الذئاب تعوي حينما رواية

: الكآتبه

الوكيلي هناء

المحرمات.. توجد ال حيث ولدتبالعيب نعترف ال حيث

بأنفسنا القوانين نصنع حيثواحد لقانون الجميع يخضع حيث

السالحنولد أن قبل نموت أن يمكننا حيث ولدتال... عالم في الكثيرون.. عنه يعلم آخر

النجاة طوق أنهم بعضهم يعتقد عالم فيفال... مكاننا.. التفكير في يترددون لنا

هنا... هنا سأموت... ولدتالذئب....

الذئاب.. تعوي حينما

كل عن بل سابقتها، عن تختلف الجديدة روايتيبعدها.. أو قبلها، كتبت ما

في منها اقتربت لحياة أعمق، رؤية فيها سترونكنت حينما حياتي في ما فترة

سمعت.. في أنفاسي جعلت أحاديث، الثانويةدهشة تتوقف

حياة؟؟؟ هكذا يعيشون أناس هناك أحقا-

حكايتي.. فصول من فصل كل في رددته سؤال

هناء.. يا أناس هناك أجل-

الذئاب.. حي يوجد حيث هناك إلى سآخذك تعالي

رفيقي.. يا لي تسمح هل-

معي.. وقلمي مصورتي، مفكرتي، آخذ أن

هناء.. يا ذلك لك بالطبع-

قليل.. بعد سنقلع استعدوا

أتمنى: وكأنها الرواية مناقشة يتم أال مالحظةواقعية رؤية مجرد إنها لي، رأي

ما على أوافق أني بالضرورة تعني ال ما، لحياةفيها.. يحدث

تقربنا الفئة، هذه عن الحديث ربما أنه اعتقدتانفعاالتها وكذا حياتها، بعض من

لنفسي، به أحتفظ أن أحب أنا ورأيي

: الكآتبه

الوكيلي هناء

الذي لوالدي المتواضع العمل هذا أهدي

والوقوف مساعدتي في أبدا يتردد لم

الذي القوي الظهر كعادته بجانبي،

أبي.. يا منك حرمت ال عليه، أستند

الوكيلي هناء

خاص: شكرالرباط بمركز ضابط أمين للصديق-

المجلس لدى محلفة محامية منى للصديقة-األعلى

بركة من حكايته أنتشل أن لي سمح من ولكل-الفقر

نقلني من لكل الخاصة، طريقتي على وأنثرهاعالمه إلى

بشعوره.. للحظات أشعر بأن لي وسمح

الوكيلي هناء تكون أسبوع بداية كل وكعادة الصباح هذا

يأتي قضية له من فكل مكتظة، المحكمة أحد ال وكأن االثنين صباح عليها لالستفسار

األسبوع.. بقية في يتواجد وثوبها منى لباس يزيد الصيف، حرارة ومع

أن صغيرة وهي حلمت لطالما الذي األسود،عرقها.. من تلبسه

تزال ال المحاماة مجال في خبرتها أن جيدا تعلمالسيد بغريمها تقارن وال العهد، حديثة عليه يطلق والذي األصل السوري شوقي

القانون.. قلب أصحابهجدا.. مثيرا منى تجده اسم

القانون" قلب" القانون يجعل كيف يعلم ألنه االسم بهذا سمي

يتزعزع أي يخسر لم وبنوده، فصوله في الشك فيثير

أبدا.. خاضها قضية قوتها فاستجمعت قلبها، يتسلل الخوف بدأ

أحرقت رشفة السوداء قهوتها من وارتشفت بيديها، فمها على تضغط وهي نهضت لسانها،

إلى وتوجهت محفظتها حملت ذلك بعد ثمالقنيطرة.. سجن

عادة أنه مع ونصف ساعة حوالي مشوارها أخذألنه وطبعا لكن ربع، إال ساعة إال يأخذ ال

رأسها.. على تمتلئ فالطرقات االثنين يوم وأطلقت الصغيرة، سيارتها بوق على ضغطتوقوفها، على تصر كانت التي للسيارة شتيمة

تصرخ: وهي النافذة، من رأسها أخرجتتقدم الحيوان أيها أنت-

األمور، نحو عادة منى طبيعة هي هذه تكن لموأعصابها بالحر، تشعر اليوم لكنها

كبير.. بشكل مضغوطة الذي، بقرطه يتباهى الذي الشاب ذلك أخيرا نزل

استغربت طالما ال ثور، وكأنه منظره يقبح أنوفهم، يثقبون الذي الشبان هؤالء من

النساء.. كما بقرط ويزينوها بالمرآة ألنفسهم النظر يستطيعون كيف أتساءل

الشكل؟؟ بهذا وهم أحد في ولو كذلك نفسي تخيل أستطيع ال

كوابيسي..تقول: وهي الطبية نظارتها عدلت

لكني.. ألني آسفة أنا اسمع- أني شعرت شتمتكسيطرتي.. فقدت

السخرية: ملؤه بصوت قال انتهى فهاتفي هاتفك؟؟ استعمال أستطيع هل-

التحرك.. تريد ال يبدو كما وسيارتي شحنه،

تنظر أن قبل متشككة نظرات إليه نظرتوتقول: لساعتها،

موعد.. فلدي بسرعة لكن خذ حسنا-منها.. الهاتف يأخذ وهو لها ابتسم

ستكلفها أنها منى أحست مكالمة، أجرى بعدهامتعود يبدو ما وعلى الشاب وهذا كثيرا،

يقول: سمعته أخيرا الفارغ الحديث علىأمري.. سأتدبر عليك ال شكرا حسنا-

هاتفها: لها يرجع وهو كتفيه هزأزعجتك لقد آسف-

مقتضب: بصوتبخير؟؟ ستكون هل عليك ال-

وليس غابة، في ستتركه وكأنها أشعرها سؤالهاالمدينة وسط

قائال: أمامه ساعديه يعقد وهو ضحكذلك أتمنى-

غير ال االتكيت باب من تقول وهي ابتسمتلشيء؟؟ تحتاج هل-

يقول: وهو تنهد صديقي انتظار إال علي فما مفلس أني بما-

إلي.. عرضه انتهاء بعد للقدوم محركها، ستدير كانت وقد متفهمة رأسها هزت

عقلها يتملكون الذين شياطينها احد لكنتتوقعه: لم بعرض باغتها وقد رفض

بطريقي؟؟ أوصلك أن تحب هل- هذا مثل تقول أن تتوقع لم أنها أظهرت نظرتها

عرضت قد حال أي على لكنها العرض،لشاب.. بصلة؟؟ لها يمت ال مساعدتها

ربي؟؟ يا هذا جنون أيبمرح: قال لكنه يرفض أن تمنت

سأحضر انتظريني كثيرا، لك ممتنا سأكون أووه-معي.. آلتي

تقول وهي السيارة، مقود في رأسها دفنتبرعب:

ذهب.. سيقطعني حتما ويلي يا- لجلب إربانفسي... أثبت أن قبل سأموت ويلي يا ساطوره

بين أسودا، كبيرا قيتارا يحمل وهو ناحيتها تقدمثم بخفة السيارة، خلف في وضعه يديه

نظرة إليه نظرت بجانبها، الخفة بنفس ركبمرتعشة.. ابتسامة وابتسمت جانبية

ال عادة الراديو، أشعلت بينهما، الصمت طالجلسة لها يكون حينما لشيء تسمع أن تحب

كبير وبشكل تتمنى اليوم لكنها موكليها، أحد معفي تفكر يجعلها الذي الصمت هذا تقطع أن

دائما. األسوأطالبة؟؟ أنت هل-

وهي البارد، المكيف هواء من بعضا استنشقتباختصار: تجيب

ال-

لكن الصمت هذا ينقطع لو تتمنى أنها صحيحهذا مع الحديث تتجاذب أن معناه ليس

سينقض أنه تشك والذي الغريب، الشخصلحظة.. أي في لخنقها

بأعلى منى فشهقت جيبه، في يديه دسحتى.. ضيفها.. أرعبت أنها صوتها

يمسح المطرز الثوب من محرما لها بدا وحينماالصعداء تنفست عرقه، به

بهدوء: يتساءل وهو ابتسممني؟؟ خائفة أنت هل-

إيجابا رأسها هزت الجديد، الرمادي المقعد على جسده فأرخى

يقول: وهو للسيارة، من القادمة الموسيقية بالفرقة عضو أنا-

المكسيك..والدي" فتابع دهشة في إليه نظرت" يقول

كثيرا قدمت وقد األصل، مكسيكية وأمي مغربي الماضية السنة آخرها للمغرب، عدة حفالت في

موازين.. مهرجان فيالمجرمين كأحد أني علي يبدو أنه اعتقد ال

يبد يكن لم التاريخ سجلهم الذين المجرمين أكبر-ذلك.. عليهم

سألها: ثم جيدا، يراقبها وهو جلسته في اعتدلتعملين؟؟ ماذا-

تجيب: وهي المقود على قبضتها أحكمت

محامية-يقول: وهو عليه التسلية بدت

من الكثير رأيت فقد خائفة، أنت لذلك-المجرمين..

فسألها: إيجابا رأسها هزتاآلن؟؟ مرافعة لديك هل-

ثم منها وارتشفت الماء، من قنينة تناولتأجابت:

السجناء احد مع جلسة لدي ال-يقول: وهو عليه الفضول بدا

؟.. وما- تهمتهمباالة: بال قالت

العمد.. القتل-قال: أخيرا ثم شيئا يستنتج وكأنه مطوال همهم

بالمؤبد عليه سيحكم-تقول: وهي جدية أكثر بدت

باإلعدام.. عليه حكم بل- يشكرها، وهو الشاب فنزل للمدينة، وصلت أخيرا

لدخول دعوة بطاقة إليها مد بعدمايقول: وهو لشخصين بالعاصمة، للمسرح

فعلته ما على ألشكرك قدومك سأنتظر-رأسها... تهز وهي له ابتسمت

إال هي وما أوراقها، بين البطاقة وضعت بعدهاالصغيرة سيارتها توقف كانت حتى دقائق

هناك.. السجن أمام حراس أحد مع الطويل، الممر ذلك قطعت

كبير باب لها فتح حتى لحظة توقفت ثم السجن، كبير، بني مكتب يتوسطه دخوله، اعتادت واسع

وكرسيين..ورأته..

شاردة وقتها كانت ربما إنذار، سابق دون فجأةللغرفة بدخوله تشعر لم حتى ما، شيء في

لكنه والرجلين، القدمين مكبل حارسين، يتوسطأيضا.. وأقوى توقعت، مما أطول

التي الرهبة تلك رغم ودودة، ابتسامة منحتهبها.. شعرت

كثيرا، تختلف كانت الكرسي على جلسته حتىبقوته.. وتوحي

وتأملها المكتب حافة على يديه كلتا وضعراضية.. بابتسامة

الطرق بشتى تحاول وهي ناحيته بجسدها مالتالسابقة تجربتها من تعلمتها التي

خوفها: تكبت أن والمتواضعة.. هذا- دائما به، عرفت الذي االسم هو الذئبالمدينة في لسنوات الخوف زرع والذي

معك.. الجلوس بشرف أحظى أن تمنيت لطالمايقول: وهو بسخرية ابتسم

حلم حققت أني يسرني حلمك، تحقق قد ها-أموت.. أن قبل شخص

تقول: وهي نظارتها عدلت المحاميين من العديد أن رغم بالضبط،؟ أنا لم-

وبالمجان.. لك مرافعتهم عرضواسيقع: أنه لها خيل حتى قليال تراجع

أدفع لم شيئا آخذ لم حياتي طوال-ببساطة.. في مجاني شيء ال أنه أومن ألني ثمنه

حياةالذئاب..

ضئيلة تزال ال خبرتي لكن-يقول: وهو ابتسم

عالم بين جدارتك لتثبتي ستسعين السبب لذلك-فيه.. ترعرعت الذي األفاعي

وتأكدي" بال وتابع" شهرة على ستحصلين مباالةنزل أو أعدمت سواء كبيرة

لك... دفعت قد أكون وهكذا للمؤبد الحكمبحزن: اعترفت

خائفة أنا سرا أخفيك ال لكني-يقول: وهو ابتسم

حياتي.. طوال خائفا كنت لطالما- كمحاولة تترافع أن سيسره أنه تأكدت بعدما

عنه، أخيرةتقول: أن قبل أمامها أوراقها نثرت

لهذا؟؟ وصلت كيف أخبرني- وحينما إليه، بالتقرب إليها يشير وهو ابتسم

لها: همس اقتربتهذا.. إلى أوصلوني كيف سأخبرك حسنا-

بدأنا...

ثقب كل من يدخل كالهواء الكاتب أن أومن ألنيروايتي أكتب أن لنفسي سمحت

الذئاب... تعوي حينماترقبوني..

الله بإذن اثنين كلالوكيلي هناء

اآلول العوآءنجآح

مرآة كعادتها أخرجت الباب تطرق أن قبل حوافها كسرت وإن قلب، شكل على صغيرة

لكنها وجهها على نظرة وألقت بالغرض، تفي تزال ال

أحد لتبلل الصيف، سمرة تكسوه الذي البنية حواجبها وترتب بريقها أصابعها

خصالت من بعضا بعناية،أنزلت والمرسومةشعرها

على خفيفة حمرة ووضعت وجهها، على األشقرأحمر نفس ومن الصغيرتين شفتيها

تعطيها كي وجنتيها على منه مسحت الشفاهالتي الصهباء عمتها كابنة ورونقا حمرة

وعادت بعمق تنفست األسبوع، هذا عندهم قضتوالممتلئة الصغيرة السلة تلك تحمل

والتي المناسبة لهذه أعدتها محالة بفطائرمطوال.. انتظرتها

أصبح والذي وجهها ليتسمر الباب فتح وفجأةيسببها والتي الطبيعية، بالحمرة مدرجا

أمامها.. وقوفه كالما جهزت وأن سبق وقد ستقوله عما تاهتأمام تتوه كعادتها لكنها المناسبة بهذه يليق

وأسند أمامه ساعديه عقد فقد هو أما نظراته،نفسه يمتع الحائط على القوي جسمهابتلعت.. بارتباكها وهي بصعوبة ريقها وخجلها

ثم طبيعيا صوتها عبثا تجعل أن تحاول والتي العسليتين عينيها أخفضت وقد همست

طويلة: أهداب تحيطهماموجودة؟؟ زهرة خالتي هل-

في يقول وهو عينيه على تطفوا التسلية بدتإحراجها: من يزيد كي عليها يخف لم خبث

خالتك؟؟ أجل من قدمت وهل- أشبه صوت في تقول وهي قليال تنحنحت

بالهمس:

مبروك ألف لك وأقول أراها جئت-يجيب: وهو ضحكته علت

منك غضبت لكنت تنطقيها لم لو-تقول: وهي إليه تنظر أن استطاعت المرة هذه

خير.. كل تستحق وأنت بالخبر سعيدة كنت لقد-للمنزل: لتدخل بالمرور لها يسمح وهو أجاب

فنجان ألشرب سآتي قريبا لكن لك شكرا-عمي مع القهوة

أعطته قد كانت أنها الله وحمدت ارتعشتوالذي وجهها على ضاحكا النفجر وإال ظهرها

اآلن كالطماطم أصبح أنه جيدا تعلمعمل؟؟ عن تبحث تزال ال أنك ستخبره وماذا-

ليلى صديقة وهي سمرا أخته جواب هذا كانسلة تمنحها وهي لها أشارت والتي وجارتها،

خفوت: في قالت بينما بالصمت الفطائر مهندسا ويصبح الله بإذن غدا سيشتغل سترين-

رائعا.. ويتذوق الفطائر إحدى يتناول وهو صالح ضحك

ليقول: اللذيذ، طعمها؟؟.. موافقة صديقتك رأيت هل- علي

مصطنع: غضب في تقول وهي حمرتها ازدادتعنك.. دافعت ألني جزائي هذا-

تقول: وهي يديها من سمرا جذبتها

األول المركز على حصوله منذ انتباها تعيريه ال-بنفسه مغتر هكذا وهو دفعته، على

صالح أن تعرف هي اندهاشا، عينيها ليلى فتحتيشهد الحي وكل مجتهد شاب الله شاء ما

الخامسة يتجاوز لم أنه ورغم سلوكه بحسن لهالجامعية دراسته أنهى أنه إال والعشرون

في الباكلوريا، بعد سنوات ثالث درس بعدماحصل وقد المهندسين لتهيئة متخصص معهد

مع اشتغل ذلك بعد ثم أيضا، األول المركز علىوقد فيه يشتغل الذي بالمعمل ليلى والد بل يخجله لم لله والحمد وكعادته لكنه له، توسط

مع لكن كثرا، به معجبا المدير كان بالعكس وهي االنبهار من نفسها تمنع أن تستطع لم ذلك

تتساءل:األول؟؟ المركز على حصل هل-سخرية: في تقول وهي رأسها سمرا هزت

محظوظة الناس بعض-تنهرها: وهي كتفها على ليلى وكزتها

مجتهد صالح أن نعلم كلنا سمرا يا ذلك تقولي ال-ورعاه الله حفظه

صالح: خروج من تتأكد وهي سمرا ضحكة تعالتللعروس؟؟ يشهد ومن طبعا عنه دافعي-

سألت: للموضوع وكتغيير ليلى احمرتزهرة؟؟ خالتي أين أخبريني-

من عمرها، من األربعينات في امرأة خرجتالطابق في تتواجد التي الواسعة الغرف إحدى

جدار على بصعوبة نفسها لتسند السفلي،التعب: شدة من تلهث وهي الغرفة

غاليتي يا هنا أنا- بحب، يديها تقبل وهي ليلى إليها أسرعتوالذي الفسيح البهو حتى السير على وتساعدها

وتجلسها ماء، بها يعد لم قديمة نافورة تتوسطهاألصيلة المغربية الكنبات إحدى على

ال أنها مع االستعمال، كثرة من لونها تغير والتيمناسبة من وكم للمناسبات، إال تستعمل

في لها طلبتها عائلة من وكم عليها، مرتأيضا؟ مناسباتهم

خالتي يا نفسك تتعبي ال- ليلى، شعر على تربت وهي زهرة ابتسمت

بحنان: لتقولليلى يا عروسة أراك أن أتمنى-

تجيب: وهي لألرض رأسها أحنتأيضا أوالدي ترين و الله شاء إن- كانت حيث السفلي المطبخ من سمرا خرجتتذمر: في تقول وهي بالمساء، للحفل تجهز

والدتي؟؟ مع للحديث أو لمساعدتي قدمت هل- تهمس وهي بعينيها وغمزت حاجبيها ليلى رفعت

للوالدة:شعري.. من جذبتني وإال أذهب أن علي-

يجهزان وهما الحديث في انهمكتا ذلك بعدفي الشاي وكؤوس الحلويات ويصففان الطعام

يديها: تمسح وهي سمرا قالت الصواني،انتهينا.. لقد-

سمرا تابعت حين في إيجابا رأسها ليلى هزت"سأذهب" مالبسي أغير أن علي بحماس

يا مالبسك لتغيير أيضا الذهاب يمكنك بعدهاليلى.

ليلى: أجابتهاهنا، إلى مالبسي معي جلبت لقد-

اتفقنا أنت تذهبين بعدها أنا سأغير إذن جيد-.. حسنا-

والذي الصغير المطبخ تتأمل وهي ليلى تنهدتذلك مع لكن تقدير، كأكثر فقط شخصين يسع

الرفوف تأملت ومرتب، نظيف شيء كل صوفية ستائر منها تتدلى والتي البسيطة

نسجتها أن قبل جيدة بصحة كانت حينما صالح والدةالزليج قطع بأناملها ولمست المرض، ينهكها

قطعه من بعض كسرت والذي القديم المغربيلجدود األصل في يعود البيت الزمن، بفعل

حظي الذي الوحيد اإلرث وهو الله رحمه والدهأكل البيت أن ورغم موته، بعد أوالده به

ويبعث دافئا، يزال ال انه إال الزمان، عليهباألمان..

الجميلة؟؟ حال كيف-حازم: بصوت تقول وهي مكانها من انتفضت

بخير- بنظراته قدميها أخمص حتى شعرها من تفحصها

وهو ليلى كرهتها لطالما والتي الوقحةخبث: في يقول

المهندس؟ لتهنئة جئت هل-اشمئزاز: في قالت

سكران؟؟ أنت هل- طوله، يصلب أن يستطيع بالكاد وهو ضحك

ليجيب: كتامي صاروخ مجرد إنه بالله أعوذ خمر؟؟-بزراعة معروف بالمغرب إقليم هي كتامة"

الجهود ورغم الجيد بالحشيش ومعروفة الكيفتزال ال أنها إال الدولة طرف من المبذولة

تدمر والتي اآلفة لهذه التصدي على عاجزةيوم" بعد يوما الشباب

تقتلها: تكاد والشفقة أجابت الحفلة نفسد أن نريد ال هنا من اذهب أنور-

بسببك ليمتلئ قليل قبل ساخرا كان والذي صوته تغير

يجيب: وهو حزنا أني مرارا لك قلت ترفضينني؟؟ ليلى يا لم-

أجلك من سأتغيروحنونة: هادئة بنبرة تقول وهي ابتسمت

أخي أنت أنور-مستنكرا: قال

أنا، وليس المدنية الحالة يشاركك من هو أخوك-أجيبي ؟؟ صالح مني أحسن فيما ثم

تقول: وهي صبر نفاذ في عينيها قلبت صالح أخبرت وإال اآلن إزعاجي عن كف أنور-

باألمر فلم بأخيه، ليلى هددته حينما غضبا أنور شاط

التي الشاي كؤوس يدفع وهو إال به تشعرللحفلة.. سمرا مع حضرتها وأن سبق

تضربها أن قبل بسرعة الحافية قدمها أبعدتغضب: في تقول وهي حادة، زجاجية قطعة

جننت؟؟ هل- صرخ حينما، شعرها من بعنف أمسكها قد كان

ووالته هو المطبخ نحو أسرع والذي صالح أمسكت التي وسمرا جدا متعبة بدت التي

تقع: ال كي بوالدتهاالسكير.. أيها عنها ابتعد-

صدر على تبكي وراحت عنها قبضته أرخىعن تماما عاجزة بدت التي زهرة خالتها

يصفق: وهو بسخرية أنور قال حين في تهدئتها حبيبته ينقذ الذي الخارق والبطل بالنجم أهال-

من.. من صالح امسكه بعدما كالمه يتابع أن يستطع لم

أسنانه: بين من يقول وهو ياقته

الحقير أيها تصرفك عن كف- وهو بسنتين يصغره الذي أخيه يد أنور أزاح

كعادته: ساخرة بنبرة يقولستصنع؟؟ ماذا أكف لم وإن-

على بأنور أطاحت التي القوية اللكمة تلك كانتوالدته صرخت له، كافيا ردا األرض

بضعف:صالح؟؟-

الداخل من يغلي كان فقد وقتها ليجيبها يكن لمسوى لهم تجلب ال والتي أخيه تصرفات على تمكن شدة من ببطء نهض فقد أنور أما العار،

الدماء تلك يمسح وهو جسده، من المخدرليقول.. شفته من تنزل كانت التي السفلى

أخاه: مهددافأنت.. أيها ستندم- من مع تعرف لم الحقير

لهوت تجاوز حين في استخفاف في رأسه صالح هز

عن بعنف يديها أزاح بعدما والدته أنورقميصه.

أن قبل المكان لتنظيف وسمرا ليلى سارعتحزن: في سمرا تعترف

العمل؟؟ ما ليلى يا الكؤوس كل كسر لقد- الصدمة تحت تزال ال كانت التي ليلى أزاحت

لحظات بعد لتجيب شعرها، خصالت من بعضابخفوت: الصمت من

كؤوسا.. وأحضر للمنزل سأذهب-تقول: وهي بود سمرا لها ابتسمت

ليلى يا لك شكرا-تجيب: وهي وكزتها

أختي.. فأنت ذلك تقولي ال-بخبث: أجابت

المستقبلي زوجك أخت تقصدين- المقابل لمنزلها تذهب وهي ليلى ضحكة علت

أن منذ أحبته الذي الشاب ذاك صالح، لمنزل كانت حينما صباح كل تلتقيه مراهقتها في كانت

اآلن من أنحف وقتها كان للمدرسة، تذهب لكنها اآلن، بقوة وال اآلن بوسامة يكن لم وأيضا

يكن لم ألنه ببساطة به، معجبة جد كانت دخل إن ما والذي األكبر كأخيه التافه النوع من

الشباب من بمجموعة التحق حتى للثانوية أنه تقول إشاعة وهناك بالحشيش عقله أفسدت

الخمر وشرب أيضا، الكوكايين يستعمل لدى معروفا أصبح حتى األمر به يطل لم والذيضده لتسجل بالمدينة، الشرطة مراكز كل والسرقة األبيض، السالح حمل محاضر عدة

لبنات التعرض عن ناهيك التجارية، للمحالت الرياضية، بالمالعب الشغب وإثارة المدارس،

منها.. والعديد على يقضي بالمدينة مخرب أي شأن شأنه لكنه

بعد ليخرج سجنا سنة أو أشهر ستة األكثر

قبل.. ذي من وأعتى أقوى ذلك في وراءه الجري أنهكها فقد والدته أما

في أسبوع كل له األكل سلل وحمل السجون، قوتها، خارت حتى لسجن سجن من زيارتها،بقلبها عذابه فحملت المرض منها وتمكنالكبير.. المنزل أركان من ركن في وجلست

قبل الدراسة من بالجلوس ابنتها على لتحكملتعتني الباكلوريا، على تحصل أن حتى

عاتقه على صالح وليأخذ أيضا، وبالبيت بهابالجامعة دراسته ويتابع المنزل، مصروف

ليسد يكن لم عليه يحصل الذي الراتب أن ورغمعلى يزيده كان األقل على لكنه حاجيتهم

توفي بعدما لوالدته الدولة تركته الذي الراتببما أو درهم مئة بثالث يقدر والذي والده

الذي راتبه على بقليل أقل أو اورو ثالثين يعادلللسلع كحمال عمله من عليه يحصل

ال بالمناسبة والتي الدول مختلف من القادمة العمال باقي شأن شأنه لكنه هي، ما يعلم

يسعدهم ما وهو شهر كل عليه يحصلون الذي الراتبأورو مائتي يعادل ما أو درهم بألفي يقدر وثالث ألفان يقدر بما اإلجمالي المبلغ ليصبحأورو وثالثون مائتي يعادل ما أو درهم مائة

أطال لوالدتهم ملك البيت ألن ممتنون هم طبعامن معفون فهم وبالتالي عمرها، الله

أنه غير عليهم، شهر كل البيت صاحب طرقاتوالتي والماء الكهرباء أجرة لدفع مضطر

به فيشتري راتبه أما والدته، براتب عادة تكونوشاي وسكر زيت من الشهر، مئونة

نصف تستهلك والتي ضروريات، ومن وقهوة،الطلبات في كبير تقشف مع تقريبا، راتبه

دواء في أيضا نصفه فيذهب اآلخر النصف أماالمال بعض منه يذخر والباقي والدته،

على يصرفه اآلخر والبعض المفاجئة، للكوارثمن الدروس يستلف أنه رغم جامعته

بالجامعة.. زمالئه الذين الكثيرين على بغريبة حياتهم تكن لم

صالح فعائلة الفقير، الحي ذلك في يقبعونيكادون.. الجميع، شأن شأنهم يتصارعون هناك

العيش. لقمة لجلب

صالح يا مبروك ألف-.. عائشة خالتي لك شكرا-

صالح عمو مبروك ألف-يقول: وهو الصغيرة الطفلة أمام انحنى

لك والعقبى شكرا-تجيب: وهي بريئة بطفولة ضحكت

واحدة سنة بقيت الدراسة من تعبت أنا ال-وأشتغل

يسألها: وهو استغرب

هند؟؟ يا تبلغين كم-تجيب: وهي أخرى مرة ضحكت

الثامنة سأتم أسبوع بعد-يعترف: وهو شعرها على مسح

بوالدتك أسرعنا فقط أمس الله سبحان-للمستوصف

تجيب: وهي عائشة ضحكتأبدا ينتظرنا ال صالح يا يجري العمر-

ليقول: ينهض وهو إليها التفت متابعة وعليها صغيرة، تزال ال هند ذلك مع لكن-

الدراسة تقول وهي حزن في طفلتها عائشة تأملت

تصرفها: بذلك تبرر وكأنها والدها عينك، على شيء كل ابني يا ترى أنت ها-

أنها عرف حينما أخرى وتزوج لي تركها وأنا دائما، تمنى كما ولدا وليست أيضا، ابنةلم النهار، طوال المعمل في الوقوف من تعبت

الماضي، في كنت كما الصحة وال القدرة لي تعدالله بحول القادمة السنة هند ستشتغل

الزمن.. عبئ على أيضا هي لتساعدني ألنه ينهرها، أن يستطيع ال عنه، رغما ابتسمهنا الكثيرات شأن شأنها أنها جيدا يعلم تخلي أو متعسف، طالق من يعانين إما واللواتي

المصاريف عبء بسبب زوجته عن الزوج

الزوج دخول أو دين، إثقال آو األوالد، وكثرةأو والخمر، للمخدرات تعاطيه بسبب للسجن قصص هنا بيت لكل أنه المهم فيهما، المتاجرة

أنها إال اختالفها مع كثيرا تتشابه مؤلمة، وابتساماتها ومعاناتها، وحزنها ألمها، في تتشابه

سأمر.. كل رغم للحياة بيت كل على شيء على المعلق ألمه من بعضا منه لكم وأخطف

وحين.. حين كل بين النسيان، مشجب عشر سبع الكبرى تبلغ بنات ست لديها عائشةالحي من شابا الماضية، السنة تزوجت سنة

يوم ذات اغتصبها والذي صالح، لحي المقابلكانت حيث الخياطة معمل من تعود وهي ذهبت أنها أعلم والله يقال والدتها، مع تشتغلمن متأكدا لست لكني إرادتها، بمحض معه األبيض، السالح تحت أرغمني تقول هي ذلك،

كان الشرطة، لمركز به صرحت ما هذا الفتاة ألن نافذة، سنوات بخمس عليه سيحكم

عنه، للطلب أهله تدخل مع لكنه قاصرا، تعد يتزوجها، أن شرط التنازل عن والدتها وافقت

هنا السؤال سنوات، خمس بعد إال يطلقها وال زفاف حفل يوم أقصد يومها، لذهني تبادر والذي

حيث الحي ساحة في أقيم والذي حميدة في الجيران كل وساهم كبيرة، خيمة نصبت

ساهمت أني أذكر الزلت العروس، تجهيز مبلغا كان وقد لها، درهم مائتي بمبلغ أيضا،

أبدا نستطيع وال الواجب لكنه لي بالنسبة كبيرا

األحوال، من حال أي في أحدنا عن التخليمهم سؤال لذهني تبادر قد أنه أخبرتكم المهم

ما على السجن عقوبة يقضي أن بدل أنه وهوهي تقضي أن عليها والدتها حكمت اقترفه،

المجني كانت بعدما الجاني لتصبح الفترة، تلككيف يومها عائشة فكرت هل عليه،

زوجها؟؟ حسن مع الفترة تلك ابنتها ستقضي كان فلو األمر، تخيلت أو فكرت أنها اعتقد ال

عمرها طوال ابنتها عار تحمل أن لتمنت كذلكجهنم.. لهيب إلى كبدها بفلذة تدفع أن على الثانية أما هند، أصغرهن بنات خمس لها ليظلأراها اعد لم فأنا جيدا، اسمها اذكر أعد فلم أحد مع عالقة لها أنه سمعنا وقد سنتين منذ

بالعودة أبدا ترغب تعد ولم المهمة الشخصيات العاصمة أحياء في خادمة تشتغل والثالثة للحي،

نهاية عطلة في إال تعود وال الراقية يذهب والدتي، من سمعت كما وراتبها األسبوع،

بوالدي جدا فخور أنا لذلك البيت، لصاحب باسم كتبه يموت أن وقبل بيته على حافظ الذي

عليه.. نتنازع ال حتى والدتنا،صالح؟؟-

بشدة يعانقه وهو خالد لصديقه ذراعيه صالح فتحقائال:

الذئب؟؟ حال كيف-خبث: في يقول وهو خالد له ابتسم

تنسنا ولم تتذكرنا زلت ال أنك لله الحمد-يجيب: وهو كتفه على صالح وكزه

حتى الوقت بعض أتحملكم أن علي زال ال-أشتغل

يقول: وهو صوته بأعلى خالد ضحك ولفه" صاحبي، يا الوقت من الكثير فأمامك إذن-

في يتساءل وهو القوية ذراعه حولأخبرني" عملك؟؟ هو كيف صالح يا اهتمام

عليه: القلق بدا وقد صالح أجابتسأل؟ لم بخير-

يجيب: وهو بارتباك ذقنه حك مجرد أنه وبما أستغرب لكني صديقي يا شيء ال-

في التشدد هذا كل لم للصناديق حملالعمال؟؟ اختيار

يجيب: وهو السفلى شفته صالح قلب يعمل من جميع أن أعرفه ما لكن أدري لست-

ليلى والد اختيار من هم المخازن في عنق حول قبضته يحكم وهو بعينيه خالد غمز

مازحا: صالح مع أمورك هي كيف الذئب أيها أخبرني-

السنيورة؟؟ من يتنصل وهو الغضب بحمرة صالح وجه احتقن

محذرة: بنبرة ليقول صديقه هذا من أحذرك أن علي مرة كم خالد-

الموضوع؟؟

وهو قوية كحة صاحبتها والتي خالد ضحكة علتقائال: صدره على يضرب

.. حسنا- سؤال مجرد كان صديقي يا حسناالحازمة: بنبرته صالح أجابه

أخرى مرة السؤال هذا مثل أعدت إن ربما-الصداقة.. هذه تنسى أن فعليك

خالد قال حين في خطوات ببضع وسبقهبسخرية:

حتى بشيء ستتحجج نجاحك فور أنه اعلم كنت-أعرف.. تترك نعد لم الذئب أيها صداقتنا

العالي.. مقامك قدر على هذه سوى له ليس فخالد صالح يجبه لم

األسطوانة.. لم والذي لصالح، كان الذي الوحيد الصديق إنه

يكن لم األقل على لكنه يتركه أن يستطع لدى شؤم نذير تعد صالح فصحبة كثيرا، به يلتقي

يستطيع ال حيث الحي، أصحاب كل هذا وخالد يتعاطونه، مما شيء أي مشاركتهم

الدار بمدينة الصفيح دور أحد في تربى أن قبل لمكان مكان من انتقل حيث البيضاء

كون ما وسرعان بسال الفقير حيهم في يستقر كأكثر أفراد سبعة من تتكون ربما صغيرة عصابة

في الرعب لتثير كافية كانت لكنها تقدير، كان صالح عليه تعرف حينما الصغيرة، المدينةالنجيب التلميذ وألنه االبتدائية، نهاية في

متسكع كل مالذ كان فقد الحي ذلك في الوحيدويظهر المفتولة، عضالته يعرض أن يحب لكتبه وسرقة للضرب تعرض مرة فكم قوته،

شبه له األمر بات حتى الدراسية، ومحفظته عائدا كان حينما وبالضبط اليوم ذلك لكن عادي،

أحد إليه تعرض السنة، آخر حفل من فقط، بسنة أكبر أو سنه من الذين األطفال

آخر شيء أي أو السالح، حمل يجيدون لكنهم بالثوم تحك والتي الحادة والشفرة كالسواطير،

الشخص بها ضربك إذا حتى الحار الفلفل أووكان.. باأللم تتشوى تجعلك يخيف ما أكثر أمامه

طائشة ضربة تصيبه أن هو وقتها صالح أحد وال له، البلطجة كعالمة وتظل وجهه، إلى

ذلك.. بعد تشغيله يرضى ذلك أن أم بالخوف شعرت هل يومها أدري لست

شخص أي به يشعر قد الذي الشعور هو بأبو" المعروف الهادي تقدم حينما مكاني،

لعدم" أدري ولست شخص أي على شفقته سكةأي

ابتلعت أني المهم اسمه مع هذه بخصاله عالقةورعبا خوفا ترتعشان ويداي بصعوبة ريقي

استلمتها والتي الصفراء الورقة لتلك وسمحتعلى وحصولي نجاحي على تقدير كشهادة البرك إحدى على تستقر ألن األول المركز

في يرن يزال ال صوته بالطين، الملوثة المائيةيقول: وهو لآلن أذني

صالح؟؟ يا بنجاحك ستنعم أنك تعتقد هل-ذلك؟؟ من سيمنعه الذي وما-

الحادة الشفرة تلك يحمل الذي الطفل التفتخدي نصيب من ستكون أنها أعلم كنت والتي

مباشرة: يواجهه كان والذي األيمنفقط معه امزح كنت بالذئب أهال- ربما واحدة، وبيد عاليا، ليرفعه ياقته من أمسكهبين كنت لو أتساءل وأنا لها اندهشت قوة

بي؟؟ليقول سيفعل ماذا المرات إحدى في يدهالمرعب: بصوته

سأجعلك أني فأقسم له وتعرضت سبق إن-الحي.. لكالب مأدبة

باالرتياح كالمه يشعرني أن وبدل ريقي ابتلعتمن يجعل الذي ما إذ بالرعب، أشعرني

أجلي؟؟ من رجاله بأحد يضحي أن الذئب إلي نظر" سكة أبو" ذهاب ففور كثيرا أحتر لم

ترعبني ظلت أنها أنكر ال والتي النظرة تلكيقول: وهو طويلة، لسنوات

خدمة منك أريد المتعلم أيها اسمع-مني؟؟ خدمة يريد الذئب أتساءل وأنا فاه فغرت

كما تقبل أو ترفض أن بإمكانك اسمع يقول تابعسمعتها إن الحالتين في أنه اعلم لكن تحب

وضحك" السر هذا أفشيت أنك عرفت أو أحد منمن الصفراء أسنانه عن أبانت ضحكة

ال" شدة لحم يكون كم أخبرك أن احتاج الدخانللكالب.. لذيذا البشر

أقسم وأنا يقتلني والخوف ببطء رأسي هززتمهما الذئب مني يطلبه شيء أي سأفعل أني حال بأي لكن وقتها مني اندفاعا كان ربما يكون،

معقول: جد طلبه كانوالكتابة القراءة تعلمني أن أريد-

يطلب وعرضه بطوله الذئب أنه إذ بالفخر شعرتبهدوء: قلت لكني كهذه، خدمة مني

واحد.. بشرط لكن الذئب أيها أفعلها- جلبتها التي الكؤوس ترتيب وليلى سمرا أنهت

في بعناية مخبأة كانت والتي بيتهم، من جهازها، يجهز أن يحاول والذي والدها، غرفةفال الحفلة صاحب زوجة ستصبح أنها وبما األجمل يستحق فصالح استعمالهم من ضير

دائما.. عائلة أن جيدا يعلمون الحي أهل أن وبما طبعا

كهذه كبيرة بحفلة تتكفل أن يمكنها ال صالح شيئا بيت كل يعد أن فارتأى الخاص، مالها من

جميعا عليهم الحمل سيخف وهكذا للمناسبة صينية حاملة معها، هند تجر وهي عائشة دخلت

أعدتها والتي للحلوى صحون ثالث بها محمد أهل تكفل كما المناسبة لهذه أيضا هي

سيدة وهي العرجاء وفاطمة بالمشروبات، لتكون بالصور تكفلت الزرابي نسيج في تشتغل

الساعة على حاضرا شيء وكل المأكوالت

بها تكفل فقد الموسيقية الفرقة أما السادسة،خالد.

رائعة تبدين- به صغيرا صحنا له تمد وهي بخجل ابتسمتسمرا أعدتها والتي الكريما حلوى قطعةتقول: وهي السعيدة المناسبة لهذه خصيصا

أخرى مرة مبروك ألف-يجيب: وهو مشرقة ابتسامته بدت

الصغير بيتي شرفتي إذا إال فرحتي تكتمل لن-لي زوجة وأصبحت

لتوزع حياء في عنه تبتعد وهي خجال احمرتالضيوف. باقي على الحلوى

حينما صالح بنجاح للغاية سعيدا يبدو الجميع كانمشيته في يترنح وهو للبيت أنور دخل

رؤيته فور خالد نهض منه، تفوح الخمر ورائحةيجرؤ أحد فال شرا، تتطاير وعيونه ألنور

الذئب، يحضرها حفلة يفسد أن على الحي فيأن نيته في ليس أنه وبما ذلك، قرر إذا إال

أن ألحد يسمح فلن صالح صديقه حفلة يفسدصديقه.. أخ كان لو حتى يفعلها

بغضب: زمجرأنور؟؟ يا تريد ماذا-

ملفوفة سيجارة ينفث وهو استهزاء في ضحكليقول: بالحشيش

السؤال هذا نفسك تسأل أن األجدر كان-

توقفت وقد خالد وجه االبتسامة علت بصمت يراقبهما صالح ظل بينما الموسيقى

شأنهالحاضرين: من الجميع شأن

فلتذهب هنا بك مرحب غير أنه أعتقد اسمع-بعض مع حديث لنا بعدها تقوله ما تعي حتى يدوسها وهو بعنف األرض على السيجارة رمى

ليقول: بأقدامهالساحة إلى فلتخرج رجال كنت إن- كان والذي سرواله حزام من حادا سيفا وأخرج

لخالد نيته يثبت حتى قميصه، تحت يخبئه أمامه شاهرا أنور يرى وهو خالد مالمح توترتوألول أنه الله شكر وقد وقاحة، بكل سيفه

النقلب وإال وعيه، بكامل وهو حفال يحضر مرةالتدخل خالد رجال احد أراد مأتما، الحفل

وهو أوقفه لكنه حده عند أنور يوقفوا حتىبسخرية: يقول

وتتألمين.. نفسك ستجرحين صغيرتي يا اذهبي- يشهر أنور بدأ حين في الجميع، ضحكات علت

حركات في الهواء في به ويلوح سيفه الهروب واألطفال النسوة من جعلت سريعة

رجال من أحدا الطائش،لكن تلويحه عن بعيدا تلك رغم مكانه من تحرك بذاته هو أو خالد

عليهم عرضها التي البهلوانية الحركات الله حمدت وبصراحة لكن عني، تتساءلون قد

لكنت وإال عنه، بعيد موقع في جئت ألني

ما أكثر شيء كل رغم فالزال عنه، تنحيتوجهي.. على طائشة ضربة يرعبني

يقول وهو خالد له صفق استعراضه أنهى حينمابسخرية:

وأشار اآلن عنه غنى في لكننا شيقا عرضا كان-بإخراجه يتكفلوا كي رجاله من لرجلين

بهدوء.. يكن، لم شيئا وكأن الحفلة ذلك بعد لتستمر

صادقة: نبرة في له يقول وهو صالح منه اقتربيوما؟؟ تؤذيه أن إياك خالد-

ليجيب: استخفافا رأسه يهز وهو خالد ضحك لم إن يقلقني، الصرصور ذلك أن تعتقد هل-

فلن فراشه أنظف أن أنت يوما مني تطلبأبدا.. أفعلها

يقول: وهو امتنان في كتفه على ربتالصديق.. نعم جيدا أعرفك-

يقول: وهو طفولي بشكل شعره حكتواضعنا.. أخجلتم-

ذاك بصمت يراقب وهو فجأة خالد وجه تغيرحامال الحفلة لتوه دخل الذي الخمسيني الرجل منه تسلمتها والتي الفواكه، من كبيرا كيسا

لتسرع كاملة، طاعة في يديه قبلت بعدما ليلىسمرا. وتتبعها المطبخ إلى بها

ليلي كانت بينما عليه ليسلم صالح نحوه أسرعتسمع حتى خفاء، في إليهما السمع تسترق

حديثهما:لم.. مرحبا- مجيئك هذا؟ بكل نفسك أتعبت عمي

لي شرف ذاته حد فيبحب: صالح كتف على يربت وهو الرجل ضحك

صالح للمهندس شيء أقل هذا-يقول: وهو احترام في يديه قبل

أعوضك حتى بخيره علي يمن أن الله من أتمنى-أجلنا من فعلته ما كل عن

في صالح كتف على يشد وهو أخرى مرة ضحكحنان:

شيئا؟؟ ابنه من الوالد ينتظر وهل- وهو العجوز ذلك من خالد اقترب يجيب أن وقبل

غريبة: بنبرة يقولبالعم أهال-

ليقول: ذقنه يحك وهو ليلى والد مالمح تغيرتعمه أكون حتى ابنا ألخي أن أذكر ال-

الذي صديقه كتف على يضرب وهو خالد ضحكليجيب المتواصل الضحك شدة من بيمينه

رزانة: أكثر ذلك بعد بصوتعمي.. نناديهم العجز أن الحياة من تعلمته ما-

حين في وقاحته على فخده في صالح وكزهخالد لوقاحة تستمع وهي باالهانة ليلى شعرت

فقد فالحديث عملها لتتابع للمطبخ فعادت وهو خالد التفت حين في لها بالنسبة رونقه

يقولاستنكار: في

والعم أنا عادتنا صدقت؟؟إنها هل صالح يا ماذا-التقينا كلما بشير

مرح: في يقول وهو لمعانقته وسارعتضايقوا؟؟ لم عجوزا ألست العجوز؟؟ حال كيف-

كتفه على ويربت خالد يعانق وهو البشير ضحكويقول:

المتحشش أيها منك شبابا أكثر مازلت- تفهم تكاد ال وهي أخرى مرة ليلى لتطل عادت

كبير حب في خالد يعانق والدها وترى شيئا،ثم.. ويتمازح الذي بصالح عيناها التقت معه

منحه من نفسها تمنع أن تستطع فلم لها ابتسمأخرى.. ابتسامة

الزغاريد وتتعالى جديد من الموسيقى لتشتغلصالح.. بنجاح فرحا

الثاني العواءتخطيط

صالح؟؟- الصناديق إحدى يحمل كان والذي صالح التفتشاحنة متن على الصباح، هذا وصلتهم التي

يديه مسح كتفيه، على من الصندوق أنزل كبيرة،جهة من والممزق الباهت الجنز ببنطلونه لفه الذي البشير عمه نحو ليسرع الفخذين،

الرزين: بصوته يقول وهو عنقه حول بذراعيهصالح؟؟ يا حالك كيف-

كان اللتان والقناعة الرضا من بنوع صالح تمتميجيب: وهو بهما يتميز

بخير عمي يا لله الحمد-مكتبه: نحو به متجها يقول وهو كتفه على ربت

صالح؟؟ يا هنا العمل يعجبك هل-يقول: وهو رأسه أحنى-

الله نعم من نعمة إنه لله الحمد- في تعمل أن وعليك مهندس أنت صالح يا لكن-

بني؟؟ يا تخصصك التي العرق قطرات يمسح وهو صالح له ابتسم

عينيه: نحو جبهته، من ببطء تنزل أن علي تخصصي في العمل انتظار أستطيع ال-

عمي يا شيء كل تعلم أنت أعمليجيب: وهو متفهما رأسه هز

سأكلم لذلك جيدا ظروفكم أعلم أنا بني يا أجل-يليق عمال لك نوفر حتى عنك، ماركو السيد

بك..يجيبه: وهو أساريره انفرجت

أشكرك كيف أدري لست عمي يا لك شكرا-

ال قد بقوة، كتفه على يربت وهو العجوز قهقهأبدا: سنه تناسب

بني.. يا خير كل تستحق أنت- حلمه يتحقق أن أمل وكله عمله ليتابع عاد بعدها

كمسئول هنا بالمصنع اشتغل فإن قريبا، مبلغا فسيتقاضى ، االلكترونيات قسم عن مثال

في والتقشف التعب عن يغنيه مهماكما.. لخطبة يتقدم أن ذلك بعد يستطيع انه الحياة

الحلم لذلك ابتسم مرفوع، ورأسه ليلىالرائع..

بصوته يقول وهو ظهره على كريم ضربهالخشن:

المهندس؟؟ أيها يضحكك الذي ما- التي الكلمة تلك منه يسمع وهو صالح ابتسم

المراكز من يكون حتى نهار، ليل يشتغل كان مفتاح هي الدراسة أن دائما يؤمن كان ، األولى

وتحسين الفقر من التخلص من فرجه،حياته.. مستوى

النهار.. وضح في أخي يا أحلم إني كريم يا ايه-صديقي يا حلمك سيتحقق ما يوما-

ويقول: الصندوق لحمل يعود وهو رأسه هزذلك أتمنى-

ذلك الصناديق حمل في منهما كل انشغلألزيد اليوم ذلك عددها يصل كان والتي الصباح

غراما، كيلو السبع قرابة يزن صندوق ألف منصندوق آخر يحمل وهو كريم تأفف حينما

الظهر: بعد الواحدة الساعة عندبالجوع وأشعر تعبت لقد لهم تبا-

من قريبا كان الذي البئر من يغرف صالح كانليطفئوا لهم الوحيد والمالذ عملهم، ساحة

عطشهم يروون أنه كما الصيف ذلك حرارة بهويغتسلون.. يفعله كان ما وذلك بمائه منه ليسأل ويسرة يمنة التفت الذي صالح وقتها

خفيض: بصوتبالضبط؟؟ نحمله الذي ما تعلم هل كريم؟؟-

يقول: وهو فجأة كريم لون تغيرصالح يا مريب األمر لكن بصراحة أدري لست-

أكثر منه اقترب الذي صالح على االهتمام بدابتردد: يسأله وهو

تقصد؟؟ ماذا-ليقول: السفلى شفته قلب

عن المسئول سألت مرة في لكني أعلم ال-المخازن

؟ البشير عمي تقصد-يجيب: وهو خبث في ابتسم

البشير عمك نفسه هو-أخبرك؟؟ وماذا-

هنا لتباع الصين من تأتي أواني أنها أخبرني-بالمغرب

يقول: أن قبل صالح تأملهكالمه؟؟ في المريب وما-

استخفاف: في سألهالغباوة؟؟ تدعي أم غبي أنت هل-

تقصد؟؟ ماذا-استنكار: في قال

وان يسبق ألم الصناديق؟؟ نضع كيف ترى أال-األرض على لك صندوق أي وقع

ينكسر نصفهم لكان يقول كما أواني كان لوتردد" في وتابع" للمخزن يصلوا أن قبل

أشعر وأنا هذا من أكبر الموضوع صالح يا البالخوف..

يقول: أن قبل للحظات شاردا صالح بدا قد البشير العم أن اعتقد ال لكني أدري لست-

الممنوعات في يشتغل يكونحنق: في أجاب

الصناديق في بما يعلم أيضا هو كان إن هذا-أتقصد؟؟-

الشباب بجلب يتكفل مثلنا دمية هو لربما أجل-هذا من واألهم فيهم الموثوق و األقوياء

للمال.. يحتاجون الذين

األكل سلة يفتح أن قبل األيسر حاجبه حكله حضرته الذي السمك طاجين منها ويخرج

ليقول: اليوم صباح سمرا الوقت لدينا يعد فلم باردا ألكله سنضطر-

لتسخينه وهو رأسه هز صديقه من تعليق يصله لم بعدما"

كمال" األمر يكون فلن تقلق ال يتابعنحن.. يا خطيرا ولن عمال مجرد هنا نعمل أخيشيئا هنا كان لو حتى أبدا مسؤوليتنا تكون

الله.. قدر السم" يقول وهو الخبز من قطعة له ومد" الله له

بدئ على ساعة ربع سوى لدينا يعد لم وكلالعمل..

كل أكبر، بصمت لعملهما ليعودا بصمت وأكالبطريقته.. يفكر منهما

عمي لي يحقق أن هو وقتها يشغلني كان ماوأصبح تخصصي في مهندسا وأشتغل حلمي بدأت الذي المصنع هذا في هنا شان له مسئواللكن.. مريبا.. لي بالنسبة كان كريم كالم فيه

التي القطرات تلك كعادته يمسح وهو يديه نفضوصدره.. من تتساقط العاري.. جبينه

غبار عنه ليزيح ويذهب المخزن وراءه ليقفلمالبسه ويرتدي البئر بماء ويستحم اليوم

صباحا.. يرتديها كان التي النقية يزال ال والنصف، السابعة إنها لساعته نظر

أن ارتأى لذلك للمنزل للذهاب مبكرا الوقت

لعله هناك ويجلس بالحي الذي للمقهى يذهبالحفلة. منذ يره لم والذي بخالد يلتقي

كعادتها ليست فارغة شبه وجدها دخل حينمااالكتظاظ.. بذاك

حالك؟؟ كيف صالح سيد يا الخير مساء- قراءتها بدأ التي الجريدة عن رأسه صالح رفع

المقهى من استعارتها يتم والتي لتوه للنادل ونظر هناك، الجالسين كل بين لتداولهاوسرعان للمدينة سنة قبل قدم الذي الشاب

من واحدا أصبح حتى المقهى هذه في اشتغل مافصله وال أصله أحد يعرف ال ربما أبنائها،

المخدر تعاطي هو للثقة الوحيد الطابع هنا ولكنوالءه سعد أظهر وقد فيه، والمتاجرة

هذا في للحشيش األساسي المروج فكان للذئبليلة كل يزوره والذي الصغير، المقهى

بل يحبهم، أحد يكن لم بصراحة خاصين زوارما أو الشرطة إنهم سيرتهم من يتشاءمون

" الدارج باللفظ يسمى وهي" كلمة جمع الحناشسبب أن واعتقد األفعى ذكر حنش

إثارة دون يكون غالبا وصولهم أن هو تسميتهمحس.. أي

.. أين- الجميع؟؟ بخيريتساءل: وهو سعد مالمح على الجدية بدت

بعد؟؟ الخبر عن تسمع ألم-رعب: في يتساءل وهو مكانه من صالح نهض

بخير؟؟ أنور هل ماذا-سكة أبو إنه أنور أخوك ليس ال-

يتساءل: وعاد نسبيا وجهه على االرتياح بداعليه؟؟ القبض الشرطة ألقت هل به ما-

يجيب: وهو حزن في رأسه أحنىاليوم صباح حتفه لقي لقد-

العرق بدأ وقد كرسيه على بذهول صالح جلسيقول: وهو جبينه من يتصبب

مات؟؟ كيف-تلخيص" من زائدة جرعة كالعادة- لكمة الكوك

الهروين" أو الكوكايين كان لقد الخبر، يصدق يكاد ال وهو رأسه هز

والنصف المدينة نصف تهابه قويا شخصا ما طريقه عن بعيدا يبقوا أن يحاولون اآلخر

أمكن..دفن؟؟ هل-

دفنه سيتم وبعدها الجثة تشريح يتم تعلم أنت ال-دائما يتمنى كان كما األصلية مدينته في

هناك.. يدفن أن الذئب ارتأى لذلك إليها يعود أنيقول: وهو بقوة كتفيه على ربت

خالد إلى سأذهب حسنا-المدينة مستوصف في اآلن إنهم- ذاك إلى دقائق خمس بعد ليصل بسرعة وخرج

يوم كل النساء تصطف حيث المستوصف

من أو التلقيح، أجل من الرضع أطفالهن حاملينتلوت جراء تصيبهم التي األمراض أجل

من أبدا أكن لم جميعا، فيها نعيش التي البيئةوأنا حتى أبدا المستوصف إلى الذهاب محبي هناك ألعالج وذهبت صغيرا كنت أن منذ مريض،

ألني وحصريا موعد بأقرب حظيت لكني فعدت أشهر، أربعة بعد بالمدرسة تلميذا زلت ال

أكن لم التي بقدمي أتألم وأنا أدراجي قامت والدتي أن ولوال عليها، المشي أستطيع

فقد سيصيبني، كان ماذا الله يعلم بمداواتي النار فوق المحروق األحمر البصل قشر كان

دواءا الزعتر من وبعض الممضوغ والنعناع بخير فأصبحت أيام ثالث داومته لي، نافعا

إلى أذهب أال أقسمت تم ومن لله والحمدأبدا.. ألعالج المستوصف

أن أبدا تستطيع ال كالعادة المستوصف رائحةوالحالة المكان تمأل األدوية رائحة تشمها،

باالختناق، تشعر يجعلك المكان عليها التي الرثةأبدا مستشفى هذا بأن يوحي هنا شيء ال

أن منذ أراها كنت والتي السمينة تلك إال اللهمسبع أبلغ كنت حينما مرة ألول هنا جئت تقفل تعد لم أزرارها بيضاء وزرة ترتدي سنوات،

لألمام قدميها إحدى مادة وتجلس أبدا، على يديها مسندة أوقفتها فقد األخرى بينما

مغلف كبير كتاب وأمامها صغير، مكتب

عليها، تمر أن قبل الدخول يمكنك ال باألسودحولها التفت التي األزبال سلة شان شأنها العيش نستطيع ال التي الحشرات من مجموعةأبدا الوصف بهذا أبالغ ال صدقوني بدونها

كذلك.. كانت حياتنا ففعالالوسيم أيها أنت هيه-

كثيرا، كبرت لقد جيدا، وتأملها صالح إليها التفتلن أنها فكر قبل، من أسمن وأصبحت

أخبرته حينما الذي الصغير الطفل ذلك أبدا تتذكرأربعة قبل الطبيب رؤية يستطيع لن أنه

تدخله أن يتوسلها وهو بقوة يبكي بدأ أشهر،أن أخبرته لكنها بها، المشي يستطيع ال فهو

تلميذ ألنه بحاله رأفت وقد موعد أقرب هو هذاغير وبشكل نمت التي الحبة وتلك صغير،

تتزايد الصغيرتين، فخذيه إحدى على له معروفيوم.. بعد يوما

ستتصرف، كيف يعرف حتى أبدا يجيبها أال أصرعلى بقوة تضرب وهي بوجهه صرختتحتها: تراقص الذي المكتب ذلك

ذاهب؟؟ أنت أين إلى أصم؟؟ أنت هل- ذلك من تنهض ال تكون ربما أنها علم بعدما

الضخم جسدها يحتجز الذي الصغير المكتب بكلماتها عابئ غير سيره وتابع لها ابتسم

الصارخة.. له بدا حينما وتوقف المكان حول ببصره ألقىأخيرا عليه سلم وقد يتحدثان شخص مع خالد

يشكره وكأنه يبدو ذراعيه على يربت وهو خالدشيء على

هامس: بصوت يقول وهو صالح منهما اقتربخالد؟؟-

ليضمه حزينا يبدو مرة وألول خالد إليه التفتبصمت..

يعلم لكنه يبكي، أن استطاع خالد أن لو صالح ودالذئب دمعة تنزل أن المستحيل من أنه

كان.. سبب أليهنا؟؟ أني عرفت كيف-

سعد أخبرني- معا، ليذهبا خفيفة ضربة كتفه على وضربه

تزال ال كانت التي السمينة بجانب مرا وطبعا بصرها وقع إن وما صالح تصرف وتلعن تسب

بغضب: قالت حتى عليهماحقيرة واحدة بيئة من فأنتم إذن- للوراء تتراجع جعلتها مرعبة بنظرة خالد رمقها

شدة من أبدا يظهر ال الذي بكرسيها لقص الظروف هذه في أنه ولوال ضخامتها،" السليط لسانها الجائع" لروكي ومنحه

بمن شبيهة كانت والتي خالد سيارة ركباصباحا، الدكاكين على الخبز يوزعون

خالد؟؟ يا مات كيف-يقول: وهو بعنف سيارته مقود ضرب

صالح؟ يا قتل كيف قل بل- ثم بباله تخطر لم التي الفكرة لهذه صالح شهق

بذهول: قالقتل؟؟-

خفوت في يقول وهو المرور إشارة أمام توقفوحانقا: غاضبا صوته كان وإن

يا زائدة جرعة بسبب مات أنه تصدق هل-صالح؟؟

يجيب: وهو صالح تنحنح ليس لكن صعبا األمر يبدو قد الحقيقة في-

مستحيالشفتيه: بين من تمتم

مستحيل صالح يا مستحيل بل- سامحا الكرسي على ليستند الوراء إلى تراجع

ظهره تكز أن بداخله التي المعدنية لمكوناتهيتساءل: وهو بها عابئ غير بقوةمات؟؟ أنه تعتقد وكيف-

عقلي أفقد يجعلني ما هذا صالح يا أدري لست-اإلشارة أنيرت بعدما سيارته وحرك"

لقد" وهو الخضراء الذي الطبيب أخبرني يتابعزائدة كمية وجدوا أنهم اآلن معه أقف كنت

وقد.. من دمه في األكل بقايا تحليل تم المخدرمريبا.. شيئا يجدوا لم لكن بأمعائه

يقول: وهو صالح تنهد

قضيته فملف المتوفى لسوابق نضرا وطبعا-بسرعة سيقفلبرأسه أومأ

بالعاصمة العام المستشفى أمام ليقف: يتساءل وهو حوله من صالح نظر

هنا؟؟ إلى جئنا لم- وهو جدا غبي سؤاله وكأن له خالد نظرات بدت

يجيب:اآلن وقتك ليس صالح يا عليك بالله-

إلى جاءا لم يعلم ال فعال وهو بصمت صالح تبعهقد اإلسعاف سيارة كانت دخال وحينما هنا، لحمل الممرضين بعض أسرع وقد لتوها توقفت

عمرها من العشرينات في تبدو مريضة العجالت، صاحب الطويل اللوح على تتخبط وهي

إلى يتحدث خالد كان بينما صالح تأملها قد وجهها كان اإلجراءات، عن الممرضات إحدى

حول شديد وبياض أزرقا، لونا أخذ غريب، نحو على عينيها جحظت قد بينما شفتيها

بهما وكأن شديدة صفرة كستهم وقدوكانت.. مرض رغوة فمها من تخرج الصفارأن قبل بقوة يتخبط وجسدها البياض شديدة

غريب.. نحو وعلى فجأة يهدأ ببصره يلتفت أن قبل الممرضين احد تأملهاتلك جيدا يعرف وكأنه يتبعهما كان الذي لصالح

يسأل وهو خائفة مالمحه بدت وقد الفتاةبجزع: الممرض

لها؟؟ حصل ماذا- حتى وتبعهما بسرعة دفعه تابع بل يجبه لم

تكن لم طبيبة لتتبعهما كبيرة غرفة إلى وصولوا أي من بالضبط يعلم ال إفريقيا من بل مغربيةنصف حوالي غابت إفريقيا من لكنها دولةبالممر: الموجودين كل وتسأل لتخرج ساعة

الشابة؟؟ مع جاء من- أنه يكتشف مرة وألول ويسرة يمنة صالح التفت

وقد المستشفى من األخرى الجهة فييسأل: وهو ببطء تقدم خالد، عن بعيدا أصبح

لها؟؟ حصل ماذا دكتورة-المريضة؟؟ تقرب هل-

ما يعلم فلن الحقيقة اخبرها إن انه يعلم كانأجاب: لذلك لها حصل الذي

لها؟؟ حصل ماذا اعرف أن هلي أجل-ماتت لقد لألسف-

فأمسكته عليه، سيغمى وكأنه صالح ترنحالفرنسية: بلكنتها تقول وهي الطبيبة

غفر.. تماسك- ذنبها، الله أرجوك لما مسلمة كانت لو اجل أثارته، األخيرة كلمتها

جعله الذي ما يدري ال لكنه لذلك انتبهتردد: في يتساءل

ماتت؟؟ كيف-شديد: أسف في تقول وهي كتفيها هزت

تتعاطى كانت سيدي يا قريبتك أن أخشى-زائدة.. جرعة للمخدرات،

سمع حينما شيئا سيقول وكان شهقته كتمونظر جيدا الغرفة فتأمل يناديه، وهو خالد صوت كانت التي الطبيبة وإلى نحوه القادم خالد إلى

الغرفة ودفع يسمعها، أن بغير إليه تتحدث بعد العشرين تبلغ تكن لم ممددة، ويجدها ليدخلالثامنة تبلغ كانت تقدير كأكثر عمرها، من وبيدين بقوة، جاحظة عيناها عمرها، من عشر

يكاد الصفار وذلك لها أغمضهما مرتعشتين وبرودة الغريبة، وجهها وزرقة يكتسحهما،

حراك، بال نائمة وهي جسمهاهذا؟؟ بنفسك تفعلين يجعلك الذي ما- تقف كانت التي الممرضة تلك باك بصوت وسأل

بجانبه:شيء؟؟ معها كان هل-

تقول: وهي ترددت شيء ال النقال هاتفها وأيضا بسها مال من بعض-

هذا دروسها ومحفظة أه سيدي يا مهمشيء.. كل

يقول: وهو دمعاته إحدى مسحمعي؟؟ آخذها أن هلي-

تقول: وهي ترددت

قبل بياناتك تسجل أن عليك لكن سيدي آسفة-ذلك

.. حسنا-بصمت التسليم لمكتب وتبعها

األمر؟؟ ما صالح-خفيض: بصوت همس

بصمت اتبعني فقط- أن يعلم ألنه يعترض لم لكنه بعنف خالد تنهد

قوي لسبب إال الحال بهذا يكون ال صالح وفي ليخرج المكتب إلى الممرضة مع دخل بعدها

لها: يقول وهو حاجتها، يديه متى لديكم، عني المعلومات كل سيدتي حسنا-

دفنها؟ نستطيع صباحا وغدا اإلجراءات بعض ننهي أن علينا-

دفنها وتستطيعون الجثة لكم ستسلملك شكرا-

سيدي العفو-أسنانه: بين من خالد تمتم

يحصل؟؟ ماذا لي تشرح أن لك هل-سكة" أبو" جثة أرى أن أريد-

يسأله: وهو خالد وجه على القلق بدااألمر؟؟ ما صالح-

وهو وحاجاتها الفتاة مالبس على قبضته أحكميقول:

من أتأكد أن علي اآلن أخبرك أن أستطيع ال-مهم شيء

بالطابق واسعة غرفة نحو خالد له فأشاروهو جسده، في تسري ببرودة أحس السفلي،

ممددة ضخمة جثة ممددا، ليجده إليها، يدخلإحدى كسرت وقد أبيض، واسع سرير على الفاعل، هي سكة أبو جثة تكن لم طبعا عجالته

فعلها.. من هو الزمن ولكن بيدين أزاحه طاهر، أبيض بثوب مغطى

كانت ميتا شخصا يرى مرة ألول مرتعشتيناليوم

وجهه عرى واحد، يوم في متتالية ولمرتينعينيه تحت الداكنة الزرقة وتلك الساكن كان البياض، الشديدة شفتيه وحول المغمضة،

بها.. شبيها وعيونه يكح وبدأ خالد إلى نظر لحظة وفي

ويرتعش جاحظةمترنحا: تراه وهي دهشة في الممرضة تساءلت

له؟؟ حصل ماذا به؟؟ ما- يكاد صديقه يرى وهو خالد وجهها في صرخ

مختنقا: يموت يموت قد أرجوك أسرعي لألوكسجين يحتاج إنه-

اآلن..قالت: وبجزع

أزماتك؟؟ هو هل-

أرجوك... أسرعي- حينما الوقت نفس في وخالد صالح قهقه

صالح: حذره شيئا يقول أن وقبل خرجت،جيدا الباب راقب اسمع-

حسنا- يخطف وآخر حين وبين الباب نحو خالد اتجه

فهم أنه صحيح لصديقه، فضولية نظرات خصوصا ذلك، فعل لم يفهم لم لكنه صالح حركة

عن األبيض الثوب يزيح وهو رآه حينماتردد: في خالد تساءل عينيه ويفتح صديقهما،

صديقي؟؟ يا فيه تفكر الذي ما- عيني في النظر يدقق كان فقد صالح يجبه لم

والذي" أبو" شديد، صفار تكسوهما سكةالفتاة كما إنهما-

إياه: محذرا خالد له همس بينما هذا قالقادمة.. إنها هيا-

وهي مرعوبة بدت التي الممرضة دخلت وحينمافوق بالتمدد أمرته مختنقا يزال ال تراهوفعل" أبو" جثة بجانب كان الذي اللوح سكة

لتكمم. األوكسجين. بجهاز وانفه فمه ذلك من أنظر وأنا شديد بخوف أشعر وقتها كنت

وأتساءل" أبو" جثة إلى حولي هل سكة ألول الموت رائحة البساطة؟؟ بهذه حياته انتهت

الدرجة لهذه مني قريبة تكون مرةالبساطة؟؟ بهذه يوم ذات حياتي ستنتهي هل

الذي الجهاز ذاك عني نزعت بها، بأس ال مدة بعدأني حيث واستغربت بالبرودة، أشعرني

إلى بحاجة األحداث هذه كل بعد أنه أشعر كنتالهواء..

بخفوت: أهمس وأنا للممرضة بلطف ابتسمتآنستي لك شكرا-

الحديث انهيا بعدما المستشفى سيغادران كاناحينما صديقهما، لدفن الالزمة اإلجراءات عن

لصالح أعطت من نفسها شابة ممرضة أوقفتهماويرافقها الشابة، وحاجات مالبس

عال: بصوت تصرخ وهي شرطيينسيدي.. يا هو ها-

بدا الذي خالد في يحدق وهو صالح جسد ارتجفللشرطيين ببصره لينتقل عليه، الضيق

أشبه سريعة بخطوات إليه يتقدمان اللذانعلى ثبته خالد لكن بالهرب، فكر للحظات بالعدو،

الوقوف أخذ تستطيع ال لكنك المعذرة نرجو سيدي-

اآلن قريبتك مالبس بالضيق شعر أنه رغم الصعداء، صالح تنفس

منخفض: بصوت يسأل وهو لذلكولم؟؟-

التحقيق ننهي لم زلنا ال- عليه ضاعت أنه يفكر وهو متفهما، رأسه هز

حاجيات خالل من سيعرفها كان كثيرة، خيوط

التي الكومة تلك إليه يمد وهو الفتاة، هذهعليها.. جيدا قبضته يحكم كان فقط للحظات مد ثم اهتمام بال فيها يقلبان وهما راقبهما اآلخر فعل وكذلك إياه مصافحا يديه احدهما

وهمايقوالن:

تعاونك على سيدي لك شكرا-حزن: في صالح همس بصرهما عن اختفيا بعدما

شيء كل ضيعنا لقد-يقول: وهو كتفيه على خالد ضربهالوقت تأخر لقد بنا هيا-

السيارة، في غريب نحو وعلى صمتهما طالإياه: سائال صمته يقطع أن خالد ارتأى حتى

؟؟.. ما صالح يا أخبرني- األمر على يضغط وهو األيسر جانبه على صالح جلس

التوتر: شدة من حروفه، من حرف كل وقد شيئا، أفهم لم اآلن الزلت خالد يا اسمع-

أفهم لكي الوحيد الخيط هي الفتاة تلك كانتبالضبط.. حصل ماذا جيدايجيب: وهو بسخرية ضحك

زائدة بجرعة ماتت سمعت لقد-وجهه: في صرخ

الفتاة؟؟ رأيت هل-بتردد: قال

صديقي يا أرها لم ال-نفسه: إلى يتحدث كمن همس

تقسم يجعلك لحد جدا، وصغيرة جدا، بريئة كانت-كهذا مشينا شيئا تفعل لن أنها

كم" وهو إليه ينظر وعاد" مالبسها كانت يقولتكون قد مثلها أن أعتقد ال محتشمة

المخدرات.. من نوع ألي تتعاطىيقول: وهو خالد وجه على االهتمام بدا

بالضبط؟ تفكر فيما-تخاذل: في يجيب وهو مالمحه، على الخيبة بدت

جوانحي، انكسرت فلقد أفكر، كنت فيما قل بل-فقط؟؟ تسكن أين عرفت ليتني

محموال هاتفا جيبه من يخرج وهو خالد له ابتسمويقول:

بالغرض؟؟ يفي هذا هل- وهو االبتسامة علته وقد بعيونه صالح جحظ

بحماس: سائال يديه من يخطفهعليه؟؟ حصلت أين من-

ليلتفت الحي أمام سيارته يوقف وهو رأسه حكقائال: له

الذئب؟؟ أني أنسيت-يجيبه: وهو فرح في صالح ابتسممسمى.. على اسم فعال-

أنك عرفت وقد بالفتاة اهتمامك الحظت لقد-الشرطيان رأيت حينما لذلك ما، لشيء تخطط

ورعشتك، بخوفك مشغول وأنت إلينا، قادمانربما قلت بنطلونها، جيب من الهاتف سحبت

ينفعك.. قديقول: وهو جيدا عليه قبضته أحكم

كثيرا.. سينفعنا بالطبع- صالح به أوصاها ما تردد وسمرا الليل طوال

جيدا.. حفظت أنها تطمئنهما وهي وخالد،الهاتف.. رن وأخيرا

سمرا: تساءلتمستيقظة مازلت أم نائمة أني أدعي هل ماذا-

قال: خالد لكن اإلجابة في صالح ترددهيا.. وسايري هادئة تكوني أن حاولي- المتصل

أجيبي على ضغطت الموافقة، زر على تضغط أن وقبل

يقوله ما سماع إليهما يتسنى حتى البوق،المتحدث..

تجيب: وهي نفسها شجعت لكنها قليال ارتعشتألو-

مسبقا تعلم كانت لقد شاب، صوت الصوت كانشاشة تصدر الذي اسمه من وذلك شاب انه

هادئة: بنبرة يقول لتسمعه الهاتفعفاف يا آسف-

لكنها تقوله، ما تعرف ال وهي سمرا ارتبكتيكون ربما هذا أن أحست األنثوية بفطرتها

بالقول: فغامرت الفتاة حبيبهذا.. ينفع يعد لم بكر يا اسمع-

قائال: توسلهاسامحيني.. أرجوك عفاف-

كثيرا.. آذيتني لقد بكر يا آسفة- وصالح خالد خطة بحسب ذاهبة سمرا تكن لم"

ألنها تعها، لم بحركات لها يشير كان الذيال" وهي عنه بوجهها أشاحت مرة بي تتصل تتابع

وقطعت.. الخط ثانية يصرخ وهو صالح عيني من يتطاير الشرر كان

وجهها: فيفعلت؟؟ ماذا-

هادئة: بنبرة أجابتهسيعاود.. التصرف هو هذا إن اسكت- الطبيعي

االتصال يتصل أال أخبرته وأنت االتصال سيعاود كيف-

ثانية؟ مرةتقول: وهي صبر بنفاذ تأففت

حبيب أنه يبدو وكما الشاب صالح يا اسمع-الفتاة..قاطعها

أخوها هو ربما ذلك؟؟ عرفت وكيف-

تجيبه: وهي سخرية في عينيها قلبت في لي االعتذار في ستفكر هل أخي يا هذا ما-

؟.. والنصف الثانية صباحايجيب: وهو ضاحكا خالد انفجر

أحالمه في حتى يفعلها لن-تقول: سمرا تابعت حين في

في بها تتصل قد التي هي من المقابل في لكن-لتعتذر؟ الوقت هذا

بخبث: خالد أجابحبيبة... ليلي-

وسادة عليه هوت حينما الحديث عن وتوقفأسنانه: بين من يقول وصالح وجهه، لتضرب

لفظت لو انه أخبرك أن علي مرة كم لك تبا-لسانك سأقطع اسمها

تابع بينما مسرحية، بطريقة بيديه فمه خالد كمميقول: وهو بجدية صالح

يا.. يتصل لم وإن- سمرا أما أخرى، مرة الهاتف رن حينما كلمته بتر

تجيب وهي عينيها على التسلية بدت فقدمصطنع: بتأفف

بكر؟؟ يا ماذا-يجيب: وهو المرة هذه توسال أكثر صوته كان

نادم أني أقسم فلتسامحيني، أرجوك عفاف-أحبك.. كل على كثيرا.. ذلك

بسخرية: يقول وهو صديقه أذن في خالد همس"جدا.. وصغيرة جدا، بريئة-

بكلمة يجب لم لكنه صالح وجه على الضيق بدالكن" كان الذي لبكر يستمع تابع بل يا يقول

وأنا لك القرار واألخير األول في سيظل عفافتطلبينه.. ما كل سأنفذ

يمنحها لم فبكر باالرتباك، سمرا تشعر بدأتصالح ذلك الحظ وقد عليه، تعتمد قد شيئا، هذا يضيع أن فكرة من مرتعبا، عينيه فحرك

أخرى.. مرة الوحيد الخيطأرجوك أجيبيني عفاف-

نفسها تمنح أن بذلك تحاول وهي سمرا تنحنحتتقول: أن قبل لتفكر، مساحة

بكر يا شيء بكل أخبرني-قائال: تفاجئ

عفاف؟؟ يا سأخبرك بما- الهواء في يدا صالح ضرب وقد سمرا ارتبكت

عينيه... خالد أغمض بينماشيء.. كل أفسدت لقد

تقول: وهي ما نوعا هادئا صوتها جاء أخيرا أن علي بكر يا شيء بكل اخبرني لك قلت-

شيء كل أعرفيقول: وهو بعمق تنهد

عفاف يا ذلك في وتحدثنا سبق لقد-

كالمك؟؟ صدقت أني تعتقد هل-يقول: وهو ثالثة مرة توسلها

هو سابقا به أخبرتك ما أن لك أقسم اسمعي-لقد.. بالشلة.. الليلة تلك التقيت الصدق

أبدا أشرب لم لكني كعادتنا، المرسى إلى وذهبناعفاف يا منشط أي أتناول ولم معهم

لك. أقسم تقوله، ما تعرف لم فسمرا صوتها يأته لم بعدما

هادئ: بصوت قالأحبك-

أن جيدا تعلم أنها رغم خجال سمرا احمرتتلك سماع مجرد لكن لها، موجهة تكن لم الكلمة إن خصوصا سعيدة، بمشاعر األنثى تشعر الكلمة

صادق.. بكر أن شعرت وقد بصدق قيلتهمست: تشعر أن وبدون

أحبك.. وأنا-يتساءل: وهو بكر ضحك

سامحتني؟؟ هل-بكر يا بالطبع اجل-

أيقظتك ألني وآسف اآلن نامي حبيبتي حسنا-المكان نفس في غدا ونلتقي نومك، من

خير.. على تصبح حسنا-بسخرية: خالد سألها

به؟؟ ستلتقين وأين-

تقول: وهي جبهتها سمرا ضربتاألمر.. هذا نسيت لقد اووه-

علينا األقل، على شيئا علمنا أننا المهم حسنا-الثانية الخطوة في نفكر أن

أريكة على لتوه جلس قد كان الذي خالد نهضيقول وهو الغرفة، باب بجانب كانت صغيرة

حزم: فيلألمر... جيدا نخطط أن علينا-

الثالث العواء

للنوم؟؟ اذهب هل اآلن حسنا-يقول: وهو ألخته بخبث صالح ابتسم

اآلخر في معك وحسابي اذهبي-تتساءل: وهي ارتبكت

فعلت؟؟ ماذا صالح يا لم؟؟-يسألها: وهو ضحك

اخبرني ها هذا، كل تعلمت أين من- فقد تضحك كانت هي بينما مالبسها يفتش وبدا

شعرتوتقول: تترنح وهي بدغدغة

عم.. يا كفى- تبحث؟ صالحاعترفي تخبئينه أين-

التي الضحك موجة من تهدأ أن تستطع لمإال تعرفه لم شيء عن يفتش وأخوها اعترتها

إيجاده: في فشل بعدما قال حينماهاتفك تخفين أين اعترفي-

تجيب: وهي أكثر ضحكاتها علتجننت لقد ال-

من هذا بكل فاجأتني التي أنت أم جننت؟؟ أنا-هل" وأضاف" ذلك تعلمت أين تكلمين بخبث

ما؟؟ أحدا وهي وجهها على تطفو الخجل بحمرة شعرت

غضبها: مدعية تقول على وافقت ألني المالمة أنا صالح يا حسنا-

األحمق وهذا أنت مساعدتكليقول: حاجبيه خالد قطب

تحترمين أال اللسان؟ سليطة يا لك فعلت وماذا-الضيوف؟

قائلة: لهما تلوح وهي بسخرية ضحكت إنها الله بحول غدا علي تتكال ال و ألنام سأذهب-

مني.. لكما مساعدة آخرسيفعالنه.. فيما يفكران وتركتهما

للمخدر؟؟ تتعاطى كانت الفتاة أن لك أقل ألم-قائال: ما أمر في يفكر وهو صالح عيون ضاقت

المدعو كالم سمعت لقد خالد يا ذلك اعتقد ال-منه غاضبة كانت أنها يبدو كما والذي بكر،

صمت.." لتعاطيه لدي" ثم طويال للمخدرات قالبموت عالقة له الفتاة موت أن إحساس

". سكة أبو" يقترح: وهو لساعته خالد نظر

قليال، للمقهى سأنزل صباحا، الثالثة إنها-القضية.. في جديد من هناك كان إن واعرف

الدفن.. في ونلتقيخير على تصبح حسنا-

يخرج.. وهو خالد له ابتسم كانت فقد أبدا النوم، يستطع فلم صالح أما

من تمنعه اللوح، فوق تتخبط وهي الفتاة صورة

اآلن؟؟ عنها يبحثون أهل لها كان لو ماذا ذلك،حقا هل هذا؟؟ بكر عدا بها أحد يتصل لم لكن

للمخدر؟؟ تتعاطى وتمنعه عقله، في تضج كانت األسئلة هذه كل

لذلك.. من متجها مكانه من نهض اإلسترخاءبهدوء.. الباب فتح أخته، غرفة نحو

الذي القمر ضوء بفضل الهادئة مالمحها له بدتهو كان لقد الصغيرة، نافذتها من يسطع جميلة، الغرفة من يجعل الذي الوحيد المنظر

يتوافد خربة أرض على تطل كانت لألسف والتي لإلختباء اللصوص وكذا ليال المتسكعين كل إليها

وصناديق السيارات خرد بين الشرطة من عادة يحتاجها التي والفارغة الكثيرة البنزين

لتشتعل األضحى عيد فترة في الحي أوالد

والتي األكباش، رؤوس عليها ويشوى نيرانهاعشرة رأس كل على الشاب يتقاضى

دراهم. رأسها، تحت من النقال الهاتف بخفة سحب

أصابعه.. رؤوس على الغرفة من وخرج وهي تئن كانت التي والدته غرفة على مر بعدها

الشفاء لها ليتمنى جبينها وقبل نائمة، بالمفتاح مغلقة فهي أنور غرفة أما العاجل،

لغرفة دخل هنا، ليلته يبت لم كعادته أسود، جلدها أريكة على نفسه ورمى الجلوس

أمامه صغيرة طاولة على قدميه مريحا يكن لم حيث واستغرب، المتصلين لقائمة توجه

" أشخاص ثالث إال هناك و" بكر" " " لم" نوفل و أي القائمة تلك تمنحه جميلة

لها يوجد ال أنه إال اللهم عنها معلومة على فضغط حياتها، في كثيرين أشخاص رسائل سبع كانت الوارد، بصندوق الرسائل

فقطاألخرى.. هي

والتي جميلة من وكانت األولى الرسالة قرأعفاف: رسالة على جوابا تقول

لم أنه أخبرك أن علي مرة كم جيدا اسمعيني-عدة ذلك على نوفل أقسم لقد شيئا، يتناوللتصرفاتك.. جيدا انتبهي عفاف لي، مراتلتصرفاتك؟؟ جيدا بانتبهي تقصد ماذا استغرب

وهكذا الصادرات صندوق في للرسائل انتقلالرد ويقرأ عفاف، كتبته ما أوال سيقرأ

القضية.. هذه خيوط إحدى معرفة له يتسنى حتى ولم والنصف الرابعة إنها للساعة أوال نظر

أبدا.. جفن له يغمض مع تشاجرت لقد اسمعيني حالك؟؟ كيف جميلة-

أعود لن المرة هذه وأقسم أمس ليلة بكر، من امنعها حتى نفسي لقتلت اضطررت ولو إليه

آه.. العودة األمر آلمني لقد إليه بل الخمر، بشرب يكتفي لم أنه اكتشفت كثيرا،

الكوك.. عليه زاد هي ربما أم متأكدة أنت هل ذلك؟؟ عرفت كيف-

إشاعة؟؟ المباراة في أمس وقع لقد جدا، متأكدة أنا-

أنه وجودوا للتطبيب حمل وحينما عليه مغشيا تم أن ولوال المخدر من زائدة جرعة تأثير تحت

باألمر واجهته وحينما مات قد لكان إنقاذه المخدر وصل كيف يعرف ال انه وأقسم ذلك نفى

الموضوع عن نوفل اسألي لدمه؟؟أرجوك

علي يرد ولم لنوفل رسالة أرسلت لقد حسنا-رغم صادق أنه أعتقد حبيبتي اسمعي لآلن،

ال بكر طبيعة تعرفين أنت لكن غريب األمر أنعليك.. يكذب أن يمكنه

والتي إليها جميلة رسالة فقرأ عفاف تجبها لمفيها: تقول كانت

نوفل لي أرسل لقد حالك؟؟ كيف الخير، صباح-صادق بكر أن أيضا هو أقسم وقد رسالة

أجيبيني لك شرحه كما واألمر عليك يكذب ولمأرجوك..

رسائل ثالث فكتبت منها أيضا رد على تحصل لمقائلة: اإلجابة على كلها تحثها

أجيبيني.. عليك تقلقيني ال عفاف أرجوك-تقول: عفاف كتبت المرة هذه

يا وداعا عنه أرجع ولن قراري أخذت لقد-جميلة..

قد كان التي الرسالة بتلك جميلة عليها ردتأخرى: مرة يقرأها وعاد البداية، في قرأها

لم أنه أخبرك أن علي مرة كم جيدا اسمعيني- عدة ذلك على نوفل أقسم لقد شيئا، يتناوللتصرفاتك.. جيدا انتبهي عفاف لي، مرات

هل أخرى، على حيرة إال الرسائل تلك تزده لمانتحرت؟؟

السادسة في توقظه وسمرا إال بنفسه يشعر لمكعادتها: بلطف صباحا

ستتأخر انهض أخي- تقلصت التي وذراعيه عنقه، يمدد وهو تثاءب

متقطع: بصوت قال ثم عضالتها،الخير صباح-

حوله: من المكان ترتب وهي له ابتسمتالنور صباح-

سمرا؟؟ يا الغذاء جهزت هل-فقط لصديقك حضرت المطبخ،لقد في إنه اجل-

اليوم.. اإلذن سأطلب فأنا لك شكرا- من بعضا معك تحضر أن عليك اسمع لكن حسنا-

وضعت وقد انتهت، لقد التوابلاألكل.. سلة في لك الورقة

بتأفف: أجابهاالحمد ولله أصبحنا-

إليه.. يرمي الذي المعنى فهمت وقد ضحكت نام التي مالبسه لتغيير يهتم ولم وجهه غسلمن وكوب الحاف الخبز من بعضا واخذ بها،

األكل سلة حمل فطر وبعدما الساخن الشايصحت قد كانت التي ووالدته أخته وودع

. وخرج.. لتوها فموت ليلته، ينم لم أحدا أن يبدو الحي، إلى نزل

وبدأت الجميع، تخوف أثار سكة أبو جسم في كالطفيليات التكاثر في اإلشاعات

الميت.. الحيوان مزاجه، حسب يتفلسف متفلسف كل وأصبحللجنائز المخصصة الكراسي جهزت قد كانت ورصت الزرابي، وفرشت الكبيرة الخيمة ونصبت

صغيرة صحون عليها، ووضعت الموائد الزبدة، وقطع المملح، األسود الزيتون من

من كل وكان القهوة وصواني والخبز والعسل

إنها.. لتناول للخيمة يدخل للتعزية يمر، الفطورفي.. الناس كل عادات ترفع ال الجنائز هنا

فوق من والزبدة والعسل الزيتون صحون أبداوالتي.. طوال الموائد من تجهيزها يتم اليوم

والذين الفقيرة، األحياء في هنا الجيران، قبلوالضراء. السراء في يتضامنون

وجسمه الفاره، طوله كعادته واقفا خالد كاننحوه اتجه الجميع، أمام مميزا يجعله القوي

قائال: أذنه في ليهمس صالحدفن؟؟ هل-

وبعد بالعاصمة المستشفى في الجثة تزال ال ال-مدينته الصويرة إلى سنأخذها الظهر

األصلية..سأله: ثم متفهما رأسه هز

بالجنازة؟؟ اهتم من- في متحجرة دموعه كانت وقد خالد إليه التفت

عيونه:صاحبي.. يا الذئب إال بهم يتكفل ال الذئب رجال-

وبصمت.. بقوة صالح عانقه جلبابها ترتدي وهي نحوهما، عائشة تقدمتخفوت: في لتتساءل بطرحة شعرها وتحجب

للسوق؟؟ الرجال من أحد يذهب ألم-يجيب: وهو خالد تنهد

مصطفى وأيضا أحمد الحاج ابن ذهب لقد-ال" وتابع لساعته ونظر" سيعودون تقلقي يقول

قليل.. بعدتقول: وهي خفوت في ابتسمت

فاطمة بيت إلى الخضر يجلبوا أن أخبرهم حسنا-العرجاء.... حسنا-

: قائال صالح التفت ذهبت بعدما تعلم فأنت كريم لصديقي بالغذاء سأذهب اسمع-

من وسأطلب به، يعتني من هناك ليسليومين.. إجازة العمل رئيس

يقول: وهو خالد استغربيومين؟؟ ستجلس-يقول: وهو كتفه على ربت

أكثر.. وربما صديقي يا أجل- طبعا، كعادته الصباح، ذلك مشيا عمله إلى توجه

أنه يعني مما السابعة الساعة اآلن لكنتقدير.. كأقل ربع إال الثامنة في سيصل أعمى انه يدعي الذي الرجل لذلك ابتسم

قلوب ويستعطف يتسول الطرقات في ويتجول على والذين الطلبة، وحتى والتجار الموظفين

أوقات في إال بالدراهم عليه يتكرمون ال رأيه عليه يلقي وهو ابتسامته الرجل رد االمتحانات،

قائال: التحيةالمهندس؟؟ حال كيف-

.. وأنت- األعمى؟ أيها بخير

يجيب: وهو المسوسة أسنانه عن أبانحال كل على لله الحمد-

مثال الحياة، هي غريبة سيره، وتابع منه ضحكإليه، أتحدث سمعتموني الذي الرجل هذا أن قبل الجيش في كان حيي أبناء من إنه

وعشرون خمسة من أزيد هناك قضى يتقاعدسنة

حوالي يتقاضى كان العسكرية الخدمة وأثناءمائتي يعادل بما أي درهم مائة وخمس ألفين

أكبرهم أبناء سبع وله متزوج أورو، وخمسينياسين وهو عمره من الثالثين يبلغ اآلن

ولم سنوات خمس من أزيد منذ السبانيا هاجروبعدما.. عنه نسمع خدمته مدة انتهت شيئا

يقدر مبلغا الدولة له تركت المعاش، على وأحيليتقاضاه.. كان الذي راتبه بنصف

لم بنات وأربع أصابه، الذي السكري ومرضفالكبير الذكور أما بعد، الزواج سن يبلغن

يعد ولم متقاعدا، والده وأصبح الوضع تغير بعدماأن ارتأى حاجياتهم يسد الضئيل الراتب

يوما سيعود أنه أباه واعدا االسبانية للديار يهاجرما..

واحد بعام ياسين يصغر والذي معاد االبن أماالحافالت، في نشاال مؤخرا اشتغل فقد

والعمال الموظفين محافظ في واختصأي األجور فترات في إال عمله يبدأ ال و بالمصانع

شهر كل من والعشرون السادس اليوم منذمن السادس أو الخامس اليوم حتى فرنسي

وهو.. الذي الشهر في خطوط بأربع مكلف يليهأبدا.. تغييرها يمكنه ال والتي العاصمة

ولها مشغولة، تكون الخطوط كل ألن نظرايعملوا أن يحاولون فهم للمشاكل وتفاديا ناسها أنهم الغريبة مسير وقانون محدد نظام في

لعلمهم ربما كبير وبشكل القانون ذلك يحترمون على فسيحكمون عليه يحافظوا لم إن أنهم

ذلك يسن من أدري لست بالموت، نفسهم قبل من احترامه يفرض األقل على لكنه القانون

الجميع.. اللهم بشيء مهتما يكن فلم الثالث االبن أما

البحر بجانب أصحابه مع القيتارة جلسات سوى على دائما تهبط والتي المقطعة الجنز وسراويل

التافهين الشباب بعض شأن شأنه مؤخرته ليلفوا أبدا، دراستهم في يفلحوا لم الذينمزيج وهو" المعجون وتناول الحشيش، سجائر

والعسل الزيتون وزيت واللوز الكيف بذور منينسون ليجعلهم عادة المراهقون يتناوله" وهو بهم، المحيطة المشاكل تلك نظرهم في

البنات بعض أن حتى الحشيش من أقل يعتبرويضيفون.. أيضا هن الشاي، كؤوس إليه يأكلنه

النشوة.. لقمة يصلن حتى فعل وكذلك الصباحية تحيته الحارس عليه ألقى

الذي صديقه إلى أوال وتوجه ليدخل صالح،

كعادته: يعمل كانكريم يا الخير صباح-

بلهفة: كريمعليك أقلقتني سالمتك على لله حمدا-

خوفه: يهدئ وهو صديقه له ابتسم الجيران ابن توفى لقد لكن أخي يا لله الحمد أنا-

معهم حاضرا أكون أن علي تعلم وأنت وهو كتفه على وربت" جميعا، أجركم الله عظم-

عليك" المسئول من اإلذن تأخذ أن يتابع جهزتها لقد األكل سلة خذ اسمع إياكم، و نحن-

تناوله البرتقال بعض وستجد سمرا لكأيضا..

يقول: وهو فضول في السلة محتويات فتش لها، صعب كل بتيسير لها ودعائي سالمي بلغها-

أما" وتابع" صاحبي يا البرتقال بمرحأحبه.. ال فأنا وكله خذه

المعمل إدارة نحو سيره يتابع وهو صالح غمزهليلى: والد يتواجد حيث

فيتامينات ناقصان نحن لذلك مثلي أيضا أنت-يقول: وهو كريم ضحك

. سأوزعه اسمع.. قوتنا سبب هو ذلك ربما أو-

الرفاق علىيقول: وهو رأسه صالح هز

تشاء.. ما به فلتفعل-

حيث بالمخزن، الذي الصغير المكتب ذلك تأملفي كل الصناديق ورفاقه صالح يضع

تلك وضع من المسئول يعلم حتى الخاصة، جهتهألي احتماال الصناديق، من المجموعة

فإن.. التي المواد لتك إتالف أو تكسير بداخلهلكن راتبه من سيخصم شيئا الله قدر ال حصل فيهم أحد ألي تسجل لم الساعة لحد لله الحمد

الموضوع، في شكاية أي الصناديق تلك بها يضعون التي القوة تلك رغم

يزن وحدها خشبها والتي القوية، الخشبيةالصندوق. وزن نصف

ساخطة: بنبرة هناك الحارس أوقفهلعملك عد أنت هيه-

يقول: وهو غاضبة بنظرة صالح رمقهالبشير السيد مقابلة وأريد صالح اسمي-

" سيجارته ينفث وهو ضحك لفظ" يطلق العذراءالحشيش من الخالية السجائر على

مع تحت، المخزن في البشير السيد اسمع-إليك التحدث يستطيع لن فهو لذلك ماركو السيد

الفتى.. أيها حق ال وقت في عدإياه: محذرا بنبرة يقول وهو بقوة صالح دفعه

قطعت وإال الطريقة بهذه معي تتحدث ال اسمع-الغبي أيها لسانك

كالبه بدأت حين في أخرى مرة الحارس دفعهتلك بين من التخلص وتحاول تزمجر

جيدا لفها الحارس أحكم التي القوية السالسللم لكنها بالصمت، يأمرها وهو يديه على

ال صوتها لكن حركتها خفت وإن ألوامره تمتثلونظراتها.. يصطك زال غاضبة بأسنانها

تلك مثل تشعره تعد لم الذي صالح نحو تتجهطويل.. زمن منذ بالخوف النظرات

يتحدث وهو البشير السيد خرج األثناء هذه فيالرأس وأصلع البنية، ضخم رجل إلى

هو المصنع، برئيس يوحي ال شكله أن صالح فكرهذا ماركو السيد رأى وأن له يسبق لم

السيد مع يتحدث يراه وهو اآلن إليه خيل لكنهاألفالم في العصابات رجال احد وكأنه البشيرالعصابة.. لرئيس اليمنى واليد القديمة، العربية

بالكاد والذي الضخم لهذا األقرب الصورة إنهاوهو بنفسه صالح يشعر لم المشي، يستطيع حانقة بنظرات الضخم رمقه حينما إال يراقبهماانتهائه فو عليه سيقضي انه لصالح خيل

ليلى.. والد مع حديثه من يبدو الذي العجوز، يصافح وهو ببطء ابتسم أخيرا

هنا العمل على يطمئنه كان أنه كانت سيارة نحو وتوجه كله، بجسمه ليلتفتإال صالح لها ينتبه لم المخزن، يمين على

يركبها.. اللحم من الكم وهذا اآلن البشير أشار األنظار، عن السيارة توارت حينما

ذلك.. ففعل اتبعني أن بيده لصالح

اشتراها التي الخضر صناديق النسوة تسلمتاألقوياء رجاله احد لجنازة ماله من خالد،

يديها تضع وهي الصناديق بعينيها عائشة فعدتخاصرتها: على

القرع الكرمب، ، للفت وآخر الجزر، صندوق-ثم.... األخضر، والقرع األحمر، البصل

يضع وهو بجانبها يقف كان الذي الشاب سألتالذي العرق ويمسح قديمها أمام كبيرا كيسا

جبهته: على تصببكثير.. هذا إن الله شاء ما-

عطشه، ويروي الماء يشرب كان فقد يجبها لمالكيس: ذلك تفتح وهي تسأله فتابعت

اللحم؟ من مصطفى يا هنا كم- اليوم لهذا اللحم من كيلو سبعين جلبنا لقد-

أخرى كمية سنجلب الله شاء إن وغدا ستتكلف التي أنها بما إياها محذرا سبابته رفع

فاطمة: و هي الطعام بإعداد الحي في بيت ينام أال الذئب أوصى لقد اسمعي-

أيضا.. المساجد وال اليوم أكل بدونتقول: وهي ساعديها على وشمرت يديها هزت

الكسكس صحون بتوزيع سأتكفل أني اخبره-لكن.. البيوت على أوالد بعض على بنفسيالعشاء.. صالة بعد لمساعدتي يأتوا أن الحي

ما كل أن اعلمها يخرج أن وقبل خالة يا حسنا-األكل فرن وأيضا التوابل من تحتاجه

أقل بعد حوزتها في ستكون الكسكس وأكياسساعة.. ربع من

يساعدنها كن اللواتي للنسوة بصرها حولتبغسل سيتكفالن اللتان وسمرا ليلى وكذلك القهوة األكل،وصواني موائد وتحضير األوانيالشبان ليضعها.. منها األباريق فرغت كلما

الخيمة.. في يد من الكؤوس أحد تأخذ وهي ليلى همستالنسوة باقي انهمكت بينما لتمسحها صديقتها

العشاء.. طعام وتجهيز الخضر تقطيع فييأتي؟؟ ألن وصالح-

تقول: وهي كتفيها هزت األكل طعام أجهز أن أخبرني لكنه أدري لست-

بعد.. سيظهر أنه اعتقد فقط، لصديقه إلى يتحدث صوته سمعت جملتها تنهي أن وقبل

المنزل ساحة إلى يتقدمان وهما خالد يتم لكي شيء كل من فرغت والتي الواسع

فيها.. العشاء طعام تجهيز تعطيه كانت التي ليلى إلى بصره صالح هز

: قال ثم بارتباكها، شعر لكنه بظهرها،جميعا الخير صباح-

الجميع: مع وردت إليه التفت أخيراالنور صباح-

يقول: وهو عائشة للخالة بصره وحولآخر؟ لشيء تحتاجون هل خالتي-

تقول: وهي معا كتفهما على ربتتلشيء.. نحتاج ال نحن فيكما الله بارك-

حازم: بصوت خالد أضاف أي أو المال، طلب في أبدا تترددي ال اسمعي-

من بعضا ليخرج جيبه إلى يده ومد شيء لكنها بالضبط كم معرفة صالح يستطع لم المال

تقول: وهي به سعدتوجه.. أكمل على شيء كل سيكون تقلق ال-

حواجبها ترفع وهي فتبعته ألخته، صالح أشارلها: ابتسمت التي لليلى

الباب جانب إلى بها وتوجه عنقها حول يده لفيقول: وهو الرئيسي

المفاجئة؟ الكوارث خزين في لدينا ماذا سمرا-لتقول: حواجبها قطبت

ورفعت" مائة خمس إال يوجد ال- سبابتها درهموال" وهي ستصرفهم أنك لي تقل تقول

يقول: وهو وكتفيه حواجبه هزاستعمالهم وقت حان لقد-تقول: وهي تخاذل في رأسها أحنت

لك سأجلبها حسنا-قائال: أوقفها لكنه بالفعل القول وأقرنت

مائة إال اآلن منها احتاج لن انتظري- يحذرها أيضا هو سبابته رفع" درهم،والباقي

قائال"

عليه.. تقشفي أرجوك-درهم.. المائة لك ألجلب سأذهب.. حسنا- ليذهبا، صديقه كتف يضرب وهو خالد خرج حينها

بيتهما أمام بسمرا التقيا مشيهما وأثناءبرعب: قالت يرن الذي الهاتف تحمل وهي

ماذا.. إنه- اخبره؟؟ بكريقول: وهو ليثبتها كتفها أمسك

الفن بمقهى اآلن تلتقيا أن أخبريه اسمعي-السابع

قالت المكالمة أنهت وبعدما فعلت وكذلكبحماس:

مالبسي أغير أن علي-ببالهة: سال

ولم؟؟-بتشكك: قالت

بكر؟ إلى نذهب ألن- منها واخذ خالد شأن شأنه استخفاف في ضحك

يقول: وهو درهم والمائة الهاتف تخبري وال عملهن في النسوة لمساعدة اذهبي-

القضية عن كان أياتقول: وهي حاجبيها قطبت

تقصد؟؟ من-خالد: أجاب

حتى" في وتابع" شخص أي- السنيورة سخريةالطويل اللسان صاحبة يا تكوني لم إن هذا

بالفعل.. أخبرتها قديقول: وهو رقبته على صالح ضربه

أختي؟ عن تتحدث أال أخبرك أن علي مرة كم-يقول: وهو خالد استنكر

؟؟ أختك أضفت واآلن فقط السنيورة قلت لقد-هذا؟؟ لكل أنا قلت ماذا ثميقول: وهو رأسه صالح هز

وضربه.." نهار فأمامنا لنذهب هيا- ضربة طويلستكون" وهو أخرى هي السنيورة يقول

خالد.. يا فراقنا سببيقول: وهو مالبسه عدل

ماذا تخبرني لم لكنك المهندس أيها حسنا-سنفعل؟؟

ببكر. سنلتقي قال ثم الصغير الهاتف تأمل نقل في ساعده وقد الصباح ذلك عمله كريم تابع

الثانية المجموعة من له زميل الصناديق الساعة كانت نادرا، إال الحديث يشاركه لم لكنه

بصندوق دخل حينما صباحا، عشر الحادية بسرعة التفت وحده، كان وقد المخزن، إلى آخر

الصغير بالمطبخ كان الذي الحارس نحو من يرى أن يستطيع كبيرة نافذة تتوسطه الذي

المطبخ، في كان لو حتى كله المخزن خاللها

بعمق تنفس الشاي، بتحضير منشغال بدا لكنهمند الموضوع الصندوق ذلك يراقب وهو

أن يحاول الفرصة، له سنحت وكلما هناك أسبوعمرة أول صنعه قد كان الذي الثقب يوسع

الذي الحارس إلى جانبية نظرة أخرى مرة نظرويبدو يغني، وهو النار فوق البراد يضع كان

وادعى كبيرا، مسمارا فسحب لكريم ينتبه لم أنهخشبة بين ووضعه الصناديق يعدل أنه آخر طرف لينقلع بقوة المسمار رفع ثم وأخرى،جيدا،وفي الصندوق خبأ ثم الخشب، منالصندوق.. في ما يعرف أن سيستطيع المساء وقت منذ فكره شغل الذي اللغز، حل اقترب

طويلمؤخرا عملك في تتلكأ أصبحت أنك أرى أنت هيه-

يجيب: وهو رأسه حكقليال تعبت لقد ال-

ساخرا: يبدو كان وإن حازم بصوت قاللمنزلك الذهاب فيمكنك فتاة يا تعبت إن-

قائال: مرحه يدعي وهو االهانة تلك بلعأحسن العمل الخطاب كثرة على ال-

بضيق: تمتم البشير السيد أخبرت وإال عملك فلتتابع إذن جيد-

أبدا.. األمر يعجبه ولن*****************

حالك؟؟ كيف بكر ألو-اقتضاب: في بكر أجاب

بتوعك اشعر زلت ال نوفل يا بخير لست-يتساءل: وهو قلقا نوفل صوت بداالحقيقة؟؟ تقول كنت هل بكر-

من السؤال هذا عليه طرح ما كثرة من تأففالجميع:

قليل بعد عفاف سأقابل تبدأ ال نوفل يا ال- تسمعني أن قبل أبدا تسامحني لن تعلم وأنت

الطويلة.. محاضرتهايقول: وهو صديقه ضحك

الله أعانك- عند تقف والدته له بدت وحينما رأسه بكر هز

الخط وأقفل صديقه من استأذن غرفته بابمتأففة: بنبرة قال

أمي؟؟ يا هناك ماذا- متوترة وبدت الباب دفة على قبضتها أحكمت

تقول: وهي حياتك، في أتدخل أعد لم مدة مند بكر يا اسمع-

على تضحك أنك علمت إن صدقني لكنخارجا سأرميك أني فأقسم عفاف

بصوت يقول وهو القلق عليه بدا وقد نهضهادئ:

أمي؟؟ يا ذلك تقولين لم-

عينيها من فرت التي دمعاتها إحدى مسحتتقول: وهي

معها وتشاجرت عفاف تركت أنك سمعت لقد-المباراة ليلة

أسنانه بين من يخرج وهو الهواء في يدا ضربسبة،

الزائفة، اإلشاعات إثارة يعشقون كم لهم تبا-لكن ذلك، أنكر ال تناقشنا وعفاف أنا اسمعي

ال الزواج تقلقي ال ثم بعض لنترك األمر يصل لموانظري" وتابع" قائما يزال في إلي بمرحلعفاف؟ تكن لم إن األناقة هذه كل لم نظرك

تقول: وهي والدته له ابتسمت وجهه على وربتت" بني يا عليك الله شاء ما-

الفتاة" في لها وليس يتيمة ابني يا قائلةفال.. عز الله بعد سوانا الدنيا بني يا تنهرها وجل

كاذبا فسأكون عفاف أحب أني لك قلت إن أمي- وهو ابتسم حين في قلق في حاجبيها قطبت

قائال: يتجاوزهاوالدتي يا أعشقها إني-

سيقع.. قلبها كان لها سيسبب ما يوما شقي الولد هذا أن كم

جلطة.. بالناس، جيدا باالهتمام رجاله بقية خالد أوصى

المكان.. مراقبة وأيضا

نحو العاصمة، إلى واتجها سيار ركبا بعدهابكر مع عليه سمرا اتفقت الذي المقهى

صاحبي؟؟ يا سنفعل ماذا اخبرني واآلن-آخر: باستفهام أجابه

قتل؟؟ سكة أبو أن شعرت لم-يقول: وهو خالد عيون ضاقت

المخدرات، مع كله عمره قضى جيدا أعرفه ألني-الكمية عن يتوه لن والكيف والحشيش،

أبدا.. سيحتاجها التيصديقي؟ يا تسأل لم لكن-

من ساخنا بالخروج للهواء يسمح حتى بعنف تنهدحوله من المارة، يراقب وهو رئتيه،

الماء وبائعو الجميع، توتر من تزيد الصيف حرارةفهم جيدا، الفصل هذا مثل في يرتزقون وقبعاتهم الخاص بلباسهم طريقك يعترضون

بشتى أهداب منها تتدلى والتي المزركشة جلد من قربة جنبهم حول يحملون األلوان،

الماء، برودة على تحافظ التي وهي الماعز في يتحكم الذهب بلون سقاية فمها من تتدلى

حزام خاصرتهم حول ليتعلق وفتحها، إغالقها المصبوغة ، الكؤوس من مجموعة منه يتدلى

المدن في بكثرة يتواجدون بالقطران،بالمملكة.. القديمة

كعادته، البصرية جولته من انتهى بعدما أخيراأجاب: شيء كل في يشرد

هي عفاف كانت إن أتأكد أن علي لكن شيء ال-أوال.. للمخدر تتعاطى أيضا

يقول: وهو المقهى نحو خالد أشاروصلنا.. لقد هيا-

يجلس منها ركن في فارغة، شبه المقهى كانتبينما نقاال حاسوبا أحدهما يحمل شابان

وقد األوراق من مجموعة أمامه يضع كان اآلخرعمله.. في منهمكا منهما كل بدا

جلس الباب، يمين كانت التي الطاولة في بينماضيق في لساعته يتطلع وهو لوحده شاب

فوق بأصابعه يطقطق أخر شاب وأمامهماالطاولة،

آخر شاب دخل بعدما خصوصا الحيرة، تملكتهماتمتم لوحده، آخر ركن في وجلس للمقهى

بضيق: صالحالشباب إال يحضرها ال المقهى هذه أن يبدو-

يتساءل: وهو ضحكته خالد كتمهذا؟؟ بكر المدعو سنعرف كيف-يقول: وهو جهله داللة كتفيه صالح هز

أفكر دعني خالد، يا أدري لست- صاح بل للتفكير مجاال له يترك لم خالد لكن

الغليظ: بصوته.. من- بكر؟؟ هنا اسمه بكر

ثم صوته، أثارهم بعدما الجميع، إليه التفتعمله كل ليتابع بينهم فيما نظرات تبادلوا

يقطع أن قبل غريبة، نظرات وصالح خالد تبادالقائال: صمتهما النادل

عنه تبحثون الذي بكر هاهو- للمقهى يدخل كان جدا وسيم لشاب وأشار

لتوه.. محترمة بنبرة ليقول أمامهما مباشرة توقف

جدا:أساعدكما؟؟ كيف-

يقول: وهو كتفيه على خالد ربتمعك.. قليال نتحدث أن علينا-

هيا" وهو البقية عن بعيد لمكان له وأشار" يقولأرجوك.. معنا

بصمت.. تبعهما لكنه بكر تتملك الحيرة كانتالرابع العواء

هام موعد فلدي تسرعا أن أرجو لكن- كرسيا يزيح أن قبل مسلية، بنظرات خالد رمقه

صالح أما خمول، في عليه جسده ويرميالجلوس: على يحثه وهو هادئة بنبرة قال فقد

الموضوع هذا أجل من قدمنا لقد تفضل أرجوك-قلق: في تساءل

بخير؟؟ عفاف هل- حديثهما بين أحال ببعض، نظراتهما تسمرت

يقول: وهو إليهما تقدم الذي النادلسادة؟؟ يا تشربون ماذا-

يسأله: وهو بكر نحو رأسه صالح رفعتشرب؟؟ ماذا-قال: ثم بضيق إليه نظرسكر بدون قهوة-

ويقول: للنادل بصره يحول وهو صالح له ابتسمسكر.. بدون القهوة من فناجين ثالث-

خالد صرح يذهب أن وقبلشاي كأس في لي اجلبها أرجوك-

يعلق.. لم لكنه النادل استغرب مالمحه على ظهر وقد جبهته على بكر مسح

السؤال: يعيد وهو الضيق ومن تأتي؟؟ لم لم عفاف هي كيف اخبرني-

أنتما؟؟ ذلك بكر مع الحديث في صعوبة صالح وجد

بالبراءة مالمحه توحي والتي الطويل الشاب غني، انه على يدل مما جدا أنيقا يبدو والطيبة،عكس تسبقه، عطره ورائحة مرتب شعره

وخالد.. هو مالبسهما تعم التي الفوضى صالح قال ذهابه وبعد طلبهم، النادل لهم جلب

وصريحة: جدية، بنبرةعفاف.. توفيت لقد-

أخرى، مرة ليطبقه فمه وفتح بعينيه بكر جحظيجلس.. وعاد مكانه، من نهض ثم

ساعديه عقد الذي وخالد صالح من كل راقبهيقول: وهو صدره أمام

الله إرادة إنها أخي يا عليك هون- غير كلمات ويقول عجز، في بيديه يلوح بدأ

من.. غير أو مسموعة، الصدمة شدة مفهومة كانت بعدما ومرتعش متقطع بصوت قال أخيرا

وجهه: على أخاديد تصنع دموعه

كذلك؟؟ أليس انتحرت ماتت؟؟ كيف- مال ثم بكر، كالم سمع حينما صالح فك توتر

يسأله: وهو نحوه بجسدهانتحرت؟؟ قد تكون أنها تقول يجعلك الذي ما-

حذر: في يتساءل وهو بكر توترالشرطة؟؟ من أنتما هل-

لكنه ضاحكا خالد النفجر متأزما الوضع يكن لم لويقول: وهو بصعوبة ضحكته كتم

لحسابنا.. نعمل أننا تقول قد- قائال بالنهوض هم وقد وارتباكه بكر خوف زاد

عال: بصوتحوارنا انتهى قد أنه اعتقد-

يقول: وهو يديه من صالح أمسكه نكتشف أن علينا معا، نتعاون أن نود نحن اسمع-

الحقيقةحيرة: في يتساءل وهو أخرى مرة جلس

بالضبط؟؟ أنتم ومن حقيقة؟؟ أي-

يتحدث وهو أوقفه صالح لكن بالتدخل خالد همبكر: إلى برجاحة

الذي اليوم نفس في صديقنا فقدنا لقد اسمع-فيه تشك ما عكس ونحن عفاف، فيه ماتت

قتل.. صديقنا أن نعتقد نحن أنتذهول: في يقول وهو للكلمة بكر يد ارتعشت

قتل؟؟- في بكر ليتابع رأسه وصالح خالد من كل هز"

اسمعا" ذهول مما شيئا أفهم لم أنا أكبر ماتت كيف فلتخبراني لذلك به أسمعتماني

عفاف؟؟يقول: وهو صالح تنهد

زائدة بجرعة ماتت فلقد الطبي التقرير حسب-.. الكوكايين من

يقول: وهو بعنف الطاولة بكر ضربالتفاهات لهذه أسمع لن جننتما؟؟ هل-

وهو بصرامة أوقفه خالد لكن بالرحيل وهميقول:

فنحن حبيبتك، بموت مهتما تكن لم إن اسمع-جدا ومهتمان بصديقنا مهتمان

فقال صالح أما األخيرة كلمته على وضغطالهادئة: نبرته بنفس

معنا.. تفضل أرجوك-معهما وعاد بكر، تأفف

لكنه الشابان، هذان هما من يعرف ال أنه صحيحيجلس يجعله، نحوهما بالفضول يشعرويعرف.. إلى ليستمع وراءهما.. ما قصتهما

لعفاف رؤيته من بداية شيء، كل صالح له روىأن إلى اللوح فوق بتألم تتخبط وهي

بلقائهما.. وأخبرته سمرا إليه تحدثتمنك نعرف حتى سمرا، مكان جئنا نحن وها-

بعصبية: قالعفاف ليست تكلمني كانت من إذن-

يقول: وهو باإليجاب رأسه صالح هزلديك؟؟ ما أخبرنا واآلن-

قال خالد لكن سؤالهما، البداية في بكر يفهم لمحازم: بصوت

اآلن حتى عفاف على تعرفت أن منذ أخبرنا-بتهكم: تساءل

أكثر هي عفاف مع قصتي أن تعتقد أال-بها أخبرك أن من خصوصية

حروفه بين يحمل كان وإن اكبر بتهكم أجابهكبيرة: سخرية

سيقلقك، ذلك كان إن بالخصوصيات تخبرنا ال-ينفعنا ما نعرف أن نريد فقط نحن

هذه.. قضيتنا فيبخبث: سأل

الشرطة؟؟ به تختص األمر هذا أن تعتقدا أال-

أمرة بنبرة قال ساخطا، بدا وقد خالد وقفلصالح: كالمه موجها

الهاتف أعطني- وهو بكر يدي بين وضعه حين في الهاتف له مد

يقول: كيف وسترى اآلن الشرطة إلى اذهب اسمع-

عملها طريقة تعجبك لم إن أما ستساعدك، القديمة المدينة إلى تتوجه التي الحافلة فخذ

هناك طفل اصغر تأكد الذئب، عن اسأل وهناكإلي.. سيجلبك

أرجو' بسخرية وتابع' القهوة على تحاسب أن أكبرنشربها.. لم التي

بغضب: صالح تساءل بالشارع أصبحا حينمافعلت؟؟ ماذا-مصطنعة: ببالهة أجابه

لم قهوة على أحاسب أن تريدني أكنت ماذا-أشربها؟؟

يقول: وهو شديد، بغضب صالح زمجر عن أتحدث ال أني تعرف األحمق أيها لك تبا-

القهوةيجيب: وهو عكسه باردا خالد كان

تقلق.. ال صالح يا سيعود- أخرى مرة العودة أبدا نيته في يكن فلم بكر أما

ثم عفاف هاتف تأمل الشابان، هذان إلى

ليرن خمسة، رقم على وضغط هاتفه حملتبكي: وهي جميلة تجيب أن قبل مطوال الهاتف

أنت؟؟ أين بكر أوووه-بخوف: تساءل

جميلة؟؟ يا بك ما-تقول: وهي المخنوق صوتها جاءه

عفاف.. ماتت لقد بعد؟؟ تعلم ألم- وأقفل الخبر، من لوته تأكد وكأنه مطوال صمت

بسخاء.. بالنزول لدموعه سامحا هاتفه عفاف له ركبتها والتي بإصبعه، التي الذبلة تأمل

شهر.. قبل الخطوبة حفل في الوردة وتلك الزهري، بفستانها جميلة بدت كم

وهي اليمنى، أذنها جانب تزين البيضاء وكذلك بالزهر، المنسم الحليب كأس من تسقيهتمرة من أطعمته مرتعشتين وبيدين هو

باللوز.. محشوة وكذلك بخطوبتهما، جدا سعيدة والدته كانت كم

من السماء في سيطير أنه يشعر كان هو ألنها ولكن فقط، يحبها ألنه ليس الفرح، شدة

رائعة.. فعال كانت كان لكنه متسلطة، تبدو أحيانا غيرتها أن صحيح

وارتباكاتها المجنونة، تصرفاتها يعشق عليهم ليغلق الزفاف موعد باقتراب ذكرها كلما

واحد.. بيت

مركز أمام توقف حينما إال بقدميه يشعر لمهناك الضابط ليقابل ودخل بالمدينة، الشرطة

بتعال: أخبره والذيللمخدرات.. تتعاطى المتوفاة كانت لقد-

متهكمة: بنبرة يقول وهو بكر قاطعهلشيء تتعاطى تكن لم خطيبتي سيدي يا ال-

يقول: وهو استهزاء في كتفيه هز في المخدر من كبيرة كمية األطباء وجد لقد-

لك؟ بالنسبة كافيا األمر أليس دمها،يقول: وهو لعابه ازدردلك شكرا بلى-

يديه، بين الذي الهاتف يتأمل عاد فقط حينهاخالد.. كالم لذهنه تبادر وقد

المسافة هذه كل سار انه حظ ال وقد بعمق تنهدليتوجه أجرة، سيارة فأخذ سيارته، بدون

إلى ذهب بعدها ثم سيارته ويأخذ المقهى، إلىجنازة الجيران لها أقام حيث عفاف منزل

على اسم أنها الجميع عنها يقول كان بفتاة تليقمسمى..

وهي النساء إحدى صوت مسامعه إلى تناهىجارتها: أذن في تهمس

خطيبها هو هذا-األخرى أجابتها

بعض.. مع السم ذلك يشربان كانا أنهما بد ال-

على بعمق، وبكت يدها بين وجهها جميلة دفنتالطريقة.. بهذه صديقتها موت

أن تصدق أيضا هي هل تساءل و بعيد من تأملهاللمخدرات؟؟ تتعاطى كانت عفاف

البيت عتبة أمام واجما يقف لها بدا حينما كانت أن منذ عفاف تمتلكه كانت الذي الصغير

في أهلها توفي بعدما عمرها، من عشر الخامسة

وبأعجوبة هي، إال منه تنجوا لم حادث في عيونها فتحت الذين جيرانها وسط عاشتوكذلك نفسها على تصرف وكانت عليهم، لها تركته الذي الصغير الراتب من دراستها

الدولة.. الساخنة، دموعها من تزيد وهي إليه سارعت

استنكار: في لتقولبكر؟؟ يا كهذا شيئا تفعل قد أنها أتصدق-

بسؤال: أجابهاجميلة؟؟ يا ذلك تصدقين وهل-

لتقول: دموعها تمسح وهي نفت بنفسها عفاف استيقظت لو حتى بكر يا ال-

أصدق لن بذلك وأخبرتنيمخنوقة: بنبرة قال

أبدا ذلك تصدقي فال إذن-خفوت: في تساءلت

لحمها في ينهشون الكالب هؤالء سندع وهل-ميتة؟؟ وهي

لو حتى عفافها أثبت أن أقسم جميلة يا ال-حياتي.. ذلك كلفني

قائال" يتابع أن قبل لساعته نظر"اآلن.. أذهب أن علي

أين؟؟ إلى-ويقول: يلتفت أن قبل للحظة توقفترتاح عفاف روح سأجعل-

كثيرا، مشوشا يبدو وعقله بسرعة الساللم نزلالشابان ذلك سيجد أين يعرف الالضخم؟؟ الشاب ذلك قاله اسم وأي

القديمة.. المدينة عن ما شيء هو يتذكره ما أبوابها أمام توقف وحينما إليها توجه لذلك

بين هدى بغير يتجول وأخذ ببطء نزل المقوسة، وصل أن إلى الطويلة، ودروبها الضيقة، أزقتها

وعاد.. طريق إلى مرة ألدراجه مسدودأخرى..

ومن رجالن عليه هبط حينما آخر لدرب دخل ثمحاد بسكين احدهما لوح يعلمه، ال مكان

أما أبعده، انه لوال سيصيبه وكان وجهه علىأذنه في يهمس وهو ذراعه لوى فقد الثاني

قائال:مالبسك اخلع-

ذهول: في يتمتم وهو بكر عيون جحظتماذا؟؟-

يقول: وهو رقبته على سكينه مرر" ال-" النفحة" كالمه يكرر أن يحب نفيحة مرتين

اخطر،تسحق لونها عشبه هي لونها يصبح حتى النار، رماد مع وتمزج أوراقها

يشمها للسواد، مائالأما.. الشخص تنشي وهي المتسكعين بعض كثيرا

" فقد" لكثرة االسم بهذا سمي نفيحة بنفس تستعمل فكرة على وهي استعمالها

منها سطرا الشخص يصنع أي الكوكايين طريقة ليستنشقها أنفه ثقوب أحد يغلق ثم كفيه على

الثاني.." الثقب مع وهكذا شعر ما ولسبب البداية في بكر حرارة ارتفعت

بالخوف.. هذه لكنه أبدا، الشجار يثير يكن لم قوته رغم

لذلك مضطرا كان المرة" أمسك مباغتة حركة وفي من" معصمه نفيحة

السكين سقط حتى بقوة ركبته به ليضرب" يده، بين من من" نفيحة أسنانه: بين زمجر

األحمق أيها تصرف- أرجل إحدى ارتفعت صديقه يتصرف أن وقبلثم أرضا، به ويطيح وجهه على لتستقر بكر" لكمة وجه وهو" األرض.. على يرميه لنفيحة

ال لكنه البداية، في تخيل كما صعبا األمر يكن لمأشهر أن يسبق فلم بالرعب، شعر انه ينكرالمتسكعين.. هذين قبل السالح أمامه احد

أن قبل قدميه أمام تتدحرج كانت كرة أوقفأو سنوات ست حوالي يبلغ صغير طفل يجثوقدميه.. بين من الكرة تحرير ويحاول أمامه سبع،

في أظافره حافرا يتصارع وهو بكر تأملهكان الذي الصغير الشرط توسخ وقد التراب، األصلي لونه كان يبدو ما على والذي يرتديه،

التراب.. بحمرة يصبغ أن قبل أبيضا كانت بينما األطراف، متشققة حافية وقدماه

وجهه.. وكذلك متسخة ركبهلها.. يرثى أنها عنها يقال شيء أقل حالةإياه: سائال أمامه ينحني وهو أخيرا له ابتسم

الكرة؟؟ تريد هل- للكرة، تحريره محاولة تابع فقد الطفل يجبه لم

اعتبر الطفل وكأن بكر فأحس يلهث، وهو له يتسنى حتى قليال قبضته فأرخى تحديا، ذلك

إلى وقام انتزعها فقد وبالفعل أخذها،بنصره.. يعتز وهو أصحابه

كان بعدما عال بصوت وسأل بكر منهما اقترباالسم: تذكر الطريق طوال جاهدا يحاول

الذئب؟؟ يسكن أين- عن الجميع توقف صاحبه طويل صمت ران

جيدا.. ليتأملوه والهتاف، اللعب

مأزق؟؟ في نفسي أوقعت هل الطفل نفس نحوه تقدم نفسه، تجيبه أن وقبل

محترمة: بنبرة يقول وهواآلخر الحي في يقطن إنه-

الذي الحي نحو سيتوجه وكان ببصره، بكر تابعه"قائال:" يوقفه أن قبل الطفل، له أشار

قطب" تجده لن لكنك في حاجبيه بكر هناكتساؤل

الطفل: فقالمكانه.. إلى سأخذك معي تعال"-

دقائق عشر حوالي للمكان، للذهاب المشوار أخذتوقفا أخيرا و األقدام على مشيا،

كبيرة، ساحة أمام منصوبة كبيرة خيمة أمامبيت أمام نصبت بالتي شبيهة فهي بكر عرفها

يقول: وهو للصبي التفت عفاف،لك شكرا-

عليك ال-برفاقه.. لاللتحاق وسارع

بين اعتزاز في يقف الضخم الجسد ذلك له بداومعه يتحدث، وهو الرجال من مجموعة

الصباح.. في برفقته كان الذي الشاب نفسقائال: صالح أذن في خالد همس

ضيفك وصلك لقد-

قائال يصافحه وهو بكر نحو وتوجه صالح ابتسمبثقة:

ستأتي أنك نعلم كنا-أجاب:

سآتي.. بأني أعلم أكن لم-يقول: وهو خالد صافحه

آخر.. مكان في لنتكلم هيا- أن قبل صغير، مقهى أمام ثالثتهم وقفله فينتبه القويتين بيديه ويصفق خالد يتقدمهم

حتى القديمة باألفالم أشبه المنظر كان الجميع،هذه بحركته خالد يقصده ما عرف بكر أنبصمت.. للمقهى، إخالء تبعها ما سرعان والتي

كؤوس يضع وهو بفضول النادل سعد تساءلبالنعناع: والبراد الشاي

اجتماع؟؟ اهو- ينتظر أن دون بهدوء ينسحب جعلته خالد نظرة

ردهالحي هذا في هنا الرعب تثير انك أرى-

من قطعة أحرق بعدما سيجارته خالد نفثيديه بين يفركها واخذ بوالعته، الحشيش

وهو بإتقان يلفها ثم التبغ مع جيدا ليمزجهايقول:

المدينة.. بل فقط الحي في ليس صدقني-

وإنما دهشة وال استغرابا ليس حاجبيه رفعبدأت الذي خالد على يخف لم وذلك سخرية،

أن عليه أنه جيدا يعلم كان لكنه تتوتر، مالمحهغير آخر وموقف مكان في قوته يثبت

هذا.. الشعبية األسواق بأحد جدا صغيرة المقهى كانت

فيها يجتمع حيهم، من والقريبة بالمدينة كل وكذا سبيل، وعابر ومتسول، متسكع كل

ما.. قضية على خيط أو لدليل يحتاج شرطي المثقفين، بعض من أيضا يخلو ال والمقهى

أيام يدا أو رجال أضاع ممن الحروب وبقايا اسبانيا أو والمغرب، فرنسا بين الحرب

والمغرب.. انه عنه يقال القدامى، المحاربين أحد دخل

لذلك الشرطة، حساب على يعمل جاسوس معه، الحديث أو مرافقته تخشى الناس فأغلب

قد ربما بشيء ويعترفون لسانهم يسل ال كيمقابله.. حياته يدفعون

غليظ: بصوت يقول وهو خالد له ابتسموالدتك؟ روح يا ماذا-

كان وقد ثمالته شدة من يقع، يكاد وهو أجابهجدا رخيصة شراب، زجاجة يديه بين يحمل

األخرى اليد وفي المتسكعون إال يشربها ال عادةفمه على بالستيكيا كيسا يضع كان

السليسيون مادة به رئتيه، ملئ يستنشقه

الوسيم؟؟ هذا من أعرف أن أريد- وهو يراقبانهما، وبكر صالح ظل بينما خالد ضحك

يجيب: قطعة يعطيك أن سعد أخبر اذهب شأنك؟؟ وما-

هذه.. ليلتك في وانتشي وإذا سيقف، أنه ادعى خالد لكن يعارضه أن أراد

ضربا سيبرحه فطبعا وقفيقول: وهو يديه كلتا فرفع

.. حسنا- ذاهب أنا نفسك تتعب ال حسنا خرج كلما وكالعادة وراءه، المقهى باب وأغلق

رجال كان إن ويتحداه خالد، يسب بدأ كعادته فهو به ليهتم خالد يكن لم إليه، فليخرج

كالفأر يصبح فمه في الخمر قطرة تقع إن ما نحوه قادما رآه وإن أسدا، نفسه يعتبر الذي

هاربا.. يهروليسأله: وهو بكر ناحية السجائر علبة دفع

ملفوفة؟؟ أو عذراء-حانقة: بنبرة قال

أشكرك تلك وال هذه ال-يقول: وهو صالح إلى والتفت رأسه هز

طبعا وأنت- رجليه، كلتا يطلق وهو تذمر يجيبه أن وقبل"

الخشبية الكراسي أحد على جسده ليريحأشعر" أوالدي.. مع اجلس وكأني الرثة

يقول: وهو بينهما، نظرته بكر نقلبالضبط؟؟ مني تريدان ماذا أخبراني اآلن حسنا-

كل كأس في الشاي يصب وهو بعنف صالح تنهدقال: ثم منهم واحد

شأنه أنه نعرف نحن مات الذي زميلنا اسمع-يتعاطى الحي، هذا في هنا األغلب شان

كان أن منذ أنواعها كل والحشيش، للمخدراتلكن.. لنا بالنسبة فاألمر شيء كل رغم طفال

في أبدا ليخطئ يكن ولم متعود فهو جدا، غريبجسده.. يحتاجها التي الكميةدائما وارد الخطأ-

أن علينا أنه من يمنع ال هذا لكن ربما أجل-نتأكد..

في أبدا ليخطئ يكن لم سكة أبو صاحبي يا ال-جيدا أعرفه أنا كهذه، مسألة

وهو صالح نحو بصره حول ثم بكر إليه نظريقول:

ادعوا، كما أبدا مدمنة تكن لم عفاف-يقول وهو صالح عليه فربت صوته اختنق

من للحقيقة، نصل أن نريد نحن هذا كل ألجل-موتهم، في يرتاحوا أن حقهم

في عفاف ترتاح أن أجل من حق لديك أجل-شيء كل أفعل أن مستعد فأنا تربتها

عن تعرفه ما كل أخبرنا صديقي يا إذن حسنا-عفاف

ساخرة: بنبرة خالد أضافطبعا الخصوصيات عدا ما-يقول: وهو صبر، بنفاذ عينيه بكر أغمض

الطريقة بهذه األمر سنتابع كنا إن اسمع-حسابه على كل يعمل أن فأفضل

قائال: صالح استدركه مشكلتكما هي ما اعرف ال معا أنتما اسمعا-

أن التفاهات لهذه أسمح لن تأكدا لكن بالضبطاتفقنا.. هل عملنا في تؤخرنا

كل يهز أن قبل متمردة نظرات وبكر خالد تبادلبالحديث: بكر ليبدأ رأسه منهما

عشر السابعة في كنت حينما بعفاف تعرفت-في وقتها كنا عشر الخامسة في وهي

نفس في قدماي إحدى كسرت واحد مستشفىفقدت وأنا والديها فيه فقدت الذي الحادث من وهو وقتها جدا مسرعا كان الذي والديوأمي أنا علمنا بعدها طبعا الحادث، في تسبب

فارتأينا الحياة، في أحد لها يعد لم الطفلة أنرفضت لكنها معنا للعيش تنتقل أن البداية في

ال والديها أن لو كما حياتها تتابع أن وأصرتلم جدا، مثابرة كانت الحياة، قيد على يزالون

بالعكس عمرها، بداية في الناس لكالم تهتماألولى، المراكز على وحصلت دراستها تابعت والدتي عليها اقترحتها التي المساعدة حتى

بالدخول لي تسمح تكن ولم رفضتها، مرارا

مناسبات وفي كان، سبب ألي لشقتها وحديبما معها، لقضائه نأتي ووالدتي أنا كنت العيد

أحبتها كيف أدري لست البيت، ترك ترفض أنهايوم بعد يوما اعشقها كنت لكني لم وال

ليقول كتفيه وهز مقلتيه تمال والدموع ابتسم"لست" في لم فعال لكما أقوله ما أدري تخاذل

ذلك.. بنفسها لتفعل تكناهتمام: في خالد سأله

أنها متأكد شبه قلت ماتت أنها أخبرناك حينما-هذه بكل مادامت عنها تقول لم انتحرت

بها.. وصفتها التي الصفات سؤال أمام وكأنه جبهته يعصر بدا وقد ارتبك

االمتحان: في صعب الصدمة، يتقبل كيف شخص كل أن تعلم أنت-

أقوله ما اعرف وال مصدوما فعال كنت لقد هي عفاف فيها كانت التي الحالة بكر يا حسنا-

الله رحمه زميلنا، منها عان التي نفسها العينين وصفرة المريبة، الزرقة تلك نفس

أي تشرب عفاف كانت هل األعضاء، وتصلباألدوية؟ من نوع

خالد فنصحه ببكر جليا االرتباك بدا المرة هذهقائال:

األمر.. في يفيدنا قد شيئا علينا تخفي أال أرجو- كانت ألنها منوما دواء تتناول كانت أنها أعتقد-

اعلم ال فأنا ذلك عدا أما األرق من تعاني

شيئا في وهمس خالد رجال أحد دخل األثناء هذه في

خالد: يقول أن قبل أذنيه،فورا وأبلغني األمر من تأكد حسنا-

خالد لكن وقع ماذا منه يستفسر أن صالح أراديقول: تابع

ذلك لكن نتبعه، خيط أي لدينا ليس الساعة لحد-ليصافح ووقف" أبدا نستسلم يجعلنا لنأتمنى" وهو بكر بأي علينا تبخل أال يتابع

جديدة معلوماتيقول: وهو بقوة الشاب صافحه

وأحب واحدة، فقضيتنا غريبا تعتبراني أال أتمنى-هاتف اخرج ثم" تطور بكل اعلم أن

هكذا" وهو لصالح ومنحه عفاف يكون لن يقولأراد" أيضا وأنا إخباري بعدم حجة لك

تأكد" تابع لكنه يعترض أن صالح سنحتاجه يحثهشئت متى تفتي مها يمكنك اشتراك إنه

قال: ثم جيدا، الهاتف صالح تأملعفاف براءة نثبت حينما لك سأعيده- يلتقوا أن أمل على يودعهما وهو بود له ابتسم

أخرى.. مرةيقول: وهو بارتياح صالح تنفس

الدفن مراسيم نتابع أن علينا حسنا- قائال أوقفه حينما بخطوة خالد يسبق أن وأراد

محذرة: بنبرة

حذرا تكون أن عليك اسمع-قلق: في تساءل

بكر؟؟ في تشك هل-يقول: وهو خالد تأفف

أنور بل بكر يعني ال اآلمر-تقصد؟؟ ماذا-

قائال: يصرح وهو بصعوبة لعابه خالد ازدردللسجن إدخالك ينوي أنور أن تقول إشاعة هناك-

مستنكرا: أجابجننت؟؟ هل ماذا-وواثقا: هادئا خالد رد كان

اآلن يجول ما هو لك أقوله ما لكن بعد ليس ال-األمر من ليتأكد قاسم أرسلت وقد الحي، في

يقول: وهو استخفاف في رأسه صالح هزهراء-

حازمة بنبرة يقول وهو خالد أوقفهالمستحيل منك اطلب ال حذرا كن-

أخرى: مرة يستنكر عادذلك؟؟ تفهم هل خالد يا آخي إنه-

يا كان أي في الوثوق يمكن ال أنه جيدا افهم-المظلم.. جانبه منا لكل صديقي،

التي األحاسيس تلك مع يتصارع وحده وتركهانتابته

لخالد يوم ذات قالها لقد أجل الكلمة، تلك نفسالمظلم" جانبه منا لكل"

وعفاف" أبو" وفاة بعد أسبوع مر وسرعان سكةوبدا كانت، كما األيام تعود بدأت ما

عنهم.. سكة أبو رحيل يتعود الجميع الشرطة، يدي بين حملة في الكثيرون ليسقطالشيء في معه يحقق سوابق له من وكل

يجد لم كلما الحياة روتين شيء كل وفيأصحاب على القبض يلقون لهم، عمال الشرطة

التعرض و بالحشيش، كالمتاجرة السوابقومخترقي واللصوص للمارة، األبيض بالسالح

يسلمن يكن لم الهوى بائعات وحتى الحواسيب،حينما لذلك معهن، الشرطة تحقيقات من

يتوقف جديدة حملة هناك بأن الجميع يعلمحرفتهم.. ويغيرون نشاطهم،

الحي.. ويهدأ من عائدا صالح كان حينما السابعة الساعة كانت

بها التقى بيتهم، من تخرج وليلى عمله،دافئ: بصوت ليقول الباب عتبة عند

هنا بك ألتقي دائما محظوظ أني أرى-قائلة: تدفعه وهي ابتسمت

منك غاضبة أنا-يقول: وهو مصطنعة دهشة في حاجبيه رفع

الله شاء إن خير-تقول: وهي معاتبة بنظرة رمقته

عني السؤال في أبدا تفكر ولم مريضة كنت-يتساءل: وهو مهتما بدا المرة هذه

كنت بما بذلك اعلم أكن لم أقسم خير؟؟-تشعرين؟؟

مرة، ألول وجهها شحوب الحظ وقد ابتسمتتقول: وهي

يناسبني لم شيئا أكلت أني يبدو-للطبيب؟؟ ذهبت وهل-

تقول: وهي بيديها لوحتللمنزل طبيبا أبي لي جلب لقد-

مستغربا: قالللمنزل؟؟ طبيبا-

ببراءة: تقول وهي ضحكت ومصاريفه، الطبيب عناء تكبد لقد تصور أجل-

وتابعت" لحد هل" البيت كم أدركت بخبثلديه؟؟ غالية أنافقط؟؟ لديه-

فسأل حياء رأسها تحني وهي بحمرة شعرتباهتمام:

المال؟؟ هذا على حصل أين ومن-تقول: وهي عليها الحزن بدا

من له وسيخصمه العمل رئيس من تدين لقد-راتبه

يقول: وهو صالح مالمح على العطف بدا

مسكين.. بأس ال ألف- رائع رجل إنه عمي عليكمعاتبة: وهي ابتسمت

المنزل في لي خاصة زيارة من بأقل أقبل لن-الله رحمة لوال سأموت كنت فأنا

يجيبها وهو ابتسمقريب عما الزيارة ستكون تأكدي-

تتركه.. وهي بالخجل، شعرت وقد ابتسمت الجميل، الصيفي بثوبها تتهادى وهي تأملها

يرن، الذي لهاتفه أخيرا لينتبه والبسيط،بكر.. إنه

إذا إال ببعض يتصلوا لن أنهم على اتفقوا لقدجديدا هناك كان

بكر؟؟؟ يا لنا تحمله الذي الجديد ما ترى

الخامس العواء

ورفعها أمامه، للهاتف الصغيرة الشاشة تأملبهدوء: ليقول أخيرابكر؟؟ الو-

عميق: بئر قاع من وكأنه بعيد من الصوت جاءهالعشاء.. صالة بعد الليلة نلتقي أن أرجو صالح-

قائال: برأسه يومئ وهو لساعته نظر مقهى في نلتقي أن رأيك ما حسنا-

الطنجاوي؟؟

في تربى كبكر شخصا أن ففكر مشتتا بكر بداالشعبية المقهى هذه ليعرف يكن لم نقية، بيئة

قائال: رأيه فغيرميالنو مقهى في لنلتقي اسمع-يجيب: وهو بسرعة بكر عرفها المرة هذه

هناك.. لنلتقي إذن حسنا- قابعا أنور ليجد للمنزل، دخل الخط اقفل بعدما

وهو بتكاسل، الطاولة على رجليه مادا هناك واد غير واد في أنه يبدو وكما لكن مباراة يشاهد

ربما يجبه، لم لكنه تحيته ألقى المباراة، فمنذ منه غاضبا يزال ال أنه أو يسمعه، لم ألنهالحفل ليلة البيت من طرد وحينما اللكمة تلك لم انه على فزيادة أبدا، صالح إليه يتحدث لم

في فهو األيام، هذه طوال الوقت له يكن هو ربما األكبر، بأخيه يحتك أال يفضل كان الواقع

لم لطالما الذي بالخوف، شعورا كان على أنور يجرؤ فعال هل واحدة، لحظة يفارقهتهمة له يلفق أن يستطيع هل السجن؟ إدخاله

لكن السجن؟؟ في يزجه حتى بظهره، ويلصقهاعقل في تدور كانت التساؤالت هذه كل لم؟؟ أبدا يكن لم أخاه، يتأمل واقفا يزال ال وهو صالح

وأخا ابنا كان فقد هكذا، السابق في أنورغيره؟؟ الذي ما رائعا،

في تربينا أننا أعرف فيها، عشنا التي البيئة هلفي متناثرة نفايات بين ومعدم، فقير حي

كل أمام المتفجرة المياه مجاري و مكان، كلالكوارث لكل خصبة أرضا يعتبر حي في بيت،

انعدامه، بل الشغل وقلة والصناعية، الطبيعيةفينا الشخص بطاقة المشغل يرى إن فما

يرفض تجده حتى الحي، هذا من أننا ويعلمتشغيلك...

زلت ال هكذا، يكن لم فعال أنور لكن أدري لستأبكي للبيت أعود صغيرا كنت حينما أتذكر

حيي أبناء من كثيرا، للضرب أتعرض كنت فلقددائما عني يدافعون كانوا لله والحمد والذين

وعلى.. حي أبناء من للضرب تعرضت ما إذا آخرنترك وال نضربك" يقول الذي المثل رأي

تربيت" من أنور لكن هكذا، حيي أبناء مع يضربكأطلق حتى عني، للدفاع خرج ما كثيرا

أمه" ابن" حياتي من كثيرة فترات في عليأن أفضل فكنت تزعجني الكلمة هذه وكانت

بهذا أسمى أن بدل يوم كل للضرب أتعرضلذلك.. حياتي، في التدخل عدم منه طلبت االسم

في أيضا هو أنه أم بكالمي، اقتنع إن أدري لستعني يبتعد ألن يحتاج كان الفترة تلك الذي والظهر األب، ودور حمايتي عن ويتخلىبيننا تباعدت الوقت ذلك منذ عليه، نستند

يجد ال اآلن كما وأصبح أنور وتغير المسافات،وأصبح السجن، أسوار بين إال نفسه

يفكر ألن الخبث به وصل أنه حتى جدا، عنيفاالتفكير.. هذا مثل

واقفا؟؟ ولدت هل- ظل أنه نبهه والذي الساخر أنور سؤال أفاقهوهو إليه رأسه رفع كثيرا، هناك كتمثال واقفاخفوت: في يسأله أن قبل عقله، يركز أن يحاول

للسجن؟؟ إدخالي تحاول هل- وهو عليه االرتباك بدا وقد أخيه، عضالت توترت

بوقاحة: يجيبأفعلها.. أن قبل أهنأ لن صدقني- وجهه، في ضحك أجل ضحك بل ال صالح ابتسم

بالمباالة: يجيبه وهوأنور يا فلتفعلها، حسنا-

أن يستطيع أنور أن واحدة للحظة ليفكر يكن لمسريره، فوق استلقى بأخيه، ذلك يفعل بدل الحديد، من مصنوع وكأنه والذي الصلب

عليه.. تأخذ أن سمرا من يطلب أن الصوف هذا حشو وتعيد الصغيرة، الغرفة لحاف صوف

وتخيطه.. السرير بين ما ظهرها تقسم تكاد فسمرا جننت هل ال

؟؟.. االعتناء و المنزل، تنظيف بوالدتك الذي األزرق التشرط يخلع أن قبل نفسه حدث

يلبسه: كان كالذي الغرفة، في بمكيف أحظى كنت ليتني-

مكتبه.. في البشير عمي به يحظى درهم، أالف ثالث من ألزيد يحتاج المكيف لكن

يحل قد له بالنسبة جدا، كبير المبلغ وهذا

أن.. يمكنه فمثال األزمات، من الكثير للحمام، ودخل رأسه من األفكار هذه نفض

جسده.. ينعش البارد الماء ليتركمالبسه.. ليغير وخرج بفوطة خصره لف بعدها قد كان أنور، يجد لم الجلوس، لغرفة دخل حينما

أين وسمرا والدته عن فتساءل خرج، المفتاح صوت سمع يحتار أن وقبل اآلن؟؟ هما

كانت التي سمرا من للباب قوية ودفعة بخطاها والدتها لتتبعها الرنان، بصوتها تضحك

من تجعل التي وليلى كالعادة، الضعيفة وأغلى أجمل تربته بين يحمل بستانا البيتأمام قليال ووقفت أخته عيونه تجاوزت الورود،

كانت التي ليلى نحو هربت أن لبثت ما ثم والدتهوهي رأته، كلما كعادتها فستانها من تعدل

كبير.. بخجل تشعروكذلك.. ابتسم فعلت.. لها

أقف أن أحب لكني معدودة، ثوان في هذا كانمعها وأعيد وأعيدها كثيرا، ليلى أحداث أمام

والطيبة.. الهادئة، الجميلة، مالمحها تحيتها ألقت بعدما بالحديث أخته بادرت

فألقت والدته أما يجيبها، أن عبثا وانتظرتنفسها

بصعوبة أنفاسها، تلتقط وهي كنبة أقرب علىالمصبوغة الماء قنينة من ترتشف أن قبل

الصغيرة حقيبتها في تحملها والتي بالقطرانالكثيرة األدوية علب شأن شأنها ذهبت أينما

اليومي، بمقدارها أو تنفع، لم تتذكر تعد لم التيدواء تخرج يؤلمها بمكان شعرت كلما فهي

جاراتها إحدى لها جلبتها التي الحقيبة تلك منوتشربه، سنوات، ثالث قبل حجت حينما

لكنها ذلك من صالح فحذرها فعلت، اآلن وهكذاوالمشكلة أبدا، النصيحة لتسمع تكن لم

ينهيان وبعدما الجارات، إحدى زارتها ما إذا أنهافيها، يبرعان التي الصغيرة النميمة جولة الفارغة واألحاديث جعبتها، منهما كل وتفرغ

الطبية النصائح فقرة تبدأ تحملها، كانت التي الجارة فمثال األدوية، تبادل فيها يتم والتي ،

أحد وصفه للروماتزم، يصلح دواء لديها بدورها، لها وصفته والتي عمتها البنة األطباء

صالح ألم لتصفه عليه، راحتها ووجدت دوائها علب من علبة تعطيها بالتالي وهي أيضا،

أو القلب، أو الصداع لمعالجة إما الكثيرة، رأي على فوالدته السكري، داء حتى بل الظهر

متنقلة.. صيدلية سمرا لتقرأ المطبخ، من تناديها والدتها كانت ما وغالبالجارتها فتقول يصلح، ولم الدواء اسم لها

لي وستدعين فقط جربيه أخبرك؟؟ ألم أرأيت- في تدسه وبعدها جيدا الدواء في الجارة تقلب

لها بالشفاء بدعواتها تتمتم وهي حقيبتهاقائلة: لتتنهد لسمرا، وللزواج

لمستوصف مسلما أدخل وال موتانا الله رحم-أبدا...

المرة هذه الجميع عالم عن كعادته صالح غابوهو بشدة تراقبه كانت التي ليلى، عن حتى

عن المعتادة، سمرا أحاديث عن تماما شاردتحتله كانت التي الممرضة وعن المستوصف

وتحرك وجهه انفعاالت تالحظ كانت تزال، واليروه.. ال شخص مع يتحدث وكأنه شفتيه،

تحظى لن أنها عرفت بعدما تنهدت أخيرايأس: في لتقول أخرى، بابتسامة

خير على تصبحون اآلن سأذهب- وهي المباغت وقوفها من سمرا اندهشت

تسألها:؟.. الوقت يزال ال ليلى يا لم- مبكرا

الغائب صالح وجه على أخيرة نظرة ألقتقالت: ثم الحاضر

الصالة بعد سيعود لوالدي العشاء أجهز أن علي-شيئا.. يتناول أن وعليه

عادت حينما الخارجي، للباب وصلت قد كانتلسمرا: كالمها توجه وهي

يريده خالد أن صالح اخبري- لها فابتسمت منه، غاضبة ليلى أن سمرا فهمت

ال كان الذي لصالح بصرها تحول وهيفيه: هم يوجدون الذي غير عالم في يزال

.. .. صالح- صالحيقول: أن قبل المرتفع لصوتها أخيرا انتبه

سمرا؟؟ يا هناك ماذا-

متهكمة: بنبرة قالتينتظرك خالد-

عنه، وجهها فأشاحت لها وابتسم رأسه هزضحكة يطلق وهو شعرها بعثر يخرج أن وقبل

مرتفعة.. بعد فوالدتها سمرا، لدى المعتاد الملل وقت بدأ

مكانها في جالسة وهي نامت تجدها قليل ومهما البارد، الحائط على رأسها واضعة المعتاد،

في االعتدال منها تطلب أن سمرا حاولتذلك.. ترفض كانت أنها إال نومها

الغرفة هذه كانت صالح، لغرفة ودخلت فتركتهابينما والديها، نوم غرفة هي السابق في لكن بينهما، الغرفة يتشاركان كانا وأنور صالحصالح بين المشاكل وتزايد الوالد، وفاة بعد

ارتأت الغرفة ترتيب أو النور، بسبب وأنوروجد والذي لصالح، غرفتها تمنح أن الوالدة

تمرر وهي سمرا ابتسمت كثيرا، فيها راحتهالصغير، المكتب حافة على الرقيقة أناملها

كثيرة أكوام وعليه غرفته في يقبع كان الذيمر على دراسية مقررات أغلبها الكتب، من

كبعض يكن لم صالح، فيها درس التي السنينيمتهن الصيف، حلول فور والذي الحي أبناء وبشراء بكتبه فيبدأ الدراسية، الكتب بيع مهنة

فيهم فيعيد رخيص بثمن الجيران، كتب

جيدا، تغليفهم يتم بعدما أخرى، مرة البيعكثيرا يحب كان فصالح مالئما، منظرا ومنحهم

سمرا أن جيدا يعلم ألنه بكتبه، االحتفاظخاللها.. من ستدرس

2004 لسنة المغربي القانون عن كتابا حملتكانت والتي صفحاته، إحدى وفتحت وتأملته،،... حق بكلمة سطورها تمتلئ حق المواطن

..، ،... حق المواطن المواطن هناك هل لتساءل لمكانه، تعيده وهي ابتسمت

أن يعلم من الثانية الضفة في الفقر في األسر من العديد تقبع كهذا حي في

والعدم؟؟ منزل في أقيم الذي االجتماع ذلك تذكرت برلماني مسئول قدم حينما العرجاء، فاطمة

كبير وحذاءه األنيقة، البيضاء وبذلته تسبقه، بطنه

ويقلب سيجارته ينفث وهو األنيق، الملمع السيارة أوقف رأسه، ليهز المكان في بعينيه

أتباعه من رجال ثالث مع منها لينزل الكبيرة الواسع، فاطمة بهو في يصطف الجميع كانلكل أنهكته، بعدما معه، حملها أحالم منهم لكل

المرشح، هذا يدي بين ليضعه جاء طلب منهمموسم في الماء كقطرة لنا بالنسبة كان والذي

ألنوفنا تسللت إن وما حضوره، تأهبنا القحط،نحونا، يتقدم أنه عرفنا وجميل هادئ عطر

الجميل الحلويات، ووزعت يومها الزغاريد علتكانت باللوز محشوة حلوى أكلنا أننا كان

فيها تذوقت التي واألخيرة األولى المرة تلكواألخيرة األولى المرة كانت كما الحلوى، تلك بتجهيز وعدنا الذي الناخب ذلك فيها أرى التي

ألبنائنا، المدارس وتأسيس الصرف، مياه محاربة وكذا لنا، المناسب الشغل وتوفيريترك فلم بالكثير ووعد بالمخدرات، المتاجرة

أمامه، األماني حبل على أحالمنا لننشر مجاال لناأن قبل نحتاجه ما يعلم منا وكأنه كان

الجميع لدى مفضوحين كنا ألننا ربما أو نقول،أنفسنا.. إال

العدم، هذا من بانتشالنا لألحسن بالتغيير وعدنابجانبه والوقوف له بالتصويت ووعدناه

يف لم لكنه بوعودنا، ووفينا لحظة، آخر حتىوعوده.. من وعد بأي

تعيد أن تحاول وهي يديها بكلتا وجهها دعكتوتسكت والملل الوقت لتقتل الغرفة، ترتيب

طائل ال بحديث لها يوسوس الذي الشيطان ذلكمنه..

بقايا جنباته على تناثرت الذي الحائط تأملتصورة البرودة، شدة من البيضاء الصباغة

يضم وهو والدها صورة عليها أسود إطار ذاتاالبتسامة تعلوهم وثالثتهم وأنور، صالح إلى رحلة فيه خرجوا الذي اليوم ذلك تذكرتترقرقت رائعة الرحلة مضت هرهورة غابة والدهم أن كيف تتذكر وهي عينيها، في الدموع

على سيحصل حينما أنه يعدهم، كان

المبلغ على ويضيفه المنزل يبيع سوف التقاعد،بيتا ويشتري الدولة، إياه ستمنحه الذي

بولده يليق حي هادئ، حي في صغيرا،المعلم.. وابنه الطبيبة، وابنته المهندس،

وكان مستقبله، منهم لكل يرسم كان هكذا لم أحدا لكن الحلم، هذا له يتحقق أن يتمنى

تسعفه والدهم وفاة فبعد صالح، إال اللهم ليفي الحياة

كثيرا، أنور حال وتغير زهرة صحة تدهورت حتى الدراسة، من للخروج سمرا واضطرت

بالبيت.. واالعتناء والدتها رعاية لها يتسنى ليتأفف المقهى، أمام السيارة خالد أوقف

متذمرا:الراقية المقاهي هذه اكره كم-

يعلل: وهو صالح ابتسم مقهى في اللقاء يكون أن أخبرته لقد-

يعرفها لم يبدو وكما لكن الطنجاوي صالح ليفعل السيارة من يخرج وهو خالد علق

مثله:كبكر؟؟ مدلل شخص من تنتظر كنت وماذا-

خالد: يعاتب وهو صالح تنهداتفقنا؟؟ اآلن تبدأ ال أرجوك خالد-

بالتقدم: له يشير وهو مباالة ال في رأسه هزالتصاله... السبب أوال لنعرف حسنا-

منعش، عصير كأس وأمامه جالسا بكر كانيالحظهما لم انه ويبدو وحين حين بين يرتشفه

وقف حينما عنه الضوء خالد جسد حجب بعدما إاليقف وهو لهما رأسه رفع أخيرا أمامه،

عليهما.. ليسلم عن والسؤال المجاملة طقوس أنهوا بعدما

واألحوال، الحالمترفعة: بنبرة خالد سأله

استدعيتنا؟؟ لم واآلن- ليتأمل عنه بنظره صرف ثم بعدائية بكر إليه نظر

من له يظهر الذي الواسع الشارع البطيئة بمشيتهم يتهادون المارة كان الزجاج،

المحالت زجاجات على معلقة، وعيونهم مبلغ نصف يملكون ال منهم الكثير الراقية،من ضير ال لكن هناك، معلقة بذلة أرخص

والتأمل.. التقصي و السؤال وهو الجرائد باعة أحد على ببصره ألقى ثم

محطة لتكون األرض، على معروضاته يفرش عن يبحث أنه بدعوى يقف للثقافة، متسول لكل

والسطور العناوين يقرأ لكنه مهم، موضوع ويطرده خدعته البائع يكتشف أن قبل األولى،

العرس.. دار من القط يطرد كما وكل حكاية، وكل ماض كل مالذ إنها العاصمة

وفرحة.. دمعة، وكل متشرد، كل فقير، كل قروي، كل حلم

رحال..

واللغات، اللهجات وكذا فيها، تجتمع األجناس كلأحيائها في الكالم، هذا أقول حينما أبالغ ال

وفي المال، هو همهم آخر أناس سكنت الراقيةطريقها، أرصفة وبجوانب الضيقة دروبها

الحكايات من العديد صفت أسواقها أبواب وعلىالوردية.. األحالم ومن الليلية،المال.. هو همهم أكبر أناس

أن قبل صعب امتحان في وكأنه جبهته عصرشاردة: نبرة في يقول

عفاف طريقة بنفس صغير طفل توفي لقد- يتبادالن وهما وخالد صالح من كل اندهش

صالح يبادر أن قبل بينهما فيما النظراتبالسؤال:

هذا؟؟ وقع أين- في دمعة يكبت وكأنه أخرى مرة بوجهه أشاح

عينيه:البيضاء بالدار المحمدي الحي في-

وصلته قد كانت التي قهوته من خالد ارتشفسيئة أنها فكر وقد صالح، و هو لتوه بمقهى القادر عبد يصنعها التي مع بالمقارنة

ثم.. قال: الطنجاويذلك؟؟ عرفت وكيف-

يجيب: وهو بارتعاش ابتسم

خضتها قد كنت مباراة يشاهد الطفل كان لقد-لكن أدري لست هناك، فريق مع الملعب في األولى المرة في اعتقدنا المدرج، انقلب فجأةلكن الفريقين، كال مشجعي بين شجار أنه

صغيرا طفال يحملون اإلسعاف بسيارة فوجئنااللوح.. فوق يتخبط كان وقد

أنها صالح شعر التي الحالة تلك لهما يصف وبدأعفاف.. بحالة جدا شبيهة

وصالح خالد من كل بدا كالمه، أنهى وبعدمافارتأيا للرد، مناسبة كلمة تركيب عن عاجزا

طويلة.. لمدة الصمت،بروية التفكير في منهما لكل كافية كانت مدة نفسه يرخي وهو مسموع بصوت خالد تنهد أخيرا

ويقول: الكرسي علىاألطباء؟؟ تقرير رأيت هل-

يلفهما، الصمت وكاد شرود، في نفيا رأسه هزيتابع: أن قبل

كل وراء سرا هناك أن اعتقد مخيف، جد األمر-هذا

أكبر: بشرود صالح أجابهمنه نبدأ خيط لدينا ليس شيء كل رغم المشكلة-

حسرة: في يتابع وهو إيجابا رأسه بكر هز لقد اللوح في وهي بكثرة عفاف عانت لقد-

وارتعاشه، خوفه اليائسة، ونظراته الطفل رأيتعمره.. من العاشرة بعد يبلغ لم طفال إال يكن لم

أن يلعب، أن يريد يزال ال طفال إال يكن لميفرح..

هذا؟؟ بنا يفعلون هكذا؟؟لم يقتلوه لم عيون بدأت بعدما خصوصا تهدئته صالح حاول

هذا كل سبب عن بالتقصي المتطفلين، محرما ينزع وهو صوته خفض أخيرا االنفعال،

بدموعه امتزج الذي عرقه به يمسح ورقيامرتعش: بصوت ويقول الساخنة،

حيائها، و ضحكتها، إلى عفاف، إلى اشتقت لقد-إليها.. اشتقت المجنونة غيرتها حتى

لم.. حرموني لقد ألخبرها فرصة يمنحوني منهامشينا شيئا لتفعل تكن لم عفاف بأسفي،

ودفن.. لعباراته سامحا الطاولة فوق نفسه كهذاجار.. كنهر تسيل أن

يبكي أن خالد تمنى وكم منهما أحد يوقفه لمأن تمنى كم منه، وسلبت ماتت التي نفسه يكن لم لكنه ويندد، ويصرخ أيضا، هو ينوح

ذلك.. فعل ليستطيع الشبح يد طالت لو فيما يفكر، كان فقد صالح أما

وقد.. أو أنور أسرته، القاتل، تسلم ال سمراليلى.. ما يوما فقد لو ماذا منه، أيضا الوالدة أن أيستطيع عضالته، وتصلبت مالمحه اكفهرت

حبيبته؟؟ فقدان يبكي بكر مكان يكون عالم في وهي إليها، شوقه يغالب أن أيستطيع

عنه؟؟ بعيد

والتي بذكرياتها، نفسه يدثر أن أيستطيعاأليام؟؟ مع ستنمحي

ليلى، أن يعلم حين في حي، وهو يوم عليه أيمرمنه؟؟ الموت سرقها قد

في بسؤاله هدأ أن بعد بكر فبادر عليه التوتر بدااهتمام:

صالح؟؟ يا تفكر فيما- يستطيع لن أخرى، مرة ليطبقه عاد ثم فمه فتح

نوازع من صدره يختلج بما أحدا يخبر أن الصور تلك له تنقل وهي المر تسقيه فكرية

نشرة في حقيقية مجزرة يشاهد وكأنهإخبارية..

الطفل أهل نزور أن علينا- أن قبل الحيرة، ملؤها نظرات بكر و خالد تبادل

خالد: يسألصالح؟؟ يا لم-

سرا: سيخبرهما وكأنه منهما اقترب هو من نعرف لم الساعة لحد زلنا ال نحن اسمعا-

البحر.. في يغرق كمن أننا أعتقد عدونا،وهذا.. نفسه ويمني علينا يقضي الشبح بالنجاة

علينا.. تلو الواحد بسرعة نعمل أن اآلخرإلينا.. يصل أن قبل كبيرة،

شئتما إن الليلة السفر يمكننا-فقط... وخالد أنت ستسافران اسمعا-

وأنت؟؟-

عنه، التغيب أستطيع ال عمل لدي تعلمان أنتما-أيضا.. أسرة ولدي

الكتلة هذه مع لسفره يرتح لم وكأنه بكر بداحدة من يخفف صالح فوجود الضخمة،

والتي.. القائمة النزاعات سببها يجهل بينهمالآلن..

وتكبره.. لغروره ذلك يعزو لكنهقائال: فحذرهما وجهيهما صالح حظ ال

عليه، عزيزا شخصا فقد كالكما تنسيا ال اسمعا-الوقت تضيعا وال معا تتحدا أن عليكما لذلك

النساء.. كما النزاعات فييقول: وهو رأسه هز ثم بكر إليه نظر

اكتشف أن هو الراهن الوقت في يهمني ما-براءة ألثبت القضية، هذه في المفقودة الحلقة

عفاف..تربته.. في صديقي أريح أن علي أيضا وأنا-

يقول: وهو سخرية في بكر ابتسم من هو اآلن صديقك بال يشغل ما آخر صدقني-

من أعرق إجرامي تاريخ فلديه قتله،وقد.. الثمن.. ليدفع الوقت حان مصر

قائال: صالح بادر صاعين الصاع خالد يرد أن وقبل لكل أخطائه على أحدا لنحاسب هنا لسنا اسمعا-

قد أناسا لننقذ هنا لكننا نصيب، منا

فعال كانت إن المخدرات، هذه ضحية يروحونما.. لهم تسبب ما هي الطفل ذنب ذلك التي عفاف ذنب ما بكر، يا رأيته الذي الصغيرأن بدل عروس، لك تزف أن تتمنى كانت

كان إن سكة أبو وحتى األبيض، بالثوب تكفنفي القانون فهو يحاسبه أن عليه من هناك يملك احد ال الحق، دار في وجل عز والله األرض

بدون شخص حياة يسلب أن في الحقحق.. وجه

يتصرف لم حانقا غاضبا، كان وقد خالد تراجعغني؟؟ ألنه أم متعلم؟؟ أالنه بكر معه

الصرصور؟؟ بهذا نفسه يشغل ولمأخرى: مرة ليقول صالح عاد

تزرعا أال وحاوال الليلة، تسافرا أن حاوال اسمعا-شخص أي أو أسرته قلب في الشك

اسمع" وهو بكر إلى والتفت" حولكما، ادع يقولالفقيد، أسرة حال عن لتسأل جئت أنك رأيته، انك وبحكم المباراة في مات وأنه خصوصا

من هو وهل عنه أكثر تعرف أن وحاول السليسيون، مادة أو للمخدر، يتعاطى الذي النوع

آخر.. نوع أي أو يديه عاقدا خالد ظل بينما موافقا، رأسه بكر هز

وهو صالح له يلتفت أن قبل صدره علىيقول:

أو عائلته، من وكأنك رافقه خالد يا وأنت-االبتسامة تلك متجاهال سبابته ورفع" صديقه،

وبكر، خالد من كل شفتي علت التي الساخرةال" وهو أنت للضرورة إال تتدخل يقول

طبعا.. تفهمنيونهض" ال حسنا- هيا" في ليقول تقلق يا سخرية

نفسنا.. نجهز أن علينا عائلتي ابن سيقوم التي الرحلة لهذه مطمئنا صالح يكن لم

الذهاب يستطيع يكن لم لكنه وبكر، خالد بهاالباكر.. الصباح في عمل فلديه معهما،

والنصف، للعاشرة تشير وقتها الساعة كانتيكون كي جاهد الذي خالد على بكر مر حينما

خفيفة سترة ارتدى الغني، ببكر يليق منظر فيالخردة،" سوق من اشتراها قد كان بيج

المالبس بيع في مختصة تكون شعبية أسواقالمنزلي، واألثاث األواني وكذا واألحذية

بثمن وتباع أوربا، من يجلب والذي القديمتهدد األخيرة السنوات في أصبحت وقد رخيص، بكثرة أصبح عليها اإلقبال ألن المغرب انتاج

أيضا والغنية الميسورة، الطبقات من وحتى تكون والتي المالبس تلك لجودة نظرا وذلك

عالمية.." ماركات اغلبها وحذاء أبيض جنز وسروال غامق بني تيشرط مع

مرة، ألول وتعطر وجهه، حلق وقد بني،هذا؟؟ وقع أين-

في دمعة يكبت وكأنه أخرى مرة بوجهه أشاحعينيه:

البيضاء بالدار المحمدي الحي في- وصلته قد كانت التي قهوته من خالد ارتشف

سيئة أنها فكر وقد صالح، و هو لتوه بمقهى القادر عبد يصنعها التي مع بالمقارنة

ثم.. قال: الطنجاويذلك؟؟ عرفت وكيف-

يجيب: وهو بارتعاش ابتسم خضتها قد كنت مباراة يشاهد الطفل كان لقد-

لكن أدري لست هناك، فريق مع الملعب في األولى المرة في اعتقدنا المدرج، انقلب فجأةلكن الفريقين، كال مشجعي بين شجار أنه

صغيرا طفال يحملون اإلسعاف بسيارة فوجئنااللوح.. فوق يتخبط كان وقد

أنها صالح شعر التي الحالة تلك لهما يصف وبدأعفاف.. بحالة جدا شبيهة

وصالح خالد من كل بدا كالمه، أنهى وبعدمافارتأيا للرد، مناسبة كلمة تركيب عن عاجزا

طويلة.. لمدة الصمت،بروية التفكير في منهما لكل كافية كانت مدة نفسه يرخي وهو مسموع بصوت خالد تنهد أخيرا

ويقول: الكرسي علىاألطباء؟؟ تقرير رأيت هل-

يلفهما، الصمت وكاد شرود، في نفيا رأسه هزيتابع: أن قبل

كل وراء سرا هناك أن اعتقد مخيف، جد األمر-هذا

أكبر: بشرود صالح أجابهمنه نبدأ خيط لدينا ليس شيء كل رغم المشكلة-

حسرة: في يتابع وهو إيجابا رأسه بكر هز لقد اللوح في وهي بكثرة عفاف عانت لقد-

وارتعاشه، خوفه اليائسة، ونظراته الطفل رأيتعمره.. من العاشرة بعد يبلغ لم طفال إال يكن لم

أن يلعب، أن يريد يزال ال طفال إال يكن لميفرح..

هذا؟؟ بنا يفعلون هكذا؟؟لم يقتلوه لم عيون بدأت بعدما خصوصا تهدئته صالح حاول

هذا كل سبب عن بالتقصي المتطفلين، محرما ينزع وهو صوته خفض أخيرا االنفعال،

بدموعه امتزج الذي عرقه به يمسح ورقيامرتعش: بصوت ويقول الساخنة،

حيائها، و ضحكتها، إلى عفاف، إلى اشتقت لقد-إليها.. اشتقت المجنونة غيرتها حتى

لم.. حرموني لقد ألخبرها فرصة يمنحوني منهامشينا شيئا لتفعل تكن لم عفاف بأسفي،

ودفن.. لعباراته سامحا الطاولة فوق نفسه كهذاجار.. كنهر تسيل أن

يبكي أن خالد تمنى وكم منهما أحد يوقفه لمأن تمنى كم منه، وسلبت ماتت التي نفسه

يكن لم لكنه ويندد، ويصرخ أيضا، هو ينوحذلك.. فعل ليستطيع

الشبح يد طالت لو فيما يفكر، كان فقد صالح أماوقد.. أو أنور أسرته، القاتل، تسلم ال سمراليلى.. ما يوما فقد لو ماذا منه، أيضا الوالدة أن أيستطيع عضالته، وتصلبت مالمحه اكفهرت

حبيبته؟؟ فقدان يبكي بكر مكان يكون عالم في وهي إليها، شوقه يغالب أن أيستطيع

عنه؟؟ بعيد والتي بذكرياتها، نفسه يدثر أن أيستطيع

األيام؟؟ مع ستنمحي ليلى، أن يعلم حين في حي، وهو يوم عليه أيمر

منه؟؟ الموت سرقها قد في بسؤاله هدأ أن بعد بكر فبادر عليه التوتر بدا

اهتمام:صالح؟؟ يا تفكر فيما-

يستطيع لن أخرى، مرة ليطبقه عاد ثم فمه فتحنوازع من صدره يختلج بما أحدا يخبر أن

الصور تلك له تنقل وهي المر تسقيه فكريةنشرة في حقيقية مجزرة يشاهد وكأنه

إخبارية..الطفل أهل نزور أن علينا-

أن قبل الحيرة، ملؤها نظرات بكر و خالد تبادلخالد: يسأل

صالح؟؟ يا لم-

سرا: سيخبرهما وكأنه منهما اقترب هو من نعرف لم الساعة لحد زلنا ال نحن اسمعا-

البحر.. في يغرق كمن أننا أعتقد عدونا،وهذا.. نفسه ويمني علينا يقضي الشبح بالنجاة

علينا.. تلو الواحد بسرعة نعمل أن اآلخرإلينا.. يصل أن قبل كبيرة،

شئتما إن الليلة السفر يمكننا-فقط... وخالد أنت ستسافران اسمعا-

وأنت؟؟- عنه، التغيب أستطيع ال عمل لدي تعلمان أنتما-

أيضا.. أسرة ولدي الكتلة هذه مع لسفره يرتح لم وكأنه بكر بدا

حدة من يخفف صالح فوجود الضخمة،والتي.. القائمة النزاعات سببها يجهل بينهما

لآلن..وتكبره.. لغروره ذلك يعزو لكنه

قائال: فحذرهما وجهيهما صالح حظ ال عليه، عزيزا شخصا فقد كالكما تنسيا ال اسمعا-

الوقت تضيعا وال معا تتحدا أن عليكما لذلكالنساء.. كما النزاعات في

يقول: وهو رأسه هز ثم بكر إليه نظر اكتشف أن هو الراهن الوقت في يهمني ما-

براءة ألثبت القضية، هذه في المفقودة الحلقةعفاف..

تربته.. في صديقي أريح أن علي أيضا وأنا-يقول: وهو سخرية في بكر ابتسم

من هو اآلن صديقك بال يشغل ما آخر صدقني-من أعرق إجرامي تاريخ فلديه قتله،

وقد.. الثمن.. ليدفع الوقت حان مصرقائال: صالح بادر صاعين الصاع خالد يرد أن وقبل

لكل أخطائه على أحدا لنحاسب هنا لسنا اسمعا-قد أناسا لننقذ هنا لكننا نصيب، منا فعال كانت إن المخدرات، هذه ضحية يروحونما.. لهم تسبب ما هي الطفل ذنب ذلك التي عفاف ذنب ما بكر، يا رأيته الذي الصغيرأن بدل عروس، لك تزف أن تتمنى كانت

كان إن سكة أبو وحتى األبيض، بالثوب تكفنفي القانون فهو يحاسبه أن عليه من هناك يملك احد ال الحق، دار في وجل عز والله األرض

بدون شخص حياة يسلب أن في الحقحق.. وجه

يتصرف لم حانقا غاضبا، كان وقد خالد تراجعغني؟؟ ألنه أم متعلم؟؟ أالنه بكر معه

الصرصور؟؟ بهذا نفسه يشغل ولمأخرى: مرة ليقول صالح عاد

تزرعا أال وحاوال الليلة، تسافرا أن حاوال اسمعا-شخص أي أو أسرته قلب في الشك

اسمع" وهو بكر إلى والتفت" حولكما، ادع يقولالفقيد، أسرة حال عن لتسأل جئت أنك

رأيته، انك وبحكم المباراة في مات وأنه خصوصامن هو وهل عنه أكثر تعرف أن وحاول

السليسيون، مادة أو للمخدر، يتعاطى الذي النوعآخر.. نوع أي أو

يديه عاقدا خالد ظل بينما موافقا، رأسه بكر هزوهو صالح له يلتفت أن قبل صدره على

يقول: أو عائلته، من وكأنك رافقه خالد يا وأنت-

االبتسامة تلك متجاهال سبابته ورفع" صديقه، وبكر، خالد من كل شفتي علت التي الساخرةال" وهو أنت للضرورة إال تتدخل يقول

طبعا.. تفهمنيونهض" ال حسنا- هيا" في ليقول تقلق يا سخرية

نفسنا.. نجهز أن علينا عائلتي ابن سيقوم التي الرحلة لهذه مطمئنا صالح يكن لم

الذهاب يستطيع يكن لم لكنه وبكر، خالد بهاالباكر.. الصباح في عمل فلديه معهما،

والنصف، للعاشرة تشير وقتها الساعة كانتيكون كي جاهد الذي خالد على بكر مر حينما

خفيفة سترة ارتدى الغني، ببكر يليق منظر فيالخردة،" سوق من اشتراها قد كان بيج

المالبس بيع في مختصة تكون شعبية أسواقالمنزلي، واألثاث األواني وكذا واألحذية

بثمن وتباع أوربا، من يجلب والذي القديمتهدد األخيرة السنوات في أصبحت وقد رخيص،

بكثرة أصبح عليها اإلقبال ألن المغرب انتاجأيضا والغنية الميسورة، الطبقات من وحتى تكون والتي المالبس تلك لجودة نظرا وذلك

عالمية.." ماركات اغلبها وحذاء أبيض جنز وسروال غامق بني تيشرط مع

مرة، ألول وتعطر وجهه، حلق وقد بني،بالمعتاد... مقارنة وسيما بدا

عن أبانت واسعة ابتسامة يبتسم وهو بكر رمقهالجميلة: البيضاء أسنانه

فتاة؟؟ مع موعد على أنت هل- في بالغ ربما أنه وجد وقد خجال وجهه احمر

متذمرا: فقال منظره، من وكأني أبدو أن أحاول ألني جزائي هذا-

عائلتكليقول: إليه يتطلع وهو له ابتسم

رائعا.. تبدو امزح كنت حسنا-يجيب: وهو ريقه ابتلع

لك شكرا- أن قبل بسرعة، بكر وانطلق السيارة ركبا بعدها

الغربيين، المغنيين ألحد أغنية يشغل بعفوية الكلمات يردد خالد بدأ حينما واستغرب

أن أراد الموسيقى، مع القوي جسده ويحرك فكيف يحرجه، أن يريد يكن لم لكنه يسأله

االنجليزية.. باللغة ملما يكون كخالد لشخص

لم ونصف، ساعة حوالي الطريق منهما أخذتالساعة كانت وصال وحينما خاللها، يتوقفا

مطعم إلى فدخال الليل، متصف إلى تشير وقتهاذلك بعد ثم فيه، أكلهما تناوال راقيا، هناك

بكر: قال الوقت هذا في الذهاب نستطيع لن أنه اعتقد-

وفي ليلتنا هنا نبيت أن رأيك ما هناك، إلىبيته.. إلي نتوجه الصباح

بدأت عضالته أن شعر وقد بيديه وجهه دعكبهدوء: قال ثم الجلوس من تتشنج،

حسنا- خالد فتبعه السيارة، نحو يتجه وهو رأسه هز

فأكل بالجوع يشعر يزال ال أنه أحس الذي محروقة، لحم قطعة أبدا يالئمه ال المطاعمحبات وبعض عليها، تصب سوداء وصلصة

الماء، في مصلوقة صغيرة وخضر والذرة، األرزهراء.. سلطة، أنها يقولون

أكال ذلك أسمي فال طاجين جلسة تكن لم إنأبدا..

عربات له بدت حينما ساخرا، نفسه يحدث كانصغيرة طاوالت أمامها تصطف التي األكل في هم من يجتمع هناك شعبية، أكالت يقدمونإما المطاعم يحبذون ال هم من خالد، طبقات الذي األكل هذا بلذة ليس أكلها ألن أو لغالئها،

دسما.. غالبا يكونهنا توقف-

خالد فتابع توقف، حينما مستغربا بكر إليه نظر"سأنزل" على يديه يمرر وهو لتناول بطنه

العشاءبالفعل" القول وأقرن"

تلك قاصدا عنه يبتعد رآه حينما بكر صرخموقف إلى طواجنها رائحة تصلهم التي العربات

سيارتهم:لتوك تعشيت لقد جننت؟ هل-

سيره يتابع كان فقد ليجيبه، أبدا خالد يكن لمنحوهم.. الطريق قاطعا

عالم هو هناك، إلى يتبعه أن سوى بكر يجد فلمفي ضير ال عليه جديد حال أية على

استكشافه.. على يكتب الذي المسن، الرجل أمام خالد توقف

مثل ترحيبية عبارات عدة العربة، تلكالبهجة" عند بكم مرحبا" في يطلق اسم البهجة

لخفة وذلك المراكشيين، على الغالب أنهم مراكش أهل عن المعروف وألن دمهم،من كهذا" أخرى دينية وعبارات نكتة، أهل،" فضل كممنوع" تحذيرية، عبارات وأيضا ربي

على" على والرزق الطلق هي العموم الله التي العربات كل وفي كثيرا، هنا تجدها عبارات

فعال مراكشي أنه عرف وقد هنا تصطف الجاهزة، الطواجن عن سأله حينما لهجته من

حدة: على طاجين كل يفتح وهو فأجابه

" طاجين هذا- "، طاجين تجد وهنا السمك " وهنا" بالفاصوليا اللحم طاجين تجد الكرعينبالزبيب.. الدجاج طاجين يوجد كما الخضراء،

إلى يتطلع وهو بكر، بجانبه وقف قد كانوهو األخر، بجانب كل اصطفت التي الطواجن

أنفه، نحو بالعبور المختلفة، الروائح لتلك يسمحمقتنعة تكن لم التي بطنه شهوة وإثارة

لكنه.. بذلك أيضا هي أن يستطيع كان ما العشاءمثل على متعود غير فهو رغبتها، يلبي

أماكن في وخصوصا بالليل الدسم األكل هذاالمستشفى في األمر به سينتهي حتما هذه،

سترته: من خالد يجر وهو تأففهنا من ستأكل أنك لي تقل ال يكفي خالد- تلك صاحب يخاطب وهو انتباهه خالد يعره لم

قائال: العربة، الفلفل وزود السمك طاجين أعطني اسمع-

فيه، الحار الذين الرجال، من العديد أمام هناك مقعدا وأخذ

بما مغطاة مائدة كل كانت أعمارهم، تختلف" يسمى وهو" كبيرة، بالستيكية قطعة المشمع

من مسحها يسهل حتى الموائد بها تغلف يتوسطها الزبائن، يتركه الذي األكل، بقاياالطاجن يوضع ضوئه على والذي صغير، قنديل

األفاعي من مجموعة وكأنه يتراقص ودخانهالفنا، جامع ساحة في بنايه، صاحبها أثارها

األجواء وتلك بمراكش شبيها كان كله الجووصحن ساخن، فيها،وخبز الحميمة

واألبيض األسود الزيتون أنواع مختلف به صغيرالخضر قطع من وبعض واألحمر،

تسمى والتي الشطة من وحفنة المخللة، " وهي" الهريسة جدا.. حارة بالدارجة

ليغسل قريب لمكان وذهب سترته، خالد خلعالخبز يشطر و ساعديه، على ويشمر يديه

وقد ابتعد الذي بكر أمام أحدهما ويضع نصفين،األكلة.. تلك من مقترفا بدا

كان بينما المكان، بتأمل نفسه يشغل أن حاولبالهريسة الخبز قطع غمس في منهمكا خالد

أخرى مرة لغمسها العظم، عن الزيتون وفصلطعمه.. ويتلذذ الطاجين مرق في

في تتواجد كبيرة، ساحة عن عبارة المكان كانلما تبقى التي الوحيدة وهي األسواق أحد

الباعة، من الكثير إليها يتوافد الليل، منتصف بعدوكل الصغار، الحشيش مروجي وأيضا الذين المسافرون وأيضا المدينة، مدمنيالتي بطونهم وإلسكات لالستراحة، يتوقفون

الجوع.. من تعوي رائعا مالذا تكون التي الساحة تلك عن قليال ابتعد

تحت ليال تتجول التي والقطط للكالب عنه، إياها مبعدا يركلها من وهناك الزوار، أقدام

عليها يعطف من هناك أن حين في

من يخلوا ال المكان أن كما أكله، من ويطعمهايطالبونك الذين والمتسولين المتسكعين

في هم خبزا، يشترون حتى درهما، بمنحهميكون األماكن هذه في فالخبز يكذبون، الغالب أصحاب ينتهي فحينما األكل، وبقايا هو مجانيا

نحوهم، القادمة األرجل وتختفي العربات قطع وكذا األكل بقايا تقدم المكان، ويفرغ

يدعون الذين أما والمتسكعين، للمساكين الخبز في فهم الخبز، لشراء المال يريدون أنهميعدلوا أن يستطيعوا لكي المال يجمعون الواقع

السليسيون،" أو بالحشيش إما ليال مزاجهمقطع على توضع الصقة مادة هي السيليسيون

ويدمن بالستيكي كيس في أو الخرق منأو" شمها على مستعملها وهناك الكيف، كثيرا

هنا كلها، ويستعملها األنواع هذه كل يمزج منلثمنه نظرا الكوكايين، استعمال النادر من

الراقية األماكن في فقط وتوفره جدا، الغاليسابقا، قلت كما المزاج يعدل هنا لكن بكثرة،

الخمور أنواع أو السليسيون، أو بالحشيشوالكيف.. جدا، الرخيصة

يتجاوزوا لم أطفال من أيضا يخلو ال والمكانأو لفقر إما منازلهم من هربوا ممن العاشرة، مدمن الوالد أن أو األب، زوجة من تسلط

هؤالء من لكل زوجته، وكذا أبناءه ويضرب قلب ظهر عن حفظوها قصة لهم األطفالوحزنهم، أالمهم، من بعضا عليها وأضافوا

العراء، في النوم من نصيب لهن النساء وحتىيوميا الجنسية لالعتداءات التعرض ومن

المتشردين، هؤالء تجمع أن جاهدا الدولة حاولتمجهوداتها من وأعظم أكبر األمر لكن األمر، لهم يوكل ممن الكثير ألن نظرا اليومية،ضمير.. غير من أناس الحقيقة في هم في األغلب في يكون قد طفل نحوهم تقدم

يشمها حمراء خرقة يحمل عمره، من التاسعةمترنح: بصوت ليقول بقوة،

درهم أعطني- ينتبه أن دون أكله تابع ثم إليه، رأسه خالد رفع

إليه ويدعوا يستجديه وهو بصمت، بكر تأمله حين في

من وحفظه للجنة، والدخول بالتوفيق لهكلمات.. طول له، والديه وحفظ شر، كل العمر

من كل أمام الطفل رددها لطالما ودعوات عند تقف حينما السيارات عند أو هنا، يجلس

أزرقا قميصا يلبس كان المرور، إشارات أشعة وحرقته الشتاء، أمطار به تالعبت باهتا

النوم أن كما بالكامل، لونه فتغير الشمس نزعت أجوريا، أحمرا لونه جعل األرض على

الصغير، صدره نصف ليظهر صدفاته وشعره الركبة، من مقطع أسود، جنز وسروال

الهواء، أوساخ من أسودا أصبح قد األشقر ككل طفل هو ليلة، كل يفترشها التي واألرض

من لسبب الشارع في نفسهم وجدوا األطفال

ذنبهم فما البعد، كل عنها بعيدون هم األسباب،للسجن والده دخول أو والديهم، خالف في

العديد... عنه، والدته وتخلي التي األسباب من أوفي لنا تنتج والتي تحصى، وال تعد ال

القتلى وآالف نوع، كل من المجرمين أالف العامأيضا...

الطفل ذلك يتأمل وهو جيبه، في يديه بكر دسبالخير له، يدعو وهو بعد، ييأس لم الذي

خمسة تساوي نقدية قطعة ليخرج والسداد،الطفل.. يد في يضعها وهو دراهم

في يتهادى خالد كان وقد المكان، تركوا بعدهاترك فقد بكر أما التخمة، شدة من مشيته

عالم يوجد حيث هناك وعقله مشاعره نصفالتلفاز شاشات على إال يراهم يكن لم أخر،

يقول: وهو ساعديه ليعقديبالغون إنهم هراء-

في قصروا بل يبالغوا لم أنهم بكر عرف اليومكان مهما أحد فال لنا، الصورة إيصال

الناس.. أوالئك يصف أن يستطيع وتتوسط الليلة، تلك بعد يأتيهم الصباح هو وها

منهكا، منهما كل لينهض غرفهم، الشمسالتعب، شدة من

غاندي، شارع في تتواجد التي بكر شقة كانتتلك رغم جدا، راقية البيضاء، بالدار

بها.. فرشت التي البساطة

هو زواجهما عش ستكون كانت أنها أمس أخبرهليتحقق يكن لم الحلم لكن وعفاف،

عجالة، في الفطور تناوال وبعدها وجههما غسالأيضا ويلحقا اليوم، الدفن يلحقا حتى

الطفل... موت حقيقة

هناء

السادس العواءال؟؟ أم سترافقينني هل ليلى-

تتأمل وهي األشقر، شعرها بخصالت ليلى لعبتالطويلة مرآتها على وجههاخفوت: في قالت ثم

بالمنزل؟؟ صالح هل- لتجاهل متضايقة وهي نفيا، رأسها سمرا هزت

تنهدت ثم لسؤالها، صديقتهاتقول: وهي بعمق

كان كما يعد لم صالح ليلى- عيناها اغرورقوا وقد ليلى إليها التفتت

قائلة: العسلية،ذلك.. تقولي ال أرجوك كفى-

تتابع: وهي تكلف في سمرا ابتسمتإليه تتحدثي أن عليك-

دموعها حبس ليلى تستطيع تعد لم المرة هذهفي تتساءل وهي أكثر،المخنوق: صوتها رغم سخرية

ال الغبية كما فانا تزوجني أرجوك أخبره؟؟ وماذا-نسيانك أستطيع

صديقتها لضحكت أخرى ظروف في كانتا لوذلك، بدل شفتيها لوت لكنهاكبيرة: حيرة في تتساءل وهي

فجأة؟؟ يتغير جعله الذي ما أدري لست- على بعصبية ومررته أمامها من مشطا حملت

وهي الشقراء، خصالتهاتجيب:

مثله، متعلمة أكثر، تناسبه أخرى على تعرف لقد-أنهت بواحدة سيفعل ماذا

حتى.. للجامعة تدخل ولم الباكلوريا، فقالت صديقتها لكالم باالهانة سمرا شعرت

إياها: معاتبة تعلمين أنت ليلى يا ذلك، يفعل من صالح ليس-

يعلم وكان كثيرا، يحبك أنه نظرا دراستك تتابعي لم أنك البداية منذ

لم والتي أخته أنا مثلي لظروفك، ألعتني تعلمين، كما الباكلوريا على أحصل

المريضة.. وبأمي بالبيت التفكير، أستطيع أعد لم سمرا يا أدري لست-

بعقالنية،

تجيبها: وهي ذراعها على ربتت حتى بعضه من الحال لكن صديقتي، يا بك أشعر-

نراه ال نكاد أصبحنا نحننادرا.. إال

قائلة: حماس في وابتسمتسترافقينني؟؟ هل واآلن- بعصبية قائلة تنهض وهي رأسها حركت

مصطنعة: إذا إال منك أتخلص لن اللحوحة، أيتها هيا-

رافقتك سيعود الذي لوالدها األكل طاولة جهزت وبعدما

من عصرا الرابعة في ثم الصالة، بعد غذاءه يتناول فقط ووقتها شغله،

مغربيا، جلبابا ارتدت أعينهما يمتعان للسوق، سمرا رفقة وخرجت

الموضوعة.. البضائع بمختلف للعطارة، مختلف دكاكين أمام كثيرا توقفتا

المطبخ، وتجهيزات واألثواب،الرسمية.. الرجال بدالت وكذا النساء، ومالبس

غذائية.. مواد يبيع شخص أمام توقفتا أخيرا العصير لعلب مشيرة ليلى أذن في سمرا همست

قائلة:جدا مناسب ثمنها إن-

قائلة: تحذرها وهي ليلى وكزتها

قد تكون العصائر هذه أن والدي يقول انتبهي-سمرا يا صالحيتها، مدة انتهت

تقول: وهي عيونها سمرا قلبت ال اقرئي ليلى يا ذلك سماع عن كفي أوووه-

انتهاء على شهر يزالالصالحية..

يهذي.. عجوز والدكتعاتبها: وهي ليلى ضربتها

والدي.. على ذلك تقولي ال- يبيع الذي الشاب إلى والتفتت أقول لن حسنا-

عن إياه سائلة العصائر تلكثمنها

ال.. خمس- مسكين.. على غالء دراهمخبث: في تتساءل وهي لعبارته ضحكت

البقال.. من بكثير أرخص تباع هنا لم قلي-يجيب: وهو الشاب ضحك

الدكان، ضريبة ثمنها إلى يضيف أختي يا البقال-والماء الكراء وثمن

والكهرباءأما.. يعملون الذين العمال وأيضا فكما نحن عنده

فوقنا السماء ترينال.. أرض واألرض ما وكل متبوع وال تابع الله

فهو ربح من عليه نحصلوجل.. عز الله من فضل

منها، نقدية قطعة وأخرجت محفظتها فتحت-قائلة: تساومه وهي

فقط.. دراهم بأربع آخذها دعني-معك.. الكثير سأخسر سيدتي يا ال أووه-

فضلك.. من علبتين أعطني حسنا- وتابعت بالستيكي، كيس في العلبتين لها ولف

يقفان وهما ليلى مع مسيرتها ذلك بعد ثم الثمن، عن يسأالنه بائع كل عند

أيديه، بين بضاعته له يتركابغضب: ليتمتم

األسئلة.. بكثرة تتعباني فلم تشتريا لن أنكما بما- جماعة مع يجلس وهو أنور رأت حينما توقفت

يلفون وهم الشباب، من وهي يديها من ليلى فأمسكت الحشيش، سجائر

تستطع لم بخطاها، تسرع وقلبها سرعتها، تساير أن تحاول أن إال ليلى

يلهث.. وإال أنور، لهما ينتبه لم حينما الله حمدتا وقد

العادة.. كما أزعجهما لكان في عادتا السوق، في اللف من تعبتا ما بعد

للبيت.. طريقها على بيديها وضغطت ليلى قلب دقات ارتفعت

تعرف لم التي رفيقتها، يديبهدوء.. نحوهما يتقدم وهو ستتصرف كيف

يديها نفضت بل ليلى تجبه فلم تحيته، ألقىالتي صديقتها يدي من بقوة

تقف، حتى عليها، قبضتها تحكم أن تحاول كانتنحو.. وأسرعت بخطواتها

منزلهايسألها: وهو أوقفها الباب تفتح أن وقبل

ليلى؟؟ يا بك ما- الباب فتحت ستبكي، أنها أدركت وحينما تأملته

ذهول في إياه تاركة ودخلت تراقبه، هناك تقف ظلت التي ألخته لينظر عاد

أيضا هي سيرها تابعت ثمليلى.. لمنزل المقابل منزلها نحوحيرة: في يتساءل وهو صالح تبعها

معي؟؟ الحديث تريدان أال بكما؟؟ حل ماذا-تجيب: وهي بعنف تنهدتصالح؟؟ يا ماذا-

خفوت: في يتساءل وهو بعجز عينيه حركليلى؟؟ بها ما-

ثم العصير، علبتي فيه ووضعت البراد فتحتتتساءل: وهي إليه التفتت

ليلى؟؟ تحب أ صالح- كصديقة سمرا يعتبر أنه صحيح عليه، االرتباك بدا

أختا وليست له، مقربةأبدا.. ليلى بموضوع معها يتحدث أن يعتد لم لكنه

أجاب عيونها، طفا الذي الشك ذلك له بدا حينمابثقة:

علي.. باد األمر أن وظننت أحبها، سمرا يا أجل-تجيب: وهي بخفوت ابتسمت

أنك.. تعتقد ليلى لكن أخي يا باد إنه-يجيب: وهو ابتسم

أحببت التي الغبية، تلك تفكر كيف اعرف-سواها، هناك ليس أنه أخبريها

بها، يليق عمل على أوال أحصل أن علي فقطالمنزل.. في وسأزورهم

تقول: وهي إليها ضمتهأخي.. يا بهذا أسعدتني لقد-

قائال: شعرها يداعب وهو ابتسم بحبي أخبرك أن فقط علي كان إذن هكذا-

على منك أحصل حتى لصديقتكالكبير... الحب هذه

تقول: وهي صدره على ضربتهأبدا منها أجمل تجد لن إنك ثم أحبك، أني تعرف-

استنكار: في يقول وهو حاجبيه قطبمنها؟؟؟ أجمل أجد لن-

األطفال: كما عناد في أجابتمنها.. أجمل تجد لن اجل-

أكبر: عناد في قالمنها؟؟ أجمل هي من حياتي في أنه رأيك ما-

تقول: وهي غضب في حاجبيها قطبت إنها تقول التي القبيحة هذه من أخبرني هيا-

ليلى من أجمليقول: وهو خدها قبل

أنت.. إنها- المرآة في لوجهها تنظر وهي ضحكتها كتمت

قائلة بالبهو الصغيرةبإعجاب:

منها.. أجمل أنا حق لديك هذا في-قائال: تمتم

نفسك تصدقي ال- مناسب شيء عن تبحث وهي له بدت وحينما

مبتعدا أسرع به، تضربهعنها..

وهي فابتسمت تتوعده، وهي والدتها وجدتهاتقول:

الصبياني؟؟ تصرفكما عن تكفا ألن-تقول: وهي والدتها، بضم سمرا سارعت

البيت صالح أوالد سيمأل قريبا أمي يا اووووه-بشقاوتهم

حنان: في تقول وهي ابنتها شعر والدتها مسدتسمرا يا أيضا وأوالدك-

تقول: وهي سمرا ضحكتوالدهم.. أجد أن قبل ليس-

بنظرة ابنتها، ترمق وهي حاجبيها األم رفعتبالخجل أشعرتها حتى جانبية

عيون عن بعيدا تتجه وهي لعابها، فازدردتوالدتها..

في شاردة وهي سريرها، على نفسها رمتسقف في مرئية غير نقطة

أصال وهل زوجها؟؟ سيكون كيف ترى الغرفة،ستتزوج؟؟

همس حينما بكر، صوت اخترقها األثناء تلك فيأحبك.. لها بحب

شعرها بخصالت بعنف تعبث وهي شفتيها لوتحقيقة تذكرت حينما األسود،

يعترف يكن لم فبكر بها، االعتراف ترفضيعترف كان ما بقدر لسمرا،

لعفاف.. ترتيب عليها جديد، من تنهض وهي بعمق، تنهدت

تركها أنه بما أنور غرفة ترتيبها إلعادة مناسبة فرصة ستكون مفتوحة،

يتركها التي مالبسه وغسلهناك..

أن أحببت مجنونة، فكرة مجرد كانت لقد ال أووه-فقط.. خوفه ازرع

أن قبل صدره بها ليعبئ سيجارة، صديقه لفيجيب: وهو ألنور، يمنحها

يتحامى إنه التراب، في وجهه تمرغ أن عليك-أن عليك ليس لكن بالذئب،

تسكت.. جاء بحشيش، المعبأة السيجارة دخان تأمل

له، كهدية كتامة، من خصيصاوقد.. من كمية.. كمية له جلب صديق تجعل كبيرة

طويلة مدة يقضي صالحبالسجن.. يتعفن حتى

بتخوف: أجابأخي.. إنه ال-

معهما يجلس الذي الثالث الصديق عباس له مديقول: وهو شاي كأسصحراوي كأس-

.. بوركت- على متخوفة نظرة يلقي وهو بتردد قال

الثاني: صديقهم أجد لكني التدخل، في الحق لدي ليس أنه أعرف-

إسماعيل لك يقوله ما أننفسك.. ستطاوعك فكيف جنون هوإياه: مهددا بنبرة يقول وهو إسماعيل قاطعه

سويسرا بزيارة تنعم أن قبل فلتصمت-سويسرا.." السجون" على يطلق اسم قبله

الشاي صينية دفع أن بعد مكانه من ونهض"إن" ال مشاعرك كانت بقدميه

أبدا تصلح ال أنك تعلم أن فعليك هشة تزالبيننا.. لتكون

كالم في مفكرا صمته في يقبع أنور وتركوعباس.. إسماعيل

إسماعيل، لعصابة االنضمام إما يختار أن عليهفي أيضا هو شأن له ويصبح

عن العدول أو حساب، ألف له ويعمل المدينة،سخرية وتقبل ألخيه، تهديده

باالنتشار.. بدأ الخبر أن و خصوصا منه، الجميع لم أمس ليلة معا، وبكر خالد سافرا أن منذ

شيء.. أي صالح عنهما يعرف العشاء صالة تمت فقد عليهما، يقلق بدأ وقد

أن والمفروض ساعة، قبلهنا.. يكونا

المزيد لمعرفة بالحي الذي المقهى دخول ارتأىوقف إن وما األخبار، من

الفارهة بكر سيارة له بدت حتى عتبتها أماموراءها تاركة الطريق تشق

يحمالنه مما ورعبا ارتياحا، تنهد الغبار، من سيالعقد ثم أخبار، من

على ابتسامة بنصف يبتسم وهو أمامه ساعديهليمد المرتب، صديقه منظر

وهما بقوة، إليه ضمه ثم إياه مصافحا قوية يدابعضهما ظهر على يربتان

ملئ خالد ضحك التحية، بعبارات يتمتمان بحنان،هواء يستنشق وهو فمه

الحي:مدينتي.. يا إليك اشتقت كم-

يده ومد صالح نحو رشيقة بخطوات بكر تقدمإياه... مصافحا إليه

وهو خالد صوت على الجدية بدت ذلك بعد ثميقول:

آمن.. مكان في التحدث علينا رفاق يا هيا- موجها يقول وهو بكر سيارة إلى بهما وتوجه''

سيرافقك" إلى كالمه بكروأنا.. هناك نجلس حيث المرسى إلى صالح عادة

بسيارتي سأتبعكم وهو له خالد عاتبة،فغمز بنظرة صالح رمقه

.. بطفولة يبتسم قارب متن على ثالثتهم كان بها بأس ال مدة بعد

المدينة.. بشاطئ فااتخده زمن، منذ أصحابه يستعمله يعد لم

فيه، يرتاحا كمتنفس الصديقانأسرارهما.. عن لبعض ويفضفضان

بدون شاي كأس منهما كل أمام صالح وضعمن بدوره وارتشف نعناع،حب: في يقول وهو كأسه

كهذا.. كأس سوى مزاجي لي يعيد شيء ال- من الحشيش من قطعة يخرج وهو خالد ضحك

أمامهم ويشهرها جيبه،حارة: قبلة جبينيها على طبع أن بعد

كهذه.. قطعة سوى للحياة يعيدني شيء وال-

وهو بعينيه خالد وتابع يعلق لم لكنه بكر ابتسميفركها ثم القطعة تلك يحرق

سيجارته.. بتبغ ليمزجها يديه، بين من نوع ألي يتعاط يكن لم أخي يا الطفل-

المخدرات.. صديقه على يرد وهو بصعوبة، ريقه صالح بلع

بدهشة: قائالتقصد؟؟ ماذا-

ينقذه حتى لبكر ينظر وهو للوراء، خالد تراجعصالح: إخبار مهمة عاتقه على ويأخذ

طيبين أناسا كانوا أسرته، قابلنا ذهبنا حينما-الطيبة بأخالقه له يشهد طفال بدر كان وقد

مجتهد طفل لكنه فقير، حي في يعيش أنه رغمفقيه والده بجانب أيضا ويؤدي بدروسه

أن يصدق هناك أحد ال الدينية، فروضه المسجدسواء المخدرات من نوع ألي يتعاط الطفل كانوا رفقاؤه حتى بل الغالية، أو منها الرخيصة

وخلق.. دين على وهو جاهد الذي بكر لدى دمعة ترقرقت وحينها

يقول: وخصوصا القدم بكرة مهووسا الطفل كان لقد-

ليشاهد ليذهب والده يتركه لم فريقي، و جماعة العصر، صالة أدى بعدما إال المباراة

بالحي، العامة الحديقة سقي في أخوه ساعد وهنا" الفريق ربح كلما بالسعادة يشعر كان وقد

كانت" وهو دموعه من بعضا مسح يتابع

هناك.. معلقة الغرفة في لي صورة ما هل صالح، أمام صعوبة تزيد األمور بدأت

هذا مجرم أي سراب؟؟ مجرد هو عنه يبحثون الذي هذا مجرم أي بعده؟؟ أثرا يترك ال الذي

ربما أنهم ذنبهم كل أبرياء أناس على يقضيالخطأ... والمكان الخطأ الوقت في كانوا

********** جبينه من تتساقط العرق حبيبات لها بدت

شكت أنها حتى هدى بغير يحكي كان كالندى،في

لو.. طرف أنه كثيرا ألحبت الوقت لها كان بعينيهيخترق الذي صوته تسمع فقط يسكت أال

لم.. سمعها تر لم المجرم، صورة فيه تر بعذوبةمن أزيد قتل قاتل يد القوية األيادي تلك في

حتى.. ساعة في شخص عشر تسمى واحدةبالمجزرة.. جريمته

الرجولية الوسامة وتلك وقوته الداكن شعرهمنه تجعل األسمر، وجهه قسمات تكتنف التي

منازع.. بال األجنبية لألفالم بطال تنخدع أال مهنتها، تعلمها أن قبل الحياة علمتهاأصح بمعنى أو اآلخرون، لنا يرسمه بما

حلوى كبائعي تماما منهم، نراه أن يردوننا بماالواجهة تلك فيها ترى والتي التفاح

النحل يلتف كما حولها فتلتف بالعسل المدهونةغير.. حول وجودة طراوة بمدى عابئ الزهر

بها.. المستعمل التفاح

حتى وال مباالته وال بنظراته تنخدع أال عليهاوتحت مجرم هو واألخير فباألول بجاذبيته،

عريضة.. خطوط ثالث تضع أن عليها مجرم كلمةمريح.. بشكل قضيته مع تتعامل كي

بالمقارنة جدا نظيفة كانت التي أظافره تأملتعليهم تعرفت الذين المجرمين باقي مع

تقول أن استطاعت أخيرا سابقا، وقابلتهمعاديا: يبدو كي جاهدت بصوت

التفاصيل، من الكثير لي تحكي اآلن أنت اسمع-الحكم.. أغير كي تساعدني لن والتي

وقد للوراء تراجعت حتى بعنف، الطاولة ضربأنه لوال اإلغاثة، زر على ستضغط كانت

بهدوء: قال أن فقط أريدك أعيش، أن أريد أني أخبرك ومن-

تسمعيني.. يزال ال بيديها للساعة تنظر وهي نظارتها عدلت

لهذا الجلسة انتهاء على ربع إال ساعة يتسنى حتى توقفه أال ستحاول بأس ال اليوم،

فما حياته، في سمرا عن المزيد معرفة لها في وجدت والتي اإلعالم وسائل من عرفتهدراهم من تزيد حتى اإلثارة من الكثير قصته

غير الموضوع حول جلبة وتثير جرائدها،بسطت.. برأسها.. له تومئ وهي يديها كاف

كان صالح، فيهم بمن الجميع تاه األثناء تلك في-البحر، قاع في إبرة عن بحث بمثابة األمر

نفس إلى ليعود بطريقته، يفكر منهم كلالنقطة..

على وهم النوم وتملكهم السويعات ومضتحل.. من هناك ليس حالهم،

والدته عن غاب فقد استأذن من أول بكر كانعليه خائفة ستكون وحتما يعلمها أن دون خشبية لوحة على تمدد الذي وخالد صالح وبقي

قدميها إحدى واضعا خشن، بثوب مغطاةالحشيش: بدخان صدره يحرق وهو األخرى على

كتامة، من الحشيش من شحنة غدا ستصلني-يتدخل لم إذا مربحة ستكون أنها أعتقد " فيها" بعد عملية أول صاحبي يا أوووه الحناش

دائما يقول كان الله رحمه سكة، أبو موتحينها' أيها بروحي أفديك صالح أن الحظ الذئبإيه' فقال خالد واد غير واد في أيها بتأفف

وصلت؟؟ أين إلى الذئبيقول: وهو صالح ابتسم

و.. أنا إال فيه ليس ما لعالم- الكسولة النظرة تلك له بدت حينما كلماته بتر"

ضحكة وراءها يخفي والتي صديقه، منفنهض.. سأذهب" وهو ساخرة أن قبل للنوم يتابع

الطريق تنسى حتى أسنانك أهشمللضحك..

يقول: وهو أكثر خالد ضحكة علت السنيورة مع تفعل كنت ماذا فقط أخبرني-

؟.. ذاك في وحدكما العالم

من قفز بعدما ليسأله استخفافا رأسه صالح هزالقارب:

لبيتك؟؟ تعود ألن- عند ليلتها تنام فزوجتي ال أوووه-

سأقضي.. هنا.. الليل أهلهايقول: وهو صالح ضحك

تفكر ال حتى عليها، تتزوج أو تطلقها أن عليك-عنك.. بعيدا المبيت في

الدوائر من مجموعة كون حتى ببطء دخانه نفثيكون حينما عادته هذه الهواء، في ثم قليال حنجرته في الدخان يحبس منتشيا،

من مجموعة بذلك فيكون ببطء يخرجهالدوائر..

الذين األزواج أوالئك وضد الفكرة، تلك ضد أنا-أهلهن.. عند المبيت من زوجاتهم يمنعون

بالزواج؟؟ جديا تفكر أال بالمناسبة-قائال: جانبية بنظرة رمقه

صاحبي.. يا للنوم اذهب-بجدية: يقول وهو صالح عاد

عليك الزواج، في تفكر أال أخبرني الذئب أيها ال-أن..

استعان بعدما جلسته من يعدل وهو خالد تنهدأن ويبدو الحشيش، أثقله فقد صالح، بيد

المرة.. هذه عالية جودته

جيدا، صالح وتأملها يتأملها، وهو قبضته جمعالبيضاء، األظافر وتلك القوية، اليد تلك

والمحفورة الواضحة الخطوط وتلك تعلوها، التيغابة وسط بعنف طريقها شقت كأنهار

بطريقها.. يأتي ما كل بذلك فتكسر كثيفة لحظة أي في وأهبها يدي، بين أقبضها روحي-

روحين.. أقبض أن لي فكيف لبارئها أمام متوازيتين ليصبحا الثانية اليد قبضة وجمع

ناظريهما..يقول: وهو صديقه قبضتي بين صالح قرب

لحماية منهما كل تسعى روحان يجتمعان حينما-الثانية.. الروح

يقول: وهو خالد له ابتسمعروس؟؟ لديك وهل-

يقول: وهو سؤاله من استغربلك سأبحث لكن اآلن، ليس األقل على ال-

يقول: وهو شعره على خالد مسح عروسا، فيه لي تجد الذي الحين ذلك حتى إذن-

أرجوك.. الموضوع أقفل صديقه خالد جرح أنه أحس وقد صالح ابتسميصمت أن فارتأى معه، الموضوع فتح حينما

بقول: مكتفياخير.. على تصبح-

دهس بعدما جنبه، على اتكأ بل خالد يجبه لمونام.. باألرض، سيجارته

الروتيني، العمل نفس وكالعادة الصباح فيفي وكريم، صالح، بينهم ومن العمال انشغل

للمخزن.. وإدخالها الصناديق حمل فانتهيا كثيرة، الصباح ذلك الشحنة تكن لم

الجميع ليستغرب والنصف، العاشرة حوالي يتكلم كل لغطهم ويكثر كمجموعات، ويتجمعوا

للمخزن الحارس جاء أن إلى واحد، وقت فيغليظ: بصوت يقول وهو

التي الصناديق تحملوا أن عليكم اسمعوا-التي الشاحنات لتلك وتشحنوها كلها بالمخزن،

هناك أشار حيث الجميع التفت" الساحة، فيتابع ثم المصطفة الشاحنات، من كبير لعدد

أريد" عال بصوت يقول تشق رجاال خشنبألم تعاني ومن وسريعا، قويا عمال الجدران،

لمنزلها.. فلتعد مفاصلها في غضب من زاد مما وقتها، الضحكات تعالت

حتى لكن إلهانتهم يهدف كان الذي الحارسالنكتة.. تستقبل كما يستقبلونها أصبحوا االهانة المخزن في الجديد العمل لمتابعة توجهوا بعدها

عملهم وكان للشاحنات، الصناديق ونقل على كريم مع صالح اشتغل وكالعادة ثنائيا،

كريم، اختارها مجموعة للشاحنة الصناديق حمال المعتاد كما وبهمةكريم بصوت يستمتع صالح كان وقد الثالثة،

وتلك الحلو لنعمان أغنية يدندن وهو العذبيعشقها.. التي الرائعة الكلمات

يا...... زين يا بالدي الشوف حد على جنات البلدانو...... كريمة أرض يا ناطق جمالها مضيافة

بحروفوكرمهم...... و نخوة ناسها معروف شايع ظرافة

و...... و بالدي يا اشحال و يجي سال اللي الفةيشوف

و....... قرة يا بالدي عليها ضوات الشمس األعيانو..... بين ما عروسة ليها تغني الجبال الشطان

زور.... من هارب اللي يا تتشافى بالدي األحزانواللي...... دواء و طبيعة مائها شرب لإلنسان

يتعافىيا..... دار يا بالدنا الصفا نبع من شربة السلوان

كان وكم األذن، يطرب وهادئا، جميال صوته كانيكون حينما بدندناته صالح يستمتع

كريم هاتف رن كذلك هما وبينما جيدا، مزاجهيقول وهو لصالح عجل على صندوقا ليمنح

بفرحة:صاحبي يا عمل نداء هو ربما-

يقول: وهو صالح محيا على السعادة بدتصاحبي.. يا موفقا حظا-

يتمتم أن قبل بالشاحنة، السلع ترتيب وتابعرضا: بعدم

يا أفقي، بشكل الصناديق ضع له أقول مرة كم-فوق وانشغل هذا، عقله يكون أين إلهي

ويعيدها الصناديق تلك يرتب وهو الشاحنة سطحاألصلية: لوضعيتها

تفعل؟؟ ماذا صالح- يتحدث كان الذي البشير عمه لصوت أخيرا انتبه

إليه:عملي.. في منهمكا كنت لقد عمي عذرا اووه- بنبرة له يقول وهو العجوز مالمح على الضيق بدا

إخفائها: في محاولته رغم غاضبةصالح.. يا تعال-

يلحق وهو بذراعيه، عرقه ومسح يديه نفضللمكتب.. بالبشير

تسمع ال مطبق وبصمت منتظمة، بخطى ساراليدخال المجهدة، العم تنفس أصوات إال فيه يشعرك بتكيييف، مزود أنيق، لمكتب ذلك بعد

التي الحرارة تلك بدل واالنتعاش بالبرودة جلدك مع ملتصقة مالبسك وتجعل خارجا، توجد

بينهما.. تفرق ال تصبح حتى الالمع، األسود الخشب ذو مكتبه وراء مكانه أخذ

له أشار بعدما ذقنه، على يديه واضعاصالح: جلس ما بعد ليقول بالجلوس

إليك.. معزتي مقدار تعلم أنت صالح- إشارة لكن شيئا يقول أن وهم رأسه صالح هز"

العم ليتابع الكالم، من منعته تلك البشيروأنا" لكن لي، حبك مقدار في أبدا أشك ال كالمهالدخول عليهم الناس أوالد أن تعتقد أال

النوافذ؟؟ تسلق بدل األبواب من

لما تصديق بعدم بل بدهشة، فاه صالح فتحلليلى؟؟ لحبه العم أيرمي يسمعه،

ليقول دهشته على وتغلب نفسه تمالك لكنهببرود:

عمي يا تقصده ما أفهم لم- الكرسي ظهر على ظهره مسندا للوراء تراجع

حرق يتعمد كمن ليقول الناعم، الجلد صاحبأمامه: الذي الشخص أعصاب

جيدا.. تفهمني أنت بلى-قائال: ينفي وهو بصعوبة لعابه ازدرد

توفر أن أتمنى لذلك شيئا، أفهم لم زلت ال-علي..

ليلى- يتساءل وهو ليلى لذكر صالح أوصال ارتعشت

بخفوت:ليلى؟؟ بالها ما-

يقول: وهو إليه بجسده مالفما.. تحبان أنكما أمس ليلة علمت- رأيك بعض

أنت؟؟قائال: يؤكد وهو الخبر لذلك صالح ابتسم

هو أعلمه فما أعلمه، مما أكثر تعلم أنك يبدو-عنها.. أدري لست لكني يحبها من أنا أني

قائال: للوراء ليتراجع األب عادعالقة؟؟ على ألستما لم-

يقول: وهو صالح وجه على الغضب بدا

ال فأنا البنتك ترضاها ال كنت إن الله عدا ما-اسمي.. ستحمل لمن أرضاهايقول: وهو البشير تنهد

اعتقد.. لقد-قائال: قاطعه

احترمك كم تعلم أنت و لي، أب بمثابة أنت عمي-الفرصة أنتظر كنت وقد ليلى وأحترم

الموضوع.. معك ألفتح المواتيةيقول: وهو العم ابتسم

الموضوع فتحت أنك و جاءت الفرصة أن اعتبر-األسبوع نهاية في سينتظرك األب وأن

وحدك.. تأتي وال وفرحة دهشة في صالح تاركا مكانه من ونهضعتبة البشير قدم تطأ أن وقبل تخنقه تكاد

يتساءل: وهو لنفسه صالح انتبه خارجا، المكتبتقصد؟؟ ماذا-

يقول: وهو البشير إليه يلتفت لم عن المسئول المهندس ستصبح صباحا الغد من-

حجة لك تعود ولن االلكترونيات، قسموالوالدة.. أنت زيارتي من تمنعك

من أول خالد كان العمل، انتهاء وبعد المساء فيببضع تجاوزه لكنه الخبر، صالح له زف

بضيق: صالح ليقول خطوات

سعيدا؟؟ ألست-بسؤال: يجيب وهو إليه يلتفت لم

الذئب؟؟ أيها سعيدا لك أبدو وهل- طريقه، يعترض ما كل يقذف وهو سيره وتابع

العصائر علب و الرخيص، الخمر كقواريرالغليظة األحجار وكذا الغازية، المشروبات وعلب

قال: الذي صالح كالم أوقفهغيرة؟؟ اعتبرها وهل-

يقول: وهو ببطء التفت على وشدد عليك غيرة لكنها غيرة صالح يا اجل-

الصدق ظهر حتى كلماته من حرف كل على الخفيفة الدموع بعض وظهرت فيهاوهو.. صديقه... عن بعيدا بسرعة يمضي عينيه

صرخ حينما كبيرة بخطوات عنه ابتعد قد كانبغضب: صالح

أعيش أن حقي من أليس هذا؟؟ لكل حصل ماذا-أبدا أكون ولن خالد يا مثلك لست حياتي،

لن.. تعلم وأنت ذئبا لست مثلك، معكم أخوض ذلكفلتحترقوا.. هذه أبو" كلكم بغاز القضية

أيها أنت وحتى أيضا، والطفل وعفاف سكةذاك معك واصطحب للجحيم، فلتذهب الذئب

الثري.." الذي السكير الرجل ذلك صوت المرة هذه قاطعه

من خرقات شم في ونهاره، ليله يقضيمتقطع: بصوت يقول وهو السليسيون

وليسقط.. ولتحترق كله، العالم فليحترق- أمريكاليعيش.. حرا المغرب االستعمار

الرجل ذلك يتأمل وهو عنه رغما صالح ضحكالتحق ثم ولى، لزمن بذاكرته عاد الذي ذراعيه لف ببطء، سيره يتابع كان الذي بصديقه

يقول: وهو عنقه حولالذئب.. أيها آسف-

يصادف ما كل بقذف منشغال كان بل يجبه لم"فوكزه.. فليكن" وهو صالح طريقه قلبك يقول

ألست.. أبيضا صديقك؟؟ وسامحني يقول وهو يديه صالح فأبعد نفيا، ببطء رأسه هز

عاتبة: بنبرةلك صديقا نفسي أعتبر كنت حسنا-

بنبرة خالد ليقول صالح المرة هذه وتجاوزهمتهكمة:

وبسط.." ال أخا أحسبك كنت- بطريقة يديه صديقاأرأيت" وهو مسرحية بيننا الفرق يتابع

لست... أيها كان مهما صديق مجرد المهندسفقد يعوض أحد ال لكن بآخر، فسيعوض غاليا

األخ..يقول: وهو ذراعيه فاتحا إليه صالح عاد

فأنت.. أعتبرك كم تعلم وأنت- األخ.. نعم غاليايقول: وهو خالد ابتسم

رمق آخر حتى يؤذيك أحدا أدع لن صالح يا تأكد- لي....

يسأله: وهو بتردد صالح ابتسمأنور؟؟ عن شيئا علمت هل-

يقول: وهو شعره خالد مسح ما لكن األيام، هذه منشغال كنت فقد تعلم كما ال-

عصابة في يتحامى أنه سعد من عرفتهإسماعيل

بسخرية: يتساءل وهو حاجبيه صالح عقدعصابة؟؟ كون إسماعيل وهل-

ذلك؟؟ لتصدق كنت هل اجل- صالح كان والذي اليوم ذلك من أسبوع، بعد

الجديد عمله بين ما رهيب، بشكل فيه منشغال اتفق التي الخطوبة لليلة لتجهيزه األنيق، ومكتبه

كانتا اللتان وسمرا والدته، مع عليها حينما األرض تسعهما ولم الفرحة، من ستموتانتكاد أنها شعرت فقد ليلى أما ذلك، سمعاوقد.. لها تزف وسمرا تختنق استمتعت الخبروجفاف وينخفض، يعلو وهو صدرها برؤية تساءلت تبللهما، أن عبثا تحاول التي شفتيها

مرات: لعدةيا.. سيتزوجني هل ذلك؟؟ صحيح هل- إلهي اخيرا

بيديها وجهها غطت وفجأة الحمد لك وهي سمرا منها اقتربت بحرقة، تبكي وهي

بخوف: تسألها؟؟ ليلى يا بك ما-

بصوت تقول وهي نحيبها زاد وقد إليها ضمتهامتقطع:

الفرحة هذه والدتي تشاركني أن تمنيت لكم- جدا وسعيدة سعيدة أنها البد ، حبيبتي يا أوووه-

ان سمعت لقد تحبين، من ستتزوجين ألنكيحبون.. بمن يحسون االموات

بسرعة، تتورم بدأت التي عينيها ليلى مسحتابتسامة.. شفتيها على ترسم ان تحاول وهي

بحماس: قالت ذلك بعد ثم فستانا لنختار للسوق نذهب ان علينا اسمعي-

بي.. يليق الله رحمها لوالدتها شوقها تناست ما وسرعانسمرا، مع مشوق حديث في تغرق وهي

حلما أعماقها، من تمنته حلما كان لطالما حديثقريبا األحيان من كثير في لها يبدو كان

استحالة مستحيال وأحيانا لإلنسان، الموت قربالدنيا.. في الخلود

بخطواته يخطو منها، يقترب بدأ اآلن هاهو لكنهنحوها..

جدا... قليلة.. قليلة أياما إال به يفصلها يعد لمالسابع العواء

تزين واالبتسامة الطويلة، بالمرآة وجهها تأملتأبعدت زهري،ثم بلون المصبوغة، شفتيها

عينيها توسع وهي األشقر شعرها من خصلةتأملتها حين في قليال، الماسكرا من لتعدل

تقول: وهي المصففة من سبحان ليلى، يا الجمال في آية تبدين-

صورك الكلمات هذه لمثل تحتاج فهي بخجل، ابتسمت

عدم في تساءلت ثم معنوياتها، من ترفع التياقتناع:

مع يتناسب ال القفطان لون أن تجدين أال-بشرتي؟؟

تقول: وهي المصففة ضحكت كفي هيا ليلى يا مثلك عروسا حياتي في أر لم-

ليلة فعلت كما تجنيني وال تصرفاتك عنخطوبتك..

تقول: وهي ضحكتالعروس.. فأنا أرغب كما أتشرط أن حقي من-

يرتفع السيارة بوق سمعت تجيبها أن وقبلبإيصالها تعهد الذي خالد وصول عن معلنا

األفراح.. لقاعة تعد لم أنها أحست فقد مكانها في ليلى تسمرت

يخترق يكاد وقلبها بقدميها، المشي تستطيعصالح.. على قرانها سيعقد اليوم حنجرتها

ساعتين.. من أقل بعد سيتحقق حلم إلهي يا

قدمت قد كانت التي لسمرا المصففة ابتسمتمرة، ألول اليوم رأته الذي وبكر خالد مع

عليه الله صلى النبي، على وتصلي تزغرد وهيتكاد وهي صديقتها رأت حينما والتي وسلم

: قالت الخوف شدة من عليها يغمى يتم أن قبل سيخطفك أخي أن أراهن إلهي يا-

وبارك صلي اللهم الجمال هذا شدة من العرساألنام.. خير المصطفى على

... هل- هل؟؟... هل تلك من صديقتها تنقذ وهي سمرا ضحكات علت

تقول: وهي لسانها أربطت التي الهلهلةال.. تكوني لم إن كاألميرات تبدين- تقلقي.. أجمل

وتأخذ بعينيها ترمش وهي ما نوعا بارتياح تنهدتأولى تخطو أن قبل عميقا نفسا

خطواتها.. سمرا، على بيديها تضغط وليلى الطريق طوال

لترى ليس بالمرآة معلقة عيناها كانت والتي في كانت المرآة ألن ولكن يبدو، كيف وجهها

بكر.. مالمح من بعضا لها ونقلت صفها من أوسم تبدو أحبته، عفاف أن في عجب ال-

أحجام.. سين يا الممثل خالد يرمقها أن قبل بهذا، لنفسها أسرت إلهي يا حياء، رأسها فأحنت الغاضبة، بنظراته

أي سيقتلع وإال بصرك اخفضي سمرا، يا هذا جنون

ال ليس بي، خالد شأنه وما عينيك، خالدأخشاه؟؟ فلم أبي وال أخي

لم أنها إال نفسها تشجع أن حاولت بعدما وحتىالنظرات، من المزيد تختلس أن تستطع

بذلك.. يرغب ال من هي بأنها نفسها فمنت

األوكسجين يسحب أنه تشعر وهي رأته أن منذيتركها حتى فيه، يتواجد مكان كل من

بحرها.. من أخرجت كسمكةوالتفت.." أيتها وصلنا قد ها- إلي الجميالت

ألف" وهو العروس ليلى.. آنسة مبروك يقول وهي شفتيها ارتعشت وقد خجال ليلى احمرت

تقول:لك ا ر ك ش-

قاعة أمام سيارته يركن عاد و لسمرا ابتسماألفراح...

ببساط أرضه تفرش رائعا، القاعة مدخل كانبنات اصطفت حوافه وعلى طويل، أحمر

وكل الحفالت بممولي الخاص فرم اليوني ترتديالتمر بها صينية تحمل منهن واحدة

الضيوف.. به تستقبل والحليب، الرتشاف الوقوف من نفسه خالد يمنع لم

المحشوة التمرة واكل بالزهر المنسم الحليب ليلى وتركت بكر سمرا تبعت حين في باللوز

للجميع تنظر فوقفت تفعل ماذا احتارت التيالقاعة.. لباب إليصالها ارتاحوا كأنهم والذين

أن وتحاول تزغرد وهي عائشة إليها سارعتالنسوة تحث وهي يكن، لم شيئا وكأن تظهر

العروس.. وإدخال التقدم على لوالدتها، بحاجتها ليلى أحست اللحظة تلك في

الحظت وقد سمرا، تصرف من تألمت وقدلكن.. بذاك افتتانها عذرا يمنحها ال ذلك الشاب

لتصرفها..بخفوت: وتساءلت

صالح؟؟ أين- شاب نحو بسبابتها تشير وهي عائشة همست

الباب أمام والدها بجانب يقف الطول، فارعتقدمها: ينتظران

بود.. لها وابتسمت ينتظرك صغيرتي يا هناك إنه- لصالح تنظر وهي ليلى قلب دقات علت

وكعادتها ارتباكها بمدى يشعر كان يتفحصها،مدت

أذنيها، وراء تضعها شعرها لخصالت يديهاللقاعة.. معا ويدخال يديها ليمسك منها واقترب

والزغاريد العروسان، دخال عيساوة إيقاع وعلىالنبي، على والسالم والصالة األرجاء تمأل

، البنات قبل من عليهما ترش الزهور وأوراقخصصا اللذان كرسييهما على جلسا حتىأحس.. لهذه يديها بارتعاش صالح المناسبة

التي النقوش تلك راقته وكم يطمئنها، فأمسكها للحناء، أمس ليلة حضر أنه لو تمنى وكم بيديها،

يسمح وال فقط للبنات مختصة تكون لكنهاالمكان.. من باالقتراب العريس حتى للرجال

ويسلم يصلي وهو للقاعة العدول تقدم وحينماليلى ارتعشت للعروسين ويبارك النبي، على أنور فغياب قلقا، بدا الذي لوالدها، تنظر وهي

رمشت يقلق، لشيء إنه المدة تلك طوال لهما يلتقط كان الذي المصور أمام بعينيها،والعائلة، للعروسين ذكرى، ستظل صورا

فعل، وكذلك العقد على وقعت مرتجفة وبيدينبحب: لها همس الذي صالح

أليس.. شخص أي يستطيع يعد لم اآلن- تفرقتناكذلك؟؟

قد قلبها بدقات وأحست عيناها، تسمرتللقاعة.. يدخل وهو أنور بدا حينما فجأة توقفت، أنور، نحو سريعة بخطوات وتقدم خالد وقف

إياه: محذرا يهمس وهو وعانقه جرائمي أولى ستكون بتهور، تصرفت ما إذا-

بالقتل... نمت التي اللحية بتلك حزينا بدا وقد أنور تراجع

ال الذي الباهت وجنزه عشوائية، بطريقة الحي عن غاب قد كان المناسبة، لتلك أبدا يليق

خطب أخاه بأن علم أن منذ المدة تلك طوال حياة طوال عليه، محرمة أصبحت ليلى وأن ليلى

بعدما.. قرانهما.. عقد أخيه المرض وأنهكها الزمن، أضعفها ضعيفة يد ربتت

مقلتيه تمأل الدموع و أنور فاستدار قهرته الذي المجعد الوجه ذاك اشتاقها، كم

لطالما ودموع الشفتين، وارتعاشة السنين،

أسباب احد كان ولطالما بسخاء نزلتوهاهو.. وقد فرحتها، سيدمر أيضا اليوم دموعها

فعله... ينوي بما علمت ما إذا يقتلها الذي النفسي الحديث من بالمزيد له تسمح لم

تريد وكأنها بقوة إليه تضمه وهي يخوضه،أضلعها... بين تخبيه أن

قائال بتردد لها ابتسمأماه... يا آسف-

شهقت يظهر، كي صوتها مع تتصارع هي وبينماالشرطة سيارة صوت تسمع وهي شهقة

برعب: متسائلة لتقولأنور؟؟ يا فعلت ماذا-

في يلتفت وهو السؤال، يفهم لم وكأنه بدااقتحموا الشرطة من رجال ثالث إلى دهشة الحشود تلك الواسعة بخطاهم وتجاوزوا القاعة

الموسيقى، تلك وقفت كما وقفت التي.. وأخرست فجأة.. الزغاريد

لم قدميها أن شعرت فقد ليلى أما صالح نهضبعينيها، فجحظت الوقوف، على تقوى تعد

حلقها.. جف وقد وقفا حين في ضابط، نحوه تقدم أخيرا

أنفه وبدأ خالد عيون ضاقت الثانيين، الشرطيين وأنه بد ال الضابط، ذلك يراقب وهو غضبا، يتسع

المكان.. أخطأصالح.. سيد معنا تأتي أن نرجو-

ليلى يرمق وهو رعبا السفلى صالح شفة اهتزتعليه.. معلقة ونظراتها شاحبة، بدت التي

ماسحا ليقبلها، أناملها يمسك وهو بجانبها جلساألشقر: شعرها على

ما.. خطأ أنه بد ال حبيبتي، تقلقي ال- مع لكنه خير، عن تنم تكن لم الشرطي ابتسامة

يسأله: وهو هادئا يبدو أن حاول ذلكسيدي؟؟ السبب أعرف أن هلي-

حتى مرتفعا، صوته يكون أن تعمد وكأنه بداالقاعة: في من كل يسمع

متهم فأنت بتوقيفك، مذكرة لدي صالح سيد-بالحشيش.. بالمتاجرة

عليه؟؟ سيغمى أنه أحس هلبذلك... شعر لقد أجل

دائما: يميزه غليظ بصوت خالد قالما.. خطآ هناك أن بد ال-

مرة: ألول سيراه وكأنه وقال إليه التفت-وبنبرة...' الذئب أوووه- ستكون' محذرة هنا تابع

الله.. بإذن التاليصالح.. باعتقال للشرطيين وأشار

أن دون تبعهما يديه، على الحديد وضع ومعبكلمة.. ينطق

عليها، يغمى أن قبل الوالدة صرخات تعالتببذلته متمسكة بحرقة، تبكي وهي سمرا وتبعته

األنيقة:إلى.... قل أخي- قل.. أين شيئا إن لهم تأخذونه

كذبا.. هذا

يجبها.. ولم رأسه أحنى ليلى على نظرته ألقى لسيارتهم يدخل أن وقبل

كرسيها على جالسة تزال ال كانت التيما... نقطة في شاردة بقفطانها،

الشرطة: بسيارة وخالد بكر لحق؟.. هل- صالحيقول: وهو خالد قاطعه

تفاهم، سوء أنه البد المشروب؟؟ فيك أثر هل-ألنه أبدا، العقاب من الشرطي أعتق ولن

الذئب.. ليلة أفسد خالد وجه له يبدو حتى المرآة، من بكر عدل

مالمحه على ينعكس القمر وضوء األسمر،متسائال: الرجولية

بالذئب؟؟ تناديه لم-بسؤال: يجيبه وهو خالد ابتسم

بالذئب؟؟ ناديته ومتى-سريعا: رد

الذئب.. ليلة أفسد قلت اآلن-قائال: حروفه على ضغط

قصدتني سعيدا، كنت فقد اليوم ليلتي قصدت-أنا

مركز أمام السيارة يوقف وهو رأسه بكر هزمكبلة ويديه صالح وصل قد وكان الشرطة،

بدا.. هذا مثل عاش وأن له يسبق لم جزعا بالحديدكوابيسه.. في حتى اإلحساس

الشرطة، من رجلين متوسطا خالد أمام توقفمتوسلة: بنبرة لخالد يقول وهويا.. ال أرجوك- خالد.. تؤذه

في ليتقدم الرجالن دفعه خالد يجيبه أن وقبلودلفا.. العام.. المدعي مكتب إلى به سيره

يتأمل كان والذي األربعيني، الرجل أمام وقفيقول: وهو أمامه، كانت التي األوراق بعض

المهندس؟؟ أيها ماذا- عنه أزاحوا بعدما بيديه، معصميه يدعك صالح كان

هادئة، بنبرة يقول وهو األصفاد، تلكالوضع: مع تتناسب ال

تهمتي؟؟ أعرف أن هلي- للعقاقير حزام ومائة للمخدرات، حيازتك-

بأس ال عدد مع النفسية،عليك.. المسجلة المحاضر من به

عليه.. المسجلة المحاضر من إال يستغرب لم أن بد ال سيدي، تقوله مما شيئا أفهم لست-

ما.. خطآ هناكهادئ: بصوت يقول وهو الضابط منه اقترب

على نظرة ألقى– هنا ولدي عنك التبليغ تم لقد-عدد- أوراق من به بأس ال أمامه

غرفتك فتشت التي الشرطة أن كما المحاضر،ما المخدرات من كبيرة نسبة فيها وجدت

مستهلك. مجرد وليس لها تاجرا تجعلكالمخدرات من نوع ألي أتعاط ال أنا سيدي-

يقول: وهو صبر بنفاذ الضابط زفرمحاميا.. توكل أن أنصحك-

يقول: وهو المحضر لمحرر والتفت محمد القضائية، الضابطة نحن قررنا وقد-

وساعته، يومه في المحضر إقفال بنكيران، عرضه حين إلى بنزينة صالح بالمتهم والتحفظ

العامة النيابة على صباحا غداالمحضر... قفل

محام.. توكيل وجوب الضابط يرى-أسنانه: بين من يقول وهو سيجارته، خالد نفث

.. ؟؟- والتهمةمرتعشتين: بيدين يلوح وهو عاجزا صالح بدا عدة علي سجل قد انه يقول أدري لست-

المخدرات من لكمية حيازة و محاضر، يا لك، ملفقة تهمة أنها يبدو تقلق ال اسمع-

صديقي..يقول: وهو رأسه على مسح

بي.. أنور يفعلها أن استطاع كيف أدري لست-

أسنانه: بين من خالد أجابله.. أفوتها لن له تبا-

بتوسل: أجابهتؤذه.. ال خالد أرجوك ال-

صوت سمع يعترض أن وقبل بعنف قبضته أمسكبقوة لتعانقه بخطاها تسرع وهي سمرا

خدها.. على تنزل ودموعها حنانه في يقول وهو األسود شعرها على مسح

المعتاد: صبرا أطيق ال أني تعلمين غالية يا تبك ال-

لدموعك.. الدموع، تلك على تسيطر أن جاهدة تحاول كانت

وهي حولها ما رؤية من منعتها التيمخنوق: بصوت تجيب

أخبرني؟؟ صالح يا هذا لكل وقع ذا ما-حبيبتي.. يا إال ليس تفاهم سوء- يمنحه لم سيره، في ليتقدم الضابطان ودفعه

حتى بل والدته أو ليلى، عن للسؤال الوقت الموجودة للزنزانة ليدخل يأت لم البشير عمه

من به بأس ال عدد وسط بالمدينة، بالمركزالمجرمين..

حامال هيلتون؟؟ فندق بدل ليلته سيقضي أهنا؟؟ التساؤالت هذه كل معه

ذلك؟؟ فعل على أنور يا تجرؤ كيف

بكحلها اختلطت التي القوية، الدموع تلك وسطمعاناتها على شاهدا أسودا خطا شكلت حتى

قلبه.. أدمت صرخة بوجهه صرختأنت.. أيها السبب أنت- هذا كل فعل من الحقير

بأخي.. يقف كان الذي بكر مع رعب نظرات تبادلتهدئتها: محاوال إليها فتقدم حراك دون مشدوها

شيء.. كل سيكون سمرا يا اهدئي أرجوك- وهي تمتلكها، أنها تعلم تكن لم بقوة دفعته

بهستيرية: تصرخ كيف أخي وليس مكانه، أنت تكون أن يجب كان-

به هذا تفعل أن استطعت لكنها لتهدئتها كتفها على يديه وضع يحاول كان

قفص داخل بها ألقوا كنمرة تدفعه كانتأكرهك... عديم الحقير أيها تلمسني ال- المروءة

لكنه بصفعها قوية وبرغبة معدته، في بألم أحسيقول وهو معصمها من سحبها ذلك بدل

ببرود:فضائح يكفينا هيا-

خصالت لتبعد كأفعى تتلوى وهي منه تنصلتبتمرد: األسود شعرها

إن سأفعله ما هي والفضيحة عني ابتعد قلت-أخرى.. مرة لمستني

الكرافات نزع ثم بعصبية، شعره على يديه مرربحنق: ليقول باالختناق تشعره كانت التي

الجماد.. كما هكذا تقف ال بكر يا شيئا فلتفعل- بعيد آخر عالم في كان وكأنه إليهما انتبه أخيرا

عنهما.. يرتعد وجسدها تبكي كانت التي لسمرا ليلتفت

بقوة: سيتم وغدا تفاهم سوء مجرد أنه تأكدي سمرا-

صدقيني.. عنه اإلفراج البشير عمها لتضم سارعت فقد سمرا تجبه لم

يدل الشاحب ووجهه ببطء يتقدم كان الذيلحظة.. أي في سيقع أنه على

للسجن صالح سيدخل عمي أوووه-يقول: وهو بحنان كتفها على ربت

محام، وهو بصديقي اتصلت لقد تقلقي ال-لحظة.. أي في سيأتي

يقول: وهو بعنف خالد قاطعهوهو.. محام له وكلت لقد-

ضربات له توجه وهي إال بنفسها سمرا تشعر لمأبدا تحركه لم والتي القوي، صدره علىإليه.. ضرباتها يوقف أن حاول حتى وال

تجلب لم الحقير أيها وجهي عن فلتغرب-ألخي.. السوء إال صحبتك

تمالكي.. سمرا يا ذلك عن كفي-تفهم: في يقول وهو لخالد والتفت

لصالح، سمرا حب تعلم أنت خالد يا تغضب ال-اآلن.. صعبة نفسية حالة في إنها

وهو البشير العم بكالم االهتمام خالد على يبد لمفي دخانها لينفث بعصبية سيجارته يشعل اكتسح الذي الدخان ذلك يتابع وهو الهواء

فضائهما.. من مساحة يزج أن أتصور أكن لم الحياة، هذه غريبة هي كم

والسبب السجن، في بصالح يوم؟؟.. المخدرات

كبرى.. مهزلة إنها ليتك وهذياني جنوني، تثيرين لكم وسمراقدميك.. تحت موتي أرضى لكنت يوما، تتقبليني

وحبا عشقا صدري يحترق كم تعلمين ليتكليتك.. تسعر نار من لك احمله ما أن تعلمين لك

تحمله ما بكل الدنيا تحرق ان تستطيع بداخليوأنهار.. بحار من

أرى ان على مرة، ألف ياغالية الموت تمنيت لكمتذرف.. عينيك، من دمعة

بكل صدري تخترق رصاصة ألف تمنيت لكمعلي.. غضبك أرى ان على وحشية،

ليتك.. ليتك... تعلمين ليتك تعلمين.. تعلمين الجميع كان للمقهى المساء، ذلك وصل حينما

الذئب.. لعواء يتأهب لمخبئه للهرب استعداد اتم على الجميع كان

الزوبعة هذه تمر ريثماواالخضر.. اليابس ستحرق التي

قطط حتى منه تخاف بدات الذي الغليظ بصوتهصرخ.. المقهى باب يدفع وهو الحي

الخشبي.... أنــــــــــــــور-

الملتحي، الشاب ذلك إلى العيون كل اتجهتالمقهى أركان من ركن في األرض يفترش الذي

عنهم، بعيدا قضاها التي األيام تلك بصمتحبيبة اتجاه بقلبه اتقد الذي الحب ذلك بصمت

وذلك بداخله، تئن التي الجروح تلك بصمت أخيه،الحطب.. النار تأكل كما يأكله السر

في اآله وبصمت الفقر وبصمت الجوع، بصمتالصدر.. قعر

وحزنه ألمه ضم كما لصدره، ركبتيه يضم كانالمتعلقين بين بوجوده تدرك ال لمن وحبه

النسيان.. مشجب على إليه، الدامع بصره برفع خالد له يسمح أن وقبل

ألما ليتأوه الجربة، الكالب تركل كما ركله يكون يغضب حينما فخالد التدخل احد يستطع لم

يعترض ما كل تقتلع العاتية، كالرياحطريقها..

لتلوث دماءه تتطاير الشاب وذلك بالصمت اكتفواخالد ضربات يتلقى كان الباهيتة، ثيابه

ستهزم، دفاعاته أن جيدا يعلم ألنه ربما بعجز،أكبر هو به يشعر الذي األلم الن بما اور

الضربات.. تلك من وأعمق

ركن، في إياه حاجزا بقوة بطنه على يركله كانعبثا.. وجهه إخفاء يحاول وأنور بالمقهى

وجهه: في وغضب بقوة، يصرخ وخالدتبا.. هذه مثل له تدبر لم الحقير، أيها لم- المكيدة

لك.. لفقد المرأة تنهار كما دموعه وسط أنور انهار

لكن.. ولدها، لخالد يشفع لم ذلك الوحيد قتله قد لكان لصالح وعده يحترم أنه ولوال

الليلة.. نفسه يجد وهو قلبه، في الغضب نيران أشعلت

بعهوده الوفاء على مرة ألول عاجزا الكراسي تلك سوى غليله فيه مايشفي يجد فلم

العاطلون كل يتخذها التي الهشة والطاوالت في الوقت بقتل يسعدون ممن الرجال وانصاف

زوجاتهن أكتاف من والترزق المقاهي، كل في لتباهون البيوت، في يعملن اللواتيوقطعة رخيصة خمر بقنينة أسبوع نهاية

بها.. مزاجهم يعدلون حشيش فقد أرضا، ركع وبعدها أمامه شيء كل كسر

ستكون كيف بصالح يفكر وهو العجز، أتعبه

ليلته...أخي... يا مكانك ليتني

نزع بعدما الرسمي بلباسه يقف صالح كانحذائه، وخيوط ساعته، وكذا حزامه،

التي الغرفة تلك يتأمل وهو السوداء، والكرافاتوالبراز.. البول رائحة منها تنبعث

ليلي.. فيه سأقضي الذي هذا مكان أي إلهي يا من مجموعة إليهم انضمت كذلك هو وبينما

أضيقا، الغرفة تلك لتصبح المتهمين، العرق برائحة اجتمعت التي النتنة الرائحة وتلك

للهواء.. اكتساحا أكثر ركن على أخيرا استقر حتى بالمكان، بصره نقل

الجاكيت فافترش فيه، يجلس صغيرويغفوا.. ظهره ليريح السوداء

توقظه، إليه يد امتدت حينما إال يفق ولم نام لقد يغالبه، والنعاس بصعوبة عينيه فرك

الذي للشخص رموشه واهتزت كثيرا،نومه... من أيقظه

أجل.. أنه البد يحلم.. أنه بد ال يحلمالثامن العواء

أحد يستطع لم عقب، على رأسا الحي انقلبكالعادة لكنهم حصل، ما تصديق الساكنة من

صالح ويساندون البعض، بعضهم بجانب سيقفونمحنته.. في

تحاول وهي أفاقت حينما واجمة زهرة بدتحصل.. ما تذكر جاهدة

صرخة كتم وال دموعها، حبس تستطع لمجديد من تنهار وهي الفقدان،

بذكر وتذكرها تصبرها أن عائشة جارتها حاولتأخيرا لتهدأ األجر، واحتساب الله

وجل.. عز لله بدعوات يتمتم لسانها وحال

أمامه، الرؤية من تمنعه والدموع إليهم تقدميعتصر األلم كان وجهه، بدماء اختلطت وقدصوب... كل من تالحقه النظرات وتلك قلبه

لها: همس مرتعشتين وبشفتين.. أمي-

على تبصق وهي إال بنفسها زهرة تشعر لمعنها بعيدا ركلته المحن، أنهكتها وبقوة وجهه،

مشروخ: بصوت تصرخ وهيالدين.. ليوم عليك غضبان قلبي عني أغرب-

عنه به تشيح وهي يديها بين وجهها ودفنت قدميها أمام يركع وهو قلبه يعتصر األلم كان

إياها: متوسال ودموعه بقبالته يبللهمالك.. أقسم شيئا أفعل لم أنا أمي-

بسماعه، لها تسمح حالة في زهرة تكن لموهي حاله على مشفقة عائشة إليه فتوجهت

له: تقول يمكنك تتحسن أن وبعد اآلن دعها بني يا قم-

معها.. الحديث يطبق كاد حتى أضيق أصبح العالم أن يشعر كان

يصرخ أن يتحدث أن حاول وبعجز أنفاسه،قلبه: يعتمل بما

أقسم.. شيئا أفعل لم أنا خالتي يا قسم أ- لصالحلك

اتجاهه غضب من تشعر ما رغم تهدئته حاولتاآلن ندم قد ربما كاذب، انه يعلم فالجميع

له: يشفع لن أبدا ندمه لكناذهب.. تهدأ أن بعد تعود أن حاول حسنا- األمور

.. أرجوك يصعب.. فوجودك أكثر األمر اآلن وسمرا لوالدته يتطلع وهو بيأس رأسه أحنى

قال: بجانبها،ثماعتني.. حسنا- أرجوك.. بهما سأذهب

*******ابنتي؟؟ بها ما دكتور؟؟ يا ماذا-

العموم على قوية، لصدمة تعرضت لقد تنس ال-بعض هنا لها ووصفت مهدئا، أعطيتها لقد

منحه' ستنام' وصفة األدوية بعدها للصباح الدواءبهدوء.. إليها تتحدث أن تحاول أن ارجوا

كثيرا أشكرك حسنا-واجب.. هذا-

ابنته ليلى لغرفة دخل الطبيب أجرة دفع بعدماكالمالك.. تبدو بهدوء نائمة وهي الوحيدة،

رآها أن له يسبق لم جدا، صعبة حالتها كانتذلك في والدتها، توفت حينما حتى هكذا

المروع.. الحادث وهي بصمت، ليلى ضمته كيف وقتها ينس لم

تقول:أمي.. قتلوا لقد-

لكن أيضا، المحكمة اعتبرته كما قتال يكن لم ربماالسائق استهتار هو وقتها كثيرا ألمني ما على للمستشفى وحملها لحظتها توقف فلوألمها تعاني هناك تركها لكنه ناري، لبردت األقل

رحمة.. وال شفقة بدون وحدها، لكني الكأس، نفس من تجرع اآلن ابنتي وهاهيهذا من سأخلصها أبدا، عنها أتخلى لن مهما الزيجة هذه تستمر بأن أسمح لن العذاب

األمر.. كلفني كان بعدما إال الصباح ذلك شمس تشرق لم

عينيها ليلى فتحت حينما االنتظار، سيقتلهمبثقل

اختلطت وقد رموشها تبلل الدموع كانت أخيرا،والدها فسارع تنهض أن تستطع لم بالكحل،

تبكي.. وهي بصمت لتضمه إليهالم.. كان صمتها ليتها أبدا، بكلمة تنطق يقتلهأبت لكنها أمامها شيء أي كسرت أو صرخت

والدها.. تريح أو شيئا تقول أن********

المحكمة أمام صالح سيمر اليوم كان صباحا العاشرة، الساعة أعلنت وحينما

السيد وكله الذي المحامي حول يجتمع الجميعلصالح.. البشير

إلى يتطلع وهو الجميع، يطمئن أن يحاول كاناألوراق.. تلك

ال.. أقوم أن سأحاول سيدتي اسمعي- بوسعيبشيء أعدك أن أستطيع

والخوف.. وبالضعف بعجزه، خالد يشعر مرة ألول كيف بجانبه، صالح وجود من قوته يستمد هو

بدونه؟؟ العيش يستطيع

صالح أن جيدا يعلم وهو االستمرار يستطيع كيفسنينه يقضي متعفنة، زنزانة في يقبعيرتكبها.. لم جنحة بسبب جدرانها بين ذلك الثالثة القضية هي صالح قضية كانتالثانية إال فيها الحكم نطق يتم لم والتي الصباح،

كل على االطالع بعد المحكمة الزوال،لتقرر بعدوكذا اإلثبات لشهود واالستماع األوراق

وإلى.. شهود على أصر الذي المتهم أقوال النفيعليه الحكم استنطاقه، فترة طوال النفي

نافذة.. بسنتين صالح على األول الحكم االستئناف محكمة أكدت

قبل النور رؤية في األمل فقد وبالتاليسنتين...

لليلى ينظر وهو كعادته، هادئا بدا شيئا، يقل لمتنزل ودموعها يهتز جسدها كان التيكهدوء.. تلك إلى يتطلع وهو أنفاسه بهدوء

حتى صفه في القدر يكن ولم أحب التي الزوجةصدره.. يختلج ما بكل لها يعترف

الضابطين طريق اعترض الذي خالد ضم

وهو اآلن، إال الصديق لهذا حبه بمدى يشعر لملسنتين.. لمشاكساته، يستمع لن أنه يعلم

جدا... بعيدة تبدو كم أهون ظالما، السجن في سنوات عشر فقضاء

مظلوما.. واحد يوم قضاء من يحمل كل منازلهم إلى الصباح، ذلك الجميع عاد

ألمه.. طوال تتمنى لم الذي الزوج فقد تبكي ليلى

سواه.. حياتهالها.. وظهرا سندا كان الذي األخ تبكي سمرا لم التي والحبيبة فقد الذي األخ يبكي خالد

تحقره اآلن وهاهي حبها، سوى قلبه يضعفحصل.. الذي كل على وتلومه

ذهب الذي صالح معا ولديها فبكت زهرة أماضحية ذهب الذي وأنور أخيه، أنانية ضحية

بالسوء.. األمارة نفسهالولد... فقد من أكثر القلب يوجع ما هناك ليس

حتى أنور مع ما، شيء في أخطأت أني بد الأخاه يدمر أن يستطيع لوحش ابني حولت

رحمة.. وال شفقة بدون تكن لم صالح، يكره أنور أن جيدا اعلم كنت

أنه قط أتصور لم لكني فقط غيرة األموركهذا.. شيئا يفعل أن يستطيع

حينما صباحا الثالثة تجاوزت قد الساعة كانتيقذف وهو أنور، صرخات على الحي أفاق

من كبيرة بكمية عقله حشا بعدما الخمر بقواريرله صديق من هدية جاءه الذي الحشيش

لم.. في على الوقوف أبدا يستطيع يكن كتامةباب طارقا الثمالة شدة من يترنح وهو قدميه

بقوة: المنزلافتحي.. افتحي أرجوك أمي- لم أنا سمرا يا الباب

أقسم.. أفعل ليلتها ألودعكم جئت أني شيئافقط..

لكن الباب، وتفتح إليه تسرع أن سمرا حاولتمنعتها: والدتها

صوتها بأعلى' وصرخت منه تبرأت لقد دعيه-هل' له يتسنى حتى أنور يا تسمع سماعها

الدين.. يوم إلى منك بريئ قلبي رأسه يضرب وهو سماعها عليه يبدو يكن لم

يقول: الحارقة دموعه ووسط بالبابلصالح.. شيئا أفعل لم لك أقسم أمي- بحائط رأسه يضرب وهو الجملة هذه يردد ظل

الصباح شمس أشرقت حتى المنزل لعمله، الخروج يحاول وهو البشير السيد ليطل

حركه.. على نائما فوجده وهو قليال األرضكبيرة: بشفقة يقول

انهض.. على تبولت لقد أنور يا إلهي يا- يا نفسكهيا.. بني

أطرافه.. بال كان لكنه وقد جدا باردة حياةالموت.. زرقة اكتستها

قلب ارتعش رأسه، من تسيل غزيرة ودماءالرهيب.. المنظر لذلك البشير

بالشرطة.. ليتصل النقال هاتفه يحمل وهوالخبر.. لها لينقل زهرة، السيدة باب طرق بعدها

بيديها تتلمسه البكر، لولدها أسرعتتحرق الغصة وتلك أنفاسها، كاتمة المرتعشتين،

أنها تخبره ألن اآلن؟؟ بعد تراه ألن حنجرتها،فعل، مهما منه لتتبرأ كانت ما وأنها تحبه تستطيع ألن الدرجة؟؟ لهذه عليه كبدها أيحرقاليوم؟؟ بعد حياتها في بوجوده شعر أن

أعلم.. تدعي ال أنور، يا قم- إحدى أنها ذلكأسامحك.. حتى خدعك،

انهض.. لقد بني يا انهض حبيبي.. يا سامحتك يهمس وهو منها يقترب أن البشير السيد حاول

دموعه: بين من لهامات.. لقد زهرة يا هيا-

الصرخة تلك تكتم أن عبثا تحاول وهي شهقتبهستيرية: قوله منها،نافية فرت التي

إنه.. وأنا ابني إنه ذلك تقل ال ال- يدعي أعرفهادعى لطالما أسامحه يجعلني حتى فقط ذلكأجل.. وهو ذلك وإال.. لطالما صغير ذنب أي فعلها

الشكل.. بهذا أعاقب حتى فعلته الذي هذالله.. استغفري ذلك تقولي ال هس- أعطى ما ربك

أخذ.. ما ولله وهي ضمتها وبسكون تهدئها أن عائشة حاولت

أنور جثة تحمل االسعاف سيارة ترى

حياتها وقضت زهرة ربته الذي البكر االبن ذلكيكن لم صالحا، غنسانا تجعله أن تحاول

النحو هذا على أصبح كيف التعلم هي أبدا كذلككذلك.. يكن لم انه جيدا ماتعلمه لكن

كان الذي خالد عن بعيدا ببعينيها سمرا ألقتليلى منها لتقترب الدفن، لمراسم يجهز

بخفوت: تهمس وهيصالح؟؟ ستخبرون هل-

بعينيها، تتحجر والدموع سمرا إليها التفتتتنهد وهي جبهتها من المتصبب العرق لتمسح

قائلة: يعلم أن عليه أنه أعتقد لكن أدري لست-

وغطت.. بصوت تقول ويه بيديها وجهها بذلكلم" .. ليلى يا احد لنا يعد مخنوق

إليها يتقدم وهو الذي خالد صوت قاطهاسريعة: بخطوات

؟؟.. أين وأنا ياسمرا، ذلك تقولين كيف- ذهبت بين من تقول وهي بغضب بوجهها أشاحت

أسنانها:للجحيم.. فلتذهب-

يجرؤ احد فمامن خوف شهقة ليلى شهقتوينجوا للذئب، هذا مثل لقول

أبدا: يتحملها ولن الكيل طفح المرة هذه أن عليك لهذا الوقت لدي ليس ياسمرا اسمعي-

ذلك يقرر من أنت لست انه تعلمي

ليلى بينما الغاضبتين، عينيه إلي تنظر كانتذراعيها على تربت وهي تهدئتها تحاول

بلطف.التفت.. يصله لم بعدما وهو مصطفى إلى ردها

الجنازة... بمراسم للبدء المال يمنحه في واحدا فلسا دفع لما الواجب يكن لم لو

أخيه.. حق في اقترفه لم جنازته، مساعدة عن التخلي على تطاوعه لن نفسه لكن

أهله.. في المتبعة التقاليد ونفس العادات نفس

سابقا سكة أبو جنازة أقيمت وكما أحيائهم،كذلك.. أنور جنازة هاهي

وصراخ القطط، صوت من إال الحي هدأ أخيراعجوز مع ليلة كل يتشاجر الذي السكير ذلك

بالحي.. يجر وهو المقهى، من كعادته متاخرا خالد عاد

بصالح تعرفه ذكر يعيد بتثاقل، رجليه نفسه حمل حينما لمعانقته، يشتاق كان وكيفبمدينته هنا الرحال ليحط البيضاء الدار من

الذي الحي ، الحي نفس في ولد حيث الصغيرةكل.. اليعترف الخاص قانونه يصنع بالقوانين

بقوته.. اهم أحد إياها الله منحه التي قوته كانت

الساعة، هذه حتى حيا، بقائه في األسبابوحماية

هذه في الستمراره الوحيد الدافع هي صالحالحياة..

يقضيانها كانا التي األيام تلك وإلى إليه تاق كمأسبوع.. نهاية كل بالجبل،

بها نشعر لم حتى كبيرة، بسرعة األيام مرت لقدأبدا..

خصوصا أبدا، القوة بهذه صالح انا أتوقع اكن لمللضرب يتعرض انه اسمع كنت بعدما

فقط حينها انور، هو عنه يدافع من وان دائما،حي انا طالما مكروه يصيبه اال أقسمت

ماحييت.. عهدي على وساحافظ أرزق، خطاه أسمع أن بدون أيامي اعيش اليوم انا وها

بجانبي.... أنور يا قبرك في تتعفن ليتك

سيارته اوقف الذي بكر أفكاره حبل قاطعبهدوء.. منها وترجل

الوقت؟؟؟ هذا في به جاء ماالذي بصوت قال حينما خالد، افكار قرأ بكر وكأن

هادئ:اليوم؟؟ الجرائد قرات هل-

النظرة وتلك ببعض، القوية ذراعيه خالد عقدساخرة وابتسامة عينيه، تكتسي الكسولة

: منه تنفلت تكادلتسأني؟؟ العناء هذا كل تكبدت هل-

خالد سؤال متجاهال يقول وهو بعصبية بكر تأففالساخر:

في الغريب الموت تزايد عن الصحافة كتبت لقد-القليلة األشهر هذه المملكة من كبير عدد

المخدرات.. لتعاطي ذلك تعزو وهي سماعه، له يستنى حتى خالد منه اقترب

بأنه شعر وقد ثقيال كان الليلة هذه فالحشيشعطل

ثم.. السمع أجهزة بتثاقل: قال لهالشك؟؟ مايدعوا هناك هل-

وهو األسود شعره على المرتعشة يديه بكر مرريجيبه:

الذي االحصاء أقرأ وانا اليوم لكن أدري لست-ان حظت ال الصحفيات، إحدى به قامت

اغلبهم حيث متقاربة عمرية فئة من هم الضحاياجدا.. متقاربة بيئة من كما أطفال أو شباب

المتوسطة.. او الكديحة الطبقة بكر، قاله مما الكثير يفهم لم انه يجزم خالد يكاد

الي الكمية تلك لكن للعلم، يفتقر ألنه ليس كاألطرش يبدو لتجعله كافية كانت اليوم شربلكنه.. في يبدو ال حتى مسايرته حاول الزفة

أمامه.. الغبي بمنظر أيضا انا الموضوع في أبحث أن سأحاول حسنا-

الله.. بحول غدا.. حسنا-

قبل الفضاء، من ما لنقطة ينظر منهما كل ظل: بكر يتساءل أن

سمرا؟؟ حال كيف- ذلك يظهر أال حاول أنه رغم فجأة خالد لون تغير

اختصار: في ليقول قليال يتنحنح وهو.. بخير-

حيث خالد، مالمح تغير الحظ أنه بكر على يبد لميقول: تابع انه

هذه كل ستتحمل كيف الفتاة هذه مسكينة-المعاناة؟

وهو بكر به فلحق خطوات ببضع خالد تجاوزهيسأله:

خالد؟؟ بك ما-بشرود: يجيب وهو ببطء تنهد

الشيء.. ال- بكر يا شيء كل في يتحدثان مطوال، الليلة تلك معا ظال

عن ثم بعفاف عالقته عن بكر له حكى شيء، إليه يستمع خالد كان طفولته، عاش وكيف والده

الله رحمه والده على يثني وبكر بهدوء، طيبا كان وكيف وعلمه، جيدا، رباه انه وكيف

به.. يقتدى شخصا كما عنه يتحدث أن يستطيع ابنا، له أن لو تمنى

والده.. عن بكر يتحدثالجميل.. الحلم لذلك وابتسم

األطفال؟؟ تحب هل-

غبيا، لها بدا الذي السؤال هذا طرح على ندمتتتحجر مرة ألول الدموع تلك ترى وهي

عشرة سوى المرافعة على يبق لم لكن بعيونه،أن ويبدو بعد، جاهز غير وملفها أيام،

معه، جلسة كل ففي لهذا، مستوعب غير الذئبنفسها تنسى حتى توقف، دون بالسرد يبدأ أنها لو الرواية، يغلف الذي التشويق ذلك وسطهذا من واألكثر عنه، تقرأ ولم تعرفه ال

فن يتعمد انه لقالت صدقه لحظات من اقتربتيسعى رواية ككاتب حديثه، في التشويق

القارئ.. لجذب الطبية، نظارتها تمسح وهي للوراء تراجعت

بالجواب.. عليها يمن أن كعادتها منتظرة التي روايته من مقطعا يكون كالعادة والذي

مسامعها.. على يسردها تحب ال هي تدري ال بالقوة، توحي وجهه تقاسيم

اتجاهه خاصة مشاعر بأي تنجرف أن على يحثها وهدوئه ذلك، على يجبرها وجهه لكن

سؤال.. ألف طرحاآلن.. األقل على ذلك تجرؤ ال لكنها

أكن لم مخلوق، أي تصور فوق كثيرا، أحببتها-رأيتها حينما إال الشكل بهذا أحبها أني اعلم

عيناي.. أمام هامدة جثة داخل أنفاسه كاتما بعينيه، الغرفة حول التفت

فمه... من يطردها أن قبل لبرهة حنجرتهبالمباالة: ليتابع

يكون أن فعال أتمنى وكنت كثيرا، األطفال أحب-منها.. طفل لي

قرارة في تتساءل وهي مطوال منى تأملتهله كتب لو ابنه، سيكون كان كيف نفسها،

الحياة؟؟؟ببالهة: تساءل وأخيرا

المتابعة؟؟ أستطيع هل-إيجابا.. برأسها تومئ وهي بعذوبة له ابتسمت

يلف الذي والصمت الهدوء، ذلك بنفس ليتابعالطاولة، على أصابعه طقطة من إال المكان

مركز أمام الجميع التقى الصباح ذلك فيذلك بنفس هادئا بدا صالح، لزيارة السجن،

أولئك كل عكس جدا وأنيقا المعتاد، الهدوءيبتسم وهو خالد إلى سارع معه، الذين السجناء

انه إال عينيه لف الذي الحزن ذلك رغم ببطء لهخصوصا ذلك إظهار عدم على يصر كانالتي.. وتلك بقبالتها، تلثمهما بيديه تعلقت لسمرا

تلفهما.. الدموعارتباك: با تساءل

تأتي؟؟ ألم والدتي أين- بين من تجيبه وهي بحزن رأسها سمرا أحنت

دموعها:أنور.. توفي لقد-

والدته أن ستقول أنها اعتقد األولى للوهلةكان الذي خالد وبين بينها بصره نقل توفيت،

في ليتساءل عاد ثم صدره، على ذراعيه، يعقدشك:

ذلك؟؟ كيف أقصد لم؟؟ مات؟؟ أنور- أن طالبا يبكي، وهو إلينا جاء ليلتها لكنه نعلم ال-

ذلك.. رفضت لكنها والدتنا، يقابلالدموع.. تلك تخفي حتى بيدها وجهها وغطت

األسود، شعره خصالت بين المرتعشة يديه مررتهدئة يحاول أن قبل بعجز لخالد ينظر وهو

سمرا: أتحمل ال أني تعلمين تبك ال حسنا-

فليغفر.. الله.. له دموعك أن خاللها حاول سريع، بشكل الزيارة مرتلم أنها علم التي ليلى وعن الجميع، عن يسأل

المجيء... تستطع هذا في رؤيته تحمل تستطيع لن جيدا يعرفها

الوضع.. كل مقيد أنك تشعر أن جدا، موحشا األمر كان

وأنت كبيرة بسرعة حولك من تتغير األشياءشيئا.. تفعل أن أبدا تستطيع ال

صالح؟؟ يا حالك كيف- من المتصبب العرق ذلك يمسح وهو رأسه رفع

بابتسامة يجيب وهو الندى كما جبهتهخافتة:

ابراهيم.. سيد يا بخير-

بمرح: يجيبه وهو كتفه على ربتمتساوون؟؟ هنا أننا أخبرك ألم-

يا العين على الحاجب يعلى وهل ال أوووه-سيدي..

لم كبيرا مغزى يحمل جوابه كان المرة هذهأبدا: تفسيره صالح يستطع

يا.. األحيان بعض في أجل- صالح يعلو من ليرتاح بجانبه مكانا أخذ ثم بارتباك له ابتسم

تحت ، القوي جسده مظلال الحفر، عناء حيث الواسعة بالساحة الموجودة األشجار إحدى

أرضها.. حفر على السجناء كل يعملبهدوء: قال ثم

ابراهيم؟؟ سيد يا هنا إلى وصلت كيف اخبرني-أستطع لم فيها أيقظتني التي الليلة تلك في

هذا في وبالضبط ترزق حي أنك أصدق أنالمكان..

سيجارته دخان ينفث وهو ابراهيم ضحكة علتبسخرية: قائال الهواء في

إلى حملك الذي القدر نفس بني يا القدر إنه-هنا..

بسخط: أجابهنا.. إلى حملني من هو سيدي يا أخي إنه-

التي الكبيرة، الشجرة تلك على ابراهيم اتكأصالح وجه يتأمل وهو الساحة، تلك تتوسط

نفسه.. في رؤيته عن ماعجز فيه يرى وكأنه

قائال: بخفوت تمتم ثم نظراته، من صالح ارتبكحكايتك؟؟ ماهي ابراهيم، سيد يا أخبرني لكن-

األليمة، الذكرى تلك يعيد وهو العجوز له ابتسمكان ليلتها العمل، من عائدا كان حينما من لتوها وصلت التي الشحنة على يشرفالجيران أحد به اتصل أيضا اليوم وذلك اسبانيا،

صحتها لله والحمد طفال أنجبت زوجته أن يخبرهجيدة..

التي السعادة تلك يصف ان أحد يستطيع يكن لمبشوق قادم وهو يومها، بها شعر بعناية مختارة الورد، من باقة حامال للمستشفىتحب مما الطازجة الفاكهة من وكيسا

تفتيش طالبة الشرطة توقفه وفجأة زوجته،أحد أخرج حتى ذلك سبب يدرك لم الكيس،

مسحوق بها شفافة، صغيرة أكياسا الشرطيينإنها ابراهيم، عرفها ما سرعان أبيض

بعض.. تحت بعناية، مصطفا كان الهروين الفاكهةاللعبة وأدرك واألجاص والموز البرتقال

لكنه.. يخرسوا حتى بها، قاموا التي القدرة لسانهوسينتقم.. على يسكت لن أبدا منهم حقه األيام كل ذلك، بعد ببطء تسير األمور بدأتبالنسبة سيان أصبحت حتى صالح على تتشابه

حتى نهايتها، من األسبوع بداية يعرف يعد لم له،األربعاء.. يوم أنه ليعرف له بزيارة يفاجأ

وبكر.. يزوره ما غالبا وأحيانا.. خالد قليلة وسمراتصارع الثقيلة بخطواتها زهرة، تأتي

أنهكها.. الزمن بدأت وصحتها المرض، للبقاءفشيئا.. شيئا تتدهور

عليها السؤال من مل يوما، تزره لم ليلى لكننظرة يلمح كان بعدما يتساءل يعد لم حتى كان ما كثيرا يزوره، من كل عيون في التردد

معارفه مستغال خميس، كل يزوره والدهالزيارته..

لسماع اشتاق عنها، يوما يخبره لم لكنهوتلك.. دافعة بها تقوم التي الحركة صوتها

شعرهابالخجل.. شعرت كلما أذنيها، وراء األشقر

بكر، وجود من بالراحة يشعر خالد يكن لمسمرا، لبيت المستمرة وزيارته معهما المستمرواألدهى.. المساعدة وتقديم كانت أنها لهما

في.. ومساعداته خالد، مع الحديث ترفض أيضابكر.. إلى تتحدث وهي سعادة أكثر تبدو حين

خالد؟؟ يا الغيرة هي هل يتملكني غريب، بشعور أشعر لكني أدري لست

معه.. حديثها أو إليه، نظراتها رأيت كلما إلى الهاتف ضمت وكالعادة اتصالها أنهت

تقول: وهي والدتها فباغتتها صدرها،سمرا؟؟ يا إليك تحدث من بكر هل-

هل.. هكذا؟؟ مفضوحة مشاعرها أصبحت ارتبكتلشيء نحتاج كنا إن يسأل أمي يا أجل-

تقول: وهي بارتياح الوالدة تنهدت

سمرا.. يا حالل ابن انه-والدتها: كالم تؤكد وهي خجال وجنتاها تخضبت

طيب.. انه أمي يا اجل- البهو، يتوسط الذي لحافها إلى الوالدة توجهت

لتلحق بالتعب شعرت كلما كالعادة وتمددت والدتها قدمي على رأسها واضعة سمرا، بها

بحب: وتقول عليهما برفق يديها تمرر وهيأمي؟؟-

ضعيف: بصوت أجابتسمرا يا نعم-

أنور، وفاة منذ طيب، شخص بكر تعلمين هل-واحدة لحظة يتركنا لم للسجن صالح ودخول

طيب.. إنه أجل- عفاف يتذكر يعد لم أنه أعتقد تعلمين هل-

استدركت.." أقصد" قولها تلك رحمها بسرعةلكنه.. الله حتى.. على يأتي يعد لم طبعا ذكرها

عينيه.. على تطفو تعد لم انها ثم الوحيدة البنتها تنصت وهي زهرة ابتسمت

كبير: بضعف تساءلتعينيه؟؟ على تطفو كانت وكيف-

والدتها قدم قبلت ثم جهلها داللة كتفيها هزتبينما.. أصابعها تمرر كعادتها زهرة كانت بحب

كثيرا، سمرا تحبها عادة هي.. سمرا شعر علىصغرها.. منذ

معنا، بوجودها أشعر كنت دائما لكني أدري لست-عينيه في صورتها أرى ماكنت دائما

لكنها.. أرها لم أني رغم موجودة.. كانت يومايا.. يحبك رجال ستجدين ما يوما- سمرا بجنون

تتساءل: وهي بغنج، سمرا ابتسمتلي؟؟ صالح كحب-

تجيب: وهي بتثاقل والدتها ضحكتلكني.. مختلف صالح حب- الحب عن أتحدث جدا

الذي..تجيب: وهي سمرا قاطعتها

أن اعتقد ال لكني تقصدين ما أعرف أمي يا أجل-صالح.. من أكثر سيحبني من هناك

تجيبها: وهي الوالدة تنهدتابنتي.. يا حبكما الله أدام-

.. لكن- .. ال ليلى آمين رفضت.. أبدا أن تستحقهلقد.. تلتقي أبدا رؤيته تريد ال أنها أخبرتني به

كهذا.. شيئا يفعل قد أنه صدقت لقدحسنا.. إنها أمي؟؟.. الخلق دع جاحدة للخالقأتعبت.. تخليل عن توقفت لم بهذه شعري

السرعة؟؟فضحكت.. من رد يصلها لم ترفع وهي والدتها

الغضب: متصنعة رأسهاإليك؟؟ أتحدث وأنا كالعادة نمت هل-

على مسندا نائمة وهي كعادتها زهرة رأس كانرفعته.. وكعادة الحائط، قليال.. سمرا

لكنها.. على تريحه حتى المرة هذه الوسادة.. بثقل شعرت شعرت.. وبرودته بدقات جسدها

النحيل والدتها جسد تحرك وهي تتسارع قلبهاالمنهك..

تدرك أن سمرا استطاعت بعدما قليلة، مدة بعدلوالدتها... حصل ما

أركان صرختها هزت حينما إليها الجيران تسارعالحي..

ويموت صالح، يسجن واحد، شهر من أقل فيتفارق.. زهرة وهاهي أنور تاركة الحياة اآلنتصارع.. سمرا وصالح.. وحيدة داخل يتخبط الحياة

مقيد.. أسوار اليدين.. السجن في يطمع قد بشري ذئب كل محط سمرا تركت

وقلة.. وتركت.. وحدتها ذاك صالح حيلتهاظلها.. تحت يعيش كان الذي الشاب

يعتقد وهو ابنها موت تحمل زهرة تستطع لمسرها معها حاملة فرحلت منه، بريئة أنها

رحلت.. يكتم كان بما تعترف أن قبل الوحيدأنفاسها..

الكون أرجاء في تتحرك الساعة عقارب كانتكل.. صالح على إال كله، يشعر منهما وسمرا

أعلن.. الوقت أن ساحتهما.. من انسحابه ضدهسمرا.. سوى يشغله شيء يعد لم اآلن

بعده؟؟ سيحميها من ستعيش؟؟ كيف

هذا.. لفعل الوقت حان لقد صالح يا أجل.. زوجا منه، أنسب تجد لن ويخاف.. يحمها لها

عليها..لكنه.. الدفين بحبه شعرت لطالما يبعد كان لها

بتلك يخاطر ال حتى عالمها، عن نفسهوصداقتكما.. المشاعر

في يفكر وهو مر الذي الشهر طوال صالح ظلمع فتحه يحاول مرة كل وفي الموضوع

سمرا..لكنه.. تخفي أن دائما تحاول كانت التي معاناتها

الصمت.. ويلبس رأيه، يغير كانكان.. لوفاة األربعين ذكرى انتهت بعدما والدته

سمرا.. على سيخلو البيت أن جيدا يعلم.. بالخوف وستشعر .. فكان.. بالبيت وحدها الشديد

قراره.. يأخذ أن عليهذلك.. يوم وجاء يتخلف مرة وألول الصباح األربعاء

لتلتقي.. عن خالد ببكر.. سمرا الحضور يدخال أن قبل السجن باب أمام أوقفها الذي

معا.... هلي- ؟؟.. أتحدث أن سمرا إليك

كانت ربما رأسها تخفض وهي سمرا ارتعشتما هو ذلك الن وربما بها، سيخبره بما تشعر وهو صوته سمعت أن منذ دائما تتمناه كانت

من ضرب هو ربما بحبه، لعفاف يعترف

موجهة الكلمة كانت لو فعال تمنت لكنها الجنونلها..

شفتيها بللت بعدما تجيب أن استطاعت أخيرابلسانها:

أسمعك.. أنا بكر يا أجل- قد سمرا، سيخبر كيف بكر البداية في يعرف لم

رأت أن فمنذ كثيرا، شجعته والدته تكون أخالقها على تثني وهي أنور جنازة في سمرا

الهادئ.. وجمالها أن استطاعت وجيزة مدة وفي أنها ينكر ال كما

هناك تكون ولن بقلبه، كبيرة مكانة تحتلرغم.. له أنسب زوجة الظروف كل منها

بينهما.. والفوارق ربما أو الكالم على تحثه كي ربما قليال تنحنحت

صمته.. من بالحرج شعرت ألنهالكني.. من يديك أطلب أن أردت لقد- قلت صالح

آخر.. رأي لك يكون ربما لنفسيمنك.. سمعته لو ممتنا سأكون

تتوقع كانت لكنها كثيرا، أسعدها الخبر أن تنكر التدري.. ال رومانسية، أكثر يكون أن

بها مخملية، علبة لها ويفتح أمامها يركع كانالقديمة. الغربية األفالم كما ماسي خاتم

. باب وأمام الشكل بهذا يدها يطلب أن لكن

للغاية.. سيء فأل أنه يبدو السجنألم.. يا لغبائك يا واآلن حلمك؟؟ هذا يكن سمرا

هذه لتفسدي فقط شيء كل تنتقدين

اللحظات.. ثم يحدثها، الذي األحمق الشيطان ذلك أخرست

حياءا المرة هذه رأسها أخفضت حواف على رسمت طفيفة ابتسامة صاحبه

الزهرية.. شفتيهاتجيبه: وهي

صالح.. رأي عن يختلف لن رأيي أن أعتقد- المهمة، نصف بإنهاء سعيد وهو شعره حك

ألخته.. عريسا بكر يرفض لن صالح فطبعاالوسيمة: مالمحه تزين واالبتسامة أجابها

اآلن... رأيه ونعرف فلندخل حسنا- المرة، هذه صالح عنه يسأل من أول خالد كان

عن تخلف انه بانزعاج سمرا فأخبرتههذا.. موعده وتذمرت.. لهما تصرفه من الصباح

وحدها.. للمجيء اضطرت ألنهابغضب: تقول وهي تنهدت

الرجل.. هذا يذهب أصبح أين ادري لست- كان الذي بكر يغمز وهو حاجبيه صالح قطب

إليهما.. ينظر الهدوء ذلك بنفس كعادتهبخبث: صالح تساءل حين فيياسمرا؟؟ غيرة هي هل-

بنظرات يسرع وهو بمعدته، بدوار بكر شعرقول تنفي وهي هداته التي لسمرا، متشككة

واضح: باستغراب صالح

يعنيني.. ال فأمره أغار ولم جننت؟؟ هل غيرة؟؟- قائال بحب، يقبلهما وهو يديها صالح امسك

ودافئ: منخفض بصوتفصاعدا.. اآلن من أمره يهمك أن يجب سمرا-

وهي بالبرد، فجأة شعرت وقد سمرا ارتجفتتتساءل:

يهتم لمن يحتاج صغيرا طفال ليس خالد صالح-منه.. ونرتاح يتزوج أن يستطيع ألمره،

التعيسة هذه في تفكر وهي ضحكتها وأطلقتخالد.. ستتزوج التيعونها.. في الله كان

الضحك موجة من نفسها منع تستطع لميجر خالد تتخيل وهي أصابها، الذي الهستيري

هو يستعرض حين في وراءه، المسكينة زوجتهبالحي... عضالته

تحمل بنبرة يقول وهو أفكارها حبل صالح قاطعكبير.. مغزى

سمرا... يا لزواجك الوقت حان لقد- لبكر، عين بنصف تنظر وهي ابتسامتها علت

تابع صالح أن لوال للحديث يتأهب كان الذييقول:

سمرا.. يا يرعاك خالد من أنسب تجدي لن- كلماته تعيد وهي للوراء، خطوات بضع تراجعت

ذهول: فيخالد؟؟ من انسب أجد لن-

بكثير.. منه انسب وجدت أخي يا بلى لم لكنها صدرها، في تتردد الجملة هذه ظلت

تخرجها.. أن تستطع وعجزه المطبق، خالد صمت الحظت ألنها ربما

أو.. الدفاع عن ألنها ربما عنهالصالح.. طلبا ترفض أن تستطيع ال

صالح يد تقبل وهي إال بنفسها تشعر لمكما وجنتيها لتحرق عينيها من تنهمر والدموع

قلبها: حرقال.. أرجوك- أقسم.. بي تفعل صالح أنك هذا

ستقتلني..بحنانه: يجيبها وهو األسود، شعرها على مسح

لك.. أفضل ذلك صدقيني سمرا يا ال-حنق: في تتساءل وهي دموعها مسحت

؟؟ لي أفضل-سمرا.. يا سيحميك خالد-

ستدمرانني.. خالد- بهذه.. يا سيدمرني صالحالزيجة..

بهذا تبكي رؤيتها يتحمل لن جيدا نفسه يعرفأمره يحسم أن عليه كان لذلك الفظيع، الشكل

مجال ال أنه سمرا تدرك حازمة، بنبرة يقول وهوفيها... للتراجع

الخميس.. يوم الله شاء إن القران عقد سيكون- األلم ذلك يعتصر ظل واحدة، بكلمة بكر ينطق لم

يراه وما مشاعره، بين ويتخبط لوحده

ألخته.. مناسبا صالح به أمرها لما ليس لسانها، شل فقد سمرا أما

أحبته الذي الشخص ألن بل فقط، صالح يدافع أن حتى يستطع لم يستحقها، لم

وعن.. حبهما.. عنهاخضوع: في تمتمت أخيراأخي... يا حسنا-

******** وتبريراته، بكر لسماع مزاج في سمرا تكن لم

بالصمت له تومئ وهي إال بنفسها تشعر فلم ودموعها غاضبة تبدو كانت طلبها، فلبى

القدر... لسخرية يا تسبقها،للذئب.. زوجة المطاف بي سينتهي

الشرطة تلقي أن هلع بين حياتي سأقضيطائشة رصاصة حياته تنهي أو عليه، القبض

أو.. عصابات من كل في سأتبعه ربما المخدراتاألكل.. سلل له حاملة المملكة، سجون

لي؟؟ أخي يا المناسب الزوج هو أهذاسيحميني؟؟ أنه تعتقد من أهذا

يقول: وهو بكر تساؤالتها قاطعآسف.. أنا سمرا-

باستهزاء: قالت ثم غاضبة بنظرة رمقته الدنيا، هذه في قليل حظي أن اعرف عليك ال-

القسوة بهذه انه أعرف أكن لم لكني

إليهما بخطاه يسرع وهو تفكيرهما خالد قاطعمتسائال:

صالح؟؟ رأيتم هل- الذي الغليظ لصوته امتعاضا شفتيها سمرا لوت

علمت بعدما خصوصا وبشدة تكرهه بدأتلكنها.. بالزواج ويرغب يحبها، بكر أن ستزف منها

الذئب... إلىفتساءل: وجومها حظ ال

بخير؟؟ أنت هل ؟؟ سمرا يا بك ما- واالستهزاء الغضب من بمزيج صوتها اختلط

تجيب: وهي والتذمرالذئب.. أيها شيء ال-

في يديه يدس كان الذي لبكر حيرة في التفتالهدوء.. ذلك بنفس إليهما وينظر جيبه،

الموضوع.. عن خالد عينا فتساءلت على يربت وهو تخاذل في يديه بكر أخرج أخيرا

ساخرة: بنبرة قائال خالد كتفعريس.. يا مبروك ألف-

يمنحه لم الذي بكر، قول من خالد استغربسريعة بخطوات تجاوزه بل الشرح، فرصة

خيبتها... تجر سمرا تبعته حين فيماذا؟؟؟؟-

رفيقه، من يسمعه ما يصدق أن خالد يستطع لمالمعتاد: بهدوئه يقول تابع الذي

أبدا... غيرك مع سمرا على أأمن لن سمعت كما-

يجيبه: وهو تصديق عدم في رأسه خالد هز المستحيل هو مني تطلبه ما إن صالح يا ال-

آسف.. سمرا أتزوج لن صاحبي يا بعينهأبدا..

القادم العواء في القاكم الله بعون البارت تمالتاسع العواء

يتأمل هكذا، فيها وقف مرة أخر يتذكر يعد لمكما.. يبدو أن على ويحرص نفسه أنه وسيما

ويختارها ورد باقة يشتري مرة وألوللطالما.. لذلك.. تحب أنها عرف بنفسه الياسمين

أصرتحبه.. الذي النوع من الباقة تكون أن

،.. ليس اليوم هو أبدا.. كان كما يعود ولن كاألمس قد ربما سمرا، على قرانه سيعقد الليلة أجل

لكن.. من ضربا أخيرا، موافقته تكون الجنونجنونا؟؟ كلها حياته أليست

ناصع قميص توسطها التي السوداء بذلته عدلهي كثيرا كلفته أنها صحيح البياض،

لم معروفة ماركة من هو الذي األسود والحذاءيبدو فعال أنه يمنع ال هذا لكن يتذكرها، يعد

جرب.. السينما كأبطال أمام ابتسامة المعروفينأسنانه تبييض فكرة له بدت وقد المرآة،

لصديقه ممتنا كان وقد جيدة، فكرة الطبيب عندبأمره.. تكلف الذي مصطفى

على نظرته يلقي وهو بفخر نفسه حول التفإنها.. عليه.. إال الثامنة ساعته الذهاب ربع

اآلن.. الرئيسي للشارع المؤدية الساللم ينزل كان

حتى.. أمام سوداء سيارة توقفت حينما قدميهوقبل.. أطراف تالمس كادت يصرخ أن حذائه

رجالن.. منها ترجل بالسائقكما.. رسمية بدالت يلبسان كانا يضعان سوداء

سوداء.. نظارتين بوند جيمس بأفالم ذكراه فقد لمنظرهما ابتسم

القديمة..وقتك؟ من بدقيقة تسمح هل-

هدوء: في يجيب أن قبل باندهاش فيهما حملقكاف.. وقت لدي ليس انه أخشى-

السمين.. الرجل نبرة بدت وهو قوة تزداد الطويليقول:

لكننا.. أنك نعرف- معك.. للحديث نحتاج عريس إلى تشير كانت والتي ساعته على نظرته ألقى

حتما.. خمس إال الثامنة سيتأخر، دقائقأكثر.. االنتظار ينويان ال الرجالن وهذان

.. أسمعنني- ماذا.. حسنا تريدان؟ باختصاركيف.. إنسانة أتعس أني يبدو أتلق أن لي بالدنيا

ليحييني واحد يوم في زواج عرضيالثاني. العرض ويقتلني األول العرض

صالح؟؟ يا هذا بي تفعل أن استطعت كيف

من أكثر تحبني انك اعتقدت لطالمافكيف.. كيف جهنم، في بي تلقي حياتك

عينيك ستطرفثانية.. كل ستتعذب الوحيدة أختك أن تعلم وأنت

الذي النقال لهاتفها تنظر وهي بعمق تنهدتجديدة.. رسالة بوصول أعلمها

- الذي بكر، من كانت آسف:- قالبصرها، تعمي تكاد والدموع بسخرية ابتسمت

- أهذا- فعله؟؟ استطعت ما آسف سوى تساؤالتها على أحد ليجيبها يكن لم

بوصول فرحا عائشة أطلقتها طويلة زغرودةالعريس..

وبسيط، سريع، بشكل الزفاف مراسيم مرتبدا.. سمرا وبدت جدا، سعيدا خالد فيه وهادئ

الذي.. بشاهد تتعلق وعيناها شاردة واجمة زواجهاتام.. بهدوء يقف كان

بكر؟ يا الهدوء بهذا جئت أين من ترى إال اللهم سؤالها، على أحد يجبها لم أخرى مرة

حين بين تطلقها كانت التي اآلهات تلكوحين..

تكتم.. شعرت يطبق أحدا وكأن عليها بأنفاسهاوهي.. على الذي.. سيارة تركب صدرها بكر

خالد.. لبيت سيقلهانفسه.. مع يتحدث وخالد الطريق طوال

وكأنه.. هذا في بكر يكن لم نفسه يلوم العالمسكوته.. على

أين من منه، أحسن خالد أن يشعر لم يدر اليعلم؟ ال هو الفكرة، هذه جاءته

على تأمنه حتى صالح؟؟ يا بسمرا أحق خالد هلأختك؟؟

بمرح: يقول وهو خالد ابتسمجميلتي.. يا وصلنا قد ها-

يثقب يكاد خالد كلمات وصدى بكر معدة انقبضتأذنيه.. طبل

وستصبح.. يدي بين سمرا ستكون الليلة له.. خالداآلن. بقلبها مكان له يعد لم

بكر.. يا جبان أنت كم تنطق تكاد والسعادة السيارة من خالد ترجلليفتح.. من حروفا بطريقة لسمرا الباب وجهه

جعلتها.. وجهه، في تبتسم مرة ألول رومانسيةبهما يمتلئ الذي والرفض الغضب كل رغم

صدرها..لم.. الذئب أبدا.. ذلك أعلم أكن رومانسي

به يسمح الذي القدر على خطوات ببضع سبقتهالعالي.. كعبها

الهادئ: بصوته يقول وهو بكر سمعت حينماتسمح؟ هل خالد-

يجيبه: وهو للغضب تصنع في حاجبيه خالد قطب

؟.. ماذا- هناك ال مسافة عنهما ابتعدت قد سمرا وقتها كانت

حديثهما.. بسماع تسمح وهو بسخرية خالد، عنق ربطة من بكر عدل

مبطن.. استهزاء من يخلو ال بصوت يقولالذئب؟ أيها نفسك صدقت أنك أرى-

جاهدا يحاول وهو متعمد ببطء شفتيه خالد لعقباستهزاء يتساءل وهو هادئا، يكون أن

أكبر: تكن ألم التصديق؟ من سيمنعني الذي وما-

زواجي؟ على شاهدا تسمعه أن استطاعت ما وهذا بكر ضحكة علت

سمرا.. هذه لكن العنق، ربطة من يعدل عاد حين في

انتظاره، في القوية خالد قبضة كانت المرةجدا: محذرة بنبرة يقول وهو يديه ليزيح

يا.. تعبث أن إياك- إال بالمغادرة وهم" بكر معيآه" وهو استدار انه أي لديك كان وإن يتابع

وليست.. قد أنه فأبشرك الزواج على اعتراض تمتغير أن تستطيع األرض في قوة أي هناك

وبالمباالة.." هذه تصبح" الحقيقة يا خير على تابعصديقي..

بكر قال حينما خطوة من بأكثر ابتعد قد كانسمرا تسمعه أن استطاعت عال بصوت

بوضوح:

عزيزي.. يا بزواجك تهنأ أن أتمنى- التي- سمرا ليباغت سارع بل إليه خالد يلتفت لم

وهو- بكر لغز تفك أن تحاول كانت المحيرذراعيه.. بين يحملها

قبل.. صرخة صرخت فعله الذي ما تدرك أن فزعالذي.. يعلم يكن لم برومانسية تابع خالد

يملكها.. أنه هو حتىالجديدة.. مملكتك تعجبك أن أتمنى- حول يديها تحيط أن رافضة عنه، بوجهها أشاحت

فادعى.. أرضا، منه ستسقط أنها عنقه حول بقوة يديها تلف وهي جديد من لتصرخ

رقبته.. عن وجهه ترى مرة ألول بعذوبة ابتسم

يبدو.. وسيما.. قرب جدا.. وسيماوغمز- هكذا- بعينيه.. أفضل

آمرة: بنبرة تقول وهي بوجهها لتشيح عادت.. أنزلني-

بعناد: يجيبها وهو أسنانه تظهر أن دون ابتسموفي.. الطابق حتى أنزلك لن ال- غرفتنا العلوي

الخاصة..كلمته: الكترونيا تعيد وهي ذهوال عينيها فتحت

غرفتنا؟؟-وهو.. رأسه هز الهادئ.. عطرها يشم إيجابا

في.. أصبحت أنه يصدق يكن لم كانت حين زوجتهتصارعها.. تفكير في غارقة سمرا آخر

أخرى.. نوازع أي مع غرفتي شاركت أن لي يسبق لم إلهي يا

شخص..ومع.. بالك فما كخالد؟ رجل بالسرير

عما سيسألها كان وللحظة مالمحها، تغير حظ الربما.. غير لكنه أصابها أنها شعر قد رأيه

أو.. غضبا ستنفجر تقلبت أنها له تصرح قد عليهصالح أخوها تحترم ألنها فقط الزيجة هذه

حينما.. أنزلها لغرفتهما.. وصال برفقوسمحت.. قفطانها من عدلت أن لعينيها األبيض

ال.. الغرفة حول يتجوال أنها تنكر الواسعةتماما.. ذهلت قد

كما.. رائعا يبدو الحي مع مقارنة فالبيت أنه جداصحيح.. نظيف لكن.. تره لم أنها جدا جيدا

على تدل اآلن بها تتواجد التي األنيقة الغرفةذلك..

ذو سرير يتوسطها جدا، واسعة غرفة كانتخمس من أكثر تعلوه أجوري أحمر لحاف األحمر بين ما ألوانها تتدرج صغيرة، وسائدمغربية بسجادة أرضيتها فرشت وقدر والبيج

أطراف لون مع جدا متناسب البيج، بلون أصيلةوعلى.. اللحاف وضعت اليمين والوسائد

لخالد أحمر إطار ذات صورة بها صغيرة، طاولةيبدو.. محل في يأكالن وصالح أن شعبي

سنوات.. عشر من أزيد لها الصورة آية عليها كبيرة لوحة علقت الحائط وعلى

الكرسي.. بيت في قرآنية آية تراها، وهي سمرا ابتسمت

الذئب؟؟أبدا.. تتوقعه لم ما هذا

يعقد خالد كان حين في جيدا الغرفة تتأمل كانتإليها.. ينظر وهو ذراعيه بين يديه

الصغيرة جولتها من انتهت بأنها شعر وحينمابسؤال: بادرها بالغرفة

شيء؟ أي تغيري أن تريدين هل- بروده من جدا مستغربة بدت وقد إليه التفتت

بخفوت: تجيب أن قبل المفاجئالغرفة-.. جدا.. جميلة ال

يقول: وهو تكاسل في تثاءبسأذهب.. يا إذن حسنا- تحتاجين هل ألنام سمرا

لشيء؟؟لكنه.. بشكل فمها فتحت ضحكته كتم مضحك

يحرجها، ال حتى األسود شعرها فخللت بتصرفها أحست

تقول: وهي بأصابعها،بالجوع.. أشعر-

ربما.. ذلك قلت لم ادري ال أن أحببت ألني وقتهاداعي فال زوجته، سأكون أني له أظهر

اختار ألنه ربما أو الطريقة، بهذه معي للتصرفواحدة غرفة في النوم عدم إرادته بمحض

وهذا.. .. مس معي حتى.. وكبريائي كنت وأن أنوثتيلكني.. ال وقتها النساء كل أن اعتقد أحبه

من.. اإلحساس تكره لو حتى رجل أي بالرفضالرجل.. ذلك تكره كانت

باحثا.. في حوله يلتفت وهو خالد ارتبك دهشةفي تقول عادت التي الجميلة لهذه يقوله عما

إلحاح:لم.. أشعر خالد- النهار.. طوال شيئا آكل بالجوع

أجابها: ذهول فيسأجلب.. ونتناول لنخرج حسنا- من حقيبتك شيئا

تلك مسحت قد أنت تكونين تحت،وتابع.. التي البهرجة " في بوجهك كم" أكره قرفالنساء تضعها التي الغريبة األشياء هذهقبحا.. تزيدها هي بينما جماال تزيدها انه معتقدة

وقد.. وجنتاها احمرت لديها تراكم غضبابالرفض. إحساسها

ذلك؟؟ أتوهم كنت هل يحبني، أنه شعرت لطالمامني؟؟ الزواج على مجبر أيضا هو هل

إلى متوجهة صمت في تطيعه أن إال تستطع لمعلى يساعدها كريم أي عن بحثا الحمام

ماكياجها.. مسحزينت.. واسعا الحمام كان بزليج جدرانه جدا

مرآة تتوسطه واألبيض باألحمر قديم مغربي

ماكينات من مجموعة عليها رصت صغيرةوعلبة.. وعطور الحالقة، الشعر.. لجل رجالية

خالد الحظت وأن لها يسبق لم أنه متأكدة هيأبدا.. لشعره جل واضعايتساءل: وهو صوته أجفلهابعد؟ تجهزي ألم-

وهي حقيبتها إلى متجهة غضب في تجاوزتهتجيب:

ما مسح على يساعدني ما حمامك في أجد لم-بالبهرجة.. سميته

سخرية.. في األخيرة كلمتها قالت عن معلوماته النساء، مع تعامل أن له يسبق لم

فلطالما منعدمة، تكون تكاد الكائن هذا يصعق كاد أنه حتى غير، ال الرجال مع تعامليشعر ما أن الله رحمه سكة أبو أخبره حينما

حب.. هو سمرا اتجاه بهالمرأة.. رجل حب

كالمه أن يعترف حتى كبيرا، وقتا احتاج لقدصحيح.

مسندا الهواء في العذراء سيجارته دخان نفثالسفلي، الطابق في البهو حائط على ظهره ما وسرعان كتفه، تلمس باردة بيد شعر حينما

أخرى. مرة جذبتها التي المنطقة تلك في تدب بحرارة شعر

لمستها..

تقول: وهي بعذوبة ابتسمتجاهزة.. أنا-

أن وبدون األرض، على ليرميها سيجارته أنهىأخرى مرة انحنى إليها، رأسه يرفع

على معتادا يكن لم أنه نفسه، محدثا لينتشلهاهذا..

واستخدام.. شيء كل لشراء اضطر لقد جديد.. وترتيبه البيت بتنظيف قمن عامالت

التي السيارة بدت وقد بجانبه، مكانها أخذتأن قبل جدا، مريحة مؤخرا، خالد اقتناها

يقول:الذهاب؟ تحبين أين إلى واآلن-

إضافة عن واستغنت جهلها، داللة كتفيها هزتالجريدة صفحات بتقليب مكتفية آخر، شيء

أغنية شغل الصمت، شبح لطرد منه وكمحاولةالحياني،راحلة. محمد المرحوم للفنان

يستمع كان لطالما بالهدوء، يشعره الصوت هذاالظالم يحل حينما بالقارب صالح رفقة إليه

تلك كانت كم الشاي، كؤوس بتجهيز ويستمتعانرائعة. األيام

تسند كانت التي سمرا، على جانبية نظرة ألقىتتأمل وهي النافذة، زجاج إلى رأسها

المتأخر. الوقت هذا في العاصمة،الهادئة شوارع المتسكعين بعض من إال خالية، الشوارع تبدو كم

رغم الحائط جنب يمشون يزالون ال الذين

سواهم. يوجد أحد ال أن هذا في خرجت وأن لها، يسبق لم بعمق تنفست

الليل.. من الوقتوصلنا.. قد ها-

مطعما يبدو كان وقد المطعم واجهة تأملتفاخرا..

هنا؟ سنأكل هل- فعلى الصمت ملت لكنها غبي، سؤال وكأنه بدا

بينهما الذي الحاجز، هذا يكسر أن أحدهمابعضهما.. مع بالحديث األقل على

يعجبك؟ أال-جدا.. جميل إنه العكس على- حبها تترجم دافئة، ابتسامة جملتها وصاحب

للمكان. على ويطل خافتة، إضاءة له هادئا ركنا أخذا

من مجموعة منها تنبعث كبيرة حديقة رائحة تميز أن سمرا استطاعت الروائح،

تحبه.. التي الياسمين الطريقة على مبخرا لحما لنفسها طلبت أما وسلطة والكمون، للملح مصاحبا المغربية،

هوفودكا.. وزجاجة بسلطة فاكتفى

طلبهما، لجلب النادل ذهاب وفور بتوترها أحسولم حب، في يديها يمسك مرة وألول ابتسم

يسري بالدفئ أحست بل تسحبهما، أن تحاوليقول: وهو لمسته إثر بجسدها،

صغيرة.. كأس مجرد تقلقي ال- لتستند ببطء، يديها تبعد وهي برأسها أومأت

عليها. تجلس التي للكنبة أمام طلبهما يضع النادل قصيرة،كان مدة بعد

طيبا، عشاءا لهما ويتمنى منهما، واحد كلينصرف.. أن قبل ممتعة، وسهرة

نحوها، برأسه مال ثم كأسه، من ارتشفويخدر أنفها يقتحم أن لعطره سمحت بمسافة

دافئ: بصوت يقول وهو جسدها، أعضاء باقيجدا جميلة، عينيك-

كله جسمها بأن شعرت وقد نظراته، من هربتإليها خيل حتى تتسارع، قلبها ودقات يهتز

حنجرتها. من سيخرج قلبها أن رن حينما مشاعرها، على تسيطر أن حاولت

تفتش وهي ابتسامة نصف ابتسمت هاتفها، تجيب، أن قبل شاشته لتتأمل حقيبتها في عنه

صوتها.. على يرد لم أحد لكن بينها متعمدة الهاتف لتضع االتصال قطعت

أكلها.. وتتابع وبينه، فيه، ويفتش الهاتف يرفع أو يسألها أن توقعت

ال أنه ويبدو أخرى، مرة رن بعدما خصوصاالحديث.. يريد أحد

الليل؟؟ طوال هكذا سيتمر هل-

بالزجاجة، قطرة أخر يلعق وهو سؤاله سألوفي مرات، ست من ألكثر الهاتف رن وبعدما

عليها.. الصمت ليرد تجيب مرة كلحنق: في أجابت

رفضت.. لكنك أغلقه أن أردت- حمرة عينيه تكسو بدأت وقد إليها، نظره رفع

يقول: وهو نهض وبتثاقل طفيفة،للبيت. فلنذهب هيا-

فقد سيدهما الصمت كان الطريق طوالالموسيقى. تشغيل عن خالد استغنى

وهي إال بنفسها، سمرا تشعر لم وصال حينمابهستيرية: وتصرخ وجهه في تثور

هكذا.. تعاملني حتى نفسك، تحسب من-هادئا: يكون أن يحاول وهو بعنف خالد تأفف

لغرفتك.. واذهبي الشيطان من استعيذي سمرا-عناد: في تجيب وهي إياه محذرة سبابتها رفعت

تحتقرني أن لك اسمح لن الذئب، أيها اسمع-الزيجة، هذه على مجبران كالنا الشكل، بهذاوبعدها.. يخرج ريثما حال إلى يذهب منا كل أخي

سبيله.. سحابة وان ينفجر، يكاد رأسه أن خالد أحس

تصر وسمرا الرؤية، من تمنعه تكاد سوداءوالتهديد.. الصراخ على

أزرار ويفك شعره يخلل وهو عنف في زفرالعنق ربطة من تخلص بعدما األبيض قميصه

بخطوات ليتجاوزها الزفاف، مراسيم انتهاء فورالعلوي.. بالطابق لغرفته متجها سريعة

بعنف يغلق وهو الباب صوت إلى منه يصلها لموبعدها أذنيها، طبلة يثقب كاد حتى كبير

باألرض.. يرتطم زجاج صوت سمعت وجيزة بمدة من أيضا هي تخلصت بعدما بخطواتها سارعتقد خالد يد وتجد الباب لفتح العالي، كعبها

الدماء.. كستها الجرح بدا إليه، تسرع وهي ذعر شهقة شهقت

لكنها.. إلى وسيحتاج عميقا أوال تخييط نظيفا قميصا وسحبت مالبسه درج إلى أسرعت

تنظيف وحاولت بصعوبة، مزقته منه، لم به، العالقة الزجاج قطع بعض وإخراج الجرح،

إال.. بكلمة منهما أي ينبس بعدما واحدة نفس من برباط وربطته تنظيفه، سمرا أنهت

شديد: بحذر لتقول القميصعميق.. فالجرح للمستشفى، الذهاب عليك-

يقول: وهو بعنف يديه أبعدبسيط جرح إنه عليك ال-قائلة: تستنكر وهي بوجهه صرخت

ل.. يحتاج إنه بسيط، جرح أنه تقول كيف-أسنانه: بين من يقول وهو قاطعهاسمرا.. يا فلتخرجي-

رأسها تطأطئ أن قبل والخوف الصدمة نظرةالليل طوال النوم من منعته بصمت، وتخرج الذهاب في الغبي، عناده أن يدرك كان

بسرعة يلتئم أال الجرح من سيجعل للمستشفى،لكنه

عن ليلهيه األقل على جسدي لجرح بحاجة اآلنسمرا له سببته والذي النفسي الجرح

الليلة. هذهببكر؟؟ عالقة على أنها يعقل هل

هذا، في تفكر بأن لنفسك تسمح كيف ال أوهجيدا تعلم وأنت أمامك تربت التي سمرا إنهالكن.. تفعل أن يعقل ال نشأت، كيف كيف هذا

.. كانت التي االتصاالت تلك تفسر من.. تردها وأشعل رأسه من السوداوية األفكار هذه نفض

ونثرها حشيش قطعة أحرق بعدما سيجارةأخرى.. مرة ليلفها تبغها فوق

كليل طويال بدا الذي وحده خالد ليل يكن لمالنوم تستطع لم أيضا سمرا وإنما الشتاء، وهي غرفته، من خالد طردها بعدما خصوصا،

إليه.. حبه، في غارقة وكأنها هرعت التيغير.. ال المساعدة غرضي كان

الغطاء تلف أن قبل بهذا نفسها تقنع أن حاولتفي تجد أو به، تحتمي وكأنها حولها،

.. لها سلوى معانقته بكر كان فقد المدينة من اآلخر الطرف في أما

ببطن تكونت التي النجوم عدد يراقب

وهي.. الساطع.. القمر ضوء تراقص السماء أصبحت حينما، إال سمرا يحب أنه يعرف يكن لم

آخر، لرجل ملكا منه عفاف الموت خطف كما منه خطفها قد وها

سابقا.. خالد يدع لن الحد، هذا عند يتوقف لن األمر لكن

بسمرا، يهنأ ويخلد ليستحم، يتوجه أن قبل بهذا لنفسه أقر

للنوم.. إال سمرا من يرى ال وخالد ذلك، بعد االيام توالت

قائمة عيينه، ويسر قلبه مايريح يلفها الذي الهدوء ذلك لكن المنزلية، بواجباتهاقليال، حديثها فكان باله، يشغل كان

الصمت ذاك من يخرجها أن مرات عدة حاولبعد يوما يكبر كان بينهما فالحاجز فشل، لكنه

أمامه التي الطاولة على برجليه ألقى يوم،كان بينما األخبار، بمشاهدة منشغل انه وادعى

سمرا إلى نظرة واألخرى، الفينة بين يختلسجديدة رواية سطور تلتهم عينيها كانت التي

لغرفتها. تدخل أن قبل بالمساء كعادتها لم الذي روبرت همها آخر كان فقد سمرا أما

سارة، مافعلته بسبب الليلة هذا النوم يستطع بعدما غرفتها، في بحرقة تبكي التزال والتيكل بعيدا عقلها كان هاتفه،فقد روبرت أغلق

والتي بلندن أحداثها تدور التي القصة عن البعدحلول بمناسبة أبيضا، ثوبا ساحاتها اكتست

الشتاء.الشكل؟ بهذا الحياة ستستمر هل

هذا تكسر أن تحاول لم إن انها جيدا تعلم كانتتلك بعد خصوصا خالد، يفعل فلن الصمت

تلقاه كانت والتي منه، المتتالية المحاوالتبالرفض،

لروبرت سيحصل بما عابئة غير الرواية، أغلقتاألريكة على بجانبها ووضعتها وسارة،

إلى بصرها لتحول فوقها، تستلقي كانت التيوالتي بالشاشة، يتعلق اليزال كان الذي خالد

بها. يدور عما يعلم القالت: ورزانة بهدوء

هكذا؟ سنظل متى إلى- ان ودون السرعة، بهذه يجيبها ان تتوقع لم

هو انه فيبدو تتحدث، عما يفهم لم أنه يدعيتفكيره: ويشغل يخنقه، الوضع هذا كان أيضا

ياسمرا.. أدري لست- تراها وكأنها الجلوس غرفة على ببصرها درات

تقول: أن قبل مرة، ألولمني.. الزواج من مضطر أنك اعرف خالد- أبدا يضطر لم أنه ليخبرها، سيقاطعها كان-

ولهذا يحبها، ألنه تزوجها بل منها، للزواج بسرعة تقول تابعت لكنها فقط وحده، السببكما- هذا لكن منك، للزواج مضطرة اني كبيرة

األقل على طبيعية حياة نعيش ان من يمنع الالناس.. أمام

يبكي؟؟ قلبه انه أحس هل طفل قلبي وكان شعرت الوقت ذلك في أجل

أني لو تمنيت أمامه، يقتل والده صغير،رآى قد الله أن اعلم لكني الدموع، اذرف ان أستطيع

أن أستطيع اعد فلم بعيد، زمن منذ عاقبنيواحدة.. دمعة أذرف

إنسان كأي اكن لم فأنا حب، مجرد سمرا تكن لمالوحيد فالحب يحب، من الناس من لديه

هي، كانت عشته والذي هي، كانت عرفته، الذيألجله.. ساموت والذي

ان ساحاول أني أخبرها وأنا ابتسمت يومهاالناس أمام ليس طبيعية، تبدو حياتنا اجعل

أمامنا.. حتى بل فقط، سعدت قليال، نسافر أن عليها، اقترحت لذلك

على ارتسمت التي الفرحة بتلك كثيرا، صغيرة، كطفلة كتفي حول تتعلق وهي وجهها،

المفضلة، لعبتها بشراء والدها وعدها تكن لم إن نفسي وعدت الحين ذلك ومنذ

لطالما طفلة، بها حظيت فقد زوجتي، لم لكني جميلة، طفلة، لدي تكون أن تمنيت

بجمالها.. تكون أن أتوقع منشغلة كانت فقد باكرا، ننم لم الليل ذلك

الذي والمكان السفر، لوازم عن معي، بالحديث

جهد فبعد االرضاء، صعبة تبدو إليه، سنذهبأصيلة، إلى السفر تختار أن استطاعت جهيد الليلة تلك بانه متاكدا كنت للنوم، ذهبت وبعدهاللسفر، فحماسها ببكر تحلم لن األقل عل

ذلك. من متأكدا جعالنيبعد؟ تنتهي ألم-

اللمسة تضع وهي الحمام، من عليه أطلتعليه، مطولة نظرة لتلقي وجهها، على االخيرة،

باعجاب: تقول أن قبلجدا.. وسيما تبدو-

وهو اطراء، على يحصل حينما كعادته رقبته حكليغيظها: يقول

عادتي.. إنها- حقيبتها، لتحمل بخيالء، تمشي وهي تجاوزته

قائلة: الحزم تدعي وهي كلمة على مني فيها تحصل مرة آخر هذه-

جميلة.. توسل في يقول وهو السفر حقيبة حمل

مصطنع:الغير.. امزح كنت أرجوك ال-

ذلك في بعضهما مع يثرثران مرة اول هذه كانتحقيقيين.. زوجين وكانهما الباكر، الصبح

سمرا معه تركب التي الوحيدة المرة كانت بلأو كتابا تحمل أن دون السيارة زواجهما بعد

وتنشغل.. رواية، عالمه. عن لتقرأها

شعرت فقد للحمام، وصولها فور سمرا سارعتعليها، تآمرت الصيف، ذلك حرارة بأن

حتى جسدها، على الشفاف ثوبها فألصقتازرقا.. ليصبح لونه، وغير جلدها، خالط شعرها خصالت يداعب الدافئ الماء تركت

كم مسامها، تدغدغ الصابون ورغوة األسود، سائل في المنعشة التفاح رائحة تعشق

هذا؟ االستحمام بعدما خالد، خرج حينما شعرها تجفف كانت

يلف وهو ببطء راقبته أيضا، هو أستحم جسده تقاسيم وراقبت خصره، حول الفوطة

بقوته وأحست العاري، وصدره القوية، واقترب لها، ابتسم حينما شديد، بخجل شعرت

في يسارع قلبها أخذ جدا، حميمي بشكل رغم فجأة، يتعرق بجسدها وأحست الخفقان،

على جميال جوا يضفي كان الذي البحر نسيم وتأمل شعرها خصالت من بعضا أبعد الغرفة،

الجميل.. األسمر، وجهها وعينيها السمراء، لبشرتها بسمرا، سميت

وشعرها المحروق، العسل كلون العسليتينالسواد. شديد

أفكارها، ويجمد أعصابها، يشل يكاد منها اقترابهرائحته سواه، عليها يسيطر شيء فال

الرجولية.. الذي الصوت هذا لمصدر بصعوبة التفتت

الخدر.. هذا من بصعوبة انتشلهما

هذا يختبرا لم وكأنهما برزانة، خالد ليقولقليل: قبل الجميل الشعور

سمرا.. يا أنا سأرد-

إلى ليمر مساحة تمنحه وهي بعمق، تنهدتوالتي الغرفة، تتوسط التي الصغيرة الطاولة

يجيب: أن قبل الصغير، الهاتف عليها وضعالمتحدث؟ من الو-

صاحبها وكأن متقطعة أنفاس سوى يسمع لمأن يستطيع يعد ولم عدوا، خيالية مسافة قطع

أنفاسه. انتظام على يسيطر الخط، يقفل وهو واحدة، كاملة خالد يزد لم

سريعة.. بخطوات ليبتعدبكر؟؟ يا تلعبها قذرة لعبة أي

تلك سوى األسئلة هذه على سيجيبه ومنوكأنها صوتها، تعالى التي الصاخبة، األمواج

الرجل مع يعبث أن حاول الذي بكر برأس تطالبالمناسب غير الوقت في المناسب غير

أن.. تستطيع سمرا ترى يا وهل أيضا، السامة، الحروف تلك ينطق أن يستطيع يكن لم

له تبدو يستسيغها أن حاول كلما التي السمراء، يده ككف سمرا يعلم هو كالعلقم،

يرى أو يسمع لم أعينه، وبين يديه، علي تربتجهتها.. من يريبه ما

بعد للخامسة وصلت قد وكانت ساعته تأملعليه.. جدا قلقة أنها بد ال العصر،

ليعود ونهض سرواله، من الشاطئ رمل نفضأن أصر وقد خالد، استأجره الذي للبيت

تعشق سمرا أن لعلمه البحر، على يطل يكونالبحر..

كحثيث متثاقلة، النوم غرفة نحو خطواته كانتشدة من صوت، لها يسمع ال األفعى،

لمسمعه تبادر حينما النفسي، وتعبه شروده،الحذر: من بنوع تقول كانت التي سمرا صوت

يمكننا عودتي وفور أحدا، أخبر لن تقلق ال حسنا-،.. في نلتقي أن خالد أن أعتقد ال منزلك

أمري.. سأتدبر تقلق ال باألمر، سيشك ويدير ببطء السلم لينزل ميتة، بخطوات تراجع

مرخص تجاري، محل أقرب نحو سيارتهالخمر.. ببيع

تلعنها صخرة على الحال، به يستقر أن قبلدون بلعناتها فتصيبها المالحة، البحر أمواج

كلل.. أو مللبالجاي نلتقي الله باذن الجزء، هذا تم

العاشر العواء المنزل، إلى يعود أن الليلة تلك نيته في يكن لم

بخطوات يقف عنه رغما نفسه وجد لكنه ترتب وهي يتأملها المطبخ، باب أمام ضائعة

التجاري، المركز من جلبتها التي المشتريات تضع وهي لتسأله، متشككة نظرة إليه نظرت

بالبراد: اللحوم

سكران؟؟ أنت هل- بصوت يقول أن قبل صوته، بأعلى ضحك

منخفض:خالد.. أنا ال-

خصالت لفت ثم استخفاف، في رأسها هزتعملها، من انتهت بعدما كبير، بمشبك شعرها

معصمها، من امسكها لكنه تجاوزه، حاولت ثميتساءل: وهو

الشرعي؟؟ حقي من تحرمينني لم-بحنق: لتجيب تعتريها، الغضب ونظرة منه تنصلت

الحديث.. وقتها يمكننا تقوله ما تعي حينما- بين من يقول وهو أكبر، بقوة ليمسكها عاد

أسنانه:حقي.. إنه عنه، نتحدث ما هناك ليس-

أن تحاول وهي قوة، من أوتيت ما بكل دفعتهيتركها لن بأنه شعرت بعدما منه، تهرب

يبدو وجعله عقله، أذهب قد فالمشروب الليلة،هذه في عرفته الذي خالد وليس الذئب، كما

وبدأت إعجابها، على يحوز بدأ وقد الفترة،من ليمسكها تبعها لكنه حياتها، في تتقبله

شعرها..قائلة: ترجوه وهي بألم تأوهت

أني وأعدك الغد، في نتحدث دعنا خالد،-أتركني.. ما سأمنحك أرجوك.. تريد

وال بسماعها، له، يسمح وضع في خالد يكن لملها، يسببه الذي األلم من عليها، اإلشفاق إلى بالذهاب بكر تعد وهي وحدها، فكلماتهابمشاعره، واستهتارها عودتها، بعد منزله،

برأسه.. وتغلي بأذنه، ترن كانت له، واستغفالها كفيها، بين رأسها دفنت أخيرا، تركها بعدمانفض قدميها، على منكبة بحرقة، تبكي وبدأت

ثم بالهواء، تطايرت التي خصالتها بعض من يديهحيث إلى وعاد وراءه، من الباب صفق

كان.. فرأسها كبيرة، بصعوبة تنهض أن سمرا حاولت

ترى ال جعلها وقد كثيرا، يؤلمها، كانوبعدما.. الكنبات إحدى على استقرت أمامها

البيج جلدها في وجهها دفنت بالبهو،والتعب. اإلرهاق، شدة من البارد،وغفت

البيت كان التالي، الصباح في استيقظت حينماأن تتوقع لم فهي جدا، موحشا لها يبدو

وهي الدرجة، لهذه خالد وبين بينها الوضع، يسوءالوضع إصالح على عازمة كانت التي

لكن لمصلحتها، السفر فرصة واغتنام بينهما،همجيا، إنسانا سيظل يتغير، لن أنه يبدو

وجاهال.. شدة من المتورمتين، عينيها، تدعك وهي تثاءبت

تؤلمها التي برقبتها أتبعتهما ثم البكاء،مرعب. شيء األريكة، على فالنوم بشدة،

فطورا، لنفسها، لتعد نزلت استحمت، بعدماحينما الغذاء، وجبة تناوال أن منذ تأكل لم فهي ومعدتها صغير، مطعم أمام طريقهما في توقفا

االستغاثة.. أصوات ترسل اآلنهذا؟ ما ربي يا-

تفتح وهي سمرا، به صرخت ما أول هذا كان-أعداد به تصطف بصندوق لتفاجأ البراد،

الكحول.. زجاجات من كبيرةنفسه؟ يحسب من فعال، جن لقد-

تتمالك ولم سمرا، بصدر يغلي الغضب كانفي لتفرغها الزجاجات تلك تحمل وهي نفسها،

وتلقي.. حوض بعدها. سلة في بها المطبخ األزبالثم يديها، وغسلت جيدا، المكان نظفت

فطورا،.. لنفسها جهزت الشرفة في السوداء، قهوتها ترتشف كانت

يصرخ سمعته حينما البحر على المطلة يلقي الهائج كالثور به فإذا إليه سارعت باسمها،

األرض، على البارد، بطن في بمامستنكرة: بوجهه صرخت

جننت؟؟ هل تفعل ماذا- أصابعه يمرر وهو بعنف البراد باب صفققائال: أسنانه على ليصر شعره، على السمراء،

سمرا؟ يا هنا أضعها كنت التي زجاجاتي أين- شفتيها تقلب وهي صدرها على يديها عقدت

أغاظه: بهدوء، لتجيب بسخرية

من.. تخلصت- خدها، على بقوة تنزل وهي بيده إال تشعر لم

أوقعتها حتى جملتها، اكمال من لتمنعها او خالد، فعله الذي ما تكتشف أن وقبل أرضا،

شعرها من سحبها فعل، ردة بأي تقومجديد. من ليصفعها

على تقوى تعد لم حتى بالضرب عليها انهالبيدي تمنعه ان حاولت وعبثا المقاومة،

ضربها، عن نفسه من كف أن إلى ضعيفتين،جديد، من ويخرج الخفيفة سترته ليحمل

مرة اول هذه كانت قبل، من تبكي لم كما بكتبدات النها نفسها، بكت وجهها، على يد تقع

وأمنه فيه وثق الذي أخاها بكت خالد، تحبكثيرا.. نفسها بكت عليها،

حثيثة بخطوات تمشي وهي إال بنفسها تشعر لمهدى، بغير المساء، ذلك في الشاطئ نحو

فعينيها عليها، الفضوليين وعيون النسيم تشمقاتما، أزرقا لونا اكتست والتي المنتفخة

كل العارية، السمراء، كتفيها على الضرب وأثارما.. عنف عليها مورس بأنه يوحي هذا

قدميها أمام توقفت التي الصغيرة الكرة رمتبحب، لها لوح الذي الصغير لذلك وابتسمت

ان خالد منها طلب التي الليلة تلك وتذكرتعلى وأنهما منه، طفل لديها بانه حلمت يسافرا، ان قبل الرمال، من جميال قصرا يبنيان الشاطئ

ويهدم يديها، بين من الطفل ينخطف

خالد. ويختفي القصر، من السوداوية األفكار هذه تبعد أن حاولتالغاضبة، الصاخبة، االمواج، وتتامل عقلها، اللمها، تتألم صفها في بأنها تخبرها وكأنها

بشعورها.. وتشعر كتفيها، على تربت بيد شعرت ثم بعمق تنهدتبكلمة، تنبس لم بجانبها، مكانه بعدها ليأخذ

في بعثت التي األمواج، لتلك تأملها تابعت بلذاته بحد وجوده ربما أو الطمانينة، نفسها

لالمان؟ مبعثجدا.. آسف أنا سمرا-

بحبات يعبث وهو الضعيفة، الكلمات بتلك تمتم-لقد- يتابع أن قبل الذهبية، الرمال بحسرة

تتحدثين سمعتك حينما الشديدة بالغيرة شعرتأسمعك وانا نفسي أتماك أن أستطع لم إليه،

مرعب.. االمر إن منزله، إلى بالذهاب تعدينه تلك عنها لتنفض مكانها من تنهض وهي قاطعته

وتقول األبيض، بثوبها علقت التي الرمالبحزم:

وعدت وقد صعبة، نفسية حالة من تعاني ليلى-ثم- أن البشير عمي إليه، التفتت أزورها

ما هي الدهشة كانت عليه، كلماتها وقع لترىكما فمه فتح انه لدرجة مالمحه، على يرتسم

لكنها الضحك في قوية رغبة لها بدت وقد األبله،هو- وهي نفسها تمالكت انك يعلم تتابع

مساعدتها، من تمنعني ان خاف وقد تحبه، الوقد.. بأال وعدا عليه أقطع جعلني لذلك اخبرك

فعلت.. هو أما شيئا، يقول أو ليجيب مجاال له تترك لم

العالم هذا في رجل أغبى بانه شعر فقدإنجابه.. من ستتبرأ األرض وبان

حول يديه ليلف نحوها، يسرع وهو األمر تداركعينيها على قبلة يطبع وهو رقبتها

ليتساءل: المتورمة،تؤلمك؟ هل-

االخرى، تلو قبلة يطبع فعاد إيجابا، رأـسها هزتحول يديها تلف وهي ابتسمت ان إلى

عينيه.. لون في لتغرق رقبته، أبدا، مافعل على تسامحه ان تتوقع تكن لم

ذات سمعت وقد غيور، رجل انه شعرت لكنها غبيا غبيا، مايصبح كثيرا الغيور الرجل أن يوم

شيء.. أي منه يتوقع لذلك جدا، ووجدته استيقظت التالي،حينما الصباح في

تزيح وهي ابتسمت بهدوء، بجانبها يستلقي أقدامها رؤوس على لتتوجه عليها من الغطاء

الفطور.. له وتجهز للحمام، الذي حبيبها إنه اليوم، منذ وحسب زوجها يعد لم

سواه.. تحب ولن لم االسواق، على التنقل بين أسابيع ثالث قضيا

مع الكرة ولعب البحر، على واالستلقاء

البحرية المطاعم في السمك وتناول األوالد،بالليل، والسهرات المالبس، وشراء الصغيرة،

اإلجازة، وانقضت الوقت بمرور يشعرا لم حتىأسبوعا ليظال كثيرا، عليها خالد تحايل

بعد يوما تزيد حالتها فليلى رفضت لكنها آخر،التدعها و بجانبها، تكون أن وعليها يوم

وحيدة.. خالد، هاتف رن حينما المدينة إلى وصال قد كانا

جديد لديه ربما سعد، المتصل كان وقدأسر- هذا عملية حول أن قبل بهذا لنفسه المساء

يجيب:أخبار؟ من هناك هل سعد ألو- جهاز يطفئ وهو لونه، تغير سمرا الحظت

إن- بحزن ليقول الموسيقى إليه وإن لله شديد هاك سأكون هذا؟حسنا حدث متى راجعون،

انتظرني.. الشمالية للجهة السيارة اتجاه غير ما وسرعانحيرة: في سمرا لتسأله المدينة، من

خالد؟ يا هناك ماذا- بعد ليقول مرة الول وجودها اكتشف وكأنه بدا

التوقعات وكل دهرا لها بدت صمت لحظة ليضرب الحطب، النار تأكل كما تأكلها السيئة،

بين من شتيمة يطلق وهي بعنف المقود سؤالها تعيد وهي سمرا، هلع ازداد أسنانه،

بتوسل:حصل؟ الذي ما اخبرني ياخالد عليك بالله-

رأسه يخفي الطريق جانب على توقف قد كانوقد السيارة، مقود على المتكئة ذراعيه، بين

جدا: ضعيفا صوته بداغرفته.. في جثته وجدوا ياسمرا، كريم مات لقد-

بالنزول يامرها وهو هذه، كلماته على يزد لمريثما للمنزل، وتذهب اجرة، سيارة لتاخذ

ولم امره، فلبت معارضته، من بدا تجد لم يعود،بخير، انها من تاكد حينما إال السيارة يدر

كما للمنزل، ستقلها التي السيارة، ركبت وقدله دفع وقد غيرها، يركب أال السائق اوصى

من بمبالغته شعرت بكثير، يستحق مما أكثراوصته بل شيئا، تقل لم لكنها عليها، الخوف

تنتظره، أنها دوما يتذكر وأن بنفسه، يعتني أنعلى قبلة يبعث وهو إيجابا، برأسه فأومأ

الهواء.. واهل شرطة، بين الزحام، ذلك هاله وصل حينما

طريقه وفضوليين،شق وجيران لكريم، اأحد مع يقف كان الذي سعد ليلتقي بصعوبة،

ألقى حديثا، تخرج شرطي وهو الجيران أبناءقائال: سأله بعدها ثم السالم

بالضبط؟ حصل الذي ما- غلفه وقد يجيب وهو كتفيه على سعد ربت

الفقيد: على الحزن حينما بالشرطة الجارات إحدى اتصلت لقد-

أن حاولت وقد غرفته من كريهة رائحة انبعثت

كانت فقد تجده، تكن لم لكنها مرات، عدة تخبرهيجيبها، يكن ولم كثيرا، الغرفة تطرق

انها منها ظنا عمله، إلى الذهاب قررت وحينمااالوقات، في معه تتخالف كانت ربما

أيام، ثالت منذ للعمل يات لم انه اخبروهاان معتادا يكن لم انه خصوصا الشك، فراودها التي بالشرطة فاتصلت الشكل، بهذا يتغيب

على منكبا وجدته الباب وفتحت حضرت حينماوجثته،.. لالسف كان وقد وجهه، كانت.. ميتا

وهو كتفيه، على خالد فربت بالبكاء، يجهش وبدابعمق.. يتنهد

حديث أي له ليس الحي، وكل كامل أسبوع مرسعد جثة الفظيعة،ومنظر الحادثة تلك سوى

طيبا، شابا كان لقد ينامون، الكثيرين تجعل لماحد، مع ويتشاجر له يسبق او احدا، يؤذ لم يتقاسم والتي الوحيدة، الغرفة تلك يقطن كان

رجل وهو التهامي، الحاج عائلة مع سطحها له يترك لم بعدما اطفال، ست له متقاعد، معلم

يليق بيتا يمنحه ما والمرض التقاعد، بذلك صغيرتين غرفتين، الستئجار اضطر بعائلته

الجار. نعم كريم كان وقد السطح،

*****************البشعة.. الميتة تلك يستحق يكن لم- والذي خالد، زاره حينما صالح كلمات تلك كانت

األمر، عنه يخفف ان الطرق بشتى حاول

ال قفص، في االسد كما فصالح يفشل كان لكنهتحفر التي مخالبه صوت سوى يسمع

منه. الخروج تستطيع لعلها، كلل بدون األرضيجيبه: وهو بعمق تنهد

أبدا.. الميتة تلك يستحق يكن لم صاحبي، يا اجل- يقضوا حتى كريم، اكتشفه الذي ما أتساءل-

الطريقة؟؟ بتلك عليه من عالية نسبة وجدوا أنهم األمر في الغريب-

بدمه.. الكوكالطريقة.. نفس-

ينتظر وصالح شديد، ببطء تسير األيام كانتهنا من الخروج، فيه يستطيع الذي اليوم

بالشركة عالقة له شيئا عرف قد كريم أن بد الال فهو المشينة، الطريقة وبهذه يقتل لم وإال

المخدرات.. من نوع أي يتعاط ال لعله إبراهيم، العم سوى سيساعده من يجد لم

حول الحقائق من الكثير عنه يخفي يزال المشرف كان من هو ليس أو ونشاطها الشركة،

الشحنات؟؟ عن الذي السجناء أحد عنه ليسأل مطوال عنه بحث

التي الساحة من األخر الجانب في أنه أخبره ليجده مباشرة، إليه فتوجه السجناء، فيها يعمل

معهما مستغرقا بدا وقدا رجلين مع يجلسمهمة.. قضية يناقشان وكأنهما بالحديث،

التحية. ليلقي منهم اقترب

له يشير أن قبل رأسه إبراهيم العم رفعبدوا فقد مهما، شيئا يقولوا لم معهم، بالجلوس العم يرد لم ربما أو الحديث، انهوا قد وكأنهم

معا الرجالن نهضا ، أمامه يتحدث أن إبراهيمأحدهما: ليقول واحد وبوقت

شيء.. بكل ستكلف حسنا- أدراجهما ليعودا موافقا رأسه إبراهيم هز

بعدها.. بخطوات وهو صالح إلى التفت رزينةمرح: في يتساءل

البطل؟؟ أيها هناك ماذا- بصعوبة، لعابه يزدرد وهو تردد في صالح ابتسم

حازمة: بنبرة يقول أن قبلالشركة؟؟ عن تعرفه الذي ما-

**************** فيما غارقة وهي الصغيرة سيارتها محرك أدارت

كل ألغت لم تدر ال الذئب، من اليوم سمعته والتي القضايا، بعض عن واعتذرت مواعيدها

لهذه لتفرغ بالمكتب، لزميلها أوكلتها تخسرها قد أنها جيدا، تعلم الكبيرة، القضية

بحماس عليها مقدمة فهي ذلك كل رغم لكنهاكبير.

بالرباط، شقتها أمام وهي إال بنفسها تشعر لمسنة منذ هنا، والدها مع اخيرا استقرت حيث

عمها، ابن عن انفصالها فيها تم والتي تقريبالكنها يوما، سواه تحب لم الذي الشخص ذلك

عن اختالفهما مدى اكتشفت أنها الله تحمداستغالل مدى باألحرى أو الزواج، قبل بعض،

الشخصية. لمصلحته له حبها قدم والتي الممطرة الليلة تلك تتذكر الزالتبغرفة انها والدها ليخبره بيتها، إلى فيها

والتي المهمة القضايا بعض تراجع المكتبالصغير، مكتبها دخل بالغد، عنها ستترافع

إال بوجوده، تشعر لم أنها لحد غارقة ليجدهارأسها فرفعت شعرها، بخصالت عبث حينما تمدد وهي سألته بإعياء، تبتسم وهي إليه

تقلصتا انهما أحست بعدما الهواء، في ذراعيهاالتعب: من

الوقت؟ هذا في بك جاء الذي ما- يخبرها وهو أمامها، التي األوراق بإحدى عبث

وقاحة: بكلياحبيبتي مستقبلي بيديك- تتراجع وهي صدرها إلى ذراعيها عقدت الطبية نظارتها وتزيح كرسها، على لتستلقي

من كالمه، في التخمين فرصة لنفسها تاركة عينيها،

تساءلت: أن لبثت ما ثمأفهمك؟ لم تقصد ماذا-

يقول وهو أمامها القرفصاء ليجلس إليها التفبه: تشعر كانت قلما دافئ بصوت

لديه.. غسان احمد السيد مديري اسمعي- لهذا سماعها فور غضبا منى عيني ضاقت

وخطيبها حبيبها كالم مغزى فهمت وقد االسم،بدأ: ما تتابع وهي عمها وابن

عصابة وتكوين مخدرات، قضية في متورط ابن-فيها.. تتاجر

يجيب: وهو بيديه لوح مرافعة، في وكأنك تتحدثين منى يا اووه-

بالجامعة تلقيته ما انسي حبيبتي يا اسمعيالخدمة، هذه عمرك لحبيب وأسدي

بالضبط؟ مني تطلبه الذي ما خدمة أي- إليها التفت ثم رقبته يحك وهو مكانه من نهض

يقول: وهو تظهريه ان وتحاولي مرافعتك، من تخففي أن-

تاجرا، وليس مستهلك وكأنه عينيه وفتح- جدا، ضعيفة مرافعتك تبدو أن أريد

المفضل، فريقه هدف للتو شهد وكانهواعدك- ما يقدر سوف أحمد السيد أن ليتابع

اجله.. من فعلتهتسأله: وهي ابتسمت

أجلك؟ من سيفعله الذي ما وأنت- ذلك بعد قوته ليستجمع لعابه يزدرد وهو ارتبك

اكبر: بحماس يجيب وهو عن المسؤول المدير سيصبح زوجك أن تصوري-

وسوف.. المغرب، في شركة اكبر

بنصرها، من الذهبي خاتمه تزيحه وهي قاطعتهتنزل وهي خانتها ساخنة دمعة وتمسح

األبيض: كفه وتودعه خدها، لتحرق بهدوء لحسن عمي ابن يا زوجين نصبح لم الزلنا-

الحظ.. يقف بالكالم شعر وقد لتصرفها مندهشا بدا

وهو يديها، من الخاتم أخذ أن لبث ما ثم بحلقه،مهددة: بنبرة يقول

اخترت.. من أنت منى يا حسنا-ورحل..

كانت التي الشديدة الرغبة رغم يومها تبك لممن منعها المتراكم عملها لكن لتبكي، لديها

اجل من البكاء على الوقت من المزيد تهدر أنحزنها تؤجل أن حاولت يستحقها، ال رجل

له يعد ولم تناسته بعدها لكنه المرافعة، بعد لماطريقها، تشق أن حاولت تم ومن لزوم، من

وتمنح.. بدون وتفكيرها وجهدها وقتها، حبالسامية.. ورسالتها غير، ال لعملها

سارع الذي العمارة، حارس على التحية ألقتويدخلها السيارة، مفاتيح منها ليأخذ

العمارة.. بسكان الخاص للمستودع الكنبة على يجلس بانتظارها، والدها كالعادة

ضوء خافضا الجلوس، بغرفة التي الصغيرة انساب بالخياط، الهادي لعبد يستمع وهو الغرفة

باب تغلق وهي الدافئ، الصوت ذلك إليها

وهو إليه ضمها جبينه، وتقبل إليه لتسرع الشقةبحنان: قائال الطبية نظارته يزيح

يومك؟ كان كيف صغيرتي، يا أهال-لتجيب: العالي، وحذاءها سترتها خلعت

.. رائع- اليوم كانت أنها، تعني الكلمة هذه أن يعلم كان

والذي الذئب، الجديد، المتهم مع جلسة فيسواه.. حديث البنته يعد لم

يقول: وهو ببطء نهضتستحمين.. ريثما حاال، الطعام لك سأجهز جيد-

نحو تسرع وهي والدها، خد على قبلة طبعتالحمام..

لها جلسة أول على واحد، أسبوع سوى يتبق لمأن غريمها يحاول والتي القضية، في

عابئ غير والذئب جلستين، أو جلسة في ينهيهاأن تحاول مرة كل في حوله، يجري بما

منجذبة نفسها تجد لكنها لقانونها، يخضع تجعلهفيه شيء كل وحركاته، حديثه، لطريقة

حبه طريقة حتى والغموض، بالقوة، يوحيلزوجته.

يتحدث والدها سمعت حينما شعرها تجفف كانتعن تساءلت غريب، رجالي صوت مع

عليه.. تتعرف لم لكنها صاحبه، لم هي أين؟ الصوت، هذا سمعت وأن سبق لقد

تتذكر. تعد

غرفتها، باب والدها طرق حتى األمر بها يطل لمانتظارها: في ضيف هناك أن ليخبرها

باسمه؟ يخبرك ألم-شوقي.. السيد زميلك إنه قال بلى-

زلزلتها، التي كالصاعقة االسم وقع عليها نزلوالدها جعل مما وجهها لون تغير وقد

ريبة: في يتساءلمنى؟ يا بخير أنت هل-

من تتصبب العرق قطرات وبعض شاردة بدتوشيكة. بحمى تنذر وكأنها جبينها،

الطالبة تعد لم جأشها، ربط تحاول وهي تنهدتقضية أول ليست وهذه األستاذ، يعد ولم

واألستاذ.. الطالب فيها يلتقي بدا وقد بالمرأة منظرها على سريعة نظرة ألقت

قد امرأة ببساطة يوحي المبلل، شعرهاكهذه.. شائكة قضية تخوض

قادمة.. أني أرجوك أخبره حسنا- لكل تحتاج كانت هل يتساءل وهو حاجبيه رفع

الكلمات؟ هذه تقول حتى الوقت هذاوراءه.. الباب وأغلق

ليشرب كافية كانت قصيرة، فترة بعد به لتلتحقحتى نحوه تتقدم رآها إن وما قهوته،

الذي األربعيني، الرجل بوقاحة يتأملها وهو نهضعلى اللوم سن تجاوز قد أنه يعتقد

تصرفاته.. جاء ثم اآلن به تشعر ما تخالف قوية يدا مدت

تخمن أن تستطيع ال محايدا، صوتهاتقول: وهي نبرته،

اليوم.. زيارتك لي شرف شوقي، سيد بك مرحبا-قائال: يعتذر وهو صافحها

مسبق.. موعد بدون جئتك ألني أوال آسف-قائلة: تجامله وهي بالجلوس إليه أشارت

!! ال- شئت.. متى زيارتي يمكنك عليك أوهلك شكرا-

أن قبل دهر أنه منى إلى خيل صمت رانواضح: بارتباك كالمه، يستطرد

منى- يستفهمان حاجبيها تاركة نحوه رأسها هزت-

كيف- ليتابع منه، الجديدة؟ قضيتك تسير هوالقضية!!( أجل من جئت إذن هكذا)

على يديها تمرر وهي بهذا لنفسها أسرتمجيبة: شعرها

يرام.. ما خير على تسير- يكتشف أن محاوال الواسعة، لعينيها مباشرة نظر

وهي كانت كما تماما عنه، تخفيه ما سحابة طريقه اعترضت المرة هذه لكن طالبة،خباياها.. اكتشاف من منعته الغموض، من

منى؟؟ يا اإلخفاء فن تعلمت أين ترى

بصوت ليقول يديها يمسك وهو بعمق تنهدرخيم:

الحقيقية قضاياك أولى هذه تنسي ال منى-جدا كبيرة قضية إنها وحدك، ستخوضينها والتي

تعرضي فلم مسبقا، تعلمين كما وستخسرينها؟.. مستقبلك للضياع

وكما- استهزاء فيها بنبرة تابع- أنه تعلمين مبطنالمحاميين أقل أمام وخسرت سبق قد

غسان.. أحمد السيد ابن قضية في خبرة تجيب وهي الفم بملء منى ضحكت المرة هذه

ببرود: من أمام خسرت طالبتك أن أستاذي يا تعلم أنت-

ليس خبرة المحاميين أقل انه عنه تقول اإللمام ينقصها أو الجيد، الدفاع إلى تفتقر ألنها

له أوكلت من ألن بل القانون، بفصول رجل القضية تلك في الناس بين الفصل مهمة

جيدا يعرف كان الجميع أن وأعتقد مرتشي، أحمد السيد أسكته قد القضية تلك قاضي أن

عن يتنازل جعله جدا، محترم بمبلغ غسانأراد..- احترامه لكنها شيئا يقول أن بسهولة

أعلم- وهي يديها من بإشارة أوقفته جيدا تتابع أنا لست لكن القانون بقلب سمي قد رجل انك

بها أومن وقضيتي األلقاب، تغرها منإنها.. آخر حتى عنها، وسأدافع القناعات لحظة

سيدي..

له درس طالب كم ترى يتساءل وهو لها، ابتسمجسد في تمرح التي الروح هذه نفس

له.. قلبها يغلف الذي اإليمان هذا نفس منىتمنى.. ابنته يحضن لم كما يحضنها أن ويحصنها

لكنه.. يقول: نفسه وجد يوماالقادم.. االثنين يوم إذن سنلتقي-

تجيب: وهي تصافحه يدا مدتألننا.. وجهز الزيارة، بهذه سعيدة- سنلتقي ملفك

وستكون.. بإذن كلمته.. منا لكل اللهيقول: أن قبل متفهما، رأسه هز

عن واعتذاري سالمي بلغي خير، على تصبحين-لوالدك.. الزيارة هذه

الباب.. حتى ورافقته؟؟.. هذه جاءتها أين من تعلم ال هي القوة

من.. تعلم إنها بل جاءتها.. أين جيدا*************

قوي، بنشاط تشعر وهي الصباح هذا استيقظتلتجهز للمطبخ ونزلت استحمت أنها لدرجة

أنها يبدو نائما، يزال ال كان الذي لوالدها الفطوراليوم.. بكرت

بمرح يتساءل وهو عليها اطل حينما بحب عانقتهوحب:

غينيس، كتاب في اليوم هذا نسجل أن علينا-عجباه!! وا الفطور تجهز منى

كثيرا تحدثا وقد الصباح، ذلك فطورهما تناوالتتطرق لم لكنها مختلفة، كثيرة أشياء عن

ذلك صافيا ذهنها بدا وقضيته، الذئب، لموضوعالصباح.

لتقبل تنهض وهي واحدة، جرعة عصيرها شربتوتقول: خده،

للغذاء.. تنتظرني ال الذهاب، علي تأخرت لقد- فهو ذلك رغم أنه لنفسه، يسر وهو ضحك وجبة تناول ينسى أن إلى ينتظرها، سيظل

الغذاءبدونها..

الصغيرة، سيارتها محرك وأدارت الراديو، شغلتبالمقعد المكتبية بحقيبتها ألقت بعدما

الخلفي..يوم. كل كعادتها القنيطرة لسجن وتوجهت

عينيه وفي النظرة، مريح هادئا، بدا المرة هذهالعاشق كبسمة فريدة، بسمة

هذا سبب عن نفسها، قرارة في تساءلتبالحديث بادرها لكنه المفاجئ التغيير،

أسئلة: من جعبتها في ما تخرج أن قبلالنهاية.. خط من اقتربنا لقد-

تجيب: وهي تنهدت ثم إياه موافقة رأسها هزتمفرغة.. حلقة في ندور زلنا ال لكننا- وتنبيهها اليومي، وتذمرها منى عن بعيدا ليشرد

المزيد، بسماع ترغب تزال ال بأنها له

تخفيف تستطيع حتى بالقضية يفيدها ما وفقطعليه.. الحكم

الحياة جدوى فما بالحياة، يرغب يعد لم هوبدونها..

بسبابتها، ذقنه ترفع وهي بهدوء منه اقتربتبحزم: قائلة رؤيتها له يتسنى حتىاألخير.. الفصل أريد الذئب أيها اليوم

الهدوء، ونفس دوما يكتسبه الذي البرود نفسالتي أنفاسه رماد سوى منه يصلها ال حيث

حيا.. يزال ال أنه لها توحي أعد لم وعنهم عنك حدثني الذئب، أيها اليوم

صبرا.. أطيقاألخير.. للفصل وصلنا لقد حال أية على-

سيدتي.. يا ولتسمعيهفقد.. أذان كلي- مواعيدي كل ألغيت صاغية

اليوم... معك ألكون

رفاق يا الجزء تمعشر الحادي الجزء

بعد أبدا، النوم صالح يستطع لم اليوم ذلك فيابراهيم العم بها اخبره التي الحقائق تلك كل وتورطها القانوني، غير ونشاطها الشركة، عن

القضايا.. من العديد فيمتورط؟؟ أيضا هو البشير عمي هل

ذلك طوال صالح بعقل ينخر السؤال هذا ظلخالد زيارة الصبر بفارغ منتظرا األسبوع،

له.. وبكر غدا أنه الزنزانة في رفيقه اعلمه أن إلى

الزيارات.. يوم أي األربعاء، ويحل النهار لينتهي قليلة، سويعات إال يتبق لم

لسمرا، اشتاق الصباح، ياتي وبعدها الليل،كهذه.. مدة حياته طوال نظره، عن تغب لم فهي من السابعة في كانت حينما يتذكر يزال ال

لم مدرستها، رفقة التخييم إلى وذهبت عمرها، إلى سافر الباكر الصباح وفي الليلة، تلك ينم

أصدقاء رفقة وخيم المخيم، كان حيث افراندائما.. وزيارتها رؤيتها من ليتمكن هناك، له حياته، في شيء كل بل وحسب األخت تكن لم

طوال أبدا، اللغوية ترجمته يصادف لم شيءشيء.. االعماق. من يتغلغل حياته

خالد، مع قادمة وهي لها رؤيته فور إليها سارعإحضار عناء نفسه يكلف مرة ككل الذي

بعض حتى بل صالح، مايحتاجه وكل األكل قفةبعض بها يرشي التي والمال الحشيش قطع

أال على ويحرصوا بصالح ليعتنوا الحراس،أحد.. يضايقه

على معلقة سمرا وعيني ليضمه إليه سارعإليه.. اشتاقت لقد أخوها، مالمح

تدمع أن يرفض رجل وكبرياء دموعها، ووسطيرفض أنه لها بدا وقد بقوة، عانقها عينيه

لكنها.. أن بين وهي جدا سعيدة كانت يتركهايغيرها لم التي جسمه رائحة تشم احضانه

أبدا.. السجن وهو إليهم، بكر تقدم حتى الحال، بهم يطل لم

خالد بعدها ويصافح الجميع على تحيته يلقي نفسه يكلف فلم سمرا أما صالح، ويعانق ببرود،

إليها.. النظر عناءأبدا.. لم لكنها مشاعرها.. يحرك يعد لم تهتم

حينما إال سذاجتها مدى نكتشف ال المشاعر بعضلنكتشف حياتنا، من بهدوء نطردها

وسرعان.. وانضج أعمق مشاعر لنا تبدو ما منهاتذرها حينما الرمال كحبات األولى تلك

الرياح.. تبعث حتى يديه على تشد وهي لخالد، ابتسمتابتسماتها لها ليرد الطمأنينة، روحه في صالح منها يطلب أن قبل بعينيه، يغمز وهو

الحديث له يتسنى حتى بالخارج، قليال االنتظار زوجها، وبين بينه بصرها نقلت وخالد، بكر مع

تفهم: في تجيب أن قبل تردد في.. وضمته- االعتناء منه تطلب وهي بقوة حسنا

بنفسه.. وخالد بكر من يقترب وهو بعمق صالح تنهد

حازم: بصوت ليقولاهرب.. ألن أحتاج-

كلماته يعيد أن قبل قوية، شهقة بكر شهقبذهول:

تهرب؟؟؟- وخالد بكر بين بصره ينقل وهو بحزم صالح أجاب

االستغراب: أبدا عليه يبد لم الذيهنا.. مقيد أني أشعر أجل-

يتساءل: وهو قليال خالد تنحنحباألمر؟ سيتكلف من ابراهيم السيد هل-

عليهم.. يعتمد رجاال له إن أجل- طرف من برجلين لقاءه يتذكر وهو خالد ابتسم

يبدوان كانا وقد زفافه ليلة ابراهيم، السيدويعتمد.. قويان فعال.. عليهما جدا

صالح سماع له يتسنى حتى منهما، بكر اقتربجيدا..

العملية؟ ستنفد متى-يجيب: وهو جهله داللة كتفيه صالح هز

يكون حينما– يقول ابراهيم العم أدري لست-مناسبا- الوقت

يطوي كان الذي خالد على نظرة بكر ألقىوقد صالح، لكالم وينصت صدره أمام ذراعيهقال: ثم كثيرا، راقته الفكرة وكان بدا

تهريبك؟ فعال يستطيع ابراهيم العم وهل-يقول: أن قبل إيجابا برأسه أومأ

أذته لقد قويا، رجال ابراهيم العم أصبح لقد-كثيرا.. الشركة

قالها- بالشركة تقصد من- خالد- بالضبط؟

من بالخجل يشعر كمن لألرض رأسه صالح أحنىالحزن: ملؤه بصوت يجيب أن قبل ذنب،

سجني، في يد لديه البشير العم أن واثق إنه-سجنه.. في يد لديه كما

بذيئة،ثم شتيمة يطلق وهو بيد يدا خالد ضرببعصبية: قال

أي فعل على قادر العجوز ذلك أن واثقا كنت-المال. أجل من شيء

اكتشفت لقد ماركو، للسيد اليمنى اليد أنه يبدو-وأن قانوني، غير نشاطا للشركة أن

مجرد اسبانيا، الصين، من تأتي التي الشحناتمصدرها يكون ال والتي وهمية شحنات

السيد يملك حيث الناظور، أو كتامة سوى غالباوالذي الكيف لزراعة كبيرة أراضي ماركو

تحليلها يتم مخدرة، مادة منه استخراج يتمالذي السري، المختبر طريق عن وتنقيتها

عالم عليه يشرف والذي بالمصنع، يتواجدمن وهو غابرييل، خوان الدكتور يدعى كيميائي

من جموعة مع المهمة، بهذه يتكلفوذلك.. طويلة. سنين منذ المختصين

بكر. المخدرة؟؟تساءل المواد توزيع يتم وكيف-أجاب: ثم تخاذل في كتفيه صالح هز

سنوات، عشر من أزيد ابراهيم العم عمل لقد-هناك، العمل طبيعة عن سؤاله كان وقد طريق عن فتح وحينما يوم، بعد يوما يتزايدعليها يشرف كان التي الصناديق أحد الخطأ

أنه اخبارنا ليتم السجن، مصيره ليلة،كان ذاتكانو حيث مالل بني إلى أهله ذهب وقد توفي

قبل. من يعيشون يدلنا خيط عن نبحث ولم خرافتهم صدقنا

الكتشافهم.. كنا الذي الراتب، ذلك هو باألصل يهمنا كان فما

يرزق حي أنه به ألفاجأ عليه، نحصلالسجن. أسوار داخل أنه هذا من واألغربفلم.. عيون اغرورقت أو عاش أن له يسبق بكر

يبحث كان الذي وهو هذا، مثل عن سمع لم آخر بعالم ليفاجأ خطيبته موت حقيقة عن

األفالم في إال اللهم النقاب، عنه يكشفالخيالية.. والروايات

السيد يكره كي آخر، سببا وجد فقد خالد أمامنه.. لالنتقام ويسعى البشير،

يمرح أن يستحق ال صالح إيذاء على يجرؤ فمنواحدة. دقيقة الحياة في

كتفيه على فربت خالد، أفكار قرأ صالح وكأنللتسول: أقرب بنبرة يقول وهو

خالد. يا تؤذه ال- شيء أي فعل عن أعجزته ما هي الوصاية هذه

له يقطع وجعله صالح، ترجاه حينما ألنور، هذه لكن سبب ألي ألنور، التعرض بعدم وعدا

صعب.. الوضع المرة جدا. صعب أهم أحد وهو خالد آذى لطالما اسم البشير إنه

البيضاء الدار يترك جعلته التي األسباب

لسال... ويأتيقائال: له وعد قطع على خالد يحث صالح عاد

وال.. القانون تترك أن عدني- تتهور.. يتصرف يربت وهو ليقف الزيارة، وقت النتهاء خالد انتبه

قائال: رفيقه كتف علىالعقل.. عين أراه ما إال أفعل لن تقلق ال-

بحلقه.. معلقة صالح اجابة ليترك وخرجبصمت.. بكر عانقه خرج. ثم بدوره

بسمرا، بكر عيون التقت السيارات موقف عندفي للسيارة، تدخل وهي ابعدتهما التي

الحراس، أحد مع يتحدث كان الذي خالد انتظاريسحب وهو رأته كما صالح، على ويوصيه

الذي.. ليمنحه جيبه، من المال بعض بدا للحارسجدا. به سعيدا

لسيارته بالصعود وهم انتهى حتى بكر انتظرهأال خالد فكر البداية في عليه، نادى حينما

أن ما، أحد فعلى رأيه عن عاد لكنه نداءه، يلبييستطيع احد ال انه الصرصور هذا يخبر

الذئب. مع العبث بدون طالبا يدها، يمسك وخالد بعمق تنهدت

رغم له ابتسمت قليال، تنتظره أن كلماتيتركها. وهو به شعرت الذي االنقباض

المركب؟؟ على بالمساء نلتقي أن يمكن هل-

ما سرعان خالد محيا على ساخرة ابتسامة طفترأسه يهز وهو الجدية، من بلمحة أخفاها

موافقا. دار عما تسأله أن تحاول وسمرا الطريق طوالكما كلماتها تبلع كانت لكنها بكر، وبين بينه يدور الذي ما خالد يعلم كان المر، الدواء نبلع

بهذا يناقشها أن يشأ لم لكنه بخلدهاالموضوع.

؟ العشاء ستتناول هل-توقف- موعد لدي ال- بالخروج هم حينما مهم،

يتابع- وهو جبهتها على صغيرة قبلة ليطبعالعودة. في قليال سأتاخر جميلتي يا النوم يمكنك

المحتملة العالقة أمر يهمه يعد لم لخالد بالنسبةالزوجة نعم اآلن فهي سمرا، مع كانت التي

تسعده أن جاهدة تحاول رجل، كل يتمناها التيظرف.... أي تحت عنها يتخلى لن هو

المركب، باقتحام لنفسه سمح قد بكر كانخالد، يحبه الذي الصحراوي الشاي براد وتجهيز يعلق لم لكنه األمر يعجبه لم خالد وصل حينما

بكر بادره حينما األمر نسي ما وسرعانمتمتما: بالحديث

أدرك الغبية، الليلة تلك عن لك أعتذر أن أحببت-جدا.... صبيانيا كان تصرفي أن

يمد وهو الحشيش قطعة كعادته خالد أحرقخالد لكن البداية في رفض الذي لبكر نصفها

قائال: أصروحدي... التدخين أكره-

أن لنفسه أسر ثم استخفافا رأسه بكر هز ما سيجارة،وسرعان اول من يأتي ال االدمان

وجد األخرى، تلوى حشيش بقطعة ينتشي نفسه

بينهما... تتزايد الشاي وكؤوس والذي البذيئة، خالد لنكات ينصت وهو بكر ضحك

جعله مما جعبته، في الكثير يحمل كانطيبا... رجال مختلفا، يبدو

هاتف رن حينما ليال عشر الحادية الساعة وصلتيجيب، وهو االرتباك عليه بدا وقد بكر،

مشغول اآلن أنه مفادها الكلمات ببعضلديه... مما يفرغ حينما الحقا وسيتصل

هو الوقت ذلك في يتساءل خالد جعل ما ربمامعتقدا الحشيش، من أحرقها التي الكمية تلك قال، لما جيدا استمع بكر لكن نفسه، يحدث أنه

بسؤال: يجيب وهو فضحك أيام بسمرا اتصال على كنت أني تعتقد هل-

عسلكما؟؟ شهر عينيه، تغشي تكاد وسحابة مطوال خالد إليه نظر

تثاقل: في ليجيبرجل.. يا لحظة كل في تقتلني كنت لقد-

وقد الحشيش، بفتات مشحونة سيجارة لفقال: ثم أخيرا، لفها يجيد أصبح

لكني ليلتك، وأخرب أقتلك أن فعال أتمنى كنت-ستضرر واألخير فباألول رأيي عن عدلتمنك.. عليها أخشى وكنت هذا من سمرا،

وبينها بيني كان فما أبدا، بها ألتصل اكن لم تأكدأبدا.. حبا ليصبح يكن لم إعجاب سوى

سعيدا، كان بكر لكن كالمه على خالد يعلق لممالمحه على ارتسمت التي الهدوء بلمحة

حزم: في يقول فتابع يدا ومد– رفيقي يا هذا كل من اكبر قضية لدينا-

هال:- وهو إياه مصافحا صفحة بدأنا يقولجديدة..

سرعان لكنه بكر، نية من البداية في خالد ارتابيجيب: وهو له، القوية يده مد ما

جديدة.. صفحة فلنبدأ أجل- كانت التي الجريدة صفحات إحدى بكر حمل

علق ثم يتصفحها، وبدأ األرض، على مرمية الثالثينات، في امرأة هناك أن يقول خبر على

حب قصة بعد سنوات، أربع منذ متزوجة لقطع وتقطعه زوجها تقتل سنين، سبع دامت

لها.. المتكررة خياناته من ملت بعدما وذلك الوزارات، بإحدى موظفة سيدة الزوجة كانت

على حاصلة هناك، جيدا منصبا وتحتل تبلغ طفلة لها الفرنسي، األدب في االجازة

سلوكها.. بحسن الجميع لها ويشهد السنتين،هكذا.. يوما نفسي اتصور أن أستطيع ال-

يتساءل: وهو إليه رأسه خالد رفع

ماذا؟؟ تتصور-يجيب: وهو ببطء الجردية طوى

قاتال.. أكون ان-شرود: في يجيب وهو خالد ابتسم

ال.. جانبه منا لكل- مجرما... يولد أحد المظلميرد: وهو كأسه من بكر ارتشف

أعتقد.. دما تحمل وهي تولد الناس بعض- ملوثامع تولد بفطرة أشبه شيء هو االجرام أن

مجرمين.. يكونوا أن إال يمكن ال الناس، بعضقائال: قطعه بكر ليقرر بينهما، طويل صمت ران

خالد؟؟ يا حياتك في تفعل ماذا- خشبية قطعة على الثقيل جسده خالد ألقى

بعينيه وسرح القديمة، المالبس ببعض فرشتبدا. ضوء متأمال السماء، عرض في لم كأنه البدر

اياه: سائال بكر فغامر يسمعه هي ما لكن الحشيش، في تتاجر انك أعلم-

عملك؟ طبيعة دخانها وتابع الهواء، في سيجارته خالد نفث

سخرية: في ليجيب األيمن، جنبه على انقلب ثم– مهندسا اعمل-

هل- وهو أتاجر أني تعلم مجنون؟ أنت يتابعطبيعته؟ عن تتساءل عمل أي فعن الحشيش في

يجيبه: وهو بكر ضحكجدا.. قوية القطعة هذه أن اعتقد-

ليعود النهوض يحاول وهو الرأي، خالد وافقهجديد... من ويجلس

سمرا... ستقلق للبيت، الذهاب علي-يقول: وهو عنه، قليال بعيدا ركنا بكر اختار

تصبح.. في احد ال هنا ها ليلتي سانام- انتظاريخير.. على

الكؤوس تغسل أن تنس ال أهله، من وأنت-الصباح.. في المكان وترتب والبراد،

غارقا كان فقد لبكر، خالد كالم من أي يصل لمأن استطاع فبصعوبة خالد أما النوم، في

للبيت.. الليلة تلك يصل

******************

أصبح الذي الكبير للبيت سمرا دخلت حينماروادها ، ليلى ابنته مع البشير العم يقطنه

البيت هذا رأت وأن سبق وكأنها غريب شعورزيارة يمكنها ال أنه جيدا تعلم لكنها سابقا

سوى يقطنها ال والتي الكبيرة البيوت هذه مثلالبشير العم على أخيرا الله أنعم لقد األغنياء،

منذ عليها يتنازع التي القضية تلك كسب وقدحقه في إخوانه مع سنوات عشر من أكثر المحكمة قررت المدة هذه كل بعد واآلن باالرث

لصالحه الحكم

بود لها تبتسم وهي األنيقة الخادمة استقبلتهابلباقة: تقول أن قبل

ليلى؟ السيدة صديقة سمرا السيدة أنت هل- بعينيها تدور وهي بدورها سمرا لها ابتسمت

تلك. المكان حول المغربية الدرابيز باعجاب التي الساللم على المفروشة والزرابي األصيلةالمعلقة اللوحات وتلك االعلوي للطابق تؤدي

جدا أنيقة لغرفة المؤدي الممر طول علىعلى كبير بسرير أصيل تركي، بأثاث مفروشة

قبعت اللون، وردي بغطاء فرش الباب يمينماحولها التعي تكاد اللون شاحبة فتاة داخله

لها بدت حينما فزع شهقة سمرا شهقت قد الموت وكأن ذابلتين بعينين ليلى صديقتها

زارها اقتربت ليأخذها سيأتي قريبا أنه ليعلمها فقط

بريبة وجهها تتحسس وهي منها لم بعدما عينيها، أمام بيديها لوحت أن مالبثت ثم

رأسها رفعت ساكنا، صديقتها تحركتتساءل: وهي للخادمة

تتحرك؟ هل-بحزن: تجيب، وهي إليها سريعة نظرة ألقت

أحد، مع تتحدث ال لكنها تستلقي قليلة أحيانا-صدمة من تعاني انها قالو األطباء أن رغم

حولها، يجري ما كل تسمع أنها كما ، فقط قويةالحياة.... عن زاهدة لكنها

أن مالبثت ثم تفهم في رأسها سمرا هزت وهي األشقر، رفيقتها شعر على مسحت

تتساءلبمرارة:

الذي ما أخبريني غالية؟؟ يا لك جرى الذي ما-بك؟؟ حل

ليلى لتبادلها رفيقتها على ساخنا دمعا وذرفتبالدنيا... الحي الميت بصمت دموعها

على أخذت سمرا لكن بكلمة، ليلى تنبس لمما لرفيقتها السرد مهمة الظهيرة، تلك عاتقها

من الزواج من اجبرت كيف لها حكت بهم، حلوكيف البدئ في تعامله كانت وكيف خالد، لها بثت معه، وسعادتها له، بحبها االمر انتهى

يهدد ما هو ذلك وأن عمله، من مخاوفهامعه.. لها تطمح التي والساعادة بخالد، زواجها السجن، مع يتأقلم بدا وكيف صالح عن أخبرتها

زارته كلما صوتها تلمح تكاد أنها اخبرتها عنها، السؤال يخشى أصبح وأنه عينيه، تفرش

ال..- ذات يسمع ال لكي فقط نعلم الجوابأخبرتها- امرها من أن عيونه أبت كيف شيئا

عن أخبروه حينما أمامهم الدمع تذرفيشتاقها.. وأنه رحيلها،

سؤال وألف بصمت، لرفيقتها تستمع ليلى كانتتلك تستطع لم الذي برأسها، يدور وحديث

ايقافه.. من األدويةبصديقتها: تصرخ أن ودت

فانا.. كفكفي- كفكفي.. ال ما أعلم دمعك تعلمينفالقضية.. يا دمعك تتصورين.. مما أكبر أختاه

األمر حقيقة فكتمت تتحدث، أن تستطع لم لكنهاتلفظها.. أن تستطع لم التي اآله مع

لتتركها سمرا، غادرتها العصر بعد الخامسة وعندوحدها.. والخوف الوحدة، ألم تجرع

ليلة.. كل يخنقها يكاد شبحا تصارع عصيبة أوقات تأتيها مرضت، أن منذ وكعادتهاكل تكسر مس، به من كما وتصبح فتصرخ

فتحقنها الممرضة، إليها لتسرع حولها، يأتي مااالرتخاء، على يساعدها بمهدئ،

والسكون..

عملية أنهى الذي خالد يجلس كان حيث بالمقهىتوصيل اقتضت والتي الفجر هذا أخيرة،

زرعه يتم والذي ، الهنديـ القنب من شحنةحيث ألوروبا، بتهريبه خالد ويتكلف بكتامة،

هذا عملية كانت وقد كثيرا، عليه االقبال يوجدبهدوء مرت أنها إذ ما نوعا جيدة تعد الفجر

أو الملكي، الدرك طرف من المتاعب إثارة دونالحناش..

الجريدة؟؟ قرأت هل-يجيب: وهو بعنف خالد زفر

محبي من لست أني أخبرك أن علي مرة كم-المتكررة.. لألخبار القراءةاسمع.. إذن-

السطور.. يلتهم يكاد وهو الخبر يقرأ بكر وبدأ حيزا أخذ وقد الثالثة الصفحة في الخبر كان

وأخبار فلسطين باخبار مقارنة صغيرا، بكر لكن والمهرجانات، الفنانين وكذا المباريات،

اهتمامه.. يثير ما فيه وجدمتى؟؟ إلى فقط متى؟؟ إلى

الصحفية به عنونت الذي العنوان هو هذا كانتقول.. كتبت حيث موضوعها

والعار( الذل سوى لنا تجلب لم النبتة هذه- المزارعين أحد لسان على الكلمة هذه جاءت

الكيف، برزراعة يعملون الذين كتامة بإقليم والتي بالمنطقة، المتوفر الوحيد المحصول وهو

– عليك المحظور منأن- كمواطن،كصحفي،كرجل قدمك تطأها أمن

وقد.. مشاكل او متاعب دون ذلك واجهت تذكرشخصيا..

في ومشتقاته الكيف أسعار تسجيل تم حيثيتحدث إذ ملحوظا، ارتفاعا كتامة منطقة الغاية لعبد األسبوعي، السوق في منتجون

- السواحل على– إلى كيلومترا 60 بعد أيكاون يوجد حيث تاونات، مدينة من الغربي الشمال

إلى قدموا عمال سواعد لعرض خاص حيز لتحويل سرية محالت في لإلشتغال المنطقةالكيلوغرام سعر أن الهندي، القنب محصول

- من الواحد ذات- الغبرة القصوى الجودة مسحوقعشرة أي درهم، أالف 10 إلى يصل

يكن لم الذي الوقت الواحد،في للغرام دراهمالسنة نفسها وبالكمية نفسه الصنف فيه يتعدى

درهم. أالف 8 الماضية الكيف مشتقات أن ذاتها المصادر وكشفتشتنبر شهر بداية ارتفاعا أسعارها شهدت ذلك وأن الماضية، بالسنوات مقارنة الماضي

جودتها تراتبية حسب األصناف مختلف شمل الكيلو ارتفع فيما الرديئة، إلى الممتازة من

- من الواحد غرام إلى– درهم. ألف 12 الشيراالدولة؟؟ منها أين الهائلة، األرقام هذه

من أنجزت دراسة هناك أن إلى االشارة وتجدرمن عينة همت الصحة وزارة لدن نسبة أن فوق، ما إلى سنة 15 من المواطنين

ونسبة ،%4 ب تقدر للكحول التعاطيالمائة. في 6,1اإلدمان

%5 التعاطي نسبة عرفت المخدرات، وبخصوصويبقى المائة، في 9,2اإلدمان ونسبة

. 11 هو لالستهالك األول السن وخلصت سنةوالقنب التبغ تعاطي حول التحقيق نتائج بين ما التالميذ أوساط في والمخدرات الهندي

سنة زعير زمور سال بمنطقة سنة 17و 15 على فيدل شيء على دل إن وهذا السنة، لهذهمن التخلص عن نسمعها التي الشعارات أن في نفخ مجرد لهي بالمغرب، المخدرات آفة

الهواء..

800 يقارب ما أن رسمية إحصائيات أظهرت وقدزراعة على يعيشون مغربي آالف

أسرة 600و ألفا 96 أفراد وهم المخدرات،سنويا المخدرات تجارة وتدر الريف، بمناطق

ونصف مليارات 3 وتذهب ، درهم مليار 154حين في المزارعين، جيوب إلى المليار

المخدرات، بارونات جيوب إلى الباقي يذهبالتجارة لهذه خزان أكبر شفشاون إقليم ويعتبر

المحرمة. حول أمريكي تقرير أوضح أخرى، جهة ومن

لتصدير تقليدية موانئ 3 ثمة أن المخدرات احمد وبن الو واد وهي بالمغرب، مخدرالكيف

المتوسطي، الساحل إلى باإلضافة ومارتيل، على المخدرات من طنين من أزيد حجز تم وقد

2007. خالل الزوارق تلك متن نعلم كمواطنين فنحن علينا، بغريب ليس هذا

كانت الضخمة األرقام هذه مثل ان جيدا،لكن.. المناطق على حصرا تفوق ان الشماليةما كأقصى كانت والتي الصغيرة، سال مدينة أو األبيض، بالسالح للغرباء التعرض هو نسمعهيصبح المراهقين، بعض من الشغب إثارة

المخدرات.. العالم في ورنة شنة األن لها تلقى ضحية ألف من أكثر عن االستعالم تم حيث

المديينة، ارجاء من مختلف في حتفها، وكذا والعمري الطبقي، االختالف وأيضا

الثقافي..

متى؟؟ إلى فقط متى؟؟ فإلىمجتهدة.. صحفية تبدو-

،... لها ليس لكن كلمتها، لديها أجل- مساحةهذه عنها تحدثت التي األرقام إن اسمع هناك أن على يدل وهذا هائلة، تبدو الصحفية

تبلغ التي الطفلة عن سمعت هل ما، خلال قتل على أقدمت عمرها، من عشر الخامسة؟؟.. علبة اجل من التوأم أخيها عصير

مستغربا: يقول وهو أمامه يديه خالد عقدتقصد.. ذا ما عصير؟؟ علبة اجل من-

من مارا كنت حينما أمس ليلة سمعتها لقد-الذي الحي إلى يؤدي الذي الجانبي الطريق وجدت هناك الله، رحمها عفاف به تقطنتلطم امرأة حول يلتفون الناس من مجموعة

عن سألت وحينما وتبكي، تصرخ، وهي وجههاالطفلة، لتلك أم أنه أخبروني الموضوع

الذي ما مستوعبة غير بصمت تبكي كانت والتيبأخيها.. فعلته

من كل يبلع البحر، كما أصبح المخدرات عالم-معه.. يعبث

خالد: بوجه صارخا مفاجئ بشكل بكر انفجر تاجرا ألست منهم؟ واحدا أيضا، أنت لست أو-

اوالدنا؟؟ يوم كل تقتل التي السموم هذه فيأيها.. لك سحقا

بوجهه: يصرخ وهو خالد، لكمة أوقفته

فأن يخصك، وال يعنيك، ال أنا به أقوم ما اسمع-يتم بل المغرب، إلى السموم ادخل الليس.. االتحاد إلى تهريبها فيما دخل لي األوربي

يحصل.. ثم بكمه، السفلى شفته من الدم بعض بكر مسح

في ليتمتم حوله، يلتف وهو واقفا، هب

خجول: صوتنفسي.. على السيطرة فقدت آسف- نظرة، بنصف ينظر وهو قميصه، من خالد عدل

قال: أن لبث ما ثم لبكر حانقةوأشار- أيضا آسف عليك، ال حسنا- بأصبعه بشأن

السفلى- شفته إلىمباالة: ال في يجيب وهو بكر ليبتسم

حال.. أي على أستحقها كنت عليك ال- طلب بعدما جديد، من الجريدة يتصفح خالد عاد

ثم نعناع بدون الشاي، براد تجهيز سعد مننفسه: مع يتحدث وكأنه قال

ما.. هذه على اخشى- اسمها؟؟ الفتاةالصالحي. رباب-

به جاء بما النظر يمعن وهو متفهما، رأسه هزرباب... قلم

عشر الثاني الجزء

الشارع، بداية من الطجين رائحة شممت أممم-الرائحة هذه صاحبة هي اميرتي أن فعرفت

صغيرة قبالت ليطبع برقة أناملها وأمسك-ال- وهو عليها، منك.. الله حرمني يتابع

لتجيب: غنج، في تبتسم وهي حاجبيها رفعتمنك.. حرمني وال-

تصنع: في يتذمر وهو بيديه بطنه مسحوهذه.. أشعر- لعابي.. تسيل الرائحة بالجوع

الحب، مشاعر كل نفسه في لتثير سمرا ضحكتتجيب: وهي لها، يحملها التي

جاهزا.. الغذاء وسيكون سريعا، حماما خذ حسنا- بكأس وأتبعها الدسمة الغذاء، وجبة خالد تناول

على استلقى ثم يحب، مما صحراوي شايالمطبخ.. رتبت بعدما سمرا به لتلحق األريكة مستيقظا، كان إن ما لتتأكد بهدوء منه اقتربت

أدراجها تعود أن حاولت نائما وجدته وحينماليقول: برفق، يديها من أمسكها لكنه

يفضحك.. عطرك- لها ترك بعدما بجانبه، تجلس وهي ابتسمت

به.. ملتصقة لتكون تكفيها مساحة تركيب تحاول وهي كتفيه، على رأسها أراحت

أخيرا: لتقول بعمق تنهدت بعقلها، الكلماتخالد؟-

عينيها فأخفضت مبتسما عليها برأسه أطلمتابعة:

عادت- هذا طوال ليلى أزور كنت لقد- األسبوع،فتابعت- باهتمام لها ينصت لتجده إليه تنظر

صامتة تزال ال لكنها قليال، تتحسن بدأت لقدرغبة لها وكأن شعرت أمس أدري لست

أو.. على تقو ال لكنها معي بالتحدث انها ذلكشيء.. من خائفة

اهتمام: في خالد قاطعهاتقصدينه؟؟ الذي ما-

كتفيه: على رأسها ترفع وهي شفتيها لوتفأنت.. عليها أثر اخي سجن أن أعتقد- ال كثيرا

أن تتخيل تكن لم تحبه، كانت كيف تدركبدونه.. واحدة لحظة تعيش

يقول: وهو شعرها على مسح مرة ليلى تزوري أال تعديني أن عليك سمرا-

أخرى..قائلة: تستنكر وهي ذهوال بعينيها جحظت

جننت؟؟ هل ماذا- ليقول الشيطان من استعاذ ثم عصبية في تأفف

بتوسل: عليك أخشى فأنا تزوريها، أال حبيبتي عديني-

بظروف... تمر هيعينيها: من فرت دمعة تمسح وهي قاطعته

فهل صعبة بظروف تمر بنفسك، قلتها أنت ها-اآلن... عليها أتخلى أن المنصف من

منها، يطلبه بما تقتنع لن سمرا أن يعلم كانينتهي قد ربما نقاش النهاء وكمحاولة لذلك

بحزم: قال معها، اآلن عليه غنى في هو بشجار أن لزوجتي أريد ال وأنا األمر انتهى لقد اسمعي-

فيه... أرغب ال مكان إلى تذهب لطلبه، االمتثال سوى أمامها سمرا تجد لم

فباألول بالها، عن ليلى زيارة فكرة وإبعادتطيعه.. أن وعليها زوجها، خالد واألخير

عن سوى حديث من هناك يكن لم األيام تلك فيمؤخرا ظهرت التي الشابة الصحفية، تلك لها أصبح حيث المدينة، أرجاء في الجدل لتثير

وقد المغربية، األحداث بجريدة خاصا ركنا كيف عرفت واسعة مساحة هذا لها شكل

من الكثيرين على هجومها بشن تستغلها، لها يقرأ أن خالد قرر الصباح وهذا المسئولين،التي العصائر عن فيه تحدثت خبرا،

شركة تزعم والتي ثمنها، بنصف تباع أصبحتماركو السيد يمتلكها التي ماروك أورانج

من العديد له اسباني، أعمال رجل وهو أغيراسبينها من بالمغرب، والشركات المصانع

عصائر بإنتاج المتخصصة ماروك أورانج شركتهالطازج.. البرتقال

على حصرا كانت التي عصائرها أصبحت والتيهب من كل بمتناول فقط، الراقية الطبقة

يتبق لم بعدما الثمن، بنصف ليشتريها ودب،الشهر، سوى صالحيتها مدة انتهاء على

من تعاني ماروك أورانج شركة أصبحت هلعلى نعرفه الذي االقبال رغم فجأة، الكساد

عصائر علب دون يومه يمر منا فمن عصائرهاقد الشديدة المنافسة أن أم ماروك؟؟ اورانج

بانتاجها؟؟ شرخا أحدثت يكمل لم لكنه كعادتها، وغنيا طويال المقال كان

لم لكنه االسم هذا انتباهه أثار فقد القراءة،بالضبط؟؟؟؟ سمعه أين يتذكر يعد

عن تأخر فبكر لساعته، ينظر وهو جريدته طوىاالنتظار هو يكره ما وأشد كثيرا، موعده

بكر، سيارة توقفت حينما ذهوال عينيه فتحخالد فتساءل جميلة تبدو معه فتاة منها ونزلت

السرعة؟؟ بهذه الثاني نصفه بكر وجد قد إن ما فغمزه يقتربان، وهما وجهه على التسلية بدت

العنان تطلق وال الفهم، تسئ ال بمعنى بكرجلسته.. يعدل وهو ضحكته خالد فكتم لخيالك، فيه، مبالغ بأدب خالد فردها التحية ألقيا

للجلوس: ليدعوهمامعه: التي الشابة عن معرفا بالحديث بكر بدأ

بجريدة صحفية الصالحي، رباب اآلنسة لك أقدم-المغربية األحداث

لمحة ذات كانت يتفحصها، وهو بثقة إليها يده مدتلبسها التي الحلي بتلك أمازيغية

رغم أغادير، ألقاليم تنحدر والتي بمعصمهاالبيضاء البشرة وتلك العصري، لباسها

الغامق، البني وشعرها السواد، الشديدة والعيونجعلته وقد لخصرها، يصل الذي الرطب

الحصان.. ذيل شكل على اللهجة بتلك الحديث بدئها فور شكوكه من تأكد

امتزجت والتي الواضحة األمازيغية،حاول. بالدارجة بها همه فما تخيالته طرد المحليةلما اخيرا وانتبه ال أو أمازيغية كانت إن

تقوله: كانت الشكوك بعض لكم أن بكر السيد اخبرني وقد-....

ذاتها.. الشركة حول على ارتسمت التي االستفهامية العالمات تلك

لم أنه جيدا، يعلم بكر من جعلت خالد، وجه بعيد عالم في كان ربما وأنه معهم، حاضرا يكن

دون جديد من األمر يفسر أن فحاول عنهم،يحرجه: أن

فباألول معنا، للتعاون مستعدة رباب اآلنسة إن-أخبرتها وقد واحد، هدف لنا نحن واألخير

صالح، فيه يشتغل كان الذي بالمصنع نشك أننالسنا نحن ابراهيم، السيد عنه أخبرنا والذي من سنبدأ حال أي على لكننا صدقه، من متأكدين

هناك.. لرباب الالزم من أكثر حكى قد بكر أن خالد فكر

األمر، على يعلق ال أن ارتأى لكنه هذه، معهم، وجودها من متضايق أنه تعتقد ال حتى

بتأن: قال بعدها ثم تفهم في رأسه بهز فاكتفىخيرا.. فليكن حسنا-

الذئب بموافقة رباب، لتقنع تكن لم كهذه إجابةتعلق.. لم لكنها معهم وجودها على

الماضي األسبوع بإحصاء قامت أنها أخبرتهمالمملكة شهدتها التي الغريبة الوفيات، حول

النائية، المناطق في وخصوصا، مؤخرا،بسال القايد، كسهب الصفيح ودور والفقيرة،

منها والعديد البيضاء، بالدار مومن سيدي وحيبجرعات المتوفيين عدد أن وجدت وقد

سؤال أمام يضعنا مما% 5 بمعدل ارتفع قد زائدةالطارئ؟؟ مالتغيير مهم،

قال: ثم صدره على ذراعيه خالد عقد الحشيش من جديدة نوعية هناك أن سمعت-

جودة ذات وهي أفغانستان، من تأتي التيعالية..

متسائلة: رباب قاطعته ألماكن تصل ال الجيدة النوعية أن تعتقد أال-

السهولة؟؟ بهذه كهذهقائال: بكر فتدخل إياها موافقا برأسه أومأ

كان إذا ما وسنعرف صالح لزيارة سنذهب غدا-الجديد.. يحمل

جعلهم صالح، لهم يحمله كان الذي والجديدإليه: ينصتون وهم دهشة، أفواههم يفتحون

انتباهي أثار رباب اآلنسة مقال قرأت حينما-...أغيراس" ماركو" السيد السم ادراجها

بفواتير مرة ذات قرأته الذي االسم نفس إنهأنه ويبدو البشير، العم بمكتب صدفة وجدتها

طرفه.. من عليها التوقيع تم قد

أن أخبرني وقد ابراهيم، السيد ألسأل فذهبتهي" أورانج" العصائر شركة أهم من ماروك

أغيراس" ماركو" السيد يمتلكها التي الشركاتشخص من يجعل الذي ما األمر في الغريب

مصنعا يملك الوقت نفس وفي بالعصائر، مهتمالرخيصة؟؟ البضائع لنقل فقير بحي صغيرا،

قالها.." مربط يكمن هنا- بحماس" بكر الفرس هي هذه وكانت لنا، الفرس مربط هذا كان أجل

لشهور وراءها نجري كنا التي الحقيقة حلمنا اقتراب ومع إليها، نصل أن دون عدة،

جميعا، إليها نصبوا كنا التي العدالة لتحقيق مالمحه اقتربت الذي الشبح هذا من خوفنا زاد

بالخوف أشعر بدأت قد وكنت الظهور، من شيئا أن أشعر كنت النقصان، إال الكمال فمابعدآخر شخصا ألصبح ليغيرني، سيحصل ما

كان ما شيء يوما، اكونه أن في ألرغب أكن لمجيدا علمي رغم بأذى ستصاب أنها يخبرني

أن من آمنة، وجعلتها العناية بكل أحطتها أنيتصيبها... لن الشبح مخالب

الذي بالوعد أف لم حساباتي أخطأت لكنيأبدا المناسب الشخص أكن لم بحمايتها، قطعته

له وعدا أقطع أن علي يكن لم عليها، ألحافظفي السبب كنت رمق، آخر حتى بحمايتها

أشعر لم روحها أريح أن البد كان وقد موتهالم جميعا، عليهم النار أطلقت من أنا بأني

األوان. فات حينما إال ذلك أعرف أن يستحقون كانوا فقد موتهم على نادما لست

لم التي العدالة يقيم ما أحد على كان يموتواالقانون. إياها يمنحني

عليها يسرد وهو بصمت تسمعه منى كانتبروحه يعود كان وكأنه األخير، الجزء تفاصيل

تلك معها يعيش أن أحب لقد أجل هناك إلىأن يتعمد كان الصغيرة، تفاصيلها بكل الفصول

أن يخاف كان ربما الصور، تلك كل لها ينقلعلى كان أخرى، بطريقة تؤول أو قصته تنسى

جسده، من تقاطر نزف بكل يشعر أن أحدهمالمتفرجة هي تكون ألن القدر اختارها وقد

حكاية لتفاصيل الوحيدة والقارئة الوحيدة،األلسن، كل ولعقتها العقول،، كل تداولتها

األيادي.. كل عليها وحكمت بدون القصة يعرف أن أحدهم على كان

رتوشات...

زاره الذي بالرجل ابراهيم السيد التقى بعدماعنه، بالبحث رجاله احد كلف والذي اليوم

اآلن الممكن من أصبح مطلبه، على وافق وبعدمابالمستجدات... صالح يخبر أن وبصورة السجن خارج كثيرا صالح سيحتاجالحل هذا سوى أمامه يجد لم لذلك قانونية،

فقد بعضهم، ضمائر من أرخص شيء ال وألنمحترم مبلغ أورو، ألف بثالت مطلبه وجد

يعمل الذي الوزاني الحق عبد السيد وجده قدال والذي بالرباط، اإلقامات إلحدى كحارس التكاد دوالر، مئتي سوى عمله على يتقاضىابنته ومدرسة للمواصالت، حتى تكفيه

يسد حال عمرها، من التاسعة تبلغ التي الوحيدةفي سنين قضاء فجيعة وينسيه الفقر، ثغرة

أخر... شخص من بدال السجن، الشرطة، مركز إلى الغد صباح يتقدم أن قرر

هو أنه وإخبارهم يرتكبه، لم بذنب واالعتراف" وعقاقير المخدرات، تلك دس من القرقوبي"

قد كان بعدما صالح، بغرفة وجدوها التي عنيف، شجار السابقة الليلة في بينهم نشبلينفذ منه، باالنتقام المتهم فيه هدد قد وكان حفلة بذلك مستغال تليها التي الليلة في تهديده

زفافه. وغيرها التفاصيل هذه يسرد ابراهيم السيد كان

وحينما دهشة في يستمع كان الذي لصالحكبير: استغراب في تساءل انتهى

واالنتقام هنا من للخروج نفوذك تستغل لم لم-بالسجن؟؟ زجوك ممن

يقول وهو األبيض رأسه ابراهيم السيد مسح: صوته نبرة على طفت ببساطة

مطمئن ماركو والسيد تامة، بحرية أتصرف هنا-لكن أمري، نسي قد كان ولربما جهتي من

الشك، قلبه في فسأزرع هروبي، بأمر علم إنخطر... في حياتي تصبح قد ولربما

فسارع صالح، مالمح على متشككة نظرة ظهرتإياه: مطمئنا ابراهيم السيد

لن.. كل لك سأوفر تقلق ال- ألي أسمح الحمايةيصيبك.. قد مكروه

مالمح في التمعن يعيد وهو صالح، له ابتسمبسنتين يتبرع أن قرر الذي الثالثني، الرجل

مشرقا، مستقبال يعيش أن بمقابل عمره، منبالسجن تقضيها واحدة ليلة أن اليعلم هو

فيها... وما الدنيا كنوز تعادل ظلما، كذلك جعلها ما أو بسيطة جد االجراءات كانت

مركز في سواء ابراهيم السيد نفوذ هي تراه لم بما شهدت التي الشهود أو الشرطة،

ذلك من أسبوع بعد خالد براءة لتعلن عيونها،حرا.... رجال أخيرا ويصبح

رئتيه مأل وأن له يسبق لم وكأنه بعمق تنفسحرا.. االنسان يكون أن أجمل ما بالهواء،

المأكوالت، بأشهى تعده وسمرا الطريق طوالالذي الجديد، الحبيب من غيرته يدعي وخالد

زوجته.. على استحوذ من الشيء بعض أراحه وقد رائعا، الحمام كان

حيث هناك، قضاها التي الشهور تلك تعبعليه.. جديد عالم

بمناسبة خصيصا سمرا أعدته الذي الغذاء تناولبكؤوس وأتبعه السجن، من خروجه،

األيام عن لخالد الطريفة األحاديث وبعض الشاياخفيا لكنهما بسمرا، لزواجه األولى

لن صالح أن يعلمان ألنهما لها، ضربه أمر وبشدةاألسباب.. كانت مهما لخالد يفوتها

تنتهي. قد عالقتهما أن واألكيد يديه، من الشاي كأس يضع وهو صالح نهض

سمرا: لتتساءلأخي؟؟ يا ستذهب أين-

افتقته الذي بحنانه يجيب وهو شعرها على مسحكثيرا:

وسأعود.. صغير مشوار لدي- وجه تلتهم تكاد وعينيها ريبة، في ابتسمت

له.. واشتياقا حبا اخيها، عن يعلن بدأ فالبرد سترة وارتدى جبينها قبل

.. وخرج.. قدومه كتفيه ليضرب سريعة بخطوات به خالد لحق

قائال: بخفة،للذهاب.. الوقت حان قد أنه اعتقد-

كيف معها لقائه في يفكر وهو برأسه صالح أومألم معرفة هو فيه يرغب ما سيكون،

بال عينيها يرى أن هو فيه يرغب ما لحبه؟ تنكرتحبه..

كتبه الذي العنوان إلى وتوجه خالد سيارة أخذالثالت تساؤالت كل معه يحمل وهو له،

لياليها، وسهر تعبها، كل الماضية، شهورلها.. واشتياقه

األنيق، الحديدي الباب مدخل عند أنفاسه توقفتضرب. يلف الذي الهدوء وذلك المكان

وهي الخادمة إليه خرجت أن إلى وانتظر الجرسذلك ذكره األسود، فورم اليوني تلبس نفسه، عن سألته القديمة، العربية باألفالم

: بهدوء فأجابهاالهاشمي.. ليلى السيدة زوج الهاشمي، صالح-

المجال له تفسح وهي ذهوال عينيها فتحتالخارجي الباب بين طويال الممر كان ليدخل،

لصوفيا سمح أنه لدرجة طويال الداخلي، والبابسجنه سبب الذي الرجل بتفحص الخادمة

الجميلة.. لسيدتها الفظيعة النفسية األزمة تلك حيث العلوي، الطابق إلى دخولهما فور قادتهالبشير، السيد تواجد عدم مستغلة ليلى غرفة ابنته، بتحسن رغبته بعدم تشعر كانت فقد

السيد حضور أن متأكدة لكنها تجهلها، ألسبابليلى.. حالة من الكثير سيغير اآلن صالح ابتسامة له تبتسم وهي بالدخول، له أشارتغابت حتى انتظرها للوراء، متراجعة تشجيع،

ليراها.. فتح ثم نظره، عن بذات تجلس البابفي شاردة كبير، خشبي كرسي على الهدوء

تتأمل.. من ما نقطة القاتمة السماء زرقة الفضاءلطالما.. فصل والدة عن تعلن التي جديد

بلونه.. قلبها في زرع الذي الرمادي الحزنالحياة.. على ينعكس

وجهها تدر لم أمامها، مكانا وأخذ منها اقتربالقريبة النافذة إلى ملتفتة كانت فقد إليه،

في تتعبد كراهبة حواسها، خاشعة منهالكنه.. فجأة، تجمدت التي مالمحها الحظ الكنيسة

ثم أحس دمعة وتولد وتصغر لتصغر انكمشت

قلبه.. تقطع بحرقتها األولى المطر زخات والدة مع دموعها تزامنتالحديقة تلك تراب فعانقت الطبيعة، على رائحة لتتخللهما نافذتها، أسفل كانت التي

التراب.. مع الصادقة اللحظة تلك يفسد أن يشأ لم

فشيئا شيئا تزيد ليلى دموع و الذات، مصالحة معها، ضمنيا اتفاقا عقد قد المطر ذلك وكأن

تلك راقصته هي إن مغرية بهدية فوعدهاالظهيرة..

وهو الخضراء، عينيها أمام ليركع هدأت، أخيرايجيب جعلته حالتها بصمت، دمعها يكفكف

وهو عقله، تغادر تكن لم التي األسئلة كل علىتشع كانت لطالما التي المالمح تلك يتأمل

أمامه. اآلن منطفئة بالحياة، جعلتك الذي العذاب ذلك لكل آسف أنا سمرا-

بريئ أني حبيبتي يا لك أقسم تعيشينه،لكنإنها.... دبرت دنيئة خطة وأنها مكيدة.... لي

المطر يغسل كما وجهها تغسل ليلى دموع عادتوكأنها ترتعشان وشفتيها نوافذها، أبواب

جسمها أخذ الشمالي، القطب إلى فجأة نقلتاألرض تقع وهي غريب نحو على يرجف

شعر... مغشى ينادي وهو فظيع بهلع صالح عليهاوهي إليه أسرعت التي الخادمة على

حالتها... تسوء أن قبل الغرفة من للخروج تدعوه مع ومشاعره قلبه يترك وهو ابتعد غائب بعقل

تعرف لم الوعي، عن غائبة كانت التي ليلى باالتصال سارعت لذلك تفعله الذي ما صوفيا

عشر خالل بقدومه أخبرها الذي بالطبيب، ويجيئ يروح صالح خاللها كان أكثر، ال دقائق

السفلي، الطابق ببهو طائشة بخطوات معرفة في تساعده قد أخبار أي ينتظر كان حيث

فوجئ أن إلى لليلى، حصل الذي ما يتكلف كان الذي المعالج، الطبيب بحضوررؤيته فور الرجل ارتبك بالمصنع، بعالجهم

سريعة، بخطوات تجاوزه ما سرعان لكنه لصالحليلى لغرفة المؤدية الساللم يصعد وهوجيدا,,, الطريق يعرف أنه عليه بدا وقد

الخادمة، بصحبة ينزل أن قبل قصيرة فترة غابيعترض كان الذي صالح أمام ويتوقف

الرجل شفاه ارتعشت الساللم، نهاية عند طريقهيقول: وهو باهثة، ابتسامة وأنجبت

علمت صالح، أستاذ يا سالمتك على لله الحمد-السجن,,, من خرجت أنك

نظرات يطيل وهو صدره على يديه صالح عقديقول أن قبل عثمان السيد إلى متشككة

بسخرية: دون وتابع- هنا؟ بسرعة تنتشر األخبار أن يبدو-

ما- ينتظر أن ليلى؟؟ بها رده التي العرق قطرات من بعضا عثمان مسح

قائال: يتمتم وهو جبينه على تساقطت لبعض وتحتاج جدا، متعبة أعصابها بخير إنها-

الراحة,,,يقول: وهو الدرج، نحو متجها صالح تجاوزه

البيت... إلى معي زوجتي سآخذ إذن حسنا- مبالغ بلطف قائال ليوقفه الطبيب نحوه سارع

فيه: لكن بزوجتك الكبير اهتمامك أقدر صالح سيد-

إلى اآلن أخذها يمكنك ال أنه تعرف أن عليك إلى وستنام اآلن مهدئا أعطيتها فقد مكان أي

الصباح,, قاله فيما التفكير يعيد وهو صالح ايه التفتلوال قراره عن سيعدل كان وقد اآلن، الطبيب

صوفيا، عيني غلفت التي الغريبة النظرة تلكالمكان هذا من أخذها على تحثه وكأنها بدت

سرعة,,, بأقصىأبيت أم شئت زوجتي، سآخذ أني أخبرتك لقد-

العلوي، الطابق إلى سريعة بخطوات وانتقلمنعه يستطيع لن أنه عثمان أدرك وحينما

أوامر أعطى أنه رغم البشير، بالسيد اتصلفي سيكون ألنه سبب ألي ازعاجه بعدم مشددة

ماركو,,, السيد مع مطول اجتماع مايقع كل تجمع وأخذت بصمت، صوفيا تبعتهستحتاجه وما لليلى، مالبس من عينيها على

يغير صالح كان بينما حقيبة في ضروريات منعملهما، من انتهيا وبعدما مالبسها، لها وهو صدره، على رأسها مريحا يديه، بين حملها

محاوالت رغم التي سيارته، إلى يتوجه. ذلك في فشل أنه إال إليقافه عثمان السيد أنه وأخبره بخالد اتصل السيارة ركب حينمامالئما مكانا يجد ريتما منزله إلى ليلى سيجلب إلى مباشرة يأخذها أن عليه اقترح خالد لها،لكن

بالجبل. يتواجد الذي الكوخ يتذكر وهو الظروف، صعوبة رغم صالح ابتسمحينما خالد، على فيه تعرف الذي اليوم ذلك الله، رحمه سكة أبو مخالب من األخير هذا أنقذه

منه طلب وقتها طريقه، اعترض والذي طلب وبالمقابل والكتابة، القراءة يعلمه أن خالد

ليصبح نفسه، يحمي كيف يعلمه أن صالح الوحيد والمالذ المأوى هو الكوخ وذلك الجبل

لهما... وتعلم خالد، يد على القتال فنون صالح تعلم فيه

كيف تعلم أيضا، يديه على الصبر فنون دون ذاتية، قوة لنفسه ويصنع نفسه، على يدافع

الستخدامها. يوما يضطر أن سبات في تغرق كانت التي ليلى إلى التفت

رقة: في لها وهمس عميق،

اآلن... شيء كل انتهى تقلقي ال- هذا وليترك هنا، شيء كل يترك أن قرر لقد أجل

المخدرات قتلت إن هو همه ما العالم، اآلن اطمأن لقد الكون، يغير لن هو الناس، بعض

خالد، من بزواجها سعيدة وهي أخته على ليلى مع حياته بقية يقضي ألن سيسعى لذلكفيه يبدآ أن يستطيعان مكان آخر، مكان في

جديد. من لم ساعات، ثالث الجبل إلى الطريق استغرقت

وصال وحينما أبدا، خاللها صالح يتوقف ثوب السماء لتلبس تغرب بدأت قد الشمس كانت

الحداد... هذا في يعشقه ما أكثر هو الهدوء ذلك كان

وضعها حينما به قام شيء أول لذلك المكان، ليتمشى خرج بخير، أنها من وتأكد السرير، على

من إال بالصمت المحمل الليل ذلك في قد يبدو وكما التي الحشرات بعض طنطنة

األرق. أصابها كافية كانت لكنها عليهما، باهتة شمس أشرقت

الذي بالكوخ الوحيدة الغرفة تلك لتنير جدا لوازم بعض بت صغيرا، ومطبخا حماما يحوي كان

ما هناك فليس يبدو وكما لكن الطهي، كانت التي ليلى إلى التفت جوعهما، يسد قدالكبير، اللحاف داخل تنكمش وهي ببطئ، تئن

بهدوء.. نائمة وهي لرؤيتها فابتسماشارة... هناك تكن لم لكن يديه، بين هاتفه حمل

تأمله ، أريكة أقرب على الهاتف يرمي أن وقبلبكر، إياه منحه الذي عفاف هاتف إنه من خروجه فور أمس سمرا له أعطته والذي

فحتما صاحبه، إلى يعيده أن عليه السجن،عليه,,, غالية ذكرى يحمل هو

ثالت سمع يقظته أحالم في غارق هو بينماالكرة، ويعيد قليال صاحبها ليهدأ متتابعة، دقات

له.... وفتح خالد، أنه فعرف تلك له بدت حينما الفم ملئ صالح ضحككتف على يربت وأخذ باألكل المملوءة األكياس

امتنان... في رفيقه والبيض الشاي تجهيز مع ليلى استيقاظ تزامن

ببطء، عينيها ففتحت بالجبن، المقلي طرف على يجلس وهو صالح نحوها ليسرع

على استغراب في نظرها قلبت السرير،بالضبط. حصل لما مستوعبة غير المكان

يقول: وهو رقة في يديها أمسك هنا، إلى معي فجلبتك كثيرا، أمس تعبت لقد-

أعدك.. هنا سترتاحين يكاد بها ألم الذي فالصداع بقوة، عينيها أغمضت

طويلة أنها لصالح بدت مدة وبعد يقتلها، بشيئ، تفكيرها يشوش أن يستطع لم لكنه جدا،

له تبتسم وهي أخرى مرة فتحتمهما أن إلى كأس عليها صينية لها جلب ثم بحب، اناملها قبل

المقلي، البيض بعض به وصحن الشاي

بنفسه,,, ليطعمها والجبن، المجال لهما يفسح حتى خرج فقد خالد أما

عن بعيدا مشاعرهما، واستاعاذة بالحديث البارد الهواء بنسمات منتشيا الفضولية، عيونه

فينعشها... رئته يدخل كان الذي

ليلى عن يبحث البشير السيد كان األثناء تلك فيجدوى، بدون لكن وصالح،

لنا تسبب وقد سيدي، يا الكثير تعلم إنها-ماركو.. السيد مع المتاعب

وهو صبر نفاذ في ساعته إلى البشير تطلع قال ثم فشيئا، شيئا تتزايد قلبه بدقات يشعر

فيحنق:

أعرفها وأنا ابنتي إنها الحديث على تجرؤ لن-جيدا.

اقتنع قد أنه معه كان الذي الرجل على يبد لميعلق.. لم لكنه البشير بحديث

يتابع: وهو بعنف زفرأن.. سوى آخر حل من لي يعد لم-

توجها السيارة، بركوب للرجل ليشير كلماته وبترسمرا كانت حيث خالد بيت إلى فورا

وليلى، صالح عن أخبارا الصبر بفارغ تنتظربجنون هرعت الباب دقات سمعت وحينما

قال الذي البشير، بالعم فوجئت لكنها لتفتحصارم: بصوت

ليلى؟؟ هي أين- معه، من وإلى إليه تنظر وهي بعمق تنفستالعربية األفالم أحد في وكأنها إليها فخيل

معتذرة: عليهما قليال الباب أوصدت القديمة،الدخول.. يمكنكما ال هنا، ليس زوجي-

سؤاله: اعاد ثم ضيق في ابتسمسمرا؟؟ يا ليلى أين-

أعتقد.. ما على زوجها مع- بين من يجيب وهي أكبر حدة ياخذ صوته بدا

أسنانه:أين؟؟ لكن ذلك نعلم-لتجيب: بالمباالة كتفيها هزت

أبدا.. أرهما لم أني حتى يخبراننا، لم اعلم ال- أين مثال صالح يخبرك ألم ؟؟ يتصال ألم-

سيتوجها..قالت: ثم رأسها، من بعالمة نفت

ال التفاصيل باقي بخير، يكونا أن يهمني ما-ال... أهتم فضولية.. أكون ان أحب بها

تعلم أنها لنفسه ليسر تفهم، في رأسه هزعنه.. ذلك تخفي لكنها الكثير،

هادئة نبرته كانت وأن إياها مهددا سبابته رفعالشيء: بعض

عني، ابنتي يبعد أن الالئق غير من أنه أخبريه-أحترم زلت ال مريضة، وأنها خصوصا

تصرف على يجبرني فال بيننا، كانت التي الجيرةقد.. يعجبه.. ال آخرأتى.. حيث من وعاد

لما مطمئنة غير بأنها تشعر وهي الباب، أغلقتسيحدث.. ما أو يحدث،

دهر، وكأنه سمرا فيه شعرت طويل وقت مروهذه الباب دقات اخرى مرة سمعت حينما

لها، ابتسم الذي زوجها أحضان في ارتمت المرةدالل: في لتقول

أخرى.. مرة التتركني وحدي، كثيرا خفت-يجيب: وهو بشعرها عبث

بيتك؟ في فأنت جميلتي، يا الخوف ولم-تجيب: وهي عنه ابتعدت

ليلى... والد حضر لقد- تهديده ومن حديث من بينهما دار بما أخبرتهحاول والتي مخاوفها، كل له بثت كما األخير،

عقلها.. من يطردها أنبخير.. ستكون األمور أن ووعدها

على الساعة عقارب اعلنت وحينما المساء فيأنه ليخبره بخالد، بكر اتصل ليال، العاشرة

عاجل.. شيء في يريده اجرة، سيارة أخذ ثم بسرعة مالبسه ارتدى

عنه.. أخبره الذي المكان في به والتحق يرتادها قليال، المدينة عن بعيدة مقهى كانتله، المستهلكين وبعض الحشيش، تجار بعض

في وكانا انتظاره في ورباب بكر ليجد إليها دخلرجل.. صحبتهما

عائلة؟؟ لديك أليس- برفقتهما، كانت التي لرباب الساخر سؤاله وجه

باهت، أزرق وجنز زرقاء سترة، مرتدية أي دون كعكة، شكل على الطويل شعرها الفة

وجهها.. على الزينة من لمحةلتجيب: ثقة، بكل الوراء إلى تراجعت

قضية.. لدي-ليتابع: والرجل بكر يصافح وهي كرسيا سحب

الميادين كل المغربيات النساء اقتحمت لقد-رجال ستجد القريب المستقبل في ياصاحبي،

الحفاظات.. ويغيرون يرضعون المغربيجيب: وهو الرجل ضحك

الذئب.. أيها تتغير لم-يتساءل: وهو كتفيه هز

" أيها سيغيرني الذي وما- ؟؟" كانت إن النمرودتتغير.. لم برمتها الدولةيوقفه: وهو بكر ضحك

السياسة.. في الحديث أحب ال الذئب أيها هيه- غمز ثم بالنعناع، الشاي براد ليطلب للنادل أشار

" صديقه ليمنحه" سيجارة النمرودأخرى.. لنفسه ويلف

بالدخول أحدهم يتكرم لن أنه رباب أحست حينماتقول وهي قليال تنحنحت للموضوع،

هادئ: بصوت منذ المصنع باع قد ماركو السيد أن اكتشفنا لقد-

من وهو مغربي، لرجل سنة عشرينبنفسه... االدارة يتولىيتساءل: وهو خالد قاطعها

العصائر وشركة المصنع صاحب أن يعني هل-مغربي؟؟ لرجل هي

قهوتها من ترتشف وهي موافقة رأسها هزتلتجيب: السوداء،

هو.. من نعرف أن وعلينا أجل- الشاي كأس يضع وهو وجهه، على الصدمة بدت

نفسه: مع يتحدث وكأنه قال ثم ببطء،للمخزن.. وبالضبط الشركة، ندخل أن بد ال- بصره ينقل وهو بكر، أرعبت وكأنها الفكرة بدت

وبين رأسها، تهز كانت التي رباب بين ربما او الفكرة، تلك يدرس وكأنه كان الذي خالد

إلى الدخول من منها يتمكن التي الطريقةالمصنع..

من كل المصنع، قوانين كيف تعلم أنت لكن-السيد طرف من مختار شخص هو فيه يشتغل

البشير..فكرته.. عن خالد يثني ان يحاول وكأنه بكر قالها

يجيب: وهو بعمق خالد تنهد

ثم.. سنجد تقلقوا ال- سؤاله وجه الحل " هل" النمرود بذلك.. أخبرتهم من أنت للمدعو

التي الحشيش، قطعة يحرق وقتها النمرود كان: أن قبل التبغ مع سيمزجها ويجيب.. يلفها

وهناك كتامة، إلقليم بزيارة اآلنسة قامت لقد-خمس قبل توفي قد ماركو السيد أن علمت

باع قد كان يموت أن حتى قبل ومن سنوات،المغاربة أصدقاءه ألحد يملك ما وكل األراضي

لم المرض لكن لبلده العودة ينوي كان فقد في رغبته يحقق أن قبل مات ذلك يمهله

العودة.. من الكثير تزال ال كانت وأن الوضع، خالد تفهم

الراهن الوقت في لكنه برأسه، تغلي األسئلة الخطوة في والتفكير طرحها، من اكتفى

القادمة..عشر الثالث العواء

حينما الليل، منتصف بعد الواحدة الساعة كانتتعج المقهى وجد وكالعادة للحي، خالد عاد

ليسكنوا بيوتهم يتركون الذين الرجال، بأنصافورغم مزاجهم، يعدل عما بحثا المقاهي

في فارغا كرسيه يجد خالد كان الزحام ذلكبمكانه، الجلوس على يجرؤ أحد فال انتظاره،

بذات يقول وهو إليه، أسرع الذي سعد على نادىخالد: عهده الذي المرح الصوتالمكان أنرت الذئب أيها ـمرحبا

هذا له فامتثل منه ليقترب إليه خالد أشارلما باهتمام ويصغي عينيه، يفتح وهو األخير،

له: سيقوله المصنع في ويعمل فيه موثوق لشخص أحتاج-

صالح,, فيه يشتغل كان الذي شيئا تضيق أخذت وعينه وقفته في سعد اعتدل

ليقول الذئب، مطلب في يفكر وهو فشيئا،قليل: صمت بعد

موجود,, طلبك-بفخر: كتفيه على يربت وهو خالد له ابتسم

غدا,, أقابله دعني ذلك، أعرف كنت- كانت حيث لبيته، ليذهب يتثاقل وهو ونهض

وهي بالبهو التي األريكة على غفت قد سمرا كما نائمة وهي يتاملها وقف عودته، تنتظرلصدرها، الصغيرة الوسائد إحدى تضم األطفال

نصف فغطت شعرها خصالت بعض نزلت وقدنائما اآلخر، النصف له ليبدو وجهها،

ذراعيه بين حملها بعدها. الليل هذا كما بصمت،للنوم ويخلد السرير على برفق ليضعها

أيضا.. هو وخرجت صالح قبل ليلى استيقظت الصباح في

وتلك الهدوء بذلك وتنعم قليال، لتتمشى األرض أعشاب وتسقي ندى تقطر التي الجبال

خريرا، فتزيده النهر مياه وتعانق اليابسة،

أن قبل بفزع، فانتفضت رقبتها تلف بيد أحستإليه: يضمها وهو بحب قائال يهدئها

إخافتك.. أقصد لم حبيبتي آسف- وهو صدره، بين الصغير، وجهها تخفي سارعت

هدأت حتى بحب، ظهرها على يربت سترته فرش بعدما الجلوس على ساعدها الليل، بمطر المبتل العشب على الصوفية

وضمها شيئا تهدأ وهي قلبها بدقات يشعر كان إليه،

صالح يشأ لم طويل صمت بينهما فشيئا،ليحل كانت وكأنها قالت أن إلى إياه، يقاطعها أن

نفسها,,, مع تتحدث قد وقتها وكنت للسجن، دخلت حينما ذلك كان-

قلبي يتحملها لم قوية، بصدمة أصبت أعطاني المصنع، من طبيبا لي فجلب الضعيف،

لكن للصباح، سأنام أني وأخبره مهدئا كما كنت أبدا، النوم لي يجلب لم المهدئ

شيء، كل أنسى أن أريد أنام، أن أريد المجنونة، النصف كان وقد الليل انتصف وحينما ، حصل قد

أني لو تنميت عام، كمائة لي يبدو اآلخر عن هذا أوقف أن أردت الكهف، أهل بنوم أنعم

لكن- وأشارت– التفكير كان الشيء لرأسها" عن بحثا فخرجت يفيد، عله" يساعدني البابونج

والدي صوت سمعت حينما النوم، على رجال يشبه وأصلع الجثة، ضخم رجل مع يتحدث

– القديمة العربية األفالم في العصابات

قد كان الذي الرجل ذلك صالح ذهن إلى تبادرأخبره والذي البشير، العم مع رآه وأن سبق

لم..- المدعو أنه الحارس األدب من يكن ماركوالسيد يراني أن حتى أو أقاطعهما، أن

العودة أستطع ولم الخفيفة، النوم بمالبسمتعبتين، كانتا فقدماي يذهب، ريثما لغرفتي

سريعة، زيارة لعلها قليال االنتظار فارتأيتمن عينة لديه أنه يخبره سمعته وحينها

تجعل بأنها الرجل وصفها وقد الجديدة، البضاعةالعالم، وينسى عقله، عن يرتفع الشخص

والذي عنه أبحث الذي العالج إنه لنفسي فقلتحينما خصوصا العذاب، هذا كل سينسيني

اهتمام بدون الصغير مكتبه درج في أبي وضعهيقول: وهو

وإال جيدا، يكون أن األفضل من سأجربه حسنا-رأسهم,, قطعت

بصوت الشريرة النبرة لتلك أهتم لم وقتهاالذي العالج، ذلك هو أريده كنت فما والدي

مدى أو ماهيته، في أفكر لم ألمي، سيخففوهو عنه، الرجل بحديث فكرت ما بقدر ضرره

النفسية اآلالم لكل المريح وصفه في يتشدقوالجسدية,,,

تلك وأخذت للنوم، والدي خلد حتى انتظرتالصدمة وكانت الرجل له، جلبها التي العينة

كانت لقد بوالدي، فيها صدمت التي األولىرأسي في به أشعر الذي األلم كان هروينا،

بأي التفكير من يمنعني جدا، فظيعا أن قلت للكوكايين، مرة ألول شيء،فتعاطيت

ال االدمان لم رائعا، مسكنا كان وقد واحدة، مرة من يأتيقمت ما يومها أتذكر لم ، شيء في أفكر أعد

أبدا باألمر يعرف لم أبي أن هو أتذكره ما لكن بهيعلم من آخر هو كعادته بشيء، يشعر ولمقالتها- يحصل بما دموعا، يختنق وصوتها لي

أصبحت- في تجاهد كل لي عادة حبسها في أفكر أن دون النوم أستطيع حتى مساء،

شيء.مدمنة؟ صرت وهكذا-

عينيها، تغشي والدموع إيجابا، رأسها هزتمن يهدئ حتى إليه ضمها الرؤية، من فتمنعها

لم أنه تماما يدرك ذنب عن ويكفر روعها،يرتكبه,,

ذلك رغم مرحب، بصوت ليجيب صالح هاتف رنمن قلبه يمأل كان الذي الغضب من الكم

ابنته تصل بأن لنفسه يسمح فكيف البشير، جهةالدرجة,, هذه إلى

على واتفقا خالد، لصديقه كلمات بضع قالاللقاء يكون أن على أصر لكنه اللقاء، موعد

كما وحدها، ليلى يترك أن يستطيع ال فهو هنا،مراقبا يكون فلربما حذره يأخذ أن أوصاه

جهز قد كان خالد لكن البشير، العم طرف منالظرف. هذا لمثل نفسه

معه كان وقد بصالح، خالد التقى الغذاء بعدسيتكلف والذي سعد، عنه حدثه الذي الرجل الخلفي الباب يفتح هناك ومن المخزن، بدخولالدخول من وصالح خالد يتمكن حتى له،

أية تكون ال فعادة فيهما، أحد يشك أن دون ليالمن إال يفتح ال الباب أن بما هناك، حراسة

الخارج، من فتحه أحدهم حاول ما وإذا الداخل،بالمرصاد، لهم يكون الخطر زر فإن

أمرهم,,, وسيفضح فكيف ليلى سوى أحد على خائفا صالح يكن لم

وكيف الخالء، ذلك في وحدها سيتركها أحس أخرى، مرة النوبة عاودتها ما إذا ستتصرف

قائال: فسأله بقلقه خالدستكون... مابك- لن تقلق ال بخير األمور يارفيقي

بنا.. يشعر على القلق كل لكن الناحية، هذه من قلقا لست-

هنا... سأتركها كيف ليلى،عليه: اقترح ثم لبرهة خالد صمت

اللسان وسليطة هو ويأتي ببكر نتصل ال لم-سيفيان أنهما أعتقد رباب، تدعى التي

رأيك؟؟ ما بالغرضيجيبه: وهو استخفاف في رأسه صالح هز

هكذا؟؟ ستظل متى إلى اللسان؟؟ سليطة-ليقول: يضحك وهو رقبته حك

النساء أكره أخي يا طبع إنه أدراني وما-القويات..

عينيه، لتتسع حاجبيه يرفع وهو صالح منه ضحكيعلق.. أن دون

العم أن البد العاشرة، من الساعة اقتربتالمصنع، سوى آخر مكان في اآلن البشير عن بالبحث منشغل اآلن عقله وأن خصوصاالجلدية خالد سترة صالح ارتدى ابنته،

جبين قبل ثم خالد، مثلها ارتدى والتي السوداء،وهو بكر كتف على بعدها ليربث زوجته،

يوصيه:بها.. اعتنيا أرجوكما-

وهما تفهم في رأسيهما ورباب بكر من كل هزبخير. ستكون أنها يعدانه

المسافة منهما أخذت المصنع،وقد نحو وتوجهاليصال أبدا، خاللها يتوقفا لم ساعات، أربع

ما إذا جيد، توقيت الليل، منتصف بعد الثانية فيقبل بسرعة، عنه يبحثان ما ووجدا أسرعا

أحد. يضبطهما أن اصطفت حيث المخزن إلى بسهولة دخال

مصباحه خالد أشعل الظالم، في الصناديق،اليدوي

ليذهب النوافذ، ستائر أنزل بعدما الصغير،إلى توجه فقد صالح أما الصناديق، إلى مباشرة

إلى ثم ومن البشير، العم يعمل حيث المكتبزودهما قد والتي الصغيرة، الخزنة

" الذي" لديه ألنه خصيصا االسم بهذا سمي فتاحأنواع بكل الخاصة المفاتيح أنواع كل

قديمة البشير العم وخزنة القديمة، الخزناتحينما بسرعة نوعها عرف قد فتاح أن لدرجة

صورة ألي يحتج لم أنه حتى صالح، له وصفهامفتاحا منحه معهما، يأتي أن او لها،

غبي، رجل إما العجوز الرجل أن ليخبره واحدا،أو النوع، هذا من بخزنة يحتفظ اليزال ألنه

يهمه,, ما فيها ليس الخزنة ان قال األوراق، تلك ووجد فتحها، حينما صالح لكن

سخرية: فيإنه.. يا صحيحة األولى االجابة أن أعتقد- صديقي

غبي.. رجل بعد الخارج في ليصبحا واحد، بتوقيت انتهيا

أخرى، مرة الجبل نحو ويتوجها دقائق، من وجده ما يتفقد وهو الصعداء، صالح تنفس

دهشة: في قائال أوراق كانو لقد حقا، مجرمون إنهم إلهي يا-

ويمزجوها الكيف، من مخدرة مادة يستخرجونمع

تنتجها التي العصائر إلى ويضيفونها الكوكايين،ماروك" أورانج" شركة

لهم... حقا،تبا مجرمون أناس أنهم إلهي يا- األوراق تلك تقرأ وهي نفسها رباب تتمالك لم

كانت" اورانج" شركة أن وتكتشف ماروك

من المواطنين، دماء تدمر السنوات، هذه طوالالذي,, أجل استهالك من به تحظى الربح

لمنتوجها,,,تتساءل: وهي وجهها، على مرتعشة يدا مررت

سنفعله؟؟ مالذي واآلن- ال كان الذي صالح، إلى وخالد بكر من كل نظر

وهو الصدمة، هذه يستسيغ أن يحاول يزالهذا,, بكل البشير العم تورط كيف نفسه، يسأل

المزيد.. معرفة نحاول أن علينا قليال فلننتظر-قائال: بكر اعترض

والباقي الدليل، هذا يكفينا نعرفه، ما لنا يعد لم-الشرطة. مسوؤولية من هو

الغضب بدا وقد أسنانه، بين من صالح أجابدائما: الهادئة مالمحه على يسيطر

اآلن, ليس قلت- يحذرها وهو األوراق تلك تعطيه أن لرباب وأشار

إياك" مرة أو كلمة تنشري أن أخرىهزت" في غدا الموضوع عن تلمحي الصحيفة

في تستأذنهم وهي موافقة رأسهاليستأذن,, ينصح وهو معها، أيضا بكر الذهاب

اآلن. الشرطة وتبليغ التفكير بإعادة صالح

بهدوء تجلس كانت والتي ليلى من صالح اقتربتردد األشقر، شعرها بخصالت تعبث تام،

قرأت وقد له فابتسمت قراره، عن يعلن أن قبللتقول: أفكاره،

مناسبا.. تراه بما فلتقم صالح، يا العليك- فأخيرا نصرا، عينيه، لتلمع إياها موافقا رأسه هز

سواء الحقيقي، المجرم به يدين ما لديه هو يهمه فما البشير أو نفسه، بذات ماركو كان

العدالة.. تتحقق أن ببكر، اتصل بعدما المركز، إلى طريقه في كان

حتى موجودة رباب تكون ان واتفق وخالد، هذه في مميز، صحفي سبق على تحصلغير رقم من البشير، به اتصل حينما القضية، بصعوبة هاتفه، رقم على حصل بعدما معرف،باسم بل باسمه، ليست الشريحة ان بما

عفاف.... أجل- أنت؟؟ من الهاشمي، صالح معك ألو

قبل يكون من يعرف جعلته الرزينة، صوته نبرةأصبح حنان، في قائال نفسه عن يعرف أن

مصداقيته: في اآلن يشك صالحبني.. يا البشير عمك أنا-

يقول: وهو وجهه في غاضبا صالح انفجر ولن اآلن، زوجتي هي ليلى العجوز أيها اسمع-

اآلن.. بعد منها شعرة تريجيبه: أن قبل صغيرة، ضحكة منه انفلتت

لكني.. أعيدها كيف وسأعرف ابنتي- اآلن إليأمس، مني أخذته يخصك ال شيء عن أبحث

غاليا,, الثمن سيدفعك انه وأعتقد جدا غاليايابني,,

السجن في ستتعفن أنه وتأكد شيء لديك ليس-لن طويلة، لسنوات ماركو والسيد أنت

تعدها.. أن أبدا تستطيعيجيبه: وهو فشيئا شيئا يحتد البشير صوت بدأ

تلك ومن منك، أكبر األمر إن صالح يا اسمع-الصباح,, هذا اسكاتها تم قد التي الصحفية،

ستفلت كانت يديه ان حتى صارخا، صالح قاطعهالصدمة، شدة من السيارة، مقود من

دهشة: في ليقولاسكاتها؟؟؟ تم-

هدوء: في اجابهالصحفيون,, يا أجل- يسوقون ما عادة بني

كان إن خصوصا تركيز ودون كبيرة، بسرعةكهذا.. صحفي سبق لديهم

بين من صالح ليجيب بضحكة، تعليقه وأتبعأسنانه:

ستدفعون.. تبا- الثمن.. لكموال.. تلك ولتجلب بني، يا عاقال فلتكن- األوراق

ان أريد ال واألخير فباألول المشاكل تثرالسرعة.. بهذه حياتك تنتهي

الخط.. وأغلق لكنه صالح، على تأثير أي البشير لتهديد يكن لم

كانت غاليا، سيكلفه ذلك أن واثقا أصبح

قد بأنه توحي بكر، بعيني الحزينة اللمحة تلكيقول: وهو بصمت، صالح عانقه باألمر، علم

أعدك هدرا، يذهب لن سبقها من كل ودم دمها-بذلك,,

الحديث، من وتمنحه بحنجرته، تستقر غصة كانتنفسه يجد وهو الصراخ، من البكاء، من

شيء.. فعل عن عاجزا من كبير بعدد يعج كان الذي المركز، إلى دخلوا

الحياني، الكريم عبد الضابط لكن الناس، أنه وأخبرته الصباح، هذا رباب إليه تحدثت والذي

وتسعى كبيرة، شركة تدين اوراق لديها لم المسؤولين، على القبض في لمساعدته

ينتظر جعلته قالته ما لكن التفاصيل، تمنحهالصبر,, بفارغ الموعد

من كل ظل بينما واجم، بوجه نحوه، صالح تقدمليضع,, وخالد بكر تلك يديه بين بالخارج يطلب وهو ازعاجه، عدم الضابط طلب األوراق،حتى الباب، وراءه يغلق أن الحارس من

بروية.. الوثائق، تلك قراءة له يتسنى أربع لمدة فيها والبحث تقليبها في استمرأصابعه على يضغط صالح، خاللها كان ساعات،

فيها معه تحدث التي النبرة تلك فبعد صبر، بنفادتخلص انه وقاحة بكل وإخباره البشير،

سوى ذنب أي لها ليس والتي رباب، من بسهولةتظهر حتى وجاهدت عملها، أحبت انها

أصبح,, أي فعل على قادر أنه يدرك الحقيقةشيء..

ليتساءل: رأسه رفع اخيرا ماركو السيد تدين هنا، لدي التي المعلومات إن-

جدا,, طويلة لسنواتيجيب: وهو صالح منه اقترب

سنوات منذ توفي قد ماركو السيد لألسف-والمصنع الشركة منه اشترى ومن طويلة،

لألسف لكن مغربي، رجل هو األراضي وأيضااسمه,, أعرف ال أيضادهشة: في الضابط تساءل

السيد باسم الملكية وأيضا هنا األوراق لكن-قبل كان له توقيع وآخر أغيراس، ماركو مسائل في التزوير سيتم أنه الاعتقد أسبوع،

الغبية؟؟ الطريقة وبهذه كهذه يده يمد وهو مكانه من لينهض شفتيه صالح لوى

يقول: أن قبل الضابط مصافحا اتمنى يدينهم، ما كل يديك بين وضعت لقد-

يجب: بما تقوموا أن فقطيجيبه: وهو رأسه الكريم عبد هز

كثيرا.. أشكرك بالتاكيد، سنفعل-ليسأل: الضابط أوقفه حينما بالخروج هم

هي؟؟ أين أرها لم رباب- رأسه يطأطء وهو وهميا، لعابا صالح ازدرد

مجيبا:

رحلت.. لقد- يقصده مالذي الكريم عبد البداية في يفهم لم

؟؟؟. ولم أين، رحلت الكلمة، بهذه صالح الشابة الصحفية أن النهار،عرف انتصف وعندماأصيبت بليغة، جروح أثر حتفها لقيت قد

قادمة كانت كبيرة بشاحنة، اصطدمت حينما بها،السائق لقي والتي المعاكسة، الجهة من

الحادثة.. تلك في أيضا، حتفه الجريدة قامت يوم، كل تحدث صغيرة حادثةللفقيدة، الصغيرة، لألسرة التعازي أحر بتقديم

قبل دقيقة، في عنه األخبار نشرة تحدثت كمافي الخبر عن بالتفاصيل المشاهد تعد أن

المساء. نشرة ليلى، يجد لم للكوخ دخل وحينما ليال، صالح عاد

النهر بجانب عنها، يبحث مسرعا فخرج عنها بحثا أنفاسه انقطعت للمشي، ذهبت لعلها

جدوى,, دون لكن اجاب يرن، هاتفه وجد أخرى مرة عاد وحينما

الرقم على نظرة يلقي أن دونمن؟؟ ألو-

مرة؟ من أكثر بك اتصلت كنت؟؟ اين صالح-ليلى؟؟ عن أبحث كنت لقد خالد-

صالح: قاله ما يعيد وهو خالد انصدمإلهي.. يا ليلى؟؟ عن تبحث-

ياخالد؟ هناك ماذا-

الحياة: من خاليا خالد رد جاءهصالح.. يا سمرا أجد لم-

حتى طويلة، لمدة النبض عن صالح قلب توقفاخرى، مرة النبض يعاود لن أنه له خيلبريبة: يجيب وهو مالمح اصفرت وقدسمرا؟؟ تجد لم بأنك تقصد ماذا-

فأدرك الصوتية، حباله اختنقت وقد خالد صمتألول,, أنه صالح الذئب يذرف مرة يبكي

يجيب: وهو دمعاماركو... يكون ان أخشى-

قائال: صالح قاطعهبالمقهى.. قليل بعد سأكون انتظرني-

الخط. وأقفل و طويلة، طريق والمدينة، الجبل بين الطريق إن

يكون أن ستطيع لن أنه يعلم كان صالحاألقل.. على ساعات أربع قبل

ال هو فربما الكثير، فيها يقع قد ساعات أربعسمرا.. لكن ابنته، تؤذى بأن يسمح

شاحنة له تتنحى حتى السيارة بوق على ضغطعال، بصوت ويلعن يسب وهو أمامه، كبيرة

سلبت كمن كان فقد خالد أما المجنون، كما كانال.. منه فقط حوله، يجري ما يعي الحياة

صالح.. مجيء ينتظريسأله: وهو إليه صالح وصل

شيئا؟ تعرف ألم-خاو: بصوت أجاب ثم نفيا رأسه هز

مكروه.. أصابها قد يكون أن أخشى- شدة من يتمتم وهو منه، باشارة صالح أسكته

التوتر: هذا مثل أسمع أن أريد ال أرجوك فلتسكت-

الكالم.. يسأل وكأنه المكان، حول بعينيه يدور وأخذ

أخته.. عن ضمه، لطالما الذي الحي جدران نحو الجارات إحدى تقدمت كذلك، هما وبينما

تسأله: وهي خالد لك تركتهم لقد آسفة المفاتيح، عن تبحث هل-

للسوق خرجت لكني عندي، زوجتكوتاخرت..

فيهم يقلب وأخذ منه، وعي دون خالد أمسكهميتبعها: وهو ذهوال عينيه فتح ثم

سيدتي هيه- أن فكر اخيرا ربما أنه تفكر وهي المرأة توقفت

يشكرها..أرجوك؟ قلت ماذا-

لتقول: صبر بنفاد عينيها قلبت عندي تركت زوجتك أن أخبرتك عنك، الله عفا-

المنزل.. مفاتيح سارع الذي صالح على نادى لكالمها سماعه فور

متلهف: بقلب إليه

هناك؟؟ ماذا-بحماس: خالد أجابه

المنزل.. مفاتيح لديها تركت زوجتي أن تقول- الخوف بدأ والتي الواقفة، المرأة إلى التفت

يسألها: وهو ببطء، منها تقدم قلبها، إلى يتسللهذا؟؟ حصل متى-

تجيبه: وهي صوتها ارتعششقراء.. فتاة مع كانت الظهر، بعد الثالتة حوالي-

دهشة: في قاطعهاشقراء؟؟؟ فتاة-

قليال، صديقتها مع ستخرج أنها واخبرتني اجل-ثم....

الحي، أهل صراخ سمعت حينما المرأة سكتتيسرع أن قبل فضولية، بعيون تتطلع وأخذت جثة أمام سقط الذي خالد، منزل نحو الجميعالسطح حافة على تقف الناس رآها امرأة

بنفسها.. وتلقي الملطخ وجهها، يغطي األسود شعرها كان

تقرير وحسب كلها، عظامها تكسرت بالدماء، ارتطمت حينما إال يتوقف لم قلبها ان الطبيب

حتى عليها، الهروين لتأثير وذلك باألرض،تفعله.. ما تعي تعد لم

******

دموعه يمسح حتى له، ورقيا محرما منى مدتأن أحست جبيبنه، من أمطر الذي وعرقه

قد ورقبتها توقفت، قد الدقيقة جسدها شعراتالسمراء، الفتاة تلك تخيلت حينما تشنجت

من يتكون منزل قمة من تنزل وهي الهادئة.. أربعة عالية.. طوابق

مبحوح: بصوت يتابع وهو يرتعش جسده كان تكن لم لقتلها، يدعو سبب أي دون سمرا، ماتت-

وقتها.. عن مسؤولة في أفكر أعد لم شيء كالعادة، الشرطة أن بله، الطين زاد وما شيء

األخيرة او األولى هي فليست ملفها أقفلتتنتحر، التي

عال: بصوت يتساءل وهو يديه كلتا بسط بهذه سمرا تموت ان العدل؟؟ هو هذا هل-

الطريقة؟؟ ألم في تابع بل جوابها ينتظر ولم منى، تجبه لم

قلبها.. اعتصركان- إلى أشار– هنا جيدا اعلم كنت- قلبه

هو بل شيء، كل في يد له البشير أن يحدثني، أخبرنا حينما صدمت لكني العمليات، لكل المنفد

ماركو على القبض إلقاء تم انه الضابط المغربية، الجنسية صاحب االسباني أغيراس

كان الذي الدكتور عن البحث يزال ال فيما مع ومزجها بالكيف مواد تحليل عن مسؤوال

الذي للعصير اضافتها تم ومن الكوكايين

والذي" أورانج" شركة تنتجه يدر كان ماروكقبل.. من طائلة مبالغ هذا يرتكب أن الربح

مادية خسائر الشركة سيكلف كان خطآ األخيرلتصبح كثيرا، النسبة ضاعف فقد كبيرة،

قليلة، ثوان في تقتل أن تستطيع قاتلة، جرعةمنه.. كاملة علبة الشخص شرب إن

البشرية النفس طبيعة من هو الجشع وألنبل خسارته عدم ماركو، ارتأى فقد المريضة،

معظم في عشوائي بشكل العصائر تلك بيعذلك معلال رخيص، وبثمن الفقيرة، المدن نواحياالنتهاء.. من اقتربت قد صالحيته مدة أن

لنا ويقدم ويعلل يشرح وهو الضابط أسمع كنتبحثه من عليها حصل التي األدلة تلك

جهودنا.. على بعدها ليشكرنا، المضني،ألسأله: بيننا فييما متشككة نظرات تبادلنا

؟.. والسيد- البشيرآخر: بسؤال يرد وهو الضابط استغرب

مابه؟؟-سؤاله: أعاود أن قبل ترددت

عليه؟؟ القبض تلقوا ألن-يجيبني: وهو الفم ملئ ضحك

علينا فسيكون البشير، على القبض ألقينا إن-من علمنا العمال،لقد كل على القبض

مسبقة معرفة لهم يكن لم العمال، أن مصادرنايكونوا لم بل المصنع، بمختبر يجري بما

سريا.. مختبرا هناك بأن أبدا علم على تقضي والعمال، الشركة بين الموقعة العقود إن

الصين.. من قادمة أواني صناديق بحمل في النظرة تلك لمح حينما تخاذل في كتفيه وهز

لألسف- .. لدينا ليس عيني ضده.. دليل بالتهليل بعدها االعالم وسائل ولتنشغل

اجرامية، شبكة فككت التي للشرطة والزغاريدواسبانيا.. كلومبيا من بارونات يسيرها

الشبكة تفكيك عملية على االعالن تم حيثاالتجار في المتخصصة الخطيرة الدولية على القبض يلقون جعلتهم والشيرا، بالكوكايين

أحدهم يعد أجانب بينهم من عنصرا 40 والذي المغرب، داخل الشبكة لهذه المدبر العقل

بمنتوج أيضا السموم هذه يستخدم كان للنفس ماروك أورانج اسم تحت المدرج العصير

المنتوج، اسم نفس تحمل التي الشركةماروك".. اورانج"

في كبيرة رغبة بداخلي ولدت األثناء تلك فيبعيني أنظر وانا صديقي، رفقة خرجت القتل،

وأسأله: بكر؟.. يا تريده ما حققت هل- بكر

ليجيب: رأسه أحنى

ما هناك يزال ال أنه أعتقد ال الكثير خسرت لقد-أخسره..

لنصنع.. أولى هي تلك كانت ونثير المجد، خطواتناالمدينة تلك الصغيرة، المدينة في الخوف

أزقتها وال العالية، أسوارها تنصفنا لم التيحتى وال بل العتيقة، مساجدها وال الضيقة، المدينة، تلك أحببنا لطالما القديمة، سواقيهاكؤوس على نجتمع كنا حينما أذكر الزلت

الطرب نغني وكنا العود، ودندنة الشاي،دوما... يطربنا شجي صوت لبكر كان األندلسي،

من نخجل كنا بصمت، ونبكي ليلة، كل نحزن كنالم.. أمام نبكي يناسبنا البكاء يكن بعضنا

أبدا.... المدينة، كل في وعرفنا عودنا، اشتد أن إلى

الذئب، يترأسها خطيرة عصابةمطوال.. أنا وانتظرته انتظرناه، الذي اليوم جاء و

البشير أن ليخبرنا، ابراهيم السيد بنا اتصلالجديدة، بمزرعته عشاء، حفلة سيقيم

صفقة البارونات،وسيوقع كبار فيها وسيحضرلكن.. أن قررت هناك جديدة، كان القتل أقتله

يتمنى أن هو فيه أرغب كنت فما هينا، شيئايجده. وال الموت،

ثالثون وخدمهم، بحراسهم المدعوين عدد كانأنا أشخاص، سبعة كنا ونحن شخصا،

ابراهيم، السيد رجال من وأربعة وبكر، وصديقيمن المكان بتنظيف تكلفوا والذين

لتلك ابتسم- الدخول، نستطيع حتى الحراس،كان- يتذكر عاشق وكأنه الذكرى، حبيبته

صفت كبير، ومسبح واسعة حديقة رائعا، المكانعليها جلس طاوالت جوانبه، على

من دخان أغلى ينفثون الكبيرة، البطون أصحابإرهابية عملية تكن لم الرخيصة، أفواههم

مجزرة، تكن لم عنا، االعالم وسائل تشدقت كماتنصف، لم رجاال كنا بل صهاينة نكن لم

يصرخ.. صوتا كنا ، تهدر أن ترد لم دماءا كنا ترغب كانت النار، عليها أطلقت من أول كانت

أقتلني، بذلك، أخبرتني عيناها بشدة، بذلكرددتها... أقتلني، بقوة.. عيناها أقتلني

. تخف لم الواسعة، العينان تلك ترمش لم أراه أن تمنيت لطالما البشير، بصراخ واستمتعت

المتسخ حذائي ليقبل يزحف مكبل وهو ألبو أنتقم أن تمنيت لطالما بدموعه، ويغسله

ظلما، روحه زهقت الذي انور سكة،عفاف، طلب حق يمنحها لم التي زهرة، والسيدة

.. المغفرة .. وسمرا.. ولرباب لذنبها للخلف، منى بحنجرته،فالتفتت الكلمات توقفت

أحب.. من كل ليبكي مساحة له تاركةيتابع: أن قبل رجولي، بصمت

منا لكل لكن شريرا، آنسة،ولست يا بطال لست-المظلم.. جانبه

جانبه منا لكل صديق، من يوم ذات سمعتها جملةالمظلم...

خصالت من بعضا تزيح وهي قليال منى تنحنحتالتي الرعشة تلك تخفي حتى شعرها،

بعظامها: سرتوالدك؟؟ أنه تعلم كنت هل-

: يجيب وهو بصمت، رأسه هز لم ذلك لكن له، قتلي ليلة قبل علمت أجل-

له أحمله كنت الذي فالغل شيء، أي عن ينحنيلم.. أن من أكبر يكون أن يستحق يكن أسامحه

أبا.. وأنا بصمت، إلي تنظر وقفت كيف أتذكر الزلت

إلى الصوت، بكاتم مزودا كان مسدسا أشهر فشيئا، شيئا يتزايد البشير وصراخ عينيها، مابين

ذنب ال وأنه منه، تأري أخلص أن طالباذلك. في البنته

ماتو الذين لكل يكن لم أنه اخبره لم أجبه، لموأنا وجهه، في ابتسمت لكني جشعه، في ذنبا بال أمامي، لتسقط بجبهتها، باردة رصاصة أزرع

حياة.. هذا كل بأن مصدقة غير عينيها، منى أغمضت

بقلبه، موجودا كان الشر،القتل؟؟ عن تتوقف أن تستطع لم بعدها-

موافقا: رأسه هز وقف من كل المجنون، كما أصبحت أجل-

طلقات بثالت الدكتور أصبت أقتله، بطريقيحتى

لكل سببه الذي العذاب ويتذكر موته، قبل يتعذبيشم أن على أرغمه أن قبل ماتو، الذين

كان الذي السم ذلك الهروين من كبيرة كميةبه قتل والذي بطريقه، يقف من كل به يقتل سوى ذنب من له يكن لم الذي الشاب ذلك كريم،

الشرطة، إخبار ينوي وكان اكتشفهم، أنهالبشاعة.. بتلك حياته أنهو لكنهم

لفعلته واحدا سببا ليمنحني فقط بوجهه صرختالقذرة:أجاب:

أن أتصور أكن المال،لم من الكثير ساخسر كنتبتلك وستتأذو أيضا، سيطالكم األمر أرغب كنت كثيرا، سمرا، لموت آسف الطريقة،

وسقطت منا هربت لكنها فقط باخافتكحرصت.. كانت فقد كثيرا، لذلك صدمت كابنتيالفقيرة باألحياء العصير يوزع أن على كثيرا لقد حال، أية على صالحين اناسا يكنوا لم فقط،

تاجر أو لص أو متسكع إما ماتوا من تابعتطريق.. معترض أو بالحشيش، صغير

حال.. بأي الحياة يستحقون يكنوا لمأسناني: بين من أجبته

بأي الحياة تستحق ال أيضا النك جيدة، إجابة-حال..

من مكان بكل رصاصاتي بزرع واستمتعتبصمت.. يهدأ أن قبل صراخه وسماع جسده،

عشر اربعة من أزيد قتلت بعدما ارتحت هل-شخصا..

يجيب: وهو ابتسم قتلت أني لو وتمنيت شخصا، عشر ستة كانو-

مرة.. من أكثر البشير جميعا، قتلتهم لقد المحامية، أيتها نادما لست

والن.. يستحقون ألنهم لم القانون ذلكينصفني..

لم من كل الذئب، أيها بغابة، نعيش نحن وهل-كما االرواح، بازهاق يقوم القانون ينصفه

حشرات؟؟ كانت لوبغضبها: يستمتع وكأنه للوراء، تراجع

الذئب.. أيها قلتها لقد-

مشاعرها تجمع أن تحاول وهي أوراقها جمعتأن حاولت الجلسة، هذه بعد المبعثرة،تقول: وهي حياديا صوتها تجعل

باذن غدا المحكمة في نلتقي الذئب أيها حسنا-الله..

الجزء.. انتهىاالخير العواء

لــ الموافق 2008 أكتوبر من السادس اإلثنين يوم1429 شوال من السادس

عن يعلن وهو المحكمة حاجب إلى منى استمعت عن األعالن ثم ومن للمحكمة القاضي، دخول

الصباح لذلك األولى الجلسة وكانت الجلسات،البارد.

المتهم، باسم وينادي الدعوى عن يعلن هاهو البشير السيد عائلة ومحامي الدفاع ومحامية

محاميا يجد لم والذي األكبر أخوه كلفه الذيشوقي.. السيد أستاذها سوى لقضيته ينفع هذا تتابع أن أقسمت فقد ذلك يرعبها لم

أبدا.. األن تتردد ولن لحظة، أخر إلى المشوار لقاضي احتراما الجميع شأن شانها وقفتثم.. الجلسة، عليه، نظرة ألقت والمستشارين

تعرب أن دون يقف والهدوء الصمت بذاتمبهم.. أي عن مالمحه كان لطالما مشاعر

أخيرا.. يشجعها، وكأنه عينيه لها ابتسمت كذلك مسرحيتها في تشارك طفلته يشاهد كأب

المدرسة.. تعرضها التي األولى، القاضي ليدلي بالمحكمة، الكئيب الصمت حل

االتهام: صك بنزيدان الله عبد" الملقب-.... انت" عصابة بتكوين متهم بالذئب

سبق مع القتل وجريمة باألسلحة، والتجارةوالترصد. االصرار

إليك؟ مانسب في قولك ما ترمش أن دون يجيب وهو إليه، الرؤوس التفتت

عينيه:سيدي.. أجل-

سؤال؟ من هل العامة النيابة-يجيب: وهو العامة النيابة ممثل وقف

الملقب للمتهم وسؤالي القاضي سيدي نعم- تم وكيف الجريمة، تمت كيف فليخبرنا بالذئب،

لها: الحقيقية لها؟والدوافع التخطيط.. أجب-

بعدما بمنزله، صغير بحفل قيامه فرصة اغتنمت- المكان، لمعاينة صديقي، مع يومين قبل ذهبت

المكلفة الكهرباء، شركة من مسؤولون أننا على بالدخول الحارس لنا سمح األنوار، بتجهيز ممرات اكتشاف أيضا لنا سمح مما للمنزل،

مجتمعين، الضيوف سيكون أين وتوقع البيت من أربعة تكلف فعال، تصورناه كما ذلك كان وقد

وحجزهم أسلحتهم، عن الحراس بعزل رجالي شريكي مع دخلت ذلك بعد ثم بعيد، مكان في

ومن الخلفي، الحديقة سور من المنزل إلى التي الصالة أحطنا بعدها ، المطبخ إلى بعدها

وبعدما الجديدة، الصفقة توقيع فيها يتم كان اقفال تم غرفتها، من ابنته رفيقي أحضر

البداية في تفتيشهم تم فيها، وحجزهم الغرفة وقتها عزال، كانوا لكنهم مخبئة أسلحة أي عن

قتلتها لقد إلي، تنظر وهي أمامي، ابنته وقفت على غالية إنسانة أكثر موت في سببا كانت ألنها

الهروين، من صغيرة حفنة أجل من قلبي، تستحق كانت إليه، باحضارها والدها ساعدت

أن ويرى تموت يراها أن يستحق وكان الموت،حياتها، انتهت قد الوحيدة وريثته

أكون أن من مطامحه، أحقق لن بقتلها وأني بعدها جرائمي، اولى تلك كانت يوم، ذات خليفته يقف من كل فأصبح أفعله، ما أعي أعد لم

سوى يتبق فلم حياته، أنهي يصرخ، أو أمامي مرة ألف الموت يتمنى كان الذي البشير السيد االسباني والدكتور منها، شعرة أمس أن على المخدرة، المواد تحليل على يشرف كان الذي

االستهالك، نسبة تزيد حتى بالعصير، ومزجها التالي، فكان ذلك، من طائلة أرباحا الشركة وتدر

بعدما.. حياة أنهيت وبعدها لحظات عاش البشير والمميتة األخيرة الطلقة طويلة،وكانت عذاب

وإال.. الشرطة أقتحام سمعت حينما لكنت للمنزلالدهر.. مدى تعذيبه في استمررت

أنصف. لم لكني القاضي، سيدي مجرما لستسؤال: من هل النيابة-

القاضي. سيدي ال-سؤال؟ من هل الضنين محامي-

من نستفسر أن أحب القاضي سيدي نعم- بعض لنا شكلت التي األسئلة بعض المتهم

الشائكات،أشار- سمحتم إذا بالقاء القاضي له سيادتكم؟

أسئلته: ان علمت متى فضلك من أخبرتنا هال الذئب-

والدك؟؟ الضنين،. أجب-

الجريمة.. ليلة-آخر؟ سؤال من هل الضنين محامي-

أخبره من المتهم فليخبرنا القاضي، سيدي نعم-الحقيقة؟ بتلك

. أجب-بي.. اتصل حينما بنفسه به أخبرني-

له: يقول وهو النقطة هذه عند بالوقوف له اشار قدر على فقط تجيب أن أتمنى الذئب أيها-

السؤال.. وهو القاضي تابع حين في ذلك متفهما له أشار

يسأله:آخر: سؤال من هل الضنين محامي

كان هل للمتهم، وسؤالي القاضي، سيدي أجل- يعرف لم أنه أم والده أنه البشير السيد يعرف

بالخبر؟ بها أخبره التي الليلة في سوى أيضا هو. أجب-

بذلك.. يعلم كان أجل-

بمالبسة يخبرنا أن القاضي سيدي يستطيع هل- جعلته التي واألسباب البشير السيد مع قصته

والده: انه حقيقة عنه يخفي. اجب-

يخفي وكان كثر، اعداء له البشير كان لقد- بسيط رجل أنه ويدعي البساطة، تلك في نفسه كان التي الصفقة لتوقيع الفرصة يتحين حتى

تخلى ابنين له كان وقد الليلة، تلك في سيوقعها أحدهما، وكنت سنة، وعشرين ستة منذ عنهما، سره وأن نجتمع أن أبدا يتوقع يكن لم لكنه

خصوصا.. ذات سينكشف منا كل منح بعدما يوم هما بوجهه سيقف من وأن مختلفة، أسرة إلى

باألخير، نرثه أن نستطيع حتى عنا أبناءه،تخلىالمخدرات.. تجارة في بدأها، التي الطريق ونتابع

سؤال؟ من هل الضنين محامي-القاضي.. سيدي ال-

؟ سؤال من هل الدفاع محامية-القاضي.. سيدي ال-

وأشار- للنيابة الكلمة- ذو األربعيني للرجل العامةالحديث: في يبدأ حتى واثق، أسمر وجه

والسالم والصالة الرحيم الرحمان الله بسم-المرسلين، أشرف على

ومن" } كتابه في وتعالى سبحانه الله قال العزيز مؤمنا يقتل تعمدا فيها خالدا جهنم فجزاؤه م

عظيما{ عذابا له وأعد ولعنه عليه لله? وغضب: [.92النساء]

إنسان على اليخفى مما إنه القاضي، سيدي األديان كل جميع من محرم القتل أن على

فيها يغفر ال التي الكبائر من وكبيرة السماوية، لما الراحمين، أرحم وهو وتعالى سبحانه الله

الذي المجتمع هذا بالمجتمع، تسيب عن ذلك ينتج وقد به، ننهض حتى ومؤسسات أفراد كلنا نسعى

هذا أطراف كل يحمي قانونا االنسان شرع والغني، منه الفقير فيه، نعيش الذي المجتمع

نكون ال حتى والقوي، الضعيف والكبير، الصغير كيفما أحد يتعدى وحينما غابة، في يعيش كمن به تأخذنا فال اآلخرين، حقوق من حق على كان يقتل من القاضي سيدي يا فكيف الرحمة، عين

وإثارة قتلها، وجل عز الله حرم التي النفس إن كاملة، سنة لمدة الهادئة النفوس في الرعب

الخبيثة، نفسه تمنعه لم القاضي سيدي المتهم في أفعاله عن التراجع عن بالسوء واألمارة

امام اإلصرار كل أصر بل الدعوى، مراحل جميع غير وانه فعلته، تماما يدرك أنه العامة النيابة قد بمجرم والرأفة الرحمة تاخذنا فكيف نادم،

والخبث. االجرام بدم عروقه تسممتتوصلت...... في إنه بإخطار الشرطة اليوم

لعين سرعة بأقصى انتقلت حيث الجريمة، تبث الجريمة وساحة األدلة معاينة وبعد المكان،

والذي بالذئب، الملقب نفسه هو الفاعل أن فعال إصدار تم وبالتالي عنه تبحث الشرطة كانت

فورا. عليه القبض بإلقاء العامة النيابة من األمر بأقصى تطالب العامة النيابة إن القاضي سيدي

الفصول، حسب العقوبات،392 393 396 398 399، ، ، الجنائي القانون ،من،

بالقيام نفسه أحد ألي تسول ال حتى المغربي، لكل عبرة يكون وحتى المتهم، به قام بما

الناس.. عاله:" عز قوله في السماوية، العدالة ولنحقق

ة? لقصاص? في ولكم} ? يأولي حيو ب? أللبـ: لعلكم البقرة{ ] [."179تتقون

النظر. واسع الموقرة ولمحكمتكمالضنين. لمحامي الكلمة-

ثابت بجانبها يمر وهو بهدوئه شامخا وقف هذه من عانته ما يعاني لم أنه الخطى،فكرت

يحتج ولم ملفا يجهز لم أنه حتى ربما القضية الكلمة هذه عن يشطب وهو القهوة، لفناجين القانون، فصول في يبحث أو باخرى، ليبدلها

جيدا، ليلته نام أنه البد يساعده، قد خيط على رياضته مارس وربما فطورا وتناول واستحم،

ساعة.. لنصف المشي وهي اال للقلب المحببة يبدأ له تنصت وهي عنها األفكار هذه أبعدت

كالعادة: مرافعته المستشارون المحترم،السادة الرئيس السيد

المحترمون، كاتب المحترم،السيد العامة النيابة ممثل السيد

المحترم، الضبطالكريم، الحضور أيها المحترم، المحامي السيد الله يحاربون الذين جزاء إنما} تعالى قال أو يقتلوا أن فسادا األرض في ويسعون ورسوله أو خالف من وأرجلهم أيديهم تقطع أو يصلبوا

ولهم الدنيا في خزي لهم ذلك األرض من ينفوا/ عظيم عذاب اآلخرة في 33المائدة(

وقضى: " الكريم كتابه في وقال ربك أيضا أال تعبدوا ا إحسانا وبالوالدين إياه إال عندك يبلغن إم وال أف لهمآ تقل فال كالهما أو أحدهما الكبر

لهما واخفض( 23) كريما قوال لهما وقل تنهرهماحمة من الذل جناح ب وقل الر كما ارحمهما ر

.24 ، 23 اإلسراء( " .. 24) صغيرا ربياني الوالدين، بطاعة عبادته وتعالى سبحانه قرن لقد

في الوالدين دور القاضي سيدي نعلم وكلنا لهم بدعائنا وجل عزو الله أمرنا وقد الحياة، أن ال والسكينة بالمودة، معهم والتعامل بالرحمة ال ألسباب منا، شفقة أي دون روحهم نزهق له سولت القاضي سيدي فالمتهم لها، وجود المدينة في الرعب أثارت عصابة يكون أن نفسه

وقتل والده، منزل واقتحام الهادئة، الصغيرة تغطي الدماء ليترك بريئا عشر ستة من أزيد

ضميره يوقفه لم سيدي الدماء من نهر بعضها، الفعل هذا مثل يحرم الذي دينه وال إنسانيته، وال

الشنيع.. والده المتهم اتهم لقد القاضي، سيدي من الشرطة تحققت وقد بالمخدرات، بالمتاجرة

طرفه من المقدمة الوثائق على بناءا فعال ذلك بتاريخ، القتل على إقدامه من سنة قبل

خلية على القبض إلقاء تم حيث 12/11/2007 يعمل كان والتي المخدرات، في تتاجر دولية، أن قبل الصناديق، لتلك كحامل المتهم فيها

المدير عند له ويتوسط والده لحاله يرأف ابنة وحيدته وزوجه بل هناك، مهندسا ويشغله

منها ينجب لم والتي الله، رحمها الثانية زوجته بمرض أصيبت ذلك بعد ألنها القاضي سيدي تبث التي بالوثائق سادلي عقم، عنه نتج بالرحم

- القاضي، سيدي كالمي تفضل- السيد المستشارون، السادة القاضي، سيدي

سؤاله تم حينما المتهم إن العامة، النيابة ممثل الذي الحقيقي السبب عن سيادتكم أمام اآلن

له المشارك بأخيه أو به يعترف ال والده جعل الفياللي، بكر وصديقهم هو الجريمة فيي أيضا

حقهما، في اإلستنئناف محكمة أصدرت والذي وذلك منهما، واحد لكل نافذا حكما سنة ثالثون

العمد، والقتل عصابة تكوين في للمشاركة الفصول حسب عليه يعاقب والذي

392 393 396 398 399، ، ، الجنائي القانون من،المغربي.

التجارة تلك يورثهما أن يريد كان والدهما أن لكن يترأسها، أنه القاضي سيدي يزعم التي

أن الشهود من كل بها سيلقي والتي الحقيقة أجل من عائلته مع خالف على كان القتيل،

أعناق يدهم تطال أن يخاف وكان الميراث، قلوب في الله زرعها التي الرحمة إنها ابنائه،

على يحافظ لكي منهما، نفسه فحرم الوالدين، جعالهما معهما ولد الذي الشر لكن معا، حياتهما

رأفة.. وال رحمة بال يقتالنه حياته أحدهم نسلب حينما إننا القاضي سيدي

لنكون إنسانيتنا، من تجردنا قد نكون بذلك فنحنبالحيونات، أشبه

نفسه ألحد تسول ال حتى القاضي سيدي لذلك تأخذنا أال القاضي سيدي فعلينا فعلته، يفعل أن

لذلك يعتبر، لمن عبرة يكون وأن عليه، الرحمة،الفصول حسب بإعدامه أطالب، فإني

392 393 396 398 399، ، ، الجنائي القانون من، الله، عبد بن البشير السيد لعائلة مالي وبتعويض

رمزي. كثمن درهم، واحد قدرهالنظر. واسع الموقرة ولمحكمتكم

الدفاع: لمحامية الكلمة- على نظرة تلقي وهي األوراق بعض منى لملمت

استرخاء في يجلس كان الذي شوقي، السيد الشرقية، أهدابه من تطل الظفر ونظرة

العتيقة.. السورية ومالمحه ماضبطت سرعان ثم قليال، اناملها ارتعشت

لها. الكلمة يعطي القاضي، تسمع وهي نفسها حتى خطوات بضع ومشت اعتدال في وقفت

هادئ، بصوت قالت ثم خطواتها، انتصفتورزين:

المستشارون المحترم،السادة الرئيس السيدالمحترمون،

كاتب المحترم،السيد العامة النيابة ممثل السيدالمحترم، الضبط

الكريم، الحضور أيها المحترم، المحامي السيد

المناقشة: لهذه أمهد أن البداية في لي اسمحوا عن بحثا هنا اليوم هنا نحن هنا؟ اليوم نحن لماذا

أجل من ماذا؟ أجل من لها، وكشفا الحقيقة أجل ومن الحقيقة تنتصر أن أجل من العدالة،

الحقيقة. إحقاق أعلى ومن مجتمعية، إرادة هناك اليوم

وأتمنى ببالدنا، القضاء إلصالح المستويات أيدينا، بين التي النازلة هذه من نجعل أن صادقة هذه لتدشين تاريخية مناسبة منها نجعل أن

القضائي. اإلصالح في المجتمعية اإلرادة العام. الرأي تنوير أجل من هنا اليوم ونحن المغربي العام الرأي أن الرئيس، السيد تعرفون،

األمور تكون فحين بعفويته، تاريخيا معروف وال المغاربة يقدم فيها، لبس وال واضحة شبهات هناك ان فاعلم ترددوا، وإذا يترددون،

وشوائب. الصحافة مؤخرا أثارتها التي الزوبعة تلك تابعنا

موكلي فيها اتهم والتي القضية، هذه أجل من ال القاضي سيدي هنا نحن إرهابي، بعمل بقيامه

وسائل لنا صورت كما إرهابية قضية نناقش بعدم شعر باالهانة، شعر فموكلي األعالم،

وأخته بالتبني، ووالدته أخوه دفع حينما االنصاف أكثر دفع يحبها، ما بقدر أحد يحب ال كان التي ظلما، السجن داخل حياته من أشهر ستة من

العذاب ومدى بالسجون أدرى ونحن وعدوانا، سيدي فموكلي فيها، األنسان يعانيه الذي متفوق والعشرون، السادسة في شاب القاضي يشهد كان فالجميع وأخالقيا، وعلميا، دراسيا

سيدي ظلما وأكررها، ظلما السجن دخوله قبل من العشرين الخامسة طوال فأبدا القاضي،

أنه رغم صغيرة، مخالفة ولو يرتكب لم حياته،

أعلى نال الجرائم، فيه كثرت حي في يعيش كان من يعاني نفسه وجد ذلك ورغم الشهادات،

أن رفض لكنه تنتظره، الحي ومقاهي البطالة، وهو حماال ليشتغل وخرج المصير، لذلك يخضع

بثمن االلكترونية، الهندسة شهادة على الحاصل التي الوحيدة أسرته حاجيات يسد يكاد ال زهيد التي القاضي سيدي األسرة عليها، عينيه فتح

إلى يتبادر هنا وعلمته، وربته ذراعيها، له فتحت طفل، لكل األمان يمثل الذي األب هو أين ذهننا

جمع في منشغال األب كان لقد القاضي سيدي المحضر حسب لألسف، الحرام والمال المال، ليلة ضبط فقد العامة، النيابة حررته الذي

الضنين بمكتب الكوكايين من كمية الواقعة سواه، أرقامها يعرف ال سرية بخزنة بمنزله، لو أنه حيث صغيرة، كامرا بألة سيدي ومزودة

لكانت هناك المخدرات له دس من موكلي كان الضنين تظهر والتي الصغيرة عدساتها التقطته التهديد، من لمحة أي دون يضعها وهو بوضوح سفر وجواز المال، من طائلة مبالغ مع بالخزنة،

نفس في لكليهما يحجز كان والذي والبنته، له كل تهريب تم حيث لسويسرا طائرة على الليله من نسخة القاضي سيدي هنا لدي هناك، امواله

باسم بنكي حساب كشف وأيضا المحرر، المحضر السويسرية، البنوك أحد في الله عبد بن البشير

مطابقة شهادة القاضي سيدي أيضا وهنا والذي أغيراس ماركو باسم هو الذي التوقيع

لتوقيع مطابق أنه سترى القبض، عليه ألقي, الله عبد بن البشير السيد

ثغرة ومايشكل العامة النيابة على خفي ما إن القاضي سيدي سؤال القضية، هذه في كبيرة وهو عليه، االجابة أهملت العامة النيابة أن أعتقد

12/11/2007 بتاريخ القبض عليه ألقي من كان إن مدخراته لكشف العامة النيابة تتوصل لم والذي

أنه حيث ممتلكاته على الحجز حتى وال المالية، األحياء بأحد بسيط منزل سوى يملك يكن لم

يشتغل الذي العامل أن حين في البيضاء، بالداربل,, وال يعد ماال المال من يملك عنده يحصى األثرياء؟؟ من واحدة سنة غضون في يعد أصبح الخمس يتعدى يكن لم وراتبه هذا له أين من

هذا؟؟ له أين من درهم،؟ االف العامة، النيابة أغفلته الذي السؤال هو هذا

هنا وثائق من لدي فما عليه، لإلجابة هنا ولست قبل المتهم بحوزة كانت والتي القاضي سيدي

األساسي الدافع كانت جريمته، على يقدم أن حبا ليس سيدي الجريمة ارتكب فقد للجريمة،

وليس األعالم وسائل تشدقت كما القتل في للدماء، المتعطشة الذئاب دماء تجري بدمائه الن

وخفة لذكائه بل لشراسته ليس بالذئب وصف اظهار على واصراره الثاقبة، ونظرته بديهته،

إنه بل البداية، مند إليها سعى والتي الحقيقة، منها ودفع ظلما، بالسجن شهورا منها دفع سيدي سيحاكم من هناك كان إن أسرته، أرواح

ومحاميين، ومؤسسات، كمجتمع، فنحن القاضي وصل لما مسؤولون كلنا عامة، ونيابة وقضاة،

إليه، لجأ حينما القانون؟؟ نصفه هل الذئب، إليه قام لما تعاطفي إظهار أو للتحريض هنا لست بنود و االنسانية باسم أنه أخبركم لكني به،

المغرب يسعى والتي االنسان، حقوق يخالف الذي اإلعدام اللغاء عربية دولة كأول

أنه الحياة، حق وهو أال االنسان حقوق مطالبالحياة. حق نمحنه أن له يحق

عصابة بتكوين إليه نسب ما بخصوص أما قد العامة النيابة أن فأعتقد باألسلحة، والمتاجرة يدين قاطعا دليال تجد ولم النازلة، في حققت

صريح ببالغ مواطن أي يتقدم لم كما موكلي، عنه، تسقط التهمة فإن فإذن موكلي، ضد

لسان على جاء براءته، تثبت حتى بريئ والمتهم الضنين بأن يعلم لم أنه القاضي سيدي موكلي عشر إثنا من أقل أي الجريمة، ليلة إال والده،

تثني حتى كافية أنها أعتقد ال والتي ساعة، ثم ظلم، من موكلي لقيه ما ولقي عانى شخصا

والده، أنه ببرود ليخبره به اتصل أخبرنا كما أنه سيورثه وأنه له، اليمنى اليد يكون أن يريده وأنه

ال أنه حين في الحرام، من جمعها التي أمواله للبنك أمواله كل هرب قد كان أنه علينا يخفى

واسم باسمه سفر جوازي وجهز السويسري، خارج كان القاضي سيدي موكلي أن أي ابنته،

الحقيقية، الضنين بنية نعلم ال نحن لذا لعبته،المتهم,, لمصلحة دائما يفسر والشك

الدعوى، مراحل كل في بجريمته، موكلي اعترف الجريمة، في وحبا القانون، على منه جرأة ليس

فضيلة، بالذنب واالعتراف بذنبه اعتراف ولكن موكلي بتمتيع أطالب القاضي سيدي ذلك لكل

سوابقه، لعدم نظرا التخفيف، ظروف بأقصى المؤدية والنفسية االجتماعية والظروف

المساطر تنفيذ عن الناتج والخلل للجريمة، لعائلته، والثأر حقه، على لحصوله القانونية،

المغتصبة.النظر,, واسع الموقرة ولمحكمتكم

أمعن وقد عليه، نظرتها تلقي وهي منى جلست أمس ليلة تذكرت ثم أيضا، هو عليها، نظرته لشخصين، دعوة بطاقة منها وقعت حينما حينما إليها، منحهما الذي الشاب ذلك وتذكرت الليلة الموسيقي، مهرجانه إلى ودعاها أوصلته،

تتذكر وهي ابتسمت االختتام، سيكوناذهبي" لحظة نؤخر أن تستحق ال فالحياة قوله

فرح"

لن فهي اليوم، المحكمة حكم كان مهما أجل أدركت فقط فاليوم أبدأ، السعادة، لحظة تؤخر من ليس هي، عنه تترافع أن الذئب طلب لم عنه لتكتب بل التخفيف، على له تحصل أن أجل

العالم,, كل إلى حقيقته وتوصل مطرقة ضربة تسمع وهي جسدها انتفض

الرزين: بصوته ليقول القاضي،المداولة...... بعد الحكم-

الله بحمد تمت

زايــــد روحغرام منتديات