3
: اﻟﻌﺪد5879 1430 - 11 - 27 : اﻟﻤﻮاﻓﻖ2009 - 11 - 15 اﻟﺠﺬﻻﻧﻲ ﺳﻌﻮد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ واﻟﻤ اﻟﺸﺮوط ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ذآﺮوا واﻟﻔﺘﻮى اﻻﺟﺘﻬﺎد ﺷﺮوط ﻋﻦ اﷲ رﺣﻤﻬﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻘﻬﺎء ﺗﻜﻠﻢ ﺣﻴﻦ أن ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻲ ﻌﺎرف إﻟ آﻠﻬﺎ ﺗﺮﺟﻊ اﻟﺘﺄﻣﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوط وهﺬﻩ. واﻟﻔﺘﻮى اﻻﺟﺘﻬﺎد أهﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﺣﺘﻰ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻻﺑﺪ اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ: وهﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﻳﺤﻴﻂ أن ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ1 . اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎرف- 2 . اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎرف- ﺟﺎء اﻟﺘﻲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﺳﺘﻨﺒﺎط ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﻠﻢ أهﻤﻴﺔ ﻳﻮﺿﺢ وهﺬا اﻟﻘﺮﺁن ﺳﻮاء اﻟﻌﺮب ﺑﻠﻐﺔ ت. وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﷲ ﺻﻠﻰ- اﻟﺮﺳﻮل أﺣﺎدﻳﺚ أو اﻟﻜﺮﻳﻢ. اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﻌﻠﻢ أﺑﺠﺪﻳﺎت ﻣﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻖ أو ﺑﻴﺎن ﻣﺰﻳﺪ إﻟﻰ ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وهﺬﻩ اﻟﺸﺮﻳ ﻓﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻟﻜﻞ اﻟﺨﺼﻮص وﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ أهﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻣﺎﺳﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ أرى ﻟﻜﻨﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو ﻌﺔ ﻓﻬ, ﻟﺤﻦ دون اﻟﺘﺤﺪث أو ﺧﻄﺄ دون اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرة أو اﻟﻠﻐﺔ ﻇﺎهﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻋﻨﻲ وﻻ واﻷﻧﻈﻤﺔ، ﻣﺘﻌﻠﻢ، آﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﺬا واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎدرا اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻳﻜﻮن أن أﻋﻨﻲ وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﺪﻟﻮﻻت وﻋﺎرﻓﺎ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻋﺒ ﻣﺤﺎﻣﻴﺎ أو اﻷﺣﻜﺎم آﺘﺎﺑﺔ ﻋﺒﺮ ﻗﺎﺿﻴﺎ آﺎن ﺳﻮاء دورﻩ أداء ﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﺣﺘﺮاﻓﻲ ﺑﺸﻜﻞ اﻷﻟﻔﺎظ وإﻋﺪاد اﻟﻌﻘﻮد ﺻﻴﺎﻏﺔ و اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺈﺗﻘﺎن هﺆﻻء أوﻟﻰ وهﻮ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻧﺼﻮص ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻓﻲ ﻳﺴﻬﻢ ﻣﺴﺘﺸﺎرا أو اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﺬآﺮات. ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﺘﺰا ﺿﺮورة ﺣﻴﺚ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ أن اﻟﻤﻌﻠﻮم ﻣﻦ أن ذﻟﻚ: هﻤﺎ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﻣﻬﺎ1 . ﻟﻠﺒﺲ اﻟﻤﺜﻴﺮة اﻷﻟﻔﺎظ ﻋﻦ واﻟﺒﻌﺪ واﻟﺪﻗﺔ اﻟﻮﺿﻮح- 2 . اﻟﻌﺒﺎرة ﻓﻲ اﻹﻳﺠﺎز ﻣﻊ اﻟﻤﺮاد اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﻮاﻧﺐ ﺑﻜﻞ اﻹﺣﺎﻃﺔ- ﺳﻠﺒﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ إﻟﻰ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻳﺆدي اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺿﻌﻒ أو ﻏﻤﻮض أو ﻗﺼﻮر أي وﺟﻮد ﻓﺈن ﻟﺬا وﻳﻮﻗﻊ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟ ﻟﻠﻄﺮف اﻟﺪﻋﻮى ﺧﺴﺎرة ﻓﻲ ﻳﻮﻗﻊ آﻤﺎ, اﻟﻨﺼﻮص ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺜﻮر اﻟﺘﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻓﻲ أﺳﺎس ﻋﻠﻰ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﺬي ﺑﻴﺌ ﻳﻌﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻮر أو اﻟﻐﻤﻮض وﺟﻮد أن آﻠﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ وأﺳﻮأ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ، اﻟﻨﺺ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻔﺴﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺠﻌﺔ. ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻓﻲ أآﺪﺗﻪ أن ﻟﻲ ﺳﺒﻖ ﻣﺎ وهﻮ اﻹداري، واﻟﻐ اﻷﺳﻠﻮب ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻜﻞ أﺳﺎﺳﻴﺔ أﻧﻮاع ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ وأﻗﺼﺪ: وهﻲ واﻟﺘﺮآﻴﺐ ﺎﻳﺔ: اﻷآﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ- أ ﺑﺘﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻜﺘﺐ وآﺬﻟﻚ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻷآﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻤﺠﻼت ﻟﻐﺔ ذﻟﻚ ﺗﺤﺖ وﻳﻨﺪرج. اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻳﺲ: اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻐﺔ- ب واﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﺘﻲ اﻟﻜﺘﺐ و اﻟﻤﺤﺎآﻢ ﺗﺼﺪرهﺎ اﻟﺘﻲ اﻷﺣﻜﺎم ﻟﻐﺔ وﻳﺸﻤﻞ. اﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ وﻣﺬآﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ: اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻐﺔ- ج واﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت واﻟﻌﻘﻮد واﻟﻤﺮاﺳﻴﻢ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻦ وﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﻬﺪف ﻳﻜﻮن ﺣﻴﺚ واﻟﻤﻌﺎهﺪات،. واﻟﻤﺤﻈﻮرات اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔhttp://www.aleqt.com/2009/11/15/article_301632.prin t 1 of 3 14/04/2013 12:59 م

اللغة القانونية في مأزق

Embed Size (px)

DESCRIPTION

language

Citation preview

Page 1: اللغة القانونية في مأزق

15-11-2009 الموافق: 27-11-1430 5879العدد:

محمد بن سعود الجذالني

عارف التي يجب أنحين تكلم فقهاء الشريعة – رحمهم اهللا – عن شروط االجتهاد والفتوى ذآروا جملة من الشروط والمى نوعين من المعارف البدتتوافر في الفقيه حتى يكون من أهل االجتهاد والفتوى. وهذه الشروط عند التأمل ترجع آلها إل

- المعارف الشرعية.2- المعارف اللغوية. 1للفقيه أن يحيط بها وهما:

ت بلغة العرب سواء القرآنوهذا يوضح أهمية العلم باللغة العربية في باب استنباط األحكام من النصوص الشرعية التي جاءالكريم أو أحاديث الرسول - صلى اهللا عليه وسلم.

وهذه المسألة ال تحتاج إلى مزيد بيان أو تعليق ألنها من أبجديات العلم الشرعي.

الشري متخصص في الخصوص لكل وجه العناية باللغة على أهمية ماسة للحديث عن الحاجة أرى القانونلكني أو عة ذا مما يجب على آل متعلم،واألنظمة، وال أعني معرفة ظاهر اللغة أو القدرة على الكتابة دون خطأ أو التحدث دون لحن, فه

ة المتخصصة وعارفا بمدلوالتوإنما أعني أن يكون المتخصص في الشريعة أو القانون قادرا على الكتابة الشرعية والقانونيمحاميا عب أو األحكام أداء دوره سواء آان قاضيا عبر آتابة احترافي يمكنه من العقود وإعداداأللفاظ بشكل ر صياغة معرفتها.المذآرات القانونية أو مستشارا يسهم في صياغة نصوص األنظمة وهو أولى هؤالء بإتقان اللغة و

مها بأمرين هما:ذلك أن من المعلوم أن اللغة القانونية تختلف تماما عن اللغة العادية من حيث ضرورة التزا

- الوضوح والدقة والبعد عن األلفاظ المثيرة للبس.1

- اإلحاطة بكل جوانب المعنى المراد مع اإليجاز في العبارة.2

على التطبيقات الواقعية ويوقعلذا فإن وجود أي قصور أو غموض أو ضعف في اللغة القانونية يؤدي تلقائيا إلى التأثير سلباذي أقامها على أساسفي النزاعات التي تثور بسبب االختالف على تفسير النصوص, آما يوقع في خسارة الدعوى للطرف الة مشجعة على الفسادتفسير النص لصالحه، وأسوأ من ذلك آله أن وجود الغموض أو القصور في صياغة األنظمة يعد بيئ

اإلداري، وهو ما سبق لي أن أآدته في مناسبات سابقة.

اية والترآيب وهي:وأقصد باللغة القانونية تحديدا ثالثة أنواع أساسية لكل منها ما يميزه من حيث األسلوب والغ

أ- اللغة القانونية األآاديمية:

ريس القانون.ويندرج تحت ذلك لغة المجالت البحثية األآاديمية القانونية وآذلك الكتب المنهجية الخاصة بتد

ب - لغة القضاء:

القانونية ومذآرات المحامين.ويشمل لغة األحكام التي تصدرها المحاآم و الكتب التي تتناول القضايا القانونية والتقارير

ج - لغة التشريع:

والمعاهدات، حيث يكون الهدفوتتألف من الوثائق القانونية النمطية مثل القوانين واألنظمة والمراسيم والعقود واالتفاقياتالرئيس تحديد مجموعة من االلتزامات والمحظورات.

صحيفة االقتصادية االلكترونية http://www.aleqt.com/2009/11/15/article_301632.print

1 of 3 م 12:59 14/04/2013

Page 2: اللغة القانونية في مأزق

استقراء الكتابات القانونية سواءوحتى يتبين مدى المأزق الذي تعيشه اللغة القانونية بجميع أنواعها لدينا في المملكة يكفي ة آثير من األحكام القضائية أواألنظمة الموجودة أو العقود التي تثير من النزاعات بين أطرافها أآثر مما تغلق، أو في صياغ

الهتمام به والحرص علىالمذآرات القانونية، وآل هذه األنواع تنبئ بمستوى هذا الضعف اللغوي مما يوجب التنبه له وامعالجته.

لوب غير دقيق والولقد مر بي خالل عملي في القضاء آثير من نصوص األنظمة التي تمت صياغتها بعبارات موهمة وبأساختالف في تفسير هذهيتفق مع ما يجب أن تكون عليه القاعدة القانونية من وضوح ودقة وإيجاز، ونتج عن هذا الضعف سع المجال إليراد شيءالنصوص حين تكون محال لالحتجاج واستنباط األحكام وقد حصل ذلك في آثير من الوقائع التي ال يت

منها.

ون لكن العكس صحيحإن اللغوي المتخصص في اللغة وعلومها ودالالت األلفاظ غير مطالب بالتخصص في الشريعة أو القانا يخدم تخصصه ويجعلهوهو أن الفقيه المتخصص في الشريعة أو القانون مطالب باإللمام بعلوم اللغة ودالالت األلفاظ بمودالالت األلفاظ.مؤهال للكتابة فيه أو االستنباط من نصوص الشريعة أو األنظمة وفقا لألصول الصحيحة لالستنباط

الوزراء وهذه اللجان مؤلفةوفي ميدان صياغة األنظمة نجد أنها تصاغ ابتداء عبر لجان مشكلة في هيئة الخبراء في مجلس جد من بين أعضاء هذه اللجانمن أعضاء يمثلون آل الجهات ذات العالقة التي يعنيها النظام محل اإلعداد، إال أنك ال تكاد ت

القانونية وفي أصول الكتابةواحدا ممن لهم إلمام بعلم اللغة العربية ودالالت األلفاظ، فضال عن أن تجد متخصصا في اللغةمة تأتي على شكل هزيل رآيكالقانونية مدرآا للمصطلحات القانونية التي يتضمنها هذا النظام، ولذا فإن آثيرا من األنظ

أعضاء هذه اللجان من هوالصياغة مشتملة على الحشو في الكالم وتفسير الماء بعد الجهد بالماء، فلماذا ال يكون من بينقانونية، أو توجيه بعضمتخصص في اللغة العربية؟ ولماذا ال يتم توجيه بعض طالب اللغة العربية لدراسة تخصص اللغة ال

القانونية العامة ألن ذلك مماطالب آليات الشريعة والقانون لدراسة اللغة القانونية والتعمق فيها بعد إحاطتهم بالمصطلحاتمشكلة الترجمة القانونيةتمس الحاجة إليه.وعند الحديث عن اللغة القانونية تأتي هنا معضلة أخرى في هذا الجانب وهي را في المملكة إذ قلما تجدسواء ترجمة العقود أو ترجمة البحوث أو ترجمة األنظمة فإن هذا الجانب مما يعاني فراغا آبي

محاآم التجارية يومياالمتخصص الذي يتقنه ويطمئن إليه فيه، وآم ضاعت الحقوق بسبب ضعف هذا الجانب، حيث تنظر اليتولى ترجمة هذه العقودمئات النزاعات التي تنشأ عن عقود مكتوبة باللغة اإلنجليزية أو غيرها من اللغات األجنبية، و

آان أحد أطراف النزاعأطراف القضايا عن طريق مكاتب الترجمة الموجودة حاليا وهي هزيلة ال يوثق في ترجمتها، فإن يبني القاضي حكمه على ترجمةعارفا بخطأ الترجمة فقد ينبه القاضي إليه، وإن آان جاهال أو متواطئا مع الطرف اآلخر فقد

خاطئة وقد مر بي أيضا أثناء عملي في القضاء شواهد على ذلك.

نونية ضليعين في هذاوفي جانب إعداد األنظمة وصياغتها أيضا تبرز الحاجة الماسة لوجود متخصصين في الترجمة القاالتخصص وذلك لسببين هما:

رجمة والتعديل والقص- أن آثيرا من األنظمة لدينا وفي سائر الدول العربية مأخوذة من أنظمة أجنبية عن طريق الت1 إليه نظام تلك الدولة التيواللزق، وهذه األنظمة األجنبية تحتوي على مصطلحات قانونية خاصة بالنظام القانوني الذي يرجع

ي تخصصه في اللغتيننريد االقتباس من نظامها، وهذا يستدعي وجود متخصص في اللغتين المترجم منها وإليها، وال يكفإال بمعرفة النظام القانونيعن معرفته بالمقصود من المصطلحات القانونية الواردة في نظام اللغة األجنبية والذي ال يعرف

لتلك الدولة، إذ من المعلوم أن المصطلح القانوني ال يفهم من مجرد السياق الوارد فيه.

ية الملزمة واالتجاه إلى- أنه في ضوء االتجاه الدولي لتوحيد القوانين في مختلف أنحاء العالم ووضع االتفاقيات الدول2 االتفاقيات الدولية تصاغالعولمة أصبحت آل دولة ال تستطيع سن قوانينها بمعزل عن القوانين واالتفاقيات الدولية. وهذهة. وال يكفي في الترجمةأساسا باللغة اإلنجليزية مما يوجب وجود ترجمة دقيقة وصائبة لنصوص هذا القانون أو المعاهد

تكتسب معنى محددا مرتبطاالقانونية أن يرجع المترجم إلى قاموس اللغة المترجم منها ألن الكلمة في الوثيقة القانونيةالكلمة موجودا في القاموس ألنبالسياق الذي ترد فيه, لذا فإنه ليس عذرا للمترجم أن يكون المعنى الخطأ الذي ترجمت إليه الالت التي تعطيها الوثيقة ذاتها،الوثيقة القانونية قد تكون بمثابة القاموس الخاص لكلماتها، حيث ترتبط معاني الكلمات بالد

آلماتها المحورية وتعرفوربما لهذا السبب تحتوي الوثائق القانونية - آالعقود واالتفاقيات - على قسم خاص يحدد معنىهذه المادة باسم ''تعريفات''.

عام في أنه المصادر بعض والقتراح1973وتذآر التشريع'' ''إعداد مسألة لدراسة لجنة البريطانية الحكومة شكلت لقضاة والجهات التياالصطالحات التي تستهدف تحقيق قدر أآبر من الوضوح والبساطة، وقد تلقت اللجنة شواهد من اح أن أغلب التشريعاتتمثـل المهن القانونية وأعضاء بارزين من الجمهور، فتبين لها أن الشواهد أوضحت وبشكل آاس

صحيفة االقتصادية االلكترونية http://www.aleqt.com/2009/11/15/article_301632.print

2 of 3 م 12:59 14/04/2013

Page 3: اللغة القانونية في مأزق

تفتقر إلى الوضوح والبساطة، وتوقع في آثير من األخطاء والتجاوزات في التطبيق.

علوم اللغة فإنه يجب عليهومن المسائل التي يجب التنبه لها أيضا عن صياغة األنظمة أن القانوني حتى لو آان ملما بن يقوم بإعداد نظامالرجوع إلى أهل االختصاص في آل شأن من الشؤون لمعرفة ما لديهم من مصطلحات ومدلوالتها قبل أ

يجعل آل متخصص فيموجه إليهم أو ترجمة وثيقة قانونية متخصصة، وذلك لما يتسم به العصر الحديث من تنوع معرفي أهله المتخصصون فيه، والعلم من العلوم أميا في العلوم األخرى، بل حتى العلم الواحد يشتمل على فروع دقيقة لكل فرع

يمكن مطلقا للغوي أو الفقيه أو القانوني أن يكون محيطا بهذه العلوم والفنون المختلفة.

ود يمارس يوميا فيوقبل أن أختم حديثي عن اللغة القانونية أحب التنبيه على مسألة أخرى خطيرة ومهمة وخطأ موجثلة في حقوق المتهمينأروقة المحاآم وال يظهر لي أن هناك بارقة أمل لتصحيحه مع مساسه الخطير بحقوق اإلنسان المتم

ين متعاونين مع المحاآم ليسواالذين تتم محاآمتهم يوميا من غير الناطقين بالعربية، ذلك أن محاآمتهم تتم عن طريق مترجمليسوا على تأهيل آاف لهذهمن الموظفين في المحكمة غالبا وإنما يتم استدعاؤهم عند الحاجة، وهؤالء المترجمون غالبا

الترجمة شخص ليس منالمهمة الجسيمة، بل قد مر بي أثناء عملي في المحاآم الجزائية في ديوان المظالم أن يتولى جم ترجمة دفاعه حسبما يفهمه منهالناطقين بلغة المتهم وإنما يكون المتهم يفهم ولو قليال من اللغة اإلنجليزية فيتولى المتر

يرها الكبير على أهم ضماناتويحصل أن نرى آثيرا صعوبة في التفاهم بين المترجم وبين المتهم، وخطورة هذه المسألة لتأثالمتهم وهي حق الدفاع الشرعي الذي يحال بينه وبينه لعدم وجود مترجم آفء.

المختصين وصانعيهذا حديث عن اللغة القانونية عامة وفي المملكة على وجه الخصوص وهو حديث ذو شجون موجه إلىة الكبيرة فيه، واهللا المستعان.القرار في هذا الجانب راجيا أن يكون له أثر حسن على التنبه لهذا الجانب المهم وسد الثغر

2013جميع الحقوق محفوظة لـصحيفة االقتصادية اإللكترونية تصميم وتطوير وتنفيذ إدارة البوابة اإللكترونية في صحيفة االقتصادية

صحيفة االقتصادية االلكترونية http://www.aleqt.com/2009/11/15/article_301632.print

3 of 3 م 12:59 14/04/2013