42
راءة ق ةّ دي ق ن ي ف دة ي ص ق انّ س ح ن ب ت ب ا! ث ةّ ي% ن ي ع ل ا ي ح+ ت ف د. م ي هرا ب6 ا ر ض خ عة ام ج اح ج% ت ل ا ة ي ن ط و ل ا ة ي ل ك دابG الآ م س ف/ ة ع ل ل ا ة يN ب ر لع ا صّ خ مل: ! ث ح ت ل ا يسع ي ا هد! ث ح ت ل ا ى ل6 ا راز ب6 اِ زْ وَ دِ ر ع ا! ش، ِ ول سّ ر ل اِ انّ س حِ نْ ب، ٍ ت ب ا! ث ي فّ رد ل ا ي عل راء ع! س ود، ف و ل ا ن ب الد وا ن كا دون ق ن ي عل ول س ز لة، ال، ن ب ر خ ا ق م ة ف يu ظ و ن وَ مَ يِ ف ن بّ الد د دث ج ل ا ي فّ رد ل ا ي علy ك{ ي ل و{ ا راء، عّ ! س ل ا ة قّ و ف ن و م ه لي ع ي فy لك ث رابu ظ ا ي م ل ا. ة يN ب د{ الآCritical Study of Hassan Bin Thabit's Poem (Alaynia) Abstract A critical study of Hassan bin Thabit's poem "Al Aynyia". This research endeavors to highlight the role of Hassan bin Thabit, the Prophet's poet, in responding to the "deputy" poets, who used to visit the prophet, praising themselves. Hassan bin Thabit employed the new religious values in countering the claims of the "deputy" poets and he surpassed them in all literary debates.

شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

Embed Size (px)

DESCRIPTION

شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

Citation preview

Page 1: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

العينية ثابت بن حسان قصيدة في نقدية قراءةخـضــر إبراهيـم د. فتحـي

الـوطنيـة النـجـاح جامعـةالعربية اللغة / قسم اآلداب كلية

البحث: ملخص في ثابت، بن حسان الرسول، شاعر دور إبراز إلى البحث هذا يسعى

مفاخرين، الله، رسول على يفدون كانوا الذين الوفود، شعراء على الرد في عليهم وتفوقه الشعراء، أولئك على الرد في الجديد الدين قيم وتوظيفه

األدبية. المناظرات تلك

Critical Study of Hassan Bin Thabit's Poem (Alaynia)

Abstract

A critical study of Hassan bin Thabit's poem "Al Aynyia". This research endeavors to highlight the role of Hassan bin Thabit, the Prophet's poet, in responding to the "deputy" poets, who used to visit the prophet, praising themselves. Hassan bin Thabit employed the new religious values in countering the claims of the "deputy" poets and he surpassed them in all literary debates.

Dr. Fathi I. Khader An-Najah National University College of Arts / Arabic Department

Page 2: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

العينية ثابت بن حسان قصيدة في نقدية قراءة

:(1)ثابت بن حسان قال

وإخوتهم فهر من الذوائب إنسريرته كانت من كل بها يرضى

عدوهم ضروا حاربوا إذا قومة محدثة غير منهم تلك سجي

اس يرقع ال أكفهم أوهت ما الناس سابقوا إن الن سبقهم فاز يومااس في كان إن اقون الن بعدهم سببفضلهم مولى عن يضنون والجهلهم حاولت وإن يجهلون ال

عفتهم الوحي في ذكرت أعفةكرامته نالوا لهم صديق من كم

طاعتهم والبر الهدى نبي أعطواير أجدوا سيروا قال إن الس

جهدهملهم استقاد حتى سيرهم زال ما

أتى ما منهم خذ غضبوا إذا عفواعداوتهم فاترك حربهم في فإن

مخالبها نالتنا الحرب إذا نسموعدوهم من أصابوا هم إن فخر ال

مكتنع والموت الوغى في كأنهم نصبنا إذا لهم ندب ال لقوم

أكرم قائدهم الله رسول بقوميؤازره قلب مدحي لهم أهدىهم األحياء أفضل فإنهم كل

نوا قد ة بي بع للناس سن تتشرعوا الذي وباألمر اإلله تقوى

نفع حاولوا أو أشياعهم في النفعوا

ها فاعلم الخالئق إن البدع شررقعوا ما يوهون وال الدفاع عند

دى مجد أهل وازنوا أو متعوا بالنتبع سبقهم ألدنى سبق فكل

طبع مطمع في يصيبهم والسع ذاك عن أحالمهم فضل في مت

الطمع يرديهم وال يطبعون الجدعوا جاهد عليهم عدو ومننزعوا وما عنه نصرهم ونى فماربعوا ساعة علينا عوجوا قال أو

البيع له كانت ومن الصليب أهلمنعوا الذي األمر همك يكن وال

ا لع الصاب عليه يخاض شر والسعانف إذا خشعوا أظفارها من الز

جزع وال خور فال أصيبوا وإنفدع أرساغها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كمايع األهواء تفرقت إذا والش

صنع حائك لسان يحب فيما أو القول جد بالناس جد إن

شمعوا

1

Page 3: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

تمهيد: وبايعت، ثقيف وأسلمت تبوك، من وفرغ مكة، الله رسول افتتح لما

أن عبيدة أبو هشام: "حدثني ابن وجه. قال كل من العرب وفود اليه ضربت.(2)الوفود" سنة تسمى كانت وأنها تسع، سنة في كان ذلك

منها وفد فيمم اإلسالم، في رغبت التي القبائل من تميم قبيلة وكانت من الله رسول نادوا النبوي المسجد دخلوا فلما المنورة، المدينة شطر نفاخرك قالوا: جئناك إليهم، خرج فلما بصياحهم، له مؤذين حجراته وراء بن عطارد فقام فليقل، لخطيبكم أذنت قال: قد وخطيبنا، لشاعرنا فأذن

في الرجل فأجب بقوله: "قم قيس بن ثابت الرسول فأمر خطيبا، حاجب قيس بن ثابت فقام خطبته، .(3)خطيبا

ثابت بن حسان يكن ولم الله رسول فبعث المجلس، هذا شاهدا فأخذ طلبه، في حسان: األبيات. قال بعض بإنشاء للموقف نفسه يعد

:(4)أقول وأنا ، الله رسول إلى "فخرجت

المجد هل إال السؤود العودوالندىمحمدا النبي وآوينا نصرناوثراؤه أصله حريد بحي

بيوتنا وسط حل لما نصرناهتتابعوا حتى الناس ضربنا ونحنعظيمها قريش من ولدنا ونحن

بني فخركم إن تفخروا ال دارموأنتم تفخرون علينا هبلتمدمائكم لحقن جئتم كنتم فإنوأسلموا ندا لله تجعلوا فال

واحتمال الملوك وجاه العظائم من راض أنف على معد وراغم وسط الجوالن يةبجاب األعاجم

باغ كل من بأسيافنا وظالم بالمرهفات دينه على الصوارمن ولدنا آل من الخير يب هاشم يعود وباال ذكر عند المكارم

ظئر بين ما خول لنا وخادم في تقسموا أن وأموالكمالمقاسم

كزي زيا تلبسوا وال األعاجم

:(5)فقال بدر، بن الزبرقان قام ، الله رسول إلى حسان انتهى ولما

يعادلنا حي فال الكرام نحنهم األحياء من قسرنا وكم كل

مطعمنا القحط عند نطعم ونحنسراتهم تأتينا الناس ترى ثم

الكوم فننحر أرومتنا في عبطانفاخرهم حي إلى ترانا فال

نعرفه ذاك في يفاخرنا فمنأحد لنا يأبى وال أبينا إنا

البيع تنصب وفينا الملوك منايتبع العز وفضل النهاب عندالقزع يؤنس لم إذا الشواء مننصطنع ثم هويا أرض كل من

شبعوا أنزلوا ما إذا للنازلينيقتطع الرأس فكانوا استقادوا إال

تستمع واألخبار القوم فيرجعنرتفع الفخر عند كذلك إنا

قال حسان: "... وقام شاعر القوم، فقال ما قال، عرضت في قوله، وقلتقال:على نحو ما

تتبع للناس سنة بينوا قدوإخوتهم فهر من الذوائب إن

2

Page 4: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

بدر بن الزبرقان إلى العينية األبيات نسبة في هشام ابن وشكك ينكرها بالشعر العلم أهل وأكثر تميم، بني بعض لي بقوله: "رواه

هشام ابن . ويرى(6)للزبرقان" عارضها التي الزبرقان، قصيدة أن أيضا تميم بني من بالشعر العلم أهل بعض فيقول: "حدثني ميمية، كانت حسان،

قام، تميم، بني وفد في الله رسول على قدم لما بدر بن الزبرقان أن:(7)فقال

فضلنا الناس يعلم كيما أتيناكموطن كل في الناس فروع بأناانتخوا إذا المعلمين نذود وأناغارة كل في المرباع لنا وأن

احتضار عند احتفلوا إذا المواسم الحجاز أرض في ليس وأن كدارم

األصيد رأس ونضرب المتفاقم بأرض أو بنجد نغير األعاجم

فأجابه: ثابت بن حسان فقام

المجد هل إال ؤدد الس العوددى والن النبي وآوينا نصرنا محمدا

(8)األبيات

واحتمال الملوك وجاه العظائم من راض أنف على معد وراغم

التي السيرة، في اسحق ابن رواية يوثق األصفهاني الفرج أبا أن غير العينية األبيات زهير بن أحمد عن بسنده أخرج إذ هشام، ابن فيها شكك

بن عطارد إلى منسوبة الميمية واألبيات بدر، بن الزبرقان إلى منسوبة.(9)حاجب

الصحة من األصفهاني الفرج وأبي إسحق ابن رواية قيمة تكن ومهما ال الرواة بين االختالف فإن والتعديل، الجرح من منزلتهما أو الطعن، أو

إلى نسبتها يمس وإنما المناسبة، هذه في قيلت التي األبيات يمسالمنقري. عاصم بن قيس إلى حاجب،أو بن عطارد إلى أو الزبرقان،

تميم، شاعري القول: إن يمكن الرواة تباين بين التقريب وفي هذا في قصيدة منهما كل ألقى حاجب بن وعطارد بدر بن الزبرقان ثابت بن حسان رد وقد ميمية، والثانية عينية إحداهما الموقف، معارضا فيها بقصيدة الميمية القصيدة وعارض مرتجلة، بقصيدة العينية القصيدة

البسيط، وزن في تتفقان العينيتين القصيدتين أن خاصة اإلعداد، بعضالطويل. وزن في الميميتان القصيدتان وتلتقي

وأجود منزلته، في طبقة أرفع بدر بن الزبرقان أن على من شعرا كان بأنه سالم ابن وصفه وقد حاجب، بن عطارد شاعرا في . ولعل(10)مفلقا

يكون إلن يؤهله ما ذلك إليه ويصرف جهة، من مفاخرتها في تميم من مقدماأخرى. جهة القوم" من قوله: "شاعر في ثابت بن حسان نعت

الداخلية: القصيدة حركة تشكيل في الخارجية المؤثرات

3

Page 5: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

بلورت قد التميمية العينية األبيات فإن األمر، هذا في الرأي كان وأيا في حركتها فقيدت الفكرية، أبعادها وحددت النفسية، حسان رؤية مرتكز

ثالثة: مداراتعليها. والرد الجاهلية المفاخر-1وآثاره. الجديد الدين أبعاد بيان-2لهم. النصح وإخالص اإلسالم إلى تميم بني إرشاد-3

جذب في وقوة حسان، على ضاغط ثقل المدارات هذه من ولكل ما تقديم من المقصودة الغاية تحقيق في تتوازى إذ بها، واالستئثار رؤيته ثابت بن حسان وكان اإلسالم، إلى ويوجهه ويقنعه تميم بني وجدان يشبع

بسلوكها المسلمة الجماعة جعل حين موفقا هذه فلكه في تدور مرتكزا من فهو الوعظ، عنهما يتجافى وال بالمدح، الفخر فيه يأتنس إذ المدارات،

والسلوك، والمعاني، لألفكار، اإليجابي التوجيه في جنسهما أو تصريحاتلميحا.

للعمل الفني الشكل اختيار في يجتهد لم ثابت بن حسان كان وإذا الموقف فرض إذ األدبي، لونا به وتمرس خبره الفن من تقليديا في مناقضا

بأغراضها الثالثة القصيدة مدارات مزج في اجتهد فقد واإلسالم، الجاهليةمتوحد. وبناء نامية حركة في والوعظ والفخر المدح من

والنفسية: الفكرية الرؤية ومباشر مركز بحديث عنه- قصيدته الله رضي– ثابت بن حسان بدأ

وكان الفطرة، دين اإلسالم وهي: أن اإلسالمية، العقيدة كليات من كلية عن لذلك طرحه واضحين: بغرضين مرتبطا

وأخوتهم((11))فهر واألنصار المهاجرين من المسلمة الجماعة مدحأولهما:الفطرة. بنقاء

جانبهم وغمز اإلسالمية، الدعوة خصائص إلى تميم بني تنبيهثانيهما:لها. المستجيب بصفات

ويحمل الحديث عن العقيدة ردا على الزبرقان، ونقضا لفخره بالسيادة القبليةقوله:لتميم بين القبائل في

(12)البيع تنصب وفينا الملوك منايعادلنا حي فال الكرام نحن

وذلك بتأكيد بعدين في شخصية الجماعة المسلمة: أحدهما قبلي، . فرفعة النسب وشرفه، سواء في قريش أم في األوس والخزرج،(13)وثانيهما ديني

دعوته:فضال عن مسؤولية هداية الناس وإنقاذهم من الضالل ببيان الدين وحمل وإخوتهم فهر من الذوائب إن

سريرته كانت من كل بها يرضىتتبع للناس سنة بينوا قد

شرعوا الذي وباألمر اإلله تقوى

الله بتقوى اإلسالم إلى تميم بني دعوة وليست أمرا عن خارجا والقمر الشمس وسخر واألرض السموات خلق من سألتهم ولئن معرفتهم

أو(14)الله ليقولن ال عليها الناس فطر التي الله فطرة طبيعتهم عن بعيدا عز– فالله(15)يعلمون ال الناس أكثر ولكن القيم الدين ذلك الله، لخلق تبديل

ذلك، في الناس بين تفاوت وال الفطرة، في كلهم خلقه بين وجل- ساوى

4

Page 6: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

يولد مولود من : "ما الرسول قال ولذلك يهودانه فأبواه الفطرة، على إال.(16)يمجسانه" أو ينصرانه أو

البشر بها يعتز مفخرة أعظم حسان فيها "لمس شريفة الفكرة وهذه والمناقضة، المحاجة في محكمة صياغة خالل من(17)ومكان" زمان كل في سوء أو الله، لدين واستجابة فطرة نقاء لهما، ثالث ال أمرين بين تميم فبنو

ذكره. عن وصد طوية

النفسية الرؤية عن اإلنباء محكم القصيدة مطلع أن من الرغم وعلى السابقة، الثالثة أبعادها أو بمداراتها والفكرية يكن لم أنه إال السامع مغنيا

الدعوة، حركة في البيان عملية على القائم الخبر هذا تتبع إلى التطلع عنتتبع". للناس سنة بينوا "قد قوله في حسان طرحه الذي

وحركته وحدته وبناء الخبر هذا عرض في التكامل الزم وكان ظاهريا الذي المسلمة، الجماعة صياغة في ودوره الله رسول عن بحديث يتبع أن

قوله: في جاءنزعوا وما عنه نصرهم ونى فماطاعتهم والبر الهدى نبي أعطوا

يدفع أن أراد ثابت بن حسان ولكن بين قريش لها روجت مظنة أوال واألراذل، الضعفاء من مجتمعة أشتات المسلمة الجماعة أن وهي القبائل،

واتبعك لك أنؤمن قالوااإلسالمية: الدعوة في ضالتهم وجدوا الذين نراك ما قومه من كفروا الذين المأل فقال و(18)األرذلون إال مثلنا، بشرا

.(19)... الرأي بادي أراذلنا، هم الذين إال اتبعك نراك وما

الضرر إيقاع في المتوازن وتمكنها الجماعة هذه قوة ظهرت ولذلك أصدقائهم، بين النفع وإحداث أعدائهم في إصابة في وإتقان دقة عن فضال

في متكاملة فأفعالهم الحرب، وقت خاصة إليها يقصدون التي الغاية، األحوال مختلف وسلما، حربا وعراقة. أصالة ذات وهي وبناء، هدما

عدوهم ضروا حاربوا إذا قوممحدثة غير فيهم تلك سجية

أكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

أشياعهم في النفع حاولوا أونفعوا

ها فاعلم الخالئق إن البدع شررقعوا ما يوهون وال الدفاع عند

وإسناد فعل المصدرين )الضر والنفع( أو الشجاعة والسماحة إلى الجماعة المسلمة )ضروا عدوهم، أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا(

، فضال عن الوصف المؤكد المقرر(20)مصوغ مسوق في الزمن الماضي لذلك )غير محدثة(. فاإلخبار بما كان، ال بما هو كائن، أو يكون، وفي ذلك

استرجاع لبعض الوقائع ذات الجذور التاريخية الماثلة في أذهان قبائل العرب ومنها تميم، ولعل في شعر حسان ما يعزز هذا الفخر، حيث يقول

:(21)في مدحه آلل غسان، إذ كان يرى في اليمنية مادة فخره ومجاله

5

Page 7: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

حاربنا من يعلم ولقدبنا حل إن للموت صبر

والغنى فينا العز وأقامبه يفخر فمن أصلي منهم

ونضر قدما ننفع أننافخر غطاريف البأس صادقو

الكبر الناس على منه فلناالمفتخر بفخر الناس يعرف

لحسان منجاة الماضي، الزمن بصيغة والتعبير اإلسناد هذا في ولعل الضار النافع هو الله بأن يقينه أو اإلسالمي، بمعتقده مساس أي من ثابت بنالله من لكم يملك فمن قل كان بل نفعا، بكم أراد أو ضرا بكم أراد إن شيئا

.(22)خبيرا تعملون بما الله

)الشجاعة الصفة هذه في بالماضي اإلحساس ينازع وال أو كانت حربا جسد الذي ومستقبلها، المسلمة الجماعة بحاضر وكرما( االنفعال سماحةالتعبير: في بداللتين

األخالق تقويم في اإلسالمي المعيارأولهما: ومعنى. لفظايوهون. يرقع- ال ال في الحاضر الزمن استمرارية صيغةوثانيهما:

والسجايا، األخالق تقويم في اإلسالمي بالمعيار حسان استعان فقدها فاعلم الخالئق قوله: "إن في منها والمحدث قديمها البدع" وبالقاعدة شر

بدعة، محدثة وكل محدثاتها، األمور شر : "إن الرسول حديث في الشرعية والفطرة الغريزة " فجعل(23)النار في ضاللة وكل ضاللة بدعة وكل مسوغا

الحادث محدثة( والمبتدع غير )سجية والطبائع السجايا قبول في للخير األخالق. رفض في للشر سبيال

مطلق غير مقيد، يؤكده قوله: "من أحدثحقا أن حديث الرسول "وأن الطبائع واألخالق إذا اصطدمت(24)في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

بما قرره الشارع الحكيم الرحيم تعد بدعا وضالال في سلوك المسلم، ولكن ال مناص من القول: إن حسان بالغ في تأصيله لهذه الصفة، وتناوله لهذه الفكرة، ألن الموروث من الطبائع والقيم خاصة في مجال الشجاعة

والسماحة كان متعلقه الحمية والتظاهر، وألن حسان حاول احتواء الماضي بخلق الحاضر وفكره واالمتالء به، ولذلك جاء التعبير عن االمتداد التاريخي في اطراد األصالة بالتبادل والتناوب بين الماضي والحاضر في

الزمن والفعل )ال يرقعون ما أوهت –وال يوهون ما رقعوا( والتصدير الفنيقوله:ويوهون( في )ال يرقع ورقعوا ما أوهت –

رقعوا ما يوهون وال الدفاع عندأكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

ويتنامى اإلحساس بالجماعة المسلمة في حاضرها، ويتعاظم االنفعال بها، لتميزها بالفضل والتفرد بين الناس ال في الماضي فحسب، بل يتجاوز الحاضر المشاهد

المغيب:المحسوس إلى المستقبل الناس سابقوا إن سبقهم فاز يومابعدهم سباقون الناس في كان إن

متعوا بالندى مجد أهل وازنوا أوتبع سبقهم ألدنى سبق فكل

6

Page 8: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

(25)المعنى في تصعيد الجانب هذا في المتنامي اإلحساس ويضارع

الجرس. مطرب متدرج اإليقاع في ونماء

أن إذ اتجاهاتها، تنوعت فقد فئاتها اختلفت وإن الجارية فالمسابقة حين كل في عليه مقدور هين فوز الناس( فيها )سابقوا العامة مسابقة الجماعة أداء تميز فيها المجد( بالندى )أهل الخاصة ومسابقة )يوما(،

المؤكدة التبعية )السباقون( ففيها الخاصة خاصة مسابقة أما وإمتاعه،بها. الفئة هذه باقتداء المسلمة الجماعة لفضل

مادة تكرير في الصوت متماثل إيقاعي سياق المعاني هذه وحمل بذكر وتلذذ إطراب فيه مختلفة، سبقهم( بأبنية سبق، )سباقون، سبق

.(26)وعجزه البيت صدر بين وانتظام شمول وفيه المكرر،

الخلقي الصدق كان وإذا إذ بتميزهم، المجد ألهل اإلقرار في جليا الطائي، حاتم أمثال مطاول يطاولها ال األجواد من نماذج الجاهلية عرفت

الصدق هذا فإن النبهاني، الخيل وزيد حارثة، بن وأوس جدعان، بن الله وعبد من الرغم ...تبع( على )بعدهم في المستقبلي التطلع هذا عن يغيب ال

في الحماسة ألن المعنى؛ شرف وفي فيه، تنازع قد التي الظاهرة المبالغة ورضاه لها حكمه في الجماعة وجل- لهذه عز– الله تزكية مصدرها ذلك

بإحسان اتبعوهم والذين واألنصار المهاجرين من األولون والسابقونعنها: فيه خالدين األنهار، تحتها تجري جنات لهم وأعد عنه، ورضوا عنهم الله رضي.(27)العظيم الفوز ذلك أبدا،

وتبعية اإلسالم، في منزلتهم وعلو واألنصار المهاجرين فضل وفي بقوله مراتبهم أدنى عن الالحقين منزلة وتأخر بهم، واقتدائهم لهم الناس

من ثلة النعيم، جنات في المقربون، أولئك السابقون، والسابقونتعالى: قول في كذلك مطلقة لهم والخيرية(28)اآلخرين من وقليل األولين،.(29)يلونهم" الذين ثم يلونهم الذين ثم قرني، أمتي "خير الرسول

إن تصعيد المعنى بما فيه من طاقات شعورية ودالالت تعبيرية، يحمل تطلعا معرفيا، خاصة أن االنتقال من الماضي إلى المستقبل في شأن الجماعة المسلمة غيب الحاضر فيه، فكان تفصيل ذلك وتحليله من خالل مواقف سلوكية تنتظم فئتي الجماعة

المسلمة في الغنى والفقر تعامال مع نماذج بشرية منوعة، فيها المولى والجاهل والعدو، في قيم اجتماعية محددة من الكرم والحلم والشجاعة. وقد جاء ذلك في إطار

المسلمة: من اإلغراء المحبب، للدخول في اإلسالم، واالنتظام في الجماعة بفضلهم مولى عن يضنون والجهلهم حاولت وإن يجهلون ال

عفتهم الوحي في ذكرت(30)أعفةكرامته نالوا لهم صديق من كم

طبع مطمع في يصيبهم والمتسع ذاك عن أحالمهم فضل في

الطمع يرديهم وال يطبعون الجدعوا جاهد عليهم عدو ومن

والخسة الدنس مجانبة في رفيع، بخلق متوحدون والفقراء فاألغنياء طبع( مطمع في يصيبهم )ال الفضل فأهل والكسب، المعاملة في والطمع

7

Page 9: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

كالفقراء المال في مما الرغم على ،(31)الطمع( يرديهم وال يطبعون )ال تماماالحاجة. سد في للفقير ... وجاذبية الزيادة، في للغني إغراء من

ممثلة المسلمة الجماعة سلوك جرى الخلقي التوحد هذا حمى وفي الفئتين هاتين في األصدقاء، مع بممازجة متوحدا مع بمفارقة ومتباينا

االجتماعية بأنماطه المولى بكرمهم يستوعبون الفضل فأهل األعداء، والجار، والمعتق، والعبد، والنزيل، والشريك، والحليف، )الصديق، المختلفة

المتباينة النفسية بتقلباته الجاهل يحتوون وحلمهم وبأناتهم والقريب(، الذين الفقراء والغضب(. لكن والتسرع، والحمق، والطيش، )السفه، كرامة على الحفاظ في األغنياء شاركوا وإن وكسبهم عيشهم في أحصروا

األعداء. على شداد غالظ فإنهم(32)األصدقاء

إن العداوة متباينة في شدتها ونسبتها، مختلفة في أسلوب عالجها، وهو عدو- يقابله جدع للعدو الجاهد. وال تبتعد المفارقة عنفاتساع الصدر للجاهل –

الممازجة في تعميق االحساس بالجماعة وترسيخ الفخر بها واالعتزاز بفضائلها وقدراتها، خاصة أن في هذا الفخر نزوعا قاصدا بالمفارقة وإجهاض الفضائل التي

شاعرها:جاءت دالة على منزلة تميم ومكانتها في قول كلهم األحياء من قسرنا وكم

مطعمنا القحط عند نطعم ونحنسراتهم تأتينا الناس ترى ثم

أرومتنا في عبطا الكوم فننحر

يتبع العز وفضل النهاب عندالقزع يؤنس لم إذا الشواء من أرض كل من تصطنع ثم هويا

شبعوا أنزلوا ما إذا للنازلين

الدنس عن بترفع منقوضة تميم، في الغنائم من النهب فقسرية من والسادة السراة بسعي والمفاخرة المطامع، عن وعفاف والخسة نظر دونما سعي غير من المولى على الغني حدب يغايره للفضل، القبائل

السمان، النوق ونحر الشواء إطعام من الحسي والكرم ومنزلته، مكانته إلى فيه خلقي بكرم مفضول القحط من الحاجة اشتداد وقت النازلين وإشباع.(33)واألناة الحلم من الهمة وعلو والعفة الفضل

والحلم واألناة خلق إنساني شريف عرفه الجاهليون، وتحلى به بعض حكمائهم، لكننا ال نجد فيه المنهج الثابت المطرد، الذي جاء اإلسالم

"ال تغضب"، ولذلك يصدمنا الشاعر الجاهليموصيا به في حديث رسول الله بقوله:

الجاهلينا جهل فوق فنجهلعلينا أحد يجهلن ال أال

قوله:ويصدمنا أيضا الشاعر المسلم المنبت من التصور اإلسالمي في وتخالنارزانة الجبال تزن أحالمنا نجهل ما إذا جنا

والغاية، األداء متماثل تعبيري نسق في والممازجة المفارقة وتأتلف ال يطبعون، ال يجهلون، ال يصيبهم، ال يضنون، )ال المنفي المضارع فالفعل

تحقق على يدلل فإنه الزمن، واستمرارية البناء خبرية من فيه يرديهم( بماالمجرب. والواقع المشاهد، بالحضور وإثباته الخبر

8

Page 10: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

وصدقها:ولإلشارة بالوحي داللة خبرية أخرى موحية بتأكيد الحقيقة الطمع يرديهم وال يطبعون العفتهم الوحي في ذكرت أعفة

للفقراء الفئة هذه وجل- على عز– الله لثناء الوحي( إشارة )في إذ يستطيعون ال الله سبيل في أحصروا الذين يحسبهم األرض في ضربا

الناس يسألون ال بسيماهم تعرفهم التعفف من أغنياء الجاهل .(34)إلحافا وخبر السماء عن أهل العفة مجهول ال يعرفه بنو تميم تعبيرا قرآنيا

يتلى، لكنهم يدركونه واقعا وفعال مطابقا للخبر، فهو مشهود متحقق ، ويأتي(35) للجهادبمشاركة أهل العفة في كل سرية بعثها رسول الله

الدليل المؤكد لذلك في السياق بأسلوبين: التكثير في "كم من صديق ... ومن عدو" واالستمرارية في صيغة "جاهد" المبنية على الفاعلية، التي تحمل إيحاء داال على

والمسلمين."قريش"، التي عرفت بعداوتها اللدودة لإلسالم جدعوا جاهد عليهم عدو ومنكرامته نالوا لهم صديق من كم

وإذا كانت المواقف السلوكية السابقة يرف فيها خلق إسالمي يحمل تجسيدا لطبيعة العالقة بين الجماعة المسلمة واألدنى منزلة، والند

صريحة الداللة على االلتزام بأمر األعلىمرتبة، فإن طاعتها لرسول الله وبرا.واإلخالص له ما دام حقا وهدى

طاعتهم والبر الهدى نبي أعطوا السير أجدوا سيروا قال إن

جهدهملهم استقاد حتى سيرهم زال ما

نزعوا وما عنه نصرهم ونى فماربعوا ساعة علينا عوجوا قال أو

البيع له كانت ومن الصليب أهل

)أعطوا( ألن ورضى رغبة عن بالطاعة للنبوة االستجابة كانت ولذلك وصالت، وخير، وإحسان، صدق، من(36)البر ولوازم والرشاد الهداية فيها

الجنة. إلى موصلة وعبادات وتراحم، والحركة الديمومة من ويخصصها يميزها ما الطاعة لهذه وغدا

تفتر ولم النبي، نصرة في المسلمة الجماعة تفانت فقد األثر، في والفاعلية ذلك في همتها الغاية بلوغ على بالحرص نفسها أخذت إذ سلما، أو حربا

الكتاب أهل انقياد في صدى ترك مما إليها، يصدر الذي األمر في القصوىاإلسالم. إلى واليهود النصارى من

للطاعة المجسد الخلقي الموقف هذا ويحمل عن حاد وعظا حركة تصوير إلى وإشباعها، الحوادث وتفصيل السرد بتجاوزه المباشرة

دالة لغوية بأوعية سريعة لقطات خالل من الطاعة، ببذل المتالزمة الدعوةدالالتها. وإيحاء واأللفاظ معموله، واقتضائه والعامل الفعل، ورد الفعل من

النصرة على العزم مباشرة أعقبه بل عليه، ترتب بالطاعة فالتسليم كان نزعوا( ثم وما عنه نصرهم ونى ... فما )أعطوا تفكير أو ريث غير من

بالجهاد التكليف بجوابه، يأتي بالطلب فإذا والعزم، والبذل للتسليم اختبارا ... عوجوا قال ... أو السير أجدوا سيروا قال )إن لألمر تابعة واالستجابة

ربعوا(.

9

Page 11: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

اإلسالم سيادة كانت ولذلك العامل يمثله الذي الجهد الستمرارية نتاجا في أن لهم( على استقاد حتى سيرهم زال )مستمرا( )ما ومعموله زال )ما

بساعة المقيد والوقوف بااللمام زمنه في )الجهاد( المطلق السير مقابلة قصر إلى القتال معاناة وعظم الوقوف، إلى الحركة بنسبة إنباء وقته، في

أما بالراحة، التمتع الحركة هذه قيام إلى فصيحة )استقاد( فإشارة في القود على والنصارى( ال )اليهود الحجة يملك لمن االقناع أساس على دعوتها في

.(37)والسوق والقهر اإلرغام الصدق وانتشاره، دعوته حركة وخبر وأهله، اإلسالم حكاية هي تلك

اإلسالمي، األدب عليه يقوم أساس وهو الفني، بالصدق فيها مؤتلف الخلقي الحق فليس نقال قلب وعدم عنه، اإلخبار في صدق لكنه للواقع، حرفيا

.(38)واإلحساس الحسن من بمقتضياته إخالل أو بنظامه، عبث أو لناموسه

واالنفعال بهذا الحق جاء قويا عنيفا سادت فيه المباشرة والصراحة في األمروالترهيب.والنهي )خذ، ال يكن، اترك( قصدا إلى النصح والتوجيه، والترغيب

أتى ما منهم خذ غضبوا إذا عفواعداوتهم فاترك حربهم في فإن

منعوا الذي األمر همك يكن وال لع الصاب عليه يخاض شرا والس

تميم بني وعظ في مباشرة صدامية قوة والنهي األمر دوي كان وكما من األمر جاء العجيبة- التي التركيبية الصورة فإن وتحذيرهم، وتنبيههم

الوعظ نبرة من وترفع االنفعال، عنفوان عن تزيد الثاني، البيت في خاللها الواقع الشر عظم في المبالغة على قائم بناءها أن إذ مباشرة، غير من فيه

سيجني ألنه وشدته، المسلمة الجماعة يحارب من على يتجرعه شرا الوقع إحداث في مقصود البناء هذا . لكن(39)والسلع الصاب بمرارة ممزوجا محاربة )أثر الخفي المعقول بإظهار السامع، حس في بالرهبة المميز

بمرارته )الشر الجلي المحسوس فيها( بصورة المشقة وعظم المسلمين خفي من تخرجها أن على موقوف النفوس أنس والسلع( "ألن الصاب من إلى إياه تعلمها الشيء في تردها وأن مكنى، بعد بصريح وتأتيها جلي، إلى

عن تنقلها أن نحو أحكم، المعرفة في به وثقتها أعلم، بشأنه هي آخر شيء ألن والطبع، باالضطرار يعلم ما إلى بالفكر يعلم وعما اإلحساس، إلى العقل وعلى الطبع، جهة من فيها المركوز أو الحواس طرق من المستفاد العلم

واالستحكام القوة في والفكر النظر جهة من المستفاد يفضل الضرورة حد.(40)التمام" غاية فيه الثقة وبلوغ

والوعظ المباشر باألمر والنهي أو غير المباشر بالصورة السابقة يحمل في هذا المجال وظيفة فنية في ربط المعاني وإحكام البناء الفني، إذ جاء األمر والنهي انفعاال بما تقدم من إخبار بالتالحم في حركة الدعوة، وجاءت الصورة التمثيلية مهادا للوعظ

التالية:بالصورة العسكرية المتكاملة مخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو

عدوهم من أصابوا هم إن فخر المكتنع والموت الوغى في كأنهم

لهم ندب ال لقوم نصبنا إذا

خشعوا أظفارها من الزعانف إذاجزع وال خور فال أصيبوا وإنفدع أرساغها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كما

10

Page 12: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

،(41)المسلمة للجماعة المتعددة القتالية لألبعاد الصورة هذه تعرض إذ وما وجلبتها، الحرب صخب وفي االختيارية، والحرب االضطرارية، الحرب

هدأتها. بعد

في األبعاد هذه يحتوي الذي المطرد، المنهج هو والتوحد والثبات عليهم الحرب فرضت إذا والظهور، السمو في صورتهم بين فرق فال تعددها، نصبنا )إذا أعدائهم على فرضوها إذا مخالبها( أو نالتنا الحرب إذا )نسمو

ما أو الحرب ساحة في وتماسكهم شدتهم في تباين وال لهم(، ندب ال لقومالنصر. بهم يطيش وال الهزيمة، تزعزعهم ال إذ بعدها،

1

البحث: هوامشص البرقوقي، الرحمن عبد وصححه الديوان وضبط وضعه ثابت، بن حسان ديوان -?

301-305. فهر بأخوة يريد ولعله قريش، أصل السادة. وفهر هنا والمراد الذوائب: األعالي،

واألتباع. األنصار وهي شيعة، المهاجرين. األشياع: جمع فهر من وبالذوائب األنصار، الطبيعة. وهي خليقة، اإلنسان. والخالئق: جمع عليه جبل وما السجية: الغريزة،

يدنسهم. ما يفعلون يطبعون: ال عفيف. ال أعفة: جمع الشجر من والسلع: ضربان لهم. الصاب انقادوا مقادتهم، لهم: أعطوهم استقاد

قريب. مكتنع: دان فيهم. الموت خير ال ومن الناس: سفلتهم، من مران. الزعانف ما المفاصل. الذرع: كل في وميل األسود. فدع: عوج إليه تنسب بيشة: موضع

واللهو. الطرب الشمع وأصل غيره. شمعوا: هزلوا، أو بعير من به استتر4/221 النبوية، هشام: السيرة ابن -2224-222نفسه: المصدر -3. 232-4/231نفسه: المصدر -4

حرير: منفرد عظيمة. حي الزمان. العظائم: جمع على يتكرر والذي العود: القديم، الصوارم: بالشأم. المرهفات الجوالن: موضع لعزته. جابية بغيره يختلط ال

جد هاشم، بن المطلب عبد أم أن بذلك الخير: يريد نبي القاطعة. ولدنا السيوف النجار. الوبال: الهالك. هبلتم: فقدتم. بني من كانت وسلم، عليه الله صلى النبي

أجرا. ذلك على تأخذ وهي غيرها، ولد ترضع الظئر: التي. 4/225نفسه: المصدر -5

بع يقسم وفينا الملوك األول: "منا البيت ويروى السادة وفينا الملوك " فينا " و الرفع". البيع: مواضع بع: ربع والعبادات، الصلوات الر الجاهلية في وكانوا الغنيمة، والر

بعضهم غزا إذا الغنيمة ربع الرئيس أخذ بعضا الربع وذلك أصحابه، دون خالصا

11

Page 13: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

لشدتهم المقررة المسلمين، لقوة المجسمة الصورة هذه ومفردات واألسد واألظفار فالمخالب العرب، عند الحرب شعر في معروفة تقليدية

في به االستعانة وكثرت ذكره، شاع مما االختتال وعدم والظهور والوحشية، تناول على الصورة هذه تعرج أن المنتظر وكان وتجسيدها، القوة عن اإلبانة

هذا في وأهله تميزه على الدالة سماته بعض أو اإلسالم في الحرب فقه الدعوة لحركة متوثب سرد من تقدم ما ذلك في أجزأ وربما المجال،

يجعلها بما للقوة الحادة الخطوط إبراز كان ثم الترغيب، بغرض ودافعيتها مشهودة محسة التحذير. إلى قصدا

هنا القزع: القزع يؤنس والنهب: الغنيمة. لم نهب، المرباع. النهاب: جمع يسمى القحط. هويا: سراعا. الكوم: جمع على داللة وذلك المطر، ير لم إذا أي الغيم، علة، غير من ننحرها أي عبطا السنام. وقوله أكوم: عظيم وبعير وكوماء، أكوم

لنا. سلموا أي مقادتهم، األرومة: األصل. استقادوا: أعطوا4/226نفسه: المصدر -6. 4/230نفسه: المصدر -7

دارم: سنة، كل مرة الناس فيه يجتمع الذي المكان وهو موسم، المواسم: جمع ليطلع بها، يعرفون بعالمة، أنفسهم يعلمون تميم. المعلمين: الذين قبيلة من بطن

بأنفسهم. األصيد: المتكبر، وأعجبوا الحرب. انتخوا: تكبروا، في بالئهم على الناس عنقه يلوي الذي حظ وهو الغنيمة، وشماال. المتفاقم: المتعاظم. المرباع: ربع يمينا

األرض. من ارتفع رؤساء. نجد: ما أنهم عن بذلك ويكني الرئيس،4/231نفسه: المصدر -8 العينية القصيدة السهيلي نسب األنف الروض وفي150-4/146 األغاني - أنظر9

7/433انظر: المنقري عاصم بن لقيس1/117 الشعراء فحول سالم: طبقات بن محمد الجحمي، -10 الرسول والمقصود كنانة، بن النضير بن غالب بن فهر وهو لقريش، األعلى الجد هو -11

معه هاجر ومن يعطوا أن غنموا إذا الجاهلية في عادتهم من كان الربع" إذ تقسم "وفينا يروى -12

الغنيمة الرئيس: ربع قبيلته، خارج الرسول يتخيل أن يستطع "لم حسان حنفي: أن سيد الدكتور يرى -13

أصبح وأنه إلى ينظر لن تميم بني وفد أن شعر وكأنه القبلي، للتأثير يخضع ال فردا المألوف" التقليد هو فهذا قبيلته في الرسول يمدح لم إذا االعتبار بعين شعره

(178ص الرسول شاعر )حسان61آية: العنكبوت سورة -1430آية: الروم سورة -1554-3/53 كثير ابن تفسير مختصر أنظر ومسلم، البخاري رواه -16. 106 ص األدب، عبير من سرحان: نسمات د.محمد -17.111آية: الشعراء سورة -18

على جاءت التي المقوالت من لها التالية واآلية اآلية هذه أن من الرغم على نوح، قوم لسان تمثل أنها إال في الزمخشري يقول ، النبي مع وحالها قريشا

، الله رسول أصحاب في تقول قريش كانت اآلية: "وهكذا هذه على التعليق إلى ترى أال وأماراتهم، سماتهم من صارت حتى كذلك األنبياء أتباع زال وما

الناس قال: ضعفاء فلما ، الله رسول أتباع عن سفيان أبا سأل حين هرقل (.3/250 كذلك. )الزمخشري: الكشاف، األنبياء أتباع زال قال: ما وأراذلهم،

بلفظه. سفيان أبي عن عباس ابن حديث من عليه متفق هرقل وحديث27آية: هود سورة -19 لما أو مضى لما مبهم زمان اسم وهي إلذا، جواب الفعلين أن إلى اإلشارة تجدر -20

د الوصف أن غير للماضي، تجئ وقد بكثرة، للمستقبل وتكون يأتي، "غير المقي

12

Page 14: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

وتمثيل تشبيه من المنوعة البيانية بوسائلها الصورة هذه فمقصود مدى في السامع ذهن بها ليشغل والترهيب، بالتحذير الوعظ– واستعارة

نفسه في الوهم أوقع أو القوة، غرته كلما الصورة هذه وليستحضر الخطر، العدوان. من خاطرا

من المهذب األداء الوعظ هذا في والترهيب التحذير يجانب ولم وإتقان، صحة إلى انقسم الوصف صدق "إذا أنه ذلك واإلحسان، الحسن ذلك غير وإلى وتقريب استيفاء وإلى وشرح، إجمال وإلى وإحسان وحسن

.(42)الوجوه" من عنه الله رضي حسان ذهن كان وما بعينها، قبلية نماذج من خاليا

خاصة الحرب، في والتباطؤ االختتال في أو والضعف الجبن في بها يعرضفيها. الماضي محدثة" سوغ

.1/259 حسان ديوان -21.11 آية الفتح سورة -22

باألعداء الضرر إيقاع على مبناها الحرب إذ حقيقته، على إليهم اإلسناد يكون وقدبوقوعه. وأذن الله قدر ما وفق

.1560 رقم العيدين، صالة باب النسائي، سنن -23.3242 رقم األقضية، كتاب مسلم، صحيح -24 البالغية الوجهة من النبوي والحديث2/203 التحبير تحرير المفهوم هذا في أنظر -25

245-252. الذوق صميم من تقدمها ما على الكالم إعجاز رد سالمة إبراهيم الدكتور عد -26

السامعين وتذكير المعنى زيادة في عدة مزايا له وذكر العرب، عندي الشعريص أرسطو بالغة )أنظر العرض وجمال السبك وحسن الموسيقى بحالوة وتنبيههم

(.93ص للباقالني القرآن وإعجاز127.100أية: التوبة، سورة -27 السابقون( )السابقون تفسير في سيرين ابن وقال ،14-10 آية الواقعة سورة -28

.3/428 كثير ابن تفسير مختصر أنظر القبلتين، إلى صلوا الذين 3377 رقم المناقب، - البخاري: كتاب29)فيهم(. )منهم( أو محذوف تقدير على السياق -30 كال من الثاني "الشطر ألن تكرارا، هذا في أن إلى سرحان محمد الدكتور ذهب -31

.108ص تقريبا"، واحد معنى حول يدور البيتين كرامته" نالوا لهم صديق من "كم معنى أن إلى الجراري عباس الدكتور ذهب -32

المعنى يكون وقد كرامته، وفروا أدب كرامتهم" )من نال صديق من "كم مقلوبا حسان: أن إلى سرحان محمد – الدكتور ( وذهب133ص اإلسالمية الدعوة يعكس أن والوجه أصدقائهم من الكرامة ينالون جعلهم إذ المراد المعنى "يقلب

اللهم كرامتهم، ينال يصادقهم من وأن الكرامة، مصدر هم فيجعلهم يكون أن إال عبير من اللفظ" )نسمات عليه يعين ال بعيد وهو الكرامة، أكسبوه أنهم المراد(108-107 األدب

ينتجهما توأمان واألناة: "هما الحلم عن عنه الله رضي طالب أبي بن علي قال -33.68ص للباقالني القرآن وإعجاز ،21ص المعتز، البن البديع الهمة" أنظر علو

.273 آية البقرة سورة -34الكريم( الكتاب مزايا على السليم العقل )ارشاد السعود أبي العالمة تفسير أنظر -35

.307ص األول، المجلد)بر(. مادة المحيط القاموس أنظر -36

خلف. من وذاك أمام، من فهو السوق القود: نقيض -37.71 ،65 ،62ص اإلسالمي، الفن قطب: منهج محمد -38

13

Page 15: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

آثر أنه غير المجال، هذا في مستوفاة القبائل مع المسلمين تجربة أن "الزعانف" بما خالل من العامة اإلشارة إلى وعمد التصريح دون التلميح

وإطالقه الناس(، من السفلة أو العدد، القليلة )القبيلة على داللة من فيهاالمقصود. تحديد غير "قوم" من النكرة

وفي األداء إتقان ومبلغ من اإلبداع في االستعارة والتمثيل، أما االستعارة البديعة في السمو إذا الحرب، ونالتنا مخالبها، والزعانف خشعوا، وأظفارها فقد قام

البيت:عليها بناء خشعوا أظفارها من الزعانف إذامخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو

قوله:وأما تمثيل الحركة والهيئة ففي مكتنع والموت الوغى في كأنهم

لهم ندب ال لقوم نصبنا إذافدع أرساغها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كما

في باختصار هي برزت أو المعاني، أعقاب في جاء "إذا والتمثيل منقبة، وأكسبها أبهة، كساها صورته، إلى األصلية صوره عن ونقلت معرضه

لها، النفوس تحريك في قواها وضاعف نارها، من وشب أقدارها، من ورفع وقسر وكلفا، صبابة األفئدة أقاصي من لها واستشار إليها، القلوب ودعا

وشغفا. محبة تعطيها أن على الطباع

كان فإن كان ... وإن وأفخم أبهى كان مدحا للصدر أشفى كان وعظا ويبصر الغياية، يجلي أن وأجدر والزجر، التنبيه في وأبلغ الفكر، إلى وأدعى

.(43)الغاية..."

الصورة تقريب في الوعظ عليه قام فني لون أظهر والمقابلة فسمو الترهيب، ترسيخ على فيها المفارقة عملت إذ وتمكينها، العسكرية خشوع يقابله بحدتها، داهمتهم إذا بشجاعة الحرب في وظهورهم المسلمين

السمو بين شاسع والبون أظافرها، ... نالتهم ضعفاء( إذا أو )أقوياء الزعانف ظاهرين أعدائهم إلى وعنفا. وزحفهم حركة واألظافر، والمخالب والخشوع،

يدب أو حربه في يستتر لمن مباين بأنفسهم ثقة معلنين سيره، في متباطئا النصر يغريهم ال فكما اإلسالمي التصور في التوازن خاصية يجاوزون ال وهم

قلوبهم. بالخوف تمأل أو عضدهم، في تفت ال الهزيمة فإن بالفرح

ولم تخل الصورة من عنصر المفارقة في عطف هذه القوة بأبعادها ، واإلعالن عن اإلحساس المعجب بهذه الجماعةالمختلفة إلى رسول الله

إليها.المسلمة والفخر باالنتماء أكرم والشيع األهواء تفرقت إذاقائدهم الله رسول بقوم

وشجر الصبر عصارة إنه وقيل االحراق، شديد وعصيره المرارة، شديد الصاب: شجر -39كذلك. مر السلع

.94ص البالغة، القاهر: أسرار عبد الجرجاني -40 منحوه الذي والتأييد باألنصار خاصة األبيات هذه أن حنفي سيد الدكتور فهم -41

يعززه. أو الفهم هذا يرشح ما األبيات في ( وليس180ص )أنظر للرسول.244ص القرآن الباقالني: إعجاز -42

رأسك. فوق من أظلك ما . والغياية: كل87-84 البالغة القاهر: أسرار عبد الجرجاني -43

14

Page 16: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

يؤازره قلب مدحي لهم أهدىكلهم األحياء أفضل فإنهم

صنع حائك لسان يحب فيما أو القول جد بالناس جد إن

شمعوا

تفرقت إذا المذكور، المفسر وجوابه بالشرط ضمنية فالمفارقة الله برسول المسلمة الجماعة تعاضدت متباينة، وأحزابا شيعا الجماعات

المسلمة الجماعة ففضل وهزال، مزحا لعبوا أو قوال الناس جد مجتمعة. وإن عليه. متفق األحياء سائر على أيضا

بقوم( والتفضيل )أكرم التعجب أسلوبي على القائم المدح أن على ويجسد المقابلة، فن من ويقوي المفارقة هذه يعزز ما األحياء(، )أفضل

االنفعال.

15

Page 17: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

الباحثين آراء يمكن القصيدة في والنفسية الفكرية الرؤية تحليل من سبق مما

التالية:- المالحظات تسجيل الجماعة حول القصيدة في والنفسي الفكري األساس تركزأوال:

متباين، غير إسالمي خط في وتوحده المسلمة ماضيا، تأصيال حاضرا، وواقعا وتفصيال. إيجازا

الزم هو الذي السلوكي، بالجانب الدعوة في الحديث اختصثانيا: في االختصاس وهذا اإلسالمية، الشخصية في وقرينه الفكر

الدليل إلى الحاجة من القصيدة أعفى المحسوس المادي التوجه كان ما أن إذ الفكري، والجدل العقلي الحجاج أو المنطقي حسا التصديق. في أوقع مشهودا

عنها بالتعبير اإلسالمية األفكار تطويع ثالثا: باإليحاء مباشر غير تعبيرا أو الكريمة القرآنية باآليات مباشرة استعانة غير من والداللة، الشريفة النبوية األحاديث .(44)النص إسالمية لدرجة رفعا

االنفعال. المتوهج السلوكي بالموقف الوعظرابعا:

القصيدة هذه أن إلى يذهب الذي الرأي نقول: إن أن يمكن ثم ومن عليها متعارفين العرب كان التي القيم الجاهلية. ونفس المعاني نفس "تضم

مما مختلفة وأشكال صور في المعاني هذه حسان صاغ وقد المديح، في اإلسالمية األفكار أما معها، وتفاعله بها وتمرسه نفسه من تمكنها على يدل

الشاعر يذكرها ولم فقليلة، في ليس خاطف عرض أو سرد شكل على إال ظاهر إلى يلتفت إنما ألنه نظر كثير فيه رأي(45)األلباب" يأخذ ما صورها

مقتضاها، دون المعاني عمق في عنها البحث نفسه يعن لم أنه عن فضالاالشارة. والزم الداللة

وكذلك فإن الرأي الذي يقول: "وهو في هذه القصائد )الميمية والعينية( جاهلي النزعة واألسلوب، شديد اإلحساس بمجد قومه، كثير

التغني بسيادة أوائله، يغلب زهوه بما صنعوا للرسول على زهوه بالرسول، وكأنه ال يذكر حاضرهم في اإلسالم إال ليضم إلى تليد مجدهم مجدا طارفا، وكأن إيواءهم الرسول ونصرهم إياه قد أحيا شعوره بمآثر إسالمية، وأمده

في فخره بمدد غزير، ونفخ فيه روحا قويا، أضفى على شعره ثوبا من ينطبق عليه الحكم السابق إذ أن صاحب هذا(46)الفخامة والجزالة والحسن"

الرأي استند إلى المعاني صريحة الداللة للقصيدة الميمية، التي فخر فيها حسانقائال:باألنصار،

لآليات الظاهري التتبع حول األدب في اإلسالم أثر عن الباحثين أكثر منهج جرى -44 األدبي����ة. لكن النص����وص في الش����ريفة النبوية األح����اديث أو الكريمة القرآنية

النص ظ��اهر في يل��وح ما يتعدى أدبي تعبير في فكري تصور األدب في اإلسالمية من يص��ور وما وإحس��اس فكر من داخله في يج��ول ما إلى واألحاديث اآليات من

خالل من الحي��اة أو الك��ون أو النفس في القيم ص��دى يعكس إذ إنس��انية مواقفذلك. لكل اإلسالمي التصورالمنارة- دار ط ،12ص عليان، د.مصطفى اإلسالمي األدب دراسة في مقدمة )أنظر

م(.1985 جدة.135 ص اإلسالمية، الدعوة أدب الجراري: من د.عباس -45

.352-351 ص بمصر المعارف دار ط ثابت، بن حسان درويش، طاهر د.محمد -46

16

Page 18: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

محمدا النبي وآوينا نصرنابي�وت�ن�ا وس�ط ح�ل لم�ا نصرن�اه

من راض أنف على معد وراغم ب�اغ ك�ل م�ن بأسيافن�ا وظ�ال��م

للقصيدة وظالم جائر حكم إصدار إلى خلص الرأي هذا صاحب ألن ثم. (47)عنها والحديث المسلمة الجماعة في التوحد تميز يدرك لم إذ العينية،

من القصيدة هذه في حسان "شعر أن إلى ذهب الذي القول أما سطحية ومعانيه ويضعف، ويقوى ويهبط، يعلو فيها وهو الوسط، الشعر فهو ،(48)شعره" خير من تعد ولكنها والتكرار، اإلعادة من كثير وفيها ضحلة

القصيدة عند وقوف عن صدر أعلم- الذي فيما– الوحيد الرأي كان وإن محلال جزئياتها، من لكثير ناقدا وتفسيرها المعاني نثر يجاوز ال تحليل أنه إال

لذلك ربط غير من والضعف، التكرار مواضع إلى واإلشارة ودالليا، معجميا ورموزه اللغوي التعبير في أصداؤها تتمثل الداخلية، ورؤيتها القصيدة بحركةلها. المستوعبة عليها الدالة

الموضوع: وحدة والتئام النظم، تناسق في فاعل أثر والنفسية الفكرية للرؤية وكان

البناء وحدة في مظاهرها تبدو التي الموضوعية، القصيدة وحدة في أجزائهالسياق. ووحدة

فالقصيدة متوحدة في طرفيها مطلعا ومقطعا، بداية ونهاية، متوحدة فيودينيا.غرضها، إذ افتتحت بقضية تميز الجماعة المسلمة قبليا

وإخوتهم فهر من الذوائب إنسريرته كانت من كل بها يرضى

تتبع للناس سنة بينوا قدشرعوا الذي وباألمر االله تقوى

وتكامال.وختمت بالقضية نفسها، فعادت لنقطة انطالقها تركيزا وترسيخا قائدهم الله رسول بقوم أكرمكلهم األحياء أفضل فإنهم

والشيع األهواء تفرقت إذا او القول جد بالناس جد إن

شمعوا

بالجماعة ارتكازها، قاعدة أو الرؤية بمحصلة التوحد هذا ويتالحم المتعددة ومواقفها الثابت سلوكها في المسلمة البناء فتكامل وحربا، سلما

إيجازا وتفصيال الرؤية لمقتضيات تبعا نفسيا االبانة فإن ذلك ... وعلى وفكريا في اإلسالمي المعيار محققة القصيدة في جاءت الخطاب في المقاصد عن

األلفاظ حفظ وليس وترتيبها المعاني "ضبط وهو الشعر نظرية.(49)وتصنيعها"

مديح جملتها في "وهي النص د.احسان قال المدح لمقصود المغاير وبالفهم -47 القرشيين وأصحابه الرسول نفس من يمحو أن "أراد لمآثرهم وتعداد لقريش

بالجالبيب". وتقليبهم بالمهاجرين تعريضه نفوسهم في خلفه الذي السيء األثر.173 ،137وشعره: ص حياته ثابت، بن حسان

.105ص األدب عبير من سرحان: نسمات د.محمد -48.226ص القرآن، الباقالني: إعجاز -49

17

Page 19: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

غير أن خلال أصاب حركة بعض المعاني تقديما وتأخيرا وحشوا وتكرارا من غيرذلك:مساس بالترتيب العام للمعاني في القصيدة ووحدة البناء الموضوعي فيها، من

عدوهم ضروا حاربوا إذا قوممحدثة غير فيهم تلك سجية

أكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

أشياعهم في النفع حاولوا أونفعوا

ها فاعلم الخالئق إن البدع شررقعوا ما يوهون وال الدفاع عند

ذلك أن مقتضى تكامل المعنى وتوحده أن يتقدم البيت الثالث على البيت الثاني، ألن السياق حديث عن القوة والتمكن في الحرب والدفاع، فإذا تم الوصف

بعموم الخبر )ايقاع الضرر( كان التفريد لهم بخصوص الوصف )السجية والطبعقوله:األصيل(. ومن ذلك أيضا

مخالبها نالتنا الحرب إذا نسموعدوهم من أصابوا هم إن فخر ال

مكتنع والموت الوغى في كأنهملهم ندب ال لقوم نصبنا إذا

خشعوا أظفارها من الزعانف إذاجزع وال خور فال أصيبوا وإنفدع أرساغها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كما

التالي:كان األحسن في تتالي الصورة ونمائها أن ترتب على النحو لهم ندب ال لقوم نصبنا إذا

مخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو مكتنع والموت الوغى في كأنهم

عدوهم من أصابوا هم إن فخر ال

الذرع الوحشية إلى يدب كماخشعوا أظفارها من الزعانف إذا

فدع أرساغها في ببيشة أسدجزع وال خور فال أصيبوا وإن

في الشراسة تكون ثم والسمو، الظهور باثبات مردف االختفاء فنفي

الهزيمة. أو النصر في التوازن ذلك ونتاج كل،قوله:وفي القصيدة بعض الحشو، من ذلك

شرعوا الذي وباألمر اإلله تقوىسريرته كانت من كل بها يرضى

كان ربما بل له، معنى ال شرعوا( حشو الذي )وباألمر قوله فإن مخال يكون أن على حمله يمكن كان وإن والمعنى، باألسلوب على معطوفا

وبما السماء من المنزلة بالشريعة يرضى المراد ويكون )بها(، في الضمير.(50)به وأمر الرسول شرعهوقوله:

أو القول جد بالناس جد إنكلهم األحياء أفضل فإنهمشمعوا

لتكملة به أتى وإنما بجديد، يأت ولم له، لزوم ال األخير الشطر فإن الجماعة صدق إلى مصروفة المقررة األفضلية ولعل ،(51)فحسب البيت

تقول فال مزحت أو شمعت وإن فهي والهزل، الجد في المسلمة حقا، إال ال والهازل الجاد أن عن اإلبانة المراد يكون وقد الجد، شأن ذلك في شأنها

يل وال منزلتهم، نقض يستطيع وأفضليتهم. وتميزهم تقدمهم من الن

قوله:أما التكرار الذي يبدو ظاهرا هو .100 ،108ص األدب عبير من سرحان: نسمات د.محمد -50

.109ص نفسه المرجع -51

18

Page 20: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

أشياعهم في النفع حاولوا أو عدوهم ضروا حاربوا إذا قومنفعوا

قوله:مع جدعوا جاهد عليهم عدو ومنكرامته نالوا لهم صديق من كم

المسلمة، الجماعة لقوة بالتأصيل األول البيت ربط مضى فقدوالحرب. السلم في وسلوكهم العفة أهل حياة على الثاني بالبيت والتدليل

قوله:وكذلك فإن تكرار الشطر الثاني في طبع مطمع في يصيبهم والبفضلهم مولى عن يضنون وال

وقوله:الطمع يرديهم وال يطبعون العفتهم الوحي في ذكرت أعفة

والفقراء، األغنياء المسلمة، الجماعة لفئتي الخلقي التوحد يستوعبهالمطامع. عن والترفع العفاف في

الطاغي الجماعة ضمير في ظاهر توحد القصيدة في السياق وينتظم األبيات في تردده منفصل، غير متصال باالسم متكلم، وال حاضر غير غائبا

يطبعون، فضلهم، أكفهم، أشياعهم، عدوهم، ضروا، مثل: حاربوا، والفعل، الفعل وحدة على يدل بما ...الخ، غضبوا عوجوا، أعطوا، يصيبهم، يضنون،

وأنصارا. مهاجرين تباينهم وعدم المسلمة، الجماعة عند والسلوك

في انبثاثه جاء إذ السياق، هذا في حضور اإلسالمية األلفاظ ولمعجم ذلك: سنة، من الشاعر، إليها ينتمي التي الثقافة يعكس شامال، القصيدة

رسول الصليب، أهل والبر، الهدى نبي الوحي، البدع، شرعوا، اإلله، تقوىالله.

تتخلص لم أنها غير السياق، في التوحد بهذا ارتباط التعبيرية ولألدواتيلي: فيما خاص بشكل والنبر اإليقاع من بوسائله الشاعر موقف من الشديد الوقع ذات الحلقية الحروف من العين : فحرفالقافية-

على عملت الروي حرف حركة أن من الرغم وعلى الصوتية، والجهارة بعض بنية فإن القافية، في الطارئ للمد العين صوت وقع تخفيفبع، من اإليقاع، في الشدة هذه أبرزت القافية في األلفاظ البدع، ذلك: تتصنع. الذرع، فدع، جدعوا، طبع، رقعوا،

الحروف أكثر وكان والراء، والدال الباء، العين، إظهار في دورانا حقا االختيار في مهمته فكانت القافية، هذه حسان على تميم شاعر فرض لقد

ومناقضته. مجاراته على القدرة في براعة ذات لكنها عسرة،

األلفاظ بعض اختيار في ملموس وذلك ،األلفاظ في الصوتي الدوي- أجدوا، جاهد، يطبعون، يرقع، مثل، الصدى شديدة اإليقاعية البنية ذات

ندب. مكتنع، خور، الزعانف، والسلع، الصاب يخاض، غضبوا، استقاد،

19

Page 21: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

ذلك ومالحظة قوة الخطاب في األمر فعل على االعتماد في أيضاأكرم. فاترك، خذ، مثل: فاعلم، تنبيهية صدامية

كاء عليه فيأسلوب الشرط المصدر )بإن( و)إذا(- الذي جاء االتكقوله:القصيدة أسلوبا في التقرير واالستدالل

نفع حاولوا أوعدوهم ضروا حاربوا إذا قوم أشياعهم في النفعوا

وقوله:�اس ف�ي ك�ان إن اقون الن سب

بعده�متب�ع سبقه�م ألدن�ى س�ب�ق ف�ك�ل

وقوله: نصبنا إذا الذرع الوحشية إلى يدب كمالهم ندب ال لقوم

على أن هذا االستدالل ال يجري على وتيرة واحدة من الرتابة والترتيب في الجمع بين الفرضية ونتيجتها الالزمة بنظام الشرط وجوابه، فأكثر دورانه في القصيدة

على تقديم النتيجة على أسلوب تحقيقها في الفعل نفيا أو إثباتا، قصدا إلى األهميةقوله:واالهتمام. فمن النفي

سع ذاك عن أحالمهم فضل فيجهلهم حاولت وإن يجهلون ال مت

وقوله:جزع وال خور فال أصيبوا وإن عدوهم من أصابوا هم إن فخر ال

قوله: االثبات ومنخشعوا أظفارها من الزعانف إذا مخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو

وقوله: أو القول جد بالناس جد إن

شمعواكلهم األحياء أفضل فإنهم

وقوله:(52)والشيع األهواء تفرقت إذا أكرم قائدهم الله رسول بقوم

عليها، واالستدالل القضايا تقرير في للرتابة المغاير التنويع وهذا تارة السامع شغل إلى بمهارة القاصد الشاعر بمنهج مقصوده في مرتبط

البحث على وحمله لها، المحقق األسلوب عليها يتقدم التي المرادة بالقضية من جانب كل وفي أوال، بالتقديم إليه تدفع حين أخرى تارة أسلوبها عن

واالقناع. التأثير ذات الموسيقى، متحدة الشكل متباينة اإليقاعية الوحدات وهذه

حققت وقد السامعين، وطبيعة متناسبة بنبرات األسلوب تشكيل في مهارة قوله: "والله في حابس بن األقرع صائبة بانطباعية آنذاك لخصها التي الغاية

ثم عقولهم، على أصحابها قريحة زادت التي األبيات من البيت هذا طباطبا ابن عد -52 جفاء" )عيار الكالم هذا في ألن الله؛ رسول شيعة يقول: هم أن يجب قال: "كان

(.95ص الشعر

20

Page 22: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

ى)الرسول الرجل هذا إن ولشاعره خطيبنا، من أخطب لخطيبه له، ( لمؤت به وكفى "،(53)أصواتنا من أعلى وأصواتهم شاعرنا، من أشعر مميزا. ناقدا

العالمين رب لله الحمد أن دعوانا وآخر

.305ثابت: بن حسان ديوان -53

21

Page 23: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

ومراجعه: البحث مصادرالكريم. القرآن- ظ�����افر: تحرير بن الواحد عبد العظيم عبد اإلص�����بع؛ أبي ابن-

األعلى المجلس الق��اهرة، شرف، محمد حنفي تحقيق التحبير،.1963 التراث، إحياء لجنة اإلسالمية، للشؤون

دار مطبعة الحس��ين: األغ��اني، بن علي الف��رج أبو األص��فهاني؛-.1950-1938 سنة أجزاؤه نشرت الكتب،

دار البخ��اري، إسماعيل: صحيح بن محمد الله عبد أبو البخاري؛-د.ت. العربي، التراث إحياء

الق��اهرة، الق��رآن، الطيب: إعج��از محمد بن بكر أبو الب��اقالني؛-.1997 المعارف، دار

ان: دي���وان ث���ابت؛ ابن- ان حس��� د.وليد تحقيق ث���ابت، بن حس���د.ت. صادر-بيروت، دار عرفات،

الدار الثقافة، دار اإلسالمية، الدعوة أدب عباس: من الجراري،-.1974 البيضاء،

البالغة، الرحمن: أسرار عبد بن القاهر عبد بكر أبو الجرجاني؛-.1978 المعرفة، دار بيروت، رضا، رشيد محمد تحقيق

قرأه الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد الجمحي؛-.1974 القاهرة، المدني، مطبعة شاكر، محمد محمود وشرحه

سلسلة الرسول، شاعر ثابت بن حنفي: حسان سيد حسنين؛- المؤسسة القومي، واإلرشاد الثقافة وزارة ،30 العرب أعالم

د. ت. والنشر، والطباعة والترجمة للتأليف العامة المصرية المعارف دار ثابت، بن طاهر: حسان محمد درويش؛-

د. ت. بمصر، دار الثانية، الطبعة األدب، عبير من محمد: نسمات سرحان؛-

د.ت. القاهرة، المحمدية، الطباعة الحنفي: العمادي مصطفى بن محمد بن محمد السعود؛ أبو-

القاهرة، الكريم، الكتاب مزايا على السليم العقل إرشاد

22

Page 24: شرح قصيدة الاشادة بخصال الصحابة لحسان ابن ثابت

.1928 المصرية، المطبعة القاهرة، واليونان، العرب بين أرسطو إبراهيم: بالغة سالمة؛-

.1952 المصرية، اإلنجلو مكتبة األنف، الله: الروض عبد بن الرحمن عبد القاسم أبو السهيلي؛-

األزهرية، الكليات مكتبة سعد، الرؤوف عبد طه بنشره عني.1972 القاهرة،

تحقيق الشعر، أحمد: عيار بن محمد الحسن أبو طباطبا؛ ابن-.1956 القاهرة، الحاجري، طه

البالغية، الوجهة من النبوي كمال: الحديث الدين؛ عز-.1984 إقرأ، دار بيروت،

األدب دراسة في مصطفى: مقدمة عليان؛-.1985 جدة، المنارة، دار اإلسالمي،

الشروق، دار بيروت، اإلسالمي، الفن محمد: منهج قطب؛-1980.

ابن تفسير إسماعيل: مختصر الفداء أبو الدين عماد كثير؛ ابن- دار بيروت، الصابوني، علي محمد وتحقيق اختصار كثير،

.1981 الكريم، القرآن بيروت، مسلم، الحجاج: صحيح بن مسلم الحسن أبو مسلم؛-

.1956 العربي، التراث إحياء دار النسائي، شعيب: سنن بن علي بن أحمد محمد أبو النسائي؛-

.1930 الكبرى، التجارية المكتبة القاهرة، أصولها، راجع ، النبي الله: سيرة عبد محمد أبو هشام؛ ابن-

المرحوم فهارسها ووضع حواشيها، وعلق غريبها، وضبط للطباعة الفكر دار الحميد، عبد الدين محيي محمد الشيخ

د.ت. والتوزيع،

23