23
1 أفق الد يلم العربيلعاة في ا ميس مقراطية الكتاب ا: سلم بلد م ة قراطي الدؤلف ا: وعة مؤلفم م. لكتابر ا نر: د. توفيقيف السلناشر ا: التوزيعلنشر و أطياف ل الطبعة: و ا7002 م توسط يقعب من القطع ا كتا621 صفحة عن مركز آفاق صادرالبحوثسات ولدرا ل توطئة" ال ة ني ي ة الد مقراطي ي د- ة مي س " يتصدر باتٌ وان عن ة عرفيت ا دبيا ب بعدلسلة س اكم النظري من التريياس الس ا،ً ي في آن مع جتماع فعلت ال وإرهاصااعتباره بفهوم مفصل عن ا ين ة ف سيسسهيم التس فا م سي لياس ي الفكر الستصالهد ا نحدا أننعاصر؛ وبإمكان ا ة الحديثة عرفينظومة احي با صط ، كل أبعاده حاطة ب موجبة لفهوم وحداثته كمى الواقع،كسة عل آثار منعرتب عليه منه وما يت ومبانيشتركة بين تحديد القواسم ا ذلك في أجل أن يساهم كل من" ة مي س ة مقراطي ي الد" التفة مؤشراتناظرة له، وكاهيم افائر ا وسا عنهاي تفصلهيز الت ما. توليفة اندم و اج" ة مقراطي الدين والدي" ت لت ما كانت بلور- ا معرفي لو به منا يتمتعان م ة مؤهلة خواص داخلي تدنو من خزائن التراث، و تغادر بصيل ناجزةء منظومة إدارية لبناً عمل سويةل ل في الوقت- يضج بما هون عالم م حديث، وذلك وفق العاصرن انسااسة لجة الحاة البشرية ومدى ا تجرب. وذه التوليفة ه" ة مي س ة مقراطي ي الد" نتظم ت نُ بل ت يذج بخرى والتيلنماظر مع ا ا مثل فيها اوية، مثل ة حجر الز مقراطي ي ح الد مصطل" ة مقراطي ي ة، والد يبراليل ة ال مقراطي ي الد ة شتراكي " . ى الرغم وعللنماذجذه اكل من ه ة ل ة وتطبيقي ق جوهريسه من فوارما نلم م أن إ" ة مقراطي ي الد" ائز تظل اشتركستحق وا اكل منها، خاصة ل ما كان بمر إذاً منوط ار التييعايدئ واباجتمع، أي ا بين الدولة واقة ما بتنظيم الع عُ شك ت ، وهي ويياسم السلنظاد كيفية عمل ا تحد ف نماذجها على اخت ات مقراطيفة الدية بين كاشترك د السمة ا. ب أراد أنلكتال هذا ا يف ومن خ الدكتور الس الدين من جهةقة ما بين ة الع ج فيه إشكالي عالُ س إلى مناخ ي يؤسي تقف عائقة التلصعوباتفة احلة كا ا في حلً ن جهة أخرى، طمع ة م مقراطي والديم ال أماورة ال صيرلعالم ة في ا مقراطي دي مي والعربي س ة منه لثقافي ة والشؤون ا قة بالهويتعلصة وا ، خا، بسنلكتابر في مقدمة ا نفسه أشا يف والس" محور

أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

Embed Size (px)

DESCRIPTION

‫أطيافللنشروالتوزيع:الناشر‬ ‫الكتاب‬ ‫السّيفتوفيق.د:حمرر‬ ‫آفاق‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫للدراساتوالبحوثصادر‬ ‫األوىل:الطبعة‬ 7002 ‫م‬ ‫توطئة‬ 1 ‫يف‬ ‫يقع‬ ‫املتوسط‬ ‫القطع‬ ‫من‬ ‫كتاب‬ 621 ‫صفحة‬ 2 -‫.المصدرالسابقنفسه‬ ‫).8-2(ص‬ 1 2 3 -‫.نفسهالمصدرالسابق‬ ‫).8(ص‬ -‫بلدمسلم.السّيف،توفيق‬ ‫في‬ ‫ّة‬ ‫والدراسات).2(ص.م2007.الديمقراطي‬ ‫للبحوث‬ ‫آفاق‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫.سيهات،السعودية/صادر‬ 1 2 3 3 4 4 -‫والجمهوريةاإلسالميّة.أموي،بهمن‬ ‫السياسي‬ ‫).72(م،ص2007طهران،.االقتصاد‬ 4

Citation preview

Page 1: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

1

مقراطية اإلسالمية في العالم العربييأفق الد

الدميقراطية يف بلد مسلم: الكتاب

.جمموعة مؤلفني: املؤلف

السيفتوفيق .د: حمرر الكتاب

أطياف للنشر والتوزيع: الناشر

م7002األوىل : الطبعة

صفحة 621كتاب من القطع املتوسط يقع يف

للدراسات والبحوثصادر عن مركز آفاق

توطئة

ة ال" يني

ة الد يمقراطي

ة -د ة عنوان بات يتصدر " إلاسالمي السياس ي من التراكم النظري سلسلةبعد ألادبيات املعرفي

ة فال ينفصل عن امل مفهوم باعتبارهوإرهاصات الفعل الاجتماعي في آن معا، ي الفكر السياس ي لإلسالم فاهيم التسسسسي

ة الحديثةاملعاصر؛ وبإمكاننا أن نحدد اتصاله وحداثته كمفهوم موجبة لإلحاطة بكل أبعاده ، الاصطالحي باملنظومة املعرفي

من أجل أن يساهم كل ذلك في تحديد القواسم املشتركة بين ومبانيه وما يترتب عليه من آثار منعكسة على الواقع،

ة" ة إلاسالمي

يمقراطي .مايز التي تفصله عنهاوسائر املفاهيم املناظرة له، وكافة مؤشرات الت "الد

ة"اج وتوليفة اندم ا -بلور ما كانت لتت" الدين والديمقراطي ة مؤهلة ما يتمتعان به من لوال –معرفي خواص داخلي

لبناء منظومة إدارية ناجزة ال تغادر ألاصيل من خزائن التراث، وتدنو من عالم يضج بما هو -في الوقت –للعمل سوية

ة"هذه التوليفة و .تجربة البشرية ومدى الحاجة املاسة لإلنسان املعاصرحديث، وذلك وفق ال ة إلاسالمي

يمقراطي تنتظم " الد

ناوية، مثل مثل فيها اظر مع النماذج ألاخرى والتي يبل ت ة حجر الز

يمقراطي ة "مصطلح الد

يمقراطي ة، والد ة الليبرالي

يمقراطي الد

ة ة لكل من هذه النماذجوعلى الرغم . "الاشتراكي ة"إال أن مما نلمسه من فوارق جوهرية وتطبيقي يمقراطي

تظل املائز " الد

إذا ما كان ألامر لكل منها، خاصة املستحق واملشترك بتنظيم العالقة ما بين الدولة واملجتمع، أي املبادئ واملعايير التي امنوط

عات على اختالف نماذجهاتحدد كيفية عمل النظام السياس ي، وهي والشك ت .د السمة املشتركة بين كافة الديمقراطي

يف ومن خالل هذا الكتاب أراد أن ة العالقة ما بين الدين من جهة الدكتور الس يؤسس إلى مناخ يعالج فيه إشكالي

ة من جهة أخرى، طمعا في حلحلة كافة الصعوبات التي تقف عائقة ة في العالم صيرورة الأمام الوالديمقراطي ديمقراطي

ة منهإلاسالمي والعربي ة والشؤون الثقافي يف نفسه أشار في مقدمة الكتاب بسن ، ، خاصة واملتعلقة بالهوي محور "والس

Page 2: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

2

ة وإلامكانات املتوفرة الستنباط ة بين الدين والديمقراطي حلول تسمح بتطوير نظام سياس ي النقاش هنا هو العالقة إلاشكالي

ة يجمع بين قيم معتقدا بسن مناقشة مثل هذا ألامر يسهم بشكل كبير في معالجة أزمة 1"الدين الحنيف وفضائل الديمقراطي

الهوة يسهم في توسيعلتحجر ألانظمة السياسية فيه، وهذا من شسنه أن التخلف املزمن الذي يعانيه العالم إلاسالمي نتيجة

إذ عسش الهامش السياس ي لشعبية العامة، وتتضاءل الحريات، ويصبح املجتمع يوبالتالي تنعدم إلارادة ابين الدولة واملجتمع،

ة تعسش يقال في هذا الصددوما ينبغي أن !.قوة الحول له وال تحت وطسة ضغط -اليوم –بسن معظم املجتمعات إلاسالمي

ة بالرغم من ات الحياة خانق على كافة املستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية، حيث ال يمتلك أدنى مقوم الطبيعي

ة جميع إلامكانات والثروات .تتمتع هذه املجتمعاتالتي الطبيعي

ة والتي تولدت نتيجة " حكومة الشعب"تحقيق إلىالجوهرية مقاصدها في تؤشر كمفهوم والشك بسن الديمقراطي

ت تجربة سياسية ناهضة تحتفي بها معظم في القرن الخامس قبل امليالد، وتطورت حتى أصبح( أثسنا)ترهص سياس ي ساد

ة لسست "بل إن وال استثناء ألي دولة من الدول العربية، العالم الحديث، الدول الغربية حسب معطيات فكرة الديمقراطي

رب وأن تكرار تعثر التجا. جديدة على العالم إلاسالمي فقد جربتها عدد من املجتمعات املسلمة ونجح قليل منها وأخفق أكثرها

ة هو ة في البلدان إلاسالمي يج ثمرة لغربة النموذج الديمقراطي وتباعده عن النس –في أحد الوجوه على ألاقل –الديمقراطي

ة التي تقو الذالثقافي الخاص بهذه املجتمعات، أي التباين الثقافي بين م عليها فكرة هنية العامة للمسلمين وألارضية الفلسفي

ة نفسها يف نفسه عبر هذا الكتاب التسكيد على ضرورة خلق نموذج ديمقراطي معد و 2"الديمقراطي ل بهذا املسعى يحاول الس

ة قابال للتفاعل مع املضمون الثقافي بحيث يكون ، تتناسب وطبيعة البسئة بكل مكوناتها الخاصة حسب مواصفات محلي

ة، ة تجسد للتفاعل إلا وفقالخاص باملجتمعات إلاسالمي يدفع وتساهم في خلق مناخ يجابي بين الفرد ومحيطه، بلورة ذهني

على مستوى الشعب نفسه، فإن عرقلة مشروع الديمقراطية في ألامور باتجاه املناقدة والتبادل املعرفي والتنافس السلمي

ة، يف بيد أن العالم إلاسالمي يعني بالضرورة استمرار للدكتاتورية وألانظمة الشمولي بسن يؤكد في جوانب أخرى الس

ة لسس وعدا باملدينة الفاضلة، وال هي الحل السحري لجميع املشكالت، بل هي ببساطة وسيلة لتنظيم العالقة " الديمقراطي

ة للتطور والتكامل بين املجتمع والدولة، وقد أثبتت التجارب وعلى امتداد لسس بالقصير على الزمن، أنها ألانجح وألاكثر قابلي

ة مفيدة ألنها توفر الفرصة للناس العاديين كي : "ويستطرد الكاتب أيضا ويقول ". حكم ألاخرى نماذج البين جميع الديمقراطي

يعسشوا بسالم، ويسعوا في الارتقاء بحياتهم في ظل قانون واحد يتعامل معهم كمواطنين أكفاء لبعضهم، متساوين في الحقوق

من أجل تهيئة الفعل الثقافي لوعي الاجتماعي إلى أقص ى درجاته وبالتسكيد هذا كله مرهون برفع مستوى ا .3"والواجبات

.للدخول في العالم الحديث بعد وضع نهاية للتسزم السياس ي الذي يتوارثه املسلمون جيال بعد آخر

ة بات يدركها املشكلة ال يمكن معالجتها بهذه املسلمون على وجه التحديد، لكن العرب و ربما الحاجة للديمقراطي

ة إال أنها وكتجربة بشرية وغربية الس ة إن اتسقت في جوهرها مع بعض املضامين الديني هولة كما نتوقع، خاصة والديمقراطي

، ومن هنا يستي جوهر الحوار الذي على وجه التحديد فهي ال تلتقي في مخرجاتها وتطبيقاتها مع العديد من الخواص الدينية

.سيهات، السعودية/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 2)ص . م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 1

(.8 -2)ص . المصدر السابق نفسه - 2

(.8)ص . نفسه المصدر السابق - 3

Page 3: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

3

يف نها فيعبر مجموعة من ايقيمه الدكتور الس ؛ ألجل املناقشة على أعلى مستوياتها هذا الكتاب لدراسات والبحوث ضم

ا للمؤتلف منها واملختلف ة والتي تولي اهتماما بالغ ة من جهة أخرى املعرفي يدع ومما ال. ما بين الدين من جهة والديمقراطي

بالنظرة الدينية وانب املهمة واملتعلقة بالذات مجرد إلاقدام على مثل هذه الخطوة يسترعي الكثير من الجمجاال للشك بسن

، بمعنى أن تنظيم الحياة العامة لإلنسانتجاه العديد من التجارب التي تسهم بشكل كبير في ة الد ة كتجربة إنساني يمقراطي

اري أو ما يتعلق بالشق الحضواملحكوم من جهة، بين الحاكم ؛العالقةهذه قدمت نجاحات عديدة في مضمار ضبط

ة كتجربة . والتنموي كبير في إحداث التنمية والتطوير لإلنسان املعاصر سواء كان ساهمت بشكل على اعتبار أن الديمقراطي

ة ة)=على صعيد الفرداني ة و الصورة الأو كان يتعلق ألامر ب( الليبرالي ة)=جماعية الكلي ة الاجتماعي إذ ال يقتصر ألامر (الاشتراكي

.بعند هذا الحد فحس

ة إن العالقة بين الدين والسياسية لسست جديدة في الفكر السياس ي املعاصر، فهي مالزمة له منذ نشوء إشكالي

ة حين اقتصر ألامر على محورين اثني ، من جهة أخرى ( ألافكار واملعارف)=الدين من جهة وألايدلوجيات : نالفلسفة اليوناني

فقد ساهمت -املسار والحراك –وجيا ولتحديد السلوك أيضا، أما ألايدلوجيا القاعدة ألاعمق لالبستومول وصفهفالدين ب

ة لتكون بديال عن معايير ؛ومعايير التمثيل والانتخاببشكل كبير في تقويض سلطة الكنسسة بعد أن كرست مفاهيم العلماني

ظهرت ه فضاؤها الثقافي من ترهصات، فقدال يغيب عنه ما آل إليتمنحها للحاكم، واملتتبع للصيرورة الغربية التي القداسة

ة أخرى ة عن سابقتها، إشكالي ة بشكل كبير ،وهي العالقة بين الدولة واملجتمعال تقل أهمي على والتي نجحت الديمقراطي

يما آل إليه العالم الغربي اليوم من ضبطها كعالقة حيوية منذ القرن التاسع عشر إلى الوقت الراهن، إذ يتبدى ذلك ف

ة إلى أخرى تفاوت نسبة النجاح أو الفشل من ، مع وإلاستراتيجيةطورات ملموسة على كافة الصعد الحيوية ت .بسئة اجتماعي

بالنسبة لهذا العالم أما ( الدين)بسن هذا العالم يدخل عصر الحداثة بكل اقتدار، فما هو موقع :إال أننا ال نستطيع إال القول

إذن .؟!الديمقراطيات املعاصرةهو الثمرة الطبيعية للتطور الاجتماعي والسياس ي والاقتصادي لهذه :يمقراطيالنظام الد

)وقبل الشروع في مناقشة العالقة بين والضرورة العلمية ملسار البحث يقتض ي تمعات، املج الد

ةين والد في الحيز ( يمقراطي

ما بين القواعد وألاسس التي بني عليها النظام السياس ي في ظل رق الفإلاسالمي، ألن الرهان العلمي البحثي يعي تماما مستوى ا

ة وما بين الدول الغربية .الدولة إلاسالمي

يف بكل عناية الس انتقاها الدكتور ، بالتحديد هذا املنطلق جاء هذا الكتاب ليضع أمامنا دراسات ستمن

ةوحرص، ال ألنها تضاهي في ا أخرى متانتها العلمي ل ملا تتمتع به من امتياز خاص يسلط الضوء على مدى ب فحسب، بحوث

ين والد الد )العالقة ما بين ضبط النظام العام ما بين الحاكم واملحكومين أو من قانون يضمن وما يؤسس عليها( ةيمقراطي

ة في نظام الحكم كمحور للمناقش بين الدولة واملجتمع، ة واملدارسة منذ وقد وضعت معظم هذه الدراسات التجربة إلايراني

وهنا نستحضر ما تطرق إليه املفكر إلايراني حتى ما آلت إليه ألامور في الواقع املعاصر، ( 5091 – 5091)الثورة الدستورية

ا عم ؛تمييز إلايرانيين لطبيعة النظام السياس يحين أعزى محمد مجتهد شبستري ا كلي ا بسن التفويض إلالهي يختلف اختالف

اريخي الخاص طور الت هو الت : ألاول العامل –القول لـ شبستري -ثمرة لعاملين طبيعة هذا النظام هو بل أن للشعب،

ما انعكاسات الث باملجتمع إلايراني نفسه، والسي

ا ة والتي شهدت للمرة ألاولى في تاريخ املسلمين تنظير ورة الدستوري ا فقهي

فهو التركيب املزدوج للنخبة التي قادت الثورة، : أما العامل الثاني. در شرعيتهاة ومصه صاحب السلطباعتبار ،لسيادة الشعب

من فقهاء يميلون إلى نمط الحكم املتعارف في الت

راث الد ةيني، ومفكرين يميلون إلى الد ة أو الاجتماعي ة الليبرالي . يمقراطي

د النقاش حول دستور الجمهوري بسنه وبسبب هذين العاملين فقد شه: ويستطرد شبستري نفسه ويقول قر ة إلاسالمي

ة الذي أ

Page 4: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

4

طرح مفاهيم جديدة لم تكن متداولة قبل ذلك فقد م 5099في العام يني أو على ألاقل لم تكن من موضوعات في املجتمع الد

ة القانون، املواطنة إلارادة العامة، الجمهورية، تقسيم السلطات، حاك: من بين تلك املفاهيم على سبيل املثالو انشغاله، مي

.إلخ.. والحقوق الدستورية

يف في مقدمة الكتاب إلى ة إب وقد أشار الس ان انتصار حصيلة مناقشات كانت تدور حول طبيعة الحكومة إلاسالمي

ة في إيران عام ة لم تكن مطروحة كنموذج محت" سن جملة ما نقله بمن وكان ،م5090الثورة إلاسالمي يمقراطي مل لنظام الد

ة سوف تكون البديل ألافضل عن كل ما سواها ،الحكم املراد إقامته مثل كل . بل كان الجميع متفقا على أن حكومة إسالمي

ة"املفاهيم الجديدة، فلم يكن مفهوم واضحا ومحددا، وكان امليل في أول ألامر إلى نظام الذي طرح يومئذ " الحكومة إلاسالمي

إلى ما يشبه في تلك آلاونة دعا بعض زعماء الثورةحيث يادة الشعب مع دور إشرافي للفقهاء، يقوم بشكل كامل على س

ةالد ب ة الاجتماعي ال يحتمل غير نظام شديد كمنظومة فقهية إلاسالمواقع الحال، مع الالتفات أن التي كانت ،يمقراطي

املطاف جرى وضع دستور يتسع لجميع هذه الخيارات وفي نهاية. التمركز على رأسه فقيه يجمع بين يديه كل خيوط السلطة

وهذا وال شك ال .4"فثمة دور محوري للنخبة الدينية أي الفقهاء، وثمة تسكيد على سيادة الشعب وكونه مصدر السلطة

ة وم، ا في حكومة يرأسها إمام معصألن النظام السياس ي الديني يتمثل حصر يتوافق مع نظرية الحكم عند الشيعة إلامامي

ة ترك الحكم ة حلول الفقيه الجامع لشرائط الاجتهاد والعدالة في مكانه، وأيضا قال آخرون بإمكاني وإن قال بعضهم بإمكاني

ا ا أشبه ما كان عليه الحال للكنسسة في أوربا للسياسيين ومنح الفقهاء دورا رقابي يف في .ولوجستي وهذا ما أكده الدكتور الس

، لكنه مع ذلك أراد أن يقول شسئا آخر يجده (نظرية السلطة في الفقه الشيعي)م بعنوان 2992روت عام كتاب له صدر في بي

ةال يقل في الدولة مركزية النقاشتهمسشها لدور الشعب أمام أن جوهر الجدل في كل تلك املناقشات إشارته إلى وهو ،أهمي

ة والسلطة، الشعب في املشاركة بإدارة الحكم ما بين أهل السنة والجماعة كذلك عدم اختالف ما عليه الحال إزاء أهلي

كانت محصورة على حد ،حتى أن نموذج الخالفة التي كانت قائمة حتى الربع ألاول من القرن العشرين وإخوانهم الشيعة،

ة الحكم مستمدة من السماء اعتقادعلى عن مؤهالته وكفاءاته وصالحياته، ( الحاكم)قوله في ، وعلى الناس بسن شرعي

.طاعته ألن هللا عز وجل أمر بذلك، ال ألن الناس اختاروه أو رضوا به

انحصار ال غرو ين بالسياسية أو انفصالهما، فالخيط رفيع جدا بينهما وملجرد امليل محور الحديث في اتصال الد

ة شديدة، ومما ال يدع مجاال انزياحات فيؤول إلى ؛يمينا أو شماال ين عن للشك بسن ألادبيات املعاصرة تسمي فصل الد معرفي

ة، واتصالهما يعني سطوته في ذلك -الشرقي والغربي –الوقوف عند ثالثة أشكال محتملة، كان للتسريخ السياسة بالعلماني

: ثانيالشكل ال. تفوق السياسة على الدين، وهذه سمة مشتركة بين الشرق والغرب طوال التسريخ: الشكل ألاول البناء،

ة التاريخ السياس ي الغربي بامتياز واضح وجلي، هذا ال يعني بالضرورة أن وقد سبق وأشرنا بسنها فصل من فصول ،العلماني

ة واقع ا عليه عم بسنماط مغايرة –حسب الرؤية املعاصرة –التسريخ السياس ي إلاسالمي كان بمنسى عن تطبيقات العلماني

خل، جرد التعمق في هذا الحديثملإنه ، و الغرب برمتهاليوم في خاصة وهذه القراءة تحتاج ال محال سيدخلنا في إلاغراق امل

ة : الشكل الثالث. لتتبع تاريخي دقيق يضطرنا للوقوف عند كل مفصل ناجز لها وكما ورد ( حكومة الشعب)=الديمقراطي

ح لآلراء بسن تعبر عن نفسها بحرية، كما تسمح بسنها طريقة في الحكم تسم( : "املعجم النقدي لعلم الاجتماع)ذكرها في

(.27)م،ص 7002طهران،. االقتصاد السياسي والجمهورية اإلسالمية. أموي، بهمن - 4

Page 5: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

5

أيضا نستطيع القول . 5"للفاعلين الاجتماعيين باملشاركة في الحياة السياسية، وبالتالي تقليص املسافة بين الحكام واملحكومين

ة ألاولى للنظام الد "بسن أن الد : هي يمقراطيالقاعدة املفهومي البة، بل هي مؤسسة ا للحاكم أو النخبة الغولة لسست ملك

ة تديرها الحكومة نيابة عن املجتمع وملصلحته، وأن النظام يقوم على عقد اجتماعي بين أعضاء املجتمع أنفسهم اجتماعي

من جهة وبينهم وبين حكامهم من جهة أخرى، وبعبارة أخرى فإن الدولة في املفهوم الد ا لشخص أو فريق يمقراطي لسست ملك

ورجال . املشتركة كوكيلة عنه وممثله له ئة أقامها املجتمع كي تدير مصالحهون سائر خلق هللا، بل هي هيمعين كي يستسثر به د

يصل الحكام إلى مناصبهم بإرادة الناس . مسؤولون أمامه ولسسوا سادة له أو جبابرة فوقه ؛الدولة موظفون عند املجتمع

قد يحكم رئسس الدولة أو حكومته . محدد املوضوع والزمانويحصلون على سلطاتهم وصالحياتهم وفق تفويض علني واضح و

لكنهم في نهاية املطاف بحاجة إلى تجديد وكالتهم وتفويضهم، فإن رض ي أو نواب الشعب أربع سنين أو خمس أو أقل أو أكثر،

ة حسب مبسن الد :أنه ال وجه للمبالغة إن قلناإال . 6"الشعب بهم وإال نصب غيرهم في محلهم ضمونها املشار إليه يمقراطي

بكل تفاصيله الدقيقة في العالم إلاسالمي والعربي، وإن بدت بعض مالمحها في أكثر من -حتى اللحظة –لم يبصر النور ؛آنفا

ة ،بلد إسالمي .سواء في مجملها أو تفصيلها بتفاصيلها الحضارية، إال أنها ال تعتبر تجربة ناجزة للديمقراطي رى يعود فهل يا ت

أم ألمور أخرى لم تتكشف لدينا لغاية ب لالرتباط الوثيق ما بين السلطة الدينية من جهة والسياسية من جهة أخرى السب

ة والدافع الليبرالي السياس ي الغربي أيضا ؟! اللحظة .وهذا ما ال يتوافق مع مسار العلماني

اب، تدور جميعها ( دراسات)= اب يتسلف من مساهماتت وكما ذكر محرر الكتاب في معرض حديثه بسن الك تلستة ك

ة، وكل ين والديمقراطي في هذا املحور من زاويته الخاصة، على أنهم قد ركزوا عالج ي حول محور إحداث التناسب بين الد

ة الشعب) فكرةعلى بحوثهم ة الذي قد تبنوه فيها( حاكمي فل إلى الحد الذي يتك .معتبرين ذلك كجوهر ملفهوم الديمقراطي

ة، و مسار البحث الدوال املكملة لها أو الناتجة عنها، ة القانون، والحريات املدني .املساواةالعدل و كاملشاركة الشعبية، وحاكمي

ز ءومن الجدير بالذكر بسن املجمل من هذه البحوث جا ة التعاطي معها، إن ليمي ما بين املصدر واملعنى واملسار التسريخي في كيفي

ا ثا ة كان نص ا أو معنى مختلفا باختالف ألافهام وتفاوت العقول، فضال ما أولوا إليه من أهمي رس ومجاالت الد املؤثرات فيبت

ة) العام عنوانالحسب كل ذلك و ، الناتجة عن ذلك والاشتغال يني ة الد

يمقراطي كتركيب -هذه البحوث– والتي افترضته (الد

أنه من املمكن إقامة نظام سياس ي يجمع ما بين املبادئ : وبكالم آخرالنظري والعملي، من املمكن تطبيقه على املستويين

ة ة من مرونة تسمح له بالتناغم مع إلاسالم الكبرى للديمقراطي والقيم العليا لإلسالم، نظرا ملا يتمتع به مفهوم الديمقراطي

ة والاشتراكي كما هو الحاصل بالنسبة في تمازجه م .ة معا، وهذا ما سبق إلاشارة إليهع الليبرالي

يف –وبعبارة أخرى ة يحتاج إلى فهم مناسب للد تمازجفإن التوصل إلى –والقول للدكتور الس ين والديمقراطي

ة كي يتناسب مع املضمون الديني الذي للدين يسمح بهذا التركيب، كما يحتاج من جهة ثانية إلى تعديل في مفهوم الد يمقراطي

يف من خالل هذا القول بسنه يدفع ألامور . ة للنظام السياس يبح جزءا من املنظومة القيمي سيص وأظنه أي الدكتور الس

وهذا وال شك ما كان محل بحث وجدل وتجاذب للدراسات الست ، في شقه السياس ي بالذات باتجاه قراءة جديدة للدين

ؤسس إلى قر . املتضمنة هذا الكتابو ة مغايرة عن القراءات فهي بالقدر الذي ت ، هي املوروثة والتقليديةاءة جديدة ذات منهجي

ما وأن الاعتبار التقليدي للفقه ما ة مع حركة تطور إلانسان وتعزيز دوره في الحياة، ال سي بالقدر نفسه تؤانس للرؤى الفقهي

(.212)المعجم النقدي لعلم االجتماع، ص . بويكو. ف-بودون.ر - 5

.السعودية سيهات،/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 11)ص . م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 6

Page 6: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

6

ا من التدين الالزمة الوحيدة في التهافت إزاء التجارب الحيوية لإلنيبرح وهنا . سان وفق تطور منظومة الحياة الجديدةمتخذ

يف قد تغيب عن أذهان املهتمين في هذا املجال وهيي ة للدين، : لفت انتباهنا الدكتور الس أن الفقه كونه أحد ألاجزاء الرئسسي

لسس من ين أوسع من أن ينحصر في حدود الفقه، لذاالد إن : هذا ال يعطيه املكانة بسن يحوي كل الدين، بكالم آخر

ا في تشكيل الهوية، ومصدرا لألخالقيات واملثل املستغرب إن اعتبرت مثل هذه البحوث الستة الدين باعتباره جزءا أساسي

ة برمتها، أن تصبح الزمة ضرورية ألي نظام سياس ي في أي مجتمع مسلم، وحسب تعبير املفكر العليا التي تثري الحياة إلانساني

ة، ألن معاني الحكومة أي حكومة في مجتمع ديني ال بد أن عبد الكريم سروش فإن ة، كي تكون ديمقراطي تكون ديني

ة هو تمثيلها لثقافة املجتمع وقيمه وتطلعاته .الديمقراطي

ةينية كحاجة للحياة الدميقراطيالد: راسة األوىلالد

*محمد مجتهد شبستري . د

ور شبستري بسنها لم وجدت في دراسة الدكتة، ألنه ت ا في مدى حاجة العالم إلاسالمي للديمقراطي ول اهتماما تفصيلي

اق سلفا يرى فيها العالج الناجع ألبرز مشكالت هذا العالم املتعطش للقيم إلانسانية كالحرية والعدالة واملساواة، التو

–ال يعترف إال بلغة القوة ملنظومة تكفل له بقاءه بكل جدارة واقتدار، أمام عالم إذ لسس – ة فقطالحضارية ولسس املادي

ظام من املستغرب على الدكتور شبستري أن يبذله مساعيه من أجل بسط املناقشة إزاء حاجة هذا العالم إلى الن

مهات املشكالت يمقراطي، طمعا في الحصول على تطمينات حول قدرة هذا النظام على إيجاد كافة السبل ملعالجة أالد

السياسي

ة على قدر كبير من في عاملنا إلاسالمي،ة والاقتصادية ة والاجتماعي لكنه أيضا يؤكد على أن تكون هذه الديمقراطي

ة، أي أنه يحاول إحداث أشبه ما يكون بتآلف بين ماملالءمة )ع معتقداتنا الديني ةالد ( ين والديمقراطي

يفتقد كل بحيث أال

ة من الد منهما خو قة والتتبع بالقدرة اصه الجوهرية التي جاء من أجلها، وهذا وال شك بالقدر الذي يحتاج ألامر إلى درجة عالي

.قناعة متماسكة كفيلة بصمود فكرة هذا التوليف الخاصبناء نفسه وربما أكثر يستدعي ألامر إلى

إال أن املتتبع للذ

ة ي اكرة الد درك تماما ما اليني ة في مكوناتها الخاصة التي ربما يصر ذي تعنيه الد البعض يمقراطي

ين، مما حدا بالدكتور شبستري إلى إلاشارة بسن مثل هذه النظرة ال تقتصر على بسنها على نقيض في بعض تصوراتها مع الد

ة فحسب، بل تنسحب ع جرب و لى مجمل العناوين الحديثة ألاخرى الديمقراطي ريد أن يقول ، وكسنه ي املؤنسنذات املنحى امل

املسلمين باتوا بسمس الحاجة إلى إعادة إنتاج الفعل الثقافي لديهم، وهذا يساعدهم على الدخول في الواقع املعاصر بكل بسن

ة هي سؤال واحد فقط من أسئلة كثيرة مطروحة بإلحاح "كفاءة واقتدار، وإال فـ على املسلمين املعاصرين وعلى الديمقراطي

ة مناسبة الستيعاب ومعالجة الفكر إلاسالمي، وبقاؤها مطروحة لزمن طويل يدل صراحة على أن هذا الفكر يفتقر إلى منهجي

لكنه في الوقت نفسه اتخذ 7"التحديثات النظرية وغير النظرية التي تولدت عن تطور الفكر إلانساني في العصور ألاخيرة

. اإلسالمي أستاذ محاضر في الفلسفة اإلسالمية، جامعة طهران، يدرس فلسفة الدين وعلم الكالم: م قم المقدسة1321محمد مجتهد شبستري، *

نقد القراءة الرسمية للدين : باإليمان والحرية، وكتا:والسنة، وكتاب الكتاب[ علم التأويل]هرمينوطيقا : كتاب(: باللغة الفارسية)بين كتبه األكثر أهمية رت في عديد من المجالت(. العربية ونشر في صحيفة الحياة ترجم إلى)في إيران ذلك أنه يتقن األلمانية، –األلمانية وله دراسات باللغة األلمانية نش

.مدة تسع سنوات وقد ترأس المركز الثقافي اإلسالمي في هامبورغ

.سيهات، السعودية/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 72)ص . م7002. مقراطية في بلد مسلمالدي. السيف، توفيق - 7

Page 7: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

7

العرى ما بين الغايات والوسائل، بعد ، فقد أوثق خصصه في الفلسفة وعلوم الكالمت من واقعللعالج في الصورة طريقا آخر

وهو واحد من مناهج فهم النص الديني، وإنه منهج ذيع صسته في أوساط [سويلت العلم ]أن استجار بمنهج الهرمينوطيقيا

يقف عن فهم النص وفق مسار واحد الفالسفة في أوربا منذ بداية النصف الثاني من القرن السادس عشر، وهو منهج ال

أخذ به ألاسالف بل ال بد من الاستمرار في عناصر الكشف والتسويل عن أفهام أخرى عبر مسارات عديدة، بمعنى تطوير آليات

ة املستخلصة من النص ال من بنسته وأد وات البحث، وذلك من أجل الوصول إلى أقص ى حد من مضمون الرسالة الداخلي

ة، وبالتالي يرى بسن اللغوية أو ال ، بمعنى أنها لسست الحقيقة املطلقة إنسانية معرفة الدوام على تكون وتعاليمه هللا معرفة رمزي

حيث إنه يكثف فهو بذلك قد هيس املناخ لكثافة من ألاسئلة بغية الحصول على أكبر قدر من املعاني، .لدى الفهم البشري

وهذا .افتراضاته من إلامكان قدر واعية بسنة على ل املتسو ، إال أنه يرى ضرورة أن يكون ص قدر إلامكانالن التكرار في استنطاق

ما وهو. حكمه بموضوع معرفة على يكون أن بد ال اشرعي احكم يصدر أنإذا ما أراد الذي نفسه الفقيهمن شسنه ينسحب على

إلى الاستناد أن ذلك الحديثة، العلوم على امطلع يكون بسن ذلكو عصره معارف إلى الاستناد على اقادر يكون أن العالم في يشترط

.بالغرض لإليفاء كاف غير التقليدية التشريعات ملخصات

يف يشدد شبستري على الحاجة إلى منهج جديد في الاجتهاد والاستنباط "من هذا املنطلق وإلاشارة للدكتور الس

ر حول غايات تلك القيم والقواعد ولسس إطارها الشكلي أو صورتها وفهم القواعد والقيم الدينية وتفسيرها، يتمحو

يف تساؤال مستوحى من إسهاب الدكتور شبستري لينطق ألاول عن ألاخير 8"الخارجية أين يمكن : وهنا يستنبت الدكتور الس

استبدادي للمسلم أن يعسش حياته الدينية بصورة أفضل، في ظل حكم يضمن حقوقه وحريته أو يكون تحت ظل حكم

لسس ألنها حاجة مثل هذه التساؤالت صار من الضرورة بمكان إعارة الانتباه إليها . ؟!يحرمه من تلك الحقوق والحريات

ة فحسب، بل إن ذلك من جوهر الدين نفسه، فلم يكن الد إنساني

ظام والضبط ين إال من أجل إحداث حالة من الن

ن هناك العديد من التفسيرات الدينية التي تتضارب مع بعضها البعض إزاء الحداثة إلانساني الوظيفي ونظرته للحياة، ولو أ

ة الدينية بل أن التفكير الديني في مختلف العالم كان متخلفا أو "بكل صيرواتها وهذا لسس حصرا على النظرة إلاسالمي

ة املعاصرة الدكتور شبستري خطوطه ذلك فقد رسم مع 9"منفصال عن الحراك العلمي والتطور العقلي الذي أوجد املدني

وهي كثيرة ومعقدة، بعد أن أوضح بسن ،العامة تجاه املشكالت الثقافية التي تعصف بالعالم إلاسالمي على وجه التحديد

دنا كثير من مشكالتنا الثقافية هي نتاج لترد" -:ذلك نجم عن أسباب عدة وجد من املفيد إلاشارة إلى ما اختزلته عبارته التالية

ما التردد في ألاخذ باملناهج في تطوير مناهج الفهم والاستدالل التي يتعارف عليها العلماء باسم الاستنباط أو الاجتهاد، ال سي

فعلى الرغم من توفر هذه املناهج ورغم -والقول لشبستري أيضا –ولألسف .الجديدة في فهم النص واستنطاق مضمونه

ة ضييل أو ربما معدومقدرتنا على تطويرها إال أن الا ة ألاولى . هتمام بهذا ألامر في مجامعنا العلمي في سنوات الثورة إلاسالمي

ما مناهج الاستنباط، ومساءلة أولئك الذين أتاحت الظروف السريعة التغيير مجاال للدعوة إلى تجديد الفكر الديني وال سي

.سيهات، السعودية/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 18)ص . م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 8

سيهات، / صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 78)ص . الديمقراطية كحاجة للحياة الدينية.م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 9 .السعودية

Page 8: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

8

ر التي يقررون على ضوئها خياراتهم، لكن هذه الدعوة واجهت في يتصدون لالجتهاد والفتوى عن منهجهم في البحث، واملعايي

بهذا انتحى الدكتور 10"وواجه أصحابها أنواعا من العنت حتى اضطروا إلى السكوت عنهاكل ألاحوال معارضة غير منصفة،

ة كنظام من جهة والد ين وهي التوليفة ما بين الد ،من الفكرة ألاساسشبستري بجرأته املعهودة جانبا مهما وجوهريا يمقراطي

ة سياس ي من جهة أخرى، معزيا سبب ذلك لتردد الفضاء الفقهي برمته من ركوب موجه التطوير فيما يتعلق بمنهجي

ة البحث العلمي الحديثالاستدالل واستنباط ألاحكام، وإحجامهم عن م بل ارتسى أيضا بسنه في ذلك، ولم يكتف بذلك نهجي

وصل إلى جواب شاف وواف حيال هذه التوليفة والتي باتت سهلة وطيعة لدى عوالم املناهج املوروثة الت ال يمكن وفي ظل

ومن هنا فإنه ال "ومتشعبة في الفضاء الديني وإلاسالمي، أخرى تنعم بفضاء الحرية والعدالة واملساواة، وما زالت معقدة

ة ة املعاصرة، قابلة للفهم أو املالءمة مع تفكيرنا الديني الذي يستمد وال القيم وألافكار ألاخرى التي أنتالديمقراطي جتها املدين

.11"طاقته الاعتبارية من تلك املناهج املوروثة

ومن الالفت في ألامر عندما أشار شبستري نفسه إلى أن الهدف الرئسس من املناقشة في هذا ألامر لسس من أجل

ة بحيث ة تخليق مفهوم جديد للديمقراطي كما هي ( سلطة الشعب)=تكون بمنسى عن املفهوم املعاصر له، بل تبني الديمقراطي

ذهب بجوهرها الحقيقي ألنه يرى بسن .التي جاءت من أجلهاعليه في العالم الحديث ولو أضفى عليها بعض التغييرات التي ال ت

ة ال تستمد ة ومكوناتها ألاخالقي ة بكل مقوماتها الفلسفي التي فطر ( الفطرة)=طاقتها إال من خالل القانون الطبيعي الديمقراطي

أي أن قيمة الد اس عليها، هللا الن ة هي خالصة إنساني يمقراطي

ة على حالة من ة اجتماعي بين مختلف أعضاء ( التوافق)ة مبني

عام، جعلهم منصهرين في نسق معين وهذا التوافق قادهم إلى تعاقد، أي إلى قانون اجتماعي .املجتمع بكل مالمحه الاعتبارية

اوية هو حجر الز ( وافق الاجتماعيالت )إذن .بطوع إرادتهمة قانونا ينظم حياته لبناء مجتمع متكامل يتخذ من الد يمقراطي

ويساهم في تلبية متطلباته وطموحاتهولى الخطوة ألا ( وافق الاجتماعيالت )كتور شبستري من فكرة ، فال غرابة إن جعل الد

ة مع إدراكه املناسب بسن حالة التوافق املشار إليها ال يمكن أن .وألاساس والتي بإمكانها أنت تمهد لقيام حكومة ديمقراطي

ة عميقة ال تخلو من ألازمات والتحديات التي وإن لم تئدتكون خالصة للتسمل الفكري املجرد، بل هي نتيجة لتحوالت اجتماعي

.شك ستساهم في إعاقتها وعلى فترات طويلة هذه التحوالت فإنها وال

لم يكن غرضه من إلاشارة إلى فكرة التوافق ليقف عند هذا الحد، بل كان الغرض هو الوصول إلى ما هو أبعد من

والتي( العقد الاجتماعي)وفكرة "جان جاك روسو"، وهذا ما يتماهى مع (التعاقد)ذلك، فما فكرة التوافق إال قنطرة إلى بلوغ

وهو عقد يتحد بموجبه كل واحد مع الكل، أي تدور حول وحدة الجسم الاجتماعي وتبعية املصالح الخاصة لإلرادة العامة،

وما ينتج عن هذا التعاقد هو بنفسه إلارادة العامة التي هي إرادة ألاعضاء الذين ،بسنفسهمإبرام عقد مع املجموع أنفسهم

، فإن اكتملت كل نون والسيادة هما نتيجة عقد اجتماعي مبني على توافق املجموع أواليؤلفون هذه املجموعة، بمعنى أن القا

ة اتضحت معاملها الصريحة في هذا الكيان، ما من شسنه أن ينش ىء كيانا ونظاما نستطيع أن نطلق على ذلك بسن الديمقراطي

، وحرية وعدالة ومساواة، أي قيم وقد صار هناك وطن وقانون ومواطنة، وأيضا حقوق وواجبات، وإرادة شعبية

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 73)ص . الديمقراطية كحاجة للحياة الدينية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 10

.سيهات، السعودية

(.73)ص . مصدر السابق نفسهال - 11

Page 9: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

9

ة أخذت صورتها الكاملة في هذا الكيان ة في مصاف قيم –شبستري –لكنه .الديمقراطي ال يجعل من القيم الديني

ة من حيث معيار الد بل هي ناشئة من ألنها لم يك منشؤها التمظهر الاجتماعي وتوافقاته، ( عاقدوافق أو الت الت )يمقراطي

ا للقيم ر الديني وألاخالقي، بكالم أكثر دقة بسن الد الاعتباين ال يصوغه املعيار البشري أو الاجتماعي بالتحديد، خالف

ة التي تتمسسس تحت ظل التوافق والتعاقد الاجتماعيين . الديمقراطي

ة حسب رؤية شبستري هييإذن الد ة تقوم : "مقراطي دة العامة ي، فاإلراعلى أرضية التوافق الاجتماعمنظومة قيمي

ا لهذا فإن القيم الدينية مستمدة من إلايمان الديني، وهو لسس قائما على للمجتمع هي مصدر شرعيتها ومعياريتها، خالف

ة، فإنها أيضا ال تخرج عن ذلك . توافق بين الناس، بل ثمرة لالتصال بين الفرد وربه حتى لو قلنا بسن الدين هو تجربة روحي

ة هي في نهاية املطاف تجربة فردية ولسست موضوعا للتوافق الوصف، ذلك أن .12"التجربة الروحي

ة قد تولدت من رحم التجربة البشرية إال أنه لم يتوان وبسسلوب وعلى الرغم من قناعة شبستري بسن الديمقراطي

متميز في وضع تصورات مقنعة في كيفية ةالبحث عن دليل بين النصوص الد يكن بحاجة للقيام بمثل هذا ، فهو لميني

أن يحرك البوصلة باتجاه شسنه وكل ما من يساهم في دفع العقول الكسولة إلى النهوض ألاسلوب لوال قناعته بسن ذلك قد

ة ومدى حاجة املجتمع إلاسالمي القيم الد وسرعان ما يضع النتيجة بسن إليها، يمقراطي

ين كنصوص مقدسة لسس فيه ما الد

يؤصل له ذه الد

ة، لكنه يجدها في روح الد يمقراطي ين والقيم الد

ة مما يستوجب ة يني والفعل الثقافي للمجمعات إلاسالمي

ة نفسها، وذلك من أجل استيعاب القيم الجديدة واهضمها مراجعة وتغيير ملنظومة القيم الخاصة بالثقافي ة إلاسالمي

وإدراجها ضمن منظومة القيم الخاصة والاستثفي هذا املسعى ما يمنع –كتور شبستري الد –إذ ال يجد .ة وفق الحاجةنائي

ة ما يحول دون مراجعة القيم التي نرجع إليها في تنظيم حياتنا تحت ظل النظام إلاسالمي، هذا ة أو العقلي من الوجه الشرعي

.قإن لم يعتبر هذا ألامر حسب وجهة نظره بسنه موطن الاجتهاد في معناه الدقي

البحثولو حاولنا أن نضع خالصة ما توصلنا إليه من نجده يكمن في أن التوليفة ما بين الد

ة لسس ين والد يمقراطي

تستقي طاقتها من إلى مرتكزات باألمر الصعب، إال أنه يحتاج ين في روحه وقيمه، ومنتهجة ملنهج عقالني إنساني في جوهر الد

فهمه وتفسيره، ال يتخذ من آراة التقليدي ة املتوارثة ما تزال تسخذ ء العلماء رافدا وحيدا للفهم وإلادراك، خاصة واملنهجي

ين تستوعب كافة التحديات املعاصرة وكسنه يؤسس إلى رؤية جديدة للد طريقها الوحيد في عملية الاستنباط والاجتهاد،

في جوهره، أي أن يعسش املسلمون عصرهم ين ع الد وتستجيب بالقدر الذي يفي بحاجة املسلم دون إحداث أي انفصام م

.ويحافظوا في الوقت نفسه على إيمانهم

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 22)ص . الديمقراطية كحاجة للحياة الدينية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 12

.سيهات، السعودية

Page 10: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

10

املبادئ األساسية: ينيةميقراطية الدميقراطية والدالد: راسة الثانيةلدا

*محسن كديفر. د

ة من وجهتها العامة والينبئ عنوان هذا البحث إلى عقد مقارنة بين الد ةيمقراطي ة الديني والتي تعد محور ديمقراطي

:بعد أن بذل الباحث مساعيه الجادة في تعريف النموذجين، واحدا وهوالحديث بشكل خاص، ة حسب نموذج الد يمقراطي

ضا موذج إلاسالمي وهذا ما يطمح إليه الباحث للحيلولة من تبنيها كرؤية وتطبيق أيالن :الرؤية والتطبيق الغربيين، وآلاخر هو

حجم التناظر في اقتران الديمقراطية باأليدلوجيات، مما حدا به وقد أخذ على عاتقه النظرة في قياس .في الفضاء إلاسالمي

( ةيمقراطي ين والد الد )أن يضع وليفة )يمقراطيات ألاخرى كـ في قبال الد

الد ة أو الد ة الليبرالي ة الاشتراكي يمقراطي ة أو يمقراطي

، م(غيرها تخذ

ة محور ا من مفهوم الد يمقراطي الحديث في كل هذه الد

ا عن ألاسباب الجوهري ة التي جعلت يمقراطيات، باحث

.التطبيقمستوى الرؤية أو في مستوى من هذا املفهوم يتسق مع كل ألايدلوجيات مع نسبة الفارق سواء كان ذلك في

ة، ثم جاء ليضع إجابات ثالث بل أنظمة ثالث للح ما هو كم بعد مجموعة من التساؤالت التي تدور حول الديمقراطي

النظام ألافضل إلدارة البالد والعباد؟ وما هي الجهة املسؤولة عن تدبير ألامور في املجال العام؟ ومن صاحب السلطة العامة

- :في البالد؟ وجاءت إجاباته على النحو التالي

كومة الفرد املطلقة واملركزية، حيث ال تخضع ألي رقابة أو قانون، بمعنى أي ح Autocracyنظام حكم فردي : أوال

.أن الحاكم فوق القانون، وغالبا ما يكون الحاكم قد وصل للسلطة بالقهر أو التوريث

أي حصر السلطة في طبقة من املجتمع تعتبر نفسها الطبقة ألاعلى Aristcracyنظام حكم نخبوي أرستقراطي : ثانيا

ائر الناس، بحيث يكون بقية شرائح املجتمع وطبقاته ال تستطيع املشاركة في الحياة السياسية ألبتة، وتظل الحكومة بين س

.غير خاضعة ألي رقابة وعلى كافة املستويات

ايؤمن املشاركة املتساوية لجميع أفراد الشعب في Representative Democracyنظام تمثيلي ديمقراطي : ثالث

ة تكون صناعة السي اسة واتخاذ القرار، والوصول إلى املناصب العامة أو انتخاب من ينوبون عنه فيها، أي أن الحاكمي

.للشعب بعد أن يتحقق الحد ألاعلى من رضا العامة ولسس رضا شخص واحد أو طبقة خاصة

ة، أو حكومة فالحكومات املعاصرة في العالم ال تبتعد عن هذه ألانظمة الثالثة فإما حكومة فرد، أو حكومة أقلي

ة )الشعب كل الشعب، وهو بهذا استبعد ة –الحكومة إلالهي من هذا التصنيف، ألنه ال يرى أن يكون مثل هذه ( الفقهي

ة في ال تخرج عن ألاطر الثالثة املذكورة أعاله، وفيما لو تحققت فإنها أيضا للتحقيق، الحكومة قابال فعندما تكون الديمقراطي

كنف الدة التي ال تعترف بالحد ألادنى باستقالل املجال الد يني عن السياس ي، وهذا ما ين، يصبح شسنها كم ألانظمة الشمولي

ية في قم، دكتور في الفلسفة اإلسالمية، مدرس جامعي، م، درس الهندسة االلكترونية بجامعة شيراز، طالب علوم دين1393محسن كديفر، ولد عام *

(. نظريات الحكم في اإلسالم)من أهم كتبه

Page 11: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

11

ض تدبير ألارض في كل زمان إلى اتفق ع ة، أي حين يسود الاعتقاد بسن الخالق عز وجل قد فو لى تسميته باألنظمة الثيوقراطي

ة صنف خاص من علماء الدين باعتباره ا الامتداد الطبيعي للرسالة، فنحن بالتالي نتحدث عن حكومة النخبة الديني

ة) ناظر حكومة آباء الكنسسة أو حكومة الروحانيين أو الفقهاء، إذ ال نبالغ بالقول بسن مثل هذه الحكومات ( الثيوقراطي والتي ت

ة التي هي معول هدم يقف أمام كل ما من صورة طبق ألاصل عن الحكومات الشمو ولو إنها اختلفت طبيعة بسئتها فهي لي

ة املتعددة )وكذلك ألامر ينسحب نموذج .شسنه أن يطور من قدرات شعوبها إزاء كافة القيم الديمقراطي ة الد يمقراطي

ساس مطالبه على أنها الحقيقة املطلقة، لكنها في ألا والتي وإن بدأ ظاهرها املبالغة في تمجيد الشعب، وتصوير ( ةالشعبوي

.لم يخرج عن دائرة التحذير منه أيضا من قبل الشيخ كديفرتستبطن حكومة الفرد املستبد، وهذا ما

ة كان لزاما ومن أجل أن يصار البحث للعلمي ة وقبل أن يتطرق الباحث للمبادئ الكبرى للد نجده قد يمقراطي

استنفذ مختلف الصور للد

و باألحرى كافة أنظمة الحكم املتعددة، سواء كانت متمترسة ة وأشكالها املتعددة، أيمقراطي

بالد

ا من الد ة أو اتخذت منهجا جلي يمقراطي ة أخذ الدكتور محسن كديفر على به، جدير ةكتاتوري واستكماال للدقة العلمي

ألاصيل من "مقومات عديدة كـ الحقيقي من الديمقراطيألاسس واملرتكزات التي ينبغي أن يتحلى بها النظام مناقشة عاتقة

املساواة، وسيادة الشعب، واملشاركة الشعبية من خالل تحقيق الرضا العام، وسيادة القانون، وألاخذ بمبادئ حقوق

ة للنظام الديمقراطي وهي ما تميزه عن سائر " إلانسان ل بامتياز املبادئ ألاساسي ألانظمة السياسية فهذه ألاصول الخمسة تمث

، ولم يقف عند هذا الحد بل جاء بالتفصيل آلليات التطبيق لهذه ألاصول وهذا ما تداعت إليه معظم ألادبيات في الواقع

.التي تكلمت عن سيرورة الديمقراطية وكيفية تطبيقها

)وألنه أراد أن يؤسس إلى ما أسماه بـ الد

ة الد يمقراطي ( ةيني

ةجاء ليناقش أيضا مستوى تجاذب الد ذاتها مع يمقراطي

ا مع طبيعة البسئة يمقراطي من مرونة سرعان ما تجعله منسجم ألايدلوجيات املتعددة، ومدى ما يتمتع به املفهوم الد

املعرفي

ة وألايدلوجي إضافة اللمسة " ة مختلفة وذلك حسب طبيعة اختالف البسئة، مع إلاشارة بسن ة، أي كانت هذه ألايدلوجي

ة ال تعنإلايدلوجي

ة ومبادئها ألاساسية بسخرى مستقاة من ألايدلوجيا، ألن النظام سيفقد في ي استبدال آليات الد يمقراطي

هذه الحالة صفته الد

يمقراطي ة، بمعنى أن الد

ة قابلة للتشكل حسب طبيعة ألايدلوجيات دون أن تفقد ألاولى يمقراطي

ضير إن حملت التجارب البشرية عناوين مركبة، بحيث تكون لذا ال . 13"مضمونها الجوهري من مقوماتها الرئسسية

الد

ة فيها جزءا ال يتجزأ كـ الد يمقراطي ة الليبرالي يمقراطي

ة، أو املسيحي ة، أو الاشتراكي ة أيض ة، أو اليهودي .اة، أو إلاسالمي

ة فإنه قد ع ة أو إلاسالمي ة الديني بسن ثمة تمايز ما بين : ألاولى -:إلى فرضستين اثنتين د م وبالعودة إلى عنوان الديمقراطي

الد

ة أو باألحرى هناك بون ين والد شاسع يمقراطي ين هو منظومة من القيم الشاملة، بسنما بينهما، على اعتبار أن الد

الد

ة باإلمكان حصرها في نظام إلارادة السياسي حث على الرغم من تمايزهما لكنها وحسب وجه نظر البا. ة للمجتمعيمقراطي

وهذا يستلزم العمل إلحداث حالة من التوافق إذا ما أراد املسلمون تلمس . كمفهومين إال أنهما غير متنافرين في الوقت نفسه

اع مدى الحاجة من هذه التوليفة والتي تستدعي وال شك لقواعد جديدة وقراءة معينة للنص الديني، وهنا ال يعني إخض

من هنا فمن ألاسلم "لية قهرية ال يكون ضحيتها الدين فحسب، بل أيضا إلانسان ومجموعة نظمه في الحياة، الدين إلى عم

صادر عن مركز آفاق للبحوث (. 97)ص . المبادئ األساسية:الديمقراطية والديمقراطية الدينية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 13

.يةسيهات، السعود/ والدراسات

Page 12: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

12

على أقل –هو الدين الذي ال يتعارض القول بسن الدين املقصود، أي الذي يمكن أن يقوم على أرضسته نظام ديمقراطي،

إلاشار وتجدر .14"مع أصل ومبررات سيادة الشعب –التقادير ة إلى ما تخلص إليه توليفة الد

ة والد بحيث أن ،ينيمقراطي

طغيان أحدهما على آلاخر يؤدي إلى اختالل التوازن في التطبيقات، بالتالي الد

ة فإن املمارسة ين دون أدوات الد يمقراطي

الد

يني ظهر الد

ة، ين بصورته الن ة لن ت أي نظام ثيوقراطي وغير ديمقراطي ألنقي

ال يعود بالفائدة على الد صير ين بش يء، بل ت

ة مجرد شعارات حين تعمد الد املظاهر الد ولة الد يني

ة إلى استعمال القوة والقهر يني ة ورعايتها في سبيل إقامة الشعائر الد يني

.اديكالييني الر وفق التصور الد

ة عن التعاليم الديوكذلك بسن الانزياح بالد يمقراطي ة سيكرر لعناوين أخرى كالد ني

ة يمقراطي

ة أو الاشتراكي الليبرالي

ة تنسى بذاتها عن الد ة أو أي تجربة ديمقراطي .ين والسياسةين تحت مسميات الفصل بين الد

؟!كيف يصبح النظام الدميقراطي إسالميا

ة الر راض مستفيض ملجموع القراءة الد جابة على مثل هذا التساؤل عمد الباحث إلى استعلإل قبل أن يبادر افضة يني

ة هللا عز وجل للد ة بوصفها محققة لسيادة الشعب وحاكميته، وهذا ما يمثل غصبا وعدوانا لحاكمي ثم تطرق إلى . يمقراطي

الرأي آلاخر والقراءة الد

ةيمقراطي وما يتعرض له من نفسه، ين عن الكاتب أو الباحث والتي تتكئ على عدم فصل الد ين للد

ين ة املحيطة، كما أنها في الوقت نفسه ال تقبل بالفصل بين الحكم الشرعي وبهموم وتحديات فضال عن تسثره بالبسئة الثقافي

اأحكا من قاعدة أن الغرض من الد

.!ين هو انعتاق إلانسان ولسس استعبادهم العقل ومقتضيات العدالة، انطالق

" بسن :عن هذا التساؤل ليقول لباحث اعلى أثر ذلك يجيب الد

يمقراطي ة هي نظام للحياة السياسي ة ة إلاسالمي

ة لقرآن الكريمللمسلمين في العالم الحديث، ولسس املراد من نسبتها إلى إلاسالم استنباطها من ا ، بل إلاشارة إال املطهرة والسن

وسيلة يمكن للمسلمين ألاخذ بها لتنظيم حياتهم، وأن الفكر إلاسالمي قادر أنها منهج عقالني ال يتنافى مع قيم إلاسالم، وأنها

ة الدينية ة للديمقراطي ة هي نوع –والقول للباحث –ومن ناحية أخرى .على توفير املباني الفلسفي ة إلاسالمي فإن الديمقراطي

ة يمكن أن تكون ديمقراط ة، فالحكومات إلاسالمي ية تستند إلى سيادة الشعب، ويمكن أن تكون من أنواع الحكومة الديني

ة ة أو نخبوية أو أرستقراطي وكما يبدو ومن خالل هذا الطرح فقد أجمل ما قد فصله الحقا في دراسته 15"فردية أوتوقراطي

ن عندما تطرق جوانب عدة من خاللها أن تعزز ما كان يدفع إليه دائما للخلوص بنسق جديد يضمن حالة التناغم بين الدي

والديمقراطية مع احتفاظ كل عنصر بخواصه الجوهرية، ولم يكتف بهذا القدر بل بذل ما في وسعه للتفريق ما بين

ة وسائر الديمقراطيات ألاخرى حين وضع الخواص املميزة بكل تفاصيلها املتشعبة واحتماالتها التي تدعو ة الديني الديمقراطي

.املتتبع للتوقف عندها طويال

(.92)ص . المبادئ األساسية: الديمقراطية والديمقراطية الدينية. المصدر السابق نفسه - 14

صادر عن مركز آفاق للبحوث (. 17)ص . المبادئ األساسية:الديمقراطية والديمقراطية الدينية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 15 .ديةسيهات، السعو/ والدراسات

Page 13: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

13

.وحقوق اإلنسانميقراطية الدينية، حاكمية العقل اجلمعي الد: اسة الثالثةرالد

*عبد الكريم سروش. د

ر حسب املنظور العلمي الحديث، هكذا بدأ سروش ما ساد من علىبعد أن سلط الضوء بحثهصورة العالم تتغي

ة حتى القرن السادس عشر، حيث الذي ( أرسطو)يفهمون الكون على ضوء نظرية كان ألاوروبيون " :قال تصورات بشري

حسب التعبير Telosأو اعتقد أن الطبيعة منظمة طبقا ملنظومة وظيفية متصلة ببعضها ومتجهة نحوى غاية أسمى

ة هو نقطة التحول إلى (. هللا)اليوناني، ويقوم فوق هذا النظام كائن أعلى هو مصدر الخلق كان تغير هذه الصورة التيليولوجي

ة تفسر الظواهر الطبيعي ي بالعلم الجديد، الذي نظر إلى العالم نظرة ميكانيكي ة إضافة إلى السياسية والفكر إلانساني ما سم

موازيا لهذا التحول الفكري ظهور . كسلسلة من املقدمات وألاسباب والنتائج، بغض النظر عن غرضها أو وظيفتها النهائية

ة تعرف هوية ألافراد تبعا ملكانهم إلاصالح الديني البروتستنتي ا لذي رفض فهم العالم كنظام هرمي قائم على رؤية ميتافيزيقي

بيد أن العلم الحديث ال ينكر وجود هللا، وهو بالتحديد ال يجد ثمة ضرورة الفتراض وجوده، ألنهم يجدون في 16"في النظام

ة املعاصرة خير شاهد على ذلك، حين يكون النظام إلاداري الحاكم العلم ما يوفر لهم صيرورة الفهم، فاملجتمعات الليبرالي

يمارس سلطته كما لو أن هللا غير موجود، وكسنهم لسسوا بحاجة لذلك أبدا، بمعنى أنه لم يعد مثل هذا املوضوع محل

هذه ألانظمة ذ بها مثل على صعيد الفعل الثقافي السياس ي أو ألادبيات وألاخالقيات التي تسخكان سواء ،اشتغال بالنسبة لهم

يتكرس سعيهم باتجاه رضا املخلوقين، أي إرضاء لسس ثمة سعي إلرضاء الخالق بقدر ما هو :، بكالم أكثر دقةوالحكومات

.املجتمع الذي تمثله وتحكمه

ة ة املعاصرة ونظيراتها من الحكومات –وبناء على ذلك عقد سروش مقارنة ما بين الحكومات الليبرالي الديمقراطي

ة، فإن ولة القديمة كانت الد "القديمة كما كان عليه الحال بالنسبة لسلطة بابوات الكاثوليك في أوربا وعهد الخالفة إلاسالمي

ت باملخلوقين كوسيلة لرضا ا عي أن غرضها هو تسمين رضا هللا عز وجل قبل كل ش يء، وربما اهتم لخالق ال كغاية قائمة تد

ت أوال وأخيرا برضا املخلوقين بغض النظر عن خالقهم. بذاتها وهذا ال يخرج عن إطار 17!"في املقابل فإن الدولة الحديثة اهتم

ين مع السياسة فكرة تجاذب الد

هبان في ذروة عصر ألانوار، وهو ، وهنا نستحضر ما ذكره أحد الر أو رفضا سواء كان قبوال

وقد ورد ما فيه م 5999فيما يتعلق بإدارة املقدسات وذلك في عام ( املبادئ الصحيحة)عندما استعرض " Raynal*ال رين"

ثم . من أجل الشعب وحسببل ( الالهوت)ين خدمة الد يكن إقامتها ومن وظيفتها من أجل ولة لم تلخيصا للفكرة بسن الد

ة الد ة التي تعانيها الحكومات الد ي ا إلى ألازمة الحقيقيستطرد الدكتور سروش مشير يني ة كامنة في عدم ضمانها إلى يمقراطي

، دكتور في الكيمياء التحليلية، درس اإلسالم والديمقراطية والدراسات القرآنية والفلسفة 1329عبد الكريم سروش، ول في طهران في عام *

دية الدينية، التسامح، ، وقد كتب دراسات في التعد"والقيمة المعرفة"اإلسالمية في القانون، كان أستاذا زائرا في جامعة هارفارد بأمريكا، أبرز كتبه .التفسير

صادر عن مركز آفاق (. 13)ص . حاكمية العقل الجمعي وحقوق اإلنسان:الديمقراطية الدينية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 16 .سيهات، السعودية/ للبحوث والدراسات

صادر عن مركز آفاق (. 20)ص . حاكمية العقل الجمعي وحقوق اإلنسان:لديمقراطية الدينيةا. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 17 .سيهات، السعودية/ للبحوث والدراسات

.الفرنسي وكاتب مفكر ، 1231 مارس/ آذار 1 في باسي في وتوفي 1212 أبريل/ نيسان 17 في ولد Raynal ،Lapanouseفرانسوا توماس غيوم * تعيينه تم 1221 وفي. دراساته الطويلة في اليسوعية الكهنوتية إال رغبة في التقدم االجتماعي وتوسله بطرائق االقناع الحقيقية والمتعددةوما كانت

.من أجل تحسين دورتها العادية باريس في Sulpice سانت لكنيسة

Page 14: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

14

ة شف رضا الخالق ورضا املخلوقين، بشكل متوازن ما بين افة وواضحة وكفيلة في الوقت نفسه للجمع ما بينمعادلة سياسي

د بحيث يحفظ الحق للخلق والخالق أن يسهم في ضبط الفعل السياس ي إلى أقص ى حداخل الدين وخارجه والذي من شسنه

ويصون الحري .معاة الد .ينة لإلنسان وكمالي

ال شك بسن سروش ومن خالل تناوله لبعض ألافكار والتي ربما يعتبرها البعض بسنها مثيرة للجدل لم يكن مقصده

ة إلى يبتغيذلك بقدر ما كان إلى نظام يصل بها إلى أبعد ما يكون أن يسهم في بث الوعي تجاه حاجة املجتمعات إلاسالمي

ة كتجربة بشرية ناجحة، ال عما عجز عنه املؤدلجون الدينيون صناعة القرار السياس ي، وأعتقد هذا ما تضمنه الد يمقراطي

ألاخذ بفهم جديد : اثنينسروش إلى وضع مقترح يدفع ألامور باتجاهين انزاحا، وبالتالي قد ية طويلة جد طوال فترة تاريخ

للدين يقوم على الجمع بين العقل والشرع معا هذا من جهة، والالتزام بحقوق إلانسان الطبيعية والدستورية من جهة

ة كما الحاجة للماء وألاكسجينهذا إذا ما بلغت بنا القناعة كمسلمين بسن الحاجة للد .أخرى ا بيد أنه أعار اهتمام .يمقراطي

ا له، لم يكفلها الد كبيرا لحقوق إلانسان باعتبارها حق ا سائر ألادبيات البشرية، بل ذهب إلى ين فحسب، بل أيض ا طبيعي

، فهو بهذا الطرح بالقدر الذي كانت عيناه على فكرة اعتبارها ال تقل حرمة ومكانة من احترام إلانسان لحقوق هللا عز وجل

رضا املخلوقين وفق التجربة الد يني الذي كما يبدو ال لرضا الخالق حسب املقصد الد هيسعبة، أيضا لم يتغافل يمقراطي

تجلى هذا ألامر عندما أورد إلى نقاط ثمانية، أوجزت ألهم نقاط الاتصال والانقطاع في الوقت .يتجاوزه وال يطوي عنه كشحا

ي والوحيد يكمن في إقامة حتى انتهى به القول إلى أن الخيار املنطق .رضا الخالق واملخلوقين معالتحقيق ما من شسنه ؛نفسه

ة دينية في مجتمع ديني، بمعنى أن الحكومة الد ة ال بد أن تكون مسبوقة بمجتمع ديني أو يني حكومة ديمقراطي ة الديمقراطي

ة؛ ألنها ال . على ألاقل تقوم على أسس تناسبه وتتناغم مع قناعاته وإال بالضرورة أن أي حكومة غير دينية هي لسس ديمقراطي

.حينئذ ثقافة املجمع وهويته، بل همومه وتطلعاته أيضا تعكس

الجمعي العقل تجعل التي الحكومات"إلى أن بالقول ونخلص أما. املشكالت حل إلى ووسيلة النزاعات في حكما

ض التي هي الديكتاتورية الحكومات أن كما. الحكم هو الدين تجعل التي فهي الدينية الحكومات إلى لنزاعاتا وحل الحكم تفو

ة .18"الشرع تحكيم أو الشعب مشاركة دون من الحاكم شخص وأحسبه ينطلق من هذا املنحى ما بنى عليه من قاعدة فسلفي

ة)، إذ ال يعني تحويل الحكومة الدينية إلى (النص الديني والفهم البشري له)في التفريق ما بين ملزما إياها أن ( دينية ديمقراطي

ة الدينية ينتتملص من الد سعيها يبقى حثسثا ألن يكون الدين ، وال أن تدير ظهرها لفكرة رضا الخالق، بل إن الديمقراطي

هاديا وحكما في املشكالت واملنازعات، ين بما يتالءم والعقل وأن يكون موفرا ملناخ يساعد على تحرك الفهم الاجتهادي للد

وهذا ما يؤسس له سروش من خالل . دة ما بين رضا هللا ورضا املخلوقينالجمعي، وهذا يؤهلها بسن تكون على مسافة واح

ة الليبرالية أيضا في الوقت نفسه، فهذه ألاخيرة على الرغم من أنها من حيث الجوهر بحثه وما يتعارض مع مسار الديمقراطي

نكر وجود هللا، لكنها ال تجد ضرورة في افتراضه في الحياة، بمعنى أن دوره انته .نسان فقطى وبدأ دور إلاال ت

18

صادر عن مركز آفاق (. 87)ص . حاكمية العقل الجمعي وحقوق اإلنسان:نيةالديمقراطية الدي. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق -

.سيهات، السعودية/ للبحوث والدراسات

Page 15: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

15

.ة مثاالينيميقراطية الدالد: من املدينة الفاضلة إىل مدينة اإلنسان: ابعةراسة الرالد

علي رضا علوي تبار. د

لسس ثمة أدنى شك بسن الد

ة الد يمقراطي ة)ة ال يمكن توطينها في الواقع إلاسالمي دون إزالة العوائق يني ( الذهني

ة)و ( الفكري ة وتفاعلها مع الفعل الثقافي واملعرفي، هكذا لدى املجتمع إلاسالمي والتي تقف في طريق إرساء دعائم الد يمقراطي

يبدأ الدكتور تبار دراسته والتي تتخذ من نظرية الحكومة الد

ة الد يمقراطي محورا رئسسيا -سروش عبد الكريمالدكتور -ة يني

من شسنه أن يوجد صيغة مناسبة ما بين الد

يمقراطي وفي هذا إلاطار فهي تعرض آراء الدكتور سروش في " .ينة وقيم الد

ة الظرف التاريخي لتطور النموذج الديمقراطي، والتعدد املعرفي في ة والاستبداد، وإشكالي العالقة ما بين النظريات املثالي

ولزاما وبعد أن وضع النقاط 19"كجزء محوري في النقاش حول الحكم الدينيإلاطار الديني، إضافة إلى دور املجتمع ومكانته

ة كقيمة عصرية وتطلع إنساني حديث، طاملا بقي ة الديمقراطي اقة لنمذجة حياتها تالعريضة ألهمي رهان املجتمعات التو

ف بالتسكيد على أن الديمقراطية على أنه من إلانصا"بعد أن أصبحت بمثابة الحلم وألامل لإلنسان املعاصر، أفضل، بصورة

التي تخيلها قدماء الفالسفة، فلها عيوبها ومشكالتها، لكن ألاكثرية الغالبة من عقالء العالم وأهل ( املدينة الفاضلة)لسست

.20"الفكر فيه مقتنعون بسنها أقل نظم الحكم التي جربتها البشرية ضررا وأكثرها منفعةة كما الوالد تستي حضارة ال يمقراطي

ا، بمعنى أنها بحاجة إلى زمن مناسب كي تصل إلى تراكم للفعل الاجتماعي والسياس ي مع عن قرار سياس ي، بل ال تستي إال عن

مراحل إلانضاجة ، أي تتشكل عبر مسار تحول تدريجي، تبدأ من الصغر إلى أن تبلغ ذروتها، عندها تكون العالقات الاجتماعي

وتحت هذا إلاطار يتسنى لألنظمة . يمقراطي الحقيقيلذي نستطيع أن نطلق عليه بالبناء الد ة وصلت للحد اوالسياسي

ة أن تبذل قصارى جهدها في تسريع عملية الت السياسي يمقراطي، لسس بإصدار ألاوامر والقرارات فحسب، بل ربما حول الد

ة البنيوية، وإال مجرد الرغبة في يعد ذلك خطوة ناجزة، لكن ألاهم من كل ذلك هو الشروع الحقيقي في ا لتغييرات إلاصالحي

.التحول الديمقراطي ال يكفي أبدا

ومن الجدير بالذكر ما أسس له الدكتور تبار عندما وضع مشخصاته للظرف الاجتماعي املساعد على التحول

ة ألاولى، وقد حدد ذلك في أربعة الديمقراطي في أي مجتمع كان إال أن محور حديث يتركز على املجتمع إلاسالمي بالدرج

ة - :21مستويات رئسسي

الاجتماعي، الذي يشمل املعدل العام للدخل الفردي، وسعة الطبقة الوسطى –مستوى النمو الاقتصادي :البعد األول

(.الصحافة وإلاعالم ومصادر املعلومات)الحديثة، سعة انتشار وسائل الاتصال الجمعي

.سجام بين أطياف املجتمع الثقافية والدينية والعرقيةمستوى الان :البعد الثاني

صادر عن مركز (. 83)ص . الديمقراطية الدينية مثاال: من المدينة الفاضلة إلى مدينة اإلنسان. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 19

.سيهات، السعودية/ لدراساتآفاق للبحوث وا

(.30)ص . المصدر السابق نفسه - 20

(.31)ص . المصدر السابق نفسه - 21

Page 16: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

16

.الثقافة السياسية السائدة بين أعضاء املجتمع والنخب السياسية والقوى الفاعلة في الشسن العام :البعد الثالث

ما في الجانب السياس ي، ويشمل :البعد الرابع ة القانون واستق)مستوى التنظيم املؤسس ي للمجتمع وال سي الل حاكمي

ة ..(القضاء والدستور وتوفر جمعيات سياسية وتمثيلي

ة ة، على الصعيدين السياس ي –إن جاز التعبير –من هذا املنطلق فإنه قد وضع التصورات املاقبلي للديمقراطي

ا ة مساعدة كـ -في الوقت نفسه –والاجتماعي، مشترط ة بتوفر ذهني ة)نجاح عملية الانتقال إلى الديمقراطي / الرغبة/ الني

ة ومحاولة البلوغ باملجتمع إلى مستوى (. القناعة/ القرار ومثل ذلك ال يستي إال بعد عمل مكثف للترويج لقيم الديمقراطي

ة هي أفضل املناهج التي في الوقت الذي تتنادى ألاصوات املتنورة بسن الد . مناسب من القناعة بفائدتها وجدوائيتها يمقراطي

من هنا وجد الدكتور تبار .ب البشرية سواء كان في طريقة اتخاذ القرارات أو في إدارة املجتمع بمختلف مكوناتهعرفتها التجار

بحثهومن خالل مسار ة كنظام معالجة ألبرز بسن يعزز الفائدة التي يجنيها املجتمع إلاسالمي فيما لو أخذ بالد يمقراطي

ا ا عنوان ، لذا فقد أفرد واملتفاقمة مشكالته العديدة ة ومناقشته كمفهوم وكتطبيق في النسق السياس ي، خاص بالديمقراطي

ة ا من أبحاث الدكتور عبد الكريم سروش ونظرياته الفلسفي تطبيقات ل إلى محل نقاش وجدل إزاء الوصو املتعددة متخذ

ة تمهيد الطريق إلى ة في امل توافقي ة، تجالديمقراطي نصب سروش من طرائق إليه الدكتور توصلما واضعا معات إلاسالمي

ولعل من الالفت بسن نظرية . هذا املجالما يتعلق بفك ألازمات املعقدة فيعينه، نظرا ملا لها من مساهمات جادة في عملية

ذاتها مع إسقاط النظرية . للدكتور سروش هي التي استحوذت على الشق ألاكبر من الحوار والبحث( القبض والبسط)

ة (وفهم النص/ النص) -ها الرئسسية بمرتكزاتو ة –، املعرفة إلانساني على مسار البحث ومدى عالقة كل –التعددية الديني

ةذلك وما توفره من فهم ووعي .إزاء الديمقراطي

فإنه قد ناقش باستفاضة (إيران وغيرها مع الاعتبار بالفارق ) ومن أجل إرساء دعائم الديمقراطية في البلد املسلم

ة بين القوى الثالث الكبرى في املجتمع الدولة، املجتمع )مفيدة في الصورة النهائية للفعل السياس ي الناجم عن عالقة تفاعلي

هو الجزء املنظم لهذه ( املجتمع املدني)بحيث أن النظام السياس ي من خالل ما تتيحه قوانسنه بسن يكون ( املدني، الشعب

ة ة التفاعلي هو أصوب الطرق لبلوغ ألاثر، بمعنى كلما كان العمل يسخذ ( العقل الجمعي)الدكتور تبار إلى أن بهذا يدفع .العملي

ا )طابعا ( جمعويةيمقراطي فإن ألاثر يكون بالحجم الذي يتناسب مع الفعل الد –الدكتور تبار –لذا هو .بصورته إلاسالمي

" سروش في هذا املضمار، حيث إن يستحضر كالما للدكتور الحكومة الد

يني

رعي والطبيعي للمجتمع املدني، ة هي الوليد الش

واملتسخر وغير الصناعي كما أن الحكومة الاستبدادية هي الوليد الطبيعي للمجتمع الجاهل واملنكر للحقوق والقابل للظلم

ة هي الوليد الطبيعي للمجتمع املتع. واملغلق والقبلي لم والصناعي الذي يؤمن إيمانا كامال كذلك فإن الحكومة الديمقراطي

آليات للمشاركة في الحقوق والشؤون العامة، مهما أرادت الحكومة فهي في نهاية املطاف مولود بحقوقه والذي تتوفر له

الشعب وهي معه وفي صفه وهي من جنسه وعلى شاكلته، الحق أن الحكومة الدينية قائمة على املجتمع الديني وهو سابق

ة. ممهد لها، هي تناسبه وتمثلهعليها و بطبيعة الحال . في مجتمع ديني فإن أي حكومة غير دينية هي بالضرورة غير ديمقراطي

ة أيضا إذا جمعت بين رضا الخالق ورضا فإن الحكومة الدينية املنبعثة من املجتمع الديني واملعتمدة عليه ستكون ديمقراطي

Page 17: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

17

وما هو داخله، وراقبت حرمة العقل وألاخالق السابقة للدين بقدر ما راقبت حرمة املخلوقين، والتزمت بما هو خارج الدين

. 22"العقل وألاخالق واملسبوقة بالدين

قراءتنا لهذا البحث املميز ما نستطيع أن نؤكده في نهاية أنه باإلمكان الخروج بتوليفة ما بين الد

ة ين والد يمقراطي

ة التي أقامها الدكتور تطرق إليها ا ،على مرتكزات عديدة لباحث بصورتها املتعددة واملتشابكة، مستعينا بالرؤى الفلسفي

: سروش في معظم أبحاثة ودراساته املتعلقة بالديمقراطية الدينية، وأراه في هذا الصدد قد استعرض فرضيات أربع؛ أولها

ة ة املعرفة باعتبارها خاضعة للتحول والحركةالتسكيد على نسب: ثانيها. نفي العالقة بين الدين والنظريات الشمولي : ثالثها. ي

الفصل بين تقييم الديمقراطية كنظام إدارة وبين : رابعها. التركيز على املجتمع بدل الدولة كموضوع للبحث في الحكم الديني

.تقييم إلاطار التاريخي الذي ولدت فيه

.ميقراطيةديين لليف معنى الوصف الد: راسة اخلامسةالد

*علي بايا. د

تبدأ ة)مدى جدوائية : راسة بسؤال مركزي وهوهذه الد ة الديني على الصعيدين النظري والتطبيقي؟ ( الديمقراطي

من حيث طبيعتها ووظائفها، إضافة " املبنى الاجتماعي"وكما يبدو بسنها كدراسة اعتمدت على املنحى التاريخي الفلسفي لفكرة

وأطرا شتى تبعا لذلك تجادلهذه الورقة بسن الديمقراطية هي واحد من املباني الاجتماعية التي يمكن أن تسخذ أشكاال

ا ألمر تطبيقها والعمل بها هو احتفاظها بخواصها ومقوماتها ووظائفها للوظائف والقيم التي يضيفها املجتمع عليها، مشترط

ف الباحث بذلك بل ذهب إلى أبعد من تولم يك .صيل الذي جاءت من أجلهعن املقوم ألا الانزياح، وإال هي عرضة ألاصلية

ذلك فقد عمد إلى شرح جميع املباني الاجتماعية بكافة تفاصيلها، مثل املكائن والتقنيات التي يخترعها الناس ألجل تسيير

فهم إلاسالم ولسس مقتصرا على فهم حاجاتهم الاجتماعية، بيد أنه سلك هذا املسار في البحث على اعتبار أن ثمة تعددية ل

فإنه من املمكن بنفس الدليل تصور أشكال طاملا كان ممكنا تصور أفهام متعددة لإلسالم "محدد أو نمط وطريقة معينة، و

ة)متعددة من تركيب ة)و( الديمقراطي واحدا( إلاسالمي التحدي الذي يواجه املفكرين املسلمين هو تطوير تركيب . ولسس شكال

ة، أي إقامة نظام حكم كفؤ وفعال، نظام يتناسب مع ثقافة مناسب للديمقراطية إلاسالمية، تركيبا وافيا بسغراضه ألاصلي

ة عن النماذج امل ة املعاصرة، وال يقل أهمي الدكتور علي –إال أنه . 23"ماثلة في املجتمعات املتقدمةوظرف املجتمعات إلاسالمي

التحدي بعد أن بذل مساعيه في وضع الخطوط العريضة عن نموذج مقترح للديمقراطية لم يستسلم ملثل هذا –بايا

ة عن إلاسالمإلاسالمية باالستناد إلى ة تحليلي .قراءة عقالني

صادر عن مركز (. 107)ص . الديمقراطية الدينية مثاال: من المدينة الفاضلة إلى مدينة اإلنسان. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 22

.هات، السعوديةسي/ آفاق للبحوث والدراسات

. أستاذا زائرا في جامعة وستمنستر ، بريطانيا. الجمهورية اإلسالمية في إيران/ علي بايا، أستاذا للفلسفة في جامعة العالمة الطباطبائي، طهران * .أسس مركز الدراسات المستقبلية وعلومه. عضو في مركز بحوث التعليم العالي في إيران

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 110)ص . في معنى الوصف الديني للديمقراطية. م7002. يمقراطية في بلد مسلمالد. السيف، توفيق - 23 .سيهات، السعودية

Page 18: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

18

ة ولم راسة على واقع الحال في إيران ومدى تجاذب فضاءات أتت الد ة الديني الحوار وطاوالت النقاش للديمقراطي

ية مستثناة عن هذا الفعل الثقافي الحواري بل احتضنت نقاشات واسعة وعميقة نجدها أثمرت عن تكن النخبة الدين

العديد من الكتب املدافعة عن الد

ة)من الالفت في هذا الشسن كتاب ولعل ة والدعوة إليها،يمقراطي ( تنبيه ألامة وتنزيه املل

لدستورية، وال نبالغ إن قلنا بسن مثل هذا الكتاب كان ستور خالل الثورة ارز الفقهاء املؤيدين للدبللميرزا النائيني وهو من أ

ا استجد من التجارب بمثابة الحجر امللقاة في املاء الراكد، بمعنى أنه أعاد إنتاج املجادالت حول الديمقراطية فضال عم

لباحث من خالل دراسته بسن يكون مقترباالبشرية ومدى انفتاح إنسان اليوم على هذا املفهوم، إذ ال غرابة إذا ما انطلق ا

ا ألبعاد

وجد من املناسب النظر إليها قبل الدخول في عملية التآلف املرجوة ما ومرتكزات من البعد الفلسفي لألمور، ومناقش

ة من جهة والدين وقيمه من جهة أخرى ز على أن ، فقد اعتمد على أن التغيير واملتحول كثابت أبدي، والتركيبين الديمقراطي

الفرد منظومة من إلارادات الكامنة واملتحركة، إضافة إلى أن مجموع هذه إلارادات تشكل في نهاية مطافها بإرادات أسماها

باإلرادات الجمعية التي عرفها بسنها الجهة املسؤولة عن خلق الحقائق الاجتماعية والكينونات التي هي منتجات اجتماعية

ا خواصها وفق ئق املوسوعية،وكذلك الحقا

ة كبعد رابع مناقش ة ومدى وخلص الباحث بالديمقراطي البنية الاجتماعي

من حي فيهامساهمة إلانسان ث التسسسس والتطوير، على اعتبار أن الد

ة واحدة من عديد من املباني الاجتماعية التي يمقراطي

ة، ما إدارة ألا أبدعها إلانسان لتسهيل حياته الاجتماعي املشتركة، أي هي نظام يمتلك من القابلية ( السيواجتماعي)مور وال سي

فهم يخضع إلى عملية أشبه ما يكون بإعادة إنتاج، مما مان واملكان، بمعنى أن الما يجعله يتطور وينمو حسب متغيرات الز

.يقتض ي ألامر إلضافة وظائف جديدة ومعدلة على حساب ما هو أقل وظيفة وكفاءة

بناء على هذا ة في خواصها ومكوناتها بمثابة النظام إلدارة الشؤون العامة للد التسسسس تكون الد ولة يمقراطي

ة، واملجتمع، ومن هذه الزاوية تصبح على مسافة واحدة من التناظر لنماذج أخرى في الحكم مثل الجبرية، الشمولي

ة مع الفارق ألايدلوجي والوظيفي لهذه النماذج تساهم في ارتسى بسنها علي بايا قد وضع مستويات ثالثة . ث د، والباحالسلطاني

: والثالث. بناء القناعة املشتركة: والثاني. التوافق السلوكي الاجتماعي: املستوى ألاول . الحدود املتقاطعة ما بين هذه النماذج

ةالالتزام الاجتماعي بالدستور الذي هو محل رضا .القاعدة الاجتماعي

صورا وأشكاال متعددة، من خاللها يستطاع تحديد املحاور الرئسسية التي –ألي مجتمع –جتمع والشك بسن للم

والقيم، إال أن الدكتور بايا قد حصر ألامر في نوعين يدور حولها املجتمع ويتم تحديد توجهاته، ويصطلح عليها باألعراف

ةجميع املباني التي يمكن اعتبارها أدوات : الصنف ألاول . اثنين املباني التي : الصنف الثاني. بحته، أي املرتكزات ألاساسي

ة نفسها والتي . بإمكان املجتمع نفسه أن يبتكرها ويطورها وفق عامل الزمن لذا هو يقسس على الاعتبار ألاخير الديمقراطي

ة، كمثال فإنه يمكن فهناك نماذج عديدة من الديم"، فـ تحاكي في خواصها كافة التصورات املتغيرة والقابلة للتطوير قراطي

ة)الحديث عن ة ليبرالي ة)أو ( ديمقراطي ة اجتماعي ة ليبرتارية)أو ( ديمقراطي كل واحدة من هذه املكائن . وما إلى ذلك( ديمقراطي

ة التي تسمح بتصنيفها جميعا كنموذج ديمقراطي في املقام ألاول، لكنها تشترك في عدد من الوظائف والخواص ألاساسي

ة تت وحسب هذا الاعتبار يؤانس الدكتور بايا 24"أو القيم املضافة إليها Instrumentalمايز فيما بينها بالنظر إلى كفاءتها الوظيفي

و ينبين الد

ةالد هذه ألاخيرة، على أن تكون يمقراطي نفسها محور مشترك ما بين كافة النماذج الد

بحيث ة ألاخرى، يمقراطي

صادر عن مركز آفاق للبحوث (. 172-171)ص . في معنى الوصف الديني للديمقراطية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 24

.سيهات، السعودية/ راساتوالد

Page 19: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

19

ة فاحصة ومتعقلة إلاسالم أو ينيكون الد ة وهذا يعني. يختزن في ذاته القيم الثابتة ويخضع لقراءة تحليلي بناء صورة عقالني

) تجاه التآلف بين هذه الثنائية ةالد ة إلاسالمي ة ( يمقراطي ن قدس ي إلى بحيث ال يلغي أحدهم خصوصي آلاخر، فال ينقل مكو

ة وسياسية املبنى الجديد فتسقط بالتالي املقومات .وألاسس جراء هذا العنوان باعتباره ضرورة اجتماعي

ة والخاصة باإلسالم من جهة إذن التحدي يكمن في إنتاج نموذج صالح للحكم يضمن املصالحة بين القيم املحلي

ة الحديثة من جهة أخرى : ليتسنى للدكتور بايا أن يضيف بعدا سادسا بعنوان .والقيم الكوني ة كبرنامج يمقالد ة إلاسالمي راطي

حشيد إلايجابي لكافة أطياف املجتمع، بغية إحداث مشاركة نشطة وبناءة في كافة بحث متصاعد أو متناقض، مستعينا بالت

ة، وكسنه يرمي إلى تراكم مناحي الحياة، وهذا يخضع إلى برنامج بحثي متواصل وفق خطة مبرمجة تحمل أهدافا كبرى وسامي

ماذا نفعل إذا ظهر : ثم يستي ليضع تساؤال مهما .الوصول إلى رأي عام يتسالم عليه كافة أبناء املجتمع الواحدالوعي ألجل

ة التي أضافها املجتمع على تلك املاكينة ة واملنظومة القيمي ة ملاكينة الديمقراطي ؟ ما هو املعيار !تعارض بين الخواص ألاصلي

ة بسن الدكتور بايا قد وضع احتماالت التعارض كما لم يغب عن بحثه مسارات للخروج من املسزق؟ حيث تجدر إلاشار

تستمد طاقتها من كافة بين الديمقراطية وإلاسالم، أي إخضاع عملية التوالف ما بينهما إلى أصول نقدية التوافق ما

ة، بهذا قد وضع بايا ة واملوضوعي ة ه بالتقييم الخص بعدا سابعاالاعتبارات العلمي ة إلاسالمي حيث عمد نقدي للديمقراطي

عن كيفية الخالص من الشك حين تحدث( إيمانويل كانت)لإلجابة على السؤال بمقارنة املشكلة مع إشارة الفيلسوف ألاملاني

، املطلق، بمعنى أال يكون الشك من أجل الشك وحسب، بل أال يتجاوز بنا هذا الشك إلى لعب أدوار الهدم أكثر منه البناء

عد لعبة خطرة، لكنها تسهم بشكل كبير في تحشيد الكثير من التساؤالت وبالتالي وعلى الرغم من أن لعبة الشك بحد ذاتها ت

لم يتوان الباحث من إطالق فكرته حين يبادر بانتشال العقل من زحام الشك عبر الرجوع إلى إذ . العديد من احتماالت الحل

لعودة إلى املوازين البروغماتية هي فعل العقل حين يصل إلى طريق مسدود، وهذا ما هو معايير ما تقتضيه املصلحة، أي ا

ة ويتعذر .معهود عليه في املسار الفلسفي وهذه الفكرة من شسنها أن تحدد الخطوط العامة حين تتعارض خواص الديمقراطي

ة باعتبارها القبض على الحل عندها يكون اللجوء للمسار الذي يعود باملنفعة العامة وه ذا ما هو معهود من الديمقراطي

.النظام الخالق في الديناميكية الاجتماعية

ة واقترانها اللغوي واملعنوي مع التقنيات ثم جاء ليفرد بعدا ثامنا ملناقشة حدود إلاسالمية، أي صفة إلاسالمي

ة إلاسالم)وقد أعمل ما لديه ليوضح انتساب الاجتماعية وتجارب إلانسان، ة ( ي للتسميات املعاصرة كالديمقراطية أو الليبرالي

ا ما بين العلوم التجريبية ة عليه، مفرق ة إلى حين وصل إلى النظام الاقتصادي وإكساب السمة إلاسالمي أو الرأسمالي

ة، بسنما ت بقى كافة العلوم في وألايدلوجيات، باعتبار أن هذه ألاخيرة باإلمكان تطويعها حسب البسئة والتقنيات الاجتماعي

ة ة منها، ذلك ألنها تخضع لقوانين واضحة ال يختلف عليها العقل حاضرتها العلمي ينهل منها الناس كافة دون تردد أو الخشي

ة التي تتمدد وتنكمش حسب الفعل ف الاقتصاد وتقنياته من املكاسب الاجتماعي البشري ألبتة، وهو بهذا الرأي قد صن

ة)ال ضير أن يكتسب الاقتصاد الحديث سمه إلانساني، بالتالي ةالد )أسوة بالعنوان العريض ( إلاسالمي ة إلاسالمي ( يمقراطي

ة البقاء لكنه قد اشترط أن يسبق هذا العنوان ألاخير حتى يستطيع الاقتصاد إلاسالمي املولود من رحم تلك الديمقراطي

.والاستمرار

راسة بمقترح وتصور لنموذجوخلصت الد

ة بوصفها الد ة التحليلي ة منطلقا من الفلسفة العقالني ة إلاسالمي يمقراطي

ا ولسس عضيد الصلة مع املجتمع، وتجدر إلاشارة بسنه أراد تطبيق هذا املتقرح على الواقع في تعتبر إلايمان موضوعا شخصي

Page 20: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

20

ا يكون فيه إلايمان مقدسا لسس على صعي لقي إيران باعتبارها بلدا إسالميد الفرد وحسب بل كافة املنظومة الاجتماعية التي ت

إذا ما أردنا تطبيق املنظور العقالني التحليلي على ظرف إيران "و. بظاللها على تجاذب العالقات بين أبناء املجتمع الواحد

سالمي، في هذا ديمقراطي إالخاص، فإن صيانة النظام إلاقليمي للبالد هو شرط مسبق ألي مسعى يستهدف إقامة نموذج

ا تمثل تحديا عسيرا أمام التوصل إلى إجماع على ا وثقافي ا ولغوي املبادئإلاطار فإن التركيبة املتنوعة لسكان البالد ديني

ة التي سيقوم عليها النظام الديمقراطي لصياغة وترسيخ أعراف بل سوفي يتطلب ألامر جهدا كبيرا ومركزا. ألاساسي

ة، وم ن وتدعم التحول نحو نظام ديمقراطي قابل للحياة والاستمرارديمقراطي وبالتسكيد .25"ناهج عمل ومؤسسات، تؤم

ة تضمن التعددية الثقافية كمجتمع مثل مجتمع إيران حيث تتعدد الديانات ة إلاسالمي وحسب هذا املنظور فإن الديمقراطي

ف ما لم يتجل الحوار كوسيلة ضامنة إلجماع وطني يتم ترجمته واملذاهب والتيارات الفكرية العميقة الجذور، وهذا لسس كا

ا على مختلف التمظهر الوطني العام إلى الحد الذي يكون الدين فيه في قائمة على الواقع بسعمال مشتركة تتخذ طابعا تعاوني

ات كثيرة ربما لو أخذت الدولة على لذا كان لزاما أن يختم دراسته بسن املتقرح يظل يعاني من نتوء !.مختلفة من ألاولويات

.عاتقها تبنيه عندها نستطيع أن نتوصل ألغلب املشاكل بل وألفضل الحلول أيضا

.ولة احلديثةجدل فقهي حول الد: ادسةراسة السالد

*توفيق السيف. د

سياس ي في العالم العربي يدور البحث حول الدولة الحديثة باعتبارها النتاج النهائي لعوامل التطوير للنظام ال

ة محل تجاذب املهتمين وإلاسالمي وكان من الطبيعي أن يتخذ املطالبون واملطالبين بالتغيير، ، بعد أن باتت الديمقراطي

النسخة الغربية كنموذج مثالي لصورة الدولة التي يطمحون إليها؛ نتيجة ملا يبدو عليها من تماسك وقوة هذا من جهة، وما

ا كريما وهذا من جهة أخرى، ناهيك عن يجدونه من قو انين تؤمن الحد املناسب من حقوق إلانسان كي يكون إلانسان حر

يستي هذا في ظل الوهن والضعف الذي يستشعره املواطن . النمو الاقتصادي والنهوض العلمي كل ما يسهم في دفع عجلة

ة لسس لها إال الاستيثار العربي العادي وتضسيع الثروة، وبالتالي تكون معظم هذه الدول عرضة لالختراق إزاء مكونات سياسي

وضعيفة أمام تهديد ألاجانب، فضال عن التخلف الشامل الذي صار ماركة مسجلة يثبت حاالت العجز على مختلف

ة هو من نوع انبهار امل"و .ألاصعدة د في نفوس املسلمين بالظاهرة ألاوروبي غلوب بالغالب، صحيح أن بعض إلاعجاب الذي تول

تيحت لهم زيارة أوربا، وأولئك الذين قرؤوا عنها، وغيرهم ممن لكن هذا يعكس الحقيقة كلها، فاملثقفون والسياسيون الذي أ

على كانواليه من انحطاط في القرن التاسع عشر، كل هؤالء إاملسلمون في أوج حضارتهم وقارنه بما آلو اطلع على ما بلغه

با مقابل تخلفها في عالم إلاسالم، هو أحد العوامل الحاسمة إن لم يكن العامل اة السياسية في أور يقين بسن تطور الحي

لم تكن في كل –ولهذا فإن الرغبة في احتذاء التجربة ألاوربية . في تشكيل الفارق بين عاملهم بمجمله وعالم ألاوربيين الرئسس

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 122)ص . في معنى الوصف الديني للديمقراطية. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. السيف، توفيق - 25

.سيهات، السعودية

.المملكة العربية السعودية. متخصص في الشؤون الدينية والسياسية. مفكر وباحث *

Page 21: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

21

ة يسيكولوجمجرد تقليد سطحي، أو محاولة هروب -الحاالت من الواقع املؤلم، بل كانت أحيانا محاولة جادة وعقالني

. 26"الكتشاف مخرج أمين من ألازمة الشاملة

ة ومدى تفاعلها إلايجابي مع املفاهيم معظم يضع الباحث هذا التسسسس، يبدو وعلىوكما رهانه على النخبة العلمي

ة مناسبة، التجربة تلو ألاخرى بس السياسية الحديثة بعد أن أثبتت إلى الحد الذي نها عاجزة كل العجز عن بلورة رؤية ثقافي

ة تجاه السعي إليجاد أكبر قدر ممكن من مساحة الا مما ييهئ املناخ تساق والتوافق بينها،تتحاشد كافة املكونات املجتمعي

ء بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحيث الاجتماعي العام إلى ثقافة ناهضة تسهم بالقدر الكبير في البناء السياس ي للدولة، سوا

ا ا اجتماعينشير إلى هذا ومحن نتذكر سلوك املسلمين في ذروة "له الصفة الخاصة واملستقلة عن الدولة نفسها، يكون حراك

ا مجدهم حينما تعاملوا بإيجابية وعقالنية مع ثقافات اليونان والفرس والصين وغيرها، فتعرفوا عليها واستوعبوها وأعادو

في تطوير حياتهم وعلومهم، فسصبحت تلك العلوم املستوردة بالتدريج جزءا من نسيج التراث إلاسالمي إنتاج ما رأوه مفيدا

والباحث هنا يستحضر الفعل الثقافي من خالل سلوك املسلمين آنذاك تجاه آلاخر 27"ذي نذكره اليوم بالفخر والاعتزازال

مقاربة ذلك املشهد مع الواقع املعاصر عبر استدعاء تلك الثقافة بطابعها العام ومحاولة الحضاري، وكسنه يريد أن يدعونا إلى

ة سواء في صورة العالم الحديثتطويعها مع رهانات بكافة تداعياته، إذ يبقى الطموح كما هو، أي التطلع إلى دولة إسالمي

ة)بالصورة الحديثة، أي نظام الخالفة املطور الذي طالب به مفكرو أوائل القرن العشرين أو ة الديني التي نادى ( الديمقراطي

ة : بهذا يلفت الدكتور السيف إلى مسسلتين اثنتين 28بها مفكرون معاصرون ألاولى بسن معظم ألابحاث املعاصرة حول إسالمي

وكسنه يريد أن . ه ؟ما هو الذي يقبله إلاسالم من الدولة الحديثة وما هو الذي يرفض: الدولة يتم ترجمته عبر سؤال مهم

ة )ميتها بـ املستطاع تس لعل منيجعل من هذا السؤال رافعة للتوصل إلى نظرية خاصة نتيجة توليفة مناسبة الديمقراطي

م اهتمت بإعادة عرض الصور املوروثة عن النظا –ولو قليلة بالجملة –فإن هناك أبحاث : أما املسسلة الثانية(. الدينية

!.البناء عليه باإلمكانعتبارها الثابت املقدس، وبالتالي ال يكون لتداعيات الواقع الحديث أي دور إلاسالمي القديم با

ومن الجدير بالذكر ما أشار إليه الدكتور السيف لآلراء املحصلة من الفقهاء إلايرانيين واملؤيدين للثورة الدستورية

ة حسب تي باإلمكان التسسسس عليها فيما يتعلق بشسن الدولة املعاصر م، والتي وصفها باآلراء الجادة ال5091عام ( املشروطة)=

ة، مستعرضا بذلك الخالصة منها، وهذا لسس من قبيل الاجترار والتكرار بقدر ما كان مقصده بسن الرؤية الفقهية إلاسالمي

ا بالقدر الذي يمنحنا التحرر من معظم تلك آلاراء وإن لم تكن على وفاق العصر فهو بالتالي تشكل نواة حقيقة لالنطالق منه

املاض ي ويعيد واقعنا بصورة مشرفة، حتى لو كان ألامر يتطلب إعادة النظرة تجاه املصدر للدولة الحديثة باعتبارها لسست

ا مطلقا ولربما تحمل في محتواها الحقيقي الخالص الذي طاملا انتظره املسلمون عامة ، والدكتور السيف هو يقرأ الثورة شر

ألنها تتقاطع في املشروطة بكل تفاصيلها املؤتلفة واملختلفة وهو في الوقت نفسه يستفيد مها من أجل اللحظة الراهنة،

صورها مع العديد من الواقع املعاصر فيما لو أراد املسلمون بالتحديد النظر الجاد في صياغة حديثة يكون فيها املجتمع

سنه أن يعزز الدور الذي باإلمكان أن تلعبه الشريحة الفقهية العلمائية في عملية والدولة في نسق حداثوي واحد، وهذا من ش

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 127-121)ص . جدل فقهي حول الدولة الحديثة. م7002. الديمقراطية في بلد مسلم. لسيف، توفيقا - 26

سيهات، السعودية

(.122)ص . المصدر السابق نفسه - 27

(.122)م، ص 1338مفهوم الدولة، بيروت . انظر العروي، عبدهللا - 28

Page 22: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

22

، ألنهم لم يكونوا إلاصالح الدستور في تلك الفترة االتغيير، إيجابا وسلبا، بحيث أنه من غير املبرر ملوقف العلماء الذي عارضو

املجهول القادم، وكسن التسريخ يعيد نفسه هنا، بمعنى محل قلق إزاء الحكم القهري الاستبدادي بقدر ما كانت خشيتهم من

هو املدعاة للتقاعس والدعة، على الرغم من أن املبشرات الكثيرة لألنظمة الحديثة من ،أن هاجس الخشية من املجهول

ة والعمل بقاعدة باعتبار أن ( ماعيالتقاعد الاجت)كفالة الحرية والعدالة واملساواة وتسمين الحد ألاوفى من الحقوق إلانساني

املجتمع هو املالك الحقيقي للدولة ولسس العكس، ومن املفترض هذا ما يجعل من الفقهاء املعاصرين في خانة متقدمة من

.املواجهة بصورة أكثر حضارية مما سبقهم من الفقهاء

ة إلى سيادة الشعب بكل مقوماتها الحضارية فإنه وألنه أعزى قد أولى فكرة –لباحث أي ا –تحقيق الديمقراطي

ة على الصعيدين التشريعي والقانوني على اعتبار أن الشعب هو مصدر ( سيادة الشعب) ة ملا لها من محايثات جدلي أهمي

ان الثورة املشروطة–فقد جادل الفقهاء املعارضون للدستور . "السلطة بسن التشريع ووضع القانون حق خاص لصاحب -إب

وبالتالي فإن القول بحق أحد . الذي لم يهمل شسئا في بيانه وبيان رسوله عليه الصالة والسالم، حانهالشريعة، وهو الخالق سب

ا على حدوده ل مزاحمة له وتعدي وحسب هذه الرؤية يكون الفقهاء هم الجهة الوحيدة املخولة ودون . 29"غيره في التشريع يمث

ة من القواعد الشرع ة أو النصوص بوسائل الاستنباط املعروفة في الفقه، تستي مثل هذه غيرها باستنباط ألاحكام العملي ي

ا فحسب، الرؤية في الوقت الذي تتسابق الرؤى ألاخرى املنازعة ملثل هذه الرؤية والتي إن لم يتح املجال لسس لتمريرها ميداني

ة الاستن ة فذلك بل ربما اعتقد البعض أن مجرد النقاش في فك الارتباط الاحتكاري لعملي باط ملن هم خارج الجوقة الفقهي

ة وللنظم املتعارف عليها . يعد تجاوزا للمثالي

من دستور ( 52)على املادة ( حرمت مشروطة)صاحب كتاب *واستدل الباحث باعتراض الشيخ فضل هللا النوري

هذا الحكم مخالف للمذهب : " هويضيف النوري نفس 30"ال جريمة وال عقوبة إال بموجب القانون "م والتي تنص بسن 5091

الجعفري حيث املرجع للحوادث في زمان الغيبة هم الفقهاء ومجاري ألامور بيدهم وهم الذين يقومون بإجراء الحدود

وعلى هذا التسسسس يحول الفقه الجعفري من أن توكل السلطة إلى .وإحقاق الحقوق، ولسس ألحد غيرهم ش يء من ذلك

ة، وقد عاضد الشعب ملا لذلك من تعارض ة الشرعي جذري مع روافع الفقه الجعفري حول قضية السلطة والحاكمي

يف ببرهان آخر جاء ة للحكومات بكل أشكالها، في إشارة إلى ال( م5119)الشيخ عبدالرحيم ألاصفهاني عنالدكتور الس شرعي

ة أن السلطة والحكومة في غيبة إلامام: "إذ يقول غاصبة وباطلة، وعليه فالسلطنة املستبدة من ضروريات مذهب إلامامي

ولم يقتصر ألامر عند هذا ألامر بل شكك العلماء أيضا في شرعية 31"والحكومة الدستورية كالهما باطل وخالف الحق

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 192-192)ص . جدل فقهي حول الدولة الحديثة. م7002. لديمقراطية في بلد مسلما. السيف، توفيق - 29

.سيهات، السعودية

* تنباكال استعمال حرم لما الشيرازي اإلمام فتوى تفعيل في ساهمت التي القيادية العلمية الشخصيات حدأ عليه هللا رحمة النوري هللا فضل الشيخ

النظام مقابل االنتخاب يعني المشروطة بتأييده السياسي الموقف على الضغط هللا رحمه مارس. ، وأصبح المرجع الثاني بعد الميرزا االشتبانيآنذاك ملكي أمر لاستحصا في النوري هللا فضل الشيخ فتاوى مقدمتهم وفي العلماء فتاوى بفضل الشعب ونجح ثمارها أتت الجهود هذه أن الى الملكي

قبض عليه وأودع السجن المركزي في طهران في . المستبدة للشاهنشاهية هزيمةمن نوعها ل األولى تعتبر الخطوة كانت وهذه االنتخابات بأجراء آنذاكباإلعدام في م عليهعروض لترك البالد أو التراجع عن أفكاره فرفض وعملوا له محكمة عرفية صورية وحك وعرضت عليه عدة 1272أوائل شهر رجب عام

.ميالد أمير المؤمنين واعدم شنقا في احد ميادين طهران وتعمدت القوى العميلة أن يكون تنفيذ حكم اإلعدام في 1272رجب عام 12

.) 111(ص. حرمت مشروطة. النوري، فضل هللا - 30

(.777)صد . المصدر الصابق نفسه - 31

Page 23: أفق الديمقراطية الإسلاميّة في العالم العربي

23

انتخاب الشعب ملجلس الشورى وتمثيل النواب للشعب أو أن يمارسوا سلطاتهم باسم الشعب، إذ يقتض ى ذلك على بطالن

.رأي ألاكثرية في صناعة القرار واتخاذه التعويل على

وقد انسحب أثر السابق من القول على تطارح الحرية واملساواة بين كافة أبناء الوطن بغض النظر عن ديانتهم أو

كل –مذهبهم أو توجههم الفكري والسياس ي، وقد اعترض الشيخ النوري في حينها على املبدأ الدستوري الذي يمنح إلايرانيين

حق املساواة أمام القانون، كما تحفظ –يرانيين بمختلف دياناتهم ومذاهبهم وعرقهم املتعدد وتوجههم الفكري املتنوع إلا

ة، مما تعطى كل الفرصة للنصارى واملجوس واليهود في أيضا الشيخ ألاصفهاني على اعتبار أن املواطنة قاعدة للحقوق املدني

الشيخ مرندي بل ذهب بالقول إلى أن منح املواطنين حقا متساويا في الوصول إلى الحق الانتخابي، وهذا ما رفضه أيضا

د الفاسقين وتنافس غير املتكافئين . املناصب السيادية والسياسية بالضرورة سيؤول إلى فتح الباب على مصراعيه أمام تسي

جراء كافة الفرص الدستورية التي يكون بسن ثمة حالة من القلق تنتاب العلماء والفقهاء :القول ومن الخطورة بمكان

الشعب له القول النافذ في تشكيل الحكومة، بسنما تخف حدة ذلكم القلق لديهم فيما لو بسطت السلطة سيادتهم على كل

!.مقدرات الدولة

يف هذا البحث بمعالجات قدمها الفقهاء املؤيدين للنظام الدستوري ( وريةالحكومة الدست)ثم ختم الدكتور الس

ا تطرق إليه الفقهاء املعارضين، وهذا من شسنه يكشف عن تباين فقهي عميق بينهما لم والتي عكست واقعا مختلفا عم

تستطع ألاحداث آنذاك على ردمه إذ لم يحسم الخالف الدائر تجاه املكون السياس ي املثالي الذي ال يحدث القطيعة مع

يكشف التسمل "و. عالقة وثيقة مع الواقع حسب حاجات إلانسان ومتطلباته املتجددةكما يتيح املجال إلقامة املسار الفقهي

في الجدل الذي دار بين مؤيدي الحركة الدستورية ومعارضيها عن معالجات ملسسلة السلطة تتمايز في جوانب كثيرة عن

ة واقعة محددة ذلك ألن هذا ال. التصوير التقليدي الذي تحفل به كتب الفقه القديمة منها والجديدة جدل دار على خلفي

يف هذا التغاير . 32"فرضت على أطراف النقاش تحديد موضوع النقاش والابتعاد عن آلاراء املطلقة واملجردة وقد أعزى الس

بلحاظ أن الحرية في مثل هذه ألامور الفقهي ملستوى الحرية التي يتمتع به مسار البحث الفقهي الجعفري بشكله الخاص،

حالة من التطور والتي ما كان لها أن تنشس دون تراكم مكثف من املناقشات الجادة خاصة فيما يتعلق بالسلطة تؤسس إلى

يف –وقد اختتم . والسياسية - :وباختصار بحثه بمعالجات عدة أبرزها –الس

ة وغير محصورة .5 ة مدني .باإلمام املعصوم أعادت رسائل الفقهاء الدستوريين تعريف الدولة باعتبارها هيئة اجتماعي

.واملواطنة هي أساس للعالقة بين املجتمع والدولة. أن الدولة ملك للمجتمع، وأن الشعب هو مصدر للسلطة .2

على الرغم من أن مفهوم التشريع وعمل نواب الشعب في البرملان ما تزال محل جدل فقهي مكثف، إال أن ثمة .1

أن يكون على تساو وطني مع –أي الفقهاء –وهذا يجعلهم (. ملدنيالسياس ي ا)و( الديني)تسكيدا على فصل املجالين

.كافة أبناء الشعب أمام عملية الانتخابات

ة، إال أنهم ينضوون تحت كنف الدولة مثلهم .4 كذلك وبالرغم من منح فرصة التدخل للعلماء في الحياة السياسي

القانون، فكما يكفل هذا القانون لهم الحقوق أيضا مثل آلاخرين، أي أنهم على تساو مع كافة أطياف املجتمع أمام

.يخضعهم إلى واجبات مشتركة مع الناس كافة

/ صادر عن مركز آفاق للبحوث والدراسات(. 122)ص . جدل فقهي حول الدولة الحديثة. م7002. سلمالديمقراطية في بلد م. السيف، توفيق - 32

.سيهات، السعودية