55
لقتصــادسة الحسـبة في ا مــــكانة مـؤسسلمي اللقتصاديد الفســــاء على القضـــــا في ا ودورها صالحيلدكتور صالحذ الستا اوم التسييرقتصادية وعلوم العلية ال عميد كلمعة سطيف، الجزائر جا)ديةطبعة تهي( ـــخص البحث مـلسلميد اللقتصات اسا مؤسن أهمسة الحسبة م تعد مؤس

12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

السلمي

ودورها في القضـــــاء على الفســــاد القتصادي

الستاذ الدكتور صالح صالحيعميد كلية العلوم القتصادية وعلوم التسيير

جامعة سطيف، الجزائر

)طبعة تهيدية(

مـلـــخص البحث

تعد مؤسسة الحسبة من أهم مؤسسات القتصاد السلمي

Page 2: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 5

التي تتميز بخصوصيتها الحضارية. وتؤدي دورا أساسيا في مجال الرقابة الحتسابية التوجيهية للنشاط المجتمعي بصورة تضمن

السلمة المتوالية للحياة القتصادية ، والخلقة المتنامية للسلوك القتصادي الجتماعي، فينعكس ذلك في الحد من نمو آليات

الفساد القتصادي الذي تعاني منه معظم القتصاديات السلمية، فتساهم في الترقية المضطردة لدائها، والرفع من قدراتها التنافسية في عالم يقوم فيه الصراع القتصادي على أسس

عقائدية وأيديولوجية.

ولقد أضحت الضرورة ملحة لمأسسة النشاط الحتسابي، وتوسيع مجالته ليشمل المستجدات المتعلقة بالحياة المجتمعية

القتصادية والجتماعية ..ليتكامل دورها و تنظيمها مع باقي عناصر المنظومة المؤسسية للقتصاد السلمي في إعادة بناء

القدرات القتصادية للمة السلمية لمواجهة تحديات القرن الواحدوالعشرين.

Abstract

Hisbah’ is one of the main islamic institutions.It is meant to

play an important role in the control and orientation of social

Page 3: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

6 السلمي

activities so as to lead to a gradual islamization of all aspects of

economic life. The ultimate goal is to discourage the informal growth

of corruptive mechanisms existing in most Islamic countries.

It has become necessary to institutionalize “hisbah” activities

and enlarge its scope to touch all aspects of social and economic life.

“Hisbah” should be regarded as one of the main institutions which

will have a vital role in preparing the “Ummah” to face the

challenges for the forthcoming events of the 21st century.

مقدمة:

القتصاد السلميمؤسسة الحسبة من بين أهم مؤسسات التنموي القتصادية للمنهج المذهبية التي تنبثق عن تطبيق

في واقع الحياة النسانية،السلمي وتجسيد منظومته المؤسسية

Page 4: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 7

و تنبع أهميتها من كونها الوسيلة الفعالة لرفع مستويات الداء التي تتطلبها عمليات التغيير الجذري و الصلح الشامل لتحقيق أهداف

وربط حركية النشاط القتصاديالتنمية و تجسيد أولوياتها والجتماعي بالضوابط الشرعية و الخلقية والعقائدية السلمية

أسلمة الحياة القتصادية وأخلقتها والرتقاءبصورة تساعد على وأشكالجاوز أوضاع التخلف الحاليةبمستويات الداء القتصادي لت

الفساد المرتبطة بها. التالية :لمحاورو سوف نتناول هذا الموضوع ضمن ا

مدخل للتعريف بالحسبة ومكانتها في• القتصاد السلمي ودورها في محاربة الفساد

القتصادي. المكانة الوظائفية للحسبة ودورها في تقليص•

آليات على الفساد القتصادي. المكانة الدارية لمؤسسة الحسبة ودورها في•

الفضاء على الفساد القتصادي.

الول المحور مدخل للتعريف بالحسبة ومكانتها في القتصاد السلمي ودورها في

محاربة الفساد القتصادي

: تعـــــــريف الحسبة أول

Page 5: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

8 السلمي

ــز على ــا ترك ــة جله ــب الفقهي ــي الكت ــة ف التعريفات الشائع المفهوم اللغوي و الشرعـي للحسـبة المـر الذي يسـتدعي ضرورة بلورة مفهوم شامــــل يــــبرز التفعيــــل النظري التحليلي للمفهوم الفقهـي الشرعـي فـي واقــع الحياة المعاصـرة، و لذلك ســنتعرض للتعريف الشرعي الفقهي، ثم نحاول صياغة تعريف ملئم ينسجم

اقتصادي السلمي.مع التنظير الحالي في الفكر الالتعريف الشرعي الفقهي للحسبة - 1

الحسبة عند القاضي أبي يعلي هي : " أمر بالمعروف اذا

وعرفها أبن خلدون(1)ظهر تركه ونهي عن المنكر اذا ظهر فعله "

بأنها:" وظيفة دينية من باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر

الذي هو فرض على القائم بأمور المسلمين يعين لذلك من يراه

أهل له، فيتعين فرضه عليه، ويتخذ العوان على ذلك، ويبحث عن

المنكرات، ويعزر ويؤدب على قدرها، ويحمل الناس على المصالح

(2)العامة ... "

و عرف جمهور الفقهاء الحسبة بأنها :" المر بالمعروف

(3)الذي ظهر تركة و النهي عن المنكر إذا ظهر فعله

و المعروف هو ما تعارف عليه العقلء من أفعال نافعة و

هو عكس ذلكأعمال صالحة بالمعايير العلمية و النقلية، و المنكر

من النشطة والممارسات الضارة بالحياة الفردية والجماعية.

إن التعريف السابق للحسبة واسع و غير محدد ذلك أن

هناك مؤسسات أخرى تشترك في صفة المر بالمعروف و النهي

عن المنكر، فضل عن ضرورة تفصيل هذا العموم بمفهوم يترجم

تلك المصطلحات إلى لغة العصر في الميدان الرقابي، كما هو

Page 6: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 9

مبين في تعريف د. محمد المبارك للحسبة بأنها " مؤسسة رقابة

إدارية تقوم بها الدولة عن طريق موظفين خاصين على نشاط

الفراد في مجال الخلق و الدين و القتصاد أي في المجال

الجتماعي بوجه عام تحقيقا للعدل و الفضيلة وفقا للمبادئ

المقررة في الشرع السلمي و العراف المألوفة في كل بيئة و

(4)زمان" ولقد وردت آيات كثيرة تؤكد على هذه الوظيفة الدينية في المجتمع قال تعالي:" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون

وقال110بالمعروف وينهون عن المنكر " سورة آل عمران الية والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرونتعإلى:

.72 سورة التوبة الية بالمعروف وينهون عن المنكر نحو تعريف أشمل للحسبة: -2

يمكن تعريف الحسبة بأنها المر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين يتجسدان في العمل الرقابي التوجيهي الترشيدي

للنشاط المجتمعي العام و الخاص في المجتمع السلمي لينسجم ة و القيم الخلقية و المعايير الموضوعية منذهبيمع الصول الم

أجل رفع كفاءة الداء الذي في إطاره يتحقق السلوك الرشيد الذي يعظم المصلحة المجتمعة الفردية و الجماعية، الحالية

المنية وللعمال والمستقبلية، الدنيوية والخروية. و هي مكملة القضائية و حلقة من الحلقات الرسمية للتنظيم المجتمعي .

و مؤسسة الحسبة إذن هي ذلك الجهاز المؤسسي الرقابي الحديث الذي يشرف على إنسجام النشطة المجتمعية مع المبادئ

المذهبية و الضوابط الشرعية و الموضوعية للمنهج السلمي و هي بهذه الصفة من المؤسسات الخاصة بهذا المنهج و المنبثقة

عن تطبيقه في الواقع . فهي أشمل من المؤسسات الرقابية الجزئية في

القتصاديات الحديثة، لنها تجسد النظرة المتكاملة لهمية التأثيرات المتبادلة بين مختلف ميادين الحياة و نواحيها المادية و

Page 7: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

10 السلمي

المعنوية، و إنعكاساتها على العملية التنموية . ن التحليل القتصادي أضحى عاجزا عنهو ملحظ أو كما

اللمام بجوانب متعددة من الواقع القتصادي الذي توسعت فيه النشطة الخفية المرتبطة بتطور آليات الفساد القتصادي التي

ساهمت في زيادة الريوع الستغللية غير المنتجة، و لهذا من الضروري التأكيد على أهمية الدراسة العلمية الموضوعية

لقتصاديات الفساد التي ل تتوقف عند التفسير الخلقي للسلوكالنساني المنحرف.

و إذا كان الدكتور جورج قرم يرى بأنه من أجل استبيان " آليات الفساد القتصادية ل بد من إجراء تحليل موضوعي، بل

. 5رجوع للمفاهيم الخلقية" فنحن نرى بأن الكثير من القيم الخلقية اليجابية المتجددة في الحياة المجتمعية ل يمكن تفعيلها في الواقع القتصادي بدون

(6)العتماد على جهاز مؤسسة رقابي يبحث عن النحرفات

السلبية سواء كان مصدرها أخلقيا أم كان خلف ذلك، و يقوم بالتوجيه المتواصل، والتقويم الدائم الذي يحد من تطور آليات

الفساد القتصادي و الجتماعي و السياسي و الثقافي، و ذلك لن الفساد القتصادي تتفاعل و تنمو بشكل مضطرد في ظلآليات

و الثقافيةانتشار الفساد في نواحي الحياة السياسية و الجتماعية الخ .. .و العلمية

و نرى أهمية السبق التطبيقي في المذهبية القتصادية السلمية في إدراك ذلك الرتباط بين مختلف نواحي الحياة، و

في عدم ترك سير الحياة القتصادية للقوانين الطبيعية و الليات لمذهبية الرأسمالية، أو للقوانين واالخفية للسوق التي تنظمها

الليات الجبارية التي تفرضها النخب المهيمنة على الدولة في المذهبية الشتراكية، فكان طبيعيا العتماد على مؤسسة الحسبة

التي قامت بدور ريادي كبير في توجيه النشطة المجتمعية .اتالنحرافتطور الفساد ونمو بشكل دائم من قللتبصورة

Page 8: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 11

السلمية يلحظلقتصاديات و المتفحص في الواقع الحالي ل إلى أي مدى إستشري الفساد بمختلف مظاهرة و أضحى آلية

جهود التغييرتطبيق السياسات القتصادية، وتعرقل تعيق التصحيحية التي تتطلبها عملية التنمية الشاملة التي ل يمكن أن

تنطلق بدون إعادة العتبار للدور التنموي لمؤسسة الحسبة باعتبارها إحدى أهم مؤسسات القتصاد السلميالرقابية الحديثة

.

ثانيا: نشـــــــأة الحسبة و تطورها و تعطيلها

نشأة الحسبة :- 1 لقد كانت نشأة الحسبة مرتبطة بانتشار المبادئ المذهبية و

التعاليم الخلقية و التوجيهات العقائدية التي تجسد الخصائص الحضارية للمجتمع السلمي، و كان تنظيمها في بداية المر،

النشاط المجتمعي السائد، و طبيعةة محدودا و بسيطا بساطالنسان الذي كان شديد التمسك بالتشريعات التي تحكمه.

ونظرا لهميتها فقد كانت قيادة المجتمع ممثلة في الرسول وخلفائه من بعده تقوم بالشراف المباشر على النشاط

الحتسابي يقول أبو الحسن الماوردي:" والحسبة من قواعد المور الدينية وقد كان أئمة الصدر الول يباشرونها بانفسهم

و لهذا نرى بعض المؤرخين و(7)لعموم صلحها وجزيل ثوابها" الفقهاء و المهتمين بالبحث في موضوع الحسبة يرجعـــون

و(8) و عهد خلفائه الراشدين "نشـــأة خطتها إلى عهد الرسول يصر بعض المستشرقين و من تأثير بهم من المؤرخين إلى التأكيد على الصل اليوناني الروماني للحسبة، فالمستشرق ديمومبين "

Demombynesيرى بأنه: " ليس ثمة شك في أن الحسبة " اقتبست من البيزنطيين ثم صبغها المسلمون بالصبغة السلمية

. على أساس أن المسلمين : " لم يكن لهم ما يمكن أن(9)" يقدموه بديل عنها يضاف إلى ذلك أنهم شغلوا بالحروب والفتح

الوظيفة- اليونانية -التي أصبح هذه مدة طويلة،واستمرت المشرف عليها يسمى المحتسب أيام المويين والعباسيين في

Page 9: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

12 السلمي

المشرق،كما عرفت في الندلس حيث كان المحتسب يسمى.(10)صاحب السوق "

و الحقيقة أن هذا الزعم غير صحيح إذ لو كان المسلمون قد اقتبسوا وظيفة الحسبة من اليونان والرومان، " لبقوها في

الشام و مصر حين الفتح كما أبقوا سائر الوظائف الدارية التي ل ، بل فل يعقل و لن : " يخطر بالبال أنهم(11)تتعارض و السلم"

اليونانية . و(12)بموجب التأثير و التفاعل انتحلوا ترتيبها و أنظمتها" بالتالي فإن أصلها من صميم المجتمع و تجسيد لتميزه و

خوصصيته. بل لعل المر المؤكد هو انتقال مؤسسة " الحسبة من الدولة السلمية التي إلى المملكة الصليبية ببيت المقدس، و أن الصليبيين استخدموها كما استخدمها المسلمون بذاتها وصفتها "

(13)

تطور مؤسسة الحسبة و تعطيلها - 2 بتطور المجتمع و اتساع أنشطته و تنوع معاملته بدت الضرورة ملحة لنشاء جهاز مستقل يتولى الوظيفة الرقابية

الحتسابية التي بموجبها ترتفع كفاءة الداء الفردي و الجماعي عند القيام بالعمال الساسية و المهام الضرورية التي يتطلبها

تطور المجتمع بصورة مضطردة، و أصبح ذلك الجهاز ولية مستقلة يقول ابن السلميةأضحت من بين الوليات المهمة في الدولة

خلدون " ثم لما انفردت وظيفة السلطان عن الخلفة وصار نظره عاما في أمور السياسة اندرجت في وظائف الملك و أفردت

(14)بالولية "

و منذ أواخر العهد الموي بدأت الحسبة تأخذ شكل تنظيموظيفي مستقل

وكان العصر العباسي في عهد الخليفة المهدي الذي استقرت فيه الدولة العباسية العهد الذي ظهرت فيه مؤسسة الحسبة بسلطاتها

الواسعة، و امتدت إلى مدن المشرق و مدن المغرب العربي فالندلس، و أصبح دورها بارزا و حيويا في ضبط و توجيه و

Page 10: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 13

ترشيد السلوك النساني التعاملي في الحياة القتصادية والجتماعية و الثقافية و السياسية، كما سنرى .

و لما تزايدت النحرافات السياسية و انعكست على سائرالوليات و الوظائف

ومن بينها مؤسسة الحسبة بدأت أهميتها تضعف في معظم المدن م( ، إلى أن13الشرقية اعتبارا من القرن السابع الهجري )

تلشت في معظمها، و جاءت حركة الستعمار الغربي الواسع النطاق فعطلت المشروع الحضاري المجتمعي و قضت على ما

تبقى من التنظيمات الحتسابية الرسمية . و استمر تغيب هذه المؤسسة بعد حصول معظم البلدان

استراتيجيات التحديثالسلمية على إستقللها، في إطار لقوانين ولو ما رافقها من نقل مكثف التغريبي لمجالت الحياة

مؤسسات .الأنظمة و ال

ثالثا: مكانة مؤسسة الحسبة في ظل تطور الفساد القتصادي في القتصادياتالسلمية

يقوم القتصاد السلمي على مذهب يشتمل على مجموعة متكاملة من المبادئ العامة والصول الكلية التي تضبط حركية الحياة القتصادية، وهي مستمدة من المقاصد الكبرى للسلم

وعلى ضوئها يتحدد دور الدولة ووظيفة الملكية والنظرة إلى المال، وطبيعة الحرية القتصادية وأشكال توزيع الثروة، ومكانة

القطاعات القتصادية ) العام والخاص والتكافلي...( ... الخ ويتجسد القتصاد السلمي عن طريق نظام اقتصادي يتم في إطاره إعمال المبادئ والصول المذهبية والضوابط الشرعية

في الواقع القتصادي المتجدد من خلل منظومة مؤسسية وإجرائية، تشتمل على العديد من المؤسسات من بينها مؤسسات

تبرز خصوصية القتصاد السلمي وتميزه مثل مؤسسة الزكاة، ومؤسسة الوقاف، ومؤسسات المشاركة المصرفية، ومؤسسات

التأمين التعاونية، ومؤسسة الحسبة الرقابية، وتعد هذه الخيرة من أهم المؤسسات التي تجسد الطابع المميز للقتصاد السلمي

Page 11: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

14 السلمي

من خلل أخلقة الحياة القتصادية وتوجيهها توجيها يساهم في رفع كفاءة أداء القتصادات السلمية التي تعاني اليوم من تطور

أشكال الفساد القتصادي وتنامي آلياته بصورة أضحت تؤثر سلبافي حاضرها وتهدد مستقبلها.

ومن هنا تبرز مكانة مؤسسة الحسبة في المساهمة في ترشيد حركية النشاط القتصادي والتقليص التدريجي من تنامي

آليات الفساد من خلل الوظائف العديدة التي يمكن ان تضطلع بها وتنعكس ايجابيا في زيادة القدرات التنافسية للقتصاديات

السلمية نتيجة لرتفاع مستويات النتاجية الشاملة في مناخ حيوي ترتبط فيه الحركية القتصادية بالمعايير الخلقية والقيم

العقائدية، وتنضبط بالسس الموضوعية من خلل ترقية النشاطالمؤسسي الحتسابي.

لقد أكدت تجربة التطور في ظل المنهج الوضعي الـغربي ) العلمنة القتصادية ( بأن فصـل القتصاد عن القيم والخلقيات

أدى إلى تنامي أشكال الفساد القتصادي وتطور الزمات ، وهذا ما جعل البعض يؤكد على أهمية الخلق في∗القتصادية

القضاء على الفساد " إل أن ثمة آخرين ينازعون في تصنيف السلوك ذاته ويعتبرون ان صحة المجتمع الخلقية بصفة عامة هي

وبالتالي فالفساد(15)القضية الساسية فيما يتعلق بتعريف الفساد" يتناسب طردا مع النحرافات والمنكرات الناتجة عن المراض المجتمعية الخلقية وهناك من حصر تعريفه في مجال محدود

يشكل مصدر الفساد مثل التعريف الوارد في تقرير البنك الدولي بأنه :" إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص "

، ولقد تزايد الهتمام بظاهرة الفساد على المستوي العالمي(16) بسبب تنامي خسائره لنه : " يفسد الحوافز ويقوض المؤسسات

ويعيد توزيع الثروة والسلطة لصالح غير المستحقين، وعندما يقوض الفساد حقوق الملكية وحكم القانون وحوافز الستثمار فان

. (17)يشل التنمية القتصادية والسياسية "

Page 12: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 15

وأعيد العتبار لدور الفضائل والخلقيات في الحد من الفساد، وأهميتها في تحقيق الزدهار القتصادي وترسيخ عوامل

ولشك في ان الفساد(18)الثقة وأسس القوة في المجتمع القتصادي ليس ظاهرة جديدة،ولكن الهتمام به في ظل تطور

أشكال العولمة تزايد لتذليل الصعوبات أمام دوائر العمال خاصة.∗في القتصاديات النامية

والحقيقة أن الفساد ل يرتبط بالسلطة العامة فحسب بل نعتقد بأنه أشمل من ذلك وأعقد وأعمق، فالنحراف والمنكرات

المتعلقة باستخدام الثروات المتاحة في هذا الكون وطرق استغللها والنتفاع بها، وأشكال وآليات توزيع الثروات والدخول

وتكاليف التحولت المجتمعية والممارسات التي تنمي الضطرابات الجتماعية والثقافية وتهز الستقرار الجتماعي أمور كلها تعود في معظم الحيان إلى سلوك الفساد المرتبط بفصل

القتصاد عن القيم والخلق وفصل الدين عن الدولة وعلمنة الحياة النسانية... الخ وكل ذلك ناتج عن ممارسات النسان

السلبية، وفي ذلك يقول المولى عز وجل:ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض

وبالتالي كانت. 40 سورة الروم الية الذي عملوا لعلهم يرجعون مؤسسية الحسبة الداة الساسية لمحاربة السلوك الفاسد وما

يرتبط به من منكرات. وتم في القتصاد السلمي إنشاء مؤسسة مستقلة مهمتها القضاء على النحرافات ومحاربة التصرفات السلبية التي تتناقص

مع القيم والمبادئ والخلقيات والقوانين والتشريعات، والعمل على ترقية الممارسات والسلوكات اليجابية في سائر النشطة

المجتمعية القتصادية والجتماعية والسياسية الخ … كل ذلك يعد إدراك لمخاطر النحراف وآثار الفساد على حركية المجتمع وتطوره وبالتالي كان فضل السبق الولي في

التجربة الحضارية السلمية إلى مأسسة وسائل الحتساب للقضاء على الفساد، إل ان استراتيجيات التنمية المرتكزة على فلسفة

التحديث التغربي قد عطلت معظم مؤسسات القتصاد السلمي

Page 13: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

16 السلمي

دون ان تجد بديل يؤدي كافة وظائفها.

المحور الثاني

المكانة الوظائفية للحسبة ودورها في تقليص آليات الفساد القتصادي

تنبــع أهميــة مؤســسة الحســبة مــن حجــم مهامهــا وطبيعــة السلمية للتقليلالقتصاديات في ومكانتها الوظيفية إختصاصاتها

ــادي، و ــاد القتص ــن تطور أشكال وآليات الفس ــو النحرافاتم نم المرتبطــة بــه بصــورة تؤدي إلى ترقيــة الداء القتصــاديالســلبية

ورفـع مسـتويات التنافسـية مـن خلل مدخـل مؤسـسي موضوعـيــة فــي ــة و العقائدي ــة و الخلقي يرتكــز على دور الجوانــب الشرعية والجماعيـة بمختلف النشطـة ة الفردـي تحسـين مسـتويات النتاجـي القتصـــادية و الجتماعيـــة والســـياسية والثقافيـــة فــي المجتمـــع

السلمي . وسوف نبرز المكانة الوظائفية الرقابية لمؤسسة الحسبة

في الميادين التالية: مراقبة مدى اللتزام بمقاييس الجودة و التقان و•

مواصفات السلمة العامة. مراقبة كفاءة القيام بالمهن، و ضوابط أداء الحرف•

المجتمعية المتنوعة . مراقبة و تنظيم السواق و توجيه المعاملت المرتبطة•

بها . مراقبة عمليات جباية و تحصيل و إنفاق الموارد المالية•

العامة و المحلية .

Page 14: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 17

مراقبة عمليات إقامة القاعدة الهيكلية وتنمية البنية•الساسية المؤسسية والقانونية.

توجيه السلوك النساني و ضبط الداب العامة و•رعاية الحقوق الساسية بالمجتمع .

أول : مراقبة مدي اللتزام بمقاييس الجودة و التقان و مواصفات السلمة العامة

مراقبة مدى اللتزام بمقاييس الجودة و- 1التقان

تلعب مؤسسة الحسبة دورا معتبرا في توجيه السلوك النتاجي التنافسي توجيها يجسد اللتزام بمقاييس الجودة و

ضوابط التقان و ذلك عن طريق منع كافة الممارسات السلبية بالمؤسسات النتاجية و التي تؤدي إلى الخلل بالمقاييس و

الضوابط المعروفة ضمن كل سلعة أو خدمه فتقل بصورة معتبرة ظاهرة الغش و التزييف و التقتير التي أضحت السمة المميزة للبيئة المحيطة بالعملية النتاجية سواء في القطاع الصناعي أو

الزراعي أ و غيره، يقول أحد الباحثين مؤكدا على هذا الختصاص قائل :" و نفس هذه الرقابة تطبق في الصناعة فيتوجه نظره إلى

حصر المهنيين في أهل مهنتهم و إلى متابعة غشهم، وإلى فرض إتباع المناهج المعينة في كل صناعية، دفعا لما يخشى من إرتحال

ف فالضياع سواء بالنسبة لمستوى الصناعة نفسهازيييؤدي إلى الت أو بالنسبة للمتجرين أو العاملين فيها، أو لمن يستهلكون منتجاتها

"(19). ع الميراث التطبيقي والتجربة الميدانية لمؤسسةتبو الذي يت

الحسبة الرقابية في المشرق و المغرب يلحظ التنظيم الرقابيالدقيق على جميع النشطة النتاجية

والضوابط اللزامية التي كانت تخضع لها أثناء أداء وظيفة النتاج بالمؤسسات القتصادية و طبيعة الزواجر التي قد تصل إلى حد

Page 15: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

18 السلمي

توقيف المؤسسة النتاجية أو الخدمية توقيفا دائما أو مؤقتا و معاقبة المتسببين في النحرافات التي تخل بالسلوك النتاجي

الرشيد و لذلك فقد كان جائزا لجهاز الحسبة كما يقول الشيرزي : " أن يجعل لهل كل صنعة عريفا من صالح أهلها، خبيرا بصناعتهم،

بصيرا بغشوشهم و تدليسا تهم، مشهورا بالثقة و المانة يكون مشرفا على أحوالهم و يطالعه بأخبارهم … و غير ذلك من السباب التي يلزم المحتسب بمعرفتها فقد روى أن البني "

بل أن(20)صلعم" قال : " استعينوا على كل صنعة بصالح أهلها" القاضي أبا علي جعل هذا الميدان من إختصاص مؤسسة الحسبة الذي تنفرد به عن غيرها من الوليات فيؤكد ذلك بقوله:"وأما من يراعي عمله في الجــــودة والرداءة فهو مما ينفـــرد بالنظر فيه

(21)ولة الحسبة " إن تعطيل و تغييب مؤسسة الحسبة في واقعنا المعاصر

جعل النحرافات تتوسع و يتفنن بعض المنتجين في تغطية مخالفاتهم لمقاييس الجودة و ضوابط التقان في مواجهة الجهزة

الرقابية الموجودة التي لم تستطيع أن تمل الفراغ الذي تركته مؤسسة الحسبة من حيث حجم صلحياتها و شموليته و تكامل

أنشطتها، و سرعة إجراءاتها التصحيحة و سلطة و مكانه جهازهاضمن الهيكل التنظيمي للدولة.

إن رفع القدرات التنافسية للقتصاديات السلمية يقتضي تفعيل دور مؤسسة الحسبة الرقابي الخارجي على المؤسسات

القتصادية بالتوازي مع الجهزة الوطنية للمواصفات القياسية.ذلك ان التطورات الكبرى التي تشهدها ميادين إنتاج وتبادل السلع والخدمات على المستوى الدولي و انعكاساتها على المنتجين المحليين للحفاظ على مكانتهم في السوق الوطنية ومحاولة

اكتساب حصة في السوق الدولية تقتضي التزاما متواصل بالمواصفات القياسية للجودة والتقان حيث " يجب على

الشركات التي تتوقع المنافسة في السواق العالمية أن تتوافق

Page 16: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 19

∗ (22)أعمالها ومنتجاتها مع المواصفات القياسية السائدة"

كما أن التفاقيات التي عقدتها العديد من البلدان السلمية، سواء تلك المتعلقة بالمنظمة العالمية للتجارة أو الخاصة

باتفاقيات الشراكة أو بتطوير العلقة مع بعض التجمعات القليمية تتطلب اللتزام بالمواصفات والمقاييس الدولية لتعظيم مكاسب

التعاون في إطار تلك التفاقيات. ونعتقد بأن مؤسسية الحسبة ستلعب دورا معتبرا من خلل

أجهزتها الرقابية المتخصصة للمساهمة في تقليص النحرافات لضمان جودة السلع والخدمات المنتجة في السواق الوطنية التي تشهد تنامي الختللت في وظيفة النتاج بصورة تجلت في تدهور

مستويات الجودة والتقان واللتزام بالمواصفات القياسية.مراقبة مدى التقيد بمواصفات السلمة العامة - 2

ـبة ليشمـل ي التوجيهـي لمؤسـسة الحس د النشاط الرقاـب يمـت التأكد من مدى تقيد المؤسسات النتاجية و الخدماتية بالمواصفات المتعلقــة بالســلمة العامــة الخاصــة بالمســتهلكين و بالعامليــن، و

بالمحافظة على البيئة.

- مراقبة المواصفات العامة الخاصة بسلمة2-1المستهلكين

تقوم مؤسسة الحسبة بدورها الرقابي للتأكد من توافر الشروط الضرورية لممارسة النشاط النتاجي بصورة تضمن

التقيد بالمواصفات العامة الخاصة بسلمة المستهلكين و بصحةحاربة كافة أشكال الغش و الخلطبمالناس جميعا، بدءا

والتدليس، إلى مراعاة القواعد الصحية، و ضوابط النظافة و السلمة، و الجوانب التطبيقية لمؤسسة الحسبة تؤكد على

تجسيد دور :" المحتسب و نشاطه في المجالت الصحية، و في تصوير رقابته الشديدة، بمساعدة أعوانه، على أنواع الطعمة التي كانت تباع بالمحلت أو في الطرقات للتأكد من نظافتها،وسلمتها

و صلحيتها حفظا على صحة الناس ، و في ترتيب السلع.(23)المختلفــــة في السواق كل في المكان الذي يليق به "

Page 17: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

20 السلمي

هذا إضافة إلى إلزام المؤسسات النتاجية و الخدمية بتنفيذ التعليمات و مراعاة الشروط الخاصة بكل صناعة و نحوها

لضمان السلمة العامة، و الواقع التطبيقي لهذه المؤسسة الرقابية يبرز تفصيلت كثيرة و دقيقة لضبط سلوك الوحدات

القتصادية تمتد إلى كيفيات العمل و أشكال اللباس و شروطالنظافة الخ…

مراقبة المواصفات العامة الخاصة بسلمة-2-2العاملين

يتوسع دور مؤسسة الحسبة لمراقبة شروط العمل و

ظروفه للتأكد من سلمة العاملين و ضمان توافر أساليب الحماية

المطلوبة، وإنتفاء أشكال الستغلل المؤدية إلى هضم حقوقهم

من جهة، و مدى التزام العمال بتطبيق قواعد الصحة و السلمة و

قيامهم بواجبهم في أفضل الظروف من جهة أخرى .

مراقبة المواصفات العامة المتعلقة بسلمة- 2-3

البيئة و حماية المحيط

إن تطور المجتمع و تنامي نشاطه النتاجي بشكل كبير

أضحى يشكل مصدرا من المصادر المؤثرة على سلمة و حماية

المحيط، و بالتالي بات دور مؤسسة الحسبة مهما في مراقبة

مدى اللتزام بالمواصفات والشروط المتعلقة بسلمة البيئة

وحماية المحيط حفظا للحياة النسانية من كافة النعكاسات

ون في معالجة المخلفات وهاالضارة الناتجة عن التلوث و الت

العوادم و النفايات، و التي لم تعد في بعض البلدان السلمية

مقتصرة على حركية مؤسساتها النتاجية بل أصبحت بفعل غياب

Page 18: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 21

هذه المؤسسة الرقابية موطنا للنفايات السامة للدول المتقدمة.

إن الوضعية الحالية لمجتمعاتنا تظهر حجم الفراغ الرقابي

الحالي و طبيعة الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه مؤسسة

الحسبة بالتوازي و التكامل مع أشكال الرقابة الجزئية التابعة

لبعض الهيئات الرسمية أو الجمعيات الخيرية و النقابات المهينة و

التي لم تعد لوحدها قادرة على تحقيق النضباط المجتمعي

الحضاري، و بالتالي تزايدت تكاليف النحرافات التي يتحملها

القتصاد الوطني، المر الذي يتطلب ضرورة إعادة بعث هذه

المؤسسة الرقابية الهامة و التي نعتقد بأن تكاليف إقامتها ستكون

أقل بالمقارنة مع تكاليف النحرافات الحالية، و مع حجم المنافع

المتوقعة منها .

ثانيا : مراقبة كفاءة القيام بالمهن و ضوابط أداء الحرف و الوظائف المجتمعةالمتنوعة

ة الوظائف- 1 ط تأدـي ن ، وضواـب ة كفاءة القيام بالمـه مراقـبالمجتمعة المتنوعة

تتوسع الرقابة الحتسابية لتشمل كافة المهن و الوظائف، حيث تقوم مؤسسة الحسبة بالتأكد من سلمة النشاط

المجتمعي المهني و الوظائفي من المخالفات الشرعية و القانونية، و تسهر على صحة الممارسات و التصرفات و خلوها من

النحرافات، و مطابقتها لمبادئ الكفاية و ضوابط الفعالية بصورة لهداف العملية التنموية و التجسيددتضمن التحقيق المضطر

الفعلي لولوياتها . ول يخفي على أحد مدى الضطراب الذي تشهده الوظائف و المهن و حجم التدهور في مستويات الداء ، بصورة أضحت تهدد

الستمرار الحضاري اليجابي الفعال للمجتمع بصفة عامة،و القتصاد الوطني على الخصوص، و من هنا تنبع أهمية إعادة بعث

Page 19: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

22 السلمي

مؤسسة الحسبة الرقابية لتغطي هذا الفراغ الكبير بما يساعد على إحداث حيوية مهنية و ديناميكية وظائفية تعظمان مصلحة

المجتمع في ميادين و قطاعات كثيرة، كقطاع التربية و التعليم و قطاع الثقافة و العلم و التصال، و قطاع الصحة و الشؤون

الجتماعية ، وقطاع العدالة و القضاء، و قطاع النقل و الموصلت، و قطاع السياحة، إضافة إلى الوظائف الرسمية في

معية بهذه المجالتتبقية الدارات. فالمهن و الوظائف المج ن يمكنان من رفع اللذيتستدعي مزيدا من التوجيه و الترشيد

كفاءة الداء المهني و زيادة الفعالية الوظائفية المرتبطة باللتزامبالضوابط الموضوعية

والخلقية . ولقد أثبتت التجربة التاريخية في البلد السلمية مكانة مؤسسة الحسبة وأهمية مهامها الرقابية في مجال الوظائف

والمهن المتعددة في المجتمع فيقول القاضيأبو يعلي محمد الفراد في تحديد نوعية الرقابة ومداها مايلي : " ومما يؤخذ ولة الحسبة لمراعاته من أهل الصنائع في

السواق ثلثة أصناف: منهم من يراعي عمله في الوفاء والتقصير -

ونمهم من يراعي حاله في المانة والخيانة -

(24)ومنهم من يراعي عمله في الجودة والرداءة " -

وذلك حساب لطبيعة كل مهنة ووظيفة فيقول عن الذين

يراعي عملهم في الوفاء والتقصير كلما شيقا جميل ليته يراعي

من في وقتا الحاضر، مايلي:

"فكالطبيب والمعلمين لن الطب إقدم على النفوس يقتضي

التقصير فيه إلى تلف

Page 20: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 23

أو سقم، وللمعلمين الطرائق التي ينشأ عليها الصغار فيقر منهم

من توفر عمله وحسنت طريقته ويمنع من قصر أو أساء في

(25)التدريس لما يفسد به النفوس وتخبث به الداب" أما الذين يراعي عملهم في المانة والخيانة فيقول عنهم:"

فمثل الصاغة والحاكة والقصارين والصباعين لنهم ربما هربوا بأموال الناس فيراعي فيهم الثقة والمانة فيقرهم، ويبعد من ظهرت خيانته" اما عن الذين يراعي عملهم من حيث الجودة

والرداءة فيقول: " فهو مما ينفرد بالنظر فيه ولة الحسبة ولهم أن(26)ينكروا في العموم فساد العمل ورداءته"

مراقبة كفاءة القيام بالحرف و مدى اللتزام-2بضوابط أدائها

إن تنظيم الحرف و توجيهها و تطهيرها من الممارسات

السلبية، و حمايتها من الزوال، يعد من بين أهم الهداف التي

تضمن التطور التراكمي الحرفي الذي يجسد حركية التواصل بين

القديم منها و الحديث بصورة تساهم بشكل دائم في إبرار ملمح

الخصوصيات المادية لبعض جوانب الحياة القتصادية. فتقوم مؤسسة الحسبة بمراقبة كفاءة القيام بالحرف

المجتمعية المتنوعة و مدى التزامها بضوابط الداء من أجل ضمان استمرارها و تطورها و إنتفاع القتصاد الوطني من مخرجاتها، و

التي نجد،هي بهذا تقوم بدور ريادي مهم في البلدان السلمية الكثير من أنشطتها الحرفية انقرضت، و يعاني بعضها المتبقي من

التدهور والضطراب، في الوقت الذي نجد في أكبر عواصم الدول

المتقدمة المخرجات الحرفية الستهلكية و الستعمالية و الفنية التي تدل على عراقة المجتمع و خصوصيته و توا صليته ، بينما تشهد اقتصادياتنا إكتساح تدميري للكثير من الحرف و المهن و

خاصة في ظل موجه العولمة القتصادية للتجربة الحضارية

Page 21: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

24 السلمي

الغربية.

ثالثا: مراقبة و تنظيم السواق و توجيه المعاملت المرتبطة بها

طبيعة السوق و خصائصها في القتصاد- 1السلمي

أثبتت التجربة بأن محاولة إلغاء السوق أو تحييد دورها في

الحياة القتصادية عن طريق أجهزة التخطيط و التدخل الحكومي

الشامل في تنظيمها ، محاولة لها إنعكاساتها السلبية على

القتصاد الوطني سواء على قوى العرض بما فيها من وحدات

اقتصادية إنتاجية و خدمية ، أو على قوى الطلب بما فيها من

وحدات استهلكية وسيطة أو نهائية، و تحملت القتصاديات

الشتراكية، و الموجهة تكاليف كبيرة بفعل سياستها القتصادية

المتعلقة بتنظيم السوق . كما دلت التجربة بأن العتقاد بوجود

آليات خفية تضبط بشكل تلقائي حركية السوق فتحقق مصالح

جميع أطرافها ، إعتقاد مبالغ فيه إذ سرعان ما يؤدي ذلك إلى

أزمات كبيرة تلغي المكاسب المزعومة

وتتحمل القتصاديات الرأسمالية أو اقتصاداتها المحيطية التابعة

تكاليف تفاعلتها مثل تنامي التفاوت في توزيع الثروات و

الدخول ، و تجدد الزمات الدورية ، و تطور التكتلت الحتكارية

التي تهدد المنافسة القتصادية ، و تزايد التبديد للموارد المتاحة

إلخ ...

انطلقا مما سبق فإن طبيعة السوق و خصائصها و آليات

Page 22: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 25

تختلف عن تلك القتصاد السلمي تنظيمها و مراقبتها في

المستمدة من المذهبية الشتراكية أو الرأسمالية.

فتنظيم قوى السوق و توجيهها يهدف إلى الستفادة من

مزاياها للمساهمة في التخصيص المثل للموارد ، و التوزيع الكفأ

للدخول ، والتخفيف من سلبياتها

وعيوبها في مجالي التخصيص و التوزيع بآليات تكميلية ، تجعل

للسوق خصائص مميزة أهمها :

التفاعل الحر بين قوى العرض و الطلب يخضع للضوابطأ-

المذهبية

و الموضوعية التي تحكم الحرية القتصادية ، و تضبط الملكية و

توجه تدخل الدولة ، المر الذي يقلل من الممارسات السلبية

الستئثارية و التصرفات التحايلية ، فتتحقق مصالح جميع الطراف

.

المنافسة التعاونية اليجابية التي هي نقيض المنافسةب-

السلبية التدميرية التي تقوم على الوسائل غير المشروعة و غير

النزيهة، و على الحتكار ، و الستغلل

والغراق إلخ . . .

فهي منافسة تعاونية تقوم على تعبئة الجهود الفردية و

الجماعية، العامة

والخاصة ، الداخلية و الخارجية.

ـــــة تقوم على الكفاءة و الجودة و الســـــعر و هـــــي إيجابي

المناسب و ليس على أساس التغطية و التحايل والتمويه العلمي

وغيرها من الوسائل.المستهلكينوالغش و التغرير ب مراقبة و تنظيم سوق السلع و الخدمات و- 2

Page 23: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

26 السلمي

توجيه معاملتها لقد تطورت الحياة البشرية و تطورت معها الحاجات

النسانية ، فتطورت السواق كمجال حيوي لتلك الحاجات و انتقل التعامل فيها من عمليات محدودة حدودا زمانية و مكانية و حالية

إلى تعاملت واسعة تتفاعل قوى العرض و الطلب فيها وتتشابك علقاتها المتبادلة، و أضحت الضرورة ملحة لتنظيمها و

مراقبتها و توجيهها لتنشيط الحركية القتصادية و تنميتها، و تسريعحلقات تصريف السلع و تسويق الخدمات .

و تنوعت السواق و تعددت تقسيماتها حسب لطبيعة المعيار المستخدم في التفرقة بينها.فمن حيث ديمومتها و

إستمرارها هناك السواق الدائمة كالمراكز التجارية الكبيرة في المدن الكبرى و العواصم التجارية المحلية و العالمية ، و هناك

السواق المؤقتة والموسمية كأسواق القرى و المعارض إلخ...، و من حيث اتساعها و مداها فهناك السواق المحلية و القليمية و

السواق العالمية ، و من حيث نوع و طبيعة السلع المتداولة إلى سوق المحاصيل الزراعية و سوق المنتجات الصناعية و سوق

العقارات، و سوق السلع الستهلكية ، و من حيث حجم التداول و شكله فهناك أسواق الجملة و أسواق التجزئة ، و من حيث الغرض

الستعمالي للسلعة فهناك سوق السلع النتاجية و سوق السلع الستهلكية، و من حيث طبيعة التعامل التجاري فنهاك سوق

المنافسة التامةوسوق المنافسة الحتكارية و السوق الحتكارية إلخ . . .

و لقد تطورت بعض السواق و انفصلت عن مواطن إنتاجها مثل أسواق النفط و المحاصيل الزراعية الرئيسية بمعنى أن النظرة إليها لم تعد مرتبطة بمجال جغرافي محدود في ظل

التطور الهائل في وسائل النقل و التصال و العلم ، و لم يعد التفاعل بين قوى العرض و الطلب في بعض السواق مباشرا .و ل خلف بين المتخصصين في متابعة التطورات القتصادية في بلداننا

Page 24: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 27

بأن معظم أسواقنا تعاني من تطور أشكال الفساد و النحرافات السلبية و الفوضوية التي تجعلها بعيدة عن المساهمة في

التخصيص المثل للموارد ، و المشاركة في التوزيع الملئم للدخول ، المر الذي يدل على وجود فراغ حقيقي تنظيمي و

رقابي و توجيهي يستدعي ضرورة بعث مؤسسة الحسبة الحديثةلتقوم بدورها القتصادي الريادي في هذا المجال عن طريق :

الشراف المباشر على تنظيم السواق حسبا لطبيعتها- 2-1و نوع سلعتها

وظروف تسويقها بغية التقليل من الفوضى الحالية و ضمان المن و السلمة و إزالة الحرج و دفع العسر و المشقة لضمان المناخ

الفضل للحركية التجارية التي تعتبر من أهم مقاييس كفاءةوفعالية القتصاديات الحديثة.

ويمكن أن يتوسع النشاط الحتسابي الرقابي على السواق ليشمل مكافحة الشكال الجديدة من الغش والتحايل في مجال العلقات التجارية فقد أغرقت معظم أسواق البلدان السلمية

بالسلع والمنتجات المزيفة العلمات، والتي تتميز بانخفاظ مستويات جودتها، وما يصاحب ذلك من خسائر للمستهلكين

. إن استفحال هذه الظاهرة(27)وللشركات المالكة للعلمات يتطلب ضرورة تطهير هذه السواق منها خاصة بعد أن أصبحت

العلمات والماركات التجارية مشمولة ضمن اتفاقية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة والتي تتضمن العلمات

التجارية والتأشيرات الجغرافية، والتصميمات الصناعية وبراءات.(28)الختراع

معاينة حركة السعار و التأكد من مدى ارتباطها- 2-2 بالتفاعلت الحرة بين قوى العرض و الطلب ، منعا للتصرفات

الحتكارية ، و الممارسات الحتيالية التحكمية في السعار التيتؤدي إلى استغلل المنتجين و المستهلكين من قبل الوسطاء والمضاربين ، و التي تتيح لمؤسسة الحسبة تحديد السعار أو

هوامش الرباح في مثل هذه الحالت الستثنائية . متابعة مدى التقيد بالضوابط الشرعية و الموضوعية- 2-3

Page 25: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

28 السلمي

في التعاملت التجارية بما يفضي إلى تخفيض السلوك التجاريالستغللي الذي يقوم على الغش

والحتكار والخلط السلعي و التعامل الربوي، و التطفيف فيالموازين و المقاييس

والمكاييل حتى تنضبط سوق السلع و تنكشف تعاملتها اليجابيةالسليمة . مراقبة مدى سلمة التعاملت من كافة الشكال التي- 2-4

تؤثر في عناصر الثقة التجارية في السواق، و ذلك بالتأكد من مستوى اللتزام بالعقود و الوفاء بالديون، و إتمام الصفقات، و انتفاء التجاوزات و التعديات، و هي من المور التي تستدعي

تدخل فوريا و دائما من قبل مؤسسة الحسبة لفض منازعاتها والتقليل من انعكاساتها على التعاملت التجارية .

مراقبة مدى اللتزام بشروط المن و الصحة العامة و- 2-5 تمتد سلطة مؤسسةحيثقيود نظافة المحيط و سلمة البيئة

الحسبة لمراقبة مستويات التقيد بالشروط التي تحقق المن و تضمن الصحة العامة و ما تتطلبه من مواصفات لحفظ السلع و ظروف تقديم الخدمات، إضافة إلى مراعاتها لمدى المحافظة

على نظافة المحيط و سلمة البيئة فل بد لجهاز الحسبة الرقابيأن : " يطمئن على النظافة العامة . . . و يتأكد من دقة

ونظافة الدوات الصحية لدى الطباء و غير ذلك من الجهات التي(29)ل حصر لها " .

مراقبة و تنظيم سوق العمل و السوق النقدية و- 3

توجيه المعاملت المرتبطة بهما

مراقبة و تنظيم سوق العمل و توجيه المعاملت-3-1

المرتبطة بها

Page 26: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 29

إن سوق العمل في معظم البلدان العربية و السلمية

تشهد أبشع أنواع الستغلل، و أشد ألوان انتهاكات حقوق

النسان ، سواء على مستوى السوق العامة أو الخاصة، و تزداد

هيمنة أرباب العمال و ممارستهم الستغللية و الحتكارية للعمال

والجراء، و للقصر و الطفال، و ضعف دور الدولة و المؤسسات

التكافلية في الوصول إلى تحقيق التوازن المطلوب في سوق

العمل من جهة و ضمان الحد المناسب من الجر للفئات العاملة

البسيطة، و بدأ يحدث نوع من الحراك الوظائفي نحو المهن و

الحرف

والعمال التي تتطلبها اقتصادات النفتاح الليبرالي المتسرع ،

المر الذي أضحى يهدد التركيب الوظائفي الساسي بالمجتمع .

و لهذا فإن دور مؤسسة الحسبة سيكون هاما و حيويا في

مراقبة هذه السوق

وإزالة أشكال الجحاف و ألوان الستغلل التي أصبحت تميزها و

هذا سيؤدي حتما إلى إعادة العتبار لعنصر العمل في مقابل

عنصر رأس المال الذي هيمنت طبقته على الحياة القتصادية و

السياسية ، بإعادة النظر في ظروف العمل و شروطه و أوضاعه

وإعادة تقييم سلم الجور و المكافئات ، و منع استغلل الطفال و

إلزام المعنيين من أسر قادرة و هيئات رسمية بضرورة التكفــــل

. (30)بهم و رعايتهــــم و ضمان حقوقهم الساسية

ومن المعلوم بأن الجوانب الجتماعية للعمل والظروف

المحيطة به أصبحت من العوائق الخارجية لدخول أسواق الدول

Page 27: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

30 السلمي

المتقدمة حيث أصبحت تشترط احترام الدولة لحقوق النسان في

مجال التشغيل والعمالة كمقدمة لتمكين منتجاتها من الدخول إلى

السواق. فقد عانت بعض الدول النامية من القيود على صادراتها النسيجية بسبب قيام صناعاتها على تشغيل الطفال وإنعدام

الظروف المناسبة للعمل وتزايد الستغلل... ونعتقد بأن مؤسسة الحسبة يمكن أن تلعب دورا متكامل مع مؤسسات الدولة الخرى في تحرير القتصاد من المنكرات وأشكال الفساد المرتبطة بهذه

الجوانب. مراقبة و تنظيم السوق النقدية و المالية و- 3-2

توجيه المعاملت المرتبطة بها

تمتد سلطة مؤسسة الحسبة الرقابية الحديثة إلى السوق

النقدية و المالية لتطهيرها من المعاملت غير المشروعة، و

الممارسات التي تخالف الضوابط المرشدة لحركة الستثمار و

التمويل و نحن نرى بضرورة الحتساب على السلطات النقدية

منعا لوسائل النقدنة التي تخالف الضوابط المذهبية من جهة، و

كذا الحد من سياستها التي تؤثر بشكل مباشر على القوة

الشرائية للنسان و تساهم في توسيع دائرة الفقر، و نحن هنا

نستغرب كيف تعامل الحكومات في بعض البلدان السلمية بشكل

إزدواجي الثار التي أحدثتها سياستها النقدية المتعلقة بتخفيض

قيمة عملتها فهي من جهة تسعى لتخفيف آثار ذلك النخفاض

على عنصر رأس المال بمحاولة تعويض الشركات عن خسائر

الصرف و التقويم التي أصابتها، بينما في تعاملها مع عنصر العمل

Page 28: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 31

تتجاهل انعكاسات الخسائر التي أصابت الُجراء بتخفيض قيمة

عملهم و تدهور قوتهم الشرائية و زيادة مستوى فقرهم بسبب

إنعكاسات سياسات التخفيض في قيمة العملة و ما يرافقه من

إرتفاع متوال في السعار مع ثبات مستويات الجور في معظم

الحيان أو زيادتها بنسب ل تغطي الرتفاعات في مستويات

السعار.

فلمؤسسة الحسبة دور حيوي في حماية الطراف

المتضررة في السوق النقدية

والمالية بصورة تقلل من النحرافات و تفضي عبر الزمن إلى

مزيد من الستقرار اليجابي.

و إذا كانت معظم كتب الحسبة قد أكدت على دور عمال

الحسبة في مراقبة أنشطة الصرافة و أنشطة إصدار النقد و

غيرها ، فإن المور قد تطورت في هذا العصر إلى أسواق حديثة و

متطورة مثل السوق النقدية و ما تضمنته من مؤسسات كالبنك

المركزي و البنوك التجارية و بيوت الصرافة للعملت الجنبية..

الخ، و هناك سوق رأس المال و ما تتضمنه من مؤسسات مثل

مصارف العقارات و بنوك العمال و شركات

وهيئات التأمين و صناديق الدخار و غيرها، و ما تشمله سوق رأس

المال من سوق أولية تتولى الصدارات الجديدة ، و سوق ثانوية

(31)يجري التعامل فيها على الوراق المالية التي سبق إصدارها

فهناك مجالت جديدة لمؤسسة الحسبة لمراقبة مدى اللتزام

بالضوابط الموضوعية والشرعية التي ترشد حركية القوى

Page 29: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

32 السلمي

المتفاعلة داخل هذه السوق بما يساعد على تعظيم المصلحة

المجتمعية للقتصاد الوطني، و هذه السواق الن تعاني من حالة

فراغ رقابي و توجيهي خارجي مستقل عن هياكلها .

فإذا أخذنا سوق العملت الجنبية كمثال فإننا نلحظ بأن

القتصاد السلمي تضمن العديد من الضوابط المرشدة التي

تجعل : " المعاملت تتصف بالمشروعية ، و ينأى بها عن شبهة

الربا و الحرام، و يحول دون استخدامها كأداة للستغلل ، أو

المقامرة غير المشروعة أو الكسب غير المشروع . . . و عدم

استعمال أية صيغة للتعامل مع العملت الجنبية كوسيلة للكسب

(32)المرتبط بالزمن أو التأخير الزمني

رابعا : مراقبة المالية العامة و المحلية

يمتد النشاط الرقابي لمؤسسة الحسبة ليشمل المالية العامة للدولة و المالية المحلية، و يمكن أن نطلق على هذا النوع

من الرقابة الحتسابية إسم الحسبة المالية والتي تتضمن : " مجموعة الجراءات و الجهزة و القواعد و

السياسات التي تحكم التصرفات المالية النفاقية و اليرادية و غيرها للدارة المالية العامة . . . حيث يتخصص ديوان الحسبة و

غيره من الدواوين المالية بمراقبة الوضاع و الجراءات و (33)التصرفات المالية للدارة العامة. ."

و لما كانت الوضاع المالية العامة و المحلية تعاني من الفساد و النحرافات التي عجزت الجهزة الرقابية الحالية عن

التخفيف منها و التقليل من انعكاساتها السلبية على المناخ القتصادي و الجتماعي و السياسي، فإن الضرورة ملحة لعادة

Page 30: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 33

بعث فروع الحسبة المالية لتقوم بدورها الفعال في محاربة الفساد المالي الذي استشرى في الدارة المالية العامة و المحلية

. مراقبة عمليات الجباية و التحصيل - 1

ل تخلو عمليات الجباية و التحصيل للموارد العامة و اليرادات المحلية من التجاوزات في حق الممولين سواء كانوا

ضمن النشطة القتصادية الفردية أو المؤسسية، المر الذي يؤثر سلبا في مدى إستمراريتهم في الميدان القتصادي ، و تكون

مهمة الحسبة المالية التأكد من عدم تعسف الدارة، و الحد من تجاوزاتها في حق أرباب العمال و أصحاب النشطة القتصادية

بالسرعة المناسبة التي تحمي حركية النشاط القتصادي من التأثرالسلبي بتلك الممارسات .

و ل غرابة فإننا نلحظ اليوم ضغطا ضرائبيا و جمركيا كبيرا بصورة مضطردة بسبب الفساد الكبير الذي تعاني منه الدارات

القائمة بهذه المهمة و تدهور كفاءتها التحصيلية من جهة، و بسببتنامي السلوك التبذيري لليرادات العامة من جهة ثانية .

كما أن التجاوزات قد تكون في حق المجتمع بسبب تناميأشكال التهرب

والتفلت من تأدية الفرائض المالية الواجبة بتورط بعض أعوان الدارة الجبائية و تغطيتها، المر الذي يعمق التفاوت و الظلم و

إنعدام العدالة أثناء عمليات التحصيل والجباية، ويكون دور الحسبة المالية حاسما في منع هذه النحرافات بأقل التكاليف لما يترتب

عن التدخل الرقابي السريع من تحقيق التوازن و العدالة ، و زيادة في الموارد ووفرة في الحصيلة بسبب تقليص حجم القتصاد

الموازي وانكشاف حجم الثروات الفعلية في القتصاد الرسمينتيجة لنتشار مناخ العدالة القتصادية.

مراقبة عمليات الصرف و النفاق - 2

لقد أصبح السلوك التبذيري للموارد العامة السمة المميزة للنفاق العام بمعظم الدارات على كافة المستويات، و أضحت

Page 31: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

34 السلمي

الوظيفة العامة وسيلة أساسية لبروز نخبة جديدة من الملك و أصحاب المتيازات في معظم البلدان العربية و السلمية، فتدني

الجور و المرتبات من جهة و الضعف المؤسساتي و القانوني و الرقابي من جهة أخرى، جعل المكانية متاحة لتحويل الموارد

العامة، و استغلل الوظيفة العامة للحصول على ريوع إضافية. مكملة للجور، و يتم كل هذا في ظل الفراغ الرقابي

حد من هذا الهدر الماليللو بالتالي فإن الضرورة ملحة بإعادة العتبار للحسبة المالية التي تقوم بالمتابعة المباشرة و

الرقابة الدائمة لعمليات الصرف و النفاق للموارد المالية العامة و. المحلية

رقابة تنبه إلى الختللت في السلوك النفاقي وما يصاحبها

من هدرو تبذير أو تقتير و محاباة وتؤكد على أهمية تامين

مستويات مناسبة من الجور والرواتب في الوظائف الرسمية

للتقليل من النحرافات والفساد القتصادي الذي يرتبط بتحسين

مستوى الحياة بطرق غير شرعية لدى بعض النخب في الدارات

العامة هذا من جهة وكذا الحفاظ على الكفاءات في الوظائف

العامة في مؤسسات الدولة من النتقال والنزوح الوظيفي

للقطاعات الخرى من جهة ثانية وهذا ما أكده تقرير البنك الدولي:

"ومن ثم فان الفساد يرتبط غالبا ارتباطا إيجابيا بالفرق بين

مرتبات القطاعين العام والخاص أو مما يمكن أن يسمى "معدل

الغراء" غير أن مجرد زيادة رواتب موظفي الخدمة المدنية قد ل

يؤدي إلى الحد من الفساد، ذلك أن إصلح الجور ينبغي أن يقترن

Page 32: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 35

الخ … المر الذي يؤدي عبر(34)بالرقابة الفعالة وتنفيذ القوانين"

الزمن التي ترشيد النفاق العام و المحلي، فترتفع كفاءة استخدام

الموارد العامة و المحلية .

و نحن إذ نؤكد على ضرورة الرقابة العامة المستقلة

للحسبة المالية لننا نلحظ في الواقع كيف أضحت الموارد العامة

تحصيل و إنفاقا، مجال واسعا للتبذير

والستئثار والستحواذ في ظل عدم قدرة الهيئات الرقابية الخرى

على الحد من تطور الفساد المالي، بحكم ضعف سلطاتها و طول

بالفساد الداريهاعمليات إجراءاتها الرقابية، و تزايد ارتباط

المؤسساتي القائم . في حين نجد بأن استقللية مؤسسة الحسبة

و انكشاف إجراءاتها و شفافية رقابتها و سرعة متابعتها

للتطورات الواقعية، و ارتباط حركيتها الميدانية بالجوانب المعنوية

و العقائدية و الخلقية، أمور تجعل كفاءة هذه المؤسسة ترتفع

في حفظ الموارد العامة و المحلية، فتكمل بذلك الجهود الرقابية

القائمة و تسد هذا الفراغ الرقابي الحاصل حاليا .

و نعقد بأن تكاليف إقامة هذا الفرع الحتسابي ستكون أقل

من تكاليف التبذير الحالية مقارنة مع المكاسب المتوقعة الناتجة

عن قدرتها على التخفيض المضطرد من النحرافات الكبيرة

الحالية في استخدام المواد المالية العامة، المحلية.

خامسا : مراقبة عمليات إقامة القاعدة الهيكلية وتنمية البنية الساسية المؤسسيةوالقانونية

Page 33: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

36 السلمي

مراقبة عمليات تنمية القاعدة الهيكلية وصيانتها وترشيدا- 1استخدامها والنتفاع بها

إن تنمية القاعدة الهيكلية القتصادية و الجتماعية و الثقافية جزء ل يتجزأ من عملية التنمية الشاملة، و نجاح الدولة مرتبط

بمدى كفاية قاعدتها الهيكلية و بنيتها الساسية، فالبنية " الساسية الجيــــدة تزيد النتاجيــــــة،

و تحسن ظروف النتاج و تسهل(35)و تقــــلل تكاليف النتاج "شروط الحياة .

دور مؤسسة الحسبة المتعلق بالقاعدة- 1-1الهيكلية القتصادية

إن مؤسسة الحسبة ليست مسؤولة مسؤولية مباشرة على تنمية وصيانة القاعدة الهيكلية القتصادية لكن الدولة و الهيئات الوصية التابعة لها معنية بتطوير الفروع المتعلقة بها من طرق و

جسور و موانئ و سدود و ترع و شبكات كهربائية و غاز وهاتف ومياه. فالدولة مكلفة بالشراف على عملية إقامتها

وتنظيم عمليات النتفاع بخدماتها ولقد بينت التجربة السابقة في العديد من البلدان السلمية خلل مسيرتها الحديثة بأن التدخل في اطار الستراتيجيات الوضعية ترافق مع تدهور كفاءة الداء

التي تجلت في سلبيات عديدة منها:" عدم كفاءة التشغيل والصيانة غير الكافية والعتماد المفرد على الموارد المالية،

والفتقار إلى الستجابة لحتياجات المستخدمين والمنافع المحدودة التي تعود على الفقراء والمسؤولية البيئية غير الكافية "

وانتشار منكرات عديدة متعلقة بتطور الفساد القتصادي في(36) مجال التعاقدات النجازية لمرافق البنية الساسية، وإبرام صفقات

المشتريات الحكومية اللزمة للدارات والمرافق العامة.

ولهذا فان المر يتطلب إشراك القطاع التكافلي الوقفي

والقطاع الخاص في عمليات النجاز وتأدية الخدمات العامة عن

Page 34: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 37

طريق صيغ التعاقد التي تخفظ التكاليف وهذا يحتاج إلى تفكيك

الحزمة الحتكارية لمكونات البنية الساسية من قبل الدولة

وتطبيق المعايير التجارية التنافسية بين الذين يقدمون الخدمات

ويقومون بأعمال النجاز أو التشغيل والصيانة إضافة إلى تمكين

المنتفعين والمستفيدين من المشاركة ضمن الطر المؤسسية

التي تمكنهم من الشراف على النجاز والرقابة المتعلقة بالمرافق

والخدمات التي سيستفيدون منها وتلعب الرقابة الحتسابية دورا

هاما في هذه المجالت.

ويتأكد دور مؤسسة الحسبة عند تقصير تلك الهيئات عن

القيام بمهامها التنموية للقاعدة الهيكلية، و جهودها الصيانية،

فينتقل دورها من الرقابة التنبيهية التوجيهية إلى المشاركة في

إلزام الجهات المسؤولة للقيام بالعمليات الستثمارية المطلوبة

للتطوير و النجاز أو للصيانة و الترميم ، و ذلك حسبا لدرجات

التقصير أو مستويات القصور من جهة أخرى، و في هذا المجال

ؤكد القاضي أبو يعلي دور المحتسب فيما يتعلق بالحقوق العامةي

و المصالح المرتبطة بها قائل: " فكالبلد إذا تعطل شربه،

أو استهدم سوره … فإن كان في بيت المال … أمر بإصلح

شربهم و بناء سورهم … فإذا ما أعوزت بيت المال … كان المر

… متوجها إلى كافة ذوي المكنة منهم فإن شرع ذو و المكنة في

ويقول ابن(37)عمله … سقط عن المحتسب حق المر به "

.(38)جماعة : " ومنه النظر في الشوارع والمجاري والمنافع "

و الملحظ في واقعنا الحالي يرى حالة الفراغ الرقابي

الرهيب فيما يتعلق بالقاعدة الهيكلية القتصادية خاصة في مجال

Page 35: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

38 السلمي

الرقابة على أنشطة الصيانة و الترميم و الصلح، الشيء الذي

يؤدي إلى تحمل المجتمع تكاليف الهمال و التهاون بإنفاق أكبر

على التجديد و الحلل بسبب انعدام العناية الملئمة بالبنية

الساسية لعدم وجود رقابة خارجية للجهات المعنية، و من

المعلوم بأن " إنقاص النفاق على الصيانة هو توفير زائف لن

، فتلعب مؤسسة المرافق"مرعالصيانة غير الكافية تقصر

الحسبة دورا حيويا في هذا المجال في إطار التكامل و التنسيق و

التعاون مع سائر الطر المؤسسية للدولة في القتصاد السلمي. دور مؤسسة الحسبة المتعلق بالقاعدة-2- 1

الهيكلية الجتماعية و الثقافية والتعليمية يمتد دور مؤسسة الحسبة إلى مراقبة مدى كفاية القاعدة

الهيكلية الجتماعية و الثقافية و مستوى صيانتها و حمايتها و تطويرها لتناسب مع محتوى المصالح العامة التي تهدف إلى

تحقيقها، فيزداد دور الرقابة التوجيهية التنبيهية فيما يتعلق بمرافق البنية الساسية من مؤسسات وقفية تكافلية و مستشفيات و

مدارس و مساجد و جامعاتومراكز ثقافية . . . الخ . فتتولى مؤسسة الحسبة الجتماعية الرقابة على

المؤسسات الوقفية الخيرية التكافلية و متابعة عمليات تنميتها وصيانتها و تتأكد من مدخليها و مصاريفها

ونفقاتها لضبطها و ترشيدها، و تعمل على تيسير و تمكين الفئات المستحقة من النتفاع بخدماتها و قد أشار معظم كتاب الحسبة

إلى هذه الجوانب، فنص أحدهم على أن مؤسسة الحسبة تنمي : " أموال الوقاف بملحظة أصولها، والمحافظة على

، و(39)ريعهاومحصولها، و إمضاء مصارفها على شروط واقفيها" رغم قيام مؤسسة الوقاف بدورها في إدارة شؤونها إل أن

Page 36: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 39

مؤسسة الحسبة تقوم بالرقابة التوجيهية التحرزية منعا من حدوث الهدر في الموارد التكافلية أو وقوع الجحاف في توزيع

منافعها والمعرفيلميو لما كانت التربية السليمة و التكوين الع

التي تساعد على النطلق الجديية من أوجب الولويات المجتمعللجهود التنموية، و كان الجهل و المية

والتأخر العلمي هلكا للمجتمع و إخلل بمكانته الحضارية، فإن مؤسسة الحسبة تتأكد من مدى كفاية مرافق البينة الساسية

الثقافية والتعليمية في تحقيق الهداف المطلوبة، و تتدخل لضمان سلمة رأس المال الثقافي و حسن إستغلله، و إستكمال النقص

بتنبيه الهيئات إذا كانت إمكانياتها تسمح بذلك، أو بأمر القادرين بذلك أن عجزت موارد الدولة التي تتحرك في إطار الولويات عن

إرتياد هذه الميادين . مراقبة عمليات توفير البنية الساسية-2

المؤسسية والقانونية ان هذه الوظيفة من أهم الوظائف التي تقوم بها الدولة

لنها تمثل الطار القبلي لتثمين الجهود التغييرية وتفعيل النطلقة الصحيحة لعملية التنمية في القتصاديات السلمية، فكم من

الجهود تبددت بسبب ضعف المؤسسات وإستشراد الفساد في أجهزتها وكم من المشاريع التي عطلت أو ألغيت ؟ وتحمل

المجتمع من جراء ذلك تكاليف كبيرة نتيجة لتغيب القوانين وتجاوزالهيئات.

إن هذا الوضع يتطلب معالجة جدرية من خلل إيجاد المنظومة المؤسسية الكفؤة فينبغي:" للمصلحين في أنحاء العالم

تطبيق هذا الدرس بإعادة تركيز النتباه على القدرة المؤسسية والمهمة عاجلة... وان قدرة الدولة لها أهمية محورية في توفير

(40)إطار مؤسسي سليم للتنمية"

كما أن المر المكمل للطار المؤسسي هو توفير القوانين الملئمة التي تتميز بشفافيتها بحيث ل تفتح المجال للتفسير

Page 37: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

40 السلمي

البيروقراطي، وإيجاد القواعد واللوائح المرنة والشفافة التي تصان في ظلها الملكيات الخاصة والعامة وتكفل في إطارها حرية

النشاط القتصادي. ونعتقد بأن من بين أهم المجالت الحتسابية الجديدة هو

المر بالمعروف والنهي عن المنكر المتعلق بالمنظومة المؤسسية والقانونية وإجراءاتها الميدانية للتقليص من مظاهر الفساد الكبير

الذي يرتبط بادارة المؤسسات والتطبيق النتقائي للقوانين.

سادسا : توجيه السلوك و ضبط الداب و رعاية الحقوق الساسية بالمجتمع

يمتد النشاط الحتسابي الرقابي إلى الميادين التي تحسن حركية السلوك النساني الفردي و الجماعي وتضبط الداب

العامة بالمناطق الحضرية، و تحمي الحقوق الساسية الفردية و الجماعية . المر الذي يجعلها تحافظ على الخصائص الحضارية و

الثقافية المميزة للمجتمع حتى ل يفقد هويته، و يحافظ على نمطه الحياتي الخاص، ليكون بذلك عامل جذب و إستقطاب و تأثير في

ميدان التعارف و التعاون والمشاركة مع غيره من المجتمعات المختلفة الخصائص الثقافية و

الجتماعية .

توجيه السلوك النساني و ضبط الداب العامة - 1

إننا نلحظ مدى استشراء الفساد الجتماعي في معظم البلدان العربيةأغلب التجمعات الحضرية في المدن و الرياف في

و السلمية، و أضحت تكاليف إستمرار هذه الوضاع كبيرة، سواء من الناحية القتصادية، أو من الناحية الحضارية، لما يترتب عن

ذلك من فقدان الهوية و زعزعة للستقرار الجتماعي، وضعضعةلسس التماسك،

وضياع للقيم اليجابية المجتمعية. و قد عجزت المؤسسات القائمة على التحكم اليجابي في الحركية التعاملية المجتمعية و ذلك لن

Page 38: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 41

الفراغ الناتج عن تغييب مؤسسة الحسبة وإلغائها لم تشلغه المؤسسات الحديثة، المر الذي يتطلب

ضرورة بعث فرع الحسبة الجتماعية لتقوم بدورها الحيوي فيتوجيه السلوك النساني الفردي و الجماعي

وتطويعه و أقلمته و ضبط الداب الجتماعية للرتقاء بمجتمعاتنا إلى أفضل مستويات الناقة الجتماعية، التي تحقق من خلل

الرقابة التحسينية للسلوك وهذا ما عبر عنه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور بقوله: " وهي عندي ماكان بها كمال المة في نظامها حتى تعيش آمنة مطمئة ولها بهجة منظر المجتمع في مرأى بقية

المـم حتى تكون المة السلمية مرغوبا في الندماج فيها أو فتكون بذلك نموذجا للتقدم الجتماعي الذي(41)التقرب منها "

يجسد خصوصية المجتمع و قيمته، خلفا للوضع الحالي الذي أضحت فيه مجتمعاتنا ميدانا لنمو النحرفات المتوطنة و ساحة

لتمثل الفات الجتماعية الوافدة

فمهمة الحسبة الجتماعية هو مراقبة الحياة الجتماعية اليومية لتنمية السلوكات اليجابية و منع المنكرات و النحرافات

السلبية، و بينت التجربة الحضارية لتطبيق هذه المؤسسة في الميدان الجتماعي بأن المحتسب كان يشرف على : " أخلق أفراد المجتمع، كما يحرص على توافر المانة و الدب بينهم، و المخالفات المفروض أن يمنعها هي على وجه العموم … خرق

.(42)السلوك المستقيم … " فكثير من المور تستدعي سرعة الفصل وعدم إنتظار

إجراءات القضاء أو تحقيقات المن حتى ل يعم الفساد و تنتشرالنحرافات، عن طريق جهاز رقابي فاعل

ومستقل يمارس الحتساب في الميدان الجتماعي .رعاية الحقوق الساسية بالمجتمع - 2

يمتد النشاط الرقابي الحتسابي في المجال الجتماعي إلىرعاية الحقوق الساسية ومن أهمها:

ـــا-1 ـــة والشخصـــية والحريات المتصـــلة به الحقوق المدني

Page 39: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

42 السلمي

ه والحـق وتشمـل الحـق فـي الحياة والحريات المتعلقـة ـبفي المن وحرمة المسكن وخصوصياته...

لحقوق والحريات الفكرية والمعنوية وتشمل حق التعبد-2 وممارسـة الشعائر وحريـة العتقاد والحـق فـي الختلف

وحق التعلم وحق الدعوة وحرية التبليغ...ــي ــع ف ــق المجتم ــا ح ــة ومنه ــ- الحقوق والحريات الثقافي جـ الحفاظ على خصوصية الثقافية الفردية والجماعية، وحقه فيــة ــة الثقافي ــي المشارك ــق الفرد ف ــي، وح ــله الثقاف تواص

وممارسة حرياته الثقافية في إطار مجاله الحضاري. د- الحقوق والحريات القتصــــادية ومنهــــا كفالة حــــق الفرد وحريتــه فــي مزاولة النشاط القتصــادي فــي ظــل الضوابــطـة الخاصـة والحريات ـة ـعن طرـيق ضمان حقوق الملكي الشرعي المرتبطة بها مثل الحقوق المتعلقة بالستغلل والستعمال و التصرف، وكذا حقوق الستثمار والنتاج والستهلك والحريات المتعلقة بذلك، والحق في العمل والجر المناسب والحماية

من الخطار... هـــ- الحقوق والحريات الجتماعيــة ومنهــا الحقوق والحريات الـتي تقع ـفي دائرة السـرة وتشـمل الحق في الزواج وتكوينــة كحقوق البوة و ــرة، وحقوق الطراف الســرية والقرابي أســـــــة والتنشئة الســـــــرية، وكذلك الحقوق الطفولة والموم والحريات التـي تقـع فـي دائرة المجتمـع الواسـعة ومنهـا حـق الضمان الجتماعــي وحــق التكافــل الجتماعــي، اللذيــن فــيـة لعضاء المجتمـع ـمن العجـز، ـة الجماعي إطارهمـا تتأكـد الحمايـــة، وكذا والشيخوخـــة والترمـــل والمراض والفات الجتماعي

الحقوق الجوارية والقرابية الخ... الحقوق والحريات القضائية والقانونية والسياسية-27

ي تمكـن كـل فرد فـي المجتمـع مـن وهـي تلك الـت

Page 40: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 43

العيـش فـي مأمـن مـن مخاطـر الظلم والعتداء والتهميــش، ولعــل مـن أهمهــا الحـق فـي العدل، والحــق فــي دفــع الظلم والتعســف والحــق فــيـاواة أمام القانون وأمام القضاء، وفـي تولي المس الوظائف العامــة، والحــق فــي النتفاع بالخدمات والمرافـق العامــة، والحـق فـي التقويــم والنتقاد

الصحيح البناء ورفض الظلم والضطهاد... إن رعاية هذه الحقوق والحريات المرتبطة بها مسؤولية العديد من المؤسسات في المجتمع السلمي، إل أن لمؤسسة

الحسبة تؤدي دورا أساسيا في مراقبة وتوجيه النشاط المجتمعي، بما يضمن إتاحة هذه الحقوق بصورة تساهم في تدعيم عنصر

الثقة والطمئنان، والستقرار والتماسك داخل المجتمع، مما يؤدي إلى تماسك جبهته الداخلية وتنامي قدراتها في مواجهة التحديات

الخارجية، وهناك أمثلة كثيرة للدور الذي كان يلعبه المحتسب فيهذه الميادين من واقع تجربتنا الحضارية.

المحور الثالث

المكانة التنظيمية الدارية لمؤسسة الحسبة

ودورها في القضاء على الفساد القتصادي

ـــة الخصـــائص المميزةأول : ـــة الداري ـــة التنظيمي للمكانلحسبة لمؤسسة ا

تتميز مؤسسة الحسبة، بمجموعة من الخصائص التي تبرزمكانتها المؤسسية التنظيمية والدارية نذكر منها :

للحسبة ، فهي لمؤسسةطابع الخصوصية الحضارية-1

Page 41: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

44 السلمي

من المؤسسات التي نشأت في ظل مسيرة التقدم الحضاري للمجتمعات السلمية و هي تجسيد لملمح

للمة السلمية.التميز و الستقلل و الخصوصية

طابع الرسمي العام للحسبة، فهي إحدى مؤسساتال-2 متكاملة فيبتأدية مهام ووظائف الدولة التي تقوم

النشطة المجتمعية.وتوجيهرقابة

الطابع اللزامي لوجود مؤسسة الحسبة في-3 المجتمع لهمية الوظائف التي تقوم بها في تصويب مسيرة التنمية و التقدم، فتأسيسها من قبل الدولة

المجتمعإبراز طبيعةفريضة شرعية لتأدية مهمة و هي كذلك ضرورة موضوعية للتقليل منالسلمي

هر الفساد القتصادي و التفكك الجتماعي، ومظا علمنةالغتراب الثقافي، و النحراف المرتبط بال

البلدانفي في الواقع الحياتي المعاصر ةالسياسيالسلمية.

خاصية إستقللية مؤسسة الحسبة في تأدية الوظائف-4 الحتسابية الرقابية بعيدا عن الهيمنة السياسية أو

ة التي تعد كذلكالضغوط و التجاوزات البيروقراطي لحسبة الرقابية المعاصرة، المر الذيمن مجالت ا

ركية المجتمع لها مزيدا من الحرية في ترشيد حتيحي.التطورية

خاصية التنوع و التكامل و الشمول لمؤسسة-5الحسبة، فتتنوع مهامها

وخصائصها و وظائفها، و تتكامل مع مؤسسات المجتمع الخرى، و تتميز بالشمول في تغطية

النشطة المجتمعية و مستجداتها.

خاصية وحدة العمل الرقابي عن طريق جهاز فعال-6

Page 42: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 45

يتولى توجيه و مراقبة حركية النشطة المجتمعية القتصادياتالمتنوعة، خلفا للوضع القائم حاليا في

الحديثة المتقدمة والنامية والسلمية منها على حيث نلحظ تفكك العمل الرقابي و عدمالخصوص،

تكامله المر الذي كرس الزدا وجيه الرقابية في تغطية بعض النشطة، والتعددية لبعضها الخر و

الغفال أحيانا لبعض الميادين، فكان التضارب و عدم الفعالية و الفراغ الرقابي مظاهر بائنة في تنامي

و السلوكات لقتصاديات الفسادالنشطة النحرافية السلبية المرتبطة بها و التي أصبحت تكاليفها عبئا

متزايدا يتحمله المجتمع. و وحدة العمل الرقابي في إطار مؤسسة الحسبة تتجسد في الواقع عن طريق

تنظيم العمال الرقابية و التنسيق بينها و توحيد المدخل الخلقيمن خلل عملية الشراف عليها

القيمي والعقائدي المعنوي في المنظور السلمي.

خاصية السرعة في إتخاذ الجراءات المتعلقة بالقضاء-7 على المنكرات وأشكال الفساد و الختللت بخلف الهيئات الخرى التي تتميز بطول مدة تدخلها وتعقد

إجراءاتها، وهناك أمور تستدعي سرعة

الفصل حتى ل يعم الفساد وتزاد إنعكاساته السلبية-8 ولهذا تعد مؤسسة الحسبة الداة الفعالة للمتابعة

النية السريعة في مجال المر بالمعروف والنهي عن المنكر في كافة ميادين الحياة النسانية الفردية

والجماعية فيما ل يتعارض مع غيرها من مؤسسات. ثانييا : الجدوى الحاليية لمؤسيسة الحسيبة الرقابيية

في القضاء على الفساد القتصادي

ـــــاد و إنتشار النحرافات و المنكرات ـــــتشراء الفس إن إس

المرتبطــة بــه أضحــى مــن أخطــر المظاهــر التــي تهدد الســتقرار

Page 43: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

46 السلمي

ــق مســيرة التحولت القتصــادية، الجتماعــي و الســياسي، و تعي

المر الذي يستدعي ضرورة بعث مؤسسة الحسبة لتتكفل بالقضاء

التدريجي على أشكال الفساد، و تعيد الوجه الحضاري اللئق الذي

برز الحركية اليجابية لقيمها الجتماعية و مبادئهاييميز مجتمعاتنا و

القتصادية.

ت الضرورة ملحـة لسـتكمال بـعث مؤسـسة الحسـبة فقـد باـت

كإحدى المؤســسات التــي تشكــل المنظومــة المؤســساتية التــي

، هذه المؤسـسة التـي عطلت أثناءالقتصـادي السـلمييتميـز بهـا

فترة السـتعمار الغربـي الذي اجتاح معظـم دول العالم السـلمي،

ــا بعــد الســتقلل فــي ظــل المحاولتييبفحرمــت و اســتمر تغ ه

الفاشلة لتطـبيق مناهـج التحديـث التغريـبي، هذه القتصـادات مـن

جدواهـــــــــــــــــا القتصـــــــــــــــــادية و الحضاريـــــــــــــــــة

ة، دون أن يسـد الفرا بغوالجتماعـي ي الذي ترـت ي و الرقاـب التوجيـه

عن تعطيلها أو يقلل من التكاليف الكبيرة الناتجة عن تطور آليات

الفساد القتصادي.

الجدوى القتصيادية الحاليية لمؤسيسة الحسيبة- 1

الرقابية

إن قيام مؤســسة الحســبة بدورهــا التوجيهــي و الرقابــي

ي تتحملهـا معظـم ف الحاليـة الـت ض التكالـي سـيؤدي حتمـا إلى تخفـي

القتصادات العربية و السلمية، و منها :

خفيض التكاليف المرتبطة بانتشار الفساد القتصادي وت -1-1

Page 44: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 47

النحرافات المترتبـة عنـه و مـا يرافقهـا مـن انعكاسـات سـلبية لهـا

آثارهـا التكاليفيـة مثـل تكاليـف إضعاف الحافـز نحـو السـتثمار، و

ــف حرمان رؤوس الموال ــع،و تكالي ــر إنجاز المشاري ــف تأخي تكالي

المحلية و الجنبية من النسياب نحو منافذ الستثمار دون الدخول

ف إضعاف المنافسـة و ة، و تكالـي فـي حلقـة المعوقات البيروقراطـي

ـــط بالطراف ـــاد الموازي المرتب ـــة للقتص خلق الفرص الحتكاري

المنميــة لقتصــاديات الفســاد ، و تكاليــف الهدر المتعلقــةالمتنفذة

ـــر ـــراف و التبذي ـــف الس ـــة و تكالي ـــة و المحلي باليرادات العام

ـــف تدهور كفاءة ـــة، و تكالي المرتبطـــة بالنفقات العامـــة و المحلي

و المهن و الوظائف و تدهور مستويات الجودة و التقان، و الحرف

تكاليف تطبيع الرشوة التي تحولت إلى عنصر من عناصر التكاليف

… الخ.يتحملها المتعامل وينقل عبؤها للمستهلك

ــسة- ان1-2 ــبة وجود مؤس ــي زيادة عوائد الحس ــاهم ف يس

القتصــاد الوطنــي الناتجــة عــن رفــع كفاءة الداء، و زيادة إنتاجيــة

عناصر النتاج، و سيادة المناخ القتصادي و الجتماعي و السياسي

اليجابي المحفز الذي يساعد على إحداث حركية اقتصادية إيجابية

.

و لذا نرى بأن العوائد التــي ســـتنتج عــن إقامــة مؤســسة

الحســبة الرقابيــة ســتفوق التكاليــف المتعلقــة بتوطيــن جهازهــا

المؤســــسي، و ل غرابــــة إذا وجدنــــا بأن إنشاء أجهزة الرقابــــة

ـا مـن الهيئات الخاصـة للحـد ن المظالم و غيره ـتقلة، و دواوـي المس

ــض ــا بع ــد عليه ــي تؤك ــن المطالب الت ــبحت م ــاد، أص ــن الفس م

Page 45: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

48 السلمي

المؤسـسات الدوليـة الكـبرى كالبنـك الدوليـة والمنظمات الحديثـة

ـــاد ـــة الفس ـــي انشئت بغرض مناهض ـــتوى الدولي الت على المس

و آلياتــه.، فإذا افترضنــا بأن ع : تمثــل إجمالي العوائد الناتجـة عـن

إعادة بعث مؤسسة الحسبة

: تمـثل العوائد الناتجـة عن تخفيض تكاليف الفسـاد1و أن ع

ورات المرتبطة بقليل النحرافات و الممارسات السلبية .فو الو

ــين الداء و العوائد2ع ــن تحس ــة ع ــع الناتج ــل المناف : تمث

المتعلقة بزيادة النتاجية

ـــط ـــث و تنشي ـــف إعادة بع ـــل إجمالي تكالي و أن ك : تمث

مؤسسة الحسبة.

3 + ع2 + ع 1فستكون : ع = ع

> ك بحيث أن : ع

وهذا 0> (-ك 3 + ع2 + ع1و نتوقع بأن تكون ع = )ع

يؤكد الجدوى القتصادية الحالية لقامة هذه المؤسسة الحيوية.

الجدوى الحضارييييية و الجتماعييييية لمؤسييييسة-2الحسبة الرقابية

ــة خصــوصيته ــي يقوم على أســاس عولم ــج الغرب إن المنه الحضاريــة و يســعى بموجــب ذلك إلى تهميــش النماذج الحضاريــة الخرى بتحطيــم قاعدتهــا القتصــادية الماديــة فــي ظــل منافســة احتكاريــة تكتلتيــة غيــر متكافئة مــع دول ضعيفــة و مؤســساتــانية اليوم أن ــلحة النس ــن مص ــف، و لهذا فإن م ــادية أضع اقتص

Page 46: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 49

ــا التعاون و ــة أخرى يكون فيه ــة حضاري ــد ظهور نماذج تنموي تشهـــة ـــن يكرســـان الحادي ـــة الذي التكامـــل بديلن للصـــراع و الهيمن

.الحضارية فهناك ضرورة موضوعية لتنمية الجوانب المادية و المعنوية

وصول إلى عالم تتطورالسلمي التي تبرز ملمح خصائص المنهج ـــــــــــــــــا ـــــــــــــــــة بعاداته ـــــــــــــــــه النماذج المجتمعي في وتقاليدها و أنواعها و أذواقها و أنماط حياتها فتتجسد روعة الحياةــــــــــــــــــــــــــــــــــا ــــــــــــــــــــــــــــــــــة و تنوعه البشريــط ــه محاولت التنمي ــي وج ــا ف ــة، وقوف ــا الحضاري وتتجلى أناقته الحادي الحالي الذي يهدف إلى عولمــة القيــم الغربيــة و علمنــه

ـا و تد ـةيأيديولوجيته ـا لخدمـه حفن م أنماط حياته ـا و تعوـي ن نظرياته ـيــن يتحكمون فــي أســواق العالم ــن الذي ــن و المرابي مــن المضاربي

ويستحوذون على ثرواته. فمهمــة مؤســسة الحســبة الرقابيــة هامــة و ضروريــة فــيـــه بشكـــل يقلل مـــن ـــط الســـلوك النســـاني و توجيه مجال ضب

ا يدعــم الجوانـب التـييــالنحرافات الجتماعيــة و يبنـي نمطــا حيات تظهـر خصـوصية المجتمـع و تسـاعد على نموه المضطـر فـي إطارط القليمـي و العالمـي السـائد، المـر الذي يؤدي إلى تنامـي المحـيــة على الحياة القتصــادية بصــورة تعظــم ــة الجتماعي الثار اليجابيـا المجتمـع ـفي ي يتحمله ة الـت ـع و تقلل ـمن التكالـيف الحالـي المناف

ظل الفراغ الرقابي الناتج عن تغييب مؤسسة الحسبة .

ثالثييا : نحييو هيكييل تنظيمييي لمؤسييسة الحسييبةلترقية دورها ورفع كفاءتها الحتسابية

ــي ــة التحديات الت ــة و طبيع ــم النحرافات المجتمعي إن حج تواجـه عمليـة التغييـر و الصـلح أمور تسـتدعي أن تأخـذ مؤسـسة

وزارة دائمــة تســمى وزارةبحجــم الحســبة وزنــا تنظيميــا و إداريــا الحسبة و الرقابة تساعدها مؤسستان هما :

Page 47: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

50 السلمي

المجلس العلى للحسبة و الرقابة أ- الذي يقترح الخطط الرقابية و مشاريع التوجيه الحتسابي وم الداء ـيغ الحتسـاب ، و يقـي ة وص ر مناهـج الرقاـب يعـد برامـج تطوـي المؤسساتي لمختلف أجهزة وزارة الحسبة، ويقترح على ضوء ذلك

البرامج التعليمية، و دورات الرتقاء التكويني بالموظفين… الخ.ـبراء مـن ـين وخ و يتكون المجلس العلى للحسـبة مـن مختصن الكفاءات ـا يضمـن وجود تشكيلة متكاملة ـم مختلف القطاعات بم

التي تغطي ميادين العملية الحتسابية الرقابية التوجيهية.المعهد العلى للحسبة ب-

وهــو مؤســسة علميــة تهتــم بتكويــن الطارات القادرة على القيام بوظيفـة الحتسـاب و مهمـة الرقابـة بمختلف التخصـصات وــل ــة و حاجات ك ــل وظيف بمســتويات متنوعــة حســبا لمتطلبات ك تخصص، كما تقوم هذه المؤسسة بمهمة علمية أكاديمية فتساهم فـي تطويـر البحاث و الدراسـات و الجتهادات المتعلقـة بالعمليـة

ة الحتسابية .يالرقابـة ـة إلى ثلث مديريات مركزي و تتفرع وزارة الحسـبة و الرقاب

هي : المديريية الوطنيية للحسيبة و الرقابية على-1

النشاط المؤسساتيـة الحتسـابية على المؤسـسات ـة بالعملي و تقوم هذه المديري

رض مـــن الدارات الفرعيـــة المركزيـــةغالوطنيـــة و تتكون لهذا الالتالية :

مديرية الحسبة القتصادية و المالية و النقدية- 1-1 و تختص بالحتساب و الرقابة على المؤسسات القتصادية، و المؤســسات الماليــة، و المؤســسات النقديــة على المســتوى

الشرعيــةالوطنــي، لتتأكــد مــن ســلمة أنشطتهــا مــن المخالفات ، و النحرافات التـي تخـل بمسـتويات الداء، و نلحـظوالموضوعيـة

Page 48: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 51

ر مـن هذه ـابيا بجعـل الكثـي ـا و إحتس ـا رقابي فـي الوضـع الحالي فراغــا ــي له ــة المســتقلة الت ــة الخارجي المؤســسات بمعزل عــن الرقاب

.صلحيات ترشيدية و توجيهية فهذه المديريـة تسـاهم فـي رفـع فعاليـة الداء التنظيمـي و النتاجي و الخدماتي لهذه المؤسسات العامة و الخاصة، المحلية

و الجنبية. مديرية الحسبة التعليمية و التربوية - 1-2

ـــي ـــة ف ـــة و التكويني ـــة التربوي ـــة العملي ـــص بمتابع و تخ المؤسسات التعليمية الوطنية، للـتأكد من سلمة طرائقها و حداثهــا على تنشئة الجيال القادرة على القيام ــا، و قدرة إطاراته برامجه

ـة بكفاءة ـة رسـالتها الحضاري ـة و تأدي ـه التنموي ـا التغييري و ل بوظيفتهن، ـد الدائمـي ـه و الترشي يمـكن لقطاع حيوي أن يـبق بعيدا ـعن التوجي

ة وبــموارد بشريــة مدرفــي بدايــة هذا القرن الجديــد الذي يتطلب محصنة و قادرة على مواجهة التحديات الحالية و المستقبلية .

مديرية الحسبة الجتماعية-1-3 وتختص بالحتساب و الرقابة على المؤسسات الجتماعية

المؤسـسات الصـحية الوطنيـة، و المؤسـسات العمرانيـةوالوطنيـة الوطنية لتقوم بدورها بأقصى درجات المهارة و التقان و بأقل ماــة، و فــي الجال ــة و البيئي ــة و المادي ــف المالي يمكــن مــن التكالي

المحددة لمختلف الشرائح و المصالح. الحسبة العلمية الثقافية- مديرية1-4

ـــي بمختلف ـــة النشاط العلمـــي الوطن ـــص بمراقب و تختـة دوره في أجواء الحرية، و المسـؤولية، و ـه من تأدي وسـائله لتمكينع و ر التميـي ـع النشاط الثقاـفي لتخليصـه ـمن مظاـه ـا تتاب الصـدق، كمـة و ـز الثقافة الجادة التي تبني الشخصـية الفردي التسـييس، و تحفي

الجماعية التي تتطلبها عملية التنمية الشاملة. المديريييية الوطنيييية للحسيييبة و الرقابييية على- 2

السلطات العامة ـــة و ـــل الرقاب يتوســـع الجهاز المؤســـسي للحســـبة ليشم

Page 49: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

52 السلمي

الحتسـاب على السـلطات العامـة الوطنيـة التـي أصـبحت معظـم مؤسساتها محضنا للفساد الرسمي المموه تحت ستار الممارساتــيم ــن تقس ــة، و يمك ــة التحكمي ــة و الجراءات الداري البيروقراطي

أنشطة مديرية الحسبة و الرقابة على السلطات العامة إلى : مديرية الحسبة السياسية-2-1

ــة ــي تتولى ممارس ــة الت ــة الهيئة المنظم ــص بمراقب و تخت الحكم و إدارة شؤون الدولة، و تقوم بمتابعة أنشطتها بغية تحقيق كفاءة الداء السـياسي فـي ظـل مناخ العدل وتكافـؤ الفرص منعـا للستبداد، و التعسف في إستعمال السلطة أو الستقواء بها على الخصوم و تحقيقا للتداول السلمي على السلطة و تصريفا للتدافع

المتعلق بها بطريقة سلمية . فتخضـع للحتسـاب السـلطة السـياسية و المؤسـسات التـي

ـياسية لضمان الصـطفاء المناسـب للبرامـج ورتشكـل الخا طـة السالكفاءات بمـــــــــــــــا يجســـــــــــــــد إرادة الغلبيـــــــــــــــة

ويصون حقوق القليات.ـــبيه الحكام الى ـــياسية على تن ـــبة الس ـــل الحس ـــا تعم كمــــي تؤدي الى اضعاف ــــم الى المخالفات الت النحرافات وإرشاده الثقـة فـي السـلطة السـياسية كـل ذلك مـن أجـل بناء قوة الدولة

على تماسك جبهتها الداخلية والقليمة.مديرية الحسبة التشريعية- 2-2

ى ة حـت ـلطة التشريعـي ـاب على الس ة و الحتس و تقوم بالرقاـب تنسجم تشريعاتها مع خصوصية المجتمع و أهدافه العامة و مبادئه المذهبيـــة منعـــا للمخالفات و التجاوزات التشريعيـــة، و ضبطـــا

للممارسات الرقابية للسلطة التشريعية.مديرية الحسبة القضائية - 2-3

و تهتــم بمتابعــة نشاطات الســلطة القضائيــة الوطنيــة : و من الضغوط الفوقية لتأديةوكذلك حمايتهممراقبة رجال القضاء

Page 50: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 53

وظيفتهـــــــــــم بنزاهـــــــــــة و أمانـــــــــــة و إنصـــــــــــاف،ة المجتمـع و أفراده مـن انحرافات و ممارسـاتهم السـلبيةهـموحماـي

ــل إيجاد المناخ ــن أج ــاواة أمام القانون، م ــا للعدالة و المس تحقيق الملئم للرتقاء المجتمعي الذي ل يمكن أن يتحقق في ظل انتشار

الظلم الذي يعد من أكبر معوقات عملية التغيير التنموي.مديرية الحسبة المنية - 2-4

ي بعـض البلدان السـلمي مـن هيمنـة الجهزة الخاصـةة تعاـن على الحياة الســياسية و القتصــادية، و تزايــد تســلطها و تجاوزهــاة ـا، المـر الذي أخـل بأولويات و أهداف العملـي لصـلحياتها و وظائفه

ة، و أضحـى يشكـل مظهرا مـن مظاهـر النحطاط والتخلف، التنموـيــبة ــسة الحس ــة لمؤس ــابية الرقابي ــع المهام الحتس و لهذا تتوس الحديثة لتشمل إدارة تتكلف بمتابعة النحرافات و الحد من الفسادة الذي اسـتشرى داخـل المؤسـسة المنيـة التـي تفلتـت مـن الرقاـب المجتمعية في ظل النظمة الوضعية الحالية و أصبحت تشارك فيــد و إعادة إنتاج الفســاد القتصــادي، و مــن شأن هذا النشاط توليـــة و ـــسة المني ـــي للمؤس ـــم الدور الحقيق ـــابي أن يعظ الحتسي والقليـمي و الدفاع ـعن وحدة ـر الـمن الوطـن العسـكرية ـفي توفي الوطن و سلمة المجتمع خاصة ونحن في وضع خطير تزايدت فيه التحديات المنيـة السـتراتيجية الخارجيـة المـر الذي يضمـن تحقـق

المناخ الضروري لعمليات التنمية الشاملة . وتشتمل على- المديرية الوطنية للتسيير و الدارة 3

- مديرية الموظفين3-1ـر وتخـتص بتسـيير الموظفـين و إدارة كافـة شؤونـهم، و تطويــي القيام بالمهام ــل ف ــة طرق التكام ــم، و تنمي آليات التعاون بينه الحتسابية و تقييم دور المنظومة المؤسسية للحسبة الرقابية فيــــابي، ــــع كفاءة الداء الحتس ــــل رف ــــن أج ــــا، م القيام بدوره وتعمــل باســتمرار على تحديــد الحتياجات اللزمــة مــن المواردـــــــــــــــــــــــــــا، ـــــــــــــــــــــــــــة المطلوب تشغيله البشري

وتقوم بعملية الختيار و النتقاء بالتنسيق مع المديريات المعنية .

Page 51: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

54 السلمي

- مديرية المالية والميزانية 3-2ــة التــي ــد الميزاني وتختــص بتقدر الحتياجات الماليــة وتحديـبة وتسـهيل عمليات تتطلبهـا عمليات تسـيير وادارة مؤسـسة الحس

تدخلها، وكيفية تدبير مواردها المالية. - التصال والعلقات 3-3

وتهتـم بتنظيـم التصـالت والعلقات مـع الجهزة والدواويـنط شبكـة مـن العلقات مـع مؤسـسات الدولة بصـورة المختصـة ورـب تؤدي إلى تفعيـل عمليات الرقابـة والتنسـيق مـع مختلف المصـالح

والجهات تلفيا للتعارض والتقارب والزدواجية.-مديرية التكوين والتوجيه3-4

ـــتمر للوظائف ـــن المس ـــم عمليات التكوي ـــص بتنظي وتخت الحتسابية بما يتماشى مع تطور النشطة المجتمعية و مستجداتها

.ــة و ينحدر الهرم التنظيمــي التمثيلي لتلك المديريات الوطنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتوى الجهوي إلى المسة ـابية الرقابـي ة الحتس ة العملـي ـيق و تكامـل لتأدـي والمحلي فـي تنســـــــــــــــــــــــــــــــق المديريات ـــــــــــــــــــــــــــــــن طري ع والمفتشيات المختلفـة بصـورة تضمـن كفاءة الداء الذي يقلل مـن

حدة الضطرابــم الخدمات ــة المهام و إنجاز العمال و تقدي ــي تأدي ــى ف والفوضــة ــة لمواجه ــة القومي ــع النتاجي ــاعد على رف ــا يس ــة بم المجتمعي التحديات الحاليــة و المســتقبلية ، و الشكــل اللحــق يــبين الهيكــلة خاصـة ونحـن نعلم ـبة الرقابـي التنظيمـي الداري لمؤسـسة الحس محدوديــة التجارب الحديثــة لمأســسة النشطــة الحتســابية ضمــن هيكـل تنظيمـي يشمـل مختلف الوظائف التقليديـة والحديثـة التـي

تستوعب مستجدات الحياة المجتمعية .

Page 52: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي/ جامعة أم القرى 55

الخاتمة :

ــه ــي توجي ــا ف ــا هام ــبة دورا حضاري ــسة الحس ــت مؤس لعبــط ــة الضواب ــع منظوم ــجم م ــة المتعددة لتنس ــة المجتمعي النشط الشرعيـة والقيــم الخلقيـة والعقائديـة الســلمية، وتعـد مـن أهـم مؤسـسات القتصـاد السـلمي، وتتأكـد مكانتهـا فـي الواقـع الحالي للقتصاديات السلمية التي إستشري فيها الفساد وتطورت آلياتهه النفتاح ـية فـي عالم يزداد فـي ـا التنافس وأضحـت تقلل مـن مقدرته

والتحرير والعولمة النتقائية.ـا ي مـن خلله ة للحسـبة الـت ة الوظائفـي ـا المكاـن ـبينت لن ولقـد ت يتـم تفعيـل وظائفهـا التقليديـة وترقيـه مجالتهـا الحديثـة المتعلقـة بمســتجدات الحياة النســانية فــي مختلف المياديــن لتســاهم فــيـلوك ة وأخلقـة الس ـادية والجتماعـي ة للحياة القتص ـلمة المتوالـي الس القتصـــادي للرتقاء بمســـتويات الداء القتصـــادي و تجاوز أوضاع

التخلف وحالت التأزم التي تعاني منها القتصاديات السلمية.ـع ي الواق ـا ـف ة للحسـبة ل يمـكن إعماله ـة الوظائفـي وأن المكان القتصــادي إل مــن خلل إعادة بعــث مؤســستها فــي إطار هيكــلــه ضمــن الجهزة إداري متكامــل له صــلحياته واســتقلليته ومكانت

الهامة للدولة في البلدان السلمية.

وزارة الحسبةوالرقابة

المعهد العلى المجلس العلى للحسبة

المديرية العامةللحسبة على

النشاطالمؤسساتي

مديرية الحسبةالتعليمية

مديرية الحسبة

القتصادية

مديرية الحسبة

مديرية الحسبة

مديرية الماليةوالميزانية

مديرية التصال

مديرية التكوين

مديرية الموظفين

المديرية العامةللتسيير و ال

دارة

مديرية الحسبة

المديرية العامة

للحسبة على

مديرية الحسبة

مديرية الحسبة

التشريعية

مديرية الحسبة

Page 53: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

مــــكانة مـؤسسة الحسـبة في القتصــاد

56 السلمي

Page 54: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

الحواشي والتعليقات1

.284، ص 1983القاضي أبو يعلي، الحكام السلطانية، دار الكتب العلمية، بيروت (1).398، ص 1979، 1أبن خلدون، المقدمة، دار الكتاب اللبناني، مجلد2 حماد، معجم المصطلحات القتصادية في لغة الفقهاء،المعهد العالمي للفكرنزية د. 3

120، ص= 1993، 1السلمي فرجينيا،الوليات المتحدة، ط د. محمد المبارك، أراء ابن تيمية في الدولة و مدى تدخلها في المجال القتصادي، دار4

.73، ص=1970الفكر، دمشق، ،1994، 1، الفوضي القتصادي العالمية الجديدة، دار الطليعة، بيروت، طقرمد. جورج 5

.72ص= .398، المقدمة ، مرجع سابق ، ص= خلدونراجع ابن 6 أبو الحسن الماوردي، الحكام السلطانية والوليات الدينية، ديوان المطبوعات الجزائرية،7

.223، ص 1983 أبو زيد ، الحسبة في مصر السلمية من الفتح السلمي إلى نهاية العصرمصطفىسهام 8

48 ن ص 1986المملوكي، الهيئة المصرية العامة للكتاب،.49 ، ص المصدرنفس 9

ص1962 ، الحسبة و المحتسب في السلم، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، زيادةد. نقول 1031.

.51 أوزبد ، مرجع سابق، ص مصطفىسهام 11 ،1 الفاسي، خطة الحسبة في النظر و التطبيق و التدوين، دار الثقافة ، طالرحمانعبد 12

.12الدار البيضاء، المغرب ، ص 14 ، ص السابقالمرجع 13 .399 بن خلدون، المقدمة ، مرجع سابق ، ص الرحمانعبد 14

اتهم الرئيس المريكي السبق المضاربين بسوء الخلق لتسببهم في أزمات مالية في شرق آسيا وفي روسيا وأمريكا اللتينية، ومع ذلك فان القانون ل يجرم ذلك السلوك رغم مضاعفاته القليمية والدولية، وذلك لن الفصل التعسفي للقتصاد عن الخلق يؤدي إلى

إهمال جوانب الفساد المرتبطة بتجاوز القيم والخلقيات النسانية. مايكل جونستون،المسؤولون العموميون والمصالح الخاصة والديمقراطية المستدامة،في15

92، ص 2000 1الفساد والقتصاد العالمي،ترجمه محمد جمال امام،ط.112، ص 1997تقرير عن التنمية في العالم 16 العدد23روبرت كليتجارد، استئصال شأفة الفساد، مجلة التمويل والتنمية، المجلد 17

.2، ص2/200018FRANCIS FUKUYAMA, La confiance et la puissance : Vertus sociales et prospérité

économique, plon, 1997.∗ فحتى العقد الخير من القرن العشرين كانت بعض الممارسات اللخلقية معترفا بها في

المجال القتصادي وخاصة في العلقات القتصادية الدولية، فدفع الرشوة للمسؤولين الجانب للحصول على الصفقات والعمال يعتبر معاملة معترف بها

تخصم تكاليفها من الدخل الخاضع للضريبة في معظم دول لم يكن القانون يجرم دافع الرشوة .1999 التحاد الوربي فحتى سنة

. 30 عبد الرحمان القاسي، مرجع سابق، ص 19 .95د. نقول زيادة ، مرجع سابق ، ص = 20

للمزيد من الطلع على فقه الحسبة في هذا المجال، يمكن مراجعة : كتاب نهاية الرتبة في - طلب الحسبة للشيرزي، و معالم القربة لبن الخوة، و كتاب في آداب الحسبة

للسقطي، وكذلك ابن عبدون، وابن عبد الرؤوف، والجرسيفي والغزالي وابن بسام و غيرهم

Page 55: 12412878 مكانة مؤسسات الحسبة في الاقتصاد الإسلامي

من فقهاء وكتاب الحسبة..303 القاضي أبو يعلي، مرجع سابق، ص 21 ، ترجمة فؤاد هلل، دار الفجر للنشر9000أديدجي باديرو، الدليل الصناعي إلى ايزو 22

.12،ص 1999والتوزيع، - لقد أسست العديد من المؤسسات القومية للمواصفات تقوم بالتنسيق مع المنظمة العالمية

للمواصفات القياسية THE INTERNATIONAL ORGANIZATION FOR STANDARDIZATION IOS) )

.202وزيد، مرجع سابق، ص = بام مصطفى أه س 23 -يمكن مراجعة بعض الحكام المتعلقة بتهذيب السلوك النتاجي أو التجاري في بلدان

المغرب العربي و الندلس في كتاب التسيير في أحكام التسعير لحمد سعيد المجيلدي الذي حققه موسى لقبال و نشر بالجزائر، و كذلك كتاب أحكام

السوق ليحي بن عمر الذي حققه حسن حسني عبد الوهاب و نشر بتونس. و غيرها من الكتب الخرى.

.302 أبو يعلي، الحكام السلطانية، مرجع سابق، صالقاضي 24.302، ص المصدر نفس 25.303، صالمصدر نفس 26مهما كانت جنسية هذه الشركات فل يجوز سرقة علقتها ورموزها. 27 راجع د. جمعه سعيد سرير، النظام القانوني لمنظمة التجارة العالمية، الدار الجماهيرية، 28

.2002، 1ط د ، رمضان علي السيد الشرنباصي ، حماية المستهلك في الفقه السلمي دراسة مقارنة29

.81 ، ص 1404 ، 1مطبعة المانة ، ط للمزيد من التفصيلت يراجع كتاب : د . شرف بن علي الشريف ، الجارة الواردة على 30

1980، 1عمل النسان دراسة مقارنة، دار الشرق، ط راجع سمير عبد الحميد رضوان ، أسواق الوراق المالية و دورها في تمويل التنمية 31

القتصادية : دراسة مقارنة بين النظم الوضعية و أحكام .1996 الشريعة السلمية ، المعهد العالمي للفكر السلمي ، القاهرة ،

حمدي عبد العظيم ، التعامل في أسواق العملت الدولية ، المعهد العالمي للفكر 32 .45 ، ص 1996السلمي ، القاهرة ،

نائل عبد الحافظ العوالمة، الرقابة المالية العامة :مدخل نظامي مقارن، مجلة القتصاد 33.57، ص 1990السلمي، جامعة الملك عبد العزيز، حدة ،

: الدولة في عالم متغير، مركز الهرام1997، تقرير عن التنمية في العالم الدولي البنك 34.114، ص 1997، 1ط

، البنية الساسية من أجل التنمية، البنك الدولي،1994 تقرير عن التنمية في العالم 35 .13، 12، ص 1994

شابرا، السلم والتحدي القتصادي، ترجمة محمد زهير السمهوري، المعهدعمرمحمد 36.400، ص1996العالمي للفكر السلمي،

.289 القاضي أبو يعلي الفراء، ص 37.93راجع كذلك رأي ابن جماعة في كتاب د. نقول زيادة، مرجع سابق ، ص 38 .34 عبد الرحمان الفاسي، المرجع سابق ، ص 39.41 ص1997 تقرير عن التنمية في العالم، 40 بن عاشور، مقاصد الشريعة السلمية، الشركة التونسية للنشر والتوزيع،الطاهر محمد 41

.82، ص1985 .187سهام مصطفى أبو زيد، مرجع سابق ص= 42