Upload
others
View
0
Download
0
Embed Size (px)
Citation preview
المجتمع المدني المغربيومكافحة الفساد:
نحو تعزيز حكامة الجمعيات
الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة - الطابق الثالث الرباط/B -–جناحHigh Techحي الرياض- شارع النخيل عمارة -
المغرب73 16 71 37 05׃ الفاكس 60/ 50 86 57 37 05׃الهاتف
المملكةالمغربية
الحكومة رئيس
- المجتمع المدني وتحديات المصداقية:1 - إرهاصOOات انخOOراط المجتمOOع المOOدني المغOOربي في2
محاربة الرشوة- نظرة على جهود المغرب في مجال محاربة الرشوة3 - إحداث الهيئة المركزية واإلشراك الكامOOل لفعاليOOات4
من المجتمع المدني في القرار - دور المجتمOOع المOOدني في اسOOتقاللية القOOرار داخOOل5
الهيئة - المجتمOOOع المOOOدني دعامOOOة الهيئOOOة في صOOOيغتها6
الدستورية- دور المجتمع المدني المغربي في محاربة الرشوة7- أوجه التعاون بين الهيئة الوطنية والمجتمع المدني8- توصيات لتعزيز حكامة المجتمع المدني9
توطئة2
ب��الرغم من أن للممارس��ات المدني��ة والعم��ل التط��وعي ج��ذورا عميقة في تاريخ اإلنسانية، فما من شك في أن المجتم��ع الم��دني بالمفاهيم المتعارف عليه��ا الي��وم ج��اء في س��ياق ع��رف في��ه دور
الدولة المركزية في النهوض بالشأن العام تراجعا مؤكدا. إن ه��ذا ال��تراجع ق��د يك��ون ناتج��ا عن ع��دة عوام��ل متفرق��ة أو متزامنة. لكن سواء كان هذا التراجع نتيجة تطور الفكر السياس��ي واالقتص��ادي بش��أن دور الدول��ة بحيث أفس��حت المج��ال إلش��راك فاعلين من خارج أجهزتها في تدبير الش��أن الع��ام، أو ك��ان نتيج��ة لضغط المجتمع نفس��ه والنتفاض��اته من أج��ل المطالب��ة ب��الحقوق المختلفة، هناك حقيقة جلية تتمث��ل في أن منظم��ات عدي��دة ع��بر العالم، غ��ير حكومي��ة قائم��ة باألس��اس على التط��وع وتس��تبعد أي ممارسات ربحية، تشتغل بشكل مكثف بالموازاة مع العمل ال��ذي تقوم به الدولة ومؤسساتها الدستورية، وأضحت ف��اعال أساس��يا ال يمكن االستغناء عنه إم��ا في مج��ال تق��ديم األفك��ار والمقترح��ات، وإما لممارسة الضغط المنظم و"الق��انوني" للمطالب��ة بإص��الحات
سياسية أو اقتصادية أو غيرها. بالمقاب��ل، ال يخل��و عم��ل المجتم��ع الم��دني من الم��د والج��زر في مواجهة تحديات عديدة من أجل إثبات دوره وفرض مساهمته في الحياة العام��ة. وفي ه��ذا اإلط��ار تح��اول ه��ذه الورق��ة رص��د بعض الج��وانب المحيط��ة بعم��ل المجتم��ع الم��دني في مج��ال مكافح��ة الفساد، وأيضا تقديم بعض المقترحات الهادفة لتعزي��ز أدواره في ظل المستجدات الدس�تورية ال�تي ارتقت ب�ه إلى فاع��ل أساس�ي
في صياغة ومراقبة وتتبع السياسات العمومية. يشتغل المجتمع المدني في مج��االت ع��دة، ق��د تك��ون ذات ط��ابع محلي أو جهوي أو وط��ني، وانطالق��ا من طبيع��ة الهيئ��ة المركزي��ة للوقاية من الرشوة واختصاصاتها ستركز ه��ذه الورق��ة أك��ثر على عم��ل المجتم��ع الم��دني المهتم بمكافح��ة الفس��اد بش��كل ع��ام والوقوف عند األدوار التي يق��وم به��ا في ه��ذا المج��ال، لكن قب��ل ذل��ك س��تعرض ه��ذه المس��اهمة لبعض التح��ديات ال��تي تواج��ه
المجتمع المدني، وقد تكون عائقا أمام فعاليته.3
- المجتمع المدني وتحديات المصداقية:1
يواج��ه المجتم��ع الم��دني ع��دة تح��ديات، تتعل��ق على الخص��وص بضعف التمويل وقلة مص��ادره، وأيض��ا باس��تقالل منظمات��ه س��واء عن الدولة أو عن األحزاب السياسية أو عن المجموعات الم��ؤثرة
مهما كانت طبيعتها. وهناك صلة وثيقة بين التمويل واالستقاللية، بحيث يواجه المجتمع الم��دني خط��ر االنح��راف عن أهداف��ه ومبادئ��ه لفائ��دة إمالءات الجهات الممولة، ويذكي هذا الوضع موجة من الشكوك المتزايدة حول مصداقية عمل منظمات المجتم��ع الم��دني، وم��دى إخالص��ها في الدفاع عن قيم المواطنة خاصة عن��دما تك��ون ه��ذه القيم في حالة ص��دام م��ع توجه��ات الجه��ات المانح��ة س��واء ك��ان أجنبي��ة أو وطنية. كما أن هذا الوضع قد يكون مصدر ت��أجيج للمزاي��دات ض��د المجتمع المدني بهدف تقزيم دوره وإظه��ار منظمات��ه في ص��ورة
مجموعات تدافع عن مصالحها فقط. له��ذا فعن��دما تب��دو األح��زاب السياس��ية، خاص��ة في البل��دان ذات التقاليد الديمقراطية الضعيفة، ع��اجزة عن تجمي��ل وج��ه الس�لطة القائمة، تلجأ هذه األخيرة إلى إح��داث هي��آت مدني��ة تابع��ة أو إلى تمكين هي���آت موج���ودة من مص���ادر وف���يرة للتموي���ل من أج���ل
استعمالها في تسويق صورتها. كما يواجه المجتمع المدني تحديا آخر يتمثل في مي��ل الن��اس إلى البحث عن مصالح ذاتية، وخلق المنافذ الالزمة لتحقيق ذلك. وه��و ما يمكن بشكل ما أن يفسر تنامي إحداث الجمعيات والمنظم��ات غير الحكومية التي يظل الكثير منها مج��رد منظم��ات على ال��ورق دون فعالي��ة ت��ذكر، ويك��ون اله��دف منه��ا في الغ��الب إلى مص��ادر
المال وجني الثروات.
- إرهاصOOات انخOOراط المجتمOOع المOOدني المغOOربي في2محاربة الرشوة
4
لم يكن الوعي المجتمعي بخطورة الفساد على الحياة االجتماعية بالقدر الذي يوجد عليه في الوقت الراهن. ومع أن الفس��اد واح��د من المظاهر التي تشكل جزءا من الممارسات اليومي��ة لم يس��لم منها أي مجتمع فإنه يختلف باختالف المجتمعات وباختالف نظرتها إلى جمل���ة من األم���ور فك���ل ذل���ك رهين بالع���ادات وبالتقالي���د،
وبمكونات الثقافة السائدة بشكل عام. وإذا كان المجتمع الدولي قد انتبه إلى خطورة الفساد على جه��ود التنمية في العالم، فابتكر الوسائل واألس��باب لمنع��ه، مم��ا س��اعد على جع��ل الظ��اهرة ض��من االنش��غاالت األساس��ية للسياس��يين والفاعلين االقتصاديين وفي المجتمع المدني وللمواط��نين بش��كل
المغارب��ة بالظ��اهرة واقتن��اعهمع��ام، ف��إن من إرهاص��ات وعي بضرورة التصدي لها ظهور فاعلين جمع��ويين جعل��وا من مكافح��ة الفساد قضية أساسية ومفصلية من أجل تحقيق التنمي��ة والعدال��ة
االجتماعية. في هذا السياق كان لتأسيس الجمعية المغربية لمحارب��ة الرش��وة
ب���الغ األث���ر في ال���دفع بمناهض���ة الفس���اد إلى1996في ين���اير الواجهة، وقد تزامن هذا الح�دث م��ع بعض االنف�راج ال�ذي عرفت��ه البالد في تل��ك الف��ترة وذل��ك في عالق��ة الدول��ة بحق��وق اإلنس��ان
وحرية الرأي والتعبير.
- نظرة على جهود المغرب في مجال محاربة الرشوة3
في سياق انخراط المغرب في الدينامية الدولية لمكافحة الفساد، بفضل المجتمع المدني، تم القيام بالعديد من المب��ادرات الرامي��ة إلى الحد من استفحال الظاهرة. ومنذ أواخر س��نوات التس��عينات
باتت درجة الوعي بخطورة الفساد متنامية. وبغض النظ���ر عن النت���ائج ال���تي تحققت ح���تى اآلن، فق���د راكم المغ��رب الكث��ير من اإلج��راءات ال��تي اس��تهدفت تقليص الفس��اد، خاص��ة في القطاع��ات العمومي��ة. وال ب��أس من الت��ذكير في ه��ذا
هذه المب��ادرات عقب مجيء حكوم��ة التن��اوب س��نةاإلطار ببعض .علما أنه إلى حدود هذا التاريخ ظلت محارب��ة الرش��وة إم��ا1998
5
ش��عارا في الحمالت االنتخابي��ة أو موس��ميا ومناس��باتيا كم��ا ه��و ، ولحمل��ة التطه��ير1972الشأن بالنسبة لمحاكم��ة ال��وزراء س��نة
.1996سنة لقد دفع االنشغال بظاهرة الرش��وة وآلي��ات مكافحته�ا في البداي��ة
،1999إلى إحداث اللجن��ة الوطني��ة لتخلي��ق الحي��اة العام��ة س��نة مكونة من ممثلين عن المقاوالت والمجتمع المدني وع��دة ادارات وشخصيات. وكان الهدف منه��ا ال��ترويج لعم��ل الدول��ة في مج��ال
تخليق الحياة العامة ومحاربة الرشوة. وخالل ثالث أو أربع سنوات من العمل، قدمت هذه اللجنة حصيلة أش��ارت في ذل��ك ال��وقت إلى اتخ��اذ إج��راءات تأديبي��ة في ح��ق "
شخص��ا من بينهم قض��اة وموظف��ون ومحلف��ون وم��ترجمون879 منهم الى القضاء".105وموثقون وعدول، أحيل
إلى أن "م��ا2002كما أشارت نفس الحصيلة التي قدمت س��نة 2001 وع��ام1998أحيل على محكمة العدل الخاصة ما بين ع��ام
يع��ادل ع��دد الملف��ات المحال��ة على تل��ك المحكم��ة خالل العش��ر ملفا". 211سنوات السابقة بما يقارب
ويذكر أنه خالل هذه الفترة تحديدا تفجرت تل��ك الملف��ات الك��برى التي أصبحت حديث ال��رأي الع��ام الوط��ني مث��ل الق��رض الفالحي والبنك الوط��ني لإلنم��اء االقتص��ادي والص��ندوق الوط��ني للض��مان االجتماعي والقرض العقاري والس��ياحي، وه��ذا بغض النظ��ر عم��ا
آلت إليه. بع��د ه��ذا ت��والت المب��ادرات في اتج��اه تعزي��ز الترس��انة القانوني��ة والمؤسس��اتية الوطني��ة المتعلق��ة بمكافح��ة الفس��اد، ومن ذل��ك
على اتفاقية األمم المتحدة لمكافح��ة الفس��اد2003التوقيع سنة التي تشكل اإلط��ار الم��رجعي األساس��ي دولي��ا في ه��ذا المج��ال، وتعديل بعض مقتضيات القانون الجنائي المغ��ربي في ه��ذا الب��اب
، وتب��ني برن��امج حك��ومي للوقاي��ة من الرش��وة س��نة2004س��نة تضمن مجموعة من اإلجراءات والتدابير منها إحداث الهيئة2005
بمقتض��ى مرس��وم2007المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة س��نة ، وإص��دار2010للوزير األول، ثم تحيين البرنامج الحك��ومي س��نة
ق��انون لحماي��ة الش��هود، باإلض��افة إلى مجموع��ة من الق��وانين6
األخرى ذات العالقة من قريب أو بعيد بظاهرة الفساد وصوال إلى المقتضيات الدستورية الجديدة التي كرست مبادئ الديموقراطية التشاركية، والحكام��ة ورب�ط المس�ؤولية بالمحاس�بة ونص�ت على إحداث عدد من المؤسس��ات ال��تي ستس��هر على ض��مان التنزي��ل األمثل لهذه المبادئ، ومن ذلك االرتقاء بالهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرشوة إلى مؤسسة دستوريها مع توسيع صالحياتها ومجاالت
.تدخلها
- إحداث الهيئة المركزية واإلشراك الكامOOل لفعاليOOات4من المجتمع المدني في القرار
أحدثت الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة بمقتض��ى مرس��وم ، في إطار تنفي��ذ مقتض��يات2007 مارس 13للوزير األول بتاريخ
المادة السادسة من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد، كم��ا ك��ان ذل��ك اس��تجابة لمط��الب المجتم��ع الم��دني بإح��داث وكال��ة مستقلة لمكافحة الفساد على غرار عدد من التجارب في العالم. وقد أوكل هذا المرسوم للهيئة مجموعة من المهام تتعلق أساس��ا
ب: - اقتراح التوجهات الكبرى لسياسة الوقاية من الرشوة وال س��يما فيما يتعلق بالتعاون بين القطاع العام والقطاع الخ��اص لمكافح��ة
الرشوة؛ - اقتراح التدابير الرامية إلى تحسيس الرأي العام وتنظيم حمالتإعالمي���������������������ة له���������������������ذا الغ���������������������رض؛ - المساهمة بتعاون م��ع اإلدارات والمنظم��ات المعني��ة، في تنمي��ة
التعاون الدولي في مجال الوقاية من الرشوة؛ - تتبع وتقييم الت��دابير المتخ��ذة لتنفي��ذ سياس��ة الحكوم��ة في ه��ذا المج���ال وتوجي���ه توص���يات إلى اإلدارات والهيئ���ات العمومي���ة والمق��اوالت الخاص��ة وإلى ك��ل مت��دخل في سياس��ة الوقاي��ة منالرش�������������������������������������������������������������������������������وة؛ - إب��داء بعض اآلراء ح��ول الت��دابير الممكن اتخاذه��ا للوقاي��ة منالرش�������������������������������������������������������������������������������وة؛
7
- جمع كل المعلومات المرتبطة بظ��اهرة الرش��وة وت��دبير قاع��دةالمعطي��������������������ات المتعلق��������������������ة به��������������������ا؛ - إخبار السلطة القضائية المختصة بجميع األفع��ال ال��تي تبل��غ إلى علمها بمناسبة مزاولة مهامها والتي تعتبره��ا أفع��اال من ش��أنها أن
تشكل رشوة يعاقب عليها القانون. وبالمقارن��ة م��ع هيئ��ات مكافح��ة الفس��اد على الص��عيد ال��دولي، وب��الرغم من أن المه��ام الموكول��ة إلى الهيئ��ة المركزي��ة مه��ام استش��ارية في الغ��الب، وبعض��ها فض��فاض وغ��ير واض��ح بم��ا في��ه الكفاية، فقد انفردت الهيئة في تركيبتها بإعطاء فعاليات المجتم��ع المدني مكانة أساس��ية في مسلس��ل اتخ��اذ الق��رار داخ��ل الجم��ع
عضوا فضال عن الرئيس. 44العام المكون من ( من3فباإلض���افة إلى ممث���ل عن الجمعي���ات األك���ثر تم���ثيال )
الجمعي��ات العامل��ة في مج��ال الوقاي��ة من الرش��وة، تض��م الهيئ��ة بمقتضى مرسوم اإلحداث ثالثة عش��ر عض��وا يعينهم ال��وزير األول
على الشكل التالي: - ستة أعضاء من المجتم��ع الم��دني يخت��ارون باعتب��ار عملهم في مج��������������������ال مكافح��������������������ة الرش��������������������وة؛
- ثالثة أعضاء يختارون من بين أعضاء الجمعي��ات ال��تي تعم��ل فيمج������������������ال الوقاي������������������ة من الرش������������������وة؛ - أربعة أعضاء يختارون من بين األس��اتذة الب��احثين المش��هود لهم
بالكفاءة في مجال مكافحة الرشوة. هكذا، وفي إطار مراعاة التوازن وضمان استقاللية الق��رار، يمث��ل
(، وه��و تقريب��ا نفس17المجتمع المدنى أك��ثر من ثلث األعض��اء ) (، بينما يتوزع ب��اقي األعض��اء16عدد ممثلي القطاعات الوزارية )
بين الجمعيات والهيئات المهنية والنقابات. بهذا الشكل لم يكن إش��راك المجتم��ع الم��دني في تركيب��ة الهيئ��ة إش��راكا ش��كليا أو جزئي��ا، ب��ل ك��ان إش��راكا ك�امال ليس فق��ط في إعداد السياسات والقرارات المتعلقة بإنجاز مهام الهيئة ب��ل أيض��ا في تنفيذها من خالل ض��مان وج��ود ممثلين عن المجتم��ع الم��دني
في اللجنة التنفيذية المنبثقة عن الجمع العام.
8
- دور المجتمOOع المOOدني في اسOOتقاللية القOOرار داخOOل5الهيئة
من هذا المنطلق، شكل حضور المجتمع المدني بنس��بة الثلث في تركيب��ة الهيئ��ة إح��دى الض��مانات األساس��ية لالس��تقالل ال��وظيفي للهيئة، بالرغم من االرتباط بالوزارة المالية في ما يتعل��ق بص��رف الميزانية نتيجة التأويل الذي أعطت��ه مص��الح وزارة المالي��ة لص��فة اآلمر بالصرف التي منحها مرسوم اإلح��داث ل��رئيس الهيئ��ة. ومن
تجليات هذا االستقالل الوظيفي نذكر:- التدبير اليومي لسير عمل الهيئة بمنأى عن أي تدخل أو توجيه
- انتقاء وتوظيف الكفاءات القادرة على النهوض بمهام الهيئة - النقاش الحر داخل الجمع العام واللجنة التنفيذية
- اتخاذ القرارات داخ��ل أجه��زة الهيئ��ة دون الرج��وع إلى الهيئ��اتالتي يمثلها األعضاء
- إص�دار تقري�رين وع�دة وث�ائق موض�وعاتية بع�د التواف�ق حوله�اداخل األجهزة التقريرية
- موضوعية هذه التق��ارير وجرأته��ا في تش��خيص مختل��ف مظ��اهرالفساد في المغرب، بشهادة مختلف الفاعلين.
واعتبارا لذلك، تمثل الهيئة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة تجرب��ة فري��دة بين التج��ارب الدولي��ة المتعلق��ة بإح��داث هيئ��ات لمكافح��ة الفساد، ب��الرغم من ع��دم توفره��ا على ص��الحيات أو مه��ام تخص زج��ر الفس��اد وإنف��اذ الق��انون، حيث جعلت المجتم��ع الم��دني في قلب مكافح��ة الفس��اد، باإلض��افة إلى أدواره التقليدي��ة المتعلق��ة
بالمرافعة والتوعية وتقييم اإلجراءات المتخذة. م��ا يع��زز أهمي��ة دور المجتم��ع الم��دني داخ��ل األجه��زة التقريري��ة للهيئة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة أن مع��ايير اختي��ار األعض��اء اتجهت نحو شخص�يات مش�هود له�ا عمله�ا ونض�الها وكفاءته�ا في مجال مكافح��ة الرش��وة، وهي في الغ��الب شخص��يات فاعل��ة في منظمات المجتمع المدني التي راكمت تجربة كب��يرة. وق��د س��اهم ذل����ك في ث����راء المناقش����ات ودينامي����ة األفك����ار بحيث أعطى
9
المص�داقية الالزم��ة بش�كل خ��اص لمهم��ة الهيئ��ة كق��وة اقتراحي��ةوكآلية للتقييم.
- المجتمOOOع المOOOدني دعامOOOة الهيئOOOة في صOOOيغتها6الدستورية
على أهمية دور المجتمع الم��دني، وك��ان2011أكد دستور يوليوز هذا التأكيد تحص��يال لم��ا راكمت��ه منظمات��ه وجمعيات��ه من نض��االت واجتهادات في مختلف المج��االت، ورغب��ة في إعطائه��ا دورا أك��بر من خالل إشراكها في إع��داد السياس��ات العمومي��ة وتمكينه��ا من
أدوار جديدة تتعلق بالرقابة والتقييم. من دستور فاتح يوليوز على أنه "12في هذا اإلطار ينص الفصل
تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن الع��ام، والمنظم��ات غ��ير الحكومية، في إطار الديمقراطية التش��اركية، في إع��داد ق��رارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخب�ة والس�لطات العمومي�ة، وك�ذا في تفعيلها وتقييمها"، مع اإلش��ارة إلى أن ه��ذه المش��اركة س��يتم
تحديد شروطها وكيفياتها بقانون. وحيث إن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة رصدت في تقييمها لحصيلة أربع سنوات من عمله��ا بع��دا إيجابي��ا لتمثيليته��ا المتنوع��ة والمتوازن��ة معت��برة إياه��ا عام��ل إث��راء وض��مانة من ض��مانات اس��تقاللية الهيئ��ة، عم��دت في مش��روع الق��انون ال��ذي أعدت��ه للمالءم��ة م��ع المقتض��يات الجدي��دة ال��تي ارتقت به��ا إلى هيئ��ة
،2011 من دستور يوليوز 167 و 36دستورية بمقتضى الفصلين إلى اإلبقاء على تمثيلية وازنة للمجتمع المدني.
يجدر التأكيد على أن تقديم مشاريع الق��وانين هي من الص��الحيات الدستورية للحكوم��ة، مم��ا يجع��ل مب��ادرة الهيئ��ة في ه��ذا االط��ار رهينة بالتأويل الحكومي لمقتض��يات الدس��تور وبالتص��ور المتعل��ق
بآليات تنزيلها. واعتبارا للمكانة التي أوالها الدستور للمجتمع الم��دني وحث��ه على إشراك منظمات في مسلسل اتخاذ الق��رار وص��ياغة السياس��ات، نرى أن اللجنة الوطنية للح��وار ح��ول المجتم��ع الم��دني كآلي��ة من
10
اآللي��ات التش��اركية للتنزي��ل م��دعوة لتعزي��ز مكتس��بات الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة في م��ا يتعل��ق بإش��راك المجتم��ع المدني، وذلك بأن تقدم تجربة الهيئة باعتباره��ا نموذج��ا لإلش��راك الكامل الن��اجح، وبالت��الي أن تض��ع ض��من مقترحاته��ا اإلبق��اء على تمثيلية المجتمع المدني المعني بمكافح��ة الفس��اد داخ��ل األجه��زة
التقريرية للهيئة الوطنية للنزاهة المرتقبة.
- دور المجتمع المدني المغربي في محاربة الرشوة7
ال تختلف أدوار المجتمع المدني، مهم��ا ك��انت مج��االت عمل��ه بم��ا في ذلك مكافح��ة الفس��اد. ويمث��ل دعم المجتم��ع للدول��ة وأجه��زة مكافح��ة الفس��اد واح��دة من الرك��ائز األساس��ية لنج��اح سياس��ات مكافح��ة الفس��اد، ب��ل إن إش��راك المجتم��ع الم��دني في ص��ياغة السياسات المتعلق��ة به��ذا ال��ورش يمكن اعتب��اره مقياس��ا لإلرادة
الفعلية في مكافحة الفساد. في هذا اإلط��ار، للمجتم��ع الم��دني ولعم��وم المواط��نين أدوار في إس��ناد رغب��ة الدول��ة وإرادته��ا في مكافح��ة الفس��اد، وهي أدوار تتراوح بين العمل التحسيسي والتوعوي اعتبارا لم��ا يكتس��يه ه��ذا الجانب من أهمية في تغيير نظرة الناس إلى الظاهرة وفي تغي��ير العقليات التي درجت على التس��امح م��ع بعض مظ��اهره، والعم��ل ال��ترافعي ال��ذي ي��ذهب أبع��د من التحس��يس لمطالب��ة الس��لطات باتخاذ اإلجراءات الضرورية والفعالة لمحاصرة الفس��اد، من خالل سن قوانين وإنشاء مؤسسات متخصصة لذلك، ووضع حد لإلفالت من المتابع��ات والعق��اب وغ��ير ذل��ك. ثم العم��ل التش��اركي أو المشاركة المباشرة في تدبير الشأن العام، وذلك بالمساهمة في إعداد وصياغة ومراقبة تنفيذ السياسات العمومي��ة وتقييمه�ا، وه��و
ما تنص عليه المقتضيات الدستورية الجديدة. في هذا اإلطار، يقوم المجتمع الم��دني، حس��ب التج��ارب الدولي��ة المتعلق��ة بمكافح��ة الفس��اد، ب��أدوار عدي��دة ال يمكن اإلحاط��ة به��ا بشكل شامل، لكن هذا ال يمنع من اإلش��ارة إلى أهم ه��ذه األدوار
تتمثل في:11
- إسناد وتعزيز اإلرادة السياسية لمكافحة الفساد- نشر وترسيخ قيم النزاهة والشفافية في عملها،
- رفع الوعي بموضوع الفساد ومحاربته - مساءلة البرلمان حول حاالت الفس��اد باعتب��اره أح��د مرجعياته��ا
االنتخابية )البرامج االنتخابية لألحزاب(. - المساهمة في تطوير أدوات الرقابة على الحكومة،
- المساهمة في تقوية سيادة القانون. - تعزي��ز المس��اءلة والش��فافية والمحاس��بة في أجه��زة الدول��ة
والقطاع العام، - بن��اء التحالف��ات الموض��وعية لمناهض��ة الفس��اد وإش��اعة مب��ادئ
الشفافية والنزاهة.- مطالبة الحكومات بنشر المعلومات حول قضايا الفساد
- الضغط من أجل إعداد وتنفيذ مخططات وبرامج العمل الرامي��ةإلى مكافحة الفساد
- المشاركة في صياغة التشريعات والقوانين والسياسات العام��ةوحماية الحقوق خاصة في ما يتصل بالفساد
- مس��اعدة البرلم��ان في الرقاب��ة ورص��د انتهاك��ات وتج��اوزاتالسلطة التنفيذية
- أوجه التعاون بين الهيئة الوطنية والمجتمع المدني8
تنطلق األدبيات الدولية المتعلقة بمكافحة الفساد، بش��كل ملح، من أن المقاربة الناجعة للحد من الظاهرة ال يمكن أن تكون إال شمولية، وأن��ه ال يمكن ألي مت��دخل أن يق��وم به��ذه المهم��ة بش��كل منف��رد. وه��و م��ا يقتض�ي أن تتظ�افر جه�ود الجمي��ع في إط�ار من التكام��ل الق�ائم على تحديد المسؤوليات وتقاسمها. في ه��ذا الس��ياق ال ب��د من إيج��اد س��بل التع��اون والعم��ل المش��ترك بين الف��اعلين والمت��دخلين جميع��ا أو بين
بعضهم على األقل. وإذا ك��انت الهيئ��ة في ص��يغتها الحالي��ة تض��م في عض��ويتها ممثلين عن المجتمع المدني يشاركون بشكل مباشر في اتخ��اذ الق��رارات وص��ياغة
12
برامج عمل الهيئة، ف��إن ه��ذا ال يمن��ع من العم��ل على إيج��اد إمكاني��اتللعمل التشاركي الذي يمكن أن يتخذ أوجها عديدة من بينها:
- أنش��طة التوعي��ة: تنس��يق حمالت للتوعي��ة وإنج��از وتنفي��ذ ب��رامج1مشتركة للتوعية
- القي��ام بالدراس��ات الميداني��ة واس��تطالعات ال��رأي ال��تي تهم واق��ع2الفساد
- تنظيم ن��دوات وورش��ات فكري��ة ودورات تدريبي��ة لتنمي��ة الكف��اءات3والخبرات في مجال مكافحة الفساد
وذلك في إطار صيغ المشاركة المجتمعية المتعارف عليها على الصعيد الدولي، والتي تش��مل أرب��ع مس��تويات تمث��ل في الواق��ع درج��ة إدم��اج المجتمع المدني في التدبير العمومي، وكلما كانت ه�ذه الدرج�ة عالي�ة كلما ارتفعت أيضا درجة شفافية التدبير بما يعتبر ض��مانة من ض��مانات نج��اح السياس��ات أو الق��رارات المتخ��ذة. تتمث��ل المس��تويات األربعة
للمشاركة في:األساسية االكتفاء بوضع كل المعلومات رهن إشارة المجتمع الم��دني- اإلخبار:
حتى يتم من القيام بدوره. طلب رأي المجتمع المدني في مشروع تق��رر إنج��ازهاالستشارة:-��
من قبل اإلدارة العمومية. مناقشة وحوار مع المجتمع المدني في أف��ق اتخ��اذ ق��رارالتشاور: -��
متوافق بشأنه. إشراك المجتمع المدني منذ البداية في اإلع��داداإلشراك الكامل:-��
وفي اتخاذ القرار النهائي كينه منمتتوقف فعالية األنشطة التي يقوم بها المجتمع المدني على ت
المعلومات الضرورية المتعلقة بالشأن العام. وهو ما يقتض��ي اإلس��راع بإخراج القانون المتعلقة بالحق في الوصول إلى المعلومات في صيغة تستجيب لمتطلبات الشفافية وللمطالب الذي ما عبرت عنه��ا مختل��ف
الفعاليات المجتمعية. وتشمل المعلومات التي يحتاج إليه��ا المجتم��ع الم��دني للقي��ام ب��أدواره
في ما يتعلق بمكافحة الفساد عددا من المجاالت من بينها:- القوانين واألنظمة اإلدارية1- مساطر الولوج إلى الخدمات2
13
- المعلومات المتعلقة بسير المؤسسات العمومية ووظائفها3- الوثائق المتعلقة بالمشاريع التي تبرمجها اإلدارات العمومية4 - األج��ور والمكاف��آت ال��تي يحص��ل عليه��ا الموظف��ون في مناص��ب5
المسؤوليات العليا- األرقام والوثائق المتعلقة بإعداد ميزانية الدولية6- معايير التوظيف في أسالك الوظيفة العمومية7 - الئحة للمشاريع المنتظر إنجازها من طرف اإلدارات العمومي��ة )م��ا8
يسمى بالبرنامج التوقعي(- القرارات والسياسات التي تهم المجتمع أو فئات عريضة منه9
- توصيات لتعزيز حكامة المجتمع المدني:9
الحديث عن حكامة الجمعيات هو بالض��رورة ح��ديث عن الفعالي��ة التنظيمية وأيضا عن حسن تدبير وعقلنة الموارد المالية ال��تي يتم الحصول عليها سواء من مانحين عموم��يين أو خ��واص وطن��يين أو
أجانب. وما من شك في أن الحكامة تتضمن جوانب أخرى ال تقل أهمي��ة، من شأنها أن تساهم تحقي��ق م��ا تمت اإلش��ارة إلي��ه قبل��ه. يتعل��ق األمر بالطرق التي يتم اختيارها لتدبير العم��ل داخ��ل الجمعي��ة من قبي��ل كيفي��ات الت��داول على مناص��ب التس��يير وت��أمين ن��وع من الديموقراطي��ة الداخلي��ة، وأن��واع الهياك��ل المس��يرة بم��ا في ذل��ك لجان مراقبة صرف الميزاني��ات المرص��ودة المش��كلة من أعض��اء من خارج الهيئة المسيرة وأيضا جهات التدقيق والمحاسبة التابعة لإلدارات العمومية عندما يتعلق األمر بال��دعم المحص��ل علي��ه من
المال العام. ومن شأن تبني واتباع مبادئ الحكامة الجيدة داخل الجمعيات، أن يض��من النه��وض ب��األدوار الجدي��دة المنوط��ة به��ا وبك��ل مكون��ات المجتم��ع الم��دني في األدبي��ات الحديث��ة المتعلق��ة به��ذا الفاع��ل األساسي، فهي أوال تمكن الجمعي��ات من كس��ب ثق��ة المواط��نين مما يض��من التف��افهم ح��ول مش��اريعها والمس��اهمة فيه��ا وتيس��ير س��بل نجاحه��ا، كم��ا س��تمكنها من ثق��ة الم��انحين، عموم��يين أو
14
خواص، مما سيضمن من جهة أخ��رى اس��تمراريتها الفع��ل وت��وفرموارد مالية قارة أو شبه قارة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها. وإذا كان ثمة ما ينبغي اإلشارة إليه، فهو أن أية مقتضيات مقترحة في هذا المجال، ال بد عن��د تطبيقه��ا من األخ��ذ في االعتب��ار بعض األبعاد المرتبطة على سبيل المثال بحجم الجمعية وعدد أعض��ائها وكذلك حجم ميزانيتها السنوية، وذلك حتى ال تؤثر االجراءات التي يتم اتخاذها عن تطور العمل المدني والجمعوي من خالل التضييق على الجمعيات الصغيرة ال��تي تش��تغل بإمكاني��ات بس��يطة وبع��دد
محدود من األعضاء.
- حكامة الجمعيات1.1 تتأسس الحكامة الجي��دة، بش��كل ع��ام، على جمل��ة من المب��ادئ. وهي مبادئ مطلقة تهم جمي��ع المج��االت، وب��دونها يظ��ل المج��ال مفتوح��ا لالختالالت المختلف��ة من قبي��ل س��وء الت��دبير واختالس األم��وال وأحيان��ا التعس��ف في اس��تعمال الس��لطة )مهم��ا ك��انت
طبيعتها(. ويمكن إيجاز المبادئ المذكورة، كما تضمنتها تقارير سابقة للهيئة
المركزية للوقاية من الرشوة في أربعة كبرى، أكدت عليهامقتضيات الدستور.
- الديمقراطية1- الشفافية 2- المشاركة واإلشراك 3- المساءلة4
وقبل تقديم توص��يات لتعزي��ز الحكام��ة في العم��ل الجمع��وي، من المفي��د الوق��وف عن��د ع��دد من المقتض��يات القانوني��ة ال��تي تهم باألساس التمويل العمومي للجمعيات أو ما يصطلح عليه بالدعم، وأيضا عند تلك التي تؤطر التموي��ل األجن��بي للجمعي��ات الوطني��ة. واختيار الوقوف أكثر عند الموارد المالي��ة للجمعي��ات المتأتي��ة من المال العام نابع من كونه العنصر األك��ثر إث��ارة للج��دل، ولالس��تياء أحيانا، في األوساط الجمعوية بداعي عدم وضوح المع��ايير وع��دم مراعاة اإلنصاف في صرف هذا الدعم في الوقت الذي تحتل فيه األم��ور التنظيمي��ة ال��تي س��بقت اإلش��ارة إليه��ا درج��ة أدنى في
االنشغاالت المرتبطة بالحكامة. 15
تختلف أنواع وط��رق ال��دعم ال��ذي تقدم��ه اإلدارات والمؤسس��ات المنتخبة والمؤسسات العمومية لمنظم��ات المجتم��ع الم��دني بين
ما هو نقدي، وعيني وأحيانا لوجيستي لتنظيم بعض األنشطة. في ه��ذا اإلط��ار، يتض��من الظه��ير المتعل��ق بتنظيم ح��ق تأس��يس الجمعيات مقتضيات تحدد مصادر تمويل الجمعيات، خاصة ما ورد
من��ه. فباإلض��افة إلى واجب��ات انخ��راط األعض��اء6في الفص��ل وإعانات القطاع الخاص ينص هذا الفص��ل على مص��درين حي��ويين لتمويل الجمعيات هما "اإلعانات العمومي��ة" و"المس��اعدات ال��تي
يمكن أن تتلقاها من جهات أجنبية أو منظمات دولية". باإلضافة إلى ذلك، يمكن للجمعيات المعترف له��ا بص��فة المنفع��ة العامة أن تقوم بالتماس اإلحسان العمومي مرة واحدة، وفقا لم�ا
المتعل��ق بالتم��اس004.71هو منص��وص علي��ه في الق��انون رقم اإلحسان العمومي.
هكذا، فإض��افة إلى الم��وارد المالي��ة المنص��وص عليه��ا في ظه��ير ، يخول ه��ذا الق��انون للجمعي��ات ذات النف��ع الع��ام إمكاني��ة1958
جمع األموال عن طريق "طلب يوج��ه إلى العم��وم للحص��ول على أم��وال أو أش��ياء أو منتوج��ات تق��دم كال أو بعض��ا لفائ��دة مش��روع خ��يري أو هيئ��ة أو أف��راد". وق��د ح��دد الق��انون الم��ذكور وس��ائل الحصول على هذه األموال باإلشارة إلى "االلتماسات واالكتتاب��ات وبيع الشارات والحفالت والس��هرات الراقص��ة واألس��واق الخيري��ة
والفرجات والحفالت الموسيقية".ْ��دَ أن ه��ذا التموي��ل لم تترك��ه مقتض��يات ظه��ير ب��دون1958بي
مك��رر32 و32التنصيص على ضبطه ومراقبته. فقد نص الفص��ل مرتين على إلزام الجمعيات ال��تي تتلقى إعان��ات عمومي��ة بش��كل دوري بتق��ديم ميزانيته��ا وحس��اباتها للجه��ات ال��تي تمنحه��ا تل��ك اإلعان��ات وك��ذلك بإمس��اك دف��اتر الحس��ابات ال��تي تح��ددها وزارة االقتص��اد والمالي��ة وتخوي��ل مفتش��ي ه��ذه األخ��يرة بمراقب��ة تل��ك
الحسابات. كما أن المرسوم المتعلق بمنح صفة المنفعة العام��ة، ب��الرغم من أنه يفتح المجال أمام الجمعيات للحصول على موارد، فإن��ه وض��ع جمل��ة من الش��روط ال��تي تح��دد أوج��ه وكيفي��ة ص��رف األم��وال المتحصل عليه��ا. في ه��ذا اإلط��ار، تم تقيي��د طلب الحص��ول على
هذه الصفة، من بين شروط أخرى، ب: - مس��ك محاس��بة تس��مح بإع��داد ق��وائم تركيبي��ة تعكس ص��ورة1
صادقة عن ذمة الجمعية ووضعيتها المالية ونتائجها16
- اح��ترام االل��تزام بتق��ديم المعلوم��ات المطلوب��ة والخض��وع2للمراقبة اإلدارية
- ضمان المشاركة الفعلية لكل األعضاء في تدبير الجمعية3 أكثر من ذلك فإن االعتراف بصفة المنفع�ة العام��ة يتم "بمرس�وميحدد القيمة القصوى للممتلكات التي يمكن للجمعية أن تملكها". وفي إط��ار تعزي��ز اإلج��راءات المتعلق��ة بش��فافية الت��دبير الم��الي للجمعي��ات، يمكن الت��ذكير في ه��ذا الس��ياق بم��ا تض��منته مدون��ة
المتعلق��ة بمراقب��ة91 و90 و 89المح��اكم المالي��ة في مواده��ا استخدام األموال ال��تي يتم جمعه��ا عن طري��ق التم��اس اإلحس��ان العم��ومي، وتل��زم مقتض��يات ه��ذه الم��واد الجمعي��ات المعني��ة بالمراقبة بتقديم "الحسابات المتعلقة باستخدام الم��وارد ال��تي تم
جمعها". تتم ه��ذه المراقب��ة ال��تي تك��ون بن��اء على طلب يوجه��ه رئيس الحكومة إلى المجلس األعلى للحسابات، من طرف رئيس إحدى
الغرف يقوم رئيس المجلس بتعيينه. من هنا، يمكن التأكيد على أن الترس�انة القانوني��ة المغربي��ة ت��وفر مجموعة هامة من المقتضيات الكفيلة بمنع التجاوزات التي يمكن أن تشوب تدبير الجمعيات، خاصة في الجانب المالي ال��ذي ع��ادة ما يكون مثار جدل. ومن ش��أن تط��بيق المقتض��يات الم��ذكورة أن
يغني عن أي إجراءات إضافية. لكن الواقع، في ظل االهتمام المتزايد بحماية المال العام، يفرض باإلضافة إلى تعزي��ز الترس��انة الج��اري به��ا العم��ل، تك��ثيف آلي��ات المراقبة، دون أن يع��ني ذل��ك تقيي��د الحري��ات المكفول�ة دس��توريا خاصة م��ا يتعل��ق منه��ا بتأس��يس الجمعي��ات، أو قانوني��ا خاص��ة م��ا
يتعلق منها بالحصول على التمويل والدعم. ، قب��ل أن يتم إص��دار نص خ��اص ب��األحزاب1958وإذا كان ظه��ير
السياس���ية، ق���د جم���ع في بعض مقتض���ياته بين ه���ذه األخ���يرة والجمعيات كمنظمات مدنية، وأمام تش��ابه بعض أوج��ه االختالالت في مجال الحكامة )عدم شفافية الت��دبير الم��الي، غي��اب الت��داول الفعلي على مناصب القرار...( ال��تي يمكن أن تش�وب الممارس��ة الحزبية أو الجمعوية، فإن الباب يبقى مفتوحا أمام إمكانية تطبيق بعض األحكام المتعلقة بحكامة األحزاب السياس��ية على جمعي��ات
المجتمع المدني. من شأن تعزيز الحكامة داخل الجمعيات، من خالل الح��رص على تط���بيق المب���ادئ العام���ة له���ذه األخ���يرة، ومن خالل االمتث���ال
17
للمقتضيات القانونية في ه�ذا المج�ال، أن يق�وي ثق��ة المواط�نين في المجتمع المدني كفاعل أساسي ومؤثر في صياغة السياسات العمومي��ة وتنفي��ذها وتقييمه��ا، وفق��ا لألدوار الدس��تورية الجدي��دة
المنوطة به.
التوصيات:- 2.1
في ما يلي بعض المقترحات حول حكام��ة الجمعي��ات ال��تي تظ��ل أفك��ارا عام��ة مس��تمدة في الغ��الب من الممارس��ات والتج��ارب الدولي��ة وأيض��ا من بعض األدبي��ات ال��تي تن��اولت الموض��وع، وهي أفك��ار تعتق��د الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة أنه��ا قابل��ة للتطبيق، ومن شأنها ض��مان مزي��د من فعالي��ة العم��ل الجمع��وي، على أن يكون ذلك مع مراعاة المرون�ة في ص�ياغتها في مش�اريع القوانين المنتظرة، ألن اله��دف األساس��ي س��واء من المقتض��يات الدستورية أو من ه�ذا النق�اش المتعل�ق بتنزي�ل تل�ك المقتض�يات يظل هو تطوير منظمات المجتمع المدني والرف�ع من ع�ددها بم�ا
يؤهلها لتكون إحدى الركائز الضرورية لتقدم وتنمية المجتمع:
الحرص على احترام المقتضيات القانونية المتعلق��ة بمراقب��ة.1األموال العمومية خاصة ما يتعلق منها بالجمعيات
في حال��ة امتالك الجمعي��ة ألي ممتلك��ات، ينبغي العم��ل على.2 تقييمه��ا وتس��جيلها باس��مها، م��ع الفص��ل بين ماليته��ا ومالي��ة
األشخاص المسيرين لها، ح��تى دون أن يق��وم المجلس األعلى للحس��ابات بعملي��ات.3
االفتحاص، تعمد الجمعية إلى تقديم حس��اباتها الس��نوية إلي��هونشرها إذا أمكن،
نشر مبالغ الدعم التي تكون الجمعية ق��د حص��لت عليه��ا م��ع.4تحديد الجهات الداعمة وحجم الدعم الذي قدمته كل جهة.
أن يتم التموي��ل العم��ومي على أس��اس مش��اريع وفي إط��ار.5 اتفاقي��ات، وه��ذا س��يحفز منظم��ات المجتم��ع الم��دني على
االجتهاد وتكثيف العمل من أجل المصلحة العامة.
18
وضع ح�دود واض�حة بين العم�ل التط�وعي والعم��ل الم��أجور.6 داخل الجمعي��ات، ه��ذا س��يحد من حص��ول أعض��اء الجمعي��ة، مسيرين أو غير مسيرين، من تعويضات دون وجه حق أو من غ���ير س���ند في الق���وانين الج���اري به���ا العم���ل المتعلق���ة
بالجمعيات. صياغة دليل عملي للممارس��ات الجي��دة في مج��ال الحكام��ة.7
خاص بالجمعيات، يضم مختلف التدابير المتعارف عليها دوليافي هذا المجال.
تحديد مدة واليات المكتب المس��ير، أو ال��رئيس على األق��ل،.8 على األكثر في واليتين أو ثالث��ة من س��نتين لض��مان الت��داول على اتخ��اذ الق��رار داخ��ل الجمعي��ة، وض��مان تجدي��د ال��دماء
واألفكار. إتاحة المعلومات المتعلقة بمشاريع الجمعية ومب��الغ التموي��ل.9
ومصادرها لجميع األعضاء ألن من ش��أن ش��فافية مماثل��ة أنتحد من فرص ارتكاب أفعال الفساد.
باإلضافة إلى تمكين األعضاء من المعلومات المتعلقة بمالي��ة.10 الجمعي��ة، يبقى ض��روريا االس��تعانة بخب��ير حس��ابات محل��ف للس��هر على الت��دقيق والض��بط مم��ا يع��زز س��معة الجمعي��ة
ومصداقيتها، مع مراعاة حجم الجمعية وميزانيتها. نشر التقرير المالي الذي يقدم ألعضاء الجمعية خالل الجم��ع.11
العام. فرض التزام الجمعيات بعق��د جموعه��ا العام��ة وف��ق مواعي��د.12
محددة واحترام مدة االنتداب، مع تسهيل وتبسيط اإلجراءاتاإلدارية المتعلقة بتجديد المكتب.
ض��مان وج��ود س��لطة مض��ادة في م��ا يتعل��ق بص��رف مالي��ة.13 الجمعية، فباإلضافة إلى توقيعين في أي التزام أو نفق��ة، من المفترض وجود آلية للمراقبة الداخلية )مجلس إداري، لجن��ة للمحاسبة من األعضاء(، خاصة عندما يتعلق األم��ر بجمعي��ات
كبيرة تتلقى دعما كبيرا من المال العام.
19
إعداد ميثاق للسلوك، باإلضافة إلى القانون الداخلي، يتضمن.14 عددا من االلتزامات األخالقي��ة ال��تي على األعض��اء احترامه��ا
خالل عملهم في الجمعية. مراع���اة مقارب���ة الن���وع في تش���كيل األجه���زة المس���يرة.15
للجمعيات. فص��ل واض��ح "للس��لط" والمه��ام بين أجه��زة الجمعي��ة في.16
الحال الذي تتعدد فيه هذه األجه��زة )الجم��ع الع��ام، المجلساإلداري، المكتب، اللجان المختلفة...(.
إقرار تخصص الجمعيات في مجال محدد ضمانا لحسن س��ير.17العمل ولوضوح األهداف وبالتالي صرف الموارد المالية.
20