75

Click here to load reader

محتوى علم الاجتماع الحضري

  • Upload
    tootoo0

  • View
    550

  • Download
    24

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: محتوى علم الاجتماع الحضري

))المحاضرة األولى((علم االجتماع الحضري

مقدمة .: دن��ة الم��ذي يهتم بدراس��ام ال�اع الع��روع علم االجتم�د ف��ري أح��اع الحض��بر علم االجتم��يعت

بوص��فها ظ��اهرة اجتماعي��ة مس��تقلة ، ودراس��ة س��كان الم��دن من الن��واحي االجتماعي��ةواالقتصادية والسياسية والنفسية والثقافية واإلنتاجية .

فية عن�ات الوص��د حيث جمعت بعض المعلوم��ذ زمن بعي��وقد بدأ االهتمام بدراسة المدن من المدن منذ إنشائها قبل الميالد ، غير أن الدراسات العلمية للمدين��ة لم تظه��ر إال م��ع نهاي��ة

القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين .ذي��د( ال��زلي دافي��ومن بين المهتمين بعلم االجتماع الحضري عالم االجتماع األمريكي )كنج

استطاع أن يخرج علم االجتماع الحضري من إطاره التقليدي إلى إطار الدراسات التحليلي��ة المقارن���ة للم���دن في العص���ر الح���ديث . وق���د ترك���ز اهتمام���ه على دراس���ات الج���وانب

الديموغرافية للعملية الحضرية .ك��يين ، وذل��اء األمريك��د العلم��رت على ي��ري ظه��اعي الحض��اء االجتم��ة البن��ا أن دراس��كم

باإلضافة إلى اهتمامهم بدراسة البيئة الحضرية .ة��كانها من حيث البطال��ة وس��اكل المدين��ة مش��ا بدراس��ري أيض��اع الحض��ويهتم علم االجتم

واالنحراف األخالقي وانتشار الجريمة وأزمة السكن ومدى توفر الخدمات العامة للمواطنين، مثل :.

المدارس والجامعات والمواصالت والخ��دمات الص��حية والمراك��ز الثقافي��ة وأم��اكن الترفي��هوغيرها .

اكن��كما يهتم علم االجتماع الحضري أيضا بمعرفة تاريخ إنشاء المدن ، وأسباب نشوئها وأم وجوده��ا من الناحي�ة الجغرافي��ة داخ��ل الدول��ة في الماض�ي والحاض�ر ، ومعرف�ة الوظ��ائف

اإلدارية والسياسية التي تقدمها المدينة .

تعريف علم االجتماع الحضري .: دن��يعرف علم االجتماع الحضري على أنه ذلك العلم الذي يدرس االجتماع اإلنساني في الم

بما في ذلك تحليل المدينة بوصفها ظاهرة اجتماعية في حد ذاتها ، ودراسة مشاكل معين��ةتحدث عادة في المدينة .

ني��ذي يع��ديموغرافي ال��وعلى الرغم من أن البعض يعرف التحضر على أساس المفهوم ال التمركز السكاني ، إال أن التحضر في الواقع أكبر من ذلك .

. فالتحضر عملية اجتماعية معقدة لها مصاحبات أو أشياء مالزمةا في��ف أيض��ر ، تختل��كما يلحظ أيضا أن المجتمعات التي وصلت إلى درجة عالية من التحض

البناءات االقتصادية واالجتماعية والسياسية عن تلك المجتمع��ات ال��تي يش��كل فيه��ا س��كانالمدن أقلية متميزة .

ومن جهة أخرى يالحظ أن بعض علماء االجتماع الحضري يفضلون استخدام مصطلح المكان الحضري بوصفه أكثر شموال ، ألنه يشير إلى كل من المدن والبلديات .

يرة��فالمكان الحضري هو كل مستوطنة بشرية مستديمة نسبيا ذات حجم وكثافة سكانية كب إلى حد ما .

،دة��بر البل��ا تعت��ا بينم��د م��وبذلك فإن المدينة تعتبر مكانا حضريا ذا حجم سكاني كبير إلى ح مكانا حضريا ذا حجم سكاني صغير .

ل��ة أو عم��ة مهن��ان معين ومزاول��تقرار في مك��ني االس��ر يع��إن التحض��ومن ناحية أخرى ف مستقر .

بر أول��ة يعت��ان في األرض الزراعي��ومن هذا المنطلق يعتبر بعض العلماء أن استقرار اإلنس عالمات التحضر ، بمعنى اإلقام��ة واالس��تقرار ، وذل��ك عكس حي��اة التنق��ل والترح��ال ال��تي

يتصف بها سكان البادية الرحل .، ة��وهناك من يعتبر أن علم االجتماع الحضري هو ذلك العلم الذي يدرس حياة سكان المدين

ومعرفة ظروفهم االجتماعية واالقتصادية ، وما يصادفهم من مشكالت متباينة .ق�دن عن طري�كان الم�دد س�ويرى آخرون أن التحضر هو العملية التي يتم بموجبها زيادة ع

تغير أسلوب حياة السكان من الثقافة الريفية إلى الثقافة الحض��رية أو ثقاف��ة المدين��ة ، أو عن طريق هجرة سكان الريف إلى الم�دن ، ويش�مل ذل�ك التغ�يرات في الس�لوك وأس�لوب الحي�اة ون�وع المهن والنش�اط االقتص�ادي والس�لوك والع�ادات والتقالي�د الثقافي�ة وش�كل

السكن والعالقات بين األفراد والجماعات واألقارب والجيران وزمالء المهنة وغيرها ..وهنا يجب التفرقة بين الحضرية والتحضر. فاألولى تعني أسلوب أو طريقة السلوك في الحياة اليومية في المدينة. أما التحضر فيعني التركز السكاني أو التجمع السكاني في مكان معين

1

Page 2: محتوى علم الاجتماع الحضري

. أما مصطلح النمو الحضري فيقصد به زيادة عدد سكان المدن في أي قطرة بحيث��ول أي مدين��مه ح��ذي يمكن رس��أما مصطلح اإلطار الحضري فهو يشير إلى الخط ال

يشمل كل األرض التي تتعرض للنفوذ الحضري لتلك المدينة .

مؤشرات قياس درجة التحضر .: متوسط دخل الفرد ، باعتباره قوة مؤشرة في تحديد المستوى المعيشي للفرد .-1الصحة العامة ، ومتوسط العمر ودرجة انتشار األمراض والوعي الصحي .-2نظام السكن الصحي الحديث ومستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين .-3 المستوى التعليمي والوعي الثقافي ، ويدخل في نطاق��ه نس��بة المتعلمين بالنس��بة-4

لعدد الس��كان ، ونس��بة الق��وى العامل��ة الوطني��ة ، وع��دد المؤسس��ات التعليمي��ة فيالمدينة والمراكز الثقافية والصحف اليومية .

نمط االستهالك الذي يعكس ثقافة الفرد ومدى تحضره ألن��ه يتش��كل في ض��ؤ القيم-5والمعايير االجتماعية التي يكتسبها الفرد داخل المجتمع .

استخدام مصادر الطاقة ودرج��ة ال��وعي االجتم��اعي ال��تي تعكس درج��ة التحض��ر من-6خالل األسلوب الحضري الذي يستخدمه الفرد في المعاملة اليومية .

مداخل دراسة التحضر .: هناك جدل كبير بين علماء االجتماع حول تحديد أهم المداخل لدراسة ظاهرة التحضر

:.ويحدد البعض هذه المداخل على النحو التالي. :. المدخل الديموغرافي أو اإلحصائي-1

ويهتم هذا المدخل بحجم السكان وكثافتهم وطريقة توزيعهم وخصائصهم ومع��دالت الزيادة الطبيعية والهجرة . ويحظى ه��ذا الم��دخل بقب��ول ع��دد كب��ير من علم��اء علم االجتماع الحضري . ومن بين المهتمين بهذا المنهج عالم االجتماع المعروف كنجزلي دافيد الذي أشار إلى أن التحضر يشير إلى نس��بة جمل��ة الس��كان ال�ذين ي�تركزون أو يقيم��ون في مس��توطنات حض��رية إلى إجم��الي الس��كان في الدول��ة خالل أي ف��ترة

زمنية في أي قطر من أقطار العالم . :. المدخل الجغرافي أو البيئي-2

تق��اس ظ��اهرة التحض��ر وف��ق ه��ذا التص��ور في ض��ؤ س��يطرة اإلنس��ان على البيئ��ة الطبيعية واستثمار الموارد البشرية. فأفراد المجتمع يعيشون في إطار بيئة مكانية. ومن المعروف أن النشاط الحضري ال يتوقف داخل المدينة وإنما يمتد إلى المن��اطق

المتاخمة . :. المدخل التاريخي-3

تم االعتماد على هذا المدخل من��ذ زمن بعي��د، وخاص��ة في علم االجتم��اع واالقتص��اد والجغرافي��ا وذل��ك لتق��ديم إط��ار موح��د لتص��نيف الم��دن. وفي ه��ذا الص��دد، تع��ددت المتغيرات المستخدمة محكا للتمييز بين المراح�ل المختلف�ة، فمنه�ا م��ا اس�تند على الطابع الثقافي، ومنها ما استند على البعد ال��وظيفي، وغيره��ا اس��تند على العام��ل

الجغرافي . :. المدخل االقتصادي-4

ارتبط هذا المدخل بحركة االنتقال والتحول من االقتصاد التقليدي الذي ك��ان يعتم��د على الصيد والزراعة إلى االقتصاد المتطور والنش��اط الص��ناعي واإلداري والتج��اري

وتوفر الخدمات أو االنتقال من اقتصاد المعيشة إلى اقتصاد السوق . :. المدخل السياسي واإلداري-5

للمدين��ة بع��د سياس��ي كونه��ا مرك��زا إداري��ا ومرك��زا للحكوم��ة ومؤسس��ات الدول��ة المختلفة، باإلضافة إلى وجود السفارات األجنبي��ة وخاص��ة في العاص��مة السياس��ية. كم��ا تت��واكب ظ��اهرة التحض��ر م��ع نم��و الوظيف��ة السياس��ية للمدين��ة في عواص��م المحافظات أو األقاليم، وخاصة عندما تكون الوظيف��ة السياس��ية للمدين��ة هي البع��د

الحيوي للمدينة، وتكون واضحة بصورة خاصة في الدول النامية .المدخل االجتماعي الثقافي :.-6

من المعروف أن المتغيرات االجتماعية له�ا أهمي�ة كب�يرة في نش�ؤ ظ�اهرة التحض�ر ونموها. كما يالحظ أن البناء االجتماعي الحضري له أهمية حيوية في صياغة الش��كل الحضري السائد وبصورة خاصة سيادة العالقات غير الشخصية والتفاعالت المستمرة

2

Page 3: محتوى علم الاجتماع الحضري

بين األفراد. وه��ذا يتح��دد ويت��أثر بالبع��د الثق��افي للس��كان. كم��ا أن درج��ة التج��انس الثقافي بالمركز الحضري يؤثر على كيفية ممارسة األف��راد ألدوارهم، وعلى نوعي��ة العالقات االجتماعية السائدة في المجتمع الحضري، وتكيف الوافدين. كما يالحظ أن المدينة تتميز بوجود الطبقات االجتماعية وفي بعض األحيان توجد األقليات العرقية. وعليه فالبناء االجتماعي في المدينة يختلف بصورة كبيرة عن البناء االجتم��اعي في القرية وكذلك توجد بعض االختالفات في النواحي الثقافية بسبب وجود المؤسس��ات

التعليمية والمراكز الثقافية ووسائل اإلعالم المختلفة في المناطق الحضرية .

))المحاضرة الثانية((أهمية دراسة علم االجتماع الحضري

خصائص المجتمعات الحضرية .: :. حجم المجتمع-1

يتسم المجتمع الحضري بكبر الحجم والكثافة الس��كانية العالي��ة في الكيلوم��ترالمربع، وزيادة عدد المباني وتكون غالبا زيادة رأسية وأفقية.

:. المهنة-2 تعت���بر المهن الرئيس���ية لس���كان الم���دن هي األعم���ال اإلداري���ة والمهني���ة والنشاطات التجاري��ة والص��ناعية، كم��ا تف��رض المدين��ة على الس��كان تقس��يم العم��ل والتخص��ص ال��دقيق وخاص��ة في مج��ال الطب والهندس��ة والق��انون

والمحاسبة وغيرها من األعمال التخصصية . :. وقت العمل والبطالة-3

يتصف العمل في المدينة باالستمرارية طيلة العام إال أنه أحيانا تك��ثر البطال��ة المقنعة والبطالة الحقيقي�ة بس�بب ع�دم ت�وفر ف�رص العم�ل لجمي�ع الس�كان

خاصة غير المؤهلين منهم . :. مستوى المعيشة-4

يالحظ أن متوسط الدخل للفرد في المدينة يكون غالبا أعلى من�ه في الري�ف. كما أن مستوى المعيشة في المدينة يعتبر أفض��ل من��ه في الري��ف إلى ج��انب

توفر الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية . :. الثقافة-5

يتميز سكان المدن بارتفاع المستوى الثقافي نظرا لالهتم��ام ب��التعليم وك��ثرة الم�دارس والمعاه�د والجامع�ات والمراك�ز الثقافي�ة ووس�ائل اإلعالم المرئي�ة

والمسموعة . :. الفوارق االجتماعية-6

تظهر الفوارق االجتماعي��ة بين س��كان المدين��ة بش��كل واض��ح من خالل وج��ود أحياء سكنية راقي�ة خاص�ة بالطبق�ة الغني�ة وأخ�رى ش�عبية أو فق�يرة يس�كنها

الفقراء والمعوزون . :. األسرة الحضرية-7

تمت��از األس�رة الحض��رية غالب��ا بأنه��ا أس��رة ن��واة، ص��غيرة الحجم وقليل��ة ع��دد األطفال. كما يالحظ أن بعض الرجال يساعدون زوج��اتهم في تربي��ة األطف��ال أو في األعمال المنزلية، وخاص��ة إذا ك��انت الزوج��ة تعم��ل خ��ارج الم��نزل. أم��ا العالقات االجتماعية فهي محدودة ج�دا بين س�كان الم�دن، كم�ا أن بعض كب�ار السن يس��كنون وح��دهم في بيت مس��تقل على ال��رغم من وج��ود أبن��ائهم في

نفس المدينة، وكذلك معظم الشباب من الجنسين في الدول الغربية . :. النشاط السياسي في المدينة-8

يالحظ كثرة األحزاب السياسية والنقابات المهنية في المدينة. :. النشاط الترفيهي في المدينة-9

3

Page 4: محتوى علم الاجتماع الحضري

تمتاز المدينة بتوفر كثير من األنشطة الترفيهية لعل أهمه��ا المكتب��ات العام��ة والمسارح والحدائق العامة والمتاحف والن��وادي الرياض��ية وغيره��ا من مواق��ع

الترفيه. :. المؤسسات االجتماعية والخدمية في المدينة-10

تمت��از المدين��ة بت��وفر كث��ير من المؤسس��ات االجتماعي��ة من أهمه��ا الجامع��ات والمعاهد العليا والمستشفيات العامة والمصارف التجارية ومؤسس��ات الدول��ة الخدمية وغيرها من المؤسسات الخدمية التي تغري سكان الريف بالهجرة إلى المدينة، وخاص��ة الش��باب والحرف��يين والمتعلمين حيث يمكنهم الحص��ول على

فرص أفضل للحياة في المدينة .

أهمية دراسة علم االجتماع الحضري .: ازدياد نسبة سكان المدن ازديادا كبيرا وسريعا.-1 ارتباط ظ��اهرة التحض��ر بالتص��نيع ارتباط��ا وثيق��ا وخاص��ة في ال��دول الغربي��ة-2

وبعض الدول النامية. ظهور كثير من المشكالت النفسية واالجتماعية واالقتصادية والعمرانية نتيج��ة-3

انتشار هذه الظاهرة.توقع ارتفاع عدد سكان المدن بسرعة كبيرة خالل العقود الزمنية القادمة. -4

مجاالت علم االجتماع الحضري .: دراسة بيئة المدينة ويقصد بها دراس�ة التوزي�ع الس��كاني في عالقت�ه بالمك�ان-1

والعمليات المتضمنة في العالقات المتبادلة بين السكان والمكان.تنظيم المدينة الذي يتخذ طابعا خاصا كلما اتسعت المدينة حجما.-2 دراس��ة نفس��ية الس��كان المقيمين في الم��دن من حيث الش��عور الطبقي أو-3

الطائفي أو المهني وكذلك المظ��اهر النفس��ية العدي��دة ال��تي تص��احب الحي��اةالحضرية في المدينة .

بعض علماء علم االجتماع الحضري .: أول من لفت االنتب��اه إلى االختالف الواض��ح بين س��كان الري��ف والحض��ر ه��و-

الذي عاش في القرن الرابع عشر الميالدي، والذيابن خلدونالعالمة العربي تح��دث بوض��وح عن الف��روق الواض��حة بين س��كان الري��ف والم��دن من حيث

العادات والتقاليد والنشاط االقتصادي والروابط االجتماعية . ( ال�ذي س�اهم فيجيوف�اني بوت�يرووجاء من بعده ع�الم االجتم�اع اإليط�الي )-

( الذي نش��ر ع��امعظمة المدنتأسيس علم االجتماع الحضري من خالل كتابه )، وهو أول كتاب نشر عن المدينة. 1598

وقد بدأ االهتمام بدراسة التحضر في النصف الثاني من القرن التاس��ع عش��ر.- ( بعن��وانتش��ارلز ب��وثومن الدراسات المهمة تلك الدراسة ال��تي ق��ام به��ا )

. كما أوضح )ل��ويس وي��رث( بعض الخص��ائصالحياة والعمل لسكان مدينة لندن المميزة للمجتمع الحضري في مقاله الشهير )الحضرية كأسلوب للحي��اة( حيث ذكر فيه أن المجتمع الحضري يتميز بالحجم الكب�ير والكثاف�ة الس��كانية العالي�ة وعدم التجانس بين السكان وضعف الرواب��ط القرابي��ة وظه��ور المنافس��ة بين

األفراد والعلمانية وضعف التمسك الديني. وهناك كثير من العلماء الذين اهتموا بدراسة المدينة منذ بداية الق��رن التاس��ع-

عشر حتى بداية القرن العشرين ومن بينهم ( وغيرهم.سوروكن( و)ماكس فيبر( و )هربرت سبنسر)

أما أبو علم االجتماع الحضري في العصر الحديث فهو عالم االجتماع األمريكي- ( ال��ذي اس��تطاع في منتص��ف الق��رن العش��رين أن يظه��ر ه��ذاكنجزلي دافيد)

العلم إلى الوجود وأصبح يطلق عليه دراسة المدن .4

Page 5: محتوى علم الاجتماع الحضري

أما دراسات البناء االجتم��اعي الحض��ري فق��د تط��ورت على أي��دي بعض علم��اء- ( الل��ذين بيرت هزلتز وفيليب هومراالجتماع الحضري األمريكيين ومن بينهم )

اهتما بدراسة اإليكولوجيا الحضرية. ويالح��ظ بص��فة عام��ة أن علم��اء االجتم��اع المعاصرين اتخذوا موقفا س��لبيا من تل��ك الدراس��ات ووجه��وا له��ا نق��دا الذع��ا وأكدوا على أن كل الفروض التي تقدم به��ا علم��اء االجتم��اع التقلي��دي تحت��اج

إلعادة صياغة

خصائص الحياة الحضرية .: ظاهرة الحضرية تتناسب تناسبا طرديا مع عدد الس��كان يحيث كلم��ا ازداد ع��دد-1

السكان في مدينة معينة ارتفعت معها نسبة الحضرية ارتفاعا كبيرا . يالحظ أن المهاجرين من الريف إلى المدينة يحتفظون بالرواسب الريفية وأن-2

آثارها تظل بس��لوكهم ف��ترة طويل��ة ثم يب��دأون في التح��رر ت��دريجيا من ه��ذهالرواسب حتى تختفي تماما في الجيل الثالث من أبناء هؤالء المهاجرين .

أن أهم سمة للمظ��اهر الحض�رية تتمث��ل في ش�كل العالق�ات ال�تي تق�وم بين-3 الناس ونوع العمل الذي يقومون به والتخصص وتقسيم العم��ل وم��دى اتس��اع

نطاقه . يالحظ أن العبرة ليست بعدد السكان ولكن بنوع العالقات اإلنسانية التي تم��يز-4

الحياة الحضرية عن الحياة الريفية . يالحظ أن كل فرد في المدين��ة يع��د مس��ئوال عن نفس��ه وعن تص��رفاته بعكس-5

الحياة الريفية ال�تي تتم�يز ب�الروح الجماعي�ة والتماس�ك بين أفراده�ا وتحم�لالمسؤولية الجماعية.

أن المدينة تحدد نوع العمل الذي يقوم به الفرد، فك��ل ف��رد يتخص��ص في ن��وع-6 معين من النشاط االقتصادي وهناك بعض المهن التي تناس��ب طبق��ات معين��ة

من المجتمع. يالحظ انتشار الصناعة في معظم المجتمعات الحض��رية كم��ا توج��د أيض��ا بعض-7

مراكز صناعية مستقلة تتحول إلى مناطق حضرية فيما بعد. أن الحياة الحضرية تعتبر أوسع نطاقا من الحي��اة الريفي��ة. ففي األولى يك��ون-8

الشخص حرا في اختيار نوع التعليم أو الحرفة وطريق��ة حيات��ه الخاص��ة، بينم��افي الريف ال يوجد كثير من الخيارات لتعليم الحرف المختلفة .

تمتاز الحياة الحض�رية ب�التكيف الس��ريع، فالش��خص ال�ذي ال يس�تطيع التكي�ف-9 سرعان ما يتخلف عن الركب وقد يصاب ببعض األمراض النفسية، كما أن حياة المدين��ة تتم��يز بالمرون��ة والتنق��ل وتب��ادل األدوار بين أف��راد المجتم��ع، وأن الصعود من الطبقة الدنيا إلى الطبقة العليا يكون متاحا بين أبناء المدينة، كم�ا أن الحياة الحض��رية تتطلب ض��رورة ت��وفر األس��اس البي��ئي ووج��ود تكنولوجي��ا

مناسبة لثقافة المجتمع .

5

Page 6: محتوى علم الاجتماع الحضري

))المحاضرة الثالثة((الفروق الريفية الحضرية

مقدمة .: اتهم�هم في معظم احتياج��كان سكان الريف في الماضي يعتمدون على أنفس

من األكل والشرب، وبعض أن��واع اللب��اس واألواني والمواص��الت والتعليم . إال أن تغ��يرات كب��يرة ح��دثت فيم��ا بع��د على أس��لوب حي��اة الن��اس في المن��اطق

الريفية .كان�ع س�تمر م��ال مس�ر على اتص�وقت الحاض�ف في ال�فقد أصبح سكان الري

المدن، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من سكان الريف إلى المدينة .ة بعض��ودتهم إلى القري��د ع��دن عن��اجرون إلى الم��ون المه��ر الريفي��كما أحض

أشكال الحياة المدنية وحدوث تطور كبير في الحياة الريفية .واء��رية، س��ات البش��واع المجتمع��ع أن��تمرة في جمي��وإذا كان التغير عملية مس

ك��انت حض��رية أم ريفي��ة، إال أن التغ��ير في المجتم��ع الحض��ري يح��دث بص��ورة سريعة وفي وقت قصير نسبيا، بينما يأخذ التغ��ير في المجتم��ع ال��ريفي وقت��ا

طويال .وقد تطورت القرية في بعض الدول الغربية بحيث أصبحت تضاهي المدينة في

توفير الخدمات .دم��بب ع��اكل بس��يرا من المش��اني كث��ازال يع��أما في الدول النامية فالريف م

ت��وافر الخ��دمات للس��كان مم��ا س��اعد على اس��تمرار الهج��رة من الري��ف إلىالمدينة .

اطق��كان المن��حة بين س��ات واض��ود اختالف��ل وج��اع األوائ��اء االجتم��الحظ علم الريفي��ة وس��كان المن��اطق الحض��رية، خاص��ة في نم��ط الحي��اة االجتماعي��ة

والثقافية واالقتصادية والسياسية، التي يتميز بها كل مجتمع .اور��ة، والتج��ب للقراب��وقد وجد أن سكان الريف تغلب عليهم البساطة والتعص

المكاني، والتعاون بينما يتميز سكان المدينة بغلبة المنفعة الشخص�ية والعم�لمن أجل المصالح الخاصة، كما تطغى عليهم الماديات .

. ويوجد في المدينة كثير من المشاكل مثل االنحراف األخالقي والسرقات

التقسيمات الثنائية.: :. ثنائية عبد الرحمن بن خلدون-1

الذي يفرق بين المجتم��ع الب��دوي وال��ريفي من جه��ة والمجتم��ع الحض��ري من جهة أخرى، حيث يمثل المجتمع األول في رأيه البس��اطة في الحي��اة والغلظ��ة في المعاملة، كما يتصف سكانه بالكرم والشجاعة واالعتم��اد على النفس. أم��ا

مهنتهم الرئيسية فهي الرعي والزراعة. بينما يعتمد سكان المدينة في رأيه على العمل الذهني واألنش��طة االقتص��ادية في مجال الحرف والخدمات ويالحظ أن معظم أنشطتهم االقتص�ادية هي غ�ير

الزراعة .

6

Page 7: محتوى علم الاجتماع الحضري

:. تصنيف فرديناند تونييز-2 الذي يمثل في أحد قطبي��ه المجتم��ع ال��ريفي ال��ذي تس��وده العالق��ات األولي��ة والقرابية بينما يمثل القطب اآلخر المجتمع الحض��ري ال��ذي تس��وده العالق��ات

الثانوية والتعاقد بين أفراده .

:. تصنيف إميل دور كايم-3.: وهو يفرق بين نوعين من المجتمعات .يسوده التضامن اآلليالمجتمع األول :. -

وه��و م��ا يع��رف ب��المجتمع ال��ريفي ال��ذي يتص��ف بالتماس��ك االجتم��اعي بينأفراده .

.فيقوم على التضامن العضويأما المجتمع الثاني :. - ألن األف��راد في��ه يعتم��د بعض��هم على بعض على أس��اس تب��ادل المنفع��ة مث��ل

أعضاء الجسم الواحد . :. تصنيف ماكس فيبر-4

وهو يف��رق بين النم��اذج التقليدي��ة ، ال��تي تمث��ل المجتم��ع ال��ريفي، والنم��اذجالعقلية التي تمثل المجتمع الحضري حسب رأيه .

:. تصنيف سوروكين-5 وهو يعتقد أن المجتمع الريفي يشتهر بالنموذج العائلي، بينما يشتهر المجتمع

الحضري بالنموذج التعاقدي أو القانوني .

:. تصنيف هوارد بيكر-6 وهو يفرق بين النموذج المقدس الذي يمثل المجتمع��ات الريفي��ة، في مقاب��ل

النموذج العلماني الذي يمثل المجتمعات الحضرية ذات الثقافات المتغيرة .

:. تصنيف روبرت ردفيلد-7 حيث يميز بين المجتم��ع الش��عبي ال��ذي يعت��بر نموذج��ا للمجتم��ع ال��ريفي، في

مقابل المجتمع المتحضر الذي هو مجتمع المدينة. ويرتك��ز مفه��وم المجتم��ع الش��عبي عن��ده على المش��اعر الجمعي��ة ال��تي تم��يز

الثقافة الشعبية، في مقابل المشاعر الفردية التي تميز مجتمع المدينة .

:. صنيف هنري مين-8 المجتم��ع ال��ريفي عن��ده يق��وم على أس��اس المكان��ة االجتماعي��ة في مقاب��ل

المجتمع الحضري الذي يقوم على مبدأ التعاقد بين األفراد . والمعروف أن المقصود بهذه التقسيمات هو تحديد خصائص المجتم��ع ال��ريفي

وطريقة الحياة فيه، وذلك لمقارنته بالمجتمعات الحضرية .

نقد فكرة التقسيمات الثنائية .: تيعابها��يرى البعض أن أول نقد يمكن أن يوجه إلى فكرة الثنائيات هو عدم اس

لجميع أشكال المجتمعات التي مرت بها البشرية عبر تاريخها الطويل .، وإذا ما نظرنا إلى هذه الثنائيات فإننا نالحظ بعض التشابه الواضح فيما بينها

حيث أن بعض علماء االجتماع األوائل يقابلون بين نم��ط معين من المجتمع��ات تسيطر فيه الجماعة على الفرد، وترسم له موقفا ثابتا ال يتغير بنمط آخ��ر من المجتمعات يعبر فيه الفرد عن نفسه ويتمتع فيه باس��تقالل، يمكن��ه من إج��راء

حسابات عقلية ويدخل في عالقات تعاقدية مع األفراد اآلخرين . تي��ة ال��ال أن التفرق��بيل المث��د على س��إذا رجعنا إلى هذه الثنائيات ، فإننا نج

أقامها فرديناند تونييز بين المجتمعين الحضري والمحلي ما هي إال تفرقة بين

7

Page 8: محتوى علم الاجتماع الحضري

المجتمعات الرأسمالية الحديثة القائم��ة على التعاق��د، والمجتمع��ات التقليدي��ة القائمة على العرف والتقاليد، كما أن التقس��يم ال��ذي اتخ��ذه هرب��رت سبنس��ر ال��ذي م��يز في��ه بين أربع��ة أش��كال من المجتمع��ات هي المجتمع��ات البس��يطة والمجتمعات المعقدة والمجتمعات األكثر تعقي��دا والمجتمع��ات بالغ��ة التعقي��د. يبدو أيضا تقسيما ناقصا، خاصة أن األشكال الثالثة األولى من هذه المجتمعات

ال تشمل إال المجتمعات المتحضرة .وعلى الرغم من األهمية النظرية التي قد تنطوي عليها فكرة الثنائيات، إال أن

كثيرا من علماء االجتماع يعتقدون أنه��ا ال تمث��ل س��وى وس��يلة مبدئي��ة يص��عب االعتماد عليها في التمييز بين المجتمعين الريفي والحضري. وهذا ما يفس��ره كثرة التحفظات التي أثيرت ح��ول فك��رة الثنائي��ات ال��تي يقرره��ا بعض علم��اء

االجتماع .ريفي��يز بين المجتمعين ال��يالحظ البعض أنه ليس ثمة خط فاصل يمكن أن يم

والحضري، حيث إن كث��يرا من المجتمع��ات ك��انت في ف��ترة س��ابقة مجتمع��ات قروية، ثم تطورت بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ. وهذا م�ا نش��اهده في

كثير من الدول النامية .

))المحاضرة الرابعة((تابع الفروق الريفية الحضرية

النقاط الرئيسية .: - المتصل الريفي الحضري .

- استعمال المحك الواحد للتفرقة بين القرية والمدينة .- استخدام المحكات المتعددة للتمييز بين الريف والحضر .

- نظرية الفروق الريفية الحضرية .- الفروق الريفية الحضرية في الدول المتقدمة .

- الفروق الريفية الحضرية في الدول النامية .

المتصل الريفي الحضري .: . نظرا لالندماج الواضح بين سكان الريف والحضر وخاصة في الدول الناميةدرج��ا من الت��فقد ظهرت فكرة المتصل الريفي الحضري. ويعني أن هناك نوع

بين مناطق وتجمع�ات المجتم�ع المختلف�ة حيث أص�بح من الس�هل أن يق�ع أي مجتم��ع أو تجم��ع س��كاني داخ��ل الدول��ة على نقط��ة معين��ة في ه��ذا المتص��ل

الريفي الحضري .ويبدأ هذا المتصل عادة بالقرية الصغيرة النائية أو المنعزلة جغرافيا، ثم يتدرج

إلى القري��ة األك��بر، ثم إلى المدين��ة الص��غيرة، فالمدين��ة األك��بر، ثم المدين��ةالصناعية الخ .

.: وتستند هذه الفكرة من الناحية النظرية إلى فرضيتين هما - أن المجتمع إنما يت��درج بص��ورة مس��تمرة من الريفي��ة إلى الحض��رية وفق��ا1

لعدد من الخصائص المعروفة . - أن هذا التدرج تصاحبه بالضرورة فروق واختالفات في التركيبة االجتماعي��ة2

للسكان من حيث درجة التباين في البناء الوظيفي وتقسيم العم��ل، وعملي��اتالضبط االجتماعي .

وعلى الرغم من وجود ت��أثير لثقاف��ة س��كان الري��ف في المدين��ة، وخاص��ة في الدول النامي��ة، إال أن��ه تنتق��ل بعض مظ��اهر الحي��اة االجتماعي��ة والثقافي��ة من المدينة إلى الريف، وكذلك بعض أنماط السلوك الحضري. كما يالح�ظ أيض�ا أن ظ��اهرة التحض��ر لم تع��د مرتبط��ة بمك��ان أو زم��ان معين، ولم تع��د ظ��اهرة جغرافية، مما ساعد على أن يصبح كثير من سكان الريف على درجة كبيرة من التحضر خاصة في النواحي الثقافي��ة واس�تعمال أس�لوب الحي��اة العص�رية في

المعامالت اليومية .8

Page 9: محتوى علم الاجتماع الحضري

استعمال المحك الواحد للتفرقة بين القرية والمدينة .: نظرا لفشل فكرة الثنائيات التي اعتم��دها علم��اء االجتم��اع األوائ��ل للتفرق��ة بين القرية والمدينة. فقد اتجه بعض علماء االجتماع المعاصرين إلى اس��تعمال بعض المحك��ات لتحدي��د ن��وع المجتم��ع. وب��ذلك يمكن الق��ول أن هن��اك ع��دة تصنيفات للتمييز بين الريف والحضر قال بها العلماء المهتمون بهذا المج��ال ،

ومن بين هذه التصنيفات ما يلي :.- التصنيف على أساس عدد السكان .1- التصنيف على أساس الكثافة السكانية .2- التصنيف على أساس النشاط االقتصادي للسكان .3- التصنيف اإلداري .4- التصنيف الجغرافي .5- التصنيف على أساس التخصص المهني .6

استخدام المحكات المتعددة للتمييز بين الريف والحضر .: د��ددة عن��ات المتع��ان المحك��استخدم بعض العلماء من أمثال سوروكن وزيمرم

التمييز بين المجتمعات الريفية والمجتمعات الحضرية .غير أن النقد الموجه إلى هذه التصنيفات يوضح أنها ال تشمل متغيرات واضحة

يمكن استخدامها في تفسير وجود الفوارق بين القطاعات الريفية والحضرية،فهي تبرز الفوارق، لكنها ال تتعمق في أسباب وجودها .

. أضف إلى ذلك عدم انغالق المجتمع الريفي على نفسه في الوقت الحاضرع��ا مجتم��ف به��تي يتص��ة ال��ومن جهة أخرى ، فإن هناك بعض الخصائص العام

المدينة عند مقارنته بمجتمع القرية. يوضحها بعضهم على النحو التالي:

يالحظ أن مجتمع المدينة يتميز بكبر الحجم، وش��دة الكثاف��ة الس��كانية، والنم��و-1 المص��حوب بظه��ور نظ��ام علم��اني، وظ��اهرة الالتج��انس، وش��يوع الض��وابط

.الرسمية والقانونية وسيادتها

:. أما التجمع الريفي فيتميز بالخصائص التالية-2أن مهنة الغالبية من سكانه تعتمد على االقتصاد الزراعي والرعوي .-أن حجم المجتمع الريفي يتميز بالصغر وانخفاض الكثافة السكانية .-أن سكان الريف يعتمدون على البيئة الطبيعية، وهي خالية من التلوث .-يوجد تقارب بين معظم سكان القرية خاصة في الديانة واللغة والثقافة .- التقس��يم الطبقي في القري��ة يختل��ف عن المدين��ة، كم��ا أن الطبق��ات ض��يقة-

ومحدودة .التفاعل االجتماعي يعتبر محدودا بسبب طبيعة المهنة الزراعية . -

نظرية الفروق الريفية الحضرية .: روق��ليس هناك اتفاق واضح بين معظم المهتمين بعلم االجتماع على تحديد ف

جوهرية بين المجتمعين الريفي والحضري، خاصة بعد حدوث تقارب شديد بين س��كان الري��ف والحض��ر في أس��اليب الحي��اة بس��بب تق��دم وس��ائل االتص��ال،

وانتشارها بشكل كبير عن طريق وسائل اإلعالم .ف��رية يكش��ة الحض��روق الريفي��أضف إلى ذلك فإن التراث المتصل بقضية الف

عن اتجاهات متعددة ، يمكن تحديدها فيما يلي :. يوجد اتجاه يقوم على التحليل اإلحصائي للبيان��ات الكمي��ة بش��أن الف��روق بين-1

.المجتمعين الريفي والحضري

.يوجد االتجاه التجريبي الذي يعتمد على الدراسات الميدانية-29

Page 10: محتوى علم الاجتماع الحضري

وهذا يشمل أيضا تحديد المج��االت الجغرافي��ة والبش��رية للدراس��ة، حيث تجم��ع البيان��ات عن طري��ق المق��ابالت الشخص��ية للمبح��وثين. ثم تع��الج البيان��ات

بالوسائل اإلحصائية المعروفة .

.االتجاه األنثروبولوجي لمعرفة ودراسة هذا النوع من الفروق-3 بهدف معرفة الف�روق االجتماعي�ة والتغ�ير االجتم�اعي والثق�افي في من�اطق

ريفية وحضرية من مناطق العالم .

الفروق الريفية الحضرية في الدول المتقدمة .: نظرا للتغيرات االجتماعية واالقتص��ادية والثقافي��ة ال��تي تش��هدها المجتمع��ات المتقدمة في الوقت الحاضر، فإن قضية الفروق الريفية الحضرية قد اختلفت

(1992بش��أنها اآلراء بين العلم��اء المهتمين به��ذه القض��ية. ويلخص )الخ��ولي آراء العلماء في هذا المجال في ثالثة اتجاهات رئيسية على النحو التالي :.

:. االتجاه األول-1 يرى أصحابه أن الفروق الريفية الحضرية باقية وأنها سوف تظ��ل ك��ذلك. وق��د

على عين��ات1966ظهر هذا االتجاه نتيجة لعدة دراسات ميدانية قام بها شنور من سكان عدد من المجتمعات الريفية والحضرية في والية واشنطن بالواليات المتحدة في منتصف الستينيات من القرن العشرين. وقد كشفت الدراسة عن وجود فروق ريفية حضرية عند المقارنة للبيانات اإلحصائية التي تحصل عليه��ا

وبذلك أكد أن هذه الفروق ال تزال موجودة .

:. االتجاه الثاني-2 يرى أصحابه أن الفروق الريفية الحضرية تتضاءل باستمرار وهي في طريقه��ا إلى الزوال. وقد ظهر ه��ذا االتج��اه ل��دى بعض المهتمين به��ذا المج��ال ومنهم

حيث ق��ام بدراس��ة ه��دفها معرف��ة م��دى التق��ارب بين المدين��ة1963ف��وجيت والريف في المجتم��ع األم��ريكي المعاص��ر. وانتهى في دراس��ته إلى أن هن��اك تقاربا كب��يرا بين س��كان الري��ف والحض��ر، وأن الف��روق بين ه��ذين المجتمعين

تتضاءل بشكل واضح، ويعتقد أنها ستختفي قريبا .

:. االتجاه الثالث-3 يرى أصحابه أن الف��روق الريفي��ة الحض��رية ق��د اختفت بالفع��ل، ولم يع��د له��ا وجود في المجتمع المتقدم. حيث يرى البعض أن�ه لم يع�د في العص�ر الح�ديث القول بوجود ما يسمى بالمجتمع الريفي أو القيم الريفية وأن مهن��ة الزراع��ة أصبحت جزءا من نسق واحد يضم المجتمع كله. كما يذهب آخ��رون إلى أن��ه لم يعد هناك ما يعرف بثقافة فرعية ريفية وثقافة حضرية لس��كان الم��دن، وإنم��ا

يوجد ثقافة فرعية مهنية تضم المشتغلين بمهنة الزراعة .

الفروق الريفية الحضرية في الدول النامية .: ة��روق الريفي��ة أن الف��أظهرت بعض الدراسات المتوفرة بالنسبة للدول النامي

الحضرية مازالت موجودة في مختلف ج��وانب الحي��اة االقتص��ادية واالجتماعي��ة والثقافي��ة غ��ير أنه��ا تختل��ف من بل��د آلخ��ر حس��ب الظ��روف االقتص��ادية

واالجتماعية لهذا المجتمع .

10

Page 11: محتوى علم الاجتماع الحضري

ديث�نيع وتح�وهذا يرجع لوجود تفاوت واضح بين الدول النامية في مجال التص األس�اليب الزراعي��ة وانتش��ار التعليم وتط��ور أس�اليب االتص�ال وع�دم انتش��ار

الثقافة بصورة عادلة بين سكان الحضر والريف في بعض هذه المجتمعات .رة��بب الهج��أضف إلى ذلك النمو الحضري الذي تشهده بعض الدول النامية بس

الداخلي��ة وال��ذي أدى إلى م��ا يس��مى بالتحض��ر المف��رط حيث يالح��ظ تمرك��ز الجامعات والمصانع واإلدارات الحكومية أو الشعبية ودور الثقافة وتوفر فرص

العمل في المدن الكبيرة دون غيرها.د أدى��وبذلك أصبحت مركزا الستقطاب المهاجرين من الريف إلى المدينة، وق

ه��ذا إلى م��ا يع��رف ب��تريف المدين��ة وتحض��ر القري��ة بس��بب عملي��ة االتص��الالمزدوجة بين القرية والمدينة، وخاصة في الدول النامية .

،وبذلك فإن الفروق الريفية الحضرية في الدول النامية تعتبر موجودة بالفعل وسوف تستمر كذلك فترة زمنية طويلة .

ادية�روف االقتص��ن الظ��دم العلمي وتحس�ور والتق��وذلك على الرغم من التط واالجتماعية خاصة لبعض البلدان النفطية من الدول النامية .

وذلك بسبب الثقافة الموروثة في هذه المجتمعات وعدم انتقال خطط التنمية إلى المناطق الريفية في تلك الدول .

))المحاضرة الخامسة((نشأة المدينة القديمة

مقدمة .: أة��على الرغم من قلة اإلحصاءات الدقيقة والمعلومات الرسمية عن تاريخ نش

المدن القديمة، إال أن معظم المهتمين بهذا المجال قد اتفقوا على أن ظاهرة التمدن بمعنى اإلقامة واالستقرار في المدن قد ظه��رت في وقت مبك��ر ج��دا من تاريخ البشرية، ويقدرها المؤرخون بأكثر من خمسة آالف سنة قبل الميالد . غير أن عالم االجتم��اع الحض��ري )كنج��زلي ديف��ز( يعتق��د أن البداي��ة الفعلي��ة لظهور المدن كانت حوالي القرن الثالث قبل الميالد، وتزامن مع بداية معرفة

اإلنسان للقراءة والكتابة .أما بالنسبة إلى تحديد المنطقة األولى التي بدأ فيها ظهور المدن والحضارات

التاريخية القديم��ة ، فهن��اك اختالف كب��ير بين العلم��اء في ه��ذا المج��ال. وق��د الح��ظ معظم العلم��اء أن التجمع��ات الس��كانية ب��دأت ق��ديما بظه��ور الث��ورة الزراعية ، حيث أقيمت تجمعات سكنية تتكون من قرى صغيرة ثم ك��برت ش��يئا

فشيئا حتى تحولت إلى مدن كبيرة ومراكز حضرية ذات كثافة سكانية عالية .رين��ا بين النه��ة م��ويرى غالبية العلماء أن المدن األولى قد ظهرت في منطق

أو ما يسمى بالهالل الخصيب والتي ظهرت في األل��ف الخ��امس قب��ل الميالد. ويرى آخ��رون أن أول حض��ارة إنس��انية ك��انت في منطق��ة ح��وض الني��ل ال��تي ظهرت في نفس الفترة تقريبا، وما زالت آثارها ومعالمها موجودة في جنوب مصر ومنطقة الجيزة حتى ال��وقت الحاض��ر. وت��رى فئ��ة ثالث��ة أن أول حض��ارة ربما كانت قد ظهرت في منطقة الهند الصينية. ومن جهة أخرى لوحظ وج��ود

حضارة متقدمة في أمريكا الالتينية .ك��االت بين تل��ود اتص��ة وج��اء بإمكاني��ه بعض العلم��وفي الوقت الذي يعتقد في

الحضارات التي تأثر بعضها ببعض في تلك الفترة، إال أن بعض العلماء اآلخرين يرون أن تلك الحضارات قد ظهرت في مناطق متباعدة عن بعضها من الناحية الجغرافية والزمنية، كما أنه لم توجد وسائل النقل أو المواصالت المتطورة أو االتصاالت المباشرة بين شعوب تل��ك المن��اطق، مم�ا يؤك��د أن تل��ك الحض�ارات

كانت اجتهادات محلية وليست امتدادا لحضارات أخرى .

11

Page 12: محتوى علم الاجتماع الحضري

مواقع المدن القديمة .: ط��ة ارتب��دن القديم��ود الم��ة أن وج��ة والتاريخي��ات األثري��أظهرت بعض الدراس

بتوفر المناخ المناسب والموق��ع الجغ��رافي الص��الح للتجم��ع الس��كاني وتربي��ة الحيوانات وتطوير الزراعة، وبصورة خاصة توفر مصادر المياه واألرض الخصبة على الرغم من بساطة التقنية العلمية في تلك الفترة. ولعل خير ش��اهد على ذلك وجود معظم المدن التاريخية بجوار األنه��ار والبح��يرات والمن��اطق غزي��رة األمط��ار والمن��اطق معتدل��ة الطقس ، وهي توج��د بص��فة خاص��ة في منطق��ة

الشرق األوسط وشبه الجزيرة الهندية .،أضف إلى ذلك توفر طرق المواصالت البحرية والبرية المتاحة في تلك الفترة

وذلك لنقل اإلمدادات الغذائية والتبادل التجاري عن طريق المقايضة، حيث بدأ استقرار الس��كان في بعض من��اطق الع��الم الق�ديم، واس�تعملت العرب�ات ذات اإلطارات والمراكب الشراعية. كما تراكمت خبرات علمي��ة في مج��ال الزراع��ة والهندسة والفلك، مما ساعد على ظهور مهن جديدة غير الزراع��ة ، حتم على السكان في المدينة االتصال بالقرى المجاورة وتبادل اإلنت��اج الزائ��د فظه��رت مجتمعات حديثة غير زراعية وطبقة من التجار والصناع والمهن المختلفة، كما ظهرت مهن أخرى مثل المحاس��بين والكتب��ة لح��ل مش��اكل التج��ار ثم ظه��رت

الجيوش .د��ورت بع��وبذلك فإن المدن كانت قد نشأت في البداية ألسباب زراعية، ثم تط

ذلك لتكون ألسباب تجارية، ثم بعد ذلك ألغراض صناعية.ود��وظفين والجن��ة والم��ام والكهن��دن هم الحك��ذه الم��وين ه��اس تك��ان أس��وك

والحرفيين والتجار، كم��ا ظه��رت م��دن س��احلية أساس��ها التص��دير واالس��تيرادواالستفادة من النقل البحري أو النهري .

اد على��ادي واالعتم��راث الع��تعمال المح��زارعين من اس��ال الم��ا أن انتق��كم الحيوان إلى استعمال األساليب الحديثة في الزراعة، ومن السكن في األكواخ والكهوف والخيام إلى استعمال البيوت الحديثة واقتن��اء األث��اث الف��اخر يعت��بر أح��د مظ��اهر الحي��اة الحض��رية ال��تي ش��اهدتها معظم بل��دان الع��الم . ومن المع��روف أن ظ��اهرة التحض��ر ق��د ب��دأت في الش��رق األوس��ط ثم انتقلت إلى

الصين ثم إلى الهند ثم بعد ذلك بفترة طويلة انتقلت إلى القارة األوروبية . ك�د ذل��زراعي ثم بع�اط ال��أثر بالنش�ويالحظ بصفة عامة أن انتشار المدن قد ت

بالنش��اط االقتص��ادي ثم السياس��ي واالجتم��اعي من��ذ األزمن��ة القديم��ة ح��تى الوقت الحاضر. كما أنه يتطلب توفر قدر معين من المقومات األساس�ية ال�تي تساعد على تكوين تجم��ع س��كاني مث��ل مص��ادر المي��اه، وت��وفر مص��ادر الغ��ذاء12

Page 13: محتوى علم الاجتماع الحضري

والتقنية التي تناسب تلك الفترة وذلك لتنظيم المدينة ولضمان االستفادة منفائض اإلنتاج وتوفر المواد الخام واألعمال الحرفية .

،برى��دن الك��ام الم��كما أن العوامل السياسية والدينية لعبت دورا مهما في قي وامتداد نفوذها، ومن أمثلة ذلك مدينة روما التي وصلت إلى قمة مجدها عندما ك���انت اإلمبراطوري���ة الروماني���ة في الق���رن الس���ابع الميالدي من أق���وى اإلمبراطوريات في العالم. كما تطورت وازدهرت بعض المدن الهندية في عهد إمبراطورية الموريا مثل مدينة دلهي وبعض المراكز الحضرية األخرى في عهد اإلمبراطوري��ة المغولي��ة . وقب��ل ذل��ك ظه��رت حض��ارة م��ا بين النه��رين، حيث ازدهرت بعض المدن في منطقة الهالل الخصيب خاصة في العراق كما ظهرت أيضا بعض المدن في عه��د الدول��ة الفرعوني��ة محاذي��ة لنه��ر الني��ل في جن��وب

مصر ومازالت آثارها موجودة حتى يومنا هذا .

المدن التاريخية في حوض البحر األبيض المتوسط .: ظهرت بعض المدن التاريخية في حوض البحر األبيض المتوسط وهي مدن كانت

من آثار الحضارة الفينيقية واإلغريقية والرومانية . ،ومدين��ة اإلس��كندرية في مص��ر , ص��يدا وص��ور في لبن��انومن بين ه��ذه الم��دن

.ومدينة قرطاج في تونس حيث لوحظ أن هذه المدن لعبت دورا كبيرا في نقل الحضارة من منطقة ألخرى

في األزمنة الماضية . ويخبرنا علماء التاريخ أن هناك كثيرا من الم��دن التاريخي��ة ق��د ان��دثرت وظه��رت

على أنقاضها مدن أخرى ، الذي يرجع إلى عوامل داخلية مثل :. العزلة المفروضة عليها من المجتمع ، كم��ا وج��دت في بعض م��دن اليمن في الماضي. أو إلى عوامل خارجية مثل الغزو األجن��بي ال��ذي ق��د ي��دمر بعض المدن كما ح�دث لمدين��ة بغ��داد ال�تي زح�ف عليه��ا التت��ار ودمروه��ا في حقب��ة

تاريخية قديمة .

مدن الحضارة العربية اإلسالمية ومدن العصور الوسطى .: بعد ظهور الدين اإلس��المي في بداي��ة الق��رن الس��ابع الميالدي ، انتش��ر بس��رعة كبيرة في آسيا وشمال أفريقيا وجن��وب أوروب��ا ، وظه��رت نتيج��ة ه��ذا االنتش��ار بعض المراكز الحضرية والمناطق التجارية حيث انتشرت الثقافة اإلسالمية ، كما قضى اإلسالم على معظم اإلمبراطوريات القديمة ، وسرعان ما شيد المسلمون

المهاجرون بعض المدن شرقا وغربا ، والبص��رة والموص��ل ، لع��ل أهمه��ا م��دن أص��فهان وظه��ران وس��يراج في إي��ران

، حيث اعتمدت هذه المدن على التجارة والصناعةوكربالء في العراقأو الدفاع كما أن بعضها كانت متعددة األغراض .

ويالحظ أن بعض المدن أنشئت في العصور الوسطى وخاصة في غ��رب أوروب��ا ،وقد ظهرت هذه المدن بعد تأثرها بالحضارة اليونانية أوالرومانية

أو العربية ، كما يالحظ أن هذه الم��دن ق��د أنش��ئت ألغ��راض ديني��ة أو دفاعي��ة أوتجارية .

ويصنف البعض هذه المدن على النحو التالي :. :. وهي تلك المدن التي كانت تعتبر مراكز إدارية ألجهزة الدين . المدن الدينية.1

:. ال��تي ك��انت محاط��ة بأس��وار عليه��ا أب��راج المدن الدفاعي��ة أو م��دن األب��راج.2 للمراقبة والمالحظة، ولها بعض األبواب عليها جنود، وكان على تلك الم��دن أن

تدافع عن سكانها وعن سكان القرى المجاورة .

:. مدن تجارية.313

Page 14: محتوى علم الاجتماع الحضري

حيث ك�انت ت�روج التج�ارة بش��كل واس�ع في ذل�ك ال�وقت خاص�ة بع�د اخ�تراع البارود والمدافع وبدء عهد االستعمار األوروبي للع��الم ، مم��ا أث��ر في ازده��ار

هذه المدن، كما ساعد ذلك على رواج التجارة والصناعات المختلفة . ويالحظ عدم وجود تخطيط عم��راني لتنظيم المب��اني في تل��ك الف��ترة. وع��دم وجود شوارع منظمة أو مي��ادين عام��ة أو أم��اكن مخصوص��ة للمس��اكن وأخ��رى للمقرات اإلدارية أو المناطق التجارية. حيث كانت البيوت متالصقة والش��وارع عبارة عن أزقة ضيقة وملتوية وغير مرصوفة، ألنها كانت مهي�أة فق�ط لم�رور

اإلنسان أو الحيوان نظرا لعدم وجود سيارات أو عربات في تلك الفترة .

الكثافة السكانية في المدن القديمة .: ك��انت المدين��ة القديم��ة تتك��ون من خلي��ط س��كاني يجم��ع س��كان المدين��ة من حرفيين وتجار وإداريين ورج�ال الجيش والم�زارعين في المن��اطق المج�اورة. غير أن معظم الدراسات عن المدن القديمة لم تضع في االعتب��ار التقس��يمات االجتماعية والمهني��ة لس��كان تل��ك الم��دن، كم��ا أن األرق��ام ال��تي ق��درت ع��دد سكانها كانت تخمينية، وال يمكن االعتماد عليها في المقارنة بسبب عدم وجود إحصاءات رس��مية في تل��ك الف��ترة، وح��تى إن وج��دت، ف��إن الس��جالت لم يتم

االحتفاظ بها حتى األزمنة الحديثة .

))المحاضرة السادسة((أهم الحضارات اإلنسانية القديمة

مقدمة - أهم الحضارات اإلنسانية القديمة .: ش��اهد الع��الم الق��ديم ع��دة حض��ارات إنس��انية دلت ش��واهدها على اس��تقرار

اإلنسان في تجمعات سكنية تشبه المدن في العصر الحديث . وقد لوحظ وجود هذه الحض��ارات أو الم��دن القديم��ة على وج��ه الخص��وص في قارات آسيا وشمال أفريقيا وأمريكا الوسطى ، حيث تم��يزت ه��ذه الحض��ارات بظهور بعض الم�دن والحص�ون والمعاب�د واألس�وار والقالع الحربي��ة واأله�رام حيث بنيت الحص��ون بطريق��ة هندس��ية غاي��ة في الدق��ة والتنظيم . ولع��ل أهم الحضارات التي تكلم عنها علم��اء اآلث��ار والت��اريخ وم��ا زالت معالمه��ا موج��ودة

حتى اآلن ما يلي :.

:. حضارة ما بين النهرين.1oا��ة م��رت في منطق��يعتقد معظم المؤرخين أن بعض المدن القديمة قد ظه

بين النهرين في المنطقة التي يطلق عليها حاليا سوريا والعراقoة الهالل��رت في منطق��د ظه��انية ق��ات اإلنس��ويرى آخرون أن بعض التجمع

الخص��يب ال��تي تض��م في ال��وقت الحاض��ر الع��راق وس��وريا واألردن ولبن��ان وفلسطين . وكانت تل��ك ال��بيوت مبني��ة من الطين ومحاط��ة بأس��وار عالي��ة

تستخدم لألغراض الدفاعية .o. كما لوحظ أن بعض المدن لم يتم االتفاق بشأنها بين علماء اآلثار والتاريخ

14

Page 15: محتوى علم الاجتماع الحضري

oيب��ارة الهالل الخص��نيون( أن حض��ا )كي��ام به��فقد أظهرت الدراسة التي ق بدأت منذ حوالي ثمانية آالف سنة قبل الميالد في المنطق��ة ال��تي تق��ع بين النهرين ، إال أن )وليز( رجح أن يكون ب�دء ه�ذه الحض�ارة ك�ان قب�ل ح�والي خمس��ة آالف س��نة قب��ل الميالد، وذل��ك من خالل دراس��ته التاريخي��ة للم��دن

األثرية التي استطاع التعرف عليها في األردن .oومريين��دن الس��ة م��ومن بين المدن التاريخية التي وجدت في هذه المنطق

واألكاديين ، حيث يعتقد بعض علماء اآلث��ار أن تل��ك الحض��ارة تعت��بر من أولالحضارات التي نشأت على وجه األرض .

o.: دن��ترة هي م��ك الف��رت في تل��تي ظه��ة ال��دن التاريخي��ومن بين أهم الم )أور( و)الجاش( و)ايريك( و)اريدو( و )كيش(

oل��باإلضافة إلى مدينة )آشور( و )بابل( التي أنشئت في القرن السادس قب الميالد .

o قبل الميالد ووصلت2200أما البابليون فقد ازدهرت حضارتهم حوالي عام قب��ل الميالد في منطق��ة الف��رات وب��ذلك اس��تطاع1800ذروته��ا ع��ام

اآلشوريون في شمال الفرات نش��ر حض��ارتهم في منطق��ة آس��يا الص��غرىوهي المنطقة التي يطلق عليها حاليا تركيا وسوريا

oامرة��انت ع��ة ك��دن القديم��ة أن بعض الم��ات التاريخي��د أثبتت الدراس��وق بالمحال التجارية حيث كانت توجد حركة التبادل التج��اري والمقايض��ة ، كم��ا

كانت توجد استراحات المسافرين وخاصة التجار .oة��وعرفت بعض هذه المدن باالستقاللية في نظمها السياسية والدينية مكون

حضارة مادية ملموسة .oار أو��نوعة من الفخ��ك المص��ولوحظ وجود بعض الصناعات المحلية خاصة تل

البرونز أو األدوات الزراعية المصنوعة من األخشابoائل بعض���ور وس���رحة وظه���د واألض���ود بعض المعاب���ظ وج���ذلك لوح���وك

المواصالت مث��ل العرب��ات ال��تي تجره��ا الث��يران لنق��ل المحاص��يل الزراعي��ةوتسويقها .

:. الحضارة المصرية القديمة.2oانت�ل وك�ر الني�ا نه�وجدت بعض المدن أو القرى الكبيرة المتناثرة حول دلت

تلك القرى تمث��ل وح��دات سياس��ية مس��تقل بعض��ها عن البعض حيث ك��انتالنشاطات األساسية لتلك القرى هي األنشطة الزراعية .

وق��د أخ��ذت الم��دن في االنتش��ار في ض��فتي نه��ر الني��ل ومنه��ا :. )طيب��ة( و)منفيس( وك��ان يوج��د بتل��ك التجمع��ات الس��كانية أس��واق تجاري��ة لتوزي��ع اإلنتاج الزراعي ، إال أنه لم يالح��ظ وج��ود تنظيم حض��ري أو نش��اط ص��ناعي

يتناسب مع حضارة تلك الفترة . كما لوحظ وجود نوع من التعاون بين الم��دن المص��رية القديم��ة أو ن��وع من المعاه��دات لل��دفاع المش��ترك عن��دما تتع��رض أي من تل��ك الم��دن لهجم��ات

خارجية .

15

Page 16: محتوى علم الاجتماع الحضري

كما أنش�ئت ش�بكة من الط�رق البري�ة حيث اس�تعملت بعض وس�ائل النق�ل البحري للربط بين جميع الم��دن المص��رية القديم��ة ال��تي ك��انت كله��ا ت��دين

بالوالء للفرعون المقيم في العاصمة الكبرى . :. الحضارة الهندية.3oراز��ا بط��دينتين تم بناؤهم��كشفت بعض الحفريات األثرية عن وجود بقايا م

معماري متقدم بمقاييس تلك الفترة في شبه الجزيرة الهندية وهم�ا مدين�ة )حارابا( في منطقة البنجاب ومدينة )موهنجو دارو( ال��تي تق��ع جن��وب نه��ر

الهند .oامي��ا بين ع��ترة م��رت في الف��رت وازده��وكانتا عاصمتين المبراطورية ظه

ق.م .2500-1500o . وكانت كل واحدة منهما تحتل مساحة مبنية ال تقل عن ميل مربع

:. الحضارة الفارسية.4o. تعتبر إمبراطورية فارس من أقدم اإلمبراطوريات في التاريخoئت��ور وأنش�دم العص�فقد استقر كثير من السكان في تلك المنطقة منذ أق

فيها بعض المدن منذ القرن السابع قبل الميالد .o. وكان من بين تلك المدن فارس وهمدانoروم في��ة ال��ثم تطورت تلك الحضارة فيما بعد وأصبحت تضاهي إمبراطوري

البحر المتوسط .oا��كما لوحظ أيضا تطور الحياة الحضرية في المنطقة التي يطلق عليها حالي

أفغانستان وخاصة في مدن كابول وماراكاند .

:. الحضارة الصينية.5oة��ارتبط ظهور المدن في شرق آسيا بمنطقة )هوانج هو( المعروفة بمنطق

النهر األصفر .oتقرت��رية اس��ة بش��ق أول مجموع��دن عن طري��اة الم��وقد عرفت الصين حي

بمدينة )شانج( ومدينة )ين( ال��تي تق��ع أطالله��ا ش��مال مدين��ة )ه��وانج ه��و(والتي يرجع تاريخ قيامها إلى القرن الرابع عشر قبل الميالد .

oة��ادت في مدين��د س��ة ق��ارة متقدم��ة على أن حض��ك المدين��ار تل��دل آث��وت )شانج( .

:. حضارة اليابان وكوريا.6oينية��ارة الص��اك بالحض��ق االحتك��ظهرت الحضارة اليابانية والكورية عن طري

المجاورة .oة. وظلت��ري األول في المنطق��ز الحض��اكا( المرك��ة )أوس��وقد احتلت مدين

مدينة )كيوت��و( العاص��مة السياس��ية ف��ترة طويل��ة وص��لت إلى ح��والي أل��فسنة .

oود بعض��ظ وج��ا لوح��ان. كم��رة في الياب��ارة مبك��ور حض��ك ظه��احب ذل��وص المراكز الحضرية في شبه الجزيرة الكورية ، وقد تم بن��اء بعض الم��دن حيث

استقر السكان خاصة حول األنهار وفي المناطق الزراعية .

:. الحضارة اليمنية.7oوتمثلت في بناء بعض المدن والقرى الزراعية التي أقيمت بجوار سد مأرب

ومنها مدينة سبأ .oة�ة وتنمي�رية متقدم�ز حض�ة ومراك�وقد ظهرت في هذه المنطقة دولة قوي

زراعية راقية بمقاييس تلك الفترة .

16

Page 17: محتوى علم الاجتماع الحضري

oدت بعض�نعاء حيث وج�ة ص�القرب من مدين�ة ب�ابر أثري�وقد تم اكتشاف مق الموميات التي كانت قد دفنت في تلك المنطق��ة من��ذ أك��ثر من ألفي س��نة قبل الميالد وحفظت بطريقة استطاعت المحافظة على هذه الجثث سليمة طيلة هذه المدة الطويلة ، مما يدل على تقدم كبير في مجال التحنيط كم��ا

هو الحال عند فراعنة مصر .

:. الحضارة اإلغريقية.8oال��ة في مج��ظهرت حضارة مزدهرة في بالد اإلغريق )اليونان حاليا( وخاص

العلوم والفنون والفلسفة والعمارة والرياضة .o.)يراكوز��ا( و)س��برطة( و)أثين��ة )اس��وكان من أشهر المدن اليونانية القديم

وكانت كل مدينة تمثل دولة مستقلة نظرا النفصالها سياسيا واقتصاديا عنبقية المدن األخرى .

oارج��ا خ��داء. أم��ات األع��ا من هجم��ير يحميه��ور كب��وكان يحيط بكل مدينة س األسوار فتوجد القرى التي تنتج الغذاء لسكان تلك المدن .

:. الحضارة الرومانية.9oورك��دن وي��ا لن��ة من أهمه��دن التاريخي��اء بعض الم��ان بن��تطاع الروم��اس

وبروكسل وغرناطة وكولونيا وستراسبورغ وباريس وتولوز وبوردو وفيين��اوبلغراد وغيرها من المدن األوروبية .

oوقد تدهورت الحضارة في أوروبا بعد سقوط اإلمبراطورية الرومانية، غير أنها انتعشت فيما بعد بتأثير البيزنطيين .

:. حضارة أمريكا الالتينية.10o. وجدت مدن قديمة في )جواتيماال( والمكسيكoدل��رية ي��رام المص��يك واأله��رام في المكس��ير بين األه��ولعل التشابه الكب

على وجود صلة وثيقة بين الحضارتين في تلك الحقبة الزمنية السحيقة .oل��ة قب��وا الكتاب��ة عرف��كما تظهر بعض الدراسات بأن سكان أمريكا الالتيني

الميالد بعدة قرون .oرفت��تي ع��ا ال��ات الماي��وع من التنظيم في مجتمع��ود ن��ظ وج��ا لوح��كم

بالتجمعات الحضرية مع مالحظة أن تلك المراك��ز الحض��رية القديم��ة ك��انت بمثاب�ة دويالت فيدرالي�ة ص�غيرة وك�انت ت�ديرها ص�فوة من س�كان الم�دن

وخاصة رجال الدين .oكيل��اموا بتش��كان وق��تقرار للس��ير األمن واالس��ام بتوف��د اهتم الحك��وق

وحدات عسكرية أسندت إليها مهمة حماي��ة الم��دن والق��رى المج��اورة كم��ا تميزت تلك الم��دن بتن��وع النش��اط االقتص��ادي وظه��ور الحرف��يين والتج��ار واالهتمام بفن العمارة حيث شيدوا المباني الضخمة خاصة المعابد الديني��ة التي كانت تستخدم في الحفالت واألعياد كما تتميز األهرام عندهم بنس��ق زخرفي ونقوش على الجدران الداخلية للمبنى ، وكذلك بناء خزان��ات مي��اه

الشرب وغيرها من الخدمات الضرورية لسكان المدينة .

17

Page 18: محتوى علم الاجتماع الحضري

))المحاضرة السابعة والثامنة((تطور نمو المدينة

تعريف المدينة .: تعرف المدينة على أنها تجمع��ات س��كانية كب��يرة غ��ير متجانس��ة تعيش على-

قطعة من األرض مح�دودة المع�الم نس�بيا مت�أثرة بنم�ط الحي�اة الحض�رية ، ويمارسون أنشطة اقتصادية ليس من بينه��ا مهن��ة الزراع��ة ، ويتمث��ل أغلب هذه المهن في النشاطات التجارية والصناعية واألعمال اإلداري��ة والحرفي��ة

الخدمية . كما تمتاز المدينة بالتخصص الدقيق وتعدد األنشطة السياس��ية واالجتماعي��ة-

واالقتص��ادية ، ويعتق��د بعض علم��اء االجتم��اع أن المدين��ة تعت��بر ظ��اهرةاجتماعية متميزة .

ومن جهة أخرى يعرف )روبرت بارك( المدين��ة بأنه��ا ليس��ت مج��رد تجمع��ات-من السكان يقيم بعضهم مع بعض مما يجعل حياتهم أمرا ممكنا .

كم��ا أن المدين��ة ليس��ت فق��ط مجموع��ة من النظم اإلداري��ة والمؤسس��ات- االجتماعية مثل :. الجامعات والمدارس والمستشفيات والمح��اكم ، ب��ل هي فوق ذلك اتجاه عقلي ومجموعة عادات وتقاليد تختلف في الغالب عن تل��ك الموجودة في القرية ، وذلك إلى جانب االتجاهات المنظمة والعواط��ف ذات الطبيع��ة اإلنس��انية ال��تي تناس��ب ه��ذه التجمع��ات اإلنس��انية في المن��اطق

الحضرية . ويرى آخرون أن المدينة تعتبر طرازا متميزا للحياة االجتماعية ، ويقيم فيها-

عددا كبيرا من السكان غ�ير المتجانس��ين اجتماعي��ا أو ثقافي��ا أو اقتص�اديا ، يلتقي بعضهم ببعض ألداء أدوار جزئية ، وكل منهم يعتم��د على أن��اس أك��ثر

إلشباع احتياجاتهم المعيشية اليومية . كما تتميز المدين��ة باالتص��االت الثانوي��ة فض��ال عن االتص��االت األولي��ة ، كم��ا-

تتس�م وتش�تهر بتقس�يم العم�ل والتخص�ص المه�ني واالعتم�اد على تب�ادل المص��الح وع��دم االس��تقرار في عم��ل أو س��كن معين والبحث عن األفض��ل

بسبب الطموح الذي يشتهر به سكانها . وكانت المدينة ومازالت تعتبر مق��را للس��لطة والنف��وذ المس��تند إلى الق��وة-

العسكرية وكانت هذه القوة نفس��ها له��ا االعتب��ار األول في اختي��ار المك��انالذي تقام عليه المدينة .

أما النشاط التجاري فهو يعتبر عمال عرضيا حيث يأتي في المرتبة الثانية .- وك��ان حجم المدين��ة في الماض��ي مح��دودا ولم تكن هن��اك حرك��ة الس��تيراد-

البضائع وتصديرها بالمعنى المعروف لدينا في الوقت الحاضر. كما أن نشأة المدينة وتطورها فيما بعد يعتبر من أهم أسباب ظه��ور فك��رة-

السلطة العامة والنشاطات االقتصادية .

18

Page 19: محتوى علم الاجتماع الحضري

مراحل تطور ونمو المدينة .: قبل أن تصل إلى ش�كلها الح�الي م�رت معظم م�دن الع�الم بع�دة مراح�ل ،-

واستغرقت وقتا طويال لتصبح مدنا كبيرة .ويعتقد )لويس ممفورد( أن أي مدينة يجب أن تمر بالمراحل التالية :.-

:. مرحلة النشأة.1 وهي المرحلة األولى لتكوين المدينة التي تتكون في الغالب بانض��مام بعض-

القرى الصغيرة بعضها إلى بعض واستقرار الحياة االجتماعية فيها . وق��د ك��ان ذل��ك في الب��دايات األولى إلنش��اء الم��دن وخاص��ة بع��د اكتش��اف-

الزراعة واستئناس الحيوان وتربية الطيور وقيام بعض الصناعات اليدوية . ومن أمثل��ة ذل��ك ظه��ور الم��دن األولى في العص��ر الحج��ري ثم في عص��ر-

اكتشاف المعادن .

:. مرحلة المدينة.2 وتمتاز ه��ذه المرحل��ة بوض��وح التنظيم االجتم��اعي والتش��ريع اإلداري ال��ذي-

يؤدي بدوره إلى انتعاش النشاط التجاري وتنوع األعمال المهني��ة واألعم��الالتخصصية والتميز الطبقي وظهور المدارس والمعاهد والخدمات العامة .

:. مرحلة المدينة الكبيرة.3 وهي تس��مى المدين��ة األم بس��بب ك��ثرة الس��كان فيه��ا وت��وفر الط��رق-

والمواصالت التي تربطها بالريف كما تتوفر بها بعض الخدمات الخاصة مثل:. تجارة الجملة والصناعات المختلفة والتعليم التخصصي والجامعات .

ويالح��ظ أن بعض الم��دن ق��د تص��بح عواص��م المقاطع��ات أو البل��ديات أو- األق��اليم أو عواص��م لل��دول ، حيث ي��تركز فيه��ا النش��اطات االقتص��ادية

والسياسية والخدمية والترفيهية وغيرها من الخدمات األخرى .

:. مرحلة المدينة العظيمة.4 وهي المرحلة التي ظهرت فيها المدن العظمى وخاصة في القرنين التاسع-

عشر والعشرين .ومن أمثلتها :.لندن - باريس - روما - واشنطن - شيكاغو .

ويوجد في هذه المدن المص��انع الض��خمة للط��ائرات والس��يارات والس��فن ،- كما تتسم هذه المدن بتقسيم العمل ووجود المصارف التجارية الكبرى على

مستوى العالم، كما أنها تتحكم في النظام الرأسمالي العالمي . وفي ه��ذه الم��دن يوج��د الص��راع الطبقي والسياس��ي واالنحالل األخالقي-

والتلوث البيئي وأزمة السكن والجريمة المنظمة وغيرها من المتناقضات .

عوامل نمو المدن وتطورها .: :. العوامل الجغرافية.1

وتعتبر من أهم العوامل إلنشاء المدن خاص�ة في العص�ور القديم�ة حيث أن- الموقع الجغرافي وتوفر مصادر المي�اه واألرض الخص�بة والمن�اخ المناس�ب19

Page 20: محتوى علم الاجتماع الحضري

والموقع االستراتيجي لبناء أو إقامة مدينة من حيث طرق المواصالت البرية والبحرية وتوفر الحواجز األمنية الطبيعية في بعض األحيان ك��انت كله��ا من

عوامل إنشاء المدن مثل :. مدينة الفسطاط في مصر ومدينة )بومباي( التي تم بناؤها في شبه جزيرة

تحمي منطقة الميناء .

:. العوامل السكانية.2 تشتهر المدينة عادة بكثرة السكان وزيادتهم بصورة مستمرة ، وتك��ون ه��ذه-

الزيادة غالبا عن طريق الهجرة المس��تمرة من الري��ف إلى المدين��ة ، أو من مدينة إلى أخرى وخاصة في الدول النامية . وذلك بسبب عوامل الط��رد في القرية وعوامل الجذب الموجودة في المدينة ، مث��ل :. ت��وفر ف��رص العم��ل والتعليم والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات العامة األخرى ال��تي ق��د ال

تتوفر في كثير من قرى العالم الثالث .

:. العوامل االقتصادية.3 يقصد بالعوامل االقتصادية مجموعة الظ��واهر ال��تي تتعل��ق بالحي��اة المادي��ة-

للمجتمع والموارد االقتصادية وكيفية إنتاجها وتوزيعها واستهالكها ، مثل :. إنت��اج الس��لع وتوزيعه��ا وت��وفر رأس الم��ال والم��وارد االقتص��ادية المتاح��ة

والنشاط الزراعي والصناعي الذي يؤدي بدوره إلى نمو المدن وتقدمها . ويعتبر التصنيع من أهم العوامل التي تحدث تغي��يرا في الش��ئون السياس��ية-

واالجتماعي��ة واالقتص��ادية ال��تي تتبل��ور في ش��كل مف��اهيم وقيم وع��اداتوتقاليد ونظم تدخل جميعا في تكوين اإلطار الحضري للمدينة .

كما أن التصنيع يساعد على ارتفاع مستوى المعيش��ة في المدين��ة فيجعله��ا-مركز جذب للعديد من المهاجرين .

:. العوامل السياسية.4 تلعب العوامل السياسية دورا متميزا في تشكيل المدينة وتحديد بنائها حيث-

تخت��ار الس��لطة السياس��ية المك��اتب واإلدارات في الم��دن الكب��يرة وتق��ومبتوفير المقرات اإلدارية والخدمية .

وبذلك تؤثر الحكومة المركزية على نمو وتطور المدينة بشكل واضح وخاصة-عندما يتم اختيار هذه المدينة عاصمة سياسية أو عاصمة إقليمية .

ويفضل غالبية الناس اإلقامة قريبا من مراكز السلطة .- وحيث توج���د الق���وى السياس���ية توج���د الخ���دمات العام���ة كالجامع���ات-

والمستشفيات وغيرها .

:. العوامل الحربية.5 يالح��ظ أن المدين��ة ك��انت في الماض��ي أك��ثر أمن��ا نظ��را لوج��ود الحماي��ة-

العس��كرية ال��تي تق��وم به��ا الس��لطة المحلي��ة لس��كان المدين��ة ض��د الغ��زاة والمعتدين عن طريق بناء األسوار العالية والقالع الحربية أو وج��ود الموان��ع

الطبيعية حول المدينة . وقد ظهرت قديما األهمية الحربية للمدينة وخاصة في منطقة البحر األبيض-

المتوسط ، مثل :. ص��يدا - ص��ور - حطين ، حيث تم بن��اء األس��وار العالي��ة لحماي��ة س��كانها من

المعتدين واستمر ذلك حتى بداية القرن العشرين .

20

Page 21: محتوى علم الاجتماع الحضري

:. العوامل الثقافية.6 من المعروف أن ثقاف�ة المجتم�ع تلعب دورا كب��يرا في ظه��ور بعض الم�دن-

وتطورها ، حيث عملت ثقافة اإلنسان منذ القدم على خلق م��دن ثقافي��ة أومدن دينية لعل أهمها مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس .

كما أن النشاطات الثقافية تعتبر من أسس مكونات المدينة الحديثة مث��ل :.-المكتبات العامة والمسارح والمؤسسات الصحفية وغيرها.

كما قامت بعض المساجد في الدول اإلسالمية بإعطاء بعض األراض��ي ال��تي- تملكها إلى السلطات الحكومية لبناء المساجد أو المدارس أو المستشفيات

أو دور الرعاية االجتماعية .

تصنيف المدن .: تختلف الم��دن عن بعض��ها من حيث النم��ط أو الش��كل أو الحجم أو النش��اط-

االقتصادي والهدف الذي أنشئت من أجله . وقد قس��م )بيرج��ل( الم��دن إلى س��بع فئ��ات لك��ل منه��ا ع��دة أقس��ام وهي-

كالتالي :. :. المراكز االقتصادية.1

وتش��مل م��دن الص��يد والتع��دين والنف��ط والمراك��ز الص��ناعية والمراك��زالتجارية ومراكز النقل والخدمات .

:. المراكز السياسية.2وتشمل مراكز عالمية وقومية وإقليمية .

:. المراكز الثقافية.3 وتشمل المراكز الدينية ومدن الحج والمدن التذكارية والمراك��ز الثقافي��ة

الدينية والمدن الجامعية ومدن المتاحف . :. المراكز الترويحية.4

وتشمل المدن الصحية والمدن السياحية . :. المدن السكنية.5

وتشمل الضواحي السكنية لألغنياء وأحياء الفقراء وم��دن العم��ال وم��دنالمتقاعدين .

:. مدن رمزية.6مثل القدس وبيت لحم ومكة والمدينة .

:. مدن متعددة األغراض.7 وهي تش��مل ب��اقي الم��دن دون أن تك��ون له��ا أه��داف معين��ة أو تش��تهر

بنشاطات محدودة .

التحضر والكثافة السكانية .: من المعروف أن التحضر ال يع��ني الكثاف��ة الس��كانية العالي��ة في مدين��ة معين��ة أو-

منطقة بعينه��ا ، حيث يالح��ظ أن بعض الم��دن والق��رى في ال��دول النامي��ة تتم��يز بكثافة س��كانية عالي��ة ولكنه��ا ال تعت��بر من��اطق حض��رية إذا ق��ورنت بمثيالته��ا في

الدول األوربية األقل ازدحاما . إن معظم المدن في ق��ارات آس��يا وأفريقي��ا وأمريك��ا الالتيني��ة تعت��بر في مرحل��ة-

انفجار سكاني وكثافة سكانية عالي��ة بينم��ا هي في ال��وقت نفس��ه تعت��بر موطن��ا للفقر والمرض والجهل والبطالة ونقص الخدمات العامة ,كما أنها م��ازالت تعتم��د

إلى حد كبير على الزراعة التقليدية . ويمثل سكان هذه القارات الثالث حوالي ثالثة أرباع المعمورة حتى نهاي��ة الق��رن-

العشرين . وقد لوحظ أن االتجاه نحو التحضر أدى إلى تكدس السكان في المراك��ز الحض��رية-

التي أصبحت مكتظة بالسكان حيث وصل عدد السكان ال��ذين يقيم��ون في الم��دن

21

Page 22: محتوى علم الاجتماع الحضري

في منتص��ف الق��رن العش��رين على مس��توى الع��الم إلى أك��ثر من نص��ف ملي��ار .1970 مليون نسمة عام 800نسمة ، ثم ارتفع ليصل إلى

كما تجاوز سكان المدن في نهاية القرن العشرين نصف س��كان المعم��ورة ال��ذين- قدر عددهم بحوالي ستة مليارات نسمة ثم ارتفعت نس��بة التحض��ر على مس��توى

% من الس��كان80العالم حيث قدرت في بداية القرن الحادي والعشرين بح��والي على مستوى دول العالم .

الدول الكبرى في العالم .: تحتل الصين المرتبة األولى من حيث ع��دد الس��كان حيث ق��در ع��دد س��كانها-

بحوالي مليار ومائتين وتسعة ماليين نسمة .1994عام ملي��ون919يليها الهند ال��تي ق��در ع��دد س��كانها في نفس الف��ترة بح��والي -

نسمة . مليون نسمة .261ثم الواليات المتحدة حيث قدر عدد سكانها بحوالي - ويالحظ أن هناك عشر دول على مستوى العالم يزيد عدد س��كانها عن مائ��ة-

تق��ع س��تة منه��ا في1994مليون نسمة وفقا لتقديرات األمم المتحدة عام قارة آسيا .

الم��ام المدن الكبرى في الع��دن ذات األحج��دة من الم��داد متزاي��د أع��توج .: الكبيرة .

كان عدد المدن التي يصل عدد س��كانها إلى ملي��ون نس��مة1950ففي عام - مدينة .ثم ارتفع ه�ذا الع�دد ليص�ل83أو أكثر ال يتجاوز على مستوى العالم

. كم��ا يتوق��ع أن1996 مدينة عام 336 . ثم إلى 1970 مدينة عام 165إلى حس�ب تق�ديرات األمم2015 مدين�ة في ع�ام 527يصل عددها إلى ح�والي

المتحدة . مليون نسمة عام10 مدينة يتجاوز عدد سكان كل منها 16ويالحظ أن هناك -

مدينة تقع في الدول النامية واثنت��ان في الوالي��ات المتح��دة12 منها 1996ومثلهما في اليابان .

المدن الحديثة بعد االنقالب الصناعي .: يرجع علم�اء االجتم�اع ح�دوث الث�ورة الص�ناعية في أوروب�ا إلى تغ�ير نم�ط-

الحي��اة في الم��دن في عص��ر النهض��ة )قب��ل الث��ورة الص��ناعية( حيث ك��انتسلطة نظام اإلقطاع منصبة على سكان الريف .

أما طبقة الصناع والتجار وسكان الم��دن فك��انوا أك��ثر حيوي��ة ونش��اطا مم��ا-شجع سكان الريف على الهجرة للمدن .

وفي هذه الظروف ب��دأ االخ��تراع والتق��دم واالزده��ار الحض��اري ال��ذي ك��ان- األس��اس في انتش��ار حرك��ة التص��نيع وبالت��الي ازده��ار الم��دن ونموه��ا

وتطورها . ويالح��ظ أن��ه في بداي��ة االنقالب الص��ناعي ظه��رت ثالث��ة أن��واع من الم��دن-

:.وهيمدن المواد األولية التي تنتج الفحم والحديد الخام والنحاس والذهب ..1مدن المواد المصنعة ..2مدن التصدير واالستيراد ..3

ونتيجة لهذا التطور ظه��رت بعض الم��وانئ الجدي��دة ال��تي أنش��ئت بجواره��ا-مدن للتصدير واالستيراد .

:. وكان لالنقالب الصناعي بعض اآلثار الواضحة على المدن األوربية-ازدياد عدد المدن الكبرى ذات النفوذ على المناطق المجاورة ..1ازدياد الكثافة السكانية في المدن بشكل كبير ..2ازدياد نسبة سكان الحضر بالنسبة لسكان الريف ..3تحسين طرق المواصالت ووسائل المواصالت بين المدن المختلفة ..4

22

Page 23: محتوى علم الاجتماع الحضري

زي��ادة المش��اكل ال��تي تص��احب عملي��ة التحض��ر مث��ل مش��اكل الس��كن.5والخدمات .

أما عن األسباب التي ساعدت على نمو وتطور المدينة في القرن العشرين- :.فهي كثيرة ومنها

وجود الخدمات والمرافق العامة مثل المياه والكهرباء ..1توفر فرص التعليم والتدريب والخدمات الصحية والترفيهية ..2كثرة المصانع وانتشار التجارة وتطور المواصالت ..3 وجود بعض المؤسسات االجتماعية والرواب�ط المهني��ة والمراك��ز العلمي��ة.4

في المدن الكبرى . المدن في الدول المتقدمة .: شهدت المدن في الدول المتقدمة تطورا كبيرا وازدهارا واسعا وخاصة في-

النصف الثاني من الق��رن العش��رين. وتمث��ل ه��ذا التط��ور في فن العم��ارة حيث انتشرت ناطحات السحاب التي يزيد ارتفاعه��ا عن مائ��ة دور في بعض

المدن خاصة في الدول الصناعية . وكانت الزيادة الرأسية هي السمة الغالبة في هذه المدن. كما لوحظ وج��ود-

الشوارع الواسعة والساحات الكب��يرة والح��دائق الغن��اء والمتنزه��ات العام��ةالمنتشرة في جميع أحياء المدن الحديثة .

كما تميزت المدينة في الدول المتقدمة ب��التنظيم من ناحي��ة وج��ود من��اطق-للخدمات وأخرى للنشاط التجاري وثالثة تعتبر مناطق سكنية وهكذا .

كما تتميز المدن الحديثة بتنظيم حركة المرور وتن��وع وس��ائل المواص��الت ،- باإلضافة إلى توفر النقل البحري والج��وي بين ال��دول والم��دن الك��برى في

العالم . وتمت��از الم��دن في ال��دول المتقدم��ة باإلنت��اج الوف��ير والتقني��ات الحديث��ة-

والنش��اطات التجاري��ة والص��ناعية والحرفي��ة المتنوع��ة ، م��ع ت��وفر وس��ائل التس��لية والرفاهي��ة واألنش��طة الثقافي��ة واالجتماعي��ة والرياض��ية بمختل��ف

أنواعها . كما أن بناء الطرق البرية السريعة والسكك الحديدية المتط��ورة س��اعد على-

تط��ور ونم��و الم��دن حيث يتم نق��ل الم��واد الخ��ام أو المنتج��ات الزراعي��ةوالصناعية والركاب من هذه المدن وإليها .

المدن في الدول النامية .: المدينة في الدول النامية أصبحت في العصر الحديث جمل��ة من التناقض��ات-

بين القديم والجديد . فهي تمثل رواسب الحي��اة الريفي��ة بأش��كالها المختلف��ة م��ع وج��ود مظ��اهر-

التحضر والتقدم الذي تشتهر به المدينة األوربية الحديثة .فدرجة التحضر في الدول النامية مازالت أقل منه في الدول المتقدمة .- وقد أظه��رت الدراس��ات أن أك��ثر من نص��ف س��كان ق��ارات آس��يا وأفريقي��ا-

وأمريكا الالتينية يقيمون في مساكن غير صحية ومدن شديدة االزدحام .وذلك إلى جانب الفقر الشديد الذي يعاني منه سكان الدول النامية .-

المدن اإلفريقية .: يالح�ظ بص�فة عام�ة التج�انس في المب�اني وع�دم االهتم�ام ببن�اء القص�ور-

الفخمة والمعابد المزخرفة واألسواق المجمعة كما هو الحال في أوروبا . ويالح��ظ في المدين��ة اإلفريقي��ة أن ك��ل قبيل��ة تقيم ألفراده��ا مس��اكن-

متقاربة . أم�ا غالبي�ة الش��وارع فهي عب�ارة عن متاه�ات أو مجموع�ة مم�رات معق�دة-

معظمها غير مرص��وفة. كم��ا أن مهن��ة غالبي��ة الس��كان م��ازالت تعتم��د علىالزراعة وتربية الحيوانات .

23

Page 24: محتوى علم الاجتماع الحضري

ويالحظ وجود البيوت الفاخرة وإلى جانبها األحياء الفق�يرة المتخلف�ة ال�تي-من بينها سكان األكواخ أو سكان مدن الصفيح .

المدن اإلسالمية .: توجد بعض السمات األساسية للمدن العربية واإلسالمية هي :.- وج��ود معس��كرات داخ��ل بعض الم��دن الكب��يرة حيث تقيم فيه��ا الق��وة.1

العسكرية مع أسرهم وحراسهم ويوجد موقع��ه غالب��ا في منطق��ة دفاعي��ةفي أحد أطراف المدينة .

يوجد بالمدن الكبيرة قصر الحاكم حيث يقيم في��ه الحك��ام وبط��انتهم وهي.2منطقة تكون غالبا منفصلة عن بقية أجزاء المدينة .

توجد بعض المؤسسات والمباني المتصلة بالمسجد الجامع والس��وق الع��ام.3 حيث إن المس��جد يعت��بر مكان��ا للعب��ادة ومق��را للمحكم��ة ومرك��زا للتربي��ة والتعليم واإلعالم والثقاف���ة. وق���د يوج���د بج���واره المستش���فى الع���ام

والحمامات العامة . توجد المباني التجارية وس�ط المدين��ة كم�ا يوج�د أحيان�ا س�وق مس��قوف ،.4

باإلض��افة إلى وج��ود بعض الفن��ادق والمق��اهي الش��عبية ون��زل للقواف��لوالتجار .

تكون معظم المساكن من دور واح�د، أو ع�دة أدوار. وهي تبع�د عن وس�ط.5 المدينة. كما أن شكل البيت يتمشى مع متطلبات المن��اخ ويتالءم م��ع ع��دد أفراد األسرة والعادات والتقاليد اإلسالمية. ويحقق الفص��ل بين الجنس��ين

وخاصة عند استقبال الضيوف .

مميزات وعيوب المدينة .: :. مزايا المدينةأ.

إحساس الشخص أنه في موقع األحداث ..1تنوع كبير في نوعية البشر الذين يتم التفاعل معهم ..2الحرية في الصعود إلى مراكز أعلى في السلم االجتماعي ..3تنوع الخيارات المهنية واالقتصادية ..4توفر كثير من الخيارات الثقافية والفنية ..5توفر المراكز الطبية والتعليمية ..6القرب من المؤسسات الرسمية للدولة ..7سهولة الوصول إلى التغيرات التقنية ..8وجود كثير من االبتكارات وقليل من القيود االجتماعية . .9

:. عيوب ومشاكل المدينةب.ارتفاع معدالت الجريمة واألمراض العقلية ..1ارتفاع الكثافة السكانية ..2وجود كثير من التفاعالت غير الشخصية مع أشخاص مجهولين ..3هناك صعوبة في االتصال بالمسئولين والقادة ..4هناك صعوبة بالغة في عالج المشكالت االجتماعية ..5صعوبة التوفيق بين كل الفئات بسبب عدم التجانس ..6توجد منافسة شديدة في الحصول على فرص العمل ..7

24

Page 25: محتوى علم الاجتماع الحضري

عدم وجود ثوابت بسبب التغيرات االجتماعية السريعة ..8

))المحاضرة التاسعة((ايكولوجيا المدينة

ايكولوجيا المدينة .: يقصد بكلمة االيكولوجيا دراسة البيئة المحيطة بالكائن الحي سواء أكانت-

بيئة إنسانية أم حيوانية أم نباتية . وقد ظهر هذا المصطلح في بداية القرن العشرين واشتهر بصفة خاصة-

في الدراسات السكانية حيث يهتم بمعرفة الطريقة التي يتعامل بها اإلنسان مع البيئة المحيطة . وبذلك فهو يدرس العالقة بين اإلنسان والبيئة

التي يعيش فيها . ومن ناحية أخرى، فإن االيكولوجيا االجتماعية قد تطورت في جامعة-

شيكاغو األمريكية على يد كل من )بارك( و )برجس( وبعض زمالئهم بعد نهاية الحرب العالمية األولى ، حيث تركز االهتمام على عالقات البشر مع

البيئة المحيطة ونشاطاتهم االجتماعية . ويجب أن نالحظ أنه على الرغم من أن البيئة تؤثر على سلوك اإلنسان إال-

أن سلوك اإلنسان ينتهي دائما إلى إعادة تشكيل البيئة ، كما أن اإلنسانقادر دائما على تعديل سلوكه ليتالءم مع البيئة المحيطة .

ويالحظ أن االيكولوجيا الحضرية وخاصة في المدينة الحديثة تهتم ببعض- :.القضايا العامة التي يحددها البعض على النحو التالي

دراسة التوزيع المساحي والجغرافي للجماعات في المدينة ووظيفة كل.1منها .

دراسة العالقات بين هذه الجماعات وكيفية تأثيرها على نمط التوزيع.2المساحي والجغرافي للجماعات في المدينة .

دراسة االختالفات االقتصادية واالجتماعية بين هذه الجماعات وأثرها في.3العالقات بين جماعات المدينة .

دراسة عالقات التوزيع المساحي والجغرافي للجماعات في المدينة.4بالتوزيع المساحي للخدمات فيها .

دراسة ديناميكية تغير النظام االجتماعي في المدينة وأثرها على التوزيع.5الجغرافي للجماعات .

العوامل التي تؤثر على ايكولوجيا المدينة .: من المعروف أن ايكولوجيا المدينة تتأثر بعدة عوامل مختلفة من أهمها-

العوامل االجتماعية ، ثم تأتي بعد ذلك العوامل االقتصادية والصناعيةوالجغرافية والتاريخية للمدينة موضوع الدراسة .

كما أن وسائل المواصالت العامة والخاصة تؤثر بشكل مباشر في ايكولوجيا- المدينة من حيث تحديد مكان اإلقامة بالنسبة لسكان المدينة وأسلوب

تنقلهم إلى أعمالهم في المصانع والمتاجر والجامعات والمقار اإلداريةوغيرها من األنشطة االقتصادية المختلفة .

أقسام المدينة القديمة .: تتسم المدينة القديمة وخاصة المدينة األوربية قبل الثورة الصناعية بنوع-

من التخصص البسيط في الصناعات التقليدية البدائية . غير أن معظم النشاطات االقتصادية كانت في مجال الزراعة التقليدية-

حول المدن .25

Page 26: محتوى علم الاجتماع الحضري

كما كان يوجد أيضا التجار ورجال السياسة والدين الذين يكونون الطبقة-العليا في المجتمع .

أما المواصالت فكانت عبارة عن عربات تجرها الحيوانات . - وبالتالي كانت المدينة في هذه الفترة عبارة عن قطعة من األرض في-

مكان جغرافي آمن ومحاطة بسور كبير يحيط بها من جميع الجهات ، ولهبعض البوابات المحروسة من رجال الجيش والشرطة .

كما أنها تتكون من الداخل من شوارع وأزقة ضيقة وصغيرة .- وكان وسط المدينة هو المكان اآلمن والمفضل لصفوة المجتمع أما العمال-

والفقراء فكانوا يقيمون في أطراف المدينة . ويأتي بعد ذلك المنبوذون الذين كانوا يعيشون خارج أسوارها حيث تتعرض-

هذه الفئة من السكان لبعض األضرار الناتجة عن هجمات المعتدين .

أقسام المدينة الحديثة .: تتكون المدينة الحديثة خاصة في الدول التي تعتمد على التخطيط العمراني-

من عدة أحياء حيث يالح��ظ أن المنطق��ة الوس��طى أو مرك��ز المدين��ة يك��ونغالبا منطقة التجار ورجال األعمال والمصارف التجارية والشركات العامة .

ثم تليها مناطق سكنية للطبقات الفقيرة والمتوسطة ، ثم األحي��اء الخاص��ة-بسكن الطبقات الغنية.

وفي أطراف المدينة توجد بعض المناطق الصناعية , كما تش��تمل المن��اطق- الحض���رية أيض���ا على الح���دائق والمتنزه���ات العام���ة والمالهي والن���وادي

الرياضية التي يستطيع أن يؤمها جميع المواطنين . وبينما توجد بعض األحياء الخاصة بالطبقات الغنية في أطراف م��دن ال��دول-

المتقدمة ، يالحظ في الدول النامية أن بعض الفئات الفقيرة يس��كنون في أطراف المدينة في أحياء عشوائية مكونة من األكواخ أو بيوت الص��فيح كم��ا يالح�ظ أن معظم المس��اكن ال تت�وفر فيه�ا أدنى مقوم�ات الحي�اة العص�رية

الحديثة والتداخل بين األحياء السكنية والمناطق الخدمية . ومن جهة أخرى يالحظ أن هناك هجرة مستمرة بين أحياء المدينة المختلف��ة-

مع تحسن ظروف األشخاص االجتماعية واالقتصادية .

التركيب الداخلي لبعض المدن العربية .: هناك كث��ير من المتغ��يرات ال��تي ق��د تتحكم في ال��تركيب ال��داخلي للمدين��ة-

بصفة عامة والمدينة العربية على وجه الخصوص . فإذا نظرنا إلى مدينة اإلسكندرية على سبيل المثال ، فإننا نجدها محص��ورة-

بين البحر األبيض في الشمال وبحيرة مريوط في الجنوب .وبالتالي فهي تأخذ شكال طوليا من الشرق إلى الغرب .

كما يالحظ تداخل واضح بين األحياء فال يوجد منطقة خاصة بالسكن فق��ط ،- أو منطق��ة تجاري��ة خاص��ة بالنش��اط التج��اري فق��ط وإنم��ا توج��د نش��اطات

مختلفة في كل حي أو ضاحية . كما يالحظ أيضا في بعض الدول وجود ما يسمى باألحي��اء المعزول��ة مث��ل :.-

أحي��اء اليه��ود في بعض الم��دن األوربي��ة وك��ذلك بعض ال��دول العربي��ة في السابق ، حيث يتجمع فئة من السكان في حي واحد بغض النظر عن الوضع

االقتصادي . وكذلك بعض األقليات الدينية أو العرقية وخاصة في الواليات المتح��دة مث��ل-

الحي الصيني وأحياء الملونين من أصل إفريقي . وفي بعض األحي��ان يالح��ظ أيض��ا في بعض الم��دن العربي��ة وخاص��ة في-

المجتمعات البدوي��ة أن بعض األحي��اء تك��ون مقتص��رة على قبيل��ة واح��دة أوعائلة معينة .

26

Page 27: محتوى علم الاجتماع الحضري

البيئة الجغرافية للمدينة .: من المع��روف أن البيئ��ة الجغرافي��ة تس��اهم في تحدي��د الموق��ع الجغ��رافي-

للمدينة حيث يتم إنشاؤها طبق لبعض المعطيات والمع��ايير ال��تي تس��اعدهاعلى النمو واالستمرار .

وتتمثل بعض هذه المعطيات في مدى ت��وفر مص��ادر المي��اه والم��واد الخ��ام- الالزم��ة للص��ناعة وبعض الم��وارد االقتص��ادية المطلوب��ة م��ع ض��رورة وج��ود

كثافة سكانية تتماثل مع المساحة الجغرافية للمدينة . كما يتطلب األمر ضرورة توفر منافذ بري��ة وبحري��ة لتس��هيل حرك��ة التنق��ل-

واالتصاالت ببقية المناطق في المدن أو الدول المجاورة . ويعتبر العامل االقتص��ادي من العوام��ل األساس��ية ال��تي تس��اعد على قي��ام-

المدن وتطورها . واألم��ر ك��ذلك يتطلب ت��وفر كثاف��ة س��كانية عالي��ة الس��تغالل تل��ك الم��وارد-

وتجديدها .ويعد الموقع الجغرافي من العناصر األساسية لنجاح تطور المدينة .- أضف إلى ذلك وجود بعض األماكن المقدسة ال��تي تل��زم النظ��ام السياس��ي-

في الدولة بتنميتها وتطويرها ألنها تمث��ل قيم��ا روحي��ة وثقافي��ة للس��كان ، وكذلك وجود المراكز البحثية والمؤسسات العلمي�ة مث�ل الجامع�ات وغيره�ا

من العوامل األخرى . :. ويحدد البعض أهم هذه العوامل على النحو التالي-

البيئة وطبيعة تركيبتها الجغرافية والمناخية ..1المقومات والموارد االقتصادية ..2المقومات والتقنية الفنية ..3الموارد البشرية والنظام السياسي ..4القيم والخصائص الثقافية ..5

األحياء المتخلفة في المدينة .: تضم معظم مدن العالم أحياء متخلفة أو فقيرة تنقصها كثير من الخدمات .- ويقصد باألحياء المتخلفة المساكن الشعبية أو األحياء الفق��يرة ال��تي توج��د-

في بعض المدن الحديثة بما في ذلك الدول المتقدمة اقتصاديا . ويالحظ أن المباني في هذه المناطق المتخلفة تكون س��يئة التهوي��ة قليل��ة-

اإلضاءة ضيقة الشوارع والطرقات سيئة المواصالت . والفئة التي تقيم في ه��ذه األحي��اء تنقص��هم الخ��دمات الص��حية والتعليمي��ة-

وترتفع بينهم نسبة اإلجرام والتشرد واالنحراف حيث يعيش��ون بين خ��رائب ه��ذه األحي��اء المتداعي��ة بس��بب رخص قيم��ة اإليج��ارات في ه��ذه المن��اطق27

Page 28: محتوى علم الاجتماع الحضري

وقربه��ا من المن��اطق الخدمي��ة وف��رص العم��ل وع��دم الحاج��ة إلى وس��ائلالمواصالت .

وتوجد مث��ل ه��ذه الخ��رائب في كث��ير من دول الع��الم س��واء ك��انت ص��ناعية-متقدمة أو نامية .

وعلى سبيل المثال يوجد مثل هذه الخرائب في مدينة القاهرة وخاص��ة في- بعض األحياء مثل حي شبرا ومصر القديمة والموسكي وباب الش��عرية حيث

نس��مة في1200تبلغ الكثافة السكانية في معظم ه��ذه المن��اطق أك��ثر من الكيلومتر المربع .

وفي مدينة اإلسكندرية أظه��رت دراس��ة ميداني��ة أن معظم عم��ال الص��ناعة- يسكنون في أحياء متخلفة مما يؤثر تأثيرا مباشرا على كفاءة اإلنتاج ويزي��د

من األمراض والمشاكل االجتماعية .

))المحاضرة العاشرة((نظريات ايكولوجيا المدينة

مقدمة .: اهتم كثير من علماء االجتماع بمحاولة وضع بعض النظريات بش��أن التوزي��ع-

الجغ��رافي داخ��ل المدين��ة وذل��ك بع��د دراس��ة مجموع��ة من الم��دن فيالمجتمعات األوربية منذ بداية القرن العشرين .

:. ولعل أبرز هذه النظريات ما يلي- نظري��ةالنظرية التي قال به��ا الع��الم )ه��ونت( وهي ال��تي أطل��ق عليه��ا .1

.نجمة البحر نظري��ةالنظرية التي قال بها الع��الم )ب��رجس( وهي ال��تي أطل��ق عليه��ا .2

. المنطقة المركزية نظري��ةالنظرية التي قال بها الع��الم )ه��وايت( وهي ال��تي أطل��ق عليه��ا .3

.القطاعات النظرية التي ق��ال به��ا العالم��ان )ه��اريس وأولم��ان( وهي ال��تي أطلق��ا.4

.نظرية النويات المتعددةعليها

:. ويمكن توضيح هذه النظريات بشيء من التفصيل فيما يلي- :. نظرية نجمة البحرأ.

تعتبر نظرية نجمة البحر من أول النظري��ات االيكولوجي��ة ال��تي تهتم بش��كل-م . 1903المدينة . وهي النظرية التي قال بها )هونت( وظهرت عام

ويعتقد أصحاب هذه النظرية أن المدينة بدأت في االنتش��ار والتوس��ع خ��ارج- مرك��ز المدين��ة بع��د اخ��تراع بعض وس��ائل المواص��الت والنق��ل التقليدي��ة المتمثلة في القطارات في تلك الفترة بدال من العربات التي ك��انت تجره��ا

الحيوانات . وقد نتج عن هذه االختراعات تط��ور المدين��ة في ش��كل نجم��ة البح��ر ، حيث-

ك��انت ه��ذه الظ��اهرة منتش��رة في كث��ير من الم��دن الغربي��ة قب��ل اخ��تراعالسيارة وسيلة للمواصالت .

وب��ذلك ك��انت تب��نى المس��اكن بعي��دا عن مرك��ز المدين��ة حيث ك��ان يتم ملء-الفراغ بين أذرع هذه النجمة البحرية بالمباني .

ومن ثم تتجم��ع ه��ذه المب��اني عن��د محط��ات القط��ارات البعي��دة عن مرك��ز-المدينة.

28

Page 29: محتوى علم الاجتماع الحضري

كما يالحظ أن مباني المدن في السابق كانت مكدسة بج��وار بعض��ها البعض- وهي مب��اني أرض��ية أو مب��اني من أدوار مح��دودة وش��وارعها ض��يقة وغ��ير

مرصوفة وغير منتظمة . بيد أن الحالة تغيرت كث��يرا بع��د تحس��ن وس��ائل المواص��الت الحديث��ة ، فق��د-

استطاع بعض السكان بن��اء من��ازلهم في أط��راف المدين��ة وخاص��ة الطبق��ة الغنية الذين يملكون وسائل النقل الخاصة ، ف��زاد حجم بعض الم��دن وزادت

كثافتها السكانية . أما المباني القديمة التي كانت وسط المدين��ة فق��د س��كن بعض��ها الفق��راء-

والمحتاجون نظرا لرخص قيمة إيجارها . كما أن بعض الحكومات قامت بهدمها لتقوم على أنقاضها المكاتب اإلداري��ة-

أو المباني الجديدة أو الحدائق العامة بعد أن طبق على هذه المناطق برامجالتخطيط العمراني الجديد .

:. نظرية المنطقة المركزيةب. ظهرت هذه النظرية على يد عالم االجتماع )برجس( بع��د الح��رب العالمي��ة األولى-

حيث يرى أن المدين��ة تتوس��ع في ش��كل حلق��ات ح��ول المرك��ز األساس��ي وس��ط المدينة تتكون على شكل دوائر، ويظهر في هذا النموذج ست دوائر وقد تزيد عن

ذلك . :. ويمكن توضيح هذه المناطق على النحو التالي-

:. منطقة رجال األعمال المركزية.1 وهذا المركز هو بؤرة الحياة التجارية للمدينة التي يوجد فيها النش��اط التج��اري

حيث توجد وسط المدينة وتوجد فيها المحالت التجارية الكبرى .

:. منطقة تجارة الجملة والصناعات البسيطة )المنطقة االنتقالية(.2 ويوجد بهذه المنطقة مركز الخدمات للمواصالت العامة مثل :. السكك الحديدية

والصناعات الخفيفة الملتصقة بالمراكز التجارية في مركز المدينة . كما أنها تعتبر منطقة سكنية متداعية ، ويوجد بها غرف ص�غيرة كم�ا يوج�د به�ا الخرائب والبيوت القذرة القديم��ة ال��تي يس��كنها الفق��راء والمتس��ولون . وهي

مناطق الفقراء والمرضى . كم�ا توج�د به�ا العم�ارات القديم�ة اآليل�ة للس�قوط ال�تي يس�كنها المه�اجرون

والفقراء . وتوجد هذه الح��االت في مدين��ة ش��يكاغو ال��تي ق��ام بدراس��تها )ب��رجس( وعمم

نتائج دراسته على بقية المدن المماثلة .

:. المنطقة السكنية للعمال )الطبقة الدنيا(.3 وهي المنطقة التي يسكن فيها عمال الصناعة اله��اربون من المنطق��ة الثاني��ة

)منطقة االنتقال( الذين يرغبون في السكن بالقرب من أماكن عملهم . وتعتبر اإلقامة فيه�ا أفض�ل من المنطق�ة الثاني�ة. أض�ف إلى ذل�ك ، يوج�د به�ا الجيل الثاني من المهاجرين الشباب الطموحين ، كما توجد به��ا من��ازل أفض��ل تتك��ون من أربع��ة أو خمس��ة أدوار . ولكنه��ا تعت��بر من��اطق مزدحم��ة حيث يقيم

سكان الطبقة الدنيا من السكان.

:. منطقة الطبقة الوسطى.4

29

Page 30: محتوى علم الاجتماع الحضري

وهي المنطقة السكنية التي توج��د فيه��ا مس��اكن أفض��ل من المنطق��ة الثالث��ة ويوجد بها بعض العمارات والشقق المتوسطة من حيث الحجم المناسب إلقامة

أسرة واحدة من الطبقات الوسطى للمجتمع . كما توجد به��ذه المنطق��ة بعض األس��واق وأم��اكن لقض��اء أوق��ات الف��راغ مث��ل

المالهي والمقاهي والمتنزهات العامة .

:. منطقة سكن الطبقات العليا.5 وهي المنطقة الس��كنية ال��تي يقيم به��ا أبن��اء الطبق��ة العلي��ا في المجتم��ع من أصحاب المهن اإلدارية ورجال األعمال وهي تضم مساكن أفض��ل من المن��اطق األخرى ، كما أن الشقق فيها تعت��بر كب��يرة الحجم وتناس��ب الوض��ع االقتص��ادي الجيد الذي يتمتع به األشخاص المقيمون في ه��ذه المنطق��ة من أبن��اء الطبق��ة

العليا في المجتمع .

:. منطقة السفر اليومي والضواحي.6 كما تسمى أيض�ا ض�واحي المدين�ة وتق�ع خ�ارج ح�دود المدين�ة وتض�م ال�دارات الكبيرة والمنازل الرحبة والشقق الفارهة والفنادق المستخدمة لغرض الس��كن وهي تسمى أيضا منطق�ة الس�كان ال�ذين يقوم�ون ب�رحالت يومي�ة إلى أم�اكن أعمالهم .وقد الحظ )برجس( أن نسبة الس��كان ال��ذين يملك��ون ال��بيوت تتزاي��د كلما ابتعدنا عن مركز المدينة . كما أن نسبة التشرد وجنوح األحداث ت��تركز في

وسط المدينة وتقل كلما ابتعدنا عن المركز . ومن جهة أخ��رى يالح��ظ أن ال��دوائر المركزي��ة للمدين��ة م��ازالت موج��ودة ح��تى الوقت الحاضر في كثير من مدن الدول النامية ، حيث أن الضغط السكاني في وسط المدينة يؤدي إلى توسعها على حساب المنطقة التي تليها . أما إذا كانت هناك بعض العوائق الطبيعية في أحد االتجاهات ، مثل :. وجود البحار أو األنهار

أو الجبال، فإن المدينة في هذه الحالة تأخذ شكل أنصاف دوائر . :. نظريات القطاعاتت.

قال بهذه النظرية العالم األمريكي )ه��وايت( حيث توص��ل له��ا بع��د أن ق��ام-( مدينة أمريكية في أواخر الثالثينيات من القرن العشرين .142بدراسة )

وهذه النظرية تعت��بر تط��ويرا وتع��ديال لنظري��ة )ب��رجس( ال��ذي ق��ال بتط��ور-المدينة في قطاعات دائرية .

وجاءت بعد اكتشاف السيارة وسيلة للمواصالت حيث لم تعد القط��ارات هي-الوسيلة الوحيدة لالنتقال .

وبذلك اعتقد )هوايت( أن نموذج )برجس( لم يعد مناسبا من الناحية العملية-لتطور وزيادة حجم المدينة في قطاعات دائرية .

وتتلخص ه��ذه النظري��ة في أن المدين��ة تنقس��م إلى قطاع��ات محوري��ة ال-حلقات دائرية .

كما الحظ في أثناء دراسته لعينة من الم��دن األمريكي��ة في تل��ك الف��ترة أن-السكان يتجهون في انتقالهم في محاور محدودة كلما نمت المدينة .

وبذلك فإن منطقة سكن األغني��اء ال تغطي حلق��ة بأكمله��ا داخ��ل المدين��ة ،-وإنما تغطي فقط جزءا من هذه الحلقة .

كما يحدث الشيء نفسه في القطاعات األخرى من المدينة .- ويالحظ أن سكان القطاع ينتقلون إلى خارج المدينة كلما كبرت وتط�ورت ،-

كما الحظ أيضا أنه كلما ينتقل بعض السكان إلى األطراف الخارجية للمدينة ف��إنهم ينقل��ون معهم أيض��ا بعض المؤسس��ات الخدمي��ة مث��ل :. المحالت

التجارية ومحالت بيع الخضروات والصيدليات وغيرها .كما قسم )هوايت( المدينة إلى عدة قطاعات .-

فالقطاع األول :. يشمل المنطقة التجارية ورجال األعم�ال وهي توج�د فيمركز المدينة .

وفي المنطقة الثانية :. يوجد تجار الجملة والصناعات البسيطة .

30

Page 31: محتوى علم الاجتماع الحضري

أم��ا المنطق��ة الس��كنية فقس��مها إلى ثالث��ة قطاع��ات حس��ب ن��وع الطبق��ة-االجتماعية في المجتمع .

:. نظريات النويات المتعددةث. ظهرت هذه النظرية في منتصف األربعينيات من القرن العشرين وقد نادى-

بها العالمان )هاريس وأولمان( وذلك بعد أن ظهرت المدين��ة الص��ناعية إلىحيز الوجود وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية .

وقد ت�بين لهم�ا أن المدين�ة تتم�يز بوج�ود ع�دة نوي�ات منفص�ل بعض�ها عن-بعض ، ويمكن أن تظهر حول كل منها أنشطة مختلفة .

كما الحظا أن كل مدينة قد تختلف عن غيرها في أنواع مراكزها وعددها .- وب��ذلك يمكن أن توج��د في المدين��ة الواح��دة نوي��ة لتج��ارة الجمل��ة ونوي��ة-

للص��ناعات الخفيف��ة ونوي��ة للص��ناعات الثقيل��ة تك��ون غالب��ا في أط��رافالمدينة .

كم��ا يالح��ظ أن المن��اطق الس��كنية تت��وزع ح��ول ه��ذه النوي��ات وك��ل طبق��ة- اجتماعية سواء ك��انت فق��يرة أم غني��ة تت��وزع ح��ول الحي ال��ذي يعم��ل في��ه

السكان حسب مستواهم االقتصادي واالجتماعي .

وحيث أن كل مدينة تختلف عن األخرى في أنواع مراكزها وعددها فإن ذلك- :. يرجع لألسباب التالية

تحتاج بعض نواحي النشاط االقتصادي في المدين��ة إلى تس��هيالت خاص��ة.1 حيث أن المنطقة التجارية تنشأ عادة في المراكز التي ت��ؤمن أك��بر ع��دد

من الناس مثل :. الميناء الذي ينشأ بجوار البحر والحي الصناعي الذي ينش��أ بج��وار النه��ر،

وهكذا بالنسبة لبقية أحياء المدينة .

تس��تفيد بعض ن�واحي النش��اط االقتص�ادي من وجوده�ا في مك�ان واح�د.2حيث أن تجمع تجار التجزئة مثال :.

في حي واح��د يفي��دهم جميع��ا ألن��ه يس��هل على العمالء عملي��ة الش��راءوالبيع والمعامالت التجارية .

31

Page 32: محتوى علم الاجتماع الحضري

تنف��ر بعض الطبق��ات االجتماعي��ة من اإلقام��ة بج��وار بعض األنش���طة.3االقتصادية في المدينة .

فالطبقة الغنية مثال تنفر من اإلقامة بجوار المنطق��ة الص��ناعية وتفض��لاالبتعاد عنها .

ال تتحمل بعض ن��واحي النش��اط في المدين��ة من تحم��ل عبء األرض ذات.4القيمة المرتفعة وسط المدينة .

فتج��ار الجمل��ة مثال يبتع��دون عن وس��ط المدين��ة ألنهم يحت��اجون إلىمساحات كبيرة لتخزين بضائعهم .

المحاضرة الحادية عشرالتخطيط الحضري

مقدمة.: يعتبر التخطيط الحضري أو كما يسميه البعض بتخطيط الم��دن أح��د العل��وم-

الحديث��ة ال��تي اس��تعملها علم��اء االجتم��اع الحض��ري وعلم��اء الجغرافي��ا فيالعصر الحديث .

وقد ظهرت بوادر تخطيط المدن منذ أن عاش اإلنسان في المدين��ة ح��والي- خمسة آالف سنة قبل الميالد. وقد لوحظ وجود بعض معالم تخطيط الم��دن

في مصر الفرعونية وكذلك في بالد اإلغريق وبالد الرومان . كما لوحظ وج��ود تخطي��ط م��دن أيض��ا في العص��ور الوس��طى. غ��ير أن ه��ذا-

التخطيط كان عشوائيا ولم يكن منظما كما هو معروف في العصور الحديثة.

ولم يبدأ التخطيط المنظم بصورة جيدة إال بعد ظهور الث��ورة الص��ناعية في-أوروبا وخاصة في بداية القرن التاسع عشر .

ثم أصبح أكثر نضوجا في بداية القرن العشرين. وتمثل تخطيط المدينة في- ذلك الوقت في تزوي��د الم��دن الحديث��ة ببعض المتنزه��ات العام��ة وتخص��يص

أماكن للمالعب الرياضية والنوادي االجتماعية . كم��ا تم رص��ف ش��وارع المدين��ة وإع��داد ط��رق مناس��بة لحرك��ة الس��يارات-

والقط��ارات وتحدي��د أم��اكن خاص��ة للس��كن وأخ��رى لنش��اط التج��ار وثالث��ةللنشاط الحرفي والصناعي .

تعريف التخطيط.: التخطيط الحضري يعتبر جزءا من التخطيط الشامل للمجتم��ع . ويقص��د ب��ه-

األساليب أو الط��رق أو اإلج��راءات ال��تي يتخ��ذها المخط��ط لتحوي��ل الحال��ة الموج��ودة إلى ص��ورة أفض��ل مم��ا ك��انت علي��ه في الس��ابق . وه��ذا يتطلب

دراسة الحاضر وفهمه والتنبؤ بالمستقبل . 32

Page 33: محتوى علم الاجتماع الحضري

ويقصد بتخطيط المدينة :. فهم واقع المدينة ومحاولة تطويره��ا وتنظيمه��ا- ليظهر بصورة أفضل ، حيث أن المدينة ليست فقط كيانا فكري��ا يتك��ون من المباني والطرق والمرافق العامة ولكن يشمل أيضا المؤسسات االجتماعية

والتعليمية والثقافية والتجارية والصناعية . وهذا يؤدي بدوره إلى جعل المدينة بيئة حضرية مناس��بة ح��تى ي��زاول فيه��ا-

اإلنسان نشاطاته االقتصادية واالجتماعية والثقافية في مؤسسات متطورة.

ومن المع��روف أن التخطي��ط ال يش��مل فق��ط المن��اطق واألحي��اء داخ��ل-المدينة ، بل يشمل أيضا األقاليم المجاورة .

وبذلك تحول تخطيط المدينة إلى ما يطل��ق علي��ه حالي��ا التخطي��ط اإلقليمي- للم��دن ، حيث يالح��ظ أن جمي��ع الم��دن ب��دون اس��تثناء تعتم��د على الق��رى والمن���اطق المج���اورة إلش���باع احتياجاته���ا من مص���ادر الغ���ذاء واللح���وم

والخضروات وغيرها . فالعالقة قائمة ومتبادلة بين المدن واألقاليم المجاورة لها في جمي��ع م��دن-

العالم .وهناك عدة تعريفات للتخطيط الحضري يحددها البعض على النحو التالي :.- يقصد به اإلستراتيجية التي تتبعها الجهات المسئولة في الدول��ة عن اتخ��اذ.1

القرارات لتنمية وتوجيه البيئات الحضرية الجديدة وضبط نموها وتوسعها . يقصد به السعي إلنجاز األهداف االجتماعية واالقتصادية المرتبط��ة بالبيئ��ة.2

التنموية للمجتمع مثل :. رصف الشوارع - وإيج��اد المراف��ق العام��ة والمتنزه��ات الض��رورية لس��كان

المدينة . يقصد ب��ه تط��بيق األس��اليب العلمي��ة في وض��ع السياس��ة التنموي��ة للدول��ة.3

موضع التنفيذ، وذلك من خالل نشاطات إدارات التخطيط في المجتمع . التخطي��ط ه��و أح��د مس��ئوليات الدول��ة من خالل الس��لطات المحلي��ة في.4

األقاليم المختلفة ، وهو بذلك يعتبر وظيف��ة حكومي��ة تعم��ل على التوفي��ق بين الفعالي���ات ال���تي تمارس���ها الس���لطة العلي���ا في المجتم���ع للتنظيم والتك��وين للمب��اني الس��كنية والم��دارس والمواص��الت والمراك��ز الخدمي��ة

المختلفة في كل مدينة . ومن جهة أخرى فإن التخطيط السليم يجب أن تتكامل في��ه القيم الجمالي��ة-

والفوائد االقتصادية ومراعاة الظروف االجتماعية للسكان مع تضافر جه��ود المهندسين المعماريين وعلماء االقتصاد واالجتماع والجغرافيا والبيئة وذلك من أج��ل اس��تعماالت األرض بطريق��ة اقتص��ادية ومفي��دة ومراع��اة ت��وافر

المساحات الخضراء والميادين العامة والمناطق الخدمية . وهناك مجموع��ة من الص��فات والتص��ورات األساس��ية العام��ة ال��تي يجب أن-

تتوفر في التخطيط الحضري، يحددها البعض كالتالي :. يجب أن يشتمل التخطيط الحض�ري على مق�اييس كيفي��ة وكمي��ة يتم على.1

أساسها تخطيط المدينة . يجب أن يحصل التخطيط الحضري على دعم الدول��ة وجه��ات ص��نع الق��رار.2

حتى يجد التأييد ومن ثم إمكانية التنفيذ . يجب أن يعمل التخطيط على الت��وازن بين تص��ورات الجه��ات اإلداري��ة في.3

الدولة والعوامل األخرى التي تؤثر في المجتمع . يجب أن يتض��من التخطي��ط الحض��ري ش��روط ال��ذوق والجم��ال الف��ني.4

والوظيفة المالئمة ألفراد المجتمع في أي مدينة . يجب أن يعكس التخطي����ط القيم االجتماعي����ة واألخالقي����ة والجمالي����ة.5

واالقتصادية في المجتمع . يجب أن يعكس التخطي��ط الحض��ري نزع��ة تجريدي��ة توف��ق بين الماض��ي.6

والحاضر واحتياجات المستقبل في المدينة موضع التخطيط الحضري .33

Page 34: محتوى علم الاجتماع الحضري

يجب أن يتض�من التخطي�ط الحض�ري قواع�د وأسس��ا واض�حة الس�تعماالت.7األراضي واالنتفاع بها في البيئة الحضرية .

ومن جهة أخرى فإن التخطيط الحضري يعالج القضايا التالية :.- معالج��ة الج��وانب المرتبط��ة بتقس��يم األرض ألغ��راض الس��كن أو إقام��ة.1

الخدمات والمرافق العامة وهو ما يسمى بالتخطيط لتطوير الحي السكنيداخل المدينة.

معالج��ة القض��ايا المتعلق��ة بتنظيم الخ��دمات االجتماعي��ة وتق��ديم المن��افع.2المختلفة للسكان في الحي السكني في المدينة.

معالج��ة مس��ألة تنمي��ة الم��وارد الذاتي��ة للمدين��ة ويقص��د ب��ذلك تخطي��ط.3المشروعات االقتصادية واالجتماعية.

أهداف التخطيط.: التناسب بين عدد سكان المدينة وحجمها ومساحتها الجغرافية ..1 التناسب بين حجم الس�كان ووظيف�ة المدين�ة ال�تي تق�وم بتحقي�ق أنم�اط.2

االتصاالت .التناسب بين إمكانيات اإلطار البيئي وحجمها السكاني ..3 تنظيم العالق��ة بين المس��اكن والش��وارع والمن��اطق الص��ناعية والخ��دمات.4

العامة . إمكانية اإلبقاء على المتنزه��ات العام��ة والمن��اطق المكش��وفة في األحي��اء.5

السكنية . فصل المن��اطق الس��كنية عن المن��اطق الص��ناعية لتقلي��ل نس��بة الضوض��اء.6

والتلوث . تجميل المدينة عن طري�ق اتخ�اذ إج�راءات مناس�بة لتوحي�د ش�كل المب�اني.7

ولونها وطريقة البناء . تخص��يص أم��اكن لألس��واق ومحط��ات الس��يارات والمس��تودعات والمخ��ازن.8

الضرورية للمدينة .

إشكال تخطيط المدن.: يعتبر الموقع الجغرافي والظروف البيئية للمدين��ة أح��د العوام��ل األساس��ية-

التي تحدد شكل التخطيط الحضري ونوعه . كما أن نوع المدينة المطلوب التخطيط لها يؤثر في شكل التخطي��ط ، حيث-

أن تخطيط المدن السياحية يختلف عن تخطيط الم��دن الص��ناعية أو الم��دن السكنية أو المدن العلمية . وبذلك فإن شكل الخطة يختلف باختالف الهدف

منها وباختالف طبيعة المدينة . والتخطيط الحض��ري للمدين��ة يعت��بر من واجب��ات األجه��زة المحلي��ة ويتطلب-

نوع��ا من التخطي��ط لتحدي��د من��اطق وج��ود المواص��الت والمراك��ز الخدمي��ة،واألحياء السكنية والمراكز التجارية في المدينة .

إن الكثافة السكانية العالية التي أصبحت تع��اني منه��ا بعض الم��دن ش��جعت- المسئولين في ه��ذه الم��دن على تط��وير أس��اليب اس��تعمال األرض لغ��رض البناء مع مرور ال��زمن والتق��دم الحض��ري وذل��ك الس��تغالل األرض بطريق��ة34

Page 35: محتوى علم الاجتماع الحضري

اقتصادية مناس��بة وخاص��ة عن��دما تك��ون األراض��ي المخصص��ة لغ��رض البن��اءوالخدمات محدودة .

وهناك بعض الشروط العامة التي ترتبط بتخطيط األراض��ي لغ��رض الس��كن- وال��تي يجب أن توض��ع في االعتب��ار قب��ل التخطي��ط الحض��ري للمدين��ة .

ويحددها البعض على النحو التالي :. فهم طبيعة الجماعة وتكوينه��ا ال��تي يخط��ط له��ا المش��روع وتف��ادي بعض.1

أشكال عدم التكيف الذي قد يحدث نتيج�ة تنفي�ذ المش��روع خاص�ة إذا ك�انيتعارض مع عاداتهم وتقاليدهم أو يبعد عنهم أقرباءهم .

االهتم��ام ببعض المواص��فات الفني��ة والهندس��ية والخدمي��ة في المش��روع.2 السكني مثل توفير محطات وقوف السيارات أو القط��ارات وس��احات لعب األطف��ال والمتنزه��ات العام��ة وتوف��ير مؤسس��ات خدمي��ة لجمي��ع األحي��اء

السكنية مثل :. الم��دارس - والعي��ادات الص��حية - والخ��دمات العام��ة مث��ل :. المص��ارف -

واألسواق التجارية . على الرغم من ع��دم وج��ود ال��بيوت المتنقل��ة بص��ورة كب��يرة في األقط��ار.3

العربية، إال أنها متوفرة في الدول الغربية . حيث يتم تخص��يص قط��ع أراض��ي في بعض أحي��اء المدين��ة ويتم تزوي��دها بالكهرباء والمياه ثم تحدد فيها مساحات صغيرة للبيوت المتنقلة لتأجيره��ا

ألصحاب هذه البيوت المتنقلة . وهذا يساعد على حل جزء من مشاكل اإلسكان التي تعاني منه��ا كث��ير من المدن الكبيرة في العالم، حيث يمكن أن يستخدمها بعض الش��باب واألس��ر

حديثة التكوين والمتقاعدون أو السواح على أساس سكن مؤقت . ض��رورة تنمي��ة المن��اطق الس��ياحية في الحي الس��كني مث��ل إيج��اد ق��رى.4

س���ياحية على ش���اطئ البح���ر أو في المن���اطق الجبلي���ة أو المن���اطقالصحراوية .

حيث أن الحي السكني يتم النظر إليه كأنه مدينة صغيرة ، فيجب أن يتمت��ع.5 بجميع مقومات الحياة االجتماعية واالقتصادية من حيث الطرق والخ��دمات العامة مع تقدير الزي��ادات المتوقع��ة في ع��دد الس��كان في الحي الس��كني

لتوفير االحتياجات المطلوبة . ضرورة توزيع المدارس االبتدائية وري��اض األطف��ال على األحي��اء الس��كنية.6

بطريق��ة تس��اعد األطف��ال على الوص��ول إلى مدارس��هم بيس��ر وس��هولةوكذلك في مراحل التعليم األخرى .

المحاضرة الثانية عشرنظريات التخطيط الحضري

نظريات التخطيط الحضري.: تختلف وجهات نظر العلماء بشأن نظريات التخطيط الحضري-

فبعضهم يهتم بالجوانب المادية .35

Page 36: محتوى علم الاجتماع الحضري

وفريق آخر يهتم بالجوانب االقتصادية واالجتماعية .وفريق ثالث يهتم بالجوانب البيئية وااليكولوجية .

ولكن الجميع يتفق��ون على أن تك��ون الخط��ة الحض��رية مبني��ة على أه��داف- واضحة المع�الم بس��يطة التنفي�ذ س�هلة التط�بيق، وفيه�ا ن�وع من المرون�ة لتسهيل عملية التط��بيق وأن يس��تفيد المخطط��ون من المص��ادر المت��وفرة

إلى أقصى حد ممكن .

أوال :. النظرية السكانية.: تركز هذه النظرية على الحجم األمثل للسكان في أي مدينة .- وتتلخص ه��ذه النظري��ة في أن ك��ل دول��ة من دول الع��الم أو أي مدين��ة من-

الم��دن المختلف��ة الب��د له��ا من ع��دد مناس��ب من الس��كان يناس��ب حجمه��اوإمكانياتها االقتصادية لكي تستثمره بطريقة مثالية .

فإذا نقص عدد السكان عن هذا الحد المف��ترض ، بش��كل كب��ير ، أو زاد عن��ه- زيادة مفرطة ، مع افتراض بقاء الموارد االقتص��ادية ثابت��ة ، يعيش الس��كان

في حالة سيئة وحياة غير مستقرة .

ثانيا :. النظرية االقتصادية.: وتسمى هذه النظرية أيضا نظرية تقسيم العمل . وملخص هذه النظرية ه��و-

افتراض أن اإلنسان كائن عقالني ويعمل دائم�ا لتحقي�ق غاي�ات اقتص�ادية ،تتمثل في تحقيق أقصى عائد أو ربح مادي .

وأصحابها يعتقدون أن��ه على اإلنس��ان أن يخط��ط لمدين��ة المس��تقبل طبق��ا- لبدائل اقتصادية استثمارية مختلفة ثم يختار من بينها الب��ديل األمث��ل ال��ذي

يحقق له أكبر رفاهية اقتصادية ممكنة .كما يطلق عليها أيضا نظرية اإلنسان االقتصادي .- كما تشمل أيضا نظرية التخصص الحضري ويعتقد أصحاب ه��ذه النظري��ة أن-

المدينة تمثل وحدة اقتصادية وتؤدي دورا مهما في البناء االجتم��اعي الع��ام للدولة ، وبناء على ذلك تخطط مثل ه��ذه الم��دن للقي��ام ب��دور اقتص��ادي أو

مهني معين .أما األدوار األخرى فهي تعتبر أدوارا ثانوية .

وطبقا لهذه النظرية يمكن تقسيم المدينة إلى عدة أنواع حيث يمكن إنش��اء- مدن منتجة وأخرى مستهلكة ومدن لغرض التصدير واالستيراد وم��دن مالي��ة

ومدن حربية ومدن سياسية .... الخ .

ثالثا :. النظريات الجغرافية.: :.وتنقسم بدورها إلى عدة نظريات أهمها- :.نظرية تفاعل اإلنسان مع الموقع الجغرافي.1 ينظر بعض العلماء إلى المدينة على أنها خالصة تفاعل اإلنس��ان م��ع البيئ��ة-

أو الموقع الجغ��رافي ال��ذي يمكن أن ينتف��ع بوض��عه الط��بيعي وإيج��اد بيئ��ةحضرية تتفق مع أهدافه ورغباته .

36

Page 37: محتوى علم الاجتماع الحضري

كما تهتم هذه النظرية بقضية العمران البشري وتهتم بتأثير ذلك على نشأة-المدينة وتطورها .

كم��ا تهتم بمش��كلة اإلس��كان الحض��ري وحرك��ة الم��رور وتوف��ير الخ��دمات-األساسية لسكان المدينة .

كما تح��اول أن تج��د الحل��ول لبعض المش��اكل والعقب��ات ال��تي تع��ترض نم��و-وتطور المجتمعات العمرانية الحضرية .

:.نظرية )والتر كريستالر(.2ويطلق عليها نظرية النظام السداسي أو نظرية األماكن المتباعدة .- والمدن حسب رأيه تتوزع بأشكال سداس��ية، ولك��ل مدين��ة منطق��ة تكميلي��ة-

تابعة لها تتخذ أشكاال سداسية .والمدينة تقع وسط هذه النقطة السداسية .- وتأتي أهمية ظهور المدينة على أس��اس مرك��ز لتق��ديم الخ��دمات للمنطق��ة-

المحيطة بها. كما رتب المراكز في سبع م��راتب تبت��دئ بالعاص��مة بوص��فها أكبر مدينة ، وتنتهي بالقري��ة الص��غيرة باعتباره��ا أص��غر تجم��ع س��كاني في

الدولة .وتتدرج أحجام المراكز بعضها عن بعض بنسب ثابتة .- كما تتباعد المس��افات بين المراك��ز بنس��ب ثابت��ة تق��در على أس��اس الج��ذر-

.3التربيعي للرقم وبذلك يظهر من استنتاجات نظري��ة )كريس��تالر( أن هن��اك قواع��د وق��وانين-

ثابتة تحكم توزيعات المدن وتحديد أعدادها وأحجامها . غير أنه يالحظ أن هذه النظرية تعت��بر نظري��ة مثالي��ة، وين��در تطبيقه��ا على-

الواقع إال في مناطق محدودة من العالم .

:.نظرية الخطة الشبكية أو خطة الزاوية القائمة.3 تم استعمال هذا الن�وع من التخطي�ط من�ذ زمن اإلغري�ق والروم�ان وك�ذلك-

أيام حضارات وادي النيل ومنطقة الرافدين في الهالل الخصيب . وتقوم فكرته على مد شوارع طولي��ة وعرض��ية يتعام��د بعض��ها على البعض،-

:.وهي تشبه لوح الشطرنج ومن خصائصها سهولة وض��ع الخط��ة للمدين��ة إذ أنه��ا تق��وم على م��د ش��ارعين رئيس��يينأ.

أح��دهما ط��ولي واآلخ��ر عرض��ي بحيث يكون��ان متعام��دين بعض��هما على البعض ، ثم يتم تقس��يم المربع��ات الناجم��ة عنه��ا إلى ش��وارع ص��غيرة

متعامدة . سهولة تقسيم األرض لالستعماالت المختلف��ة بحيث يمكن تقس��يم األرضب.

بسرعة وبدقة كما تكون األشكال الهندسية الناتجة عن ذلك منظمة . تعتبر قطع األرض واألقسام المخططة بهذه الطريق��ة س��هلة االس��تخدامت.

لغرض البناء .يمكن توسيع الخطة بسهولة عندما تمتد المدينة إلى مناطق جديدة .ث.

ويؤخذ على هذا النوع من الخطط أن جغرافية األرض قد ال تس��اعد دائم��ا على إتباعه خاص��ة في الم��دن الجبلي��ة لكنه��ا تالئم الم��دن الموج��ودة في

األراضي المنبسطة والسهول الواسعة . يتبع

:.نظرية الخطة اإلشعاعية.437

Page 38: محتوى علم الاجتماع الحضري

تقوم الفكرة األساسية لهذه النظرية على إنشاء مركز للمدينة يتبلور ح��ول-مقار إدارة الدولة .

ويخ��رج من ه��ذا المرك��ز ش��وارع طويل��ة تمت��د على هيئ��ة أش��عة في ك��ل-االتجاهات .

وق��د أطل��ق على الم��دن ال��تي ك��انت تب��نى على أس��اس ه��ذه الخط��ة م��دن- العظمة ألنها كانت تعكس عظمة الحاكم وق��وة الدول��ة حيث تق��وم المب��اني

والعمارات الضخمة على أعمدة عالية ومناظر جميلة . وكانت معظم مدن القرون الوس��طى تب��نى على ه��ذا المن��وال وخاص��ة في-

القارة األوروبية .

:.نظرية الخطة الشريطية.5 يتم إنشاء المدن وفق هذه النظري��ة على ش��ارع رئيس��ي س��رعان م��ا تنم��و-

حوله وتكبر أجزاء المدينة . وق��د اتب��ع ه��ذا األس��لوب في م��دن الوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة في ف��ترة-

االس�تيطان المبك�ر عن�دما ك�انت تنش��أ نوي�ات الم�دن على ط�ول الش��وارعالرئيسية وتسمى مدن الشارع الرئيسي .

غير أن هذا النوع من التخطي��ط ي��ؤدي إلى نم��و عش��وائي وفوض��وي إذا لم-توضع خطة واضحة ومنظمة .

:.نظرية المدينة المثالية.6م .1593من أمثلتها مدينة )بالمانوفا( اإليطالية التي شيدت عام - وتأخذ المدينة شكل متساوي األضالع محصنا من جميع جوانب��ه بس��ور وقالع-

مراقبة . وتنطلق من مركز المدينة باتجاه األطراف ثالثة شوارع رئيسية تنتهي بثالث-

بوابات للدخول والخروج من المدينة وإليها . كما قسمت المدينة أيضا إلى ستة قطاعات توجد بينها األحياء الرئيسية في-

المدينة .

:.نظرية مدن الحدائق.7 تقوم هذه النظرية على أس��اس ع��دم ت��داخل المن��اطق الس��كنية بالمن��اطق-

الصناعية والتجارية . والهدف من إنشاء مدن الحدائق هو إقامة مناطق س��كنية جدي��دة تم اختي��ار-

مواقعها في من��اطق ريفي��ة بعي��دة عن التل��وث البي��ئي والض��جيج الص��ناعيداخل المدينة .

ويالحظ أن العامل المساعد على انتشار هذا الن��وع من التخطي��ط الحض��ري- هو االعتماد على السيارة كوسيلة للمواصالت ساعدت على سرعة االنتق��ال

من مكان السكن إلى مقر العمل .

38

Page 39: محتوى علم الاجتماع الحضري

رابعا :. النظريات االجتماعية.: وتنقسم إلى عدة نظريات أهمها :.- :.نظرية المدينة األولى والمدينة الثانية.1 الحظ )مارك جفرس�ون( أن�ه في ك�ل دول الع�الم توج�د مدين�ة أولى تك�ون-

عادة أكبر مدينة في الدولة ، وغالبا ما تكون هي العاصمة، وهي أكبر المدن جميعا وأكثرها كثافة سكانية وأنش��طة اقتص��ادية وأفض��لها موقع��ا جغرافي��ا

وأعظمها تأثيرا في حياة الدولة والسكان على حد سواء . كم��ا أن المدين��ة األولى أو العاص��مة تلتهم معظم االس��تثمارات االقتص��ادية-

في الدولة وتمتص معظم القوى العاملة في المجتمع . وهي تعتبر المدينة المسيطرة على الحياة االقتصادية والسياسية والثقافية-

. وتتميز بارتفاع كبير في نسبة االستهالك مقارنة بباقي المدن األخرى ، كما-

تحتكر أهم األنشطة السياسية . كم��ا يوج��د أيض��ا المدين��ة الثاني��ة من حيث حجم الس��كان في معظم ال��دول-

النامية مثل اإلسكندرية في مصر . أما بالنسبة للدول ذات المساحات الشاسعة مثل الوالي��ات المتح��دة والهن��د-

والصين، فيالحظ وجود أكثر من مدينة كبيرة فيها . وقد يصل عدد سكان ك��ل مدين��ة إلى ع��دة ماليين ، حيث تعت��بر ه��ذه الم��دن-

عواصم للمقاطعات أو الواليات في الحكومة الفيدرالية .

:.نظرية )برجس(.2 قسم )برجس( مدين��ة ش��يكاغو إلى ع��دة من��اطق على ش��كل حلق��ات ح��ول-

المركز األساسي للمدينة :. بحيث تكون المنطقة األولى هي المنطقة التجاري��ة وتق��ع غالب��ا في وس��ط

المدينة . ثم المنطقة االنتقالية التي يوج��د فيه��ا المب��اني القديم��ة ال��تي يقيم فيه��ا

الفقراء وكذلك بعض الصناعات الخفيفة والشركات التجارية .ثم بعض المناطق السكنية للطبقة الوسطى .

ثم تأتي المنطقة االنتقالية الثانية ومنطقة التوسع العمرانيوفي األخير توجد منطقة الضواحي حيث تسكن العائالت الغنية .

:.نظرية )هومر هوايت(.3 وفي هذه النظرية يق��ترح )ه��وايت( أن المدين��ة تنم��و على ش��كل قطاع��ات-

ابتداء من المنطقة المركزية على طول المواصالت الرئيسية . كم��ا يعتق��د أن س��كان الطبق��ة الغني��ة يس��كنون في المن��اطق المرتفع��ة أو-

بالقرب من البحر ، بينما تسكن الطبقات الفقيرة في المناطق القريبة من وسط المدينة أو التي تقع بالقرب من وسط المدينة أو ال��تي تق��ع ب��القرب

من المصانع . كما وجد أن المناطق الس��كنية تمي��ل إلى االنتش��ار كلم�ا ابتع��دنا عن وس�ط-

المدينة .

:.النظرية السلوكية.4 يالحظ أن غياب البعد السلوكي لتخطيط المدينة يعتبر أحد عيوب النظري��ات-

السابقة حيث أن تخطيط المدن يعتم��د على تص��ورات المنظم��ات الرس��ميةالتي كانت تتبنى أهداف الخطط الموضوعة حسب المواصفات .

39

Page 40: محتوى علم الاجتماع الحضري

وتعتمد هذه النظرية على مفهوم الس��لوك اإلنس��اني العقالني الق��ائم على- نظ��رة اقتص��ادية ه��دفها تحقي��ق األرب��اح والعوائ��د على الف��رد من الناحي��ة

النفسية . ويجب أيضا مراعاة العوامل االجتماعية والسلوكية والثقافي��ة عن��د تخطي��ط-

المدن الحديثة وليس فقط االعتبارات المادية . وه��ذا أدى إلى ظه��ور النظري��ة الس��لوكية واالجتماعي��ة ال��تي تس��عى إلى-

التوازن بين الفوائد االقتصادية والمنافع االجتماعية ، حيث يتفاعل اإلنسانمع محيطه الحيوي مع األخذ في االعتبار مشكالت البيئة المحيطة .

المحاضرة الثالثة عشرالتخطيط الحضري وتحديات المستقبل

طبيعة التخطيط الحضري.: يبدأ التخطيط غالبا بتكوين صورة حقيقية لواقع المدينة بك�ل أبع�اده ، وفي-

كل األحوال يحتاج المخط��ط إلى مجموع��ة من الخرائ��ط والرس��وم البياني��ة والمعلوم�ات العام�ة عن المدين��ة لمعرف�ة موق�ع المنطق�ة بص�فة عام�ة ثم موق�ع المن�اطق الس�كنية والط�رق الرئيس�ية والمراف�ق العام�ة واس�تخدام

األرض بصفة عامة . مع ضرورة ربط المدينة بالبيئة المحيطة . ويعتبر المسح الجغرافي من أهم العمليات السابقة لوضع الخطة المناس��بة-

حيث أن التخطيط يهدف إلى إشباع حاجات السكان . كما أن استخدام األرض قد يتغير لمواجهة الطرق الحديث��ة وظ��روف الحي��اة-

المتغيرة . ويمكن القول أن طبيعة تخطيط المدينة يتطلب االهتمام بكثير من الجوانب-

يحددها البعض على النحو التالي :.دراسة النواحي الطبيعية ..1دراسة النواحي التاريخية وااليكولوجية ..2دراسة طرق المواصالت ..3دراسة النشاطات الصناعية ..4دراسة السكان ..5دراسة النواحي الهندسية ..6دراسة المناطق المحيطة بالمدينة وخاصة المناطق الزراعية ..7دراسة النواحي اإلدارية والخدمات العامة ..8دراسة المشاكل االجتماعية في المدينة ..9دراسة الشكل العام للمدينة والتخطيط إلظهارها بشكل مناسب ..10دراسة مشكالت التلوث ونظافة األحياء المتخلفة في المدينة ..11

40

Page 41: محتوى علم الاجتماع الحضري

التخطيط الحضري في المدن العربية.: شهدت المدن العربية طف��رة كب��يرة في مج��ال التحض��ر وخاص��ة بع��د نيله��ا-

االستقالل من المستعمر األجنبي وظهور النفط في بعض البل��دان العربي��ة حيث نزح كثير من السكان من البادية واألرياف إلى المدن ، فأص��بحت بعض

المدن تشبه قرية كبيرة . وكان ع�دد س�كان الحض�ر في ال�وطن الع�ربي ال يتع�دى رب�ع الس�كان ع�ام-

، وقدر بأكثر من ثل��ثي1984 ، فوصل إلى حوالي نصف السكان عام 1950 .2000السكان عام

وإذا ما نظرنا إلى النظريات السابقة بش��أن التخطي��ط الحض��ري ، فإن��ه من- الصعب االعتماد على نموذج واحد يصلح لجميع الم��دن العربي��ة حيث يالح��ظ أن لكل مدينة عربية ظروفها الخاصة التي قد تختلف عن غيرها في طريقة

زيادتها وتطورها ونموها . كما أن كل مدينة تعتمد على استعماالت األراض��ي الزراعي��ة وتزح��ف عليه��ا-

في كثير من األحيان . أضف إلى ذلك بعض العوامل االجتماعية واالقتصادية المصاحبة لتط��ور ك��ل-

مدينة . والمدين���ة العربي���ة يجب أن يتم تخطيطه���ا الحض���ري في ض���ؤ ظروفه���ا-

الجغرافية واالجتماعية واالقتصادية بعد االستفادة من تجارب الدول األخرىالمتشابهة في طبيعة البيئة المحيطة والطبيعة البشرية للسكان .

وي��رى البعض أن المدين��ة العربي��ة يجب أن يخط��ط له��ا في ض��ؤ المعطي��ات-التالية :.

المحافظة على الهوية العربية اإلسالمية للمدينة العربية وفي ذلك اع��تزازأ.بالتراث الحضاري والحضري لألمة العربية .

التوازن بين النمو الحضري والنم��و ال��ريفي ، إذ أن ذل��ك أم��ر ج��وهري فيب. المحافظة على ال��ثروة الزراعي��ة ال��تي هي مص��در األمن الغ��ذائي لس��كان

الوطن العربي . العمل على صحة وسالمة البيئة الحضرية العربية من المشاكل االجتماعي��ةت.

ك��االنحراف االجتم��اعي والجريم��ة واألم��راض العقلي��ة والمش��اكل المادي��ةكالتلوث واالزدحام وسؤ الخدمات العامة .

تبني نماذج تخطيطي��ة تأخ�ذ في االعتب��ار إش�باع حاج�ات اإلنس��ان الع��ربيث.المادية والمعنوية بأبسط األساليب في الجهد والوقت والمال.

العمل على تن��وع النم��اذج التخطيطي��ة لم��ا يس��تجيب للظ��روف الجغرافي��ةج.والطبيعية واالقتصادية في الوطن العربي .

وب���ذلك يت���وجب على المهتم بتخطي���ط المدين���ة العربي���ة أن يطل���ع على المشكالت التي تعاني منها هذه المدن وإيجاد الحلول المناسبة مع مقارنة نتائج هذه الحلول مع الواقع واتخاذ السياسات العملي��ة عن��د التنفي��ذ ، كم��ا يتطلب األمر متابع��ة ومراجع��ة السياس��ة التخطيطي��ة للمدين��ة العربي��ة من وقت آلخر للتأكد من مدى مالءمتها لظروف المعيشة وتوافقها مع الواق��ع

المعاش .

41

Page 42: محتوى علم الاجتماع الحضري

التخطيط الحضري وتحديات المستقبل.: المدينة هي أرقى بيئة وجدها اإلنسان لخدمة طموحاته وأهدافه عبر تاريخه-

الطوي��ل ، حيث توج��د فيه��ا الفن��ون والعل��وم وال��بيوت الواس��عة المكيف��ةوالمكتبات العامة ودور الثقافة والمتنزهات والمالهي .

ولكن يوجد فيه��ا أيض��ا المش��اكل االجتماعي��ة والعن��ف والس��رقة واالحتي��ال-والقلق النفسي واالنهيار العصبي .

ولتحاشي كثير من هذه المشاكل لجأ العلماء والمسئولون في المدين��ة إلى-التخطيط الحضري السليم لحل مشاكل المدينة وتوفير احتياجات سكانها .

وم��ع ذل��ك فم��ا زال اإلنس��ان المعاص��ر وخاص��ة في بداي��ة الق��رن الح��ادي- والعش��رين يواج��ه بعض التح��ديات ال��تي من بينه��ا التح��ديات االقتص��ادية

واالجتماعية والديموغرافية والبيئية . :.تحديات اقتصادية واجتماعية.1 لع��ل أك��بر مش��كلة تواج��ه الم��دن في الع��الم الث��الث هي ظ��اهرة التض��خم-

الس��كاني لبعض الم��دن على حس��اب غيره��ا من الم��دن الص��غيرة والق��رى الصغيرة وعجز المدينة عن توفير الخدمات االجتماعية والص��حية والتعليمي��ة واإلس��كانية في ال��وقت ال��ذي ال تنم��و مص��ادرها االقتص��ادية والخدمي��ة

واإلسكانية بنفس السرعة . كما أن هذا يشجع على الهجرة الداخلية وإهمال النشاط الزراعي والرع��وي-

في الريف، وتزداد الحاجة إلى االستيراد من الخارج . والمشكلة األخرى هي استيراد نماذج التحض��ر من الخ��ارج دون دراس��تها أو-

تكيفها مع الظروف البيئية واالجتماعية للمجتمع المحلي . ومن جه��ة أخ��رى فالمدين��ة العربي��ة ت��ؤدي وظ��ائف اس��تهالكية أك��ثر من-

الوظائف اإلنتاجية أو الصناعية . وب���ذلك فإنه���ا تش���كل عبئ���ا على االقتص���اد الوط���ني ، فهي عب���ارة عن-

مستوطنات بشرية يأوي إليها المهاجرون من سكان الري��ف ال��ذين يرغب��ون في الحص��ول على الس��كن األفض��ل والخ��دمات األج��ود ال��تي ال تت��وفر في

الريف .

:.التحديات الديموغرافية.2 المدينة كما يراها علماء الس��كان عب��ارة عن مرك��ز حض��اري يض��م مجموع��ة-

كبيرة من السكان تتركز في منطقة معينة . وشاهد العالم زيادة كبيرة في عدد السكان وصلت إلى ستة مليارات نس��مة-

قبل نهاية القرن العشرين . ملي��ون نس��مة،90وتصل الزيادة السنوية في عدد سكان العالم إلى حوالي -

وبالتالي يزيد سكان العالم بمعدل مليار نسمة كل إحدى عشرة سنة . % من سكان العالم يقيمون في الدول النامي��ة ، كم��ا75ويالحظ أن حوالي -

% من زيادة السكان في العالم تقع في الدول النامية .90أن 42

Page 43: محتوى علم الاجتماع الحضري

%8,3كم��ا يالح��ظ أن نم��و الس��كان في دول الع��الم الث��الث يزي��د بمع��دل -سنويا ، وهو ضعف معدل زيادة السكان في المناطق الريفية.

% من سكان الدول العربية النفطية يقيمون في المدن والمراكز80كما أن -الحضرية .

ويالحظ بصفة عامة أن المدن الكبرى في العالم الثالث عب��ارة عن تجمع��ات- س���كنية تع���د ب���الماليين وتش���كل في ال���وقت نفس���ه تح���ديا للمخططين والسياسيين في الدول النامية . وبذلك يعتق��د البعض أن الص��ورة الحض��رية

لمدن العالم الثالث تتسم بالمظاهر التالية :.معدل نمو حضري سريع ..1هيمنة مدينة أو مدينتين كبيرتين على التجمعات السكانية ..2عدم التوازن بين حجم سكان المدن وسكان الريف ..3استيراد نماذج حضرية جديدة لمدن العالم الثالث ..4وضوح الطابع االستهالكي الخدمي ..5عدم التوازن بين الخدمات االجتماعية ومعدل نمو السكان ..6 تزاي��د المس��افة والف��روق بين الطبق��ات والفئ��ات االجتماعي��ة المكون��ة.7

لمجتمع المدينة . كم��ا يالح��ظ أيض��ا أن م��دن الع��الم الث��الث تع��اني من بعض التح��ديات يمكن-

توضيحها فيما يلي :.نقص التشريعات والنظم واللوائح والحاجة إلى تطويرها ..1 افتقار التخطيط العلمي للمدن وعدم اإلع��داد الس��ليم لمواجه��ة التط��ور.2

الحضاري . قصور أجهزة البلديات عن متابعة تط��ورات العص��ر في مج��االت تخطي��ط.3

المدن وتنظيمها . ع��دم التنس��يق بين قف��زات النم��و الحض��ري ومتطلبات��ه من الخ��دمات.4

االجتماعية .نقص اإلمكانات البشرية المطلوبة أو النقص في تأهيلها ..5النقص في األجهزة واآلالت والمعدات الالزمة لصيانة مرافق المدن ..6قصور اإلمكانات عن تطوير المرافق العامة والتجهيزات األساسية ..7ضعف الموارد المالية المتاحة ..8 ع��دم التنس��يق بين الجه��ات المختلف��ة في تنفي��ذ مش��روعات الخ��دمات.9

االجتماعية .سؤ التنظيم اإلداري في بعض المدن العربية والحاجة إلى تطويره ..10

:.تحديات البيئة والتقنية في المدينة.3 تواج��ه الم��دن بص��فة عام��ة تح��ديات ناتج��ة عن مش��اكل البيئ��ة والتقني��ة-

المتطورة وتختلف هذه التحديات باختالف درج��ة التحض��ر والتط��ور للمدين��ة الحديثة حيث يالحظ أن تحديات المدينة الصناعية تختلف عن تحديات الم��دن النامية فالمدن الصناعية تواجه مشكلة التلوث والضجيج واألمراض العضوية

والنفسية الناتجة عن البيئة الصناعية المتطورة . أما المدن في ال��دول النامي��ة فهي تواج��ه أيض��ا تح��ديات التل��وث والض��جيج-

واألمراض االجتماعية إضافة إلى المشاكل االقتصادية واالجتماعية مثل :.. تضخم السكان. وسؤ الخدمات. ونمو األحياء الفقيرة. والهجرة من الريف إلى المدينة

43

Page 44: محتوى علم الاجتماع الحضري

المحاضرة الرابعة عشراألزمة الحضرية

مقدمة.: ظهرت األزمة الحضرية التي تعاني منها معظم دول الع��الم وخاص��ة ال��دول-

النامية بسبب زيادة عدد المدن في العالم وكبر حجمها بشكل مفرط . وقد ص��احب عملي��ة التحض��ر الزائ��د زي��ادة واض��حة في المش��اكل المختلف��ة-

واألزمات الخانقة التي أصبحت تعاني منها معظم المدن في الدول النامي��ةفي الوقت الحاضر .

وقد نتج عن األزمة الحض��رية مش��اكل اجتماعي��ة واقتص��ادية وبيئي��ة وتزاي��د- واضح في مستويات التل�وث والجريم�ة ونقص المس�اكن وانع�دام الخ�دمات الضرورية مما عرض س�كان الم�دن لألم�راض النفس�ية واالجتماعي�ة بس�بب

عدم القدرة على توفير االحتياجات األساسية .

مشكالت التحضر المفرط.: تعتبر الهجرة من الريف إلى المدينة أحد الظواهر األساسية المالزمة للنم��و-

السكاني العالمي في المراكز الحضرية . وقد أدت هذه الهجرة إلى خلق كثير من المشاكل التي أصبحت تعاني منه��ا-

معظم المدن الحديثة ومنها :. زي��ادة االزدح��ام - وس��ؤ الخ��دمات - ونقص مي��اه الش��رب - وزي��ادة مع��دل

الجريمة . وتع��ني زي��ادة التحض��ر أن بل��دا معين��ا توج��د في��ه نس��بة عالي��ة من الس��كان-

المقيمين في الم��دن مم��ا ي��ؤدي إلى ارتف��اع مع��دل الكثاف��ة الس��كانية في الكيلوم��تر المرب��ع بدرج��ة ت��ؤدي إلى زي��ادة األم��راض العض��وية والنفس��ية

واالجتماعية . والتحضر الزائد يعني أيضا أن سكان مدينة ما يتض��اعفون بدرج��ة ال تتواف��ق-

مع مستوى التقدم االقتصادي ومستوى الخدمات الص��حية والتعليمي��ة ال��تيتعجز المدينة عن توفيرها لهؤالء السكان .

كما يالحظ أن المدينة العاصمة في الدول النامي��ة تك��ون هي األعلى كثاف��ة- سكانية ، واألكثر من حيث عدد السكان إذا م��ا ق��ورنت بالم��دن األخ��رى في

الدولة . وذلك عكس ما يوجد في ال�دول المتقدم�ة، حيث يت�وزع الس�كان على م�دن-

كثيرة بسبب توفير الخدمات في جميع المدن والمناطق مهم��ا ك��انت بعي��دةعن العاصمة السياسية .

44

Page 45: محتوى علم الاجتماع الحضري

ويالحظ أن ثلثي سكان العالم يعيشون في الدول النامية التي يح��دث فيه��ا- أعلى مستويات التحضر حيث يتضاعف فيها عدد س��كان الم��دن الك��برى ك��ل

سنة تقريبا .15 % من الزي��ادة في س��كان الع��الم85كما تشير تق��ديرات األمم المتح��دة أن -

كانت في الدول النامية ، وأن2000 – 1970التي حدثت في الفترة مابين أغلبها حدث في العواصم والمدن الكبرى ، مما يتطلب الحاج��ة الماس��ة إلى توفير مصادر الغذاء وال��دواء والس��كن والتعليم وف��رص العم��ل وغيره��ا من

الخدمات األساسية التي تتطلبها المدينة الحديثة . وتع��اني معظم الم��دن في ال��دول النامي��ة من مش��اكل عويص��ة من بينه��ا-

انخف��اض مس��توى ال��دخل الس��نوي ونقص الط��رق المرص��وفة ووس��ائلالمواصالت وارتفاع نسبة األمية وانخفاض مستوى اإلنتاج .

كما أن أعدادا كبيرة من سكان الريف أصبحوا يتدفقون على الم��دن بأع��داد- كبيرة بحيث لم تستطع هذه المدن استيعابهم وتوفير فرص العمل والمكان المناس��ب لإلقام��ة، ح��تى أن كث��يرا من المه��اجرين ين��امون في م��داخل

العمارات ويعيشون على األسطح . كم��ا أن بعض��هم يقيم��ون في زرائب الحيوان��ات أو في ق��وارب عائم��ة في-

البحار أواألنهار وغيرها من مناطق السكن غير الالئقة .

مشكلة اإلسكان الحضري.: ترتبط قضية السكن بسلسلة متصلة الحلقات من الظ��واهر المتنوع��ة ، من بينه��ا-

مس��توى دخ��ل الف��رد - والتش��ريعات القانوني��ة - وسياس��ة الدول��ة - والنم��طالعمراني - والنواحي الجغرافية - والديموغرافية .

والسكن الجيد يتطلب إمكانيات مالية مناس�بة، كم�ا أن ن�وع الس�كن وموقع�ه ه�و-الذي يحدد الطبقة االجتماعية للمواطن .

وقد أصبح االزدحام السكاني أحد سمات المدينة الحديثة مما يترتب علي��ه الزح��ف- على األراضي الزراعية لغرض البناء بسبب غالء األراضي في المدين��ة مم��ا ش��جع المسئولين في كثير من المدن على التوس��ع الرأس��ي عن طري��ق بن��اء العم��ارات

التي تتكون من عشرات األدوار .

األبعاد االجتماعية للمشكلة اإلسكانية.: تمثل مشكلة اإلسكان في حقيقة األمر مشكلة اقتصادية واجتماعية وثقافي��ة ألن-

األحوال السيئة لإلسكان تؤدي إلى كثير من المشاكل االجتماعية واألخالقية حيثأنها تؤثر مباشرة على األسرة واألطفال والعالقات االجتماعية .

ويؤدي اإلسكان السيئ إلى ظهور كثير من األمراض النفسية واالجتماعية .- كما أن هناك ارتباطا كبيرا بين ارتفاع معدل األم��راض ووفي��ات األطف��ال بس��بب-

السكن السيئ أو التزاحم السكاني . وحيث توجد األحياء الفقيرة والمن��اطق المتخلف��ة تزي��د نس��بة الجريم��ة وانح��راف-

األحداث واالنحراف األخالقي والتشرد وإدمان المخدرات . وتتمث��ل مش��كلة اإلس��كان في ن��درة المس��كن المت��اح والمناس��ب ألف��راد أس��رة-

المواطن أو ارتفاع القيمة اإليجارية للمساكن الصحية بشكل يفوق قدرة األف��رادواألسر في الحصول عليها خاصة ذوي الدخل المنخفض .

وبذلك فهي تمثل مشكلة حضرية وتوجد بصورة خاصة في المدن الكب��يرة. ويمكن-أن نحدد مستويات اإلسكان في أي مجتمع في ضؤ ثالثة متغيرات هي :.

مرحلة التطور االقتصادي للمجتمع بالنسبة لغيره من المجتمعات ..1الموقع اإلقليمي للوحدة السكنية ..2مستوى دخل األسرة ..3

45

Page 46: محتوى علم الاجتماع الحضري

المظاهر االجتماعية لإلسكان.: يالحظ أن بعض الدول التي بها مدن كبيرة الحجم تعمل غالبا على تقليص مساحة-

الوحدة السكنية ، حيث إن بعض الدول عندما تخصص وحدات سكنية للعائالت فقد ال يتعدى ذلك مجرد غرفة واحدة مستقلة تستخدمها األسرة للنوم وتناول الطعام

في الوقت نفسه . كما يالحظ أن حجرات النوم قد تكون مشتركة لجميع أف��راد األس��رة بس��بب ص��غر-

حجم المسكن . وقد لوحظ في اليابان أن مساحة الوحدة الس��كنية المخصص��ة ألس��رة من خمس��ة-

م��ترا .45أفراد من وحدات الهيئة اليابانية لإلس��كان ال تزي��د مس��احتها غالب��ا عن وهذا النوع من المساكن يقيم فيه حوالي نصف سكان طوكيو .

المشكلة اإلسكانية في الدول المتقدمة.: ظهرت مشكلة السكن بصورة خاصة في أوربا بعد الحرب العالمية الثاني��ة بع��د أن-

تهدمت آالف المساكن وعدم صالحية آالف أخرى. كما لوحظ أيضا ارتفاع نسبة الزواج بعد الحرب مباشرة األمر الذي أدى إلى زيادة-

الطلب على ال���بيوت الس���كنية لألس���ر الجدي���دة. وك���انت معظم المس���اكن دونالمستوى المطلوب .

ويالحظ وجود أحياء متخلفة داخل كثير من المدن األمريكية يسكنها الفقراء .- ويتكون معظمها من غرفة واحدة أو غرفتين وتنقص��ها الخ��دمات األساس��ية مث��ل-

الماء والكهرباء والنظافة . وقد بادرت بعض الدول الغربية لوضع بعض الحلول لألزمة الس��كنية فيه��ا. وتمث��ل-

هذا الحل في بناء آالف المنازل والعمارات السكنية لتأجيره��ا بأس��عار مناس��بة أوبيعها مباشرة لموظفيها أو الفقراء .

كذلك تقديم األراضي والقروض السكنية من الميزانية العامة للدولة كما يمكن أن-يتم أيضا عن طريق اإلعفاء الضريبي لمواد البناء .

وإزالة المباني أو األحياء المتخلف��ة، خاص��ة تل��ك ال��تي تق��ع في وس��ط المدين��ة ،- وإع��ادة توزيعه��ا على الش��ركات أو األف��راد لبن��اء وح��دات س��كنية جدي��دة . - كم��ا

ظهرت فكرة إنشاء المدن الجديدة وفق أساليب التخطيط الحضري المنظم .المشكلة اإلسكانية في الدول النامية.: تشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من نصف سكان ال��دول النامي��ة يقيم��ون-

في مس��اكن غ��ير مالئم��ة على كاف��ة المس��تويات ، باإلض��افة إلى نقصالخدمات وانتشار البطالة واألمية وسوء التغذية .... الخ .

كما لوحظ وجود مناطق سكنية متخلفة وفقيرة يقيم فيه��ا ماليين الس��كان- الذين يعيشون في شبه عزلة وفي منازل بنوها بأنفسهم تفتق��ر إلى الح��د

األدنى من الخدمات الضرورية . كما أن المشكلة الس��كنية في معظم م��دن ال��دول النامي��ة تعت��بر من أخط��ر-

عناصر األزمة وأكثرها أهمية . فاإلسكان السيئ والظروف البيئية غير الصالحة من العوامل الرئيسية التي-

تساعد على انخفاض اإلنتاجية وزيادة نسبة األمراض االجتماعية .

مشكلة النقل في المدينة.: على الرغم من أن السيارة التي تعد من العوامل األساسية والمهم��ة للنم��و-

الحضري في فترة سابقة أصبحت اآلن من أهم العوامل التي تسبب الكث��يرمن المشاكل في المناطق الحضرية .

كما أصبحت تهدد حياة سكانها. وتوجد عالقة وثيق��ة بين بني��ة ش��بكة النق��ل-وبين البناء االيكولوجي للمدينة .

كما أن تطور وس�ائل النق�ل ش�جع كث�يرا من المواط�نين على اإلقام�ة في- أطراف المدينة وضواحيها حتى أصبح عدد السيارات يض�اهي ع�دد األس�ر أو

يزيد في بعض مدن العالم المتحضر .

46

Page 47: محتوى علم الاجتماع الحضري

وظهرت مشكلة تخطيط المدن وتص��ميم ش��بكات الط��رق وتوف��ير محط��ات-االنتظار للسيارات بالقرب من مراكز الخدمات .

أبعاد مشكلة النقل في المدينة.: لعل أكبر مشكلة تواجهها المدن المكتظة بالسكان وخاصة تلك الم��دن ال��تي-

يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة هي مشكلة المرور ، وبصفة خاصة ساعة الذروة حيث تتكدس آالف السيارات العام��ة والخاص��ة وبص��ورة واض��حة في مناطق األعمال المركزية والمصانع والجامعات وعند مواقع التقاطعات إلى

جانب صعوبة الحصول على مواقع النتظار السيارات . وكذلك مشكلة اآلثار السلبية التي تخلفها عوادم السيارات التي تلوث البيئة-

، باإلض��افة إلى زي��ادة نس��بة ح��وادث الس��يارات ال��تي ي��ذهب ض��حيتها آالف األبرياء يوميا سواء كانت هذه اإلصابات تؤدي إلى وفيات أو إعاقة أو جروح

.

حوادث المرور.: تمثل حوادث الم��رور إح��دى المش��كالت الحض��رية ال��تي تع��اني منه��ا معظم-

المدن النامية في الوقت الحاضر ، وخاص��ة في تل��ك ال��دول ال��تي ال تطب��قفيها تعليمات المحافظة على سالمة السائقين والركاب والمشاة .

وتفيد بعض الدراسات أن حوادث السيارات بلغت ما يزي��د عن أربع��ة ماليين- في الواليات المتحدة وحدها، وتسببت في وفاة أك��ثر من1979حادثة سنة

ألف من الجرحى والمعاقين .100 ألف مواطن ، باإلضافة إلى أكثر من 50 وتعتبر ح�وادث الس��يارات من أك��ثر األس�باب ال�تي ت�ؤدي إلى الوفي��ات في-

المدن األمريكية خاصة في الفئة العمرية قبل سن الخامسة والثالثين . كما أن األطفال بصفة خاصة هم األكثر تضررا من ح�وادث الم�رور وبع�دهم-

يأتي كبار السن عند مقارنتهم بالفئات األخرى .

التلوث البيئي الناتج عن وسائل المواصالت.: أسهمت حركة المرور الكثيفة وكثرة عدد الس��يارات والقط��ارات في تل��وث-

البيئة وخاصة في الم�دن الرئيس�ية في كث�ير من دول الع�الم بم�ا في ذل�كالدول المتقدمة .

حيث يالحظ أن التلوث الناتج عن عوادم السيارات يأتي في المرتب��ة الثاني��ة-بعد التلوث الناتج عن التدفئة المنزلية .

وتفيد بعض الدراسات أن الس��يارات تعت��بر أك��بر وأخط��ر عام��ل يس��هم في-تلوث الهواء وخاصة في المدن .

كما تعتبر الضوضاء التي تسببها الس��يارات والعرب��ات مش��كلة ثاني��ة ال تق��ل- في خطورته��ا عن التل��وث وهي مش��كلة مث��يرة لألعص��اب وض��ارة بص��حة

اإلنسان . ولحل مشكلة المرور والتلوث قامت كثير من ال��دول الغربي��ة ب��التركيز على-

وسائل النقل الجماعي عن طريق الحافالت وقطارات األنف��اق والنق��ل عنطريق السكك الحديدية .

كم��ا أج��ريت بعض التحس��ينات على وس��ائل النق��ل الح��ديث للتخفي��ف من- المشاكل واألضرار الناتجة عن الغازات السامة المنبعث��ة من وس��ائل النق��ل

عن طريق تعديل وقود السيارات للتخفيف من نسبة الرصاص . كما أنشئت الطرق الحديثة والطرق الحرة لإلسهام في حل مشكلة الم��رور-

عند ساعات الذروة .47

Page 48: محتوى علم الاجتماع الحضري

كم�ا تم االهتم�ام بوس�ائل النق�ل تحت األرض عن طري�ق اخ�تراع قط�ارات-األنفاق .

وقامت كثير من المدن الكبرى بإعادة تخطي��ط بعض الش��وارع بم��ا يتمش��ى- مع األعداد المتوقعة من الس��يارات والح��افالت ال��تي تس��تعمل في ش��وارع

وميادين المدينة .كما تم اختراع بعض الوسائل الحديثة لتنظيم حركة المرور مثل :.-

اطق�ية ، أو في المن�رق الرئيس�اطع الط�د تق�رور عن�ارات الم�وضع إش المزدحمة بالسكان .

دارس���د الم���كنية وعن���ات الس���اطق التجمع���رعة في من���د الس���وتحدي والمستشفيات .

اة��ورة على المش��ون مقص��يارات لتك��وغلق بعض الشوارع في وجه الس وخاصة في الليل وغيرها من األساليب المبتكرة .

48