حكم اتخاذ القبور مساجدد.ربيع أحمد

الحم��د لل��ه رب الع��المين ، والص��الة والس��الم على خ��اتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

في هذه األيام اتخاذ القب��ور مس��اجد ،وازداد ع��دد فقد كثر المس��اجد ال��تي ب��نيت على قب��ور ، وك��ثر ت��ردد الن��اس على

للصالة فيها وللدعاء عندها و ك��لالمساجد التي بها أضرحة هذا حرام ال يجوز في دين الله ؛ ألنه ذريعة إلى الوق��وع في

الشرك .

ومن المؤس��ف أن تج��د الكث��ير من الن��اس ي��تردد على ه��ذه المساجد لقصد الض��ريح ال��ذي في المس��جد لل��دعاء عن��ده و قلبه متعل��ق بص��احب الض��ريح ومنهم من يس��تغيث بص��احب

الميت ال إذ وه�ذا من الش��رك لرفع جائحة ألمت ب�ه الضريح ال يق��در على إجاب��ة ، و يق��در على ش��يء مم��ا يطلب من��ه

، و الله – سبحانه وتعالى – هو مجيب الدعاء .الدعاء

ولذلك كان البد من بيان حكم اتخاذ القبور مساجدنصيحة لله ،و الله من وراء القصد .

معنى اتخاذ القبور مساجد

اتخاذ القبور مساجد معناه جع��ل القب��ور مس��اجد إذ االتZخ��اذ من أفعال التحويل و التصيير يع_دى إ[لى مفع��ولين، ويج��رى

ل bع�� ة ع_ن1مج��رى الج_ ير_ _خ��[ bاأل ،dذا bذا، وت_خ�� ذ_ الش��يء_ ت_خ��_ ،و ت_خ��[ذه: عمله، وقوله : عز_ و_جل : اع، واتfخ_ إ[ن الfذين اتfخ��ذوا﴿كر_

_ن االتZخاذ دلي��لg ﴾ال[ع_جل ا، ف_حذف الثfان[ي، أل[ dل_ه] اد_: اتfخذوه إ ر_ أ_

.2ع_ل_يbه[

ى، ر_ bخ�� bن ف[ي األbدى الت��اء_ي bغم إح��bذ_ ف��أد تع��ل م[نb ت_خ��[ bواتخذ اف fن_ ذ_ ؛ أل[ ذ ائbت_خ_ ت[ع_ال_ م[نb أخ_ bف إ[نf اال[ ءl، ف_ bي ذ ف[ي ش_ ل_يbس_ م[نb أخ_ و_:nه_ر[يbو ال_ الbج��_ اء[. و_ق��_ fغ_م ف[ي الت��bد ة ال_ ت��` ز_ bم الbه_ ةg و_ ز_ bم ا ه_ فاءه_ة[ ز_ bم�� يين الbه_ bد_ ت_ل�� bغم ب_ع��bه أد fن��_ ذ، إ[الf أ bم[ن_ األخ�� gت[ع_ال bاذ، اف تZخ_ اال[وا ال[ ت_و_هfم��` ت[ع��_ bف ظ اال[ bاله بلف�� ت[عbم_ bا ك_ثر_ اس fل_م fاء[، ثمfد_ال[ التbب] إ و_ل bأ_ه�� ذ، و_ ذ ي_تbخ_ الوا ت_خ[ ع_ل، ق_ bع[ل ي_ف أن التاء أصلية فب_ن_وا منه ف_

nه_ر[يbو ال_ الbج_ ا ق_ ف[ م_ ال_ ب[يfة[ ع_ل_ى خ[ .3الbع_ر_

يه[ مثل : الدfار يتخذها ت_مر ف[ bء ألمر يس bي fواالتخاذ أخذ الش الدfابfة يتخذها قعده .4مسكنا و_

2/57 لمجد الدين الفيروزآبادي بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز- 13/478 ،لسان العرب البن منظور 5/149 البن سيده المحكم والمحيط األعظم- 21/183- النهاية في غريب الحديث البن األثير 3138- الفروق اللغوية للعسكري ص 4

ة[ ال_ fت الصbد ب_ي ج[ bم_سbال و_ ،وهو اسم6g أو المكان المتخذ للصالة5

د` بعد أ_ن يكون يه ، وحيث ال_ يسج_ د ع_ل_يbه[، و_ف[ جامعg حيث يسج_ود[ bج nض فموض��ع الس��bر

د من_ األ_ ج_ bا الم_س�� ذ_ ل��ذ_ل[ك ، فأم��^ اتnخ��[د7نفسه ج_ bذ[ي يس�� fموض��ع ال��bد: ال ج[ bوقال ابن سيده : الم_س�� ،

د هو_ مسج[ يه[ ف_ ع يتعبد ف[ ال_ الزجاج: كل م_وض[ يه[ و_ق_ .8ف[

nكل bا، ب_لdد ج[ bذ_ م_س د[ اتnخ[ ق_ يbه[؛ ف_ ة ف[ ال_ fد_ت[ الص عl قص[ وbض[ و_كلn م_لfى الله ال_ - ص_ ا ق_ دdا، ك_م_ ج[ bى م_سfم يbه[، يس_ لfى ف[ عl يص_ وbض[ م_

لfم_ - : ا »ع_ل_يbه[ و_س_ dر bا و_ط_هوdد ج[ bض م_س bر. 10 9« جع[ل_تb ل[ي_ األ_

ا، ة[ إل_يbه_ ال_ fن_ى الصbع د_ أ_ع_مn م[نb أ_نb ي_كون_ ب[م_ اج[ اذ` الbقبور[ م_س_ [تZخ_ ا و_ا ة[ ع_ل_يbه_ ال_ fن_ى الصbع وb ب[م_

أو بمع��نى بن��اء المس��جد عليه��ا أو11أ_ بمعنى السجود لها فاتخاذ القبور مساجد يشمل جمي��ع ه��ذه

.الصور

ز[ى- المغرب في ترتيب المعرب 5 Zو218 ص لبرهان الدين الخوارزمي المط_ر 266المصباح المنير للفيومي ص

29- المطلع على ألفاظ المقنع ألبي عبد الله البعلي ص 6

10/301- تهذيب اللغة ألبي منصور الهروي 77/261المحكم والمحيط األعظم البن سيده - 8 , ورواه مسلم في صحيحه حديث 438 البخاري في صحيحه حديث رقم رواه - 9

521رقم 148 ألبي عبد الله الحقوي ص التوضيح الرشيد في شرح التوحيد - 10 الروضة الندية شرح الدرر البهية ألبي الطيب محمد ،و299 - سبل السالم للصنعاني ص 11

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ألبي الحسن عبيد الله ،و180نوجي ص الق2/419 المباركفوري

تحريم اتخاذ القبور مساجد

لfى ال_ النfب[يn - ص�_ : ق�_ bال_ت ا -، ق�_ ه ع_نbه��_ fي_ الل�� ض[ ة_ - ر_ ع_نb ع_ائ[ش_ه fه : » ل_ع_ن_ الل��bن ه[ الfذ[ي ل_مb ي_قمb م[ ض[ ر_ لfم_ - ف[ي م_ الله ع_ل_يbه[ و_س_ة : » ال_تb ع_ائ[ش��_ د_ « ، ق��_ اج[ مb م_س��_ ائ[ه[ نbب[ي��_

_ ذوا قبور_ أ الي_هود_ اتfخ_دdا « ج[ bذ_ م_س�� ي_ أ_نb يتfخ��_ بbره خ_ش[ بbر[ز_ ق_ ،و الح��ديث 12ل_وbال_ ذ_ل[ك_ أل_

لfم_ – في م��رض موت��ه لfى الله ع_ل_يbه[ و_س��_ يوضح أن النبي - ص_ نهى عن اتخاذ القبور مس��اجد ، وبين أن��ه من فع��ل اليه��ود وق��د أمرن��ا بمخ��الفتهم ،و ق��د لعن الل��ه من يتخ��ذ القب��ور

واللعن أمارة الكبيرة المحرمة أشد التحريم فيك��ونمساجد d13الفعل الذي أوجب اللعن حراما.

ق��ال المهلب – رحم��ه الل��ه -: ) ه��ذا النهى من ب��اب قط��ع الذريعة، لئال يعبد قبره الجهال كما فعلت اليهود والنص��ارى

.14بقبور أنبيائها (

ويستفاد من الحديث أن ت��رك اتخ��اذ القب��ور مس��اجد وص��يةلfم_ – لنا قب��ل وفات��ه فيجب لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ رسول الله - ص_

ال[فون_أن نترك ما نهانا عنه ذ_ر[ الfذ[ين_ يخ��_ bي_حbل ﴿قال تعالى : ف_

, ورواه مسلم في صحيحه 4441 البخاري في صحيحه حديث رقم - رواه 12529حديث رقم

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ألبي الحسن عبيد الله المباركفوري - 132/419

3/311شرح صحيح البخاري البن بطال - 14

gع_ذ_اب bيب_هم وb يص[تbن_ةg أ_ يب_همb ف[ ر[ه[ أ_ن تص[ bم

_ل[يمg ع_نb أ_ الن��ور] ﴾أ[ 63من اآلية

واتخاذ القبور مساجد ليس هو من شريعة اإلسالم، بل منلfم_ - لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ عمل اليهود، وقد لعنهم النبي - ص_

.15على ذلك

فق��د خ��الف اليه��ود و أص��اباتخاذ القبور مساجدومن ترك السنة ، ومن اتخذ القبور مساجد فقد ش��ابه اليه��ود وخ��الف

السنة .

لfى الل��ه فقد أطاع رس��ول الل��ه اتخاذ القبورومن ترك - ص��_لfم_ – لfم_،ومن يطع رسول الله ع_ل_يbه[ و_س_ لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ - ص_

اع_ فقد أطاع الله – دb أ_ط��_ ق_ سول_ ف_ fيط[ع[ الر bنfقال تعالى : م﴿ dيظا ف[ مb ح_ لbن_اك_ ع_ل_يbه[ س_ bر

ا أ_ م_ لfى ف_ النس��اء اآلي��ة﴾ ] الله_ و_م_ن ت_و_80 ]

ألن لعن من يتخ��ذو اتخ��اذ القب��ور مس��اجد من الكب��ائر ؛ القبور مساجد يدل على أن اتخاذ القبور مس��اجد كب��يرة من

.الكبائر

ونهيه - صلى الله عليه وسلم -، وتشديده في اتخ��اذ القب��ور مساجد بالصالة لله عندها، وإخباره بلعن من فعل ذل��ك، م��ع أنه لم يعبدها ولم يدعها، وإنما ذلك ذريعة لعبادتها والش��رك

3/193فتح الباري البن رجب - 15

بها، فكيف بمن عبدها، وتوجه إليها، ونذر له��ا، وط��اف به��ا، .16وذبح لها، ودعا أهلها، وطلب منهم النفع والضر

ان_ ف[ي و إن قيل لعن من يتخذ القبور مس��اجد خ��اص بم_نb ك��_، lب[ال_ د_ل[ي��ل gي[يد bث_ان[ فهذا ت_ق bو

_ bد[ ب[ع[ب_اد_ة[ األ bع_هbب[ ال bان[ ل[قر م_ fذ_ل[ك_ الز

lان م_ انl دون_ ز_ م_ ان[ ب[ز_ fت_ص bت[ت_ان_ ال_ ي_خ bف _نf التfعbظ[يم_ و_اال[ .17أل[

ك_و إن قيل nر د_ التfب��_ ، و_ق_ص��_ lال[ح و_ار[ ص��_ دdا ف[ي ج[ ج[ bذ_ م_س م_نb اتfخ_دbخل ف[ي ال_ ي��_ و_ه، ف_ bن_ح�� lه nل_ه؛ و_ال_ ل[ت_و_ج�� lظ[يمbه ال_ ل[ت_عbن ب[ م[ bقرbب[ال

يد[ فالجواب أن ك[ذ_ل[ك_ الbو_ع[ nب_رfد` الت bب[ه[ و_ق_ص bد[ ب[قر اج[ اذ الbم_س_ اتZخ_ةg و_ال_ د_ل[ي��ل_ ع_ل_ى ي[ مطbل_ق��_ bهfاد[يث الن ه، ثمf أ_ح��_ ه[ ت_عbظ[يمg ل��_ ب��[ع_ ن��_ ة[، و_م_ دn الذfر[يع��_ ة_ س��_ fع[ل��bال fر أ_ن اه[ fو_الظ�� ، ر_ ا ذ_ك��_ التfعbل[ي��ل[ ب[م��_

ل[م[ين_ م[نb ذ_ل[ك_ bمسb18ال.

و إن قيل المراد ب��النهي عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد اتخ��اذ ،وليس بن��اءقبل��ةd يص��لون إليه��ا ويس��جدون له��ا القب��ور

المس��اجد عليه��ا ب��دليل أن��ه لم يق��ل اتخ��ذوا على القب��وراذمساجد بل قال اتخذوا القب��ور مس��اجد ،والج��واب [تZخ��_ أن ا

bوا، أ_ ة[ إل_يbه��_ ال_ fن_ى الص��bع د أ_ع_مn م[نb أ_نb ي_ك��ون_ ب[م_ اج[ الbقب��ور[ م_س��_

ا ة[ ع_ل_يbه��_ ال_ fن_ى الص��bع ب[م_ أو بمع��نى بن��اء المس��جد عليه��ا أو19

بمعنى السجود لها فاتخاذ القبور مساجد يشمل جميع ه��ذه

حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد العزيز بن عبد- 1698 ص الله بن محمد بن عبد اللطيف

2/159- نيل األوطار للشوكاني 17229- سبل السالم للصنعاني ص 18 الروضة الندية شرح الدرر البهية ألبي الطيب محمد ،و299 - سبل السالم للصنعاني ص 19

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ألبي الحسن عبيد الله ،و180نوجي ص الق2/419 المباركفوري

الصور ،وتخصيص بعض ه��ذه الص��ور دون بعض تخص��يص بالمخصص .

ه fي_ الل�� ض��[ ة_- ر_ ل_م_ ا -، أ_نf أمf س��_ ه ع_نbه��_ fي_ الل�� ض[ ة_- ر_ و ع_نb ع_ائ[ش_dة لfم_ - ك_ن[يس��_ لfى الله ع_ل_يbه[ و_س��_ سول[ اللfه[- ص_ تb ل[ر_ ا -، ذ_ك_ر_ ع_نbه_ا يه_ أ_تb ف[ ا ر_ تb ل_ه م_ ذ_ك_ر_ ي_ة، ف_ ار[ ا م_ ال ل_ه_ ة[ يق_ ب_ش_ ض[ الح_ bر

ا ب[أ_ _تbه_ أ ر_لfم_ - : ه[ و_س��_ bى الل��ه ع_ل_ي��fل ه[ - ص��_ fسول الل�� ال_ ر_ ق_ ر[، ف_ و_ nم[ن_ الص ال[ح، fل الص�� ج��` fو[ الر

ال[ح، أ_ fد الصbم الع_ب [ذ_ا م_ات_ ف[يه[ وbمg إ »أول_ئ[ك_ ق_ك_ و_ر_ ، أول_ئ��[ nك_ الص�� bيه[ ت[ل�� وfروا ف[ دdا ، و_ ص_ ج[ bر[ه[ م_سbب ا ع_ل_ى ق_ bب_ن_و

ه[ « fد_ الل�� bن�� لbق[ ع[ ار الخ_ ر_ ، و ه��ذا الح��ديث يوض��ح أن بن��اء 20ش[ المس��اجد على القب��ور من أفع��ال النص��ارى و ق��د أمرن��ا بمخالفتهم ،وأن من يبني مس��جد على ق��بر فه��و من ش��رار

الخلق ،و في هذا نهي عن بناء المساجد على القبور .

dوألن هذا كان أصل عبادة األصنام، فيما ي��ذكر، ك��انوا ق��ديما إذا مات فيهم نبى أو رجل صالح صوروا صورته وبن��وا علي��ه مسجداd ليأنسوا برؤي��ة ص��ورته، ويتعظ��وا لمص��يره ويعب��دوا، وجاء بع��دهم خل��ف رأوا gالله عنده، فمضت على ذلك أزمان أفعالهم وعباداتهم عند تلك الص��ور ولم يفهم��وا أغراض��هم، وزين لهم الش���يطان أعم���الهم، وألقى إليهم أنهم ك���انوا

.21 يعبدونها فعبدوها

ال��ذين ) و قال الشيخ عبد الرحمن بن محم��د – رحم��ه الل��ه -: بنوا هذه الكنيسة جمعوا فيها بين فتنتين، ضل بهما كثير من الخلق، فأما فتن��ة القب��ور فألنهم افتتن��وا بقب��ور الص��الحين،

, ورواه مسلم في صحيحه حديث434 البخاري في صحيحه حديث رقم - رواه 20528رقم

ل[م للقاضي عياض - 21 bائ[د[ مس و_ ال المعbل[م[ بف_ 2/450إ[كم_

وعظموها تعظيما مبتدعا، فآل بهم إلى الش��رك. وأم��ا فتن��ة التماثي��ل- أي الص�ور- ف�إنهم لم�ا افتتن��وا بقب��ور الص�الحين، وعظموها وبنوا عليها المساجد، وص��وروا فيه��ا تل��ك الص��ور، آل بهم األم��ر إلى أن عب��دوها، وهات��ان الفتنت��ان هم��ا س��بب عبادة الصالحين، ك��الالت والع��زى وود وغيره��ا، وه��ذه العل��ة هي التي ألجله��ا نهى الن��بي - ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم - عن اتخ��اذ المس��اجد على القب��ور، وهي ال��تي أوقعت الكث��ير من

األمم في ذلك.

والفتنة بالقبور كالفتنة باألصنام وأشد؛ ف��إن الش��رك بق��بر رجل يعتقد صالحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخش��بة أو حجر، ولهذا تجد أه��ل الش��رك يتض��رعون عن��دها، ويخش��عون ويخض��عون، ويعب��دون عب��ادة ال يفعلونه��ا في بي��وت الل��ه، ويلهجون بذكرهم أكثر مما ي��ذكرون الل��ه، وينفق��ون نف��ائس األموال في ذلك، وألجل هذه المفسدة حس��م الن��بي - ص��لى الله عليه وسلم - مادتها، حتى نهى عن الص�الة في المق�برة

)22.

من ب��نى على ق��بر مس��جدا فق��د ويستفاد من الح��ديث أنلfى الل��ه، و قد قال شابه النصارى و خالف السنة النfب[يZ -ص��_

ر[ك[ين_ « bال[فوا المش�� لfم_ -: » خ��_ ه[ و_س��_ b23ع_ل_ي��، ر_ ، و ع_ن[ ابbن[ عم��_

بfه_ لfم_ - : »م_نb ت_ش��_ لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ سول اللfه[ - ص_ ال_ ر_ : ق_ ال_ ق_» bهمbن هو_ م[ وbمl ف_ ب[ق_

، و الش�رع ق�د أم�ر بمخالف�ة المش�ركين و24 نهي عن التش���به بهم و مش���ابهتهم ليظه���ر التب���اين بين

.المؤمنين والكافرين155 ص حاشية كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم- 22 259 ، ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 5892- رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 23

4031- رواه أبو داود في سننه حديث رقم - 24

لfم_ –ومن يفعل ما حذر منه النبي لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ فهو- ص_ذ[ين_على خط���ر عظيم فق���د fذ_ر[ ال��� bي_ح���bل ﴿ق���ال تع���الى : ف_

gع_ذ_اب bيب_هم وb يص[تbن_ةg أ_ يب_همb ف[ ر[ه[ أ_ن تص[ bم

ال[فون_ ع_نb أ_ _ل[يمg يخ_ ﴾أ[ 63 النور من اآلية ]

و إذا كان بناء المساجد على القبور من فع�ل ش�رار الخل��ق فال يج��وز لن��ا أن نفع��ل مثلم��ا فعل��وا ،وإذا نهين��ا عن بن��اء

المساجد على القبور فهذا يستلزم أال نصلي فيها .

النهي عن بن��اء المس��اجد : ) و قال األلباني – رحم��ه الل��ه - ب��اب أنعلى القب��ور يس��تلزم النهي عن الص��الة فيه��ا من

النهي عن الوس����يلة يس����تلزم النهي عن المقص����ود به����ا الخم��روالتوس��ل به��ا إلي��ه مثال��ه إذا نهى الش��ارع عن بي��ع

فالنهي عن شربه داخل في ذلك كما ال يخفى بل النهي عنمن باب أولى .

ومن ال��بين ج��دا أن النهي عن بن��اء المس��اجد على القب��ور ليس مقصودا بالذات كما أن األمر ببناء المس�اجد في ال�دور والمحالت ليس مقصودا بالذات بل ذلك كله من أجل الص��الة فيها سلبا أو إيجابا يوضح ذلك المثال اآلتي: لو أن رجال بنى مسجدا في مكان قفر غير مأهول وال يأتيه أحد للصالة في��ه فليس لهذا الرجل أي أج�ر في بنائ�ه له�ذا المس�جد ب�ل ه�و

عندي آثم إلضاعة المال ووضعه الشئ في غير محله .

فإذا أمر الشارع ببناء المساجد فهو يأمر ضمنا بالصالة فيها ألنها هي المقصودة بالبناء وكذلك إذا نهى عن بناء المساجد

على القب��ور فه��و ينهى ض��منا عن الص��الة فيه��ا ألنه��ا هي.25 ( المقصودة بالبناء أيضا

أن رس��ول»و عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عن��ه - : نهى أن يب��نى على القب��ور –صلى الله عليه وس��لمالله -

وهذا الحديث ص��ريح في، 26«أو يقعد عليها أو يصلى عليها النهي عن الصالة على القبر ،وي��دل أيض��ا على حرم��ة بن��اء المس��جد على الق��بر ؛ ألن المقص��ود ببن��اء المس��جد على القبر الصالة فيه فإذا حرم الصالة علي��ه فأيض��ا يح��رم بن��اء

المسجد عليه .

م��ا بن[ي علىوالنهى عن البن��اء على القب��ور يص��دق على   جوانب حفرة القبر، كم��ا يفعل��ه كث��يرg من الن��اس من رف��ع قبور الموتى ذراعاd فما فوقه؛ ألنfه ال يمكن أن يجع��ل نفسا يدلn على أنf المراد بعض ما يقربه fم القبر مسجداd، فذلك م[

ا يتصل به. fم م[

ويصد`ق على من بنى قريب��اd من ج��وانب الق��بر ك��ذلك، كم��ا في القباب والمساجد والمش��اهد الكب��يرة، على وج��ه يك��ون القبر في وس��طها أو في ج��انب منه��ا، ف��إنf ه��ذا بن��اء على القبر، ال يخفى ذلك على من له أدنى فهم، كم��ا يق��ال: ب_ن_ى السلطان على مدين��ة ك��ذا، أو على قري��ة ك��ذا س��وراd، وكم��ا يقال: ب_ن_ى فالنg في المكان الفالني مس��جداd، م��ع أنf س��مك_

البناء لم يباشر إالf جوانب المدينة أو القرية أو المكان.

37- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد لأللباني ص 25 وإسناده صحيح 1020 - رواه أبو يعلى في مسنده رقم 26

وال فرق بين أن تكون تلك الجوانب ال��تي وق��ع وض��ع البن��اء عليها قريبة من الوسط، كما في المدينة الص��غيرة والقري��ة الص��غيرة والمك��ان الض��يق، أو بعي��دة من الوس��ط كم��ا في المدينة الكبيرة والقرية الكبيرة والمكان الواس��ع، وم_ن زعم أنf في لغة العرب م��ا ي_من��ع من ه��ذا اإلطالق فه��و جاه��لg ال يعرف لغة_ العرب، وال ي_فهم لسان_ها وال يدري بم��ا اس��تعملته

.27في كالمها

، gد_ب bث_ن[ي جن��fد : ح��_ ال_ ، ق��_ Zان[ي ر_ bج��fار[ث[ الن و ع_نb ع_بbد[ الله[ بbن[ الbح��_وت_ ل_ أ_نb ي_م��` bب�� لfم_ - ق_ لfى الله ع_ل_يbه[ و_س_ عbت النfب[يf - ص_ م[ : س_ ال_ ق_bكمbن أ إ[ل_ى الل��ه[ أ_نb ي_ك��ون_ ل[ي م[ ر_ bب��_ [نZي أ هو_ ي_قول: » إ ، و_ lسbم ب[خ_اه[يم_ ر_ bب��] ذ_ إ ا اتfخ��_ ، ك_م��_ dل[يال ذ_ن[ي خ_ د[ اتfخ��_ إ[نf الله[ ت_ع_ال_ى ق_ ، ف_ gل[يل خ_، dل[يال رl خ_ bا ب_ك�� _ب��_ ذbت أ تfخ_ ل[يالd ال_ ت[ي خ_ fأم bا م[نdذ ل_وb كنbت متfخ[ ، و_ dل[يال خ_bم ائ[ه[ نbب[ي���_

_ ور_ أ ذون_ قب���` انوا ي_تfخ���[ بbل_كمb ك���_ ان_ ق_ إ[نf م_نb ك���_ أ_ال_ و_د_، إ[نZي اج[ ور_ م_س��_ ذوا الbقب��` ال_ ت_تfخ��[ د_، أ_ال_ ف_ اج[ مb م_س��_ يه[ ال[ح[ و_ص��_

اكمb ع_نb ذ_ل[ك_ « _نbه_ ،و هذا الحديث يوضح أن اتخاذ القب��ور28أ مساجد من عادات من قبلنا ،و علينا أال نتخذ القبور مس��اجدذوا ال_ ت_تfخ��[ فاتخ��اذ القب��ور مس��اجد مح��رم بنص الح��ديث " ف_

اكمb ع_نb ذ_ل[ك_ ". _نbه_ [نZي أ د_، إ اج[ الbقبور_ م_س_

وجميع هذه األحاديث تبين أن اتخاذ القبور مساجد محرم ،وأن من عادات أهل الكتاب اتخاذ القبور مساجد فال

يجوز لنا أن نقلدهم في أفعالهم وعاداتهم وكيف يليقبمسلم أن يقلد كافرا ؟!!

14 للشوكاني ص شرح الصدور بتحريم رفع القبور- 27 532 - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 28

والتقليد من شيم المغلوبين ، و المغلوب غالبا يقلد الغالب ،و كثير من النفوس تعتقد الكمال فيمن غلبها

ألنها رأت أن من قلfدته أفضل منها و أرفع منها ؛فتقلدهdلذلك تحاول أن تتشبه به ، و أن المقل[د شعر بالنقص قدرا

.واحتقار نفسه أمام المقل_د

ة_، ع_ن[ النfب[ي -صلى الله عليه وسلم- : » يbر_ ب[ي هر_ وع_نb أ_

ذوا قبور_ وbماd اتfخ_ ث_ناd، ل_ع_ن_ الله ق_ بbر[ى و_ ع_لb ق_ bال_ ت_ج fهمfالل د_ « اج[ مb م_س_ نbب[ي_ائ[ه[

_ أي اللهم ال تجعل قبري كالوثن في29ألfى الله تعظيمه ،وعبادته من دون الله و تغليظ النبى - ص_

لfم_ - في النهى عن اتخاذ قبره مسجداd؛ لما خشيه ع_ل_يbه[ و_س_dة إلى المنكر، وقطعا fالمبر Zمن تفاقم األمر وخروجه عن حد

او_زوا ف[ي30للذريعة ة_ أ_نb ي_ت_ج_ اه_ ي[ ك_ر_ bهfصود م[ن_ الن bم_قbوال، اوز[ بbر[ه[ غ_اي_ة_ التfج_ سدا لذريعة الشرك ، وكل ما كان31ق_

النfب[ي،ولما قرنوسيلةd إلى الوقوع في الشرك فهو محرم بbر[ى بذلك الدعاء -صلى الله عليه وسلم- ع_لb ق_ bال_ ت_ج fهمfالل"

dث_نا " اتخاذ القبور مساجد علم أن اتخاذ قبره مسجدا ذريعةو_ و أن الغلو في قبور األنبياء و الصالحينإلى اتخاذه وثانا ،

.يصيرها أوثانا تعبد من دون الله

ه[ bى الل��ه ع_ل_ي��fل ول الل��ه[ - ص��_ س��` ال_ ر_ : ق_ ال_ ة_، ق_ يbر_ ب[ي هر_ وع_نb أ_

ا، dور ع_لوا بيوت_كمb قب��` bا، و_ال_ ت_جdيد بbر[ي ع[ ذوا ق_ لfم_ - : » ال_ ت_تfخ[ و_س_ت_كمb ت_بbلغن[ي « ال_ إ[نf ص���_ ، ف���_ fوا ع_ل_يnل ا كنbتمb ف_ص���_ يbثم���_ و_ح_

و_ال_ 32

قال المحقق أحمد شاكر : إسناده صحيح7352 - رواه أحمد في مسنده رقم 297/173

ل[م للقاضي عياض - 30 bائ[د[ مس و_ ال المعbل[م[ بف_ 2/450إ[كم_2/744مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لمال علي القاري - 31 ،ورواه ابن2042 ،ورواه أبو داود في سننه8804 - رواه أحمد في مسنده رقم 32

7542 أبي شيبة في مصنفه رقم

ا dقبور bع_لوا بيوت_كم b؛ أي: مثل القبور في عدم الصالة فيهات_ج والنهي ،المتق��رر عن��دهم أن المق��ابر ال يص��لى فيه��اوكأن

عن ترك الصالة في البيوت لئال تش��به المق��ابر دلي��ل واض��ح .على أن المقابر ليست موضعا للصالة

لfى وbل_ الل��ه[ - ص��_ س��` عbت ر_ م[ : س��_ عوbدl قال_ bن م_سbد[ الله[ بbع_ب bو ع_ن

bار[ الن��اس ، م_ن ر_ لfم_ – ي_ق��وbل : » إن م[نb ش��[ ه[ و_س��_ bه ع_ل_ي�� fالل�� د اج[ ذ القب��وbر_ م_س��_ ي��اءg، و_م_نb ي_تfخ��[ bأ_ح bاع_ة و_هم ت��دbر[كهم الس��^

،وهذا الحديث يبين أن اتخ��اذ المس��اجد على القب��ور من33« فعل شرار الناس فكيف يليق بعاق��ل أن يفع��ل فع��ل ش��رار

الناس ؟!! .

لfى الل��ه ول الل��ه[ - ص��_ س��` ال_ ر_ : ق_ ال_ ث_دl الbغ_ن_و[يZ، ق_ bر ب[ي م_ و ع_نb أ_

لfم_ - : 34« ال تجلسوا على القبور وال تصلوا إليه���ا »ع_ل_يbه[ و_س_ وهذا الحديث صريح في النهي عن الصالة إلى القبر ،واتخاذ القبر قبلة ،و إذا ح��رمت الص��الة إلى الق��بر فمن ب��اب أولى الصالة عند القبر ؛ ألن في الصالة إلى القبر أو الص��الة عن��د القبر مظنة الصالة لص��احب الق��بر أو مظن��ة تعظيم ص��احب

القبر .

و ابن أبي شيبة في789 ،وابن خزيمة في صحيحه رقم 4143 - رواه أحمد في مسنده رقم 332325 و ابن حبان في صحيحه رقم 272مسنده رقم

وأبو داود في سننه رقم والترمذي972 - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 341050في سننه رقم

الحكمة من تحريم اتخاذ القبور مساجد

إن سأل سائل ما الحكمة من تش��ديد الش��ريعة في النهي عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد ؟ ف��الجواب أن في النهي عن اتخ��اذ القبور مساجد حكم بالغة تش��هد ب��أن ه��ذه الش��ريعة من عن��د الله ال من عند بشر ومن هذه الحكم أن في ترك اتخاذ القبور

و الش��رعمساجد مخالفة أهل الكتاب فيما س��نوه من باط��ل ، ق��د أم��ر بمخالف��ة أه��ل الكت��اب و نهي عن التش��به بهم و

.مشابهتهم ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين

للبع��د عنومنه��ا أن الش��رع نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد التشبه بعبدة األوثان الذين يعظمون الجمادات التي ال تس��مع

كم�ا نهى عن الص�الة وقت طل�وع الش�مس 35 وال تنفع وال تضر ووقت غروبه��ا؛ ألن المش��ركين يس��جدون للش��مس حينئ��ذ، ،

.فتكون الصالة حينئذ مشابهة لصالة المشركين

ومنها أن الشرع نهى عن اتخاذ القبور مساجد لعدم الغلو في يفض��ي بالن��اس إلى عب��ادةص��احب الق��بر ، وه��ذا الغل��و ق��د

صاحب القبر ودعائه واالستغاثة به، وطلب جلب النف��ع ودف��ع ،ومرعاة المفاتيح 181نوجي ص الروضة الندية شرح الدرر البهية ألبي الطيب محمد الق - 35

2/419شرح مشكاة المصابيح ألبي الحسن عبيد الله المباركفوري

وه��ذا ش��رك أك��بر مخ��رج من المل��ة ، ،الضر منه من دون الله ومن ع��ادة عب��دة األص��نام أنهم لم يزال��وا يعظم��ون أم��واتهم

.36حتى اتخذوها أصناما

و منها أن الشرع نهى عن اتخاذ القبور مس��اجد س�دا لذريع�ة الش��رك لئال ي��ؤدي اتخ��اذ القب��ور مس��اجد إلى عب��ادة ص��احب

إذا تعبد لصاحب القبر بركوع أو سجود أو ذبح تقربdا  والقبر ،ا له dقد سدت كل ب��اب فهو شرك أكبر ،و الشريعة له وتعظيم

د[ ،فاتخاذ القبور مساجديؤدي إلى الشرك bع_ بع�� ي م��_ ض��[ bيف bد ق_bة م[ن اب[ق_ fم الس�� م_ bه[ األ bان_ ع_ل_ي�� ا ك��_ ل[ إل_ى م��_ bه�� و[ الbج_ bد[ و_ف_ش�� bع_ه��bال ذ[ه[ ع_ ل[ه�_ ة[ ق_ط�_ fي�Zكلbك_ ب[ال ع[ ع_نb ذ_ل�[ bن� ان_ ف[ي الbم_ ك�_ ث_ان[ ف_ bو

_ bب_اد_ة[ األ ع[ة[ ة[ الbمعbت_ب_ر_ كbم_ ب ل[لbح[ اد[ و_هو_ الbمن_اس[ س_ ي_ة[ إل_ى الbف_ ض[ bمفbر[يع_ة[ الfالذ

د[ اس[ ع[ الbم_ف_ bب[ المصالح و_د_فbل ك_ام[ م[نb ج_ bح_ bع[ األ bر ،وق��ال37ف[ي ش_ : نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجدالف��وزان – حفظ��ه الل��ه -

.38للصالة عندها؛ ألن ذلك وسيلة لعبادتها

ومنه��ا أن الش��رع نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد لئال يظن ، و إذاظان أن العبادة عند القبر لصاحب القبر ،وليست لل��ه

جئت عند الق��بر، واس��تقبلته وركعت وس��جدت أمام��ه ، فم��ا كان للمشاهد إال أن يقول: إن��ه يرك��ع ويس��جد لل��ذي أمام��ه، فتكون صورة شرك، ولو لم يكن الشخص يقصد الشرك ،وال يؤمن أن يجيء من بعد العصر الذي اتخذ فيه الق��بر مس��جدا

.من يظن أن العبادة لصاحب القبر تعظيما له

3/1043 للطيبي الكاشف عن حقائق السنن- 36499- سبل السالم للصنعاني ص 3748اإلرشاد إلى صحيح االعتقاد لصالح الفوزان ص - 38

ومنه��ا أن الش��رع نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد لتجري��د التوحيد لله فال يتعلق قلب اإلنسان بشيء و هو يعبد الله إال

بالله .

ومنه��ا أن الش��رع نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد ؛ ألن في اتخاذ القبور مساجد شبهة الت��برك بص��احب الق��بر ،والت��برك

،وفيه إثبات تأثير شيء لم ينزل الل��ه بالقبور حرام ال يجوز ا أو الق��بر وإذا اعتقد الشخص أن لصاحب ،به سلطانdا dت��أثير

.قدرة على دفع الضرر أو جلب النفع كان ذلك شركdا أكبر

ومنه��ا أن الش��رع نهى عن اتخ��اذ القب��ور مس��اجد ؛ ألن في اتخاذ القبور مساجد التعظيم لصاحب القبر تعظيم��ا ال يك��ون

ي��ه ع_نإال لل��ه ، وق�ال ابن الج�وزي – رحم�ه الل��ه - : bو_أم��ا ن_ه ء bي fد الش�� bن�� ة ع[ ال_ fن الص��_ د فلئال تعظم، أل[ اج[ ور م_س��_ اذ الbقب��` اتZخ��_

.39 ت_عbظ[يم ل_ه

والخالصة أن جميع صور اتخ��اذ القب��ور مس��اجد تش��ترك في مظن��ة الص��الة لص��احب الق��بر أو مظن��ة تعظيم ص��احبأنه��ا و فيها غلو في صاحب القبر ،وفيها الخشية من تط��ورالقبر

،وفيه��ا تش��به بعب��دة األوث��اناألمر إلى عبادة ص��احب الق��بر والمشركين ،ولذلك حرمت الشريعة الغراء جميع ص��ور اتخ��اذ القبور مساجد حماية لجناب التوحيد ولسد ذريعة الوقوع في

الشرك وللبعد عن التشبه بعبدة األوثان والمشركين .

2/50كشف المشكل من حديث الصحيحين البن الجوزي - 39

هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات