المطبق الفقه وضيق اإلسالمية الشريعة سعة

الشيخ عبداللطيف الدكتورمساعد أستاذ

اإلسالمية والدراسات العربية اللغة بقسمالبحرين جامعة

تقديـم

وصحبه آله وعلى محمد سيدنا المرسلين أشرف على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمد . أجمعين وسلم

  إنسانا واعتبرها والجزاء، والمسؤولية للتكليف أهليتها وأكد المرأة كرم اإلسالم أن فيه الشك فمما

في متساويان فهما واحدة، شجرة من فرعان ألنهما إنسانية، حقوق من للرجل ما كل لها كريما، . العامة اإلنسانية الخصائص في متساويان النشأة، أصل

  ( : منهما وبث زوجها منها وخلق واحدة نفس من خلقكم الذي ربكم اتقوا الناس ياأيها تعالى قال/ " ) النساء رقيبا عليكم كان الله إن واألرحام به تسآلون الذي الله واتقوا ونساء، كثيرا ". 1رجاال

( :- - إنما وسلم عليه الله صلى الله رسول قال هذا وفي الرجل، شقيقة والمرأة للمرأة، أخ فالرجل " " ) والترمذي داوود أبو و أحمد رواه الرجال شقائق النساء

  هي اإلسالمية، الحياة في المسؤوليات أعظم تحمل في شريكين والمرأة الرجل القرآن جعل وقد

. المنكر عن والنهي بالمعروف األمر مسؤولية 

( : المنكر عن وينهون بالمعروف يأمرون بعض، أولياء بعضهم والمؤمنات والمؤمنون تعالى قال/ " ) التوبة ورسوله الله ويطيعون الزكاة ويؤتون الصالة ". 71ويقيمون

فوق يتحدث وهو الفاروق عمر المؤمنين أمير على ترد المسجد في إمرأة قامت المبدأ لهذا وتطبيقا

وأخطأ ) امرأة أصابت بصراحة ويقول رأيها إلى رأيه عن يرجع به فإذا الناس، من مأل على المنبر " إسناده( " وجود كثير ابن ذكره عمر

  تصلح ما والسعة المرونة من فيها أحكام بجملة خبير حكيم لدن من اإلسالمي التشريع جاء وقدجلب فيها مراعيا واألمكنة واألزمنة البيئات اختالف على أنثا أو كان ذكرا المكلف على للتطبيق

. عنهم المفاسد ودفع للخلق المصالح 

إلى الورقة هذه قسمت فقد األسرة بحقوق يتعلق فيما وخاصة مراميها ودقة الشريعة حكمة ولبيان : محاور ثالثة

  . الدراسة: هذه أهداف األول

. ومرونتها: اإلسالمية الشريعة سعة عوامل الثاني . الزواج: عقد بإنشاء خاصة األسرة ألحكام فقهية ممارسات الثالث

  : الدراسة هذه أهداف األول المحور

  : مايلي أهمها من متعددة أهداف الدراسة لهذه

الزماني أوال: والتغير البشري، التطور لمواجهة وقابليتها ومرونتها اإلسالمية الشريعة سعة اثبات

. ومكان – زمان كل في للتطبيق شك بغير صالحة يجعلها مما والمكاني، 

اإلسالمية – – األمة حركة على قيدا تكن لم الشريعة هذه أساس هي التي الدينية فالنصوصطريق في بها تدفع وحوافز ضوئها، على تسير ومصابيح بها، تهتدي منارات بل اإلسالمية، والحضارة

. والفساد الشر وبين بينها تحول وحواجز والصالح، الخير 

به ثانيا: بالحكم إال إيماننا يتم فال ديننا، من يتجزأ ال جزءا المسلمين نحن عندنا التشريع أن بيان: تعالى قال ومنهاجا وشرعة دينا به والرضا باإلسالم، التزامنا بعد ذلك في لنا والخيار إليه، واالحتكام

يعص) ومن أمرهم من الخيرة لهم يكون أن أمرا ورسوله الله قضى إذا مؤمنة وال لمؤمن كان وما/ " ) االحزاب مبينا ضلال ، ضل فقد ورسوله ". 36الله

  وغناه وأصالته اإلسالمي الفقه بقيمة السنهوري عبدالرزاق الدكتور العرب القانونين عالمة أشاد وقد

في ) األهرام جريدة نشرتها له محاضرة ففي مناسبة، من وأكثر كتاب من أكثر :1/1/1937في يقول( رقي) في يقل ال ما والنظريات المبادئ من اإلسالمية الشريعة ذخائر في تجدوا بأن لكم زعيم وإني .) العالمي الفقه في تقدما وأكثرها والنظريات المبادئ أحدث عن الصنعة، إحكام وفي الصياغة

  العصور، ثالثا: من عصر في المذاهب من مذهب فقه اليعني المنشود، اإلسالمي التشريع أن توضيح

منذ خصب، فقه رحابها في ونشأ والسنة، القرآن قررها التي األساسية واألحكام القواعد يعني إنما . المقارن والفقه واألثار السنن وكتب المختلفة، المذاهب كتب سجلته بعدهم، ومن الصحابة عهد

  وال رابعا: به، يستهان ال قوي أساس السابقين للفقهاء الفقهية االجتهادات من الهائلة الثروة أن بيان

الالحق يبني أن ودون الصفر، من جديد اجتهاد يبدأ أن يقبل وال قويم، معاصر اجتهاد ألي عنه يستغنىالشرع أدلة من يسندها ما بمقدار إال لنا ملزمة ليست الفقه هذا جزئيات ولكن السابق، على

. قواعد أو نصوصا المحكمة، 

أكان خامسا: سواء سليم، عصري اجتهاد أساس على يقوم الذي هو المنشود اإلسالمي التشريع إن : الناس من صنفين نحذر أن هنا والبد إنشائيا، أم انتقائيا اجتهادا

  . كانت ولو صورة أي في للتشكيل قابلة لينة عجينة ويجعله للعصر، اإلسالم يطوع أن يريد صنف

فوائد تحليل يحاولون كالذين االجماع، أو السنة أو القرآن اإلسالم لمصادر ومناقضة المعاصرة فكرة . تحركها على اإلسالمية العلمية والمؤتمرات المجامع كل اتفاق مع البنوك

  ولم لزمنهم، مناسبة قبلهم من عقول صنعتها حجرية، قوالب في اإلسالم على يجمد أن يريد وصنف

: نوعان وهؤالء لزماننا، مناسبة تعد 

. شعرة قيد عنها الخروج يرون ال لمذاهبهم متعصبون مقلدون مذهبيون 

. ومنطوق مفهوم له النص بأن يقرون ال كأنهم مذهبيون، ال حرفيون 

كان لمن مخالفا أو جديدا رأيا رأى عالم كل على اإلرهاب سيف يشهرون الذين هم وأولئك وهؤالءاإلسالمية . العلوم بحار في غواصين أعمارهم قضوا الذين العلماء، كبار من كان وإن قبله،

  مدع سادسا: لكل مصراعيه على الباب وفتح الفوضى، تعني ال لعصرنا االجتهاد إلى الدعوة إن

. األساسية االجتهاد شروط يحصل لم وإن متطاول، 

اتبع ) ولو أهواءهم يوافق حتى ذاته اإلسالم يطوروا أن يريدون التطور أو التجديد دعاة بعض إن/ " ) المؤمنون فيهن ومن واألرض السموات لفسدت أهوآءهم إلى" 71الحق األهواء هذه ترجع وقد

موائد كونتها معرفة مع األحيان، بعض في به مطبق جهل أو باإلسالم مشوشة أو ضحلة معرفة . الغربية الثقافة

  وتوجيهاته، اإلسالم أحكام في والخلود الثبوت صفة له الذي الجانب بين يفرقون ال فهم ولهذا

. والحال والمكان الزمان بغير يتغير الذي المتطور المرن والجانب

تأتي سابعا: ال الضرورة وهذه البحرين، بدولة خاص األسرة ألحكام قانون تقنين ضرورة على التنبيه : التالية األمور في تكمن التي والعميقة الثاقبة والنظرة الحال مقتضى يقتضيها وإنما فراغ من

  (1 ) عموما الشرعية لألحكام التقنين أن الدولة في والقضاء واإلفتاء للعلم المتصدرون يدرك أن

خروج دون المتعددة لآلراء والتمحيص والترجيح االختيار على قائم أنه طالما مستحدثة بدعة ليستلألحكام وترتيب وتنظيم تبويب من أكثر يعد ال فهو العامة، وقواعدها اإلسالمية الشريعة مصادر عن

. المجتهدة أو المستنبطة، أو المنصوصة الشرعية  قضايا( 2) في وخاصة حقه حق ذي كل واعطاء العدالة تحقيق وهي العامة المصلحة إلى النظر

. وديمومتها استقرارها يكفل ما والتشريعات األحكام من اإلسالم لها شرع التي األسرة 

ويكفل األسرة قضايا ينظم تشريع بسن إال تحقيقها يمكن ال فإنه الشريعة مقاصد من هذا كان وإذا . وواجباتهم حقوقهم واألوالد الزوجين من لكل

  في( 3) القضاء فتطبيقات الشخصية، األحوال قضايا في وإجراءاته القضاء مصلحة إلى النظر

المحاكم دائرة في المالكي المذهب هما فقط مذهبين في محصور األسرة مجال في الحالي الوقتفي المتعددة الروايات وجود عن فضال الجعفرية المحاكم دائرة في الجعفري المذهب و السنيةنفسه القاضي إلى يرجع وإنما معينة ومناهج آلليات يخضع ال التطبيق هذا أن كما الواحد، المذهب

لم إن الواحدة المحكمة في لربما أو واحد موضوع في الصادرة األحكام في تضارب إلى يؤدي ممامتباينة كثيرة، ومصادرها متعددة الشريعة أحكام أن جانب إلى هذا الواحد، القاضي من يكن

وعقول الكثيرة، المعاني من نصوصها تحتمله لما مسائلها من كثير في متفاوتة النظر ووجهاتفتتضارب النصوص، تلك من األحكام استنباط على قدرتها مدى في وتتفاوت محدودة، البشر

. األحيان من كثير في األحكام

والفقهاء - العلماء بواسطة وترجيح اختيار بعد باألسرة المتعلقة الشريعة أحكام تقنين من إذن بد فالوليسهلوا – الزيجات، من لكثير النفسي واالستقرار واألمن العدالة إقامة في ليساهموا والمختصين

في البت سرعة منه يطلب الذي الوقت في البحث وإطالة المشقة من ويريحوه القاضي مهمةمتروكين والترجيح االختيار كان وألن يوم، بعد يوما تزداد والتي المتراكمة المعروضة القضايا

عصرنا بخالف مجتهدين ذاك إذ القضاة لكون ذلك فإنما اإلسالم من األولى العصور في للقاضيالحاضر.

  قانون( 4) بسن إال يتم أن يمكن ال الشخصية األحوال قضايا في والقضاء االفتاء بين العالقة تنظيم

يستشار حينما المفتي يستطيع اإلسالمية الشريعة من المستمد القانون هذا فبمثل األسرة، ألحكامالقضاء يطبقه الذي بالرأي يفتيه أن الشخصية باألحوال المتعلقة األسرة قضايا في األفراد قبل من

. بالعدالة وشعورا إطمئنانا أكثر القضية صاحب يجعل مما البحريني 

: ومرونتها اإلسالمية الشريعة سعة عوامل الثاني المحور 

وقواعدها ونصوصها بمصادرها فالشريعة عديدة، ومرونتها الشريعة سعة على تدل التي العوامل إنعهد منذ المتغيرة، الحياة وقائع أمام الرجلين مغلولة أو اليدين، مكتوفة األيام من يوما تقف لم

كل - – بحاجات تفي أن اإلسالمية الشريعة استطاعت بل بعدهم، ومن عنهم الله رضى الصحابةالحلول بأعدل بها، حلت التي البيئات كافة في المشكالت كافة تعالج وأن حكمتها، التي المجتمعات

وأصلحها.  

: مايلي ودالئلها والمرونة السعة هذه عوامل أهم ومن 

: قصدا المتروكة العفو منطقة سعة األول العامل 

" النصوص " تركتها التي الفراغ أو العفو منطقه اتساع يلمس وفقهها اإلسالمية للشريعة الدارس إنالمقاصد ذلك في مراعين وحالهم، بزمانهم وأليق لهم، أصلح هو بما المجتهدون فيها ليجتهد قصدا،

. للشريعة العامة

  ( : حالل، فهو كتابه في الله أحل ما سلمان رواه الذي الحديث من أخذا العفو بمنطقة سميت وإنما

لينسى يكن لم الله فإن عافيته، الله من فاقبلوا عفو، فهو عنه سكت وما حرام، فهو حرم وما ." المستدرك(. " في الحاكم رواه شيئا

مقصود أمر هو وإنما مصادفة، وال اعتباطا يجىء لم العفو، منطقة وتوسيع التكاليف، فتقليل

. وحال ومكان زمان لكل والصالحية والخلود العموم الشريعة لهذه أراد الذي للشارع، 

فتعددت الوحي انقطاع بعد والتنظيم بالتشريع العفو منطقه ملؤ المجتهدين مهمة كانت وقدالمرسلة والمصالح واالستحسان القياس فاستعملوا االجتهاد في مشاربهم وتنوعت مسالكهم

موضعه، في وضع قد مادام المسالك هذه من بواحد ذرعا الشريعة تضيق أن دون والعرف . شروطه واستوفى

: سبق ما على للتدليل بايجاز نموذجين ولنشرح

  : األول : النموذج القياس

  علة: في الشتراكهما الشرعي الحكم في عليه منصوص بآخر حكمه على ينص لم أمر إلحاق هو

الحكم. الخيل – من يقتني الناس بعض أن والته بعض أخبره حين عنه الله رضى عمر الفارق فعله كالذي

: شاة، أربعين من الزكاة أنأخذ فقال األغنام، ومئات اإلبل، عشرات قيمة منها الفرس ثمن مايبلغأبو اإلمام به أخذ ما وهو األولى، قياس باب من منها الزكاة بأخذ وأمر شيئا؟ الخيل من نأخذ وال

حنيفة.  

" من " الحديث به جاء ما على الفطر صدقة في البلد قوت غالب األئمة من جماعة قياس ذلك ومثل . واألقط والشعير والزبيب التمر

  الثاني : النموذج العرف:

  أمرا: وأصبح إليه، واطمأنوا به أنسوا حتى حياتهم، شؤون في عليه، وتواضعوا الناس، اعتاده ما وهو

كتعارفهم عمليا أم لحما، يسمى ال السمك أن على الناس كتعارف قوليا عرفا أكان سواء معروفا،اختالف على الناس عليه يتعارف عاما أم والقبول، اإليجاب صيغة غير من بالمعاطاة البيع علىكالعرف بعض دون األقطار بعض في ويشيع يتعارف خاصا أم واألقطار، البالد كافة في طبقاتهم

. الزراع بين الزراعي والعرف التجار بين التجاري 

( : وعلى تعالى قال المرأة نفقة تحديد الصالح، للعرف تحديده الشارع ترك التي األسرة قضايا ومن/ " ) البقرة بالمعروف وكسوتهن رزقهن له " 233المولود

  " ) ( : البقرة بالمعروف متاع وللمطلقات تعالى فقال للمطلقة المتعة " 241وكذلك

  المشهورة الفقهية القواعد ومن األحكام، من كثيرا عليه وبنوا بالعرف الفقهاء عامة أخذ وقد

.) ( ) بالنص) كالتعيين بالعرف التعيين شرطا كالمشروط عرفا المعروف 

: بشرطين إال العرف يعتبر وال 

. يقينيا إجماعا أو ثابتا نصا يصادم لم إذا 

. راجح أو خالص ضرر ورائه من يكن لم إذا 

أو الله، دين في البدع يقر أو الواجبات، يبطل أو الحرام، يحل الذي للنصوص المصادم العرف فأما . قضاء أو فتوى أو تقنين في يراعى أن واليجوز له، اعتبار فال الناس، دنيا في والضرر الفساد يشيع

  عن القرافي ماذكره ذلك على األمثلة ومن وزمانا، مكانا، بتغيره تتغير العرف على المبنية واألحكام

عدم " األصل أن مع الزوج، قول فالقول الدخول، بعد الصداق قبض في الزوجان تنازع إذا مالكالقبض"

  : أن – – " بالمدينة عادتهم كانت هذه بقوله ذلك على المالكية فقهاء من اسماعيل القاضي وعلق

قول فالقول ذلك، خالف على عادتهم واليوم صداقها، جميع تقبض حتى بامرأته يدخل ال الرجل ." العادات اختالف ألجل يمينها، مع المرأة

  : الكلية باألحكام النصوص اهتمام الثاني العامل

  والتفصيالت للجزئيات تتعرض ولم عامة، وأحكام كلية مبادئ صورة في جاءت النصوص معظم إن

والزواج العبادات كشؤون والزمان، المكان تغير برغم والدوام، الثبات شأنه كان فيما إال والكيفيات،لباب سدا المالئم، بالتفصيل الشريعة عالجته فقد األسرة، شؤون من ونحوها والمواريث والطالق

لدعائم وإرساء األسرة، أمور في والصراع للنزاع وحسما العبادة، أمور في والتحريف االبتداع . الحياة أمور أخطر وهما معا، الجانبين في االستقرار

  النصوص فكانت والعوائد، واألحوال واألمكنة األزمنة باختالف تطبيقه يختلف مما ذلك عدا فيما أما

قد معينة جزئية بصورة ألزمهم إذا الناس على الشارع يضيق لئال بعيد، حد إلى ومرنة عامة غالبا فيه . أخر دون لحال أو ، إقليم دون إلقليم أو عصر، دون لعصر تصلح

  : ذلك على األمثلة ومن

  ( : والذين: تعالى فقال الشورى، مبدأ على مؤكدة والنبوية القرآنية النصوص جاءت فقد الشورى/ " ) الشورى ينفقون رزقناهم ومما بينهم، شورى وأمرهم الصالة، وأقاموا لربهم، ". 38استجابوا

  ما هذا والمحكومين؟ الحاكم بين العالقة في وخاصة تتحقق؟ وكيف الشورى؟ هذه صورة ما ولكن

حكمها، بيئة ولكل ظروفها، واقعة ولكل أسلوبه، زمن لكل ألن فيه، تفصل ولم النصوص تركتهوال اليسر لعباده يريد والله وتضييق، وتعسير عنت فيه الدهر أبد للشورى جامد واحد شكل والتزام

. العسر بهم يريد 

( : الناس: بين حكمتهم وإذا تعالى قال الحكم في بالعدل تأمر والسنة القرآن نصوص جاءت القضاء .) ( : ) الله أنزل بما بينهم احكم وأن تعالى فقال الله أنزله بما الحكم يكون وأن بالعدل تحكوا أن

  على أم درجة على أيكون خاصا؟ أم عاما القضاء أيكون القضاء؟ أو الحكم يكون كيف ولكن

تفصل لم هذا كل المهمة؟ القضايا في غيره إليه يضم أم واحدا القاضي أيكون أكثر؟ أو درجتين . الزمن وتطور لالجتهاد وتركته النصوص، فيه

  : األفهام لتعدد النصوص قابلية الثالث العامل

  الحكيم الشارع أن أي الداللة ظنية التفصيلية و الجزئية لألحكام تعرضت التي النصوص معظم إنومشارب متنوعة، مدارس وجود إلى أدى مما تفسير، من وأكثر فهم من ألكثر تتسع صياغة صاغها

. اإلسالمي الفقه في متعددة

كابن ومترخص عمر، كابن لمتشدد صدره يتسع الرحب اإلسالمي الفقه هذا نجد أن عجب والومدرسة الرأي، مدرسة فرأينا كداود، وظاهري كأحمد، وأثري حنيفة، كأبي ولقياسي عباس،

. المعتدلين المتوسطين وبينهم والمقاصد، المعاني وأهل والظواهر، األلفاظ وأهل الحديث، 

اتسعا كيف لننظر والسنة، القرآن نصوص من بمثالين وسأكتفي كثيرة ذلك على تدلنا التي واألمثلة . واآلراء األفهام من لعديد

 

األول ) المثال غفور: الله فإن فاءوا فإن أشهر، أربعة ص ترب نسائهم من يؤلون للذين تعالى قوله/ " ) البقرة عليم سميع الله فإن الطالق عزموا وإن ". 227-226رحيم،

  ( . : " أهل " كان عباس ابن قال زوجته يجامع أال الرجل يحلف أن والمراد يحلفون، أي يؤلون ومعنى

والسنتين، السنة، يقربها، ال حلف تعطيه أن فأبت شيئا، امرأته من الرجل طلب إذا الجاهليةوأنزل أشهر، أربعة للمسلمين ذلك الله جعل اإلسالم كان فلما بعل، ذات وال أيما، ال فيدعها والثالث،

.) اآلية هذه 

في الفطري المرأة بحق واالعتراف زوجاتهم، مضارة من الرجال منع إلى عام بوجه تهدفان واآليتانالحق هذا من حرمانها يريد مضار رجل أي سلطان من للتحرر الفرصة وإعطائها الجنسية، الصلة

. األنثوية طبيعتها تحتملها ال مدة 

الصحابة عهد منذ الفقهاء بين واسعا خالفا فيها نجد االيتين من المستنبطة التفصيلية األحكام ولكن . نفسه النص على منهم كل اعتماد مع بعدهم، ومن والتابعين

  : األحكام هذه ومن

  : اإليالء لزوم في بها المدخول غير المرأة دخول في اختالفهم

  : وغير: بها المدخول وغيرهم والنخعي واألوزاعي وأصحابه، حنيفة وأبو وأصحابه، مالك قال

. فيها اإليالء لزوم في سواء بها المدخول

. : الدخول: بعد إال إيالء ال والثوري وعطاء الزهري وقال

: سواء والغضب الرضا أم فقط الغضب حالة في اإليالء وقوع في اختالفهم 

2-1 . : والغضب: الرضا حالة في اإليالء يصح الفقهاء من كثير قال 

2-2 . : قول: وهو للزوجة ومضارة مناكدة حالة في يعنون الغضب، حالة في إال يصح ال غيرهم وقال . عنهما الله رضي عباس وابن علي

  : اقوال أربعة على اإليالء مدة مقدار في اختالفهم

  3-1 . : أبدا: يقربها أال يحلف حتى موليا يكون ال عباس ابن قول

  3-2 . : يوما: كان وإن موليا كان عليها حلف مدة أي إن وإسحاق الحسن قول

  3-3 . : زاد: فما أشهر أربعة اإليالء مدة والثوري حنيفة أبي قول

  3-4 . : أشهر: أربع على المدة تزيد حتى موليا يكون ال وأحمد والشافعي مالك قول

  . اإليالء لمدة تتعرض ولم واالنتظار، التربص مدة حددت اآلية أن الخالف هذا وسبب

  كفارة- 4 عليه فهل زوجته، تطلق لم له، المضروب األجل انقضاء قبل الزوج فاء إذا فيما اختالفهم

: قوالن ال؟ أم يمين 

4-1 . األيمان: ككل فيه حنث يمين ألنه نعم، 

4-2 ) ( : بقوله: سقوطها على نبه بل كفارة يذكر فلم رحيم غفور الله فإن فاءوا فإن تعالى لقوله ال، ) رحيم) غفور

 

وحكم؟ قضاء من البد أم المضروبة المدة مضي بمجرد الطالق حدوث في اختالفهم 

مسعود: 5-1 وابن وعلى عمروعثمان عن مروي القول وهذا المدة، مضي بمجرد الطالق حدوثوغيرهم . والثوري وأصحابه حنيفة أبي قول وهو ثابت، بن وزيد عمر وابن عباس وابن

  5-2 . والطالق: الفيئة بين وخيره وقفه الحاكم إلى أمرها رفعت إذا

  " الفقهية " األحكام من خصبة مجموعة اإليالء عن الموجز القرآني النص هذا ظل في رأينا وهكذاالنص، إلى مشدودة تظل شتى، تفصيالت في اختالفها ورغم الكريمتين، اآليتين من استنبطت

. النساء مضارة من الرجال منع وهو األصلي، بهدفه مربوطة 

: الثاني ( المثال ( : العده مدة تقرر االية فهذه قروء ثالثة بأنفسهن يتربصن والمطلقات تعالى قولهالمدة هذه في بعدهم من والفقهاء الصحابة اختلف وقد قروء، بثالثة حددتها وقد المطلقة، للمرأة

) بعضهم ) فحمله والطهر، الحيض بين مشترك لفظ اللغة في فالقرء القرء مفهوم في الختالفهم تبعافقال الطهر، على اآلخر البعض وحمله حيض، ثالثة المطلقة المرأة عدة بأن فقال الحيض، على

. والحيض الطهر بين ما تختلف المدة أن المعلوم ومن أطهار، ثالث المطلقة المرأة عدة 

الفرعية: النتيجة الجزئية باألحكام الخاصة والنبوية القرآنية النصوص جل أن لنا يتضح سبق مما - من ألكثر تتسع وهي الشارع بها أتى مفهومه في يختلف ال الداللة قطعي منها كان ما باستثناء

. االستنباط في وأصولها مناهجها لها فقهية ومدارس متعددة، اجتهادات وجود إلى أدى مما مفهوم، 

: والعرف واألحوال واألمكنة األزمنة بتغير الفتوى تغير الرابع العامل 

يعتبر ذاته حد في وهو ومرونتها، اإلسالمية الشريعة سعة تثبت التي العوامل أهم من العامل هذا يعدوإقامة العباد، مصالح لتحقيق إال تأت لم بأحكامها اإلسالمية فالشريعة العوامل، من سبق لما تطبيقاوتطبيق النصوص تفسير عند مراعاته ينبغي ما وهذا عنهم، والمفاسد المظالم وإزالة بينهم، القسط

والتقنين، التأليف أو التعليم أو الفتوى في يتخذه دائم، واحد موقف على الفقيه يجمد فال األحكام،وأهدافها الكلية الشريعة لمقاصد مراعاة ينبغي بل والحال؛ والعرف والمكان الزمان تغير وإن

. الخاصة الجزئية األمور في الحكم عند العامة، 

" : واألمكنة، األزمنة باختالف وتختلف تتغير الفتوى أن المحققين من وغيره القيم ابن قرر وقد " في وقال لذلك، فصال الموقعين إعالم كتابه في القيم ابن عقد وقد والنيات والعوائد، واألحوال،

الشريعة، " – – على عظيم غلط به الجهل بسبب وقع جدا، النفع عظيم فصل هذا الفصل هذا مقدمةأعلى – في التي الباهرة الشريعة أن يعلم ما إليه، سبيل ماال وتكاليف والمشقة الحرج من أوجب

المعاش – في العباد، ومصالح الحكم على وأساسها مبناها الشريعة فإن به؛ تاتى ال المصالح رتبالجور ..... إلى العدالة عن خرجت مسألة فكل كلها ومصالح كلها ورحمة كلها عدل وهي والمعاد،من فليست العبث، إلى الحكمة وعن المفسدة، إلى المصلحة وعن ضدها، إلى الرحمة وعن

." بالتأويل فيها أدخلت وإن الشريعة، 

" واألعراف " واألحوال واالمكنة واألزمنة الفتوى تغير قاعدة لممارسة عملية تطبيقات 

: الفتوى وتغير السنةالنبوية هدي 

: منها . ومثال موضع من أكثر في فيها، أصال القاعدة لهذه يجد النبوية السنة في المتمعن 

1-1- " : النبي: عند كنا قال العاص بن عمرو بن عبدلله حديث من سنده، في أحمد اإلمام مارواه : : - شيخ، فجاء ال، قال صائم؟ وأنا أقبل الله، رسول يا فقال شاب، فجاء وسلم عليه الله صلى

" : : قد: الله رسول فقال بعض، إلى بعضنا فنظر نعم، قال صائم؟ وأنا أقبل الله، رسول يا فقال ) ( " أن كيف فيالحظ مسنده في أحمد رواه نفسه يملك الشيخ إن بعض، إلى بعضكم نظر علمت

- عن – يختلف بجواب سؤاله على الشاب أجاب الموضع هذا في وسلم عليه الله صلى الرسول . لألحوال مراعاته على يدل مما واحد السؤال أن رغم للشيخ إجابته

  1-2 " :- - : يصبحن: فال منكم، ضحى من وسلم عليه الله صلى النبي قال قال األكوع بن سلمة حديث

" : ." فعلنا كما نفعل الله، رسول يا قالوا المقبل العام كان فلما شيء منه بيته في ويبقى ثالثة بعد – : وأزمة شدة أي جهد بالناس كان العام ذلك فإن وادخروا؛ وأطعموا كلوا قال الماضي؟ العام في

" " ) ( " دفت– التي الدافة أجل من نهيتكم إنما األحاديث بعض وفي البخاري رواه فيها تعينوا أن فاردت - – . نهى وسلم عليه الله صلى النبي أن هذا ومعنى خارجها من المدينة على وفدوا الذين القوم يعني

وافدين ضيوف وجود وهي طارئة، ولعلة معينة، حالة في أيام ثالثة بعد األضاحي لحوم ادخار عنالضحايا، لحم من الضيافة كرم يوجبه ما لهم يوفر أن فيجب الطيبة، المناسبة هذه في المدينة على

تبعا الرسول به افتى الذي الحكم زال الطارئة، العلة هذه وزالت العارض، الظرف هذا انتهى فلما - - المنع من فتواه وسلم عليه الله صلى النبي وغير وعدما، وجودا علته مع يدور المعلول فإن لها،

" : لحوم ادخار عن نهيتكم كنت قائال ذلك بعد االدخار بإباحة أحاديثه في صرح ولهذا اإلباحة، إلى . ) ( " األحوال بتغير الفتوى لتغير واضح مثل فهذا البخاري رواه وادخروا وأطعموا، فكلوا األضاحي،

  الفتوى تغير في الصحابة هدي

  - هذه – استعمال في الناس أفقه يجدهم عنهم الله رضى الراشدين وسنة الصحابة هدي في الناظر

: عقوبة – – في فتواهم تغير منها عديدة أمثلة ولذلك موجباتها بتغير الفتوى تغير قاعدة القاعدةوفتواه قلوبهم، المؤلفة لسهم وإيقافه الخيل زكاة في عمر وفتوى الفطر، وزكاة الخمر، شارب

. ذلك وغير المفتوحة األرض قسمة في الفتوى وتغير الثالث، طالق في ايضا

: هو واحد بنموذج اكتفي لذلك كلها، النماذج هذه عن للحديث المقام يتسع وال 

: الخمر شارب عقوبة في فتواهم تغير 

- فيه – الزجر جرى وانما مقدر، حد وسلم عليه الله صلى الله رسول زمن في فيها يكن لم فإنه - – " : ابن أو بنعيمان أتى وسلم عليه الله صلى النبي أن الحارث بن عتبة فعن التعزير، مجرى

فيمن وكنت والنعال، بالجريد يضربوه، أن البيت في من وأمر عليه، فشق سكران، وهو نعيمان، .) البخاري" ) رواه ضربه

  - عن – البيهقي روى فقد النظر، طريق على أربعين العقوبة قرر عنه الله رضى بكر أبي عهد وفي

: وسلم، عليه الله صلى النبي عهد في أكثرمنهم بكر أبي خالفة في كانوا الشراب أن عباس ابن – : الله صلى النبي عهد في يضربون كانوا مما نحوا لهم فتوخى لهذا، لهم فرضنا لو بكر أبو فقال

. – - - توفى حتى أربعين يجلدهم عنه الله رضي بكر أبو فكان وسلم عليه 

" : - قد – الناس إن وقال الخمر، جلد في الناس شاور عنه الله رضي الخطاب بن عمر عهد وفي – : : قذف أي افترى هذى وإذا هذى، سكر إذا السكران إن علي فقال عليها واجترأوا شربوها،

. - ثمانين - - الفرية حد عمر فجعله القذف أي الفرية حد فاجعله األبرياء 

- عثمانأما و - ، وأربعين ثمانين فجلد عنه الله . عليرضى : سنة كل وقال األمران عنه ورد

- – - وسلم – عليه الله صلى النبي أن لديهم يثبت لم عنهم الله رضي الصحابة أن يتضح سبق ومماالرأي استعمال وإلى فيه، المشاورة إلى يحتاجوا لم ذلك لهم ولوثبت معينا، حدا الخمر في وقت

. االعتبارات من ذلك وغير القاذف على بالقياس 

. األحوال واختالف الزمن بتغير فتواهم واختلفت حكمهم، تغير فقد ملزم، نص لديهم يثبت لم وإذا 

: بعدهم ومن التابعين عهد في الفتوى تغير 

: منها الفتوى لتغير عديدة أمثلة نجد التابعين عهد وفي 

كانت عما الناس أحوال لتغير الجمهور، عن للضرر دفعا السلع تسعير أجازوا أنهم عنهم روى ما . - وأصحابه – وسلم عليه الله صلى النبي عهد في عليه

  - بالشام، – كان فلما ويمين، واحد بشاهد المدينة في أمير وهو يقضي كان العزيز بن عمر أن روى ما . كلمته القائل وهو المدينة أهل من عرفه عما هناك الناس تغير من رأى لما شاهدين، إال يقبل لم

" فجور: " من أحدثوا ما بقدر أقضية للناس تحدث المشهورة 

الظاهرة، بالعدالة اكتفاء عهده، في الحال مستور بشهادة القضاء يجيز كان حنيفة أبا أن ذكر ما . - الناس – بين الكذب النتشار ذلك منعا ومحمد يوسف أبي صاحبيه عهد وفي

  : وزمان، عصر اختالف إنه وصاحبيه اإلمام بين الخالف من النوع هذا مثل في الحنيفة علماء ويقول

. وبرهان حجة اختالف ال 

في عنهم والمتقدمون أئمتهم، عليه نص ما الحنفي المذهب علماء من المتأخرون خالف وقدابن " الشيخ منهم المتأخرين عالمة ذلك في وألف والحال، الزمان تغير على بناء عديدة، مسائل

" : " األحكام" " من كثيرا أن الرسالة هذه في وذكر العرف نشر الشهيرة رسالته ذلك في عابدينبقي لو بحيث الزمان، أهل لفساد أو ضرورة، لحدوث أو أهله، عرف لتغير الزمان باختالف تختلف

المبنية الشريعة قواعد ولخالف بالناس، والضرر المشقة منه للزم أوال، عليه كان ما على الحكمعليه نص ما خالفوا المذهب مشايخ نرى ولهذا ، والفساد الضرر ودفع والتيسير، التخفيف على

- في – كان لو بأنه لعلمهم زمنه، في كان ما على بناها كثيرة، مواضع في المذهب إمام المجتهد . مذهبه قواعد من أخذا به، قالوا بما لقال زمنهم

  " " أن " المالكية فقه في المشهورة الرسالة صاحب القيرواني زيد أبي اإلمام الشيخ عن حكى مافي وربطه للحراسة، كلبا فاتخذ الفئات، بعض من نفسه على يخاف وكان داره، من انهدم حائطا

."!! : : ضاريا أسدا التخذ زمانك مالك أدرك لو كلمه لمن قال ذلك، يكره مالكا إن له قيل فلما الدار، 

هذه الله أودعها التي والمرونة السعة مقدار على يدلنا مما المواقف هذه مثل نجد مذهب كل وفي . ومكان زمان لكل صالحة بذلك وجعلها الشريعة،

  : واألعراف واألحوال واألمكنة األزمنة بتغير الفتوى تغير لقاعدة ضابط

  لتغير قابلة كلها الشريعة أحكام أن ذلك معنى فليس الفتوى بتغير قلنا إذا أننا إليه التنبيه ينبغي ومما

: نوعان فاألحكام والعرف، والمكان الزمان بتغير بها الفتوى 

كوجوب واألحوال الظروف وتغيرت الفلك دار مهما واالختالف للتغير فيه مجال ال دائم ثابت نوعاجتهاد وال تغيير إليه يتطرق ال فهذا ذلك ونحو الجرائم، على بالشرع المقررة والحدود الواجبات،

. عليه وضع ما يخالف 

وصفاتها، وأجناسها التعزيرات كمقادير وحاال، ومكانا، زمانا له، المصلحة اقتضاء بحسب يتغير ونوعالفتوى " تغير القاعدة بهذه منه المقصود النوع هو وهذا المصلحة، بحسب فيها ينوع الشرع فإن

" مرونة على يدل الذي العامل هذا في إليها تطرقنا التي واألعراف واألحوال واألمكنة األزمنة بتغير . وسعتها الشريعة

  : بالمرأة متعلقة وانهائه الزواج بعقد خاصة األسرة ألحكام فقهية ممارسات الثالث المحور

  الثاقبة ونظرتهم اإلسالم فقهاء عمق على تدل التي الممارسات هذه بعض في نخوض أن قبل

الشريعة فقهاء ممارسة كيفية حول موجزة كلمة من بد ال كان اإلسالمية، الشريعة لمقاصدالشريعة هذه سعة على ذلك وداللة الفرعية األحكام في لإلجتهاد الصالح السلف من اإلسالمية

. ومكان زمان لكل وصالحيتها 

- لما: – عليه صحابته ودرب بل حياته، في االجتهاد مبدأ وسلم عليه الله صلى الله رسول أقر أوالإلى جبل بن معاذ بعث لما الله رسول أن ثبت فلقد عنه، بعيدين كانوا إن باالجتهاد لبعضهم أذن : : : الله، رسول فبسنة قال تجد، لم فإن قال الله، بكتاب قال تقضي؟ بم له قال قاضيا اليمن - – : وفق: الذي لله الحمد وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال فبرأي، قال تجد، لم فإن قال

. " باالجتهاد اإلذن في أساسا يعتبر الحديث وهذا ، ورسوله الله يرضي ما إلى الله رسول رسول 

أمامه، خصومة في بالقضاء الصحابة بعض أمر الرسول ان إلى تعداه بل هذا عند األمر يقف ولم " : فقال القضية، هذه في أحكم العاص بن لعمرو يوما قال وسلم عليه الله صلى انه روى فقد

" أجر: " فلك أخطأت وإن أجران فلك أصبت إن نعم قال حاضر؟ وأنت أأجتهد عمرو 

- إلى: – والدنيا الدين أمور في األمة قيادة انتقلت وسلم عليه الله صلى الرسول وفاة بعد ثانياالدولة رقعة التساع النبوة عصر في تكن لم أحداثا فواجهوا الصحابة، وكبار الراشدين، خلفائهوعادات يألفوها، لم نظم البالد هذه وفي وغيره، وفارس ومصر والعراق الشام بفتح اإلسالمية

بالدهم، في لهم تعرف كانت ما جديدة وأحداث العربية، الجزيرة شبه في عندهم ما تغاير وتقاليدلم والنصوص يفعلون فماذا بهذا، مكلفون قيادتهم بحكم وهم فيه، اإلسالم حكم يتطلب ذلك وكل

الشرعية، القواعد ضؤ على الرأي واستعمال االجتهاد، إال منقذ لهم يكن فلم منه؟ بالكثير تصرحتعليل من واستنباطا عصره، في باالجتهاد لهم إلذنه واستصحابا الله برسول تأسيا فاجتهدوا

الناس، مصالح تحقيق به قصد التشريع أن إلى إشارة التعليل هذا فإن األحكام، لبعض النصوص . الصريح النص فقدان عند االجتهاد إلى يدعو وهذا

  العلماء: من طائفة ووجدت عظيما، نشاطا نشط بنفسه قائما علما الفقه أصبح وحينما ثالثا

الذين بعلمائها ومكة بفقهائها، المدينة الفقه، مراكز فتعددت عليه، حياتها ووقفت فيه، تخصصتبعدهما ومن والبصرة الكوفة اشتهرت العراق وفي الحج، مواسم في إليها وفدوا أو استوطنوها

ورث وقد ، مصر فسطاط أو الشام، دمشق، في عاشوا آخرين فقهاء نجد كما الفقهاء، بكثرة بغداد - ما – عنهم أخذوا كما البلدان، تلك إلى رحلوا الذين وسلم عليه صلى الله رسول أصحاب علم هؤالء

من اآلخرين فقه عن يختلف الذي فقهه المراكز تلك من مركز لكل فكان األحاديث، من عندهم مسايرا المتعددة بأرائه اإلسالمي الفقه تجعل عظيمة فقهية ثروة هؤالء لنا فخلف الوجوه، بعض

. األحوال وتغير الزمن، لتطور 

عصر: أو الصحابة عصر في أكانوا سواء الصالح السلف فقهاء أن إليه اإلشارة تجدر مما رابعاانظارهم وجهات وتباينت آرائهم اختلفت فيه نص ال فيما االجتهاد مارسوا حينما الفقهية المدارس

- – " : لم وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب أن أحب ما قوله العزيز بن عمر عن روى فقدبقول أحد أخذ فلو بهم، يقتدى أئمة وأنهم ضيق، في الناس كان واحدا، قوال كان لو ألنه يختلفوا،

" هو رأيهم أن واعتبار آلرائهم تعصبهم إلى يؤد لم االختالف ذلك أن إال سعة في كان منهم، رجل - وهو – عنه الله رضي الخطاب بن فعمر ذلك، من العكس على بل الخطأ هو غيرهم ورأي الصواب

: : أنا- كنت لو عمر قال بكذا، على قضي فقال صنعت؟ ماذا فسأله قضية له رجال لقي خليفة : إلى أو الله كتاب إلى أردك كنت لو عمر فأجابه إليك؟ واألمر يمنعك فما الرجل قال بكذا، لقضيت

." الله عند أحق الرأيين أي أدري ولست مشترك، والرأي رأي إلى أدرك ولكني لفعلت، رسوله سنة 

." " : الصواب يحتمل خطأ غيري ورأي الخطأ يحتمل صواب رأيي قال أنه الشافعي عن روى وقد 

األحكام في لالجتهاد الصالح السلف من األمة فقهاء ممارسة حول الموجزة الكلمة هذه وبعدعلى - بناء الواحدة المسألة في آرائهم فتعددت ، الداللة قطعي نص إلى تستند لم التي الفرعية

- عن مبسطة لمحة إلى نأتي استنباطاتهم في بها ليهتدوا وضعوها التي ومسالكهم مناهجهمفال وشاملة متسعة األحكام هذه كانت ولما باألسرة، المتعلقة األحكام في واجتهاداتهم ممارساتهم

- المسائل ببعض سأكتفي فأنني ولذلك األسرة، أحكام جوانب جميع تغطي أن الورقة لهذه يمكن . - الزواج عقد إنشاء حول الفقهاء ناقشها التي بالمرأة المتعلقة منها وخصوصا

  الزواج عقد إنشاء

 

لكونها بها إال ماهيته تتحقق وال الشيء قوام بها فاألركان وشروط، أركان له العقود من عقد كل . حقيقته عن خارجة وتكون الشيء وجود عليها فيتوقف الشروط أما حقيقته، من جزءا

  : العاقدين، من يصدران اللذان والقبول، االيجاب هما ركنان له العقود من كغيره الزواج وعقد

. العقد فيتحقق باآلخر أحدهما فيرتبط 

بانشاء عالقة لهما مسألتين أتناول فقط وإنما بالتفصيل الركنين هذين عن الحديث بصدد هنا ولست : هما العقد

  االجبار بالعقد ، والية المقترنة اختلف والشروط كيف المسألتين هاتين مناقشة خالل من وسنرى ،

هذه في اإلسالمية الشريعة سعة لنا ويتضح كما بينهم، فيما اآلراء وتعددت الشريعة فقهاء فيهماويقلد يطبق لكي المعاصر الوقت في يأتي من خالف على إليها، توصلوا ادلة على بنيت التي اآلراء

يحقق ال وأنه كما الرأي، هذا مع تتفق ال للمجتمع العامة المصلحة أن مع عنه يخرج ال واحدا رأيا . للمفاسد ودافعة للمصالح محققة كونها من الشريعة مقاصد

  ) المتعدية ) الوالية االجبار والية

  1-1: الزواج: عقد على العاقلة البالغة المرأة والية حكم

  : لها الوالية هذه ثبوت في الفقهاء إختلف

  : األول : القول زواجها، عقد تتولى أن لها وليس بزواجها، الولي ينفرد قالوا وأحمد والشافعي مالك

هو ويتولى يشتركان، بل به تنفرد ول بالزواج، دونها ينفرد ال عليها، سلطان فلوليها غيرها، زواج والمن بد ال كان وإن قط، بعبارتهم تعقد وال الزواج، عقد إنشاء يتولين ال النساء أن يرون ألنهم الصيغة،

رضاهن.

أدلتهم: 1 " : " : نكاح- ال قال وسلم عليه الله صلى النبي أن روى ما منها ذلك في وردت التي الكثيرة الرويات

فالسلطان ولي لها يكن لم فإن، باطل، باطل، فنكاحها وليها إذن بغير تزوجت أمرأة وأيما بولي، إال ." له ولي ال من ولي

" : وال المرأة، المرأة تزوج ال قال وسلم عليه الله صلى أنه عنه الله رضي هريرة أبي عن روى ما

" نفسها تزوج التي هي الزانية فإن نفسها، المرأة تزوج 

والدقة العناية يتطلب فهو زوج، كل مع تتحقق ال ومصالح ألغراض تراد التي العقود من الزواج إنبالنسبة متيسرة غير األمور وهذه يصلح، ال ومن منهم يصلح ومن الرجال، ألحوال الواسعة والدراسة

ما إذا الزواج مقاصد تحقق ال فلهذا بالثناء، وانخداعهن تأثرهن، وسرعة خبرتهن، لقلة للنساء، . زواجها عقد بنفسها المرأة باشرت

  : الثاني من القول بعبارتها العقد تنشيء أن فلها بزواجها، المرأة انفراد يجوز يوسف، وأبو حنيفة أبو

راضيا، عنه يكون وأن الولي العقد يتولى أن عندهم المستحب من كان وإن وليها، اشراك غيروبمهر كفء من نفسها زوجت فإن المثل، عن المهر يقل أال و لها كفء من نفسها تزوج أن بشرط

. يرض لم أو بذلك الولي رضي الزما، وكان عندهم، الزواج صح المثل 

أدلتهم: 

1/ ( " البقرة- " أزواجهن ينكحن أن تعضلوهن فال أجلهن فبلغن النساء طلقتم وإذا تعالى (232قوله/ ( " البقرة " غيره زوجا تنكح حتى تعالى وأضافه( 230وقوله المرأة إلى النكاح سبحانه نسب فقد

. بنفسها زواجها عقد تتولى أن شرعا فلها منها، يصدر النكاح أن على الداللة ففيه إليها، 

: " الولي " ومن المرأة، من لكل أثبت الحديث إن قالوا وليها من بنفسها أحق األيم السالم عليه قوله " منه " أحق جعلها وقد رضيت، إذا العقد مباشرة سوى حق للولي ليس أنه ومعلوم أحق بداللة حقا

به.  

التصرف، أهل من وهي حقها خالص في تصرفت فقد نفسها تزوج حين العاقلة البالغة المرأة إن . بنفسها مالها في تصرفت إذا كما صحيحا، تصرفها فيكون

  : الثالث : القول من التصرفات جميع ورشدها ببلوغها تمللك الرشيدة البالغة إن اإلمامية أكثر قال

وتوكيال مباشرة ولغيرها لنفسها تعقد أن لها فيصح ثيبا، أو كانت بكرا الزواج، حتى وغيرها العقودألحد وليس كره، أو األب رضي سواء العصبات، من غيرهما أو جد أو أب لها أكان سواء وقبوال، ايجابا

. فرق أي دون كالرجل تماما فهي يعترض، أن كان من كائن 

أدلتهم: 1/ ( " البقرة- " أزواجهن ينكحن أن تعضلوهن وال تعالى (. 232قوله 

" امرأة " أو كان رجال لها زوج ال من واأليم وليها من بنفسها أحق األيم وسلم عليه الله صلى قوله . ثيبا أو كانت بكرا

. بعيدا أو كان قريبا عليه سلطان أي لغيره وليس تصرفاته، في التامة الحرية انسان لكل إن

  منها الخالصة: اإلسالمية الدول في الشخصية األحوال قوانين أن االختصاص أهل عند المعلوم من

زواجها عقد تلي أن في الحق للمرأة يعط فلم الفقهاء جمهور برأي المسألة هذه في أخذ من . بنفسها زواجها عقد تولي في حقها المرأة اعطاء في اآلخر بالرأي أخذ من ومنهم بنفسها،

  أن في بينهم اتفاق شبه هناك أن لي يتبين وأقوالهم المسألة هذه في الفقهاء أدلة إلى وبالنظر

. ايضا فيه حق للولي وان الزواج عقد في حق للمرأة  بالزواج، دونها ينفرد ال ولكنه عليها سلطان فلوليها الصيغة هي تتولى ال المرأة أن على فالجمهور

. الصيغة الولي ويتولى يشتركان، بل ايضا هي به تنفرد وال 

الشرط هذا وفي لها كفء من نفسها تزوج ان بشرط بنفسها زواجها عقد تلي أن للمرأة والحنفية . الولي لحق اعتبار

  واهتماما عناية تتطلب التي الدقيقة العقود من الزواج عقد ولكون معا، الحقين لهذين ومرعاةورعاية الزواج، شرعية من الشريعة مقاصد مع تتفق أسرية حياة بانشاء يتعلق لكونه بالغين

االعتبارات يحقق الشافعية مذهب مجتهدي من ثور أبو الفقيه إليه ذهب ما بأن أرى المرأة، لمصلحةالزواج " عقد في البد أنه يقول حيث والمعقول، المصلحة مع ويتفق النصوص، بين ويجمع المذكورة،سواء الزواج صح العقد بإجراء قام فأيهما والمرأة، الولي رضا تحقق وحتى ووليها، المرأة رضا منفي يعهد لم ألنه وذلك اآلخر، رضا بدون بالزواج يستبد أن ألحدهما فليس المرأة، أم الولي أكان

في الرجل مثل المرأة جعلت أنها بل العقود، مباشرة من مانعة االنوثة أن اإلسالمية الشريعةالتصرفات"

  حق معا للحقين ضمان ألنه النزاع، أسباب على وقضاء األسر، حال صالح الرأي هذا في أرى فإنني

نتيجة حدثت أسرية مشاكل من فكم أخرى، جهة من أسرتها عن ممثال وليها وحق جهة من المرأةبعقد الولي انفراد نتيجة تصدعت زيجات من كم المقابل وفي بنفسها، زواجها بعقد الزوجة انفراد

. وليها من زواج 

من الولي امتناع حالة في بأنه يربط أن من بد ال وإنما مجردا، القول بهذا األخذ عدم ينبغي أنه إالالقاضي، إلى تلجأ أن لها كان حق بغير الزواج في لها يأذن لم أو عاقلة، بالغة وهي المرأة، تزويج

دل الظلم، لرفع جعل والقاضي ظالما، يعد له مبرر ال الذي االمتناع بهذا ألنه الزواج، في لها ليأذن

ال – " من ولي فالسلطان تشاجروا فإن وسلم عليه الله صلى الله رسول الرسول حديث ذلك على ." نصابه إلى الحق ويرد ، ظلمه عن الظالم يكف له، ولي

  1-2 : رضاها: بغير ابنته األب تزويج حكم

  اإلجبار؟ والية بحكم رضاها بدون البالغ البكر ابنته يزوج أن لألب يحق هل

  وهو          - إذنها بدون البالغ البكر ابنته تزويج في لألب الحق إعطاء على الفقهاء بعض ذهب

. ومالك الشافعي مذهب-         

: شروطا إذنها بغير البكر ابنته األب لتزويج شرطوا الشافعية أن إال 

. ذلك نحو أو أمها، كطالق ظاهرة، عداوة وبينها بينه يكون أال . كفء من يزوجها أن

. مثلها بمهر يزوجها أن . بالمهر معسرا الزوج يكون أال

. هرم وشيخ كأعمى بمعاشرته تتضرر بمن يزوجها أال 

. الرأي فإن لذلك جذورها من المشكلة تحل ال ولكنها اإلجبار، آثار لبعض تخفيف الشروط هذه وفيوثيقة أقرته ما وهذا رضاها بغير البالغ البكر تزويج يجوز ال أنه المسألة هذه في والصحيح الراجح

في ورد حيث العربي الخليج لدول التعاون مجلس بدول الشخصية لألحوال الموحد للنظام مسقطالمـــادة ) منه األول ". 18الفصل برضاها( " زواجها عقد المرأة ولي يتولى

  ال " الرابعة الفقرة الثاني الفصل في نص حيث الشخصية لألحوال المغربي القانون بهذا أخذ كما

" هذه أن غير ورضاها بإذنها إال النكاح على بكرا ولو البالغ ابنته يجبر أن أبا كان ولو للولي يسوغفي " الحق فللقاضي الفساد المرأة على خيف إذا إال مضمونة استثناء على نصت القانون من الفقرة

" يقوم ألنه منضبط غير االستثناء هذا إن والصحيح ، عليها يقوم زوج عصمة في تكون حتى إجبارها ) الخوف ) بحالة التذرع من الولي يتمكن فقط منضبطة غير تقديرية حالة وهذه الخوف حالة على

. عظيمة مفسدة في المرأة تقع وبالتالي الزواج على إجبارها إجل من عليها 

الذي الرأي وهو رضاها، بغير البالغ البكر تزويج يجوز ال أنه هو الشريعة مقاصد مع يتفق الذي فالرأيولو رضاها، بغير تزوج فال زواجها عند استئذانها أو الفتاة استئمار توجب التي النبوية النصوص تؤيده

: األحاديث هذه ومن أباها، يزوجها الذي كان 

" : : - قوله – تسكت أن قال إذنها؟ كيف قالوا تستأذن، حتى البكر تنكح ال وسلم عليه الله صلى قوله ." " " أبوها" يستأذنها والبكر ، بنفسها أحق الثيب وقوله صمتها وإذنها نفسها في تستأذن البكر

  : : وأنا خسيسته، بي ليرفع أخيه ابن من زوجني أبي إن فقالت عليها، دخلت فتاة أن عائشة وعن

- – : أبيها إلى فأرسل فأخبرته، وسلم عليه الله صلى الله رسول يأتي حتى اجلسي قلت كارهة، : الناس يعلم أن أردت ولكن أبي، صنع ما أجزت قد الله رسول يا فقالت إليها، األمر فجعل فدعاه،

." شئ األمر من لآلباء ليس أن 

أنفسهن، في الحق من الشارع لهن جعل بما جنسها بنات توعي أن أرادت الراشدة الفتاة هذه وكأن . ويسخطنه يكرهنه لمن رضاهن بغير فيزوجوهن دونهم من أو اآلباء بعض عليهن يتسلط ال حتى

  كابن العلماء، من كثير ورجحه إليه ذهب رضاها بغير البالغ البكر تـزويج جواز بعدم القول أن كما

نيل في والشوكاني السالم سبل في والصنعاني المعاد، زاد في القيم وابن فتاوي، في تيميهاألوطار.

" : على إجبارها يجوز ال وأنه وغيره، األب على واجب البالغ البكر استئذان إن تيمية ابن قال فقد ." الصواب هو هذا وإن النكاح

 

:- - البكر – استئذان وجوب من وسلم عليه الله صلى النبي به حكم ما ذكر ما آبعد القيم ابن وقالالسلف" جمهور قول وهذا برضاها، إال تزوج وال النكاح على البالغ البكر تجبر أال الحكم هذا وموجب

." عنه الروايات إحدى في وأحمد حنيفة أبي ومذهب 

" : ذهب وإليه العقد، يصح لم إذنها بغير زوجت إذا البالغة البكر أن األحاديث ظاهر الشوكاني وقال . العلم أهل أكثر عن الترمذي وحكاه والحنفية، والثوري األوزاعي

/ على علق وقد القرضاوي، يوسف الدكتور الشيخ المعاصرين الفقهاء من القول هذا رجح ومن " : للمجتهدين االنصاف من بقوله البكر البنته الولي قبل من اإلجبار يجوز يرى الذي الشافعي مذهب

الذاتي العنصر إغفال يمكن وال وزمنه، بيئته ابن المجتهد فإن التاريخي، إطارها في آراءهم نضع أن إال شيئا لخطبتها يتقدم عمن الفتاة تعرف كانت قلما عصر في الشافعي اإلمام عاش وقد للمجتهد،

. استئذانها بغير ولو تزويجها حق خاصة والدها أعطى لهذا عنه، أهلها يعرفه ما 

وأنها ، وعلم ثقافة من الفتاة إليه وصلت ما ورأى زماننا إلى عاش لو الشافعي لعل يدري ومنستسحيل رضاها بغير زوجت إذا وأنها إليها، يتقدمون الذين الرجال بين التمييز على قادرة أصبحت

فمن كثيرة، أمور من غيره كما رأيه لغير ذلك رأى لو لعله زوجها، وعلى جحيم إلى الزوجية حياتها : : إلى انتقل أن بعد جديد والثاني مصر، إلى يرحل أن قبل قديم أحدهما مذهبان له كان أنه المعلوم

من وأصبح سمع، قد يكون لم ما فيها وسمع رأى، قد يكن مالم فيها ورأى فيها واستقر مصر ." الجديد في الشافعي وقال القديم، في الشافعي قال الشافعية، كتب في المعروف

  يحقق وأراه إليه، وأميل اعتقده الذي الرأي هو رضاها بغير البالغ البكر تزويج جواز بعدم فالقول

قانون بسن يقوم البحريني المشرع به يؤخذ أن ينبغي الذي الرأي وهو الزواج، في الشريعة مقاصد . الشخصية لألحوال

  2 : بالعقد- المقترنة الشروط 

: أوجه ثالثة على بالعقد المقترنة الشروط 

: األول . الوجه كما تحصيله إلى وتدعو اإلسالمية الشريعة به تأمر مما بل العقد، مع تتنافى ال شروطكان أو والفجور، اللهو أماكن إلى يخرجها أال عليه اشترطت أو عشرتها، يحسن أن عليها اشترط إذاأو الشرع، به ورد شرطا كان أو والنفقه، المهر يعطيها أن كاشتراطه العقد مقتضيات من شرطا

. بعضه وتأجيل المهر بعض كتعجيل الناس بين العرف به جرى مما شرطا كان 

. سواء وعدمها فاشتراطها العقد على لها تأثير وال بها الوفاء يجب شروط كلها فهذا 

: الثاني : الوجه العقد مقتضيات مع تتفق وال اإلسالمية، للشريعة المخالفة الشروط 

فالشرط ذلك غير أو عليه تنفق أن اشتراط أو يطلقها، أال أو زوجته على ينفق أال الزوج كاشتراطقوله – في جوازه بعدم الرسول نطق وقد الحالل، ويحرم الحرام يحل مما ألنه صحيح والعقد باطل

" " - فهذه حرما أحل أو حالال حرم شرطا إال شروطهم على المسلمون وسلم عليه الله صلىقبل بالعقد تجب حقوق إسقاط تتضمن وألنها العقد، تنافي ألنها نفسها، في باطلة كلها الشروط

. صحيح نفسه في العقد أما يصح، فلم انعقاده، 

: الثالث . الوجه إال اشترطت إذا كما ناهي أو آمر نص فيها يرد ولم للمرأة نفع فيها التي الشروط : األئمة بين فيها مختلف الشروط فهذه عليها، يتزوج أال أو بها، يسافر أال أو أبيها منزل من يخرجها

  . العقد ويصح بها الوفاء يجب وال الزمة غير الشروط هذه أن إلى والشافعية الحنفية ذهب

  أدلتهم:

 

" - فهذا: – حالال حرم أو حراما أحل شرطا إال شروطهم، على وسلم عليه الله صلى قوله أدلتهم . حالل كلها وهذه والسفر، التزوج وهو الحالل، يحرم اشترط الذي الشرط

  : " " : قالوا – شرط مائة كان وإن باطل فهو الله كتاب في ليس شرط كل وسلم عليه الله صلى قوله

. يقتضيه ال الشرع ألن الله كتاب في ليس وهذا 

الزواج، نسخ في الخيار فلها لها يف لم فإن للمرأة، اشترط بما الوفاء وجوب إلى الحنابلة وذهببن وعمر العاص بن وعمرو ومعاوية وقاص أبي بن وسعد الخطاب بن عمر عن القول هذا وروى

. واسحاق واألوزاعي وطاووس زيد بن وجابر عبدالعزيز 

أدلتهم:  

." شروطهم " على المسلمون وسلم عليه الله صلى قوله 

." الفروج: " به استحللتم ما به يوفى أن الشروط أحق وقوله

فقال الخطاب بن عمر إلى فخاصموه نقلها، أراد ثم دارها، لها وشرط امرأة تزوج رجال أن روى ما ." الشروط " عند الحقوق مقاطع شرطها لها

  . الزما فكان الزواج من المقصود يمنع ال ومقصورة، منفعة فيه لها شرط وألنه

  : : " : ال قلنا ، الحالل يحرم هذا إن قولهم قائال األول الرأي أدلة مفندا الرأي هذا قدامه ابن رجح وقد

: : ال قلنا مصلحته، من ليس وقولهم به، لها يف لم إن الفسخ خيار للمرأة يثبت وإنما حالال، يحرم ." عقده مصلحة من كان العاقد مصلحة من كان وما المرأة، مصلحة من فإنه بذلك، نسلم

مقاصد مع يتفق الذي وهو وأرجحه إليه أميل الذي هو الشروط هذه بمثل الوفاء بلزوم والقول

. لألسرة االجتماعية المصالح مع ويتناسب الزوج، عقد في الشريعة

المادة نصت حيث الرأي بهذا األردني الشخصية األحول قانون أخذ منه 19وقد األولى الفترة فيحق" يمس وال شرعا، محظورة غير مصلحة به لها تتحقق شرطا زوجها على الزوجة اشترطت إذاتطلق بيدها أمرها يجعل أن أو عليها، يتزوج ال أن أو بلدها، من يخرجها ال أن عليه تشترط كأن الغير

فسخ الزوج به يف لم فإن وملزما صحيحا الشرط كان معين بلد في يسكنها أن أو شاءت، إذا نفسها ." الزوجية حقوقها بسائر مطالبته ولها الزوجة بطلب العقد

التوصـيات التوصـيات

  : يلي ما الورقة هذه محاور خالل من استنتاجها يمكن التي التوصيات أهم من

زمان أوال: لكل وصالحيتها ومرونتها اإلسالمية الشريعة بسعة الوعي لنشر آليات وضع على العمل

واالحتكام به بالحكم إال إيماننا يتم فال عقيدتنا، من يتجزأ ال جزء اإلسالمي التشريع أن وبيان ، ومكانالبحثية. المراكز عبر الموضوع هذا حول ومؤتمرات ومحاضرات ندوات تنظيم اآلليات هذه ومن إليه

. المتعددة اإلعالم وسائل طريق وعن والجامعات 

"- ثانيا: " : والنظرة – وسطا أمة جعلناكم وكذلك تعالى قوله من انطالقا اإلسالم بوسطية الوعي نشر اجتهادا أكان سواء سليم، عصري اجتهاد أساس على يقوم الذي المنشود اإلسالمي للتشريع العميقة

والتشدد بالغلو واإلفراط اإلسالم، مصادر بمناقضة التفريط جانبي من التحذير مع إنشائيا، أم انتقائيا. والتعصب األعمى والتقليد

  مراعاة ثالثا: مع البحرين بدولة األسرة ألحكام قانون لتقنين مشروع آليات وضع على  العمل

: التالية الشرعية الضوابط 

باألســرة :3-1 الخاصة اإلسالميــــة الشريعة ألحكام طبقا القانون هذا وبنود نصوص استمداد - من – علماء وأقوال وسلم عليـــه الله صلى رسوله وسنة الله كتاب في ورد ما على باالعتماد

. المتعددة وآراءهم المجتهدين 

اإلسالمي :3-2 الفقـــــه فـــي المتخصصيـــن علــــى المشروع هذا صياغة في االعتماد . واالجتماع والقانون والقضــــــاء

  مستمدة :3-3 تكون أن بشــــرط اإلسالمـية الدول في الشخصية األحول بقوانين االستئناس

. اإلسالمي التشريع أحكام مـن 

ضمـــــن :3-4 وتشريعـــــه فيهـــــا المختلــف المسائل في المجتهدين الفقهاء آراء أحد ترجيح : يلي ما الترجيح هـــــذا فـــــي يراعـــــى أن ينبغـــــي األســـــرة أحكـــــام قانــــون

  3-4-1: . دليله في ضعيفا قوال يختار أال3-4-2: . لألسرة صالح فيه ما يختار أنمصلحة :3-4-3 هي المعتبرة والمصلحة والدليـل، المصلــحة يتبـع بل الناس، أهواء فيه يتبع أال

العامة. عـــلى :3-4-4 للوقوف االجتــــماع علــــم في المتخصــصين قـــبل من ميدانية بدراسات القيام

الشرعي الفقه ميدان في المتخصصون ليتمكــــــن وأسبابهــــا، األسريــــة المشاكــــل مـــدىاألقـــــل علـــــى أو المشاكل هذه لحل المناسب الفقهي الــــرأي اخـــــتيار من والقانـــون

. الشخصية األحوال قانون ضمن لتقنينه منها التقلـــيل فــــــــــــي اإلسهـــــام 

طرف رابعا: كل توعية طريق عن وذلك األسرة، أطراف بين الديني الوازع تنمية على العمل . اآلخر الطرف نحو وحقوقه بواجباته

  في خامسا: انهيار من تسببه لما المجتمع في المنتشرة وأسبابه الخلقي الفساد مظاهر على القضاء

له تكــــون لن الشخصـية لألحوال قانون سن أن الحسبان في األخذ مع األسرية، فاعلية العالقات . األخالقي الفساد على والقضاء الديني الوازع غرس على بالعمل إال األسرية المشاكل من الحد في

  كفاءتهم سادسا: ورفع القضاة، عدد زيادة خالل من الشرعي القضائي الجهاز تطوير على العمل

النفس وعلم واالجتماع الفقه مجال في التخصصية العمل وورش الدورات طريق عن العلمية . المعروضة القضايا في الفصل طول من للحد التقاضي إجراءات ضبط مع والتربية،

  : " سابعا: شقاق خفتم وإن تعالى قوله من انطالقا األسرية المشاكل في الحكم دور تقنينالله  بينهما يوفق إصالحا يريدا أن أهلها من وحكما أهله من حكما اآلية".  فابعثوا هذه ظاهر بينهما

" : بعث إذا فقالوا االستحباب، وجه على حملوه العلماء ولكن األقارب، من الحكمين يكون أن يوجبالصلح وإجراء الزوجين أحوال على التعرف الحكمين فائدة ألن جاز، األجانب من حكمين القاضي

. القريب يؤديه كما األجنبي يؤديه الغرض وهذا منهما، الظالم على والشهادة بينهما، 

أمرها يرفع أن قبل الزوجية المنازعات في التحكيم دور تقنين ضرورة أرى القول هذا على وبنـاءفي متخصصون يديرها األسرية للمشاكل متخصصة مكاتب إنشاء طريق عن وذلك القضاء إلى

صفة لها تكون أن على والنفس والتربية واالجتماع .  الشريعة فقط أهليه وليست رسمية 

والمراجــع والمراجــع المصـادر المصـادر1. . مغنية جواد ، الشخصية األحوال2. . عبدالحميد الدين محي محمد ، اإلسالمية الشريعة في الشخصية األحوال3. . القاسم عبدالعزيز عبدالرحمن ، األحكام وتقنين اإلسالم4. . الله حسب على ، اإلسالمي التشريع أصول5. . للشاطبي ، االعتصام6. . القيم ابن ، الموقعين إعالم7. . الخضري ، التشريع تاريخ

8. . أبوزهرة محمد ، اإلسالمية المذاهب تاريخ9. . القرطبي ، القرآن ألحكام الجامع

10. . قاسم يوسف ، األسرة حقوق11. . الصابوني ، البيان روائع12. . البيهقي ، الكبرى السنن13. . القيرواني زيد أبي ابن رسالة على زروق شرح14. . البخاري صحيح15. . القرضاوي يوسف ، اإلسالمية الشعرية في والمرونة السعة عوامل16. . تيمية ابن ، فتاوي17. . شلتوت محمود ، الفتاوي18. . الزحيلي وهبة ، وأدلته اإلسالمي الفقه19. . األردني الشخصية األحوال قانون20. . الجندي نصر أحمد ، الشخصية األحول قوانين21. . السرخسي ، المبسوط22. . عابدين ابن ، رسائل مجموعة23. . الحاكم ، الصحيحين على المستدرك24. . أحمد ، اإلمام مسند25. . عبدالرزاق مصنف26. . قدامة ابن ، المغني27. . القرضاوي يوسف ، المسلم المجتمع مالمح28. . للشاطبي ، الموافقات29. . / الخطيب عجاج محمد زرزور عدنان ، اإلسالم في األسرة نظام30. . الشوكاني ، األوطار نيل31.( ) جمعية ) ، الشخصية األحوال قضايا في المرأة الواقع رؤيا الدراسية الحلقة وثائق

.) البحرين نهضة فتاةالخليج .32 لدول التعاون مجلس بدول الشخصية لألحول الموحد للنظام مسقط وثيقة

العربية.

http://www.amanjordan.org/womenandlaw/walpaper3.htm