426
أﺳﺘﺎذ اﳌﻨﺎﻫﺞ وﺗ ﻌﻠﻴ ﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ- ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻠﻚ ﺳﻌﻮد اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ١٤٣٤ ﻫـ/ ٢٠١٣ م

مواقع اعضاء هيئة التدريس | KSU Facultyfac.ksu.edu.sa/sites/default/files/kml_mhtwyt_ktb_bhwth...ـﻫ١٤٣٢ ،ﱄوﺪﻟا ﴍﺎﻨﻟا راد ح ﴩﻨﻟا

  • Upload
    others

  • View
    14

  • Download
    1

Embed Size (px)

Citation preview

  • م اللغة العربيةعليأستاذ املناهج وت

    جامعة امللك سعود - كلية الرتبية

    الطبعة األوىل

    م٢٠١٣/هـ١٤٣٤

  • ـ ١٤٣٢ ،دار النارش الدويل ح ه

    وطنية أثناء النرشفهرسة مكتبة امللك فهد ال صالح بن عبدالعزيز النصـار. د.أ

    /بحوث وتطبيقات يف تعليم القراءة وتعلمها هـ١٤٣٤, الرياض –. ١ط –

    سم ٢٤×١٧: ص٤٢٨ ٩٧٨-٦٠٣- ٩٠٢٠٤- ٨-٦: ردمك

    ٢ -١- العنوان - أ– ٣

    ٧٩٠٢/١٤٣٤ ٣٧١.٩٠٤٣ديوي

    ٧٩٠٢/١٤٣٤: رقم اإليداع٩٧٨-٦٠٣- ٩٠٢٠٤- ٨-٦: ردمك

    عة األويلالطب

    م٢٠١٣/هـ١٤٣٤

    دار النارش الدويل للنرش والتوزيع ١١٣٧٢: الرياض ٣٠١٩٦٥: ب.ص

    اململكة العربية السعودية ٠٠٩٦٦ ١ ٢٠٧٠٥٨٧: تلفاكس

    [email protected] :الربيد االلكرتوينه إعادة طباعة إي جـزء من هذا الكتاب أو ختزين ال جيوز. الدويل مجيع احلقوق حمفوظة لدار النارش

    بواسطة أي نظام يستخدم إلسرتجاع املواد اإللكرتونية، أو إعادة إنتاج هـذا الكتـاب أو أي جـزء منه بأي وسـيله مـن الوسـائل اإللكرتونيـة أو اآلليـة أو التصـويرية أو التسـجيلية أو غريهـا مـن

    .الوسائل املتاحة، من دون احلصول عىل إذن خطي مسبق من دار النارش الدويل

  • حبوث وتطبيقات يف تعليم القراءة وتعلمها

  • عـداد أن املتتبع حلركة النرش العربية خالل السنوات املاضية يلحظ التزايد املضطرد يف إ

    دور النرش العربية يف حماولـة لسـد العجـز الواضـح يف املكتبـة العربيـة ومالحقـة التطـورات

    .ورة التكنولوجيةالعلمية املتسارعة يف عرص الث

    وبالرغم من سهولة انتشار وتوافر املعلومـات وبرسـعة هائلـة عـرب وسـائل االتصـال

    احلديثة، إال أن الكتاب ازدادت أمهيته لتوفري مصادر علمية وأكاديمية وثقافية أصـيلة تسـاهم

    اب لذلك هنضت دار النارش الدويل للمشاركة يف خدمـة الكتـ. يف التعلم وتنمية جمتمع املعرفة

    مادة وإخراجًا ومضمونًا وشكًال إلثراء مصادر العلم واملعرفة، وتفعيل املنهج التثقيفي وإثراء

    .الفكر اجلامعي ومساعدة املتعلم والقارئ

    تتمثل رسالة دار النـارش الـدويل يف أن تكـون املصـدر املفضـل للمعرفـة يف املجـاالت

    مـن . تعلم والثقافة عىل خمتلف املستوياتالعلمية واألكاديمية والثقافية ويف دعم السعي إىل ال

    ، وكلنا أمل أن يلبـي العلمي هذا املنطلق يرسنا أن نضع بني يدي القارئ الكريم هذا اإلصدار

    .، وأن جيد فيه ضالته، وأن يساهم، هذا الكتاب، يف إثراء املكتبة العربيةالقارئ احتياجات

  • الرمحن الرحيمبسم اهللا

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    )٥-١العلق، (

  • خمـرتع املصـباح الكهربـائي، ومطـور األجهـزة الكثـرية يف دنيـا "توماس أديسون"إنه ."بالقراءة تعلمت كل شئ": العلوم والرياضيات، الذي يقول

    :وقد وصف أديسون أمهية القراءة يف حياته فقال

    أدخل مدرسة ثانوية إطالقـًا، ولكـن مل أتلق يف حيايت علومًا رياضية عىل يد معلم، ومل"تعلمت ماتعلمته عن طريق املطالعة وحدها، وبـرغم اخرتاعـايت مل أكـن متخصصـًا يف علـم الرياضيات، ولكنني كنت أستطيع حـل معظـم مسـائل الرياضـيات العاليـة بفضـل القـراءة

    "ودراستي اخلاصة

  • لثقافية أسـاس كـل تنميـة، وال يمكـن أن تـتم أي الثقافة أساس بناء اإلنسان، والبنية اتنمية اقتصادية أو علمية أو اجتامعية بمعزل عن التنمية الثقافية، وال سبيل إىل التنمية الثقافيـة

    واإلقبـال عـىل القـراءة إقبـال عـىل املعرفـة، . إال بالقراءة واالطالع والبحث وحتصيل املعرفةيف الـدول التنمويـة القـراءة تكـون أن غرابـةا، فـال لـذ. واملعرفة هي أساس التنمية الشاملة

    القراء اإلجيابيون يسامهون يف خلق جمتمع منتج ومزدهر، كام يتمتعون فأسلوب حياة، املتقدمة . يف الوقت ذاته بحياة ماتعة وسعيدة

    ومن منطلق التنمية الشاملة التي حمورها اإلنسان، فإن تنمية اإلنسـان القـارئ جيـب أن بمعنى آخر، جيب أن تكون أنشـطة . ًا أساسيًا من أهداف التنمية التي تنشدها األممتكون هدف

    وفعاليات القراءة بجميع أشكاهلا حارضة يف كل أهداف التنمية، الصناعية والتقنية والزراعية كام جيب أن تكون حاجة اإلنسان للقـراءة واالطـالع حـارضة . والثقافية واالجتامعية وغريها

    . رباء واملسؤولني واملخططني ألهداف وفعاليات التنميةيف أذهان اخل

    يف الـوطن إحصائيات معدالت القراءة وتأليف الكتب وترمجتها ونرشهاإن نظرة عىل ونعـم، إن .كفيلة بالوقوف طويًال عند ذلك املستوى املتدين للقراءة وإقبال الناس عليهاالعريب

    ات متعـددة تتحمـل مسـؤولية تغذيـة هـذا هناك عزوفًا ملحوظًا عـن القـراءة، وهنـاك جهـ . األرسة واملدرسة وعىل رأس هذه اجلهات .وتعميق أزمة القراءة العزوف،

    فمن جهة األرسة، فإن عددًا من البحوث املهتمة هبذا املجال تؤكد أن اتصال األطفـال إشارة للوالدين ويف هذا. بعامل الكتب يف البيت له تأثري كبري عىل تقدمهم املستقبيل يف املدرسة

    إىل أمهية تعريف أبنائهم بعامل الكتب والقراءة منذ السـنني األوىل يف حيـاهتم؛ وأمهيـة أن يقـرأ -أي اآلبـاء-اآلباء عىل أبنائهم باستمرار، وأن يشعر األبناء أن آباءهم حيبون القـراءة، وأهنـم

    . يقدمون املثال الذي حيتذى ألطفاهلم

    . فق عىل أن القراءة والكتابة مها حجر الزاوية يف أي تعلـيموأما دور املدرسة، فالكل يتمـن % ٧٠بل إن القراءة هي أسـاس الرتبيـة والتعلـيم؛ فقـد أظهـرت الدراسـات أن حـوايل

  • أمـا البـاقي، فيتعلمـه بالبحـث، . املعلومات التي يتعلمها اإلنسان ترد إليه عن طريق القـراءة . غري ذلك من املواقف احلياتية املختلفةاالستامع، والتجربة، ووالتأمل، والسؤال، و

    إن مل يكـن –لكن مشكلة القراءة لدينا ليست يف تعليمهـا فحسـب، فمعظـم األطفـال ينتقلون إىل الصف الثاين االبتدائي ولدهيم احلد األدنى من املهارات التي تعنى بكيفية -كلهم

    غـرس االجتاهـات والقـيم التـي مشكلة القراءة يف التعليم هـي يف تربيـة األذواق، و. القراءةويف ختـريج أطفـال والناقد، عادة القراءة، ويف تشكيل شخصية القارئ الفاعل والواعي تنمي

    اليعرفون كيف يقرأون فقط، بل حيبون القراءة، ويدركون أمهيتها وفائـدهتا ومظـاهر اإلمتـاع رأوا ال يفهمـون، وال ، وإن قـوإال مافائدة أن نعلم أطفالنا كيف يقرأون، ثـم اليقـرأون. فيها

    . يبدعون يف إنتاج معرفة جديدة تضيف إىل ماقرأوه

    ومن هذه اخللفية، فقد بدت احلاجة إىل تأليف هذا الكتاب الذي يضم بني دفتيه عرشـة فصول ملجموعة بحوث وأوراق عمل نرشت يف مصادر وأوعية خمتلفـة وتـدور موضـوعاهتا

    مثلام كانت القراءة وتأليف البحوث حوهلا شغيل وإنني ألرجو،. حول تعليم القراءة وتعلمهاواملعلمـني ،شغل املربني واآلباءأيضا كونأن تالشاغل لسنوات عديدة من عميل األكاديمي،

    لنعالج هبا شيئًا مما أصاب أمتنـا مـن التـأخر عـن اللحـاق والباحثني والباحثات، واملعلامت، ه، وتعـالج، وتفـتح آفاقـًا واسـعة نحـو ، وتوّج فالقراءة ُتعّلم، وتثقف. بركب العلم واملعرفةولن تصل أمتنا إىل ما تصبو إليه من التقدم يف جمـاالت العلـم واملعرفـة . املعرفة بشتى صنوفها

    يف طليعـة -بشتى أنواعـه –والثقافة إال ملا تصبح القراءة يف طليعة أولوياهتا، ويكون الكتاب .اهتاممات أفراد املجتمع

    املنيهللا رب الع واحلمد

    املؤلف

  • حمتويات الكتاب

    الصفحة املوضوع الفصل

    : الفصل األول

    :الفصل الثاين

    :الفصل الثالث

    :الفصل الرابع

    :الفصل اخلامس

    :الفصل السادس

    :الفصل السابع

    :الفصل الثامن

    :الفصل التاسع

    :الفصل العارش

    .…………...………………………………………… تقديم

    ……………………………………… تبيالقراءة تبدأ من ال

    …فوف األولية نحو القراءة للتالميذمعلمي الص جتاهاتا

    أثر تطبيق برنـامج قـراءة القصـص عـىل التالميـذ يف تنميـة

    ……… اجتاهات تالميذ الصف الثاين االبتدائي نحو القراءة

    درجة متكن معلمي القراءة والكتابة يف الصفوف األولية من

    بتـدريس مطالب التنمية املهنية، ووسـائل تنميتهـا، املتعلقـة

    ……….…………………………………… القراءة والكتابة

    املطور لقياس اجتاهات املعلمني (Vaughan)مقياس فون

    ……..……………… نحو تدريس القراءة يف املواد الدراسية

    مهارات وإسرتاتيجيات القـراءة املعينـة عـىل فهـم املسـائل

    …………...…………………… اللفظية يف مادة الرياضيات

    أثر استخدام املراحل اخلمس للكتابة يف تنميـة القـدرة عـىل

    ………… ايب لدى تالميذ الصف الثاين املتوسطالتعبري الكت

    الدافعيــة للقــراءة وعالقتهــا بــبعض املتغــريات الشخصــية

    …………………… واملعرفية لدى طالب املرحلة املتوسطة

    ……………… تدريس القراءة لذوي االحتياجات اخلاصة

    ……………………… إسرتاتيجيات قراءة الكتب املدرسية

    ٧

    ١١

    ٥٣ ٩٥

    ١٤٩

    ٢١١

    ٢٢٧

    ٢٥٣

    ٢٩٣

    ٣٨٥

    ٤١٣

  • تلميذ يف الصف األول االبتدائي، عمره سبع سنوات، مل يكن أمحـد خيتلـف عـن أمحد،

    باقي زمالئه يف الفصل، إال بشئ واحد؛ هو أنه كان قادرًا عىل القراءة، مما لفت انتباه معلمـه يف

    . أحد الباحثني معرفة املزيد عن أمحد، وعن أرستـهوألمهية هذا املوضوع، فقد حاول . الفصل

    : ويف هناية البحث، ُكتب التقرير التايل

    إخوتـه األكـرب سـنًا جييـدون القـراءة . إخوانه، وكان أبوه عامًال بسيطاً أمحد أصغركان

    أن األب حيب قراءة القصـص مـع أنـه قـد تـرك املدرسـة لبحثنتائج اوقد أوضحت . أيضاً

    امًا، وكان حيكي هذه القصص ألوالده باسـتمرار، هـذا األب وزوجتـه عرش ع مخسةوعمره

    أحد مل حياول. للمكتبات العامة معهام أطفاهلام اندائًام يصطحب ا، وكانبشكل عامن القراءة احيب

    ، لكنه ملا كان حماطًا ببيئة غنيـة بالكتـب، وحولـه أنـاس القراءة يف سنواته األوىل أمحدأن يعلم

    . ةالسن املبكر هالقراءة يف هذ تعلمفقد يقرؤون،

    ريـت كـالرك جمارإن هذا املشهد يمثل جزءًا من حقيقة علمية توصلت إليهـا الباحثـة

    أحــد البحــوث املتعلقــة هبــذا تأنجــزالتــي ) Butler & Clayم ١٩٨٢بتلــر و كــيل، : يف(

    : هتاملوضوع، وكان مما قال

    حياة اثنني و ثالثني طالبًا مجـيعهم ألنه يركز عىل ،لقد لقي هذا املرشوع اهتاممًا خاصاً "

    خلفيـات هـؤالء األطفـال . االبتـدائيالصـف األول الدراسة يف ؤواكانوا يقرؤون عندما بد

  • لكـنهم ،اآلخر من أرس فقرية بعضهمفبعضهم من ساللة أرس غنية و .االجتامعية كانت خمتلفة

    ".كىقرأ، والقصص ُحت كانوا مجيعًا قد تربوا يف أرس كانت الكتب فيها تُ

    الذين يأتون إىل املدرسـة وقـد -العاديني –إن حالة أمحد متثل أنموذجًا لبعض األطفال

    اكتسبوا مجلة من التجارب واخلربات التي تسـاعدهم عـىل تعلـم القـراءة بشـكل أرسع، ويف

    . الفهم واالستيعاب بدرجة أكرب

    تعلـم القـراءة يف سـن وأمحد، ليس بدعًا بني األطفال، بل إن معظم األطفال يسـتطيعون

    لتتبع أثر ) ١٩٦٦م( Durkin "كنردا"في دراسة تتبعية استمرت ست سنوات أجرهتا ف. مبكرة

    كـان مـن ؛ عىل تطورها لديه -أي حوايل الثالثة من عمره -قراءة الطفل منذ سن مبكرة يف حياته

    األول وا قبـل دخـوهلم الصـف ءبني أهم نتائج تلك الدراسـة أن األطفـال يسـتطيعون أن يقـر

    . فر جو أرسي قارئااالبتدائي، وقبل أن يتلقوا أي تعليم رسمي للقراءة خصوصًا إذا تو

    ومن هذه النتيجة، وأمثاهلا، فقد حّول املعنيون بتعليم األطفـال القـراءة اهـتاممهم مـن

    . املدرسة ودورها يف ذلك، إىل البيت

    ا بني العديد من الرتبويني أن اجلهود األوىل التي يبـذهلا األطفـال من األمور املتفق عليه

    تعلم القراءة يف مـراحلهم األوىل ال تـتم بـني جـدران املدرسـة وحـدها سـواء يف ريـاض يف

    املهتمـني بموضـوع تعلـيم إن بـل .درسـة االبتدائيـةأو يف الصفوف األولية مـن امل ،األطفال

    أن نجاح الطفل يف تعلم القراءة يتـأثر بشـكل كبـري ب ناعاً أكثر اقتقد أصبحوا القراءة لألطفال

    ،)يف البيـت: أي(مرحلة ما قبـل املدرسـة يف التي يمر هبا خالل فرتة حياته القرائية بالتجارب

    .املدرسةب التحاقهبعد التي يمر هبا الطفل التجارب املتعلقة بالقراءة بوليس

  • الذين نيأن الباحثإىل ) ١٩٨٢( Butler and Clayبوتلر وكالي لذا، فال عجب أن يشري

    قد ركزوا جهودهم عىل معرفة لقراءة والكتابة لاألطفال تعلم تبحث يف كيفيةاشرتكوا يف دراسة

    مـن الً هـائ كـّامً لـكهناإن " : يقـول الباحثـان. دور البيت أكثر من تركيزهم عىل دور املدرسـة

    يف املـواد املطبوعـة والكتـب تصال الطفل باالتي تدعم وجهة النظر القائلة بأن علميةال بحوثال

    ).٨ص، ( "البيت قبل التحاقه باملدرسة له تأثري كبري عىل نموه املعريف بعد التحاقه هبا

    -، Commission of Reading "بعثـة القـراءة"وألمهية دور البيـت، فقـد خلصـت

    -القـراءة ولّلـف حـكـل مـا ُأ جمموعة مكونة من عرشة خرباء قضوا عامـًا يف مراجعـة يوه

    امهـواألم، ، إىل أن األب "حتـى نكـون أمـة قارئـة"وا عليـه ـخلصوا يف تقريرهم الذي أطلق

    وقـد أوىص . لـتعلم الطفـلاملصدر الثـري امهو ،املعلم األول للطفل يف عالـم اللغة املكتوبة

    ورة اآلباء أن يقرؤوا ألطفاهلم يف سن ما قبل املدرسـة، ويعلمـوهم بصـ -تبعًا لذلك-التقرير

    فالقراءة لألطفال، ومناقشة القصص واخلربات اليوميـة معهـم، . غري رسمية القراءة والكتابة

    .ومساعدهتم عىل تعلم احلروف والكلامت تتسق مع النجاح العام يف القراءة

    وخالل السنوات القليلة املاضية، قامت العديد من املؤسسات املعنية، مثل مجعية بائعي

    بتطـوير ونرشـ ،ية بائعي كتب األطفال، ومجعية املكتبـات األمريكيـةالكتب األمريكية، ومجع

    دأ يف املنـزل مـن خـالل مسـاعدة الكبـار يبـ والكتابـة القـراءة تعلمن أ التي تشري إىلاألفكار

    . ) Schmit، ١٩٩٧ شمتز( عىل القراءةللصغار

    أنـه ) ١٩٩٨( Richardsonقد أوضـح ريتشاردسـون نظرًا لتأثري القراءة يف التعلم، فو

    القراءة، فمن املمكـن أن تصـبح تعلم لبداية هيئنيعندما يلتحق األطفال باملدرسة وهم غري م

    إن ": ويعلق ريتشاردسون عـىل هـذا بقولـه . علمنيعملية التعلم حمبطة لكل من األطفال وامل

    يف معهـم بعـض الوقـت الوالـدانون يف املنزل ويقيض ؤبني األطفال الذين يقر اً هناك اختالف

  • األطفـال الـذين أولئـك حلروف، وبـني تعلم ا عىلالتحدث معهم ومساعدهتم القراءة هلم و

    ).١٨ص ( "يف املنزل يذكر يذهبون إىل املدرسة دون إعداد

    تعلم لاألطفال ؤثر يف هتيئة التي ت واملأهم الع أحدأن من هنا، تدرك عزيزي القارئ،و

    لكتــب باهـؤالء األطفـال ربـطبـوين يف األ بمســؤولية يتعلـقالقـراءة والكتابـة يف املدرسـة

    تعلـيم لية ؤون مسـإ. ومتعلقاهتا، ويف غـرس عـادات القـراءة يف نفوسـهم منـذ سـن مبكـرة

    أو عـىل برنـامج ا،املدرسة وحـده عىل ال تقع األطفال القراءة، وتنمية االجتاه اإلجيايب نحوها

    واستشـعار . وليةؤمن هذه املسجزءًا كبريًا بواناألالبيت وبل يتحمل ،القراءة املدرسية وحده

    .يف تعلم القراءةأبنائهم إىل نجاح -بال شك–ؤدي ي آلباءامن قبل لية ؤوسهذه امل

    تعد البيئة املنزلية انعكاسًا ملا يؤمن بـه األبـوان مـن مواقـف واجتاهـات نحـو القـراءة

    تـراكامت نتـائج البحـوث عـىل مـر السـنني يف دول عديـدة ت وقد أكد. والتعلم بصفة عامة

    . األمهية املتزايدة لتلك البيئات املنزلية يف تطوير مهارات القراءة والكتابة

    القـراءة مهـارات نمـوعن العالقة بـني عدة ونتيجة هلذه األمهية، فقد كشفت دراسات

    أن فمـثًال، بينـت بعـض الدراسـات. األولية والبيئة املنزلية التي يعيش فيها الطفـلوالكتابة

    ، اهيم الكتابـةمهارات النطق، وتعلـم مفـبني تطور بني قراءة الكتب يف املنزل و اً هناك ارتباط

    اإلجيابيـة نحـو القـراءة والكتابـة الجتاهات، وابأشكاهلا املختلفة استخدام اللغة التعود عىلو

    العـامل األمريكـي إن بـل). Leseman & De Jong، ٢٩٤، ص ١٩٩٨ليزمان و دجيونـق، (

    لتـي تشـريوجهة النظر ا عددا من البحوث تدعمأن قد أشار إىل ) ١٩٩٣( Krashenكراشني

    باملطبوعـات ثريـة نزليـةبيئـة املال، وعنـدما تكـون ةللقـراءوإتاحتها الكتب توافر عند إىل أنه

    اهتم اإلجيابيـة سيحدث بشكل أكرب، واجتاهـ القراءةفإن إقبال األطفال عىل ، بأشكاهلا املختلفة

    . نحو القراءة ستنمو بشكل أفضل

  • ن البيئات املنزلية التي تشجع عىل القـراءة فإ) ١٩٩٤( Spiegelوطبقًا ملا أورده سبيجل

    من تلك العنارص يتعلقان بأدوات الرسم والكتابة، انالعديد من العنارص، اثنب تتميزوالكتابة

    الرسم والكتابة يف البيئة املنزلية، يسـاعد عـىل فوجود أدوات. وباألحداث التي تتم يف املنزل

    عـىلالتي تساعد ومن تلك األدوات . فحص مدى توافر البيئة املناسبة لتعلم القراءة والكتابة

    ، اخلطابـات، ومـواد القـراءة بأنواعـه وأشـكاله الـورقاأللوان، قالم، األ :البيئة املنزلية غنى

    تـوافر تلـك بأمهيـة ووعـي الوالـدين. جالتالكتب، واملووالكتابة األخرى مثل الصحف،

    . مهم جدًا يف تنمية مهارات األطفال يف القراءة والكتابةهلا مثلواالستخدام األ ألدوات،ا

    الطبيعـة االجتامعيـة لألحـداث املتعلقـة بعـادات لقد بدأت البحوث احلديثة تركز عىل

    ُيقصـديقيم الوالدان نشـاطات أو أحـداث هذه األحداث حني وتربز. تعلم القراءة والكتابة

    وقد ركزت األبحـاث األوليـة . تعليم األطفال شيئًا ما عن عادات تعلم القراءة والكتابةمنها

    وتوصلت إىل أهنا كانت شائعة بشكل عـام يف اعية،ــالجتمعىل هذه التفاعالت واألحداث ا

    . سن مبكرةوا القراءة يف ـتعلم حياة األطفال الذين

    بـل ،بأنفسـهم القـراءةأكدت نتائج البحوث أن صغار األطفال ال يتعلمون فمن جهة،

    وا يف سن مبكرة، كانوا يقضون قدرًا كبريًا مـن الوقـت يف ؤاألطفال الذين قروأمهات آباءإن

    ؛ و داركـن Clark ١٩٨٦؛ وكـالرك Wells ١٩٨٥ويلـز ( التحدث مع أطفاهلم والقراءة هلم

    ١٩٦٦ Durkin.( وكان من بني نتائج هذا أن من قرؤوا يف سن مبكرة من األطفال متيزوا بأن

    . وكان الوالدان يأخذان وقتًا كافيًا يف اإلجابة عن تلك األسئلة ،أسئلتهم كثرية

    القراءة والكتابة من خالل اتعادحول الكثرياألطفال يتعلمون من جهة أخرى، فإن

    . له عالقة بالقراءة والكتابةما جيري يف بيئاهتم مما مالحظة

  • كتبـوا التقريـر ،كاروالن بريك، و فرجينيا وودوارد يف جامعة انـدياناوجريوم هارس،

    : للمؤسسة الدولية للرتبية) ١٩٨٢(التايل سنة

    واخلـروج إىل تنقـل، ال دائموإنه بقصد أو بغري قصد، فإن األطفال الذين يشار إليهم بأهنم

    ارتبطترحلة إىل أي مكان، سواء القيام بزيارة الطبيب، أو أو ملحكمة، زيارة مبنى اأو لتسوق، ا

    الذينهؤالء األطفال هم أنفسهم أو أهنا ذات قيمة من عدمها؛ال، مهذه الرحلة باهتامم الطفل أ

    يشـاركون بصـورة طبيعيـة يف -أي األطفال– فهم .آبائهم يف تنقالهتميوصفون بأهنم لصيقون ب

    ومـن ثـم يقرؤوهنـا ،اتيوهم الذين يقومون بكتابة قائمة املشرت. الطعام وترتيب مائدة، الطبخ

    بكتابة انيقوم الوالد بينام ذوهيمإىل ئللكتابة رسا ورقة وقلامً ُيسّلمونوهم الذين . عند التسوق

    تقـوم األم بقـراءة بيـنامسمح هلم بفتح بعض الرسائل وقراءهتـا وهم الذين يُ . الرسائل األخرى

    يف من األمهية إن غالب هذه األنشطة يف نظر الوالدين ال تشتمل عىل قدر كبري . خرىالرسائل األ

    أن اشرتاك الطفل يف هـذه مفادها تعليم القراءة والكتابة، لكنها يف حقيقة األمر تنبني عىل حقيقة

    ومساعدته عـىل تعلـم القـراءة إلفادة الطفل ،األنشطة هو الطريق املنطقي الوحيد أمام الوالدين

    )١٩٨٩بتلر وكيل، : نقالً عن( .األعامل اليوميةن خالل إنجاز م

    واملقصود من ذلك، أن األطفال الـذين يتعرضـون خلـربات منزليـة وبيئيـة واجتامعيـة

    متجددة ومتغرية، تتكون لدهيم حصيلة من الكلامت واجلمل وجماالت االهتامم أكرب بكثري من

    هدة التلفـاز أو يف التعـرض خلـربات يوميـة تلك التي يقيض فيها األطفال جل وقتهم يف مشـا

    . متشاهبة أو مكرورة

    أمهيـة أن يقيضـ، إال أنه البد من تأكيـد يف هذا املجال بالرغم من وضوح دور األرسةو

    فاألطفال ال يتعلمون القراءة تلقائيـًا، بـل .اآلباء وقتًا يف جهد منظم لتحضري أطفاهلم للقراءة

    وجيـب أن يقـوم شـخص بوضـعهم عـىل نقطـة .بكر جـداً البد من التمهيد لذلك يف وقت م

    .الشخص ذلكهو يهامالبداية، ولعل أحد الوالدين أو كل

  • تنظيم خرباهتم، وجتميع والفرص لرتتيب حياهتم اخلاصة، األطفال وباإلضافة إىل منح

    إىل مـنحهم احلريـة أيضـًا فإهنم حيتـاجون ،ومن ثم تفهم دورهم يف عاملهم اخلاص ،سلوكهم

    جييـب عـن هـذا السـؤال ماذا يفيد هذا القـول يف جمـال القـراءة؟ ،لكن. ذلك الدورم بللقيا

    : الباحثان بتلر و كيل بقوهلام

    إننا مهام حاولنا مساعدة األطفال فإننا سنصل إىل مرحلة ال نستطيع فيها ذلك، ومن ثم

    وأن ، نصفوا الـجيـب أن يكتشـ األطفال إن. فهم حيتاجون إىل االعتامد عىل أنفسهم يف القراءة

    يصـوبوها، ومـن ثـم وأن حيـددوا أخطـاءهم، وأن يعيدوا تأليف القصة، وأن يتجاوبوا معه،

    ستسـاعدهم ؛السابقة مـع اللعـب األطفال إن خربات. يقرؤوا، إهنم جيب أن يرتبوا سلوكهم

    بصفته جماالً والعاملون يف جمال الرتبية ينظرون إىل اللعب. وتؤهلهم للتحكم فيام يودون فعله

    الرمـل، املـاء، ب أدوات املطـبخ مـثًال، أوب ملعبه من خاللف. قيمة كبرية يف نفوس األطفالذا

    كلـه وبـذلك .األرض، املكعبات، السيارات، احليوانات، العرائس، ومجيع ما حيـيط بالطفـل

    . وكيـف يتعـاملون معـه ،معارفهم حول العامل املحيط هبم نويوسع األطفال مداركهم، وينّم

    أجسادهم، وعقوهلم يف تلبيـة متطلبـات البيئـة وإىل ذلك خيتربون نمو مهاراهتم، إضافةوهم

    .املحيطة هبم

    املأن األطفـال الـذين يتعرضـون لعـ مما سـبق أن تستنتج -عزيزي القارئ - بإمكانك

    دة صـلبة يبنون قاعـ، ويعيشون يف بيئة غنية بحب القراءة، اليوميةالطباعة والكتب يف حياهتم

    تؤكـد أن ،البحوث املهتمـة هبـذا املجـاللذلك، ف. متنحهم ميزات عظيمة عندما تبدأ الدراسة

    .اتصال األطفال بعامل الكتب يف البيت له تأثري كبري عىل تقدمهم املستقبيل يف املدرسة

    إن وجود الكتب ومستلزماهتا يف املنزل اليكفي لغرس حب القراءة يف نفـوس األطفـال،

  • والسؤال الذي يلفت النظر يف هـذا . د أن يصحب ذلك وجود أناس يقرؤون تلك الكتببل الب

    املجـالت واجلرائـد؟ إن حتى تقرأ الكتب، أو وأنت هل من املعتاد أن يراك أطفالك : املجال هو

    جدير بـاالهتامم، شيئًا مايشعر أن ثمة ؤه،كتاب يقرإىل مشدودًا يشاهد أحد والديه الذيالطفل

    سحبت الكتاب فجأة ،عمرها مخس سنوات طفلة نعرفها". حماولة اكتشاف ذلك اليشء وبالتايل

    أخـربين : من والدها الذي كان مستغرقًا يف القراءة، وبيشء من احلامس واالندفاع قالت لوالدها

    جعل والدها ال يرفع اً وجذاب اً مثري اً لقد كانت متأكدة أن ثمة شئ !ماذا يف هذا الكتاب؟ اقرأه عّيل

    ) ١٩٨٩بتلر و كيل، ( ".ه عن الكتاب ملدة ساعة كاملةيعين

    يف حيـاهتم مهـًام بصـفته جـزءا الكتـاب يتعاملون مـعين واآلخرين مشاهدة الوالدَ إن

    يف كتابـة اخلطابـات الطفل ألرستهيكون قارئًا، كام أن مشاركة عىل أن يساعد الطفل ،اليومية

    ،كيـز انتبـاه الطفـل عـىل اليشـء املكتـوبسـهم يف ترت ، أو حتى قائمة املشـرتيات،والرسائل

    ن الرسائل تأيت من إشارات خيطها إوالفكرة التي تقول . وقدرته عىل استيعاب اللفظ اإلنساين

    أن يوصل رسالته هبذه الطريقة، سواء عن عىل الناس بالقلم عىل الورق، مما حيث الطفل أيضًا

    عىل تعلـم احلـروف األطفالاعد الطرق التي تس إحدى تلكو. طريق اإلرسال أو االستقبال

    . والكلامت، لتحقيق أغراضهم الشخصية

    ربـط وم القـراءة هـياملبادئ األساسـية لتعلـ وقد خلص عدد من الرتبويني إىل أن أحد

    وهذه النتيجة تستدعي توجيه انتباه اآلباء إىل أمهية وجود الكتـب . األطفال مبارشة مع الكتب

    . ا فيها يف املنزلالتي تناسب أعامر األطفال، ليقرأو

    لكننا نتوقع سؤاالً مبارشًا بعد ذلك وهو أن األهل يف بعض األحيان ال يملكـون املـال

    جييـب عـن هـذا فضًال عن الكامليات، فكيـف تشـرتى الكتـب؟ ،الكايف لرشاء الرضوريات

    : السؤال املؤلفان بتلر و كيل بقوهلام

  • إدراكـًا منـك ؛قائمـة األولويـات من املحتمل أنك يف الطريق إىل أن تضع الكتـب يف

    ننـاقش السـؤال اآلن دعونـا . وقـتبعـض الإىل منـك مهيتها، ولكن ذلك يف احلقيقة حيتاج بأ

    ل سـن بكيف يكون لدى الوالدين القدرة عىل توفري الكتب املناسبة ألطفاهلم ق :وهو ،الرئيس

    التـي تلبـي حاجـات مـن الكتـبالكثـري تـوفر )١(املكتباتبأن نود التذكريأوالً املدرسة؟

    من اآلباء اً ولكن املشكلة تكمن يف أن عدد ، )وهذا شاهد آخر عىل أمهيتها لألطفال(األطفال

    -إن مـن املؤكـد . خوفًا من أن تتلف أو تضيع ؛ال يرغبون يف استعارة هذه الكتب ألوالدهم

    بـاء ولكـنهم أن القائمني عىل هذه املكتبات يدركون هذا القلـق مـن اآل -يف كثري من األحيان

    يتعاملون معه بصورة جيدة لعلمهم بسلوك األطفال، ولكـنهم يف الوقـت نفسـه ال يسـتغنون

    . عن مساعدة الوالدين يف تعويد أطفاهلم املحافظة عىل هذه الكتب

    عـد خاصة تلـك التـي تُ ،إن الكتب تعد أحد األشياء املفضلة واملحببة يف حياة األطفال

    قصاصات لبعض الصور الزاهيـة األلـوان جيمع األب أو األمكيف ذلك؟ . ؤلف يف املنزلوتُ

    -إذا كنـت ترغـب . كتاب مجيل ثم يؤلف منهاواملألوفة يف حياة الطفل من املجالت وغريها،

    فام عليك إال أن تقوم بلصق هذه الصـور امللونـة ،يف عمل ذلك -عزيزيت األم ،عزيزي الوالد

    شفاف حلفظها، ثم تقوم بتـدبيس هـذه األوراق عىل أوراق، ثم تقوم بتغطيتها بورق بالستك

    يعني له اليشـء ، وهذاف خاصًا وملكًا للطفلبغالف جذاب، عندئذ يصبح هذا الكتاب املؤلّ

    . الكثري

    احرص أيضًا عىل أن يقوم الطفل بالتعبري عن أفكاره وشعوره من خـالل هـذه الصـور

    من املؤسف أن كثريًا من املكتبات العامة يف الوطن العريب تضع القارئ الصغري يف ذيل اهتامماهتا، بل ربـام (١)

    رصـاف اليكون مرحبًا به يف بعض تلك املكتبات ملا قد حيدثه من فوىض أو إزعاج، وهـذا أحـد أسـباب ان

    ! أبنائنا عن زيارة املكتبات العامة، هذا إذا كانت حتتوي عىل الكتب التي تناسب أعامرهم، وما أقلها

  • التعبـري عـن ن مسـاعدة الطفـل يف يمكـو . أو القصص، مع االستامع اجليد ملا يقوله أو يسأله

    من خالل توجيه بعض األسئلة عن بعـض األشـياء التـي تعرفهـا أنـت عـن شخصـيته نفسه

    ،مع منحه الوقـت واالهـتامم بـام يقـول ،ر أن تعبري الطفل عن نفسه واهتامماتهتذكّ .وهواياته

    ه بأسـلوب يف نفسـاموالقـدرة عـىل التعبـري عـ ،شخصيته بشكل أكرب إىل التعرف يف يساعده

    .أفضل

    إن البيئة املنزلية مهام تكن غنية بمستلزمات وأدوات القراءة والكتابة، فإهنـا لـن تكـون

    مؤثرة بشكل جيد ما مل يكن للوالدين دور إجيايب يف تفعيل هذه البيئة؛ بـام يـنعكس عـىل نمـو

    ة لألطفال خري دليـل عـىل إجيابيـة الوالـدين والقراء. مهارات القراءة والكتابة منذ سن مبكرة

    . جتاه دورمها يف تفعيل نشاط القراءة

    عــن وجــود الكتــب -يف حقيقــة األمــر –إن نشــاط القــراءة لألطفــال اليقــل أمهيــة

    واملقصود بالقراءة لألطفـال، أي قـراءة األب أو األم أو اإلخـوة . والقصص املؤلفة يف البيت

    تناسب أعامر األطفال أو القصص املؤلفة لألطفال بصـوت عـال الكبار شيئًا من الكتب التي

    . ومؤثر ومثري، وبطريقة تربوية وجذابة

    وقراءة األب أو األم ألطفاهلام متثل حدثًا اجتامعيًا وتربويًا يـتعلم األطفـال مـن خاللـه

    .الكثري من املعارف واخلربات عن نفسه، وأرسته، وجمتمعـه، وبيئتـه، والعـامل املحـيط حولـه

    والوقت الـذي يقضـيه األب أو األم يف القـراءة ألطفـاهلام يعـد مـن أمتـع األوقـات للطفـل

    وأسعدها، وربام يكون هذا الوقت فرصة له للتحاور مع والديه، وسؤاهلام عـام يشـكل عليـه،

    أمـا بالنسـبة للوالـدين، فوقـت القـراءة . وإبراز املكنون مـن عواطفـه ومشـاعره وانفعاالتـه

    . تعوض للتوجيه والرتبية والتعليم بشكل غري مبارشلألطفال فرصة ال

  • أن وجود نموذج يقـرأ ) ١٩٦٦، Durkin داركن( بني من سلسلة دراسات دوريةوقد ت

    بـل إن .أمهيـة -التي تنبـأت بالنجـاح يف القـراءة -ويقلده الطفل هو أكثر العوامل ،يف البيت

    وبـة للنجـاح يف القـراءة، كـام الحظـت القراءة لألطفال من أهم النشاطات لبناء املعرفة املطل

    وهلذا النشاط دور يف نمو العادات . "لنصبح أمة قارئة": ذلك اللجنة القومية للقراءة يف تقرير

    نحـو موتنميـة ميـوهل مالصحية املرتبطة بالقراءة منذ وقت مبكـر، إضـافة إىل زيـادة دافعيـته

    .(Spiegel, 1994) القراءة

    األطفال يف سن مبكرة، أن األطفال الذين يقـرؤون وقد بينت البحوث التي جترى عىل

    بشكل منتظم، كـام أنـه مـن م يها ألطفاهلفمن بيوت يقرأ اآلباء -غالبًا -يف سن مبكرة يأتون

    خالل نشاط القراءة لألطفال؛ يتولد لدهيم حّس وتصور لكيفية بناء القصص، إضـافة إىل أن

    التطـور يتثـر لغة املطبوعة بجميع أشكاهلا، وهيالقراءة لألطفال تفتح أمامهم عاملًا أرحب ل

    . يف تطوير حبهم هلا ومهاراهتم فيها -إىل حد كبري-تسهم ، واللغوي لدهيم

    شــابريو ؛ ١٩٨٢، Bullock ولــوكب؛ ١٩٩٦ Reutzel & Cooterريتــزل و كــوتر (

    Chapparo ،١٩٧٥ (

    اخلربة املبكـرة هؤديالبحوث الدور املهم الذي ت نتائج عدد من تأظهرمن جهة أخرى،

    أن ) ١٩٨٥( فعىل سبيل املثـال، وجـد ويلـز. يف املدرسة مسقبالً مع الكتب يف نجاح األطفال

    لألطفال خالل سنوات ما قبل املدرسة كان أكثـر املتغـريات اللغويـة ارتباطـًا ىءمقدار ما ُقر

    لنشـاط اهـتامم الوالـدين، وانخـراطهم يف اكـام أن . بنجاحهم األكاديمي يف الصف اخلـامس

    كان عـىل ارتبـاط عـال جـدًا -)١٩٨٢( Irvine "ارفن"كام تشري دراسة -القرائي ألطفاهلم

    .اللغة والرياضياتماديت بتحديد درجات أطفاهلم يف

    وحول سؤال عن مدى مساعدة استامع األطفال للقصص، يف تعلمهـم القـراءة عنـدما

    :لك بتلر و كيل بقوهلاميبدؤون فعليًا ذلك يف الصف األول االبتدائي، جييب عن ذ

  • فحـديث . يساعد الطفل عىل تنمية مفرداته اللغوية إنه من املؤكد أن االستامع للقصص

    وهـذا . نـاًء أكثر تنوعـًا وغَ ) من خالل االستامع للقصص(الطفل الذي يستمع إىل لغة الكتب

    ر التي يبني الطفل يف هذه احلالة لديه خمزون وافر من املفردات واألفكا ذلك ألنسهل الفهم،

    ون حماولـة التعـرف ؤوهذا املخزون يسهم أيضًا يف مساعدة األطفال عنـدما يبـد. منها حديثه

    للكلـامت اينحيتاجون إىل مصادر تساعدهم عىل إعطاء مع األطفال إن. عىل الكلامت املكتوبة

    كـنمل ي، وإال كيف يتعـرف الطفـل عـىل كلمـة مكتوبـة إذا التي تواجههم أثناء تعلم القراءة

    ؟يف ذاكرته مسبقاً اً معناها موجود

    اعتـاد سـامع القصـص ، وهو أن الطفل الذي )والكالم للمؤلَفني( آخر مهم ءهناك يش

    هل تساءلت يوما ما عن اختالف لغة الكتاب املقـروء . هًال للقراءةأيكون أكثر تالتي تقرأ له؛

    وإنـام ترتيـب هـذه ،كلـامتلـيس اخـتالف ال(عن اللغة التي نستعملها يف حمادثاتنا اليومية؟

    نتوقـف أحيانـًا البعض إننا عندما نتحدث إىل بعضنا ). الكلامت ووضعها يف اجلملة أو املقطع

    . آلخرباستخدام اإلشارات أو اإليامءات التي توصل املعنى للشخص ا كتفيون ،عن احلديث

    كـذلك،النحـوي الوضعيتغري إن ترتيب الكلامت يف اجلملة يتغري عند احلديث املبارش، وربام

    يلـتقط ،ذلـك ألن الشـخص الـذي نتحـدث إليـه ؛لكن دون أن يؤثر ذلك يف فهـم املسـتمع

    التلميحات واإلشارات التي تؤدي إىل املعنى املقصود من خـالل سـلوكنا الكـيل ولـيس مـن

    . وحدهاخالل لغة احلديث

    نمط يفمرتبة لذا فلغتها فقط؛ غالبًا عىل الكلامت واجلملالكتب تعتمد يف مقابل ذلك،

    ومن خالل القراءة املستمرة للقصص املكتوبة عىل الطفل، منذ وقت مبكر مـن عمـره، . معني

    اللغوي الذي تكون عليـه الكتـب، ممـا يزيـد فـرص الـتعلم املبكـر ذلك النمط سيألف فإنه

    تمع أي يسـ(عليـه قـرُأ تسانده البحوث التي تشري إىل أن الطفل الذي يُ وهذا االجتاه. للقراءة

  • يستخدم لغة أكثر غناًء، ومجًال أعقد تركيبًا من الطفـل الـذي اعتـاد االعـتامد عـىل ) للقصص

    . اللغة املحكية فقط

    وبعد هذا العرض عن أمهية القراءة لألطفال، فإننا نـدعو اآلبـاء إىل املبـادرة إىل تطبيـق

    زيـادة دافعيـة هذا النشاط االجتامعي يف أرسع فرصة ممكنة، وسيجدون أثـر ذلـك رسيعـًا يف

    . األطفال نحو القراءة، ويف تعلم القراءة منذ وقت مبكر

    عـادة صورتان لدور الوالدين يف تنمية تظهر عرض السابق يف هذا الفصل،من خالل ال

    صورة لثقافة القراءة املنزلية التي جتعل الطفـل يـنغمس :الصورة األوىل. القراءة واالهتامم هبا

    . آلباء أولئك القراء الناجحنيهي ف :ألخرىالصورة اأما يف القراءة والكتابة،

    إيـامن الوالـدين حول قراءة األطفال يف وقت مبكر، قـد خلصـت إىل أندراسات إن ال

    وفقـًا ملـا ذكـره سـبيجلو .لـدى الطفـلوالكتابة طموحاهتام وأفعاهلام تؤثر يف نمو القراءة و

    Spiegel )نحو القـراءة، الطفل واجتاهه اهتامم يفيؤثران عاملني أساسيني ، فإن هناك )١٩٩٤

    عن قيمة وحمددةهو املناخ املنزيل الذي حييط بالطفل منذ امليالد وحيمل رسائل واضحة :أوهلام

    . قدرة الطفل الشخصية عىل القراءة وفه :أما ثانيهام .القراءة

    ؛ هلـام دور مـؤثر يف ن القـراءةحيبـوو يقرؤون بشكل جيـد،هلام أطفال والوالدان اللذان

    بشكل خاص،القراءة و دران قيمة التعليم بشكل عام،هذان الوالدان يق. خلق بيئة قرائية ثرية

    يف نفس املستوى أو أفضل فيام يتعلـق بتقـدير القـراءة واالسـتمتاع أطفاهلام كونن أن يالويأم

    القـراء آبـاء كـام أن . م هذه التوقعات العالية تعكـس حـب واحـرتام الوالـدين ألطفـاهل . هبا

    .أطفاهلم يفبيئة غنية بالقراءة ومؤثرة لقخل أكرب؛ داجليدين حريصون عىل بذل جمهو

  • وقبل التعرف عىل صفات آباء القراء الناجحني ندعو اآلباء إىل االهتامم ببعض اجلوانب

    اءة، وجتعلهم بحق التي تكمل دورهم املشار إليه سابقًا، والتي تزيد من إقبال أبنائهم عىل القر

    . قراًء ناجحني

    واحرصوا عىل اشـرتاك أبنـائكم . اجعلوا رشاء القصص وكتب األطفال عادة مستمرة - ١

    . يف نوادي الكتب أو املكتبات التي ترسل الكتب والقصص إىل األطفال بشكل دوري

    قدموا بعض القصص والكتب هدية ألطفـالكم عنـد القـدوم مـن السـفر، أو عنـد -٢

    وعودوا أطفالكم أيضًا عىل إهداء القصـص والكتـب . تفوق يف الدراسةالنجاح أو ال

    . واجعلوا تبادل القصص بني األطفال أمرًا متيرسًا ومقبوالً . لزمالئهم وأقربائهم

    ضعوا رفوفًا الحتواء كتب وقصص األطفال تكون يف متنـاول أيـدهيم، ويف املكـان -٣

    عيشة، أو أماكن اجللوس املحببة الذي يقضون فيه وقتًا أطول، مثل غرف النوم، أو امل

    فالكتب إذا كانت قريبة من أعني األطفال فإهنا تصبح أكثـر حظـًا يف اإلقبـال . لدهيم

    . عليها وقراءهتا

    احرصوا عىل اصطحاب القصص والكتب املحببـة لألطفـال، أيـنام ذهبـتم بصـحبة -٤

    والقصـص احرصوا عىل أال ختلوا السيارة مـن الكتـب . أطفالكم، وتوقعتم االنتظار

    . املحببة لألطفال ليتسنى احلصول عليها عند احلاجة إليها

    واتركوا ألطفـالكم . احرصوا عىل اصطحاب أطفالكم إىل املكتبات العامة واخلاصة -٥

    امنحـوا . بعض احلرية يف التنقل بني الكتب وتقليبها وقراءة ما يرغبون يف قراءته منها

    وإذا كان هناك بعـض األنشـطة القرائيـة أطفالكم الوقت الكايف لالستمتاع بالقراءة،

    .التي تنظمها املكتبة يف أيام حمددة، فاحرصوا عىل زيارة املكتبة يف تلك األيام

  • وعنـد . خذوا أطفالكم إىل حمالت بيع الكتب، وساعدوهم عىل رشاء كتبهم املفضلة -٦

    لرشـاء بعـض الكتـب -باالتفـاق مـع أبنـائكم-زيارة املكتبة، ضعوا ميزانية حمـددة

    فهذا مما يريب يف الطفل حسن الترصف، وكيفية االختيـار، واملوازنـة بـني . القصصو

    . قيمة الكتاب املادية وقيمته املوضوعية

    يف املنـزل، مـثًال، شـجعوا . شجعوا أطفالكم عىل قراءة أي يشء تقـع عليـه أعيـنهم -٧

    ويف. األطفال عىل قراءة اجلرائد، و الرسـائل، و حتـى الفـواتري وإيصـاالت الرشـاء

    . السيارة شجعوا األطفال عىل قراءة اللوحات اإلرشادية والتجارية، وغريها

    اقتنوا األرشطة املسجل عليها بعض كتب األطفال أو القصـص بأصـوات املـؤلفني -٨

    أنفسهم، أو بأصوات بعض املحرتفني من املذيعني أو املمثلني؛ فإن االستامع إىل هـذه

    فوس األطفال، ويشجعهم عىل حماكاة القـراء األرشطة مما يدخل الرسور واملتعة إىل ن

    . اجليدين أثناء القراءة

    شـجعوا أطفـالكم عـىل أخـذ . تعاونوا مع املعلمني يف تشجيع أطفالكم عىل القراءة -٩

    بعض القصص إىل مدارسهم، وعىل استعارة بعـض القصـص والكتـب مـن مكتبـة

    صـوا عـىل تقـديم وإذا كانت املدرسة تستقبل اإلهـداءات، فاحر. الفصل أو املدرسة

    . بعض القصص والكتب املحببة لألطفال هدية إىل مكتبة الفصل أو املدرسة

    ومساعدهتم عىل أن األطفال القراءة لدى يف نمو وتطور مستوى مهامً باء دورًا آليؤدي ا

    ت عاليـة يف درجـاأحـرزوا الـذين طفال األ "والقراء الناجحون هم . يصبحوا قراًء ناجحني

    الـذين، أو يف وقت مبكر من حيـاهتمتعلموا القراءة أو الذين ، اختبارات التحصيل يف القراءة

    ).٧٦ص ، ١٩٩٤( Spiegelسبيجل "أظهروا اهتاممًا عاليًا بالقراءة كنشاط يف وقت الفراغ

  • عـون إن وراء هؤالء القراء الناجحني آباءًا كانوا بحق املثل األعـىل ألبنـائهم، فهـم يتمت

    . بصفات تؤهلهم ألن يقوموا بواجبهم جتاه أبنـائهم وتـرغيبهم يف القـراءة عـىل أكمـل وجـه

    فمـن . وإيراد هذه الصفات إنام هو لالحتذاء هبا، وحماولة التمتع هبا، وتطبيقها قـدر املسـتطاع

    : ما ييلالقراء الناجحني صفات آباء

    التعليمأمهية يغرس آباء القراء الناجحني يف نفوس أطفاهلم -١

    يوصـلون ألطفـاهلم بطريقـة أو بـأخرى توقعـاهتم العاليـة، وآمـاهلم هذا النوع مـن اآلبـاء

    وحيـاولون جـذب انتبـاه أطفـاهلم إىل العريضة يف املستوى الذي يرغبون يف أن يصل إليه أطفـاهلم،

    .آلمالهم مع ذلك، لدهيم ثقة عالية يف أن أطفاهلم سيحققون تلك او .أمهية االجتهاد يف املدرسة

    يرغبون يف نجاح أطفاهلم -٢

    هناك العديد من نتائج الدراسات يف كل من اليابان واسـكتالند وإنجلـرتا والواليـات

    املتحدة األمريكية، التي تشري إىل وجود عالقة قوية بني اهتامم اآلباء بنجاح أبنـائهم وتقـدمهم

    ى، فكلام زاد اهتامم اآلباء بنجاح وبعبارة أخر. يف جمال القراءة، وبني التحصيل يف مادة القراءة

    . وتقدم أبنائهم يف القراءة، زاد مستوى حتصيل أبنائهم فيها

    وغـرس حبهـا يف ،الشعور بقيمـة القـراءةوحياولون تنمية ،حبهم للقراءة يظهرون -٣

    نفوس أبنائهم

    هناك العديد من البحوث التي أظهرت عالقة قوية بني استمتاع اآلبـاء بـالقراءة، وبـني

    ومع هذا االسـتمتاع، . مكانية أن يتعلم األبناء من آبائهم تبعًا لذلك كيفية االستمتاع بالقراءةإ

    فإن اآلباء ينقلون ألبنائهم جتارهبم املثـرية مـع القـراءة ويوضـحون دورهـا يف إدخـال املتعـة

    . والرسور عىل نفوسهم

  • ت واجلهـد يظهرون حبهم واحرتامهم ألوالدهم، ومستعدون لبذل مزيد مـن الوقـ -٤

    واملال ملساعدة أطفاهلم عىل تعلم القراءة والكتابة

    أولئك القراء اجليدين، هو أهنـم االجتاه الرئيس الذي يدير كل هذه اخلصائص يف منزل

    أن اآلبـاء إضافة إىل ذلك، نجـد . يشعرون باحرتام اآلخرين هلم ورعايتهم والفرح بإنجازهم

    تعلـم نـدع موتلبيـة احتياجـاهت ،أسئلتهم نلإلجابة عوقتًا كافيًا يمنحون أوالدهم الناجحني

    .القراءة والكتابة

    أهنم املعلمون األوائل ألطفاهلمب يؤمنون -٥

    قبـل ( الذين متكنوا من مهارات القراءة يف سن مبكـرةفقط من أمهات القراء يلهناك عدد قل

    يف حـني أن العكـس ، أن تعلـم القـراءة جيـب أن يـرتك للمـدارسب يؤمنون )بدء الدراسة الرسمية

    أي أن نسبة كبرية من أمهات األطفال الذين تأخروا يف الـتمكن مـن مهـارات القـراءة إىل . صحيح

    . وقت دخول املدرسة، كان لدهيم االعتقاد بأن تعليم القراءة هو من عمل املدرسة فقط

    فيام يتابعون عملية تعلم أطفاهلم القراءة والكتابة، ويعرفون ما يدور داخل املدرسة -٦

    ءة ايتعلق بتدريس القر

    اهـتامم األبـوين بتقـدم مسـتوى ومدى بني القراءة يف مراحل مبكرة هناك ارتباط قوي

    بـاء األطفـال آمـن %) ٩٦( أن وقد تبني وفقًا لدراسة أشار إليها سبيجل. أطفاهلم يف املدرسة

    %) ٥٦(يف حـني أن املدرسة، باتصال قوي ووثيق عىل الذين تعلموا القراءة يف مراحل مبكرة

    . يف سن مبكرة كان لدهيم ذلك االهتامم القراءةأطفاهلم تعلمباء الذين مل يآلمن ا

    يدركون أن هلم تأثريًا عىل تطور ثقافة أطفاهلم، ويعون كيفية حدوث هذا التأثري -٧

    هلـم أن -دون اسـتثناء-أطفال شـغوفون بـالقراءة يعتقـدون ذين لدهياملاألبوين الإن

  • يسعون -مع ذلك–وهم . عىل نمو وتطور عادات القراءة والكتابة لدى أطفاهلمإجيابيًا تأثريًا

    . إىل تنمية هذا التأثري ليستمر أبناؤهم يف النجاح يف القراءة

    قـد ال التـدريس احلديثـة التـي الرتبية وطرائق بعض جتاهيشعر الوالدان أحيانًا باحلرية

    وقد حاول كـل مـن . عمن يساعدهم عىل اختاذ القرار الصحيح جتاههاأو يبحثون يفهموهنا،

    قطـرعمومـًا، وحول دورهم يف تربية األطفال الوالديناإلجابة عن بعض أسئلة بتلر و كيل

    تبعض التكـرار ملـا سـبق جلزءالقارئ ربام يلحظ يف هذا اومع أن .القراءة خصوصاً تدريس

    هذا ال هيم، فإذا كانت بعض النقاط مهمـة إال أن، األرسةالفصل املتعلق بدور اإلشارة إليه يف

    . فهي تستحق اإلعادة

    يف هذا القسم تعتمـد عـىل االقـرتاح القـائم عـىل أن امإجاباهت وقد أوضح الباحثان أن

    .طريقة التدريس ينبغي أن تدعم وتناسب عملية الـتعلم يف كـل مرحلـة مـن مراحـل النمـو

    . املقرتحة عنها واآلن إىل األسئلة، واإلجابات

    ؟ كيف أبدألقد اقتنعت بأمهية القراءة ألطفايل، ف -

    إن هناك بعض األشياء املحددة التي جيب عىل القارئ املبتدئ أن يلم هبا وجييـدها قبـل

    مـن املؤكـد أن و. بغض النظر عن نظام التـدريس املسـتخدم ،أن تبدأ عملية التقدم يف القراءة

    . معني للوالدين ملساعدة أطفاهلام عىل القراءةخريمعرفة هذه األشياء ستكون

    كثـريةهناك أشياء ، فإنه من املهم أن تالحظ جيدًا وبحرص مدى معرفة الطفل بالكتب

    بوصفها بطاقة مالحظة، ةاستخدم النقاط التالي. حول هذا املوضوع جيب أن يتعلمها األطفال

    .تفيدك يف التعرف عىل مدى معرفة أطفالك بالكتب

  • ابع صـفحة بعـد أخـرى حتـى تـتيثـم ،يعلم األطفال أن الكتاب يبدأ من األمامهل

    ). اطلب منهم أن يعينوا أول الكتاب وآخره(؟ نهايةصل إىل الي

    ؟ هل يعلمون أن الكلامت املطبوعة جيب أن تقرأ من اليمني إىل اليسار

    ألعـىل أوالً يقـرأ السـطر اجيب أن فإنه ،هل يعلمون أنه إذا كان هناك أكثر من سطر ،

    ثم السطر الذي يليه؟

    "عالمة"، "حرف"، "كلمة"من مثل التي متر عىل سمع الطفل، بعض املصطلحات إن

    إن التعـرف . كثـرياً تفيـد من خالل جلسات االستامع للقصص أو قراءة الكتب، ،"عنوان"و

    و أعـادوا عىل هذه املصطلحات قد حيدث بدهيًا ومن غري تعليم يف نظر بعض اآلبـاء، لكـن لـ

    . الفحص لفوجئوا بأن الطفل قد غفل عن التعرف عىل هذه املصطلحات من خالل القراءة له

    ربام تالحظ أن الطفل حيجم عن التعاون يف هذا املجال، لكن ال هيم، فمثـل هـؤالء األطفـال

    .الذين مل يتعرضوا حتى للتدريس قبل املدرسة سيكونون بخري إذا بدأت املدرسة

    ه يف ءأن أدا وجـدتلبعض احلقائق عن الكتاب، و الطفل مدى فهم بفحص وإذا قمت

    . واصلة التعليمإننا نقرتح اخلطوات التالية ملف ،هذا املجال مرض إىل حد ما

    كلامتـه مكتوبـة بشـكل وحمتواه بسيط وسـهل الفهـم، و ،خمترصاً واخرت كتابًا مناسبًا

    لكـن جيـب أن يكـون ،من أفكار الطفـل نفسـهأو تأليفه كتاب عمل نيمك. واضح

    سهًال جدًا، ربام يشتمل عىل مجلـة واحـدة فقـط بخـط كبـري يف كـل صـفحة، مزينـًا

    . بالصور والرسومات التي تزيد املعنى وضوحاً

    ةاقرأ بعض الصفحات ببطء للطفل، واضعًا إصبعك حتت الكلمة املقروء .

    ء املقروءحاول زيادة عدد الصفحات املقروءة كلام ملحت استمتاع الطفل باليش .

  • ويمكن إعادة قراءة كتاب معني مرة أخرى نفسها الطريقةبحاول قراءة كتب أخرى ،

    . إذا ملحت استمتاع الطفل بذلك الكتاب أو تلك القصة

    إذا كانت اخلطوات السابقة تسري بشكل حسن فيمكن االنتقال إىل خطوات أخرى أكثر

    . تقدماً

    أن هواطلـب منـ ،ابقًا، اقرأ مجلة واحدة قصريةمن أحد الكتب املقروءة عىل الطفل س

    يف البداية حـاول . يعيد قراءهتا وراءك، واضعًا إصبعك أيضًا حتت الكلامت املقروءة

    اسـتمتاع حلظـتومن ثم زيادة عدد الصفحات إذا ،قراءة صفحة أو صفحتني فقط

    . الطفل بالقراءة وتعاونه يف ترديد املقروء

    ريقة، ويمكن قراءة الكتب القديمة أيضاً اقرأ كتبًا عديدة هبذه الط .

    أو أن تقرتحهـا عليـه، وهـي أن يقـوم ،مكن أن يقوم هبا الطفل أحيانـاً ياخلطوة التالية

    . ذلك أنت عىلوهو يقرأ ، وتساعده ةالطفل بنفسه بوضع إصبعه حتت الكلمة املقروء

    الته الغضـة لعمـل عمومًا، تذكر أن الطفل ربام ال يكون لديه الـتحكم الكـايف يف عضـ

    التعامـل عـىلفإن معرفة هذا يساعد األبوين حال وعىل كل ؛هذا، أو ربام يكون رسيع التعب

    . مع الطفل حال قراءة القصص أو غريها

    ومن فضلك، إذا شعرت أنت نفسك بعدم الرغبة يف املواصلة، أو أحسست بالتعـب أو

    . إىل القـراءة العاديـة للقصـص فعليك التوقف عن استخدام هذه الطريقة والعـودة ،الغضب

    وتذكر أن عملية القراءة عملية معقدة، ولكنك ربام تعتقد أهنا جيب أن تكـون أسـهل يف تعلـم

    ويف مجيع احلاالت جيب أن تتجنب ربط تعلـم القـراءة مـع . الطفل القراءة مما هي عليه للكبار

    .عدم الرسور، التوتر، أو الضجر وامللل

  • طفيل يف تعلم القراءة؟ كيف يمكن أن أعزز ثقة -

    مـنهم مـن يـتعلم القـراءة دون قلـيالً لكـن ،ونؤمعظم األطفال يتعلمون كيـف يقـر

    الطفل الواثق من نفسـه هـو الـذي حيـاول عـدة مـرات، ألنـه يعلـم أن إن . صعوبة أو معاناة

    يتوقـع اإلخفاق و الشعور بالفشل، تربى عىلإن الطفل الذي . حماوالته قد نجحت يف السابق

    ُرّيب عـىلالطفل الذي ، فإناملقابلويف . عندما يواجه شيئًا جديدًا أو غريباً منه حقيقة خفاقاإل

    يف الوقت نفسـه به حيظى ، مع ما أخرى عندما خيفق، ويتعود عىل ذلكبعد ملحاولة مرة اإعادة

    فإنه سينقل هذه اخلربات معـه إىل املدرسـة، الوالدين وحثهم له بمحاولة النجاح،باركة من م

    ، وأوىل هـذه الصـعوبات هـي وستكون عونًا له عىل تذليل الصعوبات التي تواجهه مسـتقبالً

    . تعلم القراءة والكتابة

    يف ذلـك الطفـل ذي السـت فعليـك التفكـري، بعض اليشء إذا كان يبدو غريباً إن ذلك

    يتعثر يف ال بـد أنـه سـ. أن يقرأ كتابـًا مل يـره يف حياتـه غريبال علمامل طلب منهسنوات عندما ي

    ربـام القراءة يف السطر األول أو الثاين، املعلم يف هذه اللحظة سـيحثه عـىل املواصـلة، عندئـذ

    باالرتباك والذعر، فإذا كان قد نجح يف حماوالت سابقة يف البيـت، فإنـه سـيثبت الطفل يشعر

    أأبدسـ: ربـام يقـول للمـدرسإن هذا الطفل . نفسه، مع الشعور بأنه قادر عىل أداء هذا العمل

    إن هـذا الطفـل سيشـعر . و بنفيس، ليتجنـب مقاطعـة املـدرس لـه: من جديد، وربام يضيف

    جـراء باملسؤولية ألداء هذا العمل، وسيتمكن من معاجلة الضغط والتـوتر الـذي قـد يصـيبه

    . تدريسه القراءة والكتابة

    ،عىل الشـعور باإلخفـاق والفشـل ىربأو قد توعندما تكون ثقة الطفل بنفسه ضعيفة،

    يغلق الباب أمام مساعدة يصاب باإلحباط، أو ربام ؛فإن سلوكه سيكون خمتلفًا يف هذه القضية

    . جديد ء، ومن ثم سيحرم نفسه من فرصة تعلم يشله املدرس

  • ، أو يشـعر بـأن الكبـار جتاه إمكانية إخفاقه يف القراءةكام أن الطفل الذي يشعر بالتهديد

    بامللـل جدًا وال يقبلون أي إخفاق يف ذلك، فإنـه سـيتظاهر ينظرون إىل تعلم القراءة بأنه مهم

    الطفـل من األفضل أن جتعل مـن مهمـة تعلـم فلذا . ، وعدم الرغبة يف مواصلة التعلموالسأم

    .، ومما يدخل البهجة والرسور إىل نفس الطفللقراءة شيئًا ممتعًا ومجيالً ل

    ، ماذا أفعل؟من القراءة وليةاملرحلة األيف تقدمال يءإذا كان يبدو عىل ابني أنه بط -

    إن اآلباء ال يشعرون بالقلق كثريًا إذا رأوا ابنهم يتأخر قليًال يف امليش، أو تتـأخر أسـنانه

    الخـتالف الفـروق الفرديـة بـني ،مقارنة مع غريه ،األولية يف السقوط، ويعدون ذلك طبيعياً

    يف االنتقال إىل املرحلة التاليـة فبعض األطفال يتأخر قليالً ؛احلال كذلك مع القراءة. األطفال

    . فاألطفال خيتلفون يف مستوى الرسعة أو البطء عند تعلمهم القراءة. من تعلم القراءة

    إن إدراك مسألة الفروق الفردية بني األطفال وعدم القلق جتاه هـذه القضـية، وكـذلك

    -أنـت-قـم . لـةختطي هـذه املرح يفعدم إقالق الطفل نفسه، يسهم كثريًا يف مساعدة الطفل

    ر من الثناء عىل إنجازهالطفل عىل القراءة، امدحه و بحّث ِ علـمانقل هـذا اإلحسـاس للم. أكث

    رعـب الطفـل، أو ال تُ . سـيتقدم الطفـل ،وخطوة بعد خطـوة. للمساعدة يف دفع تقدم الطفل

    .رغمه عىل التقدم، فهذا قد هيدم أكثر مما يبنيتُ

    املنزل؟ أن أستمع إىل قراءة الطفل يف هل عّيل -

    ، ويف هذه احلالة فإننا نحثك عىل اتبـاع هريةإن اآلراء ختتلف حول فاعلية قراءة الطفل اجل

    ،املساعدة املدرَسةُ منك رِغبتوإذا . سة التي يدرس فيها ابنك حول هذه املسألةوجهة نظر املدَر

    ع احلـاالت، حـاول ويف مجي. فيام يمكن أن تقوم به أنت وطفلك يف املنزل علمفينبغي استشارة امل

    ي ـوعندما تستعص. اً ال متعة أكثر منها واجبــأن تكون مسألة تعلم القراءة، أو القراءة بصوت ع

    :مثالً، يمكنك أن تقول. فكن إجيابيًا ومساعدًا قدر املستطاع ،الكلامت عىل الطفل

  • "هل نظرت إىل هذا اجلزء؟"

    "هل تريد أن أخربك؟"

    ".هذا إىل وقت آخر لنعد إىل ذلك اجلزء، ولنؤجل"

    الطفـل التقـدم بعـدها، وال يسـتطيعفإذا أحسست أن األمـور تتجـه نحـو الصـعوبة

    فإنـه سـيكون بمقـدوره قراءهتـا ؛فاعرض املساعدة عليه من خالل قراءة بعـض الصـفحات

    إذا أحسسـت أن الطفـل . ف عىل كيفية قراءة تلك الكلامتبشكل أفضل يف وقت آخر إذا تعّر

    أو ال يرغب يف مواصلة القراءة فعندئذ اطلب منه التوقف، وانتقل أنـت بـدورك ،بدأ يتململ

    . إىل قراءة قصة حمببة للطفل

    ماذا عن التلفاز؟ -

    .)١("األقل هو األفضل": ذا السؤال هيعن هإن أقرص إجابة

    فاآلباء الذين يولون عناية لربامج األطفال اجليدة غالبًا ما يتحدثون عن الربامج اهلابطة

    عندهم آباء وأمهات يتحـدثون إلـيهم ويصـغون نيإن األطفال املحظوظ. أو املؤذية لألطفال

    يمنحوهنم الفرصة الكاملة ملشاركة األرسة يف أمور وعليهم القصص املتنوعة، نوؤإليهم، يقر

    . احلياة، كام حيرصون عىل توفري األلعاب التي تغني خرباهتم

    أن دراسـة أمريكيـة قالـت إن إدمـان ) ٥/٩/١٤٢٤يف ٩١٠٣العـدد (نقلت جريدة الرشـق األوسـط (١)

    . ي لألطفـال دون الثانيـةمشاهدة التلفزيون أو اإلقبال عىل األلعاب اإللكرتونيـة هيـددان التطـور الطبيعـ

    -يف الواليات املتحدة "كايرس"كام بينت نتائج البحث الذي أجرته مؤسسة –والنتيجة املتوقعة تبعًا لذلك

    . هي تأثر القدرة عىل تعلم الكتابة والقراءة لدى هؤالء األطفال

  • ألمور التي تعود عليهم بالنفع، يتصلون بالنـاس إن األطفال حيتاجون إىل إرشاكهم يف ا

    يطـرح علـيهم مـن أسـئلة أو ا عـاماملحيطني هبم، يتعلمون منهم العطاء، وجييبون بثقة ورضـ

    فاألسئلة ال يمكن أن جياب عنهـا . أما التلفاز فيقود ببطء إىل السلبية يف التعامل .اتاستفسار

    املسـتخدمة كـذلك يف اللغـة . طـرح أصـالً من خالل اجللوس أمام التلفاز، ومن ثم فهي ال ت

    من خالل املحادثة املبارشة، ومن ثم فهـي ال تعـني اللغة التي تستخدمليست كبرامج التلفاز

    كام أنك ال تستطيع العودة إىل الوراء أو توقف املتحدث لتفهم مـا أشـكل . عىل االستامع اجليد

    . عليك فهمه

    ،سيتعلم فعًال من خـالل برنـامج معـني إذا كنت ترى أن ابنك -عزيزي الوالد -إنك

    وبعد انتهاء الربنامج أغلق اجلهاز ونـاقش ابنـك فـيام . )١(فحاول أن تشاهد ذلك الربنامج معه

    إنك ال تريد أن يكون التلفاز البنـك كاملربيـة، خاصـة إذا كنـت قـد سـعيت يف بنـاء . شاهده

    بعكـس املشـاهدة السـلبية اءة ومثمـرة، وهـيهـذه االهتاممـات بنّـ. اهتاممات إبداعيـة لديـه

    إن أطفالك حيتاجون إىل االستفادة من سنوات ما قبل الدراسة عـىل أفضـل وجـه . للتلفزيون

    .مستقبالً أيتللتعلم والنمو، كام هي لالستعداد ملا قد ي

    ن ينبغي عىل الوالـدين هناك عدد من برامج األطفال اجليدة التي تعرض يف بعض القنوات الفضائية، لك )(١

    يوجد، لألسف، بعض برامج األطفال التـي . توجيه األطفال لالستفادة من هذه الربامج بالشكل األفضل

    تغذي السلوك العدواين، أو السلوك غري األخالقي، أو السلوك اللغوي اخلاطئ، أو السلوك غري الصحي،

    وعىل كـل، فـإن دور . لتقليل من آثارها السيئةوقرب الوالدين من أطفاهلم عند مشاهدة الربامج يسهم يف ا

    الوالدين هو البحث عن البديل األفضل من الربامج العلمية أو الرتفيهية اهلادفة، وليس االستسـالم دومـًا

    . ملا يعرض عىل الشاشة الفضية

  • أليس من األفضل لألطفال أن يقرؤوا بدقة ودون الوقوع يف أخطاء؟ -

    . يتعلمـون القـراءةاليزالون ولكن، ال، إذا كانوا ، قد تعلموا القراءة فعالً إذا كانوا ،نعم

    وإال كيـف . لنعد إىل فكرة نظام التطوير الـذايت، كلـام كـان الطفـل أكثـر قـراءة، كـان أفضـل

    ومن املمكن طور النظام نفسه إذا مل يكن هناك بعض الصعوبات التي يتعلم منها القارئ؟ سيت

    تشـتمل عـىل بعـض الصـعوبة التـي ، أوكلمة واحدة من كل عرشين كلمـة صـعبة أن تكون

    نظـام التطـوير و . إىل اإلحبـاط فوق هذا املستوى ربام تؤديزيادة ةأيتتحدى القارئ، ولكن

    عنـدما سيساعد الطفل عىل التصحيح الذايت لألخطاء التي يقع فيها، وهذا حيدث غالباً الذايت

    هبـذا -نحـن الكبـار –نقـوم إننـا. يواجه الطفل كلمة أثناء القراءة مل يكن قد مر هبا من قبـل

    . عندما نقرأ ورقة، ولكننا نقوم به رساً التصحيح الذايت

    النطـق الصـحيح للكلمـة، ولكـن االسـتقبال هـو ليس -بالطبع – إن اهلدف احلقيقي

    والكلامت املكتوبة جيب أن تكـون ذات صـلة بـاخلربات السـابقة . الصحيح للرسالة املقروءة

    لذا، فللحصول عىل املعنى املقصود من الكلامت املقروءة، . ارشللطفل بطريق مبارش أو غري مب

    ه، يتفاعـل معـه، يسـتنتج ؤأن يفكـر فـيام يقـر -حتى ولو كـان مبتـدئاً -فإننا نريد من الطفل

    باحلصيلة السابقة من األفكار التي جتمعت لديه من خـالل األفكار منه، ثم يربط هذه األفكار

    . اخلربات التي سبق له املرور هبا

    القراءة يف سن ما قبل املدرسة؟ ايف ضوء ما سبق، هل ينبغي عىل الوالدين تعليم أوالدمه -

    ! نحن نعتقد أنه ينبغي عىل البالغني الرشوع يف تعليم أبنـائهم القـراءة، ولكـن بـاحرتاس

    ربام تكون مفاجأة لـك إذا علمـت أن و. متت اإلشارة إىل بعضهاوذلك باستخدام الطرائق التي

    أكثـر فعاليـة مـن الصـغار سات تشري إىل أن تدريس األوالد األكرب سـنًا إلخـواهنم دراال بعض

    -ألهنـم ،التعلم أفضل من البالغني يفاألوالد األكرب سنًا يساعدون إخواهنم . تدريس الوالدين

  • أقرب إىل اخلربات املتعلمة من البالغني، يف حـني أن البـالغني قـد تعـدوا هـذه - أي األكرب سناً

    ويمكن تالفيهـا أو عـدم مما يقودهم إىل احلكم عىل بعض األخطاء بأهنا بسيطة ،بسنوات املرحلة

    . يف تقدير حاجات الطفل لتعلم القراءة خيطئونربام أن البالغنيوهنا إشارة إىل . الوقوع فيها

    ؟هل سيبدأ ابني يف تعلم القراءة منذ اليوم األول من أيام الدراسة -

    ويف . يف اليـوم األول الـذي سـيلتقيهىل تعلـيم ابنـك القـراءة سـيتوجه إجهد املعلم إن

    إدخاله املدرسـة؛ يف التعلم قبل إليه ابنكوصل الذي دى امل البداية سيسعى املعلم إىل مالحظة

    إنه ليس من العسري أن تتخيل اختالف مسـتويات . حتى ال خيطئ يف وضعه يف املكان املناسب

    والرتبيـة احلديثـة . املعلـمجم املعاناة التـي يمـر هبـا حتى تدرك ح ؛األطفال يف الصف األول

    . )١(احتياجات خاصة وعىل أن له ة،تدعو إىل معاملة كل طفل عىل حد

    سيبدأ املعلم معه من خالل كتاب صغري حيتـوي عـىل ،وقبل أن يتقدم الطفل يف القراءة

    الكتـاب "أحيانـًا هذا الكتاب يطلق عليه . صورة يف صفحة، ومجلة قصرية يف الصفحة املقابلة

    ألنه بمساعدة الصورة واجلملة األوىل من الكتاب فإن الطفـل يكـون ،"األول لتعليم القراءة

    .يف الكتاب ا هو موجودقادرًا عىل إنشاء مجل مماثلة مل

    لقـراءة لالتالميـذ بدأ بتعـريضسـي علـموبعد التعرف عىل مستوى كل طفـل، فـإن امل

    أن تعليم القـراءةمن -تقريباً -لكن كن متأكدًا . ات حمددةاحلقيقية يف أوقات خمتلفة، وعىل فرت

    .يةيلوح يف رأس كل معلم ناصح من معلمي الصفوف األول بصفته هدفًا أمر

    ف من أدوات التقويم العربية مـا يسـاعد معلـم الصـف األول االبتـدائي يف التعـر -لألسف–اليوجد )(١

    ومع أمهية هذا اإلجراء يف التعـرف . األويل عىل مستويات األطفال يف القراءة والكتابة قبل البدء بالتدريس

    عىل مستويات األطفال القرائية، إال أن بعض املعلمني يغفلون حتى املالحظة الشخصية، أو مـا تـوافر مـن

    . كلامت معلقة يف الصفأساليب تقويم ذاتية، مثل مشاركة األطفال يف قراءة قصة قصرية أو

  • ؟"برنامج التهيئة للقراءة" :هل صحيح أن غالب املدارس االبتدائية لدهيا ما يسمى -

    لكـن لـيس كـل ، بعض اخلربات عـن الكتـبولدهيم يأيت بعض األطفال إىل املدرسة

    يقوم بإعداد بعض األنشطة التي يمكن من خالهلـا مالحظـة املعلمفإن ،لذا. كذلكاألطفال

    تعامل مع الكتـاب، يفتحـه بالطريقـة املناسـبة، يقلـب الصـفحات، الأي من األطفال حيسن

    . )١(يتوصل إىل املوضوع املطلوب من خالل الصور، و ينظر من اليمني إىل اليسار عند القراءة

    فهم حيتاجون إىل التدرب عىل حماولة التعرف ،بعض األطفال ليسوا معدين ملثل هذاوألن

    كام أن انتباههم سيرصف أيضًا إىل التعرف عـىل االخـتالف . عىل الصور واستنتاج األفكار منها

    التعرف عىل االختالفـات يفيقود إىل املساعدة وهذا مما ويف الصور نفسها، ،والتشابه بني الصور

    إن عادة التعرف عىل االختالفات الدقيقة بني األشياء مهمـة يف عمليـة . احلروف يف الكلمةبني

    .بالصور واملجسامت قبل احلروفمن األسهل البدء تعلم الكلامت، حيث يكون

    كيف يمكن لألطفال أن يتعلموا إذا كانوا مل يتعودوا عـىل اجللـوس هبـدوء وبرتكيـز -

    ؟ املعلمذهن ملا يقوله

    مـع ،لكـن .العام للمدرسة أقل رسمية يف السنوات املتأخرة عام كان عليه من قبل اجلو

    للقراءة تتطلـب تلميذمن األنشطة التي تعد ال اً إن عديد. وانضباط ،ظامونهناك ترتيب، فهذا

    يسعى أحيانـًا إىل إجيـاد بعـض األنشـطة التـي حتـث الطفـل عـىل علموامل. التحدث والكالم

    ،يسعى فقط إىل االستامع إىل بعض أحاديث التالميذ املستعدين للتحـدث ال علموامل. احلديث

    يشء يـذكر -لألسف –، لكن اليوجد "أسبوع التهيئة للمدرسة"يوجد يف مدارسنا االبتدائي