http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب : مجلة جامعة أم القرى6عدد الأجزاء :

] ترقيم المجلة غير موافق للمطبوع [

وفي مجال العلاقات العسكرية ، فقد سمحت تركيا هـ بإنشاء محطات1410م- 1990لإسرائيل في عام

للتجسس الأمني والاستخباري على الدول المجاورة ( .وفي أثناء أزمة13وبخاصة العراق وسوريا وإيران )

هـ سمحت تركيا للطائرات1411م –1991الخليج عام الإسرائيلية باستخدام مطاراتها العسكرية لأغراض

( . وضمن إطار الزيارات14التجسس على العراق ) العسكرية ، فقد زار قائد سلاح الجو الإسرائيلي

، تركيا في شهرHerzel Bodengerهرتزل بودينغر هـ ، والتقى فيها وزير1414م – ربيع الأول 1993آب

الدفاع ، ورئيس هيئة الأركان ، وقائد سلاح الجو الأتراك . وتم فيها البحث في سبل تطوير العلاقات

( . وأعقبها زيارة قام بها15العسكرية بين البلدين ) ، المدير العام لوزارةDavid Evriدافيد عفري

الدفاع الإسرائيلية ، إلى أنقرة أواخر ذلك العام ، على رأس وفد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي . وقد اجتمع الوفد الإسرائيلي مع نظيره التركي ،

وكان محور المحادثات إقامة روابط عسكرية على ( . ورغبة16أساس المصالح الاستراتيجية المشتركة )

في توطيد العلاقات العسكرية والأمنية بين تركيا وإسرائيل ، قام المفتش العام للشرطة الإسرائيلية

بزيارة تركيا في شهرIsaf Hevetzاساف حيفتس هـ ،1415م - جمادى الأولى 1994تشرين الأول

واجتمع مع رئيس خدمات الأمن التركي محمد آجار . مكافحة " وتناولت المباحثات التعاون في مجال

ربيع23م -1995أيلول18( . وفي 17 ")الإرهاب هـ ، اجتمع دافيد عفري مع قادة الجيش1416الثاني

التركي في أنقرة ، وبحث موضوع المشاريع الأمنيةالمشتركة ، وتطورات الوضع في الشرق الأوسط )

18.)

(9/78)

وأثمرت الجهود الإسرائيلية – التركية خلال الفترة ما هـ عن1415-1410م /1995-1990بين عامي

تطورات جذرية في العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين خلال الفترة اللاحقة التي

هـ إذ1418-1416م / 1998-1996تمتد ما بين عامي شهدت انطلاقة جديدة في حجم ونوع العلاقات

العسكرية بينهما ، فتجسد ذلك في عقد الاتفاقيات العسكرية والأمنية ، وقيام إسرائيل بتحديث مختلف

أسلحة الجيش التركي ، إضافة إلى تزويده بشتى أنواع الأسلحة ، وإجراء المناورات الجوية والبحرية

المشتركة ، فضلا على التنسيق العسكري والاستراتيجي ، وتبادل الزيارات العسكرية على

( . ففي مجال عقد19مختلف المستويات والأصعدة ) الاتفاقيات العسكرية بين إسرائيل وتركيا ، أثمرت

جهودهما عن التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري هـ.1416 شوال 5م – 1996 شباط 24والأمني في

وتضمنت تبادل زيارات العسكريين والأسلحة والمعدات العسكرية في البلدين ، وإجراء التدريبات الجوية والبحرية ، بالتنسيق والتعاون المشترك مع

الولايات المتحدة الأمريكية . إضافة إلى التعاون وقد تم " . مكافحة الإرهاب " الأمني والاستخباري و

الإعلان عن بعض تلك البنود رسميا مثل إجراء التدريبات المشتركة المحدودة ، وسرب البعض الآخر

منها في الصحف التركية والإسرائيلية. وثمة بنود أخرى ، تتعلق بطبيعة العلاقات العسكرية ومجالاتها

( .20وأهدافها ، بقيت سرية ولم يعلن عنها ) وقد دأب المسؤولون الأتراك على التقليل من أهمية تلك الاتفاقية ، وكذلك على التأكيد على أنها لا تشكل

تحالفا بين إسرائيل وتركيا ، وليست موجهة ضد طرف ثالث هو الطرف العربي والإسلامي ، وأنها تماثل اتفاقيات التدريب والتعاون العسكري التي

وقعتها تركيا مع العديد من الدول . وهذا التفسير لا( :21يعول عليه لأسباب وعوامل عديدة من أهمها )

(9/79)

- أن الاتفاقية تسمح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق1 في أجواء تركيا ، وهذا الأمر غير مسموح به في

الاتفاقيات التي وقعتها تركيا مع الدول الأخرى . - لم تعلن بنود الاتفاقية جلها رسميا ، حتى أنه لم2

م -ذو القعدة1996يعلن عنها شيئا إلا في نيسان هـ ، أي بعد أكثر من شهرين من إبرامها ، حيث1416

سربت بعض بنودها في الصحف التركيةوالإسرائيلية ، وهناك بنود بقيت سرية .

- هناك أطراف عربية وإسلامية مستهدفة في3 الاتفاقية العسكرية الإسرائيلية – التركية ، وبخاصة

داعمة للإرهاب " سوريا ، التي تعد من وجهة نظرهما وتسعى لإيجاد توازن استراتيجي معهما ، إضافة"

إلى خلافاتهما العميقة حول الحدود والمياه ، معها . - أثبتت مجالات التعاون العسكري الإسرائيلي –4

التركي ، والتي تميزت بالشمول والتنوع ، كما سيشار إلى ذلك بالتفصيل فيما بعد ، بأن التصريحات المشتركة لهما بشأن تعاونهما العسكري غير صحيحة ومتناقضة ، هدفها التضليل عن أهمية وخطورة ذلك

التعاون . ومن المؤشرات الهامة على تطور العلاقات

السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وبخاصة في المجال الأخير ، الزيارات المتبادلة بين الطرفين .

ففي أعقاب التوقيع على الاتفاقية العسكرية هـ قام1416م- شوال 1996والأمنية في شباط

Sulemanالرئيس التركي سليمان دميرل Demirelبأول زيارة لرئيس دولة تركي ، إلى ،

عضو ، وذلك في200إسرائيل ، وبصحبته وفد يضم هـ . وقد ناقش1416 شوال21 م –1996 آذار11

الوفد التركي مع الجانب الإسرائيلي مجالات التعاون ( .22بين البلدين ، وبخاصة التعاون العسكري بينهما)

كما قامت تركيا بزيادة عدد الملحقين العسكريين الأتراك في سفارتها في إسرائيل من واحد إلى ثلاثة

(23. )

(9/80)

واستمرت العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية بالتطور حتى في ظل ازدياد النفوذ الإسلامي في تركيا : اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، وبخاصة بعد

،Necmettin Erbakanتسلم نجم الدين اربكان م -1996رئاسة الحكومة في الفترة من حزيران

هـ1418م – محرم 1997هـ إلى حزيران 1417محرم

وكان اربكان زعيم حزب الرفاه من المعادين لإسرائيل والغرب ، ومن دعاة التقارب مع العالم

الإسلامي ، لكن التيارات السياسية العلمانية بعامة ، وقيادة الجيش بخاصة ، قد مارست عليه شتى

أنواع الضغوط السياسية والإعلامية والعسكرية ، مع العلم بأن العلاقات الخارجية مع إسرائيل كانت تدار من قبل جنرالات الجيش التركي ، مما أجبر اربكان

على تغيير مواقفه من إسرائيل ، وأخذ يبرر التعاون ( .24العسكري بين الدولتين بأنه في مصلحة تركيا)

ومن الأمثلة التي توضح دور الجيش في العلاقات مع Ismael Kardaiإسرائيل أن إسماعيل حقي كردائي م –1997قام بزيارة إسرائيل في شهر شباط

صحفيا ، دون إبلاغ13هـ ، وبرفقته 1417رمضان، اربكان بها ، وبرر ذلك بأنه ليست هناك حاجة

(. ومن الأمثلة التي تبين25للحصول على موافقته ) تغير موقف اربكان من إسرائيل انه اجبر على

وزير الخارجيةDavid Lavyاستقبال دافيد ليفي م –1997الإسرائيلية في أنقرة خلال شهر شباط

هـ وقابلة دون أن يتحدث معه عن1417رمضان ( .26العلاقات العسكرية بين البلدين)

(9/81)

لقد اعتبرت المؤسسة العسكرية ، النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقوم بها أنصار التيار الإسلامي تهديدا للعلمانية في تركيا

لذلك برروا سياستهم إزاء نجم الدين اربكان بانها وفق الدستور الذي منحهم دورا سياسيا فهذا سيفيل

، نائب رئيس هيئة الاركان والمتحدثCevik Birباير بأننا " باسم الجيش التركي يقول عن ذلك الأمر

نتصرف وفق الدستور التركي بشكل صارم حيث يشير البند الثاني أننا دولة علمانية ، ويشير البند الرابع أن هذا النص لا يمكن تغييره ، ولقد أعطانا البرلمان مسؤولية حماية الأراضي التركية وحماية

الجمهورية التركية . في الولايات المتحدة وبريطانية ليست من مهمة الجيش الدفاع عن النظام السياسي

، أما في تركيا فان هذه المهمة معطاة لنا من قبل ولذلك فأن قادة الجيش قد أرغموا " . القانون

حزيران18اربكان على الاستقالة من منصبه في ( . وتجدر الإشارة إلى27هـ) 1418صفر 12م –1997

أن العلاقات العسكرية التركية مع إسرائيل قد منحت قادة الجيش التركي قوة دفع ، ووسائل مناسبة

للتصدي لمختلف النشاطات الإسلامية في تركيا ، كما وفرت لهم المعلومات المناسبة عن الارتباطات

(.28الخارجية لتلك النشاطات )

(9/82)

واستمرت وتيرة العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية بالتطور والتوسع في شتى المجالات أعقاب

هـ .1418م -1998استقالة أربكان وحتى نهاية عام فعلى صعيد الزيارات العسكرية بين البلدين قام

وزير الدفاع التركيTurhan Tayanطرخان طيان بزيارة إسرائيل تعتبر الأولى من نوعها وذلك في

م -2/5/1997هـ - 26/11/1417م – 3/4/1997الفترة هـ أجتمع خلالها مع الرئيس الإسرائيلي25/12/1417

عزرا وايزمن ورئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك ونظيره وزيرBenjamin Netanyahبنيامين نتنياهو

Yitzhaqالدفاع الإسرائيلي اسحاق مردخاي Mordachaiتناولت المباحثات بين الطرفين شؤون

( . وأعقبها زيارة قام29التعاون العسكري بينهما ) بها نائب رئيس هيئة الأركان التركي سيفيل باير إلى

عسكريا اجتمعوا مع24إسرائيل يرافقه وفد يضم نظرائهم الإسرائيليين قادة الجيش الإسرائيلي ، إضافة إلى رئيس الوزراء نتنياهو الذي أكد على

( . وفي30العلاقات العسكرية المتميزة بين البلدين) المقابل قام وزير الدفاع الإسرائيلي اسحاق مردخاي

هـ أجتمع9/8/1418م -9/12/1997بزيارة تركيا في خلالها مع رئيس الحكومة التركية مسعود يلماز

Mesut Yilmazومع قادة الجيش التركي وتناولت المباحثات توطيد العلاقات العسكرية بين البلدين ،

وترافق ذلك مع قيام المدير العام لوزارة الدفاع بالتباحث معElan Biranالإسرائيلية ايلان بيران

قادة الجيش التركي حول موضوعات التعاون( .31العسكري والأمني بينهما )

وضمن الإطار السابق ، زار وزير الدفاع التركي إسرائيل فيTonchar kiLLinchتونشر كيللينش

هـ بهدف1418 شعبان 21م – 1997 كانون الأول21 تعميق العلاقات العسكرية الإسرائيلية- التركية. كما قام دافيد عفري بزيارة تركيا على رأس وفد يضم

أعضاء من قسم التخطيط، إضافة إلى قادة من سلاح(.32الجو الإسرائيلي )

(9/83)

وبهدف توطيد العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية قام المرشح لرئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية

بزيارة تركيا فيShaoL Movazشاؤل موفاز هـ فاجتمع مع كبار22/2/1419م -17/6/1998

12م –1998 كانون الأول 1جنرالات الجيش . وفي هـ زار قائد سلاح الجو التركي الجزال1419شعبان

ابلريين بتلتيش، إسرائيل وحل ضيفا على قائد Eitan Ben Eliahoسلاحها الجوي ايتان بن الياهو

كما التقى مع اسحاق مردخاي إضافة إلى قيامه بزيارة قواعد سلاح الجو والصناعات العسكرية الجوية

(33. ) ويتضح مما سبق عمق العلاقات العسكرية الإسرائيلية

– التركية ومن مؤشرات ذلك مستوى التنسيق والزيارات ذات الأغراض والأهداف والمستويات المختلفة ، وإن غلب عليها زيارات الشخصيات السياسية والعسكرية رفيعة المستوى كما أنها اتسمت بالتطور وبالتكرار. يضاف إلى ذلك أن

البلدين وقعا العديد من الاتفاقيات العسكرية والأمنيةالتي من شأنها أن تؤكد عمق تلك العلاقة بينهما .

ثانيا – أهداف ومبررات العلاقات العسكريةالإسرائيلية – التركية :

لم تبرز العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية فجأة ودون وجود أهداف ومبررات لها ، بل كانت

نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية لكل من تركيا وإسرائيل ، وعلاقاتهما مع دول جوارهما ، إضافة إلى أنها جاءت تمشيا مع السياسة الخارجية

الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وأواسط أسيا . وعليه فإن ثمة أهداف ومبررات تسعى تلك الدول

لتحقيقها ، يمكن إجمالها على الشكل الآتي :

أ – الأهداف والمبررات التركية رأت المؤسسات العلمانية في تركيا بعامة ،

والمؤسسة العسكرية بخاصة ، أن تعاونها العسكري

مع إسرائيل قد يحقق لها الأهداف الداخليةوالخارجية الآتية :

(9/84)

- ممارسة الضغوط على النشاطات الإسلامية1 المختلفة في تركيا ، والاستفادة من الخبرات

الإسرائيلية في هذا المجال ، وبخاصة بعد تسلم نجم الدين اربكان رئاسة الوزراء في تركيا . إذ رأت

المؤسسات العلمانية في النشاطات الإسلامية تهديدا لتوجهاتها العلمانية وخطرا على علاقاتها مع

إسرائيل والغرب ، لذلك ارتأت أن تعاونها العسكري مع إسرائيل يمنحها قوة لممارسة الضغوطات على

تلك النشاطات ، إضافة إلى أنه يمكن الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في مقاومة الحركات الإسلامية

( .34الأصولية) - التصدي لنشاطات حزب العمال الكردستاني2

Kurdish Worker,s Party. عانت تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبشريا من

العمليات العسكرية التي شنها حزب العمال الكردستاني على المؤسسات التركية المختلفة خلال

هـ1404 م /1995-1984الفترة ما بين عامي ألف20هـ والتي ترتب عليها خسارة أكثر من 1415

قرية ، ونفقات سنوية2.000ضحية ، وتدمير أكثر مليار دولار أمريكي لذلك كان من8-6تقدر ما بين

جملة أهدافها الرئيسة من وراء التعاون العسكري مع إسرائيل ، الإستفادة من خبراتها ، الفنية والأمنية

والعسكرية والمعلوماتية لتحد من نشاطات ذلك( .35الحزب)

- ممارسة الضغوطات على الدول المجاورة لها :3 عانت تركيا من مشاكل عديدة ومعقدة مع دول

جوارها وبخاصة ، سوريا والعراق وإيران واليونان وروسيا ، جعلها في وضع صعب ، وتمر في ظروف

مقلقة . ويعبر حكمت جتين ، وزير خارجية تركيا بسبب العوامل " السابق عن ذلك الوضع بقوله :

الجيو – جغرافية والجيو – استراتيجية ، وموقع تركيا المجاور لدول معظمها غير مستقر ، وغير متوقع

الاحتمالات ، يجعلها ) تركيا ( في مواجهة العديد من التحديات ، وهي في معظمها محتملة الأزمات

والصراعات التي يمكن أن تصلها ...فلها مشاعر

القلق مع أربعة دول مجاورة لها هي اليونان وإيران( .36" )وروسيا وسوريا

(9/85)

وتعود أسباب الخلافات ما بين تركيا وسوريا إلى عوامل عديدة منها الاختلاف حول الحدود واستيلاء

م –1939تركيا على لواء الاسكندرونه السوري عام هـ ، والاختلاف حول قضية توزيع مياه الفرات ،1358

والادعاء التركي القائل بأن سوريا تدعم حزب العمال الكردستاني عسكريا ولوجستيا ، إضافة إلى المخاوف

التركية من التعاون العسكري السوري مع اليونان، وبخاصة في أعقاب التوقيع على اتفاقية عسكرية

(. أما خلافاتها مع37هـ )1415 م -1995بينهما إيران ، فتتمثل في إدعاء تركيا بأن الأخيرة تدعم

النشاطات الإسلامية في تركيا ، وتوفر الدعم لحزب العمال الكردستاني . أما مع العراق فهناك خلافات

حول توزيع مياه دجلة ، والادعاء بأنه يدعم حزب العمال . فيما تجسد الخلاف مع روسيا حول المرور

في المضائق ، والتنافس على الجمهوريات الإسلامية في أسيا الوسطى . وفيما يتعلق بخلافات تركيا مع اليونان فتتمثل في الخلاف حول بحر ايجه ، وقضية

قبرص ، والادعاء التركي بدعم اليونان لحزب العمال( .38الكردستاني )

ونظرا لتعدد مشكلات تركيا مع دول جوارها وتعقدها ، فقد رأت أن تعاونها العسكري مع إسرائيل

سيجعل منها قوة قادرة على مجابهة أي دولة في حالة حدوث نزاع عسكري معها ، إضافة إلى اتخاذ تلك العلاقة ورقة ضغط على تلك الدول لوقف ما

وعدم مطالبتها " دعم الأكراد " تسميه تركيا ب بحقوقها بشأن الأراضي والمياه ، كما هو الحال

( .39بالنسبة لسوريا)- تحديث وتطوير جيشها :4

(9/86)

ترى تركيا بأنها تستطيع التغلب على مشاكلها الداخلية والخارجية من خلال تطوير وتحديث جيشها

ليصبح قادرا على مواجهة تلك المشاكل بفاعلية . علما بأن تعداد الجيش التركي أوائل التسعينيات نحو

ألف400نصف مليون جندي نظامي ونحو طائرة . وهذا450 دبابة ، و4300احتياطي ،ويضم

يعد جيشا كبيرا من ناحية العدد وفقا للمفاهيم العسكرية ، وبخاصة إذا ما قورن بالجيوش الموجودة

( . ولكن تلك40في منطقة الشرق الأوسط ) الأسلحة أغلبها من الأنواع القديمة وتحتاج إلى

تطوير ، يضاف إلى ذلك هناك ضعف في القدرات العسكرية التركية ضد أسلحة الدمار الشامل ، وضعف

( .41في نظام الاتصالات ووسائل النقل الضرورية ) لقد وضعت تركيا خططها العسكرية لتطوير جيشها

وتحديثه ليصبح قادرا على أن يكون في طليعة الجيوش في منطقة الشرق وحتى على المستوى العالمي ، وعليه فإن أهم ما جاء في تلك الخطط

مليار دولار أمريكي150المستقبلية ، إنفاق نحو عاما ، ينفق من25لتحديث الجيش التركي خلال

60مليار دولار لتطوير سلاحها الجوي ، و 65بينها مليار للقوات البحرية )25مليار للقوات البرية ، و

42. )

(9/87)

وكان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم % من80بتطوير وتحديث الجيش التركي لأن

(. وقد واجهت تركيا43أسلحته مصدرها منها ) صعوبات في الحصول على الأسلحة الأمريكية

المتطورة نظرا لاعتراضات جماعات حقوق الإنسان الأمريكية على تزويدها بالأسلحة وذلك لانتهاكها

حقوق الإنسان فيها ، إضافة إلى اعتراض جماعات الضغط والمجموعات المعارضة لتركيا وبخاصة

اليونانية التي عارضت بشدة تزويد تركيا بالأسلحة ( . ولم تكن إدارة الرئيس الأمريكي بيل44المتطورة)

راغبة في خوض صراع معBiLL Clentonكلنتون تلك المجموعات بل لجأت إلى إسرائيل ، من الباب

الخلفي لها ، والتي تمتلك تكنولوجيا عسكرية متقدمة وبديلة عن الأسلحة والتكنولوجيا الأمريكية

لتقوم بهذه المهمة من خلال تشجيعها لقيام تحالف إسرائيلي – تركي ، وبذلك فان تلك المجموعات لا

تستطيع الاعتراض على قيام إسرائيل بتحديث وتطوير الجيش التركي وتزويده بالأسلحة المتطورة ،

لاعتبارات عديدة أهمها أنها دولة حليفة للولايات

المتحدة ، والنفوذ اليهودي فيها كبيرا . ويضاف إلى ذلك أن الأسلحة الإسرائيلية اقل كلفة من الأسلحة

الأمريكية ، وإسرائيل لا تربط عملية بيع أسلحتها بقضايا حقوق الإنسان . وبذلك فان الولايات المتحدة

استطاعت الخروج من الوضع السابق من خلال تشجيع التحالف العسكري الإسرائيلي – التركي ،الذي

يلبي للأخيرة الحصول على أسلحة متطورة ، ويلبي المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في

( .45الوقت نفسه )- تدعيم دورها الإقليمي :5

(9/88)

رأت تركيا أن مساهمة إسرائيل في تحديث قواتها العسكرية سيجعلها مؤهلة لان تساهم بفاعلية في المجال الإقليمي ، أي في منطقة الشرق الأوسط واسيا الوسطى ، هذا في ظل قوة اقتصادية تتمتع

بها ، وموقع استراتيجي مهم. ومن شأن ذلك أن يتيح لها القيام بدور إقليمي بارز في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، بالتنسيق والتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة ، وذلك بهدف مواجهة

بالإسلام " الذي يتمثل من وجهة نظرهم " الإرهاب" ممثلا ببعض المنظمات الإسلامية " الأصولي

المتطرفه في تركيا ، ومنظمة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني ، وحزب العمال الكردستاني .

كما تسعى تلك الدول من وراء تعاونها الإقليمي نشر الاستقرار والأمن ، وحفظ التوازن الإستراتيجي ،

ومنع انتشار الأسلحة غير التقليدية لدى الدول الأخرى غير تركيا وإسرائيل ، وبالذات الدول

( .46الإسلامية ) - توطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية6

والاجتماعية مع إسرائيل : إن من شأن توطيد تركيا لعلاقاتها العسكرية مع

إسرائيل إن توطد ، أيضا، العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .

وبالتالي فان إسرائيل ستقدم لتركيا خبراتها في تلك المجالات ، إضافة إلى أنها ستدعم الدخول

التركي إلى المؤسسات الاقتصادية العالمية ، كالسوق الأوربية المشتركة ، ثم أن بإمكان مراكز

الضغط اليهودية في الولايات المتحدة أن تدعم

المطالب العسكرية والاقتصادية التركية في الإدارة ( . ومن الأمثلة على ذلك ، أن47الأمريكية )

المؤسسة العسكرية التركية طلبت من دافيد ليفي وزير الخارجية الإسرائيلي ، في أثناء زيارته لانقرة

هـ ، أن تستخدم إسرائيل نفوذها1417م-1997عام لدى واشنطن من أجل الإفراج عن الأسلحة التركية

( .48المحتجزة) - استعادة أهميتها ومكانتها في السياسة7

الأمريكية :-

(9/89)

تمتعت تركيا قبيل فترة التسعينيات الميلادية بأهمية ومكانة مرموقة في السياسة الأمريكية في المنطقة

لكونها خط الدفاع الأول أمام الخطر الشيوعي ، ولكنه في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي عام

هـ وانتهاء الحرب الباردة شعرت1411م - 1991 النخبة العسكرية التركية أن تلك الأهمية قد قلت لذلك فإنها قد رأت أن تطوير علاقاتها السياسية

والعسكرية والاقتصادية مع إسرائيل سوف يعيد لها( .49تلك الأهمية )

ب- الأهداف والمبررات الإسرائيلية : سعت إسرائيل إلى تحقيق عدة أهداف من وراء

تعاونها العسكري مع تركيا منها: - فتح أسواق جديدة للمنتجات العسكرية الإسرائيلية1

في تركيا. سعت إسرائيل إلى توطيد علاقاتها العسكرية مع

تركيا بهدف فتح أسواق جديدة لمنتوجاتها العسكرية والتي من شأنها أن توفر لها دخلا ماليا مهما في

ظل توقعات بحصولها على معظم الصفقات العسكرية التركية لتحديث جيشها. وبالتالي فان بيع الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية إلى تركيا سيؤدي

إلى إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد في بعض جوانبه الرئيسة على تلك الصادرات، إضافة إلى أن

هناك توقعات إسرائيلية بقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيضها للدعم المالي المقدم لإسرائيل .

وعليه فتركيا ستكون عاملا إيجابيا للاقتصاد ( . ويتضح ذلك جليا من خلال التصريح50الإسرائيلي )

الذي أدلى به اسحاق مردخاي ، وزير الدفاع م –1996الإسرائيلي في أثناء زيارته لتركيا عام

من منظورنا " هـ عن تلك الصفقات العسكرية1416(.51 " )فنحن نتطلع إلى منجم ذهب محتمل

–الضغط على سوريا وايران:2

(9/90)

رأت إسرائيل في سوريا ، كما هو الحال بالنسبة لتركيا ، عدوتها الرئيسة ، لذلك سعت من خلال

تعاونها العسكري مع تركيا إلى الضغط عليها عسكريا ووضعها بين فكي الكماشة الإسرائيلية والتركية ،

وبخاصة بعد أن وزعت سوريا قواتها العسكرية على تلك الجبهتين لأنهما تشكلان خطرا عليها، ولم يعد

بمقدورها أن تشكل خطرا عسكريا على إسرائيل ، أو أن تفكر على أقل تقدير بإسترجاع الجولان في ظل

( . لقد استطاعت إسرائيل أن52هذه الأوضاع ) تمارس ضغوطا عسكرية على سوريا ، من خلال

وجودها العسكري المكثف في الأراضي التركية ، الأمر الذي أتاح لها جمع المعلومات الاستخبارية عن

المنشآت العسكرية والاقتصادية الحساسة في سوريا ، بحيث غدا أمنها القومي معرضا للخطر من جراء ذلك ، إذ أن تلك المعلومات ستستغل مستقبلا من

قبل إسرائيل نفسها أو تركيا ، في حالة نشوب حرب( .53مع سوريا )

وسعت إسرائيل من وراء ضغطها على سوريا ، بمباركة أمريكية ، إلى إجبارها على الدخول في

مفاوضات السلام العربية – الإسرائيلية وفقا للشروط الإسرائيلية والأمريكية للتسوية السلمية ،

بهدف التنازل عن بعض مطالبها بشأن الجولان ووقف دعمها لحزب الله اللبناني ، الذي أقض مضاجع

( . وتعتبر كل من إسرائيل وتركيا أن54إسرائيل) تحالفهما العسكري هو الرد المناسب على السعي

السوري للحصول على أسلحة الدمار الشامل (.55والأسلحة الكيماوية)

(9/91)

وفيما يتعلق بإيران ، فان إسرائيل ترى فيها قوة إقليمية قد تشكل عليها وعلى تركيا نفسها خطرا ،

إضافة إلى أنها تسعى لمنافستهما إقليميا ، وبخاصة أنها تمتلك بنية عسكرية متقدمة وأسلحة دمار شامل

وأسلحة كيماوية . كما أنها دولة مصنعة للأسلحة ، وبالذات الصواريخ البالستية ، يضاف إلى ذلك أن

إيران هي داعم رئيس لحزب الله اللبناني . وعليه فان إسرائيل ترى في تعاونها العسكري مع تركيا

ورقة ضغط على إيران ، من خلال الأراضي التركية لتكون قاعدة عسكرية للتجسس عليها ، وإمكانية

استغلالها لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية ، وذلك لأن القواعد العسكرية التركية تتيح لإسرائيل ضرب

أية أهداف عسكرية واقتصادية في إيران بسهولة ويسر لقربها من الأراضي التركية، إذ بإمكان طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ضرب تلك الأهداف دون حاجة

( .56للتزود بالوقود في الجو ) - الاستفادة من المميزات العسكرية والإستراتيجية3

إلى تتمتع بها تركيا: تتميز الأراضي والمياه والأجواء التركية بالاتساع

والتنوع ، إضافة إلى أنها مشابهة وقريبة لمثيلاتها في إيران وسوريا والعراق بحيث يمكن أن تستغلها

إسرائيل لتدريب ملاكاتها العسكرية ، نظرا لقلة توافرها لديها ، فمثلا فان الأجواء الإسرائيلية ضيقة

وغير مناسبة لتدريب الطيارين الإسرائيليين في بيئات جغرافية متنوعة ، فيما تتميز الأجواء التركية باتساعها ، وتنوع التضاريس الجغرافية التي تجري فيها التجارب ، كما أن أجوائها تماثل إلى حد كبير

الأجواء في إيران وسوريا والعراق ، بشكل عام كما أنها قريبة من تركيا . مما سيسهل على الطيارين الإسرائيليين ضرب أهداف عسكرية واقتصادية في

( .57تلك الدول مستقبلا ) - تدعيم دورها الإقليمي:4

(9/92)

ترى إسرائيل أن توطيد علاقاتها العسكرية مع تركيا من شأنه أن يدعم دورها الإقليمي في المجالات

السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، إذ أن تلك العلاقة قد منحتها بطاقة دخول رسمية أخرى ،

غير معاهدات السلام العربية الإسرائيلية ، إلى منطقة الشرق الأوسط واسيا الوسطى ، عبر دولة

إسلامية . كما أن تعاونها مع تركيا ، سيمنحها القدرة على طرح المشاريع المشتركة بينهما لتكون وفقا

لمصالحهما ورؤيتهما للموضوع ، إضافة إلى سعيها

المشترك للتصدي للقوى الإقليمية الأخرى إيران، سوريا، ومصر، والتي قد تحاول أيجاد نوع من

التوازن الإستراتيجي مع تركيا وإسرائيل . وتعلق الأخيرة آمالها ، من خلال توطيد علاقاتها العسكرية

والاقتصادية مع تركيا ، أن تكون بوابة دخول لها إلى الدول الإسلامية في آسيا الوسطى ، حيث الموارد الاقتصادية الهامة هناك وبخاصة البترول وذلك لأن تركيا تربطها بتلك الدول ، علاقات دينية وتاريخية

( .58وقومية وجوار جغرافي) - الإفادة من الامكانات الاقتصادية التركية:5

توجد في تركيا إمكانات اقتصادية كبيرة تتمثل في الزراعة والمياه ، وإسرائيل بأمس الحاجة للحصول على المورد الأخير ، حيث جرت مفاوضات متعددة حول تزويد تركيا لإسرائيل بالمياه بطرق ووسائل متنوعة إضافة أن إسرائيل تأمل بان تصدر خبراتها

الاقتصادية ، وبخاصة الزراعية إلى تركيا حتى تجلب لها الفوائد المالية هذا بجانب السعي لتطوير التبادل

( .59التجاري بين البلدين)

ج – الأهداف والمبررات الأمريكية: قامت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، مع

بروز النظام العالمي الجديد ، على ثلاثة مبادئ الأول سياسة الاحتواء المزدوج لإيران والعراق ، والثاني

عملية السلام العربية – الإسرائيلية ، والثالث إنشاء( .60التحالف الإسرائيلي – التركي )

(9/93)

وفيما يتعلق في المبدأ الأخير، فان الولايات المتحدة الأمريكية ، قد شجعت إقامة التحالف الإسرائيلي -

التركي ، ويتضح ذلك من التصريحات الأمريكية الرسمية ، فقد أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية

، أوائل عامNicolas Burnالأمريكية نيقولاس بيرن هـ بان الإدارة الأمريكية رحبت بهذا1417م– 1997

من الأهداف الاستراتجية " ( . وبين انه61الحلف ) للولايات المتحدة أن تقوم تركيا وإسرائيل بتطوير تعاونهما العسكري وعلاقاتهما السياسية ، وإذا لم

يعجب ذلك بعض الدول العربية ، فان ذلك يعود ( . وعندما زار مسعود يلماز ، رئيس62 " )للحلف

الوزراء التركي الأسبق ، واشنطن في أعقاب

تشكيله للحكومة التي خلفت حكومة أربكان في شهر هـ، التقى بالرئيس1418م – صفر 1997تموز

الأمريكي بيل كلينتون ، الذي استقبله اسقبالا حارا ، ( مع63وأكد له أهمية تركيا كحليف يعتمد عليه )

العلم بان إسرائيل حليفة طبيعية للولايات المتحدة ، وبالتالي فان الدول الثلاث متحالفه مع بعضها البعض

. ولقد أكد متحدث آخر باسم وزارة الخارجية في شهرJames Foloyالأمريكية جيمس فولي

هـ . أن الولايات1418 م – شعبان 1997كانون الأول المتحدة الأمريكية ترحب بالحلف التركي الإسرائيلي

وتدعمه لانه يمثل السياسية الأمريكية في الشرق( .64الأوسط )

ولعل من الأدلة الدامغة على الموقف الأمريكي من الحلف هو سماح الإدارة الأمريكية ببيع أسلحة أمريكية ذات فنية متطورة إلى تركيا ، ودورها

ومشاركتها الفاعلة في المناورة البحرية التي جرتهـ )1418م – رمضان 1998أوائل شهر كانون الثاني

65. )

(9/94)

وتتمثل الأهداف الأمريكية في سعيها لإقامة الحلف الإسرائيلي – التركي في تنفيذ مبادئها السياسية

العامة في منطقة الشرق الأوسط واسيا الوسطى . وبخاصة تنفيذ سياسة الإحتواء المزدوج لإيران

والعراق ، واستمرار عملية السلام العربية الإسرائيلية ، وضمان المصالح الأمريكية والإسرائيلية

في المنطقة وتوفير الأمن والإستقرار والتصدي (66من وجهة نظرها) " الإرهابية " للحركات

ويستخلص مما سبق ، أن ثمة مصالح إسرائيلية وتركية وأمريكية في إقامة علاقات عسكرية

وتحالفيه ما بين إسرائيل وتركيا ، لأن من شأن تلك العلاقة تأكيد دورهما الإقليمي وسعيهما لطرح مشاريع عسكرية وأمنية واقتصادية في الشرق

الأوسط ، وفقا لمصالحهما، والمصالح الأمريكية . وفي المقابل أضعاف النفوذ العربي والإسلامي في

المنطقة .

ثالثا- مجالات التعاون العسكري: اشتمل التعاون العسكري الإسرائيلي - التركي خلال

هـ1418-1413م / 1998- 1993الفترة بين عامي على مجالات عسكرية متعددة برية وبحرية وجوية ،

بحيث تضمن ذلك قيام إسرائيل بتزويد تركيا بمختلف أنواع الأسلحة، وتحديثها لأسلحة الجيش التركي ،

وإنشاء مشاريع عسكرية مشتركة، وتدريبات ومناورات مشتركة، وإقامة حوار استراتيجي بين

البلدين ، إضافة إلى التعاون الأمني والاستخباريبينهما.

أ - بيع الأسلحة الإسرائيلية إلى تركيا: تنوعت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى تركيا ، فمنها

الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، والأسلحة التي تضم قطاعات الجيش التركي البرية والجوية والبحرية . ففي مجال الأسلحة الخفيفة فان إسرائيل زودت

، ورشاش )Galil )67 " جليل " تركيا ببنادق من نوع ، إضافة إلى الأسلحة الثقيلة ، كمدافعOzi " عوزي"

( .68الهاون ، ومختلف أنواع العتاد والقذائف )

(9/95)

وفي المجال الجوي، ركزت تركيا على تزويد سلاحها الجوي بشتى أنواع الأسلحة الإسرائيلية ، وبصفة

خاصة طائرات إسرائيلية رادارية بلا طيار لمهمات ( . وفي69الاستطلاع وجمع المعلومات العسكري )

هـ عرضت تركيا مناقصة لتزويد1417م - 1997عام طائرة هيلوكوبتر هجومية145قواتها الجوية ب

مليار دولار أمريكي ،4متقدمة تقدر قيمتها بنحو لتكون بذلك أعلى صفقة طائرات هيلوكوبتر في

العالم . ولهذا الغرض كونت إسرائيل وروسيا شركة مشتركة بهدف الحصول على الصفقة ، علما بان

التوقعات في هذا المجال تشير بان الشركة الإسرائيلية –الروسية ستفوز ، في ظل غياب

الشركات الأمريكية ، إضافة إلى التطور الكبير في العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين إسرائيل وتركيا

( . كما عرضت إسرائيل على تركيا أن تبيعها70) طائرات إسرائيلية تستخدم للإنذار المبكر من طراز

( . لكنه لم يبت في هذا الأمر حتى عام71اواكس )هـ .1418م – 1998

2Popوزودت إسرائيل تركيا بصواريخ من نوع بوباي ey– كم ،70جو – أرض ، والذي يصل مداه إلى

ويستخدم في تسليح الطائرات الأمريكية من طراز –

F 16 صاروخا ،40هـ ، 1417م- 1997 بلغ عددها عام صاروخا . كما باعت60هـ ، 1418 م- 1998وعام

إسرائيل لتركيا صواريخ جو- جو من طرازبايثونPython –4الذي يتميز بفاعلية جيدة، ومخصص

لضرب الطائرات في حالة حدوث تلاحم جوي على ( . وزودت إسرائيل تركيا72مسافات قريبة )

بصواريخ وقذائف ذكية موجهة بالليزر وتسمى بHarc-Nap( 73 ، وقنابل من طراز تال. )

وقدرت المصادر الإسرائيلية حجم مبيعات الصواريخم/1998-1996الإسرائيلية إلى تركيا بين عامي

مليون دولار أمريكي )400هـ بنحو 1418- 141674. )

وتجدد الإشارة إلى أن عملية بيع إسرائيل لمثل تلك الأنواع من الأسلحة يتطلب موافقة أمريكية على ذلك . وتشير الدلائل في هذه الصدد أن تلك المبيعات من الأسلحة تتم بناء على موافقة أمريكية تامة وتحظى

( .75بدعمها )

(9/96)

وأبدت تركيا اهتمامها بالحصول على أنظمة صواريخ ( ، وبخاصة أن سوريا76مضادة للصواريخ البالتسية )

وإيران تمتلكان مثل تلك الصواريخ، إذا ابرمت في هـ مذكرة1418م- ذو القعدة 1998شهر اذار

للتفاهم العسكري بينهما ، تضمنت حاجة تركيا من الأسلحة، حيث ورد في أحد بنودها أن تقوم إسرائيل

بنصب منظومة صواريخ مضادة للصواريخ البالستية ( .كما وقع الطرفان على اتفاق يقضي77في تركيا )

فيArrowبنصب الصاروخ الإسرائيلي آرو – حيتس تركيا ، حال الانتهاء من أجراء التجارب عليه ، ودخوله

( .ومما يؤكد ذلك بعض الشئ ان78الخدمة الفعلية ) دافيد عفري ، مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي ، قد

اعلن في اجتماع خصص لبحث الجوانب العسكرية والإستراتيجية في الشرق الأوسط ، عقد في لندن

م–جمادى الثانية1998خلال شهر تشرين الأول هـ ،أن إسرائيل ستكون مستعدة لنشر صواريخ1419

آرو – حيتس في تركيا إذا ما دعت الضرورة لذلك )79. )

وفي المجال البري، فان إسرائيل مهتمة بتطوير سلاح المدرعات التركي ، إذا أنها اقترحت على

الأخيرة شراء الدبابات الإسرائيلية المتطورة من نوع ، لتكون الدبابة الرئيسة فيMerkvahميركفاه

سلاح المدرعات التركي . وتقتضي الخطة التركية ( .80 دبابة في المرحلة الأولى )1,000شراء نحو

5وتقدر تكاليف تطوير سلاح الدروع التركي بنحو ( .81مليار دولار أمريكي )

وفيما يتعلق بالقوات البحرية ، فهناك مشروع لتزويد الأسطول التركي بأنظمة إسرائيلية للدفاع الجوي

Barakالمضادة للطائرات ، والصواريخ من نوع باراك ، ومن المحتمل أن يكون هذا المشروع من أهم

مشاريع التعاون العسكري بين البلدين ، إذ سيعنى اعتماد تركيا على الصاروخ المذكور ، ليكون نظام

الدفاع الجوي الرئيس للبحرية التركية ، مما سيترتب على ذلك عقد صفقات أسلحة لصالح إسرائيل ، قد

( .82تزيد قيمتها على مليار دولار )

(9/97)

وأولت تركيا عناية خاصة للحصول على أسلحة أمنية خاصة من إسرائيل لمنع تسلل أفراد حزب العمال

الكردستاني عبر حدودها مع العراق وسوريا وإيران ) ( . ففي أثناء زيارة إسماعيل كردائي إلى83

-17م/1997 شباط 28-24إسرائيل في الفترة بين هـ ،عرضت عليه قائمة بالأسلحة1417 شوال 21

الإسرائيلية التي قد يحتاج إليها الجيش التركي ، وابدي اهتماما بالحصول على أسلحة أمنية لحماية

( .وقد أثمرت84الحدود التركية مع الدول المجاورة ) تلك الزيارة ، إضافة إلى جهود سابقة، في هذا

المجال ، عن قيام إسرائيل بتزويد تركيا بأسلحة إلكترونية وأنظمة رادارات تستطيع تحديد الألغام

البلاستيكية والعادية، واسيجة رادارية، واجهزة( .85اتصالات متطورة )

ب - تحديث إسرائيل للجيش التركي: تبنت المؤسسة العسكرية والسياسية في تركيا

خططا متعددة المستويات والمراحل لتحديث وتطوير قواتها المسلحة، والتي تتمثل في إدخال تحسينات

على الأسلحة المستخدمة فيها، وتزويدها بأجهزة فنية متقدمة، لتصبح قادرة على الأداء بشكل

مليارات10مناسب . وقد خصص لهذا المجال مبلغ دولار أمريكي لتحديث مختلف الأفرع البرية والبحرية

م /2005-1995والجوية خلال الفترة بين عامين ( .86هـ )1415-1426

ففي مجال القوات الجوية ،أدرك الأتراك ضرورة تحديث أسطولهم الجوي لمجاراة التطورات

العسكرية الجوية التي تجري على المستويين الإقليمي والدولي ،إذ ركزت جهودها على تحديث الطائرات الأمريكية التي تمتلكها وبخاصة طائرات

،التي تعتبر العمود الفقري لسلاحها الجوي ،16أف– .)phantom-F.4 )87وطائرات الفانتوم

(9/98)

لقد بدأت الجهود الإسرائيلية لتحديث سلاح الجو التركي في أعقاب التوقيع على اتفاقية المبادئ بين

إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام هـ ، التي أفسحت لها المجال لتطوير1413م – 1993

علاقاتها العسكرية مع تركيا . ففي أثناء الزيارة التي قام بها قائد سلاح الجو الإسرائيلي هرتزل بودينغير

إلى تركيا ، تباحث مع قادة الجيش التركي في مواضع متعددة كان أهمها البحث في مساهمة

( . وفي88إسرائيل في تحديث سلاح الجو التركي ) هـ صرح المدير للصناعات1413م-1993نهاية عام

الجوية في إسرائيل ، عن خطة تعدها المؤسسة العسكرية التركية للتعاون مع إسرائيل ، تتمثل في

وتحديث16إنتاج أجزاء من الطائرات التركية أف – ( . ومنذ89 التابعة لأسطولها الجوي )5طائرات أف-

هـ أخذت الصناعات العسكرية1414م– 1994عام الإسرائيلية بدخول المنافسة للحصول على مناقصات

(. وقد جرت90لتحديث وتطوير الجيش التركي ) مفاوضات تركية إسرائيلية لتحديث سلاح الجو التركي

هـ واستندت1415 – 1413م /1995-1993بين عامي إسرائيل في مقترحاتها في ذلك المجال على ما

أدخلته من تحسينات على سلاحها الجوي، حيث طورت طائرات الفانتوم إلى نوع جديد متطور أطلق

( .91 )2000عليها اسم كورنيس

(9/99)

لقد استطاعت إسرائيل أن تحصل على أول صفقة لتحديث الطائرات التركية من نوع سوبركوبرا وذلك

هـ ، إذ زودت تلك الطائرات1415م– 1995أوائل عام مليون120بشبكة رؤيا ليلية . وبلغت قيمة الصفقة

( . ثم تعاقبت تلك الصفقات ، إذ92دولار أمريكي ) حصلت إسرائيل على عقد في ذلك العام لتحديث

طائرات الفانتوم التركية ، بتزويدها بأجهزة لمراقبة ( . ومع تطور العلاقات93الحرارة في محركاتها )

الإسرائيلية التركية في شتى المجالات ، وبخاصة العسكرية منها ، نجحت إسرائيل في إقناع قادة

الجيش التركي بقدراتها وإمكانياتها الفنية لتحديث . وتم4الطائرات التركية من نوع فانتوم أف –

آب26التوقيع على اتفاقية بين إسرائيل وتركيا في ( ،نصت على أن94هـ )1417 ربيع الثاني 12م–1996

طائرة54تقوم الصناعات الجوية الإسرائيلية بتحديث مليون دولار ، لتصل مع650من ذلك النوع بقيمة

مليون دولار ومدة العقد تترواح ما800الفوائد إلى سنوات . وسوف يتم تحديث تلك الطائرات8-6بين

من خلال تزويدها بأجهزة رادارات وأجهزة ملاحية ،وأنظمة رؤيا ليليه ، وأجهزة حربية إلكترونية)

( .ومن شأن تلك التحسينات أن تطيل عمرها95 عاما أخرى . وستجعلها20-15القتالي إلى ما بين

تمتلك قوة ضاربة محسنة ، وقدرة على المناورة ،( .96والقتال في الليل ، ورؤية إلكترونية أفضل )

ومما هو جديد بالذكر أن نجم الدين اربكان ، رئيس الوزراء التركي ، هو الذي وقع على الاتفاقية

،4العسكرية مع إسرائيل لتحديث طائرات الفانتوم – ( .علما بأنه97وقد اخذ يبرر ذلك بأنها صفقة تجارية )

قد تم تمويل تلك الصفقة من قبل البنوك الإسرائلية بضمانه من الحكومة الإسرائيلية ، ولعل الهدف من وراء ذلك تشجيع تركيا وتحفيزها لعقد الصفقة مع

( .98إسرائيل )

(9/100)

،5وفيما يتعلق بالطائرات التركية من طراز أف- فقد اوضح وزير الدفاع التركي الأسبق طرخان

م -2/5/1997طيان، الذي زار إسرائيل في هـ ،ان شركات الصناعات العسكرية25/12/1417

48الإسرائيلية ستشارك في المناقصة لتحديث ( . وقد تقدمت الشركات99طائرة من ذلك النوع )

الإسرائيلية بعروضها للحصول على المناقصة ،

ونجحت في ذلك ،بعد منافسة مع شركات فرنسية ) ( وكان للزيارة التي قام بها وزير الدفاع100

الإسرائيلي اسحاق مردخاي إلى تركيا في شهر هـ، أثرها في1418م – شعبان 1997كانون الأول

( . وتضمن العقد ،101الحصول على المناقصة ) الذي حصلت عليه الصناعات الجوية الإسرائيلية ، على

برادارات5 طائرة تركية من نوع أف- 48تزويد متطورة، وأجهزة إلكترونية ، وأنظمة رؤيا ليليه ،

مليون دولار75وتحسين مهماتها القتالية ، مقابل ( .102أمريكي )

وفي المجال البري، سعت إسرائيل للحصول على عقد لتحديث سلاح الدبابات من نوع باتون -

pattons-M6oA3 إضافة إلى ، M-47-48والتي ، ( . وقد تم103 دبابة )4000يقدر تعدادها بنحو

هـ ، انه تم الاتفاق بين1417م / 1997الإعلان عام 300الدولتين ، تقوم بمقتضاه اسرائيل بتحديث نحو

( ، بهدف إطالة عمرها104 )60م-1دبابة من نوع القتالي الافتراضي . وتتمثل عملية التحديث ، تزويد

ملم ، وأجهزة120تلك الدبابات بمدافع من عيار كومبيوتر لادارة النيران ومراقبة القذائف المطلقة والأهداف، والرؤية الليلية ، وبنظام متطور للتدريع،

( .105بغية زيادة فاعليتها )ج-التصنيع العسكري المشترك:

وامتد التعاون العسكري الإسرائيلي - التركي إلى مجال آخر هام يتمثل في إنشاء صناعات عسكرية

مشتركة، تبدأ من أجراء البحوث ، ومشاريع التطوير (مع التركيز على106الى إنتاج الأسلحة الحديثة )

الصناعات الهامة، وبخاصة الصواريخ، والطائرات،( .107والدبابات )

(9/101)

ففي المجال الصاروخي ، فقد جرت مداولات م–1996ومناقشات إسرائيلية- تركية في شهر آب

)2هـ ، حول تصنيع صواريخ بوباي- 1417ربيع الأول ( ، وهو صاروخ جو – أرض ،يتمتع بقدرة حسنة108

( . فأثمرت تلك المحادثات109على ضرب اهدافة ) عن التوقيع على اتفاقية للتصنيع المشترك لذلك

هـ ،1417م– ذو الحجة 1997الصاروخ في شهر أيار في أثناء المحادثات المشتركة ما بين وزير الدفاع

الإسرائيلي إسحاق مردخاي ونظيرة التركي طرخان ( . ومن بنود تلك الاتفاقية صناعة بضعة110طيان )

مليون دولار أمريكي ،500مئات منه بتكلفة مقدارها على أن ينفذ من قبل شركات للصناعات العسكرية

في الدولتين . وتم الاتفاق على أن تسلم أول دفعة م-2000من تلك الصواريخ لتركيا في بداية عام

( .111هـ ) 1420 وفي مجال الصواريخ طويلة المدى ، فقد بحثت

إسرائيل وتركيا مشروع إنشاء مصنع مشترك لانتاج ، بعيدة المدى،DeLiLahالصواريخ الإسرائيلية دليله

كم ، وهي ذات500-400والتي تصل إلى مابين محرك نفاث وذات قدرة توجيه عالية لضرب الأهداف

(. ويظهر انه قد تم الاتفاق بينهما على التصنيع112) المشترك للصاروخ ، وذلك في أثناء زيارة امنون

، رئيس هيئة أركان الجيشAmnon Shahakشحاق الإسرائيلي ، إلى تركيا في شهر تشرين الأول

( .113هـ )1418م –جمادى الاولى 1997

(9/102)

وسعت تركيا لإيجاد مشروع عسكري مشترك مع إسرائيل، لانتاج صواريخ مضادة للصواريخ البالستية ، نظرا لتخوفها من امتلاك الدول المجاورة لمثل تلك

الصواريخ وبخاصة إيران وسوريا واليونان ، حيث ( . وعليه114اعتبرت ذلك تهديدا لأمنها القومي )

فقد بذلت تركيا جهودا حثيثة لإقامة مثل هذا المشروع ، ففي أثناء زيارة اسحاق مردخاي إلى

هـ التقى مع نظيره التركي1417م – 1997تركيا عام إسماعيل كردائي ، الذي نقل إليه اهتمام تركيا

بإنشاء مشروع مشترك لإنتاج صاروخ آرو- ( ،والذي تقوم كل من115حيتسالمضاد للصواريخ)

إسرائيل والولايات المتحدة بإجراء التجارب عليه وتطويره ، وبدعم مالي من الأخيرة. وقد أشارت بعض المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع ، أنه تم

( .116الاتفاق على الإنتاج المشترك للصاروخ ) وفي مجال التصنيع العسكري البري المشترك ، فقد أبدت تركيا اهتمامها بتطوير قواتها المدرعة وبخاصة

الدبابات ، من خلال إقامة مشروع مشترك مع إسرائيل لتصنيع دبابة ميركفاه . وأجرى الجانبان

(. وقد صرح صدقي اورون117محادثات بهذا الشأن )

، وهو جنرال تركي يعمل مستشارا لوزارة الدفاع التركية ، بأن تركيا مهتمة بشكل رئيس بالدبابات

الإسرائيلية من طراز ميركفاه كشريك محتمل دبابة ، في صفقة تقدر800لبرنامجها المتعلق بإنتاج

( . ويبدو أن118 مليار دولار أمريكي )3.2بحوالي التعاون الإسرائيلي - التركي المشترك بإنتاج دبابة

هـ . ويعد1417م - 1997الميركفاه قد بدأ فيه عام ذلك من أهم مجالات التعاون العسكري بين البلدين)

119. )

(9/103)

أما في مجال الطيران ، فقد تم في شهر آب هـ إقامة مشروع مشترك1417م- ربيع الاول 1996

إسرائيلي – تركي لتصنيع طائرات تدريب دون طيار ( .120وأخرى بطيار، لأغراض تجسسية واستخبارية )

هـ ،18/4/1418م –22/8/1997وتوصلت الدولتان في كغم ،1935إلى تصنيع أول طائرة دون طيار بزنة

8ولديها قدرة على التحليق في الأجواء لمدة ألف قدم . وبقدرة هذه20ساعات، وعلى ارتفاع

الطائرة أن تحمل معدات إلكترونية للرصد والقتال )121. )

وتجدر الإشارة إلى أن عملية تعاون إسرائيل مع تركيا ، لإقامة مشاريع مشتركة للصناعات العسكرية

المختلفة يخضع للموافقة الأمريكية ، وذلك لأن إسرائيل والأخيرة قد اتفقتا في إطار التعاون

الاستراتيجي بينهما ، على أن لا تزود إسرائيل دولة ( .122أخرى بالتكنولوجيا العسكرية الأمريكية )

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تشجع مثل ذلك التعاون ، ولكن ضمن قيود معينة لا يمكن تجاوزها ، بحيث تتأكد من أن تلك التكنولوجيا العسكرية لا يمكن أن تتسرب عبر تركيا إلى دول أخرى . كما أن الإدارة الأمريكية لن تعامل تركيا كمعاملة إسرائيل ، بالتالي فإنها قد

لا تسمح بنقل تكنولوجية معينة ، كالنووية إلى تركيا) ( . وذلك لأن هناك بعض المخاوف الأمريكية123

والغربية وحتى الإسرائيلية من عودة الإسلام إلىحكم تلك الدولة .

د- التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة : أجرت إسرائيل وتركيا تدريبات ومناورات جوية

وبحرية يمكن إجمالها على الشكل التالي :-المناورات والتدريبات الجوية :1

(9/104)

بدأ التعاون الإسرائيلي – التركي في المجال الجوي ،قبل التوقيع على الاتفاقية العسكرية

هـ ، بعامين ، ففي1416م- 1996والأمنية في شباط أثناء زيارة دافيد عفري إلى تركيا في نفس الشهر

هـ ، أتفق مع المؤسسة1414م- 1994من عام العسكرية التركية على أجراء تدريبات جوية مشتركة )

م- ذو1994(، وقد تم تنفيذها في شهر أيار124 هـ . وكانت الأولى من نوعها ، ونفذت1414الحجة

في الأجواء التركية ، وجرى خلالها تزويد الطائرات التركية المشاركة بالوقود من الجو ، قامت بها طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي . وقد تم إبراز المناورة

على أنها تهدف إلى تشجيع مبيعات الأسلحة انطلاقة في " الإسرائيلية إلى تركيا ، واعتبرت

الصلات الأمنية الإسرائيلية – التركية في الشرق ( .125 " ) الأوسط

(9/105)

ونصت الاتفاقية العسكرية والأمنية الإسرائيلية – التركية في بعض بنودها على تبادل الخبرات

العسكرية في المجال الجوي ، وتبادل الزيارات ،وإجراء المناورات الجوية المشتركة بين البلدين )

( ، بمعدل ثمانية تدريبات مشتركة سنويا ، على126 أن تعقد أربعة منها في إسرائيل ، والأربعة الأخرى

( . وعلى أثر التوقيع على تلك127في تركيا ) الاتفاقية بدأ التعاون في المجال التدريبي المنظم

هـ ، جرت27/11/1416م-15/4/1996بينهما . ففي طائرات8تدريبات جوية مشتركة ، شاركت فيها

كانت قد حطت في مطار16إسرائيلية من نوع أف – قرب أنقرة . واستمرت تلكAkinciاكناسي

( . وفي المقابل128التدريبات لمدة أربعة أسابيع ) م –1996 طائرة تركية في شهر حزيران12قامت هـ ، بإجراء تدريبات مشتركة مع طائرات1417محرم

سلاح الجو الإسرائيلي ، فوق الأجواء الإسرائيلية ) م –جمادى1996تشرين الأول ( . وفي شهر129

هـ استضافت إسرائيل طاقم من سلاح1417الثانية الجو التركي بطائراتهم ومعداتهم ، في القاعدة

فيNabtemالجوية الإسرائيلية نباطيم النقب ،وقاموا بإجراء سلسلة من التدريبات الجوية

( .130مع طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي )

(9/106)

وفي أثناء زيارة قائد سلاح الجو الإسرائيلي ايتان بنم–1996الياهو إلى تركيا أواخر شهر تشرين الأول

هـ ، اجتمع مع قادة الجيش1417جمادى الثانية التركي وناقش معهم قضايا التعاون العسكري الجوي

ين البلدين . وقد تزامن ذلك مع قيام طائرات (.131إسرائيلية بطلعات تدريبية في الأجواء التركية)

وقد وصف بن الياهو التعاون التركي – الإسرائيلي يجري بنجاح منذ أكثر من سنة " في ذلك المجال بأنه

(132، وفي شتى المجالات العسكرية التدربيبة )" وأشارت بعض التقارير العسكرية المتخصصة إلى أن

التعاون الإسرائيلي – التركي في مجال التدريبات هـ ، وحده ، قد مكن1417م – 1997الجوية لعام

طلعة جوية120الطائرات الإسرائيلية من القيام ب فوق الأجواء التركية، وكذلك الأمر بالنسبة للطائرات التركية التي قامت بنفس العدد من الطلعات الجوية

م –1998( وفي العام 133في الأجواء الإسرائيلية) هـ ، استمر التعاون التدريبي الجوي على نفس1418

الوتيرة السابقة ، وأن أتخذ أبعادا ومجالات جديدة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، قامت طائرات

هـ ، بالتدريب22/12/1418م –19/4/1998تركية في في المطارات الإسرائيلية ، ولكن هذه المرة بدون

( . كما قامت134مشاركة الطائرات الإسرائيلية ) بالتوجه إلى16ست طائرات تركية من طراز أف –

إسرائيل بهدف تدريب الطيارين الأتراك على عمليات الهجوم على أهداف وهمية لبطاريات الصواريخ ، بعد

أن شاركت في مناورات وتدريبات جرت في قاعدة( .135سدما في النقب )

(9/107)

وثمة فوائد جنتها كل من إسرائيل وتركيا من وراء إجراء التدريبات والمناورات الجوية المشتركة ،

فبالنسبة للأتراك فقد استفادوا من الخبرة الإسرائيلية في هذا المجال ، إذ تم تدريبهم على

القيام بطلعات جوية بهدف ضرب أهداف عسكرية محددة ، والتدريب على التجهيزات الإلكترونية

( . وفيما يتعلق بالجانب136الإسرائيلية المتطورة ) الإسرائيلي ، فقد أتاحت تلك المناورات المجال أمام

الطيارين الإسرائيليين ، استخدام مناطق وحقول تدريبية مختلفة ، وواسعة لم تكن متاحة لهم في

( . ومنحتهم فرصة التدريب على137إسرائيل ) أهداف مستقبلية ، كمهمات محتملة ضد إيران ،

وسوريا لتشابه أجوائهما مع الأجواء التركية )138. )

- المناورات والتدريبات البحرية : لقد تم التأكيد2 عليها في الاتفاقية العسكرية والأمنية الموقعة بين

إسرائيل وتركيا، ومهد لها من خلال أجراء المناقشات حولها، ففي أثناء الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي اسحاق مردخاي إلى تركيا

هـ ، اجرى1417م –ذو القعدة 1997أواخر شهر آذار محادثات مع رئيس هيئة الأركان التركي حول أجراء مناورات بحرية مشتركة، والذي أبدى موافقته على

ذلك . وتم الاتفاق بينهما على أن يقوم الوزير الإسرائيلي بطرح الفكرة على وزير الدفاع الأمريكي

الذي رحب بها وشجعهاWilliam Cohenوليم كوهين (. وبعد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع139)

التركي طرخان طيان إلى إسرائيل أوائل شهر هـ ،تمت بلورة1417م –ذو الحجة 1997نيسان

( ، وبعد زيارة طيان تلك ، بدأ140الفكرة السابقة ) نائب رئيس هيئة الأركان التركي ، سيفيل باير باجراء

محادثات مع دافيد عفري، تركزت بالدرجة الأولىعلى الإجراءات التي اتخذت بشأن المناورات البحرية)

( . كما اجرى اسحاق مردخاي محادثات مع141 الإدارة الأمريكية بشأن المناورات البحرية والدور

هـ)1417م - 1997الأمريكي فيها ،وذلك أوائل عام 142. )

(9/108)

وبهدف توطيد العلاقات العسكرية البحرية بين البلدين قامت خمس سفن تركية وعلى متنها نحو

ألف ملاح من القوات البحرية ، إضافة إلى ثلاث

فرقاطات، وغواصة، وسفن إمداد، بزيارة ميناء حيفا (. وكان من143هـ )11/2/1418م -17/6/1997في

المفترض أن تجرى المناورة البحرية المشتركة الإسرائيلية – التركية- الأمريكية في شهر أيلول

هـ لكنه تم تأجيلها إلى1418م-جمادى الاولى 1997 هـ . ويبدو أن ذلك يعود إلى1418م –1998بداية عام

صعود حزب الرفاة بقيادة نجم الدين اربكان، إلى الحكم ، والذي أعلن بعد تسلمه منصبه انه سيؤجل

المناورة البحرية المشتركة لتركيا مع إسرائيل والولايات المتحدة . وعلى الرغم انه لم يكن يمتلك

القدرة على فعل ذلك ، إلا انه اعتبر نوعا من الضغط ( .144الداخلي على المؤسسة العسكرية لتأجيلها)

يضاف إلى ذلك ردود الفعل العربية والإسلامية السلبية ازاء التعاون التركي- الإسرائيلي في المجال العسكري ، هذا إلى جانب أن بعض الدول العربية قد

رفضت المشاركة في المناورة، وهي عوامل( .145بمجملها قد أسهمت في تأجيلها )

(9/109)

لقد أثمرت الجهود الأمريكية والإسرائيلية والتركية عن اجراء مناورة بحرية مشتركة شاركت فيها

القوات العسكرية البحرية في تلك الدول إضافة إلى كانون7الأردن بصفة مراقب بعضو واحد، وذلك في

هـ ، وعلى المياه1418/رمضان 9م–1998الثاني الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، والممتدة من حيفا

إلى قبرص ، واطلق عليها اسم ))حورية البحر(( ) ( . وشاركت في المناورة خمس سفن ، اثنتان146

من السفن الصاروخية الإسرائيلية من طراز صاعر- ، واثنتان من تركيا من طراز يازول وزعفر ، ويبلغ5

آلاف طن، وسفينة من الولايات6وزن الواحدة منها المتحدة الأمريكية إضافة إلى حوامات بحرية من تلكالدول ، وقد استغرقت المناورة مدة عشر ساعات )

( . وكان الهدف المعلن هو التدرب على عمليات147 والإنقاذ والبحث عن ثلاث سفن تطلب الإغاثة في البحر ، إلا أن هناك أهدافا أخرى غير معلنة سعت

لتحقيقها من أهمها : أنها كانت بمثابة دعم أمريكي للتحالف الإسرائيلي – التركي ، ومن شأنها أن تؤدي

إلى تنسيق الجهود والتعاون العسكري بين تلك الدول ، كما امكنها التعرف على المشاكل والمصاعب

التي تواجهة العمل العسكري المشترك بينهم ) ( . واعتبرت المناورة خطوة أولية لأجراء المزيد148

من التدريبات المشتركة ، حيث سعت تلك الدول بين هـ لإجراء1419-1418م / 1999-1998عامي

مناورات بحرية أخرى ، وفقا للمعايير التي تمت فيها مع السعي لضم دول أخرى " حورية البحرية " مناورة

( .149إليها كالأردن ومصر )هـ- الحوار الإستراتيجي:

(9/110)

عندما بدأت العلاقات السياسية والاقتصادية تتطور ، بين إسرائيل وتركيا ، شكلت لجنة مشتركة بينهما

م –جمادى الثانية1993في شهر تشرين الثاني لجنة التعاون " هـ أطلق عليها اسم1414

وعقدت اجتماعها الأول فيشباط " الاستراتيجي ( وفي شهر150هـ )1414م / جمادى الاولى 1994

هـ وقعت1416م / جمادى الاولى 1995تشرين أول ثلاث اتفاقيات للتعاون العسكري وتضمنت مجالات

التعاون العسكري والأمني بينهما ، وكان من بين تلك مجموعة عمل التقويم " المجالات انشاء ما يسمى ب

Group Strategic Assessmentالاستراتيجي Workingبهدف تنسيق التعاون الاستراتيجي

والاستخباري والمساعدات الإسرائيلية لتنظيم( .151وتدريب الجيش التركي )

ويبدو أن صيغ التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل وتركيا كانت في تطور، ففي أعقاب التوقيع على

م –1996الاتفاقية العسكرية والأمنية في شباط هـ ، تمت بلورة التعاون الاستراتيجي1416رمضان

بين البلدين في إنشاء منتدى للحوار الاستراتيجي بينهما ، وهو في واقع الأمر انبثق من مجموعة عمل

التقويم الاستراتيجي ، وتطويرا لها . ويهدف المنتدى إلى التعاون في مجال التخطيط الاستراتيجي ،

وتقديرات الوضع في المنطقة ، والمخاطر المحتملة من الدول المعادية لهما ) سوريا، وإيران..( ، وإيجاد

الآلية المناسبة للتصدي لتلك الأخطار ، وصياغة ( .152الخطط القتالية المشتركة إن لزم الأمر )

ناهيك عن المواضيع الإستراتيجية والعسكرية التي تهمهما ، مثل شراء الأسلحة ، والإنتاج المشترك

للأسلحة ، والتدريبات المشتركة ، والتعاون

(. ويجتمع المنتدى153الاستخباري والأمني بينهما) الأمني للحوار الإستراتيجي ، مرة واحدة كل ستة أشهر على مستوى عال يتمثل في قادة الجيش ورؤساء هيئة الأركان ووزراء الدفاع . اما على

مستوى مجموعات العمل فتعقد اجتماعات دورية( .154تعقد على اقل تقدير مرة كل ثلاثة اشهر )

(9/111)

ولتبيان طبيعة الحوارات الإستراتيجية التي كانتم /1998-1995تجري بين إسرائيل وتركيا بين عامي

هـ تذكر أمثلة على اللقاءات بين1415-1418 الطرفين في هذا الصدد ، ففي الزيارة التي قام بها

ربيع23م – 1995 أيلول 18دافيد عفري ، إلى تركيا المشاريع " هـ بحث مع القادة الأتراك1416الثاني

")الأمنية المشتركة وتقديرات الوضع في المنطقة هـ1417م - ذو الحجة 1997( . وفي بداية أيار 155

قام سيفيل باير، نائب رئيس هيئة الأركان التركي ، بزيارة إسرائيل ، لأجراء محادثات استراتيجية مع

الجانب الإسرائيلي ، ومن جملة المواضيع التي بحثها ( .156معهم ، أجراء المناورات البحرية المشتركة )

وبهدف أجراء الحوار الإستراتيجي النصف سنوي بين إسرائيل وتركيا ، قام وفد إسرائيلي برئاسة دافيد

م -22/12/1997عفري ، بزيارة تركيا في هـ حيث التقى مع الجانب التركي الذي22/8/1418

ترأسه سيفيل باير في مقر وزارة الدفاع التركية في انقرة ، واستغرق الحوار عدة ايام ، نوقشت فيه

المواضيع الإستراتيجية والأمنية المشتركة ، وبحثا موضوع إنشاء صناعات عسكرية مشتركة ، وانتاج

ايران لصواريخ بعيدة المدى ، واعتبر ذلك من وجهه( .157نظرهما تهديدا موجها لهما )

ولعل من المؤشرات الهامه على قوة العلاقات الاستراتيجية بين اسرائيل وتركيا ، تواجد مجموعات

فروع الجيش ، مثل عسكرية اسرائيلية تمثل مختلف شعبة العمليات وقادة الميدان وسلاح الجو ، وسلاح

ضابطا من رتبة عقيد وعميد12البحرية ، وتتألف من على الاراضي التركية ، بهدف تنسيق التعاون

( .158الاستراتيجي بين البلدين ) و - التعاون الإسرائيلي - التركي في مجالات

عسكرية أخرى:

(9/112)

لم تقتصر مجالات التعاون العسكرية بين اسرائيل وتركيا على ما ذكر سابقا ، بل امتدت إلى مجالات

عسكرية أخرى هامة وخطيرة في نفس الوقت ، ويتمثل ذلك بشكل واضح في التعاون النووي بين البلدين ، إذا ان المؤسسة العسكرية التركية سعت

م -2020في تخطيطها المستقبلي حتى عام هـ الى ان تصبح قوة نووية في ذلك العام ، من1441

خلال تعاونها الاستراتيجي والعسكري مع اسرائيل ، وهذا الأمر أكده التقرير الذي اعدة مركز التقويم

Saicالاستراتيجي الامريكي الذي يعرف اختصارا ب ومما يدعم ذلك ، انه ثمة مؤشرات على بداية. )159(

التعاون الاسرائيلي مع تركيا في المجال النووي إذ ان ادبيات معهد وايزمن الاسرائيلي للعلوم

عالما من علماء الذرة30والتكنولوجيا ، تشير إلى ان -1996في اسرائيل قد توجهوا الى تركيا بين عامي

هـ لمعاونتها في ذلك المجال .1418-1416م/ 1998 كما ان هناك بعض المعلومات تشير إلى ان اسرائيل

تحث تركيا على تبنى برنامج نووي من شأنه ان يكون خيارا نوويا عسكريا لتركيا في مواجهة البرنامج

( .160النووي الايراني ) كما سعت تركيا إلى توثيق علاقاتها مع إسرائيل في

مجال الفضاء ، وذلك ضمن اطار التعاون الأمني والاستراتيجي بينهما ، حيث توصلتا إلى اتفاق بهذا الشأن في اثناء زيارة اسحاق مردخاي وزير الدفاع

الاسرائيلي ، الى تركيا في شهر كانون الأول ( ومن بين مجالات161هـ )1418م -شعبان 1997

التعاون الفضائي ، التنسيق والتعاون في مجال الأبحاث الفضائية ، وإقامة مشاريع مشتركة بهذا

الشأن ، مع التركيز على مشاريع الفضاء ذات ( . وقد ابدى الاتراك162الأهداف العسكرية )

اهتمامهم بالفنية الإسرائيلية المتقدمة في مجال التجسس الفضائي وبخاصة بالقمر الاسرائيلي

Ofekالذي ارسل للفضاء لاغراض عسكرية عام ، ( .163هـ)1417م–1997

(9/113)

واشتمل التعاون العسكري الاسرائيلي – التركي ، على المشاركة في المعارض العسكرية التي تقام

13في احدى الدولتين ، ومن أمثلة ذلك ، مشاركة شركة اسرائيلية للصناعات العسكرية في معرض الصناعات العسكرية الذي اقيم في انقرة ، وتم

( .164هـ)3/5/1416م – 27/9/1995افتتاحه في كما شاركت طائرات اسرائيلية تابعة لسلاح الجو ، من نوع يسعور في اطفاء الحريق الضخم الذي شب يوم

هـ في أحد مصانع الذخيرة28/1/1418م - 4/7/1997 شمالي انقرة . وقد رأى الاسرائيليون فيه دليلا على

( .165ثبات التحالف الاستراتيجي بين البلدين )ز- التعاون الأمني والاستخباري :

اشتمل التعاون الأمني والاستخباري بين اسرائيل( :166وتركيا على المجالات الرئيسة التالية )

- التعاون في مجال ما يسمى في المصطلحات1 مكافحة الارهاب " الاسرائيلية والتركية والامريكية ب

الاسلام " ، والذي يتمثل من وجهة نظرهم ب" ، وما يتفرع عنه من تنظيمات واحزاب " الاصولي

اسلامية ، كحزب الرفاه في تركيا وحماس والجهاد الفلسطينيين ، وحزب الله اللبناني ، اضافة إلى

حزب العمال الكردستاني ، وبعبارة أخرى التنظيماتوالاحزاب المعادية لتلك الدول.

- متابعة التطورات العسكرية التي تحدث في2 منطقة الشرق الاوسط والدول العربية والاسلامية المجاورة لاسرائيل وتركيا ، وبخاصة ايران وسوريا

والعراق ، والتركيز على الاسلحة غير التقليدية التي تمتلكها تلك الدول ، وآلية التعامل معها ، يضاف الى

ذلك ، فان إسرائيل وتركيا تسعيان لطرح مشاريعأمنية وعسكرية في المنطقة بحيث تكون لهما

الريادة . - التعاون الأمني والإستخباري بين إسرائيل وتركيا3

في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنيةفي منطقة الشرق الأوسط .

- التعاون في مجال تحليل البيانات والاحصاءات4العسكرية والامنية التي تهمهما .

(9/114)

وهناك نشاطات تكشف عن التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين ، تتمثل في التصريحات

والزيارات والاتفاقيات المشتركة بهذا الشان ، إضافة الى ان ثمة مظاهر لذلك التعاون تتمثل في

التطبيقات العملية ، للتعاون الأمني والاستخباري فبالنسبة للنشاطات ، فانه في أثناء زيارة حكمت جتين وزير الخارجية التركي الأسبق إلى إسرائيل

هـ أعلن ان بلاده29/5/1414م - 13/11/1993 وإسرائيل ستتعاونان ضد التوسع الإسلامي

الأصولي ، وستجريان مشاورات استخبارية بشأن ( . وصرح عزرا وايزمن في167إيران ونفوذها )

هـ ، بان إسرائيل وتركيا15/8/1414م–27/1/1994 ستتعاونان في المجال الاستخباري ضد الإرهاب الانفصالي ، أي ضد حزب العمال الكردستاني . وكانت الصحف الإسرائيلية ، قد أشارت إلى أن

(.168التعاون في ذلك المجال قائم بين الدولتين) وفي أثناء زيارة تانسو جللر ، الى إسرائيل في

هـ ،1415 جمادى الثانية 1م –1994تشرين الثاني 4 وقعت اتفاقية مع الجانب الإسرائيلي ، ورد في أحد

بنودها نص لتبادل المعلومات الأمنية المتعلقةبالارهاب

وحزب العمال الكردستاني ) " الاسلام الاصولي " أي (. وقد تزامنت تلك الزيارة ، مع زيارة أخرى ،169

قام بها رئيس وكالة الاستخبارات التركية العام إلى اسرائيل ، وذلك بهدف توثيق العلاقات الأمنية

والاستخبارية بين(.170البلدين)

(9/115)

لقد اثمرت الجهود الاسرائيلية – التركية المشتركة في المجال الأمني والاستخباري ، عن توقيع اتفاقية

م – رمضان1996متعلقة بهذا الأمر في شباط هـ ، ضمن ملحقات الاتفاقيات العسكرية1416

( . وقد وقعت171والامنية الاسرائيلية – التركية ) الاتفاقية الأمنية من قبل ممثلين عن الموساد

الاسرائيلي، ووكالة الاستخبارات التركية العامة ) ( . واستمر التعاون الأمني والاستخباري172

الاسرائيلي التركي في عهد حكومة نجم الدين هـ على النهج1417-1416م / 1997-1996اربكان

(. وفي اثناء زيارة173نفسه دون احداث تغيير فيه) اسماعيل كردائي، رئيس هيئة الاركان التركي ، إلى

-17م / 1997 شباط 28-24اسرائيل في الفترة بين هـ ، أعلن ان الدولتين اعلنتا بأنهما1417 شوال 21

سوف تعملان على زيادة التعاون الاستخباري بينهما) (. وفي نفس الاتجاه ، قام امنون شاحق ، رئيس174

هيئة الاركان الاسرائيلية ، بزيارة أنقرة في شهر هـ ،1418م - جمادى الثانية 1997تشرين الأول

ناقش مع نظرائه الأتراك ، موضوع تقوية الجهود( .175الثنائية في المجال الاستخباري )

أما مظاهر التعاون الأمني والاستخباري الاسرائيلي - التركي ، فقد تجسدت في التطبيقات العملية

للتعاون المشترك في هذا المجال ، الذي يمكنايجازه على الشكل التالي:

- التعاون الاسرائيلي - التركي في المجال الأمني1 والاستخباري لمكافحة الارهاب . وتمثل ذلك في

النشاطات المشتركة لمقاومة التنظيمات الإسلامية الأصولية ، وحزب العمال الكردستاني ويتلخص

التعاون بينهما في هذا المجال بما يلي :

(9/116)

أ - التعاون الاستخباري : الذي تجسد في تبادل المعلومات المتعلقة بتلك المجالات من حيث

نشاطاتها الداخلية والخارجية ، ومصادر تمويلها ، ( . ومن الأمثلة الواضحة176وطرق التصدي لها )

على التعاون المشترك لمكافحة تلك النشاطات قيام خبيرا من الاستخبارات الاسرائيلية ، بزيارة تركيا50

هـ ، حيث قدموا1415م -شوال 1995في شهر اذار معلومات تتعلق بغزوها لمنطقة الحكم " لتركيا

إضافة الى تقديم " الذاتي في شمال العراق المشورة للاتراك استنادا إلى خبراتهم التي

اكتسبوها في محاربة التنظيمات الفلسطينية ( . كما ان177" )واللبنانية المختلفة في لبنان

إسرائيل اسهمت بفاعلية في إلقاء القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان في

هـ ، بعد أن تابعت تحركاته1419م –1999بداية عام ( .178ونشاطاته المختلفة قبل تلك الفترة)

ب -لعب التحالف الاسرائيلي – التركي، دورا هاما في توفير الدعم والتأييد للمؤسسة العسكرية في تركيا،

للضغط على مختلف النشاطات الاسلامية فيها، ممثلا بحزب الرفاة الاسلامي ، بزعامة نجم الدين اربكان،

حيث قدمت اسرائيل لتركيا معلومات امنية واستخبارية عن النشاطات الاسلامية في تركيا

وارتباطاتها الخارجية . وعلى اثرها مارست المؤسسة العسكرية التركية بدعم من اسرائيل،

الضغوطات على أربكان حيث اجبر على تغيير مواقفة المعارضة لاسرائيل . ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أجبر على التسريع من وتيرة العلاقات الاسرائيلية-

التركية، ووقع على اتفاقيات عسكرية واقتصادية بين( .179البلدين )

ج – قدمت اسرائيل لتركيا مساعدات أمنية ،بهدف الحد من تسلل افراد حزب العمال الكردستاني على

( .180الاراضي التركية ، وقد أشير إلى ذلك سابقا ) - التعاون الأمني والاستخباري الاسرائيلي – التركي2

في متابعة التطورات العسكرية لدول جوارهما :

(9/117)

تابعت اسرائيل وتركيا ، بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية ، جهودهم الحثيثة لمتابعة

التطورات العسكرية التي تجري في ايران والعراق وسوريا ، وذلك من خلال الزيارات على مختلف

المستويات والاصعدة، وعقد الاجتماعات الدورية ، ( . وقد181وتشكيل لجان العمل المشتركة بينهما)

سعت الدولتان للحصول على المعلومات الاستخباريةوالامنية لدول جوارهما من خلال ما يلى:

أ - زرع محطات التجسس في داخل الاراضي التركية وبالقرب من الحدود مع سوريا والعراق وايران وسوريا وبهذا الصدد يقول اوري لوبراني ، أحد

اعمدة اجهزة المخابرات الاسرائيلية والمسؤول عن ملف جنوب لبنان منذ الثمانينيات وحتى وقت اعداد

سمحت لاسرائيل باستئناف " الدراسة ، بان تركيا قد نشاطاتها السرية ولتعمل بحرية مطلقة في ربوع الاراضي التركية ، وخصوصا في منطقة ديار بكر

جنوب تركيا ، حيث انتشرت اجهزة التنصت والرصد والخدمات الاستخبارية ، لتتابع عن كثب ما يجري في

كل من العراق وسوريا … كما عززت اسرائيل نشاطها ، فاقامت محطات استخبارية إضافية داخل

( .182 " )الحدود التركية

(9/118)

ب -جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية من الجو : لقد اتاحت الاتفاقية العسكرية والامنية الموقعة بين

م –رمضان1996اسرائيل وتركيا في شباط هـ . لاسرائيل القيام بطلعات جوية في الاجواء1416

التركية بالقرب من الحدود مع سوريا وإيران والعراق . وقد اشارت مصادر تركية واسرائيلية وعربية ان

تلك الطائرات تحمل اجهزة الكترونية للتجسس على تلك الدول، مما شكلت مصدرا هاما للمعلومات

الاستخبارية للبلدين ، وبخاصة ان تلك الطلعات كانت ( . كما اشارت بعض183تجري بصورة دورية )

التقارير الصحفية ان تركيا قد انشأت قاعدة جوية في شرق الاناضول ، من اجل استخدامها للاغراض

( . كما زودت184الامنية والاستخبارية مع اسرائيل ) اسرائيل تركيا ، بطائرات رادارية بلا طيار ، بهدف

جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية عن الدول ( . كما زودت اقمار التجسس185المجاورة لها )

الاسرائيلية ، تركيا بمعلومات وصور عن النشاطات( .186العسكرية لدول جوارها )

ج- تنظيم خلايا تجسس في الدول المجاورة لاسرائيل وتركيا ، والاستفادة من الاقليات الموجودة

في تلك الدول . فإسرائيل نجحت في تجنيد فئات من الاكراد لصالحها ، كما أن تركيا استطاعت تجنيد

بعض الأفراد من تركمان سوريا للعمل لصالحها ) ( . وثمة نماذج للمعلومات الأمنية والاستخبارية187

التي قدمتها اسرائيل لتركيا عن الاسرار العسكريةلسوريا ، منها ما يلي:

قدمت اسرائيل لتركيا معلومات تقنية عن طائرات* ، الروسية الصنع والتي تعد عماد- Mig- 29الميج

سلاح الجو السوري ، والطائرات الاحدث فيه ، حيث حصلت على نماذج منها ، من احدى الدول الاوروبية ،

ويعتقد بانها المانيا . وفي ضوء ذلك اصبح جزء مناسرار سلاح الجو السوري بحوزة الاتراك واسرائيل )

188. )

(9/119)

زودت إسرائيل تركيا بمعلومات وصور جوية حصل* عليها الطيارون الاسرائيليون في اثناء طلعاتهم

الجوية في جنوب تركيا ، عن مصنع سوري للغازات الكيماوية ، يمارس نشاطه بشكل سري ، في موقع

مخفي تحت جبل بالقرب من الحدود مع تركيا )189. )

- المساهمة في المشاريع الأمنية الاقليمية :2 سعت إسرائيل وتركيا إلى تأكيد دورهما الإقليمي

في المجال الأمني ، وذلك من خلال اقتراحهما لمشاريع أمنية في الشرق الأوسط ، ومن أمثلة ذلك السعي لتأسيس مؤتمر لمجلس الأمن والتعاون في

-Conference of Security coالشرق الأوسطOperation in the Middle Eastليتولى نزع فتيل

التهديدات العسكرية وبخاصة الصاروخية ، والسعي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ولكن هذا

المشروع لم يلق الاستجابة المطلوبة من قبل دول المنطقة لأنه يؤكد الهيمنة الإسرائيلية والتركية على

( .190ذلك المشروع ) كما نشطت اسرائيل وتركيا في مجال قضية الأمن

في الشرق الأوسط ، حيث ساهمتا إلى جانب أطراف أخرى في المحادثات الثنائية المتعلقة بالسيطرة

Arms Countrolعلى السلاح ، والأمن الإقليمي and Regional Securityالذي يرمز له اختصارا ب

Acrsويهدف الى تبادل المعلومات العسكرية ، المتعلقة بالأمن في منطقة الشرق الأوسط ،

والحؤولة دون قيام منازعات عسكرية ، والعمل على بناء الثقة العسكرية بين تلك الدول . وكان ذلك في

أعقاب عملية السلام العربية الإسرائيلية منذ عام هـ . وضمن هذا الإطار ، فان الدولتين1411م –1991

شاركتا في محادثات متعددة الأطراف الإقليمية التي عقدت لموظفي وزارات الخارجية في المنطقة ،

والمتعلقة بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط)191. )

(9/120)

ويستخلص مما سبق ، ان مجالات التعاون العسكري الإسرائيلي – التركي ، تتميز بالتنوع والشمول لشتى

انواع العلاقات العسكرية ، إضافة إلى أن الفنية العسكرية الإسرائيلية التي تقدم الى تركيا ، تعتبر ارقى ما وصلت اليه الفنية العسكرية على الصعيد العالمي ، ومن شأن ذلك ان يجعل من تركيا دولة

متقدمة عسكريا في المنطقة . وسيجعل ذلك التعاون إسرائيل وتركيا قوة اقليمية مهيمنة على

المنطقة ، وفي المقابل ضعف عسكري عربي مواز له ، مما سيحدث إخلالا بموازين القوى لصالح

إسرائيل وتركيا . رابعا- مخاطر العلاقات العسكرية الإسرائيلية –

التركية على الأمن الإقليمي : شكل التعاون العسكري الإسرائيلي – التركي ، تهديدا

عسكريا وامنيا وأستراتيجيا للامن الأقليمي بعامة وللأمن القومي العربي وأمن ايران بخاصة . وهناك

اسباب تبين التهديد والخطر ، هي :أ - طبيعة العلاقات العسكرية الإسرائيلية - التركية:

(9/121)

يتضح من مجالات التعاون العسكري الإسرائيلي - التركي ، والتي اشير إليها سابقا ، ان طبيعة التعاون

يمكن ان تكون علاقات استراتيجية متكاملة في طريقها إلى تكوين حلف عسكري بينهما ، ولعل ما

يكشف عن ذلك التصريحات التي صدرت عن السياسيين والعسكريين الاسرائيليين - والاتراك ،

إضافة الى محلليين سياسيين غربيين . فقد وصفت تانسو جللر ، رئيس وزراء تركيا في اثناء زيارتها الى

م -جمادى1994تل ابيب في شهر تشرين الثاني علاقة " هـ العلاقات مع إسرائيل بانها1415الثانية

( . كما وصف مسؤول كبير في192 " )إستراتيجية وزارة الدفاع الاسرائيلية العلاقات بين البلدين في

بانها علاقة استراتيجية ، " هـ1414م – 1994عام " )وهي من أكثر المواضيع أهمية خلال العقد الحالي

( . وقد ابدت وزارتا الدفاع في اسرائيل وتركيا193عن رغبتهما في التعاون الاستراتيجي الكامل )

( . وعندما قام رئيس الاركان التركي اسماعيل194 م -1997كردائي بزيارة إسرائيل أواخر شهر شباط

هـ علق الاسرائيليون عليها أهمية1417شوال كبيرة ، وقد وصفت من قبل محلليين سياسيين بانها

" )تتم في اطار علاقة استراتيجية بين الجانبين" ( . ويرى ستيفن كينزر ، في مقالة له في195

، بان التحركNew York Timesنيويورك تايمز ، السياسي والعسكري الرئيس الأخير في

الاستراتيجية الجديدة لتركيا هو التعاون مع إسرائيل . فجيشا البلدين يعملان معا، حتى في فترة الحكومة

التي قادها الاسلاميون ، والآن فإن الحكومتين

تربطهما علاقات مدهشة ، فالجنرالات والوزراء واعضاء الهيئات التشريعية يعملون في العديد من مشروعات التنمية ويخططون لما يريدونه كحلفاء

( .196 " )عسكريين على المدى الطويل

(9/122)

واطلق مسعود يلماز ، رئيس الوزراء التركي عام هـ ، على العلاقات التركية مع1417م - 1997

الشراكة " الولايات المتحدة وإسرائيل ما أسماه ( . كما اشار تقرير عسكري197 " )الاستراتيجية

نمساوي ان إسرائيل وتركيا قد وقعتا سلسلة من المشاريع العسكرية والأمنية والاستراتيجية التي من

شأنها ان ترقى إلى مستوى التحالف الإستراتيجي ( . ويؤكد افرايم عنبر ، استاذ العلوم198بينهما )

السياسية في جامعة بارايلان في إسرائيل ، ان اعتبرت تركيا دائما هي شريكها " الأخيرة قد

( . وقد اعتبر غيث199" )الاستراتيجي الأول .. ارمنازي ، مدير مكتب جامعة الدول العربية في

شفا علاقة " بريطانيا على تلك العلاقة بانها على استراتيجية كاملة ، وان هناك حلف استراتيجي تجري

( . ولعل التصريح200 " )صياغته بين إسرائيل وتركيا الذي ادلى به دافيد عفري ، المسؤول الاسرائيلي

الرئيس ، عن العلاقات العسكرية والأمنية مع تركيا، 3في ندوة كلية القيادة والاركان – الإسرائيلية في

هـ، يعبر عن واقع1416ذو الحجة 15م – 1996ايار تلك العلاقة ، أفضل تعبير بقوله ان علاقاتنا الراهنة

مع تركيا إذا ما قيست بالعلاقة التي نشأت اواخر الخمسينيات، ضمن حلف المحيط ) دول المنطقة (

من حيث شموليتها وتعدد مجالاتها ، تعد علاقات( .201" )تحالف فعلا …

ومما يؤكد على عمق العلاقات العسكرية الاسرائيلية اتفاقا20– التركية ان الدولتين قد وقعتا على

-1995عسكريا وامنيا وإستراتيجيا بين عامي ( . ويتضح مما سبق202هـ )1416-1415م / 1996

بان العلاقات العسكرية الاسرائيلية -التركية ، متطورة جدا يمكن ان يطلق عليها التعاون

الاستراتيجي الكامل ، وهي في طور التحالف الاستراتيجي ومما يدعم ذلك مجالات التعاون التي

اتصفت بالشمول والتنوع لشتى اوجه العلاقات

العسكرية التي يمكن ان تحدث بين بلدين ، ناهيك على ان التصريحات الرسمية السياسية والعسكرية

في إسرائيل وتركيا ، تؤكد على هذه الحقيقة.

(9/123)

ب - تغيير موازين القوى في الشرق الاوسط : غيرت العلاقات الاستراتيجية المتكاملة او التحالفية ، بين إسرائيل وتركيا من موازين القوى العسكرية في منطقة الشرق الأوسط ، فاصبحت لصالحهما ، وذلك

لامتلاكهما أكبر قوة عسكرية من حيث العدد ، إذ يصل عداد قواتهما العسكرية الى نحو مليون مقاتل ،

يمتلك أفضل ما توصلت إليه الفنية العسكرية على المستوى العالمي ، وبخاصة لدى الجانب

الاسرائيلي . وفي المقابل فان القوى العربية والاسلامية في المنطقة تعاني من الانقسام وقلة

التعاون والتنسيق العسكري ، مع ضعف الفنية العسكرية الموجودة لديهم ، مقارنة باسرائيل وتركيا. يضاف إلى ذلك ان سوريا وايران والعراق تعاني من

نقص في الحصول على المعونات العسكرية الخارجية(203. )

ولعل من الدلائل الأخرى التي تدعم تغيير موازين القوى في الشرق الاوسط لصالح إسرائيل وتركيا، التصريحات التي صدرت بهذا الشأن ، فهذا موشية

، وزير الدفاع الاسرائيليMoshe Arensارنز

(9/124)

م /1992-1990هـ - 1404-1403م / 1983-1984 م /1990-1988هـ ، ووزير الخارجية 1412هـ 1410 هـ الذي صرح بان الحلف العسكري1410 – هـ1408

قد غير موازين القوى " بين إسرائيل وتركيا ( . وكتب المحلل السياسي التركي204 " )الأقليمية

عن تلك العلاقةSami Cohenالبارز سامي كوهين هذا التحالف الغني قد غير من ميزان القوى " بان

" )الاستراتيجية في الشرق الأوسط الغني بالنفط المحللSabri Sayari( . أما صبري سياري 205

السياسي واستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون ، فقد صرح ، بان العلاقة العسكرية الاسرائيلية

"أهم علاقة عسكرية في الشرق الاوسط " – التركية

Defenseفيما وصفت مجلة الاخبار الدفاعية . Newsحركة رائعة ترفع الأمن " العلاقة بانها

الأسرائيلي والتركي لدرجة لا يمكن عمليا التعرض Mideast DaiLy( . واعتبرت صحيفة 206" )لها

Digestان انشاء الحلف الجديد من شأنه ان يؤثر ، على منطقة الشرق الأوسط برمتها ويعيد رسم

( . كما ان تلك القوة207خريطة المنطقة من جديد ) الجديدة في المنطقة ، من شأنها ان تزيد من النفوذ

( . إضافة الى انها208الامريكي في المنطقة ) ستؤدي الى ادخال إسرائيل ، من بوابه اسلامية ،

كطرف رئيسي له علاقة مباشرة بما يجري في(.209شؤون العالم العربي والاسلامي )

ج – ممارسة الضغط والتهديد للبلاد العربيةوالاسلامية :

اولى التحالف الاسرائيلي – التركي منطقة الشرق الاوسط عناية خاصة، لانهما تعيشان فيها ، ولاهميتها

الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية . لذلك مارستا ضغوطا وتهديدات على الدول العربية والاسلامية في

المنطقة ، وتتضح تلك المظاهر من خلال ما يلي :

(9/125)

- اشتملت الاتفاقية العسكرية والامنية الاسرائيلية -1 يشترك جيشا البلدين " التركية على بند ينص على ان

")في المعارك التي تحدث بين احداها ودولة ثانية ( . وهي بذلك تسمح لاسرئيل بزيادة عمقها210

الاستراتيجي ، وتتيح لها ولتركيا المشاركة في العمليات العسكرية ، تحت شعارات واغطية مختلفة

( .211 " )ونشر السلام" " محاربة الارهاب "منها وبهذا الصدد يشير ميخائيل بايبس في دراسته

الى ان الروابط التركية –" محور جديد "المعنونة استقرار المنطقة "الاسرائيلية القوية ستؤدي الى

من خلال قيامها بردع عسكري مهول ضد أي عدو MichaeL( . كما يؤكد ميخائيل ايزندات 212")محتمل

Eisens tadtالباحث في معهد واشنطن لسياسة ، على اعداء اسرائيل وتركيا "الشرق الاوسط بان

التفكير مليا في حالة وقوع مجابهة مع إي منهما ،( .213 " )لأنهما ستقفان إلى جانب بعضهما البعض

- تدعيم الدور الاقليمي لهما والعمل على أضعاف2القوى الأخرى:

(9/126)

دعم التحالف الاسرائيلي – التركي ، بفضل الامكانيات والقدرات العسكرية الكبيرة والمتقدمة ،

وما يترتب على ذلك من اخلال في موازين القوى لصالحهما ، الدور الاقليمي لكل من إسرائيل وتركيا

والذي يتمثل في إقامة مشروع النظام الشرق أوسطي الجديد، وفقا لاهدافهما ومصالحهما

المشتركة ، وما يتماشى مع السياسية الامريكية في المنطقة. وذلك بهدف ان يكون دورهما الاقليمي

قياديا ومتميزا في المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية والعمل على منع ظهور أي قوة عسكرية

منافسة لهما ، والحؤولة دون وصول اسلحة دمار ( . ويؤكد214شامل إلى الدول العربية والاسلامية )

يحزقل دور ، الباحث الاستراتيجي الاسرائيلي في بقوله ان تركيا" استراتجية عظمى لاسرائيل "كتابة

تعتبران أكبر قوتين خارج النسق العربي " واسرائيل وان تعاونهما وتحالفهما سيمنع ظهور قوة عربية

في المنطقة تمارس سياسة مهددة لأمن كل منهما ، بل ان في مقدور الدولتين ان تعملا على احداث

الانقسامات وتشتيت القدرات العربية خشية ان يؤدي " )ذلك إلى تهديد الدول غير العربية في المنطقة

( . وترى اسرائيل وتركيا ان سوريا وإيران215 والعراق ، سعت بدرجات متفاوتة ، الى منافستهما اقليميا وبالتالي تسعى إلى ايجاد نوع من التوازن

( . وبهذا الشأن يقول افرايم عنبر، بان216معهما ) إشارة " العلاقات العسكرية بين اسرائيل وتركيا

واضحة إلى الانظمة الرديكالية في المنطقة التي تسعى إلى اعادة ترتيبها ، وإعادة موازين القوى فيها

( . واعتبرت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية217" ) والتركية ان المناورة البحرية الاسرائيلية – التركية –

هـ ،1418م –1998الامريكية التي جرت اوائل عام كان من شأنها بناء تشكيل عسكري لمواجهة

التهديدات السورية أو الايرانية ، أو أي ازمة تحدث في منطقة الخليج ، والتلميح لدول المنطقة بان

( . وثمة اتفاق218جبهة قوية موحدة تقف أمامها ) اسرائيلي وتركي وامريكي بان الجهود التي تقوم بها

ايران

(9/127)

وسوريا في مجال تطوير قدراتهما العسكرية في مجالي الحرب الكيمياوية والصواريخ البالستية، تشكل

خطرا عسكريا عليهما وان السبيل الوحيد للتصدي الحلف الاستراتيجي بين " لتلك الاخطار هو تقوية

( . وعليه فانهما تعاونا معا219 " )إسرائيل وتركيا في مجال السعي لوقف الجهود الإيرانية والسورية السابقة بشتى الطرق والوسائل ، وبخاصة الترويج

في وسائل الاعلام المختلفة بانهما يمتلكان او يطوران اسلحة من شأنها ان تؤثر على المنطقة سلبا ، واستغلال النفوذ الامريكي للضغط عليهما

لمنعهما من السير في هذا الاتجاه، أو الضغط على الدول الداعمة لهما عسكريا لوقف امداداتها

( .220العسكرية لهما ) - الضغط والتهديد التركي – الاسرائيلي لسوريا :3

(9/128)

مارس التحالف التركي- الاسرائيلي ضغوطا على سوريا، بهدف تحقيق مصالحهما الخاصة ، فاسرائيل تريد الضغط على سوريا لاجبارها على دخول عملية

السلام وفقا للشروط الاسرائيلية ، أما تركيا ، فترى في ذلك التحالف ورقة ضغط على سوريا من اجل ان تتنازل عن حقوقها في الاسكندرونه ، ووقف دعمها للاكراد وعدم تلبية طلباتها بشأن المياه في الفرات.

وقد مارست الأخيرة اشكالا عديدة للضغط على سوريا منها ،التحكم بكميات المياه ، ونوعيتها ،

الجارية من تركيا إلى الاراضي السورية، وحبسها في ( . وفي اثناء221بعض الفترات لتملأ بعض سدودها )

زيارة مسعود يلماز ، وزير الخارجية التركي السابق ، ذو2م–1996 اذار 21الى لواء الاسكندرونه في

هـ ، اتهم سوريا بدعم الارهاب وهددها1416القعدة باستخدام سلاح المياه ضدها ، واتهمها بانها تريد

( . واستخدم لغة222تحطيم وحدة الاراضي التركية ) نحن الأتراك " التهديد والمعاقبة لعدوانيتها قائلا :

شعب صبور ، ولكن عندما ينفذ صبرنا سيكون ردنا-7م –1996 ايار 25-24( . وفي يومي 223 " )قاسيا

هـ زار السفير الاسرائيلي في تركيا1417 محرم 8 ، يرافقه مجموعة منZvi Albelgeزفي البيلج

رجال المخابرات والعسكريين الإسرائيليين ، لواء الاسكندرونه . وبعد ذلك بفترة وجيزة حدثت

انفجارات في شمالي سوريا . وقد أكدت مصادر متخصصة في الشؤون التركية ان تلك التفجيرات

كانت بتدبير من السلطات الأمنية والعسكرية التركية ( .224بمساعدة تلقتها من نظيرتها الاسرائيلية )

وعلى اثر توطيد تركيا لعلاقاتها العسكرية مع اسرائيل لجأت إلى تصعيد وتيرة تهديداتها الموجهة

الى سوريا ، إذ وصل الأمر بقادتها العسكريين تهديدها بالاجتياح العسكري اوائل شهر تشرين الاول

هـ بحجة دعمها لحزب1419م –جمادى الثانية 1998 العمال الكردستاني وقد تدخلت مصر وايران لنزع

فتيل تلك الأزمة وازالة التوتر القائم بين البلدين )225. )

(9/129)

- شكل التحالف الاسرائيلي التركي اختراقا للامن4 القومي العربي والاسلامي، ويتضح ذلك من خلال ما

يلي: أ- ان اسرائيل قد استغلت الاراضي والأجواء

التركية ، للتجسس على ايران والعراق وسوريا ، بحيث غدت نسبة لا بأس بها من اسرارها العسكرية

( . كما ان226في متناول يد اسرائيل وتركيا ) بامكان الطائرات الاسرائيلية المتواجدة في القواعد الجوية التركية توجيه ضربات جوية للاهداف الحيوية والهامة في تلك الدول ، وحتى يمكن ان تصل الى

( . وتعتبر صحيفة هاراتس -227دول الخليج ) الإسرائيلية ان تحليقات سلاح الجو الاسرائيلي في

المجال الخلفي لسوريا بشكل اساس ردع لايستهان ( . وبالنسبة لايران سوف تكون أهم الأهداف228به )

-500الاقتصادية والعسكرية ، على بعد يتراوح ما بين كليو متر ، إذ ان الطائرات الاسرائيلية700

المتمركزة في الاراضي التركية بإمكانها ضرب تلك الاهداف دون الحاجة الى التزويد بالوقود في الجو .

وقد ابدى مدير معهد موشى دايان للدراسات إن " الاسيوية والافريقية ، التابع لجامعة تل ابيب

اسرائيل وتركيا ستقوم ببناء نظام تحالف يمكنه ان يخدمهما بصورة فاعلة في حالة ظهور تهديد أو خطر

( . وقد اشارات صحيفة229 " )من ايران وسوريا هـ ،1416م –1996صنداي اكسبرس البريطانية عام

إلى ان اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وتركيا

قد خططت لشن هجمات من الاراضي التركية على المنشأة النووية الرئيسة في إيران ، والتي يطلق

عليها اسم نيكا، وهي قريبة من بحر قزوين ، والتي يعتقد بانها ذات مستوى متطور، ويمكن ان تجعل من

( .230 " )إيران دولة ذات قدرة نووية

(9/130)

ب- وضع التحالف الاسرائيلي – التركي سوريا بين فكي الكماشة الاسرائيلية التركية ، واصبحت محاصرة

عسكريا في ظل التنسيق العسكري التام بين الدولتين . كما يؤكد ذلك الباحث العسكري ادجار

"( . وكذلك يؤكد ما يكل ايزندات بانه231اوبالانس ) بامكان الجيش التركي ان يحشد قواته على الحدود

مع سوريا. وهذا سيؤدي إلى تقييد الاحتياط الاستراتيجي السوري، وبامكان تركيا ان تسمح

للطائرات الاسرائيلية بالهبوط في القواعد التركية لتقوم بتحرير المعلومات الواردة من الطيران

الاستطلاعي . وهذا سيدفع سوريا إلى إعادة صياغة أنظمة الدفاع الجوية. وفي البحر ، فان بامكان تركيا ان تسمح لاسرائيل بالعمل من خلال القاعدة البحرية

في الاسكندرونة ، أو في المناطق المحظورة في المياه التركية قريبا من سوريا مما يدفع سوريا

(.232 ") لتوزيع اسطولها ج- استطاعت إسرائيل من خلال تحالفها مع تركيا

اختراق جدار الأمن القومي العربي والإسلامي، وذلك لأن تركيا دولة ذات أغلبية سكانية مسلمة ، ولو أنها

موالية للغرب ، قد اقامت تحالفا مع دولة معادية للعرب والمسلمين ورأس حربة للاستعمار . وقد منح

ذلك اسرائيل صفة رسمية لدخول منطقة الشرق الأوسط وكما أن هناك مخاوف عربية وإسلامية ، من

حدوث اختراق آخر، يتمثل في انضمام دول عربية الى التحالف الاسرائيلي – التركي ، وبخاصة الاردن

الذي تربطة علاقات متميزة مع الدولتين ، ومع(.233الولايات المتحدة الراعية لذلك الحلف )

د- يعتبر التحالف الاسرائيلي – التركي ، ركيزة من ركائز السياسة الامريكية في منطقة الشرق

الاوسط، وبالتالي فان الحلف يمثل امتدادا لسياسة الاحلاف الغربية في المنطقة العربية التي ظهرت في فترة الخمسينيات الميلادية . ويعد بمثابة ذراع

متقدمة لتحقيق السياسة الامريكية في المنطقة ، وينظر إليه على انه رأس حربة للاستعمار الامريكي

(.234في المنطقة )

(9/131)

ويتبين مما سبق ، ان التعاون العسكري الاسرائيلي – التركي ، يشكل خطرا جسيما على الامن القومي

العربي والاسلامي لانه سيحاصر بعض الدول العربية كسوريا ، والاستفادة من الاراضي التركية للتجسس

على ايران والعراق وسوريا، مما يعني ان بعض الاسرار العسكرية لتلك الدول قد اصبحت معروفة لدى اسرائيل وتركيا ، اضافة الى انه يمكن توجيه

ضربات عسكرية مؤلمة الى تلك الدول ، من الاراضي التركية ، وعليه فان الاوضاع العسكرية والاستراتيجية للدول العربية والاسلامية محرجة جدا في ظل غياب

التنسيق والتعاون العسكري العربي والاسلامي . خامسا- المواقف العربية والإسلامية من العلاقات

العسكرية الاسرائيلية- التركية : اتصفت المواقف العربية والاسلامية ازاء العلاقات

العسكرية الاسرائيلية – التركية بشكل عام بالمعارضة والتنديد والشجب ، منطلقة من كون تركيا دولة ذات أغلبية سكانية اسلامية لها ارتباط ديني وتاريخي مع

العالمين العربي والاسلامي، لما يزيد عن ستمائة عام ، إضافة إلى انها مجاورة لأهم البلدان العربية

والاسلامية ، عسكريا واقتصاديا وبشريا وهي ايران وسوريا والعراق . كما ينظر الى تلك العلاقات بانها

احياء جديد لسياسة الاحلاف، التي ظهرت في المنطقة في فترة الخمسينيات الميلادية ، كحلف

( ولتسهيل دراسة235هـ)1375م – 1955بغداد عام المواقف العربية والاسلامية من العلاقات العسكرية

الاسرائيلية – التركية فانه سيتم دراسة تلك المواقف من ناحيتين الأولى ، مواقف والمنظمات

والمؤسسات العربية والاسلامية وبخاصة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والثانية

دراسة مواقف أهم ردود فعل الدول العربية. وفيما يتعلق بمواقف المؤسسات والمنظمات العربيةوالاسلامية فيمكن اجماله على الشكل التالي:

أ - موقف جامعة الدول العربية:

(9/132)

اولت جامعة الدول العربية موضوع العلاقات العسكرية الاسرائيلية - التركية عنايتها الخاصة ، منذ ان بدأت تلك العلاقة تتخذ ابعادا جديدة ، وبخاصة بعد

التوقيع على الاتفاقية العسكرية والامنية الاسرائيلية هـ .1416م - رمضان 1996– التركية في شباط

وعلى أثر ذلك عقد مؤتمر القمة العربي في القاهرة هـ . وقد طالب1417م-محرم 1996في حزيران

المؤتمر تركيا باعادة النظر في تلك الاتفاقية ) ( . كما ادانت الجامعة الاتفاقية باعتبارها تهديدا236

( . وبعد اجراء237للدول العربية المجاورة لتركيا ) م -1998المناورة البحرية المشتركة اوائل عام

هـ ابدت الجامعة على لسان امينها العام1418( .238عصمت عبد المجيد قلقها ازاء تلك المناورة )

لقد نظرت جامعة الدول العربية في الاثار المترتبة على العلاقات العسكرية الاسرائيلية – التركية على منطقة الشرق الاوسط ، واعتبرتها تعرض المصالح العربية للخطر، وذلك بعودة المنطقة من جديد الى

سياسة الاحلاف والمعاهدات التي ظهرت سابقا في ( . وقد حاولت الجامعة من239فترة الخمسينيات )

وقت الى آخر ، ان تحث تركيا على ضرورة إعادة ( . وذلك من240النظر في علاقاتها مع اسرائيل )

الماضي المشرف للشعب التركي " خلال التأكيد على في الدفاع عن القيم الاسلامية ، وعن الاماكن

المقدسة من الغزو الصليبي البرتغالي في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وفي

المقدمة منها القدس الشريف … والرصيد التاريخي للعلاقات الثقافية والحضارية والدينية العربية-

( .241 " )التركية وعلى الرغم من جهود جامعة الدول العربية تلك ،

فانها لم تتخذ مواقف حازمة او خطط عملية واضحة المعالم لسبل التصدي للتعاون العسكري الإسرائيلي

– التركي ، ولعل ذلك يعزى الى ضعف امكانيات وقدرات الجامعة في شتى النواحي ، إضافة ان بعض

الدول العربية مثل الأردن، كانت تعارض اتخاذ( .242اجراءات عملية ضد تركيا )

ب -موقف منظمة المؤتمر الاسلامي:

(9/133)

عقد مؤتمر للقمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في م –شعبان1997طهران خلال شهر كانون الأول

هـ وشاركت فيه معظم الدول الاسلامية ، ومن1418 بين جملة المواضيع التي تم بحثها موضوع العلاقات

الاسرائيلية التركية، وتعرض الوفد التركي الذي ترأسه الرئيس سليمان دميرل إلى انتقادات شديدة

حتى ان هذا الوفد لم يستطع الاستمرار في المؤتمر إلى نهايته . وقد تجسد الموقف الاسلامي في

المؤتمر في البيان الختامي ، إذ ورد في احد قراراته الرئيسة إدانة تركيا ، وان لم تذكر بالاسم لتعاونها مع

اسرائيل . وتجدر الاشارة الى ان سوريا هي التي( .243قادت عملية ادانة تركيا في المؤتمر )

وعلى صعيد مواقف أهم الدول العربية والاسلامية من العلاقات العسكرية الاسرائيلية- التركية ، فيمكن

اجمالها على الشكل التالي :أ - الموقف السوري:

كانت سوريا ، من الاهداف الرئيسة للعلاقات العسكرية الاسرائيلية - التركية ، إذا اعتبرت ان تلك

العلاقة خطرا يتهددها ، لذلك قامت بالعديد من الاجراءات لتخفيف وطأة تلك العلاقة ، منها تبيان

اخطارها على المنطقة ، وحث الدول الاسلامية على التصدي لها. كما انها سعت إلى توطيد علاقاتها مع

كل من إيران والعراق واليونان إذ انها وقعت مع هـ ، كان1415م –1995الأخيرة اتفاقا عسكريا عام

من بنوده السماح للطائرات العسكرية لدى الجانبين باستخدام مطارات الدولة الأخرى ، في حالة وقوع

( .244اعتداء عسكري على أي منهما )

(9/134)

وبعد تسريب بعض المعلومات عن الاتفاقية العسكرية والامنية الاسرائيلية - التركية ، في شهر نيسان

هـ ، استدعت وزارة1416م –ذو القعدة 1996 الخارجية السورية السفير التركي في دمشق في

هـ ، واعربت له عن20/11/1416م– 8/4/1996 احتجاجها على تلك الاتفاقية كما أبرزعدنان عمران ،

مساعد وزير الخارجية السوري لدى اجتماعه مع السفراء العرب في دمشق ، خطورة الاتفاق

وانعكاساته السلبية على العالم العربي ، وعلى السلام في المنطقة ، واعتبره عودة لسياسة

الاحلاف ، وتحدي صارخ لدول الجوار ، وإنه اعلان للحرب . وطالب السفراء ، تنسيق الجهود العربية

( .245ازاء ذلك ) كما نشطت الدبلوماسية السورية في المجالين العربي والاسلامي لبناء جبهة موحدة لمواجهة

التعاون العسكري الاسرائيلي - التركي ، فعقدت مؤتمرا للقمة شاركت فيه اضافة الى سوريا مصر

والسعودية . وعقد في العاصمة السورية دمشق في هـ . وصدر1417م– محرم 1996شهر حزيران

المؤتمر في ختام اعمالة بيانا عبر عن قلق تلك الدول من التحالف الاسرائيلي – التركي ، كما طالب تركيا باعادة النظر في الاتفاق العسكري الموقع مع

( .246اسرائيل ) وقد اعتبر فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري ،

ان التحالف الاسرائيلي - التركي من شأنه ان يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع سوريا ، بهدف الضغط عليها وعلى الدول المجاورة لتركيا : إيران والعراق ، وحتى

الدول الخليجية، في ظل تعاون عسكري وأمني يهدف إلى اضعاف الأمن القومي العربي ، وزيادة

السيطرة الاسرائيلية والتركية على الاراضيالعربية ، والسعي لاحداث انقسام عربي وإسلامي )

247. )

(9/135)

ووصفت الخارجية السورية المناورات البحرية الإسرائيلية – التركية – الامريكية ، التي جرت عام

ألعاب حرب ، وتتنافى مع " هـ ، بأنها1418م–1998 ( . كما وصفت التدريبات248 ")روح السلام

المشتركة لسلاحي الجو الإسرائيلي والتركي ، في-1997اراضي الأخيرة ، والتي جرت بين عامي

هـ بأنها موجهة ضد سوريا)1418-1417م / 1998249. )

الموقف المصري : أبدت مصر اهتماما ونشاطا واضحا في مجال

العلاقات العسكرية - الإسرائيلية التركية ، وأثرها على العالمين العربي والإسلامي ، ولعل ذلك يبرر

بأهمية الدور المصري على الصعيدين العربي والإقليمي ، إضافة إلى أن تلك العلاقة من شأنها أن

تؤثر سلبا على المنطقة برمتها ، بما في ذلك مصر( .250نفسها)

لقد تمثل الموقف المصري من الاتفاقية العسكريةوالأمنية الإسرائيلية – التركية ، بما يلي :

إدانة وانتقاد الاتفاقية ، وقد تجسد ذلك في- التصريحات العديدة التي أدلى بها وزير الخارجية

ظهرت في " المصري ، عمرو موسى ، منها أنها وقت غير مناسب، ولا تساعد في الجهود لتحقيق

( .251" )السلام في المنطقة أقل ما يقال عن ذلك " وفي تصريح آخر قال عنها :

بأنه عمل عدواني ضد الدول العربية وتشكل خطرا ( . أما الرئيس252 " )على أمن الشرق الأوسط

م –29/5/1996حسني مبارك فقد صرح في هـ بأنه أبدى عدم تفهمه لوجهتي النظر12/1/1417

الإسرائيلية والتركية بشأن أهداف إجراء التدريبات الجوية المشتركة بمحاذاة السواحل السورية ، والتي تتمثل في محدودية مجال إسرائيل الجوي . وقد حذر الرئيس مبارك من أي اعتداء تركي على سوريا لأنه

( .253سيؤدي إلى مشكلات كبيرة في المنطقة )

(9/136)

أوفد الرئيس المصري ، حسني مبارك ، وزير- -2خارجيته ، عمرو موسى ، إلى تركيا في الفترة

هـ، لتقصي1416 ذو الحجة15-14م –3/5/1996 الحقائق فيما يتعلق بالاتفاقية العسكرية الإسرائيلية

– التركية . وقد أكدت الأخيرة أن الاتفاقية تدريبية وليست استراتيجية ، ولا تستهدف أي دولة في

المنطقة وأن أنقرة لن تقف إلى جانب تل أبيب في ( .254الصراع العربي – الإسرائيلي )

تواصل الاهتمام المصري بالعلاقات العسكرية- الإسرائيلية - التركية المتنامية ، إذ قام الرئيس

25م-1996 تموز 11حسني مبارك بزيارة أنقرة في هـ وليوم واحد ، قدمت فيها تركيا1417محرم

تفسيرات لعلاقاتها العسكرية مع إسرائيل ، وأنها تقوم على المنفعة المشتركة وليست موجهه ضد

( .255طرف آخر) وتابع الرئيس حسني مبارك اهتمامه بالعلاقات-

العسكرية التركية مع إسرائيل ، إذ اجتمع مع الرئيس هـ ،14/5/1418م -16/9/1997سليمان دميرل في

لبحث قضايا مشتركة بينهما ، إضافة إلى موضوع اجراء المناورات البحرية المشتركة مع إسرائيل

والولايات المتحدة التي أعلن عنها في ذلك العام . وقد حصل الرئيس مبارك على تفسيرات مطمئنة من

تركيا لكونها تهدف إلى التدرب على عمليات البحث ( . وبعد إجراء تلك المناورات عام256والإنقاذ )

هـ أعلن وزير الخارجية المصري ،1418م –1998 أن المناورات تحمل رسالة سلبية ،" عمرو موسى ،

( .257 " ) وهي خطوة سلبية ولم تقتصر الجهود المصرية ازاء تنامي العلاقات-

العسكرية الإسرائيلية - التركية على ما ذكر سابقا ، بل أسهمت إلى جانب دول أخرى كإيران ، في تهدئة

الأوضاع بين تركيا وسوريا ، عندما هددت الأولى( .258باحتلال سوريا عسكريا)

ويبدو أن الجهود المصرية السابقة ، لم تعجب الجانب الإسرائيلي ، مما حدا برئيس دولتها ، عزرا وايزمن ،

أن يواصل الرئيس المصري " أن يعرب عن أمله في ")قيادة عملية السلام ، ولكن ليس بطريقة ملتوية

259. )ج - الموقف الإيراني :

(9/137)

اهتمت إيران بالعلاقات العسكرية الإسرائيلية - التركية ، لكونها مستهدفة فيها ومن شأنها أن تشكل

خطرا عليها . فقد أعلنت شجبها لتلك العلاقة ) ( ، واعتبرتها في غير صالح تركيا ، لأنها ستشير260

( .261غضب الشعب التركي المسلم عليها ) منظمة التعاون " وفي أثناء اجتماع رؤساء دول

الذي عقد في شهر " الاقتصادي الأسيوية – ايكيو هـ ، في عشق اباد1416م -ذو الحجة 1996أيار

عاصمة تركمنستان ، التقى الرئيسان الإيراني هاشمي رافسنجاني ، والتركي سليمان دميرل ، وتباحثا في موضوع الاتفاقية العسكرية والأمنية

الإسرائيلية – التركية ، وقد نفى دميرل عقد تركيا لاتفاقيات عسكرية مع إسرائيل ، وأن أنقرة تسعى لتطوير علاقاتها مع إيران فيما أكد رافسنجاني بأن الإسرائيليين سوف يستغلون تلك الاتفاقية لضرب

( .262إيران ) وقد ادانت كل من تركيا والأردن لمشاركتهما

إسرائيل والولايات المتحدة في المناورة البحريةهـ)1418م –1998المشتركة التي جرت بداية عام

( . واعتبرتها تصعيدا لحدة التوتر في المنطقة ،263 كما حثت تركيا على إجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها

مع إسرائيل ، وعدت تلك المناورة تعارضا مع القرارات التي اتخذها مؤتمر قمة منظمة المؤتمر

هـ ، الذي أشار إلى1417م - 1997الإسلامي عام الخطر الإسرائيلي على المنطقة برمتها . ومن وجهة

النظر الإيرانية ، فإن المناورات تعتبر تهديدا للأمن( .264في المنطقة )

ولعل المخاوف الايرانية من العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية ، تكمن في القدرة العسكرية

المتطورة التي تمتلكها إسرائيل ، والتي من خلالها تستطيع تهديد مرافقها ومنشآتها العسكرية

والاقتصادية ، مما يشكل خطرا كبيرا على أمنها )265. )

د - مواقف الدول العربية الأخرى :

(9/138)

فيما يتعلق بالموقف العراقي من العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية ، فقد اتصف بالتنديد والشجب من خلال التصريحات الإعلامية ، ولم يكن فاعلا في هذا المجال ، وهذا مبرر بسبب المشاكل الاقتصادية

والعسكرية والاجتماعية التي يعاني منها جراء الحصار المفروض عليه . فقد أكد مندوب العراق لدى الأمم

م16/4/1996المتحدة نزار حمدون في هـ بأن تركيا لم تراع الرفض العربي16/11/1416

والإسلامي لتلك الاتفاقية ، ولم تراع حساسية جيرانها العرب والمسلمين ) إيران ، سوريا ، العراق (

.، وأن من شأن ذلك أن لا يساعد على استقرار ( . كما ادان وزير266منطقة الشرق الأوسط )

الخارجية العراقي ، محمد سعيد الصحاف ، المناورات العسكرية الجوية والبحرية المشتركة بين إسرائيل

وتركيا ، باعتبارها عمل استفزازي ضد الأمة العربية )267. )

أما الدول الخليجية بعامه ، فقد أخذت بعين الاعتبار الأوضاع السياسية والاقتصادية والإستراتيجية التي

حدثت في المنطقة ، بعد تطور العلاقات الإسرائيلية – التركية، وأثرها في إدخال عنصر غريب في

(268المنطقة ) فيما اعربت لبنان عن قلقها من التعاون التركي –

الإسرائيلي في المجالات العسكرية ، واعتبرته تهديدا للأمن القومي العربي والإسلامي بعامه ، وسورية

(. وكذلك عبرت ليبيا عن قلقها إزاء269بخاصة ) الحلف العسكري الإسرائيلي – التركي المشبوه ،

في " النفط والمصادر المائية " الذي يستهدف ( . أما الموقفان الأردني270المنطقة )

والفلسطيني من العلاقات العسكرية بين إسرائيل وتركيا فلم يندد بتلك العلاقة ، بل العكس من ذلك ،

إذ ان الأردن قد شارك في المناورات البحرية هـ ، ومرشح للدخول1418م - 1998المشتركة عام

في الحلف التركي – الإسرائيلي . أما الموقف الفلسطيني ، فلم يهمه هذا الموضوع كثيرا وكل ما

يريده من تركيا أن تقوم بدور بارز في عملية السلام( .271مع إسرائيل )

(9/139)

وعلى الرغم من الاعتراضات والتنديدات العربية والإسلامية بشكل عام، فان تركيا لم تأبه بها ، حيث

ان مصالح الأمة التركية أهم" اعتبر سليمان دميرل بكثير من أي اعتراضات عربية على علاقات تركيا مع

دولة مستقلة ، ولا " إسرائيل ، وأكد على أن تركيا يحق لاي كائن من كان ان يحدد لنا ما ينبغي أن نفعله

(. ويبدو ان تركيا قد نجحت إلى حد ما أواخر272" ) هـ في التخفيف من1419-1418م / 1998-1999

ردود الفعل العربية والإسلامية ، إذا ما قورنت بردودم )1997-1996الفعل العربية والإسلامية بين عامي

273. ) ويستخلص مما سبق تباين المواقف العربية

والإسلامية من العلاقات العسكرية الإسرائيلية- التركية ، فسوريا ومصر وإيران بذلت جهودا ملحوظة

لشرح خطورة تلك العلاقة وتأثيراتها السلبية على منطقة الشرق الأوسط ، وحاولت توحيد الجهود

العربية والإسلامية في هذا المجال . فيما لجأت بقية الدول العربية إلى الشجب والاستنكار والتنديد ، أما الأردن وفلسطين ، فأقل ما يقال عن موقفهما انه

اتصف بالسلبية ، لانطلاقه من مصلحتهما الخاصة. وتأسيسا على ما سبق فان ردود الفعل العربية

والإسلامية لم تكن موحدة ، وغلب عليها ردود الفعل الآنية على الأحداث الهامة ، دون أن يكون لها خطط منظمة وواضحة المعالم للتصدي لتلك العلاقة ، الأمر

الذي سيزيد من أخطارها على المنطقة .الخلاصة :

- جاءت العلاقات العسكرية الإسرائيلية- التركية1 نتيجة لظروف وعوامل سياسية واقتصادية وعسكرية

داخلية وخارجية لكل من تركيا وإسرائيل والولاياتالمتحدة الأمريكية ، وفيها مصالح مشتركة لهم.

- تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس2 للعلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية ، لإن مبدأ رئيس من مبادئ سياستها الشرق أوسطية، يقوم

على إنشاء تحالف إسرائيلي – تركي ، يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة ، ويحافظ على الأمنوالاستقرار ، وإحتواء الأنظمة المعارضة لها.

(9/140)

- تميزت العلاقات العسكرية الإسرائيلية - التركية3 بتطورها وتقدمها ، حيث وصلت إلى مرحلة التكامل

الإستراتيجي، وهي في طور التحالف ، وهناك مؤشرات على تنامي تلك العلاقات خلال الفترات

القادمة. - قامت إسرائيل بتزويد تركيا بأفضل ما وصلت اليه4

الفنية العسكرية على المستوى العالمي ، ومن شأن ذلك ان يضع تركيا في مقدمة الدول المتقدمة

عسكريا في المنطقة ، وحتى على المستوى العالمي ، خلال الفترات القادمة . وفي المقابل ، فان الأتراك

سيعتمدون عسكريا على إسرائيل ، مما يجعل السياسة التركية رهينة الظروف والرغبات

الإسرائيلية . - تميزت العلاقات العسكرية الإسرائيلية - التركية5

بالتنوع والشمول لشتى مجالات التعاون البري والبحري والجوي، الذي تمثل في قيام إسرائيل ببيع أسلحة إلى تركيا، وقيامها بتحديث جيشها ، وإقامة

مشاريع عسكرية مشتركة ، واجراء مناورات وتدريبات مشتركة ، واجراء حوارات إستراتيجية بصورة

مستمرة ، إضافة إلى التعاون في مجالات عسكرية هامة كالتعاون في المجال النووي ، وفي مجال

الفضاء لأغراض عسكرية.

– عضدت العلاقات العسكرية الإسرائيلية – التركية ،6 دورهما الإقليمي في المجالات الاقتصادية

والسياسية والعسكرية والأمنية ، وزادت من نفوذهما وهيمنتهما على المنطقة ، وتسعيان إلى صياغة شرق أوسط ، جديد وفقا لمصالحهما ورؤيتهما

للأمور . وقد يطلب منهما ، مستقبلا القيام بمهاممحددة للولايات المتحدة الأمريكية .

-حدث اختلال في توازن القوى في الشرق الأوسط7 لصالح إسرائيل وتركيا ، لما تمتلكانه من تعداد يناهز

المليون مقاتل ، إضافة إلى فنية عسكرية متقدمة جدا ، هذا في ظل ضعف التنسيق العسكري العربي ،

ووجود الخلافات بين بعض الدول العربية ، ونقصفي الإمدادات العسكرية لبعض الدول الأخرى.

(9/141)

-يشكل التحالف العسكري بين إسرائيل وتركيا ،8 خطرا ، وتهديدا للأمن القومي العربي والإسلامي

) إيران ( ، لأن إسرائيل استغلت الأراضي والاجواء التركية ، للتجسس العسكري على إيران وسوريا

والعراق . واتخذتها وسيلة للضغط العسكري على تلك الدول ، لتحقيق أهدافها الخاصة ، إضافة إلى ان تركيا ستتخذ ذلك وسيلة ضغط على الدول المجاورة

لها ، والتي تواجهه مشاكل معها . - لم تتناسب المواقف العربية الإسلامية بعامة مع9

حجم ونوع التحالف القائم بين إسرائيل وتركيا ، وإذ غلب على المواقف العربية التنديد والشجب دون

وضع الخطط المناسبة لذلك ، أو اتخاذ إجراءاتعملية مناسبة .

الهوامش والتعليقات

1-Ihsan Gurkan," Turkish – Israeli Relations and the Middle East Peace Process” Turkish

Review of Middle east stadies ,7,1993,p.191.

- آلون ليآل ، تركيا في الشرق الأوسط : نفط2 وإسلام وسياسة ، ترجمه عن العبرية الدار العربية

م ، ص1999للدراسات والنشر والترجمة ، القاهرة ، 115.

3 -Neill Lochery, " Israel and Turkey : Deeping Ties And Strategic Implications

1995-1998 " , Israel Affairs, vol . 5, No . 1, Autuman 1998, p . 46. . م

الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية ، المخابرات الإسرائيلية ، ترجمة وإعداد مجدي نصيف ، الوطن

.68م ، ص 1984العربي ، بيروت ، - بشارة بحبح وليندا بتلر ، إسرائيل وأمريكا اللاتينية4

: البعد العسكري ، ترجمة أسامة البابا ، مؤسسة .17م ، ص 1987الدراسات الفلسطينية ، بيروت ،

– خليل إبراهيم الناصري ، التطورات المعاصرة في5 ، ص1992العلاقات العربية التركية ، د . ن ، بغداد ،

2046– Lochery , OP . Cit . , P . 46. أبعاد التعاون العسكري " - وصال نجيب العزاوي7

التركي – الإسرائيلي ، دراسة في الدوافع والأهداف م ،1998 ، 5، دراسات إستراتيجية ) بغداد ( ، عدد "

.260-259ص

(9/142)

التقارب التركي من " -هشام فوزي عبد العزيز ،8 إسرائيل في التسعينيات : دراسة تحليلية للأسباب

والعوامل التي ساعدت تركيا على التقارب من .10-8-5، بحث غير منشور ، ص " إسرائيل

9 -M . Hakan Yavuz, " Turkish – Israeli Relations Through the lens of the Turkish

Identity , Journal of Palestine Studies , vol . 27, No 1, Autuman 1997 , pp . 26 – 29.

10 -Ihasan Gurkan , " Turkish – Israeli Relations and the Middle East Peace " ,

Turkish Review of the middle East Studies ) Ankra ( , 1993,PP . 133 – 136.

11 -George Gruen , " Dynamic Progress in Turkish – Israeli Relations " , Israel Affairs ,

vol . 1 No .4 , Summer 1995 , pp . 40 – 41. 12 -Robert Olson, " Turkey – Syria Relations

Since the Gulf War , kurds and Water " , Middle East Polisy . vol . V, No .1 , 1997 , p .

179.

العلاقات بين إسرائيل ودول " - اوري لوبراني ،13 الجوار المحيطة بالعالم العربي : تركيا وإيران

، في ندوة الموقف الإسرائيلي من " وأثيوبيا الجماعات الأثنية والطائفية في العالم العربي ، ترجمه عن العبرية الدار العربية ، الدار العربية ،

.21-11 م، ص 1997القاهرة ، .262-260- العزاوي ، المرجع السابق ، ص 14 م ، ترجمة12/8/1993- جريدة معريف الإسرائيلية 15

مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ، النشرة م –8/8/1993الأسبوعية للصحافة الإسرائيلية ،

" ،200م ، ص 1998 ، 32م ، عدد 12/8/1993 ، " ، العلاقات الإسرائيلية- التركية " مأمون كيوان

، تشرين الأول /10مجلة الأرض ) دمشق( ، عد.69م ، ص 1995أكتوبر

الاتفاق التركي – الإسرائيلي " - نزار آغري،16 ، شؤون الأوسط " للتعاون العسكري والأمني

.109م ، ص 1997، أيار/ مايو 62)بيروت( عدد

(9/143)

م- ترجمة17/10/1994- جريدة دافار الإسرائيلية 17 مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية

.593م ص 1994 ، 41السابقة ، عدد م – ،18/9/1995- جريدة هارآتس الإسرائيلية 18

ترجمة مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ، .25م ، ص 28/9/1995الدورية السابقة

محور جديد : بروز الوفاق " - دانيال بايبس ،19 ،125، البيان ) لندن( ، عدد ، " التركي – الإسرائيلي

" ؛ إدجار أو بالانس121-112م ، ص 1998مايو ، الحرس الوطني " الارتباط الإسرائيلي – التركي

، كانو الأول / ديسمبر20، سنة 197) الرياض( ، عدد .62-60م ، ص.1998

20 -Jennifer Washburn “ Power Bloc : Turkey and Israel Lock Arms, “ Progressive, 29

December 1998, p. 20; Alain Gresh Turkish –Israeli – Syrian ReLations and Their Impact

on the MiddLe East, MiddLe East JournaL, voL . 5, no. 2, Spring 1998 pp. 189-190;

NicoLe Pope “ Expandiny Ties with Israel “ . MrMiddLe East Interna tional . No.579.17

JuLy 1998 . p.11. - فيليب روبنس ، في حلقة نقاشية حول التعاون21

، أيار47التركي – الإسرائيلي ، الباحث العربي ، عدد ؛ جلال معوض ، صناعة61-60م ، ص 1998– حزيران

القرار في تركيا والعلاقات العربية – التركية ،مركز-221م ، ص 1998دراسات الوحدة العربية ، بيروت ،

224. التحديات التي يفرضها " - قيس محمد نوري ،22

التعاون العسكري - الإسرائيلي على الأمن القومي كانون الثاني122، دراسات ، عدد " العربي .64م ، ص 1998

23 -Pope ,Turkey: Expanding Ties With IsraeL , Op .Ct. , P.11-21.

دور التحالف التركي " - هشام فوزي عبد العزيز،24 – الإسرائيلي في التصدي للنفوذ الإسلامي وعمليات

، مجلة البصائر – " الأكراد المسلحة في تركيا،ص2000 أيلول 2 ،ع4) جامعة البتراء الأردنية ( ، م

23-2925 -Yavuz. Op. Cit ., p . 30.

(9/144)

26 -NicoLe Pope ,” Turkey,s GeneraLs Behind The IsraeL Axis, MiddLe East,16 No.550May . 1997 , P . 3 . International,

رضا هلال، السيف والهلال : تركيا من اتاتورك إلى اربكان ،الصراع بين المؤسسة العسكرية والإسلام

م ، ص1999السياسي . دار الشروق ، القاهرة ، 179-180. .115-114- بايبس ، المرجع السابق ، ص 27 - عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،28

.10-14المرجع السابق، ص 29 -Peretz Kidron “ EncircLing Syria “ ,

Middle East International, No.550, 16 May 1997, p. 4.

م ، ترجمة30/4/1997جريدة معريف الإسرائيلية مؤسسة الأرض للدراسات

،18الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد .293م ، ص17/5/1997

30 -Kidron. Op. Cit., P. 4.

م ترجمة مؤسسة الأرض9/12/1997هاراتس ، للدراسات الفلسطينية ، الدورية

677-766م ، ص17/12/1997 ، 50السابقة ، عدد 31 - Lochery, O P . Cit . , P. 53. م ، ترجمة مؤسسة17/6/1998- جريدة هاراتس 32

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة، عدد .343م ، ص 24/6/1998 ، 43 م ، مجلة الأرض15/12/1998- جريدة معريف 33

.102م ، ص 1999، كانون الثاني 1) دمشق ( ، عدد - عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،34

.14-11 ، 8-3المرجع السابق ، ص .18-14 ، 9-8-نفس المرجع ، ص 3536 -Malik Mufti, “ Daring and Caution in

Turkish Foreign Policy “ , Middle East Journal , vol . 52 , No . 1 , Winter 1998 , PP .

33-3437 Olson , Turkey – Syria Relations , Op .

Cit . , P . 170-190; Gresh , OP . Cit . , PP . 188 –202

- عبد العزيز ، التقارب التركي من إسرائيل في38 .13التسعينيات ، المرجع السابق ، ص

39 - Olson , Turkey – Syria ,Op.Cit., PP . 107 – 190 . Gresh ; Op . Cit . , PP . 190 – 192 .

Kidron , Op . Cit . , P . 4 ; Mufti ,Op Cit . , P . 35.

(9/145)

التعاون الاستراتيجي بين " - افرايم عنبر ،40 في تركيا وإسرائيل في شرق " إسرائيل وتركيا

أوسط متغير ، حوارات حول قضايا الأمن القومي ، ترجمة الدار العربية ، الدار العربية ، القاهرة ،

.62م ، ص 1996 - عبد العزيز ، التقارب التركي من إسرائيل في41

.12التسعينيات ، المرجع السابق ، ص 42 -Amikam Nachmani, "The Remarkable

Turkish – Israeli Tie " , Middle East , vol . v ,No. 2 , 1998 , P . 25 .Quarterly

43washburn , Op . Cit . , P . 21. 44-Sabri Sayari, " Turkey and the Middle

East in the 1990 s " , Journal of Palestine Studies , vol. xxvl, No. 3,1997,P. 49. Alan Makovsky," Israeli – Turkish Relations, A

Turkish Periphery Stratege " , in Reluctant Neighbor Turkey,s Role in the Middle East ,

Henri T.Barkey ) editor ( , United State Institute of Peace Press , Washington , D.C,

1996, P. 154.,45 -Washburn , OP . Cit . , pp. 20-21 ,

Makovsky, Op. Cit ., p. 164. التركي- " التعاون " - هشام فوزي عبد العزيز46

، بحث " 1998-1991الإسرائيلي في مجال الإقليمي مقبول للنشر في مجلة المنارة ، جامعة ال البيت

.27 –6) المفرق – الأردن ( ، ص47 -Washburn Op . Cit. P . 23 , Makovsky.

Op.Cit . , P . 152-15648 -Yavuz , Op. Cit. , P.30. - ايان ليسر ، تركيا والغرب بعد حرب الخليج ،49

ترجمة ظافر قطمة ، الثقافة العالمية ) الكويت ( ، ؛ بوليك باشا ،144-142 ص 1992أيلول 54عدد

.38-36المرجع السابق ، ص 50 -Lochery, Op.Cit ., p. 46

، اوبالانس ،12-3بحبح وبتلر ، المرجع المذكور ، ص .61المرجع المذكور ، ص

العلاقات العسكرية " - راسم محمد قاسم ،51 ، تقديرات اسراتيجية " التركية – الإسرائيلية

م ، ص1997 كانون الاول 15 ، 66) القاهرة ( ، عدد 48. 52-Washburn. Op . Cit. P. 19 , Lochery , OP.

Cit . , P. 4 6.

(9/146)

53 –kidron, Op. Cit., P. 4.54–Makovsky , OP. Cit. , P.149; Robert Olson

, " The Turkey – Israel Agreement and the kurdish question " , Middle East

International , No. 526 , 24 May 1996 , P. 18 ; Washburn,

OP. Cit., P. 20, kidron, OP. Cit., P4.

.21 ،18-170– لوبراني ، المرجع السابق، ص5556 –Olson, The Turkey – lsrael

Agreement, Op. Cit., P. 18..57-56كيوان ، المرجع السابق ، ص

57 -Lochery , OP. Cit., P. 46 , Olson , The Turkey – Israel Agreement , OP. Cit. , P . 8

، " الاتفاق التركي – الإسرائيلي " هيثم الكيلاني ، ،اكتوبر204الحرس الوطني ) الرياض ( . عدد

.33م ، ص 1999 - عبد العزيز ، التعاون التركي – الإسرائيلي في58

.25-16المجال الإقليمي ، المرجع المذكور ، ص 59 -Gurkan , Op . Cit . , P . 118 – 127.

عوني عبد الرحمن السبعاوي ، إسرائيل ومشاريع المياه التركية . مستقبل الجوار المائي العربي ،

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، .40-20م ، ص 1997

التحالف التركي – " – عزرا بنجو وغينجر اوزجان ،60 الإسرائيلي : وجهة نظر باحثين إسرائيلي وتركي في

، جريدة الحياة ، " الحلف القائم بين بلديهما .19م ، ص 13/9/1997

.120- بايبس ، المرجع السابق ، ص 6162-Gresh , OP . Cit . , P . 199. تركيا تتجه نحو إقامة علاقات " - ستيفن كينزر ،63

هيرالد تربيون الدولية " استراتيجية جديدة م ، الترجمة العربية في مجلة النافذة29/12/1997

.65م، ص 1998 ، مارس 2) الدمام ( ، عدد 64 -Arieh Osullivan, " Defens Ties With

Turkey bolstered “ , The Jerusalem Post lnternational , December 9 , 1997 , P 4.

(9/147)

65 -Lochery , OP . Cit. , P . 32. Gresh; Op. Cit ., P. 191; Pope, Turkeys Generals behind Israel Axis, Op . Cit. , p. 3 . 66- Osullivan,

OP. Cit ., P . 4 .كينزر ، تركيا تتجه نحو إقامة 65علاقات استراتيجية جديدة ، الدورية السابقة ، ص

، " التقارب التركي – الإسرائيلي " ، جنكيز تشاندار ، ، نيسان – آيار ،51شؤون الأوسط ) بيروت ( ، عدد

.37م . ص 1996

67 -Nachmani , OP . Cit . , P . 24 ; Yavuz, OP . Cit , P . 29.

.15- لوبراني ، المرجع السابق ، ص 6819-18- نفس المرجع ، ص 6970 -Washburn Op . Cit . , p. 21.

م ، ترجمة مؤسسة الارض26/1/1998هاراتس ،20للدراسات الفلسطينية ، المرجع السابق ، عدد

.33م ، ص 20/1/1998 تطور العلاقات بين تركيا " - سها بوليك باشا71

، الباحث " وإسرائيل والدول العربية المجاورة ، تموز تشرين الأول48العربي ) لندن( عدد

.36م ، ص 1998Lochery , Op. Cit. P.52 ,Olson , Turkey and

Syria, Op. Cit. , P 169 . 180. م ، ترجمة مؤسسة الأرض14/3/1997 -هاراتس 72

للدراسات الفلسطينية ، الدورية ،102م ، ص 26/3/1997 ، 12السابقة ، عدد

،43م ، نفس الدورية ، عدد21/10/1997معريف ، م25/10/1998 ، هاراتس 710م ، ص 28/10/1997

.619م ، ص 5/11/1998 ، 43عدد ،19-18 ، 15- لوبراني ، المرجع السابق ، ص 73

الكيلاني ، الاتفاق التركي الإسرائيلي ، المرجع .30السابق، ص

م ، المرجع السابق ، ص25/10/1998- هاراتس 74619. 75 -Olson, Turkey and Syria Op. Cit. P. 189-

190. .116- بايبس ، المرجع السابق ، ص 76 م ، ورد في مجلة23/4/1998- إذاعة إسرائيل 77

.98م ، ص1998، ايار 5الأرض عدد العلاقات العسكرية التركية – " - خالد عبد الله78

الإسرائيلية : تعاون تسليحي وتدريبي أم تحالف ،75-74، تقديرات استراتيجية ، عدد " استراتجي

.33م ، ص 1998نيسان- ايار

(9/148)

م ، ترجمة مؤسسة الارض20/4/1998 – هاراتس 79 ،41للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد

.20م ، ص 27/10/1998

م ، الدورية السابقة عدد19/9/1997- هاراتس 80.50م ، ص 21/10/1997، 39 .116- بايبس ، المرجع السابق ، ص 81 - الكيلاني، الاتفاق التركي- الإسرائيلي ، المرجع82

.30السابق، ص - عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،83

بايبس ، المرجع السابق ، ص15المرجع السابق ، ص116.84 -Olson, Turkey and syria op. Cit. P.180

م ،21/2/1997جريدة يديعوت احرونوت الإسرائيلية ترجمة مؤسسة الارض للدراسات الفلسطينية ،

.142م ، ص 5/3/1997 ، 9الدورية السابقة ، عدد - عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،85

، بايبس، المرجع17-15المرجع السابق ، ص .116االسابق ، ص

Olson , Turkey and Syria .Op. Cit . , p.180. .34- عبد الله ، المرجع السابق ، ص86- نفس المرجع .87 ، جريدة الرأي69- كيوان ، المرجع السابق ، ص 88

العلاقات الإسرائيلية التركية تطل من تحت " الأردنية .15م ، ص 27/1/1994الرأي " الرماد

.86 - 69- كيوان ، المرجع السابق ، ص 89.15- الرأي الاردنية ، المرجع السابق ، ص 90 م ، ترجمة مؤسسة الارض23/10/1994- هاراتس 91

،43للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد .27م ، ص 1/11/1994

،8م المرجع نفسه ، عدد 20/2/1995- دافار 92 .140م ، ص 27/2/1995

الصادرات العسكرية الإسرائيلية " - معن الحلقي ،93 م1996 أيلول 9مجلة الأرض ، عدد " في التسعينيات

.27، ص 94 -Lochery , Op. Cit, Pp. 49- 50. Olson ,

Turkey Syria ReLations, Op. Cit . , p. 179. ، يديعوت110- آغري ، المرجع السابق، ص 95

م ، ترجمة مؤسسة الأرض25/3/1996احرونوت ،13للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد

.237م ، ص 2/4/1996 ، الحلقي ،115- بايبس ، المرجع السابق ، ص 96

.27المرجع المذكور ، ص 97 -Yavuz, Op. Cit ., p. 29.

(9/149)

98 -Osullivan , Op. Cit ., p. 4 معوض ، صناعة القرار في تركيا، المرجع السابق ،

.223ص .191- هلال ، المرجع السابق ، ص 99

.60- أو بالانس ، المرجع السابق ، ص 100101 -Gresh Op. Cit., P. 191, Osullivan, Op.

Cit. , P.4.102 -Washburn Op. Cit . , p. 21, Nachmani,

Op. Cit. , P. 24. م –، ترجمة مؤسسة الارض25/10/1998هاراتس

،42للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد .619م ص5/11/1998

103 -Nachmani, Op. Cit .p. 24. .115بايبس ، المرجع السابق، ص

.36- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 104 ، راسم ،40- عبدالله ، المرجع السابق ، ص 105

.50المرجع السابق ، ص 106-Lochery, OP . Cit . , P . 54. .179- هلال ، المرجع السابق ، ص 107108 -Nachmani , OP . Cit . , P . 25. 109 -Washburn , OP . Cit . P . 20. 110 -Lochery , OP . Cit . , PP . 5O – 51. 111 -Yavuz , OP . Cit . , P . 29 . هاراتس

م - ، مؤسسة الأرض للدراسات19/5/1997 ،21الفلسطينية ، المرجع المذكور ، عدد

.542م ، ص 28/5/1997112 -Nachmani , OP . Cit . , P . 25.

، معوض ،636بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص .54صناعة القرار في تركيا ، المرجع السابق ، ص

113 -Lochery , OP . Cit . , P . 52. 114 -O,sullivan, OP . Cit . , P . 4. 115 -Washburn , OP . Cit . , P . 21.116 -Nachmani , OP . Cit . , PP . 25 – 26 ,

Gresh , OP . Cit . , P . 191. م ، ترجمة15/7/1997- يديعوت أحرونوت 117

مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية ، راسم ،23م ، ص 27/7/1997 ، 23السابقة ، عدد

المرجع السابق ، .50ص

، جريدة1م ، ص 28/11/1997- جريدة الرأي 1181م . ص 28/1/1997الجزيرة ) الرياض ( السعودية

119 -Nachmani , OP . Cit . , P . 26. .181- هلال ، المرجع السابق ، ص 120 - معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع121

.254السابق ، ص

(9/150)

م28/7/1998- جريدة الدستور الأردنية ) عمان ( 122 .19 ، 1، ص 123 -Osullivan, OP . Cit . , P . 5. ملف الأرض – شهر " - محمد توفيق جراد124

، تموز7، عدد " م ، مجلة الأرض1994حزيران 111م ، ص 1994

م ، ترجمة مؤسسة الأرض17/6/1994- هاراتس 125 ،25للدراسات الفلسطينية ، المرجع السابق ، عدد

.366م، ص 28/6/1994 .117-112- آغري ، المرجع السابق ، ص 126127 -Nachmani , OP . Cit . ,P . 2 4.128 -John king , " Turkey and Israel ", Middle

East International , No. 524, 26 April 1996 , P . 1. م ، ترجمة11/6/1996- يديعوت احرونوت 129

مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية .792م ، ص 29/10/1996 ، 43السابقة ، عدد

130 – Nachmani , Op . Cit . , P. 24 م ، الدورية السابقة ، عدد1/11/1996- معريف 131م ،13/11/1996 ، 45 .831ص

م ، نفس20/12/1996- يديعوت احرونوت 132966م ، ص 26/12/1996م - 2/12/1996الدورية ،

.50- راسم ، المرجع السابق ، ص 133 م ، وردت في مجلة الأرض21/4/1998- هاراتس 134

.98م ، ص 1998 ، ايار 5، عدد ،8م ، نفس الدورية، عدد 14/7/1998- معريف 135

.108م - ص 1998آب ؛ راسم ،116- بايبس ، المرجع السابق ، ص 136

.50المرجع السابق ، ص 137 -King , OP . Cit . , P . 11 ; Nachmani , OP

. Cit . , P . 24 . 138 -بايبس ، المرجع السابق ، ص 116. 139 -Nachmani , OP . Cit . P . 24 ;Olson ,

Turkey - SyriaRelations, OP . Cit . , P . 17.

مؤسسة الأرض م ، ترجمة31/3/1997معريف للدراسات الفلسطينية ، المرجع السابق ،

.238م ، ص 8/4/1997 ، 14عدد . هاراتس60- اوبالانس ، المرجع السابق ، ص 140

م ، مجلة الأرض . عدد9/4/1997 .117م ، ص 1997 1997 ، ايار 5

م ، ترجمة مؤسسة2/5/1997- نفس الجريدة ، 141 الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ،عدد

.34 ، ص 1997 / 5 / 14 ، 19- نفس الدورية .142

(9/151)

م ، الدورية18/6/1997- نفس الدروية ، 143410م ، ص 25/6/1997 ، 25السابقة ، عدد

، معوض ،116- بايبس ، المرجع السابق ، ص 144 .232صناعة القرار في تركيا ، المرجع السابق ، ص

م ؛ في مجلة الأرض عدد14/5/1997- هاراتس ، 145م ،1997 ، حزيران 6

.88-87ص 146 -Lochery , OP . Cit . , P . 54.

، اوبالانس .19بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص .12المرجع السابق ، ص

م ، ترجمة مؤسسة17/12/1997- هاراتس 147 الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ،

؛ الدورية السابقة780م - ، ص 24/12/1997 ، 5عدد م ، الدورية7/1/1998م، يديعوت احرونوت 8/1/1998

م ،14/1/1998 ، 1السابقة ، عدد .16ص

148 -Gresh, OP . Cit ., P . 18. م ، ترجمة مؤسسة14/9/1998- هاراتس ، 149

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة . .538م ، ص 22/9/1998 ، 36عدد م ، الدورية25/1/1994- نفس الجريدة 150

م ،1/2/1994 ، 4السابقة ، عدد .59-58ص

151 -Lochery , OP . Cit . , P . 48. .48- راسم ، المرجع السابق ، ص 152 - معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع153

-179 ؛ هلال ، المرجع السابق ، ص 233السابق ، ص م ، ترجمة مؤسسة الأرض10/3/1996؛ هاراتس 181

للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة .196م - ، ص 19/3/1996

154 -Osullivan , OP . Cit. , P . 4. . بايبس ، المرجع61اوبالانس ، المرجع السابق ، ص

-179 . هلال ، المرجع السابق ، ص115السابق ، ص 181. م ، في مجلة الأرض ، عدد18/9/1995- هاراتس 155م ،1995 ، تشرين الأول 10 .106ص

م ، في الدورية1/5/1997- نفس الجريدة ، 156 .311السابقة ، ص

م ، ترجمة مؤسسة23/12/1997- نفس الجريدة 157 الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ،

.795م ، ص 31/12/1997 ، 52عدد

(9/152)

نوع وحجم الاسناد " - نظيره محمود خطاب ،158 العسكري التركي - الإسرائيلي في حالة وقوع

، تقديرات استراتيجية ، " مواجهه عسكرية مع سوريا .18م ، ص 1997 ، حزيران 55-54عدد .183- هلال ، المرجع السابق ، ص 159 .43- عبدالله ، المرجع السابق ، ص 160 م ، ترجمة مؤسسة11/12/1997- هاراتس 161

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، .767م ، ص 17/12/1997 ، 50عدد162 -Lochery , OP . Cit ., P . 52. 163 -Nachmani , OP . Cit . , PP . 25- 26. م ترجمة مؤسسة6/7/1997- يديعوت احرونوت 164

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ،

.654م ، ص 16/7/1997 ، 28عدد ملف الأرض ، آخر " - محمد توفيق جراد ،165

تطورات الأوضاع في الكيان الصهيوني والمناطق ،10، مجلة الأرض ، عدد " م1995المحتلة . أيلول

م ،1995تشرين أول .106ص

166 -Nachmani , OP . Cit . , P . 26. م–، ترجمة مؤسسة25/11/1993- هاراتس `167

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة عدد .647م ، ص 28/11/1993 ، 46

م ، مؤسسة الأرض للدراسات28/1/1994- دافار 168 ،4الفلسطينية ، الدورية السابقة . عدد

.19-18م ، ص 21/2/1994 - عبد العزيز ، دور التحالف التركي –169

.11الإسرائيلي ، المرجع السابق ، ص 170-Makovsky , OP . Cit . , P . 150. 171 -Gresh , OP . Cit . , PP . 189 - 190. م ، ترجمة مؤسسة1/3/1996-يديعوت احرونوت 172

الأرض للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، .167م . ص 14/3/1996

م ، في صورة إيران في14/8/1996-هاراتس 173 الأعلام الإسرائيلي ، ترجمة صلاح عبدالله، مركز

م ،1997الدراسات الاستراتيجية والبحوث ، بيروت ، .22ص

174-OLson , Israeli – Turkish Relations , OP . Cit . , P . 180.

175 -Lochery , OP . Cit . , P . 51. -عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،176

.18- 16 ، 13 – 12المرجع السابق ، ص –

(9/153)

م ، ترجمة مؤسسة الأرض23/3/1995-معريف 177 ،12للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة، عدد

.20م ، ص 27/3/1995 -عبد العزيز ، دور التحالف التركي – الإسرائيلي ،178

.17المرجع السابق ، ص .14-12-نفس المرجع ، ص 179 ، بايبس ، المرجع16 – 18-نفس المرجع ، ص 180

.116السابق ، ص

.18-لوبراني – المرجع السابق ، ص 181 خبراء اسرائيليون ساعدوا " -يوسي ملمان ،182

، " تركيا في مكافحة حركة المتمردين الأكراد م ،ترجمة عربية في مختارات17/2/1999هاراتس

.34 - ، ص 1999 ، 51إسرائيلية )القاهرة( ، عدد 183 -Washburn , OP . Cit. , P . 212 ; Yavuz ,

OP . Cit . , P28 ; Olson , The Turkey Israeli Agreement , OP . Cit. , PP . 18 – 19 ; John

Donnelly and Miami Herald , Israel – Turkey Ties , The Dallas Morning , August 11.

1996. 184-Pope, Turkey Expanding Ties With

Israel , OP . Cit , P . 11. .18-لوبراني ، المرجع السابق ، ص 185186-Lochery , OP . Cit . , P . 51 , Nachmani ,

OP . Cit , P . 25. راسم ،61-لوبراني ، المرجع السابق ، ص 187

.50المرجع السابق ، ص .116-بايبس ، المرجع السابق، ص 188 .110-آغري ، المرجع السابق ، ص 189 -عبد العزيز ، التعاون التركي – الإسرائيلي في190

.24-23المجال الاقليمي ، المرجع السابق ، ص 191-Makovsky , OP . Cit . , PP . 158 – 159. 192 -Ibid ., P . 154. .109-آغري ، المرجع السابق ، ص 193 م ، ترجمة مؤسسة الأرض1/5/1997-هاراتس 194

،8للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة، عدد .293-292م، ص 7/5/1997

م ، نفس17/2/1997-يديعوت احرونوت 19524م ، ص 25/2/1997 2الدورية ، عدد

، " أصدقاء تركيا أصدقاء جدد " -ستيفن كينزر ،196 م ، ترجمة عربية في28/12/1997نيويورك تايمز

.73 ، ص 1998، فبراير 1مجلة النافذة ، عدد

(9/154)

-كينزر ، تركيا تتجه نحو إقامة علاقات197 .66استراتيجية جديدة ، المرجع السابق ، ص

.50-49- راسم ، المرجع السابق ، ص 198 .31-عنبر ، المرجع السابق ، ص 199

-تعقيب غيث ارمنازي مدير مكتب جامعة الدول200 يخاطر " العربية في بريطانية على بحث بوليك باشا،

العرب اشد مخاطرة أن تجاهلوا الرسالة التي يقدمها م ،1998 ، نيسان 48، الباحث العربي ، عدد "البحث

.45ص .43-عبد الله ، المرجع السابق ، ص 201 م ، ترجمة مؤسسة الأرض26/2/1997-هاراتس 202

،9للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة، عدد .42م ، ص 5/3/1997

203 -Washburn , OP. Cit. , PP . 20 – 21. . بنجو واوزجان ،121بايبس ، المرجع السابق ، ص

. معوض، صناعة القرار في19المرجع السابق ، ص .256-255تركيا، المرجع السابق ، ص

204 . -Gresh, Op.Cit.,P.189 .120- بايبس ، المرجع السابق، ص205- نفس المرجع .206207 . -Dialy Digest , 13 May 1997 New

Alliances that Could Reshape, The Mideast208 -Washburn , Op.Cit., P.23.209 -New Alliances that Could Reshape , OP. ,Cit. .11-10- نوري ، المرجع السابق ، ص 210 .24-16- خطاب ، المرجع السابق ، ص 211 .121- بايبس ، المرجع السابق ، ص 212213 . -Washburh, OP.Cit., PP. 20-21 - عبدالعزيز ، التعاون التركي الإسرائيلي في214

،25-16المجال الأقليمي ، المرجع السابق ، ص الكيلاني ، الاتفاق التركي الاسرائيلي ، المرجع

.33السابق، ص .359-358- العزاوي ، المرجع السابق ، ص 215 - عبدالعزيز ، التعاون التركي – الاسرائيلي في216

.26-25المجال الاقليمي ، المرجع السابق ، ص217 -World News , Turkish – IsraeLi U.S

Search and RescuceUpsets Neighbors , 7 January 1999

م ، ترجمة مؤسسة الارض2/5/1997- هاراتس 218 ،9للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة، عدد

.80م ، ص 14/5/1997219 -Kidron, Op.Cit., P.4.

(9/155)

- معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع220 العلاقات الايرانية " ، ياسر خطاب ،255السابق ، ص

،" التركية بين محفزات التطور ومعوقات التراجع ، كانون الثاني44-43تقديرات استراتيجية ، عدد

.134، ص 1997221 -Olson, Turkey- Syria Relations, OP.Cit. ,

P. 83. نور الدين ، تركيا في الزمن المحول ، المرجع

.278السابق ، ص 222 -Olson , Turkey – Syria Rolations, Op .

Cit . , p . 183. 223 –Mufti, Op . Cit . , p . 35 , Olson , Turkey

– Israeli . Agreemant, p . 2 224- Robert Olson, “ An Israeli – Kurdish Conflict "

Middle East International , No . 529 , 5 July 1996 , p . 17 ; Turkey – Syria Relations, Op .

Cit . , p . 183 ; Gresh, Op . Cit , p . 193 ; Thomas Friedman , Israelis and Turks from

Military Alliance Against theArabs , NewYork Times , June 16 , 1996.

- نور الدين ، تركيا الجمهورية الحائرة ، المرجع225 ؛ جلال عبداللة معوض ، العلاقات210المذكور ، ص

الإقتصادية العربية – التركية ، مركز الإمارات ،1999للدراسات والبحوث الإستراتيجية ، أبوظبي،

، وإبراهيم نافع في حديث مع الرئيس66ص ،10م ، ص 24/7/1999سليمان ديميريل ، الحياه

المسألة الكردية ضربة قاسمة " عوديد جرانوت ، م ، مختارات17/2/1999، معريف ، " للحركة السرية

.50، ص 1996 ، ابريل 4إسرائيلية ، عدد 226 -Washburn , Op . Cit . , p . 21.

.62اوبالانس ، المرجع السابق ، ص – هيثم الكيلاني ، تركيا والعرب : دراسة في227

العلاقات العربية – التركية ، مركز الإمارات للدراسات 48-47 ، ص 1996والبحوث الإستراتيجية ، أبوظبي ،

. ،5م ، مجلة الأرض ، عدد 11/4/1996 – هاراتس 228 .103 - 102م ، ص 1996ايار – الكيلاني ، تركيا والعرب ، المرجع السابق، ص229

47-48. م ، مجلة الأرض ،1/4/1996 – يديعوت احرونوت 230 .103م - ، ص 1996 ، ايار 5عدد

(9/156)

.60 – اوبالانس ، المرجع السابق ، ص 231 .119 – بايبس ، المرجع السابق، ص 232 التداعيات الإستراتيجية " – عثمان كامل ،233

لإنضمام الأردن للتعاون العسكري التركي – 15 ، 66الإسرائيلي ، تقديرات إستراتيجية ، عدد

؛ بايبس ، المرجع8 - 3م ، ص 1997كانون الأول م ، ص17/7/1999 ، جريدة الرأي 121السابق ، ص

التحالف الإسرائيلي التركي " ؛ آلون ليئال ،21 – 20 م ،6/9/1998، هاراتس ، " : محور اقليمي هش

م ، ص1998 ، اكتوبر 46مختارات إسرائيلية ، عدد 24.

؛19- بنجو وارزجان ، المرجع السابق ، ص 234 الكيلاني ، الإتفاق التركي – الإسرائيلي ، المرجع

؛11 ؛ نوري ، المرجع السابق ، ص 33السابق ، ص معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع السابق،

.265 - 262ص - الكيلاني ، الاتفاق التركي الإسرائيلي ، المرجع235

.31السابق ، ص Nachmani , Op . Cit . , pp . 27 – 28 ; Pope ,

Turkey,sGenerals behind the Israel Axis, Op . Cit . , p

. 3236 - Sayari , Op . Cit . , pp . 49 – 50.

معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع السابق، .242ص

237 – King , Op . Cit . , p . 11. .37- بوليك باشا ، المرجع المذكور ، ص 238239 -Washburn , Op . Cit . , p . 21 . Sayari ,

Op . Cit . , pp . 49 تركيا – الأردن ومزيد من " -سيد عبد المجيد ،240

6م ، ص 25/5/1999، الأهرام ، " التعاون العسكري - الكيلاني – الاتفاق التركي – الإسرائيلي ،241

.31المرجع السابق ، ص 242 – Sayari , Op . Cit . , pp . 49 – 50.

.6عبد المجيد ، المرجع السابق ، ص 243 -Turkey Criticized Over Military

Cooperation With Israel , Combind dispatches : http / Me . times . Com Issue 50

. " ؛ بركات حديد ،62اوبالانس ، المرجع السابق ، ص

، معلومات " مسألة المياه والعلاقات مع دول الجوار -128م ، ص 1998 ، ربيع 56دولية ) دمشق ( عدد

45 ؛ قاسم ، المرجع السابق ، ص 129

(9/157)

244 -Lochery , Op . Cit . , pp . 55 – 56. .31بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص

- معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع245 .242السابق ، ص

246 -Sayari, Op . Cit ., pp . 49 – 50; Washburn, Op . Cit. , p . 21.

- معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع247 .268السابق، ص

.37 – بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 248 - معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع249

.259-257السابق، ص 250 -Nachmani , Op . Cit . , pp 27 – 28 ; Pope

, Turkey,sGenerals behind the Israel Axis, Op . Cit . , p

. 3. 251 -shburn , Op . Cit . , p . 23. 252 -King , Op . Cit . , p . 23. - معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع253

.238-333السابق ، ،36- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 254

.44الكيلاني ، تركيا والعرب ، المرجع السابق ، ص 255 -Olson , Turkey – Syria Ralations , Op .

Cit . , p . 194. - معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع256

.269المذكور ، ص .37- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 257 ، يديعوت احرونوت " العقدة التركية " – لورد ،258

،48م ، مختارات إسرائيلية ، عدد 13/11/1998

.43م ، ص 1998ديسمبر م ، ترجمة مؤسسة الأرض12/6/1996- هاراتس 259

،14للدراسات الفلسطينية ، الدورية السابقة ، عدد .433م ، ص 17/6/1996

260– Olson , The Turkey – Israel Agreement , Op . Cit . , p . 180.

261 -King , Op . Cit . , pp . 11 – 12. 262 -Friedman , Op . Cit . , p . 6.

.44الكيلاني ، تركيا والعرب ، المرجع السابق ، ص .37- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 263264-BBC News Online , Despatche , Iran

Condemers NavalExercises , Januany 1998.

http . / WWW / bbc News . org . Low / end Lin / despathes News 44ooo / 4489 .6 stm.

.120- بايبس ، المرجع السابق ، ص 265 .243-242- معوض ، المرجع السابق ، ص 266

(9/158)

.37-36- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 267Pope , Turkey,s Generals behind the Israel

Axis, Op . Cit . , p . 3268 -New Alliance that Could Reshape , Op .

Cit . , P.4 ،37- بوليك باشا ، المرجع السابق ، ص 269

معوض ، صناعة القرار في تركيا ، المرجع السابق،268ص

.120- بايبس ، المرجع السابق ، ص 270 العلاقات " - علي عبد الهادي الدليمي ،271

الاقتصادية التركية – الإسرائيلية وأثرها في الأمن الحكمة ) بيت الحكمة / بغداد ( ، " الاقتصادي العربي

.120م ، ص 1999 شباط 6عدد .109- آغري ، المرجع السابق ، ص 272 - مجدي الحسيني ، مقابلة مع اسماعيل جيم273

.7م ، ص 20/3/1999وزير خارجية تركيا ، الأهرام

(9/159)

حروف المعاني المركبة وأثر التركيب فيها

د. فائزة بنت عمر المؤيد أستاذ النحو والصرف المشارك بقسم اللغة العربية

وآدابهافي كلية الآداب للبنات بالدمام

ملخص البحثم النحاة ) الحرف ( تقسيمات عدة ؛ فمنهم لقد قس

مه إلى : أحادي وثنائي وثلاثي ورباعي من قس "الجنى " في " المرادي " وخماسي ، وذلك كما فعل

مه إلى : محض وهو الذي لا يقع في ، ومنهم من قس الكلام إلا حرفا ، ومشترك وهو المشارك للأسماء أو

"في " الإربلي " الأفعال أو كليهما ، وذلك كما فعلمه إلى : عامل " جواهر الأدب ، ومنهم من قس

لاغير ، وغير عامل لاغير ، وعامل وغير عامل ، وذلك " .رصف المباني " في " المالقي " كما فعل

مه هذا ا تقسيمه إلى : بسيط ومركب فلم يقس أم ارتشاف " التقسيم حسب علمي إلا أبو حيان في

، وما ذلك إلا لأن التركيب على خلاف " الضربب هذه الدراسة عن الحروف الأصل ، ولذا ستنق

المركبة والقائلين بتركيبها حتى لو كان القائل واحدامن النحاة .

الحرف في اللغة هو : الطرف والجانب ، فحرف كل شيء ناحيته ، كحرف الجبل والنهر والسيف ، وحرف

اه) ها ، وحرفا الرأس شق ( ، ولذا1السفينة جانب شق( .2 " )حرفا "سمى النحاة ما يأتي في طرف الكلام

( منها ما هو )بسيط( وهو الأصل ، ومنها3والحروف)( ، يقول ابن يعيش )4ما هو )مركب( وهو الفرع )

( : )المركب فرع على الواحد وثان له ؛ لأن البسيط5 ( ، والتركيب يكون في جزأين لا6قبل المركب( )

( ، وهو عبارة عن ) جمع الحروف البسيطة7أكثر )( .8ونظمها لتكون كلمة ( )

ومن اللافت للنظر أن الحروف الدالة على معان إذا زيد منها حرف إلى حرف ، وضم إليه دلت بالضم على

( .9معنى آخر لم يدل عليه واحد منهما قبل الضم )

(9/160)

ولتوضيح هذا سوف تتبع هذه الدراسة بتوفيق الله أشهر حروف المعاني التي تركبت مع غيرها ، وأدت

معنى جديدا لم تكن لتؤديه قبل التركيب ، كما ستتناول الأمور الأخرى التي يحدثها التركيب في

هذه الحروف عدا تغييرج على الخلاف الذي دار بين النحاة معانيها ، وستعر

ح حجة حول تركيب بعض هذه الحروف ؛ بما يوض القائلين بتركيبه ، ورأي المخالفين له وحجتهم ...

وهذه الحروف هي :() ألا (10الحرف الأول : حرف التنبيه والاستفتاح)

الاستفهام الدالة على" همزة "( من11وهو مركب ) ، وبما أن الإنكار ما هو إلا " لا "الإنكار وحرف النفي

نفي ، ونفي النفي إثبات ، لذا أفاد هذا الحرف بعد (13(، يقول ابن هشام )12تركيبه التوكيد والتحقيق )

"الهمزة ": ) وإفادتها التحقيق من جهة تركيبها من ، وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفي "لا" و

( على15( ويستدل الزمخشري)14أفادت التحقيق ( ) إفادتها التحقيق بتصدر الجملة بعدها بما تتصدر به

جملة القسم ؛ يقول : ) ولكونها في هذا المنصب من التحقيق لا تكاد تقع الجملة بعدها إلا مصدرة بنحو ما

ا عن معنى التوكيد الذي16يتلقى به القسم () (، أم (17فيبين منشأه الإسفراييني ) " ألا " دلت عليه

بقوله : ) ولعل التأكيد نشأ من الاهتمام المستفاد من ذكرها بشأن الكلام ؛ حيث أزيلت غفلة السامع

( .18بها قبل ذكره ( ) و)ألا( هذه تختلف عن )ألا( التي للعرض في نحو

قوله تعالى : [22ألا تحبون أن يغفر الله لكم { ] النور }

( ، وهو19فحرف العرض هذا لو حذف لتغير المعنى )ا حرف التنبيه )ألا( فإنه20مختص بالأفعال ) ( ، أم

يكون في الكلام كالحرف الزائد ، يقول الهروي) تنبيها وافتتاحا للكلام ، وتدخل " ألا " ( : ) تكون21

( ، والدليل على ذلك22على كلام مكتف بنفسه () جواز دخوله على )لا( أخرى ؛ في نحو قول عمرو بن

كلثوم :ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجا هلينا)

23)

(9/161)

على الجملة خبرية كانت أو طلبية " ألا " ولذا دخلت سواء أكانت الطلبية أمرا أم نهيا أم استفهاما أم

( ، فيليها الاسم ؛ في نحو قوله24تمنيا أم غير ذلك )تعالى :

[8ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم { ] هود } ويليها الفعل ؛ في نحو قول زهير :

ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة وذبيان هل أقسمتم كل(25مقسم )

ويليها الحرف ؛ في نحو قوله تعالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون {}

[62] يونس ( ؛ كقول الشماخ :26ويكثر مجيء النداء بعدها )

ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال وقبل منايا قد( .27حضرن و آجال )

الحرف الثاني : حرف الجواب ) بلى (

(9/162)

"الألف "و" بل "وهو مكون من حرف العطف لأنه حرف جواب ،" الألف "الزائدة ، وإنما تركب مع

وحق حروف الجواب أن يوقف عليها ؛ لأنها ) نائبةا لم يمكن الوقوف على28عن جملة ( ) "بل "(، ولم

لأنه حرف عطف ، وحروف العطف لا يوقف عليها ،( ، هذا رأي الفراء )29للوقف )" الألف "تركب مع

( ، ويستدلان على ذلك31( ووافقه ابن فارس )30 باستعمال العرب لهذا الحرف بعد النفي ليبطله ،

قد استعملته العرب" بل "وكأنه رجوع عنه كما أن (32الذي هو : الإعراض والصرف والعدل)" للإضراب"

، وكلها تؤدي معنى الرجوع ، يقول الفراء : ) أصلها كان رجوعا محضا عن الجحد إذا قالوا : ما قال عبد

كلمة عطف ورجوع لا" بل "الله بل زيد ، فكانت يصلح الوقوف عليها ، فزادوا فيها ألفا يصلح فيها

الوقوف عليه ، ويكون رجوعا عن الجحد فقط ، فدلت" بلى "وإقرارا بالفعل الذي بعد الجحد ، فقالوا على" بل "على معنى الإقرار والإنعام ، ودل لفظ

ح ابن فارس33الرجوع عن الجحد فقط ( ) ( ويوض سوى أنها زيدت لكي" الألف "المهمة التي قامت بها

يوقف عليها بقوله : ) تقول: بلى ، والمعنى أنها وصلت بها ألف تكون دليلا على كلام ، يقول" بل"

رجوع" بل "القائل : أما خرج زيد ؟ فتقول : بلى ، ف دلالة كلام ، كأنك قلت : بل" الألف "عن جحد ، و ( ، وهذا من أثر التركيب على هذا34خرج زيد ( )

الحرف .

الحرف الثالث : حرف التشبيه ) كأن (

(9/163)

( تركيب هذا الحرف من صور35وقد عد ابن جني) "إصلاح اللفظ التي عقد لها بابا في كتابه

أسماه ) باب : في إصلاح اللفظ ( ،" الخصائص يقول: ) ومن إصلاح اللفظ قولهم : كأن زيدا عمرو ،

اعلم أن أصل هذا الكلام : زيد كعمرو ، ثم أرادوا فقالوا إن زيدا كعمرو ،" إن "توكيد الخبر فزادوا فيه

ثم إنهم بالغوا في توكيد التشبيه فقدموا حرفه إلى أول الكلام عناية به ، وإعلاما أن عقد الكلام عليه ،

ا تقدمت الكاف وهي جارة لم يجز أن تباشر "إن "فلم لأنها ينقطع عنها ما قبلها من العوامل ، فوجب لذلك

( .36فتحها ، فقالوا : كأن زيدا عمرو ( ) وبعد أن تقدمت )الكاف( وتركبت مع ) إن ( استغنت

ا كانت تتعلق به) ( ، فلم تعد تتعلق بشيء ،37عما التغيير" التركيب "وهذا أول تغييرحصل لها بسبب أم

الآخر : فإن معنى التشبيه الذي كانت تؤديه اختلف !ح هذا الاختلاف ابن يعيش بقوله : )فإن قيل: ويوض

؟ - قيل : " كأن "فما الفرق بين الأصل والفرع في التشبيه في الفرع أقعد منه في الأصل ؛ وذلك إذا

قلت : زيد كالأسد ، فقد بنيت كلامك على اليقين ثم طرأ التشبيه بعد ، فسرى من الآخر إلى الأول ،

وليس كذلك في الفرع الذي هو قولك : كأن زيداأسد ؛ لأنك بنيت كلامك من أوله على التشبيه ( )

( ، ويؤكد ابن جني الرأي القائل بأن هذا التغيير38 بقوله : ) فهذا يدلك على أن" التركيب "سببه

الشيئين إذا خلطا حدث لهما حكم ومعنى لم يكن( .39لهما قبل أن يمتزجا ( )

الحرف الرابع : حرف الاستدراك ) لكن (

(9/164)

وهو حرف ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ؛ لأنه كغيره من الحروف الناسخة قد أشبه الفعل في لفظه

( ، وبهذا علل النحاة إعمال هذا الحرف إلا40ومعناه ) ؛" التركيب "الفراء فقد رد سبب إعماله إلى مسألة

يقول : ) وإنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأن( لام أصلها : إن عبد الله قائم ، فزيدت على )إن

وكاف فصارتا جميعا حرفا واحدا ، ألا ترى أن الشاعر قال : ولكنني من حبها لكميد فلم تدخل اللام إلا لأن

( .41" ( )إن "معناها ( ، وقلنا إن أصل هذا42ولو وافقناه على رأيه )

"و" اللام "الحرف ) إن ( التوكيدية قد تركبت مع "إن " الزائدتين ، فماذا أحدث هذا التركيب ل" الكاف

عنها تماما ،" التوكيد " من تغيير ؟ لقد أزال معنى وأصبحت تدل على معنى لم يكن لها أبدا ، وهو معنى

فه ابن هشام بقوله :" الاستدراك" الذي يعر ( ،43هو تعقيب الكلام برفع ما توهم ثبوته ())

ويقول الإسفراييني : ) لأنها إنما يؤتىبها إذا توهم خلاف مضمون جملتها من سابقها ؛ فإن قلت : زيد

أيضا قائم تستدرك " عمرا "قائم ، وتوهم منه أن ( ، ولاشك أن44ذلك ، فتقول: لكن عمرا لم يقم ( )

لو لم تركب ." إن " هذا المعنى لم تكن لتؤديها ( الحرف الخامس : حرف الجزم ) لم

(9/165)

وهو مركب من ) لم ( الجازمة و ) ما ( الزائدة ) ( ، وإنما تركبتا لتؤديا معا معاني لا تؤديها ) لم (45

وهي مفردة بسيطة ؛ وذلك لأن ) لم ( وإن كانت تجزم الفعل المضارع وتقلب زمنه إلى الماضي

ا ( ، إلا إن النفي بها46وتنفي حدوثه ) ( مثل ) لمح ابن يعيش47يختلف ) ا ( ، ويوض ( عن النفي ب ) لم

ا "الفرق بين نفي الاثنين فيقول : ) نفيا " لم فيصلح " قام "لقولهم : قد فعل ، وذلك أنك تقول

"لم يقم " ذلك لجميع ما تقدمك من الأزمنة ، ونفيه فيكون ذلك إثباتا لقيامه في " قد قام " ، فإذا قلت

أقرب الأزمنة الماضية إلى زمن الوجود ، ولذلك صلحا يقم "أن يكون حالا … ونفي ذلك زدت على " لم

كما زدت في الواجب حرفا" ما" "لم "النافي وهوا ( )48لأنهما للحال ( )" قد "وهو ا ناظرت ) لم ( ، ولم

قد ( أعطيت ما أعطيته ) قد ( من جواز حذف الفعل

( : ) يجوز49بعدها إذا دل عليه دليل ، يقول المالقي)ا ، الوقف عليها ، فتقول : شارف زيد المدينة ولم

"وتريد : يدخلها ، فحذفت الفعل للدلالة عليه ، وكأن إذ يجوز" قد "عوض منه ، وذلك لمناظرتها ل " ما

ا تزل الوقف عليها دون الفعل ، نحو قوله : … لم ( وهذا لا يجوز في50برحالنا وكأن قد ، أي : زالت ( )

(52( ، ويعلل الفارسي )51) لم ( إلا في الضرورة )ا ( دون ) لم ( بقوله : ) وإنما استحسان ذلك مع )لم

ا " حسن أن تحذف الفعل بعد ولم يحسن ذلك " لما استعملوها" لم "في في قولهم " ظرفا " ؛ لأنهم لم

ا جئت جئت ، وقعت موقع الأسماء فأشبهتها ، : لم فلما أشبهتها حسن أن لا يقع الفعل بعدها ، ولم

وأخواتها لأنها لم تقع في " لم " يحسن ذلك في ( ، وهو بهذا يشير53مواقع الأسماء فلم تشبهها ( )

ا ( وهو إلى التغيير الآخر الذي أحدثه التركيب في )لم ؛ حيث عدها " الاسمية " إلى " الحرفية "انتقالها من

( وبهذا التغيير حصل لها54 " )حين "ظرفا بمعنىتغير ) في

(9/166)

ا التغيير في المعنى فكانت اللفظ والمعنى ؛ فأما التغيير في اللفظ فكانت نافية فصارت موجبة ، و أم

تدخل على المضارع فصارت تدخل على الماضي ( )نة معنى الشرط ولذا اقتضت55 ( بل وأصبحت متضم

ا جئتني أكرمتك ، قال الله تعالى : جوابا ، نحو : لما آمنوا كشفنا عنهم { ] يونس } 98إلا قوم يونس لم]

ا ( ) لم ( في شيء آخر ، وهو أنها تأتي وتفارق ) لم بمعنى ) إلا ( وتقع موقعها ، كما في قولهم : نشدتك

ا فعلت ، أي : إلا فعلت ) ( ، وكقوله تعالى :56الله لما عليها حافظ { ] الطارق } [14إن كل نفس لم

وعندها تدخل على الجملة الاسمية وعلى الفعلالماضي لفظا لا معنى ، وهذا كله من أثر التركيب .

الحرف السادس : حرف النصب ) لن ( ( رحمه الله فقد كان57والذي قال بتركيبه الخليل )

يرى أنه مركب من ) لا ( النافية و ) أن ( الناصبة للفعل المستقبل ؛ وذلك لأنه رآه ينفي كنفي ) لا ( وفت ينصب الفعل المستقبل كنصب ) أن ( له ، ثم خف

الهمزة بالحذف فصار ) لان ( فحذفت الألف لالتقاء( ، أي قد صنع به ما صنعه القاريء )58الساكنين )

( عندما قرأ قول الله عز وجل :59 [203فلا إثم عليه { ] البقرة }

( ، بحذف همزة60حيث قرأها : } فلثم عليه {)) إثم ( و ألف ) لا ( .

ا سيبويه ) ( فقد رد رأي الخليل هذا ؛ لأنه قد61أم لاحظ أن معمول الفعل بعد ) لن ( قد يتقدم عليها

في نحو: زيدا لن أضرب ، وقال : ) ولو كانت على ماا زيدا فلن أضرب ؛ لأن هذا يقول الخليل لما قلت : أم

( يريد أنه لو كانت ) لن (62اسم والفعل صلة () مركبة من ) أن ( و ) لا ( لكان الفعل بعدها صلة

ا جاز أن يتقدم63الموصول الحرفي ) ( ) أن ( ، ولم معموله عليه ؛ لأن ) أن لا يتقدم عليها ما في

( فلما جاز ذلك انتقض كون ) لن (64حيزها ( ) مركبة .

(9/167)

الحروف ( عن الخليل بأن )65وقد اعتذر الأنباري ) ا كانت عليه إذا ركبت تغير حكمها بعد التركيب ، عم

( ، ويستدل على ذلك بحرف66قبل التركيب ( ) فإنه لا يجوز أن يعمل ما بعدها " هل "الاستفهام

فيما قبلها ، لكنها إذا ركبت مع ) لا ( ، ودخلها معنى التحضيض جاز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها ،

( .67فيقال : زيدا هلا أكرمت ) فإذا صحت دعوى تركيب ) لن ( من : ) لا ( و ) أن ( فواضح جدا الفرق بين معنى ) لن ( ومعنى ) أن ( ؛

ف ) أن ( تدل على إمكان الفعل دون الوجوب والاستحالة ، و ) لن ( تنفي معنى الإمكان الذي دلت

( .68عليه ) أن ( ) ا عن الفرق بين النفي ب ) لا ( والنفي ب ) لن ( أم

حه السهيلي ) ( حيث يقول : ) ومن69فخير من وض خواصها أنها تنفي ما قرب ، لا يمتد معنى النفي

إذا قلت : " لا " فيها كامتداد معنى النفي في حرف لا يقوم زيد أبدا ، وقد قدمنا أن الألفاظ مشاكلة

لام بعدها " لا " للمعاني التي هي أرواحها … فحرف ألف ، يمتد بها الصوت ما لم يقطعه تضييق النفس ،

بعكس " لن " فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها ، و ( ، ولا شك أن هذا الفرق الدقيق بينهما70ذلك ( )

قد أحدثه التركيب .

الحرف السابع : حروف التحضيض ) ألا ( و ) هلا ( و ) ( .71لولا ( و ) لوما ( )

"مركبة من " ألا " فهذه الحروف جميعها مركبة ؛ فرة التي بمعنى : أي ) " أن ( ،72المصدرية أو المفس

في نحو قوله تعالى : [6وانطلق الملأ منهم أن امشوا { ] ص }

النافية ، فقلبت النون " لا " معناه : أي امشوا ، ولاما وأدغمت.

"لا " الاستفهامية و " هل " مركبة من " هلا " و (.73النافية )

النافية " لا " الامتناعية و " لو " مركبة من " لولا " و (74.)

(9/168)

"ما " الامتناعية و " لو " مركبة من " لو ما " و ( ، أي : المغيرة للحرف عن معناه الذي75المغيرة ) وضعت ليمتنع بها الشيء " لو " ( ، ف76وضع له )

( ؛ وذلك نحو : لو جاء زيد77لامتناع غيره ) لأكرمته ، فمعناه : أن الكرامة امتنعت لامتناع

ا تركبت مع دلت على معنى " ما " المجيء ، فلم "و " ألا " ) التحضيض ( الذي دلت عليه باقي أخواتها

بعد التركيب ، وهو لم يكن لمفرداتها " لولا " و " هلاقبل التركيب .

( ، يقال78والتحضيض : هو الحث على الشيء ) حضضته على فعله إذا حثثته عليه ، ولذا لا يلي هذه

ا ) حصل فيها79الحروف إلا الأفعال ) ( ؛ لأنه لم معنى التحضيض ، وهو الحث على إيجاد الفعل وطلبه ، جرت مجرى حروف الشرط في اقتضائها الأفعال ،

( ،80فلا يقع بعدها مبتدأ ولا غيره من الأسماء ( ) وإنما يقع بعدها الفعل الماضي فتكون للوم والتأنيب

( نحو قوله تعالى :81على ترك الفعل ) [13لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء { ] النور }

ويقع بعدها الفعل المضارع فتكون للحض على ( وطلبه ، نحو قوله تعالى :81الفعل )

ادقين {} لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الص [7] الحجر

ولا يحذف الفعل بعدها إلا إذا دل عليه دليل حال أو

( ؛ فدليل الحال نحو قولك لمن تراه82دليل لفظ ) يعطي : هلا زيدا ، أي : هلا تعطي زيدا ، ودليل اللفظ

كقول جرير : تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا

(83الكمي المقنعا)أي : لو لا عددتم .

وهذا جميعه قد اكتسبته هذه الحروف بعد التركيب .

الحرف الثامن : حرف الشرط ) إذما (

(9/169)

وللتركيب مع هذا الحرف صورة جديدة تظهر قوته وتمكنه ؛ وذلك لأن هذا الحرف مركب من جزأين

) إذ ( و ) ما ( ، والمتأمل في كل جزء منهما يلحظ ؛ فالجزء الأول " التركيب " التأثير القوي الذي أحدثه

( ، أي إنها84منه ) إذ ( وهي ظرف للزمن الماضي ) والدليل على اسميتها الإخبار بها ، وإبدالها " ) اسم"

من الاسم ، وتنوينها في غير ترنم ، والإضافة إليها بغير تأويل ، نحو : مجيئك إذ جاء زيد ، ورأيتك أمس إذ

( ، ولكن85 " () بعد إذ هديتنا " جئت ، ويومئذ ، وا كان في هذا الاسم كثير من خواص الحروف ؛ لم

فقد جاء على حرفين وهو مبني ومبهم مفتقر إلىحه وتبينه) ا كانت86جملة بعده توض (، ولم ( ، سوغ لهذا الاسم أن87) المجازاة بابها الإبهام ()

شريطة أن يمنع عن الجملة " الجزاء " يدخل في بابحة له ، أي أن عن الإضافة إليها ، لذا " يكف " الموض

ه عن الإضافة كما جيء ب ) ما ( لتتركب معه وتكفت ) إن ( و ) كأن ( عن العمل) " ( ، إلا إنها مع88كف

غير لازمة ، وهذا هو " كأن " و " إن " لازمة ومع " إذ بعد تركيبها مع " الكافة " التغيير الذي حدث ل ) ما (

ا ) إذ ( فإنها بعد أن تركبت مع ) ما ( تغيرت ) إذ ( ، أم تغيرا تاما ، حيث إنها انتقلت من الاسمية إلى

"الحرفية ، يقول سيبويه : ) و لا يكون الجزاء في "حتى يضم إلى كل واحد منهما " إذ " ولا في " حيث

بمنزلة : إنما و كأنما ، " ما " مع " إذ " فتصير " مافيهما " ما " ليست

(9/170)

أي : في إذ وحيث [ بلغو ، ولكن كل واحد منهما مع] ( ، ولم يقف التغيير89بمنزلة حرف واحد () " ما"

الذي أحدثه التركيب في هذا الاسم عند هذا الحد ، وإنما صرفه من الدلالة على الزمن الماضي إلى

المستقبل ؛ لأن الشرط مختص بالمستقبل ، يقول أنه يصرف " … إذ " ( : ) والتغيير في90الجرجاني)

عن المضي إلى الاستقبال ، ألا ترى أن الجزاء لا يكون بالماضي ، وقوله : إذ ما أتيت ، بمنزلة قولك :

إذ ما تأت ، وتغيير المعنى يقتضي تغيير اللفظ ، ( .91يدل على تغيير معناه () " ما " فإلزامه

( ) كلا (92الحرف التاسع : حرف الردع و الزجر) ( ، فهي94 ( القول بتركيبها إلى ثعلب) 93وينسب)

مركبة عنده من ) كاف ( التشبيه و ) لا ( النافية ) وقال : إنما شددت لامها لتقوية المعنى ، ولدفع

( ، والمتتبع للمعاني95توهم بقاء معنى الكلمتين () المختلفة التي أدتها ) كلا ( في جميع استعمالاتها

و " النفي " سيتبين له أنها لم يبق فيها أثر للمعنيين ، وخير دليل نسوقه على ذلك ورودها " التشبيه"

في السياق القرآني العظيم … عندما وردت ) في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة ليس

( ، وهي في96في النصف الأول من ذلك شيء () جميع تلك المواضع قد أدت معاني مختلفة لم يكنالنفي أو التشبيه أحدها ؛ فقد جاءت على خمسة

(:97معان) أحدها : الردع والزجر ، وذلك كقوله تعالى :

أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا {} [39، 38] المعارج

ا " الثاني : تكون بمعنى ؛ وذلك كقوله تعالى : " حق [6كلا إن الإنسان ليطغى { ] العلق }

الاستفتاحية ؛ وذلك " ألا " الثالث : تكون بمعنىكقوله تعالى :

4، 3الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون { ] النبأ } ]

فتكون حرف تصديق ؛ " إي " الرابع : تكون بمعنىكقوله تعالى :

[32كلا والقمر { ] المدثر }

(9/171)

الخامس : تكون ردا لما قبلها وهذا قريب من معنى ( :98الردع ؛ وشاهده قوله تعالى)

حمن عهدا كلا { ] مريم} أطلع الغيب أم اتخذ عند الر78 ،79]

ا (99الحرف العاشر : حرف العطف) ( ) إم وهذا الحرف يظهر صفة هامة من صفات التركيب ، وهي أن الحرف إذا تركب مع حرف آخر فإنه لا يصح

بحال استخدام أحدهما دون الآخر ليؤدي المعنى الذيا ( العاطفة كانا يؤديانه معا ، وبهذا الفرق تختلف ) إم

ا ( الشرطية ؛ حيث إن كليهما مكون من إن " عن ) إم في " ما " الزائدة، إلا إن زيادة " ما " الشرطية و"

ا زيادتها في العاطفة الشرطية ليست واجبة ، أمد) 100فواجبة) ا " ( ، ) إن101( ، يقول المبر "إم

لهذا المعنى ، " ما " ضمت إليها " إن " هذه إنما هي منها إلا أن يضطر إلى ذلك " ما " ولا يجوز حذف

ا في المجازاة إذا قلت : إن تأتني آتك ، شاعر … فأم كما تزيدها " ما " و إن تقم أقم ، فإنك إن شئت زدت

في سائر حروف الجزاء…فتقول على هذا إن شئت :ا تقم أقم معك () ا تأتني آتك ، و إم ( .102إم

ا ( العاطفة الشرطية " إن " وإنما قالوا إن أصل ) إما " ) ما " تركبت مع لأن المعنى في قولك : قام إم

ا عمرو ؛ وإن لم يكن قام زيد فقد قام زيد وإم ( ، ولكنها مع هذا ابتعدت كثيرا بعد103عمرو ( )

التركيب عن معنى الشرط ؛ وذلك حينما أدت ما في " الشك " ( من معنى104تؤديه ) أو ( العاطفة )

ا عمرو ومعنى ا زيد وإم ؛ في " الإبهام " نحو : جاء إمنحو قوله عز وجل :

ا يتوب} ا يعذبهم وإم وآخرون مرجون لأمر الله إم [106عليهم { ] التوبة

؛ في نحو قوله تعالى : " التخيير " ومعنىا أن تتخذ فيهم حسنا { ] الكهف} ا أن تعذب وإم إم86]

؛ في نحو قوله تعالى : " الإباحة " ومعنى

(9/172)

ا فداء { ] محمد } ا منا بعد وإم [4فإم؛ في نحو قوله تعالى : " التفصيل " ومعنى

ا كفورا {} ا شاكرا وإم بيل إم إنا هديناه الس

[3] الإنسان وكلها معان لا يمكن أن تؤديها )إن ( وهي مفردة

بسيطة .ل لتركيب هذه الحروف وبعد هذا العرض المفص

وموقف النحاة منه نتوقف الآن لنستخلص أهم الآثار التي يحدثها التركيب في حروف المعاني بالإضافة

إلى تغيير معانيها ، والتي من أهمها : قلب معنى الحرف من النفي إلى الإيجاب ؛ وذلك-

كما في حرف النفي ) لا ( عندما تركب مع همزةالإنكار ، وأصبحا يدلان على التنبيه والاستفتاح.

قلب معنى الحرف من الإيجاب إلى النفي ؛ وذلك- كما في ) أن ( الناصبة للفعل المضارع الدالة على إمكان الفعل ، فإنها بعد أن تركبت مع ) لا ( عادت

تدل على نفي إمكان الفعل . إمكانية الوقوف على الحرف بعد أن كان يمتنع-

الوقوف عليه بتاتا ؛ وذلك كما في حرف العطف ) بل ( عندما تركب مع ) الألف ( ، وأصبح حرف جواب

يوقف عليه كباقي حروف الجواب .ا كان يتعلق به ؛ وذلك كما في- استغناءحرف الجر عم

حرف التشبيه ) الكاف ( عندما تركب مع ) إن ( ، فإنه أصبح له صدر الجملة ، ولم يعد بحاجة لشيء متقدم

عليه يتعلق به . جواز حذف الفعل بعده إذا دل عليه دليل بعد أن كان-

فعله لا يحذف إلا في الضرورة ؛ وذلك كما في حرف الجزم ) لم ( عندما تركب مع ) ما ( الزائدة ، فقد

أصبح من الممكن أن يقال معه : شرف زيد المدينةا يدخلها . ا ، أي : ولم ولم

انقلاب الحرف اسما ؛ وذلك كما في ) لم ( عندما- تركب مع ) ما ( ، فقد عد ظرفا بمعنى ) حين ( في

ا جئت جئت . نحو : لم انقلاب الاسم حرفا ؛ وذلك كما في الظرف ) إذ (-

عندما تركب مع ) ما ( ، فإنه أصبح حرف شرط يدل على الزمن المستقبل بعد أن كان ظرفا للزمن

الماضي .

(9/173)

فقد الحرف لعمله ؛ وذلك كما في حرف العطف-ا ( المركب من ) إم

إن ( الشرطية و ) ما ( الزائدة ، فإن ) إن ( بعد)

التركيب ابتعدت كثيرا عن معنى الشرط وعمله ، وأصبحت تؤدي معاني ) أو ( العاطفة من شك وإبهام

وتخيير وإباحة وتفصيل ... أن الحرف المركب يختلف عن الحرف المزيد في أن-

ا المركب لم تستعمله العرب إلا بصورته المركبة ، أم المزيد فكما أنها استعملته مزيدا استعملته أيضا وهو

ا عد ا ( فإنه لم د ؛ وذلك كما في الحرف ) إم مجر مركبا في باب العطف لم يستخدم فيه إلا مركبا ،

ولكن عندما عد مزيدا في باب الشرط استخدم فيها ( والمجردة ) إن ( ... والله بصورتيه المزيدة ) إم

أعلمالهوامش والتعليقات

؛ المحكم5/12 ؛ تهذيب اللغة 3/211( انظر :العين 1) .9/41 ؛ اللسان 3/229

.12( أسرار العربية 2) .3/255( انظر : ارتشاف الضرب 3) .448 ؛ جواهر الأدب 1/28( انظر : شرح المفصل 4) ( هو يعيش بن علي بن يعيش ، من كبار أئمة5)

العربية ، أخذ عن جلة من العلماء ، منهم : أبو اليمن الكندي ، وأبو الفضل الطوسي ، له مصنفات عدة

ل ( ، )شرح الملوكي لابن جني ( منها : )شرح المفصهـ(.643توفي سنة )

؛ إشارة4/45انظر ترجمته في : إنباه الرواة - .2/351 ؛ بغية الوعاة 243 ؛ البلغة 388التعيين

.2/33 ، وانظر : اللباب 1/65( شرح المفصل 6) .8/80( شرح المفصل 7) .84( التعريفات 8) .100_1/94( انظر : الأشباه والنظائر 9)ح في10) ( على الرغم من أن ابن الحاجب قد وض

أن تسمية هذا الحرف بحرف4/118أماليه

(9/174)

التنبيه ( أولى من تسميته بحرف ) الاستفتاح ( إلا) إن رأي الإربلي الذي رد به على ابن الحاجب كان

أجدر بالأخذ ؛ إذ يقول : ) والصحيح عندي أنه حرف تنبيه إذا كان الغرض من إدخاله تنبيه المخاطب لئلا

يفوته المقصود بغفلته عنه ، وحرف استفتاح إذا كان الغرض مجرد تأكيد مضمون الجملة وتحقيقه ( .

.1/68 ، وانظر : المغني 416جواهر الأدب ؛8/115 ؛ شرح المفصل 4/91( انظر : التخمير 11)

مني1/68 ؛ المغني 416جواهر الأدب ؛ المنصف للش خلافا بين381 ، وينقل المرادي في الجنى 1/147

الزمخشري وابن مالك حول تركيب هذا الحرف مفاده : أن ابن مالك يذهب إلى أن ) ألا ( الاستفتاحية

بسيطة ووافقه في ذلك أبو حيان ؛ لأن الأصل عدم "و " رب " و " إن " التركيب ، ولأنه قد وقع بعدها

وهذه أشياء لايصلح ) النفي( قبلها " النداء " و " ليتا الزمخشري فقد ذهب إلى تركيب ) ألا ( وأراه ، أم

ا عن وقوع تلك الأشياء بعدها الرأي الراجح ، وأم فذلك بعد أن تركبت وفقدت ما كان لها قبل التركيب

. " فصلا بعنوان47( لقد عقد السهيلي في أماليه 12)

".أثر الاستفهام على أسلوب النفي ( هو عبد الله بن يوسف بن أحمد بن هشام13)

الأنصاري ، أحد أئمة العربية ، قال عنه ابن خلدون: مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم

أنحى من سيبويه ، " ابن هشام " بالعربية يقال له من مصنفاته : )مغني اللبيب( ، ) شرح شذور

الذهب ( ، ) شرح قطر الندى ( وغيرها . توفي سنة )هـ(.761

؛ النجوم415/ 2انظر ترجمته في : الدرر الكامنة - ؛ شذرات2/68 ؛ بغية الوعاة 336/ 10الزاهرة .400/ 1 ؛ البدر الطالع 191/ 6الذهب

1/224 ، وانظر : الفريد للهمذاني 1/68( المغني 14).

(9/175)

( هو أبو القاسم جار الله محمود بن عمر15)ر على مذهب الزمخشري ، نحوي ، لغوي ، مفس

المعتزلة ، كان واسع العلم ، متصفا بالذكاء ، من مصنفاته : ) الكشاف ( ، ) الإنموذج ( ، ) الفائق في

هـ (.538غريب الحديث ( وغيرها ، توفي سنة ) ؛ إنباه الرواة290انظر ترجمته في : نزهة الألباء -

؛ طبقات2/279 ؛ بغية الوعاة 220 ؛ البلغة 3/265 .104المفسرين للسيوطي

.1/118( الكشاف 16) ( هو عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عرب شاه17)

ى مباديء العلوم على يد والده ، الإسفراييني ، تلق وجده لأمه ، وتتلمذ على نور الدين الجامي ، من

مؤلفاته : ) شرح الفريد ( ، حاشية على الفوائد الضيائية ( ، توفي سنة ))

هـ ( .951هـ ( وقيل : ) 945 ؛ هدية8/291انظر ترجمته في : شذرات الذهب -

.1/66 ؛ الأعلام 1/26العارفين .480( شرح الفريد 18) .4/91( انظر : التخمير 19) .382 ؛ الجنى 165( انظر : رصف المباني 20) ( هو أبو الحسن علي بن محمد الهروي من21)

العلماء بالنحو ، والأدب ، من أشهر مصنفاته :هـ ( .415الأزهية في علم الحروف ( توفي سنة ) ) ؛ معجم2/311انظر ترجمته في : إنباه الرواة -

؛ هدية2/205 ؛ بغية الوعاة 249 – 14/248الأدباء .5/686العارفين

.165( الأزهية 22) ( من معلقته ، انظر : شرح المعلقات السبع23)

.176للزوزني .2/380( انظر : شرح الكافية للرضي 24) ( من معلقته ، انظر : شرح المعلقات السبع25)

.146للزوزني .4/366( انظر : الهمع 26) ؛ وابن عصفور في2/307( استشهد به سيبويه 27)

؛ وابن يعيش في شرح المفصل1/70المقرب .2/373 ؛ وابن هشام في المغني 8/115

.1/230( الأمالي الشجرية 28) قد يوقف به كما في نحو : رأيت " الألف " ( لأن29)

.2/376زيدا ، انظر: شرح اللمحة البدرية

(9/176)

( هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الفراء ،30) إمام الكوفيين ، ومن أوسعهم علما ، قال عنه ثعلب :

لو لا الفراء ما كانت لغة ، من أشهر مصنفاته : )معاني القرآن( ، وله أيضا : ) المذكر والمؤنث( ،

هـ(.207)المقصور والممدود( ، توفي سنة ) ؛ تاريخ131انظر ترجمته في: طبقات النحويين -

؛ إنباه الرواة81 ؛ نزهة الألباء187العلماء النحويين .2/371 ؛ غاية النهاية 379 ؛ إشارة التعيين 4/7

( هو أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي ، أخذ عن31) أبي بكر الخطيب رواية ثعلب ، وأخذ عنه بديع الزمان

الهمذاني ، وغيره ، من مصنفاته : ) المجمل ( ، ) مقاييس اللغة ( و ) جامع التأويل في تفسير

هـ ( .395القرآن ( . توفي سنة ) ؛ إشارة التعيين235انظر ترجمته في: نزهة الألباء -

؛ طبقات1/352 ؛ بغية الوعاة 61 ؛ البلغة 43.16المفسرين للسيوطي

.219 ؛ الأزهية 1/547( انظر : لسان العرب 32)ا عن النحاة الذين1/53( معاني الفراء 33) ، أم

تكلموا عن تركيب هذا الحرف فقد رفضوا ذلك 4/428بعبارات مختلفة فالرضي في شرح الكافية

يقول : ) والأولى كونها حرفا برأسها ( ، والإربلي يقول : ) والصحيح الإفراد ؛448في جواهر الأدب

لأنه الأصل ، ولا موجب للمخالفة ( ، وأبوحيان فيا بلى فهو حرف ثلاثي3/261الارتشاف يقول : ) وأم

الوضع مرتجل ، والألف من سنح الكلمة ( ، والمرادي يقول : )حرف ثلاثي الوضع ، والألف420في الجنى

1/113من أصل الكلمة ( ، وابن هشام في المغني يقول : ) حرف جواب أصلي الألف ( .

.44 ، وانظر : أمالي السهيلي 207( الصاحبي 34) ( هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي ، أخذ35)

العربية عن أبي علي الفارسي ، له تصانيف مشهورة منها : )الخصائص( ، )سر صناعة الإعراب ( ،

) المحتسب في شواذ القراءات( ، )المنصف( وغيرهاهـ( .392. توفي سنة )

(9/177)

؛24انظر ترجمته في : تاريخ العلماء النحويين - ؛ معجم الأدباء2/335 ؛ إنباه الرواة 244نزهة الألباء

.2/132 ؛ بغية الوعاة 241 ؛ البلغة 12/81 ؛1/474 ، وانظر : الكتاب 1/317( الخصائص 36)

؛ اللباب249 ؛ الصاحبى 528تأويل مشكل القرآن ؛ شرح الكافية82 8/81 ؛ شرح المفصل 1/205

؛568 ؛ الجنى 487 ؛ جواهر الأدب 4/369للرضي ا المالقي في2/151الهمع ؛1/191المغني ، أم فإنه رفض دعوى التركيب وساق285 284الرصف

لذلك عدة أدلة . .1/304( سر صناعة الإعراب 37)

؛1/205 ، وانظر : اللباب 8/82( شرح المفصل 38).568الجنى

.1/306( سر صناعة الإعراب 39) ؛ أسرار العربية52 51( انظر : الجمل للزجاجي 40)

.8/54 ؛ شرح المفصل 148 ، و انظر : الإنصاف1/465( معاني الفراء 41)

؛ شرح الرضي على1/284 ؛ المتبع 218 – 1/208 ؛617 ؛ الجنى 528 ؛ جواهر الأدب 4/372الكافية ، وقد استحسن رأيه ابن يعيش في1/291المغني

ل .8/79شرح المفص ( إنما قلنا هذا لأن النحاة قد ردوا عليه رأيه42)

وضعفوه ؛ لأنه ليس من أقيستهم تركيب ثلاثة أشياءته التي وجعلها حرفا واحدا ، كما أنهم قد فندوا حج

"التوكيد على خبر " لام " استدل بها ، وهي دخول بأن " إن " في بيت الشاهد كدخولها على خبر " لكن

ا أن يكون التقدير : ا أن تكون زائدة ، وإم اللام إم في خبر " اللام " ولكن إنني من حبها لكميد ، فأدخل

" .إن" ،2/333 ؛ الخصائص 158انظر : اللامات للزجاجي -

؛ شرح اللمع لابن برهان2/29 ؛ المحتسب 3/92 ؛108 – 2/107 ؛ البيان 1/572 ؛ المقتصد 1/87

، الأمالي النحوية لابن الحاجب218 – 217/ 1اللباب ؛ رصف2/912 ؛ شرح ألفية ابن معطي 4/22

؛402 ؛ الجنى 1/329 ؛ الارتشاف 134المباني .2/116 ، الهمع 4/120المساعد

، وانظر : الإرشاد2/46( شرح اللمحة البدرية 43) .2/351 ؛ الفوائد الضيائية 178

(9/178)

، وانظر : لباب الإعراب252( شرح الفريد 44) .615 ؛ الجنى 1/218

؛8/110 ؛ شرح المفصل 1/48( انظر : اللباب 45) .4/313 ؛ الهمع 1/237البسيط

؛2/1092 ؛ المقتصد 255( انظر : الصاحبي 46) ؛3/1572 ؛ شرح الكافية الشافية 1/405التبصرة

.522 ؛ جواهر الأدب 449لباب الإعراب ( لنفي الفعل صور متعددة ، تختلف باختلاف47)

له ؛ لأن الماضي و إن كانت له " الدقيق " الزمن دلالة واحدة إلا إن أزمنته مختلفة وذلك من حيث

قربه من الحال وبعده عنه ، وكذلك المضارع ، يقول لم " فإن نفيه " فعل " ) إذا قال1/460سيبويه

ا يفعل " فإن نفيه " قد فعل " وإذا قال " يفعل "لم لأنه كأنه " ما فعل " فإن نفيه " لقد فعل " و إذا قال

و إذا " والله ما فعل " فقال " والله لقد فعل " قال أي : هو في حال فعل ، فإن نفيه " هو يفعل " قال

ولم يكن الفعل " هو يفعل " و إذا قال " ما يفعل" "ليفعلن " و إذا قال " لا يفعل " واقعا ، فنفيه

فقلت " والله ليفعلن " كأنه قال " لا يفعل " فنفيه فإن " سوف يفعل " و إذا قال " والله لا يفعل"

" ( .لن يفعل " نفيه ، وانظر : شرح اللمع8/110( شرح المفصل 48)

؛1/243 ؛ شرح المقدمة المحسبة 2/366لابن برهان .279 – 1/278 ؛ المغني 1/405التبصرة

( هو أحمد بن عبد النور بن أحمد راشد المالقي49) النحوي ، له من المصنفات : ) رصف المباني في حروف المعاني ( ، ) شرح الجزولية ( وغير ذلك ،

هـ ( .702توفي سنة ) ؛ الدرر الكامنة59انظر ترجمته في: البلغة –

.1/331 ؛ بغية الوعاة 1/207 ؛2/307 ، وانظر : الكتاب 351( رصف المباني 50)

523 ؛ جواهر الأدب 2/521 ؛ المتبع 2/361الخصائص . ؛ جواهر الأدب351( انظر : رصف المباني 51)

523.

(9/179)

( هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار52)اج ، اج ، وابن السر الفارسي ، أخذ النحو عن الزج

وغيرهما ، وبرع من تلاميذه نخبة من العلماء منهم : ابن جني ، والربعي ، والعيدي ، وغيرهم ، له مؤلفات جليلة القدر منها : ) الإيضاح ( ، ) التكملة ( ، ) الحجة

هـ( .377في القراءات ( وغيرها . توفي سنة ) ؛ إنباه الرواة232انظر ترجمته في : نزهة الألباء -

؛ غاية النهاية80 ؛ البلغة 83 ؛ إشارة التعيين 1/308.1/496 ؛ بغية الوعاة 1/206

.316( البغداديات 53)اج حيث يقول :54) ( الفارسي يتبع في هذا ابن السر

ا جئت جئت ، فيصير ظرفا ( الأصول ) وتقول : لم

اجي في حروف المعاني2/157 ، ووافقهما الزج ، بل إن الإربلي عدها2/48 ، والعكبري في اللباب11

الحرف الوحيد المشترك بين الأسماء والحروف ، فقد2/312 ، أما سيبويه 521انظر : جواهر الأدب

، و انظر : رصف المباني " لو " عدها حرفا مثل354.

.1/238( البسيط 55) ؛11 ؛ حروف المعاني 455/ 1( انظر : الكتاب 56)

؛ رصف3/145 ؛ الأمالي الشجرية 198الأزهية ؛522 – 521 ؛ جواهر الأدب 353 – 352المباني .1/281المغني

( هو الخليل بن أحمد الفراهيدي ، أستاذ57) سيبويه ، و أول من استخرج علم العروض ، عمل

كتاب ) العين ( ، وكان زاهدا في الدنيا ، منقطعا إلىهـ (175هـ ( وقيل: ) 170العلم . توفي سنة )

؛ أخبار54انظر ترجمته في : مراتب النحويين - ؛ تاريخ العلماء النحويين54النحويين البصريين

.1/275 ؛ غاية النهاية 1/376 ؛ إنباه الرواة 123 ؛ معاني2/8 ؛ المقتضب 1/407( انظر : الكتاب 58)

؛ سر192 ؛ علل النحو 1/161القرآن للزجاج ؛1/231 ؛ شرح المقدمة المحسبة 1/305الصناعة

؛2/32 ؛ اللباب 130 ؛ نتائج الفكر 329أسرار العربية 8/112شرح المفصل

1/120( هو سالم بن عبد الله كما في المحتسب 59) .3/14، والقرطبي

(9/180)

؛ إعراب121 – 1/120( انظر : المحتسب 60) ، وقد عقد ابن جني2/644 ، 1/241القراءات الشواذ

بابا بعنوان ) باب في حذف3/149في الخصائص الهمز و إبداله ( ذكر فيه أمثلة كثيرة على ذلك ، ومع

"غير مقيس " هذا نص على أنه ( هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، أخذ61)

النحو عن الخليل ويونس وعيسى بن عمر ، وأخذ اللغة عن أبي الخطاب الأخفش ، وعمل كتابه الذي

هـ ( . - انظر180لم يسبق إليه . توفي سنة ) ؛ طبقات63ترجمته في : أخبار النحويين البصريين

؛90 ؛ تاريخ العلماء النحويين 66النحويين واللغويين ؛ غاية النهاية2/346 ؛ إنباه الرواة 54نزهة الألباء

1/602. ، والرأي أيضا للمبرد في1/407( الكتاب 62)

؛8/112 ، وانظر : شرح المفصل 2/8المقتضب .1/284 المغني 271الجنى

الفرق بين230( يبين الإربلي في جواهر الأدب 63) الموصول الحرفي والاسمي فيقول : ) إن الموصول

الاسمي لابد أن يكون في الصلة ضمير يعود إلى الموصول ، والحرفي لا يحتاج إلى الضمير ، فإذا قلت : أعجبني ما صنعت ، إن قدرت ضميرا محذوفا ، أي :

موصولا اسميا مقدرة بالذي ، " ما " صنعته ، كانتوإن لم تقدره ، كانت حرفيا ، أي : صنيعك ( .

.2/33( اللباب 64) ( هو أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي65)

سعيد الأنباري ، قرأ النحو على أبي السعادات ابن الشجري ، واللغة على أبي منصور الجواليقي ، من

مصنفاته : ) أسرار العربية ( ، الإنصاف في مسائل الخلاف ( ، ) نزهة الألباء ( ،)

هـ ( .577توفي سنة ) ؛ إشارة2/169انظر ترجمته في : إنباه الرواة -

؛133 ؛ البلغة 12/310 ؛ البداية والنهاية 185التعيين 2/86بغية الوعاة

؛192 ، و انظر : علل النحو 329( أسرار العربية 66) ؛ اللباب1/306 ؛ سر الصناعة 130نتائج الفكر

2/33.

(9/181)

( انظر : المراجع السابقة ، و يرى السهيلي أن67) لم " تقدم معمول معمولها عليها لأنها ) قد ضارعت

لتقارب المعنى واللفظ ، حتى قدم عليها معمول" فعلها ، فقالوا : زيدا لن أضرب ، كما قالوا : زيدا لم

أضرب ( . .130 ، 126( نتائج الفكر 68) ( هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن69)

أحمد السهيلي ، من أئمة النحو ، واللغة ، والقراءات ، والتفسير ، أخذ عن ابن العربي ، وابن

الطراوة ، وغيرهما ، من مصنفاته : ) نتائج الفكر ( ،هـ (.581) الروض الأنف ( . توفي سنة )

؛ غاية182انظر ترجمته في : إشارة التعيين - ؛ طبقات2/81 ؛ بغية الوعاة 1/371النهاية

.1/266المفسرين للداودي ة131 – 130( نتائج الفكر 70) ، وانظر : الغر

؛ شرح ألفية8/111 ؛ شرح المفصل 1/160المخفية ؛246 ؛ شرح العوامل المائة 1/339ابن معطي

.4/94الهمع ( لقد جمعها تحت عنوان واحد الزمخشري في71)

،1/425 ، و ابن الشجري في أماليه 315المفصل ، و الإسفراييني في233وابن الحاجب في الكافية

.467لباب الإعراب ؛ شرح المفصل2/543( انظر : الأمالي الشجرية 72)

.483 ؛ جواهر الأدب 8/144اق1/407( انظر : الكتاب 73) ؛ علل النحو لابن الور

؛ الأمالي132 ؛ معاني الحروف للرماني 192 ، وينقل8/144 ؛ شرح المفصل 2/543الشجرية

هل " هي " هلا " من" هل "الإربلي رأيا آخر يرى أن التي للحث ، ويقول : ) ويضعفه عدم الاكتفاء بها"

حينئذ " لا " مع أنه أولى ، بل واجب ؛ لأن " لا " دون.483تنفي الحث ، فيفوت الغرض ( جواهر الأدب

؛2/377 ؛ معاني الفراء 2/306( انظر : الكتاب 74) .483 ؛ جواهر الأدب 2/543الأمالي الشجرية

؛124 ؛ معاني الحروف 2/306( انظر : الكتاب 75) .483 جواهر الأدب 2/543الأمالي الشجرية

(9/182)

من ابن " ما المغيرة " ( وقد اقتبست اسم76) ؛ وقد سماها الاسم نفسه2/568الشجري في أماليه

في كتابه " محمد بن عبد الرحمن المفدى " الدكتور الزائدة . " ما " و جعلها أحد أنواع " حديث ما"

.131انظر : .3( انظر :حروف المعاني 77) .2/343( انظر : المحكم 78)ة المخفية124معاني الحروف : ( انظر79) ؛ الغر

؛ شرح467 ؛ لباب الإعراب 2330 ؛ الكافية 1/160 ؛ الجنى483 ؛ جواهر الأدب 443 – 4/442الكافية

.1/74 ؛ المغني 509 ، وانظر : الأمالي8/144( شرح المفصل 80)

؛ رصف المباني4/130 ؛ التخمير 1/425الشجرية 365.

ة المخفية 81) ؛ شرح الكافية1/160( انظر : الغر

4/442 – 443. ؛ شرح الكافية1/425( انظر : الأمالي الشجرية 82)

4/443. ، وهو من شواهد : أبي2/907( في ديوانه 83)

؛ والمبرد في الكامل1/52عبيدة في المجاز ، و ابن جني في29 ؛ والفارسي في الإيضاح 1/363

؛1/334 ؛ والصيمري في التبصرة 2/45الخصائص و ابن مالك في2/235وابن الحاجب في الإيضاح

.3/1654شرح الكافية الشافية ؛197 –196 ؛ الصاحبي 2/54( انظر : المقتضب 84)

.7/46شرح المفصل .2/234( ارتشاف الضرب 85) .149 – 148( انظر : رصف المباني 86) .408( التبصرة 87) 7/46 ؛ شرح المفصل 2/1115( انظر : المقتصد 88)

، ويعلل الجرجاني ذلك148 ؛ رصف المباني 47– بقوله : ) وليكون فعل الشرط واقعا في حكم

الابتداء وصدر الكلام (. ؛1/408 ، وانظر : التبصرة 1/131( الكتاب 89)

.1/87 ؛ المغني 508 ؛ الجنى 1/274المقرب ( هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن90)

الجرجاني ، إمام في العربية ، واللغة ، والبلاغة ، وهو أول من دون علم المعاني ، أخذ النحو عن أبي

الحسين بن عبد الوارث الفارسي وأخذ عنه علي الفصيحي له مصنفات كثيرة منها :

) المقتصد في شرح الإيضاح ( ، ) دلائل الإعجاز (،هـ ( .471) أسرار البلاغة ( . توفي سنة )

(9/183)

؛ إنباه الرواة264انظر ترجمته في : نزهة الألباء - ؛ بغية134 ؛ البلغة188 ؛ إشارة التعيين 2/1882/106الوعاة

؛2/531 ، وانظر : المتبع 2/1115( المقتصد 91).7/47شرح المفصل

.2/312( هكذا سماها سيبويه 92) و " كلا " ( نسبه إليه كل من : القيسي في شرح93)

، و أبو حيان في الارتشاف22 " نعم " و " بلى" ،1/188 ، و ابن هشام في المغني 3/262

ا ابن فارس في4/384والسيوطي في الهمع ، أم

فقال : ) زعم ناس ( دون أن ينسبها250الصاحبي 506إلى أحد ، وكذلك الإربلي في جواهر الأدب

( هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن سيار94) الشيباني ، من أئمة الكوفيين في النحو ، واللغة ،

وله معرفة بالقراءات ، أخذ عنه جلة من العلماء منهم : علي بن سليمان الأخفش ، وأبو عمر الزاهد ، له

) كتاب في القراءات ( ، )كتاب الفصيح( ، وغيرهما ، هـ( . – انظر ترجمته في : مراتب291توفي سنة )

-141 ؛ طبقات النحويين واللغويين 151النحويين 173 ؛ نزهة الألباء 181 ؛ تاريخ العلماء النحويين 150

.1/396؛ بغية الوعاة 186-1/173؛ إنباه الرواة ؛22 " كلا " ، وانظر : شرح1/188( المغني 95)

.4/384 ؛ الهمع 3/262الارتشاف .4/384 ، وانظر : الهمع 27 " كلا " ( شرح96) ؛558 ؛ تأويل ابن قتيبة 2/312( انظر : الكتاب 97)

اج ؛11 ؛ حروف المعاني 3/345معاني القرآن للزج ؛ شرح الكافية26 – 23 " كلا " ، شرح250الصاحبي

؛ الدر المصون3/262 ؛ الارتشاف 4/478للرضي .494 ؛ شرح الفريد 4/384 ؛ الهمع 7/637

( هذا هو الموضع الأول الذي وردت فيه ) كلا (98)في القرآن الكريم .

(9/184)

التجوز " ( تسميتها بحرف عطف إنما هو من باب99) و إلا فإن الرأي الراجح فيها عدم عدها من حروف"

ح ذلك ابن الشجري في أماليه 3/126العطف و يوضا " فيقول : ) ليست من حروف العطف ، كما " إم

زعم بعض النحويين ؛ لأنه لا يخلو أن تكون الأولى منهما عاطفة أو الثانية ، فلا يجوز أن تكون الثانية

عاطفة ؛ لأن الواو معها ، و الواو هي الأصل فيا " العطف ، فإن جعلت عاطفة فقد جمعت بين " إم

عاطفين ، ولا يجوز أن تكون الأولى عاطفة ؛ لأنهاا زيد و تقع بين العامل والمعمول ، كقولك : خرج إما بكرا ، فهل عطفت ا زيدا و إم ا بكر ، و لقيت إم إم

الفاعل على رافعه ، أو المفعول على ناصبه ؟ … و إنما ذكرها من ذكرها من النحويين في حروف

و لأن إعراب ما " أو " العطف تقريبا ؛ لأنها بمعنىبعد الثانية كإعراب ما قبلها ( .

؛1/89 ؛ كتاب الشعر 2/67( انظر : الكتاب 100)

؛ اللباب3/127 ؛ الأمالي الشجرية 142الأزهية 4/402 ؛ شرح الكافية للرضي 176 ؛ التسهيل 1/426

؛210 ؛ الجنى 1/782 ؛ شرح ألفية ابن معطي 403– ؛5/255 ؛ الهمع 1/59 ؛ المغني 2/463المساعد

.469شرح الفريد ( هو أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي الثمالي ،101)

من أئمة النحاة البصريين ، ابتدأ بقراءة كتاب سيبويه على الجرمي ، وأكمله على االمازني ، من أشهر

مصنفاته : ) الكامل ( ، ) المقتضب( .توفي سنة )هـ (.286

؛ أخبار135انظر ترجمته في : مراتب النحويين - ؛ طبقات النحويين105النحويين البصريين

؛ غاية53 ؛ تاريخ العلماء النحويين 101واللغويين .2/280النهاية

، و انظر : الكتاب29 – 3/28( المقتضب 102)1/135.

.2/463 ، و انظر : المساعد 1/426( اللباب 103)ا ( و ) أو ( في شرح104) ( انظر الفرق بين ) إم

5/252 ؛ الهمع 4/401الكافية للرضي المصادر والمراجع

- القرآن الكريم1

(9/185)

- أخبار النحويين البصريين ومراتبهم وأخذ بعضهم2 عن بعض ، لأبي سعيد السيرافي ، تحقيق : محمد

إبراهيم البنا ، دار الاعتصام ، الطبعة الأولى ،م .1985هـ 1405

- ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان3 الأندلسي ، تحقيق د . مصطفى أحمد النحاس ،

مطبعة المدني ، المؤسسة السعودية بمصر ، القاهرة هـ1408 2م ، ج1984هـ 1404 1، الطبعة الأولى، ج

م .1989هـ 1409 3م ج1987 - الإرشاد إلى علم الإعراب للكيشي ، تحقيق : د .4

عبد الله علي الحسيني البركاتي ، د . محسن سالم العميري ، مركز إحياء التراث الإسلامي ، مكة

م.1989هـ 1410المكرمة ، الطبعة الأولى - الأزهية في علم الحروف ، لعلي بن محمد5

الهروي ، تحقيق : عبد المعين الملوحي ، مطبوعات

مجمع اللغة العربية ، دمشق ، الطبعة ) بدون ( ،م .1971هـ 1391

- أسرار العربية لأبي البركات الأنباري ، تحقيق :6 محمد بهجة البيطار ، من مطبوعات المجمع العلمي

م1957هـ – 1377العربي ، دمشق ، الطبعة )بدون ( - إشارة التعيين وتراجم النحاة واللغويين لعبد7

الباقي بن عبد المجيد اليماني ، تحقيق : عبد المجيد دياب ، مركز الملك فيصل للبحوث ، الرياض ، الطبعة

هـ1406الأولى ، - الأشباه والنظائر في النحو للسيوطي ، تحقيق :8

طه عبد الرءوف سعد ، مكتبة الكليات الأزهرية ،م .1975هـ 1395القاهرة ، الطبعة ) بدون ( ،

- الأصول في النحو لابن السراج ، تحيقيق : د . عبد9 الحسين الفتلي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة

م.1985هـ 1405الأولى ، - إعراب القراءات الشواذ للعكبري ، دراسة10

وتحقيق: محمد السيد أحمد عزوز ، عالم الكتب ،م1996هـ 1417بيروت ، الطبعة الأولى ،

- الأعلام لخير الدين الزركلي ، دار العلم11م.1990للملايين ، بيروت ، الطبعة التاسعة ،

- أمالي السهيلي في النحو و اللغة والحديث12 والفقه ، تحقيق : محمد إبراهيم البنا ، مطبعة

م .1970هـ 1390السعادة ، مصر ، الطبعة الأولى ،

(9/186)

- الأمالي النحوية لابن الحاجب ، تحقيق : هادي13 حسن حمودي ، مكتبة النهضة العربية ، وعالم الكتب ،

م.1985هـ 1405بيروت ، الطبعة الأولى ، - إنباه الرواة على أنباه النحاة ، لأبي الحسن14

القفطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، ومؤسسة الكتب الثقافية ،

م.1986 هـ 1406بيروت ، الطبعة الأولى - الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين15

البصريين والكوفيين لأبي البركات الأنباري ، ومعه كتاب الإنتصاف من الإنصاف لمحمد محي الدين عبد

الحميد ، دار الجيل ، مكان النشر )بدون( ، الطبعةم.1982)بدون( ،

- الإيضاح العضدي لأبي علي الفارسي ، تحقيق : د16 . حسن شاذلي فرهود ، مطبعة دار التأليف ، مصر ،

م.1969هـ 1389الطبعة الأولى ، - الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ، تحقيق17

: د . موسى بناي العليلي ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، مطبعة العاني ، بغداد ، الطبعة والتاريخ

)بدون(. - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون18

عن أسامي الكتب والفنون لإسماعيل باشا البغدادي ، مكتبة المثنى ، بغداد ، الطبعة والتاريخ

)بدون(. - البداية والنهاية لابن كثير ، مكتبة المعارف ،19

بيروت ، الطبعة والتاريخ )بدون(. - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ،20

للشوكاني ، ويليه الملحق التابع للبدر الطالع للمؤرخ محمد بن محمد بن يحيى زبارة اليمني ، مكتبة ابن

تيمية ، القاهرة ، الطبعة والتاريخ )بدون(. - البسيط في شرح جمل الزجاجي لابن أبي الربيع21

، تحقيق ودراسة : د . عياد الثبيتي ، دار الغرب هـ1407الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الأولى ،

م.1986 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، لجلال22

الدين السيوطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الفكر ، مكان النشر ) بدون( ، الطبعة

م.1979هـ 1399الثانية

(9/187)

- البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة لمحمد بن23 يعقوب الفيروز آبادي ، تحقيق : محمد المصري ، من

منشورات مركز المخطوطات والتراث ، الكويت ،م.1987هـ 1407الطبعة الأولى ،

- تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين24 وغيرهم ، لأبي المحاسن المعري التنوخي ، تحقيق :

عبد الفتاح الحلو ، منشورات إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الطبعة

م.1981هـ 1401)بدون( - تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ، شرحه25

ونشره : السيد أحمد صقر ، دار التراث، القاهرة ،م.1973هـ 1393الطبعة الثانية

- التبصرة والتذكرة للصيمري ، تحقيق : د . فتحي26 أحمد مصطفى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث

هـ1402الإسلامي ، مكة المكرمة ، الطبعة الأولى م.1982

- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لابن مالك ،27 تحقيق : د . محمد كامل بركات ، دار الكتاب العربي

للطباعة والنشر ، مكان النشر ) بدون( الطبعةم.1967هـ 1387)بدون(

- التعريفات للشريف الجرجاني ، دار الكتب28 هـ1408العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الثالثة ،

م.1988 - تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري ، المؤسسة29

المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر ، الطبعةم.1964هـ 1384)بدون( ،

- الجمل في النحو للزجاجي ، تحقيق : د . علي30 توفيق الحمد ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، دار الأمل ،

م.1984هـ 1404الأردن ، الطبعة الأولى ، - الجنى الداني في حروف المعاني للمرادي ،31

تحقيق : د . فخر الدين قباوة ، محمد نديم فاضل، دار هـ1403الآفاق الجديدة ، بيروت ، الطبعة الثانية ،

م.1983 - جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ، لعلاء32

الدين الإربلي ، شرح وتحقيق : د .حامد أحمد نيل ، جامعة الأزهر ، كلية اللغة العربية ، توزيع : مكتبة

هـ1403النهضة المصرية ، القاهرة ، الطبعة )بدون( م.1983

(9/188)

- حديث ) ما ( أقسامها وأحكامها للدكتور محمد33 بن عبد الرحمن المفدى ، النادي الأدبي ، الرياض ،

م.1980هـ 1400الطبعة ) بدون ( ، - حروف المعاني للزجاجي ، تحقيق : د . علي34

توفيق الحمد ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، دار الأمل ،م.1986هـ 1406الأردن ، الطبعة الثانية ،

- الخصائص لابن جني ، تحقيق : محمد علي النجار35 ، دار الهدى ، بيروت ، الطبعة الثانية ، التاريخ

)بدون(. - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر36

العسقلاني ، تحقيق : محمد سيد جاد الحق ، دارالكتب الحديثة ، مصر ، الطبعة والتاريخ )بدون(.

- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين37

اط ، دار الحلبي ، تحقيق : د . أحمد محمد الخرم.1987هـ 1408القلم ، دمشق ، الطبعة الأولى

- رصف المباني في شرح حروف المعاني38اط ، دار القلم للمالقي ، تحقيق : د. أحمد محمد الخر

م.1985هـ 1405، دمشق ، الطبعة الثانية ، - سر صناعة الإعراب لابن جني ، تحقيق : د .39

حسن هنداوي ، دار القلم ، دمشق ، الطبعة الأولى ،م.1985هـ 1405

- شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد40 الحنبلي ، دار المسيرة ، بيروت ، الطبعة الثانية ،

م.1979هـ 1399 - شرح ألفية ابن معطي لابن جمعة الموصلي ،41

تحقيق : د . علي موسى الشوملي ، مكتبة الخريجي ،م.1985هـ 1405الرياض ، الطبعة الأولى

- شرح العوامل المائة لخالد الأزهري ، تحقيق42 وتقديم وتعليق : د . البدراوي زهران ، دار المعارف ،

م.1983القاهرة ، الطبعة الأولى ، - شرح الفريد لعصام الدين الإسفراييني ،43

تحقيق : نوري ياسين حسين ، المكتبة الفيصلية ،م.1985هـ 1405مكة المكرمة ، الطبعة الأولى ،

- شرح الكافية في النحو للرضي الاستراباذي ،44حه وعلق عليه : يوسف حسن عمر ، منشورات صح

جامعة بنغازي ، الطبعة والتاريخ ) بدون(.

(9/189)

- شرح الكافية الشافية لابن مالك ، تحقيق : د .45 عبد المنعم هريدي ، مركز البحث العلمي وإحياء

التراث الإسلامي ، مكة المكرمة ، الطبعة الأولى ،م.1982هـ 1402

- شرح كلا وبلى ونعم ، والوقف على كل واحدة46 منهن في كتاب الله عز وجل للقيسي ، تحقيق : د . أحمد حسن فرحات ، دار المأمون للتراث ، دمشق ،

م.1983هـ-1404بيروت ، الطبعة الأولى ، - شرح اللمحة البدرية في علم العربية ، لابن47

هشام الأنصاري ، تحقيق : د .صلاح راوي ، مطبعةحسان ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، التاريخ ) بدون ( .

- شرح اللمع لابن برهان العكبري ، تحقيق : د .48 فائز فارس ، من منشورات المجلس الوطني للثقافة

والفنون والآداب ، الكويت ، الطبعة الأولى ،

م.1984هـ-1404ل لابن يعش ، عالم الكتب ، بيروت ،49 - شرح المفص

الطبعة والتاريخ )بدون (. - شرح المفصل في صنعة الإعراب الموسوم50

بالتخمير للخوارزمي ، تحقيق : د . عبد الرحمن العثيمين ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة

م.1990الأولى ، - شرح المقدمة الجزولية الكبير للشلوبين ،51

تحقيق : د . تركي بن سهو العتيبي ، مكتبة الرشد،م.1993هـ 1413الرياض ، الطبعة الأولى ،

- شرح المقدمة المحسبة لابن بابشاذ ، تحقيق :52 خالد عبد الكريم ، الناشر )بدون( ، الكويت ، الطبعة

م.1977الأولى ، - كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب53

للفارسي ، تحقيق وشرح : د . محمود محمد الطناحي هـ1408، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبعة الأولى ،

م.1988 - الصاحبي لابن فارس ، تحقيق : السيد أحمد54

صقر ، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه القاهرة، الطبعة والتاريخ ) بدون(.

- طبقات المفسرين للداودي ، تحقيق : علي55 محمد عمر ، مكتبة وهبة ، مصر ، الطبعة الأولى،

م.1972هـ-1392 - طبقات المفسرين للسيوطي ، دار الكتب56

العلمية ، بيروت ، الطبعة والتاريخ )بدون ( .

(9/190)

- طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ، تحقيق :57 محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة ،

الطبعة الثانية ، التاريخ )بدون(.اق ، تحقيق ودراسة : محمود58 - علل النحو لابن الور

جاسم محمد الدرويش ، مكتبة الرشد ، الرياض ،م.1999هـ 1420الطبعة الأولى ،

- العين ، للخليل بن أحمد ، تحقيق : د . مهدي59 المخزومي ، د . إبراهيم السامرائي ، دار ومكتبة

الهلال ، الطبعة والتاريخ ) بدون (. - غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ،60

عنى بنشره : ج . برجستراسر ، مكتبة المتنبي،القاهرة ، الطبعة والتاريخ )بدون(.

- الغرة المخفية لابن الخباز ، تحقيق : حامد محمد61 العبدلي ، دار الأنبار ، بغداد ، الرمادي ، مطبعة العاني

، الطبعة والتاريخ ) بدون(. - الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمذاني ،62

تحقيق : د . محمد حسن النمر )الجزء الأول والثاني ( د . فؤاد علي مخيمر )الجزء الثالث والرابع ( ، دار

م.1991هـ 1411الثقافة ، قطر ، الطبعة الأولى ، - الفوائد الضيائية ) شرح كافية ابن الحاجب (63

للجامي ، تحقيق : د . أسامة طه الرفاعي ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، العراق ، الطبعة

) بدون (. - الكامل للمبرد ، تحقيق : محمد أحمد الدالي ،64

هـ1413مؤسسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة الثانية ، م.1993

- الكتاب لسيبويه ، المطبعة الأميرية ببولاق ، مصر65هـ.1316، الطبعة الأولى ،

اف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون66 - الكش الأقاويل في وجوه التأويل ، للزمخشري ، رتبه

حه : مصطفى حسين أحمد ، دار الكتاب وضبطه وصحم.1986هـ 1406العربي ، بيروت ، الطبعة ) بدون (

- اللامات للزجاجي ، تحقيق : مازن المبارك ، دار67 الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق ، الطبعة

م.1975هـ 1405الثانية ، - لباب الإعراب لتاج الدين الإسفراييني ، تحقيق :68

بهاء الدين عبد الوهاب عبد الرحمن ، دار الرفاعي ،م.1984هـ 1405الرياض ، الطبعة الأولى ،

(9/191)

- اللباب في علل البناء والإعراب للعكبري ،69 تحقيق : د . عبد الإله نبهان ، دار الفكر المعاصر،

م.1993هـ 1414بيروت ، الطبعة الأولى ، - لسان العرب لابن منظور ، دار صادر ، بيروت ،70

الطبعة والتاريخ )بدون(. - المتبع في شرح اللمع للعكبري ، دراسة وتحقيق71

: د . عبد الحميد حمد الزوي ، منشورات : جامعةم.1994قاريونس ، بنغازي ، الطبعة الأولى ،

- مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى ،72 تحقيق : د . محمد فؤاد سزكين ، مؤسسة الرسالة ،

م.1981هـ 1401بيروت ، الطبعة الثانية ،

- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات73 والإيضاحات عنها لابن جني ، تحقيق : علي النجدي

ناصف ، د . عبد الحليم النجار ، د . عبد الفتاح شلبي. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، مصر ، الطبعة

هـ )الجزء1389هـ )الجزء الأول ( 1386)بدون( الثاني (.

- مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ، تحقيق :74 محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار نهضة مصر ،

القاهرة ، الطبعة والتاريخ )بدون(. - المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات لأبي75

علي الفارسي ، تحقيق : صلاح الدين السكاوي ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، بغداد ، الطبعة و

التاريخ ) بدون (. - معاني الحروف لأبي الحسن الرماني ، تحقيق :76

د . عبد الفتاح إسماعيل شلبي ، دار الشروق، جدة ،م.1984هـ 1404الطبعة الثالثة ،

- معاني القرآن للفراء ، عالم الكتب ، بيروت ،77م.1983هـ 1403الطبعة الثالثة ،

- معاني القرآن وإعرابه للزجاج ، تحقيق : د . عبد78 الجليل شلبي ، عالم الكتب ، بيروت ، الطبعة

م.1988هـ-1408الأولى ، - معجم الأدباء لياقوت الحموي ، راجعته وزارة79

المعارف العمومية ، دار إحياء التراث العربي،بيروت ، الطبعة الأخيرة ، التاريخ )بدون(.

- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام ،80 تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، مكتبة

ومطبعة : محمد علي صبيح وأولاده ، الطبعة والتاريخ)بدون(.

(9/192)

ل في علم العربية للزمخشري ، وبذيله81 - المفصل لبدر الدين كتاب المفضل في شرح أبيات المفص

النعساني الحلبي ، دار الهلال ، بيروت ، الطبعةم.1993الأولى ،

- المقتصد في شرح الإيضاح ، لعبد القاهر82 الجرجاني ، تحقيق : كاظم المرجان ، وزارة الثقافة

م.1982والإعلام ، العراق ، الطبعة ) بدون( - المقتضب لأبي العباس المبرد ، تحقيق : محمد83

عبد الخالق عضيمة ، عالم الكتب ، بيروت ، الطبعة

والتاريخ )بدون (. - المقرب لابن عصفور الإشبيلي ، تحقيق : أحمد84

عبد الستار الجواري ، عبد الله الجبوري ، رئاسة ديوان الأوقاف ، إحياء التراث الإسلامي ، العراق ،

م.1971هـ 1391الطبعة الأولى ، - المنصف من الكلام على مغني ابن هشام85

مني ، وبهامشه شرح الدماميني على متن للش المغني ، المطبعة البهية ، مصر ، الطبعة

والتاريخ)بدون( . - نتائج الفكر في النحو للسهيلي ، تحقيق : د .86

محمد إبراهيم البنا ، دار الرياض للنشر والتوزيع ،م.1984هـ 1404الرياض ، الطبعة الثانية ،

- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن87 تغري بردي ، طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب ،

وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، المؤسسة العامة للتأليف والترجمة والطباعة ، الطبعة والتاريخ

)بدون(. - نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات88

الأنباري ، تحقيق : إبراهيم السامرائي ، مكتبةم.1985هـ 1405المنار ، الأردن ، الطبعة الثالثة ،

- هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار89 المصنفين لإسماعيل باشا البغدادي ، طبع بعناية

م ، منشورات1951وكالة المعارف ، استانبول ، مكتبة المثنى ، بغداد.

- همع الهوامع للسيوطي ، تحقيق : د . عبد العال90 سالم مكرم ، دار البحوث العلمية ، الكويت، الطبعة

هـ1395 ، 2م ، ج1975هـ-1394 ، 1)بدون( ، ج هـ1399 ، 5 ، ج4م ، ج1977هـ 1397 3م ، ج1975م.1980هـ، 7،1400،ج6،ج1979

(9/193)

معالجة المادة المعجميةفي

المعاجم اللفظية القديمة

د. محمد بن سعيد الثبيتي الأستاذ المساعد بمعهد اللغة العربية بجامعة أم

القرى

ملخص البحث إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدأن محمدا عبده ورسوله ، وبعد :

معالجة المادة فقد تناول البحث بالوصف والتحليل ، بمراحلها المعجمية في المعاجم اللفظية القديمة

المختلفة ، فاقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون علىالنحو التالي :

التمهيد : وتحدثت فيه عن الكلمة بوصفها المادة الأساسية في المعجم فأشرت إلى مفهومها لدى

القدماء والمحدثين وموقف المعجميين من ذلكالمفهوم .

المبحث الأول : وتحدثت فيه بإيجاز عن جمع المادة المعجمية فبينت الدوافع إلى جمع المادة اللغوية ثم أهم الطرق التي

سلكها المعجميون في جمع مادتهم ، ومصادر تلكالمادة التي جمعوها.

المبحث الثاني : وتحدثت فيه عن ترتيب المادة المعجمية لدى

المعجميين القدماء ، سواء كان ذلك ترتيبا خارجيا للمداخل أم ترتيبا داخليا ، وكان لابد أن أعرض لأهم المدارس المعجمية التي ظهرت كثمرة من ثمار تلك الجهود التي بلغ فيها التنافس أشده عند المعجميين

القدماء .المبحث الثالث :

وتحدثت فيه عن تحليل المادة المعجمية فأشرت إلى جهود المعجميين القدماء في هذا الجانب سواء كان

ذلك من ناحية اللفظ أم من ناحية المعنى ، وتطرقت فيه إلى أهم الوسائل التي سلكها المعجميون

القدماء في تحليل المعنى موضحا بعض المآخذ التيتتعلق بهذا الجانب .

الخاتمة : ولخصت فيها أهم الملاحظات التي توصلتإليها .

والله أسأل أن ينفع بهذا العمل ، ويجعلني ممن أخلص النية فتقبل بقبول حسن في الدنيا والآخرة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله

وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

التمهيد :

(9/194)

اللغة خاصية إنسانية ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات وهي في أبسط وأوجز تعريفاتها :))أصوات

( .1يعبر بها كل قوم عن أغراضهم(() وتعد الكلمة هي المادة الأساسية في المعجم اللغويف المعجم اللغوي بأنه )) كتاب يضم بين ومن هنا عر دفتيه أكبرعدد من مفردات اللغة مقرونة بشرحها ، وتفسير معانيها ،على أن تكون المواد مرتبة ترتيبا

خاصا ، إما على حروف الهجاء أو الموضوع ، والمعجم الكامل هو الذي يضم كل كلمة في اللغة مصحوبة بشرح معناها واشتقاقها وطريقة نطقها وشواهد

( .2تبين مواضع استعمالها (()

لذا كان تدوين المعجم ضرورة لغوية لكل مجتمع متقدم ، ليتمكن أفراده من معرفة الكثيرمن

المعلومات التي توضح ما يحيط بالمادة الأساسية فيه(3ألا وهي الكلمة .)

أما المادة في عرف اللغويين فكل ما يكون مددا لغيره ومادة الشيء أصوله وعناصره التي منها يتكون

(4حسية كانت أو معنوية ومواد اللغة ألفاظها .) وعلى الرغم من وضوح الكلمة ومفهومها في الذهن

إلا أن الخلاف بين علماء اللغة – قدماء ومحدثين – كبير جدا في تحديد ماهيتها حيث إن للكلمة جوانب

متعددة يمكن النظر إليها ، كالجوانب الصوتية أو الصرفية أو النحوية أو الدلالية ومن ثم تعددت

التعريفات ، وواجه كل تعريف منها نقدا من علماء( .5اللغة على اختلاف مدارسهم .)

فالكلمة عند النحاة من علماء العربية هي : )) اللفظة ( ، وهي )) لفظ6الدالة على معنى مفرد بالوضع (()

( وهي )) قول مفرد مستقل7وضع لمعنى مفرد (( ) ( . وقد حدد ابن يعيش الشروط8أو منوي معه (()

الواجب توافرها في مفهوم الكلمة العربية وهي :الصوت والمعنى أو الوضع ثم الاستقلال بدلالة

(9محددة .) ولكن هذه الحدود و التعريفات غير دقيقة - في نظر

بعض المحدثين - لأسباب أهمها :-أنها لاتفرق بين الصوت والحرف .1 -أنها تخلط بين الوظيفة اللغوية والمعاني2

المنطقية .

(9/195)

-أنها لاتفرق بين وجود الكلمة وعدمها في3(10التعريف .)

أما الكلمة عند المحدثين فهي : ) أصغر صيغة حرة () ( ، وهي :))ربط معنى ما بمجموعة من الأصوات11

(، وهي :12صالحة لاستعمال جراماطيقي ما(() )) جزء من الحدث الكلامي له صلة بالواقع الخارج عن

اللغة ، ويمكن اعتبارها وحدة غير قابلة للتقسيم ،ويتغير موضعها بالنسبة لبقية الحدث الكلامي(()

13. ) وخلاصة القول أن ثمة معايير ينطلق منها المحدثون

في تصورهم لماهية الكلمة من أهمها : - معيار الدلالة وهوالذي قامت على أساسه المعاجم1

اللغوية والكلمة بهذا المعيار هي التي تدل علىمعنى ما .

- معيار الشكل والكلمة بهذا المعيارامتداد صوتي2 محدد يحافظ على شكله واستقراره حيثما وقع في

الجملة ويشغل فيها وظيفة نحوية . - معيار ثلاثي وفحواه أن الكلمة تشتمل على3

جوانب ثلاثة هي : الصوت ، الدلالة ، الوظيفة النحوية(.14)

غير أن كل معيار من هذه المعايير- قديمها وحديثها - لا يخلو من النقص والاضطراب عند التطبيق ، ومن

هنا آثر تمام حسان تعريف الكلمة العربية بأنها: )) صيغة ذات وظيفة لغوية معينة في تركيب الجملة ،

تقوم بدور وحدة من وحدات المعجم ، وتصلح لأن تفرد ، أو تحذف ، أو تحشى ، أو يغير موضعها ،

أويستبدل بها غيرها في السياق وترجع مادتها غالبا( .15إلىأصول ثلاثة وقد تلحق بها زوائد (()

ويرى أحد الباحثين أن علماء المعاجم ينطلقون من وجهة نظر تخالف غيرهم من العلماء ، ولذلك لم يحاولوا البحث عن تعريف نظري للكلمة ، وإنما

انصرفوا إلى تحديد ماهيتها من الناحية العملية ؛ لأن مهمة المعجم اللغوي هي بيان وشرح معاني الكلمات

(16سواء من ناحية المبنى أم المعنى.)

(9/196)

وهذا ما نلحظه في ضوء ترتيب المعاجم العربية القديمة ؛ إذ يدل ذلك على إدراك المعجميين العرب

لجانبين مهمين في طبيعة الكلمة ، وهما جانب اللفظ ، وجانب المعنى ، وقد نتج عن ذلك ظهور

نوعين من المعاجم اللغوية هما: أ- معاجم الألفاظ : وهي المعاجم التي تضم أكبر عدد

من مفردات اللغة مقرونة بشرحها وتفسير معانيها ومرتبة ترتيبا خاصا ، والمعجم الكامل هو الذي يضم

كل كلمة في اللغة . وأول هذه المعاجم معجم )العين( المنسوب إلى

هـ( رحمه الله، ثم170الخليل بن أحمد الفراهيدي )ت توالت بعد ذلك معاجم الألفاظ كالجيم لأبى عمرو

321هـ ( ، والجمهرة لابن در يد )ت206الشيباني )ت هـ( ، وتهذيب اللغة356هـ( ، والبارع للقالي )ت

هـ( ، والمحيط للصاحب ابن عباد )ت370للأزهري)تهـ ( ، ومقاييس اللغة والمجمل لابن فارس )ت385 هـ( ، والمحكم400 هـ( ، والصحاح للجوهري )ت 395

هـ( ، وأساس البلاغة للزمخشري458لابن سيده )ت هـ(، ولسان650 هـ( ، والعباب للصاغاني )ت 538)ت

هـ( ، والقاموس المحيط711العرب لابن منظور )ت بيدي )ت817للفيروزآ بادي )ت هـ( ، وتاج العروس للز

هـ(1205

(9/197)

ب- معاجم الموضوعات: وهي التي ترتب الألفاظ اللغوية حسب الموضوع أو المجال اللغوي ، أي أن

المعجمي يجمع الألفاظ المتصلة بمجال معين كخلق الإنسان مثلا للأصمعي ، والمطر لأبي زيد الأنصاري ، والبئر لابن الأعرابي ، والنخل لأبي حاتم السجستاني

، ونحوها مما نظم تحت مجال واحد ، وقد لقي هذا النوع من التأليف عناية كبيرة عند القدماء بدأ بما

يسمى بالرسائل اللغوية،وانتهى بالموسوعاتالموضوعية كا لغريب المصنف لأبى عبيد )ت

هـ (310هـ( ، والمنجد لكراع النمل )ت223 ( ويلاحظ17هـ( .)458والمخصص لابن سيده )ت

مجال التنافس بين القدماء كان واضحا بالنسبة للنوع الأول )معاجم الألفاظ( حيث ظهرت عندهم عدة

طرق للترتيب المعجمي - كما سنبينه في موضعه - بخلاف النوع الثاني )معاجم الموضوعات( حيث لم

توجد عندهم إلا طريقة واحدة وهي الترتيب حسبالموضوع أو المجال .

طرق معالجة المادة المعجميةالمبحث الأول : جمع المادة المعجمية

لا يمكن الحديث عن جمع المادة المعجمية بمعزل عن جمع المادة اللغوية حيث كانت العناية الأولى بجمع

المادة اللغوية استجابة إلى ما توجبه المحافظة على القرآن الكريم وتفهم معانيه من حفظ مادته اللغوية

وما ترمي إليه من دقيق الدلالة والمغزى وصحيح(18المبنى والمعنى)

(9/198)

وعلى ضوء ذلك شمرالأوائل من أئمة اللغة فأخذوا يجمعون اللغة وكان هدفهم الأول جمع الكلمات

وتحديد معانيها ، ويعد )المربد( بالبصرة أول الغريبة محطة رأى فيها العلماء وطلاب العربية تحقيق ذلك الهدف حيث كان )المربد( من أسواق البصرة التي يقصدها الأعراب للمتاجرة ولتبادل المنفعة، وربما

حضر بعضهم وليس عنده سلعة يبيعها ولا رغبة في شراء وإنما جاء ليشبع رغبته في القول والإنشاد واستماع الشعر والأخبار كما هي عادة العرب في

أسواقها . وكان أهل البصرة يخرجون إلى هذه السوق وبينهم فئة من رواة اللغة وطلابها جاءوا

( ، وكان19ليدونوا ما يسمعون عن هؤلاء الأعراب )من بين هؤلاء الفئة الأصمعي ؛ إذ يقول :

جئت إلى أبى عمرو بن العلاء فقال : من أين جئت)) يا أصمعي ، قلت: من المربد . قال : هات ما معك ،

فقرأت عليه ما كتبت في ألواحي ، ومرت به ستة أحرف لم يعرفها فأخذ يعدو في الدرجة قائلا :

(20شمرت في الغريب ياأصمعي(() وعندما أحس الأعراب بالحاجة إليهم أخذوا يرحلون

إلى الأمصار فرادى وجماعات يعرضون بضاعتهم من اللغة ، ويتلقاهم العلماء للسماع عنهم ويتنافسون

في الأخذ منهم حتى أصبحت اللغة سلعة غالية يبيعها الأعراب ويشتريها الرواة في ) المربد( بالبصرة وفي

)الكناسة( بالكوفة ، بل إن منهم من اتخذ التعليم مهنة له كأبي البيداء الرياحي الذي كان يعلم الصبيان

( ومنهم من ألف الكتب كأبي خيرة21بأجر.)

الأعرابي الذي ألف كتابا في الحشرات وآخر في(22الصفات.)

وكان أبو مهدي والمنتجع من أبرز الأعراب الذين يتحاكم إليهم ، كل يمثل لهجة قومه ؛ يقول

الأصمعي :

(9/199)

جاء عيسى بن عمر الثقفي ونحن عند أبي عمرو)) بن العلا ء فقال يا أباعمرو: ما شيء بلغني عنك تجيزه ؟ قال: وما هو؟ قال بلغني أنك تجيز ليس الطيب إلا المسك )بالرفع( فقال أبوعمرو: نمت

وأدلج الناس. ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب، وليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع . ثم قال أبو

عمرو: قم يا يحي- يعني اليزيدي - وأنت يا خلف- يعني خلف الأحمر- فاذهبا إلى أبي المهدي فإنه لا

يرفع ، واذهبا إلى المنتجع ولقناه النصب فإنه لا ينصب . قال : فذهبنا فأتينا أبا المهدي...قال

اليزيدي : ليس ملاك الأمرإلا طاعة الله والعمل الصالح فقال : ليس هذا لحني ولا لحن قومي ؛

فكتبنا ما سمعنا منه ، ثم أتينا المنتجع فأتينا رجلا يعقل ، فقال له خلف: ليس الطيب إلا المسك

)بالنصب( فلقناه النصب وجهدنا فيه فلم ينصب( .23وأبى إلا الرفع(()

ولما طال مكث الأعراب في الحضرلانت جلودهم وطاعت ألسنتهم بشوائب العجمة ؛ يقول الجاحظ :))

كان بين يزيد بن كثوة يوم قدم علينا البصرة وبينه يوم مات بون بعيد على أنه كان قد وضع منزله آخر

( .24موضع الفصاحة وأول موضع العجمة (() فلما ضعفت ثقة العلماء بالأعراب رحل العلماء

والرواة إلى البادية بمدادهم وصحفهم ليسمعوا من أولئك الذين لم تتأثر ألسنتهم بمخالطة الأعاجم ،

قال أبو العباس ثعلب : )) دخل أبو عمرو الشيباني )إسحاق بن مرار( البادية ومعه دستيجانحبرا فما خرج

( .25حتى أفناهما بكتب سماعه عن العرب (() وممن خرج إلى البادية الكسائي ، ورجع وقد أنفد

خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب سوى(26ما حفظ .)

وكان أبوعمرو بن العلاء من أوائل الرواة الذين رحلوا

إلىالبادية وأعجب بأهل السروات وعدهم من أفصح(27العرب لسانا وأعذبهم لغة .)

(9/200)

وهكذا ظل التواصل مستمرا بين الرواة والبادية وحرص العلماء على مشافهة الأعراب حتى وجدنا في

أواخر القرن الرابع من يروي عن الأعراب هـ( ،392هـ( ، وابن جني )ت370كالأزهري ، )ت هـ( . ثم395هـ( وابن فارس )ت393والجوهري )ت

توقف هذا التواصل مع نهاية هذا القرن حتى أصبحت الرواية عن الأعراب أنفسهم يشوبها شيء من الحذر ، يقول ابن جني: )) أنا لا نكاد نرى بدويا فصيحا وإن

نحن آنسنا منه فصاحة في كلامه لم نكد نعدم ما( .28يفسد ذلك ويقدح فيه وينال ويغض منه (()

ويرى أحد الباحثين أن الطبقة التي تلت الخليل بن أحمد ، ويونس بن حبيب كانت من أغزر العلماء إنتاجا

، ومنهم ثلاثة رواة يعتبرون عصب الرواية في البصرة وهم : أبو عبيدة معمر بن المثنى ، وأبو زيد

(29الأنصاري ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي.) وقد حدد اللغويون مادة جمعهم فيما صح عن العرب

ضمن شروط ومعايير هي: - شرط المكان : وهو الفيصل الذي تم بمقتضاه1

تحديد مواطن الفصاحة في وسط الجزيرة العربية دون بقية أطرافها التي كانت على صلة بالأمم

الأخرى، وفي بواديها دون الحواضرالتي كانت تعج بحركة الوافدين عليها من خارج الجزيرة أو من

أطرافها بقصد التجارة ونحوها . - شرط الزمان : وهو الفيصل الذي تم بمقتضاه2

تحديد عصورالفصاحة عند منتصف القرن الثاني الهجري بالنسبة للاحتجاج باللغة الأدبية وخاصة لغة

الشعر، ونهاية القرن الرابع الهجري بالنسبةللاحتجاج باللغة الشفوية المنقولة عن الأعراب.

- شرط الفصاحة وهو الشرط الذي تم بمقتضاه3 الحكم على فصاحة اللفظ إذا ثبتت نسبته إلى عربي

قح سواء بالمشافهة أو الرواية الصحيحة وذلك العربي القح هو من انطبق عليه شرط الزمان

(30والمكان السابقين .)

(9/201)

وعلى ضوء هذه المعاييرعد كل ما خالف ذلك مولدا ،م الشعراء إلى طبقات، والقبائل إلى درجات ، فقس

أعلاها قبيلة قريش ؛ يقول ابن فارس : )) أجمع علماؤنا بكلام العرب والرواة لأشعارهم والعلماء

بلغاتهم وأيامهم ومحالهم : أن قريشا أفصح العرب ألسنة وأصفاهم لغة ...وكانت قريش – مع فصاحتها

وحسن لغاتها ورقة ألسنتها-إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات

إلى نحائزهم وسلائقهم فصاروا بذلك أفصح العرب...ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنة تميم

ولا عجرفية قيس ولا كشكشة أسد ولا كسكسة( .31ربيعة...(()

ويقول الفارابي : )) كانت قريش أجود العرب انتقادا للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق

وأحسنها مسموعا وأبينها إبانة عما في النفس(()32. )

(9/202)

و يقول وهو يرتب درجة الفصاحة : ))والذين عنهم نقلت اللغة العربية وبهم اقتدي وعنهم أخذ اللسان

العربي من بين قبائل العرب هم : قيس وتميم وأسد ، فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه ،

وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف ، ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين ، ولم يؤخذ عن

غيرهم من سائر قبائلهم ، وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط ، ولا عن سكان البراري ممن كان

يسكن أطراف بلادهم التي تجاور سائر الأمم الذين حولهم ، فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام فإنهم كانوا مجاورين أهل مصر والقبط ، ولا من قضاعة ولا

من غسان ولا من إياد فإنهم كانوا مجاورين أهل الشام ، وأكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية ، ولا من

تغلب ولا النمر فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ، ولا من بكر لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس ، ولا من عبد القيس لأنهم كانوا سكان

البحرين مخالطين للهند والفرس ، ولا من أزد عمان لمخالطتهم للهند والحبشة، ولا من أهل اليمن أصلا لمخالطتهم للهند والحبشة ولولادة الحبشة فيهم ؛

ولامن بني حنيفة وسكان اليمامة ، ولا من ثقيف

وسكان الطائف ؛ لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم ، ولا من حاضرة الحجاز ؛ لأن الذين نقلوا

اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب قدخالطوا غيرهم من الأمم ، وفسدت ألسنتهم …(()

33. ) ولكن اللغة لم تجمع دفعة واحدة ، بل اتخذ جمعها

أشكالا مختلفة قسمها بعضهم إلي ثلاث مراحل هي : المرحلة الأولى: جمع الكلمات كيفما اتفق فالعالم

يرحل إلي البادية فيدون كل ما سمع من غير ترتيب ولا تنظيم فيجمع كلمة في المطر وكلمة في النبات

وكلمة في الخيل ونحو ذلك . المرحلة الثانية: جمع الكلمات المتعلقة بموضوع واحد

في موضع واحد، وقد توجت هذه المرحلة بظهور الرسائل اللغوية التي عرفت بأسماء من نحو: المطر،

(34البئر ، الإبل ونحو ذلك .)

(9/203)

ويعد موضوع الحشرات أقدم الموضوعات ، وأول من نسب إليه كتاب في ذلك أبو خيرة الأعرابي ثم تلاه بعد ذلك بعض اللغويين فألفوا في الموضوع نفسه

ككتاب النحلة للشيباني والأصمعي والذباب لابن(35الأعرابي ونحو ذلك .)

المرحلة الثالثة: وضع معجم يضم كل الكلمات على نمط خاص وترتيب معين ، ويعد الخليل بن أحمد -

هـ( أول من شمر لهذه المهمة170رحمه الله - )ت ففتح الله على يده أعظم عمل لغوي حيث سن لمن

جاء بعده منهج التأليف المعجمي فظهرت المعاجماللغوية ،التي من أبرزها: الجمهرة لابن دريد)ت

هـ( ، وتهذيب اللغة356هـ( ، والبارع للقالي )ت321هـ( ، والمحيط للصاحب بن عباد )ت370للأزهري)ت

هـ( ، ومقاييس اللغة والمجمل لابن فارس)ت385 هـ( ، والمحكم400هـ( ، والصحاح للجوهري)ت395

هـ( ، وأساس البلاغة458لابن سيده)تهـ( ، والعباب للصاغاني )ت538للزمخشري)ت

هـ( ،711هـ( ، ولسان العرب لابن منظور)650 هـ( ، وتاج817والقاموس المحيط للفيروزابادي)ت

هـ( .1205العروس للزبيدي )تطريقة جمع المادة المعجمية :

أما عن طريقة جمع المادة المعجمية فنلحظ أن

القدماء اتبعوا طريقتين : الأولى : طريقة الإحصاء التام بغرض استقصاء المواد

اللغوية مستعملها ومهملها،ويعد الخليل بن أحمد - رحمه الله - أول من ابتدع هذا المنحى ؛ إذ أدرك بعبقريته الفذة في علوم اللغة والحساب أن ثمة

نظاما من شأنه حصر جميع المفردات اللغوية ، فكان له فضل السبق في وضع هذا النظام الذي بني عليه

كتاب العين والذي يتفق جل اللغويين إن لم يكن كلهم على أنه من ابتكار الخليل نفسه ، ويختلفون

فيما وراء ذلك .

(9/204)

هـ ( قصة هذا180ويحكي لنا الليث بن المظفر ) الخليل بن أحمد النظام، فيقول : ))كنت أصير إلى

فقال لي يوما :لو أن إنسانا قصد وألف حروف ألف ، وباء ، وتاء، وثاء على أمثلة لاستوعب في ذلك جميع

كلام العرب فتهيأ له أصل لا يخرج عنه شيء منه بتة ، قال : فقلت له وكيف يكون ذلك ؟ قال: يؤلفه

على الثنائي ، والثلاثي،والرباعي، والخماسي وأنه ليس يعرف للعرب كلام أكثر منه . قال الليث :

فجعلت أستفهمه ويصف لي ولا أقف على ما يصف فاختلفت إليه في هذا المعنى أياما ؛ ثم اعتل

وحججت فما زلت مشفقا عليه وخشيت أن يموت في علته فيبطل ما كان يشرحه لي فرجعت من الحج

وصرت إليه فإذا هو قد ألف الحروف كلها على مافي صدر هذا الكتاب، فكان يملي على ما يحفظ ، وما

شك فيه يقول لي : سل عنه فإذا صح فأثبته إلى أن( .36عملت الكتاب (()

وخلاصة هذا النظام الذي توصل إليه الخليل بن أحمد - رحمه الله - في حصر المفردات ، أنه يقوم على

ثلاثة أسس هي:-الترتيب الصوتي الذي يعتمد على مخارج الأصوات.1- تقليب المادة الواحدة ليتكون منها عدة صور .2 -اتباع نظام الأبنية من ثنائي وثلاثي ورباعي3

وخماسي . كما سنبينه في موضعه إن شاء الله . الثانية : طريقة الإحصاء الناقص بغية الاقتصار على

بعض مفردات اللغة واختيارها دون غيرها ، وأول من نهج هذا المنهج ابن در يد في كتابه )جمهرة اللغة( حيث قال في مقدمته :)) هذا كتاب جمهرة الكلام

واللغة ومعرفة جمل منها تؤدي الناظر فيها إلى معظمها إن شاء الله...وإنما أعرناه هذا الاسم ؛ لأنا اخترنا له الجمهور من كلام العرب وأرجأنا الوحشي

( .37المستنكر والله المرشد للصواب(() وممن سلك هذا المسلك الجوهري في صحاحه ؛ إذ

يقول في مقدمته أيضا : ))أما بعد فإني أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة ، التي شرف الله

منزلتها ، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها (((38)

(9/205)

وخلاصة القول في ذلك أن من المعجميين القدماء من أخذ بمنهج الخليل بن أحمد ، وطريقته في جمع

مادته المعجمية ، ومنهم من أخذ بمنهج ابن در يد والجوهري : فاقتصر على المشهور أو الصحيح ،

ولعل الناظر في المعاجم اللغوية القديمة يدرك من أسمائها غرض أصحابها ، وطريقة جمع مادتها، فكل

اسم يوحي تقريبا بذلك.مصادر جمع المادة المعجمية :

أما مصادر جمع المادة المعجمية لدى القدماء فيمكنحصرها في مصدرين :

أحدهما: السماع والمشافهة عن العرب ، وممن اعتمد هذا المصدر الخليل ابن أحمد –رحمه الله- في

كتاب)العين( حيث نص الليث في مقدمته - كما أسلفنا- أن الخليل كان يملي عليه ما يحفظ وما شك

فيه يقول له سل عنه، والخليل من أوائل العلماء الذين عاصروا جمع اللغة ، وسمع عن الأعراب خاصة

في الحجاز ونجد وتهامة ، يضاف إلى هذا ما نجده في أثناء كتاب)العين( من روايات عن بعض من عاصر

الخليل أو جاء بعده ، وروى عن العرب : كالأصمعي وأبي عبيدة وسيبويه ويونس وأبي زيد وغيرهم من

الأعراب الذين كان يعول عليهم في رواية اللغة كأبيالدقيش وعرام وزائدة وأبي ليلى.

وممن اعتمد السماع والمشافهة من المعجميين القدماء الأزهري في)التهذيب( فقد ذكر في مقدمته

أن من دواعي تأليفه)) تقييد نكت حفظها ووعاها عن العرب الذين شاهدهم وأقام بين ظهرانيهم

( .39سنيات (() ويقول في موضع آخر: ))ولم أودع كتابي هذا من

كلام العرب إلا ماصح لي سماعا منهم ، أو رواية عن ثقة أو حكاية عن خط ذي معرفة ثاقبة اقترنت إليها

( .40معرفتي (()

(9/206)

وممن اعتمد السماع والمشافهة الجوهري في )الصحاح( ؛ إذ ألزم نفسه ما صح عنده رواية ودراية

ومشافهة للعرب في البادية وخاصة في الحجاز وربيعة ومضر إذ يقول : )) فإني قد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة بعد تحصيلها

بالعراق رواية وإتقانها دراية ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية. ولم آل في ذلك نصحا

( .41ولا ادخرت وسعا(() الآخر : الرواية النقلية ويعد هذا الأسلوب من الرواية مما يميز المعاجم اللغوية بصفة عامة حيث نلحظ أن

اللاحق يروي عن السابق ، وقد أشار ابن دريد إلى هذه التبعية ؛ إذ يقول في مقدمة كتابه)جمهرة

اللغة(عن الخليل وكتاب)العين( : )) وكل من بعده له تبع أقر بذلك أم جحد ولكنه رحمه الله ألف كتابا

مشكلا لثقوب فهمه وذكاء فطنته وحدة أذهان أهل( .42عصره (()

ولعل هذا ما دفع أحد خصوم ابن دريد إلى إنكار كتاب)الجمهرة ( بحجة أنه كتاب )العين( ؛ إلا أنه قد غيره .

(43) وأول من اعتمد الرواية عن السابقين اعتمادا كليا-

هـ( في كتابه)البارع في356فيما نعلم - القالي ) اللغة( وإن من الطرائف التي ذكرها محققه هو أن

كتاب)البارع ( ما هو إلا كتاب) العين( للخليل بن أحمد(44؛ لشدة التشابه بينهما.)

وهكذا ظل أصحاب معاجم الألفاظ يعتمدون في جمع مادتهم المعجمية على الرواية النقلية عن السابقين

حتى رأينا ذلك واضحا جليا عند المتأخرين منهم خاصة كصاحب)المقاييس( وصاحب )اللسان(

وصاحب) التاج( فقد ذكر الأول أنه اعتمد في جمع مادته المعجمية على خمسة كتب هي: كتاب العين

للخليل ، وإصلاح المنطق لابن السكيت ، والجمهرة لابن در يد ، وغريب الحديث ، ومصنف الحديث لأبى

عبيد ، حيث يقول في مقدمته : فهذه الكتب معتمدنا فيما استنبطناه من مقاييس))

اللغة وما بعد هذه الكتب فمحمول عليها وراجع( .45إليها(()

(9/207)

ويفصح ابن منظور في )اللسان( عن أنه نقل معجمه عن سابقيه كتهذيب اللغة للأزهري ، والمحكم لابن سيده ، والصحاح للجوهري ، والحواشي لابن بري ،

والنهاية لابن الأثير . وفي ذلك يقول : وقد نقلت من كل أصل مضمونه ولم أبدل منه))

شيئا بل أديت الأمانة وما تصرفت فيها بكلام غيرما فيها فليعتد من ينقل عن كتابي هذا أنه إنما ينقل

( .46عن هذه الأصول الخمسة(()بيدي صاحب ) التاج ( أنه جمع مادته ويذكر الز

المعجمية مما يقرب من مائة وعشرين كتابا من بينها المعاجم السابقة : كالجمهرة والتهذيب والمحكم

والصحاح والمجمل ولسان العرب والتكملة وأساس البلاغة وغيرها موضحا في مقدمته أن عمله اقتصر

في كتابه )تاج العروس( على جمع ما تفرق في هذهالكتب، إذ يقول :

وجمعت منها في هذا الشرح ما تفرق وقرنت بين)) ما غرب منها وبين ما شرق وأنا مع ذلك لا أدعي فيه دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت وليس لي في هذا الشرح فضيلة سوى أنني جمعت

( .47فيه ما تفرق في تلك الكتب(() وخلاصة القول أن الأخذ والاعتماد على السابقين في

جمع المادة المعجمية أدى إلى وفرة المجموع وتضخمه واعتبار اللغة العربية وحدة واحدة مع

اختلاف القبائل ألفاظا ، وتراكيب ولهجة ، إذ لم تكن تلك الوفرة وذلك المجموع في درجة واحدة من

الصحة فتطرق الخلل إليه أحيانا من وجوه أهمها : - تعدد الأقوال في الوحدة المعجمية الواحدة .1 - فشو ظاهرة التصحيف والتحريف نتيجة اعتماد2

المتأخرين على النقل عن السابقين . - الخلط بين مستوى الفصحى واللهجات العربية3

وقد كان لذلك الأثرالأكبر في بروز ظواهرلغوية كظاهرة : المشترك والترادف والأضداد ، أو تعدد

صيغ الجمع الواحد ، أو تعدد المصادر ونحوها . - وجود ثغرات في جمع المادة المعجمية أدت إلى4

ضياع كثير من الثروة اللغوية التي كان حقها أن تأخذ( .48مكانها في المعجم اللغوي )

(9/208)

المبحث الثاني : ترتيب المادة المعجمية ونعني به الطريقة التي عالج بها المعجميون القدماء

تنظيم مادتهم المعجمية ، وقبل الوقوف على هذه الطريقة يجدر بنا أن نشير إلى رأي المحدثين من

علماء المعاجم في هذا الجانب ، حيث يرى المحدثون أن هناك نوعين من الترتيب يجب أن يراعيا في وضع

(49المعجم هما : )النوع الأول الترتيب الخارجي للمداخل :

ويسمى بالترتيب الأكبر، ويتم ذلك باتباع طريقة من طرق الترتيب القائمة على الحروف الهجائية أو

غيرها . وهذا النوع من الترتيب يعد شرطا لوجود المعجم وبدونه يفقد العمل المعجمي قيمته

المرجعية . وبالوقوف على معاجم الألفاظ عند القدماء ، نجد أن

المعجميين أدركوا أهمية النوع الأول وهو الترتيب الخارجي للمدخل فبرعوا في ضبطه وكانت عنايتهم به تعد الأساس الأول في تنظيم مادتهم المعجمية ، فكان من آثار ذلك ظهور العديد من المدارس التي

تسير على عدد من الأنظمة يمكن تصنيفها علىالنحو الأتي:

أولا :النظام الصوتي أو المدرسة الصوتية وأول من ابتدع هذا النظام الخليل بن أحمد - رحمه الله - في كتاب )العين( المنسوب إليه ويقوم هذاالنظام على ثلاثة أسس يكمل بعضها بعضا وهي :

ا- الترتيب الصوتي : حيث رتب مواده حسب مخارجالأصوات وفق النظام التالي :

ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر(50ل ن ف ب م و أي)

فبدأ كتابه بمجموعة الأصوات الحلقية وهي ع -ح - هـ –غ ثم اللهوية وهي ق– ك ثم الشجرية وهي ج – ش – ض ثم الأسلية وهي ص – ز ثم النطعية وهي ط – د –

ت ثم اللثوية وهي ظ – ث – ذ ثم الذلقية وهي : ر – ل – ن - ف – ب – م ثم الهوائية وهي و – ا – ي ،

وأخيرا الهمزة .

(9/209)

وقد روي عن الخليل - رحمه الله - أنه بدأ بالعين دون سواها من أصوات الحلق لأسباب تتبين من قوله :

)) لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف، ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مبدلة، ولا بالهاء لأنها

مهموسة خفية لا صوت لها ، فنزلت إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء فوجدت العين أنصع الحرفين

( .51فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف...(() ب- نظام الكمية : حيث أخضع الخليل بن أحمد –

رحمه الله – مادته المعجمية لنظام الكمية فرأى أن الكلمات العربية باعتبار أصولها إما أن تكون ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية ؛ إذ يقول : )) كلام العرب

مبني على أربعة أصناف: على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي فالثنائي على حرفين نحو: قد ولم...والثلاثي من الأفعال نحو قولك : ضرب ........

ومن الأسماء نحو : عمر......والرباعي من الأفعال نحو: دحرج… ...ومن الأسماء نحو :

عبقر...والخماسي من الأفعال نحو اسحنكك ...ومن الأسماء نحو : سفرجل...وليس للعرب بناء في

(52الأسماء ولا في الأفعال أكثر من خمسة أحرف(().

وعلى ضؤ ذلك جاء ت معالجته للكلمات في حرفالعين على النحو التالي:

أولا – الثنائي وهو ما اجتمع فيه حرفان صحيحان ولوتكرر أحدهما نحو قد ، وقدقد ، ولو، وبل .

ثانيا- الثلاثي الصحيح وهو ما اجتمع فيه ثلاثة أحرفصحيحة على أن تكون من أصول الكلمة .

ثالثا: الثلاثي المعتل وهو ما اجتمع فيه حرفان صحيحان ، وحرف واحد من حروف العلة )مثال أو

أجوف أو ناقص ( رابعا : اللفيف وهو ما اجتمع فيه حرفا علة في أي

موضع )مفروق أو مقرون(خامسا : الرباعي وهو ما اشتمل على أربعة أحرف .

سادسا: الخماسي وهو ما اشتمل على خمسةأحرف .

سابعا : المعتل وقد أدخل فيه الهمزة بحجة أنها قد(53تسهل إلى أحد حروف العلة.)

(9/210)

ج - نظام التقليبات : وقد قصد به الخليل - رحمه اللهل الحرف الواحد في أكثر من موضع في كل - تنق

بناء من الأبنية السابقة ، فجاء الثنائي على وجهين، والثلاثي على ستة أوجه ، والرباعي على أربعة

وعشرين وجها ، والخماسي على مائة وعشرين وجها ( فعالج الكلمة54منها المستعمل ومنها المهل)

ومقلوباتها في كل بناء من الأبنية السابقة في موضع واحد مراعيا في ذلك الحروف الأصول وسمى

كل حرف من الحروف الهجائية كتابا فبدأ معجمه بكتاب العين ومقلوباتها ، فكتاب الحاء ومقلوباتها ،

وسمى ما نطقت به العرب مستعملا وما لم تنطق به مهملا. فمثلا نجد الكلمات :)عرب - رعب –عبر-–ربع - بعر-–برع ( تحت باب العين لأن العين أسبق من الراء

والباء . ومن المعاجم التي سارت على نظام الخليل بن أحمد

هـ( والتهذيب356– رحمه الله- البارع للقالي )تهـ( والمحيط للصاحب ابن عباد)370للأزهري )ت

هـ( .458هـ( و المحكم لابن سيده )ت385 والرابطة المشتركة التي تجمع بين هذه المعاجم

اتحادها في الترتيب الخارجي للمادة المعجمية على طريقة الخليل بن أحمد – رحمه الله- مع بعض

الاختلاف في الترتيب أو الأبنية ، فنجد على سبيل المثال أن القالي بدأ معجمه بالهاء ، كما نجد أيضا أنابن سيده في )المحكم ( زاد في الأبنية السداسي .)

55) وقد أخذ علىهذا النظام صعوبة البحث ، ومشقة الاهتداء إلى اللفظ المراد ؛ بسبب قيامه على

المخارج ، والأبنية ، والتقليبات ، وهذا ما لمسه بعض المعجميين القدماء أنفسهم فهذا ابن دريد يقول في

مقدمته عن الخليل وكتاب )العين( :

قد الف الخليل بن أحمد كتاب العين فأتعب)) ...… من تصدى لغايته وعنى من سما إلى نهايته...(( ثم

نراه يلتمس العذر للخليل بقوله أيضا:))...ولكنه رحمه الله ألف كتابه مشاكلا لثقوب فهمه ، وذكاء

( .56فطنته ، وحدة أذهان عصره(()ويقول صاحب) لسان العرب( عن هذا النظام أيضا :

(9/211)

لم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة لأبي)) منصور محمد بن أحمد الأزهري ، ولا أكمل من

المحكم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده ...غير أن كلا منهما مطلب عسر المهلك ومنهل وعر المسلك ...فأهمل الناس أمرهما

( .57وانصرفوا عنهما (()ثانيا : نظام القافية أو مدرسة القافية :

وأول من ابتدع هذا النظام الجوهري - رحمه الله -هـ( في)الصحاح( إذ يقول :400)ت أما بعد فإني أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من))

هذه اللغة التي شرف الله تعالى منزلتها وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها على ترتيب لم أسبق إليه وتهذيب لم أغلب عليه في ثمانية وعشرين بابا

وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلا على عدد حروف المعجم وترتيبها إلا أن يهمل من الأبواب

( .58جنس من الفصول…(() وكان الغرض من هذا النظام تيسير البحث عن ألفاظ

اللغة بطريقة سهلة وميسرة تقوم على النظام الألفبائي بدلا من النظام الصوتي ، فابتدع الجوهري هذا النظام الذي بناه على آخر الكلمة بعد ردها إلى أصلها وتجريدها من الزوائد، وسمى الحرف الأخير

بابا والحرف الأول من الكلمة فصلا ، ثم رتب المواد بين الحرفين )الأول والأخير( ترتيبا ألفبائيا، فتخلص

بطريقته هذه من جميع أسس مدرسة الخليل بن أحمد ، وهي النظام الصوتي ، ونظام التقليبات ،

ونظام الكمية أوالأبنية ، وأصبح معجمه في متناول الباحثين لسهولة البحث فيه عن مفردات اللغة ،

وذلك عكس المعاجم السابقة عليه ، والقائمة على النظام الصوتي. ولم يخرج الجوهري عن نظامه هذا

إلا في الباب الأخير من معجمه حيث جمع فيه الألفاظ المنتهية بالواو والياء معا وختمه بالألفاظ

المنتهية بالألف اللينة ويعني بها التي ليست منقلبةعن همزة أو حرف علة .

(9/212)

ومن المعاجم التي سارت على هذا النظام العباب هـ( الذي توفي قبل أن يتمه ،650للصاغاني )ت

هـ( ، والقاموس711ولسان العرب لابن منظور)ت هـ( ، وتاج العروس817المحيط للفيروزآبادي )ت

بيدي )ت هـ(.1205للزثالثا: النظام الألفبائي أو المدرسة الهجائية : هـ(206وقد ابتدع هذا النظام أبو عمرو الشيباني )ت

هـ( في321في كتاب )الجيم( وأخذ به ابن در يد )ت هـ( في395)الجمهرة( ، وابن فارس )ت

هـ(538)المقاييس( ، و )المجمل( ، والزمخشري )تفي )أساس البلاغة( .

ويلاحظ على هذا النظام أن له صورتين : إحداهما : مراعاة الحرف الأول فقط وقد أخذ بهذا

أبو عمرو الشيباني والزمخشري وانفرد الأول بعدم مراعاة الترتيب بعد الحرف الأول للكلمة وكذلك عدم

مراعاة الزوائد في حين التزم الزمخشري بذلك . الأخرى : مراعاة الترتيب الهجائي والأبنية معا وقد

أخذ بهذا النظام ابن دريد وابن فارس وانفرد الأول بإيراد تقلبات المادة في موضع واحد في حين لمم كتابه إلى حروف يلتزم ابن فارس بذلك بل قس

وسمى كل حرف كتابا وكل كتاب يضم الأبنية :الثنائي والثلاثي الخ .

النوع الثاني الترتيب الداخلي للمداخل : ويسمى بالترتيب الأصغر ويتم باتباع ترتيب خاص

للمعلومات في المدخل الواحد وقدأشرنا فيما سبق إلى الترتيب الخارجي لدى المعجميين العرب ورأينا

أنه قام على عدة أنظمة هي : النظام الصوتي والتقليبات ، ونظام القوافي ، والنظام الألفبائي ،

وقد رأينا أن عناية القدماء به كانت كبيرة وتعد الأساس الأول الذي قامت عليه معاجمهم ، أما إذا

انتقلنا إلى الترتيب الداخلي للمداخل فنلحظ أنه أقل حظا وعناية لدى القدماء ؛ ولعل عذرهم في ذلك أن العربية لغة اشتقاقية ، وهذا ما دفعهم إلى الاعتماد

على المادة اللغوية في الترتيب الداخلي ، فجعلوا من أصل المادة اللغوية أساس البحث عن كل

الكلمات التي تشتق من ذلك الأصل فكلمات مثل :

(9/213)

علم وتعلم ومعلم وعلوم …إلى غير ذلك من مشتقات المادة ، تورد تحت مدخل واحد دون مراعاة للترتيب الداخلي لهذه الكلمات خاصة عند المتقدمين

منهم كالخليل والقالي وابن دريد والأزهري ، حيث نلحظ خلط الأسماء بالأفعال والمجرد بالمزيد ونحو

ذلك مما يضطر الباحث عن كلمة من الكلمات أن يقرأ كل ما يقع تحت مادتها للحصول على بغيته ، ومن هنا

افتقرت المعاجم القديمة إلى الدقة في الترتيب الداخلي ، فمنهم من يبدأ مادته بالفعل ومنهم من

يبدأ مادته بالاسم ومنهم من يبدأ بالمجرد ومنهم من يبدأ بالمزيد بل إن منهم من يبدأ بالشاهد )النثري أو

الشعري ( أو الراوي كقولهم : قال فلان ، ونحو ذلك ...ولعل فيما يلي من النماذج ما يدل على ذلك

وهو قليل من كثير: قال صاحب العين : ))امرأة جعماء : أنكر عقلها

هرما ، ولا يقال رجل أجعم . وناقة جعماء : مسنة . ورجل جعم وامرأة جعمة .. . وجعم الرجل جعما أي :

(59قرم إلى اللحم .) حيث نجد أن صاحب)العين( قدم الاسم على الفعل والمزيد على المجرد . وفي الجمهرة : ))الكذب ضدالصدق – ورجل كذاب وكذوب…وكذبت بالحديث … وكذب الوحشي إذا جرى شوطا ثم وقف لينظر ما

وراءه – وحمل فلان فما كذب حتى طعن أو ضرب أي( .60ما وقف …(()

فقدم الاسم على الفعل ، والمزيد على المجرد تارةوالمجرد على المزيد أخرى .

وفي تهذيب اللغة يقول الأزهري :)) جاء في الحديث : من روى في الإسلام هجاء مقذعا فهو أحد

الشامتين . والهجاء المقذع : الذي فيه فحش(()61. )

حيث بدأ مادته المعجمية بالحديث الشريف ، ومثلذلك يفعل مع الشواهد القرآنية وهذا كثير عنده .

(9/214)

وفي الصحاح :)) وجب الشيء ، أي لزم ، يجب وجوبا . وأوجبه الله ، واستوجبه ، استحقه . ووجب

البيع يجب… وأوجبت البيع فوجب ، والوجيبة: أن توجب البيع ثم تأخذه أولا فأولا … ووجب القلب وجيبا : اضطرب ، وأوجب الرجل : إذا عمل عملا

يوجب له الجنة أو النار ، والوجب الجبان … والوجبة:قطة …ووجب الميت إذا سقط ومات …ووجبت الس

( .62الشمس أي غابت…(()

فنلحظ أن الجوهري قدم وأخر في المشتقات، مما يضطر الباحث عن كلمة )وجب( مثلا ، أن يقرأ كل ما

تشتمل عليه المادة فقد ذكرها في أول المادةوآخرها . وكان حق هذه المادة أن ترتب كالتالي :

وجب الشيء ، والبيع ، والقلب ، والميت ، والشمس…

وأوجب الرجل …واستوجب الشيء …

والوجب…والوجبة…

والوجيب…والوجيبة …

(9/215)

وهذا ما تنبه له بعض المتأخرين كابن سيده في )المحكم ( فنهج نهجا يعد أدق منهج التزمته المعاجم اللغوية القديمة على الرغم من أن ابن سيده لم يف

بهذا المنهج وفاء تاما لكنه حاول أن يرتب الكلمات ترتيبا داخليا مقبولا كتقديم المجرد على المزيد

والفعل على الاسم و مثل ذلك فعل الفيروزآبادي في )القاموس( حيث فصل معاني كل صيغة عن

الأخرى وقدم الصيغ المجردة على المزيدة ، وأخر ( ميزة تميزه عن63الأعلام ، مما عده أحد الباحثين )

سائر المعاجم العربية فتخلص بذلك من الاضطراب الذي كان يرغم الباحث على قراءة المادة كلها ؛ كي

يحصل على معاني الصيغة التي يريدها ،ولكنه مع هذا لم يسلم من النقد فقد خصص صاحب )الجاسوس

على القاموس ( بابا من أبواب نقده للترتيب الداخلي لدى صاحب ) القاموس ( إذ يقول فيه : )) ومن خلله

أنه لا يذكر المشتقات باطراد وترتيب ، فيخلط الأفعال بالأسماء، والأصول بالمزيدات ، والأولى تميز

بعضها من بعض ، وربما ذكر في أول المادة أحد ( وهو64معاني اللفظة ثم ذكر باقيها في آخرها...(()

نقد لا ينفرد به) القاموس ( وحده بل تشترك فيه سائر معاجم الألفاظ الأخرى ، ولعل عذر القدماء في ذلك هو أن اللغة العربية لغة اشتقاقية ، وعلى ضوء ذلك كان همهم وتنافسهم - كما رأينا - منصبا على

الترتيب الخارجي للمداخل ، فبرعوا في التنافس فيهفتعددت طرقه ومدارسه .

وهذا ما دفع أصحاب المعاجم الحديثة إلى معالجة هذا الخلل ، بوضع ضوابط للترتيب الداخلي ؛ من أبرزها المنهج الذي نهجته لجنة تأليف )المعجم الوسيط (

والذي تم بمقتضاه ترتيب المواد المعجمية على النحو- تقديم الأفعال على الأسماء .1التالي :

- تقديم المجرد على المزيد من الأفعال ، أما2الأسماء فقد رتبت ترتيبا هجائيا.

- تقديم ما يدل على المعنى الحسي على ما يدل3على المعنى العقلي، والحقيقي على المجازي .

(65- تقديم الفعل اللازم على الفعل المتعدي.)4

(9/216)

المبحث الثالث : تحليل المادة المعجمية ويقصد به ما يقدمه المعجم من معلومات حول المادةالمعجمية وأهم هذه المعلومات كما يرى المحدثون :)

66) أ- ما يتعلق باللفظ ، كطريقة النطق ، وتحديد الرسم

الإملائي أو الهجائي، وبعض المعلومات الصرفية أوالنحوية أو اللغوية.

ب- ما يتعلق بالمعنى ، كجلاء الشرح ، ووضوحه، وعدم الخلط فيه ، وهو يمثل أكبر صعوبة يواجهها

صانع المعجم لأسباب من أهمها :- صعوبة تحديد المعنى .1- سرعة التطور والتغير في جانب المعنى .2 - اعتماد تفسير المعنى على جملة من القضايا3

الدلالية التي تتعلق بمناهج دراسة المعنى وشروط التعريف وعوامل التطور الدلالي والتمييز بين

المعاني المركزية وسائر المعاني الأخرى . - توقف فهم المعنى في بعض أجزائه على درجة4

اللفظ في الاستعمال وعلى مصاحبته لكلمات أخرى .(67)

وعلى ضوء ذلك تعددت وسائل تحديد المعنى في المعاجم عام ة وفي معاجمنا العربية خاصة وكان من

أهمها : -التفسير بالمغايرة وأكثر ما يكون التعبير عنها1

بلفظ نقيض أوضد أو خلاف. - التفسير بالترجمة ويكون بشرح المعنى بكلمة أو2

كلمات من اللغة نفسها أو من لغة أخري . - التفسير بالمصاحبة وهو ما يصحب الكلمة من3

كلمات هي جزء من معناها الأساسي . - التفسير بالسياق سواء كان ذلك السياق سياقا4

لغويا أم مقاميا . - التفسير بالصورة وهي من وسائل الإيضاح5

(68الحديثة التي تعين على تحديد المعنى ودقته.) ونستطيع القول بأن تحليل المادة المعجمية في

معاجم الألفاظ القديمة، شمل جانبي الكلمة وهماالمبنى والمعنى وفيا يلي توضيح ذلك:

أولا : مايتعلق بالمبنى :

(9/217)

أ : ضبط الكلمة من الناحية النطقية : وقد اختلف المعجميون القدماء في الاهتمام بهذا الجانب ،

فالعين ، والجمهرة ، والتهذيب مثلا ، لم يعن أصحابها بضبط الكلمة ،ولم يجعلوه سمة بارزة لمعاجمهم ؛

ذلك أنهم لم يروا حاجة إلى ضبط الكلمة في عصرهم على حين اهتم به المتأخرون ورأوا ضرورته والحاجة

إليه ، وأول من اهتم به من القدماء - فيما نعلم - القالي في كتابه ) البارع في اللغة ( ثم الجوهري

في ) الصحاح ( ثم الفيروزآبادي في )القاموس المحيط ( . وقد اعتمد القدماء في ضبط الكلمة على

أمور أهمها :- الضبط بالنص أو العبارة ، ومن أمثلة ذلك قولهم :1

شمج ثوبه يشمجه شمجا بفتح الميم في الماضي)) وضمها في المستقبل وسكونها في المصدر : إذا

( .69خاطه خياطة متباعد الكتب.. . (() وكقولهم )) دبغ الجلد يدبغه ويدبغه بفتح الدال والباء

في الماضي ، وفتح الباء وضمها في المستقبل ، وسكون الباء في المصدر . والدباغ بالكسر ما يدبغ به. والمدبغة بفتح الميم والباء : الموضع الذي يدبغ

(70فيه ((.)- الضبط بالوزن أو المثال ، ومن أمثلة ذلك قولهم :2

لغب لغبا ولغوباولغوبا كمنع وسمع وكرم …أعيا)) (71أشد الاعياء… ((.)

وكقولهم ))الرشأ ، على فعل بالتحريك ، ولد الظبية( .72الذي قد تحرك ومشى(()

- الضبط بالإعجام ، ومن أمثلة ذلك قولهم :3 تهتأ الثوب : تقطع وبلي ، بالتاء معجمة بنقطتين))

( .73من فوق وكذلك تهمأ بالميم (()

ب : ضبط الكلمة من الناحية الصرفية و النحوية و اللغوية ، إذ حاول القدماء تقديم بعض المعلومات

الصرفية أو النحوية أو اللغوية التي تسهم في فهم المعنى وتوضيحه ، ومنها على سبيل المثال لا

الحصر:

(9/218)

- تصريف الأفعال وبيان مشتقاتها ونوعها من حيث1 التعدي واللزوم ؛ كقول الجوهري )) سقط الشيء

من يدي سقوطا ، وأسقطته أنا . والمسقط ، بالفتح: السقوط … والمسقط ، مثال المجلس : الموضع …

وساقطه ، أي أسقطه… وسقط في يده ، أي ندم … وقال أبو عمرو : ولا يقال أسقط في يده على مالم

( .74يسم فاعله …(() - بيان الصور غير المستعملة من بعض الأفعال ؛2

كقول الجوهري : وقولهم : دع ذا ، أي اتركه . وأصله ودع يدع وقد))

أميت ماضيه ، لا يقال ودعه وإنما يقال تركه ، ولا وادع ولكن تارك ، وربما جاء في ضرورة الشعر:

( .75ودعه فهو مودع على أصله … (() بيان ملازمة بعض الأفعال للبناء للمجهول ؛ كقول

ابن منظور : وللعرب أحرف لا يتكلمون بها إلا على سبيل))

المفعول به وإن كان بمعنى الفاعل مثل زهي الرجل( .76وعني بالأمر ونتجت الشاة والناقة وأشباهها (()بيان المفرد والجمع ؛ كقول صاحب ) العين ( :

عار ما)) عر : شعور وشعر وأشعار . والش وجمع الش استشعرت به من اللباس تحت الثياب ...وجمعه

شعر ...والأشعر : ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر ، ويجمع :

( .77أشاعر...(() - بيان جنسه من حيث التذكير والتأنيث ؛ كقول ابن5

سيده : شجع شجاعة : اشتد بأسه . ورجل شجاع ،))

وشجاع ، وشجاع ، وأشجع ، وشجع ، وشجيع ، وشجعة ، على مثال عنبة ...وامرأة شجعة ، وشجيعة،

(78وشجاعة ، وشجعاء... (()- بيان النسب إلى الاسم ؛ كقول صاحب) العين ( :6

(79يقال أديم عكاظي ، منسوب إلى عكاظ ... (()))

وكقوله أيضا : ))العجم: ضد العرب . ورجل أعجمي : ( .80ليس بعربي (()

- بيان المحذوف من الاسم ؛ كقول ابن منظور :7 والأب : أ صله أبو ، بالتحريك ؛ لأن جمعه أباء مثل))

قفا وأقفاء ، ورحى وأرحاء ، فالذاهب منه واو، لأنك ( .81تقول في التثنية أبوان ...(()

(9/219)

- ببيان درجة استعمال اللفظ فأشاروا إلى8 المستعمل من الألفاظ والمهمل والضعيف والمنكر والرديء والمذموم ، ومن أمثلة ذلك ، قول الأزهري عند كلامه عن باب العين والقاف مع الجيم )) عقم ،

(82عمق، قمع ، قعم ، معق ، مقع: مستعملات (() وكقوله في موضع آخر من باب العين ))أهملت

( .83وجوهه(() - بيان اللغات الفصيحة أو المذمومة أو المنكرة ،9

ونحو ذلك ؛كقول صاحب )العين ( مثلا : ))الصقع : الضرب ببسسط الكف ، صقعت رأسه بيدي، والسين

لغة فيه . والديك يصقع بصوته ، والسين جائز . وخطيب مصقع: بليغ ، وبالسين أحسن ، والصقيع :

( وكقول84الجليد يصقع النبات ، وبالسين قبيح(() الأزهري : )) وقال ابن دريد : الذعج : الدفع ، وربما كني به عن النكاح . يقال : ذعجها ذعجا . قلت : ولم

أسمع بهذا المعنى لغير ابن دريد ، وهو من( .85مناكيره (()

ويتبين لنا مما سبق أن المعجميين القدماء أدركوا أهمية اللفظ في تفسير المعنى وتوضيحه ، فدفعهم

ذلك إلى الاهتمام بالمادة المعجمية من الناحية الصوتية أو الصرفية أو النحوية أو اللغوية ، غير أنها

تتمايز في معالجة هذا الجانب فيتميز البارع والصحاح والقاموس مثلا بالضبط ، ويتميز المحكم بالنواحي

الصرفية والنحوية ، و الصحاح بدرجة استعمال الألفاظ والنص على الضعيف والمنكر ونحو ذلك ، و

المقاييس ببيان المعنى الجامع لأصل المادة ومشتقاتها ، ويتميز اللسان ، والتاج بجمع الأقوال

وكثرة الشواهد.ثانيا : ما يتعلق بالمعنى :

أما الجانب الأخر للكلمة وهو المعنى فقد اهتم به القدماء اهتماما بالغا تمثل في وسيلتين من وسائل

(86الشرح والتوضيح هما :) أولا : الشرح بالتعريف ، والمراد به تمثيل المعنى

بواسطة ألفاظ أخرى أكثر وضوحا وفهما . وبالتأمل في المعاجم اللفظية القديمة ، نستطيع أن نقسم

ذلك إلى قسمين رئيسين : أحدهما : الشرح بالتعريف بألفاظ واضحة ومحددة ،

ومن أمثلة ذلك :

(9/220)

قولهم : )) خبع الصبي خبوعا : أي فحم من شدة ( فقد شرح المعنى87البكاء حتى انقطع نفسه((.)

بألفاظ واضحة وحدد معنى الخبوع بأنه حالة تكون منشدة البكاء المؤدي إلى انقطاع النفس .

وقولهم : )) الهبع : الحوار الذي ينتج في الصيف في آخر النتاج، والأنثى هبعة وسمي هبعا ؛ لأنه يهبع إذا

(.88مشى ، أي : يمد عنقه ويتكاره ليدرك أمه(() فقد شرح المعنى بألفاظ بينة وواضحة ، وحدد

معنىالهبع بأنه الحوار، ثم خصص بزمن معين وهو الصيف ، ثم حدد بآخر النتاج ، وبين علة تسميته وهي

كونه يمد عنقه متكارها ليلحق بأمه . وقولهم : )) الغب: أن ترد الإبل الماء يوما وتدعه

( .89يوما (() فحدد معنى الغب بأنه ورود الإبل للماء في زمن

معين وهو يوم بعد يوم . الآخر : الشرح بالتعريف بألفاظ غامضة وغير محددة ،

ومن أمثلة ذلك : - التعريف بكلمة )نقيض( كقول بعضهم : )) العقل1

نقيض الجهل ومنه عقل يعقل عقلا فهو عاقل(()90. ) - التعريف بكلمة ) ضد( كقول بعضهم : )) الحق ضد2

(.91الباطل(() - التعريف بكلمة )خلاف( كقول بعضهم :3

(.92)) والعرض : خلاف الطول ، والجمع أعراض (() - التعريف بالمرادف كقول بعضهم : ))مضى هزيع4

من الليل : كقولك مضى جرس وجرش وهديء كله( .93بمعنى واحد (()

- التعريف بكلمة ) مثل ( كقول بعضهم : )) الكهبة5(.94لون مثل القهبة(()

- التعريف بكلمة ) معروف ( كقول بعضهم :6

)) الخبيص معروف ، والخبيصة أخص منه . ( .95والمخبصة : الملعقة يعمل بها الخبيص (()

(9/221)

ونحو ذلك من التعريفات العامة الغامضة التي لا تفيد شيئا كقولهم : واد لبني فلان ، ومكان معروف، وماء لبني فلان ، ونبات في الصحراء ، ودويبة أو طائر ، أو

موضع ، وكقولهم : البياض لون الأبيض ، والسواد لون الأسود الخ ذلك من ألفاظ مبهمة وغير محددة المعنى ،مما دفع أحد المحدثين إلى اتهام المعاجم

اللفظية القديمة بابتعادها عن صفات المعجم الجيدإذ يقول:

وفي الحق أن كثيرا جدا من الألفاظ في المعاجم)) قد أهمل شرحها إهمالا شنيعا فجاءت دلالتها غامضة أو مبتورة وبعدت عن الدقة التي هي من أهم صفات

( .96المعجم الجيد (() والحق أن هذا الذي أشرنا إليه ، وإن عد عيبا من

عيوب المعجم الجيد ، إلا أنه لا يقلل من قيمة المعاجم اللفظية القديمة إذا قارنا ذلك بتلك الجهود التي بذلت في جمع المادة وترتيبها ، كما تقدم في المبحثين السابقين ، بل إن اعتماد الشرح بالتعريف

لم يكن هو الوسيلة الوحيدة في بيان المعنى المعجمي ، وممن اعتمد هذه الوسيلة اعتمادا كليا – فيما أعلم – صاحب) القاموس ( ، ولكنه مع ذلك لم يسلم من النقد اللاذع من صاحب ) الجاسوس على القاموس( فجل نقده كان منصبا على طريقته في

شرح المعنى كالإبهام وقصور العبارة وتعريف اللفظ ( أما سائر المعاجم97بالمعنى المجهول ونحو ذلك.)

اللفظية الأخرى، فقد ضمت إلى جانب الشرح بالتعريف شواهد يستطيع القارئ من خلالها تحديد

المعنى المراد ، على ما سنبينه فيما يلي . ثانيا : الشرح بالتعريف مقترنا بالشاهد ، حيث أدرك معظم المعجميين القدماء ، أهمية الشاهد في شرح

المعنى فلجأوا إلى الاستشهاد بالنصوص ضمن المعايير التي وضعوها للفصاحة ، وكانت نتيجة ذلك

أن جاءت مصادر احتجاجهم على النحو التالي :

(9/222)

أ - الاحتجاج بالقرآن الكريم : ومن أمثلة ذلك ، قول صاحب )العين (: )) عددت الشيء عدا : حسبته

( يعني98وأحصيته . قال عز وجل : } نعد لهم عدا {) (99أن الأنفاس تحصى إحصاء ولها عدد معلوم (()

وقول الأزهري : )) قال الله عز وجل : } كأنهم ( معنى المنقعر المنقطع100أعجاز نخل منقعر {)

( .101من أصله ...(() وقول ابن سيده : )) العرش : سرير الملك . وفي

( وقد يستعار102التنزيل : } ولها عرش عظيم {) ( .103لغيره (()

ا : وقول الجوهري : )) هششت الورق أهشه هش خبطته بعصا ليتحات، ومنه قوله تعالى : } أهش بها

( .104على غنمي { ) وقول ابن فارس : )) قال الله تعالى : } ألم تر أنا

ا {) (105أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أز( .106قال أهل التفسير : تزعجهم إزعاجا (()

ب- الاحتجاج بالحديث الشريف : ومن أمثلة ذلك ، قول صاحب )العين(: )) الخشعة : قف ، غلبت عليه

السهولة ، قف خاشع وأكمة خاشعة أي ملتزمة لاطئة بالأرض. وفي الحديث : ) كانت الكعبة خشعة على

( .107الماء فدحيت منها الأرض (...(() وقول الأزهري : ))...) روي عن النبي صلى الله عليه

وسلم أنه قال : مثل الكافر كمثل الأرزة المجذية حتى يكون انجعافها مرة واحدة ( . قال أبو عمرو : الانجعاف : الانقلاع . ومنه قيل جعفت الرجل ، إذا

( .108صرعته فضربت به الأرض...(() وقول ابن سيده : )) وأكل الشيء عرضا : أي

معترضا . ومنه الحديث : ) كل الجبن عرضا ( أي اعترضه . يعني كله ولا تسأل عنه : أمن عمل أهل

( .109الكتاب هو، أم من عمل غيرهم ؟ (() وقول الجوهري : )) والحبة بالكسر : بزور الصحراء

مما ليس بقوت . وفي الحديث : ) فينبتون كما تنبت( .110الحبة في حميل السيل ( والجمع حبب(()

(9/223)

وقول ابن فارس : )) قال الفراء : الأل رفع الصوت بالدعاء والبكاء ، يقال منه أل يئل أليلا . وفي الحديث

) عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته ( .111إياكم...()

والذي يبدو من تصفح المعاجم اللفظية القديمة هو أن أصحابها لم يكن بينهم خلاف في الاحتجاج

بالقرآن ولا بالحديث الشريف ومن هنا رأينا المعاجم اللفظية تحفل بهذين المصدرين ، وفي ذلك يقول

السيوطي : )) ومن ينعم النظر في معاجم اللغة وكتب قواعدها يجد كتب اللغويين أوفر حظا في الاستشهاد بالشعر والنثر على السواء في إثبات

معنى أو استعمال كلمة ، ويجد النحاة يكادون ( .112يقتصرون على الشعر (()

ويعد تهذيب اللغة من أبرز معاجم الألفاظ في هذا الجانب ، فقد اعتنى بالشواهد القرآنية، والأحاديث النبوية عناية فائقة ؛ ولا غرابة في ذلك فقد ربط الأزهري خاصة وعلماء اللغة عامة بين فهم اللغة ومعرفة الكتاب والسنة يقول الأزهري : )) نزل

القرآن الكريم والمخاطبون به عرب أولو بيان فاضل وفهم بارع أنزله جل ذكره بلسانهم وصيغة كلامهم الذي نشأوا عليه وجبلوا على النطق به فتدربوا به

يعرفون وجوه خطابه ويفهمون فنون نظامه ولا يحتاجون إلى تعلم مشكله وغريب ألفاظه حاجة

المولدين الناشئين فيمن لا يعلم لسان العرب حتى يعلمه ...وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -

للمخاطبين من أصحابه رضي الله عنهم ما عسى أن تمس الحاجة إليه…فاستغنوا بذلك عما نحن إليه

محتاجون من معرفة لغات العرب والاجتهاد في تعلمالعربية الصحيحة التي بها نزل الكتاب وورد البيان(()

113. )ومما يلاحظ على هذه الشواهد :

(9/224)

- ميل أصحاب المعاجم إلىشرح الآيات والأحاديث1 والتعليق عليها ، بما يخرجهم عن شرح المادة المعنية

، مما أدى إلى تضخم شرح المواد ، وذلك نحو قولصاحب العين –تحت مادة لعق : )) وفي الحديث :

)) إن للشيطان لعوقا ونشوقا يستميل بهما العبد إلىهواه(( فاللعوق اسم ما يلعقه ، والنشوق اسم ما

(. فشرح معنى النشوق في غير114يستنشقه (()مادته .

ومثل ذلك قول الأزهر-–تحت مادة عج - : )) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ) أفضل

الحج العج والثج ( قال أبو عبيدة العج : رفع الصوت ( فنلاحظ115بالتلبية ، والثج: سيلان دماء الهدي . (()

أنه شرح كلمة )الثج ( وهي ليست من كلمات المادة . ومثل ذلك قول ابن سيده في مادة ) عجل( : (116)) وقوله تعالى: } خلق الإنسان من عجل {)

قيل : إن آدم عليه السلام ، حين بلغ منه الروحكبتين ، هم بالنهوض قبل أن يبلغ القدمين ، فقال الر

(117تعالى : } خلق الإنسان من عجل {... (() فنلاحظ أنه ذكر قصة نفخ الروح في آدم عليه السلام

(9/225)

- ذكر الوجوه والآراء المختلفة ، وذلك نحو قول2 الأزهري في مادة )عجز(: ))قال الله عز وجل :

} وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء {) ( قال الفراء : يقول القائل كيف وصفهم الله118

أنهم لا يعجزون في الأرض ولا في السماء وليسوا في أهل السماء ؟ فالمعنى ما أنتم بمعجزين في

الأرض ولا من في السماء بمعجز . وقال أبو إسحاق : معناه ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا لو كنتم في السماء . وقال أبو العباس : قال الأخفش :ما أنتم

بمعجزين في الأرض ولا في السماء ، أي لا تعجزوننا هربا في الأرض ولا في السماء . قال أبو العباس :

وقول الفراء أشهر في المعنى، ولو كان قال ولاأنتم لو كنتم في السماء بمعجزين لكان جائزا(()

( فنلاحظ أن الأزهري لم يكتف بقول الفراء ما119 دام أظهر في المعنى بل أردفه بغيره من الأقوال

الأخرى التي لا تكاد تضيف شيئا جديدا للمعنىالمعجمي .

ج- الاحتجاج بالشعر: و يعد أبكر صورالاحتجاج اللغوي ، فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله

عنه تساءل عن معنى قوله تعالى : } أو يأخذهم على ( فقام شيخ من هذيل فقال : هذه120تخوف {)

لغتنا يا أمير المؤمنين ، التخوف التنقص …قال عمر : فهل تعرف العرب ذلك في أشعارهم؟ قال: قال

شاعرنا أبو كبير الهذلي : تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة

السفن فقال عمر : ))أيها الناس عليكم بديوانكم شعر

الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم (()

121. ) ثم أخذ هذا الاتجاه صورته التطبيقية على يد حبر

هـ( رضي الله عنهما68الأمة عبد الله بن عباس )ت فيما عرف بعد بمسائل نافع بن الأزرق ، وأصبح حجة فيما أشكل من غريب القرآن والحديث ، حيث وصفه

ابن فارس بقوله :

(9/226)

والشعر ديوان العرب وبه حفظت الأنساب وعرفت)) المآثر ومنه تعلمت اللغة وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله وغريب حديث رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - وحديث صحابته رضي الله عنهم (()122. )

وعلى ضوء ذلك قسم الشعراء إلى أربع طبقات : الجاهليون ، وهم الذين عاشوا قبل الإسلام ، ثم

المخضرمون ، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ثم الإسلاميون ، وهم الذين كانوا في العصر الأموي كجرير والفرزدق ، وقد عدهم بعض اللغويين - كأبي

عمرو- من المولدين وكان يقول : لقد حسن هذا المولد حتى لقد هممت أن آمر صبياننا برواية شعره ،

( ويقول الأصمعي: جلست123يعني بذلك جريرا.) إليه )يعني أبا عمرو( ثماني حجج فما سمعته يحتج

( ، وأخيرا المولدون ، ويقال لهم124ببيت إسلامي) هـ( أول167المحدثون أيضا ، ويعد بشار بن برد )ت

شعراء طبقة المحدثين ، وقيل ختم الشعر بإبراهيم ( ، وعن الاحتجاح بشعر125هـ( .)176بن هرمة )ت

هذه الطبقات ؛ يقول السيوطي : )) أجمعوا على أنه لا يحتج بكلام المولدين والمحدثين في اللغة والعربية ، وفي )الكشاف( ما يقتضي تخصيص ذلك بغير أئمة

اللغة( .126ورواتها… (()

وبالتأمل في معاجم الألفاظ نلحظ صحة ما ذكره السيوطي ، فقد استشهد أصحاب هذه المعاجم

بشعراء الطبقات الثلاث الأول ، فهذا صاحب ) العين( يستشهد بشعر جرير -الذي عده أبو عمرو مولدا - إذ

يقول في مادة )عق( وقال جرير : فهيهات هيهات العقيق وأهله وهيهات خل بالعقيق

نواصله(127أي بعد العقيق .)

كما نجد الازهري - في المادة نفسها - يحتج هـ( وهما من110هـ( والفرزدق )ت90بالأخطل)ت

(128هـ( .)110طبقة جرير)ت أما طبقة المولدين المحدثين فكان الاستشهاد بشعر

بعضهم على استحياء ، ولعل ذلك للاستئناس هـ( ، الذي قال عنه167بعربيتهم كبشار بن برد )ت

الأصمعي : )) بشار خاتمة الشعراء ، والله لولا أن ( .129أيامه تأخرت لفضلته على كثير منهم (()

(9/227)

ومن هنا رأينا ابن دريد يذكره في ) جمهرة اللغة ( ويصرح بأنه ليس حجة ؛ إذ يقول في مادة )بظبظ ( :

)) استعمل من معكوسه – الظبظاب – وهو من قولهم ليس به ظبظاب أي ليس به داء – وسألت أبا حاتم عن الظبظاب فلم يعرف فيه حجة جاهلية إلا

أنه قال فيه بيت بشار وليس بحجة – وأنشد : بنيتي( .130ليس بها ظبظاب . .. (()

ومما يلاحظ على المعجميين في هذا الجانب استشهادهم بأبيات غير منسوبة والاكتفاء بقولهم

قال الشاعر ، أو أنشدنا ، أو قال آخر ، ونحو ذلك من العبارات التي تخل بالشاهد اللغوي ؛ ذلك أنه لا يجوز الاحتجاج بشعر أو نثر لا يعرف قائله ،خوف أن يكون

لمولد ، أو من لا يوثق بفصاحته ، على حد قول(131السيوطي .)

الخاتمة : وبعد هذا الوصف و التحليل لمعالجة المادة المعجمية

في المعاجم اللفظية لدى القدماء تبرز لناالملاحظات التالية :

اختلاف مفهوم الكلمة بين المعجميين وغيرهم من- علماء اللغة ، نظرا لاختلاف طبيعة معالجتها بين

النظرية والتطبيق ، لذلك آثر المعجميون في معالجتهم للكلمة المعيار الدلالي ؛ لأنه أقرب إلى

طبيعة المعجم ومن ثم تحرروا من كثير من الحدودالتي لا تخدم هذا المعيار.

أن عملية جمع المادة المعجمية وقف باللغة عند- عصور الاحتجاج ، فاكتفى المعجميون القدماء بمادتهم اللغوية التي ورثوها عن الأعراب في

البادية ، ضمن شروط الفصاحة التي حددوها بحكم الهدف الديني الذي انطلقوا منه ، مما فوت على

المعاجم اللفظية القديمة ثروة لغوية كان حقها أن تدرج ضمن مواده مع التنبيه إلى عصرها ، أو قائلها ،

أو القبائل التي انفردت بها . أن مجال التنافس بين المعجميين القدماء وصل-

ذروته في صنع المعاجم اللفظية ، وخاصة فيما يتعلق بالترتيب الخارجي للمداخل فظهر لديهم أكثر

من نظام أو مدرسة معجمية .

(9/228)

أن معالجة المادة المعجمية في كتاب )العين( تعد- عملا سابقا لعصره ، حيث جاءت في صورتها الكاملة

جمعا وترتيبا وتحليلا ، مع كونه باكورة المعاجم اللفظية الأخرى ، مما يرجح أن كتاب )العين( من

صنع الخليل بن أحمد . اهتم المعجميون في تحليلهم للمادة المعجمية-

بالمبنى ، ولكنه اهتمام فرضته المراحل التطورية للمعاجم اللفظية ، فجاء هذا الجهد متفرقا في تلك المعاجم ، مما يفوت على الباحث الاستفادة الكاملة

من تلك الملاحظات القيمة إلا بعد مشقة البحث ،والتمحيص في أكثر من معجم لفظي .

اعتمد المعجميون في الجانب التحليلي للمادة- المعجمية على الشرح بالتعريف المبهم ، وعلى

الشواهد غير المنسوبة إلى قائليها ، وهو أمر يفقد معه العمل المعجمي قيمته ومصداقيته العلمية التي

طالما يتحراها مستخدم المعجم أو الباحث اللغوي ،ولكن ذلك قليل من كثير أجادوا في ضبطه

وإتقانه . أن مما يؤخذ على ترتيب المادة المعجمية في-

المعاجم اللفظية القديمة، صعوبة البحث عن المادة المعجمية ، فيما يتعلق بالترتيب الخارجي للمداخل في بعض مدارسها ، وصعوبة الوصول إلى الكلمة المراد البحث عنها فيما يتعلق بالترتيب الداخلي

للمداخل إلا بعد قراءة المادة كاملة . لم يكن ثمة خلاف بين المعجميين القدماء في-

الاستشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف ، بينما نجدهم قد اقتصروا في الاستشهاد بالشعر على

طبقة الجاهليين، والمخضرمين ، والإسلاميين.

الهوامش والتعليقات

1/314( الخصائص ، ابن جني 1)38( مقدمة الصحاح ،أحمد عبد الغفور عطار ص2)315( اللغة معناها ومبناها، تمام حسان ص3) ( ينظر: المعجم العربي التاريخي ، عبد المنعم عبد4)

) مقال بمجلة المعجمية، العددان174الله ص هـ1409/1410الخامس عشر والسادس عشر

( الكلمة دراسة لغويه ومعجمية ، حلمي خليل ص5)14

6( المفصل ، الزمخشري ص6)1/9( شرح الرضي على الكافية 7)1/3( همع الهوامع ، السيوطي 8)

(9/229)

1/18( شرح المفصل ، ابن يعيش 9)260( مناهج البحث في اللغة ، تمام حسان ص 10) ( ينظر: المصدر السابق ، ودور الكلمة في اللغة11)

45ص ،17( ينظر : الكلمة دراسة لغوية ومعجمية ص12)

261ومناهج البحث في اللغة ص 17( ينظر : الكلمة دراسة لغوية ومعجمية ص 13) ( المغني الجديد في علم الصرف ، محمد حلواني14)

15ص 262( مناهج البحث في اللغة ، تمام حسان ص 15) ( الكلمة دراسة لغوية ومعجمية ، حلمي خليل ص16)

18 ،123 /1( ينظر: المعجم العربي ،حسين نصار 17)

، ومعاجم13وعلوم اللغة العربية ، عمر كحاله ص فما بعدها15الموضوعات ، محمد سليمان ص

35( مقدمة الصحاح ، أحمد عبد الغفور عطار ص18)صرف .69( ينظر: رواية اللغة ، الشلقاني ص 19) ، وينظر : ذيل2/202( معجم البلدان ، الحموي 20)

182الأمالي والنوادر ص 1/252( البيان والتبيين ، الجاحظ 21)70( ينظر : الفهرست ، ابن النديم ص 22)3/39( الأمالي ، القالي 23)1/174( البيان والتبيين ، الجاحظ 24)1/224( إنباه الرواة ، للقفطي 25)2/258( المصدر السابق 26)81( ينظر : رواية اللغة ص 27)

، ولمعرفة المزيد عن3/5( الخصائص ، ابن جني 28)فما بعدها1/383ذلك ينظر :

فما بعدها104( ينظر : رواية اللغة ، الشلقاني 29) ( لمعرفة المزيد عن ذلك ينظر : الاحتجاج بالشعر30)

74في اللغة ، محمد حسن جبل ص 33( الصاحبي في فقه اللغة ،أحمد بن فارس ص31) ،المزهر في علوم اللغة44( الاقتراح ص 32)

1/211وأنواعها ، السيوطي 1/212 ،المزهر 45-44( الاقتراح ص 33) . وقد رد263( أحمد أمين ، ضحى الإسلام ص 34)

.103هذا التقسيم الشلقاني ينظر : رواية اللغة ص وعده حسين نصار تقسيما مقبولا نظريا لا عمليا،

1/33المعجم العربي ( ينظر : معاجم الموضوعات ، محمود سليمان ص35)

521/64ينظر : الفهرست ، ابن النديم ص

1/4( جمهرة اللغة ص37)1/33( الصحاح 38)1/40( تهذيب اللغة 39)( المصدر السابق40)

(9/230)

33/ 1( مقدمة الصحاح 41)1/3( مقدمة الجمهرة 42)1/93( ينظر المزهر 43)64( مقدمة محقق البارع ص44)5-1/3( مقدمة معجم مقاييس اللغة 45)/ ذ1( مقدمة اللسان 46)1/5( مقدمة تاج العروس47) ( لمعرفة المزيد عن هذه الثغرات ، ينظر :48)

الاستدراك علي المعاجم العربية ، محمد حسن جبل فما بعدها15ص

98( ينظر : صناعة المعجم الحديث ، مختار ص49)1/48( ينظر : مقدمة العين 50) ، والمزهر في علوم1/45( ينظر : مقدمة العين 51)

1/90اللغة وأنواعها ، و المعاجم49، 1/48( ينظر : مقدمة العين 52)

80العربية ، درويش صبتصرف20( ينظر : المعاجم العربية ، درويش ص53)

1/59( ينظر : مقدمة العين 54) ، و1/393( ينظر : المعجم العربي ،حسين نصار 55)

34المعاجم العربية ، درويش ص1/3( ينظر: مقدمة الجمرة 56)/ خ1( ينظر: مقدمة اللسان 57)1/33( ينظر : مقدمة الصحاح 58)1/239( العين مادة )جعم (59)1/251( الجمهرة مادة )بذك (60)1/213( تهذيب اللغة مادة )فحش ( 61)1/231( الصحاح مادة ) وجب (62)589 /2( ينظر :المعجم العربي ، حسين نصار 63)( ينظر :الجاسوس على القاموس ، الشدياق ص64)

275 بتصرف67( ينظر :مقدمة المعجم الوسيط ص65) ،115( ينظر :صناعة المعجم الحديث ، مختارص66)

325واللغة معناها ومبناها ، تمام حسان ص 117( ينظر : صناعة المعجم الحديث ،مختار ص 67)

بتصرف102( ينظر :المعاجم اللغوية ، أبو الفرج ص68)620( البارع مادة )شمج( ص69)351( البارع مادة )دبغ (ص70)1/313( القاموس مادة)لغب (71)1/53( الصحاح مادة )رشأ ( 72)1/82( الصحاح مادة )هتأ (73)3/1132( الصحاح مادة ) سقط ( 74)3/296( المصدر السابق مادة ) ودع ( 75)2/59( اللسان ) زها ( 76)1/250( العين مادة ) شعر ( 77)1/174( المحكم مادة ) شجع ( 78)1/195( العين مادة ) عكظ ( 79)1/237( المصدر السابق مادة ) عجم ( 80)1/12( اللسان مادة ) أبي ( 81)1/288( تهذيب اللغة مادة ) عقم ( 82)

(9/231)

1/350( المصدر السابق مادة ) غجظ ( 83)1/129( العين مادة ) صقع ( 84)1/350( تهذيب اللغة ) ذعج ( 85) ( لمعرفة المزيد عن هذه الوسائل ينظر : صناعة86)

فما بعدها120المعجم الحديث ، مختار 1/79( العين مادة ) خبع (87)1/147( التهذيب مادة )هبع (88)1/190( الصحاح مادة )غبب (89)1/157( العين مادة ) عقل (90)1/62( الجمهرة مادة ) حقق ( 91)1/242( المحكم مادة ) عرض ( 92)1/132( التهذيب مادة ) هزع ( 93)1/215( الصحاح مادة ) كهب (94)3/1035( الصحاح )خبص ( 95)249( دلالة الألفاظ ، إبراهيم أنيس ص 96) ( ينظر على سبيل المثال :النقد الثاني ، الثالث ،97)

الخامس ، السادس84( سورة مريم ، الآية 98)1/79( مادة ) عدد ( 99)20( سورة القمر ، الآية 100)1/228( تهذيب اللغة مادة ) قعر ( 101)23( سورة النمل ، الآية 102)1/121( المحكم مادة )عرش ( 103)3/1027( الصحاح مادة ) هشش ( 104)83( سورة مريم ، الآية 105)13( مقاييس اللغة مادة )أزز ( 106)1/112( العين مادة ) خشع ( 107)385-1/384( تهذيب اللغة مادة ) جعف ( 108)1/242( المحكم مادة ) عرض ( 109)1/105( الصحاح مادة ) حبب ( 110)1/20( مقاييس اللغة مادة ) ألل ( 111)59( الاقتراح ص 112)4-1/3( مقدمة تهذيب اللغة 113)1/67( العين مادة ) لعق ( 114)1/67( تهذيب اللغة مادة ) عجج( 115)37( سورة الأنبياء ، الآية 116)1/194( المحكم مادة ) عجل ( 117)31( سورة الشورى ، الآية 118)1/340( تهذيب اللغة مادة ) عجز ( 119)47( سورة النحل ، الآية 120) ( ينظر : الجامع لأحكام القران ، القرطبي121)

2/205 . والكشاف ، الزمخشري 10/110467( الصاحبي ص 122)

،1/321( ينظر : البيان والتبيين ، الجاحظ 123) .1/56والعمدة ، ابن الرشيق

فما بعدها1/56( ينظر : العمدة ، ابن الرشيق 124)55( ينظر : الاقتراح ص125)54( المصدر السابق ص 126)1/64( العين مادة ) عق ( 127)

(9/232)

1/56( تهذيب اللغة مادة )عق( 128)3/135( ينظر : الأغاني لأبي الفرج 129)1/127( جمهرة اللغة 130) .55( ينظر : الاقتراح ص131)

المصادر والمراجع

- الاحتجاج بالشعر في اللغة ) الواقع ودلالته ( ،1محمد حسن حسن جبل ، القاهرة ، دار الفكر العربي.

- الاستدراك على المعاجم العربية ، محمد حسن2حسن جبل ، القاهرة ، دار الفكر العربي.

- الاستشهاد والاحتجاج باللغة )رواية اللغة3 والاحتجاج بها في ضوء علم اللغة الحديث( محمد عيد

م(1988)3، القاهرة، عالم الكتب ،ط - الاقتراح في علم أصول النحو ، جلال الدين4

السيوطي ، تحقيق وتعليق: أحمد سليم الحمصي)1ومحمد أحمد محمد قاسم ، مطبعة الفيصلية ،ط

م(1988- الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ، طبعة دار الكتاب5 - الأمالي ، أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي ،6

م (1926دار الكتاب ) - إنباه الرواة على أنباه النحاة ، جمال الدين7

القفطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، الهيئةالمصرية العامة للكتب ، دار الكتاب ، القاهرة )

م(1973 - البيان والتبيين ، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ،8

)4تحقيق وشرح : عبد السلام هارون ، دار الفكر . طبدون تأريخ(.

- البارع في اللغة ، أبو علي إسماعيل بن القاسم9 القالي ، تحقيق : هاشم الطعان ، ساعدت جامعة

الكويت في نشره .

- تاج العروس من جواهر القاموس ، العلامة مر10هـ(1306، المطبعة الخيرية )1تضى الزبيدي ،ط

- تاج اللغة وصحاح العربية ، العلامة إسماعيل بن11 حماد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار

هـ(1402)2القاهرة ، دار الملايين ،ط - تهذيب اللغة ، أبو منصور محمد بن أحمد12

الأزهري ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، الدارهـ(1384المصرية للتأليف والترجمة )

- الجاسوس على القاموس ، أحمد فارس الشدياق13هـ(1299، القسطنطينية ، مطبعة الجو ائب )

- جمهرة اللغة ، أبو بكر محمد بن دريد ، دار14صابر .

(9/233)

- الجامع لأحكام القرآن ، أبو عبد الله محمد بن15 أحمد القرطبي ، دار الكاتب العربي للطباعة

والنشر ، القاهرة )مصور( - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ، عبد القادر16

هـ(1093-1030البغدادي ، دار صادر،بيروت ) - الخصائص ، صنعة أبي الفتح عثمان بن جني ،17

تحقيق : محمد على النجار ، دار الكتاب العربي ،بيروت/لبنان .

- دلالة الألفاظ ، إبراهيم أنيس ، مكتبة الانجلو18م(1980)4المصرية ، ط

- دور الكلمة في اللغة ، ستيفن أولمان ، ترجمة19كمال بشر ، مكتبة الشباب ، القاهرة.

- رواية اللغة ، عبد الحميد الشلقاني ، القاهرة ،20دار المعارف )بدون تأريخ(

- شرح المفصل ، موفق الدين علي بن يعيش ،21بيروت ، عالم الكتب .

- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها22 ،أحمد بن فارس ، تحقيق : السيد أحمد صقر ،

القاهرة، مطبعة عيسى البابي وشركائه . - ضحى الإسلام ، أحمد أمين ، لجنة التأليف23

هـ (1357والترجمة والنشر ) - صناعة المعجم الحديث ، أحمد مختار عمر،عالم24

هـ(1418)1الكتب ، ط - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ، أبو25

علي الحسن بن رشيق القيرواني ، تحقيق: محمد

محيي الدين عبد الحميد ، بيروت /دار الجيل . - العين ، الخليل بن أحمد ، تحقيق : مهدي26

المخزومي و إبراهيم السامرائي ، إيران ، مؤسسةدارالهجرة.

- الفهرست ، ابن النديم ، بيروت ، دار المعرفة .27 - القاموس المحيط ، الفيروزآبادي ، بيروت ، دار28

الجيل . - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في29

وجوه التأويل ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمرهـ (1367الزمخشري ، مصطفى البابي الحلبي )

- الكلمة دراسة لغوية ومعجمية ، حلمي30خليل ،الهيئة المصرية العامة ، فرع الإسكندرية )

م( .1980 - لسان العرب ، ابن منظور ، بيروت ، دار الفكر31

)صورة( . - اللغة العربية معناها ومبناها ، تمام32

( .1979)2حسان ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط

(9/234)

- اللغة العربية وعلومها ، عمر رضا كحالة ،33دمشق ،دار المعلم العربي ، المطبعة التعاونية)

هـ(.1391 - مجلة المعجمية ، جمعية المعجمية العربية ،34

هـ(1409تونس، العددان الخامس والسادس - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات35

والإيضاح عنها ، أبو الفتح عثمان ابن جني ، تحقيق : علي النجدي ناصف و عبد الفتاح شلبي ، الجمهورية

العربية المتحدة ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

- المحكم والمحيط الأعظم ، علي بن إسماعيل بن36)1سيده ، تحقيق: مصطفى السقا وحسين نصار، ط

هـ( ، مطبعة البابي وأولاده بمصر .1377 - المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، عبد الرحمن37

جلال الدين السيوطي ، شرح وضبط : محمد أبوالفضل وغيره ، دار الفكر .

- معاجم الموضوعات في ضوء علم اللغة الحديث ،38 محمود سليمان ياقوت ،

م(1994الإسكندرية،دارالمعرفةالجامعية ) - المعاجم العربية ، عبد الله درويش ، مكة39

هـ( .1406المكرمة ، الفيصلية ) - المعاجم اللغوية العربية بداءتها وتطورها ، إميل40

(.1985)2يعقوب ،بيروت ، دار العلم للملايين ، ط - المعاجم اللغوية في ضوء دراسات علم اللغة41

)1الحديث ، أحمد أبو الفرج ، دار النهضة العربية،طم(.1966

- معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، بيروت ، دار42صادر .

- معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس ، تحقيق :43 عبد السلام محمد هارون ، مصطفى البابي

( .1389)2الحلبي،ط - المعجم العربي نشأته وتطوره ، حسين44

نصار ،دار مصر للطباعة . - المعجم العربي بين الماضي والحاضر ، عدنان45

الخطيب ، محاضرات ألقاها على طلاب قسمم( .1966الدراسات الأدبية واللغوية )

- المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية ، القاهرة )46بدون تأريخ (

- المغني الجديد في علم الصرف ، محمد خير47حلواني ، لبنان ، بيروت ، دار الشرق العربي

- المفصل في علم العربية ، أبو القاسم محمود48بن عمر الزمخشري ، بيروت ، دارالجيل،ط

)بدونتأريخ(.2

(9/235)

- مقدمة الصحاح ، أحمد عبد الغفور عطار،49هـ(1402) 2القاهرة، ط

م(.1955- مناهج البحث في اللغة ، الانجلو )50 - نشأة النحو وتأريخ أشهر النحاة ، محمد51

الطنطاوي ، تعليق : عبد العظيم الشناوي ومحمد عبد)بدون تأريخ( .2الرحمن الكردي ، ط

- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، جلال52 الدين السيوطي ، تحقيق وشرح :عبد السلام هارون

و عبد العال مكرم ، ساعدت جامعة الكويت علىنشره .

(9/236)

قضية التنازع في الاستعمال اللغوي

د. أبو سعيد محمد عبد المجيدالأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية

بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

ملخص البحث إن هذا البحث يهدف إلى تأصيل بعض قواعد النحو

العربي من خلال أفصح الأساليب، والكشف عن تلون مظاهر هذه القواعد في تقديم هذا الأسلوب، و

الكشف عن أهمية دراسة النحو في ظل الأسلوب القرآني، كما أن فيها حسما لبعض قضايا الاختلاف

حول المسائل النحوية، و دعوى إلى النظر فيالتأويل و التخريج النحويين.

يسعى هذا البحث إلى دراسة قضية التنازع في الاستعمال اللغوي، و يشتمل على مفهوم التنازع و

تعريفه و ركنيه مع الشروط، و أي العاملين يعمل في حال التنازع، و يتضمن كذلك حكم الإضمار في

العامل المهمل و تعدد العامل و المعمول في أسلوب التنازع، كما احتوى على آراء العلماء في التنازع و

تعقيب و مزيد من المناقشة. توصلت هذه الدراسة إلى نتائج أهمها : أن تسمية التنازع كانت دقيقة و موفقة؛ لأن كل عامل من العوامل يطلب المعمول لنفسه و كأنما يريد أن

ينزعه من الآخر ليستأثر به، و أن التعريفات التي استقرت في كتب النحو تنطلق من نقطة واحدة هي

أن التنازع هو عبارة عن توجه عاملين أو أكثر إلىمعمول واحد أو أكثر.

إن التنازع قد يقع في الظرف و المفعول المطلق و المفعول معه ولا يقع في المفعول له وفي الحال

والتمييز. إن مذهب البصريين أسهل و أحسن وموافق تماما للقرآن الكريم.

واختتم البحث بتوصيات و اقتراحات من أهمها: أن باب التنازع باب أصيل، و لن يمكن إلغاؤها بناء على ما قدم بعض المحدثين. و يلغى التنازع في الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة مفاعيل؛ لأنها لم ترد في القرآن الكريم و لا في أشعار الشعراء ولا

في كلام العرب.التمهيد :

(9/237)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين، و على آله و صحبه أجمعين، و من تبعهم

بإحسان إلى يوم الدين............ أما بعد؛ فما من شك في أن العرب نسبوا إلى الأمين صلى

الله عليه و سلم أخيلة الشاعر و سبحات الأديب حين راعى القرآن الكريم خيالهم بصوره الحية، و مشاهده

الشاخصة، و ألفاظه الموحية، و فواصله الشافية، فقالوا: شاعر نتربص به ريب المنون، و سحرهم

أسلوبه المعجز الذي تحدى أساطين البلغاء، و أمراء البيان، و مصاقع العلماء، و تحدى العرب و العجم

على أن يأتوا بمثله، و هو جميع كلام الله؛ فقال لهمله بل لا يؤمنون* فليأتوا بحديث } أم يقولون تقو

[، ثم تنازل34 33مثله إن كانوا صادقين*{]الطور: لهم عن التحدي بجميع القرآن إلى التحدي بعشر

سور مثله، و كانت مفتريات لا أصل لها، و لا سند، فقال: } أم يقولون افتراه قل فأتو بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم

[، فلما عجزوا تنازل إلى تحديهم13صادقين{ ]هود: بسورة واحدة من مثله، فقال: } و إن كنتم في ريب

لنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا ا نز ممشهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين{]البقرة:

[، و لكنهم عجزوا فلم يستطيعوا و لم يقاربوا و23 هم أمة الفصاحة و البلاغة جلجل صوته في الآفاق، و تحدى أمم العالم قاطبة جنا و إنسا معلنا: } قل لئن

اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض

[؛ فالعرب الفصحاء عرفوا88ظهيرا { ]الإسراء:أسلوبه الذي يعلو و لا يعلى عليه، حتى إن الوليد

(9/238)

بن المغيرة و هو من أشد أعداء الإسلام لما سمع و الله إن لقوله لحلاوة" شيئا منه رق له قلبه و قال:

[( ، و ذلك1")]و إن أصله لعذق، و إن فرعه لجناة بسحر بيانه و روعة معانيه و دقة ألفاظه، و مبانيه، ففكر و قدر و لكن الحظ ما كان حليفه، و في ذلك قال تعالى: } إنه فكر و قدر* فقتل كيف قدر* ثم قتل كيف قدر* ثم نظر* ثم عبس و بسر* ثم أدبر

سحر يؤثر* إن هذا إلا واستكبر* فقال إن هذا إلا[.25 18قول البشر{]المدثر:

لا جرم أن المؤمنين عنوا عناية كبرى شملت نواحيه المختلفة، وأحاطت بكل ما يتصل به؛ لأنه هو البيان المعجز، و باعث نهضة علمية، و رائد فكر قويم، إذ

شمر الأوائل منهم عن سواعدهم يتعهدونه بقراءاته، و تفسير ألفاظه و بيان أحكامه و أعقبهم آخرونه بالضبط إعجاما و إعرابا، أن غيارى، تناولوا نص

وجدوا في ألسن المسلمين المستجدين زيغا عن قراءته و انحرافا عن فصاحته و قد بدأ اللحن قليلا

منذ أيام الرسول عليه السلام، فقد لحن رجله قد " بحضرته عليه السلام؛ فقال: أرشدوا أخاكم فإن

ب إلى قراءة2" )]ضل [( ، و الأنكى أن اللحن قد تسر الناس القرآن فقد قدم أعرابي في خلافة عمر رضي

من يقرئني شيئا مما أنزل " الله تعالى عنه فقال: على محمد؟ فأقرأه رجل سورة البراءة بهذا اللحن

} و أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحجالأكبر أن الله برىء من المشركين و رسوله ...{

[، بكسر اللام في )رسوله(؛ فقال3]التوبة:الأعرابي:

(9/239)

، فبلغ"إن يكن الله بريئا من رسوله فأنا أبرأ منه" "ذلك عمر فدعاه فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي

أن " ... ؟ فقال:"فقال: كيف هي يا أمير المؤمنين فقال الأعرابي:" الله برىء من المشركين و رسوله

، فأمر عمر" و أنا أبرأ ممن برئ الله و رسوله منهم [( . و ينسب إلى3" )]ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة

عمر أيضا أنه قال: ) تعلموا العربية فإنها تثبت العقل [( ، كما تناول اللاحقون4و تزيد في المروءة ( )]

القرآن بالدرس و قراءاته بالتفسير و الإعراب، و أفاد منها كل مظهر من مظاهر النشاط الفكري و

العلمي. إن علم النحو أثر من آثار العقل العربي، فرغ له

العباقرة من أسلافنا، فجمعوا أصوله و ثبتوا قواعده، و رفعوا بنيانه شامخا ركينا، و منزلته من العلوم

الإنسانية منزلة الدستور من القوانين الحديثة، هو أصلها الذي تستمد عونه، و هذه العلوم النقلية لا

سبيل إلى استخلاص حقائقها و النفاذ إلى أسرارها

بغير النحو، فهل ندرك كلام الله تعالى و نفهم دقائق التفسير و غير ذلك من هذه العلوم إلا بإلهام النحو و

إرشاده؟.

(9/240)

لقد اعتمد النحاة في تقعيد النحو و تأصيله على الشعر، و جعلوه الركيزة الأساسية لصياغة القواعد النحوية التي يقاس عليها في الاستشهاد لقضاياه

الكلية و الجزئية، و أغفلوا أهم مصدر من مصادر اللغة و هو القرآن الكريم الذي يعد الركن الركين و

الحصن الحصين للغة العربية، فلم يحتج النحاة بالقرآن الكريم في كثير من القضايا النحوية، مع أنه

النص الوحيد الموثوق بصحته و أما غيره من النصوص العربية و في ذروتها الشعر فقد تطرق إليها

التصحيف و دخلها كثير من التغيير، و رأيت أن مؤلفات النحو قديمها و حديثها يدور بعضها في فلك بعض، فاللاحق يرث ما في السابق من مسائل نحوية

بشواهدها، و لو أنهم اعتمدوا على القرآن الكريم بالدرجة الأولى لما أدى إلى اختلاف في هذه

المسألة. أرى أن العلماء وضعوا )التنازعية( أساسا لهذه

القضية، من هذا المنطلق اختلفوا في أصوله و أحكامه الفرعية؛ ففي جملة التنازع يوجد عاملان

يحاول كل منهما الاستئثار بمعمول؛ فالأول يطلبه باعتبار أنه أحق من العامل الثاني؛ لأنه جاء أولا. و

العامل الثاني يطلبه باعتباره مجاورا له و ملاصقا. و عندئذ ينشب التنازع بين العاملين لمحاولة استئثار

كل منهما بذلك المعمول؛ فهذا القول أدى إلى مشكلات و اضطرابات في أحكامه المختلفة، و لهذا و

غيره من الأسباب نادى العلماء بإلغاء هذا الباب من النحو العربي، و منهم د. شوقي ضيف و عباس حسن و د. محمد صلاح الدين مصطفى بكر، و سيأتي بيانهم

إن شاء الله تعالى.

(9/241)

تهدف هذه الدراسة إلى تأصيل قاعدة التنازع من خلال أفصح الأساليب على الإطلاق و النصوص

اللغوية الأخرى، و الكشف عن تلون ظاهرة هذه

القاعدة في هذا الأسلوب، و إظهار قاعدة فتية قوية، و حسم اختلاف النحاة و تخليصه مما فيه من

تقعيد و عسر شديد، و الوصول إلى نقطة تكشف عن الأسرار التي تكمن فيها مشكلات التقعيد و تقديم

حلول مناسبة لعلها ترضي العلماء و تقنع الفضلاء إنشاء الله تعالى.مفهوم التنازع:

(9/242)

لا جرم أن النحويين اختلفوا في تحديد مصطلح )التنازع( و تعريفه، كما اختلفوا في وجه تسميته و جوانبه المختلفة، و لم يكن مصطلح التنازع معروفا

هـ(. إن القدماء لم يهتموا به180لدى سيبويه )ت: اهتماما وافيا؛ لأن العلوم كانت في عنفوان شبابها،

و تأتي معالجتهم له مبعثرة في كتب النحو. فما نجده من مصطلحات عند أحد النحاة، كثيرا ما نجد ما

يخالفه لفظا عند غيره، أو نجد هذا المصطلح لمفهوم آخر و ذلك في موضع آخر، ناهيك عن تداخل

[( لذلك أرى أن5المصطلحات بين العلوم المختلفة؛)] هذا باب " سيبويه يذكر مسائل التنازع تحت عنوان:

الفاعلين و المفعولين اللذين كل واحد منهما يفعل "[(6" )]بفاعله مثل الذي يفعل به و ما كان نحو ذلك

و إن كان رحمه الله لم يجمع في الترجمة مسائل الباب كما جرت عادته في أكثر أبواب كتابه و إنما اكتفى منها ببعض مسائل الباب اتكالا على فهم

"الباقي في نثر المسائل أو من تفهيم الموقف،... هـ( و غيره سيبويه337[( . و تابع الزجاجي )ت: 7)]

"في هذا المفهوم و ذكر أحكام التنازع تحت عنوان: باب الفاعلين و المفعولين اللذين يفعل كل واحد

[( . و نرى8" )]منهما بصاحبه مثل ما يفعل به الآخر هـ( يعرض مسائل هذا الباب تحت285المبرد )ت:

الإخبار في باب الفعلين المعطوف أحدهما" عنوان: [( . و سار مسيره سابق الدين محمد9" )]على الآخر

هـ( فيعرض680بن علي بن يعيش الصنعاني )ت: عقد في باب إعمال الفعلين " مسائله تحت عنوان:

[( . و لم10" )]اللذين يعطف أحدهما على الثاني هـ( لذكر مصطلح538يتعرض الزمخشري )ت:

التنازع، و لكنه يذكر مسائله تحت باب الفاعل و و من إضمار الفاعل قولك ضربني و ضربت " يقول:

زيدا ... و لما لم يكن بد من إعمال أحدهما فيه [( . و يذكر موفق الدين11")]أعملت الذي أوليته إياه

هـ( مسائل هذا الباب تحت643ابن يعيش )ت:

(9/243)

هذا الفصل من إعمال الفعلين و هو باب" عنوان: [( . لقد ظهر هذا12" )]الفاعلين و المفعولين

المصطلح في الوجود أول ظهوره لدى ابن هشام [( . و قد تابعه النحاة الذين جاؤوا13هـ()]671)ت:

بعده، و يكاد يكون المصطلح قد ستقر في كتبهم، إلا أننا نجد أن بعضهم يستعمل مصطلحا آخر أيضا معه،

و هو مصطلح الإعمال بكسر الهمزة عند الكوفيين )]14. )]

يتضح مما سبق أن مصطلح )التنازع(( قد ظهرت باكورته في نهاية القرن السابع الهجري على الرغم

من أن المفهوم كان واضحا لدى سيبويه في النصوص لا في العنوان، ثم تطورت و احتلت مكانا

بارزا في النحو العربي.

التنازع لغة و اصطلاحا:تعريفه لغة:

يجدر بنا قبل أن نتحدث عن تعريف التنازع اصطلاحا أن نشير إلى معناه لغة: و هو مصدر على زنة

)تفاعل( و التنازع: التخاصم و التجاذب و تنازع القوم في الشيء: اختصموا، و بينهم نزاعة، أي خصومة

[( .15في حق )]تعريفه اصطلاحا:

لقد عرفه النحويون بتعريفات متعددة كلها تعطي المعنى نفسه مع فروق بسيطة. و مر بنا أن سيبويه لم يقدم على عادته التي التزمها في كل موضوعاته

تقريبا أي تعريف دقيق مباشر له، و لكنه يتضح هنا هذا باب الفاعلين و " من خلال العنوان حيث قال:

المفعولين اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثلالذي يفعل به و ما كان نحو ذلك.

(9/244)

و هو قولك: ضربت و ضربني زيد، و ضربني و ضربت [( .16" )]زيدا، تحمل الاسم على الفعل الذي يليه ...

هـ( بالأسلوب نفسه337و قد عرفه الزجاجي )ت: باب الفعلين و المفعولين اللذين يفعل" حيث قال:

" )]كل واحد منهما بصاحبه مثل ما يفعل به الآخر الإخبار في باب " [( ، و ذهب المبرد إلى أنه:17

الفعلين المعطوف أحدهما على الآخر و ذلك قولك: [( . و تابعه ابن يعيش18" )]ضربت، و ضربني زيد ...

عقد في باب " هـ( و هو القائل:680الصنعاني )ت: " )]إعمال الفعلين اللذين يعطف أحدهما على الثاني

هـ(643[( . و يذهب موفق الدين ابن يعيش )ت: 19 هذا الفصل من باب " إلى المعنى نفسه و يقول:

" )]إعمال الفعلين و هو باب الفاعلين و المفعولينهـ( بقوله)]628[( . و عرفه ابن المعطي )ت: 2021: )]

عوامل تنازع اسما انجلىو ذاك في عطف عوامل على

و منه آتوني أفرغ قطراكمثل زارني و زرت عمرا

[( :22هـ()]672و قال ابن مالك )ت: قبل فللواحد منهما العمل

إن عاملان اقتضيا في اسم عمل

هـ( تعريفا745و قد قدم أبو حيان الأندلسي )ت: أوضح، و قال:

(9/245)

أن يتقدم عاملان فصاعدا من فعل أو شبهه غير" حرف ليس أحدهما للتأكيد مجتمعين على معمول

[( . و قد ارتضى ابن هشام23" )]فصاعدا ... هـ( تعريفا لا يخرج مع طوله عن671الأنصاري )ت:

"التعريفات السابقة و لكنه يزيده إيضاحا حيث قال: أن يتقدم فعلان متصرفان، أو اسمان يشبهانهما، أو فعل متصرف و اسم يشبهه، و يتأخر عنهما معمول

غير سببي مرفوع، و هو مطلوب لكل منهما من حيث [( . و قد تابعه الذين جاؤوا بعده و24" )]المعنى

استقر في كتبهم جميعا، و يذكر عباس حسن من ما " المحدثين عن النحاة تعريفا شاملا و قال:

يشتمل على فعلين غالبا متصرفين مذكورين، أو

على اسمين يشبهانهما في العمل، أو على فعل و اسم يشبههه في العمل، و بعد الفعلين و ما

"يشبههما معمول مطلوب لكل من الاثنين السابقين[(25. )]

يبدو لي أن هذه التعريفات التي استقرت في مؤلفات النحو تنطلق من نقطة واحدة هي أن التنازعه عاملين أو أكثر إلى معمول واحد هو عبارة عن توج

أو أكثر .ركنا التنازع:

[(:26للتنازع ركنان)]".عاملي التنازع" الفعلان أو ما يشبههما يسميان :1".المتنازع فيه" و المعمول يسمى :2

و لكل واحد من هذين الركنين شروط عامة، و هيأربعة شروط عند الجمهور:

[( :27الشرط الأول)] أن يكون بين العاملين ارتباط فلا يجوز أن نقول:"

)قام قعد أخوك( إذ لا ارتباط بين الفعلين، و يحصلالارتباط بين العاملين بواحد من ثلاثة أشياء:

الرابط الأول: عطف ثانيهما على أولهما بحرف منقام و قعد أخوك(. " حروف العطف، نحو أن تقول:

(9/246)

الرابط الثاني: كون أولهما عاملا في ثانيهما، نحو قوله تعالى: } و أنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث

[ فالعاملان المتنازعان هما )ظنوا7الله أحدا{ ]الجن: و ظننتم(، و المعمول المتنازع فيه هو )أن لن يبعث

الله أحدا(، و )كما ظننتم( معمول ل )ظنوا(؛ لأن الجار و المجرور صفة لمصدر يقع مفعولا مطلقا

ناصبه )ظنوا(، و التقدير: ظنوا ظنا مماثلا لظنكم أنلا يبعث الله أحدا.

الرابط الثالث: أن يكون ثاني العاملين جوابا للأولمعنويا ، نحو قوله تعالى:

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة...{ ]النساء:} [، أو صناعيا، نحو قوله تعالى: } قال آتوني176

[(28[ )]96أفرغ عليه قطرا...{ ]الكهف: أن يكون العاملان متقدمين على " الشرط الثاني:

المعمول، فليس من التنازع عند جمهور النحاة، نحو قولك: )زيد قام و قعد( و لا نحو قولك: ) زيدا لقيت

" )]و أكرمت( لتقدم المعمول في هذين المثالين

29. )] "و أجاز بعض المغاربة تقدم المعمول على العامل، مستدلا بقوله تعالى: } بالمؤمنين رءوف رحيم{

[( ، فإن كلمة )بالمؤمنين( تتعلق30[)]128]التوبة: ب )رءوف( و كذلك تتعلق ب )رحيم(، فيكون من باب

و لا حجة له ؛ لأن " التنازع. و قد رد الأزهري و قال: الثاني لم يجئ حتى استوفاه الأول، و معمول الثاني

[( .31")]محذوف لدلالة معمول الأول عليه "و ما قاله بعض المغاربة قال به الرضي و عبارته:"

و قد يتنازع العاملان ما قبلهما إذا كان منصوبا، نحو: )زيدا ضربت و قتلت( و ) بك قمت و قعدت(. و تعقبه البدر الدماميني فقال: يلزم عليه إعمال الثاني تقدم

[( .32")]ما في حيز حرف العطف عليه و هو ممتنع

(9/247)

و ليس من التنازع عندهم، نحو قولك: )قعد زيد و تكلم بخير(، و لا نحو قولك: )لقيت زيدا و أكرمت(

ط المعمول بين العاملين خلافا للفارسي: و " لتوس مال المرادي في شرح التسهيل إلى جواز التنازع

[(.33")]في التوسط و التقدم الشرط الثالث: أن يكون كل واحد من العاملين

موجها إلى المعمول من غير فساد في اللفظ أو في [( ، فلاتنازع في نحو قوله تعالى: } و34المعنى)]

[،4أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا{]الجن:: لاحتمال عمل )كان( في ضمير الشأن؛ فلا تكون متوجة إلى )سفيهنا(، و لم يشترط ذلك آخرون،

فجوزوا التنازع في المثال على تقدير عملها في [(. و لا يقع35ضمير الشأن، و هذا هو الأظهر)]

[( :36التنازع في نحو قول جرير)] فهيهات هيهات العقيق و من به و هيهات خل

بالعقيق نواصله [( ؛ لأن الطالب37خلافا للفارسي و الجرجاني)]

بالمعمول و هو )العقيق( إنما هو )هيهات( الأول و أما )هيهات( الثاني فلم يؤت به للإسناد إلى العقيق، بل لمجرد التقوية و التوكيد لهيهات الأول، فلا فاعل

له أصلا و لهذا قال الشاعر: فأين إلى أين النجاة ببغلتي أتاك أتاك اللاحقون

احبس احبس فليس كل واحد من )أتاك أتاك( موجها إلى قوله

)اللاحقون( إذ لو توجه كل واحد إليه لقال: أتوك أتاك اللاحقون، أو قال : أتاك أتوك اللاحقون، بل المتوجه

[( .38إليه منهما هو الأول، و الثاني تأكيد له)]

(9/248)

فلا تنازع " [( ؛39الشرط الرابع: أن يكون مذكورين)] بين محذوفين، نحو: )زيدا( في جواب )من ضربت و

أكرمت؟( و وجه الروداني كون )زيدا( في المثال ليس من التنازع بأن الجواب على سنن السؤال، و

)ضربت و أكرمت( لم يتنازعا )من( لتقدمها، بل عمل فيها الأول، و عمل الثاني في ضميرها محذوفا فهو

مثل )ضربت زيدا، و أكرمت زيدا( و لا تنازع في ذلك، فحينئذ يكون الجواب كالسؤال، و التقدير: )ضربت

زيدا، و أكرمت زيدا( فذكر مفعول أحد العاملين المقدرين، و حذف مفعول الآخر: من باب دلالة

الأوائل على الأواخر أو العكس لا من التنازع. و لا بين محذوف و مذكور، لقولك في جواب هذا

[(40السؤال: )أكرمت زيدا(.)]ثم اعلم ثانيا أن العاملين

[( نحو قوله تعالى:41 إما أن يكونا فعلين،)]1 [، و60كلوا واشربوا من رزق الله ...{ ]البقرة:}

م ربكم عليكم .....{ قال أيضا: } قل تعالوا أتل ما حر [، و قال أيضا: } آتوني أفرغ عليه151]الأنعام:

[.96قطرا{ ]الكهف: و إما أن يكونا وصفين )أ( إما اسمي فاعلين،)]2

[( نحو قوله تعالى:42 يكون للناس على الله} رين و منذرين لئلا رسلا مبش

سل ...{ ]النساء: ة بعد الر [، )ب( و إما165حجاسمي مفعولين، نحو قول كثير عزة:

ة ممطول معنى قضى كل ذي دين فوفى غريمه و عزغريمها

[( نحو: )زيد43ج( و إما أن يكونا اسمي تفضيل،)]) أضبط الناس و أجمعهم للعلم( )د( و إما أن يكونا

[( نحو: ) زيد جميل و نظيف44صفتين مشبهتين،)]ظاهره((

و كقوله تعالى: } و إن أدري أ قريب أم بعيد ما[.109توعدون{ ]الأنبياء:

(9/249)

و إما أن يكون العاملان مصدرين، نحو قولك:3 [( و نحو قوله45)عجبت من حبك و تقديرك زيدا(، )]

تعالى: } و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين{ [، و قال أيضا: } و على المولود له36]البقرة:

رزقهن و كسوتهن بالمعروف...{ ]السورة نفسها:لنا233 [، أو يكون ثلاثة مصادر، كقوله تعالى: } و نز

عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدى و رحمة و بشرى[.89للمسلمين{ ]النحل:

[( )أ( أحدهما فعل و46 و قد يكونان مختلفين)]4 الآخر اسم فعل، نحو قوله تعالى: } هاؤم اقرءوا

[، )ب( أو أحدهما فعل و الآخر19كتابيه{ ]الحاقة: اسم فاعل، نحو قوله تعالى: } فنادته الملائكة و هو

[، )ج(39قائم يصلي في المحراب ...{ ]آل عمران: أو أحدهما فعل و الآخر مصدر، نحو قوله تعالى:

ا يشركون{ ]النحل: [، )د( أو1} سبحانه و تعالى عم المتنازع فعل و مصدران، نحو قوله تعالى: } فأغرينا

بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة...{[.14]المائدة:

و يشترط في الفعل زيادة على الشروط العامة" التي قدمنا ذكرها أن يكون متصرفا؛ فلا يجوز أن

يكون جامدا كعسى و ليس، و فعل التعجب، و نعم وبئس، و في هذا خلاف لبعض النحويين ...

و يشترط في غير الفعل أن يكون مشابها للفعل في العمل، فلا يجوز أن يكون وصفا غير عامل كاسم".)]الفاعل و اسم المفعول إذا كانا بمعنى الماضي

47)]

(9/250)

أن التنازع لا يقع بين حرفين؛ لأن " و علم مما قدمنا الحروف لا دلالة لها على الحدث حتى تطلب

المعمولات و أجاز ابن العلج التنازع بين الحرفين مستدلا بقوله تعالى: } فإن لم تفعلوا ...{ ]البقرة:

[؛ فقال تنازع )إن و لم( في )تفعلوا( و رد بأن24 )إن( تطلب مثبتا و )لم( تطلب منفيا و شرط التنازع

[(48".)]الاتحاد في المعنى و لا يقع التنازع بين حرف و غيره من فعل و اسم"

و من أجاز بين حرفين أجازه بين الحرف و غيره، كما نقل ابن عمرون عن بعضهم أنه جوز تنازع لعل و

عسى، نحو: )لعل و عسى زيد أن يخرج( على إعمال

الثاني، ) و لعل و عسى زيدا خارج( على إعمال[(49".)]الأول، و رد بأن منصوب عسى لا يحذف

و لا يقع التنازع بين عاملين )جامدين(؛ لأن التنازع يقع فيه الفصل بين العامل و معموله و الجامد لا

[(50يفصل بينه و بين معموله.)] و لا يقع التنازع بين جامد و غيره من فعل أو اسم"

متصرف و عن المبرد في كتابه المدخل إجازته في فعلي التعجب مع جمودهما سواء كانا بلفظ الماضي

أو بلفظ الأمر فالأول، نحو:) ما أحسن و أجمل زيدا(( فتعمل الثاني في الاسم الظاهر و تعمل الأول في

ضميره و تحذفه؛ لأنه فضلة، و الثاني، نحو: ) أحسن به و أجمل بعمرو( فتعمل الثاني في الظاهر

المجرور و تعمل الأول في ضميره المجرور و لا[(51".)]تحذفه

و لا يمتنع التنازع في السببي المنصوب، نحو: )زيد ضرب و أكرم أخاه((؛ لأن السببي و هو )أخاه(

منصوب بأحد العاملين و الربط موجود بالضمير المستتر، أو بالمضاف إليه السببي، و منع

[( التنازع في السببي المنصوب و52الشاطبي)] علله بأنك إن أعملت الأول أو الثاني فلابد من ضمير يعود على السببي، و ضمير السببي لا يتقدم عندهم

لأنه لو تقدم كان عوضا من " عليه، قال ابن خروف: اسمين مضاف و مضاف إليه و هذا مما لا سبيل

".)]فالوجه امتناع التنازع في السببي مطلقا". إليه53)]

(9/251)

و إن كان المتنازع فيه ضميرا منفصلا منصوبا، نحو: ) ما ضربت و ما أكرمت إلا إياك ( جاز أن يكون من باب

التنازع، و تكون قد حذفت المفعول مع )إلا( من الأول مع إعمال الثاني، أو من الثاني من إعمال

الأول، إذ المفعول يجوز حذفه بخلاف الفاعل، و كذا المجرور المنصوب المحل، نحو: )قمت و قعدت بك(

فعلى هذا يجوز التنازع في المضمر المنفصل و المجرور و لا سيما إذا تقدم ذلك الضمير على

[(54العاملين، نحو: )إياك ضربت و أكرمت(.)]

أي العاملين يعمل في حال التنازع: اتفق البصريون و الكوفيون على جواز إعمال أي

العاملين شئت، ثم اختلفوا في المختار، فاختارالكوفيون إعمال الأول، و البصريون إعمال المتأخر.

و احتج الكوفيون بالنقل و القياس على أن إعمال" الأول أولى. أما النقل فلمجيئه في كلامهم كثيرا،

[(55قال امرؤ القيس:)] فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة كفاني و لم أطلب،

قليل من المال فأعمل الفعل الأول، و لو أعمل الثاني لنصب )قليلا(

[(56و ذلك لم يروه أحد. و قال المرار الأسدي:)]و سوئل لو يبين لنا السؤالافرد على الفؤاد هوى عميدا

بها يقتدننا الخرد الخدالاو قد نغنى بها و نرى عصورا

فأعمل الأول و لذلك نصب )الخرد الخدالا( و لو أعمل".الفعل الثاني لقال: )تقتادنا الخرد الخدال( بالرفع

[(58و قال عمربن أبي ربيعة:)] " [(57)]تنخل فاستاكت به عود إسحل

إذا هي لم تستك بعود أراكة

فرفع )عود إسحل( ب )تنخل( و لو أعمل الثاني لقال: فاستاكت بعود إسحل؛ لأن استاكت لا يتعدى

[(60و قال ذو الرمة:)] " [(59". )]بنفسهلئيما أن يكون أفاد مالا

و لم أمدح لأرضيه بشعري

ف )لئيما( منصوب بأمدح بدليل الإضمار في قوله:[(61".)]لأرضيه

(9/252)

أما القياس فلأن المتقدم أولى بالأعمال لاعتناء العرب به و جعله في أول الكلام. و مما يقوي

مذهبهم أن يقولوا : قد وجدنا من كلام العرب أنه متى اجتمع طالبان و تأخر عنهما مطلوب و كل واحد

منهما يطلبه من جهة المعنى فإن التأثير للمتقدممنهما.

دليل ذلك القسم و الشرط إذا اجتمعا فإن العرب تبني الجواب على الأول منهما و تحذف جواب الثاني

لدلالة جواب الأول عليه تقول: )إن قام زيد و الله يقم عمرو، و الله إن قام زيد ليقومن عمرو(، فكذلك

[(62". )]أن يكون الاختيار إعمال الأول و دليل آخر أنه لا يجوز إلغاء )ظننت( إذا وقعت

مبتدأة، نحو: ظننت زيدا قائما، بخلاف ما إذا وقعت متوسطة أو متأخرة، نحو: )زيد ظننت قائم، و زيد

قائم ظننت( و كذلك لا يجوز إلغاء )كان( إذا وقعت مبتدأة، نحو: )كان زيد قائما( بخلاف ما إذا كانت

متوسطة، نحو: )زيد كان قائم( فدل على أن الابتداءله أثر في تقوية عمل الفعل.

و احتجوا بأن إعمال الثاني يؤدي إلى الإضمار قبلالذكر، و الإضمار قبل الذكر لا يجوز في كلامهم.)]

63)] أنا رأينا العرب تراعي المتقدم في" و دليل آخر

قولهم: ) عندي ثلاثة ذكور من البط(، و )عندي ثلاث من البط ذكور(، فأتوا بالتاء مع ثلاثة لما تقدم لفظ

ذكور، و حذفوها لما تقدم لفظ البط، فدل ذلك على[(64".)]مراعاتهم المتقدم

و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أن" الاختيار إعمال الفعل الثاني النقل و القياس.

أما النقل فقد جاء كثيرا، قال تعالى: } آتوني أفرغ [؛ فأعمل الفعل الثاني و96عليه قطرا{ ]الكهف:

هو أفرغ، و لو أعمل الفعل الأول لقال أفرغه عليه، [؛19و قال أيضا } هاؤم اقرءوا كتابيه{ ]الحاقة:

فأعمل الثاني و هو )اقرءوا(، و لو أعمل الأول لقال:[(65اقرءوه، و قال الفرزدق:)]

بنو عبد شمس من مناف وهاشمو لكن نصفا لو سببت و سبني

(9/253)

فأعمل الثاني، و لو أعمل الأول لقال: )سببت و سبوني بني عبد شمس( بنصب )بني( و إظهار[(66الضمير في )سبني(، و قال طفيل الغنوي:)]

جرى فوقها واستشعرت لون مذهباة كأن متونها و كمتا مدم

قد أعمل الشاعر الثاني و لو أعمل الأول لرفع )لون[(67مذهب(. و قال رجل من باهلة:)]

تصبي الحليم و مثلها أصباه

و لقد أرى تغنى به سيفانة

قد أعمل الشاعر الثاني في )سيفانة(( بدليل مجيئه[(68".)]مرفوعا

و أما القياس فهو أن الفعل الثاني أقرب إلى" الاسم من الفعل الأول وليس في إعماله دون الأول

نقض معنى، فكان إعماله أولى، ألا ترى أنهم قالوا: ) خشنت بصدره و صدر زيد( فيختارون إعمال الباء في

المعطوف، و لا يختارون إعمال الفعل فيه؛ لأنها أقرب إليه منه و ليس في إعمالها نقض معنى، فكان

إعمالها أولى. و الذي يدل على أن للقرب أثرا أنه قد حملهم القرب و الجوار حتى قالوا: )جحر ضب خرب( فأجروا )خرب(

على )ضب( و هو في الحقيقة صفة للجحر؛ لأن[(69".)]الضب لا يوصف بالخراب

و دليل آخر أن إعمال الأول يلزم منه الفصل بين" العامل و معموله بجملة قطعا، و الفصل بين العامل

و معموله بجملة قطعا لا نظير له إلا في الاعتراض، والاعتراض لا اعتبار له لقلته.

و دليل آخر و هو أن إعمال الثاني أكثر في كلام و لو لم تحمل الكلام " العرب بدليل قول سيبويه:

على الآخر لقلت: ضربت و ضربوني قومك، و إنما[(70".)]كلامهم: ضربت و ضربني قومك

(9/254)

فهذا النص يقتضي أن العرب لا تعمل إلا الثاني لأنه اقتصر عليه لما ذكره بلفظ )إنما( التي للحصر، فلو

كان عن عمل الثاني عدول، و لكنه قال بعد بأسطار و قد يجوز: ضربت و ضربني زيدا؛ لأن بعضهم"

[(71". )]يقول: متى رأيت أو قلت زيدا منطلقا ... فذكره في الأول بلفظ )إنما( كما تقدم، و قوله في

الثاني لأن بعضهم يدل على أن إعمال الثاني هو الكثير، و إعمال الأول قليل، و هذا إنما قاله سيبويه

و" و إنما كلامهم " نقلا عن العرب، بدليل قوله: الحمل على ما كثر في كلام العرب أولى من الحمل

[(72". )]على ما قلرد البصريين على أدلة الكوفيين:

أما قول امرئ القيس:" كفاني و لم أطلب قليل من المال

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة

فنقول: إنما أعمل الأول منهما مراعاة للمعنى؛ لأنه لو أعمل الثاني لكان الكلام متناقضا، و ذلك من

وجهين، أحدهما: أنه لو أعمل الثاني لكان التقدير فيه: كفاني قليل و لم أطلب قليلا من المال، و هذا

متناقض؛ لأنه يخبرنا تارة بأن سعيه ليس لأدنى معيشة، و تارة يخبرنا بأنه يطلب القليل، و ذلك

متناقض، و الثاني أنه قال في البيت الذي بعده:و قد يدرك المجد المؤثل أمثالي

و لكنما أسعى لمجد مؤثل

فلهذا أعمل الأول و لم يعمل الثاني، و أما قولالآخر:

بها يقتدننا الخرد الخدلاو قد نغنى بها و نرى عصورا

فنقول إنما أعمل الأول مراعاة لحركة الروي؛ فإن القصيدة منصوبة، و إعمال الأول جائز، فاستعمل

الجائز ليخلص من عيب القافية، و لا خلاف في[(73".)]الجواز، و إنما الخلاف في الأولى

(9/255)

و أما قولهم: إن المتقدم أولى بالإعمال لاعتناء فنقول: لو أعملوا الأول لراعوه من كل " العرب به؛

وجه، و أهملوا الثاني من كل وجه، و هذا نقيض الحكمة، بل جعلوا تقدم الأول عناية به من وجه، و

إعمال الثاني عناية من وجه، فأعطوا لكل منهما حصة من العناية، على أنا نقول: إعمال الثاني لا يمنع الأول شيئا من العناية على أن لا تصير إلى

إعمال الثاني إلا بعد إعطائنا الأول ما يستحقه إما مضمرا فيه إن طلب فاعلا، أو محذوفا معه إن طلب مفعولا بخلاف إعمال الأول، فإنا نذكر العامل الثاني قبل توفية الأول ما يقتضيه، فلو قيل بما ذكرنا إن

إعمال الثاني أتم في الاهتمام بالأول من إعماله لم[(74".)]يبعد ذلك

لو أعملنا الثاني لأدى إلى الإضمار" و أما قولهم:" فنقول: إنما جوزنا ههنا الإضمار قبل" قبل الذكر

الذكر لأن ما بعده يفسره لأنهم قد يستغنون ببعض

الألفاظ عن بعض إذا كان في الملفوظ دلالة على المحذوف لعلم المخاطب، قال تعالى: } و الحافظين

فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و [، فلم يعمل الآخر فيما35الذاكرات ...{ ]الأحزاب:

عمل في الأول استغناء عنه بما ذكره قبل و لعلم المخاطب أن الثاني قد دخل في حكم الأول، و قال

الله تعالى: } أن الله برىء من المشركين و [، فاستغنى بذكر خبر الأول عن3رسوله ...{ ]التوبة:

[(75".)]ذكر خبر الثاني و أما قولهم : أنا رأينا العرب تراعي المتقدم في

فنقول :" " عندي ثلاثة ذكور من البط ... " قولهم: ما ذكرتم دليل لنا لا لكم؛ لأن العرب راعت فيه

الأقرب إلى العدد فذكرته إذا تقدم )الذكور( أقرب إليه، و أنثته إذا تقدم )البط( لقربه منه أيضا، ثم

ذكرتم معارض بقول العرب: )علمت لزيد منطلق، و علمت أ زيد منطلق، و علمت ما زيد منطلق(، فإنهم

[(76".)]راعوا الثاني في اللفظ لقربه دون الأول

(9/256)

القسم و الشرط إذا اجتمعا فإن" و أما قولهم : إذا" فنقول:" العرب تبني الجواب على الأول ...

اجتمع طالبان فلا يخلو إما أن يكونا عاملين أو ليسا كذلك، فإن لم يكونا عاملين فقد يكون الأمر كما

ذكرتم في اجتماع الشرط و القسم من مراعاة الأول و قد يراعي الثاني كما ذكرنا في: علمت أزيد

منطلق، و أما إذا كان الاثنان عاملين فإنما تعمل العرب الثاني منهما، بدليل قولنا: إن لم يقم زيد قمت، فإنه لما اجتمع حرف الشرط و )لم( و هما

جازمان، جزمت الفعل )بلم( دون )إن( بدليل وقوع جواب الشرط فعلا ماضيا في فصيح الكلام، و لو كان الجزم )بإن( لما وقع جواب الشرط ماضيا و قد عمل حرف الشرط في الفعل إلا في الشعر على الأصح،

فعرفنا أن العمل ل )لم( دون )إن( و إذا لم يكن إعمال الثاني هنا واجبا كما كان في اجتماع )إن و

[(77".)]لم( فلا أقل من أن يكون أولى إن احتاج الأول إلى مرفوع ففي المسألة ثلاثة

مذاهب:هـ( :الإضمار قبل الذكر. )]180 مذهب سيبويه )1

78)]

الكسائي و هشام " هـ(:189 مذهب الكسائي )ت: 2 الضرير و السهيلي من الكوفيين يوجبون الحذف

للضمير المرفوع على الفاعلية أو شبهها هربا من الإضمار قبل الذكر و تمسكا بظاهر قول علقمة بن

عبدة يمدح الحرث ابن جبلة الغساني:[(79")]رجال فبذت نبلهم و كليب

ق بالأرطى لها و أرادها تعف

قد استشهد جماعة من النحاة منهم الكسائي و هشام من الكوفيين و السهيلي و ابن مضاء من

المغاربة على أنه إذا أعمل ثاني العاملين في لفظ المعمول و أعمل الأول في ضميره، وجب حذف هذا

الضمير و لو كان الضمير مرفوعا، لئلا يلزم على ذكره عود الضمير على متأخر، و قد جرى في هذا

البيت على هذا، فقوله )رجال( فاعل بقوله )أرادها( و حذف ضمير الرجال من )تعفق( و لو أظهره لقال

[( و كذلك قال ذو80".)])تعفقوا( و أرادها رجال[(81الرمة: )]

ثلاث الأثافي و الرسوم البلاقع

(9/257)

و هل يرجع التسليم أو يكشف العمى

و لو أضمر فاعل الفعل الأول لقال: أو يكشفن، إذ الفرق بين مذهب سيبويه رحمه الله تعالى و مذهب الكسائي إنما يظهر بالتثنية و الجمع، فيبرز الضمير

فيهما على مذهب سيبويه رحمه الله، و أما على مذهب الكسائي فالإفراد و التثنية و الجمع بمنزلة

واحدة لحذف الفاعل. إن الذي يدل على صحة مذهب سيبويه أنه قد حكى

من كلام العرب: ضربوني و ضربت قومك و ضرباني و ضربت الزيدين، و هذا لا يخرج إلا على مذهب

سيبويه. و أما هذان البيتان فقد يتخرجان على أن يكون الضمير فيهما عائدا على الجمع بلفظ المفرد،

فاستتر كما يستتر في حال الإفراد، و الدليل من كلام العرب على جواز عود الضمير على المثنى و المجموع على حد عوده على المفرد ما حكي من

كلام العرب هو أحسن الفتيان و أجمله و أحسن بني [( . و قد كان ينبغي أن يقول: و82أبيه و أنبله)]

أجملهم و أنبلهم، فأجري ذلك مجرى المفرد. و منه قوله تعالى: } و إن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم

ا في بطونه ...{ ]النحل: [ و لم يقل في66مم[(83بطونها. )]

هـ(:207 مذهب الفراء )ت:3 و الفراء يقول إن استوى العاملان في طلب"

المرفوع و كان العطف بالواو فالعمل لهما؛ لأنهما لما كان مطلوبهما واحدا كانا كالعامل الواحد، نحو:

)قام و قعد أخواك( ف )أخواك( مرفوع عنده ب )قام و قعد( فيكون الاسم الواحد فاعلا لفعلين مختلفين

[(84".)]لفظا و معنى و هذا فاسد لأنه قد تقرر أن كل عامل، يحدث"

إعرابا، و على مذهب يكون العاملان لا يحدثان إلا إعرابا واحدا. و هذا الذي قاله كسر لما اطرد في

كلام العرب من أنه لابد لكل عامل من إحداث إعراب و أيضا فالسماع يرد عليه ألا ترى قول الطفيل

الغنوي:جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

ا اة كأن متونه و كمتا مدم

(9/258)

بنصب )لون(، فأعمل الثاني و هو )استشعرت( مع احتياج الأول و هو )جرى( إلى مرفوع و ليس

العاملان متفقين في العمل فيعملها في )لون( فلم".يبق إلا مذهب سيبويه رحمه الله أو مذهب الكسائي

[(85)] و جاز عند الفراء وجه آخر و هو أن يأتي بفاعل"

الأول ضميرا منفصلا بعد المتنازع فيه لتعذر المتصل بلزوم الإضمار قبل الذكر هذا هو النقل الصحيح عن

الفراء. و إن اختلف العاملان في طلب المعمول فإن كان أولهما يطلب مرفوعا أضمرته مؤخرا وجوبا ك

)ضربني و ضربت زيدا هو( ف )هو( فاعل )ضربني( و إنما أخر عن الظاهر هربا من الإضمار قبل الذكر و لم يحذفه هربا من حذف الفاعل، هذا كله إذا احتاج

[(86". )]الأول لمرفوع مع إعمال الثاني

حكم الإضمار في العامل المهمل: قلنا إنك لو أعملت أحد العاملين في الظاهر أعملت

الآخر )المهمل( في ضمير ذلك الاسم الظاهر. و لكن

تارة يجب الإضمار في العامل المهمل، و تارة يمتنع، و تارة يجب فيه الإتيان بالظاهر بدل الضمير و إليك

التفصيل:وجوب الإضمار:

و يجب الإضمار، أي: ذكر ضمير الاسم الظاهر فيالعامل المهمل في ثلاث حالات:

الحالة الأولى: إذا كان مطلوب العامل المهمل مرفوعا )لا يجوز حذفه( كالفاعل و نائبه، ففي تلك الحالة: يجب الإضمار في العامل المهمل سواء كان هو العامل الأول، أم الثاني: و ذلك كقولك: ) يحسن

و يسيء ابناك(( فكل واحد من )يحسن و يسيء(( يطلب )ابناك( فاعلا، فإذا أعملت الثاني في الاسم،

وجب أن تضمر في الأول فاعله، فتقول: ) يحسنان و يسيء ابناك(، و إذا أعملت الأول، وجب أن تضمر في الثاني في فاعله، فتقول: ) يحسن و يسيئان ابناك(، و مثاله: )بغى و اعتديا عبداك( بإعمال الأول و وجوب الإضمار في الثاني؛ لأن ترك الإضمار يؤدي إلى حذف

الفاعل، و الفاعل يلتزم ذكره.

(9/259)

فأنت ترى: أنه وجب الإضمار في المهمل أيا كان و لا يجوز ترك الإضمار، فلا تقول: )يحسن و يسيء

ابناك( و لا )بغى و اعتدى عبداك((؛ لأن ترك الإضماريؤدي إلى حذف الفاعل، و الفاعل ملتزم ذكره. و أجاز الكسائي ترك الإضمار و حذفه، بناء على

مذهبه في جواز حذف الفاعل، و أجاز الفراء على توجه العاملين معا إلى الاسم الظاهر كما سبق . و السبب في إجازتهما ذلك أي: ترك الإضمار، أنهما يمنعان الإضمار في الأول عند إعمال الثاني، فلا

[(87تقول عندهما: يحسنان و يسيء ابناك.)] الحالة الثانية: إذا كان مطلوب العامل المهمل

منصوبا، لكنه في الأصل عمدة، أي مرفوعا، كمفعولي )ظن و أخواتها(( فإن أصلهما المبتدأ و

الخبر، ففي تلك الحالة، يجب الإضمار أي، ذكر ضمير الظاهر في العامل المهمل سواء كان هو الأول أم

الثاني: غاية الأمر، أن العامل المهمل لو كان هو الأول، وجب الإضمار مؤخرا، مثل: ظنني و ظننت

زيدا عالما، إياه. و لو كان العامل المهمل هو الثاني: أتيت بالضمير متصلا به أو منفصلا عنه فتقول: ظننت

و ظننته زيدا عالما، أو ظننت و ظنني إياه زيدا عالما.[(88)]

الحالة الثالثة: إذا كان مطلوب العامل المهمل منصوبا ليس عمدة أو كان مجرورا و في تلك الحالة

لا يخلو : إما أن يكون العامل المهمل هو الأول أو الثاني، فإن كان المهمل هو الأول: لم يجز فيه

الإضمار، بل يحذف منه الضمير فتقول: ) أكرمت و أكرمني خالد، و مررت و مر بي خالد(، بحذف الضمير المنصوب و المجرور من الأول، و لا يجوز ذكره، فلا تقول: ) أكرمته و أكرمني خالد، ولا مررت به و مر

بي خالد(؛ لأنه فضلة يستغنى عنه فيحذف و لا داعي [( و قد جاء في الشعر ذكر الضمير89لإضماره أولا.)]

[(90المنصوب أولا، كقول الشاعر: )]جهارا فكن في الغيب أحفظ للعهد

إذا كنت ترضيه و يرضيك صاحب

يحاول واش غير هجران ذي ود

(9/260)

و ألغ أحاديث الوشاة؛ فقلما

و الشاهد: )ترضيه و يرضيك(؛ فالأول يطلب )صاحب( مفعولا به و الثاني يطلبه فاعله، فأعمل الثاني. و لم

يحذف من الأول ضميره مع أنه فضلة، و القياسحذفه من الأول، فتقول: )ترضي و يرضيك(.

و إن كان العامل المهمل هو الثاني وجب الإضمار، أي: ذكر ضمير المنصوب أو المجرور، فتقول:

)أكرمني و أكرمته خالد، و مر بي و مررت به خالد(، و لا يجوز حذف الضمير في الثاني، فلا تقول:

) أكرمني و أكرمت خالد، و لا مر بي و مررت خالد(. [( و قد جاء في الشعر حذف الضمير في العامل91)]

[(92الثاني، كقول عاتكة بنت عبد المطلب:)]إذا هم لمحوا - شعاعه-

بعكاظ يعشي الناظرين

ف )يعشي( يطلب )شعاعه( فاعلا، و لمحوا يطلبه مفعولا به، و قد أعمل الأول و لم يذكر ضميرا في

الثاني، مع أنه حقه الذكر، و القياس: أن يقول:

لمحوه لكنه ترك الإضمار شذوذا.وجوب الإظهار في العامل المهمل بدل الإضمار:

(9/261)

يجب أن يؤتى بمفعول الفعل المهمل ظاهرا إذا" لزم من إضماره عدم مطابقته لما يفسره، لكونه

ر، كما إذا كان خبرا في الأصل عما لا يطابق المفسره مثنى، نحو: "في الأصل خبرا عن مفرد و مفس

ف )زيدا مفعول" أظن و يظناني زيدا و عمرا أخوين أول لأظن و )عمرا( معطوف عليه، و )أخوين(

مفعول به ثان لأظن، و الياء مفعول أول ليظنان، فيحتاج إلى مفعول به ثان، فلو أتيت به ضميرا

فقلت: )أظن و يظناني إياه زيدا أخوين( فكان )إياه( مطابقا للياء في أنهما مفردان، و لكن لا يطابق ما

يعود عليه و هو )أخوين( ؛ لأنه مفرد، و )أخوين(ر و ذلك لا ر للمفس مثنى، فتفوت مطابقة المفس

يجوز، و إن قلت: )أظن و يظناني إياهما زيدا و عمرار، و ذلك ر للمفس أخوين( حصلت مطابقة المفس لكون )إياهما( مثنى و أخوين كذلك، و لكن تفوت مطابقة المفعول الثاني الذي هو خبر في الأصل للمفعول الأول الذي هو مبتدأ في الأصل، لكون

المفعول الأول مفردا و هو الياء، و المفعول الثاني غير المفرد و هو )إياهما( و لابد من مطابقة الخبر

للمبتدإ، فلما تعذرت المطابقة مع الإضمار وجب الإظهار، فتقول: )أظن و يظناني أخا زيدا و عمرا

أخوين( ف )زيدا و عمرا أخوين( مفعولا أظن، و الياء مفعول

يظنان الأول، و )أخا( مفعوله الثاني. و قد خرجت هذه المسألة من باب التنازع؛ لأن كلا

من العاملين عمل في ظاهر، و هذا مذهب البصريين. و أجاز الكوفيون الإضمار مراعى به جانب المخبر

عنه، فتقول: ) أظن و يظناني إياه زيدا و عمرا أخوين( و أجاز أيضا الحذف، فتقول: )أظن و يظناني

[(93".)]زيدا و عمرا أخوين(تعدد العامل و المعمول في أسلوب التنازع:

(9/262)

ليس من اللازم الاقتصار في أسلوب التنازع على" عاملين متقدمين و لا على معمول واحد ظاهر

أن يتنازع العاملان أكثر " بعدهما؛ فقد يقتضي الأمر من معمول، نحو )ضربت و أهنت زيدا يوم الخميس(.

و قد تكون العوامل ثلاثة متقدمة من غير أن يتعددالمعمول، نحو: )يجلس و يسمع و يكتب المتعلم(.)]

[(95[( و منه قول الشاعر:)]94عفوا و عافية في الروح و الجسدأرجو و أخشى و أدعو الله مبتغيا

فقد تنازع ثلاثة عوامل في العمل في لفظ الجلالة [( و في96)الله(، و هي أرجو و أخشى و أدعو.)]

هذه الحال، يجوز أن يكون معمولا لأي منها، إلا أن البصريين يفضلون أن يكون معمولا للأخير منها،

لقربه، و الكوفيون يفضلون الأول منها، لتقدمه، ونضمر معمولا للآخرين.

[(97و قد تتنازع ثلاثة و قد يكون المتنازع متعددا،)] نحو قوله عليه السلام: )) تسبحون و تحمدون و

فدبر: " [(98تكبرون دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين((.)] ظرف و ثلاثا: مفعول مطلق، و هما مطلوبان لكل

[(99".)]من العوامل الثلاثةيستنبط من تمثيل ابن هشام بهذا الحديث أمران:"

الأول: أن المتنازع فيه قد يكون ظرفا و قد يكون مفعولا مطلقا، و ذلك لأن )دبر كل صلاة(( ظرف، و

)ثلاثا و ثلاثين( مفعول مطلق مبين للعدد و ظاهر إطلاق المؤلف أن التنازع يكون في جميع

[( : إن التنازع100المعمولات، لكن قال ابن الخباز)] لا يقع في المفعول له و لا في الحال و لا في

التمييز و يجوز في المفعول معه، تقول: )قمت و سرت و زيدا( على أنك أعملت الثاني، فإن أعملت

الأول قلت: )قمت و سرت و إياه و زيدا(.

(9/263)

الأمر الثاني: أنه إذا تنازع أكثر من عاملين أعملت الأخير منها كما في الحديث، فقد أعمل )تحمدون(

في لفظ المعمولين، و أعمل العامل الأول و العامل الثاني في ضميريهما، و حذف الضميرين لكونهما

فضلتين، و لو أعمل الأول لأعمل الثاني و الثالث في ضميريهما و لم يحذف الضميرين فكان يقول:

)تسبحون، و تحمدون الله فيه إياه و تكبرون الله فيه إياه(، و لو أعمل الثاني لأعمل الأول في ضميريهما ثم حذف منه الضميرين لكونهما فضلة، و كان يعمل

الثالث في الضميرين و لم يحذفهما، فكان يقول: )تسبحون و تحمدون و تبكرون الله فيه إياه(( فلما

لم يقل إحدى العبارتين استدللنا على أنه أعملالثالث كما قلنا أولا.

و هل يجوز في تنازع أكثر من عاملين إعمال الأول و الثاني و الثالث أو يتعين إعمال الثالث؟ و الجواب عن

[( زعم أنه استقرأ كلام101ذلك أن ابن خروف)] العرب فوجدهم يعملون الأخير و يلغون ماعداه، و

[( على هذه الدعوى، و لكن102وافقه ابن مالك)] [( ذلك و قالوا:103أثبات الرواة ردوا منهم المرادي)]

إنهم عثروا على ما يدل على أن العرب تعمل أول العوامل و تضمر فيما عداه، من ذلك قول أبي

[(104الأسود الدؤلي:)]أخ لك يعطيك الجزيل و نائله

كساك و لم تستكسه فاشكرن له

فههنا ثلاثة عوامل و هي: كساك، و لم تستكس، و اشكرن، و قد أعمل أولها فرفع الأخ به، و أضمر في

الثاني و الثالث، و أظهر هذا الضمير؛ لأنه لا يترتب".)]على إظهاره محظور على ما هو قاعدة الباب

105)] و الكثير في التنازع الاقتصار على عاملين و"

معمول واحد، و لا يعرف في الأساليب القديمة[( . كقول الحماسي:106")]الزيادة لى أربعة عوامل

[(107)]قعدت و لم أبغ الندى عند سائبطلبت فلم أدرك بوجهي و ليتني

(9/264)

و لا يكون التنازع في الحال و التمييز؛ لأنهما لا يضمران فإذا قلت )قمت و خرجت مسرعا أو تصببتو امتلأت عرقا( كان من الحذف للدليل لا من التنازع،

[( و قال تعالى: } أرسله معنا غدا يرتع و108)] [، ) و إنا له12يلعب و إنا له لحافظون{ ]يوسف:

لحافظون(: جملة حالية، و العامل الأمر أو الجواب، و لا يكون ذلك من باب الإعمال؛ لأن الحال لا تضمر،

والإعمال لابد فيه من الإضمار إذا أعمل الأول.)]109)]

و كذلك لا تنازع في مجرور حتى، قال تعالى: } و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام

[. )حتى( يصح أن تكون غاية، أي6الله ...{ ]التوبة: إلى أن يسمع، و يصح أن تكون للتعليل و هي متعلقة

ب )أجره( و لا يصح أن يكون من باب التنازع، لكن من ذهب من النحويين إلى أن )حتى( تجر المضمر

يجوز عنده أن يكون ذلك من باب التنازع، و كون[(110)حتى( لا تجر المضمر هو مذهب الجمهور.)]

يجوز أن يكون المتنازع فيه فاعلا، كقوله تعالى: } لقد تقطع بينكم و ضل عنكم ما كنتم تزعمون{

[ و قوله تعالى } و إن أدري أ قريب أم94]الأنعام:[.109بعيد ما توعدون{ ]الأنبياء:

و مفعولا به، نحو قوله تعالى: } يريد الله ليبين لكم [، و26و يهديكم سنن اللذين من قبلكم ...{ ]النساء:

قوله تعالى } و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى ...{[.102]هود:

و ظرفا، نحو قوله تعالى: } يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا و سبحوه بكرة و أصيلا {

[.42 41]الأحزاب:

(9/265)

و مفعولا لأجله، نحو قوله تعالى: } لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لا تجهروا له بالقول

كجهر بعضكم بعضا أن تحبط أعمالكم ...{ ]الحجرات: [، و قوله تعالى} عبس و تولى* أن جاءه الأعمى {2

[.2 1]عبس: و جارا و مجرورا، نحو قوله تعالى: } و لكم في

[ و قوله36الأرض مستقر و متاع إلى حين{ ]البقرة: تعالى } كلوا و اشربوا من رزق الله ...{ ]السورة

[.60نفسها: أساليب التنازع:

و لما كان العاملان قد يتفقان أو يختلفان في طلبهما من حيث الرفع و النصب، كان للتنازع دائما

[(111أربع صور كلها جائز و إليك بيانها:)] لهذه الحالة". إذا كان العاملان يطلبان مرفوعا " أ

أربعة أساليب، و هي كالآتي: )قام، و قعد الرجال(: هنا نجد الاسم الظاهر1

)الرجال( أعطي فاعلا للفعل الثاني )قعد(، و أما الفعل الأول فلم يعط شيئا. هذا الأسلوب لا يقبله سيبويه، فعنده أن العامل الذي يطلب مرفوعا لابد من إعطائه هذا المرفوع إما ظاهرا و إما مضمرا،

فالأسلوب الصحيح عنده يقال: قاموا و قعد الرجال)] [(. و أما الكسائي و الفراء فقد أجازا هذا112

الأسلوب كما سبق. )قام، و قعد الرجال(: هنا نجد العكس: فقد أعطي2

الظاهر للفعل الأول، أما الثاني فلم يعط شيئا. )قاموا، و قعد الرجال(: هنا نجد الفعل الثاني قد3

أخذ الظاهر، و لكن الأول لم يحرم حرما تاما، بلأرضي بالضمير.

)قام، و قعدوا الرجال(: هنا نجد الظاهر قد أعطي4للأول، و أما الثاني فقد أرضي بالضمير.

ب )) إذا كان العاملان يطلبان منصوبا((، و صورهاأربع أيضا كلها جائز:

)رأيت و ضربت زيدا(: أعطيت الثاني و حرمت1الأول.

)رأيت و ضربت زيدا(: أعطيت الأول و حرمت2الثاني.

(9/266)

و من النحاة من لم يجز هذا الأسلوب، كما سبق، و طالب بإرضاء الثاني بالضمير إن حرم من الظاهر، و

هو مردود بقول الشاعرة عاتكة بنت عبد المطلبعمة النبي عليه السلام:

إذا همو لمحوا شعاعهبعكاظ يعشي الناظرين

)رأيته، و ضربت زيدا(: و من النحاة من لم يجز هذا3 الأسلوب ذاهبا إلى أن الأول إذا حرم من الظاهر فلا

يعطى الضمير، إذا كان يطلب منصوبا، و هو مردودبقول الشاعر:

جهارا، فكن في الغيب أحفظ للعهدإذا كنت ترضيه و يرضيك صاحب

)رأيت و ضربته زيدا(: أعطيت الظاهر للأول و4أرضيت الثاني بالضمير.

ج ) إذا كان الأول رافعا و الثاني ناصبا(: و الصور

الأربع نفسها ستتكرر: )رآني و رأيت الرجال(: أعطيت الظاهر للثا رأوني1

و رأيت الرجال ني، و أما الأول فحرمته مرفوعهلدلالة منصوب الثاني عليه.

)رآني و رأيت الرجال(: أعطيت الظاهر للأول2مرفوعا أما الثاني فحرمته منصوبه.

)رأوني و رأيت الرجال(: أعطيت الظاهر للثاني3منصوبا و أما الأول فأرضيته بالضمير.

) رآني و رأيتهم الرجال(: أعطيت الظاهر للأول و4أما الثاني فأرضيته بالضمير.

د )) إذا كان الأول ناصبا و الثاني رافعا((: و الصورالأربع نفسها ستتكرر:

)رأيت و رآني الرجال(.1 ) رأيت و رآني الرجال(.2 ) رأيتهم و رآني الرجال(.3 )رأيت و رأوني الرجال(.4

آراء العلماء في التنازع:هـ(:255 رأي أبي عمر الجرمي )ت: 1

(9/267)

إن أبا عمر الجرمي كان يأبى التعقيد في النحو و كثرة التقديرات، و مما يؤكد ذلك عنده أنه كان يمنع

التنازع في الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة، ذاهبا إلى أنه ينبغي أن يقتصر في الباب على السماع و القياس عليه دون الإتيان بصور معقدة لم يرد لها مثيل عن العرب، فإن في ذلك تكلفا و إيغالا

في تمرينات لا تفيد في تعلم العربية، و إن كان النحاة لم يستمعوا إلى رأيه فقد مضوا يطبقون

الباب في )ظن( و أخواتها و )أعلم( و أخواتها، مما كان سببا في أن يحمل عليهم ابن مضاء، في كتابه

[(113الرد على النحاة، حملة شعواء.)] هـ(:592 رأي ابن مضاء القرطبي )ت2

يدرس ابن مضاء باب التنازع في النحو درسا مفصلا، و هو درس أراد به أن يصور ما تجره نظرية العامل

من رفض بعض أساليب العرب، و أن يضع النحاة مكانها أساليب لا تعرفها العربية، فإنهم يرفضون في

باب التنازع صورا من التعبير دارت على ألسنة العرب، و ذلك أنهم قد يعبرون بعاملين، ثم يأتون

بعدهما بمعمول واحد على نحو ما نرى في مثل )قام

و قعد إخوتك( و قول علقمة:رجال فبذت نبلهم و كليب

تعفق بالأرطى لها و أرادها

و قد رفض النحاة هذه الصورة من التعبير؛ لأنه لا يصح أن يجتمع عاملان على معمول واحد، أو كما

يقولون لا يصح أن يجتمع مؤثران على أثر واحد، و إذن فإما أن نعمل الأول و نضمر في الثاني، أو نعمل

الثاني و نضمر في الأول. اختار الكوفيون إعمال الأول لسبقه، و اختار البصريون إعمال الثاني لقربه،

فيطلبون إلى صاحب المثال الأول أن يقول )قام و قعدوا إخوتك( أو يقول: )قاموا و قعد إخوتك( و

يطلبون إلى علقمة أن يقول )تعفقوا .... و أرادها رجال .... و كليب ( و هي جمع كلب أو يقول

)تعفق ... و أرادها رجال ... و كليب(.

(9/268)

و على هذه الصورة يرفض النحاة أساليب العرب، و يضعون مكانها أساليب أخرى تسولها لهم فكرة

العامل. و إن الاستمرار في درس هذا الباب ليطلعنا على مدى تكلفهم، فإن من يرجع إليهم فيه يجدهم

يطبقون هذا المنهج تطبيقا واسعا، فلا يتركون فعلا و لا ما يشبه الفعل دون أن يجروا فيه صور هذا

التنازع، على طريقتهم في الإضمار. و قد استمر ابن مضاء يعرض هذه الصور ليدل على ما صنعوه في

أساليب اللغة من تعقيد، و إنه ليعرض للدلالة على ذلك صور التنازع التي يذكرونها في باب ظن و أعلم،

فظن مثلا يجري فيها التنازع على هذا الشكل: ) ظننت و ظناني شاخصا الزيدين شاخصين( و أما

أعلم التي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، فشأنها في الإضمار أعقد و أعسر، إذ يجري فيها التنازع على هذا

الشكل. أعملت و أعلمانيهما إياهما الزيدين العمرين)

منطلقين( و يعقب ابن مضاء على هذه الصورة و أمثالها بأنه لا يجوز أن تجري في الكلام؛ لأن العرب لم يستخدموها، و إنما هو عقل النحاة الذي يتعبهم لما يتصور من خطر نظرية العامل ذلك الخطر الذي جعلهم ينحازون عن صور أصلية في التعبير العربي

إلى صور أخرى جديدة، صور نحوية لا تيسر كلاما و لا

تسهل حديثا، بل تصعب الكلام و تعقده، و تحيله[(114ألغازا عسيرة الحل. )]

أي العاملين أولى بالتعليق في التنازع: بين النحويين اختلاف في أي " يقول ابن مضاء:

الفعلين أولى أن تعلق به الاسم الآخر، فاختيار البصريين الثاني للجوار، و اختيار الكوفيين للسبق، و

مذهب البصريين أظهر؛ لأنه أسهل، فإنه ليس إلا حذف ما تكرر في الثاني، أو إضماره الأول على

مذهبهم إن كان فاعلا. و التعليق بالأول فيه إضمار كل ما تكرر من متعلقات الأول في الثاني، و تأخير

المتعلقات بالأول بعد الثاني، و قد حملهم الجوار أن يقولوا )هذا جحر ضب خرب(( فيخفضون خرب و هو

[(115للجحر المتقدم.)] رأي ابن مالك:3

(9/269)

إن اختيار البصريين إعمال الثاني دون الأول، لسببين هما: كثرة الضمائر إذا أعملنا الأول، ثم تأخير

المتعلقات بالأول بعد الثاني، أي الفصل بين العامل و هو الفعل الأول و معمولاته بالفعل الثاني. و قد

لاحظ ابن مالك في شرحه على التسهيل أن إعمال [( و116الثاني هو الذي جاء كثيرا في كلام العرب،)] و لو لم " استدل على ذلك بقول سيبويه في التنازع:

تحمل الكلام على الآخر لقلت ضربت و ضربوني".)]قومك و إنما كلامهم: ضربت و ضربني قومك

117)] رأي أبي حيان:4

إن إعمال الأول قليل، و مع قلته " و يقول أبو حيان: لا يكاد يوجد في غير الشعر، بخلاف إعمال الثاني

فإنه كثير الاستعمال في النثر و النظم. و قد تضمنه القرآن المجيد في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: }

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ...{ ]النساء: [، و قوله تعالى: } آتوني أفرغ عليه قطرا{{176

[، و قوله جل و عز } هاؤم اقرءوا96]الكهف: [، و قوله أيضا } و أنهم ظنوا كما19كتابيه{ ]الحاقة:

[، و لو أعمل7ظننتم أن لن يبعث الله أحدا { ]الجن: الأول لجاءت الآيات الكريمة على هذا النسق: يفتيكم

فيها الكلالة، و آتوني أفرغه قطرا، و هاؤم اقرءوه [( ، بالإضمار118")]كتابيه، و أنهم ظنوا كما ظننتموه

على قاعدتهم. و يقول أبو حيان أيضا في تفسير البحر المحيط:

أعمل الثاني على الأفصح، و على ما جاء في القرآن،[(119و إعمال الأول لم يرد في القرآن لقلته. )]

رأي الرضي:5 و يقول الرضي: إعمال الثاني أكثر في كلام العرب

بالاستقراء. و كل ما جاء من أساليب التنازع في القرآن فإنما أعمل فيه الثاني و أهمل الأول، على ما

هو المختار عند البصريين و لو أعمل الأول لأضمر[(120في الثاني ما يطلبه عند الجميع. )]

رأي عباس حسن:6

(9/270)

باب )التنازع( من أكثر " يرى عباس حسن أنه يعد الأبواب النحوية اضطرابا، و تعقيدا، و خضوعا

لفلسفة عقلية خيالية. ليست قوية السند بالكلامالمأثور الصحيح، بل ربما كانت مناقضة له.

فأما الاضطراب فيبدو في كثرة الآراء و المذاهب".المتعارضة التي لا سبيل للتوفيق بينها أو التقريب

[(121)] يتجلى هذا في أن بعضها يجيز حذف المرفوع

و بعضها لا يجيز. و فريق يجيز أن يشترك كالفاعل،فعلان أو أكثر في فاعل واحد. و فريق يمنع.

و طائفة تبيح الاستغناء عن المعمولات المنصوبة، و عن ضمائرها. و طائفة تبيح حذف ما ليس عمدة الآن

أو في الأصل و فئة تحتم تقدير ضمير المعمول متأخرا في بعض الصور و فئة لا تحتم، فليس بين

أحكام التنازع حكم متفق عليه أو قريب من الاتفاق.[(122)]

و أما التعقيد فلما أوجبوه مما ليس بواجب، و لا شبه واجب، فقد حتموا أن يكون ضمير الاسم المتنازع فيه واجب التأخير عنه حينا في رأي كثرتهم فرارا

من الإضمار قبل الذكر، و متقدما حينا آخر إذا تعذر[(123تأخيره لسبب ما تخيلوه. )]

و لقد نشأ من مراعاة أحكامهم هذه أساليب بلغت الغاية في القبح، لا ندري: أ لها نظير في الكلام العربي، أم ليس لها نظير؟ كقولهم: )استعنت و استعان علي زيد به ( و )ظننت مطلقة و ظنتني

منطلقا هند إياها(

و )أعلمني و أعلمته إياه إياه زيد عمرا قائما ( و )أعلمت زيدا عمرا قائما إياه إياه( و هذا قليل من الأمثلة البغيضة التي لا يطمئن المرء أن لها نظائر

[(124في الأساليب المأثورة. )]

(9/271)

و أما الخضوع إلى الفلسفة العقلية الوهمية فواضح في عدد من مسائل هذا الباب، منها تحتيمهم التنازع في مثل: قام و ذهب محمد، حيث يوجبون أن يكون

الفاعل: )محمد( لأحد الفعلين، و أما فاعل الآخر فضمير، و لا يبيحون أن يكون لفظ )محمد( فاعلا

أن العوامل كالمؤثرات فلا يجوز اجتماع" لهما، بحجة عاملين على معمول واحد، و لا ندري السبب في منع

هذا الاجتماع مع إباحته لو قلنا: قام محمد و ذهب؛ فإن فاعل الفعل )ذهب( ضمير يعود على محمد

فمحمد في الحقيقة فاعل الفعلين؛ ولا يقبل غير[(125هذا. )]

من كل ما سبق يتبين ما اشتمل عليه هذا الباب من عيوب الاضطراب و التعقيد و التخيل الذي لا يؤيده

في ظننا الفصيح المأثور. و من سلامة الذوق الأدبي و حسن التقدير البلاغي الفرار من محاكاة الصور البيانية و أساليب التعبير

الواردة في هذا الباب و لو كان لها نظائر مسموعة؛ لقبح تركيبها، و غموض معانيها، و صعوبة الاهتداء

[(126إلى صياغتها الصحيحة.)][(127 رأي د. شوقي ضيف: )]7

(9/272)

لم يقف النحاة بباب التنازع عند صوره البسيطة التي عرفها سيبويه في الأبيات فقد مضوا يعرفونه في

الأفعال المتعدية إلى مفعولين فتقول في رأي ظننت و ظنوني شاخصا الزيدين" الكوفيين أي ظننت الزيدين شاخصين و ظنوني" شاخصين

و كذلك في الأفعال المتعدية إلى ثلاثة". شاخصا أعلمت و" مفاعيل، فتقول في رأي الكوفيين

أي" أعلمونيهم إياهم الزيدين العمرين منطلقين أعلمت الزيدين العمرين منطلقين و أعلمونيهم

إياهم. و معروف مما سبق أن البصريين لا يضمرون

المفاعيل مع الفعل الأول المتعدي إلى مفعولين أو ثلاثة مفاعيل. و توقف ابن مضاء بإزاء هاتين

الصورتين الكوفيتين للأفعال المتعدية إلى مفعولين و ثلاثة مفاعيل، و قال: رأيي و فيما شاكلهما أن كل ذلك لا يجوز؛ لأنه ليس له نظير في كلام العرب و لا جرى في لسانهم. و من قبله ذهب الجرمي كما ذكر

ذلك السيرافي في شرحه على سيبويه و الرضي في شرحه على الكافية إلى أنه لا يجوز إجراء التنازع في

الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة؛ لأن ذلك يخرج عن القياس، و إنما يستعمل التنازع فيما استعملته العرب و تكلمت به و ما لم تتكلم به

فمردود. و واضح مما سبق أن الأمثلة المستعملة في العربية

من هذا الباب هي خبر فعلى الكينونة كما يرى البصريون أو الحال كما يرى الكوفيون و قد يتنازع

الفعلان فاعلا أو مفعولا به كقوله } آتونى أفرغ عليه[96قطرا{ ]الكهف:

و قد يطلب أحد الفعلين الاسم على أنه فاعل و يطلبه الآخر على أنه مفعول به. و قد يطلبان جره

بالحرف كما في الآية الكريمة } يستفتونك قل الله[.176يفتيكم فى الكلالة ...{ ]النساء:

و تشهد كل هذه الأمثلة برجحان رأي سيبويه القائل بأن الثاني هو الذي يعمل في الاسم رفعا و نصبا و جرا و أنه استغنى عن الاسم في الفعل الأول لعلم

المخاطب به أو بعبارة أخرى حذف لدلالة السياقعليه.

(9/273)

و واضح مما سبق أن باب التنازع إنما هو من افتراضات البصريين و الكوفيين و أنه حري بأن

يحذف من النحو إذ يعرض صورا من التعبير لا تجري في العربية و لا نطق بها العرب لا هي و لا قواعد

الإضمار التي اجتلبت الأمثلة تطبيقا عليها. رأي محمد صلاح الدين مصطفى بكر:8

[(128تتلخص وجهة نظره في التنازع فيما يلي:)] أولا: ليس هناك تنازع بين الأفعال في هذه

المعمولات )الأسماء المرفوعة أو المنصوبة( فكل الأفعال موجهة للعمل في هذه الأسماء و لا داعي للقول بتقدير معمولات لكل فعل أو تقدير ضمائر

تعتمد عليها. ثانيا: لقد قال النحاة بحذف الفاعل في أبواب معينة،

و الفاعل له الأهمية الأولى دون سائر الأبواب جميعها عند النحاة فلماذا القول هنا بتقدير ضمائر

تعتمد عليها الأفعال التي لم نجد لها معمولات. ثالثا: لقد حاول النحاة بيان مذهبهم في مسألة

التنازع باختراع نصوص لا صلة لها باللغة العربية فصاحة و تعاملا مما يدل على أن المعالجة عقلية

خالصة ليست على أساس لغوي بمقدار ما هي مبنية على أمثلة متخيلة لتأييد وجهة نظر عقلية خالصة

تختلف من مذهب إلى مذهب نحوي آخر.

(9/274)

رابعا: ينبغي فهم الإسناد في التنازع في ضوء الأفكار اللغوية المحضة و عدم التقيد بالأفكار غير

اللغوية التي فرضت على النحو أن يتجه اتجاها بعيدا عن طبيعة اللغة . إن اللغة ليست كائنا حيا يخضع

لنواميس طبيعية ينبغي أن يسير عليها و لكن اللغة عرف اجتماعي بين اللغويين أي المتحدثين بلغة

معينة في بيئة معينة و في محيط اجتماعي معين إننا لا نقف لنسأل لماذا اتجهت اللغة هذا الاتجاه و لماذا

سارت إلى هذه الوجهة و لماذا لم يكن في ذلك الاتجاه. إن اللغة بعيدة كل البعد عن المنطق الذي

حاول النحاة مجتهدين إخضاعها له معتقدين أن في ذلك صلاحها و رسوخها. إن اللغة لا يهمها أن يكون

للفعل معمولان أو أكثر و لا يهمنا أن يكون المعمول راجعا لفعل واحد يمكن أن يكون له أكثر من معمول

فلا اشتغال و المعمولات يمكن أن ترجع إلى أكثر من فعل فلا تنازع. المهم أن يكون الإسناد صحيحا شكلا

و مضمونا.تعقيب و مزيد من المناقشة:

بعد تتبعي في القرآن الكريم و مظان اللغة العربية تبين لي أن باب التنازع باب أصيل، و أن مذهب

البصريين أسهل و أحسن و موافق تماما للقرآن الكريم حيث إن الأمثلة الواردة فيه تؤيد المذهب البصري في إعمال العامل الثاني في المعمول

المتنازع فيه، و أما مذهب الكوفيين فلا يتوافق مع القرآن الكريم ألبتة و إن كان قد يوافق بعض

الشواهد الشعرية و لكنها لقلتها لا تصل إلى درجةالقياس.

(9/275)

لقد ذهب الكسائي و أيده هشام بن معاوية الضرير هـ( و بعض المغاربة إلى أن الفاعل قد205)ت

يحذف على نحو ما يلقانا في باب التنازع في مثل )قام و قعد علي( ففي رأيهم أن لفظة )علي( فاعل للفعل الثاني و أن الفعل الأول حذف فاعله، حتى لا يكون هناك إضمار قبل ذكر الفاعل و يتضح ذلك أكثر في حالتي التثنية و الجمع، فمذهب سيبويه فيهما أن

يقال في التثنية )ضرباني و ضربت الزيدين( و في الجمع )ضربوني و ضربت الزيدين(. أما مذهب

الكسائي و هشام و بعض المغاربة فيقال في التثنية: )ضربني و ضربت الزيدين( و في الجمع )ضربني و

ضربت الزيدين( فتوحد الفعل الأول معهما لخلوه من الضمير و استشهد في ذلك ببعض الأشعار، و الذي

قاله الكسائي و من تبعه غير منطقي ؛ لأن الفاعل له الأهمية الأولى دون سائر الأبواب كلها عند

النحويين فلا يمكن حذفه. أنا لا أوافق على جميع ما قاله النحاة، بل أنتصر لما ذهب إليه أبو عمر الجرمي و ابن مضاء القرطبي أنه يمتنع التنازع في الأفعال المتعدية إلى مفعولين أو

ثلاثة مفاعيل، و أنه ينبغي أن يقتصر في الباب على السماع و القياس عليه دون الإتيان بصيغ معقدة

عسرة لم ينطق بها العرب و لا وقعت في أوهامهملما في ذلك من تكلف لصيغ لم تأت عن العرب.

أنا أؤيد ما ذهب إليه عباس حسن أن باب التنازع مضطرب مائج بسبب كثرة الآراء و المذاهب

المتعارضة التي لا سبيل إلى التوفيق بينها و لكني لا أؤيده في بعض العلل التي قدمها في مناقشته حيث

يقول: إن النحاة لا يبيحون أن يكون لفظ )محمد( فاعلا للعاملين كليهما في مثل قولنا: قام و ذهب

محمد، بحجة أن العوامل كالمؤثرات فلا يجوز اجتماععاملين على معمول واحد.

(9/276)

و هو مذهب الفراء الذي يجيز توجه عاملين إلى معمول واحد إذا كان موافقا، إن سلمنا بهذا و ألغينا

باب التنازع فما نقول في الصور الأخرى؛ لأنه قد يتنازع الفعلان فاعلا و مفعولا به، نحو: ) رآني و

رأيت الرجال( و قد يطلب أحد الفعلين الاسم على أنه مفعول به و الآخر على أنه فاعل، نحو: )رأيت و

رآني الرجال( و قد يطلبان جره بحرف الجر، نحو قوله تعالى: } اجتباه و هداه إلى صراط مستقيم{

[.121]النحل: و أما د. شوقي ضيف فقد ذكر آراء سيبويه و النحاة و ما قاله أبو عمر الجرمي و ابن مضاء ثم أعلن أن

باب التنازع إنما هو من افتراضات البصريين و الكوفيين و أنه حري بأن يحذف من النحو إذ يعرض صورا من التعبير لا تجري في العربية و لا نطق بها

العرب. هذا القول ليس مقنعا، و الأدلة التي قدمها ليست مرضية، سبق أن ذكرت أن الصور التي لم ترد عن

العرب تحذف من النحو، هذا لا يعني أننا نحذف الباب كله؛ لأن أمثلة التنازع قد وردت في التنزيل و في

كلام العرب فلا يمكن إنكارها. و أما محمد صلاح الدين مصطفى بكر فقد ذهب إلى

أنه ليس هناك تنازع بين الأفعال في المعمولات، الأفعال موجهة للعمل في هذه الأسماء، و هذا فكل

القول قد يكون مستساغا إذا كان العاملان يطلبان مرفوعا أو منصوبا و أما إذا كان الأول رافعا و الثاني ناصبا أو إذا كان الأول ناصبا و الثاني رافعا فلا يكون

مستساغا؛ لأن العاملين لا يمكن أن يتوجه إلىمعمول واحد في آن واحد.

الخاتمة :

(9/277)

أحمد الله العليم الحكيم الذي أعانني على اجتياز درب هذا البحث الوصفي التحليلي المحفوف

بالصعوبات؛ لأن مسائل باب التنازع غير المجلات في مظانها المختلفة تكاد تسيطر على كثير من مسائله.

و لقد مهدت لي هذا الدرب رغبة قوية دفعتني إلى اجتيازه كلما اعتراني الفتور، و يشفع لهذه الرغبة القوية أن هذا البحث يدور في فلك التنزيل. و من

المعلوم أن النص اللغوي العربي يتمثل في القرآن

الكريم و الحديث الشريف و الشعر و النثر؛ فالقرآن الكريم هو المنبع الأصيل بحيث لو استشهد الصرفي و النحوي استشهادا شاملا بنص قرآني لكانت كافية كلمة الصرف و النحو، و لجاءت القواعد موحدة و قد

توصل هذا البحث المتواضع إلى كثير من النتائج الجزئية المتناثرة في موضوعاته و سأكتفي بذكر أهم

هذه النتائج و هي على النحو التالي: اتضح من خلال البحث أن مصطلح )التنازع( قد1

ظهر في الوجود أول ظهوره في نهاية القرن السابع الهجري لدى ابن هشام الأنصاري على الرغم من أن

المفهوم كان واضحا لدى سيبويه في النصوص لا فيالعنوان.

إن تسمية التنازع كانت دقيقة و موفقة و منطقية؛2 لأن كل عامل من العوامل يطلب المعمول لنفسه و

كأنما يريد أن ينزعه من الآخر ليستأثر به. إن التعريفات التي استقرت في كتب النحو تنطلق3

من نقطة واحدة هي أن التنازع هو عبارة عن توجهعاملين أو أكثر إلى معمول واحد أو أكثر.

يجوز التنازع في التوسط و التقدم.4 لا يقع التنازع بين حرفين؛ لأن الحروف لا دلالة لها5

على الحدث حتى تطلب المعمولات كما لا يقع بين حرف و غيره من فعل و اسم . و لا يقع التنازع بين

عاملين جامدين؛ لأن التنازع يقع فيه الفصل بينالعامل و معموله

و الجامد لا يفصل بينه و بين معموله. و لا يمتنع التنازع في السببي المنصوب، نحو:6

) زيد ضرب و أكرم أخاه(. و لا يقع التنازع في الاسمالمرفوع بعد إلا على الصحيح.

(9/278)

إن التنازع قد يقع في الظرف و المفعول المطلق7 و المفعول معه و لا يقع في المفعول له و في

الحال و التمييز. و الكثير في التنازع الاقتصار على عاملين و8

معمول واحد، و لا يعرف في الأساليب القديمة الزيادة على أربعة عوامل و لكن لا مانع من الزيادة

عند وجود ما يقتضيها. بعد تتبعي في القرآن الكريم و مظان اللغة العربية9

تبين لي أن باب التنازع باب أصيل و أن مذهب

البصريين أسهل و أحسن و موافق تماما للقرآن الكريم حيث إن الأمثلة الواردة فيه تؤيد المذهب

البصري في إعمال الثاني في المعمول المتنازع فيه، و أما مذهب الكوفيين فلا يتوافق مع القرآن الكريم ألبتة و إن كان قد يوافق بعض الشواهد الشعرية و

لكنها لقلتها لا تصل إلى درجة القياس. يمتنع التنازع في الأفعال المتعدية إلى مفعولين10

أو ثلاثة مفاعيل، و ينبغي أن يقتصر في الباب على السماع و القياس دون الإتيان بصيغ معقدة عسرة لم

ينطق بها العرب. أظهر البحث أن دعوة بعض المحدثين إلى إلغاء11

باب التنازع لا تستند إلى أدلة مقنعة؛ لأن ظاهرة التنازع قد وردت في آيات قرآنية كثيرة و أشعار

العرب و كلام الفصحاء و لن يمكن إغفالها.الاقتراحات و التوصيات

أقدم الاقتراحات و التوصيات التالية: لقد ثبت من خلال البحث في القرآن الكريم و1

مظان اللغة أن باب التنازع باب أصيل، و لن يمكنإلغاؤها بناء على ما قدم بعض المحدثين.

إلغاء التنازع في الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين2 أو ثلاثة مفاعيل ؛ لأنها لم ترد في القرآن الكريم، و

لا في أشعار الشعراء و لا في كلام العرب. ينبغي أن ينظر في تيسير النحو كما ذكره بعض3

النحاة و ذلك لا يتم من خلال إلغاء الباب، لعله يتممن خلال الأمور التالية:

أ تشكيل لجنة خاصة تقوم بمراجعة كتب قواعد اللغةالعربية

(9/279)

و دراستها دراسة علمية متعمقة شاملة و تقوم بجمع رؤوس مسائل النحو في موطن واحد حتى لا يتيه

المتعلم و المتلقي في هذه الموضوعات المتفرقةفي أبواب شتى ثم تصنيفها تصنيفا ميسرا.

ب تطوير الدراسات النحوية على جميع المستوياتبغية تسهيل القواعد العربية و خاصة باب التنازع.

ج وضع مناهج عصرية لتدريس المواد النحوية د تبسيط أسلوب العرض ليتلاءم مع الطلبة و البعد عن

التعقيدات. هـ إنشاء مراكز خاصة لإعداد المعلمين و تدريبهم

على ضوء ما تصل إليه لجنة التطوير. و تكثيف التدريبات و التطبيقات و التمارين علىالصعوبات التي تكشف عنها الدراسات الحديثة.

ز دراسة الأساليب النحوية من خلال القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة و كلام العرب الفصحاء.

الهوامش والتعليقات

--- ، شركة مكتبة2[( ابن هشام : السيرة النبوية، ط1)]

مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده بمصر،.270: 1هـ، 1375

[( روي في إرشاد الأريب عن عبد الله بن2)].82: 1مسعود،

[( ابن جني: الخصائص، مطبعة دار الكتب3)].8: 2هـ، 1374المصرية، القاهرة،

.77: 1[( إرشاد الأريب: 4)] [( عبد المجيد عابدين: المدخل إلى دراسة النحو5)]

103م، ص: 1951العربي، مطبعة الشبكسي، مصر، و ما بعدها.

[( سيبويه: الكتاب، ت: عبد السلام محمد هارون،6)] هـ1408، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة، 3ط

.73: 1م، 1988 [( أبو حيان الأندلسي: تذكرة النحاة، ت: د. عفيف7)]

هـ1406، 1عبد الرحمن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط.337م، ص: 1986

[( ابن عصفور الإشبيلي: شرح جمل الزجاجي،8)]م،1971ت: صاحب أبو جناح، القاهرة،

1 :613. [( المبرد: المقتضب، ت: محمد عبد الخالق9)]

.112: 3عضيمة، عالم الكتب، بيروت، )د ت(، [( سابق الدين ابن يعيش الصنعاني: كتاب10)]

التهذيب الوسيط في النحو، ت: د. فخر صالح م،1991هـ 1411سليمان قدارة، دار الجيل، بيروت،

.400ص:

(9/280)

[( الزمخشري: المفصل في صنعة الإعراب، ت:11)] ،1علي بو ملحم، دار و مكتبة الهلال، بيروت، ط

.38م، ص1993

[( موفق الدين ابن يعيش: شرح المفصل، مكتبة12)].77: 1المتنبي، القاهرة:

[( ابن هشام الأنصاري: أوضح المسالك إلى13)] ألفية ابن مالك، ت: محمد محيي الدين عبد الحميد،

186دار الفكر، بيروت، لبنان، د: ، و انظر ابن عصفور186: 2[( المرجع نفسه: 14)]

، و خالد بن613: 1الإشبيلي: شرح جمل الزجاجي: عبد الله الأزهري: شرح التصريح على التوضيح، دار

.315: 1الفكر )د ت(: [( محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي:15)]

مختار الصحاح، المكتبة الأموية، بيروت، دمشق، مادة ، و انظر ابن منظور: لسان العرب، دار654نزع، ص:

، و محمد بن علي352: 8صادر، بيروت، مادة نزع: الصبان: حاشية الصبان، ترتيب مصطفى حسين

، و الخضري: حاشية الخضري97: 1أحمد، دار الفكر، .182، ص: 1398على شرح ابن عقيل، دار الفكر،

.73: 1[( سيبويه: الكتاب: 16)] [( ابن عصفور الإشبيلي: شرح جمل الزجاجي:17)]1 :613..112: 3[( المبرد: المقتضب، 18)] [( ابن يعيش الصنعاني: كتاب التهذيب الوسيط19)]

.400في النحو: ص: .77: 1[( ابن يعيش: شرح المفصل: 20)] [( ابن المعطي: شرح ألفية ابن المعطي، ت: د.21)]

هـ5-14، 1علي موسى الشوملي، مكتبة الخريجي، ط.651م، ص: 1985

[( ابن عقيل: شرح ابن عقيل، ت: محمد محيي22)] :2م، 1979هـ 1399الدين عبد الحميد، دار الفكر،

157..337[( أبو حيان الأندلسي: تذكرة النحاة: ص: 23)] [( ابن هشام الأنصاري: أوضح المسالك: ص:24)]

186. ، دار9[( عباس حسن: النحو الوافي، ط25)]

.187: 2المعارف، )د ت (، .187: 2[( المرجع نفسه: 26)] [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك27)]

.186: 2إلى تحقيق أوضح المسالك: [( ياسين بن زين الدين الحمصي: حاشية على28)]

، شركة مكتبة و2شرح الفاكهي لقطر الندى، ط

مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده بمصر،.90م، ص: ص: 1971 هـ 1390

(9/281)

[( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك:29)]2 :187. [( الأزهري: شرح التصريح، دار الفكر، )د ت (،30)]1 :318..318: 1[( المرجع نفسه: 31)].318: 1[( المرجع نفسه: 32)].318: 1[( المرجع نفسه: 33)] [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك:34)]2 :187..98، 97: 2[( الصبان: حاشية الصبان: 35)].318: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 36)] [( عبد القاهر الجرجاني: كتاب المقتصد في37)]

شرح الإيضاح، ت: د. كاظم بحر المرجان، منشورات وزارة الثقافة و الإعلام، الجمهورية العراقية،

.575: 1م: 1982 [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك:38)]2 :187..419: 2[( الأزهري: شرح التصريح: 39)].98: 2[( الصبان: حاشية الصبان: 40)] [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك:41)]2 :188..188: 2[( المرجع نفسه: 42)].188: 2[( المرجع نفسه: 43)].188: 2[( المرجع نفسه: 44)].188: 2[( المرجع نفسه: 45)].316: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 46)] [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة االسالك:47)]2 :189..317: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 48)].317: 1[( المرجع نفسه: 49)].317: 1[( المرجع نفسه: 50)].317: 1[( المرجع نفسه: 51)].175: 1[( الشاطبي: المقاصد الشافية: 52)].319: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 53)] [( رضي الدين الإستراباذي: شرح كتاب الكافية،54)]

م:1985هـ 1405دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1 :78. ، و انظر كتاب39[( ديوان امرئ القيس، ص: 55)]

،39، و الإنصاف: 158 :1، و الخزانة: 79: 1سيبويه: ، و81، و شرح قطر الندى: 417و مغني اللبيب:

.95، و شرح المفصل: 407الأشموني: .40، و الإنصاف: 78: 1[( من شواهد سيبويه: 56)] [( الأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف، ت:57)]

،13م، مسالة 1982محمد محيي الدين عبد الحميد، و ما بعدها.83ص:

(9/282)

، و شرح87: 1[( قد اسشهد كل من سيبويه: 58)] ، و الهمع:22: 3، و شواهد العيني: 78: 1المفصل:

.37، و ديوانه: 105: 2، و الأشموني: 66: 1 :1[( ابن المعطي: شرح ألفية ابن المعطي: 59)]

655. ،134، و شرح مشكلات الحماسة: 441[( ديوانه: 60)]

.615: 1و شرح جمل الزجاجي: .615: 1[( ابن عصفور الإشبيلي: شرح الجمل: 61)].613: 1[( المصدر نفسه: 62)].87: 1[( الأنباري: الإنصاف: 63)].348[( أبو حيان الأندلسي: تذكرة النحاة: 64)] ، و انظر كتاب سيبويه:844[( ديوان الفرزدق: 65)].42، و الإنصاف: 77: 1 :1، و انظر كتاب سيبويه: 7[( ديوان طفيل: 66)]

.43، و الإنصاف: 77 ، و الإنصاف:77: 1[( الشاهد في كتاب سيبويه: 67)]

44..89 87: 1[( الأنباري: الإنصاف: 68)].92: 1[( المصدر نفسه: 69)].76: 1[( سيبويه: الكتاب: 70)].79: 1[( المصدر نفسه: 71)].348[( أبو حيان: تذكرة النحاة: 72)].1:93[( الأنباري: الإنصاف: 73)].349[( أبو حيان: تذكرة النحاة: 74)].94: 1[( الأنباري: الإنصاف: 75)].349[( أبو حيان: تذكرة النحاة: 76)].350: 1[( المصدر السابق: 77)]

.79: 1[( سيبويه: الكتاب: 78)] ، و الشاهد321: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 79)]

، و حاشية201: 2أيضا يوجد في أوضح المسالك: .102: 1الصبان:

[( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة السالك:80)]2 :202. ، و303، و إصلاح المنطق: 332[( ديوانه: 81)]

، و شرح100: 17، و المخصص: 179: 2المقتضب: .619: 1جمل الزجاجي:

، الفراء: معاني41: 1[( سيبويه: الكتاب: 82)].129: 1القرآن:

.620: 1[( ابن عصفور: شرح جمل الزجاجي: 83)].321: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 84)].618: 1[( ابن عصفور: شرح الجمل: 85)].321: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 86)] و ما161: 2[( ابن عقيل: شرح ابن عقيل: 87)]

بعدها. ، و انظر الأزهري:163: 2[( المرجع نفسه: 88)]

، و ابن هشام: أوضح321: 1شرح التصريح: و ما بعدها.202: 2المسالك:

(9/283)

، و انظر163: 2[( ابن عقيل: شرح ابن عقيل: 89)].203: 2ابن هشام: أوضح المسالك:

[( البيتان من الشواهد التي لم نقف لأحد على90)] نسبتها لقائل معين، و استشهد بهما، ابن هشام في

، و163: 2، و ابن عقيل: 203: 2أوضح المسالك: .322: 1الأزهري في شرح التصريح:

.165: 2[( ابن عقيل: شرح ابن عقيل: 91)].165: 2[( المرجع نفسه: 92)].168 167: 2[( ابن عقيل: شرح ابن عقيل: 93)].189: 2[( عباس حسن: النحو الوافي: 94)] [( استشهد بهذا البيت ابن هشام في شذور95)]

و لم ينسب إلى قائل معين، و لم541الذهب، ص: أعثر له على ذكر في المصادر التي عدت إليها.

[( هامش من شذور الذهب.96)].316: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 97)] تسبحون و" [( الحديث أخرجه البخاري بلفظ:98)]

و" تحمدون و تكبرون خلف كل صلاة ثلاثا و ثلاثين

في السنن الكبرى للبيهقي بهذا اللفظ، و في صحيح مسلم جاء بلفظ: تسبحون و تكبرون و تحمدون.

، و سنن213: 1صحيح البخاري) ط دار الفكر(: ، و صحيح مسلم )ط:186: 2البيهقي )ط بيروت(:

.417: 8البابي الحلبي(: .547[( ابن هشام: شرح شذور الذهب: 99)].316: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 100)].316: 1[( المرجع نفسه: 101)] [( ابن مالك: شرح التسهيل، ت: عبد الرحمن102)]

:2، توزيع مكتبة الأنجلو المصرية، )د ت(، 1السيد، ط176.

.317: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 103)].316: 1[( المرجع السابق: 104)] [( محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة105)]

.191: 2االسالك: .1899: 2[( عباس حسن: النحو الوافي: 106)] [( ياسين بن زين الدين الحمصي: حاشية على107)]

، شركة مكتبة و مطبعة مصطفى2شرح الفاكهي، ط ::2م، 1971هـ 1390البابي الحلبي و أولاده بمصر،

90..91: 2[( المصدر نفسه: 108)] [( أبو حيان الأندلسي: تفسير البحر المحيط،109)].285: 5م، 1983هـ 1403، دار الفكر، 1ط.11: 5[( المصدر السابق: 110)] و ما315: 1[( الأزهري: شرح التصريح: 111)]

بعدها.

(9/284)

.79: 12[( سيبويه: الكتاب: 112)] ، دار3[( د. شوقي ضيف: المدارس النحوية، ط113)]

.114، ص: 1968المعارف بمصر، [( ابن مضاء القرطبي: كتاب الرد على النحاة،114)]

، ص:1982، دار المعارف، 3ت: د. شوقي ضيف، ط94 99. و ما بعدها.101[( المرجع نفسه: ص: 115)].168 167: 2[( ابن مالك : شرح التسهيل: 116)].76: 1[( سيبويه: الكتاب: 117)].170: 2[( ابن مالك: شرح التسهيل: 118)] :4، 127: 3[( أبو حيان: تفسير البحر المحيط، 119)]

339. و ما70: 1[( شرح الرضي على الكافية: 120)]

بعدها..201: 2[( عباس حسن: النحو الوافي: 121)].201: 2[( المرجع السابق: 122)].202 201: 2[( المرجع السابق: 123)].202: 2[( المرجع السابق: 124)].202: 2[( المرجع السابق: 125)].202: 2[( المرجع السابق: 126)] [( د. شوقي ضيف: تيسير النحو التعليمي127)]

، دار المعارف،2قديما و حديثا مع نهج تجديده، ط.113م، ص: 1986

[( محمد صلاح الدين مصطفى بكر: النحو128)] الوصفي من خلال القرآن، مؤسسة الصباح و مكتبة

و ما103م، ص: 1980هـ 1405النهضة العربية، بعدها.

المصادر و المراجع

القرآن الكريم مصحف المدينة المنورة، مجمع1هـ.1407الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،

ابن جني: الخصائص، مطبعة دار الكتب المصرية،2هـ.1374القاهرة،

كتاب الكافية في النحو، شرح رضي الدين محمد3 بن الحسن الإستراباذي، دار الكتب العلمية، بيروت،

م.1975 ابن عصفور الإشبيلي: شرح جمل الزجاجي، ت: د.4

م.1971صاحب أبي جناح، القاهرة، ابن عقيل: شرح ابن عقيل، ت: محمد محيي الدين5

م.1979هـ 1399عبد الحميد، دار الفكر، ابن مالك: شرح التسهيل، ت: عبد الرحمن السيد،6، توزيع مكتبة الأنجلو المصرية، )د ت(.1ط ابن مضاء القرطبي: كتاب الرد على النحاة، ت: د,7

م.1982، دار المعارف، 3شوقي ضيف، ط ابن المعطي: شرح ألفية ابن المعطي، ت: علي8

،1موسى الشوملي، الناشر مكتبة الخريجي، طهـ.1405

(9/285)

ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت،9م.1968هـ 1388

ابن هشام:10 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ت: محمد=

محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر للطباعة و النشر،بيروت، لبنان،

د ت(.) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ت: محمد محيي=

الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت،هـ1411م.1994

هـ1414شرح شذور الذهب، دار الفكر، بيروت، = م.1994

ابن يعيش: شرح المفصل، عالم الكتب، بيروت،11)د ت(.

ابن يعيش الصنعاني )سابق الدين محمد بن علي12 بن أحمد(: كتاب التهذيب الوسيط في النحو، ت: فخر

م.1991هـ 1411صالح قدارة، دار الجيل، بيروت، أبو حيان الأندلسي )محمد بن يوسف(:13 هـ1403، دار الفكر، 1تفسير البحر المحيط، ط=

م.1983 تذكرة النحاة، ت: عفيف عبد الرحمن، مؤسسة=

م.1986هـ 1406، 1الرسالة، بيروت، ط الأزهري)خالد بن عبد الله(: شرح التصريح على14

التوضيح، دار الفكر، )د ت(. الأشموني: شرح الأشموني على ألفية ابن مالك،15

فيصل عيسى البابي الحلبي، دار إحياء الكتب العربية،)د ت(.

الأنباري )كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن16 محمد بن أبي سعيد(: الإنصاف في مسائل الخلاف،

م.1982ت: محمد محيي الدين عبد الحميد، بكر )د. محمد صلاح الدين مصطفى(: النحو17

الوصفي من خلال القرآن الكريم، مؤسسة الصباح وم.1980هـ 1405مكتبة النهضة العربية،

حسن )عباس(: النحو الوافي، دار المعارف18بمصر، القاهرة، )د ت(.

الحلواني )د. محمد خير(: أصول النحو العربي،19م.1983الناشر الأطلسي، الرباط،

الحمصي )ياسين بن زين الدين(: حاشية على20

شرح الفاكهي لقطر الندى، شركة مكتبة و مطبعة ،2مصطفى البابي الحلبي و أولاده بمصر، ط

م.1971هـ 1390 الخضري: حاشية الخضري على شرح ابن عقيل،21

هـ .1398دار الفكر، الرازي )الإمام محمد بن أبي بكر عبد القادر(:22

مختار الصحاح، المكتبة الأموية، بيروت، دمشق، )دت(.

(9/286)

الزمخشري )أبو القاسم محمود بن عمر(:23 ،1المفصل في صنعة الإعراب، ت: علي بو ملحم، ط

م.1993دار و مكتبة الهلال، بيروت، سيبويه )أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر(:24

، الناشر مكتبة3الكتاب، ت: عبد السلام هارون، طم.1988هـ 1408الخانجي بالقاهرة،

صافي )محمود(: الجدول في إعراب القرآن و25 ،1صرفه و بيانه، دار الرشيد، دمشق، بيروت، ط

م.1990هـ 1411 الصبان )محمد بن علي(: حاشية الصبان على26

شرح علي بن محمد الأشموني لألفية ابن مالك،ترتيب مصطفى حسين أحمد، دار الفكر، )د ت(.

ضيف )د. شوقي(:27 ،2المدارس النحوية، دار المعارف بمصر، ط=

م.1968 تيسير النحو التعليمي قديما و حديثا مع نهج=

م.1986، دار المعارف، 2تجديده، ط عابدين )عبد المجيد(: المدخل إلى دراسة النحو28

م.1951العربي، مطبعة الشبكسي، مصر، عبد الباقي )محمد فؤاد(: المعجم المفهرس29

لألفاظ القرآن الكريم، دار الفكر للطباعة و النشر وم.1987هـ 1407التوزيع،

عضيمة )محمد عبد الخالق(: دراسات لأسلوب30القرآن الكريم، مطبعة حسان، )د ت(.

الغلاييني )مصطفى(: جامع الدروس العربية، ط31م.1973هـ 1393، المكتبة العصرية، بيروت، 12 أحمد يوسف نجاتي و: الفراء: معاني القرآن، ت32

محمد علي النجار، مطبعة دار الكتب المصرية،م.1955هـ 1374القاهرة،

المبرد )أبو العباس محمد بن يزيد(: المقتضب،33 ت: محمد عبد الخالق عضيمة، عالم الكتب، بيروت، )د

ت(. المرادي المعروف بابن أم قاسم: توضيح34

المقاصد و المسالك بشرح ألفية ابن مالك، ت: عبد ، مكتبة الكلية الأزهرية، )د2الرحمن علي سليمان، ط

ت(.

(9/287)

التدريس المصغر في ميدان تعليم اللغات الأجنبية وتطبيقه في برامج إعداد معلمي اللغة العربية

للناطقين بغيرهاد. عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي

الأستاذ المساعد بقسم تأهيل معلمي اللغة العربية -معهد تعليم اللغة العربية

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميةملخص البحث

التدريس المصغر: أسلوب من أساليب تدريب المعلمين، يمثل صورة مصغرة للدرس أو جزءا من

أجزائه أو مهارة من مهاراته، تحت ظروف مضبوطة، ويقدم لعدد محدود من المتعلمين أو المعلمين

المتدربين. يهدف البحث إلى التعريف بالتدريس المصغر، وذكر أنواعه ومراحله ومهاراته، وبيان أهميته في برامج إعداد معلمي اللغات الأجنبية، وتقديمه حلا لبعض

المشكلات التي يواجهها القائمون على هذه البرامج، ثم تقديم نموذج تطبيقي للتدريس المصغر في برامج

إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.

والتدريس المصغر أنواع، منها: التدريب المبكر على التدريس المصغر، والتدريب عليه أثناء الخدمة،

والتدريس المصغر المستمر، والتدريس المصغر الختامي، والتدريس المصغر الموجه، والتدريس

المصغر الحر، والتدريس المصغر العام، والتدريسالمصغر الخاص.

يقدم التدريس المصغر على مراحل، هي: الإرشاد والتوجيه، والمشاهدة، والتحضير للدرس، والتدريس،

والحوار والمناقشة، وإعادة التدريس، والتقويم،والانتقال إلى التدريس الكامل.

وللتدريس المصغر مهارات، من أهمها: مهارات التحضير ، ومهارات اختيار المواد التعليمية، ومهارات

التوزيع والتنظيم، ومهارات التقديم والتشويق والربط، ومهارات الشرح، ومهارات التعزيز، ومهارات الأسئلة والإجابات، ومهارات مراعاة مستوى الطلاب والفروق الفردية بينهم، ومهارات الحركة، ومهارات

استخدام تقنيات التعليم، ومهارات التدريبوالتقويم.

(9/288) وفي نهاية البحث قدم الباحث نموذجا مصغرا

لتدريس النحو لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، بدأ من المرحلة الثالثة )التحضير للدرس( وانتهى بالمرحلة السابعة )التقويم( وشمل جميع

المهارات في هذه المراحل.مقدمة :

انتشرت في العقود الثلاثة الماضية معاهد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في عدد من الجامعات

العربية. وكان الهدف من إنشاء هذه المعاهد - في الغالب - تعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين،

وإلحاقهم بكليات الشريعة والدعوة وأصول الدين [( . وقد افتتح في بعض هذه1واللغة العربية)]

المعاهد أقسام وبرامج لإعداد معلمي اللغة العربية [( ، يقدم2وتأهيلهم تأهيلا علميا وتربويا ومهنيا )]

للملتحقين بها عدد من المقررات في اللغويات النظرية واللغويات التطبيقية وعلم النفس والتربية

وتقنيات التعليم.

(9/289)

وإذا كانت المقررات النظرية مهمة لإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها إعدادا علميا؛ فإن التدريب

العملي لا يقل أهمية عن هذه المقررات. ولا شك في أن التدريب العملي الميداني على تدريس اللغة العربية والمواد الشرعية أثناء الدراسة، في فصول

حقيقية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ أفضل وسيلة لتدريب المعلمين على هذه المهنة، والتأكد

من تمكنهم من مهاراتها قبل دخولهم الميدان بعيدين عن الإشراف والتوجيه والتعزيز. بيد أن هذا

النمط من التدريب لا يتوفر في بعض أقسام إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ لأسباب

كثيرة، من أهمها: ندرة الفصول الكافية للتدريب، وغياب بعض المواد المراد التدرب عليها من المنهج

الذي يتدرب فيه المعلمون، وعدم ملاءمة وقت الدراسة للمعلمين المتدربين. وتلك مشكلة يعاني

منها المشرفون على هذه الأقسام وأساتذة التربية العملية فيها، مما يعد نقصا في التأهيل والتدريب.

لهذا يلجأ الأساتذة إلى توجيه طلابهم المعلمين إلى وسائل وأنشطة لا تعوض هذا النقص، ولا تقدم بديلا

عمليا عن هذا الجانب المهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إعداد معلمي اللغة العربية

للناطقين بغيرها يتطلب التدرب على عدد من المهارات والمهمات، وممارسة بعض الإجراءات

والأنشطة، ومناقشة بعض القضايا المهنية المهمة، التي يصعب تنفيذها أثناء التدريب العملي الكامل في فصول حقيقية أمام متعلمي اللغة العربية الناطقين

بغيرها، كالتسجيل التلفازي، وحضور الأستاذالمشرف، وتبادل الأدوار بين المتدربين ونحو ذلك.

لذا فإن الوسيلة الممكنة التي يرى الباحث أنها مفيدة لسد النقص في هذا الجانب المهم من إعداد

،Microteachingالمعلمين، هي التدريس المصغر الذي سوف يقدم في هذه الدراسة؛ ليكون مكملا للتدريب الميداني الحقيقي، لا بديلا عنه، إلا في

حالات الضرورة. وهذا النمط من التدريس له فوائد أخرى ربما لا تتوفر في التدريب على التدريس

الحقيقي الكامل.

(9/290)

أهداف البحث يسعى الباحث، من خلال هذا البحث، إلى تحقيق بعض الأهداف؛ النظرية والتطبيقية، التي يمكن

إيجازها في النقاط التالية: - التعريف بالتدريس المصغر وأنواعه ومراحله1

ومهاراته. - بيان مزاياه وأهميته في برامج إعداد معلمي2

اللغات الأجنبية. - تقديمه حلا لعدد من المشكلات التي يواجهها3

القائمون على برامج تعليم اللغات الأجنبية.

- تقديم نموذج تطبيقي للتدريس المصغر في برامج4إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.

أهمية البحث وضرورته هذا البحث يعالج مشكلة تتكرر كل عام، بل كل فصل دراسي من فصول برنامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهي قلة الفرص المتاحة للطلاب المعلمين للتدرب على مهارات تدريس اللغة العربية

في فصول حقيقية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، بالإضافة إلى حاجتهم إلى التدرب على

مهارات والقيام بمهمات وأنشطة يصعب ممارستهاأمام متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها.

وكثيرا ما تقيم الجامعات العربية والمنظمات الإسلامية دورات تدريبية قصيرة لأعداد كبيرة من

معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في مختلف دول العالم، فلا تجد الوقت الكافي لتدريبهم على

المهارات الأساسية من خلال التدريس الكامل. بناء على التجربة الميدانية والبحث النظري، يعتقد

الباحث أن التدريس المصغر أفضل وسيلة لحل هذه المشكلة، التي لا تقتصر على برامج إعداد معلمي

اللغة العربية، بل هي مشكلة عامة في تعليم اللغات الأجنبية، بما فيها تعليم اللغة الإنجليزية للناطقين

[( .3بغيرها)]

(9/291)

ويرى الباحث أن هذا البحث مهم لجميع العاملين في ميدان تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ أساتذة مشرفين ومعلمين متدربين؛ إذ لم يعثر على دراسة متكاملة ومفصلة في هذا الموضوع باللغة العربية،

تجمع بين النظرية والتطبيق؛ بالإضافة إلى ما يقدم في هذه الدراسة من مقترحات مهمة للاستفادة من التدريس المصغر في البحث العلمي في مجال تعليم

اللغات الأجنبية.ما التدريس المصغر؟

التدريس المصغر – بوجه عام - موقف تدريسي، يتدرب فيه المعلمون على مواقف تعليمية حقيقية

مصغرة تشبه غرفة الفصل العادي، غير أنها لا تشتمل على العوامل المعقدة التي تدخل عادة في

عملية التدريس. ويتدرب المعلم – في الغالب – على

مهارة تعليمية واحدة أو مهارتين، بقصد إتقانهما[( .4قبل الانتقال إلى مهارات جديدة)]

والتدريس المصغر في برامج تعليم اللغات الأجنبية : إجراء أو أسلوب منظم من أساليب تدريب المعلمين

على تدريس اللغة الهدف ، يمثل صورة مصغرة للدرس ، أو جزءا من أجزائه ، أو مهارة من مهاراته ،

تحت ظروف مضبوطة ؛ منظمة ومرتبة ، وعادة ما يقدم لعدد محدود من المتعلمين أو الزملاء من

[( .5المعلمين المتدربين)]

(9/292)

ويتضح من هذا التعريف أن المعلم المتدرب يمكن أن يصغر درسه من خلال التركيز على مهارة واحدة من مهارات التدريس، أو خطوة واحدة من خطواته، مع الاحتفاظ بالزمن والأنشطة المطلوبة لهذه المهارةه، في الحالات العادية. فقد يختار المتدرب، أو يوج

إلى التدرب على التمهيد للدرس، أو شرح قاعدة من قواعده، أو شرح عدد معين من المفردات الجديدة، أو إجراء تدريب قصير، أو تقويم أداء الطلاب في مهارة

معينة. وقد يكون التدريس موجها إلى التدرب على مهمة محددة، كإثارة انتباه الطلاب، وأسلوب طرح

الأسئلة عليهم، والإجابة عن استفساراتهم، وتصويب أخطائهم. يقوم المتدرب بهذه العملية مرة أو مرتين أو أكثر، ويحاول في كل مرة تلافي الأخطاء السابقة

أو التقليل منها، حتى يتقن هذه المهارة. فالتدرب على مهارة من هذه المهارات أو مهمة من

هذه المهمات إذن لا يستغرق كل الوقت المخصص للدرس، وإنما يتطلب جزءا يسيرا منه، يختلف حسب

طبيعة المهارة المراد التدرب عليها. فالتقديم للدرس مثلا لا يستغرق – في الغالب - أكثر من خمس دقائق،

وإجراء التدريب الواحد ربما لا يحتاج إلا إلى ثلاث دقائق، وإثارة انتباه الطلاب أو طرح السؤال أو

الإجابة عنه لا تحتاج إلا إلى دقيقة واحدة، أما شرح القاعدة فقد يتطلب مدة تتراوح ما بين خمس إلى

عشر دقائق.

(9/293)

بالإضافة إلى ذلك، فإن حجم الفصل يمكن تصغيره إلى أقل من عشرة طلاب، وهؤلاء قد يكونون طلابا

حقيقيين من متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها، وقد يكونون من زملاء المعلم المتدرب، الذين

يجلسون في مقاعد الدرس؛ يستمعون إليه، ويتفاعلون معه كما لو كانوا طلابا حقيقيين من متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها. والحالة

الثانية هي المتبعة غالبا في التدريس المصغر في [( ؛ لأن عدم توفر6برامج تعليم اللغات الأجنبية)]

الطلاب الحقيقيين، أو صعوبة التدرب أمامهم، من أهم أسباب اللجوء إلى التدريس المصغر، بالإضافة

إلى الاستفادة من الزملاء المعلمين في التعزيزوالنقد والمناقشة.

الخلفية التاريخية والنظرية للتدريس المصغر ظهر التدريس المصغر في أوائل الستينيات من

القرن العشرين، عندما كانت تطبيقات الاتجاه Behavioralالسلوكي في علم النفس

Psychologyهي المسيطرة على مناهج التعليم، بما فيها مناهج تعليم اللغات الأجنبية. وقد بدأ تطبيق

التدريس المصغر في العلوم التطبيقية في جامعة على يد دوايت ألنStanford Universityستانفورد

Dwight Allen [( ، وعرف7م)]1961 وزملائه عام ، ثم طبقStanford Approachبمذهب ستانفورد

University ofفي جامعة بركلي في كاليفورنيا California )Berkeley( .وقد عرف هذا النمط من

Theالتدريس آنذاك بنموذج العلم التطبيقي Applied Science Modelثم طبق بعد ذلك على ،

نطاق واسع في تدريب المهندسين والعاملين في[( .8المصانع وبرامج تدريب الجيش الأمريكي)]

(9/294)

وقد شاع استخدام هذا النمط من التدريس في برامج التربية العملية للمعلمين في التعليم العام في

الجامعات الأمريكية منذ ذلك التاريخ. ثم استخدم في بعض الجامعات الأوربية، وبخاصة البريطانية منها،

في بداية السبعينيات الميلادية، حيث استحدثت أنماط وأساليب جديدة، بل إن الجامعات البريطانية أقرت

التدريس المصغر واعتمدته جزءا أساسيا في عمليات

[( . ثم انتقل هذا النمط من9إعداد المعلمين)] التدريس إلى العالم العربي في منتصف السبعينيات

الميلادية، وطبق في كثير من جامعاته وكلياته، ونقلت بعض الكتب والدراسات الأجنبية إلى اللغة

[( ، ثم ألفت كتب أخرى باللغة العربية10العربية)] [( ، كما نشرت بعض البحوث والدراسات11نفسها)]

وعقدت ندوات في مجال تدريب المعلمين، تناول[( .12بعضها جوانب من التدريس المصغر)]

لقد قام هذا النموذج من التدريس المصغر على أساس من المفهوم السلوكي للتعلم من خلال تعديل

السلوك، كما هو عند رائد التعليم المبرمج ف سكنرB. F. Skinnerالذي يؤكد على أهمية التغذية ،

Immediate والتعزيز الفوري Feedbackالراجعة Reinforcementفي تعديل السلوك. وبناء على

ذلك؛ فإن المتدرب يحتفظ بالسلوك الصحيح، عندما يلقى تعزيزا إيجابيا من أستاذه أو من الحضور،

ويبتعد عن السلوك الخاطئ بناء على التعزيز السلبي، ويحسن من أدائه تدريجيا حتى يصل إلى

الأداء المطلوب. ولكي يضمن المتدرب الاستفادة من التغذية الراجعة والتعزيز لتحسين أدائه؛ ينبغي أن

تكون المهمة أو المهارة التي يتدرب عليها قصيرة قدر الإمكان. من هنا جاءت فكرة تقسيم الدرس إلى

أجزاء، ثم تقسيم كل جزء إلى مهارات أو مهمات قصيرة، يمكن التدرب عليها مرات عديدة حتى يتم

[( .13إتقانها)]

(9/295) غير أن هذا النموذج العلمي التطبيقي لم يكن مقبولا

بدرجة كافية لدى المهتمين بتعليم اللغات الأجنبية؛ لأن تعليم اللغة وتعلمها عملية معقدة ومتداخلة،

ينبغي أن ينظر إليها بوصفها وحدة متكاملة، لا ينفصل بعضها عن البعض الآخر. بل يرى بعض

الباحثين أن هذا النموذج، كما هو لدى جامعة ستانفورد، لم يطبق في برامج تعليم اللغات الأجنبية

[( . ولعل السبب في هذا14على نطاق واسع)] شعور اللغويين التطبيقيين بأن تعليم اللغة يختلف

عن تعليم مهارة منفصلة من مهارات العلوم الطبيعية أو التصميم الهندسي أو التصنيع أو

التشغيل، أو السلوك العسكري الموجه توجيها آليا

في كثير من الحالات. وبناء على ذلك ؛ طبق اللغويون التطبيقيون نموذجا

Theآخر عرف بالنموذج الانعكاسي التأملي Reflective Modelيقوم على فكرة أن التدريس ،

المصغر ينبغي النظر إليه بوصفه سلوكا مهنيا معرفيا يعكس كفاية المعلم، لا سلوكا آليا ناتجا عن المحاولة والخطأ وتعديل السلوك جزئيا نتيجة التغذية الراجعة والتعزيز. وقد استفاد أصحاب هذا النموذج من آراء

Vygotskyعالم النفس الروسي فيجوتسكي ونظراته السلوكية الجديدة حول التدريس بوجه عام

والتدريس المصغر بوجه خاص، تلك النظرات التي تربط التدريس بكل من البيئة الاجتماعية والثقافة

والمعرفة. يرى فيجوتسكي أن التدريس المصغر انعكاس طبيعي للتفاعل بين العوامل التاريخية

[( . فالتدريس15والثقافية والمعرفية لبيئة التعلم)] المصغر – في ضوء هذه النظرة - ليس سلوكا آليا ولا

عملية إبداعية في جميع الأحوال والظروف، وإنما يعتمد على البيئة التي تلقى فيها المعلم ثقافته

والأسلوب الذي نشأ عليه وتلقى فيه تدريبه.

(9/296)

ومنذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين، بدأ التدريس المصغر يظهر من جديد، لكن

بصورة غير الصورة السلوكية التقليدية التي كان عليها في الستينيات والسبعينيات. فقد بدأ اللغويون

Theالتطبيقيون يطبقونه من خلال الاتجاه المعرفي Cognitive Approach؛ انطلاقا من المقولة التي

ترى أن تغيير سلوك الفرد يتطلب التأثير على تفكيره واتجاهه نحو هذا السلوك أولا، ثم توجيهه إلى

السلوك المطلوب ثانيا. وبناء على ذلك؛ فإن التدريس المصغر يمكن أن يكون وسيلة لتغيير الاتجاه

نحو أساليب التعلم والتعليم، وبالتالي بناء اتجاهمعين نحو أساليب التدريس.

وأيا كان الأمر، فقد طبق التدريس المصغر، منذ نشأته في الستينيات من القرن العشرين حتى الآن،

في برامج تعليم اللغات الأجنبية في أنحاء مختلفة [( ، كما16من العالم، وبخاصة في أمريكا وبريطانيا)]

[( .17أنه لا يزال مطبقا في اليابان بشكل واسع)] بيد أن أوج انتشاره في الدول الغربية كان في

السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين؛ حيث أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في نهاية

الثمانينيات إلى أن ما يربو على ثمانين بالمائة من برامج تدريب معلمي اللغات الأجنبية في الغرب في ذلك الوقت كان يعتمد على التدريس المصغر. وكان

التدريس المصغر في بداية الأمر مقصورا على تدريب الطلاب المعلمين قبل تخرجهم، أي قبل العمل في

، ثم طبق فيPre-service Trainingالتدريس برامج تطوير مهارات المعلمين الذين هم على رأس

، بعد أن تبين أن لهIn-service Trainingالعمل فوائد في التدريب على مهارات جديدة، وتطوير

[( .18المهارات السابقة)]

(9/297)

وقد انتقدت بعض برامج التدريس المصغر لاعتمادها على التدريب الآلي الذي يعد تطبيقا للاتجاه السلوكي

التقليدي في علم النفس عندما كان مهيمنا على برامج التعليم في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. ولا شك في أن التعليم بوجه عام، وتدريب

المعلمين بوجه خاص، تدريبا آليا وفقا للنظرة السلوكية التقليدية فقط، منهج غير مقبول؛ لأن التعلم والتعليم سلوك وإبداع في آن واحد. ولعل

ارتباط التدريس المصغر أثناء نشأته بالاتجاهات السلوكية التقليدية كان سببا في النفور منه لدى

بعض التربويين ومعلمي اللغات الأجنبية. وقد انتقد التدريس المصغر أيضا لكونه عملية مصنوعة في كثير

من الحالات، وبخاصة عندما يكون الحضور من زملاءالمعلم المتدرب.

على الرغم من ذلك، فإن النماذج المطورة التي تلت المراحل الأولى جيدة جدا وصالحة للتطبيق، وبخاصة

في برامج تعليم اللغات الأجنبية، في ضوء الاتجاه المعرفي الذي ساهم أيضا في التقليل من الخطوات

والمراحل الآلية غير الضرورية، والمرتبطة بالنظرة السلوكية التقليدية نحو التعلم. ولا شك في أن

معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، في ضوء الظروف التي أشرنا إليها في موضع سابق، في

حاجة إلى التدريس المصغر وتطوير نماذج منه تتفقمع الاتجاهات الحديثة في تعليم اللغات الأجنبية.

الدراسات السابقة

(9/298)

بدأ الاهتمام بالتدريس المصغر في ميدان تعليم اللغات الأجنبية في منتصف الستينيات من القرن

العشرين، بيد أن الدراسات العلمية التي أجريت للتأكد من جدواه في إعداد معلمي اللغات الأجنبية لم

تبدأ إلا في نهاية الستينيات. وكان من أقدم هذه Diana Bartleyالدراسات دراسة أجرتها ديانا بارتلي

، في ضوء الاتجاه السلوكي لدى سكنر1969عام Skinnerian Concept of Behaviorالتي ،

Feedbackاستخلصت منها أن التغذية الراجعة من قبل الزملاء المعلمينReinforcementوالتعزيز

في التدريس المصغر – تقود إلى تغيير سلوك [( . ثم تلت19المتدرب تدريجيا نحو الأداء السليم)]

هذه الدراسة دراسات أخرى، كالدراسة التي أجراها [( ، والدراسة20م)]1973 عام McAleeseمكليز

عامGeorge Brownالتي قام بها جورج براون [( .21م)]1975

ثم أجريت دراسات مسحية جمعت مادتها من خلال استبانات وزعت على المتدربين من معلمي اللغات

الأجنبية والمشرفين على تدريبهم؛ لاستطلاع آرائهم حول التدريس المصغر، منها دراسة بوشان

Bhushan م، والتي أظهرت1976، التي نشرها عام نتائجها أن غالبية المعلمين المتدربين والمشرفين

على التدريب، الذين أجريت عليهم الدراسة، يرون أن التدريس المصغر من أهم الوسائل المهمة والمفيدة لتدريب معلمي اللغات الأجنبية وتعديل سلوكهم نحو

الأفضل.

(9/299)

وفي الثمانينيات أجريت دراسات أخرى في ضوء الاتجاه المعرفي في تعليم اللغات الأجنبية. من هذه

Floraالدراسات دراسة قامت بها فلورا أورتيز Ortiz م، حول استخدام الفيديو في1985 عام

التدريس المصغر لتدريب معلمي اللغات الأجنبية، وقد دلت نتائج الدراسة على أهمية التدريس المصغر

وفائدته إذا تم التحضير والتخطيط للدرس بشكل جيد، وساهم فيه المتدربون والحضور مساهمة

حقيقية. بيد أن هذه الدراسة أظهرت نتائج أخرى

مهمة، وهي أن التحضير للدرس المصغر لا يضمن النتائج المطلوبة، خلافا لما يعتقده السلوكيون، وأن

المتدربين يختلفون فيما بينهم في استراتيجيات التدريس والتعامل مع المشكلات التي تحدث في

غرفة الصف. تلت ذلك دراسات أخرى لم تقتصر على فوائد التدريس المصغر وحسب، وإنما اهتمت أيضا

بالأساليب والوسائل المتبعة في التدريس المصغر، Role Play in Languageكتبادل الأدوار

Teaching،واستخدام تقنيات التعليم الحديثة ، وبخاصة جهاز الفيديو، وأهمية ذلك كله في تطوير

برامج تدريب معلمي اللغات الأجنبية. فمن الدراسات التي اهتمت بالأساليب المفيدة في برامج التدريس

المصغر الدراسة التي قدمتها الاكساندرا جولبيوسكاAleksandra Golebiowskaلاجتماع الجمعية

العالمية لمعلمي اللغة الإنجليزية لغة أجنبية في م، وكانت الدراسة حول تبادل1988أدنبرا عام

الأدوار في برامج تدريب المعلمين الجدد من خلال [( . ومن الدراسات التي22التدريس المصغر)]

اهتمت بتقنيات التعليم في التدريس المصغر دراسة م، حول استخدام الفيديو في1985فلورا أورتيز عام

التدريس المصغر، والتي أشرنا إليها قبل قليل، وهناك دراسات أخرى مماثلة لا يتسع المقام للحديث

عنها في هذا الموضع.

(9/300)

بالإضافة إلى هذه الدراسات، نشر عدد من التقارير حول برامج التدريس المصغر في عدد من الدول

الغربية، وبخاصة في بريطانيا وأمريكا، بالإضافة إلى اليابان. من أهم هذه الدراسات وأوسعها الدراسة

عامJohn Stoddartالتي نشرها جون ستودارت م، عن برامج التدريس المصغر في بريطانيا1981

وبخاصة في برامج تعليم اللغة الإنجليزية للناطقين بغيرها. وقد شملت هذه الدراسة وصفا موجزا

لعشرات البرامج منذ نشأة التدريس المصغر في بداية الستينيات، وانتقاله إلى بريطانيا في

السبعينيات حتى الثمانينات، والدراسات التي أجريت[( .23حول هذه البرامج)]

وأجريت دراسات أخرى مشابهة لهذه الدراسة في

الولايات المتحدة الأمريكية، من أهمها تقرير حديث عامTessa Woodwardنشرته تيسا وودوارد

،Teacher Trainerم في عدد خاص من مجلة 1998 حوى عددا من البحوث والدراسات حول التدريس

المصغر من وجهات نظر مختلفة، وتطبيقات [( . وقريب من هذه الدراسة دراسة24متنوعة)]

Morganأخرى أجراها مورقان سيمبسون Simpson م، حول أهمية التدريس1998، عام

المصغر في برامج التربية العملية في المدارس[( .25الأمريكية)]

وقريب من هذه الدراسات والتقارير تلك الدراسة ، عامAsaji Yoneyamaالتي نشرها أساجي يونياما

م عن التدريس المصغر في برامج إعداد معلمي1988 اللغة الإنجليزية لغة أجنبية في اليابان. وقد جمعت

هذه الدراسة بين النظرية والتطبيق، كما تضمنت تقريرا شاملا عن تدريب معلمي اللغات الأجنبية في

الجامعات اليابانية، واستخدام تقنيات التعليم في[( .26الإعداد والتدريب)]

(9/301)

وعلى الرغم من ذلك، فإن ما كتب في اللغة العربية عن التدريس المصغر كان في مجالات التعليم العام

وحسب، وبخاصة تدريس العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية؛ حيث نقل بعض ما كتب في اللغة

[( ، وألفت بعض27الإنجليزية إلى اللغة العربية)] [( . كما نشرت بعض28الكتب باللغة العربية نفسها)]

البحوث والدراسات الميدانية في مجالات التعليم العام باللغة العربية مع الاهتمام – بوجه خاص -[( .29بتكنولوجيا التعليم في برامج إعداد المعلمين)]

أما في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فإن التدريس المصغر لم يحظ بالعناية الكافية، على الرغم من أهميته وممارسته عمليا في بعض برامج

[( .30إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها)] وقد نشرت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة

هـ كتابا أعده الأستاذ1418والعلوم )أيسيسكو( عام إسحاق محمد الأمين، تضمن منهج المنظمة لتدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأساسيات

طريقة التدريس والتربية العملية لدورات تدريب المعلمين. وقد استهل المؤلف كتابه بمدخل جيد إلى

التدريب والتربية العملية، أشار فيه باختصار شديد إلى التدريس المصغر في برامج تدريب معلمي اللغة

العربية، غير أن هذه الإشارة غير كافية للتعريف بالتدريس المصغر وأنواعه ومراحله، فضلا عن خلو

الكتاب من نموذج تطبيقي لهذا النمط من التدريس في برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين

[( .31بغيرها)] ولم يعثر الباحث على دراسة علمية تفصيلية، تبين

أهمية التدريس المصغر وأنواعه ومراحله، وتقدم نموذجا عمليا لتدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها. إن كل ما كتب عن التدريس المصغر في هذا

[( إلى أهمية32المجال لا يعدو الإشارات العابرة)] هذا النمط من التدريس في برامج إعداد معلمي اللغة

[( .33العربية للناطقين بغيرها)]أنواع التدريس المصغر

(9/302)

يختلف التدريس المصغر باختلاف البرنامج الذي يطبق من خلاله، والهدف من التدريب، وطبيعة

المهارة أو المهمة المراد التدرب عليها، ومستوى المتدربين، ويمكن حصر هذه التقسيمات في الأنواع

التالية:-Pre- التدريب المبكر )على التدريس المصغر( 1

service Training in Microteaching :وهو التدريس المصغر الذي يبدأ التدرب عليه أثناء

الدراسة، أي قبل تخرج الطالب وممارسته مهنة التدريس في أي مجال من المجالات. وهذا النوع

يتطلب من الأستاذ المشرف اهتماما بجميع مهارات التدريس العامة والخاصة؛ للتأكد من قدرة الطالب

على التدريس.-In- التدريب أثناء الخدمة )على التدريس المصغر( 2

service Training in Microteaching :وهذا النوع يشمل المعلمين الذين يمارسون التدريس ويتلقون –

في الوقت نفسه – تدريبا على مهارات خاصة لم يتدربوا عليها من قبل، ومن هذا القبيل تدريب

معلمي اللغة العربية الملتحقين في برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، الذين تخرجوا في أقسام اللغة العربية ومارسوا تدريسها للناطقين

بها.

(9/303)

Continuous- التدريس المصغر المستمر 3Microteaching :يبدأ هذا النوع من التدريس في

مراحل مبكرة من البرنامج، ويستمر مع الطالب حتى تخرجه. وهذا النوع غالبا ما يرتبط بمقررات ومواد

تقدم فيها نظريات ومذاهب، يتطلب فهمها تطبيقا عمليا وممارسة فعلية للتدريس في قاعة الدرس،

تحت إشراف أستاذ المادة. من ذلك مثلا التدرب على تدريس اللغة الثانية أو الأجنبية لأهداف خاصة

Teaching Foreign/Second Language for Specific Purposesكتدريس اللغة العربية لغة ثانية ،

من خلال محتوى مواد العلوم الشرعية؛ تطبيقا لمبدأ Content-Basedتدريس اللغة من خلال المحتوى

Instructionأحد المداخل المقترحة لتدريس اللغة ، الثانية لأهداف خاصة. ومن ذلك التمثيل التطبيقي

لطريقة من طرائق تدريس اللغات الأجنبية، كالطريقة الاتصالية مثلا، أو تطبيق أنشطة من

أنشطتها في موقف اتصالي معين، أثناء شرحهاداخل الفصل؛ لمزيد من التوضيح.

Final- التدريس المصغر الختامي 4Microteaching :وهو التدريس الذي يقوم المعلم

المتدرب بأدائه في السنة النهائية أو الفصل الأخير من البرنامج، ويكون مركزا على المقررات الأساسية،

كمقرر تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في برامج إعداد معلمي اللغة العربية مثلا، ومقرر تدريس

العلوم الشرعية أو السيرة النبوية للناطقين بغير العربية. وقد يدخل التدريس المصغر الاختباري ضمن

هذا النوع.

(9/304)

Directed- التدريس المصغر الموجه 5Microteaching :هذا النوع من التدريس يشمل

أنماطا موجهة من التدريس المصغر، منها التدريس ، وهوModeled Microteachingالمصغر النموذجي

الذي يقدم فيه المشرف لطلابه المعلمين أنموذجا للتدريس المصغر، ويطلب منهم أن يحذوا حذوه،

وهذا النوع غالبا ما يطبق في برامج إعداد معلمي اللغات الأجنبية الذين لما يمارسوا هذه المهنة بعد

Pre-Service Teachers .ومنها التدريس المعتمد على طريقة معينة من طرائق تدريس اللغات الأجنبية المعروفة؛ كالطريقة السمعية الشفهية، أو الطريقة الاتصالية ..، وقد ينطلق من مذهب من مذاهب تعليم

اللغات الأجنبية؛ كالمذهب السمعي الشفهي، أو المذهب الاتصالي، أو المذهب المعرفي. ومنها

التدريس المصغر الذي يعتمد فيه المتدرب على كتاب مقرر في البرنامج، ككتاب القراءة أو كتاب القواعد أو كتاب التعبير مثلا؛ حيث يختار جزءا من درس من

دروس الكتاب المقرر، ويحدد المهارة التي سوف يتدرب عليها، والإجراءات والأنشطة التي سوف يقوم

بها، ثم يعد درسه ويقدمه بناء على ذلك، وفي ضوء [(34الطريقة والإجراءات المحددة في دليل المعلم)]

. Undirected- التدريس المصغر الحر )غير الموجه( 6

Microteaching :هذا النوع من التدريس غالبا ما يقابل بالنوع السابق )الموجه(، ويهدف إلى بناء

الكفاية التدريسية، أو التأكد منها لدى المعلم، في إعداد المواد التعليمية وتقديم الدروس وتقويم أداء

المتعلمين، من غير ارتباط بنظرية أو مذهب أو طريقة أو أنموذج. وغالبا ما يمارس هذا النوع من

التدريس المصغر في البرامج الختامية أو الاختبارية. وقد يمارس في بداية البرنامج للتأكد من قدرة

المتدرب وسيطرته على المهارات الأساسية العامة في التدريس، أو يقوم به المتمرسون من المعلمين بهدف التدرب على إعداد المواد التعليمية وتقديمها

من خلال التدريس المصغر، أو لأهداف المناقشة[( .35والتحليل أو البحث العلمي)]

(9/305)

General- التدريس المصغر العام 7Microteaching :يهتم هذا النوع بالمهارات

الأساسية التي تتطلبها مهنة التدريس بوجه عام، بصرف النظر عن طبيعة التخصص، ومواد التدريس،

ومستوى الطلاب؛ لأن الهدف منه التأكد من قدرة المتدرب على ممارسة هذه المهنة. وغالبا ما يكون

هذا النوع من التدريس مقررا أو ضمن مقرر من المقررات الإلزامية للجامعة أو الكلية، وأحد متطلبات

التخرج فيها، وغالبا ما تقوم كليات التربية بتنظيم

هذا النوع من التدريب، ويشرف عليه تربويون [( . في هذا36مختصون في التدريب الميداني)]

النوع من التدريس يتدرب المعلمون على عدد من المهارات الأساسية، مثل: إثارة انتباه الطلاب للدرس

الجديد، ربط معلوماتهم السابقة بالمعلومات الجديدة، تنظيم الوقت، استخدام تقنيات التعليم،

إدارة الحوار بين الطلاب وتوزيع الأدوار بينهم، التحرك داخل الفصل، رفع الصوت وخفضه وتغيير

النغمة حسب الحاجة، حركات اليدين وقسمات الوجه وتوزيع النظرات بين الطلاب أثناء الشرح، ملاحظة

الفروق الفردية بين الطلاب ومراعاتها، أسلوب طرح السؤال على الطلاب وتوقيته، طريقة الإجابة عن

أسئلة الطلاب واستفساراتهم، أساليب تصويبأخطاء الطلاب، ونحو ذلك.

Specific- التدريس المصغر الخاص 8Microteaching :هذا النوع يهتم بالتدريب على

المهارات الخاصة بمجال معين من مجالات التعلم والتعليم؛ كتعليم اللغات الأجنبية، والرياضيات،

والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، لمجموعة معينة من الطلاب المعلمين المتخصصين في مجال

من هذه المجالات، في كلية أو قسم أو برنامج خاص. وقد يكون التدريب موجها إلى فئة من الطلاب ممن

لديهم ضعف أكاديمي أو نقص في التدرب علىمهارات معينة.

(9/306)

والواقع أن بعض الأنواع التي ذكرناها متداخلة ومتشابهة في المداخل والأهداف والإجراءات، بيد أن أهم هذه الأنواع أو التقسيمات وأشملها هو تقسيمها

إلى نوعين: التدريب العام، أي التدريب على المهارات العامة في التدريس، والتدريب الخاص على

مهارات خاصة بمجال معين، وبخاصة مجال تعليم اللغات الأجنبية؛ لأن كل نوع من الأنواع الستة الأولى

يمكن أن يدخل ضمن أحد النوعين الأخيرين؛ السابع والثامن. ونظرا لاهتمامنا في هذا البحث بتعليم اللغة

العربية للناطقين بغيرها؛ فإننا سوف نقتصر في الحديث على برنامج التدريس المصغر الخاص بمعلمي اللغات الأجنبية، الذي يهتم بالمهارات الخاصة بتعليم

اللغة الثانية أو الأجنبية، بعد أن تتوفر في المعلم

المهارات الأساسية للتدريس، وقد أشرنا إلى أن هذا النوع يمكن أن يشمل جميع الأنواع السابقة باستثناء

النوع السابع، وهو التدريس المصغر العام.مزايا التدريس المصغر وفوائده

التدريس المصغر تدريس تطبيقي حقيقي، لا يختلف كثيرا عن التدريب على التدريس الكامل؛ حيث يحتوي

على جميع عناصر التدريس المعروفة؛ كالمعلم، والطلاب أو من يقوم مقامهم، والمشرف،

والمهارات التعليمية، والوسائل المعينة، والتغذية والتعزيز، والتقويم. وإذا كانت بعض المواقف فيه مصنوعة، فإن فيه من المزايا ما لا يوجد في غيره

من أنواع التدريس العادية الكاملة، كالتغذية الراجعة والتعزيز الفوري والنقد الذاتي وتبادل الأدوار ونحو ذلك. وللتدريس المصغر فوائد ومزايا عديدة، لا في

التدريب على التدريس وحسب، بل في ميادين أخرى من ميادين التعلم والتعليم، كالتدريب على إعداد المواد التعليمية، وتقويم أداء المعلمين والطلاب،

وإجراء البحوث التطبيقية ... وفيما يلي بيان بأهم مزايا التدريس المصغر وفوائده في برامج تعليم

اللغات الأجنبية :

(9/307)

- حل المشكلات التي تواجه القائمين على برامج1 إعداد معلمي اللغات الأجنبية؛ بسبب كثرة المعلمين المتدربين أو نقص المشرفين، أو عدم توفر فصول

دراسية حقيقية لتعليم اللغة الهدف، أو صعوبة التوفيق بين وقت الدراسة ووقت المتدربين، أو

غياب المادة المطلوب التدرب عليها من برنامج تعليم[( .37اللغة الهدف)]

- توفير الوقت والجهد؛ حيث يمكن تدريب المعلمين2 في التدريس المصغر على عدد كبير من المهارات

الضرورية في وقت قصير، وعدم إهدار الوقت والجهد في التدريب على مهارات قد أتقنها

المعلمون من قبل، كما أن التدريس المصغر يقلل من الحاجة إلى تدريس كل متدرب جميع المهارات؛ لأن المشاهدة والمناقشة تفيد المشاهد مثلما تفيد

المتدرب. - تدريب المعلمين على عدد من مهارات التدريس3

المهمة، كالدقة في التحضير والتدريس، وتنظيم

الوقت واستغلاله، واتباع الخطوات المرسومة في خطة التحضير، واستخدام تقنيات التعليم بطريقة

مقننة ومرتبة، وبخاصة جهاز الفيديو، بالإضافة إلىاستغلال حركات الجسم في التدريس.

- تدريب المعلمين على إعداد المواد التعليمية4 وتنظيمها بأنفسهم؛ لأن التحضير للدرس المصغر

غالبا ما يحتاج إلى مادة لغوية جديدة يعدها المتدرب بنفسه، أو يعدل من المادة التي بين يديه؛ لتناسب

المهارة والوقت المخصص لها. - مناقشة المتدرب بعد انتهاء التدريس المصغر5

مباشرة، وإمكان تدخل المشرف أثناء أداء المتدرب، وإعادة التدريس، وبخاصة في حالة تدريس الزملاء

المتدربين. وتلك أمور يصعب تطبيقها في التدريسالكامل، وبخاصة في الفصول الحقيقية.

- اعتماد التدريس المصغر على تحليل مهارات6 التدريس إلى مهارات جزئية، مما يساعد على مراعاة

الفروق الفردية بين المعلمين، من خلال تدريبهم على عدد كبير من هذه المهارات التي قد تغفلها

برامج التدريب على التدريس الكامل.

(9/308)

- إتاحة الفرصة للمتدرب لمعرفة جوانب النقص7 والتفوق لديه في النواحي العلمية والعملية والفنية، من خلال ما يتلقاه من التغذية والتعزيز من المشرف والزملاء في مرحلة النقد، مما يتيح له تعديل سلوكه وتطويره قبل دخوله ميدان التدريس حيث لا نقد ولا تغذية ولا تعزيز، كما أنه يساعد على التقويم الذاتي

من خلال مشاهدة المتدرب نفسه على شاشةالفيديو.

- إتاحة الفرص للمتدربين لتبادل الأدوار بينهم،8 والتعرف على مشكلات تعليم اللغة الأجنبية وتعلمها عن قرب، وهي مشكلات المعلم والمتعلم، وذلك من

خلال الجلوس على مقاعد الدراسة، وتقمص شخصية المتعلم الأجنبي، والاستماع لمعلم اللغة الأجنبية،

والتفاعل معه، ثم القيام بدور المعلم وهكذا. )هذهالحالة خاصة بالتدريس للزملاء المتدربين(

- اختبار قدرات المعلمين المتقدمين للعمل في9 مجال تعليم اللغة للناطقين بغيرها؛ حيث يستطيع

المختبر اختيار المهارة أو المهارات التي يريد اختبار

المعلم فيها دون غيرها، مما يوفر له مزيدا من الوقت والجهد، كما أن التدريس المصغر مهم لتقويم

أداء المعلمين أثناء الخدمة، واتخاذ القرار المناسب بشأن استمرارهم في العمل أو حاجتهم إلى مزيد

من التدريب والتطوير. - الاستفادة منه في جمع المادة العلمية في10

الدراسات اللغوية التطبيقية في مدة أقصر من المدة التي يستغرقها جمع المادة في التدريس الكامل.

فمن خلال التدريس المصغر يستطيع الباحث رصد أثر تدريس مهارة واحدة أو عدد من المهارات على كفاية

المتعلم، كما يستطيع رصد أثر التغذية الراجعة والتعزيز بأنواعه على بناء كفاية المعلم في

التدريس، مع القدرة على ضبط المتغيرات الأخرى. - الربط بين النظرية والتطبيق؛ حيث يمكن تطبيق11

أي نظرية أو مذهب أو طريقة، تطبيقا عمليا في حجرة الدرس، أثناء الشرح أو بعده لمدة قصيرة، إذا

دعت الضرورة إلى ذلك.

مهارات التدريس المصغر

(9/309)

مهارات التدريس المصغر لا تختلف كثيرا عن مهارات التدريس الكامل، بيد أنه ينبغي النظر إلى التدريس

محددةSkillsالمصغر على أنه مهارة أو مهارات ومقننة، يقتنع بها المعلم، ويسعى إلى فهم أصولها

وقواعدها، ثم يتدرب عليها حتى يتقنها؛ لا مهماتTasksأو إجراءات عملية مؤقتة، يعدل فيها المتدرب

حتى يرضي أستاذه أو يقنع زملاءه. وفيما يلي بيان بأهم هذه المهارات، وما يندرج تحتها من مهارات

فرعية:- مهارات الإعداد والتحضير:1

أ- مناسبة خطة التحضير للزمن المخصص للدرس،وللمهارة المطلوبة.

ب- مناسبة المادة اللغوية لمستوى الطلابوخلفياتهم.

ج- صياغة الأهداف صياغة تربوية، تسهل عمليةالتدريس والتقويم.

- مهارات الاختيار:2 أ- اختيار المواد اللغوية والتدريبات المناسبة لمستوى

الطلاب وللوقت المحدد للدرس. ب- اختيار الأسئلة المفيدة والمناسبة لمستوى

الطلاب، وكذلك الإجابات عن استفساراتهم. ج- اختيار الوسائل التعليمية المحققة للأهداف، مع

قلة التكاليف وسهولة الاستخدام. د- اختيار الأنشطة المفيدة والمحببة للطلاب، كالحوار

والتمثيل وتبادل الأدوار. هـ- اختيار الواجبات المنزلية المرتبطة بمادة الدرس،

والمناسبة لمستوى الطلاب. و- اختيار مظهر أو مشهد من ثقافة اللغة الهدف؛ كأسلوب البدء في الكلام وإنهائه، وآداب استخدام

الهاتف، وطريقة الاستئذان لدخول المنزل أو الفصل، وتقديمها للطلاب بأسلوب واضح يمثل ثقافة

اللغة الهدف.- مهارات التوزيع والتنظيم:3

أ- توزيع الوقت بين المهارات والأنشطة بشكل جيد،وفقا لخطة التحضير.

ب- توقيت الكلام والسكوت والاستماع إلى كلام الطلاب والإجابة عن استفساراتهم وإلقاء الأسئلة

عليهم، وعدم استئثار المعلم بالكلام معظم الوقت. ج- توزيع الأدوار على الطلاب والنظرات إليهم بشكل

عادل، مع مراعاة ما بينهم من فروق فردية. د- تنظيم الوسائل المعينة بشكل جيد، واستخدامها

في الوقت المناسب فقط.

(9/310)

- مهارات التقديم والتشويق والربط:4 أ- التقديم للدرس في مهارة محددة )فهم المسموع

– الكلام – القراءة - الكتابة( ولمستوى معين)المبتدئ – المتوسط - المتقدم(.

ب- إثارة انتباه الطلاب وتشويقهم للدرس الجديد، وربط معلوماتهم السابقة بالمعلومات الجديدة، مع

مراعاة مستوياتهم في اللغة الهدف. ج- المحافظة على حيوية الطلاب وتفاعلهم مع

الموضوع طوال الدرس. د- ربط ما تعلمه الطلاب في الدرس بالحياة العامة،

كتقديم موقف اتصالي طبيعي من خلال ما قدمللطلاب في الدرس من كلمات وعبارات وجمل. هـ- تشويق الطلاب للدرس القادم، وتشجيعهم

للتفكير فيه والاستعداد له.- مهارات الشرح والإلقاء:5

أ- وضوح الصوت، والطلاقة في الكلام، والدقة فيالتعبير.

ب- رفع الصوت وخفضه، وتغيير النغمة الصوتية،والتكرار عند الحاجة.

ج- بيان معاني الكلمات والعبارات الجديدة في النص المقروء أو المسموع، عن طريق الشرح أو التمثيل

أو تقديم المرادف أو المضاد. د- التفريق بين الكلمات الحسية والمفاهيم المجردة،

مع مراعاة مستوى الطلاب وخلفياتهم السابقة عنهذه الكلمات.

هـ- شرح القاعدة الجديدة، وربطها بالقواعد السابقة، وطريقة استنباطها من النص، والقدرة على تلخيصها بأسلوب مفهوم ومناسب لمستوى

الطلاب.- مهارات التعزيز:6

أ- القدرة على حفظ أسماء الطلاب، ومناداة كلطالب باسمه الذي يحب أن ينادى به.

ب- استعمال عبارات القبول والمجاملة التي تشجع المصيب، وتشعر المخطئ بخطئه بطريقة غير

مباشرة.- مهارات الأسئلة والإجابات:7

أ- اختيار السؤال والوقت المناسب لطرحه، واختيار كلماته وعباراته التي تناسب مستوى الطلاب

وتفيدهم في الدخل اللغوي. ب- صياغة السؤال صياغة سليمة وموجزة، والتأكد

من فهم الطلاب له.ج- تنويع الأسئلة من حيث الطول والعمق والابتكار.

(9/311)

د- الإجابة عن سؤال الطالب؛ إجابة موجزة أو كاملة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من قبل المعلم أو

أحد الطلاب، والوقت المناسب لذلك.- مراعاة مستوى الطلاب:8

أ- مراعاة المعلم لمستوى الطلاب في طريقةالنطق، وسرعة الحديث أثناء الشرح.

ب- استعمال الكلمات والعبارات والجمل والنصوص المناسبة لهم، والتي تقدم لهم دخلا لغويا مفهوما

يفيدهم في اكتساب اللغة الهدف. ج- التفريق بين الأخطاء والمشكلات التي تتطلب

معالجة في الحال والأخطاء والمشكلات التي يمكنتأجيلها إلى مراحل لاحقة.

د- التفريق بين الموضوعات النحوية والصرفية التي يجب شرحها بالتفصيل والموضوعات التي ينبغي أن

تقدم على مراحل.- مراعاة الفروق الفردية:9

أ- القدرة على ملاحظة الفروق الفردية بين الطلابفي الخلفيات اللغوية والثقافية والاجتماعية. ب- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في

الاستيعاب والإنتاج وقدراتهم على التفاعل مع المعلم والزملاء، وظهور ذلك في حركات المعلم

داخل الفصل، وطرح الأسئلة عليهم، وتقبلإجاباتهم، وتحمل أخطائهم.

ج- مراعاة الفروق الفردية في تصويب الأخطاء؛ تصويبا مباشرا أو غير مباشر؛ من قبل المعلم أو أحد

الطلاب، والوقت المناسب لذلك. د- الاستفادة من ذلك كله في تقسيم الفصل إلى

مجموعات متعاونة، يستفيد كل عضو منها منمجموعته ويفيدها.

- مهارات الحركة:10 أ- التحرك داخل الفصل؛ أمام الطلاب، وبين الصفوف

والممرات، وفي مؤخرة الفصل، بطريقة منظمةوهادئة.

ب- تغيير النشاط أثناء التدريس، أي الانتقال من مهارة إلى أخرى؛ كالانتقال من الاستماع إلى الكلام،

ومن الكلام إلى القراءة، ومن القراءة إلى الكتابة. ج- توزيع الأدوار بين الطلاب وإدارة الحوار بينهم، وبخاصة أسلوب الالتفات والانتقال من طالب إلى

آخر. د- استخدام حركات اليدين وتغيير قسمات الوجه أثناء

الشرح بشكل جيد ومعتدل، وتوزيع النظرات إلىالطلاب حسب الحاجة.

(9/312)

هـ- استخدام التمثيل بنوعيه؛ المسموع والصامت، وممارسة ذلك في التدريس بطريقة معتدلة؛ تناسب

الموقف.

- مهارات استخدام تقنيات التعليم:11 أ- تحديد الوسيلة التعليمية المناسبة لكل مهارة،

وكيفية استخدامها، والهدف منها. ب- تحضير الوسيلة وتنظيمها بشكل جيد، ثم عرضها

في الوقت المناسب. ج- قدرة المعلم على إعداد الوسائل بنفسه، مع

البساطة وقلة التكاليف. د- الاعتدال في استخدام الوسائل التعليمية؛ بحيث لا

تطغى على محتوى المادة اللغوية، أو تشغل المعلمأو الطلاب.

- مهارات التدريب والتقويم:12 أ- إجراء التدريب في مهارة أو نمط لطلاب في

مستوى معين، مع القدرة على ربط ذلك باستعمالاللغة في ميادين مختلفة.

ب- تقويم الطلاب في المهارة المقدمة، وتحديدمواطن القوة ومواطن الضعف فيها لدى الطلاب.

ج- ربط التقويم بالأهداف السلوكية المرسومة فيخطة التحضير.

مراحل التدريس المصغر:المرحلة الأولى: الإرشاد والتوجيه

(9/313)

مرحلة الإرشاد والتوجيه هذه مسؤولية الأستاذ المشرف على التدريب أو أستاذ المقرر الذي يطبق

[( . يبدأ المشرف38من خلاله التدريس المصغر)] هذه المرحلة بتوجيهات عامة وشاملة تقدم لجميع

المتدربين في الفصل، شفهيا أو تحريريا، ويفضل أن يكتفي بتقديم الخطوط العامة؛ لأن إغراق المتدربين بالتفصيلات الجزئية قد تربكهم أو تقلل من إبداعهم،

ويستثنى من ذلك المهارات والمهمات التي ينبغي الاهتمام بها بشكل خاص. وغالبا ما تبنى هذه التعليمات على ما قدم للمتدربين من نظريات

واتجاهات ومذاهب في المواد النظرية المقررة. وقد تقدم لهم هذه التوجيهات بطريقة غير مباشرة؛ في

شكل نماذج يقوم المشرف بأدائها عمليا أمام المتدربين، أو يستعين بمعلمين مهرة، أو يعرض

عليهم درسا مسجلا على شريط فيديو، ثم يناقشهم في نقاط القوة ونقاط الضعف فيما شاهدوه، ويفضل أن يقدم لهم عددا من الدروس الحية

والمسجلة بأساليب مختلفة وإجراءات متنوعة. وقد يرشد المشرف طلابه إلى قراءة ما كتب حول إعداد

التدريس المصغر وتنفيذه، إن وجد شيء من ذلك في اللغة الهدف، أو كانوا قادرين على قراءته بلغة

أجنبية. ويفضل أن يقدم لهم جدولا للملاحظة يحتوي على قائمة بالمهارات والمهمات والأنشطة التي

ينبغي أن يراعيها المعلم، ويطالبهم بالاحتفاظ بها [( . وعلى39أثناء المشاهدة والحوار والنقد)]

المشرف أن يوضح لطلابه أثناء التوجيه أن الهدف من هذه النماذج هو الاستئناس بها، لا الاقتصار عليها ومحاكاتها بطريقة آلية، كما أن عليه أن يشجع طلابه

على الإبداع ويدربهم عليه.

(9/314)

ولا شك في أن طريقة الإرشاد والتوجيه ومدتها تختلف باختلاف مستويات المتدربين، وخبراتهم

السابقة في التدريس، وخلفياتهم اللغوية والعلمية، والوقت المخصص للتدريب. فالمبتدئون الذين لم

يسبق لهم ممارسة مهنة التدريس من قبل يحتاجون إلى إرشاد مكثف في المهارات العامة، بالإضافة إلى

المهارات الخاصة بتعليم اللغة الثانية، كما يحتاجون إلى مشاهدة عدد من الدروس الحية أو المسجلة.

والذين مارسوا مهنة التدريس للناطقين باللغة، لا يحتاجون إلا إلى التذكير بالمهارات الأساسية العامة،

مع الاهتمام بالمهارات الخاصة بتعليم اللغة الثانية. أما الذين لديهم خبرة في ميدان تعليم اللغة الثانية، فلا يحتاجون إلى مزيد من التوجيه والمشاهدة، بل يكتفون بما تعلموه في الدروس النظرية. ولا شك

أيضا أن المتدربين يتفاوتون في القدرات والاستفادة من الخلفيات السابقة في التدريس ومن الدروس

النظرية الأكاديمية، حتى داخل الفئة الواحدة، والمشرف وحده هو القادر على التمييز بينهم، ومعرفة من يحتاج منهم إلى مزيد من الإرشاد

والتوجيه والمشاهدة، حسب ما يسمح به الزمنالمخصص لهذه المرحلة.

(9/315)

وعندما يبدأ التدريب العملي، يحدد المشرف لكل متدرب المهارة التي ينبغي أن يتدرب عليها، وقد يختارها المتدرب بنفسه، ثم يقدم المشرف إليه المعلومات والتعليمات اللازمة للتحضير للدرس،

ويبين له الأساليب والإجراءات والأنشطة التي ينبغي أن يقوم بها. هذه المعلومات والتعليمات يمكن أن

تقدم شفهيا، ويمكن أن تسلم للمتدرب مكتوبة؛ موجزة أو مفصلة. وعلى المشرف أن يكون مستعدا

لمساعدة الطالب وتقديم المشورة له أثناء مرحلة الإعداد والتخطيط والتحضير، وقد يستمع إلى أدائه

التجريبي على انفراد قبل تقديمه، ويقترح عليه التعديلات التي يراها. وعندما يشعر المشرف أن الطالب بحاجة إلى مزيد من الاطلاع والمشاهدة،

يمكن أن يقترح عليه مزيدا من القراءة، وقد يسلمه نسخة أو نسخا من أشرطة الفيديو لمزيد من

المشاهدة.المرحلة الثانية: المشاهدة

هذه المرحلة مكملة للمرحلة السابقة، مرحلة الإرشاد والتوجيه؛ حيث تتداخل معها في كثير من الحالات

والمواقف، بل إن بعض خطوات التوجيه والإرشاد قد تكون أثناء المشاهدة أو قبلها أو بعدها بقليل.

والمشاهدة غالبا ما تتم على مرحلتين: المشاهدة المبدئية التي تهدف إلى إطلاع المتدربين على ما يجري في فصول تعليم اللغة الهدف، والمشاهدة التدريبية النقدية التي يقوم بها المتدربون للنقد والحوار والتعزيز. وفي كلتا المرحلتين ينبغي أن

تكون المشاهدة منظمة وموجهة إلى مهارات ومهمات وأنشطة محددة، وقد يستعين المشاهدون

بنماذج مكتوبة تحتوي على المهارات والأنشطةالمطلوب ملاحظتها ونقدها.

(9/316)

والمشاهدة قد تكون حية في فصول دراسية حقيقية، وقد تكون مسجلة على شريط فيديو من

دروس حية أو مسجله لأغراض التدريب. ولكل حالة مزايا وعيوب، ومن الأفضل الجمع بينهما؛ حيث يبدأ

المتدربون في المشاهدة الحية في فصول تعليم اللغة إن أمكن ذلك، ثم ينتقلون إلى مشاهدة

الدروس المسجلة. وقد أظهرت الدراسات التي

أجريت في هذا الموضوع أن استخدام التسجيل أفضل من المشاهدة الحية في الفصل لمرة واحدة

[(40أو مرات محدودة، وبخاصة مع المتدربين الجدد)] . كما أثبتت الممارسة العملية أن مشاهدة التدريس المصغر المسجل على شريط فيديو يفوق الدروس المشاهدة في الفصل فقط؛ لأسباب كثيرة، منها:

توفير الوقت والجهد، وسهولة اختيار المواقف المراد مشاهدتها، وتنويع المهارات والتحكم في

الأنشطة، وإمكان المناقشة أثناء المشاهدة، بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية بين المتدربين؛ حيث يستطيع كل متدرب مشاهدة الدرس وحده، وفهم النقاط التي أثيرت في الحوار، وتحسين أدائه بناء

[( .41على ذلك)] ومن الأفضل أن يحضر المشرف المشاهدة، وبخاصة مع المتدربين الجدد، سواء أكانت المشاهدة حية أم مسجلة؛ لإرشادهم وتوجيههم نحو الاستفادة منها، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم. وإذا لم يكن

لدى المشرف وقت كاف لحضور جميع الدروس، بسبب كثرة المتدربين، فمن الأفضل تقسيمهم إلى

مجموعتين أو ثلاث مجموعات، يجلس مع كل مجموعة جزءا من الوقت، وينيب عنه مساعده أو أحد النابهين

من المعلمين، وقد يتعمد التغيب عن المشاهدة أحيانا، ويتركهم يديرون الدروس والحوارات

بأنفسهم؛ لطمأنتهم، وزرع الثقة في نفوسهم. وفي حالة استخدام الدروس المسجلة على شريط

فيديو، ينبغي عرض بعض مواقف التدريس غير المرغوب فيها، على أن تكون قليلة قدر الإمكان، وألا

تقدم في بداية المشاهدة، وبخاصة أمام المتدربين الجدد، مع ضرورة التنبيه عليها، وتقديم المواقف

البديلة الصحيحة.

(9/317)

وقد لوحظ أن التسجيل قد ينتج عنه مشكلات معينة لدى بعض المتدربين، غير أن معظم هذه المشكلات

[( . ولتلافي بعض هذه42تزول بعد فترة قصيرة)] المشكلات؛ ينصح بالتدريب على التسجيل ومشاهدة المتدرب نفسه على الشاشة قبل التسجيل الأخير،

لأن بعض المتدربين قد ينشغلون للمرة الأولى بالصورة ويهتمون بها على حساب التدريس، وبخاصة

من لم يمارسوا ذلك ولم يروا أنفسهم في الشاشةمن قبل.

وإذا لم تتوفر الأجهزة اللازمة، ولم تتح فرص للمشاهدة الحية؛ فإن المشرف نفسه يمكن أن يقوم

بعرض نماذج حية لكل مهارة أو موقف أو مهمة، ويمكن أن يستعين ببعض المعلمين القادرين على

تنويع المواقف والأنشطة حسب المهارة المطلوبة.المرحلة الثالثة: التحضير للدرس

بعد أن يقدم الأستاذ المشرف لطلابه النموذج الذي ينبغي أن يحتذى أو يستأنس به، ويمدهم بالمعلومات الضرورية، ويتيح لهم فرص المشاهدة؛ تبدأ مسؤولية

المعلم المتدرب في التحضير لدرسه. والتحضير للدرس المصغر يختلف من حالة إلى أخرى، لكنه غالبا

ما يحتوي على العناصر التالية: - تحديد المهارة أو المهارات المراد التدرب عليها1

وممارستها. - تحديد أهداف الدرس الخاصة والسلوكية، وكيفية2

التأكد من تحققها. - تحديد الأنشطة التي سوف يتضمنها الدرس، سواء3

أنشطة المعلم، كالتقديم للدرس، والشرح، وطرح الأسئلة، والتدريب والتقويم؛ أو أنشطة الطلاب،

كالإجابة عن الأسئلة، وتبادل الأدوار، والكلاموالقراءة والكتابة.

- تحديد مدة التدريس، وتوزيع الوقت بين المهمات4والأنشطة بدقة.

- تحديد مستوى الطلاب، إن كانوا من الزملاء5 المتدربين، ومعرفة مستواهم إن كانوا من الطلاب

المتعلمين. - إعداد المادة اللغوية المطلوبة، أو اختيارها من6

مواد أو كتب مقررة، مع ذكر المصدر أو المصادر التياعتمد عليها المتدرب.

- الإشارة إلى الطريقة التي اعتمد عليها، والمذهب7 الذي انطلق منه في التحضير للدرس، مع ذكر

[( .43المسوغات لذلك)]

(9/318)

- تحديد الوسائل التعليمية التي سوف يستعين بها7 المتدرب، وبيان المسوغات لاستخدامها، والأهداف

التي سوف تحققها.

- تحديد أدوات التقويم وربطها بأهداف الدرس.8 ومن الأفضل تحديد الزمن الذي يستغرقه التحضير للدرس المصغر، والالتزام به قدر الإمكان، وتدريب

المعلمين على ذلك؛ لأن هذا مما يساعدهم في تنظيم الوقت أثناء التحضير للدرس الكامل فيما بعد؛ إذ ليس من المعقول أن يمضي المتدرب ساعات عدة

لتحضير درس لا يستغرق تقديمه سوى بضع دقائق، ولو كان الأمر كذلك لاستغرق تحضير الدرس الكامل

عددا من الأيام، وهذا أمر غير ممكن. وإذا اشترك في الدرس الواحد أكثر من متدرب، فينبغي توزيع

مسؤولية التحضير بينهم، كل فيما يخصه. وقد تقوم المجموعة المتدربة، المشتركة في درس واحد،

بممارسة بعض الأنشطة وتجريبها وتبادل الأدوار في ذلك أثناء التحضير، أي قبل عرض الدرس في الفصل أمام الأستاذ المشرف؛ لتخفيف التوتر وإزالة الرهبة،والتأكد من توزيع المهمات حسب الوقت المحدد لها.

المرحلة الرابعة: التدريس هذه هي المرحلة العملية التي يترجم فيها المتدرب

خطته إلى واقع عملي؛ حيث يقوم بإلقاء درسه حسب الخطة التي رسمها، والزمن الذي حدده

لتنفيذها. وهذه المرحلة تشمل كل ما وضع في خطة الدرس، من مهارات وأنشطة، وعلى المتدرب أن

يتنبه للوقت الذي حدده لنفسه؛ بحيث لا يطغى نشاط على آخر، ولا يخرج عن الموضوع الأساس إلى

موضوعات أو قضايا جانبية؛ فينتهي الوقت قبلاكتمال الأنشطة المرسومة.

(9/319)

ومن المهم أن يحضر المشرف جميع وقائع التدريس، ما لم يكن مشغولا مع مجموعات أخرى، أو يشعر بأن

وجوده في الفصل يؤثر على أداء المتدرب. وإذا لم يحضر فعليه أن ينيب مساعده أو أحد النابهين من

المعلمين، ويمده بالتعليمات والمعلومات الضرورية. وإذا حضر فمن الأفضل أن يجلس هو والزملاء

المتدربون في الفصل على مقاعد الدراسة، يستمعون إلى الدرس ويدونون ملحوظاتهم؛ تمهيدا

لتقويم الدرس، ومناقشته فيما بعد. وإذا اشترك في الدرس الواحد أكثر من متدرب،

فينبغي التزام كل واحد منهم بالوقت المحدد له،

وعلى المشرف أو من يقوم مقامه أن يتنبه لذلك؛ حتى لا تتداخل المهمات، وتختل الخطة بكاملها. ومن الأفضل تحديد فترة لا تزيد عن دقيقتين، تفصل بين

كل متدربين، ولا تحسب ضمن المدة المقررةللتدريس.

إن من أهم ما يميز هذه المرحلة هو تبادل الأدوار بين المتدربين، وبخاصة إذا كان التدريس المصغر يقدم للزملاء من المعلمين؛ حيث يقوم كل واحد

منهم بدور معين؛ بدءا بالتحضير والتدريس، ومساعدة زميله المتدرب في تشغيل جهاز الفيديو ومراقبته، وانتهاء بالجلوس في الفصل على مقاعد الدراسة، والتفاعل مع المعلم كما لو كان طالبا من متعلمي

اللغة الأجنبية. ولا شك أن هذه الحالة، وإن غلب عليها التصنع والتكلف، مفيدة لكل من المتدرب

والمشاهد، ومهمة في التغذية والتعزيز، وتطوير [( . فالمتدرب سوف يتلقى44عملية التدريس)]

تغذية مفيدة من زملائه المشاهدين، والمشاهد سوف يقدر موقف كل من المتدرب والمتعلم الأجنبي،

ويستفيد من ذلك كله عندما يقف معلما أمام زملائهأو أمام متعلمي اللغة الأجنبية في فصول حقيقية)]

45. )]

(9/320)

وفي هذه المرحلة يتم تسجيل الدرس على شريط فيديو، وهي عملية يقوم بها مهندس التسجيل أو

المسؤول عن المختبر، أو أحد الزملاء المتدربين، وقد يقوم بها الأستاذ المشرف أو يشارك فيها أحيانا؛

لإظهار الانشغال عن المتدرب، وبخاصة إذا شعر أنوجوده في الفصل يربك المتدرب أو يؤثر على أدائه.

المرحلة الخامسة: الحوار والمناقشة تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل وأكثرها تعقيدا

وشفافية، وبخاصة فيما يتعلق بحضور الأستاذ المشرف ومشاركته فيها؛ لأنها لا تقتصر على

التحليل والحوار، وإنما تشمل أيضا النقد وإبداء الرأي في أداء المعلم المتدرب. فقد رأى كثير من الباحثين

ضرورة حضور الأستاذ المشرف في هذه المرحلة؛ لإدارة الحوار وتوجيه المناقشة توجيها سليما، وإبداء

رأيه في أداء المتدرب إذا لزم الأمر، وقد أيد هذا [( . بيد46الرأي بعض الدراسات الميدانية المقارنة)]

أن نتائج دراسات أخرى في هذا الجانب قد أشارت إلى أن حضور المشرف في هذه المرحلة قد يؤثر

تأثيرا سلبيا على سير الحوار والمناقشة، ويقلل منقدرة المتدرب وزملائه على إبداء رأيهم بحرية تامة)]

[( ، فقد ينظر المعلم إلى رأي أستاذه نظرة أمر،47 ولا يتجرأ على إبداء رأيه الخاص، بينما يتحدث مع

زملائه ويناقشهم بحرية تامة. وأيا كان الأمر، فإن حضور الأستاذ المشرف ضروري في معظم الحالات،

بيد أن الأمر متروك له وحده؛ لأنه هو القادر على تقدير الموقف، وتقرير ما إذا كان حضوره ضروريا

في حالة من الحالات أو موقف من المواقف. ومرحلة الحوار والمناقشة هذه يمكن أن تتم

بطريقتين: الأولى: تدريس فنقد؛ حيث يبدأ الحوار والنقاش بعد

التدريس مباشرة، أي قبل تدريس المعلم الآخر، وهذه هي الطريقة المثلى، غير أنها قد تسبب تخوف المتدربين من التدريس، وتقلل من مشاركتهم، لكن

ذلك غالبا ما يزول بمرور الوقت والحوار الهادئالبناء.

(9/321)

الثانية: تدريس فتدريس؛ وفي هذه الحالة يؤدي جميع المتدربين التدريس المصغر، ثم يبدأ الحوار والنقد واحدا تلو الآخر، وهذه الطريقة تقلل من فائدة التغذية والتعزيز، وبالتالي تقل من أهمية

الحوار والنقد، وبخاصة إذا كان عدد المتدربين كثيرا. غير أن هذه الطريقة قد يلجأ إليها عندما يشترك

مجموعة من المتدربين في تقديم درس كامل لمتعلمين حقيقيين، كل واحد منهم يقدم جزءا منه،

ففي هذه الحالة يجب تأخير الحوار والنقد بعد انتهائهم من الدرس، حتى لا تنقطع السلسلة، وحتى

لا يرتبك المتعلمون.

(9/322)

وقبل أن تبدأ مرحلة الحوار والمناقشة، ينبغي تشغيل جهاز الفيديو ومشاهدة الدرس، الذي غالبا ما يستغرق بضع دقائق، هي مدة الدرس السابق. يوقف الجهاز بعد ذلك مدة قصيرة؛ ليتحدث المشرف خلالها

عن الدرس؛ فيشيد بجهد المتدرب وقدراته، ويشير إلى نقاط القوة لديه، ويشجعه على تقبل النقد،

[( . ثم يعطيه48وتوضيح موقفه بحرية تامة)] الفرصة لشرح طريقته في الإعداد والتقديم، وإبداء

رأيه وتوضيح موقفه من بعض القضايا، في مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق. ثم يلقي المشرف على الحضور

بعض الأسئلة التي تثير الحوار، وتنبههم إلى أهم القضايا والنقاط التي ينبغي أن تناقش. وعلى

المشرف ألا يفرض رأيه على الحضور، بل يتركهم يتوصلون إلى النتائج السليمة بأنفسهم، وخير ما

يعين على ذلك أن يفتتح الحوار، ثم يلخص آراء المشاركين، ثم يناقشهم فيما يختلف معهم فيه، أو

ينبههم إلى القضايا التي أهملوها، وقد يلجأ إلى تذكيرهم بما درسوه في المحاضرات السابقة أو شاهدوه من دروس ونماذج. ولا شك أن سيطرة

المشرف على النقاش يعتمد على درجة المناقشة وأهميتها؛ فإذا كان النقد بناء والمتدرب حريصا على

التغذية والتعزيز من زملائه، فإنه يستحسن عدم تدخل المشرف، وإن لاحظ إحجام الحضور وضعف

النقاش، تدخل ووجه المناقشة توجيها قويا وسليما. ويفضل أن يكون جهاز الفيديو مفتوحا خلال النقاش؛

يشغل ويوقف عند الحاجة. وقد يتطلب الأمر تدخل الأستاذ المشرف لتنبيه المتدرب إلى بعض النقاط

التي قد غفل عنها، فإن لم يستطع المتدرب توضيحها للحضور، طلب المشرف من الحضور إبداء

رأيهم فيها قبل أن يوضحها بنفسه، وقد يتطلب هذا الإجراء إعادة الشريط حول هذه النقطة مرة أو

مرتين أو ثلاث مرات.

(9/323)

لكن ما القضايا التي ينبغي أن تناقش في هذه المرحلة؟ للإجابة عن هذا السؤال نذكر بأن التدريس

المصغر غالبا ما ينطلق من نظرية أو مذهب أو طريقة قدمت للمتدربين في الدروس النظرية، وقد يعتمد على توجيه المشرف طلابه نحو استراتيجيات

معينة، أو يقوم على نموذج يقدمه لهم حيا أو مسجلا، ويرى أنه النموذج الذي ينبغي احتذاؤه. فيناقش في

هذه المرحلة كل ما يتعلق بالنظرية أو المذهب أو الطريقة أو غيرها مما قدم في الدروس النظرية،

كما يناقش في هذه المرحلة كل ما له علاقة بالنموذج الذي اتفق عليه. كما نذكر بقائمة التقويم

التي كانت مع المشرف والزملاء؛ ليعودوا إليهاويناقشوا ما دونوه فيها من ملحوظات.

وينبغي أن يدرب المشرف طلابه المعلمين على إثارة النقاط المهمة ولو بدت صغيرة، والابتعاد قدر

الإمكان عن القضايا الجزئية الجانبية. ومما يساعد المتدربين على ذلك تقديم قائمة بالمهارات والمهمات والأنشطة التي ينبغي ملاحظتها

ومناقشتها والبحث فيها. وعلى المتدرب وزملائه أن يدونوا جميع النقاط التي نوقشت في هذا الحوار في

مذكرات خاصة؛ للاستفادة منها في المرحلة التالية، التي هي إعادة التدريس، والتي هي موضوع الحديث

في الفقرة التالية.المرحلة السادسة: إعادة التدريس

تعد مرحلة إعادة التدريس مرحلة مهمة من مراحل التدريس المصغر إذا دعت الحاجة إليها؛ لأن نتائج

الحوار وفوائده لا تظهر لدى غالبية المتدربين إلا من خلال إعادة التدريس. وقد تعاد عملية التدريس مرة

أو مرات حتى يصل المتدرب إلى درجة الكفاية المطلوبة، بيد أن الحاجة إلى إعادة التدريس تعتمد على نوع الأخطاء التي يقع فيها المتدرب وكميتها،

وجوانب النقص في أدائه، وأهمية ذلك كله في العملية التعليمية، بالإضافة إلى طبيعة المهارات

المطلوب إتقانها، وعدد المتدربين، وتوفر الوقت. والأستاذ المشرف هو صاحب القرار في إعادة

التدريس وعدد المرات، بعد أن تتوفر له المعلوماتاللازمة لذلك.

(9/324)

وقد دلت بعض الدراسات المسحية على أن إعادة التدريس غير مطبقة في كثير من برامج التدريب؛ إما لكثرة المتدربين وضيق الوقت، وإما لاقتناع القائمين

على التدريب بعدم جدواها. وتشير نتائج بعض الدراسات الميدانية إلى أن الدرجة التي يحصل عليها

المتدرب في إعادة التدريس لا تختلف كثيرا عن الدرجة التي حصل عليها في التدريس الأول، وقد

[( ، ولعل السبب في ذلك هو49تكون أقل منها)] الطريقة التي كانت تؤدى بها إعادة التدريس، لا

الإعادة بحد ذاتها. بل إن بعض المهتمين بهذا الأمر يرون أن إعادة التدريس مرحلة انتهت مع انتهاء الاتجاه السلوكي التقليدي، أما الآن، وفي ضوء

الاتجاهات المعرفية، فإن التنبيه على السلوك كاف[( .50لتغييره)]

ولكي تكون إعادة التدريس مفيدة وفعالة؛ ينبغي ألا يفصل بين التدريس وإعادته أكثر من أسبوع؛ لأن

طول الفترة بين التدريس وإعادته قد يقود إلى نسيان بعض النقاط التي أعيد التدريس من أجلها.

ولا شك أن الإعداد والتحضير لإعادة التدريس لن يستغرق مدة تساوي مدة الإعداد للدرس الأول؛ لأن

إعادة التدريس غالبا ما يركز فيها على الأخطاء ونقاط الضعف في الدرس السابق، مع الاحتفاظ

بالخطوات والعناصر الجيدة فيه. ويرى بعض الباحثين أن يعاد الدرس بعد الحوار مباشرة في مدة لا تتعدى

بضع ساعات، بل إن منهم من يرى ألا تزيد هذه المدة عن خمس عشرة دقيقة، هي مدة التحضير لإعادة

[( . غير أن الواقع أثبت أن المتدرب51التدريس)] يحتاج إلى وقت أطول، لا للتحضير وحسب، بل

للراحة والاطمئنان النفسي والمراجعة.المرحلة السابعة: التقويم

(9/325)

يقصد بالتقويم هنا تقويم أداء المتدرب، ويتم ذلك من خلال ثلاث قنوات: الأولى تقويم المتدرب

[( ، ويخصص لها ثلاثون بالمائة من52نفسه)] الدرجة، والثانية تقويم الزملاء المعلمين، ويخصص

لها أربعون بالمائة من الدرجة، والثالثة: تقويم الأستاذ المشرف، ويخصص له ثلاثون بالمائة من

الدرجة. وينبغي أن يكون هذا التقويم موضوعيا؛ حيث يتكون من مجموعة من الأسئلة، تحتها خمسة

خيارات، ويفضل ألا يذكر اسم المقوم، حتى لا يؤثر [( . وقد يكون التقويم في شكل53على التقويم)]

استبانة، تحتوي على أسئلة مغلقة وأخرى مفتوحة؛ يقدم المشارك فيها آراءه واقتراحاته حول التدريس

[( .54المصغر)]المرحلة الثامنة: الانتقال إلى التدريس الكامل

لكي يؤدي التدريس المصغر دوره، وليستفاد منه في الميدان؛ يحتاج المتدرب إلى الانتقال من التدريس

المصغر إلى التدريس الكامل، غير أن الانتقال ينبغي ألا يتم فجأة، وإنما يتم بالتدريج. والتدرج في تكبير

الدرس يكون بزيادة في زمنه؛ من خمس دقائق إلى خمس وعشرين دقيقة مثلا، وفي عدد المهارات؛ من

مهارة واحدة إلى عدد من المهارات، وفي عدد الحضور؛ من خمسة طلاب إلى عشرة طلاب، وقد يكونون من المتعلمين الحقيقيين، بدلا من الزملاء

المتدربين. في المرحلة الأولى من تكبير الدرس ينبغي أن

يشترك في الدرس الواحد أكثر من متدرب، حيث يؤدي كل متدرب جزءا كاملا من الدرس؛ كأن يبدأ

الأول بالتقديم للدرس الجديد وربطه بالدرس السابق، ثم يأتي زميله الثاني فيشرح قاعدة الدرس،

يليه الثالث لتدريب الطلاب عليه وتقويم أدائهم. ثم يبدأ في تقليل عدد المتدربين المشاركين في الدرس

الواحد، من ثلاثة طلاب إلى اثنين، ثم يستقل كل متدرب بدرس خاص في نهاية التدريب. وفي هذه

المرحلة ينبغي أن يستمر التسجيل بالفيديو، وكذلكالحوار والمناقشة، لكن إعادة التدريس غير مطلوبة.

درس نموذجي مصغر لتدريب معلمي اللغة العربية

(9/326)

يبدأ هذا النموذج من المرحلة الثالثة من مراحل التدريس المصغر، التي هي مرحلة التحضير للدرس،

وينتهي بالتقويم، متخطيا المرحلتين الأولى والثانية؛ باعتبار أن المتدربين قد أنهوا مرحلة الإرشاد

والتوجيه، وشاهدوا عددا من الدروس النموذجية؛ الحية والمسجلة، ومستغنيا عن المرحلة الثامنة، مرحلة الانتقال إلى التدريس الكامل؛ باعتبارها

مرحلة انتقالية تالية للتدريس المصغر.أولا: التحضير للدرس

تشتمل كراسة التحضير على العناصر التالية:المادة/المقرر: قواعد اللغة العربية.

الموضوع: الفعل المبني للمجهول ونائب الفاعل.مستوى الطلاب: المتوسط.

عدد المتدربين: ثلاثة معلمين، يتبادلون الأدوار. الزمن: عشرون دقيقة موزعة بين المتدربين )خمس

دقائق للأول، وعشر دقائق للثاني، وخمس دقائقللثالث(.

نوع المتدربين وخلفياتهم: المتدربون من معلمي اللغة العربية للناطقين بها، الملتحقين ببرنامج إعداد

معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها.الحضور: ستة طلاب، جميعهم من الزملاء المتدربين.

نوع التدريس المصغر: ختامي أثناء الخدمة، وخاص بمعلمي اللغات الأجنبية، غير موجه ولا معتمد على

طريقة معينة أو كتاب مقرر.

أهداف الدرس: - أن يعرف الطلاب الأسباب النحوية والبلاغية لبناء1

الفعل للمجهول في العربية، وقيام النائب عنه[( .55مقامه)]

- أن يدرك الطلاب التغيرات التي تحصل في2الأفعال المبنية للمعلوم عندما تبنى للمجهول.

- أن يفرق الطلاب بين صيغ الأفعال المبنية3[( .56للمعلوم وصيغ الأفعال المبنية للمجهول)]

- أن يحول الطلاب الجمل المبنية للمعلوم، الواردة4 في التدريب الثاني، إلى جمل مبنية للمجهول، وما

يتطلبه ذلك من تغيير وحذف. - أن يعرب الطلاب الكلمات التي تحتها خط من5

الجمل الواردة في التدريب الثالث إعرابا سليماوموجزا.

الوسائل التعليمية:- السبورة.1- جهاز العارض فوق الرأس.2- لوحات من الورق المقوى.3- جهاز الفيديو )لتصوير الدرس(.4

(9/327)

محتوى الدرس:- أمثلة التراكيب المبنية للمعلوم )للتقديم(:1

أ- أخذ المعلم الحضور.ب- صلى الجميع صلاة الظهر.ج- قال المرشد كلمة قصيرة.

د- اعتمد المدير مبلغا كبيرا للنفقات.هـ- تمنح البلدية الناس أراضي لبناء المساكن. و- تبني الوزارة المساجد والمدارس في داخل

الأحياء.ار المصانع في أطراف المدينة. ز- يقيم التج

- أمثلة التراكيب المبنية للمجهول )للشرح(:2 كان الطلاب مستعدين لرحلة داخل المدينة. وفي

تمام الساعة الثانية عشرة أخذ الحضور، وصليت صلاة الظهر جماعة في المسجد، ثم قيلت كلمة موجزة.

كان عدد الطلاب كثيرا؛ لذا اعتمد مبلغ كبير للنفقاتيارة تسير في شوارع المدينة، … وعندما كانت الس

قال رائد النشاط للطلاب: في هذا الحي، يمنح الناس أراضي لبناء المساكن، وتبني المساجد والمدارس

في داخل الأحياء، وتقام المصانع في أطراف المدينة…- القاعدة:3

أ- يبنى الفعل الماضي للمجهول بضم أوله وكسر ما قبل آخره، وإذا كان ما قبل آخره ألفا قلبت ياء، وإذا

كان مبدوءا بهمزة وصل وجب ضم ثالثه مع أوله. ب- يبنى الفعل المضارع للمجهول بضم أوله وفتح ما قبل آخره، وإذا كان آخره أو ما قبل آخره ياء أو واوا

قلبتا ألفا. ج- عند بناء الفعل للمجهول يحذف الفاعل، ويصبح

المفعول به نائبا عنه مرفوعا. د- يؤنث الفعل إذا كان نائب الفاعل مؤنثا أو جمع

تكسير لغير العاقل.- التدريبات )للتقويم(:4

التدريب الأول: عين الفعل المبني للمجهول ونائبالفاعل في الجمل التالية:

أ- قال تعالى: } وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له[(57وأنصتوا لعلكم ترحمون { )]

ب- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار،

دت الشياطين(. وصف

(9/328)

ج- يجزى كل إنسان يوم القيامة بما عمل في الدنيا.يف عندما ينزل من الطائرة. د- يستقبل الض

التدريب الثاني: حول الأفعال المبنية للمعلوم في الجمل التالية إلى أفعال مبنية للمجهول، وغير ما

يلزم تغييره:أ- عقد المدير اجتماعا طارئا.

ب- يفتح الحارس الباب في الصباح ويغلقه فيالمساء.

ر في أداء واجبه. ج- يلوم الناس المقصد- صام المسلون شهر رمضان.

التدريب الثالث: أعرب ما تحته خط من الجمل التالية:أ- منع الخروج من الفصل.

ب- تستخدم في الحج حافلات كبيرة.ج- يزار العلماء في بيوتهم.د- شوهد محمد في المكتبة.

مهارات التدريس يشترك المتدربون الثلاثة في اختيار المادة اللغوية

اللازمة للتدريس، المناسبة للزمن ولمستوى الطلاب، كما يشتركون في التحضير للدرس وتوزيع الوقت

وتحديد الوسائل المعينة، وتجريب جهاز الفيديو. كما أنهم يشتركون في عدد من المهارات الفرعية، منها: إلقاء السؤال - الإجابة عن السؤال - تصويب الخطأ – التعزيز - الالتزام بالوقت – مراعاة مستوى الطلاب – رفع الصوت وخفضه حسب الحاجة - استخدام اليدين

وتغيير قسمات الوجه وحركات العينين – ملاحظة الفروق الفردية بين المتعلمين ومراعاتها… وينفرد

كل واحد منهم في مهارة أساسية واحدة، على النحوالتالي:

- التقديم للدرس الجديد وربطه بالدرس السابق1)للمتدرب الأول(.

- شرح الأمثلة واستنباط القواعد منها )للمتدرب2الثاني(.

- إجراء التدريبات وتقويم الطلاب وتعيين الواجبات3المنزلية )للمتدرب الثالث(.

الأنشطة والمهمات داخل الفصل:أنشطة المتدرب الأول:

- إحضار الأمثلة المبنية للمعلوم مكتوبة على ورقة1 تلصق على السبورة، أو ورقة شفافة توضع على

جهاز العارض فوق الرأس، وتوزيع صور منها علىالحضور.

- قراءة الأمثلة المبنية للمعلوم، أو طلب قراءتها2من أحد الطلاب.

(9/329)

- سؤال الطلاب عن كل من الفعل والفاعل3 والمفعول به في الجمل المبنية للمعلوم التي

أمامهم. - إلقاء الأسئلة التالية: هل يمكن الاستغناء عن4

الفاعل في هذه الجمل؟ ما ذا يحدث لو حذف الفاعلمنها؟ ولماذا يحذف؟

- ملاحظة جهاز الفيديو أثناء نشاط المتدرب الثاني،5وأخذ الملاحظات أثناء المشاهدة.

أنشطة المتدرب الثاني: - تعليق اللوحة التي تحوي النص المشتمل على1

الجمل المبنية للمجهول، أو وضعها على سطح جهاز العارض فوق الرأس، بجانب الجمل المبنية للمعلوم،

وتوزيع صور منها على الحضور.- قراءة النص أو طلب قراءته من أحد الطلاب.2 - وضع خطوط ملونة باللون الأخضر تحت الجمل3

المبنية للمعلوم. - الاستفسار عن كل من الفعل والفاعل والمفعول4

به في الجملة. - الاستفسار عما حدث لكل من الفعل والمفعول به5

من تغييرات في الشكل بعد أن حذف الفاعل. - وضع خطوط ملونة باللون الأحمر تحت الجمل6

المبنية للمجهول. [( ، وتلخيصها58- استنباط القاعدة من الأمثلة)]7

على السبورة، أو تعليق اللوحة الخاصة بها، أوعرضها على جهاز العارض، إن كانت معدة سلفا.

- ملاحظة جهاز الفيديو أثناء نشاط المتدرب الثالث،8وأخذ الملاحظات أثناء المشاهدة.

أنشطة المتدرب الثالث )التدريب والتقويم(: - الإشارة إلى أحد الطلاب ليقرأ عنوان التدريب1

الأول، ثم الإجابة عن الفقرة الأولى منه، ثم الإشارة إلى طالب آخر ليجيب عن الفقرة الثانية، ويطبق هذا

الأسلوب في التدريب الثاني. - سؤال الطلاب عن إعراب الجمل الواردة في2

التدريب الثالث إعرابا سليما وموجزا. - سؤال الطلاب عن سبب حذف الفاعل في بعض3

الجمل، وهل يمكن ذكر الفاعل بعد بناء الفعلللمجهول، ولماذا.

- تكليف الطلاب بواجب منزلي هو: تحويل الأفعال4 التالية إلى أفعال مبنية للمجهول ووضعها في جمله – ينشر. مفيدة: قرأ – يمنع – يصوم – أعطى – وج

(9/330)

- ملاحظة جهاز الفيديو أثناء نشاط المتدرب الأول،5وأخذ الملاحظات أثناء المشاهدة.

ثانيا: التدريسالمرحلة الأولى: التقديم للدرس )للمتدرب الأول(:

- يدخل المتدربون الثلاثة الفصل، فيسلمون على1 الحضور، ثم يقف المتدرب الأول أمام الطلاب، ويجلس زميلاه الآخران في مقاعد الفصل مع

المشرف وبقية الزملاء، بعد أن يتم تشغيل جهازالفيديو.

- يضع المتدرب الأول الأمثلة المبنية للمعلوم على2 السبورة أو يعرضها على جهاز العارض فوق الرأس، ثم يقرأ الأمثلة أو يطلب من الطلاب قراءتها واحدا

بعد الآخر. - يسأل الطلاب عن كل من الفعل والفاعل3

والمفعول به في الأمثلة التي أمامهم، ويطلب منهمإعراب مثالين إعرابا موجزا.

- يلقي على الحضور السؤال التالي: هل يمكن4 الاستغناء عن الفاعل في هذه الجمل؟ ما ذا يحدث لو

حذف الفاعل منها؟ ولماذا يحذف؟ - يلخص إجابات الطلاب في أن الجمل التي أمامهم5

قد ذكر فيها الفعل والفاعل والمفعول به، وتسمى جملا مبنية للمعلوم. ثم يذكر أن هذه الجمل وأمثالها

يمكن حذف الفاعل منها وتغيير صيغة الفعل، وأن الفاعل يحذف لأسباب منها: العلم به، أو الجهل به، أو الخوف منه، أو الخوف عليه، أو لشرفه، أو رغبة

في الاختصار ... - يختتم كلامه قائلا: إن هذه الأمور هي ما سوف6

نراه في الدرس الجديد، الذي سوف يقدمه زميليالأستاذ )محمد(.

- تستغرق هذه العملية خمس دقائق فقط، بما فيها7 الأسئلة التي يلقيها المعلم، والإجابات عنها من قبل الطلاب، والأسئلة التي قد يثيرها الطلاب والأخطاء

اللغوية التي قد يقعون فيها أثناء الإجابات أوالاستفسارات، وأسلوب المتدرب في معالجتها.المرحلة الثانية: شرح الدرس )للمتدرب الثاني(:

- بعد أن يثير المتدرب الأول انتباه الطلاب،1 ويشوقهم للدرس الجديد، ويربطه بالدرس السابق؛

يجلس مع زملائه في مؤخرة الفصل، ثم يقوم

المتدرب الثاني إلى مقدمة الفصل؛ لشرح الدرسالجديد.

(9/331)

- يضع النص الجديد، المحتوي على الصيغ المبنية2 للمجهول، على السبورة أو يعرضه على جهاز

العارض فوق الرأس، ثم يقرأه أو يطلب من الطلابقراءته.

- يبدأ في شرح الموضوع بطريقة الحوار3والاستنباط، على النحو التالي:

المعلم: إذا نظرنا إلى هذه الجمل )يشير إليها( نلاحظ أنها تشتمل على أفعال ماضية تختلف في أشكالها

عن الأفعال الأولى التي رأيناها وتحدث عنها زميلي الأستاذ )أحمد( قبل قليل. فالفعل أخذ في

المجموعة الأولى )يشير إليه( فعل ماض جاء بعده فاعل مرفوع هو: المعلم، ثم مفعول به منصوب وقع

عليه فعل الفاعل هو: الحضور، لكن هذا الفعل في المجموعة الثانية هنا )يشير إليه( قد تغيرت صورته،

فمن منكم يوضح لنا ما ذا تغير فيه؟ أحد الطلاب: تحولت الفتحة التي على الهمزة إلىضمة، وتحولت الفتحة التي على الخاء إلى كسره.

المعلم: نعم، هذا جواب صحيح، بارك الله فيك. لقد[( .59ضم أول الفعل وكسر ما قبل آخره)]

المعلم: يسأل طالبا آخر عن الفعل في الجملة الثانية: صليت، ثم يسأل طالبا ثالثا عن الفعل: قيل

… المعلم: إذن ما حدث في هذه الأفعال الثلاثة الماضية

هو ضم أولها وكسر ما قبل آخرها، لأنها بنيت للمجهول بدلا من المعلوم، أما الفعل اعتمد فقد ضم

ثالثه بالإضافة ضم أوله؛ لأنه ماض مبدوء بهمزةوصل.

المعلم: نعود إلى الفعلين: صليت واعتمدت، نلاحظ أنهما أنثا لتطابق نائب الفاعل المؤنث في الأول وجمع التكسير غير العاقل في الثاني، كما يؤنث

الفعل المبني للمعلوم. المعلم: يشير إلى المثال الأول فيقول: هل لاحظتم تغيرا آخر في هذه الجملة في المجموعة الثانية عن

الجملة المقابلة لها في المجموعة الأولى؟ )يشيرإليها(.

يحجم الطلاب عن الإجابة، رغم إحساسهم بهذاالتغير؛ لصعوبة التعبير الدقيق عن ذلك.

المعلم: أين الفاعل؟أحد الطلاب: الحضور.

(9/332)

المعلم: لاحظ زميلكم - بارك الله فيه - ملاحظة جيدة، وهي أن كلمة الحضور مرفوعة، وأنها يمكن أن

تكون هي الفاعل، لكن هل يمكن أن يكون الحضورفاعلا، أي يقوم بالفعل بنفسه؟

الطالب نفسه: لا يا أستاذ، الفاعل محذوف.المعلم: أحسنت، هذا جواب صحيح.

المعلم: إذن أين المفعول به؟طالب آخر: الحضور.

المعلم: لقد فهمت المعنى - بارك الله فيك - لكنهل يمكن أن يكون المفعول به مرفوعا؟

الطالب نفسه: هذا هو المفعول به في المعنى، لكنقد يكون حصل فيه بعض التغيير، لا أعرف!

المعلم: نعم، كلامك صحيح، لقد حصل تغيير في تركيب الجملة مثلما حصل تغيير في شكل الفعل

الماضي بعد بنائه للمجهول. فعندما بني الفعل للمجهول حذف الفاعل الذي هو المعلم، وناب عنه المفعول به؛ فرفع كما يرفع الفاعل، ويسمى هذا

نائب الفاعل. يعود المعلم إلى بقية الأمثلة، فيشرحها بهذه

الطريقة ويسأل من بقي من الطلاب كالطريقةالسابقة، ثم يلخص لهم قاعدة الدرس.

تستغرق هذه العمليات أربع دقائق فقط. ينتقل المعلم إلى الأفعال المضارعة في النص،

فيشير إلى الفعل يعطى، ويقارنه بالفعل المضارع تعطي من المجموعة الأولى )المبنية للمعلوم(،

فيوضح لهم أنه فعل مضارع جاء بعده فاعل مرفوع هو : البلدية ، ثم مفعول به منصوب وقع عليه فعل الفاعل هو : الناس ، ثم يقول : لكن هذا الفعل في

المجموعة الثانية هنا ) يشير إليه ( قد تغيرتصورته ، فمن منكم يوضح لنا ماذا تغير فيه ؟[( .60أحد الطلاب : ضم أوله وفتح ما قبل آخره)]

المعلم: أحسنت ، بارك الله فيك ، هذه إجابةصحيحة ، وتعبير ممتاز.

المعلم: يسأل طالبا آخر عن الفعل تبنى في الجملة الثانية، ثم يسأل طالبا ثالثا عن الفعل يرسل في

الجملة الثالثة، ثم يسألهم عما حدث في هذه الجمل من حذف وتغيير، مثلما سألهم عن الجمل السابقة

ذوات الأفعال الماضية.

(9/333)

هذه العملية تستغرق ثلاث دقائق فقط؛ لأن الطلاب قد فهموا قاعدة تركيب الجملة من حيث حذف

الفاعل ونيابة المفعول به عنه، ولم يبق سوى شرحقاعدة التغيير الداخلي في الفعل المضارع.

يعود المعلم بعد ذلك ليشير إلى ما حدث من تغير آخر في الفعلين المضارعين: تبنى وتقام، من قلب الياء

ألفا؛ لوقوع الأولى في الآخر والثانية فيما قبلالآخر.

يلخص المعلم قاعدة الفعل المبني للمجهول ونائب الفاعل، بعرضها على جهاز العارض فوق الرأس،

على النحو التالي: أ- الفعل الماضي يبنى للمجهول بضم أوله وكسر ما قبل آخره، مثل: أخذ وصلي وقيل، إلا إذا كان مبدوءا

بهمزة وصل فإنه يضم ثالثة مع أوله مثل: اعتمد. ب- الفعل المضارع يبنى للمجهول بضم أوله وفتح ما قبل آخره، مثل: يمنح، وإذا كان آخره أو ما قبل آخره

ياء أو واوا قلبتا ألفا، مثل: تبنى وتقام. ج- عندما يبنى الفعل للمجهول يحذف الفاعل ويصبح

المفعول به نائبا عنه مرفوعا. تستغرق عملية تلخيص القاعدة دقيقة واحدة، ثم يجيب المتدرب عن أسئلة الطلاب في الدقيقتين

الباقيتين.المرحلة الثالثة: التدريب والتقويم )للمتدرب الثالث(: يعود المعلم الثاني إلى مكانه في مؤخرة الفصل، ثم

يتقدم المتدرب الثالث، فيشكر زميليه على التقديم والشرح، ويشكر الطلاب على تجاوبهم، ثم يبدأ

مرحلة التدريب والتقويم. يبدأ المتدرب الثالث هذه المرحلة بتوزيع ورقة تحوي

التدريب الأول، الموضح في خطة التحضير، ويضع النسخة الأصلية على جهاز العارض فوق الرأس، ثم يطلب من كل واحد منهم قراءة فقرة من الفقرات

فيه ويجيب عنها. يكرر هذه العملية في التدريبينالثاني والثالث، مع مراعاة الإيجاز في الإعراب.

(9/334)

إن حل التمرينات في هذه المرحلة عملية تقويم أيضا؛ حيث يتأكد المتدرب خلالها من فهم الطلاب للدرس وقدرتهم على التطبيق، وتحقق الأهداف

الموضحة في خطة التحضير. وهذه العملية تستغرقخمس دقائق بما فيها الأسئلة والإجابات.

ثالثا: الحوار والمناقشة بعد انتهاء التدريس، يجلس المشرف مع طلابه

المتدربين في حجرة الدرس أو في مختبر اللغة، فيقدم للمناقشة بكلام موجز؛ يشيد فيه بجهود

المتدربين في التحضير والأداء، ويشير إلى نقاط القوة ونقاط الضعف لديهم، ويشجع الجميع على

تقبل النقد والاستفادة منه. ثم يطلب من أحد المتدربين الثلاثة توضيح طريقة التحضير في مدة لا

تتجاوز دقيقتين، ويعطي كل واحد منهم دقيقة واحدة لتوضيح وجهة نظره حول بعض القضايا أو

المشكلات في التحضير أو الأداء، ثم يشير المشرف نفسه إلى أهم القضايا والنقاط التي ينبغي أن

تناقش، ويذكرهم بما درسوه في المحاضرات السابقة أو شاهدوه من دروس ونماذج. وينبغي ألا

تتعدى هذه المقدمة خمس دقائق. ثم يشغل جهاز الفيديو مدة خمس دقائق؛ لمشاهدة أداء المتدرب الأول في المرحلة الأولى، ويطلب من الجميع تتبع بطاقة الملاحظة أثناء المشاهدة؛ للتأكد

من صحة ما دونوه فيها. ثم يوقف الجهاز إيقافا مؤقتا؛ ليبدأ الحوار، ويعاد تشغيله عند الحاجة

لمشاهدة مقطع أو إعادة فقرة. وينبغي أن يقتصر الحوار والمناقشة على مرحلة التقديم لموضوع

الدرس، وربطه بالدروس السابقة، وتشويق الطلاب إليه، وما يدخل ضمن هذه المرحلة من أنشطة

وحركات جسمية، وما تتطلبه من وسائل تعليمية ومهارات فرعية، كتوزيع الوقت وطرح الأسئلة،

والتعزيز ونحو ذلك. وينبغي أن يكون الحوار ضمن الإطار المتفق عليه في المحاضرات السابقة،

المدون في بطاقة الملاحظة، وقد يتطرق الحضور

إلى ما يرتبط بهذه المرحلة من خطوات التحضيرللدرس.

(9/335)

تستغرق عملية الحوار هذه مدة عشر دقائق، تضاف إليها الخمس الأولى. ثم ينتقل الحوار إلى المرحلة

الثانية بطريقة لا تختلف كثيرا عن المرحلة الأولى إلا في الزمن وموضوعات المناقشة؛ حيث يشغل جهاز

الفيديو في مدة لا تتجاوز عشر دقائق؛ لمشاهدة أداء المتدرب الثاني في شرح الدرس الجديد، ثم يوقف التشغيل ويبدأ الحوار، وقد يعاد تشغيل الجهاز عند الحاجة إليه أثناء الحوار. وقد تستغرق هذه المرحلة عشرين دقيقة؛ منها عشر دقائق لمشاهدة الدرس،

وعشر دقائق أخرى للحوار والمناقشة. ثم ينتقل الحوار إلى المرحلة الأخيرة التي لا تختلف عن

سابقتيها إلا في الزمن وموضوعات المناقشة؛ حيث تستغرق في مجموعها أقل من عشر دقائق. وهكذا

يكون الزمن الذي استغرقته عملية التدريس المصغر بمراحلها الثلاث خمسا وأربعين دقيقة أو تزيد قليلا،

يضاف إليها خمس دقائق لتلخيص الحوار فيالمراحل الثلاث.

رابعا: إعادة التدريس ذكرنا في الجزء الأول من هذه الدراسة أن إعادة

التدريس مرحلة مهمة من مراحل التدريس المصغر، إذا دعت الحاجة إليها، غير أن أساليب الإعادة

المعمول بها في برامج تعليم اللغات الأجنبية غالبا ما تنطلق من المنهج السلوكي التقليدي. لهذا السبب، واتباعا لمبادئ المنهج المعرفي في تعليم اللغات؛ فإننا نرى ألا يعاد الدرس نفسه ولا العناصر موضع

النقد، وإنما يطلب من المتدرب التنبه إليها في الدروس القادمة، ويحاسب عليها في بطاقة

الملاحظة. وقد أثبتت الممارسة العملية أن التنبيه إلى بعض الأخطاء وتلافيها في دروس لاحقة أفضل

من إعادتها أو إعادة الدرس نفسه، لا سيما أن الوقت المخصص للتربية العملية في كثير من برامج تأهيل

معلمي اللغة العربية محدود جدا.خامسا: التقويم

(9/336)

يعد الأستاذ المشرف بطاقة تقويم لكل مرحلة من مراحل التدريس الثلاث؛ التقديم، والشرح، والتدريب

[( . كل بطاقة منها تحتوي على خمس61والتقويم)] وعشرين أو ثلاثين فقرة، وكل فقرة تمثل مهارة جزئية من مهارات التدريس أو عنصر من عناصره.

توضع المهارة في الجانب الأيمن من البطاقة، ويخصص لها أربع درجات تكون في الجانب الأيسر منها، مقسمة إلى خمسة مستويات حسب درجات

الأداء: ممتاز له أربع نقاط، وجيد جدا له ثلاث نقاط، وجيد له نقطتان، وضعيف له نقطة واحدة، وغير

موجود له صفر. فتكون الدرجة الكبرى لكل بطاقة×25مائة درجة إن كانت فقراتها خمسا وعشرين )

(، ومائة وعشرين إن كانت فقراتها ثلاثين )100=4 (. وقد يترك في نهاية البطاقة فراغ120=4×30

يسجل فيه المقوم ملحوظاته على أداء المتدرب واقتراحاته حول التدريس. ويفضل أن تقسم

الفقرات أو تصنف إلى خمس أو ست مجموعات، تختلف باختلاف مرحلة التدريس؛ فمرحلة التقديم

للدرس مثلا يمكن أن تصنف فقراتها في المجموعاتالست التالية:

- مهارات الإثارة والتشويق.1- مهارات الأسئلة والإجابات.2 - مهارات استخدام تقنيات التعليم أو الوسائل3

المعينة - مهارات الحركة، أي حركات الجسم، والتحرك4

داخل الفصل.- مهارات التعزيز، بنوعيه؛ الإيجابي والسلبي.5- مهارات الدقة والتنظيم والتوزيع.6

(9/337)

يلاحظ أن بعض المهارات التي تحدثنا عنها في الجانب النظري غير موجودة في هذه المجموعات،

ولم يتضمنها النموذج المقترح لهذه المرحلة، إما لأنها غير مطلوبة فيها؛ كمهارات الشرح، ومهارات

التدريب والتقويم، أو لأنها أدمجت ضمن مهارات أخرى؛ كمهارات الاختيار، التي أدمجت في مهارات

الأسئلة والإجابات، والمهارات المتعلقة بمراعاة مستوى الطلاب ومراعاة الفروق الفردية، التي أدمج بعضها في مهارات الأسئلة والإجابات، وأدمج بعضها

الآخر في مهارات التعزيز. تسلم نسخة من بطاقة التقويم في بداية الدرس للزملاء الحضور وكل من

الأستاذ المشرف والمتدرب نفسه. وفي نهاية الدرس تجمع الدرجات، ويحسب متوسط ما حصل عليه

المتدرب بعد أن يخصص أربعون بالمائة منها [( . وليس62للمشرف وستون بالمائة للحضور)]

الغرض من هذه البطاقة رصد الدرجات وحسب، بل هي أداة يستفاد منها أيضا في مرحلة الحواروالمناقشة. وفيما يلي نموذج لهذه البطاقة:

المستوياتالمهارات الفرعية

المهارات الأساسيةم

01234

. استهلال الدرس1. إثارة انتباه الطلاب للدرس الجديد2. تذكيرهم بمعلوماتهم السابقة المرتبطة بالموضوع3. مراعاة مستواهم اللغوي4. تشويقهم للدرس الجديد5

مهاراتالإثارة

والتشويق

1

. اختيار السؤال ووضوح الهدف منه6. مناسبة كلماته وعباراته لمستوى الطلاب7. تنويع الأسئلة وتوقيت طرح كل سؤال8 . مراعاة مستوى الطلاب والفروق بينهم في قبول9

الإجابة. أساليب الإجابة عن أسئلة الطلاب10

مهارات الأسئلة والإجابات2

. مناسبة الوسيلة للمهارة ووضوح الهدف منها11. بساطة الوسيلة وقلة تكاليفها12. استخدامها في الوقت المناسب13. نجاح الوسيلة في تحقيق الهدف14. سلامة استخدامها من الناحية الفنية15

مهارات استخدام تقنيات التعليم

3

. التحرك داخل الفصل بطريقة منظمة وهادفة16. تغيير النشاط والانتقال من مهارة إلى أخرى17. توزيع الأنشطة بين الطلاب بعدل18

(9/338)

. الاستعانة باليدين والعينين وحركات الجسم19. استخدام التمثيل بنوعيه؛ المسموع والصامت20

مهارات الحركة

4

. مناداة كل طالب باسمه المحبب إليه21. استعمال عبارات القبول والمجاملة باعتدال22. تشجيع الطالب المصيب23. أسلوب تصويب الأخطاء24. مراعاة الفروق بين الطلاب في التعزيز25

مهارات التعزيز5

. توزيع الوقت بين الأنشطة وفقا للخطة26. توقيت الكلام والاستماع إلى الطلاب27. نسبة كلام المعلم إلى كلام للطلاب28. الدقة في توزيع الأدوار بين الطلاب29. مطابقة الأداء العملي لخطة التحضير30

مهارات التنظيم والتوزيع6

الهوامش والتعليقات

--- [( في المملكة العربية السعودية وحدها ثلاثة1)]

معاهد في كل من: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة

أم القرى في مكة المكرمة، بالإضافة إلى شعبة تعليم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في

المدينة المنورة. وهناك معاهد ومراكز في كل من مصر والكويت وقطر والعراق وتونس وغيرها،

بالإضافة إلى معهد الخرطوم الدولي لتعليم اللغةالعربية.

[( سمي بعض هذه الأقسام بقسم تأهيل معلمي2)] اللغة العربية للناطقين بغيرها، وسمي بعضها بقسم إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وسمي

البعض الآخر بأسماء أخرى.[( انظر مثلا:3)]

Cassel, Jeanne and Blake, Frances. “Microteaching with a Multicultural Focus.”

The Educational Resources Information Center )ERIC(, 1988, PP. 4, 5

[( عبد الله عمر الفرا ، وعبد الرحمن عبد السلام4)] جامل . المرشد الحديث في التربية العملية

والتدريس المصغر . عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر .153 م ، ص 1999والتوزيع ،

[(5 )]Wallace, Michael. Training Foreign Language Teachers: a Reflective Approach.

Cambridge: Cambridge University Press, 1991, P. 92.

(9/339)

[(6 )]Cassel, Jeane and Blake, Frances. “Microteaching with a Multicultural Focus.”

Op. Cit. , P. 5 Kevin Ryan[( ألف دوايت الن وكيفين ريان 7)]

، ترجمهMicroteachingم كتابا عنوانه: 1969عام صادق إبراهيم عودة ومحمد الخوالدة إلى العربية عام

م .1975(8 )Vare, Jonatha. Co-construcing the Zone:

a Neo-Vygostkian View of Microteaching. Paper Presented at the American

Educational Research Association 1993 Annual Meeting, Atlanta, Georgia. April 12-

16, 1993. P. 3

(9 )Perrot, E. Microteaching in Higher Education: A Society for Research into

Higher Education. 1977. :Microteaching[( مما نقل إلى العربية كتاب: 10)]

A Programm of Teaching Skills. By: George Brown, 1975.الذي نقله محمد رضا البغدادي ،

بعنوان: التدريس المصغر: برنامج لتعليم مهارات م،1998 عام 2م، ط1979 عام 1التدريس، ط

بالإضافة إلى كتاب الن وريان الذي سبق ذكره. [( من هذه الكتب: المرشد الحديث في التربية11)]

العملية والتدريس المصغر، تأليف عبد الله عمر الفرا م،1999وعبد الرحمن عبد السلام جامل، صدر عام

وقد أشرنا إليه قبل قليل. [( من ذلك مثلا البحث الذي أعده حسن حسيني12)]

جامع بعنوان: التعليم المصغر ودوره في إعداد المعلمين، ونشر في مجلة تكنولوجيا التعليم، العدد

م.1982التاسع، [(13 )]Stoddat, John Dennis. Microteaching:

Current Practice in Britain with Special Reference to ESOL. Working Documents. London: London University, Institution of

Education, 1981, P. 15.[(14 )]Ibid.[(15 )]Vare, Jontha. Co-Constructing the

Zone. Op. Cit., PP. 9, 10[(16 )]Cassel, Jeanne: Micro-Teaching with a

Multicultural Focus. Op. Cit. See also: Stoddart, John: Microteaching: Current

Practice in Britain. Op. Cit.

(9/340)

[(17 )]Yoneyama, Asaji. Integration of Theory and Practice in a Pre-service Teacher

Training Course. ERIC, 1988, PP. 2, 3.[(18 )]Ortiz, Flora. The Use of Video-Tape

and Micro-Teaching in the Preparation of Bilingual Teachers. Paper Presented at the

Annual Meeting of the American Educational Research Association, 10th. Chicago: 1985,

P.5.[(19 )]Bartley, D. E. “Microteaching:

Rationale, Procedures, and Application to Foreign Language.” Audio-Visual Language

Journal 7, 3 )1970(: 139-44.[(20 )]McAleese, W. R. “Microteaching: A

New Tool in the Training of Teachers”. Educational Review V. 25, No. 5, )1973(.

[(21 )]Brown, G. Microteaching: A Program of Teaching Skills. London: Methuen, 1975.

[(22 )]Golebiowska, Aleksandra. Role-Play in Pre-Service Teacher Training. Paper

Presented at the Annual Meeting of the International Association for Teachers of

English as a Foreign Language )22nd, Edinburgh, Scotland, April, 11-14, 1988(.

[(23 )]Stoddart, John Dennis: Microteaching: Current Practice in Britain. Op. Cit. PP. 2-6.

[(24 )]Woodward, Teassa. The Teacher Trainer: A Practical Journal Mainly for

Modern Language Teacher Trainers. Teacher Trainer, V 12 n1-3, Spr-Aut, 1998.

[(25 )]Morgan, Simpson. Professor-in Residence: Redefining the Work of Teacher

Educators. ERIC, 1998.[(26 )]Yoneyama, Asaji. Integration of

Theory and Practice in a Pre-service Teacher Training Courses. Op. Cit.

(9/341)

[( بالإضافة إلى ترجمة محمد رضا بغدادي لكتاب27)] جورج براون، وترجمة صادق عوده ومحمد الخوالدة

لكتاب الن وريان، نشير إلى بحث ماجستير غير هـ،1413منشور أعده عبد القادر عباس مجاهد عام

في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية

بجامعة أم القرى، عنوانه: فاعلية التدريس المصغر في تنمية بعض المهارات التدريسية للطلاب

المعلمين بقسم الجغرافيا في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة.

[( أشرنا في هذا الصدد إلى كتاب: المرشد28)] الحديث في التربية العملية والتدريس المصغر،

تأليف: الدكتور عبد الله عمر الفرا والدكتور عبدم.1999الرحمن عبد السلام جامل، الذي صدر عام

[( بالإضافة إلى بحث حسن حسيني جامع، الذي29)] أشرنا إليه قبل قليل، ثمة بحوث أخرى منها: بحث

قدمه عبد الرحيم صالح عنوانه: التعليم المصغر: برنامج للتدريب التربوي، نشر في مجلة تكنولوجيا

م. وهناك دراسة1981التعليم، الكويت، العدد الثامن، تحليلية أعدها الباحث علي محمد عبد المنعم، بعنوان:

دراسة تحليلية للبحوث السابقة في مجال التدريس المصغر، كتاب المؤتمر العلمي الأول للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، القاهرة، أكتوبر،

م. ودراسة مسحية أعدها الباحث فتح الباب عبد1991 العليم سيد، عنوانها: التعليم المصغر عبر التاريخ،

.1982مجلة تكنولوجيا التعليم، الكويت العدد التاسع، [( نشير في هذا الصدد إلى محاضرات الدكتور30)]

رشدي أحمد طعيمة في المناهج وطرائق تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها التي ألقاها على طلاب الماجستير في قسم تأهيل معلمي اللغة العربية

بمعهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن هـ، والتي1404سعود الإسلامية في الرياض عام

تضمنت تطبيقات عملية في استخدام التدريس المصغر في برامج تدريب معلمي اللغة العربية

للناطقين بغيرها.

(9/342)

[( إسحاق محمد الأمين. منهج الأيسيسكو31)] لتدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها:

أساسيات طريقة التدريس والتربية العملية لدورات تدريب المعلمين. الرباط: منشورات المنظمة

الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة )أيسيسكو(،هـ.1418

[( من ذلك إشارة الدكتور محمود أحمد السيد32)] إلى اعتماد التدريس المصغر والتغذية الراجعة ضمن

مظاهر التطور في ميدان تعليم اللغات، في بحثه م،1986، 1، ع6المنشور في المجلة العربية للتربية م

.151ص [( نشير في هذا الصدد إلى بعض الكتب القيمة33)]

التي صدرت لعدد من الأساتذة المتخصصين في الميدان، والتي حملت عناوين، مثل: مرشد المعلم،

ودليل المعلم …، منها: مرشد المعلم في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: تطبيقات عملية

لتقديم الدروس وإجراء التدريبات، تأليف كل من الدكتور محمود إسماعيل صيني، والأستاذين ناصف مصطفى عبد العزيز، ومختار الطاهر حسين، ونشر

مكتب التربية العربي لدول الخليج في الرياض هـ.1406هـ، والثانية 1403الطبعة الأولى منه عام

ومنها: مرشد المعلم الذي أعده الدكتور رشدي أحمد طعيمة والدكتور محمود كامل الناقة، ونشرته جامعة

هـ. ومنها أيضا: دليل المعلم1405أم القرى عام للكتاب الأساسي في تعليم اللغة العربية للناطقين

بغيرها، الذي أعده الدكتور فتحي علي يونس والدكتور السعيد محمد البدوي، ونشرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس عام

م. وقد اقتصرت هذه الأدلة على توجيه1983 المعلمين إلى استخدام الكتب الأساسية المرتبطة

بها، استخداما تطبيقيا، باستثناء كتاب الدكتور محمود صيني ومساعديه الذي أشير فيه إلى بعض

التوجيهات في تحضير الدروس في الصفحات من ، غير أن هذه الأدلة جميعها لم تشر إلى265-272

التدريس المصغر.[(34 )]Stoddart, John Dennis: Microteaching:

Current Practice in Britain. Op. Cit., P. 13

(9/343)

[(35 )]Brumfit, C. J. “Aseven-day Microteaching Programme for EFL

Teachers.” In Microteaching and EFL Teacher Education. University of London,

Institute of Education. P. 123, 1979. [( هذا النوع من التدريب نادر في الجامعات36)]

العربية، رغم انتشاره في بعض الجامعات الغربية. [( غالبا ما تجتمع هذه المشكلات في الدورات37)]

القصيرة التي تقام لتدريب معلمي اللغة العربية والثقافة الإسلامية خارج الوطن العربي؛ فتزداد

الحاجة إلى التدريس المصغر. [( كمقرر طرائق تدريس اللغة العربية،38)]

ومقررات العلوم الشرعية والسيرة النبوية للناطقينبغير العربية، في برامج إعداد معلمي اللغة العربية.

[( سوف نقدم أنموذجا لهذا الجدول في الجزء39)]التطبيقي من هذا البحث، إن شاء الله.

[(40 )]Stoddart, John Dennis. Microteaching: Current Practice in Britain. Op. Cit., P. 47

[(41 )]Ortiz, Flora. The Use of Video-Tape and Micro-Teaching in the Preparation of

Bilingual Teachers. Op. Cit., P. 5, 1985[(42 )]Ibid. [( تحديد الطريقة أو المذهب ليس من الأمور43)]

الضرورية، كما سوف نرى في الدرس النموذجي. [( نذكر هنا أنه لا شيء أفضل من الحالات44)]

الطبيعية، إن توفرت ولم يترتب عليها مشكلات تربوية أو فنية، كما ننبه إلى ما أشرنا إليه من قبل

من أن التدريس المصغر مكمل للتدريب العملي،وليس بديلا عنه.

[(45 )]Golebiowska, Aleksendra. Role-Plays in Pre-Service Teacher Training. Op. Cit., P.

6.[(46 )]Mcknight, P. C. “Microteaching in

Teacher Training: A Review of Research.” Research in Education 6, )1971(: 32.

[(47 )]Wallace, Michael. Training Foreign Language Teachers: a Reflective Approach.

Op. Cit., P.101

(9/344)

[( الإشادة بأداء المتدرب ليست ضرورية في كل48)] مرة ومع كل طالب، وإنما يلجأ إليها عند تحليل

الدرس الأول والثاني، وربما الثالث؛ تشجيعاللمتدربين.

[(49 )]Stoddat, John Dennis. Microteaching: Current Practice in Britain. Op. Cit., P. 55

[(50 )]Ibid.

[(51 )]Ibid. [( يلاحظ أن المتدرب لا يقوم نفسه في بعض52)]

أنواع التدريس المصغر، وبخاصة التدريس المصغرالختامي، كما سوف نرى فيما بعد.

[(53 )]Yoneyama, Asaji. Integration of Theory and Practice in a Pre-service Teacher

Training Course. Op. Cit., PP. 8-11. [( سوف نقدم – في الجانب التطبيقي -54)]

أنموذجا لأداة التقويم. [( اتباعا لمبدأ التدرج في تقديم المواد اللغوية؛55)]

يقتصر هنا – فيما ينوب عن الفاعل – على الشائع منها، وهو المفعول به، ثم يعرف الطلاب في مرحلة

لاحقة بالمصدر واسم المصدر والظرف والجاروالمجرور.

[( وذلك من خلال أمثلة النص وتطبيقه في56)]التدريب الأول.

204[( الأعراف: 57)] [( بالطريقة التي سوف نبينها في مرحلة58)]

التدريس بعد قليل. [( يلاحظ هنا أن المعلم قد أعاد صياغة القاعدة59)]

صياغة علمية من غير أن يقاطع الطالب. ( لاحظ أن الطلاب في هذا المثال بدأوا60)

يستعملون أسلوب المعلم في التعبير عن التغييرات في شكل الفعل ، بخلاف تعبيرهم في المثال الأول )

أخذ ( . [( هذه البطاقة يمكن أن تكون بطاقة الملاحظة61)]

أو قريبة منها. [( يؤخذ متوسط درجات الحضور بعد أن تجمع62)]

وتقسم على عددهم.

(9/345)

ظاهرة الغموض بين عبدالقاهر الجرجانيوالسجلماسي

د. محمود درابسه الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية - جامعة

اليرموكإربد – الأردن

ملخص البحث يتناول هذا البحث ظاهرة الغموض بوصفه جوهر

النص الابداعي وأساسه. حيث يتجسد هذا الغموض من خلال أساليب البلاغة التي تجعل من النص

الابداعي نصا إبداعيا يتميز عن غيره من الكلام. وقد تناول البحث هذه الظاهرة الفنية من خلال

هـ( وأبو471ناقدين هما: عبدالقاهر الجرجاني )ت محمد القاسم السجلماسي )ت. القرن الثامن

الهجري(.وقد انقسم البحث إلى ما يلي:

أولا – إضاءة: الغموض مفهوما ومصطلحا.ثانيا – عناصر الغموض:

. عناصر الغموض عند عبدالقاهر الجرجاني.1. عناصر الغموض عند السجلماسي.2

ثالثا – الغموض والمتلقي.

أولا – إضاءة: الغموض مفهوما ومصطلحا. أشارت المعاجم العربية القديمة إلى الغموض من خلال استخداماته اللغوية المختلفة، فالغموض في

اللغة مصدر من غمض )بفتح الميم وضمها( وكل ما لم يصل إليك واضحا فهو غامض، ولذلك فالغامض

من الكلام خلاف الواضح، كما يقال للرجل الجيد الرأي: قد اغمض النظر. والمسألة الغامضة: هي

المسألة التي فيها دقة ونظر. ومعنى غامض: لطيف)1.)

في( Ambigutyكما يحمل مصطلح الغموض )المعاجم الإنجليزية المعاصرة معنى اللغة المجازية )

Figurative Language )،أو تعدد احتمالات المعنى تلك اللغة التي تمثل المستوى الفني والجمالي

المتصل بالدلالات والرموز المرتبطة بالأعمال(.2الابداعية كالشعر مثلا)

ليس ذلك الذي "فالغموض الذي يعنيه البحث هنا هو يصعب فتح أقفاله وتخطي أسواره ليصل إلينا، بل هو السمة الطبيعية الناجمة عن آلية عمل القصيدة

العربية وعناصرها المكونة من جهة، وعن جوهر الشعر الذي هو انبثاق متداخل من تضافر قوات عدة

من الشعور والروح والعقل متسترة وراء اللحظة(.3")الشعرية

(9/346)

والغموض المعني هنا هو ما شدك إلى حوار معه، واستفز مشاعرك وعقلك من خلال غموض عباراته

وصوره وموسيقاه، إذ يتجسد الغموض في ثراء النص الابداعي، وتعدد دلالاته وقراءاته، مما يخلق نوعا من

اللذة الحسية والذهنية تجاه خبايا النص واللامتوقع أو اللامنتظر في صوره وجمالياته الفنية. وهذه الحال تخلق نوعا من التواصل والألفة بين النص والقارئ الذي يتلقى النص، ويشعر أنه بحاجة إليه مهما كان غامضا ليطفئ من خلاله لهيب مشاعره، وطموحه

الذهني. ولذا، فإن الغموض له دلالتان: دلالة جمالية يكون

الغموض بموجبها فنا، ودلالة لغوية يكون فيها إبهاما وتعمية. وبهذا المفهوم يشكل الغموض ظاهرة فنية مرتبطة بالفن الإنساني، وبالفنان المبدع، مما يجعل

المتلقي لهذا العمل الفني بحاجة حسية وفكرية ماسة من أجل فك رموز العمل الفني، وتفسير

دلالاته، وتحديد قراءاته، لكي يقف المتلقي على طبيعة العمل الفني وجوهره، وهذه الحال تشكل

قمة اللذة الحسية والذهنية عند المتلقي، كما أنها تجسد غاية المبدع وهدفه، وهذا هو سر النص

الابداعي، وجوهر وجوده. وقد نال مصطلح الغموض من القلق والاضطراب

أكثر من أي مصطلح نقدي آخر لارتباطه بجوهر العمل الابداعي من حيث المبدع والنص والمتلقي.

ويعود هذا القلق والاضطراب في تحديد مصطلح الغموض إلى تعدد مستوى درجاته، وإلى الاختلاف

في تحديد مفهومه، ومعرفة غايته وأهميته، كما تعود اشكالية تحديد مصطلح الغموض إلى مرادفاته اللغوية

الكثيرة مثل التعمية والإبهام والاستغلاق والألغاز وغيرها من التسميات التي ربما يضلل بعضها المتلقي في تقدير أهمية المصطلح ومفهومه

(.4ووظيفته)

(9/347)

ولذلك، فإن حديث العلماء العرب القدماء عن الغموض حديث مفرق متناثر في دراسات"

المفسرين والأصوليين واللغويين والنحاة والبلاغيين. كما كانت عناية القدماء بالتطبيق في دراستهم لهذه الظاهرة، أكثر من عنايتهم بالتنظير، كما هو شأنهم

دائما، ولكن الذي لا شك فيه أن ظاهرة الغموض بما لها من صلة ببنية الكلام قد لفتت أنظار القدماء منذ

وقت مبكر، ولم يمنعهم إيمانهم العميق بإعجاز القرآن الكريم وقدسيته، من دراستها من خلال آياته، وقد استخدموا في الدلالة على ذلك مصطلحات كثيرة أشاروا بها إلى غموض المعنى ودرجات هذا الغموض

مثل تعدد المعنى، وغير ذلك، سواء في القرآن الكريم أو الشعر، وتعددت هذه المصطلحات واختلفت

اختلاف العلماء بين مفسرين ولغويين ونحاة وأصوليين وبلاغيين، وفي أحيان كثيرة كان المصطلح

الواحد يتردد بأكثر من مفهوم في كل بيئة من هذه البيئات العلمية، ولكنها كانت تتفق جميعا على خفاء

المعنى أو عدم وضوحه أو تعدده، سواء في(.5")المفردات أو التراكيب

وكذلك فقد تعددت عند العلماء العرب القدماء الأسباب التي عزوا إليها غموض المعنى، فكانت إما تعود الأسباب إلى البنية الصوتية للكلمة والكلام، أو

تعقد التركيب النحوي، أو بعد الاستعارة والتشبيهواستغلاقهما، أو مخالفة قواعد عمود الشعر العربي)

6.) هـ( مصطلح اللبس180فقد استخدم سيبويه )ت

للدلالة على الغموض الناشئ عن وجود لفظ يحتمل أكثر من معنى أو دلالة أو تركيب يؤدي إلى الغموض.

وينبغي لك أن تسأل عن خبر من هو "يقول سيبويه: معروف عنده )يقصد السامع( كما حدثته عن خبر من

(.7")هو معروف عندك بالمعروف، وهو المبدوء به ويقصد سيبويه هنا بأن الأصل في المبتدأ أن يكون

معرفة لكي يصح السؤال عنه، وإذا لم يكن كذلك وقعالغموض في الكلام، وترتب عليه عدم فهم السامع.

(9/348)

هـ( من أوائل النقاد العرب370ولعل الآمدي )ت القدماء الذين استخدموا مصطلح الغموض في كتابه الموازنة بين أبي تمام والبحتري، حيث وصف شعر

أبي تمام بالغموض والاستغلاق في المعاني والصور مقابل وصفه لشعر البحتري الذي يتسم بوضوح

فإن كنت…ممن "المعنى وقربه. يقول الآمدي: يفضل سهل الكلام وقريبه، ويؤثر صحة السبك

وحسن العبارة وحلو اللفظ وكثرة الماء والرونق

فالبحتري أشعر عندك ضرورة. وإن كنت تميل إلى الصنعة، والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة، ولا تلوي على غير ذلك فأبو تمام عندك

(. ويقول كذلك بهذا الخصوص8")أشعر لا محالة ناسبا أبا تمام إلى النزعة الفلسفية والتعقيد

وذلك كمن فضل البحتري، ونسبه إلى "والغموض: حلاوة اللفظ، وحسن التخلص ووضع الكلام في

مواضعه، وصحة العبارة، وقرب المآتي، وانكشاف المعاني، وهم الكتاب والأعراب والشعراء

المطبوعون وأهل البلاغة، ومثل من فضل أبا تمام، ونسبه إلى غموض المعاني ودقتها، وكثرة ما يورد،

مما يحتاج إلى استنباط وشرح واستخراج، وهؤلاء أهل المعاني والشعراء أصحاب الصنعة ومن يميل

(.9")إلى التدقيق وفلسفي الكلام ويكشف هذا الفهم للآمدي عن إدراكه لأهمية

الغموض ووظيفته في الشعر، وذلك على الرغم من تفضيله للبحتري مقابل رفضه لشعر أبي تمام. إذ

حدد الآمدي أسباب الغموض وعناصره في شعر أبي تمام، وعبر كذلك عن دهشته. إزاء الغموض ومفاجآته

في شعر أبي تمام، وبذلك يكون الآمدي أول من وضع مصطلح الغموض الشعري أمام النقاد العرب

القدماء.

(9/349)

وقد اتضح معنى الغموض وأهميته عند أبي اسحق هـ(، حيث حدد الفرق بين النثر384الصابي )ت

والشعر، مبينا أن النثر مجاله الوضوح في المعاني والألفاظ، وأما الشعر فمجاله الغموض، حيث يخلق

الغموض في الشعر مفاجآت من خلال تعدد المعاني، والاحتمالات المختلفة في التفسير، وبهذا التعدد تتشكل اللذة الحسية والعقلية عند قارئ الشعر

إن طريق "ومتلقيه. يقول أبو اسحق الصابي: الإحسان في منثور الكلام يخالف طريق الإحسان في

منظومه، لأن الترسل هو ما وضح معناه، وأعطاك سماعه في أول وهلة ما تضمنته ألفاظه. وأفخر

الشعر ما غمض، فلم يعطك غرضه إلا بعد مماطلة(.10")منه

كما كان لعمود الشعر الذي أرسى قواعده المرزوقي هـ( في شرحه لديوان الحماسة لأبي تمام421)ت

دور سلبي على الشعر العربي، ولا سيما في الحركة النقدية حول أبي تمام، الشاعر المبدع. فقد حدد

المرزوقي أركان عمود الشعر التي تنفي صفة الغموض، وعمق الاستعارة عن الشعر الجيد وتحبذ

وتلزم الشاعر بضرورة اتباع الوضوح، وقرب التشبيه، إنهم "ومناسبة المستعار منه للمستعار له، يقول:

كانوا يحاولون شرف المعنى وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته، والإصابة في الوصف –ومن اجتماع هذه

الأسباب الثلاثة كثرت سوائر الأمثال، وشوارد الأبيات- والمقاربة في التشبيه، والتحام أجزاء النظم

والتئامها على تخير من لذيذ الوزن، ومناسبة المستعار منه للمستعار له، ومشاكلة اللفظ للمعنى، وشدة اقتضائها للقافية حتى لا منافرة بينهما- فهذه

(.11")سبعة أبواب هي عمود الشعر

(9/350)

ومن خلال هذا التصور عند المرزوقي، فقد لجأ إلى تفضيل النثر على الشعر، وقد عد سبب كثرة الشعراء

إلى أن الشاعر يستطيع أن يؤدي شعره بكل ما فيه من غموض وخفاء وغرابة دون اهتمام بالوضوح في

المعاني والألفاظ، وهذا يعد أمرا يحتاج إلى معاناة وجهد، ولذا فإن المترسلين يعانون في سبيل

الوضوح في المعاني والألفاظ أكثر من الشعراء، وبهذا يكون الغموض سمة للضعف في الشعر. يقول:

وكان الشاعر يعمل قصيدته بيتا بيتا، وكل بيت" يتقاضاه بالاتحاد، وجب أن يكون الفضل في أكثر

الأحوال في المعنى، وأن يبلغ الشاعر في تلطيفه. والأخذ من حواشيه، حتى يتسع اللفظ له، فيؤديه

(.12")على غموضه وخفائه ولعل تسمية الغموض بهذا الاسم قد ترك أثرا سلبيا

عند النقاد والبلاغيين العرب القدماء، مما جعلهم يستبدلونه بمرادفات أخرى لها نفس المضمون

والمعنى، حيث أصبح الغموض ومرادفاته يجسد علامة للجودة وأساسا للشعرية الحقة. ولهذا فقد استخدم

هـ( مصطلح الغموض471عبدالقاهر الجرجاني )ت من خلال الإشارة إليه مباشرة أو من خلال تسميات

(، ومعنى14(، والغرابة)13تدل عليه مثل التوسع) المعنى، حيث بين عبدالقاهر الجرجاني أن الغموض

يكمن في المعنى الثاني أو المستوى الفني المتمثل

في العمل الأدبي سواء أكان نثرا أو شعرا. يقول: الكلام على ضربين: ضرب أنت تصل منه إلى الغرض"

بدلالة اللفظ وحده وذلك إذا قصدت أن تخبر عن زيد مثلا بالخروج على الحقيقة فقلت خرج زيد.

وبالانطلاق عن عمرو فقلت: عمرو منطلق: وعلى هذا القياس. وضرب آخر أنت لا تصل منه إلى الغرض

بدلالة اللفظ وحده ولكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها إلى الغرض ومدار هذا الأمر على

(.15")الكناية والاستعارة والتمثيل

(9/351)

وفي ضوء ما سبق، فقد استقر مصطلح الغموض بتسمياته المختلفة عند عبدالقاهر الجرجاني، وأصبح

يجسد المستوى الفني للعمل الابداعي، بوصفهجوهر الشعر وأساسه.

هـ(8كما ارتبط الغموض عند السلجماسي )ت القرن بتسميات مختلفة تجسد الجوانب الأسلوبية التي

يستند النص الابداعي إليها، وتجعل من النص الابداعي نصا إبداعيا، مثل: الكناية والإشارة والغرابة

(، وعلاقة ذلك بالمتلقي، من حيث خلق16وغيرها) اللذة والدهشة عنده على المستويين الحسي

والعقلي. وأما حضور مصطلح الغموض في النقد المعاصر، فيرجع الفضل فيه إلى الناقد والشاعر الإنجليزي

في( William Empson – 1906وليام امبسون ) Sevenكتابه المعروف سبعة أنماط من الغموض )

Types of Ambiguity ) م،1930الذي نشره عام حيث عرف الغموض بقوله: كل ما يسمح لعدد من

(.17")ردود الفعل الاختيارية إزاء قطعة لغوية واحدة وبناء على ذلك، فقد حدد أنماط الغموض في سبعة

(:18أنواع هي) . النوع الأول من الغموض يحدث عندما يتجسد في1

النص عددا من التفاصيل التي تتحدث عن دلالات متعددة في الوقت نفسه، ويتمثل ذلك في الاستعارة

البعيدة أو الإيقاع أو الوزن. . النوع الثاني يتمثل في وجود تركيب نحوي في2

النص يسمح بتعدد التأويلات. . النوع الثالث، يحدث في النص عندما يتوفر فيه3

عدد من المفردات أو التراكيب ذات الدلالاتالمشتركة.

. النوع الرابع يتمثل في عدد من التراكيب ذات4 المعاني المتبادلة التي تجسد نوعا من التعقيد في

تفكير المؤلف. . النوع الخامس، يحدث عندما تظهر في لغة5

المؤلف جمل وعبارات متداخلة، تظهر عدم قدرةالمؤلف على تحديد مراده.

. النوع السادس، يحدث عندما تظهر في لغة6المؤلف عدة تراكيب ذات معاني متناقضة.

. النوع السابع، يتمثل في نوع من التعارض أو7 التناقض التام الذي يقع أحيانا في لغة المؤلف مما

يعكس نوعا من التشتيت الذهني.

(9/352)

ولعل هذا التحديد الواضح لمصطلح الغموض وأنماطه عند امبسون قد سبقته بعض الاهتمامات عند

الأوروبيين من خلال دراستهم للنصوص الأدبية، (Danteومثال ذلك جهود الشاعر الإيطالي دانتي )

الذي كان أول من نظر في تعدد مستويات المعنى في النص الأدبي، كما فتحت دراسة الناقد الإنجليزي

Jhonعن الشاعر جون دون )( Griersonجريرسون )Donne )الباب في هذا المجال من أجل الكشف عن

مظاهر الغموض في شعر بعض الشعراء وتعدد(.19مستويات المعنى فيه)

ثانيا – عناصر الغموض. عناصر الغموض عند عبدالقاهر الجرجاني.1

لقد بين عبد القاهر الجرجاني أهمية الغموض وعناصره، وفرق بين الغموض والتعقيد السلبي

الناشئ عن الضعف والركاكة وسوء الفهم، كما أبرز الفرق بين الغموض والوضوح، إذ إن سمة الغموض

ركيزة أساسية للعمل الابداعي. ولذا فقد عد الجرجاني سوء النظم والتأليف وانغلاق

الكلام سببا من أسباب التناهي في الغموض إلى واعلم أن لم تضق العبارة ولم "درجة التعقيد، يقول:

يقصر اللفظ ولم ينغلق الكلام في هذا الباب إلا لأنه")قد تناهى في الغموض والخفاء إلى أقصى الغايات

20.)

(9/353)

ويكشف هذا الموقف للجرجاني عن إدراكه لأهمية الغموض في بنية النص الابداعي، فهو جوهره

وأساسه. فالغموض هو الذي يثير الدهشة والاستفزاز للمتلقي، ويجعل من النص الابداعي نصا

ابداعيا. ومن هنا، فإن الجرجاني لا يعارض الوضوح والقرب في المعاني الأدبية شريطة أن لا يصل هذا

الوضوح إلى حد السطحية والركاكة والضعف مما يبعد النص الابداعي عن جوهره وإثارته للمتلقي.

فالنص الذي تتعدد وجوه التأويل فيه، ويستفز القارئ إلى بذل الجهد في المتابعة والتفكير هو النص الابداعي الأصيل. كما أن وضوح النص في

ظاهره، وفي قراءة القارئ الأولية له لا يعني الوضوح السطحي، فقد يبدو القول التالي: )كالبدر

أفرط في العلو( سهلا وبسيطا، بيد أن المتفحص لهذا التشبيه يخرج إلى معاني أخرى إضافية تحتاج

هذا- وليس "إلى التفكير والدقة. يقول الجرجاني: إذا كان الكلام في غاية البيان وعلى أبلغ ما يكون من

الوضوح أغناك ذاك عن الفكرة إذا كان المعنى لطيفا، فإن المعاني الشريفة اللطيفة لا بد فيها من بناء ثان على أول، ورد تال إلى سابق. أفلست تحتاج

كالبدر أفرط "في الوقوف على الغرض من قوله: منه ووجه المجاز في كونه دانيا شاسعا وترقم ذلك في قلبك ثم تعود إلى ما يعرض البيت الثاني عليك

من حال البدر ثم تقابل إحدى الصورتين بالأخرى وترد البصر من هذه إلى تلك وتنظر إليه كيف شرط

لأن" شاسع "في العلو الإفراط ليشاكل قوله الشسوع هو الشديد من البعد ثم قابله بما لا يشاكله

".جد قريب "من مراعاة التناهي في القرب فقال فهذا هو الذي أردت بالحاجة إلى الفكر، وبأن المعنى

لا يحصل لك إلا بعد انبعاث منك في طلبه واجتهاد(.21")في نيله

(9/354)

فمجال الغموض إذن عند عبدالقاهر الجرجاني يكمن في المستوى الفني للعمل الابداعي المتمثل في

ضروب البلاغة المختلفة مثل الكناية والمجاز والاستعارة والتشبيه ثم في الصورة والصياغة. يقول

قد أجمع الجميع على أن الكناية أبلغ من الإفصاح" والتعريض أوقع من التصريح. وأن للاستعارة مزية

(. وهذا22")وفضلا. وأن المجاز أبدا أبلغ من الحقيقة الفهم هو ما عبر عنه الجرجاني في موقع آخر من

كتابه دلائل الإعجاز ليسميه بمعنى المعنى وهو وإذ "المستوى الفني الذي يقع فيه الغموض. يقول:

قد عرفت هذه الجملة فها هنا عبارة مختصرة وهي أن نقول المعنى ومعنى المعنى تعني بالمعنى

المفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل إليه بغير واسطة وبمعنى المعنى أن تعقل من اللفظ معنى

(.23")ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر وقد استخدم الجرجاني ألفاظا تعبر عن المستوى

الفني للعمل الابداعي، وهي أقل سلبية في ظاهرها الخارجي من لفظة الغموض التي تعكس معنى سلبيا

للوهلة الأولى. وهذا يشكل حرص عبدالقادر الجرجاني، وإدراكه لأهمية الغموض بمرادفاته

المختلفة في العمل الابداعي، ولا سيما في النصوصالشعرية.

ولذا فقد استعمل الجرجاني مصطلح الغرابة ليشير إلى الغموض الفني في العمل الابداعي. يقول:

والمعنى الجامع في سبب الغرابة أن يكون الشبه" المقصود من الشيء مما لا ينزع إليه الخاطر، ولا يقع في الوهم عند بديهة النظر إلى نظيره الذي يشبه بل بعد تثبت وتذكر وفكر للنفس في الصور التي تعرفها وتحريك الوهم في استعراض ذلك واستحضار ما غاب

(.24")منه

(9/355)

كما أشار الجرجاني إلى مرادفات أخرى للغموض مثل التعقيد غير المقصود، والتعمية، وهذا ما يكسب

العمل الابداعي قوة وخصوصية فنية، وأما إذا كان التعقيد والتعمية مقصودان لذاتهما فإن ذلك يفقد

العمل الفني خصوصيته، ويبعده عن جوهره. يقول: وأشباه ذلك مما ينال بعد مكابدة الحاجة إليه، وتقدم"

المطالبة من النفس به، فإن قلت فيجب على هذا أن يكون التعقيد والتعمية وتعمد ما يكسب المعنى

غموضا مشرفا له وزائدا في فضله، وهذا خلاف ما عليه الناس. ألا تراهم قالوا: إن خير الكلام ما كان

معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك،

فالجواب إني لم أرد هذا الحد من الفكر والتعب، وإنما أردت القدر الذي يحتاج إليه في نحو قوله: فإن

(.25")المسك بعض دم الغزال

(9/356)

وقد جسد الجرجاني في مواقع أخرى من كتابيه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة جوهر الغموض المتمثل

في الإشارة والكناية والرمز والصياغة والصورة، حيث تبرز هذه الأشكال والموضوعات البلاغية أهمية

الغموض المتمثل في المستوى الفني الذي يجسد ثم إن التوق "جوهر العمل الابداعي وأساسه. يقول:

إلى أن تقر الأمور قرارها، وتوضع الأشياء مواضعها، والنزاع إلى بيان ما يشكل، وحل ما يتعقد، والكشف عما يخفى، وتلخيص الصفة حتى يزداد السامع ثقة بالحجة، واستظهارا على الشبهة، واستبانة للدليل، وتبيينا للسبيل شيء في سوس العقل، وفي طباع

النفس إذا كانت نفسا ولم أزل منذ خدمت العلم أنظر فيما قاله العلماء في معنى الفصاحة والبلاغة،

والبيان والبراعة، وفي بيان المغزى من هذه العبارات وتفسير المراد بها، فأجد بعض ذلك كالرمز

والإيماء والإشارة في خفاء، وبعضه كالتنبيه على مكان الخبيء ليطلب، وموضع الدفين ليبحث عنه

فيخرج، وكما يفتح لك الطريق إلى المطلوب لتسلكه، وتوضع لك القاعدة لتبني عليها، ووجدت المعول

على أن ههنا نظما وترتيبا، وتأليفا وتركيبا، وصياغة وتصويرا، ونسجا وتحبيرا، وأن سبيل هذه المعاني في الكلام الذي هي مجاز فيه سبيلها في الأشياء

التي هي حقيقة فيها. وأنه كما يفضل هناك النظم النظم والتأليف التأليف، والنسج النسج والصياغة

الصياغة. ثم يعظم الفضل. وتكثر المزية، حتى يفوق الشيء نظيره، والمجانس له درجات كثيرة، وحتى تتفاوت القيم التفاوت الشديد، كذلك يفضل بعض

الكلام بعضا. ويتقدم منه الشيء الشيء، ثم يزداد من فضله ذلك ويترقى منزلة فوق منزلة، ويعلو مرقبا بعد مرقب، ويستأنف له غاية بعد غاية، حتى ينتهي

إلى حيث تنقطع الأطماع، وتحسر الظنون، وتسقط(.26")القوى، وتستوي الأقدام في العجز

(9/357)

فمجال الغموض في النص الابداعي هو الصياغة والتأليف والإشارة والرمز، فضلا عن الكناية والتلويح والتعريض. وهذه المصطلحات تجسد معنى الغموض، وتبتعد عن سلبية المعنى الظاهري لكلمة الغموض.

كما أنها تشكل جوهر العمل الابداعي الذي يتميز بخصوصيته الفنية التي تميزه عن الكلام العادي أو الكلام غير الابداعي. ولهذا فالنص الابداعي يستمد

طاقته المتجددة من ضروب البلاغة التي تجعل النص الابداعي نصا إبداعيا يحتاج متلقيه إلى طول التدبر

والتفكير لكي يصل إلى فهمه ومعرفة ظلاله واعلم أن ذلك الأول وهو "وإيحاءاته. يقول:

المشترك العامي، والظاهر الجلي والذي قلت أن التفاضل لا يدخله، والتفاوت لا يصح فيه، إنما يكون

كذلك منه ما كان صريحا ظاهرا لم تلحقه صنعة وساذجا لم يعمل فيه نقش، فأما إذا ركب عليه

معنى، ووصل به لطيفة، ودخل إليه من باب الكناية، والتعريض، والرمز، والتلويح، فقد صار بما غير من

طريقته، واستؤنف من صورته، واستجد له من المعرض، وكسى من ذلك التعرض، داخلا في قبيل الخاص الذي يملك بالفكرة والتعمل، ويتوصل إليه

بالتدبر والتأمل. كقوله :(.27")إلى نداك فقاسته بما فيها

إن السحاب لتستحيي إذا نظرت

(9/358)

إضافة إلى ما جاء من عناصر الغموض عند الجرجاني، فقد تبين أن قيمة المجاز والاستعارة والتمثيل تكمن في الغموض الذي يمنح النص حياة وقوة ويجعله نصا

ابداعيا متجددا عند متلقيه. ويكمن هذا التجدد من انزياح الكلام في النص عن ظاهر اللفظ، وهذا ما

يستفز المتلقي إلى إمعان النظر في النص، وإدراك أسراره وصوره وإيحاءاته، فالانزياح في النص

الابداعي هو مجال الغموض، ويتمثل هذا الغموض اعلم "والانزياح في المجاز وضروبه البلاغية، يقول:

أن الكلام الفصيح ينقسم قسمين قسم تعزى المزية والحسن فيه إلى اللفظة، وقسم يعزى ذلك فيه إلى

النظم. فالقسم الأول الكناية والاستعارة والتمثيل الكائن على حد الاستعارة وكل ما كان فيه على

الجملة مجاز واتساع وعدول باللفظ عن الظاهر، فما

من ضروب من هذه الضروب إلا وهو إذا وقع على(.28")الصواب وعلى ما ينبغي أوجب الفضل والمزية

كما يشكل التشبيه ضربا من الغموض عند الجرجاني، ولا يمكن للقارئ أن يتوصل إلى خبايا الصورة

التشبيهية إلا من خلال التأويل والتفكير. يقول: ومثال الثاني وهو الشبه الذي يحصل بضرب من"

التأويل كقولك هذه حجة كالشمس في الظهور وقد شبهت الحجة بالشمس من جهة ظهورها كما شبهت

فيما مضى الشيء بالشيء، من جهة ما أردت من لون أو صورة أو غيرهما إلا أنك تعلم أن هذا التشبيه

لا يتم لك إلا بتأويل. وذلك أن تقول حقيقة ظهور الشمس وغيرها من الأجسام أن لا يكون دونها حجاب

ونحوه مما يحول بين العين وبين رؤيتها، ولذلك يظهر الشيء لك ولا يظهر لك إذا كنت من وراء

(.29")حجاب أو لم يكن بينك وبينه ذلك الحجاب

(9/359)

كما حاول الجرجاني التركيز على مصطلح الغموض نفسه، مبينا، أهمية العقل في إدراك الفكرة التي يعبر عنها النص الابداعي من خلال ضروب البلاغة،

والصياغة والتأليف. فالجرجاني هو ذلك الناقد العقلاني الفذ الذي يرفع من قيمة الفكرة، ويرى

الوصول إليها من أهم أنواع اللذة النفسية في تتبع صور الجمال، فالمجاز والاستعارة والتشبيه والتمثيل

ضروب تحرك القارئ إلى معرفة الفكرة وإدراكها التي يعبر عنها النص الابداعي، وبهذا يستطيع المبدع

من خلال النص الإبداع أن ينقل القارئ من منطقة العقل وتتبع الفكرة إلى منطقة الحس والشعور

بالنشوة واللذة النفسية العارمة، وهذه غاية أساسية للعمل الابداعي تجاه المتلقي، يقول الجرجاني:

ومن المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد" الطلب له أو الاشتياق إليه، ومعاناة الحنين نحوه، كان نيله أحلى، وبالميزة أولى، فكان موقعه من

النفس أجل وألطف، وكانت به أضن وأشغف، وكذلك ضرب المثل لكل ما لطف موقعه ببرد الماء على

الظمأ كما قال:مواقع الماء من ذي الغلة الصادي

وهن ينبذن من قول يصبن به

وأشباه ذلك مما ينال بعد مكابدة الحاجة إليه، وتقدم المطالبة من النفس به، فإن قلت فيجب على هذا أن

يكون التعقيد والتعمية وتعمد ما يكسب المعنى(.30")غموضا مشرفا له وزائدا في فضله

وعد الجرجاني التباين والتنافر في أطراف التشبيه أكثر قدرة على شد المتلقي وإثارته واستفزازه لما

في هذا التنافر من غموض يحرك العقل والحس معا. كلما كان مكان الشبه بين الشيئين أخفى "يقول:

وأغمض وأبعد من العرف كان الإتيان بكلمة التشبيه(.31")أبين وأحسن وأكثر في الاستعمال

(9/360)

ولعل استخدام كلمة الغموض والإصرار عليها إلى جانب المرادفات الأخرى لها مثل التعقيد والتعمية

والغرابة والإشارة والتلويح والرمز والتعريض، فضلا عن المجاز والكناية والاستعارة والتشبيه يعود لما

لهذا الموضوع من قدرة على إضفاء الخصوصية الفنية على العمل الابداعي، ذلك العمل الذي يثير

القارئ عقلا وحسا، مما يجعل النص في دائرة التأويل والتفسير وتعدد الاحتمالات، وهذا ما يجعل

النص الابداعي نصا إبداعيا. فالغموض هو الذي يمنح النص خصوصيته الجمالية والإبداعية، يقول

ثم إن ما طريقه التأول يتفاوت تفاوتا "الجرجاني: شديدا. فمنه ما يقرب مأخذه ويسهل الوصول إليه

ويعطي المقادة طوعا، حتى أنه يكاد يداخل الضرب الأول الذي ليس من التأول في شيء، وهو ما ذكرته

لك. ومنه ما يحتاج في استخراجه إلى فضل رؤية(.32")ولطف وفكرة

وبهذا يكون الجرجاني قد استطاع إبراز أهمية الغموض في بنية النص الابداعي، وأن ضروب

الغموض تشتمل على الصياغة والتركيب، فضلا عن ضروب البيان والمعاني والبديع، إضافة إلى ذلك فقد

ربط عبدالقاهر الجرجاني الغموض باللذة العقلية والحسية عند القارئ. ولذلك فالغموض بأشكاله

المختلفة من تعمية وتعقيد وغرابة يدفع القارئ إلى دائرة التأويل وإدراك الفكرة التي تضمنها النص

الابداعي، وهذا ما يثير لذة نفسية وعقلية عندالقارئ.

فالجرجاني قد أدرك أهمية الغموض بأنماطه

المختلفة في تشكيل بنية النص الابداعي، ومنحه الخصوصية الفنية والجمالية، حيث النص الابداعي

البعيد عن الغموض الفني نصا سطحيا لا يرقى إلى العمل الابداعي الحقيقي الذي يجعل القارئ جزءا

من العملية الإبداعية، ومشاركا فيها من خلال وقوعه في دائرة التأويل والتفسير، وتعدد المعاني

والاحتمالات.- عناصر الغموض عند السجلماسي:2

(9/361)

لقد ابتعد السجلماسي تماما عن استخدام كلمة الغموض بصفة مباشرة بوصفها الجوهر الأساسي لبنية النص الابداعي، واكتفى باستخدام مرادفات

الغموض المتمثلة في ضروب البلاغة من بيان ومعاني وبديع، فضلا عن تركيزه على العدول

الأسلوبي بوصفه سمة أساسية للانتهاك اللغوي في النص الابداعي. ومن هنا، فقد وضح بشكل مباشر أن

الغموض المتمثل في ضروب البلاغة، فضلا عن الصياغة والبناء والعدول أفضل وأجمل من التصريح، ويعني بذلك الوضوح، لأن الوضوح الذي يصل بالكلام

إلى السطحية لا يشكل سمة من سمات العمل والمماثلة هي النوع "الابداعي. يقول السجلماسي:

الثالث من جنس التخييل، وحقيقتها التخييل والتمثيل للشيء بشيء له إليه نسبة وفيه منه إشارة وشبهة، والعبارة عنه به، وذلك أن يقصد الدلالة على معنى فيضع ألفاظا تدل على معنى آخر، ذلك المعنى

بألفاظه مثال للمعنى الذي قصد الدلالة عليه، فمن قبل ذلك كان له في النفس حلاوة ومزيد إلذاذ، لأنه

داخل بوجه ما في نوع الكناية من جنس الإشارة، والكناية أحلى موقعا من التصريح. ويشبه أن يكون

السبب في ذلك هو أن التصريح إنما هو الدلالة على الشيء باسمه الموضوع له بالتواطئ كما قد تقرر

في دلالة اللفظ، والدلالة على الشيء بالكناية وطريق المثل إنما هو بطريق الشبه، والشبه –كما قد

قيل مرارا- هو أن يكون في الشيء نسبة من شيءأو نسب، وبالجملة هو أن يكون الشيئان في الواحد –

بالمشابهة أو المناسبة- الموضوع للصناعة الشعرية فيوضع أحدهما مكان الآخر ويدل عليه، ويكنى به

عنه، وفيه –أعني في الواحد بالمشابهة أو بالمناسبة-

المكنى به، ما فيه من غرابة النسبة والاشتراك وحسن التلطف لسياقة التشبيه على غير جهة

التشبيه، وفي التخييل بذلك كذلك ما فيه من بسط النفس وإطرابها للإلذاذ والاستفزاز الذي في

(.33")التخييل

(9/362)

وانطلاقا من هذا الاقتباس للسجلماسي يلاحظ الدارس أن الكناية تمثل ضروبا مختلفة ومتعددة من البلاغة مثل الإشارة والرمز والتلويح وغيرها، حيث

تجسد هذه الضروب البلاغية الصناعة الشعرية، وهذه الإشارة للسجلماسي تعد من أهم الإشارات التي تجسد أهمية الغموض بمرادفاته المختلفة بوصفه أساسا للصناعة الشعرية، وبهذا يكون الغموض قد

ارتبط عند السجلماسي بالأسلوب الذي يجسد الصناعة الشعرية. إضافة إلى ذلك، فقد ربط هذه

العناصر الأسلوبية بالمتلقي من حيث اللذة والاستفزاز الناتجان عن النص الابداعي بأسلوبه

وصياغته وتركيبه. فمجال الصناعة الشعرية وأساسها عند السجلماسي يتمثل في المجاز والاستعارة والتشبيه والمماثلة أو التمثيل. فالغموض بمرادفاته المختلفة من ضروب

التخييل: "الأسلوب يجسد الصناعة الشعرية. يقول: هذا الجنس من علم البيان يشتمل على أربعة أنواع

تشترك فيه ويحمل عليها من طريق ما يحمل المتواطئ على ما تحته، وهي: نوع التشبيه، ونوع الاستعارة، ونوع المماثلة –وقوم يدعونه التمثيل-

ونوع المجاز، وهذا الجنس هو موضوع الصناعة(.34")الشعرية

وقد ركز السجلماسي على موضوع الإشارة بوصفه صورة حقيقية للغموض، الذي هو نقيض الوضوح،

والإشارة عند الجمهور مثال أول لقولهم: "فيقول: أشار يشير كأنه الإيماء إلى الشيء والإلماع نحوه.

وهو منقول بلوازمه وعوارضه المتقدمة، أو المتأخرة، أو المساوقة ، من غير أن يصرح لذلك

المعنى بلفظ أو قول يخص ذاته وحقيقته في(.35")موضوع اللسان

كما حدد السجلماسي ضروب الإشارة التي تشكل جزءا من موضوع الكناية بالتعريض والتلويح والإبهام

والتنويه والتفخيم والرمز والإيماء والتعمية واللحن(.36والتورية)

(9/363)

وقد ربط صاحب المنزع البديع هذه الأنماط الأسلوبية المتجسدة في الإشارة وضروبها بالتجاوز، وهو

الخروج على المألوف، وذلك من خلال تجسيد هذه الأنماط الأسلوبية في النص الابداعي، حيث يتجاوز النص من خلالها الوصف اللغوي، والحقيقة اللغوية

إلى المستوى الفني الذي هو أساس الصناعة الشعرية وجوهرها. وقد عد بذلك السجلماسي

نمطا من أنماط الإشارة، حيث ينطلق" التتبيع" مفهوم التتبيع إلى ما يمكن تسميته بالمعنى الثاني

والتتبيع "أو المستوى الفني للعمل الابدعي. يقول: هو المدعو الإرداف، والمدعو عند قوم التجاوز. وقول جوهره وحقيقته هو اقتضاب في الدلالة على الشيء

بلازم من لوازمه في الوجود، وتابع من توابعه في الصنعة. وقال قوم: هو أن يريد الدلالة على ذات

المعنى فلا يأتي باللفظ الدال على ذلك المعنى لكن بلفظ هو تابع وردف. وقال قوم: هو أن يريد ذكر

الشيء فيتجاوزه ويذكر ما يتبعه في الصفة وينوبعنه في الدلالة. ومن صوره قوله:نؤؤم الضحى لم تنطبق عن تفضل

ويضحي فتيت المسك فوق فراشها

فإنما أراد أن يصفها بالترف والنعمة وقلة الامتهان في الخدمة، وأنها شريفة مكيفة المؤونة، فجاء بما

(.37")يتبع ذلك وعبر عن الشيء بلازمه

(9/364)

وقد حدد السجلماسي مفهوم التجاوز من خلال استخدامه لكلمة العدول وهي تقابل مصطلح

الانحراف الأسلوبي في النقد المعاصر، والذي يقابله العدول: "يقول:(. Deviationبالإنجليزية كلمة )

والموطئ من أولية مثالية الاسم والحمل والمطاوعة بين. أعدله فعدل كالذي تقدم في صدر هذا الجنس. فالعدول مثال أول مصدر عدل عدولا، وجهة تلاقي

النقل فيه أيضا النسبة، فلنقل في الفاعل وهو:

افتنان إرادة وصف المتكلم شيئين إلى القصد الأول أو الثاني. والعدول اسم محمول يشابه به شيء شيئا في جوهره المشترك لهما، فلذلك هو جنس متوسط تحته نوعان: أحدهما: التتمة، والثاني: التوجيه. وذلك

لأنه إما أن يكون الأول تأكيدا أو تلاقيا أو غير ذلك(.38")من أغراض القول

فالعدول أو التجاوز أو الاتساع هي تسميات تؤكد اهتمام السجلماسي وإدراكه للمستوى الفني

المتمثل بأنماط الغموض ومرادفاته التي تشكل جوهر الصناعة الشعرية. فالعدول أو الاتساع هو

الغموض الفني أصلا، لأنه يتجاوز من خلاله المبدع المعاني الأول إلى المعاني الثواني وهي التي تشكل

بنية النص، وتمنحه خصوصيته الفنية. فالاتساع هو الذي يضع القارئ في دائرة التأويل وتعدد

الاحتمالات، وبهذه الاحتمالات يتشكل النص الابداعي، حيث إن جوهر الصناعة الشعرية ينطلق من تعدد

الاحتمالات، والتأويل، وبهذا يتكون الغموض الفني الذي يعطي النص الحيوية، ويخلق فيه اللذة التي

تدهش القارئ وتسره. يقول السجلماسي: والاتساع هو اسم مثال أول منقول إلى هذه"

الصناعة، ومقول بجهة تخصيص عموم الاسم على إمكان الاحتمالات الكثيرة في اللفظ بحيث يذهب

وهم كل سامع سامع إلى احتمال احتمال من تلك الاحتمالات، ومعنى من تلك المعاني. وقول جوهره في صنعة البديع والبيان هو صلاحية اللفظ الواحد

بالعدد للاحتمالات المتعددة من غير ترجيح. وقيل: هو(.39")أن يقول المتكلم قولا يتسع فيه التأويل

(9/365) كما عد السجلماسي الغلو والمبالغة أسلوبا بلاغيا يعطي النص الابداعي خصوصيته وجماله وحيويته،

فضلا عن أن السجلماسي قد ربط الغلو بالخروج عن الحقيقة اللغوية والوصف المباشر إلى المبالغة، وهذا

ما يخلق نوعا من الكذب الفني كما أسماه السجلماسي، ويعني هذا الغموض الفني الناشئ عن

أساليب البلاغة. ولعل هذا الربط بين المبالغة أو الغلو والكذب يعد من أهم النتائج التي توصل إليها

السجلماسي في إدراك أهمية الغموض بوصفه أساس الصناعة الشعرية وجوهرها. فالكذب هنا هو

المستوى الفني في النص الناشئ عن أساليب والغلو: وهو المدعو الافراط عند "البلاغة. يقول:

قوم في صناعة الاشتقاق، هو من قولهم: غلا في الأمر يغلو غلوا، وهو يرادف الإفراط، ثم نقل من

ذلك الحد إلى علم البيان على ذلك الاستعمال والوضع، فيوضع فيه على الافراط في الاخبار عن الشيء والوصف له، ومجاوزة الحقيقة إلى المحال المحض، والكذب المخترع لغرض المبالغة، وبالجملة

هو أن يكون المحمول ليس في طبيعته أن يصدق على الموضوع وليس في طبيعة الموضوع ولا في

وقت ولا على جهة أن يصدق عليه المحمول، لكن إذا حمل عليه وأنزل خبرا عنه، ووضع وصفا له لقصد

المبالغة. واختيار هذا النوع من طرق البلاغة وأساليب البديع هو أمر بالإضافة والحكم غير المطلق

من قبل أن لأهل هذه الصناعة فيه رأيين: فقوم – وهم الأكثرون- يرون أن الشريطة فيه وملاك أمره

هو أن يتجاوز فيه حال نوعي الوجود العقلي والحسي إلى المحال والكذب والاختراع. وقوم يرون التوسط فيه آثر وأحمد وأفضل في الصناعة إحجاما

ورهبة للاختراع والكذب. ونقول: إن من أحب الوقوف على الأرجح من الرأيين، وعلى الأدخل في

الأمر الصناعي، فليس به غنى عن الفحص عن موضوع الصناعة الشعرية فنقول: إن موضوع

الصناعة الشعرية هو التخييل والاستفزاز والقول المخيل المستفز من قبل أن القضية الشعرية إنما

تؤخذ من حيث التخييل والاستفزاز فقط. دون نظرإلى صدقها وعدم

(9/366)

صدقها. وقوم يرون أن القضية الشعرية إنما تؤخذ من حيث الامتناع، فالموضوع للصناعة الشعرية

(.40")عندهم الممتنعات فالأشياء الممتنعة هي التي لا تعطي نفسها لقارئ إلا بعد مماطلة وروية وتفكر، وهذا هو ديدن العمل الابداعي. فالأساليب البلاغية هي التي تخرج اللغة

فيها من وصف الحقيقة المباشرة إلى المستوى الفني الذي يضفي على النص سمة الجمال والحيوية التي تستفز القارئ إليه، وتجعله يفكر ويطيل النظر

في الاحتمالات المتعددة والتساؤلات التي يتركها

النص في فكره. ولهذا فقط ربط السجلماسي أساليب البلاغة ومن ضمنها المجاز بالصناعة

الشعرية، وجعلها أساس هذه الصناعة وجوهرها. كما ربط هذه الأساليب بالمتلقي بوصفه المحاور للنص

واسم المجاز مأخوذ "الابداعي. يقول السجلماسي: في هذا الموضوع من علم البيان بخصوص، ففيه

استعمال عرفي بحسب الصناعة، وقول جوهره هو القول المستفز للنفس المتيقن كذبه، المركب من

(.41")مقدمات مخترعة كاذبة وربط السجلماسي أسلوب الالتفات بالغرابة

والغموض، لأنه فيه يتحول من معنى لآخر في النص الابداعي، مما يجعل المتلقي إزاء دائرة واسعة من

التأويل، وتعدد الاحتمالات، وهذا الأسلوب يضفي نوعا من اللذة على نفسية المتلقي، وذلك من خلال انتهاك النسق اللغوي المألوف في الوصف المثالي. فانتقال الكلام الابداعي من صيغة إلى صيغة، ومن خطاب إلى غيبة، ومن غيبة إلى خطاب يجسد لونا

من ألوان الغموض الفني الذي يميز النص الابداعي. الالتفات: وهو عند قوم خطاب التلون. "يقول:

والموطئ ها هنا أيضا كالموطئ في جنسه. والفاعل هو: ما تقرر عند تقسيم جنسه، وهو تردد المتكلم

الوجوه… وفائدة هذا الأسلوب من النظم والفن في من البلاغة استقرار السامع والأخذ بوجهه، وحمل

النفس بتنويع الأسلوب وطراءة الافتنان على(.42")الإصغاء للقول والارتباط بمفهومه

(9/367)

كما ربط السجلماسي أسلوب التشكيك بالغموض الناتج عن الخفاء والشك والالتباس والاختلاط الذي

والتشكيك هو إقامة "يوقع المتلقي ويدهشه. يقول: الذهن بين طرفي شك وجزئي نقيض وهو من ملح الشعر وطرف الكلام، وأحد الوجوه التي احتيل بها لإدخال الكلام في القلوب وتمكين الاستفزاز من

النفوس وفائدته الدلالة على قرب الشبهين حتى لا يفرق بينهما ولا يميز أحدهما من الآخر، فلذلك كان

له في النفس حلاوة وحسن موقع. بخلاف نوع الغلو والسبب في ذلك أن المتكلم موهم أن ذهنه قد قام

متحيرا بين طرفي الشك وجزئي النقيض لشدة الالتباس والاختلاط بينهما، وعدم التمييز بين الأمرين

لخفائه على النفس على القصد الأول في طرفي النقيض ودأبهما. فلذلك فالقول المشكك هو في

النهاية من المبالغة. والغاية في التلطف للتشبيه. وتقريب الشيئين أحدهما من الآخر لتمكين عدم

(.43")الفرق والفصل بينهما ويمكن القول أخيرا أن السجلماسي لم يستخدم

كلمة الغموض مباشرة، وربما يعود السبب في ذلك لدلالتها السلبية ظاهريا، ولذلك فقد استخدم

مرادفات الغموض المتمثلة في أساليب البيان والمعاني والبديع، مركزا على أسلوب الكناية والإشارة والرمز والتعريض والتلويح والتورية

والتتبيع والتشكيك والغلو، فضلا عن أسلوب العدول أو التجاوز أو الاتساع. فهذه الأساليب تجسد عند

السجلماسي جوهر الصناعة الشعرية وأساسها، وهذاما تميز به السجلماسي في موضوع الغموض. فقد ربط السجلماسي أساليب البلاغة بالكذب

والمبالغة لما لهذا الأسلوب من قدرة على إضفاء الخصوصية الفنية والجمالية على النص الابداعي، مما

يستفز المتلقي ويجعله قريبا ومحاورا للنص من خلال التأويل وتعدد الاحتمالات. فهذا التأويل وتعدد الاحتمالات ناشئ عن المستوى الفني المتمثل في

الأساليب البلاغية.

(9/368)

كما أن استخدام كلمة أسلوب، واطلاقها على الأنماط البلاغة يعد ميزة في بحث موضوع الغموض عند السجلماسي. وبهذا، فإن السجلماسي يكون قد

أدرك جوهر الغموض وأهميته من خلال اعتباره أنهالأساس للصناعة الشعرية، ولبنية النص الابداعي.

ثالثا- الغموض والمتلقي إن إثارة مشكلة الغموض من صميم البحث في جوهر

الشعر أساسا، لأن الشعر يقوم أساسا على (. فالغموض في النص الشعري المثقل44الغموض)

بالدلالات والإيحاءات والصور ناتج عن الكثافة والحدة الشعرية. وهذه الحدة الشعرية نابعة من أساليب البلاغة، ولا سيما أسلوب العدول أو الاتساع وهو

تجاوز اللغة الشعرية للوصف المباشر والتعبير عن الحقيقة إلى إيحاءات ودلالات إضافية تشكل مجال

النص وجوهره. كما أن الغموض المتولد عن أساليب البلاغة مثل

أسلوب الالتفات والتشبيه والاستعارة والمجاز والتورية والكناية وغيرها يخلق نوعا من تعدد

احتمالات المعنى، فضلا عن اتساع دائرة التأويل والتفسير الناجمة عن هذا الغموض. فالغموض بهذا

المعنى يشكل جوهر الشعر، وهو نتيجة أساسية تميز النص الشعري عن غيره، وتمنحه الخصوصية الفنية

(.45والجمالية) فالمتلقي يحتل مساحة مهمة ومركزية في العملية

الابداعية، ويعد المتلقي محاورا رئيسا للنص الابداعي، بل ومشاركا في إعادة انتاجه وخلقه.

فالعملية الابداعية لا تتم إلا من خلال أركانها الثلاثة(.46وهي: المبدع والنص والمتلقي)

(9/369)

فالمتلقي يقوم بدور هام ورئيسي في العملية الابداعية، ولعل دوره يكمن في إعادة تفكيك النص

وانتاجه مرة أخرى، وذلك لأن النص الأدبي مثقل بالدلالات والإيحاءات والرموز والصور. فالطاقة

الفنية تجعل النص غامضا، بحيث يطرح النص الابداعي بسبب غموضه إمكانيات متعددة، واحتمالات

مختلفة للتأويل والتفسير. فالغموض الذي يواجه المتلقي ناشئ عن اهتزاز الصورة الثابتة لعلاقة

الدال بالمدلول، بحيث تصبح للكلمات والتعابير دلالات جديدة متشابكة مع غيرها في النص الابداعي، وذلك

على خلاف ما كانت تعبر عنه من معاني وأسماء قبل دخولها في النص الابداعي. فلهذه المعاني والتعابير

دلالات محددة في نفس القارئ، بيد أن دخول هذه الكلمات والتعابير ضمن صياغة جديدة في النص

الابداعي يكسر طبيعة النمط المألوف لهذه الكلمات في نفس المتلقي، وتصبح لهذه الكلمات والتعابير ضمن جسد النص الابداعي أكثر من معنى وصورة

(.47ودلالة)

(9/370)

وضمن هذا الفهم لأهمية الغموض وعلاقته بالمتلقي، فقد ربط عبدالقاهر الجرجاني النص الابداعي

بالمتلقي، مبينا دور النص المثقل بالدلالات المجازية، في شد المتلقي واستفزازه من خلال علاقة الحوار

والمشاركة بين النص والمتلقي، فالغموض ناشئ عن الدلالات المجازية، والتجاوز للمألوف في التعبير والإيحاء والصورة، وبهذا يقع المتلقي في دائرة

التأويل والتفسير، ويصبح مشاركا فاعلا في خلق النص وإعادة إنتاجه مما يفرض حالة من الإرهاق

الفكري والنفسي على المتلقي. يقول الجرجاني هذا –وإن توقفت في حاجتك أيها "بهذا الخصوص:

السامع للمعنى إلى الفكر في تحصيله فهل تشك في أن الشاعر الذي أداه إليك، ونشر بزه لديك، قد

تحمل فيه المشقة الشديدة، وقطع إليه الشقة البعيدة، وأنه لم يصل إلى دره حتى غاص، وأنه لم ينل المطلوب حتى كابد منه الامتناع والاعتياص؟

ومعلوم أن الشيء إذا علم أنه لم ينل في أصله إلا بعد التعب، ولم يدرك إلا باحتمال النصب، كان للعلم بذلك من أمره من الدعاء إلى تعظيمه، وأخذ الناس

بتفخيمه، ما يكون لمباشرة الجهد فيه، وملاقاة الكرب دونه، وإذا عثرت بالهوينا على كنز من الذهب

لم تخرجك سهولة وجوده إلى أن تنسى جملة أنه الذي كد الطالب، وحمل المتاعب، حتى إن لم تكن

(.48")فيك طبيعة من الجود تتحكم عليك….

(9/371)

ولعل هذا الاستفزاز للمتلقي لا يتم إلا من خلال غموض النص الابداعي، فالغموض هو جوهر الشعر

وأساسه، كما أن الغموض ناشئ عن التنافر بين أجزاء الصور والتشبيهات والاستعارات، وهذا التنافر

والتباعد يحدث اهتزازا في مخيلة المتلقي وفكره للصورة الأولى للكلمات والتعابير قبل دخولها صناعة الشعر وابداعه، مما يدفع المتلقي إلى دائرة التأويل،

وهكذا إذا "وتعدد الاحتمالات. يقول الجرجاني: استقريت التشبيهات وجدت التباعد بين الشيئين كلما

كان أشد، كانت إلى النفوس أعجب، وكانت النفوس لها أطرب، وكان مكانها إلى أن تحدث الأريحية

أقرب، وذلك أن موضع الاستحسان، ومكان الاستظراف، والمثير للدفين من الارتياح، والمتألف

للنافر من المسرة والمؤلف لأطراف البهجة، انك ترى بها الشيئين مثلين متباينين، ومؤتلفين

مختلفين، وترى الصورة الواحدة في السماء والأرض، وفي خلقة الإنسان، وخلال الروض، وهكذا طرائف

تنثال عليك إذا فصلت هذه الجملة، وتتبعت هذهاللمحة، ولذلك تجد تشبيه البنفسج في قوله:

بين الرياض على حمر اليواقيتولا زوردية تزهو بزرقتها

أوائل النار في أطراف كبريتكأنها فوق قامات ضعفن بها

أغرب وأعجب، وأحق بالولوع وأجذر، من تشبيه النرجس بمداهن در حشوهن عقيق، لأنه إذا ذاك

مشبه لنبات غض يرف وأوراق رطبة ترى الماء منها يشف بلهب نار مستول عليه اليبس، وباد فيه الكلف،

ومبنى الطباع وموضوع الجبلة على أن الشيء إذا ظهر من مكان لم يعهد ظهوره منه، وخرج من موضع

ليس بمعدن له، كانت صبابة النفوس به أكثر، وكان بالشغف منها أجدر، فسواء في إثارة التعجب،

وإخراجك إلى روعة المستغرب، وجودك في مكان(.49")ليس من أمكنته

(9/372)

كما وضح السجلماسي في كتابه المنزع البديع العلاقة الهامة بين الغموض الذي يشكل جهور النص

الشعري وبين المتلقي الذي يقوم بدور المحاور والمشارك في العملية الإبداعية لخلق النص وإعادة إنتاجه، وذلك بعد أن يبذل جهدا فكريا ونفسيا في

فك أسرار النص، ومحاولة سبر غور احتمالاته المتعددة، ودلالاته وإيحاءاته الكثيرة. وهذه الحالة من

المعاناة التي يبذلها المتلقي تجعله يشعر بنشوة غامرة من الفرح والسرور، والمتعة الفكرية، ومن

هنا تقوى العلاقة بين أطراف العملية الابداعية: ولا خفاء بارتباط "المبدع والنص والمتلقي. يقول:

الانفعال هنا والارتياح بما يقرع السمع ويفجأ البديهة فقط دون ما عداه. والانفعال التخييلي بالجملة هو

غير فكري فكيف يعود الأمر غير الفكري فكريا(.50")وينقلب الأمر البديهي اختياريا

(9/373)

إن المناوشة الفكرية والنفسية ما بين المتلقي والنص المثقل بالغموض، والمبني من خلال

الأساليب البلاغية تجعل المتلقي أكثر تحفزا وقلقا وتوترا إزاء المفاجآت، والاحتمالات المتعددة،

والدلالات المتباينة للمعاني لمعرفة التناسق بين هذه المعاني والتعابير الشعرية، وذلك للوصول إلى ادراك سر النص الابداعي وغايته، وفك ألغاز صوره ودلالاته،

والوقوف على الاهتزاز الحاصل بين المعاني والتعابير قبل دخلوها النص، والبنية التي آلت إليها بعد دخولها النص. ولعل هذا التوتر والمتابعة ما بين

المتلقي والنص يخلق نوعا من الدهشة واللذة الغامرة للمتلقي، فيشعر بعد هذه المعاناة بالمتعة

النفسية والفكرية. يقول السجلماسي بهذا والاقتضاب هو اقتضاب الدلالة، وذلك أن "الخصوص:

يقصد الدلالة على ذات معنى فيترقى عن التعبير المعتاد، وعبارة التأخر من الجمود على مسلك

وأسلوب واحد، من أساليب العبارة، ونحو واحد من أنحاء الدلالة، فيظهر المقدرة على العبارة عن

المعاني، وبعد مرماه في التصرف في مجال القول، وتوسعة في نطاق الكلام فيقتضب في الدلالة على

ذات المعنى، والدلالة عليه باللوازم والعوارض المساوقة، اعتمادا على المتقدمة، أو المتأخرة، أو

ظهور النسبة بين اللوازم وبين الملزوم، وقوة الوصلة والاشتراك بينهما. وفي ذلك ما فيه من

الإلذاذ للنفس والإطراب لها بالغرابة والطراءة التي لهذا النوع من الدلالة. والسبب في ذلك كله هو ما جبلت النفس عليه وعنيت به وجعل لها من ادراك النسب، والوصل، والاشتراكات بين الأشياء؟، وما يلحقها عند ذلك، ويعرض لها من انبساط روحاني

(.51")وطرب

الهوامش والتعليقات

( ابن منظور: لسان العرب: مادة غمض.1)( انظر.2)

Woolf, Henry Bosley )and others(: Webster's New Collegiate Dictionary, Merriam

Company, Massachusetts, 1976.

Bernet, Sylvan )and others(: Dictionary of literary Terme, Constable, London, 1976.

(9/374)

سليمان، خالد: أنماط من الغموض في الشعر العربي.9، ص 1987الحر، جامعة اليرموك، اربد

السيد، شفيع: الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي، دار.82، ص 1986الفكر العربية، القاهرة

صليبا، جميل: المعجم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنجليزية واللاتينية، دار الكتاب

.120-2/119، ج1982اللبناني، بيروت ( الخواجة، دريد يحيى: الغموض الشعري في3)

، حمص1القصيدة العربية الحديثة، دار الذاكرة، ط.107، ص 1991

( انظر الخواجة: الغموض الشعري في القصيدة4).66-65العربية الحديثة، ص

اسماعيل، عز الدين: الشعر العربي المعاصر، دار.181، ص 1983، بيروت 3العودة، ط

طبانة، بدوي: التيارات المعاصرة في النقد الأدبي،.439، ص1985دار الثقافة، بيروت

( خليل، حلمي: العربية والغموض، دار المعرفة5) .7، ص1988، الإسكندرية 1الجامعية، ط

.8( انظر، خليل: العربية والغموض، ص 6) ( سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان: الكتاب،7)

.1/48، ج1966تحقيق عبدالسلام هارون، القاهرة، ( الآمدي، أبو القاسم الحسن بن بشر: الموازنة8)

بين أبي تمام والبحتري، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، دار المسيرة، بيروت )مصورة عن نسخة

.11(، ص1944صادرة سنة .10( المصدر نفسه، ص 9) ( ابن الأثير، ضياء الدين: المثل السائر، تحقيق10)

أحمد الحوفي وبدوي طبانة، مطبعة الرسالة، بيروت.7-4/6، ج1962

( المرزوقي، أبو علي: شرح ديوان الحماسة11) )المقدمة(، تحقيق أحمد أمين وعبدالسلام هارون،

.1/9، ج1951القاهرة .1/18( المصدر نفسه، ج12) ( انظر: الجرجاني، عبدالقاهر: أسرار البلاغة،13)

تحقيق السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت

.23-22، ص 1978 ( انظر: الجرجاني، عبدالقاهر: دلائل الإعجاز،14)

تحقيق السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت.196، ص 1981

.202( المصدر نفسه، ص 15)

(9/375)

( انظر: السجلماسي، أبو محمد القاسم: المنزع16) البديع في تجنيس أساليب البديع، تحقيق علال

.266-262، ص 1980الغازي، مكتبة العارف، الرباط (17 )Empson, W: Seven types of Ambiguity,

London 1930. P. 19..29-28نقلا عن: خليل: العربية والغموض، ص

انظر، سليمان: أنماط من الغموض في الشعر.17العربي الحر، ص

,Empson: Seven Types of Ambigity( انظر. 18)P. 41, 80, 104, 127, 160, 173, 184, 207, 231.

.29-28خليل: العربية والغموض، ص .25( انظر، خليل: العربية والغموض، ص 19)

جبوري، فريال: فيض الدلالة وغموض المعنى في ،3، ع4شعر محمد عفيفي مطر، مجلة فصول مج

.176، ص 1984.210( الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص 20)

انظر. السنجلاوي، ابراهيم : موقف النقاد العرب القدماء من الغموض. دراسة مقارنة، مجلة عالم

.196-195، ص 1987، 3، ع18الفكر، مج.123( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 21).55( الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص 22)

انظر، عباس، إحسان: تاريخ النقد الأدبي عند العرب،.429، ص1978دار الثقافة، بيروت،

.203( الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص 23).135( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 24).118( المصدر نفسه، ص 25).29-28( الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص 26).296-295( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 27).329( الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص 28).73-72( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 29).118( المصدر نفسه، ص 30)

انظر. عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، ص

430-431..289( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 31).73( المصدر نفسه، ص32).244( السجلماسي: المنزع البديع، ص 33).218( المصدر نفسه، ص 34).262( المصدر نفسه، ص 35).270-265( انظر. المصدر نفسه، ص 36).264-263( المصدر نفسه، ص 37).448( المصدر نفسه، ص 38).429( المصدر نفسه، ص 39).274-273( المصدر نفسه، ص 40).252( المصدر نفسه، ص 41).443-442( المصدر نفسه، ص 42)

.472انظر كذلك. السجلماسي: المنزع البديع، ص

(9/376)

عبدالمطلب، محمد: البلاغة والأسلوبية، الهيئة-205، ص 1984المصرية العامة للكتاب، القاهرة

209..276( السجلماسي: المنزع البديع، ص 43) ( انظر. الطرابلسي، محمد الهادي: من مظاهر44)

الحداثة في الأدب. الغموض في الشعر، مجلة فصول،.29-28، ص 2،1984، ج2، ع4مج

الخواجة: الغموض الشعري في القصيدة العربية.11-10الحديثة، ص

( انظر. أبو ديب، كمال: في الشعرية، مؤسسة45).132، ص 1987، بيروت، 1الأبحاث العربية، ط

( انظر. الخواجة: الغموض الشعري في القصيدة46).9-8العربية الجديدة، ص

( انظر. أدونيس: الثابت والمتحول، دار العودة،47).118-117، ص1977، بيروت 1ط.124-123( الجرجاني: أسرار البلاغة، ص 48).110-109( المصدر نفسه، ص 49)

انظر. ناجي، مجيد عبدالحميد: الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية، المؤسسة الجامعية

، ص1984، بيروت 1للدراسات والنشر والتوزيع، ط208.

.501-500( السجلماسي: المنزع البديع، ص 50).263-262( المصدر نفسه، ص 51)

المصادر والمراجع العربية

- الآمدي، أبو القاسم الحسن بن بشر: الموازنة بين1 أبي تمام والبحتري، تحقيق محمد محي الدين

عبدالحميد، دار المسيرة، بيروت )مصورة عن نسخة(.1944صادرة سنة

- ابن الأثير، ضياء الدين: المثل السائر، تحقيق أحمد2 الحوفي وبدوي طبانة، مطبعة الرسالة، بيروت

1962. ،1- أدونيس: الثابت والمتحول، دار العودة، ط3

.1977بيروت - اسماعيل، عزالدين: الشعر العربي المعاصر، دار4

.1983، بيروت، 3العودة، ط - جبوري، فريال: فيض الدلالة وغموض المعنى من5

،3، ع4شعر محمد عفيفي مطر، مجلة فصول، مج1984

- الجرجاني، عبدالقاهر:6 أسرار البلاغة، تحقيق السيد محمد رشيد رضا، دار-

.1978المعرفة، بيروت دلائل الإعجاز، تحقيق السيد محمد رشيد رضا، دار-

.1981المعرفة، بيروت - خليل، حلمي: العربية والغموض، دار المعرفة7

.1988، الإسكندرية 1الجامعية، ط

(9/377)

- الخواجة، دريد يحيى: الغموض الشعري في8 ، حمص1القصيدة العربية الحديثة، دار الذاكرة، ط

1991. - أبو ديب، كمال: في الشعرية، مؤسسة الأبحاث9

.1987، بيروت 1العربية، ط - السجلماسي، أبو محمد القاسم: المنزع البديع10

في تجنيس أساليب البديع، تحقيق علال الغازي، دار.1980المعرفة، الرباط

- سليمان، خالد: أنماط من الغموض في الشعر11.1987العربي الحر، جامعة اليرموك، اربد

- سنجلاوي، ابراهيم: موقف النقاد العرب القدماء12من الغموض. دراسة مقارنة، مجلة عالم الفكر، مج

.1987، 3، ع18

- سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان: الكتاب،13.1966تحقيق عبدالسلام هارون، القاهرة

- السيد، شفيع: الاتجاه الأسلوبي في النقد، دار14.1986الفكر العربي، القاهرة

- صليبا، جميل: المعجم الفلسفي بالألفاظ15 العربية والفرنسية والإنجليزية واللاتينية، دار الكتاب

.1982اللبناني، بيروت - طبانة، بدوي: التيارات المعاصرة في النقد16

.1985الأدبي، دار الثقافة، بيروت - الطرابلسي، محمد الهادي: من مظاهر الحداثة17

،4في الأدب…الغموض في الشعر، مجلة فصول، مج.1984، 2، ج2ع

- عباس، إحسان: تاريخ النقد الأدبي عند العرب،18.1978دار الثقافة، بيروت

- عبدالمطلب، محمد: البلاغة والأسلوبية، الهيئة19.1984المصرية العامة للكتاب، القاهرة

- المرزوقي، أبو علي: شرح ديوان الحماسة20 )المقدمة(، تحقيق أحمد أمين وعبدالسلام هارون،

.1951القاهرة - ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت.21

د.ت. - ناجي، مجيد عبدالمجيد: الأسس النفسية22

لأساليب البلاغة العربية، المؤسسة الجامعية.1984، بيروت 1للدراسات والنشر والتوزيع، ط

المراجع الأجنبية

-Bernet, Sylvan )and others(: Dictionary of Literary Terme, Constable, London 1976.

-Empson, W: Seven Types of Ambiguity, London 1930.

(9/378)

-Woolf, Henry Bosley )and others(: Webster’s New Collegiate Dictionary,

Merriam Company, Massachusetts 1976.

(9/379)

الشعر في كتاب الأمثال الظاهرةالمنسوب إلى الماوردي

د. مصطفى حسين عنايةالأستاذ المشارك بجامعة الملك خالد - أبها -

ملخص البحث يتناول هذا البحث دراسة أبيات الشعر التي وردت

المنسوب " الأمثال الظاهرة في القرآن " في كتاب إلى الماوردي ، وهي شواهد أدبية ، ولغوية، ونحوية ،

، ويبلغ عددها تسعة وتسعين بيتا وشطر بيت ، وقد قمت بدراسة هذا الشعر ، ووضحت الشاهد في كل

بيت ، وأسندت كل شاهد إلى بابه ، فذكرت أولا أصل المثل في اللغة " الشواهد التي وردت في باب

ثم الشواهد التي وردت في تفسير آيات الأمثال" في القرآن الكريم كما رتبها المؤلف ، ثم وضحت

الشاهد ، وأسندته إلى قائله إن عثرت عليه . أما آيات الأمثال التي وضحها المؤلف وأورد عليها

الشواهد فهي كما يأتي : من سورة البقرة .20 17الآيات :

من سورة البقرة .26الآية : من سورة البقرة .71الآية :

من سورة البقرة .262 261الآيتان : من سورة البقرة .265 264الآيتان :

من سورة الأعراف .58الآية : من سورة الأعراف177 176الآيتان :

من سورة الأعراف .179الآية : من سورة يونس .24الآية : من سورة الرعد .17الآية : من سورة إبراهيم .18الآية :

من سورة إبراهيم .26 24الآيات : من سورة النحل .76 75الآيتان : من سورة الإسراء .48 47الآينان : من سورة الكهف .44 42الآيات : من سورة النور .36 35الآيتان : من سورة يس .80 77الآيات : من سورة الزمر .29 27الآيات :

من سورة الفتح .29الآية : من سورة الجمعة .5الآية :

والله من وراء القصد .

مخطوط توجد صورة " كتاب أمثال القرآن الظاهرة" منه بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم )

( أدب ، وهو مصور عن نسخة بباريس برقم )1008( ، وقد جاء في الصفحة الأولى :9628

كتاب أمثال القرآن تأليف أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري المعروف

بالماوردي رحمه الله .

(9/380)

وجاء في الصفحة الأخيرة : تم كتاب الأمثال الظاهرةفي القرآن ولله المنة .

وتقع المخطوطة في مائة صفحة ، في كل صفحةعشرون سطرا ، وبدأ المؤلف كتابه بما يأتي :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي تعالى عن" الأشياء والأمثال ، وارتفع عن الأندادوالأشكال الذي

"ليس له شريك ولا فوقه مليك ... وعلى الصفحة الأولى والأخيرة من الكتاب عدة

تملكه محمد بن محمد الفوهوني " تمليكات مثل : وعلى الصفحة الأولى والأخيرة خاتم " 965سنة

لا إله إلا الله محمد رسول الله " منقوش عليه عبارة وقف الحاج عبد الله السيد في الروشة في الجامع

" .الكبير سنة مائتين بعد الألف وقد تحدث مؤلف الكتاب عن الأمثال الظاهرة التي

وردت في السور الآتية : البقرة ، وآل عمران ، والأعراف ، ويونس ، والرعد ،

وإبراهيم ، والنحل ، والإسراء ، والكهف ، والنور ،ويس ، والزمر ، والفتح ، والجمعة .

وكان يذكر أولا آراء المفسرين الذين سبقوه في تفسير الآيات التي وردت فيها الأمثال ، ثم يناقش

تلك الآراء ، ويأتي بعد ذلك برأيه قائلا : قال أبوالقاسم : ...

وعلى ما يبدو فإن مؤلف الكتاب ليس الماوردي ، فاسم الماوردي : أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب

البصري ، وعلى ما يبدو فإن الناسخ قد اختلط عليه الأمر للتشابه الكبير بين الاسمين ، فأضاف عبارة :

المعروف بالماوردي . وكنية المؤلف : أبو القاسم ، ونرى هذه الكنية تتكرر

أكثر من مرة في كل صفحة من صفحات الكتاب ،

فالكتاب على ما يبدو من تأليف أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري المتوفى

هـ ، وكما يظهر في الصفحة الأولى من406سنة الكتاب .

الإتقان في علوم " وقد نسب السيوطي في كتابه هذا الكتاب خطأ إلى الماوردي ، وقد نقل " القرآن

من الكتاب بعض العبارات ، يقول :

(9/381)

النوع السادس والستون في أمثال القرآن أفرده" بالتصنيف الإمام أبو الحسن الماوردي من كبار

أصحابنا ، قال الماوردي : من أعظم* علوم القرآن علم أمثاله ، والناس في غفلة عنه لاشتغالهم

بالأمثال وإغفالهم الممثلات ، والمثل بلا ممثل " .كالفرس بلا لجام ، والناقة بلا زمام ...

وعلى ما يبدو ، فإن السيوطي اعتمد على ما كتبه المعروف " الناسخ في الصفحة الأولى ، وهو عبارة

، ولم تذكر الكتب التي ترجمت للماوردي "بالماوردي ".أمثال القرآن" أي كتاب باسم

وعلى كل حال فأنا لست بصدد صحة نسبة الكتاب إلى الماوردي أو غيره ، وقد ناقشت ذلك في مقدمة

الكتاب الذي سيظهر قريبا إن شاء الله تعالى ، والذي يهمني هنا هو : الشعر الذي ورد في هذا الكتاب ، والشعر هو شواهد أدبية ، ولغوية ، ونحوية ، وقد قمت في هذا البحث بدراسة هذا الشعر ووضحت

الشاهد في كل بيت ، وأسندت كل شاهد إلى بابه ، فذكرت أولا الشواهد التي وردت في باب أصل المثل

في اللغة ، ثم الشواهد التي وردت في تفسير آياتأمثال القرآن كما رتبها المؤلف ثم شرحت

في المخطوط : من أغمض الشاهد وأسندته إلى* قائله إن عثرت عليه ؛ فإن كنت قد وفقت فهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى ، وإن كنت قصرت فهذا من نفسي ، وقد حرمت التوفيق ، وما توفيقي إلا

بالله .

" :أصل المثل في اللغة " أنشد المؤلف في بابولم يضعها بين فرك وعشق

( فعف عن أسرارها بعد العسق1)

الشاهد: تقول العرب : مثل ومثل ، ونظيرهما في الكلام :

به ، والأتن والإتن ، والبدل والبدل به والش الش والعشق والعشق ، والبيتان لرؤبة بن العجاج يذكر

الحمار والأتن ، وهما من أرجوزة في وصف المفازة.(1)

"ويقال لصفة الشيء : مثل ومثل قال الله تعالى ( وقرأ علي بن2 " )مثل الجنة التي وعد المتقون

(3 " )أمثال الجنة " أبي طالب وعسقت الناقة بالفحل : أربت ، وكذلك الحمار

(4بالأتان.)

(9/382)

والعشق : فرط الحب ، وقيل : هو عجب المحببالمحبوب ، يكون في عفاف الحب ودعارته .

عشقه يعشقه عشقا وعشقا وتعشقه . وقيل : التعشق : تكلف العشق ، وقيل : العشق :

الاسم ، والعشق : المصدر ، والدليل بيت رؤبةالسابق .

والعشق والعسق ) بالشين والسين ( : اللزوم للشيء لا يفارقه . ولذلك قيل للكلف : عاشق

(5للزومه هواه .)

والفرك : البغضة عامة ، وقيل : الفرك : بغضة الرجل(6لامرأته ، أو بغضة امرأته له ، وهو أشهر.)

مثلي لا يقبل من مثلكا( يا عاذلي دعني من عذلكا2)

الشاهد فيه : أن العرب تسمي نفس الشيء : مثله ،قال الله جل ذكره

( وقال ابن عباس :7 ")فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به" ليس " ( ، وقال جل ذكره :8يعني بما آمنتم به)

( يعني ليس كهو شيء لأنه لا مثل له)9")كمثله شيء ( . ومعنى الشطر الثاني من البيت : أي : أنا لا10

أقبل منك .ولم أتعرف قائل البيت :ألم بنا من أفقه المتباعد

( مثالك من طيف الخليل المعاود3)

الشاهد : مثالك وهو بمعنى : الشبه ( ، وهو مطلع11والبيت للوليد بن عبيد البحتري)

قصيدة في مدح الفتح بن خاقان .على الجليل حزين القلب حيرانا

( مثل وقوفك يوم العرض عريانا4)

الشاهد في هذا البيت أن مثل :معناها شبهوالتمثيل : التشبيه .

ولم أعثر على قائل البيت .له الناظر إذا ما تأم

كر شخص يرى5) ( فلو كان للش

فتعلم أني امرؤ شاكرلمثلته لك حتى تراه

الشاهد : لمثلته ، أي لصورته ، فالتمثيل معناه هناالتصوير .

والبيتان للوليد بن عبيد البحتري كما ذكر المؤلف)( ولم أعثر بهما في ديوانه .12

( فمنها مستبين وماثل6) الشاهد : معنى كلمة ماثل : أي : لاطئ بالأرض ومثل

: لطئ بالأرض .ويقال رأيته ثم مثل : أي ذهب .

(13والشاهد جزء من بيت لزهير بن أبي سلمى)وتتمته :

سنون ، فمنها مستبين وماثل

(9/383)

ل منها أهلها ، وخلت لها تحم

فالمستبين هنا : الأطلال .والماثل : الرسوم اللاطئة بالأرض .

يريد : من هذه المنازل منها ما يستبين ، ومنها ما لايستبين .

والماثل في غير هذا الموضع : القائم المنتصب ،(14فهي من الأضداد ، قال الشاعر: )

على الجذل إلآ أنه لا يكبرمس ماثلا يظل بها الحر باء للش

حدا بهم إلى زيغ فزاغوا( فكم متفرغين منوا بجهل7)

وأورطهم مع الرجل الرداغوزيغ بهم عن المثلى فتابوا

إلى نار غلى منها الدماغفزلت فيه أقدام فصارت

الشاهد : كلمة )المثلى( في البيت الثاني ، وهي "بمعنى : الطريقة المستقيمة ، ومنه قوله تعالى

(15 ")ويذهبا بطريقتكم المثلى والبيت أنشده للمؤلف والده الذي أخذه عن أبيمحمد القشاني المؤدب عن أبي سعيد الضرير .

وزاغ أي : عدل عن الطريق .والرداغ : الردغة : الماء والطين والوحل الشديد .)

16)رقاب وعول على مشرب

( كأن تماثيل أريافه8)

بمعنى " تمثال " جمع كلمة "تماثيل " الشاهد : كلمةالصورة .

يعملون له ما يشاء من محاريب " ومثله قوله تعالى(17 ")وتماثيل

والوعول مفردها : وعل ، وهو تيس الجبل ، وعادة ما يشبه العرب الأشراف والرؤوس بالأوعال التي لا

ترى إلا في رؤوس الجبال . "أنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى :

مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون *

صم بكم عمي فهم لا يرجعون * أوكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم

من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم

البقرة : " ]وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير1720]

أرض وضاءت بنورك الأفق( وأنت لما ظهرت أشرقت ال9)

(9/384)

الشاهد : ضاء ، حكى أبو عبيدة عن الفراء : يقال :ضاء القمر يضوء ضوءا ، وأضاء يضيء إضاءة .

ويقال :ضاءت وأضاءت بمعنى : أي :استنارت ،وصارت مضيئة .

(18وأضاءت يتعدى ولا يتعدى .) ونسب المؤلف البيت إلى العباس بن عبد المطلب

(19رضي الله عنه .)هم القوم كل القوم يا أم خالد

( إن الذي حانت بفلج دماؤهم10)

"الشاهد : الذي هنا بمعنى : الذين . قال تعالى ( ثم قال سبحانه20 ")والذي جاء بالصدق وصدق به

( والدليل على أنه21 ")أولئك هم المتقون " وتعالى(22أراد به الجمع أيضا قوله : دماؤهم.)

وقال الليث : الذي " ( :23وجاء في لسان العرب) تعريف لذ ولذي ، فلما قصرت قووا اللام بلام أخرى ،

ومن العرب من يحذف الياء ، فيقول :هذا اللذ فعلكذا ، بتسكين الذال ، وأنشد :

(24كاللذ تزبى زبية فاصطيدا) وللاثنين : هذان اللذان ، وللجمع : هؤلاء الذين ، قال : ومنهم من يقول : هذان اللذا ، فأما الذين

أسكنوا الذال وحذفوا الياء التي بعدها ، فإنهم لما أدخلوا في الاسم لام المعرفة طرحوا الزيادة التي بعد الذال وأسكنت الذال ، فلما ثنوا حذفوا النون ،

فأدخلوا على الاثنين لحذف النون ما أدخلوا على الواحد بإسكان الذال ، وكذلك الجمع . فإن قال

قائل : ألا قالوا : اللذو في الجمع بالواو ؟ فقل: الصواب في القياس ذلك ، ولكن العرب اجتمعت على

الذي بالياء ، والجر والنصب والرفع سواء، وأنشد :هم القوم كل القوم يا أم خالد

وإن الذي حانت بفلج دماؤهم

(25وقال الأخطل : )قتلا الملوك وفككا الأغلالا

ي اللذا أبني كليب إن عم

لا يظهر فيها" الذين " وقال الخليل وسيبويه : الإعراب ، تقول في الرفع والنصب والجر : أتاني

الذين في الدار ، ورأيت الذين في الدار ، ورأيت الذين في الدار ، ومررت بالذين في الدار ، وكذلك

الذي في الدار .

(9/385)

قالا : وإنما منعا من الإعراب ؛ لأن الإعراب إنما يكون في أواخر الأسماء ، والذي والذين مبهمان لا يتمان إلا بصلاتهما ، فلذلك منعا من الإعراب . وأصل الذي

لذ على وزن عم .

قال ابن الأنباري : قال ابن قتيبة في قوله عز معناه : " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " وجل :

كمثل الذين استوقدوا نارا ، فالذي قد يأتي مؤديا عنالجمع في بعض المواضع ؛ واحتج بقوله :

إن الذي حانت بفلج دماؤهم قال أبو بكر : احتجاجه على الآية بهذا البيت غلط ؛

لأن الذي في القرآن اسم واحد ربما أدى عن الجمع فلا واحد له ، والذي في البيت جمع واحده : اللذ ،

وتثنيته اللذا ، وجمعه :الذي ، والعرب تقول : جاءنيالذي تكلموا ، وواحد الذي : اللذ ، وأنشد :

يا رب عبس لا تبارك في أحدفي قائم منهم ولا فيمن قعدإلا الذي قاموا بأطراف المسد

أراد الذين . قال أبو بكر : والذي في القرآن واحد ليس له واحد والذي في البيت جمع له واحد وأنشد

الفراء :كاللذ تزبى زبية فاصطيدا

فكنت والأمر الذي قد كيدا

وقال الأخطل :قتلا الملوك وفككا الأغلالا

ي اللذا أبني كليب إن عم

قال : والذي يكون مؤديا عن الجمع ، وهو واحد لا واحد له في مثل قول الناس : أوصي بمالي للذي

غزا وحج ، معناه للغازين والحجاج . ثم آتينا موسى الكتاب تماما على " وقال الله تعالى :

(26 ")الذي أحسن قال الفراء : معناه : تماما على المحسنين ، أي تماما

للذين أحسنوا ، يعني أنه تمم كتبهم بكتابه ، ويجوز أن يكون المعنى : تماما على ما أحسن ، أي تماما

للذي أحسنه من العلم وكتب الله القديمة .

(9/386)

كمثل الذي استوقد نارا " قال : ومعنى قوله تعالى : أي : مثل هؤلاء المنافقين كمثل رجل كان في"

لا يبصر من أجلها ما عن يمينه وشماله " ظلمة وورائه وبين يديه ، وأوقد نارا فأبصر بها ما حوله من

قذى وأذى فبينما هو كذلك طفئت ناره فرجع إلى ظلمته الأولى ، فكذلك المنافقون كانوا في ظلمة

الشرك ، ثم أسلموا فعرفوا الخير والشر بالإسلام ، كما عرف المستوقد لما طفئت ناره ورجع إلى أمره

ا هـ " . الأول ( ،27والبيت للأشهب بن رميلة في مجموع شعره)

وهو أول بيت من ثلاثة أبيات ، وهو يرثي قوما قتلوابفلج ، وهو موضع بعينه كانت فيه وقعة .

ك بالحق والنور بعد الظلم( فلما أتانا رسول الملي11)

غداة أتانا من ارض الحرمركنا إليه ولم نعصه

ك هلم إلينا وفينا أقموقلنا صدقت رسول الملي

ك أرسلت نورا بدين قيمفنشهد أنك عند الملي

الشاهد : والنور بعد الظلم : أراد بالنور : الإسلام ، "وأراد بالظلم : الجهالات والكفر ، كما قال تعالى

الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور(. "28)

والأبيات لحسان بن ثابت ، يقولها في شهداء بدر) ( ، ورواية الأول في الديوان : ...بالنور والحق ،29

ورواية الأخير في الديوان : وحقا بدين قيم .وصارم من سيوف الله مسلول

( إن الرسول لنور يستضاء به12)

الشاهد : لنور : أي : لضياء . ( من قصيده يمدح بها30والبيت لكعب بن زهير)

الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه تائبا مسلما ، ويستضاء به : يهتدى به إلى الحق ، والصارم : السيف

. ومن سيوف الله : أي من سيوف عظمها الله بنيلالظفر والانتقام . والمسلول : المخرج من غمده .

وروايته في الديوان : إن الرسول لسيف ...يقيم به البرية أن تموجا

( ويظهر في البلاد ضياء نور13)

ويلقى من يسالمه فلوجافيلقى من يحاربه خسارا

(9/387)

الشاهد : ضياء نور ، ويعني به الرسول صلى اللهعليه وسلم .

( ضمن أبيات قالها حين31والبيتان لورقة بن نوفل) أخبرته السيده خديجه زوج النبي صلى الله عليه وسلم عما كان يراه غلامها ميسرة ، إذ كان يرى الملكين يظلان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛

فقال ورقه بن نوفل : لئن كان هذا حقا يا خديجة ، إن محمدا لنبي هذه الأمة ، وقد عرفت أنه كائن لهذه

الأمة نبي ينتظر ، هذا زمانه . فجعل ورقة يستبطىء الأمر ، ويقول : حتى متى ؟

وقال ورقة في ذلك أبياتا مطلعها :لهم طالما بعث النشيجا

لججت وكنت في الذكرى لجوجا

وتموج : تضطرب .والفلوج : الظهور على الخصم والعدو .

فلم يستجبه عند ذاك مجيب(وداع دعا يا من يجيب إلى الندى14)

الشاهد : فلم يستجبه : أي لم يجبه . قال الأخفش : استوقد : بمعنى أوقد ، كما يقال : أجاب واستجاب ،

(32وأنشد البيت .) والبيت من شواهد الكشاف في تفسير قوله تعالى

في سورة آل عمران : ( يقال : استجاب له ربه ،33 ")فاستجاب لهم ربهم"

واستجابه . ( في تفسير قوله34وجاء في معاني القرآن للزجاج)

( أي فليجيبوني ،35 ")فليستجيبوا لي " تعالى : واستشهد بالبيت على قوله ، ثم قال : أي فلم يجبه

أحد . ( في تفسير قوله36والبيت من شواهد الطبري)

بمعنى : فأجابهم ، ثم ذكر " فاستجاب لهم " تعالى :البيت ، وقال بعد ذلك : فلم يجبه عند ذاك مجيب .

وجاء في هامش الطبري : أورده ابن قتيبة في "الأفعال التي تتعدى تارة بنفسها ، وتارة باللام في

قال : يقول : استجبتك واستجبت " . أدب الكاتب لك ، وقال شارحه ابن السيد : كذلك يعقوب ، ومن

كتابه نقل ابن قتيبة . وقد يمكن أن يريد : فلم يجبه ، ويدل عليه أنه قال : مجيب ، ولم يقل : مستجيب ،

"أفعل " مجرى " استفعل " فيكون الشاعر أجرىمثل : استوقد بمعنى أوقد .

(9/388)

( ،37والبيت في شرح أبيات سيبويه للسيرافي ) وجاء فيه : وأراد : رب داع دعا إلى أن يجاد عليه

ويعطى ، فلم يستجبه ، يريد : لم يجبه عند ذاك : عند دعائه ، فقلت : ادع أخرى ، يريد دعوة أخرى ، لعل ابا

المغوار يسمع ، وهذا يقوله القائل على طريقالتلهف على فقد من فقده .

والبيت لكعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه شبيبا(38واسمه هرم ، وكنيته : أبو المغوار . )

لستة أعوام وذا العام سابعمت آيات لها فعرفتها15) ( توه

ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشعرماد ككحل العين ما إن تبينه

الشاهد : قوله : توهمت آيات . . . ثم انقطع النصب ،فقال : رماد ككحل العين ... البيت .

"صم بكم عمي " ذكر المؤرج في تفسير قوله تعالى ثم " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " ، قال تعالى

، ثم أنشد للنابغة " صم بكم عمي " استأنف ، فقال :البيتين .

( ، والشاهد39والبيت الأول من شواهد سيبويه) لأن العام من " ذا " خبرا عن " سابع" فيه : رفع

صفته ، فكأنه قال : وهذا سابع . ( : اتفقت40وجاء في شرح ديوان النابغة الذبياني)

الروايات على رفع رماد ، فوجه الرفع أنه جعل الجملة استئنافا بيانيا جوابا لسؤال مقدر ؛ لأنه لما

تحدث عن هذه الآيات ، وأطال ، فكان ذلك مثارا لسؤال السامع : ماذا بقي من آثار الديار بعد هذه

السنين ، فأجيب بأنها رماد ونؤي ، فرفع رماد على أنه خبر لمبتدأ محذوف وهذا من الحذف الذي جرى الاستعمال بمثله كما نبه عليه السكاكي في حذف

المسند إليه . ( في41والبيت الأول من شواهد المقتضب للمبرد)

أن تجعل الاسم نعتا للمبهم ، فتقول : هذا الرجل زيد، تجعل الرجل نعتا ، فيكون بمنزلة : هذا زيد ، كما

تقول : زيد الطويل قائم ، قال الشاعر ... البيت .وتوهمت : تعرفت وتفرست . آيات : علامات .

(9/389)

لها : أي لفرتنى وهي آثار بيتها . لستة أعوام : أي بعد أن مضت هذه المدة فلم أره ، فاللام في قوله:

لستة أعوام : بمعنى : عند ، تفيد توقيت الفعل الذي دلت عليه آيات من قوله : توهمت آيات ؛ لأن آيات

تدل على معنى دلائل ديار القوم التي تركوها ، كما(42تقول : كتبت لعشر خلون ، أي : بعد عشر .)

لأيا : )وهي رواية الديوان ( أي : أبينها بيانا متعبا . كجذم الحوض : أي : أصله . خاشع : منحط إلى

الأرض منهدم . النؤي : حفير يحيط بالخيمة ليمنع دخول مياه

الأمطار إلى البيت . وهو يصف خلاء ديار أحبته ، وتنكرها عليه لتغيرها

بعده ، وأنه لم يعرفها إلا توهما وتذكرا بما عاين من آياتها ، وهي علاماتها كالأثافي والرماد والنؤي

وغيرها . والبيتان للنابغة الذبياني في ديوانه من قصيدة في

(، ويعتذر إليه مما وشت43مدح النعمان بن المنذر) به بنو قريع بن عوف من تميم ، ويهجو مرة بن ربيعة

، أو ابن قريع لما قذف عليه عند النعمان .مني وما سمعوا من صالح دفنوا

(إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا16)

وإن ذكرت بسوء عندهم أذنواصما إذا سمعوا خيرا ذكرت به

"الشاهد : صما ، فنصبها على الذم نحو قوله تعالى ( وذلك في تفسير قوله44 ")ملعونين أينما ثقفوا

فتقرأ بالنصب على معنى : " صم بكم عمي " تعالى تركهم صما بكما ، أو على الذم ، كما في الآية

(45السابقة . ) قال المبرد : ومن أهل المعاني من يريد التصام عن

الحق ، والتباكم والتعامي عنه ، وذلك موجود فيكلام العرب ، ثم أورد البيتين . ( ، وقد روي البيت46والبيتان لقعنب بن أم صاحب)

، وليس بنصبها ، وذلك في جميع " صم " الثاني برفعالمصادر التي ذكرت البيتين .

الواردة في البيت الثاني بمعنى : سمعوا . " أذنوا" وألا يكون لبابه ستر

( ما ضر لي جارا أجاوره17)

وإليه قبلي تنزل القدرناري ونار الجار واحدة

حتى يواري جارتي خدر

(9/390)

أعمى إذا ما جارتي برزت

أذني وما في سمعها وقروتصم عما كان بينهما

الشاهد : أعمى ... وتصم وذلك في سياق تفسير صم بكم عمي فهم لا " الآية القرآنية الكريمة :

والمقصود هنا : التعامي عن جارته ، " يرجعونوالتصام عما يكون بين جاره وجارته .

والأبيات نسبها المؤلف إلى مسكين بن عارم الدارمي ، وهي في ديوانه ضمن قصيدة من خمسة

( ،48( ، وهي في ديوان حاتم الطائي)47عشر بيتا) وقال محقق الديوان : نسبت هذه الأبيات لحاتم في

شرح شواهد الكشاف .كاللذ تزبى زبية فاصطيدا

( فظلت في شر من اللذ كيدا18)

الشاهد : قول الحسن بن يحيى بن نصر صاحب كتاب كمثل الذي استوقد " ( في قوله تعالى :49النظم)

وجمع في " استوقد " فوحد الفعل في قوله " نارا وهما جميعا راجعان إلى " ذهب الله بنورهم " قوله :

لغتين : " الذي " والعلة في ذلك : أن في " الذي" بحذف الياء " اللذ" بياء مرسلة ، و " الذي " إحداهما

"وجزم الذال ، قال الشاعر .... البيت فمن قال : ، " اللذان " بإثبات الياء ، قال في التثنيه " الذي

بنصب النون على هجاء واحد ، " الذين " وفي الجمع ومن العرب من يقول على هجائين في الرفع :

الواو ، وفي النصب والخفض : الياء ، وهي قليلة . وقد سبق الحديث عن هذا البيت عند حديثنا عن

"10 " الشاهد رقموالرواية المشهورة في هذا البيت :

فكنت والأمر الذي قد كيدا لغات ، يقال : " الذي " ( أن في50وذكر النحاس)

جاءني الذي كلمك ، وجاءني اللذ كلمك بكسر الذال ، واللذ بإسكان الذال ، وأتي بالبيت شاهدا على ما

يقول . والزبية : مصيدة الأسد ، ولا تتخذ إلا في قلة أو رابية

أو هضبة .(51ولم أعثر بقائل هذا الشعر .)

قتلا الملوك وفككا الأغلالا( أبني كليب إن عمي اللذا19)

بحذف الياء ، " اللذ " الشاهد : من قال في الذي كقول " اللذا " ووقف الذال قال في التثنية

الأخطل ...البيت .

(9/391)

"( : حذف النون من52والشاهد فيه عند سيبويه)تخفيفا لطول الاسم بالصلة . " اللذا

( على حذف النون53واستشهد به صاحب المقتضب) مما لم يشتق من فعل ، ولا تجوز فيه الإضافة ،

فيحذفون لطول الصلة . وقد سبق الحديث عن هذا

" .10 "الشاهد عند الحديث عن الشاهد رقم ( يفخر على جرير ، وهو من بني54والبيت للأخطل)

كليب بن يربوع ، بمن اشتهر من قومه بني تغلب وساد كعمرو بن كلثوم التغلبي قاتل عمرو بن هند الملك ، وعصم أبي حنش قاتل شرحبيل ابن عمرو

بن حجر يوم الكلاب ، وغيرهم من سادات تغلب .من روس قومك ضربا بالمصاقيل

( قومي اللذو بعكاظ طيروا شررا20)

الشاهد قوله : اللذو : إذ ذكرها مخففة بحذف النونكما ذكرها بالرفع بالواو وهي قليلة .

( ، ولم أعثر به55والبيت في خزانة الأدب للبغدادي) في مصدر آخر ، وهو الشاهد الخامس والعشرون بعدالأربعمائة ، ونسبه إلى أمية بن الإسكندر الكناني .)

56)

وهو ما يتطاير من النار ، " شررة" وشررا : إما جمع "بفتح الراء وكسرها " وإما مصدر : شررت يا رجل

شرا أو شررا أو شرارة من الشر نقيض الخير . من رؤوس " : بحذف الهمزة " من روس قومك :

قومك . ضربا : إما منصوب بنزع الخافض ، أي : بضرب ، وإما

منصوب بعامل محذوف حال من الواو في طيروا ،أي يضربون ضربا ، أو ضاربين ضرابا .

المصاقيل : جمع مصقول من الصقل ، وهو جلاء الحديد وتحديده : أي جعله قاطعا ، أراد كل آلة من

السلاح مثل السيف والسنان .نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

( تعال فإن عاهدتني لا تخونني21)

(9/392)

قد توضع للواحد والاثنين والجميع ، " من " الشاهد : وهنا وضعت للاثنين ، قال ابن جني في الخصائص :

"(58( . والشاهد فيه عند سيبويه)57وذلك قليل) "فوقعت" من " لأنه ثنى على معنى " يصطحبان

هنا على الاثنين ، وقد أخبر عنه وعن الذئب ،" من فجعله ونفسه بمنزلتهما في الاصطحاب . وفرق بين

وصلتها بقوله يا ذئب ، وساغ له ذلك ، لأن " من" النداء موجود في الخطاب ، وإن لم يذكره ، فإن

نكرة ، ويصطحبان : في موضع الوصف " من " قدرت ( . والبيت59كان الوصف بينهما أسهل وأقيس)

( ، وقد وصف أنه أوقد نارا ، وطرقه60للفرزدق)الذئب ، فدعاه إلى العشاء والصحبة .

(61كصيب ليلة هطل)( سيبك في القوم حين تذكره22)

الشاهد : الصيب : بمعنى المطر ، وذلك في تفسير " .أو كصيب من السماء" قوله تعالى :

والسيب : العطاء .ولم أعثر بصاحب هذا البيت .

وهو يشبه عطاءه في الناس بالمطر الكثير في ليلةكثيرة المطر .

سقتك روايا المزن حين تصوب( فلا تفسدي بيني وبين مغمر23)

الشاهد : تصوب ، وذلك في معرض تفسيره لقوله تقول العرب : صاب " أو كصيب من السماء " تعالى :

السهم يصوب إذا ذهب في انحطاط ، وصابت السماءتصوب إذا أمطرت .

الصيب : " (62قال ابن هشام في السيرة النبوية) السيد "المطر ، وهو من صاب يصوب ، مثل قولهم :

من : مات يموت ، " الميت" من ساد يسود ، و" وجمعه صيائب ، قال علقمة بن عبده ، أحد بني ربيعة

(63بن مالك بن زيد مناة بن تميم : )صواعقها لطيرهن ربيب

كأنهم صابت عليهم سحابة

وفيها :سقتك روايا المزن حيث تصوب

فلا تعدلي بيني وبين مغمر

المغمر والغمير : الجاهل الذي لا يجرب الأمور كأن " .الجهل غمره واستولى عليه

وروايا المزن : ما حمل الماء منه . والراوية : البعير يستقى عليه ، ومعنى يصوب :

يقصد وينزل .وإن كان فيهم يفي أو يبر

روا شيئه24) ( يهينون من حق

(9/393)

معناه : " أو كصيب " ( :64الشاهد : قال أبو عبيدة) وكصيب على معنى واو النسق ، وأنشد البيت ...أي :

يفي ويبر ولم أعثر بقائل البيت .لنفسي تقاها أو علي فجورها

( وقد زعمت سلمى بأني فاجر25)

( في معرض تفسير65الشاهد : أنشده الفراء) "أو كصيب من السماء " المؤلف للآية الكريمة

معناه : وكصيب على معنى واو النسق ثم ذكر البيت .أي : وعلي فجورها .

( مستشهدا66 ")الأضداد " وقد أورده الأنباري في من الأضداد ، ذلك أنها تكون بمعنى " أو " على أن

الشك في قولهم : يقوم هذا أو هذا ، أي : أحدهما ، وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه

، ثم ذكر البيت ، وعقب بعده قائلا : أي وعليهافجورها .

وجاءت هنا " أو " والبيت شاهد نحوي في موضوعللجمع المطلق كالواو .

والبيت لتوبة بن الحمير في ديوانه من قصيدة أولها :(67)

وشطت نواها واستمر مريرهانأتك بليلى دارها لا تزورها

ورواية البيت في الديوان : وقد زعمت ليلى بأنيفاجر

تفتر عنه الأرض لما أن سرى( بصيب راح يروي الغدرا26)

الشاهد : الصيب : أي المطر الذي يصوب كما قال(68سيبويه ، وأنشد البيت شاهدا على قوله.)

سماوة الهلال حتى احقوقفا( طي الليالي زلفا فزلفا27)

الشاهد : سماوة : مفرد سماوات ، وقد استشهد بالبيت في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى :

"سماء " وذكر أن " : فسواهن سبع سماوات" ... تكون جمعا لسماوة ، ويدل على صحة هذا قوله عز

ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات " وجل

، وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق .)" 69)

طي " واستشهد سيبويه بقول الشاعر في هذا البيت فذكر أنه نصبه على المصدر المشبه به دون " الليالي

الحال ؛ لأنه معرفة ، ولم يقصد فيه أن يجعله على إضمار فعل من غير لفظه كما تأول عليه من غلطه ،

ونسب إليه أنه استشهد بنصب سماوة على المصدر(70المشبه به .)

(9/394)

( : نصب طي الليالي ؛ لأنه مصدر71وقال المبرد) من قوله : طواه الأين وليس بهذا الفعل ، ولكن

تقديره طواه الأين طيا مثل طي الليالي كما تقول : زيد يشرب شرب الإبل ، إنما التقدير : يشرب شربا

مثل شرب الإبل : فمثل : نعت ، ولكن إذا حذفت المضاف استغنى بأن الظاهر يبينه ، وقام ما أضيف

إليه مقامه في الإعراب . ")واسأل القرية " من ذلك قول الله تبارك وتعالى :

( نصب ؛ لأنه كان واسأل أهل القرية ، وتقول :72 بنو فلان يطؤهم الطريق : تريد أهل الطريق ،

لأنه في موضع " الطريق " فرفعت " أهل " فحذفت(73مرفوع .)

( يصف بعيرا أضمره دؤوب السير74والشعر للعجاج) حتى اعوج من الهزال كما تمحق الليالي القمر شيئا

بعد شيء حتى يعود هلالا محقوقفا معوجا . ( : الساعات المتقاربة واحدتها زلفة ،75والزلف )

وجاء في لسان العرب : زلفا فزلفا : منزلة بعد منزلة، ودرجة بعد درجة . وأراد بها هنا الأوقات التي يطلع بها بعد منتصف الشهر وبعضها يتأخر عن بعض

تأخرا قريبا . وقيل : سميت مزدلفة بهذا الاسم لازدلاف آدم من

(76عرفة إلى حواء وهي بها .) وسماوة كل شيء أعلاه ، ونصبها بالطي نصب

المفعول به .والمحقوقف : المعوج ، والحقف ما اعوج من الرمل .

وكان ينبغي أن يقول : سماوة القمر ، ولكنه سمى(77القمر هلالا لما يؤول إليه .)ماء مع السحاب لحقنا بالس

( فلو رفع السماء إليه قوما28)

الشاهد : السماء ، وقد وردت هنا على لغة من يذكرها ، وجاء هذا الشاهد ضمن تفسير المؤلف للآية

"فذكر أن الهاء تعود على " فيه ظلمات " ... الكريمة وتعود على السماء إذا أردت بها السحاب " الصيب

وتعود على الليل ، وتعود على السماء نفسها على(78لغة من يذكرها .)

(9/395)

وقد ذكر الخليل بن أحمد ، وغيره من النحويين سوى ( ، وبذلك جاء القرآن79الفراء ، أن السماء مؤنثة)

إذا السماء " ( و80 ")إذا السماء انشقت " الكريم ( ، وحكى الفراء أنها تؤنث وتذكر ،81 ")انفطرت

(82وأنشد البيت ...) ( أن هذا البيت لو كان حجة لحمل83وذكر النحاس)

على غير هذا ، وهو أن يكون يحمل على تذكير الجميع . وذكر محمد بن يزيد المبرد : أن سماء تكون جمعا لسماوة وأنشد هو وغيره : سماوة الهلال حتى

احقوقفا. ثم استوى إلى " ويدل على صحة هذا قوله عز وجل

وإذاكانت السماء واحدة " السماء فسواهن ...فتأنيثها كتأنيث عناق .

(84ولم أعثر بقائل هذا البيت .)خفوقا ورقصات الهوى في المفاصل

( أبت ذكر عودن أحشاء قلبه29)

الشاهد : رقصات : إذ ترك القاف في الجمع على سكونها في التوحيد ، وجاء بالشاهد في معرض

"فيه ظلمات " ... حديثه في تفسير قوله تعالى فظلمات جمع ظلمة ، وضم اللام على الإشباع لضمة

الظاء ، وقرأ الأعمش بسكون اللام على أصلالكلام .

( على ما جاء في85واستشهد به في المقتضب) رفضات " وفيه " فعلة " الأسماء بالإسكان في

الهوى.ورفضات الهوى : ما تفرق من هواها في قلبه . وجاء في هامش المقتضب : الذكر : بكسر الذال

وفتح الكاف جمع : ذكر، والذكر بالكسر والضم : اسم

لذكرته بقلبي وبلساني ذكرى ، بالكسر والقصر، وأنكر الفراء الكسر في القلب وقال : اجعلني على

ذكر منك بالضم لا غير . وجاء في لسان العرب بأنه خفف رقصات :

(86للضرورة .)(87والبيت لذي الرمة من قصيدة في ديوانه .)

على موطن لا نخلط الجد بالهزل( فلما رأونا باديا ركباتنا30)

وجاء ذلك في " ركباتنا " الشاهد : فتح الكاف في إذ قرأ أشهب " ظلمات " معرض حديثه عن كلمة

بفتح اللام ، وذلك لما أراد تحريك " ظلمات " العقيلي "اللام حركها إلى أخف الحركات ، كقول الشاعر في

، وحركت الكاف استثقالا لتوالي ضمتين . " ركباتنا

(9/396)

( : ينشدون أيضا : ركباتنا ،88وجاء في المقتضب) في الظلمات، " وركباتنا ، وهذه الآية الكريمة

" .والظلمات ، والظلمات "( :89والبيت من شواهد سيبويه ، قال سيبويه)

ومن العرب من يفتح العين إذا جمع بالتاء ، فيقول : في السلامة " فعلة " يريد أن جمع " ركبات وغرفات

يجوز في عينه أن تضم ، وأن تفتح ، وأن تسكن . إن الذين ينادونك من " وجاء في تفسير الآية الكريمة

( :91( في تفسير غريب القرآن)90 ")وراء الحجرات مثل ظلمة وظلمات ، ثم " حجرة " الحجرات : واحدها

أورد البيت . وزعم بعض النحويين أنه جمع ركبة على ركب ، ثم

جمع ركبا على ركبات ، فهو جمع الجمع كما قالوا :(92بيوتات وطرقات . )

( عليهم قائلا إن قول93وقد رد الأعلم الشنتمري) سيبويه أصح وأقيس ؛ لأنهم يقولون : ثلاث ركبات بالفتح، كما يقولون : ثلاث ركبات بالضم ، والثلاثة

إلى العشرة إنما تضاف إلى أدنى العدد لا إلى كثيره.(94والبيت لعمرو بن شأس الأسدي .)

يقول : رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسؤقنا حتى بدت ركباتنا ، وقوله على موطن : أي في موطن من مواطن الحرب يجد من حضره ، ولا

يهزل ؛ لأنه موضع قتال لا موضع لعب .

( قد كاد من طول البلى أن يمصحا31) الشاهد : قد كاد : فالعرب تقول : كاد يفعل كذا بغير

؛ فإذا شبهوه بعسى قالوا : كاد أن يفعل ، " أن" وجاء ذلك في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى :

" .يكاد البرق يخطف أبصارهم" ( والشاهد فيه : دخول95والبيت من شواهد سيبويه)

ضرورة ، والمستعمل في الكلام " كاد " على " أن" كما " بعسى " إسقاطها ، ودخلت عليها تشبيها

تشبيها بها لاشتراكهما في " عسى " سقطت منمعنى المقاربة .

( : كاد بمعنى هم ،96وجاء في تأويل مشكل القرآن) ولا يقال : يكاد أن يفعل ، إنما يقال : كاد يفعل ،

(،97 ")فذبحوها وما كادوا يفعلون " وقال الله تعالىوقد جاءت في الشعر، ثم ذكر البيت .

(9/397)

كاد العروس " ( أن كاد فعل تقول :98وذكر المبرد) إلا أن يضطر " تكاد النعام تطير" ، و " يكون أميرا

، " لعل " شاعر ، فإن اضطر جاز له فيها ما جاز فيثم ذكر البيت .

( : أن يقال99والأحسن عند ابن السيد البطليوسي) على التشبيه لها " عسى " من خبر " أن " إن حذف

"؛ لأن " كاد " وليس على التشبيه لها ب " لعل " ب رجاء وطمع كما أنهم ربما أدخلوا " لعل " و " عسى

" .عسى " تشبيها ب " أن " في خبر لعل ( أن الشاعر ربما100ويرى صاحب الإيضاح العضدي)

تشبيها لها ب " عسى " من خبر " أن " اضطر فحذف " .عسى " ب " كاد " كما تشبه " كاد"

( ، وهو يصف منزلا بالقدم وعفو101والبيت لرؤبة)الأثر .

والبلى : القدم . ويمصح في معنى يذهب ، يقال : مصح الظل إذا

انتعله الشخص عند قائم الظهيرة .( تدافع السيل ولم يقتل 32)

الشاهد : يقتل وفيه إتباع الكسرة بالكسرة فمن "يكاد البرق يخطف " القراء من قرأ الآية الكريمة

بكسر الياء والخاء والطاء ومثل لذلك بهذا البيت ؛ولم أعثر بقائل الشعر .

وهو في الملك يأمل التعميرا

( خطفته منية فتردى33)

الشاهد : خطفته ، ومعنى الخطف في قولالأصمعي : استلاب الشيء ، والبيت أنشده الأصمعي)

102)تمدها بها أيد إليك نوازع

( خطاطيف حجن في حبال متينة34)

الشاهد : خطاطيف : من يتخطف ومنه سمي الخطاف . والخطاف : حديدة معوجة من طرفها يعلق

فيها الدلو عند إدلائه إلى الماء ويرفع بها . حجن : جمع حجناء : أي معوجة . والبيت للنابغة

( وهو تمثيل لحاله بحال دلو تنزع من103الذبياني) "البئر ، واستشهد به في سياق تفسير قوله تعالى :

" .يكاد البرق يخطف أبصارهمفإن زمانكم زمن خميص

( كلوا في نصف بطنكم تعيشوا35)

(9/398)

الشاهد : بطنكم : والمقصود بطونكم ، والعرب تقول ولو شاء الله لذهب " : لهم عقل وبصر . قال تعالى :

( :105(قال أبو عبيدة)104 " )بسمعهم وأبصارهم لا يرتد " ولم يقل : بأسماعهم وأبصارهم ، ومثله

"( ولم يقل106 ")إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء فإن طبن لكم عن شىء منه " وقوله : " طروفهم

( ولم يقل نفوسا ، وما أشبهها من107 ")نفساالقرآن الكريم .

( بهذا البيت على استعمال108وقد استشهد سيبويه) الواحد في معنى الجمع . يريد الشاعر بعض

بطونكم ؛ لأنه يريد بطن كل واحد منهم ، وروايتهفيه : بعض بدل نصف .

( ، في الشعر، أن تفرد ، وأنت109وقد أجاز المبرد) تريد الجماعة إذا كان في الكلام دليل على الجمع ،

ثم استشهد على كلامه بهذا البيت . وقد حكى ولولا أن يكون " ( في قراءة قوله تعالى110الفراء)

الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم ( : أن111 ")سقفا من فضة ومعارج عليهايظهرون

لبيوتهم سقفا " سقفا جمع سقيفة ؛ فأما من قرأ "فتأولها إسماعيل ابن إسحق على أن " من فضة

لواحد ، قال: والمعنى : لجعلنا لكل من كفر " منبالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ، إلا أن الفراء)

( استبعد هذه القراءة ، وحكى أن هذا متناول112 بعيد ، واستدل على أن القراءة بالجمع أولى ؛ لأن

بعده ومعارج وسررا وأبوابا فكذا سقف بالجمعأولى .

( ، ورأى أن الذي113وقد رد عليه أبو جعفر النحاس) "بمعنى " سقف " تأوله بعيد ، وأولى منه أن يكون

")ثم نخرجكم طفلا " ... كما قال عز وجل " " سقف( ، وكما قال الشاعر ، ثم ذكر البيت .114

ولم أعثر بقائل هذا البيت ، وجاء في خزانة ( أن البيت من الأبيات الخمسين في115البغدادي)

كتاب سيبويه التي لا يعرف لها قائل .

(9/399)

والخميص في الأصل : الجائع ، والخمص : الجوع ، وأراد بوصفه الزمن بخميص أنه جائع من فيه ، فالصفة للزمن ، والمعنى لأهله ، يقول لهم :

اقتصروا على بعض ما يشبعكم ، ولا تملأوا بطونكم من الطعام فينفد طعامكم ، فإذا نفد طعامكم

احتجتم إلى أن تسألوا الناس أن يطعموكم شيئا، وإن قدرتم لأنفسكم جزءا من الطعام ولم تكثروا من الأ كل عشتم ، وفي رواية سيبويه : تعفوا بدل تعيشوا

وعلى هذا يكون المعنى .. عففتم عن مسألة الناس ،( .116وتعيشوا أو تعفوا مجزوم لأنه جواب الأمر)

قد عض أعناقها جلد الجواميس( تدعوك تيم وتيم في قرى سبإ36)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله ، فقد أراد الشاعر : جلود الجواميس ، فأفرد وهو يريد

الجماعة . (117والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن)

على أن الشاعر قال : جلد الجواميس بالإفراد ولم يقل جلود الجواميس في مقابلة أعناقهم ، وروايته

فيه :قد عض أعناقهم جلد الجواميس

الواردون وتيم في ذرا سبإ

( ،118والبيت أيضا من شواهد الكشاف للزمخشري) وروايته فيه مثل رواية الطبري والفراء ، وقد

استشهد به الزمخشري على صرف كلمة سبإ ، وذلك ")وجئتك من سبإ بنبإ يقين " في تفسير قوله تعالى

( عند من يصرفه حيث جعله الحي ، أو الأب119الأكبر ، وأما من لم يصرفه فيجعله اسم القبيلة.

( أنه لم يقف120وقد ذكر محقق تفسير الطبري) على البيت في المراجع ، ولا على قائله ، والبيت

(121لجرير في ديوانه ، وروايته فيه : )قد عض أعناقهم جلد الجواميس

تدعوك تيم وتيم في قرى سبإ

وهو من قصيدة قالها جرير في هجاء التيم . ومعناه : تيم في قرى سبإ مغلولون من جلد الجواميس بحيث

يعض أعناقهم.

(9/400)

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما

فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا

يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا [26سورة البقرة "] الفاسقين

لعلات وأمكم رقوب( ألا تحيون من تكثير قوم37)

؛ فالعرب تقول : حييت " تحيون " الشاهد: في قوله أحيا حياء ، واستحييت أستحيي استحياء ، وأنشد (122البيت شاهدا على ذلك . وجاء في لسان العرب)

: وقال أبو زيد : يقال حييت من فعل كذا ، وكذا أحياحياء :

أي : استحييت ، وأنشد البيت ، ثم قال : معناه : ألاتستحيون .

وعلات : يقال : بنو علات : بنو رجل واحد من أمهات شتى ، سميت بذلك ؛ لأن الذي تزوجها على أولى قد

كانت قبلها ، ثم عل من هذه . قال ابن بري : وإنما سميت علة ؛ لأنها تعل بعد

( .123صاحبتها من العلل)

قوب : التي لا يعيش لها ولد . والبيت في لسان والر ( ونسب إلى عبيد بن الأبرص124العرب دون عزو)

( . والبيت ليس في125في الأمالي الشجرية)ديوانه .

علي من الحق الذي لا يرى ليا( وإني لأستحيي أخي أن أرى له38)

الشاهد : لأستحيي : حيث خرج الاستحياء هنا فيموضع الأنفة . ( أن هذا البيت يحمله قوم على126وذكر المبرد)

خلاف معناه ، وإنما تأويله : إني لأستحي أخي أن يكون له علي فضل ، ولا يكون لي عليه فضل ، ومني

إليه مكافأة ؛ فأستحي أن أرى له علي حقا لما فعل إلي ، ولا أفعل إليه ما يكون لي به عليه حق ، وهذا من مذاهب الكرام ، ومما تآخذ به أنفسها . ونسب

المبرد البيت إلى جرير ، ولم أعثر عليه في ديوانه ، ( وفيه :127وهو غير منسوب في لسان العرب)

معنى : وإني لأستحيي : آنف من ذلك .وضرب في البلاد بغير زاد

( لحفظ المال أيسر من بغاه39)

(9/401)

الشاهد : وضرب : الضرب في اللغه على وجوه : فمنها التبيين ، ومنها : النوع ، تقول العرب : أخذ فلان في ضرب من الحكم ، أي نوع منه ، ومنها :

")وآخرون يضربون في الأرض " السير ، قال تعالى (129 ")وإذا ضربتم في الأرض " ( وقال تعالى128

والبيت شاهد على هذا المعنى . واستشهد به المؤلف في أثناء تفسيره لقوله تعالى

"أن يضرب ...". ....ولم أعثر بقائل البيت .

خشاش كرأس الحية المتوقدرب الذي تعرفونه40) جل الض ( أنا الر

الشاهد : قوله : الرجل الضرب : ومعناه : الرجل الخفيف الجسم ، واستشهد به في تفسير قوله

"وذلك في معاني كلمة" أن يضرب ... " .....تعالى ".ضرب

( وهو من معلقته130والبيت لطرفة بن العبد)

المشهورة ، ومعنى خشاش : رجل لطيف الرأس ، ماض ، سريع الدخول في الأمور . المتوقد : شديد

النشاط . وطرفة في هذا البيت يفخر بنفسه قائلا : أنا الرجل الخفيف اللحم ، الذي ليس يرهل ، السريع الحركة ، الماضي الذي يحسن الدخول في الأمور والتخلص ،

شديد النشاط كرأس الحية الذي لا يستقر .صه التئامه41) ( مثل الفتى مثل الهلال إذا تنق

حتى إذا خرجت جوارحه وعاد له تمامهانسل من نقصانه عنه فزايله نظامه

الشاهد : قوله : مثل الفتى مثل الهلال : الأمثال في اللغه : الأشباه والنظائر والصفات ، ويحتاج كل مثل

إلى ممثل حتى يتم ، وذكر في هذه الأبيات المثلوالممثل جميعا .

ويشبه الشاعر حياة الإنسان بالهلال فعندما يبدأبالاكتمال يحين وقت انتهاء حياته .

ولم أعثر بقائل الأبيات .فما مواعيده إلا الأباطيل

( كانت مواعيد عرقوب لها مثلا42)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد في الذي قبله . ( ، وهو في قصيدته131والبيت لكعب بن زهير)

المشهورة التي قالها أمام الرسول صلى الله عليهوسلم حين أسلم .

(9/402)

وعرقوب : هو عرقوب بن نصر ، رجل من العمالقة نزل بالمدينة قبل أن ينزلها اليهود بعد عيسى بن مريم عليه السلام ، وكان صاحب نخل ، وإنه وعد

صديقا له ثمر نخلة من نخله ، فلما حملت ، وصارت بلحا أراد الرجل أن يصرمه ، فقال عرقوب : دعه

ح ، أي يحمر ، أو يصفر ، فلما شقحت أراد حتى يشق الرجل أن يصرمها ، فقال عرقوب له : دعها حتى

تصير رطبا ، فلما صارت رطبا قال : دعه حتى يصير تمرا ، فلماصارت تمرا انطلق إليه عرقوب فجده ليلا ، فجاء الرجل بعد أيام فلم ير إلا عودا قائما ، فذهب موعود عرقوب مثلا ، وهو من أمثال العرب في خلف

( .132الوعد)م وما هو عنها بالحديث المرج

( وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم43)

وتضر إذا أضريتموها فتضرممتى تبعثوها تبعثوها ذميمة

وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئمحى بثفالها فتعرككم عرك الر

كأحمر عاد ثم ترضع فتفطمفتنتج لكم غلمان أشأم كلهم

قرى بالعراق من قفيز ودرهمفتغلل لكم ما لا تغل لأهلها

الشاهد : هذه الأبيات من الأمثال التي خرجت على جهة الإطناب والإكثار . ومن هذا النوع في قوله

وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ... " تعالى ضرب الله مثلا " ( الآية . ومنه قوله تعالى133")

( الآية ، وفي البيت الأول شاهد134")رجلين ... نحوي إذ أجاز الكوفيون تعليق باء الجر بضمير المصدر ، كما أجازوا تعليقها بمظهره لأنه في

معناه ، وأنشدوا في ذلك :وما هو عنها بالحديث المرجم

والمجرور " هو " على ما ذكروه متعلق ب " عن" ففي موضع نصب

( : هذا135، وقال صاحب الإيضاح العضدي) " هو "ب مذهب القوم ، ورأيت بعض أصحابنا البصريين لا

يستبعد مذهبهم ؛ بل يقويه وينصره اهـ . والأبيات لزهير بن أبي سلمى من معلقته

(136المشهورة .)

(9/403)

ويعني بالبيت الأول : أي : ما علمتم من هذه الحرب ، وما ذقتم منها ، وما علمكم عنها بالحديث الذي يرمى

فيه بالظنون ، فكنى عن العلم ، أي : هو حق ،والمرجم : المظنون .

ومعنى تبعثوها : تثيرونها : أي لا تحمدوا أمرها . "فعيل " وذميمة : مذمومة ، وأكثر ما يكون

بغير هاء ، مثل : امرأة " مفعول " المصروف عن

قتيل ومقتولة ، وكف خضيب ومخضوبة .د . إذا أضريتموها : أي عودتموها وتضر : أي : تعو

يعني الحرب .وتعرككم : يعني الحرب أراد : تطحنكم هذه الحرب .

بثفالها والثفال : جلدة تكون تحت الرحى يقع الدقيقعليها .

وتلقح كشافا : أي تدارككم الحرب . ويقال : لقحتالناقة كشافا : إذا حمل عليها في دمها .

فتتئم : أي تأتيكم باثنين اثنين بتوأمين ، وإنما يقطعبهذا أمر الحرب .

تنتج لكم : أي : الحرب . غلمان أشأم : في معنى : غلمان شؤم ، فجعل أشأم

لم " أفعل " ولو كان " من " مصدرا ، ولم يحتج إلى أي كلهم في الشؤم كأحمر " . من " يكن له بد من

أحمر " فقال : " أحمر ثمود " عاد ، وقيل : وإنما أراد ، والمقصود هنا عاقر الناقة ، واسمه : قدار بن " عاد

سالف . ويعني أن ولادتهم ونشأتهم تكون في الحرب ،

فيصبحون مشائيم على آبائهم . ويعني في البيت الأخير : هذه الحرب تغل لكم من

هذه الدماء ما لا تغل قرى بالعراق ، وهي تغل القفيزوالدرهم ، وهذا تهكم منه واستهزاء .

القفيز : نوع من المكاييل : والمقصود به ما يملأه(137من المحصولات .)

وما حبال محب وامق تصل( يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم44)

الشاهد : استشهد المؤلف بهذا البيت في تفسيره فالبعوضة واحدة " مثلا ما بعوضة " لقوله تعالى

صلة ، وهي منصوبة على البدل من " ما" البعوض و المثل ، قال الكسائي والفراء هي نصب بانتزاع بين كما تقول : مطرنا ما زبالة والثعلبية ، وله عشرون

(138ما ناقة وجملا .)

(9/404)

والذي وجدته في معاني القرآن للفراء في الوجه وهو أحب الوجوه إليه : " بعوضة " الثالث في قراءة

أن تجعل المعنى على : إن الله لا يستحيي أن يضرب "مثلا ما بين بعوضة إلى ما فوقها ، والعرب إذا ألقت

في آخره نصبوا " إلى " من كلام تصلح " بين بين " الحرفين المخفوضين اللذين خفض أحدهما ب

فيقولون : مطرنا ما زبالة " إلى " والآخر ب" فالثعلبية ، وله عشرون ما ناقة فجملا ، وهي أحسن

"إشارة إلى البيت السابق " الناس ما قرنا فقدما يراد به : ما بين قرنها إلى قدمها ، ويجوز أن تجعل القرن والقدم معرفة فتقول : هي حسنة ما قرنها

(139فقدمها.) سمعت أعرابيا ورأى " وجاء فيه : قال الكسائي

الهلال فقال : الحمد لله ما إهلالك إلى سرارك ، يريد: مابين إهلالك إلى سرارك ، فجعلوا النصب الذي

فيما بعده إذا سقطت ؛ ليعلم " بين " كان يكون في مراد ، وحكى الكسائي عن بعض " بين " أن معنى

نق ما خمسا إلى خمس وعشرين ، يريد العرب : الش ما بين خمس إلى خمس وعشرين ، والشنق ما لم

تجب فيه الفريضة من الإبل ، والأوقاص في البقر . )140)

أصله ما بين قرن فحذف بين " وذكر السيوطي : "ما بعوضة فما فوقها " وأقام قرنا مقامها ومثله

قال : والفاء نائبة عن إلى ، وكون الفاء للغاية( . والبيت مجهول القائل.141 ")بمنزلة إلى، غريب

أيام ينسون ما عواقبها( لم أر مثل الفتيان في غير ال45)

الشاهد : ما عواقبها ، أي : ما هو عواقبها . "استشهد الشاعر بهذا البيت في تفسير قوله تعالى

وذلك على قراءة رؤبة بن العجاج " مثلا ما بعوضة بالرفع وأضمر لها " بعوضة " للآية الكريمة ، إذ قرأ

اسما ، يعني : الذي هو بعوضة . جائز لأن الصلة " بعوضة " وذكر الفراء أن الرفع في

(142ترفع واسمها منصوب ومخفوض.)فواسقا عن قصدها جوائرا

( يهوين في نجد وغورا غائرا46)

(9/405)

الشاهد: قوله : فواسقا ، فالفاسق : الخارج عن وما " الطاعة ، واستشهد به في تفسير قوله تعالى

"يضل به إلا الفاسقين (143واستشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن)

فقال : ففسق عن أمر ربه : جار عنه ، وكفر به ، ثمذكر الشعر ونسبه إلى رؤبة .

( ؛ فقال :144واستشهد به صاحب لسان العرب) وفسق عن أمر ربه ، أي جار ومال عن طاعته ، ثم

ذكر البيت . والعرب تقول : إذا خرجت الرطبة عن قشرها : قد

فسقت الرطبة من قشرها . ( ، إذ استشهد به145والبيت من شواهد سيبويه)

وما عمل " نجد " حملا على موضع " غور " لنصب وهي رواية سيبويه " فيه ؛ لأن معنى يذهبن في نجد

ويسلكن نجدا واحدا ، فكأنه قال : يسلكن نجدا" وغورا غائرا .

والغور : تهامة وما يليها . ونجد :هو من نحو فيد إلى الكوفة وإلى البصرة ، وما

يلي ذلك . يعني بذلك قصائد قد سادت في الغور وتهامة ، أوأفعالا يفتخر بها ، أو حروبا قد غار ذكرها وأنجد .

وقيل : وصف الراجز ظعائن منتجعات يأتين مرة نجدا ، وهو ما ارتفع من بلاد العرب ، ومرة الغور ، وهو

تهامة ، وهي ما انخفض من بلادها . ونسب البيتان إلى العجاج في الكتاب ، وقد وردا في

(146زيادات ديوان رؤبة .)لسب بذلك الجرو الكلابا

( ولو ولدت قفيرة جرو كلب47)

الشاهد : استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره فروى " وما يضل به إلا الفاسقين " لقوله تعالى

"وما يضل به " قراءة ابن مسعود وعطاء والحسن "إلا الفاسقين " على لفظ ما لم يسم فاعله ، و

بالنصب ، قال ابن مجاهد : أسانيد هذه القراءة منكرة جدا ، فإن صحت ، فطرقها من اللغة أن يضمر لها

اسم ، ويكون ما ظهر خبرا له ، وتقديره : وما يضل به إلا أفسق الفاسقين ، كقول الشاعر : ولو

(147ولدت ... البيت . )

(9/406)

"( أن النحويين148وذكر النحاس في إعراب القرآن) قد أجمعوا على أنه لا يجوز : ضرب الضرب زيدا، حتى

"إنه قال بعضهم : لا يجوز : ضرب زيدا سوطا ، لأن

مصدر ، وإنما يقام المصدر مقام الفاعل " سوطا على حروف الخفض إذا نعت ، فإذا لم يكن منعوتا لم يجز ، وهذا أعجب أن يقام المصدر مقام الفاعل غير

" .منعوت مع اسم غير مصدر وفيه أيضا علة أخرى : أنه أضمر الجزاء ، ولم يتقدم"

يدل عليه ، وهذا وإن كان " يجزي " له ذكر على أن يجوز ، فإنه مجاز ، فأما إنشادهم : ولو ولدت ... البيت فلا حجة فيه ، ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى

"وجرو كلب " تقديره : ولو ولدت قفيرة الكلاب ،(149 ". )منصوب على النداء

( ، وذلك150وهو من شواهد تأويل مشكل القرآن) في قراءة أبي جعفر المدني في سورة الجاثية ، وهو

(151 ")ليجزى قوما بما كانوا يكسبون " قوله تعالى أي : ليجزي الجزاء قوما ، واستشهد على ذلك بقول

الشاعر : ولو ولدت قفيرة ... البيت .ونسب البيت إلى جرير في خزانة الأدب للبغدادي)

( ، وهو غير موجود في ديوانه ، وهو غير152 ( ، وغير153منسوب في إعراب القرآن للنحاس)

(154منسوب أيضا في القرطبي . )حب النبي محمد إيانا

( فكفى بنا فضلا على من غيرنا48)

اسما" من " الشاهد : على من غيرنا ، فقد جعل نعتا له ، وذلك في تفسير قوله " غيرنا " تاما ، وجعل

بمنزلة " ذا " فتكون" ماذا أراد الله بهذا مثلا " تعالى شيئا واحدا ، كما قال تعالى " ماذا " وتكون" الذي" ( .155 ")ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا"

"وأردت : " ما " نصبت " ما بعوضة " وقال الفراء : اسما تاما " ما " وإن شئت جعلت " ما بين بعوضة

(156كما قال حسان : فكفى بنا ...البيت . ) ( ، فقد جعل الشاعر157والبيت من شواهد سيبويه)

موصولة . " من " ولم يجعل " من " نعتا ل " غيرنا"

(9/407)

( : الشاهد فيه158وجاء في تحصيل عين الذهب) نعتا لها ، لأنها نكرة " من " على" غير " حمل

مبهمة ، فوصفت بما بعدها وصفا لازما يكون لها "غير" كالصلة ، والتقدير : على قوم غيرنا ، ورفع

موصولة ، ويحذف الراجع" من " جائز على أن تكون

عليها من الصلة ، والتقدير : على من هو غيرنا ، "بنا " والباء في قوله " كفى " والحب مرتفع ب

زائدة مؤكدة . ونسب المؤلف البيت إلى حسان بن ثابت ، ولم أعثر

به في ديوانه وهو منسوب في شرح أبيات سيبويه ( ، ونسب159إلى كعب بن مالك ، وهو في ديوانه)

( ، وفي تحصيل عين160في الكتاب إلى الأنصاري) الذهب إلى الأنصاري حسان ، ويقال إنه لبشر بن عبد

( ،161الرحمن بن مالك الأنصاري كما في اللسان) ،" من " على الإتباع ل" غير " وجاء فيه : إنه خفض

صلة بإضمار " من " ويجوز فيه الرفع على أن تجعل " .هو"

ومعنى البيت : كفانا فضلا على من غيرنا حب النبي(162صلى الله عليه وسلم إيانا وهجرته إلينا.)

إلى حمامتنا أو نصفه فقد( قالت : فيا ليتماهذا الحمام لنا49)

الشاهد : قوله : فيا ليت ما هذا الحمام لنا ، ولم هنا ، واستشهد بهذا البيت على قراءة " ليت " تعمل

"مثلا ما بعوضة "...رؤبة بن العجاج لقوله تعالى فقرأ بعوضة بالرفع ، واستشهد على ذلك بقول

الشاعر : قالت ... البيت . ( ، والشاهد فيه :163والبيت من شواهد سيبويه)

ورفع ما بعدها ، ويجوز أن تكون معملة " ليتما " إلغاءعلى تقدير : ليت الذي هو هذا الحمام لنا . " ما " في

وإلغائها . " ما " على زيادة" الحمام " ويجوز نصب ( ، وفي164والبيت للنابغة الذبياني من قصيدة له)

"زرقاء اليمامة " هذا البيت يصف ما كان من أمر حين نظرت إلى القطا طائرة فحصلت عدتها ،

ومعنى قدي : حسبي ، يقال : قدي كذا ، وقدني .

(9/408) وكانت زرقاء اليمامة ، فيما زعموا ، نظرت إلى قطا

يطير بين جبلين ، فقالت : ليت الحمام ليه ، إلى حمامتيه ، ونصفه قديه ، تم الحمام مائة ، فاتبع

القطا ، إلى أن ورد الماء ، فعد ، فإذا هو ست(165وستون . )

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا"

البقرة : " ] دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون171]

وما هي ويب غيرك بالعناق( حسبت بغام راحلتي عناقا50)

الشاهد : حسبت بغام راحلتي عناقا : ففي الكلام اختصار ، يعني : حسبت بغام راحلتي بغام عناق

مثل " واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى إذ ذكر أن في الكلام اختصارا ،" الذين كفروا ...

وتقديره : مثل وعظ الكافرين كمثل الراعي ينعقبالغنم ، ولا تفهم الغنم عنه سوى الصوت .

( ،166والبيت في دلائل الإعجاز ونسبه إلى أعرابي) واستشهد به على ما حذف منه المضاف ، وأقيم

واسأل القرية " قوله تعالى المضاف إليه مقامه مثل("167. )

( : وقوله : حسبت بغام168وجاء في لسان العرب) راحلتي عناقا : أراد بغام عناق ، فحذف المضاف،

وأقام المضاف إليه مقامه ، وجاء فيه عن ابن بري : "بمعنى " ويب " وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على

ثم ذكر البيت ، وعن ابن بري أيضا : أن البيت " ويل (169لم يذكر قائله ، وهو لذي الخرق الطهوي)

يخاطب ذئبا تبعه في طريقه ، وفي دلائل الإعجاز أن الأعرابي أناخ راحلته بالليل فبغمت ، فجاء الذئب

يظن أنها عناق ، أي معزى ، فيقول الشاعر : وزنا " ويل " حسبت بغامها صوت عناق ، وويب : مثل

( .170ومعنى واستعمالا)فتيقنوا علما ببين رفيق

( نعق الغراب ولات حين نعيق51)

الشاهد : قوله : نعق الغراب ، فالنعق والنعيق :صوت الراعي والغراب .

(9/409)

( نعق الغراب نعيقا171وجاء في لسان العرب) ونعاقا ، والغين في الغراب أحسن ، قال الأزهري :

نعق الغراب ، ونغق بالعين والغين جميعا ، ونعيق الغراب ونعاقه ونغيقه ونغاقه : مثل نهيق الحمار ونهاقه ، وشحيج البغل وشحاجه ، وصهيل وصهال

الخيل ، وزحير وزحار ، قال : والثقات من الأئمة

يقولون : كلام العرب نغق الغراب ، بالغين المعجمة، ونعق الراعي بالشاء بالعين المهملة ، ولا يقال في

الغراب : نعق ، ويجوز : نعب ، قال هذا هو الصحيح . وحكى ابن كيسان : نعق الغراب بعين مهملة ،

واستعار بعضهم النعيق في الأرانب .ولم أقف على قائل هذا البيت .

منتك نفسك ضلة وخسارا( فانعق بضأنك يا جرير فإنما52)

الشاهد : فانعق بضأنك ، قال أبو عبيدة : النعيق : الصوت ، وأنشد للأخطل . ويروى : منتك نفسك في

الخلاء ضلالا . وجاء في لسان العرب : النعيق : دعاء الراعي الشاء ،

يقال : انعق بضأنك أي : ادعها . ونعق الراعي بالغنم ينعق ، بالكسر ، نعقا ونعاقا ونعيقا ونعقانا : صاح بها وزجرها يكون ذلك في

الضأن والمعز .

وفي الحديث : أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما يعني الصياح " ابكين وإياكن ونعيق الشيطان " مات :

والنوح ، وأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل عليه . وفي حديث المدينة : آخر من يحشر راعيان من مزينة

".)يصيحان " يريدان المدينة ينعقان بغنمهما أي :172)

( ،173والبيت للأخطل في ديوانه من قصيدة)وروايته فيه :

منتك نفسك في الخلاء ضلالا وجاء في الهامش : يعيره أنه راعي ضأن لا مكان له في المفاخر والأمجاد ، وذكر الجاحظ أن بني يربوع

كانوا يرمون بإتيان الضأن واستشهد بهذا البيت ، .61انظرفخرالسودان ص ولم يك سمعه إلا ندايا

يخ صم ولم يعوج53) ( إذا ما الش

(9/410)

والياء " نداي " ، فأصل النداء " ندايا " الشاهد : قوله ممدودان ؛ " إلا دعاء ونداء " والواو في قوله تعالى

والياء " نداي " وأصل النداء " دعاو " لأن أصل الدعاء والواو لام من هذا البناء ، فقلبتا همزة لوقوعهما بعد

ألف ساكنة، وكذلك كل ممدود في نفسه ، فهذا علته.

( عن ثعلب بيتا : إذا ما الشيخ174وروى ابن الأنباري)....البيت .

( : وفي حديث ابن عوف :175وفي لسان العرب) وأودى سمعه إلا ندايا أراد إلا نداء ، فأبدل الهمزة ياء

تخفيفا وهي لغة بعض العرب . "وورد شطر البيت في لسان العرب مرة أخرى برفع

(.176 " )سمعهولم أقف على قائل هذا البيت .

على زيد بتسليم الأمير(54 ( ولست مسلما ما دمت حيا

الشاهد : ولست مسلما بتسليم الأمير : يريد : كمايسلم على الأمير .

وهذا قول الفراء في تفسير المثل في الآية القرآنية إذ في رأيه : يضيف المثل" ومثل الذين كفروا ......"

إلى الذين كفروا وداعيهم كمثل الناعق ، كما تقول : إذا لقيت فلانا ، فسلم عليه تسليم الأمير ، وإنما تريد

(177به : كما تسلم على الأمير .)( أصم عما ساءه سميع55)

الشاهد : العرب تقول لمن يسمع ولا يعمل بما يسمع كأنه أصم كما قال : البيت ، وذلك في تفسير قوله

".صم بكم عمي فهم لا يعقلون " تعالى ( دون عزو ، ونقل178وهذا القول في لسان العرب)

عن التهذيب : يقول القائل : كيف جعلهم الله صما ، وهم يسمعون ، وبكما وهم ناطقون ، وعميا وهم

يبصرون ؟ والجواب في ذلك أن سمعهم لما لم ينفعهم ، لأنهم لم يعوا به ما سمعوا ، وبصرهم لما لم يجد عليهم لأنهم لم يعتبروا بما عاينوه من قدرة

الله وخلقه الدال على أنه واحد لا شريك له ، ونطقهم لما لم يغن عنهم شيئا إذ لم يؤمنوا به إيمانا

ينفعهم ، كانوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر ولا يعي ، ونحو منه قول الشاعر : أصم عما ساءه

سميع .

(9/411)

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة

أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون

أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا

[262 261البقرة : ". ] هم يحزنونعمرو بن ميمون لئام النات

علات56) ( يا لعن الله بني الس

الشاهد : قوله : لئام النات ، أراد لئام الناس ، فحول السين تاء ؛ لأن التاء والسين مهموستان ؛ فهما

يتعاقبان ، وقد استشهد المؤلف بهذا الشعر على أنبتت سبع " قراءة من أدغم في قوله تعالى :

"سنابل وهذا الرجز أنشده أبو عمرو بن العلاء ، وقيل وكان

يزعم أن الرجز والرجس بمعنى واحد ، وأنهامقلوبة ، قلبت السين زايا ، كما قلبت شئز

وهي : شئس ، بسين ، وكما قالوا : قربوس وقربوز ، وكما قال الشاعر : يا لعن الله ... البيت

(179وهو يريد لئام الناس ، فقلبت السين تاء.) والشعر في كثير من كتب النحو مع اختلاف في بعض

( ،180الألفاظ ، وورد في لسان العرب عن أبي زيد) قال : من العرب من يجعل السين تاء، وأنشد لعلباء

(181بن أرقم :)يا قبح الله بني السعلات

عمرو بن يربوع شرار الناتليسوا أعفاء ولا أكياتيريد الناس والأكياس .

(182ووردت الأبيات في نوادر أبي زيد الأنصاري .)وإن نعموا لا كدروها ولا كدوا

( وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها57)

الشاهد : استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره "ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى " لقوله تعالى :

إذ حث الله عباده على مكارم الأخلاق ، فحظر عليهم المن بالصنيعة ، واختص به صفة لنفسه ؛ لأنها من

العباد تكدير وتعيير ، ومن الله إفضال وإنعام ، كقولالشاعر : وإن كانت..البيت.

وقد نسب المؤلف البيت إلى طرفة ، ولم أعثر بهفي ديوانه .

كلفته للعرف إعظامكا

( ما تم معروف عند امرئ58)

(9/412)

إكرام من أظهر إكرامكا

إن من البر فلا تكذبن

تستفسدن بالمن إنعامكا

والمن للمنعم نقص فلا

مذلة أحببت إعلامكام()

والعز في الجود وبخل الفتى

الشاهد : الشاهد في هذه الأبيات كالشاهد في البيتالسابق .

وقد نسب المؤلف الأبيات إلى محمود الوراق ، ولمأعثر بها في ديوانه .

ليس الكريم إذا أسدى بمنان( أفسدت بالمن ما أوليت من نعم59)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله .ما إذا فعل المعروف زاد وتم

( يرب الذي يأتي من الخيرأنه60)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله . وقد ذكر المؤلف أن أبا نصر منصور بن عبد الله

أنشده إياه بهراة . ( ، وفيه183والبيت غير منسوب في لسان العرب)

قال الأنباري : الرب ينقسم على ثلاثة أقسام : يكون الرب : المالك ، ويكون الرب : السيد المطاع ، قال

( أي : سيده ،184 ")فيسقى ربه خمرا " تعالى : ويكون الرب : المصلح ، رب الشيء : إذا أصلحه ،

وأنشد البيت .جال على الأعناق من منن الر

( وما شيء بأثقل وهو خف61)

بوجهك إنه بالوجه غالولا تفرح بمال تشتريه

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله . وقد سأل رجل ابن شبرمة أن يكتب رقعة إلى بعض الأغنياء ليعطيه شيئا ، فأعطاه مائتي درهم ، وأنشأ

(.... البيتان .185يقول : )في كل وقت وزمن

( أحسن من كل حسن62)

خالية من المننضيعة مربوبة

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله . وقد نسب المؤلف البيتين إلى محمود الوراق ولم

أعثر بهما في ديوانه .وإنما العرف بالربابات

( يرب معروفه ويكمله63)

(9/413)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله . وذكر المؤلف أن جعفر بن محمد الصادق قال : لا يتم

المعروف إلا بثلاث : تعجيله وتصغيره ، وترك المن به، فإنك إذا عجلته فقد هنأته ، وإذا صغرته فقد

عظمته ، وإذا تركت المن به ، فقد أتممته ، ثم أنشد)( ... البيت .186

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل

فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون أموالهم

ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها

264البقرة " . ] وابل فطل والله بما تعملون بصير265]

( براق أصلاد الجبين الأجله64) الصلب ، وهو : الشاهد : أصلاد ، قال قطرب : الصلد

(... البيت .187الأخلق الأملس وأنشد ) ( : الصفا :188وفي لسان العرب عن ابن السكيت)

العريض من الحجارة الأملس . قال : والصلداء والصلداءة : الأرض الغليظة الصلبة ، قال : وكل حجر صلب ، فكل ناحية منه صلد ، وأصلاد

جمع صلد وأنشد لرؤبة : ... البيت . وعن أبي الهيثم : أصلاد الجبين : الموضع الذي لا

شعر عليه ، شبه بالحجر الأملس . وجله الرجل جلها : رده عن أمر شديد ، والجله : أشد

من ا لجلح ، وهو ذهاب الشعر من مقدم الجبين ، وقيل : النزع ، ثم الجلح ثم الجلا ثم الجله ، وقد جله

يجله جلها ، وهو أجله ، وقيل : الأجله : الأجلح فيلغة بني(189سعد .)

إن ديموا جاد وإن جادوا وبل( أنا الجواد بن الجواد ابن سبل65)

الشاهد : وبل : قال المؤرج : الوابل : الشديد العظام القطر، يقال : وبل ، يبل ، قال الشاعر : أنا

الجواد ... البيتيريد : أنه يزيد عليهم في كل حال منها .

(9/414)

(190وهذا البيت من شواهد ابن جني في الخصائص) على التدريج في اللغة ، فمن التدريج قولهم : ديمة

وديم ، واستمرار القلب في العين للكسرة قبلها ، ثم تجاوزوا ذلك لما كثر وشاع إلى أن قالوا : ديمت

السماء ، ودومت ؛ فأما دومت فعلى القياس ، وأما ديمت فلاستمرار القلب في ديمة ، وديم، وأنشد أبو

زيد :إن دوموا جاد وإن جادوا وبلهو الجواد بن الجواد بن سبل

بالياء ، ثم قالوا: دامت السماء " ديموا " ورواه أيضا تديم ،فظاهر هذا أنه أجري مجرى باع يبيع ، وإن كان

من الواو. ( : سبل ، اسم فرس191وجاء في لسان العرب)

قديمة ، وعن الجوهري : سبل اسم فرس نجيب في العرب ، قال الأصمعي هي أم أعوج ، وكانت لغني ،

وأعوج لبني آكل المرار ، ثم صار لبني هلال بن عامر، وقال :

هو الجواد ابن الجواد ابن سبلقال ابن بري : الشعر لجهم بن سبل .

قال أبو زياد الكلابي : وهو من بني كعب بن بكر ، وكان شاعرا لم يسمع في الجاهلية والإسلام من بني

بكر أشعر منه ؛ قال : وقد أدركته يرعد رأسه وهويقول :

أنا الجواد ... البيت . قال ابن بري : فثبت بهذا أن سبلا اسم رجل ، وليس

باسم فرس كما ذكر الجوهري . يا أيها " وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى :

الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون

ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله [267البقرة : "] غني حميد

من الأرض من مهمه ذي شزن( تيممت قيسا وكم دونه66)

الشاهد : تيممت : التيمم : القصد للشيء ، يقال : تيممته وتأممته وأممته : إذا قصدته ، قال الأعشى :

تيممت ... البيت ( من قصيدة في192والبيت للأعشى في ديوانه)

مدح قيس بن معدي كرب الكندي الذي ذكره فيالبيت .

والمهمه : الفلاة الخالية . ذي شزن : غليظ وكم دونه بيد " قيسا " والمعنى : يقول : إنها تقصد

ومسافات بعيدة .

(9/415)

والبلد " وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى : الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا

الأعراف : " ] نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون58]

لا خير في المنكود والناكد( وأعط ما أعطيته، طيبا67)

الشاهد : المنكود والناكد : قال المبرد : النكد : الرديء ، ويقال لكل ما يتشاءم به : نكد وناكد قال

الشاعر : وأعط ... البيت . والنكد : الشؤم واللؤم ، وذكر ثعلب أن النكد والنكد :

قلة العطاء وألا يهنأه من يعطاه ، واستشهد على(193ذلك بالبيت .)

ولم أعثر بقائل البيت .عدوا له ما من صداقته بد

( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى68)

الشاهد : الشاهد فيه كما في قبله . والبيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة في مدح

(194محمد بن سيار بن مكرم التميمي .) يقول : من نكد الدنيا وقلة خيرها أن الحر يحتاج فيها

إلى إظهار صداقة عدوه ليأمن شره ، وهو يعلم أنه عدوه ، وهو لا يجد بدا من أن يريه الصداقة من نفسه

دفعا لغائلته ، وأراد : ما من مداجاته ، ولكنه سمى المداجاة صداقة لما كانت في صورة الصداقة ، ولما

كان الناس يحسبونها صداقة . لكان أشبه ، " ما من مداجاته " وقيل : لو قال :

والذي قاله أحسن في اللفظ ، وأقوى في المعنى ، و حسنه أنه ذكر العدو وضده ، وفي قوة المعنى : أن المداجي : المساتر للعداوة ، وقد يساتر العداوة من

لا يظهر الصداقة ، فإذا أظهر الصداقة لم يكن له من إظهارها بد ، فهو يعاني من ذلك أمرا عظيما ، ونكدا

(195في الحياة ، فهو أسوأ حالا من المداجي .) وقيل : إنما أراد بهذا السلطان الذي لا بد من

صداقته بإخلاص القول والنية فبأيها أخل دخل منه(196الضرر.)

(9/416)

واتل " وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى : عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه

الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب

إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون*

ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا[176177الأعراف " ]يظلمون

صائر مرة إلى أن يزولا( كل عيش وإن تطاول دهرا69)

في قلال الجبال أرعى الوعولاليتني كنت قبل ما قد بدا لي

شاب فيه الصغير يوما ثقيلاإن يوم الحساب يوم عظيم

الشاهد : استشهد الشاعر بهذه الأبيات في مناسبة حديثه عن سبب نزول الآيتين الكريمتين ، فمن الآراء

التي قيلت في ذلك أنها نزلت في أمية بن أبي الصلت ، فمن رأى هذا الرأي قال : كان ابتداء أمره قرأ الكتب ، وعلم أن الله تعالى مرسل رسولا في

ذلك الوقت ، وظن أنه يكون ذلك الرسول، فلما أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم حسده ،

وكان قصد بعض الملوك ، فلما رجع مر على قتلى بدر ، فسأل عنهم ، فقيل : قتلهم محمد ، فقال : لو كان نبيا ما قتل أقرباءه ، فلما مات أمية ، أتت أخته الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألها عن وفاة أخيها ، فقالت : بينا هو راقد أتاه اثنان ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجله ، فقال

(197الذي عند رجله للذي عند رأسه : ... الأبيات .)ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد

( لك الحمد والنعماء والفضل ربنا70)

لعزته تعنو الوجوه وتسجدمليك على عرش السماء مهيمن

وأنهار نور حوله تتوقدعليه حجاب النور والنور حوله

ودون حجاب النور خلق مؤيدفلا بصر يسمو إليك بطرفه

وأعناقهم فوق السماوات صعدملائكة أقدامهم تحت أرضه

فرائصهم من شدة الخوف تصعدقيام على الأقدام عانون تحته

مصيخون للأسماع للوحي ركد

(9/417)

وسبط صفوف ينظرون وراءه

وميكال ذو الروح القوي المسددأميناه روح القدس جبريل فيهم

الشاهد : ذكر المؤلف أن هذه الأبيات أنشدتها الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي

لأخيها أمية بن أبي الصلت ، وهي قصيدة طويلة جدا(198كما ذكر المؤلف .)

فشقي معذب وسعيد

( يوقف الناس للحساب جميعا71)

الشاهد : مطلع قصيده أنشدتها الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأخيها أمية بن أبي

(199الصلت. )يعلم الجهر والسرار الخفيا

( عند ذي العرش يعرضون عليه72)

إنه كان وعده مأتيايوم نأتي الرحيم وهو رحيم

ثم لا يذر راشدا أو غويايوم نأتيه مثلما قال فردا

أو مهانا بما اكتسبت شقياأسعيدا سعيدا أنا أرجو

أو تعاقب فلم تعاقب بريارب إن تعف فالمعافاة ظني

سوف ألقى من العذاب فرياأو تؤاخذ بما اجترمت فإني

الشاهد : هذه أبيات من قصيدة أنشدتها الفارعة

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأخيها أمية(200ابن أبي الصلت .)

وبعد أن استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لهذهالأبيات قال لها : آمن لسانه وكفر قلبه .

وقال عمرو بن الشريد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم في بعض المغازي ، فقال لي : هل تروي من شعر أمية بن أبي الصلت ؛ قلت : نعم ، فأردفني

فركبت الناقة فجعلت أنشده ، وهو يقول : هيه ... حتى أنشدته أكثر من مائة بيت ، فقال : آمن لسانه

(201وكفر قلبه .)( فنعم الزاد زاد أبيك زادا73)

الشاهد : الشاهد فيه اجتماع التمييز والمميز علىجهة التأكيد .

واستشهد المؤلف بهذا الشعر في معرض حديثه عن "ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا " الآية الكريمة

فنصب مثلا على التمييز والحال ، أي ساء المثل مثلا حال من المثل المضمر كما قال" مثلا " ، فقوله

جرير .....فنعم .....البيت .

(9/418)

من فعل المثل ، ورفعت القوم " ساء " هذا إذا جعلت "القوم " بدلا من المضمر فيه ، وإن حولت فعله إلى

به كان انتصابه على التمييز ، يريد : " هم " ورفعت ساء مثل القوم ، فلما حولته إليهم خرج المثل

مفسرا كما تقول : قر به عينا ، وضاق به ذرعا ، ومتى ما سقط التنوين

من المميز انخفض بالإضافة . وقد أجاز المبرد والفارسي وجماعة من النحويين

(202اجتماع التمييز والمميز على جهة التأكيد.)

( في قول القائل :203وذكر المبرد في المقتضب) توكيد لأنه" رجلا " نعم الرجل رجلا زيد ، فقوله

مستغنى عنه بذكر الرجل أولا ، وإنما هذا بمنزلة قولك : عندي من الدراهم عشرون درهما ، إنما

ذكرت الدرهم توكيدا ، ولو لم تذكره لم تحتج إليه ،البيت ... وعلى هذا قول الشاعر : فنعم .

والبيت لجرير وصدره :تزود مثل زاد أبيك زادا

من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز . ولقد ذرأنا " وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى

لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون

بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون [179الأعراف " . ]

ودورنا لخراب الدهر نبنيها( أموالنا لذوي الميراث نجمعها74)

الشاهد : اللام في خراب : لام العاقبة ، وهي دليل "على إثبات معنى الصيرورة ، وذلك مثل قوله تعالى

ولام " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا الواردة في الآية الكريمة تسمى لام " جهنم" ل

العاقبة أيضا كما يقول المؤلف ، إذ أخبر الله تعالى(.206عما خلقهم له بعدما علم مصيرهم إليه )

ولست أرى حيا لحي يخلد( ألا كل مولود فللموت يولد75)

والشاهد فيه كالشاهد في " فللموت " الشاهد : لامالبيت الذي قبله .

والبيت لأبي العتاهية في ديوانه ، وهو مطلع قصيدة(207في الزهد . )

(9/419)

وقد أخبر المسعودي قال : مر عابد براهب في صومعة ، فقال له عظني ، فقال : أعظكم وشاعركم

الزاهد قريب العهد بكم ، فاتعظ بقول أبي العتاهيةحيث يقول : ألا كل ... البيت .

فكلكم يصير إلى التراب( لدوا للموت وابنوا للخراب76)

فاللام للعاقبة ، فهو " للموت " الشاهد : الشاهد فيهكالبيت الذي قبله .

والبيت لأبي العتاهية ، وهو مطلع قصيدة في الزهد .(208)

وروايته : فكلكم يصير إلى تباب .والتباب : الهلاك .

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء"

فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم

قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم

[24يونس " ] يتفكرونإذا رأيت خصية معلقه

( وما أبالي أن أكون محمقه77)

الشاهد : جاء المؤلف بهذا البيت في معرض حديثه إذ ذكر أن قطرب " وازينت " عن قراءة قوله تعالى فقطع الألف، أي : " وأزينت " قال : قرأ أبو العالية

أتت بالزينة ، كقولهم : أحمر ، وأدم، وأذكرت المرأة ، وأنثت ، وقالت امرأة من العرب : وما

أبالي ...البيت . "خصيان " والخصية : البيضة ، وإذا ثنيت قلت :

بطرح التاء ، وأجاز شارح كتاب الفصيح في اللغة أن(209 " . )خصيتان " يقال :

والبيت لامرأة من العرب تذكر أنها تريد الولد الذكر ، وإن كان أحمق ، لأنه أقدر على معونتها ونفعها من

البنت .وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى :

أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل" السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء

حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس

الرعد "] فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال :17]

إنما الكفر ضلال ينمحق( ذهب الكفر جفاء فاعلموا78)

(9/420)

"الشاهد : استشهد المؤلف بهذا البيت على معنىأي : يذهب مرميا مطروحا . " جفاء

ونسب المؤلف البيت إلى حمزة بن عبد المطلب(210رضي الله عنه .)

( كأنني سيف به إصليت79) الشاهد : إصليت : نقول : أصلت السيف إصليت : إذا

مضى . وهو غريب في الأفعال كما يقال : أجفلالظليم في عدوه : إذا أسرع ، فهو إجفيل .

( ، وروايته :211والبيت لرؤبة في ديوانه)ينشق عني الحزن والبريت

كأنني سيف بها إصليت

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به"

الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على [18إبراهيم "] شيء ذلك هو الضلال البعيد .

( يومين غيمين ويوما شمسا80) الشاهد : تقول العرب : يوم ماطر ومغيم ، وليل

فلان نائم ، ونهاره صائم، وهذه الأفعال إنما تكون في النهار والليل ، فأضيفت للمجاورة إليهما ، قال

الشاعر : يومين .... البيت .(212يعني أن الغيم والشمس في اليوم .)

علمت بأن اليوم أحمس فاجر( ولما رأيت القوم تترى أثابجا81)

الشاهد :أحمس فاجر : فالعرب تضيف الشجاعة ،والجبن ، والفجور إلى اليوم مثل قول الشاعر.

( إذ213 ")تأويل مشكل القرآن " والبيت من شواهد يجيء المفعول به على لفظ الفاعل ، كقوله سبحانه

")لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم " وتعالى( أي : لا معصوم من أمر الله .214

والعرب تقول : ليل نائم ، وسر كاتم مثل قولالشاعر : ولما رأيت ......البيت .

ومعنى أثابج : جماعات . وأحمس : شديد، وفاجر : يركب فيه الفجور ولا يبق فيه محرم ، أراد: مفجور

(215فيه .) ( ، أو الحارث بن216ونسب البيت إلى وعلة الجرمي)

(217وعلة الجرمي .)

(9/421)

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة

أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أ كلها كل حين بإذن ربهاويضرب الله الأمثال للناس لعلهم

يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من [26 24إبراهيم " ] فوق الأرض ما لها من قرارحي بمنعرج المسيل مقيم

( واجتث كلماهم عشية هزمهم82)

الشاهد : واجتث : قال المؤرج : أخذت جثها ، وهي نفسها ، وأنشد للبيد البيت ... وذلك في تفسير قوله

".اجتثت من فوق الأرض " تعالى( ، وروايته :218والبيت للبيد بن ربيعة في ديوانه)

فارتث كلماهم عشية هزمهموإذا أخذنا بهذه الرواية ، فلا شاهد في البيت .

وارتث : حمل إلى أهله وبه رمق . الكلمى : الجرحى . الهزم : الهزيمة . الحي هنا :

جماعة الضباع .منعرج السيل : موضع لا يصيبه السيل .

يقول : جاءت الضباع إلى القتلى بعد الهزيمةفأكلتهم .

والبيت من قصيدة للبيد ، قيل : إنها من قصائدهالمبكرة ، ولما سمعها النابغة قال له :

أنت أشعر قيس ، أو قال : هوازن كلها .وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى :

ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن" رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل

يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي

" ]هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم [76 75النحل :

فر وعلى الأصحاب كل في السل83) ( أنت غاو من غوات جه

( ، وأنشد ...219قال المبرد : ثقل) " كل " الشاهد :البيت .

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : ونحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون

" .سبيلا

(9/422)

[48 47الإسراء ] ر عصافير من هذا الأنام المسح

( فإن تسألينا فيم نحن فإننا84)

الشاهد: المسحر . قال المبرد : يقال : رجل مسحورومسحر : أي ذو نجوى وسحر .

والعرب تقول : هو يسحر بكلامه ، ومعناه : يعلل إنما " ( ، وذكر يونس في قوله تعالى :220ويخدع)

( أي: المعللين .221 ")أنت من المسحرينوالسحر أيضا : الاستهواء وذهاب العقل .

والسحر : صرف الإنسان عن الشيء إلى غيره . يقال : سحرته عن كذا أي صرفته عنه ، وقال الله عز

أي تصرفون . " فأنى تسحرون " وجل والبيت للبيد في ديوانه من قصيدة قالها يذكر من فقد من قومه ، ومن سادات العرب ، ويتأمل في

(222سطوة الموت ، وضعف الإنسان إزاءه .) وعصافير : ضعاف . ومسحر : معلل بالطعام

والشراب . "وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا *كلتا

الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا * وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو

يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا * ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها

منقلبا *قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا *لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك

مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا * أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا * وأحيط

بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي

أحدا * ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا * هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا

[44 42الكهف ". ] وخير عقبا

(9/423)

حلم ومن ناله قد فاز بالفرج( لاشيء أحسن من علم يزينه85)

الشاهد : ومن ناله : أي من نال كل واحد منهما . كلتا الجنتين " واستشهد به في تفسير قوله تعالى

( فالمعنى : كلتا الجنتين آتت كل223 ")آتت أكلها وجعلنا ابن مريم وأمه " واحدة منهما أكلها ، ونظيره

( أي : وجعلنا كل واحد منهما آية .224 ")آيةوالمسي والمصبح لا بقا معه

( لكل هم من الهموم سعه86)

الشاهد : الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله أي :كل واحد منهما .

( كأنهن فتيات زور87) " الشاهد : زور : قال تعالى : ")أو يصبح ماؤها غورا

( أي داخلا في الأرض لا تناله الأيدي والدلاء ،225 "يقال : ماء غور ، ومياه غور ، ومنه قوله عز وجل :

( أي غائر ،226 ")قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا وكذلك كل ما كان من هذه الأسماء بوصف مصدره ، كما يقال : رجل زور ، وفطر ، وصوم ، أي : زائر ،

ومفطر ، وصائم ، واستشهد على ذلك بقولور : الذي يزورك ، ورجل زور الشاعر : كأنهن ... والز ، وقوم زور ، وامرأة زور ، ونساء زور ، يكون للواحدوالجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأنه مصدر . )

227)فلا عطست شيبان إلا بأجدعا

( فهم صلبوا العبدي في جذع نخلة88)

الشاهد : في جذع نخلة ، أي : على جذع نخلة ، على " واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى :

ولأصلبنكم في " أي : عليها ، ونظيره " ما أنفق فيها( أي : عليها .228 ")جذوع النخل

( فذكر أن حروف229واستشهد بالبيت المبرد) الخفض يبدل بعضها من بعض إذا وقع الحرفان في

"...معنى في بعض المواضع قال الله جل ذكره أي : على ، ولكن " ولأصلبنكم في جذوع النخل

لأنها للوعاء يقال : " في " الجذوع إذا أحاطت دخلت

فلان في النخل ، أي قد أحاط به ، قال الشاعر :همصلبوا ... البيت

(9/424)

وورد البيت في كثير من كتب النحو والتفسير ، وهو ( ، وفي لسان230في الخصائص لامرأة من العرب)

( لسويد بن أبي كاهل ، ونسب لسويد231العرب) هذا " ( وجاء فيه :232في شرح المغني للسيوطي)

البيت من قصيدة لسويد بن أبي كاهل اليشكري ... هذا في كتاب منتهى الطلب وعزاه صاحب الحماسة

"البصرية إلى قراد بن حنش الصاردي(233والبيت غير منسوب في كثير من الكتب .)

والعبدي : نسبة الى عبد القيس ، وقوله بأجدع : أي :بأنف أجدع .

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها

مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور

يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم * في بيوت أذن الله أن ترفع

ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام

الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب "والأبصار

[37 35النور ] يغري الحزون ويغري البيد والأكما

( فانصاع كالكوكب الدري منصلتا89)

الشاهد : الدري : نسبه إلى الدر لبياضه ، وقد استشهد المؤلف بهذا البيت في تفسير قوله تعالى :

"كأنها كوكب دري" ( على هذه234وقد ورد صدره في تفسير الطبري)

الصورة :فانقض الكوكب الدري منصلتا

وأتى به شاهدا على معنى انقضت الدار : إذا انهدمت وسقطت ، ومنه انقضاض الكوكب ، وذلك سقوطه

وزواله عن مكانه .والمنصلت : المسرع من كل شيء .

ل بالفضاء بهامها عوذا تأج( فالعين ساكنة على أطلائها90)

الشاهد : تأجل : بمعنى : تتأجل ، واستشهد بهد " المؤلف على قراءة ابن محيص بالتاء " توق

المفتوحة مع التشديد والرفع على معنى يتوقد . ( ، ويروى : والوحش235والبيت للبيد في ديوانه)

ساكنة ، وهو من معلقته.

(9/425)

العين : بقر الوحش ، والمفرد : عيناء سميت بذلكلكبر عيونها .

ساكنة : آمنة مطمئنة لا تنفر . " .طلا " الأطلاء : الأولاد والمفرد

العوذ : التي نتجت حديثا ، والمفرد : عائذ .أي : قطيعا ." إجلا " تأجل : تجتمع فتصبح

الفضاء : المتسع من الأرض . البهام : جمع بهمة ، وهي من أولاد الضأن خاصة

واستعارها هنا لبقر الوحش . ومعنى البيت : أنه يصف أن هذه الديار صارت مألفا

للوحوش لخلائها، يؤكد طموس الآثار بها .في السرى بالغدو والآصال

( قربا مربط النعامة مني91)

الشاهد : الآصال : جمع الأصيل ، وهو بعد العصر إلى جنح الليل وقد استشهد به في تفسيره لقوله تعالى

وقد نسب المؤلف البيت إلى أبي " بالغدو والآصال" نعامة .

والنعامة فرس مشهورة فارسها الحارث بن عباد .)236)

أهذا دينه أبدا وديني ؟( تقول إذا درأت لها وضيني92)

الشاهد : درأت ، قال ابن دريد في كتاب الجمهرة) ( : هو من درأ يدرأ إذا بسط ، ودرأت : بسطت ،237

كوكب " وجاء هذا الشاهد في تفسير قوله تعالى فهومن درأ " دري " وذلك لمن همز في قوله " دري

يدرأ . ويقال : درأت له وسادة : إذا بسطتها ، ودرأت وضين

البعير : إذا بسطته على الأرض ، ثم أبركته عليه ، لتشده به ، وقد درأت فلانا الوضين على البعير

وداريته ، ومنه قول الشاعر :(.... البيت238تقول )

( في تفسيره ، وذلك239والبيت من شواهد الطبري)في معنى قوله تعالى :

من سورة آل169الواردة في الآية " فادرءوا" ... عمران ، فذكر أنها بمعنى : فادفعوا من قول

القائل : درأت عن فلان القتل . بمعنى : دفعت عنه ،أدرؤه درءا .

( في معنى كلمة :240والبيت من شواهد المبرد) الدين ، فذكر أن معناه : العادة ، يقال : ما زال هذا

ديني ودأبي وعادتي وديدني وإجرياي .

(9/426)

كدأب " ( ، فذكر أن مجاز241وكذا في مجاز القرآن ) كعادة آل فرعون وحالهم وسننهم ، " آل فرعون

والدأب والديدن والدين واحد . والبيت للمثقب العبدي في الكامل للمبرد ، ولسان العرب ، وهو له

( ومصادر أخرى242من قصيدة في المفضليات) ( ، ولكن صاحب الكشاف نسبها إلى243كثيرة)

( .244سحيم بن وثيل الرياحي ) والبيت قاله الشاعر حكاية عن ناقته ؛ فقد رآها في حال من الجهد والكلال فقضى عليها بأنها لو كانت

( .245ممن تقول الكلام لقالت مثل الذي ذكر ) ( : الوضين246وجاء في اللسان عن الجوهري)

للهودج بمنزلة البطان للقتب ، والتصدير للرحل ، والحزام للسرج ، وإذا كان مضفورا من سيور

مضاعفا عريضا فهو وضين والجمع وضن .( يا أيها الداري كالمنكوف93)

الشاهد : الداري ، قال قطرب : هو من ظهوره ، أي : هو أظهر من جميع الكواكب . تقول العرب : درأ البعير : إذا ظهرت غدته ، وأنشد ... البيت وجاء ذلك

" .كوكب دري" ... في تفسير قوله تعالى : ( ونسبه إلى247وورد هذا البيت في لسان العرب)

رؤبة ، قال ابن الأعرابي : درأ البعير يدرأ دروءا فهو دارئ : أغد وورم ظهره ، فهو دارئ ، وكذلك الأنثى :

دارئ بغير هاء . قال ابن السكيت : ناقة دارئ : إذا أخذتها الغدة من مراقها ، واستبان حجمها . قال :

ويسمى الحجم درءا بالفتح ، وحجمها : نتوؤها ، والمراق : بتخفيف القاف : مجرى الماء من حلقها ،

واستعاره رؤبة للمنتفخ المتغضب ، فقال :يا أيها الداري كالمنكوف

والمتشكي مغلة المحجوف جعل حقده الذي نفخه بمنزلة الورم الذي في ظهر

البعير . والمنكوف : الذي يتشكى نكفته ، وهي أصل

اللهزمة .178والشعر له في ديوانه صمن الشر ما فيه مستكره

( لبيتك إذ بعضهم بيته94)

الشاهد : لبيتك : أي : إلى بيتك ، وجاء ذلك فيتفسير قوله تعالى :

(9/427)

يعني : إلى نوره ، " يهدي الله لنوره من يشاء" ( أي : إليها ،248 ")بأن ربك أوحى لها " ونظيره

(249 ")هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان " وقولهأي : إلى الكفر وإلى الإيمان .

ونسب المؤلف البيت إلى الأعشى ، ولم أعثر به فيديوانه .

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو"

خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من

يس " ] الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون77-80]

ك خالط منهن مرخ عفارا( زنادك خير زناد الملو95)

الشاهد : مرخ عفارا : وهما نوعان من الشجر النار فيهما أكثر من الأشجار الأخرى ، وقد أجمع الناس

على أن كل شجر فيه نار إلا العناب . الذي " واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى :

قال ابن عباس : " جعل لكم من الشجر الأخضر نارا هما شجرتان ، يقال لأحدهما المرخ ، وهي ذكر ،

والأخرى : العفار ، وهي أنثى، فمن أراد منهما النار قطع منهما مثل المسواكين ، وهما خضراوان ،

فيسحق المرخ على العفار فخرجت منهما نار بإذنالله تعالى .

والعرب تضرب بهما المثل في الشرف العالي ، فتقول : في كل الشجر نار ، واستمجد المرخ

والعفار ، أي كثرت فيهما على ما في سائر الشجر . واستمجد : استكثر ، وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر نارا وزنادهما أسرع الزناد وريا ، وفي المثل : اقدح بعفار أو مرخ ثم اشدد إن شئت أو

(250أرخ .) والبيت للأعشى من قصيدة في مدح قيس بن معدي

( ، وهو يخاطب ممدوحه في هذا البيت251كرب) قائلا له : إنك لأورى الملوك زنادا تتوقد ذكاء وتتحفز

"المرخ " يقظة ونشاطا كأنك الزند ينقدح في شجرالسريع الاشتعال " العفار " و

(9/428)

"وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل

لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون * ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون

ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل [29-27الزمر " ] أكثرهم لا يعلمون

تكون مخالفا شكسا أبيا( أراك موافقا حينا وحينا96)

وأحيانا تصادف أجنبيافأحيانا تكون أخا وخلا

الشاهد : شكسا : يقال : رجل شكس : إذا كان يخالف الناس وينازعهم ، وأصل الشكاسة : سوء

الخلق . ( : الشكس والشكس252وجاء في لسان العرب)

والشرس ، جميعا : السيء الخلق في المبايعةوغيرها .

وتشاكس الرجلان : تضادا .وقد نسب المؤلف البيتين لأبي سعيد أحمد محمد .)

253)

وهو يصف أحد الأشخاص بأنه يكون موافقا وأحيانا يكون مخالفا سيء الخلق ، وأحيانا يكون صديقا وأخا

وأحيانا يكون عدوا .وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى :

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار" رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله

ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب

الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا "الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما

[29الفتح : ] ببرهانه والله أعلا وأمجد

ل أحمدا97) ( ألم تر أن الله فض

فذو العرش محمود وهذا محمدوشق له من اسمه ليجله

(9/429)

الشاهد فيه : معنى محمد : من أكثر حمده ؛ لأن وغلقت الأبواب " التفضيل تكثير الفعل نحو قوله :

( فاسمه كرامة ، واسم سائر الأنبياء علامة .254") قال ابن عباس : اسمه في السماء أحمد ، وفي

الأرض محمد . وأما أحمد ، فإن الحسين ابن الفياض قال : الأنبياء كلهم حامدون ، ونبينا صلى الله عليه

وسلم أحمد منهم ، أي : أكثر حمدا ، كما تقول : رجلعالم وهذا أعلم منه .

ونسب المؤلف الشعر إلى العباس بن عبد المطلب(255عم الرسول صلى الله عليه وسلم )

وروي البيت الثاني لأبي طالب عم الرسول صلى (.والبيت الثاني256الله عليه وسلم وهو في ديوانه )

(257مطلع قصيدة لحسان بن ثابت في ديوانه .)تبغض أخاه أبا بكر فقد نصره

( يا صاح إن كنت أحببت النبي فلا98)

كما بحب أبي حفص فلن أذرهإني بحب أبي بكر أدين به

فرض وحب علي قاتل الكفره

وحب عثمان ذي النورين يا سكني

فكلهم طائع لله قد شكرهأكرم بطلحة والزبير معا

قد عظم الله في أصحابه خطرهواذكر سعيدا وسعدا في فعالهما

عبيدة ذي النهى واعرف له أثرهواذكر فعال ابن عوف والتقي أبا

فبايعوه على نصح لذي الشجرهمدوا إلى أحمد بالسمع أيديهم

ادة البرره بجنة هيئت للسرهم إن النبي رسول الله بش

تسمع بفضلهم والله قد ذكرهالسادة القادة الغر الكرام ألم

صلى الإله على من يبغض العشرهصلى الإله على روح النبي ولا

ليغيظ " الشاهد : في تفسير المؤلف لقوله تعالى قال : وفي ظاهر الآية على أن من " بهم الكفار

أبغض الصحابة لم يأمن من الكفر ، ثم أنشد هذه الأبيات ونسبها إلى علي الخيري ، وقد أنشده إياها

(258ابنه أبو منصور مهلهل بن علي الخيري .) وواضح أنه في هذه الأبيات يتحدث عن المبشرين

بالجنة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلمتحت الشجرة .

(9/430)