الشيعه فى العصر المغولى

طريحى، محمد سعيدنويسنده:

عربىزبان:

1 تعداد جلد:

أكاديمية الكوفةناشر:

هندمكان چاپ:

ه. ق1427 سال چاپ:

اولنوبت چاپ:

7 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

7ص:

تمهيد

إن سلسلة الجبال اآلسيوية الرئيسية العظمى التي تمتد من الصين ش88رقا إلى ش88اطئ البحر األبيض المتوسط غربا، و التي تبلغ غايتها من االرتفاع في منطقة التبت، و بجب88ال الهماليا التي تعرف بسقف الدنيا على وجه التحديد هي في تش88عبها و تفريعاته88ا، ك88انت تعد بحق، في القديم، حاجزا بين الشعوب المتحضرة و القبائل التي ال تزال بآس88يا على البداوة في الغالب، فما من شعب سكن إلى الجنوب من هذه الجبال إال و ك88ان ل88ه في التاريخ دور هام و في الحضارة و الثقاف88ة نت88اج ق88وى و إس88هام كب88ير، و ل88دينا في الهن88د القديمة و علومها و فلسفتها، و فارس و ما كان لها من ملك عتيد و ماض تليد، ما يؤي88د

هذه الدعوى و يقوم دليال عليها.

و في حين كانت األراضي الواقعة إلى الجنوب من سلسلة الجبال اآلسيوية تعج بالمدن الكبيرة و الوديان الخصبة. كانت المناطق الواقعة إلى ما ورائها شماال- باستثناء الص88ين و بالد ما وراء النه88ر و م88ا ح88ول نه88ري س88يحون و جيح88ون- م88ا ت88زال تتج88ول في أغلب مناطقها مجموعات عديدة من قبائ8ل الب88دو، ثروته8ا قطع8ان األنع8ام، و م8دنها و دياره8ا

صفوف من الخيام، و دستورها العرف القبلى البدائي المتوارث.

و عرفت هذه المناطق الشمالية عند الق8دماء باس8م بالد الس8يث ثم أطل8ق عليه8ا أه8ل الصين من بعد ذلك اسم بالد التت88ار، و يعن88ون ب88ذلك بالد الغرب88اء و الش88عوب البعي88دة و الجماعات غير المتمدينة و اللصوص، و ظل لفظ التتار يطل88ق على كاف88ة القبائ88ل ال88تي تج88اور الص88ين و تقطن األق88اليم الممت88دة في أواس88ط آس88يا إلى الجن88وب الش88رقي من أوروبا حتى ظهور جنكيز خ88ان في الق88رن الث88اني عش88ر الميالدي. و ب88رغم اش88تهار أم88ر المغول من بعد جنكيز خان فقد ظل صيت التت88ار الق88ديم غالب88ا، و ص88ار اس88مهم س88اريا على المغ8ول أنفس8هم في بعض بالد أواس8ط آس8يا و في س8وريا و مص8ر، و ق8د أطل8ق التسمية عليهم التجار من المسلمين الذين نقلوها بدورهم عن ج88يرانهم من الص88ينين و

االتراك.

و قد سلك كثير من الم88ؤرخين س88كان ه88ذه المن88اطق الش88مالية في ع88روق ثالث88ة هي: الع88رق المنش88ورى أو المنغ88ورى، ثم الع88رق المنغ88ولي المع88روف خطئ88ا ب88المغولي، ثم

العرق التركي.

8ص:

أما المنشوريون فهم أغلب سكان الصين، و إلى الغرب منهم منازل المغول ثم مواطناألتراك الذين يجاورون الصينيين في بعض المناطق.

و إلى الجنسين األخ88يرين ينتمي س88الطين الدول88ة المغولي88ة و كث88ير من الق88ادة و الجن88د الذين دخلوا معهم الهند و استقروا بها، و قد حكمت هذه الدولة الهند قرابة قرون ثالث88ة فشهدت هذه البالد على عهدهم أعظم نهضة و حضارة عرفته88ا في تاريخه88ا تم88تزج في عروقهم دماء الترك و المغول فأبوهم ظهير الدين محم88د ب88ابر، ف88اتح الهن88د و مؤس88س هذه الدولة، ينتهى نسبه من ناحية أبيه الى الخاقان التركي تيمور لنك و يمتد عرقه من

ناحية أمه الى خان المغول األعظم جنكيز.

و المغول و الترك كالهما قد سبق إلى غزو شبه القارة الهندية. و كان لهما شأن خطير و دور ه8ام، في ت88اريخ آس8يا الوس8طى بعام8ة و بالد الش8رق اإلس8المي بخاص88ة، و ك8ان لغ88زواتهم األولى الس88ئ الص88دى في ذاك88رة الش88عوب، فكم من م88دن اس88المية زاه88رة انتهبها برابرة الترك و المغول ثم دمروها، و كم من حصون و قالع أفنوا حامياته8ا ذبح8ا، ثم لم يتركوها حتى سووا أبنيتها باألرض، و كم من ألوف كثيرة من السكان المس88لمين نهبوا متاعهم ثم ساقوهم في الغالب إلى حتوفهم، و ناهيك بالع88دد الوف88ير من أص88حاب

الحرف الذين كانوا يسوقونهم من بعد ذلك للعمل عندهم.

على أن هؤالء المخربين، حين دخلوا في دين الله أفواجا و تمكن اتص88الهم بالحض88ارة و الثقافة اإلسالمية، ما غدوا أن انقلبوا في الغالب إلى حماة للعلوم و الفنون و اآلداب، و

إن لم يتخلوا أبدا عن ميلهم إلى سفك الدماء و إعم88ال الس88لب و النهب. فكنت ت88راهم في الغالب يكدسون هامات ضحاياهم على هيئة المنائر و األهرام88ات ثم ينص88رفون من بعد ذل8ك إلى تعم8ير المنش8آت النافع8ة الكث8يرة و يب8ذلون الم88ال و التش8جيع للعلم8اء و األدباء و أرباب الفنون. حتى كان منهم من شارك أه8ل المعرف88ة نش8اطهم و دروس8هم، لتشهد من بعد ذلك على أيديهم جملة من المدن، التي خربها أجدادهم من قب88ل، نهض88ة

ثقافية، و حضارة فذة.

و بالعودة الى الظروف التاريخية التي حتمت على اس88الفهم االتص88ال باالس88الم نج88د ان االنظار تتجه نحو تأثير قواف8ل التج8ار المس8لمين ال8تي ك8انت تتوغ8ل في مس8الك آس8يا

الوسطى

9ص:

حتى بلغت الصين شرقا و حوض الفولغا غربا، فكان هؤالء التجار من انش88ط الوس88طاء في نشر تعاليم الدين االسالمي، اال ان ذلك التأثير لم يكن حاسما و قويا اال م88ع اس88الم الترك الجماعي في العهد الساماني في القرن الرابع الهج88ري حين أس88لم خ88ان قش88غر ساتوك بغراخان امير القرن خانيين و تسمى باسم هرون بن سليمان، و دخ88ل مع8ه في دين أهل بالده و فريق من سكان التركستان الشرقية و أقليم خطان، ثم اعتنق االسالم السالجقة و استطاعوا فيم88ا بع8د أن يحكم8وا بالد م8ا وراء النه8ر و ف8ارس و القوق88از، و نف88ذت ع88روق منهم و من ج88يرانهم الى آس88يا الص88غرى فقض88وا على الدول88ة البيزنطي88ة الشرقية بها، و في القرنين الخامس و السادس للهجرة ق88امت الدول88ة الخوارزمي88ة من هذه العناصر ال8ذين ك8انوا يحلم8ون بم88د نف8وذهم ح8تى ح88دود الص8ين م8ع حلف8ائهم من القبجاق لو ال ظهور شخصية قوية استطاعت ان تضع بصماتها على مسيرة التاريخ، ان88ه )تيموجين( او يس88وغاي ذل88ك الف88تى المغ88ولي ال88ذي اختارت88ه قبيل88ة خان88ا عليه88ا، و لقب بجنكيز، و سرعان ما نال الدعم و التأييد من كافة القبائل المغولية و استولى بشخصيته الس88احرة و نش88اطه و حيويت88ه على مش88اعر المغ88ول و اس88تثار فيهم الهمم و زرع في نفوس اعداءه الرهبة و الخوف حتى اقب88ل علي88ه فري88ق من زعم88اء ال88ترك في اواس88ط آسيا يخطبون وده، و فيهم نف88ر من القبج88اق، حلف8اء ش88اه خ8وارزم و اص88هاره، و معهم فريق من التجار المسلمين الذين عاونوا الخان المغولي، فيم88ا بع88د، على فتح كث88ير من البالد االسالمية و تنظيم شؤونها و س88رعان م88ا انتش88رت س88معة جنك88يز خ88ان و س88ادت أنظمته و تعاليمه في طول البالد و عرضها، خالل جميع اص88قاع منغولي88ا، و ش88عر أف88راد الشعب المغولي بأنهم أصبحوا أص88حاب رس88الة عالي88ة و أنهم جبل8وا في طاق88ة عظمى، فأص88بحوا جس88ما واح88دا طاغي88ا، س88رعان م88ا ب88رهن بأن88ه ق88وة متفوق88ة على جمي88ع االمبراطوريات المجاورة و لم يحتج تيموجين أكثر من بضعة سنوات إلتم88ام التنظيم88ات الداخلية لدولته و للحصول على االسلحة و التجه88يزات عن طري88ق فتح عالق88ات تجاري88ة

جديدة. ثم بدأ بتس8يير الحمالت الحربي88ة ال8تي أثم8رت في ارس88اء دع8ائم االمبراطوري88ة المغولية العالمية، و توجه شرقا في أول األمر ضد الصين، تلك البالد ال88تي ك88انت دائم88ا تدغدغ آمال المغول، بسبب العالقات الثقافي88ة و التجاري88ة من88ذ الق88دم. و ت88وغلت قوات88ه

م و1215فيها، حتى أص88بحت أم88ام عاص88مة أس88رة كين بع88د حمل88تين متوالي88تين ع88ام استسلمت له تلك العاصمة أخيرا ثم انهارت االمبراطورية

10ص:

الصينية الشمالية، و ب88دأ المغ88ول يوط88دون س88لطتهم في النص8ف الش88مالي للمملك88اتالصينية الهائلة، أما األمبراطورية الجنوبية فقد بقيت دون أن تمس إنما مؤقتا فقط.

ان سرعة االنتصارات في الشرق قد عنت الكثير بالنسبة للمغول، فقد زادت م88واردهم و ملكوا الفرصة و تشجعوا بمغامرات جديدة، و فوق كل ش88ئ بثت روح الثق88ة ب88النفس بهم و بقوتهم، فامبراطورية الصين الشمالية مهما كانت ضعيفة، ب88دت قوي88ة و عظيم88ة في أعين ساكني السهوب، و إذا كانوا قد نجحوا في كس88ر ه88ذه االمبراطوري88ة بس88رعة

فائقة، فلم يكن ذلك إال اشارة إلهية بأن السماء قامت بإسناد حكم العالم للمغول.

و كان موقف الصينيين بالنسبة للغ88زو المغ88ولي على العم88وم ه88و نفس الموق88ف ال88ذي وقفه الصينيون دائما خالل تاريخ بالدهم الطويل، فقد خضعوا لسلطة الحكم االجن88بي، و لكنهم اغرقوا هذا الحكم بقوة حض8ارتهم الهائل8ة، ال8تي س8رعان م8ا استس8لم له8ا ذل8ك الحكم استسالما تاما، و لكن الصينيون لم ينسوا أبدا أن هؤالء الغزاة كانوا أجانب، و أن حكمهم ال يتفق مع مبدأ السيادة الصينية في المملك88ة المتوس88طة، إنم88ا م88ع ذل88ك فق88د التحق الصينيون بخدمة المغول، و بصورة خاص88ة في العاص88مة قراق88ورم ال88تي ظه88رت خالل تلك الفترة على األرخون األعلى، و أصبح أحد أبناء أسرة الخط88ا المهزوم88ة و ه88و )بي- ل88و- تش88و- تس88اي( وزي88را للخان88ات، و أنج88ز أعم88اال هام88ة في بن88اء االمبراطوري88ة المغولي88ة، و من المؤك88د ان88ه لم يكن وحي88دا في عمل88ه، ب88ل ك88ان مع88ه ع88ددا كب88يرا من الصينيين ال88ذين ك88انوا يس88اعدونه ك88زمالء أو مرؤوس88ين في االدارة، أو ع88املين كحمل88ة لرسالة الحضارة الصينية و التجارة، و كان لتس88رب الثقاف88ة الص88ينية أث88ره المثم88ر على المغول، فقد وجدت األفكار الصينية طريقها، إلى الياسا أي إلى لب الحياة المغولي88ة، و أص88بح المغ88ول يس88تعملون المف88اهيم الص88ينية في فن88ون الح88رب، كم88ا أنهم اس88تعملوا

األسلحة الصينية- بما في ذلك البارود- في حمالتهم الحربية التالية.

ان النجاح في الصين كان مؤشرا و نقط88ة انطالق النتص88ارات تالي88ة مس88تمرة للمغ88ول، فبعد سنتين فقط من انتهاء الحملة الصينية وجه جنكيز خان إهتمام88ه إلى الغ88رب حيث كانت في تلك المنطقة دولة خوارزم ش88اه، و ك88ان يحكمه88ا محم88د الث88اني ال88ذي وص88ل آنذاك إلى قم88ة مج88ده، لكن م88ا أن خض88ع الغوري88ون طواعي88ة لحكم جنك88يز خ88ان س88نة

، حتى ظهرت دولة خ88وارزم ش8اه بمظه8ر الخص8م الم8رعب للمغ8ول كم8ا ك8انت1207صورة الصين

11ص:

الشمالية، و كانت العالقات المغولية الخوارز مشاهية غير واضحة المعالم، و قد ذك88رت 1225-88 1180المصادر الشرقية المتأخرة أن خليفة بغداد النشيط الناصر ل88دين الل88ه )

م( اتصل عندما تأزمت األمور بينه و بين محمد الثاني، بالحاكم المغولي، و حرض88ه على الهجوم على خوارزم ش88اه من الم88ؤخرة، و ت88دل ه88ذه الرواي88ة على أن الخليف88ة نفس88ه الذي كان ال يزال- إسميا على األق88ل- ه88و ال88رئيس األعلى للمس88لمين، ه88و ال88ذي جلب عليهم أعظم كارثة حلت بهم في التاريخ و لم تمر األي88ام ح88تى اكتس88ح المغ88ول مراك88ز المدن العظيمة في خراسان و ماوراء النهر مثل مرو و بخ88ارى و س88مرقند ثم س88قطت جمي88ع ممتلك88ات الدول88ة الخوارزمي88ة بع88د مقاوم88ة عنيف88ة، و له88ذا ذاق أه88ل تل88ك البالد المآسي و المذابح الرهيبة من قبل المغول بل ادت ه88ذه الكارث88ة ال88تي حلت بهم ج88راء هذا الغزو الى تحطيم االزده88ار االقتص88ادي و الثق88افي في عم88وم آس88يا الوس88طى، فلم تستطع تلك المدن، منذ تل88ك الكارث88ة ان تس88تعيد مكانته88ا الس88ابقة كمراك88ز حيوي88ة في صرح الحضارة االسالمية، و كان من سياسة المغول أن ال يعتدو على العلماء و الفنانين و الحرفيين الذين يمكن ان يستفيدوا منهم و من خدماتهم، و ك88ذلك النس88اء و األطف88ال كيما يستخدمونهم عبيدا، و لقد تركوا بعض الرج88ال في س88ن الجندي88ة أحي88اء أيض88ا لكي يستخدموهم كبش فداء في حصار تال، أو أي هجوم. حيث كان يقذف بهم أمام الجن88ود المغول، و يجبرون على صدام ب88ني جل88دتهم. و لم يكن هنال88ك أي مه88رب أو منجى لهم من تلك الورط88ة فإم8ا أن يه88اجموا أس8وار بل88دانهم أو يحص88دوا حص88دا دونم88ا ش8فقة أو

رحمة.

و كان جنكيز خان يخطط للقيام بهجوم جدي88د على األق88اليم الش88رقية، لكن في ح88والي و افاه األجل المحتوم، فتعطلت خططه مؤقتا، و لكن االمبراطوري8ة1227 آب عام 18

التي اسسها بقيت، ففي األزمة التي تبعت موته لم يتجرأ أي عدو من أعدائه على رف88ع النير المغولي، و التخلص من تحكمه، و لكن وحدة االمبراطورية لم يحتف88ظ به88ا تمام88ا، فقد كان قرار جنكيز خان و وصيته أن تقس88م االمبراطوري88ة بين أبن88اء زوجت88ه الرئيس88ية األربعة، الذين كانوا قد اشتركوا اشتراكا فعليا في الحكم أثن88اء حيات88ه، و طبق88ا للتقالي88د المغولية القديمة كان االبن األصغر هو الوارث الرئيسي و الوص88ي على أمالك وال88ده، و أخذا بهذا المبدأ فقد اصبحت األراضي المغولية األساسية من نصيب األبن األصغر. الذي كان يدعى تولوي، و أما األبناء الثالثة الباقون فقد ك88ان توزي88ع المملك88ة بينهم كم88ا يلي:

أخذ جغتاي األراضي الواقعة شمال

12ص:

و شمال شرق نهر جيحون و التي دعوها السكان في الغرب منطقة ما وراء النهرين، و أخذ أو كتاي األراضي الواقعة في أقصى الشرق، و أما األكبر جوجي فقد ن88ال األراض88ي الواقعة في الغرب، أي روسيا و لم يكن هذا التقسيم دقيقا تمام88ا ألن االمبراطوري88ة لم تكن قد وصلت إلى االتساع الذي كان يتصوره جنكيز خان، فقد كان يطمح بالتقدم نح88و البحر الغربي مع أن معلوماته عن جغرافية الغرب، كان يشوبها الغم88وض، و ف88وق ذل88ك فقد توفي االبن األكبر جوجي قبل موت والده بستة أشهر، و هكذا أص88بح أبن88اؤه الورث88ة

المباشرون لجدهم.

لم يترك جنكيز خان قبل وفاته أية تعليمات بالنسبة لوح8دة االمبراطوري8ة، فه8و لم يكن يقصد أن تتمزق االمبراطورية بعد وفاته، بل كان يرغب أن يمارس أح88د ابنائ88ه الس8يادة على اخوته كحاكم أعظم أو »خان اعظم« و كان من الواجب أن يمأل هذا المركز طبق88ا لرغبة االمبراطور المتوفى، و لكن بما أن المؤسس لم يخصص أحدا باسمه، اتفق على أن يجري االختيار عن طريق االنتخاب، و هكذا فبعدما تم عقد الجمعية الوطني88ة العام88ة

اتفق األخوة دونما أية ص88عوبات على تنص88يب أوكت88اي، و لكن1229»القوريلتاي« عام هذا لم يرث أيا من مواهب والده الحربية، و في الروايات التاريخية التي وصلتنا يوصف بأنه كان هادئا، و ال يميل الستعمال القوة و ك88ان ذا ض88مير حي، و داهي88ة ث88اقب النظ88ر،ع عاص88مة ملك88ه ق88ره ق88ورم و زينه88ا بالمب88اني و الص88روح الفخم88ة، و عم88ل على وس88 استحداث زراعة الخضروات و الفواكه في ضواحيها، و نظم استيراد المؤن من الص88ين إلى منغوليا، و أقام عالقات تجارية بين بالده و بالد الهن88د و غ88ربي آس88ية، و ك88ان مهتم88ا بتوسيع أراضي امبراطوريته طبقا لتخطي88ط وال88ده، و له88ذا فق88د س88مح ألخوت88ه ب88امتالك حصصهم من األمالك المقطعة لهم، كما ت88ابع ت88دريبات جيوش88ه بص88ورة عملي88ة، و ذل88ك باخضاع األجزاء الص88ينية الش88مالية الباقي88ة، و ك88ذلك بالمط88اردات ال88تي ك88انت باخض88اع األجزاء الصينية الشمالية الباقية، و كذلك بالمطاردات التي ك88انت مس88تمرة و منظم88ة،

حتى أصبحت جزء من التدريبات العسكرية الالزمة للجيش.

اكتسح المغول اورب88ة الش88رقية بع88د ان اس88تولوا على مملك88ة1236و في حوالي عام سقطت مدينة كييف قلب دولة ال88روس القديم88ة و1240 كانون الثاني 6البلغار و في

639 م )1241 نيس88ان 1سقطت بذلك روسيا و احتلوا بولنده و مورافيا و اشتبكوا في ه( مع

13ص:

الهنكاريين فهزم ملك هنغاريا و استولى المغ88ول على بالدهم و فيم88ا هم عن88د ال88دانوب ه فعين ك88براء1241 ك88انون الث88اني 11توفي الخان األعظم في قره قورم و ذل88ك في

الدولة توراكينا ارملة اوكت88اي وص88ية على الع88رش ح88تى يك88بر ول8دها )كي88وك(، فقاومه88ا)باتو( لكونه من أوالد أكبر أبناء جنكيز خان.

توفي )كيوك(، و لم تعد الظروف مهيئ88ة )لب8اتو( في ت8ولي الع8رش1248و في نيسان تق88رر اختي88ار منك88و مونك88ا و ه88و أح88د اوالد تول88وي األبن األص88غر1251لكنه في الع88ام

لجنكيز خان و كان مؤيدا لباتو على الدوام، و وجه عنايته لالستيالء على الص88ين ب88الرغم أثناء حصار أح88د1259 ايلول 6من اشتباكاته مع أخيه )قوبيالي( التي انتهت بوفاته في

الحصون الصينية. لكن الحملة الى غربي آسيا التي بدأت باحتالل هوالك88و للقوق88از ع88ام ه، استمرت و ما برح أن واصل زحفه على المنطقة الجبلية جن88وبي بح88ر الخ88زر1255

حيث البالد الخاضعة لنفوذ الطائفة االسماعيلية الشيعية.

و حينما أدرك االسماعيلية ما يتعرضون له من الخطر، بعد أن اجتاحت جيوش المغ88ول، الصين و أروربا و خراسان و العراق العجمى و آسيا الصغرى، التمسوا من الوسائل م88ا ي88درأ عنهم ه88ذا التهدي88د، و ح88اولوا أن يؤلف88وا من جمي88ع الش88عوب المعرض88ة للخط88ر المغولي، حتى أولئ88ك ال88ذين يناص88بونهم الع88داء، جبه88ة متح88دة لمقاوم88ة المغ88ول. و لم تقتصر جهود االسماعيلية على اجتذاب األمراء المج88اورين، ب88ل امت88دت الى أورب88ا. ففي

أرسلوا الى ملكى انجلترا و فرنسا يطلبون مس88اندتهما، غ88ير أنهم لم يلق88وا1238سنة أذانا صاغية، و من الدليل على ذلك أن أسقف مدينة و نشستر بانجلترا أش88ار إلى ع88دم التدخل فيما ينش88ب من قت88ال بين المس88لمين و المغ88ول، لم88ا س88وف ي88ترتب علي88ه من

القضاء على الجانبين، و في ذلك انتصار للمسيحية.

و ال ش88ك أن المغ88ول وقف88وا على أح88وال االس88ماعيلية، و كراهي88ة الن88اس لهم، فحينم88ا أوفدوا رسلهم الى قراق88ورم أثن88اء اختي88ار كي88وك خان88ا، لم يلق88وا معامل88ة طيب88ة. و رف88ع المسلمون، في قزوين الخاضعة لحكم المغول الشكوى الى مونكو خان، لما يتعرض88ون ل88ه من األذى و الض88رر من قب88ل االس88ماعيلية و أش88اروا الى أن أف88راد ه88ذه الطائف88ة

يخالفون في عقيدتهم، ديانات المسيحين و المسلمين و المغول!.

حاول ركن الدين خور شاه، الذي يعتبر آخر مقدمى االسماعيلية أن يتجنب الخطر

14ص:

المغولي بما لجأ اليه من أساليب دبلوماسية، و قد اعتصم في قلعة ميمون دز المنيع88ة. فلم يسع هوالكو آخر األمر أال أن يبعث اليه برسالة، يطلب منه التخلى عن المقاومة، و القدوم علي88ه في معس88كره، و يه88دده بالمض88ى في القت88ال اذا رفض ه88ذا الع88رض. و اذ أدرك ركن الدين خور شاه أنه ال س88بيل الى المقاوم88ة و أن الي88أس تط88رق الى نف88وس

و1256رجاله المحاص88رين، توج88ه الى هوالك88و، و أعلن طاعت88ه و اذعان88ه، في نوفم88بر .1256استسلمت قلعة آلموت في ديسمبر سنة

و اذ كفل هوالكو لركن الدين االبقاء على حياته، أراد ركن ال8دين أن يتوج8ه الى مونك8و، لعله يحصل على ما يأمل من ش88روط حس88نة. غ88ير أن88ه حينم88ا وص88ل إلى مق88ر الخ88ان، صحبة جماعة من المغول، رفض أن يستقبله، و قال ما كان لكم أن ترهق88وا الجي88اد في سفارة غير مجدية. و اذ بقى من قالع االسماعيلية، اثنتان لم تستس88لما للمغ88ول، تق88رر االس88تعانة ب88ركن ال88دين خ88ور ش88اه في ت88دبير أم88ر اذعانهم88ا. و في أثن88اء عودت88ه، لقى مصرعه، مع جميع رفاقه، و صدرت األوامر الى هوالكو بالتخلص نهائيا من هذا المذهب. فتم االجهاز على طائفة كبيرة من أقارب خ88ور ش88اه، بينم88ا تق88رر حش88د ع88دد كب88ير من االسماعيلية، بناء على طلب المغول، إلحصاء عددهم، فتعرض من هؤالء االلوف للقتل، و لم يبق على قيد الحياة اال من اعتصم بجبال ف8ارس. و أدرك االس8ماعيلية في الش8ام

ما سوف يتعرضون له من مصير.

و احتفظ االسماعيلية في آلم88وت، بمكتب88ة ض88خمة زخ88رت بالمخطوط88ات النفيس88ة في شتى انواع العل88وم، و عه88د هوالك88و الى امين88ه الجوي88ني مؤل88ف ت88اريخ جهانكش88اي، ب88أن يفحص ما بها من الكتب فاحتف88ظ لنفس88ه م88ا اراد منه88ا و اح88رق جمي88ع م88ا بقي منه88ا و خاصة م88ا يتعل88ق بالم88ذهب االس88ماعيلي و من الكتب ال88تي ع88ثر عليه88ا الجوي88نى كت88اب بعنوان »سر كذشت سيدنا« الذي يعالج عقائد االسماعيلية و س8ير ق88ادتهم و م8اذا ك8ان88ه الجوي88ني على يدري هوالكو بما في تلك الكتب لو ال عزم الحقود المتعصب عط88اء الل إفناء تلك الثروة العلمية، مثلما فعل صالح الدين االيوبي في حرق88ه و ت88دميره لمكتب88ات

.1الفاطميين في القاهرة المعزية

15ص:

و يحاول الجويني نفسه ان يوهن من عظمة و هيبة االس88ماعيلية ف88يرجع س88بب التف88اف الناس حولهم الى الخوف من رعاعهم ق8ل »فتب88دد بم8ا ج88رى من القض8اء عليهم- أي88ام

هوالكو«.

يقول )الجويني( في كتابه )جهان كشاي( الذي سبق االشارة اليه و هو في غاي88ة الف88رحمن فتوحات سيده هوالكو:

»لقد كان ملوك الروم و الفرنجة، خوفا من ه88ؤالء المالعين، ص88فر الوج88وه، و ي88دفعون لهم الجزية، لم يخجلوا من هذه الخزية. و اآلن اس8تراح س8كان الع8الم، و ال س8يما أه8ل االيمان، من شر مكيدتهم و خبث عقيدتهم. بل إن األنام من خاص و عام، ك88رام و لئ88ام

سعداء اآلن.

(» أمر صالح الدين االيوبي بحرق المكتبات الفاطمية حتى كان ينتزع جلودها العبي88د و االم88اء ليجعل88وا منه88ا1)88 1 أحذية في أرجلهم و ألقيت الكتب في العراء و سفت عليه8ا الري8اح و ال88تراب بع8د حرقه8ا فص8ارت تالال و ال ت8زال

.255/ 2تعرف حتى اليوم بتالل الكتب!!« المقريزي

و غدت هذه الحكايات أش88به بحكاي88ة رس88تم الخرافي88ة القديم88ة، يق88درها أه8ل البص88ر، ويدركون قيمة هذا الفتح المبين، و النور الذي حل، و الزينة التي عمت«.

و لم تكن المذابح ال88تي ق88ام به88ا هوالك88و الستئص88ال االس88ماعيلية بم88ا فيهم األطف88ال و النساء و العجزة، لم تكن لتثير ضمير )الجويني( المأجور بل كان مسرورا إلفن88اء ه88ؤالء

االبرياء الذين و صمهم بااللحاد و الكفر قال:

»و قد كان في أصل قانون جنكيز خان و أمر منكوقا أن ال يتركوا واحدا منهم حيا، حتىمن كان في المهد، و كان خدمه و حشمه محاطين بمئات بل بآالف الموكلين األذكياء.

و قد صدر في أثناء هذه األق88وال و األفع88ال )م88ع منكوق88ا آن( أن: عجل88وا ب88الخالص من الداعية، و أريقوا دماء تلك الطائفة. فصدر األمر بإرسال الكتائب و الوفود إلى ك88ل من يحتف88ظ بجماع88ة منهم، ليقت88ل من عن88ده. و ذهب قراق88اي بيتكجي إلى ق88زوين ف88أحرق البنين و البناء و اإلخوة و األخوات، و كل من الذ به أو كان من صلبه. و سلموا أث88نين أو ثالثة منهم )من أهل ركن الدين( إلى بلغان ليقتص منهم و يث88أر ل88دم أبي88ه جغت88اي ال88ذي

طعن بخنجر الفدائيين.

و هكذا محى أثرهم، و أفنوا عن بكرة أبيهم.

و أعطي أوتا كوجينا، الذي كان قائد الجيش في خراسان، و مشغوال بمحاصرة قهستان أم88ر قت88ل الجماع88ة ال88ذين م88ا زال88وا على اإللح88اد، على أن يخ88رجهم بحج88ة جمعهم أو

سخرتهم.

فقتل منهم اثني عشر ألفا، و لم يبق هناك لهم أثرا.«

16ص:

ثم يقول متشفيا بعد مقتل الزعيم ركن الدين:

»ذاق و بال الموت و العذاب الذي لقيه قومهم من آبائه و اجداده، فك88ان خ88بره و خ88بر اقربائه حديث الس88مار و رواة االخب88ار. و هك88ذا تطه88ر الع88الم المل88وث بخبثهم، و ع88اش الناس بعد ذلك بأمن و هدوء، بال خوف و عناء، و هم يلهجون بالثناء على الملك الس88عيد ]هوالكو[ الذي أشاد لهم هذا الخير بافن88اء ه88ذه الفئ88ة و ك88ذلك ك88ان ه88ذا العم88ل م88رهم جراحات المسلمين، و تدارك خللها الديني. و الذين سيأتون بعدنا س88يدركون م88دى أذى هذه الجماعة. و مدى م88ا ك88انوا يغرس88ون من الفوض88ى، و يبث88ون من ال88رعب من88ذ أول

ظهورهم حتى آخرهم«.

لكن الواقع الت88اريخي يثبت خالف ذل88ك، فق88د لقي الن88اس من هوالك88و م88ا ه88و اش88د من الخوف و الرعب الذي نسبه الجويني ظلما و حقدا للطائفة االسماعيلية ب88ل ان انتص88ار هوالكو عليهم مهد الطريق للجيش المغولي نحو اجتياح عاصمة الخالفة- العباس88ية فق88د

م و احتل دار الخالفة، و اع88دموا الخليف88ة، لكن جيش1258 شباط 10هاجم بغداد في م و لم يكن تحت قيادت88ه ذل88ك1260 أيل88ول 3هوالكو هزم في معركة عين جالوت في

انه كان مشغول البال بأمر خالفة الخان األعظم و مادب من خالف8ات في اس8رته ح88ول هذا األمر، الذي انتهى بتنصيب )قوبيالي( الذي كان يحظى بدعم )هوالكو( نفسه و ك88ان قوبيالي قد هزم أخاه )بوقا( و نفاه عن المسرح السياسي، و لكن هذا االنتصار لم ي88دم طويال ذلك ان احداث العنف و المعارك المستمرة بين اطراف التراع على خالفة الخان األعظم شتت شمل مجتمع العشائر المغولية الذهبية ح88تى اختفى اس88م الخ88ان األعظم

من على قطع العملة المسكوكة في مناطق تلك العشائر.

و استقرت مجموعة كبيرة من القبائل الغازية في سهوب موغان التي تقع شمال ت88بريز و قد اصبحت مدينتا ت88بريز و مراغ88ة حيث اس88تقر هوالك88و عاص88متي األقليم الجدي88د في

، و قد اص88بح ابن8ه )أباق88ا( الح8اكم الجدي8د، و ش8هد1265 شباط 8ايران حتى موته في بداية عهده معركة مع )بركا( في القوقاز، و اثن88اء الحمل88ة م88ات برك88ا في ح88دود ك88انون

ثم خضعت لسيطرته سلطنة سالجقة الروم في آسية الص88غرى و اش88تبك1267الثاني جيش أباقا مع جيش بيبرس و لم يحسم امر تلك المعارك، و قد شهد عه88ده تس88امحا و

انفتاحا و خاصة مع البوذيين

17ص:

و المسيحيين و سمح لعدد من االمارات الصغيرة االحتفاظ باستقاللها في بالد ف88ارس و ، و اس88تلم الس88لطة نيك88ودار اخ88و االيلخ88ان1282 نيسان 1بالتالي استسلم للموت في

م.1284المتوفى الذي اسلم و اتخذ لنفسه اسم )أحمد( و قد توفى بعد سنتين سنة

و استلم السلطة )اراغون( و كان بوذيا، و كان عهده محنة للمسلمين، و بعد وفات88ه في اس88تلم الحكم )كيخ88اتو( أح88د أخوت88ه، لكن أقص88ى عن الع88رش في آذار1291 آذار 9

فاعتلى العرش )غازان( و كان هذا الحدث نقطة فاصلة في تاريخ دول88ة المغ88ول1295 في ايران ألنه حالما اعتلى العرش اعلن عن اعتناق88ه االس88الم رس88ميا و ب88الرغم من ان المذهب السني كان هو مذهب األغلبية من السكان فقد عامل )غازان( الشيعة بتسامح كبير و لم يظهر ضدهم أي تعصب اعمى كان يتسم به أه88ل الس88نة غالب88ا في مع88املتهم للشيعة في خالل التاريخ االسالمي، و المعروف عنه انه زار العتبات المقدس88ة الش88يعية في العراق و دعم المؤسسات الشيعية في بالده و له88ذا اعت88بره البعض ش88يعيا، و ك88ان يجري هذا في الوقت الذي يخضع له )غازان( و الع88رش االلكخ88اني في اي88ران للس88لطة المغولية العظمى التي كان يمثلها قوبيالي الرأس المبجل لمغ88ول ال88دنيا في عص88ره، و

، خ88ف حم88اس الكخان88ات اي88ران لمرك88ز الق88وة1294لما مات ق88وبيالي في بكين س88نة المغولية حتى أصبحوا انفسهم يعرفون باسم الخان، و كان حكم غازان مفعما بالنش88اط

30االصالحي للبالد التي يحكمها حتى وفاته ش88ابا في الحادي88ة و الثالثين من عم88ره في ، فخلفه في الحكم أخوه أولجايتو الذي اتخذ نفسه اسما اسالميا ايرانيا و هو1304آيار

خدا بنده و قد كان مسيحيا في صباه ثم اسلم و اعلن انضمامه ألهل الس88نة م88ع أخي88ه، ثم عمد الى دمج مذهبين من مذاهب السنة ثم عاد و تحول الى المذهب الشيعي حدود

و في ه88ذا ال88وقت ك88ان ع88دد الش88يعة ق88د ازداد في بالد ف88ارس و م88ا بين1310س88نة النهرين و كان مقر سلطنته مدينة )السلطانية( قرب قزوين و ع88رف بتذوق88ه للعل88وم و الفنون كغازان من قبله و كالهما قدما خدمات جلى في تش88جيعهما للعل88وم و الفن88ون و تأييدهما له كما أهتما بالتاريخ و ش88جعا االدب الفارس88ي و في عه88دهم انتش88رت ت88واريخ

جمادى األولى16رشيد الدين فضل الله احد أشهر رجال االدارة المغولية المقتول في م و كتابه جامع التواريخ من المصادر المهمة عن تلك الفترة.1319 ه/ 718

م و خلفه ولده )أبو سعيد( و كان قاصرا1316 كانون األول 9مات اولجايتو في

18ص:

فتسلط عدد من الزعماء، و كان أول أعمالهم قتل رشيد الدين الم88ذكور و ظه88رت في عهده دولة التركمان الشيعية )القراقوينلو( و سخطت حاشية السلطان على السلطان، نفسه و سادت الفوضى في ايران و خلعت قبائل القوقاز الذهبي88ة الطاع88ة للس88لطان و

ه/736 تش88رين الث88اني 30في خضم تلك االضطرابات اذا بأبي سعيد يموت فج88أة في م دون أن يكون له وارث شرعي و ج88رت بع88د وفات88ه أح88داث كث88يرة انتهت الى1335

تفتت الملك المغولي تمام8ا في بالد ف8ارس. و ظه88رت ع8دة ام8ارات متنازع8ة كالدول8ةالمظفرية في خراسان و الدولة السرابدارية الشيعية في سبزوار.

ه/739أما في الع88راق فق88د تمكن الش88يخ حس88ن الجالئ88ري أن يس88تقل ب88العراق س88نة ه/757 م و يؤسس الدولة الجالئرية، و اتخذ من بغداد عاص88مة ل88ه. و في س88نة 1338 م تولى ابنه الشيخ أويس الذي بسط نفوذه على منطقة أذربيجان الغنية، و نقل1356

ه/776عاصمته الى تبريز، و أصبح العراق والية جالئرية، و لما خلفه ابنه حس88ين س88نة م، و كان صغير السن ضعيفا تس88لط ام88راء الجيش على ش8ؤون الحكم و انض8م1374

فريق منهم الى أخيه الشيخ علي حاكم بغداد، و مال فريق آخر الى أخيه الثاني أحمد و كان حاكما على والية البصرة و نشب صراع على السلطة بين األخوة الثالثة انتهى سنة

م بمقتل السلطان حسين و استيالء أحم88د على الع88رش الجالئ88ري لكن1382 ه/ 784 السلطان أحمد هذا اختلف مع اخوته ايضا و تمكن من قتل أخيه اآلخر الش88يخ علي لكن األمور لم تستتب له كما لم تس88تتب لل88دويالت الم88ذكورة القائم88ة في بالد ف88ارس حيث

شهد العالم االسالمي في عهده موجة مغولية جديدة اندفعت من اواس88ط آس88يا بقي88ادةتيمور لنك.

***

19ص:

تيمور لنك

ينتسب تيمور الى احدى القبائ8ل المغولي8ة التركي8ة، و اوص8ل بعض8هم نس8به الى اس8رة جنكيز و لكن هذا األمر مورد شك حتى في ان يكون جده الخ88امس ق88را جانوي88ان لكن88ه على كل حال عاش أيام صباه بين قبيلة البرالس، و نشأ نشأة اس88المية في مدين88ة كش في ما وراء النهر )جيحون(، و صاحب نظراءه من أوالد األمراء و الوزراء، و تدرب على فنون القتال، و قد مكنته شجاعته العس88كرية من ض88م القبائ88ل المغولي88ة تحت لوائ88ه، و التخلص من األمراء المنافس88ين على الس88لطة واح88دا بع88د اآلخ88ر، و أص88بح حاكم88ا على

م، و اتخ88ذ س88مرقند عاص88مة ل88ه. و ك88ان األوض88اع1369 ه/ 771م88اوراء النه88ر س88نة االقتصادية المتردية في بالد ما وراء النهر، و رغبة تيمور في السيطرة، و عدم اعتراف88ه نحو الغرب، ال سيما و قد اعتبر نفسه وريث88ا المالك المغ88ول، و االمبراطوري88ة االيلخاني88ة الواسعة التي كانت تضم خراسان و بالد الجبل و العراق العربي و اذربيجان و االحواز و

فارس و ديار بكر و آسيا الصغرى.

ه ثم غ88زا أرض المغ88ول و781 ه و 773و هكذا غ88زا خ88وارزم أرب88ع م8رات بين ع8امي ه(785- 784 ه( و )783- 782 ه( و في السنوات )779- 776صحراء القبيجاق في ) ه( استولى على مازن88دران و اس88تراباد، و في أواخ88ر787-88 786غزا خراسان، و في )

-790 ه دخل تيمور شيراز و استمر صراعه مع توقتمش خ88ان و ذل88ك في س88ني )789 ه تحرك تج88اه بغ88داد و أخاله88ا فه88رب الس88لطان أحم88د الى795 ه(، و في شوال 793

الشام فدخل تيمور الى قلعة تكريت التي صارت وقتها عشا للمفسدين و المطاردين و لصوص القوافل و قد فتحها بعد ألي شديد و جعل من رؤوس المدافعين عنه88ا من88ارات، و استمر في فتوحات88ه فاخض88ع بالد ارميني88ة و الك88رج و دخ88ل روس88يا و أحم88د الفتن في

ه و ح88ول في798آذربيجان و خلف عليه88ا م88يران ش88اه ثم قص88د س88مرقند في ش88وال السنة التالية حكم خراسان و هراة الى شاه رخ ابنه الثاني.

ه عاد تيمور لنك من هجوم السنين الخمس و كان أول ما فكر فيه801و في سنة

20ص:

بعد ذلك أن يغزو الخط8ا و الختن أي م8اوراء كاش8غر و الص8ين األص8لية، لكن8ه ال يع8رف لماذا قدم على هذا الغزو فتح الهند في هذا اآلن، و وصل الى كابل بنية جهاد كفار ذل88ك

ه( و بع88د قت88ال م88ع األفغ88انيين في جب88ال س88ليمان ع88بر800البلد في غزة ذي الحجة ) ه(.801وادي خيبر ثم عبر السند أوائل )

و ك88ان حكم الس88ند و البنج88اب في ه88ذا الحين للس88لطان محم88ود الث88اني من مل88وكالتغلقيين أو أسرة أبناء محمد تغلق و كان مقره مدينة دهلى.

لما عبر تيمور نهر السند بدأ بحصار قلعة )بطنير( من قالع البنجاب الهام88ة و بع88د س88تة أيام اجتاحها في السابع و العش88رين من ص88فر و قت88ل نح88و عش88رة آالف من الهن88ود ثم

اتخذ سبيله الى دهلى.

ه( في )ب88اني801و تواجه جيش تيمور و السلطان محمود في السابع من ربيع الثاني ) بت( على مقربة من دهلى، و في هذه المعركة التي كان النصر الكلى فيها لتيمور قت88ل نحو مائة ألف من أهل الهند بي88د جن88وده و ه88رب الس88لطان محم88ود الى دهلى و دخله88ا تيمور في العاشر من ذلك الشهر و أخذ جنوده ينهبون المدينة و مكثوا بها خمسة عشر يوما. و حين بلغ تيمور أنباء ثورات نشبت بايران عجل بترك دهلى فقس88م بالد آل تغل88ق

بين قواد جيشه و عاد الى سمرقند عن طريق افغانستان.

و حينما انقلب تيمور الى سمرقند انبئ أن ابنه سقط من على جواده فأص88يب بارتج88اج شديد في مخه فصار يصدر عنه أمور شاذة و لهذا سلك الرعايا المغلوبون في الكرج و آذربيجان و العراق طريق العص88يان، فت88أهب تيم88ور بحمل88ة جدي88دة على أي88ران و بالده8ا

ه(808- 802الغربية و زحف اليها. و غزواته هذه التي تسمى بهجوم السنوات السبع )و هي آخر حروب له.

،2 م في إحدى حروب88ه م88ع جي88وش الص88ين عن88د أت88رار1405 ه- 807و مات تيمور عام فاقتسم ملكه من بعده ولداه جالل الدين شاهرخ و معين الدين ميرانشاه. حتى

21ص:

إذا ما قتل األوزب88ك ث88اني األم8يرين ال8تيموريين و اس88تولوا على أج88زاء من بالده، طف88ق األول يصطنع الحيلة معهم حتى أبعد خطرهم عنه، ليعيد اليه بالد أبي88ه إلى حظيرت88ه من

جديد فيما عدا الشام و جنوب فارس.

)*( يرى بعض العراقيين ان تيمور لنك مدفون عند جامع الطوسي في النج88ف األش88رف، و في اعتق8اد الم88ؤرخ 2 العالمة محسن األمين ان تيمور لنك كان شيعيا، لعله اعتمد في ذل88ك على م88ا ورد في كت88اب) الب88در الط88الع( من

(.671- 648/ 3تفضيله عليا عليه السالم خالل محاورته العلماء) راجع اعيان الشيعة

م، ف88دخل في منازع88ات و ح88روب1446 ه 850و خل88ف ال88غ ب88ك أب88اه ش88اهرخ ع88ام متواصلة من أهل بيته من األمراء، و لم يقف األمر عند ض88ياع الكث88ير من أراض88يه ح88تى

قضى عليه ابنه عبد اللطيف ميرزا بنفسه ليقتل هو بدوره بعد قليل.

و لئن خبت عن الغ بك ملكته الحربية فقد تألأل عنده نور المعرف88ة، ح88تى هدت88ه بص88يرته إلى أن يقيم مدرس88تيه الج88امعتين، في س88مرقند و بخ88ارى، ال88تي كتب على أبوابهم88ا

»طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة«.

و أدى اشتغال هذا األمير بالعلم و شغفه به إلى أن وفد إلي88ه كث88ير من علم88اء ف88ارس و طلبتها، فكان يشاركهم في الدرس بنفسه و يدرس معهم حركات الكواكب في مرصده

الذي أقامه بسمرقند.

و قد نظمت باسمه جداول للهيئة كانت آخر كلمة لهذا العلم في وقته.

و برغم اعتزاز ه88ذا األم88ير بتركيت88ه فق88د ك88ان ش88ديد التعل88ق بك88ل م88ا ي88رجى في88ه رقىاإلنسانية و الفكر البشري عامة.

و جلس على عرش س88مرقند من بع88ده األم88ير ال88تيمورى أب88و س88عيد م88يرزا. بع88ون من األوزبك، ليقيم له من بعد ذلك ملكا واسعا ضم أجزاء من السند و خراسان و سيس88تان و امت88د إلى الع88راق. ح88تى إذا م88ا ه88زم التركم88ان ف88اقتحم آذربيج88ان لينح88در منه88ا إلى العراق، استطاع أوزن حسن زعيم التركمان أن يتسلل إلى جبال آذربيجان فيقطع عن88ه اإلمدادات، لتفشى المجاعة في الجيش من بعد ذلك و ينفرط عقد الجند و ينتهي األم88ر بالسلطان أبي سعيد نفسه الى الوقوع في أسر القبائل التركماني88ة الش88يعية المعروف88ة باسم قراقوينلو و أخيرا قرروا قتله و ترك أبو سعيد عشرة من األوالد، و لكن لم يخلفه في ملكه الواسع، الذي كان يمتد من العراق إلى السند سوى أربعة منهم ف88ولى أحم88د ميرزا إقليم سمرقند و بخارى، و ولى ألغ بك إقليم غزنة، و ولى محمود ميرزا اس88تراباد

و هراة، ليغتصبها منه ابن عمه السلطان حسين

22ص:

بايقرا، فيستقر من بعد ذلك في الصاغانيان و بدخشان.

و كان هذا األمير حسين بايقرا يسكن في )هراة( و حارب ع88دة س88نوات ح88تى اس88تطاع أن يوحد تحت صولجانه قسما من ميراث األجداد، و ك88ان مش88جعا للعل88وم و الفن88ون، و

( وج88دت العبقري88ة االيراني88ة مالذا و ملج88أ في1506-88 1469في أثناء حكم88ه الطوي88ل ) أفغانستان و عندما تقدم العمر بالسلطان حسين أصيب ببعض األم88راض المؤلم88ة مم88ا س88بب انحراف88ه و لجوئ88ه إلى حي88اة االنحالل الخلقي، مم88ا خل88ق الفوض88ى الداخلي88ة في

اقليمه، كما سبب ث88ورة بعض أوالده ض88ده، و هك88ذا لم يس88تطع أن يكبت المي88ول تج88اه توحيد بلدان ايران التي حرضها ظهور اسماعيل الص8فوي في غ8ربي إي88ران، و ق8د ك8ان اسماعيل هذا يعتمد على تأيي88د التي88ارات الديني88ة ال88تي يرأس88ها، أك88ثر من اعتم88اده على القوة العسكرية، و أدى هذا الى انتصار الشيعة االثني عشرية نهائيا فوق اراض88ي جمي88ع بالد إيران، و قد فاز اسماعيل بالس88يطرة على بالد إي88ران األص88لية أثن88اء حي88اة )حس88ين بايقرا(، و عندما توفي حسين هذا أصبح نفوذ األسرة التيمورية ضعيفا ج88دا في )ه88راة(، حتى اضطر ابن حسين لالعتراف بسلطة األسرة الص88فوية، و ق88د م88ات ه88ذا أخ88يرا في

بالط السلطان العثماني.

و هكذا انتهت سلطة ممثلي الحكم المغولي على أراض88ي إي8ران، إذ أن أس8رة تيم8ور ال يمكن أن ندعوها مغولية، فحكمه و حكم أبناءه يمث88ل الخص8ائص و المظ8اهر التركي88ة، و

لم يغير شيئا من طبيعة األمور، فقد ك88ان ه88ؤالء1502ان انتصار األسرة الصفوية عام أيضا من أصل تركي، و ظلت لغتهم مدة ق88رن من ال88زمن في بالطهم في ق88زوين أوال، ثم في أصفهان العاصمة الفارس88ية الجدي88دة هي اللغ88ة التركي88ة، و هك88ذا فلم تكن ه88ذه األسرة أسرة وطنية بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح، و قد أجبرتهم العوام88ل الجغرافي88ة كما أجبرت )اإللكخانات( قبلهم أن يهتموا بالمص88الح الوطني88ة و بالد العجم، و بع88د ع88دة عقود من االنقسامات و الحروب األهلية تم إع88ادة توحي88د األراض88ي الفارس88ية في ظ88ل حكومة ذات قاعدة و طنية مما سبب فتح الطريق نحو انبع88اث ق88ومي، و ك88انت الدول88ة الصفوية هي األخرى تهيء نفسها للفتوحات خارج بالد فارس و قد نجحت في بعض88ها و لو الى حين من الدهر، كما وصل ع8دد من المغ8امرين و رج8ال العلم ال8ذين نش8أوا في ظل هذه الدولة الى الهند و كان لهم التأثير البالغ في حياة المس88لمين في88ه و منهم من

صنع الممالك المستقلة كما ان منهم من

23ص:

صبغ الثقافة الهندية بلون هندي لن يبلى مع كر السنين، و مؤسس الدولة الص88فوية ه88و الشاه اسماعيل بن سلطان حي88در بن س88لطان جني88د بن ص88در ال88دين اب88راهيم، و ص88در

ه( هو ولد سلطان خواجه على.851الدين ابراهيم المتوفى عام )

كان سلطان جنيد معاص88ر األوزون حس88ن و ق88د الق88اه في دي88ار بك88ر، و ق88د زوج األم8ير حسن أخت88ه خديج88ة بيكم لس88لطان جني88د فأول88دها ابن88ا ه88و س88لطان حي88در وال88د الش88اه اسماعيل، أما حيدر فقد بنى بأبنة خاله أوزون حسن و كانت من أس88رة أم88راء يون88ان و اسمها مارتا او علمشاه خاتون أو )بكى آغا(، فول88د الش88اه اس88ماعيل من ه88ذه الم88رأة، اليونانية و على هذا فنسب السالطين للصفويين من ناحية األم يتص88ل ب88األمراء اليون88ان

بطر ابزون و بأمراء التركمان اآلق قويونلو من ناحية الجدة.

و قد نسب مؤرخو العص88ر الص88فوى ه88ؤالء الس88الطين الى االم88ام موس88ى الك88اظم من ناحية آبائهم و أنشأوا لهم شجرة ه88ذا النس88ب، اال أن ه8ذه النس88بة كاذب88ة و لم ت88رد في المؤلفات التي ألفت قبل عه88د الش88اه طهماس88ب األول و في أي88ام الش88اه اس88ماعيل و

أجداده.

ه( في حربه أم88ير ش88روان فخلف88ه س88لطان حي88در و تق88دم الى860و قتل الجنيد في ) شروان كما س88بق يطلب ث88أر أبي88ه و عال في اول األم88ر على أم88ير ش88روان لكن األم88ير استمد األمير يعقوب التركماني فأمده يعقوب برغم نسبته لسلطان حيدر، و قتل حي88در

ه(.893في تلك الواقعة في عام )

كان لسلطان حيدر أوالد ثالثة هم على و اب88راهيم و اس88ماعيل و أرس88ل األم88ير يعق88وب هؤالء الثالثة لحبسهم بقلعة اصطخر بفارس فظلوا بها الى أن أمر األمير رستم بيك في

ه( باحضارهم. و قتل على في ح8والى أردبي88ل و ه8اجر اب8راهيم و اس8ماعيل898عام ) الى جيالن و أصاب القتل ابراهيم أيض88ا في ه88ذا األوان و بقى اس8ماعيل و أمض88ى نح8و

ستة أعوام بين السادات القواميين بجيالن.

ه( قدم اسماعيل الى أردبيل عن طريق آستار بع88ون مري88دين ك88ثرة905و في أوائل ) ك88انوا يس88لكون طريق88ة آبائ88ه و ق88د انبثت جماع88اتهم باس88م )الص88وفية( في جمي88ع بالد آذربيجان و أران و أرمنية و الجزيرة، و بعد ستة شهور قصد أرزنجان و فيها التف حول88ه

نحو سبعة آالف

24ص:

منهم و كانوا من ال88ترك من طوائ88ف مختلف88ة مث88ل الش88املو و األس88تاجلوا و القاج88ار و التكل88و و ذى الق88در و األفش88ار. و ك88ان ك88ل واح88د منهم يض88ع على رأس88ه قلنس88وة من )السقرالط( و هو قماش أحمر لذا عرفوا باسم القزلب8اش أى ذوو ال8رؤوس الحم8راء و لهذا السبب أيضا س88موا من ه88ذا ال88وقت بالقزلب88اش و القزلباش88ية و ش88ملت التس88مية

أتباعهم و جنودهم حتى ملوك الصفويين.

ه( عن892لم ي88زد الش88اه اس88ماعيل ال88ذي ول88د في الخ88امس و العش88رين من رجب ) الثالثة عشرة من عمره حين انبعث للثأر لوالده و تأسيس أسرة حاكمة، و لما اتصل به القزلباشية بدأ بموافاة أردبيل لزيارة مقابر أجداده و رؤية أم88ه، ثم س88لك منه88ا طريق88ه الى شروان، و غلب في والية شماخي في قري8ة )كلس8تان( أم8ير ش8روان قات8ل أبي88ه و قتله و استولى على مدينة )باكو( أيضا. و سمع اذ ذاك أن ألوند بيك التكم88اني ق88د ج88رد جيوشه لقص88ده فتق88دم الي88ه و احت88از فتح88ا ب88اهرا في المعرك88ة ال88تي ج88رت بينهم88ا في

ه( و قت88ل نح88و ثماني88ة آالف من التركم88ان اآلق907)ش88رور( ق88رب نخج88وان أوائ88ل )

قويونلو في هذه الواقعة و الذ ألوند بالفرار الى ديار بكر. و دخل الشاه اسماعيل ت88بريز مظفرا موفقا و آختار هذه المدينة عاصمة له و اعتلى ع88رش الس88لطنة رس88ميا و س88ك العملة باسمه و أقر مذهب الشيعة االثني عشرية مذهبا رسميا لدولت88ه و ارت88دى عالم88ة

هذا الرسم تاجا من السقرالط األحمر.

و بعد هذا النصر جرد الشاه اسماعيل جيوشه على عراق العجم و قاتل م88راد بي88ك اآلق قوينلو خلف ألوند بيك على مقربة من همدان و ألح88ق ب88ه الهزيم88ة فلم88ا ف88ر م88راد الى

ه( دخ88ل ه8ذه المدين88ة، و909شيراز أتاها الش8اه اس88ماعيل يتعقب88ه و في ربي8ع األول ) سقطت نتيجة ه8ذا الفتح أس88رة اآلق قوينل88و تمام8ا من اي88ران و ض88مت ع8راق العجم و

فارس و كرمان الى بالد الشاه اسماعيل.

و مع أن التراكمة اآلق قوينل88و ق88د زال88وا عن اي88ران اال أنهم ظل88وا ي88دعون الس88لطة في عراق العرب، و فر م8راد بي88ك من ف8ارس و أتى بغ8داد و تمكن من األم8ور به8ا. فقص8د الشاه اسماعيل بغداد بعد أن أدخل ايران في طاعته و فتح ديار بك88ر و قض88ى على من

ه( سيطر على جمي88ع الع88راق الع88ربي بال قت88ل أو914بقى من اآلق قوينلو فيها و في ) اراقة دماء تذكر و تقدم بعد ذاك لفتح قالع شوشتر و الحويزة و سخر أيضا خوزستان و

عاد الى آذربايجان عن

25ص:

طريق أصفهان و امضى الشتاء في قراباغ و الدربن88د و ب88اكو و بع88د حص88وله على بعضالفتوحات آب الى تبريز.

ه(:916فتح خراسان في )

كانت خراسان هي البل88د الوحي88دة ال88تي لم ت88دخل ح88تى ذاك ال88وقت في طاع88ة الش88اه اسماعيل و كانت تحت سيطرة اوالد تيمور أوال ثم اس88تولى عليه88ا األوزب88ك أثن88اء نهض8ة

الشاه اسماعيل.

ه( س88لطنة م88ا وراء904 جماعة من أخالف المغول أخرجوا في حدود عام )3و االوزبك النهر عن قبضة أخالف تيمور و وفقوا في أنشاء دولة بها و يسمون باألمراء الش88يبانيين

( تعنى كلمة اوزبك سيد نفسه و المستقل و كانت نفس هذه الكلمة شائعة بين المجريين بوصفها من القاب1) 3 م(. و ك8ان اوزب8ك ه8و تاس8ع الحك88ام من بيت ج8وجي1150الشرف و هي ترى في الوثائق التي يرجع الى عام)

حمل قومه على الدخول في االسالم. فأصل األوزبك اذن تركى مغولي و عاش8ت قب88ائلهم م88ا بين الفولج8ا و بح88ر آرال. و كان اسم الجغتائيين يطلق فيما سلف من األيام على الترك المستقرين المتحضرين. في حين ك88ان لف88ظ األوزبك اذ ذاك مدلوال على البرابرة ال88ذين يقطن88ون منطق88ة الس88هوب الش88مالية الغربي88ة ح88تى تب88دل الح88ال بع88د اسالمهم و اتصالهم بالحضارة االسالمية ببالد ماوراء النهر فاصبح للفظ األوزبك المدلول الذي كان للف88ظ جغت88ائيمن قبل، و بين الترك البرابرة غير المتحض8رين يعرف8ون باس8م القرغ88يز أو الق8ازاق) و معناه8ا الرح8ل ال88برابرة(.

و حواشيها(.298- 295) انظر تاريخ بخارى

نسبة الى شيبغان أو ش88يبان أح88د أوالد ج88وجي بن جنك88يز و ك88انوا من نس88له، و ش88يبان.4بكسر الشين و سكون النون ال تتصل قط بقبيلة بني شيبان العرب

و كان مؤسس أسرة األوزبك هو )محمد شاهي بيك( أو )ش88يبك خ88ان( ال88ذي استص88فى ه( خراسان من أوالد السلطان حسين ميرزا بايقرا، و كان شديد التعصب913في )

26ص:

للمذهب السنى لذا فقد آذى الشيعة، فضال عن أنه أرسل الى الش88اه اس88ماعيل رس88الة جريئة دعاه فيها الى ترك التش88يع و ه88دده أن88ه اذا لم يقب88ل دعوت88ه فس88وف يتق88دم الى آذربايجان و يدخله في المذهب السنى بقوة السيف. و لم يأبه اسماعيل برسالته فأخ88ذ

ه(916األوزبك يهاجمون حدود كرمان فقصد اسماعيل هذه الم88رة في أواس88ط ع88ام ) الى خراسان و بعد أن اس88تولى على مش88هد تعقب األوزب88ك ال88ذين الذو بم88رو. و ه88اجم

ه( قلع88ة م8رو و على أث88ر ح88رب916اسماعيل في السادس و العش8رين من ش88عبان ) ضروس قتل فيها نحو عش88رة اآلف من األوزب88ك فتح على اس88ماعيل فتح م88بين و لف88ظ

شيبك خان آخر أنفاسه في المعركة.

و يعد فتح مرو من الوقائع الهامة آلسيا الوسطى ألن من هذا ال88وقت فم88ا بع88ده أمحت فتنة عظمى كانت تتهدد ايران و الهند من جانب االتراك و نجا مذهب التشيع من خط88ر عظيم اذ كان لم يشب عن الطوق في ايران بعد و كان شيبك خ88ان اال ي88ألوا جه88دا في محوه، كما نجا الشاه اسماعيل و ظهير الدين بابر ال88ذي ك88ان أس88س في نفس ال88وقت دولة كبرى في الهند من شر خصم قوى و لهذا السبب قامت من ه88ذا ال88وقت فص88اعدا بين السالطين الصفويين بايران و الملوك الجورج88انيين بالهن88د الم88ودة و األلف88ة، و لكي يحكم الشاه اسماعيل أواصر هذه الصداقة أرسل أخت ب88ابر ب88احترام عظيم الى أخيه88ا

بالهند و كانت قد وقعت أسيرة بقبضة األوزبك و أطلق سراحها نتيجة لفتح مرو.

و بعد هذا الفتح الكبير أتى اسماعيل الى هراة و أمضى الشتاء بها هانئا ثم أعد جيوش88ه ه( وجه عن88ان عزم88ه اليه88ا فتق88دم ح88تى ح88دود917لضم ماوراء النهر و في ربيع عام )

جيجون لكنه لم يتجاوزها و كر راجعا الى أذربايجان.

ه(:918غزو ماوراء النهر في )

( سمى األوزبك بالشيبانيين نسبة الى شيباني تحريف شاهى بك و التي حرفت أيضا الى شايبك و هو األمير2)8 4 محمد شاهى بك حفيد األمير أبى الخير الذي استقل باألوزبك و بلغ شأوا كبيرا، و كان األمير محمد شاهى بيك قد نجح في لم شعت قومه بعد قتل ج88ده ليقيم دول88ة على حس88اب ال88تيموريين ببالد م88ا وراء النه88ر، و ك88ان المظه88ر الملحوظ للحياة الدينية عندهم هو تمجيدهم لوليهم القومي الزاهد خواج88ه أحم88د اليس88وى ال88ولى األث8ير عن88د ب8دو سهوب آسيا الوسطى و كان األوزبك و القرغيز يقدسون أشعاره و مواعظه تقديسهم للقرآن الكريم) راجع تاريخ

(.2980- 297بخارى

و نتيج8ة للم8ودة ال8تي ق8رت بين ظه8ير ال8دين ب8ابر و الش8اه اس8ماعيل ق8رر الطرف8ان مهاجمة ما وراء النهر يعاون أحدهما اآلخر فيجتثا جرثومة تسلط األوزبك كلي88ة من ه88ذه األصقاع فأنفد الشاه اسماعيل أمير أمرائه المسى أحمد يار أحمد االصفهاني و الملقب النجم الثاني بجيش اليها و قدم بابر معينا بدوره اال انه بع88د عبورهم88ا جيج88ون و بخ88ارى لحقت بهما الهزيمة على يد خليفة شيبك خان و قتل النجم الثاني و عاد االثنان من هذه

الغزوة بخفى حنين.

27ص:

و تس88اقط األوزب88ك بع88د ه88ذا الفتح على خراس88ان و ه88راة و س88ببوا انش88قاقات بالغ88ة الس88ماعيل و لم يع88د فتح م88رو بع88د هزيمت88ه ش88يئا اال ان اس88ماعيل وص88ل معجال الى خراسان، و كان ان اطلع االوزبك بتحرك اسماعيل فاخلوا هراة و خراسان و هربوا الى

ماوراء النهر فأمنت هذه البالد ثانية حتى حدود جيحون و عادت الى ملكية اسماعيل.

و علينا العودة اآلن الى الفاتح الكبير بابر أحد أحفاد )تيمور( و قد مر ذك88ره غ88يره م88رة فيما سبق من ما جريات االحداث التي تعبر عن الثقة المتبادلة بينه و بين الص88فويين، و الواقع أن بابر هو االبن البارز لعمر ش88يخ م88يرزا راب88ع اوالد الس88لطان ابي س88عيد حفي88د تيمور و قد مر ذكره قبل تحدثنا عن أحوال الصفوية، و قد ولي عم88ر ش88يخ م88يرزا وال88د بابر امارة فرغان88ه وادى ب88ه طموح88ه الى ان ي88دخل م88ع جيران88ه من المغ88ول اص88هاره و

ه، على899االتراك اخوته في حروب متواصلة ابتغاء توسيع رقعة ملكه، ليمضي ع88ام اثر سقوطه من اعلى حصن له، فيحم88ل ع88بئ خص88وماته من بع88ده ابن88ه الص88بي ظه88ير الدين محمد بابر الذي قيض ل88ه ان يقيم أعظم دول88ة عرفته88ا ش88به الق88ارة الهندي88ة في

تاريخها.

***

28ص:

)( جنكيز خان

29ص:

بابر

م( و نشأ في نعمة ابيه و حرص ابوه على تعليمه،1483 )888 محرم سنة 6ولد في فقرأ معظم العلوم الشائعة في عصره و تمهر في الفنون الحربي88ة و ت88وفي اب88وه و ه88و صغير و كان ذكيا فطنا حاد الذهن سريع االدراك قوي الحف88ظ فنب88غ في الفروس88ية كم88ا

في االدب و الشعر و االنشاء و الخط، و جلس على العرش و سنه اثنا عشر عام88ا ي88وم م( في ان88دجان من بالد م88اوراء النه88ر و ق88د لقي1494 ه )899 رمضان سنة 5الثالثاء

الكثير من الشدائد و الصعوبات منذ بداية عهده لكنه قهر اعداءه حيث ك88ان ذا ش88جاعة ال تبارى فعندما تسلق اسوار س88مرقند و اس88تولى عليه88ا للم88رة الثاني88ة لم يكن مع88ه اال

رجال و ك88ان عب88وره لجب88ل هن88د و كش في وس88ط الش88تاء الق88ارص من االعم88ال240 م( و انطلق منه88ا لتوس88يع1504 ه )910الفظيعة، و قد استولى على افعانستان سنة

مملكته، و كانت الهند هدفه االساسي فدخلها غازيا في قل88ة من الجن88د و واج88ه جيوش88ا كثيفة في ارض مترامية االطراف واسعة الثراء، و كانت الهند قد س88ادها التفك88ك ح88تى تقاسم اغلب والياتها االمراء االفغان المسلمون و االمراء الهنادكة، و صار الحال الى ان سعى اللودي حاكم الهور في االستنجاد ببابر ضد ابن عمه ابراهيم اللودي ح88اكم دلهي، و لم يتردد بابر في تلبية تلك الدعوة الى األرض التي سبقه اليها من قبل جداه جنكيز و تيمور فسار الى دلهي باثني عشر الف مقاتل فقط، لكنهم كانوا مزودين بالمدافع ال88تي لم يعرفها حاكم دلهي الذي اعتمد على ك88ثرة جن88وده و ك88انوا مائ88ة أل88ف من الفرس88ان مزودين بالفين من فيلة الح88رب، و التقى الجيش88ان في )باني88ابت على مس88يرة عش88رة

( و1526 ابري88ل 20 ه يوم الجمع88ة )932 رجب 8اميال شمال دهلي( في يوم الجمعة لم تنف8ع الك8ثرة ش8يئا أم8ام تنظيم ب88ابر و مدافع8ه و بنادق88ه ال8تي لم تكن الهن8د تع8رف نظيرها فضال عن شجاعة رجاله و تساندهم معا، و هكذا دارت الدوائر على جيش دلهي و قتل ابراهيم اللودي كما قتل مع88ه اآلالف من جن88ده و ف88ر الب88اقون ف88دخل ب88ابر دهلي

ه )ابريل932 رجب 15ظافرا و جلس على سرير الملك يوم الجمعة

30ص:

م( فأخذ في توزيع ما وقع بي88ده من كن88وز الهن88د الكث88يرة على رجال8ه، و بل88غ من1526 كرمه أن بعث الى العلماء و الفقراء في أغلب الم88زارات االس88المية بالع88الم االس88المي بنص88يب منه88ا، كم88ا خص ك88ذلك ك88ل ق88اطن بكاب88ل بقطع88ة من النق88ود الفض88ية ت88ذكارا

النتصاراته هذه.

و كانت هذه الكنوز تضم فيما تضم ماسة كوهينور أكبر ماسة عرفتها الدنيا، و هي ال88تيسرقها البريطانيون فيما بعد و زينوا بها تاج ملكتهم فيكتوريا.

ثم س88ار ابن88ه هم88ايون على رأس جيش الى )اك88را( فاس88تولى عليه88ا، و لم ي88رق ه88ذا االنتصار إلى ع8دد من االم8ارات الهندوس88ية ال8تي ك8انت م8ا ت88زال تحتف8ظ ببعض قوته8ا فتجمع ملوك الهندوس »رانا سنك« ملك جيتور و سيد الراجبوتانا و أكبر امراء الهنادك88ة و أعظم ابطالها حتى ال تزال الهند تترنم في اغانيها الشعبية بذكر بطولته الى الي88وم، و كان معه في تلك الحملة ملوك مار قار و آمير، و أجم88ير، و كوالي88ار و تش88نديري »جن88د يري«، و انظم إليهم محمود اللودي أخو الس88لطان المقت88ول، و وج88د ب88ابر نفس88ه أم88ام

تكتل عظيم من قوى المسلمين و الهندوس معا، و هنا برزت مواهبه الحربي88ة، و قدرت88ه في تعبئة قواته نفس88يا و حربي88ا، فوق88ف يخطب فيهم م88ذكرا أي88اهم بالنص88ر الق88ريب، و مخوفا لهم عاقب88ة التخ8اذل أم8ام ه8ذه الق8وى المتجمع88ة، و تق8دم في التعبئ88ة النفس88ية خط88وة أخ88رى، حيث أعلن أم88ام جن88ده أن88ه س88يطهر نفس88ه من ش88رب الخم88ر، و حطم88ه و كتاب88ه أال كؤوسها و أراق ما كان عنده منها، ثم قال لهم: هلم88وا بن88ا إذن نقس88م بالل نبرح مكاننا حتى ننتصر أو نهلك جميعا. و جابه جن88ده، فرفع88وا المص88احف و أقس88موا، و غلت دماؤهم، و لعب الحم88اس بنفوس88هم، و تق88دموا للقت88ال، فك88انت الغلب88ة للم88دفع و النفس القوية، و التنظيم المحكم، و بذلك تشتت ش88مل ه88ؤالء المتجمعين، و أخ88ذ ب88ابر يتعقب من بقي منهم و ي88أتي على ملك88ه، و ب88ذلك انكس88رت ق88وة المقاوم88ة أمام88ه، و استقامت له األمور، ال سيما بعد أن طارد محمود اللودي الذي فر إلى البنغ88ال و ك88انت تحكمها اسرة افغانية، و تابعه ب88ابر ح88تى اس88تولى على بيه88ار و به88ذه الواقع88ة تم لب88ابر اخضاع الهند كله و حين بدأت األمور تستقر له شرع ببعض االصالحات فمه88د الط88رق و حفر الترع و أهتم بالزراعة و نظم الضرائب و أقام مراكز البريد على الطريق بين اكره

26 ه )939 جم88ادى األولى س88نة 6و كاب88ل لكن الق88در لم يمهل88ه ط88ويال فم88ات في م( بمدينة اكره و دفن في كابل، و له خمسون سنة، و لم يكن ق88د1530ديسمبر سنة

امضى أكثر من سنوات ستة في بالده الجديدة.

31ص:

و ما من شك ان بابر كان أحد عظماء التاريخ فقد استطاع ان يحقق انتصاره الت88اريخي في موقفه )باني بت( المذكورة بما لم يحققه من سبقوه من غزاة الهند المسلمين من الغزنزويين و الغزن8ويين ال8ذين ك88انوا ال يس8يرون في أق8ل من مائ88ة ال8ف من الجن8د، و استطاع بحزمه و قوة عزيمته أن يتغلب على تذمر رجاله الش88ديد من ح88ر الهن88د ال88ذي أضاع من قبل على االسكندر المق88دوني و محم88ود الغزن88وي من بع88ده ثم88رة فتوح88اتهم

الهندية فأسس ملكا اسالميا عامرا ازدهر اكثر من قرنين من الزمان بعده.

و كان بابر أديبا شاعرا، كتب باللغة التركية الجغتائية مذكرات88ه المس88ماة )ب88ابر نام88ه( أو الوقائع البابرية و هي سيرة ذاتية له ذكر فيها، قصة حيات88ه و طفولت88ه إلى آخ88ر س88نوات عمره، كان فيها صريحا كل الصراحة فتحدث عن ضعفه و أخطائه و هزائمه، ك88ان فيه88ا

واقعيا بعيدا عن االنفعاالت النفسية، و لم يكن القصد منها الدفاع عن النفس.

و قد اعتبرها بعض الدارسين بما فيها من قوة المالحظة و القدرة على التحليل و الفهم لنفسية الشعوب و االفراد. و ما في لغتها من صفاء و بساطة و وص88ف حاف88ل ب88األلوان

الجياشة بالحياة- اعتبرها من روائع النثر التركي.

أن ه88ذه الم88ذكرات ال ب88د و أن يك88ونtrauHو يظه88ر من اختالف األس88لوب كم88ا أش88ار في ق88زان س88نةiksnimlIأمالها المؤلف على كتاب ثالث88ة. و ق88د نش88ر نص88ها إلمنس88كي

، و نش88رت الس88يدة، »أنيت بف88ردج«:1737 في س88نة rheK من نس88خة نس88خها1857srM .ettennA egdireveB .Sمخطوطا كان يملكه السير ساالر جنك الحيدر ابادي

lairomeM)انظر bbiG و معه فهرسان(. و ترجم »بابر نام88ه« الى1905، سنة 1 ج ، ثم ت88رجمت ه88ذه الترجم88ة1590الفارسية عبد الرحيم ميرزا خان بن بيرام خان س88نة

eniksrEالى االنجليزية بواس88طة لي88دن و إزس88كين .Wو nedyeL .J أم88ا1826 س88نة ellietruoCالترجمة الفرنسية التي قام بها بافيه ده كورتيى ed tevaPو طبعه88ا في

. و في م88ذكرات ب88ابرiksnimlI فهي مأخوذة عن نس88خة إلمنس88كي1891باريس سنة فراغ يرجع إما إلى رغبة المؤلف في إغفال ذكر بعض الح88وادث ال88تي ليس في ص88الحه ذكرها و اما الى الحوادث نفسها التي حدثت له خالل حيات88ه الحافل88ة بالمغ88امرات و ق88د نهج ابناؤه من بعده نهجه هذا في تدوين س88يرهم و ك88انوا جميع88ا يقت88دون في ذل88ك بم88ا

فعله جدهم األكبر تيمور.

32ص:

و كان بابر كما ذكرنا شاعرا مقتدرا على الشعر الفارسي و التركي و له ديوان باللغتين يشتمل على الغ88زل و المثن88وي و الرب88اعي و القطع8ة و المعمى و المف88رد، و ي88دل ه8ذا ال88ديوان على أن ب88ابر لم يكن دون أي من الش88عراء الجغت88ائيين في الق88رن الخ88امس عشر. و في ال88ديوان نق88رأ أغ88اني الحب الص88وفي و الخمري88ات إلى ج88انب موض88وعات الحياة اليومية. عدا عن أن قصائد الديوان هي في األصل باللغ88ة التركي88ة، ف88إن في88ه م88ا

يزيد على عشرين قصيدة باللغة الفارسية.

و يجه88ر في ال88ديوان بأن88ه ت88ركي مش88يدا بش88جاعة األت88راك، و إذا ع88د ب88ابر في الت88اريخ السياسي بين الملوك المظفرين المؤسسين الناجحين، فإنه يع88د و ال ش88ك في الت88اريخ

األدبي في أول الشعراء األتراك، و ال يسبقه إال الشاعر نوائي.

مخطوطة في ملح88ق المكتب88ة األهلي88ة1923و لبابر رسالة في العروض اكتشفت سنة في باريس.

و له منظوم88ة في المع88ارف االلهي88ة نظم فيه88ا رس88الة الخواج88ة أح88رار و مجموع88ة من المثنويات تسمى )مبين( و من مخترعاته خط سماه بالخ88ط الب88ابري كتب ب88ذلك الخ88ط

القرآن الكريم و بعث به الى مكة المكرمة، و شعره قوله:

ن888وروز و ن888ور به888ار دمي دل888برىخوش أست

بابر بعيش ك88وش ك88ه دني88ا دو ب88ارهنيست

ه(1010 ت 930كلبدن بكم ابنة بابر شاه )

و قد انجب )همايون( الذي خلفه في الحكم و كان شيعيا و س88يأتي تفص88يل حيات88ه، كم88ا م، و التي كانت على م88ذهب أخيه88ا و1523أنجب )كلبدن بيكم( من زوجته دلدار بيكم

م( في خراس8ان و ق8دمت1523 ه/ 930من فضليات زمانها علما و أدبا ول8دت س8نة ) ه و نشأت في ظ88ل وال88دها و ص88نوها هم88ايون بن ب88ابر ش88اه، و تعلمت936الهند سنة

الخط و اإلنشاء في اللغة التركية و الفارسية و بعض الفنون آخر، و تزوجت بخضر خان الخواجة الجغتائى و ولدت له بنت اسمتها رقية سلطان ثم زوجتها فيما بعد باالمبراطور أك88بر، ثم رحلت الى الح88رمين الش88ريفين للحج و الزي88ارة في أي88ام أبن أخي88ه أك88بر بن همايون و كانت معها بنت أخته »سليمة س88لطان بيكم« س88نة أثن88تين و ثم88انين، فحجت أربع حجات ثم رجعت إلى الهند، و غرقت سفينتها فأقامت بمدين88ة ع88دن س88نة كامل88ة و

دخلت الهند سنة تسعين و تسعمائة.

33ص:

و كانت فاضلة ش88اعرة عفيف88ة ص88احبة العق88ل و ال88رأي، و من الزاه88دات العاب88دات له88ا»همايون نامه« كتاب ضخم في أخبار أبيها و صنوها همايون، و من أبياتها قولها:

ت88و يقين مي88دان ك88ه هيج از عم88ربرخوردار

هر برى روى كه او با عاش88ق خ88وديار نيست

م( في أيام أكبر شاه، كما في »إقبالنامه« و ك88ان من1603توفيت سنة عشر و ألف ) علماء عصرها العالم المجته88د الس88يد أبي البق88اء بن عب88د الب88اقي بن تقي ال8دين محم88د الحسيني الخراساني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية قدم الهند مصاحبا لب88ابر شاه و سكن بآكره و درس و افاد بها مدة من الزمان ثم خرج مع صاحبه همايون ش88اه الى ايران و أقام بارض السند معه زمانا، و كان معه حين ت88زوج هم88ايون بحمي88ده بيكم88ر ية ثم بعث88ه الى بهك فقرأ خطبة النكاح و أعطاه همايون مائتي أل88ف من النق88ود الفض88 بالرسالة الى صاحبها فقتل بها س88نة ثم88ان و اربعين، ذكرت88ه كلب88دن بيكم في »هم88ايون نامه« و قال مرزا نظام الدين في الطبقات )ان همايون بعثه بالرسالة الى يادكار ناصر و كان قاص88دا الى قن88دهار ليرجع88ه الى معس88كره ف88ذهب اب88و البق88اء الي88ه ثم رج88ع الى همايون، فلما وصل تحت قلع88ه بهك88ر خ88رجت طائف88ة من أهله88ا و رم88وا الي88ه بالنش88اب

فاصابه سهم و مات بها س88نة س88بع و اربعين( و الص88واب ان88ه قت88ل ي88وم األربع88اء لتس88ععشرة خلون من جمادى االخرى سنة ثمان و اربعين و تسع مائة.

خان زاده بيكم:

شقيقة بابر و كانت تكبره بخمس سنوات، عاشت معه في سمرقند، و يقال إنه88ا أحبت ) و قد اض88طر ب88ابرyrebmaVشيباني )انظر محمد صالح: شيباني نامه، طبعة فامبرى

الى السماح بهذا الزواج كي يفر من سمرقند. و قد طلق ش8يباني عمته8ا لي8تزوج منه8ا،ثم طلقها هي بعد ذلك الرتيابه أنها تحابى أخاها.

و قد أعقبت من88ه ول88دا ه88و خ88ان ش88اه ال88ذي أص88بح والى بلخ و لكن88ه ت88وفى ص88غيرا. ثم تزوجت بعد طالقها من السيد شيخ هادي بيد أن88ه قت88ل في وقع88ة م88رو ال88تي قت88ل فيه88ا شيباني أيضا. و قد بعث بها الشاه إسماعيل إلى بابر و تزوجت بعد ذلك المهدى )انظ88ر

، في رواي88ة لمحم8د زم8ان( و ت8وفيت خ88ان زاده بيكم في372، ص 2ح8بيب الس8ير، ج و عهد إليها من قبل برعاية أكبر حفيد أخيها عندما كانت أمه في1545أفغانستان عام

فارس، و الظاهر أن خان

34ص:

زاده بيكم كانت امرأة عظيمة يحترمها الناس كثيرا. و ق88د س8رها أن الطف8ل أك8بر ك8ان(.37 ، الترجمة ص nuyamuH fo sriomeM :nadabluGيشبه أخاها بابر )أنظر

)(

35ص:

همايون

و كان لبابر أربعة أوالد، كان همايون أقربهم الى قلبه، و لذا عهد إليه بالملك في الهن88د، على أن يكون أخوه »كمران« واليا على كابل و قندهار، ثم أض88اف إلي88ه هم88ايون والي88ة شمال البنجاب أيضا، على أن يكون تابعا إسميا لدلهى، و أما أخ88واه الص8غيران »هن88دال مرزا، و عسكرى مرزا« فقد أعطاهما واليات في الهند، و كان هم88ايون ش88ديد العط88ف على إخوته حسن المعاملة معهم، لكنهم لم يكونوا معه كذلك، بل ظ88اهروه بالع88داوة، و تفرق شملهم حتى طمع فيهم أعداؤهم، و أصبحت حياة همايون سلس88لة من المص88ائب

و المصاعب كما سيأتي.

ه بقلعة كابل و نشأ في رعاي88ة وال88ده و913 ذو القعدة سنة 4ولد همايون ليلة الثالثاء أتقن الفنون الحربية و السياسية ما يليق بابناء الملوك و أضاف إلى ذلك معرف88ة اللغ88ة التركية و الفارسية و علم الهيئة و الهندسة و النجوم و الشعر و االلغاز و تبح88ر في علم االصطرالب أخذ عنه نور الدين السفيدونى و هو أخذ عن السفيدوني غيرها من الفن88ون و أخذ عن الشيخ جالل التتوى السندى و الشيخ أبى القاسم الجرج88اني و موالن88ا الي88اس االردبيلى ق88رأ عليهم88ا درة الت88اج للعالم88ة قطب ال88دين ال88رازي و ك88ان دائم االش88تغال

بمطالعة الكتب و مذاكرتها.

ه بمدين88ة آك88ره ف88أرخ937 جمادى األولى سنة 9و قد جلس على العرش بعد أبيه في له بعض العلماء »خير الملوك« و وزع األم88وال الطائل88ة على الخاص88ة و العام88ة ثم نف88ذ وصية والده و حاصر قلع88ة ك88النجر الش88هيرة بالمناع88ة و فتحه88ا، و بينم88ا ه88و في س88عيه للسير على خطى والده و تط88وير االمبراطوري88ة اذا بش88حناء الحس88د تظه88ر في أعم88ال عدد من أمراء الجيش في البالد و قد أثارتهم ك88ثرة الغن88ائم و االطم88اع بالمل88ك الواس88ع الذي سيطر عليه الغزاة الجدد ذلك ان بابر و بسبب المدة القص88يرة ال88تي قض88اها على عرش الهند لم يستطع القضاء التام على جميع الخ88ارجين علي88ه و مم88ا فت في عض88ده

ان اخوانه كانوا في طليعة من تآمروا عليه مع اولئك االمراء.

36ص:

فقد اسرع ميرزا كامران بالمجئ الى الهند مدعيا انه أتى لتهنئة أخيه بالملك، و لكنه لم يأت، في الواقع اال ليحرض أمراء البنجاب على أخيه، و قد علم هم88ايون ب88األمر و لكن88ه تغاضى عن فعل أخيه، ال بل فإنه زاد في إكرامه إذ أقطعه من البنجاب حتى نهر س88تلج و عهد إلى إخوانه اآلخرين بوظائف رفيعة في الدولة. و بينما همايون يعمل إلطفاء هذه الفتنة العائلية قبل أن تظهر للمأل و يعسر إطفاؤها و إذا باألنباء تأتيه منبئة ب88أن محم88ود لودهي، الذي كان فر من أمام بابر و أختبأ في بعض نواحي البنغال، قد ظه88ر ثاني88ة إلى المي88دان، و اس88تولى، بمس88اعدة بعض األم88راء األفغ88انيين، على مدين88ة جونب88ور، فس88ار همايون إليهم و قاتلهم و استرد منهم ما أخذوه، و كان ينوي استئصال ش88أفتهم ليرت88اح، و لكن الذي كان يخشاه من الشرق أتاه من الجنوب، و كانت ثورة الجنوب أعظم ش88أنا و أشد خطرا و ذلك ألن منافسه لم يكن ثائرا عاديا بل كان ملكا عظيما أال و ه88و به88ادر شاه عاشر ملوك كجرات، الذي ك88انت س88لطنته تض88م خان88ديس و ب88رار و أحم88د نك88ر و مالوي و ميوار و غيرها، كما كانت بالده أصبحت ملجأ للن88اقمين و الف88ارين و الملتج88ئين من األمراء األفغانيين و من المغول الموت88ورين و لكث88ير من أم8راء األس8رة اللودهي8ة، و

لكل واحد من هؤالء أنصاره و أتباعه.

و قد حرض هؤالء السلطان بهادر ش88اه على االس88تيالء على ش88مال الهن88د، فأص88ابوا من ، بقي88ادة تات88ار1534نفسه غرضها، فجهز جيشا يضم أربعين ألف مقاتل و أرس88له س88نة

خان بن عالء الدين ل88ودهي لالس88تيالء على آك88ره، و خ88رج هم88ايون للق88اء ه88ذا الع88دو، و نشبت بين الفريقين معركة على الحدود الراجبوتانية سحق فيها جيش بهادر شاه سحقا و قبض على قائده تاتار خان فقتل. و تقدم هم88ايون ين88وي القض88اء على س88لطنة به88ادر شاه فاستولى على سارنكبور في إمارة مالوي التابعة لبهادر شاه بينما كان بهادر ش88اه يحاصر قلعة جتور، الكائنة في امارة ميوار، لقمع ثورته88ا علي88ه، فلم88ا س88مع به88ادر ش88اه بزحف همايون إليه لم يرفع الحصار عن القلعة، و ألمر ما لم يشأ همايون أن يهاجم88ه و

،1535هو مشتبك مع عدوه بل أخذ ينتظر، و لما فتح بهادر شاه هذه القلعة ك88ر، س88نة على همايون و التقى الفريقان في ضواحي مند سور، على حدود راجبوتان88ه، فلم88ا رأى الكجراتيون الجيش المغولي خارت قواهم، ال سيما و أن حصار جتور كان ق88د انهكهم. و قد أدرك بهادر شاه أن ال طاقة له بهم88ايون و جيش88ه ف88أراد اللج88وء إلى الحيل88ة و لكن88ه

فشل و حاصره همايون من كل جانب و منع

ص:PAGE=37ص:

عنه المدد و األقوات حتى هلك الن88اس و الحيوان88ات و أص88بحت الغنيم88ة ب88الفرار، فأخ88ذ الناس يفرون، و فر بهادر شاه نفسه، و انتصر همايون نصرا حاسما م88ؤزرا من غ88ير أن يلجأ إلى حرب س88افرة و أخ88ذ يط88ارد الكجرات88يين ح88تى اس88تولى على م8الوي ثم تق88دم فاستولى على محمود آباد، و بهادر شاه يفر أمامه من مكان إلى مكان. فلم88ا س88قطت محمود آباد بين يدي همايون لم يعد بهادر شاه يأمن على نفسه البقاء في بالده ف88ذهب

ملتجئا إلى المستعمرة البرتغالية »ديو« الكائنة في رأس كجرات الجنوبي.

أما همايون فإنه بعد أن تج88ول في أك88ثر أنح88اء كج88رات و عين له88ا ال88والة، نص88ب أخ88اهعسكري ميرزا واليا عاما عليها، و ظن أن الفتح قد تم له، فأخذ يرتاح في خانديس.

غير أن عوامل الثورة كانت ال تزال موجودة و بهادر شاه ما زال حيا و أنصاره م88ا زال88وا يؤيدونه و والته لم يقروا بالهزيمة بل كانوا ال يزالون يشتبكون بمعارك مع والة هم88ايون و يدفعونهم جهد طاقتهم، ثم إن عسكري ميرزا لم يكن مخلصا ألخيه هم88ايون ب88ل ك88ان

يطمع بانتزاع كجرات منه ليكون هو عليها ملكا مستقال.

و بينما األمور تجري في الخفاء و الناس يستعدون للعصيان من جديد و إذا باألنب88اء ت88رد إلى همايون معلنة موت و اليه على جونبور جنيد برالس، و ه88و ال88والي االداري الح88ازم

المخلص الذي كان همايون يعول عليه في الملمات و يتخذه درعا يقيه األعداء.

إزاء كل ه8ذا رأى هم88ايون أن يس88رع الخطى نح88و آك88ره ل88يرتق م88ا انفت88ق، و بمغادرت88ه كجرات ط88ارت من ي88ده البالد، إذ خ8رج به8ادر ش8اه من مخبئ88ه و اس8تعاد ملك8ه و وج88د

أنصاره ما زالوا على والئهم له، فطرد عمال همايون، و فر عسكري ميرزا بعد شهور الحقا بأخيه في آكره.

عاد همايون إلى آكره ليواجه صعابا لم تكن في حسبانه و ذلك أن األفغانيين في ش88رق الهن88د اغتنم88وا فرص88ة انهماك88ه في كج88رات و س88اروا، بقي88ادة زعيم اس88مه ش88ير خ88ان،

أمير البنغال نصرت شاه،1556فاستولوا على قالع كثيره منيعة، و حدث أن مات سنة الذي كان مواليا لهمايون و خلفه أمير تلقب بالس8لطان محم88ود ش8اه، و لم88ا ك8ان له8ذا األمير أنصار و أعداء فق88د اهتب88ل ش88ير خ88ان ه88ذه الفرص88ة و زح88ف إلي88ه فحاص88ره في

عاصمته كور و ظل يوالي عليه

38ص:

الضربات حتى ألجأه إلى الف88رار فف8ر ملتجئ88ا إلى هم88ايون ال8ذي ك88ان آن88ذاك في به8ار، فكان على همايون أن يقضي على ثورة شير خان و أن يعيد أمير البنغال إلى عرشه، و

إلى1538 قلعة جنار من أيدي رجال شير خ88ان تق88دم س88نة 1537بعد أن استعاد سنة ك88ور الس88ترجاعها من األفغ88انيين ف88التقت طالئ88ع جيش88ه في بعض الطرق88ات الجبلي88ة بالجيش األفغاني الذي كان يقوده ابن شير خان، و لما رأى األفغ88انيون أنهم ال يق88درون على الوقوف في وجه الجيش المغ8ولي تراجع8وا ملتج8ئين إلى الجب88ال و س8ار هم8ايون متقدما حتى قارب قلعة رهتاس و كان الواجب عليه أن يستولى عليه88ا ليض88من لنفس88ه خط الرجعة، و لكن88ه لم يفع88ل، و ك88انت خطيئ88ة اس88تراتيجية ارتكبه88ا هم88ايون و قط88ف ثمارها شير خان إذ أنه لما علم بإهمال همايون هذه القلعة ترك كل شيء وراءه و رجع

بطريق جبلي فاستولى عليها.

أما همايون فإنه سار حتى دخل كور و جاء فصل الشتاء فلم يعد يستطيع حراكا و بينم88ا هو في هذه الحال و إذا باألنباء تأتيه مخبره بأن أخاه هندال م88يرزا اهتب88ل فرص88ة غياب88ه عن العاصمة و أعلن نفسه ملكا على البالد، و تحرك أخوه الث88اني ك88امران م88يرزا، والي البنجاب، يقصد آكره لينتزع الملك من أخيه، مدعيا أنه آت لنص88رة هم88ايون، و لم88ا علم هندال بمسير أخيه إليه ترك آكره و فر إلى الوز و هكذا فقد أص88بحت البالد في فوض88ى و اضطراب ال حدود لهم88ا و أص88بح هم88ايون و كأن88ه محص88ور في البنغ88ال إذ أن88ه لم يع88د يستطيع أن يطلب نجدات من آكره و ال يستطيع الع88ودة إليه88ا و ه88و على حالت88ه تل88ك ال

سيما بعد أن أفنت األوباء، التي تفشت في جنده، عددا كبيرا منهم.

و في هذه الفترة التي كان همايون ال يستطيع أن يأتي بحركة، كان شير خ88ان يس88تولي على البالد و يقيم عليها الوالة مكان الوالة المغول. فلم88ا رأى هم88ايون أن ال ب88د ل88ه من العودة إلى آكره ترك كور و سار حتى وصل مدينة بنارس و هناك التقى ب شير خان و دارت بينهما معرك88ة في )جوس88ه( على خمس88ين ميال من مدين88ة آره، و انه88زم هم88ايون

هزيمة منكرة، و غرق آالف من رجاله في ماء )الكانج( و اشرف همايون على الغ88رق و ه و هكذا كان النصر حليف ش88ير946لكنه نجا بمساعدة نظام السقاء و كان ذلك سنة

خان و بذلك أصبح سيد البنغال و به8ار غ8ير من88ازع. و لم8ا رأى األم8راء األفغ8انيون ذل8ك بايعوا شير خان ملكا على البنغال و تلقب ب شير شاه سور. أما همايون فإنه اس88تطاع

الفرار من المعركة و رجع إلى

39ص:

أكره مهيض الجناح كسير الف88ؤاد و ت88والت اله88زائم على المغ88ول ح88تى خ88رجت من ي88دهمايون أكثر البالد الكائنة ما بين نهر جمنا و نهر الكانج و كثير غيرها.

غير أن كل هذه اله88زائم لم ت88وهن من ع88زم هم88ايون و ال فتت من عض88ده و ال أفقدت88ه 1539الثقة بنفسه بل أخذ يجمع الجم88وع، من جدي88د، ليح88ارب ش88ير ش88اه، و في س88نة

سار همايون إلى بالد ما بين النهرين- جمنا و الكانج- يريد استئص88ال األفغ88انيين ف88التقى ب شير شاه عند قن88وج، و ك8انت الظ8واهر ت8دل على أن الغلب8ة س8تكون لهم88ايون على خصمه، و لكن حدث أن جاءت السماء بأمطار غزيرة أغرقت معسكر هم88ايون، إذ ك88ان في منخفض من األرض، فش88لت حركات88ه و دارت ال8دائرة علي88ه و م8ني بهزيم88ة ش8نعاء كانت القول الفصل في تقرير مصير همايون الذي استطاع أن يفلت من أي88دي أعدائ88ه، و لكنه لم يعد يستطيع البقاء في آكره أو في دهلي ألن جيوش شير شاه كانت تطارده، فأخذ يضرب في األرض بين السند و البنجاب عله يستطيع تأليف جيش ليجاب88ه ع88دوه و لكن جهوده ذهبت عبثا و لم يجد له ناصرا بل لم يكن يملك اال بع88يرا ركب88ه م88ع زوج88ه و هي حامل حتى وصل الى عمر كوت حيث ولد ابن88ه جالل ال88دين اك88بر، و ام88ا قوم88ه من المغول فحين ادركوا، أنهم أصبحوا غرباء في البالد أخ8ذوا يغادرونه8ا إلى البنج8اب ح88تى ليقال بأن الهور و ضاقت بهم، ثم لما علموا بأن شير شاه ما زال يطاردهم تركوا الهور إلى كابل و كش88مير. و ك88انت كاب88ل إم8ارة مغولي88ة من88ذ زمن بعي88د، و أم8ا كش88مير فق8د استولى عليها حيدر ميرزا ابن خالة بابر و مشير همايون و أس88س فيه88ا إم88ارة أص88بحت ملجأ لكل مغولي، و قد دعا حيدر ميرزا همايون مرات عديدة إليه، و لكن همة هم88ايون أبت عليه، بعد أن ك88ان أم8براطور الهن8د، أن يعيش ض88يفا على قريب88ه، و ظ88ل أك8ثر من سنتين يضرب ما بين السند و الهند محاوال استعادة ملك88ه دون ج88دوى، لم88ا يئس غ88ادر البالد إلى كابل لكنه ما كاد أن يستقر فيها حتى بلغه أن أخ88اه خ88رج إلي88ه ليأس88ره، فف88ر بنفسه تاركا أبنه مع أمه في )قن88دهار( و التج88أ الى ام88براطور إي88ران الش88اه طهماس88ب

الصفوي الذي أكرم مثواه و أحسن ضيافته.

م( أصبح شير خان أو شير شاه الس88وري كم88ا ع88رف فيم88ا1540 ه- 947و في سنة )بعد هو السلطان الحقيقي للهند.

ص:PAGE=40ص:

5

40 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

و ما غ88دا أن أخض88ع م88الوه و البنغ88ال لحكم88ه كم88ا أن88زل ب88األمراء الهنادك88ة الرجبوت88يين ضربات متالحقة شديدة. بيد أن88ه أص88يب في إح88دى المواق88ع بش88ظية من قذيف88ة قض88ى

م بعد أن حكم الهندستان سنين خمسة تعد من خ88ير أي88ام1545بسببها بعد قليل سنة هذه البالد.

فقد قضى على نظام االقطاع و أنش88أ للدول88ة جيش88ا قوي88ا تل88تزم ب88دفع نفقات88ه من بيت المال و مد ما يزيد على األلفي ميل من الطرق المعبدة لتي تظلله88ا األش88جار و زوده88ا بمنازل للمسافرين و الدواب مما ساعد على رواج أحوال صغار التجار تبعا لذلك. كذلك أنشأ المدارس الكث88يرة و المس88اجد و رتب األج88ور للطلب88ة و المعلمين على الس88واء، و

أقام مطاعم شعبية كثيرة في انحاء متفرقة من البالد و أباحها للفقراء بالمجان.

و قد خلفه ابنه األكبر، و لكن أخ88اه األص88غر ازاح88ه عن الع88رش و ت88ولى المل88ك و تلقب بالسلطان سليم شاه و س88ار على خطى وال88ده في اإلص88الح، إال أن88ه أص88يب ب88الغرور و العتو، فأمر بأن توضع له منصة في مركز كل والية توضع عليها نعاله فيأتي الن88اس ي88وم الجمعة ينحنون أمامها تعظيما و خضوعا. ثم ازداد غرورا و رعون88ة و فس88قا، فث88ار علي88ه والي البنجاب هيبة خان فقضى السلطان على ثورته و لكنه لم يستطع أن يقض88ي على

غضبة الشعب.

فأنقسم الناس أحزابا و طرائق، منهم من يؤيده و منهم من ينكر عليه، فلما مات س88نة ، ماتت معه الوحدة األفغانية، التي عمل أبوه جاهدا كل حياته لخلقها و إحيائها، و1554

استقلت أكثر المقاطعات، ال بل و انقرضت اسرة شير ش88اه ألن الس88لطنة انتقلت بع88د ذلك إلى خاله مبارز خان الذي أزاح فيروز شاه بن سليم شاه عن العرش و تواله ه88و و

تلقب بالسلطان العادل لكي يستر ما كان عليه من ظلم و جور.

و لما تولى العادل ثار عليه الوالة في بهار و ما بين نهري جمنا و الك88انج فق88اتلهم ح88تى تغلب عليهم، و ما كاد ينتهي من قتالهم حتى ف88وجئ ب88والي البنج88اب أحم88د خ88ان و ه88و يسير إلى آكره و يعلن نفسه ملكا على البالد و يلقب نفسه ب سكندر ش88اه. و الس88بب الذي حدا سكندر شاه إلى ذلك هو أنه من أسرة شير ش88اه، و ك88ان أح88ق ب88إرث ف88يروز

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 5

شاه من غيره، بيد أن نتائج هذا االختالف لم تعد على أحد بنفع، ب88ل أدت الى م88ا ت88ؤدي إليه جميع االختالفات من هذا النوع إلى خسران الجميع، و هكذا كانت هذه االنش88قاقات هو الباب الذي ولج منه همايون للعودة الى عاص88مة ملك88ه، و خالل خمس88ة عش88ر س88نة

من اقامته في بالد

41ص:

فارس كان يضع الخطط المدروسة لذلك و قد حظي خالل تلك الف88ترة بقائ88د عس88كري خطير و مفكر عظيم الشأن و هو بيرم خان التركماني الشيعي الذي قاد عملي88ة رج88وع همايون الى الهند ببراع88ة فائق88ة، فم88ا ان تن88امى الى س88مع هم88ايون و قائ88ده ب88يرم نب88أ الفوضى التي عصفت بخلفاء شير شاه الس88وري ح88تى انطلق88ا بجيش ج88رار من بض88عة آالف مح88ارب جهزه88ا لهم االم88براطور الص88فوي، و س88اروا الى الهن88د و اص88طدموا أوال بميرزا كاميران و عسكري في ارض كاب88ل و الس88ند ح88تى ظف88روا بهم، و من ثم س88مح

همايون ألخويه بالهجرة الى الحجاز فبقيا هناك حتى آخر حياتها.

ثم انطلق جيش همايون و على مقدمته القائد ب88يرم خ88ان لاللتق88اء بجيش س88كندر ش88اه الذي اعد جيشا قواه ثالثون ألف مقاتل، فلم88ا التقى الجيش88ان ش88تت ب88يرم خ88ان، قائ88د جيش همايون، شمل ه88ذا الجيش و ص88دعه و فتح لنفس88ه ب88اب الهن88د، إذ أخ88ذ المغ88ول يستولون على القالع القائمة على الطريق ما بين البنجاب و دهلي. و لكن سكندر ش88اه جمع جموعه، من جديد، و سار على رأس جيش كب88ير لط88رد المغ88ول، و س88ار هم88ايون بكام88ل جيش88ه، ف88التقى الجمع88ان ب88القرب من مدين88ة س88مرقند، و دارت رحى معرك88ة

، و ف88ر س88كندر ش88اه إلى قلع88ة1554شديدة انتهت بانتصار همايون، و كان ذل88ك س88نة حصينة تقع م8ا بين »رهت88اس« و ك88انكرى و هي القالع ال8تي بناه8ا ش8ير ش88اه و اتخ8ذها مركزا لتأديب قبائل الحدود، و من هناك أخذ يناوش والة شمال البنج88اب و ي88زعجهم، و قد تركه همايون في قلعته هذه حتى فرغ من تطويع الهند ثم سار إليه بنفسه و حاص88ر القلعة حتى استسلم بش88رط أن ت88ترك ل88ه حيات88ه و يس88مح ل88ه بال88ذهاب إلى البنغ88ال. و

باستسالم اسكندر شاه زال آخر حصن أفغاني في البنجاب.

و إذا كان القدر قد أسعف همايون بأن جعله يرى الهند ثانية و أن يدخلها فاتحا منص88ورا بعد أن فر منها خائفا يترقب، فأنه لم يسعفه ب88أن ينعم به88ذا النص88ر إذ س88قط، قض88اء و قدرا من الطابق أألول، في قصره، إلى األرض فمات. و في تاريخ فرش88ته ي88روي قص88ة وفاته على هذه الصورة، قال كان ينزل من مكتبت88ه، و اثن88اء نزول88ه س88مع اآلذان فجلس على السلم و وقع مغشيا عليه، و أدركه خدمه و نقلوه الى الحرم الملكي، و ج88اءوا ل88ه باألطباء، فأفاق قليال، و لكن ساعته كانت قد حانت، فلم يجد االطباء ش88يئا و ت88وفي في

ربيع األول سنة12

42ص:

م( و هو في الواحد و الخمسين من عمره و خلفه ابنه جالل الدين1556 ه )يناير 963 و تلقب ب »أكبر« و هو ال يزال في الرابعة عشرة من عمره، و بالنظر الى صغر س88نه

فقد تولى إدارة الملك القائد الحازم األمين »بيرم خان« بوصفه نائبا عن الملك.

مات همايون و لم يسيطر إال على الهند المركزية، و كان شرق الهند ما زال بيد أمرائه، و كان األمراء في قتال و احتراب مستمر، و في الفترة ال88تي م88ات فيه88ا هم88ايون ك88ان عادل شاه، الذي ادعى حق وراثة عرش البنغال، ق88د ف88رغ من حروب88ه األهلي88ة و انتص88ر على جميع األفغانيين الث88ائرين، فجم88ع ق88واه و تق88دم لقت88ال المغ88ول ح88تى وص88ل دهلي فتصدى له و اليها »تردي بيك« بكل ما لديه من جنود و لكن88ه انه88زم أم88ام جيش ع88ادل شاه الذي كان يقوده القائد »هيمو« و دخل البنغاليون دهلي فخرجت ه88ذه المدين88ة من

يد المغول للمرة الثانية.

أمام هذه الهزيمة المغولية الجديدة، التي كادت نتائجها تكون خط88يرة على المغ88ول ل88و لم يكن فيهم ق88ادة عظ88ام أو ل88و ك88ان قائ88د ع88ادل ش88اه قائ88دا عليم88ا بفن88ون الح88رب و

أسرارها.

و لكن من حسن حظ »أكبر« أن »هيمو« لم يكن جنديا محترفا بل كان بداال وصل إلى مقام القيادة بذكائه و مال88ه، بينم88ا ك88ان قائ88د المغ88ول من أحس88ن الق88واد، و ه88و القائ88د الشيعي و األمير الكبير علي قلي ابن حيدر س88لطان الش88يباني، و ل88ذلك فلم تكن نت88ائج هذه الهزيمة لتؤثر على مركز المغول الذين تلقوا النبأ برباطة جأش، و حينما علموا بأن »هيمو« أرسل مدفعيته كلها م88ع ع88دد قلي88ل من الرج88ال إلى ب88اني بت، أرس88لوا فرق88ة مغولية تقدمتها فاستولت عليها. و لم88ا بل88غ الخ8بر »هيم88و« أس8ر الى المي88دان، و هن88اك استعمل المغول فنونهم الحربية فحطموا عدوهم في بضع ساعات، و فر هيمو، و لكن88ه أخذ و قتل، و عادت دهلي إلى المغول بفضل قيادة علي قلي الشيباني الم88ذكور، ف88زاد اكبر في منصبه و لقبه بخان زمان، و انقرضت بذلك الدولة األفغانية من شمال الهن88د و

. و أما عادل ش8اه فق8د ظ88ل في قلع8ة1556لم تقم لهم بعدها قائمة، و كان ذلك سنة جنار مدة من الزمن ال يخرج منها خوفا من الحرب األهلية. ثم إنه قتل بيد األفغانيين.

استولى المغول على ما استولوا علي88ه من الهن88د و ظلت م88الوي بي88د والة أفغ88انيين من قبيلة »سور« و كان نظام الحكم فيها إرثي88ا، فلم88ا رأى ال88والي »ب88از به88ادر« اض88طراب

، اس8تقالله، فأرس8ل المغ8ول جيش8ا اس8تولى على »أجم8ير« و1555البالد أعلن، س8نة »بيانه« و »كواليار«

43ص:

و لم يحرك »باز بهادر« ساكنا بدعوى أن ه8ذه المن88اطق ليس8ت داخل8ة في بالده، فلم88ا دخل المغول مالوي نهض باز بهادر لقتالهم فغلبوه في معركتين، فلما رآى أنه ال طاق88ة له بهم استنجد ب88أمير خان88ديس »م88يران مب88ارك ش88اه الف88اروقي« فأنج88ده بجيش كب88ير استطاع أن يدحر به المغول و لكن المغول أعادوا الكرة و س88حقوا جيش م88الوي و ف88ر

باز بهادر هائما على وجهه بضع سنوات ثم إنه أتى إلى »أكبر« خاضعا طائعا فأكرمه.

لقد قضى همايون و لكن صيته في الفضل و الفروسية و الجود لم ينقضي و بقي لم88دة طويلة مثاال لألفذاذ من الرجال، و كان مع المعيته في الحرب و الت88دبير بارع88ا في ع88دد من العلوم شغوفا بالعلم دائم الصحبة للعلماء كما و كان دينا تقيا محافظا على الوضوء و يكره ان يسمى الله على غير وضوء، ذكر في تاريخ فرشته: انه كان أحد كب88ار رجال88ه المسمى عبد الحي، و مرة كان همايون بدون وضوء فلما ناداه همايون لم يج88ترى على ذكر اسم الله )الحي( و قال )عب88د ال( فق88ط، فتعجب الحاض88رون و س88ألوه، فق88ال: لم88ه و أن88ا على ه88ذه الحال88ة، و أم88ا عن طبيعت88ه في أكن متوضئا فكرهت أن أذكر اسم الل الكرم فقد نسب ألى االسراف جدا، و أما عن رحمته باخوانه فقد كان ذلك من اس88باب نكبته مرارا، و كانوا يغدرون به دائما و هو يصفح عنهم و يوليهم األعمال الجليلة و له88ذا فقد كجرات و البنجاب مرتين و كان شاعرا أديبا و س88يما اس88مر الل88ون م88ات في قلع88ة دهلي القديمة و دفن في كيلو كهري، و شيد ولده اكبر علي قبره بناءا فخما يع88د الي88وم

من األثار الفنية الرائعة.

)(

44ص:

م1605 م- 1542 ه/ 1014- 949جالل الدين أكبر

السلطان المؤيد المظفر ابو الفتح جالل الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري،ثالث أباطرة االسرة التيمورية في بالد الهند.

من ارض الس88ند في ث88اني ربي88ع األول س88نة تس88ع وtokramUول88د في قلع88ة امرك88وت م، من بطن حمي88ده1542أربعين و تسعمائة الموافق للخامس عشر من اكت88وبر ع88ام

بانو ابنة أحد العلماء االيرانيين الذين كانوا بصحبة هندال أصغر أبناء جده بابر.

و كانت والدته في المنفى في الوقت الذي انه8زم في88ه وال8ده من ش88ير ش88اه و لم يب88ق معه اال القليل من الجند، فقصد ايران و ترك ولده هذا عند أخيه كاميران م88يرزا بمدين88ة كابل، و لما عاد بعد مدة الى افغانستان و فتح قندهار و كابل لحق أكبر بأبي88ه، ح88تى اذا تم فتح الهند جعله أبوه حاكما على البنجاب، و مع88ه ب88يرم خ88ان خان88ان مستش88ارا ل88ه و

موجه88ا، و عن88دما وقعت لهم88ايون حادث88ة الس88لم ارس88ل االم88راء رس88وال الى أك88بر في البنجاب يخبرونه بمرض وال88ده، و لكن هم88ايون ت88وفي قب88ل أن يع88ود أك88بر، ف88اعلن في

ه( في الراب88ع عش88ر من963البنجاب المنادى به سلطانا على عرش ابي88ه س88نة )س88نة م. و كان سنه في ذلك الوقت ثالث عش88رة س88نة و تس88عة ش88هور و1556فبراير سنة

كان هذا الحدث ايذانا بظه88ور أعظم من عرفت88ه ش88به الق88ارة الهندي88ة من الحك88ام على االطالق منذ القدم، بل إن المؤرخين ليجمعون على أنه كان أبع88د حك88ام الع88الم ص88يتا و

أخلدهم ذكرا في عصره.

م« و1556 ه »964و لقد ولى أكبر العرش و هو في الرابعة عش88رة من عم88ره ع88ام لكن كان من حسن طالعه أن لقى إلى جانبه قائد أبي88ه الم88ذكور ب88يرم خ88ان التركم88اني

الذي أبى إال أن يالزم همايون طوال محنته بالمنفى دون رجاله جميعا.

و بهمة بيرم خان هذا قضى على قوات هيمو الكثيفة قائد السلطان محمد عادل سورى

45ص:

بعد أن كانت قد استولت على دهلى ثم دخلت آجرا نفس88ها عقب م88وت هم88ايون، ح88تى رآى بعض رج88ال الدول88ة االرت88داد من جدي88د عن الهن88د إلى كاب88ل. إذ أمكن له88ذا القائ88د التركماني القدير، بقواته التي لم تكن تعدو العشرين ألفا من الجند، أن يترل آخر األمر بعدوه و جنوده المائة ألف هزيمة حاسمة ألقت الرعب في قلوب جميع الخ88ارجين على

السلطان الجديد من بقايا أسرة شير شاه سورى جميعا.

و التفت بيرم خان من بع88د ذل88ك في ع88زم إلى تنظيم و إدارة الحكم، كم88ا ع88نى عناي88ة فائقة بتثقيف أميره و حضه على طلب المعرفة، ثم بعث من بعد ذلك بالجن88د الس88ترداد ما فقدته الدول8ة من أراض، فلم يمض عام8ان ح88تى ع8ادت له8ا ح8دودها القديم8ة ال8تي

كانت لها أيام مؤسسها.

و قد نشأ أكبر في ظروف عصيبة، فلم يحظ بعناية من أبيه البعيد عنه، و لم يتعلم مث88ل أوالد المل88وك، و حينم88ا اعتلى الع88رش لم يكن يحس88ن الق88راءة و الكتاب88ة ب88ل انص88رف باختياره عن التعلم لكنه كان رجال فريدا في ح88دة ال8ذكاء و االلمعي88ة، قوي88ا و دقيق8ا في مالحظاته، متعطشا للمعرفة، تشوق منذ صغره لل88دين و درس88ه س88ماعا على المش88ايخ ال88ذين ك88انوا يحض88رون عن88ده أو يلتقيهم في المواس88م الديني88ة و م88ا أكثره88ا في الهن88د يومذاك، و قد روى المؤرخون الكثير من النوادر التي تدل على اصالته الديني88ة و تعلق88ه

باالسالم و من ذلك:

88ه تع88الى على أنه تجشم الملك عناء السفر مشيا على األق88دام إلى »أجم88ير« ش88كرا للوالدة ابنه سليم و عرج على دهلى في الرجوع منه، و زار قبور األولياء و الصالحين.

توجه إلى »أجودهن« و زار شيخ المشايخ فريد ال88دين كنج ش88كر، »س88افر إلى« أجم88ير »في اوائ88ل ش88عبان، و مش88ى س88بعة فراس88خ على األق88دام، ح88تى زار الض88ريح، و ن88ذرالطبول، و قضى وقتا طيبا في مصاحبة العلماء و الصالحين، و حضور مجالس الذكر«.

»و كان يش88تغل- باس88تغراق- في ذك88ر »ي88ا ه88و« و »ي88ا ه88ادي« في مص88اله، و ج88اء في ه حديث أمره لبناء ثالث عمارات خاصة بعبادته«.980حوادث عام

»كان يطلب- ك88ل ليل88ة الجمع88ة في مص88اله، األش88راف و المش88ايخ و العلم88اء و يحض88ر الملك حلق88ة من العلم88اء، و يب88احثهم في المس88ائل و األحك88ام، و ص88در األم88ر في ه88ذه

الفترة إلى القاضي جالل و غيره من العلماء بتفسير القرآن الكريم«.

46ص:

ه مص88احبته للعلم88اء و المش88ايخ و مجالس88تهم، و إحي88اء ليل88ة986و جاء في وقائع عام الجمعة، في مصاله ب »فتح بور سيكري«.

و لما خرج خان زمان على الملك أكبر، و أعلن الثورة، قام المل88ك إلى قب88ور األولي88اء والصالحين للدعاء عندها قبل أن يتوجه لمقاومة خان زمان و محاربته.

»و أطلق رجل كان يدعى فوالذا سهما على المل88ك بإش8ارة ش8رف ال8دين حس88ين عن88د مروره بمدرسة »خير المنازل« التي أسستها خاضنته: »م88ا هم آنك88ه« و أص88يب المل88ك بجرح خفيف، برئ منه- بعد معالجت88ه ألي88ام قليل88ة- فك88ان يع88د النج88اة من ه88ذه الحمل88ة

الباغته- كرامة أولياء دهلى، و تنبيها غييبا له«.

و حضر- مرة في طريقه إلى أجمير، في خدمة الشيخ نظام الن88ارنولي، ال88ذي ك88ان منالمشايخ الصالحين المعروفين، و ذاع صيت زهده و ورعه في اآلفاق.

ه ضريح السيد حسين خنك س88وار في أجم88ير، ثم زار- بع88د س88نوات-980»و زار سنة قبر الشيخ قطب جمال في إعتقاد و حب و إكبار، و قرأ الفاتحة«.

»و كان يعظم الشيخ سليم الجشتي و يعتقد فيه، و بنى على قبره قب88ة فخم88ة باهتم88ام بالغ، و ألجل هذا اإلجالل و التعظيم للشيخ سليم الجشتي س88مى ولي عه88ده )جه88انكير( الذي ولد- كما يقال- بدعائه، »سليم«، و كان الملك بعث بعقيلته الملكة »جودها بائي« إلى بيت الشيخ قبل الوالدة، حتى تكون موضع عناية الشيخ و ولد ابن8ه م8راد ك8ذلك في

بيت الشيخ سليم، و لما أصبح ولي عهده، سليم )جهانكير( في سن يبدأ فيها الق88راءة و أول ما يقرأ الطفل يكون »بسم الله ال88رحمن ال88رحيم« و هي ع88ادة تس88مى »باحتف88ال التس88مية« في الهن88د- طلب من المح88دث الش88يخ م88ير كالن اله88روي أن يش88رف به88ذه المناسبة فحضر و أقرأ »سليم« »التسمية« بحضور الملك مع جمع من أعضاء الدولة و

أركان المملكة.

و حينما بدأ ولي العهد يشدو في القراءة و الكتابة، أمره أن يذهب إلى بيت الشيخ عب88د النبي، و كان الملك أكبر يبالغ في تعظيم الشيخ عبد النبي- حفيد الش88يخ عب88د الق88دوس الكنكوهي و المتبوأ على منصب »صدر جهان« في عهد المل88ك أك88بر ح88تى ك88ان يقص88د

بيته، و يحضر درسه، و قام- مرتين- بوضع نعليه عند احتذاء الشيخ لهما.

47ص:

»و أقطع الشيخ محمد غوث الكوالياري- الذي كان شيخ الطريقة الشطارية المع88روف- أرضا كان دخلها الس88نوي عش88رة ماليين »دام« لينفق88ه على نفس88ه، و ك88ان يتلقى ابن88ه

الشيخ ضياء الله- بعد وفاة والده- باإلكرام و اإلجالل.

و قد كان الملك أكبر ورث هذا اإلجالل للمشايخ الحفاوة بهم من آبائه و أج88داده، فك88ان سلفه التيموريون يعتقدون في الشيخ ناصر الدين عبيد الله أح88رار، و يعظمون88ه، و ك88ان جد الملك بابر، السلطان أبو سعيد، يذهب إليه ماشيا ال يركب، تأدبا معه و احترام88ا ل88ه، و لم يكن يقدم على عمل أو ينجز قرارا إال بعد أخذ رأيه، و كان وال88د المل88ك ب88ابر عم88ر شيخ مرزا كذلك، يجل الشيخ عبيد الله و يحترمه، و يذكره الملك ب88ابر نفس88ه في كتاب88ه88ه »تزك بابر« بتقدير و إعظام، و لما قدم الشيخ يحيى- و هو من أعقاب الشيخ عبيد الل أحرار- إلى الهند، استقبله الملك أكبر بحفاوة بالغة، و رفع قدره، و وهبه أرض88ا لنفقت88ه، و بعثه أميرا على قافلة الحجاج إلى مكة المكرمة، و لما ع88اد من س88فر الحج، جه88ز ل88ه

اإلقامة الدائمة في مدينة »آكره«.

و كان الملك أكبر عين سبعة أئمة لأليام السبعة من األسبوع يتناوبون اإلمامة في األيامالمعينة لهم، و كانت اإلمامة- يوم األربعاء- موكولة إلى الشيخ عبد القادر البدايوني.

كان يبعث- كل عام- عددا كبيرا من الحجاج إلى الحرمين الشريفين على نفق88ة الدول88ة، و يبعث م88ع أم88ير الحج88اج اله88دايا و التح88ف إلى والي مك88ة المكرم88ة و يبعث النق88ود و الغالت أله88ل الح88رمين الش88ريفين، و ك88ان يش88يع الحج88اج عن88د تودي88ع ق88وافلهم محرم88ا كإحرام الحج، مقصرا للشعر، ملبيا حاسر الرأس، حافي القدمين، و ك88ان ه88ذا المش88هد

المؤثر يحدث هزة في النفوس، تلين القلوب، و تدمع العيون.

88ه علي88ه و و لما قدم شاه أبو تراب إلى الهند بحجر علي88ه أث88ر ق88دم الرس88ول )ص88لى الل سلم(، كما يقول88ون- و وص88ل ق88رب مدين88ة »آك88ره« خ88رج المل88ك م88ع حش88د عظيم من العلم88اء و المش88ائخ، و األم88راء و ال88وزراء، و مش88ى معهم أربع88ة فراس88خ على األق88دام

الستقبال الشيخ أبو تراب، و إجالل مقام الرسول )صلى الله عليه و سلم(.

و نختم الشواهد على تدينه و تعبده بهذا التصريح، الذي جاء في »مآثر العلماء«

48ص:

لمؤرخ الدولة المغولية الشهير مير عبد الرزاق خافي خان المع88روف بصمص88ام الدول88ة ه( كان الملك أكبر يبذل جهودا كبيرة في تنفيذ األحك88ام1171-88 1111شاه نواز خان )

الشرعية، و التأكيد على األمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كان يؤذن بنفس88ه، و ي88ؤمالناس في الصالة، حتى إنه كان يكنس المسجد، احتسابا و طلبا لمرضاة الله.

و كل تلك األخبار عن تدين أكبر مستقاة من مصادر سنية ال س88يما عن معاص88ره الع88الم السني عبد القادر البدايوني، و لكن ما الذي دعا الكتاب السنة بشكل خ88اص ان يحول88وا نظرتهم و يغيروا رأيهم في هذا األمبراطور المسلم المتسامح، الذي كانت حيات88ه تفيض بالنشاط العقلي، و هو الذي مأل الهند مآثر و مفاخر، وادار السلطنة االسالمية ادارة قل

egdireveBمن سدد لمثلها في األوائ8ل و األواخ8ر ح88تى جعلت بف8ردج .S .Aأن يع8د إدارته الحازمة مثال لم يتكرر و أنها في مستوى أرقى من ادارة ملكة االنجل88يز في ذل88ك العهد، و ال شك ان هذا التحول في النظرة الى االم88براطور اك88بر ه88و اعتناق88ه الم88ذهب الشيعي و تقريبه لعلماء الشيعة الذين حفل بهم بالطه و بالده و سنأتي على ع88دد منهم بعد االنتهاء من ترجمتنا ألكبر، و هكذا اتخذ من تشيعه وص88مة ألن التش88يع ب88زعم ه88ؤالء المتعصبين خرج به عن جادة الصواب الذي يعنونه مع أن التش88يع كم88ا ال يخفى يقتض88ي االسالم االصيل ألن الشيعة لم يخرجوا ق8ط عن ك8ونهم مس8لمين، ب8ل لق8د ك8ان وال8ده همايون نفسه شيعيا و جاء بعد همايون اكبر و نشأ في وسط اكثره من الق88ادة الش88يعة و بفض88ل ه88ؤالء اس88تتب ل88ه الع88رش ثم ان88ه ك88ان في ذات88ه بعي88دا عن التعص88ب ال88ذميم متمس88كا ب88روح ال88دين االس88المي و له88ذا عام88ل جمي88ع أه88ل ال88ديانات في بالده معامل88ة متسامحة كريمة و حارب التمييز بين الن88اس في الحق8وق بس8بب ال8دين ثم ان8ه بس8بب تشيعه قرب إليه علماء الشيعة كما تق88دم و ك88ان من الط88بيعي أن تث88ار ض88ده ك88ل تل88ك الضجة من العلماء المتعصبين و خاصة من الشيخ عبد الله السلطانبوري و الش88يخ عب88د النبي بن أحمد الكنكوهي اللذان عفا عنهما و اخرجهما للحجاز، كما اخرج القاضي جالل الدين الملتاني الى أرض الدكن و نقل محمد بن المنتخب االمر هوي الى حكومة بك88ر و سيوستان، و كان بامكان اكبر و هو السلطان المقتدر ان يسئ معاملتهم أو حتى قتلهم جراء و مؤامرتهم ضده لكنه خفض لهم جناح الرحمة فأبعدهم بهدوء كما هي عادته في

التسامح مع معارضيه أو من اختلف معه من سائر االديان االخرى.

49ص:

و المشهور عنه انه حارب التمييز بين جميع الناس في الحقوق بسبب الدين و في سنة أصدر أمرا بأن ك88ل من أج88بر على االس88الم من الهن88ود في م88دة أس88الفه يمكن88ه1593

الرجوع الى دينه، و عوضا عن أن تكون ه88ذه الص88فات النبيل88ة م88دار اع88تزاز من ش88يوخ المسلمين فق88د اتخ88ذوها س88ببا للتش88نيع على اك88بر و الطعن في88ه ألن88ه لم ي88ر رأيهم في اضطهاد الن88اس بس88بب ال88دين و الم88ذهب و ألن88ه ب88االخص لم يض88طهد الش88يعة كم88ا لم

يضطهد السنة و كما لم يضطهد غيرهم من أصحاب األديان.

و لكن جميع خطواته كانت من أجل استتباب األمن و النظ88ام و الطمأنين88ة بين الش88عب الذي يحكمه حتى اذا كان ذلك على حساب ابناء طائفته الشيعية كم88ا في حرب88ه للق8ادة االزابكة الشيعة و مقدمهم علي قلي خان و قد قتلهم و انتصر عليهم بعد ان اعانوه في سلطنته بل و ماذا نقول في خذالنه للرجل الثاني في مملكته و من كان بمثابة وال88ده و قد حافظ عليه و رباه و قاد المعارك الفاص88لة من أج88ل حكم88ه و ه88و القائ88د التركم88اني الشيعي بيرم خان، حين آخذه بهفوة صدرت منهم، و لم يعف عنه على ال88رغم من ك88ل المعاذير التي توسل بها اليه، و من يدري لعل ألولئك الشيوخ الذي نفاهم أكبر فيما بعد أثرا في حبك تلك المؤامرات ضد هذا القائد العظيم ال88ذي خس88ره اك88بر ح88تى أن ب88يرم خان هذا لم تعد تطيب له االقامة في آكره و له88ذا طلب من اك88بر ان يس88مح ل88ه بقت88ال مالوه و البنغال لالستيالء عليهما و لما لم يوافق أحد من القادة للذهاب مع88ه الى هن88اك طلب من اكبر ثانية أن يسمح له بالذهاب الى الحجاز ليقضي باقي حياته مجاورا، فأذن له، و غادر آكره ترافقه حاشية كبيرة، و قتله بعض االفغانيين في الطري88ق الى كج88رات

م و حينه8ا أدرك أك8بر الم88دين ه8و و أب88وه من قبل8ه بعرش8يهما لب88يرم خ88ان1560سنة التركماني الشيعي مقدار الجحود فيما فعل88ه بب88يرم، فاحتض88ن ول88ده الي88تيم م88يرزا عب88دالرحيم خان الذي أصبح بعد ذلك يحمل لقب أبيه خانان، كما سيأتي في ترجمته مفصال.

حروب أكبر:

بعد أن سيطر أكبر على عصيان قائده االزبكي علي قلي خان زمان توجهت انظاره الىراجبوتانه، حيث كان ال يزال فيها بعض االمراء الذين لم يخضعوا له ففتح قلعة

50ص:

»رنتهنب88ور« و س88ار متق88دما نح88و رنتهنب88ور و إذا ب88ه يفاج88أ بخ88بر اس88تيالء بعض األم88راء الثائرين على ماندور فس88ار إليهم فف88روا من وجه88ه إلى كج88رات فط88اردهم و اس88تولى على مالوي من غير قتال ثم استولى على ميوار و قلعته88ا جت88ور، و هي أمن88ع قلع88ة في راجبوتانه، و كان يدافع عنه88ا »جي م88ل«، و هي قلع88ة يض88رب به88ا المث88ل في المناع88ة،

ذهب إليه88ا على رأس جيش88ه، و أخ88ذوا يه88دمون أس88وارها ب88المتفجرات، و في إح88دى الليالي أطل »جي مل« من فوق أسوار القلعة، فلمحه أكبر و سدد إليه رمي88ة أط88احت به، فدب الذعر و الخوف في جنوده و أهل88ه، و أخ88ذوا يقتل88ون أنفس8هم و يحرقونه88ا، ثم فتحوا أبواب القلعة و وقفوا عندها ليقاتلوا المهاجمين ح88تى آخ88ر قط88رة من دم88ائهم، و

ه-976فطن أكبر لهذا فساق إليهم الفيل88ة فم88زقتهم إرب88ا إرب88ا، و دخ88ل المدين88ة س88نة م.1568

و لم يجد المغول بعدها أية صعوبة في االستيالء على امارات راجبوتانه كله88ا، و م88ا أتت حتى كانت جميع ام88ارات راجبوتان88ه تابع88ة لالمبراطوري88ة المغولي88ة و ت88ؤدي1571سنة

إليها الخراج.

ثم اتجه اكبر الى كجرات بع88د فتن و اض88طرابات ش88هدتها عاص88متها )أحم88د آب88اد( ف88دعا سلطانها مظفر شاه الثالث دعا أكبر لالستيالء على كجرات و القضاء على االضطرابات فلبى »اكبر« هذه الدعوة و سار بنفسه الى كجرات فاس88تقبله مظف88ر ش88اه ب88احترام و قدم إليه خضوعه و طاعته، و أصبح قائدا من قواده و ك88ان يراف88ق الس88لطان أك88بر إلى كجرات والي جونبور، و قد أحب هذا الوالي مظفر شاه، فدعاه إلى واليته، فلبى مظفر شاه الدعوة و نزل في ضيافة الوالي، ثم أنه زوجه ابنته، و يبدو أن مظفر ش88اه لم يكن مخلصا في نيته و قد زين له بعض امراء كجرات ان يفر اليها ليسترجع ملكه فاس88تجاب لهم و فر من أكرا و حين وص88ل إلى هن88اك الت88ف حول88ه كث88ير من األم88راء و المح88اربين فعين أكبر عبد الرحيم خان خانان ابن بيرم خان على رأس حملة الخضاعه فلم88ا وص88ل إلى كجرات انهزم أمامه مظفر شاه الى سورت لكن88ه لم يس88لم ب88ل ظ88ل ع88دة س88نين

م(.1592 ه- 1001يحارب حرب عصابات حتى استسالمه و مقتله سنة )

أما في هضبة الدكن في الجنوب فقد حدث أن اختلف بعض قواد إم8ارة أحم8د نك8ر م88عأميرهم مرتضى نظام شاه كما اختلف معه أخوه من قبل فتركوه مغاضبين و ذهبوا

51ص:

، إلى »أكبر« ملتجئين يحرضونه على االستيالء على إمارة أحمد نكر، ف88رأى1584سنة »أكبر«، بهذه الدعوة فرص88ة س88انحة لتحقي88ق رغب88ة طالم88ا اعتلجت في ص88دره و جه88ز جيشا بقيادة أخيه من الرض88اع »م88يرزا عزي88ز«. و ك88ان »أك88بر« يظن ب88أن إرس88ال ه88ذا الجيش إنما هو رمز إلرادته ألن أهل الجنوب سيتولون بأنفسهم تنفيذ ما اعتزمه، و ذلك بأن يثور سكان إمارة أحم88د نك88ر على أم88يرهم و يؤيدون88ه ه88و، و يهب راج88ه علي خ88ان بجيشه لمساعدة الجيش المغولي، و لكنه كان مخطئا فيما ذهب إليه ألن أمير خانديس علي خان أدرك ب88أن القض88اء على إم88ارة أحم88د نك88ر إنم88ا يع88ني القض88اء على اس88تقالل الجنوب الهندي كله، و لذا فإن88ه خيب ظن »أك88بر« و هب إلى نص88رة أحم88د نك88ر لقت88ال

المغول. فلما رأى ميرزا عزيز هذا التضامن عدل عن مهاجمة اإلمارة و اخذ يستعد لكنه لم يقدم على عمل. و اتفق أن مات مرتضى نظام شاه و ح88دثت في البالد اض88طرابات

، فعج8ز األم8راء الثالث8ة، ال8ذين توال8وا على1595 إلى س88نة 1586اس8تمرت من س88نة عرش أحمد نكر، عن إخمادها، و لم ير ثالثهم بدا من االستنجاد ب »أك88بر« إلطف88اء ن88ار الثورة، فأنجده بجيش قوامه ثالثون ألف جندي بقيادة ابنه األصغر األمير م88راد و القائ88د ميرزا عبد الرحيم خان خانان. و هنا تغيرت سياسة أم88ير خان88ديس، إذ أن88ه أدرك أن88ه لم يعد بالمستطاع إصالح ما فسد في أحمد نكر و أن مصلحة بالده تقضي عليه بأن ينض88م في هذه المرة، إلى المغول. و هكذا سار الجيش88ان لنج88دة أم88ير أحم88د نك88ر في ظ88اهر األمر، و للقضاء عليه في الواقع، و إزاء هذه الحقيقة المرة عاد الث88وار إلى الس88كينة، و لم تعد اإلمارة بحاجة إلى نج88دة، و لكن الجيش لم يرج88ع ألن88ه لم يكن آتي88ا للنج88دة ب88ل لالستيالء و ما النجدة إال ستارا، و هنا أسقط في يدي األمير و ندم على ما ف88رط و رأى من الحكمة أن يذهب بنفسه لالستنجاد ب88أميري بيج88ابور و كولكن88ده و عه88د ب88إدارة أم88ر البالد من بعده إلى األميرة جاند س88لطان، ال88تي ك88انت متزوج88ة من أم88ير بيج88ابور علي

و خلفه ابنهما إبراهيم عادل شاه الثاني، رعت88ه1580عادل شاه، فلما مات زوجها سنة و أشرفت على سير أمور البالد حتى كبر، ثم إنها عادت إلى بالدها أحم88د نك88ر، و ك88انت هذه األميرة مشهورة بعقلها و حنكتها السياسية و كانت شجاعة جريئة تقاتل بنفسها ان اقتضى األمر فلما تولت إدارة أمور إمارة أحمد نكر رأت من الحكم88ة أال ت88ترك الع88رش شاغرا، فأعلنت إمارة ابن أخيها بهادر بن إبراهيم، و كان طفال، و أخذت تقات88ل المغ88ول

الذين كانوا

52ص:

يحاص88رون أحم88د نك88ر، و لكنه88ا لم88ا رأت عجزه88ا عن االس88تمرار في القت88ال و رأت أن النجدات لم تصل، صالحت المغول، على أن تتن8ازل لهم عن مقاطع8ة ب8رار و أن تقات8ل

معهم إمارتي بيجابور و كولكنده.

فلما رحل المغول انقلب أعوان جاند س88لطان عليه88ا و أرس88لوا يس88تدعون المغ88ول إلى بالدهم فأجابوا الدعوة و كروا راجعين، و كانت نجدة بيجابور في طريقها إلى أحمد نكر، فالتقى الجيش المغولي، عند ضفة نهر كوداوري، بجيش بيجابور الذي كان يقوده سهيل خان، و نشبت بين الفريقين معركة حامية الوطيس انتهت بانتصار المغول و قت88ل أم88ير خانديس راجه علي خان في المعركة، و لكن من حسن حظ أحمد نكر أن وق88ع اختالف بين األمير مراد و بين القائد خان خانان فلم يستوليا عليها بل ترك88ا له88ا اس88تقاللها، كم88ا س88لم إلم88ارة خان88ديس اس88تقاللها بع88د أن س88ارت في رك88اب المغ88ول و نص88رتهم على أعدائهم و قتل أميرها في سبيل قضيتهم، هذا باإلضافة إلى م88ا ك88ان من ص88هر و نس88ب

بين أسرة خانديس و أسرة »أكبر« إذ كان »أكبر« متزوجا من أم88يرة خانديس88ية و ابن88هاألمير مراد متزوجا من حفيدة راجه علي خان.

بيد أن كل هذه األمور لم تنفع بهادر خان الذي خلف أباه، راجه علي خ88ان، على ع88رش اإلمارة، ألن88ه ظن أن ه88ذه األم88ور وح88دها كافي88ة لإلبق88اء على حي88اة إمارت88ه من غ88ير أن يعززه88ا بين حين و آخ88ر بآي88ة من آي88ات ال88والء و يش88فعها ب88دليل من دالئ88ل اإلخالص لألمبراطورية المغولية، ال بل فإنه أتى من األعمال ما ينفر المغول منه، و ذلك أن88ه لم88ا مر والي الدكن المغولي ببالده، قاص8دا مق8ر عمل8ه، لم يخ8رج إلى لقائ8ه و ال رحب ب8ه، فساء عمله هذا الوالي، و أراد تأديبه بغير هذا األدب و لكن اتف88ق أن أتى »أك88بر« س88نة

إلى هاندور لترتيب أمور الدكن، فكان في برنامجه القضاء على كل من خانديس1599 و أحمد نكر، و قد تم ل88ه م88ا أراد من خان88ديس باالس88تيالء على قلع88ة أس88ير ك88ره، س88نة

، بعد أن حاصرها المغول سنة كامل8ة فق8اوم أميره8ا به8ادر خ88ان ح88تى عج88ز عن1601 المقاومة، استس8لم و تن88ازل عن الع8رش و ع8اش بع88دها في حاش88ية »أك88بر« في بالط

آكره.

، خان خانان لالستيالء على أحمد نك88ر، فلم88ا حاص88رها أرادت1599و سير »أكبر« سنة جاند سلطان االستسالم، فاتهمتها حاشيتها و قوادها بالخيانة و قتلوها، و امتنعوا في

53ص:

عن88وة، و أعمل88وا الس88يف في رق88اب1600قلعتهم سنة كاملة حتى فتحها المغول سنة أهلها.

و يقال أنه لم ينج منهم أحد إال األمير بهادر نظام شاه الذي أخذ أسيرا فمات في أسره بقلعة )كواليار( و بهذا قضي على هذه االم88ارة، و لكن بعض امرائه88ا ظل88وا نح88و اربعين

سنة يقاتلون هنا و هناك و المغول يطاردونهم، حتى انعدمت كل مقاومة.

اتجه االم8براطور اك8بر إلى كش8مير على ظه88ر ج88واد، و رك8ز علم88ه في1589في أيار و قد ذكر البانديت جوكه ان88ه وزع على األطف88ال1589 حزيران 5مدينة سرينا كار في

بعض الهدايا المصنوعة من الذهب ثم ذهب الى مارتاندا فأعطى البراهميين بقرا مزينةبالآللئ و الذهب.

مكث أكبر شهرا في كشمير زار خالله كل بلدة و قري88ة و القيت أمام88ه القص88ائد حيثم88احل.

و قد فتش أكبر شؤون الدولة و الرعية في هذه الجولة فأمر بمنع الجن88ود عن االعت88داء على األهلين و مساس عواطفهم و احساساتهم بأي وجه، و قد بحث في شكاوى تقدير

الضرائب و جبايتها و عين لجنة لتحقق ما يشكو منه األهلون فترفع إلي88ه تقري88را. و عن88د ما عاد االمبراطور رافقه في سفره السيد يوسف خان الرضوي المشهدي بعد أن ت88رك يادكار ميرزا »ناظما« يدير شؤون البالد و قد انتهز يادك88ار ه88ذه الفرص88ة ف88أعلن نفس88ه ملكا على كشمير. و بهذا الحادث عادت االضطرابات إلى كشمير مرة اخرى و لكنها لم

يوما فقضي عليه و اعتق88ل يادك88ار ثم قط88ع عنق88ه. ثم عين أك88بر قليج51تدم أكثر من خان حاكما على كشمير، و حكم هذا ست سنوات كافح خاللها بعض االضطرابات.

و ق88د أم88ر أك88بر في زيارت88ه األولى لكش88مير أن ينش88أ حص88ن »ناك88ار- ناك88ار« العظيم بالحجارة الضخمة و قيل أنه أنشأ هذا الحصن لمجرد تشغيل الس88كان الع88اطلين و قي88ل انه أراد انشاء هذا الحصن ليأوي إليه المغول فال يس88تطيع الجن88د االعت88داء على االهلين. كذلك أمر بانشاء القصور الملكية و اقامة الحدائق الرائعة مما أض88اف إلى جم88ال البل88د

أم88ر بارس88ال حمل88ة1592الط88بيعي جم88اال جدي88دا. و في زيارت88ه الثاني88ة لكش88مير في عسكرية الى التيبت الخضاع حاكمها الذي استمر على مقاومة حكم االمبراطور.

54ص:

م في كشمير حيث أخفض ضريبة األرض و طب88ق طريق88ة1597قضى اكبر صيف عام جديدة للتقدير أكثر مالئمة للسكان و عاد في أول الشتاء إلى الهور. و في أواخ88ر عه88د كش88مير حلت مجاع88ة مخيف88ة في كش88مير اض88طرت االم88براطور ان يبعث ب88الحبوب و األغذية إلى كش88مير من س88يالكوت و ق88د راف88ق االم88براطور في زيارت88ه لكش88مير خالل المجاعة أثنان من القسس االوربيين فذكرا في م88ذكراتهما أنهم88ا وج88دا االهلين ي88بيعون

أطفالهم للتخلص من معيشتهم.

و قد زادت الواردات في كشمير نتيجة تطبيق طريقة التقدير الجديدة و اتس88عت ح88دود االياله إلى ماوراء كابل و قندهار و انشئ طريق امبراطوري يمر بكوجرات و بهيمب88ار و

شوبيان.

و على كل حال فهناك الكثير من التفاصيل التي تستوعب مجلدات ضخمة حول تاريخ88ه الحربي الطويل استطاع في نهايته ان يك88ون من أعظم ق88ادة الت88اريخ و ب88الرغم من أن تلك االحداث قد جعلت من88ه جن88ديا عظيم88ا و لكن طريقت88ه في الحكم هي ال88تي اذاعت

صيته حتى اصبح من اخلد حكام العالم صيتا في عصره.

أكبر في أوامره و وصاياه:

االمبراطور جالل الدين محمد أكبر لعب دورا مهما في تاريخ الهند فأصلح البالد و العب88اد و سن الشرائع و عامل رعيته معاملة العدل و المساواة من غير أن يفرق بين مس88لم و

غير مسلم و فيما اقتبسه لنا محمود علي خان من الكتب التاريخي88ة نب88ذة من أوام88ره و وصاياه أرسلها إلى الحكام و العمال في المملكة لتك8ون لهم كق8انون أساس88ي يهت88دون بها و يعمل88ون بمقتض88اها و به88ذه األوام88ر و الوص88ايا تتض88ح لن88ا مكان88ة أك88بر االم88براطور

العظيم بين ملوك األرض في القرون الغابرة. و هي:

- ال بد أن تحيط علما ب88أحوال الرعي88ة و ال تع88تزلن في بيت88ك، ألن88ك إن اع88تزلت يخفى1عليك كثير من األمور التي يجب عليك أن تطلع عليها.

- قابل كبار قومك بالعزة و احترمهم احتراما يليق بشأنهم.2

- قم بالليل و اعبد ربك صباحا و مساء و بالظهيرة و عند ما ينتصف الليل.3

55ص:

- اش88تغل بمطالع88ة كتب األخالق و النص88ائح و كتب الت88اريخ لتتحلى نفس88ك ب88األخالق4الحسنة و تستفيد بعلم األولين، و تعتبر بخطأ األقدمين.

- أحس88ن إلى الفق88راء و المس88اكين ال88ذي اع88تزلوا في بي88وتهم و اغلق88وا أب88وابهم دون5 الناس لئال يكونوا في مشقة من الحياة و ضنك من العيش، و هيئ لهم ما يحتاجون إليه

من حياتهم.

- تأمل في عقاب المجرمين بالتبصر التام ليتحقق ل88ديك من يس88تحق العق88اب منهم و6 من يستحق العف88و أو االغم88اض، إذ يج88وز أن أح88دا من رجال88ك ي88أتي ب88ذنب و المص88لحة

تقتضى أن تسكت عوضا من أن تعاقب عليه.

- تشرف بحضورك في خدمة أولياء الله و أه88ل المعرف88ة من الص88وفية و اطلب منهم7أن يدعوا لك ألن ربك يسمع نداءهم و يجيب دعائهم.

- إذا جاءك جاسوس بنبأ فال تصدقه في أول األمر بل تبين الخبر بنفسك كي يظهر لك8حقيقة األمر و تعمل حسبما تقتضيه األحوال.

- استمع بنفسك لشكوى المستضعفين و ال تكل جميع امورهم إلى عمالك.9

- عامل رعيتك بالمواساة و األسعاف.10

- ليكن جل مسعاك في ترقية الزراعة و إعانة الفالحين إعان88ة مالي88ة، فانه88ا من أهم11الواجبات لعمران البالد و سعادة العباد.

- عليك أن تتوجه إلى أحوال األفراد من رعيتك و ليكن ك88ل ف88رد منه88ا منظ88ورا إلي88ه12بعين عنايتك و مراقبتك.

- ال تقبلن من أحد هدية و ال تقدمة.13

- امنع جنودك أن يدخلوا بيت أحد من رعيتك و يقيموا فيه من غير إذنه و رضاه.14

- شاور دائما أهل الخبرة في إدارة البالد و ال تكن مستبدا برأيك؟15

- ال تعترضن على الذين يخالفونك في معتقداتهم و تقاليدهم و يتبعون دينا غير دينك،16و ال تمسهم بسوء بل عاملهم معاملة االخوان و الخالن. و أعلم أن أيام الحياة معدودة

56ص:

و االنس88ان ال يري88د أن يحتم88ل الض88ر و األذى في الحي88اة ال88دنيا فكي88ف يحتم88ل الج88ور و االضطهاد في أمر دينه و هو يعتقد أنه على الحق. فال يخلو إما أن يك88ون على الح88ق أو على الباطل. فان كان على الحق فلم تخالفه و إن ظننت أنك على الحق. و ان كان هو على الباط88ل فه88و م88ريض بجهل88ه و الم88ريض يس88تحق من88ك المرحم88ة و المس88اعدة ال

التعرض و التوبيخ.

- أكرم أهل الصالح و الخير و إن كانوا على غير دينك.17

- عليك بالسعي في نش88ر العل88وم و اآلداب و الحص88ول على اكم88ال و أك88رام أرب88اب18العلم لكي ال تضيع ملكاتهم العلمية.

- عليك بمساعدة العائالت العريقة في المجد و الشرف و هيئ لهم ما يحتاجون إلي88ه19في حياتهم ليعيشوا عيشة راضية مطمئنة.

- ال تغفل عن تعبئة العساكر و الجن88ود و أع88د لهم م88ا يحت88اجون إلي88ه من األس88لحة و20أدوات الحرب و غيرها.

- تعلم الرمى و إطالق الرصاص و اشتغل بالتمرينات العسكرية و ال تضيع وقت88ك في21الصيد. و ليكن صيدك لقصد التمرين في فنون الحرب ال للترهة و إضاعة الوقت.

- ال بد أن تضرب الطبول عند طل88وع الش88مس المن88يرة للع88الم و ك88ذلك عن88د نص88ف22 الليل، ألن الطلوع الحقيقي للشمس إنما هو في ذلك الوقت. و يلزم إعالم الناس كلهم88ه تع88الى و ليكن ه88ذا االعالم ب88اطالق إذا انتقلت الشمس من برج إلى برج ليشكروا الل

البنادق و المدافع.

- إن لم توجد في بل88دتك ش88رطة فقم أنت بأعم88ال الش88رطة و ال تس88تحي من ه88ذه23الخدمة و أحسبها عبادة لله تعالى ألنها خدمة لعباده.

- يجب على ض88ابط الش88رطة في ك88ل بل88دة و قري88ة إحص88اء الح88ارات و ال88بيوت و24 النفوس و أن يكتب أسماءهم في سجل عن88ده و يض88من ك88ل واح88د من الس88كان لآلخ88ر

سالمة نفسه و ماله و صيانة عرضه.

- ليكن لكل حارة من البلدة رئيس، بيده إدارة شئونها، و كذلك ال بد من الجواسيس25

57ص:

ليخبروه بكل من ما يجري في الحارة ليال و نهارا. و يلزم أن يك88ون على علم ت88ام بك88ل من يولد و يتوفى و يتزوج و غير ذلك من أحوال الناس. و ليتعين رج88ال في الش88وارع و األزقة و األسواق و الجسور و القناطر و المعابر لالستخبار بكل ما يق88ع هن88اك. و تك88ون إدارة الطرق على وجه ال يمكن لمن يريد الف88رار من البل88دة أن يخ88رج على حين غفل88ة

من أهلها.

- يجب على كل واحد أن يساعد جاره في الكشف عن الس88رقة و إطف88اء الحري88ق و26 غير ذلك من المصائب. و كذلك رئيس الحارة و كل من يطلع على مصيبته يل88زم عليهم أن يسارعوا إلى مساعدته و إنقاذه من نكبته. و من تقاع88د عن المس88اعدة فه88و مج88رم

يعاقب على جرمه.

- ال يخرج أحد من بلدته مسافرا و ال يأتى أح88د في البل88دة من الخ88ارج ليقيم في88ه إال27 ب88اذن من رئيس الح88ارة. و إذ ن88زل في البل88دة ت88اجر أو جن88دي أو مس88افر فعلى رئيس الحارة أن يراقبهم و ال يغفل عن أحوالهم. و المسافر الذي ال يضمن له أحد فاجعلوا له في الخان محال خاصا بعيدا عن غيره من المقيمين. و إن ارتكب أحد منهم ذنبا فألعي88ان البلدة أن يعاقبوه. و المسؤولية في هذه األمور كلها على رئيس الحارة و أعي88ان البل88دة

على السواء.

- عليك مراقبة أموال الناس من ذوي اليس88ار فمن زاد خرج88ه على دخل88ه فال ب88د أن2888ه و ال تجعلنه88ا س88ببا تكون لدخله وجوه فاسدة. و أعمل بهذه األحكام لتنفع بها عب88اد الل

لجلب المنافع و كسب المال لنفسك.

- عين ال88داللين في األس88واق، و ال يك88ون بي88ع و ال ش88راء إال ب88اطالع رئيس الح88ارة و29 صاحب أخبار الح88ارة. و ليس88جل اس88م الب88ائع و المش88ترى في »اليومي88ة« أى في دف88تر

األعمال اليومية، و من باع أو اشترى خفية يعاقب بغرامة مالية.

- يلزم أن يكون في كل حارة من البلدة و في ك88ل ناحي88ة من نواحيه88ا خف88ير باللي88ل30 يراقب األجنبي، حتى ال يبقى للسارق أو النشال أثر في البالد، و على الخف88ير أن يقبض

على السارق مع المسروق.

58ص:

- من مات و لم يكن له وارث، أو سافر و انقطع خبره فان ك88ان علي88ه دين من قب88ل31 الحكومة فيلزم أو ال استيفاء دين الحكومة من ماله ثم إعط88اء الب88اقي لورثت88ه، ف88ان لم تجد له وارثا فسلم المال ألمين و بلغ الخبر إلى البالط الملكي، فإن ظهر له وارث ف88أد األمانة إلى أهلها. و ليكن ذلك كله بنية خالصة و أمانة تامة. و ال تكونوا كأهل ال88روم في

مصادرة أموال الناس من غير وجه شرعي.

- ش88ارب الخم88ر و بائعه88ا و مش88تريها و معص88رها كلهم مجرم88ون، ف88اقبض عليهم و32 ع88اقبهم أش88د العق88اب. و لكن من يش88ربها لحكم88ة خاص88ة يري88د به88ا تش88حيذ ال88ذهن فال

تعترض له.

- األعياد كلها أيام سرور و أبتهاج. فليفرح الناس فيه8ا، و ال س8يما ي8وم الن8يروز فان8ه33 أكبر أعياد السنة ألن الشمس المنورة للعالم تنتقل في88ه إلى ب88رج الحم88ل. و ه88و الي88وم

مارس(. و العيد الثاني يكون في الي88وم الث88الث من اردى21األول من شهر فروردين ) بهشت. و يجب تزيين الشوارع و البيوت باألنوار ليلة النيروز و ليل8ة الش8رف كم8ا ت8زين

البيوت باألنوار ليلة النصف من شعبان.

- ليس للمرأة أن تركب الفرس إال لضرورة.34

- ال يس88تحم الرج88ال و النس88اء على األنه88ار في مح88ل واح88د ب88ل يجب أن تك88ون35 مغتسالتهم على بعد من مغتس88التهن. و ك88ذلك يك88ون للنس88اء مح88ل خ88اص على األنه88ار

لحمل الماء إلى بيوتهن.

- ال يجوز لتاجر إصدار الخيل إلى الخارج بغير إذن من الحكومة.36

- يكون تعيين األسعار من قبل الحكومة.37

- ال ينعقد النكاح بغير إطالع ألعيان الحكومة. و إن كان ال88زواج بين عام88ة الن88اس، ال38 بد من حضور الزوجين أمام صاحب الشرطة، و إن كانت المرأة أكبر من الرجل ب88اثنتي عشرة سنة أو أكثر فال تأذن لعقد النكاح بينهما ألن ذلك يورث ضعف الرجل. و يلزم أن يكون عمر الرجل عند الزواج ست عشرة سنة و عم88ر الم88رأة أرب88ع عش88رة س88نة على

األقل. و ال تأذن لعقد الزواج ببنت العم و بنت الخال ألنه سبب لقلة الميل بين الزوجينو تكون أوالدهم ضعفاء.

59ص:

- ال ينبغي للنس88اء أن يمش88ين في األس88واق كاش88فات عن وجه88وهن غ88ير مبرقع88ات،39 فمن وج88دت منهم على ه88ذه الح88ال أو ك88انت دائم88ا على ج88دال و خص88ام م88ع زوجه88ا

فأرسلوها إلى حارة الشياطين.

- يجوز رهن األوالد إذا مس88ت حاج88ة ش88ديدة و لم يوج88د س88بيل غ88يره. و م88تى وج88د40الراهن المال فعليه أن يفك الرهن و يستلم أوالده.

- لو أجبر ولد هندوسي في صباه على االسالم فله الخيار متى بلغ سن الرشد، ف88ان41شاء رجع إلى دين آباءه و إن شاء بقى على االسالم.

- لو التجئت امرأة هندوسية إلى دار مسلم فردوها إلى أهلها.42

- للناس حرية تامة في مسئلة اعتناق الدين. فمن ت88رك مل88ة آب88اءه و دخ88ل في دين43آخر فليس ألحد أن يمنعه أو يتعرض له.

أكبر في قفص االتهام:

* اتهم االمبراطور )اكبر( دون اثباتات بالغرور و العتو و ادعاء االلوهية و محاربة االسالم88ه ق88د ابت88دع دين88ا جدي88دا اس88مه بال88دين االلهي و زعم88وا ان من من اعدائه و من ذلك إن معتقدات هذا الدين عبادة الشمس اربع مرات كل يوم و تعداد اسماء الشمس الهندي88ة التي يبلغ عددها ألفا و واحدا، و انه كان يقول كلما ذكرت الشمس: جلت ق88درتها! و ان الشمس هي المتصرفة في العالم، واهبة النعم، المظل88ة على المل88ك بظالل ربوبيته88ا و انه كان يعبد النار و الماء و الحجر و الشجر و سائر مظاهر الطبيعة! و نسب إليه تألي88ه

السيدة مريم بنت عمران! و عبادة الكواكب!

و وضع اعداءه ميثاقا نسبوه الى اكبر، و قالوا انه كان يأخ88ذه على نفس88ه كلمن أراد أنيدخل في هذا الدين و هو:

»أنا، فالن بن فالن .. أتبرأ من دين االسالم التقليدي و المجازي الذي ورثته عن آبائي و أدخ88ل في ال88دين االلهي األك88بر ش88اهي و أقب88ل األرك88ان االربع88ة ال88تي هي من م88راتب

االخالص في هذا الدين- و هي ترك المال و النفس و العرض و الدين« قالوا:

و الذين كان يدخلون في هذا الدين يسمون )جيله( أي )المريد( لكنه لم يدخل في

60ص:

الدين هذا اال ثمانية عش8ر رجال من بطانت88ه كلهم من المس88لمين اال واح88دا و ه8و نديم8ه بيربر و انه امر باستبدال السالم بقلمه الله أكبر رمزا الى تأليه نفسه! و ان الرد عليه88ا

يكون بكلمه )جل جالله( لكون )جالل الدين( لقبا لالمبراطور!

* ألغى التقويم االسالمي و اتخذ تقويما جديدا و جعل بدأه سنة أعتالئه لسرير المل88ك وسماه »التاريخ االلهي«.

م، لكي يجع88ل المس88لمين و الهن88ادك من1564* ألغى الجزي88ة على المش88ركين س88نة ).PihsnezitiCرعيته سواء في التمتع »بالحقوق المدنية«(

* ألغى الضرائب التي كان أوجبها من قبله من الملوك على مواسم الهن88ادك و م88واطناجتماعهم. و كذلك أذن لهم في بناء معابد جديدة، اذا شاؤوا.

و قد كان ذلك محظورا في زمن من تقدمه من ملوك المسلمين. فبنيت معاب88د جدي88دة للهنادك و شيدت كنائس للنصارى و بيع للمجوس و دور عبادة لف88رق اخ88رى غيره88ا من

سكان هذه البالد.

* أب88اح للمس88لمين الج88دد أن يرت88دوا عن دينهم و يرجع88وا إلى أدي88انهم األولى. و ك88ذلكسمح للنصارى أن يدخلوا في دينهم من شاء ذلك عن طيب قلب و صدق طوية.

* أصدر مرسوما عاما بمنع ذبح البقرة لتعظيم الوثنيين اياها و عبادتهم لها، و كذلك منع « ثم تقدم خطوة أخرى8/1583 991ذبح غيرها من الماشية في أيام مخصوصة »سنة

999و حظر على الناس أكل لحوم الثيران و الشياه و المعز و الخيول و الجم88ال س88نة ه و أيضا أصدر أمرا ملكيا أن يمتن88ع الن88اس عن ص88يد الس88مك حينم88ا زار كش88مير س88نة

م.1593/ 1000

و نق8ل الب8دايوني ان من ذبح المواش8ي في األي8ام المحظ8ور فيه8ا ذبحه8ا، ك8ان يع8اقب بالقتل و مصادرة أمالكه، و روى البعض أنه: امتن88ع بنفس88ه عن أك88ل اللح88وم و لم ي88أمر

بذلك أحدا.

شارك في أعياد الهنادك و مواسمهم، و من ذل88ك مش88اركته في احتف88االت ش88يوراتري»irtaravihS-أحد أعياد الهنادك - »

61ص:

* منع المسلمين من تزوج بنات العم و العمة و الخال و الخالة.

* و كذلك منعهم من الختان.

* حلل الخمر و أباح بيعها على مرأى من الناس و مسمع.

* أباح للبغايا و العواهر ان يتعاطين »أشغالهن« تحت رقابة الحكومة.

* و كذلك أباح الملك لرعيته أن يتعاملوا في ما بينهم بالربا.

* أباح للناس المقامرة و عقد مجلسا خاصا للمقامرين في القص88ر الملكي. ب88ل زعم88واأن المقامرين يقرضون من الخزانة الملكية بالربا!!

* أسقط االغتسال عن الجنابة، بل رأى هو و من تدين بدينه ان االستحمام قبل الجم88اعأنسب و أوفق لطبائع البشر.

* شجع السفور و ذكر الب88دايوني ان الفتي88ات أم88رن بالكش88ف عن وج88وههن اذا خ88رجنلحاجة عرضت لهن.

* أفتى بجواز نكاح المتعة كما تقول به الشيعة.

* أصدر أمرا ملكي88ا بمن88ع تعليم اللغ88ة العربي88ة، و ك88ذلك ب88الغ في تطه88ير الفارس88ية منالكلمات العربية الخالصة.

* أمر بسجدة التحية للملك فك88ان العلم88اء و المش88ايخ و الص88وفية و االم88راء و االعي88ان كلهم يخرون للملك سجدا، كلما دخلوا عليه و عرفت هذه التحية ب )س88جدة التحي88ة( و )زمين بوسي( أي تقبيل األرض و قد روج من قبله والده همايون التسليم راكعا منحنيا، و هذا الذي كانوا يسمونه ب )كورنش(. و قد أصبحت ه88ذه الس88جدة التكريمي88ة اس88لوبا

-1014متبعا في التسليم على الملك. و بقي العمل به جاريا زمن جهان ك88ير بن أك88بر ) ه(، ف88اعفى العلم88اء منه88ا، لكن1038-88 1037 ه( أما شاه جهان بن جهان كير )1034

هذه الطريقة بقيت للعامة زمنا قليال من عصره أيضا.

و قيل أن التحية الملوكية زمن أكبر كانت على ثالثة اصناف أولها: الكورنش و هي

62ص:

ان يضع يمينه على جبينه و يطأطئ رأسه الى الص88در، و ثانيه88ا: التس88لم و ه88و أن يض88عظاهر الكف من يمناه على األرض و يقوم و يضع باطنه على الرأس، و ثالثها:

السجدة كما يسجد في الصالة.

و المعروف أن العلماء و العامة كلهم يؤدون السجدة في عصر الملك أكبر.

و المشايخ في عصره أفتوا بجوازها، و قالوا »أن هذه رخصة و العزيمة ترك السجود«.

* اختار طريق الهنادك الوثنيين في الصدقة بان عمل ب )قوله دان(، و ذل88ك ان المل88ك ك88ان ي88وزن بال88ذهب و الفض88ة و غيرهم88ا من الج88واهر الثمين88ة و يتص88دق ب88ذلك على

المساكين و الفقراء، ال فرق فيه بين المسلم و الكافر.

و أن هذه الصدقة تكون لصاحبها ردءا و وقاية من نوائب الدهر.

ثم جرى من جاء بعده على خطته.

* أوجب على خاصته و رجال حاشيته أن يرتدوا المالبس الحريرية أثناء الصلوات.

« .llaH ylbmessA* منع الصالة و األذان في دار الشورى الملكية »ديوان خانه

* حظر على الناس أن يصوموا في شهر رمضان!

* منع الناس من أداء فريضة الحج!

* تعطلت أعياد المسلمين و انقطع االحتفال بها في عصره.

* غير أسماء النبي )صلى الله عليه و س88لم( و الص88حابة ال88تي يتس88مى به88ا المس88لمونعامة و استبدل بها أسماء أخرى غيرها، و هاك ما قاله عبد القادر البدايوني:

)لقد شق على الكفار و من في بالطه من األميرات الوثني88ات اس88ماء أحم88د و محم88د و مصطفى، حتى انه غير اسماء بعض من كانوا يتسمون بها من خاصته، أمثال بار محم88د

و محمد خان، فانه كان يدعوهما ب رحمة نطقا و كتابة(.

* تحولت المساجد على عهده الى مرابط للخيول )اصطبالت( و استولت الهن88ادك علىكثير منها!!

* رغب الملك رجال مملكته- بل أمرهم في بعض األحوال- بحلق اللحية. و ذكر

63ص:

المؤرخون ان الملك و رجال حاشيته كانوا يستهزؤون باللحية.

* أبيح للناس ان يأكلوا لحوم النمر و الخنازير الضواري.

هذا ما قاله البعض، و نحن ال نستطيع، بما لدينا من وثائق، أن نؤي88د ه88ذا ب88ل نمي88ل إلى نفي معظم هذه التهم، و دليلنا على ذلك أمران: األول هو حس88ن ظن م88ؤرخين آخ88رين ب »أك88بر« و تبرئت88ه من التهم ال88تي ألص88قت ب88ه و تأوي88ل بعض أفعال88ه بأنه88ا ض88رورات اقتضاها المحيط و الوسط. و األمر الثاني هو الفتوى التي أصدرها العلماء في عصره و التي تقول: عن مرتبة الس88لطان الع88ادل أعظم من مرتب88ة العلم88اء الع88املين و الفقه88اء88ه ك88ان رأي88ه مق88دما على رأي المجتهدين و لما كان »أكبر« عادال و ع88اقال و يخش88ى الل علماء المسلمين و أئمتهم و قوله الفصل في كل األمور الدينية و أن ممن أثبت توقيع88ه و تأييده على هذه الفتوى هم أولئك المشائخ ال88ذين عارض88وه فيم88ا بع88د و أع88نى وج88وه علماء السنة في عصره الشيخ عبد الله مخدوم الملك و الشيه عبد النبي صدر الص88دور و القاضي جالل الدين الملتاني قاضي القضاة و الشيخ نظ8ام ال8دين البدخش8ي و رج88اال

آخرين من علمائهم الكبار.

و هذه الفتوى دليل ساطع على أن »أكبر« لم يخالف أحكام الق88رآن فيم88ا فع88ل و إنم88ارماه أعداؤه بما رموه.

فاختالف الناس بأمر »أكبر« دليل على عظمة هذا الرج88ل، و أن88ا شخص88يا، و إن كنت ال أنفي عن »أكبر« كل ما ألصق به من تهم، إال أنن88ا نبرئ88ه من مخالف88ة اإلس88الم و دع88وى

النبوة أو األلوهية، و ذلك ألسباب، منها:

أوال- ما رواه المؤرخون من أن أحد رجال حاشيته ق88ال ل88ه ذات ي88وم أن88ه س88مع الن88اس يقولون عنه بأنه نبي و أنه إله. فقال »أكبر«: سبحان الله كيف ج88از له88ؤالء الحمقى أن

يعتقدوا بان يكون المخلوق إلها أو أن يؤمنوا بمجئ نبي و قد ختمت النبوة.

ثانيا- إن أكبر لم يكن جاهال حتى يؤمن بمثل ه88ذه الخراف88ات ب88ل ك88ان عالم88ا ع88اقال من فح88ول العلم88اء و الحكم88اء، و ت88دل مذكرات88ه ال88تي تركه88ا على عل88و كعب88ه في األم88ور السياسية و العسكرية و لعله لو كان كتب بالدين لرأيناه ال يقل رفع88ة من ه88ذه الناحي88ة عن الناحية السياسية، و لكنه لم يفعل، و كونه أهم88ل ه88ذه الناحي88ة دلي88ل على أن ه88ذه

األمور الدينية لم

64ص:

تشغل حيزا كبيرا من تفكيره. كما نعتقد ب88ان، دين88ه ال8ذي أبتدع88ه، إن ص88ح ذل88ك، فإنم88ا يكون لرجال القصر و الحاش88ية ال8ذين ك88انوا خليط8ا من الن88اس و ك88ان من ال88واجب أن يؤلف بين قلوبهم في نظام خاص ال عالقة له بالمعتقد، أما و أن88ه ل88و ك88ان يح88رص على نشر هذا ال8دين خ8ارج القص8ر لرأين88اه يفع8ل ش8يئا في س8بيل ذل8ك ثم لرأين88ا كث8يرا من

المنافقين و الم88تزلفين و االنته88ازيين و الط88امعين يؤمن88ون به88ذا ال88دين، و ه88ذا مم88ا لميحدث.

ثالثا- لو صح ما أتهم به لرأينا العلماء يفتون بكفره و بقتله، و هذا ما لم يحدث أيضا.

رابعا- إذا صح أن بعض الناس ق88د نس88بوا إلي88ه دع88وى النب88وة أو األلوهي88ة فإن88ه ه88و غ88ير مسؤول عن عقائد الناس، و الهنادكة ال8ذين تع8ودوا أن ي88روا آلهتهم تس88ير على األرض،

يسرهم بأن يؤمنوا بهذا اإلله العظيم، فهم إذن الذين نحتوا له صنما و عبدوه.

و أما تقرب »أكبر« من الهنادكة و غيرهم من أهل الهند فق88د فع88ل ن88ابليون بع88ده مث88ل فعله، فأسلم في مصر و لبس العم88ة و ع88اش عيش88ة الممالي88ك المص88ريين، ح88تى ظن الناس ال بل و ادعى كثير منهم بأنه مسلم، و قاوم البابا و الكنيس8ة ح88تى ظن كث8ير من الناس بأنه ملحد، و لكنه لما مات مات مسيحيا مؤمن88ا بدين88ه، و لربم88ا ل88و ك88ان ن88ابليون عاشر الهنادكة أو البوذيين أو غيرهم لصار منهم أو حسبه هؤالء أنه منهم، فمهمة الملك مهمة عويصة ال يدرك صعابها إال من يعانيها ال سيما في أيام كان الدين في الحي88اة ك88ل

شئ.

و من الجدير بالذكر أن عصر »أكبر« كان من أزهى العص88ور، و ك88انت الهن88د في زمان88ه تعج بالعلماء و الفقهاء و المرش88دين الع8املين و المتص88وفين الع8اكفين، و ك88انت دع8ائم اإلسالم قوية و ثابتة، و كان الهنادكة يدخلون في اإلسالم أفواجا بعد م88ا رأو من الحري88ة التي منحها لهم االسالم في ظل مليكهم المتسامح الفذ، و ما جرى من االص88الحات في عهده الزاهر فقد أدار الهند ادارة ممتازة قل من سدد لمثلها في األوائل و األواخر، ألنه إلى زمانه هو كانت سلطنة الهن88د غ88ير متركن88ة على قواع88د ثابت88ة، و ال س88ائرة بانظم88ة مقررة، بل كان السيف وحده حكما، و ك88انت الث88ورات متص88لة، و اه8واء االش8خاص هي الغالبة. فبنى أكبر دولته هذه على أصول ادارة جديدة، فارسية مغولية، غاية في الضبط و الدق88ة، و رف88ع اس88تبداد االم88راء، و ازال الفوض88ى من البالد، و ج88ذب الى االب88واب

السلطانية أولئك االمراء و الملوك

65ص:

الذين كانوا يستبدون بالرعايا فأرضاهم و اراح الرعايا من ضررهم، و شكل الدولة على النسق الحالي المتبع بهذا الوقت في العالم فهناك الوكيل أى رئيس النظ88ار )و األت88راك الى اليوم يسمون الناظر وكيال و الصدر األعظم رئيس ال88وكالء( ثم ال88وزير و ه88و ن88اظر المالية و خان خانان أي ناظر الحربية. و كان عنده ناظر البالط السلطاني )نظير مشير المابين الهمايوني عند آل عثمان( و ناظر العدلية و كان اسمه الص88در، و غ88ير ذل88ك من

المناصب.

والية كبرى كل منه88ا تنقس88م الى م88ا يش88به الي88وم األلوي88ة و هلم18و أما البالد فكانت جرا. و كانت االدارة الملكي88ة في أي88دي الف88رس كم88ا أن الجيش ك88ان باي88دى المغ88ول و

ألفا و هذا شئ غير معهود في ذلك الوقت و أم88ا140الهنود. و كان عدد الجيش الدائم مليون جنيه، و هذا أيضا شئ هائ88ل100دخل الخزانة السلطانية فكان نحو مليارين أى

بالنس88بة الى ذل88ك ال88زمن. و عام88ل أك88بر الهن88ود برف88ق عظيم، و رف88ع عنهم ض88روباالهانات.

و ص88درت األوام88ر الى جب88اة الخ88راج ب88أن يص88بروا على الفالحين في اس88تئداء األم88وال األميرية، بل يقووهم من بيت المال في سنى القحط. كذلك توسل أكبر بوسائل ناجع88ة في قتال المجاعات التي تكثر في الهن88د في األع88وام ال88تي يحتبس فيه88ا الغيث. و ك88ان يعاقب األمراء الذين يظلمون اال كرة الذين هم ق88ائمون بخدم88ة اراض88يهم. و م88ع ش88دة ميل88ه الى البراهم88ة، و مراعات88ه لهم، عارض88هم في قض88ية اح88راق النس88اء الالتي م88ات بعولتهن، و عادة ابق88اء النس88وة الالتي تم88وت ازواجهن و هن في س88ن العاش88رة أرام88ل طول الحياة ال يحق لهن أن يتزوجن. ثم منع التبكير في الزواج فك88ان يال يس88مح ب88زواج

.14 و ال بزواج الفتاة قبل سنة 16الشاب قبل سن

و كانت اللغات المعروفة في الهند، عدا لغات الهنود االصليين، ثالثا: العربية لغ88ة ال88دين االسالمي، و التركي88ة لغ8ة األس8رة التيموري8ة، و الفارس8ية لغ8ة البالط و الدول8ة. فوض88ع »أك88بر أو ش88جع على وض88ع« لغ88ة »األوردو« ال88تي تش88تمل على كث88ير من الع88ربي و الفارسي و التركي مع الهندي. فسهل التفاهم بين األمم الهندي88ة و اتس88عت ه88ذه اللغ88ة

تدريجيا حتى انه ليتكلم بها اليوم جل سكان شبه القارة الهندية.

66ص:

أكبر في نظر الغرب:

يزعم البعض بأن أكبر قد حاز رضا الغرب لتجديفه ضد االس88الم في كث88ير من حاالت88ه، و الواقع ان معظم من كتب عن88ه من الغرب88يين اطنب88وا في ذك88ر المحاس88ن و االص88الحات التي ظهرت في عصره و خاصة ما تم8يز ب8ه من التس8امح ال8ديني و لكن لم تخل8و كتب الغربيين من انتقادات و شطط في تفس88ير كث88ير من الح88وادث المزعوم88ة أو الص88حيحة التي ذكرها الباحثون عنه، و كنموذج عن رأى الغرب في أكبر نقتطف بعض ما كتبه عنه المؤرخ ول دي88وارنت، و ال يع88ني بالض88رورة اثباتن88ا آلرائ88ه بأنن88ا نوافق88ه على جمي88ع تل88ك األفكار التي طرحها بل ستجد ان بعض هذه اآلراء قد رددنا عليها في مكان آخ88ر ض88من البحث و هو على كل حال ال يطلق احكامه جزافا انما ليس من السهل الوثوق بك88ل م88ا اعتمد عليه من مصادر كما اننا ال نخفي ذك88ره الم88ور مهم88ة في س88يرة اك88بر، ق88ال: »و كانت زوجة همايون قد أنجبت له أثناء نفي88ه و فق88ره ول88دا أس88ماه )محم88دا( تبرك88ا به88ذا

األسم، لكن الهند أطلقت عليه »أكبر«- و معناها »البالغ في عظمته ح88دا بعي88دا«- و لم يدخروا من وسعهم شيئا لتنش88ئته رجال عظيم88ا، ب88ل إن أس88الفه ق88د تع88اونوا على اتخ88اذ التدابير كلها ليبلغوا به قمة العظمة، ففي عروقه تجري دماء »بابر« و »جنكيز خ88ان« و أعد له المربون في كثرة، لكنه رفضهم جميعا و أبى أن يتعلم القراءة، و أخذ يعد نفسه بدل ذلك لتولي المل88ك بالرياض88ة الخط88رة ال88تي م88افتئ يرتاض88ها، فأص88بح فارس88ا يتقن ركوب الخيل إلى حد الكمال، و كان يلعب بالكرة و الصولجان لعب الملوك، و مه88ر في فن سياسة الفيلة مهما بلغت من حدة االفتراس، و لم يتردد قط في ارتياد الغابة لصيد األسد و النمور و في تحمل المش88اق مهم88ا بل88غ عناؤه88ا، و في مواجه88ة المخ88اطر كله88ا بشخصه، و لكي يكون تركيا أصيال، لم يضعف ضعف اإلناث فيمج طعم الدماء البش88رية: من ذلك أنه لما كان في عامه الرابع عشر، دعى ليظفر بلقب »غازي«- و معناها قات88ل الكفار- بأن قدموا له أسيرا هن88ديا ليقتل88ه، فب88تر رأس الرج88ل ب88ترا في لمح88ة س88ريعة و بضربة واحدة من حسامه، تلك ك8انت الب88دايات الوحش8ية لرج88ل كتب ل8ه أن يك8ون من

أحكم و أرحم و أعلم من عرفهم تاريخ الدنيا من ملوك.

و لما بلغ الثامنة عشرة من عمره تسلم مقالي8د األم8ور من ي8د الوص88ى على عرش8ه، وكانت رقعة ملكه تمتد فتشمل أكثر من ثمن مساحة الهند كلها- فهي شريط من

67ص:

األرض يبلغ عرضه نحو ثالثمائة ميل، و يمتد من الحدود الشمالية الغربية عند ملتان إلى بنارس في الجانب الشرقي، و أمتأل بما كان يمتلئ به جده من حماسة و جشع، فش88رع يوسع هذه الحدود، و استطاع بسلسلة من الحروب التي لم تع88رف الرحم88ة أن يبس88ط سلطانه على الهندستان كلها، ما عدا مملكة راجبوت التي تخضع ألسرة موار، فلما عاد إلى دلهي نزع عن نفسه الس8الح، و ك8رس جه8ده إلع8ادة تنظيم حكوم8ة ملك8ه، و ك8ان سلطانه مطلقا فهو الذي يعين الرجال للمناص88ب الهام88ة كله88ا، ح88تى م88ا يق88ع منه88ا في األقاليم النائية، و كان معاونوه األساسيون أربع88ة: رئيس ال88وزراء و يس88مى »فق88يرا« و وزير المالي88ة و يس88مى »وزي88را« أحيان88ا، و أحيان88ا يس88مى »ديوان88ا«، و رئيس للقض88اء و يسمى »بخشى« و رئيس للديانة اإلسالمية و يسمى »صدرا«، و كان كلما ازداد حكم88ه استقرارا و رسوخا في القلوب، ق88ل اعتم88اده على الق88وة الحربي88ة، مكتفي88ا بجيش دائم من خمسة و عشرين ألف88ا، ف88إذا م88ا نش88بت ح88رب، زادت ه88ذه الق88وة المتواض88عة بمن يجندهم الحكام العسكريون في األقاليم- و هو نظام متصدع األس88اس ك88ان من عوام88ل سقوط اإلمبراطورية المغولية في حكم »أورنجزيب« و فشت الرش88وة و االختالس بين هؤالء الحك88ام و مع88اونيهم، ح88تى لق88د أنف88ق »أك88بر« كث88يرا من وقت88ه في مقاوم88ة ه88ذا الفساد: و اصطنع االقتصاد الدقيق في ضبط نفقات حاشيته و أهل أسرته، فحدد أسعار الطع88ام و س88ائر األش88ياء ال88تي ك88انت تش88ترى لهم، كم88ا ح88دد األج88ور ال88تي ت88دفع لمن

تستخدمهم الدولة في شئونها، و لما مات، ترك في خزينة الدولة ما يعادل بليون ري88ال،و كانت إمبراطوريته أقوى دولة على وجه األرض طرا.

كانت القوانين و الضرائب كالهما قاسيا، لكنهما كانا مع ذلك أقل قسوة منهما قبل ذلك العه88د، فق88د ك88ان مفروض88ا على الفالحين أن يعط88وا الحكوم88ة مق88دارا من مجم88وع المحصول يتراوح بين السدس و الثلث، حتى لقد بلغت ض88ريبة األراض88ي في الع88ام م88ا يساوي مائة مليون ريال، و كان اإلمبراطور يجمع في شخص88ه الس88لطات التش88ريعية و التنفيذية و القضائية، و ك88ان إذا م88ا جلس في كرس88ى القض88اء األعلى، أنف88ق الس88اعات الطوال ينصت إلى أقوال المتخاصمين في القض88ايا الهام88ة، و ك88ان من قوانين88ه تح88ريم زواج األطفال و تحريم إرغام الزوجة على قت8ل نفس8ها عن8د م8وت زوجه8ا و أج8از زواج األرام88ل، و من88ع اس88ترقاق األس88رى و ذبح الحي88وان للق88رابين، و أطل88ق حري88ة العقي88دة

للديانات كلها، و فتح المناصب

68ص:

لذوى الكفاءة مهما يكن من أمر عقيدتهم أو جنسهم، و منع ضريبة الرؤوس، التي ك88ان الحكام األفغان يفرض88ونها على الهندوس88ين ال88ذين ي88أبون ال88دخول في اإلس88الم، و ك88ان تشريعه في بداية حكمه يبيح عقوبات من قبيل بتر األعضاء، أما في نهاية عه88ده فربم88ا بلغ التشريع في بالده من الرقى م88ا لم تبلغ88ه أي88ة حكوم88ة أخ88رى في الق88رن الس88ادس عشر، إن كل دولة تبدأ بالعنف ثم تأخذ في طريق المدنية الذي ينتهي إلى الحرية )ذلك

إن أمنت على نفسها الخطر(.

لكن قوة الحاكم كثيرا ما تكون ضعفا في حكومته، فقد كان بن88اء الحكم قائم88ا إلى ح88د كبير على »أكبر« بما كان له صفات عقلية و خلقية ممت88ازة، و ل88ذلك ك88ان من الب88ديهي أن يتعرض كل ذلك لإلنهيار بعد موته، و ب88الطبع ق88د تحلى بمعظم الفض88ائل م88ا دام ق88د استأجر معظم أقالم المؤرخين: فكان خير رياضى و خير فارس و خير محارب بالسيف، و من خير المهندسين في فن العمارة، و ك88ان ك88ذلك أجم88ل رج88ل في البالد كله88ا، أم88ا الواقع فإنه كان طويل الذراعين، مقوس الس88اقين، ض88يق العي88نين كس88ائر المنغول88يين، رأسه يميل نحو اليس88ار، و في أنف88ه ثؤل88ول )زائ88دة جلدي88ة(، لكن88ه ك88ان يكتس88ب ش88كال محترما بنظافته و وقاره و هدوئه و عينيه الالمعتين اللتين كانتا تتألآلن )كم88ا يق88ول أح88د معاصريه(: »تألأل البحر في ضوء الشمس« أو كانتا تشتعالن على نحو ترتعد له ف88رائص المعتدي كما حدث لفاندام أما نابليون، كان ساذج الثياب يغطي راسه بغطاء م88زركش، و يرتدى صدرا و سراويل، و يرصع نفسه ب88الجواهر، و ي88ترك قدمي88ه ع88اريتين، و ك88ان ال يميل كثيرا إلى أكل اللحم، ثم امتنع عنه امتناعا تاما تقريبا في أواخر سنيه قائال »إن88ه ال يجمل باإلنسان أن يجعل من معدته مقبرة للحيوان« و مع ذلك فقد ك88ان ق88وى الجس88د ق88وى اإلرادة، و ب88رع في كث88ير من أن88واع الرياض88ة ال88تي تحت88اج إلى حرك88ة و نش88اط، و

اس88تخف بس88تة و ثالثين ميال يمش88يها في ي88وم واح88د، و ك88ان يحب اللعب ب88الكرة و الصولجان حبا حدا به أن يخترع كرة منيرة ليتمكن الالعبون من القيام بلعبتهم هذه في ظلمة الليل، و ورث من أسالفه في أسرته ميولها االندفاعية القوي88ة، و ك88ان في ش88بابه )مثله في ذلك مثل معاصريه( ق88ادرا على مش88كالته باالغتي88ال، لكن88ه راض نفس88ه ش88يئا فش88يئا على أن يجلس على برك88ان نفس88ه- على ح88د تعب88ير و ودروولس88ن- و امت88از من

عصره امتيازا بعيد المدى في ميله إلى العدل، يقول »فرشتا«: إن رحمته لم

69ص:

تعرف حدودا بل إنه كثيرا ما ذهب في هذه الفضيلة ح88تى ج88اوز به88ا ح88دود الحكم88ة »و كان كريما ينفق األموال الطائلة إحسانا، أحبه الناس جميعا، و خصوصا الطبقات ال88دنيا، فيقول عنه مبشر جزويتي »إنه كان يتقبل من أهل الطبق88ات ال88دنيا عطاي88اهم الحق88يرة بوجه باسم، فيتناولها بيديه و يضمها إلى صدره، م88ع أن88ه لم يكن يفع88ل ذل88ك م88ع أفخ88ر الهدايا التي كان يقدمها له األشراف، و قال عنه أحد معاصريه إنه كان مص88ابا بالص88رع، و روى عنه كثيرون أن داء السوداء كثيرا ما كان يس8تولى علي8ه إلى درج8ة تس8ود معه8ا نظرته إلى الحياة اسودادا مخيفا و كان يش88رب الخم88ر و يأك88ل األفي88ون في اعت88دال، و لعله فعل ذلك ليكسب واقع حياته المظلم شيئا من البريق، و لقد ك88ان أب88وه كم88ا ك88ان

أبناؤه يشربون الخمر كما شربها و يأكلون األفيون كما فعل.

لكنهم لم يكونوا يشبهونه في ضبطه لنفسه و كان ل88ه ح88ريم يتناس88ب م88ع س88عة ملك88ه، فيروى لنا أحد الرواة »إن له في »أجرا« و في »فتحبور- سكرى«- هكذا يروون بصيغة الصدق- ألف فيل و ثالثون حصانا و ألف و أربعمائة غزال و ثمانمائة خليلة لكنه لم يكن له فيما يظهر شهوات حس88ية و ال مي88ول تدفع88ه إلى االنغم88اس فيه8ا، نعم إن88ه أك88ثر من زوجاته، لكنه كان زواجا سياسيا، فكان يتودد إلى أمراء الراجبوت بزواج بن88اتهم، و به88ذا كسبهم في تعضيد عرشه، و أصبحت األسرة الحاكم88ة المغولي88ة من ذل88ك الحين نص88ف وطنية فيما يجرى في عروقها من دماء، و لقد أعلى رجال من أسرة راجبوت حتى نصبه قائدا أعلى لجيشه، كما رفع أحد الراجات إلى منصب كبير وزرائه، و كانت أمنيت88ه ال88تي

يحلم بها أن يوحد الهند.

لم يكن ذا عقل واقعى دقيق له برودة النطق كما كان لقيصر أو نابليون ب88ل ك88ان ي88ترع بعاطفته نحو دراسة الميتافيزيقيا، و لو أنه خل88ع عن عرش88ه لك88ان من الج88ائز أن يص88بح صوفيا معتزال، كان ال يكف عن التفكير و ال ينقطع عن اختراع الجديد و اق88تراح اإلص88الح لما هو قائم، و كان من عاداته مثل هارون الرش88يد أن يمش88ي باللي88ل متنك88را، ثم يع88ود إلى مأواه و هو جياش الصدر برغبة اإلصالح، و استطاع وس88ط ه88ذه المناش88ط الكث88يرة أن يفسح بعض الوقت لجمع مكتبة عظيمة تتألف كلها من مخطوط88ات جميل88ة الخ88ط و

النقش، دبجها له نس88اخون ب88ارعون ك88انت لهم عن88ده مترل88ة الفن88انين، فهم في عين88ه اليقلون مكانة عن

70ص:

المصورين و المهندسين المعمارين الذين كانوا يزين88ون ملك88ه، و ك88ان ي88زدرى الطباع88ة باعتبارها آلية تتجلى فيها شخصية الكاتب، و لم يلبث أن استغنى عن العينات المخت88ارة من الرسوم األوروبية المطبوعة التي قدمها له أصدقاؤه من الجزويت، و لم تزد مكتبته على أربعة و عشرين ألف كتاب، لكن قيمتها بلغت ما يساوى ثالث88ة ماليين و خمس88مائة ألف ريال عند أولئك الذين حسبوا أن أمثال هذه الكنوز الروحي88ة يمكن تق88ديرها بأرق88ام مادية، و أجزل العط88اء للش88عراء بغ88ير حس88اب، و ق88رب أح88دهم من نفس88ه- ه88و برب88ال الهندي- تقريبا جعله ذا حظوة كبرى في حاشية قصره، و اخيرا نصبه في الجيش قائ88دا، فكان من نتيجة ذلك أن قام »بربال« بحملة حربية أظهر فيها عجزا ش88ديدا، و قت88ل في جو أبعد ما يكون الجو عن خيال الشعراء: و أمر »أكبر« أعوانه من األدب88اء أن ي88ترجموا إلى الفارسية- و قد كانت لغة قصره- آيات األدب و الت88اريخ و العلم في الهن88د، و راج88ع بنفسه ترجمة »الملحمة الخالدة« »ما ها بهارات8ا« و ازده8رت الفن8ون كله88ا في ظل88ه و بتش88جيعه. فش88هدت الموس88يقة الهندي88ة و الش88عر الهن88دي في عه88ده عص88را من أعظم عصورهما و بلغ التصوير- الفارسي منه و الهندي- مرتبة تالية في ارتفاعها لألوج بفض88ل تش88جيعه و أش88رف في »أج88را« على بن88اء الحص88ن المش88هور، و أم88ر أن يب88نى بداخل88ه خمسمائة بناء، عدها معاص88رون من أجم8ل م8ا ت88راه العين في الع8الم كل8ه، و ليس في مقدورنا أن نحكم عليها استنتاجا من آثار العمارة الباقية من عه88د »أك88بر« مث88ل مق88برة »همايون« في دلهي، و اآلثار الباقية في »فتحبور- س88كرى« حيث أقيم ض88ريح لص88ديق »أكبر« المحبوب، الزاهد الشيخ سليم شستى، و هو بن88اء، من أجم88ل م88ا في الهن88د من

بناء.

ثم كان له اتج88اه آخ88ر أعم88ق من ه88ذه االتجاه88ات كله88ا، و ه88و ميل88ه إلى التأم88ل، فه88ذا اإلمبراطور أو شك أن يكون ق88ادرا على ك88ل ش88ئ، تح88رق ف88ؤاده ش88وقا إلى أن يك88ون فيلسوفا كما يشتهى الفالس88فة أن يكون88وا أب88اطرة، و ال يس88تطيعون، أن يس88يغوا حم88ق القدر في حرمانه إياهم ما هم ج8ديرون ب8ه من ع8روش، فبع8د أن فتح »أك8بر« الع8الم، أحس شقاء نفسه ألنه لم يستطع فهما لهذا العالم الذي فتحه و قد ق88ال: »على ال88رغم من أنى أس8ود ه8ذا المل8ك الفس8يح، و زم8ام الحكوم8ة كله8ا في ي8دي، فلس8ت مطمئن الفؤاد لهذه العقائد الكثيرة و المذاهب المختلفة من حولي، ما دامت العظمة الحقيقي88ة

كائنة في تنفيذ إرادة الله، فدع

71ص:

عنك هذه األبهة الظاهرة المحيطة بى، و قل لي كيف أطيب باال، في مثل ه88ذا الي88أس، إذا ما حملت عبء اإلمبراطورية؟ إنى ألرقب ظهور رج88ل حص88يف ذى مب88دأ ل88يزيح عن ضميرى هذه المشكالت التي يتعذر على حلها ... إن الحديث في الفلسفة يفتن88ني فتن88ة تص88رفني عن ك88ل م88ا ع88داها، و إنى ألنص88رف عن س88ماعها رغم أنفى ح88تى ال أهم88ل واجباتي التي تقتضيها أمور الس88اعة« و يق88ول ب88ادوني: »ك88ان يحج إلى قص88ره طوائ88ف العلماء من كل أمة، و الحكماء من كل مل88ة و م88ذهب، و ك88انوا يظف88رون لدي88ه بش88رفيهم الل88ذين كان88ا ش88غلهم الش88اغل و اس88تماعه إليهم، و إذا م88ا فرغ88وا من بحثهم و تقص88 مهمتهم األولى ليال و نه88ارا تح88دثوا في مس88ائل عميق88ة في العلم، و نق88ط دقيق88ة في الوحي، و أعاجيب التاريخ و غرائب الطبيعة، و يقول »أكبر«: إن سيادة اإلنس88ان تعتم88د

على جوهرة العقل.

دعوى الدين االلهي:

و لما كان فيلسوفا فال عجب أن يأخذه شغف شديد بالدين، فقد أغرته قراءت88ه الدقيق88ة لملحمة »ماهابهارات« و دراسته الوثيق88ة لش88عراء الهن88ود و حكم88ائهم بدراس88ة العقائ88د الهندية، و لبث حينا- على األق88ل- ي88ؤمن بم88ذهب التناس88خ، و خيب في88ه ظن أتباع88ه من المسلمين حين ظهر على المأل بعالمات دينية هندي88ة على جبهت88ه، فق88د ك88ان ل88ه ش88غف بمالطفة أصحاب العقائد كلها، ل88ذلك ت88ودد إلى الزرادش88تين ب88أن لبس م88ا يلبس88ونه من قميص و منطقة مقدستين تحت ثيابه، و انصاع للجانتين حين طلب88وا إلي88ه أن يمتن88ع عن الصيد، و أن يحرم قتل الحيوان في أيام معلومة، و لما سمع بالديانة الجديدة المس88ماة بالمسيحية، التي جاءت إلى الهند مع بعثة »ج88وا« البرتغالي88ة، ارس88ل خطاب88ا إلى ه88ؤالء المبشرين التابعين لمذهب بولس، يدعوهم أن يبعث88وا ل88ه ب88اثنين من علم88ائهم، و ح88دث بعد ذلك أن قدم جماعة من الجزويت مدينة دلهي، و حببوه في المسيح حتى أمر كتاب88ه ان يترجموا له العهد الجديد و اباح لهؤالء الجزويت كل حرية في أن ينصروا من ش88اءوا بل عهد إليهم بتربية أحد أبنائه، و في الوقت الذي كان الكاثوليك يفتك88ون بالبروتس88تنت في فرنسا، و البروتستنت- في عهد اليصابا- يفتكون بالكاثولي88ك في إنجل88ترا، و مح88اكم التفتيش تقتل اليهود ]و المسلمين[ في أسبانيا و تسلبهم أمالكهم و »برونو« يقذف ب88ه في الن88ار في إيطالي88ا، ك88ان »أك88بر« يوج88ه ال88دعوة إلى ممثلى ال88ديانات كله88ا في

إمبراطوريته ليعقدوا مؤتمرا، و تعهد لهم بحفظ السالم بينهم و أصدر

72ص:

المراسيم بوجوب التسامح مع المذاهب كله88ا و العقائ88د كله88ا، و لكي يقيم ال88دليل علىحياده، تزوج من نساء البراهمة و من نساء البوذية، و من نساء المسلمين جميعا.

و كان ألذ ما يمنعه بع8د أن ب88ردت في نفس88ه ج8ذوة الش8باب المض88طرمة، المناقش8ات الحرة في العقائد الدينية، و ضاق أكبر ذرعا باالنقسامات الدينية في مملكت88ه، و أفزع88ه االحتمال بأن تؤدي هذه الديانات المتنافسة إلى تمزيق المملكة بعد موته، فاستقر رأي8ه آخر األمر على أن يكون منها ديانة جدية، تضم أهم تعاليم العقائد المختلف88ة في ص88ورة

بسيطة و يحكى لنا المبشر الجزويتي هذا النبأ كما يأتي:

»عق88د اجتماع88ا دع88ا إلي88ه ك88ل رج88ال العلم الب88ارزين و الق88واد العس88كريين في الم88دن المجاورة، لم يستثن أحدا إال األب »رد لفو« ال88ذي ك88ان من العبث أن ترج88و من88ه ش88يئا غير مناصبة هذه الدعوة الدينية العداء، فلما أن اجتمعوا جميعا أمامه، خاطبهم بأسلوب

سياسي ماهر ماكر قائال:

»إنه لمن الشر في إمبراطورية يحكمه88ا رأس واح88د أن ينقس88م األعض88اء بعض88هم على بعض و أن يتباينوا في الرأي .. و من ثم نشأ في البالد أحزاب بمقدار ما فيها من عقائد دينية، و إذن فلزام علينا ان ندمج هذه العقائد كلها في دين واحد، على نحو يجعلها كلها ممثلة في هذا الواحد، و تكون الفائدة الكبرى التي يجنيها كل من هذه الديانات، أن88ه لن يخسر شيئا من جوانبه الحسنة. ثم يكسب كل ما هو حسن في سائر ال88ديانات، و به88ذا

وحده نمجد الله و نهيئ للناس سالمة و لإلمبراطورية أمنا«.

و وافق المجلس مرغما، فأصدر »أكبر« مرسوما يعلن نفسه رئيسا دينيا ال يأتيه الباطل من بين يديه و ال من خلفه، و هذه الرئاسة الدينية هي أهم ما أثرت ب8ه المس8يحية على الديانة الجديدة، و كانت هذه العقيدة الجديدة توحيدا يمثل التقاليد الهندي88ة في التوحي88د خير تمثيل، مضافا إليه قبس من عبادة الشمس و النار مأخوذا من العقيدة الزردش88تية، و فيه عنصر شبيه بالذهب الجانتى في ايثاره لإلمتناع عن أكل اللحوم، و عد ذبح األبقار كبيرة من الكبائر، فما أشد ما اغتبط لذلك الهندوس، و ما أقل ما اغتبط له المسلمون، و صدر بعدئذ مرسوم يجعل االقتصار على أكل النبات إلزام88ا على الن88اس جميع88ا م88دى

مائة يوم على األقل

73ص:

كل عام، ثم سار مع ميول الوطنيين خطوة أخرى فحرم الثوم و البصل، و ح88رم تش88ييد المساجد و صيام رمضان و الحج إلى مكة و غير ذلك من شعائر المسلمين، و لم88ا أراد المسلمون مناهضة هذه المراس8يم، نفى كث8ير منهم، و أقيم وس8ط »محكم8ة الس8الم« في »فتح بور- سكرى-« معبد للديانة المتح88دة الجدي88دة )و ال ي88زال ه88ذا المعب88د قائم88ا( رمزا لألمل الذي كان يضطرم في صدر اإلمبراطور، و هو أن يك88ون أه88ل البالد جميع88ا-

بفضل العقيدة الجديدة- إخوانا يعبدون إلها ال يختلف من طائفة إلى طائفة.

و لم يكن النجاح حليف »الدين االلهي« باعتباره دينا و وج88د »أك88بر« أن التقالي88د أق88وى من أن يهدمها بقوله إنه يج88ل عن الخط88أ، نعم إن بض88عة آالف من الن88اس التف88وا ح88ول الدين الجديد، كان معظمهم ممن يريدون من وراء ذلك اكتساب حظوة عند الدولة لكن األغلبية العظمى ما زالت مستمسكة بآلهتها الموروثة، و أما من الوجهة السياسية فق88د كان لخطته الدينية بعض النتائج المعينة، فلئن كان »أكبر« بوحيه الديني الجديد قد أبدى ش8يئا من األناني88ة و من اإلس8راف، فق88د ع8وض عن ذل8ك خ88ير الع8وض بإلغائ88ه لض88ريبة الرؤوس و ضريبة الحج المفروضتين على الهندوس، و بإطالقه الحري88ة للعقائ88د الديني88ة كلها، و بإضعافه لروح التعص88ب ال88ديني و الجنس88ى و م8ا يتب88ع ذل88ك من جم88ود ال8رأي و انقسام الطوائف، و لقد كسب إلى جانبه بفضل دينه الجديد والء الهندوس، حتى أولئ88ك الذين لم يعتنقوا منهم تلك العقيدة الجديدة، فاستطاع بذلك أن يحق88ق غايت88ه الرئيس88ية إلى حد بعيد، و أع88نى به88ا الوح88دة السياس88ية للبالد. انتهى كالم دي88وارنت، و يظه88ر ان88ه اسرف اسرافا واسعا في خياله بشأن الدين االلهي، و هذا ما ال يفقدنا الثقة بما قدمناه

من رأي فيه.

الخزانة االكبرية:

من مآثر االمبراطور أك88بر أنش88ائه في أك88را لمكتب8ة ض88خمة تحت8وي على معظم م8ا ه8وموجود من عصره من مختلف الكتب و في سائر العلوم و الفنون.

و يقول أبو الفضل عن هذه المكتبة قس88مت المكتب88ة الملكي88ة الى ع88دة أقس88ام، قس88م يحتفظ فيه الكتب في داخل الحريم و قسم آخر يحتف88ظ في88ه خارج88ه. و رتبت األقس88ام على حسب قيمة الكتب و مترلة المواضيع التي كتبت فيها. فنجد لكل من كتب العربي88ة

و الفارسية

74ص:

و اليونانية و الكشميرية قس88م مختص به88ا، ك88ذلك خص88ص لكتب الش88عر مك88ان و لكتب الن88ثر مك88ان آخ88ر. و يحض88ر العلم88اء ببعض الكتب القيم88ة ك88ل ي88وم و يقرأونه88ا لجالل88ة األمبراطور، و هو يستمع إليها بسرور و شغف و عندما تنتهي ق88راءة الي88وم يعلم جاللت88ه في الصفحة بقلمه الخاص و يمنح القارئ من النقود أو من الج88وائز الذهبي88ة أو الفض88ية جائزة يختلف قدرها باختالف عدد الصفحات التي قرأها، و قلم88ا نج88د من الكتب الهام88ة كتابا اال و قد تم قراءته أمام جاللة االمبراطور في ردهت88ه الخاص88ة للق88راءة، و ك88ان من سعة أفقه أن ال يخط88ر على ب88ال الم88رء موض88وع س88واء ك88ان علمي88ا أو أديب88ا اال و ك88ان االمبراطور على علم به، و انه ليس من المواع88ظ و الع88بر المس88تفادة من ت88اريخ األمم في العصور الغابرة، إال و قد وجد االمبراطور قد سبق به8ا علم88ا، و المعجب أن لم يكن

يشعر بملل أوسأم و لو قرئ له الكتاب الواحد أكثر من مرة، بل ن88راه ينص88ت و يص88غىإليه في المرة الثانية أكثر منه في المرة األولى.

الميالدية1641و يقول الراهب االسباني األب سباتشيان متنريك الذي زار آجرا سنة

روبي88ة. )س88تة88،6 88،463 731 ألف مجلد تبل88غ قيمته88ا 24تشتمل المكتبة الملكية على ماليين و أربعمائة و ثالث و ستين ألف88ا و س88بعمائة و واح88د و ثالثين روبي88ة، أو س88بعمائة

(.720، 000ألف و عشرين ألف جنية استرليني

الحركة التأليفية في عهده:

أمر أكبر بتصنيف و ترجمة الكثير من الكتب و منها على سبيل المثال:

- ترجمة حياة الحيوان الك8برى لل88دميرى بالفارس8ية، ترجم88ه أب88و الفض88ل بن المب88ارك1 - ترجمة االنجي88ل إلى الفارس88ية، ترجم88ه أب88و2الناكوري سنة ثالث و ثمانين و تسعمائة،

- ترجمة كليلة و دمنة من اللغة الفارسية الغير3الفضل سنة ست و ثمانين و تسعمائة، - آئين أكبرى بالفارسية، كت88اب ض88خم ألبي4المتعارفة إلى المتعارفة، نقله أبو الفضل،

- »أك88بر5الفضل، صنفه سنة أربع و ألف، و هو أحسن الكتب المص88نفة في أي88ام أك88بر، نامه« كتاب في التاريخ ألبي الفضل، ذكر فيه أحوال مل88وك الهن88د من أوالد تيم88ور ك88ور

- ترجم88ة ليالوتي في الحس88اب و المس88احة، نقل88ه من6كان إلى عهد جالل الدين أكبر، - نل88د من منظوم88ة7سنسكرت إلى الفارسية أبو الفيض بن المب88ارك ب88أمر الس88لطان،

بالفارسية ألبي

75ص:

- ترجمة اتهر ابن ويد راب8ع الكتب المقدس8ة8الفيض المذكور منقولة من اللغة الهندية، في زعم الهنود في لغة سنسكرت، نقل شيئا منه الى الفارس88ية عب88د الق88ادر بن مل88وك شاه الب88دايوني، و أعان88ه على ذل8ك الش88يخ به8اون الهن88دي، و نق88ل ش88يئا أب88و الفيض بن

- ترجم88ة9المب88ارك الم88ذكور باعانت88ه ثم الح88اج إب88راهيم الس88رهندي ح88تى تم الكت88اب، »مهابه88ارات« أح88د الكتب التاريخي88ة المقدس88ة في زعم الهن88ادك، ترجم88ه عب88د الق88ادر

- ترجم88ة10المذكور بشركة غي88اث ال88دين القزوي88ني و س88ماه الس88لطان »رزم نام88ه«، »رامائن« )الرامايان( أحد الكتب التاريخية للهنادك في لغ88ة بهاك88ا، ترجم88ه عب88د الق88ادر

- منتخب88ات الج88امع الرش88يدي في اخب88ار الخلف88اء11س88نة س88بع و تس88عين و تس88عمائة، العباسية في بغداد و مصر و الخلف8اء األموي8ة و الخلف8اء الراش8دين، ص88نفه عب88د الق8ادر

- »تكملة بحر األسماء« و هو كتاب في األخبار الهندية، ص88نف الس88لطان12بالفارسية، زين العابدين الكشميرى، و قد فات منه بعض القصص المفيدة فجمعها عبد الق88ادر في

- »منتخب88ات ت88اريخ كش88مير« لمال ش88اه13كتاب و جعله الجزء الثاني من بحر األسمار، - ترجم88ة »ت88زك ب88ابرى« من التركي88ة إلى14محمد الشاه آب88ادى، انتخبه88ا عب88د الق88ادر،

الفارسية، ترجمه عبد الرحيم بن بيرم خان ال88دهلوى س88نة س88بع و تس88عين و تس88عمائة، - »زيج م88رزائى« ترجم88ه من الفارس88ية إلى الهندي88ة كش88ن جوتش88ى و كناك88دهر و15

مهيش و مهانن88د أخب88ار البراهم88ة باعان88ة األم88ير فتح الل88ه الش88يرازى و أبى الفض88ل بن -17- »الناجك« في »التنجيم«، ترجم88ه مكم88ل خ88ان الكج88راتي، 16المبارك الناكورى،

»هربنس« كتاب في أخبار كشن، ترجمه مال شيرى بن يحي الالهوري.

- ترجمة معجم البلدان من العربية إلى الفارسية، قسم أجزاءه السلطان على اث88نى18 - الت88اريخ19عشر رجال منهم البدايوني، و التتوي و الشيخ منور و قاسم بيك ف88ترجموه،

األلفي في أخبار ال88ف س88نة، أم88ر الس88لطان بتص88نيفه أص88حابه و اص88طفى منهم س88بعة88ه الش88يرازي، غي88اث ال88دين القزوي88ني، هم88ام بن عب88د ال88رزاق الكيالني، رج88ال: فتح الل الحكيم على الكيالني، الحاج ابراهيم السرهندي، نظام الدين األك88بر آب88ادي، عب88د الق88ادر البدايوني، ألسبوع كامل ليكتب كل واح88د منهم في اس8بوع أخب88ار س88نة، ف88امتثلوا أم8ره حتى حررت من ذلك أخبار خمس و ثالثين سنة، ثم أمر الس88لطان أحم88د بن نص88ر الل88ه التتوى فاشتغل به و حرر إلى أيام جنكيز خان ثم قتل، فأمر باتمامه جعفر بيك، فأتمه و

حرر الوقائع

76ص:

-20الى عهد الس88لطان أك88بر، و كتب ل88ه الخطب88ة أب88و الفض88ل ابن المب88ارك الن88اكوري، »الطبقات األكبرية« لمرزا نظام الدين بن محمد مقيم الهروى األكبر آبادي، كتاب جم88ع

- »منتخب21فيه أخب88ار المل88وك و الس88الطين إلى الس88نة الثاني88ة و الثالثين الجلوس88ية، الت88واريخ« لعب88د الق88ادر بن مل88وك ش88اه الم88ذكور في ثالث مجل88دات: األول في أخب88ار الملوك من سبكتكين إلى همايون، و هو ما بين اإليج8از و اإلطن8اب، و الث88اني في أخب8ار السلطان جالل الدين أكبر إلى سنة أربعين الجلوسية، و الثالث في ذكر السلطان جالل الدين أكبر إلى س88نة أربعين الجلوس88ية، و الث88الث في ذك88ر من عاص88ره من المش88ايخ و

- »كتاب التس88هيالت في الهيئ88ة«22العلماء و األطباء و الشعراء، و هو كتاب مفيد جدا، - »به88اكوت كيت88ا« نقل88ه من23ص88نفه مال جان88د، و نس88خته موج88ودة في لن88دن اآلن

- »راك س88اكر« كت88اب في24سنس88كرت الش88يخ أب88و الفيض بن المب88ارك الم88ذكور، - ح88ل لنظم ش88اهنامه، جعل88ه تقى25الموسيقى صنفوه في أيام88ه كم88ا في راك دربن،

الدين التسترى منثورا بأمره.

الحركة العمرانية و الفنية:

و كان من الطبيعي ان تزدهر الحركة الفني88ة في ه88ذا العه88د فق88د اس88س اك88بر عاص88مة جديدة هي فتح بور سكري، و كان يحيط بها من ثالث جه8ات س8ور كب8ير طول8ه خمس8ه كيلو مترات، و تطل من الجهة الرابعة على بحيرة صناعية. و شيدت فيها قص88ور فخم88ة و دور للحكومة و مساجد و أسواق. و كان مس88جدها الج88امع من الرخ88ام النقي الناص88ع البياض، و يبدو من مباني هذه المدينة انه لم يراعي في تخطيطه88ا وح88دة عام88ة و انم88ا شيد كل بناء منها مستقال عن غيره. و من هذه المب88اني ال88ديوان الع88ام و قوام88ه خمس طبقات مدرج88ة تفي88ق كلم88ا ارتفعن88ا، و منه88ا »ال88ديوان الخ88اص« لالس88تقباالت الملكي88ة الخاصة و هو بناء مربع من طابقين له أربعة أب8واب و أعم8دة تعلوه8ا مقرنص8ات تحم8ل الس88قف، و تب88دو من الخ88ارج في أرك88ان البن88اء أرب88ع قب88اب ص88غيرة. و ق88د ك88انت ه88ذه

الظاهرة المعمارية األخيرة من مميزات القصور الهندية بوجه عام.

و مبالغة في التفنن في تشييد هذه المدينة أن اإلمبراطور قد بنى فيها أبراجا للحم88ام وطالها باللونين األزرق و األبيض و بنى فيها ساحة كبيرة للعب »البولو« و أخرى لقتال

77ص:

الفيلة و بنى ك88ذلك س88احة واس88عة مربع88ة الش88كل على هيئ88ة ل88وح الش88طرنج ليتس88لى اإلمبراطور بهذه اللعبة المحببة إلى نفسه و بدال من اللعب بقطع الش88طرنج و تحريكه88ا تم تخص88يص فتي88ات راقص88ات يجئن و ي88ذهبن على الطريق88ة ال88تي يتم فيه88ا نق88ل قط88ع الشطرنج. و قد أحيطت هذه المدينة الواسعة بسور عظيم من الحجر ال88رملي األحم88ر. و عندما توفي الشيخ سليم الشيشتي دفن في مدينة فتح بور- سكري و شيد له ض88ريح

فخم من المرمر األبيض و أصبح مرقده مزارا للنساء العقيمات تبركا به و تيمنا.

و لقد وصف اإلنكل88يزي رال88ف فتش ه88اتين الم88دينتين أج88را و فتح ب88ور- س88كري عن88دما )أو العام الذي تاله( بقوله »إنهما أعظم من مدينة لن88دن و على1584زارهما في عام

نسبة عالية من السكان«.

و من الفائدة أن نذكر أن اإلمبراطور أكبر عندما شيد مدينة فتح ب88ور- س88كري ك88ان ق88د شيد أيضا جامعا ذا بواب88ة فخم88ة ت88دعى »بلن88د- دروازة« و معناه88ا »البواب88ة الش88امخة« شيدها تخليدا النتصاراته و وصفها و ليم فنج اإلنكليزي الذي زار مدينة فتح بور- س88كري

بأنها من »أجم88ل البواب88ات و أعاله88ا«. و ه88ذه البواب88ة تعلوه88ا مجموع88ة من1610عام القب88اب و من الغ88ريب أن كتب على أعلى البواب88ة عب88ارة تق88ول: »ق88ال عيس88ى علي88ه

السالم:

هذا العالم مثل الجسر أعبر عليه و لكن ال تبن فيه بيتا و إن هذا العالم باق و لكن ألم88دtnulBقص8ير فاقض8ه في النس8ك«. ه8ذه الكتاب8ة و بألفاظه8ا الم8ذكورة رواها dirfliW

بالشكل المذكور. و لكن رواها ابن عبد رب8ه اإلندلس8ي في كتاب8ه العق8د الفري8د بألف8اظ أخرى هي قال المس88يح علي88ه الس88الم ألص88حابه: »اتخ88ذوا ال88دنيا قنط88رة فاعبروه88ا و ال

تعمروها«.

و مع أن اإلمبراطور أكبر كان قد بنى هذه المدينة باذال أقصى العناية و االهتمام فإنه قد نقل عاصمة ملكه إلى مدين88ة أج88را و هي العاص88مة القديم88ة و على ال88رأي ال88راجح في

و يعزى سبب تحوله عنه88ا به88ذه الس88رعة إلى عج88ز في اإلم88دادات المائي88ة1585سنة التي تروي و تسقي مدينة فتح بور- سكري.

و من آثار االمبراطور أكبر قلعة آكرا المش88يدة ب88الحجر ال88رملي األحم88ر و له88ذا ع88رفت بالقلعة الحمراء )الل قلعه( و لع88ل أعظم أجزائه88ا الب88اب الكب88ير المع88روف باس88م ب88اب

دهلي، و يبدو في

78ص:

بناء هذه القلعة مجمع بين االساليب الفنية االيرانية و األساليب الهندي88ة المحلي88ة و على صعيد التصوير الفني فقد انشأ اكبر معهدا حكوميا للرسم و التصوير الفني التحق به م8ا يزي88د على مائ88ة فن88ان ك88انوا يعمل88ون تحت ارش88اد المص88ورين االيران88يين، و جمعت لهم الصور الفنية الرائعة من ايران ليحاكوها فانتجوا كثيرا منها، كما تم في عهده ما بدأ في عهد أبيه من تص8وير قص8ة االم8ير حم8زة و هي قص8ة ايراني8ة ش8هيرة تض8منت نس8ختها االصلية على حدود ألف و اربعمائة صورة رائع88ة على القم88اش، و تف88رقت ه88ذه الص88ور

في عدد من المتاحف العالمية اليوم.

و شجع أكبر التص88وير االوربي أيض88ا و ك88ان أول اطالع88ه على ه88ذا الن88وع من الفن بع88د أهداء نفر من المبشرين الجزويت نسخة من االنجيل مزين88ة برس88وم الس88يد المس88يح و

م.1580أمه العذراء و ذلك سنة

و يحتوي متحف المتروبوليتان بأمريكا ع8دد من ص8ور المخطوط88ات الجميل8ة من عص8ر أكبر و تحمل امضاءات مشاهير الفنانين حين88ذاك و من بينه88ا ثالث ص88ور من مخطوط88ة )رزم نامه( و هي الترجمة الفارسية لملحم88ة )المهابهارات88ا( و أك88ثر ه88ذه الص88ور اب88داعا

صورة تمثل االله الهندي كرشنا محاوال رفع أحد الجبال في سيالن.

و جاء في )آئين اكبري( قول أكبر عن التصوير:

»أن فريقا من الن88اس يع88ادون فن التص88وير، و ي88بينون عيب88ه و فس88اده، و لكن القلب ال يقبل أقوالهم و أدلتهم، بل أن ما يدل عليه العقل، و تشهد عليه القرائن فالمصور يكون88ه تع88الى من غ88يره من الطبق88ات البش88رية المختلف88ة، ألن88ه عن88د أق88رب إلى معرف88ة الل

تصويره لحيوان يأتي بشبيه لكل عضو من أعضائه، ثم حين يكمل الصورة و ينظر اليه88ا يرى انه رغم ه88ذه الريش88ة المص88ورة الس88احرة، يعج88ز تمام88ا عن أن ينفخ في88ه ال88روح،

فتتجلى له عند ذاك قدرة الخالق المطلقة، و يسجد أمام هذا الصانع العظيم«.

و قد حظى الرسم باالنتعاش و الرقى بفضل عناية أكبر، أكثر مم88ا ن88ال في عه88د غ88يره من األباطرة المسلمين، و قام المعهد بأداء مهمته خ88ير قي88ام، و مأل خ88زائن الفن ذخ88را

ثمينا و لم يزل في تقدم و ازدياد مستمر.

79ص:

يقول أبو الفضل »لقد وشيت الكتب الفارسية نظمها و نثرها بروائع الصور و االشباه، و حوت عددا و ف88يرا، من نم88اذج الفن« و باالض88افة الى »قص88ة أم88ير حم88زة« الم88ذكورة سالفا، وشيت كتب أخرى منها جنكيز نامه، و ظفر نامه، و آئين، و رزم نامه، و هم88ايون نام8ه، و ن88ل دمن، و كليل88ة دمن88ة، و عي88ار دانش و غيره8ا. و ق88د ك8انت الكتب الموش88اة بالص88ور و الرس88وم أك88ثر من أن تحص88ى كم88ا ك88انت ك88ثرة ع88دد الرس88امين ت88دعو إلى األعجاب، و لعله من أهم المخطوطات الموشاة قدمه هذا المعهد في عه88د أك88بر، و م88ا يشهد على الفن فيها مع الحيوي8ة النابض8ة و النش8اط اليق8ظ، و الروع8ة المدهش8ة، هي

( و »أن8وار س8هيلى« )4615( و »درب نام8ه« )3714»بابر نام8ه« )النس8خة المرقم8ة ( في المتح88ف البريط88اني بلن88دن، و »تيم88ور نام88ه« في المكتب88ة الش88رقية ب18579

»بتن88ه« و »رزم نام88ه« في مكتب88ة الوالي88ة ب »ج88ابور« و »أن88وار س88هيلى« )النس88خة ( في مكتب88ة معه88د للدراس88ات الش88رقية و االفريقي88ة بلن88دن و »ليلى10102المرقم88ة

( في مكتبة بوديليان بآكسفورد و »أكبر نامه« في القسم الهن88دي254مجنون« )أبيات بمتحف »فكتوريا و البرت« بلندن. و كذلك أع8دت للكتب الفارس8ية نس8خ أخ88رى، زينت بصور خالبة تشهد بجودتها. منها »خمسة نظامى« في مكتبة دايسن بيرنس و »نفح88ات

( في المتحف البريطاني بلندن.1362األنس« لموالنا الجامى )

»أمر جاللة األمبراطور بتصويره كما أمر بتصوير جميع األمراء و الرؤساء ال8ذين ض88مهم بالطه فاعد »البوم« ضخم يشتمل على صور الذين توفوا من قب88ل، لتخلي88د ذك88راهم، و اتبع نفس الطريقة لتخليد ذكرى األحياء منهم، و يعتبر ه88ذا ال88وقت ب88دء العص88ر ال88زاهي

لصنع الصور و التماثيل التي تعبر للفن مساهمة ثمينة قام بها المعهد المغولى.

و نتيجة الهتمام أكبر بفن الرسم و تش88جيعه لذوي88ه أن ح88از ع88دد و ف88ير من الرس88امين سمعة كبيرة و طار صيتهم في أرجاء العالم من أقص88اه إلى أدن88اه، و من اب88رزهم- كم88ا قرر ذلك أبو الفضل- مير سيد علي من تبريز، و خواجه عبد الصمد، دسونت، و بسوان. و هم بج88انب ثالث88ة عش88ر آخ88رين ح88ازوا الس88معة العالمي88ة، و هم كيس88والل، و مكن88د و مشكين، و فرخ، و قلمك، و مادهوم جكن، و مهيش، و خولش كرن، و تارا، و س88اوال، و

ه88رى ب88اس، و رام، و أمث88الهم. و ال يس88تبعد أن يك88ون ه88ؤالء هم دع88اة للرس88امينالموجودين في بالط أكبر.

و يمتاز مير سيد علي و خواجه عبد الصمد اللذين جئ بهما من فارس بأنهما من الرواد

80ص:

6

80 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

المجيدين الذين انبثق على ايديهما فج88ر النهض88ة الحديث88ة، اذ قام88ا في البالط المغ88ولى ببداية النشاط الفني خير قيام، ثم لم يلبث أن توصل أكبر بفض88ل عنايت88ه الواس88عة الى معرفة الفنانين الهنود أيضا، منهم دسونت و بسوان و كالهم88ا كان88ا من الهن88ود أروم88ة و جاء ذكرهما في حديث أبي الفضل بمزيد التبجي88ل و االح88ترام، و ع88دهما أيض88ا من رواد الفن و قد قيل عن دسونت، انه فاق األق88ران ط88را، و ع88د أول رس88امى عص88ره. و أم88ا بسوان فكان ممتازا بتخطيط المنظر الخلفي و تنفي88ذ المالمح و اختي88ار األل88وان و ص88نع األشياء، و ما الى ذلك، و يقتصر أب88و الفض88ل عن ذك88ر م88يزات جمي88ع الرس88امين ال88ذين سبق ذكرهم في »آئين أك88برى« معت88ذرا بأن88ه ل88و أس88هب في س88ردها جميع88ا لط88ال بن88ا

الحديث.

و عن ولع )أكبر( بهذا الفن و ما كان يجري له من المراسيم مع الفن88انين ن88درج م88ا وردأيضا ضمن كتابات أبي الفضل، يقول:

إن التصوير هو صنع ما يضاهى شيئا من األش88ياء و ك88ان جالل88ة االم88براطور مولع88ا به88ذا الفن منذ حداثة سنه. فشجعه أي تشجيع و افرد له كل تسهيل ممكن. و السبب أن هذا الفن كان في رأي االمبراطور من خير وسائل التعليم و ظنه خير م88ا تش88تهيه األنفس و تقربه األعين فأصبحت هذه الغرسة بفضل عنايت88ه أص88لها ث88ابت و فرعه88ا في الس88ماء و

آتت أكلها من الصيت الذائع لكثير من أهلها.

و ك88انت من دأب االم88براطور أن يق88دم الي88ه المش88رفون و الكت88اب )داروغ88ات( جمي88ع النتاجات الفنية كل أسبوع، فيأمر لهم بالجوائز حسب احقيتهم بها. و من ضمن الج88وائز أن يأمر لبعضهم بزي88ادة الم88رتب الش88هري. و أنتج ذل88ك أن ح88ازت الم88واد األولي88ة له88ذا االنتاج تقدما ملحوظا و كانت الحاجيات و األشياء المستعملة في العمل تختار من أرقى

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 6

األنواع و أجودها من غير نظر الى ارتفاع ثمنها. ف8ذخر ه8ذا المعه8د بنت8اج أرف8ع و أج88ود منها في العهود السابقة. فحفلت نماذج الرسم و التص88وير ب88الجودة و الروع88ة ال88تي لم يكن لها عهد بها من قبل، و برز من مهرة الفنانين من لم يوجد لهم ند و مثيل. فها هي ذخائر الفنون لبه88زاد ال8تي ال تق8ل جودته88ا و ب8داعتها من انتاج88ات الرس8امين األورب88يين الذين يشهد العالم بفضلهم و لعمري أنك تجد فيها من االنسجام و دقة الصنع و توض88يح المالمح، و ما الى ذلك، مما لم يشهد الفن له مثيال. و ح8تى ص88ور األش8ياء الجام8دة ق8د

يخيل إليك أنها تترقرق حركة و حياة،

81ص:

و الذين بلغوا منهم درجة الكمال الفني و حازو الشهرة الفائقة يزي88د ع88ددهم عن مائ88ة.أما الذين دونهم أو الذين عدوا من الطبقة المتوسطة فال يحصى عددهم.

ازدهار الشعر الفارسي في عهده:

ك88ان ألع88راض الص88فويين عن الش88عر، ان كس88د الش88عر في اي88ران، فقص88د الش88عراء بمدائحهم سالطين الدولة التيمورية في الهند فلقوا من الكرامة و العطاء ما ف88اتهم في بالدهم و قد عد البدايوني مئة و سبعين شاعرا من أصل ايراني مدحوا هؤالء السالطين

و نالوا جوائزهم.

و ذكر شبلي النعم88اني في كتاب88ه )ش88عر العجم( واح88دا و خمس88ين ش88اعرا ه88اجروا الىالهند في عصر االمبراطور اكبر و حظوا بلقاءه و مدحه.

و قد جمع شبلي المذكور ابياتا من الشعر الفارسي تبين عن حنين شعراء الفارسية فيذلك العصر الى بالد الهند، و تمنيهم ان يظفروا بالسفر اليها، منها قول صائب:

»ال يخلو رأس من الفكر في حبك كما ال يخلو قلب من أمل السفر الى الهند«

و ق88د ك88ان ص88ائب ه88ذا أح88د الش88عراء ال88ذين ه88اجروا الى الهن88د في ص88باهم و اتص88ل في سن السادسة و الثالثين، و الواق88ع ان999باالمبراطور اكبر و توفي في الهند سنة

هنالك مئات الشعراء الف88رس ال88ذين ق88دموا الى الهن88د لم88ا ك88انوا يس88معونه من عطاي88ا ملوكها للشعراء ذلك ان الفارسية طبعت الهند المغولية بطابعه88ا الثق88افي، فك88انت لغ88ة البالط الرسمي، و لم يكن من المستغرب ان يجد كث88ير من أه88ل ف88ارس فرص88تهم في الهند و في بالط اكبر بالذات، فشغلوا مناصب، و كان منهم وزراء و قادة و كانت الهن88د بارة بأبناء فارس فحققت للكثيرين منهم آمالهم، و اعطتهم في س8خاء اك8ثر مم8ا ك8انوا ينتظ88رون في حين ك88انت تقع88د بأمث88الهم و ربم88ا )ممن يفوق88ونهم علم88ا و فك88را و لكن ينقصون عنهم مغامرة( تقعد بهم آمالهم و هم في بالدهم االصلية عن الوص88ول الى م88ا

كانوا يتوقون الى تحقيقه من امنيات غالية و ش88هرة و ث88راء و من بين االس88ماء الالمع88ة من أدباء و شعراء الفارسية على عهد اكبر شاه و جه88ان ك88ير و ش88اه جه88ان: ظه88وري، نظيرى، طالب اآلملي، طالب االصفهاني، طالب كليم، ميرزا قوام الدين جعفر بي88ك بن

آصف خان، مال شكيبي االصفهاني، حياتي

82ص:

كيالني، نواي مشهدي، م88ير محم88د هاش88م س88نجر الكاش88اني، دك88الي االص88فهاني، ام88ير االمراء شريف خان فارسي، شيدا، سعيدي الكيالني، مير محم88د أمين، محم88د ص88وفي،88ه، مظه88ري الكش88ميري، موالن88ا تقي الشوش88تري حكيم حاذق، خواجه ميرزا أحس88ن الل الغيوري، كمال الدين جشمي، مير اسماعيل شاملو، عبد الباقي، تبيني، حكيم فكفور ال هيجاني، قبالن بيك، مرشد خان، تاج عليا، تقي بيرزاد، حي88در عط88اي، ش88اه نظ88ير بي88ك، موالنا قدري، نديم كيالني، رسمي قلندر، محمد ك88اظم ش88يرازي، موالن88ا لطفي، محم88د هاشم كيسا، اسكند كيسا خان، محمد شريف معتمد خ88ان، محم88د هاش88م هن88د و ش88اه، عبد الباقي النهاوندي، عبد الحق بن صفي ال88دين ال88ترك، محم88د قوص88ي بن حس88ين بن موسى الشطاري، الشيخ اسكندر، ح88اج محم88د ج88ان قدس88ي، محم88د قلي س88الم، عب88د بركات منير، مير يحيى الكاشي، مير االالهي، حكيم ركن ال8دين مس88عود مس88يح، م88ولى88ه، درويش حس88ين ولي نسبتي تانيسر، مير حسن بيك رفيع مش88هدي، محم88د لس88ان الل هروي، محمد طاهر خاني كشميري، محمد علي ماهر، محسن فاني، سيد خان ملتاني، حسن فاروقي، مولى حاجي الهوري، خيالي، فاروق، دليري، جاندرا ب88ان برهم88ان، عب88د88ه خ88ان، م88دار المح88امي عالء المل88ك الحمي88د الاله88وري، محم88د وارث، هالمي س88عد الل التوني، محمد صادق، محمد طاهر أسنا، محمد امين بن عبد الحس88ن القزوي88ني، محم88د صالح كنبو، خواجه كمكر خيرات خان، جالل الدين الطباطبائي، الشيخ عنايت الله، عب88د اللطيف الكجراتي الشكر كاني، مال توكرا و غ88يرهم و غ88يرهم من مئ88ات األعالم مم88ا ال يسعنا االحاطه بهم و اخبارهم و ان ذكرنا خالل بحثنا بعض اعالمهم ف88ان الح88ديث عنهم تفصيال يخرج عن نطاق استطاعتنا و حرى بمن يتطلع الى المزيد من أخب88ارهم مراجع88ة

:7الكتب المختصة

83ص:

7 (1) :yb. nahaJ hahs dna rignahaJ fo emit eht gnirud aidnI ni erutaretiL naisreP*.) 1970(

adoraB. namhaR. L. Mluhgom eht ta erutaretiL naisreP fo yrotsihA enworB. G. E yb aisreP fo yrotsoH yraretiL*

inahG ludba: yb truocilbihs: yb majA- lurehS*

dazA niasoH damamhoM; yb sraF I natsiragiN*

الشعر الهندي على عهد أكبر:

كان حكم االمبراطور اكبر »عصرا ذهبيا« ال باعتبار الشعر الهن88دى فق88ط ب88ل و بم88ا أن88ه انتج ع88ددا غ88ير قلي88ل من ش88عراء الط88راز األول ال88ذين انخ88رطت دواوين ش88عرهم و مؤلفاتهم المنظومة الرائعة في سلك المخت88ارات الكالس88يكية. و انم88ا انطبعت بطابعه88ا اساليب الثقافة الهندية كما هي ح8ركت عواط8ف ماليين من الن8اس و أث8رت في قيمه8ا اكثر من كل شئ آخر في تاريخ العهود الوس88طى بالق88ارة الهندي88ة فمن أش88هر مش88اهير

هذا العصر تلسى داس

)sadisiluT(

)و ج88انج(hsenraK )و ك88ارنيش( hgnisnaM )و م88ان س88نكهه( sadruSو سورداس( gnaG )و كيشب داس( sadvahseK )و تودر مال( laM radoTو عبد الرحيم خ88ان( ).nesnaT )و تان سين( nahksaR )و راس خان( nanahK nahKخانان(

)في معزل عن الناس و كان وحيد الط88راز،saranaBأقام تلسي داس بمدينة بنارس( محبا للخلوة، لكنه كان مع ذلك ق88د ح88از على ش88هرة ادبي88ة طائل88ة. و ك88ان ه8و الش88اعر األكبر الذي قرب العقيدة الهندوكية المختصة بقداسة رام و مثله في ذلك مثل المهاراتا

).raweM )بطل ميوار( hgniS PatraP anarahaMبرتاب سنكهه(

و من أش88هر المؤلف88ات لتلس88ى داس كتاب88ه المنظ88وم المس88مى ب88رام ج88ريت من88اس(sanaM atirahcamaRالذي ينعت باسمى النعوت فيق88ال ان88ه »كالكت88اب المق88دس(

لدى ماليين من الهنادكة« و ليس ذلك مثاال اروع لالدب الهندي فقط و لكن8ه في الواق8ع ك88ان دس88تور الفلس88فة و األخالق ال88ذي يق88رر في أذه88ان المواط88نين المع88اني الس88امية الفاضلة للحب و االذعان. أما اللغة التي استعملها تلسى داس فهي لغ88ة س88هلة مألف88ة،

ahsahBلغة جم88اهير الطوائ88ف الهندكي88ة أو ل88وك بهاش88ا( koLه88ذا و يمث88ل الكت88اب( ahtaroS )و سوراتها( ahoDضروبا شتى من األفاعيل المألوفة لدى الجمهور، كدوها(

)ثم ان88ه ينقس88م الى س88بعة أج88زاء، تص88ورiaPuhC )و تش88وباى( dnahhC)و سوائي( maRأمام القراء سيرة الورد رام تشندر( irS ardnahCملك اجودهي88ا الش88هير في(

88ه و يق88دم الي88ه تلس88ى أساطيرهم الملفقة. و الذي يعتبر عند الهنادكة مث88اال جس88دانيا للداس أبر التحيات على ما معناه:

»الع88الم تمام88ا مآلن من األم المقدس88ة )س88يتا( و من الل88ورد )رام( فه88ا ان88ا ذا اس88لمباالنحناء

84ص:

امامهما، مطبقا لليدين«.

akirtaPو انما يتلو ذلك في األهمية و يناى بتريكا( ayaniVلتلسى داس ايضا، و ه88و( مجموع يتألف من أناشيد و أغان في األدعية و التسبيحات. و لقد الحظ المؤرخ اسمث(

htimS )و وافقه على ذلك السير ج88ورج جرييرس8ون( nosreirG egroeG riSب88ان( )لتلس88ى داس واس88طة العق88د في األدب الهن88دي و انanayamaRكت88اب الرامايان88ا(

مؤلفه الكبير تلس88ى داس ن88ابغ عبق8ري بال م8دافع. و بم88وجب رأيهم88ا تط8ورت أس8اليب تلسى داس على اختالف المواضيع و تغاير الشخصيات التي يحوك الكالم حوله88ا. فك88ل بطل متمايز بشخصية بارزة على وجه التحديد تخاله يعيش و يتحرك أمام عينيك متسما بس88مات الكرام88ة و التمجي88د المألوف88ة في عص88ر بطولت88ه. لق88د ك88ان االم88براطور اك88بر

المغولي العظيم في ظهور اسم هذا الشاعر.

)و ه88و الى ج88انب الموهب88ةsadruSو هناك شاعر آخر يتلوه شهرة، اسمه س88ورداس( الشعرية كان ايضا كاتبا قديرا و ربما يفوق تلسى داس و طار صيته و خاصة بعد تأليف88ه

ragaSلكتابه الموس88وم بسورس88اكر( ruSو م88ا الى غ88ير ذل88ك من أناش88يده. و ليس( هناك احد من شعراء اللغة الهندية قبل س88ورداس و ال بع88ده يك88ون أوس88ع معرف88ة من88ه بسيكلوجيا االطفال. و لقد رأى بعض النقاد أنه كان أكثر تفوقا من تلس88ى داس. و ك88ان ملتحقا ببالد االمبراطور اكبر الى ان اشتهر لدى الجماهير بش88اعر اك88را األعمى. و ك88ان

ابوه رام داس ايضا شاعر البالط المغولي في عصر اكبر.

و كذلك يمتاز عصر االمبراطور اك88بر بمس88اهمة الش88عراء المس88لمين في حق88ل األدب و الشعر باللغة الهندية ين88وه جرييرس88ون من بينهم به88ؤالء: جالل ال88دين، و ق88ادر بخش، و

)و مبارك على و تاج و دل88دار و من أك88ثرهمiodraHجمال الدين من سكان هرودوئي( شهرة عبد الرحيم خان خان8ان. و م8ا زال اس8مه م8ذكورا في النهاي88ة متم8يزا ك8الكوكب الدرى في قبة األدب الزرقاء في عهد أكبر. فانه عالوة على تبحره في اللغ88ة الفارس88ية و العربية و التركية. كان من علماء الطراز األول في اللغة السنسكرتية و شاعرا مجيدا يفصح عن قرارات صدره باللغة الهندية مرة و باللغ88ة الراجس88تهانية م88رة اخ88رى. و ق88د وصلتنا مئات من نفثات قلمه المصبوبة في بوتقة الشعر الهندي و على الخصوص ه88ذه

)و من بعض اناشيده تعريبه:ahoDالمزدوجات المعروفة في األدب الهندي بدوها(

85ص:

»ان الحنظل المر مأل الفم، ينبغي أوال و قبل كل شئ ان يقطع رأس88ه، و ثاني88ا ان يملحتماما و هذا هو القول الفصل فيه فإنه على مرارته ال يستوجب اال هذه العقوبة«.

و كانت تربطه بتلسى داس صداقة حميمة و اتصل بعضهما ب88البعض بتب88ادل الرس88ائل و للميالد و ك88ان نج88ل األم88ير1556المخاطبات. و عبد الرحيم خان خانان ول88د في س88نة

الشهير بيرم خان. و كان قائدا كبيرا فاتفق في سنة اربع و ثمانين و خمس مائة و ال88ف للميالد ان قاد عساكر االمبراطور اكبر ضد كج88رات كم88ا قاده88ا في الس88نة التالي88ة ض88د

احمد نكر.

و توا بعد ان اختلس ريب المنون الراجا ت88ودر م88ال، تب88وأ عب88د ال88رحيم كرس88ى ال88وزارة العظمى في س8نة تس88ع و ثم8انين بع8د خمس مائ88ة و ال8ف للميالد. و بقى حي88ا ي88رزق و يخدم االمبراطور جهانكير نحو إحدى و عشرين سنة و س88نأتي على ذك88ره بش88كل أك88ثر

تفصيال فيما بعد.

nahKو من نبغاء المسلمين بالهندية راس خ88ان( saRو ك88ان متحمس88ا في اعتق88اده( anhsirKبقداسة اللورد كريشنا( droLو له منظومات كثيرة تصف جوانب من حي88اة(

)و هذا من بعض أقاويله المنظوم88ة:nabadnirVكريشنا في الغابة الشهيرة وريندابن( )و ل88وlukoG»انني على تقدير كوني بشرا سويا ارضى فقط بالس88كن بقري88ة جوك88ل( ).dnaNكنت كائنا من االنعام ألحببت ان اسوم في مرعى خصيب كبقرات ناند(

و كان االمبراطور اكبر نفسه يحب الش88عر الهن88دي حب88ا جم88ا و يق88ال ان88ه نظم بالهندي88ةiaRأبعاض المقطعات و انتحل اسم اكبر راى( rabkAو منه ما وص88ل الين88ا و طالم8ا(

انخرط في سلك النخب المودعة في مجاميع الشعر الهن8دي. و مم88ا يك8ون اك8ثر طالوة من ذل88ك هاتي88ك االقاص88يص ال88تي على كثرته88ا ت88دور ح88ول العالق88ات المتواص88لة بين االمبراطور اكبر و بين الشعراء في عصره و بالطه. و انما يجدر بالذكر ههنا على سبيل

)تجاوز عن ذنب للراجاitaPaydiVالمثال ان االمبراطور على اقتراح الشاعر فديابتى( hgnisشيو سنكهه( vihS ajaR )صاحب متهيال( alihtiMو ذلك بع88د ان حكم علي88ه(

)ان88ه ذات م88رة ق88امsadvahseKبالعقوبة. و ك88ذلك يق88ال عن الش88اعر كيش88ب داس( )و بن88اء علىahhcrOبمثل هذه الخدمة على حساب الراجا اندرجيب صاحب اورتش88ا(

اقصوصة اخرى اتفق ذات مرة انه سافر

86ص:

)كيم88اrawraMاالمبراطور اكبر و صحبه بيربل فسارا مستقيما من آك88را الى م88اروار( )و هن88اك اقصوص88ة اخ88رى تش88ير الى أنiabariMيس88عدهما الح88ظ برؤي88ة ميراب88ائي(

)ارش88د االم88براطور و ه88و معص88وب األعين، الى مرك88ز الغاب88ة وodaDالش88اعر دادو( رندابن، حيثما صادفته الموهبة بمنظر اللورد كريشنا. هذه االقاصيص ت88روى عن ش88غف

أكبر شاه و تسامحه ازاء االدب الهندي.

و لم تكن هذه الفعاليات األدبية مقصورة على البالط الملكي و ال على اعي88ان الحكوم88ة و لكنها كانت حركة مستمرة للجمه88ور فك88انت توج88د في األري88اف المترامي88ة األط88راف أيضا طائفة كبيرة من األدباء و الشعراء باللغة الهندية و كانوا يتمتعون بتعض88يد لج88انبهم من كبار األقطاعيين و األثرياء األغنياء و من ش88اء فل88يراجع ص88حائف الكت88اب الموس88وم

doniVببندهو ونود( uhdnaB )ت88أليف الس88يد ميش88را( arhsiMأو الكت88اب المس88مى( »بهن88دي س88اهتياكا اتيه88اش« أى ت88اريخ األدب الهن88دى ت88أليف الس88يد رام تش88ندر ش88كال(

alkuhS ardnahC maRو هنالك فقط يمكن للمطالع ان يق88در قيم88ة ال88روح ال88تي( سادت ذلك العصر الذهبي في تاريخ الشعر الهندي على عهد أكبر.

وفاته و ذريته:

بعد ان ألحق أكبر كال من خانديس و أحمد نك88ر بالس88لطنة المركزي88ة و رض88ي من ام88ير بيجابور بالطاعة و الخراج، عهد بوالية الدكن الى ابنه األمير دانيال و عززه بالقائد خ88ان خانان ليشد به عضده، و رجع الى آكره، و توفي على فراش88ه في جم88ادى الثاني88ة س88نة

م( و دفن في اسكندر آباد قريب8ا من أك8را تارك8ا1605 اكتوبر 16اربعة عشرة و الف ) العرش ألبنه سليم )جهانكير( و هو ولده من زوجت88ه البرهمي88ة األص88ل بنت بيه88اري م88ل

م، و كان ألكبر عدة زوجات أخريات منها1562)راجا جيبور( التي كان قد تزوجها سنة بنت راج88ا بيك88انير و بنت راج88ا جيس88لمير و ك88ان ق88د أق88ام ب88ذلك الرواب88ط الودي88ة بين

المسلمين و الهندوس.

و لم تكن رغبة اكبر ان يتولى العرش من بعده ولده سليم هذا و ذلك بس88بب م88ا خلف88ه في نفس والده اكبر من عدم االرتياح بعد العصيان الذي أب88داه س88ليم بمدين88ة ال88ه آب88اد، بقصد االستيالء على الملك ثم تراجع عن ذلك و اعتذر ألبيه، لكن88ه ع88اد و خاص88م وال88ده

االمبراطور

87ص:

و سبب له الما كبيرا بقتله ألحد أكبر رجاله العالمة ابو الفضل و ق88د ك88انت بين س88ليم و بينه جفوة بسبب نصيحته اياه باالنقياد المطلق الى طاعة ابي8ه، فأش8ار الى أح88د اتباع8ه

م(1602 ه- 1011المسمى )راجا رام( والي »بن88دهيل كن88د« أن يقتل88ه، فقتل88ه س88نة ) فغضب أكبر و حزن حزنا صادقا و انتقم من القاتل شر انتقام، و في أثن88اء الحمل88ة على

م( و ت88وفي )داني88ال( في ال88دكن1604 ه- 1013الدكن توفي ولده )مراد( و في س88نة أيضا، فاغتم كثيرا، فتسلم )سليم( الملك و لم يكن يخل88و األم88ر من المت88اعب فق88د رأى رجال البالط ان يبعدوه عن العرش و ان يولوا ابنه خس88رو لكن األم88ور لم تتف88ق لول88ده

م، فأرس88ل س88ليم1606خسرو و من معه من رجال البالط بل انتهت الى فراره س88نة وراءه اثناء عشر الف رجل و ال قوه في الهور فاقتتلوا ففر خس8رو من المعرك8ة و لكن

ألقي عليه القبض و أتي به الى اكره فسجن فيها، و بقي في سجنه الى أن م88ات س88نة م، و بذلك استتبت األمور لالمبراطور سليم جهان كير.1621

من أعالم الشيعة في عهد االمبراطور أكبر:

ه974األمير علي قلي خان الشيباني األزبكي ت

ه985أمير األمراء بيرم خان خانان التركماني ت

ه(1000- و ت بعد 964أمير األمراء عبد الرحيم خان خانان التركماني )

ه983األمير منعم خان التركماني ت

ه1070األميرة خانان بيكم بنت عبد الرحيم خان خانان ت

من العلماء الذين رعاهم أمير األمراء عبد الرحيم خان خانان:

ه1015كاظم بن عبد علي الكيالني ت بعد

ه1020تقي الدين التستري ت

ه1023محمد رضا االصفهاني ت

ه1025محمد علي الكشميري ت

ه(1046- 978عبد الباقي النهاوندي )

و من العلماء في عصر اكبر:

88ص:

ه(997- 920العالم األمير الوزير فتح الله بن شكر الله الشيرازي )

ه(998القاضي محمد اليزدي )ت

ه(1003الوزير العالم شريف اآلملي )ت بعد

ه(1008الوزير شمس الدين الخوافي )ت

ه(1021- 958الوزير الشاعر آصف خان ميرزا بك )

ه(1061العالم الطبيب صدر الدين بن فخر الدين الشيرازي )ت

الطبيب مسيح الملك الشيرازي

(1004همام بن عبد الرزاق الكيالني )ت

تقي الدين الحسيني الشيرازي

أسرة آل الناكورى

ه(954- 934خضر بن موسى اليماني )

ه(1001- 911مبارك الله الناكوري )

ه(1004- 954ابو الفيض الناكوري )

ه(1011- 958ابو الفضل الناكوري )

- .......(976ابو المكارم الناكوري )

- .........(988ابو تراب الناكوري )

(1022- 979عبد الرحمن بن ابي الفضل )

ه(10عبد الله بن علي الشيرازي )القرن

ه(1038نور الدين محمد عبد الله الشيرازي )ت بعد

و من أمراء الشيعة المعروفين في هذا الدور:

م1567 ه/ 974علي قلي خان الشيباني قتل سنة

األمير الكبير علي قلي بن حيدر سلطان الش88يعي الش88يباني أح88د األم88راء المش88هورين. قدم الهند صحبة همايون شاه التيمورى عند رجوعه عن الع88راق م88ع من رج88ع مع88ه من

كبار

89ص:

القادة االزابكة و هم فرع من التيموريين انش88قوا عنهم في عه88د ام8يرهم ش88يباني خ88ان ح88تى ص88اروا ك88أنهم ال ينتس88بون إليهم، و ق88د ق88ام ه88ؤالء الق88ادة و كلهم من الش88يعة و

بزعامة علي قلي خان ببذل كل امكاناتهم القتالي88ة من أج88ل فتح الهن88د و ل88ذلك أقطع88ه همايون شاه المذكور البالد و القالع بناحية سنبهل، فضبط تل88ك البالد و احس88ن الس88يرة في الرعية، و لما قام بالملك اكبر شاه و خرج عليه هيم88ون الهن88دي و قبض على دهلى تقدم اليه و سار معه الى دهلى، فلما قرب من دهلى خرج من المعسكر و معه عش8رة آالف مقاتلة، فقاتل هيمون المذكور اشد قتال و هزمه فلقبه أك88بر ش88اه بخ88ان زم88ان و زاد في منصبه، و اقطاعه فرج88ع الى س88نبهل و اق88ام به88ا زمان88ا ثم ولى على جونب88ور و نواحيها فضبط تلك البالد و فتح الفتوحات العظيم88ة و تحس88س من88ه اك88بر ش88اه ش88يئا ال يرضيه تحسس على قلى من صاحبه شيئا خاف نفسه فخرج عليه، و الت88ف حول88ه كث88ير من الجند و القواد و األمراء، و انتهز فرصة ذهاب أكبر ألخضاع ث88ورة البنج88اب و هج88وم أخيه حكيم مرزا عليها، فاستولى على قنوج و أوده، لكن أكبر رجع بسرعة إلى آك88را، و كان الموسم موسم االمطار و السيول و فيضان األنهار، و ب88رغم ذل88ك س88ار أك88بر ح88تى وصل إلى شاطئ »كنكا«، و كان خان زمان على الشاطئ اآلخر غارقا في بح88ار األمن، مطمئنا إلى أن أكبر ال يستطيع أن يصل إليه في مثل هذه األيام، و لكن أك88بر ك88انت ل88ه همة تتغلب على كل ما أمامه من صعاب، فعندما وص88ل إلى الش88اطئ و لم يج88د س88فنا تنقله إلى الشاطئ اآلخر ألقى بفيله إلى النهر و هو يركبه، و األمراء و القواد من حول88ه يعارضونه في هذه المجازفة الخطيرة، و لكنه لم يب88ال بالمعارض88ة و ال ب88الخطر، و أخ88ذ معه عددا قليال من الجند، و عبروا النهر ليال، و ما إن أصبح الصباح و اش88رقت الش88مس حتى كانت طبول الح88رب ت88دق على أب88واب »ك88ره مان88ك ب88ور« ال88تي ك88ان خ88ان زم88ان يتحصن فيها، فذهل هو و جنده من ه88ذه المفاج88أة، و فق88د الس88يطرة على الموق88ف، و هجم أكبر بجنده القليلين، فقتل خان زمان و تفرق جنده، و استولى اكبر على البل88دة و كانت من أعمال اله آباد و سماها )فتح بور( و غنم الغنائم و قضى على خص88م عني88د. و قد أرخ بعض الفضالء- كعادتهم- لهذا النصر الغريب بهذه الكلم88ات »مب88ارك فتح أك88بر«

م. و لم تكن مع88ارك أك88بر م88ع ه88ؤالء الق88ادة مع88ارك بس88يطة أو1567 ه- 974س88نة مناوشات كما يحدث بين رجال األمن و العصابات، بل كانت معارك ذات شأن كبير، اذ

90ص:

بلغ عدد الفيلة التي اشتركت في المعركة األخيرة نحو ألفي فيل.

و كان الشيباني رجال شجاعا مقداما باسال ذا جرأة و نج88دة يقتحم في المخ88اوف و يفتح األبواب المغلقة عليه بهمته و نجدته و كان يحب العلماء و يحسن إليهم و يقربهم إليه و

يبذل الصالت الجزيلة عليهم و على الشعراء.

كما كان شاعرا مجيد الشعر، له أبيات رائقة بالفارسية منها:

عيس88ى نفس88ى ك88ه راز او ح88يرانمجون طره خويشتن بريشانم كردكرد

از كف88ر س88ر زل88ف خ88ودم ك88افرساخت

وز مص88حف روى خ88ود مس88لمانمكرد

.382 رقم 249- 284/ 4- مآثر األمراء، نزهه

م1577 ه. 985بيرم خان خان خانان استشهد في

)خان خانان( لقب كان يخلعه أباطرة دهلي على أكبر موظف في الدول88ة، و ه88و مقاب88ل اللقب التركي بكلر بك، و كان هذا اللقب مستعمال في عهد بابر فقد منح ل88دوالور خ88ان ولد دولت خان، و من األلقاب المماثلة لهذا اللقب هو )خان دوران( و )خ88ان جه8ان( أي سيد العالم، و اشهر رجل حمل لقب خان خانان هو األمير الكب88ير ب88يرم خ88ان بن س88يف علي بن يار علي بن شير علي التركماني البلخي الشيعي، و ولده من بعده األم88ير عب88د

الرحيم خان.

كان األمير الشهير بيرم خان من اسرة تعرف ب )البهارلو( أحدى الفروع القوية لقبيل88ة قره قويونلو، و هي قبيلة تركماني88ة ش88يعية س88كنت من88ذ الق88ديم ش88مال بح88يرة )وان( و عرفت بهذا األسم نسبة الى لون علمهم و بقول بعض آخر ل88ون خ88رافهم، له88ذا يطل88ق عليهم هؤالء أسم قبيلة الخروف األس8ود، أو قبيل88ة الش88اة الس8وداء و ال8تي ق88اد كتائبه8ا

ثم كان له و ال سالفه الدور الكب88ير1390الحربية الزعيم الطموح قره يوسف منذ عام في األحداث التاريخية التي شهدتها المناطق المجاورة الرمينية و آذربيج88ان و الع88راق و غيرها، و كان الجد األكبر للمترجم له ب88يرم، و المس88مى علي ش88كر التركم88اني ص88احب

امالك واسعة في همدان

91ص:

و غيرها اما ابنه أو حفيده شير علي المذكور والد جد بيرم فكان يعرف أيضا باسم شير علي و هو أحد قادة ميرزا جهان شاه براني الذي ت8زعم قبيل88ة ق8ره قويونل88و، بع88د قت88ل الزعيم أسكندر القرة قويونلو، و الذي حكم آذربيجان و حص88ل على اع88تراف الس88لطان شاه رخ التيموري، و رافق بير علي التركماني جميع الخط88وات الناجح88ة ال88تي ق88ام به88ا الزعيم ميرزا جهان شاه و خاصة بعد وفاة شاه رخ و تقدم قبيلة القره قويونلو باحتاللها

، و1456-88 1452مساحات واسعة جنوب و غرب آسية و خصوص88ا في الف88ترة م88ا بين

مع أنه اصطدم فيما بعد بمعارضة أبي سعيد التيموري )السلطان الذي خل88ف ش88اه رخ( اال انه احتفظ لنفسه بحكم آذربيج88ان و مي88ديا و م88ا بين النه88رين )بع88د أن كس88ر ش88وكة حكامها الذين كانوا من نفس قبيلت88ه( و ك88ذلك كرم88ان و ح88تى ش88واطئ عم88ان في بالد العرب الشرقية، و لكن ثورات ابنائه عليه عكرت صفو حكم88ه، و م88ع ذل88ك بقي ص88امدا

، عندما كسره اوزون حسن و قتله و بعد سنتين من هذا الحادث قضي1466حتى عام نهائيا على دولة قره قويونل88و و بالقض88اء على ه88ذه الدول88ة أص88بح ش88ير علي )وال8د ج88د

م1469بيرم( واحدا من قادة السلطان أبي سعيد التيموري و حين قتل ابو سعيد عام أصبح شير علي واحدا من قادة ابنه الس88لطان محم88ود م88يرزا، و مكث مع88ه في حص88ار )شادمان( حيث تزوج السلطان محمود من ابنته باشا بيكم. و سار شير علي من حصار إلى كابل ثم إلى شيراز حيث هزمه ملكها و حاول الفرار، بيد أن خدم السلطان حسين صاحب هراة قبضوا عليه و قتلوه. و استقر ابنه جان علي بك في بذخشان ال88تي ك88انت تشمل فندر، و التحق بخدمة بابر و كذلك فعل ابنه سيف علي الذي توفى و ه88و عام88ل على غزنة كما ذهب إلى ذلك فرشته. و جان علي هو الذي أشار إليه بابر في مذكرات88ه

ه. و933 و 910 و 905 و 903( عن88د حديث88ه عن األع88وام 350 ، ص enikarE)طبعة ولد بيرم في بدخشتان، و يقال إنه التحق هو اآلخر بخدمة بابر، و هذا القول إن صح فال يمكن أن يك888ون إال وقت ص888باه، و تعلم في بلخ، و يظه888ر أن888ه ك888ان من طالب العلم المجدين و المثابرين ثم وفد بعد ذل88ك على كاب88ل و ص88حب هم88ايون إلى الهن88د و حض88ر وقعة »قنوج« المشئومة، و التجأ مع زميندار الهندى إلى سمبهل ال8تي ك8انت من أمالك همايون، و لم يسمح له بالبقاء هناك فقد أرسل إليه شير شاه و أغراه على خدمته. بيد أن بيرم أبى و قال في معرض الجواب على شير شاه إنه ال يوجد من يخلص لمواله ثم

يرتضى

92ص:

العار- و حاول الفرار صحبة زميل له فقبض عليهما، و لم ينقذ بيرم غير تضحية زميله إذ أقنع الذين قبضوا عليه بأنه بيرم و قيل أن نصير خان أحد قادة شير شاه شفع له، فف88ر المترجم له إلى كجرات حيث مد ل88ه الس88لطان محم88ود ي88د المس88اعدة، و لكن88ه تظ88اهر بالرغبة في الحج فسمح له بالتوج88ه إلى س88ورت، ثم ع8اد أدراج88ه و لح88ق بهم88ايون في

و حرضه على السفر الى اي88ران، و ب88رز في بالط الش88اه950 محرم سنة 7السند في طهماسب بمهارته في الفروسية، و كان قائ88د هم88ايون في أفغانس88تان و الهن88د. و ليس من شك في أنه كان السبب في استعادة همايون لملكه، و كسب وقعة »م88ا ش88يفاره«

م، و ربم88ا يع8ود إلي88ه كم8ا يع88ود إلى هم88ايون الفض8ل في1555في إقليم لدهانه ع8ام صدور األمر الرحيم الذي أحال استرقاق نساء األفغ88ان الم88دحورين و أطف88الهم. و ك88ان بيرم مع أكبر في البنجاب عندما باغت الموت همايون، و ما إن وصل إليه نعي88ه، و ك88ان

م )1556في »كالنور« حتى نادى بأكبر سلطانا و أجلسه على العرش في فبراير عام

ه( و لما حاقت بتردى بك الهزيمة المنكرة على يد »هيم88و« في دهلى، أم88ر ب88يرم967 بقتله، و برر فرشته صنيعه هذا، و ش8هد ب88يرم م8ع أك8بر وقع8ة ب8انيبت في نوفم8بر ع8ام

م. و من المؤسف ان نقول إنه هو الذي قتل بيده األسير الجريح هيمو الروارى.1556 و نستبين من مسلك بيرم في شأن تردى بك و أوامره الدقيقة فيما يتصل بمالهى أكبر

( و الح88ق أن88ه ك88ان يعت88بر134. ص 1انه لم يخرج على حقوق الوصاية )خافى خان، ج نفسه في مكان الوالد من أكبر، و لذلك كان يلقب، ب »خان بابا« أي والد الخان.

و فى أكبر بما كان أبوه ق88د وع88د ف88زوج ب88يرم من ابن88ة عم88ه س88ليمة1557و في عام بيكم، و احتفل بالزفاف احتفاال فخما في جالندر. و كان بيرم قد ت88زوج قب88ل ذل88ك بابن88ة مسلم هندى اسمه جم88ال خ88ان الم88واتى و هي أم ول88ده المش88هور عب88د ال88رحيم )اآلتي ذكره(، و لم يكن له و ال ألكبر ولد من سليمة. و قد أدت تصرفات بيرم و ت88أثير »م88اهم أنكه« خاضنة أكبر إلى حدوث وحشة بين الوصى و بين تلميذه، فاضطر بيرم أول األم8ر إلى التسليم و التخلى عن سلطته بيد أن س88لوك خص88ومه أدى ب88ه إلى العن88اد. و أخف88ق بيرم في نضاله فعفا عنه أكبر بما جب88ل علي88ه من عل88و النفس. و س88ار يقص88د الحج الى مكة و لكنه قتل في فتن من أعمال كج88رات في ع88راك م88ع رج88ل من األفغ8ان، و ك88ان

( و أرخ لع88ام وفات88ه بعض العلم88اء1561 يناير ع88ام 31 ه الموافق )985ذلك في سنة »شهيد شد محمد بيرام« و نقل ابن أخيه رفاته

93ص:

إلى مشهد المقدسة بجوار مرقد األمام الرضا عليه السالم.

بف88ردج: ك88ان ب88يرم ش88يعيا، و من األدل88ة على عظمت88ه أن رجال س88نياegdireveBقالت متعصبا مثل البداءوني قد أك88ثر من مدح88ه، و ك88انت ل88ه مش88اركة في األدب، و ال ي88زال ديوانه موجودا. و قد نقل البداءونى و فرشته مختارات من أشعاره، و هن88اك ش88ىء من أخب88اره في أك88بر نام88ه و في فرش88ته )عن88د تأريخ88ه لوفات88ه( و في م88آثر األم8راء للش88اه

nnamhcolB( و من ه88ذا المص88نف األخ88ير اس88تمد بلوخم88ان381، ص 1نوازخ88ان )ج (. و هن88اك فق88رة طويل88ة هام88ة عن315فذلكته في ترجمته لكتاب »آئين أك88برى« )ص

بيرم في كتاب ألفه بالهندستانية شمس العلماء محمد حس88ين عنوان88ه »درب88ار أك88برى«(.196- 157)ص

و ذكره عبد الحي و اثنى عليه جدا و مما قاله األم88ير الكب88ير ص88احب الس88يف و القلم و الش88هامة و الك88رم ب88يرم ... و ك88ان اك88بر ق88واد الدول88ة التيموري88ة لم يكن ل88ه نظ88ير في الشجاعة و الكرم و جعل إليه همايون شاه ثم ولده اكبر شاه االشراف على ال88ديوان و استنابه في الحضور مع الحكام عند فصل الخصام و جع8ل الي88ه والي88ة بعض البالد، و ل88ه من كمال الرياسة و حس88ن مس88لك السياس88ة و المهاب88ة و الص88رامة و الفطن88ة ب88دقائق

األمرو و االطالع على احوال الجمهور و جودة الت88دبير و الخ88برة ب88الخفي و الجلى م88ا ال يمكن وصفه مع النقاوة التامة و الشهامة الكاملة و بعد الهمة و كثرة المعرف88ة لألدب و مطالعة كتبه و االشراف على كتب التاريخ و محبة أهل الفضائل و كراهة ارباب الرذائل و النزاهة و الصيانة و الميل الى معالى األمور، و كان شاعرا مجيد الش88عر بالفارس88ية و

التركية، و من شعره قوله:

شهى كه بكذرد از نه س88بهر افس88راو

اكر غالم على نيست خاك ب88ر س88راو

و ه88ذا في م88دح األم88ام علي )ع( ترجمت88ه: »ان المل88ك الكب88ير ال88ذي يبل88غ علم88ه عن88انالسماء، اذا لم يكن خدم علي فقد تربت يمينه، و رغم انفه«.

.114 رقم 66- 64/ 4، نزهة 385- 384/ 4- دائرة المعارف االسالمية

.71- 70/ 2- مستدركات

94ص:

....(964عبد الرحيم بن بيرم خان )ولد

األمير الكبير البطل األعظم صاحب السيف و القلم مبارز الدين م88يرزا عب88د ال88رحيم بن بيرم خان الشيعي الدهلوى خانخانان سبهساالر الذي لم ينهض من الهند أح88د مثل88ه و ال

من غيره من األقاليم السبعة من يكون جامعا ألشتات الفضائل.

جاء في النزهة: ولد يوم الخميس الرابع عشر من صفر سنة أرب88ع و س88تين و تس88عمائة بمدينة الهور من بطن ابنة األمير جمال خان الميواتي، فلما طعن في الرابع8ة من س8نة قتل أبوه سنة ثمان و ستين و تسعمائة بمدينة فتن من بالد كجرات، فحملوه إلى آك88ره فتربى في مهد الس88لطنة، و خص88ه أك88بر ش88اه ابن هم88ايون ال88تيمورى بأنظ88ار العناي88ة و القبول، و قرأ بعض الكتب الدرس88ية على موالن88ا محم88د أمين األن88دجاني و بعض88ها على القاض88ي نظ88ام ال88دين البدخش88ى، و اس88تفاد فوائ88د كث88يرة عن الحكيم على الكيالني و الشيخ العالمة فتح الله الشيرازي، و لما وصل إلى كجرات أخذ عن الشيخ وجي88ه ال88دين بن نصر الله العلوى الكجراتي، و حيث كان مربيا للعلماء جمع لديه من رج88ال العلم م88ا لم يجتمع عند غيره من الملوك و األمراء فلم يزل يستفيد منهم في كل باب حتى تبح88ر

في العلوم.

و كان من أهل التفتن في الفضائل و اللغات، مقدما في المعارف متكلم88ا في انواعه88ا، ثاقب الذهن في تمي88يز الص88واب منه88ا، و يجم88ع الى ذل88ك كل88ه آداب األخالق م88ع حس88ن المعاشرة و لين الجانب و الحلم و التواضع و الشجاعة و الكرم، جعله أكبر ش88اه مؤدب88ا لولده جهانكير سنة اثنتين و سبعين و تسعمائة و لقبه مرزا خان و ل8ه ثم88ان و عش88رون سنة، و أعطاه النقارة و أرب8ع قب88اب من ل8وازم الس8لطنة، و زوج8ه بابن88ة األم8ير الكب88ير شمس ال88دين محم88د الغزن88وي، و لم ي88زل في ازدي88اد من ال88رقى ح88تى ن88ال منزل8ة في اإلمارة ال يرام فوقه8ا، و فتحت على ي8ده بالد كج8رات و بالد الس8ند و أقط8اع من إقليم

الدكن، و لقبه أكبر شاه المذكور بخانخانان أي أمير األمراء.

و كان له من النقاوة التامة و الشهامة الكاملة و علو الهمة و الكرم م88ا ال يمكن وص88فه مع المعرفة لألدب و مطالعة كتبه، و اإلشراف على كتب التاريخ، و محبة أهل الفضائل،

و كراهة

95ص:

أرباب الرذائل، و النزاهة و الصيانة و الميل إلى معالى األمور، ح88تى لم أج88د ممن ك88ان قبله أو بعده من يأويه في مجموع كماالته، و كان مع ذل88ك ال يعف88و نفس88ه عن مطالع88ة الكتب، فاذا كان على ظهر الف88رس وقت طعن88ة أو نهض88ة رأيت األج88زاء في ي88ده، و إذا

كان يغتسل رأيت األجزاء في يد خدامه يحاذونه و هو يطالعها و يغتسل.

قال عبد الرزاق الحوافي في »مآثر األمراء«: إنه كان أوحد أبناء العصر في الشجاعة و الكرم، ماهرا باللغات المتنوعة من العربية و الفارسية و التركي88ة و الهندي88ة و غيره88ا، و كان يتكلم في كل من تلك األلسنة بغاية الفصاحة و الطالقة، و ينشئ األبيات الرائقة، و يكرم العلماء و يبذل عليهم األموال و يعطيهم الصالت و الجوائز سرا و جهارا، و يرسل إليهم في البالد النائي8ة، و ق88ال في موض88ع آخ8ر من ذل88ك الكت88اب: إن88ه ك8ان مغن88اطيس القلوب، جمع حوله من العلماء و الشعراء و غيرهم من أرباب الكمال ما ال مزيد علي88ه-

انتهى.

و قال السيد غالم علي الحسيني البلكرامي في الخزانة العامرة: لو وضعت عطاياه في كفة من الميزان و عطايا الملوك الصفوية كلهم في كفة أخرى ل88رجحت كفت88ه انتهى. و من مصنفاته ترجمة »تزك بابرى« نقله من التركية إلى الفارسية سنة سبع و تس88عين و

تسعمائة، و من أبياته الرقيقة الرائقة قوله:

شمار شوق ندانستهام ك88ه ت88ا جن88داست

جز اين قدر كه دلم سخت آرزومنداست

235 رقم 223- 221/ 5- نزهة

ه983منعم خان بن بيرم خان خانان ت

كان من األمراء المشهورين في الهند خدم همايون شاه ثم ول88ده اك88بر ش88اه ال88تيمورى مدة طويلة حتى ولى امرة االمارة و لقبه اكبر شاه خانخانان و معناه امير األمراء س88نة سبع و ستين و تسع مائة فاستقل به88ا ارب88ع عش88رة س88نة، و من آث88اره جس88ر على نه88ر

كومتى بمدينة جونبور

96ص:

بناه سنة احدى و ثمانين و تسع مائة و هو من عجائب ال88زمن و ن88وادر الهن88د ارخ لبنائ88هبعض الناس »صراط المستقيم«.

و كان منعم خان موضع ثقة االمبراطور أكبر، و لما كان أمر البنغال لم يستقر بعد ألكبر فقد أوعز )أكبر( لقائده منعم التحرك لضمان خضوع البنغال لسلطته فطلب منعم خان و كان يومه88ا والي88ا لجونب88ور، طلب من مل8ك البنغ8ال س8ليمان خ88ان ك88رراني االع8تراف بسيادة »اكبر« على البنغال، فكان سليمان خان ال يرفض ص88راحة و ال يع88ترف ص88راحة بل يساير رغبة منه بإقامة صالت حس8نة م8ع المغ8ول، فلم8ا ت8وفي س8ليمان خ8ان س8نة

و خلف88ه ابن88ه داود خ88ان، ت88رك ه88ذه المص88انعة و رفض االع88تراف ص88راحة، كم88ا1574 أسلفنا، فنشبت بين الفريقين معركة، و لما رأى لودي خان قائد داود خان أن88ه ال طاق88ة له بجيش »اكبر« عرض الصلح، فغضب داود خان على قائده و اتهم88ه بالخيان88ة و أخ88ذه فقتله، ثم إنه استنفر الناس للقتال فانشق عنه كث88ير منهم و س88ار بمن تبع88ه للقت88ال، و التقى الفريقان عند ملتقى نهر الس88ون بنه88ر الك88انج، و ك88ان يق88ود جيش »اك88بر« منعم خان فدارت الدائرة على داود خان و جنده فف88ر ملتجئ88ا إلى قلع88ة بتن88ه فحاص88ره منعم خان فطلب الصلح على أن ينزل عن كل شيء في البنغال شريطة أن يظل أميرا على اريسه فقط و على أن يكون تابعا للمغول يؤدي إليهم الخراج، فصالحه منعم خ88ان على ما طلب. لكنه عاد إلى عصيانه بعد وفاة منعم خ88ان و انتهى عص88يانه بقتل88ه في معرك88ة

كبيرة قرب مدينة بها كليور و بذلك خضعت البنغال للسلطة المركزية.

توفي منعم خان ببلدة تان88دة من بالد بنكال88ه س88نة ثالث و ثم88انين و تس88ع مائ88ة كم88ا في»مآثر العلماء«.

ه(1070األميرة جانان بيكم )ت

بنت األمير الكبير عبد الرحيم بن بيرم خان خانخانان المشهور، ولدت و نشأت في مهد

97ص:

األمارة، و بلغت من العلم و الكمال رتبة لم تصل إليها الرجال فضال عن النساء، زوجه88ا الس88لطان جالل ال88دين أك88بر بن هم88ايون الكورك88اني بول88ده داني88ال و وجه88ه إلى أرض كجرات فمات بها، فعاشت بعد ذلك مدة طويلة و لم ترغب إلى النكاح ق88ط ح88تى قي88ل إن السلطان جهانكير بن أكبر ش88اه الم88ذكور أراد أن يس88تنكحها فلم تقبل88ه، و تش88رفت

بالحج و الزيارة، و لها تفسير على القرآن الكريم و أبيات رائقة بالفارسية منها قوله:

عاشق خلق عشق ت88و بنه88ان ج88انكند

بيدا است از دو جشم ت88رش خ88ونكريستن

توفيت سنة سبعين و الف كما في مرآة كهان نما

.177 رقم 124/ 5المراجع: نزهة

و من العلماء الشيعة الذين رعاهم عبد الرحيم خان خانان:

كاظم بن عبد علي الكيالني

و هو الشيخ كاظم بن عبد علي الكيالني التنكابني، المعاصر للشيخ بهاء ال88دين الع88املي ه( و تلميذه و قد شرح كتاب تش88ريح االفالك ب88أمر اس88تاذه البه88ائي في88-1030 952)

ه و سماه نهاية االدراك أو »برهان االدراك« و كان كثير المناقش88ة م88ع المحق88ق1007 1015المير الداماد دفاعا عن البهائي، و له أنموذج العلوم الموسوم باالثني عشر ألف88ه

( في اثنى عشر علما ثم اخرج منه الفق88ه و الح88ديث1038-88 994باسم الشاه عباس ) و سماه العشرة الكاملة و أه88داه إلى عب88د ال88رحيم خان88ان، او زاد علي88ه العلمين1015

في التاريخ المذكور و كان قبله عشرة مهداتا الى أحد امراء الهند. و ل88ه الحاش88ية على »المحص88ول« للفخ88ر ال88رازى و كت88اب »الل88وح المحف88وظ« و غ88ير ذل88ك. ترجم88ه في

« و جعل اسمه في »العشرة الكاملة« عب88د الك88اظم و في »االث88ني88:161 3»الرياض- عشرية« محمد كاظم.

(.463- 462 ه )ص 11المراجع: طبقات اعالم الشيعة القرن

98ص:

م(1611 ه/ 1020تقي الدين التستري )ت

الش88يخ الفاض88ل الكب88ير تقي ال88دين التس88ترى، أح88د العلم88اء المش88هورين في الت88اريخ و اإلنشاء و الشعر و الفنون الرياضية، قدم الهند و تقرب إلى عبد ال88رحيم بن ب88يرم خ88ان ثم إلى السلطان جالل ال88دين أك88بر، و ت88درج الى اإلم88ارة ح88تى ولى الص88دارة في أي88ام جهانكير، و لقبه الملك المذكور مؤرخ خان، مات في سنة عشرين و الف، كما في »ي88د

بيضاء«.

ه(1023- 964 م/ 1614- 1556محمد رضا االصفهاني )

الشيخ الخواجه محمد رضا بن عبد الله األصفهاني الشاعر المشهور المتلقب بالشكيي، كان من ذرية الشيخ عبد الله بن أمين الدين حسن اإلمامي، ول88د س88نة أرب88ع و س88تين و تسعمائة، و قرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة شيراز و بعضها على أه88ل اص88فهان، ثم قدم الهند و تقرب إلى عب88د ال88رحيم ابن ب88يرم خ88ان و ص88احبه م88دة من الزم88ان، ثم سافر إلى الحجاز فحج و زار، و رجع إلى الهند بعد ثالث سنوات، فولى الصدارة ب88دهلى

فاستقل بها مدة حياته، و كان شاعرا مجيد الشعر، من أبياته الرائقة قوله:

درد است متاغم نه طرب نرخ ج88هبرسى

دائم ك888888ه تونس888888تانى و من همنفروشم

مات سنة ثالث و عشرين و ألف، كما في »نتائج األفكار«.

م(1616 ه/ 1025محمد علي الكشميرى )ت

الشيخ الفاضل محمد علي الكشميرى، أحد العلماء المبرزين في العلوم األدبي88ة، س88افرالى

99ص:

بالد الدكن و دخل أحمد نكر فتقرب إلى سعادت خ88ان أح88د ممالي88ك نظ88ام ش88اه و لبث عنده زمانا، ثم تقرب إلى بره88ان ش88اه ثم إلى عب88د ال88رحيم بن ب88يرم خ88ان التركم88اني، فوظف له عبد الرحيم و أقطعه أرضا و أمره أن ينقل الكتاب »ح88افش« للعالم88ة ض88ياء ال88دين التركم88اني من العربي88ة الى الفارس88ية، فنقل88ه س88نة خمس و عش88رين و أل88ف، فاستحسنه و قربه إليه قربا ال مزيد عليه، مات في خامس عشر من ربي88ع الث88اني س88نة

خمس و عشرين و ألف بملكابور، كما في »مآثر رحيمي«.

.646/ رقم 5نزهه

م(1636- 1570 ه/ 1046- 978عبد الباقي النهاوندي )

الشيخ الفاضل عبد الباقي بن آق88ا باب88ا الش88يعي النهاون88دى، أح88د العلم88اء الم88برزين في العلوم األدبية، ولد و نشأ بقرية جولك من أعمال نهاوند و تنبل في ايام أبيه و صنوه آقا

س88افر إلى1016خضر، و ولى األعمال الجليلة بهمدان و لما قتل صنوه المذكور س88نة فتق88رب إلى عب88د ال88رحيم بن ب88يرم خ88ان1023الحجاز فحج و زار، و ق88دم الهن88د س88نة

بمدين88ة بره88انيور و ص88نف في أخب88اره »م88آثر رحيمى« في مجل88د كب88ير، ثم تق88رب إلىمهابت خان الجهانكيرى فولى على والية بهار.

و كان شاعرا مجيد الشعر، و من أبياته الرقيقة قوله:

ت88ا بكى غلطم بخ88ون دي88ده مزك88اننيستم

تا بكى سوزم بحسرت داغ حرماننيستم

عن88دليب ب88اغ عش88قم لي88ك در كنجقفس

سوزشى دارم كه محت88اج كلس88تاننيستم

كر بشاخ ك88ل زنم آتش ن88ه بي88دادىبود

منكه مجن88ون كلم از ب88اغ و بس88تاننيستم

ت88ا نش88ان ي88ابم ز ليلى ج88انب حىميروم

100ص:

ورن88ه دلك88ير از س88موم اين بياب88اننيستم

در ع8888راق ب8888ر نف8888اق اين آرزومىسوزدم

كز سخن سنجان بزم خانخانان

قبل قدومه إلى الهن88د و م88ات في أي88ام ش88اه1007و هذه األبيات انشأها بهمدان سنة جهان سنة اثنتين و اربعين و الف، كما في تاريخ محمدي.

، ق88اموس المش88اهير-304 ه- مطل88ع ان88وار 1042 و في88ه وفات88ه 315 رقم 200نزه88ه/ .508/ 4تاريخ أدبيات فارسي

و أما العلماء في عصر اإلمبراطور أكبر فمنهم:

م(1589- 1514 ه/ 997- 920فتح الله الشيرازي )

الشيخ الفاضل العالمة فتح الله بن شكر الله الشيعى الشيرازي أحد العلماء المتبح88رين في العلوم الدينية و الفلكية و الرياضية و الطبية و الحكمية، ول88د و نش88أ بش88يراز و ق88رأ العلم في مدرسة العالمة جمال الدين محمود و موالنا كمال ال88دين الش88رواني و موالن88ا كرد بضم الكاف و المير غياث الدين منصور الشيرازي و الزمهم مدة ح88تى ص88ار أوح88د ابناء العصر و اشتهر ذكرة في اآلفاق، فطلبه علي عادل شاه البيجابورى الى بالد الهند، و طابت له اإلقامة بمدينة بيجابور مدة طويلة. و لم88ا قت88ل علي ع88ادل ش88اه الم88ذكور و تولى المملكة ابراهيم عادل شاه و كان صغير السن فصار لعبة في ايدى الوزراء فنفى احدهم فتح الله الشيرازى عن بيجابور ف88دخل آك88ره س88نة اح88دى و تس88عين و تس88عمائة فنال الحظ و القبول من اكبر شاه و ولى الص88دارة س88نة ثالث و تس88عين و تس88عمائة، و لقبه اكبر شاه بآمين الملك ثم بعضد الدولة ثم بعضد الملك و ادخله في ديوان ال88وزارة و كان قدوم هذا العالمة الى الهند بركة على النظام التعليمي االسالمي و باعث88ا جدي88دا، و حافزا على التقدم في التعليم. و أمر راجه نودرمل ان يستصوبه في مهمات الدولة و

لكن الموت لم يمهله فاغتم بموته اكبر شاه، و قال

101ص:

لو كان وقع في اسر االفرنج و كنت افديه باالموال و الخزائن كلها لكنت ربحت باطالقهمن ايديهم بتلك الفدية و لكانت هذه الصفقة رخيصة و رابحة.

ذكره اصحاب دانشوران ناصري في اثناء ترجمة الشيخ ابو الفضل ابن المبارك اليماني الهندي و وصفوه بعالمة الزمان الحكيم فانهم بع88د م88ا ذك88روا ان الش88يخ ش88مس ال88دين السلطانبوري الملقب بمخ8دوم المل8ك و الش8يخ عب88د الن8بي الملقب بالص8در ك8انت في اوائل سلطنة اكبر شاه في الهند تدبر امور السلطنة برأيهم88ا و كان88ا في غاي88ة التعص88ب فتوصل الشيخ ابو الفضل إلى أن صار في اعلى مراتب القرب عن88د اك88بر ش88اه، و ك88ان عالمة الزمان الحكيم فتح الله الشيرازي و آخرون من علماء و امراء الع88راق و ش88يراز قد جاؤوا بكثرة إلى بالد اك88بر ش88اه ف88اتفق الش88يخ اب88و الفض88ل م88ع العالم88ة الم88ذكور و

آخرون من العلماء على طريق واحد و كلمة واحدة لتدارك الش88دة و اراق88ة ال88دماء من ذينك المتعصبين الم88ذكورين و تحزم88وا ل88ذلك بح88زام همهم المحكم فوج88دوا الس88لطان نفسه قد رجع عن مذهبه و عدل عن طريقته األولى في االنقي88اد ل88رأي ه88ذين ال88رجلين

ه، و ق88د م88ر ذك88ر ذل88ك987فأرسلهما إلى مكة إلى آخ88ر م88ا ذك88روه و ذل88ك في س88نة الحادث في ترجمة اكبر.

و قال األمير شكيب ارسالن في كتاب حاضر العالم االسالمي فيم88ا حك88اه عن م88ؤرخي االفرنجة: انه كان من اكابر علماء الشيعة ج88اء من ف88ارس و اوطن بيج88ابور فاس88تدعاه اكبر شاه جالل الدين محمد بن همايون بن بابر ظهير الدين محم88د بن عم88ر الش88يخ بن

ه(.1ميرانشاه ابن تيمور لنك الكوركاني الشهير و صار مستشاره الشرعي )

قال ابن المبارك و لم يكن له نظ88ير في ال8دنيا ق88ال و ل8و أص88بحت أس88فار الق8دماء فيالعلوم الحكمية كلها لكان مقتدرا على ان يخترع العلوم و يبدع من تلقاء نفسه انتهى.

و قال عبد الرزاق في »م8آثر االم8راء« ) )ان8ه ك88ان م8ع اقت88داره في العل8وم المتعارف88ة ماهرا بالنيرنجات و الطلس88مات، ق88ال و من مخترعات88ه رحى ك88انت تتح88رك بنفس88ها بال تحريك و تدوير يطحن الحبوب، و منها المرآة يتراآى فيها األشكال الغريب88ة من الق88ريب و البعيد، و منها انه اخترع بندقية كانت تطلق اثنتى عشرة طلقه في الدورة الواحدة، و

منها أنه أحدث التاريخ الجديد و وضعه على الدورة الشمسية انتهى((.

102ص:

قال البلكرامي في »مآثر الكرام« هو الذي دخل الهند بمص88نفات المت88أخرين ك88المحقق الدوانى و الصدر الشيرازي و غياث الدين منصور و مرزا جان فأدخلها في حلق الدرس

و تلقاها العلماء بالقبول )انتهى(.

و من مصنفاته منهج الصادقين تفسير القرآن بالفارسي و تكمل88ة حاش88ية ال88دوانى على ته88ذيب المنط88ق و حاش88ية المنط88ق و حاش88ية على تل88ك الحاش88ية و ش88ارك في ت88أليف التاريخ األلفي مات سنة سبع و تسعين و تسعمائة عند رجوعه من كش88مير ف88دفن على

جبل سليمان.

و ما بعدها، مطلع236، مآثر الكرام 8/393 8، اعيان 392 رقم 255-8 8/254 4)نزهه ، منتخب الت88واريخ، ت88اريخ فرش88ته، حاض88ر الع88الم278، بي به88ا 401-88 399ان88وار

االسالمي(.

م(1589 ه/ 998محمد اليزدى )ت

الشيخ الفاضل القاضي محم8د الش8يعي ال8يزدي اح8د العلم8اء الم8برزين في المنط8ق و الحكمة، ولد و نشأ بيزد من بالد الفرس و س88افر للعلم فق88رأ على الفاض88ل م88رزا ج88ان الشيرازى و قدم الهند سنة ثالث و قيل ارب88ع و ثم88انين و تس8ع مائ8ة و تق8رب الى اك8بر شاه و لبث عنده زمانا ثم ولى القضاء بمدينة جونبور سنة س88بع و ثم88انين او م88ا يق88رب

ذلك قال البدايوني: و كان شديد التعصب على أهل السنة و الجماعة.

و لما خرج محم88د معص88وم الك88ابلى على اك88بر ش88اه في بالد بنكال88ه و اراد مع88ز المل88ك بجونبور ان يساعدهم في الخروج عليه افتاه القاضى محم8د ال8يزدى و قي88ل ان8ه وافق8ه في ذلك و كان الحكيم ابو الفتح بن عبد الرزاق الكيالنى قدم جونب88ور عن88د رجوع88ه عن بنكاله فوقف على ارادتهما فلما وصل الى الحضرة اخبر اكبر شاه بذلك فأمر السلطان ان يأتوا بهما مقيدين مغلولين فاخذوهما و ركب88وا بهم88ا على الفل88ك في م88اء جمن فلم88ا وصلوا الى اتاوه غرق الفلك في الماء، و قيل ان اكبر شاه امر باتالفهما فاغرقوا الفلك

في ماء جمن و كان ذلك سنة ثمان و تسعين و تسع مائة.

، منتخب الت88واريخ للب88دايونى )الترجم88ة494 رقم 88/329 4، نزه88ه 450)مطل88ع ان88وار/ (.4(، مقاالت مولوي محمد شفيع ج 440االوردية ص

103ص:

م(1594 ه/ 1003شريف اآلملى )ت بعد

الشيخ الفاضل مير ش88ريف اآلملى، أح88د العلم88اء الم88برزين في العل88وم الحكمي88ة، ق88دم الهند و تقرب إلى اك88بر ش88اه، و ولى الص88دارة بكاب88ل س88نة ثالث و تس88عين و تس88عمائة فأقام بها زمانا، ثم ولى الصدارة، ب88أرض بنكال8ه لعل8ه في س8نة تس8ع و تس88عين أو مم8ا يقرب من ذلك، و أقطع أجمير سنة ثالث و أل88ف، و ك88انت موه88ان من أرض أوده أيض88ا

من اقطاعه، مات و دفن بها.

زعم الخوافى في مآثر األمراء: إنه خلط التصوف بالفنون الحكمية، و ك88ان يق88ول لك88ل شئ يراه: إنه هو الله، و لسعة مشربه صار مقبوال عند السلطان الم88ذكور و حص88ل ل88ه

الرسوخ في قلبه- انتهى.

(.268 رقم 170- 169/ 5)نزهه

م(1599 ه/ 1008شمس الدين بن عالء الدين الخوافى )ت

الشيخ الفاضل خواجه شمس الدين بن عالء ال8دين الخ8وافي، أح8د الرج88ال المع8روفين بالسياسة و التدبير، قدم الهند و تقرب إلى اإلمبراطور أكبر، و ت8رقى درج8ة بع8د درج8ة

حتى نال الوزارة الجليلة.

و كان رجال فاضال عادال كريما صادق اللهجة طيب النفس، لم يزل مشتغال بتعم88ير البالدو إرضاء النفوس و إيصال النفع إلى الناس.

مات في سنة ثمان و ألف. بمدينة الهور، كما في »مآثر األمراء«.

(.270 رقم 171/ 5)نزهه

104ص:

م(1612- 1551 ه/ 1021- 958آصف خان ميرزا جعفر بك )

هو الميرزا جعفر بك المعروف بآصف خان بن الميرزا بديع الزم88ان بن اآلغ88ا مال ش88اعرهندي ينظم بالفارسية، و مؤرخ، و من امراء بالط المغول في عهد اكبر و جهانكير.

كان أبوه و جده من كبار رجال الحكم في العهد الصفوي بايران، كما كان عمه الم88يرزا م( و ق88د س88افر1605-88 1556غياث الدين علي آصف خان من امراء بالط اكبر شاه )

م( و اتص88ل ب88البالط1577 ه- 988الم88ترجم من اي88ران الى الهن88د في ش88بابه س88نة ) البابري عن طريق عمه، و عين في وظيفة في88ه لم ترض88ه ف88ترك البالط، ثم أرس88ل من قبل اكبر شاه في مهمة إلى البنغال ف88أدى مهمت88ه العس88كرية في فتح )ب88ور س88كري( و عاد الى العاصمة لعدم استقرار االحوال هناك، مالزما البالط، و بع88د وف88اة عم88ه م88يرزا

م عين وزي8ر خزان8ة البالط )منص8ب بخش8يكري( مض8افا إلي8ه1581غياث ال8دين س8نة منصب عسكري و لقب ب )آصف الدولة(.

و في عهد )اكبر( برزت كفاءت88ه العس88كرية فيم88ا عه88د الي88ه من مهم88ات ف88أعطي والي88ةكشمير، ثم منصب )ديوان كل(، و هو منصب الوزارة ثم عين واليا على )بهار(.

و لما تولى جهانكير الملك عهد اليه باالش88راف على تربي88ة االم88ير )بروي88ز(، ثم- بص88فته مشرفا عليه- الى الدكن لقمع الفوضى هناك. و لكنهم لم ينجح88وا النغم88اس االم88ير في

شهواته و اختالف االمراء. ثم توفي المترجم في برهانبور.

كان يتخلص في شعره ب )جعف88ر( أو )جعف88ري( و بل88غ م88ا نظم88ه ثالث88ة آالف بيت فيه88ا مقطوعات غزلية و قصائد و مثنويات. و له مدائح في النبي )ص( و علي بن أبي ط88الب

)ع(، كما مدح محمد اكبر و هانكير.

1585و هو ممن ساهموا في تأليف كتاب تاريخ الفي )التاريخ األلفي( الذي ال88ف س88نة م بأمر من محمد اكبر في حلول الذكرى األلفية للهجرة النبوية. و كان الذين عهد اليهم بتأليف هذا الكتاب هم: احمد التتوي و نقيب خان و عبد الق88ادر الب88دايوني، و لم88ا ت88وفي

م. و ق88ام1589التتوي انتدب المترجم ليحل محله فتولى تسجيل األحداث ح88تى س88نة عبد

105ص:

القادر البدايوني. بمراجعة الج88زء األول و الج88زء الث88اني من الكت88اب، و اكم88ل الم88ترجمالجزء الثالث.

كما كتب كتابا في تراجم الشعراء ب )تذكرة آصف خاني(.

و للمترجم حفيد اسمه جعفر بن الميرزا زين العابدين كان من شعراء عصر شاه جه88ان و كان يتخلص في شعره كجده ب )جعفر(. و له حفيد آخر اسمه ميرزا إيزد بخش ك88ان

من شعراء عهد أورنك زيب و فضالئه، و كان يتخلص في شعره ب )وسا( أو )رسا(!

noswoD -ttoilliE :aidnI fo و ما بعدها،216، ص 3)البداؤني: منتخب التواريخ، ج yrotsiH 88/90 7، مس88تدركات 2 و ما بعدها، دائرة المعارف االسالمية/ 150، ص 5 ج-

(.59- 58/ 8 و كررها في 91

م(1550 ه/ 1061صدر الدين الشيرازي )ت

الشيخ العالم الكبير ميرزا ص88در ال88دين بن فخ88ر ال88دين الش88يرازي الاله88وري المش88هور بمسيح الزمان أو حكيم صدرا، كان من ذرية الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولد و نشأ بشيراز، و قرأ أكثر العلوم المتعارفة على الشيخ بهاء الدين العاملى، و قرأ بعض الكتب الطبية على محمد باقر بن عم88اد ال88دين محم88ود الش88يرازي. و ق88دم الهن88د س88نة إح88دى عشرة و ألف، و كان عمه زنبل بيك دخل الهند قبله و تقرب إلى صاحب الهن88د فج88اء و اخذ عن الحكيم على الكيالني و تطبب علي88ه، ثم وظف88ه أك88بر ش88اه و أدخل88ه في زم88رة األطباء، ثم لقبه جهانكير بن اكبر شاه مسيح الزمان، و أضاف في منصبه شاهجهان بن جهانكير حتى صار ثالثة آالف له، ثم استكره المسيح المعالجة الحتمال المض8رة تورع8ا، فواله شاهجهان على العرض المكرر، فاستقل به مدة، ثم اشتاق إلى الحج و الزيارة- و كان حج و زار قبله أيضا في أيام جهانكير- فسافر إلى الح88رمين الش88ريفين و حج م88رة ثانية، و رجع إلى الهند فواله شاهجهان على بلدة سورت و استقام أمره في ذل88ك، كم88ا

في »بادشاه نامه«.

قال شاهنواز خان في »مآثر األمراء« إن88ه ك88ان عالم88ا كب88يرا م88اهرا في الطب و س88ائر الفنون الحكمية شيعيا في المذهب دينا تقيا، سافر إلى الح88رمين الش88ريفين فحج وزار،

و عاد

106ص:

إلى الهند و اعتزل بالهور و عكف على الدرس و اإلفادة، و وظف88ه ش88اهجهان بخمس88ينألف روبية في كل سنة- انتهى.

و قال الداغستاني في رياض الشعراء: إنه قدم الهند في عنفوان شبابه و نال المنصف،و سافر إلى الحجاز سنة ثالث و ثالثين و الف ثم عاد إلى الهند، و من أبياته قوله:

كر بصد قيد كرفتار بود آزاد استبكذر از خود هركه رهائى يابد

توفي سنة إحدى و ستين و ألف بكشمير، كما في »مآثر األمراء«.

(.192. بي بها 574/ 1، مآثر االمراء 281، مطلع انوار/ 288 رقم 183)نزهة/

ه(11مسيح الملك الشيرازي )القرن

8ه بن مسيح الملك الشيرازي ولد بشيراز و نشأ و تربى لدى الحكيم نجم ال8دين عب8د الل حسن الشيرازي و أخذ عنه حتى بلغ مبلغ الرج88ال من اه88ل النظ88ر و الحكم88ة، ثم ق88دم الهند و أقام ببالد الدكن مدة طويلة، ثم دخل آكره، فاجزل علي88ه اك88بر ش88اه عطاي88اه، و جعله نديما لولده مراد، ثم وجهه إلى كجرات، مات بأرض مالوه و كان طبيبا ممتازا ل88ه

يد بيضاء في معالجة امراض البشر في الهند.

، منتخب التواريخ(.689 رقم 7- )نزهة

م(1595 ه/ 1004همام بن عبد الرزاق الكيالني: )ت

الحكيم و القاضي الكبير الشيخ هم88ام بن عب88د ال88رزاق الكيالني، ك88ان ش88قيق ابي الفتح ابن الرزاق الحكيم المشهور، قدم الهند مع صنوه أبي الفتح و نال حظا وافرا من عناية

السلطان

107ص:

اكبر و التفاته إليه، و كان اسمه همايون فبدله السلطان بهمايون قلى ثم بالهم88ام تأدب88ا ألسم والده، كما في »مآثر األمراء«. و ذكره البدايوني و غمزه كما هي عادته في ذك88ر

/5مخالفيه في المذهب، مات في سادس ربي88ع األول س88نة أرب88ع بع88د األل88ف. )نزه8ة ج - مآثر األمراء(.745رقم

ه(11السيد تقي الدين الشيرازي )القرن

الشيخ العالم الكبير العالمة تقي الدين فارغى الحسيني الشيرازي، ك88ان ابن أخ الش88يخ العالمة فتح الله الشيرازي، اخذ عنه العلوم الحكمة و درس و أفاد زمانا، قال البدايوني في تاريخه إنه كان عالة الهمة، أخذت عنه ش88طرا من »بس88ت ب88اب« في االص88طرالب-

انتهى.

و في النزهة نقال عن المنتخب ان الم88ترجم نس88ب نفس88ه إلى الس88نة و الث88ابت ان88ه مناسرة شيعية، و ال يعرف األمر على وجه التحقيق.

م(1547- 1435 ه/ 954- 834خضر بن موسى اليماني )

الشيخ خضر بن الشيخ موسى اليماني، من علماء الهند نزح والده اليه88ا فنب88غ الم88ترجم له في ظل والده الذي كان يسكن في )ناكورة(، و قد غلب علي88ه و على ابي88ه التص8وف

س8نة و ك8ان ق8د ق88رأ في أحم8د120الذي شاع في عصره جدا و قد عاش المترجم له آباد كجرات على نحارير العلماء و أخذ من كل فن بسند عال و عرف المذهب الم88الكي و الشافعي و الحنفي و الحنبلي و االمامي أصوال و فروعا و وصل الى درجة االجته88اد و هو و ان كان منتسبا الى المذهب الحنفي لكنه في الحقيقة كان نابذا للتقليد و متج88اوزا علم الظ88اهر الى الحق88ائق المعنوي88ة و س88الكا مس88لك التص88وف و االش88راق و عارف88ا بأساليب التص88وف خصوص88ا مس88لك الش88يخ مح88يي ال88دين بن الع88ربي و ابن الف88ارض و

الشيخ صدر الدين القونوي و من

108ص:

جالئل النعم اإللهي88ة علي88ه اختصاص88ه بمالزم88ة الخطيب أب88و الفض88ل الك8ازروني فاتخ88ذه بمنزل88ة الول88د فق88رأ علي88ه التجري88د و كث88يرا من غ88وامض الش88فاء و اإلش88ارات و دق88ائق التذكرة و المجسطي و تلمذ على موالنا جالل الدين الدواني و أخ88ذ في جزي88رة الع88رب انواع العلوم النقلية عن الشيخ السخاوي المصري تلميذ ابن حج8ر العس8قالني و ط8وف في اوائل المئة العاشرة مع جماعة من خواص88ه في الهن88د ألج88ل رؤي88ة األولي88اء و التقى بالسيد يحيى البخاري الذي له نصيب وافر من الوالي88ة المعنوي88ة و بالش88يخ عب88د ال8رزاق

الق88ادري البغ88دادي من أوالد الش88يخ عب88د الق88ادر الجيلي المش88هور و بالش88يخ يوس88ف ه.954السندي و سافر الى السند و أخذ عن الشيخ فياض البخاري و توفي سنة

م(1592- 1505 ه/ 1001- 911مبارك الله الناكوري اليماني )

الشيخ مبارك الله بن الشيخ خضر بن الشيخ موسى اليم88اني، من اس88رة عربي88ة يماني88ة كريمة، ن8زح ج8ده الش8يخ موس8ى الى الهن88د و أق88ام في مدين8ة ن8اكوره و هي من جه8ة

أجمير.

و في ناكوره ولد الشيخ مبارك سنة احدى عشرة و تسعمائة، و سافر لطلب العلم الىكجرات فاشتغل بها على عدد من اساتذة عصره من امثال:

الخطيب أبي الفضل الكازروني، و الشيخ عماد الدين محمد الطارمي و غيرهم88ا و ك88ان مفرط الذكاء يحضر المجالس و المحاف8ل في ص8غره فيتكلم و ين88اظر و يفحم الكب8ار و يأتي بما يتحير به أعيان العلم، و جد في البحث و االشتغال حتى ب88رز بين اقران88ه كأح88د اكبر علماء الهند في عصره و اشتهر امره في كافة اصقاعها، و كان على عادة اس88الفه من اعاظم علماء الشيعة يدرسون و يتعمقون في فقه جميع الم8ذاهب االس8المية ح8تى ال يكاد يميزهم اح88د في اجاب88اتهم المعمق88ة وس88عه افقهم و تفك88يرهم عن أي واح88د من فطاحل العلماء من غير الشيعة، و الشيخ مب88ارك تأه88ل للفت88وى لألغلبي88ة الس88نية ش88أنه شأن نور الله الشوشتري الذي جاء من بعده حتى اشتهر ام88ره و بل88غ ص88يته ام88براطور

ه و كرم8ه950الهند اك8بر ش8اه فاس8تدعاه الى عاص8مته اك8بر آب8اد فس8افر إلي8ه س8نة االمبراطور غاية التكريم و اعزه غاية االعزاز و اختاره ان يكون سيد

109ص:

العلماء في بالطه فأخذ بقية العلم88اء يخطب88ون وده و االس88تفادة من88ه، لكن88ه م88ا ك88اد أن أطمأن الى ثقة االمبراطور به و بعلمه و معرفته بتس88امحه المعه88ود في معامل88ة جمي88ع اصحاب الديانات فضال عن بقية أتباع المذاهب االسالمية، فكان ان قرب فئة من علماء المذهب االمامي الشيعي، ثم كان ال يأب88ه بج88واب س88ائليه ب88أمر فت88اواه بحس88ب م88ذهب السائل و ما هو أدنى لمعرفته و افضل مسلك لحل مشكلته ف88زاد ب88ذلك تعظيم العام88ة ألمره و هو مع ذلك مشتغل بالتدريس و االفادة، و المناظرة و المساجلة، و هذا ما أث88ار حق88د بعض ض88عاف النف88وس من علم88اء وقت88ه، فأخ88ذوا يكي88دون ل88ه كي88د الش88ياطين، و يوصمونه بكل شين، ك88ونهم ق88د ت88بين لهم تش88يعه، و أخ88ذه بم88ذهب أه88ل ال88بيت عليهم السالم، و هو الذنب الذي ال يغتفر لدى هؤالء النف88ر النواص88ب المتعص88بين، و من ه88ؤالء عبد القادر بن مل8وك ش8اه الب8دايوني ال8ذي طالم8ا غم8ز في تاريخ8ه اه8ل الش8يعة رغم اعترافه بعلميتهم و ورعهم لكنه ال يفتأ بع88د قلي88ل اال و يكي88ل التهم بال ورع و ال دين و ال

أخالق جريا وراء تعصبه الذميم، و انظر لما ذكر عن المترجم ل88ه في بداي88ة س88طوره ثم انظر ماذا يختم به حديثه من التهم الباطلة، و امثال هؤالء في التاريخ كثير و خاصة لدى اصحاب التراجم منهم و اسبق منه الخطيب البغدادي، و ال88ذهبي و امثالهم88ا ممن ابتلي

بهم شيعة أهل البيت عليهم السالم، و هذا ما قاله البدايوني في تاريخه:

إنه كان ذا اطوار مختلفة، لحق بالمهدوية و صحب الشيخ عالء بن الحسن البيانوي مدة مديدة، فلما شاعت الطريقة النقشبندية في أوائل عهد أكبر شاه صار يقتفى آث88ار تل88ك الطائفة العلية، و كان ينتسب إلى المشايخ الهمدانية، و لما رأى أن أهل اي88ران غلب88وا و

نالوا في الدولة أعز منال صرف إليهم عنان العزيمة.

و كان عالما كبيرا بارعا في الفقة و أص88وله عارف88ا ب88دقائق العربي88ة م88اهرا بالتص88وف و الش88عر و اللغ88ز و فن88ون أخ88رى، و ك88ان يق88رأ الق88رآن ب88القراءات العش88ر و ي88درس »الشاطبي«، و كان كثير المطالعة دائم االشتغال بالدرس و اإلفادة سريع اإلدراك قوى الحفظ لم يكن يحفظ شيئا فينساه، و لما ضعف بصره لكبر سنه و عجز عن المطالع88ة اشتغل بتفسير القرآن و صنف تفسيرا كبيرا في أربع مجلدات كبار سماه »منبع نفائس العيون«، واظب في آخر عمره على التائية ألبن الفارض، و قصيدة البردة للبوصيري، و قصيدة كعب بن زهير، و قصائد أخرى ك8انت محفوظ88ة ل8ه فيقرأه8ا ك8ل ي88وم عن ظه8ر

قلب.

110ص:

و في كتاب نزهة الخواطر لعبد الحي الذي ال يكاد ان يظفر بأحد من أعالم الشيعة إال و يضع في سيرته ما يفيد التشنيع ثم ال يخفى تضايقه منه بأية وسيلة ج88تى اذا ك88ان ذل88ك مدعاة للطعن بدين ذلك الشخص و ورعه، بل انه نسب الى المترجم له و هو بعي88د عن عصره كل البعد م8ا ه8و ب8رئ من8ه و مم8ا لم ي8ذكره عن8ه ح88تى المعاص8ر ل8ه الب8دايوني

المذكور.

قال عبد الحي »و قد انتهت إليه اإلمام88ة في العلم و العم88ل و الزه88د و ال88ورع و األم88ر بالمعروف و النهي عن المنكر، ال يستطيع أحد من األمراء أن يحضر في مجلس تذكيره و عليه مالبس حمراء أو من الحرير أو في ي88ده خ88واتم ال88ذهب أو إزاره مس88بل، و ك88ان في ذلك الزمان ش88ديد النك88ير على الس88ماع ح88تى إذا ق88رع ص88ماخه في اثن88اء الطري88ق

صوت الغناء يترجر عنه و يثب إلى غير ذلك المكان«.

و ما ان ينتهي من هذه الفقرة و كل ما فيها من وصف ورع المترجم له و تدينه فال يجدذلك مقنعا مع تشيعه، فيستتبع ما ذكره بهذه الوصمة و يقول:

»ثم رغب الى السماع في آخر امره و قلما يخلو عنه و ربما ال يس88تريح ب88دون الغن88اء والمزامير«.

و البدايوني على تعصبه اك8ثر انص8افا من )عب8د الحي( فق8د اق8ر و اع8ترف في ترجمت8ه المذكورة السابقة للشيخ الناكوري بأنه اشتغل في اواخر عمره بتفس88ير الق88رآن و بع88د ان ضعف بصره و اظب على قراءة ما يحفظه من مطوالت المديح النب88وي .. الى آخ88ر ما ذكره فباى كالم نصدق، أبكالم عبد الحي )الندوي( و هو يصف أواخر أيام تلك الشيبة المقدسة وسط المزامير و آالت الغناء و هو بعيد عن عصره اربعة ق88رون متطاول88ة، أم نصدق بقول البدايوني و قد عاصر المترجم له و برغم حسده ل88ه و انك88اره علي88ه اخ88ذه لمذهب الشيعة لكنه لم ينسب اليه ما نسبه عبد الحي بل أشار الى انه ختم عم88ره بين الصحف المطهرة حتى وافاه اجله فلحق بالخالق الباري رحمه الله تعالى، فقد كان هذا الشيخ كأسمه مباركا مقرونا بالخيرات فقد خلف اسرة علمية ممتازة فيهم من العلم88اء االجالء الذين خدموا شريعة االسالم أجل خدمة و اعظمها لكنهم لم يخلص88وا من تش88نيع الحاقدين و تزييف المدلسين فأجرهم عند ربهم و هو أعلم باس88رار الخالئ88ق ظاهره88ا و

باطنها.

111ص:

8ه الن8اكوري في و بعد عمر قضاه بالبر و التقوى و خدمة االسالم توفي الشيخ مبارك الل السابع عشر من ذى القعدة سنة احدى و الف بمدينة الهور و دفن به88ا كم88ا في منتخب الت88واريخ، و في س88بحة المرج88ان دفن ب88أكبر آب88اد و خل88ف ثماني88ة اوالد ذك88ور كلهم من العلماء منهم اثنان ولدا في بطن واحدة بعد وفاته بأشهر و هم الشيخان ابو حامد و ابو راشد و ال يزال بعض المنتسبين الى ه88ذا ال88بيت العلمي الرفي88ع في باكس88تان، و خل88ف أيضا عدة بنات منهن: ال دطلي بيكم زوجة خداوند خان الش88يعي، و بنت هي زوج88ة ابن راجا علي خان، و بنت كذلك تزوجها الشيخ عبد الله بن علي الشيرازي و انجبت له نور

ه.1035الدين محمد الشيرازي المتوفى بعد

و تعرف مقبرت88ه الي88وم ب )روض88ة ال دطلي( و ق88د اهتم ببنائه88ا ول88ده )ابي البرك88ات( وجاءت على عمارته الكتابة التالية:

»هذه الروضة للعالم الرباني و العارف الصمداني جامع العلوم شيخ مبارك قدس سره88ه تع88الى في ظ88ل دول88ة و العزيز قدوقف بنيان بحر العلوم شيخ اب88و الفض88ل س88لمه الل الملك العادل يطلبه المجد و االقبال و الكرم جالل الدين و ال88دنيا اك88بر ب88اد ش88اه غ88ازي

خلد الله تعالى ظالل سلطنته باهتمام حضرت أبي البركات في سنة اربع و الف«.

أما كتبه فالمعروف منها تفسير كبير في اربع مجلدات كبار سماه: منبع عي88ون المع88اني أو »منبع النفائس العيون في تفسير كتاب الله المكنون«، ك88ان من ض88من مخطوط88ات

مكتبة السيد محمد تقي )الدلداري( ممتاز العلماء بمدينة لكهنو.

و من كتبه أيضا: ترجمة كتاب حياة الحيوان.

المصادر:

، ترجم88ة منتخب147، بوس88تان أخي88ار 174، ت88ذكرة علم88اء هن88د 407- درب88ار اك88بري .72/ 3 و 270 و 388 و 32/ 2، منتخب التواريخ 62- 61، مطلع انوار 602التواريخ

، منتخب174، ت88ذكره رحم88ان علي/ 197، م88آثر الك88رام 505- ص88بح ص88ادق، الورق88ة ، األدب539 رقم 331-88 88/330 5، النزه88ة 88/472 2، طبق88ات اك88برى 88/241 1اللب88اب

ه(.11 )القرن 486/ 6. طبقات اعالم الشيعة 236العربي في الهند

112ص:

م(1595- 1547 ه/ 1004- 954أبو الفيض الناكوري )

العالمة الجليل اب88و الفيض بن المب88ارك الن88اكوري المع88روف بفيض و ب )العالمي( ك88انمن العلماء الفضالء المفسرين.

ه و ت88وفي بع88د م88رض954ولد في اكبر آباد )آكره الحالية( ليلة الخ88امس من ش88عبان ه.1004 صفر 10عضال في

ترجم له غالم علي آزاد تحت عنوان »ملك الشعراء الش88يخ اب88و الفيض المتخلص بفيضاالكبر آبادي« قال:

هو عالم جيد و شاعر مفل88ق بالفارس88ية، ول88د بمس88تقر الخالف88ة أك88بر آب88اد س88نة أرب88ع و خمسين و تسع مائة، و تلمذ على أبيه الشيخ مب88ارك ص88احب التفس88ير المس88مى بمنب88ع عيون المعاني المتوفى سنة إحدى و ألف و أخذ عنه الفنون المتداول88ة و حص88ل الف88راغ من تحصيلها و هو ابن أربع عشر سنة و خاض كثيرا في الحكمة و العربي88ة و لم88ا وص88ل صيت كماله إلى مسامع السلطان أكبر أرسل منشورا في طلبه س88نة أرب88ع و س88بعين و تس88ع مائ88ة ف88ذهب إلى الس88لطان و أم88ه و اختص بمزي88د القرب88ة و المص88احبة و لقب88ه

.8السلطان بملك الشعراء

.15/ 2 و سر و آزاد 584/ 2 و مآثر األمراء 248/ 2(" لقبه أكبر بملك الشعراء". راجع منتخب التواريخ 1) 8

و ل8ه قص8يدة فارس88ية في مدح88ه. و أبي88ات ديوان88ه الفارس8ي خمس88ة عش88ر ألف88ا. و ل88ه 9تصانيف أخرى مثل موارد الكلم بالعبارة العربية و هي رسالة غير منقوطة في األخالق

و ترج88ة ليالوتي- بكس88ر الالم و س88كون التحتاني88ة و الالم و األل88ف و فتح ال88واو و كس88رالفوقانية.

بعدها تحتانية ساكنة- كتاب في علم الحساب و المساحة، مص88نفه باس88كر البي88درى من علماء الهنود و بيدر- بكسر الموحدة و سكون التحتانية و فتح الدال المهملة آخره8ا راء- كان عالما عديم المثل في الرياضي. و ما ذكر في ليالوتي تاريخ تأليف88ه و لكن ل88ه كتاب88ا آخر أرخ تأليفه بالتاريخ المعمول في الدكن، و هو مطابق لسنة اثنين و عشرين و س88ت مائة الهجرية. و أجل تصانيف الشيخ فيضى »سواطع اإللهام« و هو تفسير القرآن الغير

المنقوط.

113ص:

10و صنفه في عرض سنتين و أتمه في سنة اثنين و أل88ف و وج88د ام88ير حي88در المعم88ائى الكاشاني في تاريخ اتمامه: سورة اإلخالص من أولها إلى آخرها. و أعطاه الشيخ فيضى

.11صلة التاريخ عشرة آالف ربية

و قال شبلي النعماني عن سيرته و نبوغه:

»لم ينجب الشعر الفارسي في الهند في عمره الطويل الممتد على ستة ق88رون س88وىشخصين، أذعن لهما، طوعا أو كرها- أصحاب هذا اللسان، هما خسرو و فيضى«.

تتلمذ فيضي على خواجة حسين المروزي، و برز في كل علم و فن، و دخل بالط الملك ه، العام الثاني عشر من تربع السلطان، على عرش الدولة- و نال الشرف و974عام

التقدير، و لم يزل يتقرب إلى السلطان إال أنه لم ينسلك في وظيف8ة من الوظ88ائف في البالط، كان طبيبا نطاسيا، و كان شاعرا مجيدا، و ك8ان مؤلف8ا ق88ديرا، يقض88ي وقت88ه في هذه األعمال العلمية، و أسند إليه ت88أديب أبن8اء المل88ك و تعليمهم و تثقيفهم، ففي الع8ام الثاني عشر من تولي السلطان عهد إليه بتعليم ولي العهد دانيال، و علم88ه فيض88ي- في فترة و جيزة- مبادئ العلوم، و ألقى أك88بر- ه8ذا الع88ام- خطب88ة في المس88جد ادعى فيه8ا االجتهاد و اإلمامة، و كان فيضى مؤلف هذه الخطبة، و قلل أك88بر من نف88وذ الش88يخ عب88د

ه990النبي و حد من سلطانه، و فرق الصدارة- الرئاسة- في عدة شعب، فأسند عام .31/ 5. النزهة 985( صنف في سنة 2) 9

( هو المير رفيع الدين حي88در المعم8ائي ال88رفيعي ك8ان تخلص8ه" كاش8ى" و في م8آثر رحيمي: أحيان8ا أخت8ار1)8 10 هاربا من سلطان ايران، و كان ماهرا في فن المعمى و ل88ذلك999تخلصه" رفيعي" ترك وطنه و قدم الهند سنة

. راج88ع1032يلقب بالمعمائي و كاني يؤرخ في الشعر بطرز طريف. كان أصله من س88ادات طباطب88ا. م8ات س88نة و ميخانه للمال عب8د الن8بي فخ8ر الزم8ان القزوي8ني) راج8ع ه8دايت8/620 3، و مآثر رحيمى 8/99 2طبقات اكبري

.199 و مآثر الكرام ضمنا: 501 و صبح صادق الورقة: 263حسين على حاشية مآثر رحيمي( و نتائج األفكار: (.587/ 2( و جازاه اكبر على هذه الخدمة بعشرة آالف روبية) مآثر العلماء 2) 11

رئاسة آكره ولكالنجر و كالبي إلى فيضي، و لما بعث الجي88وش لمقاوم88ة قبيل88ة يوس88ف ه و هو العام الث88الث996زئي، أنفذ معهم فيضى للقيام بهذه المهمة معهم، و في عام

و الثالث88ون من ت88ولي أك88بر للحكم، لقب فيض88ي بمل88ك الش88عراء، و عين س88فيرا في ه المواف88ق للع88ام الس88ادس و الثالثين من حكم88ه- فق88ام به88ذه999»خان88ديس« ع88ام

الخدمة خير قيام، و نجح فيها نجاحا

114ص:

ه الموافق للعام األربعين من والية السلطان.1004كبيرا، و توفي في شهر صفر

و قال البدايوني المعاصر له:

»كان نسيجا وحده في الفنون كالشعر و األلغاز و العروض و القوافي و التاريخ و اللغة،و الطب و األنشاء«.

و نظرا الختالفه في المذهب و عداوته له فالبدايوني يخرج عن طوره كعادت88ه م88ع كاف88ةمن ترجم له من الشيعة، فيوصم المترجم بكل ما هو قبيح و يرميه بااللحاد و الزندقة.

قال: حتى كانت اليهود و النصارى و الهنود و المجوس يفوقونه ألف مرة في هذا الباب فضال عن الترارية و الصباحية، و كان يحل المحرمات الشرعية على رغم الدين و يحرم الفرائض و المباحات، .. و صنف القرآن في حالى السكر و الجنابة و كانت الكالب تط88أ ارواقها حتى مات أي تطأ أوراقها التي كتبها في تفسير القرآن، فانظر الى أي ح88د بل88غ التهور في حقده على المترجم له و مثله حال زميله عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي و ال يحلو لعبد الحي )الندوي( اال ان ينقل امث88ال ه88ذه االتهام88ات جزاف88ا تش88فيا من ابي

الفيض ال لشئ اال لكونه شيعيا مواليا ألهل البيت عليهم السالم.

و بلغ من حقد اولئك النفر انهم شمتوا حتى في موته بعد مرض عضال ألم فيه و ق88الوا في مرض موته انه كان يعوي كالكالب! و استخرجوا له ت88واريخ فظيع88ة االلف88اظ بعي88دة عن الرحمة قالوها تشفيا في موته، و قد اثبتها )عبد الحي( من باب االستئناس و الغمز بالش88يعة، و من تل88ك الت88واريخ )فيض88ي ملح88دي( و )خال88د في الن88ار( و )قاع88دهء الح88اد

شكست( و قول اآلخر:

شد مقرر بجار مذهب نارسال تاريخ فيضي مردار

و أمثال ذلك، و الدليل على انه اثبتها حقدا و غيضا ان ولده »ابو الحسن الندوي« جع88ل هذه التواريخ مع انه88ا ص88ادرة من اع8داء الم88ترجم ل88ه و بعي88دة عن اخالق العلم88اء و م8ا ينبغي ان يكونوا عليه من االنصاف و العبرة في الموت فان هذا الناصبي جعله88ا ش88اهدا على كفر المترجم له و الحاده و بذلك أفصح عما أراد به والده في اثباته لتلك الت88واريخ الرخيصة التي ال تصدر اال عن صاحب قلب أسود فاسمع ما يقول الندوي و م88ا س88يذيعه

من سر خطير،

115ص:

يقول هذا المفتري:

»و يب88دو ان افك88ار فيض88ي و آراءه الملح88دة انتش88رت في اآلف88اق، و ذاع ص88يتها في األطراف في حياة فيضي نفسها، فان التواريخ التي استخرجت منظومة بمناسبة وفات88ه تدل على ذلك، و قصة وفاته تحمل في نفسها العبرة و الدرس- كتاب88ه الس88ر هن88دي ص

89.»

حتى تفسير القرآن الكريم الذي ألفه فيض، لم ينجو من قلم الندوي بالتوهين و التقليل »بأن هذا8/28 5من شأنه و بالرغم من أن والد الندوي )عبد الحي( اعترف في النزهة

التفسير يدل على طول باعه في اللغة العربية« يأتي ابنه فيقول حسدا و حقدا:

»ألف فيضي هذا التفسير- الذي التزم فيه بان ال يستعمل أي88ا من الح88روف المعجم88ة و الذي طار صيته في عصره، و تحدث به القاصي و الداني- الثبات فضله و نبوغه، و الرد على اتهامه باالنصراف عن العلوم الدينية، و لكن هذا العمل- مهما أثبت ل88ه من قدرت88ه على اللغة العربية، و امتالك لناصية البيان فيها- لم يضف شيئا علميا مفيدا، و انما مثل88ه مثل بعض الكتبة البارعين في الخط، الذين كانوا يتظاهرون بدقة خطهم و جمال فنهم، بكتابة سورة االخالص- كاملة- على حبة واح88دة من األرز، فج88اءت- نتيج88ة ذل88ك- عب88ارة

متكلفة ال لذة ليها و ال جمال و ال طراوة«.

قال الشيخ أغا بزرك عن المترجم له: و هو ال8ذي روج التش8يع .. بوس8يلة اك8بر ش8اه، وأجاب عن اعتراضات عبد الله اوزبك على اكبر شاه و األجوبة موجودة في منشآته.

مؤلفاته:

- سواطع االلهام )و سنخصه ببحث خاص(.1

- )مركز ادوار( و )نلدمن( مزدوجت88ان ل88ه على نهج مزدوج88تي النظ88امي الكنج88وي من2خمسته.

.1135 ص برقم رديف 76- موارد الكلم مخطوط في مكتبة ندوة العلماء 3

- و منها: لطائف فيضي، و هو مجموع رسائله جمعه88ا ابن اخت88ه ن88ور ال88دين محم88د بن4عبد الله بن علي الشيرازي.

116ص:

- و منها )طباشير صبح( و هو ديوان شعره و في88ه تس88عة آالف بيت، و ل88ه دي88وان آخ88ر5 في قصائده و هو الذي أشار له غالم علي آزاد في ترجمت88ه- كم8ا يب8دو- و ع8رف رحم8ه الله بعنايت88ه في جم88ع الكتب النفيس88ة، ح88تى تجمعت ل88ه خزان88ة كتب ع88امرة زادة على اربعة آالف من الكتب المص88ححة المض88بوطة اكثره8ا ك8انت مكتوب8ة بأي88دي مص8نفيها، و بعضها كانت قريبة العهد من عصر التاليف كما في النزهة، و في88ه ايض88ا نس88ب ل88ه ه88ذه

األبيات بالفارسية:

غاف888888ل نيم زراه ولى آه ج88888ارهاين رهزنان كه بر دل آكاه مىزنندجيست

آن نيس88ت ك88ه من هم نفس88ان رابكذارم

ي88ا آبل88ه باي88ان ج88ه كنم قافل88ه ت88يزأست

و له:

كعب888ه را وي888ران مكن أى عش888قكه كهتى بس ماندكان عشق منزلكآنجا

المصادر:

.1947 طبع الهور 445- دربار اكبري

/ و/248-8 8/212 2، منتخب التواريخ 126- نكارستان فارس/ الطبعة الثانية الهور ص /1 و منتخب اللباب 8/486 2 و طبقات أكبرى 8/299 3 و مع الشعراء 8/405 2 و 393 و مآثر الكرام:241

و نت88ائج200 و مفتاح الت88واريخ: 4، و تذكرة رحمان علي: 88/584 2 و مآثر األمراء 189 و ت8ذكرة علم8اء20 و األدب الع8ربي في الهن8د: 8/893 3 و أبج8د العل8وم 533األفكار:

،88/68 5، مس88تدركات 64-88 62، مطلع ان88وار 88/402 2. األعيان 25لمحمد حسين آزاد: ، )طبقات اعالم الش88يعة49 رقم 32-88 88/27 5. النزهة 119-88 88/117 1سبحة المرجان

في856-88 88/855 9 و في88ه ارخ وفات88ه ش88ير علي خ88ان الذريع88ة 445« ص 11»القرن و ما بعدها.68مرآة الخيال بعنوان أبي الفيض. و كتاب زبيد أحمد

117ص:

تفسير القرآن المسمى سواطع االلهام

و أجل و أخلد ما ألفه )فيضى( هو تفسيره سواطع االلهام، فسر القرآن الكريم بكلمات غير منقوطة، قام فيه بشرح و توضيح معاني كتاب الله العزي88ز كل88ه و لم يكتب في88ه إال كلمات مهملة، فهذا الكتاب الخالد- إلى جانب م88ا ي88دل على غن88اء اللغ8ة العربي88ة و دق88ة فوائدها و غزارة مفرداتها و خصب مناهجها و سعة صدرها حي88ال االظه88ار و التع88ريب و توخيه88ا الوص88ول إلى الغ88رض من أك88ثر الط88رق- ي88دل على اض88طالع المؤل88ف باللغ88ة و معرفت88ه التام88ة بمفرداته88ا و تراكيبه88ا، و إدراك88ه أس88اليب بيانه88ا و قدرت88ه الب88اهرة على

تعبيراتها.

و زين المؤلف كتابه بمقدمة بسيطة حدث فيها عن نفس88ه و عن أقارب88ه و عن مس88قط رأسه و أنه كيف تسنى له الوصول إلى بطانة الملك، و قسمها و جعلها قس88مين أجم88ل في األول م88ا س88نح ل88ه من األح88وال، و اهتم في القس88م الث88اني بتجلي88ة عل88وم الق88رآن ففسرها و شرحها و ذكر مبادئها و أصولها ثم قسم القسمين إلى ابواب شتى، و س88مى كل باب بساطعة و هذه السواطع يختلف بعضها عن بعض، فمنه88ا م88ا تط88ول إلى ثالثين سطرا و منها ما تقصر دون سطر واحد. و وضع ساطعا طويال يمدح في88ه أب88اه. و ألح88ق

المقدمة منظومة يصف بها كتابه.

و يأتى باسم ابيه و أسماء اخوته في كتابه مرم88وزا باألح88اجي و األلغ88از، إتباع88ا للص88نعة المهملة و تفاديا من الحروف المنقوط88ة، و ه88ذه األح88اجي غامض88ة، ربم88ا ال يهت88دى إلى حلها من ال علم له بتلك االسماء من قبل. لكن الخبير بها بدوره ال يدركها بس88هولة. إنه88ا تسعة. ستة منها معميات و ثالثة إلغاز. و الفرق بينهما ان األول يصح برد واحد. و اآلخ88ر يصح بردود عديدة، فاألسماء التي ألغز بها الواضع ثالثة. أبو الفيض و أبو الفضل فيض88ى )الواضع نفسه( و أبو الخير. و هي بكلمات ليس88ت بقاطع88ة الم88دلوالت، و من الطري88ف أن اسم المؤلف كذلك منقوط. و نرى أن نقتبس هنا من مقدمته، و نب88ذة من تفس88يره،

و ذلك قبل أن نتكلم على الكتاب نفسه.

»الله ال إله إال هو ال أعلمه ما هو ما أدركه كما هو«

احامد المحامد و محامد األحامد لله مصعد لوامع العلم و ملهم سواطع االلهام: مرصص أساس الكلم و موس88س محكم الكالم. مرس88ل الكالم س88هما س88هما أص88الح الحص88ص و

أكامل

118ص:

السهام و محدر السور كالما كالما صالحا للمصالح و المهام، ملوح معالم الدرك و ملمح مدارك األعالم، مصلح اسرار الصدور، و مطلح وساوس األوهام، مطهر أل88واح األرواح و مصور صور األرحام. محول أحوال الدهور و مدور أدوار األعوام. محرك سالسل األسار و معطر دماء االرام. مطاوع عادل أمره السوام و الهوام. و مهلل حرم طهره الرمال و

السالم.

88ه ممه88دا اللهم صل و سلم رسوال مودودا محمدا محمودا إمام88ا لك88ل إم88ام: ارس88له الل لصوالح األوامر و األحكام مصلحا لالمم محددا لحدود الحالل و الح88رام و اوح88اه طرس88ا معلوما و لوحا مرسوما الصالح الكل، و إسعاد العام. حصار امره الم88ر ماص88كه ص88واكم االعدام. و سور حكمه اال حكم ما دك8ه ص88وادم االه8دام. ح88رم س88دده مص8مد ال8دعاء و مصمم االحرام، و هو رسول و ما صار آدم مودم88ا و م88ا وسوس88ه الم88ارد الل88وام، و ه88و سام و حام للعالم، و ما ولد سام و حام، و طاوعه الكل و ما ساد هود و ما عصاه ع88اد،

و ما اطاحهم الصرصر و السهام.

88ه المل8ك اعلم88وا ره88ط روس8اء العل8وم و العلم8اء االعالم، أح88رر م88دلول الكالم كالم الل العالم، و ارسم محصول ما اوله الكمل و حاوله الكرام. و احكم مادل س88وره و م88دلول دواله كمال االحكام و االحكام. و اسطر ما هو اصل الم88روم واس الم88رام. و لم88ا ط88ار اسم المحرر حوم الدهر و حام. و كساه الطالع ملحم العلم موسع األكمام. و اراد اول88و الكمال مراه و اراوع كالمه و رام. سدد المسطر و حرك المرسام. و اسال المداد كم88ا هطل الركام. و صور كلمه عواطل مع روع مسرع و مسجل كهام. و إما الكمل الكلم و اكرم الكالم. ال اله اال الله محمد رسول الله و هو م88دار االم88ر و مالك االس88الم. و ام88ل حاصال ما صال رسعا لآلسام و سرع لسطره اسحارا و آصاال عدو العوام. و الكمال88ه كم88ا هو مصور الصدر و ملهم السر ركع وصام. ك88ل ام88ره رأه إهم88اال و ال إهم88ال ل88ه ح88ار و هام. و ما وهطه إال الحاسد العاصد و اآلم. ما اوهطه إال المط88ر المص88ر السمس88ام. م88ا

وصمه إال صداد العواور و حساد اللوام.

و الحسد لمسامع السداد كالسداد و الدس88ام. و س8ماعه لص8دورهم كص88م الم88داعس و مرط السهام. كالمه و كالمهم كالسالسل و الرمام. و علمه و علمهم كالداماء و الرهام

و اصمهم سوء و همهم كسد الصمام، و ال مسلك لهم. حال سماعه م88آال اال االرم88ام. ولله در سطره صار طرسا طامسا لرسوم كل رسام. و دارسا لمراسم كل وصام ....

119ص:

ساطعه: محرر سواطع االلهام م88وم اس88م وال88ده الواط88د لع88دم ال88ورود مص88رحا و ه88و: أساس العلم و اصل الروع و مطلع االلهام و راس الرؤس و ام88ام الك88رام عال اس88مه و

مسماه .........

و اختتم هذه المقدمة البديعة بأشعار هي كذلك مهملة فارغة عن الحروف المنقوطة، وإليكم بعضها:

ألسرار روح للسواطع ملهمألواح سحر أم طلسم مكرم

و ما هو سحر أو طلسم محرملسحر حالل و السطوع طلسمه

سواد لكل الكل طلس مطهمصواح ألصل األصل طرس مطهر

العالم أسماء العوالم آدمو ما العلم إال و هو اصل لكله

صالح سداد للسالم مسلمإمام همام للكالم ماول

مالك كالم للمعالم معلممدار مراد للمدارك مطرح

صراط سداد لالكارم أسلمكالم كمال لالكامل مسلك

دعاء سماء للصوامع محرممال كالم للمدارس أعود

لواء والء للمعارك احكمحسام سماح للمصارم اسطع

و دأماء أسرار السماء مطحرمسماء سعود السر للروح مصعد

عماد أساس األمر و العدل محكمدعاء حصار الحول و الطول موطد

إلدراء آالء المكارم مكرمإلعالء أعالم الصوالح أصلح

لكلم سهمام الوهم و الصرع مرهملبرسم اطالح الوساوس مصلح

كساء علو للكرام موسمدواء سمو للوسام مطلس

لس888طر س888طور ال888روح و العم888رلكحل عروس الحلم و الدرك مرود

مرسم

لسطح سماء العلم و الروع سلملكأس حساء الصحو و السكر سكر

مصادر أرواح حماها مطلسممراصه ألماح وعاها مهلهل

مطالع أسحار لها اللمع أدومطوالع آصال لها السطح أكمل

120ص:

لسمط و صدر أو سوار و معصملحوراء علو الطهر حال داللها

و ما هو لألوهام درع مردمأال هو لألرواع صرح ممرد

مراحم إرسال هو الله أرحمسواطع إلهام مكارم سودد

مالح لها سدال سدوس مسهمعواطل أعراس حالها داللها

ركام و دأماء السواطع أكرمو ها كل لوح سطروه مكرما

لكسر لهام الوهم طرا عرمرمو مدلولها المعهود مما أراده

لرد و ما كل األعاور أعصمو لو طار مالك الكالم مطاره

ألطلع سر الله للعلم عالممحرره الله در كالمه

و أسعده هم و ساد مصممألدركه كد و صدر موسع

و ساعده الدهر الحصور المحصرمو أمهله العمر الطهور المسارع

له طأطأ األعالم طوعا و طرسمواله هرول األحالم لوعا و ولوا

مآل أمور السر الله أعلملعمرك علم الكل مطموس علمه

و نرى أن نشير إلى حل بعض األلغاز التي وردت في هذه المقدمة.

- أساس العلم، أصل الروع مطلع االلهام رأس الرؤوس، غمام الكرام، و يريد الواضع1 بهذه الكلمات المهملة اسم »مب88ارك« ف88ان الميم اس88اس للعلم و الب88اء أس88اس للقلب الذي يرادف الروع و األلف محل طل88وع كلم88ة إله88ام و ال88راء راس لل88رؤوس. و الك88اف

إمام للكرام و هكذا يتكون اسم »مبارك«.

- مدلول الوالد و المكارم معه. و هو ليس بغامض بل يمكن أن يفهمه كل واحد، ف88ان2مدلول الوالد هو األب و يضيفه إلى المكارم فتصبح أبو المكارم ال محالة.

- األمل الروع الولع الروح المكرر الروع المرح )بطر(. فاذا أخذنا أوائل هذه الكلم88ات3لوجدنا اسم أبو تراب.

- الحال الط8ود )الجب8ل( الط88ول الص8حو ال8روع )الب88ال( الس88مو الح88دس، ف8اذا أخ88ذنا4الوسط من هذه الكلمات لقرأنا اسم أبو حامد.

121ص:

12

121 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

- الطاء، الروع )القلب( الهدوء األمر الطس المرسوم، الراى، األمد، فاذا رتبن88ا أواخ88ر5هذه الكلمات لرسمنا كلمة ابو راشد.

و ال أرى من الحاجة في شئ إلى أن أقول أن المؤلف يختار كلمات رائع88ة عن88د التعب88ير عن أسماء اخوته، و هم أبو تراب، أبو حامد و أبو راشد. و يشير المؤل88ف إلى أعم88ارهم أيضا، فان األسبق هو األكبر، و أعجب منه أنه اختار للسابق أوائل الكلمات و للمتوسط

أواسطها و الالحق أواخرها.

و معلوم أن المسلمين في الهند كانوا و ال يزالون يهتمون باللغة العربية كلغتهم الدينية، و مع أن اللغة الفارسية أصبحت مرة لغة رس88مية للبالد، إال أن حبهم و ش88غفهم للعل88وم العربية ما زال كما كان، و ما برحوا عاكفين على دراسة كتاب الله العزي88ز، و م88ع ذل88ك كان منهم من نبغ في اللغ88ة و األدب، و ول8ع بهم88ا ولع88ا بالغ88ا، و منهم من ك88رس حيات88ه للنحو و الصرف و منهم من اعتنى بالشرح و التأويل، و يسرنا أنه ك88ان- و ال ي88زال- من بينهم من جم88ع بين األدب و ال88دين و اللغ88ة و الفلس88فة و أثبت ب88أن الهن88ود لهم الي88د

الطولى في االنشاء و الفهم، و لعلنا ال نبالغ أن مولفنا هذا كان منهم. ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 12

فلما انتهى المؤلف من ذكر حاله و ملكه. بدأ بذكر ما يحتاج إليه دارس للق88رآن الك88ريم من مبادئ و اسس تفسيرية، و ال شك أنه أجاد في ش88رح ه88ذه المع88اني. و نكتب فيم88ا

يلى بعضها.

السواطع اللوامع لعلوم كالم الله العالم و أسراره الصوالح لصدر المرام.

ساطعه، أصل المراد و أس المرام هو الله وحده و له رسل ارسلهم، الص88الح الع88الم و88ه هم موصلو المراد ال حصر العدادهم أولهم آدم و أمدهم و حماداهم محمد ص88لعم و لل8ه أرس8ل آلدم ألواح88ا و طروس و ألواح أرسلها للرسل للحكم و المص8الح كله88ا كالم الل

لمحمد رسوله صلعم طرسا.

ساطعه، علم كالم الله ال ساحل له، و طود ال مسلك له و ك88ل واح88د أراد وص88وله و م88اوصل أمده و رام سلوك دركه و ما أدرك حده.

ساطعه، الماول هو العالم لعلم مدلول كالم الله، و هو إعالم ما أراده الله و إما المام

122ص:

و وراء سهما اسطاع و ه88و أك88رم العل88وم كله88ا لحص88ول عل88و العلم معلوم88ه أك88رم ك88لمعلوم.

ساطعه، للماول روم المدلول لدوال كالم الله عما ورد محال سواه ما اس88طاع، و االرامكالم رسول الله صلعم، و االعاد و صمد كالم الرحماء لما لهم علم كامل و عمل صالح.

- علم ما وحده و ه88و علم الماس88ور كل88ه، و علم أس88ره و1ساطعه، أما علوم كالم الله - علم3- علم م88ا وع88د و اوع88د و ادك88ار دار الس88الم و دار األالم 2مصوره م88ع األس88ماء

األحكام و هو األمر و الردع و ما سواهما و للمحه سموا الحمد لله أم كالم الله لم88ا عمصروع مدلوله، و هوالء أصول كالم الله المرسل.

ساطعه، أصل االرسال الهام الله كالمه، و إعالمه للملك مصاعد السماء و هو عال مم88ا حل المحل و الملك أداه للرسول )ص( و ورد هو س88ماع كالم دال معلم عم88ا ه88و أص88ل

كالم الله.

ساطعه، الرسول صلعم صار كالملك و سمع كالما أورده الملك أو الملك صار كأحد ولدآدم و أداه للرسول صلعم و هما مسلكا االرسال و األول أعسر.

88ه الرس88ل المرس8وم طرس8ا ساطعه، المرسل إم8ا ه8و الكالم و مدلول8ه. و ه8و كالم اللواحدا و و إما المدلول ال الكلم و هو كالم رسول الله )صلى الله عليه و سلم( كله.

ساطعه، لكالم الله موارد و مراسل كام رحم و ما حولها و مصر رسول الله صلعم و ما حوله كاحد و س88لع و الص88رط و المس88الك و المراح88ل و المرام88ك و مص88اعد الس88ماء و

الهواء حال صعوده و حدوره صلعم آصاال و اسحارا و حرا و صردا.

و يب88دأ المؤل88ف بع88د ذل88ك كل88ه في تفس88ير الق88رآن الك88ريم و ه88ذا نم88وذج من تفس88ير)الفاتحة( المباركة:

حيم« حمن الر ه الر »بسم الل

االسم أصله سمو، كعلم و مصدره السمو، و هو العلو واحد االسماء. و ورد أس88م وس88م أو وسم، و أس88مه اعلم88ه، و الموس88م المعلم و االس88م العلم. و األول أص88ح لع88دم ورود االوسام مكسرا و عامله أصدر، و االسم إما مسماه ما سواه أو هو مسماه ال ما س88واه

أو مسماه ال

123ص:

هو و ال سواه. و لكل واحد اصل و أهل الرسم طولوا أولها اعالما لم88ا ه88و المط88روح أو اكراما لصدر كالم الله االحكم االكمل. الله: اصله اال له و هو المالوه أو ه88و مص88در ال88ه مكسور الالم و لوها و ولها حار، و االص88ل واله اع8ل واوه كم88ا ع8ل او وع8اء ح88ل مح8ل االسم كعدل و ورد اصله مصدر اله كسمع اولع و العالم كله مولع له. و ورد اله ح88ار او ركد او عال، و الهه رعاءه و الح لمها واحد أو احد و ورد أصله اله مصدر هو العلو و ورد اصله هاء و صلوها الم الملك، و الالم للعهد و هو االل88ه المعه88ود و المول88ود المحم88ود، و ورد هو علم ال اصل له و ال مصدر له كمسماه و هو اصل الكل و مصدره، و هو اصح ما اوردوه. الرحمن الرحيم: مصدرهما الرحم و ه88و روم ص88الح االم88ر الهل88ه و م88دلولهما و س88اع ال88رحم، راحم الك88ل اح88اط الص88ور و االس88رار مراحم88ه، و عم االل88واح و االرواح مكارمه، و االول اعم مدلوال، صدره لما صار كالعلم لله. و الحمد و هو معكوس المدح. و ما هو اال للعطاء و مورد الحمد هو المس88حل وح88ده، أص88له احم88د او احم88دوا حم88دا و88ه أو حم88د 88ه لل عدوله للدوام، و المه للعهد و الم88راد ه88و الحم88د الكام8ل و ه88و حم88د الل الرسل أو كمل أهل الوالء أو للعموم، و حاصله المحامد كلها لله و هو المحم88ود اص88ال و88ه مكس88ور ال88دال مطاوع88ا لالم، و رووا و الالم مطاوع88ا الممدوح عدال. و رووا الحمد لل للدال عكسا لالول. رب العالمين: مكمل العوالم و مصلح الكل طورا طورا و مالكهم أو ملكهم و هو مصدر مدلوله اكمال االمر مرارا و صار اسما لله اطراء كالع88دل. و الع88الم اسم لما اسره الله و علم لكل ما سواه و ورد هو عالم الملك، و أص88له العلم او العلم. الرحمن الرحيم: مر مدلولهما، اعادهم اعالء لكمال مراحمه. ملك ملك االمور كلها و ما سواه مملوكه و ما سوره و محكومه، و اصله الملك مكسورا رواه عاصم، و رووا مل88ك و هو االصح لما ورد كل ملك مالك و ال عكس، و كل مالك مامور ملك ال عكسه، و ملك

كحكم، و ملك كعدل و مالكا مدحا او حاال و مالك و ملك محموال لمطروح و ملك م88دحا و هو الملك المال88ك ل88ه المل88ك و االم88ر و الحكم و الع88دل. ي88وم ال88دين: و ه88و الموع88ود88ه او عص88اه، المحدود، و المعاد الهل الص88الح و الطالح، و الم88ال لك88ل و الح88د اط88اع الل88ه و المل88وك اول88وا صرحه الكرامه و اعالء حاله اول ما ال ملك و ال مال88ك ل88ه اح88د اال الل االمر كلهم معطلوا اوامرهم و احكامهم. اياك ال ما سواك لعبد طوع88ا ال كره88ا كم88ا ه88و مامودك و مرارك و هو حص88ر لكم88ال الط88وع و الهك88وع، ام88ال الكالم و ع88دل عم88ا ه88و

المسلوك لسرور

124ص:

السامع و ورح المسامح، و هو اطراء ال داء المرام، و وروه مكسور االول. و اياك ال م88ا عاداك كرره امحا و لوهم عدم الحصر. نستعين: حال اداء اوام88رك و ط88رح محارم88ك و مكارهك و ما الحد مسؤل لمصالح االمور و صوالح االعمال اال عولك و اس88عادك ح88اال و ماال و رووه مكسور االول كاالول و هم لما راموا االسعاد لعل الله سالهم ما مرومكم و مما أسعدكم س88الوه. اه88دنا س88وال لالس88الك و دع88اء لوص88ول األص88ل، ارادوا اكماله88ا و دوامها أو راموها ماال كما حصلوها حاال. الصراط المستقيم. اس88واء مم88ر اه88ل ال88والء و مسلك مكارم اهل الله و هو االسالم الكامل او كالم الله و اوامره و احكام88ه او ص88راط دار السالم او هو عام، و لله صرط ال احصاء لها واصله السراط ص88ار اول88ه ص8ادا و إم8ا للطاء و سماه سراط لما هو سارط لسالكه كما سرط اح88دكم الطع88ام. ص88راط المالء الذين انعمت عليهم و هو الرسل أو اهل االسالم كلهم أو المل88ك، اع88اد الص8راط و ك8رر العالمل حكما لما اكد و اعلم الصراط السواء ه88و ص88راط اه88ل االس88الم ال س88واه. غ88ير المغضوب عليهم. المروم اصرهم او الملوم عملهم عموم88ا او هم اله88ود. و ال الض88آلين:88ه و ام88ا هم ما سلكوا مسالك هداه، و هم اهل االعمال الس88وداء كلهم أو ره88ط روح الل المروم صراطهم هم رهط و االهم الله والء كامال و وص88ل لهم آالؤه و هم س88لموا مم88ا

حردهم و ما هم اهل الصدود و العدول عمدا.

آمين ممدوا و االصل ال مد له و هو اسم ال س88مع و الم88راد اللهم امس88ع ال88دعاء. أو ه88و اسم الله علمه الملك رسول الله صلعم حمادها و ما هواه االمام اورد امد الكالم اكماال

للمدعو.

و إليكم بعض ما فسر به المؤلف من سور قصيرة:

سورة الكوثر. موردها أم الرحم محصول اصول مدلولها اعداد آالء اعط88اه الل88ه ال ك88رمالرسل محمد صلعم و االمر له لما صاله و لسحط الداعر و اعالم العالك االعداء له.

88ه ص88لعم و أدرك88ه الس88ام و س88معه حيم( لما رحل ولد رسول الل حمن الر ه الر )بسم الل العاص و وصمه صلعم و كلم و هو عس8ور ال ول8د ل8ه، ل8و ادرك8ه الس8اتم و هل8ك حس8م اسمه صلعم ارسل الله. ان88ا أعطين88ك الك88وثر. العط88اء الكام88ل علم88ا و عمال او الم88ورد88ه ل88ه االمرء ماء و احمد هواء ورد ماءه المدام و هو مورد رسول الله صلعم اعطاه. الل صلعم كرما أو المراد االوالد او علماء االسالم او كالم الله المرسل. فص88ل دوام88ا لرب88ك الله ال لما سواه كما هو عمل مرء مراء عمدا ال سهوا. و انحر و اسدح لله و اعطه اهل

السؤال و هو عكس الكالم

125ص:

األول المصرح ال حوال أهل السهو و الصد و اعمالهم. إن شانئك عدوك- هو االبتر.

المع88دم ال ولج ل88ه و ادام الل88ه اوالدك و مراس88م اوام88رك و مك88ارم عص88رك و محام88داسمك.

8ه االح88د سورة االخالص- موردها أم ال8رحم و محص88ول أص8ول م88دلولها اعالم وج88ود اللالصمد و اعالء علوه مما ولد و ولد و سموه عما عادله احد و ساهمه.

8ه ص88لعم و ارادوا اعالء محام8د بسم الله الرحمن الرحيم. لما س8ال الحمس رس8ول الل الله ارسل الله قل محمد هو الله احد. واحد ال مساهم له و ال ال88ه س88واه اص88له وح88د و رووا هو الله الواحد و وروا احد. الله موصوال الصمد. المصمود المعم88ود ام88اال و اعم88اال لكل ما عداه و هو المالك الحاكم لما اراد و ال مرد لحكمه و ال ردا المره. لم يلد احدا و هو رد للهود. و لم يولد ما هو ولدا مولودا ال حد و معلوم كل اح88د لك88ل مول88ود اول و ال اول له. و هو رد لرهط روح الله. و لم يكن له لله كف88وا مس88اهما مع88ادال و ه88و ح88ال او محمول. أحد. حاال و مآال و هو رد الهل عدول وهموا اله88ا مس88اهما ل88ه عمال و ام88را عال اسمه و مسماه عما هو مدرك االوهام و ورد هو عدل لكالم الله كله و مدلوله مالك كل

موحد.

و لعلنا ال نرى حاجة بعد ما قلنا و كتبنا إلى أن نقول أن كتابه من حيث النقد الفنى يدل على نبوغ المؤلف في األدب وسعة نظ88ره في اللغ8ة، إال أن االل8تزام الغ8ريب حتم على المؤلف ايجازا مخال أو شرحا ممال، فان جل همه عن88د كتابت88ه ك88ان ان يتف88ادى الكلم88ات المنقوطة و يتحاشى كل اسم و فعل منقوط، فاضطر إلى اي8راد الغ8رائب أو الى ايج8از

أصبح أعقد من المتن أو الى شرح مطنب يمله القارى.

و من ميزات المؤل88ف أن88ه يح88اول أن ال ي88ترك ش88يئا من مع88انى الق88رآن إال و يفس88ره ويشرحه، و ال يحفل في ذلك بما يكبل قلمه من االلتزام الغريب المستحق الثناء.

م(1602- 1551 ه/ 1011- 958أبو الفضل الناكوري )

الشيخ ابو الفضل بن المبارك بن خضر الناكوري، كتب صاحب النزهة في وصفه:

126ص:

الش88يخ الع88الم الكب88ير العالم88ة، اعلم وزراء الدول88ة التيموري88ة و أك88برهم في الح88دس والفراسة و إصابة الرأي و سالمة الفكر و حالوة المنطق و البراعة في اإلنشاء.

ولد ليل8ة األح8د س8ادس ش8هر المح8رم س8نة ثم8ان و خمس8ين و تس8عمائة و ك8ان أب8وه المبارك قد فتح له أبواب خزائن العلم منذ نعوم88ة أظف88اره، فتعلم الخ88ط و الحس88اب و اإلنش88اء و اش88تغل ب88العلم، و ق88رأ أيام88ا في العربي88ة على ص88نوه الكب88ير أبي الفيض بن المبارك و على أبيه، و فرغ من تحصيل العلوم المتعارفة في الخامسة عشر من س88نه، ثم أقبل على العلوم الحكمية إقباال كليا، و استفاد بعض الفنون عن الش88يخ حس88ن على الموصلى، و درس و أفاد نحو عشر سنين حتى فاق فيه أهله المنس88وبين إلي88ه، و دع88اه السلطان أكبر بن همايون التيمورى بمدينة أكبر آباد مع والده، فادرك88ه في ح88دود س88نة إحدى و ثمانين و تسعمائة مرة أولى، و أهدى إلي88ه كتاب88ه في تفس88ير آي88ة الكرس88ي، ثم أدركه في حدود سنة اثنتين و ثمانين مرة أخرى، و أهدى إلي88ه كتاب88ه في تفس8ير س8ورة الفتح فاستحسنه السلطان و قربه إلى نفسه، فتدرج إلى نهاية القرب حتى نال الوزارة

الجليلة.

كان من الطبيعي أن يج88د مث88ل ه8ذا الع8الم ال88ترحيب و الرعاي88ة عن88د س88لطان ش88غوف 1574 ه- 981بالدرس و التحصيل بدوره مثل جالل الدين أكبر حين ق88دموه إلي88ه ع88ام

م. و في هذا يقول أبو الفضل في كتابه أكبر نامه الذي ضمنه تاريخ التيموريين:

»لق88د زاد ك88ثرة تالمي88ذي من الغ88رور في نفس88ي، و دف88ع بي اإلمع88ان في ال88درس و التحصيل إلى طلب العزلة. و لكم كنت أش88عر بالس88عادة و الرض88ا و أن88ا أقض88ي اللي88الي منفردا بطالب الحق و الباحثين عن الحقيقة المجردة بما يعمر ذه8ني و يش8رح ص8دري، لتتفتح من بعد ذلك عيني على مدى األنانية و الجشع الذي يكمن في نفوس من يدعون العلم و المعرفة. و لكم كنت أشتاق للوقوف على الحكمة عند المغول و دروز لبن88ان أو مناظرة ال م88ات التبت و قساوس88ة البرتغ88ال و االس88تماع إلى كهن88ة البارس88يين و حمل88ة األبستاق. و لقد ضقت ذرعا بعلماء بالدي حتى نصحني أخي و بعض أق88اربي آخ88ر األم88ر بأن ألتحق بالبالط، و قد أملوا بذلك أن أجد عند السلطان الهداية مثل الفكر الس88نية. و لئن كنت قد عارضتهم في ذلك أول األمر إال أني وجدت، لحسن طالعي، من بعد ذل88ك، في السلطان خير رائ88د و مرش88د لي في دني88ا الواق88ع مم88ا بعث الس88كينة في نفس88ي و

أشاع الطمأنينة في وجداني. ففيه اجتمع لي

127ص:

شوقي للتحصن باإليمان و تحقق أملي في أن أقوم بالدور الذي قدر لي القي88ام ب88ه فيدنياي.

فه8و المش8رق ال8ذي ت8بزغ من88ه أن8وار اإلب88داع و المث88ل، و ه8و ال8ذي علم88ني أن العم88لالدنيوي، على تعدده و تنوعه، ال يتعارض مع جوهر الحقيقة«.

قد رماه صاحبه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني )بغضا و حسدا( باإللح88اد و الزندق88ة و ق88ال في المنتخب: إن88ه دس في قلب الس88لطان أش88ياء منك88رة، و رغب88ه عن المل88ة السمحة البيضاء- )كذا(. و ال بد ان هذا االتهام صدر عن البدايوني بع88د أن أحت88ل الش88يخ مب88ارك الن88اكوري و أوالده المكان88ة الالئق88ة بهم88ا في بالط أك88بر و بع88د أن ظه88ر تش88يع االمبراطور اك88بر و توض88ح تش88يع المب88ارك و أس88رته للعي88ان، ج88اء في كت88اب دانش88وران

ناصري:

»و من أمعان النظر الدقيق و أعمال الفكر العميق يعلم أن الشيخ مبارك و الش88يخ أب88و الفضل كان كل منهما باطنا ش88يعي الم88ذهب ام88امي المش88رب و من ه88ذه الجه88ة ك88ان علماء و رؤساء المخالفين لهما في المذهب يعادونها عدواة قبيحة و الشيخ أب88و الفض88ل في وقت رياسته العظمى سعى في تفريق كلمة هؤالء الجماعة و السلطان أك88بر ش88اه

قصر أيدي المتعصبين عن الخلق«.

و قد فصل السيد غالم حسين الطباطبائي قصة اولئك المتعصبين مع اسرة آل المباركعلى النحو التالي:

ان الشيخ عبد الله ابن الشيخ شمس الدين السلطانبوري الذي كان يلقب في عهد شير شاه بصدر االسالم و في زمان همايون بشيخ اإلسالم و في وقت أك88بر بمخ88دوم المل88ك كان طالبا للجاه غاية الطلب متعصبا محبا للدنيا كما ذكره الشيخ عبد الق88ادر الب88دايوني في كتابه مع اتحاد المذهب فيهما و المناسبة التامة في العم88ل و الطبيع88ة. و لم88ا م88ات مخدوم الملك و كان بينه و بين السلطان منافرة ظهرت له خزائن و دفائن كث88يرة منه88ا عدة صناديق فيها قطع من الذهب بشكل اللبن كان قد دفنه88ا في المق88برة ف88أخرجت و أدخلت مع كتبه إلى الخزانة العامرة السلطانية. و الشيخ عبد النبي الص88در ك88ذلك ك88ان رجال متعصبا طالبا للجاه و هو من أوالد أبي حنيفة الكوفي و في أوائل عهد اك88بر وص88ل أقتداره الى حد أنه كان أحد وزراء الملك يقدم له نعله و االفاغن88ة يحبون88ه كث88يرا و أك88بر

كان صغير السن جدا و جاءته السلطنة في

128ص:

الطفولي88ة و ك88انت عام88ة ال88دعاوى و أك88ثر أم88ور الس88لطنة ت88دبر ب88رأي ه88ذين ال88رجلين بمقتضى حب الجاه و النفس و شدة التعصب كلما رأوا رجال هو محل التفات الس88لطان و السلطان يمي88ل إلى مش88ربه و مس88لكه يتوس88الن الى قتل88ه بك88ل حيل88ة باس88م حماي88ة الشرع و حراسة االسالم و ال يدعان أحدا يرفع رأسه كما أن الشيخ أب88و الفض88ل و أب88وه الشيخ مبارك و أخوه الشيخ فيضى وقعوا في بلية هذين الرجلين و بالتأيي88د اإللهي نج88وا من هذا البالء و وصلوا الى أوج العزة و االختص88اص و وص88ل الح88ال إلى أن خلق88ا كث88يرا يفوقون حد الحصر قتلوا بغير حق بسعي أولئك الفس88اق. و ال88ذي يس88تفاد من مجم88وع الحكايات و تقريرات نقلة اخبار ذلك العصر ان كال هذين القدوتين كانوا في الظاهر في نهاية التعصب و التص88لب لل88دين لكن لمج88رد حب الج88اه و النفس و اتب88اع اله88وى، و لم تصل الى مشام روحهم رائحة اإليمان ال هم و ال أتباعهم كالشيخ عبد القادر البدايوني و غيره، و من شدة تعصبهم أصدر احدهم مخدوم الملك على ما ذكره الشيخ عب88د الق88ادر البدايوني فتوى عجيبة و هي: أن الذهاب الى الحج في أي88ام الحج غ88ير واجب حيث ان88ه سأل فاخبرا: أن طريق الحج منحصر إما في طري8ق الع8راق أو طري88ق البح8ر و طري8ق العراق يسمع فيه كالم غير مالئم من القزلباشية »و يقصدون الشيعة« و طري88ق البح88ر يلزم أن يؤخذ فيه جواز من االفرنج و هذا الجواز قد صوروا فيه صورة م88ريم و عيس88ى

عليهما السالم و انه إاله فاذا السفر على كال الطريقين ممنوع.

و البدايوني عند ترجمة أحوال نفس88ه يق88ول إن الش88يخ مب88ارك و ان ك88ان ل88ه على ح88ق عظيم من جهة انه استاذي لكن حيث انه و أوالده مغ88الون في االنح88راف عن الم88ذهب الحنفي لم تبق له علي حجة و أيضا لجلب تأييد مدعاه نقل عن مخدوم الملك أن88ه ك88ان كلما رأى الشيخ أبا الفضل في أوائل عهد أكبر شاه يذم88ه و ي88ذم أب88اه الش88يخ مب88ارك و

يقدح فيهما.

قالوا و بسبب هذين الشخصين المرائيين المحبين لل88دنيا اريقت دم8اء كث88يرين من عب88اد في23الله ال سيما على التشيع و وصل التعصب في العوام الى حد انه في اوائل سنة

سلطنة أكبر كان رجل من أرباب المناصب اسمه فوالد يرالس و كان رجل يسمى المال أحمد شيعي المذهب فللعداوة المذهبية استدعاه ليال من منزله و ضربه بخنج88ر، و ك88ان أكبر شاه في تلك األيام قد خرج من قيد العصبية، فأمر أن يربط برالس في بلدة الهور حتى هلك و توفي المال أحمد المجروح بعد وفاة قاتله بثالثة أيام و بع88د دفن المال أحم88د

أقام الشيخ فيضي و أخوه

129ص:

الشيخ أبو الفضل حراسا على قبره خوفا من أن ينبش و مع هذا االهتمام فإن أهل الهو بعد سفر عسكر أكبر شاه الى كشمير نبشوا ق88بره و أخرج88وا جثت88ه و أحرقوه88ا و حيث ان مؤتمن الدولة الشيخ أب88و الفض88ل ص88ار في أعلى م88راتب الق88رب عن88د أك88بر ش88اه و

عالمة الزمان الحكيم فتح الله الشيرازي و آخرين من علماء و أم88راء الع88راق و ش88يراز جاؤوا بكثرة إلى ديار أكبر شاه اتفق الشيخ أبو الفض88ل م88ع العالم8ة الم88ذكور و آخ88رون من العلماء على طريق واحد و كلم88ة واح88دة لت88دارك الش88دة و اراق88ة ال88دماء من قب88ل أولئك المتعصبين المعاندين المذكورين و تحزموا لذلك بح88زام هممهم المحكم فوج88دوا السلطان نفسه قد رج88ع عن مذهب8ه و رأى أن الم88ذهب ال8ذي ه8و علي88ه و البن88اء ال8ذي أحكمه من مدة طويلة يؤدي الى فناء الخلق فلم يجد بدا من الخروج عن قيد التعص88ب و خلص عباد الله من مخالب اولئك و أتباعهم و أبدل الشدة بالرخاء و اطلع شيئا فشيئا

على خبث نيات أولئك و حبهم لجمع المال و طلب الجاه.

و لما دخلت السنة الرابعة و العشرون من جلوسه ج88رى يوم88ا في مجلس88ه ح88ديث بين القض88اة و العلم88اء في المس88ائل المختل88ف فيه88ا بين المجته88دين و انج88ز الكالم الى أن السلطان هل يمكن ان يجتهد في بعض األمور؟ فكتب الشيخ مبارك والد معتمد الدول88ة الشيخ أبو الفضل الذي كان أعلم علم8اء زمان8ه حس8ب األم8ر ت8ذكرة به8ذا الخص8وص و

Ñطيع88واختمها بخاتمة و حاصلها أنه بعد التأمل و امعان النظر في معنى اآلي88ة الكريمة )أÑمر منكم( سولÑ وÑ أولي األ Ñطيعوا الر هÑ وÑ أ و أح88اديث واردة في ذل88ك فق88د حكمن88ا ب88أنالل

88ه تع88الى أعلى من مرتب88ة المجته88دين ألن نص آي88ة أولي مرتبة السلطان العادل عند الل األمر يؤيد وج88وب اطاع88ة الس88الطين و م88وافقتهم على رأيهم ال معاض88دة المجته88دين و السلطان أعدل و أفضل و أعلم بالله تعالى ف88إذا وق88ع االختالف في مس88ائل ال88دين بين العلماء و اختار السلطان أحد القولين ألجل تسهيل معاش ب88ني آدم و ص88الح ح88ال أه88ل العالم فحكم به وجبت اطاعته على كافة األنام و أيضا إذا حكم بحسب اجتهاده بحكم ال يخ88الف النص ألج88ل المص88لحة العام88ة فمخالف88ة ه88ذا الحكم موجب88ة للس88خط اإللهي و العذاب األخروي و الخسران الديني و الدنيوي و ختم الجميع هذه الت88ذكرة بخ88واتيمهم و بعد هذا أحضر مخدوم الملك و عبد النبي الصدر و أمرهم88ا بختمه88ا و أمض88ائها بخطهم88ا

من987فختماها و أمضياها بخطهما طوعا أو كره88ا و ك88ان ذل88ك في ش88هر رجب س88نة الهجرة المقدسة فلما كتب هذا المحضر شرع السلطان في اجراء ما يصلح

130ص:

العباد شيئا فش88يئا ف88أمر مخ88دوم المل88ك و الش88يخ عب88د الن88بي بالس88فر إلى الحج و عين العلماء المتعصبين قضاة في األمكنة البعيدة و بهذا الت88دبير اس88تراح الخل88ق من أض88رار األشرار و تفرغوا ألمور معاشهم و معادهم فإن الس88لطان يل88زم أن ال يك88ون متعص88با و يلزم أن تكون الرعايا في ظله سواء فلما وصل مخدوم الملك الى مك8ة المكرم8ة ك8ان ابن حجر صاحب الصواعق المحرقة حيا موجودا في مكة و باعتبار تناس88به م88ع مخ88دوم الملك في التعصب استقبله و احترمه كثيرا و فتح له باب الكعبة و كان ذل88ك قب88ل أي88ام الحج و باع مخدوم الملك شعيره باسم الحنطة فإنه كان في الصورة من أه88ل ال88دين و

في الحقيقة من طالب الدنيا فأخذ في ذم السلطان و األمراء في المجالس و المحاف8ل بسبب ما ناله حتى نسبهم الى االرتداد عن الدين و الرغبة في الكف88ر فوص88ل ذل88ك الى مس88امع الس88لطان و الش8يخ عب88د الن88بي لم8ا س88مع بخ88بر بغي محم88د حكيم م8يرزا أخي السلطان أكبر شاه و فتحه مدين88ة اله88ور ع88زم ه88و و مخ88دوم المل88ك على الرج88وع الى الهند طمعا في الرياسة و حبا للجاه فعادا إليها و وصال الى أحمد آباد كجرات فوج8دا أن اكبر شاه بتمام االقتدار فخافاه على أنفسهما و كان بعض نساء السلطان قد ذهبن الى الحج في تلك السنة و عدن من88ه و وص88لن أحم88د آب88اد فتوس88ال بهن ليش88فعن لهم88ا عن88د السلطان ففعلن و لما كان السلطان غاضبا عليهما أشد الغضب لس88وء أفعالهم88ا أظه88ر لنسائه أنه قب88ل ش88فاعتهن و أرس88ل بعض رجال8ه خفي88ة للقبض عليهم88ا ففعل88وا فت88وفي مخدوم الملك في الطريق فحمل محبوه نعشه خفية و دفنوه و استخرج الس88لطان من داره أمواال عظيمة و حملها الى خزانته. و أما الشيخ عب88د الن88بي فبع88د وروده ح88ول الى الشيخ أبو الفضل لمحاسبته فتوفي بهذه األثن88اء و للع88داوة ال8تي بين8ه و بين الش8يخ أب88و الفضل أتهم بقتله و بقي الحال على هذا و الناس في أم88ان و راح88ة من التعص88ب على عهد جهانكير و في عهده شرع التعصب المذهبي في الظهور و اشتد في عهد ع88المكير )اورنك زيب(، هذا باختصار ما ذكره أحد المؤرخين الشيعة صاحب )سير المت88أخرين(، و هذا المؤلف من المؤرخين المنصفين المعروفين بتراهتهم لكننا ما تقديرنا لما كتب88ه عن حادثة ابع88اد علم88اء البالط المغ88ولي، نري88د أن نس88تطلع رأي الج88انب اآلخ88ر من ط88رفي الصراع، ال سيما اذا كان هذا المتحدث، و عن هذه القضية بالذات أح88د ش88يوخ التعص88ب ضد الشيعة في هذا العصر و ه8و )أب88و الحس88ن الن88دوي( و ممن يكف88ر الش88يخ مب88ارك و

أوالده و ينسبهم إلى االلحاد و الزندقة مع اعترافه بأنهم كما يقول

131ص:

أفضل و أعق88ل و أرقى نت88اج للمن88اهج الدراس88ية المطبق88ة في ذل88ك العص88ر، و اس88لوب البحث و التحقيق و التدريس، و العلوم و الثقافات المفضلة السائدة في عصرهم، و لو كانوا قد جمعوا الى هذا االدراك الدقيق، و العقلي88ة النابغ88ة و القريح88ة الفياض88ة و القلم السيال و اللسان الذرب الطليق- اس8تقامة في ال8دين، و رس8وخا في االيم8ان ... لك8ان لهم دور أي دور، و قاموا بمآثر جليلة .. الى آخر ما كتب88ه في كتاب88ه عن الس88رهندي ص

و االستقامة و الرسوخ في االيمان اللذان شكك فيها الندوي كونهما من اتب88اع أه88ل82 البيت عليهم السالم الذين يدعي الندوي االنتساب اليهم!، ألن الجنة خلقت له و إلمثال88ه بس و هس و لس، و له88ذا يس88تخدم اس88لوب اللعن و التكف88ير كلم88ا عن ل88ه ذك88ر أح88د الموالين ألهل البيت أو اآلخذين من بحر علومهم و فكرهم و هذا الداء المزمن في فكر الن88دوي و امثال88ه ف88رق المس88لمين و ش88تتهم و آذن للناص88بة ان تنجم بقرونه88ا على من

أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

و للكالم الذي نقلناه اشباه كثيرة فيما ورد في كتاب88ات الن88دوي و كم اتى ه88ذا الناص88بي فيها من آراء تتجافى مع خلق العلماء و يتنافى مع االسالم. فهو حين يتحدث عن ف88يروز

( يتباهى بان هذا الملك اضطهد الشيعة و شتمهم في كتابه )فتوحات790-8 752تغلق ) فيروز شاهي( فهو ينقل عنه قوله مؤيدا له في هذا القول: »شرعت الروافض في نشر عقائدها الباطلة و دعوة الناس إليها و استعانوا في مهمتهم الواهية ه8ذه بت8أليف كتب و رسائل« إلى أن يقول فيروز تغلق »فاخ88ذناهم باعم88الهم المنك88رة و عاقبن88اهم عقاب88ا و أمرنا باحراق كتبهم على م88رأى من الن88اس و مس88مع ح88تى انع88دمت ه88ذه الطائف88ة عن

بكرة أبيها«.

و يعلق الندوي على ذلك قائال:

»تبين من هذا ان الش88يعة ك88ان ق88د نجم قرنه88ا في الهن88د في المائ88ة الثاني88ة للهج88رة او قبلها، على انها ما انبتت و ازدهرت و اصبح لها صوت مس88موع في المجتم88ع االس88المي

( ه و بعده«.963- 936إال في عصر همايون )

و يقول الندوي بعد ذلك في مكان آخر: »مات الملك )اكبر( و تولي ولده سليم و تلقب بنور الدين جهان كير. فاقتفى اثر ابي88ه و ح88ذا ح88ذوه في ع88دم االعتن88اء بال88دين، ب88ل زاد الطين بلة. في عصره بان تطاولت الشيعة باعناقها و تطلعت إلى تسلم زم88ام االم88ر و

النهي في الملك

132ص:

8ه الشوش8تري ) لمكانة حظيته نور جهان من قلبه، حتى ان كبير دع8اة ال8رفض، ن8ور الل م( عين رئيس للقضاة« ثم يعل88ق في الحاش88ية عن88د ذك88ر ن88ور جه88ان:1610 ه/ 1019

»يقال أنها هي التي كانت تسير دفة الحكم و قسوس البالد و جهان كير غارق في بحار 1645 ه/ 1056الملذات، و كانت شيعية ذات جمال بارع و ذكاء م88دهش ت88وفيت س88نة

م.

و ال ندري كيف يبيح الندوي لنفسه ان يسمى الزوجة )حظية( فنور جه88ان ك88انت زوج88ة جهان كير. و مع كل ما يظهره الندوي من التعصب فان الله سبحانه يظه88ر على فلت88ات لسانه الكثير من الحق ما يدعم به موقفن88ا و موق88ف ص88احب )س88ير المت88أخرين( إتج88اه علماء البالط الذين مر ذكرهم ممن اساءوا الى االسالم في تصرفاتهم الهوجاء و وجهوا س88هام حق88دهم و ظلمهم للش88يخ المب88ارك و اوالده و قب88ل ان ي88ذكر الن88دوي رأي88ه في مش88ايخه االف88ذاذ يس88تطرد بنق88ل تل88ك الحادث88ة ال88تي ادت إلى ابع88ادهم معتم88دا على

[، و الذي8،205 203-8 8:202 2معاصرهم المؤرخ البدايوني ]في كتابه منتخب التواريخ صور علماء البالط بريشته البارعة )كما يقول( هذا التصوير المثير:

كان )االمبراطور اكبر( يدعو العلماء و المشايخ، و األش8راف و األم8راء ك88ل ليل88ة جمع8ة إلى مصاله فكان العلماء و المشايخ يتسابقون إلى المقاعد، و يتنافس88ون في الحص88ول على مكان أقرب إلى السلطان، فعالج السلطان هذه المشكلة، فأمر األمراء بالجلوس في الجانب الشرقي، و األشراف في الجانب الغربي، و العلماء في الجانب الجن88وبي، و المش8ايخ في الج8انب الش8مالي، و ك8ان الس8لطان يخ8رج عليهم في حلق8ة من خاص8ته

فيبحث معهم المسائل و يتحقق فيها«.

و يقول البدايوني: إن العلماء- ذات ليلة- بدأوا يرفعون أصواتهم في الجدال و المباحثة،فتكدر خاطر الملك، و اعتبر منهم ذلك سوء أدب، و تنافسا في الدنيا، و يقول:

»كادوا يتقاتلون بأسنة اللسان، و بلغ التفرق و االختالف بينهم حتى جعل بعض88هم يكف88ر بعضا، و يضلل بعضهم بعضا، و انتفخت أوداجهم و ارتفعت أصواتهم، و ك88در ذل88ك ص88فو

خاطر السلطان«.

و خاطب الملك الشيخ عب88د الق88ادر في غض88ب و ت88ألم و تك88در ب88ال، و ق88ال: »أي ع88الميخالف آداب المجالس، أخرجوه من هناك«.

133ص:

و كان الشيخ عبد الله الس88لطانفوري يحت88ل مكان88ة كب88يرة في كب88ار أص88حاب المناص88ب الدينية و كان لقبه و منص88به »مخ88دوم المل88ك« فأص88در فت88وى ع88دم فرض88ية الحج على مسلمي الهند لحيلولة البح88ر، و ع88دم تحق88ق ش88رط من اس88تطاع إلي88ه س88بيال »ح88تى ال

، في إس88قاط13يتجشم هو مشاق السفر في الحج، و كان يستخدم الحي88ل »الش88رعية« فريضة الزكاة، و يتخلص من أدائها كل عام، و قد اقتنى في عهد الملك أك88بر و في أوج و جاهته و شهرته أمواال طائلة، حتى ع88ثر على ع88دد من الص88ناديق الممل88وءة ذهب88ا في

.14المقبرة الخاصة بآبائه، و كان قد دفنها بحيلته و شطارته مع دفن الموتى

و كان يلي مخدوم الملك في المنزلة و الوجاهة عند السلطان، و نفوذ الكلمة في البالد »صدر الصدور« الش88يخ عب88د الن88بي، ال88ذي ك88ان يع88د أك88بر ع88الم في الهن88د، و من أه88ل االختص888اص في فن الح888ديث، و لكن تفي888د بعض التص888ريحات ال888واردة في »منتخب التواريخ« أنه لم يكن عالي الكعب، راسخ القدم في العلم، و كان يجه88ل بعض األلف88اظ

، سلم إلي88ه المل88ك15العربية و ال يعرف صحتها من خطئها، و لم يقف على التحقيق فيها

( و هي أنه كان يعطي المال الذي يفرض فيه الزكاة زوجته أو بعض أقربائه قبل ح88والن الح88ول علي88ه، ثم1)88 13 يسترده فيما بعد، و يتخلص بذلك من فريضة الزكاة و هكذا يعيد ك8ل ع88ام ه8ذه الحيل8ة اذ ان ح88والن الح8ول على

المال شرط لوجوب الزكاة.( و يذكر انه اكتشف في هذه القبور لبنات من ذهب كانت قيمتها ثالثين ماليين روبية.2) 14 ( من ذلك خطأه في بعض األلفاظ البسيطة، فكان يقرأ) حجرا( بتقديم الحاء بدل حجر بتقديم الجيم فيقول3) 15

جحرا و القول للبدايوني.

أكبر منصب »صدر الصدور« و نال من اإلجالل و االحترام، و عظم88ة المك88ان و الج88اه و السلطان، بحيث لم يكن ألي ركن من أركان الدولة أن يتقدم عليه، و يتفوه لديه، و ق88د قدم إليه الملك نعليه أدبا و تواضعا عدة مرات، و كان كبار العلماء و األعي88ان ينتظ88رون ساعات طويلة على بابه ليؤذن لهم بالدخول عليه، و كان بي88ده إج88راء رواتب العلم88اء و المشايخ و شيوخ الطرق، و إعطاؤهم األمالك، و إقطاعهم األراضي، و ض88رب في ذل88ك أمثلة رائعة لألريحية و السخاء، و العطاء الكثير، مما ال يوجد له في الحكومات الس88ابقة

نظير.

و لكن العالمة عبد القادر- الذي كان صديقه و معاصره و زميله في علماء البالط-

134ص:

يصرح بأنه كان عاطال عن األخالق الرفيعة، و تقاليد أسرته و خصائصها الطيب88ة، ب88ل عن الثقافة العامة، و تقدير الظروف و المناسبات، و يمكن أن يكون هذا التغير في سجاياه نتيجة هذا المنصب السامي، فكان تأثير هذه األخالق المتجلية فيه على المل88ك و أرك88ان البالط تأثيرا سيئا، و يتهمه العالمة عبد الق88ادر باس88تغالل س88لطته و نف88وذه، و اس88تخدام

منصبه في األغراض الشخصية، يقول:

»إنه اضطر اإلقطاعيين الدينيين في طول الهند و عرض88ها أن ي88ترددوا إلي88ه، و ينتظ88روا فتح الباب لهم حتى لم يج88د الواف88دون علي88ه من ه88ؤالء اإلقط88اعيين ب88دا من أن يعط88وا الرشوة لنواب الشيخ، و كناسيه و حجابه، و سواق أفياله و منظفي حماماته، فما كانت

تنجز األعمال إال عن طريق هذه الرشوة«.

ك88ان ال ي88راعي الح88ال و ال يأخ88ذ بالحكم88ة في األم88ر ب88المعروف و النهي عن المنك88ر و الحسبة الدينية، حتى كان يواجه الملك أحيانا- بما ال يلي88ق بش88أنه و يعت88بر من الخ88رق و

إساءة األدب، كما جاء في »مآثر األمراء«:

»إن العلماء و المشايخ و األمراء كانوا يهنئون المل88ك بمناس88بة االحتف88ال بعي88د ميالده، و كان الملك ال بسا- آنذاك- لباسا معصفرا مصبوغا بلون الزعفران فاعترض عليه الشيخ، و أكد عليه بتغيير هذا اللباس، و ش88دد في ذل88ك و تحمس ح88تى ارتفعت عص88اه، و وق88ع طرفها على ثوب الملك، و تحمل الملك منه ذلك، و لكنه شعر بإهانته، و دخل قصره، و شكى إلى والدته ما لقي من الشيخ، و كات والدته سليلة أسرة طيبة معروفة بالفض88ل و الصالح، فأهدأت ثائرة الملك و قالت أن احتماله هذه الشدة من الش88يخ س88وف يكتب في سجل مناقبه في التاريخ، و يروي أن عالما من العلم88اء من رعي88ة الس88لطان ض88ربه

بالعصا، فصبر على ذلك و تحمله إجالال للشريعة و تعظيما لها«.

و كانت رزيئة أخرى- عالوة على ما تق88دم- أن »مخ88دوم المل88ك« و الش88يخ عب88د الن88بي، أصبحا عدوين متنازعين، فكان »مخ8دوم المل8ك« يرمي88ه بالجه88ل، فينقس8م نتيج8ة ذل8ك

أتباعهما و حلفاؤهما في معسكرين متحاربين متنابذين، و يقفون وجها لوجه.

135ص:

ه(954- 834أسرة الشيخ مبارك الناكوري العلمية الشيخ خضر بن موسى اليماني )

)(

136ص:

و على ضوء ما تقدم من سيرة »مخدوم الملك« و الشيخ عبد الن8بي- يق8رر الن8دوي م8ا يلي: »أنهما لم يكونا جديرين بتمثيل الدين اإلسالمي تمثيال ص88حيحا، و خالف88ة األنبي88اء، و أداء رسالتهم في ذلك العصر الدقيق الحرج- عهد الملك أكبر- و في تلك البيئة المعقدة الخطيرة- بالط الملك أكبر- ال في العلم و الثقاف88ة، و ال في الفهم الص88حيح لل88دين، و ال في هدوء النفس و سمو االخالق« و هكذا يتساوى الجالد و الضحية لدى الكاتب الن88دوي فال آل المبارك مبرأون من الكفر و الضاللة و ال مشايخه جديرون بتمثي88ل ال88دين و به88ذا

xelPmocيت88بين ان عق88دة م88ركب النقص ytiroirefnIو م88ركب االس88تعالء xelPmoc ytroirePuSالل88ذان اطلقهم88ا الن88دوي على آل المب88ارك ج88ديران ب88ه و الئق88ان على

شخصيته المجبولة على معارضة العلماء و ظلم ذوي االصل، ممن ال يرى رأيه.

و هنا ننتقل إلى ندوي آخر و لعله أدهى و أمر و ه88و )مس88عود الن88دوي( و ه88و واح88د من أع88داء اه88ل ال88بيت المج88اهرين ببغض ش88يعتهم و ال يج88د مناس88بة في كتاب88ه )ال88دعوة االسالمية في الهند( لذكر الشيعة إال و يرعد و يزبد مته88ددا مته88ورا و ه8و ي8رى »دخ8ول الشيعية في الهند مستظلة براية المملكة المس88لمة فتن88ة عمي88اء و جرح88ا على الوح88دة االسالمية أشد و انكى و من غيرها )كذا(- قال: و مازال يستفحل امرها و يش88تد خطبه88ا في العصور التالية حتى أصبحت من اعقد العقد استعصى على الحذاق و الدهاة حلها و

، و56أعيا تداويها النطاسيين العارفين بأدواء االمة و آالمه88ا« انظ8ر كتاب88ه الم8ذكور ص قد تعمدنا ذكر هذا النص من كالمه ليتبين مقدار حقده على الش88يعة و لكون88ه ايض88ا من المحسوبين على النفر المتعصب ال88ذين اتهم88وا آل المب88ارك بت88أثيرهم على االم88براطور اكبر فانحرف بزعمهم مع أن انهم ما ج88اءوا إال منق88ذين لالم88ة من ش88رور ائم88ة الس88وء الذين كانوا يحيطون بأكبر و يشوهون ص88ورة االس88الم لدي88ه اع88ني من م88ر ذكرهم88ا من رؤوس علماء البالط االكبري امثال عبد النبي الكنكوهي و مخدوم الملك المال عبد الل88ه السلطان بوري، فتعال معي و انظ88ر بنفس88ك م88ا رأي ص88احبهما )مس88عود الن88دوي( في هذين البطلين و أنا انقل اليك كالمه بنصه عن علماء السوء هؤالء كما س88جله في كتاب88ه

و ما بعدها( فاقرأ سيرتهم بقلم أحد المحسوبين عليهم و ال تعجب بعد ذلك ل88و61)ص القى هذا الكاتب االفاك تبعة جرائمهم على اسرة آل المبارك الطاهرة و كان األجدر أن يشكرها جراء تصحيحها للمسار الخاطئ الذي انقذ عرش المملك88ة االس88المية المغولي88ة

من بالء اسالفه من علماء البالط االفاكين، قال و الكالم له من موضع كتابه المذكور.

137ص:

علماء السوء في عصر )اكبر(:

.. ان الملك ]أك88بر[ نش88أ على حب االس88تطالع- و ك8ان امي88ا- فعق8د مجلس88ا س88ماه بيت العبادة )عبادت خانه( و دعا اليه العلماء من كل طائفة من السنة و الشيعة و البراهم88ة و اليه88ود و النص88ارى و المج88وس. و لم88ا ج88رى الكالم بين ي88دي المل88ك و تج88اذبوا حب88ل الحديث، ظهر له ان علماء المسلمين جامدون على ماورثوه من مشايخهم من مس88ائل

الفروع، منقسمون في ما بينهم ال يكادون يتفقون على شئ.

و لم يكن هذا الخالف منحصرا في دائرة الفروع، بل و لألسف كانت آراءهم و م8ذاهبهم متضاربة و متشعبة في اصول الدين ايضا. و مما يسيل ل88ه القلب حزن88ا و دم88ا من أم88ر علماء السوء اولئك، ان اول نزاعهم بين يدي الملك كان على تبوء المقاعد و ال88دنو من مجلس الملك، كل منهم يود ان يكون من الملك على ق88اب قوس88ين او ادنى. و ال يك88اد

يرضى ان يؤثر غيره عليه.

و لو كان لهم رأي و اباء في نفوسهم و شرف في خلقهم، لصبروا على أم8ر تاف88ه مث88ل هذا و لم88ا ب88دوا لمن ح88ولهم م88ا في نفوس88هم من حب ال88دنيا و االناني88ة. و لم88ا ارتفعت أصواتهم انكشفت سوءات أخالقهم و عال صريخهم بين يدي الملك، الذي أمر باخراجهم من مجلسه و جعل يسيء الظن بالدين الذي ال يعرف حملته حتى و ال آداب الجلوس و األخذ بأهداب الكالم. و ما ظنك بالذين يقول احدهم- و ه88و الح88اج اب88راهيم الس88رهندي- ان الثياب المصطبغة باللونين االحم88ر و االص88فر، ال ب88أس بهم88ا للرج88ال. ثم يق88وم آخ88ر

- فيرد على األول و ينكر عليه قوله و يشتمه بين يدي16منهم و هو سيد محمد مير عدلالملك شتما.

و جملة القول ان الشيوخ قد كفر بعضهم بعضا و تب88ادلوا في م88ا بينهم الش88تائم، فك88ان من ثمرات تنابزهم و ج88دالهم في م88ا بينهم ان المل88ك ب88دأ يجنح ش88يئا فش88يئا الى ع88دم التدين بدين الحق و أخذ يركن الى ما كان يلقن88ه ن88واب الطوائ88ف االخ88رى من آرائه88ا و

معتقداتها المتضاربة.

( مير عدل، معناه رئيس العدل أو حارسه. و كان هذا لقبه الرسمي. و منصب م88ير ع88دل ك88ان عب88ارة عن1)88 16 رئيس مصلحة االحتساب الشرعي. و ذكر بعض الم8ؤرخين ان مص88لحة االحتس88اب الش88رعي ق88د فق8دت بهاءه8ا و

اضاعت حسن سمعتها بعد محمد االمروهوي هذا.

138ص:

و مما غض من شأن ال8دين و ح8ط من كرام8ة أهل8ه في عين المل88ك و حاش88يته أعم88ال علماء السوء المزرية بالدين، و ال سيما رؤساؤهم أمثال عبد النبي الكنك88وهي )ت س88نة

88ه الس88لطان ب88وري )ت س88نة 993 ه( و من نح88ا990 ه( و مخدوم الملك المال عب88د اللنحوهما من أقرانهم و أحزابهم.

أو944و عبد النبي هذا كان حفيدا للشيخ الع88ارف عب88د الق88دوس الكنك88وهي )ت س88نة ه(: و كان يعد من كبار العلماء و المحدثين في عصر اكبر. و بلغ من تكريم الملك945

اياه انه كان يقوم له تجلة و اكراما كلما دخل عليه و يقدم له نعليه اذا اراد االنصراف.

لكن هذا الرجل كان يقرأ الحديث النبوي »الحزم سوء الظن« دائما بالخاء و الراء )بدال الص88دور، نفخ في أوداج88ه ش88يطان الغ88رور17من الخاء و الزاي(. لما تولى منصب صدر

فجعل يتشمخ بأنفه و يتطاول على المساكين الذين ك88انت وظ88ائفهم و أرزاقهم منوط88ة بالمصلحة الدينية، ففشت الرشوة و جعل المشايخ و العلماء من أصحاب االقطاع88ات و الجرايات الشهرية يترددون على باب »صدر الصدور« و يتوددون الى نائبي88ه و خدم88ه و

ع88ارا و18بوابه بانواع من التزلف و الرشوة، حتى اصبحت المص88لحة الديني88ة في عه88دهسبة على المملكة.

و أما ثاني اثنين من كبار مشايخ العصر- و هو مخدوم الملك المال عبد الله السللطان

139ص:

بوري، فقد بلغ الغاية في حب المال و اكتناز الذهب و ادخاره و تجاوز الحد في تحري88ف لئال يتقول19الدين و تلفيق االباطيل، و ان تعجب، فعجب أنه أفتى بسقوط فريضة الحج

الناس ان مخدوم الملك لم يتشرف بزيارة بيت الله الحرام على ما به من نعيم الدنيا و االموال الطائلة، و أدهى من ذلك و أمر انه كان يهب أمواله لزوجه قبل تم88ام الح88ول و كانت هي تهبه تل88ك االم88وال نفس88ها من جدي88د بع88د مض88ي س88تة أش88هر. ف88رارا من أداء

( و لما احس الملك بان مصلحة صدر الصدور ال تؤدي وظائفها كما يرجى من مثلها من المص88الح الديني88ة:1)88 17 عقد العزم على التضييق من دائرة نفوذها فبدأ بتعيين ستة صدور في مقاطعات مختلفة لئال تكون للص8در الواح8د

م ثم بدأ ل88ه بع88د البحث و التنقيب ان االقطاع88ات و االراض88ي1561 ه/ 989الكلمة في جميع البالد. و ذلك سنة التي منحت للعلماء كانت اوفر بكثير من حاجاتهم: و ان رئيسهم عبد النبي، صدر الصدور هو الذي استبد من دون غيره بقسط عظيم من االقطاعات و ملك من االراضي م8ا لم يملك8ه أح8د قبل8ه، فاض8طر الى ان ي8دبر االم8ر من

جديد و جعل االمر تحت حوزته رأسا. ( و من غريب أعاجيب الدهر انه لما ساءت الملك اعماله و اغضبه االعت88داء على حق88وق الن88اس نف88اه الى2)88 18

مكة المكرمة ثم رجع الى الهند بعد قليل و شاهد ما آل اليه امر الملك من الهزء بالدين فاجترأ ذات ي88وم على ان و993يرفع عقيرته بالنكير امامه فلكمه الملك لكمة بيده .. و في مثل ذلك ع88برة لمن اعت88بر. قت88ل ب88أمره س88نة

هناك من يرى انه مات قبل لقياه أكبر- كما تقدم. ( و من صنع الله في خلقه ان ال يمضي يوم اال و قد اتى من العجائب ما يدهش له الناس و منها ان الملك1)8 19

أكبر لما ساء ظنا بعيد النبي و مخدوم المل88ك نفاهم88ا مع88ا الى مك88ة المكرم88ة لي88أمن الن88اس ش88رهما لكنهم88ا ظال يتنازعان في الطريق و في الحرم الشريف و ما استطاعا أن يمكثا بها أكثر من ثالث سنين فرجعا مع88ا الى الهن88د

فذاقا و بال أمرهما فبس ما عادوا اليه بعد النفي الذي يسر لهما التوبة و الرجوع الى الله العزيز الغفار.

الزكاة، كأنه أراد بحيله الملعونة ان يخدع الله و رسوله، و هيهات ان ين88ال بغيت88ه )و م88ا 990( و لما توفي مخدوم الملك س88نة 10يخدعون اال انفسهم و ما يشعرون( )البقرة:

ه في أحمد آباد أمر الملك بداره في الهور فحفظت و عين رجال خاصا للتحقيق في أمر خزائنه و كنوزه، فانكش88ف التنقيب عن القن88اطير المقنط88رة من ال88ذهب و الفض88ة مم88ا

ينوء بحمله العصبة أولوا القوة.

و مما عثروا عليه من ذخائر كن88وزه قب88ور م88زورة اص88طنعها الموال88ه و أودعه88ا ص88ناديق مملوءة بالذهب الخالص لئال تصل اليه أيدي الناس. و ال يج88ترئ أح88د على نبش88ها، ظن88ا

بأنها قبور لألموات من أهل بيته و أسرته.

و من سيآت هذين »العلمين« من اعالم عصر اكبر انهما ما زاال يتنازعان في م88ا بينهم88ا و يتجادالن بالرسائل و الفتوى، فربما يفتى احدهما بان الصالة ال تجوز خلف خصمه، ثم يأتى اآلخر بحيلة أخرى مثلها و يعارضه بها. و لذلك كان ي88دور بينهم88ا الج88دال و ال88نزاع. يأتي هذا في الوقت الذي ك88ان اك88بر ي88رى فيهم88ا أنهم88ا أرس88خ علم88ا و أط88ول باع88ا من

ه(.606 ه( و الرازي )المتوفى 505الغزالي )المتوفى

فلما رأى من أعمالهم و صنيعهم بأخوانهم و تنازعهم في ما بينهم م88ا رأى، جع88ل يش88ك في ما يروى من حسن سيرة من تق8دم من اعالم علم88اء االس88الم و األئم88ة المع8روفين

بالصدق و النزاهة و اباء النفس.

140ص:

و الذي كتبناه عن ذينك الشخصين الكبيرين يصح في أتب88اعهم و معاص88ريهم ممن ك88انوايترددون على باب الملك و يختلفون الى مجالسه.

و ان ش8ئت ان أض88رب ل8ك مثال، ف8دونك الح8اج اب88راهيم الس88رهندي »ص88در« مقاطع88ة كجرات، أخذ باالرتشاء و عزل عن وظيفت88ه. و ك88ذلك »القاض88ي« جالل ال8دين الملت88اني

.20زور مرسوما ملكيا ليكتسب به نصف مليون »تنكة«

قد قلنا آنفا أن علماء السوء في عصر أكبر، هم الذين عليهم جل تبع88ة ض88اللته و تنكب88هعن محجة الحنيفية السمحاء. و هذا مما اتفق عليه الجميع.

و األمر اشهر من نار على علم. و هاك ما يقوله بهذا الصدد الش88يخ أحم88د الس88رهندي ) ه(: رأى أحد من يعز علينا في ما يرى النائم ان الشيطان الملعون جالس1034- 971

بهدوء و سكينة، ال هم له في تضليل الناس و غوايتهم، فاستفس88ره األخ- اآلن88ف ال88ذكر- ( عملة من الذهب و الفضة كليهما. كانت رائجة بهذا االسم في عصر مل8وك المس8لمين بالهن8د. و اول من1)8 20

ه(، ثم تغير اسمها في عصر أكبر و سمي" مه88ر".) دائ88رة المع88ارف االس88المية:421أجراها محمود الغزنوي) ت الطبعة االنكليزية(.aknatمقالة

88ه- ان علم88اء الس88وء في ه88ذا العص88ر أنفس88هم ق88ائمون به88ذه عن ذلك. فقال- لعن88ه اللالمهمة دوننا، فنحن اليوم في غنى عن السعي فيها.

و مما ال مجال فيه للشك ان كل ما وقع من المداهنة و التخاذل في االحك88ام الش88رعية في هذا الزمان و ما ظهر من الفساد و الوهن، انم8ا يرج8ع س8ببه الى »علم88اء الس8وء« الذين هم لصوص ال8دين و ش88ر من تحت أديم الس88ماء- اولئ88ك ح88زب الش88يطان، اال ان

حزب الشيطان »هم الخاسرون«.

و ذكر االميني أنه بسبب تشيع المترجم له فقد كان ينافره المتعص88بون ممن لم يكون88وا على مذهبه لكنه كان يدعو الملك الى جمع الكلم88ة و توحي88د ص88فوف المس88لمين فك8ان من ذلك لمذهب أهل البيت عليهم السالم تقدم ظاهر و قصرت عن88ه عادي88ة الم88رجفين قال: و قد نشأ نشأة راقية، و حوى علوما جم88ة على غضاض88ة من ش88بيبته و أخ88ذ العلم عن أبيه فكان يؤلف له مختصرات في العلوم و يلقنها إياه و قد افرغ ه88و وس88عه للتعلم

فحسب حتى نال من

141ص:

العلم مقامه الشامخ، و تسنم ذروته المنيعة، و حص88ل على ج88اه ع88ريض عن88د العام88ة و خصوص الملك بعد أن عاثت في المملكة ايدي الدجالين، و عبث بها سماس88رة األه88واء لما خلى لهم الجو، على حين أن الملك المذكور تمكن من عرش الملك على غ88رة من88ه و ميل مع سكرة الشباب، و لهنية العيش، فعمل الق88وم م88ا ش88اء لهم اله88وى، و ح88دتهم الي88ه الش88هوات، و ب88دت الض88غاين، و اريقت دم88اء زكي88ة، و هتكت الحرم88ات، و ش88اءت الفتاوى المنكرة، لكن »المترجم« تمكن بحكمته العملية و زلفته الى السلطان من كبح جماح القوم و كالئه النفوس المحترم88ة و تفري88ق المفس88دين الى بالد شاس88عة و حري88ة المذهب غير أن المراجل ك8انت تغلي علي88ه و الق8وم يرتطم8ون في حق8دهم و غل8وائهم حتى قتله على التشيع )راجه نر سنكه دي88و( ب88امر من )االم88ير( جه88انكير في غ88رة ربي88ع

بين قص8بة )ان88ترى( و مح8ل القات8ل الم88ذكور خ88رج علي88ه م8ع لفيف88ه1011األول س8نة مناجزين له فثبت لهم الشيخ و احتدم النضال حتى استشهد رحمه الل88ه بطعن ال88رمح و قتل معه رفاقه و قطع القاتل رأس الشهيد و أخذه الى )األمير( في )ال88ه ب88اس( فج88زع له السلطان غاية الجزع و لطم وجهه و حكم باعدام القاتل و قتل ذوي88ه و ه88دم دوره و

عقاره.

و جاء في مجل88ة )الحق88ايق( الهندي88ة م88ا ملخص معن88اه: ان88ه ال88وزير االعظم في الق88ارة الهندية على عهد السلطان اكبر شاه قد احيا بغزارة فهم88ه آالف88ا من الش88يعة الهندي88ة و هداهم الى الصراط المستقيم و قد اشتبه امره على جمع و بهتوه بما هو براء من88ه من التصوف و غيره و يستفاد من تآليفه القيمة أنه كان رجال دينيا روحيا من الفرقه الناجي8ة

االثني عشرية و كان ينعقد في ليالي الجمعة بمحضر الملك المذكور نادى المناظرة في المذاهب يجتمع فيه علماؤها و زعماء الملل المختلف88ة و يقيم ك88ل منهم ب88راهين و ادل88ة على صحة مذهبه بزعمه و كان لشيخنا المترجم و اخيه الشيخ فيضى قصب السبق في المناظرة و قد كتب المؤرخ88ون جمل88ة من تل88ك المن88اظرات و من ش88دة عمل88ه بالتقي88ة توهم بعض انه ليس بامامي كما صرح به شمس العلماء موالنا محمد حسين المع88روف

و نص على ما يرمي به المترجم في مذهب8ه491ب )آزاد( في كتابه )دربار اكبري( ص بعيد عن ساحته و ال يقتضيه غزارة علمه و يدل على ص88حة مذهب88ه م88ا كتب88ه الى )خ88ان خانان( في طريق تعليمه ابن88ه )اي88رج( العل88وم الديني88ة، و روى البعض قص88ة استش88هاده

بانها كانت بأمر سليم )الذي عرف بجهان كير فيما بعد( ابن

142ص:

االمبراطور اكبر، و كان سليم هذا مطرودا من أبيه بعد ثورته ضده في »اله آباد« فج88اء اليه سليم بعد ذلك معتذرا و ص88فح عن88ه اك88بر و في ذل88ك ال8وقت رج88ع اب88و الفض88ل من الدكن و كان مستشارا لالمير دانيال ابن اكبر و لما كانت بين ابي الفضل و سليم جفوة فخشي ان يحرض أباه عليه فأشار الى أحد اتباعه المس88مى )راج88ا رام( والي )بن88دهيل

م فغضب اكبر و ح88زن كث88يرا،1602 ه- 1011كهند( أن يقتله قبل ان يصل فقتله سنة و انتقم من القاتل شر انتقام.

و في النزهة قتله راجه نرسنكه ديو أحد مرازبة اندجه بأمر جهانكير بن أك88بر ش88اه حين مراجعته من أرض الدكن في غرة ربيع األول سنة إح88دى عش8رة و أل8ف في أي88ام جالل الدين أكبر. فتأسف السلطان بموته تأسفا شديدا و بكى عليه، و في تكمل88ة أك88بر نام88ه

( تفاصيل عن مقتله و8،113 8،107 106 )ص 6لعناية الله )مجموعة اليوت و داوس ج عن مبلغ الحزن الذي استبد باإلمبراطور أكبر حين علم بمقتل وزيره و صديقه و ش88يخه أبي الفضل حتى اعتزل الن88اس أيام8ا ع88دة، ليص88رح من بع88د ذل88ك بأن88ه ود ل8و ك88ان ه88و المقتول مكانه، فنوابغ العلماء على حد قوله ال يج88ود بهم الزم88ان إال في القلي88ل الن88ادر

بخالف الملوك إن صلحوا.

و أرخ لوفاته كثير من الناس، فمنهم األمير الكب88ير عزي88ز ال88دين محم88د الخ88ان األعظم،أرخ لوفاته من قوله:

»تيغ اعجاز نبي الله سر باغى بريد«.

و في مطل88ع ان88وار: ان88ه قت88ل في بل88دة كوالي88ار في طريق88ه الى جه88ان ك88ير و دفن في)انترى(.

و في شهداء الفضيلة أن بين سليم و المترجم له ع8داوة س8ابقة و قتل8ه على التش8يع و من ذلك أنه: دخل )سليم( يوما من األيام دار الشيخ المترجم على حين غفلة منه فرأى اربعين كاتبا يستنسخون تفاسير القرآن المجيد فشبت فيه نار الغضب و امر بالكت88اب و آالت كتابتهم أن تحضر عند الملك و شكي المترجم للسلطان و اخبره بالقضية و اعلمه ان الشيخ ابا الفضل يكتم خالف ما يظهره و يبرز عندنا م88ا ال يواف88ق مذهب88ه و عقيدت88ه،

قال: و هذه القضية ايضا مما يدل على صحة مذهبه.

143ص:

عاصر هذا الحادث بالهند تفصيال لهtaeaL eDو قد نشر رحالة هولندي يدعى دي اليت فيedirbhteL .Eذكره األستاذ

1973 weiver attacalac, tsiH naidnI fo stnemgarF

. و من مصنفاته المشهورة:

- »ائين اكبرى« و هو كتاب عجيب ال يكاد يوجد مثله كتاب في كتب األخبار، ذك88ر في88ه1 نظام السلطنة و آدابها في األمور المالية و الملكية، و بيان اقطاع الهند و ما يختص به88ا من الحرث و النسل و غير ذل88ك، و ذك88ر في88ه أم88ورا من ع88ادات الهن88ود و البراهم88ة في تقسيم األزمنة و الساعات، و ضبط الت8واريخ و األوق8ات، و اعتق8اداتهم في ابت8داء خل8ق الفلكي88ات و العنص88ريات من تق88ادم عه88ده إلى م88ا ينتهى من بع88ده )مطب88وع( و س88يأتي

عرض شامل لهذا الكتاب النفيس كتبه الدكتور أحمد محمود الساداتي.

اعتمادا على القسم الثاني منه، في نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية.

- و من مصنفاته المشهورة »أكبر نامه« و هو أيضا كتاب كبير ذك88ر في88ه أخب88ار مل88وك2 الهند من أوالد تيمور كوركان إلى عهد جالل ال8دين أك88بر، و ق88د خل88ط بينه88ا الجل88بي في كشف الظنون فذكر »آئين اكبرى« و وصفه بما يوصف به أك88بر نام88ه و اآلئين و كالهم88ا

)مطبوع(.

- دفتر ابو الفضل و هو )مجموع الرسائل و المكاتيب( جمعها ابن اخته عبد الص88مد بن3 أفضل محم88د التميمى األك88بر آب88ادي في ثالث88ة أج88زاء، و هي متداول88ة في أي88دي الن88اس

يدرسونها في المدارس.

- ترجم88ة حي88اة الحي88وان الك8برى لل88دميرى، ترجم88ة بالفارس88ية س88نة ثالث و ثم88انين و4 تسعمائة بأمر السلطان، و قال البدايوني في المنتخب إن هذه الترجمة لوالده المب88ارك

عزاها إلى ابنه.

- ترجمة اإلنجيل بالفارسية ترجمه نحو ست و ثمانين و تسعمائة بأمر السلطان.5

- عيار دانش و هو ترجمة كليلة و دمنة بالفارسية الشائعة في ذل88ك العص88ر، نقل88ه من6 )مطبوع(.996الفارسية القديمة بأمر السلطان سنة

- ديباجه رزم نامه- ترجمة ملحمة المها بهارات88ا الهندوس88ية الى الفارس88ية م88ع مقدم88ة7 ه(.995)سنة

144ص:

- رقعات ابو الفضل، مرتبه نور الدين محمد )مطبوعة(.8

( مطبوعة.993- مناجات )أشعار فارسية سنة 9

- مكاتبات عالمي.10

آيين أكبري:

من آثار أبي الفضل األدبية التي بقيت لنا حتى اليوم كتاب »عي88ار دانش« و ه88و ترجم88ة بالفارسية اإلسالمية رصينة األسلوب لكتاب كليلة و دمنة عن الفارسية الدرية التي كان قد نقل بها هذا الكتاب عن العربية أبو المعالي نصر الله في القرت الس8ادس الهج8ري، ثم مجموعة من رسائله البليغ88ة تش88تهر باس88م »مخاطب88ات عالمي و رقع88ات ش88يخ أبي الفضل«. هذا فضال عن مشاركته في تأليف »تاريخ ألفى« عن وقائع الت8اريخ في األل8ف سنة األولى من الهجرة، و إشرافه على نقل بعض الكتب السنس88كريتية إلى الفارس88ية، لسان الثقافة في الهندستان لوقته، على م88ا نش88ير إلي88ه في النم88وذج األول بالص88فحات

التالية.

على أن أعظم أعماله األدبية التي أذاعت من ش88هرته هي مجموعت88ه الموس88ومة ب88أكبرنامه.

و هي تنقسم إلى قسمين رئيسيين: فالقسم األول منها تناول المؤلف فيه ت88اريخ أس8رة تيمور منذ أول ظهورها على مسرح الت88اريخ ثم تأس88يس األم88ير ال88تيموري ظه88ير ال88دين محمد بابر، جد أكبر، للدولة المغولية بالهن88د، و عه88د ابن88ه هم88ايون، و حكم أس88رة ش88ير شاه سوري. حتى إذا ما وصل إلى عهد سلطانه أكبر خصه بالقس88م األك88بر من كتاب88ه و

ورقة )أي386فصل فيه الحديث عن ستة و أربعين عاما من حكمه. و يقع هذا كله في .21 صفحة(772

- م تاريخ فارسي.8( و هو مخطوط بدار الكتب المصرية برقم 1) 21

أما القسم الثاني من هذه المجموعة فهو الموسوم بآيين أكبري، و هو كتاب قائم بذاته،.22 صفحة معا(978 ورقة )أي 272 ورقة و بالثاني 217و يقع في مجلدين باألول

و يعد آيين أكبري هذا من أعظم ما كتب مؤرخو الهند المسلمين على اإلطالق. و لئن

145ص:

كان هذا الكتاب ال يعد في الواقع تاريخا بالمعنى العام، فهو يعطينا على كل حال صورة مفصلة واحدة لنظم حكومة أكبر و مجتمع بالده إذ ذاك. و اآليين اصطالحا، هو الع88ادات و العرف و التقاليد و الشرائع و النظم، و هذا كله هو ما قص88د ب88ه أب88و الفض88ل من وراء

تأليف كتابه هذا.

و يقع هذا الكتاب في خمسة أجزاء.

و يبدأ أبو الفضل في مقدمته ه88ذه بش88رح كلم88ة المل88ك و واجبات88ه. فيق88ول في تفس88ير كلمة شاه، أي ملك، أن المقصود بها أصال التفوق على األقران، و يبين أن هن88اك فارق88ا كبيرا بين الحاكم الجدير بالملك الخادم ألمته و الحاكم الذي ال هم له إال إش88باع غرائ88زه و شهواته. فه88و حين ال يتعل88ق بأس88باب الق88وة و الج88اه و ال88ثراء بق88در م88ا يجع8ل ش88غله الشاغل هو القضاء على الظلم مع إحقاق الح88ق في ك88ل ش88يء على أكم88ل وج88ه، ينتج على صنيعه هذا إشاعة األمن في الناس و إقرار العدل بينهم و ذيوع الفضائل عن88دهم و تمكن اإلخالص من نفوس88هم. في حين ي88ؤدي تعلق88ه بمظ88اهر الس88لطان و التفات88ه إلى أغراضه الخاصة و مآربه فحسب إلى إشاعة الفتن88ة في الن88اس و انتش88ار الظلم بينهم و

تسرب الخيانة إلى نفوسهم و انعدام الوالء عندهم.

و يرى من بعد ذلك أن الحاكم العادل ال بد و أن تتوفر فيه صفات أربع:

األولى: أن يحب رعاياه كما يحب أبن88اءه، و ب88ذلك يج88د الن88اس الطمأنين88ة و الراح88ة فيعهده، و يستطيع هو بدوره أن يصل بحكمته إلى تحقيق أهدافه.

و الثانية: أن يكون صاحب قلب كبير، رحب الصدر، يغلب عليه الحلم، شجاعا ال يخش88ى في الحق لومة الئم، فال يحابى مخطئا لحسبه أو نسبه، و ال يمل االستماع إلى ش88كاوى

الخلق أو يتوانى عن تحقيق أمانيهم.

و الثالثة: أن يكون على صلة وثيقة بربه يزداد اعتقاده فيه يوم88ا عن ي88وم و ي88وقن يقين88اقويا بمشيئته في إبرام األمور و قضائها و أنه هو الفعال لما يريد.

تاريخ فارسي و هو المرجح في هذا العرض.50( و هو مخطوط في مجلدين بدار الكتب برقم 2) 22

و الرابعة: أن ي88واظب على تأدي88ة الف88روض و العب88ادات ال تلهي88ه عنه88ا مف88اتن الحي88اة أو تصرفه تصاريف الزمان و غيره عن ذكر الله، و يسعى على ال88دوام إلى م88ا في88ه ص88الح

الناس و رضاء الله، و ال يتوانى عن إنصاف المظلوم.

146ص:

و هو من بعد ذلك يسلك الناس في طبقات أربع كذلك:

الطبقة األولى: هم رجال الجندية، و لهم في الكيان السياسي طبيعة الن88ار ال88تي تح88رق م88ا تزرع88ه الفتن88ة من الخبث، و تض88يء ك88ذلك مص88ابيح الطمأنين88ة في ه88ذا الع88الم

المضطرب.

أما الطبقة الثانية فهم أصحاب الحرف الح88رف و التج88ار، و هم بمثاب88ة اله88واء، فبفض88ل أسفارهم و جهودهم تعم الناس نعم الله و تزدهر شجرة الحياة الموردة بنفحات الرض88ا

و السادة.

أما الطبقة الثالثة فهم العلماء، و فيهم الفالسفة و األطباء و المش88تغلون بالرياض88يات و الفلك، و هم بمثابة الماء. فبما تجري به أقالمهم و ما ينطقون به من الحكمة يفيض نهر

الحياة في هذه الدنيا القاحلة و ينتعش بستان الخليقة أيما انتعاش.

و الطبقة الرابعة هم الزراع و العمال، و هم بمثابة الثرى، فبكدهم و جدهم تنمو شجرةالحياة و تشيع القوة و السعادة في الناس.

لذلك وجب على الحاكم أن يضع كل واحد من هؤالء جميع88ا في مكان88ه الالئ88ق ب8ه، ففيتنسيق جهود هؤالء جميعا معا صالح الدنيا و تقدمها.

و لما كان الكيان السياسي ال يستمد وجوده عنده من هذه الطبقات األربع وح88دها فه88ويرى لذلك أن الحكم بدوره ال يستكمل مقوماته إال إذا ارتكز كذلك على طوائف أربع:

الطائفة األولى: هم رجال الدولة، و بثقة السلطان فيهم و اعتماده عليهم تس88ير األم88ور على أحسن وجه، و هم الذين ي88بيعون أرواحهم في حوم88ة ال88وغى بي88ع الس88ماح. و على رأس هؤالء الوكيل )كبير الوزراء( و هو نائب السلطان في إدارة شؤون الدول8ة. و مث88ل ه88ذا ال88رئيس يجب أن يك88ون ممن حنكتهم التج88ارب يتس88م ب88الحزم و الحكم88ة و س88عة األفق، مياال إلى السالم، يعامل الناس جميعا على قدم المساواة سواء في ذك خصومه منهم أو أصدقاؤه، ال يلق القول على عواهنه، متمرسا بواجباته، أمينا على أس8رار بالده، يرى أن واجبه قضاء حقوق الناس، و يبذل لهم البشاشة و االحترام ما وسعه ذلك ح88تى

يكتسب محبتهم جميعا.

و إلى جانب الوكيل يذكر أبو الفضل طائفة من كبار موظفي الدولة و هم بمثابة خاصة

147ص:

السلطان، كحامل األختام و عارض الش88كاوى و م88دير المراس88م، و م88ا ينبغي أن يت88وفرفيهم من الكفاية و حميد الخصال.

أما الطائفة الثانية: فقد جعل أبو الفض88ل على رأس88ها ال88وزير و يع88رف بال88ديوان. و ه88و نائب السلطان في شؤون الملك، و يشترط فيه أن يكون ق8ديرا في الحس88اب مقتص8دا

من غير بخل، صادقا غيورا في عمله.

و يسلك معه أبو الفضل جملة من كبار عمال الدولة كالمستوفى و الخازن و المش88رف.23على مصانع الدولة

و مدير الشؤون المالية للجند و كبير الكتاب.

و أما الطائفة الثالثة فهم خاصة السلطان. و هم يزين88ون البالط ب88أنوار حكمتهم و غزي88ر علمهم مع معرفتهم المكينة بطبائع البشر فضال عما جبل88وا علي88ه من الص88راحة و األدب

الجم.

و بهم تشرح صدور البشر و تزدهر الحياة. فإذا ك88انوا على غ88ير م88ا ذكرن88ا من الص88فاتامتألت الدنيا بالشرور و اجتاحتها المصائب و عمها الخراب.

و على رأس هذه الطائفة يقف الفالسفة الذين ترتقي بحكمتهم و مثلهم نواميس األم88ة األخالقية. و تضم هذه الطائفة الصدر )المفتي( و أمير الع88دل، و ه88و المن88وط ب88ه تنفي88ذ

األحكام، ثم القاضي، و هو المنوط به سماع الدعاوى.

و أما الطائفة الرابعة فهم خدم الس8لطان، و هم إذا أحس8نوا الخدم8ة ك8انوا بمثاب8ة م8اءالحياة للبدن، و إال كانوا آفة و بالء و مصدرا لكدر العيش.

و هو بعد إذ يصرح أن هؤالء جميعا إنما يستلهمون في أعم88الهم م88ا أوتي س88لطانهم من الحكمة و رجحان العقل و علو الهمة، يعلن أن يخرج للناس على ذلك كتاب88ه ه8ذا و في88ه

يحاول أن يسجل فعاله العظيمة و مآثره العجيبة التي تنبئ عن عظمته كسلطان.

و القسم األول من كتابه، و يشتمل على تسعين آيينا، يتحدث فيه عن بالط الس88لطان و خاصته، فيذكر لنا ما عند البادشاه من أموال و كنوز و جواهر كريمة، و ما يجري ض88ربه

في( يذكر كثير من المؤرخين أنه كان عند أكبر أكثر من مئة مصنع ضخم للنسيح و الصباغة و األسلحة.1) 23

148ص:

دار المسكوكات من العمالت الذهبية و الفضية و النحاسية، و مع88ايير ك88ل ن88وع منه88ا، و طبيعة المعادن ال88تي تس88تخدم فيه88ا. ك88ذلك يتح88دث عن ح88ريم الس88لطان و مض88اربه و أختام8ه و مراس8يم الخدم8ة في البالط، لي8ذكر لن88ا بع8د ذك ثبت88ا ط88ويال ي8بين في88ه أن88واع المحصوالت المختلفة و مواسمها و أسعارها و العط88ور و ط88رق اس88تخراجها، و مص88انع النسيج من الحرير و القطن و الصوف و مبلغ اهتم88ام البادش8اه بتق8دم العم8ل فيه8ا. ثم يشير من بعد ذلك إلى األيام التي كانت كثيرة. كما يكتب كتابة خبير ك88ذلك عن األل88وان و طرائق تركيبها و مزجها، ليفرد بعد ذلك في كتابه بابا طريف88ا ممتع88ا يتح88دث في88ه عن الخط88وط و تاريخه88ا، م88ع اإلش88ارة إلى كب88ار الخط88اطين، و حرك88ة الت88أليف و الترجم88ة بالبالط. و يختم هذا الفصل بالكالم عن فن التصوير و ندواته التي كان يعقدها السلطان بالبالط مع ذكر كبار النقاشين في عصره و رأى البادشاه القيم في هذا الفن. ثم ينتق88ل بعد ذلك إلى بيان مختلف األسلحة التي يستخدمها الجيش و صنوف دوابه، و منه الفيلة و الجمال و الخيول، و فصائلها و أنواع علفها و طرق العناية بها. كما يتحدث عن مب88ادئ المذهب اإللهي الذي ابتكره أكبر و مراسم التحية فيه، و يختم ه88ذا القس88م من الكت88اب

بذكر مواد البناء و أسعارها و أجور العمال المشتغلين بها.

آيينا، يتحدث أبو الفضل عن أقس88ام30و في القسم الثاني من الكتاب، و يشتمل على الجيش و قواته و قادته و نظمه و طرائق تدريبه، ثم يذكر لنا من بعد ذلك م88ا يق88وم ب88ه الكتاب من أعمال في الدولة، و النظام الذي يق88وم علي88ه توزي88ع الص8دقات، لينتق8ل من بعد ذلك إلى وصف حفالت األعياد و منها االحتفال بوزن الس88لطان و األم88راء و أبنائ88ه و أحفاده. و يجري هذا االحتفال مرتين في العام يوزن الواح8د منهم ع8دة م8رات في ك8ل دورة بما يعادل ثقله من الذهب أو الفضة أو المع88ادن األخ88رى و الحب88وب و األقمش88ة و يبذلك ذلك كله للفقراء صدقة. و هذا التقليد تمارس88ه الي88وم مع8دال طائف8ة اإلس8ماعيلية

بإزاء زعيمهم.

كم88ا يتح88دث ك88ذلك عن نظم التعليم، و يف88رد باب88ا يص88ف في88ه حفالت الص88يد و طع88ام الوحوش و الحيوانات البرية، و فنون الرياضة التي كانت تمارس في عهده و منها لعب88ة »جوكان« التي كانت تنتشر في الهند انتشارا واسعا، و ق88د طوره88ا األوروبي88ون عن88دهم

فيما

149ص:

بعد فكانت الهوكي أو البولو. و ال يزال أبناء شبه القارة الهندية من باكستانيين، و هن88ودهم أبطالها في العالم حتى اليوم.

آيين88ا، ببي88ان التق8اويم المختلف88ة من88ذ عرفه8ا16و يبدأ القسم الثالث: و هو يشمل على البشر حتى اليوم، و منها التق88ويم القبطي و التق88ويم الروم88اني و التق88ويم المس88يحي و تق88ويم يزدج88رد و التق88ويم الجاللي ال88ذي وض88عه عم88ر الخي88ام لملكش88اه الس88لجوقي و التقويم اإللهي األكبري و يقارن بعضها ببعض. ثم يذكر من بعد ذل88ك أص88حاب المناص88ب الكبرى في الدولة و منهم القواد و أم88راء الع88دل و القض88اة و عم88ال المك88وس و خزن88ة بيت المال و رؤوساء الش88رطة و يفص88ل في ذل88ك م88ا يض88طلع ب88ه ك88ل واح88د منهم من أعمال، لينتقل من بعد ذلك إلى الكالم عن إمارات الدولة و واليته88ا و هي اثنت88ا عش88رة: البنغال و معها أوريسة ثم بهار و الله آباد و أوده و آكرا و مالوه و دان88داش )خان88دش( و بدار و الكجرات و آجمير و دهلي و اله88ور باإلض88افة إلى إقليمي كاب88ل و كش88مير. و ه88و يذكر لنا في ذلك األقسام اإلدارية لكل والية و مساحتها، كما يصف موقعه88ا الجغ88رافي، و ما يجري فيها من روافد و أنهار، و ما بها من الم88دن و الحص88ون و القالع، و م88ا تغل88ه من الحاصالت، و م88ا يحص88ل منه88ا من أم88وال الخ88راج، و م88ا به88ا من ق88وات حربي88ة من الفرسان و المشاة، و يقدم ذلك كله بمجمل يذكر فيه تاريخ كل والية من هذه الواليات

منذ أقدم عصورها حتى وقت تأليف كتابه.

أما القسم الرابع: فيستهله بدراسة الفض88اء و األفالك و ال88بروج الس88ماوية و مواقعه88ا و النجوم و الكواكب و مسالكها. ثم يذكر من بعد ذلك أقسام العالم السبعة و ما يقع بكل قسم منها من األقاليم و البلدان مع اإلش88ارة إلى ع88روق الس88كان و األجن88اس في تل88ك المناطق جميعا. و ينتقل من بعد ذلك إلى الحديث عن الفلس88فة الهندي88ة في88ذكر لن88ا أن بالهند ستين و ثالثمئة من المناهج الفلس88فية المختلف88ة، و أن88ه ق88د وق88ف على ذل88ك من أفواه رجال مختلف م88دارس الهن88د الفلس88فية و بط88ون كتبهم، و حص88ر تل88ك الم88دارس الفلسفية في تسع، ثم88ان منه88ا ت88ؤمن ب88البعث و النش88ور و التاس88عة تنك88ر وج88ود خ88الق للكون و ال تعترف ببداية الخليقة أو نهايتها. و هو ال يكتفى باإلشارة إلى ذل88ك كل88ه ح88تى يتح88دث عن مؤسس88ي تل88ك الم88دارس و طرائقه88ا في البحث و مبادئه88ا و معتق88داتها و يقارن بينها و بين ما عند غيره88ا عن األمم األخ88رى كاليون88ان و ف88ارس. و يعق88د من بع88د

ذلك فصال يتحدث فيه عن اآلالت الموسيقية

150ص:

على اختالف أنواعها، ليفضي إلينا من بع88د ذل88ك بمجم88ل ي88ذكر في88ه من وف88د إلى أرض الهند من مشاهير األعالم و الغزاة مبتدئا بقصة نزول آدم في جزيرة الي88اقوت )س88يالن( و من ورد ذك88رهم ك88ذلك في أس88اطير الهن88د من األبط88ال، إلى أن ينتهي ب88ذكر الغ88زاة المسلمين و أولهم محمد بن القاس88م الثقفي ثم الغزن88ويين و الغ88وريين من بع88ده ح88تى دخول تيمور الهند و قدوم بابر، جد السلطان أكبر إليها، و يختم هذا القسم بذكر األولياء

الذين عاشوا في الهند و الطرق الصوفية التي عرفتها تل88ك البالد و يع88دها أرب88ع عش88رةطريقة.

أما القسم الخامس من الكتاب فه88و ص88فحات قليل88ة ض88منها أب88و الفص88ل م88أثور أق88والالسلطان أكبر هي و حكما كثيرة ينسبها إليه.

و يضم الكتاب جداول بيانية كث88يرة و خرائ88ط تخط88ط مض88ارب الس88لطان و م88ا به88ا من طرقات و دروب و ما يقوم بها من أسواق. و يزين المخطوط، ال8ذي اعتم8دنا علي8ه في هذا العرض، مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية الدقيقة المذهبة تحوي أشكال األسلحة المختلف88ة و ال88دروع و الراي88ات و البن88ود فض88ال عن ص88ور الس88روج الف88اخرة و اآلالت الموسيقية و الطبول العسكرية. و منها ما يعرض علين88ا ك88ذلك ص88ورا ل88دور الص88ناعة إذ

ذاك و حفالت االستقبال و المباريات الرياضية المختلفة.

و قد نقل بعض المستش88رقين أج88زاء من ه88ذا الس88فر الض88خم إلى لغ88اتهم. و الترجم88ة nnamhcolB .Hالوحيدة الكاملة التي ظهرت له هي التي بدأها المستشرق اإلنجليزي

م في مجلدين ضخمين1891 و 1873 و ظهرت بكلكتا عامي S .H tterraJو أكملها. يضمان ألفا و سبعمئة و اثنتين و خمسين من الصفحات، و ق8د ألح8ق به8ا مجموع8ة من

الصور تمثل جانبا كبيرا من لوحات المخطوط.

و ما يعيب أبا الفضل في كتابه هذا هو أن88ه يجع88ل البادش88اه مح88ور حديث88ه على ال88دوام، فكل ما يجري في الدولة عنده هو رهن مشيئته، و كل ما ينتهي إلي88ه من نت88ائج و فع88ال هي جميعا مس88تمدة من88ه. على أن ه88ذا ال يقل88ل بطبيع88ة الح88ال من قيم88ة م88ا كتب و ال يبخس من ش88أن تل88ك المعلوم88ات المفص88لة الدقيق8ة ال8تي ذكره8ا لن8ا عن نظم الدول88ة اإلسالمية الهندي88ة و ط88رق حكم تل88ك البالد المترامي88ة األط88راف، و م88ا به88ا من مص88ادر

الثروة و مختلف الصناعات،

151ص:

و ما ألهلها من معتق88دات و تقالي88د، و م88ا اش88تغلوا و يش88تغلون ب88ه من مختل88ف ص88نوفالمعرفة.

كتب ذلك كله في أس88لوب يع88د من أمثل88ه الن88ثر الفارس88ي بالهن88د و ينم عن علم واس88عغريز و جلد في الدرس و البحث مكين شديد.

المصادر:

.611/ 2، ترجمة مآثر االمرار 62- 60- مطلع انوار/

.205- 202/ 2، منتخب التواريخ 134، نكارستان فارس 570- دربار اكبري/

و ما بعدها.82، السرهندي/ 212- 209- شهداء الفضيلة

.402- 399/ 2، اعيان 48 رقم 38- 36/ 5- نزهه

، مجل88ة662-88 88/639 2. نامهء دانشوران 441 ه ص 11- طبقات اعالم الشيعة القرن ه(، س88ير المت88أخرين للطباطب88ائي. كت88اب ت88راث اإلنس88انية1353الحقائق )الهن88د س88نة

)مقال للدكتور أحمد الساداتي(.

م(1568 ه- 976أبو المكارم بن المبارك الناكورى )ولد

الشيخ الفاضل الكب88ير أب88و المك88ارم بن المب88ارك الن88اكورى، أح88د العلم88اء الم88برزين في المنط88ق و الحكم88ة، ول88د في الث88الث و العش88رين من ش88وال س88نة س88ت و س88بعين و تسعمائة، و قرأ أكثر الكتب الدرسية على والده و بعضها على الشيخ فتح الله بن ش88كر

الله الشيرازي األستاذ المشهور، كما في »آئين أكبرى«.

.58/ رقم 5- نزهه

م(1613- 1571 ه/ 1022- 979عبد الرحمن بن ابي الفضل بن المبارك )

الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أبي الفض88ل بن المب88ارك الن88اكورى س88ماه ج88ده الش88يخ مبارك، احد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ألثنتى عشرة خل88ون من ش88عبان

سنة

152ص:

تسع و سبعين و تسعمائة، و قرأ العلم و الزم أباه، و خدم الدولة مدة حيات88ه ق88ام مق88ام س88ماه بش88وتن. لقب88ه جه88انكير بن أك88بر999 ه و ولد له ابن س88نة 1011والده الشهيد

شاه التيمورى بأفضل خان، و واله على إيالة به88ار و أقطع88ه كوركهب88ور، فص88ار ص88احبالعدة و العدد، و مات في سنة اثنتين و عشرين و ألف.

.317/ 6. طبقات أعالم الشيعة 332 رقم 220- نزهه/

م(1580 ه/ 988أبو تراب بن المبارك )ولد

ه، ترجم88ه اخ88وه988الشيخ العالمة ابو تراب بن الشيخ مبارك بن خضر المولود س88نة ابو الفضل في تاريخ اكبرى.

(.11 )القرن 92/ 6- طبقات اعالم الشيعه

ه(10عبد الله بن علي الشيرازي )القرن

عبد الله بن علي الشيرازي ص88في ال88دين عين المل88ك، ك88ان من العلم88اء الم88برزين في الص88ناعة الطبي88ة، أخ88ذ عن وال88ده الحكيم عين المل88ك و تفنن علي88ه بالفض88ائل، و ت88زوج

باخت الشيخ أبي الفيض بن المبارك الناكورى و كان له ولد تسمى بمحمد.

م(1628 ه/ 1038نور الدين محمد بن عبد الله الشيرازي )ت بعد

88ه بن علي الش88يرازي الحكيم عين المل88ك، الشيخ الفاضل نور ال8دين محم88د بن عب88د الل كان ابن أخت الشيخ أبي الفيض بن المبارك الناكورى، ولد و نش88أ ب88أرض الهن88د، و ق88رأ العلم على خاله ابي الخ88ير بن المب88ارك و على غ88يره من العلم88اء. ثم تق88رب الى ش88اه

جهان بن جهانكير

153ص:

الدهلوى فلقبه بعين الملك. له ألفاظ األدوية في المفردات- ص88نفه في اي88ام الس88لطان الم88ذكور س88نة ثم88ان و ثالثين و أل88ف، و ل88ه طب دار ش88كوهي- ص88نفه ل88دار ش88كوه بن شاهجهان، و له لطيفة فيضى- جمع فيه رسائل أخواله الشيخ أبي الفيض و أبي الفضل

و أبي الخير، صنفه سنة خمس و ثالثين و ألف.

)(

155ص:

م(1627- 1570 ه/ 1036- 977جهان كير نور الدين محمد سليم )

ربي88ع23هو االمبراطور نور الدين محمد سليم الملقب ب جهان كير ول88د ي88وم االربع88اء األول بأكبر آباد، و امه من الراجبوت و هي بنت الراجا بهارط امل كجالهي راجا جيب88ور- و لقد لقبت فيما بعد باسم )مريم الزماني( و ك88ان اس88مه س88ليم س88ماه ب88ه وال88ده على اسم الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي، ألن الشيخ بشر به والده قبل والدته و دع88ا

م(1605 ه- 1014 جم88ادى األولى س8نة )14ل8ه، فلم88ا اس8تقل بالمل88ك ي8وم الخميس س88نة و في بداي88ة حكم88ه36لقب نفسه نور الدين محمد جهان كير و كان له من العمر

ثبت رجال القصر في مراكزهم ليكسب ثقتهم و اخالصهم، ثم توجه للقض88اء على تم88رد الذي كان قد اعلن العصيان في الهور مع جيش يزي88د على اث88ني24ولده خسرو سلطان

. و ك88ان1587(" خسرو سلطان" اكبر أبناء جهانكير من زوجة ابنة راجا بهكوان داس، ولد في الهور عام 1)88 24 خسرو أثيرا لدى جده أكبر، و لعله رغب في أن يجعله خليفة له. و قد خرج خسرو على أبيه في السنة األولى من

عشر الف رج88ل، فارس88ل جه88ان ك88ير الي88ه من القى علي88ه القبض و ف88رق الجم88وع من م و في راجستهان كان1621حوله، و أتي بولده الى آكره فسجن بها حتى وفاته سنة

الراجا ران سنك متمردا ايضا فارسل اليه جيشا بقيادة مهابت خ88ان فلم يوف88ق الى كبح ه-1023جماح هذا المتمرد، فاردفه بجيش آخر أو كل قيادته لولده خ88رم و ذل88ك س88نة

م فاستطاع أن يحاصره و يقضي على تمرده.1614

156ص:

و في الجن88وب ك88انت الممال88ك االس88المية في ال88دكن تح88اول قط88ع عالقاته88ا ب88البالط المغولي، و وجدت في قالئد العسكري الحبشي )عنبر( بغيتها، فاس88تطاع ه88ذا ان يف88زع البعثات المسلحة المرسلة اليه لتأديبه فصمدت بفضله مدينة اورنك آباد، و مدينة أحم88د نكر، و لم يهدأ لجهان كير البال حتى قضى علي88ه و على ثورت88ه المس88لحة بفض88ل ول88ده

م بم88ا تح88دثنا عن88ه تفص88يال في ح88ديثنا عن1616 ه- 1025)خرم( ايضا و تم ذلك سنة المملكة النظامية شاهية.

قالت بيفردج:

و لم يكن )جهانكير( خلوا من الكفايات فقد كان يحب الطبيعة حبا صادقا كما كان مي88اال إلى اإلنصاف و لكنه كان سكيرا يتعاطى االفيون، و ال يمتاز حكمه ب88أي م8أثرة حربي8ة أو مأثرة عامة اللهم إال تشييده طريقا مظلال من آكره إلى اله88ور. و ق88د اس88تولى الف88رس

(. و تس88بب و ه88و أم88ير في1622على قندهار في السنة الس88ابعة عش88رة من حكم88ه ) مقتل أبي الفضل وزير أبيه، كما أنه انغمس في الشهوات لدرجة جعلت أكبر يفك88ر في تخطيه و جعل ولده خسرو ولي عهده. و قد خرج جهانكير أيضا على أبيه، و لعل تراخيه و جبنه ال العاطفة البنوية هي التي حالت دون تحقيق مش88اريعه. و ك88ان جه88انكير اس88وأ من معاصره جيمس األول ملك انجل88ترا كم88ا ك88ان أقبح من88ه نش88أة، و لكن ثم88ة تش88ابها

عجيبا بين الرجلين.

فكالهما يحب العلم و الصيد و كالهما ضعيف اإلرادة يخضع لس88لطان محظيات88ه كم88ا أن في كل منهما شيئا من الطيبة و حالوة الشمائل. و كان كالهم88ا أيض88ا يبغض التب88غ أش88د

البغض.

حكمه، و لكنه هزم و سجن. و تآمر عليه مرة اخرى في افغانستان، و لكن كشف امره فسجن بقية حياته ما ع88دافترة واحدة.

، و الراجح أنه قت88ل على ي88د ش88اه جه88ان، و1622و توفى خسرو في أسير كرة بالقرب من برهانبور بالدكن عام قامت أخته بدفن جثمانه في خسرو باغ عند اله آباد أما ولداه داور بخش- أو بالقى- و كرشاسب فقد قتلهما ش88اه

، في المجل88ة األس88يوية88،2 1جهان عند اعتالئه العرش. انظر عمل صالح) و هو مخطوط(: و مذكرات جهانكير، ج [.egdireveB H عن] بيفردج1907الملكية سنة

و هذا يؤدى بنا إلىsuidualCو قد بين ما كولي أن جيمس يشبه اإلمبراطور كلوديوس القول بأن جهانكير كان يشترك مع كلوديوس في بعض الصفات. و لعل مما يؤسف ل88ه أن أكبر لم يسمح لولده و هو في شبابه بالزواج من نور جه88ان. و ل88و ح88دث ه88ذا لك88ان خليقا أن يحدث فيه أثرا طيبا، صحيح أنه ت88زوج ن88ور جه88ان بع88د أن أص88بح ملك88ا و لكن88ه اضطر أن يسلك في ذلك مسلكا شبيها بمسلك داود مع أوريا في88دبر هالك زوجه88ا. و لم يعقب جهانكير من نور جهان ولدا فقد كانت في واقع األمر عالية في السن عند ما بنى بها. و كان لها ابنة من زوجها األول. و كان لتعلق نور جهان بشهريار أصغر أبناء جهانكير و شجارها مع شاه جهان نتائج و خيمة على الهند و قد وصفت هذه الوقائع وص88فا بليغ88ا

في كتاب

157ص:

( في اإلشارة الواردة عن أبيه88ا غي88اث ب88ك. و من أش88هر133. ص 1»مآثر األمراء« )ج األحداث التي وقعت في عهد جهانكير وقوع88ه في أألس88ر و خلع88ه عن الع88رش على ي88د

و انتهى األمر بان خلصته نور جهان من األسر. و كان لجه88انكير1626مهابت خان عام خمسة أبناء و ابنتان. و قد خرج عليه سلطان خس88رو أك88بر أبنائ88ه في مس88تهل عه88ده و لكنه هزم و أسر و توفى في الدكن بعد أن طال سجنه. و كان سلطان برويز أميرا حلو الشمائل و لكنه ورث عن أبيه رذيل88ة اإلدم88ان على المس88كر، و ت88وفى قب88ل أبي88ه. و ث88ار سلطان خرم الذي عرف فيما بعد باسم شاه جهان في وجه أبيه و لكن خضع آخر األمر و خلف أباه. أما سلطان جهانكير ال88ذي ول88د وقت اعتالء أبي88ه الع88رش، و من ثم ع88رف باسم »سلطان تخت« )سلطان العرش( فقد كان معتوها منذ والدته على م88ا يظه88ر، و كان سلطان شهريار رجال تافه88ا و ل88ذلك ع88رف بأن88ه ال يحلى و ال يم88ر. و ق88د ح88اول أن

يعتلى العرش بعد وفاة أبيه و لكنه قتل.

و هنا نتوقف لذكر بعض الحقائق التي ذكره88ا دي88ورانت عن ه88ذا االم88براطور اذ ق88ال أن جهان كير لم يكن متوسط القدرات و المواهب بقدر ما كان منحال قادرا، فق88د ول88د ألب تركي و أميرة هندي88ة، و انفتحت الف88رص كله88ا ال88تي تس88نح ل88ولي العه88د، ف88انغمس فيادي بالقس8وة على اآلخ8رين، و الخمر و الدعارة، و أطلق لنفسه العنان في التمت8ع الس8 قد كان هذا الميل مجبوال في فطرة أسالفه »بابر« و »همايون« و »أكبر« لكنهم دسوه دسا في دم88ائهم التتري88ة، فك88ان يمتع88ه أن ي88رى الن88اس يس88لخون أحي88اء، أو تنف88ذ فيهم »الخوازيق« أو يقذفون إلى الفيلة تمزقهم تمزيقا: و ه8و ي8روى لن8ا في »مذكرات8ه« أن سائسه و طائفة من الخدم قدموا ذات يوم إلى ساحة ص88يده، و ك88انوا من ع88دم الح88ذر بحيث أدى ظهورهم هناك إلى فزع الطرائد التي كان يتربص لها في صيده، حتى أفلتت منه تلك الطرائد، فأمر بالسائس أن يقتل، و بخدم السائس أن تخلخل ركبهم فيعيش88وا أعمارهم كس88احا، و ه88و يق88ول إن88ه بع88د أن اش88رف على تنفي88ذ أم88ره ه88ذا »مض88ى الى

صيده«، و لما تآمر عليه ابن88ه »خس88رو« ج88اء بس88بعمائة من أنص88ار الث88ائر و أنف88ذ فيهم »الخوازيق« و صفهم صفا على امتداد الشوارع في الهور، و هو يذكر لنا في نشوة من السرور كم انقضى على هؤالء الرجال من زمن حتى فاضت ارواحهم، و كان ل88ه ح88ريم من ستة آالف امرأة يرعين له حياته الجنسية لكنه فيما بعد انصرف إلى زوجة مفض88لة،

هي »نور جهان«، التي ظفر بها بقتل زوجها، و كان

158ص:

يسود حكومته عدل محايد لكنه قاس، غير أن88ه إلى ج88انب ذل88ك ق88د أس88رف في نفقات88ه إسرافا أبهظ أمة كانت قد أصبحت أغنى أمم األرض طرا بفض88ل م88ا أب88داه »أك88بر« في

سياسته لها من حكمة، و ما أسداه عليها أمن طال أمده أعواما كثيرة.

و لما دنا عهد »جهان كير« من ختامه، زاد الرجل انعماسا في خم88ره، و أهم88ل واجبات88ه الرسمية في الحكومة، فك88ان من الط88بيعى أن تنش88أ الم88ؤمرات لملء مكان88ه، و ح88دث

أن حاول ابنه »جهان« أن يعتلى العرش، ثم لم88ا فاض88ت روح »جه88ان1622فعال سنة كير« جاء »جهان« هذا مسرعا من الدكن حيث كان مختفيا، و أعلن نفسه إم88براطور و قتل كل إخوته ليضمن لنفسه راحة البال، و قد ورث عن أبيه صفات اإلس88راف و ض88يق الصدر و القسوة، فأخذت نفقات قصره و الرواتب العالية التي ك88ان يتقض88اها موظف88وه الكثيرون تزداد نسبتها بالقياس إلى دخل األمة التي كانت تنتجه له88ا ص88ناعة مزده88رة و تجارة نافقة، و مع تلك الصورة البشعة التي صور منها دي88ورانت ه88ذا االم88براطور ي88أتي

المؤرخ المسلم السيد عبد الحي ليصفه بما يلي:

يقول »كان جه88ان ك88ير رحيم88ا كريم88ا ش88اعرا لطي88ف الطب88ع حس88ن المعاش88رة ظري88ف المحاضرة حسن الصورة، سليم الذهن، باهر ال88ذكاء، فص88يح العب88ارة ل88ه ي88د بيض88اء في

التحرير و التحبير«.

و بالرغم من انه قد ذكر ادمانه للخمرة فقد وصفه بالعدل و ص88حة العقي88دة و الت88دين و سماع الحديث الشريف ايضا قال: »افتتح امره بالعدل و السخاء و قرب اليه العلماء، و كان صحيح العقيدة خالفا لوالده، و هو سمع الحديث من الش88يخ محم88د س88عيد اله88روي المشهور بمير كالن، و قرأ عليه شيئا من العلم ب88أمر وال88ده، و س88مع أيض88ا من المف88تى

صدر جهان البهانوي«.

و لعله يريد بلفظة )صحة العقيدة( رجوعه عن مذهب الشيعة، و عن88دي ان ه88ذا الرج88ل الغلي88ظ القلب ال ي88رعى حرم88ات ال88دين و ال ثم88ة خ88ير في نس88بته الى أي م88ذهب من مذاهب االسالم اذ انه تعدى حرمات الله في كثير من االحداث ال8تي م8رت في حيات8ه و

في مقدمتها عدم رضا والده عنه و غضبه عليه لسوء تصرفاته و عصيانه ح8تى وفات8ه، ومن األفعال الشنيعة

159ص:

التي سود بها تاريخه قتله العالمة ابي الفضل ابن المبارك و العالم88ة الس88يد ن88ور ال88دين الشوشتري و تقريبه للمبشرين الجزويت الذين ق88دموا م88ع المس88تعمرين البرتغ88اليين و منحه االمتيازات لالنجليز في سورتو آكره و أحمد آباد و ك88ان ه88ذا الب88اب الض88يق ال88ذي عبروا منه الى االستيالء على الهند، و مع كل ما اقترفه هذا االمبراطور يقولون انه كان مؤمنا و كان يحافظ على الشعائر الدينية و ال يرضى باالس8تهانة به8ا، يق8ول عب8د المنعم النمر، و هو ممن ال يتورع في كتابات88ه من اللم88ز و الغم88ز و الوق88وع بالش88يعة أينم88ا ورد ذكرهم، يقول في تزكيته لهذا الطاغية »هذه التربية مع تأثير الشيخ سليم فيه قد وجهته غير وجهة ابيه، فكان صحيح العقيدة في االس8الم يح8ترم العلم8اء و يك8رمهم« ]االس8الم

[. أم88ا الفتن و االض88طرابات على عه88ده فيحمله88ا )عب88د المنعم النم88ر(300في الهن88د ( لكونها شيعية ايرانية ال غير، و يطيب للمتزم88تين من أمث88ال304زوجته نور جهان )ص

هذا الكاتب ان يوقعوا في هذه الزوجة الشرعية التي أحبها و تزوجها زواجا شرعيا أمام المأل بل ال بد أن يكون أحد اسالف من ينتقدونه من اولئك المشايخ ق88د ق88اموا ب88واجبهم في اجراء صيغة العقد الشرعي و أدوا ما يليق من االنحناءات أمام ولى األم88ر ح88تى اذا

كان جائرا!

و بالرغم من كل ذلك توصف هذه الزوج88ة المثالي88ة القوي88ة في شخص88يتها و التزامه88ا و ( و88/122 5تطلعاتها توصف بمعشوقة السلطان لدى الشيخ عبد الحي الحسني )نزه88ه

توصف بحظية السلطان لدى مسعود الن88دوي و اعجب من ذل88ك ان الن88دوي ه88ذا يعت88بر عصر جهان كير من عصور الشيعة الذهبية مع ماعانوه من اضطهاد و قتل لعلمائهم فهو

(:91يقول عن جهان كير )ص

فاقتفى نهج ابيه و حذا حذوه في عدم االعتناء بالدين، ب88ل زاد الطين بل88ة ب88ان تط88اولت الشيعة باعناقها و تطلعت الى تسلم زمام االمر و النهي لمكانة حظيته )كذا( نور جه88ان من قلب88ه- و ك88انت تس88ير دف88ة الحكم و تس88وس البالد و جه88ان ك88ير غ88ارق في بح88ار الملذات- و كانت شيعية ذات جمال بارع و ذكاء مدهش .. حتى ان كبير دعاة الروافض88ه ال88دهلوي اح88د نور الدين الشوشتري عين رئيسا للقضاة »ثم يستش88هد بق88ول ولي الل النواصب الذين اطالوا لسانهم في سب الس88لف الص88الح من اتب88اع م88ذهب أه88ل ال88بيت )ع(، يقول عدو نفسه هذا: )و عظمت الفتنة و تولى جهان كير فرفعت الهنود رؤوس88ها،

و نصبت الروافض

160ص:

(.92- 91رؤوسها )كذا( وضيعت الديانات« )تاريخ الدعوة االسالمية ص

و على عهد جهان كير تطلعت النواصب باعناقها للنيل من مذهب اهل البيت )ع( فكتب احمد بن عبد االحد السرهندي الذي يسمونه بمجدد االلف الثاني كتب كتابا في التفريق و الفتنة بين المسلمين تحت اسم »رد روافض« بالفارسية دعا فيها كما يقول النواصب الى »رتق الفتق و طهر الدين المبين في ارجاس الوثنية و نقى ثوبه الط88اهر من ادران الرفض و االلحاد .. الخ، و لما حدثت الفتنة في البالد طلب جهان كير ه88ذا المف88رق بين الجماعات الى قصره و عاقبه بالسجن في مدينة كواليار«، و ال أدري ماذا يري88د الن88دوي على تلك الفعلة الشنعاء، هل يطلب تكريمه أو االحتفاء به م88ع ان واجب88ات المل88ك تحتم على الس88لطان الع88دل بين الرعي88ة و نحن نحم88ل علم88اء الس88وء ع88دم اعتن88اء اولئ88ك السالطين بالدين و اهله لوقوفهم وقفة المتفرج الراغب في العطايا، و ان كل ما ظه88ر من الفساد في تلك االيام و حتى اليوم انما هو بسبب سوء اعمال علم88اء الس88وء و قبح سيرتهم و تهاونهم فهم في مثل هذه المواقف المخزية لص88وص ال88دين ألنهم ال يبتغ88ون88ه و بس88ببهم اال التقرب الى الملك و الكرام88ة في اعين الن88اس و الكبري88اء في ارض الل

انتكست راية االسالم و خفق لواء الكفر و عمت الفوضى الدينية.

م(1645 ه/ 1055نور جهان بيكم )ت

اسمها مهر النساء و هي بنت اعتماد الدولة غياث ال88دين بن محم88د ش88ريف الطه88راني، انتقل والدها غياث الدين من طهران إلى بالد الهند بع88د م88ا ت88وفى أب88وه محم88د ش88ريف سنة أربع و ثمانين و تسعمائة، فلما وصل إلى قندهار ول88دت مه88ر النس88اء و ج88اءت م88ع والديها إلى فتحبور في أيام أكبر شاه التيموري و نش88أت في مه88د العف88ة و الطه88ارة، و تعلمت الخط و الحساب و فنونا أخرى، و كانت نادرة في الجم88ال ف88افتتن به88ا جه88انكير بن أكبر شاه، فلما علموا ذلك زوجوه88ا بعلى قلى األص88فهاني، ت88ولى المملك88ة جه88انكير واله على بردوان و لقبه شير أنكن خان و ولى قطب الدين أخاه من الرضاعة على بالد

بنكاله، فلما وصل قطب

161ص:

الدين إلى بردوان استقبله شير أنكن خان و لكنه أس88اء الظن ب88ه فوق88ع في88ه و قتل88ه ثم قتل، و كان ذلك سنة ست عشرة بعد األل88ف، فقبض88وا على أهل88ه و أموال88ه و أرس88لوها إلى جهانكير، فأراد أن يتزوج بمهر النساء فأبت ثم رضيت فتزوج بها، فحببت إليه ح88تى ألقى بيدها زمام السلطة و لقبها نور جه88ان بيكم و ام88ر أن يض88رب ال88دراهم و ال88دنانير

باسمها فضربت، و مما كتب على تلك العملة:

بنام نور جهان بادشاه بيكم زربحكم شاه جهانكير يافت صد ريور

و كانت من خيار النساء حسنا و جماال و علما و عقال، اخترعت أمورا كثيرة في ال88زى و اللباس و الحلى و األشياء العطرة، و ك88انت م88اهرة ب88الرمى و الفروس88ية و السياس88ة و التدبير، دبرت لختنه8ا ش8هريار بن جه8انكير من بطن آخ8ر ليولي8ه المل8ك بع8ده، و رغبت زوجها جهانكير عن ابنه خرم الذي دبر جهانكير بواليته بالملك بعده، فوقع الخالف بينهما حتى آل إلى الحرب، و تفصيل ذلك هو أنه كان لجهانكير أربعة أوالدهم: خسرو، خرم، و لكن نور جهان كانت تخشاه، و ازدادت خشيتها منه بعد أن م88ات أبوه88ا اعتم88اد الدول88ة، وزير جهانكير، و خلفه في الوزارة أخوها آص88ف خ88ان، و ك88ان له88ذا األخ بنت من أش88هر بنات عصرها جماال و فتنة، و كانت مخطوبة لألمير خرم ف88أيقنت ن88ور جه88ان أن88ه إذا م88ا تولى خرم العرش و كان سينقاد المرأة ما فإنه لن ينقاد إال لزوجته و ستكون هي كمية مهملة إلى جانبها و هذا ما كان يزعجها و يقض مض88جعها و ل88ذا فإنه88ا أخ88ذت تباع88د بين زوجه88ا و ابن88ه ص88احب الح88ق و زوجت بنت88ا له88ا من زوج س88ابق، من األم88ير ش88هريار ثم صارت تسعى لدى السلطان ليعهد إليه بالملك لتبقى له88ا س88يطرتها على ابنته88ا الملك88ة

المقبلة و على زوجها الملك معا.

و قد استطاعت أن تنفذ إلى قلب جهانكير فغل88ظ قلب88ه على ابن88ه خ88رم و ش88اعت ه88ذه األخبار في البالد فخشي خرم بطش والده و خاف جهانكير عصيان ول88ده علي88ه، و ص88ار كلما طلب خرم إلى أبيه األذن بالرجوع إلى آكره يرفض جهانكير ه88ذا الطلب خيف88ة أن

إلى مدين88ة قن88دهار1622يس88تولي على العاص88مة. و ح88دث أن زح88ف االيراني88ون س88نة يريدون االستيالء عليها ألنها كانت موضع نزاع بينهم و بين الهند، من88ذ عه88د اك88بر، و ك88ل من الفريقين يدعيها، فأمر جه88انكير ابن88ه خ88رم بالس88ير إلى قن88دهار ل88رد اإليران88يين فلم يجب طلب والده و احتج بكثرة األمطار، فاستولى اإليرانيون على قن88دهار، و إزاء تلك88ؤ

خرم عن تلبية أوامر أبيه وجدت نور

162ص:

جهان بابا عريضا تلجه إلى قلب زوجها لتوغره على أبن88ه، فت88أثر جه88انكير بقوله88ا و أم88ر الجيوش المرابطة في مالوي بقيادة خرم بالعودة إلى آكره و سار السلطان إلى اله88ور إلعداد حملة السترجاع قندهار، و بينما هو في الهور و إذا باألنباء تأتيه مخ88برة ب88أن ابن88ه آت بالجيش لالستيالء على آكره، و لعل ذلك من دسائس األعداء، ألن خرم لم يفعل إال

ما أمره به أبوه، أي برجوع الجيش إلى آكره، و بدهي أن الجيش ال يعود بدون فائدة.

و مهما يكن من أمر، فقد أزعج هذا النب88أ الس88لطان، و جه88ز جيش88ا س88يره للق88اء ابن88ه و لمنعه من السير نحو آكره، فلما علم خرم بمسير هذا الجيش أبى أن يقات88ل وال88ده ب88ل ترك جيشه و عاد وحده إلى الدكن، و لكنه عاد طري88دا ش88ريدا، و ظ88ل س88نوات يض88رب

في البالد فارا بروحه من والة أبيه الذين كانوا يطاردونه، فلما ض88اقت علي88ه األرض بم88ا رحبت ع88زم على االستس88الم لوال88ده و أرس88ل إلي88ه أوالده رهين88ة و س88لمه القالع ال88تي يسيطر عليها، و كادت األمور تعود إلى صفائها لو ال وسوسة نور جهان. و يبدو أن وزي88ر جهانكير، آصف خان، كان من أنصار إص88الح ذات ال88بين، ألن خ88رم ش88اه ه88و زوج ابنت88ه، فأغضبت سياسة الوزير أخته الملكة ن88ور جه8ان فحرض88ت زوجه8ا على ع8زل اخيه8ا من الوزراة، فعزل88ه و عين مكان88ه القائ88د مه88ابت خ88ان و ه88و من أخص88اء جه88انكير و أتباع88ه األمناء، و قد ظنت نور جهان بأن الوزير الجديد سيعينها على تحقيق برنامجه88ا، و لكنه88ا لما رأت أنه يميل إلى األمير برويز غضبت علي88ه أيض88ا و حرض88ت الس88لطان على عزل8ه فعزله و أذلته و أهانته، فكتمها في نفسه، حتى كان في يوم من األيام، في سفر بمعي88ة السلطان في جند قليل، تآمر عليه و سجنه، و لم يعد يسمح له ب88أن يمض88ى أم88را بغ88ير مشورته ألنه رأى بأن نور جهان هي التي أصبحت تس88ير أم88ور البالد على هواه88ا و أنه88ا

سائرة بها إلى هاوية سحيقة في سبيل تحقيق رغبة قد تجر على البالد باليا كثيرة.

و لم يسيء مهابة خان إلى السلطان قط، بل كان يوفيه حق88ه من التعظيم و االح88ترام، ثم إن السلطان ذهب إلى كابل و من هن88اك اس8تطاع أن يرف8ع عن نفس8ه ه8ذا الحج8ر،

فلما علم مهابة خان باألمر فر إلى األمير خرم.

و حدث بعد ذلك أن مرض السلطان فعزم على الرجوع إلى آكره، فلما كان في طريقه 1036إلى الهور أصيب بنوبة حادة من الربو فوافته المنية، لثالث بقين من ص88فر س88نة

و كان مدته احدى و عشرين س88نة1627ه الموافق للثامن و العشرين من اكتوبر سنة و ثمانية اشهر و ثالثة عشر يوما

163ص:

و دفن بالقرب من الهور على الضفة اليم88نى لنه88ر راوي و الى جانب88ه ق88بر زوجت88ه ن88ورجهان.

و قد توفى جهان كير ساخطا على ابنه خرم شاه كما كان اكبر ساخطا على جهان ك88ير و ما أن مات، سارعت نور جهان فنادت بصهرها شهريار بن جهان ك8ير ملك8ا و أجلس8ته

على سرير الملك ببلدة الهور.

و دبر أخوها آصف جاه الوزير لختنه خرم بن جهان كير الحيلة ف88أعلن لوالي88ة داور بخش بن خسرو بن جهانكير، فوقع الحرب بينهما حتى دخل خ88رم بمدين88ة آك88ره و جلس على

م(، و اجتمع مع88ه آص88ف ج88اه و1628 ه- 1037سرير الملك في جمادى اآلخرة سنة ) دفع فتنة أخته نور جهان فاقتعدت بالهور، و وظف لها شاهجهان مائتي ألف تص88ل إليه88ا

كل سنة و لها أبيات رائقة بالفارسية، منها قولها:

نه كل شناس88د و نى رن88ك و ب88و ن88هعارض

دل كس88ي ك88ه بحس88ن ادا كرفت88اراست

و كانت وفاتها سنة خمس و خمسين و ألف ببل8دة اله8ور و له8ا اثنت8ان و س8بعون س8نة،فدفنوها في حديقتها التي كانت قريبة من مقبرة جهانكير.

جهان كير في تركته االدبية:

خلف جهان كير كتابا مهما في سيرته الذاتية و سيأتي ذكر مختارات منها تتن88اول ص88ورا مختلفة من حياته و اسم كتابه هذا تزك جه88انكيري و هن88اك الكث88ير من الكتب المص88نفة في أخباره و منها كت88اب اقب88ال نام88ه لمؤلف88ه معتم88د خ88ان، و كت88اب م88آثر جه88ان ك88يري

لمؤلفه مرزا كامكار الملقب بعزت خان.

و لجهان كير نفسه كتاب آخر تحت اسم »بند نامه« بالفارسية ألفه البنائه، كما انه ام88ر الشيخ محمد بن الجالل الحسيني الكجراتي أن ي88ترجم الق8رآن الك8ريم الى الفارس8ية و أن ال يباشر التصنع و ال يزيد على الترجمة اللفظية من جانبه. و كان جهان كير شاعرا و

من ابياته قوله:

يكدل شكستن تو بصد خون برابراز من متاب رخ كه نيم بىتو

164ص:

و له:

ابر بسيار است مي بسيار مىبايدجام مي را بر رخ كلزار ميبايد

و له:

شايد كه صبا باو رساندما نامه ببرك كل نوشتيم

)(

165ص:

ص88فحات من م88ذكرات االم88براطور جه88انكير معرب88ة من كتاب88ه الموس88وم »ت88وزك 25irignahaJ -ikuzuTجهانكيري«

sserPمطبعة نولكشور- لكهنو erohsiK lawaN بفضل الله و عون88ه جلس88ت على * عرش الملك في دار الخالفة، آكره يوم الخميس في الث88امن من جم88ادى األخ88رى س88نة الرابعة عشر بعد األلف و أنا في الثامن و الثالثين من عمرى، و كان ال يبقى لوالدى من األوالد حيا إلى أن بلغ الثامن و العشرين من حياته، فكان يتوجه إلى الصالحين من عباد الله و يلتمس اوليائه ليدعوا له بولد، و قد عاهد نفسه و ن88وى أن ل8و رزق غالم8ا يح8يى، يزور قبر معين الدين جش8تى، منب8ع األولي8اء في بالد الهن8د، ماش8يا على رجلي8ه، قاطع8ا مسافة مائة و أربعين فرسخا من العاصمة آكره إلى مدينة أجمير بك88ل إجالل و إك88رام. فولدت ظهيرة يوم أألربعاء في الس88ابع عش88ر من ربي88ع األول س88نة تس88عمائة و س88بع و

سبعين من الهجرة.

166ص:

* و كان هناك جبل »سيكرى« على مقربة من آكره، اتخذ سفحه الشيخ س88ليم مس88كنا له، و كان معم88را مرتاض88ا بل88غ في ال88ورع و الص88الح م88ا بل88غ. و الت88ف حول88ه من أه88الي سيكرى كثير من الناس مسترشدين إليه، فلما سمع والدى عن الشيخ و عن كمال88ه في أحواله، و كان في تلك األيام أشد رغبة إلى الولد، أقب88ل على الش88يخ ذات ي88وم و س88أله

مذهوال: كم يكون لي من األوالد، أيها العارف الجليل؟ فأجاب الشيخ:

إن الله يهب لك ثالثة أوالد. فق88ال أبي: إنى ن88ذرت أن أف88وض األول منهم إلي88ك لي88تربىتحت نظرك و عنايتك. فتقبل الشيخ سليم مهنئا و قال: قد جعلناه لنا سميا.

* فلما حان أوان الوضع أرسل أبي، أمي إلى دار الشيخ في قرية سيكرى فسماني بعد ميالدي »محمد سليم« و لقبني بالسلطان، و لكنه كان يدعوني محادثا إي88اي ب88العطف و

)*(" توزك جهانكيري" و هي مذكرات شيقة لها قيمته88ا. و ق8امت الجمعي88ة األس8يوية الملكي8ة بترجم8ة المجل8د 25 (. و ثمة نسخة أخ88رى منه88ا و لكنه88ا منحول88ة على تف88اوت في1909األول من هذه المذكرات و نشرة) لندن عام ecirP ترجمة الميجر برايس1829ذلك و نشرت الجمعية األسيوية الملكية عام rojaMلهذه المذكرات. و نش88ر

و بهذا1864 ثم في عليكره عام 1863السيد أحمد العليكري النص الفارسي لهذه المذكرات في غازى بور عام aidnIالنص أخطاء كثيرة. و قد ترجم جزء كبير من هذه المذكرات في المجلد الس88ادس من كت88اب fo yrotsiH

lanruoJ . و تحتوي يومي88ات الس88ير رو,toiliEلمؤلفه s'eoR samohT riSو كت88اب قس بيته yrreT drawdE إشارات طريفة عن جهانكير. و هناك أيضا سيرة فارسية لحياة جهانكير كتبها كاتب سره معتمد خان و قد نش88رت

.1865 عام dnI .ibiBفي.

الحنان ب »شيخو بابا« و جعل مولدى دار الحكوم88ة متبرك88ا ب88ه. فب88دلت ارض س88يكري غير األرض، و أنقلبت غاباتها التي كانت تسكنها الس88باع و األس88ود، جن88ات و روض88ات، و أصبحت أحراشها و ميادينها التي ك88انت تنقلب فيه88ا الوح88وش و الحش88رات مدين88ة ذات شوارع جميلة و مباني ضخمة و تم كل ذلك في أقل من خمس88ة عش88ر ع88ام. و س88ماها

»فتح بور« بعد ما فتح كجرات.

* أول ما أمرت به أهالي مملك88تي بع88د جلوس88ى على عرش88ها، تعلي88ق سلس88لة العدال88ة ألطلع أنا بنفسى ما يشكو إلى المظلومون، عمال إدارة العدال8ة من األهم88ال أو التح88يز في القضاء عند ما حركوها، فأنتب88ه لص88وتها فأقض88ى بينهم. فقلت ليعمل88وا سلس88لة من ذهب خالص تطول ثالثين ذراعا، تربط بس88بعة أج88راس و تعل88ق م88ا بين مش88رفة ال88برج

الملكى للقلعة و عماد حجرى ينصب على شاطئ »جمنا«.

* نهيت أخذ الجباي88ة على الش88وارع و األنه88ار باس88م »تمغ88ا« و »م88ير بح88ري«، و ك88ذلك أمرت أن يقضى على الفور على كل م88ا ف88رض ال88والة في جمي88ع الوالي88ات من ض88ريبة لينتفعوا به88ا أنفس88هم. إن الش88وارع و الطرق88ات ال88تي تبع88د عن المس88كونات و اتخ88ذها اللصوص و القطاع مواضع لم88آربهم، إن ك88انت تق88ع على أراض88ي الدول88ة فليقم عامله88ا بأمر بناء سراى، و مس8جد و حف8ر ب8ئر على أألراض8ي المج8اورة له8ا ليس8كنها الن8اس و

يعمروها و إن كانت تقع داخل حدود الوالة فليقوموا بأنفسهم بهذا األمر.

167ص:

* »ال تكشف رزمة بضاعات التاجرين على الشارع إال أن يأذنوا له«.

* و إذا مات أحد داخل حدود مملكتي سواء كان مسلما أو غيره، فليؤدوا ما ترك ورائ88ه من األموال و األمتعة إلى من ورثه، و لن يحول دون ذلك م88أمور و ال موظ88ف رس88مى، ف88ان لم يكن ل88ه من يرث88ه فليوظ88ف من يتعه88د حراس88ة المتروك88ات و يجمعه88ا في بيت المال و تنفق فيما تأمر به الشريعة في مث88ل بن88اء المس88اجد، و الس88راى، و الجس88ور، و

حفر اآلبار، و الحياض، و ال تصرف في مصالح الدولة منها ألبتة.

* »و ال يخرجن أحد أحدا من داره ليتخذها لنفسه مسكنا«.

8ه أن ال * »ال يجدع المجرم و ال تقطع منه األذن مهما كبرت جريمت8ه. و إنى عاه8دت اللأجزى أحدا بمثل ذلك«.

* »ليس ألح88د من م88وظفي الدول88ة و ال من اص88حاب األراض88ي أن يأخ88ذ أرض أح88د مناألهالي عنوة فيزرعها مكانه«.

* »أمرت عمالى و والتي أال يتصلوا باهالى والياتهم برابطة القرابة و ال88زواج إال بع88د أنآذن لهم في ذلك«.

* »تقام المستشفيات في البالد، و يوظ88ف فيه88ا األطب88اء للت88داوي، و ينف88ق على رواتب األطباء و المستخدمين و مص88ارف األدوي88ة و األغذي88ة للمرض88ى من خزان88ة الدول88ة. و ال

يطالب األهالي بشئ، و ذلك مثوبة لي من عند الله«.

* »نظرا إلى ضعف الناس و عجزهم، و خشية أن ي88دخل بعض من الجن88ود دور األه88الي قهرا فيضيقوا عليهم و يبس8طوا إليهم أي88ديهم، و يلين القاض88ي و أم8ير الع8دل جوانبهم88ا للمعت88دين، من أول ي88وم ن88زلت مدين88ة أحم88د آب88اد، اجلس ك88ل ي88وم م88ع ش88دة حره88ا و سمومها، بعد الفراغ من صلوة الظه88ر، في ش88رفة على ج88انب البح88ر س88اعتين أو ثالث ساعات، ال يحول بيني عندئذ ب88اب و ال ج88دار و ال ح88اجب و ال ح88ارس، فأقض88ى بع88د م88ا أسمع شكاوى المستغيثين فأجزى الظالمين عما عتوا و ارتكبوا. و ما خلفت يوم88ا ح88تى أيام ابتالئي بالوجع الشديد عن حضور الشرفة، و لو ك88ان في ذل88ك حرمان88ا لنفس88ي من

الراحة و الهناء«.

168ص:

* بفضل من الله و عونه اعتادت نفس88ى الس88هر، فال ت88دع الن88وم ينهب مت88اع أوق88اتي إال ساعتين أو ثالث ساعات كل يوم في الغالب، فأقضى ما يبقى من أوقاتي في الوق88وف

على أحوال الملك و ذكر الله تعالى.

* » )في الطري88ق إلى كج88رات( أم88رت حرس88ي أن يتفق88دوا من األي88امى و القاع88دين المعذورين في القرى المجاورة و ي88اتونني بهم، ألق88دم لهم العطاي88ا بي88دى فليس عن88دى

عمل أجل و أنفع من هذا«.

* »... و في تلك األيام أتتني امرأة أيم تشتكى إلى االعتداء و العن88ف من مق88رب خ88ان، فق88الت إن مق88رب خ88ان أك8ره بن88تى فأدخله88ا في داره قه88را في بن88در كهمب88ات، و عن88د مطالبتي إياها يجيبنى بأنها ماتت موتتها. فأمرت ب88التفتيش و انكش88ف األم88ر بع88د ج88د و اجتهاد أن الجريم8ة ك88انت على ي8د أح88د مس88تخدميه فجزيت88ه، و أم8رت بتنص8يف م8رتب

مقرب خان و كرمت المدعية بالنصف لتعيش به«.

* »... و لما توالت علي مثل ه88ذه األنب88اء دع88وت الش88يخ بنارس88ى و غي88اث زين خ88ان و غيرهما من األمراء الذين قصروا عن صيانة البل88د، و تخلف88وا عن حراس88ة القلع88ة، فلم88ا حضروا آكره أمرت ليحلقوا رؤسهم و لح88اهم و يض88ربوا عليهم ب88الخمر ف88يركبوهم على

الحمير و يطوفوا بأزقة البلد و شوارع أسواقه«.

* »... امتثاال لالمر غرسوا األشجار قبل ذلك على جانبي الشارع من آكره إلى نهر اتك، و أنسقوها بالصفوف، و كذلك من آكره إلى بنغال88ه، و اآلن أم88رت أن ينص88بوا على ك88ل

فرسخ عالمة ميل و يحفروا على بعد كل ثالثة أميال بئرا ليتمتع به العابرون«.

* ... علمت أن على قلى خان استاجلوا ضرب قطب الدين خان بسيفه في الث88الث من صفر ضربا قضى به بعد ساعتين من الليل. و صراحة األمر أن على قلى خان ه8ذا ك88ان سفيرا لملك إيران الشاه اسماعيل، ففر من عنده إلى قندهار ألعمال88ه الش88نيعة، و من قن88دهار إلى ملت88ان حيث لقى خ88ان خان88ان ال88ذي استص88حبه و أدخل88ه غياب88ا في حاش88ية

والدى، و على قلى خان أتى في هذا السفر بامور حسنة فاز ألجلها

169ص:

بالمنصب المناسب، و استمر منخرطا في سلك س88يادة وال88دى حين88ا من ال88زمن. و لم88ا قام أبى الى الدكن )الهند الجنوبية( و أمرني أن أع88د الع88دة لح88رب »ران88ا« تعل88ق على قلى خان بحاشيتى، فأكرمته و عززته بخطاب شير أفكن، )غالب األس88د(، و لم88ا أقبلت على والدى من مدينة إله آب88اد، و ك88ان ال يب88الى بي لس88خطه على و ال يك88ترث لش88أني، اعتزل عنى أتباعي، و ضرب الكشح عني رجالى، فانقطع على قلى خان كذلك و تنحى، و لكن بعد جلوسى على عرش الملك، عفوت عنه بعاطفة المروءة و االحسان و أوليت88ه على مقاطع88ة بنغ88ال و لكن و افت88نى من بنغ88ال أنب88اء تص88رح أن تع88يين أمث88ال ه88ؤالء المفسدين في تلك البقاع ال يستحسن و ال تحم88د عواقب88ه، فكتبت إلى قطب ال88دين أن يبعث بعلى قلى خ88ان، و إن أبى أن ينق88اد لألم88ر و طغى، يعاقب88ه و يجزي88ه، ك88ان قطب الدين خان يعرفه تماما، فما وصل إليه بالغى حتى قام و من مع88ه من رجال88ه قاص88دين مدينة بردوان، مركز واليته، فلما بلغ على قلى خان ذلك خرج إليه يس88تقبله و مع88ه من حراسه نفران، فأحاط رجال قطب الدين رجاله، و خال به على جانب ليق88رأ علي88ه البالغ الملكي، فاغتنم على قلى خان هذه الفرصة و ضربه بسيفه ثالث ض88ربات، فتق88دم أبن88ه خان الكشميرى بجرأة، و كان من األمراء و كانت ل8ه ص88لة بقطب ال8دين خ88ان فض8رب رأس على قلى خان، و لكن أصابته جراح88ة ش88ديدة من88ه، فلم88ا رأى ذل88ك رج88ال قطب

الدين و ما أصاب قطب الدين، هجموا على على قلى خان و جعلوه جذاذا.

* »انح88رفت ص88حتى في الث88امن من ش88هر أم88رداد و م88ا زالت ح88تى أخ88ذتني الحمى و الصداع، فلم أخبر به أحدا، حتى أطبائى، حرصا على أن ال يحدث القلق و االنزع88اج في البالد و في الناس. استمر بى الحال كذلك، و م88ا ك88ان أح88د يعلم م88ا بى، إال ن88ور جه88ان

التي هي احب إلى من كل شئ!!«.

* ذهبت إلى البناء الذي يحتوى على اضرحة الحكام الخلجيين، و كان بينهم88ا ق88بر ناص88ر الدين الذي وصم وصمة الع88ار إلى األب88د، فكلن88ا يع88رف أن ه8ذا المنك88ود ق88د ارتقى إلى

العرش باغتيال أبيه، فجرعه السم مرتين، و استطاع أب88وه في كلت88ا الح88التين أن يطه88رآثار السم بترياق كان يحمله على ذراعه، و في المرة الثالثة مزج اإلبن

170ص:

26

170 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

قطرات السم بكوب من الشراب و قدمه إلى أبيه بنفسه ... و لم88ا ك88ان أب88وه يعلم م88ا يبذله ابنه من جهود في سبيل التخلص منه، فق88د ن88زع عن ذراع88ه التميم88ة و ق88ذف به88ا أمامه، ثم أدار وجهه في خضوع و خشوع إلى عرش الخالق و قال: اللهم إني قد بلغت من العمر ثمانين عاما أنفقتها في ازدهار و سعادة لم يتمت88ع بمثلهم88ا مل88ك قبلى، و لم88ا كانت هذه آخر لحظات حياتي، فأضرع إليك اللهم أال تحول بين ناص88ر و بين قتلي، و أن تعد موتى أمرا من أم88رك فال تنتقم لي من88ه، و بع88د أن ف88اه به88ذه الكلم88ات ج88رع ذل88ك

الكوب من الشراب المسموم بجرعة واحدة و أسلم روحه إلى ربه.

* و يضيف »جهان كير« و لما ذهبت إلى قبره )أي قبر ناصر( ركلته عدة ركالت.

* راجه نرسنك ديو، كان يعيش تحت إعتنائي، و ك88ان ش88جاعا ص88الحا، ش88رفته بمنص88ب ثالثة آالف، فازداد عندى قربة و درج88ة، ألن أبي كتب في أواخ88ر عه88ده إلى الش88يخ أبي الفضل في الدكن، يدعوه عنده، و هو من شيوخ الهند ذو فضل و رأي، و كان يضمر لي بسوء، فخيل إلى انه لو تيسر له الوصول إلى والدى لزاد الطين بلة، و يكون ع88ثرة في سبيلى و يعوقنى عن اللحاق بأبي، و حيث كانت والية نرسنك ديو تقع على ممر الشيخ،

كتبت إليه أن يقتل الشيخ في طريقه، انا له من المحسنين.

، و ي88وم27* اليوم يوم الجمعة الخامس و العشرون من الشهر، يوم زنة ول88دى »خ88رم« بلوغه الرابع و العشرين من عمره، ولد له األوالد و لم يشرب الخمر قط! فقلت له في حفلة الوزن: بابا! صرت والد أوالد، و المل88وك و أبن88ائهم، اعت88ادوا الش88رب فأس88قيك أن88ا اليوم يوم زنتك، و آذنك في أن تش88ربه في األعي88اد و الحفالت الخصوص88ية، ي88وم ن88وروز على قدر األعتدال، حيث ال يذهل عنك شعورك، إن ذلك ينفعك فقد قال أبو على، و ه88و من أحذق األطباء. إن الخمر عدو للثمل الذاهل، و صديق للمتنبه الواعي، قليله ترياق و كثيره سم، ليس في كثيره ضرر قليل كما في قليله نفع كبير، ثم بالغت و ألححت حتى

وضعت الكأس في يده! ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 26( خلف أباه في الملك بلقب" االمبراطور شاه جهان".1) 27

* و أنا بنفس8ي م8ا ش8ربته إلى الخ8امس و العش8رين من حي8اتي، غ8ير أن وال8دتي أوانصغرى

171ص:

سقتني به مرتين أو ثالث مرات ممزوجا بماء الورد قدر »تول88ه« دواء للس88عال. ثم بع88د ذلك يوما من األيام، و كانت جنود والدى على شاطئ نهر نيالب في جهة اتك الزاحة م88ا أثار أفاغنة يوسف زئي من الفتنة و دفعها، ذهبت للصيد فتعبت ورائه أشد التعب، فقال أستاد شاه قلى، و هو أحد الضباط لمدفعية عمى مرزا محمد حكيم: »لو ش88ربت كاس88ا من الخمر لذهب عنك التعب و النصب كله«. ك88انت األي88ام أي88ام ش88بابي و لغري88زتي من الميل إلى مثل هذا، أمرت المامور على الماء- محمود آب دار- أن ي88ذهب إلى الط88بيب على، و يأتيني بشربة مكيفة، فأرسلنى الطبيب من الكأس نص88فه، أص88فر الل88ون حل88وا، في زجاجة صغيرة، فلما شربته أعجبت سكره، و بعد ذل8ك ب8دأت بالش8رب مض88يفا ك8ل يوم كميته، حتى لم أكد أسكر من خمر العنب، فبدأت ب88العرق و أزي88د في88ه يوم88ا فيوم88ا إلى تسعة أعوام، كنت أشرب فيها عشرين كاسا من عرق معرق م88رتين- أربع88ة عش88ر في النه8ار و الس88تة الباقي88ة في اللي88ل. فزن88ة جمي88ع م88ا كنت أش88ربه يومي88ا ك88انت س88تة

من وزن الهند و سير و نصفه من وزن إيران و ك88ان من طع88امى تل88ك األي88ام28»سير« ديك بخبز و بقول. و لم يكن يستطيع أح88د أن ينه8اني، فاس88تمرت بي األح88وال، و انتهت إلى أنى ما كنت أتمكن من رفع الكأس لشدة االرتعاش في يدي، فكان يسقينى غيرى، فدعوت الطبيب همام، و هو أخو الطبيب أبي الفتح من مقربي والدى، و أخبرته بما أن88ا فيه. فقال رقة و إخالصا بي: يا صاحب العالم! العياذ بالله العظيم، قدر م88ا تش88رب من العرق لو استمر بك الحال على هذا المنوال س88تة أش88هر لتع88دى الم88رض ح88د الت88داوي، فتأثرت بما أظهر من التوجع و عواطف الخير، و جعلت أقصر و أنقص و ص88رت أتن88اول »فولنيا«، و ما قصرت في الخمر أضفت في فلونيا، ثم بعد ذلك أمرت أن يق88دموا إلي، حين يقدمون خمرا مزدوجا بالعرق جزئين من الخمر و جزء من العرق، و هكذا أقصرت يوما فيوما، حتى أنتهى األمر في سبعة أعوام إلى ستة كؤوس، و كل كأس كان ي88وازي ثماني عشر مثقال، و ال أزال أشرب هذا القدر منذ خمسة عشر سنوات حتى الي88وم، ال

أزيد و ال أنقص، و أشرب في كل ليلة إال ليلة الخميس، ألن يومه يوم

172ص:

جلوسي المبارك، و ليلة الجمعة ألنها ليلة مباركة، و ال أبغى أن تنقض88ى و أن88ا في غفل88ة88ه و الش88كر على نعمائ88ه، و ال أك88ل من اللحم في ي88ومين- ي88وم الخميس و ي88وم من الل88ه و يحترم88ه. األحد. أما األول، فألنه يوم جلوسي و الثاني ألنه يوم ميالد أبي، و كان يجل ثم بعد ذلك عوضت أفيون عن فلونيا، و اليوم أنا في السادس و األربعين و اربعة أشهر

(" سير" واحد يساوى رطلين.1) 28

من عمري على حساب السنوات الشمس88ية و الس88ابعة و االربعين و تس88عة أش88هر على حساب السنوات قمرية آخذ من أفيون ثماني »رتيات« في النهار بالساعة الخامس88ة، و

ستة »رتيات« بعد أن تنقضى ساعة من الليل.

* خطر ببالي مرة وضع قائمة لمصيدى كلها من8ذ م8ا ب88دأت بالص8يد إلى الي88وم، ف8أمرت بذلك مسجلى األحوال و كاتبي األخبار، فوضعوا قائمة، علمت به88ا أن88ه ق88دم أم88امي من المصائد ثماني و عشرون ألفا و خمسمائة و اثن8ان و ثلث8ون رأس8ا من الحيوان8ات، منه8ا

من86سبعة عشر آالف و مائة و سبع و ستون رأسا من مصائدي المختص88ة بي، فيه88ا من35 من بق88ر ال88وحش، و 899األس88د، و ال88دب، و النم88ر، و غيره88ا من الس88باع، و

من الكبش و الغزال الحمر،8،2 125 من الظباء و الثور و الوحش، و 1670الغزال، و من الحمامة،10، 348، منها 13، 964 من األرنب، و العصافير 23 من الوعل، و 22و من الب88ط، و97 من القم88رى، و 25 من البوم، و 39 من البازى، و 3 من الحدأة و 2و

من التمساح.70 من الغراب، و 3، 276

* قام بابا حسن األب88دالى بعم88ل االحاط88ة و الس88ياق، ف88دخلت في المح88اط من الغ8زال الحمر السبع و العشرين، و من البيض ثم88انى و س88تين. و ف88رميت أن88ا تس88ع و عش88رين غزاال، و رميا كذلك برويز و خرم منها العديدة، و بعد ذلك أجازوا الندماء و الم88أمورين و الخدم أن يصيدوا. فكان خان جهان من أرمى المصيبين هدفا فأوقع بكل رمي8ة غ8زاال، و

لم يطش له و ال سهم.

* في الحادى و العشرين على بعد ثالثة فراسخ من قلعة رهتاس، أحاطوا المصائد تحت إدارة هالل خان، كان اليوم لنا يوم نجاح فقد صدنا مائتي غ88زال، و استص88حبتنا في ه88ذا الص88يد من بعض الكريم88ات، ثم جعل88وا من مض88افات »رهت88اس« محاط88ا في الراب88ع و

العشرين، و قد حضرته أخواتى و أخرى من السيدات المحترمات،

173ص:

و فزنا ذلك اليوم بمائة غزال«.

* »في السابع أخبر الصيادون بأربعة أسود، فقمت إليها و معى النساء، و استأذنتي نور ، بعد ما رأت األسود، فأذنتها فأس88قطت أس88دين، و ريثم88ا نحن ك88ذلك إذ أطلقت29جهان

على الباقيتين و اردتهما بطرفة العين، لم يسبقنى من االص88طياد مث88ل ه88ذا، و م88ا رأيت إطالق الرصاص من الهودج و إصابة من غير خط88أ، ف88ان اله88ودج ينص88ب على الفي88ل، و الفيل ال يقيم ساكنا عند ما يشعر بوجود األس88د على مقرب88ة من88ه، ب88ل ال ي88زال يتح88رك،

( زوجته التي احبها أكثر من كل شئ في الحياة، و كانت خليقة بذلك.1) 29

فطربت بذلك، و أنعمت على نور جهان ب8ألف أش8رفي، و بس8وار مرص8ع من األلم88اس،بالغ ثمنه مائة ألف أشرفي«.

* أتوا في تلك األيام بطير من والية زير باد. كان لون88ه كل88ون »ط88وطي« و ك88ان أص88غر جثة منه. و من إحدى مزاياه أنه عند ما يقبل الليل. ينوط رجليه بفرع أو بخشبة تنص88ب لجلوسه، فيبيت معلقا مقلوبا مغردا بالنغمات طول الليل، و يستوى على الشجر عند مايطلع السحر، و ال يغترف من الماء شربة أبدا، فان الماء يفعل به فعل السم بالحياة!.

* »اهدى نجل الملك داور بخش أسدا ألف بشاة. فكانا في قفص واح88د، و ك88ان األس88د يعاشرها معاشرة الحب و الوداد، فيأخذها تحت جنبيه و يتحرك حركات الحيوان88ات عن88د

السفاد، فأمروا أن تحتجب الشاة عنه فعز ذلك على األسد و اشتد قلقا و اضطرابا!«.

* »أتاني مرزا رستم بذئب صاده، فأردت أن أعلم محل مرارت88ه، ه88ل هي داخل88ة الكب88د كما في األسد، أو هي خارجة عنه كما في غيره من الحيوان، فبان لي بعد الفحص أنه88ا

داخلة الكبد«.

* »أروني تمساحا طوله ثمانى أذرع و عرضه ذرع واحد«.

* »أهدى راج88ه نرس88نك دي88و، نم88را أبيض، و عن88دى في قاع8ة الحيوان88ات من الطي88ور والدواب البيض ما شاهدت كثيرا، و لكنى ما رأيت قبل ذلك نمرا أبيض. تكون

174ص:

الوصمات و النقاط للنمر سوداء و لكن في هذا األبيض رأيت الوصمات زرقاء.

و عن88دى من الطي88ور ال88بيض الش88اهين. و الهاش88ة، و الص88قر و العص88فور، و الغ88راب والسلوى، و الطاؤس. و هذه الظباء السود ال تجدها إال في بالد الهند«.

* و س88معت من الص88يادين المعم88رين أن88ه تتول88د في ق88رن الكبش ال88برى دودة تس88بب الحكة، و تدفعه يزحف و يحارب، فان لم يجد كبشا يعاركه، يدق برأسه شجرا أو حج88را و يقرع به ليخفف عن ألمه. فلما فحصت عن ذلك وجدت الدودة في قرن األث88نى و هي

ال تحارب و ال تتصادم فعلمت أن ما يروون ال أساس له.

* »في تلك األيام أتاني دوريش من سرنديب، كان عن88ده من الحي88وان أنواع88ا و أص88نافا فمنها حيوان رأيت وجهه و صدره كوجه الغنم، و ص88دره و هيئت88ه كهيئ88ة الق88رد من غ88ير ذنب، و كان يتأتي بأعمال القردة السود، فنظرا لندرته أمرت المصورين أن يرس88موه و

يصوروا هيآتها المختلفة«.

* »وضعت أمامي فيل أنثى، و قد سبق منى األمر بفحص مدة الحم88ل، ف88أخبروني ب88أنالفيل تضع أنثى في ثماني عشر شهرا، و تضع الذكر بعد عام و تسعة أشهر«.

سيرا. و وزنوا حمارا وحشيا، و كان أق88وى24 منا و 2* »أمرت بوزن أكبر المعز فكان سيرا«.16 منا و 9جنسه جثة، فعادل

* »ما رأيت فيما صدت من األسود إلى اآلن أسدا كبيرا ذا روع، متناسق األعضاء كه88ذا. من جهانكيري«.20 1/ 2فأمرت أن يصوروه كما هو بوصفه، و كانت زنته

88ه و جع88ل الجن88ة مث88واه في أحوال88ه بعض الص88ور * »كتب ج88دى المل88ك ب88ابر رحم88ه الل للحيوانات، و ذكر من أشكالها و هيآتها، و لكنه لم يأمر ليصوروها، و إنني حيث أرى هذه الحيوانات ذات غرابة، لم أقتنع بالكتابة عنها، و أمرت المصورين أن يرسموا تص88اويرها،

فيتعجبون برؤيتها، و يدهشون أكثر مما يسمعون عنها و يقرؤن«.

و لعله بالتصوير:

كان جهانكير مغرم88ا بالتص88اوير و المص88ورين، فك88ان يق88درهم أحس88ن تق88دير و يجلهم و يكرمهم باأللقاب و يجزل لهم العطايا. ت88رى في حاش88ية دولت88ه المص88ور أب88ا الحس88ن، و

منصور

175ص:

النقاش، و بشن داس، أئمة اصلناعة و أساتذة العصر في عملهم، و كان جهانكير نفسهمصورا متقنا، كتب عن نفسه:

* »فلو كانت صورة، رسم وجهه88ا مص88ور، و رس88م العين و الح88اجب مص88ور آخ88ر، فأن88اأفطن للذى رسم الوجه، و ادرك الذي رسم العين و الحاجب«.

لم تكن فراسته في التصوير أمرا مبالغا فيه و ال مصطنعا، و لكنه كان أمرا واقعا، فان88ه منذ ما أرسل مقرب خان تصويرا، وصله من أوروبا، و شاع عن88ه أن88ه ص88ور حينم88ا ألقى

تيمور القبض على السلطان بايزيد يلدرم، أبي أن يقبل االشاعة و قال:

* »لو كان ما يزعمون حقا، لكانت هذه الهدية السنية عندى، من أغلى اله88دايا و أعليه88ا و لكنه ال يمث88ل حلي88ة األنج88ال و األوالد من األس88رة العالي88ة الملكي88ة تم88ثيال ص88حيحا، فال

يطمئن فؤادي لصدق األمر و صحته«.

و لما عاد خان عالم من العراق، و قدم معركة حربية مصورة لتيمور أمام جهانكير، ه88زفرحا مطربا و قال:

* »من حسن الحظ لخان عالم و سعادته، أن وفق لهدية ثمين88ة كه88ذه تع88د من نف88ائس الدهر و نوادره، و هي المعركة الحربية المصورة »لصاحبقران« )تيمور(، فيها صورته و صور أنجاله األمج8اد و أمرائ8ه العظ8ام ال8ذين ك8انوا مع8ه في الح8رب و ك8انوا م8ائتين و أربعين نفرا مكتوبة أسمائهم تحت صورهم. و قد كتب المصور أس88مه خلي88ل م88رزا، و ال

شك أن عمله جليل، و صناعته في غاية الحسن و االتقان«.

و بعد ما ذكر المعركة الحربية المصورة كتب يقول:

* »أرسلت بشن داس المصور، و كان وحيد عصره في ص88ناعته، إلى الع88راق م88ع خ88انعالم، يرسم صورة الملك و صورة العمائد و األعيان في دولته«.

176ص:

من أعالم عصر جهان كير

( آل الطهراني اصهار جهان كير شجرتهم و اعالمهم:1)

ه1018علي بن أبي الحكيم الكيالني ت

ه(1019- 956نور الدين الشوشتري )

ه1021محمد حسين النظيري النيسابوري ت

ه1031محمد تقي األوحدي ت

ه1038محمد شريف النجفي ت بعد

ه1036 أو 1035طالب اآلملي ت

ه1043صالح االصفهاني ت

ه1049محمد شريف االيراني معتمد خان ت

ه1048شكر الله الشيرازي ت

ه1057عبد السالم الحسيني المشهدي ت

ه1097محمد اشرف بن عبد السالم الحسيني المشهدي ت

ه1073أحسن الله ظفر خان التربتي ت

ه11مرشد الشيرازي القرن

177ص:

)آل الطهراني( أصهار جهان كير و من بعده

ه( )كان من حاشية اإلمبراطور األكبر(984األمير محمد شريف الطهراني )ت

ه( بمدين88ة1031)األمير غياث ال88دين الملقب ب88النواب اعتم88اد الدول88ة )المت88وفي س88نة الهور

)(

178ص:

م(1621 ه/ 1031غياث الدين الطهراني )ت

األمير الكبير غياث الدين بن محمد شريف، الش88يعي الطه88راني، ن88واب اعتم88اد الدول88ة، كان من الرجال المشهورين، ولد و نشأ بايران، و قدم الهند بع8د م8ا ت8وفي وال8ده س8نة أربع و ثمانين و تسعمائة في أيام اكبر شاه، فتقرب اليه و ولى ديوان الخ88راج بكاب88ل، و تدرج إلى اإلمارة حتى نال الفا من المنصب في آخر عهده، و ولى دي88وان البيوت88ات، ثم لما قام بالملك جهانكير بن أكبر شاه و تزوج بابنته »مهر النساء« التي صارت بعد ذل88ك

»نور جهان بيكم« لقبه اعتماد الدولة و جعله وكيال مطلقا عنه في مهمات األمور.

و كان فاضال حليما متواضعا بارع88ا في اإلنش88اء و الخ88ط و الحس88اب مليح الكالم حس88نالمحاضرة سليم الذهن.

.494 رقم 312- 311/ 5توفى سنة إحدى و ثالثين و ألف بمدينة الهور، كما في نزهه

م(1641 ه/ 1051اعتماد الدولة أبو الحسن آصف جاه الدهلوي )ت

األم88ير الكب88ير أب88و الحس88ن بن ال88وزير اعتم88اد الدول88ة غي88اث ال88دين بن محم88د ش88ريف، الطهراني يمين الدولة آصف جاه خانخانان سبه ساالر الوكيل المطلق، ول88د و نش88أ في ايران، و انتقل الى الهند مع والده بعد ما توفي جده محمد شريف المذكور سنة أرب88ع و ثمانين و تسعمائة في أيام السلطان اكبر، و اشتغل بالعلم مدة من الزمان، و لما توفي

السلطان

179ص:

المذكور و قام بالملك ولده جهانكير و تزوج بأخته نور جه88ان بيكم لقب88ه اعتم88اد خ88ان و واله على جونبور، و تزوج بنته أرجمند بانو شاهجهان ابن جهانكير سنة عشرين و أل88ف، و لقبه جهانكير آصف خان سنة أثنتين و عشرين، و أضاف إلى منصبه غير مرة صار مع األصل و االضافة سبعة آالف له و سبعة آالف للخيل، و لم88ا ت88وفي جه88انكير دب88ر آص88ف

و جم8ع30خان حيلة لختن8ه ش8اهجهان ف88أعلن بوالي8ة داور بخش بن خس8رو بن جه8انكير الجنود تحت لوائه، و دبرت أخته نور جهان بيكم حيلة لحتنه شهريار ابن جهانكير، فوق88ع الحرب بينهما و ظهرت الغلبة آلصف خ88ان، فقبض على أخت88ه و جع88ل ش88هريار مكح88وال محبوس88ا، ثم قبض على داور بخش و أخي88ه كرشاس88ب و طهم88ورث و ه88و ش88نك اب88نى داني88ال بن أك88بر بن هم88ايون، و أقع88د أخت88ه ن88ور جه88ان بيكم بمدين88ة اله88ور، فوظفه88ا ش88اهجهان، و لقب ص88هره بيمين الدول88ة آص88ف ج88اه، و ك88ان يخاطب88ه في المح88اورة و المراسلة بالعم، و فوض إليه خاتمه )مهر اوزك( و جعله وكيال مطلقا ل88ه، و أض88اف في منصبه غير مرة، فصار تس88عة آالف ل88ه و تس88عة آالف للخي88ل، و اقطع88ه أقطاع88ا كب88يرة

تحصل له منها كل سنة خمسون لكا )خمسة ماليين(، ثم لقبه خانخانان سبه ساالر.

و كان عالما بارعا في المنطق و الحكمة و التاريخ و اإلنش88اء و الش88عر، ق88رأ العلم على الشيخ محمد بن يوسف التتوي السندى، و له ميل عظيم إلى أهل العلم و محبته زائ88دة لهم، يقربهم إلى نفسه و يبذل عليهم العطايا الجزيلة، و كان العالمة محم88ود بن محم88د الجونبوري ص8احب الش8مس البازغ8ة ممن ي8تردد إلي8ه و يس8تفيد من8ه، و ل8ه من كم88ال الرئاسة و حسن مسلك السياسة و الفطنة بدقائق األمور ما ال يمكن وصفه، م88ع الحلم و التواضع و النقاوة التام88ة و الش88هامة الكامل88ة و عل88و الهم88ة و محب88ة أه88ل الفض88ائل و

كراهة أرباب الرذائل ما ال يساويه في ذلك أحد.

و كانت وفاته باالستسقاء سنة إحدى و خمسين و ألف بمدينة الهور فدفن بها، و أرخ له بعض اص88حابه من قول88ه: »زهى افس88وس آص88ف خ88ان«، و ال ي88زال ض88ريحه قائم88ا في

شاهدره القريبة من الهور.

257/ 2، دائرة المعارف االسالمية 28 رقم 16- 15/ 5- نزهة

180ص:

م(1693 ه/ 1105أبو طالب بن أبي الحسن الدهلوى )ت

( كان ذلك سياسة من آصف خان، ألن ال يخلو العرش فيطمع فيه الطامعون، و لم88ا حض88ر ش8اهجهان إلى1)88 30دار الملك تربع على سرير الملك، و تسلم زمام الحكم.

األمير الكبير أبو طالب بن أبي الحسن بن غياث ال88دين الطه88راني ثم الهن88دي ال88دهلوى نواب شائسته خان أمير األمراء ابن آص8ف ج8اه ابن اعتم8اد الدول8ة، ول8د و نش8أ ب8أرض الهند و قرأ العلم و تمهر بالفنون الحربية و نال المنصب في صباه خمسمائة لنفسه في اول وهلة خالفا للقانون، و لقبه جهانكير بن اكبر شاه س88لطان الهن88د بشائس88ته خ88ان، و لما تولى المملكة شاهجهان بن جهانكير اضاف في منص88به غ88ير م88رة ح88تى ص88ار س88تة آالف لنفسه و س88تة آالف للخي88ل ذوات األف88راس، و لم88ا ت88ولى المملك88ة ع88الم ك88ير بن شاهجهان جعل منصبه سبعة آالف لنفسه و س88بعة آالف للخي88ل ذوات األف88راس و لقب88ه

،000بأمير األمراء، و أعطاه أقطاعا تحصل له منها كل سنة عش88رون مليون88ا من دام ) ( و خصه بضرب النوبة في الحض88رة، و واله على إي88االت واس88عة فس88يحة88،2000 000

كأرض الدكن و إقليم بنكاله، فعاش في غاية العظمة و األبه88ة، و لم يكن ل88ه نظ88ير في زمانه في الحلم و التواضع و حسن المعاشرة و إيصال النفع إلى الناس و اإلحسان إلى العجزة و األرامل و األيتام و غيرها من األخالق الرض88ية و الش88مائل المرض88ية، كم88ا في مآثر األمراء، و كان قرأ بعض الكتب على العالمة محم88ود بن الجونب88ورى و ش88اركه في األخذ و القراءة عليه نور الدين جعفر بن عزيزي الله المدارى، كما في »كنج أرش88دى«

و له آثار حسنة من جسور و رباطات و مساجد في كل ناحية من نواحي الهند.

مات سنة خمس و مائة و ألف، كما في »مآثر األمراء«.

م(1639 ه/ 1049صفي بن بديع الزمان األكبر آبادي )ت

األمير الفاضل ميرزا صفي ميرزا بن بديع الزمان، القزويني ثم األكبر آبادي، المشهور

181ص:

بسيف خان، ختن آصف جاه أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني، كان متولي88ا ب88ديوان الخراج في أرض كجرات، ثم ولى عليها في ايام جهانكير، و واله شاهجهان على اقطاع بهار، ثم واله على إله آب88اد، ثم نقل88ه إلى كج88رات، ثم اس88تقدمه إلى أك88بر آب88اد و جعل88ه حارسا لمستقر الخالفة، و لما ولى محمد شجاع ابن المل88ك على بنكال88ه و ك88ان بمدين88ة

كابل أمر سيف خان أن يذهب إلى بنكاله.

و كان رجال فاضال محبا ألهل العلم محسنا إليهم، بنى مدرسة عظيمة بأحم88د آب88اد تج88اه القلعة، و كذلك بنى مارستانا كبيرا في تلك البلدة سنة اثنتين و ثالثين و ألف، م88ات في

محرم سنة تسع و أربعين و ألف بأرض بنكاله، كما في »مآثر األمراء«.

.291 رقم 185- 184/ 5- نزهه

م(1610 ه/ 1018علي بن أبي الحكيم الكيالني )ت

الفاضل العالمة الكبير الحكيم علي بن ابي الحكيم الكيالني، أحد االس88اتذة المش88هورين88ه في الهند، أخ88ذ عن خال88ه حكيم المل88ك ش88مس ال88دين الكيالني و عن العالم88ة فتح الل الشيرازي، و أخذ العلوم الشرعية عن الش8يخ عب8د الن8بي ابن أحم88د الكنك8وهي، و ك8ان ذكيا فطنا ح88اد ال88ذهن س88ريع المالحظ88ة، يك88اد يكش88ف حجب الض88مائر و يهت88ك أس88رار

السرائر، دقيق النظر في المسائل الحكمية.

قال البدايوني في تاريخه: إنه عالم كبير ب88ارع في المنط88ق و الحكم88ة م88اهر بالش88رع و النقل، قرأ كتب أهل السنة على الشيخ عبد النبي و نظر في مذهبهم و لكنه زيدى غ88ال في التشيع معجب بفضله، يخطئ أحيانا لعجبه و قلة تجارب88ه، ح88تى أن88ه أطعم الهريس88ة

أستاذه فتح الله في الحمى المحرقة فمات- انتهى.

قال شاهنواز خان في مآثر األمراء: إنه اخترع حوضا عجيبا مآلنا بالماء، فيه طري88ق إلىبيت تحته، إذا غاص الرجل في الماء وجد فيه بابا فيدخل من ذلك الباب الى البيت و ال

182ص:

يدخل الماء فيه، و كان في البيت ق88در ك88اف من اله88واء الطيب88ة و الض88ياء المشعش88ع و مكان واسع نظيف يسع ألثنتى عشر رجال، و فيه ذخيرة من الفرش و األقمشة و الكتب

و األطعمة مما يشتهيه الرجل- انتهى.

توفى يوم الجمعة لخمس خلون من محرم سنة ثمان عشرة و ألف في أيام جهانكير.

.472 رقم 294- نزهه/

م(1610- 1549 ه/ 1019- 956نور الدين الشوشتري )

القاضي نور الله ضياء الدين بن الس88يد ش88ريف بن ن88ور الل88ه بن محم88د ش88اه بن مب88ارز الدين مندة بن الحسين بن نجم الدين محم8ود بن احم88د بن الحس8ين بن محم8د بن ابي المفاخر بن علي بن أحمد بن أبي طالب بن ابراهيم بن يحيى بن الحسين بن محمد بن ابي علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي المرعش بن عبد الله بن محم88د الملقب بالسيلق بن الحسن بن الحسين األصغر بن األمام علي زين العابدين بن األمام الحسين بن أمير المؤمنين علي عليهم السالم التستري المرعشي صاحب كتاب احقاق الح88ق و

و ت88اريخ ش88هادته1019 و استش88هد س88نة 956مجالس المؤم88نين و غيرهم88ا ول88د س88نة بالفارسية )سيد نور الله شهيد شد( كان من أكابر علماء العهد الصفوي معاصرا للش88يخ البهائي قرأ في »تستر« على المولى عبد الوحيد التستري و لم نحط خبرا بتفص88يل من أخذ عنه العلم غيره غير مادلنا على غ88زارة علم88ه و عبقريت88ه و مش88اركته في العل88وم و

نبوغه فيها من كتبه الثمينة و اثارة القيمة و سيأتي ذكر عناوينها.

و قد هاجر من وطنه )تستر( الى المشهد الرضوي لتحص88يل العل88وم و لم88ا بل88غ م88ا أراد رحل الى الهند و تقرب الى ابي الفتح بن عبد الرزاق الكيالني فشفع له عن88د الس88لطان اكبر شاه فقابله فأعجبه فضله و ألمعيته فجعله قاضي القض88اة و قبل88ه الس88يد و ش88رط ان يحكم فيه بمؤدى اجتهاده غير انه ال يخرج فيه عن المذاهب األربعة فقب88ل من88ه ذل88ك فكان يقضي و يفتي مطبقا له في كل قضية باحد المذاهب األربعة غير أنه ك88ان م88ؤدى

اجتهاده ألنه لم يك ممن يرى

183ص:

انس88داد ب88اب االجته88اد و ك88ان ه88و من أع88اظم المجته88دين ممن منح88وا النظ88ر و ملك88ة االستنباط و انما كان يتحرى تط88بيق حكم88ه بأح88د الم88ذاهب ح88ذرا من ش88ق العص88ا في ظروفه الحاضرة فاستقر له األمر و طفق يقض88ى و يحكم و ينقض و ي88برم ح88تى قض8ى السلطان نحبه و قام مقامه ابنه جهانكير شاه فسعى الوشاة الي88ه في أم88ر الم88ترجم و عدم التزامه باحد المذاهب فردهم بانه شرط ذلك علينا يوم تقلد القضاء و ال يثبت بهذا تشيعه فالتمسوا الحيلة في اثبات تشيعه و اخذ حكم قتله من السلطان و رغب88وا واح88دا في أن يتلمذ عنده و يظهر امره الخفي فالتزمه م8دة ح88تى وق88ف على كتاب88ه )مج8الس المؤمنين( و أخذه بااللحاح و استنسخه و عرضه على اصحابه و وشوا به على السلطان فلم يزل القتاتون ينحتون له كل يوم ما يشين سمعته عند السلطان حتى أحم88وا غض88به و اثبتوا عنده استحقاقه الحد ك88ذبا و زورا و ان88ه يجب ان ض88رب بالس88ياط كمي88ة معين88ة ففوض ذل8ك اليهم فب88ادر علم88اء الس88وء الى ذل8ك ح88تى قض8ى الم88ترجم تحت الس8ياط شهيدا على التشيع في )اكبر آباد( )و قيل( ان زبانية الحقد قتلوه في الطريق اذ جردوه عن ثيابه و جلدوه بال88درة ذات االش88واك فقض88ى نحب88ه من س88اعته و تن88اثرت ب88ه اش88الء النبوة و اريقت دمائها فلقي جده النبي األمين صلى الله عليه و آله مخضبا بدمه و ك88ان له سبعون و قبره باكبر آباد يزار و يتبرك به و في العصور األخ88يرة اعي88دت الى عم88ارة بقعته جدته و يعرف السيد الشوشتري لدى شيعة الهن88د خاص88ة بالش88هيد الث88الث، و لهم موسم خاص من السنة يحتفلون بذكراه في شهر نوفمبر احتفاال كبيرا جدا ح88تى ايامن88ا

هذه.

ذكره في امل االمل و قال: فاضل عالم محقق عالمة محدث. و في التعليقة على ام88ل اآلمل: عالمة محدث شاعر منش بالفارسية و العربي88ة، ل8ه قص8ائد ب88ل دي8وان في م8دح

النبي و األئمة عليهم السالم.

و في الرياض: ) )السيد الجليل االواه .. الشهير باألمير، الساكن بالبالد الهندي88ة ص88احب كت88اب مج88الس المؤم88نين و غ88يره من التص88انيف الكث88يرة الجي88دة و التوالي88ف الغزي88رة الحسنة المفيدة، و هو قدس سره عالم دين صالح عالمة فقيه و كان من عظماء علماء دولة السالطين الصفوية .. و له ميل الى التصوف و االعتناء بشأن أهله، و ه88و أول من

أظهر التشيع في بالد الهند من العلماء عالنية، و قد كان ابوه ايضا من أك88ابر العلم88اء )و ليس من المستبعد أن يكون احمد بن عبد االحد السرهندي و أمثاله من شيوخ التعصب

وراء قتله فقد حاول هذا

184ص:

الشيخ التزلف لالمبراطور، جهان ك88ير ألج88ل وق88ف الم88د الش88يعي المتن88امي ح88تى زعم احباء السرهندي بأن االمبراطور )المؤمن( قد بايع السرهندي و دخل في حلقة مريدي88ه

((.150، 142و طالبيه! )كتاب للندوي: السرهندي

و اعلم ان من اسباط هذا السيد الفاض88ل علي بن الس88يد عالء الدول88ة بن الس88يد ض88ياء الدين نور الله الحسيني الشوشتري المرعشي، و كان يسكن بالهند، و لعله موجود الى

اآلن أيضا ..

و قال ماسنيون: »سيد نور الله بن شريف المرعشي: كاتب أص88يل من كت88اب الش88يعة، دافع عن اإلمامية مناهضا أصحاب الجدل من أهل السنة، كما داف88ع عن الص88وفية أم88ام منكريها و هم غالبية فقهاء اإلمامية. و كان الشوشتري قاض88ى اله88ور، و ق88د حكم علي88ه

بالزندقة بأمر من جهانكير و ضرب بالسياط حتى مات ..«

أوالده:

ه، السيد عالء الملك مؤلف كت8اب محف8ل ف8ردوس1020السيد شريف، المتوفى سنة في أحوال والده، السيد محمد يوسف.

شعره:

ه، السيد مير عالء الدولة.1046السيد مير ابو المعالي المتوفى

مر اشادة المترجمين له باجادت88ه للش88عر و روي ان88ه ك88ان يتخلص بلقب )ن88وري( كع88ادة شعراء الفرس و الهند في ذلك و من شعره ما قاله في الرد على قصيدة السيد حس88ن

الغزنوي )بالفارسية(:

و زنار شوق اوست فروزندهشكر خدا كه آلهي است رهبرم

و اندر نسب سالله زهرا و حيدرماندر حسب خالصه معنى و صورتم

بانوي شر دختر كسرى استدار أي دهر سبط رسولم بدر بود

ياسر به بندكي نه واز آذري برمهان اى فلك جواين بدرانم بكي

يعنى نه عاقد والد و نه ننك مادرمشكر خدا كه جون حسن غزنوي

مدخ مخالفان علي بر زيان برمبادم زبان بريده جو آن ناخلف اكر

185ص:

در آنكه كفت قره عين بيمبرمداند جهان كه او بدر و غش كواه

شايس88ته نيس88ت آنهم ار آن خل88فشايسته ميوه دل زهرا و حيدرمكه

فرزن88د را ك88ه طب88ع ب88در در نه88ادباكي ذيل مادر او نيست باورمنيست

و من شعره:

من خاري ازا آن باديه ام كاينعشق تونها ليست كه خاري ثمرا

برمان88ده عش88ق اك88روزه كش88انيهشدار كه صد كونه بال ما حضر»كذا«

وه كاين شب هجران ت88و ب88ر ماج88هكوئي كه مكر صبح قيامت سحردر ازا

فره88اد ص88فت اينهم88ه ج88ان كن88دندر كوه مالمت بهواى كمر اوستنورى

و له:

صد فتنه بخواب اندرأي در سر زلف تو

نقشى است بآب اندردر عشق تو خواب من

در ش88رع محبت زان فض88ل اس88تتيمم را

ك88زدا من ب88ا ك88ان هس88ت ك88ردىبتراب

كتبه:

- احقاق الحق: كتاب كبير: و هو الذي اتخذ ذريعة لقتله نق88د في88ه القاض88ي الفض88ل بن1 روزبهان في رده على العالمة الحلي في كتاب )نهج الحق و كشف الصدق(، و ق88د ج88اء

في خاتمته ما يلي:

هذا آخر ما قص88دته من إيض8اح مقاص88د الكت88اب المس88تطاب، و إنج88اح مس88ؤل األحب88ة و األصحاب، من الرد على رؤساء ذوى األذناب، خصوصا الناصي الشقى المرت88اب، الزائ88غ88ه الوه8اب، على عب88ده األواب، ال88راجي عن طريق الص8واب، و ذل88ك من حالئ88ل نعم الل للشهود العيني، المجاهد أعداءه بالسيف القيني، و الرمح الرديني، نور الله ابن ش88ريف المرعشي الحسيني، كان الله له، و أحرى على نهج الحق عمله، و المس88ؤل من فض88له العظيم و كرمه العميم، أن يجعل مقاساتي في نصرة هذا المعشر، ذريعة مخلف88ة ل88زاد المحشر، و وسيلة مزلفة إلى سيد البشر، و آله األئمة االثني عشر، و أن يرزقني طلب

ثأرهم، مع اإلمام المهدي

186ص:

يدعو إلى اقتفاء آثارهم، و أن يحشرني في زمرة أحبائهم و أنصارهم، و يبوئ88ني في دار الق88رار في ج88وارهم، و الم88أمول من أفاض88ل المؤم88نين ال88ذين هم في حب ال88دين، أن يدعوا لي ب8دعاء االنتظ8ام في زم8رة اآلم8نين، إذ وقف8وا على م8ا قاس8يته في نظم ه8ذا العقد الثمين، من عرق الجبين، و كد اليمين، فانه سبحان »ال يضيع اجر المحس88نين«. و أن يصلحوا ما فيه من الفتور و التقصير، و مظان المؤاخذة و التعبير، فان قلة بض88اعتى الئحة، و إضاعة وقتي في الشواغل الدنيوية واضحة، مع ما أنا ما فيه من غرب88ة ال88وطن و غيبة الكتب و ضيق البال، بمفارقة األهل و اآلل، إذ بعد ما ركبت غارب، االغتراب في مبادئ الشباب، لتحصيل الحكم، و تكميل الفيوض و النعم، من وطنى تستر المحروسة، إلى المشاهد المقدسة الرضوية و المأنوسة، رماني زماني إلى الهند المنحوسة، ق88امت تلك الش88وهاء المأيوس88ة على ازدي88اد غمي، و اتهمت في ع88داوتي و إع88داد همي، ح88تى

ظننت انها هند اللالئكة لكبد عمي، لكن الله سبحانه ببرك88ات محب88ة أه88ل ال88بيت، عليهم السالم أحيا قلبي الميت، و أجرى بن88اني على من88وال »و م88ا رميت اذ رميت« فانتص88رنا للمص88نف العالم88ة حاش88رين، و وس88منا على ج88اعرة األش88اعرة القاص88رين، و الناص88بة الفاجرة الخاسرين، »و انتقمنا من الذين اجرموا و كان حق88ا علين88ا نص88ر المؤم88نين«، و الله الناصر و المعين، و قد اتف8ق نظم ه8ذه الآللي، و ش88حت به88ا ع88والى المع88الي، في سبعة أشهر من غير الليالي، لما شرحت من كثرة ماللى، و ضعف القوى و تحول البدن كالشن البالي، و كان آخرها آخر ربيع األول المنتظم في سلك شهور س88نة أل88ف و أرب88ع

في بلدة آكره، أكره بالد اتخذها الكفر و كره، و اس8تعمل فيه8ا الش8يطان1014عشرة مكره، صان الله المؤمنين عن مكره و جهله، و أخرجهم عن سواد الهند حزنه و س88هله،

بحق الحق و أهله- انتهى.

و الكتاب مطبوع متداول.

- كتاب مجالس المؤمنين بالفارسية مطبوع، قال في الرياض: مجموعة سير مدعومة2 بالوثائق عن سير أكابر شهداء االمامية و الصوفية في االسالم، و هو كتاب كبير معروف في ذكر طائفة من علماء الشيعة و رواتهم و زمرة من مشاهير االمامية من السالطين و االمراء و الصوفية و الشعراء في االزمنة الس88الفة الى زمان88ه، ف88رغ من تأليف88ه س88نة تسعين و تسعمائة، و قد أفرط في ذلك و فرط، و هو من جملة البواعث لنا في انش88اء

هذا الكتاب المسمى برياض

187ص:

العلماء، و انما ألف »ره« كتابه المذكور حيث رأى أن المخالفين علين88ا ق88د طعن88وا ب88ان مذهب الشيعة قد حدث في مبدأ ظهور دولة الصفوية و خروج السطان شاه اس88ماعيل الصفوي و نحو ذلك من أقاويلهم المخيلة الفاسدة، و كان فراغه من مجالس المؤم88نين ي88وم الخميس الث88الث و العش88رين من ش88هر ذي القع88دة لس88نة عش88رة و أل88ف، و ك88ان افتتاحه في مفتتح شهر رجب المرجب المنتظم في سلك شهور سنة ثمان و تس88عين و تسعمائة في بلدة الهور صينت عن آفات الدهور، هكذا وج88دت ص88ورة خط88ه على آخ88ر

كتاب المجالس المذكور.

(4( معائب النواصب في رد نواقض الروافض ألفه باس88م الش88اه عب88اس الص88فوي. )3) (6( حاش88ية على تفس88ير البيض88اوي )5الصوارم المهرقة في رد الص88واعق المحرق88ة. )

(8( حاشيته على ته88ذيب األحك88ام للش88يخ الطوس88ي )7حاشيته على شرح الشمسية. ) ( حاش88ية على الحاش88ية10( حاشية على ش88رح الج88امي )9حاشيته على شرح الهداية )

(12( حاش88ية اخ88رى على تفس88ير البيض88اوي )11القديمة للدواني على شرح التجري88د ) (14( حاش88ية على حاش88ية ش88رح التجري88د )13حاش88ية على ته88ذيب األص88ول للعالم88ة )

( حاش88ية على16( حاشية على اإللهيات شرح التجريد )15حاشية على قواعد العالمة ) ( شرح الرس88الة القديم8ة في اثب88ات18( حشاية المختلف للعالمة )17شرح الجغميني )

( حاش88ية في20( حاش88ية رس88الة إثب88ات ال88واجب الثاني88ة و هم88ا لل88دواني )19الواجب ) ( حش88اية على مبحث ع88ذاب الق88بر من21تزييف حاشية الجل88بي على ش88رح التجري88د )

( ش88رح حاش88ية التش88كيك من23( ش88رح ب88ديع الم88يزان )22ش88رح عقائ88د النس88في )( واقع88ة النف88اق )26( كشف األس88رار )25( نور العين )24الحواشي القديمة للدواني )

( ح88ل30( رس88الة رف88ع الق88در )29( نهاية رس88الة انس الوحي88د )28( نهاية االقدام )27 ( رسالة ذكر العنقاء33( اللمعة في صالة الجمعة )32( رسالة بحر الغدير )31العقال )

( الحواش88ي على37( موائ88د االنع88ام )36( تحفة العق88ول )35( رسالة عدة األبرار )34) ( رسالة العشرة الكاملة في عشرة أبواب من المس88ائل المش88كلة38األجوبة الفاخرة )

أولها تفسير آية الخيط األبيض و الخيط األسود )الثاني( حديث ستفترق ام88تي )الث88الث( في ان الكلم بكس888ر الالم جنس ال جم888ع )الراب888ع( في أن الالم في الحم888د للجنس ال لالستغراق )الخامس( في معنى اصول الفقة مضافا و علما )السادس( في حكم ص88الة

الجمعة في عصر الغيبة )السابع( في المنطق )الثامن( في اإللهي )التاسع( في

188ص:

( حاشية على حاش88ية ال88دواني39الطبيعي )العاشر( في الرياضي على عبارة التحرير )( تفسير إنما المشركون نجس )41( رسالة السبعة السيارة )40على تهذيب المنطق )

(44( رس88الة االدعي88ة )43( رسالة مبحث التحذير و في نس88خة اخ88رى »التجدي88د« )42 (47( رسالة في بي88ان الع88رض و أن88واع الكم )46( رسالة لطيفة )45الرسالة الجاللية )

( كت88اب أجوب88ة49( رس88الة في ان الوج88ود ال مث88ل ل88ه )48رسالة في حقيقة العص88مة ) (51( رسالة إثبات تشيع س88يد محم88د ن88ور بخش )50مسائل السيد حسن )أو حسين( )

( حاشية على تحرير اقلي88دس53( رسالة في رد شبهات الشيطان )52ديوان قصائده ) ( رس88الة56( رس88الة االنم88وذج )55( حاشية على خالصة األقوال في علم الرجال )54)

( شرح58( رسالة السحاب المطير )57في رد مقدمات الصواعق المحرقة البن حجر )( حاشية على مبحث األعراض من شرح التجريد )59خطبة حاشية العضدي القزويني )

( حاش88ية62( شرح حدوث العالم على انموذج الدواني )61( حاشية على المطول )60 ( رس88الة النظ88ر64( حاشية على حاش88ية الخط88ائي )63على شرح المختصر للعضدي )

( رس88الة67( رسالة كوهر ش88اه وار بالفارس88ية )66( رسالة تفسير الرؤيا )65السليم ) (70( رسالة في مسألة الكفارة )69( رسالة في نجاسة الخمر )68الخيرات الحسان )

( رسالة في رد72( رسالة في رد تصحيح ايمان فرعون )71رسالة في غسل الجمعة ) ( رسالة في تعريف الماض88ي74( رسالة في في ركنية السجدتين )73رسالة الكاشي )

( حاش88ية على ش88رح خطب88ة76( حاش88ية على رس88الة تحقي88ق كالم البدخش88ي )75) (78( رسالة الورد و السنبلة بالفارسية »ك88ل و س88نبل« )77المواقف للسيد الشريف )

(80( شرح رباعي الش88يخ أبي س88عيد بن أبي الخ88ير )79رسالة في حكم لبس الحرير ) ( رس88الة في رد82( حاشية على مبحث الجواهر من شرح التجري88د )81كتاب منشآته )

( رس88الة في رد م88ا كتب بعض88هم في نفي عص88مة83ش88بهة في تحقي88ق العلم االلهي ) ( رسالة في رد ما85( شرح مبحث الجواهر من الحاشية القديمة للداوني )84األنبياء )

( التعليق88ات87( منتخب كت88اب المحلى ألبن ح88زم األندلس88ي )86ألفه تلميذ ابن همام ) ( أجوب88ة س88ؤاالت م88ير يوس88ف علي الحس88يني88على شرح قاض88ي يح88يي الش88افعي )

االخباري في مسألة اطالع النبي على ضمائر جميع الناس في جميع األح88وال و األزم8ان(91( ديوان شعره )90( حاشية على شرح الهداية للميبدي )89)

189ص:

( ترجم88ة92رسالة متعلقة بقول العالمة الحلي في آخ88ر كتب الش88هادات من القواع88د )88ه أن يهدي88ه94( مجموعة كالكشكول )93مقدمات الصواعق ) ( تفسير آي88ة من ي88رد الل

( النور األنور األزه8ر في تن88وير خفاي88ا رس8الة القض88اء و الق8در ردا على رس88الة95الخ ) الفها بعض العامة في رد رسالة استقص88اء النظ8ر في مس88ألة القض88اء و الق88در للعالم88ة

( الرس88الة97( شرح دعاء لألمام علي )ع( و هو دعاء الص88باح )بالفارس88ية( )96الحلي )( رسالة في وضاعي الحديث.98المسيحية في مسألة المسح أو الغسل في الوضوء )

-328، التعليقة على أمل اآلمل/ 8/336 2، أمل اآلمل 275-8 8/265 5- ]رياض العلماء -8/228 10، أعيان 730 رقم 440-8 8/438 5، نزهه 184-8 171 شهداء الفضيلة/ 329 ، دائرة المع88ارف االس88المية5، نزهه 88:730 2، روضات الجنان ط 88/52 8، االعالم 230

مقدمة كتاب احقاق الحق بقلم السيد المرعشي النجفي898-8 690/، مطلع انوار/ 13 . ت88ذكرة1957(، الشهيد آكره )بقلم السيد سبط الحسن( العدد اكت88وبر 1376)طهران

، ت88ذكرة مجي88د101( ص 1975علماء أهل بيت و جماعت القبال احمد فاروقي )اله88ور ( مك8اتيب1962(. نيرين لحافظ علي ص88ابر )لكهن88و 1978تأليف. سبط الحسن )لكهنو

يوسف علي اخباري و شهيد ث88الث ت88اليف عب88د ال8رحيم بغ88دادي )مخط8وط في المكتب88ة ، فهرس المخطوطاتkcorB .2 .S : 607،ueiR )فن الكالم( و1184االصفية برقم

37 3، ص 1، ج 1879الفارسية بالمتحف البريطاني، لندن

ehizdloG: red ethcihcserutaret iL ruZ egartieB nehcsitirrus kimelop red dna aihS

.1874فينا

م(1612 ه/ 1021محمد حسين النظيري النيسابوري )ت

الشيخ الفاضل محمد حسين النظيرى النيشابوري الشاعر البلي88غ الوحي88د في مقاص88ده، البعيد الغاية في ميدانه، ولد و نشا بمدين88ة نيش88ابور، و ق88دم الهن88د لعل88ه س88نة اثن88تين و تسعين و تسعمائة فدخل آكره، و تقرب إلى مرزا عبد الرحيم خان و نال الصالت من88ه، ثم سار معه إلى أحمد آباد و الزمه زمانا، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين س8نة اثن8تين بعد األلف فحج و زار و رجع الى الهند، و تحسس في نفسه شيئا فقرأ النح88و و العربي88ة على محمد بن الحسن المندوي، و أخذ الحديث و التفسير عن الشيخ حسين الكجراتي،

و سكن بمدينة احمد آباد

190ص:

و اعتزل عن الناس و رفض الدنيا و أسبابها.

له ديوان شعر يحتوى على المعاني الرقيقة و المباني الرشيقة، لم يبلغ م88داها أح88د منالشعراء المفلقين من أهل إيران، و هو مقبول متداول في أيدي الناس.

يقول مير تقي الدين الكاشاني ان اصله من جوين، و سواء صح ذل88ك أم لم يص88ح فإن88ه نيسابوري ك8ان ت8اجرا و في ال8وقت نفس8ه تع8اطى العلم و األدب و الش8عر، س8افر في تجارته الى العراق و آذربيجان، و لجمعه بين التجارة و الشعر و األدب ك88انت ل88ه منزل88ة خاصة عند العراقيين و األذربيجانيين، كما يقول مير تقي الدين و قد اتص88ل بالش88عراء و أألدب88اء في كال البل88دين، مواص88ال ثمرت88ه في الش88عر عن88دهم، و ك88ان يق88رأ غزليات88ه في المحافل األدبية و من هناك سافر الى هند، و في اكره اتصل بميرزا عب88د ال88رحيم خ88ان خانان و مدحه بأول قصيدة، ثم الزمه، و يظهر من بعض الق88رائن ان س88فره ك88ان س88نة

أو في ابتداء الذي كان يحب األدب و الشعر، و كان الشاعر يمدحه بشعره. و لم88ا992 نوى السفر الى الحج أمن له خان خانان الزاد و الراحلة، و لكن سرق بعض اموال88ه في الطريق، فلجأ الى األخ الرضاعي للملك جالل الدين اكبر، )الخان األعظم م88يرزا( ال88ذي كان هو اآلخر مسافرا للحج و مدح88ه بقص8يدة، فك8ان م8ا حص8ل علي88ه من الخ8ان س8ادا

لحاجته في السفر.

و ورد في بعض الكتب ان88ه بع88د رجوع88ه من الحج ذهب الى أحم88د آب88اد في كج88رات، و تاجر هناك و أثرى من تجارته، و كان بيت88ه ملتقى الش88عراء الق88ادمين في ك88ل مك88ان، و كان يودهم و يعطيهم و يمدحهم بأشعاره، كما كان يمدح االمير م8راد ب88ان المل8ك ال8ذي كان واليا على كجرات من قبل ابيه، و في الوقت نفس88ه لم يكن ينس خ88ان خان88ان في

قصائده.

تولى نور الدين جهانكير الملك بع8د أبي8ه فطلب88ه الى قص8ره و مدح88ه1014و في سنة الشاعر بقصيدة أشار اليها جهانكير في مذكراته، ق88ائال: »ان88ه نظم قص88يدته المش88هورة

بالفارسية، و اعطيته الف روبية و جوادا« اه.

و هو ال يزال عند جه88انكير مدح88ه بقص88يدة اخ88رى و حص88ل من88ه على1019و في سنة ثالثة آالف بيكه، من األراضي.

و هكذا عاش في كجرات تاجرا و شاعرا حتى وفاته.- و كما مر فانه- كان قد

191ص:

تعلم اللغة العربية و العلوم الدينية، و اللغة الهندية عن88د الش88يخ غ88وثي المن88دوي مؤل88ف كتاب )كلزار البار(. و قد ذكره الشيخ المندوي في كتابه. كم88ا أخ88ذ الح88ديث و التفس88ير

رج88ع الى احم88د آب88اد كج88رات و بقي فيه88ا1020عن موالنا حسين جومري. و في سنة و دفن في محلة تاج بوره بأحمد آباد، و قبره فيها معروف ح88تى1021حتى توفي سنة اليوم تعلوه قبة.

و الص88حيح في وفات88ه ه88و م88ا1023 أو 1022و قد ذكر بعض88هم ان وفات88ه ك88انت س88نة ذكرناه.

يعده عبد الباقي النهاوندي من األمراء و ذلك: أوال للحياة التي كان يحياها، و لعقارات88ه و ثروته التي حازها من أرباح تجارته و مما كان يصل الي88ه من ج88وائز على قص88ائده. ثاني88ا

التصاله الدائم بالملك جالل الدين و خان خانان و ميرزا اعظم.

و قد كان صلبا في تدينه، و في احدى قصائده التي مدح به88ا األم88ير م88راد و اث88نى علي88ه اليمانه، هاجم بشدة الملحدين و الذين ال يعتن8ون بال8دين. و ه8و في قص8ائده االعتقادي8ة

يبدأ بحمد الله ثم يمدح النبي )ص( و األئمة )ع(، ثم يأخذ في هجو الملحدين.

كان كريم النفس و صاحب عطايا. بنى قصرا ملوكي88ا في احم88د آب88اد كج88رات جعل88ه دار ضيافة للشعراء و العلماء و األدباء و الفضالء. و كان يعيش عيشة الملوك و كبار الناس. و كان ينفق ما جنيه من التجارة و الهدايا على األحباب و الفقراء، و انهم كانوا ينتفع88ون

به اعظم النفع.

و في أواخر حياته آثر العزلة و االنزواء عن الناس.

طبع في الهند و ايران ديوانه الذي قدمه الى خان خانان، و ه88و يح88وي الغ88زل و م88دائح النبي و األئمة و وحي المناسبات و وصف الشعراء و األحباب و الملوك. و قد ق88ال أح88د

مؤرخي األدب الفارسي عن شاعريته: انه شاعر رقيق البيان، دقي88ق الوص88ف ن جمي88ل الغزل، لطيف الكالم، مع فكر فلسفي عرفاني. كان من أك88ابر ش88عراء زمان88ه ان88ه ليس

كسعدي و حافظ.

و لكن بعض غزلياته العرفانية الصوفية ال تقل لطفا و جماال و ابداعا عن أشعارهما.

و من الطرائف في حياة المترجم ان شاعرا معاصرا له يلقب بنظيري أي بنفس اللقب 1003الذي يلقب به هو، و كان يقال احيانا: نظيري مشهدي، و س88افر المش88هدي س88نة

من مشهد الى مكة و منها الى الهند و وص88ل الى مدين88ة بيج88ابور و اتص88ل بع88ادل ش88اه ( من ساللة العادل شاهية في ال88دكن، و أص88بح من جمل88ة1035-88 987ابراهيم الثاني )كتابه، و كان ال

192ص:

يعرف إال بنظيري، فطلب اليه المترجم ان يغير لقب88ه، فواف88ق على ذل88ك و ح88ذف الب88اء من لقبه فصار لقبه )نظير( فدفع له المترجم لقاء ذل88ك عش88رة آالف روبي88ه، و يب88دو ان

( و لذلك جعل المبلغ عشرة آالف.10الحرف )ي( يعادل في حساب الجمل رقم )

و صاحبنا نظيري المشهدي )نظير( و ه88و ش88اعر الغ88زل. على ان هن88اك من ت88وهم ب88ان )نظير( هذا هو نظيري الذي عاش في القرن التاسع، و لم ينتبه الى الفارق الزمني بين

الشاعرين.

و من بدائعه قوله:

تو بخويشتن جه كردي كه بما ك88نىبخدا كه واجب آمد ز توا احترازنظيري

و قوله:

رفتي و آمدي و كي را خبررسوا منم وكرنه تو صدبار در دلم

و قوله:

ب88ر ص88وفي بي وج88د وب88ال اس88تبر شيشه كه خالى است زميعبادت

و قوله:

كمر در خدمتت عمريس88ت مىبن88دمبرهمن ميشدم كر اينقدر زنارجه شد

و قوله:

خطا نمودهام و جشم آفرين دارممرا بساده دليهاى من توان بخشند

.609 رقم 377- 376/ 5- نزهه

و فيه )توفي سنة ثالث و عش88رين و أل88ف بمدين88ة أحم88د آب88اد و دفن في فن88اء المس88جد.212/ 3الذي بناه عند بيته( مستدركات

م(1631 ه/ 1031محمد تقي األوحدي )ت

الشيخ الفاضل مرزا محمد تقي بن معين الدين محم88د الحس8يني ال8دقاقي البلي8اني مننسل

193ص:

الش88يخ أبي على ال88دقاق، ك88ان من العلم88اء الم88برزين في العل88وم األدبي88ة، ول88د و نش88أ بأصفهان، و سافر الى »كاشان« فسكن بها مدة من الدهر من ثم ق88دم الهن88د و س88كن بمدينة آكره في أيام جهانكير بن أكبر شاه سلطان الهند، له »سرمة س88ليماني« كت88اب في اللغة الفارسية، و له »غرف88ات الع88ارفين و عرص88ات العاش88قين« كت88اب في ت88ذكرة الشعراء لم يؤلف مثله قبله و ال بعده، صنفه بآكره في س88نتين و ف88رغ من تص88نيفه في

سنة أربع و عشرين و ألف، و كان يتلقب في الشعر باألوحد، و من شعره قوله:

جكنم بيشتر نمىارزمبنكاى فروختم خود را

مات في سنة احدى و ثالثين و ألف، كما في »مرآة جهاننما«.

.602 رقم 373/ 5- نزهه

م(1628 ه- 1038محمد شريف النجفي )ت بعد

الشيخ العالمه المؤرخ محمد شريف النجفي ن أصله من النجف األشرف ولد في حي88در آباد و درس العل88وم الش88ائعة في عص8ره و اختص بالفق88ة و األص88ول و الت8اريخ، و دخ88ل معترك السياسة و تقرب الى االمراطور جهان كير فعينه في أحد المناصب الجليل88ة في عدة أقاليم متباعدة داخل الهند مثل كجرات و مالوه و اجمير و دهلي و آكره و البنجاب

ه.1038و السند و كشمير، له كتاب بعنوان )مجالس السالطين( اتم تاليفه سنة

«.503/ 4، تاريخ ادبيات مسلمانان باكستان و هند 551- »مطلع انوار

م(1636- 1625 ه/ 1036 أو 1035طالب اآلملي )ت

أحد كبار الشعراء باللغة الفارسية، اشتهر في اي88ران و الهن88د في الق88رن الح88ادي عش88ر انتق8ل1010الهجري، ولد في آمل و بهادرس و اشتهر كشاعر من88ذ ص88باه، و في س88نة

الى

194ص:

اصفهان ثم كاشان و بقي فيها حدود خمس سنوات و فيها تزوج و كان ل88ه فيه88ا أق88ارب من جه8ة والدت8ه، ك8الحكيم نظ8ام ال8دين علي الكاش8اني ط88بيب دي8وان ك8ل من الش8اه طهاسب و خدا بنده كان زوج خالته، و الحكيم ركناي مسيح الشاعر المش88هور ك88ان ابن

خالته.

و من كاشان عاد إلى آمل ثم انتقل إلى خراس88ان، و في م88رو الش88اه جه88ان الزم كنش خان اس88تاجلو ح88اكم المنطق88ة، و نظم المثن88وي )خس88رو ش88يرين( باس88مه. ثم اس88تأذن الحاكم في العود إلى موطنه لزيارة أهله و أقربائه، و لكنه بدال من السفر إلى آمل أخذ

( و بعد فترة من الض88ياع في الهن88د اس88تقر في قن88دهار و الزم1017طريق الهند )سنة و ع88اش فيه88ا ينظم الش88عر في مدح88ه مش88يرا الى1021فيها غازي خان ترخان س88نة

ضياعه في الهند بين آكره و الهور و مولت88ان و دهلي إلى أن حمل88ه الح88ظ الحس88ن إلىقندهار.

و بعد وفاة ميرزا غازي عاود المترجم السفر الى الهند، و كان ذلك في عه88د جه88انكير ) (، فمن قندهار مضى الى اكره. و فيها زار فخر الزمان مؤلف )ميخان88ه(88-1037 1014

الذي أعجب به، و من آكره مض88ى الى س88ورات قاص88دا المل88ك جين قليج خ88ان فمدح88ه بشعره، و بقي فترة عاد بعدها إلى آكره و فيها اتصل بمحمد حسين ديانت خ88ان دش88ت

88ه خ88ان ف88يروز جن88ك ) (،1054بياضي و أخذ منه رسالة توصية لح88اكم كج88رات عب88د الل فاستقبله الح8اكم بح8رارة و عط8ف علي8ه، و لكن الش8اعر لم يط8ل المكث عن8د القائ8د السفاك، بل عاد الى آكره و منها إلى الهور، و فيها التقى الشاعر آقا شابور الطه88راني ابن عم اعتماد الدولة غياث الدين محمد الطهراني، فعرفه هذا بابن عمه اعتماد الدول88ة الوزير األديب الذي أوصله الى قصر جهانكير و من ذلك الحين أخذ نجمه يس88طع، و في

أصبح بمنزلة أمير الشعراء بالغا كمال العزة، و ظل كذلك س88بع س88نوات أو1028سنة ثمانية، ثم تعب و تملكه النسيان حتى وفاته.

و قد ترك بنتين يبدو أن امهما كانت قد ماتت قبله لذا تكفلهما ابن خال88ه الحكيم ركن88ايمسيح و نقلهما إلى بيته معتنيا بتربيتهما و تنشئتهما، كما أنه رثاه بقصيدة من الشعر.

يتضمن ديوان طالب ما بين تسعة آالف إلى خمسة عشر ألف بيت من الش88عر على م88ا تش88تمل1346قاله كتاب السير، و هناك نسخة من الديوان مطبوعة في طهران س88نة

على

195ص:

بيت ش88عر، م88ا بين القص88يدة و التركيب88ة و الترجيع88ات و المثن88وي و الغ88زل و22968 الرباعيات و المفردات و معظمها في مدح الحكام المازن88درانيين، و م88يرزا غ88ازي خ88ان ترخان، و ديانت خان، و عبد الله خان، فيزوز جنك، و اعتماد الدولة، و جهانكير، و قسم منها في مدح األئم88ة عليهم الس88الم، و قس88م في مختل88ف المناس88بات. و من مثنويات88ه:

القضاء و القدر و له الحرف و األنين، و مثنوي باسم جهانكير.

(.8/ 4- )مستدركات

م(1633 ه/ 1043صالح األصفهاني )ت

الشيخ الفاضل الكبير ميرزا صالح األصفهاني، أحد العلماء الم88برزين في الش88عر، يص88ل نسبه بثالث وسائط إلى صدر الدين الطبيب األصفهاني، قدم الهند و تقرب الى جهانكير ابن اكبر شاه ثم إلى ولده شاهجهان فولى على بعض المتصرفيات، و كان شاعرا بارعا

177- 176/ 5في العلوم، توفي سنة ثالث و اربعين و ألف، كما في »يد بيضاء«. نزهة .278رقم

م(1639 ه/ 1049محمد شريف االيراني معتمد خان )ت

األمير الفاضل ميرزا محمد شريف بن دوست محم8د اإلي8راني المش8هور بمعتم8د خ8ان، ك88ان من الرج88ال المع88روفين بالت88اريخ و الس88ير و األنس88اب، ق88دم الهن88د و تق88رب الى جهانكير بن أكبر شاه و صار من ندمائه حتى أنه كان يدخله في المنزل معه، له »اقبال نامه جهانكيري« كتاب في أيام جه88انكير ص88نفه في ثم88ان ك88راريس بالفارس88ي، و ك88ان منصبه في آخر أيامه أربعة آالف له و ألفين للخيل، مات في سنة تسع و أربعين و ألف،

كما في »مآثر األمراء«.

622/ رقم 5- نزهه

196ص:

م(1638 ه/ 1048شكر الله الشيرازي )افضل خان( )ت

88ه الش88يرازي، أح88د فح88ول العلم88اء، لم يكن ل88ه نظ8ير في موالنا الشيخ العالمة شكر الل عصره في الحساب و الهيئة و الهندسة و سائر الفنون الرياضية، ولد و نش88أ بش88يراز، و تلقى الخ8ط و الحس8اب عن أبي88ه، و ولى مكان8ه بخدم8ة في دي8وان الخ8راج، و لم88ا بل8غ الرشد ترك الخدمة و صحب عالمة العلم88اء تقي ال88دين محم88د الش88يرازي، و ق88رأ علي88ه المنطق و الحكمة و غيره88ا من العل88وم، ثم ذهب إلى ق88زوين و اس88تظل بعض88د الدول88ة فرهاد خان و صاحبه مدة، و لما قتل عض88د الدول88ة ذهب إلى هم88دان و ص88حب إب88راهيم حسن الهمداني الفاضل و استفاد منه فوائد كثيرة، ثم سافر الى العراق فزار المش88اهد و دخل الهند من بند كنباية، و أدرك عبد الرحيم بن ب88يرم خ88ان بمدين88ة بره88انبور فجعل88ه من ندمائه، و شفع له إلى جهانكير بن أك88بر س88لطان الهن88د و واله خدم8ة في بره8انبور، فاستقام عليها ثالث سنوات، ثم شفع له ف88ولى الكتاب88ة ب88ديوان الخ88راج و لقب بأفض88ل

خان، كما في »مآثر رحيمي«.

و قال عبد الحميد الالهوري في »بادشاه نامه«: إن عبد الرحيم ابن بيرم خان قربه الى ش88اهجهان حين قدوم88ه إلى بالد ال88دكن، فش88فع ل88ه ش88اهجهان إلى أبي88ه جه88انكير و استخدمه، ثم لما سار ش88اهجهان بعس88اكره إلى أوديب88ور ب88أمر وال88ده لت88أديب ران88ا أم88ر سنكه ذهب شكر الله في موكبه، و لما رج88ع ش88اهجهان إلى الحض8رة ش8فع ل8ه، فلقب88ه جهانكير أفضل خان و أعطاه المنصب، ثم لما قام شاهجهان بالملك بعد أبيه أضاف في منصبه و رق88اه من اإلم88ارة إلى ال88وزارة، و ك88ان ذل88ك في الس88نة الثامن88ة الجلوس88ية، و

أضاف في منصبه غير مرة حتى صار مع األصل و اإلضافة سبعة آالف ل8ه و أربع88ة آالفللخيل، فاستقل بالوزارة إلى وفاته.

و كان رجال فاضال وقورا حازما شجاعا مق88داما ع88اقال حس88ن األخالق كث88يرا لفوائ88د جي88د المشاركة في العلوم، له ي88د بيض88اء في الحس88اب و الهندس88ة و الهيئ88ة و س88ائر الفن88ون

الرياضية و الحكمة.

و قال محمد صالح في »عم88ل ص88الح« م88ا يؤي88د كالم عب88د الحمي88د غ88ير أن88ه خالف88ه في المنصب فقال: إنه نال سبعة آالف ل88ه و خمس88ة آالف للخي88ل في آخ88ر أيام88ه- ثم أث88نى

على

197ص:

براعته في العلوم الحكمية ثناء جميال.

و كذلك شاهنواز خان في »مآثر األمراء« أثنى عليه و ق88ال: إن88ه ك88ان مش88كور الس88يرةمهذب األخالق نادرة من نوادر الدهر في العلوم الرياضية.

توفى في الث88اني عش88ر من رمض88ان س88نة ثم88ان و أربعين و أل88ف باله88ور ف88أرخ الن88اسلوفاته، بعضهم من قوله »عالمى از دهر رفت«.

.269 رقم 171- 170/ 5- نزهه

م(1685 ه/ 1097محمد أشرف المشهدى )ت

الش88يخ الفاض88ل محم88د أش88رف بن عب88د الس88الم الحس88يني المش88هدى، أح88د الرج88ال المعروفين بالفضل و الكمال، كان حارسا لمدين88ة بره88انبور حين ك88ان وال88ده والي88ا على أقطاع الدكن، و لما توفى أبوه تقرب إلى شاهجهان بن جه88انكير س88لطان الهن88د، ت88درج الى اإلمارة حتى صار مير بخش88يا في عه88د ع88المكير، و ك88ان رجال فاض88ال حليم88ا كريم88ا متورعا سليم الذهن حسن األخالف متين الديانة، ل88ه ي88د بيض88اء في النس88خ و التعلي88ق و الرقاع و أكثر الخطوط و له منتخبات المثنوى المعنوى، مات في تاسع ذى القعدة س88نة

سبع و تسعين و ألف في عهد عالمكير، كما في »مآثر األمراء«.

.592- نزهه ج رقم

م(1647 ه/ 1057عبد السالم المشهدى )ت

األمير الكبير مير عبد السالم الحسينى المشهدى، أحد الرجال المع88روفين بالسياس88ة و الت88دبير، ق88دم الهن88د و تق88رب إلى ش88اهجهان بن جه88انكير ال88تيمورى ف88واله على دي88وان اإلنشاء و جعله وكيال له في حضرة والده جهانكير سنة ثالثين و ألف، و لما ق88ام بالمل88ك أضاف في منصبه و جعله أربعة آالف ل88ه و ألفين للخي88ل و لقب88ه »إس88الم خ88ان« و واله

على بخشيكرى

198ص:

فاستقل به أربعة أعوام، ثم أضاف في منصبه و واله على كجرات فاس8تقل به8ا س88نتين ثم جعله »مير بخشى« فأرخ له بعضهم من قوله »بخشى ممالك« فاستقل به س88نتين، ثم ولى على أرض بنكاله فاستقل بها أربع سنين، ثم ولى الوزارة الجليل88ة فاس88تقل به88ا خمس سنوات، ثم ولى على إقليم الدكن، و أضيف في منصبه غير مرة ح88تى ص88ار م88ع

األصل و اإلضافة سبعة آالف له و سبعة آالف للخيل.

و كان عالما كبيرا بارعا في العقول و المنقول و اإلنشاء و الخط، حريص88ا على الخدم88ةالسلطانية، صاحب دهاء و تدبير و سياسة.

توفى في رابع عشر من شوال سنة سبع و خمسين و ألف بمدينة أورنك آباد فدفن بها،كما في »مآثر األمراء«.

.352 رقم 230- نزهه،

م(1662 ه/ 1073أحسن الله ظفر خان التربتي )ت

األمير الفاضل الباذل نواب أحسن الله بن أبى الحسن الترب88تى ن88واب ظف88ر خ88ان، أح88د األمراء المشهورين في ارض الهن88د، ن88اب الحكم عن وال88ده بكام88ل م88دة من الزم88ان و بكشمير برهة من الدهر في أيام جهانكير و ولده ش88اهجهان على بالد الس88ند، و أض88اف في منصبه، و صار مع األصل و اإلضافة ثالث88ة آالف ل88ه و ثالث88ة آالف للخي88ل، و لم88ا ق8ام بالملك عالم كير بن شاهجهان عزله عن الوالية و المنصب، و وظفه بثالثين ألفا تحص88ل

له كل سنة من الجراية الشاهانية.

و كان والده من أهل السنة و الجماعة، فخالفه في المذهب و ص88ار ش88يعيا متص88لبا فيالمذهب.

و كان باذال كريما يرسل الصالت و الجوائز للناس إلى بالد الفرس، و قد مدحه الشعراءبأبيات رائقة رقيقة، منهم مرزا محمد على الصائب التبريزي قال فيه:

ب88اين غ88رور ك88ه م88دحت ك88ر ظف88ركاله كوشه نجو رشيد و ماء مىخانم

199ص:

و قال فيه:

زب88ان كج88ا اس88ت ك88ه از حض88رتتحقوق تربيت را كه در ترقى بادسخن

توب888اى تخت س888خن را بدس888ت متو تاج مدح نهادى بفرق ديوانمدادى

زروى كرم تو جوشيد خ88ون مع88نىمن

كش88يد ج88ذب ت88و اين لع88ل از ركجانم

تو ج88ان زدخ88ل بح88ا مص88رعى م88رادادى

ت8888و در فص8888احت دادى خط8888ابسحبانم

و ألحسن الله خان أبيات رائقة بالفارسية قوله:

توانى قطع هستى كنبه تيغ بىنيازى تا

ترا خود بيشدستى كنفلك تا افكند از با

( حاكما على كشمير بدال من اعتق88اد1069-88 1037 ه عين شاه جهان )1041في عام خ88ان. و أوك88ل إلي88ه منص88ب )الس88هزاري(. و حين توج88ه ظف88ر خ88ان إلى كش88مير، ت88رك)صائب( الشاعر المذكور بالط شاه جهان و رافق ظفر خان في رحلته إلى تلك الوالية.

و كان إلقامة ظفر خان في كش88مير األث88ر الب88الغ في ازده88ار الش88عر و األدب ألن أغلب شعراء ذلك العصر تجمعوا حوله، و طفقوا ينشدون الش88عر في حض88رته و يتب88ارون في

ذلك، و كان من عادت88ه أن يق88ترح موض88وعا للغ88زل، يأخ88ذ الش88عراء في مجارات88ه، و ق88دأسهمت هذه العادة في إضفاء رونق خاص على الشعر و الشعراء.

، و لما غادر كشمير تقوض مجلس الش88عر1048عزل ظفر خان عن والية كشمير عام و األدب فيها. من هنا عد ظفر خ8ان من األش8خاص ال8ذين أس8هموا في تنمي8ة الش8عر و األدب الفارسي. و سبب إقبال شعراء إيران عليه و خصوصا الشاعر صائب هو اهتمامه الكبير في هذا المجال. و من أشهر الشعراء الذين الزموا مجلسه و ارتبطوا معه بعالقة

خاصة. صايب و كليم و القدسي و الغني و دانش و المير صيدي.

200ص:

كان ظفر خان يطرح قرطاسا يكتب عليه الشعراء شعرهم، و ترسم صورة ك88ل ش88اعر خلف شعره. و يذكر خوشبو صاحب كتاب »السفينة« أنه رأى هذا القرطاس. و يتحدث صاحب »شمع انجمن« و مؤلف »م88آثر األم88راء« عن ظف88ر خ88ان بقولهم88ا: يكفي ظف88ر

خان فخر و شرفا إن الميرزا صائب امتدحه في شعره.

ينقل عن ظفر خان في أيام ش88بابه أن8ه لم يكن يت88ورع عن مح88رم و ال ينتهي عن منك8ر ه حيث رأى1063حتى كانت ليلة االث88نين الث88اني و العش88رين من جم88ادى األولى ع88ام

الرسول )ص( في الرؤيا فتاب على يده. و أخذ بعد ذل88ك ي88ؤدي واجبات88ه الديني88ة و يق88رأ األدعية، فوضع له العلماء كتابا في األدعية و األذك88ار المنقول88ة عن األئم88ة )ع( و س88موه »أحسن الدعوات« و أضافوا إليه شروحا باللغة الفارسية و منه نسخة خطية في مكتبة

.824مجلس الشورى/ طهران برقم

في الهور، و دفن في مق88برة أبي88ه و يمكن الق88ول إن أب88رز1073توفي ظفر خان عام األمراء الهنود في زمن شاه جهان ممن ناصروا الشعر و الشعراء و دعم88وهم بتأيي88دهم هو ظفر خان الذي كان ينشد الشعر بنفسه، و يستفيد في ذلك من ص88ايب. و ق88د ذك88ر ذلك في شعره، و هو موجود في نسخة خطية تحت عنوان »كليات احسن« في مكتب88ة

.329بانكي بور في الهند تحت رقم

م(1670 ه/ 1081محمد طاهر عنايت خان )ت

الميرزا محمد طاهر المعروف بعن88ايت خ88ان، ه88و ابن ظف88ر خ88ان )المتق88دم ذك88ره( من القادة األدباء الشيعة، كان يعتني بالشعراء و األدباء و يجالسهم و له ديوان شعر و ثالث88ة

في المثنوي.

ه. »بادش88اه نام88ه« و1065و له في النثر تلخيص للمال عبد الحميد الالهوري المت88وفى هي تفص88يل لثالثين س88نة من س88لطنة ش88اه جه88ان و س88ماه التلخيص الم88ذكور باس88م

»الملخص«.

و يذكر صاحب كلمات الشعراء أنه أفصح من المال حميد.

عين عنايت خان في عهد شاه جهان في منصب ال »ه زار و بانصدي«

201ص:

»و البنجه88زاري و الس88ه ه88زاري و اله88زار و بانص88دي اص88الحات مش88تقة من األرق88ام الفارسية تعنى خمسة آالف و الثاني ثالثة آالف و الثالث االل88ف و الراب88ع الخمس88مائة، و

( فقضى حياته في كش88مير1119-88 1069هكذا«. و لكنه عزل في عهد ابنه عالم كير ).1081معتزال حتى وافته المنية عام

، مآثر االمراء62 رقم 38- 37/ 5- نزهه

و كرر ترجمته.68/ 5- مستدركات

ه(11مرشد الشيرازي )ت القرن

مال مرشد الشيرازي، كان من األمراء، قدم الهند، و تقرب الى مهابت خان »زمانه بي8ك ه«، و لبث عنده زمانا، ثم تق88رب إلى جه88ان ك88ير1044بن غيور بيك الكابلى المتوفى

ثم إلى ولده شاه جهان، فلقبه األخير )مكرمت خ88ان( و تنق88ل في الوظ88ائف ح88تى ولى على أيالة دهلي و اضاف في منصبه غير مرة ح88تى ص88ار أربع88ة آالف ل88ه و أربع88ة آالف للخيل، و كان فاضال كريما بارعا في الهيئة و الهندسة و الحساب، يرجع إليه فضل كب88ير

في تأسيس شاهجهان آباد و قلعتها.

(688- )نزهه ج، رقم

202ص:

م(1666- 1592 ه/ 1075- 1000خرم شاه جهان )

األمبراطور خرم شاه، األبن الثالث لالم88براطور جه88ان ك88ير، س88ماه ج88ده ب )خ88رم( أي ه/1036)مس88رور(، و لقب88ه وال8ده: )ش88اه جه8ان( و لم88ا اعتلى الع8رش في آك8ره في

م.1628

تلقب ب )شهاب الدين محمد صاحب القران الثاني( و ك8ان من أع8اظم مل8وك األس8رة المغولية و قد امتد صيته الى العالم أجمع، و بدأ عهده بالتخلص من أخيه الوحيد الب88اقى على قيد الحياة و هو شهريار اذ مات خسرو في سجنه و مات برويز قبل وال88ده بس88نة، و قد ادعى شهريار الملك فتصدى له آصف خان و دفعه عن88ه و أعلن ملكي88ة داور بخش بن خسرو، بيد أنه لم يكن يرمي من وراء ذل88ك إال أن يتخ88ذ ه88ذا األم88ير المغم88ور درع88ا للقضاء على شهريار و ليخدع به الناس و يلهيهم حتى يحقق هدفه. و بعد هذه المن88اورة كان ال بد من أن تلعب السيوف بين مدعيي السلطنة، و لما كان شهريار في الهور فقد سار إليه آصف خان، و نشبت بينهما معركة انتصر فيها آصف خان، فقبض على شهريار و على ولدى دانيال بن أكبر اللذين كان يخشى عصيانهما فأمره خ88رم، ال88ذي ك88ان على اتفاق معه لتدبير هذه الخطة، بقتلهم فقتلوا جميعا، ثم أم88ر خ88رم قب88ل أن ي88دخل آك88ره بقتل داور بخش فأخذه آصف خان و قتله و ما ك88اد الوض88ع يس88تتب ح88تى نش88بت ث88ورة جهجار سنكه أمير بندهيل كهند، و كان والد هذا األمير مقربا إلى االمبراطور أكبر، فكان يستغل عطف االمبراطور عليه و حسن ظنه به، فيظلم رعاياه و يعت88دي على جيران88ه و يسلب أبناء السبيل ال88ذين يع88برون بالده، و ك88ان ش88اه جه88ان ي88رى ه88ذا، و ه88و أم88ير، و يزعجه و ينوى تأديبه متى آلت إليه أمور الملك، و لكن الرجل مات قب88ل أن يص8ل ش8اه جهان إلى الملك، و كان ابنه جهجار سنكه هذا رهينة في آكره لض88مان إخالص88ه للمل88ك، كما كانت العادة آنذاك. فلما تولى شاه جهان العرش غادر جهجار سنه آكره، و عاد إلى

بلده من غير ان يستأذن االمبراطور،

204ص:

مدعيا أنه خاف بأن يؤخذ بذنوب أبيه.

و كان شاه جهان يتغاضى عن هذه البادرة لو أثبت إخالصه، و لكن األمر كان على الضد ، فقمع1629من ذلك، إذ أنه لم يمض عليه غير قليل حتى ثار في وجه السلطان، سنة

شاه جهان ثورته و عفا عنه و اكتفى منه بالخراج و الطاعة. و لكن جهجار سنه ثار بع88د سنوات مرة ثانية و صار يقط88ع الطري88ق بين دكن و بين آك88ره فجه88ز االم88براطور ش88اه جهان جيشا بقيادة ابنه أورنك زيب و أرسله لقمع هذه الثورة، فقمعه88ا و اس88تولى على القالع الثالث ال88تي ك88انت في ي88ده، فف88ر جهج88ار فطاردت88ه الجن88ود ح88تى مقاطع88ة »كوندوانه«، و كان أهلها أعداء له فأخذوه و قتلوه هو و أص88حابه و أعطيت إمارت88ه إلى ديوى سنكه، و هو من أمراء األسرة التي كانت تملك ه88ذه اإلم88ارة قب88ل اس88رة جهج88ار

سنكه.

و في الوقت الذي كان أورنك زيب يعم88ل على إخم88اد ه88ذه الث88ورة ك88انت ث88ورة أخ88رى تشتعل في دكن أثارها خان جهان ل88ودهي، و ك88ان أيض88ا من أولي88اء األس88رة المغولي88ة و تولى في عهد جهانكير واليتي خانديس و دكن، فلما سمع بوفاة الس88لطان و والي88ة داور

بخش العرش أعتبره الوريث الشرعي للعرش و أعلن والءه له، فلما قتل داور بخش و تولى شاه جهان العرش تردد خان جهان باالعتراف ب88ه ثم إن88ه طلب العف88و و دخ88ل في الطاعة ظاهرا و لكنه كان يضمر السوء، و لم يمض عليه غير قليل ح88تى جه88ز جيش88ا و سار يريد آكره من غير أن يستأذن السلطان، فذهبت جيوش السلطان تعترض طريقه، و التقى الجمع88ان ب88القرب من مدين88ة دهولب88ور ف88انهزم و ف88ر ملتجئ88ا إلى دولت آب88اد فاستقبله أميراها بالترحاب و اإلكرام و أقطعه مقاطعة تقوم بنفقاته ريثما يجمع رجال88ه و يحكم أمره. و لما سمع األفغانيون بعصيان خان جهان، و هو أفغاني، أخذوا يتقاطرون عيله من كل حدب و صوب ظنا منهم بأنه سيعيد إليهم أيام شير شاه، فسار إلي88ه ش88اه جهان بنفسه و طارده و أشتبك معه في عدد من المعارك كانت أخراه88ا معرك88ة نش88بت

، قتل فيها خان جهان و تشتت جمع8ه و قض8ى على ثورت8ه، و حيث أن أم8ير1631سنة دولت آباد قد عطف على هذه الثورة، فق88د أخ88ذه الس88لطان و قتل88ه، و ظ88ل الس88لطان

، يجول خالل دكن حتى بلغ حدود كل من إمارتي بيجابور و كولكن88ده، و1632حتى سنة لم تكن الجيوش المغولية وصلت من قب88ل إلى ه8ذا الح8د ق8ط، و ك88ان وج88ود الجي8وش

المغولية على حدود هاتين اإلمارتين مدعاة للتحرش بهما

205ص:

و القضاء عليهما بعد ذلك. فقد بدا المغ88ول يس88تولون على القالع الحص88ينة من غ88ير ان يعلنوا حربا، و أزاء هذه الخطة انقسم أه8ل البالد إلى ف8ريقين، فري8ق لم ي8ر فائ8دة من القتال فمال إلى المغول، و فريق لم ير بدا من القتال. و قد أرادت بيج88ابور أن تس88اعد المغول للقضاء على اإلمارة النظامية و اقتسامها بينهما، و لكن القدر شاء غير ذل88ك، إذ حدث أن قتل وزير اإلمارة النظامية، فتح الله خان، أمير البالد و نصب مكانه فتى يافع88ا اسمه علي حسين، و أدخل اإلمارة في طاعة ش88اه جه88ان فأفس88د على إم88ارة بيج88ابور خطتها، و أنقذ إمارته من أعداء كانوا يريدون الفتك بها، و كان أشد هؤالء األعداء خطرا زعيم هندوكي اسمه ساهوجي الذي نصب باالتفاق مع إمارة بيجابور، أم88يرا على إم88ارة دولت آباد، و سار باسم هذا األمير الفتى، لقتال فتح خان، فاس88تنجد فتح خ88ان ب88المغول فأنجدوه و لكنه انقلب عليهم أثناء القت88ال و انض88م إلى بيج88ابور، فلم تنفع88ه حيلت88ه، و ال ضمنت له سالمته، بل انهزم هو و إمارة بيجابور أمام المغول، فدخلوا العاصمة و أخذوا األمير الشاب علي حسين نظام شاه، و هو آخر أمراء هذه األسرة، و سجنوه في قلع88ة

كواليار.

و لكن هذه الهزيمة لم تقض على اإلمارة بل عصت قلعة برينده، و فر ساهوجي باألمير الذي نص8به و اتخ8ذه وس8يلة لغايت88ه و جع8ل يش8ن ح8روب عص8ابات في وج88ه المغ8ول، فأرسل شاه جهان ابنه األصغر شجاع الدين واليا على الدكن، و أمره بمط88اردة العص88اة و القضاء عليهم، و لكنه ظل يجالدهم سنة كاملة دون جدوى، فلما رآى شاه جهان ذلك

، على رأس جيش إلى الدكرن1635أمر ابنه بالرجوع إلى آكره و سار هو بنفسه، سنة و أرسل إلى كل من أمير بيجابور و أمير كولكنده يدعوهما إلى الطاع88ة و أداء الخ88راج، فأجاب أمير كولكنده بالطاعة، و تلكأ أمير بيج88ابور، ف88دخلت الجي88وش المغولي88ة بالده و دمرتها، و تراجعت جيوش اإلم8ارة إلى العاص88مة لتنظيم دفاعه8ا، فحص8رها ش88اه جه88ان فيها و انصرف إلى تدمير المناطق الكائنة في السهول، و بينما ك88ان منص88رفا إلى ذل88ك كان أهل العاصمة يضجون و يطلبون األمان و يعرضون الصلح، فص88الحهم على ش88روط شريفة و طلب منهم اإلخالص في الصداقة و عدم مساعدة أح88د على الس88لطنة و علىأداء الخراج و ضرب النقد و قراءة الخطبة باسم السلطان شاه جهان أمبراطور الهند.

و لم يكن السلطان مخلصا في نيته، بل كان يود أن يقيم في هذه اإلمارة حارسا أمينا

206ص:

ألمبراطوريته في الدكن إلى أن يحين الوقت لإلستيالء عليها.

و بعد أن أطمأن السلطان إلى نتائج أعماله قسم الدكن إلى أربع واليات و عهد بإدارتها إلى آكره. فعمل1636إلى أبنه ارونك زيب و أوصاه بالقضاء على الثائرين و رجع سنة

هذا األمير بوصية أبيه و استكمل فتح اإلمارة الذي نصبه درعا ل88ه، فعف88ا عنهم88ا، و عه88دإلى ساهوجي بعمل في إمارة بيجابور.

و لم تمض سنتان على وجود أورنك زيب في الدكن حتى استولى على منطقة بكالنه، و هي منطقة جبلية تقع ما بين خانديس و سورت، و مش88هورة بوع88ورة مس88الكها و منع88ة

قالعها الحجرية التي لم يستطع »أكبر«، من قبل، االستيالء عليها.

واليا على الدكن، نشر فيها األمن و الرفاهي88ة، ثم إن88ه1642بقي أورنك زيب حتى سنة استقال و أراد اعتزال األعمال العامة لينص88رف إلى نفس88ه، من الناحي88ة الديني88ة، و لكن

أباه أصر عليه بقبول والية كجرات فقبلها.

و في البنغال استغل البرتغاليون فرصة تسامح مل88وك المغ88ول معهم و م88ع غ88يرهم من االنجل88يز و الهولن88ديين فأخ88ذوا يحص88نون مرك88زهم في ه88وكلي و يت88دخلون في ش88ؤون الوالية هناك و لم يتمكن والي النبغال أن يردعهم فاس88تنجد بالحكوم88ة المركزي88ة فبعث الي88ه االم88براطور من ي88ؤدبهم، و اش88تبك معهم في اح88دى المع88ارك الفاص88لة، و اس88ر

م.1632اربعمائة من رجالهم و كان ذلك سنة

نشبت حروب أهلية في بخارى اضطرت أميرها إلى االس88تنجاد بش88اه1646و في سنة جهان، مقرا بسيادته على بالده، فرأى شاه جهان الفرصة سانحة ليحقق حلما قديما م88ا زال يرافق أطماع أسرته منذ عهد بابر، الذي كان يعتبر بالد بخارى ملكا موروثا اغتص88به

منه أوالد عمه األزابكة، فأنجد أمير بخ88ارى بجيش قوام88ه خمس88ون أل88ف مقات88ل س88يره بقيادة ابنه األمير م8راد بخش، فلم88ا دخلت الجن88ود الهندي88ة مدين88ة بلخ أس88قط في ي88دي أميرها و ندم على ما فعل و أدرك الخطيئة التي ارتكبها و أيقن بان شاه جهان لن يترك له هذه البالد بعد ذلك أبدا، ففر من بلخ و أخذ يؤلب الناس حتى اجتمع لديه خلق كث88ير، و جاء فصل الشتاء فغادر مراد بخش بخارى عائ88دا إلى أك8ره، و رج88ع أم8ير بخ88ارى الى

عاصمته، و لكن شاه جهان

207ص:

،1647لم يرض عما فعل ابنه، الذي أفسد عليه خطته، فجهز جيشا ثانيا و أرسله س88نة بقيادة ابنه اورن88ك زيب فقات88ل األزابك88ة، و لكن88ه عج88ز عن أن يف88رض عليهم الس88يطرة الهندية، فعقد معهم صلحا لستر فشله، و ع88اد إلى الهن88د ب88أمر وال88ده ال88ذي أدرك خط88أ تفكيره، ال سيما، ان ما استترفته هذه الحرب من نفقات كادت توق88ع اإلمبراطوري88ة في

عجز مالي.

فلما عاد أورنك زيب من بخارى عينه أب8وه والي88ا على ملت88ان فاخض8ع بعض من88اطق في السند، لم تكن خاضعة بعد للسلطنة، و استولى على المنطقة الساحلية من بلوجس88تان و مكران، و ق88رئت الخطب88ة في المس88اجد و ض88رب النق8د في ه8ذه البالد النائي8ة باس8م

السالطين المغولية ألول مرة في التاريخ.

عهد السلطان إلى أورنك زيب بقي88ادة حمل88ة لالس88تيالء على قن88دهار،1649و في سنة التي كانت موضع نزاع مستمر بين اإليرانيين و بين الهن88ود، و ك88ان ق88د أن ق88ام العاه88ل

، فحصنها الهن88ود و أنفق88وا عليه88ا أم88واال طائل88ة،1636اإليراني و ضمها إلى الهند، سنة ، مرة ثانية، فكانوا بذلك معتدين، و قد أراد1638فجاء اإليرانيون و استولوا عليها، سنة

شاه جهان إرجاعها إلى الحظيرة الهندية، و لكن مهمة أورنك زيب أخفقت، إذ انه خاض فانهزم أمامهم و عاد إلى بالده. و في1651 و 1649مع اإليرانيين معركتين في سنتي

أرسل السلطان أبنه »دارا« لقتال اإليرانين و االستيالء على قندهار، و لكن1653سنة حظ88ه لم يكن بأحس88ن من ح88ظ أخي88ه، ف88انهزم و ع88اد إلى بالده، و بقيت قن88دهار بي88د

اإليرانيين.

كان )شاه جهان( قد خصص نصف دخله لترقية العمارة و غيرها من الفنون، و قد تجلى ذوقه و عظمته في تجدي88د و زخرف88ة آك88ره، و في تش88ييد مدين88ة دهلي الجدي88دة أو كم88ا سماها )شاه جهان آباد( حيث قضى الجانب األكبر من شيخوخته التي اتسمت بالب88ذخ و الترف، معتليا ع88رش الط88اووس المش88هور ال88ذي اس88تغرق ص88نعه س88بع س88نوات، و ق88د تضمن هذا العرش الرائع ما ال عين رأت و ال أذن سمعت من نفائس الجواهر و األحجار النادرة العجيبة الكريمة، و ال شئ غير هذه، فقوائم88ه األرب88ع من ذهب، و يحم88ل س88قفه

المطلى بالميناء اثنا عش88ر عم88ودا من الزم88رد، و على ك88ل عم88ود طاووس88ان مغطي88ان بالجواهر، و بين كل طاووسين شجرة يغطيه88ا الم88اس و الزم88رد و الي88اقوت و الآللئ، و

ملي8ون29 كيل8و غ8رام من ال8ذهب و الج8واهر بقيم8ة 1200بلغ مجموع تل8ك النف8ائس روبية و لقد استولى »نادر شاه«

208ص:

على هذا العرش و نقل88ه إلى ف88ارس و هن88اك أخ88ذت أج88زاؤه تن88تزع ش88يئا فش88يئا لتس88دنفقات األسرة المالكة في فارس.

إال أن أهم اعمال8ه العمراني88ة على االطالق ه8و اعجوب8ة العم8ائر االس8المية ب88ل اعجوب8ة الصروح االثرية في العالم هو البناء الذي يطلق عليه اليوم اسم )تاج مح8ل( فالروع8ة و الجمال اللذان يمثالن في هذه الذروة الشامخة التي بلغتها الفنون االسالمية ما يصح أن

يكون عنوانا ألزهى مراحل العصر االسالمي المغولي في شبه القارة الهندية.

فالفن المعماري الذي يتمثل فيه فن اسالمي خالص ال أثر للفنون الهندية و غير الهندي88ة فيه. و الطراز الهمايوني الذي يتجسد فيه قد بلغ قم88ة في ت88اج مح88ل ال نك88اد ن88ذكر ان88ه

بلغها في غيره.

فقال فيه: »ان مبنى بهذا الجمال و1853و قد زاره الكاتب االمريكي بايارد تيلور سنة الكم88ال، في كاف88ة تفاص88يله و دقائق88ه، ال يلبث ان يس88حرك فتحس88به من ص88نع الجن الاألنس .. الجان الذين ال يعرفون شيئا من الضعف أو القصور التي يعاني منه األنسان«.

أو كما قال البحتري في وصف ايوان كسرى:

أبدعوه أم صنع جن ألنس؟ليس يدري اصنع انس لجن

كل ذلك مصدره حب شاه جهان و وفائه لزوجت88ه )ارجمن8د ب88انو( فم8ا هي تفاص88يل ه8ذاالحب و الزواج و البناء التذكاري العظيم تاج محل؟

31الملكة ممتاز محل صاحبة التاج

( االسم الحقيقي للبناء التاريخي) تاج محل( هو ممتاز محل و قد حرف الهنود اسم ممتاز الى تاج لصعوبة1)8 31 نطق األول في ألسنتهم و سرى الخطأ الشائع حتى يومنا هذا و قد يسميه الهنود ايضا بروضة) تاج كنج( أي قص88ر

التاج مع أن المقصود االصلي هو ممتاز كنج أي قصر ممتاز.

في بالط جه88ان ك88ير بمدين88ة آك88را حيث ك88ان1607تبدأ قص88ة ت88اج ملح الحقيقي88ة ع88ام يحتفل السلطان في إحدى المناسبات في )مينا بازار( سوق مينا الملكي و كانت أبواب السوق متصلة بحريم الملك، و في تل88ك المناس88بة لمح األم88ير خ88رم و ال88ذي ك88ان يبل88غ

السادسة

209ص:

عشر من عمره، محبوبته األميرة الشيعية ارجمند بانو ]ارجمن88د بالفارس88ية معن88اه كفء الئق جدير، و بانو لقب تكريمي يضاف للنساء مثل بيكم أو خاتون[ بنت آص88ف ج88اه ابي الحسن بن غياث الدين ابن محمد الطهراني و عمتها نور جهان زوجة االمبراطور جه88ان كير، و قد ول88دت و نش88أت في الهن88د، و ك88انت وحي88دة عص88رها في الحس88ن و الجم88ال، ففاتح والده بالزواج منها فأذن له على أن يكون ذلك بع88د خمس س88نين، و ق88د تم ذل88ك

، و قد حازت العروسة على رضا السلطان ف88أطلق عليه88ا اس88م1612 آذار عام 27في »ممتاز محل« و تعني زينة القصر، و كانت امرأة مثقف88ة ثقاف88ة قرآني88ة جي88دة، وس88عت آفاق تفكيرها و فتحت مداركها كما امتازت بالعقل الراجح و الرأي الرزين و سرعان ما أص88بحت المستش88ارة السياس88ية األولى لزوجه88ا ال88تي تب88وأ المل88ك بع88د ذل88ك و ع88رفت برعايتها للفقراء و األرامل و اليتامى و قد اكسبها ذلك شعبية كبيرة في المملكة و ك88ان زوجه88ا االم88براطور يعه88د اليه88ا بحف88ظ الختم الملكي كم88ا ك88انت ترافق88ه الى س88احات الحروب كما كانت ترافقه في غزواته و حمالته العسكرية و في رحالت الصيد و النزه88ة و اإلستطالع عبر الغابات و القفار فطوفت معه في كث88ير من انح88اء الهن88د الشاس88عة، و كانت مغرمة شأنها شأن زوجه8ا بالعم88ارة و البن88اء فعم8ل المل8ك- و لمش8ورتها أث88ر من ذلك- على إعادة بناء القصور في قلع88ة آك88را و تزيينه88ا بالموص88لين و الرخ88ام المحف88ور

المزدان بالجاديت و الالزورد و العقيق األحمر و األحجار الكريمة.

و بعد ذلك أو عز السلطان ببناء الصرح العظيم عرش الطاووس )المار ذك88ره( و ال88ذيأضحى رمز الثروة الخيالية و القوة و التفاخر المغولي.

عاشت الملكة تاج مع زوجه88ا ش88اه جه88ان على م88دى تس88ع عش88رة س88نة عيش88ة ملؤه88ا المحبة و الوفاء و اإلخالص، و كانت الملكة )ممتاز محل( باإلضافة إلى جمالها و صفاتها اإلنسانية المثلى أما رائعة فقد أنجبت لحبيبها و مليكها شاه جهان أربع عش8ر ابن8ا و بنت8ا بقي منهم س88بعة على قي88د الحي88اة و ق88د انجبت معظم أوالده88ا في الخي88ام المنص88وبة

م و ه88و الع88ام1629بالقرب من س88احات ال88وفى أثن88اء مرافقته88ا لزوجه88ا، و في ع88ام الثالث من حكم زوجها حملت ممتاز محل للمرة األخيرة و كعادتها أصرت على مصاحبة زوجها في حملة حربية كان يعد لها م قبل، و على قرب من مواق88ع األع88داء و دم88دمات الحرب أنجبت له بنتا في المضارب التي أقيمت بالقرب من مدينة )برهان بور( و ك8انت

الوالدة عسيرة أثرت على صحتها جدا و على أثر

210ص:

ذلك استدعى السلطان للجلوس إلى جانبها يخف88ف عنه88ا العن88اء و يس88امرها ثم ازدادت حالتها سوء و لم تنفع جهود األطباء، و حين أحست بدنو أجله88ا همس88ت في أذن زوجه88ا الملك و وصته أن يحقق لها أمنيتها أال و هي بناء أعظم صرح تعرف88ه البش88رية على م88ر العصور ليكون شاهدا شاخصا على حبهما الكبير، و بعد هنيئة فارقت ممتاز محل الحياة

م و هي في الس88ابعة و الثالثين من عمره88ا و ك88ان ذل88ك اثن88اء1629في ديسمبر س88نة المخاض في الطفل الرابع عشر، و كان المولود ابنة سميت جوهر آرا و دفنت في ق88بر مؤقت في حديقة زين آباد في مدينة برهان بور حيث ك8ان يعس88كر الس88لطان يوم8ذاك، ثم نقلت الرفاة الى مدينة آك88را و دفنت بحديق88ة راج أم88ان س88نغ ال8تي اخت88يرت لتك8ون المقر األبدي للملكة الراحلة و عوض عنها صاحبها بضيعة من ض88ياع ش88اه جه88ان و بقي تابوت ممتاز محل في تل88ك الحديق8ة المش88رفة على الش88اطئ األيمن لنه8ر جمن88ه م88دة

طويلة حتى اتم السلطان خططه العمرانية للبدء بتشييد صرح تاج محل العظيم.

بناء تاج محل:

م منتص88را إال أن الح88زن1631بالرغم من ع88ودة الس88لطان من حملت88ه الحربي88ة س88نة الشديد قد خيم على نفسه و كل مظاهر الحياة التي كان يحياها و يتمتع بها في القص88ر أو خارجه فقد كاد يجن ألما و حرقة لفراق حبيبته في ذل88ك الح88دث المأس88اوي المفج88ع حتى قيل يومها أن الس88لطان فك88ر في اع88تزال الحكم و تقس88يم المملك88ة بين أوالده و يوما بعد يوم كان صدى الوصية في فكره ينمو و يتسع فاعتزم على بن88اء أعظم و أفخم قبر انشىء لملك أو عظيم من عظماء الدنيا و هكذا دعا السلطان أقطاب صناعة البناء و الهندسة في الهند و خارجها و شاورهم في تنفيذ فكرته السلطان و لكنهم عجزوا عن

أن يأتوا باألعجوبة التي يريدها ثم جاءه مهندس عربي قائال له:

أنى قادر على أن أصنع ما تريد و لكني أطلب من جاللتك أن تمأل لي قارب88ا من ال88ذهب لنذهب فيه بنزهة في نهر جمنا، فأجابه السلطان إلى ما طلب، و لما كان88ا في منتص88ف النهر صار المهندس يأخذ الذهب براحته و يقذف به في النهر و قال للسلطان: ان كنتتنثر الذهب هكذا من غير حساب كما أفعل أنا اآلن فإني أستطيع أن أصنع لك أعجوبة،

211ص:

فوعده الملك بما طلب و كانت ه88ذه القطع88ة الفني88ة الرائع88ة. و مهم88ا ك88ان مبل88غ ه88ذهالقصة من الصحة فإنها ترمز إلى حقيقة يعجز عالم اليوم عن اإلتيان بمثلها.

و هكذا بدأ العمل لعمارة هذا التاج، و استمر العمل في بنائه اثنتين و عش88رين عام88ا، و ( و يقال أنه كان يشتغل في بنائه ك88ل ي88وم، ط88وال1654-88 1632تم بناؤه بين سنتي )

هذه المدة، عشرون ألف عريف و بناء و عامل، انشئت ألقامتهم مدينة في بقعة قريب88ة خاصة سميت باسم الملكة الراحلة- ممتاز آباد- و بنفق88ة بلغت ث88روات هائل88ة قي88ل أنه88ا

مليون روبيه و بتلك الجهود الحثيثة انشئ هذا الصرح الخالد الذي ال40بلغت ما يوازي يضارعه صرح آخر في الفخامة و البهاء، و ال عجب فهذا المرم88ر الظ88اهر الك88ريم ال88ذي يلف تاج ملح يبهرك و انت تنظر إليه .. ان له من البه88اء و الص88فاء م88ا يجعل88ه يب88دو ل88ك

كالكوكب الدري ..

لقد جمعوه من مح88اجر مختلف88ة، و بخاص88ة محج88ر مركان88ا الش88هير في الهن88د. و راح88وا يفحصون كتل الرخام و يدققون النظر في جودتها فال يختارون إال األمثل األمثل منه88ا ..و لعل ما أهملوه من تلك الكتل، ألقل طعن في عراقتها، اكثر بكثير من الذي اختاروه.

و حرص المهندسون المعماريون الذين أشرفوا على اعم88ال البن88اء و التص88ميم- و ك88انوا كثرة فيهم الفارسي و التركي و االيطالي- حرصوا على أن يبرزوا به88اء ذل88ك المرم88ر و روعته، فعمدوا الى اسلوب المفارقة، و اس8تعملوا حج8ارة س8كرى الحم8راء في تش8ييد المبنيين الصغيرين القائمين على جانبي تاج محل .. واحدهما المسجد .. و اآلخر المع88د

لالستراحة و يسمونه »جواب«.

انه أثر فريد ال يسع أي سائح أن يأتي إلى الهند أن يتخلف عن زيارته و من عظيم ص88نع هذا األثر إال أنه على الرغم من مضي أكثر من ثالثة قرون و نصف على بنائ88ه. فإن88ه م88ا زال إلى يومنا هذا و كأن يد الصانع لم تبارحه إال باألمس، حتى قال أحد الس88واح ب88دافع الدهشة و اإلعجاب من الظلم أن يترك هذا البناء هكذا معرضا لعوامل الج88و و الطقس

المتغير، بل يجب ان يصنع له بيت من الزجاج يحيط به، حتى يراه الناس و ال يمسوه.

و قد أراد شاه جهان أن يبني أمام تاج محل األبيض بناء مثله على الض88فة األخ88رةى من نهر جمنا على أن يكون من الرخام األسود و قد بدأ باألسس و لكن البن88اء لم يتم، و لم

يشأ

212ص:

انه و خليفته من بعده ارونك زيب أن يتمه فاندثر و حق للهند أن تفاخر به88ذا األث88ر و أنتعتبره إحدى عجائب الدنيا السبع.

وصف تاج محل:

ضريح تاج محل يت88ألف من بن88اء مرم88ري أبيض يق88وم على ش88رفة عالي88ة، و تعل88وه قب88ة ضخمة في وسطه، تحيط بها أربع قباب أصغر حجما، و ترتفع عن88د زواي88ا الش88رفة أرب88ع

28 ق88دما مربع88ا، و قط88ر القب88ة ال88داخلي 186منارات دقيقة، و تبل88غ مس88احة الض88ريح قدما، و يخترق ضوء النهار ستارا مزدوج88ا من الرخ88ام المش88غول فتس88قط أش8عته على قبرين تحت القبة تماما للملك و زوجته، أما الزخارف الداخلي88ة المطعم88ة بأحج88ار ش88به

نفيسة فتمتاز بألوانها الزاهية و رسومها األخاذة.

و قد زخر البناء بكافة عناصره المعمارية من أرض و مآذن و قباب و ج88دران و س88قوف و نقوش و زينة و زخارف، كله رخام في رخام أبيض ناصح و نقشت جدران البناء بصور حيوانات رص88عت في األص88ل الرخ88امي األبيض رخام88ا مول88ه ب88ألوان مختلف88ة من أل88وان الحيوان88ات الحي88ة ذاته88ا من طي88ور و س88باع و دواب ح88تى لتك88اد لدق88ة ص88نعها و أحك88ام تنسيقها و انسجامها يحسبها الرائي لوحات ده88ان زي88تي ص88نعت بي88د رس88ام م88اهر، ه88ذا باإلضافة إلى ما في هذا البناء من حيث مظهره الخارجي من تناس88ق و انس88جام و ذوق قلما يجد المرء له مثيال و ليس في هذا لبناء كل88ه حدي88د و ال خش88ب ب88ل كل88ه رخ88ام في رخ88ام و ق88د وف88ق ش88اه جه88ان فعال في أن يبه88ر الع88الم ح88تى ي88وم الن88اس ه88ذا بعمل88ه المعماري العظيم الذي خلد فيه قصة وفائه لزوجته و كان بعد اتمامه يجلس في غرف88ة من قصره في آكرا تشرف على الوادي الذي يق88ع ب88ه ت88اج مح88ل، و ق88د طعمت أف88اريز بابها، و نوافذها بقطع صغيرة من البلور، اذا نظر فيه88ا الفى امام88ه ص88ورة )ت88اج مح88ل( معكوسة فيها و هكذا كان كلما ض88اق ص88دره ي88رمى بطرف88ه الى زواي88ا البل88ور المتأللئ88ة

فيرى صورة ضريح زوجته الحبيبة.

هذه صورة اولية لهذا األثر الخالد، أما الدخول في تفاصيلها فيس88تدعينا وص88ف م88ا ي88راه الزائر أوال حينما يباشر بوضع أولى خطواته على مداخل الحديقة الغناء التي تحي88ط ل88ه، و المجاز الى تلك الحديقة الفسيحة األرجاء، العابقة بزهورها و اشجارها الجميلة عب88ارة

عن

213ص:

32

213 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 32

مدخل هائل ذي ثالثة عقود تقوم فوق قاعدة مربعة ض88خمة من الحج88ر األحم88ر، و تبل88غ هذه العق88ود في الط88ول نح88و خمس88ين م88ترا و في الع88رض نح88و خمس88ة و ثالثين و في

االرتفاع نحو ثالثين.

و قد زينت البوابة الوسطى من األمام و الخلف بافاريز من الرخام، نقش88ت فيه88ا بعضآيات قرآنية بخط ثلث جميل.

و من هذا المدخل الضخم، تهبط الى الحديقة الشاس88عة ال88تي يق88ع في نهايته88ا الض88ريح قبالة المدخل، و هي حديقة منسقة ساحرة، تقوم بها أشجار الزينة في أوضاع متماثلة، و تتخللها الحظائر و الممرات الرخامية، و النوافير الجميلة. و من المسلم به انها تق88وم

فوق موقع الحديقة القديمة، التي كانت قائمة منذ انشاء الضريح.

و قد بقيت بها منذ عصرها القديم شجرة ضخمة )شجرة المال( في الحظيرة الش88رقية الشمالية، يبلغ عمرها نحو اربعة قرون و نصف، و معنى ذلك أنها اقدم من الضريح ذاته

بنحو قرن و نصف.

و في نهاية الحديقة تقع القاع88دة الك88برى ال88تي يق88وم عليه88ا الض88ريح، و هي عب88ارة عن مستطيل ضخم تبلغ واجهته نحو ثالثمائة متر، و عرضه مائة و عشرون. يقع في طرفه88ا األيمن مسجد صغير. و في طرفها األيسر بن88اء آخ88ر ك88ان يس88تعمل به88وا لالجتم88اع حين

قيام االمبراطور بزيارة الضريح.

أما الضريح نفسه فانه يق88ع في وس88ط ه8ذه القاع8دة العظيم88ة ف88وق مص8طبة شاس88عة مربعة من الرخام األبيض يبلغ ضلعها نحو مائة متر، و ترتف88ع ف88وق القاع88دة بنح88و س88تة أمتار، و تقوم في اركانه88ا األربع88ة ارب88ع من88ائر من الرخ88ام األبيض متناهي88ة في الدق88ة و الرشاقة. و قبالة كل منها من الزويا االربع قبة صغيرة. و قد بني الضريح كذلك كله من الرخام األبيض، و هو عبارة عن مربع ييبلغ ضلعه ستين مترا، و ق88د اس88تقطعت من ك88ل زاوية نحو سبعة أمتار، و هو ما يجعل88ه مثمن الش88كل. و ي88دخل الي88ه من ب88اب ركب في عق88د كب88ير، قس88مت واجهت88ه الى مربع88ات نحاس88ية، و احي88ط من الج88انبين و من أعلى بأفاريز نقشت فيها اآليات القرآنية، برخام من نفس اللون و هي مكتوب88ة ك8ذلك بالخ8ط

الثلث الجميل.

و تقوم القبة العظمى فوق القبرين. قبر ممتاز محل، و ق88بر زوجه88ا االم88براطور، ال88ذيدفن

214ص:

م. و هي كباقي الصرح مشيدة من الرخام األبيض1666الى جانبها بعد وفاته في سنة المجلوب من جدها بور، و يبلغ قطرها س88تة عش88ر م88ترا، و ارتفاعه88ا الكلي م88ع حربته88ا

النحاسية، التي كانت من قبل مغطاة بالذهب ثالثة و ستون مترا.

أما الضريح ذاته، فهو عبارة عن حظيرة أو قاعة يحي88ط به88ا ح88اجز مثمن من الرخ88ام، و قد وضع في وسطها تابوت ممتاز محل، و الى يساره تابوت شاه جهان، و كالهما مدرج88ه رائع الزخرف. و قد نقشت على تابوت ممتاز مح88ل عب88ارات بالفارس8ية، و اس88ماء الل

1629 ه )1040الحسنى، حول جوانبه االربع، منتهية بتاريخ وفاتها بالهجرية و هو س88نة Ñط88وام(، و جاء في تلك الكتابة ما يلي: Ñقن هم ال ت Ñنفس88 فوا عÑلى أ Ñر Ñس88 ذينÑ أ قل يا عباديÑ ال

ه. حمÑة الل Ñ88وت«* اآلية و قوله تعالىمن رÑ8ة المÑفس ذائقÑ 8ل ن 88ه »ك كم88ا كتبت اس88ماء الل الحسنى و على الواجهة ج88اء: »مرق88د من88ور ارجمن88د ب88انو بيكم مخ88اطب بممت88از مح88ل

ه«.1040توفيت سنة

ه1076و نقشت على تابوت االمبراطور نفس النقوش، و ذيلت بتاريخ وفاته في سنة م(. و مما جاء فيها مرقد مطهر أعلى حضرت ف88ردوس آش88ياني ص88احب ق88رآن1666)

ه.1076ثاني شاهجهان باد شاه طاب ثراه توفي سنة

على أن هذين التابوتين الفخمين ليسا اال رم88زين. أم88ا المق88برة الحقيقي88ة فتق88ع أس88فل الص88خرة تحت نفس الموق88ع، في قب88و يفتح للزائ88رين بص88فة خاص88ة، و ق88د وض88ع في88ه التابوتان اللذان يض88مان رف88ات االم88براطور و االم88براطورة. و موض88عهما على مس88توى وجه األرض و الزخارف فيها أقل منها في الضريحين. و يحيط به88ذين الض88ريحين ح88اجز منح88وت في المرم88ر األبيض على ش88كل مربع88ات، و تع88د ص88ناعته من أدق تح88ف الفن الهندى و أجملها. كما يحيط بالمداخل األربعة إطارات من الزخارف الجميل88ة ب88الحروف العربية يزيد في حسنها و جمالها زخارف أخرى تالي88ة له88ا في الحج88ر الص88لب. و مآخ88ذ العقود و الزوايا و النق88وش التفص88يلية المهم88ة مرص88عة كله88ا باألحج88ار الكريم88ة كحج88ر العقيق و حجر اليشب و حجر الدم و حجر العقيق السليماني و غيرها مما تضافر الذوق السليم و الحذاقة البالغة على تنسيقه في شكل عقود من األغص8ان ملتوي88ة ت88ارة و في الوضع المسمى بشوك اليهود تارة أخرى. و في كل ذلك تنس88جم الرس88وم م88ع األل88وان خير انسجام. و ينفذ الضوء من خالل حواجز زوجية منحوتة في المرمر الناص88ع البي88اض

على شكل مربعات يزيدها حسن النسق و جمال الترتيب

215ص:

رونقا و وراء، إذ يواجه أحد الحاجزين الجانب الخ88ارجي من الج88دران بين88ا يواج88ه اآلخ88ر جانبها الداخلي. و فيما يلي بناي88ة الض88ريح و مص88طبته جناح88ان أح88دهما مس88جد لطي88ف الشكل متقن البناء، و من مجموعة هذه المباني يتألف أحد أضالع صحن فسيح نس88قت

ق88دما و فيم88ا يلي88ه ص88حن آخ88ر خ88ارجي880فيه خمائل الزهر، و مسطح ه8ذا الص88حن يماثله في العرض و لكنه ال يزيد على نصفه طوال.

من هو مهندس تاج محل؟

اكسب مهندس تاج محل الملك شاه جهان شهرة طائلة بفضل روعة بنائه و دقة فن88ه و لكن المهندس نفسه لم يحصل على شئ من الشهرة و ق88د اختل88ف كث88يرا في اس88مه و رسمه حتى أخذ المتطرفون من الهندوس يزعمون بأن باني هذا التاج هندوس88ي، و من

م المسمى سليمان بأن التص88ميم1853قبل ادعى الحاكم البريطاني لمنطقة أود سنة الحقيقى لتاج محل هو للمهندس الفرنسي استين د. بوروكس و أيده رج88ل آخ88ر اس88مه بلفور و لكنه لم يدعم زعمه بدليل ثم أدعى أيضا بأن اسم المهندس عيسى، و الحقيقة

أن أسم هذا المهندس ورد ضمن السجالت الهندية منسوبا إلى بالد فارس.

و زعم فنسنت سميث في كتابه )تاريخ الفن الجميل( بأن مهندس تاج محل رجل اسمهoenoreVجرونيمو فيرو نيو onimoreGو هي الرواية المشكوك فيه88ا المنس88وبة الى

من آباء الطائفة األغسطينية الدينية، لكنه يعترف ب88أن المرحل88ةeuqirnaMاألب منريك النهائية من البناء انجزت على يد المهندس عيسى. و قيل أن ضمن منش88آت ت88اج مح88ل زخرفة من طراز بيترا دوارا و أنها تدل على التأثير الغ8ربي، و ي8دعى برس8ي ب8راون أن ذلك الطراز صممه رجال الفن الهندوسي من »قنوج« مثل جريجي الل و جهوتي الل و

منوالل و منوهر سنك.

و قيل أن النموذج األصلي للتاج يوجد في معبد جاندي سيوا الذي تم بناؤه طبقا للتقاليد م.1098الهندية في برامبا نام في جاوا سنة

و ي8ذكر ب8ورجيس أن ن8بيال فارس8يا أس8مه علي م8ردان خ8ان الش8يعي ال8ذي ك8ان والي8ا ه و بعد وفاة ش88اه عب88اس انض88م الى1034لقندهار بعد والده من قبل الصفويين سنة

شاه جهان فاكرمه و واله كشمير، و من ثم وضع له تصميم ت88اج مح88ل، و ك88ان ه88ذا ق88دتوفي

216ص:

م.1564 ه- 1067سنة

و قال المستر جغتاي في مقال نشره في مجل88ة م88اه ن88ور الص88ادرة في كراتش88ي ع88دد أن المصمم هو األستاذ أحمد الهوري الذي منحه ش88اهجهان أعلى و س88ام1953اكتوبر

في الدولة. و مصدر هذه المعلوم88ة كت88اب مخط88وط بعن88وان )دي88وان مهن88دس( لحاف88ظلطف الله مهندس.

و في كتاب )الدراسات في الهن88د المغولي8ة( للس8ير ج. ن. س8ركار ي88ورد معلوم8ات عن كتاب منتخب اللباب للسيد خافي خان بأن مكرمت خان، و مير عبد الكريم و اسماعيل الرومي بنوا التاج على فكرة قب8ة الص8خرة في الق8دس الش8ريف و ب88العودة إلى كت88اب سركار المذكور سابقا هناك أسماه بعض الفنيين الذين ساهموا في البن88اء و هم أم88انت خان ش8يرازي ك8اتب الكلم8ات من قن8دهار و المعلم عيس8ى معم88اري من أه8ل اك8ره و المعلم بيرا لجار من دهلي، بنوهو، جهات مل، زور اور كلهم صانعوا تماثيل من دلهي، و

اسماعيل خان الرومي صانع القبب، و رام الل بستاني من أهل كشمير.

: »و لقد جهد بعض الماجنين األدعياء في مسائل الفن أنفسهم فيgiaH .W .Tو قال الجهر بآرائهم عن تاج محل و حكمهم الفني عليه بمقتضى أص88ول الهندس88ة اليوناني88ة و القوطية فذكروا في مقارناتهم م88ا يتن88افى م88ع س88المة ال88ذوق و يتع88ارض م88ع اس88تقامة

حيث قال في هذا الصدد:nossugreFالمنطق. و لقد أصاب فروجوسن

»إن التوفيق بين تلك المحاس88ن الب88اهرة- أي محاس88ن ت88اج مح88ل- و حس88ن الت88أتى فيأحكام الترابط بين أجزائها لمن األعمال التي تعدل دنيا برمتها«.

و حسب تاج محل بع8د ك8ل م8ا قي88ل أو يق8ال ح8ول عمارت8ه أن ينظ8ر ال8رائي لمش8هده العظيم بنظر اإلنصاف و عند ك88ل ذل88ك س8يقرر بنفس88ه أن ه88ذا الص88رح ص88رح اس8المي المنشأ بكل تفاصيله المعمارية و الفني88ة و الزخرفي88ة ش88يد في ظ88ل مملك88ة اس88المية و سلطان مسلم كان هو نفسه فنان88ا بارع88ا متحلي88ا بقس88ط واف88ر من العل88وم و الفن88ون و تشهد على ذلك بقية األعمال المعمارية التي أنشئت برعايته مثل القلعة الحم88راء ال88تي أشرنا إليها سابقا و مسجد اللؤلؤة القريب من تاج محل و المسجد الج88امع الماث88ل في

دلهي القديمة و غيرها من اآلثار.

217ص:

كان شاه جهان اوفر المغول العظ88ام ث88روة و ق88د وج88د في خزائن88ه بع88د االس88تيالء على ملي88ون روبي88ة، و ك88ان ال88ذهب و الفض88ة و240 ك88رور روبي88ة أي بح88دود 24قص88ره

مليون روبية، و ذلك يدل على أنه م88ا150 كرور أي 15المجوهرات التي تركها تساوي كان محتاجا الى زيادة الضرائب على شعبه ليجابه النفقات الكثيرة التي كان ينفقها.

و كانت الزراعة و الصناعة مزدهرتين في عصره حتى كانت منسوجات الهند تصدر الىاوربة.

و في النزهة: »و كان أشهر ملوك الهند و أبذلهم، أفتتح أمره بالعدل و الس88خاء، و رف88ع سجدة التحية التي اخترعها جده أكبر شاه، و أزال المظالم من البالد و عمرها، و أخم88د

الفتنة و البدع88ة، و أس88س المس88اجد و المش88اهد، و ك88ان كث88ير اإلحس88ان الى الس88ادة و العلم88اء، قص88دته الن88اس من جمي88ع البل88دان فغم88رهم باحس88انه، و ك88ان عص88ره أحس88ن

األعصار و زمانه أنضر األزمنة«.

و ك88ان محب88ا للعلم مش88جعا على الت88أليف و ي88ذكر المؤرخ88ون ان العالم88ة عب88د الحكيم السيالكوتي )راجع هذه المادة( ألف بأمره كتبا كثيرة و كان يعطيه في العام مائ88ة ال88ف روبية، و قد اتخذ اللغة االوردية اللغة الرسمية في عه88ده و ش88جعها و ف88رض التخ88اطب بها و قال ول ديورانت: »لقد كانت أعوامه الثالثون التي قضاها في الحكم بمثاب88ة األوج في ازدهار الهند و علو مكانها، لقد كان هذا المل88ك الش88امخ بأنف88ه حاكم88ا ق88ديرا، و لئن أهلك أنفسا كث88يرة في حروب88ه الخارجي88ة، فق88د هي88أ لبالده جيال ك88امال من الس88الم، كتب حاكم بريطاني عظيم لبمباي، هو »مونتستيوارت إلفنستون« يقول: »إن من ينظ88ر إلى8اب الوطن8يين إنم88ا يس8رفون في الهند في حالتها الراهنة ق8د يمي8ل الى الظن ب8أن الكت وصف ثراء البالد قديما، و لكن المدن المهجورة و القصور الخاوية و القنوات المسدودة التي ال تزال نراها، بما هناك من خزانات كبرى و جسور في وس88ط الغاب88ات، و الط88رق المتهدمة و اآلبار و محطات القوافل التي كانت على امتداد الط8رق الملكي8ة، ك8ل ذل8ك يؤيد شهادة الرحالة المعاصرين بحيث يميل بنا إلى العقيدة بأن ه88ؤالء الم88ؤرخين ك88انوا

يقيمون أقوالهم على سند صحيح«

giaHو في نظر .W .T،فان شاه جهان كان على حظ قلي88ل من المق88درة العس88كرية قاسيا

218ص:

88ة تع88وض ه88ذه الس88يئات هي حب88ه الجم غدارا ليس له وازع من ضمير، و قد اتصف بخل لزوجته ممتاز محل، الذي عد قبرها البديع تذكارا باقيا على الزم8ان، أذ أنه8ا ت88وفيت في اوائل عهده، فأطلق لشهواته العنان. بعد وفاتها، كان في حكمه مستبدا ظالما، و ه88و ال

يستحق الثناء الذي اسبغه عليه بعض المؤرخين المحدثين.

شاه جهان و النهاية المؤلمة:

ه مرض شاه جهان مرضا شديدا و كان له أربعة أوالد أورنك1068 م- 1657في سنة زيب و دارا شكوه و مراد و شجاع و كان لكل منهم والي88ة يحكمه88ا فلم88ا م88رض اس88تلم دارا زمام األمور بيديه و كان هذا اإلبن مقربا من والده فأث88ار ذل88ك حس88د إخوت88ه و بع88د حروب عديدة و منازعات انتصر ولده أورنك زيب على بقية إخوته و ج88اء إلى العاص88مة بعسكره فاستقبل استقباال كبيرا من كافة القواد و رجال الحاش88ية و األم88راء، و اس88قط في يد والده الملك المريض حتى أنه هو اآلخر هنأ ولده بالنص88ر!! و منح88ه لقب و دع88اه

إليه، و بينما كان أورنك زيب يهم بالذهاب إلى أبيه جئي إليه برجل يحمل كتابا من ش88اه جهان إلى دارا )ابن السلطان الذي يؤثره على بقية اخوته( و في88ه ي88دعوه إلى الثب88ات و المقاومة فأوغرت الرسالة تلك صدر أورنك زيب حقدا و غضبا و غيرة و سار إلى قص88ر

م و أعلن1658والده الملك في آكره و قبض على وال88ده و س88جنه و ك88ان ذل88ك س88نة م و بل88غ من1657 ه- 1067)أورن88ك زيب( نفس88ه ملك88ا جدي88دا في ذي القع88دة س88نة

عقوقه ان استمر والده الملك شاه جهان في حبسه نحو ثماني سنين حتى توفي سنة ) سنة. و هكذا حكم القدر الذي ال مرد له أن تج88رع74( و له من العمر 1666 ه- 1076

هذا السلطان غصصا بعد غصص، من فقدان الحبيبة إلى حبس88ه علي ي88د أق88رب الن88اسإليه و ذلك حال الدنيا و لسان حالها:

حذار حذار من غدري و فتكي!!هي الدنيا تقول بملء فيها

و قد ص88نف في اخب88اره مجموع88ة من الم88ؤرخين منهم محم88د ص88الح في كتاب88ه »عم88ل صالح« أرخ فيه لشاه جهان من الوالدة إلى الوفاة، و أمين بن الحسن القزوينى و كتابه »بادشاه نامه« من بدء جلوسه إلى عشر سنين، و ص88نف عب88د الحمي88د الاله8وري كتاب88ه

»بادشاه نامه«

219ص:

في أخبار عشرين سنة من مدته، و كمله محمد وارث من عشرين إلى ثالثين، و ص88نف محمد طاهر بن أحسن الله الكشميري كتابه »شاهجهان نام88ه« في أخب88اره، لخص في88ه األخبار من »بادشاه نامه« لعبد الحمي88د الم88ذكور ثم أض88اف عليه88ا م88ا وق88ع بمس88معه و

مشهده إلى آخر أيام الملك.

من أعالم عصر شاه جهان:

ه1070- 1024* األمير دارا شكوه

1092- 1023* األميرة جهان آرا بيكم

1067* عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي ت

1045- 989* محمد جالل الدين الحسيني الكجراتي

1067* األمير علي مردان خان ت

1066* ستى خانم اآلملي ت

1073* محمد سعيد مير جملة ت

1081* محمد شفيع اليزدي ت

11* محمد طاهر آشنا التربتي القرن

* علي بن محمد جواهر رقم الخطاط

* محمود الكيالني البهشتي

1018* صادق بن صالح االصفهاني ولد

1056* محمد حبان القدسي المشهدي ت

1073* داود بن عناية الله االكبر آبادي

1052* شيدا مال ت حدود

1050* محمد معصوم التستري بعد

1053* محمد معصوم الهندي كان حيا

1061* محمد هاشم الكيالني ت

1075* حسن بن أبي الحسن المشهدي ت بعد

1050* فتح الله الشيرازي بعد

220ص:

1050- 1000* عالء الدين الشوشتري حدود

1064* يحى الكاشاني الحسيني ت

1088* علي رضا الشيرازي تجلى

1046- 1004* ابو المعالي الشوشتري

1020* شريف الدين شوشتري ت

1088* اسماعيل البلكرامي حدود

ه1081* دانشمند خان

1045* محمد سعيد الكرمرودي

1059* المال محمد كاشف قبل

م(1659- 1615 ه/ 1070- 1024دارا شكوه )

دارا شكوه: أكبر أبناء شاه جهان، و أمه أرجمند بانو ممتاز محل. و ق88د ول88د في أجم88ير . و في ع88ام1615 ه و العش88رين من م88ارس ع88ام 1024 صفر 9في التاسع من صفر

تزوج من ابنة عمه نادرة بيكم ابنة األمير برويز و حفيدة جهانكير.1633

فولدت له ابنة واحدة اسمها جاني بيكم أو جهان زيب بانو. و ولدين ذكرين هما سليمان شكوه و سبهر شكوه قرأ العلم على ميرزا شيخ بن فصيح الدين الهروي و على غ88يره، و تعلم الفنون الحربية، و بايع في أول وقته الشيخ شاه محمد البدخشي و اجتمع بش88يخ شيخه محمد مير بن سائنده السيوستاني بالهور غير مرة و كان أكبر أوالد أبيه، عهد ل88ه والده بوالية الملك بعده، و ألقى بيده زمام األمور في حياته لمرضه، و لقب88ه ش88اه بلن88د إقبال، فسخط عليه إخوته، و قد تفرق الناس فيه إلى فرقتين: إحداهما تقول: إنه ك88ان صوفيا صالح العقيدة و يستشهدون بمصنفاته المشهورة، و أخرى تقول: إنه كان فاس88د العقيدة، و يستشهدون بأفعاله و بمصنفاته األخرى كترجم88ة او بانيش88اد، ق88ال بعض ان88ه ظفر بنسخة من ذلك الكتاب فاذا هو قد نقش في عنوان ذلك الكت88اب تص88اوير عظم88اء

الهنود مكان

221ص:

حيم« و قال في خطبة الكتاب إنه لب القرآن و إنه س88ر مكن88ون حمن الر ه الر »بسم الل ال يمسه إال المطهرون!! إلى غير ذلك، قالوا: إنه استقدم أحبار الهنود من مدينة بنارس

إن دارا كان أميرا صريحا، أبي88ا، ك8ريمenotsnihPlEفترجموه بأمره، و يقول إلفنستون الس88جايا، ب88ذوال، ح88ر ال88رأي ص88ريحا في عداوت88ه، و لكن88ه ك88ان مته88ورا ال يص88بر على المعارضة، يرى ان مقتض88يات الح88رص المألوف88ة من أم88ارات الض88عف و التحاي88ل و ق88د جعلته معظم ه88ذه الس88جايا على النقيض من أخي88ه األص88غر أور نك88زيب، و من ثم ك88ان يلقبه ب »النمازى« )أي المتظاهر بالتدين( و كان طلعة كجده العظيم أكبر، و كان كثير

االحتف8ال بالتص8وف و غ88يره من مس8ائل ال8دين و ك8انت تع88وزه براع8ة ج88ده الحربي88ة وإقدامه.

دارا شكوه في معترك األحداث حروبه و نهايته:

ق88ام1653لم يوفق دارا شكوه في حروبه مع اخوته للسيطرة على العرش ففي ع8ام بسعي طويل لفتح مدينة قندهار دون أي نتيجة تحس88م المعرك88ة لص88الحه و ب88الرغم من وقوف والده معه و حكم88ه للدول88ة فعال بع88د أن اعلن الوال88د عن مرض88ه لكن اخوت88ه لم

و الثاني88ة عن88د1658يحتملوه فهزمه اورنك88زيب م88رتين، االولى ق88رب آك88ره في يوني88ه ثم خانه ملك جون األفغاني امير داور و قبض عليه و نقله الى1659أجمير في مارس

ه1070دهلي فقتل فيها ب88أمر من اورنك8زيب ي88وم الجمع8ة غ8رة مح88رم الح8رام س8نة م و دفن بمق8برة ج8ده هم8ايون، و فيم8ا يلي تفاص88يل1659الموافق لنهاية اغس8طس

أوسع لتلك الحمالت الحربية.

ه-1068فمن المعلوم أن شاه جهان أصيب بم88رض أقع88ده عن مباش88رة أم88ور الحكم م، و كان له أربعة أوالد: أورنكزيب، و دارا شكوه، و مراد، و شجاع، و كان لك88ل1657

منهم والية يحكمها. فلما مرض استدعى ابنه دارا شكوه بجانبه ليباشر شؤون الحكم، و كان أكبر إخوته، فأخفى نبأ المرض عنهم، و أخ88ذ يص88رف أم88ور الدول88ة. فظن ش88جاع و مراد أن أباهما توفي، و اتهم88ا »دارا ش88كوه« بقتل88ه، و أراد ش88جاع أن ي88ذهب إلى آك88را بجيشه لينتقم ألبيه، و لكن أورنك88زيب نص88حه ب88التريث، و أك88د ل8ه أن أب88اه حي، و أتف88ق اإلخوة الثالثة على إبعاد دارا شكوه، و الحيلولة بينه و بين الملك بحجة أن ذل88ك يق88وض عرش المغول. و لما أفاق شاهجهان من مرض88ه، و وق88ف على ث88ورة أبنائ88ه على »دارا

شكوه« غضب

222ص:

عليهم، و ارسل ينصحهم بالهدوء و الخضوع.

لكن دارا شكوه لم يكتف بهذا، بل جرد حملة بقيادة ابنه سلمان لتأديب أخي88ه ش88جاع، وكذلك أرسل الجيوش بتأديب بقية أخوته.

أما شجاع فقد التقى بجيش سلمان عند بنارس، فانهزم و ف88ر إلى البنغ88ال، و في ذل88ك الوقت ك88ان »ارنك8زيب« ق88د تح88رك بجيش88ه من »بره8ان ب88ور« في ال8دكن متجه88ا الى »اك88را«، و انض88م إلي88ه أخ88وه »م88راد بخش« في »م88الوا«، و في الطري88ق أرس88ل »أورنكزيب إلى جسونت سنك« القائد الراجبوتي الذي أرسله »دارا« لتأديب أخوي88ه، و قال له: إنني أريد زيارة أبي ال الحرب، فإما أن تصاحبني، و إم88ا أن تتنحى عن ط88ريقي

بدال من سفك الدماء، و لكن القائد الراجبوتي لم يس88تجب ل88ه، ف88وقعت الح88رب بينهم88ا م، و انتهت بهزيم88ة »جس8ونت« و ف88راره بع8د القض88اء1657 ه- 1067في رجب سنة

على كثير من رجاله الراجبوت.

و ت88ابع »اورنك88زيب« س88يره نح88و العاص88مة »أك88را«، في ال88وقت ال88ذي ب88دأ ال88رعب و اإلضطراب يدب فيها بعد أن وصلتهم أنباء انتصاره، و متابعة زحفه نحو العاص88مة، ح88تى أراد شاهجهان أن يفر الى دلهي، و لكن8ه آث88ر البق8اء لعل8ه يس8تطيع الص8لح بين أبنائ8ه و إنهاء الحرب بينهم، و لكن »دارا« كان مغترا بقوته، و باإلمكانات التي تحت يده، معتقدا أنه سيقبض على إخوته بكل سهولة، و لذلك ك88ان يث88ور على فك88رة المص88الحة، و يص88ر

على الحرب و اإلنتقام.

و حقا كانت القوتان غير متعادلتين، فقد كان جيش »دارا شكوه« الذي يزيد عن المائ88ة ألفا فقط، و ال88ذي قط88ع مئ88ات األمي88ال و45ألف ينتظر جيش أورنكزيب و مراد البالغ

أنهكه التعب.

ميال، و ب88دأت الم88دافع30و تالقت القوتان في رمضان جنوب شرق »أك88را« على بع88د عمله88ا، ثم هجمت ق88وات »دارا ش88كوه« على جن88ود ال88دكن، فوق88ع الخل88ل في ص88فوف الدكنيين و لكن »أورنكزيب و مراد« صمدا للمعرك88ة ص88مودا عجيب88ا، فق88د كان88ا يعرف88ان مصيرهما لو لحقت بهما الهزيمة، و تدخلت األقدار في المعرك88ة لتص88ل به88ا الى نهايته88ا المق88درة، فلقي »رام س88نك« قائ88د الراجبوت88يين في ص88ف دارا حتف88ه، حين هجم على

»مراد« يريد

223ص:

القضاء عليه، فتفرق جنوده الراجبوت، و وقع الخل88ل في ص88فوفهم، و في ذل88ك ال88وقت وقعت الكرة الملتهبة التي كانوا يستعملونها في الح88رب على رأس الفي88ل ال88ذي يركب88ه »دارا« و انفجرت، فتركه و ركب فرس88ا، و رأى جن88وده ه88ذا فظن88وا أن88ه يت88أهب للف88رار سريعا من المعركة، فخارت ق88واهم المعنوي88ة، و أخ88ذوا يف88رون من المعرك88ة، و لحقهم »دارا« يسابقهم في الفرار حتى وص8ل إلى آك8را و لكن8ه لم ي88ذهب الى أبي8ه خجال مم8ا

أصابه، بل أخذ بعض المال و الجواهر و زوجته و أوالده، و تابع فراره الى دهلي.

و في ثالثة أيام كانت الجنود الظافرة أمام العاصمة معسكرة. و استقبل اورنكزيب في طريق88ه و في معس88كره كب88ار رج88ال الحاش88ية و الق88واد و األم88راء. مهن88ئين مق88دمين خضوعهم له، و لم يفت شاهجهان أن يشترك ك88ذلك في تك88ريم ابن88ه المنتص88ر، فأس88ل إلي88ه س88يفا مرص88عا ب88الجواهر، و ق88د نقش علي88ه اللقب ال88ذي منح88ه إي88اه، و ه88و لقب »عالكمير« أي آخذ العالم و سيده، و لكنه لم يثق بوالده و لم ي88ترك األم88ر في ي88د أبي88ه

المريض، لئال يستعيد دارا شكوه و يمكن له في الملك، و ل88ذلك دخ88ل العاص88مة و قبض على أبيه و اعتقل88ه في القلع88ة، و ق88د قض88ى ش88اهجهان في ه88ذا االعتق88ال نح88و ثم88اني

م.1666 ه 1076سنوات مرة حتى توفي سنة

فر »دارا« إلى دهلي منهزما، فكان على أورنكزيب و مراد أن يتعقباه بع88د أن خال لهم88ا الجو في »أكرا« حتى يقضيا عليه نهائيا و لكن خلو المجال لهما جع88ل كال منهم88ا يطم88ع في الملك، و بدأت حاشية كل واح88د ت8زين ل8ه أن8ه األج8در و األح8ق، و تعم8ل ل8ذلك م8ا استطاعت، و أحس أورنكزيب بهذا الذي يدبره أخ88وه و حاش8يته، و في ليل8ة ك8ان م8راد مخمورا فأركبه على فيل، و ساقه، إلى قلعة سليم في دلهي، ثم نقله إلى س88جن قلع88ة

»كواليار« المعروفة بسجن األمراء، و بذلك انتهى أمر مراد.

م أعلن أن88ه ص88ار ملك88ا على الهن88د خلف88ا ألبي88ه،1657 ه- 1067و في ذي القعدة سنة لكنه أجل االحتفال بذلك ح88تى يف88رغ من مش88اكله م88ع دارا ال88ذي ف88ر إلى اله88ور، و م88عشجاع الذي عاد من بنكال إلى بنارس، و بدأ يعد العدة هو اآلخر لإلستيالء على العرش.

224ص:

تعقب دارا شكوه في اله88ور، ثم في ملت88ان ح88تى ف88ر الى الس88ند، فارس88ل بعض قوات88ه لمطاردته و القبض عليه، و رجع هو إلى دهلي ليحل مشكلته مع شجاع الذي أعد عدت88ه

للهجوم على أخيه.

و كان السادات حكام إل88ه أب88اد و بن88ارس يعاونون88ه، و أم88دوه بفيل88ة مدرب88ة على القت88ال رطال، تحركه88ا في اله88واء و تض88رب به88ا ذات اليمين و ذات240بسالسل زنة الواح88دة

الشمال فال يبقى أمامها جن88دي واح88د، و حين تالقى الجيش88ان و هجمت ه88ذه األفي88ال و هي مخمورة حدثت الفوضى في صفوف أورنكزيب، حتى اض88طر ه88و لل88نزول الى قلب المعركة، و قيد فيله حتى ال يفر، و أمر بضرب النار على ركاب الفيلة، فسقطوا و فرت فيلهم، و أخذت الدائرة ت88دور على ش88جاع و جن88وده فالذ ب88الفرار، و تعقب88ه بعض الق88واد

حتى بنكال فآسام، و هناك أختفت آثاره. و استراح اورنكزيب منه.

و لكن ما زال أمر »دارا« معلقا لما ينته بعد، و قد عاد من السند الى أجمير و أخذ يع88د عدته للهجوم، فخرج إليه ارونكزيب و هزمه ففر، و خال الجو أو كاد من المنافس88ين ل88ه،

1069و لذا بدأ يعد العدة لإلحتفال بجلوسه على العرش، و كان ذلك في رمضان س88نة م و في تلك األيام وصلته األنباء بالقبض على دارا شكوه في السند و إرساله1659ه-

إليه، و انتهى األمر بقتله بعد أن اعتمد الملك على فتوى من العلم88اء الم88ارقين ب88دعوى )خروجه على الدين، و محاربته الحاكم الشرعي( مع أن دارا هو الوريث الشرعي بحكم

سنه و تأييد والده له و دفن في مقبرة همايون، و بذلك صفا الجو ألورنكزيب.

آثاره:

و ه88و مص88نف ع88دة كتب ذكره88ا ري88و في فه88رس المخطوط88ات الع88ربي ب88المتحف البريط88اني، و أش88هرها »س88فينهء أولي88ا« و ه88و سلس88لة من الس88ير المختص88رة ألولي88اء المسلمين، و قد طبع طبعة حجرية في لكهنو. و نجد بيان88ا ك88امال لمحتويات88ه في فه88رس

.316 و 274، ص 647 للمخطوطات الفارسية في مكتب88ة وزارة الهن88د، رقم ehtEإتيه الكثير عن دارا ش88كوه، و ق88د اتص88ل ب88هicetunaM و منوتشيreinreBو قد ذكر برنيه

egdireveBكل منهما ]بفردج .H 5 نزه88ه 76-88 88/75 9 [ دائ88رة المع88ارف االس88المية/ 6، مجلة لغة العرب ج 221 رقم 146- 145

225ص:

. و من كتب88ه األخ88رى: كت88اب في التط88بيق فيم88ا بين م88ذهب379-88 378 ص 5الس88نة الهنادك و أهل االسالم و كت88اب س88كينة األولي88اء، و ال88بر األك88بر، و األعظم و رس88الة في المعارف، و مجمع البحرين و بنكهت مندك، و حق نما و الرسائل الثالث األخيرة نش88رها

.1335سيد محمد رضا جاللي نائيني في ايران

و نشر المستشرقان كليمان هوار و ل88ويس ماس88ينون، كت88اب مح88اورات اله88ور بين دارا في1926شكوه و الزاهد الهندوكي بابل لعل داس و طبع في باريس. المطبعة األهلية

ص. ب88اللغتين الفارس88ية و الفرنس88ية و من الكتب ال88تي ص88نفت ل88ه الطب ال88دار50شكوهي صنفه الحكيم نور الدين الشيرازي.

م(1681- 1614 ه/ 1092- 1023جهان آرا بيكم ابنة االمبراطور شاه جهان )

»جهان آرا بيكم« و اشتهرت ب »بيكم صاحب« و تعرف أحيان8ا ب »بادش8اه بيكم« هي ه،1023 ص88فر 21أك88بر من بقى من ذري88ة ش88اه جه88ان على قي88د الحي88اة، ول88دت في

و لعل ذلك كان في أجم88ير، و أمه88ا أرجمن88د ب88انو أو ممت88از مح88ل أو1614مارس عام ممتاز الزماني ابنة آصف خان و ابنة عم نور جهان، و هي التي شيد من أجلها تاج مل و أخذت القراءة و التجويد عن س88تى خ88انم أخت الفقي88ه اآلملي، و تعملت الخ88ط و اللغ88ة الفارسية عنها و تأدبت عليها، و ب88رعت في اإلنش88اء و الش88عر و ت88دبير الم88نزل و فن88ون أخرى، و نالت من والدها منزل88ة جس88يمة ح88تى ص88ارت محس88ودة عن88د إخوته88ا و ك88انت اقطاعها تغل ستين مائة ألف )ستة ماليين(، مائة ألف في كل سنة، و كانت تب88ذل كله88ا في الخيرات و المبرات، و لها مصنفات منها )مؤنس األرواح كت88اب في أخب88ار المش88ايخ

الجشتية(.

لم تتزوج جهان آرا قط، و قد أمتازت بحسنها و ثقافتها و محبتها ألبيها و أخيها و لشيخها و من88وجيreinreBدارا ش88كوه ال88تي أخ88ذت علي88ه الطريق88ة. و جم88ع ك88ل من برنييه

iccunaMأقاويل كثيرة في حقها. و قد برأها منوجي من إحدى الشنع ال88تي رميت به88ا إال أنه أساء اليها و ظلم برنييه بقوله إن برنييه اتهمها ب88دس الس88م لوليه88ا. و ق88د تك88ون

لجهان آرا زالتها، فمع، عنوستها التي ال بد لها فيها لم

226ص:

تكن خليقة أن تؤدي بها إلى الطريق القويم، و مع ذلك فقد كانت كريمة محسنة و ابن88ةبارة بأبيها عندما تقدمت به السن و ألقى ب88ه في غي88اهب الس88جن، و من هن88ا ك88ان كين

eneeKمحقا في تسميتها بالراهبة المغلية. و كانت جهان آرا شديدة التمس88ك باه88داب الدين، و قد كتبت س88يرة لمعين ال88دين جش88تى األجم88يرى أح88د األولي88اء المحب88بين إليه88ا

naisreP)انظر .M .B fo eugolataC ,.ssM و نجت بص88عوبة من357، ص 1 ج ) ، فقد كانوا يحتلفون في آكره بعيد ميالدها وفق88ا للتق88ويم1644الحريق في مارس عام

الشمسي ال القمري، و في عودته88ا إلى غرفته88ا بع88د أن ألقت تحي88ة المس88اء على أبيه88ا أمسكت نار سراج بقميصها المصنوع من حرير ال88دكن الرقي88ق و أص88ابتها ح88روق بالغ88ة في صدرها و ذراعيها، و احترقت أيضا و صيفاته األربع الالئى حاولن انقاذه88ا. و الظ88اهر أن اثنتين منهن أو أكثر توفين متأثرات بالحروق التي أص88ابتهن. و ق88د ش88يدت جه88ان آرا

م1648- 1644المسجد الجامع في آكره خارج القلعة أو أقل إنه شيد إكراما لها، عام و ربم8ا ك88ان ت88ذكارا لنجاته88ا، و ق8د انفقت علي88ه نص8ف ملي88ون من النق8ود كم88ا في ب8اد شاهنامه. و ابتنت أيضا مقبرة لها خارج دهلي ب8القرب من ق88بر نظ8ام ال8دين أولي88ا أح88د مشاهير األولياء عند طائفة الجشتية. و نقش على قبره88ا كلم88ات م88ؤثره من تأليفه88ا. و

من طبع88ة39ذكر النص األصلي لهذه الكلمات سيد أحمد في كتاب آثار الص88ناديد )ص بترجم88ة ه88ذا النصeneeK و كينkciwtsaE( و قام كل من ايستويك1895لكهنو عام

(. و توفيت جهان آرا37، ص 1872 كلكته عام ihleD fo koobdnaH :eneeK)انظر في1681 ه الموافق الس88ادس من س88بتمبر ع88ام 1093 رمضان سنة 3في دهلي في

ايام صنوها عالمكير، فدفنت بدهلي في حظ88يرة الش88يخ اإلم88ام نظ88ام ال88دين محم88د بن أحمد البدايوني، و قبرها محاط بالتفاريج من بيض الحجارة المنحوتة غير مس88قف تعل88و

عليه الخضرة، و قد كتبوا على الرخام هذا البيت من إنشائها و نصبوه عند رأسها:

ك88ه ق88بر ب88وش غريب88ان همين كي88اهبغير سبزه نبوشد كسى مزار مرابس

lacihPargoiB لق888888اموسeneeKو هن888888اك أخب888888ار مفص888888لة عنه888888ا في طبعةlatneirO :elaeB yranoitciDكما توجد إشارات عنها في كل من »باد شاهنامه« و

»خافي خان«.

.178 رقم 125/ 5، نزهه 7 [ دائرة المعارف االسالمية ج egdireveB .H]بيفردج

227ص:

ه(11قندهاري بيكم )القرن

هي األميرة الفاضلة قندهاري بيكم بنت مظفر حس88ين بن حس88ين بن به88رام بن الش88اه اس8ماعيل األول )االم8براطور الص8فوي االي8راني( تزوجه8ا االم8براطور ش8اه جه8ان بع8د

االميرة ارجمند بانو، و لم يعرف إذا كان قد انجبت له اوالد أم ال.

م(1656 ه/ 1067عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي )ت

الشيخ عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي الهندي، قال عبد الله افندي:

كان من أكابر العلماء و من مشاهير الفضالء في البالد الهندي88ة، و ق88د ك88ان معظم88ا في تلك البالد و في الغاية لدى الس88لطان. و بالجمل88ة ك88ان )ق88دس س88ره( عالم88ة عص88ره و فهامة دهره جامع لسائر العل88وم حاف88ل، و ق88د ت88وفي به88ا في عص88رنا، و ل88ه حواش88ي و

مؤلفات جيدة حسنة مشهورة متداولة بها.

و اعلم أن88ه ق88د اش88تهر ه88ذا الفاض88ل بين أهله88ا بكون88ه من علم88اء أه88ل الس88نة، و لكن سماعي من بعض الثق8ات من أه8ل ي8زد ممن س88افر الى تل88ك البالد حكاي88ة وص8ية من88ه لولده المولى ابو لهادي دالة على تش88يعه و حس88ن عقيدت88ه و أن88ه ك88ان يعم88ل في م88دة عمره في تلك البالد بالتقية، و أنه قد كانت عن88ده كتب الش88يعة موج88ودة محفوظ88ة في صندوق مقفل مفتاحه محفوظ عند نفسه من الكتب األربعة في الحديث لالمامية و من سائر كتب االحاديث للشهيد من المشهورا و غيرها، و قد كانت في ذلك الصندوق تحت الكتب المذكورة رسالة مجزأة غير مجلدة حسنة ج88دا من مؤلف88ات نفس88ه في االمام88ة تق8رب من ثالث88ة آالف بيت محتوي88ة على اثب88ات أدل8ة الش8يعة و على ابط8ال حجج أه8ل

السنة في مسألة االمامة، و قد وصاه بالعمل بها.

و حكى لي ذلك الثقة أنه رأى تلك الرسالة، و ك88ان ق88د استنس88خ منه8ا الفاض88ل الجلي88ل االميرزا معز الدين محمد بن االميرزا فخر الدين محمد المش88هدي أيض88ا في بل88دة اك88بر

آباد من بالد الهند.

228ص:

ثم من مؤلفاته أيضا حاشية طويلة الذيل على تفسير البيضاوي في غاية الج88ودة، و ق88د رأيت ببلدة هرات منها مجلدا من أولها، و هي ما كتبه على الج88زء األول من الق88رآن، و قد ألفها للسلطان شاه جهان محمد ملك الهند، و لعل88ه لم يخ88رج من تل88ك الحاش88ية اال

ذلك المقدار.

في كتاب88ة س88بحة1200قال الميرزا غالم علي آزاد البلك88رامي الهن88دي المت88وفي س88نة ه:1177المرجان الذي ألفه سنة

]هو عمدة العلماء الفناجبة و البدر التم في الشهب الثاقب88ة، )الفناجب88ة جم88ع الفنج88ابي، نسبة إلى الفنجباب معرب بنجاب بالباء الفارسية و هو ملك وسيع في الج88انب الغ88ربي من دهلى و عبارة عن صوبتين الهور و ملتان. مولد المال و منش88أه و س88يالكوت بكس88ر السين المهملة و بالتحتانية، األلف و سكون الالم و ضم الك88اف و س88كون ال88واو آخره88ا فوقانية، بلدة من توابع الهور(. شمر ذيله في عنف88وان س88ن التمي88يز على طلب العلم و تلم88ذ على المال كم88ال ال88دين الكش88ميري نزي88ل س88يالكوت ال88ذي ك88ان أس88تاذا للمج88د السهرندي، و في مدة قليلة أبدر هالله و بل88غ النص88اب مال8ه و ك88ان في عه88د الس88لطان جهانكير مشتغال بإفادة العلوم في مصره معتنيا بإدارة الجمهور من عصره و لم88ا جلس السلطان شاه جهان بن جهانكير على السرير و تصدى لترويج العلم و العلماء النح88اريره الس88لطان باإلكرام88ات و اإلنعام88ات جاء المال مرارا إلى س88دة الس88لطنة العلي88ا و خص88 الجلى و وزنه مرتين في الميزان )بالفضة، و كانت هذه ع88ادة المل88وك الق88دماء الظه88ار احترامهم العلماء( و سلم ل8ه م8ا ج88اء في ال8وزان و ه8و في ك88ل م8رة س8تة األل8ف من الرب88ابي و أيض8ا أنعم علي88ه بق8رى متع8ددة به88ا ك88ان يعيش في النعم الوافي88ة و يص8رف

من ش8هر ربي8ع األول س8نة18األوقات في التدريس و التصانيف العالية حتى توفى من ه و دفن بسيالكوت و له تصانيف غراء دائرة في األمم رائجة في ديار الع88رب و1067

العجم ...([.

ثم ذكر مؤلفاته و تصانيفه و نقل عن سبحة المرجان نص العب88ارات القن88وجي المت88وفى في كتابه أبجد العلوم و ذكره المحبي في خالص88ة األث88ر و ق88ال: )... عالم88ة1307سنة

الهند و إمام العلوم و ترجمان المظنون فيها و المعلوم كان من كبار العلم88اء و خي88ارهم مستقيم العقيدة صحيح الطريقة صادعا بالحق مجاهرا به األمراء األعي88ان و ك88ان رئيس

العلماء عند سلطان

229ص:

الهند خرم شاه جهان ال يصدر إال عن رأيه و لم يبلغ أحد من علم88اء الهن88د في وقت88ه م88ا بلغ من الشأن و الرفعة و ال انتهى واحد منهم إلى ما انتهى إليه جمع الفضائل عن ي88د و حاز العلوم و انفرد و افنى كهولته و شيخوخته في االنهماك على العلوم و ح88ل دقائقه88ا

و مضى من جليها و غامضها على حقائقها و ألف مؤلفات عديدة ..(.

ترك المترجم له مؤلفات بين مخطوط و مطبوع منها:

- حاشية على تفسير أنوار التتريل للقاضي البيضاوي ألفها للسلطان شاه جهان محمد1 - كت8اب التوحي8د2 ه. 1270طبع بهامش تفسير البيضاوي الم8ذكور في اآلس8تانة مس8ة

- حاش88ية على3 تحت عن88وان عقائ88د عب88د الحكيم الس88الكوتي. 1306طبع في اآلستانة -88.4 1290المطول للسعد على متن التلخيص في علم البالغة طبع في اآلس88تانة س88نة - حاش88ية5كتاب زبدة األفكار في التوحيد طبع عدة مرات في الهن88د و مص88ر اآلس88تانة.

على شرح الجرجاني لقسمي التصورات و التص88ديقات في المنط88ق طب88ع في اآلس88تانة.1269سنة

- حاش88ية على88.7 1320- حاشية على القطب على الشمسية في المنطق طبع سنة 6 - حاش88ية على التل88ويح لس88عد ال88دين التفت88ازاني في8تحرير القواعد المنطقية للرازي.

- حاشية على حاشية عبد الغفور الالري على الفوائد الضيائية في النح88و9علم األصول. - كتاب إثبات اإلمامة و إبط88ال88.10 1277. ثم اآلستانة سنة 1356طبع في بوالق سنة

حجج المخالفين في قرب ثالثة آالف بيت )مخطوط(.

،204، م88آثر الك88رام 36، تذكرة علماء لمحمد حس88ين آزاد/ 88/351 2- ]خزينة االصفياء ،78-8 8/77 3، رياض العلماء 315-8 8/314 6، طبقات اعالم الشيعة 8/417 2بروكلمان

-88/318 2 )طب88ع الحج88ر(، خالص88ة األث88ر 66، سبحة المرجان/ 110تذكرة رحمان علي/ ،88/504 1، هدي88ة الع88ارفين 88/95 5، معجم الم88ؤلفين 88/233 3، ابج88د العل88وم 319

(، األدب1976- طبع88ة 172-88 88/170 1 س88بحة المرج88ان 122-88 88/121 8مس88تدركات [.31العرب في الهند

م(1635- 1581 ه/ 1045- 989محمد بن جالل الدين الحسيني الكجراتي )

هو السيد الصالح محمد بن جالل بن الحسن بن عبد الغفور الحسيني البخاري

230ص:

الكجراتي، كان من نسل محمد بن عبد الله الحسيني البخاري، يرجع إليه نس88به بخمس وسائط، ولد في رابع عشر من رجب سنة تسع و ثمانين و تس88ع ب88أرض كج88رات، و من

االتفاقات العجيبة أن88ه عم88ل تاريخ88ا لوالدت88ه بع88د بلوغ88ه س88ن الرش88د من ق88ول س88عديالشيرازي:

من و دست و دامان آل رسول

قرأ العلم على أساتذة عصره، ثم الزم أباه و أخذ عنه الطريقة، و ق88رأ علي88ه بعض كتب تولى الشياخة مكانه.1003الحقائق و المعارف، و لما مات والده سنة

قال الخوافي في »مآثر األمراء« إنه كان شيعيا، و في »عمل ص88الح« إن88ه ك88ان ص88وفيا ماهرا في التصوف، ذا سخاء و إيثار، كان يبذل على الفقراء و المساكين كل ما تحص88ل له من النذور و الفتوحات، و كان يصرف في عرس جده محم88د بن عب88د الل88ه الم88ذكور مائة ألف من النقود، لقيه شاهجهان ابن جهانكير الدهلوى مرتين، مرة في والية عه88ده

و مرة في عهد السلطنة، و من مصنفاته الجمعات الشاهية في األذكار و األشغال.

توفي في ثاني عشر من رجب سنة خمس و أربعين و ألف، و ق88بره في حظ88يرة ج88ده،كما في »مرآة أحمدي«.

، مآثر األمراء.561/ رقم 5- نزهه

م(1656 ه/ 1067علي بن علي مردان خان )ت

األمير الكبير علي بن علي الشيعي القندهاري أمير األمراء نواب علي مردان خان، أح88د الرجال لمش8هورين بالعق8ل و ال8دهاء و السياس88ة، ك8ان والي88ا بقن88دهار من قب88ل الدول8ة الصفوية، ولى عليها بعد وفاة وال88ده س88نة أرب88ع و ثالثين و أل88ف في أي88ام عب88اس ش88اه،

فاستقل بها نحو اثنتى عشرة سنة، و لما توفي عباس شاه المذكور قام بالملك

231ص:

حفيده صفي شاه و افتتح أمره بالتعدى على الناس كافة و ترك قن88دهار لص88احب الهن88د سنة سبع و اربعين و ألف و دخل الهن88د، فتق88رب إلى ش88اهجهان بن جه88انكير ال88تيموري سلطان الهند، فواله على كش88مير ثم على بنج88اب ثم على كاب88ل ثم على كش88مير م88رة

ثانية فمات بها.

و كان رجال فاضال كريما بشوش88ا، طيب النفس، حس88ن المحاض88رة، مليح الق88ول جمي88ل الفعال، صاحب عقل و سكون و جرأة و نجدة، له آث88ار ص88الحة في الهن88د من ح88دائق و

أبنية و أنهار و غيرها.

توفي س88نة س88بع و س88تين و أل8ف بم88اجهيواره فنقل88وا جس88ده إلى اله88ور و دفن88وه عن88د والدته، كما في »مآثر األمراء«، و من احفاده العالم و الشاعر األم8ير ن88واب علي ص88در الدين محمد خان بن نواب زبردست خان بن ابراهيم خان بن المترجم له صاحب كت88اب

.1946ارشاد الوزراء، و له ديوان شعر مطبوع بدهلي سنة

.282- 281- مآثر األمراء، مطلع انوار 467 رقم 292- نزهه-/

م(1655 ه/ 1066ستى خانم )ت

أخت طالب اآلملي و زوجة الحكيم نصير الدين الكاشي، كانت فصيحة بليغة بارع88ة في الق88راءة و التجوي88د و ص88ناعة الطب و ت88دبير الم88نزل، اس88تخدمتها أرجمن88د ب88انو زوج88ة شاهجهان فتقربت إليها بحسن تدبيرها فجعلته88ا معلم88ة لجه88ان آرا بيكم، و لم88ا ت88وفيت أرجمند بانو والها السلطان الصدارة في حريمه فاستقلت بها إلى م88دة مدي88دة، ت88وفيت سنة عشرين جلوسية فتأسف السلطان بموتها تأسفا شديدا، و أعطى عشرة آالف من النقود الفضية للتجهيز و التكفين، و دفنها بأكبر آباد و ب88نى على قبره88ا عم88ارة رفيع88ة و بذل عليها ثالثين ألفا، ثم وقف قرية تحصل منها ثالثون ألفا في كل سنة لمصارف تل88ك

المقبرة، كما في »مآثر األمراء«.

232ص:

م(1662 ه/ 1073محمد سعيد االردستاني مير جمله )ت

األمير الكبير محمد سعيد الحسيني االردستاني مير جمله، معظم خ88ان خانخان88ان، س88به ساالرا، كان من الرجال المعروفين بالحزم و السياسة، قدم الهند و دخل حيدر آب88اد في ايام عبد الله قطب شاه و ترقى درجة بعد درجة حتى ن88ال ال88وزارة الجليل88ة به88ا، و فتح القالع و البالد بأرض »كرناتك«، و مأل الخزائن بالذهب و الفضة و الجواهر الثمينة، فلما قربت شوكته توهم منه عبد الله قطب شاه فخرج من حي88در آب88اد و س88ار إلى ع88المكير ثم إلى والده شاهجهان سلطان الهن88د، فأعط88اه الس88لطان س88تة آآلف ل88ه و س88تة آالف للخيل منصبا رفيعا و لقبه »معظم خ88ان« و واله ال8وزارة الجليل88ة، و ع8رض م8ير جمل88ه على السلطان ألماسا كان وزنه ستة عشرة و م88ائتي حب88ة و هي ال88تي يس88مونها »ك88وه نور« و هو اليوم في التاج االنكليزي، و واله عالمكير على »بنكال88ه« و لقب88ه بخانخان88ان،

سبه ساالر، فضبط البالد و فتح الفتوحات العظيمة بآسام و مات بها.

و كان رجال فاضال شجاعا مقداما حازما ماهرا بالفنون الحربية عارف88ا بالحي88ل و الت88دبير،توفي في ثاني رمضان سنة ثالث و سبعين و ألف بخضربور من أعمال بنكاله.

، مآثر األمراء.620/ رقم 5نزهه

م(1670 ه/ 1081محمد شفيع اليزدي )ت

األمير الكبير محمد شفيع اليزدي نواب دانشمند خان، كان من األفاضل المشهورين في إقليم الهن88د، ق88دمها من طري88ق البح88ر و دخ88ل س88ورت س88نة س88تين و أل88ف في أي88ام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهن88د، ف88أمر الس88لطان ل88ه بخمس88ة آالف ربي88ة للزاد و الراحلة و استقدمه إلى حضرته، فلما وصل إليه أمر أن يج88زل علي88ه ن88ذور ي88وم

األحد إلى سنة كاملة، كما في »منتخب اللباب«.

و قال محمد صالح في كتابه »عمل صالح« إن اليزدي قرأ العلم في بالده ثم ورد الهن88د للتج88ارة مض88اربة، ف88ربح في تجارت88ه، اراد أن يع88ود إلى بالده، فلم88ا وص88ل إلى س88ورت استعاده شاهجهان و أعطاه المنصب ألفا لذاته و مائة للخيل، و لم ي88زل في ازدي88اد من

الترقى حتى صار

233ص:

منصبه خمسة آالف لذاته- انتهى.

و في »مرآة جهان نما« أن شاهجهان واله على »بخشيكري« و أضاف إلى منصبه حينا بعد حين حتى صار ثالثة آالف له، و اعتزل في بيته في آخ88ر أيام88ه ب88دهلي، فلم88ا ت88ولى المملكة عالمكير أضاف في منصبه و واله على »مير بخشيكر« ح88تى ص88ار منص88به في آخر أيامه خمسة آالف، و كان عالمكير قرأ عليه »أحياء العل88وم« من أول88ه إلى آخ88ره و

بعض الكتب األخر.

و في »مآثر األمراء« و كان عالما كبيرا غواصا في بحار التحقي88ق، جم88ع أه88ل العلم من الهنود و اإلفرنج فكان يأخ8ذ عنهم و ي88ذاكرهم في العل8وم و الفن8ون ح8تى أص88بح منزل8ه حلقه علم يؤمها سراة البالد و وجهاؤها يتسابقون إلى حديثه، و ك88ان واس88ع االطالع في العلوم ال سيما الفلسفة و التاريخ و التمدن، و كان يعرف اللغات المتنوعة، و كان كث88ير

المطالعة لم يفته كتاب إال طالعه- انتهى.

و في »مآثر عالمكيري« أنه قلد بمير بخشيكرى سنة ثمان و سبعين و ألف فاستقل بها مدة حياته- انتهى. و كان من ندمائه الدكتور برني الرحالة الفرنسوي، ذكره في كتابه و

أثنى عليه.

مات في عاشر ربيع األول سنة إحدى و ثمانين و ألف في أيام عالمكير.

، مآثر األمراء، مرآة جهان نما، مآثر عالم كيري.626 رقم 387- 386/ 5- نزهه

ه(11محمد طاهر ظفر خان أشنا التربتي )القرن

من رجاالت كشمير البارزين و أهل الفضل و من أرباب األدب و أقطاب شعراء الشيعة في الهند ول88د في كش88مير و أخ88ذ العلم و األدب على اعالم الش88يعة هن88اك و تخ88رج في الشعر و فنون األدب على أبيه المولى ظفر خان أحسن الترب88تي ال88ذي ك88ان من رج88ال البالط المغولي في الهند و من أساتذة األدب الفارسي في كش88مير و ل88ه دور ه88ام في نشر األدب و الشعر الفارسي في تل88ك الن88واحي و كم88ا أن ج88ده الخواج88ة أب88و الحس88ن

كان من األدب88اء و ناش88ري األدب الفارس88ي في كش88مير و1042التربتي المتوفى سنة الوزير األعلى في بالط السلطان جهانكير. و المترجم

234ص:

له كان من رجاالت بالط السلطان جهان و في أواخر أي88ام حكومت88ه ف88وض الي88ه رئاس88ة ( في1118-88 1068مكتبة البالط الملكي ح88تى أوائ88ل حكوم8ة الس88لطان اورن88ك زيب )

كشمير ثم ترك جميع مناصبه و مارس حياته األدبية و لقبه السلطان بعناية خان، و قال معاصره الميرزا محم88د ط88اهر النص88ر آب88ادي في كتاب88ه )ت88ذكرة نص88ر آب88ادي( )... لقب88ه

السلطان شاه جهان.

بلقب عناية خان و كان حاد الذكاء .. و أرسل الينا ديوانه مع ديوانه الثاني الح88اوي على غزليات خسرو و كتابا آخر و كان اسلوبه في النظم متينا رائعا جدا و يتخلص في شعره بآشنا ..( أشار الى ديوانه الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريع88ة الى تص88انيف الش88يعة

737 ص 1 كما ذكره صاحب م88آثر األم88راء في ج 7الجزء التاسع من القسم األول ص و غيرهم و يحتوي ديوانه على الغزليات و الرباعيات و القص88ائد762 و 758 ص 2و ج

في اكثر من ألف بيت، و كانت اشعاره في اسلوب رائع، لطيف، سلس متين، كم88ا ان88ه مع ابيه و جده من الناشرين للتشيع في تلك النواحي في الهند و ك88انت دارهم م88أوى و ملجأ و مسكنا للعلماء و الشعراء و األدباء الشيعة المهاجرين من جبل عام88ل و الع88راق

و ايران الى الهند.

ه(11علي بن محمد جواهر رقم الخطاط )القرن

السيد الفاضل علي بن محمد المقيم الخطاط المش88هور بج88واهر رقم، أخ88ذ الخ88ط عن والده عن السيد عماد، و قدم الهند في أيام شاهجهان فجعله معلم88ا لول88ده ع88المكير و لقبه جواهر رقم، و لما قام بالملك عالمكير جعل88ه ن88اظرا على كتبخان88ه، و ك88ان ش88اعرامجيد الشعر، خطاطا بارعا، يكتب النستعليق في غاية الجودة، كما في »مرآة العالم«.

و من شعره:

تا كه دركرد )؟( سرمهفروشينفسم سوخته فرياد خموشي دارم

.469 رقم 293- نزهه/

235ص:

ه(11محمود الكيالني )البهشتي( )القرن

الش88يخ محم88ود الكيالني الش88اعر الملقب في الش88عر ببهش88تي، ك88ان من ن88دماء الش88اه عباس شاه الصفوي ثم غضب عليه المل88ك فحبس88ه في أح88د القالع، ثم أطل88ق س88راحه

فالتحق هذا بسلطان الهند شاه جهان فاتخذه هذا األخير معلما لولده مراد بخش.

مات بمدينة اكبر آباد كما في رياض الشعراء للداغستاني.

م- ت ....(1609 ه/ 1018صادق بن صالح األصفهاني )ولد

الشيخ الفاضل ميرزا صادق بن صالح األصفهاني، أحد العلم88اء الم88برزين في اإلنش88اء و الشعر، ولد في ثالث شعبان سنة ثمان عشرة و ألف بمدينة سورت، و ق88رأ العلم على موالنا شاه محمد الجونب88وري، و موالن88ا عب88د الش88كور البه88اري و الش88يخ محم88د حس88ين الكش88ميري و الش88يخ محم88د ال88يزدي و على غ88يرهم من أس88اتذة الهن88د، ثم تق88رب إلى

شاهجهان.

و له مصنفات عديدة، منها الش8اهد الص8ادق في المحاض88رات، و منه8ا الص8بح الص8ادق- مؤلف ضخم في أربع مجلدات في اخبار األنبياء و األولياء و الملوك و الوزراء و الحكماء و العلماء و الشعراء، صنفه لشجاع بن شاهجهان و كان شاعرا مجيد الش88عر بارع88ا في

كثير من العلوم و الفنون.

و من أبياته قوله:

باز از عالم اسباب برون خواهمسوى ميخانه بتائيد جنون خواهم

آه خواهم شد ار اشك فزونحد اين باديه جز اشك نديد است

لعله مات في ايام الحروب المتواصلة بين شجاع و ع88الم أك88بر اب88ني ش88اهجهان ب88أرضبنكاله.

278 رقم 177- 176/ 5- نزهه

236ص:

م(1646 ه/ 1056محمد جان القدسي )ت

الشيخ الحاج محمد جان المش88هدي الش88اعر المش88هور المتلقب في الش88عر بالقدس88ي، قدم الهند سنة اثنتين و أربعين و ألف، و تقرب إلى ش88اهجهان و ن88ال الص88الت الجزيل88ة منه، ل8ه »بادش88اه نام88ه« منظوم88ة في اخب88ار الس88لطان الم88ذكور، و ل8ه دي88وان الش88عر

بالفارسي، و من شعره قوله:

آسايش دو كيتي برما حرام كردنداينجا غم محبت آنجا جزاى عصيان

توفي سنة ست و خمسين و ألف بمدينة الهور، كما في »سرو آزاد«.

. سرو آزاد )مخطوط(.604 رقم 375- 374/ 5- نزهه

م(1662 ه/ 1073داود بن عناية الله األكبر آبادي )ت

الشيخ الفاضل الحكيم داود بن عناية الله األكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، أخذ عن أبيه و كان والده من أص88حاب الحكيم فخ88ر ال88دين محم88د الش88يرازي فتخرج عليه و قام مقامه بعده، و صار يرجع الن88اس إلي88ه في العل88وم و في معالج88اتهم، فجعله عباس شاه الصفوي ملك الفرس نديما له، و لم يزل يعتمد عليه في األمور حتى توفى إلى الله سبحانه و تعالى، فاعتزل داود في بيت88ه بره88ة من الزم88ان ثم س88افر إلى الحجاز فحج و زار، و ذهب إلى بغداد و البصرة، ثم دخل الهند و وصل إلى أكبر آباد في السابع عشر من صفر سنة ثالث و خمسين و ألف، فتقرب إلى شاهجهان عظيم الهن88د، و تدرج في المناصب العالية حتى بلغ منصبه إلى ثالثة آالف له و ثالثمائة للخي88ل، و ن88ال

الصالت الجزيلة و الخلع الفاخرة منه غير مرة، كما في »باد شاهنامه«.

و في العمل الصالح: أن منصبه بلغ في آخر ايام السلطان المذكور الى خمسة آالف، و لقبه السلطان تقرب خان، و كان رجال حاذقا في المعالجات، ق88د أب88دع فيه88ا غ88ير م88رة-

انتهى.

237ص:

توفى سنة ثالث و سبعين و ألف في أيام عالمكير، كما في »مآثر األمراء«.

، عمل صالح )مخطوط(.224 رقم 148- 147/ 5- نزهه

م(1642 ه/ 1052شيدا مال )ت حدود

»شيدا مال« شاعر و هجاء فارسي ولد و نشأ في فتحبور سكرى )قرب آكره( و ص88حب فترة من الزمن خان خانان ميرزا عبد الرحيم ثم التحق من بعد بخدم88ة األم88ير ش88هريار بن جه88انكير، ثم خ88دم ش88اهجهان و دخ88ل في زم88رة األح88ديين، و تقاع88د في ش88يخوخته

ه،1052بكشمير ينفق من معاش اج88راه علي88ه ش88اهجهان، و ت88وفي فيم88ا ي88رجح س88نة م.1642

و يقول عبد الحميد الالهوري إن شيدا كان قليل العلم و لكن غيره من الكت88اب خ88الفوه في رأيه تمام المخالفة فقد ك8ان ش88يدا مس88تطيعا أن يق8رض الش8عر الجي88د بس88رعة، ول يقال إن مجموع ما نظمه من أبيات الشعر يبلغ مائ88ة أل88ف بيت و قص88يدته ال88تي فص88 فيه88ا الكالم عن عي88وب و نق88ائض ك88ل بيت من أبي88ات القص88يدة ال88تي نظمه88ا معاص88ره قدسي و مثنويه »دولت بيدار« فمعروفان حق المعرفة، كما أنه هجا طالب88ا »اآلملى« و مير إلهي و غيرهما من الش88عراء اآلخ88رون، و من ثم ك88انت المن88اظرة المش88هورة ال8تي

م.1605 ه/ 1024قامت بين شيدا و الشيخ فيروز في أجمير سنة

( جالل8.2 )359-8 358، ص 1867، كلكته 1( عبد الحميد الالهوري: بادشاه نامه، ج 1) ((1 )271الدين محمد طباطبائي: بياض، المتحف البريطاني، القسم الشرقي، الورقة

ueiR شير خان ابن محمد أمجد خان لودي: تذكرة مرآة الخيال،3(، )933، ص 3 ، ج ) )151-88 147، ص 1831كلكتة )-2( غالم علي آزاد )البلكرامي(: م88آثر الك88رام، ج 4

)228 و 63-88 62 و ك88ذلك ص 84-88 82 ن ص 1913سرو آزاد(، حي88در آب88اد، ( على5 أحمد خان هاشمي )السنديالوي(: تذكرة مخ88زن الغ88رائب )مخط88وط مكتب88ة بودليان88ا، و

)الطبع88ة4( ش88بلي نعم88ائي: ش88عر العجم، ج 6»دار المصنفين«، أعظم كره، الهن88د(، ) (7 )187 )الطبعة األولى(، ص 5: ج 209 و 206 و 173( ص 1923الثالثة أعظمكره

(،1042 ب88دال ص 1052 )إقرأ 87، ص 1906عبد الغني خان: تذكرة الشعراء، عليكره .20/ 14 [،- دائرة المعارف االسالمية iqiddiS .A]صديقي

238ص:

م(1640 ه/ 1050محمد معصوم التستري )ت بعد

الحكيم الشيخ محمد معصوم بن كريم الدين الحكيم التس88تري، أح88د العلم88اء الم88برزين في العلوم الحكمية، نش88أ بش88يراز و ق88رأ العلم على أس88اتذتها، ثم ق88دم الهن88د في أي88ام شاهجهان، له »القرابادين المعصومي« صنفه سنة خمسين و أل88ف، كم88ا في »محب88وب

األلباب«.

.659 رقم 401- نزهه/

م(1643 ه/ 1053محمد معصوم الهندي )كان حيا سنة

1053من العلماء االثني عشرية في الهور/ ادركه مؤلف كتاب دبستان الم88ذاهب س88نة ه و يحتمل ان يكون متحدا مع محمد معصوم التستري )المذكور(.

.11 القرن 576/ 6- طبقات أعالم الشيعة

م(1650 ه/ 1061محمد هاشم الكيالني )ت

الشيخ الفاضل العالمة مير محمد هاشم بن محمد قاسم الحس88يني الكيالني، أح88د كب88ار العلم88اء، أخ88ذ العل88وم الحكمي88ة عن م88رزا إب88راهيم الهم88داني و نص88ير ال88دين حس88ين الشيرازي، و أخذ الفقه و الحديث و العربية عن الشيخ محمد العربي المحدث و الش88يخ عبد الرحيم الحس88ائي و الش88يخ علي حفي88د العالم88ة عص8ام ال88دين اإلس8فرايني، و أق88ام بالحرمين الشريفين اثنتي عشرة سنة، ثم قدم الهند و أخذ الفنون الرياضية و الص88ناعة الطبية عن الشيخ علي الكيالني و تطبب عليه، ثم سكن بأحمد آباد في أي88ام ش88اهجهان

زمانا، ثم جعله شاهجهان معلما لولده أورنك زيب.

و له تعليقات على تفسير البيضاوي و حاشية على تحرير األقليدس الى المقالة التاسعة و له غير ذلك من المصنفات، مات بآورنك آباد سنة إحدى و ستين و أل8ف و ل8ه ثم8انون

سنة، كما في »مرآة العالم«.

.666 رقم 406/ 5- نزهه

239ص:

م(1664 ه/ 1075حسن بن ابي الحسن القزويني المشهدي )ت بعد

الشيخ الفاضل ميرزا حسن بن أبي الحسن القزويني ثم المش88هدي الش88اعر المش88هور، كان يتلقب في الشعر بالرفيع، قرأ العلم على أساتذة المشهد، و سافر إلى بلخ فتقرب إلى نذر محمد خان أمير تلك الناحية، و ولى اإلنشاء فلبث بها زمانا، ثم قدم الهند س88نة أرب88ع و خمس88ين و أل88ف و تق88رب إلى ش88اهجهان، فن88ال الص88الت الجزيل88ة من88ه، و واله

عالمكير بن شاهجهان على ديوان الخراج بكشمير، فلما كبر سنه اع88تزل عن88ه و وظ88فله، مات بدهلى، و من أبياته قوله:

خ888ار را آتش ت888وان زد ت888ا نك888يردمن نميدانم عالج خاك دامنكيردامنى

.190 رقم 132/ 5- نزهه

م(1640 ه/ 1050فتح الله الشيرازي )ت بعد

الشيخ الفاضل الكبير الحكيم فتح الله بن ابي القاسم بن فتح الل88ه، الش88يرازي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العل88وم الحكمي88ة، ول8د و نش88أ بش88يراز، و ق88رأ العلم على أساتذتها و تقرب إلى إمام قلى بن الله وردى خان أمير تلك الناحية، و لما توفى األم88ير المذكور فارق بالده و دخل الهند في أيام ش88اهجهان، فن88ال من88ه الص88الت الجزيل88ة غ88ير مرة، و دخل في زمرة أطبائ88ه و ك88ان حاذق88ا في عالج األم88راض الص88عبة و متف88ردا بين

األطباء في تشخيص األمراض، كما في »عمل صالح«.

و جده فتح الله غير فتح الله الشيرازي األستاذ المشهور. و هو أيضا قدم الهند في عهد أكبر شاه و نال الصالت الجزيلة من88ه، و أق88ام بالهن88د م88دة طويل88ة، ثم رج88ع إلى بالده و

مات بشيراز، كما في »بادشاهنامه«.

.496 رقم 312/ 5- نزهه

240ص:

م(1640- 1591 ه/ 1050- 1000عالء الدين الشوشتري المرعشي )حدود

88ه الحس88يني المرعش88ي خ88امس أنج88ال الشيخ الفاض88ل عالء المل88ك بن العالم88ة ن88ور الل الشهيد السيد نور الله الشوشتري، و قد اشتهر بلقبه و لم يعرف اسمه و كان أحد كبار العلماء، أخذ عن والده، صحبه مدة من الدهر ثم سار الى شيراز و تخ88رج على جماع88ة من العلماء، ثم قدم الهند و اشتغل بالت88دريس، فجعل88ه ش88اهجهان معلم88ا لول88ده محم88د

شجاع، فسار معه إلى بنكاله.

و له مصنفات جليلة، منها المهذب في المنطق، و أنوار الهدى في اإللهيات، و الص88راط الوسيط في إثبات الواجب تعالى و تق88دس- ذك88ره م88رزا محم88د ص88ادق األص88فهاني في

»صبح صادق«.

.374- 371، تذكرة مجيد- سبط الحسن هنسوي، مطلع انوار/ 455- نزهه ../

م(1653 ه/ 1064يحيى الحسيني الكاشي )ت

هو المير يحيي الحسيني الكاشي، أح88د الش88عراء المفلقين، ق88دم الهن88د و ن88ال الص88التالجزيلة من شاه جهان، و من شعره:

ك88ره ز خ88اطر خ88ود و أز نميت88واندولب دوناخن مرداست تابهمكردن

محرم سنة اربع و ستين و الف.11توفي بدهلي في

، سرو آزاد.752 رقم 451- نزهه/

م(1677 ه- 1088علي رضا الشيرازي تجلي )

المال علي رضا الشيرازي المتلقب ب )تجلي( في شعره هو من كب88ار علم88اء الهن88د في عص88ره أخ88ذ مكان88ه س88لفه الش88هيد الس88يد ن88ور ال88دين الشوش88تري، و ذل88ك في أي88ام

االمبراطور

241ص:

شاه جهان و كان على صلة حسنة بالعلماء في اي88ران و الع88راق، ط88اف في اك88ثر البالد المعروفة في الهند مثل: آكره، دهلي، اله8ور، س8وهدره، كش8مير، و ك8ان باالض8افة الى انشغاله في القضاء، يعقد مجالس الدرس و من اشهر تالمذته في الهند العالم88ة الس88يد

.1099حسين الخوانساري المتوفي

انتقل في أواخر حياته الى شيراز و توفي بها على اختالف الرواة في السنة التي ت88وفي ه.1088 و 1080فيها و هي بين سنة

من كتبه:

- تفسير القرآن المجيد، بالفارسية، و جاء في مخزن الغرائب عن هذا الكتاب:

انه تفسير للقرآن بعبارة واضحة و هو متداول بين العلماء و الفضالء.

- ديوان شعر

- رسالة في المنع من صالة الجمعة حال الغيبة.

- رسالة سفينة النجاة في االمامة.

- رسالة في رد محمد باقر.

هميش88ه به88ار،88/420 1، مخزن الغرائب 88/219 2، روضات الجنات 360-88 359مطلع/ صبح كلشن، كلمات الشعراء، مآثر الكرام.

م(1636- 1595 ه/ 1046- 1004ابو المعالي الشوشتري )

ذي القع8دة3ابو المع88الي بن الس88يد ن88ور ال88دين الشوش88تري المرعش88ي، ول88د في في في البنغال ثم اصبح من علماء الهند و اشتهر في كثير من العل88وم الش88ائعة في1004

88ه، و كت88اب: تفس88ير س88ورة اخالص، و عصره، و من كتبه، احوال شهادت قاضي ن88ور اللكتاب شرح الفيه )فقه( و رساله نفي رؤيت، و ديوان باللغة الفارسية.

، تذكرة مجيد، امل اآلمل.92، نجوم السماء/ 67- مطلع انوار/

242ص:

م(1611- 1582 ه/ 1020- 990شريف الدين الشوشتري )

على ق88ول990 ربي88ع األول س88نة 19هو ابن الشهيد ن88ور ال88دين الشوش88تري، ول88د في السيد شهاب الدين المرعشي، و كان ق88د درس دراس88ة ممت88ازة في الح88وزات العلمي88ة

في ايران، ثم اصبح من العلماء و المدرسين.

و كان من اساتذته في شيراز: محمد تقي الشيرازي و ابراهيم الهمداني، من مؤلفاته:

حاشية على تفسير البيضاوي، حاشية مبحث جواهر، حاشية قديم، حاشية شرح مختصرعضدي، حاشية على مطلع االنوار، رسالة في عويصات العلوم و غيرها.

ه.1020 ربيع الثاني سنة 5انتقل الى رحمته تعالى في

، مقدمة احقاق الحق.279- مطلع انوار/

م(1677 ه/ 1088اسماعيل البلكرامي )حدود

هو السيد اسماعيل بن السيد قطب عالم البلكرامي، كان من العلم88اء المتم88يزين على عهد شاه جهان، من تالمذته: السيد عنايت الله، حافظ القرآن، و الس88يد محم88د فيض و

كان من االطباء.

اوالده: نور محمد، حسن عسكري، و السيد حسين.

و من تصانيفه: حاشية كبير على كتاب تهذيب المنطق، و حاشية أخرى على حاش88ية مالجالل.

.99، مطلع/ 21، تذكرة علماء هند/ 5، بي بها/ 233- مآثر الكرام

243ص:

م(1670 ه/ 1081دانشمند خان )

من علماء عصر اكبر و جهان كير و شاه جهان، و كان من طبقة مال محمد ي88زدي، و مال محمد قدسي مشهدي، و مال عالء الملك التوني المعروف بفاضل خ88ان، و مظف88ر خ88ان مير عبد الرزاق النجفي، و المال نور الله الشوشتري، و المال أحمد تهت88وي، و مال ام88انت خان، و مير محمد زمان موسوي خان ميرزا و أقا حسين خوانساري، و مال ملك القمي،

و مال فتح الله شيرازي و غيرهم.

، عمل صالح، مآثر األمراء، فرح الناظرين.218- 217- مطلع انوار/

م(1635 ه/ 1045محمد سعيد الكرمرودي )

كان من العلماء على عهد شاه جهان، قاب88ل ه88ذا االم88براطور و لقي عن88ده االح88ترام، وعينه في منصب مرموق على ما جاء في كتاب بادشاه نامه.

.616- مطلع/

م(1649 ه/ 1059المال محمد الكاشف )قبل

المال محم88د الكاش88ف بن المال ص88ادق، أح88د العلم88اء في عص88ر ش88اه جه88ان و ك88ان من المدرسين، و المصنفين، له عدة كتب منها كتاب تحت عن88وان: »حاش88ية م88يرزا كاش88ف

على بحث التميز«.

.592- 591- مطلع/

244ص:

م(1707- 1619 ه/ 1118- 1028اورنك زيب عالمكير )

االمبراطور محمد اورنك زيب عالم كير األبن الثالث لالمبراطور ش88اه جه88ان ول88د )ليل88ة ، في قرية )ده88وض( ال88تي ص88حف1619 نوفمبر 3 ه، 1028 ذي القعدة سنة 15األحد

اسمها الى )دوحد( باقليم كجرات و امه السيدة ارجمند بانو الطهرانية )ممتاز محل(.

مال الى دراسة الشريعة منذ صغره و كان من اساتذته: عبد اللطيف السلطان بوري ومحمد هاشم الكيالني و محي الدين بن عبد البهاري.

وردس الخط ل8دى علي بن محم88د مقيم ح88تى اص88بح خطاط88ا م88اهرا ال س88يما في خ88ط النسخ و النستعليق و الشكسته و كتب المصحف الشريف بخطه و انفق على الت88ذهيب و التجليد سبعة آالف روبية ثم بعث النسخة الى المدينة المنورة. و كان حافظا للق88رآن الك88ريم مطلع88ا على الس88نة الش88ريفة مالزم88ا لكتب الفق88ه ملم88ا بمقدمات88ه، م88اهرا بالموس88يقى، و ال8رمي و الطعن و الفروس88ية و الص8يد، مترس88ال في اإلنش8اء و الش88عر، موص88وفا ب88الجرأة و الش88جاعة و قس88وة القلب و ع88دم الرحم88ة على خص88ومه، و ك88ان موصوفا بالتدين و أداء شعائر الدين ب88اخالص كب88ير و مواظب88ة تام88ة م88ع زه88د و تقش88ف نسب فيهما الى الشح حتى انه و زهد في آواخر عمره على ان ال ينف88ق على نفس88ه إال ما كسبت يداه بالعمل حتى انه اوصى بأن يدفن في أقرب مقابر للمس8لمين و أال يع8دو ثمن كفنه خمس روبيات كان قد كسبها من نس88خه للق88رآن الك88ريم و ص88نعه للط88واقي

ضمن ثالثمائة روبية أمر رجاله ان يتصدقوا بها على الفقراء كذلك.

و بالرغم من انه اغتصب العرش من اخي8ه دارا ش8كوه ولي العه8د الش8رعي، و ب8الرغم من قتله ألخوته و اذالله و سجنه لوالده المريض فقد كان عهده عهد ازدهار و رفاهية و رخاء، و أمن الناس فيه على أرواحهم و أموالهم و اعراضهم، و ازدادت من ج88راء ذل88ك مس88احات االرض المرزوع88ة و ك88ثرت غالله88ا ف88زادت و اردات الدول88ة و نعم الن88اس

بالخيرات، و كان ذلك نتيجة الصالحاته االدارية و سياسته االخالقية.

245ص:

جلوسه على العرش:

مر علينا نبأ مرض والده االمبراطور شاه جه88ان )قي88ل ان مرض88ه بالف88الج، و قي88ل أبتلي باحتباس البول( فعهد بوالية العهد الى ولده االكبر و االرشد دارا شكوه و مكنه أن يقيم

عنده و ينفذ االمور فاشتعلت الغ88يرة ل88دى اخوت88ه فنهض )ش88جاع( من البنغ88ال و )م88راد بخش( من كجرات و )اورنك زيب( من ال88دكن و كلهم يري88د ان يس88تولي على الع88رش، لكن الغلبة في كل ذلك في صميم مؤهالت )اورنك زيب( فاستطاع اوال من اقناع م88راد بخش باالتفاق معه و لما تمت لهما السيطرة على دارا السلطنة، احت88ال )اورن88ك زيب( على أخيه مراد بخش، و خان جميع المواثيق التي ابرمها معه و اعتقل اخويه ثم قتلهم88ا شر قتلة، و لكن يحلو لجمهرة المزمرين في جوقة الس88لطان ان يس88مون تل88ك الخيان88ة

تمردا على السلطة الشرعية و خروجا على الدين.

: و اعتقل اخويه )أي اورنك زيب( ثم قتلهما ألمور صدرت منهما و8/125 6)في النزهه افتى العلماء ]االبرار[ انهما استوجبا القتل(.

في قتل دارا ش88كوه: انتهى األم88ر341]و قال منعم النمر في تاريخ االسالم في الهند/ بقتله بعد أن اعتمد الملك على فتوى من العلماء بخروجه عن الدين، و محاربته الح88اكم الشرعي )!!([ و ه8ل ك88ان الح8اكم الش88رعي اال دارا ش88كوه نفس88ه فه8و أك8بر اخوت88ه و أعلمهم، ثم ان والده كان حيا يرزق و قد خصه بوالية العهد فقام ب88أمور الس88لطنة تحت نظره و رعايته، و نحن ال نريد محاكمة اورن88ك زيب بق88در م88ا نري88د التنبي88ه على اغالي88ط المشايخ الذين يهرفون بما ال يعرفون سعيا وراء تقديس ه88ذا الح88اكم أو ذاك و ك88ل م88ا كان قد اعجبهم في االمبراطور اورنك زيب لما قيل عنه انه )كان متصلبا في الم88ذهب،

(، و هك88ذا ك88ان88/126 6يتدين بالمذهب الحنفي ال يتجاوز عنه في قول و ال فعل- نزهه التعصب في المذهب صك براءة ألفاعيل ه88ذا الس88لطان أو ذاك طالم88ا ان88ه يتن88اغم في ه8واه الم88ذهبي معهم، و الواق8ع انن88ا ال ب88د من ان نقيم ه88ذا الرج8ل في م8يزان اعمال8ه السيئة أو القبيحة، دون تأثر ب88رأي أو عص88بية لم88ذهب بعين88ه، و ارى ان ه88ؤالء المش88ايخ ظلموا )ارون88ك زيب( ج8دا ألنهم اعت8بروه بأم8اديحهم تل8ك و بتلقيبهم اي8اه بمحي الس8نة الغازي المؤي88د .. الق88ائم بنص88رة ال88دين ... الخ من االلق88اب المفخم88ة، اعت88بروه و كأن88ه

معصوم من الخطأ مع أنه اغتصب

246ص:

العرش الشرعي و كان ظالما ألهله و قاتال بل و خائنا ألخوته و اعجب من كل ذل8ك ان88ه مع قسوته على أبيه و اضطهاده له و عقوقه اياه )و عقوق األب88اء ظلم عظيم ال يغتف88ر( سجن والده المريض في قلعة اكبر آباد لمدة ثماني سنين حتى وفاته في الس88جن و لم يحاول ان يزوره طيلة هذه المدة ح88تى و ال م88رة واح88دة و ه88ذا دلي88ل بس88خطه علي88ه و غضبه منه، و مع كل ذلك فال يحلو له88ؤالء المش88ايخ اال ان ينس88بوا ذل88ك الى العف88و عن88د

في126-88 88/125 6المقدرة لدى ه88ذا األبن الع88اق و اك88ثر من ذل88ك يق88ول في النزه88ة موضوع سجن والده شاه جهان »و هيأ له م88ا يش88تهيه من الملب88وس و الم88أكول و أه88ل الخدمة و الجواري و الغلمان ..« و كأن األكل و اللبس هو كل ما يبتغيه والده و أن ذلك

يلغي عقوقه لوالده، ثم يردف قوله عن اورن88ك زيب بم88ا يلي »و افتتح ام88ره بالع88دل و « و كم في هذا المديح من التجني و الكذب، فالث88ابت126االحسان و رفع المظالم ص

تأريخيا ان اورنك زيب )المؤمن، المتصلب في المذهب( افتتح أمره بقتل اخوته و سبي أهله و سجن والده المريض حتى توفي في سجنه، فأين هو العدل و االحس88ان من ك88ل

ذلك؟.

كيف كان يقضي وقته:

244/ رقم 6كان االمبراطور اورن88ك زيب على م88ا دون88ه الس88يد عب88د الحي في النزه88ه موزعا ألوقاته فوقت للعبادة و وقت للمذاكرة و وقت لمصالح العساكر و وقت للش88كاة و وقت لقراءة الكتب و األخبار الواردة عليه كل يوم و ليل88ة من مملكت88ه ال يخل88ط ش88يئا بشيء فانه كان ينهض في الليل قبيل الصبح الص88ادق فيتوض88أ و ي88ذهب إلى المس88جد و يصلى الفجر بجماعة ثم يشتغل بتالوة القرآن و األوراد الموظفة ثم يجلس بدولت خانه و يتمثل بين يديه األمراء المقربون و يحضر لديه ناظر العدلية )داروغة عدالت( بجماعة من المتظلمين سواء كانوا من أهل دهلي أو من خارجها فيقضى فيهم بما يب88دو ل88ه من الش88رع أو الع88رف ثم ك88ان ي88ذهب الى ال88برج المش88رف على نه88ر »جمن« و يس88مونه »جهروكة درشن« على س8نة أس88الفه و بع8د م8دة من الزم8ان ت88رك ذل8ك فك88ان ي88دخل المنزل و يمكث به نحو ساعتين أو ثالث ساعات ثم يظه88ر في ال88ديوان الع88ام و يجلس للناس فيحض88ر لدي88ه أبن88اء المل88وك و كب88ار األم88راء و عظم88اء الهن88د و الس88فراء و كلهم يقفون بين يديه و من ورائهم تقف عامة األمراء و يتلوهم الناس من كل صنف و درج88ة

أعالهم و أدناهم، ثم يتمثل بين يديه األمراء الوافدون من

247ص:

بالده و يس88تأذنه األم88راء الم88أمورون إلى جه88ات فيخل88ع عليهم و ي88أذن لهم ب88الخروج و يعرض عليه عرائض األمراء و الوالة و نذورهم و يع88رض علي88ه »الم88ير بخش« مط88الب أهل المناصب و »المير آتش« أغراض »البرقندازية« و غيرهم و ص88در الص88دور يع88رض عليه حوائج السادة و العلماء و المش88ايخ و غ88يرهم و ص88در الص88دور و غ88يرهم من أه88ل االستحقاق و ناظر العرض المكرر األحكام السلطانية من المناصب و األقطاع و النق88ود و غيرها، ثم يعرض علي8ه ن8اظر اإلص8طبالت األف8راس الخاص8ة و ش8حنة الفيل8ة األفي8ال الشاهانية على الرسم المعتاد و ناظر الداغ و التصحيحة فرسان األم88راء م88ع أفراس88هم التي امتازت بالداغ و التصحيحة حاال و كان يجلس بالديوان الع88ام نح88و خمس س88اعات، ثم يذهب إلى »دولت خانه« فيحضر لديه الوزير و الديوان و البخشي و صدر الص88دور و غ88يرهم من كب88ار األم88راء فيكلم88ه ال88وزير في مهم88ات الدول88ة و ال88ديوان في األم88وال الخالصة الشريفة و الم88ير بخش88ى في العس8كرية و ص88در الص8دور في أه8ل الح8وائج و السلطان يجاوبهم بما يبدو له من المع88روف و يكتب بي88ده بعض التوقيع88ات و ي88أمر في

بعضها أن يكتبه الوزير ثم يعرض عليه المناشير التي انشأها ال88وزير فيقرأه88ا و يص88لحها إن رأى فيها خلال و يجلس بها نحو خمس س88اعات، ثم ي88دخل الم88نزل و يتغ88دى و يقي88ل نحو س88اعة ثم يتوض88أ و يمش88ى الى المس88جد و يص88لى الظه88ر بجماع88ة، ثم ي88ذهب إلى »خلوت خان88ه« و يش88تغل بتالوة الق88رآن و كتاب88ة المص88حف و مطالع88ة الكتب و تحقي88ق المسائل، و ربما يدعو بها بعض األمراء و يباشر المهمات من أمور الدولة و ربم88ا ي88دعو أهل المظالم و الشكاوى فيقضي بيهم بالمعروف و ربما يدعو المخدرات فيعرض علي88ه حوائج النساء فيب88ذل عليهم العطاي88ا الجزيل88ة، ثم ي88ذهب الى المس88جد و يص88لى العص88ر بجماع88ة ثم يجلس ب88دولت خان88ه م88رة ثاني88ة فيتمث88ل بين يدي88ه األم88راء و يكلمون88ه في المهمات ك8أول النه88ار كم88ا تق8دم ثم يخ8رج الى المس88جد و يص8لى المغ88رب بجماع8ة و يش88تغل نح88و س88اعتين باألذك88ار و األش88غال ثم ي88ذهب إلى »دولت خان88ه« و يش88تغل

بالمهمات إلى وقت العشاء ثم يذهب الى المسجد و يصلى العشاء ثم يدخل المنزل.

و أما يوم األربعاء فك88ان ال يجلس بال8ديوان الع88ام و الخ88اص و يجلس ب88دار الع8دل على سنة أسالفه فيحضر لديه المفت88ون و القض88اة و يع88رض عيل88ه ن88اظر العدلي88ة المتظلمين واحدا بعد واحد فيستنطقه السلطان بنفسه و يسأله بكل هوادة و رف88ق و يقض88ى بينهم

بالمعروف.

248ص:

و أما يوم الخميس فانه كان يكتفي بالجلوس بالديوان العام و الخاص على أول النهار ويترك الجلوس بعد العصر فكان يشتغل سائر أوقاته بالعبادة.

و كان يجلس للم88ذاكرة في الكتب الديني88ة كاإلحي8اء و الكيمي8اء و »الفت88اوى الهندي8ة« و غيرها في كل أسبوع ثالثة أيام على السيد محمد الحس88يني القن88وجى و العالم88ة محم88د

شفيع اليزدي و نظام الدين البرهانبوري و غيرهم من العلماء.

حروب اورنك زيب:

خاض اورنك زيب عدة حروب في عهد والده شاه جهان، و منها الح88رب ال88تي ق88ام به88ا ضد اخوته و قتلهم و ما كاد ان يستتب له الملك حتى تجددت االنتفاضات ضده في عدة

اطراف من االمبراطورية و من بين الوقائع الحربية التي شهدها عصره:

الثورة االفغانية

و هي ليست بثورة جديدة بل أن القبائل االفغانية كانت في ثورة دائمة على المغ88ول، و ك88انت ص88عوبة أرض88هم و ش88دة بأس88هم تجع88ل اب88اطرة المغ88ول يرض88ون منهم بالطاع88ة

ح88دثتهم1672الظاهرة ما داموا لم يمسوا مص88الح األمبراطوري88ة. فلم88ا ك88انت مس88نة

أنفسهم بالثورة فثاروا، فذهب السلطان بنفسه و أدبهم و أقام ح88ولهم مخ8افر لمراقب88ة أحوالهم و أعمالهم، ثم تركهم مدة من الزمن و أع88اد علي88ه الك88ره بحمل88ة قاده88ا قائ88ده المشهور »آغر خان« فاستأصل جذور رجالهم و اجتز زهرات نفوسهم و أهلك حرثهم و نسلهم و ضرعهم و زرعهم فكانت ضربة قاصمة حاسمة، و ظلت النساء بعد ذلك زمن88ا طويال يفزعن أوالدهن بأسم هذا القائد، و قد كتب بعض المؤلفين كتابا عن ح88روب ه88ذا

القائد و سماه »آغر نامه«.

الثورة الراجبوتانية

، من غير أن يعقب و قد طم88ع1678و قد نشأت عن موت األمير جسونت سنكه، سنة بعرش إمارته ماروار، التي تسمى اليوم جودهب88ور، كث88ير من األم88راء و لكن أورنك88زيب ولى عليها »اندر سنكه« ابن اخت األمير الفقيد فأغض8ب ه8ذا االنتخ8اب أس8رة الميت و بعض قواده فتركوا البالد مغاضبين و سارو يقصدون كاب88ل، و لم88ا بلغ88وا اله88ور وض88عت

زوجة الفقيد غالمين توأمين فاخذوهما و جاؤوا إلى أورنك زيب و طلبوا منه أن يعهد

249ص:

باإلمارة ألحدهما، فقال لهم أورنكزيب: بل يربى هذا الطفالن تحت الرعاي88ة الس88لطانية ثم متى بلغا سن الرشد توليا ما كان لوالدهما. فأحبط بذلك مؤامرة الم88ؤتمرين و على رأسهم »درجا داس«، فقرروا الفرار من دهلي و العودة إلى جودهب88ور و القي88ام بث88ورة باسم ولي العهد. و قيل أن أحد الطفلين مات و هم في دهلي، و رأى الرجال بأن وجود األميرات معهم قد يعيق فرارهم و ثورتهم فقتلوهن و فروا. و تقول بعض الت88واريخ أنهم قتلوهن مع الطفلين و فروا، فلما بلغوا جودهب88ور أخ88ذوا طفال مجه88وال و ادع88وا أن88ه ابن جسونت، و تولى درجا داس قيادة ثورة أثارها على األمبراطورية، و اشتبك مع جيوش88ها بمعارك عديدة كان ال يغلب في واحدة منها إال ليعود فيجمع جموعه لمعركة ثانية، و لما رأى أمير إمارة أوديبور ثبات درجا داس في مقاومة السلطان ظن عج8ز الس8لطان عن إطفاء نيران هذه الفتنة، فرفض دفع الجزية و انضم إلى درج88ا داس و عم88ل مع88ه على إغراء والي »مار وار« األمير »أكبر« األبن الث88الث للس88لطان اورن88ك زيب، و دع88اه الى العصيان على أبيه على أن يساعده ه88و و درج88ا داس لت88ولي الس88لطنة، ف88اغتر »أك88بر«

، و حيث ان اورنك زيب كان آن88ذاك1660بهذه المواعيد و أعلن عصيانه على أبيه سنة في أجمير، فقد ذهب ابنه لقتاله، و لكن أورنك زيب انتصر على »أكبر« ففر هذا ملتجئا

1682إلى راجبوتامه ثم الدكن، ثم لما ضاقت عليه األرض بما رحبت غ88ادر الهن88د س88نة إلى إيران و فيها مات. و بعد أن قضى أورنك زيب على ث88ورة ابن88ه انص88رف بكليت88ه إلى راجبوتانه فقضى على ثورتها، و لما رأى أمير أوديبور فشل هذه الحركة سارع باالعتذار

إلى السلطان و قدم إليه بدل الجزية المتخلفة في ذمته مقاطعتين من بالده.

و بعد هذه الضربة أخلص الراجبوتانيون للسلطنة إخالصا تاما و لم تبدر منهم، بعد ذلك،بادرة توحي بغير الطاعة و اإلخالص.

ثورات الدكن

ك88انت األم88ارات الش88يعية في ال88دكن )الع88ادل ش88اهية و عاص88متها بيج88ابور( )و القطب شاهية و عاصمتها كولكنده قرب حيدر آب88اد( مس88تقلتان عن هيمن88ة الس88لطنة المركزي88ة

للمغول، و كان المغول كلما سنحت لهم الفرصة يوجهوا جيوشهم الحتالل الدكن،

250ص:

الهضبة الكبرى في جنوب الهند، و كانت الحروب المتتالية مع جيوش االم88ارتين م88دعاة النزعاج المغول طيل88ة أي88ام حكم تل88ك االم88ارات و ك88انت هجم88ات المغ88ول على ال88دكن تنتهي أما بالفشل أو بعقد المعاهدات دون أي حس8م عس8كري، و على عه8د اورنك8زيب استولى الضعف على هاتين االمارتين، و بدأ الضعف بينا يوم تولى حكام ض88عفاء الحكم هناك و لما كان اورنكزيب في انحاء الدكمن متوجه88ا لالش88راف العس88كري على حمالت التأديب المارة المراته الهندوسية التي تشارك بيج88ابور و كولكن88ده الخ88وف من التوس88ع المغ88ولي ف88انتهز اورن88ك زيب الفرص88ة للقض88اء على ام88ارتي الع88ادل ش88اهية و القطب شاهية أوال فساق السلطان جيشا بقيادة ابنه األمير »أعظم« إلى بيجابور و جيش88ا آخ88ر بقيادة ابنه األم88ير »معظم« إلى كولكن88ده، فلم88ا رأى س88نبهاجي زعيم ام88ارة المرات88ه و جماعته ذلك انضموا إلى جهود كثيرة و خس88ارات كب88يرة بالعت88اد و األرواح، أن يس88تولي

على كولكنده و ألحقتا إلحاقا تاما بآكره،1687 على بيجابور ثم بعدها سنة 1686سنة و أصبح علي عادل شاه أمير بيجابور من أم8راء البالط الس8لطاني و س8يق أب8و الحس8ن

تانا شاه أمير كولكنده إلى قلعة دولة آباد، و سجن فيها حتى مات.

ثورة المراته

بالرجوع الى تاريخ المراته القريب، نجدهم من األقوام الهندية ال88تي س88كنت الهن88د من88ذ القديم، و يسكن جلهم شمال بومباي و جنوبه88ا، و لهم لغتهم الخاص88ة )المراتي88ة( و هي اللغة الوطنية لسكان بومباي و كثير من مقاطعة مها راش88ترا ح88تى ال88وقت الحاض88ر، و ب88الطبع فهم يتكلمونه88ا الي88وم م88ع ع88دة لغ88ات اخ88رى و في مق88دمتها السنس88كريتية و االنجليزية مثل س88ائر اق88اليم الهن88د المختلف88ة ال88تي تتكلم لغاته88ا الوطني88ة باالض88افة الى

اللغات المذكورة االخرى.

و هذه القومية لم تنسجم مع الوجود المغولي و ك88انت في ص88راع دائم و نف88ور مس88تمر من تسلط المغول و كان يغذي عدائها الش88عور الق88ومي المتن88امي بين افراده88ا و ش88دة

عصبيتهم للهندوسية و طمعهم لالستقالل في حكم انفسهم و لقوة شكيمتهم فقد ك88انوا يبدأون باالغارة على امالك المغول، و حين ب88زغ نجم زعيمهم )س88اهوجي( التف88وا حول88ه

لكنه لم

251ص:

33

251 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

يس88تطع ان يحق88ق م88ا يري88د ان يص88بو إلي88ه قوم88ه فق88د آث88ر االتف88اق م88ع ام8راء بيج88ابور المجاورين للمراتيه و اكتفى بتكريم الملك المس88لم ل88ه و تقريب88ه طمع88ا في ني88ل ه88دوء جماعته و قد افلح فعال في تلك الخطة فمال المراتيه الى الدع88ة و اله88دوء طيل88ة ف88ترة زعامة )ساهوجي( المذكور، و لكن ما كاد ابنه األصغر سيواجي يبلغ مبلغ الش88باب ح88تى جمع حوله رجاال و أخذ يغير من أقط88اع أبي88ه الم88نيع، على بيج88ابور، فينهب و يس88لب ثم يعود إلى مقره، و قد أهملت اإلمارة تأديبه حرمة ألبيه، فطم88ع و غرت88ه نفس88ه فاعت88دى على الح88دود المغولي88ة، فأرس88ل أورن88ك زيب جماع88ة لتأدبي88ه، فردت88ه إلى الطاع88ة و الخضوع، ثم لما عقد اورنك زيب، يوم كان واليا على الدكن، ص88لحا م88ع إم88ارة بيج88ابور اشترط عليها مطاردته و معاقبته أو إقطاعه منطقة بعيدة عن الحدود المغولي88ة، و لكن بيجابور تهاونت بتنفيذ هذا الشرط ألنه لم يكن في صالحها، فلما أدبته القوات المغولي88ة عاد و استطال على إمارة بيجابور، و وقعت بينه و بينها معركة قتل فيه88ا قائ88د بيج88ابور،

بنفس88ه لتأديب88ه، فف88ر س88يواجي و1660فاضطر األمير علي عادل شاه أن يس88ير س88نة تدخل أبوه ل88دى األم88ير فعف88ا عن88ه، فاتج88ه س88يواجي من جدي88د نح88و األرض المغولي88ة و

على مرف88أ س88ورت و أعلن اس88تقالله فس88اقت آك88ره علي88ه حمل88ة1662استولى س88نة انتزعت منه أك8ثر المن8اطق و القالع ال8تي ك8ان مس8توليا عليه8ا، فلم8ا أدرك عج8زه عن االستمرار في المقاومة قدم خضوعه فعفا عنه راجه جي سنه فائد الحمل88ة المغولي88ة و منحه نحو ثلث ما ك88ان يس88يطر علي88ه أقطاع88ا يعيش من88ه و أنعمت الحكوم88ة على ابن88ه سنبهاجي، الذي كان شريك أبيه في عص88يانه، برتب88ة رفيع88ة. و بع88د بض88ع س88نوات نقض سيواجي العهد و عاد إلى العصيان و ظل يعت88دي على البالد المغولي88ة ح88تى م88ات س88نة

، و خلف88ه ابن88ه س88نبهاجي و س88ار على ق88دم أبي88ه في العص8يان، ال ب88ل أغ88رق في1680عصيانه و أوى إليه األمير »أكبر« النجل الثالث لالمبراطور اورنك زيب يوم فر من أبيه.

فانصرف أورنك زيب إلى سنبهاجي لتأديبه، و بعد معارك عديدة تغلب فيها عليه و قتله. و لكن قت88ل س88نبهاجي لم يقض على الث88ورة ب88ل ق88امت جماعت88ه و انتخبت أخ88اه من

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 33

، ي88وم اس88تولى1697الرضاع، راجه رام، أميرا و استمروا في قتال المغول ح88تى س88نة المغول على قلعة »جنجي« بعد أن حاصروها س88نوات، و ف88ر راج88ه رام و ظ88ل يض88رب في ص88حارى ب88رار و وهاده88ا ح88تى م88ات، و أص88بحت الهن88د كله88ا خاض88عة لألمبراطوري88ة

المركزية.

252ص:

من أعمال اورنكزيب:

عاشت الهند خالل عهد اونك زيب بطمأنينة تامة ال سيما بعد أن قضى على جمي88ع تل88ك االنتفاضات ضد الحكم المغولي، و قضى االم88براطور خمس88ين س88نة في المل88ك و البالد هادئة، لكنه طبعها بطابعه الخاص و اضفى على الحي8اة االجتماعي8ة و االداري8ة و الديني8ة لونا جديدا عليه8ا تم8يز بع8دة خط8وات هي من بن88ات افك8اره، و هي بمجموعه8ا فض8ائل تضاف الى مكنته االداري88ة و براعت88ه الحربي88ة و سياس88ته القوي88ة و ك88ل ه88ذه الم88ؤهالت ابرزته شخصية فذة متسقة الجوانب، و لهذا أختلف في النظر الى ه88ذه الخط88وات بين مؤيد و معارض، و في هذا يتجلى سر عظمة هذا الرج88ل، و في م88ا يلي نظ88ره س88ريعة

على بعض أعماله:

* فقد الغى عادة السجود لالمبراطور و منع االنحن88اء للس88الم و جع88ل الس88الم »الس88الم عليكم« فقط، و مع ذلك فانه عاقب أحد السقاة لمجرد أن88ه اق8ترب من88ه و حي8اة بتحي8ة

، مخط88وط بمكتب88ة خ88دا59االسالم )تبصرة الناظرين للسيد عبد الجليل البلك88رامي ص ه.1087( و جرت هذه الحادثة سنة 158بخش رقم

* طرد من القصر جميع الموسيقين و الرسامين و الش8عراء- و ك8ان ق8د س8مح لهم فيأوائل عهده.

* ابطل عادة تقديم الهدايا لالمبراطور من قب88ل حاش88يته و والت88ه ال88ذين ك88انوا ب88دورهميتلقون الهدايا من مرؤوسيهم فكانت أشبه برشوة رسمية اجبارية.

* أمر برفع المكوس و المظالم عن المسلمين و نصب الجزي88ة على غ88ير المس88لمين و هو أول من فعل ذلك من حك88ام المغ88ول و مقاب88ل ذل88ك الغى الخدم88ة العس88كرية عمن

يدفع الجزية.

* ادخل االصالحات في النظام المالي للدولة فازدادت ثروات البالد.

* الغى التقويم الشمسي.

* منع االحتفال بعيد السنة الشمسية

* أصدر أمرا بأن ال ينسج شئ من الثياب الذهبية في دار الصناعة الملكية.

* أسس مصلحة لالحتساب الشرعي، و كان من أعمالها معاقبة من يبيع الخمر.

253ص:

* منع المقامرة و أصدر أمرا للبغايا و الراقصات ان يتبن و يتزوجن أو يخرجن من حدودالمملكة.

* نهى المستوفين أن يطالبوا االبناء بغرام88ات اآلب88اء و يص88ادروا أم88والهم في القض88اء وأمرهم ان يميزوا في ذلك فيما بين أهل المناصب وفق ضوابط معينة.

* اص88لح الش88وارع و الط88رق و حف88ر اآلب88ار و العي88ون و اس88س الجس88ور و الحمام88ات والمساجد و االصطبالت ألبناء البالد.

* بذل المال لتعمير المساجد و تزويدها باالئمة و المؤذنين و لوازم االدامة و التأثيث.

* كان يتصدق بتسع و اربعين و مائة ألف في السنة، غ88ير م88ا يتص88دق ب88ه في األعي88اد والمواسم.

* أمر بتدوين )الفتاوى العالمكيريه( المعروفة اليوم بالفت88اوى الهندي88ة و هي مطبوع88ة ومتداولة في ست مجلدات كبار و تعتبر موسوعة فقهية في الفقه الحنفي.

* هو اول من وضع الوكالة الشرعية في دور القض88اء ف88ولى رج88اال من أه88ل ال88دين في دور القضاء بكل بلدة ليكون88وا وكالء عن88ه فيم88ا يس8تغاث علي88ه في الحق88وق الش8رعية و

الديون الواجبة عليه و أجاز للناس أن يستغيثوا عليه عند القاضي.

* أمر عماله في االقاليم )على زعم ول دي88وارنت( ان يقوض88وا ك88ل المعاب88د ال88تي تتب88ع الهندوس أو المسيحيين و أن يحطموا االص88نام جميع88ا، و ان يغلق88وا م88دارس الهن88دوس بغير استثناء ]و ممن ايد ذلك الم88رادي في س88لك ال88درر م88ع أن الش88رع ال يج88يز ته88ديممعابد أهل الذمة ممن تؤخذ منهم الجزية[. فك88ان من ج88راء ذل88ك أن88ه في ع88ام واح88د )

( هدم ستة و ستين معبدا في »عنبر« وحدها، و ثالثة و ستين معب8دا في8-1680 1679 »شيتور«، و مائة و ثالثة و عشرين معبدا في أودايبور و أقام مسجدا اسالميا في مكان معبد كان قائما في بنارس و كان موض88ع قدس8ية خاص8ة عن8د الهن8دوس، بغي8ة اإلس8اءة المتعمدة إليهم، و حرم إقامة الشعائر الهندوسية علنا، و مع هذا يعترف )ول دي88ورانت(

بانه كان اقل المغول قسوة، و الطفهم مزاجا، و كاد يستغني عن اص88طناع العق88اب فيمحاكمة المجرمين.

254ص:

* اس88س )بلغ88و خان88ات( أي دور العج88زة و المس88نين في أك88ثر البالد، و أص88لح أعم88الالمستشفيات.

و أخيرا فقد توفي اورنك زيب و عمره تس88عة و ثم88انون عام88ا في ال8دكن في ش88هر ذي م بعد أن أقام في الملك نصف قرن و خلف غياب88ه فراغ88ا1707 ه/ 1118القعدة سنة

كبيرا حرك العداوات القديمة و أثار األطماع الجديدة و لم تمض بعد موته سنوات قليلة ح88تى تحطمت امبراطوريت88ه بفع88ل دس88ائس الغرب88يين و بس88بب من88ه شخص88يا حين زاد امتيازات البريطانين ببالده عندما عاونوه في حربه م88ع البرتغ88اليين و المرات88ه و لم يكن يعلم انه بصنيعه هذا انما مه88د الطري88ق لق88وة ص88غيرة بعثتهم جزي88رة ص88غيرة نائي88ة في الغرب استنكف والده )جه88ان ك88ير( ان يرس88ل رس88الة الى ملكه88ا- في حين88ه لكن ه88ذه القوة الصغيرة من الساسة و التجار دخلوا من خالل تلك االمتي88ازات الى الهن88د و بعث88وا م88دافعهم ليس88تولوا على ه88ذه االمبراطوري88ة االس88المية العظمى و به88ذا قاس88ى خلف88اء اورنك زيب االمرين من هؤالء القراصنة ال88ذين لم يتورع88وا عن س88لوك اح88ط الس88بل و

ادنئها لالستيالء على هذه االراضي الكبيرة الغنية.

زوجات االمبراطور اورنك زيب:

8 و توفيت في 1637 مايو 8- دلراس بانو بيكم ابنة شاه نواز الصفوي، تزوج بها في 1.1657اكتوبر

)راجا كشمير(.iniwjuR ajaR- نواب باي ابنة راجا رجويني2

- اديبوري بيكم و هي ام األمير كام بخش.3

م.1688- اورنك آبادي محل توفيت في بيجابور في 4

وفاته و عقبه:

و احتجب عن الن88اس م88دة اث88ني عش88ر1705مرض أورنك زيب مرضا شديدا في مايو يوما حتى حسب البعض انه مات. لكن أجله لم يكن قد انتهى بعد و واصل الزحف

255ص:

من ذي القع8دة ع88ام28 و ت88وفي به8ا في 1706فوصل إلى أحمد نك88ر في ين88اير س88نة 1118( ( بعد أن حكم خمسين س88نة قمري88ة و س88بعة و عش88رين1707 مارس سنة 8.3

يوما. و دفن في خلد آباد أو الروضة على مسافة أربعة أمي88ال غ88ربي دولت آب88اد و غ88يربعيد من أورنك آباد.

و كانت ألقابه في حياته: )أبو المظفر، محمد محي الدين، أورنك زيب عالمكير باد شاه غازى( و بعد مماته سمى »خلد مكان«، و كان له أربع زوجات: رحمة النساء المعروف88ة

iniwjurبأسم نواب بائى ابنة راجا كش88مير المس88مى رجوي88ني ajaRو هي أم محم88د ، سلطان و محمد معظم، و بدر النساء بيكم، و دلرس بانو بيكم اإليرانية ابن88ة ش88اه ن88واز الصفوي أم أعظم شاه و زينة النساء بيكم و أورنك آبادى محل أم مهر النساء المتوفاة

م، و بائى أديبورى أم كام بخش.1688في بيجابور سنة

و كانت نقود أورنك زيب الذهبية منقوشا عليها شعر معناه:

القم88ر المن88ير المل88ك أورن88ك زيبصاحب السكة في العالمقاهر

و على النقود الفضية كانت كلمة بدر تستعمل بدال من كلمة مهر.

و من مزايا اورنك زيب:

كان أورنك زيب محاربا شجاعا و قائدا موهوبا، و كان يتمتع بمزيج من الشجاعة النادرة و البرود الذهني العجيب، فكثيرا ما كان يترك ساحة القتال ابان اش88تداد الح88رب ل88يركع أمام الله خاشعا، ثم ال يلبث أن ينتهى من صالته حتى يعود الى القت88ال بحم88اس أش88د و همة أعظم، و كان يكره أن يحدث مكروها اال إذا لم يجد مفرا من ذلك فقد كان يطرق جميع الوسائل السلمية قبل أن يلجأ الى األعمال العدائية، فاذا ما وجد نفسه في وسط المعرك88ة ح88اول أن يس88تغلها في وض88ع ح88د ألص88ل المش88كلة و يق88ول س88ير »جادون88ات ساركار« ان برود اورانكزيب و ش88جاعته ق88د طبقت ش88هرتهما جمي88ع أرج88اء الهن88د، فلم يكن قلبه ليرتجف من أي خطر مهما ادلهم و من أي طارئ مهما ك88ان مفاجئ88ا، كم88ا ان أي أمر من هذه األمور لم يكن ليشوب ذلك الن88ور اله88ادئ ال88ذي ك88ان ينبعث من عقل88ه

بأية شائبة.

»لقد كان يرى في األخطار ض88رورة تقتض88يها العظم88ة، و لم يكن ذل88ك الجس88د النحي88ل ليستس88لم لالره88اق و االجه88اد، او يخش88ى القي88ام بحمل88ة أو غ88ارة« و ك88ان ل88ه في فن

السياسة باع

256ص:

طويل فلم تكن تقهره المناورات أو األسرار .. لقد كان ربا للسيف و للقلم معا.

و قد لخص لنا الدكتور أسوارى براس8اد، في كتاب8ه »م8وجز ت8اريخ الحكم االس88المي في الهند«، شخصية اورانكزيب في الكلمات المغولية التالية: »يعت88بر اورنك88زيب من أعظم حكام االسرة، و لقد ظهرت دالئل عظمته منذ كان أميرا أيام حكم والده. و ك88ان يتحلى بالشجاعة الفائقة ال88تي ظه88رت واض88حة في الحمالت ال88تي اش88ترك فيه88ا و لق88د ذاعت شهرته كقائد عسكري في شبابه، فقد كان يبدو في أتون المعركة و هو أك88ثر م88ا يك88ون برودا و سيطرة على نفسه، على الرغم من احاطة االعداء، من كل جانب و ال يض88ارعه في فن السياسة سوى القلة، و لذا فقد كان أشد الوزراء حنكة و مراس8ا يخش8ون ق8وة

ارادته و يحترمون أحكامه«.

يقول بختاوار خان مؤلف كت88اب »م8رآة الع8الم«: »و لم تج8ر في بالط88ه المق8دس أب88دامحادثات تعوزها اللياقة، كما حرم ذكر أية كلمة يشتم منها رائحة النميمة أو الكذب.

و قد فهم رجال حاشيته أنهم اذا اضطروا الى مهاجمة شخص غ88ائب فعليهم ان يع88برواعن رايهم في لغة مهذبة و بتفصيل تام.

و كان االمبراطور يظهر مرتين أو ثالث م88رات يومي88ا في قاع88ة المس88تمعين، و ه88و في أشد حاالت الغبطة و الرضا و ذلك لينظر بنفسه في شكاوى الناس الذين كانوا يهرعون إليه جماعات دون أن يج88دوا م88ا يص88دهم عن88ه، و ك88ان يس88تمع الي88ه باهتم88ام ب88الغ و هم

يعرضون شكاواهم دون خوف أو تردد، و كانوا دائما يجدون االنصاف على يديه«.

و قد كان على عدو اورانكزيب األك88بر، س88ير جادون88ات س88اركار، ال88ذي ال ي88رى في آخ88ر أباطرة المغول سوى متعصب دينى ضيق األفق، ال يعرف السياسة أو الكرم، ك8ان على هذا المتحامل أن يعترف بأن أورانكزيب كان نظيفا بسيطا متقش88فا تقش88ف النس88اك، و

أنه كان فوق هذا و ذاك يكن حبا للعمل و مقتا للراحة و السرور.

أنه يعترف »بأن الرحالة األوربيين ك88انوا يب88دون أعج88ابهم ب88ذلك االم88براطور ذي اللحي88ة البيضاء الذي كان يجلس في بالط88ه ك88ل ي88وم يق88رأ ملتمس88ات الن88اس و يص88در أوام88ره بي88ده«، كم88ا أن88ه يع88ترف »بأن88ه ك88ان حريص88ا على التقي88د ب88النظم الرس88مية و قواع88د

المجاملة«.

257ص:

عالقته بالطوائف غير االسالمية:

يق88ول س. م. جعف88ر في كتاب88ه »االمبراطوري88ة المغولي88ة من ب88ابر الى اورنك88زيب« ان اورانكزيب لم يتخل عن سياسة التسامح الديني التي ادخلها اباطرة المغ88ول من قبل88ه، و يؤكد هذه الحقيقة كذلك الكسندر هاملتون الذي زار الهند في أواخر حكم اورانكزيب، و قد تحدث هذا عن المجوس فقال انهم كانوا يتمتعون بحرية العبادة و حري88ة العقي88دة،

كما قال أن المسيحيين كانوا أحرارا في بناء الكنائس و التبشير بتعاليمهم الدينية.

و يقول سير توماس ارنولد: نجد من دراسة المجموعة المشوقة ال88تي ل88دينا عن أوام88ر اورانكزيب و تعلمياته التي لم تنشر بعد ان هذا االمبراطور قد وضع ما يمكن أن يطل88ق عليه »اسمى قانون للتسامح يمكن لحاكم أن يتبعه م88ع رعاي88اه ال88ذين ينتم88ون الى دين آخر«، ففي يوم من األيام بذلت بعض المح88اوالت لحض االم88براطور على اقص88اء اثن88ان من غير المسلمين عن منصبيهما بحجة انهما من المجوس الكفار و انه من األنس88ب أن يشغل منصبيهما اثنان من المسلمين المجربين، خدام التاج، فك88ان رد االم88براطور على ذلك »ال مجال للتعصب في مثل هذه األمور« ثم أشار بعد ذلك الى قول الله عز و جل

Ñكم دينكم وÑ ليÑ دين« و اضاف ان مناصب الحكومة يجب أن تشغل حس88ب الق88درة و»ل الكف88اءة ال حس88ب أي اعتب88ار آخ88ر و فرض88ت الجزي88ة على غ88ير المس88لمين من رعاي88ا االم88براطور في الع88ام الث88اني عش88ر من حكم أورانك88زيب، كم88ا اس88توفيت الزك88اة من المس88لمين في نفس الع88ام، أم88ا الجزي88ة فق88د فرض88ت على تل88ك الطائف88ة من غ88ير المسلمين التي كانت ترفض تقديم أي88ة خدم88ة عس88كرية للبالد، كم88ا انه88ا قص88رت على الذكور األغنياء منهم، و قد روعى ان تقل هذه الجزية عن الزك8اة ال8تي ك8انت تس88توفى من المسلمين. و كات تحصيل الجزية يتم بص88ورة انس88انية رائع88ة فق88د ك88انت تس88توفى

على أقساط يسيرة، و كثيرا ما كانت تلغى.

علم أورانكزيب في يوم من األيام ان سكان حيدر آباد عاجزون عن دفع الجزية لفقرهمفاصدر أمرا باعفائهم من دفع جميع الضرائب، بما فيها الجزية، طوال هذا العام.

معاملة الهندوس:

و كان عدد كبير من كبار موظفي اورانكزيب من الهندوس، كما كان بعض هؤالء

258ص:

الموظفين من أقرب اقرباء عدو الدولة االسالمية االكبر، »سيفاجي«، و ك88ان بين ق88وادالجيش المغولي هندوس أدوا خدمات جليلة المبراطورية اورانكزيب.

و كانت أماكن العب88ادة الهندوس8ية في م8أمن ت88ام زمن يخض88ع خض88وعا تام88ا للقواع88د و العادات المرعية، و كان يقول دائما: »اذا سمحت لقاعدة من القواعد ب88أن تخ88رق ف88ان

بقية القواعد ستقابل بالزراية«.

و ورد ان ع88دد الهن88دوس ال88ذين تقل88دوا مناص88ب رفيع88ة خالل حكم أورانك88زيب ال88ذي هندوسيا تقلدوا مث88ل ه88ذه المناص88ب في14 مقابل 148استغرق خمسين عاما قد بلغ

خالل حكم االمبراطور اكبر.

مرسوم اورانكزيب:

و يحسن بنا في هذا المقام أن نقتطف جزءا من المرسوم الذي اصدره اورانكزيب في الهجرى و وجهه الى حاكم بنارس:1069الخامس عشر من جمادى اآلخرة عام

»في هذه األي88ام ال88تي س88ادت فيه88ا ع88دالتنا، وص88لت الى بالطن88ا الرفي88ع معلوم88ات عن أشخاص دفعهم الحقد و الض88غينة الى مض88ايقة بعض الهن88دوس من مواط88نى بن88ارس و غيرها من األماكن المجاورة و بعض البراهمة الذين يقومون بحراسة الهياك88ل القديم88ة، محاولين بذلك ابعاد هؤالء البراهمة عن وظائفهم القديمة، و بما ان هذا العمل سيسبب الضيق لهذه الطائفة فقد أصدرنا اليكم امرا ملكيا ب88أن تعمل88وا ح88ال وص88ول ه88ذا اليكم على من88ع أي ش88خص في المس88تقبل من الت88دخل بأي88ة ص88ورة غ88ير ش88رعية في ش88ئون البراهمة و غيرهم من المواطنين الهندوسيين في هذه األماكن و وق88ف أي انزع88اج لهم حتى يظلوا في أماكنهم و وظائفهم السابقة بعيدن عن كل ما من شأنه أن يعك88ر عليهم88ه الق88دير، صفو قيامهم بصلواتهم، و ذلك حفظا لكيان أمبراطوريتنا ال88تي منحه88ا لن88ا الل تلك االمبراطورية التي كتب لها أن تدوم الى األب8د، و ه8ذا األم8ر يجب أن ي8درس بغاي8ة

السرعة«.

هجرية:1089و فيما يلي مرسوم آخر أصدره اورانكزيب عام

دي88را و تقع88ان على ض88فاف88/5881 2بما ان هناك قطعتين من األرض تبلغ مساحتهما نهر الكنج في »بنى مهدوجات« في »بنارس« )احدى هاتين القطعتين تقع أمام بيت

259ص:

جوسان رام جيوان على مقربة من المسجد الجامع و األخرى في مكان ق88ريب( و هم88ا خاليتان من أي بناء، و بم88ا انهم88ا مل88ك ل88بيت الم88ال، ل88ذا فق8د ق88دمنا ه88اتين القطع88تين »لجوسان رام جيوان« و أوالده منحة منا له حتى اذا م8ا ب8نى فوقه8ا مس8اكن للبراهم8ة الورعين و »للفقراء« المقدسين داوم على عبادة الله و على الصالة من أجل بقاء هذه

االمبراطورية التي منحها لنا الله القدير و التي كتب لها أن تدوم الى االبد.

و لذا ف8ان على أبنائن8ا األفخمين و وزرائن8ا المبجلين و أمرائن8ا النبالء و كب8ار موظفين88ا و رجال األمن في الحاضر و المسقبل أن راعوا هذا المرسوم المب88ارك دائم88ا و يس88محوا للمذكور اعاله و ذريته من بع88ده جيال بع88د جي88ل، ان يتص88رف في ه88اتين القطع88تين من األرض كما يش88اء، و أن يعتبروه88ا معف88اة من جمي88ع الرس88وم و الض88رائب و اال يط88البوه

بتقديم »الوثائق« عاما بعد عام.

اورنك زيب و الشيعة

يبالغ المتعصبون المتزمتون، في الفساد العقيدي ال88ذي يس88ود المجتمع88ات االس88المية و يرمون طوائف االسالم االخ8رى ب8المروق عن ال8دين و الخ8روج عن االس8الم و الكف8ر و الزندقة .. الخ و يتجاوزا عن سوء توفيقهم انهم اوقفوا اقالمهم في معاداة مذهب اه88ل البيت و محاربة اتباعه اينما وجدوا، و لما كان المذهب االمامي منتشرا في جميع انح88اء الهند منذ القرون الهجرية األولى حتى يوم الناس هذا فقد ازعجهم هذا التأيي88د المتزاي88د88ه على اتباع88ه، و في الهن88د ع88دد كب88ير ممن اغ88رتهم و النعم المتالحقة التي اس88بغها الل الحياة الدنيا من انصار النحلة الوهابية الذين جعلوا همهم األول القض88اء على النجاح88ات المستمرة للطائفة االسالمية الشيعة في هذا البلد و برغم المعاناة و االضطهادات التي يعانيها ش8يعة الهن88د الي88وم من الوهابي88ة المتعص88بين فان88ه قلم88ا يخل88وا أح88د الكتب ال88تي يصدرها شيوخهم من الدس و التزوير على هذه الطائف88ة المض88طهدة و تش88ويه تاريخه88ا الناصع المضئ، و قد لعب المسلمون الشيعة دورا مهما في تاريخ الوجود االسالمي في الهند و ال سيما على عهد االمبراطورية المغولية االخيرة و كانوا مع قلتهم العددية و في جمي88ع العه88ود ق88ادة الجي88وش و علم88اء البالد و ممن ح88ازوا على ال88وزارات المهم88ة و

المناصب الخطيرة و ما ذلك اال بسبب كفاءاتهم و تعاونهم

260ص:

و تآزرهم فيما بينهم و تأدبهم بآداب االسالم التي تحث على االستقامة و االلتزام و تأدية الواجب كسبا لرضا الله سبحانه و تعالى، و ما كان هذا اال م88دعاة لمزي88د من االتهام88ات الجوفاء التي ينفثها اعداء الحق و دعاة التفرقة، ذلك الداء الوبيل الذي م88نيت ب88ه االم88ة االسالمية في مختلف عصورها، لم يكن العصر المغولي استثناءا لكنن88ا وج88دنا في اقالم اولئك الشرذمة حقدا متعمدا لتشويه دور الشيعة في التاريخ االسالمي للهن88د و تش88ويها لرجاالتها و تزييفا لكثير من الوقائع التاريخية، و من بين أهم المراكز التي تناصب العداء للشيعة في الهند مؤسسة )ندوة العلماء( و صاحبها الندوي الذي ما وج88د مناس88بة يكتب فيها إال و سخر قلمه للتشكيك و النيل من الشيعة و رموزها و أئمتها، فالش88يعة و اتب88اع أهل بيت النبي االطهار هم عقدة العقد لدى المتعصب الن88دوي و من س88ار على منوال88ه من وع88اظ الس88الطين و في ال88وقت ال88ذي يغ88رق في88ه الن88دوي اس88واق الكتب بش88تائمه88ه و تنتش88ر افكاره88ا الن88يرة للشيعة كان اتباعها يزيدون و واسهمها تربح في مرض88اة الل

ممثلة لالسالم االصيل في الهند و خارجها و هذا ما كان يقلق الندوي، يقول: .. و ك88انت آثار هذه الفرقة- السباب علمية و سياس88ية مختلف88ة تنتش88ر بس88رعة في الهن88د انتش88ارا واسعا، و يتأثر المجتمع المسلم الذي كانت اكثريته سنية المعتقد و المذهب بعقائ88دها و

(.171تصوراتها و افكارها و آرائها و تقاليدها و عاداتها تأثرا كبيرا )كتاب السرهندي ص

و ال يتورع ان يضع الشيعة من المؤم88نين االخي88ار في ص88ف الهن88ادك في موض88ع واح88د، »فقد كانت البدع و المحدثات، و كثير من تقاليد الهن88ادك و الش88يعة و ع88اداتهم تس88يطر على المجتمع المسلم و قد تسربت في حياة العامة من الن88اس و تغلغلت في احش88ائها

.. من كت888اب55مخالف888ة لالعالن الق888رآني الص888ريح- اال لل888ه ال888دين الخ888الص- ص السرهندي«.

و م88ع اعتراف88ه بانتش88ار التش88يع و س88يطرته على المجتم88ع كم88ا يت88بين من النص88وص المتقدمة، و ألنه مهووس بكره الش88يعة ي88ذكر أو كأن88ه يتم88نى و ي88تربص بالش88يعة س88وءا

فيخالف ما قاله من قبل بعدم قبول هذا المذهب بين الجماهير:

»لم تكن امكانيات في الهند لقبول ه8ذا الم88ذهب و نجاح88ه على مس88توى الجم88اهير ص السرهندي«.42

261ص:

و يتمادى في تسفيه الفكر الشيعى الذي يحلو ل88ه و لعدي88د من المتس88كعين على مائ88دة الفكر ان ينسبونه الى الفرس فيقول »لقد تعاون الذوق االيراني الذي تعود من8ذ ق8رون على صنع القبة من الحبة و تشقيق الشعرة م88ع ه88ذه النزع88ة العقلي88ة الفلس88فية، و بث ش888بكة التقع888ير في االلف888اظ و تولي888د الطرائ888ف و النك888ات و تعقي888دات ال888دعاوى و المفروضات من الحدود الغربية اليران الى الحدود الشرقية للهن88د، ال88تي لم يكن مثله88ا

من كتاب88ه عن االم88ام ال88دهلوي(« و نزي88د31اال كما يقال تمخض الجبل فولد فأرا )ص على اقواله فانجب الندوي و امثاله ألن هذا المدعي. نسي ان امامه ابي حنيفة هو سيد من عم88ل بالذائق88ة االيراني88ة ألن88ه اي88راني ابن اي88راني وج88ده المس88مى )زوطي( اي88راني مجوسي ال يمكن ألحد ان ينكر ذلك، اما الشيعة الذين ينسبهم الى الذوق االي88راني فهم اتباع جعفر الصادق بن محمد الب88اقر بن علي زين العاب88دين بن الحس88ين س88بط رس88ول الله )ص( سيد العرب و العجم، فنحن ال نأخذ ديننا من اوالد المجوس و ال نجعلهم قدوة لنا بل نأخذه من المنبع االصيل و من بيت الوحي و التنزيل فانظر من يأخذ ثمة بال88ذوق

االيراني اتباع الصادق الصدوق أم أتباع امامك ابي حنيفة بن زوطي.

88ه الش88يرازي و الحكيم14و جاء في ص من كتاب الدهلوي »منذ مق88دم األم88ير فتح الل علي الكيالني في عهد المل88ك اك88بر أص88حبت الهن88د كلي88ا عال88ة على اي88ران في مناهجه88ا

الدراسية و طرق التعليم و تحديد مقاييس الفضل و النبوغ، و في مجال العلوم العقلي88ة و الحكمية تقلدها و تدين لها و تمش88ي في اثره88ا، و تمت ب88ذلك الس88يطرة الي88ران على

الهند في هذا الصدد«.

و يسمى الن8دوى كت88اب ال88دهلوي )الس88ئ الص8يت( ض88د أه8ل ال8بيت و اتب8اعهم يس88ميةالمأثرة ثم يبث حقده كعادته حين يتذكر الشيعةو تهيج حينذاك سوداويته فيقول:

و أما فيما يتعلق بمأثرة الشيخ الدهلوي في مقاومة فتنة الرفض و التشيع و حماية أهل السنة و صيانتهم من ت88أثيره و ع88دواه، و ال88تي ب88دأها االم88ام ال88دهلوي بكتاب88ه المنقط88ع النظير )ازالة الخفاء( فقد اكملها و دعمها الشيخ الدهلوي بكتابه الرائ88ع الجلي88ل »تحف88ة اثنا عشرية« بالفارسية الذي يعد من الكتب التي تص88نع الت88اريخ و تح88ول تي88ار األح88داث

.280»الدهلوي

أرأيت كيف ان شيخ الناصبة هذا يعتبر كتاب الدهلوي مأثرة )و أي مأثرة!(،

262ص:

و يصفه بالرائع الجليل- المنقطع النظير .. من الكتب ال88تي تص88نع الت88اريخ و يح88ول تي88اراألحداث .. و اعجبي .. و هل بعد القرآن من كتاب يصنع التاريخ و يحول تيار األحداث.

يوحي بأن استشهاد الحسين عليه السالم كان انتحارا!!226و في ص

و مثل هذه الشواهد المدللة على ناصبية الندوي كثيرة جدا في كتاباته و خطاباته، و ق88د ثبت انه يحلل االح8داث التاريخي88ة لتواف8ق ه8واه و رغبات88ه االنتقائي8ة في تفس8ير الت8أريخ االسالمي ليتماشى و افكار الفرقة الوهابية التي جعلت همها محاربة الش88يعة و التش88يع اينما كانوا، و قد أشاع الوهابيون ان االمبراطور اورنك زيب كان عدوا للتشيع في الهند، و وفق تفسيرات الندوي الخيالية ان هذا االمبراطور »بعد م88ا ت88ولى زم88ام األم88ور بي88ده وجه كل همه الى القضاء على آثار العهد االك88بري المخالف88ة لالس88الم، و الح88د من ت88أثير التشيع الذي كان اكبر مراكزه في جنوب الهند، و لذلك صرف عالم ك88ير )اورن88ك زيب( الجزء األكبر من حياته و طاقاته للسيطرة عليه، و استئصال التأثيرات الحضارية إلي88ران

المختلطة بالنزعات المجوسية ..«.

[38]االمام الدهلوي ص

و كل ما جاء في هذا الكالم تلفيقات ال أساس لها من الصحة اتهم فيها اورنك زيب بم88ا هو برئ من88ه و س88يأتى ال88دليل على ذل88ك و لك88ني اق88ول للن88دوي ال88ذي يحل88و ل88ه دائم88ا اس88تعمال كلم88ة )اإلستئص88ال( لمقاوم88ة خص88ومه الش88يعة و من ذل88ك قول88ه )استئص88ال

التأثيرات الحضارية إليران المختلطة بالنزع88ات المجوس88ية( يق88ول ه88ذا الق88ول الخط88ير دون وازع من ضمير و هذا اذا كان له ضمير فعال- يق88ول ه88ذا و ه88و يع88رف ان الش88عب اإليراني قد دخل في االسالم من اعماق القلوب و االفئدة و مض88ى على اس88المه اربع88ة عشرة قرنا و قدم اكبر الخدمات لالسالم و بالمناس88بة ك88انت خدمات88ه طيل88ة ال88ف س88نة خاصة بالسنة ألن االيرانيين كانوا سنة طيلة الف عام قبل تش88يعهم في العه8د الص8فوي أي انهم في حوزة مذهب أهل البيت منذ اربعة قرون فقط و في خالل هذه القرون ولد مئات الماليين من االيرانيين على االسالم و الفطرة ثم قضوا حي88اتهم في ظ88ل االس8الم حتى اسلموا انفسهم الى بارئهم و هم مسلمون، فكي88ف يج88يز الن88دوي لنفس88ه ان يتهم كل هذه الماليين من المؤمنين بهذه التهمة الشنيعة و هي باالساس تنقلب علي88ه و على قومه الذين نصب نفسه مدافعا عنهم بالحق أو بالباطل. ثم كيف يستقيم قوله ه88ذا م88ع

ان ال سابقة للفرس في التشيع )سوى سلمان الفارسي )رض(

263ص:

و ان اكثر الذين أسلموا من الفرس ما اختاروا مذهب التش88يع من أول األم88ر، ب88ل ن88رى أن أكثر علماء المسلمين االيرانيين في التفسير و الح88ديث و الكالم و االدب من الس88نة ال الشيعة، بل لقد كان بعضهم من المتعصبين ضد التشيع بشدة، و أن هذا األمر أس88تمر بهم الى ما قبل )الصفوية( فان اكثر بلدان ايران الى عهدهم كانوا سنة ال شيعة و ك88ان الفرس- كسائر المسلمين- يسبون أمير المؤم88نين علي88ا علي88ه الس88الم على من88ابرهم و منائرهم بتأثير من دعايات األمويين، حتى قيل ان بعض مدن ايران قاومت منع عمر بن

عبد العزيز من ذلك فأصرت على سبه عليه السالم.

و ان اكابر علماء السنة الى ما قبل عهد الصفوية ك88انوا من الف88رس، من المفس88رين والفقهاء و المحدثين و المتكلمين و االدباء و اللغويين و الفالسفة و غيرهم.

فان أبا حنيفة- االمام االعظم- كان فارسيا- كم88ا تق88دم قب88ل قلي88ل- و البخ88اري ص88احب الصحيح أكبر مح88دثي الس88نة فارس88ي، و س88يبويه ام88ام النح88ويين فارس88ي، و الج88وهري صاحب كتاب الص8حاح في اللغ8ة فارس8ي، و اإلم8ام الغ8زالي فارس8ي و الف8يروز آب88ادى صاحب القاموس المحي8ط في اللغ8ة فارس88ي، و الزمخش8ري اك8بر و اق88دم المفس88رين فارسي، و ابو عبي88دة و واص88ل بن عط88اء من المتكلمين فارس88يان .. و ه88ؤالء كلهم من علماء السنة ... و هكذا كان اكثر علم88اء اي88ران و اك88ثر الف88رس س88نة، و حس88ب نظري88ة الن88دوي الخيالي88ة يك88ون م88ذهب الس88نة اك88ثر الم88ذاهب االس88المية تمس88كا ]بالت88أثيرات الحض888ارية الي888ران المختلط88ة بالنزع88ات المجوس888ية[ و ال ن888دري من ه88و أح888رى ب

]االستئصال[ بعد تبيان هذه الحقائق.

و ينض88م الى جوق88ة الن88دوي ش88يخ آخ88ر من رؤوس الناص88بة فيتهم الم88ؤرخين الش88يعة بالتهجم على اورنك زيب ألن88ه- بحس88ب زعم88ه- قض88ى على مل88ك الش88يعة في الجن88وب

( و على خطى ه88ؤالء يق88ول357فاصبح مذنبا في نظرهم و متعصبا )كتاب منعم النم88ر االستاذ بكلية اآلداب بجامعة القاهرة أن »اورنكزيب حظ88ر ق88دوم الش88يعة الى بالده«!!

[.1979 من كتاب احمد الساداتي: تاريخ الدول االسالمية في آسيا القاهرة 92]ص

من كتابه المذكور ض88من94و ما يدلل على جهل هذا االستاذ بجامعة القاهرة قوله ص كالمه عن اورنكزيب »انه على تمسكه الشديد بالسنة و تعاليمها كانت امه هندوكية

264ص:

خالصة« و في كل ما قال88ه اف8تراء على الت88اريخ االس8المي و ل8و لم تكن ام االم88براطور اورنك زيب مشهورة كل الشهرة في العالم حتى هذا اليوم لعذرت الدكتور على جهل88ه! لكن من هنالك في هذا العالم من يجهل اليوم )تاج محل( في الهند الذي شيد على قبر ام اورنك زيب المسلمة الطاهرة ممتاز محل ارجمند بانو زوجة االمبراطور شاه جهان؟م ه88ذا االس88تاذ و ما دامت هذه المرأة المسلمة ايرانية األصل شيعية المذهب فق88د أص88 بجامعة القاهرة اذنيه عن قول الحق و نسب تل88ك المؤمن88ة الش88يعية الى دين الهن88ادك، لؤما و تعصبا و تشفيا بالشيعة!! و من هنا ابدأ كالمي عن االمبراطور اورنك زيب ال88ذي اسماه المتعصبون )محي السنة( و اطلقوا عليه عشرات االلقاب االعتبارية لمج88رد ان88ه ادعى المذهب الحنفي و مارس القسوة ض88د الم88ذاهب االخ88رى، و معي88ار االيم88ان عن88د هؤالء العميان هو الفتك بالخصوم ح88تى اذا ك88ان ه88ذا مخالف88ا لالس88الم و مفرق88ا لش88مل المسلمين، و لم يكن اورنك زيب بدعا في ملوك الع88الم ال88ذين س88فكوا ال88دماء البريئ88ة حتى يستتب لهم الملك، و من ثم اخطأ كثيرا في تط88بيق الش88رع االس88المي و التوفي88ق بينه و بين ميوله االس88تبدادية و نزعت88ه الدكتاتوري88ة و لس88ت هن88ا ألقيم اعمال88ه بمجمله88ا فالقارئ البصير تتبين له اعماله التي اخطأ فيها أو أصاب و ما أريد تأكيده هنا أن عالقته بالشيعة في االمبراطورية التي حكمها نصف ق8رن، ك8انت عالق8ة طبيعي8ة و ق8د تخللته8ا مواقف عدوانية في بعض االحي88ان و لم تكن تل88ك ال88دوافع إلس88باب مذهبي88ة كم88ا ي88زعم النواصب و لكن الملك اورنكزيب الذي ولد من ام شيعية ايرانية كما أن و أمرأته اميرة ايرانية صفوية شيعية هي دلرس بانو بنت شاهوار خان الصفوي، و قد ت88زوج به88ا زواج88ا

م( و ول888ده1657 أكت888وبر 8 م )و ت888وفيت في 1637 م888ايو 8ش888رعيا إس888الميا في االمبراطور شاه عالم الذي كان شيعيا مجاهرا بالتش88يع و ابنت88ه االم88يرة زينت النس88اء و عاش وسط بالط و اساتذة من الشيعة و حاشية و قادة و وزراء كثير منهم من الش88يعة حتى من بين اساتذته الذين تربى على ايديهم، لكنن88ا علين88ا ان نق88ر بحقيق88ة ان ج88ل هم هذا الملك ان يحافظ على عرشه باية وسيلة ينتهجها و ال عالقة بع88د ذل88ك للنهج ال88ديني الذي يسير عليه، انه دكتاتور من نوع خاص، و التزام88ه للس88نية م88ذهبا تظ88اهر ب88ه طيل88ة

حياته كان يدخل في صلب اهتمامه و سهره الدائم للحف88اظ على الع88رش فال88دكتاتور الهم له اال الحفاظ على مصالحه و التلبس لكل حالة بلبوسها

265ص:

و قد نجح فعال في تسيس الدين لركاب88ه ح88تى اعت88بره البعض قديس88ا أو كم88ا ع88بر عن88هالدكتور اقبال في بيت من شعره:

»كان فراشة لشمعة التوحيد، و كان في بيت االصنام و االوثان كابراهيم عليه الس88الم« و في استعراضنا لتراجم عدد من اعالم الش88يعة في عه88ده يت88بين ل88ك م88ا عرض88ناه من رأي، و هذه لقطات تدلل على ما ذهبنا اليه، و هي مستقاة من تفاص88يل ال88تراجم ال88تي اوردناها، فمن أهم الدالئل على حسن معاملته للشيعة و احترامه لهم ما كان يعامل ب88ه

ه فق88د اعط88اه قري88تين، و1138العالمة السيد سعد الله السلوني الموسوي المت88وفى ك88ان االم88براطور يكرم88ه و يجل88ه و يتلقى اش88ارته ب88القبول و يكتب ه88و لالم88براطور بالشفاعات فيتقبلها و يعمل بها، و بالرغم من سطوة االمبراطور و هيبته، ك88ان العالم88ة الس88لوني يحث88ه على قب88ول م88ذهب أه88ل ال88بيت )ع( لكن االم88براطور يتحاش88ى ذل88ك و يتلطف عليه في رد هادئ محسوب بدقة متناهية، يقول خافي خ88ان في منتخب اللب88اب ].. و لم يزل- السلوني- يكتب- اليه و يحث88ه على محب88ة االئم88ة االث88ني من أه88ل ال88بيت،فلما كرر الكتابة اليه في ذلك التفت السلطان الى من حضر عنده من العلماء، و قال:

ان ما يوصيني الشيخ بحب أهل البيت صحيح ال غبار علي88ه و لكن االئم88ة ال تنحص88ر عن88د أه8ل الس88نة و الجماع8ة في االئم88ة االث8ني عش8ر[ انتهى، ف88االمبراطور لم يض8يق ذرع8ا بالحاح الشيخ السلوني الذي كان في غاي88ة الج88رأة و الوض88وح، كم88ا ي88دل على مجامل88ة االمبراطور للشيعة و تقريبه لشيوخهم، و ما يدريك انه كان يختلى ايضا بهم و يس88معهم

ما يرضيهم فالمدارة تقتضيه مثل هذه السياسة.

و من العلماء الذين قصدوه فرعاهم حق الرعاية و التكريم الشيخ عزيز الله المجلس88ي ه( و هو شقيق محمد باقر المجلسي ص88احب الموس88وعة المش88هورة )بح88ار1074)ت

االنوار( و قد قصده المجلسي في ايام جلوسه على الع88رش و اس88تخرج ت88اريخ جلوس88هفي القرآن الكريم و هو قوله تعالى »ان الملك يوتيه من يشاء«.

ه( و الشيخ محمد علي1078و ممن وفد عليه الشيخ هداية الله التستري )ت بعد

266ص:

( الذي اهدى اليه دي88وان ش88عر1089االكبر آبادي و هو الشاعر المتلقب ب )ماهر( )ت (1090باسمه )كل اورنك( و منهم السيد قوام الدين المرعشي الخليف8ة س88لطاني )ت

و كان فقيها اماميا معروفا و قد احتل منزلة كبيره لدى اورنك زيب ف88واله على كش88مير ثم على البنج88اب. و الس88يد ش88مس ال88دين بن ص88در ال88دين الحس88يني المرعش88ي )ت

( و قد تولى عدة مناصب رفيع88ة في البالط، و ك88ان طبيب88ه الخ88اص ش88يعيا و ه88و1112 و االم88براطور نفس88ه اطل88ق علي88ه اس88م )حكيم1105محمد مهدي االردستاني ت بع88د

الممالك(، أما عبد اللطيف خان االصفهاني المتلقب ب )تنه88ا( فق88د عين88ه رئيس88ا للبالط الملكي، ثم اصبح واليا للبنجاب، و اختار االمبراطور العالم88ة محم88د س88عيد المازن88دراني

( معلما و مربيا ألبنته زيب النساء بيكم.1116)ت بعد

كان من امناء الخزان88ة الملكي88ة و1121و محمد بن فتح الله مقرب خان الشيرازي ت ( هو واحد من العلماء الشعراء ال88ذين اتص88لوا ب88ه1119محمد مؤمن الجزائري )ت بعد

فكرمهم و لقبه بلقب )فاضل خان(.

ه و أل8ف1118و من النجف االش8رف وف88د علي8ه العالم8ة ناص88ر بن حس8ن النجفي ت باس88م االم88براطور كت88اب الج88داول النوراني88ة و ه88و أش88به ب88المعجم المفه88رس للق88رآن

الكريم.

و لثقته المتزايدة بعدد من اعالمهم فقد عين بعض88هم على الخ88راج كالش88يخ حس88ين بن ه و المش8هدي ه8ذا1123 ه، و محم8د بن رفي88ع المش8هدي ت 1122باقر االص8فهاني-

صاحب الملحم88ة ش88عرية المس88ماة )حمل88ة حي88دري( في غ88زوات االم88ام علي )ع(. أم88ا فقد كان وزيرا اث88يرا ل88دى االم8براطور و قائ88دا ألح88د ألوي88ة1121ابراهيم علي خان ت

الجيش عنده.

هذه إلمامة سريعة بدور الشيعة في عهد اورنك زيب، و التفاصيل ضمن الفصل القادم.

267ص:

من اعالم عصر االمبراطور اورنك زيب عالم كير

ه(1113- 1048- زينت النساء بنت اورنك زيب )

- المال طغرائي المشهدي

ه1074- عزيز الله المجلسي ت

1078- هداية الله التستري ت بعد

ه1112- شمس الدين االصفهاني ت

ه1089- محمد علي االكبر آبادي ت

ه1118- ناصر بن حسن النجفي ت

1090- قوام الدين المرعشي ت بعد

1116- عبد اللطيف االصفهاني البنجابي ت

1105- محمد مهدي االردستاني ت بعد

1116- 1050- محمد سعيد المازندراني

1119- بعد 1074- محمد مؤمن الجزائري

1121- محمد بن فتح الله مقرب خان الشيرازي ت

1121- ابراهيم علي خان ت

1122- حسين بن باقر االصفهاني ت

1123- محمد رفيع باذل المشهدي ت

1135- القادر المشهدي ت

1138- سعد الله السلوني ت

1149- حسين الشيرازي ت

1159- محمد رضا قزلباش خان الهمداني ت

268ص:

ه1135- حسن علي خان ت

ه1132- حسين علي خان ت

ه1128- محمد باقر البيجابوري ت

م(1701- 1638 ه/ 1113- 1048زينت النساء بنت االمبراطور اورنك زيب )

االميرة العالمة السيدة زينت النساء بنت اورن88ك زيب، و أمه88ا االم88يرة الش88يعية دل88رس بانو بنت شاهوار خان الصفوي و نشأت في نعمة أبيها و حفظت الق88رآن على م88ريم أم عناية الله الكشميري فأعطاها عالمكير ثالثين ألفا من النقود الذهبية، ثم تعلمت الكتابة من نسخ و تعليق و شكسته و غيرها، و قرات الكتب الدرسية على الشيخ أحمد بن ابي سعيد الحنفي األميتهوي و على غيره من العلم88اء، و أخ88ذت الش88عر و اإلنش88اء و غيره88ا عن الشيخ محمد س88عيد المازن88دراني، و أح88رزت الكتب النفيس88ة في خزانته88ا و اجتم88ع عندها من العلماء و الشعراء م8ا لم يجتم8ع عن88د أح88د، و ك88انت ش88اعرة س88احرة تس8حر األلباب و تفلق القلوب ال تضاهيها امرأة في الهند في جودة القريحة و سالمة الفكرة و لطافة الطبع، لم تتزوج قط لغيرتها بأن تكون ضجيعة ألحد من الرجال، و أما مص88نفاتها فهي ال تكاد توجد في الدنيا غير »زيب المنشأت« و هو مجموع لرس88ائلها، و أم8ا دي88وان الشعر المنسوب إليها فهو لواحد من شعراء الفرس، و ديوانه88ا ق88د ض88اع في حياته88ا، و أما زيب التفاسير فهو ترجمة »التفسير الكبير« للرازي بالفارسي نقله من العربي88ة إلى الفارسية الشيخ صفي الدين األردبيلي ثم الكشميري بامرها و ل88ذلك س88ماه باس88مها، و

من أبياتها قولها:

بش88كند دس88تى ك88ه خم در ك88ردنيارى نشد

ك88ور ب88ه جش88مي ك88ه ل88ذت ك88يرديدارى نشد

ص88د به88ار آخ88ر ش88د و ه88ر ك88ل ب88هفرقي جا

غنجهء ب888اغ دل م888ا زيب دس888تارىنشد

269ص:

توفيت سنة ثالث عشرة و مائة و ألف في حياة أبيها فدفنت بحديقة بناها في »الهور«.

.184 رقم 95- 94/ 6- نزهه

م(1659 ه/ 1069المال طغرائي المشهدي )ت حدود

شاعر من سكنة الهند، له ديوان بعنوان )خمسة ناقصة( و هو تشهير بخمس88ة أش88خاص م.1659 ه/ 1069في بالط كولكنده و قد توفي في بداية عهد اورنكزيب حوالي سنة

م(1663 ه/ 1074عزيز الله المجلسي )ت

الش88يخ الفاض88ل الكب88ير عزي88ز الل88ه بن محم88د تقي المجلس88ي الش88يعى االص88فهاني، المجلسي شقيق العالمة محمد باقر المجلسي، أحد األفاضل المش88هورين ب88ايران، ك88ان اكبر أبناء أبيه، نش88أ في نعمت88ه و ق88رأ علي88ه و على غ88يره من العلم88اء، ل88ه حاش88ية على الم88دارك للس88يد محم88د بن علي الحس88يني الع88املي، و حاش88ية على »من ال يحض88ره الفقيه« و له كتاب في أخبار الروم في اإلنش88اء، و ه88و ال88ذي أرخ لجل88وس ع88المكير بن شاهجهان من قوله تعالى »ان الملك لله يؤتيه من يشاء«، توفى سنة أربع و س88بعين و

ألف، كما في »نجوم السماء«.

.322، مطلع انوار/ 129، نجوم السماء/ 451 رقم 283- 282/ 5- نزهه

م(1669 ه/ 1078هداية الله بن نعمة الله التستري )ت بعد

هداية الله التستري: ابن الخواجة نعمة الله من الفضالء األدباء الش88عراء، ذهب في أول أمره الى الهند و اتصل بأورنك زيب و لم88ا رج88ع ذهب بص88ره فم88ا تمكن من الع88ود الى

(1078الهند فكان يرسل إليه الهدايا و كان في عصر و اخشنوخان الح88اكم بتس88تر )ت كذا

270ص:

ذكره عبد الله الجزائري في تذكرته، و قال إن أكثر أشعاره رباعيات.

.633 ه/ ص 11- طبقات أعالم الشيعة/ القرن

م(1710 ه/ 1112شمس الدين بن صدر الدين االصفهاني )ت

االمير شمس الدين بن صدر الدين بن قوام ال88دين الحس88يني المرعش88ي ن88واب مخلص خ88ان بن ص88ف ش88كن خ88ان الع88الم ك88يري، أح88د الرج88ال المش88هورين بالهن88د، ولى على العرض المكرر في ايام ع88الم ك8ير ثم جع8ل »ق88روبيكي« ثم ولى على »بخش8يكرى« و صار منصبه مع األصل و اإلضافة ثالثة آالف، و كان فاض88ال كب88يرا بارع88ا حليم88ا متواض88عا

كثير اإلحسان حسن المعاشرة شاعرا مجيد الشعر، من شعره قوله:

بيك تبسم مينا شكست و بستخمار ما و در توبه و دل ساقى

توفي ألربع خلون من شعبان سنة اثنتي عشرة و مائة و ألف، كما في »مآثر األمراء«.

.217/ رقم 6- نزهه

م(1678 ه/ 1089محمد علي األكبر آبادي )ماهر( )ت

محمد علي األك88بر آب88ادي الهن88دي: الش88اعر المتخلص »م88اهر« األديب الفاض88ل الكام88ل ل88ه كت88اب في األدب الفارس88ي س88ماه »ك88ل اورن88ك« باس88م الس88لطان1089المتوفى

اورنك زيب عالم كير بادشاه. كان من الهنادكة و اعتنق االس88الم بس88عى الم88يرزا جعف88رالمعمائي االيراني و بعد وفاته اتصل بمال شفيع الملقب ب »دانشمند خان«.

ه11 القرن 376/ 6- طبقات اعالم الشيعة،

953/ 9- الذريعة

271ص:

م(1706 ه/ 1118ناصر بن حسن النجفي )ت

من علم88اء عص88ر ع88الم ك88ير، مؤل88ف كت88اب »الج88داول التوراني88ة في اس88تخراج اآلي88ات القرآنية« ألفه باسم االمبراطور اورنك زيب عالم كير و هو موج88ود ض88من مخطوط88ات

جامعة البنجاب كما ورد في مذكراتي.

م(1679 ه/ 1090قوام الدين المرعشي الخليفة سلطاني بن رفيع الدين )ت بعد

األمير الفاضل السيد قوام بن السيد رفيع الدين محمد الصدر ابن الس88يد ش88جاع ال88دينمحمود الحسيني المرعشي الخليفة سلطاني.

قال األمين في ترجمة والده رفيع الدين: ه88و وال88د س88لطان العلم88اء ص88احب الحواش88ي على الروضة و المعالم صهر الشاه عباس و كان عالم عصره في المعق88ول و المنق88ول نال الصداره من الشاه طهماسب و من الشاه عباس أيضا ذكره جماعة من الم88ؤرخين كصاحب عالم آرا و نجوم السماء و الري88اض في خالل ترجم88ة ابن88ه الس88لطان في ب88اب الحاء و تكملة األمل و آثار الشيعة. و كان م88ع الس88يد ال88داماد و الش88يخ البه88ائي ش88ريك البحث و ال88درس و ج88رت بين88ه و بين الس88يد ال88داماد رس88ائل و مكاتب88ات في المس88ائل العلمية و من آثار المترجم كت88اب في ال88رد على ش88رعية التس88مية أي تس88مية الق88ائم و كتاب في التجويد يشتمل على القراءات العشر و المرضية منها عن88د أه88ل ال88بيت و في ترجمته في شجرته انه هو الذي بنيت مدرسة مريم بيكم باصبهان لتدريسه و له اوقاف و آثار خيرية و كان من مشاهير المدرسين في ذلك العصر و خل88ف الس88يد حس88ين عالء الدين سلطان العلماء الحس88يني المرعش88ي و الم88يرزا ق88وام خ88ان ال88دين نزي88ل الهن88دو

المقرب عند ملكها و قيل انه خل8ف الس8يد محم88د و انتق8ل الى بالد الهن8د و به8ا اس8س البيت و قال في ترجمة قوام الدين »ه88و اخ88و س88لطان العلم88اء المش88هور، ك88ان عالم88ا فاضال بارعا شاعرا لبيبا تقلد الصدارة العظمى من قبل الش88اه عب88اس األول بع88د وف88اة

والده الميرزا رفيع

272ص:

فسعى به رجل من رج88ال الدول88ة من1075الدين محمد الصدر و بقي صدرا الى سنة المتوقعين منه العطاء عند السلطان فعزله، فخرج من اصبهان الى بالد الهند و بلغ عند سلطانها مرتبة عظيمة و بقي بها الى توفي و خلف الرئيس الشريف األمير صف ش88كر

خان.

اوردهما اعتماد السلطنة ..«.

و في النزهه انه ورد الى الهند أيام عالم كير فواله على كشمير س88نة س88ت و ثم88انين و ألف، فاستقل بها ثالث سنين، ثم واله على بنجاب، و ك88ان الفقي88ه على أك88بر الحس88يني اإلل88ه آب88ادي قاض88يا باله88ور و ك88ان ممن ال يه88اب اح88دا من ال88والة في إج88راء الح88دود و التعزيزات و ال يطاطئ رأسه ألحد، فكبر ذلك على قوام الدين، فأش88ار إلى الش88حنة أن يقبضوا على القاضي فسار إليه الشحنة برجاله ليقبض عليه، فاستنكف من88ه القاض88ي و قتل في المعركة و قتل معه ابن اخته محم88د فاض88ل س88نة تس88عين و أل88ف، فلم88ا س88مع ع8المكير ع8زل ال88والي و الش88حنة و أم88ر القاض88ي ش88يخ اإلس88الم الفت88نى أن يفتش عن القضية و يقضى على وفق الشريعة، عفا عن88ه ورث88ة المقت88ول و م88ات ق88وام الي88دن في

ذاك الزمان، كما في »مآثر األمراء«.

و في هذا الموضع في ترجمة والد صاحب الترجم88ة88/55 88،10 452-88 88/451 8]أعيان 323/ 5 و هو خطأ مطبعي و حمل نعشه الى كربالء و دفن بها، نزهه 1304توفي سنة

.[524رقم

م(1700 ه/ 1116عبد اللطيف خان االصفهاني البنجابي )ت

الش88يخ عب88د اللطي88ف خ88ان االص88فهاني البنج88ابي المتخلص بتنه88ا و المع88روف بتنه88اياصفهاني و يقال تنهاى بنجابي

من كبار زعماء الشيعة في الهند و مشاهير شعراء عصره. ولد في شهرستان من توابع اصفهان و نشأ و ترعرع في اصفهان. أخذ المقدمات و فنون األدب عن أفاضل علمائه88ا

ثم1049و تخرج على خاله ميرزا جالل اسير االصفهاني الشهرس88تاني المت88وفى س88نة أولع بالشعر. هاجر الى الهند، و اتصل بأمرائها و ملوكها ثم التحق ببالط عالمكير شاه )

( و استقبله الشاه المذكور استقباال حافال و عينه رئيس88ا ال88ديون الملكي88-1118 1069حتى

273ص:

انتهت اليه حكومة )صوبه بنجاب( و كان على جانب كبير من ال88ورع و التق88وى و الزه88د مع السخاء و الكرم حيث كان ملجأ العلماء و الشعراء و الفض88الء في الهن88د. ذك88ره في كثير من أكثر كتب السير و معاجم الرجال و عبر عنه بعض المت88أخرين في الهن88د بلقب

و102البنجابي بدال عن االصفهاني و منهم صاحب كتاب تذكرة شعراي بنج88اب في ص غيره و فصل عنه الميرزا أصلح في كتابه )تذكرة شعراي كشمير( و ذكر احدى قصائده

بيتا و وصفه قائال ما هو تعريبه: »عب88د اللطي88ف خ8ان .. و ه8و ابن أخت الم88يرزا76في جالل اسير األصفهاني الشهرستاني و تلميذه هاجر من إيران الى الهند في عصر محمد اورنك زيب عالم كير شاه و كان عابدا زاهدا صالحا متورعا متفردا قليل الكالم ..« كم88ا

و ق88ال: ك88انت بي88ده حكوم88ة98ذكره آغا بزرك في الذريعة عن كتاب شمع انجمى ص )صوبه بنجاب( و قد ترك آثارا و مآثر في الهند و له ديوان شعر ال ي88زال مخطوط88ا من88ه نسخة خطي88ة في مكتب88ة مجلس الش88ورى في طه88ران كم88ا ج88اء في فهرس88تها المجل88د

قال: و عندنا نسخة من عص88ر المؤل88ف مجدول88ة من موقوف88ات مكتب88ة667الثالث ص الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري في كربالء.

توفي المترجم له في كشمير.

م(1693 ه/ 1105محمد مهدي االردستاني )ت بعد

الحكيم الشيخ محم88د مه88دى األردس88تاني حكيم المل88ك ك88ان من العلم88اء الم88برزين في الصناعة، ولد و نشأ بأرض الفرس و قرأ العلم بها ثم قدم الهن88د و تق88رب إلى ع88المكير فجعل منصبه ألف88ا لنفس88ه ثم لقب88ه بحكيم المل88ك س88نة ثالث و س88بعين و أل88ف، و ص88ار منصبه في آخر عمره اربعة آالف، كما في »مآثر األمراء« و في »مآثر عالمكيري«: أن محمد أعظم بن عالمكير لما ابتلى بامراض صعبة سنة أربع و مائة و ألف عالج88ه حكيم الملك فبرئ محمد أعظم من تلك األمراض فأعطاه عالمكير اربع88ة آالف منص88با رفيع88ا

سنة خمس و مائة و ألف- انتهى.

، مآثر األمراء، مآثر عالمكيري670/ رقم 6- نزهه

274ص:

م(1704- 1640 ه/ 1116- 1050محمد سعيد المازندراني )حدود

المال الشيخ محمد سعيد بن محم88د ص88الح الش88يعي المازن88دراني ك88ان ابن بنت العالم88ة محم88د تقي المجلس88ي المتلقب ب )اش88رف( تتلم88ذ على وال88ده المال محم88د ص88الح

ه و األق88ا حس88ين الخوانس88اري و في الش88عر على ص88ائب و في1081المازن88دراني ت الخط على عبد الرشيد ال88ديلمي و ك88ان الم88ترجم ل88ه باالض88افة الى علم88ه الجم م88اهرا بالخط و التصوير، قدم الهن8د في عه88د ع88المكير فجعل8ه معلم8ا لبنت88ه زيب النس88اء بيكم فاستقام على تلك الخدمة زمانا طويال، ثم اشتاق الى بالده فأنشأ قصيدة في مدح زيب

النساء المذكورة و قال في تلك القصيدة:

در غربتم اكرجه فزون است اعتباريكبار از وطن نتوان بر كرفت دل

كو خدمت حضور نباشد مرا شعاربيش تو قرب و بعد تفاوت نمىكند

نسبت ج88و ب88اطن اس88ت ج88ه دهلياصفهان

دل بيش تس88ت تن ج88ه بكاب88ل ج88هقندهار

فذهب الى أصفهان سنة ثالث و ثمانين و ألف و أقام بها زمانا، ثم عاد إلى الهند و دخل »عظيم آباد« فتقرب إلى عظيم الشأن بن شاه عالم و كان أم88يرا على تل88ك الناحي88ة و خصه األمير بالقعود في مجلسه لكبر س88نه فاحتف88ظ بعنايت88ه م88دة، ثم ع88زم على س88فر الحج و لما وصل الى »مونكير« مات بها، و خلف العالم88ة محم88د أمين ص88احب مب88احث

االمامة و العالمة و الشاعر محمد الذي كان مقيما في مرشد آباد و من شعره قوله:

تم888ام روز باش888د حس888رت ش888بدر ايران نيست جز هند آروز بسىروزهداران را

توفي سنة ست عشرة و مائة و ألف، كما في »سرو آزاد«.

له ديوان مخطوط بمكتبة مشهد االمام الرضا )ع( في خراسان.

275ص:

، ت88ذكره بي19، مجلة آستان قدس الع88دد 117، سرو آزاد 587 رقم 88/312 6- ]نزهه ، شمع انجمن545-8 544، مطلع أنوار 7 كلمات الشعراء/ 269، بزم تيموريه/ 168بها .[17، سفينة خوش كو/ 32

م(1707- ت بعد 1663 ه/ 1119- ت بعد 1074محمد مؤمن الجزائري )

محمد م88ؤمن الش88يرازي الجزائ88ري: ابن محم88د قاس88م بن ناص88ر ابن محم88د الجزائ88ري 1102- 1الشيرازي المولد و المنشأ، سياح عقالني مؤول مكثر، خرج الى السند في ع

حيث ك88ان في بل88دة »بك88ر«1109 سنة فساح البالد سبع سنين الى 27و عمره حدود س88نة و ك88ان يع88رف هن88اك بم88ؤمن عليخ88ان. و في الهن88د التقى35بالس88ند و عم88ره-

االمبراطور عالم كير و لقبه ب )فاضل خان(: الف في تلك المدة سبع مجل88دات س88ماه في ت88أليف1110( ثم ش88رع هن88اك س88نة 1596 رقم 19»مج88الس األخب88ار« )الذريع88ة

سنة من العمر و سمى المجلد45 بالهند و له 1119»تعبير طيف الخيال« و أتمه سنة ( ثم في س88نة88:197 12، الذريع88ة 1043 رقم 4الثاني من88ه »س88فينة العلم« )الذريع88ة

( يق88ول في88ه ان88ه ول88د بش88يراز846 رقم 7 ألف كتاب »خزانة الخيال« )الذريع88ة 1130 . و م8ا ج8اء في »نج8وم الس8ماء- ص1047 رجب 17الضحى الع8الي من ي8وم الس8بت

(. و ق88د593 ص 11« من أنه ترجم في »األمل« فهو اشتباه بالسبزواري )القرن 182 نقل تاريخ الوالدة هذا عن خط السيد هاشم ابن عبد الرؤف األحسائي في المجلد األول

15من »تعبير طيف الخيال« المذكور. ه88ذا و ق88د ذك88ر في »طي88ف الخي88ال« )الذريع88ة ( مشايخه و كذا في »زهرة الحياة الدنيا« فذكرانه تلم88ذ على الس88يد محم88د1311رقم

88ه الحس88يني في النح88و و الص88رف و البي88ان و الب88ديع و التفس88ير و قاس88م ابن خ88ير الل ( ابن عب88د286 ص 11العروض و تلمذ الفقه و االصول على صالح الكرزك88اني )الق88رن

الكريم البحريني و على المير زين العاب88دين االنص88ارى الح88ائري و على على بن محم88د التمامي ثم علي مسيح األنام ابن محمد اسماعيل الفسوى في الحكمة و الكالم و على

( في الح88ديث و88:665 9شاه محمد بن محمد عارف االصطهباناتي الشيرازي )الذريعة على الحكيم محمد هادى في الطب و على المولى لطفا في الرياض88يات و على ش88رف

الدين

276ص:

على دست غيب و نصير الدين محم88د البيض88اوي الش88يرازي و محم88د ص88الح الخف88ري و محمد حس8ين المازن8دراني اك8ثر فنى الحكم8ة و اص88ول الفق8ه. ل8ه »مج8الس االخب8ار«

( في سبع مجلدات ألفها بالهند و سمى كل منها باس88م خ88اص،1596 رقم 19)الذريعة ( أورد فيه88ا4518 رقم 21فاألول في تواريخ االنبياء سماه »معارج الق88دس« )الذريع88ة

رها بص88ورة يقبله88ا العق88ل الش88يعى، االساطير اليهودي88ة ال88تي تقبله88ا المس88لمون و فس88 3المجلد الثاني: تواريخ االئمة المعصومين و مناقبهم، سماه »تحف88ة االب88رار« )الذريع88ة

رقم3(، المجلد الثالث: تواريخ المل88وك س88ماه »بح88ر المع88ارف« )الذريع88ة 1459رقم (، المجلد الرابع: تواريخ العلم88اء و الش88عراء س88ماه »ربي88ع االب88رار« ذك88ر في ذي88ل112

:10المجالس و قد يسمى »رجال مال مؤمن« )الذريعة

( المجلد الخامس: سوانح عمر المؤلف نفسه )اتوبيوكرافي( س88ماه زه88رة الحي88اة151 ( و هو مرتب على جنات. المجلد السادس: ش88رح ثالثمائ88ة508 رقم 12الدنيا )الذريعة

(. المجل88د س88ابع: المتفرق88ات من1611 رقم 11حديث سماه »روح الجنان« )الذريع88ة 6( فرغ منه 275 رقم 8:316 18العلوم المختلفة، سماه »لطائف الظرائف« )الذريعة

في )بك88ر( من بالد )ت88تر( من )الس88ند( و فص88ل منه88ا خالي88ة عن الح88روف1109رجب ( و فص88ل آخ88ر من88ه يحت88وى على457 رقم 8المعجم88ة س88ماه »درر الحكم« )الذريع88ة

منتخبات من »نسيم الصبا« المندرج في »الفصول االنيقة« لص8احب المع88الم )الذريع88ة (. عرض المجموعة على بعض امراء الهند الفضالء إس88مه الن88واب941 رقم 88:237 16

باالنتخ888اب من888ه، فس888مى المنتخب »مش888رق1105مخلص خ888ان ف888امره في س888نة ( أو »مطل88ع الس88عدين«3907 رقم 21 )الذريع88ة 1111الس88عدين« و ص88ححه س88نة

( و اس88مه88:430 1( و ذكرن88ا ل88ه »اربع88ون ح88ديثا« )الذريع88ة 4386 رقم 21)الذريع88ة ( و ه88و112 رقم 3(، »و بح8ر المع88ارف« )الذريع8ة 56 رقم 5»ثمرة الحياة« )الذريعة

(، »بيان اآلداب«1596 رقم 19ثالث المجلدات السبع من »مجالس االخبار« )الذريعة 3( في شرح آداب »تحفة االخوان في تحقيق االدي88ان« )الذريع88ة 627 رقم 3)الذريعة

رقم3(، »تحف888ة الغ888ريب« في »ش888رح قانونج888ه في الطب« )الذريع888ة 1435رقم (، »ثمرة الف88ؤاد و س88مر1930 رقم 4(، »تميمة الفؤاد من ألم البعاد« )الذريعة 1677

(، »ج88امع88:1125 9( و ه88و »دي88وان م88ؤمن« )الذريع88ة 40 رقم 5البع88اد« )الذريع88ة (، »جنات277 رقم 5المسائل النحوية« في شرح الصمدية البهائية )الذريعة

277ص:

عدن« في الفنون الثمانية »جنات الف88ردوس« في التعري88ف ببعض مص88طلحات العل88وم (، و ابت88دأ قب88ل بلوغ88ه بتعلي88ق »الحواش88ي على الكتب الدرس88ية«649 رقم 5)الذريعة ( »ال88در المنث88ور«4206 رقم 21(، »مصباح المبتدئين« )الذريعة 270 رقم 7)الذريعة

(603 رقم 12(، »زينة الحي88اة« )الذريع88ة 270 رمق 8حواشى على الصمدية )الذريعة 12في شبهات الشيطان بركلس السبعة، و »زينة المجالس« في المداعبات )الذريع88ة

(، »ق88رة1044 رقم 15( »طرب المجالس« ايض88ا في الم88داعبات )الذريع88ة 620رقم (، »لمع ال88برق«385 رقم 88:74 17 )الذريعة 1101العين و سبيكة اللجين« )ألفه سنة

(، »م88اء الحي88اة« في427 رم88ق 88:348 18في الفرق بين االلفاظ المتقارب88ة )الذريع88ة ( و مثل88ه »مجم88ع البح88رين« في87 رم88ق 19تأويل بعض االحاديث المشكلة )الذريع88ة

( »مش88كاة2831 رقم 20(، »مدين88ة العلم« )الذريع88ة 1769 رقم 20التأويل )الذريعة 334:/ 18( في شرح »لغز الزبدة« للبهائي )الذريعة 3945 رقم 21العقول« )الذريعة

( »منية اللبيب في مف88اخرة المنجم و الط88بيب« طب88ع ض88من »نفح88ة اليمن«355رقم و الفهرس العربي لمش88ار- ص88،208 88،23 5231 رقم 21للشيرواني مكررا )الذريعة

( و4651 رقم 23(، »مني88ة الف88ؤاد« تفس88ير لبعض اآلي88ات المتش88ابهة )الذريع88ة 962

( في تفسير اآليات المتشابهة مثل »قرة434 رقم 8:80 25»وسيلة الغريب« )الذريعة العين« و كذلك سائر مؤلفاته التأويلية.

الحكيم محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري الشيرازي:

أديب م88اهر س88يف ذهن88ه ب88اتر حكيم ح88اذق ث88اقب فهم88ه كاش88ف عن دق88ائق الحكم88ة و الحقائق حاز حظا وافرا من الكم88االت و ح88ير االفك88ار بم88ا أب88دع في ص88ناعة الس88رقات مجاميعه كن88وز الفوائ88د و مض88امين رس88ائله فرائ88د فمن جي88د ش88عره قول88ه مادح88ا أم88ير

المؤمنين علي بن أبي طالب سالم الله عليه:

و خل الدمع يسكبه الكئيبدع االوطان يندبها الغريب

يهب بها شمال أو جنوبو ال تحزن الطالل و رسم

و الحت ظبية و بدا كثيبو ال تطرب اذا ناحت حمائم

و ألحان فقد حان المشيبو ال تصبو برنات المثاني

278ص:

يزين بنانها كف خضيبو ال تعشق عذارى غانيات

شبيه قوامه غصن رطيبو ال تلهو بحب صبيح وجه

يكون مديرها ساق أديبو ال تشرب من الصهباء كأسا

فكل أخ يعادى أو يعيبو ال تصحب حميما أو قريبا

و ذرهم انهم ضبع و ذيبو ال تأنس بخل أو صديق

فال فرح يدوم و ال خطوبو ال تفرح و ال تحزن بشئ

فكم يتلو االسى فرج قريبو ال تجزع اذا ما ناب هم

و أنشده اذا غلب الوجيبو سكن لوعة القلب المعنى

يكون وراءه فرج قريبعسى الهم الذي أمسيت فيه

فعل ليومها شأن عجيبو ال تيأس فان الليل حبلى

مغيث مفزع مولى وهوبو حسبك في النوائب و الباليا

غياث قبل أن يدعى يجيبجواد قبل ان يرجى يواسى

و ثعبان و حيتان و ذيبتكلمت الظبا معه و شمس

له شمس السماء و ال عجيبوردت بعد ما غربت و غابت

رجاه أن يماطل أو يخيبكريم يستحى من مؤمن قد

علي المرتضى البر الحسيبأمير المؤمنين أبو تراب

و حن من النوى دنف غريبعليه تحيتي ما جن ليل

و له في رثاء الحسين سالم الله عليه قصيدة مخمسة و هي من غرر قصائده و منها:

بحنينى على مصاب الحسينجاء شهر البكاء فلتبك عينى

و ابن بنت الرسول قرة عينىو امام االنام من غير مين

آه فلنبك من دم قد أراقواآه وا حسرتا لرزء الحسين

و سقوا طعم علقم ال يذاقو بدور قد اعتراهم محاق

خير رهط على البرية فاقوا

279ص:

خطفتهم بروق بيض المناياآه وا حسرتا لرزء الحسين

عن قسى القضا فدعنى االياو أصابتهم سهام الباليا

آه وا حسرتا لرزء الحسينالئمى في البكا لعظم الرزايا

هالهم كرب أرضها و البالءهم بدور و غربهم كربالء

ما لهذي البدور منها انجالءخسفوا اذلهم سنا و اعتالء

كم بها صادت البغاث نسوراآه وا حسرتا لرزه الحسين

كم بها استوسد الكرام صخوراكم بها صارت السروج قبورا

آه وا حسرتا لرزء الحسينكم بها رضت الخيول صدورا

مل الينا بسرعة ثم مالواوردته الخطوط منهم و قالوا

بينه و الفرات ثم استطالواعنه اذ حل في فناهم فحالوا

و عدوا النصر ثم خانوا عهوداآه وا حسرتا لرزء الحسين

بذلوا دونه النفوس سعودااوثقوا عقدها و صادوا أسودا

آه وا حسرتا لرزء الحسينحيثما شاهدو الجنان شهودا

فغدا السبط يشتكى و يقولغاب فتيان أهله و الكهول

هل بقى من يعين يا قوم قولواو له مدمع عليهم همول

لست أنسى الحسين فردا وحيداآه وا حسرتا لرزه الحسين

قصدوا بالنصال منه وريداو رضيعا له سعيدا مجيدا

آه وا حسرتا لرزء الحسينو سقوه الردى فأضحى شهيدا

)و ما ألطف قوله(:

280ص:

لقد دمعت عيناى شوقا اليكممعاشر اخوانى سالم عليكم

فروحي و قلبي ثاويان لديكمو ال غروان جسمى ثوى أرض غربة

و ما بعدها، الذريعة الى تصانيف الش88يعة و ك88ل ح88رف ذ ورد749- ]الكواكب المنتثرة خالل الترجمة المستقاة من آغا بزرك فهو اشارة مختصرة الى كتاب الذريع88ة فمن اراد

ص6التوسع في التع88رف على كتب الم88ترجم ل88ه مراجع88ة الكت88اب الم88ذكور، نزه88ه ج .214-88 88/212 46، أعي88ان الش88يعة 88/69 12، معجم الم88ؤلفين 669 رقم 88-357 356

. البغدادي: ايضاح8،600 599، القمي: فوائد الرضوية 8/310 2البغدادي: هدية العارفين البيطار5 و 8:11 570، بروكلمان 8،536 8/429 8،2 8،428 8،347 8/322 1المكنون ابن

الدمشقي.

ه كما انه أحال فيه على سبحة المرجان و1118 و فيه وفاته 615- 614- مطلع انوار .[182لم أجد للمترجم له ترجمة فيه. نجوم السماء

م(1709 ه- 1121محمد بن فتح الله بن نعمة خان عالي )ت

األمير ميرزا محمد بن فتح الدين الحكيم الش88يرازي ن88واب نعم88ة خ88ان الع8الي ك88ان من األمراء المشهورين في قرض الشعر. ولد و نش88أ ب88أرض الهن88د و س88افر م88ع وال88ده إلى »شيراز« و ق88را العلم على من به88ا من العلم88اء ثم رج88ع إلى الهن88د و أخ88ذ عن العالم8ة محمد ش88فيع ال88يزدي ثم تق88رب الى ع88المكير و ولى على »نعم88ة خان88ه« و ل88ذلك لقب88ه ع8المكير بنعم88ة خ88ان س88نة أرب88ع و مائ88ة و أل88ف، ثم واله على »ج88واهر خان88ه« )خزين88ة الجواهر( و لقبه بمقر خان، و لما قام بالملك شاه عالم بن عالمكير لقبه دانشمند خان، و كان رجال هجاء متصلبا في التشيع ذا مهارة تامة في اإلنشاء و قرض الشعر و الجم88ل

و الهيئة و الهندسة و غيرها، و من شعره قوله:

مردن عاشق بآهى يا نكاهى بيشكاهلي در كار خود مجنون جرا كرد

توفى سنة إحدى و عشرين و مائة و ألف، كما في »سرو آزادا«

و هو مذكور ض88من687-88 682، و له ترجمه مفصلة في مطلع/ 493/ رقم 6- نزهه ج علماء القطب شاهية.

281ص:

34

281 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

م(1709 ه/ 1121ابراهيم علي خان )ت

ابراهيم علي خان امير األمراء ابن علي مردان خان

ولد في ابراهيم آب88اد و تقلب في مناص88ب الحكوم88ة فيه88ا ح88تى اص88بح اح88د ق88ادة ألوي88ة اصبح حاكم88ا لكش88مير، و ع88رف1072الجيش االمبراطوري أيام اورنكزيب و في سنة

بعلمه الجم و اصالحاته االدارية و العمرانية كان هذا الوزير قد جمع العلماء الكب88ار س88نة و جمع لهم ثالثين أل8ف كت8اب و أم8رهم أن ي8دونوا كتاب8ا كب8يرا في فض8ائل أه8ل1116

البيت عليهم السالم و مناقبهم من كتب أهل السنة و صحاحهم و شرعوا فيه حتى خرج منه سبعة مجلدات مهذبات و سموه )البياض االبراهيمي( األول و الث88اني و الث88الث من88ه في الخالفة الراشدة و الراب88ع في عه88د ام88ير المؤم88نين و الخ88امس في عه88د معاوي88ة و السادس في امامة الحسن و الحسين و بقي88ة األئم88ة )ع( و الس88ابع في ف88روع ال88دين و الفقه. و جاء في كتاب لعله منتخب من كت88اب البي88اض وص88ف الم88ترجم ب88األمير ال88وزير الجامع بين المعقول و المنقول كهف السادات الخان ابن الخان ابن الخان ابراهيم خان و عن كتاب كشف الحجب أنه رأى من مجلداته سبعة و قد رأى بعضهم المجلد الس88ابع

منه و اوله حديث امر النبي صلى الله عليه و سلم بقتل ذي الثدية.

للمترجم له اوالد هم: زبردست خان و يعقوب خان.

(.288/ 1، فهرست كتب آصفية، مآثر األمراء 42- 41، مطلع انوار/ 9/ 9)مستدركات

م(1710 ه/ 1122حسين بن باقر االصفهاني امتياز خان )ت

األمير الفاضل حسين بن باقر بن بو علي المشهدي األصفهاني نواب امتياز خ88ان، ق88دم إلى الهند في أيام عالمكير فواله على ديوان الخراج بايالة »بتنه« و لقبه »امتياز خ88ان« فاستقل بها زمانا ثم ولى على »كجرات« و سافر إلى بالده في أيام شاه عالم، و ك88انمعه مال خطير فطمع فيه خدايار خان أحد مرازبة السند و بعث إليه رجاال قتلوه غيلة.

282ص:

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 34

و كان شاعرا مجيد الشعر فطنا ذكي88ا دين88ا، س8افر الى الحج88از فحج و زار، و ل88ه دي88وانشعر فارسي و ابياته في غاية الرقة و المتانة منها تضمين للمصراع المشهور:

»اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد«

السلطان:

ت8888اج و تي8888غ و علم وزين و كم8888رشه كه اين كوكبه و اين كرو فرميخواهد

لش88كر و كش88ور و اقب88ال و ظف88رميخواهد

اين هم88888ه از بيآنس88888ت ك88888ه زرميخواهد

الوزير:

آن وزيريك88ه بس88ى عاق88ل و دان88اباشد

كار او ب88ا هم88ه كس رف88ق و م88داراباشد

مخلص ش88اه و ه88وا خ88واه رعاي88اباشد

اين هم8888ه از بي آنس8888ت ك8888ه زرميخواهد

الرجل العاقل:

مرد عاقل كه س88وى معرك88ه ج88ونكاه مردى و شجاعت زبى تير رودتير

بي محابا هم88ه تن ب88ر دم شمش88يررود

اين هم8888ه از بي آنس8888ت ك8888ه زرميخواهد

الصوفي:

ص888وفى ص888اف ك888ه در ص888ومعهمسكن

در بغس88ل مص88حف وزن88ار بك88ردندارد

اين هم8888ه از بي آنس8888ت ك8888ه زرصلح كل با همه از شيخ و برهمنميخواهد

283ص:

التاجر:

از خسيس88ى ب88برد سيس88نه بمال88دتاجرى كو بفشارد بجكر دندان رانانرا

اين هم88888ه از بيآنس88888ت ك88888ه زروقت سودا بفروشد كهر ايمانراميخواهد

الفاضل:

فاض88لى ك88و هم88ه در فك88ر ف88روعكاه انديشه معقول كند كه منقولاست و اصول

مردم88ان راه هم88ه خوان88د بخ88دا وبرسول

اين هم88888ه از بئآنس88888ت ك88888ه زرميخواهد

الكيمياوى:

سازد از سيسة دل در نفسى كوزهكيميا كركه همين رنج برد در عالمدم

اين هم8888ه از بئ آنس8888ت ك8888ه زرويشتن را بكذارد ز تف آتش غمميخواهد

الطبيب:

بعبارات حكيمانه سخن بردازدطبيبى كه تراكيب و معاجين سازد

اين هم88888ه از بئآنس88888ت ك88888ه زرهردم صبح بقاروره نظر اندازدميخواهد

الخطاط:

خوشنويس88ى ك88ه ش88ب و روز كن88دمشق

ك88ردنش دال و س88رش واو و تنشكردد نون

دي88دهاش ص88اد و لبش ب88ا و دنشباشد خون

اين هم88888ه از بئآنس88888ت ك88888ه زرميخواهد

284ص:

العشيقة:

ن88ازنيني ك88ه ب88ود ن88ادرهء حس88ن وجمال

ك88ه كن88د ن88از و تغاف88ل ز ره غنج ودالل

ك88ه كن88د خ88ون دل عش88اق بامي88دوصال

اين هم8888ه از بئ آنس8888ت ك8888ه زرميخواهد

الشاعر:

ش88اعرى ك88و هم88ه دم م88دح و ثن88اميكويد

روز و ش88ب ني88ك و ب88د ش88اه و ك88داميكويد

اينهمه از بئ آنست كه زر ميخواهدكاه اكر مدح كند كاه هجا ميكويد

خالص:

و هو اسم السيد حسين بن باقر االصفهاني في الشعر:

خ888الص اين خفت خ888وارى و غم ودر غريبي كشد و ياد نيارد ز وطندرد

اين هم88888ه از بئآنس88888ت ك88888ه زرهر زمان تازه كند طرح دكر كونهميخواهد

قتل ببالد السند سنة اثنتين و عشرين و مائة و ألف، كما »مهرجهانتاب«.

و فيه تسميته: حسين خالص اصفهاني، و190، مطلع انوار/ 139 رقم 8/71 6- ]نزهه لعل )خالص( هو لقبه الشعري.[

م(1711 ه- 1123محمد رفيع المشهدي )باذل( )ت

الشيخ الفاضل محمد رفيع بن ميرزا بن محمود الشيعي المشهدي ولد في دهلي و كان عمه الميرزا محمد طاهر وزي88ر خ88ان من االم88راء على عه88د ع88الم ك88ير تنق88ل في ع88دة

ه، و عم88ه اآلخ88ر1083مناصب في برهان بور، و اكبر آباد و مالوه و ت88وفي آخ88ر س88نة ميرزا جعفر كان اميرا على مشهد خراسان. و ولى على ديوان الخ8راج اي8ام ع8الم ك8ير

في أقطاع معز الدين

285ص:

محمد معظم بن عالمكير فاستقل بها مدة من الزم8ان ثم ولى على قلع88ة »كوالي88ار« و أقام بحراساتها مدة من الدهر، و لما مات عالمكير عزل عنها و اع88تزل ب88دهلي، و ك88ان شاعرا مجيد الشعر بالفارسية يتلقب بالب88اذل، ل88ه »حمل88ه حي88دري« كت88اب في غ88زوات

سيدنا علي بن أبي طالب عليه السالم، و له الغ88از دي88وان ش88عر في ح88دود ثماني88ة آالفبيت، مخطوط في مشهد، و له منظومة تحت اسم »معارج النبوة في مدارج الفتوة«.

و من شعره قوله:

تو جنان رمي88دى از من ك88ه بخ88وابهم نه

بكس88دام امي88دوارى ب88روم بخ88واببسى

توفى سنة ثالث و عشرين و مائة و ألف بدهلى فدفن بها و قيل في كواليار.

/7، فهرست كتب خطي كتبا خان88ه آس88تان ق88دس 541، مطلع انوار 577- ]نزهه/ رقم [271، بزم تيموريه 220، بي بها 767/ 3، ترجمة مآثر األمراء 141، سرو آزاد 312

م(1722 ه/ 1135القادر المشهدي وزير خان )ت

من ذرية االمراء الجنكيز خانية، و كان من شعراء عالم كير و بهادر شاه و فرخ سير.

توفي في اكبر آباد. و بعد في شعراء الفارسية

.434/ 8- اعيان

م(1726 ه/ 1138سعد الله السلوني )ت

الشيخ العالم الكبير العالمة سعد الله بن عبد الشكور الحسيني السلوني البريلوي أصله من اسرة علوية يتصل نسبها باالمام موسى الكاظم عليه السالم، أحد فح88ول العلم88اء، ولد و نشأ بسلون )بفتح السين المهملة( بلدة على عشرة أميال من »بريلي« في نعمة

جده ألمه

286ص:

الشيخ بير محمد السلوني و اخذ الطريقة عن وال88ده عب88د الش88كور عن الش88يخ مس88عود االسفراييني عن الشيخ علي عن الشيخ جعفر عن الشيخ إبراهيم عن الش88يخ عب88د الل88ه عن الش88يخ عب88د ال8رزاق عن وال8ده الش88يخ اإلم8ام عب88د الق8ادر الجيالني، ثم س8افر إلى الحجاز فحج و زار و أقام بها اثنتي عشرة سنة و أخذ الحديث و درس العلوم مدة، أخ88ذ عنه الشيخ عبد الله بن سالم البص88رى و الش88يخ أحم88د النخلي و غيرهم88ا من االئم88ة ثم رجع إلى الهند و سكن ببندر »سورت«، أعطاه االمبراطور عالمكير قري88تين تحص88ل ل88ه

منهم88ا ثماني88ة آالف ربي88ة ك88ل س88نة و ك88ان الس88لطان يكرم88ه و يجل88ه و يتلقى إش88ارته88ه يكتب الى الس88لطان في الش88فاعات فيقبله88ا الس88لطان و بالقبول، و الشيخ س88عد الل يكتب األجوبة بيده الكريمة ح88تى أن الش88يخ بعث إلي88ه يش88فع لواح88د من العم88ال ف88أمر السلطان أن يكتب إليه أنك رجل عالم ال ينبغي لك أن تخ88اطبني في ال88ذين ظلم88وا، ثم ترك السلطان الكتابة إليه بيده و الش88يخ لم ي8زل يكتب إلي8ه و يحث8ه على محب88ة االئم88ة اإلثني عشر من أهل البيت، فلما كرر الكتابة إليه في ذل88ك األم88ر التفت الس88لطان إلى من حضر عنده من العلماء و قال: إن ما يوصينى الشيخ بحب أهل البيت صحيح ال غب88ار عليه و لكن اإلمامة ال تنحصر عند أهل السنة و الجماعة في االئمة اإلث88ني عش88ر- انتهى

ما ذكره خافى خان في »منتخب اللباب«.

و في »الحديقة األحمدية«: أن السلطان عالمكير كان يخاطبه في المراس88الت بس88يدى و سندى، و ل88ه مص88نفات كث88يرة منه88ا تعليقات88ه على الحاش88ية »القديم88ة و الجدي88دة« و »آداب البحث« رس88الة ل88ه في المنط88ق و حاش88ية على »يمين الوص88ول« في الفق88ه و رسالة له في اثبات م88ذهب الش88يعة و رس88الة ل88ه في ش88رح أربعين بيت88ا من »المثن88وي المعنوي« و حاشية له على »هداية الحكمة« و »كش88ف الح88ق« و »تحف88ة الرس88ول« و غيرها من الرسائل، توفى ألربع ليال بقين من جمادى األولى سنة ثمان و ثالثين و مائ88ة و ألف بمدينة »سورت« ف88دفن به88ا و خل88ف من األوالد: س88يد عب88د العلي المتخلص ب- )عزلت( كان فقيها مجتهدا اماميا و شاعرا، و السيد عبد الله و السيد عب88د ال88ولي وال88د

ه.1217السيد ميرزا باقر المتوفى سنة

و قيل في تاريخ وفاته:

ازين دار فناء سرى جنان رفتجناب قطب اقطاب زمان رفت

جو سعد الله سيد از ميان رفتمشائخ را تفاوت در مكين شد

287ص:

بحق بيوست دردار أمان رفتزمكر و غدر كذاب فسونكر

قراروصبر طيروانسوجان رفتنمانده صبروطاقت زين مصيبت

زباالئي زين تا آسمان رفتصدائي مكريه دفه ياد و نوحه

ازان روزى كه آن وحدتشان رفتبكثرت خلق كرويده كرفتار

رسيد و كرو قائم بوش ازاى رفتزمان غم جو عاشوره قيامت

كه از فرق سريشان سائبان رفتمردان سربه سنه جون نه باشند

زجش88م خويش88تن ك88و م88ير فش88انبرائي فاتحه، بركس برآمدرفت

به هاتف التماس اينوان رفتزبهر سال تاريخ وصالش

ز عالم نائب صاحب زمان رفتزواريال كشيد و آه كفته

، كت88اب252، ب88زم تيموري88ه/ 267-88 265، مطلع ان88وار 188 رقم 99-88 88/98 6- ]نزهه ه، ت88أليف الش88يخ به88ادر1315حقيقة السوره )اسم تاريخي كلدسته ص88لحائي س88ورت

و في88ه نس88ب الم88ترجم الى34-88 33عرف شيخو ميان، مطبعة الشهابي، بومب88اي، ص موسى الكاظم )ع(.[

م(1726 ه/ 1149حسين الشيرازي )حكيم الممالك( )ت

الفاضل الكبير حسين الحكيم الشيرازي نواب حكيم الممالك كان من العلماء الم88برزين في العلوم الحكمية، أصله من أرض العرب، نشأ في بالد الفرس و ق88رأ العلم به88ا على األساتذة المش88هورين و س88هر في الص88ناعة الطبي88ة ثم ق88دم الهن88د و تق88رب إلى محم88د أعظم بن عالمكير فجعله طبيبا خاص88ا ل88ه، و لم88ا قت88ل محم88د أعظم تق88رب الى محم88د معظم و حصلت له الوجاهة العظيمة عند الملوك و االم88راء عه88دا بع88د عن88د لقب88ه ف88رخ سير بحكيم الممالك، و سافر إلى الحرمين الشريفين في أيام محمد شاه فحج و زار ورجع الى الهند، و نال المنصب أربعة آالف لذاته، و له أبيات رائقة بالفارسية منها قوله:

نه من شهرت تمن88ا دارم و نى ن88امفلك كر واكذارد يكنفس آرامميخواهم

مات سنة تسع و أربعين و مائة و ألف بمدينة »دهلي« فأرخ لوفاته غالم علي بن نوح

288ص:

البلك88رامي من قول88ه: »ش88هرت م88رد« و ك88ان اس88مه في الش88عر »ش88هرت«، كم88ا في»شمع أنجمن«.

.138 رقم 71- 70/ 6- نزهه

م(1746 ه/ 1159محمد رضا قزلباش خان الهمداني )ت

ميرزا محمد رضا الهمذاني الملقب بقزلباش خان و المشتهر في أشعاره ب )امير(.

من شعراء القرن الثاني عشر، ولد في مدينة همذان بإيران، و في مطالع حيات88ه س88افر إلى أصفهان و حضر مجلس الميرزا طاهر الوحيد، و درس األدب على مير نج88اة. و في نهاية عه8د أورن8ك زيب س8افر إلى الهن8د فعه8د إلي8ه ببعض المناص8ب و في عه8د قطب

( لقب ب )قزلباش خان(، و في عهد محمد معز الدين1124- 1119الدين بهادر شاه ) جهان دار تدخل في مشاحنات امراء الدولة بشأن الدكن ثم أصبح مالزما لمب88ارز خ88ان، نظام حيدر آباد ال88دكن. و في ح88رب بين مي88ارز خ88ان و نظ88ام المل88ك آص88ف ج88اه أس88ر

في عهد ناص88ر1150المترجم، و لكن آصف جاه عفا عنه و صار مالزما له. و في سنة ( وافق آصف جاه إلى لقاء شاه جهان آب88اد. و من ثم1161-88 1131الدين محمد شاه )

.1159عاش في دهلي و توفي فيها سنة

و كان إلى شاعريته من كبار الموس88يقين في عص8ره. و م88ع م88ا ح88ازه من مناص88ب فيالحكم كان شديد الحنين إلى مسقط رأسه يود الرجوع اليه.

ديوانه المعروف باسم )أميد( يحت88وي على قص88ائد في م88دح الن88بي )ص( و اإلم88ام علي )ع(، و ناصر الدين محمد شاه و ذو الفقار خ88ان بن أس88د خ88ان من وزراء عه88ده. و في88ه كذلك الغزل و الخماسيات و الرباعيات. و ه88و محف88وظ في المكتب88ة البريطاني88ة، و من88ه

بيت، كم88ا ان ل88ه4700نس88خة في المكتب88ة الوطني88ة بب88اريس، و ال يتج88اوز م88ا في88ه ال منظومة باسم كارستان محفوظه في المكتبة الوطنية في باريس.

.272- 271/ 6- مستدركات

289ص:

م(1722 ه/ 1135حسن علي خان )ت

88ه خ88ان األمير الكبير حسن علي بن عبد الله الحسيني الواسطى البارهوى نواب عبد الل قطب الملك أحد الوزراء المتغل88بين على الدول8ة التيموري88ة، ول8د و نش88أ ب88أرض الهن88د و تقرب إلى عالمكير و خدمه مدة من الزمان، و لما توفى عالمكير لحق بولده شاه عالم

و قاتل اخاه محمد أعظم و جرح في المعركة فواله شاه عالم على »أجمير« و أعط88اه أربعة آالف منصبا رفيعا ثم واله على »إله آباد«، و لما ت88وفى ش88اه ع88الم و ولى مكان88ه ولده معز الدين عزله عن الوالية و نصب مكانه واح88دا من أص88حابه فقاتل88ه حس88ن على خ88ان و هزم88ه ثم لح88ق بف88رخ س88ير ابن عظيم الش88أن بن ش88اه ع88الم و س88ار مع88ه إلى »دهلى« فقاتل معز الدين و هزمه، فلما تولى المملكة فرخ سير جعله وزي88را و أعط88اه سبعة آالف لذاته و سبعة آالف للخيل منصبا رفيعا و لقبه »يار وفادار قطب الملك عب88د

الله خان بهادر ظفر جنك« و جعل صنوه حسين علي خان أمير األمراء.

و هما اللذان نصبا )فرخ سير( ثم اختلفا معه فنصبا )رفيع ال88درجات( ثم )رفي88ع الدول88ة( ثم )محمد شاه( و قام بعض رجال االخير بقتل حسين علي خان غيلة، فثار المترجم ل88ه ألجل ذلك و اشتبك مع رجال محمد شاه لكنه وقع في قبضتهم )و سيأتي تفص88يل دوره في ترجمة السلطان فرخ سير و من بعده( و كان شجاعا مقداما باسال صاحب ج88رأة و

نجدة، لم يكن في زمانه مثله في الشجاعة.

ه بمدينة دهلي.1135مات في آخر ذي الحجة سنة

. ]135 رقم 68- 67/ 6- ]مآثر األمراء، نزهه

م(1685 ه/ 1096بختاور خان )ت

»بختاور خان« خصى كان مقربا من اإلمبراطور أورنك زيب الذي أمره على ثالثة

290ص:

آالف فارس و جعله كبير حجابه )مير س88امان(. و ينس88ب إلى بخت88اور خ88ان ع88ادة كت88اب »مرآت العالم« و هو تاريخ للعالم كتب باللغة الفارسية بيد أنه ال شك في أن مؤلفه هو صديقه محمد بقا الذي حبب إلي88ه بخت88اور خ88ان االنض88مام الى بالط أورن88ك زيب و ك88ان

سببا في توليته منصبا من المناصب الهامة.

م.1685 ه/ 1096و توفى بختاور خان عام

م(1719 ه/ 1132حسين علي خان )ت

أمير األمراء حسين علي بن عبد الله الحسيني الواسطي الباهوري عمدة الملك بخشى الممالك ن88واب حس8ين على خ88ان أح8د األم8راء المتغل8بين على الدول8ة التيموري88ة، ن8اب الحكم في »عظيم آباد، بتنه« في عهد شاه عالم و لما ت88وفى ش88اه ع88الم و قت88ل ول88ده عظيم الشأن لحق بفرخ سير بن عظيم الشأن و سار معه إلى »دهلي« و ح88رض أخ88اه

حسن على الذي كان واليا بآله آباد أن يلح88ق بف88رخ س88ير، فلم88ا جلس ف88رخ س88ير على سرير الملك جعله أمير األمراء و جعل ص88نوه الكب88ير حس88ن على وزي88را فأخ8ذا الح8ل و

العقد بيدهما.

كان رجال شهما باسال شجاعا مقداما صاحب جرأة و نجدة و سخاء و ك88رم و غيره88ا من الخصال الحميدة و الفعال المحمودة .. و كان محبا ألهل العلم محس88نا اليهم يجالس88هم و يذاكرهم في العلوم كما صنف له محمد بن رستم بن قب88اد الح88ارثي البدخش88ى كتاب88ه

ه و أث88نى علي88ه في1126»نزل األبرار بما ص88ح من من88اقب أه88ل بيت األطه88ار« س88نة مفتتح كتابه، و يقول فيه السيد عبد الجليل الحسينى الواس88طى البلك88رامى يهنئ88ه بعي88د

النحر:

أفاض على من حج جودا عوائداتهن بعيد النحر يا من عطاؤه

و ألبست نحر المعتقين قالئداتنسكت هدى الجود في كل موقف

و قال مضمنا مصراع كعب بن زهير يصف الشموع التي أذكاه88ا أم88ير األم88راء في س88يرمولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم:

291ص:

شهر الرسول شموعا في غياهبهأضاء ركن األعالي سيد األمراء

أمس888ى الش888موع على الحض888ار)أن الرسول لنور يستضاء به(منشدة

و قال بالفارسية يمدحه:

جون حسين على هزبر شيمآن أمير جماعة امراء

نخبة نسخهء بنى آدمقرة العين حيدر كرار

تبغ أو ضابط بالد عجمجود أو شهرهء ديار عرب

بالد از همتش علو هممنازد أز نسبتش سمو نسب

لطمه از دست أو خورد ضيغمغوطه در جود أو خورد دريا

إلى غير ذلك من األبيات الرائقة، و لما قتل حسين على خان قال يرثيه بالفارسي:

زد ج88وش خ88ون آل ن88بي از زمينآثار كربال است عيان از جبين هندهند

ش88د م88اتم حس88ين على ت888ازه درجهان

سادات كش88ته آن88د مص88يبت نش88ينهند

نيلى اس888ت زين معامل888ه ب888يراهنعرب

وزخ88ون كري88ه س88رخ ش88د اس88تآستين

خاموش ش88د ج88راغ نش88اط آف88رينكيتى جرا سياه نكردد ز دود غمهند

هن888د اين ج888نين مص888يبت عظمىديديم داستان شهور و سنين هندنديده است

ه على مسيرة خمس و ثالثين ميال من اكبر1132 ذي الحجة سنة 6توفي يوم األربعاء آباد.

.136 رقم 70- 68/ 6- نزهه

292ص:

م(1716- 1640 ه/ 1128- 1050محمد باقر البيجابوري )حدود

الشيخ الفاضل محمد باقر بن محمد علي بن محمد أويس األويسى الشيعي البيجابوري أحد الرجال المعروفين بالفضل و الكم88ال يرج88ع نس88به الى أويس الق88رني انتق88ل ج88ده محمد اويس من المدينة المنورة إلى »بيجابور« و سكن بها و ت88زوج ول88ده محم88د على بابنة الشيخ أحمد النائطى البيجابورى فولدت له محمد حيدر و محمد باقر، و نشأ محمد

باقر بمدينة بيج88ابور و ق88رأ العلم ثم تق88رب الى ع88المكير بن ش88اهجهان س88لطان الهن88د فحظى بمنصب رفيع و خدمة جليلة فخدمه مدة من الزم88ان ثم ت88رك الخدم88ة و اع88تزل بأورنك آباد. و من مصنفاته »تلخيص المرام في علم الكالم« في مجلد ضخم ذك88ر في88ه األصول الخمسة، سماه العالمة محمد فصيح التبريزي بروضة األن88وار و زب88دة األفك88ار و استحسنه جدا، توفى سنة ثمان و عشرين و مائة و أل88ف بمدين88ة »أورن88ك آب88اد« ف88دفن

بها، كما في »خورشيد جاهي«.

و في88ه: خل88ف ول88دا اس88مه الش88يخ489-88 488، مطلع أنوار/ 546 رقم 88/260 6]نزهه طبع حيدر آباد.[5محمد تقي جاكيران داران، حصه أول، ص

م(1745 ه/ 1158حسين بن نور الدين الجزائري الحسين الجزائري )ت

« ب ]الس88يد117ابن نور الدين ابن المحدث الجزائري وص88فه في »تحف88ة الع88الم- ص األول األجل الفاضل األديب األكمل[ و قال إنه سافر في بداية األمر الى شاه جهان آباد من دهلي و أقام بها برهة بتكليف س88لطانها محم88د ش88اه المنس88وب إلي88ه ال88زيج الجدي88د الهندى فنافره طباع أهلها فعاد الى بنكاله و منها الى النجف و جاورها مشغوال بتحصيل المطالب العلمية و تكمميل المراتب العملية الى أن توفى بها. و له تعليقات على أك88ثر

و رأيت ل88ه1158الكتب العلمية و خلف ولده محم88د علي. أق88ول: ت88وفى الم88ترجم ل88ه مجموعة ذات

293ص:

88ة كتبه88ا أو أن اش88تغاله باص88فهان من الى1141فوائ88د كث88يرة فيه88ا ع88دة رس88ائل علمي منها »شجرة الطور« ألستاده الحزين و »معرفة التقويم الستاذه اآلخر أحمد بن1143

88ك ول88ده4879 رقم 88:250 21محمد مهدى الشريف )ذ و بعده( و على المجموعة تمل محمد على بخط88ه في مكتب88ة )ص88الح الجزائ88رى في النج88ف( و كتب الم88ترجم ل88ه على نسخة« شرح الغرر و الدرر تأليف اآلقا جمال الدين الخوانس88اري الموج88ودة في مكتب88ة )سبهساالر( بعض ما يتعلق بتشخيص مؤلف الكت88اب، كتب88ه في أوان إقامت88ه بلكنه88و في

.213: 5 و 36: 2 كما في فهرس سبهساالر 1148سنة

1173 و في88ه وفات88ه س88نة 205، مطل88ع ان88وار/ 194-88 193- ]الك88واكب المنت88ثرة/ ، و للمترجم له ولد اسمه: السيد محمد علي.[2، نجوم السماء ج 140/ 5مستدركات

م(1712- 1643 ه/ 1124- 1053 )35شاه عالم بهادر شاه ( بهادر: كلمة تركية مغلية األصل مأخوذة من بخاتر و يقابلها باتور في اللغة الجغتائي88ة. و المع88نى األص88لي1)88 35

لبهادر هو الشجاع أ، المقدام، ثم أصبحت لقبا يطلق للتشريف في بالط المغل العظام. و هو لقب تركستاني، في م927(. و إنا لنجد ه88ذه الكلم88ة مس88تعملة من88ذ ع88ام 66مؤلف سليمان أفندي المعروف ب" لغات جغتائي" ص

في اس8888م ال8888زعيم البلغ8888اري آلبغت8888ور، و يق8888ال في تفس8888يره إن8888ه" ألب بغت8888ور" أي البط8888ل الش8888جاع(

االمبراطور محمد معظم الملقب ب شاه عالم بهادر ش88اه ابن االم88براطور اورن88ك زيب في كشميرiniwjuR ajaRمن بطن رحمت النساء نواب بائي ابنة راجا راجو صاحب

294ص:

و هو اكبر اوالد ابيه بعد سلطان محمد المتوفى في حياة أبيه، ول88د في بره88ان ب88ور في م و نش88أ في ظ88ل ج88ده و1643 اكت88وبر 14 ه المواف88ق 1035الثالثين من رجب سنة

ابيه، و حفظ القرآن الكريم و قرأ العلوم الدينية و تمهر في الفنون الحربية، و بعد وفاة ه دبت الخالف88ات بين88ه و بين اخوت88ه فقض88ى عليهم و ت88ولى الع88رش في1118وال88ده

سلسلة حروب سنتعرض اليها.

وصفه السيد عبد الحي بما يلي »كان ع88ادال رحيم88ا كريم88ا، س88يء الت88دبير و السياس88ة، شيعيا في المذاهب، بارعا في العلوم، لم يزل مشتغال بمطالعة الكتب و المذاكرة غلب في عهده عظيم المراته فاستولى على أكثر بالد المسلمين، و سلم له به88ادر ش88اه رب88ع الخراج في الدكن، و هو أول و هن ظهر منه، فأدى الى زوال شوكته، ثم انقراض ملكه

من اوالده.

و أضاف: الملك الفاضل الحليم .. )و كان( في كل حين يزداد كماال مع اخالق ش88ريفة وخصال محمودة ..

و كان شيعيا أمر أن يدخل في خطب الجمع و األعياد لفظ الوصى عند ذكر س88يدنا على المرتضى كرم الله وجهه فارتفع الصخب و كثر الضوضاء بمدينة »الهور« فأمر باحض88ار العلماء بين يديه و باحثهم في ذلك و قرأ بعض ما روى في اثبات الوص88اية لس88يدنا على رضى الله عنه و بعض أقوال الفقه88اء و المجته88دين في ذل88ك ح88تى ك88ثر اللغ88ط و رغب الناس كافة إلى العلماء سرا ح88تى أن ول88ده عظيم الش88أن أيض88ا م88ال إليهم، فلم88ا علم الس88لطان رغب88ة الن88اس ام88ر أن يرج88ع األم88ر إلى األول حس88بما ك88انت جاري88ة في عه88د

عالمكير.

:enivrI mailliWقال وليام ازمين

»ادى ذلك الى قيام ثورتين خطيرتين في الهور و أحمد آباد تزعمها العلماء المتعص88بونفي المدينتين«.

trauqraM .J :.taisatsO .U ruetsO ,eguzfirtS 156 ص.) و ق88د ك88ان في منتص88ف الق88رن التاس88ع عش88ر فرق88ة بف88ارس جنوده88ا من النص88ارى تع88رف باس88م" به88ادران" أي الشجعان. و كانت هذه الكتيبة هي التي نيط بها إعدام علي محمد الباب. و أطلق اسم هذه الفرق88ة ال88تي لم تع88د

م. و هن88اك ف88رق1884 ه/ 1301تتألف من الجنود النصارى على الفرقة األولى من الكتيبة األولى للمش88اة ع88ام أخرى سميت بهذا االسم في خوى و فارهان و نهاوند و قلعة زنجيري و في غيرها من األماكن. ببالد فارس دائ88رة

.25/ 2 عن مطلع الشمس لمحمد حسن خان 242/ 4المعارف االسالمية

م لمنازعة دارا شكوه على العرش خل88ف ول88ده1657و لما ذهب ابوه إلى الدكن عام و1663محمد معظم علي أورنك آباد، و استعمل محمد مرتين على الدكن في ع88امى

م. و دعى الى االش88تراك في ح88رب1678 م، و أرس88ل إليه88ا م88رة ثالث88ة ع88ام 1667 راجبوت و ساعد في إخماد الث88ورة ال8تي ق88ام به88ا أخ8وه أك88بر في إجم88ير، و في ع8امي

م1684- 1683

295ص:

أم88ر على جيش ك88ان يح88ارب مرهت88ه ش88مباجى في كنكن. و بعي88د عودت88ه إلى معس88كر م، و اشترك ك88ذلك في قت88ال1685اإلمبراطور أنفذ في غارة على مملكة كلكنده عام

م. و اتهم آخر األم88ر1687 م و في حرب كلكنده للمرة الثانية عام 1686بيجابور عام م، و لم يف88رج عن88ه إال في1687بالخيانة فألقى في السجن في شهر مارس من ع88ام

م حينما ولى على كابل ثم أضيف إليه اقليم الهور.694إبريل عام

و قد أراد اورنك زيب أن يتحاشى العواقب الوخيمة المؤلمة التي كان يتوقعها بعد وفاته و أن يقسم البالد بين اوالده الثالثة حتى إذا ما قضى نحبه استقل كل واحد في ناحيته و عمل على إنهاضها و المحافظة عليها، فأعطى في حياته، ابنه األكبر محمد معظم كاب88ل و شمال الهند، و أعطى ابنه الثاني محمد أعظم وس88ط الهن88د و كج88رات، و أعطى ابن88ه الث88الث ك88ام بخش الجن88وب. و ظن أن88ه ق88د أحس88ن فيم88ا ص88نع و أرض88ى أوالده و أزال أطماعهم. و لكن ما صنعه كان هباء، إذ ما ك88اد يغمض جفني88ه و يلف88ظ أنفاس88ه األخ88يرة

حتى نشب الصراع بين األخوة.

و ما ان سمع شاه عالم بوفاة والده أورنك زيب في الث88امن عش88ر من ذى الحج88ة ع8ام م و ك88ان في جم88رود إلى الغ88رب من1077 م88ارس من ع88ام 22 ه المواف88ق 1118

بشاور، حتى سار توا إلى هندستان و تسابق هو و أخوه أعظم شاه الذي كان ق88د خ88رج من أحمد نكر في أيهم88ا يحت88ل دهلي و آك88ره قب88ل أخي88ه، و ح88اول ش88اه ع88الم ان يث88ني ش88قيقه عن قتال88ه فارس88ل ل88ه رس88الة ت88ذكره بوص88ية أبيهم اورن88ك زيب و لم88ا وص88لت الرس8اله الى أخي8ه المتم88رد تمث8ل بق8ول س8عدي الش8يرازي: »ان غط8اءا واح88دا يتس8ع لعشرة من الفقراء و لكن ملكا واسعا ال يكفي ملكين« و اص88ر على القت88ال ف88اقتال في

م، و احتفل شاه عالم باعتالئ8ه الع8رش و1707 ه الموافق يونيه 1119 ربيع األول 18 هو ال يزال في البنجاب، و لقب نفسه ببه88ادر ش88اه في الراب88ع و العش88رين من المح88رم

م، و لكن88ه اعت88بر حكم88ه يب88دأ من الث88امن1707 ابري88ل ع88ام 26 ه الموفق 1119عام م، أي بمناس88بة1707 م88ارس ع88ام 22 ه المواف88ق 1118عش88ر من ذى الحج88ة ع88ام

ذكرى عيد الغدير الذي يحتفل به الش88يعة في كاف88ة أنح88اء الع88الم، و احتس88بت األع88وامالتالية كما هي العادة اعتبارا من أول هذا الشهر.

296ص:

كان الراجبوت قد اضطروا للسكون و الخضوع أمام قوة عالمكير، فلما ت88وفي و ق88امت الحرب بين األخوين انتهزوا هذه الفرصة، و تجمع راجا جوديب88ور م88ع راج88ا »أوديب88ور« و أعلنا العصيان على سلطة الملك. فذهب الملك ألجمير، و أرسل ابنه عظيم الشأن م88ع القائد الشيعي منعم خان على رأس جيش إلخضاعهم، و تم لهم ذلك، و لكن ش88فع لهم منعم خان فعفا عنهم، ثم أرسل إليهم قاضي القضاة لتعيين الخراج و تحصيله، و لكنهم عادوا بعد ذلك للثورة، حينما كان الملك في الجنوب، و قتلوا قائد قلعة أجم88ير، فس88ارع

الملك إليهم، و لكنهم أسرعوا فطلبوا العفو، فعفا عنهم أيضا.

ثم سارع للجنوب و قضى على محاولة اخيه كام بخش االستقالل بالسلطان فجرح ك88ام بخش مع ابنه و جئ بهما الى شاه عالم فاخذته الشفقة عليهما و ح88اول عالجهم88ا ح88تى

ه1120ماتا متأثرين بجراحهما و كان ذلك خارج حيدر آب88اد في الث88الث من ذي القع88دة م، و كان المراتيه قد انضموا الى شاه عالم ضد اخيه كام1709 يناير عام 13الموافق

بخش، فلما تم النصر لشاه عالم اقطع األمير س88اهوجي الث88اني مقاطع88ة )بون88ا( لتك88ون امارة له تابعة للسلطنة و تؤدي اليه الخراج و قد اخلص كالهما لآلخر و لكن بع88د وفات88ه

تمردت هذه االمارة تمردا خطيرا استمر الى ايام االحتالل االنجليزي.

أما السيك الذين بدأت غارتهم تقلق المسلمين في الشمال فقد ه88يئ لهم جيش88ا كب88يرا تحت قيادة ابنه عظيم الشأن فهاجم حصن )لهكره( الذي احتمى فيه بنده زعيم السيخ،

م1710 ديس88مبر 10 الموافق 1122و استولى عليه في التاسع عشر من شوال سنة لكن )بنده( فر خارج الحصن، و استقرت حاشية بهادر ش88اه خ88ارج اله88ور و فيه88ا ت88وفي

ش88وال19هذا االمبراطور عن عمر ين88اهز الس88بعين بع88د س88ت س88نوات من الحكم في ، و بع8د وفات8ه أخ88ذت أع8راض التفك8ك، و االنحالل1710 ديس8مبر 10، الموافق 1122

تبدو على البالد، و لم يقم من بعده من األسرة المغولية من يق88در على االحتف88اظ به88ذا الملك العظيم، و لعله لو تسنى لشاه عالم أن يعيش في الملك ما عاش أبوه فيه لكان

استطاع ان يدعم أركانه و يصون كرامته.

297ص:

من علماء عهد شاه عالم:

م(1710 ه/ 1122منعم خان خانان )ت

األمير الكبير منعم بن سلطان برالس األك8بر آب8ادي ن8واب منعم خ88ان خانخ8ان ك8ان من وزراء الدولة المغولية و أمرائها المشهورين بالمعارف و البيان، نشأ في مهد أبيه و كان

والده شحنة »أكبر آباد« و قد كان سافر إلى »كشمير« في مهمة سلطانية، فلما توفى والده سافر الى بالد الدكن و تقرب إلى روح الله خان المير بخشى فمنحه للمنصب ثم تقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان سلطان الهند فعال منص88به و ت88درج إلى اإلم88ارة ح88تى ولى ديوان الخراج بكابل ثم ناب الحكم ببالد »بنجاب« مع حكومة »جمون« و كان شاه عالم بن عالمكير في »كابل« فتقرب إليه و لم88ا قاتل8ه ص88نوه محم8د أعظم لح8ق ب88ه و بذل جهده في المعركة فصارت مساعيه مشكورة في ذلك و واله ش88اه ع88الم الم88ذكور الوزارة الجليلة و أعطاه مائة مائة ألف من النقود و أثاثا يساوى مائة مائة أل88ف و لقب88ه »خانخانان« و أضاف في منصبه فص8ار م8ع األص88ل و اإلض88افة س8بعة آالف ل8ه و س8بعة

آالف لألفراس.

كان شديد التواضع كثير المراعاة للناس مشكور السيرة في ال8وزارة ال ي8ألوا جه8دا في انجاح الحوائج و كان كل يوم في ديوانه يعين الرجال ليتحسسوا العرائض ألهل الحاج88ة لئال تبقى بغير ثبته و يتأخر على اليوم اآلخ88ر و ك88ان أس88قط مص88ارف العل88وف من أه88ل المناصب، و له مآثر جميلة تذكر و تشهر، و كان عالم88ا متقن88ا في العل88وم ل88ه رغب88ة إلى التصوف، لبس الخرقة من الشيخ كليم الله الجهان آبادي، و ل88ه »اإللهام88ات المنعمي88ة« رسالة في الحقائق، و اعترض الناس عليه و يتهمونه أنه ادعى المعراج له، ت88وفى س88نة اثنتين و عشرين و مائة و ألف أو مما يقرب ذلك في أي88ام ش88اه ع88الم، كم88ا في »م88آثر

األمراء«.

.709 رقم 376- 375/ 6- نزهه

298ص:

م(1712 ه/ 1124اسماعيل بن إبراهيم الدهلوي )ت

األمير الكبير إسماعيل بن إبراهيم بن ذى الفقار الدهلوي نواب ذو الفقار خان صمص88ام الدولة نصرت جنك كان من األمراء المشهورين في الهند، ولد سنة سبع و ستين و ألف من بطن مهر النساء بنت آص88ف ج88اه أبي الحس88ن بن غي88اث ال88دين الطه88راني، و نش88أ بأرض الهند و تدرب على الفنون الحربي88ة و ت88أدب ب88آداب الس88لطة فقرب88ه ع88المكير بن شاهجهان سلطان الهند إليه و رقاه درجة بعد درج88ة ح88تى واله على م88ير بخش88يكرى و لقبه »نصرت جنك« و لما تولى المملكة شاه عالم بن عالمكير لقبه »صمصام الدول88ة، أمير األمراء« و أضاف في منصبه حتى صار سبعة آالف له و س88بعة آالف للخي88ل و واله على بالد الدكن، و لما توفى شاه عالم المذكور لحق بول88ده مع88ز ال88دين و قات88ل إخوت88ه عظيم الشأن و رفيع الشأن و جه88ان ش88اه فقتلهم في المعرك88ة، و ك88ان ف88رخ س88ير بن عظيم الشأن في »بهار« فلما سمع ذلك سار إليه و كان معه حسن على خان و حسين على خان فقاتلوه فانهزم ذو الفقار خان و أراد أن يستعد للحرب مرة ثانية فنهاه والده

إبراهيم عن ذلك و اشار إليه أن يحضر لدى فرخ سير و كان يعتقد إب88راهيم أن88ه يعف88و و يسامحه، فلما حضر ذو الفقار خ88ان بين يدي88ه أم88ر بقتل88ه، فقت88ل في الس88ابع عش88ر من

محرم سنة أربع و عشرين و مائة و ألف، فعمل والده إبراهيم لوفاته تاريخا عجيبا:

ه88اتف ش88ام غريب88ان ب88ا دو جش88مخون نشان

كفت »اب8راهيم اس8معيل را قرب8اننمود«

و كان ذو الفقار خان شجاعا مق88داما باس88ال غض88وبا ق88وى البطش ش88ديد االنتق88ام كب88يرالمنزلة، و فيه يقول ناصر على السرهندي:

نام تو در نبرد كند كار ذوالفقارأي شان حيدرى زجبين تو آشكار

.62 رقم 34/ 6- نزهه

299ص:

ه(12ذو فقار الدولة نجف علي )القرن

و بعد زوال الضغط نش88ط الش88يعة أي88ام ع88الم ش88اه بالكتاب88ة و الت88أليف رادين على منهاجمهم و طعن في عقائدهم.

و كانت الدول88ة في دهلي ق88د أص88بحت في نهاي88ة عهوده88ا و ب88دأت االنتفاض88ات عليه88ا و االستقالل عنه8ا في المن8اطق و األط88راف، كم8ا ق88امت المش8احنات المذهبي8ة، و ب8دأت

االنقالبات في العاصمة نفسها، ففي كل يوم أمير جديد يتولى الحكم ثم ينتزع منه.

و من بين هذه الزعازع نهض ذو فقار الدولة نجف علي، و كان بطال صنديدا ذا شخص88ية قوية فقضى على الفتن و أصلح الفساد و أع88اد النظ88ام و وح88د البالد ورد بعض الش88يعة المشردين. و عاد إلى الش88يعة اطمئن88انهم ألن، و ع88اد الت88أليف و الكتاب88ة في الش88يعة و إقامة الشعائر الحسينية، و بقي من أثر ذلك العصر كتاب )كربل كتا( أي قصة ك88ربالء و هو الكتاب الذي يمكن القول أنه أثر ابعد األثر في تركيز اللغة االردوية و أرس88اء قواع88د

آدابها و ايجاد نثرها الفني.

.43- 42/ 1- مستدركات

م(1748- 1669 ه/ 1161- 1080محمد هاشم الشيرازي )

الفاضل العالمة محمد هاشم بن محمد هادي بن مظفر الدين العلوي الشيرازي معتم88د الملوك نواب علوي خان كان نادرة من نوادر الزمان و بديعة من بدائع88ه الحس88ان، ول88د بشيراز في شهر رمضان سنة ثمانين و ألف و قرأ العلم بها و تطبب على والده و ق88دم الهند سنة إحدى عشرة و مائة و ألف فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهن88د فأعطاه الخلعة و قربه إلى ولده محمد أعظم فصاحبه زمان88ا، و لم88ا قت88ل محم88د أعظم تقرب إلى شاه عالم بن عالمكير فلقبه بعلوى خان و جعله من ندمائه، فلم يزل يترقى

درجة بعد درجة حتى قربه

300ص:

إليه محمد شاه الدهلوى و لقب8ه بمعتم8د المل8وك و وزن8ه بالفض8ة و أض8اف في منص8به فصار ستة آالف له منصبا رفيع88ا و رتب ل88ه ثالث88ة آالف ش88هرية، ثم لم88ا ج88اء ن88ادر ش88اه اإليراني استصحبه معه إلى إيران و وعده أن يرخص88ه للحج و الزي88ارة، فلم88ا وص88ل إلى ايران أنجز وعده فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج و زار و رجع إلى الهند سنة ست

و خمسين و مائة و ألف.

و من مص88نفاته حاش88ية على »ش88رح هداي88ة الحكم88ة« للميب88ذي و حاش88ية على »ش88رح األسباب و العالمات« و شرح على »تحري88ر األقلي88دس« و ش88رح على »المجس88طي« و ش88رح على »م88وجز الق88انون« و ل88ه كت88اب في أح88وال أعض88اء النفس و رس88الة في الموسيقى و له »التحفة العلوية و اإليضاح العلي88ة« و ل88ه »ج88امع الجوام88ع« في الطب، قيل إن88ه كت88اب لم ينس88ج على منوال88ه ق88ط، و ل88ه »آث88ار باقي88ة« في الطب من ت88ركيب

األدوية و هي دالئل االعجاز لذلك الفاضل الجدير باإلعزاز.

توفى بدهلي في االستسقاء لخمس بقين من رجب سنة ستين و مائة و أل88ف، كم88ا في »بيان الواقع« أو اثنتين و ستين و مائة ألف و يدل علي88ه ش88طر من ال88بيت على طري88ق

الجمل:

بر فلك رفت مسيحاي جديد و قبره في مق88برة الش88يخ نظ88ام ال88دين الب88دايوني ب88دهليحسب وصيته كما في مهرجا نتاب.

.[685 رقم 365- 364/ 6- ]نزهه

من اعالم عصر محمد شاه:

م(1738 ه/ 1151نعمة الله بن نور الدين الحائري )ت

السيد نعمة الله بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الجزائري المهندس الكب88ير، ذك88ره عبد اللطيف بن طالب بن التستري في »تحفة العالم« ق88ال: إن88ه ول88د و نش88أ بتس88تر و ساح في »العراق« و »خراسان« و ق88رأ العلم على أس8اتذة عص88ره ثم س8ار إلى الهن8د في أيام محمد شاه الدهلوي، و كان عالما كبيرا بارعا في الفنون الرياضية و الش88عر، و لوه على المرص88د ب88دهلي فف8اق أقران8ه في ذل8ك األم88ر و ل8ه دي8وان الش88عر الفارس88ى

يشتمل على ثالثة آالف أو أربعة،

301ص:

مات بمدينة »بيشاور« سنة إحدى و خمسين و مائة و ألف، كما في »نجوم السماء«.

و فيه )نعمت الله آغائي(، نجوم السماء/682، مطلع انوار/ 731 رقم 388/ 6- ]نزهه ، اعيان، تحفة العالم.[419، بي بها 419، بي بها 259

م(1749 ه/ 1163محمد بن اسحاق التستري )ت

األمير الفاضل ميرزا محمد بن اسحاق بن علي الشيعي التستري نواب نجم الدول88ة ابن مؤتمن الدولة الدهلوي كان من الرجال المعروفين بالعقل و الدهاء، ول88د و نش88أ ب88أرض الهند و تقرب إلى محمد شاه فواله على »بخشيكرى« مكانه والده و جعله من خاص88ته

و ندمائه، قتل سنة ثالث و ستين و مائة و ألف، كما في »مآثر األمراء«.

478- نزهه ج/ رقم

ه(1738 ه/ 1151 م/ ت حدود 1688 ه/ 1100محمد باقر المشهدي )ولد حدود

موالن88ا األم88ير الفاض88ل محم88د ب88اقر المش88هدي ن88واب مع88ز الدول88ة ك88ان من الرج88ال المعروفين بالفضل و الكمال، ولد بمشهد و قرأ العلم على من بها من العلماء ثم ق88دم الهند و تقرب إلى فرخ سير بن عظيم الشأن الدهلوي س88لطان الهن88د فلقب88ه بدانش88مند خان و لما قام بالملك محمد شاه الدهلوي تق88رب إلي88ه ثم لم88ا ج88اء ن88ادر ش88اه و قاتل88ه محمد شاه الدهلوى صار واسطة بينه و بين نادر شاه ألن أخاه على أكبر مال باشى كان معه فلقبه محمد شاه بمعز الدولة و جعل88ه قهرمان88ه و ك88ان فاض88ال بارع88ا في كث88ير من العلوم و الفنون، و له أبيات رائقة رقيقة بالفارسية، مات في زمان قريب من مراجع88ة نادر شاه إلى أيران، كما في »رياض الشعراء« لعله مات سنة إحدى و خمسين و مائ88ة

و ألف أو مما تقرب ذلك.

( و القهرم88ان أي الوكي88ل بالفارس88ية و489، مطل88ع ان88وار/ 547 رقم 88/291 6- )نزهه الظاهر انه مركب من العربي قهر و من الفارسي مان أي ص88احب )األلف88اظ الفارس88ية

(.130المعربة ص

302ص:

م(1713- 1661 ه/ 1125- 1072معز الدين جهان دار شاه )

بأمر فرخ سير و كان خلفه1713 فبراير 12 و توفي خنقا في 1661ولد في مايو عام على العرش بقصة اختصارها ان88ه حين م88ات ش88اه ع88الم اختل88ف ابنائ88ه من بع88ده فيمن يتولى السلطنة، و كانت االنظار تتجه نحو عظيم الشان ابن شاه عالم لكن88ه قض88ى في الحرب الدائرة مع اخوت88ه، و اس88تطاع جه88ان دار ش88اه و ك88ان يومه88ا ام88يرا على ملت88ان بمساعدة )ذي الفقار خان( اكبر القواد ان يقضي على منافسة اخوته و يتس8لم الع8رش و تلقب ب )معز الدين(، لكنه اخط8أ حين أبع8د شخص8ين هم88ا األبع88د اث88را في المجتم88ع آنذاك و هما االخوان السيدان حس88ن علي و حس88ين علي الحس88ينيان البارهي88ان، و هم88ا من ابناء الشريف عبد الله الحسيني الواس88طي الب88اهوري و اص88لهم من األس8ر العلوي88ة الشيعية التي نزحت من مدينة واسط في العراق في عصور االضطهاد ال88تي قلم88ا ك88ان

يخلو منها العراق في العهود االموية و العباسية و ما تالهما.

و كان لهما سمعة و وجاهة، اولهم كان واليا على )إله آباد( و الثاني على )بتنه( فعزلهما جهان دار شاه، فانضما الى أخيه فرخ سير الذي كان مقيما قرب بتن88ه، فأخ88ذ الس88ادات )و هو اللقب الذي عرف به االخوان المذكوران( يهيجان الرأي العام ضد جهان دار شاه و اعدوا جيشا جرارا سرعان ما تقدم نحو العاصمة و اشتبك مع جيش جهان دار ش88اه و ابنه اعز الدين، و هزماه و بذلك استطاع الشريف حسن أن يص88ل الى الخيم88ة الملكي88ة فهرب جهان دار شاه و مع معه امامهما و حقق السادات هذا النصر بجهودهما و اجلسا

م(، و كانت م88دة مل88ك جه88ان دار ش88اه1712 ه- 1124فروخ سير على العرش سنة ) أقل من سنة واحدة و في سير المتأخرين: انه كان شريرا ضعيفا جبانا جلب الع88ار على جميع طبقات رعيته بفسقه المفضوح الذي ال تورع فيه و باستسالمه لمحظيته الل كنور

و هي راقصة هندوسية.

303ص:

م(1718 ه/ 1131فرخ سير بن عظيم الشان )ت

ه( بح88دود س88ت1131 ه- 1125تولى المل88ك بع88د ف88رار جه88ان دار ش88اه، و حكم بين ) سنين و اربعة أشهر. و معنى كلمة فرخ سير هو )محمود السيرة( وصف بأنه كان طيب

األخالق، و رحب الصدر، يقدر الناس، و كان يح88اول خدم88ة ك88ل أح88د، و اهتمام88ه ب88ه أن يولي88ه منص88با الئق88ا و خ88دمات جي88دة، و ي88برزه في األق88ران، و لكن88ه لم يكن يمل88ك من السلطة شيئا، و لم يكن محنكا، فقد نش88أ و ت88ربى في والي88ة البنغ88ال بعي88دا عن آبائ88ه و أجداده و في غفلة عن أمور المملكة و شئون الدولة، و كان يفقد الثبات و االستقامة و الرأي السديد، و يقتدى بآراء غيره، قد أتاه الجد و الحظ ب88العرش و الت88اج، و ق88د ك88انت األسرة التيمورية المغولية تمتاز بالبطولة و الشجاعة، أما هو فكان خلوا من ذل8ك جبان88ا ضعيفا، و لم يكن يسبر غور الكالم، و ال يتوصل الى فهم غرض المغرض، فأصبح بنفسه

من بداية حكمه معول هدم لدولته.

و أخذ فرخ سير في بداية عهده تطهير الحاشية و االنتقام من اع88وان المل88ك الس88ابق و قرب محمد مراد الكش88ميرى و لقب88ه )اعتق8اد خ88ان( و انعم علي88ه بلقب ركن الدول88ة ثم أصبح وزيرا له و حدثت ثورة في دهلي فارسل لقمعها السادات و واقع الحال كان ه88ذا الشريفان هما الحاكمين الحقيقيين، فقد كان فرخ سير مدينا لهما بنصره و كان88ا ق88ويين فلم يستطع ان يقف أمام أية رغبة عن رغباتهما، فاما الش88ريف حس88ن علي خ88ان فق88د جعله وزيرا و اعطاه سبعة آالف لذاته و س88بعة آالف للخي88ل منص88با رفيع88ا و لقب88ه »ي88ار

وفادار قطب الملك عبد الله خان بهادر ظفر جنك«.

و اما صنوه االصغر الشريف حسين علي خان فقد جعله امير االمراء و كان لقبه )عمدةالملك بخشي الممالك( و هكذا أصبح الحل و العقد بيديهما، و لما ثار الراجبوت سار

304ص:

اليهم الشريف حسين على رأس جيش و تمكن من هزيمتهم و فر راج88ا الراجب88وت الى الجبال ثم طلب الصفح و العفو عنه و في هذا الوقت وصل إلى الش88ريف حس88ين حكم الدكن، فقبل الملك هذه الشروط و لم يكن بد من قبولها، و في ال88وقت نفس88ه ارس88ل سرا الى داود خان حاكم كجرات أن يتربص في طري88ق الش88ريف حس88ين الى ال88دكن و يقضي عليه، و لكن كتب على هذه المؤامرة الفشل، و قتل داود خان، و أصبح الشريف

حسين سيد الدكن، و أخذ في تقريب السادات و توليتهم المناصب.

و في هذا الوقت قام السيك في الشمال بثورة جامحة، و أخ88ذوا كع88ادتهم في اإلعت88داء على المس88اجد و المق88ابر، و قت88ل آالف من المس88لمين و الهن88دوس دون تفرق88ة بين الصغير و الكبير، حتى كانوا يبق88رون بط8ون الحوام8ل، كم8ا أخ88ذوا في ت8دمير ال8بيوت و

إحراقها، و نهب كل ما تصل إليه ايديهم.

و كان على رأس هذه الثورة »بنده« الذي ادعى من قبل أنه »كوبند سنك« و ث88ار على المسلمين و استطاع الفرار من الحصار في عهد بهادور شاه، فوجه إليهم الملك جيش88ا

بقيادة عبد الصمد خان فتعقبهم حتى حاص88رهم في قلعتهم، و أخ88يرا اض8طروا للتس8ليم م فقتل منهم نحو ثالثة آالف، و قبض على ثمانمائة من كب88ارهم،1714 ه- 1126سنة

و على رأسهم قائدهم )بنده( و ساقهم الى العاص88مة و س88ار بهم في الش88وارع تش88هيرا بهم ثم قتلهم و خالل هذه االحداث كانت الخالفات بين الملك و السادات تزداد ح88دة، و أخيرا اتف88ق الس88ادات على خلع88ه، فج88اء الش88ريف حس88ين من ال88دكن بجيش كب88ير فلم يحرك الملك ساكنا و استس88لم لمص88يره المحت88وم فحبس أوال ثم قت88ل. و ج88اءوا بحفي88د

شاه عالم بهادور شاه المسمى رفيع الدرجات و اجلسوه على العرش.

م(1719 ه/ 1131رفيع الدرجات )ت

هو رفيع الدرجات بن رفيع الق8در بن به88ادور ش88اه ع8الم، ك88ان في الس88جن حين و اتت88ه م(،1719 ه )1131الفرصة ليكون ملكا بدءا من اليوم التاسع من ربيع األول سنة

305ص:

لكنه لم يهنأ في هذا المنصب الذي ساقه اليه السادات، اذ عاجله مرض الس88ل فقض88ىعليه بعد اربعة أشهر من توليته.

م(1719 ه/ 1131رفيع الدولة )ت

و لما م88ات، أجلس88ا مكان88ه أخ88اه األك88بر المس88مى رفي88ع الدول88ة، و خالل ف88ترة جلوس88ه القصيرة شهدت العاصمة تمردا قاده راجا جي سنك لتولية االمير نيكوس88ير حفي88د ش88اه عالم مكان رفيع الدولة و سرعان م88ا قض88ى الس88ادات على ذل88ك التم88رد، و لم تمض88ي

ثالثة شهور حتى مات رفيع الدولة بمرض االسهال.

م(1748 ه/ 1611محمد شاه )ت

ه88و روش88ن اخ88تر بن جه88ان ش88اه بن ش88اه ع88الم و يع88ود فض88ل اجالس88ه على الع88رش للسادات ال8ذين ن8ادوا ب8ه ملك8ا للبالد في فتح ب8ور س8كري في الخ8امس عش8ر من ذي

م، تحت اسم »أبي المظفر ناصر الدين محمد شاه«.1719 ه 1131القعدة سنة

و لكن االخوين حسن علي و حسين علي كانا المسيطرين على جميع شؤون الدول88ة، و كان من الطبيعي ان يكثر حسادهما و اعدائهما، و كان من اولئك أحد القادة المعروفينو هو قليج خان قمر الدين السمرقندي المشتهر باسم )نواب نظام الملك آصف خان( )

ه( و هو مؤس88س الس88اللة الملكي88ة ال88تي حكمت حي88در آب88اد ح88تى ع88ام88-1161 1084 ، و ك88ان ه88ذا القائ88د محص88ورا في )م88الوه( بين نف88وذ الس88ادات في الش88مال و1947

الجنوب حيث كان في الدكن حاكم88ا من قب88ل االش88راف، ف88رأى أن يتوج88ه بض88ربته أوال

للجنوب، و سار بجيشه سريعا الى هناك، و استطاع ان يهزم ق88وات الس88ادات، و يص88بح م، و بلغت ه88ذه األخب88ار1720 ه- 1133س88يد ال88دكن بغ88ير من88ازع، و ك88ان ذل88ك س88نة

»أكرا« فطار صواب السادات، و قرروا أن يقوموا بعمل سريع إلنقاذ الدكن.

306ص:

و سار الشريف حسين مع المل88ك الش88اب على رأس جيش عظيم نح88و الجن88وب، و في الطريق دبر الملك مؤامرة، و قضى على خصمه الشريف حس88ين حيث قتل88ه غيل88ة في اثن88اء الس88فر و على كث88ير من الس88ادات، و ارت88د ب88الجيش نح88و الش88مال ليقض88ى على الشريف عبد الله الذي أظهر الجلد و الشجاعة تجاه هذه األنباء المفجعة، و أخ88ذ واح88دا من أبناء األسرة المالكة و نادى به ملكا بدال من »ناصر الدين محمد شاه« الملك الثائر عليهم. و تالقى الجيشان بين دلهي و أكرا و انتهت بالقبض على الشريف حس88ن علي و

م(. و ارتفعت بعد ذلك أسهم نواب نظ88ام المل88ك1720 ه- 1133ذلك في صفر سنة ) م( و ق88د اش88تبك ه88ذا م88ع المرات88ه في ح88روب1722 ه- 1135فاستوزره الملك سنة )

عنيف88ة، و على ايام88ه هجم مب88ارز خ88ان على اورن88ك آب88اد فاس88تطاع النظ88ام من رده و السيطرة على الوضع لكنه ال هو و ال الملك محم88د ش88اه و ال غ88يره من الق88وى االخ88رى

ه ال88ذي ع88بر1151في الهند استطاعت ان تقف امام الغزو الهمجي لن88ادر ش88اه س88نة عنه أحسن تعبير الملك محمد شاه بقوله في بيت من الشعر يقول فيه ما تعريبه:

»ان شئوم أعمالنا ظهر في صورة نادر«.

غزو نادر شاه

ينتمي ن88ادر ش88اه و اس88مه الحقيقى )ن88در قلي( الى )القرخل88و( و هي أح88دى الف88روع الصغيرة من قبيلة أفشار التركمانية و ك88انت ق88د س88كنت في ابي88ورد بخراس88ان، و نش88أ )ندر قلي( يتيما في حياة بائسة و حين بلغ الثامنة عشرة ص88ار من رج88ال رئيس قبيلت88ه االشداء و ازدادت صلته به فتزوج ابنته ثم ترقت اموره بعد ان كلفه محمود السيستاني ص88احب خراس88ان بص88د غ88ارات االوزب88ك ف88ردهم ثم ح88ل محلهم في الس88لب و النهب بخراسان و اتصل نبأ شقاوته بملك ايران طهماسب الثاني فاس88تخدمه لض88رب محم88ود السيستاني فنفذ امر الشاه و انتصر عليه و سرعان ما كسب نادر عطف الش88اه فلقب88ه االخير ب )طهماسب قلي( أي تابع طهماسب و كانت عالقته بالشاه متقلبة و دخ88ل في

حروب كثيرة حالفه التوفيق في اكثرها

307ص:

و منها انتصاره على االفغان و دفعه للروس و العثمانيين و حاصر بغداد و هاجم القفقاز و داغستان و انتهى ص88عوده الس88ريع بع88زل الش88اه عب88اس الث88الث و اعالن نفس88ه ملك88ا

ه، و قد سعى من88ذ الي88وم األول لحكم88ه ان يجع88ل س88لطنة1148 شوال 24اليران في ايران وراثية في اسرته و يقضى على المذهب الشيعي فقد كان على عداوة للصفويين ألن الس88لطنة ارثهم الش88رعي، و ي88دين رواج الم88ذهب الش88يعي لهم بالفض88ل اال ان االيرانيين لم يكونوا راضين بهذا األمر باطنا و لهذا كانوا يخفون عداوتهم لنادر ال سيما و قد اتصف بالقسوة و الفظاظة التي فاقت حد التصور و من ذلك ع88ادة االعم88اء )س88مل اعين خصومه( التي اشتهر فيها، فكان اذا غضب على أحد سمل عيونه مثلما فعل بأح88د رجاله رضا قلي ميرزا حين أمر بأخراج عينيه من ح88دقيتهما ب88الخنجر و اعجب من ذل88ك انه شعر بالن88دم بع88د ذل88ك فقت88ل خمس88ين من امرائ88ه بحج88ة انهم لم يش88فعوا ل88ه ي88وم

الحادثة!

و من جرائمه اقامته منارات من الجم88اجم في ف88ارس و كرم88ان و غيره88ا و بع88د غ88زوه لدهلي صار اكثر شراهة للؤم الطبع و حب المال و الح8رص .. به88ذه العقلي8ة االجرامي8ة فكر نادر شاه في غزو الهند و استباحتها، و من اسباب تفكيره بالهند ان بعض الن88اقمين على ملك الهند محمد شاه كاتبوا نادر شاه يطلب88ون من88ه اص88الح االم88ور في بالط الهن88د ]باعتبار ان نادر شاه كان مؤمنا مصلى ..![ او هكذا كان يظنه اح88د علم88اء الهن88د ال88ذين88ه ال8دهلوي )ال88ذي بل88غ من كاتبوه و طلبوا من88ه التح8رك لنج8دتهم و ه8و الش88يخ ولي الل تق88ديس الش88يخ أب88و الحس88ن الن88دوي ل88ه ان جع88ل منزلت88ه اك88بر من منزل88ة االنبي88اء و الص88الحين(، و لم يكن محم88د ش88اه بالتري88ه ايض88ا فق88د افتتح ام88ره بب88ذل االم88وال على الناس، و اشتغل باللهو و اللعب، و لكن هذا ال يبرر االستعانة بس88لطة اجنبي88ة من ط88راز نادر شاه السفاك األشر و على كل حال فقد جعل هذا ديدنه الوصول الى الهند فارسل السفراء الى دهلي يطلب من محمد شاه تجديد العالق88ات م8رة، و من88ع دخ88ول االفغ8ان الخلجيين مرة اخرى، و كان محمد شاه يتغافل في الرد عليه و قيل ان احد سفراء نادر

مكث في دهلي سنة لينتظر رد محمد شاه على رسالة نادر!.

ه( أرس88ل ن88ادر أم88را مؤك88دا الى دهلي يطلب ع88ودة الس88فير1151و في أوائل ع88ام ) بعجلة الى ايران فقد كان غاضبا لعدم ارسال سفيره، و تحرك لفتح غزنة و كابل و ابن88ه نصر الله ميرزا لالستيالء على شمال افغانستان. و بعد س88يطرة ن88ادر على ه88ذه البالد و

اقامة سبعة

308ص:

شهور في كابل لما رأى عدم مباالة محمد شاه في جوابه على رسائله تحرك الى جالل آب88اد، و تمكن من االس88تيالء على مع88ابر الهن88د الش88مالية الغربي88ة ثم دخ88ل في رمض88ان سهول البنجاب، و كان أن بلغه في بيشاور خبر مقتل أخيه اب88راهيم خ88ان ظه88ير الدول88ة

بيد لزكي داغستان، فسير نادر اصالن خان قر خلو مكانه و صفى خان البغ88ايرى لقي88ادةداغستان و تقدم هو الى دهلي.

معركة كرنال:

بعد عبور السند و فتح الهور راسل نادر محمد ش88اه و ذك88ره باالص88ل المش88ترك ألس88رة أفشار و اسرة بابر و المه على تعطيل سفرائه و قال )ان سفره للهند من أج88ل ت88أديب

األشرار الذين دفعوا بالشاه الى هذا التصرف(.

و في )سرهند( سمع نادر أن محمد شاه تحرك بثالثمائة ألف مقاتل و ألفى عربة م88دفع من دهلي و أتى )كرنال( الواقع88ة على س88احل نه88ر جمن88ا و على بع88د عش88رين فرس88خا

ه.1151شمال دهلي و كان ذلك في الخامس عشر من ذي القعدة سنة

و كان تصريف امور محمد شاه في هذه األيام بيد ثالثة أولهم نواب نظ88ام المل88ك به88ادر حاكم الدكن الذي لم يرسل جنوده بسبب ن88زاع نش88ب بين88ه و بين الش88اه و ك88ان حليف88ا لنادر في الخفاء بعقي8دة البعض، و ث8انيهم خ88ان دوران صمص8ام الدول8ة أم8ير األم8راء و القائد العام لجيش محمد شاه و الثالث قمر الدين خ88ان اعتم88اد الدول88ة ص88در المملك88ة األعظم و لم يكن احد هؤالء الثالثة على صفاء باآلخر و يسعى ك88ل منهم لتحطيم اآلخ88ر في السر. و استطاع نادر بسهولة في منتصف ذى القعدة أن يوق88ع بجن88ود محم88د ش88اه الذين ال حصر لهم في سهول كرنال مستعينا بقوة حاملى البنادق الماهرين في جيش88ه، و قتل خان دوران و أخوه، و ذكر ان عدد قتلى الهند بل88غ عش88رين ألف88ا بينم88ا بل88غ ع88دد قتلى نادر اثنين و أربعين و جرحاه مائتين و كان أغلب أسباب هذا األمر أن الهنود ك88انوا

يحاربون باألقواس و السهام بينما كان االيرانيون يقاتلون بالبنادق.

بعد هذا الفتح الكبير قدم نظام الملك الى معسكر نادر معتذرا و قرر أن ال يتعرض نادر الى روح محمد شاه و أمواله و حريمه و يسرح محمد شاه جيش88ه و أن ي88أتي الى مق88ر

نادر بألف

309ص:

من أتباعه، و بعد ثالثة أيام يدخل نادر دهلي و يمكث أربعين يوم88ا ض88يفا على محم88د، وبعد هذه الفترة يدع سلطنة الهند الى محمد شاه و يعود الى ايران.

88ه م8يرزا الس88تقباله و أتى ه8و أيض8ا و في دخول محمد شاه خيمة ن88ادر أرس8ل نص88ر اللليالقيه و أجلسه على مسنده و أدى شروط االحترام و االستقبال بما يليق!.

و تحرك نادر شاه برفقة محمد ش88اه من كرن88ال الى دهلي ف88دخلها في التاس88ع من ذي ه( و اس88تقبله محم88د ش88اه بع88د أن س88بقه الى دهلي الس88تقباله ب88اجالل1151الحج88ة )

عظيم.

و ترك نادر في مجلس ضيافته كما وعد سلطنة الهند الى محمد شاه، و نثر محمد شاهجميع نفائس أجداده و خزائنهم احتفاء مقدم ملك ايران.

و لم يصدر عن أي هندي حركة عداء لمدة ثالثة ايام من دخول جنود ن88ادر دهلي بس88بب األحكام القاسية التي أصدرها اال أنه في الحادي عش88ر من ذى الحج88ة وق88ع ال88نزاع بين عدد من أهالي المدينة و بض8عة جن88ود من جيش ن88ادر، و س8رت في األه8الي ش88ائعة أن محمد شاه دس السم لنادر في طعامه، فدفع انتشار هذا الخبر أهالي دهلي الى الثورة

و قتل فيها جمع من جنود نادر.

و في صباح اليوم التالي لما فهم نادر أن نحو سبعمائة من أتباعه ق88د لق88وا حتفهم و لم يقدم واحد من أمراء الهند على اخماد الثورة أصدر أمر بقتل عام88ة أه88ل دهلي فش88غل جنوده أنفسهم من قبل أن ينقضى هذا اليوم بثالث ساعات حتى الرابعة من بع88د ظه88ر اليوم الت88الي بتنفي88ذ ه88ذا األم88ر الق88بيح ف88احترق القس88م األهم من المدين88ة و قت88ل نح88و عشرين ألفا و ذكر بعض المؤرخين أن القتلى من الهنديين بلغ مائة ألف و نيفا .. و في النهاية أمر نادر بوقف المذبحة بشفاعة محمد شاه و نظام الملك و قم8ر ال8دين خ8ان و

عفا عن بقية الشعب.

و بعد بضعة أيام من هذه الواقعة زوج نادر أحدى حفيدات اورنكزيب بنصر الله م88يرزا و امر محمد ش88اه ب88أن بخطب لن88ادر في جمي88ع بالده و تس88ك باس88مه العمل88ة و أن يق88دم األمراء و األعيان هدية تليق بنادر اليه من الجواهر و النقد فأطاعوا طوعا أو كرها فن88ال نادرا من هذا ما يزيد عن سبعة ماليين و نص88ف ملي88ون. و ق88درت قيم88ة النف88ائس ال88تي غنمها نادر من الهند من ثالثين مليون ليرة انجليزية الى سبعة و ثمانين مليون88ا و نص88ف

مليون و كان من

310ص:

ضمنها )تخت الطاووس( و األلماسة المعروفة )كوه ن88ور( و أنعم ن88ادر على كاف88ة ق88واد جيشه و أمراء الهند بهدايا الئقة و تج88اوز عن ض88رائب اي88ران لثالث س88نوات )و ان ك88ان استعاد هذه الضرائب بالقوة من االيرانيين بع88د ذل8ك( و وض88ع بي88ده ت8اج الس8لطنة على رأس محمد شاه، و أخلى محمد شاه البالد في غرب السند و هي غزنه و كابل و قس88م

ه( من دهلي الى1152من البنجاب لنادر، و تحرك ملك اي88ران في الس88ابع من ص88فر ) السند و قد مكث بها سبعة و خمسين يوما. كانت من اشأم االيام على الهن88د. اذ ن88زلت

هذه الفاجعة بأهل الهند نزول الصاعقة فأذهلت النفوس و يص88ور تل88ك الفاجع88ة مؤل88ف بقوله:272/ 9كتاب تاريخ هندوستان

لقد ك88انت المدين88ة )دهلي( بع88د رج88وع ن88ادر ش88اه مليئ88ة ب88الجثث و األش88الء فارغ88ة من األحياء، و كانت البيوت خراب8ا مهدم8ة يخيم عليه88ا الس88كوت المهيب، و ك88انت األحي88اء و الحارات بأسرها محرقة تحولت إلى رماد، و كانت العفونة الصاعدة من الجثث و الرياح الكريهة المنتنة تكاد تشق ال88دماغ و تفط88ره، و لم يكن هن88اك من يكفن أح88دا، أو ي88دفن في القبر أحدا، و ق88د اختلطت جثث المس88لمين و الهن88دوس، و اح88ترقت في رك88ام الى رماد، هذا حال المدينة، أما حال البالد، فكان يغط في الن88وم أيام88ا فلم88ا هب من نوم88ه، ك8انت الق8ذارة تغطى عيني8ه ح88تى يتق8زز من النظ8ر الي8ه، و لم يكن في الخزان88ة فلس واحد، و ال يعرف أين الخراج و المحاصيل، و كان الجيش محطما منهوكا هالكا، و عالوة على كل ذلك كان الخوف من المرهتة ال يزال مسيطرا، و قد خربت تلك الواليات ال88تي كانوا استولوا عليها، و رغم كل هذه المصائب و المحن كان النزاع قائما بين أهل البالط و الحاشية، فكان فريق من األمراء التورانيين الذين كان على رأسهم آصف جاه و قم88ر الدين خان الوزير، و فريق آخر لألمراء اآلخرين الذين كانوا يحاولون ع88زلهم و إبع88ادهم عن البالط، و كان الملك أيض88ا يع88د منهم، و ل88و لم تق88ع قض88ية المرهت88ة و لم ت88واجههم مشكلتهم لكان هؤالء األمراء قد توزعوا المملكة فيما بينهم من زمان، و ترك88وا األس88رة

التيمورية اسما بال رسم.

و لما رجع ن88ادر ش88اه من الهن88د ك8ان من أولى نت88ائج رجوع8ه أن انفص8لت ثالث والي88ات مخصبة، بنغاله، بهار، واريسه، من حكوم8ة دلهي، و ق88امت فيه8ا حكوم88ة مس88تقلة لعلى وردى خان و في )روهيل كند( ب8القرب من دهلي ق8ام االفغ8انيون بمأس8اة فض8يعة حين

اعلنوا

311ص:

عص88يانهم و أخ88ذوا يعت88دون على الق88رى و الض88ياع فينهب88ون و يس88لبون، ثم أنهم اث88اروا الفالحين ثورة دموية عرفت باسم ثورة )الجات( أي الفالحين و شهد عه88د محم88د ش88اه بعد غزو نادر شاه تمرد افغاني اكثر خطورة من اقرب88ائهم في )روهي88ل كن88د( فق88د ق88ام احمد االبدالي زعيم القبيلة السدوزية، و هي أق88وى القبائ88ل األبدالي88ة، و اس88تولى، س88نة

، على قندهار و ما يليها من البالد االيرانية و أعلن إمارته عليها و تلقب ب »أحمد1747 شاه« ثم إنه اهتبل غفلة جارتيه، إيران و الهند، فاس88تولى على اله88ور. هنال88ك اس88تيقظ محمد شاه من غفلته و عزم على السير لقتاله، و لكنه، بسبب مرضه، لم يستطع تولي قيادة الجيش بنفسه، فعهد بالقيادة الى ابنه األمير أحمد والى القائد فخر الدين خان، و التقى الفريقان في سرهند، ف88دارت ال88دائرة على أحم88د ش88اه أب88دالي و حزب88ه، و ارغم على طلب الصلح، فأجيب الى طلب88ه ش8ريطة أن ي88أتي بنفس88ه الى األم8ير أحم88د يق8دم

خضوعه. و بدهي أال يقبل أحمد شاه مثل هذا الشرط، فاستؤنفت الحرب و كتب النصر للجيش الهندي، و فر األفغانيون من الميدان، و قد اراد األم88ير احم88د مط88اردتهم و لكن صفدر جنك الذي تولى القيادة بعد قمر الدين، الذي قتل في المعركة، لم يسمح لألم88ير بالتق88دم إلى م88ا وراء ح88دود البنج88اب فتوق88ف. ثم إن الس88لطان محم88د ش88اه أم88ر ابن88ه ب888العودة إلى دهلي و عين »معين المل888ك« والي888ا على البنج888اب و أم888ره بمط888اردة

26األفغانيين، و لم تمض أيام على رجوع األمير الى العاصمة حتى توفي السلطان في م و كانت مدة حكمه تسعا و عش88رين1748 ه/ الموافق ال بريل عام 1161ربيع اآلخر

سنة و ستة أشهر، فخلفه هو و تلقب ب »مجاهد الدين«، و قد ج88اء المل88ك في وقت ال يصلح أمثاله لمثله ألنه كان سفيها خليعا ال يخرج من جناح الحرم إال م88رة في األس88بوع،

و كانت أمور الدولة بين يدي أمه و خصي اسمه »جاويد«.

312ص:

م(1754- 1725 ه/ 1167- 1138أحمد شاه مجاهد الدين )

أحمد شاه بهادر مجاهد الدين أبو نصر ابن محمد شاه حكم بعد أبيه ست سنين و بضعة اش88هر، و ك88ان ض88عيفا خليع88ا كم88ا تق88دم فلم يكن ل88ه من الس88لطة اال اس88مها و العم88ل للمحيطين به من الوزراء و الحاشية، و لم تكن البالد كما كانت بعد ان جاس ن88ادر ش88اه خرابا بها و سلب خزائنها و ك8ان من آث88ار ذل8ك الغ88زو ان انكمش88ت س88لطنة دهلي على عهد مجاهد الدين الى امارة صغيرة ضعيفة مما زاد من اطماع المراتيه و الس88يك ح88تى سيطروا على الدكن و البنجاب و دخلوا العاصمة، و اثار هذا شهية احم88د ش88اه االب88دالي الذي كان مسيطرا على الهور فاعد العدة الجتياح الهند، و في هذا الوقت ازدادت ح88دة الخالف بين اكبر رجال الدولة و هم صفدر جنك الح88اكم الفعلي و ال88ذي ط88رد المراتي88ه من دهلي و اراد السيطرة على العرش فتحداه عماد المل88ك غ88ازي ال88دين حفي88د نظ88ام الملك آصف خان و اجبره على الرجوع الى اوده التي كانت شبه مس88تقلة و ك8ان ه8و و

اليها و فيها مات بعد قليل، و خلفه ابنه شجاع الدولة.

ثم نش88أ خالف بين عم88اد المل88ك بين الس88لطان نفس88ه انتهى بقبض عم88اد المل88ك على ، و اجلس مكانه على العرش عالم كير الثاني1167السلطان و ابنه وفقأ عينيهما سنة

م.1754 ه- 1167سنة

(.1775 ه )1189توفي احمد شاه مجاهد الدين عام

313ص:

م(1759 ه/ ....- 1172- 1099عالم كير الثاني عزيز الدين )

هو عزيز الدين بن معز الدين جهان دار ش88اه ت88ولى المل88ك و ل88ه س88بع و س88تون س88نة و لقبوه بعالم كير الثاني و صار الحل و العقد بيد عماد الملك و كان عماد المل88ك ص88احب همة و لكنه كان قليل التجارب ألنه ك88ان ش88ابا، و ل88ذا ف88إن أعمال88ه لم تكن قائم88ة على خبرة و واقعية بل على طموح و حماس، و الملك ال يساس بالعواطف وحدها ب88ل ال ب88د له من التجارب و الحكمة و السداد، و لعل عم88اد المل88ك أراد أن ي88دعم مرك88زه بح88رب خاطفة ثم يعود إلى االصالح الداخلي، و لذا فإنه ع88زم على اس88ترجاع بالد البنج88اب من

يدي أحمد شاه أبدالي، الذي كان يسيطر عليها، لضعف و عجز و اليها.

و لكنه لم ينشأ عداوة سافرة بينه و بين أحمد شاه، بل لج88أ الى الحيل88ة و ذل88ك أن بنت فجأة، و بعد أن1757معين الملك كانت مخطوبة إليه من قبل، فذهب إلى الهور سنة

ضم إليه زوجته نصب أحد رجال حاشيته »آدينة بك« واليا على البنجاب، متج88اهال ب88ذلك وجود الوالي الذي نصبه أحمد شاه، فلما سمع أحمد شاه بهذا التح88دي غض88ب و زح88ف إلى الهور، فخاف عماد الملك العواقب و طلب العفو و الص88لح من أحم88د ش88اه، و لكن

و1758هذا لم يشأ أن تفوته هذه الفرصة فاستمر في س88يره ح88تى دخ88ل دهلي س88نة استباحها و ارتكب فيها أفظع اآلثام و الجرائم ح88تى جع88ل كث88يرا من أص88حاب الم88روء و الشرف ينتحرون إذا ما عجزوا عن الفرار بكرامتهم من وجهه. بي88د أن عم88اد المل88ك لم يب88ال بم88ا ح88دث ب88ل اس88تطاع أن يس88تثمر ه88ذه الفاجع88ة، ال88تي ن88زلت ببالده، لص88الحه الشخصي، إذ أنه أقنع أحمد شاه بلزوم مقاتلة أمير أوده، شجاع الدول88ة، فرض88ي أحم88د شاه بذلك و وضع تحت أمرة عماد الملك جيش88ا أفغاني88ا له88ذه الغاي88ة، و لم تكن ألحم88د شاه أية مصلحة في هذا العمل بل كانت مصلحته تقضي ببقاء شجاع الدولة قويا ليظ88ل

منافسا لدهلي، و لكن

314ص:

عماد الملك خدعه فانخدع و أدرك خطأه بعد فوات الوقت.

أم88ا عم88اد المل88ك فق88د ذهب الى أوده و أرغم خص88مه ش88جاع الدول88ة، و ج88بى من بالده أمواال طائلة برسم الخراج، فدعم بذلك مركزه. فلما أدرك أحمد ش8اه م88ا ك8ان ينط8وي عليه عماد الملك من حيلة و دهاء، خشي أن ينقلب عليه م88تى رج88ع الى دهلي ال س88يما بعد أن لمس عجز الس88لطان و ض88عفه، و ل88ذا فإن88ه حينم88ا أراد مغ88ادرة دهلي، رأى من الالزم مراقبة أعمال الملك فنصب أحد أم8راء األفغ88ان »نجيب خ88ان« قائ88دا أعلى ل88دى

السلطان عالمكير، لهذه الغاية.

فلما بلغ هذا الخبر عماد الملك حالف المرهته8يين على أحم88د ش88اه و ج88اء دهلي بجيش كبير، فخافه نجيب خان و ترك دهلي و فر، فدخلها عماد الملك و استلم الس88لطة بق88وة

ه بتهمة1172و حزم، و قد ساء ظنه بعد قليل بالسلطان عالمكير، فاخذه و قتله سنة

التآمر مع أحمد شاه، و لم ينصب مكانه أحد، و أص88بحت بالد الهن88د كله88ا فوض88ى، بحيث نستطيع القول بأن السلطة في الهند لكها لم تكن، آن88ذاك، ألح88د من الن88اس ب88ل ك88انت

لمن غلب.

315ص:

م(1758 ه/ 1172محي السنة بن كام بخش ).....-

هو محي السنة بن كام بخش بن عالم كير الثاني، أجلسه على العرش عم88اد المل88ك، و لقبه )شاه جهان الثاني( و اصبح اسم الس88لطة ل8ه م8دة قص8يرة ج88دا، اذ لم يك8د عم88اد الملك يفرغ من تعيين هذا السلطان حتى كان االبدالي قد وصل الى شمال الهند لط88رد المراتيه من الهور و كان عماد الملك هو المحرض للمراتيه ض88د االفغ88ان بع88د ان عج88ز عن تحريض الملك ضدهم ايضا و ه88ذا م88ا اث88ار حن88ق احم88د االب88دالي ض88د عم88اد المل88ك فص8مم االب88دالي على التخلص من88ه نهائي8ا، ذل8ك ان االب88دالي حينم88ا غ8ادر دهلي قاص88دا افغانستان بطريق البنجاب خلف ابنه تيم88ور ش88اه والي88ا على اله88ور، و لكن آدين88ه بي88ك، والي البنجاب من قبل عماد الملك، كان ال يزال يسيطر على شرق البنجاب و المناطق الجبلية و يحرض السيك على قتال األفغانيين، ثم إن88ه لم88ا رأى عج88زه عن ط88رد تيم88ور شاه من الهور، استنجد بالمرهتهيين، فأنجدوه بجيش كبير، فخاف تيمور شاه و ف88ر من الهور فدخلها آدينه بيك، و قنع المرهتهيون منه بخراج يؤديه اليهم جزاء مساعدتهم إياه.

أعطى المرهتهي88ون أرملت88ه منطق88ة »جلن88دهر«1759ثم لم88ا ت88وفي آدين88ه بي88ك س88نة إقطاعا، و نصبوا على اله8ور والي8ا من قبلهم، إذ لم يكن من ي8دعي الس88يطرة عليه8ا أو

من يستطيع أن يؤيد حقه فيها.

و حدثت اضطرابات في البنجاب فجاء أحمد أبدالي لقمعها، فترك المرهتهي88ون اله88ور و فروا، فط88اردهم ح88تى التقى بهم عن88د س88رهند فه88زمهم، فارت88دوا إلى ال88وراء ينظم88ون صفوفهم، فلحق بهم و أوقع بهم شر هزيمة بالقرب من دهلي، ثم اس88تولى على دهلي، إذ لم يكن فيها من يدافع عنها، و ذل8ك ألن عم88اد المل88ك غادره88ا، بع8د أن س88مع به8زائم حلفائه المرهتهيين، ملتجئ8ا إلى إم8ارة بهرتب8ور، و هي اإلم8ارة ال8تي أنش8أها الفالح8ون- جات )الزط(- كما أن األمير »عالي كهر« ابن الس8لطان ع8المكير الث88اني، و ال8ذي ك8ان

من حقه أن

316ص:

يكون سلطانا على البالد بعد مقتل أبيه، و الذي أص88بح فيم88ا بع88د س88لطانا باس88م »ش88اه عالم الثاني« كان قد فر من البالد، من قبل، خوفا من عماد الملك، و ذهب الى البنغال

و أخذ يعمل إلقامة إمارة له فيها.

و هكذا فقد كان الجو خاليا في دهلي، و كانت بحاجة الى من يستولي عليها لكي يكف88ل األمن فيها و يحميها من اللصوص و العيارين. و بعد أن أقام أحمد شاه فترة قصيرة في دهلي، خلف فيها حامي8ة و ذهب الى س8هول م8ا بين نه8ري جمن8ا و الغنج ينظم ص8فوفه لالستعداد للمعركة الحاسمة، و قد استطاع أن يستميل ش88جاع الدول88ة )مل88ك اود( الي88ه لقتال المرهتهيين الذين أخذوا يجمعون جموعا كبيرة لخ88وض معرك88ة تقري88ر المص88ير، و قد استنجدوا ب88إخوانهم و حلف88ائهم في دكن، و ك88ان جيش نظ88ام المل88ك جيش88ا عظيم88ا فامدهم بجنود كثيرة بلغ تعدادهم ثلثمائة الف مقاتل، تسندهم مدفعي88ة قوي88ة ك88ان على رأسها ابراهيم خان كاوري المسلم الذي تعلم فن88ون المدفعي88ة الحديث88ة من الفرنس88يين

م88دفع و على رأس200 الف رج88ل و 12في الدكن و كانت فرقة المدفعية تتكون من الجيش كله القائد المراتي )سدى شيوكو( المعروف باسم )بهاو(، فتح88رك ه88ذا الجيش للقضاء على االبدالي و الذي كان جيشه متواضعا بالنسبة الى جيش عدوه اذ كان يتألف

م88دفعا و وص88ل المراتي88ه الى دهلي من غ88ير أن يلق88وا40من اربعين ال88ف مقات88ل و مقاومة ت88ذكر ألن األفغ88انيين لم يس88تطيعوا ان ي88دافعوا عن البل88د أك88ثر من بض88عة أي88ام فانسحبوا منه، و بعد أن ارتاح الجيش الهندوكي أياما في دهلي سار للق88اء األفغ88انيين و عسكر في سهل باني بت، و هناك وقعت المعركة الحاس88مة بين األفغ88انيين و حلف88ائهم الروهيليين، من جهة، و بين المرهتهيين و حلفائهم الدكنيين، من جهة ثانية و ذل88ك س88نة

م و على الرغم من أن الروهيل88يين لم يش88تركوا في القت88ال، و من أن1760 ه- 1174 الجيش الم88رهتهي ك88ان يزي88د كث88يرا على الجيش االفغ88اني، فق88د كتب النص88ر في ه88ذه المعركة لألفغانيين على أعدائهم، و انهزم المرهتهيون شر هزيمة ح88تى ليق88ال أن ع88دد قتالهم بلغ مئتي ألف جندي. و الذ الباقون بالفرار. و بهذه الموقعة الفاصلة و مع ازدي88اد النفوذ االنكليزي فيما بعد تحمطت آم88ال المراتي88ه في النص88ر و الس88عي لني88ل الس88لطة

المركزية في جميع انحاء السلطنة المغولية التي آذنت شمسها بالغروب.

317ص:

(1806 ه/ ....- 1221شاه عالم الثاني )....-

هو عالي كوهر بن عزيز الدين بن معز الدين جه88ان دار ش88اه، ن88ادى ب88ه احم88د االب88دالي سلطانا على الهند و ذلك بعد مقتل سلفه و لكن )ش88اه ع88الم الث88اني( ك88ان في البنغ88ال فأقام االبدالي مكانه ابنه »جوان بخت« فلما سمع بذلك قدم دهلي و جلس على سرير الملك و لقب نفسه )شاه ع8الم( الث88اني و ك88ان ذل8ك بمس88اعدة الن88واب ش88جاع الدول88ة

صاحب أوده فاستوزره.

م و لكن عودت88ه من البنغ88ال1759 ه المواف88ق لع88ام 1173و كانت توليته الملك ع88ام استغرقت وقتا طويال و كان هذا الملك أديبا ش88اعرا يتلقب في ش88عره ب )آفت88اب( لكن

عاما اتصف باالنحطاط السياسي، و قد ك88انت البالد كله88ا قب88ل47عهده الذي امتد الى

عهد الشاه عالم الثاني بزمن، تحت رحم88ة الس88يخ و المرهت88ة، و ك88انت من88اطق دلهي و آك88ره و راجبوتان88ه تحت رحم88ة ال88زط )الكاولي88ه(، ال88ذين ك88انوا يعيث88ون فيه88ا فس88ادا، و يخرج88ون كالطوف88ان و يهلك88ون الح88رث و النس88ل، و لم تكن في البالد ق88وة تمل88ك أن تبسط األمن و تفرض الق8انون، و ق8د حف8ظ أحم8د ش8اه األب8دالي ه8ذه البالد من خط8ر المرهتة بعد أن هزمهم في ساحة بانى بت- كما تقدم- و حين توفي أحمد االبدالي سنة

م( و لم تستعيد السلطنة و مقرها في دهلي تلك المكان88ة ال88تي ك88انت88-1773 1187) تتمتع بها بل كانت امارة من االمارات الهندية الكث88يرة ال88تي انبعثت عن انحالل و تفك88ك عرى االمبراطورية المغولية، و قد عادت قوة المراتي88ه الى الظه88ور من جدي88د ح88تى ان

الخضاع والياته الشرقية ففسح أمامهم1771شاه عالم الثاني نفسه استنجد بهم سنة أص88در الس88لطان1784المجال للتدخل في شؤونه و السيطرة على بالطه، و في سنة

براءة تنص على جعل وزراء االمارة المراتيه الذين كانوا يطلقون علي88ه اس88م »بيش88وا« نائبا عنه في الهند كلها، و هي برائة لها مغزاها المعنوي، و ان لم يكن لها أي اث88ر فع88ال

في الحق العملي، و نظرا لعدم تمتعه

318ص:

باالستقاللية التامة فقد اختارت الق88وة المناهض88ة ل88ه منافس88ين ل88ه من اقربائ88ه و ن88ادت ، على1788، و بيدار بخت سنة 1759بهما، امبراطورين و هما شاه جهان الثالث سنة

أن الحدث األبرز في حياة هذا الرج88ل ه88و تدخل88ه في ش88ؤون البنغ88ال بع88د أن اص88بحت مسرحا للنفوذ االنكليزي، و قد كان يحدوه االمل في استعادة ش88ئ من هيب88ة الس88لطنة هناك و لكن فشله هناك افقده ما بقي لديه من هيبة ح88تى مق88ر حكم88ه ب88دهلي و انتهى االمر بالدس88ائس االنكليزي88ه أن ص88يرته موظف88ا يتقاض88ى معاش88ا منهم، و نظ88را ألهمي88ة احداث البنغال و كونه الباب الذي دخل منهم االنجليز الستعمار الهند نلقي هذه النظ88رة العاجلة. اذ استفرد االنكليز باحتكار التجارة في البنغال بعد غياب منافسيهم الهولن88ديين و الفرنسيين نظرا النشغالهم بالحروب االوربي88ة، ثم ق88ويت ش88وكتهم و اخ88ذوا يت88دخلون في الشؤون الداخلية للبنغال مما اث88ار حفيظ88ة االم88ير س88راج الدول88ة فس88ار الى مرك88ز

بجيش كب88ير و اش88تبك م88ع الحامي88ة االنكليزي88ة و1756الشركة االنجليزية بكلكته س88نة قبض على مئة و سبعين انكليزيا اتى بها الى مرش88د آب88اد عاص88مة البنغ88ال و ك88ان له88ذا الح88دث ص88دى واس88ع في انكل88ترا و اجم88ع االنكل88يز ام88رهم على الث88أر و الب88دء بتنفي88ذ مخططهم الحتالل البنغال فهاجموا مرشد آباد و هزموا حاميتها اال ان ام88ير مرش88د آب88اد لم يستسلم فدرس االنكليز امر القضاء عليه م88ع الحاق88دين على االم88ير من حاش88يته ال سيما قريبه مير جعفر خان الذي شجعهم على اقتحام مركز االمارة فتوجه االنجليز اليه و لما اشتبك الجيشان فر اكثر انصار سراج الدولة و بقي يقاتل في فئة قليلة ح88تى ان88ه استطاع ان يكسب المعركة اوال و لكن بعد قتل رئيس الح88رس عن88ده تف88رق انص88اره و

قبض االنكليز على االمير سراج الدولة ثم ام88روا بتقطيع88ه ارب88ا ارب88ا و هي حي، و ه88ذهالواقعة كانت بمكان يعرف ب )بالسي(.

و قام االنجليز بتولية مير جعفر خان اميرا للبنغال، و استخدموا لقتل منافسيهم اآلخرين في البنغال و جعلوا منه بقرة حلوب ترفدهم باالموال و الغنائم حتى ليق88ال ان عطاي88اه لهم بلغت مليونين و نصف مليون روبية من الذهب، كما تن88ازل لهم عن من88اطق ثم ب88دا لالنكليز عزل مير جعفر خان و نصبوا مكانه مير محمد قاسم بعد ان انتزعوا من االخ88ير اعترافا بالتنازل عن ثالث مناطق من البنغال لتكون اقطاعا للشركة تستثمرها لتستعين بها على تأليف جيش من الهنود لحمايتهم. و زادت الطلبات على مير محمد قاسم حتى

ضاق ذرعا بتلبيتها و استحال عليه ارضائهم.

319ص:

و في هذه الفترة جاء السلطان شاه عالم إلى البنغ88ال و أراد أن يظه88ر بمظه88ر الس88يد صاحب األمر و النهي، كما أسلفنا، فلم يأبه له كارنك، و توترت العالق88ات بين الج88انبين، فأعلن كارنك الحرب على السلطان باسم مير محمد قاسم، و هو فرد من أف88راد رعي88ة السلطان، و لم يعلن عصيانه عليه، و قد حارب كارنك السلطان بهنود و انتص88ر علي88ه و ألقى القبض على قائده االفرنسي و أرغم الس88لطان على منح االنكل88يز ح88ق االش88راف على مالية البنغال. و كان بتصرفات السلطان هذه إحراج ل »م8ير محم88د قاس88م« ألن88ه لم يعد يستطيع أن يقف في وجه األطماع االنكليزية م88ا دام88وا ق88ادرين على أن يأخ88ذوا

من السلطان ما ال يعطيهم هو إياه.

و على الرغم من أنه لم يكن للسلطان ش88ئ من األم88ر أو النهي في البالد، إال أن88ه ك88ان رمزا، و رأى االنكل88يز أن مص88لحتهم تقض88ي ب88أن يتخ88ذوه درع88ا و أن يول88وه ك88ل أهمي88ة لينتزعوا منه كل شئ، و لما لم يعودوا بحاجة إلى مير محمد قاسم ما دام ل88ديهم جيش و ما داموا يتصرفون بمالية البنغال، فقد افتعلوا أسبابا للنزاع معه و قاتلوه ثالث م88رات متوالي88ات و دح88روه، و لكن88ه لم يجبن و لم يستس88لم و ك88ان ق88ادرا على االس88تمرار في المقاومة لو لم يخنه قائ88ده »م88يرزا نج88ف خ88ان« و ينض88م إلى االنكل88يز و يطلعهم على ع88ورات البالد، إذ أخ88ذهم الى مك88ان مرتف88ع يجع88ل م88ير محم88د قاس88م تحت رحم88ة مدفعيتهم، فقصفوه ليال قصفا ذريعا حتى شتتوا شمله ففر ملتجئا الى أمير اوده، شجاع الدولة، فانتصر له كما انتصر له السلطان نفسه. أما االنكل88يز ف88إنهم ع88ادوا من جدي88د و

، مير جعف88ر خ88ان والي88ا على البنغ88ال،1763نصبوا، إثر فرار مير محمد قاسم، أي سنة ، نصبوا ابنه نجم الدولة مكانه و جعلوه هيكال ال صالحية ل88ه ح88تى1765فلما مات، سنة

مات.

أما مير محمد قاسم فإنه لم يكن أسعد حظا عند شجاع الدولة منه عند اإلنكل88يز، إذ أن شجاع الدولة، بعد أن وعده النجدة و النصرة، ع88اد و نكث العه88د و خ88ان ال88ود و س88جنه عنده و استولى على جيشه و أخذ يعمل ليض88م ج88زءا من بالد البنغ88ال إلى أوده، و لكن اإلنكليز الذين كانوا يطمعون مثله ب88إرث م88ير محم88د قاس88م لم ي88تركوه يس88تأثر ب88ه ب88ل عملوا حتى استمالوا إليهم السلطان شاه ع8الم و ح8الفوه على قت8ال ش8جاع الدول8ة، و

بمعركة في مكان يعرف باسم »بكسر« فهزم88وه ثم ص88الحوه1764اشتبكوا معه سنة على غرامة يؤديها

320ص:

36

320 الشيعه فى العصر المغولى ؛ ص12280

لهم و على أن يتن88ازل لحليفهم الس88لطان عن م88دن ك88انبور و ال88ه آب88اد و فتحب88ور وملحقاتها.

، مع الس88لطان1765و خرج االنكليز من هذه الصفقة بحصة األسد، إذ انهم عقدوا سنة معاهدة تعرف باسم معاهدة اله آب88اد، تنص على إعط88ائهم ح88ق االش88راف الم88الي على الواليات الشرقية و على والية كرناتك في الجن88وب الهن88دي، و تن88ازل لهم عن منطق88تي »م88دنابور« و »ب88ردوان« و غيرهم88ا من المن88اطق ال88تي ك88انوا ي88دعون ملكيته88ا الخاص88ة بداعي أنها قدمت هدية شخصية إليهم من قبل أمير أوده، و تعهد االنكليز لقاء ذلك ب88أن يدفعوا للس88لطان خراج88ا س8نويا عن الوالي8ات الش88رقية: به8ار و أري88ه و البنغ8ال، ق88دره

مليونان و ستمائة ألف روبية.

و إعطاء السلطان االنكليز حق اإلشراف المالي ال يعني أك88ثر من مفهوم88ه اللغ88وي، أي أن تقوم لجنة مالية من خبراء االنكليز باإلشراف على مالية البالد لتدفع عنه88ا العج88ز، و لكن المفهوم الحقيقي في ذهن السلطان و في ذهن االنكليز مع88ا ك88ان في الواق88ع بي88ع هذه البالد بيعا باتا لهذه الشركة التي اصبحت دولة قائمة برأسها لها جيشها و ادارته88ا و

منظماتها، و كان السلطان مغلوبا على امره.

وقع معاهد خول بمقتض8اها ش8ركة الهن88د الش8رقية، ح8ق دي8واني، أي1765و في سنة مراقب88ة إي88رادات البنغ88ال و به88ار و أوريس88ا، على أن الش88ركة لم تقب88ل الواجب88ات و المسئوليات التي ألفتها المعاهدة على عاتقها إال بعد سبع سنوات. و أراد شاه ع88الم أن

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 36

ييسر أمر عودته إلى دهلي و ألقى نفسه في احضان المرات88ه و تن88ازل لهم عن ن88احيتي إله آباد و كره اللتين خصصتا له ضمانا لمعاشه، و فقد به88ذا الحل88ف ص88داقة الش88ركة و

روبية. و عاد ش88اه88،2 88،600 000الخراج أو الراتب الذي كانت قد خصصته له و قدره م بعد عشر س8نوات و ق88د ف8ات األوان و واج88ه1771عالم من إله آباد الى دهلي سنة

فتن88ا جدي88دة، ص88راعا بين األم8راء و تح8ايلهم و تن88ازعهم، و ق88وة »روهيل88ه« الجدي88دة، و حمالت السيخ، و أخيرا استولى غالم قادر روهيل88ه حفي88د نجيب الدول88ة على دهلي ع88ام

م و نهب القصر الملكي و امر بضرب األميرات بالسياط، و أخ88رج عي88نى المل88ك1788 المغولي و وارث العرش التيموري بضربة الخنجر، و لم يكن قد س88بق أن عوم88ل وارث

العرش المغولي بهذه المهانة و الفضيحة و العار.

321ص:

م بقس88وة فظيع88ة، و أجلس ش88اه ع88الم1789و قتل مهارجي سندهيه غالم قادر ع88ام على العرش مرة ثاني88ة، و عين تس88عمائة أل8ف روبي88ة س8نويا لمص88روفاته، و دخ88ل ع8ام

م اللورد ليك بجيشه االنكليزى في دلهي بعد حروب عديدة، و أجلى المرهت88ة، و1803 1221قرر للملك المتقاعد راتب مائة ألف روبية سنويا. و لقى شاه ع88الم أجل88ه ع88ام )

عاما في العمى.18 م( قضى منها 1806ه/

م(1837 ه/ ...- 1254أكبر شاه بن شاه عالم )...-

و رتب ل88ه االنكل88يز1806حين مات شاه عالم تولى بعده ولده اك88بر ش88اه و من88ذ ع88ام راتبا مقداره خمسمائة و ستا و سبعين الفا من الروبيات، ثم جعلوها مائة الف.

و بالرغم من الوجود الرمزي لهذا السلطان فقد كان هذا مما ي88ورق المحتلين االنكل88يز، م اراد ه88ذا الح88اكم الح88د1813و على عهد الحاكم االنكليزي مركيز هيستنكز بعد عام

من تأثير السمعة التي يتمتع بها السلطان اكبر شاه و الحب الذي يتمتع به من مواطنيه فاوعز الى كل من امير حيدر آباد و امير أوده بان يتلقبا بلقب س88لطان، فرفض88ا، ثم أن هيستنكز لم يستطع أن يمضى في خطته لتشويه سمعة السلطان ال نقض8اء مدت8ه ع8ام

ثم الل88ورد اولكندkcnitneB ثم وليم بنتنكtsremmE و جاء من بع88ده ايمرست1823dnolkcOعاصر اكبر شاه كل هؤالء و قد شغلوا جميعهم باخض88اع بقي88ة انح88اء الهن88د و

بدأوا يتصرفون و كأنهم اصبحوا سادة الهند، مع ان دهلي ك8انت في ي8د الس8لطان و م8ا زالت الهند تدين له بالطاعة االسمية و مع ان الشركة كانت تعت88بر نفس88ها )من الناحي88ةك باس88مه ح88تى الشكلية( تعتبر نفسها وكيلة تعمل لصالح دهلي الذي ك88انت النق88ود تص88

م( و1837 ه- 1254 أي قبل وفاة اك88بر ش88اه بن ش88اه ع88الم ح88تى س88نة )1835عام على عهد ولده السلطان بهادور شاه الثاني نفذت خططهم بنفي الملك و القضاء نهائي8ا

على اسم السلطنة المغولية )كما سيأتي(.

322ص:

م(1862- 1773 ه/ 1279- 1190محمد بهادر شاه ظفر )

هو ابو المظفر سراج الدين محمد بهادر شاه الملقب ب )ظفر(.

م( ابن ش88اه ع88الم الث88اني )ت1837 ه- 1253ثاني أبناء محمد اك88بر ش88اه الث88اني )ت م( ابن ع88الم ك88ير الث88اني بن جه88ان دار بن ش88اه ع88الم به88ادر ش88اه بن1806 ه 1221

اورنك زيب بن شاه جهان ..

م و هو آخر ملوك1837 سبتمير 17تولى الملك بعد وفاة والده محمد اكبر الثاني في الدولة المغولية في الهن88د، و ك88ان عم88ره حين ت88ولى الع88رش س88تين س88نة، و ك88ان ه88ذا الرجل من حكماء عصره، هادئا رزينا متدينا شاعرا اديبا خطاطا، لكن ج88اء في زم88ان ال يقدر النبوغ أو العبقرية بل السيادة للق88وة و التعنت و البطش االنجل88يزي ال88ذي بل88غ في زمانه حدا كبيرا جدا و لم يكن الرجل مبسوط اليد ألن شركة الهند االنجليزية هي ال88تي كانت تدبر امور الهند بما فيها نفقات هذا المل88ك الص88وري ال88ذي ك88ان حكم88ه ال يتج88اوز القلعة الحمراء التي كان يحكمها لكن88ه ب88الرغم من ذل88ك ك88ان حب88ه يعتم88ر في قل88وب و أفئدة الهنديين من مسلمين أو هنادك لما كانوا يعتبرونه رمزا وطني88ا س88ياديا مقدس88ا، و كان الرجل يتصرف كملك في كل حركاته و سكناته و يبادل شعبه حب88ا بحب و ال يعطي الدنية من نفسه و لم يهادن االنجليز مطلقا، و لم يعد الحاكم االنجليزي يوم88ذاك الل88ورد

يطيق وجوده و في الوقت الذي بلغ كره الناس لالنجليز حدا بعيدا فيgninneKكايننك النفوس اصدر الحاكم الم88ذكور ام8را أبل88غ بمقتض8اه س88لطان دهلي، به88ادر ش88اه، و ه88و البقية الرمزية الباقية من ذكريات االمبراطورية المغولية، بانه يعتبره آخر شخص يسمح له بحمل لقب سلطان، من هذه األسرة، و آخر من يحق ل88ه عق88د مج88الس س88لطانية و

سكنى القصر السلطاني المعروف باسم »قلعة معلى«.

أو بعبارة اخرى عن جميع االمتيازات التي كان يتمتع بها، على اعتبار أنه سلطان،

323ص:

تنتهي بموته، و أن ولده و إن كان سيعتبر وريث هذه األسرة و سيعطى رابته المخصصله، إال أنه سيكون فردا من أفراد الشعب ليس إال.

و قد نزل هذا االنذار على الهنود ن88زول الص88اعقة ألنهم ك88انوا يعت88برون الس88لطان، على ضعفه و عجزه، رم88ز الس88لطة الوطني88ة. و ل88و نظرن88ا إلى ه88ذا األم88ر بعين مج88ردة لم88ا رأيناهم على حق فيما ذهبوا إليه، إذ ماذا يفيدهم وجود السلطان في قصر و البالد كله88ا

قد خرجت من ايديهم؟ و لكن ال حيلة في تفكير العوام.

فلما تجمعت كل هذه االسباب أصبحت نفوس الناس مضطرمة تنتظر من يشعل فتيلها يستعملون1857لتنفجر، و قد هيأ االنكليز أنفسهم أسباب ذلك إذ أنهم أخذوا منذ سنة

نوع88ا من الرص88اص ل8ه فتي88ل مغم88وس بالش88حم يجب أن يقط88ع طرف88ه باألس88نان قب88ل استعماله، فشاع في أوساط الجند أن الفتيل مغموس بش88حم البق88ر و الخ88نزير، بقص88د إفساد عقائد الهنادكة، ال88ذين يقدس88ون البق88ر و ال يج88يزون ذبحه88ا، و عقائ88د المس88لمين

الذين ال يأكلون الخنزير.

و إزاء هذه الشائعة امتنع تسعون جنديا، من حامي88ة ميرته88ا »م88يرت« ق88رب دهلي، عن استعمال هذا الرص88اص، فأخ88ذوا و حوكم88وا، و حكمت عليهم المحكم88ة بالس88جن عش88ر سنوات مع االشغال الشاقة، و إلرهاب الجند أتى االنكليز بهؤالء الجن88ود و ج88ردوهم من لباس88هم العس88كري و وض88عوا األغالل في أي88ديهم على أعين رف88اقهم ثم س88اقوهم إلى

السجن.

فكان لهذا االستفزاز رد فعل في نفوس الجند، غير ما ك88ان يتوقع88ه االنكل88يز، إذ ان88ه لم ي88رهبهم ب88ل بعث في نفوس88هم حب الث88أر، و في الي88وم الث88اني له88ذا الح88ادث أعترض88وا ضباطهم االنكل88يز و هم ذاهب88ون الى الكنيس88ة فأخ88ذوهم و قتل88وهم على بك88رة أبيهم، و انطلقوا الى السجن ف88اخرجوا من ك88ان في88ه من الس88جناء جميع88ا و أعلن88وا العص88يان، و انضم إليهم المدنيون و أخذوا يقتلون االنكليز رجاال و نساء ش88يوخا و اطف88اال، و أش88علوا النار في منازلهم، فكان ذلك إيذانا بنسوب ثورة شملت الهند كله88ا أف88رغ خالله88ا الهن88ود مراجل أحقادهم، على االنكليز الذين سلبوهم بالدهم و أموالهم و كرامتهم و عقائ88دهم، و قد ارتكب الفريقان من االعمال الوحشية م88ا ال يلي88ق بإنس88ان أن يرتكب88ه م88ع حي88وان أعجم بله إنس88ان ن88اطق، و لكن اإلنس88ان ك88ان و ال ي88زال أش88ر حيوان88ات األرض ط88را و

أكثرها ضراوة و ضرا إذ ما استفز أو

324ص:

أثير، و القليل من االمور يستفزه و يثيره.

فلما حدث ما حدث في ميرتها فر من بقي من الحامية االنكليزية، يستنجدون بدهلي، و لكن أخبار الثورة كانت قد سبقتهم إلى دهلي التي اقتدت بميرتها )ميرت( و نزلت على االنكليز تقتلهم حيثما وجدوا، و طارت االنباء في الهن88د تحم88ل البش88رى بق88رب الخالص، فثار الجند في كل مكان و انتشرت الثورة في الهن88د اتش88ار الن88ار في الهش88يم، فك88انت ثورة شعبية عامة ساهم فيها المسلمون و الهن88ادك س88واءا بس88واء، و توج88ه الث88وار الى دهلي مقر الملك المغولي األخير سراج الدين بهادر شاه، و جعلوه قائدا للثورة و رم88زا للوطنية الموحدة و الكفاح الشعبي و نادوا به ملكا للهند ش88رعيا، و خليف88ة آبائ88ه مل88وك الهند الصناديد المغول األباطرة، و قاتل الثوار في كل بقعة من بقاع الهند تحت رايت88ه و

باسمه، ينظرون إليه كزعيم للجه88اد ال88ديني و الوط88ني، و ينظ88رون إلى دهلي كعاص88مةالحكومة الهندية الدائمة و لم يشذ عن ذلك شاذ.

و بالرغم من أن هذه الثورة أو حرب التحرير- كما يصح أن تسمى- كانت ش88عبية عام88ة يقاتل فيها المسلمون و الهنادك جنبا بجنب، و لم تعرف الهن88د حماس88ة وطني88ة و وح88دة شعبية قبل هذه، كان للمسلمين السهم األكبر في القيادة و التوجيه، و كان منهم الع88دد

األكبر و األهم من القادة و الزعماء.

و حيث ان الثورا نادوا باسم السلطان بهادر ش88اه و أرادوا أن يق88اتلوا تحت رايت88ه أو أن يتخذوه رمزا لثورتهم، على الرغم من عدم رغبته هو نفسه بذلك لقلة همته و كبر سنه، فقد رأى االنكليز أن يقضوا على رأس الثورة في دهلي ليقض88وا على آم8ال الث88وار فيه88ا ثم يتجهوا الى النواحي الث88ائرة، و هك88ذا ك88ان و اس88تولى االنكل88يز من جدي88د على زم88ام االمور في دهلي و لكهنو و كانبور و غيره88ا من الم88دن الرئيس88ية ال88تي ك88انت المقاوم88ة فيها قوية و منظمة، و ظلوا بعد ذلك نح88و س88نتين و هم يق88اتلون الهن88ود في ك88ل مك88ان ح88تى أع88ادوا فتح الهن88د من جدي88د و قض88وا على ج88ذور الث88ورة. و ق88د رافقت أعم88الهم العسكرية أعمال انتقامية وحشية ال نستطيع تبريرها إال بأنهم كانوا في حال88ة ح88رب م88ع عدو و الح88رب ال تع88رف قانون88ا و ال تقيم لالعتب88ارات االنس88انية وزن88ا، و ق88د ص88بوا ج88ام غضبهم على أهل دهلي و لكهنو و مدن كبيرة أخريات أعتبروها مراكز للث88ورة، و ص88ارو

يأخذون الناس بالشبهات فساقوا آالفا من الناس

325ص:

الى المحاكم، حكمت عليهم بالموت، بعد أن عذبوهم عذابا أليما.

و لم تكن المحاكم اال وسيلة لتبرير القتل بشكل مشروع ألن الحكام لم يكونوا يعرفون لغة من لغات الهند و المتهمون ال يعرفون االنكليزية ليدفعوا عن أنفس88هم التهم، فك88ان مجرد إلقاء القبض على المرء و سوقه الى المحكمة يعني الحكم عليه بالموت، و ك88ان

ال بد لمن دخل المحكمة من أن يساق إلى المشنقة، إال من رحم ربك و قليل ما هم.

و قال أحد المؤرخين االنكليز »سألت مرة ضابطا انكليزيا، كان أيام الثورة في معس88كرقريب من مدينة بنارس، قائال: أظن إنكم كنتم تخافون أن يعتدي عليكم أهل بنارس؟

قال: بل كنا نود ذلك لكي يتيحوا لنا أن نوقع بهم و ننهب ه88ذا البل88د ال88ذي لم ينهب من88ذقرنين«.

و يقول المؤرخ ذاته: »إن جنودنا لم يكونوا يبالون بارواح العباد و أم88والهم و ال يقيم88ونوزنا للكرامة و الشرف«.

و يقول أيضا: »إن ما كانت تذكره البالغات عن قتل الثوار لم يكن في الواقع يعني غ88يرأولئك الفالحين المسالمين الذين كانوا يؤخذون من حقولهم و هم عزل فيقتلون«.

و يقول هذا المؤرخ في كتاب88ه »بريطاني88ا العظمى«: »إن م8ا ارتكب88ه جنودن88ا من ظلم ووحشية و من حرق و تقتيل ال نجد له مثاال في أي عصر و مصر«.

و قد أوجز السيد الندوي فضائع االنكليز في ه88ذه الح88رب ض88من نق88اط استخلص88ها من المص88ادر الموث88وق به88ا عن ه88ذه الث88ورة، و من ذل88ك، م88ا كتب88ه ج88ون ل88ورنس الح88اكم

الى القائد االنجليزي.1857االنجليزي في ديسمبر

- »اعتقد ان الطريقة التي انتهبنا بها جميع الطبقات من غير تمييز بينها ستصب علين88ا1.37السخط العام و ستصب علينا اللعنات الى األبد و إننا نستحق ذلك«

و قامت سوق القتل و النهب في دهلي على قدم و ساق، و ال88دماء تس88فك، و الرق88اب تضرب، و الرصاص يطلق من غير تمييز و البيوت تنهب، و قد خرج كل من استطاع أن ينجو بنفسه و أهله و عرضه، حتى أصبحت المدينة التي ك88انت ع88روس البالد و عاص88مة

الهند

326ص:

مقفرة موحشة ليس فيها اال البيوت الخاوية، و األنق88اض المتراكم88ة و الجثث المتعفن88ة،أو الجنود المفترسة، و إليك تصوير الحال من قلم قائد قواد الجيوش االنجليزية

)streboR droL(

و قد كان مس88افرا بجيش88ه من دهلي الى ك88انبور يقم88ع الث88ورة، و ك88ان ذل88ك في الي88وم م بع88د م88ا اس88تولى الجن88ود االنجل88يز على دهلي و1857الرابع و العشرين من سبتمبر

يقول روبرتس في كتابه »إحدى و أربعون سنة في الهند«:38تملكوا القلعة الحمراء

- كان المسير من دهلي في نور الصباح الباكر و كان منظرا ه88ائال، خرجن88ا من القلع88ة2 من بابها الذي يسمى باب الهور، و مررنا بالشارع الكبير ال88ذي ه88و مرك88ز البل88د و أك88بر أسواقها »جاندني جوك« لقد كانت دهلي في الحقيقة مدينة األم8وات ليس به88ا داع و ال مجيب، فال ص88وت إال ص88وت س88نابك الخي88ل، و لم يق88ع بص88رنا على ع88رق ينبض أو عين

37 (1) .158 ,P- 2- V ecnerwaL droL fO efiL htimS htrowsaB ( القلعة الحمراء بناها االمبراطور شاه جهان، و كانت مركز الحكومة المغولية، و كان فيها في العهد األخير2)8 38

بهادر شاه.

تطرف، لم تكن هنالك اال جثث هامدة مبعثرة هنا و هناك، و ق88د ك88انت ه88ذه الجثث في أوضاع مختلفة خلفه88ا ص88راع الحي88اة و الم88وت في أدوار مختلف88ة من التفك88ك، و كن88ا ال نتكلم إال همسا حتى ال نزعج هؤالء األشقياء الذين كانوا مس88تغرقين في نوم88ة الم88وت، إن ما رأيناه من المناظر كانت هائلة مفزعة و كانت مؤسفة محزن88ة، و ق88د ك88انت بعض الجثث ينتهش88ها كلب، و ك88ان عن88د بعض88ها نس88ر يرف88رف جناح88ه و يح88اول أن يط88ير فال يستطيع بفرط الشبع و الثقل، و قد كان بعض األموات يتراءون أحياء فقد رف88ع بعض88هم يده في االحتضار فبقيت مرفوعة كأنه يشير الى جانب، لقد كان منظرا مهيبا موحشا ال يمكن تصويره، و كأن خيلنا قد استولى عليها الذعر فكانت تجفل و تنتفخ مناخرها، و قد ك88ان المحي88ط كل88ه مروع88ا و ال يمكن تص88وره، و ق88د ك88ان تعفن ب88روائح مض88رة تول88د

.39األمراض

لقد كانت المجزرة شعبية وطنية عامة، و لكن كان المسلمون بصفة خاصة ه88دف ه88ذه االهانات و الفتك الذريع، ألن كث8يرا من االنجل88يز المس8ؤولين ك88انوا يعتق8دون أنه8ا ث88ورة اسالمية، و أن المسلمين هم مصدر الثورة و أصحاب فكرتها و هم الذين تول8وا قيادته8ا،

):daeM yrneHيقول كاتب انجليزي(

327ص:

- »إن هذه الثورة ال يصح في المرحلة الحاضرة أن تسمى ثورة الجن88ود لق88د انفج88رت3الثورة منهم و لكن سرعان ما تجلت حقيقتها و ظهر انها ثورة إسالمية«.

و لذلك كانوا يخصون المسلمين بالقتل و البطش، يقول مؤرخ معاصر:

- »قد كان شعار بعض رؤساء االنجل88يز أنهم ك88انوا يعت88برون ك88ل مس88لم ث88ائرا و ك88انوا4.40يسألون الرجل أنت هندوكي او مسلم؟ فاذ قال مسلم قتله بالرصاص«

- »ان ه88ؤالء االنجل88يز كلم88ا رأوا مس88لما علي88ه مس88حة من جم88ال أو ل88ه جس88م ق88وى5 اقتنصوه و شفوا قلوبهم بقتله، و قد قتل عدد كبير من الوجه88اء و األش88راف و أص88حاب البيوتات الذين بقوا في البلد، كانوا يقتلون األبناء الشبان أمام آبائهم الشيوخ، و يقولون للوالد العجوز: أنج بنفسك، و قلما أفلت من ايديهم مسلم جميل الوجه ص88احب حس88ب و وجاهة حتى أث88ر ذل8ك في النس88ل، و أص88بح ال يول88د في دهلي مول88ود في88ه الوس88امة و الجمال، فاذا قارن أحد بين المسلمين قبل الثورة و المسلمين بعدها رأى فرق88ا واس88عا

.41بين الجيلين في الجمال و الوسامة

39 (1)142. P aidnI ni sraey eno ytroF :strebeR droL .712( األستاذ ذكاء الله الدهلوي" عروج سلطنت انكلشية" ص 2) 40.712( األستاذ ذكاء الله الدهلوي، عروج سلطنت انكلشية" ص 1) 41

ثم جاء دور الشنق، و نصبت مشانق و أعواد على الطرق العامة و الشوارع، و أص88بحت مواضع نزهة عامة يتفرج عليها االنجل88يز و يتمتع88ون بمن88اظر احتض88ار المش88نوقين و هم يدخنون و يتحدثون، ف88اذا تم عم88ل الش88نق و لف88ظ المش88نوق نفس88ه األخ88ير، اس88تقبلوه بالضحك و االبتسام، و في هؤالء األشقياء أصحاب االمارات و كبار األشراف، و قد شنق

بعض األحياء االسالمية على بكرة أبيها، و يذكر مؤرخ معاصر:

- إن سبعة و عشرين ألفا من المسلمين قتلوا شنقا، و استمرت المجزرة س88بعة اي88ام6 متواليات ال يحصى من قتل فيها، أما الساللة التيمورية فقد حاول االنجليز أن يستأصلوا

.42شأفتها، فقتلوا حتى الصبيان، و عاملوا النساء معاملة همجية تقشعر منها الجلود«

- إن ضباط جيوشنا كانوا يقتلون المجرمين من كل نوع، و كانوا يشنقون من غير7

328ص:

.43رحمة و ألم كأنهم كالب أو بنات آوى أو حشرات خسيسة

« streboR droLو يقول قائد قواد الجيوش االنكليزية»

- إن أهول طريقة لالعدام هو أن يرمي المجرم بالمدفع، إنه حقا منظر هائل و لكن ال8 نستطيع في هذا الوقت إال أن نأخذ باالحتياط، إن هدفنا أن نثبت للمسلمين االش88رار أن

.44االنجليز ال يزالون- بنصر الله- سادة الهند

و هكذا دفع المسلمون أبهظ ثمن و أغاله لهذا الجهاد، و ظل ق8ادة الفك8ر و السياس8ة و م،1857اقطاب الحكومة من االنجليز يعتقدون أن المسلمين هم المسؤلون عن ثورة samoHTال يتخل888ون عن تبعاته888ا جيال بع888د جي888ل، و ق888د ق888ال ه888نرى هملتن ت888امس

notlimaH yrneHأح88د كب88ار الم88وظفين االنكل88يز في بنغ88ال في كتاب88ه »ث88ورة الهن88د المستقبلة« سياستنا و )(yciloP erutuF ruO didnI nI noillebiR etaLالماضية

م يع88نى بع88د الث88ورة بس88نة فق88ط، و الكلم88ة تش88رح عقي88دة1858الذي ألفه في س88نة االنجليز و وجهة نظرهم عن المسلمين بعد الثورة، يقول:

م و لم يكون88وا1857- »لقد قدمت أن الهنادك لم يكونوا اص88حاب الفك88رة في ث88ورة 9 مصدرها، و سأثبت في هذه المناس88بة أن الث88ورة ك88انت نتيج88ة م88ؤامرة المس88لمين، إن الهنادك إذا تركت لهم الحرية و كانوا مح88دودين في وس88ائلهم لم يكون88وا ليس88اهموا في مثل هذه الثورة و ما كانوا يودونها، إن المسلمين لم يزالوا و ال يزالون منذ عهد الخليفة األول مستكبرين غير متسامحين، و ظالمين، لم يزل هدفهم ال88دائم أن تق88وم الحكوم88ة

.454( السيد كمال الدين حيدر في" قيصر التواريخ" المجلد الثاني ص 3) 42.177 ص 3( ميلى سن، ج 3) 43.40( تامس، ص 4) 44

االسالمية بأى وسيلة كانت، و أن ينشأ الناس على كراهة المس88يحيين، إن المس88لمين ال يستطيعون أن يكونوا رعية و فية لحكومة تدين بغير دين االسالم ألن ذلك مستحيل في

ظل أحكام القرآن«.

و قد كانت هذه هي السياسة المتبوعة في الحكومة االنجليزية القائم88ة. و هي القاع88دة التي يسير عليها موظفوها الكب8ار، و رؤس8اء المص8الح، إقص8اء المس8لمين عن المراك8ز الكبيرة في الحكم و االدارة، و سد أبواب الرزق الشريف عليهم، و مصادرة األوق88اف و األمالك التي تدر على مدارس88هم و مؤسس88اتهم، و تأس88يس م88دارس و نظ88ام تعليمي ال

ينشط المسلمون لالفادة منه.

329ص:

و قد كان يعلن في بعض بالغات رسمية أن الوظائف الفالنية ال يقب88ل فيه88ا اال الهن88ادك،يقول هنتر:

إن المس88لمين و إن ك88انوا يمس88كون الم88ؤهالت و الكف88اءة المطلوب88ة لوظيف88ة، و لكنهم يمنع88ون عن ذل88ك ببالغ رس88مي. و ق88د ك88ان غض88ب االنجل88يز ش88ديدا واض88حا في قض88ايا المسلمين كلها، فكانوا يؤخذون بأقل تهم8ة و أبع8د و ش8اية، و ك8انوا يؤخ88ذون بالظن88ة و

يعاقبون أشد العقاب.

إن ه88ذه المعامل88ة القاس88ية الش88اذة ال88تي اس88تمرت م88دة طويل88ة ك88انت س88ببا لتخل88ف المسلمين في الثقاف88ة و العلم، و منعتهم عن أن ين88الوا قس88طهم في االدارة و مص88الح الحكومة، و قد شغلهم الدفاع عن انفسهم و نفى التهم التي كانت توجه اليهم بين حين و آخر، عن المساهمة في سياسة البالد و مجاراة الش8عوب األخ8رى ال8تي ك8انت تتق8دم بخطى و ساعة، و تنال من الحكومة كل تشجيع و عطف في الوعي القومي و الش88عور

الوطني.

امبراطورية المغول في نهايتها المفجعة:

و لما تم لإلنكليز هذا النصر نفوا السلطان إلى رنكون و قضوا على آخ88ر رم88ز للس88لطة الوطنية، هذا مع العلم بأن السلطان لم يوح بالثورة و ال اشترك بها و ال ارادها و ال كان قادرا عليها بالنظر الى الظروف الموضوعية ال88تي ك88انت تحي88ط ب88ه. و ل88و تس88نى له88ذه

الثورة زعيم يحسن قيادتها لكان لها شأن غير ما رأينا.

و على أثر هذه الثورة ألحق اإلنكليز الهند بإنكلترا مباشرة من غير وس88اطة الش88ركة، و ، دس8تورا جدي8دا للهن88د جع8ل من الملك8ة فيكتوري8ا1858أقر البرلمان البريطاني، سنة

ملكة إنكل88ترا و الهن88د، و أح88دثت وزارة باس88م وزارة الهن88د، و ح88ل مح88ل مجلس رقاب88ة

الشركة مجلس أسموه ملجس الهند، مهمته استشارية، و اصبح لقب حاكم الهند العام:نائب الملك، و بهذه المناسبة صدر عن الملكة بالغ جاء فيه:

»إننا نحيط أمراء الهند علما بأننا نتقيد بجميع المعاهدات ال88تي عق88دوها م88ع الش88ركة أو عقدت في عهد حكومة الشركة، و سنعمل على تنفيذها، و نأمل من األمراء أن يتقي88دوا

بها.

و نعلن باننا ال نود أن نضم إلى ممتلكاتنا الحالية بالدا آخر، كما أننا ال نسمح ألحد

330ص:

باالعتداء على ممتلكاتنا، و إنن88ا نع88ترف لس88كان ممتلكاتن88ا الهندي88ة بح88ق الرعوي88ة ال88تيلغيرهم من رعايانا، و سنعمل للقيام بهذا الواجب بكل صدق و إخالص.

إننا نؤمن بالدين المسيحي إيمان88ا ص88ادقا و لكنن88ا ال نك88ره أح88دا من رعايان88ا على قب88ولعقائدنا«.

و أكد البيان في نهايته عزم حكومة الهند على تحسين حالة أهل البالد و الترفيه عنهم والسعي في إرضائهم و سعادتهم.

و كان أول ما اتجه إليه نائب الملك، بعد صدور هذا البيان، أن اخ88ذ بت88أليف جيش جدي88د للهند الشمالية غير جيش الشركة الذي ك88ان يت88ألف من مئ88ة و ثماني88ة و عش88رين أل88ف جندي، هلك في الثورة منهم مئة و عشرون ألفا و من سلم منهم و استطاع الفرار ف88ر إلى غابات نيبال خوف العق88اب فهل88ك فيه88ا و من اس88تطاع ان يق88اوم ع88وادي ال88زمن و يعيش بعد أن صدر العفو و عاد الى بالده نبذ و طرد، و لذا فقد اخ88ذ كينن88ك يعم88ل على تنظيم جيش جديد بموجب قانون جديد ينص على أال يزي88د ع88دد الجن88ود الهن88ود في اي88ة فرق88ة على ثالث88ة أض88عاف ال88بيض، و أال يعه88د الى الهن88ود بأعم88ال ذات مس88ؤولية في المدفعية. و قسم الجيش الهندي الى ثالثة جيوش هي: جيش بم88بي، و جيش م88دراس،

و جيش البنغال، و يدخل في هذا الجيش األخير كل شمال الهند.

محاكمة بهادر شاه و نفيه:

حين سقطت دهلي التجأ بهادر شاه الى ضريح ج88ده هم88ايون، فقبض علي88ه ه88ود س88ونnosdoHو قتل اثنان من أوالده رميا بالرصاص في الطريق، و في الي88وم الت88الي قبض

على حفيده و اع88دم بالن88ار ايض88ا و قطع88وا رؤوس88هم و ق88دموها في طب88ق الى وال88دهم8ف على الس8بعين من العم8ر، و وض8ع في الس8جن تمهي8دا لمحاكمت8ه الشيخ الذي قد ني

م و حين1858 ين88اير 27بتهمة التحريض على القتل، و ب88دأت محاكمت88ه في دهلي في

تليت التهم أمام الملك نفاها تماما فقدم قادة االنجليز وثائق زعموا انها تؤيد دعاواهم و شهد على ذلك بعض من جندهم االنجليز للشهادة ض88د المل88ك، فط88الب الم88دعي الع88ام باعدام88ه، ثم اس88تبدل الحكم ب88النفي الى خ88ارج الهن88د، فارس88ل كم88ا تق88دم الى مدين88ة

)رنكون( عاصمة )بورما( يوم

331ص:

، و كان عدد المرحلين مع88ه ين88وف على الثالثين شخص88ا من1858 اكتوبر 17الخميس اقرب المقربين الي88ه و فيهم زوجت8ه زينت مح8ل و أوالده ج8وان بخت، و جمش8يد بخت،

كلثوم زماني بخت، و رونق زماني بيكم.

وفاته و قبره و مصير أسرته:

و في رنكون طيف به و باسرته في عربة مكشوفة ثم الى ش88ارع كلكت88ه حيث المك88ان المخصص لحبسه م88ع اس88رته تحت حراس88ة ش88ديدة و بقي في منف88اه ح88تى وفات88ه في

،1862 ه الموافق للسابع من نوفم88بر 1279 جمادى األولى سنة 14عصر يوم الجمعة و حضر دفنه طبيبه، و حافظ محمد ابراهيم استاذ ابنه جمشيد، و لم ي88أذن االنجل88يز في

. أما زوجته زينت محل فقد توفيت هي االخ88رى1946تشييد مقبرة خاصة به حتى عام ، و دفنت بج88واره، و1886 ه، المواف88ق للس88ابع عش88ر من يولي88و 1303 شوال 14في

و دفنت معهم،1930، ابري88ل 1349 ذى القعدى 30توفيت بنته رونق زماني بيكم في اما االمير جوان بخت فقد سجنه االنكليز في بلدة مولمين ثم ض88اعت اخب88اره، و االم88ير جمشيد بخت الذي كان مسجونا في غرفة أمام سجن ابيه، افرج عنه فيما بع88د و درس

انجبت له ولدا سماه »اسكندر بخت«. و قد ت88وفي1905و تزوج من فتاة بورمية سنة .1921جمشيد بخت سنة

و ابنه الملك كلثوم زماني بيكم قيل انها تزوجت من امير مسلم صيني طلقها فيما بعد، و في دهلي القديمة اليوم عدد من االسر التي تنتسب الى به8ادر ش8اه و ق88د يك8ون من

الصحيح هو انتسابها لفروع اخرى من االسرة التيمورية.

و عند قبر الملك بهادر شاه هذا الشاهد الكتابي و قد دونت فيه العبارات التالية:

»كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجالل و االكرام«

آخر مصباح في أسرة المغول الملكية

حضرة أبو ظفر سراج الدين محمد بهادر شاه ظفر رحمة الله عليه.

م.1858 م الى سنة 1837جلس على العرش من سنة

ه ي8وم الجمع8ة ص88عدت1279 جم88ادى األولى 14 م 1862 نوفمبر سنة 7اليوم بتاريخ سنة، و ودعت جسده الى األبد، فغربت89الروح التي استقرت في بهادر شاه

332ص:

شمسه، و فاضت ك88أس عم88ره، و احتض88نت أرض »رنك88ون« آخ88ر مص88باح في األس88رة التيمورية. ولد في »جهان آباد- دهلي« و لكنه عانى سكرات الم88وت بعي88دا عن ال88وطن بآالف األميال، على سرير بسيط حقير، و كانت حياته ربيع8ا ح8افال بالخ8دم و الحش8م، و لكنه مات و ما حوله إال ثالثة: زوجته و ول88داه- و قب88ل أن تغ88رب ش88مس النه88ار فاض88ت روحه، بعد ما عرف العالم حالة اسرته المنكودة، فاستقر الج88وهر الالم88ع من دهلي في

أرض »رنكون« فاعتبروا يا أولي األبصار.

و تحت هذا كتب تاريخ وفاته في بيتين من الشعر باألوردية ترجمتها:

»في أربعة عشر من جمادى األولى يوم الجمعة وقت العصر«.

»كانت هذه اللحظة حاسمة في تاريخ الغربة و السجن«.

»قال فيها ملك الموت لملك الهند، و هو بعيد عن وطنه«.

»إن جنة الخلد هي وطنك يا ظفر، يا غريب الوطن«.

ثم كتب تاريخ وفاته باالنجليزي88ة ه88و و من دفن مع88ه، و تحت88ه كتب بالعربي88ة في اس88فلاللوحة:

88ه مقامه88ا: ت88اريخ الوف88اة ه1303 ش88وال س88نة 14ملك88ة ن88واب زينت مح88ل: أعلى الل88ه مقامه88ا:1886 يولي88و س88نة 17مطابق م. بنت المل88ك: رون88ق زم88اني بيكم: أعلى الل

م.1930 ابريل سنة 30 ه مطابق 1349 ذى القعدة سنة 30تاريخ الوفاة

شعره و أدبه:

مر علين88ا أن به88ادر ش88اه ك8ان عالم88ا و ش8اعرا و خطاط88ا، و ق88د طب88ع ديوان88ه و ش88رحهyssaTلكلستان س88عدي و كتب جارس88ان ده تاسى ed nicraGنب88ذة عن به88ادر ش88اه

erutaretiLباسمه الش88عري »ظف88ر« في كتابه inatsudniH fO yrotsiH ص3 ج ، ، و أرود ترجم88ة ألح88دى قص88ائده الغنائي88ة )رخت88ه(، و من المع88روف ان اس88تاذه و317

معلمه هو الشاعر الهندي الشهير أسد الله غالب و من المؤكد أنه هذا المعلم هو ال88ذي

غرس في )بهادر شاه( بذرة التشيع حتى نمت و اورقت و شب االمير على محب88ة أه88ل البيت و كتب فيهم الشعر و لما تولى الملك كان الكثير من المقربين اليه من الشيعة و

على أثر ذلك حظي بمساعدة و تكريم مستمر من دولة اوده

333ص:

الشيعية و ملوكها في لكهنو.

و قد خلف الملك عدة دواوين المعروف منها اليوم اربعة و هي:

.1969- كليات ظفر- مرتبه عمر فيضى- سنك ميل بيلى كيشتر، الهور سنة 1

- بهادر شاه ظفر- فناور شخصيت- از خواجه تهور حسين- مكتبهء نعيمية دلهي- س88نة2.1965/ اردو اكيد مي سنده، كراجي سنة 1962

1959- نوائي ظفر- مرتبة خليل الرحمن اعظمي- انجمن ترقىء اردو على كره سنة 3

.1935- بهادر شاه ظفر- از امير احمد علوي- لكهنو سنة 4

و من شعره )المعرب( الذي قاله في محنته:

»ان القصر الذي اصبح اآلن قفرا كان من قبل آهال بالسكان. و المك88ان ال88ذي اس88تولى عليه ابن آوى كان عامرا باإلنسان، و المكان الذي ال نجد فيه اآلن إال الخزف و الحص88ى و التراب كان مملوءا بالجواهر و الي88واقيت، إن أح88وال الع88الم تتقلب دائم88ا، ف88أين كنت من قبل؟! و أين أنا اآلن؟! إن الذي ال يذكر الله في رغد العيش، أو في وقت الغضب و

الطيش، ال يعد من اآلدميين و له ايضا:

»يا رسول الله .... ما ك88انت امني88تي اال أن يك88ون بي88تي في المدين88ة بج88وارك .. و لكن88ه اصبح في رنكون و بقيت امنياتي مدفونة في صدري »يا رسول الله« ك88انت أمني88تي أن

أمرغ عيني في تراب أعتابك و لكنها أنذا اتمرغ في تراب »رنكون«

و بدال من أن أشرب من ماء زمزم، بقيت هنا أشرب الدموع، الدامية، فه88ل تنج88دني ي88ارسول الله، و لم يبق من حياتي إال عدة أيام؟!!.

)( )( )( )( )(

339ص:

ساللة تيمور لنك و عقبة أباطرة المغول في الهند

)( )(

341ص:

الفهرست

7تمهيد

19تيمور لنك

25 ه 916فتح خراسان سنة

26 ه 918غزو ماوراء النهر سنة

29بابر

32كليدن بيكم ابنة بابر شاه

33خان زاده بيكم

35همايون

44جالل الدين أكبر

49حروب أكبر

54أكبر في أوامره و وصاياه

59أكبر في قفص االتهام

66أكبر في نظر الغرب

71دعوى الدين اإللهي

73الخزانة األكبرية

74الحركة التأليفية في عهد أكبر

76الحركة العمرانية و الفنية

81ازدهار الشعر الفارسي في عهد أكبر

83الشعر الهندي على عهد أكبر

86وفاة أكبر و ذريته

87من أعالم الشيعة في عهد أكبر

88األمير علي قلي خان الشيباني

90األمير بيرم خان خان خانان

94األمير عبد الرحيم بن بيرم خان

95منعم خان بن بيرم خان خانان

96األميرة جانان بيكم

97كاظم بن عبد علي الكيالني

98تقي الدين التستري

98محمد رضا األصفهاني

98محمد علي الكشميري

99عبد الباقي النهاوندي

100فتح الله الشيرازي

102محمد اليزدي

103شريف األملي

103شمس الدين بن عالء الدين الخوافي

104آصف خان ميرزا جعفر بيك

105صدر الدين الشيرازي

106مسيح الملك الشيرازي

106همام بن عبد الرزاق الكيالني

107تقي الدين الشيرازي

107خضر بن موسى اليماني

108مبارك الله الناكوري اليماني

112أبو الفيض الناكوري

117تفسير القرآن )سواطع اإللهام(

125أبو الفضل الناكوري

135شجرة عائلة آل الناكوري العلمية

137علماء السوء في عصر أكبر

144آيين أكبري

342ص:

151أبو المكارم بن المبارك الناكوري

151عبد الرحمن بن أبي الفضل بن المبارك

152أبو تراب بن المبارك

152عبد الله بن علي الشيرازي

155جهان كير نور الدين محمد سليم

160نور جهان بيكم

163زوجات اإلمبراطور أورنك زيب

163جهان كير في تركته األدبية

165صفحات من مذكرات االمبراطور جهان كير

174اهتمام جهان كير بالتصوير

176من أعالم عصر جهان كير

177شجرة عائلة )آل الطهراني( أصهار االمبراطور جهان كير

178غياث الدين الطهراني

178اعتماد الدولة أبو الحسن آصف جاه الدهلوي

180أبو طالب بن أبي الحسن الدهلوي

180صفي بن بديع الزمان األكبر آبادي

181علي بن أبي الحكيم الكيالني

182نور الدين الشوشتري

189محمد حسين المنظوري النيسابوري

192محمد تقي الدين األوحدي

193محمد شريف النجفي

193طالب األملي

195صالح األصفهاني

195محمد شريف اإليراني معتمد خان

196شكر الله الشيرازي )أفضل خان(

197محمد أشرف المشهدي

197عبد السالم المشهدي

198أحسن الله ظفر خان التربتي

200محمد طاهر عنايت خان

201مرشد الشيرازي

203اإلمبراطور خرم شاه جهان

208الملكة ممتاز محل صاحبة التاج

210بناء تاج محل

212وصف تاج محل

215من هو مهندس تاج محل

218شاه جهان و النهاية المؤلمة

219من أعالم عصر شاه جهان

220دارا شكوه

221دارا شكوه في معترك األحداث

224آثار دارا شكوه

225جهان آرا جهان ابنة اإلمبراطور شاه جهان

227قندهاري بيكم

227عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي

229محمد بن جالل الدين الحسيني الكجراتي

230علي بن علي مردان خان

231ستي خانم

232محمد سعيد االردستاني مير جمله

232محمد شفيع اليزدي

343ص:

233محمد طاهر ظفر خان آشنا التربتي

234علي بن محمد جواهر رقم الخطاط

235محمود الكيالني البهتستي

235صادق بن صالح األصفهاني

236محمد جان القدسي

236داوود بن عناية الله األكبر آبادي

237شيدا مال

238محمد معصوم التستري

238محمد معصوم الهندي

238محمد هاشم الكيالني

239حسن بن أبي الحسن القزويني

239فتح الله الشيرازي

240عالء الدين الشوشتري المرعشي

240يحيى الحسيني الكاشي

240علي رضا الشيرازي تجلي

241أبو المعالي الشوشتري

242شريف الدين الشوشتري

242اسماعيل البلكرامي

243دانشمند خان

243محمد سعيد الكرمرودي

243المال محمد الكاشف

244اإلمبراطور أورنك زيب

245جلوسه على العرش

246كيف كان يقضي وقته

248حروب أورنك زيب

248الثورة األفغانية

248الثورة الراجبوتانية

249ثورات الدكن

250ثورة المراته

252من أعمال أورنكزيب

254وفاته و عقبه

255من مزايا أورنك زيب

257عالقته بالطوائف غير اإلسالمية

257معاملة الهندوس

258مرسوم أورانكزيب

259أورنك زيب و الشيعة

267من أعالم عصر اإلمبراطور أورنك زيب

268زينت النساء بنت اإلمبراطور أورنك زيب

269المال طغرائي المشهدي

269عزيز الله المجلسي

269هداية الله بن نعمة الله التستري

270شمس الدين بن صدر الدين األصفهاني

270محمد علي األكبر آبادي )ماهر(

271ناصر بن حسن النجفي

271قوام الدين المرعشي الخليفة سلطاني

272عبد اللطيف خان األصفهاني البنجالي

273محمد مهدي االردستاني

274محمد سعيد المازندراني

275محمد مؤمن الجزائري

344ص:

280محمد بن فتح الله بن نعمة خان عالي

281إبراهيم علي خان

281حسين بن باقر األصفهاني امتياز خان

284محمد رفيع المشهدي )باذل(

285القادر المشهدي وزير خان

285سعد الله السلوني

287حسين الشيرازي )حكيم الممالك(

288محمد رضا قزلباش خان الهمداني

289حسن علي خان

289بختاور خان

290حسين علي خان

292محمد باقر البيجابوري

292حسين بن نور الدين الجزائري

293اإلمبراطور شاه عالم بهادر شاه

297منعم خان خانان

298إسماعيل بن إبراهيم الدهلوي

299ذو فقار نجف علي

299محمد هاشم الشيرازي

300نعمة الله بن نور الدين الحائري

301محمد بن إسحاق التستري

301محمد باقر المشهدي

302اإلمبراطور معز الدين جهان دار شاه

303اإلمبراطور فرخ سير بن عظيم الشان

304اإلمبراطور رفيع الدرجات

305اإلمبراطور رفيع الدولة

305اإلمبراطور محمد شاه

306غزوة نادر شاه

308معركة كرنال

312اإلمبراطور أحمد شاه مجاهد الدين

اإلمبراطور عالم كير الثاني

313عزيز الدين

315اإلمبراطور محي السنة بن كام بخش

ص:PAGE=345ص:

317اإلمبراطور شاه عالم الثاني

321اإلمبراطور أكبر شاه بن شاه عالم

322اإلمبراطور محمد بهادر شاه ظفر

329إمبراطورية المغول في نهايتها المفجعة

330محاكمة بهادر شاه و نفيه

331وفاته و قبره و مصير أسرته

332شعره و أدبه

335نماذج من شعره

339ساللة تيمور لنك و عقبه أباطرة المغول في الهند

الغالف الخ88ارجي األول: ) )ص88ورة المجته88د األك88بر الش88هيد الشوش88تري م88اثال أم88ام45 م( قبيل إعدامه بساعات((1707- 1619اإلمبراطور أورنك زيب )

ص:PAGE=346ص:

ه.ق.1427جلد، أكاديمية الكوفة - هند، چاپ: اول، 1طريحى، محمد سعيد، الشيعه فى العصر المغولى، 45