اإلسالمية الحضارة تلخيصالحكام اتبعه الذي األسلوب موجز

1ج

اختيار

الشريف( سره )قدس

األولى الطبعةم1999 هـ1420

والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة شوران6080ص.ب: لبنان ـ بيروت

1

الرحيم الرحمن الله بسم

فسيروااألرض في

كان كيف فانظرواالمكذبين عاقبة

العظيم العلي الله صدق

137عمران: آل سورة36النحل: وسورة

2

الناشر كلمة

الرحيم الرحمن الله بسم

بدايته يعلم وواســـــع.. ال عميق خضم بحر هو التـــــاريخــالمين رب الله وهو ومنهيه مبديه إال ونهايته ــذي العـ منه الـ إلى ان الــزمن طــال مهما محالــة، ال النهاية واليه البداية،

.1الرجعى ربك في العلم مــادة وعلى العلم على يــدل هو: لفظ والتاريخ

تعــني كما الماضي حــوادث )التاريخ( تعني معا.. فلفظه آن الحوادث.. بهذه العلم أيضا شكلت التوحيدية األديان أن إال منعطفا فهم في أساســيا

وصحيح.. دقيق بشكل وتعريفه التاريخ ربط التاريخ.. ألنه تعريف في ثورة الحنيف دين خلق لقد والتاريخ. الله بين له إنفصام ال ربطا

المفاجــأة صــبغة التــاريخ عن لتنفي األديــان هذه فجاءت والــتي والتبعــثر، والغمــوض والحظ عند نجــدها ما كثــيرا

مثال… والرومان اليونان متورطي ــا ــذا وتبعـ ــديني التعريف لهـ في الماضي ان نجد فإننا الـ

ــجل حقيقته ــوف وما الله خلقه لما سـ ــوم إلى يخلقه سـ يـ الــدنيا حياتنا إال هي ما وقــالواتعــالى: الــدين.. قــال

الله قل …الـــــدهر إال يهلكنا وما ونحيا نمـــــوت.2القيامة.. يوم إلى يجمعكم ثم يميتكم ثم يحييكم

ــبرة درس هو الماضي ان كما ــتقبل، للحاضر وعـ والمســـال ــل: ق كيف فــانظروا األرض في فســيرواعزوج. 3الكافرين عاقبة كان

ــاريخ ودراسة وذلك حضــارية، ضــرورة هو اإلســالمي الت المسلمين عز أسباب لتكتشف فـان اليـوم، وتأخرهم سابقا

الحضاري. البناء أجل من ضرورة التاريخ دراسة.8العلق: - سورة1.26 و24الجاثية: - سورة2.36النحل: . وسورة137عمران: آل - سورة3

3

الحقيقي الحكم تعطينا للتــاريخ السـليمة النظــرة ان كماــذي اإلسالمي للتشريع والصحيح ــزل ال يزيد ما قبل ودون أن

إلى والليــالي األيــام مع جــار وهو الزمن من ( قرن14) عنــرث ان ــ ــ ــاريخ ان كما عليها ومن األرض الله ي ــ ــ نبع هو الت

الخــبرات تراكم بسبب وذلك المعلومات وينبوع الحضارات،بعض. فوق بعضها اإلنسانية

دولة فكل كبــير، ببنــاء اإلنســانية الحضــارة شبه وبعضهم إنســان ولكل كــذلك، تهــدم أو تســتطيعه الــذي وتعمر تــأتيــأتي يمــوت ان إلى ذلك ويستمر فيها ودوره مكانه غــيره ويــارة كمــال ان إال وهكــذا طريقــه، ليكمل ــانية الحض اإلنس

ألنها الصــبر، بفــارغ ننتظرها ونحن بعــد، دورها يأتي وتمامهاــتي هي ــرور تنفي ال ــاد والظلم الش األرض وجه عن والفس

الفسيح. الكون هذا في والصالح والعدل الخير وتبنيــادة وذلك ــ ــام تتمثل واعية بقيـ ــ الحسن بن الحجة باإلمـ

كل ومخلصــون مؤمنــون وآلــه( ورجــال عليه الله )صــلواتــان ــيرثون واإلخالص اإليمـ ــاس ويعيش األرض فـ عيش النـ

الفسيحة. األرض هذه في الجنة واألحكــام القــوانين أنــواع كل جــربت قد والبشــرية هــذا

االسالمي والدستور فشلها، أثبتت جميعها انها إال والدساتير للتطــبيق أهل انها للعيــان واضحة تراها اإلسالمية والشريعة

ــالتطبيق جــديرة وهي ومكــان، زمــان كل في قــادرة ألنها بواإلنسانية. لإلنسان الصالح البناء على

الـــدين عليه أكد مما هو به واالعتبـــار التـــاريخ فدراسةــالمي، ــبر اإلس ــاعي للفكر النظرية األسس من ويعت االجتم أردنا وإذا كلــه، التــاريخ مــدى على واالقتصــادي والسياسي ينبض شــيء وكأنه إليه ننظر ان علينا التــاريخ من االستفادة

والحركة. بالحياة يوصينا علي اإلمام المؤمنين وأمير رائعة بوصــية جميعا

فيها: يقول الحسن اإلمام إلى بها يتوجهــني.. إني أي» قبلي، كــان من عمر عمرت أكن لم وان ب في ســرت أخبــارهم، في وفكرت أعمالهم، في نظرت فقد

من إلي انتهي بما ـــ كــأني بل ـــ كأحدهم عدت حتى آثارهم، ذلك صــفو فعــرفت آخــرهم، إلى أولهم مع عمــرت أمورهم

4

ــدره من ــرره، من ونفعه كـ أمر كل من لك فاستخلصت ضـ عنك وصـــرفت جميلـــه، لك وتـــوخيت جليلـــه(، )أو نخيله

.«مجهولهــاريخ دراسة هي كم إذن أجل من لإلنطالق ضـــرورية التـ

والموعــود، المنشــود المســتقبل واستشــراف الحاضر بنــاءــبى الحسن اإلمام البار ولده يوصي واألمير ــذات المجت بقائال: الوصية

ــرض» ــار عليه وأع ــيين، )القلب( أخب ــره الماض بما وذك وآثارهم، ديارهم في وسر األولين، من قبلك كان من أصاب . )نهج«..؟نزلــوا حلوا وأين انتقلوا، وعما فعلوا، فيما فانظر

(.12 الفقر31 البالغة: الكتاب ال قد وواســــــعة مطولة بطبيعتها التــــــاريخ كتب ولكن

ـــ العصر هــذا في فاقتصــارها هنا ومن الكثــيرون، يستوعبها أصبح ـ يوصف كما السرعة عصر ــثر مطلوبا قبل ذي من أك يمــيزون الــذين األفاضل العلماء عاتق على تقع مهمة وهذه

لصاحبه الفاسد ويدعوا الصالح فيعطونا الطالح، من الصالحالصفحات. وبين الورق مطاوي في يموت حتى

ــذا ــماحة الملخص وه ــدين المرجع لس اإلمــام األعلى ال الكتــاب خالصة ليعطينا لنا اختــاره ـــ الله حفظه ـ الشيرازي

فقط. أما جــدا، وكثــيرة عظيمة فوائد اللبن في نقـول: ان فكم

بشـــدة خفقه فعلينا اللبن خالصة نســـتخلص ان أردنا ما إذافقط. منه الزبدة وأخذ

تماما. الزبدة كفائدة هي التلخيص ففائدة التلخيص هــذا في ـــ الله حفظه ـــ اإلمــام ســماحة وأبــرز

ــائص على ــالمية األمة خصـ ــاهر اإلسـ حيث من قوتها ومظـ إلقــاء يعــني وهــذا الواحدة، واألمة واألخوة، الحريات، كانت

الجمــارك وإنتقــاء المصــطنعة، والقيــود الجغرافية الحــدود الدولة حــدود ضــمن والبناء والتجارة الحركة يعرقل ما وكل

اليوم. دول من الدول عشرات تشمل والتي كلها الكبيرة الحكــام اتبعه الذي األسلوب أوضح ـ الله حفظه ـ انه كما

األيام مند كلها اإلسالمية البالد إدارة في ـ الخلفاء ـ واألمراءــار وحــتى األولى ــراز مع اإلســالمية، للدولة المفجع االنهي إب

5

االســـالمي، التشـــريع بها يتمتع كـــان الـــتي اإليجابيـــاتــلبيات ــتي والس ــرت ال ــام من ظه ــدى عل الحك ــاريخ م الت

سقوطهم. أسباب من وكانت كله اإلسالمي الجميع وعلى عظيمــة، فائــدة وذو وجليل جميل فالكتاب

الكتـــاب بطباعة قمنا وقد وواعيـــة، متأنية دراسة دراســـتهــرع ونش ــا ــدة.راجين تعميم ــبحانه الله من للفائ ــداد س السوالرشاد.

العالمين. رب لله والحمد

والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة بيروت ـ لبنان

م1999 هـ1420

6

المقدمة

الرحيم الرحمن الله بسم

خــير على والســالم والصــالة العــالمين، رب لله الحمدــدائهم على الله ولعنة الطـــــاهرين، وآله محمد خلقه ــ ــ أع

الدين. يوم قيام إلى اآلن من أجمعينــاناإلســالمية( )الحضارة تلخيص فهذا وبعد بعض لبي

منه الصــالح يكــون لعله الغــابر، في اإلسالم بالد في كان ما ــا ــا، ســابق إلى لألمة مقرب ــترجع حاله ــز، ذلك إلى ف مع الععبرة.. التاريخ فان الصالح غير وترك الدخيل حذف

ــأل ــ ــبحانه الله نس ــ ــلمين إلى يعيد ان س ــ دولتهم المس. المستعان وهو شؤونه، كل في باإلسالم العاملة الواحدة

المقدسة قم الشيرازي محمد

7

فصلالهجري الرابع القرن

الميالدي( عـــادت )العاشر الهجـــري الرابع القـــرن في اإلســالمي، الفتح قبل عليه كــانت ما إلى اإلسالمية المملكة كان كما بعض، عن بعضها منفصل صغيرة دول فيها ونشأت الحال قصــيرة، فــترات اســتثنينا إذا الشرق، تاريخ في دائما

هـ.324 سنة حوالي االنقسام هذا تم وقدــه، على رئيس كل وتغلب ــا، وانفـــرد ناحيتـ فصـــارت بهـ

وكرمــان بويه، بني أيدي في والجبل وأصبهان والري فارســاس، بن محمد يد في ــار والموصل إلي ــار ربيعة ودي بكر ودي

والشــام مصر وأصــبحت حمــدان، بني أيدي في مضر وديار يد في وإفريقية والمغــرب اإلخشــيد، طغج بن محمد يد في

األمــوي، الناصر الــرحمن عبد يد في واألنــدلس الفاطميين،ــان ــ ــاماني، أحمد بن نصر يد في وخراس ــ ــواز الس ــ و واأله

يد في والبحرين واليمامة البريديين، يد في والبصرة واسط الـديلم، يد في وجرجــان وطبرسـتان القـرمطي، طاهر أبيوأعمالها. بغداد إال الخليفة يد في يبق ولم

أن على وهما ظل ببغداد الخليفة لسيادة شبحا في مــاثالاألذهان. كـــانوا الطوائف ملـــوك أو األطـــراف أصـــحاب أن على

الــدعاء للخليفة ويقــدمون للدولــة، العليا بالسيادة يعترفون الهــدايا إليه ويرسلون ألقابهم، منه ويشترون المساجد، فيعام. كل في

ــرحمن عبد علم ولما ــدلس ال ــويين أن باألن بإفريقية العلــوا ــأمير تلقب ــنين ب لنفسه أتخذ المؤم ــا ــة، لقب أيض الخالف

هـ..350 سنة في المؤمنين بأمير وتسمى

اإلسالمية الواحدة المملكة أمـــراء وتعـــدد االنقســـام هـــذا شـــأن من يكن لم ولكن

ــنين ــؤدي أن المؤم ــيق إلى ي ــنى في ض ــالم مع في أو اإلس

8

ــاليم هذه كل صارت بل اإلسالمي، الوطن مملكة تؤلف األق اإلسالم مملكة سميت واحدة، الكفر. مملكة عن لها تمييزا

جغرافية حدود الــامت ــدة وق ــالمية وح ــدود تتقيد ال إس ــية بالح السياس

الجديدة. هــذه حــدود داخل في يرتحل أن يســتطيع المســلم وكانــه، وتحت دينه ظل في المملكة ــ ــ ــاس يجد وفيها رايت ــ ــ الن يصــلي، كما ويصــلون يعبــده، الــذي الواحد اإلله يعبــدون

واحدة شريعة يجد وكذلك واحدة. وعادات واحدا، وعرفا اإلسالمية الحريات

ــان ــذه في يوجد وك ــالمية المملكة ه ــانون اإلس عملي ق يكون بحيث المواطن، حق للمسلم يضمن ــا حريته على آمن

أن أحد يســـتطيع ال وبحيث أحـــد، يمســـها أن الشخصـــيةالصور. من صورة أي على يسترقه

الشريفان الحرمانــان ــ ــنزاع وكـ ــ ــون ما أشد على الـ ــ بمكة يتعلق فيما يكـ

له أصبح امتالكهما ألن المقدسة، األراضي بين من والمدينةــأن ــبر ش ــل، ذي من أك ــبة قبل من توجد تكن فلم قب مناس ظهـــــرت فقد اآلن أما الحقيقي، الخليفة عالمة في للبحث

ــنزاع ثنايا من ــدة، نظرية المنصب هــذا حــول ال أن هي جدي كان من هو الحقيقي المؤمنين أمير وهــذه للحــرمين، ملكــاــتي النظرية هي ــ ــتند ال ــ ــوم إليها يس ــ ــات في الي ــ حق إثب

. 4الخالفة في العثمانيين المقدسة األراضي على الــنزاع هــذا في العلويــون وكــان

يــأتي الذي الثالث الخصم هم وكــان بالغنيمــة، فيفــوز آخــرا يتمتعــون منهم الحســنيون وجــاه بمــال المدينة حــول دائمــا

منتصف حــوالي مكة يفتحــوا أن اســتطاعوا ولــذلك عظيم،ــرن ــري، الرابع الق ــترض أن دون الهج ــان عليهم يع الطرف

، طـالب أبي بن علي لإلمام الخاص اللقب المؤمنين( هو )أمير ان يخفى - ال4 الرســول من وبنص عزوجل الله قبل من يعين ان يلــزم الله رســول وخليفة الفــريقين، عند متــواتر هو كما«عشر اثــني بعــدي الخلفاء»: قال وقد نفسه

حكمــوا فحكـام هـؤالء غير أما واحد، بعد واحد األطهار هؤالء بأسماء صرح وقدبخلفاء. وليسوا البالد

9

والفاطميون. العباسيون وهما اآلخران،الروم زحف

الناحية من تعـــود اإلســـالم مملكة نجد العصر هـــذا وفي الغرب، في ممتلكاتها وتفقد األولى، حدودها إلى الجغرافية

)شــــارلمان( قد عصر بعد المتوسط األبيض البحر وكــــان أصبح القــرن أوائل منذ العباســيون واســتطاع عربيــا، بحــرا اعتــــداء من الغربية حــــدودهم على يحــــافظوا أن الرابع

المنــابر أعلى من تقرأ االنتصارات أخبار وكانت البوزنطيين،ببغداد. م(926= هــــ314) ســـنة بـــدأ الـــروم زحف أن غـــير

ــتيالئهم ــة، مدينة على باسـ ــام وفي ملطيـ ــ331) عـ = هــ قــرب وبلغــوا بكــر، ديــار إلى الــروم جيــوش م( وافت942

ــوا نصــيبين، ــدفعوا أن الرها أهل من وطلب ــديل إليهم ي المن وجهه صـورة وصـارت وجهـه، به مسح المسـيح كان الذيــه، المســلمين، أســرى من عــدد إطالق مقابل في وذلك في

أهل من الوجوه فاستحضر ذلك في المتقي الخليفة وكوتب البعض فــذكر بينهم، عظيم جــدال وقام رأيهم، ألخذ مملكته

ــذا إن ــديل ه ــدهر منذ المن ــا، كنيسة في الطويل ال لم الره غضاضة إليهم دفعه في وإن الــروم، ملوك من ملك يلتمسه

وفيه ، عيسى بمنــديل أحق المســلمين ألن اإلســالم، علىصورته.

ــال ــى، بن علي فق ــوزير وهو عيس ذاك: إن إذ المسن ال مع الكفــر، دار من وإخــراجهم األسر من المســلمين خالص

جماعة ووافقه وأحــق، أوجب والضر الضنك من يقاسونه ماــروم، إلى المنديل وسلم قوله، على حضر ممن ــوه ال فحمل الدولة رجــال وكبــار البطريــرك وخــرج القســطنطينية، إلى

ــتقباله، ــأجمعهم الدولة أهل ومشى إلس بالشــمع يديه بين ب إلى ومنها صوفيا، أجنيا العظمى الكنيسة إلى وحمل الكثير،

البالط. ــام وفي ــ364) ع ــيروت، بعلبك م( فتحت974= هـ وب

ــذت ــيروت من وأخـ ــورة بـ ــيح صـ ــتي المسـ إليها تنسب الـ في زيمســكيس أسسها التي الكنيسة إلى ونقلت الخوارق،

10

بالقسطنطينية. البرنز قصر أنفســـهم يفتـــدوا أن إلى اضـــطروا فقد دمشق أهل أماعام. كل في للروم يحملونها دينار، ألف ستين بدفع

الشرق في المستمر التقدم في بالد عن ينحسر اإلســـالم ســـلطان كـــان إذا أنه على الشـرق. في المسـتمر تقدمه ذلك يقابل كـان فقد الغـرب،

وكــانت بلوخســتان، م( فتحت925= هـــ313) عــام ففيالوثنية. على الحين ذلك حتى من نحو األتراك من م( أسلم960= هـ349) سنة وفي

الثــالث القــرن أواخر في أنه حين وعلى خركاة، ألف مائتي يلي مما للمســلمين مدينة )أســبيجاب( آخر كــانت الهجــري

جعل المسلمين أمراء سلك في بغراخان دخول فإن الترك، التاريم. ويعتبر نهر حوض إلى تمتد اإلسالمية المملكة حدود

كاشغر. إلى حدودها تنتهي اإلسالم مملكة أن المقدسيــام وفي ــ ــ397) ع ــ ــان1006= هـ ــ ختن بالد أهل م( ك

ــوقت ذلك وفي مســلمين، ــود الســلطان شــمر ال بن محم وأخضع غزنــة، صاحب سبكتكين، الهند بالد من واســعة بالدا أنهم الهند ملــوك عند الثقة عالمة وكانت اإلسالم، لسلطان أصــابع من محمــود الســلطان عند وكان أصابعهم، يقطعون

الكثير. هادنه منبغداد تاريخ من

) عام منذ وذلك األيام، لها تنكرت قد التي فهي بغداد أماــ315 ــارون، أرهجها م( حين927= هــ ــاثوا العيـ فيها وعـ

ــادا، ــوا فس ــرة، ألول النهب فيها وأعمل ــار ثم م ــرهم ص أم للســنوات أيامها أســوأ وكانت الحكومة ضعفت كلما يتفاقم

ــتي ــ ــام فيها أفلت الـ ــ مقتل بين فيما الحكومة يد من الزمـ = هـــ334 ـ329) عامي بين ما أي بويه، بني ودخول بجكم التي الخضراء القبة رأس سقوط كان وكأنما م(،945ـ940 م(940= هـــ329) عــام السـالم بمدينة المنصور قصر في

ــداد تاج القبة تلك وكانت العباس، بني نجم بأفول إرهاصا بغ وبـــرق ورعد عظيم مطر ســـقوطها ليلة وكـــان البلد وعلم

شديد.

11

وهو حمــدي، ابن م( اســتطاع942= هـ331) سنة وفي ينهب أن أصـــحابه، من جماعة رأس على ببغـــداد ظهر لص

وخلع أمــره، الســلطان أعــيى قد وكــان بغــداد، أهل أمــوالــيرزاد، ابن عليه ــحح أن على ووافقه شـ ــهر كل في يصـ شـ

ــار ألف عشر خمسة ــرقه مما دين ــحابه، هو يس ــان وأص فكــتوفيها ــ ــبراءات ويأخذ يس ــ يؤديه بما الجهبذ وروزات ال أوال

فأوال. الــوقت ذلك في شــيرزاد ابن وكــان الــتركي للقائد كاتبــا على ومضى يديه، في الحكومة أمر فكان توزون، المسمى

ــات فيه تحارسوا وقت حمدي ابن أيام في الناس في بالبوقــل، ــوم عليهم وامتنع اللي الن ــا ــات من خوف ــذا كبس اللص ه

ــون وصاروا أهلها، من ببغداد المنازل وأصحابه. وخلت يطلبــدار يســكن من ــأجرة ال ــا، يعطاها ب ــدة وأغلقت ليحفظه ع

ما هــذا إلى ومســاجد. وأضــيف أســواق وتعطلت حمامات، النار يلقون فكانوا دائم، نزاع من والشيعة السنيين بين كان

دائما. بعض على بعضهم

الكرخ فتنةــنة وفي ــ361) س ــامت971= هـ ــالكرخ م( ق ــة، ب فتن العصــبية شــديد وكــان العامــة، لقتــال حاجبه الوزير فأرسل ليقضي كثــيرة أمــاكن في النــار إلقــاء إلى فاضــطر للســنة،

الكرخ فاحترق الفتنة، على من عــدة وكــان عظيمــا، حريقــاــان، وثالثمائة إنســان، ألف عشر سبعة فيه احترق وثالثة دكيحصى. ال ما األموال ومن مسجدا، وثالثين

العباسي المقتدر الجــانب إلى الغــربي الجــانب من ينتقلــون النــاس وبــدأ

سكانا. وأكثر أعمر اليوم إلى الجانب هذا يزال وال الشرقي،ــ295) عام في المكتفي الخليفة على العلة ثقلت لما هـ

ــالت907= ــوزير نفس م( م ــدر، تقليد إلى ال ــان المقت وك عشرة. الثالثة في صبيا

لــه: قــالوا حين ضــميره أطاع ألنه القضاة، أحد ذبح ولقد

12

له. المبايعة تجوز وال صبي، فقال: هو للمقتدر، تبايعــآمرين الجماعة ولكن ــوا المتـ ــدير، أخطئـ ــإن التقـ أم فـ

ــدر، ــام على قبضت رومية ولد أم وهي المقتـ هي األمر زمـ وحــالت وتعــزل، تــولي فكــانت والحزم، القوة بيد وأولياؤها

المال. بيت في ما إنتهاب وبين القوم بينــدر لبث وقد ــ ــرش على المقت ــ ــاء الخالفة ع ــ خمسة زه

هـذه أثنـاء في خلع وقد أمـه، جنـاحي تحت عامـا، وعشرين عن ويزيلونه قــواده بعض عليه يثــور فكــان مــرتين، المــدة ملكه ســرير في يخــرج ولم إليــه، يعــود ثم يــومين، أو يومــاــواده أن وذلك فيها، قتل وقد واحدة، مرة إال ليقاتل جيش قــوا وما فأبى، مؤنس، لمحاربة معهم يخرج أن منه طلبوا زال

أمه به جهدت وقد مكرها، خرج حتى به وكشــفت يخرج، أال الــبردة وعليه فخــرج القضاء، غلب ولكن وبكت، ثدييها، عن

ــتي النبوية ــاء، يتوارثها الـ ــحاب ووافى الخلفـ ــؤنس، أصـ مـ األرض، إلى منها ســقط ضــربة خلفه من منهم رجل فضربه

حــتى فيها والــبردة ثيابه وســلبت بالســيف، وذبحه فأضجعه من رجل به مر أن إلى العــورة مكشــوف وتــرك ســراويله،

بحشيش. عورته فستر األكرة،العباسي القاهر

ــوه انتخب ثم ــاهر أخ ــده، خليفة الق ــان بع ــوم وك قد الق أم وال كهل، وقالوا: هو القاهر، فعينوا المقتدر بحكم اتعظوا

معه. أمورنا تستقيم أن فنرجو له، الــدماء، ســفك على اإلقــدام شــديد أهــوج، القــاهر وكان

ــا ــال، محب ــبيح للم ــة، ق ــطناع في الرغبة قليل السياس اص وكـــان األمـــور، عـــواقب في مفكر غـــير الرجـــال، مولعـــاالغناء. يسمع وكان السكر، من يصحو يكاد ال بالشراب،

يحل أن أبى بــالخلع نفسه على يشــهد أن منه طلب ولما قبله يســمل ولم عينــاه، وســملت فخلع بيعته، من الطالبين

اإلسالم. وملوك الخلفاء من أحدــمل ــذا األعين وسـ ــادة هـ ــذوها عـ ــلمون أخـ عن المسـ عشر سبعة خلعه بعد القاهر عاش ثم البوزنطيين، في عاما

به بلغ قد وكــان منهــا، المســتكفي نقله حــتى الخالفــة، دار

13

كـــان أن إلى والفقر الضر رجله وفي جبـــة، بقطن ملتفـــاخشب. قبقاب وغطى المنصـــور جـــامع إلى جمعة يــوم في خـــرج وقد يتصــدقوا أن وســألهم نفسه النــاس فعــرف ووقف وجهــه، ورده درهم ألف فأعطــاه الهاشــميين أحد إليه فقــام عليــه،

داره. إلى

14

العباسي الراضيــ322) الراضي عين ولما ــ329 ـ ــ933 هـ م( ابن940 ـ

ــاهر أخي ــة، الق ــان خليف ــرون خمسة العمر من له ك وعش وكــان ســنة، الصــولي: ما يقــول حــتى البلــور، بجمع مولعــا ملك عمل وال الراضــي، عند منه أكــثر ملك عند البلور رأيت

من له اجتمع حــتى بذل، ما أثمانه في بذل وال عمل، ما منهــور بهدم أولع وقد قط، لملك يجتمع لم ما آلته دار في القص

بساتين. تصييرها أو غيرها وبناء الخالفةــؤثر كان أنه إال العيب من فيه الراضي أصحاب يجد ولم ي

يحتمي، ال مرضه رغم كــان وأنه رأيــه، على وشــهوته لذتهــان ــاؤه له وصف إذا وكـ أطبـ ــيئا ــتعمله، ال شـ أكل وإذا يسـ

والثالثين الثانية في وهو ومــات يعلمهم، لم الضــار الشــيء احتــال فقد الــدماء، ســفك من يســلم لم وعهده العمر، من

ــوزير على ــوزارة، تركه بعد مقلة ابن ال ــتى ال عليه قبض ح ســـعى ممن وأقاربه أهله من جماعة على وقبض وســـجنه،

ــه، من فمنهم عليه، الناس وبايعه لنفسه األمر تقليد في قتل من ومنهم ســجنه في فمــات وســجنه، ضــربه من ومنهممدته. طول استتر

العباسي المتقي في وهو المتقي، أخــوه بعــده الخالفة عــرش ارتقى ثم

البــؤس وظل العمر، من والعشرين السادسة ــا بعد له حليف الســالم مدينة تــرك خليفة أول فهو العــرش، ارتقائه ــا خوف ــا ــاة، وطلب ــدانيين، ولحق للنج في معهم ينتقل وظل بالحم

أخرى. بعد مرة يهزمون وهم الجزيرة،ــأن وقد ــتركي القائد مواثيق إلى اطمـ ــوزون، الـ وأمن تـ غدر توزون ولكن أخرى، بعد مرة منه استوثق أن بعد جانبه

ــار ألف ســتمائة ألجل به عــرش طــالبي أحد من أخــذها دين الجارية بإحضـــــار وأمر وخلعـــــه، عليه فقبض الخالفـــــة، وعــاش السندي، غالمها بيد سمله فتولت حسن، الشيرازية

خلعه بعد المتقي بداره. ومات سنة، وعشرين أربعاالعباسي المستكفي

15

تــــوزون، مع عليه تــــآمر أن بعد المســــتكفي خلفه ثمــفرت ــ ن بينهما وس ــ ــ ــيرازية، الجارية حس ــ ــارتقى الش ــ ف أمه وكــانت المــؤامرة، هــذه بعار الخالفة عرش المستكفي

ــمى رومية أم ــن، تسـ ــرأة بين وهو غصـ ــعة امـ رفعته جشـ أصــبحوا الــذين الــترك وبين الخالفة، منصب إلى بدسائسها

بغداد. سادة أن رضي ليخلعــوه إليه جــاءوا ولما بويــه، بنو جــاء وأخيرا

ــه، يخلع ــرط ولكنه نفس ــوا ال أن عليهم ش يقطع ــيئا من شــائه، ــ ــير أعضـ ــ ــذي هو المتقي أخا المطيع أن غـ ــ خلف الـ

ــتكفي، ــأمر المس ــمل أن ف يس ــا ــه، انتقام من وطلب ألخيــمله، ــدم فلم يس ــادم إال أحد ذلك على يق ــقلبي خ ــان ص ك

ــتكفي ــ ــتخدمه، قد المس ــ أوقاته بعض في عليه وجد ثم اســه، حنقا الخــادم هذا فكان وحبسه، سوط مائتي فضربه علي

المهمة. بهذه وقام أكحله، للمطيع: أنا فقالــاء أما ــأخرون الخلفـ في بالفعل عمل لهم يكن فلم المتـــة، إدارة ــذلك فطــال الدول خلع فإنه المطيع فأما حكمهم، ل وذلك الطــائع، البنه الخالفة والية وترك مستكره، غير نفسه

فظهر يســتره، وكــان قــديما، فــالج ناله قد كــان المطيع أنــذرت ــة، عليه وتع ــترك لســانه، وثقل الحرك الخالفة والية فــه: ثم حكمــه، من ســنة عشــرة ثمــان بعد الطــائع خلع البن

مــات حــتى مكرما، القادر الخليفة عند واعتقل عليه، وقبضسنة. عشرة اثنتي بعد

16

الفاطميون دولتهم، إدبــار أيــام العبــاس بني خلفاء لبعض صورة هذه

إذ نجمهم أخذ الــذين الفــاطميين خلفــاء صورة تخالف وهي الحازمة السياسة هــدوء هذا إلى االرتفاع. ويضاف في ذاك

ـ975= هـ386ـ365) العزيز وكان عهدهم في وطمأنينتها للفروســية مثل أول ضــرب الخلفــاء، هــؤالء م( أعظم996

الــتي وهي القلب، وكــبر العفو من عليه تنطــوي بما العربية بعد فيما أثـرت تـأثيرا أحد أن حــدث فقد الغـرب، في كبــيرا م975 هــ365 عــام جــوهر طاعة على خــرج األتراك القوادــذا فالتجأ جــوهرا، وهــزم ــتركي فأدركه عســقالن، إلى ه ال

ــدة وحاصــره ــتى طويلة م ــه، الصــلح، طلب ح وعلق فأجاب التركي سيفا جوهر وخرج عسقالن، حصن باب على مجردا

يــرض فلم مصــر، إلى دخلوا ثم السيف، تحت من وأصحابهــلح، العزيز ــ ــار بالص ــ ــتركي، لمحاربة بنفسه وس ــ فهزمه ال

يمــوت كــاد أن بعد آســريه، يــدي بين من واستنقذه وأسره، خاتمــــه، إليه ودفع نفســــه، على وأمنه ولكمــــا، ضــــربا

شــراب قــدح بإحضــار العزيز فــأمر ماء، التركي واستسقى الشــرب على الــتركي توقف بالقــدح أتى فلما جالب، خوفــا

ــك، للعزيز وتبين قاتل، سم القدح في يكون أن من فأخذ ذل خيمــة، له وأفــرد ليشــرب، أعطــاه ثم منــه، وشــرب القــدح

على وحمله إليــه، يحتــاج ما جميع إليه يحمل بــأن وتقــدم ممن أنــاس عن وســأله مركبه، على بالركوب وأمره دوابه، بهم إليه فــأتى أصــحابه، من قوم إحضار فالتمس بهم يأنس

إلى تقــــدم مصر إلى العزيز رجع ولما األســــارى، بين منإجالله. التركي بإكرام وأمرائه وقواده دولته وجوه

17

العباسي الله بأمر الحكام لم ما العــدل من وأظهر اللــه، بــأمر الحــاكم جــاء وأخيرا

أيامه في يزالــون ال مملكته أهل إن ولعمــري بمثلــه، يسمع تمتد ولم نفوســهم، على مطمئــنين غير أموالهم على آمنين

وعطايا عظيم جــود له كــان بل أحــد، مــال أخذ إلى قط يده.5جزيلة

األمراء

ــراء يكن ولم ــالمية المملكة ألم ـزهم عالمة اإلس ـ من تمي الــدعاء مع جهة كل في لهم يــدعى فكــان الرســمية، الجهة

فقط العــراق في أما للخليفــة، الــدعاء بعد وذلك لحاكمهــا، وال غــير من بنفسه أمورها يدير الذي هو الخليفة كان حيث

ــان ــذكر ال فك ــة، في الخليفة مع أحد ي ــان ذلك ألن الخطب كالخليفة. لمنصب االنتقاص من بشيء يشعر

في ذكر ما ان يخفى وال ضـده، تهريجه شدة مع سعيد بن يحيى ذكره ما - هذا5 يحــيى أو المســيحيين أعدائه قبل من إما كتب ما ألن عليه دليل ال الحاكم حالالعباسية. بالخالفة مرتبط وهو سعيد بن

18

بغداد في الفساد

= هـــ330) عــام ببغــداد الحقيقي الفســاد عهد بدأ وقد ــدي فيه فتح الــذي العــام وهو م(،941 فيه وفر بغــداد البري

ظلمه النــاس ظلم البريــدي أن وذلك الموصل، إلى الخليفة األراضي أصحاب وخبط آزار، في الخراج وافتتح المعروف،

ســبعين الحنطة من كــر كل على ووظف الذمــة، أهل خبط وأخذ درهما، البريــديين آخر وفر غصبا، التجار مال من جزءا

العرب. جزيرة جنوب في القرامطة إلىالبويهيون

الصــفات أكــبر من وكــان البويهيــون، الحكم إلى جــاء ثم يســتطيعون كــانوا أنهم بويه بــني مقــدرة فيها ظهــرت التي أيديهم بين يكون حتى يدخروه وأن وجه، كل من المال جمع

ــأمور ذلك في الحظ ســاعدهم وقد دائمــا، المــال من هي ب فيحكى االتفاقــــــات، عجيب دخل لما بويه بن علي إن مثال

ــيراز ــحابه اجتمع ش ــالبوه أص ــال، وط ما معه يكن ولم بالم واغتم قلبه واشـتغل االنحالل، على أمـره فأشرف يرضيهم،

للفكر خال وقد ظهــره، على مســتلق هو فبينما شــديدا، غما الــذي المجلس ســقف من خــرجت قد حية رأى إذ والتدبير،

ودخلت موضع من فيه كان تسـقط أن وخـاف آخـر، موضعا صــناديق عــدة فيها فوجدوا بفتحها، فأمرهم نائم، وهو عليه،

أمره أشفى أن بعد رجاله في ذلك فأنفق وغيره، المال مناالنحالل. علىــان ــبب وكـ ــاع في السـ ــماحته بويه بن علي ارتفـ سـ

سياسته. وحسن صدره وسعة وشجاعتهبويه: بنو به أتصف مما الكبرى الثانية والصفة

أجيـــالهم في وذلك التامـــة، والطاعة الوثيق التضـــافر ــل، على األولى ــ الصـــفات إلى ذلك في الفضل ويرجع األق

بعد فيما لقب الـــذي بويه بن لعلي تـــوفرت الـــتي العظيمةــاد ــة، بعم ــذي وهو الدول بيت بلغه فيما الفضل إليه يرجع ال

وعزة. قوة من بويه بني

19

الدولــة، معز أن النظــام والــتزامهم طــاعتهم أمثلة ومن وكان الثالثة، األخوة أصغر وهو ذاك، إذ العــراق على حاكمــا األرض هـ( قبل363 )عام بأرجان الدولة عماد أخاه لقي لماــه، بين يقف وكــان يدي ــده، قائمــا ــأمره عن ــالجلوس في فال ب

الثاني أخيه إلى الرياسة انتقلت األكبر األخ مات ولما يفعل،ــرا، له يخــالف ال الدولة معز فكان الري، في الدولة ركن أم أيقن ولما فيفعــل، الجيــوش بإنفــاذ يأمره الدولة ركن وكان المــوت، ســرير على وهو ابنــه، وصى بــالتلف الدولة معز

ــة، ركن بطاعة ــارته الدول ــرض ما كل في واستش من له يعــوم منه أسن ألنه الدولة عضد عمه ابن وكـــذلك مهم، ــ وأق

بالسياسة. يخـرج أن وأمـره ابنـه، على الدولة عضد والد غضب وقد

ــه، طاعــة منها فخرج عمه، ألبناء ويسلمها بغداد من بعد ألبيدارا. بها لنفسه واتخذ بها، أقام قد كان أن

حسن الكــرم، واسع حليمــا، كــان فقد الدولة ركن وأما وجنده، لرعاياه السياسة من يتحرج الهمة، بعيد بهم، رؤوفا

عدله على المؤرخــون أثــنى وقد منه، أصحابه ويمنع الظلم،وكرمه. دون م(،982= هـ372 عام )المتوفى الدولة عضد وكان

الحــاكم الســيد يمثل الــذي هو أســرته، أعضــاء سائر تمــثيال الممتــدة البالد أمره، آخر في لسلطانه خضعت وقد حقيقيا،

يلقب أن بـــدع فال وعمـــان، كرمـــان إلى الخـــزر بحر من أن بعد اإلســالم، في مــرة الملــوك( ألول )ملك بشاهنشــاه

األلوهيــة، مقـام على بالتجرؤ قبل من يشعر اللقب هذا كان بويــه، بــني ملــوك من بعــده جــاء لمن اللقب هــذا ظل وقد

فكان القديمة. الشرق لرسوم إحياء أيضاــذين العــابثين أثر ومحا اللصوص، من السبل طهر وقد ال

في اللصــوص على دس أنه ويحكى الطريق، يقطعون كانوا منها فــأكلوا بالســم، شيبت حلوى يحمل بغال القوافل إحدى

عجيبة. مكيدة هذه وكانت فهلكوا، صــحراء وإلى العــرب جزيــرة صحراء إلى النظام وأعاد

عن الجباية رفعت حــتى بمخاوفهــا، أشــهر وكــانت كرمــان، وضــروب القبائح من عليها يجري كان ما وزال الحج، قوافل

20

لهم واحتفر الطريق في الســواقي للحجــاج وأقام العسف، الرســول مدينة على السور وأدار الينابيع واستفاض اآلبار، أحــرق قد مختلة وكــانت وأســواقها، بغــداد بعمــارة وأمر

وكـانت الجامعـة، بالمسـاجد وابتــدأ البعض، وخـرب بعضها، كان ما وهدم الخراب، نهاية في وأعــاد بنيانها، من مستهدما

يــده قصــرت فمن بالعمــارة، العقارات أرباب وألزم بناءها، على دار له كانت من وأمر المال، بيت من اقترض ذلك عن

عمارتها في يجتهد أن والحاشـــــــية األوليـــــــاء من الشط وبيع المنــازل هــدم اســتطابوا قد النــاس وكــان وتحســينها،

دار عرصة بســتان عمارة وأعاد السنة هذه فأبطل أنقاضها، بــالزهر الخرابــات فــامتألت وغــيره، الحســين ابن العبــاس

ومطــارح الكالب مــأوى كــانت أن بعد والعمــارة، والخضــرةــذار الجيف ــارس من الغــروس إليها وجلبت واألق وســائر فــانت البالد، ــ ــار وك ــ ــداد األنه ــ وعفت مجاريها دفنت قد ببغ

ــا، ال النـــاس من جيل ونشـأ رســـومها، بحفر فـــأمر يعرفهـ تهدمت قد قناطر األنهار على كانت وقد ورواضعها، عمداتها البهـــائم عليها يجتـــاز أن من تخلو تكن فلم أمرهـــا، وأهمل

جديدة كلها فبنيت فيسقطون، والضعفاء واألطفال والنساء وعملت وثيقة، عمال ببغداد، الجسر أمر جرى وكذلك محكما

ــراكب سيما ال بنفسه، المخاطر إال عليه يجتاز ال كان فإنه الــزاحم وضــعفه ضــيقه لشــدة ــاس وت ــاختيرت عليه الن له ف

ــفن ــار الس ــة، الكب ــرض المتقن ــتى وع ــار ح ــوارع ص كالشن الفســيحة ــدرابزينات... وأعيد وحصــ ــير بال ــاطر من كث قن

ــواه ــار، أف البادية من وحــول األنه ــا ــارس فأســكنهم قوم فالبرية. وعمروا فزرعوا وكرمان

ــان فمما األصــناف، من بها يوجد ال ما بالده إلى ينقل وك بشـــيراز وبـــنى النيـــل، حب كرمـــان إلى نقله عظيمة دارا

الكبــيرة الــدار ووسع حجــرة، وســتين ثالثمائة على تشــتملــتي ببغداد، سبكتكين للقائد كانت التي ــه، بعد تركها وال وفات

الصــحراء يخــترق عــال مجرى في الماء بستانه إلى وأجرىــاض، ــذه نقض في الفيلة واســتخدم واألرب ــدور، ه ورمى ال

الفيــول اســتعمل من أول وكــان األرض، دك وفي حيطانها، وكان القتال، في ما غير بناء بمشروعات القيام على عازما

21

الحمام، دخول يباكر أن عادته وكانت ذلك، قبل فمات تقدمــار ترجل فإذا خواصه، إليه دخل الفجر وصلى خرج فإذا النه

وهو قـائم، والطـبيب يتغـدى، ثم الـواردة، األخبـار عن سأل الظهــر، إلى ينــام ثم ومضــارها، األطعمة منــافع عن يســأله

والراحة النـدماء مجلس إلى وخـرج الظهر صـلى انتبه فـإذا وكــان فراشــه، إلى يــأوي ثم صــدر الليل من يمضي أن إلى وكــان بمعلميه، يفتخر وكان المعلمين، أحسن على تعلم قد

الفقهـــاء على الجرايـــات ويجـــري والعلمـــاء، العلم يحب والشــعراء والنحــاة والمفســرين والمتكلمين والمحــدثين

والمهندسين. والحساب واألطباء والنسابين وقد دولتـه، أيـام في لألدب ويتفـرغ بالعلم يتشاغل وكانــدس حل من فرغنا تذكرة: إذا في وجدله تصــدقت كله إقلي

النحــوي علي أبي كتاب من فرغنا وإذا درهم، ألف بعشرين ويعطي الشــعر يحب وكــان درهم، ألف بخمســين تصــدقت وكــان األمــراء، منادمة على األدباء مجالسة ويؤثر الشعراء،

لــه، التقــدير بعد معانيه على ويحكم وينشــده، الشــعر يقول الثعالبي له ذكر وقد شعرا إليه. ينسب عربيا

الخصـــــــوص ألهل داره في الدولة عضد أفـــــــرد وقد والفالســفة والحكماء فكــانوا مجلســه، من يقــترب موضــعا العامــة، ورعــاع السفهاء من آمنين للمفاوضة فيه يجتمعون

ــؤذنين المساجد قوام على األرزاق بإدرار وأمر واألئمة والم الغربــاء من إليها يــأوي لمن الجرايــات وإقامة فيها، والقراء

وبنى والضعفاء، 6 مارستانا ببغداد. كبيرا فـــأذن الذمـــة، أهل إلى الملة أهل صـــدقاته وتجـــاوزت

وإطالق والــديرة، الــبيع عمــارة في هــارون بن نصر للــوزيرالذمة. أهل لفقراء األموالــرج ولم ــني بيت يخـ الدولة عضد بعد بويه بـ ــلح جيال يصـــمحلت للحكم، ــ ــواردهم األمر أواخر في واض ــ ــة، م ــ المالي المـــادة عنه وقطعت الدولـــة، جالل أيـــام المملكة واختلت

من داره وخلت األســواق، في وباعها وآالته ثيابه أخرج حتى وانقطع مغلقــا، األبــواب أكــثر وصار وبواب، وفراش حاجبالطبالين. النقطاع األيام أكثر في له الطبل ضرب

المستشفى. - أي6

22

الترك أمراءــراء وأما ــترك أم ــيد، بجكم فيمثلهم ال ــاء ولما واإلخش ج معه حمل بغــداد إلى بجكم الــتي الغلظة ضــروب من كثــيرا

ــة، بحياته اقــترنت أهلها طــالب واسط دخل وعنــدما الجنديــان حتى تعذيبهم في واشتد بالمال الرجل بطن على يضع ك منهم ــتا ــر، فيه طس ــان ما يفعل أنه الى البعض فنبهه جم كـــره الجبـــل، بأهل مـــرداويج يفعل ودار بغـــداد في بأنه وذك

وقد األخالق، هذا بغداد تحتمل وال وإصبهان، الري ال الخالفة رائق ابن ظهر فلما ســـيرته، لقبح بجكم بغـــداد أهل أبغض فكـان بجكم، بغض من أنفسـهم في ما وأظهـروا بـه، سروا

ويقولــون: بجكم ورجاله ببجكم يهــزءون والصبيان العيارون رأوا فإذا سباله، نصف حلقوا بــه: صاحوا قلنسوة عليه تركيا

بجكم. أميرنا طيري! ليس قلنسوة معه ويأخذ الصــحراء في أمواله يــدفن بجكم وكان رجــاال

إلى بغــال على ويحملهم الصناديق، عليهم فيطبق ليعاونوه،ــوف ــ ــحراء، ج ــ ــدفن أن وبعد الص ــ ــال ي ــ عليهم يطبق الم

ــدرون فال بهم، ويعــود الصــناديق ــوا أين إلى ي أرض من ذهب يهتــدي عالمات لنفسه يتخذ هو وكان جاءوا، أين من وال الله وتخبطه بجكم بســاطة إلى راجع التصــرف هــذا وأصل بهــا،العسكرية. غير األمور من يجهله فيما

ــيد وأما ــانت اإلخشـ ــلتان: الســـذاجة فيه فكـ وحب خصـ جميع بمصــادرة بــدأ وقد طريفــا، اجتماعهما فكــان التملك، في أمــوالهم وأخذ أعــداء، أم كــانوا أصدقاء األغنياء، العمال

وقد هــذا، يســتحق كــان منهم وكثــير وبرود، جانبه من هدوء الــتي األوقــات جاءت فإذا فكان للعنبر، محبته عنه اشتهرت

التجــار، إلى وباعه العنــبر خزائنه من أخــرج فيها إليه يهــدى ثم الــوافر، الثمن له فيحصل إليــه، يهدونه الــذين فيشــتريه

ال كــان انه على تــدل حكايــات عنه وتحكى إليــه، العنبر يعودأصحابه. من أحد عند وجده إذا يعجبه ما يأخذ أن يأنف

أن وذلك عجيب، أمر مــــــــرة له وقع وقد أهل من رجال النــاس! أنا وصــاح: معاشر بمكة زمــزم فــوق صــعد العراق

ــريب، رجل ــول البارحة ورأيت غ ــول وهو الله رس لي: يقــر، إلى سر ــني له وقل طغج، بن محمد والق مصـ يطلق عـ

23

ــادراي، علي بن محمد ــ ــدي، أضر فقد الم ــ ــارت ثم بول ــ ســر، إلى القافلة ــ ــار مصـ ــ وبلغ مصر إلى ووصل الرجل وسـ

فقال: فأخبره، ؟رأيت إيش وقال فأحضره، خبره، اإلخشيد فقــال: دينــار، قال: مائة ؟مصر إلى مسيرك في أنفقت كم

الموضع في ونم مكــة، إلى وعد عنــدي، من دينــار مائة هذه : الله لرســول فقل رأيته فإذا الله رسول فيه رأيت الذي

عنــده لي فقال: بقي طغج، بن محمد إلى رسالتك بلغت قد وذكر وكذا، كذا ــال أطلقته، إلي دفعه فإذا كثيرا، شيئا له فق

إلى أخــرج وأنا هــزل، الله رســول ذكر في الرجــل: ليس وأقف الله رســول إلى وأســير مــالي من وأنفق المدينــة،

ــير يقظــان يديه بين ــام، بغ أديت الله رســول وأقــول: يا منــالتك ــال طغج، بن محمد إلى رس ــذا لي فق ــذا، ك ــام وك وق

ظنا، بك ظننا إنما الجد، في وقال: حصلنا فأمسكه، الرجل، من اإلخشـــيد إليه فأرسل أطلقـــه، حـــتى تـــبرح فما واآلن

وأطلقه. أمره في توسطــان رجل وادعى ــبي رأى انه اقطع كـ ، وعليا جبرئيل النـ

ــال: فســألت ــبي ق ــدي، رد ،الن وقد وانتبهت، إلي، فردها ي المســتورين من جماعة بــأن كتــاب دمياط من وورد عادت،

ــتعظم وأكبره، إليه اإلخشيد فأوصله اليد، مقطوع رأوه واس وكـذب، دلس الرجل هـذا إن قيل ثم فيـه، تعـالى الله قدرة

الفتنة. وزالت

والنصارى اليهود

ــبر إن ــرق أك ــالمية اإلمبراطورية بين ف أوروبا وبين اإلس وجود الوسطى العصور في المسيحية على كلها كانت التي وأولئك المســلمين، بين األخرى الديانات أهل من هائل عدد األمر أول من وجــودهم كان الذين الذمة أهل هم ــائال بين ح

ــوين وبين اإلســالم شــعوب ــدة تك ظلت وقد سياســية، وح أهل واستند غريبة، أجزاء وأديرتهم والنصارى اليهود كنائس وما عهـــود من المســـلمين وبين بينهم كـــان ما إلى الذمة

وقد المســلمين، في باالندماج يرضوا فلم حقوق من منحوه

24

اإلسالم دار تظل أن على والنصارى اليهود حرص غــير دائما ظلوا المسلمين إن حتى التكوين، تامة أنهم يشــعرون دائما

ــرة إن وحتى وطن، أهل ال منتصرون أجانب اإلقطاعية الفكــتركة المعيشة إلى الحاجة وكانت تمت، لم ينبغي وما المشــون أن ــاق من فيها يك األمر أول من أوجد مما وف ــا من نوع

يكن لم الـــذي التســـامح ــا العصـــور في أوروبا في معروفـ األديــان، مقارنة علم نشــوء التسامح هذا ومظهر الوسطى،

هــذا على واإلقبــال اختالفهــا، على والنحل الملل دراسة أيعظيم. بشغف العلم

كـان إذا إال يجوز ال الدين تغيير وكان اإلسـالم، في دخـوالــانت ــلة الدينية الطوائف فك ــها منفص ــام بعض عن بعض تم

عـــوقب اإلســـالم عن إرتد إذا المســـلم وكـــان االنفصـــال، بقتل يقضي كــان البوزنطية الدولة قــانون أن كما ،7بالقتل

دينه. غير إذا المسيحي وذلك المسلمين، وغير المسلمين بين تزاوج ثم يكن ولم

أن النصــرانية للمــرأة يجــيز يكن لم المســيحي القانون ألن غـــير إلى وأوالدها هي تنتقل لئال نصـــراني، بغـــير تـــتزوج

الكنيسة قــانون بحسب للنصــراني، يجــوز كان وال المذهب،ــتزوج أن ــير ي في وأوالدها هي إدخالها رجــاء إال نصــرانية بغ

النصرانية. أنه على مســتحيال، فكان مسلمة من المسيحي زواج أما ديانــات من ديانة لكل يضــمن ما اإلســالمية الدولة في كــان يتهود، أن للمسيحي يجوز ال فكان الخاص، كيانها الذمة أهل ذلك كــان إذا إال الدين تغيير يكون وال يتنصر، أن لليهودي وال

وال اليهــودي يــرث النصــراني يكن ولم اإلســالم، في دخــوال المســلم، يــرث النصــراني أو اليهــودي يكن لم كما العكس،

المسلم غير المسلم وال أو كان يهوديا .8 نصرانيا صـــدر الهجـــري الرابع القـــرن من الثـــاني النصف وفي جــانب إلى ـــ فيه أمر الخليفــة، عن للصــابئين كتب منشــورــريمهم عن والذب وحراستهم صيانتهم عنهم الظلم ورفع ح

من التخويف إلى أقــرب فالعقوبة الشروط، تلك كل توجد قلما بشروط - هذا7فطريا. كان إذا حتى مقبولة المرتد توبة ان وعندنا التطبيق،

)الفقه( )م(. في بعضها ذكرنا فقهية تفاصيل - للمسألة8

25

مــداخلتهم وتــرك مواريثهم، وبين بينهم بالتخلية ـ ذلك ونحو مــواريث في يــرى المؤمــنين أمــير ألن فيهــا، ومشــاركتهم

يقول إذ ، الله رسول رأي المخالفين من وغيرهم الصابئين.9ملتين أهل يتوارث عنه: ال الثابت األثر في

ــأنهم للمجــوس اعترف الهجري الرابع القرن أثناء وفي ب ـكاليهود لهم، وكان والنصارى، اليهود جانب إلى ،10ذمة أهل

الحكومة. وعند الخالفة قصر في يمثلهم رئيس والنصارى، المســــيحيين رئيس النســــطوري، الجــــاثليق وصــــار

إلى اإلســــــالمية الدولة مركز إنتقل أن بعد الشــــــرقيين، تنتخبه وكـــانت للنصـــرانية، األكـــبر الـــرئيس هو الشـــرق، له ويكتب انتخابه، على الخليفة ويصادق الكنيسة ــدا كما عه

والمتصرفين. العمال لكبار يكتب وأخــرى ببغــداد خالفة إلى اإلســالم انقســام كــان وقد

نجد ولــذلك اليهــودي، المجتمع تنظيم في أثر مما بالقــاهرة كلمته ولكن بســيدنا، بعض لقبه الــذي الجالوت رأس ببغداد القاهرة في ونجد الفرات، شرقي إال تسري ال كانت ــا رئيس أحبــار يعين األمراء( وكــان أمير )أي هساريم سر يلقب آخر

الفاطميين. مملكة حدود في أي ومصر، الشام في اليهود م(1165 عــام ســافر رحالة )وهو بنيــامين ربي ويقــدر

عن النظر صــرف بعد ـــ اإلسالمية المملكة في الذين اليهودــرب ــ المغـ ــودي، ألف ثالثمائة بنحو ــ ربي أن حين على يهـ

بعشرين صاحبه بعد سافر وقد ـ بتاحيا عــدد أن يقــدر ـ عاما هــذه تنطبق وال ألــف، ستمائة يبلغ وحدها العراق في اليهود

ــري الرابع القرن في الشام على األرقام السياسة ألن الهج تفـني كـادت اليهـود إزاء الصـليبيين قـواد عليها جـرى الـتي

الحي ســكان عــدد بنيــامين ويقــدر اإلســرائيلية، الطائفةــاص ــاليهود الخ ــدس في ب بتاحيا يجد ولم أنفس، بأربعة القــاك إال هنـ ــا ــدا، شخصـ ــول واحـ ــايلو ويقـ ــيليوس بـ مارسـ

م(1243 أكتــوبر إلى تاريخه يرجع خــبر ) في 11جورجيــوس تســعة إال صــور في بالبندقيين الخاص الحي في يكن لم إنه

مطلقا. ال فقهي، تفصيل على والكفر اإلسالم في - هذا9األخبار. في كما الرسول قرره مما - هذا1011 - (Bailo Marsilius Georgius).

26

اليهود. شبان منــدينتان ــدتان والم ــرات بين فيما الوحي ــان ودجلة الف اللت

ــريت، الرها هما نصارى أهلهما أكثر إن حوقل ابن يقول وتك وبها النصــارى، فــرق ســائر وتجمع البنــاء، قديمة مدينة إنهاــبيع من ــرة الـ ــتي القديمة واألديـ ــارب الـ عيسى عهد تقـ

المجــوس أما وجلــدا، وثاقة أبنيتها تتغــير لم والحــواريين، فــارس، جنــوب في كــانوا ما وأكــثر بالعراق، كثيرين فكانواــنة وفي ــ ــ369) س ــ بينهم عظيمة فتنة م( وقعت979= هـــيراز عامة وبين ــلمين، من ش ــذه في ونهبت المس الفتنة ه وجمع الخــبر الدولة عضد الصــائبة وضــربوا، المجــوس، دوروزجرهم. تأديبهم في وبالغ ذلك في أثر له من كل

أواخر فيه أمـــرهم ازدهر عهد آخر فكـــان الصـــابئة أما عاد العصر ذلك ففي األمين، الخليفة عهد في الثاني، القرنــيران وقيــدت الظهور، إلى بحران الوثنية شأن جميع في الث

وباألجراس والرياحين والورود الثياب بغالي مزينة الشوارعبالمزامير. الرجال خلفها وسار قرونها، على

الذمة أهل حريات الذمة أهل دون يغلق ما اإلســالمي التشريع في يكن ولم

ــاب أي ــواب من ب ــال، أب ــان األعم ــدمهم وك ق ــخا في راس صــيارفة فكــانوا الــوافرة، األربــاح تــدر التي الصنائع وتجــارا

أنفســهم نظمــوا الذمة أهل إن بل وأطبــاء، ضــياع وأصحاب الشام في والجهابذة الصيارفة معظم كان بحيث يهودا، مثال رئيس وكــان نصــارى، والكتبة األطبــاء أكــثر كــان حين على

اليهــود رؤســاء وكــان الخليفــة، طــبيب هو ببغــداد النصــارى اليهــود هم الضــرائب دافعي أصــغر وكــان عنده، وجهابذتهمإليهم. ومن والخرازون واألساكفة والصباغون الخياطون

الدينية الشــعائر في تتــدخل اإلسالمية الحكومة تكن ولمــة، ألهل ــ ــان بل الذم ــ ــاء بعض من يبلغ ك ــ يحضر أن الخلف

ــواكبهم ــادهم م ــأمر وأعي ــيانتهم، وي ــاع حالة وفي بص انقط فيها يســـير مـــواكب بعمل تـــأمر الحكومة كـــانت المطر

ــافخون ومعهم واليهود األسقف، رأسهم وعلى النصارى، الناألبواق. في

27

ــرة ازدهــرت وكــذلك ــدير ذلك فمن هــدوء، في األدي ال ســتة مســافة على يقع كــان الــدير وهذا قني، دير المسمى

عشر بغداد، من فرسخا بينه الشــرقي، الجــانب في منحدرا مائة وفيه عامر، نزه حسن دير وهو ونصف، ميل دجلة وبين وهم قاليــــــة، راهب لكل فيــــــه، والمتبتلين لرهبانه قالية

دينــار مــأتي إلى دينــار ألف من بينهم القاللي هــذه يبتــاعون جميع من فيه بســتان قالية كل وحــول دينــارا، خمســين إلى

ــار ــون، والنخل الثم ــاع والزيت ــأتي من غلته وتب ــار م إلى دين وســطه، وفي بــه، يحيط عظيم ســور وعليه دينارا، خمسين

الصليب. عيد إليه الناس تجتمع الذي وعيده جار، نهرالكنيسة دكتاتور

الشرقية الرومانية الدولة في الرسمية الكنيسة أن علىــذين للمســيحيين معاداتها في ذهبت قد ــالفون ال رجالها يخ الذمة، ألهل بالنسبة اإلسالم إليه ذهب مما أبعد التفكير في

القـرن في الشـام بالد افتتــاح نقفـور اإلمــبراطور أعاد فلماــ الهجــري الرابع ــ الميالدي العاشر ـ ــان ـ أهل به وعد مما ك

ــام ــة، كنيسة مضــايقة من يحميهم أن به وأمنهم الش الدول يأل لم األمان، هذا رغم ولكنه اليعقوبيين، مضايقة في جهدا

ــطرهم فاضـ ــروج إلى مثال ــة، من الخـ ــذلك أنطاكيـ نجد ولـ الدولة عينتهم الــتي البطارقة يصــفون اليعقوبــيين مــؤرخي

ــأنهم أنطاكية في ــون من أضل ب وأشد فرع ــرا من بالله كفبختنصر.

من وسبعة اليعاقبة بطريرك أخذ ملطية فتح أعيد لما و ووضع هنــاك، وســجنوا القســطنطينية إلى أســاقفتهم كبــار

فأما بملطيـــة، الكـــبرى الكنيسة على أيـــديهم الملكـــانيون مات فإنه البطريرك مــات وكــذلك بلغاريا، حدود على منفيا

قصر أمــــام الثــــالث ورجم الســــجن، في أصــــحابه أحد وأعيد اليعقـــوبي، المـــذهب عن ثالثة ورجع اإلمـــبراطور،

وصــاروا يرجونهــا، التي السكينة يجدوا لم ولكنهم تعميدهم،شياطين. كأنهم السخرية موضع

يقيمــوا أن الســريانية الكنيسة رؤســاء يستطع لم وأخيرا أن وبعد الملكــاني، المــذهب دخــول بعد بطــريقهم مقر في

28

الملكـــانيون، يقـــول كما المســـيحية، إلى أنطاكية أعيـــدت آمد إلى االنتقال إلى فاضطروا بالد في أكــثر لتســامح طلبــا

الكفار. من أرمينية نصــــــارى الرســــــمية الكنيسة منعت ولقد

النـــواقيس، اســـتعمال الشـــرطة رجـــال كـــان ما وكثـــيرا من لمنعهم النصـــرانية الفـــرق بين يتـــدخلون المســـلمون

الثــالث القــرن في أنطاكية حــاكم عين حــتى المشــاجرات، الهجري ثالثين يتقاضى رجال الشهر، في النصارى من دينارا

من المتخاصــمين يمنع أن وعمله المــذبح، قرب مقره وكانبعضا. بعضهم قتل

ــنيس، أسقف هـ( مات322) سنة وفي وبين بينه وكــان تــنيس وأهل مصر أهل إنقسم مات فلما وحشة، البطريرك ت

حــزب لكل وقام عليه، واآلخر البطريرك مع أحدهم حزبين، يكلم ال األب كــان حــتى هواه، نصرة في غرض الحزبين منــرأة وال إبنه ــاطب الم ــا، تخ ــان بعله ــتعين فريق كل وك يس

عن النــافرين من جماعة خــرج حــتى اآلخر، على بالسلطانــرك، ــوا البطريـ ــيد إلى وذهبـ فوجه طغج، بن محمد اإلخشـ

األسقف كان التي الجامعة الكنيسة ختم من معهم ــازال بها نوالبطريرك. األسقف على وقبض فيها الصالة ومنع

اإلسالم بالد في الذمة أهل أن المــأمون الخليفة م( أراد815= هـــ200) ســنة وفيــدر يص ــا ــمن الذمة ألهل كتاب ــاد حرية لهم يض وحرية االعتق كــانت مهما منهم فريق لكل يكــون بحيث كنائســهم، تــدبير

بطــريقهم، يختــاروا أن أنفس، عشــرة كــانوا ولو عقيــدتهم، وأحــدثوا هــاجوا الكنــائس رؤســاء ولكن بــذلك، له ويعــترف

الكتاب. إصدار عن المأمون فعدل شغبا، معاملة بغــداد مارســتانات في يعــاملون الذمة أهل وكان

الرابع. القرن أوائل في وباء حدث المسلمين،ــان ــوتى وك ــلمين م ــدفنون الذمة وأهل المس على كل ي

حدة. لليهــود مختصة أحياء اإلسالمية المدن في يوجد يكن ولم

ــارى ــ ــ ــدونها، ال بحيث والنص ــ ــ أن دين كل أهل آثر وإن يتع

29

كل في منتشرة المسيحية األديرة وكانت متقاربين، يعيشوا الشرع كان ولما ناحية، منها تخلوا ال كادت حتى بغداد أجزاء

اإلسالمي بين اإلســالمية الدولة خلت فقد بالمسلمين خاصاــرى الملل أهل ــاكمهم وبين األخـ ــذي بهم، الخاصة محـ والـ

وكــان كنسية، محاكم كانت أنها المحاكم هذه أمر من نعلمهــار مقام فيها يقومون الروحيون المحاكم رؤساء القضــاة كب

ــا، ــ ــوا وقد أيض ــ كتب ــيرا ــ ــانون، كتب من كث ــ تقتصر ولم الق جــانب إلى تشــمل كــانت بل الــزواج مسائل على أحكامهم

تخص الـــتي المنازعـــات وأكـــثر المـــيراث مســـائل ذلك كــان أنه بــه. على للدولة شــأن ال مما وحــدهم المســيحيين

ــائس تكن ولم اإلسالمية، للمحاكم يلجأ أن للذمي يجوز الكنــال بطبيعة ــ ــا، بعين ذلك إلى تنظر الح ــ ــذلك الرض ــ ألف ول

800= هـ200) عام حوالي تيموتيوس الجاثليق في م( كتابا به يتعلل عــذر كل يقطع لكي المســيحية القضــائية األحكــام بــدعوى النصــرانية غير المحاكم إلى يلجأون الذين النصارى.المسيحية القوانين نقصان بن خــير مصر قضــاء م( ولي738= هـــ120) عــام وفي

يجلس ثم المســلمين، بين المســجد في يقضي فكان نعيم،ــاب على ــارج، على العصر بعد المســجد ب بين فيقضي المع

للنصــارى القضــاة خصص ثم النصارى، فيه يحضــرون يومــابينهم. ليحكموا القضاة منازل إلى

ــوانين من إلينا انتهى فيما نجد وال ــ ــتي الق ــ ــعتها ال ــ وض أمــام التــوبيخ فمنها كنســية، دينية عقوبــات سوى البطارقةــاس، ــام الن ــاد المسح على والقي ــام والرم ــة، أم ودفع البيع

برسوم التمتع ومن حضورها من والمنع للبيعة، مالية كفارةــوت عند الدينية المباركة ــ ــدفن ومن المـ ــ الطريقة على الـ

يضــرب الــذي النصــراني أن العقوبة أمثلة ومن النصــرانية، القســــيس من المباركة رســــوم ومن البيعة من يمنع آخر

أن وعليه والرمــاد، المسح على أحد يوم كل ويقف شهرين،قدرته. بحسب الفقراء على يتصدق

الجزيةــون كانوا ما بحكم الذمة، أهل وكان تســامح من به يتمتع

30

الجزيــة،كل يــدفعون لهم، حمــايتهم ومن معهم المســلمين الــدنيا طبقات: تدفع ثالث وكانوا قدرته، بحسب منهم واحد والعليا وعشــرين، أربعة والوســطى درهما، عشر اثني منها

وأربعين ثمانية أو السنة، في درهما ثالثة أو دينارين أو دينارا أشــبه الجزية هــذه وكــانت الــذهب، عملتها الــتي البالد في

القــادر الرجل إال يــدفعها ال فكــان الوطــني، للــدفاع بضريبة المــترهبون وال العاهــات، ذوو يدفعها وال السالح، حمل على خرداذبه ابن ويحكي يســار، لهم كــان إذا إال الصــوامع وأهل

والمجــوس اليهــود من يأخــذون كــانوا الــروم أن في دينــارا لما الجزية المســلمين على النصــارى فــرض وكذلك السنة، يــدفعون كــانوا الجزية دافعي غالبية أن على بالدهم، فتحــوا

بالد كل في اليهود إن»يقول: بنيامين أن حتى األدنى، الحد يدفعون اإلسالم دينارا .«واحدا

يــدفعون ال العــراق في اليهــود إن»بتاحيــا: يقول وكذلك عــام كل في منهم الواحد يــدفع وإنما للخليفــة، شيئا دينــارا

. «الجالوت لرأس واحداــوبر في 12جورجيوس سيليوس بيلومر ويحكي )ســنة أكت

ــور، مدينة في وهو م(،1243 ــودي كل إن صـ ــتى يهـ بلغ مـ عــام كل في يدفع عشرة الخامسة دينــارا لعاملنــا، بوزنطيـا

القديسين. عيد في وذلك خمسة أو أجــزاء ســتة على مقسطة تؤخذ الجزية وكانت

األمر أول في فرضت وقد اثــــــــــــنين، أو ثالثة أو أربعة أوــالعراق كــانوا المســلمين عمــال ألن وذلك شــهر، كل في ب

في الحــال كـان وكـذلك شــهر، كل في مرتبــاتهم يتقاضــون هـ366) عام في ولكن الهجري، الثالث القرن في األندلس

من الجزية تؤخذ بــأن الطــائع الخليفة أمر م( صــدر976= وأال منــازلهم، بحسب ســنة كل من المحــرم في الذمة أهل

سن ذي من وال الحلم، يبلغ لم ممن وال النســــاء، من تؤخذ من وال معــدم، فقــير من وال باديــة، عاهة ذي من وال عاليــة،متبتل. راهب

الجزية. يدفع لمن براءة بإعطاء جارية العادة وكانتــرائب، من غيرها من أرحم الجزية أخذ يكن ولم وإن الض

12 - Bailo Marsilius Georgius).)

31

الجزية

ــانت ــريعة ك ــالمية الش ــرت قد اإلس ــدم أم ــوة بع في القس القديمة األســاليب اتباع عن اإلسالم في نهي فقد تحصيلها، أو يطيقــون، مــاال أصــحابها تكليف أو تعــذيب، من القاسـية،ــامتهم ــمس في إق ــزيت وصب الش ــهم على ال ونحو رؤوس

يؤدوها. حتى الذمة أهل حبس الفقهاء أجاز وإنما ذلك،ــور ومن ــ ــتي األم ــ ــثرة لها نعجب ال ــ ــدد ك ــ ــال ع ــ العم

فكــان اإلســالمية، الدولة في المسـلمين غــير والمتصــرفين اإلســالم، بالد في المسـلمين يحكمــون الــذين هم النصــارى

المســـلمين أبشـــار في الذمة أهل تحكيم من والشـــكوىقديمة. شكوى وأموالهمــان ــرب بين وك ــاهم قلة من والقبط الع ــان ما التف بين ك أن من الــرغم على وذلك قبـــل، من والمصــريين اليونـــان أحـــاديث الحـــديث، في األمر أول منذ أدخلـــوا قد األقبـــاط

ما األحــاديث هـذه ومن خـيرا، باألقبــاط النـبي فيها يوصيــاب به يقــوم الــذي الــدور جرأة بكل يبين في النصــارى الكت

)القبـــط( وهم»ذكـــروه: حـــديث ففي اإلســـالمية، الدولة قــالوا: كيف دينكم، على وأعــوانكم عــدوكم على أعــوانكم يكونــون ــا قــال: يكفــونكم اللــه؟ رســول يا ديننا على أعوان

بهــذا األقبــاط قــام . ولقد«للعبــادة وتتفرغون الدنيا، أعمال بين وقعت الـــتي الفتن أكـــثر إن حـــتى قيـــام خـــير الـــدور

المتصــرفين تجــبر عن نشــأت بمصر والمســلمين النصــارىاألقباط.

الذمة ألهل األولون الفاطميين خلفاء أظهر وقد تســامحا اليهــود، من أطبــاء الفــاطميين للخلفــاء كان فقد له، نعجب

ــاء هــؤالء يحتج ولم ــير إلى األطب نفــوذهم وعظم دينهم، تغي اليهــود، بمعونة إال المعز بالط في شــيء يعمل ال صــار حتى

يهوديــا، كــان الــذي كلس ابن الداهية الــوزير ذلك عــرف وكــانت قبــل، من الــدين في إخوانه إلى يتحيز وصار فأسلم بإمكــان واعتقــادهم اإلســماعيلية مذهب في العقلية النزعة بين العلنية للمناقشة مهد مما عليه النظــري الــدليل إقامة

اإلسالم. تاريخ في مرة ألول والنصارى المسلمين إكـــــــــــرام في الخليفة بالط زاد بالله العزيز عهد وفي

منهم مســيحيون أصــهار للعزيز كــان أنه وذلك النصــارى،

32

بطريركا صير وقد بالله، العزيز ابنة السيدة )أرستس( خال أخوه وصير المقدس، بيت على ــا ــانيوس( مطران على )أرم

لهما وكــان ومصــر، القاهرة العزيز عند لطيف محل جميعــامملكته. في وتقدم

أن على ــيرا ــلموا ممن كثـ ــاهروا إنما أسـ ــالم تظـ باالسـ = هـ415 )عام قتل الذي بدوس بن محسن ومنهم تظاهرا،ــال بيت يلي م( وهو1024 قتل لما إنه قيل فقد ذاك، إذ الم

أنه إسالمه عند ظاهر قد وكان نصرانيا، كان ألنه أغلف وجدشيء. ذلك من يكن ولم وختنه، الخاتن أحضر

الشيعة

فقد قد الخوارج حزب كان الهجري الرابع القرن جاء لما الخالفة ينــاويء حزب أقدم كان أن بعد شأن، من له كان ما

المملكة وسط في مفــرقين الخــوارج وأصــبح الرســمية، مــذهبها لها صــغيرة صــغيرة جماعــات يؤلفــون اإلســالمية،

ــاص، ــان الخ ــروج لهم وك ــروب خ ــديار وح ــان ربيعة ب وعم إال وصولة قوة لهم تكن ولم الرابع، القرن أوائل في وغيرها

في وكــذلك هراة، ونواحي سجستان بالد األطراف: في في شــاطئ على المقيمــون الــبربر فيهم دخل حيث الغــرب،

طارق. جبل مضيق إلى أدنى بصــــورة وزن فلها مبــــاحث لنا أبــــانت ولقد ـــ البعض يعتقد كــان كما ـــ ليس الشيعة مذهب إن الصواب

يؤيد ومما اإلسالم، يخالف اإليرانية الروح جانب من فعل رد القـــرن في للشـــيعة الجغـــرافي التوزيع وزن فلها أبحـــاث أن إلى الرابع القرن أواخر في الخوارزمي ألمح وقد الرابع، قــبر وبها الكوفــة، وكانت للتشيع، األول الموطن هو العراق

العهد. ذلك حتى للشيعة مركز أكبر عليــون وفي ــرن غضـ ــذهب إمتد الرابع القـ ــيعة مـ إلى الشـ عنها يقال كان والتي للكوفة القديم المنافس وهي البصرة،

ــرن في ــالث: أما الق ــرة الث ــوادها البص عليها غلب فقد وس وأما القليــل، إال شيعتنا من بها فليس عثمان وصنائع عثمانــوادها الكوفة ــ ــيعته، علي عليها غلب فقد وسـ ــ وفي وشـ

33

هـ=330 عــام )المتــوفى الصــولي بكر أبو أضــطر البصــرةــتتر م( أن942 ــتى يس ــات ح روى ألنه م ــبرا ، علي في خ

ــه، والعامة الخاصة فطلبته ــ ــرن وفي لتقتل ــ ــامس الق ــ الخــري ــان الهج ــرة في ك عشر ثالثة عن يقل ال ما البص ــا مكان

يوجد كــان بل الشــيعة، يقدســها وكــان علي بذكرى تتصل علي آثـــار من أثر الـــوقت ذلك في الكبـــير المســـجد في

ثالثــون طولها الخشب من قطعة وهو للناس، يعرض ذراعــا إن يقال أصابع، أربعة وسمكها أشبار خمسة وعرضها عليا

غــير تربة األمر أول منذ الشــام وكــانت الهنــد، من بها جــاء النسائي الرحمن عبد أبا أن ويحكى العلويين، لدعوة صالحة

عن فســئل يتشــيع، وكــان دمشــق، ( دخل303 ـــ215)ــائله من روي وما معاوية ــال: أما فضـ أن معاوية يرضي فقـ يخــرج ــرأس رأســا قــال: ما أنه رواية وفي ؟يفضل حــتى ب

له الله أشــبع ال» إال فضــيلة له أعــرف ــا ــوا فما13«بطن زال ثم داســوه، ثم وداســوه المسجد من أخرجوه حتى يدفعونه

الدوس. ذلك بسبب منقول وهو فمات الرملة، إلى حملــابلس ونصف طبرية أهل وكــان عمــان وأكــثر وقــدس ن

شيعة. لم الشــيعة حــزب إن نالحظ الفاطمية الدولة قيام ورغم

طرابلس أهل وجد قد خسرو ناصر كان وإذا قليال، إال يتقدم أن من ذلك جــاء فقد م( شــيعة،1037= هـــ428) عام في

ــني ــيرة الصــغيرة األســرات إحــدى وهم عمــار، ب على الكثالشيعة. مذهب على هناك كانوا األطراف،ــبرى المدن عدا كلها شيعة العرب جزيرة وكانت مثل الك

بعض في غلبة للشــيعة وكــان وقــرح، وصــنعاء وتهامة مكة المدن وصعدة. وهجر عمان مثل أيضا

األهــواز نصف كـان العـراق تلي التي خوزستان بالد وفي فكــان فــارس في أما الشــيعة، مــذهب على القصــبة، وهي

ــيرين الشــيعة تتصل الــتي الســواحل على كث اتصــاال ــا وثيق بالعراق المتشيعين. بالعرب وخصوصا أن ومذهبهم الغرابية، وهم الغالة من فرقة قم في وكان

أبي البن البالغــة، نهج انظرشــرح معاويــة، على دعــاء الله رســول - قاله13.176 ص15ج المعتزلي، الحديد

34

للبنت حكم قــــــاض عليهم ولي فلما للبنت، كله المــــــال المقالة هــذه إلى يــذهبون قوم همو بالقتل، هددوه بالنصف

عليها(. الله )سالم فاطمة ألجلــام وفي ــ201) عـ ــيدة قم في م( دفنت816= هــ الســـامن اإلمام ابنة فاطمة ــانت قم ألن ،الرضا الث ذلك في كمشهد. بعد موتاهم، فيه الفرس يدفن مكان أحب الوقت

ــذهب تم قد يكن لم العصر ذلك وفي ــاح الشــيعة لم افتت كان ولكنه اليوم، يملكها التي البالد طريق أحسن في سائرا

المذهب هذا يساعد مما االضطهاد كان بل ذلك، إلى يوصلهاالنتشار. علىــتي الطريقة إن ثم أكــبر القمي، بابويه ابن عليها ســار ال المسمى كتابه في الهجري، الرابع القرن في الشيعة علماء

الــذين المعتزلة علمــاء بطريقة تــذكرنا14العلـل( )كتـابشيء. كل علل عن يبحثون

= هـــ420) عــام في ببغــداد الشــيعة خطبــاء أحد وكــانــبي على الصالة بعد الجمعة خطبة في م( يدعو1029 ، الن

ــول: وعلى ــير أخيه فيق ــنين أم طــالب أبي بن علي المؤم مكلم اإللهي، البشــري األمــوات، ومحــيي الجمجمــة، مكلمالكهف. أصحاب فتية

إذا»…م(: 966= هـــ355 عــام )المتــوفى القمي يقول الشــمس ورأيت عبيــط، دم كأنها حمــراء، الســماء نظــرت

ســيد أن فاعلمي المعصفرة، المالحف كأنها الحيطان، على. «قتل قد الحسين الشهداء

يشــبه ما إلى فاطمة الســيدة في الشيعة ذهب وكذلكمريم. مثل البتول سميت قد فهي ، مريم السيدة صفات

ــروي ــبي عن الشــيعة وي ســأله: ما من أجــاب أنه الن ؟البتول

فإن تحض، لم أي قط، حمرة تر لم التي : البتول فقالــات في مكروهة الحيض ــانت بن ــاء. وك ــاء مالبس األنبي خلف

يتمــيز الــذي األخضر اللون أبيض. أما وخطبائهم الفاطميين مصر ســلطان باتخــاذه أمر من أول فــإن اليوم العلويون به

م(.1376= هـ778 عام )المتوفى حسين بن شعبان. الصدوق الشرائع( للشيخ - )علل14

35

ــروى ــوفي الحكم بن عوانة أن وي ــام )المت ــ147 ع = هـ المــدائني أخبــار وعامة أميــة، لبني أخبارا يضع م( كان764

هـ=300)عــام حــوالي الشــعراء أحد كان وإذا عنه، مأخوذة باألخبــار، معــرفتهم قلة إلى الشــيعة أســاطير م( يعزو912 كــان أنه لنا يحكي المقدسي فإن وإذا واســط، بجــامع يومــا

يــروي هو فإذا منه، فدنا الناس، عليه اجتمع قد برجل حــديثاــنده ــبي عن بس ــدني الله : إن الن ــوم معاوية ي ــة، ي القيام النــاس على يجلــوه ثم ( بيده،؟) ويغلفه جنبه، إلى فيجلسه

كالعروس. قال: بمحاربته ؟المقدسي: بماذا له فقال ــال عليا . فق

الرافضــي، هــذا ضال! فقــال: خــذوا يا المقدسي: كذبت لهعنه. ودفعهم الكتبة بعض فعرفه عليه، الناس فأقبل

أنكر ألنه به يبطش أن كــاد أنه المقدسي حكى وكــذلك اد من رجل على مرسل. نبي معاوية إن قوله إصفهان عب أن على الــوقت ومضى الــنزاع، موضع يصــبح لم عليا

خليفة فيه نجد الذي = هـ247 ـ233) المتوكل مثل عباسيا كــان . حــتىبيته وألهل لعلي البغض م( شــديد861 ـــ847 مخــــــدة، ثيابه تحت بطنه على يشد رجل ندمائه جملة من

األصلع أقبل ويقول: قد ويرقص، أصلع، وهو رأسه ويكشفــير البطين ــنين، أم ــني المؤم يع ــا ــرب . والمتوكل علي يش

ويضحك. تعــاقب أن أرادت إذا الحكومة وكــانت لم لمذهبه شــيعيا

ــذكر ــبب يجعل بل علي اسم ت ــتم أنه العقوبة س بكر أبا ش بأمر الشيعة عامة م( كتب962= هـ351) عام وفي وعمر،

ــورته: لعن هذه ما المساجد على الدولة معز معاوية الله ص منع ومن فـــدكا، فاطمة غصب من ولعن ســـفيان، أبي بن

جــاء فلما أباذر نفى ومن جده، قبر عند يدفن أن الحسنــبي الوزير فأشار الناس، بعض محاه الصباح معز على المهلــو: لعن موضع يكتب أن الدولة ــ ــالمين الله المحـ ــ آلل الظـ يذكر وال ، الله رسول ذلك. ففعل معاوية، إال أحدا تربطها تكن لم التي مصر إلى العلويين من كثير لجأ وقد

ــرش ــداد الخالفة بع ــة، الطاعة رابطة ببغ ) ســنة وفي التام سر في الطالبيين حبس قد المتوكل م( كان850= هـ236

36

األشـــــراف بـــــإخراج مصر والي إلى كتابه وورد رأى، من ثالثين منهم الرجل وإعطاء العلويين خمسة والمــرأة دينــارا

ــارا، عشر ــالخروج أمـــروا ثم العـــراق، فقـــدموا دينـ إلى بـ ولكن المدينة، من يفلتــوا أن اســتطاعوا العلــويين من كثيرا

وبــايعوا ثــاروا ما وســرعان النظام، هذا فــورد منهم، واحــداــاب ــأال مصر والي إلى المنتصر كت وال ضــيعة، علــوي يقبل ب

ــركب ــا، ي ــافر وال فرس ــطاط من يس ــرف إلى الفس من ط وإن الواحــد، العبد إال العبيد اتخــاذ من يمنعــوا وأن أطرافها،

خصــومة الناس سائر من أحد وبين الطالبيين أحد بين كانتــه، الطــالبي خصم قــول فليقبل الخصم ذلك يطــالب وال في

هـ(250)عام حوالي تشهد مصر نرى إذن عجب ببينه.. فال بــدأت الهجــري الرابع القرن وفي أخرى، بعد للعلويين ثورة أغــراض بين ذلك فوحد مصــر، على تســتولي المغــرب فتن

الشيعة. أغراض وبين السياسية العلويين= هـــ350 )ســـنة عاشـــوراء يـــوم في الفتنة بلغت وقد

961 م( مبلغا الجند بين القتال فنشب العاصمة، في شديدا الجنــود وكــان الشــيعة، وبين والــترك السودان من السنيين

يقـــل: معاوية لم فـــإن ؟خالك يجدونـــه: من من يســـألون وهو بالطرقــات، المتهيجين الســودان أحد وطــاف ضــربوه،

هي هــذه وأصــبحت العامة، فتابعه علي، خال يصيح: معاوية وقد الشــيعة، قتــال يريــدون حين بمصر الســنة أهل صــيحة

)عــام وفي استطاعتها، بقدر النظام على الحكومة حافظت حــتى وحبس الشــيعة، كبــار أحد م( ضــرب964= هـــ353 وأصحابه. الجند بين قتال قبره على وقام السجن، في مات

كــانت شــيعية الحكومة وصــارت مصر جــوهر دخل ولماــارة أقل عند العامة ــيحون لهم إش ــيحة يص ــنة ص على الس

هـ=361) ســنة ففي علي، خــال نحــو: معاوية من الشــيعة الطريــــق، في تنشد عميــــاء عجــــوز على م( قبض972

الصــحابة، بــذكر نــادوا الرعيــة، من جماعة ففــزع وحبست، جــوهر فبعث علي، وخــال المؤمــنين خــال وصاحوا: معاوية

الفضــول، ودعــوا القــول أقلــوا»العــتيق: الجامع في ونادىــا، صــيانة العجــوز حبســنا فإنا به حلت إال أحد ينطقن فال له

العجوز. أطلقت ثم ،«الموجعة العقوبة

37

بل م( شــغب973= هـــ362) عــام في أنه يحكى أيضــا علي خــال وصــاحوا: معاوية الســنيين الصــيارفة من جماعة

ــالب أبي بن ــ ــذا ، ط ــ ــيارفة أن مع ه ــ ــدأ الص ــ العناصر أهالسياسية.

الحكمة جــانب تتــوخى كــانت الفاطميين حكومة أن على أحسن جعلت ولكنها متعصبة، حكومة تكن ولم الجملة، في

من بلغ وحــدهم. وقد للشيعة واإلفتاء القضاء في المناصبــامحها ــام في العامة تمنع لم أنها تس ــ362 )ع م(973= هـ

عند الغــدير عيد بعد الســنة، أهل اتخــذه بعيد االحتفــال من دخل الــذي اليــوم وهو لهم، ونكاية للشيعة مضاهاة الشيعة،

فيه. وبالغوا بكر، وأبو هو الغار الله رسول فيه أعلى في إال الشــــــيعة يجد لم أنه المقدسي يحــــــدثنا

الحدود على الغرب في صندفا. وكانت أهل وكذلك القصبة،ــونس الجزائر بين توجد وت أهلها وجميع نقطــة، مدينة أيضــا

التدهور بعد أنه الصغرى. على الكوفة تسمى وكانت شيعة، التيــار هــذا موجة رجعت ما ســرعان للفــاطميين السياسيأثر. له يبق لم حتى الشيعي، وآية الحقيقي، الكلمة بمعــنى العاصــمة هي بغداد وكانت

كــانت اإلســالم مملكة في الروحية الحركــات جميع أن ذلك أنصــار. المذاهب لجميع بها وكان بغداد، في أمواجها تتالطمــبر ولكن ــزبين أك ــرن في بها كانا ح ــري الرابع الق هما الهج

الحنابلة وهما بمـذهبهما، التمسك في المتشـددان الحزبــان حــول خــاص بنــوع يسـكنون الشـيعة أنصـار وكان والشيعة،

ســني فيهم يوجد ال إماميه شــيعة كلهم فأهلها الكرخ، سوقألبتة.

الشيعة اضطهاد في تشديد من المتوكل به قام ما ورغمــوتهم أن نالحظ الهجري، الثالث القرن في ــانت ق عظيمة ك

ــام في عــزم المعتضد الخليفة أن حتى م(897هـ=284) ع ذلك في كتــاب بإنشــاء وأمر المنــابر، على معاوية لعن على

العامــة، اضــطراب من الــوزير فخوفه صــورته، إلينا وصلت السـيف، فيها وضـعت العامة اضـطربت المعتضد: إن فقال

كل في هم الــذين بالطــالبيين تصــنع الــوزير: فما له فقــال من لقــرابتهم النــاس من كثــير إليهم ويميل يخرجــون ناحية

38

النــاس ســمع وإذا إطــراؤهم، الكتــاب هذا وفي ، الرسولأميل. إليهم كانوا

من وهو يلبق، بن علي م( هم933= هـ321) سنة وفي على يزيد وإبنه معاوية يلعن بــأن أخــرى مــرة الترك، القواد

الحنابلة رئيس البربهــاري وكان العامة، فاضطربت المنابر،وأصحابه. هو الفتن يثير

بــأال بغــداد جــانبي في م( نودي935= هـ323) عام وفيــان الحنابلة من يجتمع ــد، موضع في نفسـ ــان واحـ ذلك وكـ

ــثرة ــاس على تشــرطهم لك ــاعهم الن ــلة، الفتن وإيق المتص الحنابلة أخطاء فيه بين بكتاب الراضي الخليفة توقيع وخرج

فهو الكتاب، هذا صورة إلينا وصلت وقد بالعقاب، وتوعدهمــالطعن يتهمهم ــار على ب ــبة األمة خي ــيعة وبنس بيت أهل ش الطرقــات في بالمكاره وإرصادهم الكفر، إلى الله رسول

ــال ــار والمح ــارة وإنك ــور زي ــلوات األئمة قب عليهم الله )صــداع، زوارها على والتشــنيع أجمعين(، مع الحنابلة وأن باإلبت

العــوام من رجل لقصد ويجتمعــون يتلفقــون لذلك، إنكارهم ، الله برســـول ســـبب وال نسب وال شـــرف بـــذي ليس

ــأمرون ــارة وي ــبره بزي ــوع ق ــدى والخش ــه، ل آخر وفي تربت الحنابلة ينصــرف لم لئن بالله المؤمــنين أمير يقسم الكتاب

ليوسعنهم مذهبهم مذموم عن ضــربا وليسـتعملن وتشـريداومنازلهم. محالهم في والنار رقابهم في السيف

أمــور في تــدخلت شــيعية أســرة أول الحمــدانيون وكــان التدخل هذا وكان بغداد، حمــدان ابن أن ذلك للعجب، مثــيرا في ســعى بيته وأهل علي إلى وميله تشــيعه شــدة على

ــتز البن البيعة ــ ــوه علي عن انحرافه على المعـ ــ في وغلـالنصب. بغــداد، على الــديلم اســتولى لما تغــيرت األحــوال ولكن اإلســالم في دخلــوا قد وكــانوا العلــويين، أحد يد على حــديثا

ــدخل الدولة معز يكد فلم ــداد ي ــتى بغ الخليفة على قبض ح من مهينة. وكــان صورة على عرشه عن وأنزله المستكفيــباب ــاهرة األس ــتكفي أن ذلك في الظ ــان المس قبض قد ك

الشيعة. رئيس الشافعي علىــنة وفي ــ349) سـ ــامت960= هــ العامة بين فتنة م( قـ

39

الفتن، التصال السنة أهل بمساجد الجمعة وتعطلت ببغداد،الشيعي. براثا مسجد في إال الجمعة تقم ولم

عاشوراء مآتم يحتفلــوا أن النــاس الدولة معز هـــ( أمر352) عــام وفي

الحــزن. يظهــروا وأن للشيعة، عيد أكبر وهو عاشوراء، بيوم يـــذبح ولم والشـــراء، الـــبيع وعطل األســـواق فـــأغلقت يســتقوا أن النــاس تــرك وال الهراسون، طبخ وال القصابون،

المسوح، عليها وعلقت األسواق، في القباب ونصبت الماء، قد الوجــوه، مســودات الشــعور منشــرات النســاء وخرجت

على وجوههن ويلطمن وينحن البلد في يدرن ثيابهن شققن. الحسينبكربالء. الحسين قبر يزار كان اليوم هذا وفي

ــرح إظهار من أمية بنو عليه جرى ما البيروني ويصف الف ثم حــزن، من الشــيعة يظهــره كــان وما عاشــوراء، يوم في

. «والثياب األواني تجديد العامة فيه كره ولذلك»يقول:الغدير عيد

جاء العام هذا في الحجة ذي من عشر الثامن اليوم وفي وزعمــوا ببغــداد، الشــيعة به فاحتفل خم(، الغدير)غدير عيد طالب أبي بن علي إلى الرسول فيه عهد الذي اليوم أنه

على الدولــة، معز بــأمر السـرور أظهروا وفيه ،15واستخلفه وعلقــوا القبــاب فنصــبوا عاشــوراء، يوم في صنيعهم خالف

بمجلس النيران أشعلت ليلته الزينة. وفي وأظهروا الثياب، نحــروا صــبيحته وفي والبوقات، الدبادب وضربت الشرطة،

قريش. مقابر إلى وبكروا جمال يوم قبل من عاشوراء يوم اتخذوا قد فكانوا أمية بنو أما

ــوا تجــدد ما فيه فلبســوا الســرور، ــوا وتزين ــدوا واكتحل وعي والطيبــات، الحالوات وطعمــوا والضــيافات الــوالئم وأقاموا فيهم وبقي ملكهم، أيام ذلك على العامة في الرسم وجرى

عنهم. زواله بعدــذلك، - وهو15 ــواتر في ورد كما ك ــات مت ــريقين، عند الرواي موســوعة راجع الف

أكملت اليومتعــالى: قوله نــزل اليــوم هــذا وفي ، األميــني للعالمة الغدير . ســورةدينا اإلسالم لكم ورضيت نعمتي عليكم وأتممت دينكم لكم

. 3المائدة:

40

966= هـــ355 عــام )المتــوفى القمي يقــول م( مشــددا حوائجه في الســعي تــرك من»عاشوراء: بيوم يفرح فيمن

ــان واآلخرة. ومن الدنيا حوائج له الله قضى عاشوراء يوم ك وجل عز الله يجعل وبكائه وحزنه مصيبته يوم عاشوراء يوم

ــوم ــوم القيامة يـ ــروره… فرحه يـ ــمى ومن وسـ ــوم سـ يـــوم عاشــوراء بمنزله وادخر بركة ي ــارك لم شــيئا فيما له يب

ــاد بن الله وعبيد يزيد مع القيامة يوم وحشر ادخر، وعمر زي.16«النار من درك أسفل الله( إلى )لعنهم سعد بن

ــنة أهل إن ثم ــوا أن أرادوا الس ــهم يعمل ــون ما ألنفس يك أيــام بثمانية بعــده فجعلوا عاشوراء، يوم بإزاء نســبوه يومــا كما مســكن، في قــبره وزاروا الزبير، بن مصعب مقتل إلى الغــدير يــوم بإزاء عملوا وكذلك بكربالء، الحسين قبر يزار أيام بثمانية بعده النبي فيه دخل الذي اليوم أنه ادعوا يوماــوم هذا في وعملوا الغار، في بكر وأبو الشــيعة يعمله ما الي يــوم في ذلك السنة أهل عمل ما أول الغدير. وكان يوم في

م(.999= هـ389) عام الحجة ذي من بقين ألربع الجمعة الرابع القــرن في الشــيعة ثــورات في شأن له كان ومما

ــري ــهديهم أن الهج ــيرين مش ــين الكب ــدهم المقدس كانا عنبالعراق.

ــ317 عام )المتوفى حمدان بن الله عبد الهيجاء أبا إن هـ علي قــبر على م( جعل929= على وابتــنى منيعــا، حصــنا

ــبر ــان مربعة عظيمة قبة الق ــاب لها األرك ــانب، كل من ب جالسامانية. الحصر بثمين وفرشها الستور، بفاخر وسترها عليه واشـــتد ســـهالن بن محمد أبو الـــوزير مـــرض ولما المؤمنين أمير مشهد على سور بناء عوفي، إن نذر المرض

هـ=400) عــام عليه ســور ببنــاء فــأمر فعــوفي، ، علي فيما العظماء، من المشهد هذا في دفن من م( وأول1010 م(. وأول953= هــ342) عـام البصرة أهل من رجل أعلم،

هـ372 عام )المتوفى الدولة عضد األمراء من فيه دفن من الملك بـــــدار دفن قد كـــــان أن بعد إليه م( فحمل982=

مشــهد بنــاء بإعــادة أمر الــذي هو هذا الدولة ببغداد. وعضد ،129ص الصــدوق، للشــيخ األمــالي راجع ، الرضا اإلمــام عن رواية - هــذه16

.27 المجلس

41

قد المتوكل الخليفة كــان أن بعد ،t علي بن الحسين اإلمامــدم قبره م( بهدم850هـ236) عام في أمر من حوله ما وه

ويسقى. ويبذر يحرث وبأن المنازل الكــافي العبــاس أبو م( تــوفي1009 هـــ399) عام وفي مشهد في يدفن أن موته قبل وصى قد وكان بالري، الوزير

تربة يـــــبيعوه أن العلـــــويين إلى ابنه فكتبt الحســـــين إلى التجأ رجل ذاك: هذا إذ الشريف فقال دينار، بخمسمائة

ــا، لتربته آخذ وال جــدي، جــوار من تربة للرجل وأعطيت ثمنــير ــدفع أن غ ــيئا. ولم ي ــداخل وصف إلينا يصل ش ــهد ل مش

ــين ــربالءt الحسـ ــرن في له بطولة ابن وصف قبل بكـ القـ يغطى كــان القــبر أن فيــذكر ذلك قبل أما الهجــري، الثــامن بن الدولة عميد إن مضاءة. ثم شموع وحوله تاريز، بقماش

بطـــوسt الرضا علي اإلمـــام قـــبر على بـــنى بويه حصـــنا منه. أحسن بخراسان يكن لم ومسجدا

17تعليقات

الترجمة من222 صـــــــفحة في تزيهر جولد يقـــــــولاإلنجليزية:

ــائق من إن ــ ــألة أن األولية الحق ــ ــمت الخالفة مس ــ قس ألهل وكــان والشــيعة، الســنة، فرقتين: أهل إلى المسلمين

يعترف فريق البيت الخلفــاء عهد في حــتى بحقــوقهم، سرا بالخصــام. يجــاهر يكن لم الفريق هــذا ولكن األولين، الثالثةــير من حكم من كل يعارض صار الخلفاء هؤالء عصر وبعد غ إلى األمر أول موجهة المعارضة هــذه وكــانت ،t علي أبنــاء

ــروط فيهم تتوافر لم ممن بعدهم من إلى ثم األمويين، الشــتي ــام، في الشــيعة يوجبها ال ــبينون حين وهم اإلم ــوه ي وج

ألبنـاء الشـرعية الحقـوق يقـررون الحكام هؤالء في النقصــبي ــوا أنهم وكما وفاطمة علي ذرية في ممثلة النـ اتهمـ

األولين الثالثة الخلفــاء ظــالمون، مغتصــبون بــأنهم ســرا اإلسالمية الدولة في السياسي النظام عارضوا فكذلك سرا

العالمة المرحــوم لتعليقـات تلخيص هي بالفصـول الملحقة التعليقـات - هـذه17الكتاب. لهذا اإلنجليزية الترجمة الهندي( على بخش )خدا

42

العصور. كل في وجهراــنة أهل أوجب ــيب السـ ــام تنفيذ مهمته خليفة تنصـ أحكـ عنها، والدفاع اإلسالم بالد حدود وحماية وفروضها، الشريعة

على فــــرض ما وأخذ الجيــــوش، تعبئة على واإلشــــراف بينهم الحـــرب غنـــائم وتقســـيم أمـــوالهم، في المســـلمين

ــدل، ــير بالع ــام، من ذلك وغ ــار المه هو فالخليفة وباإلختصــلطة ممثل ــائية الس ــة، واإلدارية القض ــرد وهو والحربي مجــه، لمن خليفة ــاره تقدم ــلمون ويخت ــالطرق المس العادية ب

فيه يشــترط وال له( لسياســتهم، سلفه بتعيين أو )باإلنتخابالمسلمين. أعلم يكون أن

ومعلمهم، المســلمين رئيس فهو الشــيعة عند اإلمــام أما ، للنـــبي وراثته وبحكم الصـــفات، من الله وهبه ما بفضل

ويعلم يحكم وهو ــا ــ ــان ما نحو على الله عن ذلك متلقيـ ــ كـ عن يتلقى فكأنه الشـــجرة، من الله كالم يســـمعt موسى

ــذه إلى يجمع وهو مســتمرة، رســالة الله صــفات المزية ه أن الشــيعة اإلنســان. ويــزعم طــور فــوق طــور من خاصة عبد إلى انتهت حــــــتى ،t آدم من تنقلت اإلمامة وراثة

انقسم المطلب عبد ومن ،t علي وجد النبي جد المطلب ،النــبي والد الله عبد إلى انتقل أحــدهما قســمين، النــورــور سار ثمt علي والد المطلب عبد أخيه إلى واآلخر من الن

ذريته. إلىt علي عصــره، إمــام يجعله اإلمــام روح في الــذي النــور وهــذا

وروح اإلنسانية، القدرة حدود تجاوز روحانية قوى له ويجعل بـواعث من مـبرأ ألنه النـاس، سـائر أرواح من أنقى اإلمــاماإللهية. بالفضائل متحل الشر،

ــذهب ــرق أن إلى البعض ي ــذهب بين الف الســنة أهل م من أصل الســنة بــأن يعــترفون األولين أن الشــيعة ومذهبــام العقائد أصــول ــرآن، بعد الدينية واألحك الشــيعة وأن الق

السنة. يرفضون مــذهب فهم في جــوهري خطأ هذا تزيهر: إن جولد يقول بين فليس الفريقين، بين التسمية اختالف ومنشؤه الشيعة، حملها الــتي بالســنة يقــرون هم بل السنة، ينكر من الشيعة

أن إلى والســـالم( ويـــذهبون الصـــالة )عليهم الـــبيت، أهل

43

ــوم ــيعة خص ــدون الش ــنة أخذ في يعتم ــحابة على الس الص ال الســنة وأهل الشيعة بين مشتركة أحاديث الغاصبين. وثم

السند. في إال تختلف يدل ومما أنهم النبوية بالســنة الشــيعة اعتــداد على أيضا

ــاديث وضعوا وأنهم بها، يتعلق وما السنة في الكثير كتبوا أح بصــفتهم الســنة أهل يعارضــون ال فالشيعة وأذاعوها، كثيرة

)عليهم الــبيت أهل أوليــاء أنهم بصــفة بل للســنة، منكــرينــالة ــالم( أو الص ــذين الخاصة والس ــازون ال العامة على يمت

والضالل. العمى بحار في الغارقينــأن القــول الخاطئة اآلراء ومن إلى يرجع التشــيع منشأ ب خطأ عن ناشئ وهــذا اإلســالم، في وتأثيرها الفرس مذاهب

أن هـو: وذلك ،18له بحث في وزن فلها رفضه وقد تـاريخي،ــيع حركة ــأت التش ــة، عربية تربة على نش تنتشر ولم خالص

المختار. ظهور بعد إال الساميين غير بينــر، الفكر أصــحاب هم والشــيعة الح ــا الســنة ألهل خالف

إليه ذهب ما وهو الجامدين، كرادفو(. )البارون أخيراــرأي وهــذا فمن الشــيعة، بمــذهب علم له من يقبله ال ال

عند الدينية االعتقــادات محــور هوt علي تقديس أن المؤكدالمرتبة. ثانوي فهو هذا عدا ما وكل الشيعة،

الله )صلىolitischen: Oوآله( عليه الله )صلى-llhausen. Die Religios - وهو: )18arteienوآلـه( عليه الله )صـلىositinsوآله( عليه الله وآله()صلى عليه im Alten

Islam .)

44

الدولة إدارة

كثــيرة، واليات من يتألف باتحاد أشبه الخلفاء دولة كانتــلطة عالقة تكن ولم وتماسكا، وثاقة ويختلف المركزية الس

ــان وإنما إقليمية، دواوين عليها تشرف الواليات بهذه لكل كشؤونها. يدير ببغداد ديوان والية

قسمين: من يتألف الدواوين هذه من كل وكان إلى وحملها لضــرائب بوضع يختص وهو األصل،أولهما:

هــذا أن أي مواردها، وتقوية الضرائب وبمراقبة المال، بيتباإلدارة. يختص القسم

الخليفة جــاء المــال. ولما ديــوان أو الزمــاموثانيهمــا:ــ279) المعتضد ــ289 ـ ــ892= هـ دواوين ضم م(،902 ـ منها وألف كلها، الواليات ثالثة له الــدار، ديــوان سماه ديوانا

السـواد وديـوان المغـرب، وديـوان المشـرق، فروع: ديوانالعراق(. )أي

ــدواوين هذه أزمة الخليفة هذا وضع وكذلك يد في كلها الــد، رئيس ــول جعل ثم واح في واحد رئيس يد في كلها األص

الهجــري، الرابع القــرن جــاء بحيث م(،912= هـ300) سنة إحــــــداهما وزارتين يشــــــبه ما إلى تنقسم الدولة وإدارة

ديــوان وهي للمالية واألخرى األصول، ديوان وهي للداخلية، ينقسم كبير ديوان كل األزمة. وكان تســمى كثــيرة أقســاما

أيضا: دواوين مجلس مجلســـان: أحـــدهما وله الجيش، ديـــوان ــــ 1

ــر، ــاني التقري ــة. ويجــري مجلس والث أمر األول في المقابلــاتهم، أوقــات ومعرفة الرجــال، اســتحقاقات وتقــدير أعطي

وتصــفح السجالت، في بالنظر فيختص الثاني فأما أرزاقهم،ذلك. ونحو األسماء،

دار حاجــات مهامه وأكــبر بغداد، في النفقات ديوان ـ2 ــان ــة. وك ــثر الخالف ــراق أرض اك ــمنا، الع ــان مض على فك

الــديوان والنفقــات. وهــذا بالوفــاء يقومــوا أن المتضــمنيناآلتية. المجالس إلى ينقسم

الحشم. استحقاقات بأمر ويختص الجاري، : مجلسأ

45

ــزال، مجلسب: ــذي األن التجــار بمحاســبة يقــوم وهوال والحيـــوان، واللحم الخـــبز من الوظـــائف يقيمـــون الـــذين

اإلقامــات صـنوف سـائر من ذلك وغـير والفاكهــة، والحلوىواالنزال.

ــراع، مجلسج: ــ ــري الك ــ ــراع علوفة أمر فيه ويج ــ الك والحمــير والبغــال والــبراذين والشــهاري الخيل مثل وغيره، فيه ويجــري والــوحش، الطــير من يعتلف مما وغيره واإلبل

ونحو والراضة القــوام وأرزاق وعالجــه، الكــراع سياسة أمرذلك. على ويصغر يكبر مجلس وهو والمرمة، البناء مجلسد:

بيســيره، االكتفــاء أو البنــاء في اإلغــراق في الخلفاء حسب الجص وباعة والمهندســـين الـــزراع محاســـبة فيه ويجـــري

ــورة واآلجر ــارين الســاج وأصــحاب واألســفيداج والن والنجالصناع. وسائر والمذهبين والمزوقين

الحادثة النفقــات أمر في ويجــري الحوادث، مجلسهـ:وجوهها. من وجه كل العادية( في غير )أي

والتحرير. اإلنشاء مجلسو:النسخ. مجلسز: يرد ما على يشرف بغداد في وهو المال، بيت ديوان ـ 3 وجــوه من ذلك من يخــرج وما األمــوال من المال بيت على

فيها الـــتي الكتب به تمر أن واإلطالقـــات. ويجب النفقـــاتــال، حمل ــا،لتثبت إلى انتهائها قبل م ــه، دواوينه ــذلك في وك

على عالمة الــديوان هــذا صــاحب إلى النافــذة الكتب ســائرــكاك الكتب ــات، والص ــدها واإلطالق ــوزير يتفق ــاؤه ال وخلف

بها. ويطالبون ويراعونهاــ 4 ــوان ـ ــانت المصــادرين، دي ــائق وك ــتي الوث ــدفع ال ي

إحــداهما نســختين، على تكتب الــديوان هــذا في بمقتضــاهاللوزير. واألخرى للديوان

عهد على مصر في يســمى وكــان الرسائل، ديوان ـ 5 بمصر الــديوان هذا صاحب وكان اإلنشاء، ديوان الفاطميين

شــهر كل في يتقاضى الهجــري الخــامس القــرن أوائل في والعهودات السجالت من يكتبه كان ما عدا دينار، آالف ثالثة

يستوفيها. رسوم ذلك على له كان فقد التقليدات، وكتب

46

ــ 6 ــوان ـ ــد، دي ــأتي البري جميع من الكتب لصــاحبه وت عــرض يتــولى وهو مواضــعها، إلى لها المنفذ وهو النــواحي،

أو الخليفـــة، على النـــواحي جميع في واألخبـــار البريد كتب الســكك، في المرتــبين أمر في النظر وله لها، جوامع يعمل

ــيز ــ ــحاب وتقليد أرزاقهم، وتنجـ ــ ــائر في الخرائط أصـ ــ سـ عن الخليفــة، عند ثقة يكــون أن بعد لــه، غــنى وال األمصــار،

ــرق معرفة ــالك الط ــواحي، جميع إلى والمس يجد بحيث الن أو جيش إنقــاذ عند إليه يحتــاج ما المعرفة من الخليفة عنده

عظيمة درجة بلغت قد وإبالغها األخبار معرفة غيره. وكانتاإلسالمية. الدولة في الرقي من يسأل من رقاع تنتهي وإليه التوقيع، ديوان ـ7 عند شيئا

المســألة ويقتص الدار، ديوان صاحب يراها أن بعد الخليفة، أن وبعد فيهــا، جرى يكون لعله وما حالها، ويشرح والرقعة،ــتطلع ــاحب يس ــوان ص ــا، الخليفة رأي التوقيع دي ويوقع فيه

ديــوان صــاحب إلى يرسل التوقيع ديــوان في بخطه عليها الـدار ديـوان ومن تضـمنت، ما اقتصـاص أو بنسـختها الـدار المســـألة فيه تجـــري الـــذي الـــديوان صـــاحب إلى ترسل

الخ(. … النفقات أو المال أو الضياع أو )كالخراج يحتــاج الــتي الكتب فيه وتثبت تمر وبه الخاتم، ديوان ـ8ــاتم ختمها إلى ــة، بخ ــاب يمر أن بعد وذلك الخليف على الكت

المقابلة. وبعد عدة دواوين منزلة الخليفة من الديوان هذا ومنزلة الفض، ديوان ـ9

ألن لــه، المتــولي من الخــراج ديــوان في االســكدار مجلســواحي في العمال من ترد التي الكتب سبيل الخليفة إلى الن

فضــها بعد منــه، الــدواوين إلى وخروجها ابتــداؤها يكــون أنيراه. بما فيها ويوقع الخليفة ليقرأها جوامعها وأخذ

ــ10 ــوان ـ ــذة، دي ــري الجهب ــوال من فيه ويج ــال األم م توابع من ذلك مجــرى يجري وما والوقاية، والكفاية الكسور

الفضــول من الجهابــذة شــرار يزيــده ما ثم األمــوال، أصولمال. عليه من إعنات بسبب التوابع هذه على

والصدقات. البر ديوان ـ11 الهجــري الرابع القــرن أوائل في الدواوين أصحاب وكان

أعلى يقبض السواد ديوان صاحب طبقات. وكان ثالث على

47

كل في دينــار خمســمائة وهو الــدواوين، أصحاب بين مرتب ـــ892= هـــ289ـ279) المعتضد الخليفة عهد شهر. وفي

ــحاب أرزاق م( بلغت902 ــ ــدواوين أص ــ ــابر من كلها ال ــ أكــاب ــزان إلى الكت ــوابين الخ ــوان، والب ــحف وثمن األع الص

ــراطيس ــ ــبعمائة آالف أربعة والكاغد والق ــ ــار وس ــ في دين كتــاب أرزاق وعدا الوزراء، يقبضه كان ما عدا وذلك الشهر، وأصــحابهم التفرقة مجلس على وخلفــائهم اإلعطاء دواوين

أرزاقهم يأخــذون هــؤالء فــإن المــال، بيت وخزان وأعوانهم بــدوابهم. المخلين وغرم الساقطين أموال من يوفرونه مما

مقــدار على تتوقف هــؤالء يتقاضــاها الــتي المرتبات فكانتوعنايتهم. يقظتهمرجالن: والية كل رأس على وكان

الجيش(. قائد )وهو األمير ـ1 أكبر ألن الخراج، صاحب األخير هذا ويسمى والعامل، ـ2

الـــذي وهو الدولـــة، خزانة إلى الوالية خـــراج حمل واجباته ألن األموال، من لديه يحصل مما الوالية على اإلنفاق يتولىــانت العامة الدولة خزانة ــ ــولى ال ك ــ ــات أمر إال تت ــ دار نفق

يخــاطب األمــير ببغداد. وكــان يتعلق وما والدواوين الخالفة منشــورات وكــانت العامــل، به يخــاطب بما المراســلة في

كــان األمــير واحد. ولكن وقت في منهما لكل ترسل الوزير رئيس يجعله وهــذا بالناس، الصالة له ألن صاحبه على يمتاز

المسلمين واليته. في جميعاــ229 عام )المتوفى 19ديونيسيوس ويشكو م(843= هـ

بهذه ألنهم العمال، عدد كثرة من التاريخ، في كتابه آخر في مدينة ففي الوســائل، بكل الفقــير عيش يغتصــبون الكــثرة

يوجد: كان الفرات نهر على صغيرة مدينة وهي مثال، الرقةقاض. ـ1 ووجــوه بــالخراج يطالب بالبندار، يعرف سلعة وكاتب ـ2

المال. جند. وصاحب ـ3للخليفة. الوالية أخبار ينهي بريد وصاحب ـ4)الصوافي(. السلطانية للضياع ومتول ـ5

19 - Dionysius Von Tellmachre.

48

كل في الوالة هؤالء مثل يوجد معونة. وكان وصاحب ـ6 السامانية. الدولة أعمال من عمل

هي الـــدواوين عمـــال على الغالبة الصـــبغة كـــانت ولما من منهم للواحد البد كــان فقد الماليــة، االقتصــادية الصبغة

ــوفر أن ــاجر، خصــال بعض لديه تت ــان الت أمهر الفارسي وك اإلدارية الكفاية تـــزال اإلســـالمية. وال المملكة في تـــاجرــرس في موروثة ــ ــذا، يومنا إلى الف ــ ــدثنا ه ــ ــير فيح ــ الخب

ــاوي ــذي النمسـ ــام الـ ــارس في البريد بتنظيم قـ كل أن فـ يــتردد ال وهو عمــل، لكل الصالحية نفسه من يحس فارسي

اليوم يدخل أن في عمال يكــون ثم بــه، ويقــوم مــدنيا، إداريا القديمــة، الفــرس خصــال من حربي. وهذه منصب في غدا

ــان فارسي، كاتب الدولة معز بن لبختيار كان أنه ويحكى وك وأعاره الشجاعة، وادعى بالجندية، تحقق ثم عليه، مستوليا

عنده، يكن لم ما ذلك من الناس عــزم ثم إليــه، تقربا أخــيراباإلسفهسالر. والتسمية الجيش تقلد على

يبذل ثمن شيء لكل وكان الــدواوين. لمناصب وخصوصاــره ما يسترد أن حاول المنصب تقلد متى العامل وكان خس

العمال فكان بالخيانة، ذلك على مستعينا يعينون مثال أرزاقاــوم ــل، إلى يحضــرون ال لق العم ــا ــوم بأســماء وأرزاق لم ق

مرتبــات والكتــاب الفقهــاء برسم يقيــدون وكــانوا يخلقــوا، يصــرفون وكــانوا الحاشــية، في والــوكالء الغلمــان بأســماء

مال. منه لهم فيحصل يبيعونه ثم والقراطيس، الورقالسلطان أعوان مع الناس تعامل

ــان ــ ــوقت ذلك في التقى أهل وك ــ ــبرون ال ــ ــال يعت ــ عم والفساق السلطان بين الجديد العهد جمع كما واحدا، فريقا من بلغ أنه الجمركيــة. ويحكى الضــرائب وآخــذي المــذنبين

فــزاد لألمــير، فص نقش من امتنع أنه الــورع أهل بعض دين إليه جــاء ثم الرجــل، فأبى دينار، مائة بلغت حتى األجرة في عشــرة الفصــوص بعض نقش على فأعطــاه تــاجر ذلك بعد

وذلك فأخذها، دراهم، الحرام. يأخذ أال في منه اجتهاداــان ــاس بعض وك ــلم ال الن ــلطان عامل على يس بما الس

البعض كــان بل عليكم، قــول: الســالم من العــادة به تجري

49

يقول تــاب الســلطان. وقد عمل من مســتهزئا: تب أو جادا لتقليــده طلب ثم السلطان، عمل من مرة رجل جليال، عمال

المرتد. الناس فسماه التوبة، فكسر بالثقة جــدير مصــدر من نعــرف فإننا العمال مصادرة أما

وكان مصر، صاحب اإلخشيد، أن رجال ــا أول هو مــاهرا، مالي مصــادرة نظــام مؤسس مــرارا. فهو وكتابه عماله نكب من

وثقل صودر إذا العامل عليهم. وكان األموال وفرض العمالــادرة عبء عليه ــبرع المصـ ــحابه، له تـ ــوا أصـ وجمعـ ــاال مـ

عنه. للتخفيفــديد التهــافت بــدأ وقد في والتكلف األلقــاب، على الش

وبقي الرابــع، القــرن في هــذا بــدأ المكاتبــات. وقد أساليب كبيرة عناية توجه كانت الرسمية المكاتبات اليوم. وفي إلى في اإلســهاب وإلى المخــاطب شأن وتعظيم العنوانات إلى

إيجاز. في عليه ويوقع الخطاب يختم كان حين على ذلك، الخالفة دار في الــدواوين تغلق كــانت المقتــدر عهد وفي

ــ289 ـ279) المقتدر أمر وقد والثالثاء، الجمعة يومي = هـ يحبه، وكان صالة، يوم الجمعة يوم ألن م( بذلك902 ـ893 يحتاجون الناس وألن مكتبه، عن فيه يصرفه كان مؤدبه ألن أمــــــورهم، في والنظر الراحة إلى األســــــبوع وسط في

يخصهم. بما والتشاغل

50

الوزراء الوزارة

بـــني من األولين الخلفـــاء عهد في الـــوزير منصب ظهر مقننة الـــوزارة تكن فلم أمية بـــني عهد في العبـــاس. أما

ــد، ــ ــررة وال القواع ــ ــوانين، مق ــ ــان الق ــ من اآلراء ذوو وك منهم الواحد وكان الوزراء، مقام يقومون الملك مستشاري

يسمى مشيرا. أو كاتباــوزير، اختصاص انتقص الهجري الرابع القرن أول وفي ال

كانت التي العباسية الضياع منه الخليفة فأخذ يديره إقطاعاــوزراء، ــار، ألف وســبعون مائــة منه ويحصل ال وأجــري دين

ســبعة صارت ثم دينار، آالف خمسة قدره ثابت رزق للوزير بين ممتــاز مكــان للــوزير كــان أنه شهر. على كل في آالف

أوالده من ولد لكل يعطى فكــان الــدواوين، رجــال ســائروزير. مرتب يساوي مبلغ وهو شهر، كل في دينار خمسمائة

نجد أننا الدولة إدارة في النظر يســـترعي تغـــير أكـــبر وــوزير صــار قد ال ــدما ــواد، جميع على مق إال ليس أنه مع الق أساس على األصل في قامت الدولة أن ومع الكتاب، رئيس

في التــدرج لنظــام إحيــاء الجديد الوضع هــذا وكــان حــربي،ــرئيس تنتهي أن إلى المناصب القــوي النظــام وهو أعلى، ب

كان الذي القديم. الشرق تاريخ في موجوداــرن أول وفي ــان الرابع الق ــوزير رسم ك هو لباسه في ال

ــال، ســائر رسم ــان العم دراعة يلبس فك ــا ومبطنة وقميصــا، ــان وخف ــاس هو الســواد وك ــام في الرســمي. أما اللب أي

قبــاء وهي المــوكب، ثياب يرتدي فكان الرسمية االحتفاالت الــذي الجــزء وهي سوداء، عمامة هذا ومع بمنطقة، وسيف

عادة. يلبسه الذي لباسه من الوزير ينزعه ال هي الــتي الثيــاب، هــذه الــوزير على يخلع الخليفة وكــان

دار إلى داره من الـوزير فـيركب تقليده، عند الوزارة، رسم إلى يعــود ثم والغلمــان، والقواد الحجاب يديه وبين الخالفة،

معه. وهم داره، طبقــاتهم على النــاس حضر داره إلى الوزير وصل وإذا

له يرسل الخليفة والتهنئة. وكــان للسالم مــاال وثيابــا وطيبــا

51

وثلجا. وأشربة وطعاماــوزير مجلس مثل وفي ــان ال ــاب ك ــون الكت ــام يجلس أم

ــوزير، ــه، في كل ال ــه، ومعه مكان ــان دوات ــؤالء رئيس وك ه يجلس الكتاب عليهم. متقدما

ويضــعها المهمة، الوثائق من بصورة يحتفظ الوزير وكان من دار إلى تنقل عزل، متى هذه وكانت سجالته، جملة في

علي بعد الــوزارة الفرات ابن تقلد الوزارة. ولما في يخلفه أن السجالت هذه م( كادت916= هـ304) عام عيسى بن

الرقــاع بعض إن ويــذكر فيها، كانت التي الخزانة سقف تبلغ عليه يكتب خــيزران ســفط في تحفظ كــانت السرية الهامة يختم الســفط وكان المهمات، من به يحتفظ ما الوزير بخطالوزير. بختم

ــان ــاب على يقف وكـ ــوزير دار بـ ــير الـ ــال من كثـ الرجـ منهم أخذ ربما كـــان أنه كـــثرتهم من بلغ وقد لحراســـتها،

ثالثون في مهم. وكان أمر في وأنفذوا واحد، وقت في رجال الوجــوه يــدي بين يســيرون مسلحون غلمان الوزير مجلس

ــاس، من ــدي بين ويخرجــون الن ــوزير ي يجــرون دائمــا، اليشاهدونهم. والناس سيوفهم،

فيهــا، يجلس مفــردة دار الخالفة دار في للــوزير وكــانتالخليفة. يستدعيه حتى يديه، بين والحواشي والخواص الخالفة بــدار فيها يكــون الــتي األوقــات في للوزير وكان

من للــوزير وكــان يعــرض، عساه لمهم الدار في يقوم نائبأخباره. مراعاة في عليهم يعول قوم الخليفة خدم بين

ــادة في وكان وزيره، يعين الذي هو الخليفة وكان يقر الع) عـــام وفي الـــوزارة، منصب في الســـابق الخليفة وزير وزيـــرا، لنفسه يختـــار أن الخليفة م( أراد912= هــــ300

ســنه، لكــبر فــامتنع الــوزارة قبــول ثقاته أحد من وطلب من منهم ليرشح كثــيرين رجــال أسماء الخليفة إليه فأرسل

يراه ــوزارة، أهال رآه، بما منهم واحد كل اسم تحت فكتب للــره أن الخليفة فظن قاضــيا، كــان رجل بتعــيين وأشــار وزي

ــح، في يخلص ولم غشه ــئل ولما النصـ ذلك في الخليفة سـ ذلك فعلت لو أنـني إال ثقـة، عـالم القاضي إنه لعمــري قـال

ــوك عند الفتضــحت ــر، اإلســالم مل ــني والكف ــون ألن بين أك

52

يصــلح كــاتب من خالية بأنها مملكــتي تتصور أن أمرين: إماــوزارة، ــني أو نفوســهم، في األمر فيصــغر لل عن عــدلت أن

االختيار. سوء إلى فأنسب الطيالس، أصحاب إلى الوزراء المناصب وكــانت ابن الــوزير أن ذكر فقد وراثيــة، أحيانــا

أبو تــولى وكــذلك عشــرة، الثامنة في وهو ابنــه، خلفه مقلة إحـــدى العمر من وله أبيـــه، بعد الـــوزارة العميد بن الفتح

وزراء أربعة خاقان آل من الوزارة ولي وقد سنة، وعشرون الفـــرات بـــني من أربعة تقلد وكـــذلك عامـــا، ســـبعين في

العميد ابن وكـان ســنة، خمســين في الــوزارة لعمــاد وزيــرا ابنه وكــان مملكتهم، ومؤسس بويع بــني أسرة رأس الدولة

من وأصــلهم وهب، بنو الدولــة. أما لــركن وزيــرين وحفيــدهــارى ــراق، نص ــوارث فقد الع ــرة ت مناصب أرقى منهم عشوزراء. منهم أربعة وكان الدولة،ــورة األمر يزيد ومما ــوزير عمل أهم أن خطـ إدارة هو للـ

ــذي فهو البالد، مالية ــدخل يعمل الـ ــرج، الـ ــرض والخـ ويفـالنواحي. من األموال ويحصل يسقطها، أو الضرائب الرابع القــرن في عزلوا أو استعفوا الذين الوزراء وجميع

= هــ334) عــام الماليــة. وفي الصـعوبات أمام فشلوا إنماــة داره في وهو السلمي الفضل أبو الوزير م( سمع964 ليل يؤلبــون اجتمعــوا قد العســكر غوغــاء أن وعلم الخيــل، جلبة

ــون ــذنب عليه ويلق ــأخير في ال ــدعا أرزاقهم، ت ــالحالق، ف ب ولم الكفن، ولبس ســاخن، بمــاء واغتسل رأســه، له فحلق

ساجد. وهو وقتلوه، عليه الجند دخل ثم يصلي، ليلته يزلــانت ــنة وك ــ334) س ــنة م( أهم946= هـ ــاريخ في س ت

كــاتب وقــام بغــداد بويه بنو دخل الــوقت هــذا ففي الوزراء، رسم وبطل الــوزير، مقــام األمــور على غلب الــذي األمــير

الوزارة.

53

الفاطميين عند الوزارة أول في مقبول غير الوزير اسم فكان الفاطميين عند أما عنــدهم، الوظــائف أربــاب أجل القضــاة قاضي وكان األمر،

ــاؤهم يتخذ ولم ــ ــاطمي الخليفة عهد في إال وزراء خلف ــ الفبالله. العزيز الثاني، كان إذا الوزير مهمة تكن ولم األطراف أمراء ألحد وزيرا

ــة، وزير مهمة بعينها هي ــوزير لقب وقد الخالف بن الفضل ال بلقب األولين الدولة وزراء بين من المـــأمون، وزير ســـهل،

ــتين، ذي ــان وربما الرياس ــان ألنه ذلك ك ك ــيرا ــؤون خب بشوالقلم. السيفــدث وقد ــ ــوزارة منصب في الدولة عضد أح ــ اتخذ أنه ال

ــرين ــا، وزي ــوزيران يكن ولم مع كل كــان بل وفــاق، على اللصاحبه. المكايد يدبر واحد

ــاء ولما ــاء جـ ــرى الدولة بهـ وهو فعين أبيه رسم على جـــيراز، ــرين بش ــام وزي ــدهما وجعل م(،992هـ=382) ع أح

) ســنة عبــاد ابن الصــاحب مــات العــراق. ولما ألمور مدبرا أحسن بفــارس الــوزارة أمور دبر أن بعد م(،994= هـ384

أن وذلك المنصــب، هــذا حــول شائنة مساومة وقعت تدبير، ألف آالف ثمانية ويضــمن الــوزارة يخطب أرسل الوالة أحد

آالف ستة ذاك إذ الوزارة، في كان الذي الوزير فبذل درهم فخر السلطان فأشرك الوزارة، في إقراره على درهم ألف

ــوزارة، في بينهما الدولة ــامح الـ ــألفي منهما كال وسـ ألف بـــذل، جملة من درهم ــ ــر، في بينهما وجمع مابـ ــ ورتب النظـ

ــذا التوقيع ويكون واحد دست في يجلسا أن على أمرهما له لقيــادة يخــرج من على يتقارعــان وكانا لآلخر، والعالمة يوما

لآلخر أحـــدهما ودبر الســـعاة، بينهما ســـعت ثم الجيـــوش،فقتله.

54

الوزراء وزير وزيــره، بغــداد أمير أكرم م(،1020= هـ411) عام وكان

وهو الصالة، أوقات في داره أمام الدبادب تضرب بأن فأمر وزير بلقب لقبه وكــذلك وحــده، الســلطان به ينفــرد كان ما

الوزراء.الوزراء ثروة

أخــاه خلف الــذي وهو الفــرات، بن علي الــوزراء ومن م(. وكــان909= هـــ296) عام الوزارة منصب في العباس

العمر. من والخمسين الخامسة في الوزارة تقلد حين علي وكان ســمعنا وما»الصــولي: يقول حتى الثروة واسع وزيرا

ــوزير ــ ــوزارة في جلس ب ــ ــورق العين من يملك وهو ال ــ والــرة يحيط ما واألثـــاث والضـــياع ابن غـــير ألف آالف بعشـــرات ــبه في ظهر .وقد«الفـ ــة، الفخامة بمظهر منصـ التامـ

ــار مائة بين ما إنسان آالف خمسة على يجري فكان في دين كل في للشــعراء يطلق وكــان دراهم، خمسة إلى الشــهر

درهم ألف عشرين وزارته سني من سنة ســوى لهم، رسماــدعى فيمن وكان إياه، مديحهم وعند متفرقا، به يصلهم ما ي

وكــان كتابــه، خاصة هم كتــاب، تســعة يــوم كل طعامه إلىنصارى. أربعة منهم

الوزراء مطابخ من أكــثر مائدته على وترفع توضع الطعــام ألــوان وكانتمطبخان: داره في له وكان ساعتين،

من يدخله كان ما يحصى أن يمكن وال الخاصة، مطبخ ـ1لكثرته. الحيوان

الحجـاب إلى يقـدم بما يختص الـذي العامــة، ومطبخ ــ2 وأصـــاغر والبـــوابين للرجالة منه ويفـــرق بالـــدار المقيمين هــذا إلى يقــدم وكــان الــدواوين، أصــحاب وغلمــان الكتــابــوم كل المطبخ تســعون ي ــون الغنم، من رأســا جــديا، وثالث

قطعة ومائتا قطعة ومائة مصــدرة، وفــراريج ســمانا، دجاجا الخــبز يخــبزون خبــازون ...وهناك دراجا، وقــوم ونهــارا، ليال

الحلــواء يعملــون وفيها للشــراب، كبــيرة ودار متصــال، عمال

55

ــقى المبرد، الماء فيها يجعل ماذيان يريد من جميع منه ويس ومن والخــزان، واألعــوان والفرســان الرجالة من الشــرب

مــزمالت بالــدار وكــان والغلمان، األتباع من مجراهم يجريــاء فيها ــديد الم ــبرد. وبرسم الش ــراب خزانة ال خــدم الش

واحد كل يد وفي الســـرية، الدبيقية الثيـــاب عليهم نظـــافــدح منهم ــكنجبين فيه ق ــوض جالب أو س ــوز ومخ ــاء، وك م

ــتركون فال نظيف، الشراب مناديل من ومنديل ي ممن أحــدا والكتـــاب الســـلطانيين والخـــدم القـــواد من الـــدار يحضر

بــذاتها، مدينة داره عليــه. وكــانت ذلك عرضــوا إال والعمــال الــدار جــانب في الخياطين. وكــان من فوجان بها كان حتى

يلــتزم ال حــتى والمتظلمين، الحــوائج ألصــحاب كثيرة أدراجــك، من يبتاعه لما مؤونة منهم أحد ــ ــذا على خلع ولما ذل ــ ه

الشــمع ثمن اليــوم ذلك في زاد الوزارة خلع الوزير قيراطــا لهمــا، اســتعماله لكــثرة القــراطيس سعر وزاد من، كل في

إال العشاء وقت داره من أحد يخرج أال رسمه من كان وألنهمنصوري. ودرج منوية شمعة ومعه

ألف أربعــون والليلة اليــوم ذلك في داره في ســقي وقد يخرج من كل يعطي أن وزارته مدة رسمه جرى ثلجا، رطل

هـ=311) عام شمعة. وفي الشمس اصفرار عند داره من الفرات ابن اتخذ م(،923 عليه ينفق وكان ببغداد، مارستانا

شهر. كل في ماله من دينار مائتي

56

عيسى بن علي الوزير عيسى بن علي وكان يتدارك أن وحاول بالوقار، متمسكا

فأنقص الصغيرة، األمور في باالقتصاد المال بيت في العجز القــواد على يفــرق كــان ما وأســقط والجنــد، العمال أرزاق

بعران، عدة إلى شاة من ذلك وكان عيد، كل في والفرسان العامة. ولكن األموال إلى األيدي امتداد من يمنع أن وحاول

بن علي الحسن أبا بقولـــه: يا عليـــه، شـــنع الفـــرات ابنــأخالق نفسك عيسى! شــغلت علوفة في والنظر المملكة ب

المجــرى هــذا يجري وما الناس، أرزاق من والحطيطة البط أصـــلح واحد بيـــدر لعمـــارة المســـتهجنات، الصـــغار من

إليــه. وكــان به تقربت ما توفيرك من عليه وأعود للسلطان ســاعة مــرة قضى أنه ويحكى الصــغيرة، األشــياء من يــوفر ســأل العلوفة لكيل المتولي إن حتى البط علوفة في يناظرــهر، في رزقه عن كاتبه ــاعة عن يتقاضى أنه ووجد الش الس

عشرين ســاعة من أكــثر في الــوزير نظر قد»فقال: دينارا.«ق الرز من استحقه ما يبلغ ال ما لتوفير

الخاقاني علي أبو الوزير الـــوزارة الخاقـــاني الله عبد بن محمد علي أبو ولي وقد

عيســى. بن وعلي الفرات ابن وزارة بين وذلك سنتين، مدة الخاقاني وكان متخلقــا التولية كــثرة طريقته وكــانت عاميــا

الواحد المنصب في يعين فكان والعزل، كثيرين رجاال واحدا ليأخذ بل للمسئولية، تقدير قلة عن ذلك يكن ولم واحد، بعدــوة. ويحكى منهم كل من ــ ــان في اجتمع أنه رشـ ــ واحد خـ

الخاقــاني قلد وقد أنفس، )بــالعراق( ســبعة حلــوان بمدينةــاه منهم واحد كل ــ ــرين في الكوفة م ــ ــا، عش ــ واجتمع يوم

ــرون خمسة بالموصل ــدهم قد آخ قل ــبا ــر، منص ــاك آخ وهنــاكوا ــذلوه ما تش ــذكر عن ب ــدهم. وي ــاني أن تقلي قلد الخاق

عمالة عشر أحد في بادوريا عامال. عشر أحد شهرا

عباس بن حامد الوزيرــ306) عــام الوزارة ولي الذي العباس بن حامد أما = هـ

57

نــاظر ولما الــوزراء من غــيره خالف على كان فقد م(،918 في له أفحش عزله بعد الفـــــرات ابن العبـــــاس بن حامد

فيه أنت ما الفـــرات: ليس ابن له فقـــال القـــول، بيـــدرا وتضــربه، لحيته وتحلق تشتمه وأكارا تقسمه، تــذبح وعــامال

خليفــة. دار الــدار هــذه فإنما عنقــه، في رأسها وتعلق دابتهــره ما األبهة من أظهر وقد ــ ــ ــديث المجد ذوو يظه ــ ــ ال الح

مملــوك وأربعمائة حــاجب وســبعمائة ألف له فكان المؤثل، المالحــون وكــان مماليــك، منهم واحد لكل السالح، يحملون

ثمنــا. الخصــيان أغلى وهم البيض، الخصيان من حراقته فيــد: له فقال مرة، كالم األسود مفلح وبين بينه جرى وقد حام وأســميهم أســود خــادم مائة أشــتري أن هممت لقد مفلحــا

لغلماني. وأهبهم في الحبـوب خـزن من يتـورع لم العبــاس بن حامد وكان هــذه ضــمن قد كــان أن بعد وأصــفهان، وخوزســتان العراق

ذلك وأدى األسعار، ارتفعت حتى للخليفة، يدفعه بمال البالدالضمان. فسخ حتى عليه وثورتهم العامة اضطراب إلى

مقلة ابن الوزيرــوزير أما ــة، ابن ال ــداد في ولد مقل ــام بغ ــ272) ع = هـ يجمع أن م( واســـتطاع885 ســـنين في المـــال من كثـــيرا

ــة، ــاء لثالثة ووزر قليل ــرن أوائل في خلف ــع، الق ــنى الراب وب لنفسه السالم. مدينة بقاع أحسن من بقعة في عظيمة دارا وقت له اختاروا حتى المنجمين، فجمع بالنجوم، يعتقد وكان له وكــان والعشــاء، المغــرب بين الدار أساس فوضع البناية وكانت ابريسم، شبكة له وعمل نخل، بال أنشأه كبير بستان كالقمــاري الشــجر في إال تفــرخ ال الــتي الطيــور فيه تفــرخ

ــزار والدباسي ــان والطــواويس، والبالبل والببغ واله فيه وك الــوحش. وحمــير واإلبل والنعــام البدوية والبقر الغــزال من

بأن مرة وبشر الحيوان، بين التزاوج يجرب أن يحاول وكان طــائرا وأفقســا، وباضا فأزوجا بــري، طــائر على وقع بحريــا

دينار. مائة بذلك بشر من فأعطى مؤامرات، صاحب مقلة ابن وكان ويتهمه ذلك، في جريئا

م( وجنــده،934= هــ322) القـاهر بين باإليقــاع المؤرخون

58

والفتك القــاهر قصد على كلمتهم وجمع نيــاتهم، شحذ وبأنهــه. وقد ــعى بـ ابن على الراضي الخليفة وعند بجكم عند سـ

ــذي رائق الحين ذلك في كــان ال األمــور زمــام على قابضــاــدبير إليه صار لما رائق ابن ألن ذلك ببغداد، قبض المملكة ت

عليه قبض حــتى احتــال الخليفة مقلة. ولكن ابن ضياع علىــلمه ــق، البن وسـ ــرغم على وذلك رائـ ــار أنه من الـ استشـ األمر الخليفــة. واســتقر للقــاء الــوقت اختيار في المنجمين

يقــول كما الــدنيا، نكد ومن اليمــنى، يده بقطع معاقبته علىــالبي، ــذه مثل أن الثعـ ــع، النفيسة اليد هـ ابن خط ألن تقطـ

مؤسس أكــبر وهو الــدنيا، خطــوط أحسن من كــان مقلة القــرن طــول مســتعملة ظلت التي الجديدة العربية للكتابةــري. على الرابع مقلة إبن أن الهج ــدال ــده يكتب أن من ب بي

غــير ويكتب، األيمن ســاعده على القلم يشد كــان اليســرى عن راجع غــير ودسائسه سعاياته واصل به، حل ما رغم أنه،

مــدة الحبس في وبقي ســنين، ثالث بعد لسانه فقطع ذلك، الرجل هــذا حــال المؤرخــون وصف مات. وقد حتى طويلة،

يجد ال كان إنه فيقال األبهة، وحياة القوة بعد أيامه، آخر فيــه، من ــتى يخدم ــان ح ــتقي ك ــاء يس ــئر، من بنفسه الم الب

بفيه. يمسكه ثم اليسرى بيده الدلو حبل فيجذبالخصيبي العباس ابن الوزير

يواصل وكــان الخصــيبي، العبــاس أبو القــرن وزراء ومن ينتبه وكــان كلهــا، وزارته أيام في والنوم بالليل النبيذ شرب

من الــواردة الكتب فض فيترك للعمل، فيه فضل ال مخموراــال ــ ــراج عم ــ ــا، عليها والتوقيع وقراءتها الخ ــ إلى وإخراجه

من يــرد لما مختصــرة جوامع له تعمل الــدواوين. وكــانت وربما قرأهــا، فربما انتبــه، إذا عليه فتعــرض المهمة، الكتب

ويوقع النصــراني، إســرائيل الفــرج أبو يقرأهــا. فيقرؤها لمــرى. وكــان ما بحسب فيها الخصــيبي ي بالشــراب مشــغوال

يحسن وال واللعب، المصادرات. غير شيئاعباد ابن الصاحب الوزير

الملقب عباد ابن الرابع القرن أواخر الوزراء أشهر وكأن= هـــ385) عــام هـ( وتــوفي326) عام ولد الذي بالصاحب

59

أمـره بـدء في بـالري. وكـان بويه بني وزير م(،995 ـ938 صــغار من كــان أن بعد الحال، به ترقت ثم قرية، في معلما

ــاب، ــوزير منصب بلغ أن إلى الكت ــور المــدبر ال ــك، ألم المل عبــاد ابن له أنشأ والــذي استوزره الذي الشاب األمير وكان

كل في حكمه بل األمــــــــور، من أمر في يخالفه ال مملكته الصــاحب مــات ولما اإلجــل، ضروب بكل يجله وكان شيء، فخر مخدومه جنازته فحضر للملــــــــوك، يعمل ما له عمل

خرج فلما لباسهم، غيروا وقد المملكة، أعيان وجميع الدولة لنعشــه، األرض وقبلــوا واحــدة، صــيحة النــاس صــاح نعشه

أياما. للعزاء وقعد أمامه، الدولة فخر ومشىــان ــاد ابن وك ــاء من عب ــيين ومن األدب األدب. بأهل المعن

إهدائــه، من يكــثر وكــان خاصة الخز يعجبه الصــاحب وكــان الشــاعر الزعفراني القاسم أبو فنظر دار في من إلى يومــا

الخـــزوز عليهم فوجد والحاشـــية، الخـــدم من الصـــاحب الخز من كســوة فيها يطلب قصيدة فكتب الملونة، الفاخرة

فيها: قالفي يمشون الدار وحاشية

أنا إال الخز من ضروب

ــار في الصاحب. قرأت فقال ــدة بن معن أخب أن زائ رجال وبغلة وفــرس بناقة له األمــير! فــأمر أيها لــه: احملــني قال

ــار ــة، وحمـ ــال: لو ثم وجاريـ ــالى الله أن علمت قـ خلق تعـ بجبة الخز من لك أمرنا وقد عليــه، لحملتك هــذا غير مركوباــرف ومنديل وعمامة وسراويل ودراعة وقميص ورداء ومط علمنا ولو وجورب، ألعطيناكه. الخز من يتخذ آخر لباسا

60

المالية المسائل

ونافــذة ثابتة ضــرائب كلها اإلسالمية الدولة في تكن ولم وهي: الخالصة اإلســـــالمية الضـــــرائب إال واحد نحو على

ــود من الذمة أهل رؤوس ضــريبة ــاة والنصــارى، اليه والزك على تحسب هـــذه . وكـــانت20المســـلمين على المفروضة

والمســتغالت األرجــاء أجــور شــأن شــأنها الشــهور، أســاســائر المقطعة واألرض ــ ــري ما وس ــ ــاهرات. على يج ــ المش الســنة بحسب تجــري الشــهرية الضــرائب هــذه وكــانت

في الواقع في به يعمل الهاللي التقـــويم وكـــان الهالليـــة، في أما الزراعــة؟ على اعتمادها يقل الــتي الكبــيرة المــدن الضــرائب نظام يتمشى أن من بد يكن فلم الزراعية األرض

بد يكن لم أنه أي والحصــاد، الغرس وأوقات الزراع حال مع السير من الشمسية. للسنة طبقا

يتعلق فيما اإلداري المســــلمين نظــــام به اختص ومما مقــام تقــوم كــانت الواليــات في الخــراج دواوين أن بالمال النفقــات الخــراج مــال من تســتوفى فكانت للدولة، خزائن المــال بيت إلى يتبقى ما يحمل ثم الجنــد، وأعطيات الراتبة ال كــانت بغــداد خزانة فــإن ولــذلك ؛21الســالم بمدينة العــام وبــالجزء الــدواوين وبشــؤون وحاجاتها الخالفة بدار إال تعنى

خاص رسم بحسب كان ألنه بغداد، من الشرقي ــا ــدار تابع ل فكان الحقيقة، بغداد وهو الغربي، الجانب أما الخالفة؛ جزءا

بادوريا. عمالة من شــأنها من الــتي الســيطرة وهي العملة، سيطرة وكانتــاء ــائر على القض ــرى القيم س ــة، األخ قيمة وجعل المتدرجــة، قيمتها على متوقفة األشــياء النقدي ــير زوال في ســببا كث

الضرائب. من)م(. والخراج الخمس إلى - باإلضافة20 مع يــأتيهم واآلفــاق األمصــار جبايــات جاءتهم إذا« الخلفاء إن العادة - وكانت21

من المــال بيت يــدخل فال وأجنادهــا، النــاس وجــوه من رجال عشرة جباية كل وال دينــار فيها ما هو إال الإله الذي بالله الوفد يحلف حتى درهم وال دينار الجبايةــه، أخذ إال درهم ــات عن فضل وأنه بحق ــة، المقاتلة من البلد أهل أعطي والذري

. »حقه حق ذي كل أخذ أن بعد

61

ــادة جــرت وقد ــوالي الع ــام ح ــ300) ع م( أن912= هـ عن غريبة طريفة أشــــــياء الهدية أو الخــــــراج مع ترسل

مصر مال مع م( أرسل911= هـ299) عام ففي المألوف؛ــرع له تيس ــنة وفي اللبن، يحلب ض ــ301) س م(913= هـ

بيضــاء ببغة وفيها السلطان، إلى عمان صاحب هدايا وصلت عمــان من هــ( وردت305) ســنة وفي أســود، وغزال أيضــاــدايا ــة، ه ــائر فيها جليل والهندية بالفارســية يتكلم أســود طسود. ظباء وفيها الببغاء من أفصح

اإلفالت في الضــياع أربــاب صــغار يرغب أن يحدث وكان إلى ضــياعهم يلجئــوا أن فاعتــادوا العادي، الخراج عبء من

أهلها عن ويخفف بأسمائهم، تجرى فكانت األقوياء، الكبراءــراج، ــ ــدفعون الخ ــ ــط، العشر في ــ ــال هو كما فق ــ في الح

يتبايعونها أهلها أيـــــــدي في تبقى ولكنها اإلقطاعــــــــات؛ــا، ــانت وإن ويتوارثونه ــماء ك ــذه ألجئوها من بأس إليهم. وه

عهد على مصر في أوجــــدها وقد قــــديم، نظــــام التلجئة كانت أنها ويحكى الضياع، أصحاب كبار البوزنطيين الرومان صارت ثم األمويين، عهد في موجودة اصــطالحا بذاته قائمــا

وأصبح بخراسان، الخراج دواوين في الكتاب مواضعات بين شــائعة وكانت الهجري، الرابع القرن في بها خاص قسم لهافيها. الخراج لنقل خاص بنوع فارس في

أخمــاس المــال بيت إلى تــرد الــتي األمــوال وجــوه ومنــادن ــاز، المع ــال والرك ــدفون والم ــائن من ال ــة، دف الجاهلي مثل منــه، ويســتخرج به يقــذف مما البحر ســيب وخمس

من يؤخذ وما العبيــد، من األباق أثمان ومنها والحلية، العنبر طــالب لــذلك يــأت لم إذا واألمتعــة، األمــوال من اللصــوص يخلف وال يمــوت من مــواريث من يؤخذ ما ومنها يســتحقه،

ــا ــان وارثـ ــه. وكـ ــبيت يؤخذ ال لـ ــال لـ ــيراث من إال المـ مـالمسلمين.

! المواريث ديوان يســمى خــاص ديــوان أنشئ الهجــري الثالث القرن وفيــوان ــ256) المعتمد الخليفة عهد في وذلك المــواريث، دي ـ

الــديوان هــذا م(. وكان892 ـ860= هـ279 مجــاال واســعا

62

به تجر لم ما وأخذ مـــواريثهم في واإلعنـــات النـــاس لظلم ما يشكو الثالث القرن أواخر قرب المعتز ابن السنة. يقول

المواريث: أصحاب على يجري أبــوه مات من وويل

موســـــــــــــــــــرا محكما هــــــــذا أليس

مشـــــــــــــــــــــهرا البالء دار في وطالســــــــــــــــــــجنه

بأنك يــدري من وقيلابنه ومن فقال: جيراني

يعرفـــــــــــــــــنيــوا ــباله فنتف ــتى س ح

فـــــــــــــــــــــــــني ــرفوا لكمه في وأسودفعه

في أكفهم وانطلقتصـــــــــــــــــــــــفعه أضــيق في يزل ولم

ــــــــــــــــوس الحـب لهم رمى إذا حــــــتى

ــــــــــــــــــــالكيس ـب غير من التركة يعتبروا أن يحاولون الحكام من كثير وكانعليها. ليستولوا وارث،

بغــداد حــاكم الجيــوش عميد أعمــال محاسن من وكــان مــال مــرة إليه حمل م( أنه1010هـ=401) عــام المتــوفى

للميت له: ليس وقيل المصريين، التجار بعض خلفه قد كثير يـترك لهـا؛ ليس ما السـلطان خزانة يـدخل فقال: ال وارث،

ــاب للميت أخ جاء مدة بعد كان فلما خبره؛ يصح أن إلى بكت الجيــوش عميد بــاب فقصد للتركــة، مســتحق بأنه مصر من

ــه. ولما فقضى الكتاب، إليه وأوصل ــاجر وصل حاجت إلى الت عليـه، والثنـاء له بالدعاء الناس فضج له، الدعاء أظهر مصربه. فسر الخبر الجيوش عميد وبلغ

63

الحكام جور من

حيــاتهم، في األغنيــاء مــال من جــزء يؤخذ كــان ما وكثيرا يســتولون كــانوا العمــال بعض أن من الرسم هــذا نشأ وقد وهـذا إرجاعهـا، إلى يضـطرون ثم حـق، بغـير األمــوال على

ذوي من قـــواده ألـــزم حين األول نـــابليون فعله بما شـــبيهــار ــدفعوا أن العظيم اليس ــالغ للخزانة ي ــيرة. على مب أن كب

معــامالت لهم كــانت أمــوالهم تبــتز كانت الذين التجار جميعــابوا الدولة مع منها أص ــاال ــيرا، م بهم ظن األقل على أو وف

عهد في الحكومة لجــور وصــفه في المعــتز ابن ذلك. يقولالمعتمد.

جـــوهر ذي وتـــاجرومـــــــــــــــــــــال

ــان ــ بحسن الله من كــــــــــــــــــــــــال ـح ــدك قيل ــ ــه: عنـ ــ لـ

للســـــــــــــــلطاناألثمــــان غالية ودائع

ما والله فقــــال: الله عنـــــــــــــــــدي

وال ذا من صــــــــغيرةجليلة في ربحت وإنما

التجــــــــــــــــــارة ذا المال في أكن ولم

خســـــــــــــــــــــارة بــــدخان فــــدخنوهالتبن

اللبن بثقــال وأوقدوه الحيــاة مل إذا حتى

وضــــــــــــــــــــجرــال: ليت ــ ــال وق ــ الم

ســـــقر في جمعـــــا ما أعطــــــــــاهموافأطلقا طلبــــــــوا،

المشي يســــــــتعملالعنقا ويمشي أن م( وأيقن976= هـــ366) عام العميد ابن اعتقل ولما

من أخــرج مالــه، بــذل وإن منهم، ينجو ال وأنه قــاتلوه القوم أبيه وكنــــــــوز ودائعه من يحصى ال ما ثبت فيها رقعة جيبه

ــه: للموكل وقال يديه، بين نار كانون في فألقاها وذخائره، ب المســتورة أمــوالي من يصل ال فوالله صــانع، أنت ما إصــنع

إلى العــذاب على يعرضه زال فما واحــد؛ دينــار صاحبك إلىبشيء. يخبرهم أن غير من تلف أن

المتقي ركب بجكم قتل المتقي الخليفة عند صح ولماــاكن وحفر داره، إلى ــا، أم ــال من له فحصل فيه ما بجكم م ألف ألفي على يزيد ــا ــا، عينـ ــتراب، بغسل أمر ثم وورقـ الـ

قد كــان بجكم درهم. ولكن ألف وثالثــون ســتة منه فــأخرج في دفنه ما على يقتصر ولم الصــــــــحراء، في أمواله دفن

ــبيوت؛ ــان ال ــاس فك ــدثون الن في يعاونه من يقتل بأنه يتح يقوله ما بجكم وبلغ آخـــر، وقت في عليه يـــدل لئال ذلـــك،

64

إذا يفعله كــان ما ثابت بن لسنان وحكى ذلك، فأنكر الناس، داره إلى يحضر الصحراء: كان في مال دفن أراد عليها بغاال

يريد من ويــدخل بعضــها، في المــال فيجعل فارغة، صناديق ويطبق اآلخــر، البعض في المســاعدين من معه يكــون أن

حيث إلى ويســير بنفسه، البغال قطار مقود يأخذ ثم عليهم؛ وبعد المــال؛ ويــدفن فيحفــرون، الرجال، عن يفتح ثم يريد، فال ويعــود، عليهم ويطبقها الصــناديق إلى الرجــال يــرد ذلك

أتــوا، أين من وال الله أرض من ذهبــوا أين إلى الرجال يدري الطريقة وبهــذه بهــا؛ يهتــدي عالمات لنفسه يجعل هو وكان

يقتل لم أنه لثابت وأقسم القتل، عن استغنى أجل من أحداالناس. تشنيع من ذلك وأن المال، دفن

ــان ــاء أحد وك ــات إذا األغني ولكل ألهله النكبة موته جر م فكـــانوا واألصـــدقاء؛ والجهابـــذة الكتـــاب من به يتصل من

للحكومــة، الوصــية تسليم من ويمتنعون ويستترون يهربون مثل حــدث وقد ووجوههــا؛ التركة مكــان إلى تهتــدي ال حتى التركة أمر تقــرر أن إلى العلــويين أحد وفــاة عند هذا أخــيرا

ــين على ــار ألف خمسـ الخزانة إلى تحمل دينـ ــلحا على صـالتركة.

65

الحكام جور من

اإلسالم في جمارك ال اإلســالمية، الشــريعة في جــائزة غير الجمركية والرسوم

مراصد فــــإن هــــذا أحكامهــــا. ورغم في النظر دققنا إذا الفقهــاء حــاول مكــان. وقد كل في منتشرة كانت المكوس

الجمركية الضــرائب اعتــبروا بــأن المســألة هــذه يحلــوا أن األقــل؛ على للمســلمين بالنســبة وهــذا الزكاة، ضمن داخلة يطــوف أن يســتطيع التــاجر أن فكرة نشأت هذا ومن عامــا

مــتى المكــوس من معفى البالد حــدود من شــاء أينما كـامال له البد وأنه العشــر، وهو واحـدة، مرة المكس دفع أن أيضـا

العشر. ربع معدل على المال عين من معه ما ضريبة يدفعــانت ــة، الواقع في الجمركية التعريفة وكـ ــان مختلفـ فكـ

ــدة في يؤخذ ــار نصف الحنطة من حمل كل عن ج وكيل دين دنــانير، ثالثة الشــطوي ثيــاب سفط وعلى الزاملة، فرد من

دينــاران، الصــوف حمل وعن ديناران، الدبيقي سفط وعلى وكــانت درهم؛ حمل كل )السويس( عن بالقلزم يؤخذ وكان

ــوس األخرى. ولكن العربية المواني في رسوم تفرض المك باإلســكندرية تؤخذ الضــرائب وكــانت تقــدم، مما أقل كانت مـــراكب على وبالفرما الغـــرب من اآلتية المـــراكب على

مراصد اختالفهم على العــرب ملــوك لصــغار الشام. وكــانــدفع برية فكــان القيمــة؛ في تفــاوت على الضــرائب إليها ت

يأخذ ال كان وأكثرهم حمل، كل عن دينار نصف يأخذ بعضهمدرهما. إال الحمل عن والبحر الــبر في المراصد كثــيرة فكــانت العــراق أما

وشــوكات صــعب بتفــتيش مشــهورة البصرة وكانت والنهر؛ــرة. وفي ــان المقدسي عهد منك ــاب على ك ــرة ب عند البص

ــدود ــ ــدود من الخليفة مملكة ح ــ ــوان القرامطة بالد ح ــ ديــوان للقرامطة ــديلم، آخر ودي ــتى لل ــان لقد ح على يؤخذ ك

ــدة الغنمة ــعف )أي دراهم أربعة الواحـ ــان ضـ ــا(. وكـ ثمنهـــديوان ــاعة إال يفتح ال ال ــان من س ــار. وك كل من يؤخذ النه

أصــفهان، في التجـــاري القسم وهي اليهوديـــة، دخل حمل الحمل عن يؤخذ طــوران في الخــراج درهمــا. وكــان ثالثون

عشر اثنا الرقيق ومن خرج، إذا وكذلك دخل إذا دراهم ستة

66

ــب، دخل إذا ــ ــان وإن حس ــ ــرون الهند نحو من ك ــ من فعشالقيم. حسب فعلى السند قبل من كان وإن الحمل،

المسلمين ملك الدول ملك اإلســالمية الدولة أن المقــررة األمــور من كان ولما

بين بالفصل اإلســـالم عهد أول منذ قضي فقد للمســـلمين، بيت المسـماة وهي الخليفـة، خزانة وبين العـام المـال بيت هــاتين من اإلنفــاق يتــولى الذي كان لما ولكن الخاصة؛ مال

الخزانـــتين رجال يقـــدم ال واحـــدا كـــان فقد ألحـــد، حســـابابضميره. تتعلق مسألة انفصالهما

المقتدر على الوزير م( عرض931= هـ319) عام وفي لــه: ليس وقــال دينــار، ألف سبعمائة وهو العجز من كان ما فعظم ألنفقــه، المؤمــنين أمــير يطلقه ما على إال معول لي

رقعة إليه للـوزارة المطلعين أحد وكتب المقتـدر، على ذلكــام فيها يضــمن منه يطلب أن غــير من النفقــات بجميع القي

إلى تــذهب دينــار ألف ألف ذلك ســوى يســتخرج وأن شيئا، في عــزل ولكنه الــوزارة، الخليفة فقلــده الخاصة، مال بيت

ــام ــالي، الع ــال أنه ووجد الت ــأن احت ــاف ب ــدر ما إلى أض يقــوله ــواحي من حصـ ــوال النـ ــواح أمـ ــرجت قد نـ يد عن خـ

ــلطان ــا، تغلب من بتغلب الس ــقط عليه ــات من وأس النفقوالحاشية. الجند زيادات

و... الحج موسم نفقات الـــروحي الـــرئيس أنه بحكم الخليفة على يجب وكـــان الغــزوات ونفقات الحج، موسم بنفقات يقوم أن للمسلمين

ــام المسلمين، أسرى وفداء الصائفة، الرسل بنفقــات والقي ما وكل العطايا الخاصــة. أما مــال بيت من وذلك الــواردين،

العام. المال بيت من يؤخذ فكان الخالفة، دار بنفقات يتعلق

المال بيت أموالــدنا ــان وعن على مشــتمل الرابع القــرن أول إلى يرجع بي

الخاصة. مال بيت إلى تحمل التي األموال وجوهــاء يتركها التي المخلفة األموال ـ1 ــائهم اآلب بيت في ألبن

وهو المـال، من مقــدار أكـبر خلف الرشيد إن المال. ويقال

67

دينار. ألف ألف وأربعون ثمانية أعمــال من يرتفع الذي العامة والضياع الخراج مال ـ2

في ذلك مقــدار وبلغ النفقــات؛ إســقاط بعد وكرمان فارس م(932 ـــ911= هـــ320 إلى هـــ299) عــام منذ ســنة كل

درهم ألف آالف أربعة منها درهم، ألف ألف وعشـــرين ثالثة عشر تسعة وهو والباقي، العامة، مال بيت إلى تحمل كانتالخاصة. مال بيت إلى درهم، ألف ألف الذمة أهل جزية وكــانت والشــام، مصر أمــوال ـ3 مثال

ــنين، أمير باعتباره الخليفة مال بيت إلى تحمل إلى ال المؤمنظريا. للخليفة يحب وهذا العامة؛ مال بيت الــوزراء ألمــوال المصــادرة من يؤخذ الــذي المــال ـــ4

ــزولين ــ ــاب المع ــ ــال والكت ــ ــاع من يحصل وما والعم ــ ارتفالتركات. من يؤخذ الذي والمال ضيعاتهم،

ــ5 ــان ما ـ ــال بيت إلى يحمل ك ــوال من الخاصة م أموالمغرب. والمشرق واألهواز بالسواد والخراج الضياع

ــتين من كل فكان الخلفاء، يستفضله كان ما ـ6 الخليف المعتضد )وهما الهجـــري الثـــالث القـــرن في األخـــيرين

وكـــان دينـــار، ألف ألف الســـنة في والمكتفي( يستفضلــدر سبيل خمس في مبلغه فيكــون مثلها يستفضل أن المقت

أعـني دينـار ألف ألف وعشرين خمسة سنة وعشرين نحـواــيد. ولكن خلفه ما نصف من ــدر الرش ــذه كل أتلف المقت ه

الطائلة. األموال

الشرعية غير الضرائب الضــرائب عن زاد ما كل يعتبرون المسلمين فقهاء وكان

22الذمــة( أهل وجزية والزكــاة األرض عشر )وهي الشرعية

قانونية. غير ضرائب= هـــ375) عــام في ببغــداد الدولة صمصــام عــزم ولما

المبيعة والقطن اإلبريسم الثيـــــــاب على يضع م( أن985 جـــامع في النـــاس اجتمع الثمن عشر مقـــدارها ضـــريبة

يفتتن، البلد وكــاد الصــالة، قطع على وعزمــوا المنصــور،ذلك. من فاعفوا

)م(. الخمس إليها - ويضاف22

68

ــام وفي ــرة م( أريد998= هــــ389) عـ وضع أخـــرى مـ والقطنيــات األبريســميات الثيــاب من يعمل ما على العشرــالم، بمدينة ــار الس ــاس فث ــدوا الن ــجد وقص ــامع المس الج

الحمــولي، دار وأحرقــوا والصــالة، الخطبة ومنعــوا بالمدينة حســبانات من فيها كان ما واحترق قائم، جدار فيها يبق فلم

ــدواوين؛ جــرى بما اتهمــوا العامة من جماعة على وقبض الوعوقبوا.

تعــداها بل الــترف، أدوات على الضرائب أمر يقتصر ولم) ســنة الملح. وفي على ضــريبة ففرضت الضروريات، إلى

في الملك الزاهد الـــدينوري م( خـــاطب1033= هــــ425 األذى من النـــاس يصـــيب ما وأعلمه الملح، ضـــرائب إزالة

الضــرائب هــذه برفع وكتب طلبــه، الملك فأجــاب بــذلك ــورا ــريء منش ــع، في ق من بلعن أبوابها على وكتب الجوام

في دينــار ألفي ارتفاعها وكــان الجبابــة، هذه إلعادة يتعرضسنة. كل

الشام وهما القطرين هذين من كل في المال بيت وكانــوم ومصر ــجد يقـ ــامع، بالمسـ ــبه وهو الجـ مرتفعة قبة شـ

وأقفــال، حديد بــاب المــال ولــبيت أســاطين؛ على محمولة العشــاء صليت وإذا الخشب، من قنطرة على إليه والصعود

فيه يبقى ال حــتى المســجد، من كلهم النــاس أخــرج اآلخرةفيه. المال بيت لوجود وذلك أبوابه، أغلقت ثم أحد،

ــارس في الجبابة ارتفعت وقد ــة، عضد عهد في فـ الدولـ إلى1,887,500 من الرابـــــع، القـــــرن حكـــــام أعظم

أن م(. أي918= هـــ306) عــام في وذلك ،2,150,000ــادة ــدخل زي ــانت ال ــرب ك ــدس. وقد من تق ــان الس في ك

ــتطاعة ــ ــعة عن ينفق أن الدولة عضد اس ــ في دخله ألن سدرهم. ألف ألف وعشرين وخمسة ثالثمائة كان السنة

أمــرهم يظهر األحــوال معظم في األطــراف أمراء وكان في يظهــروا ولم يحكمونهــا، الــتي للبالد ضامنين يكونوا بأن

اإلمبراطورية في الحال كان كما اإلقطاعات أصحاب صورة يبتــدئوا بأن الملك إلى يتوصلون وكانوا المقدسة، الجرمانية عســكر عليها يقــاتلون ثم غصــبا؛ واألقــاليم المــدن بــاحتاللــمنون مال مقابل في باإلمارة لهم يعترف حتى الخليفة، يض

69

تؤخذ الــتي الضــمانات هذه أمثال وكانت أداءه، تــؤتى كرهــا سنة األخرى. وفي للضمانات بالنسبة سيئة صفقة الحكومة

وأذربيجــان أرمينية الساج أبي ابن م( ضمن909= هـ296)ــؤوال أن قبل ــار، ألف وعشــرين بمائة الســامانيين إلى ت دين البالد هــذه تدفعه كانت الذي الدخل عشر من يقرب ما وهو عمـــاد م( فتح934هـ=322) ســـنة ســـنة. وفي مائة منذ

وطلبها فــارس، إقليم بويه بن الدولة الخليفــة، من ضــمانا كــــانت أنها حين على درهم، ألف ألف إليه يــــدفع أن على= هـــ229) عــام منذ وحــده والضــياع الخراج مال من تؤتيــرين ذلك بعد ما م( إلى911 ــ بعش ــا ــ ألف عشر ثمانية عامــذلك ألف ــان درهم. وك ــمان ك ــان ض ــرن أوائل في عم الق

اإلدارة تحت خراجها دينــــار. وكــــان ألف ثمــــانين الرابعدينار. ألف ثالثمائة عام بمائة ذلك قبل المباشرة

70

المستبدين سياسة من من الخراج تحصيل في القاسية الوسائل استعمال وكان المعروفة الوسائل .23 قديما

عــام حوالي العراق في الخراج جباة يصف وديونيسيوســ200) ــأنهم815= هــ ــوم م( بـ ــراق من قـ ــرة العـ والبصـ

شر إيمان، وال رحمة قلوبهم في ليس عتاة وهم والعاقوالء، الرجل ويعلقــون ويحبسونهم، الناس يضربون األفاعي، من

يموت. يكاد حتى واحد ذراع من البدينــير وصف الثـــالث القـــرن أواخر وفي ــ بن الله عبد األم تجــبى كــانت كيف بلبــل، ابن الــوزير عهد في اإلدارة المعتزرحمة: غير من الخراج أموال

رجل من وكم فكمنبيل

ومــــــــركب هيبة ذيجليل ــاألعوان يعتل رأيته وإلى الحبـــــوس إلىبـ

ــــــــــــــــــــديوان اـل جحيم في أقيم حــتىالهــــــــــــــــــــاجره

قـــــــدر كمثل ورأسهــــــــــــــــــــــائره ـف يقطع قنب منحبــاال يده في وجعلوااألوصــــــــــــــــــــاال عـــرى في وعلقـــوه

الجــــــــــــــــــــــدارــرادة كأنه ــدار في ب ال

ــفق قفاه وصفقوا صالطبل

ــبا ــ ــامت بعين نص ــ شوخل سعير من استغاث إذا

الشـــــــــــــــــــمسبرفس مستخرج أجابه

ــجان وصب ــ ــ عليه سالزيتا

ــار ــزة بعد وص كميتا ب عليه طـــال إذا حـــتىالجهد

بد أراد مما يمن ولمــأل لي ائذنوا قال اس

التجـــــــــــــــــــــارا بعتهم وإال قرضــــــــا

عقـــــــــــــــــــــــارا منكمو وطوقـــــــونيأياما خمسة وأجلونيإنعامـــــــــــــــــــــــا ــايقوا ــ ــ وجعلوها فض

أربعة الكالم في يؤمل ولم

منفعه ــاءه ــ ــون وجـ ــ المعينـــــــــــــــــــــرة الفـج

ــوه ــ ــدا وأقرضـ ــ واحـبعشــــــــــــــــــــــره ــوا ــكا وكتبـ ــبيع صـ بـ

الضـــــــــــــــــــــيعةالبيعة بيمين وحلفــوه

عليه ما تــــــــأدى ثم وخــــــــــــــــــــــرج

في يطمع يكن ولمالفــــــــرج قــــــــرب ــوان وجـــــاءه ــ ــ األع

يســـــــــــــــــــألونهــأنهم ــانوا ك يدللونه ك

أخــــــــــذوا تلكأ وإنعمامته

أخدعه وجمشـــــــــواوهامته t وعلي)صــلى اللــه عليــه وآلــه( الرسول سيرة في كما اإلسالم أبطله - لكن23

والعثمانيون)م(. والعباسيون األمويون العنف رد لكن

71

ــاآلن ــ ذاك كل زال فـأجمع

ــور وأصــبح ــدل الج بعيقمع كــان مما أشد التعــذيب وكان الدولــة، ألمــوال اســتردادا

في الثقيلة الحديدية القيود ذلك في يستعمل كان ما وأخصــف، والضرب األرجل، وقد الواحــدة، اليد من والتعليق المتل

عــرش على وســلفه أخيه المقتــدر أم القــاهر الخليفة عذبــة، ــربها، الخالفـ ــرج برجلها وعلقها فضـ ــا، لتخـ وتحل مالهـ

ــامتنعت، بيعها، في وتوكل أوقافها، أمالكها بيع في ووكلت ف وكتب أراد، ما على أرغمها القــــاهر ولكن قافهــــا، أو دون

توكيلهــا، على للشــهادة القضــاة وأحضر بــذلك، منها إقــراراــتلزمت ــ ــهادة واس ــ ــدث العين. وقد رأي يروها أن الش ــ تح

فقاال: القصة بهذه رأياها اللذان القاضيان رأينا رأيناها ولما إلى اللــون ســمراء الحال رقيقة عجوزا

انتفعنا فما شـــديد، ضـــرب أثر وعليها والصـــفرة، البيـــاض اليـــوم، ذلك بأنفســـنا وتصـــرف الزمـــان، تقلب في فكـــراالحدثان.

أطــراف أظــافيرهم في غــرزت بــأن آخــرون عــذب ثم ــدبابيس، رؤوســهم على بالضرب أو القصب، وصف وقد بال

يرسف محبسه من المصادرين بأحد جيء كيف عيان شاهدــكو وجعل طويل… وشعره دنسة جبة وعليه قيوده، في يشترعد. وفرائصه المكاره، من أصابه ما

فريســتهم فألبسوا التعذيب في المطالبون أمعن وربما األكارع. بماء أو بالنفط مدهونة صوف جبة

الــــتركي بجكم م( دخل936= هـــــ325) ســــنة وفيــاس، فاعتقل العــراق، وأصــحابه مطــالبتهم في واشــتد الن

الجمــر، أطســات بطــونهم على يضع فكان وعذبهم، بالمالــتى ــال حـ ــبر أن أراد رجل له قـ طلب من نفسه في ما يسـ

نفسك ومرشح بملــك، مطــالب أنت األمــير العــراق: أيها منــك؟ أوحش به ســمع إذا هــذا أن تعلم أال الخالفــة، لخدمة

يعمله كـــــــــــان ما مثل على أمرنا في نفسك حملت وقدــرداويج ــل، بأهل م ــذه الجب ــداد وه ــري ال الخالفة ودار بغ الاألخالق. هذه تحتمل وال وأصبهان، قــال: األعلى عبد بن الحسين بن علي الحسن أبو وحدث

ــرة كنت ــرات ابن الحسن أبي بحض ) األولى وزارته في الف

72

رفع إذ يعمــل، جــالس وهو م(،911 ـــ908= هـ299 ـ296 وقال: أريد يده، من العمل وترك رأسه، بالله يــؤمن ال رجال

لي، مهم في فأنفــذه الطاعــة، حق يطيعني اآلخر باليوم وال إليه أحسـنت له أرسـمه ما فيه بلغ فـإذا عليه يظهر إحسـانا

منصور، بأبي يكنى رجل ووثب حضر، من فأمسك ؟وأغنيتهــبيب أبي البن أخ ــاجب شـ ــرات، ابن حـ ــال: أنا الفـ أيها فقـ

؟ترتــزق قــال: كم وأزيــد، قال: أفعل ؟قال: وتفعل الوزير،ــعف، له دينارا. قال: وقعوا وعشرين مائة قال: أرتزق بالض من فرغ فلما إليها، أجابه أشياء فسأله حوائجك، وقال: سل

إلى وأوصله الخراج ديوان إلى وامض توقيعي قال: خذ ذلك جعفر بن محمد على ما بــإخراج وطالبهما الجماعــة، كــاتبي

ــأداء وطالبه الحجــاج، بن ــال، ب تســتخرج أن إلى وأتلفه المألبته. تمهله وال حجة له تسمع وال جميعه،

فقلت رجال، ثالثين البـــــــاب رجالة من وأخذ فخـــــــرج يؤول ما أنظر حتى الديوان إلى وأمضين )الحاكي( ألخرجن

ــال؛ إليه ــديوان إلى وصــرت فخــرجت الح ــدخل … ال أبو ف محمد بن الله وعبيد محمد بن الصـــقر إلى هـــذا منصـــور

الكلوذاني يجد فلم شركة، المجلس صاحبا وهما الكلوذاني، أخــرج له وقال التوقيع، إليه فأوصل محمد، بن الصقر ووجد

ــاج، ابن على ما ــال: عليه الحج ــاب من فق ألف ألف واحد ب ما بســـائر العمل من نفـــرغ أن إلى بـــذلك فطالبه درهم،

علي الحسن أبي عمــال من جعفر بن محمد يلزمــه. وكــانــال: فأحضر عيســى، بن ــاج، ابن ق ــترى وشــتمه، الحج واف

ــه، ويخضع يستعطفه، الحجاج وابن عليه، ــده أمر ثم ل بتجري يقــول: يكفي، كله ذلك في وهو فــأوقع، به، المكروه وإيقاعــه؛ ــور أبو أمر ثم الل ــل، بنصب منص ــب، دق في وجعل فنص إلى ورفع الحجــاج، ابن يد فيه وشدت حبل فيها بكرة رأسه اللــه. فمــازال ويقــول: يكفي، يســتغيث وهو الــدقل، أعلى

حطه يسأله وهو المال، له: المال يقول منصور وأبو معلقا،ــه، أخــرج ما على الكتاب يواقف أن إلى وإنظاره ال وهو علي

ــط، الدقل تحت قعد وقد منه، يسمع غــير من وغضب واختل غضب، قــال ضــجر فلما فعلــه، الفرات ابن يبلغ ألن اعتمادا

ــلوا يمسك لمن ــ ــال: أرس ــ ــده الفاعلة ابن الحب ــ أنهم )وعن

73

الحــدة من عليه رأوه لما فأرســلوه يفعلــون(، وال يتوقفــون وكان األرض، إلى الحجاج ابن ووافى والغضب، سمينا، بدينا

وسقط وجهه، على وخر فدقها، منصور ابن عنق على فوقع الحجاج ابن في منزله إلى منصــور أبو فحمل عليــه، مغشــيا

محبســه، إلى الحجــاج ابن ورد الطريــق، في فمــات محمل رأى. وكتب مما حضر من وعجب التلـــــف، من تخلص وقد

منها عليه فــورد الفــرات، ابن إلى بالصــورة الخــبر صــاحب موسى إلى الحجــاج ابن زوجة عرفان وبكرت مورد، أعظم

على أمــره فقــررت الفرات، ابن إلى أوصلها حتى خلف بن طســوج من وقراها جعــدة ببعضــها ســلمت دينــار ألف مائة

ــوثي، ــاقي، ونجم ك ــاج، ابن وأطلق الب ــان الحج ــاس وك الن الفــرات: )أريد ابن قــول من يعجبون وال بالله يــؤمن ال رجالــاليوم ــني(، اآلخر ب ط ولم يطيع ــ ــاس على تبس ــناف الن أصموت. أقبح تحتها يموتون كانوا حتى والمكاره العذاب

74

الخالفة دار رسوم الهجــري الرابع القرن في الخلفاء اتخذه الذي اللون كان في المقتدر الخليفة ركب فلما والبياض؛ السواد لهم شعارا الــتي الركبة وهي مــؤنس، م( لقتــال932= هـــ320) عــام عاقبتها من وأشفق فيها قتل داره من خــرج كبــيرا، إشــفاقا فضي ديبــاج خفتــان عليه فكــان ومــوكب، لبــاس أكمل في

النبوية، البردة وظهره وصدره كتفيه وعلى سوداء، وعمامة )صــلى اللــه عليــه الرســول ســيف الفقــار بــذي متقلد وهو

الخـــاتم اليمـــنى يـــده وفي أحمـــر، أدم وحمائله ،وآلـــه(ــيب؛ ــار والقضـ ــده ولي يديه بين وسـ عبد أحمد أبو ابنه عهـ

عــادة بيضــاء. وكـانت وعمامة ديبــاج خفتــان وعليه الواحـد، يلبســوا أن والرابع الثــالث القــرن في العباســيين خلفــاء لبــاس هو هــذا وكــان أسود، وكالهما وقباء، محددة قلنسوة الخرقة لــون كــذلك هو الســواد وكــان أيضــا، رعيتهم وجــوه الصــبح صــالة يــوم كل الصــدقة فيها تحضر كــانت الــتي

أســود، الخالفة علم كــان المحتاجين. وكــذلك على لتفريقها )صـلى اللـه عليـه الله رسـول البيضاء: محمد بالكتابة عليه.وآله(

وهو البيــاض، لباسهم فكان بمصر الفاطميين خلفاء أما وعليها بيضــاء، ألــويتهم وكــانت العلــويين؛ شعار أهلة أحيانــا

ــر؛ الديباج من سبع صورة منها كل في ذهب، من وقد األحمالنعمان. بشقائق الشعراء أحد شبهها

ــانت ــويج طريقة وك ــواء يعقد أن الخليفة تت على نفسه ل ممن الخالفة خــاتم يتســلم وأن ذلــك، في المعروف الرسم البسيطة. العربية الطريقة على تتويج معه. وهذا ذلك يكون

75

الحاشية لباس الهجــري الثالث القرن في الرسمي الحاشية لباس وكان

شرب المتوكل أن فيحكى العادة؛ في اللون أحمر في يومــا األحمر منها وصــــبغ دراهم؛ بضــــرب وأمر قصــــوره، أحد

قباء منهم واحد كل يعد أن الحاشية أمر ثم واألصفر، جديــداــوة ــون خالف على وقلنس ــوته؛ اآلخر ل ــثر أمر ثم وقلنس بن

وقوف. والخدم الندماء وحوله الورد، ينثر كما الدراهمــرن في أما ــ ــان الرابع الق ــ ــان فك ــ ــاعات عند الغلم ــ س

ببياض. وبعضهم بسواد بعضهم االستقبالــان ــاء رأس على يحمل وك ــاطميين العباســيين خلف والف

مظلة. مصر في وتسمى الخالفة، شمسة على يضــرب أن ببغــداد الخليفة سيادة عالمات من وكان

الصــلوات أوقــات في واألبواق والدبادب بالطبول داره بابالخمس.

الخلفاء القاب الخليفة لقب وظل اللقب وهو لباســه، كبســاطة بســيطا

الخليفة أيـــام منذ أنه على المؤمـــنين؛ المشـــهور: أمـــير إلى نســبة فيه باسم يســمى الخليفة صــار الثــاني العباسي

له. البيعة بعد به يقوم عمل أول اللقب هذا اتخاذ وكان الله؛ ـــ991= هـــ422 ـــ381) القــادر الخليفة كــاتب وكــان

بالحضــرة وصــفه الخليفة ذكر في أخــرج من م( أول1031 النبوية، المقدسة سنة. فصار قربة جعله اختراعاــالكون والعمال المناصب أصحاب وكبار األمراء وكان يته األلقــاب على جميعــا وكــانوا شــديدا، تهالكــا يلقبــون جميعــاــة، وعماد الدولة، ولي مثل الدولة إلى منسوبة بألقاب الدولذلك. ونحو الدولة، وعز الدولة، ومعين اإلســـالم لـــروح معارضة فيها كاذبة ألقـــاب ظهـــرت ثم

الكفــاة، وكــافي مثــل: األوحــد، األلوهيــة، مقام على وتجرؤ بــأمير أنفســهم فســموا الحد، هذا نفر وجاوز الكفاة، وأوحداألمراء. وسيد العالم

جالل ألقـــــاب في م( زيد1037هـ=429) ســـــنة وفي

76

الوثــني اللقب وهو الملــوك، ملك األعظم شاهنشــاه الدولة ذكــروه الــذين الخطباء ورموا ذلك، من العامة فنفر القديم؛

أفتــوا الفقهــاء أن ومع فتنــة؛ ووقعت بــاآلجر، المســاجد في ملك وأن والنيــة، القصد فيها يعتــبر إنما األســماء هــذه بــأن

يـــوجب ما فيه وليس األرض، ملـــوك ملك معنـــاه الملـــوك اللقب هــذا وأن والخــالق، المخلــوق بين المماثلة وال النكير فــإن القضــاة، وقاضي الكفاة، يقال: كافي أن جاز كما جائز

أن وذكــروا بــه، يرضــوا لم والتــدقيق الجد أهل من كثــيرينــاوردي القاضي ــوازه، من منع الم ــتى ج أن إلى ذلك أدى ح

كــان أن بعد الدولة جالل خدمة عن انقطع بــه. ولم مختصــا عهــده وولي ابنه بالله القــادر تلقيب عن الصابي هالل يرض

ــالب ــام في بالله بالغ ــذكر وهو م(؛1001هـ=391) ع بعد يــتي المعروفة العبارة تلك لهذا حكايته ــانت ال على مكتوبة ك

له(. شريك ال وحده الله إال غالب الحمراء: )ال قصرــير لقب أن وبعد ــداد أمـ ــنة في الدولة بمالك بغـ ) سـ

للخليفة م( بعث1031هـ=423 أرســلها وقد كثيرة؛ ألطافاــان وإن التلقيب، قبل يلقب أن أحب قد كـ ــلها. ثم أوال يرسـ

وعشــرة درهم، ألف وثالثين دينــار؛ ألفي الهدايا هذه وكانت دونهــا، أخــرى مائة و مرتفعــة، ديبــاج ثوب ومائة خز، أثواب

وعشــرين مثقــال وألف كــافورا، أمنــاء وعشــرة عــودا، منــا وأرسل صــيني، مبخر وثالثمائة مســكا، مثقــال وألف عنــبرا

الحاشية. رجال لبعض أخرى هدايا أيضا

77

الخليفة خطابــذا وفي العصر ه ــا ــور ارتقت أيض حضــرة في األدب ص جــوهره في بقي رسم على صــارت حــتى الخلفاء مســتمرا

هـــ(200) سنة حوالي المأمون الخليفة العصور. كان طول كــان أنت. وكــذلك بلفظ آخر رجل أي يخــاطب كما يخاطب وإن هــ(،300) عــام حــوالي عــادة المقتدر الخليفة يخاطب

إلى الغـائب بضــمير الخطـاب طريقة ذاك إذ تستعمل كانت وكيت. بكيت أمر المؤمــنين أمــير يقــال فكــان ذلــك، جــانب

أي يخاطب أن السائغ من يكن لم الثالث القرن أواخر وفيالبساطة. هذه بمثل رجل

األرض تقبيل في يرون العرب مسلمي من األولون وكان على قــدم ولما اللــه؛ حقــوق على اجــتراء المخلــوقين أمام

البســاط تقبيل من أعفــاهم الــروم ملك رسل بالله المقتدر أنه على بوزنطــة، في هــذا بمثل المســلمون يطــالب لئال

في المتقي الخليفة اإلخشــيد لقي هـ( لما330) عام حوالي ومنطقته بســـــيفه كـــــالغالم ومشى بعد عن ترجل الرقة

ــة، ســبيل على الخليفة يدي بين وجعبته األرض وقبل الخدممرارا.

ــاتهم في األمـــراء وكـــان بينهم وفيما الرســـمية مخاطبـ ويعبرون احترام، بكل المؤمنين، أمير الخليفة، عن يتكلمون

من نفسه منهم الواحد ويضع بموالنـــــــــا، عنه كالمهم فيــولى؛ موضع الخليفة ــان الم ــدهم وك افتتح آلخر كتب إذا أح

ــالكالم كتابه ــو: من الخليفة عن ب ــابي»نح ــير وموالنا كت أم ،«مشــكور محمــود ذلك على والله موفــور سالم المؤمنين

أمره. إلى ينسب شيء كل وكان

78

الخالفة دار في الموظفون الخليفة عهد في ونفقـــاتهم الخالفة دار حاشـــية وكـــانت

يلي: م( كما901ـ892= هـ289 ـ279) المعتضدالخالفة. بيت أمراء:1ــحاب:2 ــة، من النوبة أص ــوم كل في وأرزاقهم الرجال يــار، ألف ــار ســبعمائة منها دين ــون، وهم للبيضــان، دين البواب

رسمهم الخلفاء. ومن مماليك وأكثرهم للسودان، وثالثمائة القصــر. ولهم وحــوالي الخاصة بــاب مصــاف في ينوبــوا أن

أرزاقهم. لقلة بها يميزون خبز وظيفة الخلفــاء؛ مماليك الغالب في وهم المعتقون، الغلمان:3

وخلفــاء وعشــرون، خمسة وعــدتهم الحجــاب، يختار ومنهمــان المقتدر قتل خمسمائة. ولما نحو وكانوا الحجاب، معه ك

ــا. وفي فذبح عليه نفسه طرح الحجاب خلفاء من رجل أيضــنة ــرة ألول م( أنشئ940هـ=329) سـ ــاجب منصب مـ حـ

الحجاب. ومالزمة للموكب مستخلصون حرس وهم الختارون،:4

أول من والمقـام الخليفـة، جلـوس أوقـات والـدخول الـدار فيهم بما ببغـــداد قائد كل جند آخـــره. وكـــان إلى النهـــارــذاتها؛ قائمة وحــدة يؤلفــون المســلحون مماليكه ــار ب فاخت وســموا والشــجاعة، بالشــهامة عرف من قيادة من الخليفةقوادهم. بأسماء

ــناف:5 ــ ــرى أص ــ ــومين من أخ ــ ــدار بخدمة المرس ــ الــراء الخاصة والرســائل ــار وأصــحاب والق ــؤذنين األخب والمــاميين والمنجمين ــيين والفنج ــار والفرانق والحــرس واألنصــحاب ــيين األعالم وأصـ ــرقين والبوقـ ــحكين والمخـ والمضـ السروج وخزنة والخبازين والطباخين والسقايين والطبالين

وأصــحاب ـــ لإلبل خامســها ـــ الخمسة اإلصــطبالت وعمــال واألطباء. المشاعل وخدمة الطيارات، في والمالحين الصيد عنــدنا وليس دينــار؛ مائة اليــوم في وأرزاقهن الحرم،:6

زعمه ما الخـــــوارزمي ذكر بعـــــددهن. وقد دقيقة معرفةسرية. ألف عشر اثنا له كان المتوكل أن من البعض

م( أحد912هـ=300) عــام حوالي المقتدر دار في وكان

79

عشر كــان أنه أخــرى رواية وفي الخصــيان، الخــدم من ألفاحاجب. وسبعمائة خادم آالف سبعة بها

نفقــات فكــانت جــدا؛ عظيمة الخالفة دار نفقــات وكانت الشــهر. وكــان في دينــار آالف عشــرة والمخــابز المطــابخ

ــات جملة في شهر كل في يطلق المسك لثمن المطبخ نفق يأكل يكن لم الخليفة أن مع دينار، ثالثمائة وحده فيه طعامــا

الخشكنانج. في اليسير إال له يطرح وال مسك، واالختصــار الجد من أظهر الخالفة في القــاهر قعد ولما

صـــــنوف عليه عرضت فلما النـــــاس، به هابه ما والقناعة أيــدي بين توضع كــانت الــتي والفاكهة والحلــواء األلــوان الطعام من يقتصر بأن فأمر استكثرها، يوم كل في الخلفاء

لونا. عشر اثني على ثالثــون يــوم كل في لغــيره يقــدم وكــان حلــواء من لونــايكفيه. ما على فاقتصر

دار تنهب م( أن945هـ=334) عــام منذ العــادة وجــرتــتى خلعه أو موته بعد الخالفة ــ ــيء. وفي فيها يبقى ال ح ــ ش

في كــان ما حــول الطــائع خلع م( لما991هـــ= 381) سنةــروش والمصاغ واألواني والثياب المال من الخالفة دار والف

واألبـــواب والتماثيل والســـاج والخشب والرخـــام واآلالتالخالفة. دار خلت حتى والرصاص والشبابيك

األشراف وللســـيطرة للمـــال نتيجة والســـيادة الشـــرف كـــان

أهمل الــــدناءة. وقد غاية في شــــيئان وهما السياســــية، الــدم مســألة المسلمون األم دم وخصوصــا شــديدا، إهمــاال

في الخلفــاء جميع أن حد إلى بــذلك االكــتراث قلة وذهبت أو الترك من جوار أبناء كانوا للهجرة والرابع الثالث القرنين أن الهجــري الثالث القرن أوائل في أسود رجل وكاد الروم؛الخالفة. عرش إلى يرتقي

أوجد اإلسالم أن على يــزال ال الدم شرف من نوعا ــا باقي )صــلى اللــه عليــه النــبي قرابة في وذلك هــذا، عصــرنا إلى

أفضل )عليهم الله رســول بيت أهل أو هاشم بــني أووآلــه(

80

ــار؛ الـــبيت )أهل والســـالم( أو الصـــالة وكـــانوا ( باختصـ ،)صلى الله عليه وآله( النبي قرابة باعتبارهم يأخذون، راتبا

ــة، من ــ ــذلك الحكومـ ــ ــرمت وكـ ــ ــدقة عليهم حـ ــ هم الصـ.24ومواليهم يعينه الــذي نقيبهم يتــواله بهم مســتقل قضاء25لهم وكان

المـدن في بل فقـط، بغـداد في ال نقيب لهم الخليفة. وكان) ســنة واألهواز. وفي والبصرة والكوفة واسط مثل الكبرى

أبي للشــاعر بمصر الطــالبيين نقابة م( كانت961هـ=351 نقيب طباطبــا. وكــان إســماعيل بن محمد بن أحمد القاسم

الفــاطميين عهد في العلــويين دار رجــال كبــار من أيضــا بن الحسـين أحمد أبي بتقليد كتــاب إلينا انتهى الخالفة. وقد

من ونــرى م(،965هـ=354) ســنة الطــالبيين نقابة موسى يحكم الــذي هو النقيب أن الكتاب هذا بين الــنزاع في أيضــا

الخليفة. رعية سائر وبين الطالبيين ،)صلى الله عليه وآله( بالنبي المربوطان الفرعان وكان

ــذين العباســيون وهم والطــالبيون الرياســة، إلى وصــلوا ال يخضعون يبلغوها، لم الذين القــرن حــتى واحد لنقيب جميعا

ــع. وفي ــذا آخر الراب ــرن ه ــار الق نقيب منهم فريق لكل صخاص. ــدل كما بها، يتميزون شارة للعلويين يكن ولم ذلك على ت

كتابه في القرطــبي ســعيد بن عــريب أوردها الــتي الحكاية شــارة يجعل فلم األخضر اللــون أما الطــبري(؛ تــاريخ )صلة

إال لهم .26الهجري الثامن القرن في أخيرا العباســـيين، عـــدد م( أحصي824هـ=209) ســـنة وفي ذلك حــوالي الجاحظ أن حين على ألفــا، وثالثين ثالثة فكانوا

لهم المتيــاز ال فقط والمســلمين اإلســالم لمصلحة هو إنما الشرف هذا - لكن24ــك، أشبه ما و الخمس وحلية الزكاة تحريم إال الشرعية األحكام من أمر في ذلالفقه. )م(. في قرر كما

مطلقا. ال األوقات بعض - في25 t الرضا لإلمــام المأمون جعلها التي األخضر شارة إن الكتب بعض في - ذكرنا26

الســالم( بعد )عليهم األئمة بها يلــتزم لم ثم علوية، عادة ال فارسية عادة كانت.t الرضا

81

ــوقت ــول: "إن الـ ــالب أبي آل يقـ ــوا طـ ــوام منذ أحصـ أعـ فكانوا وحصلوا، .27وثالثمائة" ألفين من قريبا

) ســنة خلع الــذي المســتكفي الخليفة بن محمد وحــاول الدولة، على يستولي م( أن945= هـ334 جاء بما مستعينا فرجه تعـــالى الله )عجل المهـــدي ظهـــور من األخبـــار في

الشريف(. أنه أنصــاره وادعى والعــام، الخــاص بين دعوته فظهــرت

ــأمر» ــ ــالمعروف ي ــ ــر، عن وينهى ب ــ ــداء ويجاهد المنك ــ أع إليه فتطلعت ،«الــدين رســوم من عفا ما ويجدد المسلمين

الرجل على البيعة له يأخــذون دعاته وجعل العامــة، نفــوس عباسـي، إنه له قـالوا السـنة أهل من كان الرجل. فمن بعد

ــوي، إنه له قالوا التشيع أهل من كان ومن جماعة ودخل عل خلق ودخل األمــر، هــذا في الناس وأماثل الكتاب وجوه من

ــير ــديلم من كث ســبكتكين فيهم والعــرب. وكــان والــترك ال الرجل الــدعاة: إن له فقــال يتشــيع، وكــان العجمي، القائد

للــدعوة؛ فاســتجاب األمــراء، إمرة يفلد بأن ووعدوه علوي؛ نيته فتغيرت علوي، ال عباسي الرجل أن لسبكتكين ظهر ثم

عليه قبض بــأن أمــره انتهى ثم المحتــال؛ بصــورة وتصــورهــار ــلمهما أخيه وعلى بختي ــه؛ المطيع للخليفة وأس ــأمر لل ف ثم وحبســهما؛ أخيه أذن وقطع الــدعوة، صــاحب أنف بجــدع

أمرهما. وخفي هربا

من بعض وفاطمة علي ولــده من الله رسول ذراري وهم السادة - احصى27 إحصاءا ـ زماننا في مليون. خمسين زهاء فكانوا ـ تقريبا

82

المبرات )صــلى النــبي أقــارب إلى المبرات تعطى ما أول وكانت

بن يوسف بن يعقــوب أبي بن أحمد فكــان ،الله عليه وآلــه( هـ( يجري340 عام )المتوفى الداية بابن المعروف إبراهيمــون ابن عهد في بمصر ــ األشــــراف على الجرايــــات طول

ســنة. كل في دينــار مــائتي ينــال كان من ومنهم الطالبيين، ينفق الرابع القــرن أوائل في عيسى بن علي الــوزير وكــان

والعباسيين الطالبيين صالت في درهم ألف أربعين سنة كلالحرمين. مصالح وفي والمهاجرين األنصار وأوالد

ــار ربع وهو هاشــم، بني جاري قلة إلى نظرنا وإذا في دين يكونوا أن البد أنهم علمنا الشهر، وعباســيين علــويين جميعا

يشــتغل الهاشــميين أحد ونجد شــديدة؛ فاقة في بجمع عينــااألخبار. ــافور عن يحكى ومما ــ ــيدي ك ــ ــاحب اإلخش ــ أنه مصر ص يرحمك بــه: ارحمــني وصــاحت طريقة في امــرأة له وقفت

رجاله أحد فدفعها الله، وأمر فاغتاظ فسقطت؛ عنيفا، دفعا وقــال: مكرمتهــا، من فتعجب لــه؛ تشفع فقامت يده؛ بقطع

فســئلت، عظيم؛ بيت من إال تكــون فما أصلها، عن اسألوهاــإذا ــة؛ بها ف ــافور على األمر فعظم علوي ــال ك أغفلنا قد وق

ســائر وتفقد إليها وأحسن األشــراف؛ نســاء عن الشــيطانوالجرايات. اإلحسان عليهن وأدر األشراف نساء

االحتفــال وأظهــروا ببغــداد الشــيعة أمر قــوي كلما وكان جانبهم من بنهوض ذلك السنيون العباسيون قابل بأعيادهم،

ــوا ــيعة؛ يفعله ما مثل وفعل ــبر الش ــان من وأك ذلك يفعل كالبصرة. باب في السنيون

ــوالي ــ ــام وحـ ــ عظيمة فتنة م( وقعت961هـ=350) عـ المهلبي الوزير فقبض ـ وعباسي علوي نزاع بسبب ـ ببغداد

ــيري من كثير على الحازم وجعلهم العباســيين من الفتنة مث مدن بعض في للحبس وأنفذهم مسمرة مطبقة زوارق في

العراق.= هــــ392) ســـنة في الجيـــوش عميد القائد أراد وقد يضع م( أن1002 الســنة أهل بين القديمة العداوة لهذا حدا

83

فطلب القائمــة، الفتنة إلخمــاد أرسل فقد ببغــداد، والشيعة أن أمر وقعــوا إذا فكــانوا والعباســيين، العلــويين من الثــوار ويغرقا بالعباسي العلوي يقرن الناس. من بمشهد نهارا

ــية خدمة على الجميع عمل وقد ــويين، قض ــأوا العل فأنشــال في علوية دولة ــارس، جبـ ــوا فـ منتصف بعد مكة وفتحـ

واســتطاعوا المقدسة، البالد عاصمة وجعلوها الرابع، القرن القــاهرة بين القائمة الشــديدة المنافسة يســتغلوا أن بدهاء

الجديد. المركز هذا لمصلحة وبغدادالشيعة ملوك من

ــان ــ ــوك وك ــ ــدد المل ــ ــرب في الج ــ ــرق الغ ــ وهم والش ازديــاد وكــان الشــيعة؛ مــذهب على والبويهيون الحمدانيون

ــه( للنبي التكريم أبنائه على أســبغ مما)صلى الله عليه وآل كــان اإلخشــيدي كــافور أن ويحكى كبــيرا؛ تكريمــا في يومــا فقبل الشرفاء، أحد إياه فناوله سوطه؛ منه فسقط موكب،

يده أن بعد فما نفســي، والله إلي عيتن»لــه: وقــال شــكرا غاية ســوطي)صلى الله عليه وآلــه(الله رسول ولد ناولني

طبرية، على طغجا أباه يخلف اإلخشيد . وكان«لها يتشرف البلد وجه العلــوي الطيب أبو بها وكــان شــيعة؛ أهلها وكــان شرفا له ليس أنه يــذكر ألبيه اإلخشــيد فكتب وقــوة؛ وملكــا

الطيب. أبي مع نهي وال أمر هـ(327 عام حتى هـ317) عام منذ تعطل قد الحج وكان

يخشــونه وكانوا العلويين، أحد فكاتبهم القرامطة؛ العتراض الحج. ســبيل بتســهيل األمر انتهى حــتى وكرمــه، لشــجاعته

يقــوم فيما عــادة يتوسطون الذين هم العلويون كان وكذلك بويــه؛ وبني حمدان بني من الشيعة بيوت في خصومات من التوســط، هــذا من العلــويين على يعــود كــان ما عرفنا وإذا

حينما الخســارة من لحقهم ما مقــدار نســتنبط أن استطعنا بـــإزاء مـــوقفهم يحـــددوا أن بغـــداد حكومة اضـــطرتهم

tعلي أبنـــاء من يعتـــبروهم وال ينبـــذوهم وأن الفـــاطميين،الحقيقيين.

األمــير من كتــاب م( صــدر1012= هـــ403) ســنة وفيــاء ــأن الدولة به في النظر الموســوي الرضى إلى يضــاف ب

84

ولم النقباء، نقيب وجعله البالد، بجميع الطالبيين جميع أمور. البيت أهل من أحد ذلك يبلغ

الرقيقــان ــاذ كـ الرقيق إتخـ ــرا ــود عند منتشـ ــارى اليهـ والنصـ

ــلمين، ــتلفت وقد والمسـ ــلمين نظر اسـ ــود أن المسـ اليهـ القانون ألن وذلك بإمائهم يتمتعوا أن لهم يجوز ال والنصارى زنا أمته من الرجل اقتراب يعتبر كان الشرق في المسيحي

ــة؛ من المنع عقابه ــذه في للزوجة ويحق البيعـ أن الحالة هـ من الجارية حملت وإذا الــبيت، عن وتقصــيها الجارية تــبيع

المســيحي ســيدها ينشأ فإنه طفال والــده عــار يحمل رقيقــاالزاني. أمته من للمســلم يولد الــذي الطفل فإن اإلسالم في أماــبيع أن للرجل يجــوز وال حرا، يكون هي ثم الولــد؛ أم األمة يــالمي الشرع في يجوز وال زوجها؛ موت بعد حرة تصبح اإلس

واحد. وقت في أمة في رجالن يشترك أن جزيــرة وجنــوب مصر كــانت الهجــري الرابع القرن وفي وكــانت األسود؛ الرقيق أسواق أكبر إفريقية وشمال العرب وكــان الجنــوب؛ من والعبيد الــذهب تجلب البالد هذه قوافل الهجــري الثــاني القــرن منتصف حوالي للعبد الجاري الثمندرهم. مائتي

وبالموســـيقي الجيد بالشـــعر يعـــنى المجتمع كـــان وإذا فيه عظمت الفن، ألوان من بغيرهما يعنى مما أكثر الجميلة

المتعلمين. الموهوبين والجواري الغلمان قيمةــان ــداد الرشــيد عهد في وك يتفق قد مشــهور مغن ببغ

ــده يودعونهن إلخوانه جارية ثمانين وجود عنده لتعليمهن عن إلى دينــار بألف هؤالء من الجارية تشترى الغناء. وكانت فن

النخاس بيت يكون أن يحدث ألفين. وقد غشيانه يكثر مكانا ببغــداد الغنــاء يحــترفن الالئي القيان معظم الشعراء. وكان

أحرار. منهن وقليل هـ( جواري،306) سنة في كبــيرة؛ أثمــان المغنيــات حــذاق من للمشــهورات وكان

ــراق أمير رائق ابن هـ( اشترى325) عام فحوالي جارية العــدة ــانت مول ــدون ابن البنة ك ــديم؛ حم ــانت الن ــمراء وك س

85

ــوفة ــاء، بحسن موصـ ــتراها الغنـ مواليها من رائق ابن فاشـ دينـــار؛ ألف عليها دله من وأعطى دينـــار، ألف عشر بثالثة

ــولي ويحكي ــ ــتراها رائق ابن أن الص ــ ألف عشر بأربعة اشدينار. الــبيض الخــدم أثمــان ارتفعت وقد ارتفاعــا حينما خاصــاــة، الثغــور خــربت القــرن في األنــدلس عبيد وانقطع الغربيــع، وهو للرقيــق، البــاقي الوحيد المصــدر ينضب وكــاد الراب المملكة أهل أن ذلك في زاد وأرمينيــــــــــة. ومما بوزنطة

يســترقوا أن يجــوز يكن لم والذمة المسلمين من اإلسالميةــة؛ الوجــوه من بوجه اإلجــرام يكن ولم القانوني يكفي ســببا

المســلمين. غــير عند الحــال هو كما حــريتهم من لحرمانهم أوالدهم، يــبيعوا أن المســلمين اآلباء على يحرم كان وكذلك

باعوا احتاجوا إذا كانوا فإنهم مثال؛ اليهود عند الحال كان كماالبالغين. غير الصغار أوالدهم

المســلمون اقتصر فقد اإلســالمية المملكة سائر في أما الجنس وهم الصــقالبة، وعلى الــترك على البيض العبيد في

معينه. ينفذ ال الذيــان ــقالبة وكـ ــدمون الصـ ــترك، على يقـ ــتى الـ ــال حـ قـ

الخوارزمي:ــتخدم ــتركي ويس ــبر غيبة عند ال ــقلبي. وأك ــان ما الص ك

نهر حول يقطنون الذين البلغار قصبة وهي بلغار، من يجلب جيحــون، إقليم إلى هنــاك من يؤخــذون كــانوا رقيق الفلجا، خــير بــأن مشــهورة وهي لهم ســوق أكـبر ســمرقند وكـانت

ــان ما النهر وراء ما رقيق ــ ــان من ك ــ ــا. وك ــ أهل في تربيته به زادوا بما ألنفسهم تعهد حسن لهم وكان جمال، سمرقند

مركز بأنها مشهورة لذلك بلدهم وكانت خراسان؛ أهل على لهم صــناعة ذلك يتخــذون أهلها وكــان والتهــذيب، للتربية

ولوزان. جنيف في اليوم الحال هو كما منها يعيشون الصــقالبة، رقيق منه يــأتي كــان الــذي الثاني الطريق أما

البحرية الموانيء وإلى األندلس إلى ألمانيا يخترق كان فقدوفرنسا. بإيطاليا

وكـــان اليهـــود، من أوروبا في العبيد تجـــار أغلب وكـــان كله يجلب الرقيق هو كما األوروبي، الشــــرق من تقريبــــا

86

اســتقرار أن الجلي . ومن28النســاء تجــارة في اليوم الحال مثل الشــرقية سكســونيا مقاطعة مــدن في يهودية جاليات كان ومرزيبورج مجديبورج مدينة الرقيق. تجارة إلي راجعا

ــالث والطريق ــارة الث ــير الرقيق لتج الرقيق بالد من يس األلمــان مع حروبها بســبب البالد هــذه وكــانت ـــ الغرب في

الشــرق نحو ويتجه ـــ اإلنســانية البضــاعة لهذه اإلنتاج كثيرة رأسا وروسيا. وبولونيا براغ بمدينة مارا

في يصــلوا بــأن الشــعور يطولوا أن النخاسين عادة ومنــدهن بالسعوط األنف روائح يزيلوا وأن جنسها، من طرفها ب

بالسـواك األســنان يجلـوا وأن ونحوهمـا، والنيلوفر البنفسج الملح أو الفحم أو الصـــيني وســـحيق والســـكر وباألشـــنان

بغسلها األظفار أصول في الشعث يزيلون وكانوا المدقوق؛المر. واللوز الورد دهن أو والمرنك والعسل بالخل

للمشــتري يتــبرجن أن للجــواري النخاســين وصــايا ومن وأن للقلــوب، مالك هــذا فــإن أخــرى، منه ويختفين تــارة

ــدارين ــافري المشــايخ ي ــاع والن ويتجنبن ويســتملنهم، الطب قلــــوبهم. وكــــان من ليتمكن عليهم ويمتنعن الشــــباب،

كــانت إن وأطــرافهن بالرامــك، حــواجبهن يخضبن الجواري باألسود، صفراء كانت وإن األحمر، بالخضاب بيضاء الجارية

بالضد. الضد كشف في الطبيعة مجرى الصناعة ويجرون يســمى بــأال لإلســالم األول العصر منذ العــادة جرت وقد نسب وقد فتــاة؛ واألمة فــتى العبد يســمى بل عبيــدا، العبيد

)صلى الله عليــه النبي أمر إلى ـ غيره كثير نسب كما ـ هذا الرجل يضــرب أال النفس وشــرف التقــوى من . وكانوآله( قــال: أنه)صــلى اللـه عليــه وآلــه( النــبي عن ويروى عبده؛

29.«عبده وضرب رفده ومنع وحده أكل من الناس شر»

تعــالى: قوله من البعض إتخذ الهجري الرابع القرن وفي

ــقف - ذكر28 ــارد، األس ــقف اجوب ــون مدينة أس Agobard)) لي of Lyonكتابه في Insolentia Judaeorumالنصــارى أبنــاء يســرقون كانوا اليهود بعض أن على أمثلة

ــيين ــلون أو الفرنسـ ــراء عليهم يحصـ ــارى من شـ ــبيعونهم أنفســـهم النصـ ويـأسبانيا. في للمسلمين

ــار: ج35 ح9 ب246 ص16األنوار: ج بحار - راجع29 141 ص71.)بيان(. والبح.7 ح4ب

87

ــون إنما ــوة المؤمن 30إخ يضـــرب لمن يوجهونه نقـــداالشاعر: قال وكذلك عبده،ــال تطلب كنت إن ــ ومجــــدا ذكــــرت إذافض

عبــــــــدا لخلك وكنخال لعبـــــــــــدك فكنــذلك ــاء ولـ ــراف من رجل وصف في جـ وذكر اليمن أشـ

يكن لم م( أنه1106هـ=500 عــام )حــوالي خصــاله جميل يضــرب أن األمــويين عهد أول في حــدث أبــدا. وقد مملوكــا

فقضى لهــا، أمة أنف جــدعت بمصر كــانت حمــير من امرأة بوالئها وقضى بعتقهــا، مصر قاضي حجــيرة بن الرحمن عبد

ويربونها. عنها يعقلون للمسلمين أن وذلك الرقيــق؛ مصــلحة في مبــدأ اإلســالم في وكــان

من قــدر بــدفع حريته يشــتري أن يستطيع كان منهم الواحدــال؛ ــ ــان وقد الم ــ ــتغل أن في الحق الجارية أو للعبد ك ــ يش المســعودي فيحــدثنا يريــده؛ الــذي بالعمل مســتقال عن مثال

له يدفعها درهمان قدرها ضريبة لمواله عليه كان خياط عبدــان يبقى. وكذلك بما حوائجه في بعدها ويتصرف يوم، كل ك مماته قبل اإلنســان يوصي أن المحمــودة والعادات البر من

يملكهم. الذين العبيد بعض بعتق وذلك منهم؛ الســالح حملة هم مكانة العبيد أرقى وكــان

كانوا من منهم ألن قوادا منهم بل وجوهر؛ مؤنس مثل كباراــان من كـ ــافور مثل حاكمـــا بالد في وســـبكتكين بمصر كـ

نجد األولين العباسيين عهد األفغان. ومنذ عبدا ــولى تركيا يتــارة ولى الذي الخرسي داود بن يحيى وهو مصر، إمارة اإلم

هـ(.164 ـ162) سنة من والضـــمانات المالئمة الظـــروف كل من الـــرغم وعلى في الــبيوت رقيق بها يتمتع الــتي الحسنة والمكانة القانونية

ــرق ــ ــوم الشـ ــ ــور أن ينبغي فال اليـ ــ عند الرقيق مركز نصـ الوسطى العصور في المسلمين وكانت بهاء، يزيده تصويرا

ــاق بالعبيد غاصة الرابع القــرن في اإلسالم واليات سائر األببالزراعة. يشتغلون مما األباق العبيد معظم وكان

.10الحجرات: - سورة30

88

31تعليقات

والحـــرب والحـــرب، جوهريـــان: الفقر ســـببان وللـــرق للحــروب نتيجة المســلمين عند الــرق كــان وكذلك أقواهما؛

الغالب. في متصـالن والرق والحرب اتصـاال القـديم، العهد في وثيقــا

يكلم الــرب (: أن2 آية31 إصــحاح )عــدد التــوراة في فنجد المــديانيين(؛ من إســرائيل لبــني نقمة قائال:)انتقمt موسى

كما مــديان، على بعــدها: )فتجنــدوا وما الســابعة اآلية وفيــرب أمر ــوا ال ــبى … ذكر كل وقتل ــرائيل بنو وس ــاء إس نس

وأطفالهم(. مديانــانب، يختص فيما أما ــرائيل لبـــني أبيح فقد باألجـ أن إسـ

ــدها(: وما44 آية25 إصحاح )الويين يستعبدوهم، وأما»بع الــذين الشــعوب فمن لــك، يكونــون الــذين وإمــاؤك عبيدك

ــولكم، ــون منهم حـ تقتنـ ــدا ــاء؛ عبيـ وإمـ ــا ــاء من وأيضـ أبنـ عشائرهم ومن تقتنون، منهم عندكم، النازلين المستوطنين

فيكونون أرضكم في يلدونهم الذين عندكم الذين لكم، ملكا تستعبدونهم ملك، ميراث بعدكم من ألبنائكم وتستملكونهم

ــدهر؛ إلى إنســان يتســلط فال إســرائيل بنو اخــوتكم وأما ال. «بعنف أخيه على يؤلفــون المســلمين عند المملوكة اإلمــاء أبناء أن وكما

فكــذلك بالمــال، يشترى من مثل مثلهم الرقيق، من طائفة في يولد الــذي»االصــطالحين: هــذين القديم العهد في نجد

أن على يــدل وهذا ،«بالمال يشترى الذي»و ،«البيتــود، عند العبيد ــال هو كما اليهـ ــلمين، عند الحـ المسـ

من جميع على بالطبع هذا وينطبق بالنسل، يتكاثرون العبيد كـــان بـــالرقيق. ولما يتجر ألصـــحابهم، ملكـــا

أيضا. لهم ملك فأبناؤهم والعهد اإلســالم بين األخــرى التطــابق وجــوه ومن الرق جعل القديم، ــدين، عن األجانب على مقصورا ال

ــذا31 ــدي العالمة لتعليق تلخيص - ه ــوم الهن ــدا المرح الترجمة بخش( على )خالفصل. لهذا اإلنجليزية

89

بعدها(: وما39 آية25 إصحاح )الويين التوراة ففي اســتعباد تستعبده فال لك، وبيع أخوك، افتقر وإذا» يخدم اليوبيل سنة إلى عندك يكون نزيل كأجير عبد،

إلى ويعود معه وبنوه هو عندك من يخرج ثم عندك، أخرجتهم الذي عبيدي ألنهم آبائه، ملك وإلى عشيرته

عليه تتسلط ال العبيد، بيع يباعون ال مصر، أرض من.«إلهك اخش بل بعنف

يســترقوا أن لهم يجوز فال المسلمين، عند الحال وكذلكالمؤمنين.

فلم ذلــك، خالف على كــان البــابليين عند األمر ولكن فكــان غــيرهم، من أو منهم الرقيق يكــون أن يبالون يكونواأبيه. حق في أجرم إذا المتبني أو الحقيقي أبنه يبيع الرجل

زوجته من يتخلص أن من حل في الــزوج كــان وكــذلك يعامل عنــدهم المأسـور العـدو يبيعها. وكان بأن المشاكسة

العبد. معاملة

90

بالعبيد القرآن توصيةــرآن ..أوصى ــ ــدل الق ــ األرامل معاملة في والرحمة بالع وذلك الرقيــق، معاملة في هــذا بمثل يوصي وهو واليتــامى؛

في جــاء متســاويان؛ فهما الله، عباد كليهما والعبد الحر ألنالقرآن:

ــكم فضل والله ــرزق في بعض على بعض فما ال أيمــانهم ملكت ما على رزقهم برادي فضلوا الذين. 32يجحدون الله أفبنعمة سواء، فيه فهم

ــاء ــا: وج ــدواأيض به تشــركوا وال الله واعب شــيئا وبالوالـــدين واليتـــامى القـــربى وبـــذي إحســـانا الجنب والجــار القــربى ذي والجــار والمســاكين

أيمانكم ملكت وما السبيل وابن بالجنب والصاحب كان من يحب ال الله إن مختاال .33فخورا

بالعبيد النبي توصيةالحــديث: في)صــلى اللــه عليــه وآلــه( النــبي قــال وقدتأكلون(. مما فأطعموهم إخوانكم، )العبيد

جعلهم خــولكم، : )إخــوانكم)صلى الله عليه وآلــه( وقال مما فليطعمه يــده تحت أخــوه كــان فمن أيديكم، تحت الله

ــل، ــوهم وال يلبس، مما وليلبسه يأكـ ــإن يغلبهم، ما تكلفـ فـفأعينوهم(. كلفتموهم

فإنه الــرق، يلغ لم)صلى الله عليه وآلــه( النبي كان وإذاــاء يضـــمن بما أمر قد ــ كـــان وإذا المعاملـــة؛ حسن لألرق

)صــلى اللــه عليــه فــالنبي أمــره، عن يخــالفون المسلمون أمــرهم ما أطــاعوا المســلمين أن ولو ذلك؛ من بريءوآله(

الرقيق حال لكان أيمانهم، ملكت لما معاملتهم في نبيهم بهغيرهم. عند منه أحسن المسلمين عند

بحسب جملتها في الرقيق معاملة إلى نظرنا لو أننا على األمة عقوبة كــانت فقد عادلــة؛ لوجــدناها اإلســالمي الشرع أقل تعتبر ألنها الحرة، عقوبة من أقل الزانية ــبب ذنبا ما بس وعــدم بالعبيد، بالعناية الشرع أوصى حرية. وقد من ينقصها

.71النحل: - سورة32.36النساء: - سورة33

91

يطيقون. ال ما تكليفهم فكــان الممتلكــات، سائر مثل ملكيته تنتقل الرقيق وكان جارية كــانت إذا إال يمينه، ملكت ما يبيع أن المسلم يستطيع

له يجــوز حــتى ولده، أبوة ينكر أن يندر وكان منه، ولدت قدبيعها. حسن في الوصــية بتشديد يكتف لم اإلسالمي الشرع إن

ــق، معاملة ــتعادة من العبيد مكن بل الرقي ــريتهم، اس إذا حــانوا ــيرتهم بحسن ك س ــذلك؛ أهال ــالم، حبب وقد ل في اإلس الكتــاب يبتغــون والذينالقــرآن: في جاء الرقيق؛ عتق فيهم علمتم إن فكاتبوهم أيمانكم ملكت مما خيرا

. 34آتاكم الذي الله مال من وآتوهم من فكــان اإلســالم؛ بالد في التحرير هذا طريقه وتختلف

يعتــق، من النــاس منــه، كرمــا كــان من ومنهم كــامال؛ عتقــا له يدفع أن على يطلقه ويكــون بعــد، فيما المال من مقدارا

أو رجالن، عليه يشــهد شــفاهي بكالم أو مكتــوب، بعقد هــذاــأن ــرائه وثيقة لمملوكه الرجل يعطي ب ــه، مالكه من ش قبل أدى إذا حريته للعبد تمنح وقد شروطا بمــوت أو عليها متفقا

ــوز مالكه ملكت لمن ماله بثلث الرجل يوصي أن غالبا. ويج جعل وقد الزيادة؛ الورثة أخذ وإال الثلث، عن يزيد وال يمينه،

ــيرة، لــذنوب كفارة الرقيق رقاب عتق القرآن من وقربة كثالقرب. أحسنــان وإذا ــديم العهد ك ــود العبيد لتحرير تعــرض قد الق اليه تعــرض قد اإلســالم الــدين. فــإن بســبب أرقاء صاروا الذين

.35 جملته الرقيق لتحرير

.33النور: - سورة34)الفقه: العتق( )م(. كتاب في اإلسالم في الرق تفصيل - ذكرنا35

92

العلماء

حــول نشأوا الذين األدباء صار الهجري الثالث القرن في تقاليد على األدب وتعلمـــــوا قصـــــورهم وفي الخلفـــــاء

شـــيء بكل يلمـــون جديـــد، طـــراز من أدبـــاء الفروســـية، الــذين المتخصصــين غــير الصــحفيين عصــرنا في ويشبهون بين يفرقــون العلمــاء نجد األمور. ولهــذا جميع في يتكلمونــاء، وبين أنفســهم أن أراد من»قتيبــة: ابن قــال حــتى األدب

يكون فليطلب عالما يكون أراد ومن واحدا؛ فنا فليتسع أديبا.«العلوم في

من غــيره عن تمــيز الفقه علم أن األخرى التغيرات ومن على والعلماء فريقين: الفقهاء، العلماء وأصبح الدين، علوم

ــانت يقصــدون المتكســبين العلم طلبة غالبية الحقيقــة. وك والعبــادات، الشــريعة علــوم حملة هم الفقهــاء ألن الفقهاء،

المســاجد في والخطابة القضــاء تــولي يريد لمن البد فكــانعليهم. التتلمذ من

علم قيـــود من تخلص أن بعد الكالم علم نهـــوض وكـــان مما العصر ذلك في الجديــدة األفكــار ظهــور وكـذلك الفقه،

والتقدير. االحترام من عالية درجة إلى العلماء شأن رفع يتمــيز وكــان كاتبــا، يســمى الدنيوية العلوم صاحب وكان

الطيلســان، يلبســون العلمــاء فكان لباسه، في العلماء عن وكــانت متحنكين؛ متطلســين يظهــرون خراسان في وكانوا على يرفعــون شيراز مدينة في وكانوا الكتاب، مركز فارس

العلمــاء يزال وال العلماء، جنة كانت خراسان العلماء. ولكن ســائر في لهما النظــير واحترام بجاه يتمتعون اليوم إلى بها

البالد. ــاء أحد أن ذلك أمثلة ومن ــاد العلم ــان، دخل الزه خراس ويأخــذون أردانــه، يمســحون وأوالدهم بنسائهم أهلها فخرج أصحاب بلد كل من يخرج به. وكان ويستشفون نعليه تراب

وثيــاب وفاكهة حلــوى بين ما وينثرونهــا، بضــائعهم البضــائع األســاكفة، إلى وصــلوا حــتى ينهــاهم، وهو ذلك، وغير وفراء

ــوا ــثرون فجعل ــات ين ــاس؛ رؤوس على تقع وهي المتاع الن

93

وكــان إليــه، وألقينها بمســابحهن البلد صــوفيات إليه وخــرج بهن يتــبرك فكــان البركــة، لهن فتحصل يلمسها أن قصدهنحقه. في قصدن ما حقهن في ويقصد

المكتباتــان ــامع كل في وك ــير ج ــة، كب ــان ألنه مكتب ــادة من ك عــاء ــوا أن العلم ــال: إن على كتبهم يوقف ــامع. ويق خزانة الج

إليها حملها ألنه يزدجــرد، كتب تحــوي كــانت بمــرو الكتبــان حتى الكتب بجمع يفاخرون الملوك وتركها. وكان لكل ك

ــداد وقرطبة بمصر الكبار الثالثة اإلسالم ملوك من ملك وبغــرن أواخر في ــديد ولع الرابع الق ــالكتب؛ ش ــان ب الحكم فك

يبعث األنـــدلس صـــاحب المشـــرق بالد جميع إلى رجـــاال مكتبته فهــرس وكــان ظهورهــا؛ أول عند الكتب له ليشتروا

ورقــة، عشــرون منها كل كراســة، وأربعين أربعة من يتألفــوى بها يكن ولم ــماء سـ فكـــانت مصر في الكتب. أما أسـ

كتب م( خزانة996هـ=386 عــام )المتوفى العزيز للخليفةــيرة؛ ــأخرج كبـ ــخة مائة الخزانة من فـ ــا. وقد نسـ أراد منهـ

ــأخرون ــدروا أن المت ــدد يق ــانت ما ع ــتمل ك ــذه عليه تش ه ألف على تشــتمل كــانت المقريــزي: إنها فيقــول الخزانــة،كتاب. ألف وستمائة

على الغــرب في الكتب خــزائن بعض في كــان ما ولنذكر كنســتانز بمدينة الكاتدرائيه مكتبة في المقارنة: كــان سبيل

كتابــا، وخمســون وســتة ثالثمائة الميالدي التاسع القرن في على يزيد م( ما1032) عــــام البنــــدكتيين دير مكتبة وفي

بامبرج مدينة في الكاتدرائية كتب خزانة وفي بقليل، المائة وتسعون م( ستة1130) سنة فقط. كتابا

ــيى بن علي عمل وقد ــان المنجم، يحـ ــالس ممن وكـ جـ كتب خزانة الهجــري، الثالث القرن منتصف حوالي الخلفاء، يقصـدها وكـان الحكمـة؛ خزانة وسماها ضيعته، في عظيمة صــنوف منها ويتعلمــون فيها فيقيمــون بلــد، كل من النــاســيانة لهم مبذولة والكتب العلم؛ ــ ــ ــتملة والص ــ ــ عليهم، مش

يحيى. ين علي مال من ذلك في والنفقة إذ وهو الحج، يريد خراســان من المنجم معشر أبو فقـدم

94

الخزانــة؛ له فوصــفت النجوم؛ من شيء كبير يحسن ال ذاكبها. فأقام أمرها؛ وهاله ورآها، فمضىــنة وفي ــوم م( نهب965هـ=355) س ــزاة من ق دار الغ داره إلى انصرف فلما بالري، العميد ابن الفضل أبي الوزير

وال عليه، يجلس ما فيها يجد لم ليال فيــه؛ يشــرب واحد كوزا الحين ذلك في المــؤرخ مسكويه ابن وكان ــا ابن لكتب خازن

فيقول: القصة، علينا يقص وهو العميد؛ العلوي حمزة أبو إليه )فأنفذ قلب واشــتغل وآلــة، فرشــا

منهــا، عليه أعز شــيء يكن ولم بــدفاتره، العميد ابن الوزيرــيرة، وكـــانت الحكم أنـــواع من نـــوع وكل علم كل فيها كثـــر، مائة على يحمل واآلداب، ــ ــألني رآني فلما وقـ ــ عنها سـ

ــها لم بحالها فقلت: هي ــد، تمسس ــري ي ــه، فس ــال: عن وق منها فيوجد الخــزائن ســائر أما النقيبــة؛ ميمــون أنك أشــهد

ــتي هي الخزانة وهــذه عــوض، قد ورأيته منهــا؛ عــوض ال ال بها وقــال: بــاكر وجهــه، أســفر الفالني الموضع إلى غــدا

ماله(. جميع بين من بأجمعها وسلمت ففعلت،ــتدعى وقد ــلطان اس ــوح الس ــور بن ن ــاماني منص الس

وزارته، م( ليوليه994هـ=384 )المتوفى عباد بن الصاحب عنــده وأن أموالــه، حمل يســتطيع ال أنه به اعتذر مما فكان

ــثر، أو جمل أربعمائة على يحمل ما خاصة العلم كتب من أكــان ــرس وكـ ــرة في يقع كتبه فهـ ــدات، عشـ ورد ولما مجلـ

كل الصــاحب كتب بيت من استخرج الري محمود السلطانــان ما ــ ــه، وأمر الكالم علم في كـ ــ ــذلك بحرقـ ــ يجد لم وكـ

هــذا محمــود من الفردوسي وال قبل، من البيروني مشــجعاحاميا. وال

الـوزير كـان منصبه، الجبار عبد القضاة قاضي تولى ولماــذي م( هو996هـ=386) عــام المتوفى عباد ابن له أنشأ ال

كـــان إنه ويقـــال بزخرفتـــه، واعتـــنى بخطه له وكتبه العهد غالف وله ســـمرقندي، ورقة ســـطر كل ســـطر ســـبعمائة

العهد هــذا أهــدي وقد الغليظــة؛ كاألســطوانة يطبق أبنــوس هــدايا مع الملك نظــام للــوزير الهجــري الخامس القرن في

بالخط المجــودين الكتاب أحد بخط مصحف منها كان أخرى ســــطوره بين القــــراء اختالف كاتبه كتب وقد الواضــــح،

95

وكتب بالزرقــة، وإعرابه بالخضرة، غريبه وتفسير بالحمرة، في لالنتزاعــات تصــلح الــتي اآليــات على عالمــات بالــذهبــود ــات العه ــات والمكاتب ــد، الوعد وآي في يكتب وما والوعيوالتهاني. التعازي

العلمية المؤسسات مؤسســـات الكتب دور جـــانب إلى ظهـــرت قد أنه على األقل على أو بــالتعليم، الكتب دور على تزيد أخــرى علمية

القاسم أبى عن فيحكى يالزمهـــا؛ من على األرزاق بـــإجراء الشـــافعي الفقيه الموصـــلي حمـــدان بن محمد بن جعفر

أسس م( أنه935هـ=323) عـــام المتـــوفى في للعلم دارا العلوم جميع من كتب خزانة فيها وجعل بلده، كل على وقفا

ــالب ــا، من أحد يمنع ال لعلم، طـ ــريب جاءها وإذا دخولهـ غـ أعطاه معسرا، وكان األدب، يطلب وورقا. ورقاهـ=354 عــام )المتــوفى حبــان ابن القاضي عمل وقد

نيســـــــــــــابور مدينة م( في965 كتب وخزانة للعلم دارا األرزاق؛ لهم وأجــرى العلم يطلبــون الذين للغرباء ومساكن

الخزانة. خارج تعار الكتب تكن ولم أردشــير بن ســابور نصر أبو هـــ( أسس383) ســنة وفي

بويه بني وزير إليها ونقل بغــداد، غربي الكرخ في للعلم دارا ــا ــيرة كتب ــتراها كث ــا؛ اش ــان وجمعه ــخة مائة بها وك من نس

ــرآن ــدي القـ ــاخ، أحسن بأيـ ــذا النسـ ــرة إلى هـ آالف عشـ الكتب من أو أصــحابها بخط معظمها أخرى مجلد وأربعمائة

أمرها في النظر ورد مشــهورون؛ رجــال يملكها كــان الــذي يعاونهما العلويين من رجلين إلى عليها واالحتياط ومراعاتها

القضاة. أحدهـ=406 عــام )المتــوفى الرضي الشــريف اتخذ وكــذلك

المشهور والشاعر العلويين م( نقيب1015 دار سماها داراــاجون ما جميع لهم وعين العلم، لطلبة وفتحها العلم، ــ ــ يحت

إليه. وبين بينها الفرق على المؤسسات هذه اسم مجرد ويدل

الكتب دار فكانت القديمة؛ الكتب دور خزانة تســمى قــديماــة، ــ ــير؛ ليس كتب خزانة وهي الحكم ــ ــات أما غ ــ المؤسس

96

منها. جزء الكتب وخزانة العلم، دور فتسمى الجديدة مصر في أنشئت وقد اشــترى فقد الــدور؛ هذه مثل أيضا م(988= هـــ378) ســنة في الفاطمي الخليفة بالله العزيز

من وثالثين لخمس وجعلها األزهــر، الجــامع جــانب إلى دارا بالمســجد العلمية مجالســهم يعقــدون هــؤالء العلماء. وكان

العصــر. فالجامعة صــالة حتى الصالة بعد جمعة يوم كل في نشــأت اليــوم إســالمي علمي معهد أكــبر هي التي األزهرية

الهجري. الرابع القرن في ويقــربهم؛ واألدب العلم أهل يحب كلس ابن الوزير وكان

ــار ألف بالله العزيز بأمر يجري وكان على شــهر كل في دينــوراقين العلم أهل من جماعة ــ ــدين. ثم وال ــ ــاء والمجل ــ جــأمر الحــاكم الخليفة ــدار395) ســنة في ففتح الله ب ــ( ال هـ خــزائن من إليها الكتب وحمل بالقــاهرة، العلم بدار الملقبة

ــور ــورة القصـ ــائر ودخل المعمـ ــاس سـ ــرؤون إليها النـ يقـــخون، ــزان لها وأقيم وينسـ ــون، خـ ــوم فيها ورتب وبوابـ قـ

يحتــاج ما الــدار هــذه في وكــان العلــوم؛ للنــاس يدرســون بقيت وقد والــورق، والمحــابر واألقالم الحبر من إليه الناس

الجيــوش. وكــانت أمير بن األفضل أبطلها أن إلى الدار هذه المســـــــــــــــجد، في تعطى والكالم الفقه دروس معظم

ــذا المدرس. وكان يدي بين حلقة هيئة على والمستمعون ه المســجد في أســطوانة جانب إلى مكانه يتخذ إليها مســتندا

ــره ــترب وإذا أمكن؛ إن بظه ــذه من أحد اق ــمع الحلقة ه سالمجلس. إلى وجوهكم النداء: دوروا

ــجد في المقدسي أحصى وقد ــامع المسـ ــاهرة الجـ بالقـ وعشرة مائة العشاء وقت العلم. مجالس من مجلسا

يضعونها التي محابرهم بإحصاء يعرف الطالب عدد وكانالطالب. عتاد أهم كانت والتي أمامهم

الحنابلة، قصده بغداد الطبري جرير بن محمد قدم ولما ــألوه ــل، بن أحمد عن فس ــديث وعن حنب ــوس ح على الجل ورمــوه فوثبــوا خالفــه؛ يعد فال أحمد فقــال: أما العــرش

تالميــذه كسر العــالم مــات إذا غاضــبين. وكــان بمحــابرهم في مبــالغين نــائحين البلد في وطــافوا واألقالم، المحــابر وكان الجويني، مات فلما الصياح؛ منبره، كسر أيضا؛ خطيبا

97

تفتح فلم عليــه، العلمــاء حــزن في كلها نيســابور واشتركت الــرؤوس على المناديل ووضــعت البلــد، في األبــواب عامــا

رأسه. ستر على أحد اجترأ ما بحيثقارورة. يسمى شيء في كتبهم يحضرون الطلبة وكان مــراتب أعلى يعتــبر الزمــان من مضى فيما اإلمالء وكان التعليم، القــرن في واللغويــون المتكلمــون كــان ما وكثــيرا أبو أملى وقد خاصــة، اإلمالء طريقة يتبعــون الهجري الثالث

أول يكتب المســتملي وكــان مجلــدات، خمس القــالي عليكذا(. يوم في كذا بجامع فالن شيخنا أماله القائمة: )مجلس

التعليم طريقة تغير وكان من جديد نـوع إيجــاد في سببا التــدريس طريقة انتشرت لما أنه ذلك العلمية؛ المؤسسات

أن ذلك في األســـباب أكـــبر من ولعل المـــدارس، نشـــأتــدريس تخصيصــها يحسن يكن لم المساجد من يتبعه بما للت بأصــحابه يخــرج قد وجــدل منــاظرة الــذي األدب عن أحيانــا

هــذه أظهر الــذي هو الرابع فالقرن للمسجد؛ مراعاته تجب مجمــوع أيامنــا. ويــدل إلى بقيت الــتي الجديــدة المعاهد هــذه مهد كــانت نيســابور أن على إلينا انتهت الــتي األخبــار

خراسان. في العلم مراكز أكبر وكانت المعاهد،ــان أنه على ــ ــابور ك ــ ــار من رجل بنيس ــ واولي األئمة كب

ــة، ــتي بكر أبو وهو الرياسـ ــوفى البيـ ــام المتـ هـ=429) عـ داره، بــــاب على مدرسة العلم ألهل بــــنى وقد م(،1037ــان ماله من جملة عليها ووقف ــير. وك ــذا الكث من الرجل ه

بنيسابور. والمناظرين المدرسين كبار على يجلس الكبــيرة المجــالس في المســتملي وكــان

المـــدرس كالم وليعيد الحاضـــرين ليستنصت مرتفع مقعد كان من يسمعه حتى درسه يبتــدئ العــالم عنه. وكــان بعيدا الصــوت حسن قارئ قراءة بعد نبيه على والصالة الله بحمد

أن وللســـامعين. وبعد للبلد يـــدعو ثم القـــرآن من شـــيئاــدأ الناس المستملي يستنصت وبالصــالة الله باسم كالمه يب

رحمك ذكــرت ما أو للمحــدث: من يقــول ثم ؛ النــبي على ؟الله

يعتبر كان التحديث أن على إلى يحتــاج العبــادة من نوعــا أن للحــديث يجلس أن قبل للمحدث خاصة: فيستحب آداب

98

يجلس وأن لحيتــه، ويســرح ويتطيب يتطهر ــا بوقــار، متمكن على يقبل أن وعليه زجـره، صـوته الحاضـرين أحد رفع فإن

كلهم. الحاضرينــة: لما الحكاية هــذه الرابع القرن من لنا رويت وقد التالي

خـرج وزيـر، وهو الحديث؛ إمالء على عباد بن الصاحب عزم ــا يوم ــا متطلس ــا ــزي متحنك ــال: قد العلم أهل ب علمتم فق األمــر، بهــذا متلبس وأنا بــذلك، له فــأقروا العلم، في قدميــتي إلى صــغري من أنفقته ما وجميع ــذا وق ــال من ه أبي م أني وأشــهدكم الله أشهد تبعات من أخلو ال هذا ومع وجدي،

لنفسه واتخذ أذنبته؛ ذنب من الله إلى تائب بيت أســماه بيتا ولبث التوبــة، الفقهــاء خطــوط أخذ ثم ذلــك، على أســبوعاــه، بصــحة ــير، الخلق وحضر لإلمالء وقعد خــرج ثم توبت الكث

صــاحبه، يبلغ كل ســتة، إليه ينضاف الواحد المستملي وكانالجبار. عبد القاضي حتى الناس فكتب

عام )المتوفى الفرات بن الحسن أبي الوزير عن ويحكى من ســنة كل في للشــعراء يطلق كان م( أنه924هـ=312

ــني ــرين وزارته سـ درهم ألف عشـ ــما ــوى لهم، رسـ ما سـ وزارته في كــان فلما إيــاه؛ مديحهم وعند متفرقا، به يصلهم يبخل منهم الواحد وقــال: لعل الحديث، طالب تذكر األخيرة

وحــبر، ورق ثمن في ذلك ويصــرف ودونه بدانق نفسه علىــاتهم أحق وأنا ــاونتهم بمراع ــرهم، على ومع لهم وأطلق أمدرهم. ألف عشرين خزانته من

يكن لم إذا العالم وكان ما يجد ولم منصب، صاحب فقيهاــه، يعيش ــتغل منـ زكريا أبي عن حكي كما الكتب بنسخ اشـم(.974هـ=364) عام المتوفى عدي بن يحيى

ــات من إن قيل وقد ــ ــان خيانة العلم آف ــ ــوراقين. وك ــ ال كتبهم ينســخون العلم ســالمة على يحرصــون الذين العلماء

تــدر التعليم حرفة تكن اســتطاعوا. ولم إن بأنفســهم شــيئاكثيرا.

األصــم، العبــاس أبو م( تــوفي957هـ=346) ســنة وفيــان ــبر من وك ــاء أك ــدثيهم؛ خراســان علم به ظهر وقد ومحــمع ال كان حتى استحكم ثم سنة، ثالثين ابن وهو الصمم يس

ــار، نهيق ــان الحم وجد للتحــديث المســجد إلى ذهب إذا وك

99

على ويحملونه له يقومون وكانوا بالناس، امتألت قد السكة يأخذ ال مســجده. وكــان إلى عواتقهم التحــديث، على شــيئا

يده. كسب من ويأكل يورق كان وإنما )المتــوفى نيســابور محدث الجوزقي بكر أبي عن وحكي

ــام ــال: )أنفقت م( أنه998هـ=388 ع مائة الحــديث في قدرهما(. به كسبت ما درهم ألف

هــذا فمعــنى كتاب، معلم أو صبيان معلم أحد كان إذا أماــرة. ولعل وحرفة مر عيش محتق ــيرا المعلمين لحق مما كث

ــات على إثمه يقع إنما االستهزاء ضروب من اليونانية الروايالمضحكة. الشخصيات من كان فيها المعلم ألن الهزلية؛ أجره للمعلم يدفع وكان يأكله مما أشياء المال عدا أحيانا )رغفــان كــانت ولــذلك بــه، وينتفعــون النــاس المعلم( مثال المعلم" "رغفــان ألن التفــاوت، وشدة االختالف في يضرب والفقــر، الغــنى في الصــبيان آبــاء اختالف بحسب تختلف.36والبخل والجودــون أما ــذين المعلم ــون ال ــبيوت في األوالد يؤدب الغنية الحاال. أحسن فكانوا

بن القاسم أبو م( احتفل912هـ=300) ســـــــــنة وفيــوزير ــاني ال ــدخول الخاق ــاب، ابنه ب ــدعا الكت ــواد من ف الق

بإعطــاء الــداعي وأمر نفســا، ثالثين بلغوا جماعة والرؤساءوأكلوا. الناس، وأكرم دينار؛ ألف المعلم

يأخذون الكبار العلماء وكان وكــانوا السلطان، من أرزاقا وهم رزقــا، أكــثر ثــالث فريق وثم وعلمــاء؛ فريقين: فقهــاء

يأخذ البعض وكــان الحضــرة؛ يجالســون الذين الندماء رزقــا هـــ(310) عــام المتــوفى كالزجــاج كلهــا، الطوائف هذه في في ورزق الفقهــاء في ورزق النــدماء في رزق له كــان فقد

ــة. منزلة له وكانت دينار، ثالثمائة ذلك ومبلغ العلماء، عظيم) عــام المتــوفى دريد ابن على المقتــدر الخليفة أجــرى وقد

ــ( خمســين321 هـ ــارا ــداد قــدم حينما شــهر كل في دين بغ حلب صــاحب حمــدان بن الدولة سيف أجرى فقيرا. وكذلك

ــوفى التركي الفيلسوف الفارابي نصر أبي على ) عــام المت اإلمام قصة يدل كما رفيعة منزلة للمعلم جعل الذي اإلسالم خالف على - هذا36

التعليم. فضل على دل ما إلى باإلضافة ولده، معلم معt الحسين

100

عليها. فاقتصر يوم، كل دراهم م( أربعة950هـ339 في العصر هــذا نهاية في اإلســالم علمــاء دخل وأخــيرا

األصغر األسفراييني وكان األلقاب، وأصحاب العظماء جملةــوفى لقب من أول م( بنيســابور1027هـ=418) عــام المت

على لقب ظهر العصر ذلك الدين(. وفي )بركن العلماء بين شــأن له صــار اإلسالم( الذي )شيخ لقب وهو التكريم سبيل أن وذلك مختلفين، فريقين عند ظهوره وكان بعد، فيما كبيرــنة أهل ــان في الس ــوا خراس ــائهم، أحد به لقب ــارت علم فث

ألف لهم شــيخ إلى وعمــدوا هرات بمدينة المجسمة نفوس به. فلقبوه الكالم ذم في كتابا

المشــهور المعجم صــاحب الجوهري عقل في أثرت وقد صــنف فقد عملــه، م( كــثرة1000هـ=390عــام )المتــوفى

ــاب ــتى اللغة في الصــحاح كت ــاب إلى وصل ح ثم الضــاد، ب فصعد بنيسابور، القديم الجامع إلى فانتقل وسوسة، اعترته

الدنيا في عملت اني الناس وقال: أيها سطحه إلى لم شـيئا لآلخرة فسأعمل إليه، أسبق ــم إليه، أسبق لم شيئا إلى وض وصعد بحبل، وتأبطهما باب مصراعي جنبيه مكانــا من عاليــا

فمات. فوقع يطير، انه وزعم الجامع

الدين علومــرن علم أو اإلســالمي الكالم علم مر الهجــري الرابع الق

حياته. أدوار أهم في العقائد الصــوفية كــان أخــرى جهة ومن لجميع ألــداء خصــوماــبروا وقد عليهم؛ التشنيع من قط يقنعوا ولم الفقهاء، عن ع

الدنيا علم يسمونه الذي الفقه لعلم احتقارهم قاسيا؛ تعبيراــوفى المكي يقوله ما ذلك أمثلة ومن = هـــ386 عــام )المت996 عن يقــول: وروينا فهو ؛t المســيح الســيد عن م( أخذا

فم على وقعت صــخرة مثل الســوء علمــاء : )مثلt عيسى الزرع؛ إلى يخلص الماء تترك وال الماء، تشرب هي ال النهر،

ــذلك ــاء وك ــدنيا علم ــدوا ال ــرة، طريق على قع هم فال اآلخ قــال: وجــل؛ عز الله إلى يســلكون العبــاد تركــوا وال نفــذوا،ــاء ومثل ــ ــوء علم ــ ــاة كمثل الس ــ حسن ظاهرها الحش، قن

وباطنها عــامر ظاهرها المشــيدة القبــور ومثل نتن، وباطنها

101

الموتى(. عظام التــالي القــرن ففي البــاب؛ هــذا في الصوفية انتصر وقد

بــأن فجاهر المتأخرين، المسلمين جمهور إمام الغزالي جاءديني. ال دنيوي علم الفقه علم جملــة، العلــوم ترفض كثيرة طوائف الصوفية بين ونجد

ــوفى خفيف بن الله عبد أبي عن يحكى أنه حتى ) عــام المتــالعلم يشتغلوا بأن الناس يوصي كان م( أنه981هـ=371 ب

الصوفية. بكالم يغتروا وال ذلك ألن والحــديث، القــرآن دراسة على اإلقبــال زاد وقد مســــــلم كل على المفروضة الواجبــــــات أول من واجب

ــلمة. ولكن ــرن في نشأ ومسـ ــد، رسم الرابع القـ وهو جديـ ومن رجالــه، لقاء غير من الحديث رواية لإلنسان يجيز الذي دراسة حلت وبهــذا الروايــة؛ حق تخوله مكتوبة إجــازة غــير

من الحــديث طالب بها يقــوم كان التي األسفار محل الكتب المتوفى الصفدي يونس ابن استطاع رجاله. وقد للقاء قبل يكــون م( أن958هـ=347) عام إمامــا متيقظــا في حافظــا

مثل مصر. وكان بغير سمع وال يرحل، لم كان وإن الحديث، الســلطان عامل أو التاجر مثل بالحديث يطلب الذي العالم

أو المســافرون إليها يــأوي الــتي للخانــات غشيانه كثرة في الحركة في شــــأنه بقي وهــــذا الســــكك؛ في طوافه في

والتجوال طويال. زماناــوفي1005= هـ395) سنة وفي ــدة ابن م( ت )خاتمة من

ــذين ــوا الرحــالين( ال جمع وقد الحــديث؛ لســماع رحل ــا ألف أربعــون ومعه وطنه إلى ورجع حــديث، وسبعمائة من وقــرا

الكتب. = هـــ354 عــام )المتــوفى الســمرقندي حاتم أبو ويقول

الشــــــــاش بين ما شــــــــيخ ألف عن كتبنا م(: لعلنا965 )المتوفى السرخسي يعقوب أبي عن واإلسكندرية. ويروى

ــتى فأكثر، الحديث طلب م( أنه1037= هـ429 عام زاد ح على الغــزالي أن شــيخ. على ومائتي ألف على شيوخه عدد

الــتي القرون أهل عند للعلم حجة أكبر صار أنه ومع شهرته خـرج قليال: فقد إال العلم طلب في يسـافر لم بعـده، جاءت

في ودرس الشــمال، في بجرجــان وســمع طوس، بلده من

102

ما كل وهــذا بالده؛ في علمية مدينة أكــبر وكــانت نيســابور،العلم. لطلب أسفاره من عرف

وكان شأنا؛ العلماء أكبر يعتبرون كانوا المحدثين أن على ذكر المــؤرخين يفــوت وال اإلســالم، رجال أعظم من يعدون

وهم ذكــرهم؛ يختــارون الــذين القليلين جــانب إلى وفــاتهمــات يقصــون ــتي العجيبة الحكاي ــدل ال ــدرتهم على ت في مق

ــظ. فيحكى ــ ــليمان بن الله عبد أن الحف ــ ــعث بن س ــ األش وكــان العــراق، محدث م( كان928هـ=316 عام )المتوفى له نصب وقد عيســــى، بن علي الــــوزير دار في يحــــدث السلطان فســأله سجستان إلى خرج وقد عليه؛ حدث منبرا

داود أبي فقــالوا: ابن أصل، معي فقال: ما يحدثهم أن أهلها فلما حــديث، ألف ثالثين حفظه من عليهم وأصــول! فــأملي

ــدم ــداد، قـ ــال بغـ ــداديون: مضى قـ إلى داود أبي ابن البغـــتان ــاس، ولعب سجسـ ــوا ثم بالنـ فيجـ ــا ــانير فيجـ إلى دنـــتان ــخة لهم لتكتب سجس وعرضت بها وجيء فكتبت، النس

أخطأ يكن لم أحــاديث ســتة في فخطــأوه الحفــاظ على إالمنها. ثالثة في

معرفة فنستطيع الحديث تعلم في السرعة حيث من أما صــــحيح قــــرأ أنه البغــــدادي الخطيب عن حكي مما ذلك

أيام. خمسة في المروزي احمد كريمة على البخاريــذلك ــرن في ظهــرت وك ــدة كتب الرابع الق ــالج جدي تعقطني. وللدار للخطيب كتب ومنها الحديث، تصحيفات

رجــال بمعرفة األمر أول منذ الحــديث نقــاد اعتــنى وقد ــديث ــأنهم عليهم والحكم أســمائهم وضــبط الح ــات ب أو ثق الحكم، هذا عليه ينبني الذي األساس في نظروا ثم ضعفاء،

ما وهو الثقة، المحدث في توفرها يجب التي الصفات أعنيوالتعديل. بالجرح يعرفــاجتهم بهم أدت وقد ــند إلى ح ــاوزوا أن المتصل الس يتجــاة في البحث ــرواة حيـ ــاريخ عمل إلى عليهم، والحكم الـ تـ الهجــري الثــالث )تــواريخ( القــرن وجدت وهكذا لهم؛ كاملــوفى البخاري تاريخ مثل ومثل م(،870هـ=256) عــام المت

ــات ــبرى الطبق ــوفى ســعد البن الك ــام المت ــ230) ع = هـوالمكان. الزمان تأليفها في روعي م( التي845

103

الــتي المؤلفــات وهي المــدن، تــواريخ ظهــرت وكــذلك كمالها وتمثل للهجــرة، والرابع الثــالث القــرنين في ظهرت

) عــام المتــوفى النيســابوري ألفه الــذي نيســابور تاريخ في على يشــتمل أنه الســبكي يــرى م( والــذي1015هـ=406

وفي البغـــدادي، الخطيب تـــراجم من وأكمل أوفى تـــراجم م(،1038هـ= 430) عام المتوفى نعيم ألبي أصفهان تاريخــاريخ وفي ــداد تـ ــدادي للخطيب بغـ ــوفى البغـ ــام المتـ ) عـم(.1071هـ=463

عند محمـــــودة تكن لم التاريخية الدراســـــات أن علىهـ=0151) عــام المتوفى إسحاق ابن عن ويحكى العلماء،

ــأل م( أنه776 ــذين التالميذ أحد سـ ــون الـ ــاريخ يدرسـ التـ اآلن أما الجــالوت؛ لــواء يحمل كــان الــذي به: من مستهزئا ســمع الــذين المحــدثين عن الــزنجي القاسم أبو لنا فيحكي

الهجــري الرابع القرن أول في منهم محضة تاريخية قصصــا الشــيعة، زعيم عــدي بن حجر ومقتل المبيضــة، أخبــار مثل

ونحوها. الجمل وكتاب صفين، وكتاب الحــديث نقد عليها يبــنى الــتي األصــول وضــعت وكــذلك

من مصــطلحاتها وأخــذت الرابــع، القــرن في بناؤها وتكاملأيضا. العصر هذا

القرآن قراءــدور أما ــاني ال به قــام فقد الدينية العلمية الناحية في الثــرآن، مقرئو ــ المقدسي أن ونجد القـ كالمه في يغفل ال مثال

فيها. القراءات أصحاب ذكر عن وصفها التي البالد عن حــول شــديدة خالفــات الــوقت هــذا حــوالي قــامت وقد أصحاب بعض فاضطهدت الحكومة، وتدخلت القرآن، قراءه

القــراءات؛ شــنبوذ ابن مقلة بن علي أبو الــوزير ضــرب مثال يتــبرأ أن واضطره م( بالسوط939هـ=328) عام المتوفى

بها. قرأ قراءات من كلمــــات من العربية في صح ما كل أن العطــــار وزعم

هــذه عنه وشــاعت جــائزة؛ فقراءتها المصــحف خط توافق إلى األمر ووصل العلم أهل فأنكرها الغريبــــة، القــــراءات والفقهــاء، القــراء بحضــرة واســتتابه فأحضــره الســلطان،

104

من جماعة وأثبت بتوبتـــــه، محضر وكتب بالتوبة فـــــأذعنبالشهادة. المحضر في خطوطهم الحاضرين

ــذاهب أن وكما ــ ــا، محل حلت األربعة الفقهية الم ــ غيره محل عليها المتفق الشــرعية السبعة الحروف حلت فكذلك

ــراءات ــاذة الق ــرن في الش ــري؛ الرابع الق ــذا وفي الهج ه القرن الثمان. بالقراءات سمي فيما كتب ظهرت أيضا

105

التفسير يكن لم القرآن تفسير جواز أن على أمــرا في به مســلماــرن الطــبري لنا فيحكي شــروطه؛ اســتيفاء دون الرابع الق

الســدي، على مر الشــعبي ذلــك( أن في التحرج أمثلة )من بالطبل إســتك على يضــرب فقــال: )ألن القرآن يفسر وهوهذا(. مجلسك من لك خير

يد في رأى الخطـــاب بن عمر أن الســـمرقندي ويخبرنا رجل فــــدعى تفســــيرها، آية كل عند كتب وقد مصــــحفا

فقرضه. بمقراض األصمعي عن السيوطي ونقل ــه، شديد كان أنه مثال التأل

يفسر ال فكان وال القــرآن من شيئا نظــير له اللغة من شــيئاتحرجا. الحديث وكذلك القرآن، في واشتقاق الصــــــحابة، أن على أمثلة ذكر قد الطــــــبري أن على

ــا ــاس، ابن وخصوص ــانوا عب ــرون ك ــرآن يفس الق ــيرا تفسمحمودا.

المتــوفى الرمــاني عيسى بن علي الحسن أبو ألف وقد والنحو والفقه بــالكالم عــالم وهو م(،995= هـــ385) عام

واللغة، أنه التفسـير هـذا قيمة من بلغ وقد للقــرآن؛ تفسيرا تفســيرا! فقــال: وهل صــنفت عبــاد: هال ابن للصــاحب قيل عيسى ابن علي لنا ترك ؟شيئا

ببغــداد المتــوفى المعــتزلي النقــاش بكر أبو ألف وكذلك962 هـ351) عام ورقة. ألف عشر اثني في يقع م( تفسيرا

) عــام المتــوفى المصــري اإلدفوي بكر أبو صنف وكذلك998هـ=388 مجلد. وعشرين مائة في يقع م( تفسيرا

القزويني السالم عبد إال التأليف عظم في عليه يزد ولم م( فإنه1090هـ=483) عام المتوفى ببغداد المعتزلة شيخ ألف ــيرا ــبعة منها مجلد ثالثمائة في تفسـ ــدات سـ في مجلـ

الفاتحة. ــانت لما و ــرق من فرقة كل كـ ــذا في الفـ تعتد العصر هـ

لالستشــهاد األكــبر مصــدرها كــان بحيث إليه وترجع بالقرآن البد كـــان فقد أدلتهـــا، في به تتســـلح الـــذي ومســـتودعها

التكلف من لكثــير يتعــرض أن مقــدس، كتــاب ككل للقرآن،

106

والتفسير. ومنهم ذلــك؛ خالف على فكــانوا العلمــاء المفســرون أما

تتلمذ م( الـذي934هـ=322عـام )المتـوفى البلخي زيد أبوــوم والطب والتنجيم الفلسفة عنه وأخذ ببغداد، للكندي وعل

تأويل من القـرآن في يقـال عما يتنزه البلخي الطبيعة. كان والتأويل؛ التفسير من المستفيض بالظاهر إال يقول وال بعيدالقرآن. نظم المسمى كتابه في ذلك بين وقد

حــتى األلفــاظ، في التــدقيق من للغويين البد كان وكذلك اللغة عن تتمــــــيز خاصة دينية مصــــــطلحات وضع أمكن

المألوفة. والمسيحية واليهودية العربية القديمة القصص كانت وقد

القرآن في المذكورة ميدانا شديد. ونزاع الختالف خاصا اهتمامهم، إليها العلماء وجه التي الوحيدة المعجزات أما )صــلى اللــه عليــه محمد معجــزات فهي القــرآن، عــدا فيما

األحــاديث في ذكر فقد القــرآن، في ترد لم وإن وهي ؛وآله( .37منها المائتين نحو الهجري الثالث القرن في جمعت التي

ــيين بعض حــاول وقد ــوا أن العقل المعجــزات؛ هــذه يؤول ــدار ليلة قريش من اجتمع من أبصار إن قالوا فمثال للفتك ال

ــالنبي ــه( ب ــه وآل ــه علي ــلى الل ــة، تعم لم)ص هم بل حقيقــذي هو إبليس يكن والغضــب. ولم والغيظ الحقد أعماهم ال

يعمل ممن رجل هو بل بــــالرأي، ليعينهم المتــــآمرين كلمبذلك. فسمي إبليس بعمل

إلى ينظــرون السنة أهل كان الهجري الثالث القرن وفي حوالي األشعري خرج ثم واالحتقار؛ الكراهية بعين المعتزلة

وبـدأ منهم، كـان أن بعد المعتزلـة، على الثـالث القـرن آخربسالحهم. يحاربهمــانوا الحنابلة ولكن ــمون ك ــعري، يخاص ــول األش ابن فيق ظل األشعري إن الجوزي دائما. معتزليا = هـــ415 ســنة )تــوفي بــالري الجبار عبد القاضي وكان مـــذهب األصـــول في يـــذهب حاله ابتـــداء م( في1024

انتهت وإليه ـــ المعتزلة ـــ خصومهم إلى انتقل ثم األشعرية، مدافع. وكان غير وعالمهم شيخهم صار حتى فيهم الرياسة

بكثير. )م(. المائتين من أكثر وهي القرآن، في بعضها - ذكر37

107

فلما القضــاء؛ وواله وقدمه إليه أحسن قد عباد بن الصاحب ألنه عليــه، الــترحم أرى الجبــار: ال عبد قــال الصاحب توفي قلة إلى الجبــار عبد فنسب منــه؛ ظهــرت توبة غير من مات

الوفاء. واضــطر الشــوارع، في قتــال الحنابلة تهييج بسبب ووقع

بغداد. ترك م( إلى1120هـ=514) عام المتوفى القشيري بين االنحــراف وقوع مبدأ عساكر ابن أرخ الحادثة هذه ومن

ــاعرة. ولم الحنابلة ــذهب ينتشر واألشـ ــاعرة، مـ وهو األشـــذهب ــذي الجديد الكالمي الم ــدر ال ــير أن له ق ــذهب يص م

إال المسلمين جمهور انتشارا ــالمية، المملكة في بطيئا اإلس األشــاعرة، ينافســون الماتريدية كــان المشرق أقصى ففي أصل في تشــابه من الفــريقين بين مما الــرغم على وذلك

ــذهب، ــان الم لألشــاعرة البد وك ــدرأوا أن أيضــا ــات ي هجمــام )حوالي شيخهم كان الذين الحنابلة م(1010هـ=400 ع

األشــاعرة، من وينــال المأل أمــام األشعري الحسن أبا يلعنــاوموا وأن يق ــا ــات أيض ــذين الكرامية هجم ــوا ال على تحزب

ــاعرة، ــوا األشـ ــرهم ورفعـ ــلطان إلى أمـ ــود السـ بن محمـ )صــلى النــبي أن يعتقــدون األشــاعرة أن مــدعين سبكتكين

ليسالله عليه وآله( بموته، انقطعت رسالته وأن اليوم نبيا هذا يكن ولم األشاعرة. معتقدا

الهجـــري الخـــامس القـــرن أوائل في الحكومة وكـــانتــدخل تتـ ــا ــدخل من نوعـ ــمي التـ ــات لفض الرسـ المنازعـ

ــة، ــام ففي المذهبيـ ــدر1017هـ=408) عـ الخليفة م( أصـ القادر والتــدريس الكالم بــترك فــأمرهم المعتزلة، ضد كتابا

لإلســـالم، المخالفة والمقـــاالت االعـــتزال في والمنـــاظرةوالعقوبة. النكال بحلول ـ أمره خالفوا إن ـ وأنذرهم

المؤمــنين أمــير أمر غزنة في محمــود الســلطان وامتثلــالفين قتل في بســنته واســتن أمر وحبســهم، ونفيهم المخ.«اإلسالم في سنة ذلك وصار»المنابر، على بلعنهم

وذلك القادري، االعتقاد سمي آخر كتاب بغداد في وصدرــنة في ــرء1041هـ=433) س ــدواوين، في م( وق )وكتب ال

خالفه ومن المسلمين اعتقاد هذا أن فيه خطوطهم الفقهاء يعلنه رســمي اعتقــاد أول هــذا وكــان وكفــر(، فسق فقد

108

الكالم. علم تطور نهاية ذلك معنى وكان الخليفة، والنصارى؛ اليهود مع حياتهم في المسلمين تسامح وكان

الوســطى العصــور في بمثله يســمع لم الــذي التسامح وهو من قط يكن لم شيء الكالم علم بمباحث لحق أن في سببا

الملل. مقارنة علم وهو الوسطى، العصور مظاهر

الفقهية المذاهب التشــريع تــاريخ في فاصــلة نقطة أهم الرابع القــرن كان

المستقل التكوين وقف القرن هذا في أنه فيقال اإلسالمي؛ــريع ــالمي للتش ــني اإلس ــاد على المب وعلى المطلق االجته

والحديث. القرآن فهم في بالرأي الحكمــار عصر ومضى ــريع، في االبتكـ ــبر التشـ ــاء واعتـ العلمـــون إصــدار يســتطيع ال الفقيه وأصــبح كالمعصــومين، األول

ــذا الصــغيرة؛ المســائل في إال الخــاص حكمه ما يشــبه وهــان الذين الربانيين مجيء من اليهود عند حدث قصــاراهم ك

ــاقش ــدماء، آراء في التنـ ــاء عهد مضي بعد وذلك القـ علمـاالجتهاد. لهم ويحق الكتاب يعلمون الذين الكتاب

الحــديث: الحنابلــة، أصــحاب بين المــذاهب أهم وكــان ــ ذلك في الحنابلة يكن والثورية. ولم واألوزاعية ـ ــا لما خالف

وفي الفقهــاء، جملة من يعتبرون ـ بعد فيما الحال إليه صار فكـــانوا: المـــذاهب أصـــحاب م( ذكر918هـ=306) ســـنة

ــافعية ــفيان أصـــحاب والثورية والمالكية الشـ ــوري، سـ الثـــة. وفي والحنفية ــ ــرن أواخر والداوودي ــ ــانوا: الرابع الق ــ ك الحنابلة يــذكر ولم والداوودية، والشافعية والمالكية الحنفية

جرير بن محمد تــوفي ولما المــدتين؛ هاتين في الفقهاء بينــداره م( دفن923هـ= 310) عام الطبري العامة ألن ليال، ب دفنه من ومنعت اجتمعت الحنابلــة؛ بتــأثير ذلك وكــان نهــارا

جمع ألنه هــــؤالء، عليه تعصب وقد اختالف فيه ذكر كتابــــا ذلك في فســـئل حنبـــل، بن أحمد فيه يـــذكر ولم الفقهـــاء،ــا، يكن فقــال: لم الحنابلة ينل محــدثا. ولم كــان وإنما فقيه إال فقهاء بأنهم االعتراف .38 أخيرا

الفقهاء( لمحمد )اختالف كتاب انظر الغزالي، يقول كما هـ500 عام - حوالي38.14 ص م(،1902هـ= 1320) مصر (،Kern) كرن طبعة الطبري، جرير بن

109

هـ=270 عــام )المتــوفى األصــفهاني داوود أسس وقد883 وقد الظاهريــة؛ مــذهب وهو شــأن، له كــان م( مــذهباــأن عظم ــذا ش ــذهب ه ــرق في الم ــرن في الش الرابع الق

بــإيران. الجــاه أصــحاب من كثــير أتباعه بين وكان الهجري، وكــانت والقضــاء، األعمــال يتقلدون بفارس الداوودية وكانالغلبة. لهم

ــبري جرير بن محمد جعفر أبو أسس وقد ــ ــاحب الط ــ ص923هـ=310) عام المتوفى التاريخ م( مذهبا وقد به، خاصا

ــاس ظل على للصــالة يجتمعــون شــهور عــدة موته بعد الن قبره شــجرة ابن يســمى صــاحب للطبري ونهارا. وكان ليال

وكــان التســعين؛ نــاهز وقد م(،961هـ=350) ســنة وتوفي وال لنفســه، يختار وأصبح أستاذه خالف ثم المذهب، جريري

أصال. األئمة من ألحد يضع ذلك في الكــبرى الفقهية المــذاهب اســتقرت وباإلجمال

ولم اليــوم، نجــده الــذي النحو على أركانها وتوطدت العصرــراق خارج أحمد اإلمام مذهب يبرز ــرن في إال الع الرابع الق

الهجري. الســنة، أهل ســائر دون الحنابلــة، كان فقد بغداد في أماــال أقلق من أكــبر محاربة في اشــتدوا إنهم ثم الحكومــة؛ ب

ببغداد بنوا وقد ببغداد؛ الشيعة ــوه مسجدا وجعل ــا إلى طريق بغــداد، أرهجــوا حــتى أمــرهم عظم ثم والفتنــة؛ المشــاغبة

ــأوون كــانوا الــذين بالعميــان واســتظهروا المســاجد، إلى ي وكــانوا شــافعي بهم مر م( إذا935هـ=323) عــام في مثال

يكـاد حـتى بعصـيهم فيضـربونه العميـان به أغـروا المـذهبــوت. ولكنهم ــ ــروا يم ــ ــبهم أشد ادخ ــ ــيعة، غض ــ ولمن للش

قدرة الفقهاء أشد الشافعية وكان المتكلمين؛ من خاصمهم الخصــال ضمن من الخصلتان وهاتان والشغب، النظر علىالمقدسي. بها وصفهم التي

إال شــديدة صــورة في المذاهب بين المنافسة تظهر ولم وبقيت الصــغرى، المــذاهب فــنيت عنــدما التالي القرن في

قويت ذلك عند الخالف؛ ميدان في وحدها الكبرى المذاهب على بعضــهم يســتعين المــذاهب أصــحاب وصار المنافسة،

بالسلطان، بعض المشرق. في خصوصا

110

القضاة إال المســـلمون يفكر لم يقضي الـــذي المبـــدأ في قليال

والتنفيذيـــة، الســـلطتين: القضـــائية بين األساسي بالفصل هــذا وكــان أحــدث حــتى المســيحية أوروبا شــأن هو أيضــا

ــه( النبي كان العصور. فقد القاضي هو)صلى الله عليه وآل والته وكان بعده، من خليفته كان وكذلك للمسلمين، األعلى

كــثرة إن ثم عنــه؛ بالنيابة السلطة هذه يباشرون البالد على عن يحكى كما القضــاة، ببعض االســتعانة تطلبت الواجبــاتــار، ــان فإنه المخت في نشط وقد بنفســه، للقضــاء يجلس ك

تعــيين إلى فاضــطر األعمال عليه كثرت حتى وأحسن، ذلك القاضي اختصــاص يحــدد لم نفسه الســبب القضــاة. ولهــذا

الوالي الختصاص بالنسبة ــوالي احتفظ دقيقا. وقد تحديدا ال الـــوالي يقبل لم وإذا القاضـــي؛ عنه يعجز كـــان بما لنفسه

عن ينصــــرف أن إال القاضي أمــــام يكن لم القاضي حكم منزله في يجلس أو ويعتزل الحكم األقل. على مضربا

العصــور في حــتى الخليفة حق من القضــاة تعــيين وظل الهامة؛ المناصب من بقي ما آخر القضاء أن باعتبار السيئة،

ــ= 333) عام للمستكفي بويع ولما على وجلس م(،944هـ الشــهود أمر عن وكشف القضــاة عن ســأل الخالفة، عرش

بعضهم. وقبول بعضهم بإسقاط فأمر بالحضرة، الخلفــاء عهد منذ مركزهم وقوي القضاة شأن عظم وقدــاس، بـــني من األولين ــادة كـــانت فقد العبـ الـــوالة أن العـ

ــرون ــاة يحضـ ــهم؛ إلى القضـ ــدم فلما مجالسـ بن محمد قـ الكنــدي مسروق ) عــام الرشــيد قبل من مصر على قاضــيا

ــير إليه م( أرسل793هـ=177 ــيب بن الله عبد األمـ المسـ هــذا في إليك تقدمت كنت فقال: لو مجلسه، بحضور يأمره

من القضاة عن ذلك فانقطع وكذا، كذا يا وفعلت بك لفعلت الثـــالث القـــرن في انعكست قد اآلية أن نجد يومئـــذ. بل

ــان الهجــري، ــوالة فك كل في القاضي مجلس يحضــرون الــام حربويه ابن القاضي أيام إلى صباح م(،941هـ=329) عــير يقوم ال كان ألنه األمراء، إليه ركب من آخر فكان إذا لألمأتاه.

111

أحمد بن محمد بن أحمد حامد أبو القاضي وكـــــــــــــان م(1015هـ=406) عــام المتوفى بغداد قاضي االسفرائيني

أن أوجب ما الخليفة من وقع وقد الـــدنيا؛ في الجـــاه رفيعــيخ إليه كتب ــد: )اعلم أبو الشـ ــادر لست أنك حامـ على بقـ

أكتب أن أقدر وأنا تعالى، الله والنيها التي واليتي عن عزليخالفتك(. عن أعزلك ثالث أو بكلمتين خراسان إلى

ــدل ومما ــاء منصب رهبة على ي ذلك في واحترامه القضــراء نجد أننا العهد ــوزراء األمـ والـ ــيرا ــاقون ما كثـ إلى يسـ

ولم القضــاة، من قليل عن إال ذلك مثل يحكى وال الســجن،واحد. قاض إال السجن أثناء في يمت

ترمق النظرية الناحية من تكن لم الفقهــاء دوائر أن على القضــاء قبــول في الكالم ونجد الرضــا؛ بعين القضاء منصب ويقــول الهجــري، الرابع القــرن إلى حــتى يمتد قبوله وعدم

الناس م(: اختلف985هـ=375) عام المتوفى السمرقندي كــان إذا يقبل أن ينبغي : ال بعضــهم قــال القضاء، قبول في

طلب بغــير رجل ولي بعضــهم: إذا األمر. وقــال لذلك يصلح احتج األمــر. وقد لــذلك يصلح كان إذا يقبل بأن بأس فال منه )صــلى اللــه عليــه النــبي عن رويت بأحــاديث ذلك كــره من

منهم. العادل حتى القضاة ترهب أن شأنها منوآله( عبد مصر قضــــاء م( تــــولى689هـ=70) ســــنة وفي إليه وإنا لله قــال: )إنا ذلك أباه بلغ فلما حجيرة، بن الرحمن

وأهلك(. ابني قال: )هلك أنه ويروى الرجل(، هلك راجعون، القضاء والية من وخوفهم المسلمين ورع من لنا ويحكى

قالبة أبا أن ــراق من فهرب للقضاء، دعي مثال أتى حــتى الع أتى حــتى واختفى فهــرب قاضيها؛ عزل ذلك فوافق الشام،

اليمامة. بالدــبري حكى وقد أن الط تحــاموا الحــديث أهل من قومــا

مع عليه الـــرأي غلبة أجل من القاضي يوسف أبي حـــديثالقضاء. وتقلده السلطان صحبة

والية المدينة قاضي ألــــزم المهــــدي الخليفة عهد وفي الســياط. بضــرب المدينة والي عليه أشــرف أن بعد القضاء

بعد العصر هذا حوالي القضاء ولي قد شريك القاضي وكان النقد في فضــايقه رزقــه، ليأخذ الصــيرفي إلى وذهب تــأب،

112

شــريك: بل له فقــال بــزا، به تبع لم الصيرفي: إنك له فقالديني. به بعت البز، من أكثر بعت والله

الجنــون أظهر أنه العلماء بعض عن يحكى بل ــا من هربالقضاء. منصب تولي

إســحاق بن إســماعيل أن المكي طــالب أبو لنا ويحكيــان القاضي ــاء من ك ــدنيا، أهل علم الفضــالء ســادة ومن ال

وكــان وعقالئهم؛ وكــان الــورد، أبي بن الحسن ألبي مؤاخيــا هجــره القضــاء إســماعيل ولي فلما المعرفــة، أهل من هذاــهادة، في عليه دخل أن إلى اضطر إنه ثم الورد، أبي ابن ش

وقـال: القاضي إسـماعيل كتف على الـورد أبي ابن فضرب القاضي إســماعيل كتف على هــذا أجلسك علم إسماعيل يا

كــان لقد المجلس هــذا أجلسك علم إســماعيل وقــال: يا الجهل ــيرا ــه؛ خ ــماعيل فوضع من وبكى وجهه على رداه إس

بله. حتى البصــرة، قضــاء عن الواحد عبد بن عمرو أبو صرف ولما

ــوارب أبي ابن الحسن أبو محله وحل ــام في وذلك الش ) عالشاعر: العصفري م( قال1009هـ= 399

ــديث عندي يتغنـى بمثلــهظريف حــترحنا وذايقــول: اكرهونا فــذا ــول: اسـ يقـ

منــا يصـــــــــدق فمنجميعـــــا ويكــــذبان رزقــا، يأخذ أن المهدي عهد في المدينة قاضي امتنع وقد

يصيب أن يرد لم ألنه يكرهه. الذي المنصب هذا من ماالــاء ولي ولما ــاة قض ــداد القض ــالح بن محمد ببغ أم بن ص يتفقه م( وكــان972هـ=363) ســنة في الهاشــمي شــيبان منصــبه تــولي عند اشــترط لمالــك، يتنــاول أال منها شــروطا

وال يجــوز، مــاال فعل في شفاعة يقبل وال أجرا، القضاء علىملبوسه. يغير وال حق، إثبات في

ــنة وفي ــ ــوص م( كبس945هـ=334) س ــ أحد دار اللصــداد، القضــاة ــذوا ببغ ــان ما جميع وأخ يكن ولم منزله في ك

كان ألنه مذكورا، شيئا أن يقــدرون وكــانوا بــالفقر؛ مشهوراــاال، للقاضي إلى فهـــرب منـــه، ليســـتخرجوه فضـــربوه مـ

فمات. فسقط جاوره ما إلى بنفسه ورمى السطوح

113

أكثم بن عمر بشر أبو م( تقلد963هـ=352) ســـنة وفيرزقا. يأخذ أال على ببغداد، القضاء

ــان ــبري الطيب أبي للقاضي وك بينه وقميص عمامة الط هــذا خــرج وإذا البيت، في هذا قعد ذاك خرج إذا أخيه، وبين

يقعد. أن ذلك احتاجــان ــاة قاضي الشــامي المظفر بن محمد بكر أبو وك قض

1095هـ=488) عــام المتــوفى بغداد وقد ورعــا؛ م( زاهــدا بيت كــراء له وكــان رزقــا؛ يأخذ أال القضــاء تولي عند شرط له وكان قوته، ذلك من وكان ونصف، دينار الشهر في قدره

له وكــان الخشــن؛ القطن من وقميص الكتــان من عمامة من جعل األكل أراد فـــإذا الخـــبز، فـــتيت فيه يحمل كيس

عليه ووضع قصعته، في الفتيت منه. وأكل الماء من قليال) عــام المتوفى الحضرمي نمر بن توبة القاضي كان وقد

ــاس؛ على يده وضع بمصر قاض م( أول738هـ=120 األحبــأراد أوصيائهم، وأيدي أهلها أيدي في األحباس كانت وإنما ف عليها يــده يضع أن توبة صــارت حــتى يمت فلم لهــا، حفظــا

األحباس عظيما. ديواناــدخل ولم ــاص في ي ــواريث في النظر القاضي اختص الم

ــورة ــرن في إال نهائية بص ــري، الرابع الق ــار ثم الهج إليه ص قضــاءها، يلي الــتي البالد ســجون على اإلشــراف أخــيرا وهي القضــاة(، )حبــوس سمي بما ذلك من القضاة واختصــدين يحبس بمن الخاصة ــه، ل ــوس مقابل في وذلك علي )حب

الجنايات. أصحاب فيها يحبس المعونة( التي في برقــاع للقاضي يتقــدموا أن المتحاكمين عادة وكانت

الكاتب وكان وأبيه؛ خصمه واسم المدعي اسم منها الرقعة وال القاضي، مجيء قبل المسجد باب عند الرقعة هذه يأخذ ال كثيرة الرقاع كانت وإذا القاضي، يحضر حتى يأخذها يزال يــوم كل في فرقها يــوم، في كلها بها يدعو أن القاضي يقدر

في طاقته قــــدر على ذلك من أكــــثر أو رقعة خمســــينوالصبر. الجلوس

رجل خاصم وقد علنيـة؛ للحكم القاضي جلسـات وكـانت في أكثم بن يحــيى للقاضي المــأمون وأذن مــرة، المــأمون

أبــدأ القاضــي: فــإني فقــال الخالفــة؛ دار في بينهما القضاء

114

بالعامة البــــاب بفتح أمر ثم للقضــــاء، المجلس ليصح أوال الــدخول في للعامة وأذن الخالفــة، دار من ناحية في وقعد

ــادى ــادي ون ــاع وأخذ المن ــاس، ودعا الرق بين قضى ثم بالنوخصمه. الخليفةــانت القضــاء جلســات أن أجل ومن ــة، ك ــان فقد علني ك من أحد يمنع ال مكـــــــان في يجلس األمر أول في القاضي

كان حيث الجامع المسجد وهو إليه، الدخول من المسلمين يجلس وكذلك المسجد؛ أساطين من أسطوانة إلى مستنداــان يجلس القاضي ك ــا ــاء أحيان عن ويحكى داره، في للقض م(738هـ=120) عــام مصر قضاء تولى الذي نعيم بن خير داره، بــاب على الطريق على يشــرف مجلس له كــان أنه

الكالم. من الخصوم بين يجري ما فيسمع فيه يجلس فكانــنة مصر قضاء الله عبد بن هارون القاضي ولي ولما ) س

مقـــدم في الشـــتاء في مجلسه م( جعل832هــــ= 217 المســجد، بجــدار ظهــره وأســند القبلــة، واستدبر المسجد،

واتخذ ظهــره وأســند المســجد صــحن في للصــيف مجلســاالغربي. للحائط

األول العصر في القاضي إلى المتحــــــاكمون وكــــــان األمــير أتى وقد يديــه، بين وقــوف وهم قضــيتهم يبســطون

بن خــير القاضي إلى النصيري مروان بن الملك عبد األموي فقــال القاضــي، مفــرش على فقعد له عم ابن يخاصم نعيم

ــي: قم له ــك، ابن مع القاض ــير، فغضب عم ــام األم ولم وقيخاصم.

ــدي بين المختصمون يجلس أن الرسم صار ثم القاضي ي .39متساوين صفا

المنصــــــور جعفر أبي وبين المهــــــدي أم بين وقع وقد وكان سليمان، بن غوث بحكم إال أرضى فقالت: ال خصومة؛

هذا العــراق إلى فحمل المهــدي؛ قبل من مصر على قاضــياــا، للحكم ــوكلت بينهم ــدي أم ف عنها المه ــام جلس وكيال أم

في خصــمه يساوي أن الخليفة من القاضي فطلب القاضيــم؛ مع وجلس فرشه، عن فانحط مجلسه النظر وبعد الخص

تكن لمt علي المؤمــنين وأمــير)صلى اللــه عليــه وآلــه( الرسول زمن - في39بعد.)م( ما في هذا حدث وأنما الخصوم، وقوف العادة

115

الخليفة. على المهدي ألم القاضي حكم القضية في الصــغيرة األمور جميع في للبحث النظر أهل تعرض وقد

القاضي. عدالة على تؤثر قد التي على يــؤثر أال في القاضي على العدالة أهل شــدد وكذلك

منه ليستخرج أحدهم على يصيح فال تأثير، أقل المتخاصمينيريدها. التي اإلجابة

ــتلفت ما أكبر ظهر المنصور الخليفة عهد ومنذ النظر يســام في ــائي، النظـ ــاد وهو القضـ ــهود، من جماعة إيجـ الشـ

عن ثقــة، مؤرخ وهو الكندي ويخبرنا القاضي، أمام الدائمين أحــد، عنــدهم شــهد إذا القضــاة فيقول: كان الشهود، نشأة

وكــان غــير كــان وإن القاضــي، قبله بالســالمة، معروفــا الشاهد كان وإن أوقف، بها معروف ســئل يعــرف ال مجهوال

.40به عمل شر أو خير من ذكروه فما جيرانه، عنهــاء عهد في ونجد ــ ــاب في القض ــ ــراج كت ــ بن لقدامة الخ

المسألة في والمبالغة الشهود شهادة في التثبت جعفر: إن حــاالتهم، عن والبحث عــدالتهم، وجــوه عن والفحص عنهم،

شــاهد القاضي عن ينــوب وكــان القاضــي، واجبات أهم من فيها ليحكم الصــغرى الخمس المحــاكم من محكمة كل في

باعتباره قاضيا الصغيرة. القضايا في يحكم مستقال أبي القضاة لقاضي عهده في الطائع الخليفة أوصى وقد) في الصـــابي كتبه الـــذي العهد وهو معـــروف، بن محمد القرآن، تالوة من باإلكثار متكررة وصية م(،976= هـ366 يتخذ وأن الصــلوات على وبالمحافظة بآياتــه، يهتــدي إمامــاــا، في ــ ــالجلوس أوقاته ــ ــوم، وب ــ على لهم بابه وفتح للخص

ــوم، ــوازي وأن العم ــريقين بين ي ــاكمين الف ــه، المتح وال إلي يحابي وبــالغض مشــيته، في بالقصد وأمــره ذمي، على مليا

من يخفف وأن لفظـــه، من الفضـــول وحـــذف صـــوته، من وأن وجهاتـــه، جنباته ســـائر من ويتـــوفى ولفتاتـــه، حركاته

يستصحب كاتبا والســجالت، بالمحاضــرات دربــا في مــاهرا المســـتورين القضـــاة عن مقصر غـــير والحكومة القضـــايا جيبــه، ونقــاء ذيله طهــارة في المقبــولين والشــهود وحاجبــا ــديدا سـ ــيدا ــة، إلى يسف ال رشـ ــوة، يقبل وال دنيئـ وال رشـ

.)صلى الله عليه وآله( الله رسول عن هذا - روي40

116

مقره، عن العمل من بعد ما إليهم يرد وخلفاء جعال، يلتمس هــذه من لكل وجعل بنفســه، فيه النظر يتــولى أن وأعجــزه الطوائف الشــهود أديــان عن يبحث وأن ويكفيــه، يكفه رزقا عمله في يجــري ما يضــبط أن وأمــره أمانتهم؛ عن ويفحص

أمــوال على ويحتــاط حكمــه، ديوان في الثابتة الوقوف من عليه ورد إن وأمره القوام؛ وأوثق أعف إلى ويسندها األيتام

فيه وجد فــإن الله، كتاب إلى يرده أن فيه الفصل يعييه أمر الفقه ذوي اســتفتى وإال أدركه فــإن السنة، ففي وإال الحكمــة، وأهل والفهم ــره الدراي ينقض أال وأم ــا من به حكم حكم كـــان إذا إال قبله كـــان جميع وأنكـــره اإلجمـــاع عن خارجـــا

ينقضه ذلك عند العلماء، ويذيع. يشيع نقضا ال الــذين العلمــاء جماعة من ينعقد الــذي اإلجمــاع وهــذا

ــعون ــلطة يخض ــرى لس ــالمية المحكمة هو أخ ــا، اإلس العليــؤالء ــاء وه ــذين العلم ــدون ال ــدان في رأيهم يب ــام مي األحك

ــائية ــذي المظهر هم الهامة القض الديمقراطية فيه أثبتت ال جماعة عن يصــدر هنا األعلى الحكم ألن وجودها، اإلسالمية

المسلمين. ــتي المخاطبات صور في ونجد ــرن أوائل إلى ترجع ال الق

فــارس وأن واحــد، قــاض بمصر كــان أنه الهجــري الرابع الجبار عبد القاضي واحد. وكان لقاض يجمعان كانا واألهواز

وهمــذان الــري قضــاء بين يجمع بويه بــني قضــاة قاضي م( له947هـ=336) ســنة في مكة قاضي والجبــال. وكــان

جمع ربما كــان الفــاطميين عهد وغيرهــا. وفي مصر قضــاء لقــاض المغــرب وبالد الشــام وأجنــاد المصــرية الديار قضاء

بن محمد القضــاة لقاضي كتب الــذي العهد في واحد. ونجدــالح ــمي ص ــنة الهاش يجعله م( ما974هـ=363) س ــيا قاض

كلها اإلسالمية المملكة على غــرب الواقعة البالد من تقريبــا إليه عهد البالد في حكــام تحته وكان مصر، إلى فارس جبال

في األحكــام من يجــري ما واستشــراف أحوالهم تصفح فيالنواحي. سائر

وكــان المظالم، في النظر القضاء جانب إلى هناك وكان القاضي، عنه يعجز )حكم كل في ينظر المظالم في الناظر في والنظر القضــاء يدا(. وكان منه أقوى هو من فيه فينظر

117

يقومــان المظــالم اإلســالمية. البالد جميع في لجنب جنبــا يحــدد لم القضــاءين هــذين من كل اختصــاص ولكن تحديــدا الهامة المسألة وكانت دقيقا؛ أقــوى: هــذه: أيهما هي دائمــا

؟الدنيوية السلطة أم القاضي، يمثله الذي اإلسالم سلطان صـــاحب إلى تقـــدم بالحـــدود المتعلقة األمـــور وكـــانت

القاضي المظــالم. وكــان وكــان المظــالم، في ينظر أحيانــا بـــدار المظـــالم في ينظر خـــاص بنـــوع القضـــاة قاضي

في المظــالم أصحاب يعين الذي هو الوزير وكان السلطان،البالد.

الهجري الرابع القرن في مرتين الشرع رجال حاول وقدــرفوا أن ــال على يش ــرطة؛ أعم ــنة ففي الش هـ=306) س

المقتـــدر الخليفة م( أمر918 صـــاحب الطولـــوني يمنـــاــرطة ــداد الش ــأن ببغ ــاع من ربع كل في يجلس ب فيها األرب

ال حــتى مســائلهم في ويفــتي ظالمــاتهم، النــاس من يسمع أصــحاب بمثابة الفقهــاء هــؤالء فكــان ظلم؛ أحد على يجري

لتكــون الشرطة أعمال على يشرفون الفقهاء من الشرطةلفتواهم. مطابقة

وفي الشــرطة في بمصر الحــاكم الخليفة نصب وكــذلك جريــرة ذي على يقــام أال وأمر العدول، من شاهدين بلد كل الشــاهدين ذينك عند يصح أن بعد إال حد جريمة مــرتكب أو

لذلك. مستوجب أنه رجل مات م( أن1039هـ=430) سنة حوالي حدث وقد وتــرك بمصر واحــدة؛ بنت ســوى يخلف ولم جــزيال، مــاال

مالهــا، لكــثرة لتزوجها النــاس وتطاول المال، جميع فورثت الفـــارقي؛ ســـعيد ابن الحـــاكم عبد القاضي جملتهم ومن

بأنها شـــهود أربعة وأقـــام عليهـــا، فحنق عليـــه، فـــامتنعت فعله بما وعرفته الــوزير، إلى فهــربت مالهــا؛ وأخذ سفيهة،

فعمل القاضي، بإحضــار وأمر عليه، وأشهد برشدها محضرا عنه ولــده وأنيب منــه، المــال وأخذ مهانــا، فأحضر القاضي؛

الــوزير قبض ثم منهــا؛ يخــرج فلم داره ولــزم األحكــام، في وخلع السجن، فأودعهم بسفهها، شهدوا الذين الشهود علىبالرشد. لها شهد من على

ــون بن أحمد داوم وقد ــ ــاحب طولـ ــ في النظر مصر صـ

118

ــة،حــتى بكل المظــالم ــاس اســتغنى عناي القاضــي، عن الن إلى انصــرف ثم محلــه، في نعس ربما القاضي كــان وحــتى في قـــاض مصر في يكن أحـــد. ولم إليه يتقـــدم ولم منزله

في النــاظر إلى يــرد شيء كل فكان سنين، سبع العهد ذلكالمظالم. للمظــالم يجلس األســود اإلخشــيدي كــافور كــان وكذلك

كــافور جلــوس لكــثرة عليه كــالمحجور القاضي كــان حــتىللمظالم. ــة، تقــدم الظالمــات وكــانت يحــدث وكــان مكتوب ــا أحيان

ــوالي ــام ح ــرمى م( أن932هـ=320) ع ورق في الرقعة تالمجلس. في القاضي أمام المظالم

ــة، تصــدر األحكــام وكــانت هــذه بعض جــرت وقد مكتوب تــؤثر الــتي المشــهورة األدبية النصــوص مجــرى التوقيعــات

لحسنها. لســماع األســبوع في يــوم الخالفة دار في يخصص وكان

المظالم. المأمون الخليفة عصر وفي للنظر األحد يوم خصص مثال

المظالم. فيــذلك يجلس بمصر طولــون بن أحمد وكــان ــومين ل في ياألسبوع. وبعــده أربعــاء؛ يــوم كل للمظــالم يجلس اإلخشــيد وكان

وسـائر الـوزير عنــده ويحضر سـبت، كل يجلس كـافور كانالبلد. ووجوه والشهود والقضاة الفقهاء) المهتــدي وآخــره المهــدي الخلفــاء من جلس من وأول

م(.869ـ868هـ= 256 ـ255

اللغة علمــرن فتح ــري الرابع القـ الهجـ فتحـــا ــدا من كل في جديـ

وهمــا: النحــو، العربيــة، اللغة لعلــوم الرئيســيتين النــاحيتينالمعاجم. وعمل بعضـها معـارفهم يضـعون المتقـدمون العلماء هؤالء كان

ــانب إلى ــاط ال مفككة بعض، ج ــا، رب ــان بينه ــامهم وك اهتم من صــورة أو واحــدة، حادثة الجزئيـــات: على على ينصب

119

كتاب في ذلك نجد كما واحدة، كلمة أو واحدة، التعبير صورــالي كتب في بل م(،898هـ=285عام )المتوفى المبرد الق

علوم من مؤلفة كتب م( وهي967هـ=356 سنة )المتوفىــاريخ، القصص ومن اللغة ــان والت عبد بن محمد عمر أبو وك

هـ=345 ســنة )تــوفي ثعلب بغالم المعروف اللغوي الواحد أســئلة بحسب كالمه م( يجعل956 كــان الحاضــرين. فمثال

.؟العرب عند القنطرة ما الشيخ بعضهم: أيها يسألهــرن في اللغة أئمة أما ــري الرابع القـ ــعروا فقد الهجـ شـ

بحثهم مــادة تنــاول وإلى عليــه، يســيرون منهج إلى بالحاجةمنظمة. طريقة على

لالشــتقاق جدية دراسة الرابع القــرن في ظهرت وكذلك وبقيت اللغوي، ابن الدراسة هــذه أستاذ وكان طويال، عصرا

م(. وكــانت1002هـ=392 عــام )المتــوفى الموصلي جني جديد مبحث ابتــداع إليه ينسب الــذي وهو رومية، جارية أمه البحث وهو األكــبر، باشــتقاق المســمى وهو اللغة، علم في

بمــادة يختص والــذي اليــوم، إلى ثمــره يــؤتي يــزال ال الذي إنتــاج العــرب من اللغة لعلمــاء يكن ولم هيئتها؛ دون الكلمةهذا. من أعظم

األدب العليا الطبقة قـــوة ونضـــوب العربية األمة دم اختالط إن الشـرقية الشـعوب وبـروز القيـادة، بيـدها كـانت التي فيها،

هـذه كل مختلطـة، أجنــاس من تتــألف كـانت الـتي القديمةــاليب وأخذت األدب، في تكون ما أوضح تتجلى البدوية األس

إلى النــاس ومــال اللينــة، للعبــارات المجــال تفسح الخشنة القصيرة األوزان له. نندهش ميال

ــبح ــوا أن إلى الشـــعراء ميل وأصـ ما النفـــوس في يبعثـ أخذ إلى ميلهم من أقل القوية الحيــــاة آفــــاق إلى يرفعها وعبــارات دقيقة وبمعــان لألدب، جديــدة بمادة الناس ألباب

جميلة. وأخيلةالنثر ـ1

تقـدير جــانب إلى المنثــور، للكالم واإلجالل التقــدير كـان

120

فضــيلة أكبر جيد، نثر كل مبدأ هو الذي التقدير ذلك الشعر،ــرب ــدماء؛ للع ــاقوا قد وهم الق الشــعوب، جميع ذلك في ف

يســاوونهم الشــعراء جــانب إلى خطبــاء قبيلة كل في فكانالمكانة. في

أصــاب أنه الحسن للفظ النــاس تقــدير شدة من بلغ وقدــات م( ســيل823هـ=208) ســنة مكة أهل خلق بســببه م

المأمون الخليفة إلى المدينة والي فكتب كثير، عطفه طالبا فأنفذ بنيــانهم؛ وهــدم أمــوالهم الســيل جــرف لمن ومعونته

مكة أهل إلى ــواال ــ ــيرة، أم ــ ذلك مع وكتب كث ــا ــ حسن كتابــارة، ــوال من مكة أهل إلى أسر كتابه فكــان العب ــتي األم ال

إليهم أنفذها الــتي الموضــوعات من المــدن حيــاة وصف كــان وكذلك

عـــام )المتـــوفى األديب معالجتهـــا. وهـــذا الجاحظ أحب الحكايــــات من الكثــــير يحكي م( والــــذي869هـ=255

وكــان جــاحظتين، عينــاه كــانت ـ خلقته دمامة عن الطريفة الثعــالبي ويعتــبره الجديد العــربي النــثر أبو هو ـــ أسود جدهالنثر. كتاب أول

ــان اإلســالم في دخلوا الذين المسيحيين أن على لهم وك السجع إستعمال ألفوا قد كانوا العهد ذلك في األكبر الشأن

ــواعظهم في ــة؛ م ــذلك الديني ــوالي أنه يظهر وك منتصف حــرن ــالث الق في المســلمين عند الســجع دخل الهجــري الث ونجد الرسمية، الخطب ــيرا الخليفة وجهه كتــاب في منه كث

كله يكن لم وإن للمسلمين، .41 مسجوعا ازدهــار من آية أدق هي الهجــري الرابع القــرن ورســائل

الفنـــان، يد عالجته ما أنفس هي ومادتها اإلســـالمي؛ الفنــة؛ وهي ــ ــات إلينا تصل لم ولو اللغ ــ ــتي الجميلة الفن آي ــ ال

والمعــادن الزجــاج من العهد ذلك في الفنــانين أيدي صنعتها المســلمين تقــدير مبلغ الرسائل هذه في نرى أن الستطعناــاقة ــة، للرش ــية وامتالكهم الرقيق ــان لناص ــورته في البي ص

ــاق محض من وليس تالعبا؛ بذلك وتالعبهم الصعبة، أن االتف البيــان أســاتذة من كــانوا العهد ذلك في الــوزراء من كثــيرا

وأمـير)صـلى اللـه عليـه وآلـه( الرسول كالم في يكون ما أكثر هذا نجد - بل41.t علي المؤمنين

121

ما التقدير من تنال أن رسائلهم استطاعت ولذلك وأعالمه، تنشر أن خليقة جعلها للناس. كتبا

الشعر ـ2 الكــبرى العــراق مــدن كانت أما المحــدثين؛ لشــعر مهــدا عــام وتوفي بالبصرة، نشأ الذي برد بن بشار فيعتبر قائدهم

م(.784= هـ168) أبوه وكان على أعمى، بشار ولد وقد اللبن، يضرب طيانا

أن المهــدي؛ الخليفة أمــام قصائده وأنشد بغداد قصد بشارا من وهو الشــعر، من قصيدة ألف عشر اثني ألف إنه ويقال.42يؤثر ما أحسن يعتــبر الــذي بشار شعر ومن للمعــاني )مســتحدثا( ومثــاال

المكفوف وهو حبه، وصف في قوله الجيد والشعر المبتكرةمعه: تكلمت امرأة لصوت البصر، لبعض أذني قـــوم يا

عاشـــــــــــقة الحي قبل تعشق واألذنأحيانــــــــــــا العين تــرى ال قــالوا: بمن

لهم: فقلت تهذي،ــوفي كالعين األذن ت

كانا ما القلب لــه، أخــرى صــورة في ودقة بساطة المعني هذا يزيد وهويقول: حيث

كعب بن عقيل قالتتعلقها إذ

ــبي، ــ به وأمسى قلـأثـــــــــــر: حبها من ترهـــــــــا، ولم أتى،

ــذي! فقلت ــ لهم: ته ال ما يــرى الفؤاد إن

ـــــــــــــرى البصر ـي عــام )المتــوفى الــرومي ابن )البــديع( قــول من واعتــبر م(:893هـ=280

نقرته من يجـــــــذبطـــــــــــــــــــــــرة

عن يقصر مــدى إلىنيله من يأخذ فوجهه

رأسه من الصيف نهار أخذليله وجمــال األســود الشاعر لون إلى والنهار بالليل يشير وهو

الرأس. جلد بياض فمن كبــير ابتكار الشعراء هؤالء شعر في يكون ما وكثيرا

الــدهر نكبه وقد الســبعين؛ على نيف أو الســتين ينــاهز وهو بشــار، قتل - وقد42 الذين الناس إال يبق لم إنه أشعاره في قال ذلك. وقد قبل أصدقائه جميع بفقد

زنــديق؛ إنه له وقيل إليــه، به فســعي المهدي، ذم وقد الكالم؛ هو ما يعرفون ال المــاء فحمله بالبطيحــة، جثته فــألقيت مــات؛ حــتى التلف ضــرب بضربه فأمر

ــرة؛ إلى= =دجلة ــرجت ودفن، فأخذ البص له أمة إال أحد تبعها فما جنازته وأخ وا ســيداه وتصــيح: وا جنازته خلف تســير رؤيت تفصح؛ ما عجماء سندية سواد

سيداه.

122

نواس: أبي قول ذلكــول ــداة تق ــبين غ ال

نســـــائهم إحـــــدى الحــــــري، الكبد لي

الصـــبر فســـر! ولك عــبرة، خضــبتها وقدفلــــــــــــــــــدمعها

وفي خد خــدها علىنحر نحرها المعتز: ابن قول أو

حسن إلى أنظربــــــــــــــــدا هالل

أنـــــــــواره من يهتكالحندسا من صيغ قد كمنجل

فضة الدجى زهر من يحصد

نرجسا الرومي: ابن قول أوــرت وقد ــدي نشـ أيـ

ــحاب ــا السـ مطارفـ دكنا األرض على قـــــــــوس يطرزها على خضر وهي

ــام ــ ــفر الغمـ ــ بأصـ أخضر في أحمر على

مــــــــــــــبيض وسط أقبلت خــود كأذيــالغالئل في

والبعض مصـــــــــبغة،بعض من أقصر به أحــاط الشــقيق من سرير وصف في الصنوبري ويقول

أبيض: وردــدق قد ــ ــورد أحـ ــ الـ

بالشـــــــــــــــــقيقاألنيـق بســـتانك خالل

ــ ــوه حوله أنماكـ إلى مستشــــــــرقاتوجـحريـق ويقول:

تصــعد أو تصوب إذا قالشقيـــ محمر وكــأنــاقوت أعالم ــ من بســـــاط على ـننشر يـ

زبرجد يصــفه، بموضع بركة يشبه والصنوبري من يخلو ال تشــبيهافيقول: ومبالغة، تطرف

رقة من الجو هيأن غــــــــــــــــــــير

ــان ــور مك يطــير الطيالســـــــــــــــــــــمك الربيع: أغاني إحدى في ويقول

الصــيف في كــان إنوفاكهة ريحـــــــــان

مســــــــتوقد واألرضتنــــــــــــــــور والجو في يكن وان

النخل الخريف عريانة فــــــــــاألرض

مقــــــــــــرور والجـو الشــتاء في يكن وإنمتصــــــــــــال الغيث

ــاألرض ــ ــورة ف ــ محصمأســــــــــــور والجـو الربيع إال الــــدهر ما

إذا المســــــــــــتنيرــور أتاك الربيع جاء الن

ـــــــــــــــــــــور والـن ياقوتة واألرضلؤلــــــــــــؤة والجـو

فــــــــــيروزج والنبتبلــــــــور والمـــــــاء أحلى اللــه! ما تبارك

الربيــــــــــــــع! فال بالصيف فقايسه تغرر

مغــــــــــــــــــــــرور جنيات طيب شم منيقل الربيع

وال مسك المسك الكــــــافور الكــــــافور ــبر وكــان ــير الشــعبيين الشــعراء هــؤالء أك ابن مــدافع غ

م(.1001هـ=391) عــام وتــوفي ببغداد، كان الذي الحجاج

123

وكان يقول: ولذلك نحيفا دقة علي تخـــافي ال

كشــــــــــــــــــــحي الرجـــــال تكـــــال ال

قال وقد بـــــــــــــــــالقفزان خرج لما نفسه، عن مدافعا غرمائه: من هارباــربت ــني من هـ وطـ

بلد إلى فيه الجــوع صــفر قد

منقــــــــــــــــــــاري ــول ــ ــوم: فر يقـ ــ قـولو الخســــــــــيس،

غــير كــان فــتى كــانفــــــــــــــــــــــــرار في عيب ال عيب ال

ــــــــــــــرار فقد الفــبي فر ــدى نـ إلى الهـ

ــــــــــــــــــــــــار الغ البيــتين هــذين العصــيب الــوقت ذلك في قــال أنه ويظهرمفتخرا: اآلتيتين غـــــــدا لما قلت قد

شــكروا فما مــدحي، فما ذمي، وراح

شـــــعروا بـــــالواوال القـــوافي نحت عليمعادنها من

تفهم لم إذا علي وماالبقر نشأ والذي أيضا، العراق إلى أصله يرجع الذي المتنبي أما

القــدماء، العــرب بطريقة يتمسك فنجده الشام، في خالفــاالمحدثين. الشعراء لهؤالء

ــان ــبي وكـ ــير المتنـ ــتز ابن من األخذ كثـ تركه على المعـــرار ــالنظر اإلق ــدثين. وقد شــعر في ب ــاداه المح شــعراء عالحجاج. وابن لنكك، وابن سكرة، كابن العراق

عــام )المتــوفى الشــامي الشــاعر فراس أبو كان وكذلكــوال على م( ينسج998هـ=357 ــدماء، منـ عن يحد لم القـ أو قصــائده، في تعرضه قلة فيه نــراه ما قــط. وأغــرب ذلك

الحـروب لـذكر قصـائده، في يتعرض أن يرد لم أنه باألحرى اإلســالمية؛ المملكة غــرب في ناشــبة كــانت الــتي الشعواء الحمــداني، األمــير الدولة ســيف خــال ابن كــان ألنه ونظــرا

العصر. ذلك حوادث أثر من الكثير ذاق قد يكون أن فالبد م( ببغــداد؛970هـ=361) عــام الرضي الشــريف وولد

وكــان الحجــاج؛ ابن مــات لما عمــره، من الثالثين في وكان الرضي الحجاج ابن شعر من اختار وقد عظيما، شاعرا كتابا الرضي الشــريف الحســين. وكــان شــعر من الحسن سماه سيدا فقد النســب، عريقة عظيمة شــجرة من انحــدر كبــيراــان ــوه ك أب ــا ــويين نقيب ــا، للعل ــات فلما جميع ــنة في م ) س كان ما جميع و أبيه منصب الرضي م( تولى1009هـ=400

ــده ــه، به ويعهد يتقل ــه. أكــبر الشــريف يكن لم وإن إلي إخوت اتخذ وقد المظهــر، في األبهة مثــال داره وكــانت لطلبة دارا

124

ــماها العلم ــاجون ما فيها لهم وهيأ العلم، دار سـ ــه. يحتـ إليـ الرضي وكان رفض وقد شــيئا، أحد من اليقبل بأنه مشهوراشعره: ومن وزير؛ من هدية

من انتصـــافي أرومأباعد رجـــــــــــــال

من لي أعدى ونفسيويقول: أجمع النـــــــــــــاس

نفس تكن لم إذاــتى ــديقه من الف ص

خلة في يحـــــدثن فالويقول: مطلبـــــــا الغـــــــير

إنما وقـــالوا: تعللنومة العيش

ويمضي تقضـــــــــى، ساكنا نوما كان ولو أجمع الهم طــــــارق

لحمدتهــوم ولكنه ــ ــروع نـ ــ مـ

ــــــــــــــــــــــزع مـف كلمة حقيقة النبيل الرجل هـــذا فم من يخـــرج يكن ولمالعامة. بها يتلفظ التي القبيحة الكلمات من واحدة

125

3..............................................................الناشر كلمة7...................................................................المقدمة

8............................................الهجري الرابع القرن فصل17..................................................................األمراء18......................................................بغداد في الفساد22.......................................................والنصارى اليهود

30..................................................................الشيعة38.................................................................تعليقات

41............................................................الدولة إدارة47........................................................الوزراء الوزارة

57.......................................................المالية المسائل62.................................................اإلسالم في جمارك ال

70.....................................................الخالفة دار رسوم79..................................................................الرقيق

83.................................................................تعليقات87..................................................................العلماء

94.............................................................الدين علوم100....................................................الفقهية المذاهب

103................................................................القضاة110.............................................................اللغة علم

111..................................................................األدب

126