها ، لها كمرجعية

. و الصوفية الطرق من غيرها عند الموجودة الشطحات

المفاسد و الضالالت نفي في الله يرحمه البنا األستاذ يستطرد

- – الحصافي الشيخ أن مثال فيذكر ، الحصافية الطريقة عن

بعض و هو الحسين اإلمام مسجد زار و القاهرة إلي ذهب عندما

: " علي السالم المأثور الدعاء يدعو القبر على قف و مريديه

: ( سيدنا يا المريدين بعض له فقال المؤمنين من الديار أهل

منضبا إلي فالتفت ، عنك يرضى الحسين سيدنا سل الشيخ

) : " : الزيارة أتم أن وبعد الله عنه و عنك و عنا يرضى وقال

البدعية بين الفرق لهم وأوضح الزيارة أحكام إلخوانه شرح

منها . " ) ( . 14والشرعية

الحصافية فرقة عن الله يرحمه البنا األستاذ ينفي وبذلك

وهي الصوفية الفرق عند الذائعة البدع من بدعة أخري مرة

22

منهي بدعة القبور بأصحاب فالتوسل ، القبور بأصحاب التوسل

لم الذي ، الحصافي الشيخ عن روي ما نحو علي شرعا عنها

درسا علمهم بل فحسب القبور بأصحاب التوسل عن ينهاهم

المنهي الشرعية وغير الشرعية منها أن مؤكدا ، البدع أنواع في

عنها .

الطريقة لهذه مدحه في الله يرحمه البنا األستاذ ويستمر

– - بكرامات غيره مثل ينبهر لم أنه مبينا الحصافية الصوفية

تعالي الله لدين الدعوة في بطريقته انبهر بل الحسية الشيخ

الله . : " رحمه وله يقول الدين من متين أساس على تقوم التي

. دائما شأنه وكذلك معا والدقة الكثرة غاية في أمور ذلك في

اإلعجاب معاني أعظم نفسي في أثارت التي هي الناحية هذه

الشيخ كرامات عن الحديث من يكثرون اإلخوان وكان والتقدير

أجده ما بقدر نفسي في الوقع من لها أجد أكن فلم الحسية

الله أكرمه كرامة أعظم أن أعتقد وكنت ، العملية الناحية لهذه

القواعد هذه علي اإلسالم دعوة لنشر التوفيق هذا هي بها

وتعالي تبارك الله محارم علي العملية الناحية وهذه السليمة

. تتجاوز لم و ذلك وكل المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر

عشرة . " ) الثانية ( 15سني

من الصحيح التصوف أن الله يرحمه البنا األستاذ يري ولذلك

" : لباب هو الصحيح التصوف أن الحق وفي يقول ، اإلسالم

عملوا الذين رجاله خيار من الصادقين الصوفية وأن ، اإلسالم

لم بطرق مبادئه علي النفوس وتربية ، إعزازه و نشره علي

والمربين . " ) الفالسفة من غيرهم إليها ( 16يسبقهم

شأن من يعلي الله يرحمه البنا األستاذ أن ذلك من نستفيد

والمصلحين الفالسفة مذاهب علي الصحيح التصوف

من يعلي الله يرحمه البنا أن على يؤشر وهذا ، االجتماعيين

الفلسفية . المتصوفية أطروحات على الصحيح التصوف شأن

23

التصوف بأن يعترف الله يرحمه البنا األستاذ فإن ذلك ورغم

اختلط عندما ذلك تجاوز بل والتربية السلوك حد عند يقف لم

يقول : أنشأ ألجله الذي الهدف عن فخرج ، والمنطق بالفلسفة

التربية" و السلوك حد عند تقف لم الصوفية الدعوة فكرة ولكن

جاوزت ولكنها ، للناس و لها خير لكان الحد هذا عند وقفت ولو

ومزج ، والمواجد األذواق تحليل إلي األولي العصور بعد ذلك

الماضية األمم ومواريث والمنطق الفلسفة بعلوم ذلك

الثغرات وفتحت ، منه ليس بما الدين بذلك فخلطت ، وأفكارها

ليدخل العقيدة و الرأي فاسد أو ملحد أو زنديق لكل الواسعة

، والتقشف الزهد إلي والدعوة التصوف باسم الباب هذا من

وأصبح ، الباهرة الروحية النتائج هذه علي الحصول في والرغبة

نظر محل يكون أن يجب الناحية هذه في يقال أو يكتب ما كل

ونقائه صفاته على والحريصين الله دين في الناظرين من دقيق

( " .17 . )

من ينهل أن يجب الذي الصافي النبع ذلك يعد لم التصوف إذا

بسبب ، عنه يبتعدوا أن عليهم ينبغي بل المسلمون معينه

فساده . إلي أدي مما أشباهها و المنطق و بالفلسفة اختالطه

أصبح التصوف أن على الله يرحمه البنا األستاذ يؤكد ولذلك

و الكتاب من نابع هو ما فمنه ، مصادره أساس على قسمين

" : وفي يقول ، له مصدرا الفلسفة يعتمد هو ما ومنه ، السنة

أصوله : يستمد ، إسالمي ديني تصوف قسمان التصوف أن رأيي

. سلم و عليه الله صلي رسوله وسنة الله كتاب من وأحكامه

نظريات من وقواعده أصوله يستمد ، عقلي فلسفي وتصوف

والنفوس " . العوالم علي وأحكامهم الفالسفة

الفلسفة يرفض أنه على الله يرحمه البنا األستاذ يؤكد وهنا

التصوف خلط ألن التصوف وبين بينها الخلط ويرفض عامة

24

والفكرية العقدية االنحرافات من العديد إلي أدي بالفلسفة

الشرك . ) مقدمتها ( 18وفي

التصوف من القسمين أن إلي الله يرحمه البنا األستاذ وينبه

إلي أدي مما ، البعض بعضهما مع تداخال والفلسفي اإلسالمي

وقد : " يقول ، عامة التصوف على الفلسفية المذاهب سيطرة

، الباطل من الحق إدراك معه عز كبيرا اختالطا القسمان اختلط

رسوله وكالم الله كالم لتفسير الفالسفة آراء فيه واستخدمت

اآليات المتأولون به تأول ما بقدر سلم و عليه الله صلي

لسان للصوفية صار حتى الفالسفة وآراء يتفق بما واألحاديث

عليهم . " ) مقصورة واصطالحات ، بهم ( . 19خاص

التصوف أن الله يرحمه البنا األستاذ أن ذلك من نستنتج

تماما اختلطا الفلسفي والتصوف والسنة الكتاب من النابع

بينهما . التفرقة يستطيع ال المرء أن لدرجة

التصوف عن الله يرحمه البنا األستاذ يتحدث وعندما

كل اختلط ، قسمين إلي بدوره انقسم أنه يوضح ، اإلسالمي

" : اإلسالمي التصوف أن كذلك ونالحظ يقول ، باآلخر منهما

: تطهير و التهذيب و بالتربية يتعلق قسم قسمان نفسه

الفضائل استكمال و ، األخالق محاسن علي حملها و ، النفوس

و . ، الرياضة بنتائج يتعلق وقسم المعاملة بعلم المعروف هو و

إلي الفيض و الكشف و المواجد و األذواق من العبادة ثمرات

تمييز . معه يصعب اختالطا كذلك القسمان اختلط وقد ذلك غير

، بالثمرة المريدين بعض يتعلق ولهذا ، اآلخر من أحدهما

غفلوا ربما بل ، الوصول سبيل يسلكوا أن قبل إليها ويتشوقون

. به اختلط اإلسالمي التصوف أن يالحظ كما به واستهتروا عنه

ومظاهر ، واألغراض الغايات وثمرات ، األهواء نتائج من كثير

به . " ) مرت التي العصور في واالجتماعية السياسية ( .20الحياة

25

ليس هو ما بدخول الله يرحمه البنا األستاذ من إقرار هذا

أن علي نؤكد يجعلنا مما ، اإلسالمي التصوف إلي بإسالمي

يعد لم الله يرحمه البنا األستاذ أقره الذي اإلسالمي التصوف

بنفسه . هو يقرر ما نحو على إسالميا

لتحرير برنامجا يضع الله يرحمه البنا األستاذ نجد لذلك و

. أن يريد أنه وأشباهها والمنطق الفلسفة أسر من التصوف

فيه يكون الذي ، الصحيح مساره إلي اإلسالمي التصوف يعيد

لتحقيق خطة يضع ونجده ، السنة و بالكتاب ملتزمين الصوفية

اآلتية : " المحاور على تشتمل ذلك

سنة – 1 و الله كتاب من أدلتها وبيان ، المعاملة علم أحكام إيراد

رسوله .

2 – ما علي والمواجد األذواق من ثمرتها إيراد في االقتصاد

والسنة . الكتاب مع يتعارض وال ، سبيله سلوك إلي يشوق

شيوخه – 3 له وضعها التي الفن أللفاظ الصحيح التفسير بيان

وأئمته .

4 – الله رضوان الشيوخ سيرة في الصالحة بالقدوة العناية

كالمهم . و عليهم

أساسه – 5 ألنها ، العلم هذا نواحي من العملية بالناحية العناية

( 21وأصله . " )

يرحمه - البنا األستاذ عند يسلم لم فإنه التفسير لعلم بالنسبة و

- نظريات إلدخال بدوره تعرض فقد الفلسفة مضار من الله

وجاء : " يقول ، الكريم القرآن آيات تفسير في عصر الفلسفة

ووقع الترجمة ، واليونان الفرس بعلوم واالتصال والفلسفة

الشؤون من كثير في وعلمائه اإلسالم فالسفة بين الخالف

التفسير كتب فنحت ، ذلك إلي وما الفقهية والفروع العقدية

النظريات من لكثير تضمنها حيث من األسلوب هذا نحو

26

العقدية والمذاهب اآلراء علي باآليات واالستدالل الفلسفية

يستنبط أن يجتهد كان المفسرين من كثيرا إن بل ، المختلفة

وكثير ، طبيعي أمر وذلك ، الفروع في مذهبه يوافق ما اآلية من

بعض علي الرد مجرد إليه الدافع كان إنما التفسير كتب من

الرازي الفخر تفسير في واضحا ذلك ويري ، السابقة الكتب

سنة " 606المتوقي تفسير " وفي ، الغيب مفاتيح والمسمي هـ

سنة المتوفى و 528الزمخشري بالكشاف المسمي هو و هـ

" التفسير األسلوب هذا علي الباحثين بعض ويطلق ، أضرابهما

( 22بالمعقول" . " )

و مذاهب من استفادوا المفسرين بعض أن ذلك من نستنتج

اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة و اليونانيين فالسفة نظريات

عن النصوص أخرج مما الحكيم الذكر آليات تفسيرهم في

الحقيقي . ) ( 23معناها

تعقيب :

1 - و المفكرين بعض به نادي الذي التغريبي االتجاه رفض

اليونانية الفلسفة على هذا رأيه وامتد ، المصريين المثقفين

عامة . اإلسالمي بالفكر كثيرا أضرت أنها رأي التي

2 – تهمة من والسنة القرآن من النابع التصوف برأ أنه رغم

اختلط اإلسالمي التصوف بأن أقر أنه إال العقدية االنحرافات

فيه , مما التصوف لتنقية طريق خريطة ووضع الفاسد بالتصوف

الصحيح . . مساره إلي يعود حتى وبدع شركيات من

4 – الفلسفة مفاسد من عانت اإلسالمية العلوم كل أن يري

( ) ( حسبما أو بالمعقول التفسير والتفسير الفروع كالفقه

) تخليص بضرورة ونادي بالرأي التفسير البعض عليه يطلق

الفلسفة . مضار من اإلسالمية العلوم

27

لم – 5 وكذلك ، عنده الفلسفة مصادر من مصدر ألي أثرا نجد ال

أحد أو الفالسفة أحد كتب من فلسفي نص بأي يستشهد

الفلسفة . مجال في الدارسين أو الباحثين

الحواشي :

االستغراب ) علم مظاهر (2من

28

االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من قطب سيد موقف

اليونانية) (الفلسفة

االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من قطب سيد موقف

اليونانية) ( الفلسفة

لجماعة الكبار األعالم من الله يرحمه قطب سيد األستاذ يعد

بكل الفلسفة غمار بدوره خاض ولقد ، المسلمين اإلخوان

. الله يرحمه موقفه معرفة البحث هذا في وسنحاول مراحلها

من معه وسنبدأ ، الخصوص وجه على اليونانية الفلسفة من

29

نقده خالل من الحديثة الغربية الثقافة من الله يرحمه موقفه

" في الثقافة مستقبل الله يرحمه حسين طه الدكتور لكتاب

" من لموقفه موافق موقفه كان إذا عما لنعرف ، مصر

. البنا األستاذ نهج على سار وهل ؟ ال أم اليونانية الفلسفة

والفلسفة عامة الغربية للثقافة الرافض موقفه في الله يرحمه

خاصة . اليونانية

غربية : : أم شرقية مصر توطئة

العقلية تكون أن الله يرحمه قطب سيد األستاذ يرفض

. في وجالء بوضوح ذلك ويبدو غربية أوروبية عقلية المصرية

فيه : " " نقد الذي مصر في الثقافة مستقبل كتاب نقد مؤلفه

. . طه د فيه صرح الذي ، التغريبي الله يرحمه حسين طه د موقف

العقلية بتقليد إال المصرية للعقلية مستقبل ال بأن حسين

ليست المصرية العقلية أن ذلك في وحجته ، الغربية األوروبية

غربية . ) أوروبية عقلية هي بل شرقية (1عقلية

عنوان : تحت كتابه في الله يرحمه قطب سيد األستاذ يقول

. – " : " حسين" طه د يقصد للدكتور غربية أم شرقية مصر

: - في ثقافتنا تكون أن كتابه في عامة وجهة الله يرحمه

خالصا . أوربيا اتجاهنا يكون وأن خالصة أوربية ثقافة المستقبل

و. ، تلكؤ ال و تردد غير في ، اليابان تأثرت كما أوربيا نتأثر وأن

اختيار . " ) أو تمحيص أو انتقاء ( 2بال

. حسين طه د تبناه الذي التغريبي االتجاه علي يؤكد وهذا

- - بتأثير العرب و المصريين التغريبيين من وغيره الله يرحمه

أيديهم . علي تتلمذ الذين المستشرقين أفكار

. مصر بأن الله يرحمه حسين طه د رأي نقد في ويستطرد

- . – " : ال الله يرحمه حسين طه د يقصد وهو فيقول ، غربية

هذا يبتدعها جديدة تكون وأن ، ابتداء الوجهة هذه تكون أن يحب

أشد هو يتوقاها اعتراضات تثير الوضع هذا في ألنها ، الجيل

30

، للماضي وابتاعا ، للقديم امتدادا تكون أن لها يريد بل ، التوقي

هذه الكتاب صفحات من صفحة سبعين في يقرر لهذا وهو

: كانت وأنها ، شرقية أمة وليست غربية أمة مصر أن النظرية

، شرقية ما يوما تكن ولم ، اليوم حتى الفراعنة عهد منذ غربية

شرقية . . " ) ما يوما تكون أن تطق ( 3لم

. ، الهند هنا بالشرق الله يرحمه حسين طه د ويقصد

. ويذكر العرب وجزيرة فارس ذكر وتجنب ، واليابان ، والصين

، األساس الموضوع أن أكد الله يرحمه حسين طه الدكتور أن

: عقليتها و ثقافتها مصر اآلتي السؤال عن نجيب أن يجب أننا

؟ . غربية أم شرقية

. د وجهة عرض في الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويستمر

" : سؤال عن لإلجابة فالبد فيقول الله يرحمه حسين طه

– بال ألنها ؛ غربية أمة مصر تكون أن الموضع هذا في الدكتور

– تفهم بما أكثر والفرنسي االنجليزي تفهم شك وبدون تردد

! الدكتور إليه قصد ما وهذا الزمان هذا في والياباني الصيني

المنوال . " ) هذا على السؤال توجيه ( . 4من

– – . نظر وجهة من الله يرحمه حسين طه د أن يعني ذلك

. تماما غربية مصر أن إلي بنا يصل أن يريد قطب سيد األستاذ

موقفه الله يرحمه حسين طه الدكتور يبرر المنطلق هذا ومن

هو كما شيء كل في الغرب نقلد أن منا يريد الذي التغريبي

" " من غيره وفي مصر في الثقافة مستقبل كتابه في واضح

ألفها . التي الكتب

الذي األساس عن الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويتساءل

" : . . يقول هذا موقفه في الله يرحمه حسين طه د عليه يعتمد

يبنيها . إنه ؟ غربية أمة مصر أن في نظريته الدكتور يبني وعالم

اختلط اليوناني العقل أن وهي ، تاريخيا معروفة حقيقة علي

عشرة طوال اآلخر في منهما الواحد وأثر المصري بالعقل

31

" : - . – يقول الله يرحمه حسين طه د يقصد فلنسمعه قرون

عهد منذ اليونان عرفت مصر أن المدارس في يتعلمون التالميذ

في الفراعنة أقرها قد اليونانية المستعمرات وأن جدا بعيد

... في " يتعلمون والتالميذ المسيح قبل األول األلف قبل مصر

قد ، الشيء بعض مصر عن بعيدة شرقية أمة أن أيضا المدارس

قبل السادس القرن آخر في سلطانها وأزالت ، عليها أغارت

السلطان لهذا مصر تذعن فلم ، الفارسية األمة وهي المسيح

. أعنفها و المقاومة أشد تقاومه وظلت ، كارهة إال الشرقي

المدن وبمحالفة ، حينا اليونان بمتطوعة ذلك على مستعينة

، اإلسكندر عصر كان حتى ، آخر حينا في اليونانية وبالتأمل

في شك يخامره ال الدكتور نجد ، خط تحتها وضعنا التي الجمل

لتوافق مصر في اليونانية المستعمرات أباحوا المصريين أن

. الفرس قاوموا وأنهم وحده واليوناني المصري العقلين

بمتطوعة استعانوا لهذا وأنهم ، كذلك وحده العقلي لالختالف

اليونانية . " ) المدن بمحالفة و ( 5اليونان

التناقض الله يرحمه قطب سيد األستاذ يبين النحو هذا وعلي

. يرحمه حسين طه د يطرحها التي األدلة في والصريح الواضح

. يستخدمها التي الوسائل من كثير ضمن وسيلة وهذه الله

. حسين طه د أدلة دحض في الله يرحمه قطب سيد األستاذ

الله . يرحمه

الحجج كل ذلك بعد الله يرحمه قطب سيد األستاذ يفند ثم

. بأن القول في الله يرحمه حسين طه د إليها يستند التي

" : أن الدكتور يريد وال يقول غربية عقلية المصرية العقلية

دائما يعنيان ال السياسي الوفاق و السياسي النزاع أن يفرض

. وأنه ، الحديث في وال القديم في ال وفاقها و العقليات نزاع

– – العقلية بين اتصال هناك كان أنه كبير حد إلي صح إذا

. العقلين بين افتراق هناك وكان اليونانية والعقلية المصرية

تثبت . التي هي ذكرها التي األمثلة فليست والفارسي المصري

32

. ما السياسية المشاكل من يثور فيما اآلن وأمامنا ذلك أو هذا

، طاحنة حرب في والصين فاليابان ، المنطق هذا مثل ينفي

وهما فرنسا تعادي وإيطاليا ، الدكتور رأي في واحد فريق وهما

في – واحد عقلي فريق من أوربيتان أنهما فوق التينيتان أمتان

كذلك . " ) ( . 6رأيه

. طه د مزاعم نقد في الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويستمر

" : فيقول : حسين له قلنا لو الدكتور رأي هذه وما إن

كان وإنما ، المصريين من مرضية تكن لم اليونانية المستعمرات

للجنود ، الشعب من المكروهين الفراعنة بعض بها يسمح

وإنما ؟ الشعب غضب من هم لتحميهم ، المرتزقة اليونانية

لإلغريق تقريبهم الفراعنة هؤالء علي ينقمون كانوا المصريين

؟ . الصفات بأقبح ويصفونهم ، بالمرتزقة االختالط من ويأنفون

( "7)

اليونانيين من متذمرين المصريين جمهور كان وهكذا

الموقف هو وهذا ، مصر في بوجودهم يقبلون وال الغربيين

يجلبونهم . الفراعنة كان إذا وأما أجنبي هو ما كل من المصري

الشعب رأي عموم عن يعبر ال الفراعنة موقف فإن لحمايتهم

المصري .

. طه د محاورة في الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويستمر

لتبرير عليها اعتمد التي والمبادئ األسس أن ليثبت حسين

. . طه د عن فينقل واهية غربية أوروبية مصرية أن موقفه

– " : العقلية هذه يغير لم اإلسالم إن قوله الله يرحمه حسين

- ، اليونانية بالفلسفة اختلط ألنه ، المصرية العقلية يقصد

لهذه المكونة للعناصر موافقا عنصرا االختالط بهذا فأصبح

: المسيحية شأن شأنه اإلسالم وألن ؛ لها مضادا ال العقلية

بال فما ، إليها عبرت حينما األوربية العقلية تغير لم والمسيحية

33

. جاء القرآن أن مع الخلة هذه في المسيحية يغاير اإلسالم

؟ . " ) لإلنجيل ( 8مصدقا

. بين يساوي الله يرحمه حسين طه د أن ذلك من نستفيد

التحريف من العالمين رب قبل من المحفوظ الدين ذلك اإلسالم

بتحريفها . أتباعها قام التي النصرانية يروج وبين المسالة وهذه

ممن ذيولهم عليها يؤكد و كتاباتهم في المستشرقون لها

ظهرانينا . بين يعيشون

. طه د أدلة لمناقشة الله يرحمه قطب سيد األستاذ ينتقل ثم

: " : أن فأما الدليلين هذين فلنناقش بقوله الله يرحمه حسين

؛ فيه شك ال ما فهذا اإلسالم إلي امتدت اليونانية الفلسفة

قضاياها : و بفلسفتها الشعوب تطبع األديان إن قال من ولكن

وهو . الروحي نظامها هو لألديان األول المؤثر إنما ؟ المنطقية

. في تنطبع التي الغامضة الصورة وهو إنذارها و تبشيرها

و االجتماعية نظمها و قوانينها هذا بعد هو ثم ؛ أتباعها نفوس

القرآن " و التوراة في كما فيها كان إن السياسية و االقتصادية

كله" . : هذا من شيئا إن يقول الدكتور أظن وما النظم هذه مثل

. وحدهم فالخاصة اليونانية الفلسفة مع يتفق اإلسالم في

اإلسالم . فيه أثر فقد المصري الشعب أما الفلسفة بهذه تأثروا

. العربية بروحه فيه أثر بل بطابعها وطبعه ، تلك بخواصه

كما . " العالم أمم في األرواح أقوي من العربية والروح الخالصة

محطة من األخيرة محاضراته احدي في نفسه الدكتور ذلك يقرر

." اإلسكندرية مدينة اليونانية الفلسفة تعد ولم الالسلكية لندن

حتى . " " . بفرعونيتها محتفظة منف وظلت قليلة أحيان في إال

ثم اإلعراض وسعها ما عنهم أعرضت و فكرهتهم الرومان جاء

البالد . " ) سائر مع به تأثرت و ، راضية فاعتنقته اإلسالم ( 9جاء

عمق مدي على الله يرحمه قطب سيد األستاذ يؤكد وهكذا

هذه ، البسطاء المصريين نفوس في اإلسالمي الدين تأثير

34

تعالي و سبحانه ربها دين تلقفت التي الصافية النقية النفوس

من . المفكرة و المثقفة النخبة وأما قناعة و رضا عن به فآمنت

من أساتذتهم بأفكار قلوبهم و عقولهم تلوثت فقد المصريين

الوحيد المصدر هو اإلسالمي الدين يعد فلم المستشرقين

آثار له كان مما المستشرقين فكر إليه أضافوا بل لتفكيرهم

وأساطير خرافات تقديم أبرزها عليهم عديدة ضارة

، صحيحة حقائق أنها على للمصريين اإلسالم عن المستشرقين

أمره . على غالب وتعالي سبحانه الله ولكن

فيبين محاولته في الله يرحمه قطب سيد األستاذ يستمر و

علي . : " يقول والنصرانية اإلسالم بين جوهرية فروق يوجد أنه

اإلنجيل بين بل ؛ القرآن و اإلنجيل بين أساسيا فارقا هناك أن

بعد يحويان فهذان ، ناحية في القرآن و والتوراة ، ناحية في

واقتصادية واجتماعية دينية حدودا و وشرائع نظما الالهوت

فالمسيحية . .... كله هذا من يخلو يكاد اإلنجيل بينما ، وسياسية

وإرشادا روحيا نظاما إليها وصلت أوربا إلي امتدت حينما

والسياسة واالقتصاد للتشريع أسسا لها تضع لم ولكنها ، خلقيا

... علي يسيطر األوربي العقل بقي حينئذ القرآن وضع كما

شيء منه يتغير فلم ، فيها يتصرف و لها ويشرع الدنيوية الحياة

المصري العقل وضع فقد القرآن أما ، المسيحية مع هام

التشريع نطاق هو ، معين نطاق في له خضعت التي والعقول

القرآني . . " ) الدنيوي النظام و ( 10القرآني

، المسلم لإلنسان حياة منهج اإلسالم أن إلي ذلك ويرجع

اجتماعية أنظمة من إليه يحتاج ما كل اإلسالم في يجد فالمسلم

،،،الخ . وسياسية ، واقتصادية ، وثقافية ،

تخضع " " العقول أن من الشاهد هذا في ورد لما وبالنسبة

" " للقرآن يخضع لم المسلم العقل أن أري ، الكريم للقرآن

ومودة ورضي عقلي اقتناع عن معه تفاعل إنه بل الكريم

35

نور إلي الجهالة ظلمات من أخرجه الذي لإلسالم ومحبة

اإليمان .

أن الله يرحمه قطب سيد األستاذ يرفض النحو هذا وعلي

أن يرفض إنه أخري بعبارة أوربية عقلية المصرية العقلية تكون

. ولكننا الغربية للثقافة ومقلدة تابعة ثقافتها في مصر تكون

الفلسفة من موقفه على هذا رأيه سينسحب هل نتساءل

؟ . اليونانية

العصور : : مر على التوحيد مفهوم من موقفه األول المبحث

في التوحيد مسالة الله يرحمه قطب سيد األستاذ يستعرض

الفلسفات في وكذلك ، والميتافيزيقية الوضعية الديانات كل

كان إذا وعما ، التوحيد هذا طبيعة يتبين حتى العصور مر على

الشرك و الوثنية شوائب اعترته أنه أم خالصا ربانيا التوحيد هذا

التيه . و الجاهلية و

األديان : : األول المطلب

في أخناتون ديانة إلي يشير القديمة عندما إلي مصر ينبهنا

يقول . : " بالوثنية المشوب التوحيد من شيئا تحمل كانت أنها

ديانة وصف . أخناتونواشتملت إذ التوحيد من لون على

ومنها " " ، والفاعلية ، الوحدانية بأوصاف أتون إلهه أخناتون

عرفته . تصور أعلى هذا وكان وتدبيره وحفظه الكون هذا خلق

تغفل - إال ينبغي كان وإن السماوية الديانات غير في البشرية

ذلك - مع ولكن هذه أخناتون عقيدة في السماوية الديانات أثر

المادية . الشمس هذه جعل إذ الوثنية عقائد من شائبة شابتها

عقيدة . فاختلطت السمه oمرادفا اسمها وجعل ، أللهه oرمزا

الغريب ! . " ) الوثني األثر بهذا ( 12، 11التوحيد

إلهيا ربانيا توحيدا يكن لم أخناتون توحيد أن يعني ذلك

بل . الشريفة السنة و الكريم القرآن في الوارد كالتوحيد خالصا

36

من تماما يخرج أخناتون طرح أن يري الباحثين من نفر يوجد أنه

التثليث . دائرة في بالفعل يدخل و التوحيد دائرة

لحضارة القديمة وبالنسبة ديانة الهند أو يجد الهندوكية

قاله البراهمية ما غرار على للكون واحد إله وجود على تؤكد

هذا ، الوجود في حل هنا اإلله ولكن ، القديمة مصر في أخناتون

يمثل الذي المادي العالم مقابل في الخير يمثل الذي الوجود

يقول . : " : وحده الهندوكية الشر هو بواحد اعترفت oمثال

: " " " "، بالكمال التفرد صفاته من وجعلت براهما وهو الموجود

ما . وجعلت باألزلية والتفرد ، بالدوام والتفرد ، بالخير والتفرد

وما " " .. األكوان فهذه له وجود ال عدما الموجود الواحد هذا عدا

هو ! . " " الذي الوجود جعلت آخر جانب من ولكنها عدم فيها

والنقص " " .. الشر هو الذي العدم في يحل والكمال الخير

عدم – - هو الذي العالم هذا أجزاء من جزء كل في حال فبراهما

مؤلف - - اإلنسان ذلك في بما العالم هذا أجزاء من جزء فكل

بقاء . . . من ونقص كمال من وشر خير من وعدم وجود من إذن

المستمرة ! . المحاولة هي إذن المؤمن الهندوكي ومهمة وفناء

من ، كيانه في الذي والبقاء والكمال والخير الوجود لتخليص

.. " هنا " ومن براهما ليصير ، والفناء والنقص والشر العدم

الوجود – - " " لينطلق العدم هو الذي جسمه إفناء على حرصه

وهي .. " " النرفانا درجة هي وهذه oطليقا ويصبح ، فيه الحال

هذا " " ! . شاب فقد ذلك ومع براهما والعودة الخالص تمثل

اعتبر – - " ".. إذ التثليث من شائبة حلول من به ما على التوحيد

براهما" " : " " اإلله الواحد لإلله ثالث صور من صورة براهما

واإلله . " " . الحافظ صورة في فشنو واإلله الخالق صورة في

" القدر" " . " " " هي الكارما جعلوا ثم الهادم صورة في سيفا

العالم . على يكرر الذي وهو األفالك وعلى اآللهة على الغالب

في .. حتى التوحيد عقيدة تسلم فلم والفناء الخلق دورات

باإلحاالت ! . " ) المليئة تلك ( 14، 13صورتها

37

البرهمية أو الهندوكية الوضعية الديانة أن ذلك من نستفيد

والتطهير ، التثليث وشابها ، كالحلول الفلسفة نظريات اعترتها

و . واألساطير الوثنيات من وغيرها والشرك ، الجسد عالئق من

التالية الحضارات في ذلك بعد واضحا أثرها ويبدو ، الشركيات

هذه لغات إلي الهندية الحضارة كتب ترجمت عندما عليها

ظهر فيما اإلسالمية الحضارة الحال بطبيعة ومنها الحضارات

هذه من كثيرا جعبتها في تحمل منحرفة فكرية تيارات من فيها

الفكرية . االنحرافات

الفرس وأما و بالد للخير أحدهما بالهين تؤمن كانت التي

كانوا . : " والفرس يقول يتصارعان مازاال وهما ، للشر األخر

قدرته " " . بالثنوية يعتقدون هرمز هو إلها للخير ويجعلون ،

للشر . ويجعلون والخير النور عالم على مقصوران واختصاصه

عالم " " على مقصوران واختصاصه قدرته أهرمان هو إلها

زروان . " اسمه قديم إلله مولودان أخوان وهما والشر الظالم

الخليقة" ! . " قبل كانتا الظالم ومملكة النور مملكة أن وزعموا

الخير عناصر يخلق مملكته في طفق هرمز وأن ، منفصلتين

نظر . . فلما السحيق قراره في عنه غافل أهرمان و والرحمة

مملكة جانب من اللمعان راعه ، أخيه خبر ليستطلع يوم ذات

أن . وشيك النور أن وعلم العاقبة من نفسه على فأشفق ، أخيه

فيه ويضمن به يعتصم oمالذا له يترك فال ، ويستفيض ينتشر

الشر . – شياطين وهي الظالم خالئق معه وثارت ، فثار البقاء

بالخبائث - ! الكون ومألت هرمز سعي فأحبطت والفساد

تزال.. " . ( . " ) واألرزاء وما المعركة واحتدمت ( 16، 15الخ

الهين " " للوجود أن تؤكد الثنوية ديانة أن ذلك من يبدو

بالتوحيد له عالقة وال الحضارة هذه ساد شرك وهذا ، اثنين

بعيد . من أو قريب من تماما اإلسالمي

38

الله أن نجد الشركية الوضعية الديانات تلك مقابل وفي

الرباني بالتوحيد السالم عليه إبراهيم أرسل تعالي و سبحانه

وكان . : " يقول جمعاء اإلنسانية للفطرة الموافق الخالص

ديانة السالم التوحيد عليه إسماعيل إبراهيم به وصى و ،

به . ووصى ، بالتوحيد يدين إسحاق ابن يعقوب وكان وإسحاق

الكريم : " القرآن ذلك يحكي كما ، موته ساعة في كذلك بنيه

ولقد ؟ نفسه سفه من إال إبراهيم ملة عن يرغب ومن

قال . إذ الصالحين لمن اآلخرة في وإنه ، الدنيا في اصطفيناه

إبراهيم : . : بها ووصى ، العالمين لرب أسلمت قال أسلم ربه له

إال : تموتن فال ، الدين لكم اصطفى الله إن بني يا يعقوب� و بنيه

قال . . إذ الموت يعقوب حضر إذ شهداء كنتم أم مسلمون وأنتم

آبائك : : واله إلهك نعبد قالوا ؟ بعدي من تعبدون ما لبنيه

- مسلمون – له ونحن oواحدا إلها وإسحاق وإسماعيل إبراهيم

يتفق( 17 [ ". )133 – 130البقرة] : الذي الصحيح التوحيد هو هذا

و الشرك شوائب من الخالية السليمة اإلنسانية الفطرة مع

التوحيد . بين شاسع بون يوجد أنه القول يمكننا وبذلك الجهالة

الموحي السماوي الدين وذلك الوضعية األديان هذه في الوارد

مخلوقاته . لكل الرازق و الخالق العالمين رب قبل من به

ولكن ، اإللهي بالتوحيد كذلك جاء السالم عليه وموسي

جاء . : " فلما يقول كتابه حرفوا إسرائيل بني موسى قومه

o إسرائيل رسوال تعتبر – لبني اليهودية تزال وما بالتوحيد جاء

– ، بعده ومن موسى قبل من إسرائيل بني أن إال توحيد ديانة

إلها . فجعلوا مواضعه عن الكلم وحرفوا ، التوحيد هذا شوهوا

ينصرهم . oقوميا إلها جعلوه ولكنهم وحدوه إسرائيل لبني oخاصا

اله ! " على افتروا ما فوق وذلك اآلخرين اآللهة أصحاب على

يعذبنا " " ". ال وهو وأحباؤه الله أبناء نحن فقالوا ذاته إسرائيل

أبناء : " " : له إن عنه وقالوا الله ابن عزير وقالوا ، بذنوبنا

اإلله خاف الذين ، العمالقة فولدوا الناس بنات مع تزاوجوا

39

إن ! : وقالوا ألسنتهم وبلبل فنزل ، مثله آلهة يصبحوا أن منهم

عنه ! : وقالوا حقوه فخلع وضربه ، مرة اإلله هذا صارع يعقوب

إنه : عنه وقالوا ، بهوائها يتبرد و الحديقة ظالل في يتمشى إنه

… شوهت التي األساطير هذه آخر الى الشواء ريح يحب

التوحيد . " ) عقيدة ( 19، 18وطمست

عن الكلم حرفوا و التوحيد عقيدة إسرائيل بنو ضيع وهكذا

مواضعه .

علي " " أصبح إسرائيل بني إله يهوا أن بله الطين زاد ومما

إله . : " أما يقول ومدمر عنصري اله إسرائيل أيديهم يهوا " بني

الخاص" – – ! إسرائيل اله فهو المنحرفة تصوراتهم ترسمه كما

فيثور ، الغريبة لآللهة إسرائيل شعب عبادة من يغار الذي

رضي . إليه الشعب عاد إذا حتى وينتقم ويحطم ويغضب

بشعبه . . فعل ما على وندم والتدمير النقمة عن وكف واستراح

محرف ( 21، 20المختار ! . " ) للتوحيد اليهود تصور أن ذلك يعني

الفطري بالتوحيد بالمطلق له صلة ال هذا و أيديهم بفعل

الرباني .

لينشر السالم عليه عيسي أرسل المنطلق هذا ومن

وجاء . : " يقول قومه بني بين الخالص اإللهي عيسىالتوحيد

السالم ، .. عليه التثليث إلى النصارى عقائد انتهت ثم بالتوحيد

: ، األب الثالثة األقانيم بين ، بالتوحيد يصفوه أن يحاولون الذي

االبن . األقنوم طبيعة على االختالف مع القدس والروح ، واالبن

تفرقت .. " " كما ، الديانة هذه في التوحيد يجعل مما ومشيئته

المتنوعة التصورات واقع من لها حقيقة ال دعوى ، الطوائف بها

المتعددة . " ( 23، 22) للكنائس

الديانة هذه في سمة صار التجسيم أن فيبين ويستطرد

يقول . : " سابقة انحرافات من اعتراها ما جانب إلي

الكنسية وال وتلبسهما تصورات ، وإرادته المسيح طبيعة عن

40

في ... متجسمة أو متلبسة الله إرادة تجعل وهي بالالهوتية

الركام .. هذا أخر إلى المسيح التي( 24! . " ) إرادة الجاهلية من

لحل وتجسيد حلول من اليونانية الفلسفة بنظريات استعانت

شخصية طبيعة تحديد وهي ، النصارى تواجه عقدية مشكلة أهم

السالم . عليه المسيح

اليونانية : : الفلسفة الثاني المطلب

عندما الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن إلي أشير بداية

عنه " " يعبر اليونانيين فالسفة عند اإللوهية مبحث عن يتكلم

وال " " ، إسالمي مصطلح المصطلح هذا و ، التوحيد بمصطلح

و غيرهم دون المسلمين على حكر المصطلح هذا أن بذلك نعني

اإلسالم " " في اإللوهية مسالة عن نتحدث عندما أنه اعتقد لكن

معاني " " له ألن التوحيد مصطلح نستخدم أن الضروري من

معان فله العربية غير في أما بعينها العربية اللغة في ودالالت

اللغة في الواردة والدالالت المعاني مع تتطابق ال ودالالت

تحديد . فمسالة المتلقي عند لبس يحدث ال وبالتالي العربية

في تدخل أنها واعتقد ، األهمية في غاية مسالة المصطلحات

اإلسالم . عن الدفاع عليه نطلق ما إطار

فلسفات يوجد أنه إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ يشير

تعالي و سبحانه الله عن نفت لكنها تعالي لله بالتوحيد تقر

، صفاته كل اإلسالمي التصور له أثبت حين في صفاته بعض

تصورا تعالي الله لصفات الفلسفات هذه تصور يعد ولذلك

" : . يقول إيجابي تصور فهو اإلسالمي التصور عكس سلبيا

إفراده وإفراد كثيرا القرآن في يصاحبه باإللوهية سبحانه الله

-هيمنةوال بالملك سبحانه , القهرو السلطانو فالتوحيد

. وإنما الله ذات توحيد مجرد ليس . هو اإلسالمي إيجابي توحيد

, و السلطان وتوحيد الكون في والتأثير الفاعلية الهيمنةتوحيد

. أيضا في ومتى وما السموات في ما لله أن النفس شعرت

41

, . ال محيط شيء بكل وأنه عن يند األرض وال علمه عن شيء

. سلطانه . سبحانه الله إفراد إلى القوي باعثها هذا كان

; باإللوهية وطاعة منهجه بإتباع إرضائه محاولة والى والعبادة

شيء . . وكل شيء . . ملكهأمره بكل وهو قبضته في شيء وكل

. وبعض. محيط بعضها ولكن الله وحدانية تقرر الفلسفات

ينفي . وبعضها اإلرادة عنه عنه . عنه ينفي ينفي وبعضها العلم

عنه . السلطان ينفي هذا . . الملكوبعضها آخر الذي الركام إلى

. . " ! " ال سلبيا التصور هذا يصبح ثم ومن فلسفات يسمى

في له وأخالقهم , ; حياة فاعلية سلوكهم في له أثر وال الناس

وواقعهم . . مشاعرهم في له قيمة كالم ! ! كالم وال إن. مجرد

. , فهو األرض في وما السموات في ما له اإلسالم في الله

وهو . . مالك شيء فهو . بكل كل محيط كل مهيمنشيء على

ويصلح . . . الضمير يصلح التصور هذا ظل وفي و . شيء السلوك

الحياة . " ) ( 25تصلح

التصور حين في واقعي غير لإللوهية الفلسفي التصور إذا

مع يتفق كذلك فطري و وقعي الرباني للتوحيد اإلسالمي

اإلنسانية . الفطرة

أسلفنا فيما الله يرحمه قطب سيد األستاذ مع نتفق كنا وإذا

بال " " عال و جل لله وصفه في معه نختلف أننا والهيمنة، ملكإال

والسلطان . والقهر، ، آلية تفسيره في بوضوح ذلك ويبدو

. الذي التفسير وهذا العرش على تعالي و سبحانه الله استواء

الجهمية تفسير هو الله يرحمه قطب سيد األستاذ يطرحه

والجماعة . السنة وأهل الصالح السلف تفسير ليس و والمعطلة

األستاذ وضعها التي األساسية المبادئ يخالف ذلك في وهو

أنها من المسلمين اإلخوان لجماعة الله يرحمه البنا حسن

وسنية . ) سلفية (26جماعة

42

من هذا موقفه الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويبرر

والالهوتية الثقافية و الفكرية الحالة بأن والفالسفة الفلسفة

ممتلئ ركام كانت و والتيه الجاهلية في قمة كانت اإلسالم قبل

عن المنحرفة الفلسفة و واألساطير الخرافة و والزيف بالوثنية

لقد . : " يقول الرباني من المنهج ركام العالم وفي اإلسالم جاء

والفلسفات واألساطير والتصورات واألوهام العقائد

, , . . بالزائف والصحيح بالباطل الحق فيها يختلط واألفكار

، والدين . بالخرافة . اإلنساني والضمير باألسطورة والفلسفة

يتخبط الهائل الركام هذا يستقر , في تحت وال وظنون ظلمات

يقين . على نور , وكان منها وال يقين وال فيه قرار ال الذي التيه

البشرية بتصور يحيط الذي ذلك وعالقته ، إللهها هو وصفاته

. , الخصوص وجه على واإلنسان الله بين الصلة ونوع بخالئقه

في ولم قرار على البشري الضمير يستقر أن مستطاعا يكن

, أمر وفي الكون هذا , نفسه أمر أن قبل حياته منهج وفي

وصفاته , إللهه وتصوره عقيدته أمر في قرار على وقبل يستقر

وهذا العماء هذا وسط في مستقيم واضح يقين إلى ينتهي أن

الركام وهذا . الثقيل التيه هذا وال ضرورة اإلنسان يدرك

, وحتى الركام هذا ضخامة على يطلع حتى يروض االستقرار

والفلسفات واألساطير والتصورات العقائد من التيه هذا

التي واألفكار الضمير جاء واألوهام على ترين فوجدها اإلسالم

( 27البشري ... " )

سلم و عليه الله صلي رسوله تعالي و سبحانه الله أرسل لقد

إلي الناس ليدعو أرسله ، النور إلي الظلمات من العباد ليخرج

آلهة أو األوليمب آلهة اإللهة لعبادة وليس العباد رب عبادة

أخرى . آلهة أية أو الرومان

يشير فعندما اليونانية الحضارة في جالء و بوضوح ذلك ويبدو

اإللوهية طبيعة أو مفهوم إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ

ألهوا اليونانيين أن كيف يبين ، اليونانية األسطورة في

43

أدي مما ، البشر صفات اإللهة على أضفوا أنهم وكيف ، الطبيعة

الفطرة عن البعد كل بعيد تصويرا عندهم اآللهة تصوير إلي

كذلك . : " وفرق يقول الصحيح البشري العقل وعن اإلنسانية

متهور . . . . ظالم متعجرف شهواني اله مع يتعامل الذي بين

أو – - : " " زيوس بزعمهم اإلغريق كاله األهواء متقلب

. . " " "o مشغوال oلدودا oحقودا يصورونه كانوا الذي جوبيتير

األرباب . شؤون من يبالي ال والغرام الطعام بشهوات

طغيانه في والتمادي ، سلطانه حفظ على يعينه ما والمخلوقات

ألنه. " " – - بزعمهم الطب اله اسقوالب على يغضب وكان

الموتى أرواح على الضريبة جباية فيحرمه ، المرضى يداوي

يغضب ! وكان الهاوية باطن إلى األرض ظهر من ينتقلون الذين

يعل�م " " – - ألنه بزعمهم والصناعة المعرفة اله برومثيوس على

من" " يتخذ وأن ، الصناعة في النار يستخدم أن إلنسان ا

بالعقاب . عليه حكم وقد األرباب قوة تضارع قوة المعرفة

بل ، اإللهة حظيرة عن بإقصائه وال ، بموته يقنع فلم ، الدائم

. ، سحيق جبل إلى فقيده له العذاب ألوان اختراع في تفنن

إذا حتى ، النهار طوال كبده تنهش الطير جوارح عليه وأرسل

بعد نهشها الى الجوارح لتعود ، بدنه في سليمة عادت الليل جن

مردود الدائم العذاب في دواليك هكذا يزال وال الشمس مطلع

هيرة " " " زوجته يخادع كان وأنه الدعاء مرفوض الشفاعة

- – ، مطلعها في الشمس لمدارة بزعمهم الغمام اله ويرسل

ومفاجأته ، النهار مطلع مع عليه الغيري زوجته هبوب من oحذرا

األوليمب " " عرش على عشيقاته ( 29، 28.. " ) بين

اليوناني الدين أو اليونانية األسطورة أن ذلك من نستفيد

في شيء لكل اليونانيون جعل فقد ، اإللهة تعدد على يقوم كان

غريبة الوثنية وتلك الشرك وهذا ، عنه المسئول هو اله الوجود

بأن . العلم مع الصحيح الرباني اإلسالمي التصور عن الغربة كل

كبير أو األرباب رب رأسهم وعلي اليونانيين عند اآللهة مجمع

44

ذلك نقلوا أنهم بل اختراعا اليونانيون يخترعه لم زيوس اآللهة

بأسماء المصرية اآللهة أسماء تغير بعد المصريين قدماء عن

يونانية .

اليونانية الحضارة في الجاهلية الحالة إلي أشار أن وبعد

اليونانيين فالسفة عن الحديث إلي ينتقل الفلسفة ظهور قبل

هؤالء أطروحات تكون أن أمل وكله المشهورين و الكبار

السابقة اليونانية األساطير في ورد مما حاال أفضل الفلسفة

اليونانية . الفلسفة ظهور علي

أفالطون ) اليوناني الفيلسوف مذهب إلي يشير فنجده

427 – 347 ) . عن رأيه منها يستقي لكي المثل نظرية في م ق

المحسوس . المادي العالم إيجاد وكيفية ، وصفاته ، الصانع

مذهب : " في فالوجود متقابلتان :أفالطون يقول طبقتان

الهيولي " أو األولية المادة وطبقة ، المطلق العقل "Hyleطبقة

الهيولي .. من كله والعجز ، المطلق العقل من كلها والقدرة

، العقل من تأخذ ما بمقدار تعلو ، درجات على كائنات ذلك وبين

الكائنات ... وهذه الهيولي من تأخذ ما بمقدار وتسفل

وبعضها ، أرباب أنصاف وبعضها ، أرباب بعضها ، المتوسطة

األرباب . تلك وجود أفالطون ارتضى وقد بشرية نفوس

فإن ، وألم ونقص شر من العالم في ما بها ليعلل ، المتوسطة

إال عنه يصدر وال ، والمكان الزمان يحده ال كمال المطلق العقل

. ، الخلق تولت التي هي الوسطى األرباب فهذه والفضيلة الخير

النقص .. فجاء العاجزة الهيولي و القادر اإلله بين لتوسطها

الطرفين !!! . " ) بين التوسط هذا من واأللم ما( 30والشر هذا و

عند الصدور أو الفيض نظرية في واضحا ذلك بعد سنجده

أفلوطين ) اليوناني بفلسفة ( 270– 204الفيلسوف تأثر الذي ، م

أرسطو ) بفلسفة كذلك و . ( 322 - 384أفالطون تأثر و ، م ق

ولم . عليه السابقين اليونانيين الفالسفة من بغيرهم أيضا

الوسطي " األرباب مصطلح الوسائط هذه على أفلوطين يطلق

45

الباحثين" " " بعض و المفارقة العقول اسم عليها أطلق بل

العشرة " " . العقول اسم عليها يطلق

على أفالطون عند الحس عالم و المثل عالم صفات ويبين

ألنها : " ، وخداع بطالن المادية المظاهر هذه وكل اآلتي النحو

تصمد ال وأوضاع أشكال على للحس وتتراءى ، وتتلون تتغير

غيره ... . دون المجرد للعقل والدوام الصمود وإنما حال على

المثل " " أو الصحائح الموجودات تستقر المجرد العقل وفي

خالدة . المجرد كالعقل وهي العربية الكتب في سميت كما

الصحائح . !!! ... وهذه الفساد لها يعرض وال النقص تقبل ال دائمة

فكل . الهيولي أو بالمادة يتلبس موجود لكل العليا المثل هي

الشجرية . نعوت من ناقصة صفات أو صفة فيها oمثال شجرة

منذ الله عقل في هي ؟ فيها نقص ال التي الشجرة هي فأين

محاكاة . فهو ، الشجرية خصائص من بالمادة تلبس وكل القدم

األعلى . " ) المثل ( 31لذلك

يستخدم الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن سبق مما يبدو

بتعبير " " أو أفالطون عند اإلله عن للتعبير الله الجاللة لفظ

جانبه " " . الله يرحمه أنه القول ويمكننا الصانع أفالطون

و " " الموضع هذا في الله الجاللة للفظ استخدامه في الصواب

إلي فيها يشير التي المشابهة األخرى المواضع من غيره في

لم أفالطون ألن ، خاصة اليونان وفالسفة عامة الفالسفة آراء

لفظ استخدم بل محاوراته في أساسا الجاللة لفظ يستخدم

اللغة في ودالالته معناه الجاللة لفظ ألن وأيضا ، الصانع و اإلله

: ، واإلنجليزية ، اليونانية اللغات في عنها تختلف العربية

أن . األفضل من وكان اللغات من غيرها وفي والفرنسية

ما نفس وهذا ، الصانع أو اإلله لفظ هنا الله يرحمه يستخدم

أرسطو . عند اإللوهية لمسألة عرضه عند عليه سيسير

46

. اآلتي المثال خالل من أفالطون عند المثل نظرية ويوضح

حين : " ، اإلسالمي التصور في الكون واقعية تتضح كذلك يقول

تصور لعالم . أفالطون نراجع ظل مجرد وأنه المادي الوجود لهذا

. المكنون الشجرة لمثال ظل هي تراها التي فالشجرة المثل

! هو الذي المثال كمال يمثل ال ناقص وهو المطلق العقل في

المثل " " – - عالم من هي التي الكلية النفس و اإلله عقل في

" " ، المطلق العقل في هي كما المثالية األشياء بين الصلة هي

- – في هي التي الحقيقية غير المثل ظالل الصورية واألشياء

ونراه ! . " ) نلمسه الذي ، المادة ( 32عالم

لم الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن سبق مما واضحا يبدو

يمكن ولذلك ، أفالطون فلسفة فهم في المطلوب الجهد يبذل

أو لها عميق فهم عدم عن ينم أفالطون آلراء عرضه أن القول

عليها . ) جيد اطالع ( 33عدم

من عداه وما اإلنسان و للكون اإلسالمي التصور بين ويقارن

فاعلية . : " " بين والتوازن يقول اليونانية الفلسفة في جاهلية

الكون " . . ومقام اإلنسان مقام وبين الكون وفاعلية اإلنسان

جميع من النقطة هذه في اإلسالمي التصور سلم وقد

كلما ، البشري الفكر صاحبت التي التقلبات وجميع ، األرجحات

تجاه . اإلسالمي التصور استقامة وتتضح الله منهج عن انحرف

والتصورات الفلسفات ركام يراجع حين واإلنسان، الكون

كان . لقد المختلفة في أفالطونوالمعتقدات المادة يضع

مذهب . " في فالوجود واالعتبار القيمة من األسفل الدرك

وطبقة : المطلق، العقل طبقة متقابلتان طبقتان أفالطون

. " " ، المطلق العقل من كلها والقدرة الهيولي أو المادة

تعلو . درجات على كائنات ذلك وبين الهيولي من كله والعجز

من تأخذ ما بمقدار وتسفل ، العقل من تأخذ ما بقدر

موجدة ... وليست ، المجرد للعقل مقاومة فالهيولي الهيولي

و " العدم من الحديثة – -أفلوطينبمشيئته األفالطونية في

47

. ، العقل خلق األحد فالواحد نفسه الدرك في المادة يجعل

، الموجودات من دونها ما خلقت والروح ، الروح خلق والعقل

أو ، الهيولي عالم إلى طور دون oطورا ينحدر الذي الترتيب على

والفساد . " ) المادة ( 34عالم

ما عن صدر األول العقل أن سلفا أفلوطين ذكره مما يتضح

و " " ، ذاته األخير تأمل فعندما ، األحد الواحد بمصطلح عنه يعبر

العقل عنه فاض أو صدر والكرم الجود صفاته من كان لما

" األحد . " الواحد بـ يسمي ما تأمل بدوره األول والعقل األول

أو . وفاض للوجود الكلية النفس أو الروح عنه فاض أو فصدر

في الموجودة األنفس كل للوجود الكلية النفس هذه عن صدر

من . تاله ما كل األول العقل عن أيضا فاض أو وصدر الوجود

العاشر . العقل إلي العقول سلسلة في نصل حتى عقول

ونظرية ، العشرة العقول بنظرية النظرية هذه تسمي ولذلك

المفارقة . العقول

عندما الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن أيضا هنا ويالحظ

األحد " " الواحد مصطلح يستخدم أفلوطين عند اإلله عن يعبر

" إسالمية " عربية تعبيرات وهذه األحد مصطلح يستخدم وأحيانا

توحيده كان اليوناني الفيلسوف أفلوطين أن القارئ توهم قد

الفلسفة . إلي منه اإلسالم إلي أقرب

نظرية عن حديثه في يستخدم لم أفلوطين فإن وعموما

استخدم بل اإلسالمي العربي التعبير هذا الصدور أو الفيض

العربية " " – الترجمات في يرد ما نحو علي الواحد تعبير

الواحد - . عن العالم صدور أو فيض كيفية ليوضح لتاسوعاته

لتسوعات " " العربية الترجمات في موجود الواحد ولفظ

لفلسفته . أرخت التي اليونانية الفلسفة كتب في و أفلوطين

بتعبير المصطلح هذا استبدال الضروري من أن وأعتقد

بذاته " " . الواجب مثل آخر فلسفي

48

غيره مثل عقلي فرض سوي ليس أفلوطين اله فإن وعموما

ما وهذا ، اليونانيين فالسفة طرحها التي العقيلة الفروض من

كلي . وبقول ذلك بعد الله يرحمه قطب سيد األستاذ به سيصرح

في يجدها األفلوطينية الصدور أو الفيض نظرية يراجع من

ورد الذي الصحيح التصور عن تماما انحرفت اإللوهية مفهوم

اإلسالمية . العقيدة في

عند األول المحرك أو اإلله صفات إلي الله يرحمه ويشير

مذهب . : " يقول ، أرسطوأرسطو أبدي أزلي كائن أنه اإلله في

كان ! مذ إرادة وال له عمل وال ، آخر وال له أول ال ، الكمال مطلق

اإلرادة . . كانت وقد طلب كل عن غني والله لشيء oطلبا العمل

كل من األفضل األصلح عنده اجتمع قد والله ، أمرين بين oاختيارا

بين وال ، صالح وغير صالح بين االختيار إلى حاجة فال ، كمال

- أرسطو . – رأي في اإلله يناسب مما وليس مفضول و فاضل

عليه يطرأ ال ، سرمدي أبدي ألنه ، زمان في العمل يبتدئ أن

وجوده في جديد من عليه يستجد وال ، العمل إلى يدعوه طارئ

يناسب . ما وكل قديم وال جديد وال ، آخر وال أول بال المطلق

نعمة وال ، وراءها بغية ال التي ، بقائه بنعمة السعادة فهو كماله

تعنيه ! " ) عناية نطاقها من تخرج وال ، دونها وال ( 35فوقها

مصطلحات الله يرحمه قطب سيد األستاذ هنا يستخدم

عند " " األول المحرك إلي يشير و ، اآلخر و األول مثل إسالمية

أخري " " – - مرة للقارئ يوحي مما الله الجاللة بلفظ أرسطو

بالمطلق . صحيحا ليس وهذا ، إسالمية أرسطو تعبيرات بأن

أرسطو مصطلحات يستخدم أن هنا األفضل من كان ولقد

الفلسفة كتب و كتبه في الشائعة المصطلحات تلك ، نفسه

أرسطو . عن كتبت التي اليونانية

على ومن اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة قلد لقد

يتيسر حتى إسالمية ثيابا وألبسوهم اليونان فالسفة شاكلتهم

49

ننأ أن نريد ونحن ، اإلسالمية البيئة داخل فلسفتهم نشر لهم

ال أن أقصد الخطير االتهام هذا عن يرحمه قطب سيد باألستاذ

وهذا لإلسالم المنتسبين الفالسفة درب على يسير بأنه يتهم

اليونانية الفلسفة من موقفه في بالغين جالء و بوضوح يبدو

كلها . الدنيا بالء سبب يراها التي

أرسطو . عند اإلله صفات موضحا الله يرحمه ويستطرد

العالم : " يخلق أن يعنيه ال ، الكمال المطلق الكامل فاإلله يقول

الهيولي – - " " هذه ولكن الهيولي وهي األولى مادته يخلق أو ،

إلى شوقها الفعل إلى القوة من يخرجها ، للوجود قابلة

الشوق هذا فيدفعها ، اإلله قبل من عليها يفيض الذي ، الوجود

في المستطاع الكمال إلى النقص من يدفعها ثم ، الوجود إلى

وال ، والقابلية الشوق من فيها بما ، وتعمل فتتحرك ، حدودها

هذا : على الخلقة تكون أن ،إال الله خلقة من إنها عنها يقال

( 36االعتبار " . )

الله - - يرحمه قطب سيد األستاذ أن أخرى مرة والمالحظ

محركه " " أو أرسطو إله عن للتعبير الله الجاللة لفظ يستخدم

على اإلسالمية للعقيدة منافي أمر وهذا ، تعبيره حد على األول

سؤال . . من أكثر أمامنا يضع التكرار وهذا سابقا ذكرنا ما نحو

الفلسفة يستوعب لم الله يرحمه قطب سيد األستاذ هل

؟ . .. استهوته أم استغرقته هل ؟ الكافي بالقدر اليونانية

العالم لهذا أول محرك وجود يثبت أن أرسطو يريد وعندما

عند " " والله اآلتي النحو علي أو أرسطو يثبته ، األولى العلة هو

والبد ... ، محرك من المتحركات لهذه بد فال األول المحرك

العقل . ينتهي حتى وهكذا عليه متقدم آخر محرك من للمحرك

يقبل ال العقل ألن ، يتحرك ال محرك أو ، بذاته محرك إلى

نهاية . " . ) غير إلى الماضي في (37التسلسل

50

فمن يتحرك ال و ثابت أرسطو عند األول المحرك كان ولما

" o كامال يكون وأن ، آخر وال له أول ال ، oسرمدا يكون أن الضروري

o مستغنيا يكون وأن ، والتعدد والتركيب النقص عن oمنزها

في ... للعالم سابق المحرك وهذا موجود كل عن بوجوده

المقدمات تسبق كما ، الزمان سبق ال العلة سبق ، وجوده

ألن . الزمني الترتيب في تسبقها ال ولكنها ، العقل في نتائجها

ي�خل�ق . : " ال قال كما أو يسبقه ال فهو ، العالم حركة الزمان

زمان " . " ) في ( 38العالم

اإلله أو األول المحرك بأن أرسطو قول أن فيه الشك مما

بأن تخبرنا التي اإلسالمية العقيدة مع يتعارض يتحرك ال و ثابت

ما . هذا و الليل من األخير الثلث في ينزل تعالي و سبحانه الله

؟ ! . لماذا أدري وال ، الله يرحمه قطب سيد األستاذ يذكره لم

و السنة أهل موقف إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ عاد ولو

مثبت الموقف هذا لوجد اليونانية الفلسفة من الجماعة

الله يرحمه قطب سيد األستاذ يستفد لم لماذا أدري وال ، عندهم

في اليونانية للفلسفة الرافض والجماعة السنة أهل تراث من

ومعروف ثابت السنة أهل وموقف ، اإلسالمية العقيدة ضوء

ما . نفس وهذا الفلسفة و العقيدة مجال في المتخصصين لكل

ولو يشر لم كذلك فهو ، الله يرحمه البنا األستاذ عند وجدناه

للفلسفة الرافض والجماعة السنة أهل لموقف عابرة إشارة

لم . الله يرحمهما قطب سيد و ، البنا األستاذان هل اليونانية

ألم ! . ؟ اليونانية للفلسفة الرافض السنة أهل بموقف يعلموا

و سلفية أنها على الجماعة الله يرحمه البنا األستاذ يؤسس

الصالح ! . السلف موقف فأين ، كذلك األمر كان وإذا ؟ سنية

من كل كتابات في اليونانية الفلسفة من والجماعة السنة وأهل

الله يرحمه قطب سيد األستاذ كتابات و الله يرحمه البنا األستاذ

(.39 )

51

، العالم قدم على للشك مجاال يدع ال بما أرسطو ويؤكد

يقول . : " قديمة عند األولي المادة ألن قديم عنده فالعالم

يقول هذا الذي أرسطو وعلى الترجيح سبيل على العالم بقدم

العالم . " " قدم أن الجدل كتاب في يقرر أنه إال اليقين يقارب

أن ... : القضية هذه في براهينه وإجمال بالبرهان تثبت ال مسالة

عن . منزه والله الله إرادة في oتغييرا يستلزم العالم إحداث

جالله . – - جل ليبقى يحدثه فإنما ، العالم أحدث إذا فهو الغير

مفضول . . . هو لما يحدثه أو أفضل هو لما يحدثه أو كان كما

فإذا . الله حق في أرسطو يتصوره عما بعيدة الفروض هذه وكل

عن . منزه والله عبث فذلك ، كان كما الله وبقي العالم حدث

على . للزيادة محل فال ، كان مما أفضل ليصبح أحدثه وإذا العبث

عنه . يتنزه نقص فذلك ، oمفضوال ليصبح أحدثه وإذا كماله

ينبغي !... العالم فوجود ، تتغير ال قديمة إرادة كانت وإذا الكمال

العالم . . وجود علة هي الله إرادة ألن الله كإرادة oقديما يكون أن

إذن موجب فال ، عنها خارج سبب إلى مفتقرة العلة وليست

ال الذي سببها عن الموجودات لتأخر أو ، علته عن المعلول لتأخر

يتأخر ... ثم oشيئا اليوم يريد أن يجوز فاإلنسان غيره سبب

عن لعدول أو ، طارئ لعارض أو ، الوسيلة لنقص ، إنجازه

الله . ! . " ) حق في ممتنع ذلك وكل 40اإلرادة 41، )

للعقيدة منافي هذا و أرسطو عند قديم العالم إذا

و سبحانه الله أن و مخلوق العالم أن على تؤكد التي اإلسالمية

محض . عدم عن خلقه تعالي

عن اإلطالق على شيئا يعلم ال أرسطو عند األول والمحرك

أفرط . : " وقد يقول اإلطالق على به له صلة ال و ، العالم

ال : – - أرسطو وعال جل الله إن قال حتى ، القياس هذا في

الله . يعقل وإنما يعلمها أن من أقل ألنها ، الموجودات يعلم

وهو . ، ذاته يعقل فهو ، ذاته من أفضل وليس المعقوالت أفضل

يكون . !!! ما أفضل وذلك والمعقول والعقل وفرق. .. العاقل

52

" .. أرسط " " أنه " غير الوجود ممكن وكون الوجود واجب اله بين و

يخلق . لم oأوال فهو الكون تجاه oسلبيا ، الواحد هذا إلهه جعل

بشوق . . يتحرك الكون هذا إنما بتدبيره له عالقة وال الكون

الوجود " " مكان حالة من تقل ، الوجود واجب إلى فيه كامن

الوجود " " . ) حالة ( 42إلى

يهتم أناني األول محركه أو أرسطو إله أن ذلك من نستفيد

طرح أن على يدل وهذا ، الكون بهذا اهتمامه من أكثر بذاته

ال محض عقلي طرح أنه اإلله أو األول المحرك لفكرة أرسطو

فيه . نعيش الذي الواقعي العالم بهذا له صلة

األول " المحرك أرسطو بتعبير أو إلهه أن أرسطو زعم ، نعم

يفكر" فهو ، رعاية أو عناية دون سبيله لحال وتركه العالم أوجد

أدني يرعاه أن منه يستحق فال الوجود هذا أما ، فحسب ذاته في

يقول . : " األول المحرك اإلله هذا شأن من يقلل ذلك ألن رعاية

, مفرق هي جميعا للعالمين الربوبية هذه بين الطريق شمول

. رب إلى كلها العوالم لتتجه العقيدة في والفوضى النظام

, له تقر , بالسيادة واحد زحمة كاهلها عن وتنفض المطلقة

, بين كذلك الحيرة وعنت المتفرقة . شتى األرباب . ثم األرباب

وربوبيته الدائمة الله رعاية إلى العوالم هذه ضمير ليطمئن

تغيب , . القائمة وال تفتر وال أبدا تنقطع ال الرعاية هذه أن والى

أرقى كان كما الله تصور ال بأن يقول مثال ألرسطو فلسفي

الله , ألن به يهتم يعد لم ثم الكون هذا يفكر أرقى أوجد أن من

تصوره ! ! - وهذا وأرسطو ذاته في إال يفكر ال فهو دونه هو فيما

العقول , ! هو - أكبر هو وعقله الفالسفة (43" ) أكبر

يصف أن الفالسفة أكابر من وهو أرسطو أن كيف بالفعل

مع بالمطلق يتناسب ال الذي الوصف بهذا اإلله أو األول محركه

– – . محرك أن على أخري مرة يدل وهذا العالم لهذا موجد اله

53

مفهوم مع يتشابه ال وهو ذهني فرض إلهه أو األول أرسطو

بالمطلق . اإلسالم في اإللوهية

نحو – علي األول المحرك أو لإلله أرسطو تصور أن يعني ذلك

– التصور في وجل عز الله أن حين في سلبي عنه يعبر ما

" : . يقول إيجابي - اإلسالمي . . ) ( قيامه تعني القيوم صفة

. - كل قيام تعني كما موجود كل على فال موجود سبحانه به

. . أكبر كان كما ال وتدبيره وجوده إلى مرتكنا إال لشيء قيام

من - - اإلغريق فالسفة شيء في يفكر ال الله أن يتصور أرسطو

, يفكر أن تعالى ألنه ! في مخلوقاته في أن ويحسب ذاته غير

بينه ; الصلة يقطع وهو وتعظيما لله تنزيها التصور هذا وبين هذا

إيجابي . . . . تصور اإلسالمي فالتصور وتركه خلقه الذي الوجود

. سلبي - يقوم ال - كل على قائم سبحانه الله أن أساس على

على , وجوده في قائم شيء كل وأن وتدبيره . . إرادة شيء الله

شيء كل ووجود ووجوده وحياته المسلم ضمير يظل ثم ومن

حوله شيء ; مرتبطا من كل وأمر أمره يصرف الذي الواحد بالله

, , فيلتزم وتدبير حكمة وفق بالمنهج اإلنسان حوله حياته في

; قيمه منه ويستمد والتدبير الحكمة على القائم المرسوم

والموازين . , وموازينه القيم هذه يستخدم وهو (44" ) ويراقبه

اإلسالم في وتعالي سبحانه لله اإليجابي التصور هذا ويرجع

ومن ، مخلوقات من عداه ما لكل الخالق هو وعال جل ألنه

. أرسطو أما التدبير و العناية خلق ما تجاه الخالق مسؤوليات

سبحانه الله بمقام يليق ال ناقص عقلي تصور لإللوهية فتصوره

تعالي . و

لموضوع عرضه في الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويستطرد

اإلسالم في وتعالي سبحانه الله أن وكيف ، اإلسالم في التوحيد

ربه المسلم اإلنسان يحمد كيف و ، خلقه الذي العالم بهذا يعتني

األساطير في نراه ما عكس علي العالم لهذا رعايته على

54

" : . يقول اليونانيون طرحها التي هذه إنوالفلسفات جمال

التي الكبيرة الحقيقة وبساطة وتناسقها وكمالها العقيدة

مراجعة كل تمثلها . . من يتجلى كما والعقل للقلب يتجلى ال هذا

العقائد من الجاهلية واألساطير، والتصورات ركام

بالعالم ! وعالقتها اإللهية الحقيقة موضوع وبخاصة والفلسفات

. . . للقلب حقيقية رحمة رحمة اإلسالمية العقيدة تبدو عندئذ

فيها , بما رحمة وتناسق , , من والعقل ووضوح وبساطة جمال

. , عميق مباشر الفطرة مع وتجاوب وأنس الرحمن) وقرب

وحاالتها(. . الرحمة معاني كل تستغرق التي الصفة هذه الرحيم

: تتكرر ومجاالتها [ سورة يقصد السورة صلب في هنا

, , ] تلك في البارزة السمة لتؤكد مستقلة آية في الفاتحة

; الشاملة الربوبية و الرب بين الدائمة الصلة قوائم ولتثبت

. . ومخلوقاته الخالق وبين . مربوبيه والرعاية الرحمة صلة إنها

. على تقوم التي الصلة إنها والثناء الحمد تستجيش التي

, الطمأنينة الفطرية االستجابة هو فالحمد بالمودة وتنبض

. الندية عباده إن للرحمة يطارد ال اإلسالم في اإلله الرب

األوليمب كإلهة واألعداء الخصوم وثوراتها في مطاردة نزواتها

. االنتقامية المكائد لهم يدبر وال اإلغريق أساطير تصورها كما

" كما " جاء كالذي القديم العهد في المزورة األساطير تزعم

في بابل برج أسطورة سفر اإلصحاح في من عشر الحادي

،( 45) " التكوين . وتزني ، وتشرب ، تأكل اليونانيين آلهة تجد لذا

بها تتحلي التي البشرية الصفات من وغيرها وتقتل ، وتسرق

. القديمة اليونانية األساطير في واضح هو كما اليونانيين آلهة

. التصور وهذا بالفعل صراع عالقة والبشر اآللهة بين فالعالقة

والفطرة العقل صحيح مع تماما يتنافي لإللوهية اليوناني

العهد . في المنتشرة األساطير في كذلك نجده ما وهذا السليمة

(46القديم . )

55

عن فيكون الموجودات لخلق اإلسالم بتصور يتعلق وفيما

حين " " في فيكون كن للموجود وتعالي تبارك الحق قول طريق

يفلحوا فلم األمر هذا غمار في يخوضوا أن حاولوا الفالسفة أن

أن حيث الخلق لمسالة تفسيرهم في العقل على اعتمدوا ألنهم

هنا . : " يقول العقل مقدور في ليس األمر فكرة هذا إلى نصل

, العالقة نوع وعن سبحانه الله عن الكاملة التجريدية اإلسالم

طريقة , بين وعن وخلقه وهي , صدور الخالق الخالق عن الخلق

هذه عن تصور أوضح و . الحقائق أرفع . لقد الكون صدر جميعا

, طريق عن خالقه القادرة عن المطلقة اإلرادة ) : توجه , كن

: [ ) البقرة . 119فيكون كفيل[. ما كائن خلق إلى اإلرادة فتوجه

على , الكائن هذا بوجود وسيط , الصورة وحده بدون له المقدرة

. . التي اإلرادة هذه تتصل كيف أما مادة أو قوة نعرف ال من

المراد , الكائن بذلك لم , صدورهكنهها الذي السر هو فذلك عنها

, لإلدراك يكشف مهيأة غير البشرية الطاقة ألن عنه البشري

. مهيأة غير وهي وظيفتها إلدراكه إلدراكه في يلزمها ال ألنه

. . وعمارتها األرض خالفة وهي لها خلقت وهب وبقدر التي ما

تفيده التي الكون قوانين كشف على القدرة من لإلنسان الله

, مهمته , وسخر في األسرار عنه زوي ما بقدر بها االنتفاع له

بخالفته لها عالقة ال التي ( 47الكبرى .. " ) األخرى

هنا يستخدم الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن واضحا يبدو

الله خلق عن يعبر هو و محدثا أفلوطينيا فلسفيا مصطلحا

" " أن وأعتقد صدور ، صدر هو و للمخلوقات تعالي و سبحانه

األفضل من كان وأنه ، البتة للسياق مناسب غير المصطلح هذا

آخر قرآنيا مصطلحا الله يرحمه قطب سيد األستاذ يستخدم أن

،،،الخ : " . " فطر ، خلق مثال اإلسالم في الخلق مسالة عن ليعبر

توجيه هو الله يرحمه قطب سيد األستاذ قصد كان إذا إال

لكنه ، المحدثة األفلوطينية الفيض أو الصدور لنظرية انتقادات

ينتقدها بأنه الموضع هذا في يصرح أنه لم الجلي و الواضح بل

56

. وهذا اإلسالمية العقيدة في المخلوقات خلق كيفية يشرح

وأرسطو . أفالطون مع سابقا إليه أشرنا ما نفس

حيث سبق ما على الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويؤكد

وآية : " ال - - يقول نفسه العقل طريق عن بالرسالة يتم ما أن

فال ; بغيرها يتم أن تاريخ . . يغني يمكن إن عنها البشري العقل

العقول من واحدا عقال أن يسجل لم النادرة الكبيرة البشرية

المتوسطة العادية العقول إليه اهتدت ما مثل إلى اهتدى

في ; , ال بالرسالة . . وال نفسي خلق في وال اعتقادي تصور في

, لهذا واحد تشريع في وال حياة . النظام نظام . عقول إن

. . إنهم بل قطعا الكبيرة العقول من وأرسطو أفالطون

عقل : إن بعيدا - أرسطو ليقولون البشرية عرفته عقل أكبر هو

- راجعنا نحن فإذا وهداه الله رسالة - تصوره عن كما إللهه

- المسلم تصور عن تفصله التي الهائلة المسافة رأينا وصفه

الرسالة . إللهه العادي بهدى (48 ) " مهتديا

يرحمه قطب سيد األستاذ رفض من قدمنا مما الرغم وعلي

سيد األستاذ إعجاب نلمح أننا إال ، تفصيال و جملة للفلسفة الله

. عندما فهو والفالسفة بالفلسفة الخفي الله يرحمه قطب

، والوجود الله تجاه خاصة أرسطو أفالطون تصورات عن تحدث

فيلسوف ذهن وخاصة الكبيرة أذهانهم عن صدورها من تعجب

أرسطو مثل (49 . )كبير

الله يرحمه قطب سيد األستاذ يوضح ألفلوطين وبالنسبة

الفيض نظرية في الوجود واجب عن العالم فاض أو صدر كيف

و : " بقوله األفلوطينية الصدور يرى – - أفلوطينأو تقدم كما

وعن " " . " " العقل عنه صدر وقد اإلله وهو األحد هناك أن

العالم " " أوجدت وهذه الكلية النفس أو الروح صدرت العقل

أصله ! – المحسوس العالم وهذا العقل عن نيابة المحسوس

شر . . " " ! وهي ظالم وهي الموجودات أحط وهي المادة

57

الواحد! … … : إن يقول أن أفلوطين لزم هكذا و الخ وفساد

دونها . . ما خلقت الروح وإن الروح خلق العقل وإن العقل خلق

إلى . ، طور دون oطورا ينحدر الذي الترتيب على الموجودات من

ينحصر ! ثم ومن والفساد المادة عالم أو ، الهيولي عالم

تنتهي – - .. ثم العقل خلق في أفلوطين عند اإلله اختصاص

ذاك ! . ") عند ( 50مهمته

الله - - يرحمه قطب سيد األستاذ أن أخرى مرة هنا يتضح

عن ) ( يعبر عندما األحد ، الواحد إسالمية مصطلحات يستخدم

مصطلحات يستخدم أن عليه الواجب من وكان ، أفلوطين اله

أنه " " . وأعتقد الوجود واجب مصطلح مثل منها بدال فلسفية

في قرآنية مصطلحات ما شخص يستخدم أن البين الخطأ من

فلسفية مصطلحات يستخدم كذلك و الفلسفية الدراسات مجال

كل يستخدم أن الضروري فمن ، اإلسالمية الدراسات مجال في

لم إن و ، لها المناسب المكان في المناسبة المصطلحات منا

وقع كما فكرية و عقدية مخالفات عليه سيترتب فإنه ذلك يحدث

اإلسالم . ) إلي المنتسبين والفالسفة الفرق ذلك ( 51في

تنزيه في أرسطو منوال على يسير أن أفلوطين أراد لما و

بلغ . : " قد و يقول الوجود فوق جعله العالم عن أفلوطين إلهه

وفوق . . األشباه فوق عنده فالله الله تنزيه في المدى غاية

الموضوع ... ذلك يطابق بمحمول عنه اإلخبار يمكن وال ، الصفات

...! ، موجود غير أنه ذلك معنى وليس الوجود فوق عنده هو بل

وإنما – – الوجود فوق وليس الوجود دون العدم ألن عدم أنه أو

وال ، الموجودة الجواهر إلى تقاس ال وجوده حقيقة أن معناه

بغير . " " أحد فهو واحد تعريف وال ، واحد جنس في معها تدخل

و . إليه منسوب كل في وال ، صفاته في وال ، وجوده في نظير

يميز : . ال ألنه بذاته يشعر ال الله إن فيقول oأحيانا أفلوطين يغلو

ذلك . عن يتنزه وجوده لصفات ولكنه فيعرفها ذاته من ذاته

الشعور !!! . " ) ذلك عن ويتنزه ( 52التمييز،

58

أنه بزعمه إلهه تنزيهه في أفلوطين يغالي النحو هذا وعلى

وصف في أرسطو من تطرفا أكثر يجعله مما بذاته حتى يشعر ال

أما . : " يقول تنزيهه أو في" أفلوطين إلهه عاش الذي

يراه .. فيما يغلو فإنه للميالد الثالث القرن من األولى السنوات

أرسطو . كان فإذا معقول كل يتجاوز حتى ، األحد إللهه تنزيها

ذاته في إال يفكر وأال ، ذاته بغير يشعر أال إلهه كمال من أن يرى

أشرف . هي وذاته الموجودات أشرف في إال يفكر ال

يعلمها . .. أن من أقل ألنها الموجودات يعلم ال وأنه الموجودات

فإن ، الحد هذا عند به وقف إللهه أرسطو تنزيه كان إذا

بذاته يشعر ال أنه األحد إلهه كمال من أن يزعم راح أفلوطين

الشعور ! ! . " ) ذلك عن يتنزه ألنه (53كذلك

بين وسائط اإللوهية في أفلوطين مذهب يقتضي وهكذا

العقول أو العشرة العقول وهي األرضي العالم و اإلله

متعددة . : " وسائط يقتضي المذهب أن وبديه يقول المفارقة

وبين " " ، الصفاء المطلق األحد اإلله هذا بين الصلة لربط

خالئق . والسيما السفلية المخلوقات وهذه ، العلوية المخلوقات

األجساد . " ) في المركب أفلوطين( 54الحيوان استفاد لقد و

بعض " " يسميها كما أو الثواني اآللهة أرسطو نظرية من ذلك

الثواني " " . المحركين الدارسين و الباحثين

يتميز اإلسالمي التصور أن إلي ينتهي آخرا ليس و وأخيرا

تعتريه الذي وأفلوطين أرسطو تصور مقابل في باإليجابية

وهي . : " " " اإليجابية هذه معرض كله والقرآن يقول السلبية

فيها – - تتجلى التي وهي التوحيد بعد اإلسالمي التصور أساس

الفاعلية . توحيد بأنه يمتاز اإلسالمي فالتوحيد التوحيد حقيقة

أو أرسطو، يصفه الذي السلبي التوحيد مجرد وليس والتأثير

أفلوطين ! . " ) إلي( 55يصفه اإلسالمية اإليجابية تلك وترجع

النظر إلي اليونانية السلبية ترجع حين في اإلسالم واقعية

المجرد . اليوناني العقلي

59

اإلله " " " " عن يختلف اإلسالمي التصور في الله وكذلك

تصور ثم . : " أفالطونفي ومن يقول وأفلوطين ، وأرسطو ،

تصورات في عنه oرئيسيا oافتراقا اإلسالم في اإلله تصور يفترق

اله . " مع تصوراتهم تتعامل حيث وأفلوطين وأرسطو أفالطون

ومن" " " ، عقولهم صنع من مثالية عليه هم يفرضون مثالي

من . . هذا ألن عمل وال له إرادة ال اله وهو أحالمهم تصورات

إلى ! االفتراض هذا يضطرهم ثم مثاليته أو كماله مقتضى

وثنية تصورات والى ، والخالئق اإلله بين شتى وسائط افتراض

اإلغريقية . " ) الوثنية في سائدة كانت كالتي ( 56وأسطورية

يؤكد الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن ذلك من نستنتج

فروض كلها إلهتهم عن اليونان فالسفة أطروحات أن على

التصور مع تتنافي وأنها ، عقولهم من اخترعوها عقلية

التي . النتيجة هي هذه كانت ولما اإللهي للتوحيد اإلسالمي

عند يستخدم أن الضروري من كان الله يرحمه إليها انتهي

الفلسفية مصلحاتهم اإللوهية عن اليونان فالسفة آلراء عرضه

لتصور يعرض عندما الله يرحمه عليه يجب كان أنه والعكس

تعبيرات يستخدم أن أيضا به أولي كان اإللوهية لمفهوم اإلسالم

و ألطروحات الرافض موقفه من تماما يبدو ما وهذا قرآنية

اليونانيين . فالسفة نظريات

ال الفالسفة من غيرهم و أفلوطين و أرسطو توحيد إن

" : . بل ال يقول اإلسالمي التصور في التوحيد إلي أبدا يرقي

و ، أجمعين للبشر الله في العقيدة تصحيح ليتولي اإلسالم جاء

، تفريط كل و ، غلو كل و ، اختالل كل و انحراف كل من ينقذها

تصور .. – – اختالالت صحح فيما فصحح أجمعين البشر تفكير في

في أفلوطين و ، الميالد قبل أثينا في أرسطو آراء في التوحيد

شتي من تالهما ما و بينهما ما و ؛ الميالد بعد اإلسكندرية

، التيه في تخبط كانت التي الفلسفات شتي في التصورات

60

الرسالة تعينه أن البد الذي ، البشري العقل ذبالة على معتمدة

التيه . " ) هذا في ( 57ليهتدي

و " اإلسالمي التصور خصائص مؤلفه في عليه أكد ما وهذا

عندما " أخطئوا أفلوطين و أرسطو أن إلي أشار حيث مقوماته

ذلك علل و ، بمخلوقاته الخالق تعلق كيفية يبينوا أن حاولوا

بما اإلنسان عمل تعلق كيفية من يعرفونه بما ذلك قاسوا بأنهما

. شيء كمثله ليس تعالي و سبحانه الله و ، )يعمله "58 ،59)

و عليه الله صلي رسوله تعالي و سبحانه الله أرسل لقد ، نعم

إلخراج الرساالت من قبلها لما خاتمة اإلسالم برسالة سلم

الفطري اإليمان نور ، النور إلي الظلمات من جمعاء البشرية

لتصحيح جاء اإلسالم إن ، الصحيح العقل مع يتفق الذي السليم

بشرية . جهاالت من سبقه ما كل

المعاصرة : و الحديثة الفلسفة استلهام الثالث المطلب

اليونانية : للفلسفة

الفلسفة استلهمت الحديثة الفلسفة أن ذلك بعد حدث ما

وفي ، الكون هذا في اإلنسان لمكانة توضيحها في اليونانية

النتيجة وكانت ، وتعالي سبحانه والله اإلنسان بين العالقة تحديد

أن . : " إعالن بل يقول والتيه والركام الجاهلية من مزيد

تصغير " " إلى حاجة ال كذلك اله إلي حاجة في يعد لم اإلنسان

- رفعة – وإعالن ، اإلنسان تعظيم أريد كلما وتعالى سبحانه الله

الله . فتح وكلما وفاعليته وسيطرته ، األرض هذه في مقامه

من . طاقة له سخر وكلما المادة أسرار في oفتحا لإلنسان

وال ! . – - كفوين ليسا واإلنسان سبحانه الله إن الكون طاقات

يغلب ! ! ! وال اآلخر ليشيل أحدهما يرجح وال متصارعين وال ندين

. ! ، اإلغريقية األساطير تركت لقد اآلخر ليهزم أحدهما

أذهان في التافه القبيح التصور هذا ، العبرية واألساطير

61

دخلوا . ما بعد حتى ، تصوراتهم على يسيطر فظل األوروبيين

اآللهة ! . " كبير تصور التي اإلغريقية األسطورة المسيحية في

النار " " " سر سرق ألنه برومثيوس اإلله على oغاضبا زيوس

كبير ) ( ظهر وراء ، لإلنسان وأعطاه المعرفة سر المقدسة

مقامه . يرتفع لئال ، يعرف أن لإلنسان يريد يكن لم الذي اآللهة

ثم " " ! ومن اآللهة مقام معه ويهبط ، اآللهة كبير مقام فيهبط

. ! العبرانية واألسطورة رعيب وحشي انتقام أفظع إلى أسلمه

- ، الحياة شجرة من اإلنسان يأكل أن من oخائفا اإلله تصور التي

ومن – ! اآللهة من كواحد فيصبح المعرفة شجرة من أكل ما بعد

o حراسا الحياة شجرة دونه ويقيم ، الجنة من اإلنسان يطرد ثم

نيتشه ! . " أطلقها التي واألسطورة متقلب سيف ولهيب oشدادا

زرادشت" : " " قال هكذا كتابه في الصرع تخبط يتخبط وهو

السوبرمان " " ) ! ( . " ) األعلى اإلنسان ومولد اإلله موت ليعلن

60 61 62، هذه( ، كل على الله يرحمه قطب سيد األستاذ يرد و

من " تخرج كلمة كبرت تعالي و سبحانه بقوله الجاهلية

الكهف " ] : oكذبا إال يقولون إن ذلك[ 4أفواههم على يعقب و

- – " : o دائما الحقيقي مكانه يأخذ اإلسالم في اإلنسان إن بقول

بهذه .. . وإنه الله عبد إنه طمأنينة وفي ، هوادة وفي ، هدوء في

مقام . أرفع في العبودية مقام في وهو الله خلق أكرم العبودية

مقام. . . " ) أصلح وفي مقام أسعد ( 63وفي

أهل من الباحثون و العقالء و المفكرون جيدا يعرفه ما وهذا

و العربية الدراسات في منهم المتخصصين وخاصة الغرب

شعوبهم – – . يضللون الشديد األسف مع ولكنهم اإلسالمية

اإلسالم على يتعرف عندما منهم شخص أي أن ذلك ودليل

محبة . و ومودة اقتناع عن ويعتنقه إليه ينجذب

يقف والتيه والركام التصورات هذه كل مقابل وفي

التصور أنه يثبت قويا شامخا واإلنسان للكون اإلسالمي التصور

هذه . : " بين يقول السليمة للفطرة الموافق الرباني

62

يقف هناك ومن هنا من الغلو هذا بين و ، المتأرجحة الشخصيات

اإلسالمي الله .. التصور الثابتة المستقرة الحقيقة قاعدة على

ال المبدع الخالق إبداع .. مهيمنهو من واإلنسان والكون المدبر

لكل . يجعل ما ، التناسق من وبينهما ، التفاعل من وبينهما الله

األكثر .. وهو ، األكرم هو واإلنسان اآلخر حياة في oدورا منهما

وهو . وإيجابية ، المسلطفاعلية وينشئ فيها يبدع ، المادة على

ويتلقى ، الله أودعه ما أسرارها من ويظهر ، ر ويطو� فيها ويغي�ر

الوجود . وتكريم واالعتبار العظة إلى يؤدي ما األسرار هذه من

اإلنسان – - لهذا يكفل الكوني الوجود احتقار عدم مع اإلنساني

في تمس� أن من أكرم ومقو�ماته حياته ويجعل ، وكرامته مقامه

اإلخالل . عدم مع وذلك أخرى مادية قيمة أية توفير سبيل

شتى . ألوان وهناك المادة عالم في وباإلبداع المادية بالقيم

وعرضها تتبعها نملك ال ، اإلسالمي التصور في التوازن هذا من

هذه – – نثبت نحن إنما اإلشارة مجرد حتى وال بالتفصيل هنا

هذا في الناظر يتبعها التي اإلشارة هي لتكون ، النماذج

الطريق … " ) نهاية إلى ، ( 64المنهج

نجده ما عكس اإلسالم في لإلنسان اإلسالمي التصور وهذا

في . ونالحظ سابقا ذلك وضحنا كما برمته الغربي التصور في

الله – – يرحمه قطب سيد األستاذ أن أخرى مرة الشاهد هذا

الله يرحمه منه مستغرب أمر هذا و والتسلط الهيمنة إلي يشير

والجماعة السنة وأهل الصالح السلف تفسير مع يتعارض ألنه

اإللهية . الصفات لهذه

هذه كل على الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويعقب

في " " : " نجد وهكذا بقوله الله عن المثالية العقلية التصورات

في البشري الفكر إليه وصل ما أعلى وهي ، التصورات هذه

إلها – " " ! البشري الفكر صنع من إلها وتنزيهه الله كمال تصور

وخصائصه ! صفاته ألن والواقع الحقيقة عالم في له وجود ال

الوجود واقع في النظر من ال ، مجردة عقلية فروض من منتزعة

63

الوحي . من وال الوجود لهذا الخالق صفات من به يوحى وما ،

ثم – - ! . ومن الحقيقة في هو كما سبحانه الله يصف الذي

الواقع " " . من لها رصيد ال مثالية في التصورات هذه تشتط

العقلي . . التجريد من أخذت إنما الواقع من تؤخذ لم ألنها

في . وعجز نقص إلى المثالية هذه وتنتهي العقلية والفروض

في – – السابقة المقتبسات من نرى كما اإللهي الكمال تصور

تقاس . .. وحين الكمال هذا تقرير في تبالغ أن تريد الذي الوقت

الواقعية " " معنى يتبين ، اإلسالمي التصور إلى المحاوالت هذه

حقيقة . ، اإلسالمي التصور في اإللهية فالحقيقة نعنيها التي

آثارها في وصفاتها خصائصها وتلتمس ، الوجود هذا في فاعلة

وهو . الكريم القرآن يفصله ما وهذا الوجود هذا في الواقعية

o تعريفها بربهم فهم يعر� وهو ، للناس اإللهية الحقيقة يصف

، الناس وواقع الكون بواقع يستشهد وهو ، oواضحا oعميقا oيسيرا

جميل . " ) واقعي فطري منطق ( 65في

التصور مصادر يحدد الله يرحمه أنه ذلك من نستنج

إلي نضيف و الكريم القرآن بأنه اإللوهية مفهوم عن اإلسالمي

مصادر . أن إلي كذلك ويشير المطهرة النبوية السنة ذلك

صلة ال مجردة ذهنية فروض اإللوهية مفهوم عن الغربي التصور

بين . شاسعة مسافة يوجد أنه علي يؤكد وهذا بالواقع لها

ويؤكد . الغربي التصور و اإللوهية لمفهوم اإلسالمي التصور

إذا . و يلتقيان ال متوازيان خطين في يسيران أنهما على أيضا

أو عقدية تنازالت أحدهما يقدم أن الضروري من يلتقيا أن أرادا

لدن . من الهي و رباني اإلسالمي التصور كان ولما فكرية

و ، بالمطلق عقدية تنازالت يقدم لن و لم فإنه العليم الحكيم

خاصة و التنازالت هذه الغربي الطرف يقدم أن يبقي بالتالي

بشري . عمل من أنها

تصوره في اإلسالم واقعية بين قطب سيد األستاذ ويقارن

واقعية . غير فلسفية تصورات من الفالسفة تركه وما لإللوهية

64

الكون : " .. اإلسالمي التصور يواجه الواقعية هذه بمثل يقول

وأبعاد . أجرام في الممثل الواقعي الكون هذا مع يتعامل فهو

الكون . مع ال وطاقات وقوى وآثار وحركات ، وأوضاع وأشكال

الذي " " . الكون أو والقالب الشكل عن مجردة فكرة هو الذي

هو " " . " الذي الكون مع وال وقالب شكل في ممثلة إرادة هو

صورة " " " هو الذي الكون أو ، مشكلة غير أولية ومادة هيولي

الطبيعة " " ! " " هو الذي الكون أو المطلق العقل في مثال أو

الكون ! ! مع وال البشري العقل في الحقائق تطبع التي الخالقة

التي .. ، األسماء هذه آخر إلى بالعدم شبيه أو عدم هو الذي

اإلنسان " " " " . ) معه يتعامل واقعي مدلول لها ( 66ليس

نقارن أن يستقيم ال ألنه خيالية افتراضية المقارنة هذه

أن . إال ذلك من وبالرغم وضعي بشري وعمل إليه وحي بين

دين أنه أو الهي وحي اإلسالم أن على تؤكد المقارنة هذه

لها صلة ال خيالية تصورات مجرد الفلسفة حين في واقعي

بالواقع .

بقوله . : " للكون تصوره في اإلسالم واقعية عن ويعبر

، اإلنسان يدركه الذي الخارجي الوجود ذو الخلق هذا هو الكون

السماوات . هذه هو القرآن في وعقله قلبه إليه ويوجه

والحية . .. . الميتة الكائنات هذه والكواكب النجوم هذه واألرض

وهذا . الليل وهذا الموت وهذا الحياة هذه هي الكونية والظواهر

والرعد . . .. والبرق المطر وهذا الظالم وهذا النور وهذا النهار

الوجود . ذات واألطوار األحوال وهذه الحرور وهذا الظل وهذا

اإلدراك . اإلسالم يوجه وحين الحقيقية اآلثار وذات ، الحقيقي

.. ، ووحدانيته خالقه وجود على كدليل الكون هذا إلى اإلنساني

و ، وإرادته فإنه … هيمنته وقدرته وتقديره وعلمه ، وتدبيره

الواقعية .. واآلثار ، الواقعية الكينونة ذي الكون هذا إلى يوجهه

" " " " ، ذة منف� إرادة أو ، مضمرة فكرة هو كون إلى يوجهه وال

هيولي " " أو ، اإلله عقل في صورة هو كون إلى يوجهه وال

65

يوجهه ! وال بها تتلبس عندما تشوهها أو ، الصورة تلك تعارض

إلى .. العقل صانع هو كون إلى أو ، العقل صنع من هو كون إلى

تتعامل وال ، نفسها مع تتعامل التي البحتة التصورات هذه آخر

هو ! . اإلسالمي التصور في الكون oإطالقا الكوني الواقع مع

والتي : ، فكانت كوني لها وقال ، الله أبدعها التي الخالئق هذه

خاضعة هي والتي ، تتصادم وال تتعارض ال بحيث الله نسقها

ولما ، منها أراده لما مؤدية ، ألمره مسخرة ، له عابدة ، لله

خلق : " الذي لله الحمد األداء من وجه أحسن على ، له سخرها

. كفروا الذين ثم والنور الظلمات وجعل ، واألرض السماوات

األنعام " . ] : يعدلون (67[ . " )1بربهم

اليونانية الجاهلية هذه من البشرية ليخلص اإلسالم جاء لقد

الحديث . و القديم في لها المشابهة الجاهلية من وغيرها

كل : " اإلسالم يقول جاء التي الهابطة الجاهلية سمات من هذا

البشرية المشاعر هي . والمجتمعات ليطهر وهي منها البشرية

أشعار . . يراجع والذي جاهلية كل سمة في امرئ بعينها القيس

اإلغريقية الجاهلية إشعار في نظائر لها يجد العرب جاهلية

والفنون . . الرومانية والجاهلية اآلداب في نظائر لها يجد كما

العرب جاهلية في أيضا والجاهليات المعاصرة المعاصرة األخرى

وتبذل! , المجتمع تقاليد يراجع الذي أن ومجون , المرأة كما

قديمها , الجاهليات جميع في االختالط وفوضى العشاق

يجد تصورات , بينها وحديثها من تنبع ويجدها ورابطة شبها كلها

متقاربة , شعارات لها وتتخذ االنطالق ومع. ! واحدة هذا أن

يشيع التي األمة وتدمير الحضارة بتدمير دائما ينتهي البهيمي

الرومانية , - فيها والحضارة اإلغريقية الحضارة في وقع ,كما

الفارسية الحضارة - قديما والحضارة في اليوم يقع وكما

وقد , كذلك األمريكية الحضارة وفي تتهاوى أخذت األوروبية

الحضارة في الساحق التقدم مظاهر جميع من الرغم على

األمر . يشعرون . - الذي الصناعية كانوا وإن هناك العقالء يفزع

66

من - أعجز بأنهم أقوالهم من يبدو التيار الوقوف كما وجه في

( 68") المدمر !

إليه وصل مما الرغم على الغربية فالحضارة ، نعم

فقر من إلي وصلوا ما يدركون أنهم إال مادي تقدم من الغربيون

بالعلم , اإللهي الدين استبدلوا أنهم إلي يرجع وهذا روحي

، تماما المادي الفكر عليهم سيطر أنه عليه ترتب مما ، والعقل

أرسل الذي العباد رب عبادة من بدال المادة يعبدون وأصبحوا

سلم و عليه الله صلي محمد وخاتمهم النبيين و الرسل لهم

اإليمان . نور إلي اإللحاد ظلمات من لخرجوهم

عملت التي األساسية األسباب أحد الجنسي التحرر ويعتبر

. اليونانية الحضارة فيها بما الحضارات هذه كل انهيار على

لقد : " األول يقول المعول هي الجنسية العالقات فوضى كانت

القديمة . الحضارات حطم وحطم حطم الذي اإلغريقية الحضارة

. الفوضى وهذه الفارسية الحضارة وحطم الرومانية الحضارة

; ذاتها وقد الراهنة الغربية الحضارة تحطم أخذت التي هي

شبه التحطيم آثار التي كاملة ظهرت فرنسا انهيارات في

; وبدأت الفوضى هذه في اآلثار سبقت أمريكا تظهر هذه في

. , الحديثة الحضارة دول من وغيرها وانجلترا وقد والسويد

, تركع جعلها مما مبكرة فرنسا في الفوضى هذه آثار ظهرت

كل في أقدامها سنة حرب على منذ ,1870خاضتها اليوم إلى

, تدل كما التام االنهيار إلى طريقها في . جميع وهي الشواهد

الحرب بعد من واضحة تبدو أخذت التي األمارات بعض وهذه

( 69. " ) األولي العالمية

األخالقية األزمات من كثير إلي أدي الجنسي التحرر هذا إن

الجنسي التحرر وهذا ، الغرب في كذلك والحضارية واالجتماعية

يتصارعون إنهم ، السليمة اإلنسان فطرة مع مطلقا يتناسب ال

وغير متكافئ غير الصراع وهذا ، السليمة اإلنسانية الفطرة مع

67

الغربية . المادية الحضارة هذه انتهاء هو نهايته وستكون حقيقي

وتعالي . سبحانه الله مع صراع في دخلت التي

فكر من أوتوا ما بكل حاولوا الحضارات هذه أصحاب إن

، العقول كل على وفلسفتهم بأفكارهم يهيمنوا أن وفلسفة

لكلماتهم يكن فلم ، الحضارات تلك انهارت أن النتيجة وكانت

يقول . اإلسالم في نجده ما هو وهذا الناس عقول على سلطان

. إنه: " ! يكتب وقد كثير فالكالم كالم يقال أن المسالة ليست

. أو الفالسفة من . فالن فالن من فالن أو الشعراء من

كالما . ! يكتب قد السالطين من فالن أو جميال منمقا المفكرين

. . . . , , ولكن الخ فلسفة أو مذهبا أو منهجا يؤلف أنه يبدو

) الناس ضمائر . , من بها الله أنزل ما ألنه سلطان بال تتلقاه

: [ ) يوسف ! 40سلطان ] الذي هو الكلمة يمنحها فمصدر

. . من ذاته البشري المنهج طبيعة في ما فوق وذلك السلطان

ومن هوى ومن ! جهل ضعف قصور هذه فمتى. ومن يدرك

, مناهج الناس لحياة يضعوا أن يحاولون من البسيطة الحقيقة

? منهج غير التي غير قواعد للناس يشرعوا وأن الخبير العليم

? وأن البصير الحكيم يقمها يقيموا شرعها لم معالم للناس

القدير ? ( 70. " ) الخالق

رب قبل من المنزل الوحي في بالفعل نجده ما وهذا

اإلنسان هذا ، اإلنسان وخالق الفسيخ الكون هذا فاطر العالمين

هذا لعمارة خلقه وتعالي سبحانه الله أن يدرك أن عليه الذي

األرض . علي لخالفته الحقيقي المعني يحقق ما وهذا ، الكون

من يتابعهم ومن الغربيين المفكرين لهؤالء وبالنسبة

البشر على يفرضوا أن يريدون الذين جلدتنا بني من تغريبيين

حاول قبلهم كان من أن يدركوا أن عليهم ، إلهية غير مناهج

. لذلك و بالفعل فشلت المحاوالت هذه وأن المحاوالت هذه

فعل مثلما أخرى مرة تفكيرهم في النظر يعيدوا أن عليهم

68

بخاتم وآمنوا اإلسالم اعتنقوا أنهم النتيجة وكانت بعضهم

إرادتهم بمحض وسلم عليه الله صلي محمد والمسلمين األنبياء

ذلك . أحد عليهم يفرض أن دون تفكيرهم و

جاء اإلسالم أن إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ يشير ثم

والوثنية الشركية المظاهر هذه من والعقيدة التوحيد ليحرر

النقي الخالص بالتوحيد اإلسالم جاء ، اإلنسان ابتدعها التي

" : . ومن يقول اإلنسان بني شوائب كل من كانت الصافي ثم

, وتحديد العقيدة أمر تحرير إلى موجهه األولى اإلسالم عناية

وعالقته , الذي التصور وصفاته الله أمر في الضمير عليه يستقر

به , الخالئق وعالقة واليقين . على بالخالئق القطع ثم ومن وجه

, تشوبه ال الذي الشامل المجرد الخالص الكامل التوحيد كان

قريب من بها . . وال شائبة جاء التي التصور قاعدة هو بعيد من

الضمير , , في يجلوها وظل وكل ويتتبع اإلسالم هاجسه كل فيه

. , غبش كل من يخلصها حتى التوحيد حقيقة حول شائبة

الصور . . مكينة ويدعها من صورة في وهم إليها يتطرق ال راكزة

الفصل كلمة اإلسالم قال صفات بمثل كذلك في الوضوح هذا

كان . فقد المطلقة بالربوبية منها يتعلق ما وبخاصة معظم الله

كما والعقائد الفلسفات فيه تخبط الذي التيه ذلك في الركام

األوهام فيه الخطير , . . واألساطير تخبط األمر بهذا يتعلق مما

. اإلنساني الضمير في األثر البشري وفي العظيم السلوك

(71 " )سواء .

ظلمات من الناس ليخرج جاء اإلسالم أن ذلك على ويدل

العقيدة نور إلي البشر ابتدعها التي والخرافات األساطير

. اإلنساني العناد ولكنه العالمين رب من بها الموحي الصحيحة

هؤالء ، دنيوية منافع عن يبحثون الذين البشر بعض قبل من

و الحقيقة الحياة هي الدنيا الحياة أن يعتقدون الذين البشر

أن ينكرون والذين ، النشر و البعث و اإللهي و الوحي ينكرون

اآلخرة . للحياة مزرعة الدنيا

69

الفلسفة : : و اإلسالمي التصور الثاني المبحث

السنة و الكريم القرآن المسلمين من األول الرعيل اعتمد

الينابيع وكانت ، حياتهم في عليها يتكئون كينابيع الشريفة

أما ، مثيل الجيل لهذا تجد ال لذلك ، شوائب أي من خالصة صافية

الينابيع هذه تفسير خلطوا فقد األجيال من بعدهم أتوا من

األول . : " النبع كان يقول كثير وغيرهم والرومان اليونان بكالم

هو الجيل ذلك منه استقى فما . . نبع الذي وحده القرآن القرآن

– - ا oأثر إال وهديه وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث كان

- . عن عنها الله رضي عائشة ئلت س� فعندما النبع ذلك آثار من

" : - - لقه خ� كان قالت وسلم عليه الله صلى الله رسول لق خ�

، . " القرآن منه يستقون الذي النبع هو إذن وحده القرآن كان

يكن لم ألنه كذلك ذلك يكن ولم ، عليه ويتخرجون ، به ويتكيفون

وال ، مؤلفات وال ، علم وال ، ثقافة وال ، حضارة يومها للبشرية

! .. وثقافتها الرومان حضارة هناك كانت فقد كال دراسات

على أو ، عليه تعيش أوروبا تزال ما الذي وقانونها وكتبها

. ومنطقها اإلغريقية الحضارة مخلفات هناك وكانت امتداده

حتى الغربي التفكير ينبوع يزال ما وهو ، وفنها وفلسفتها

وأساطيرها . وشعرها وفنها الفرس حضارة هناك وكانت اليوم

أخ . وحضارات كذلك حكمها ونظم ودانية :ـوعقائدها قاصية ري

. الرومانية الحضارتان وكانت الخ الصين وحضارة الهند حضارة

، جنوبها ومن شمالها من العربية بالجزيرة تحفان والفارسية

الجزيرة قلب في تعيشان والنصرانية اليهودية كانت فلم.. كما

العالمية والثقافات العالمية الحضارات في فقر عن إذن يكن

الجي ذلك وإنما .. .. ـيقصر تكونه فترة في وحده الله كتاب على ل

عن ذلك هذا . "تصميم "كان على يدل مقصود ونهج ، مرسوم

في - - رأى وقد وسلم عليه الله صلى الله رسول غضب القصد

- رض الخطاب بن عمر .ييد – التوراة مـن صحيفـة عنه الله

70

حل "وقوله : ما أظهركم بين حي�ا موسى كان لو والله إال َّإنه له

يتبعني ( 72). " أن

أيضا ويؤكد ، اإلسالم الله عند الحق الدين أن علي يؤكد وهذا

لكانوا وسلم عليه الله صلي عاصروه كانوا إن األنبياء كل أن

. اإلنسانية الفطرة مع يتفق وهذا وسلم عليه الله صلي اتبعوه

الفكري . أو العقدي التلوث من شائبة أي تشوبها ال التي النقية

البشر بعض عقول أصاب الذي والعقلي العقدي التلوث ولكنه

باطل . هو وما حق هو ما بين التمييز إمكانهم في يعد فلم

مؤكدا ويستطرد حديثه وسلم في عليه الله صلي الرسول أن

بكتاب العالمين الموحدين المؤمنين من جيال يصنع أن يريد كان

أو فكرية شوائب أي من براء ، وسلم عليه الله صلي سنته و الله

. المسلمون لبث ما لكن و أوهناك هنا من عليهم تدخل ثقافية

بشوائب الخالص الرباني النبع هذا خلطوا أن الجيل هذا بعد

" . فهذا غيرهم وأفكار فلسفات من إذن أخري استقى الجيل

.. . الفريد الشأن ذلك التاريخ في له فكان وحده النبع ذلك من

! . الذي النبع في صبت الينابيع اختلطت ، حدث الذي ما ثم

، ومنطقهم اإلغريق فلسفة التالية األجيال منه استقت

وتصوراتهم الفرس والهوت ،وأساطير اليهود وإسرائيليات

واختلط . والثقافات الحضارات رواسب من ذلك وغير ، النصارى

الكر القرآن بتفسير كله اختلط يهذا كما ، الكالم وعلم ، م

. سائر المشوب النبع ذلك على وتخرج ا oأيض واألصول بالفقه

شك . من وما أبدoا الجيل ذلك يتكرر فلم ، الجيل ذلك بعد األجيال

أساسي oعامال كان األول النبع اختالط ذلك �أن عوامل من ا

الفريد المميز الجيل وذلك كلها األجيال بين البي�ن ) . " االختالف

73 )

صلي الله رسول تابع الذي األول الجيل هذا أن شك ال مما

عقيدته تشب لم الكريم القرآن دستوره جعل و سلم و عليه الله

71

. والمنطق الفلسفة كتب نقل ولكن اإلطالق على شائبة أية

انزالق إلي أدي األخرى الحضارات كتب إلي باإلضافة اليونانيين

، والفكرية العقدية االنحرافات هاوية إلي المسلمين من جماعة

وبين المنزلة للنصوص تفسيرهم بين لفقوا الذين أولئك

. ويبدو اليونانية الفلسفة خاصة و عليهم السابقة الفلسفات

الصالح السلف بين دارت التي المواجهات في واضحا األمر هذا

عن غريبة أفكار اعتنقوا الذين وهؤالء والجماعة السنة أهل و

اإلسالم .

اإلسالمي : : التصور طبيعة األول المطلب

وحده هو األصيل اإلسالمي الفكر أن على يؤكد أن وبعد

األول الرعيل مع موجودا كان ما وهذا والسنة القرآن من النابع

الفكر عن يعبر ال فكر من ذلك بعد أتي ما وأن ، المسلمين من

ال وفلسفات أفكار من شبه ما بسبب مطلقا الصحيح اإلسالمي

من . اليوم نعيشه ما أن علي يؤكد الصحيح اإلسالم عن تعبر

والسنة الكريم القرآن الخالصة الينابيع عن البعد سببه جاهلية

مجرد للمسلمين منتسبة فلسفة أنه يقال ما حتى الشريفة

يقول . : " كذلك التي جاهلية كالجاهلية جاهلية في اليوم نحن

الناس . .. تصورات جاهلية حولنا ما كل أظلم أو اإلسالم عاصرها

فنونهم ، ثقافتهم موارد ، وتقاليدهم عاداتهم ، وعقائدهم

ثقافة . نحسبه مما الكثير حتى وقوانينهم شرائعهم ، وآدابهم

وتفكير ، إسالمية وفلسفة ، إسالمية ومراجع ، إسالميoا oإسالمية ا

الجاهلية.. !! " ) هذه صنع من كذلك ( 74هو

قاسيا كان التعميم هذا في قطب سيد األستاذ أن أعتقد

القرآن الصافي النبع يعتمد من بيننا يوجد مازال ألنه ، جدا

وكذلك . الصيحة العقيدة مصدر هما الشريفة السنة و الكريم

الدين هذا نصرة سبيل في النفيس و الغالي يبذل من بيننا يوجد

نشره . و

72

يكن لم ، العباد عبادة من العباد لتحرير اإلسالم جاء ولما

، وواقعيا ، حركيا موقف كان وإنما ، سلبيا فلسفيا موقفا ذلك

في . : " " " اإلنسان لتحرير العام اإلعالن هذا إن يقول وإيجابيا

الله" " إلوهية بإعالن ، الله سلطان غير سلطان كل من األرض

إعالنا يكن لم ، للعالمين وربوبيته ..oسلبيا oفلسفيا oنظريا oوحده

إعالنا كان التحقيق oإعالنا .. oإيجابيا oواقعيا oحركيا oإنما له يراد

ويخرجهم ، الله بشريعة البشر يحكم نظام صورة في العملي

شريك .. بال وحده لله العبودية إلى للعباد العبودية من بالفعل

شكل " " جانب إلى الحركة شكل يتخذ أن من بد يكن لم ثم ومن

الواقع" " .. " ليواجه ذلك بوسائل " البيان جوانبه بكل البشري

الفلسفة . " يري أنه ذلك من نستفيد جوانبه لكل مكافئة

حين في الواقع أرض علي لها قيمة ال نظرياتها و بأفكارها

اآلخرة . و الدنيا في اإلنسان خير عن يبحث واقعي دين اإلسالم

(75 )

أن موضحا ذلك في ضرورة ويستطرد إذا ةالجهاد ، للدعوة

إعالنا اإلنسان تحرير إعالن هي أهدافها الواقع oجادا oكانت يواجه

بالبيان يكفي وال ، جوانبه كل في له مكافئة بوسائل الفعلي

النظري .الفلسفي

بريء واإلسالم الجاهلي الفكر من الفلسفة أن إلي ويشير

اتجاهات . : " " إن يقول األخرى الجاهليات من غيرها من و منها

اإلنساني " " " التاريخ تفسير واتجاهات ، بجملتها الفلسفة

المالحظات " " - عدا بجملتها النفس علم واتجاهات ، بجملتها

األخالق - " " ومباحث لها العامة التفسيرات دون والمشاهدات

" " ، بجملتها المقارنة األديان دراسة واتجاهات ، بجملتها

فيما " " - بجملتها االجتماعية والمذاهب التفسيرات واتجاهات

النتائج ال ، المباشرة والمعلومات واإلحصائيات المشاهدات عدا

عنها - .. الناشئة الكلية التوجيهات وال منها المستخلصة العامة

اإلسالمي - - غير أي الجاهلي الفكر في كلها االتجاهات هذه إن

73

، جاهلية اعتقاديه بتصورات oمباشرا oتأثرا متأثرة ، oوحديثا oقديما

كلها - - يكن لم إن ومعظمها ، التصورات هذه على وقائمة

الديني للتصور oخفيا أو oظاهرا oعداء المنهجية أصوله في يتضمن

خاص ! " ) وجه على اإلسالمي وللتصور ، ( 76جملة

تصور عن فاسدة تصورات تطرح التي الفلسفات تلك وخاصة

و اإلله موت أعلنت التي الفلسفات تلك وكذلك ، اإللوهية

جاهلية . تصورات كلها التصورات فهذه اإلنسان بإلوهية بشرت

بعودة إال منه الخروج يمكنه لن عميق تيه في اإلنسان وتدخل

القويم . واإليمان الصحيحة الفطرة طريق إلي اإلنسان

مؤكدا واإلسالم الفلسفة بين الفرق توضيح في ويستمر

الفلسفة أن ذلك من األكثر بل إنسانيا تراثا ليست الفلسفة أن

خالل من و خاللها من يريدون التي اليهود وسائل من وسيلة

الثقافة . : " " أن حكاية إن يقول العالم علي يسيطروا أن غيرها

صحيحة " .. حكاية هي دين وال جنس وال له وطن ال إنساني تراث

تجاوز - أن دون العلمية وتطبيقاتها البحتة بالعلوم تتعلق عندما

الميتافيزيقية " " الفلسفية التفسيرات إلى المنطقة هذه

لنفس الفلسفية التفسيرات إلى وال ، العلوم هذه لنتائج

والتعبيرات واألدب الفن إلى وال ، وتاريخه ونشاطه اإلنسان

اليهود . مصايد إحدى ذلك وراء فيما ولكنها oجميعا الشعورية

في - بل ، ذلك في بما كلها الحواجز تمييع يهمها التي ، العالمية

جسم - إلى اليهود ينفذ لكي والتصور العقيدة حواجز ذلك أول

نشاطهم فيه اليهود يزاول ، مخدر مسترخ وهو ، كله العالم

جعل إلى ينتهي الذي ، الربوي نشاطهم أوله وفي ، الشيطاني

المالية المؤسسات أصحاب إلى تؤول ، كلها البشرية كد حصيلة

اليهود ! " ) من ( 77الربوية

التي الحديثة الفلسفة طبعا هنا بالفلسفة والمقصود

: ، والبرجماتية الوجودية الفلسفات أمثال اإللحاد على أسست

74

الفلسفات من وغيرها والماركسية المنطقية والوضعية

اإلنسان . بني من البعض اعتنقها التي اإللحادية

وبين الهي وحي وهو اإلسالم بين للمقارنة وجه ال أنه ويري

. الوجود حقيقة تصور في الجاهليات من وغيرها الفلسفة

- – " : لحقيقة oوتصورا oإدراكا األعلى اإلسالم يقصد وهو يقول

.. بها جاء التي الصورة هذه في الواحد بالله فاإليمان الوجود

. وحين الكبرى بالحقيقة للمعرفة صورة أكمل هو اإلسالم

والعقائد التصورات من الركام ذلك إلى الصورة هذه تقاس

، oوحديثا oقديما الكبرى الفلسفات به جاءت ما سواء ، والمذاهب

اعتفسته وما ، المحرفة والكتابية الوثنية العقائد إليه انتهت وما

.. المشرقة الصورة هذه تقاس حين الكالحة المادية المذاهب

، التعسفات وهذه الركام ذلك إلى ، المتناسقة الجميلة الواضحة

شك . من وما قط تتجل لم كما اإلسالمية العقيدة عظمة تتجلى

هناك . من كل على األعلون هم المعرفة هذه يعرفون الذين أن

( "78 )

الله يرحمه قطب سيد األستاذ مقارنة أن ذلك من نستفيد

اإلسالمي التصور بين المواضع من وغيره الموضع هذا في

- – وليست افتراضية مقارنة بالطبع التصورات من وغيره

من عداه ما أما الهي وحي اإلسالم ألن حقيقية مقارنة

البشر . صنع من وضعية فكلها التصورات

من به الموحي الرباني الدين ذلك اإلسالم أن أيضا ونستفيد

هي و الفلسفة أما الوجود ماهية لنا ليبين يصلح العالمين رب

هذا كنه لمعرفة تصلح فال فحسب العقل على تعتمد التي

يقول . : " فيه نعيش الذي الفلسفة الوجود سجل يراجع والذي

، فيه اإلنسان مكان وتفسير الوجود، تفسير حاولت التي

من . فيه عجيب ركام على يقع ، اإلنساني الوجود غاية وتفسير

حتى . واالفتعال السخف من فيه ما بقدر الساذجة المضحكات

فيلسوف . " " !! عن التصورات هذه تصدر كيف اإلنسان ليعجب

75

العقل أداة إال يملك ال ؛ إنسان الفيلسوف هذا أن يتذكر أن لوال

الناس . . هؤالء وأن البشري العقل مجال ليس هذا وأن البشري

لهم" " ! منارة ال مجال في بأنفسهم زجوا الذين هم الفالسفة

هذا غير آخر لشأن الله من لهم الموهوبة الذبالة تلك إال ، فيه

. . ، تجدي أن فيه تملك شأن المجال هذا غير آخر ولمجال الشأن

وذلك … الواقعية الحياة شأن هو ذلك تنير أن فيه تملك ومجال

. التطلع من اإللهي المنهج وفق األرض في الخالفة مجال هو

، للوجود شامل تفسير من به يمده فيما ، وعونه الله فضل إلى

... ... وقد الحق وهو الفصل وقوله اإلنساني الوجود ولغاية

التصور عليه يقوم الذي بالقدر التفسير ذلك منهجه تضمن

. حياته نظام كذلك عليه يقوم الذي وبالقدر الصحيح اإلنساني

الطبيعية . " ) جذوره ( 79على

فيما اإلنسان حياة ترقية في دور للعقل يكون وبذلك

أن . وقع ما لكن و وإمكانياته اإلنساني العقل قدرة مع يتناسب

أدي . مما البته مجاله ليس مجال في العقل اعملوا المتفلسفة

الفكرية و العقدية االنحرافات من كثير في اإلنسان وقوع إلي

سابقا . ذكرنا ما نحو على

تقر " أن اإلسالمية الحضارة استطاعت السنين تلك وخالل

- إلى تستند واقعية oوأوضاعا ، عملية تقاليد البشرية حياة في

- وتذهب تمت لم والموازين والقيم والتصورات المبادئ تلك

. ، متحرك تيار صورة في امتدت ولكنها الفترة تلك بانقضاء

متطاولة أحقاب وإلى ، األرض في بعيدة مسافات إلى مندفع

- . من صورة على كلها البشرية الحياة بها وتأثرت الزمان من

أكثر- وتستمد منه تنفق ، كلها للبشرية oرصيدا وأصبحت الصور

.. ، أوضاعها في ويؤثر ، تصوراتها في يؤثر oرصيدا عام ألف من

في ويؤثر ، ومعارفها علومها في ويؤثر ، تقاليدها في ويؤثر

، متفاوتة تأثيرات كلها حضارتها في ويؤثر ، وعمرانها اقتصادها

تزال . وما األرض أركان من ركن كل في فاعلة مطردة لكنها و

76

، اليوم حتى البشرية الحياة واقع في تعمل التيار ذلك من بقايا

المد هذا وجه في وقفت التي القوى جميع من الرغم على

الجاهلية إلى النكسات أو النكسة من الرغم وعلى ، الغامر

سيطر الذي ، الغربي العالم في ، الرومانية والجاهلية اإلغريقية

متطاولة !. " ) oأحقابا األرض مقاليد ( 80على

أهل يضعها التي العقبات تلك كل في واضحا ذلك ويبدو

في الرباني المنهج هذا ينتشر ال حتى الدين هذا أمام الغرب

. أن نقرر أن علينا وجب ولذلك الغرب غير في و الغرب

يضعها التي العقبات تلك كل من بالرغم الدين لهذا المستقبل

التصور لهذا المستقبل ، وغيرهم الغرب أهل تدفقه أمام

يؤسس التي الوضعية والنظريات األفكار تلك كل أمام الرباني

وألف وثالثمائة عاما وثالثين ثالثة من أكثر طوال الغرب أهل لها

" : . يقول. . بكل واقعية بشرية حياة حياة منهج منهج اإلسالم

طبيعة. يفسر الذي االعتقادي التصور يشمل منهج مقوماتها

) ( ) يحدد) كما ، الوجود هذا في لإلنسان مكانا ويحدد ، الوجود

.. الواقعية والتنظيمات النظم ويشمل اإلنساني وجوده غاية

له وتجعل ، إليه وتستند االعتقادى التصور ذلك من تنبثق التي

. األخالقي كالنظام البشر حياة في متمثلة واقعية صورة

والسلطة ، عليها يقوم التي واألسس ، منه ينبثق الذي والينبوع

. . وخصائصه وشكله السياسي والنظام منها يستمد التي

. االقتصادي والنظام ومقوماته وأسسه االجتماعي والنظام

.. . وارتباطاته وعالقاته الدولي والنظام وتشكيالته وفلسفته

. باعتباره االعتبار بهذا ، الدين لهذا المستقبل أن نعتقد ونحن

غير ، مترابطة كلها المقومات تلك على يشتمل ، حياة منهج

. جوانب لشتى المنظمة المقومات بعض عن بعضها منفصل

) ( ، الحقيقية اإلنسان حاجات لشتى الملبية ، البشرية الحياة

اإلنسانية .المهيمنة النشاط أوجه شتى ( 81 " )على

77

إذا فاإلنسان ، عامة لإلنسان حياة منهج اإلسالم بالفعل

ما كل فيه يجد يكون أن ينبغي ما نحو على اإلسالم مع تفاعل

. اإلنسان يحض الذي واإلسالم اليومية حياته لتسير إليه يحتاج

يموت كأنه آلخره ويعمل أبدا يعيش كأنه لدنياه يعمل أن علي

. ليست اإلسالم و اإلنسان بين بذلك التفاعلية والعالقة غدا

و المودة أساسها تفاعل عالقة هي بل هيمنة وال سيطرة عالقة

اآلخرة . و الدنيا في اإلنسان خير وتحقيق المحبة

حياة لكل شامل حياة منهج اإلسالم أن موضحا ويستطرد

بحث و المنهج ذلك عن حاد ومن ، اآلخرة و الدنيا في اإلنسان

تاريخ عبر المتراكمة الجاهليات هذه كل في غيره آخر منهج عن

" : . يقول نفعا ذلك يجديه فلن هذا البشرية ثم االنبثاق هذا

والنظام االعتقادي التصور بين االرتباط وجوه من وجه التكيف

.. النظام مجرد ال يشمل حتى تعميمه يمكن االجتماعي

األفراد مشاعر فيه بما ، كله الحياة منهج بل ، االجتماعي

نشاط وكل ؛ وتقاليدهم وشعائرهم وعباداتهم وأخالقهم

.. آخر . oوجها كلها للمسالة أن كما oجميعا األرض هذه في إنساني

بتعبير ) ( .. أو اعتقادي تصور أنه بما للحياة منهج هو دين كل إن

نظام من منه ينبثق وما االعتقادي التصور يشمل أنه بما أدق

الحياة . هذه في اإلنسان نشاط كل يحكم منهج من بل اجتماعي

هو . .. ) للحياة منهج كل أن صحيح العبارة هذه عكس كذلك الدنيا

هذه ( . حياة يصرف الذي المنهج هو البشر من جماعة فدين دين

من .. الجماعة هذه يصرف الذي المنهج كان إن أنه غير الجماعة

الجماعة - - فهذه رباني اعتقادي تصور من oمنبثقا أي الله صنع

.. ) الجماعة ) هذه حياة يصرف الذي المنهج كان وإن الله دين في

من - oمنبثقا أي الشعب أو القبيلة أو األمير أو ، الملك صنع من

( - دين في الجماعة فهذه بشرية فلسفة أو تصور أو مذهب

.. ( ) ( ) ( ) الشعب دين أو القبيلة دين أو األمير دين أو الملك

) ( ابتداء المنبثق ، الله منهج تتبع ال ألنها الله دين في وليست

78

.! المذاهب أصحاب من والمحدثون سواه دون ، الله دين من

أو ، يحجمون يعودوا لم االجتماعية والفلسفات والنظريات

يقررون : إنما أنهم وهي الحقيقة بهذه التصريح من ، يتحرجون

) وأنهم) ؛ الحياة واقع في بها الناس أخذ ويريدون ؛ عقائد

القومية أو الوطنية أو االجتماعية العقائد هذه إحالل يريدون

الدينية .." ) العقيدة ( 82محل

يؤمن من يكفي اإلسالم أن القول يمكننا المنطلق هذا ومن

وليس ، تكفيه ال فهي وضعية فكرية مذاهب من عداه ما أما به

و الشركيات من الكثير في توقعه أنها بل فحسب ذلك

البشرية . الجاهليات

النصرانية من لهم أنفع اإلسالم أن على الغرب ألهل ويؤكد

من كثيرا فيها انتشرت الفلسفة عليها دخلت عندما األخيرة ألن

الحلول نظرية فيها شاعت فقد ، اإلنجيل في التحريفات

فهو الكريم القرآن هنا أقصد و اإلسالم أما اليونانية الفلسفية

فلسفية نظرية أي عليه تدخل لم العالمين رب قبل من محفوظ

يقول . : " اإلطالق الذي ) ( ) على بولس نصيب من كان ولقد

- - الوثنية من النصرانية دخل وإنما السالم عليه المسيح ير لم

. ) بما مطعمة أوروبا في النصرانية نشر يتولى أن الرومانية

.. وكانت اإلغريقية والفلسفة الوثنية من تصوراته في رسب

.. فوق أوروبا في األولى أيامها منذ النصرانية على كارثة هذه

تناقل . فترة األولى االضطهاد فترة في تحريف من بها لحق ما

.! وكتب بتواترها وال بتمحيصها تسمح ال ظروف في الروايات

شاهد - - وهي الميالدي األول القرن بعد ذلك بعد رسائله بولس

- فلسفة والسيما الفلسفة بصور الدينية األمثلة امتزاج على

ويدعو - : الله، يمين على جالس المسيح أن يقول وكان الحلول

" " لهم ويسال كلمته فيهم تسكن أن الخير لهم يطلب لمن

إلى عاد متى المجد سيبلغون بأنهم ويبشرهم ، منه الغفران

! زمن في معاده ينتظر كان أنه كالمه جملة من ويبدو األرض

79

" : – - . ربنا باسم عليه الله صلوات إليه أشار ما oوكثيرا قريب

" : ! " المسيح يسوع رسول باسم نفسه وسمى المسيح يسوع

المسيح يسوع وربنا مخلصنا الله أمر ( 84، 83). " بحسب

يتحدث عندما أنه إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويشير

اإلسالمي التصور لثقافة عن يؤسس أن يريد ال أنه ، لإلنسان

بل فلسفي مشروع إنشاء يريد ال ، واقعية لثقافة بل خيالية

التي الغاية اإلنسان خالله من يحقق ربانيا إسالميا تصورا يريد

حقيقة . : " إلى هنا ننبه أن نحب أننا على يقول خلق أجلها من

. . التصور حقائق بالتماس نبغي ال إننا كبيرة أساسية

. في فصل إنشاء نبغي ال الثقافية المعرفة مجرد اإلسالمي،

" باسم قبل من عرف ما إلى يضاف ، اإلسالمية المكتبة

المعرفة " . ! " " مجرد إلى نهدف ال إننا كال اإلسالمية الفلسفة

الثقافة " رصيد في وتحسب ، األذهان مع تتعامل التي ، الباردة

! ! إنه" فيه الجهد عناء يستحق ال اعتبارنا في الهدف هذا إن

" " " ! وراء من الحركة نبتغي نحن إنما رخيص تافه هدف

لتحقيق " . ، دافعة قوة المعرفة هذه تستحيل أن نبتغي المعرفة

" " . اإلنسان ضمير استجاشة نبتغي الواقع عالم في مدلولها

الرباني التصور هذا يرسمها كما ، اإلنساني وجوده غاية لتحقيق

أراده. الذي منهجه وإلى ، ربها إلى البشرية ترجع أن نبتغي

التي الكرامة مع تتفق التي الرفيعة الكريمة الحياة وإلى ، لها

فترات من فترة في تحققت والتي ، لإلنسان الله كتبها

في oواقعا استحال عندما ، التصور هذا ضوء على ، التاريخ

والصالح الخير إلى البشرية تقود ، أمة في يتمثل ، األرض

(85والنماء . " )

الفلسفة الله يرحمه قطب سيد األستاذ ينكر النحو هذا على

أفسدت التي واألفكار العقائد من وغيرها للمسلمين المنتسبة

السليمة اإلنسانية على ، الفطرة للعض سالماإلويدعونا

80

اآلخرة و الدنيا في لإلنسان الخير يحقق الذي اإلسالم ، بالنواجذ

.

الفلسفة : جاهلية من المسلمين موقف الثاني : المطلب

وذلك ، الفلسفية الجاهلية في المسلمون وقع كيف يبين

فالسفة كتب وخاصة السابقة األمم تراث ترجمة بسبب

انحرافات ظهور إلي أدي مما العربية اللغة إلي اليونانيين

" : . يقول قبل من المسلمون يعرفها لم –عقدية وقع ولقد

- الحياة احتكت أن اإلسالمي التاريخ أطوار من طور في

، الصحيح اإلسالمي التصور من المنبثقة ، األصلية اإلسالمية

، المفتوحة البالد في اإلسالم وجدها التي األخرى الحياة بألوان

. . البالد تلك في السائدة بالثقافات ثم كذلك وراءها وفيما

- من حياتهم خلت وقد اإلسالمية الرقعة في الناس واشتغل

الوقت .. في وجد�ت الرخاء لموجات واستسلموا ، الجهاد هموم

مشكالت وغيرها السياسية األحداث جراء من حياتهم في ذاته

- منذ مبكر وقت في بعضها كان والمذهبية والرأي للتفكير

- بالفلسفة الناس اشتغل ومعاوية علي بين المشهور الخالف

، المسيحية حول تجمعت التي الالهوتية وبالمباحث اإلغريقية

الذي .. االشتغال هذا عن ونشأ العربية اللغة إلى ترجمت والتي

وفي العباسيين عهد في العقلي الترف طابع من يخلو ال

التصور على غريبة واتجاهات انحرافات ، oأيضا األندلس

. من البشرية إلنقاذ ابتداء جاء الذي التصور األصيل اإلسالمي

إلى وردها ، االتجاهات هذه مثل ومن ، االنحرافات هذه مثل

كلها بالطاقة يدفع الذي ، الواقعي اإليجابي اإلسالمي التصور

ويصون . والتطهير واالرتفاع والتعمير، للبناء ، الحياة مجال إلى

. أن البشري اإلدراك يصون كما الثرثرة في تنفق أن الطاقة

دليل . " ) بال التيه في به ( 86يطوح

81

األسباب بعض إلي الله يرحمه قطب سيد األستاذ هنا يشير

كاألسباب لإلسالم المنتسبة الفرق نشوء إلي أدت التي

. والمكانة والترف فالمال الفكرية و االجتماعية و االقتصادية

السريان نصارى من يطلبون المسلمين بعض جعلت االجتماعية

لترجمتهم . باإلضافة اليونانيين والمنطق الفلسفة كتب ترجمة

. حدا مما العربية اللغة إلي الفارسي و الهندي اللسان من

العربية البيئة أن القول إلي الدارسين و الباحثين ببعض

– - بوتقة كانت والعباسي األموي العهدين في اإلسالمية

الفرس . و الهنود و اليونانيين فلسفات فيها انصهرت

فلسفة يقلد أخذ الذي الفريق هذا عند األمر يقف ولم

هذه يواجه راح المسلمين من آخر فريق انبري أنه بل اليونانيين

" : . علماء من جماعة ووجد يقول العقدية االنحرافات

وهذا ، االحتكاك هذا آثار مواجهة من البد أن المسلمين

– – سبحانه الله ذات حول وجدل وإيضاحات بردود ، االنحراف

. . ، وجزائه اإلنسان عمل وحول والقدر القضاء وحول وصفاته

.. حولها ثار التي المباحث آخر إلى والتوبة المعصية وحول

! المختلفة الفرق ووجدت اإلسالمي الفكر تاريخ في الجدل

.… . . إلى ومعتزلة سنية وجبرية قدرية ومرجئة وشيعة خوارج

األسماء . " ) هذه ( 87آخر

أهل يعتبر الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن ذلك من نستنتج

وهو لإلسالم المنتسبة الفرق ضمن من والجماعة السنة

ال وهذا ، ضمنهم يدرجها عندما الفرق من بغيرها يساويها

مسائل من كثير في حادت الفرق فكل ، الحقيقة من له نصيب

. فقد والجماعة السنة أهل أما والسنة الكتاب عن العقيدة

مسائل كل في الشريفة والسنة الكريم بالقرآن التزموا

. انبروا المسلمين من جماعة أن إلي كذلك وأشار االعتقاد

الفلسفات و والفكرية العقدية االنحرافات هذا لكل للتصدي

وعموما ! . ؟ لماذا أدري وال الجماعة هذه يسم لم لكنه الجاهلية

82

ذلك في بما الجميع عند والثابت عليه المتعارف فمن

هم والجماعة السنة أهل أن المستشرقين من المتعصبين

الضالالت هذه مواجهة سبيل في والثمين الغالي بذلوا اللذين

المتفلسفة بفعل اإلسالمية البيئة في انتشرت التي والمفاسد

وأشباههم . ) لإلسالم (88المنتسبين

لفالسفة المقلدين من النفر هذا أن موضحا ويستطرد

اليونانيين فالسفة وبآراء أرسطو بفلسفة انبهروا اليونانيين

المنتسبة بالفلسفة عرف ما ظهور إلي أدي مما الميتافيزيقية

" : . المفكرين بين وجد كذلك يقول الكالم وعلم للمسلمين

- شروح وبخاصة اإلغريقية بالفلسفة فتن من المسلمين

وبالمباحث - - يسمونه كانوا كما األول المعلم أو أرسطو فلسفة

ال - " " – " " اإلسالمي الفكر أن وظنوا لميتافيزيقية ا الالهوتية

إال ، وعظمته أبهته مظاهر أو ، واكتماله نضوجه مظاهر يستكمل

- - فيه له وكانت والفلسفة التفلسف زى الزى هذا ارتدى إذا

! ، الغربية التفكير بأزياء ناس اليوم من يفتن وكما مؤلفات

فلسفة . " إنشاء فحاولوا وقتها األزياء بتلك فتنتهم كانت فكذلك

" " . " الكالم علم إنشاء وحاولوا اإلغريقية كالفلسفة إسالمية

( " . ! أرسطو منطق على مبنية الالهوتية المباحث نسق ( 89على

الله يرحمه قطب سيد األستاذ انتقاد أن بذلك لنا يتبن

قدمه الذي للنقد امتدادا كان للمسلمين المنتسبة للفلسفة

المنتسبة الفلسفة أن يري الله يرحمه هو إذ اليونانية للفلسفة

اليونانية . ) للفلسفة ظالال إال ليست ( 90للمسلمين

على ينبغي كان أنه الله يرحمه قطب سيد األستاذ ويصرح

للتصور يؤسسوا أن والمتكلمين لإلسالم المنتسبين الفالسفة

فالسفة من اقتبسوا لكنهم و ذاته اإلسالم خالل من اإلسالمي

وراحوا ، اليونانيين والمنطقي الفلسفي القالب اليونان

مما ومنطقهم اليونانيين وفلسفة اإلسالمي الدين بين يلفقوا

83

اإلسالمي التصور عن البعد كل بعيد لتصور تأسيسهم إلي أدي

في . : " " " اإلسالمي التصور صياغة من oوبدال يقول الرصين

الكينونة تخاطب التي ، الكلية طبيعته وفق ، مستقل ذاتي قالب

الفكر " تخاطب وال ، وطاقاتها مقوماتها بكل ، جملة البشرية

الذهني " .. المنطق قالب في oمصبوبا oباردا oخطابا وحده البشري

فيه " " " ليصبوا الفلسفي القالب استعاروا فإنهم هذا من oبدال

الفلسفية " التصورات بعض استعاروا كما ، اإلسالمي التصور

أما .. اإلسالمي التصور وبين بينها يوفقوا أن وحاولوا ، ذاتها

مستعارة ! . " ) كلها تكون كادت فقد ما( 91المصطلحات وهذا

سبيل على منهم و اإلسالم إلي المنتسبين المتفلسفة صنعه

الفارابي ) الحصر ال بين ( 339 – 260المثال لفق الذي ، هـ

األفلوطينية الفيض أو الصدور نظرية بين و اإلسالمية العقيدة

آنفا . ) ذكرنا ما نحو على (92المحدثة

اإلسالمية العقيدة بين التلفيق و الخلط لهذا ونتيجة

المقلدين المسلمين من النفر هذا أنتج اليونانيين وفلسفة

التصور مستوي إلي يرقي ال مشوها مزيجا اليونانية للفلسفة

بين . : " أصيلة جفوة هناك كانت ولما يقول الخالص اإلسالمي

الفلسفة أسلوب وبين ، العقيدة ومنهج الفلسفة منهج

وتلك اإلسالمية اإليمانية الحقائق وبين ، العقيدة وأسلوب

تتضمنها التي المفتعلة المضطربة الصغيرة المحاوالت

الفلسفة .. " بدت فقد البشرية الالهوتية والمباحث الفلسفات

العقيدة " – - لحن في oكامال oنشازا سميت كما اإلسالمية

صفاء ! شاب ، كثير تخليط المحاوالت هذه من ونشأ المتناسق

مع . ذلك بالسطحية وأصابه ، مساحته وصفر ، اإلسالمي التصور

والتخليط والجفاف تلك. " التعقيد جعل الفلسفة مما

على" اإلسالمية كاملة غربة غريبة الكالم علم مباحث ومعها

وطبيعته اإلسالم وحقيقته ، ومنهجه ، وأسلوبه ، ، ( " . !93 )

84

– ذكرنا ما نحو على الجماعة و السنة أهل عليه نبه ما وهذا

الله – يرحمه قطب سيد األستاذ يغفل لماذا أدري وال سابقا

؟ ! . الفلسفة ضالالت مواجهة في الجماعة و السنة أهل موقف

قام حينما ماضي فيما بالفعل حدث ذلك أن إلي وينبه

اإلسالم بين والخلط بالتلفيق اإلسالم إلي المنسبين الفالسفة

يقول . : " المتكلمون أيضا صنعه ما وهذا ، اليونانية والفلسفة

التعقيد ووقع ، اإلسالمي التصور في الفساد وقع ولقد

باسم " التاريخ في عرفوا ممن جماعة شاء حينما ، والتخليط

الفلسفية " التصورات بعض يستعيروا أن اإلسالم فالسفة

أرسطو – من وبخاصة المصطلحات وبعض ، اإلغريقية

جسم – في ويدخلوها المسيحيين الالهوتيين وبعض وأفلوطين

المجموعات" " ! "... هذه أمثال اإلنسان يقرأ اإلسالمي التصور

" التصور " في القدر مفهوم سعة منها فيدرك ، الثالثة المنوعة

اإلنسانية المشيئة فيه تعمل الذي المجال بيان مع ، اإلسالمي

والعقائد . الفلسفات ضربت لقد المحيط القدر هذا حدود في

بالحيرة – - إال تعد ولم القضية هذه في التيه في المحرفة

متكلمي . من القضية هذه في خاضوا من ذلك في بما والتخليط

الفلسفة .. منهج قلدوا أنهم ذلك أنفسهم المسلمين

هذه عالج في ، اإلسالمي بالمنهج تأثروا مما أكثر ، اإلغريقية

( 94القضية . " )

في " الله يرحمه حنبل بن أحمد اإلمام أن ذلك أمثلة ومن

و " قديم ليس الكريم القرآن أن قرر عندما القرآن خلق مشكلة

ورد ما نحو على العالمين رب عند من منزل هو بل مخلوق ال

في . الدينية بالنصوص استمسك نجده الدينية النصوص في

و اليونانيين الفالسفة قلدوا الذين المعطلة و المعتزلة مقابل

أن يزعم الذي العقلي بالنظر تمسكوا حيث أرسطو خاصة

ويبدو . حادثا يكون أن يجب تعالي الله كالم وهو الكريم القرآن

الديني النص أن الله يرحمه حنبل بن أحمد اإلمام محنة من لنا

85

مقابل النص على العقل رجح الذي البشري العقل واجه هنا

العقل . على النص رجح الذي الله يرحمه حنبل بن أحمد اإلمام

من المتكلمين أفكار و آراء اعتري لما وبالنسبة

أكثر إلي يرجع ذلك أن إلي يشير فهو جاهلية فكرية انحرافات

باإلضافة والنصارى لليهود المسلمين مخالطة منها سبب من

األسباب أحد تعد اليونانية فالفلسفة ، اليونانية الفلسفة إلي

ويكثر . : " يقول الكالمي والخالف الجدل لهذا الرئيسة

األرض خلق عن الكالم من هنا والمتكلمون المفسرون

عن , يتحدثون عن . القبلية والسماء ويتحدثون والبعدية

وبعد . . " " قبل أن وينسون والتسوية اصطالحان االستواء

أن ; وينسون تعالى الله إلى بالقياس لهما مدلول ال بشريان

التصور والتسوية االستواء الى يقربان لغويان اصطالحان

المحدود . . غير صورة المحدود كان . . وال البشري وما يزيدان

هذه حول المسلمين علماء بين ثار الذي الكالمي الجدل

اإلغريقية , التعبيرات الفلسفة آفات من آفة إال القرآنية

عند الالهوتية مخالطتها , اليهود والمباحث عند والنصارى

اإلسالمية , وللعقلية الصافية العربية وما . . الناصعة للعقلية

العقيدة , جمال فنفسد اآلفة هذه في نقع أن اليوم نحن لنا كان

الكالم !! " ) القرآن وجمال علم ( 95بقضايا

حيث نفسه قطب سيد األستاذ فيه وقع ما نفس وهذا

و القهر يعني بأنه العرش على الرحمن استواء ظالله في فسر

ألهل مخالفا و المعطلة و للجهمية مقلدا الهيمنة و السيطرة

يخالف . إنما ذلك في قطب سيد واألستاذ والجماعة السنة

اإلخوان لجماعة نفسه البنا األستاذ وضعها التي القواعد

سنية . ) سلفية جماعة أنها (96المسلمين

النظريات من نظرية اإلسالم عن قطب سيد األستاذ وينفي

التي اليونانية الفلسفية الوجود وحدة نظرية وهي ، الفلسفية

86

اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة خالل من اإلسالم إلي دخلت

النظرية عن تماما غريبة نظرية فهذه ، كذلك والمتصوفة

والنظرية . : " يقول الخلق في الخلق : اإلسالمية أن اإلسالمية

هنا . . . ومن شيء كمثله ليس الخالق وأن الخالق من تنتفي غير

فكرة : " اإلسالمي الوجود التصور غير" وحدة يفهمه ما على

هذا من وحدة - االصطالح المسلم وخالقه الوجود أن بمعنى أي

للخالق - ذاتي إشعاع الوجود أن أو هو واحدة الوجود أن أو

على . . التصور أنحاء من نحو أي على أو لموجده المرئية الصورة

آخر . . : هذا معنى على المسلم نظر في وحدة والوجود األساس

اإلرادة صدوره وحدة الذي , الواحدة عن ناموسه ووحدة الخالقة

إلى , واتجاهه وتناسقه تكوينه ووحدة به عبادة ربه يسير في

( 97وخشوع . " )

الله - - يرحمه قطب سيد األستاذ أن أخري مرة فنكرر نعود

ليعبر " " صدور ، صدر المحدث األفلوطيني المصطلح يستخدم

مقبول غير أمر وهذا اإلسالمية الوجهة من الخلق عملية عن به

سابقا ذلك إلي أشرنا .كما

من سواء يقول ما على يعترض من سيوجد أنه إلي ويشير

عليها يطلقون التي للمسلمين المنتسبة بالفلسفة المشتغلين

عامة" " . بالفلسفة المشتغلين قبل من أو اإلسالمية الفلسفة

عندما الكريم القرآن إلي الرجوع الضروري من أنه إلي وينتهي

المنتسبة الفلسفة تكون وال اإلسالمي للتصور نؤسس

من – - اليونانية للفلسفة المقلدين الكالم وعلم للمسلمين

الكالم . : " هذا أن أعلم وأنا يقول التصور لهذا المكونة العناصر

المشتغلين – ! - من كثير من سواء األقل على بالدهشة سيقابل

المشتغلين " " من أو اإلسالمية الفلسفة يسمى بما عندنا

يقين .. على وأنا ، أقرره ولكني عامة بصفة الفلسفية بالمباحث

التشويه " " من يخلص لن اإلسالمي التصور بأن جازم

عليه أطلق ما بكل جملة عنه نلقي حين ،إال والمسخ واالنحراف

وبكل " " . " " الكالم علم مباحث وبكل اإلسالمية الفلسفة اسم

87

شتى في المختلفة اإلسالمية الفرق بين الجدل من ثار ما

مباشرة ! " منه نستمد ، الكريم القرآن إلى نعود ثم oأيضا العصور

تفرده " . " " التي خصائصه بيان مع اإلسالمي التصور مقومات

التي . - الموازنات بعض من بأس وال التصورات سائر بين من

هذا – - مقومات أما األخرى التصورات مع الخصائص هذه توضح

صياغة وتصاغ ، مباشرة القرآن من تستقى أن فيجب التصور

تماما .. . " ) أعني - - ( 98مستقلة ذكرناه و سبق ما نحقق وحتى

السابقة الجهالة شوائب من خالص إسالمي لتصور نؤسس أن

هي : و أمور ثالثة الحسبان في نضع أن يجب

من : األولى" اإلسالمي العالم إلى وصل ما أول أن

أثر له وكان ، المسيحي والالهوت اإلغريقية الفلسفة مخلفات

سوى يكن لم ، وتلوينه المختلفة الفرق بين الجدل توجيه في

o مشوها oنقال منقولة ، اإلغريقية للفلسفة متأخرة شروح

نقل . في كثير اضطراب عنه ينشأ مما سقيمة لغة في oمضطربا

الشروح ! . " ) من( 99هذه الترجمة و النقل حركة يراجع من و

المشكالت من كثيرا يجد العربي اللسان إلي اليوناني اللسان

ترجم ما كل في العقيدة بمسائل الخاصة و بالترجمة الخاصة

من . كثيرا تشوه و ، ألفلوطين ألرسطو آراء كنسبة اليونان عن

في الترجمة و النقل حركة مشكالت من غيرها و الترجمات

العباسي . ) العهد و األموي (100العهد

اإلغريقية: الثانية " الفلسفة شروح بين التوفيق عملية أن

بطبيعة وجهل ، كبيرة سذاجة عن تنم كانت اإلسالمي والتصور

وعدم ، العميقة الوثنية وعناصرها ، اإلغريقية الفلسفة

مما . واحد منهجي وأساس ، واحد فكري نظام على استقامتها

فالفلسفة .. األصيلة ومنابعها اإلسالمية النظرة يخالف

، باألساطير مشحون وثنى وسط في نشأت اإلغريقية

ولم ، األساطير هذه ومن الوثنية هذه من جذورها واستمدت

والعبث . السذاجة فمن قط األسطورية الوثنية العناصر من تخل

88

القائم– - اإلسالمي التصور وبين بينها التوفيق محاولة كان

ولكن " " .. التجريد العميق المطلق التوحيد أساس على

خطأ – - فهموا ، المسلمين من والجدل بالفلسفة المشتغلين

المتأثرة المتأخرة الشروح من إليهم نقل ما تأثير تحت

أن " " – - يمكن ال اإلغريق فالسفة وهم الحكماء أن بالمسيحية

ثم ! ومن التوحيد عن يحيدوا أن يمكن وال ، وثنيين يكونوا

وبين " " الحكماء كالم بين متعسفة توفيق عملية التزموا

يسمى . " ما كان المحاولة هذه ومن اإلسالمية العقيدة

اإلسالمية " ! . " ) ( 101الفلسفة

عملية وليس تلفيق عملية هو تم ما أن ذلك من نستنتج

والفلسفة الرباني الوحي اإلسالمية العقيدة بين توفيق

على . األمثلة أوضح ومن البشر من جماعة وضعها التي اليونانية

ذلك إلي أشرنا كما الفارابي عند الصدور أو الفيض نظرية ذلك

على . مصرا الله يرحمه قطب سيد األستاذ لماذا أدري وال سابقا

يستخدم " " وال المسالة هذه أثار كلما توفيق مصطلح استخدام

" " ، موضوعية األكثر و واألدق األوقع أنه رغم تلفيق مصطلح

لم أنه الوحيد الله يرحمه قطب سيد األستاذ عذر أن ندرك ولكننا

عن الكتابة عند عليها االعتماد يجب التي المصادر إلي يرجع

وأشباههم . اإلسالم إلي المنتسبين والفالسفة اليونان فالسفة

قطب سيد األستاذ مؤلفات في يوجد ال الشديد األسف فمع

يوناني فيلسوف إلي نسبته يمكن واحدا فلسفيا نصا الله يرحمه

العكس . وعلى لإلسالم المنتسبين الفالسفة من فيلسوف أو

اإلسالم شيخ مقدمتهم وفي والجماعة السنة أهل عند ذلك نجد

تيمية ) علمية ( 728 – 661ابن دراسات لنا ترك الذي ، هـ

العقيدة ضوء في الفلسفة دراسة عن ورصينة موضوعية

فقد . الفلسفة من اإلسالم موقف عليه نطلق ما أو اإلسالمية

من لإلسالم المنتسبين الفالسفة نصوص إلي اإلسالم شيخ رجع

فالسفة آراء لمعرفة المؤلفات بهذه واستعان ، مؤلفاتهم خالل

89

الفلسفية والمصادر اإلسالم شيخ تراث يراجع ومن ، اليونان

في وردت ما نحو على الفالسفة آراء يورد يجده للفالسفة

سيد . – – األستاذ يرجع لم لماذا أخرى مرة أدري وال كتاباتهم

على تيمية ابن اإلسالم شيخ انتقادات إلي الله يرحمه قطب

وعلم المسلمين إلي المنتسبة والفلسفة اليونانية الفلسفة

؟ ! . الكالم

اإلسالمي : –الثالثة" العالم في الواقعية المشكالت أن

عنه – - الله رضي عثمان مقتل منذ الجدل ذلك أثارت التي تلك

و وباإلفهام ، القرآنية النصوص بتأويالت انحرفت قد

وجهات . لتأييد المباحث بدأت فلما oشديدا oانحرافا المفهومات

الفلسفات من يؤيدها عما تبحث كانت ، المختلفة النظر

تعد لم ثم ومن الغالب في oمغرضا oبحثا ، الالهوتية والمباحث

- - للتفكير oأساسا تصلح الخالفات تلك ظل في المصادر تلك

ومفهوماته مقوماته يتلقى أن ينبغي الذي ، الخالص اإلسالمي

تلك عراقيل من خالص جو في ، الثابت القرآني النص من

عن . ! جملة التراث ذلك عزل يحسن ثم ومن التاريخية الخالفات

لبيان ، بحتة تاريخية دراسة ودراسته ، لإلسالم األصيل مفهومنا

نظائرها وتجنب ، االنحراف هذا وأسباب ، فيه االنحراف زوايا

أوضاع ومن ، اإلسالمي التصور مفهوم من اليوم نصوغه فيما

( " .. o أيضا اإلسالمي النظام ومقومات ( 102وأشكال

االنحرافات تلك إلي المسلمين من نفر نبه فقد وعموما

المنتسبين المتفلسفة فيها وقع التي الفكرية و العقدية

مقدمتهم في و الجماعة و السنة أهل هم و أشباههم و لإلسالم

حنبل ) بن أحمد اإلمام ذلك ( 241 – 164إمامهم يبدو و ، هـ

خلق محنة أقصد ، لها تعرض التي محنته في جالء و بوضوح

و – - المعتزلة فيها واجه التي سابقا ذكرنا ما نحو على القرآن

اليونانيين منطق و بفلسفة تسلحوا الذين المعطلة و الجهمية

90

بالقرآن تسلح الذي الجماعة و السنة أهل إمام مقابل في

الشريفة . السنة و الكريم

المنطق و الفلسفة مواجهة في دربه على سار ولقد

و : ، تيمية بن اإلسالم شيخ أمثال بعده من تالميذه اليونانيين

الجوزية ) قيم في ( 751 – 691ابن يوجد ما بينوا الذين هـ

شركيات . و مفاسد و ضالالت من اليونانيين المنطق و الفلسفة

و السنة أهل و الصالح بالسلف الخاص التراث هذا أن أعتقد و

يرحمه قطب سيد األستاذ ينادي الذي التراث من ليس الجماعة

لم أنه رغم اليوم اإلسالمي التصور نصوغ نحن و نتجنبه بأن الله

لماذا . ، أدري ال و تلميحا لو و اإلطالق على التراث هذا إلي يشر

؟ ! . أغفله

الفلسفة : : و المعاصر اإلسالمي التصور الثالث المطلب

التصور أن علي الله يرحمه قطب سيد األستاذ يؤكد و

المنطق و بالفلسفة اإلطالق على له عالقة ال اإلسالمي

تأثيرا سبق فيما اإلسالمية الفطرة على أثرا اللذين اليونانيين

سلبيا .

للتصور يؤسس الله يرحمه قطب سيد األستاذ و واليوم

استبعاد أن يقرر أنه حتى تماما الفلسفة يستبعد اإلسالمي

الفلسفة " عليه يطلق ما أو للمسلمين المنتسبة الفلسفة

نفعل " . عندما أننا فعنده اإلطالق علي فيه ضير ال اإلسالمية

أخذوا عندما جهالة من الغرب أهل فيه وقع مما ننجو ذلك

الفكر . : " مناهج سارت ولقد يقول الفكري لتصورهم يؤسسوا

الفكر . من ابتداء مستمدة الخاص طريقها في الغربي

من oأخيرا مستمدة ثم ، الوثنية لوثة من فيه وما اإلغريقي

ال !... إننا ثم الغالب في الكنسي وللتفكير ، للكنيسة عدائها

التصور " " " حقائق عرض في الفلسفي القالب استعارة نحاول

طبيعة " " بين oوثيقا oارتباطا هناك بأن منا oاقتناعا اإلسالمي

91

بالقالب " " " . . يتأثر الموضوع وأن القالب وطبيعة الموضوع

في ، قالب في عرض إذا ، التشويه ويلحقها طبيعته تتغير وقد

األمر ! طبيعته عن وغربة وجفوة عداء تاريخه وفي طبيعته

الفلسفي . والقالب اإلسالمي التصور موضوع في المتحقق

معروضة هي كما التصور هذا حقيقة يتذوق من يدركه والذي

صياغة ! . " " محاولته في إقبال نخالف نحن القرآني النص في

القوالب من مستعار ، فلسفي قالب في اإلسالمي التصور

أوجست " " وعند المثاليين العقليين من هيجل عند المعروفة

الحسيين " " . " ) الوضعيين من ( 103كونت

سابقا عليه نبهنا ما على قطب سيد األستاذ بذلك ويؤكد

نستخدم أن يجب الفلسفة عن نتحدث أن نريد عندما أننا

العقيدة عن نتحدث أن نريد وعندما الفلسفة مصطلحات

قالبه . منهما كلل أخرى بعبارة العقيدة مصطلحات نستخدم

والضالالت المفاسد تكون وإال ذلك نفعل أن وعلينا به الخاص

الفكرية . و العقدية

اإلسالمية العقيدة من النابع اإلسالمي التصور صياغة إن

فلسفي قالب في يصاغ وال إسالمي قالب في يصاغ أن ينبغي

العقيدة . : " إن يقول العقيدة إليه ترمي ما عن يحرفه ذلك ألن

الكينونة– - - - تخاطب خاص بوجه اإلسالمية والعقيدة oإطالقا

واإليقاع بالحيوية يمتاز أسلوب وهو ، الخاص بأسلوبها اإلنسانية

ال . التي ، الكبيرة بالحقائق اإليحاء واإليحاء المباشرة واللمسة

يمتاز . . كما العبارة بها توحي ولكن العبارة في كلها تتمثل

ومنافذ وطاقاتها جوانبها بكل اإلنسانية الكينونة بمخاطبة

البشري . " " .. الكائن في وحده الفكر يخاطب وال فيها المعرفة

الحقيقة . تحصر أن تحاول هي إذ آخر أسلوب فلها الفلسفة أما

أن . يستحيل لها تتصدى التي الحقائق نوع كان ولما العبارة في

هذه – من أساسية جوانب عن oفضال العبارة منطوق في ينحصر

الفكر " " فيه يعمل الذي المجال من أكبر بطبيعتها هي الحقائق

92

والتخليط– البشري التعقيد إلى oحتما تنتهي الفلسفة فإن

لم ! . ثم ومن العقيدة مسائل تتناول أن حاولت كلما ، والجفاف

تدفع ولم ، العامة البشرية الحياة في يذكر دور للفلسفة يكن

تقدمت التي ، العقيدة دفعتها مما oشيئا األمام إلى بالبشرية

أن . البد الطريق وظالم ، الزمن تيه في حدائها على البشرية

بأسلوب عرضها محاولة أن إذ ، العقيدة بأسلوب العقيدة تعرض

على ويقصرها ، وإيحاءها إشعاعها ويطفئ ، يقتلها الفلسفة

يبدو . هنا ومن الكثيرة اإلنسانية الكينونة جوانب من واحد جانب

التي المباحث كل في واالنحراف والنقص والجفاف التعقيد

وفي ، طبيعتها على الغريب األسلوب بهذا العقيدة عرض تحاول

تكون . أن على حريصين ولسنا عنها يضيق الذي القالب هذا

هذا " " ! يوجد أن على حريصين لسنا إسالمية فلسفة هناك

في القالب هذا يوجد أن وال ، اإلسالمي الفكر في الفصل

في ! oشيئا اإلسالم ينقص ال فهذا اإلسالمية األداء قوالب

على " " . قوية داللة يدل بل اإلسالمي الفكر ينقص وال ، نظرنا

وتميزه ! " ) ونقائه ( 104أصالته

اإلسالمية " " الفلسفة بـ يسمي ما أن ذلك من نستفيد

نظرا الصحيح اإلسالمي الفكر من تماما مستبعدة و مرفوضة

الذين . أولئك وأما يونانية جاهلية و انحرافات من فيها يوجد لما

، اإللهي الوحي محل لتحل الفلسفة لنظريات اآلن يروجون

للسابقين حدث ماذا ليشاهدوا للخلف خطوة يعدوا أن فعليهم

للغرب يحدث لما كذلك ينظروا و ، الفلسفي النظر تقليد جراء

النظريات شطر وجوههم ولوا أن ومنذ اإلله موت أعلنوا منذ

الفلسفية .

الفكر من مستبعد اإلنساني العقل أن عنده يعني ال هذا و

اإلسالمي الفكر في الحقيقي دوره له العقل بل اإلسالمي

العقل وعلى ، صريح النص طالما المنزل بالوحي يسلم حيث

إن . : " يقول مجاله في ليس ما وراء ينجرف أو ينحرف أال كذلك

93

التلقي" " مجال في oمهمال وال oمطرودا وال oمنفيا ليس العقل

مع ، يدركه أن شأنه من ما وإدراك يتلقى ما وفهم ، الوحي عن

الحكم . " " هو ليس كذلك ولكنه مجاله عن خارج هو بما التسليم

غير . من للنص الصريح فالمدلول ، oم�حكما النص دام وما األخير

مدلول . من هو مقرراته يتلقى أن العقل وعلى الحكم هو تأويل

هذا . ) صلب وفي أساسه على منهجه ويقيم الصريح النص هذا

اإلسالمي والمنهج المأمون للحد واف تفصيل البحث

( 105المستقيم ( . " )

الصحيح . العقل مع يتعارض ال الصريح العقل أن نقول لذا

كل في الله يرحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ عليه أكد ما وهذا

النقل " " . و العقل تعارض درء مؤلفه خاصة و مؤلفاته

للفلسفة نقده في الله يرحمه قطب سيد األستاذ يستطرد و

أوسع آخر نطاق إلي نطاقه من العقل تخرج أن حاولت لما أنها

. شاسع بون اإلسالمي التصور بين و بينها تصورات إلي انتهت

, " : وهي فيه منارة ال تيه في الفلسفات ضربت ولقد يقول

; األسرار هذه كشف اإلدراك وتفترض تحاول من تنبع فروضا

, أصال يزود ولم المجال لهذا يهيأ لم الذي بأدوات البشري

. أرفع في مضحكة الفروض هذه فتجيء واالرتياد فيه المعرفة

. مضحكة : إلى مستوياتها عن هذا يصدر كيف اإلنسان يحير حد

! " هذه" أصحاب ألن إال ذلك وما أن الفلسفات فيلسوف حاولوا

, به يتجاوزوا وأن خلقته طبيعة عن البشري باإلدراك يخرجوا

; المقدور نطاقه ! لم بل إليه يطمأن شيء إلى ينتهوا فلم له

يحترمه أن يمكن شيء إلى اإلسالمي من يصلوا التصور يرى

ظله . " ) في ( 106ويعيش

إلي أشر الله يرحمه قطب سيد األستاذ أن ذلك من نستفيد

مسالة بصدد ذهنية فروض مجرد إال ليس الفالسفة طرحه ما أن

، كذلك األمر كان وإذا ، للعالم تعالي الله خلق و ، اإللوهية

94

" " عندما الله الجاللة لفظ قطب سيد األستاذ يستخدم فلماذا

! - - إن حيث ، ؟ أرسطو عند األول المحرك عن مثال يتحدث

على – أرسطو افترضها ذهنية فكره أرسطو عند المحرك فكرة

لفظ - مع تتطابق ال الله يرحمه قطب سيد األستاذ صرح ما نحو

؟ " " ! . الله الجاللة

ظلمات في اإلسالم ظهور قبل تعيش البشرية كانت لقد

من وغيرها الفلسفة ركام من البشرية تجن ولم ، التيه و الجهل

وفي . : " ، اإلسالم جاء يقول التخبط و التيه سوي الجهاالت

، والفلسفات ، والتصورات العقائد من ، هائل ركام العالم

واألوضاع ، والتقاليد والشعائر ، واألوهام واألفكار ، واألساطير

بالزائف، .. والصحيح ، بالباطل الحق فيها يختلط واألحوال

البشري .. – والضمير باألسطورة والفلسفة بالخرافة، والدين

يستقر – ال ، وظنون ظلمات في يتخبط الهائل الركام هذا تحت

الهائل . – - الركام هذا بتأثير اإلنسانية والحياة يقين على منها

وتعاسة شقاء وفي ، وذل ظلم وفي ، وانحالل فساد في تتخبط

الحيوان ! . " ) من بقطيع تليق ال بل ، باإلنسان تليق ال ،107 )

التيه هذا ظلمات من جمعاء البشرية ليخرج اإلسالم جاء ولقد

الرباني . اإللهي الوحي نور إلي الركام و

و الضالالت تلك عاني من إال األمر هذا حقيقة يدرك ال و

لتنقذ جاءت اإلسالم رسالة بأن يجزم ولذلك ، الشركيات

يدرك . : " وال يقول فيها تعيش كانت التي الظلمات من البشرية

عن االنفكاك هذا وضرورة الرسالة، هذه ضرورة اإلنسان

وضرورة ظلماتها، في تائهة البشرية كانت التي الضالالت

على .. يطلع حتى العقيدة أمر في واضح يقين على االستقرار

العقائد من ، التيه ذلك يرتاد وحتى ، الركام ذلك ضخامة

، واألوهام واألفكار واألساطير، والفلسفات ، والتصورات

اإلسالم جاء التي ، واألحوال واألوضاع ، والتقاليد والشعائر

95

يدرك وحتى ، مكان كل في البشري الضمير على ترين فوجدها

بقايا . فيها تتخبط كانت التي والتعقيد والتخليط البلبلة حقيقة

واإلضافات ، والتأويل التحريف دخلها التي ، السماوية العقائد

بالفلسفات التبست والتي ، اإللهية المصادر إلى البشرية

سواء ! " ) واألساطير ( 108والوثنيات

و اليونانية الفلسفات من موقفه توضيح في يستطرد و

ويرد انحرافات من فيها ما ليصحح جاء اإلسالم بأن غيرها

يقول . : اإلسالم رسالة بحسب الصواب إلي أخرى مرة البشرية

يعد" – - بما والتأمل االنتباه يستحق ما وهذا اإلسالم جاء ولقد

المحرفة الديانات فيها وقعت التي ، البلبلة أنواع لجميع oتصحيحا

جميع . على oردا يعد وما الظالم في الخابطة والفلسفات ،

والفلسفات الديانات تلك فيها وقعت التي واألخطاء االنحرافات

فكانت.. .. كذلك بعده جد� وما اإلسالم قبل منها كان ما سواء

الدين .. هذا مصدر على الدالئل إحدى العجيبة الظاهرة هذه

ما وكل البشرية خاطر في هجس ما بكل يحيط الذي المصدر

والتنقيح ! ") بالتصحيح يتناوله ثم ، ( 109يهجس

هذا قيمة يدركوا أن البشر كل على يجب النحو هذا وعلي

عليه جبريل الوحي أمين به نزل الذي الذين العظيم الدين

صلي محمد رسوله أرسله الذي ، العالمين رب قبل من السالم

سبحانه الله طريق إلي ليهديهم أجمعين للناس وسلم عليه الله

و الدنيا في والنجاح الفالح طريق هو الطريق وهذا ، تعالي و

اآلخرة .

لدن من الهي اإلسالمي التصور أن بيان في ويستمر

البشر وعقول لقلوب ينفذ ما سرعان لذلك و الرحيم الرحمن

يتميز . : " ثم يقول الفلسفة غرار على بشر وضع من وليس

عمومه – - في االعتقادي التصور عن ذلك بعد اإلسالمي التصور

وليس – - . لإلنسان الله من صادر ، رباني تصور أسلفنا كما بأنه

بارئها . . من بجملتها اإلنسانية الكينونة تتلقاه اإلنسان صنع من

96

التصور تنشئ كما ، تنشئه التي هي اإلنسانية الكينونة وليست

وعمل – - بينهما ما اختالف على الفلسفي التصور أو ، الوثني

مقتضياته وتطبيق ، به والتكيف وإدراكه تلقيه هو فيه اإلنسان

البشرية . " ) الحياة ( 110في

مجال في العلماء خاصة و الناس من كثيرا نجد ولذلك

يعتنقه تجده طريقه في اإلسالم يلتقي عندما الطبيعة العلوم

ينفد . فاإلسالم إنسان أي قبل من ضغط أي دون حرة بإرادة

أهل يرتكبه من كل رغم يعتنقه و عليه فيقبل مباشرة قلبه إلي

العظيم . الدين هذا حق في تشويهات من الغرب

أنه ليؤكد اإلسالمي التصور خصائص سرد في ويستطرد

اإلنسانية للفطرة موافق فهو ، جمعاء للبشرية حياة منهج تصور

على . : " التوكيد وهذا يقول شوائب كل من والخالصة النقية

وقيمته األساسية، قيمته يعطيه الذي هو التصور، هذا مصدر

من.. المبرأ التصور أنه في الثقة مناط وحده فهو الكبرى

الخصائص .. هذه الهوى من المبرأ الجهل، من المبرأ النقص،

جميع في مجسمة نراها والتي بشري، عمل لكل المصاحبة

أو . وفلسفات وثنيات من ابتداء البشر صاغها التي التصورات

وهو ! السابقة السماوية العقائد من البشر فيها تدخل التي

، اإلنسانية للفطرة الموافق التصور أنه في الضمان مناط كذلك

فهو . ثم ومن حاجاتها لكل المحقق ، جوانبها لكل الملبي

منهج أقوم ، عليه ويقوم ، منه ينبثق أن يمكن الذي التصور

وأشمله . " ) ( 111للحياة

يستبعد عندما أنه إلي هنا قطب سيد األستاذ يشير

ربانية على يحافظ إنما اإلسالمي التصور مقومات من الفلسفة

مثلما انحراف أو تحريف أي عن بعيدا به ينأي حتى التصور هذا

إنشاء . : " حاولوا الذين أمر أن على يقول النصرانية في حدث

فلسفية تصورات إنشاء أو ، أنفسهم عند من اعتقادية تصورات

97

صوره الذي هذا من oضالال أشد كانوا وارتباطاته الوجود لتفسير

من . األخطر أما البشرية حياة على oخطرا وأكثر الندوي، األستاذ

وبخاصة – السماوية العقائد تحريف هو فكان ، كله هذا

هذه - باسم السلطان تملك أوربا في كنيسة وقيام النصرانية

كما بالقوة الباطلة تصوراتها وتفرض ، المحرفة النصرانية

، المادي الكون عن والناقصة الخاطئة معلوماتها تفرض

، األصيل ميدانه في العلمي البحث خط بوحشية وتعارض

( " .. برئ . منها والدين الدين طابع تعطيها ( 112بمقوالت

أو اليونانية الجاهلية هذه من المسلمين اإلسالم حمي لقد

" : . اإلسالم وعصم يقول الوثنية الفلسفات من الركام هذا

أن بحقيقته المؤمنين وأن , يضربوا أهله دليل بال التيه هذا في

المنهج , الخاطئة الفاشلة المحاولة هذه أن . ابتداء يحاولوا فلما

- اإلغريقية الفلسفة بأصداء متأثرين متفلسفتهم بعض أراد

وجه بالتعقيد , - خاص على باءوا المرتقي ذلك إلى يتطاولوا أن

, أساتذتهم باء كما ! اإلغريق والتخليط التفكير في ودسوا

ما , اإلسالمي التصور وفي طبيعته من ليس ما ليس اإلسالمي

. . العقل محاولة لكل المحتوم المصير هو وذلك حقيقته من

مجاله , وراء وتكوينه . . وفوق البشري خلقته ( 113" ) طبيعة

من نفر على يعيب قطب سيد األستاذ أن ذلك من نستنتج

هم و وتابعوه قلدوه أنهم التيه بهذا انبهروا الذين المسلمين

فيه وقع ما في وقعوا ولقد ، اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة

ركام . و تيه و جاهلية من اليونانيين فالسفة

بما الجاهلية هذه كل إلي ينظر عندما اإلنسان أن والمالحظ

و ليندهش العصور مر على الفالسفة نظريات و أفكار من فيها

التيه و الضالل هذا على يصر الذي اإلنسان حال من يعجب

وحين . : " يقول الرصين اإلسالمي التصور هذا مباشرة وأمامه

, اإلسالمي والمنهج اإلسالمي التصور قمة من اإلنسان يطل

كلها البشرية , في على , مناهجها وجميع تصوراتها جميع

98

- فالسفتها أكبر تصورات ذلك في بما نظمها قديما وجميع

- , يطل حين وحديثا قديما مفكريها أكبر ومذاهب وحديثا

القمة تلك من هذه الشامخة اإلنسان انشغال من العجب يدركه

, , شقوة ومن عنت ومن عبث من فيه هي بما ومن البشرية

بنفسه , يصنعه ال اضطراب ومن يدعي - عاقل ضالة فيما يدعي

حاجة- في يعد لم يزعم ! - إلى أنه كما األقل على يعد لم أو اله

اله- !. " ) ومنهج اله شريعة إلتباع حاجة ( 114في

يعودوا فلم بصيرتهم و قلوبهم على الله ختم القوم وهؤالء

و الحق بين خلطوا أنهم بل باطال الباطل و حقا الحق يرون

الحياة هذه في مصالحهم و دنياهم عن يبحثون وأخذوا ، الباطل

فحسب . الدنيا

بكل حياتنا في ديدننا يكون أن كمسلمين علينا إذا

من ال اإلسالمي التصور من نابعا يكون أن وأركانها بمستوياتها

الذين وذيولهم والمستشرقين الفلسفة وخاصة آخر تصور أي

, في منهم نستفيد ال أننا ذلك يعني وال ظهرانينا بين يعيشون

التصور يخالف ال طالما ذلك في ضير فال العملية العلوم

" : . هؤالء يقول للحياة . اإلسالمي هو وهذا الكتاب أهل هم

] [ أمر أي في عنهم التلقي في ص الله رسول يختص هدى

روح , . . - وفق ضير وال والمنهج بالشريعة أو والتصور بالعقيدة

هذا - وتوجيهه اإلسالم غير في كلهم البشر بجهود االنتفاع من

, علما البحتة العلوم . وتطبيقا من . بالمنهج ربطها مع

, : الله تسخير من وكونها بها الشعور ناحية من اإليماني

. لإلنسان , البشرية خير في بها واالنتفاع توجيهها ناحية ومن

لها األمن ونعمة . والرخاء وتوفير المعرفة نعمة على الله وشكر

. شكره الكونية والطاقات القوى , بالعبادة تسخير وشكره

البشرية . . لخير التسخير وهذا المعرفة هذه التلقي فأما بتوجيه

الوجود , , وغاية الوجود تفسير وفي اإليماني التصور في عنهم

. اإلنساني , منهج وفي وشرائعها وأنظمتها الحياة منهج وفي

99

. . أيضا والسلوك , أما األخالق كله هذا من شيء في التلقي

. ] [ منه شيء أليسر ص الله رسول وجه تغير الذي وهو فهو

الصراح . . . الكفر وهي عاقبته المسلمة األمة الله حذر هذا الذي

نحن - - ] [ فأما ص رسوله هدى هو وهذا سبحانه الله توجيه هو

أننا نزعم ، الذين فهمنا مسلمون صميم في نتلقى فأرانا

] [ المستشرقين عن ص نبينا وحديث وتالمذة لقرآننا

والحياة ! للوجود وتصوراتنا فلسفتنا نتلقى وأرانا المستشرقين

هؤالء , وهؤالء من والمفكرين الفالسفة اإلغريق: ومن

! وأرانا واألمريكان واألوروبيين حياتنا نتلقى والرومان نظام

! نتلقى وأرانا المدخولة المصادر تلك من وقوانيننا وشرائعنا

الذي , قواعد اآلسن المستنقع ذلك من وأخالقنا وآدابنا سلوكنا

الحضارة إليه دين . . . . المادية انتهت أي الدين روح من المجردة

! - - وهو مسلمون أننا والله نزعم إثم زعم ثم من أثقل إثمه

. بالفشل اإلسالم على نشهد بهذا فنحن الصريح الكفر

يزعمون حيث والمسخ . ال من اآلثمة الشهادة هذه عليه يشهد ال

! - مسلمون- أنهم . إن.. مثلنا ذو نهج وهو منهج اإلسالم

, : ومن االعتقادي التصور ناحية من متميزة ناحية خصائص

. القواعد ناحية ومن كلها الحياة الرتباطات المنظمة الشريعة

, التي , تقوم األخالقية , تفارقها وال االرتباطات هذه عليها

أو اقتصادية أو سياسية كانت . اجتماعية سواء جاء منهج وهو

. الناس من جماعة هناك تكون أن بد فال كلها البشرية لقيادة

. تحمل طبيعة مع يتناقض ومما البشرية به لتقود المنهج هذا

- - أسلفنا كما من أن القيادة التوجيهات الجماعة هذه تتلقى

الذاتي . . منهجها ( 115" ) غير

ما بكل التغريب يرفض هنا الله يرحمه قطب سيد األستاذ إن

. بالتصور التمسك على ويؤكد معني من الرفض كلمة تعنيه

يقول ما كل في المسلم لإلنسان حياة كمنهج اإلسالمي

ويعمل .

100

عن اإلنسان يغني العلم أو الفلسفة أن يزعمون والذين

والعلم العقل أن يؤكد فالواقع واقعي غير حديث فهذا ، الدين

" : . أن يزعمون والذين وأضلوا ضلوا الدين عن ابتعدوا إذا

منتجات ; - من وهو العلم أن أو الدين عن العقل تغني الفلسفة

- العقل ; سند ال قوال يقولون إنما الله هدى عن البشرية يغني

من وال الحقيقة من الحياة . . الواقع له أن يشهد فالواقع كذلك

المذاهب على أنظمتها قامت التي على الفلسفية البشرية أو

" عليه , " فتحت مهما اإلنسان فيها يشقى حياة أبأس هي العلم

كل تيسرت ; ; شيء أبواب ومهما واإليراد اإلنتاج تضاعف ومهما

فيها الراحة ووسائل الحياة . على أسباب . وليس نطاق أوسع

! فالذين والتلقائية الجهل على الحياة تقوم أن هذا مقابل

يكفل ! يضعون حياة منهج اإلسالم فإن مغرضون هكذا المسالة

الضمانات البشري , التي للعقل الذاتي تركيبه عيوب تقيه

والشهوات األهواء من عليه تقع التي الضغوط وعيوب

. والنزعات , , تكفل التي القواعد له ويضع األسس له يقيم ثم

انطالقه في له ; للعلم استقامته تكفل كما والتجربة والمعرفة

ظلها في يعيش التي الواقعية الحياة - استقامة شريعة وفق

كذلك - ! ومناهجه بتصوراته لينحرف الواقع عليه يضغط فال الله

( " .116 )

اهتداء ضرورة علي تأكيده في قطب سيد األستاذ ويستطرد

وهذه . : " يقول بالدين آخر . . العقل كمؤثر تحشد أخرى حقيقة

الذي هو له باالستسالم يؤمرون الذي السماوات خلق فالله

ولقد - - يتصرف و يقضي و يحكم و يملك و يخلق والذي واألرض

السماوات : )واألرض خلق [ األنعام( سورة . 73بالحق ] فالحق

األوهام . . نفي من النص هذا يقرره عما وفضال الخلق هذا قوام

- التي األفالطونية وبخاصة الكون هذا عن الفلسفة عرفتها

- هذا أن من على العالم والمثالية له وجود ال وهم المحسوس

, - ! التصورات هذه مثل تصحيح على فضال النص فإن الحقيقة

101

. , كذلك ماألته وفي الكون هذا بنية في أصيل الحق بأن يوحي

الذي فطرة يلوذ فالحق في الكامن الحق إلى يستند الناس به

هائلة , , قوة فيؤلف وطبيعته الذي , ال الوجود الباطل لها يقف

, اجتثت خبيثة كشجرة هو وإنما الكون بنية في له جذور من ال

له . , أصالة ال إذ جفاء يذهب وكالزبد قرار من لها ما األرض فوق

. الكون بناء . في , . . كذلك ومؤثر ضخمة حقيقة وهذه كالحق

( 117" ) عميق . .

و للبصر وخداع وهم المنطلق هذا من الفلسفة طرح إن

. التصور أما الحيرة و التيه في اإلنسان يوقع إنه ، البصيرة

تيهها . و الفلسفة جهالة من اإلنسان فينجي اإلسالمي

فلسفة وال جدال يقدم ال الوجود عن اإلسالمي التصور إن

يقد بل اإلنسانية يقول . : "مللفطرة للوجود واقعيا تفسيرا لها

جدال . إنه لها يقدم وال نظريا ذهنيا الهوتيا جدال للفطرة يقدم ال

كعلم ] يقدم . [ التوحيد كالميا وال اإلسالمي المنهج على الغريب

إنما , حسية أو عقلية فلسفة الواقعي - يقدم لها الوجود هذا لها

- تتفاعل ويدعها الشهادة وعالم الغيب عالم معه بعالميه

ال , , ضابط منهج ظل في ولكن وتستجيب عنه وتتلقى وتتجاوب

من - تتلقى وهي والدروب . - الوجود يدعها المتاهات في تضل

( يكون( 118" أن الفلسفة مع يتعاط من كل على يجب وبذلك

ضالالتها . و شرورها تقيه قوية إيمانية عقيدة لديه

وقد – – : " بقوله كعادته ذلك على - ويؤكد األمر هذا اقتضى

اإلدراك توجيه إلي الحسية الخوارق عهد من البشرية نقل يقصد

- تربية كله الوجود في اإللهية الصنعة بدائع لمالحظة البشري

, , هذا البشري اإلدراك يألف حتى طويال وتوجيها اللون طويلة

; , إلى اإلنسان يتجه وحتى الرقي من المدى وهذا النقلة من

الوجود سفر الرباني , , بإدراكه قراءة التوجيه ظل في البشري

. . , النبوية والتربية القرآني قراءة قراءة والضبط السفر هذا

102

, التصورات منهج عن بعيدة واحد آن في إيجابية واقعية غيبية

الفلسفة الذهنية من قسم في سائدة كانت التي التجريدية

, المسيحي والالهوت الحسية وعن اإلغريقية التصورات منهج

بعض وفي الفلسفة تلك من قسم في سائدة كانت التي المادية

, الفلسفة مع كذلك والمجوسية والبوذية والمصرية الهندية

الساذجة الحسية من العقائد التي الخروج في سائدة كانت

العربية ! ( 119)" الجاهلية

بما العصور مر على الفالسفة أطلقها التي التصورات إن

عن وعارية تماما فاسدة الوجود عن اليونان فالسفة فيهم

" : . يقول اإلسالمي التصور في نجدها التي فرقةالواقعية

ذاته من المحدود غير إلدراك المحدودة بعقولها تجاهد ظلت

, الكتب طريق غير عن المغيبة الحقيقية والمعرفة تعالى

. الوجود هذا تفسير حاولوا فالسفة منهم وكان المنزلة

, جبال يصعدون الذين كاألطفال يتعثرون فظلوا وارتباطاته

, لم وهم الوجود لغز حل يحاولون أو لقمته غاية ال شاهقا

- ! وهم مضحكة تصورات لهم وكانت الهجاء أبجدية بعد يتقنوا

- التصور إلى اإلنسان يقرنها حين حقا مضحكة فالسفة كبار

بعثراتها . مضحكة القرآن ينشئه الذي الجميل المستقيم الواضح

. . بقزامتها. ومضحكة بتخلخلها ومضحكة بمفارقاتها ومضحكة

من . . أستثني ال بها يفسرونه الذي الوجود عظمة الى بالقياس

, الذين المسلمين فالسفة وال الكبار اإلغريق فالسفة هذا

! . وذلك الحديث العصر فالسفة وال التفكير منهج في قلدوهم

فرقة . فهذه للوجود اإلسالمي التصور الى تصورهم يقاس حين

, في. االتجاه هذا جدوى من يئست فقد األخرى الفرقة فأما

. العلم في وجهدها نفسها حصر إلى عنه فعدلت المعرفة

, . ليس الذي المجهول عن صفحا ضاربة والتطبيقي التجريبي

أن . تستطيع ال ألنها الله بهدى فيه مهتدية وغير سبيل من إليه

! القرنين خالل غلوائها أوج في كانت الفرقة وهذه الله تدرك

103

القرن . هذا مطلع منذ أخذت ولكنها عشر والتاسع عشر الثامن

, بين من المادة هروب على الجامح العلمي الغرور من تفيق

" " مجهول يكون ويكاد الكنه مجهول إشعاع إلى وتحولها أيديها

البشر ! . . يمنح اليقين صخرة على ثابتا اإلسالم وبقي القانون

العقلية . طاقتهم ويوفر خير فيه لهم الذي القدر المجهول من

. تعمل الذي المجال لعقولهم ويهيئ األرض خالفة في للعمل

. وغير المجهول في أقوم هي للتي ويهديهم أمن في فيه

( 120المجهول ! . " )

البشرية بالء سبب هي الفلسفة تصبح المنطلق هذا ومن

في اإلنسانية الفطرة عن انحرافها سبب هي ، العصور مر على

" : . ومن يقول واإللوهية الوجود لمبحثي تصبح تصورها ثم

? : استوي كيف واألرض السماوات الله خلق كيف كهذه أسئلة

العرش ? سبحانه ? كيف على الله عليه استوي الذي العرش هذا

. . . وأمثالها! األسئلة هذه قاعدة لغوا تصبح توجيهها يخالف

. األشد اللغو فهي عليها اإلجابة أما اإلسالمي ال الذي االعتقاد

مع ! - الطوائف خاضت ولقد ابتداء القاعدة تلك يدرك من يزاوله

- في الفكر هذه األسف تاريخ في oشديدا oخوضا المسائل

, الفكر هذا على الوافدة بالعدوى الفلسفة من اإلسالمي

( . 121") اإلغريقية !

والقرآن : " بقوله المعني نفس على مؤكدا الكريم ويستطرد

- والربوبية اإللوهية قضية بصدد جاف ذهني جدل في يدخل ال

اإلغريقية جد كالذي والفلسفة اليوناني المنطق بتأثير بعد فيما

الفطري- المنطق يلمس المباشر الواضح إنما (122 . " )البسيط

اليونان وفالسفة الجاهلية عرب مع يواجه يكن لم اإلسالم إذا

البشرية المجموعات هذه إن بل اليوم نراه كما الله لوجود إنكارا

تصورها لكن و منها قلة باستثناء الله بوجود تؤمن كانت

" : . ولم يقول اإلسالمي للتصور مخالف كان يكن لإللوهية

104

, - - الكون هذا خالق هو الله أن ينكرون جاهليتهم في العرب

الناس ملك , , وخالق وراءه ليس الذي ملكه من كذلك ورازقهم

تكن ! . . لم وكذلك العباد منه هذه الجاهليات تقتات تنكر األخرى

- ! - اإلغريق من الماديين الفالسفة من قلة على ولم الحقائق

أوسع بشكل اليوم تنتشر التي المادية المذاهب هذه هنالك تكن

أيام عرف . اإلغريق مما . في يواجه اإلسالم يكن لم لذلك

التوجه في االنحراف إال العربية التعبدية بالشعائر الجاهلية

- ! - - وإال الله من والقربى الزلفى سبيل على الله مع إللهه

الناس . . االنحراف حياة تحكم التي والتقاليد الشرائع تلقي في

يواجه يكن لم أنه يقول - - اإللحاد أي كما سبحانه الله وجود في

! " " علم بغير يتبجحون كما أو ناس كتاب وال اليوم وال هدى

! اليوم والحق. منير الله وجود في يجادلون الذين هؤالء أن

إنما . . قلة وسيظلون كان االنحراف قلة الذي ذاته هو األساسي

. الحياة شؤون في الشرائع تلقي وهو الجاهلية غير من في

. . عليه قامت الذي األساسي التقليدي الشرك هو وهذا الله

العربية , أيضا ! وكل الجاهلية (123. " ) الجاهليات

الصحيح اإلسالمي التصور إلي قطب سيد األستاذ ويشير

ننتقل . : " واآلن يقول المسلم اإلنسان به يقتدي أن يجب الذي

الواضح المستقيم اإلسالمي التصور إلى المتناثر الركام هذا من

اله : – - مع يتعامل اإلسالمي التصور في اإلنسان إن المريح

. . . مدبر. مريد خالق كامل . . .. مهيمن موجود يريد لما فعال قادر

يرجع .. . إرادته والى كله األمر يرجع إليه والفاعلية اإليجابية

حركة . وكل ، ذلك بعد فيه انبثاقه وكل ، ابتداء الكون هذا خلق

بإرادته . إال شيء الكون هذا في يتم وال تطور وكل تغير وكل

وعلمه . – - بإرادته مباشر سبحانه وهو وتدبيره وتقديره وعلمه

حي ولكل أحواله من حال كل في ، عباده من عبد لكل وتدبيره

الكريم . ... القرآن ويحفل كذلك الوجود هذا وفي شيء ولكل

، اإلسالمي التصور في الكبيرة األساسية الحقيقة هذه بتقرير

105

جانب كل في مظاهرها بعرض ويهتم ، وأشكالها صورها بكل

ال التي المتجددة صورها من صورة كل وفي ، الكون جوانب من

( 124تحصى ... " )

اآليات من بالعديد يأتي حيث الكريم القرآن في ذلك ويبين

إن : " الحصر ال المثال سبيل على منها ذلك توضح التي القرآنية

ثم ، أيام ستة في واألرض السماوات خلق الذي الله ربكم

، oحثيثا يطلبه النهار الليل ي�غشى ، العرش على استوي

، واألمر الخلق له ،إال بأمره مسخرات والنجوم والقمر والشمس

األعراف " ] : العالمين رب الله ليعجزه[ " 54تبارك الله كان وما ،

[ " o قديرا oعليما كان إنه ، األرض في وال السماوات في شيء من

: " 44فاطر ]، تشاء من الملك تؤتي ، الملك مالك اللهم قل ،

بيدك ، تشاء من وتذل تشاء من وتعز ، تشاء ممن الملك وتنزع

. تولج و ، النهار في الليل تولج قدير شيء كل على إنك ، الخير

من الميت وتخرج ، الميت من الحي وتخرج ، الليل في النهار

عمران "] : آل حساب بغير تشاء من وترزق ، [27، 26الحي

التصور بين قطب سيد األستاذ يميز آخرا ليس و وأخيرا

مجاال يدع ال بما يؤكد و الفاسدة التصورات من وغيره اإلسالمي

و الصحيح و الفطري التصور هو اإلسالمي التصور أن للشك

ضمير . : " في الحقيقة هذه واستقرار يقول لإلنسان المناسب

. العقيدة أمر في شيء كل عليه يتوقف ، حياته وفي اإلنسان

. األخالقية المشاعر بكافة البشرية الحياة يمد الذي هو أنه كما

اإليجابية ... هذه إن عليها القائم والسلطان ، وموازينها بواعثها

بين – - الطريق مفرق هي ، كلها بخالئقه سبحانه الله عالقة في

. وشمول السلبية الصورية والعقيدة ، المؤثرة الجدية العقيدة

التجمع بين ، كذلك الطريق مفرق هو ، وتوحدها اإليجابية هذه

هذه في والتمزق ، اإلنساني والنشاط اإلنسانية الكينونة في

... . وتعلق ، إللهه اإلنسان وتصور الحيوي ونشاطها الكينونة

في اإلله هذا قيمة يحدد الذي هو ، اإلنسانية بالحياة صفاته

106

... ! بين كبير وفرق اإلله لهذا استجابته نوع يحدد كما ، نفسه

أو – بوجوده يحس وال ، به يحفل ال إلهه أن يتصور الذي اإلنسان

– ! واإلنسان الفالسفة بعض يقول كما oأصال بوجوده يعلم ال

كله أمره ومالك ، ورازقه خالقه هو الله أن ويعلم يحس الذي

... الهين مع يتعامل الذي بين كذلك وفرق واآلخرة الدنيا في

- – تقول كما متفرقة إلهة مع أو الفرس يقول كما متنازعين

. ، واحدة إرادة له واحد اله مع يتعامل والذي ، األخرى الوثنيات

. يريده ما والتحديد الضبط وجه على عباده يعلم واحد ومنهج

فيسخط ! . " ) منهم يكرهه وما فيرضى، كلي( . 125منهم وبقول

يقبل لن و فباطل عداه ما و اإلسالم الله عند الحق الدين فإن

منه .

تعقيب :

1 – من ، تماما غربية عقلية المصرية العقلية تكون أن رفض

كل رفض ذلك يعني وال ، المصرية العقلية تغريب رفضه منطلق

العقيدة مع يتفق ما الغرب من نأخذ بل الغرب من يأتي ما

نأخذها فال العقيدة أمور أما الطبيعية كالعلوم فحسب اإلسالمية

المطهرة . النبوية السنة و الكريم القرآن الصافي النبع من إال

2 – السماوية واألديان الوضعية األديان في توحيد من ورد ما

من أخرجه وشرك وثنية من فيه يوجد لما نظرا رفضه المحرفة

مع . اإلنسانية للفطرة والموافق الخالص الرباني التوحيد دائرة

هذه أتباع هم السماوية الكتب تحريف عن المسئول أن العلم

السماوية . الكتب

3 – أضفوا اليونانيين فالسفة فإن اليونانية للفلسفة بالنسبة

التوحيد مفهوم منه بريء هو مما اإلله صفات و مفهوم على

مفاسد من الفلسفية نظرياتهم في يوجد لما ونظرا ، الفطري

التوحيد ضوء في مرفوضة فهي وجاهلية شركيات و ضالالت و

الفطري . اإلسالمي الرباني اإللهي

107

4 – التصور هو واإلنسان الحياة و للكون اإلسالمي التصور إن

الواقعي التصور وهو ، الصحيح للعقل الموافق السليم الفطري

يتلوث لم الذي التصور وهو ، اإلنسان واقعية مع يتعاط الذي

و قديما الغربي العالم في الكائن والتيه والجاهلية بالوثنية

ومكان زمان كل في لإلنسان الموافق التصور هو ولذلك ، حديثا

.

الفلسفة – 5 أو اليونانية الفلسفة في واحد كتاب إلي يرجع لم

هؤالء نظريات نصوص من يستفد ولم ، للمسلمين المنتسبة

السنة وأهل الصالح السلف عكس على اإلطالق على الفالسفة

في وموضوعية رصينة علمية دراسات لنا تركوا الذين والجماعة

والفلسفة الكالم وعلم اليونانية للفلسفة الرافض موقفهم

للمسلمين . المنتسبة

السنة – 6 وأهل الصالح السلف أعالم من علم اسم ذكر يرد لم

يشر ولم ، الله يرحمه قطب سيد األستاذ مؤلفات في والجماعة

عن وضعوها التي لمؤلفاتهم أو لهم عبارة إشارة ولو كذلك

والفلسفة ، الكالم وعلم اليونانية للفلسفة الرافض نقدهم

للمسلمين . المنتسبة

وفي – 7 اليونان بفالسفة إعجابه إخفاء من يتمكن لم أنه أظن

من أوردوه لما الشديد نقده رغم وأرسطو أفالطون مقدمتهم

اإللوهية . مبحث حول آراء

الحواشي :

108

االستغراب ) علم مظاهر (3من

االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من قطب محمد موقف

اليونانية) ( الفلسفة

109

االستغراب علم مظاهر من

الغربية الفلسفة من قطب محمد موقف

اليونانية) ( الفلسفة

الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن إلي ننبه أن يجب بداية

المفكرون تناولها مسالة ، األهمية في غاية مسالة إلي يشير

مسالة ، العصور مر على المثقفون و والعلماء والفالسفة

ناجع حل عن لها يبحث أن باستمرار اإلنسان يريد ، ميتافيزيقية

. - عليه– تلح التي األسئلة وهي جدوى دون الدين عن بعيدا

ما : ! ! ، ؟ الموت بعد أذهب أين إلي ، ؟ أتيت أين من باستمرار

. أجيب التي األسئلة هذه من وغيرها الخ ،،، الموت ماهية هي

والفلسفة . العلم قبل من متنوعة إجابات عليها

أنها حتى آراءها تعددت و نظرياتها تنوعت التي الفلسفة

من غيرها وعلي األسئلة هذه على اإلجابة في اإلنسان حيرت

القضايا وخاصة والتحليل بالدراسة تناولتها التي الموضوعات

110

. ، أبهمته و الموضوع هذا عقدت التي الفلسفة الميتافيزيقية

فحسب . النابهين إال معها يتعاط أن يستطيع ال التي الفلسفة

هذه توضيح في الجمهور على عصية الفلسفة كانت فإذا

هذه على اإلجابة في النابهين ترح لم فإنها وغيرها المسالة

. األسئلة من كثيرا أن القول يمكننا لذلك أيضا وغيرها األسئلة

طالما المهالك إلي به تؤدي قد لإلنسان المحيرة الميتافيزيقية

أن اإلنسان حاول وعندما ، الدين عن بعيدا وعنها فيها يبحث أنه

على حيرة زادته األسئلة هذه على لتجيبه الفلسفة يستنطق

فطرة . : " .. فسدت وإذا زمنا الفطرة شردت فإذا يقول حيرته

ذلك على يترتب فليس ، أفسدت أو البشر أجيال من جيل

يعودون . حين و الفساد يستمر أو ، الشرود يستمر أن بالضرورة

الذي .. – - هو وحده الدين إن ثم الله إلى يعودون ، فطرتهم إلى

. . : ؟ ولماذا ؟ أين وإلى ؟ أين من الفطرة أسئلة على يجيب

. . . ولماذا ؟ الموت بعد نذهب وأين ؟ جئتنا أين من ؟ وكيف

. . ) ( . ؟ نعيش كيف و اإلنساني الوجود هدف ما أي ؟ نعيش

بوعي) ( . الفطرة على تلح أسئلة وهي نعيش منهج أي على أي

. واضحة إجابة تتلق لم وإن اإلجابة عن وتبحث ، وعي بغير أو

النفسية واالضطرابات القلق تسبب فإنها النفس لها تطمئن

. قد والعلم االنتحار إلى أو الجنون إلى تؤدي وقد ، والعصبية

يمس ال ولكنه ، القضايا هذه من قضية عن جزئية إجابة يجيب

- – . ! قط ولكنها ، تجيب أن دائما تحاول والفلسفة القضية هذه

فهم على تستعص بطبيعتها وهي البشر، غليل شفت ما

من محدودة فئة إال يتعاطاها وال ، الناس من العظمى الغالبية

عن فضال وذلك ، - الناس – تخبطت قد التاريخ خالل كونها

اليسار . أقصى إلى اليمين أقصى من ( 1 ")وتقلبت

تجيب أن تستطيع التي فحسب وحدها السليمة الفطرة إذا

الرباني اإللهي الدين أقصد الميتافيزيقية األسئلة هذه على

الدين ، الفلسفة ليست و اإلنسان يطمئن أن يمكنه وحده

111

وحده ، البشري التيه و التحريف عن البعد كل البعيد اإللهي

و الداخلي بالسالم ينعم يجعله و اإلنسان يساعد أن يمكنه

. يحفظه قطب محمد األستاذ يعقد وهكذا السكينة و الطمأنينة

الفلسفة – - و الدين بين تأكيد بكل خيالية افتراضية مقارنة الله

أو الحكمة ، الحكمة على للشريعة ينتصر الله يحفظه هنا وهو ،

. حاول وإن الموضوع هذا في يبحث أن يمكنه ال الذي العقل

اإلنسان سيصيب فإنه إمكانياته عن البعيد الموضوع هذا تناول

قصارى يبذل أيضا هنا الله يحفظه وهو ، الجاهلية و بالحيرة

تغوص تزال ما التي البشرية ضالالت من اإلنسان إلنقاذ جهده

التيه . و الجاهلية بحور في

اليونانية : : الفلسفة و المسلمون األول المبحث

العربية البيئة عن غريبة و غربية صناعة الفلسفة كانت لما

لنا يحكي الله يحفظه قطب محمد األستاذ نجد ، واإلسالمية

. المسلمين إلي اليونانية الفلسفة وصول كيفية شديد بإيجاز

وجدوا رقعتها واتساع لدولتهم األمر استقرار بعد فإنهم

: ، الفرس ماديا المتقدمة األمم لعلوم حاجة في أنفسهم

" : . المسلمون كان لقد يقول العلوم هذه طلبوا لذلك والروم

مما oشيئا يملكون ال البداوة من طور في األولي نشأتهم في

أو المادية الحضارة أسباب من حولهم من المتحضرون يملكه

والعلم . المادية الحضارة أرادوا إذا عليهم oلزاما وكان العلوم من

" " يمين عن العريقتين الدولتين من أسبابهما يأخذوا أن

... . لم ولكنهم بالفعل ذلك صنعوا وقد والروم فارس وشمال

, . , األعلين هم كانوا باالنبهار يشعروا ولم oأبدا رءوسهم يحنوا

. علوم لتعلم شديدة حاجة في كانوا المؤمنين هم كانوا ألنهم

, لم الشديدة الحاجة هذه ولكن حولهم من والوثنيين الكفار

يعرفون , , – كانوا بل دونهم بأنهم وال تجاههم بالصغار تشعرهم

وللمؤمنين - , , ولرسوله لله العزة ألن لهم العزة أن ويشعرون

علوم كل ملكوا ولو العزة من شيء والوثنيين للكفار وليس

112

. ! , فقد حولهم ممن أخذوا وحين األرض خزائن وكل األرض

, األخذ طريقة في oواضحا باإليمان المستعلي سلوكهم كان

: رئيسيتين خصلتين في يكون ما أوضح : األوليوكان أن

إلي الحاجة ضغط تحت أعدائهم أمام قط تهزم لم أرواحهم

. و منهم : الثانيةاألخذ عند وجدوه شيء كل ينقلوا لم أنهم

, , ما فقط فينقلون بصيرة علي ينقلون كانوا بل أعدائهم

, عقيدتهم مع يتعارض ال مما إليه حاجة في أنهم يظنون

, , أو لهم نافع غير يرونه ما كل عن يعرضون و وإسالمهم

, ذلك علي مثال وأوضح وتصوراتهم لعقيدتهم oمخالفا يرونهم

, عندهم oمشهورا كان ما ينقلوا ولم اإلغريق علوم نقلوا أنهم

في , الغارق الوثنية الجاهلية أمور فيها رأوا ألنهم األساطير من

, , الزراية يستحق بل إليه يلتفت أن يستحق ال الضالل

(2واإلهمال . " )

أن يري الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن ذلك من نستنتج

في كانوا الذي علمهم اليونانيين عن نقلوا عندما المسلمين

لليونانيين تركوا و عقيدتهم يوافق ما نقلوا ، إليه الحاجة أمس

اليونانية . كاألساطير عقيدتهم يخالف ما

في يوجد ال الله يحفظه قطب محمد األستاذ من الرأي هذا

عن الترجمة و النقل لحركة أرخت التي المصادر من مصدر أي

اليوناني . اللسان

نفس عن كتب دارس أو باحث أي يثبته لم أيضا الرأي وهذا

أو . ينقلوا لم المسلمين أن عليه المتعارف و فالثابت الموضوع

نصارى بواسطة إليهم نقلت بل اليونانيين كتب يترجموا

بلغة علم على كان المسلمين من أحدا أن يثبت فلم ، السريان

كتب نقلوا الذين السريان نصارى أيدي على تم النقل بل يونان

واألدب األساطير كتب يترجموا ولم اليونانيين العلم و الفلسفة

113

وأن ، المسلمين عقيدة مع تتعارض و وثنية شركية ألنها

عليها . ) يقبلوا لن ( 3المسلمين

أن ادعاء يمكننا ال أنه القول يمكننا سبق ما على وبناءا

اللغات بتعلم هموا العلمية نهضتهم بداية في المسلمين

محمد – األستاذ ذلك إلي يشير ما نحو على والرومانية اليونانية

إن – . بل الوقت ذلك في العلم لغة ألنها الله يحفظه قطب

بجوار الالتينية اللغة إلي الله يحفظه قطب محمد األستاذ إشارة

هذا يثبت لم فإنه ، عليه متعارف وال ثابت غير أمر اليونانية اللغة

و الرأي النقل لحركة أرخت التي المصادر من مصدر أي في

أي يثبته لم أيضا الرأي وهذا ، اليوناني اللسان عن الترجمة

الموضوع نفس عن كتب دارس أو . باحث

لم الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن ذلك من واألعجب

حركة في السريان نصارى دور إلي واحدة إشارة ولو يشر

أدري . وال العباسي و األموي العهدين إبان والترجمة النقل

لهذه ! . تؤرخ التي والكتب للمصادر عاد كان إن أنه رغم ؟ لماذا

األستاذ . أن المرجح ومن فيها وثابتا واضحا ذلك لوجد الحركة

كانوا المسلمين أن علي يؤكد أن أراد الله يحفظه قطب محمد

لدرجة – – نقلوا الذين أنهم بفرض الوعي من عالية درجة على

، عقيدتهم يخالف ما ينقلوا ولم عقيدتهم يوافق ما نقلوا أنهم

أيدي – – علي تم النقل بل صحيح غير وضح كما األمر وهذا

فحسب . ) السريان ( 4نصارى

إليهم نقلت المسلمين أن القول يمكننا أسلفنا ما ضوء وفي

بل فحسب يقلدوها لم وأنهم ، ينقلوها لم و اليونان علوم

لها وأضافوا علمية أخطاء من اليونان فيه وقع ما صححوا

بالنص احتكاكهم من استقوه الذي العلمي البحث منهج بفضل

صحيح . : " – غير وهذا المسلمون يقصد ترجموا يقول المنزل

العلم - من معروفا كان ما كل السريان نصارى ترجم الذي بل

األمر هو كما عليه متتلمذين دراسته على وعكفوا يومئذ

114

اكتسبوا ما سرعان كانوا وإن األحوال هذه مثل في الطبيعي

التي األخطاء بعض يصححون وأخذوا ألنفسهم العلمية الحاسة

القرآنية . التوجيهات و ولكن عليها يحتوى اإلغريقي العلم كان

في للنظر التوجيه ذلك و الكونية اإلشارات تلك فقط تحو لم

البحث : . منهج ذلك من أهم حوت إنما فيها والتفكر اآليات هذه

عن . يبحث تجريديا فلسفيا نظريا اإلغريق لدى العلم كان لقد

أقرها " " فإن العقل على بعرضها يكتفي و ويفلسفها النظرية

وجودها– – عن النظر بصرف صحيحة فهي الصور من بصورة

في . كانت القرآن توجيهات ولكن الواقعية صحتها أو الواقعي

آخر . ") التطبيقي( . 5اتجاه العلمي االتجاه وهو

الواقع عن بعيدة نظري تجريدي طابعها الفلسفة فإن وهكذا

في بالمطلق تفيده ال ولذلك ، اإلنسان يعيشه الذي اليومي

للشك - مجال ال بما يؤكد الذي القرآني الرباني اإليمان مقابل

أرض - على العمل صدقه و القلب في وقر ما اإليمان أن فيه

اليومي . الواقع

و جفاء ذات أمة من تحولوا اإلسالم اعتنقوا عندما العرب إن

بني فقد ، الحنيف الدين لهذا مهدين هداة إلي قسوة و غلظة

وال فيه جاهلة ال جديدا بناء المسلم اإلنسان هذا اإلسالم

تبني أمة ، للناس أخرجت أمة لخير يؤسس أن يريد بناء ، عصبية

. لذلك األرض في الخالفة معني لتحقق األرض وتعمر وتعمل

، اليونان حضارة خاصة و عليهم السابقة الحضارات على أقبلوا

وأضافوا ، أخطائهم وصححوا ، الفلسفة و العلم عنهم فأخذوا

. نهضة في األثر عظيم له كان مما العلم مجال في تركوه لما

في . : " الجبار العمل بهذا يكتف لم اإلسالم ولكن يقول الغرب

النفوس الجهد .داخل تستأهل التي الحقيقية العملية وهو

التسجيل المدنيات ،وتستحق كل من األخير الهدف ألنها

التهذيب. .والحضارات بهذا اإلسالم يكتف لألفكارالعميق لم

بها ،والمشاعر يهتم التي المدنية مظاهر كل إليه ضم بل

الحياة لباب ويحسبونها اليوم التي �فتبن ،الناس الحضارات كل ى

115

الروم وبالد وفارس مصر في المفتوحة البالد في ما ،وجدها

عن الناس تصرف وال الله وحدانية في عقيدته تخالف ال دامت

الله لعباد الواجب تبن .الخير كانت �ثم التي العلمية الحركة كل ى

وفلسفة وكيمياء وطبيعة ورياضة وفلك طب من اليونان ،لدى

في المسلمين بتعمق تشهد جديدة صفحات إليها أضاف ثم

بالعلم ،البحث الجدي كله ،واشتغالهم ذلك خالصة كانت حتى

الحديثة أوربا نهضة عليها قامت التي هي األندلس في

واالختراع العلم في ( 6. " )وفتوحاتها

في كبيرا دورا المسلمون و العرب لعب المنطلق هذا ومن

من نفر عليه يؤكد ما وهذا األوربية والنهضة العلم تأسيس

الذين المتعصبين المستشرقين مقابل المنصفين المستشرقين

الحديثة . الحضارة تأسيس في المسلمين و العرب دور ينكرون

عمل أهم المسلمون اكتشفه الذي العلمي البحث منهج ويعد

في . : " المسلمون صنعه الذي ولكن يقول أجمع للعالم قدموه

وجدوها التي األخطاء تصحيح حد عند يقف ال العلمية حركتهم

اكتشاف وال الجبر كعلم جديدة علوم ابتداع ال و اإلغريق عند

الفيزياء علم في كبير تقدم إلى أدى مما المادة خواص من كثير

ابتدعته ما وال الدموية الدورة اكتشاف وال الكيمياء وعلم

عند .. كذلك يقف وال الضوء علم في الهيثم بن الحسن عبقرية

المنهج وهو الصحيح العلمي التقدم سبيل البشرية منح

بدونه .. حقيقيا تقدما يتقدم أن للعلم كان ما الذي التجريبي

كامال . منهجا القرآن حوي لقد ذلك من أهم هو ما هناك كان إنما

يضع " " ثم العلم فيها بما جميعا الحياة جزئيات يشمل للحياة

ما . أهم هو بالذات األمر وهذا الصحيح مكانها في جزئية كل

نظرنا إذا خاصة قيمته وتبدو اإلسالمية العلمية الحركة قدمته

الوقت في المعاصرة الجاهلية تقدمها التي العلمية الحركة إلى

( 7الحاضر . " )

116

، ذلك بعد الله يحفظه قطب محمد األستاذ سيوضحه ما وهذا

تصور العلمي التقدم مع المسلمون و العرب قدم حين ففي

نجد الرباني و اإللهي للوحي وفقا اإلنسان لحياة صحيح و كامل

اإلنسان لحياة إلحاديا تصورا يقدم العلمي التقدم هذا مع الغرب

.

إلي : اليونانيين المنطق و الفلسفة كتب نقل األول المطلب

المسلمين :

وكانوا ، المسلمين إلي المنطق و الفلسفة كتب نقلت عندما

و فلسفة يقلد منهم فريق راح ، الحضاري الترف طور في يعيشون

المنتسبين الفرق أصحاب و المتكلمون فظهر ، اليونان منطق

" : . اإلغريقي الثقافي الفكري الغزو فتنة كانت ثم يقول لإلسالم

علم و الفرق ظهور من إليه أدي ما و الفلسفة و المنطق في متمثال

.. .. ... فحين التعبير صح إن العقلي الترف الترف من لون إنه الكالم

من فضلة أنفسهم في ويجدون ، الجادة المشاغل من الناس يفرغ

األمر .. بهم ينتهي حتى األمور من الجد دون فيما يصرفونها ، طاقة

العدوى . جاءت الضياع إلي واإلخالد ذاتها الطاقة موت إلي األخير في

من ) ( – - يثبت لم هذا والالتينية اليونانية للغة المسلمين دراسة من

. الطريق وفي البيزنطيين عند الموجود العلم على التعرف أجل

أداة فظنوهما اإلغريقي والمنطق اإلغريقية الفلسفة على عثروا

. التمنطق أصبح ما وسرعان اإلسالم بها يفيدوا أن يمكن نافعة

حتى " " ! " " مثقفا يعتبر المثقف يعد ولم العصر مودة هو والتفلسف

في بهما تكلم و والفلسفة اليوناني المنطق علي اطلع قد يكون

وهي ! " " ، حمقاء بدعة ابتدعوا الخلفاء أن سوءا األمر وزاد المجالس

دينه بإطراء يقوم من مجالسهم في النصارى و اليهود من يدعوا أن

دعواهم عليهم ليردوا المسلمين علماء يدعوا ثم ، اإلسالم ومهاجمة

المستخدمة ! ! . األداة هما الفلسفة و المنطق كان لما و يفحموهم و

أن المسلمين علماء على كان فقد ، النصارى و اليهود الهوت في

في هم يستخدمونها التي األدوات بذات كالمهم ليدحضوا يجيدوهما

117

" " " .. . أولئك أصابت اللوثة لكن و كان وقد عقيدتهم عرض

اإلسالمية " " " العقيدة فيه يعرضون إسالميا الهوتا فألفوا المثقفين

! رشح الذي الخطير المزلق هو هذا وكان الكالم علم في ممثال

اإلسالم . " ) عن الزائغة الفرق ( 8لظهور

هذه أن يري الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن واضحا لنا يبدو

نظرا ومنطقهم اليونان فلسفة على أقبلوا المسلمين من الفئة

إلي . نرجع عندما ولكننا اإلسالم تفيد أن يمكن نافعة أداة أنها لظنهم

أن على تجمع نجدها المجال هذا في أولفت التي والكتب المصادر

ومنطقهم اليونان فلسفة على أقبلوا المسلمين من النفر هذا

الكبير إعجابهم و منطقهم و اليونان بفلسفة انبهارهم بسبب

جهة من اإلسالمية العقيدة بين بالتلفيق قاموا أنهم و ، بفالسفتهم

فلسفة تقليد بهدف أخرى جهة من منطقهم و اليونان فلسفة و

غرار على إسالمي كالم علم إلنتاج كذلك و منطقهم و اليونان

النصراني . الالهوت

والسنة الكريم القرآن لنصوص فاسدة تأويالت النتيجة وكانت

إلي أدي مما ومنطقهم اليونان فلسفة وبين بينها للتلفيق الشريفة

. اآلن حتى منها نعاني نزال ما التي العقدية االنحرافات من كثير

العربية البيئة في اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة أحدث ولقد

التي والضالالت والمفاسد العقدية االنحرافات من عديدا واإلسالمية

والمسلمين . باإلسالم كثيرا أضرت

شاعت اليونانيين والمنطق للفلسفة والترجمة النقل حركة بسبب

البيئة في أدخلت التي لإلسالم المنتسبة الفرق اإلسالمية البيئة في

" : . كان ولئن يقول والجهاالت االنحرافات من الكثير اإلسالمية

واستمروا عنه الله رضي على عهد في قبل من ظهروا قد الخوارج

وكان ، الخوارج لظهور فعل رد المرجئة وظهر ، األموي العهد في

بين دار الذي والقتال عثمان مقتل فتنة من منبعثا وهؤالء هؤالء أمر

، العباسي العصر في ذريا تفشيا الفرق تفشت فقد ، ومعاوية على

118

. الداخلية المنابع جانب إلى المرة هذه في خارجية منابع لها وكانت

معها ونشطت ، العباسي العصر في العلمية الحركة نشطت لقد

- والالتينية اإلغريقية من الترجمة - حركة يثبت لم فيها هذا وكان ،

انخدعوا المسلمين ولكن ، بالفعل األمة إليه تحتاج الذي النافع الكثير

منه فكان العربية إلى فنقلوه لهم نافعا حسبوه الفكر من لون في

فكرا . الفلسفة تلك كانت لقد اإلغريقية الفلسفة هو و ،إال كثير شر

. الفكر لهذا ينبغي كان وما تجلياته وكل إشراقاته كل رغم جاهليا

الرباني النور ذلك ، باإلسالم يمتزج أن األحوال من بحال الجاهلي

كتاب ، الصافيين األصيلين مصدريه من ، بذاته يشرق الذي الخالص

إشراقته على عاش والذي ، سلم و عليه الله صلي رسوله وسنة الله

. هو الفكر ذلك في ما وأسوأ كان كما فكان المتفرد الجيل ذلك

ال باردة مجردة فكرة إلى شيء كل تحول التي التجريدية عقالنيته

هو يصبح حتى العقل دور تضخيم عن فضال ، حركة وال فيها حياة

األمور . " ) من أمر كل في األخير (9الحكم

، بالواقع لها صلة ال نظرية اليونانية الفلسفة أن ذلك من نستنتج

تماما مجاله ليس فضاء في حلق اليوناني العقل أن إلي . باإلضافة

إعجابه يخفي ال الله يحفظه قطب محمد األستاذ نجد ذلك ورغم

آنفا هو ذكره ما نحو على جاهلية من فيها ما رغم اليونانية بالفلسفة

.

امتزاج يستنكر الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن أيضا ونستنج

أن الحال واقع ولكن ، فيه مراء ال أمر وهذا باإلسالم الجاهلية هذه

النصرانية صارت بالنصرانية امتزجت عندما الخبيثة اليونانية الفلسفة

" المنطق" و الفلسفة أدخلوا النصارى ألن مفلسفة نصرانية

وفي افتعلوها التي العقدية مشاكلهم لحل عقيدتهم في اليونانيين

وبالنسبة . السالم عليه عيسي المسيح شخصية طبيعة تحدد مقدمتها

اليونانية الفلسفة امتزجت بل اليونانية بالفلسفة يمتزج فلم لإلسالم

لإلسالم المنتسبين والمتفلسفة المتكلمين وتفسيرات بتأويالت

منذ . أحد يزعم لم أنه بدليل الشريفة والسنة الكريم القرآن لنصوص

119

– – بين التلفيق أن المستشرقين من المتعصبين حتى الحين ذلك

نسمع لم وكذلك مفلسف إسالم عنه رشح واإلسالم اليونان فلسفة

من محفوظ هو بل وحرفته الفلسفة عليه دخلت الكريم القرآن أن

وجل . عز المولي قبل

أن يجب الله يحفظه قطب محمد األستاذ عبارة أن أعتقد ولذلك

... " األحوال من بحال الجاهلي الفكر لهذا ينبغي كان وما من تعدل

... " " ... الجاهلي الفكر لهذا ينبغي كان وما إلي باإلسالم يمتزج أن

اإلسالمي ... " . بالفكر يمتزج أن األحوال من بحال

: و الفرق علي اليونانيين المنطق و الفلسفة آثار الثاني المطلب

لإلسالم : المنتسبين الفالسفة

ظهور إلي يؤد لم اليونانيين والمنطق الفلسفة انتقال ، نعم

االثني واإلمامية كالمعتزلة فحسب أعيوننا أمام الظاهرة الفرق

األخرى . الباطنية الفرق ظهور إلي كذلك أدي بل ،،،الخ عشرية

" : الخلفاء وفتح ، جهة من بالفلسفة الفتنة ولكن يقول

علماء بين للمناظرة أخرى جهة من المجال العباسيين

" جعل ، اإلسالم أمر في والنصارى اليهود وبين المسلمين

" اإلغريقية الفلسفة إلى يتجهون العصر ذلك في المثقفين

" " الفكرية المودة هي أصبحت حتى ، الجدل هذا في لتعينهم

اإلغريقية . والعقالنية اإلغريقية الفلسفة لوثة ومن كله للعصر

. ويذكر المسلمين فكر في كثيرة تخبطات و كثيرة فرق نشأت

فكر في اإلغريقي الفكري للغزو نموذجا المعتزلة الناس

وجعلوه ، الوحي في المحكم هو العقل جعلوا حيث ، المسلمين

. ولكن العقيدة حتى األمور من أمر كل في األخير المرجع هو

اإلغريقية بالعقالنية تأثروا الذين وحدهم يكونوا لم المعتزلة

في خاضوا الذين فكل ، الصحيحة اآلالم عقيدة عن بها وانحرفوا

" " والقدر القضاء قضايا وفى المتكلمة من الصفات قضايا

" " .. ، قالوه الذي الكالم في اعتمادهم كان واالختيار والجبر

120

، الحقيقي حجمه من أكبر العقل تعطى التي العقالنية تلك على

فانزلقوا ، الوجود قضايا كل في الحكم وهو المرجع هو وتجعله

العقيدة كانت وال ، صافية إسالمية هي ال تصورات إلى

، منها شيء إلى حاجة في السمحة البسيطة الواضحة اإلسالمية

تصور من حولتها بل ، العقيدة لتلك خدمة أي قدمت هي وال

إلى ، الله مرضاة به يقصد عملي وسلوك هي ووجدان صاف

على تبعث لم إن اإليمان تزيد ال ، باردة تجريدية ذهنية قضايا

تحرك وال ، لإليمان المناقضة والشبهات الشكوك إثارة

العقالنيات شأن من ألن ، واقعي سلوك إلى تؤدى وال ، الوجدان

في غايتها تحقيق وتجد ، الذهن في وتنتهي الذهن في تبدأ أن

الدائرة هذه من تخرج أن دون ، الذهن يبذله الذي الجهد ذلك

وورث . والسلوك الوجدان طريق عن الحي الواقع إلى المغلقة

لبس - - - وإن اإلغريقي التراث ذلك األسف مع اإلسالمي العالم

" " " - أنه على أو اإلسالمية العقيدة أنه على إسالميا ثوبا

" الله رسول أصحاب كأن اإلسالمية للعقيدة العلمية الدراسة

" " العقيدة هذه أصحاب هم يكونوا لم سلم و عليه الله صلي

هذه .. إلى حاجة دونما حقيقتها من وقربا لها فهما الناس وأكثر

. التراث هذا زال وما السخيفة الباردة الذهنية المعاظالت

خالله من نقدم الذي هو المزيف اإلسالمي ثوبه في اإلغريقي

من اإلسالمية معاهدنا كل في للدارسين اإلسالمية العقيدة

الباطنية ! . " " الفرق عن فضال كله وهذا المحيط إلى المحيط

لها ومدت ، خاصة بصفة العباسي العصر في انتشرت التي

شغلت و ، دويالت أو دوال وكونت ، اإلسالمية األرض في جذورا

في وكانت ، قرون بضعة ومطاردتهم بمحاربتهم المسلمين

اإلسالمي .. العالم في المندسين باليهود خفية صلة ذات جملتها

، اإلسالم لتقويض األمر واقع في تعمل وهى باإلسالم تتظاهر

العوام ! . " ) أذهان في مرة كل في معتقداتها من شيئا وتترك

10 )

121

العقيدة تقدم العلمية المؤسسات بعض تزال ما ، نعم

إسالمي ثوب في يونانيا تراثا أقصد النحو هذا على اإلسالمية

كل وليس ذلك تفعل العلمية المؤسسات بعض ، نعم

المؤسسات بعض يوجد ألنه ذلك تفعل العلمية المؤسسات

العقيدة العلم لطالب تقدم المحيط إلي المحيط من العلمية

الكريم القرآن من النابعة الصافية النقية الصحيحة اإلسالمية

. التي الفاسدة العقيدة جوارها إلي تقدم و الشريفة والسنة

اليونانية والفلسفة اإلسالمية العقيدة بين التلفيق على تقوم

. يبينون المؤسسات هذه على والقائمون فيها الوقوع مخافة

السنة أهل عقيدة هي الصحيحة العقيدة أن العلم لطالب

الفاسدة . العقيدة يمثل فهو عداها ما وأما والجماعة

من المزيد إلي الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويشير

. اليونانية الفلسفة جنايات فمن وضالالتها الفلسفة مفاسد

أن يزعم الذي اإلرجائي الفكر ظهور أيضا اإلسالمي الفكر علي

" : . يقول بالمطلق عمل دون فحسب قول أو نظر اإلسالم

على واإلقرار التصديق هو أو ، التصديق هو اإليمان بأن القول

من كان ، اإليمان مسمى من العمل وإخراج الفروض أحسن

الصافية العقيدة تلك على الفرق أدخلتها التي المزالق أخطر

. فهم في الخطير االنحراف هذا كان وإذا الصحيح ومفهومها

الدفعة ألن ، اإلسالمية الحياة في لتوه يؤثر لم التوحيد عقيدة

ما كانت الحياة واقع في اإلسالم أطلقها التي الهائلة الحيوية

" " ، العقيدة هذه بمقتضى واقعي عمل صورة في تتدفق تزال

من التلفت إلى الطبيعي البشرى الميل مع تدريجيا فإنه

، الدين هذا بمقتضى العمل عن مستمر تقاعس حدث ، التكاليف

اإلنسان مادام ، القلب في مستقرة اإليمان حقيقة بأن اكتفاء

! الحقيقة هذه دامت ما وأنه الله إال اله ال بأنه وأقر صدق قد

يضر " " يعد ولم ، المطلوب اإليمان تم فقد القلب في مستقرة

شيء ! اإليمان هذا .مع في اإليمان مسمى من العمل إخراج إن

" " و الله شريعة تحكمه معينا واقعا لينشئ نزل الذي الدين

122

... الله أنزل ألهذا تصوره مجرد في مذهل أمر ، للحياة منهجه

يصدق ! . أن لمجرد ؟ سلم و عليه الله صلي رسوله وأرسل دينه

تحكمه الحياة واقع يتركوا ثم ، بألسنتهم ويقروا بقلوبهم الناس

؟ ! . " ) بلسانها تقر وال بقلبها تصدق ال التي ( 11الجاهلية

المرجئة أيدي على صار اإلسالمي الفكر أن ذلك من يتضح

أن تخبرنا التي اإلسالمية للعقيدة مخالف وهذا عمل بال قول

صدقه و القلب في وقر ما اإليمان لكن و بالتمني ليس اإليمان

. فالدين ينقص و يزيد اإليمان وأن ، القول ليس و العمل

العالمين . رب على توكل تواكل دين ليس و توكل دين اإلسالمي

ليعمرها الدنيا هذه في بالسعي طالبه و اإلنسان خلق الذي

اإلنسان . بني لكل والنافع الجاد بالعمل

و المفاسد هذه الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويرجع

وما . : " يقول الفلسفة لوثة إلي المرجئة زعمها التي الضالالت

الفلسفة من عدوى مبدئه في كان الفكر هذا أن شك من

" " . علماء عند كان وأنه الدين هذا روح عن البعيدين والمنطق

" " " األبراج في تدور تجريدية أفكار مجرد األوائل المرجئة

األتقياء " ! من أنفسهم هم كانوا فقد بالواقع تتصل وال العاجية

هم فال ، حياتهم واقع في الدين هذا بمقتضى العالمين الفضالء

. حين إنهم بل عنه التقاعس إلى دعوا وال العمل عن تقاعسوا

الدين هذا أن كامل بوعي يكتبون كانوا ، الفقه في يكتبون كانوا

. والمنطق الفلسفة لوثة ولكنها ينفصالن ال وعمل اعتقاد

واالنحراف الخلل من يحدث ما فيها يحدث التي العاجية واألبراج

( 12واالضطراب . " )

اإلسالمي الفكر على للفلسفة كثيرة جنايات من جناية وهذه

الفكرية و العقدية االنحرافات تلك الجنايات هذه مقدمة وفي

العربية البيئة في ظهورها في الفلسفة تسببت التي

اإلسالمية .

هؤالء من الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويتعجب

القرآن في الواردة الصفات و األسماء حولوا الذين المتكلمين

123

أنزلت . : " هل يقول وراءه من طائل ال عقيم جدل إلي الكريم

قضايا أو ذهني جدل إلى لنحولها والصفات األسماء هذه

اليوناني الفكري الغزو بتأثير الضالة الفرق فعلت كما فلسفية

؟ ! . " ) التأثيرات من غيره ( 13أو

اآليات تفسير التي التفسيرات في جالء و بوضوح ذلك ويبدو

ال بما اآليات بعض أولوا فقد ، بالمعقول أو بالرأي القرآنية

أيضا , يتفق ال ما وهذا العقل صحيح مع وال النص صريح مع يتفق

آمنوا الذين الصالح والسلف والجماعة السنة أهل عقيدة مع

يذكر . تأويل أي دون الكريم القرآن في ورد ما نحو على بالنص

على وقعت التي الفلسفة لضالالت سرده في ويستطرد

مع المسلمين من النفر هذا تعاطي بسبب اإلسالمي الفكر

" : . الفهم هذا علي كثيرة غواش غشت وقد يقول الفلسفة

والفكر ، اإلرجائي الفكر من ، القرون خالل للدين الواضح

الفكري الغزو و واالنحرافات والمعاصي والبدع ، الصوفي

العملية و التعبدية و االعتقادية الدين مفاهيم من كثيرا فشوهت

( " ..14 )

و الجهاالت من كثيرا ذلك جراء المسلمين على دخلت فقد

القبلة أهل افتراق إلي أدي مما واألهواء والبدع الشركيات

الفلسفة من استفادت التي الفرق من العديد إلي الواحدة

التزموا الذين الصالح السلف و والجماعة السنة أهل مقابل

. المفاسد تلك أبرز ومن الشريفة السنة و الكريم بالقرآن

العديد عليه ترتب مما الديني النص على البشري العقل ترجيح

اإلسالمية . و العربية البيئة في والمفاسد الضالالت من

بين انتشارها في تسبب التي السلبيات موضحا ويستطرد

يقول . : " التصوف غريبا المسلمين الصوفي الفكر كان وكذلك

في العبادة يحصر الذي الفكر ذلك ، الله أنزله كما اإلسالم عن

حتى المريد حس في الشيخ ويضخم ، والذكر الروحي الوجد

124

وساطة كل ينفي اإلسالم بينما ، الله وبين بينه واسطة يصبح

، اإلنسان حياة لكل شاملة العبادة ويجعل ، والرب العبد بين

األمر . " ) سنام ذروة الجهاد (15ويجعل

لم الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن ذلك من نستنبط

أنه بل فحسب لإلسالم المنتسبين والفلسفة الكالم علم يرفض

منه بريء لإلسالم المنتسب التصوف أن يري الله يحفظه

العقدية االنحرافات بسبب المسلمون منه وبريء اإلسالم

. الموقف وهذا للمسلمين المنتسب التصوف في الشائعة

التصوف من الله يحفظه قطب محمد لألستاذ األيديولوجي

عليها أسست التي القواعد فيه يخالف للمسلمين المنتسب

ما نحو علي صوفية جماعة أنها من المسلمين اإلخوان جماعة

الله . يرحمه البنا األستاذ أسسها

ابتدعها التي للمسلمين المنتسبة للفلسفة وبالنسبة

ومنطق لفلسفة تقليد فهي لإلسالم المنتسبين الفالسفة

" - - " : . ي�سم�ى ما أن عندي فيه شك ال فمما يقول اليونانيين

" موضوعات تناول وإن إغريقي فكر هو اإلسالمية الفلسفة

غريبة أداة خالل من لإلسالم عرض إنه شئت إن قل أو ، إسالمية

" " " المنطق و ، اإلغريقية الفلسفة هي ، اإلسالم على

( 16اإلغريقي " . " )

إسالمي هو ما اإلسالم إلي المنتسبين الفالسفة صاغ وهكذا

المفاسد و الجهاالت هذه إلي أدي مما إسالمي غير قالب في

ممن وغيرهم اإلسالم إلي المنتسبين المتفلسفة أحدثها التي

علينا أدخلوا الذين كالمتصوفة المسلم المجتمع في بدعه نشر

األفكار من غيرها و والفناء ، الوجود ووحدة ، بالحلول القول

تماما . اإلسالم منها البريء

الفلسفة كون أن الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويوضح

ينفي ال الشكل ويونانية الموضوع إسالمية للمسلمين المنتسبة

125

. لها وأضافوه اليونانيين علوم من صححوه ما المسلمين عن

" " : يسمى ما على صادقا الوصف هذا يكون قد و يقول

مالبس " لبست وإن حقا إغريقية كانت فقد اإلسالمية الفلسفة

! تناولت وإن إغريقيا فيها التفكير منهج كان فقد المسلمين

– – . نقاط أضعف هي رأيي في وهذه إسالمية موضوعات

. العلمية الحركة توصف أن أما اإلطالق على اإلسالمية الثقافة

استمدت أنها لمجرد ، إغريقية بأنها كلها واإلسالمية والفكرية

يسندها ال متبجحة فمغالطة ، البدء عند اإلغريقية الثقافة من

فضل وال كله إسالمي الحاضر العلم إن قلنا لو كما ، الواقع

! المسلمين من كلها أصوله استمد أنه لمجرد ، فيه ألوروبا

غير – مضحكة لكانت قالها ولو منا أحد يقولها ال مغالطة وهذه

.. – – – ذا كان ولو نعدل أن قلنا إذا أمرنا الله ألن مقبولة

: [ .. األنعام )152قربى " ] من( 17 المنصفون وشهد

أخطاء من كثيرا صححوا المسلمين و العرب بأن المستشرقين

المهمة بإضافاتهم أيضا يشهدون بل العلم مجال في اليونانيين

المتعصبين مقابل في الكبيرة ومخترعاتهم بمكتشفاتهم وكذلك

فعله ما كل أن يزعمون و ذلك ينكرون الذين المستشرقين من

اليونانيين تراث وحفظوا نقلوا أنهم المسلمون و العرب

فحسب .

العقيدة أن الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويقرر

منها لتستفيد اليونانية للفلسفة حاجة في تكن لم اإلسالمية

العقيدة وأبهمت عقدت فقد العكس حدث بل توضحيها في

نصوص وتفسير تأويل في المسلمين من نفر بها استعان عندما

تلك . : " انحرافات ندرس ونحن لنا وينبغي يقول العقيدة هذه

حاجة في يكن لم اإلسالم أن وهو ، المعني ذلك نبرز أن الفترة

– إلي– نلجأ أن المبين الواضح الناصع القرآني البيان بعد

و – – فنعقدها ، عقيدته لبيان إغريقية غير أو إغريقية الفلسفة

مشاكل فيها ونولد ، وضاءة هي و عليها ونغشي ، واضحة هي

126

أن بعد بحلها أنفسنا لنشغل ، األصل في لها وجود ال ذهنية

! الذي اليوناني الفكري الغزو جراء من ذلك كان إنما نوجدها

العلوم . " ) عن البحث أثناء في قصد بغير ( . 18جاء

الفلسفة غزو أن الله يحفظه قطب محمد األستاذ هنا يقرر

المسلمين من قصد بدون جاء اإلسالمية العربية للبيئة اليونانية

أزعم . الطبيعية العلوم كتب ترجمة أثناء واجهتهم التي هي بل

. والترصد اإلصرار سبق مع كان أنه بل قصد عن كان األمر أن

أولفت التي والكتب المصادر في عليه والمتعارف الثابت فمن

العصر في المأمون الخليفة أن ، الترجمة و النقل حركة عن

أرسطو كتب منه طلب الروم ملك على استطال عندما العباسي

كبير عليه خرج ومستشاريه وزرائه الروم ملك شاور أن وبعد ،

ذات أمة على دخلت ما فإنها له يرسلها أن ونصحه القساوسة

السريان نصارى راح ولذلك ، عقيدتها زلزلت و إال عقيدة

الخالفة دار إلي بها يعودون و جمال على الكتب هذه يحملون

ودراية علم على وهم للمسلمين يترجمونها أخذوا و بغداد في

اإلسالمية . ) بالعقيدة تضر ومفاسد ضالالت من فيها يوجد بما

19 )

من المسلمين أصاب مما الرغم على أنه موضحا ويستطرد

من يوجد كان أنه إال اليونانية الفلسفة بسبب جهاالت

– – قدم الذي للعمل وأضاف صحح من الكثرة وهم المسلمين

" : . أعمل التوجيهات هذه ظل وفي يقول اليونان عند من

يشعرون ال ، البحث مجاالت كل في فكرهم المسلمون

شذ – من إال فكرهم مقتضيات و دينهم مقتضيات بين بالتناقض

وهم ، الصوفية شطحات أو اليوناني الفكري الغزو بتأثير منهم

أنتجه الذي الهائل الفكري اإلنتاج خضم في حال أي علي قلة

" " – تراقب اإلكليروس من هيئة هناك يكون لم و المسلمون

هناك كانت إنما ، التفتيش محاكم إلي لتقدمهم أعمالهم

" وكان ، عنه يحيدوا وال الحق يقولوا لكي تحاسبهم ضمائرهم

127

" الله من قربا فيزيدهم قلوبهم يمأل دينهم يمثله الذي الحق

إنما " عنهم الله قال كما فكانوا ، العلم من جديدا اكتشفوا كلما

فاطر " ] : العلماء عباده من الله ( 21، 20 [ . " )28يخشي

الذي الرصين العلمي البحث يمارسون المسلمون كان لقد

. رقابة عليهم تكن لم وبالفعل الدنيا هذه في اإلنسان ينفع

العصور في أوربا في األمر كان كما دينية هيئة قبل من تذكر

الله من خوفهم هو عليهم الرقيب كلن بل المظلمة الوسطي

جل . و عز

المنحرف الفكر ذلك عن بعيدا الرصين اإلسالمي الفكر إن

ألنه له مثيل وال متفردا و متميزا فكرا ، اليونانية الفلسفة بفعل

الفكر بهذا هنا وأعني الشريفة والسنة الكريم القرآن من نابع

يقول . : " الشرعية رائعا العلوم فكرا اإلسالمي العقل أبدع لقد

فيما – العظمى مزيته وكانت ، قرون لعدة واسعة مساحة على

– من مستمد ، اإلسالم من نابع أنه منه الشاطح الشاذ عدا

الجاهلية بلوثات متأثر غير ، الصافية ينابيعه من منبثق ، أصوله

اإلغريقي . بالفكر تأثروا من حسابنا من أسقطنا وإذا حوله من

جليا– – يظهر األصيل اإلسالمي الفكر فإن والكالمي الفلسفي

والفقه : الحديث وعلوم القرآن علوم كلها الشرعية العلوم في

لغة أي في له مثيل ال فذ إنتاج وكلها ، اللغة وعلوم واألصول

. اإلسالمية األمة غير أخرى أمة أي عند وال ، العربية غير أخرى

– – اإلنتاج هو يكن لم آفاقه وسعة غزارته على هذا ولكن

في الغزالي أصول من المستمد ، للمسلمين الوحيد الفكري

في القابسى و الماوردى وكالم ، البشرية النفس أغوار

، المسلمين والجغرافيين المسلمين المؤرخين وجهود ، التعليم

إعجاز عن تتكلم التي والنقدية األدبية الدراسات غير كله وهذا

واللفظ المعنى بين العالقة عن أو البالغة أسرار عن أو القرآن

0 ، واقعا اإلسالم يعيشون لقوم ، متحرك حي لفكر ، ضخم إنتاج

و ، سلوكهم يشكل كما ومشاعرهم فكرهم اإلسالم فيشكل

128

. الحي الفكر وكان ممارساتهم يشكل كما ثقافتهم يشكل

المتحرك الحي للواقع انعكاسا ( 22 " )00المتفتح

أننا إال الله يحفظه قطب محمد األستاذ مع نتفق كنا وإن

السنة أهل جهود عن يذكر شيئا يورد لم أنه في معه نختلف

طريق عن والمنحرفين المبتدعة على الرد في والجماعة

اإلمام موقف قط يذكر لم ، الشريفة والسنة الكريم القرآن

ومنطقهم اليونان فلسفة مواجهة في يرحمه حنبل بن أحمد

ما أيضا يذكر ولم ، الداني و للقاصي المشورة محنته خالل من

قيم ابن وتلميذه الله يرحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ تحمله

تحملوا الذين والجماعة السنة أهل من كثير وغيرهم الجوزية

االنحرافات على ردهم بسبب السجن و التشريد و الظلم

أصحاب و المتكلمون نشرها التي والمفاسد والضالالت العقدية

اإلسالم إلي المنتسبين والمتفلسفة لإلسالم المنتسبين الفرق

أيضا .

االنحرافات لهذه أصحابه تصدي الذي القيم التراث ذلك أين

التراث ذلك كل أن يري الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن أم

إسالميا تراثا ليس اآلن حتى أغواره نسبر مازلنا الذي القيم

عابرة . إشارة لو و إليه يشر لم ولذلك

اليونانية : : الفلسفة و الغرب الثاني المبحث

أن بل فحسب علما و فلسفة ليس اليوناني التراث إن

، والفن ، الشعر على ذلك إلي باإلضافة يشتمل اليوناني التراث

الحضارة مظاهر من وغيرها والنحت ، والتصوير ، واألساطير

. عند يقف لن الله يحفظه قطب محمد األستاذ و والمدنية

كذلك سيتطرق أنه بل فحسب اليونانية الفلسفة عند الحديث

المصادر الستجالء كمحاولة ، األساطير و الشعر و األدب إلي

و الحديثة مدنيته و حضارته بناء في الغرب عليها يعتمد التي

. يكيل لن المحاولة بهذه الله يحفظه يقوم عندما و المعاصرة

129

عندما المستشرقين من المتعصبون يصنع ما نحو على بمكيإلين

المادي بشقيها حضارة من والمسلمون العرب أنتج ما يدرسوا

. سيكون الله يحفظه قطب محمد األستاذ إن بل والروحي

يوضح لن الله يحفظه إنه ، التراث لهذا دراسته في موضوعيا

كذلك . إيجابياته سيبين بل فحسب سلبياته

: بالمأساة إعجابه و اليوناني التراث سلبيات األول المطلب

اليونانية :

تركه ما أن إلي الله يحفظه قطب محمد األستاذ يشير

. كذلك ضار ما ومنه ، نافع هو ما ومنه ، رائعا كان اليونانيون

" : " يقول " في ، رائعا بشريا جهدا كان أنه في شك من وما

أشياءهم .. ! الناس نبخس أن بنا وما آفاقه اتساع و جوانبه تعدد

أو تفكيرهم في النقص جوانب على اإلغريق نحاسب أن بنا وما

معلم .. . من لهم يكن ولم جهدهم اجتهدوا فقد انحراف جوانب

وسعهم . في كان وال فيه الصواب إلي ويردهم انحرافهم يقوم

بغير– – . . – فقط نريد وإنما االنحراف هذا يقوموا أن بمفردهم

– التراث في االنحراف جوانب نبين أن أحد إلي موجه لوم

– – ألنها الجاهلية سمات من دائمة سمة واالنحراف اليوناني

غذاءها تستمد التي ، الحديثة الجاهلية مالمح تبين في تفيدنا

أولئك . : .. من أحد أحد إلي موجه لوم بغير نقول التراث ذلك من

ولكنا . يهديهم من يجدوا لم و جهدهم اجتهدوا الذين ، األقدمين

– في انحرافهم عنهم يأخذون الذين أولئك اللوم من نخلي ال

. ! .. االنحراف – شهوة إال لالنحراف مبرر بغير الحديثة الجاهلية

.. في كما شك دون نافعة كثيرة أشياء اليوناني التراث وفي

التراث و القديم العربي والتراث القديم المصري التراث

. ... هناك ولكن الخ والصيني الهندي والتراث القديم الفارسي

الشأن : هذا في التنبيه يستحقان في: – األول أمرين أوروبا أن

– التراث تضخيم في شديدة مبالغة بالغت قد الحديثة جاهليتها

– – ! – في أنه للناس خيلت حتى ألوروباّ منها تعصبا اليوناني

.. – التي القمة بل قمة بعدها ليس التي القمة أحواله جميع

130

– غالبا و يكذب أو فيصدق ذاته اإللهي الوحي إليها يقاس

الوجود ! – في منه أصدق يوجد ال الذي الصادق المحك ألنه يكذب

. ! – ثاني ال! كإعجابنا: التراث هذا جوانب ببعض إعجابنا أن

الصيني أو الهندي أو الفارسي أو القديم المصري التراث ببعض

! " " مطلقة– قيمة التراث هذا إعطاء معناه يكون أن ينبغي ال

. كذلك معناه يكون أن ينبغي وال قوته إلي دائما يقاس فإنما

لها كان ربما التي الجاهلية انحرافاته في التراث هذا استحياء

بعد ، إتباعها و استحيائها في نحن لنا عذر ال ولكن ، فيها عذر

– – إلي الجاهلية من خرجنا قد نكون أن ينبغي أو خرجنا إذا

(23النور ! " )

ببعض إعجابه أن على يؤكد الله يحفظه أنه ذلك من نستنج

إعجاب مجرد فاألمر ، سيقلده أنه تعني ال التراث هذا من

التي البشرية الجهود من غيره مثل مبذول بشري بجهد فحسب

. اإلنسانية الحضارة بناء في شاركت

هذا في الكائنة السلبيات بعض إلي الله يحفظه وينبهنا

مثال . – اليونانيين على فعاب اآلن الغرب به يتباهي الذي التراث

" : . يقول– المرأة من حضارة موقفهم القديمة األمم أرقى

البدائي . عصرهم وفي اليونان هم ، التاريخ في تمدنا وأزهرها

حيث من الحال وسوء االنحطاط من غاية في المرأة كانت

جميعا . االجتماعي والسلوك القانونية والحقوق األخالق نظرية

. وكانت كريم مقام أو منزلة مجتمعهم في لها تكن فلم

( ( Mythologyاألساطير خيالية امرأة من اتخذت قد اليونانية

باندورا " " ) ،( Pandoraاسمها ومصائبه اإلنسان آالم جميع ينبوع

: منها تنشق التي العين حواء اليهودية األساطير جعلت كما

. لهذه كان ما أحد على خاف وغير والشدائد اآلالم جداول

في عظيم تأثير من حواء عن الشنيعة اليهودية األسطورة

من لها كان وما ، المرأة قبل والمسيحية اليهودية األمم سلوك

هؤالء عند واالجتماع واألخالق القانون حقول في قوي مفعول

. اليونانية األسطورة تأثير كان بقليل دونه أو وكذلك الشعوب

131

. ) ( o خلقا إال عندهم تكن فلم وأذهانهم عقولهم في باندورا عن

جانب كل في والذل المهانة من غاية في ، األسفل الدرك من

. في والكرامة العز منازل وأما االجتماعية الحياة جوانب من

بالرجل . " ) مختصة كلها فكانت ( 25، 24المجتمع

أصاب الذي الفساد وهي أخرى سلبية على كذلك يؤشر و

" : . يقول الروحية - معتقداتهم في الذروة بلغوا قد فاإلغريق

. " " - الفلسفة في الخالص الفكري التقدم في عصرهم

. . جمة اختالالت حياتهم في كانت ذلك ومع النظرية والعلوم

. كان المتضخم فالذهن الروحي الجانب في االختالل أبرزها

( " . الروح نشاط على اليونانيين( 26يطغى على طغت لذلك

الواقع . عن البعد و التجريد و العقلي النظر حيلة

132

يندرج العربي أدبنا بأن الله يحفظه قطب محمد األستاذ يصرح

أول . : " كان يقول اليوناني الشعر صنوف من واحد صنف تحت

، الغربي الميزان على فوضعناه كله العربي أدبنا حملنا أننا التيه

أو – – ! ... – كله شعرنا أدب عندنا ليس أنه لألسف ويا لنا فاتضح

هو – الذي ، اليوناني الشعر بنود من واحد بند تحت يندرج جل�ه

الرعاة كان الذي الحياة وفن القول فن في األصول أصل

الشعر ... " هو البند ذلك ، أغنامهم يرعون هم و بغنائه يتسلون

وذكرياتهم " ، وأحزانهم أشواقهم فيه فيبثون الغنائي

عندنا .. وليس ، ملحمة عندنا ليس ولكن الذاتية وهمومهم

الكبرى .. .. .. والمأساة عندنا وليس عندنا وليس شعرية مسرحي�ة

مأساة ! . " ) أدبنا في لدينا ليس ( 27أنه

العربي شعرنا في المأساوي الشعر وجود عدم أن أعتقد

يحفظه قطب محمد األستاذ يصوره الذي الكارثى باألمر ليس

ممكن . أمر أنه اعتقد شعرنا في الفن هذا وجود فعدم الله

تحمله .

إعجابه الله يحفظه قطب محمد األستاذ يخفي ال وهكذا

أنه كعرب علينا يعيب ذلك من أكثر بل اليونانية بالمأساة الشديد

. له صدمة ذلك أعد ولقد المأساة العربي شعرنا في يوجد ال

. " : عصارة هي والدين الدنيا أدب هي اليونانية المأساة يقول

.. النفس أغوار األغوار إلى الواصلة العميقة البشرية التجربة

األرض .. على اإلنسان حياة تحكم التي السنن وأغوار ، البشرية

... ! في اليونانية والمأساة عار بعده ما عار منها أدبنا وخلو�

الفني – " " األداء في وبراعتها ودقتها أغوارها كل مع حقيقتها

اآللهة– ! . " ) مع البشر صراع ( 28هي

معجب أنه اليونانية بالمأساة الله يحفظه إعجابه يعني ال

تلك ، صراع عالقة أنها واآللهة البشر بين للعالقة بتصويرها

فمن . البشر شكل على اليونانية األسطورة تصورها التي اآللهة

فهي ، بشرية صفات لها اآللهة يجد اليونانية األساطير يطالع

133

. ،،،الخ وتحسد ، وتزني ، وتقتل ، وتسرق ، وتشرب ، تأكل

بأثينا . أولمبوس جبل قمة فوق موجود اآللهة ومجمع

- بعد سينقدها التي اليونانية المأساة جوهر أن إلي ويشير

يريد – . : " اإلنسان يقول اإلنسان و اآللهة بين الصراع هو قليل

.. .. .. مريدا فاعال يكون أن يريد يبرز أن يريد وجوده يثبت أن

( في يريد والخوارق واألمجاد البطوالت ويصنع يبني أن يريد

إلى ( فتسعى ، اإلنسان من تغار واآللهة إلها يكون أن الحقيقة

على يصر حين تحطمه النهاية وفي ، طريقه في العقبات وضع

المأساة .. !... تحدث وعندئذ اآللهة لكيد االنصياع ويرفض عزيمته

.. ... ! طاقة ال سطحية أمة ألننا مأساة فيه ليس وأدبنا ؟ أرأيت

تغوص .. وال الحياة هامش على تعيش األغوار إلى بالوصول لها

أعماقها .. ! . " ) ( 29في

أن يري الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن ذلك من نستنتج

الوصول عن تعجز أمة ، بالقشور ترضي أمة المسلمين و العرب

. في عقلها تعمل أمة فهي اليونان أمة أما األشياء لباب إلي

. ألمة النظرة هذه أليست بالقشور ترضي وال األشياء لباب

من المتعصبين لها روج نظرة والمسلمين العرب

. ! الشديد اإلعجاب هذا يتعارض إال كذلك ؟ المستشرقين

. ! أدري ال ولذلك ؟ ذلك بعد لها انتقاده مع اليونانية بالمأساة

معجب غير أنه أم اليونانية بالمأساة معجب الله يحفظه هو هل

؟ ! . بها

قديمه األوربي األدب مع الشخصية تجربته ويحكي

علي األدبية دراساتنا في عالة أننا منها له تبين التي ، وحديثه

" : . ، الجامعة في اإلنجليزي األدب س� أ�د�ر� كنت وقد يقول الغرب

كان التي المنابع باعتبارها لنا تدرس اإلغريقية األصول وكانت

وهي ، قصيرة غير الزمن من فترة األوربي األدب منها يستقي

األدب إلى نظرتهم اد النق� منها يستقي كان التي المعايير كذلك

134

يلوكه " ما إلى أستمع ذاته الوقت في وكنت ، له وتقويمهم

نفسي " .. في فأعجب ، جملته في العربي األدب عن ادنا نق�

... ! األدب عن oدفاعا ليس ؟ الحد هذا إلى الناس يمسخ كيف

القضية .. .. ! هي هذه فليست يكن لم وما فيه كان ما العربي

نعد : فلم ، الحد هذا إلى شخصيتنا دابت كيف نحن هي القضية

إلى بها لننظر غيرنا عيون نستعير إنما ، بعيوننا ننظر

... ... ! مالحظة لي عن�ت ولكن ناقدا وال أديبا أكن ولم ؟ أنفسنا

األوربي لألدب نموذج وهو ، اإلنجليزي لألدب دراستي أثناء في

شعب بين الحال بطبيعة الذاتية الفوارق وجود مع ، عامة

أديب . " . ) و وأديب ، (30وشعب

المفكرين من وغيرهم والنقاد األدباء أن ذلك من نستفيد

امتزجت و ذابت العشرين القرن مطلع في المثقفين و

األستاذ يرفضه ما هذا و ، غربي هو ما في وعقولهم أفكارهم

التيار . بذلك يقصد الله يحفظه لعله و الله يحفظه قطب محمد

على األمثلة وأقوي ، الحين ذلك في موجودا كان الذي التغريبي

كتابه " انتقد الذي ، الله يرحمه حسين طه الدكتور هو ذلك

كذلك " و يرحمه البنا األستاذ من كل مصر في الثقافة مستقبل

مصر . : تغربت هل السؤال ولكن الله يرحمه قطب سيد األستاذ

. . ! ، بالنفي اإلجابة أن أعتقد غيرنا بأعين نري فأصبحنا ؟ فعال

التي العقاد محمود عباس األستاذ كتابات ذلك على مثال وأوضح

اإلخوان لجماعة الكبار الثالثة المنظرون منها يستقي

شباب . : بعض يعتبر أن يمكن أال آخر وسؤال المسلمين

من الشديد اإلعجاب هذا المثقفين و الدارسين و الباحثين

األسطورة أو بالمأساة الله يحفظه قطب محمد األستاذ

هذه ! ينتقد الله يحفظه أنه رغم ؟ للتغريب دعوة اليونانية

األسطورة . أو المأساة

أوربا أن إلي الله يرحمه قطب محمد األستاذ ويشير

مبحث مع تفاعلها في اليونانية المأساة هذه على اعتمدت

135

في اإلله مفهوم على العميق تأثيرها لها كان وأنها ، اإللوهية

تلك . : " يقول الكنيسة بإله الطبيعة أوربا استبدلت فقد ، أوربا

األسطورة " " تصورها كما اإلنسان حياة في المأساة بذرة هي

العربي ... – – األدب تنقص التي هي الله رعاك وتلك اإلغريقية

...! في اإلغريقية األسطورة أثر تتبعت ولقد العربية واألمة

، حياتها من الكنيسة سلطان أوربا نزعت أن بعد األوربي األدب

منذ حياتها مفاهيم منها تستمد اإلغريقية األصول إلى وعادت

– ...! على األدب في أوربا عادت عجبا فوجدت ، النهضة عصر

" – فعبدت الرومانسية فترة في اإلغريقية الوثنية إلى األقل

باسمه " استعبدت الذي الكنيسة اله من بدال جديدا إلها الطبيعة

.. وذلك اإلنسان بين صراع األوربية النفس في فنشأ الناس

" ! مع اإلنسان صراع عن كتاباتهم في وتحدثوا الجديد اإلله

( " . ! " " : " الطبيعة يقهر اإلنسان وقالوا ويرجع( 31الطبيعة

األوروبية الوسطي العصور في الكنيسة ممارسات إلي ذلك

باإلضافة . الوقت ذلك في والعلماء العلم حاربت التي المظلمة

األسرار . من مجموعة جعلته الذي الدين احتكارها إلي

أن الله يحفظه قطب محمد األستاذ يري المنطلق هذا من

له بل األوروبية النهضة قدم قديم الغرب في المادي االتجاه

اليونانية الفلسفة نظريات بعض في ذلك من أعمق جذور

. النهضة قامت وقد النصرانية قبل الرومانية الحياة واتجاهات

األصول .. إلى الغرب رجع لقد للدين معاد أساس على األوروبية

الغرب ، آراءها و أفكارها منها ليستمدوا الرومانية و اليونانية

أيضا . ) عليها انقلب والتي النصرانية أصوله من انسلخ ( 32الذي

قصيدتي في وجالء بوضوح اليونانية األسطورة وتبدو

حوالي " " ) هوميروس اليوناني "850الشاعر " ") . و اإللياذة م ق

" " " " . " ، اآللهة أصل أو اآللهة أنساب وقصيدة األوديسة

( " " هزيود اليوناني للشاعر األيام و األعمال –777وقصيدة

846 . ) . البشر و اآللهة بين الصراع قصه تحكي التي م ق

136

قصص من قصة إلي الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويشير

" : . بين الصراع فكرة إن يقول البشر و اآللهة بين الصراع

) ( جدا عميقة اليونان وثنية صورتها كما اآللهة أو واإلله البشر

... في جدا واضحة كانت أطواره جميع في الغربي األدب في

النار سارق بروميثيوس أسطورة وبخاصة ، اليونانية األساطير

– – خلق اآللهة إله زيوس اإلله أن تروي التي ، المقدسة

المقدسة ) النار على وسواه األرض طين من قبضة من اإلنسان

وحيدا ( األرض إلى أهبطه ثم المعرفة إلى األسطورة في ترمز

) ( كائن عليه فأشفق الجهل إلى الظالم يرمز الظالم في

( والله الشيطان إلى يرمز لعله بروميثيوس يسمى أسطوري

( ) كون الى يرمز اإلله من المقدسة النار له فسرق أعلم

بروميثيوس ( " ، معا االثنين على اإلله فغضب يتعلم بدأ اإلنسان

" " خلقه" الذي اإلنسان إيبيميثيوس و ، المقدسة النار سارق

طوال كبده أكل oنسرا ببروميثيوس فوكل ، األرض طين من

الصباح في النسر فيأتي جديدة كبد له تنبت الليل وفي ، النهار

إيبيميثيوس . .. أما أبدي عذاب في هكذا النهار طوال كبده ليأكل

إلى ) ذلك يرمز منه المقدسة النار استرداد عن اإلله عجز الذي

) فقد عليها حصل إذا اإلنسان من سلبها يمكن ال المعرفة أن

) ( في لتؤنسه حواء إلى ترمز باندورا تسمى امرأة إليه أرسل

إذا الصندوق فتح فلما ، هدية صندوقا معها أرسل ولكنه ، وحدته

أرجاء ! ومألت الصندوق من الشرور فقفزت بالشرور مملوء هو

( 33األرض !! . " )

سابقا – – ذكرنا كما الغرب إلي انتقلت وغيرها القصة وهذه

العالم . لهذا باله الغرب إيمان على وواسع عميق تأثير لها وكان

ويبدو الغرب في اإللحاد ظهور إلي أدت األساطير هذه إن بل

في اآلن الكائنة المعصرة الفلسفة المذاهب في بوضوح ذلك

ملحد . مادي اتجاه على تقوم فكلها ، الغرب

137

مقتنع الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن ذلك يعني وال

ال أخري بعبارة اليونان أساطير من بغيرها أو األسطورة بهذه

اإلنسان بين العالقة تكون بأن مقتنع الله يحفظه أنه أقصد

. لهذا التصوير هذا يرفض فنجده النحو هذا على واآللهة

بين . : " العالقة اإلغريقية األسطورة تصور وهكذا يقول العالقة

! على الله أفاضها ربانية نفحة ليس فالعلم الله وبين اإلنسان

البقرة : ) ( ] : كلها األسماء آدم وعلم فضله من [ ..31اإلنسان

) يعلم) لم ما اإلنسان : علم ..) 5العلق] ] علمه اإلنسان خلق

: [ ) الرحمن – 3البيان 4] ! اإلله من اغتصابا مغتصب هو إنما

– ) ( – أن لإلنسان يريد ال الله نستغفر الغيرة بدافع واإلله

الفظيع ! .. االنتقام هذا منه فينتقم ، بعلمه ينتفع أن وال ، يتعلم

( . "34 )

لفظ يورد الله يحفظه قطب محمد األستاذ أن هنا المالحظ

" " " " وهو أرباب و رب أو اآللهة أو اإلله ليس و الله الجاللة

نرفضه " " , ما وهذا اآللهة بين و اإلنسان بين العالقة عن يعبر

" " هنا الله الجاللة لفظ يرد أن المعقول غير من ألنه تماما

" " و األدق بل اليونانية اآللهة بـ اإلنسان عالقة عن به لنعبر

" " أرباب و رب أو اآللهة أو اإلله لفظ نستخدم أن الموضوعي

األسطوري السياق مع تستقيم األخيرة األلفاظ هذا ألن

السياق " " مع بالمرة مناسب غير الله الجاللة لفظ أما اليوناني

. سيد األستاذ مع وجدناه ما نفس وهذا اليوناني األسطوري

الله . يرحمه قطب

أسماء تعالي و سبحانه لله أن بينت اإلسالمية العقيدة إن

تتفق ال الشريفة والسنة الكريم القرآن من مستقاة وصفات

توحيد فهذا ، اليونانية األساطير في اآللهة تصوير مع بالمطلق

أساطير في الكائن والشرك الوثنية تلك مقابل خالص رباني

– " : . الله مع أخرى آلهة بوجود االعتقاد إن يقول اليونانيين

سلوكا – يحدث ، الربانية للحقيقة مخالفته فوق كبيرة أو صغيرة

138

. . بالتصور مرتبط دائما فالسلوك األرض واقع في إيماني غير

أي في تشاركه ، الله مع آلهة هناك أن اإلنسان يتصور وحين

فسيكون ، تصريفه و األمر تدبير في وتشاركه ، صفاته من صفة

، المدعاة اآللهة هذه بين و الله بين شك دون موزعا الوالء

الله . " وبين اآللهة بين كذلك موزعين اإلتباع و (35)والطاعة

السليمة والفطرة الصحيح العقل مع يتفق ال أمر هذا بالفعل

إنكار . هو األمر كان وإن تعالي و سبحانه بالله اإليمان إطار في

الملحد . المادي االتجاه هذا مع يتفق فهذا الله وجود

: آثارها و الغرب إلي اليونانية الفلسفة انتقال الثاني المطلب

عندهم : اإللوهية مفهوم على

انتقال اإلنسان بسبب الغرب اله للغرب اليونانية الفلسفة

إلي – – " " أدي مما اإلله هو أصبح اإلنسان أن كاذب هو و وزعم

هكسلي . : " جوليان يقول يقول الجاهلية تيه في الغرب سقوط

: كتاب في " كان" اإلنسان إن الحديث العالم في اإلنسان

تعلم قد و واآلن ، وجهله عجزه بسبب الماضي في لله يخضع

كان ما نفسه عاتق على يأخذ أن له آن فقد ، البيئة على وسيطر

ثم ومن ، الله عاتق على والجهل العجز عصر في قبل من يلقيه

" ! عن شب قد اإلنسان أن ألسنتهم على يتكرر و الله هو يصبح

! فقد العقل تأليه أما الله وصاية إلى حاجة في يعد ولم الطوق

هو العقل يجعل كان الذي اليوناني التراث بعث من لوثته جاءت

مع أو اختصاصه في يدخل ما سواء ، كلها األمور في المحك�م

كقضية إقحاما فيه نفسه يقحم ولكنه كنهه إدراك عن يعجز

على شاهد اإلله وصف في فالسفتهم قاله وما ، اإللوهية

.. العقالنية إلى أوربا اندفاع وكان المجال هذا في تخبطاتهم

. ! " قرون " من انتقاما كان المعقول الحد عند يقف ال محموما

، سطوتها إبان في الكنيسة مارسته الذي ، العقل على الحجر

ومقوالتها .. الكنيسة هو العقالنية هذه إليه اتجهت ما أول فكان

139

" " أن السليمة للعقالنية ينبغي كما تعقل في لمناقشتها ال

! هكذا و ا نبذه إلى والدعوة بها والتنديد لتخطئتها ولكن ، تفعل

الدين مع خصام في األولى لحظتها من األوربية العقالنية ولدت

- – ألن ولكن ، للعقل خصم العلوية حقيقته في الدين ألن ال ،

- – ، يفكر أن العقل على الدين ذلك باسم حجرت الكنيسة

" .. قضية إذن فهي الحد تفوق بفظاظة الحجر هذا ومارست

" من عليه هي ما لتستر العقل زى لبست وإن ، بحتة انفعالية

( 36. " ) اندفاع !

( جليليو اإليطالي الفيزياء عالم هو ذلك على مثال وأوضح

1564 – 1642 ) كانت لما و تدور األرض أن إلي توصل الذي م

و . الكفر بتهمة للمحاكمة الكنيسة قدمته ثابتة أنها تري الكنيسة

باإلعدام عليه يحكم أن مخافة رأيه عن تراجع لكنه و ، الجنون

سقراط ) اليوناني الفيلسوف . ( . 426 – 399مثل م ق

بالله يؤمنوا إما الغرب أهل أمام أصبح سبق ما على وبناءا

" : . يقول المتعددة اآللهة بهذه يؤمنوا أو جالله حقيقة جل بل

المشركين أولئك لدي النظري التسليم من الرغم علي أنه األمر

كبير " " " هو اليونانية الوثنية بلغة أو ، األرباب رب هو الله بأن

لهذه " .. والطاعة الوالء كان الواقعي السلوك في أنه إال اآللهة

لله طاعة ثمة بقيت إن هذا ، لله والطاعة الوالء من أكبر اآللهة

السلوك : " . " و االعتقاد في القائم الشرك هذا بعد نوع أي من

لله : هذا فقالوا ، نصيبا األنعام و الحرث من ذرأ مما لله وجعلوا

! إلي يصل فال لشركائهم كان فما لشركائنا وهذا ، بزعمهم

يحكمون ! !! " ما ساء شركائهم إلي يصل فهو لله كان وما الله

( 37 [ . " )136األنعام] :

" " صحيحا اعتقادا ليس الله في الغربي االعتقاد وهذا

التي الشعبية الشركية اليونانية للوثنية امتداد هو بل فحسب

اليونان . بالد في منتشرة كانت

140

به وامتزجت الغربي العقل غزت اليونانية الفلسفة كانت وإذا

القديس يد علي النصرانية الديانة إلي أيضا تسللت أنها إال

" : . من كثير يعده عظيم آخر معلم لوقت وظهر يقول بولس

شاول هو للمسيحية الحقيقي المؤسس العصريين الثقات

.. وإن ، المولد يهودي كان أنه والراجح بولس أو الطرطوسى

تعلم أنه في مراء وال ، ذلك ينكرون اليهود الكتاب بعض كان

الهوتيات في oمتبحرا كان أنه بيد اليهود من أساتذة على

.. الفلسفي التعبير بطرائق متأثر وهو الهلينية اإلسكندرية

نظرية صاحب كان ، الرواقيين وبأساليب ، الهلنستية للمدارس

بزمن الناصري بيسوع يسمع أن قبل الناس يعلم oومعلما دينية

.. يستعمل هو إذ بالمثرائية تأثر أنه oجدا الراجح ومن طويل

. يقرأ من لكل ويتضح المثرائية بالعبارات الشبه عجيبة عبارات

o مشبعا كان ذهنه أن األناجيل مع جنب إلى oجنبا المتنوعة رسائله

أقوال من يسوع عن نقل فيما قوية بارزة قط تظهر ال بفكرة

لله oقربانا يقدم الذي الضحية الشخص فكرة وهى ،إال وتعاليم

للروح . oجديدا oميالدا كان يسوع به بشر فما الخطيئة عن كفارة

الكاهن . . ديانة القديمة الديانة فهو بولس علمه ما أما اإلنسانية

اإلله " ) السترضاء الدماء وسفك 39والمذبح 38، )

كانت إذا أنه إلي الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويشير

مشاكلها لحل اليونانية للفلسفة ماسة حاجة في الكنيسة

أصاب . : " وقد يقول لذلك حاجة في ليس اإلسالم فإن العقدية

" " وهو الالهوت يسمى ما فيها فأنشأ المسيحية الفكر هذا

من العقدية الكنيسة خزغبالت بين للتوفيق عقيمة محاولة

وفكرة ، وتعالى سبحانه لله المزعومة والبنوة ، التثليث

.. الفلسفة وبين ، الخ والفداء والصلب ، األبدية الخطيئة

. العقالنية إلضفاء محاولتهم في النصارى كان ولئن اإلغريقية

إلى لجئوا قد العقل يستسيغها ال التي الخزعبالت تلك على

وظل ، وفشلوا ، فتخبطوا ، تعينهم لعلها اإلغريقية الفلسفة

141

" المجامع مقررات تحمله الذي الخلط ذات يحمل الهوتهم

" هذا مثل إلى حاجة في المسلمون كان فما ، المقدسة

الصافية منابعه من الصافي النور يحملون الذين وهم ، السلوك

( " . طبيعتها من ليس خارجها من مدد كل عن بذاتها المستغنية

40 )

اليونانية الحضارة من الثقافي ميراثه على اتكأ الذي الغرب إن

" " الفلسفة في ناجعة حلول يجد لم الله بـ بمعرفته يتعلق فيما

. تسبر أن استطاعت فلسفة توجد فال الموضوع هذا عن اليونانية

بنا يصل أن يستطيع الذي وحده اإليمان وإنما ، الموضوع هذا غور

يقول " " . : " الله معرفة ومبلغه " " إلي العلم من اإلنسان مبلغ ذلك

." " في يشطح ويروح ، نفسه قدر يعرف ال ذلك ومع الحقيقة من

الله . " " . . بذات يحيط أن يريد الكبرى الحقيقة يعرف أن يريد اآلفاق

.. فكيف التفكير من ينهه ولم يمنعه لم أحدا أن هب يقدر؟ فهل

الذي . . هو ذاته العقل ليس أو ؟ العقل ؟ وسيلة وأية أداة بأية ؟ يصل

: يحيط ال والفاني ، المحدود بغير يحيط ال المحدود إن لإلنسان قال

ذاته . العقل يقول فيما العقل تسخير إذن فيم الفناء يدركه ال بمكن

عقولهم سخروا حين شيء إلى الناس وصل هل و ؟ مستحيل إنه

" " . جميع في الفلسفة وصلت هل ؟ المستحيل المبحث لذلك

للناس تكشف مستقرة واحدة حقيقة إلى محاوالتها وجميع أطوارها

وهل ! . المحتوم والعجز الجازم بالفشل كلها باءت أم ؟ المجهول عن

ينظر بأن حقيقة الله شأن في الفالسفة كتبها التي التخبطات هذه

ما . ! . ؟ كله العناء هذا وفيم ؟ اهتمامه من oشيئا ويوليها عاقل إليها

" " . ! يصل أن أيريد ؟ الرءوس تحطم التي الصخرة في النطح وراء

؟ . ! المفتوح المعبد الطريق عن يصل ال له فما الله سبحان ؟ الله إلى

أن. " " ! . يريد الخبال ركبه الذي كالمخووت ويعود ويدور، يلف له ما

. . يترك أما ؟ السبيل نفسه أعماق في يحس أما ؟ الله إلى يصل

، وحدها تحلق روحه يدع أما ؟ هناك إلى به تصل وهي للفطرة العنان

الله علم في كائنة وهي منه قبست الذي النور إلى طريقها عارفة

. ! . .. تعرف والفطرة اإليمان هو الطريق ؟ واآلباد اآلزال منذ

142

. ال ! سجيتها على فطرته يدع أن إلى إال اإلنسان يحتاج وما الطريق

يغشيها . وال فطير علم أو منحرفة فلسفة من مصطنعة بقيود يكبلها

شفافيتها تحجب التي الهابطة والنزوات الغليظة الشهوات بركام

على . .. فطرها الله ألن الله إلى تهديه وحدها وهي النور عنها وتمنع

إليه ! . " ) ( 41الهدى

تعالي و سبحانه بالله لإليمان تهتدي السليمة الفطرة إن حقا

إلي باإلنسان يؤدي الذي هو األيديولوجي و الفكري التلوث ولكن

الغربي اإلنسان أصاب واأليدلوجي الفكري التلوث وهذا اإللحاد

و الفكري و الخلقي االنحالل و اإللحاد إلي به أدي مما بالفعل

األيديولوجي .

في العقل على الغرب فيها يعتمد التي األولي المرة هذه ليست

على فاالعتماد ، يناقشها أن طبيعته من ليست مسالة تفسير

واستمر ، اليونان فالسفة منذ قديم الغرب عند العقلي التفسير

جديدة تفسيرات بدأت عندئذ ، النصرانية الغرب اعتنق أن إلي

" : . االتجاهات ظلت ولقد يقول الوجود حيز إلي تظهر للوجود

– منها بارزا قسما العقالنية تمثل التي اإلغريقية الفلسفية

– الكنسية المسحية جاءت حتى األوربي الفكر علي تسيطر

. العقل يعد فلم قرون عدة األوربي الفكر ذلك مجري فغيرت

تقدمه – كما الوحي هو صار إنما الوجود قضايا في المرجع هو

– في الوحي ذلك خدمة في العقل مهمة وانحصرت الكنيسة

معقول " " . " ) ثوب في تقديمه ومحاولة ، تلك الكنسية صورته

42)

حيث المظلمة األوربية الوسطي العصور طبيعة كانت وهذه

المحاوالت من العديد وظهرت ، الدين خدمة في الفلسفة كانت

والفلسفة . الدين بين للتوفيق

تصبح بحيث والفلسفة الدين بين للتلفيق دقة أكثر بعبارة

من مجموعة أصبح الذي ، المحرف للدين خادمة الفلسفة

عظيما . أثرا له كان مما فحسب الدين رجال إال يعلمه ال األسرار

143

من فريق وقيام ، الكنيسة سلطة على الناس ثورة على

جعل , عليه ترتب مما للدين إصالح بحركة والدارسين الباحثين

على بالحياة له عالقة وال الكنيسة أسوار داخل قابع الدين

ما وهذا تماما الحياة عن الدين فصل أخرى بعبارة اإلطالق

بالعلمانية . ذلك بعد عرف

السبب علي يده الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويضع

من تنلقها وهو ، الغربية الجاهلية وراء يكمن الذي الحقيقي

الغرب توهم التي اليونانية الجاهلية فيها بما أخرى إلي جاهلة

اليونانية . الفلسفة إلي بالرجوع إال يكون لن وتحضره تمدنه أن

" : والفكر األوروبية الحياة في ذلك عن نشأت وقد يقول

... االختالالت هذه إن فنقول االختالالت من مجموعة األوروبي

– – النهضة عصر مبدأ في األوروبي الفكر تصور كما تنشأ لم

" الفكر إلي وااللتجاء اإلغريقية والعلوم الفلسفة إهمال من

إخضاع " " " وال ، المبدأ حيث من الديني الفكر يكن فلم الديني

في الوسطي العصور فكر في الخلل مصدر هو للوحي العقل

الكنيسة قدمته الذي الفكر ذلك في كأنا الخلل كان إنما ، أوروبا

أنه الكنيسة زعمت لما العقل إخضاع وفي ، الدين باسم

، إليه أضافت ما وإضافتها ، منه حرفت ما تحريفها بعد ، الوحي

. والفلسفة الوحي باسم وتقديمه بعض إلي بعضه كله ومزج

في ضاللها أن النهضة عصر في أوروبا ظنت التي اإلغريقية

الرجوع هو العالج وأن ، إهمالها بسبب كان الوسطي العصور

الخلل من بريئة ذاتها في هي تكن لم ، منها واالستمداد إليها

قدمت التي صورتها في كانت وال ، العيوب من سليمة وال

مستقيمة إنسانية لحياة صالحا زادا القدامى اإلغريق فالسفة

بعض في فكري إبداع من احتوته ما كل من الرغم علي ، راشدة

.. من ينتقل الحقيقة في األوربي الفكر ظل وإنما جوانبها

. الجاهلية فمن الحاضر عصره حتى جاهلية إلي جاهلية

في المحرف الكنسي الدين جاهلية إلي ، والرومانية اإلغريقية

عصر " جاهلية إلي ، اإلحياء عصر جاهلية إلي ، الوسطي العصور

144

.. " الجاهلية إلي الوضعية الفلسفة جاهلية إلي التنوير

( 43المعاصرة . " )

هو ما إنكار على األساس في تقوم التي الوضعية الفلسفة

. في أشاع مما الفلسفة من غيرها كذلك و بالمطلق غيبي

تعالي . و سبحانه الله وجود إنكار و اإللحاد الغرب

جاءه أن إلي أخرى إلي جاهلية من التنقل في الغرب واستمر

. قام أن إلي العميق ثباته من أيقظه الذي اإلسالم ، اإلسالم

المنتسبة الفلسفة كتب خاصة و المسلمين كتب بترجمة الغرب

إلي اليونان فالسفة وآراء نظريات من فيها ما بكل لإلسالم

" : . يقول اإلسالم إلي المنتسبين المتفلسفة إضافات جانب

نسيته أو فقدته قد كانت الذي تراثها وبين بينها ما ذلك فوصل

أيقظ . الذي هو هذا بأن القول ولكن الكنسي الظالم عصور في

يعترف أن يريد ال الذي ، الجميل منكر المغرور تبجح هو ، أوربا

. ! التراث كان فلقد جوانبه كل من به محيط والحق� ، بالحق�

أيدي متناول في oموجودا oقائما األصلي الروماني اإلغريقي

وال ، سباتهم من أيقظهم هو فال ، الظالم عصور في األوربيين

اإلسالم ! . . هو أيقظهم الذي إنما ليتناولوه إليه أيديهم مدوا هم

( "44 )

إلي الغرب ترجمها التي الطبيعي العلم كتب من نقل وما

الكبير األثر له كان مما األوربية النهضة عصر بداية في لغاته

المعاصرة . و الحديثة الغربية الحضارة قيام في والواضح

تماما قلده المسلمين من المفقود تراثه الغرب تلقي وعندما

العقل وجعلوا ، اليونانيين فالسفة فعل مثلما العقل إله حيث

غير . أمر الحال بطبيعة وهذا الوحي على والمسيطر المهين هو

دوره العقل تعطي التي اإلسالمية العقيدة في مقبول

" : . الجاهلية اشتهرت يقول طبيعته مع يتالءم فيما الحقيقي

" " " و الفلسفة في متمثل ، ضخم فكري� بجهد اإلغريقية

" ، النظريات واستنباط ، الكليات في بالتفكير معني� ، المنطق

- . في وهذه الفكر أساسها على يقو�م التي القواعد ووضع

145

- ، السليمة الفكرية للحياة ضرورية هي بل ، نافعة أدوات ذاتها

بتلك االلمام بغير العليا آفاقه الى يرتقي أن الفكر يستطيع وال

. على المأخوذ ولكن الصحيح مجالها في واستخدامها األدوات

" " أن يمكن ما هو إنما العقل إعمال هو ليس الجاهلية تلك

" " ، كل�ها األمور في المحكم هو جعله أي ، العقل عبادة نسميه

وهو " " - جوانبها كل� من المعرفة إليه تنتهي الذي المرجع وهو

. العقل إن� بارز بشكل المعاصرة الجاهلية في oواضحا يبدو ما

كبريات من وجعله ، اإلسالم عظ�مه وقد ، شك دون مفيدة أداة

فهم إليهم وأسند ، اإلنسان على بها الله منَّ التي النعم

كما ، تطبيقه مجاالت في والنظر ، أحكامه واستنباط ، الوحي

يجعله . لم ولكنه المسلم حياة في مهمة أخرى oأمورا إليه أسند

- الخالق الله ألن ، األعلى المرجع وال ، الوحيد المرجع هو

- الصالحة المجاالت ويعلم ، األداة هذه حدود يعلم سبحانه

األمور .. - - في oحكما تكون أن تصلح ال وحدها أنها يعلم و لعملها

.. أنها كما النفس ألوهام أو ، النفس لهوى تتعرض التي

البشري .. : ! . " ) العجز فلنقل أو البشرية القدرة بحدود محدودة

عالم( 45 هو و عندها يقف حدودا للعقل اإلسالم جعل لقد

تجاوزه إن ألنه العالم هذا يتجاوز أن له يجوز فال الشهادة

و حيرة في سيدخل بل مطلقا شيء إلي يصل فلن للغيبيات

. العقل مجد أنه هو و الغرب إليه وصل ما وهذا اضطراب

وإلهه . وعبده البشري

و عبادته أو العقل بتأليه المقصود توضيح في ويستطرد

" " العقل حاول التي ، اإللوهية مسالة مناقشة في خاصة

يصل لم لكنه حقيقتها و غورها يثبر أن حديثه و قديمه الغربي

كان إن العكس وعلى ، اإللوهية حقيقة بصدد يذكر شيء إلي

البادية اآلثار من اإللوهية علي يستدل أن حاول الغربي العقل

تكبر . لكنه اإللوهية معرفة إلي يصل أن الستطاع الكون في لله

لونا . : " اإلغريقية العقالنية كانت يقول وغروره الغربي العقل

من بكثير أكبر مزيفا حجما وإعطائه ، وتأليهه العقل عبادة من

146

كله الوجود تحويل من لونا نفسه الوقت في كانت كما ، حقيقته

بال " " فهي وتبلورها صفائها من يكن مهما تجريدية قضايا إلي

، الدائمة الموارة حركته ، ذاته الوجود عن مختلف شيء شك

" " الحركة عن الحركة يفسر الذي القانون يختلف ما بمقدار

.. عنه نتجت الذي السائل عن البلورة تخلف ما وبمقدار ، ذاتها

وجودها عن النظر بصرف الذهن في كاملة معالجة تعالج قضايا

! ذلك يقبل الواقعي وجودها كون عن النظر وبصرف الواقعي

أو معه ويتمشي ، يقبله ال أو الواقع في العقالني التفسير

. ! تلك معالجة االنحراف هذا فيه يبدو ما أشد وكان يخالفه

" " " " وما المادي الكون قضية و اإللوهية لقضية الفلسفة

وقت في كثيرة شعبا االنحراف هذا ويتشعب عالقة من بينهما

. من ليس فيما العقل إقحام محاولة هو انحراف فأول واحد

الذات قضية في بكنهه يحيط أن عن فضال به يلم أن شأنه

, وحدود لطبيعة ومعرفته لذاته العقل احترام باب فمن اإللهية

بطبيعته ليس ميدانا يقتحم أن العقل لهذا كان وما ، مقدرته

ال . المحدود وإن فيه الخوض علي له قدرة وال ، القتحامه مؤهال

علي له قدرة ال والفاني ، المحدود بغير يحيط أن له يتسن

حدود . وال نهاية وال بداية ال حيث ، واألبد األزل بحقيقة اإلحاطة

" " وأن ، التصور من لونا ذلك يتصور أن العقل يستطيع إنما

بكنهه .. " يحيط أن أما الصورة هذه علي يوجد أن يمكن أنه يدرك

نطاق" عن خارجة أخري فقضية األنحاء من نحو أي علي

ومعرفته لذاته العقل احترام إن نقول التي وهي ، العقل

الخوض يتجنب أن عليه توجب التي هي مقدرته وحدود لطبيعته

. هذا معني وليس اعتبار له شيء إلي فيها يصل لن ألنه فيها

في" " االعتقاد أن أو ، العقل نطاق عن خارج أمر كله الدين أن

.. . إنما كال للعقل فيه نصيب ال أمر صفاته ومعرفة الله وجود

بطبيعته مؤهل هو الذي باب من الميدان هذا إلي العقل يدخل

يضل والذي ، فتحه علي يقدر ال الذي الباب من ال ، منه يدخل أن

! القدرة آثار ادارك باب من يدخل أداته بغير اقتحمه لو فيه

147

ومعرفة ، الله وجود علي اآلثار هذه من واالستدالل اإللهية

الكنه " باب من يدخل ال ولكن ، الخلق دون بها تفرد التي صفاته

. أصرت" وحين فيه نتيجة إلي يصل وال عليه يقدر ال الذي

– النصارى فالسفة من بعد تبعها ومن اليونانية الفلسفة

– العقل بمفتاح الكنه باب يقتحموا أن المسلمين وفالسفة

كلها الفلسفة كتب يمأل الذي التخبط ذلك إلي جميعا وصلوا فقد

التاريخ ! . " ) آخر إلي التاريخ أول ( 46من

: و أفالطون أمثال كتابات في جالء و بوضوح مشاهد وهذا

و المحدثين الفالسفة و ، المتكلمين و ، الفارابي و ، أرسطو

من . أوتوا ما بكل حاولوا الذين غيرهم و الغرب في المعاصرين

. باءت محاوالتهم وكل اإللهية الذات غور سبر عقلية قدرة

النصوص تأويلهم و أحيانا العقل على اعتمادهم بسبب بالفشل

العقل . مع يتفق بما أخرى أحيانا الدينية

تأليه على مثاال الله يحفظه قطب محمد األستاذ ويضرب

الفيلسوف أرسطو أن فيذكر ، اليونان فالسفة عند العقل

حدد األول المحرك صفات بتحديد قام عندما المشهور اليوناني

" : . ، أرسطو تجد أن جرم ال يقول هو عقله بمعاير الصفات هذه

" " التاريخ في عقل أعظم الفلسفة دارسو يعتبره الذي

العقاد – – : " يقول الصورة هذه علي بعقله إلهه يصف ، القديم

" : " " ومذهب" خصومه وأباطيل اإلسالم حقائق كتاب في

له أول ال الكمال مطلق أبدي أزلي كائن أنه اإلله في أرسطو

والله . لشيء طلبا العلم كان منذ إرادة وال له عمل وال أخر وال

والله ، أمرين بين اختيار اإلرادة كانت وقد ، طلب كل عن غني

إلي به حاجة فال كمال كل من واألفضل األصلح عنده اجتمع قد

وليس مفضول و فاضل بين وال صالح وغير صالح بين االختيار

ألنه زمان في العمل يبتدئ أن أرسطو رأي في اإلله يناسب مما

يستجد وال ، العمل إلي يدعوه طارئ عليه يطرأ ال سرمدي أبدي

وال جديد وال آخر وال أول بال المطلق وجوده في جديد من عليه

ال التي بقائه بنعمة السعادة فهو كماله يناسب ما وكل ، قديم

148

نطاقها عن تخرج وال ، دونها وال فوقها نعمة وال وراءها بغية

تعنيه . " ) ( 47عناية

عندما الله يرحمه قطب سيد األستاذ عند ورد ما نفس وهذا

الله يحفظه ونجده ، أرسطو عند اإللوهية مسالة عن تحدث

قطب " " سيد األستاذ فعل مثلما هنا الله الجاللة لفظ أيضا يورد

" " دقيق غير هنا الله الجاللة لفظ واستخدام ، الله يرحمه

وهو " " األول المحرك تعبير أو لفظ استخدام األفضل و بالمرة

للسياق . أكثر مناسب هو كذلك و ، أرسطو تعبير نفس

يقول . : أرسطو عند األول المحرك صفات موضحا ويستطرد

يخلق" أو العالم يخلق أن يعنيه ال الكمال المطلق الكامل فاإلله

" " .. قابلة " " الهيولي هذه ولكن الهيولي هي و األولي مادته

الذي الوجود إلي شوقها الفعل إلي القوة من يخرجها للوجود

، الوجود إلي الشوق هذا فيدفعها ، اإلله قبل من عليها يفيض

، حدودها في المستطاع الكمال إلي النقص من يدفعها ثم

من إنها عنها يقال وال ، والقابلية الشوق من فيها بما فتتحرك

العقاد .. – ويعلق االعتبار هذا علي الخلقة تكون أن إال الله خلقه

" : – وال يعمل ال مطلق كمال فيقول التصور هذا علي بصدق

" ... المطلق العدم و هو يكون أن يوشك مطلق كمال أو يريد

. إلي كله الموضوع تحويل هو الثاني واالنحراف سواء حد علي

، العقل في وتنتهي العقل في تبدأ ، بحته ذهنية فلسفية قضايا

الوجدان تمس فال ، بالعقل ينفي ما وينفي منها يثبت ما ويثبت

قيمتها فتفقد ، العملي اإلنسان سلوك في تؤثر وال ، البشري

الحياة .. " ) واقع ( 48في

هذا رفض في الله يحفظه قطب محمد األستاذ مع نتفق

. يحفظه معه نتفق ال ولكنننا الوجود لكون األرسطي التصور

وكان " " ، المكان هذا في الله الجاللة لفظ استخدامه في الله

" " المصطلح أو اإلله مصطلح يستخدم أن األفضل من

وخاصة " " . الوجود هذا خلق عن ليعبر األول المحرك األرسطي

من يبدأ أرسطو عند الموضوع هذا في الحديث أن إلي أشار أنه

149

. الوجود لكون أرسطو فتفسير العقل إلي وينتهي العقل

لخلق اإلسالمي للتصور مطلقا يرقي ال محض عقالني تفسير

العالم . لهذا تعالي و سبحانه الله

بالنسبة أرسطو عمل على قطب محمد األستاذ ويعقب

" " في العقل أقحم أنه أرسطو فعله ما بأن اإللوهية لمسالة

" : . إن يقول الرباني الوحي مجال هذا إنما مجاله ليس مجال

تتناوله التي بالصورة فلسفيا موضوعا ليس اإللوهية موضوع

الفلسفة " بين والفرق العقيدة موضوع هو إنما ، الفلسفة بها

هناك من تبدأ ، وحده الذهن تخاطب الفلسفة أن والعقيدة

يعيشه .. الذي الحي الواقع إلي الذهن تتجاوز وال هناك وتنتهي

كله , / اإلنساني الكيان فتخاطب العقيدة أما األرض في اإلنسان

. تسكن كما تسكن ال إنها فيه شيء وكل وروحه وجسمه عقله

كما الفراغ في نفسها حول تتحرك وال ، الذهن في الفكرة

تدفع دائما هي إنما ، تحركت أن الذهن في الفكرة تتحرك

وإلي " " " ، معها ويتناسق منها ينبثق معين سلوك إلي اإلنسان

ومن " . الواقع عالم في وفكرية وسلوكية وجدانية معينة حركة

! غاية إن للبشرية الهداية وسائل من قط الفلسفة تكن لم ثم

هذا هواة عند العقلية المتعة من نوع هو إليه تصل أن يمكن ما

– – وحدها ولكنها محدودون بطبيعتهم وهم ، المتعة من اللون

فيها يجدون الذين والقليلون ، أمة تحرك ولم أمة قط تنشئ لم

وال الذاتي المتاع هذا إلي األمر بهم ينتهي العقلية المتعة

. هذه إحداث محاولة علي حركتهم تزيد فال تحركوا أن أو زيادة

. إلي تهدف ال إنها زيادة وال حولها قليلة مجموعة عند المتعة

" " ذلك تملك وال ، الناس حياة واقع في معين سلوك إحداث

فيه عاش الذي اإلغريقي المجتمع واقع إلي سريعة ونظرة

، بوضوح الحقيقة هذه تبين الكبار والمفكرين الفالسفة أولئك

الفالسفة " " هؤالء أفكار بين اإلطالق علي صلة هناك كانت فما

السلوك" " " " " وفي الحكمة في يتكلمون هؤالء الناس واقع و

أنواع " " كل في غارق والمجتمع يكون أن ينبغي كما اإلنساني

150

مما بشيء نفسه يعني وال والظلم والفساد والرذيلة الفسق

المفكرين " " . " ) أولئك أذهان ( 49يمأل

عامة الفلسفة مجال تجاه الله حفظه وجهته هذه كانت إذا

حفظه فإنه ، العقيدة مجال وكذلك خاصة اليونانية والفلسفة

، الفلسفة و الدين بين التوفيق يمكن ال أنه يري بالتالي الله

العقل تمثل التي والفلسفة اإللهي الوحي يمثل الذين الدين

. ذلك مقابل وفي والشركيات والمفاسد بالضالالت المتشبع

الصريح الدين بين التوفيق يمكن أنه والجماعة السنة أهل يري

الصحيح . والعقل

أما وعقله وروحه اإلنسان وجدان تخاطب العقيدة إن

كان ولما ، فحسب عقله اإلنسان في تخاطب فهي الفلسفة

شديد اإلنسان لقلب العقيدة خطاب كان القلب محله اإليمان

" : . يقول العقل الهت التي الفلسفة عكس علي التأثير

" .. موضوع هو أو عقيدة موضوع أصال هو اإللوهية وموضوع

" ، بفطرته عابدا ، بطبعه معتقدا كائنا اإلنسان باعتبار العقيدة

من لسبب السوي طريقها عن الفطرة هذه ضلت أن حتى

الفكر – – أو الفلسفة علي محرم أنه ذلك معني وليس األسباب

. به تناولته الذي النحو علي يتناوله حين ولكنه يتناوله أن

النصارى فالسفة فيه وتبعها ، العقالنية اإلغريقية الفلسفة

" " " يسمي فيما المسلمين وفالسفة بالالهوت يعرف فيما

" ، الخالص التجريدي الذهني التناول أي اإلسالمية الفلسفة

و " " " كالم إلي وحوله ، األصيل طريقه عن به انحرف قد يكون

الناس" … حياة في شيئا تغير وال ، واقعيا سلوكا تنشئ ال أفكار

ينفع . ) ما أما و جفاء فيذهب الزبد فأما ينفع ال زبد إلي فيتحول

الرعد ( ] األرض في فيمكث ( 50[ " )13/17الناس

للعقل الغارب على الحبل ترك الغرب أن سبق مما يتضح

" " أن هي المحتومة النتيجة وكانت اإللوهية لموضوع بالنسبة

الغرب أصبح أي وتعالي سبحانه الله بوجود اإليمان رفض

" : . في عقلها المعاصرة الجاهلية حك�مت لقد يقول ملحدا

151

وجود نفي إلى التجريبية عقالنيتها بها فأدت اإللوهية، قضية

" " وال! ، األبصار تدركه ال وتعالى سبحانه الله أن لمجرد الله

الكون طريقة على ، معملية علمية بتجربة وجوده إدراك يمكن

.. عن عقالنيتها حو�لت المعاصرة الجاهلية أن وحقيقة المادي�

ذاته في oسليما صحي�ا oتحوال هذا وكان ، الطبيعة وراء فيما البحث

نافع علم إلى ت�فض لم المجال هذا في اإلغريق عقالنية ألن ،

بعقالنيتها - - حكمها ولكن ، آخرتها وال دنياها في البشرية ينفع

للتجربة تخضع ال اإللوهية قضية أن لمجرد الله وجود بنفي

اإللحاد، حمأة في بالبشرية هوى oضخما oخطال كان ، المعملية

. الحضيض إلى كل�ها المعنوية القيم انتكاس من صاحبه وما

ما أضعاف أضعاف االنحراف هذا وراء من البشرية وخسرت

الحلول إلي العقالنية توجه حقق الذي الجزئي الخير من كسبته

شتى في العلمي والتقدم ، الواقعية الحياة لمشكالت العملية

( 51المجاالت . " )

والغيبيات الروحانيات مجال في كثيرا الغرب خسر لقد ، نعم

و العقل و العلم مجال في مكاسب من حققه ما مقابل مع

المادة .

" " " خلق مسالة إلي اإللوهية مسالة من انتقلنا ما وإذا

خالقة " الطبيعة أن الغرب زعم فقد ، الجاهلية نفس نجد الكون

عقلها . : " المعاصرة الجاهلية حك�مت و يقول الطبيعة الهوا أي

في - أو ، وتعالى سبحانه الله لوجود نفيها بعد الخلق قضية في

عقالنيتها - بها فأدت الكون لشئون وتدبيره هيمنته نفي القليل

" الطبيعة هي علمي، واقع لها ليس ضخمة أسطورة إلى

.. " " " أخرى ناحية من الذاتي الخلق و ناحية، من الخالقة

برهان " " " " بغير العلماء يتداوله oعلما األسطورة هذه وصارت

بحجة الله إلى األمور رد� فيه يرفضون الذي الوقت في ، علمي

الخلق ! . لشئون تدبيره أو وجوده على علمي برهان وجود عدم

!" " العلم عصر في األسطورة هذه لسريان شئت إن وأعجب

152

" " العلمي البحث في الله ذكر إذا العالم أن من أكثر عجب

يتندرون " " ! أفواههم في مضغة وصار العلماء أعين من سقط

" وتعلقه ، موضوعيته وعدم ، علميته وعدم ، وسذاجته بجهله

" " " لها وخروا ، بذكرها رفعوه الطبيعة ذكر فإذا ، بالغيبيات

( : !! اشمأزت وحده الله ذكر إذا و العظيم الله وصدق ساجدين

هم إذا دونه الذين ذكر إذا و باآلخرة يؤمنون ال الذين قلوب

: الزمر ( ] من�ا[ . 45يستبشرون تستحق األسطورة هذه أن والحق

وتأثيرها ، المعاصرة الجاهلية في توغلها مدى إلى بالنظر وقفة

استنادها عدم مع ، السلوك ومجاري الفكر مجاري من كثير على

اإلطالق ! . " ) على شيء اليوم( 52إلى الغرب أله النحو هذا علي

، قبلهم الطبيعة الهوا الذين اليونان فالسفة غرار على الطبيعة

باآللهة . مملوء العالم أن القديمة اليونانية األسطورة فتزعم

اآلن الغربية الجاهلية أن إلي قطب محمد األستاذ وينتهي

. الجاهلية هذه ورغم والرومان اليونان بالد من جاهليتها ورثت

. المادية شؤونهم في كبيرا تقدما أحرزوا أنهم إال الروحية

" : مواريث أطوائها في الجاهلية هذه جمعت فلقد يقول

صورتها النهاية في منها جعلت ، مختلفة وتأثرات مختلفة

العلوم : في هائل تقدم كلمتين في تلخيصها يمكن التي الحالية

هائلة وانتكاسة ، لألرض المادية والعمارة والتكنولوجيا المادية

. اإلنسان لحياة الالزمة المعنوية والقيم الروحي الجانب في

الجسد وعبادة ، العقل عبادة اإلغريقية الجاهلية من ورثت لقد

الكون إلى النظر في الوثنية والروح ، حسي� جمال صورة في

البشر بين الصراع عالقة خاصة وبصفة ، واإلنسان والحياة

أن يريد واإلنسان ، اإلنسان تدمير تريد اآللهة حيث ، واآللهة

. الرومانية الجاهلية من ورثت و اآللهة على د بالتمر� ذاته ي�ثبت

الدنيا الحياة وتزيين ، حسي�ة شهوات صورة في الجسد عبادة

ثم ومن ، الغاية أقصى إلى بها الحسي� االستمتاع لزيادة

لألرض . " ) المادية بالعمارة البالغ (53االهتمام

153

في رسخ ما عن االختالف كل تختلف الغربية الدجما وهذه

ربانية عقيدة من تاريخهم مدار على المسلمين عقول و قلوب

الشريفة . السنة و الكريم القرآن في كائنة إلهية

الكون هذا لتسخير العلم من استفادوا المسلمون كان وإذا

في العكس على كان فاألمر اآلخرة و الدنيا في اإلنسان لخير

الذي و المحرف الدين مع صراع في العلم فيه دخل الذي الغرب

أعني . الروحية حياتهم على بالغا أثرا له كان مما العلم يضاد

من تطرحوه ما بكل اليونانية للجاهلية للعودة دفعا دفعهم مما

المعرفة " " . : " " " في والرغبة يقول واإلنسان الله بين عالقة

المعرفة ثمار استخدام و المادي الكون مع التفاعل في والرغبة

فاإلنسان . كذلك فطرة وتجميلها وتحسينها الحياة تيسير في

وسائل " " تحسين إلى السعي على المتاع حب على مفطور

فما . الزينة إلى الحاجيات إلى الضرورات من ترتفع حتى المتاع

مع والتضاد الحرب موقف في النزعتين إحدى يجعل الذي

أوروبا . في ذلك الحديثة الجاهلية فعلت إنما األخرى؟ النزعة

العلم يحارب كان الكنيسة قدمته الذي الممسوخ الدين ألن

نادوا ألنهم األفران في أحياء ويحرقهم العلماء ويضطهد

الجاهلي . الفعل رد فكان الكنيسة هوى غير على علمية بحقائق

منابذا - - العلم وجعل تصحيحه من بدال جملة الدين نبذ هو

فإن . . الحقيقة في األوحد السبب هو يكن لم ذلك ولكن للدين

ثم أوال ومفكروها علماؤها الدين لباس عنها نزعت حين أوربا

اإلغريقي التراث إلى رجعت ذلك بعد دهماؤها و جماهيرها

من .. فيها فانبعث الجديدة حياتها مناهج منه تستمد الروماني

وبين " " " اإلنسان بين القديم العداء ذلك اإلغريقية الجاهلية

نحو( " " 54الله ". " ) على الله وليس اإلله بين و اإلنسان بين بل

آنفا . ذكرنا ما

ذلك ويرجع جهالة بعدها ما جهالة في يعيش اآلن الغرب إن

صورت التي ، الخبيثة اليونانية الفلسفة من ورثه ما إلي

154

, على القادر هو وحده واإلسالم إلها أصبح أنه الغربي لإلنسان

" : . يقول الدامس الظالم هذا من يخرجه العالم أن أحوج فما

اإلسالم إلى محتاجا ،اليوم كان عام oكما وثالثمائة ألف قبل إليه

الخرافة! من ينقذه إليه أحوجه من ،ما وروحه عقله ويرفع

فيها ال ،التردي عبادة هي الخرافة كانت عبادة ،وثان أسواء أو

" الغرب أهل يمارسها التي الزرية الصورة على العلم

والعلم ." المتقدمون الدين بين السلم يعيد إليه أحوجه ما ،بل

الغرب عقائد تمزقه الذي البشري الكائن إلى االستقرار ليعيد

ووجدانه ،الفاسدة عقله بين إلى ،فتفصل حاجته بين وتخالف

الله إلى وحاجته . العلم الروح ! بقية يزيل إليه أحوجه ما

الخبيثة القديم ،اإلغريقية تاريخها من الحديثة أوربا ورثتها التي

اإلحياء عصر واآللهة ،في البشر بين العالقة تصور كانت والتي

وصراع خصام كل ،عالقة أو المعرفة أسرار من سر كل وتجعل

قسرا اآللهة من منتزعا شيئا ، بشر إليه يتوصل لو ،عنهم oخير

انتصارا علمي كشف كل يعتبر وبذلك ، لمنعوه على oاستطاعوا

فيهم وتشفيا اآللهة . هؤالء في ! تزال ما الخبيثة الروح تلك

عامة والغربي األوربي الباطن حينا ،العقل بعض oتتبدى في

" مثل للطبيعة تعبيراتهم اإلنسان " قهر ينتزع لمالع أو"

بالله .الخ. ." األسرار إحساسهم طريقة في وشعورهم ،وتتبدى

وحده - هو اإلنسان عجز لله- بأن للخضوع يضطره فكل ،الذي

درجة يرفعه اإلنسان له يتوصل علمي اإلله ،كشف ويخفض

العلم ،درجة أسرار كل اإلنسان يعرف حتى ويخلق ،وهكذا

" ( يخايل الذي الحلم هو و وعندئذ (اليوم" للعلماء الحياة

لله الخضوع من نهائيا اإلله ،يتخلص هو . ويصبح أحوج ! ما

اليوم لإلسالم الضاللة ، العالم هذه من لروحه ، ينقذه ويرد

والسالم .األمن كل وأن ، ورحمته عليه الله بعطف ويشعره

يمنحها الله من منحة هو إنما يصيبه خير أو إليها يصل معرفة

، - له المجموع خير في يستخدمها مادام عنه راض وأن- وهو

" " وال يعرفون حين الناس على يغضب ال اإلسالم في الله

155

! حين فقط عليهم يغضب وإنما سبحانه له منافستهم يخشى

واإليذاء الضرر في معرفتهم إلى . يستغلون الناس أحوج وما

ينقذهم كان كما والجبارين الطغاة من ينقذهم اليوم اإلسالم

عام ثالثمائة و ألف قبل فأنه (55 ! . " )منهم الشديد األسف ومع

أنه أقصد ، األمر هذا في الغرب يقلد جلدتنا بني من نفر يوجد

– يدعي ما نحو على ويزعم ، العلم و الفلسفة شأن من يعلي

– إنما اإلسالم في ليس المسلمين و العرب تحضر أن الغرب

وعلم . فلسفة من إليه توصل ما كل في الغرب تقليد في يكون

تعقيب :

1 – صناعة أنها بل إسالمية وال عربية ليست الفلسفة أن يري

السبب كانت والمسلمين العرب إلي نقلت وعندما ، غربية

و البدع من كثير ظهور في أخرى أسباب جانب إلي الرئيس

العربية البيئة في والشركيات الضالالت و والمفاسد األهواء

اإلرجاء . و كاالعتزال اإلسالمية

بل – 2 اليونانية للفلسفة حاجة في المسلمون و العرب يكن لم

وهم ، الفلسفة بهذه انبهروا الذين فحسب منهم جماعة أن

اإلسالمية العقيدة بين و بينها يلفقوا وراحوا ، قلدوها الذين

" " الكالم علم اإلسالمي الالهوت ظهور عليه ترتب مما

للمسلمين . المنتسب والتصوف للمسلمين المنتسبة والفلسفة

3 – والمنجزات اإلسهامات من كثيرا والمسلمون العرب أضاف

تركه ما إلي الطبيعية العلوم مجال في العلمية والمكتشفات

. وقع التي األخطاء من العديد تصحيحهم جانب إلي اليونانيون

. إلي باإلضافة الطبيعية العلوم مجال في اليونانيون فيها

البحث منهج هو و والمسلمين العرب عن الغرب ورثه ما أفضل

التجريبي . العلمي

4 – العرب عن أخذوا حيث اإلسالمي التراث من الغرب استفاد

. أيضا عنهم ونقلوا الرصين العلمي البحث منهج والمسلين

156

العرب عليه حافظ الذي اليوناني التراث أعني القديم تراثهم

والمسلمين .

عند – 5 يوجد الذي والتكنولوجي العلمي التقدم من الرغم على

، باآللهة اإلنسان عالقة اليونانيين عن ورثوا أنهم إال اآلن الغرب

من منتزعا يكون الغربي اإلنسان يحرزه تقدم كل أن واعتبروا

محل علمية نظريات و فلسفية مذاهب أحلوا ولقد ، اآللهة

اإلله .

6 – مع تتفق التي الربانية العقيدة هي الصحيحة العقيدة إن

ومكان زمان كل في اإلنسان معها يشعر التي اإلنسانية الفطرة

مقابل . لإلسالم معتنق كل يجده ما وهذا السكينة و بالطمأنينة

وبسببها اإلنسانية الفطرة تضاد التي اآللهة مع والصراع اإللحاد

والقلق . بالتعاسة اإلنسان يشعر

7 – ، اليونانيين بالفالسفة و اليونانية بالمأساة إعجابه يخف لم

نقلوا الذين هم السريان نصارى أن إلي يشر لم وكذلك

. أثرا عنده نجد ولم المسلمين و العرب إلي اليونانية الفلسفة

من الجماعة و السنة وأهل الصالح السلف موقف عن يذكر

التعجب . و الدهشة يثير أمر وهذا ، اليونانية الفلسفة

الحواشي :

157

158