P

شرح كتابصحيح البخاري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ06/04/1433تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.نعم.

أحسن الله إليك. الحمد لل��ه رب الع��المين، وص��لى الل��ه طالب: وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آل��ه وص��حبه

أجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين يا ذا الجالل واإلكرام.

"ب��اب: ظلم دون-: قال اإلمام أبو عبد الل��ه -رحم��ه الل��ه تع��الىظلم.

حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، ح قال: وحدثني بشر، قال:د، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقم�ة، حدثنا محم

ا نزلت: }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهمعن عبد الله، قال: لم [ قال أصحاب رسول الله -صلى الل��ه علي��ه82 ]األنعام: بظلم{

رك لظلم عظيم{وسلم-: أينا لم يظلم؟ ف��أنزل الله: }إن الش��.["13]لقمان:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ،"باب المعاص��ي من أم��ر الجاهلي��ة"أما بعد، ففي البابين السابقين:

،["9 ]الحج��رات: }وإن طائفتان من الم��ؤمنين اقتتل��وا{"باب وــا في ن حصل مزج بين البابين في الشرح، والباب الثاني ما أرى له شرحا بي

ــه: »إذاكالم ابن حجــر إال على الترجمــة، وشــيء من الحــديث، والمهم في ، فقلت: يــا رســولالتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار«

ا على قتـلاللــه هـذا القاتـل، فمـا بـال المقتـول؟ قـال: »إنـه كـان حريصــ ، يعـني القاتـل معـروف حكمـه، وأنـه ارتكب أمـرا عظيمـا وجرمـاصاحبه«

خطيرا، ودالئل الكتاب والسنة على ذلك متضــافرة. والمقتــول هــل جرمــها«يقابل جرم القاتل بمجرد حرصــه على القتــل؟ نعم. يعــني»كــان حريصــ

ــالعزم دون غــيره من مــراتب مــون ب عازمــا على قتــل صــاحبه، ولهــذا يؤث القصد. معــروف أن الخــاطر مــا فيــه مؤاخــذة، وكــذلك الهــاجس، وحــديث

النفس ما فيه مؤاخذة، والهم فيه مؤاخذة أم ما فيه؟ .»هم بالسيئة فلم يعملها«فيه مؤاخذة؛ طالب:

؟»فلم يعملها«.نعم طالب:

فيه مؤاخذة؟ .»فإنه تركها من جرائي« ألنه قال: طالب:

المقصود أنه هم وما فعل..الترك طالب:

»من هم بســيئة ولم، لكن »من هم بحســنة ولم يفعلهــا كتبت لــه حســنة«؟يفعلها«.لم تكتب له طالب:

ما كتب عليه شيء. لكن سبب الترك ما كان له أثر يا شيخ أحسن الله إليك؟ طالب:

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

لكن العزم الذي هـو آخــر المــراتب مــا يليــه إال الفعــل، العـزم من مــراتب القصد بال شــك، وهي خمس كمــا فصــلها أهــل العلم: الخــاطر، والهــاجس،

وحديث النفس، والهم، والعزم. مراتب القصد خمس هاجس ذكروا فخاطر فحديث النفس فاستمع

يليه هم فعزم كلها رفعت إال األخير ففيه اإلثم قد وقع ، والعلة في كونه في النار»إنه كان حريصا على قتل صاحبه« ولذلك قال:

حرصه على قتل صاحبه؛ ألن بعضهم يقول: إنه فعل، ما هــو مجــرد حــديثنفس أو تردد في نفسه وإن عزم عليه، لكنه فعل.

طالب: مقاتلة. فيه مقاتلة، لقي أخاه بسيفه فهذا فعل. فهل كونــه مســتحقا للنــار الوعيــد بالنار؛ لكونه عزم على ذلك، أو ألنه فعل المقدمات، لكنه بودر بالقتل، ولو

تمكن بالمبادرة لفعل؟ ....... طالب:

في بعض الروايات نعم. لكن هل مجرد الحرص المنصوص عليه، يعني هذه العلة منصوصة، وإضافة إلى أنه فعل، ما اكتفى بمجرد الحرص، لكنه فعــل

األسباب، لكنه بودر بالقصد قبل أن يقتل. ....... طالب: ال، فيه. ....... طالب:

ال، العزم المجرد ما يحتاج إلى فعل جوارح؛ ألن فعل الجوارح يؤاخــذ عليــه ما هو من مـراتب القصــد، من األفعـال هـذا في أعمــال الجــوارح. فــالعزمــان بمفرده يؤاخذ عليه، وهو الحرص المنصوص في الحديث. العــزم وإن ك من مراتب القصد وهو دون التنفيذ دون الفعل، إضافته إلى الله -جل وعال-

هل يمكن أن يوصف الله -جل وعال- بالعزم؟ ....... طالب:

حديث أم سلمة، لكنه من قولها، موقوف. ....... طالب:

وعمر أيضا قالهـا، واإلمـام مســلم في مقدمــة الصــحيح قــال: إذا عـزم لي تمامه. شيخ اإلسالم ينقل عن السلف قولين في هــذه المســألة في إثبــات العزم لله -جل وعال-: القــول األول أنــه ال يضــاف؛ ألنــه ال يثبت فيــه شــيء

ملزم ال من الكتاب وال من السنة، والصفات ال تثبت إال بدليل.طالب: بالتوقيف.

قال: والثاني وهو األصح أنه يثبت؛ لقول أم سلمة: فعــزم اللــه لي فقلتهــا.ومثل هذا ال يقال بالرأي، وهذا في صحيح مسلم في كتاب الجنائز.

وسبب االختالف أن العـزم دون الفعـل، العـزم مرتبـة دون الفعـل، فالـذي ينظر إليه نظرا مجردا وهو معول من نفاه عن الله -جــل وعال-، يقــول: إذاــور في تصور هذا في المخلوق، وأنه يوجد ما يصده عن الفعل، فإنه ال يتص حق الخالق، إذا عزم فعل، لكن ما دام ثبت عن أم ســلمة، ومثلــه ال يقــال بالرأي، يثبت له على ما يليــق بجاللــه وعظمتــه، مــا يلــزم أن يكــون لعــزم

المخلوق، وأنه وجد ما يمنعه من ذلك. قريب منه بل أشد منه بالنظر إلى المعنى الــتردد، يريــد الــرب -جــل وعال- أن يقبض نفس عبده المؤمن، لكن الــذي يمنعــه كراهيتــه للمــوت، ولــذلك

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

4

يحصل هذا التردد، وليس بالتردد الذي ينشأ عن ضــعف كــالمخلوق، ولكنــه تردد يليق بجالله وعظمته، فإذا ثبت شيء عن الله وعن رسوله ما لنا مفر

من إثباته على ما يليق بجالله وعظمته.لكن هو أقل من العزم؟ طالب:ما هو؟ ؟ التردد طالب:

التردد أقل بكثير، العزم مترجح، هذا راجح الكفة. فكرت أنه قريب منه؟ طالب:

ال، دونه بكثير، حتى الهم أشد من التردد. ....... طالب:

، والمؤاخـذة بــالعزم»ألنه كان حريصا عن قتل صــاحبه«ال، مجرد الحرص؛ دليله هذا الحديث.

....... طالب:هذا نفس الشيء، ولعله يقترن بالكالم، يتمنى ويتكلم فيؤاخذ به.

....... طالب:مرتبة دونه.

....... طالب:ال. من هم بالسيئة ال يؤاخذ عليها حتى يفعلها.

،"باب: ظلم دون ظلم. حدثنا أب��و الولي��د"يقول -رحمه الله تعالى-: ــك، عبة"الطيالسي، واسمه: هشام بن عبد المل ، وهــو"قال: ح��دثنا ش��

ر"المعروف ابن الحجاج، ــا الحافــظ"ح، قال: وحدثني بش�� ، تكلم عليهد، عنحاء التحويل هــذه، دثنا محم ر، ق�ال: ح� دثني بش� "ق�ال: وح�

ليمان، عن إب��راهيم، عن علقم��ة، عن عب��د الله، عبة، عن س�� ش��ا ن��زلت: وا إيم��انهم بظلم{ق��ال: لم }الذين آمن��وا ولم يلبس��

لم-:82]األنعام: [ قال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وس�رك لظلم عظيم{أينا لم يظلم؟ فأنزل الله: ]لقم��ان:}إن الش

ــا["13 . يعني تفسير الظلم بالشرك يقتضي قصــره عليــه أو يتنــاول أنواعأخرى من الظلم دون الشرك؟

....... طالب:ماذا؟

....... طالب: ما هو؟ يعني تفسير العام بفرد من أفراده يقتضي التخصــيص؟ ال يقتضــي،

[60 ]األنفــال: }وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة{، »أال إن القوة الرمي« ، ما فيه رمي اآلن، ما نعد قوة؟ لكن اإلشكال أننا لو»أال إن القوة الرمي«

عدينا الظلم إلى غير الشرك ما حصل جواب إشــكال الصــحابة، مــا حصــل جواب استشكالهم، وهذه نقطة تحتاج إلى شيء من التوقــف والتأمــل، لــوــيره بقي ــاول غ ــو يتن ــراده وه ــأعلى صــوره وأعلى أف ــه فســره ب ــا: إن قلن

استشكال الصحابة قائما، صح أم ال؟ .نعم طالب:

فما الجواب؟ ....... طالب:

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

ذكرنا في بعض الدروس كالم ابن القيم، وكأنه يرى أنه يتناول غير الشرك، وأن مرادهم األمن المطلق، حتى قال ابن القيم: الجملة بالجملة، والحصــة بالحصة، الجملة بالجملة يعــني األمن المطلــق لإليمــان المطلــق، والحصــة

بالحصة، ما نقص بقدره، فما نقص من اإليمان ينقص بقدره من األمن. )قوله: "باب ظلم دون ظلم"، "دون" يحتم��ل أن تك��ون بمع��نى

، ويحتمــل أن تكــون أقــل وأدنى، وعلى هــذا يختلــف أهــل العلم فيغير(ــان{الجنتين األخريين المذكورتين في ســورة الــرحمن: ت }ومن دونهمــا جن

[، هل هما أقل من اللتين قبلهما أو أعلى؟ يعــني كنــا نقرأهــا62]الرحمن: وما كنا نتردد أنها أقل.؟

....... طالب: لكن هناك قول آخر له وجه، ابن القيم رجح أنها دون أقل من عشرة أوجه

في حادي األرواح، لكن هناك قول آخر. ....... طالب:

من ذهب، وجنتان من فضة. ....... طالب:

أيهما التي من فضة األولى أم الثانية؟ ....... طالب:

يبقى. سبحان الله! ....... طالب:

ــة ونخــلالحافظ ابن كثير رجح األقلية في األخريين بأن قوله: }فيهما فاكهــرحمن:}فيهما من كل فاكهة زوجان{[، وهناك: 68 ]الرحمن: ورمان{ ]ال

[ في الجنتين األخريين نكرة في سياق68 ]الرحمن: }فاكهة{[، وقال: 52ــات فال تعم، ــرة في ســياق اإلثب ــثر وأفضــل، نك ــك أك ــات فال تعم، فتل اإلثب وانتبهوا يا إخوان: فهذه من المهمات، لكن غــاب عن الحافــظ ابن كثــير أن

العلماء مثلوا بهذه اآلية للنكرة في سياق االمتنان فتعم. ....... طالب:

نعم. نكرة في سياق االمتنان فتعم، فال يقتضي أن تكــون الجنتــان األوليــان أقــل من الجنــتين األخــريين أو العكس، كالهمــا فيــه وجــه عمــوم. لكن ابن القيم -رحمه الله- ذكر األوجه العشرة، وفيها وجـه رجحـان بال شــك، يعـني

ــول: ــا نق ــذي جعلن ،"باب ظلم دون ظلم"كالم ابن القيم وجيه. وهذا الــان{يعني إن بغينا أن نقول: ت [، مــا معــنى62 ]الــرحمن: }ومن دونهمــا جن

دون هنا؟ ....... طالب:

ال، على القول األكثر أنها أقل، لكن دون على القول الثاني؟ .غير طالب:

غير، ومن دون يعني أقرب، من دون الجنتين األوليين، دونهما يعــني أقــربمنهما إلى العرش.

.جنتان طالب:جنتان، فالدون والقرب نسبي، كذلك البعد.

لكن يا شيخ المواصفات للجنتين التي من دون أقل من طالب: ....... المواصفات

مثل ماذا؟

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

6

اختان{مث��ل: ط��الب: }عين��ان[،�� 66 ]ال��رحمن: }عين��ان نض��[.50 ]الرحمن: تجريان{

النضاخة أشد فوارة، غير التي تجري على األرض، ال تقــول هــذا، تــرى كــلشيء له وجه.

....... طالب: }بغيرال ال، فيه آيات يقرأها عموم الناس ما تلفت انتباههم وهي مسلمات،

[ كل الناس على أنها بغير عمد.2 ]الرعد: عمد ترونها{غير مرئية. ....... طالب:

لها عليكم{ ي منز [، نزلت أم ما نزلت المائدة؟115 ]المائدة: }إن ....... طالب:ما هو؟ ....... طالب:

لكن مع الوعيد الشديد، ما يحتمل أنهم قالوا: ما نريــدها مــا دامت مقرونــةبهذا الوعيد، وهذا قول.

....... طالب:آثار ما يخالف، لكن الناس يقرءون اآليات ما يقفون عند هذه األمور.

....... طالب:[.72 ]الرحمن: }مقصورات{[، وهنا: 56 ]الرحمن: }قاصرات{

....... طالب: . فرق بين من يفعل بنفسه ومن}مقصورات{ ألزواجهن، وهنا }قاصرات{

يفعل به، وهذا من المرجحات بال شك. )"دون" يحتمل أن تكون بمعنى غير، أي أن��واع الظلم متغ��ايرة، أو بمع��نى األدنى أي بعض��ها أخ��ف من بعض، وه��و أظه��ر في مقص��ود المص��نف. وه��ذه الجمل��ة لف��ظ ح��ديث رواه أحم��د فيا من طري�ق ط�اوس كتاب اإليمان من طريق عطاء، ورواه أيض�

}ومن لمعن ابن عباس بمعناه، وهو في مع��نى قول��ه تع��الى: ـافرون{، يعني [(44 ]المائدة: يحكم بما أنزل الله{ ـ }فأولئك هم الك

}ومن لم[، وابن عباس قال: كفــر دون كفــر في هــذه اآليــة، 44]المائدة: ه فأولئك هم الكافرون{ }ومن لم يحكم[ـ، 44 ]المائدة: يحكم بما أنزل الل

ه فأولئك هم الظالمون{ [، كفــر دون كفــر وظلم45 ]المائدة: بما أنزل اللدون ظلم.

)اآلي��ة، فاس��تعمله المؤل��ف ترجم��ة، واس��تدل ل��ه بالح��ديث المرف��وع، ووج��ه الدالل��ة من��ه أن الص��حابة فهم��وا من قول��ه:

عموم أنواع المعاصي، ولم ينك��ر عليهم الن��بي -ص��لى}بظلم{ الله عليه وس��لم- ذل��ك، وإنم��ا بين لهم أن الم��راد أعظم أن��واع الظلم وه��و الش��رك على م��ا سنوض��حه، ف��دل على أن للظلم م��راتب متفاوت��ة، ومناس��بة إي��راد ه��ذا عقب م��ا تق��دم من أن المعاصي غير الشرك ال ينسب صاحبها إلى الكف��ر المخ��رج عن

)ومناسبة إيراد، المناسبة ظاهرة، الملة على هذا التقرير ظاهرة( »إذا التقى، ه��ذا عقب م��ا تق��دم من أن المعاص��ي غ��ير الش��رك(

ــل...« ــ ــيفيهما فالقات ــ ــلمان بس ــ ــؤمنين{، المس ــ ـان من الم ــ ـ }وإن طائفت ، هذه ال تقتضــي أن يكــون الكفـر»إنك امرؤ فيك جاهلية«[،ــ 9]الحجرات:

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

والحكم بالنار؛ ألنه كفر كفرا مخرجا من الملة، وإن جاء التنصيص عليه في[.93 ]النساء: }خالدا فيها{آية النساء في القتل العمد:

)ومناسبة إيراد هذا عقب ما تقدم من أن المعاصي غير الشرك ال ينسب صاحبها إلى الكفر المخرج عن الملة على هذا التقرير

ظاهرة.ــد قوله: "حدثنا أبو الوليد" هو الطيالسي( ، واســمه هشــام ابن عب

)قوله: "وحدثني بشر" هو في الروايات المص��ححة ب��واوالملك. العطف، وفي بعض النسخ قبلها صورة ح، فإن كانت من أص��ل

، يعــنيالتصنيف فهي مهملة مأخوذة من التحويل على المختار( وإن كـانت عنــد المغاربـة..، هي من التحويـل عنــد األكـثر، وإن كـانت عنــد

؛ ألن بعضــهم يقــول: هي)فهي مهملة(المغاربة اختصار الحديث، يقول: معجمة، خ: رمز المصنف كأن السند رجع إليه.

)وإن كانت مزي��دة من بعض ال��رواة فيحتم��ل أن تك��ون مهمل��ة ك��ذلك أو معجم��ة م��أخوذة من البخ��اري؛ ألنه��ا رم��زه، أي ق��ال البخ��اري. "وح��دثني بش��ر" وه��و ابن خال��د العس��كري، وش��يخه "محمد" هو ابن جعفر المع��روف بغن��در، وه��و أثبت الن��اس في

.شعبة( أيهما أعلى اإلسناد األول أو الثاني؟ األول؛ ألنه يصــل إلى شــعبة بواســطة

واحد، واإلسناد الثاني يصل إليه بواسطة اثنين. )وهو أثبت الناس في شعبة، ولهذا أخ��رج المؤل��ف روايت��ه م��ع

؛ ألن هــذا، يعــني إخــراج أوكونه أخرج الحديث عاليا عن أبي الوليد( ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- اإلسناد الثــاني، األول فيــه علــو اصــطالحي الذي فيه قلة عدد الرواة، والثاني فيه علو أوصاف؛ ألن غندر أثبت أصحاب

شعبة. )ولهذا أخرج المؤلف روايته مع كون��ه أخ��رج الح��ديث عالي��ا عن

؛ ألن)لف��ظ بش��ر(، أبي الوليد، واللفظ المساق هنا لف��ظ بش��ر( القاعدة التي ظهــرت باالســتقراء أن البخــاري إذا روى الحــديث عن اثــنين

فاللفظ لآلخر منهما. )واللفظ المساق هنا لف�ظ بش��ر، وك��ذلك أخ��رج النس��ائي عن��ه وتابعه ابن أبي عدي عن شعبة، وهو عن��د المؤل��ف في تفس��ير األنعام. وأما لفظ أبي الوليد فساقه المؤلف في قصة لقم��ان بلف��ظ: أين��ا لم يلبس إيمان��ه بظلم؟ وزاد في��ه أب��و نعيم في مستخرجه من طريق س��ليمان بن ح��رب عن ش��عبة بع��د قول��ه:

رك لظلم عظيم{ ،[، فط��ابت أنفس��نا(13 ]لقم��ان: }إن الش��ــا: إن الظلم كونهم طابت أنفسهم بمعنى أنه أجاب بجواب شــاف، وإذا قلن باق على عمومه، والتنصيص على فرد من أفــراده يبقى في النفس شــيءا كمــا قــال ابن القيم: الجملــة . لكن يبقى أيضــ من هــذا الظلم وإن قــلــه، بالجملة، والحصة بالحصة، هم يخافون من الظلم الذي يســلب األمن كل

فأخبرهم أن الذي يسلب األمن كله هو الشرك. يشكل. طالب:

كيف يشكل؟ ....... طالب:

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

8

نعم. يقع هذا ....... طالب:

ال، حتى هم خافوا من سلب اإليمان المطلق بأي نوع من أنواع الظلم: أينالم يظلم نفسه؟ وحينئذ ال يحصل لنا األمن، وضده الخوف.

)واقتضت رواية شعبة هذه أن هذا الس��ؤال س��بب ن��زول اآلي��ةرك لظلم؛ ألنــه قــال: فــأنزل اللــه األخرى التي في لقمان( }إن الشــ

)لكن رواه البخ��اري ومس��لم من طري��ق[،ــ 13 ]لقمــان: عظيم{ ،أخرى عن األعمش، وهو س��ليمان الم��ذكور في ح��ديث الب��اب(

)ففي رواية جرير عن��ه ق��الوا: أين��ا لمسليمان بن مهران األعمش، »ليس بذلك، أال تسمعون إلى ق��وليلبس إيمانه بظلم؟ فقال:

ــق،(لقمان« ، فأحالهم على ما جاء فيما نزل سابقا؛ ألنه ال يحال على الح »ليس بذلك، أال تسمعون إلى قول)فقال: وإنما يحال على سابق،

،»ليس كم��ا تظن��ون«، وفي رواي��ة وكي��ع عن��ه فق��ال: لقمان« »إنم��ا ه��و الش��رك، ألم تس��معواوفي رواية عيسى بن يونس:

. إلى ما قال لقمان« وظاهر هذا أن اآلي��ة ال��تي في لقم��ان ك��انت معلوم��ة عن��دهم،

، وهذا يحصــل دائمـا حـتى عنــد الحفـاظ، يغفلـون،ولذلك نبههم عليها(ــا للقـرآن عن عمـل قـوم اآلن لـو تسـأل بعض المتعلمين، ولـو كـان حافظ لوط؟ يقول لك: موجود ما وجــدت الغريــزة كــوطء النســاء، وفي القــرآن:

[؟ غفلــة عن البعض80 ]األعــراف: }ما سبقكم بها من أحد من العالمين{ وسببه عدم التدبر، فتجد النص صريحا يعــني في القــرآن، ولعــدم ارتباطنــا بالقرآن وتدبرنا آلياته يجعلنا نغفل عن مثل هذه األشياء، وإال فاآلية معلومة عندهم، وإن كان فهمها على هذا الوجه واقترانها بآية أخرى قد يخفى على

بعض الخواص. )ويحتم��ل أن يك��ون نزوله��ا وق��ع في الح��ال فتاله��ا عليهم ثم

ــزلتنبههم، فتل��تئم الروايت��ان( ــه احتمــال أن تكــون ن ، يعــني مــا في مرتين؟ يعني بعض اآليات أو بعض السور قالوا في الفاتحة إنها نزلت أكــثر

من مرة. )قال الخطابي: ك��ان الش��رك عن��د الص��حابة أك��بر من أن يلقب

، يعني عند الصحابة وفي عرف غيرهم، الشرك شأنه عظيم؛ ألنبالظلم( الظلم متفاوت: وهو ضع الشيء في غير موضعه قل أو كثر، فشــأنه أخــف

في نفوس الناس من إطالق الشرك. )كان الشرك عند الصحابة أك��بر من أن يلقب ب��الظلم، فحمل��وا الظلم في اآلية على ما عداه يعني من المعاص��ي، فس��ألوا عن ذلك فنزلت هذه اآلية، كذا قال، وفي��ه نظ��ر، وال��ذي يظه��ر لي أنهم حملوا الظلم على عمومه الش��رك فم��ا دون��ه، وه��و ال��ذي يقتضيه صنيع المؤل��ف، وإنم��ا حمل��وه على العم��وم؛ ألن قول��ه

نك��رة في س��ياق النفي، لكن عمومه��ا هن��ا بحس��ب}بظلم{.الظاهر(

قد يوجد في النص نكرة، ويتقدمها نفي مســلط هــذا النفي على غــير هــذه النكرة، ثم ال ينتبه إلى ذلك، ويقرر أن هذه النكــرة عامــة؛ ألنهــا في ســياق

النفي.

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

طالب: ............ عندي أمثلة، لكن اآلن ما أذكر منها شيئا، وهذا مهم.

)لكن عمومها هنا بحس��ب الظ��اهر. ق��ال المحقق��ون: إن دخ��ل على النكرة في سياق النفي ما يؤكد العموم ويقويه نحو: من، في قول��ه: م��ا ج��اءني من رج��ل، أف��اد تنص��يص العم��وم، وإال

، يعــني مــا هي بنص في العمــوم،فالعموم مستفاد بحسب الظ��اهر( لكن الظاهر، أما إذا دخل عليها مؤكــد كمن الــتي يســمونها زائــدة، صــارت

)وإال فالعموم مستفاد بحسب الظاهر كما فهمهنصا في العموم. الصحابة من هذه اآلية، وبين لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-

.أن ظاهرها غير مراد(ن لهم يعني األصل في تركيب الكالم أنها تفيد العموم ولو بالظاهر، لكن بيــه النبي -عليه الصالة والسالم- أن هذا الظاهر وإن كان يفيده السياق إال أن

؛ ألن العــام إمــا)غير مراد، بل هو من العام الذي أريد به الخ�اص(أن يكون باقيا على عمومه، أو يكون عاما مخصوصا أو أريد به الخصوص. )فالمراد بالظلم أعلى أنواعه وهو الشرك، ف��إن قي��ل: من أين يلزم أن من لبس اإليمان بظلم ال يك��ون آمن��ا وال مهت��ديا ح��تى شق عليهم، والسياق إنما يقتضي أن من لم يوج��د من��ه الظلم

، يعــني هم فهمــوا من مفهــوم اآليــة ال من منطوقهــا،فهو آمن ومهت��د( )من أين يل���زم أن من لبس اإليم���ان بظلم ال يك���ون آمن���ا وال مهتديا حتى شق عليهم، والسياق إنما يقتضي أن من لم يوج��د منه الظلم فهو آمن ومهتد، فما ال�ذي دل على نفي ذل�ك عمن

وجد منه الظلم؟ فالجواب: أن ذلك مستفاد من المفهوم، وهو مفه��وم الص��فة،

على}لهم{أو مس��تفاد من االختص��اص المس��تفاد من تق��ديم ــه أي لهم األمن ال لغ���يرهم(}األمن{ ــيرهم ممن لبس إيمانـ ، ال لغـ

}إياك نعب��د{)ك��ذا ق��ال الزمخش��ري في قول��ه تع��الى: بظلم، }كال إنه��ا كلم��ة ه��و[، وق��ال في قول��ه تع��الى: 5]الفاتح��ة:

يفي��د}قائله�ا{ على }ه�و{[ تق�ديم 100 ]المؤمن��ون: قائلها{االختصاص أي: هو قائلها ال غيره. رك لظلم عظيم{ف���إن قي���ل: ال يل���زم من قول���ه: }إن الش���

رك لظلم{، لــو قيــل: [(13]لقمان: فقــط، اقتضــاء اختصــاص}إن الشــــال: ــا ق ــا ليس}عظيم{الظلم بالشــرك، لكن لم ــاك ظلم دل على أن هن

بعظيم دون الشرك. لكن هــذه اللفظــة يــا شــيخ مــع قولــه -صــلى اللــه عليــه وســلم-:طالب:

هو الذي جعل أنفس الصحابة تطيب؟ »الشرك أظلم الظلم«نعم، يجيء التكلم عنه إن شاء الله.

رك لظلم عظيم{)ف���إن قي���ل: ال يل���زم من قول���ه: }إن الش��� [ أن غ��ير الش��رك ال يك��ون ظلم��ا؟ ف��الجواب: أن13]لقم��ان:

، لكن وصــفه بكونــه عظيمــا للتعظيم(}لظلم{التن��وين في قول��ه: يدل على أن ما عداه يطلق عليه أنه ظلم لكنه ليس بعظيم.

)وق�د بين ذل�ك اس�تدالل الش�ارع باآلي�ة الثاني��ة، فالتق�دير: لم يلبسوا إيمانهم بظلم عظيم، أي بشرك؛ إذ ال ظلم أعظم من��ه،

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

10

وقد ورد ذلك صريحا عند المؤل��ف في قص��ة إب��راهيم الخلي��ل - عليه السالم- من طريق حفص بن غي��اث عن األعمش ولفظ��ه:

»ليس كم��اقلن��ا ي��ا رس��ول الل��ه، أين��ا لم يظلم نفس��ه؟ ق��ال: تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم أي بشرك، أولم تس��معوا إلى

فذكر اآلية، واستنبط منه الم��ازري: ج��واز ت��أخيرقول لقمان« ، ألنــه مــا بين المــراد بهــذا الظلم وقت نــزولالبيان عن وقت الحاجة(

اآلية، تأخر البيان إلى أن سألوا، فاستنبط منه المازري جــواز تــأخير البيــان عن وقت الحاجة، لكن هل كانت الحاجــة داعيــة إلى أن يــبين لهم في أول األمر، أو أن الحاجة دعت إلى البيان حينما استشــكلوا؟ حينمــا استشــكلوا،

إذا تأخير البيان إلى وقت الحاجة، وهذا جائز باالتفاق. )ونازعه القاضي عي��اض فق��ال: ليس في ه��ذه القص��ة تكلي��ف عمل، بل تكليف اعتقاد بتصديق الخبر، واعتق��اد التص��ديق الزم

، االعتقــاد ألول وروده، أنت عليــك أنألول وروده، فما هي الحاجة؟( ترضى وتســلم بمــا قالــه اللــه -جــل وعال-، لكن إذا كــان االعتقــاد ال يتم إالــة بالتفصيل والبيان، ال يتم إال بهذا التفصيل والبيان، فإن الحاجة تكون داعينت وال فصلت وال احــتيج لهذا التفصيل والبيان. لكن هناك أمور مجملة ما بي

إلى بيانها وتفصيلها، فيجب اإليمان بها إجماال. )ونازعه القاضي عي��اض فق��ال: ليس في ه��ذه القص��ة تكلي��ف عمل، بل تكليف اعتقاد بتصديق الخبر، واعتق��اد التص��ديق الزم ألول وروده، فم��ا هي الحاج��ة؟ ويمكن أن يق��ال: المعتق��دات أيضا تحتاج إلى البيان، فلما أجمل الظلم ح��تى تن��اول إطالق��ه

، قد يتأخر البيان؛ ليكون أوقع في نفس السامع.جميع المعاصي( ....... طالب:

السبعون األلــف، ذكــر الســبعين ودخــل الــبيت، فبــات النــاس يــدوكون، ثمأخبرهم بعد ذلك، لماذا؟ ليكون أوقع في نفوسهم.

)فلما أجمل الظلم ح�تى تن�اول إطالق�ه جمي�ع المعاص��ي ش�ق عليهم ح��تى ورد البي��ان، فم��ا انتفت الحاج��ة، والح��ق أن في القصة تأخير البيان عن وقت الخطاب؛ ألنهم حيث احتاجوا إليه

ــالم يتأخر( ، يعني تأخير البيان إلى وقت الحاجة، والحاجــة متفاوتــة، أحيانــا تكــون الحاجــة ملحــة في أمــر يفــوت، تكون الحاجة ليست ملحــة، وأحيان وحينئذ ال يجوز تأخير البيان، إذا كــانت الحاجــة غــير ملحــة، وينتظــر أن تلح

الحاجة، فتأخير البيان عنها أمره سهل، يعني إذا كانت غير ملحة.وا{)قول��ه: [ أي لم يخلط��وا، تق��ول:82 ]األنع��ام: }ولم يلبس��

. لبست األمر بالتخفيف( ....... طالب:

مطلق، األمن مطلق. ....... طالب:مطلق. ....... طالب:

فيه بيان، لكن الحصـر هنـا المسـتفاد من الجـواب من أجـل رفـع مـا شـقعليهم.

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

وا{) [ أي لم يخلط��وا، تق��ول: لبس��ت82 ]األنع��ام: }ولم يلبس�� األم��ر ب��التخفيف، ألبس��ه، ب��الفتح في الماض��ي، والكس��ر في المستقبل، أي خلطته، وتق��ول: لبس��ت الث��وب ألبس��ه بالكس��ر

ــوب غــير لبســتفي الماض��ي والفتح في المس��تقبل( ، لبســت الثاألمر، هناك خلطت ولبس الثوب واضح معروف.

)وقال محمد بن إس��ماعيل ال��تيمي في ش��رحه: خل��ط اإليم��ان، ألنهما..بالشرك ال يتصور(

متضادان.طالب: ال يجتمعان، ال يمكن اجتماع اإليمان والشرك، إال حيث يكون الشرك أصغر

فيمكن اجتماعه مع اإليمان. )وقال محمد بن إس��ماعيل ال��تيمي في ش��رحه: خل��ط اإليم��ان بالشرك ال يتصور، فالمراد أنهم لم تحص��ل لهم الص��فتان كف��ر متأخر عن إيمان متقدم، أي لم يرت��دوا. ويحتم��ل أن ي��راد أنهم لم يجمعوا بينهما ظاهرا وباطن��ا، أي لم ين��افقوا، وه��ذا أوج��ه؛ب��ه المص��نف بب��اب عالم��ات المن��افق، وه��ذا من ب��ديع ولهذا عق

ترتيبه. ثم في هذا اإلسناد رواية ثالثة من الت��ابعين بعض��هم عن بعض: وهم األعمش عن ش��يخه إب��راهيم بن يزي��د النخعي عن خال��ه

ــة منعلقم��ة بن قيس النخعي، والثالث��ة كوفي��ون فقه��اء( ، ثالث التابعين يوجدون في األسانيد كثيرا، وأقل منهم أربعة، وقــد يوجــد خمســة، ووجد في أنزل إسناد ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض على نسق، ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض في حــديث يتعلــق بفضــل ســورة اإلخالص عند النسائي، وفيه مصنف خاص البن عدي، أنزل حــديث، وأشــار النسائي إلى أن هذا أنزل حــديث في الــدنيا، ســتة من التــابعين في طبقــة

واحدة يروي بعضهم عن بعض. )ثم في هذا اإلسناد رواية ثالثة من التابعين بعض��هم عن بعض: وهم األعمش عن ش��يخه إب��راهيم بن يزي��د النخعي عن خال��ه علقمة بن قيس النخعي، والثالثة كوفي��ون فقه��اء، وعب��د الل��ه الصحابي هو ابن مسعود. وهذه الترجمة أحد م��ا قي��ل في��ه إن��ه

، نراجع العراقي، العراقي: أصح األسانيد( وقيل مالك عن نافع فيما رواه الناسك مواله عنه واخــتر حيث يســند

الشافعي قلت وعنه أحمد... ماذا بعد؟

....... طالب:وجزم ابن حنبل بالزهري عن سالم أي عن أبيه البري

ماذا بعد؟ ....... طالب:

وقيل زين العابدين عن أبه عن جده وابن شهاب عنه به ....... طالب:

عن السلمان عنه أو األعمش عن ذي الشان ....... طالب:هذا هو.

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

12

عن ابن مسعود ولم من عممه. )واألعمش موصوف بالتدليس، ولكن في رواية حفص بن غياث التي تقدمت اإلشارة إليها عند المؤلف عنه حدثنا إبراهيم، ولم أر التصريح بذلك في جميع طرق��ه عن��د الش��يخين وغيرهم��ا إال

في هذا الطريق. وفي ه��ذا المتن من الفوائ��د: الحم��ل على العم��وم ح��تى ي��رد

، يعني خالفا لمن قــال: يتوقــف حــتى يوجــد المخصــص،دليل الخصوص(يعني ال يعمل بالعام حتى يوجد المخصص.

....... طالب: حتى يوجد، ويطردون ذلك فيقولون: إنه ما من عام إال وقد خص، إال قالوا: أربــع آيــات، لكن شــيخ اإلســالم ابن تيميــة -رحمــه اللــه- في الفتــاوى ذكــر العمومات التي في سورة الفاتحة وأوائل البقــرة معــدل ورقــة من البقــرة

كم{إلى: اس اعبدوا رب ها الن [، ذكر عمومات كثــيرة جــدا21 ]البقرة: }يا أيباقية على عمومها.

)وأن النك��رة في س��ياق النفي تعم، وأن الخ��اص يقض��ي على الع��ام، والم��بين على المجم��ل، وأن اللف��ظ يحم��ل على خالف

.ظاهره؛ لمصلحة دفع التعارض( أال يمكن أن يقال: إن هذا من باب تطمين الصحابة وجــبر خــواطرهم، وإال فاإلشكال بــاق؛ ألنــه فيمــا يقابــل عمــوم الظلم عمــوم األمن، وأهــل العلم قرروا ذلك، ابن القيم وغيره قرروا، مــا خفي عليهم اإلشــكال الــذي أورده الصحابة، فهل يمكن أن يقال في مثل هذا: إنه من بــاب تطمينهم؟ ومثلــه: لو جاءك شخص خائف وجل من أمر هو ال يحتــاج إلى مزيــد منــه، فتخفــف عنه بقدر اإلمكان، لكن لو جاءك واحد غــير مكــترث، تعاملــه مثــل معاملــة األول؟ مــا تعاملــه مثــل معاملــة األول. لكن فيمــا يــترتب عليــه بيــان حكمالم- أمــر عبــد الـرحمن أن وعمل ال، ما نقول: إن النبي -عليه الصالة والسـ يعمر عائشة من التنعيم؛ جبرا لخاطرها، فيكون خاصا بها، هذا ما يكون فيــذه خاصــة األحكام، جبر خاطرها نعم بحبس الناس، ما نقول: إن العمرة ه

بعائشة، هذا حكم شرعي، وحبس الناس من أجله؛ تطييبا لخاطرها. ،"ظلم دون ظلم"، )وأن درج��ات الظلم تتف��اوت كم��ا ت��رجم له

وأن المعاصي ال تسمى ش��ركا، وأن من لم يش��رك بالل��ه ش��يئافله األمن وهو مهتد.

فإن قيل: فالعاصي قد يع��ذب، فم��ا ه��و األمن واالهت��داء ال��ذي حصل له؟ ف��الجواب: أن��ه آمن من التخلي��د في الن��ار مهت��د إلى

.طريق الجنة( ....... طالب:

نعم، فهو مطلق األمن، ما هو باألمن المطلق. ....... طالب:

نعم. لكن يبقى أن المسألة تحتــاج.. ويبقى أن النظــر إلى المستشــكل قــد يختلف الجواب فيه من حال إلى حال، ومن شــخص إلى شــخص، كمــا هــوــو جئت الشأن في عالج المشاكل، مشاكل الناس، فالنصوص عالج، يعني لــات وكــذا مــاذا تلقي ــراخ وتضــييع للواجب ــه تســاهل وت في مجتمــع مثال في عليهم؟ نصوص الوعد؟ ال، نصوص الوعيد. لكن لو جئت إلى مجتمع متشدد

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

ــذين ــات نصــوص الوعــد. فالصــحابة ال ــذا، ه ومضــيقين على أنفســهم وك اشتشــكلوا -رضــوان اللــه عليهم- هــذه اآليــة يحتــاجون إلى شــيء من

التطمين.اللهم صل على محمد.

هل يجوز عند ج��رح راو معين أو ط��الب علم أو ش��يخ،هذا يقول: هل ال بد من ذكر حسناته وهو المعروف بقاعدة الموازنات؟

ال شــك أن اإلنصــاف مطلــوب، والمــيزان لــه كفتــان: كفــة حســنات وكفــة سيئات، وأما سلب الحسنات بمجرد الوقوع في السيئات هذا ما يعــرف إال عند اإلحباطية، فينبغي أن ينصف، واإلنصاف عزيــز. يبقى أنــه إذا كــان هــذا الشخص ضرره متعد، ويخشى أن يتــأثر النــاس بــه، وإذا مــدح تلقفــه بعض من يتلقف هذا المدح من ال يفهم واغــتر بــه وبضــرره المتعــدي هـذا شــيء آخر، مثل تفســير الكشــاف مثال ال ينكــر أن فيــه فوائــد ال توجــد في غــيره، تفسير الرازي فيه نكات ال توجد في غيره، لكن مثل هذا الكالم يقــال عنــد آحاد الطالب يروح يغتر ويشتري الكتاب ويتضرر به؛ ألن فيــه ضــررا كبــيرا،

في كل من الكتابين ضرر كبير، وحينئذ يقتصر على ذكر هذا الضرر. وأقول: ال مانع من أن تجــرد المســاوئ والمؤاخــذات في مصــنف في مثــل هذين الكتابين؛ ألن ضررها بالغ على الصــغار من المتعلمين، وأمــا بالنســبة لمن رسخت قدمه، واستطاع أن يميز بين الحق والباطل، وأراد أن يستفيدــد، ــه في مجل ما منه مانع. تجيء إلى مثل فتح الباري تجرد المؤاخذات علي ثم إذا رآه طالب العلم قــالوا: مــا هــذا الكتــاب الــذي كلــه أخطــاء؟ ونفعــه عظيم، والمخالفات التي فيه مغمــورة في بحــار الحســنات الموجـودة فيــه وشــدة حاجــة النــاس إليــه. ففــرق بين كتــاب وكتــاب، وفــرق بين شــخص وشخص، شخص يحتاجه النــاس، عنــده من العلـوم مـا ال يوجـد عنــد غـيرهــبين هــذا وعنده من الصدق واإلخالص ما ال يوجد عند غيره، أخطأ أخطــاء ي وهذا، ال مانع، لكن شخص األمة لو هو ما وجد ما تضرروا بشيء؛ ألنه هناك الموازنات بين الضرر البالغ في مقابل الحسنات والنفع الذي ال يقاوم مثــل هذا الضرر، وهناك النفــع البــالغ الــذي ال يمكن أن يســتغنى عنــه بحــال في

مقابل سيئات يسيرة أو مؤاخذات يسيرة، فالحكم للغالب. ....... طالب:

معروف، أبو ذر أصدق لهجة ممن؟ ما أقلت الخضراء وال أظلت، مــا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. معروف فضله، األصــل فيــه الفضــل، إذا عرف واشــتهر وصــار عنــده ســيئة واحــدة تــبين؛ ألنــه مــا يحتــاج إلى بيــان

حسناته، هي األصل. م��ا تم ش��رحه من ط��رفكم ه��ل ه��و الب��اعث الح��ثيث أويقــول:

؟ اختصار علوم الحديث الباعث الحثيث هو الشرح للشيخ أحمــد شــاكر، واالختصــار علــوم الحــديثــير، للحافظ ابن كثير هو المقصود. المشروح اختصار علوم الحديث البن كث

وقد فرغ في مجلدين كبار. يقول: تنتشر بين الناس رجال ونساء مقاطع فيديو تصور حــال إخواننــا فيــل، ولكن ــل والتمثي سوريا وما يحصل لهم على أيدي الظلمة من أنواع القت بعضــها يظهــر حــتى العــورات لهــؤالء القتلى، فهــل مصــلحة إظهــار الحــق

والواقع تبيح مثل هذه األشياء؟

شرح كتاب صحيح البخاري )147 )

14

ال شك أن إظهار هذه الجرائم له أثر كبــير في الــرأي العــام، لكن يبقى أن ما ال يجوز إظهاره ال يجوز إظهاره، العـورات المغلظــة ال يجــوز بحــال. أمــا المخفــف فمصــلحة إظهــار ذلــك للــرأي العــام وصــعوبة تغطيــة مثــل هــذهــوز األشياء، وهي أمور أخف من العورات المغلظة، العورات المغلظة ال تج بحال، ولذلك ال يعفى عن انكشافها في الصالة ولو يسير بخالف مــا دونهــا، إن كشف يسير ثم غطي بسرعة فما يضر هذا، انكشــف الفخــذ ثم أعــاده، انكشف ما تحت السرة وفوق العورة وستره بسرعة، هذا ما يضــر. ففــرق

بين العورة المغلظة هذه ال يجوز إبداؤها بحال. ....... طالب:

يعني ما ترى؟ ....... طالب:

....... كأنها مغطاة، يعني غطيت بما غطاها من السواد وغيره. ....... طالب:

تصوير أيش؟ ....... طالب:

الناس تجاوزوا مثل هذه األمور. ....... طالب:

الذي يتورع عن التصوير ال ينشر، جزاه الله خيرا.ــراءة في ــرح إلى الق ــا من الش ــا من حين انتقلن ــوان، أنن ــا إخ ــظ ي المالح الشروح، ثم االقتصار على فتح الباري أن األعداد تقل، وقد يتصور بعضــهمــرح، وإال أننا مجرد قراءة. لكن هل هذا هو الواقع؟ أنا اآلن بصدد شرح الش ما عندي ما يمنع أني أمسك المتن وأعلق عليه بما يتيسر، ويوجد فوائد إن شاء الله، ولــو لم نتعب عليــه. لكن في كالم الشــارح قــد يمــر أشــياء نحن

ــدي ــوقت عن ــة ال ــا، وحقيق ــة إليه ــعف للتعب علىبحاج اآلن صــار ال يسالدروس. فهذا عذري، والله المستعان.

....... طالب:اللهم صل على محمد.

....... طالب:انتهى اإلشكال إذا قلنا إنه ما فيه ظلم إال الشرك.

المقصود بهذا ....... طالب:بهذه .......