مذكراتنجيبالرحياين

مذكراتنجيبالرحياين

تأليفالريحاني نجيب

الريحاني نجيب مذكرات

الريحاني نجيب

والنرش للرتجمة عربية كلماتوالنرش للرتجمة عربية كلمات للنارش محفوظة الحقوق جميع

محدودة) مسئولية ذات (رشكة

وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والنرش للرتجمة عربية كلمات إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنما

القاهرة ،١١٧٦٨ نرص مدينة ،٥٠ ص.ب.العربية مرص جمهورية

+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٢٧٤٣١ تليفون:kalimat@kalimat.org اإللكرتوني: الربيد

http://www.kalimat.org اإللكرتوني: املوقع

كلمات لرشكة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعالعمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والنرش. للرتجمة عربية

العامة. للملكية خاضعة

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 Kalimat Arabia.All other rights related to this work are in the public domain.

املحتويات

7 مقدمة9 عرفته كما الريحاني نجيب -117 الطريق ل أو -233 أضعتها ثروة -345 الكوميدي املرسح يف -459 بك كشكش -583 الوطن خدمة يف -699 تقليد كشكش -7115 الجنوبية أمريكا يف -8133 بك كشكش إىل: عودة -9143 الشقيقة األقطار إىل -10159 والسينما املرسح بني -11

مقدمة

الريحاني نجيب بقلم

املذكرات صاحب

خلقت ألنني إال ليشء ال كثريا، األمر يف فكرت مذكراتي، بنرش لنفيس أسمح أن قبلأظل ترى يا فهل واملداراة. املواربة إىل أميل وال الحق، يف اللوم أخىش ال رصيحا،إىل مجاملة من عليه الناس درج ما يدفعني أم الخليقة؟ بهذه متحليا أكتب فيما

والتهرب؟ املواجهةواحدا. حرفا مذكراتي يف أخط أن قبل الزمني الذي التفكري موضع هو ذلكمرارته، بي حاقت مهما الواقع أميل أن نفيس عىل آليت فقد ارتضيت، وقد أماجمعتني ممن غريي ينال أن قبل ينالني ألم من فيها كان مهما الحقائق وأسجل

رابطة. أقل بهم وربطتني جامعة، أية بهمأنني نفيس دخيلة يف أشعر بي فإذا الوترية، هذه عىل مذكراتي يف ومضيتتاريخ نواحي من لناحية صحيح تسجيل الحقيقة يف هو مفروضا، واجبا أؤديفيها واقعة رسدت كلما كنت بأنني األفاضل القراء وأصارح العزيزة، بالدنا يف الفنسعادة اآلونة، هذه يف الحقة السعادة أحس كنت شأني، من باإلقالل يشعر ما

الريحاني نجيب مذكرات

الصحيحة، بشهادته فيديل القضاء منصة أمام يقف حني املؤمن الصادق الرجلالبلبال. هادئ البال، ناعم الضمري، مسرتيح املكان ويغادر

أحدا ولكن يرضيهم، ال قد بما الكثريين تناولت هذه مذكراتي يف أنني عىليفعل، أن حاول إن ألنه هنا، أثبت مما واحد حرف يف يناقضني أن يستطيع ال

يريد. ما وبني بينه حائال الحقائق وقفتبيني كان مما الكثري رشحت لقد … مثال يوسف عيل القديم الزميل فهناك(ص. السيدة مع الحال وكذلك والهيام، الغرام ميدان يف حربية مواقع من وبينهما كل … الساخنة الفصول وتدبري املقالب، شك حد عليها تنازعنا بلغ التي ق)

صادقة. حقائق عنهما ذكرتهرابطتهن حقيقة عن أكشف أن يسوءهن قد عنهن تحدثت من بعض ولعلتحدثن أن لهن سبق وقد المعة. كواكب سمائه يف أصبحن أن بعد باملرسح األوىلفرشحت كثريا، املقاالت ودبجن كثريا، حياتهن تاريخ ورشحن كثريا، الصحف إىلوكيف الصغر، منذ بالتمثيل شغفت وكيف املرآة، أمام تمثل كانت كيف منهن كلأحاديثها يف ذكرت هل ولكن أذكره، لست مما وكيف وكيف، … لذاته الفن عشقتعىل تقف كيف عن شيئا — حتى) املجاملة (وبالش الواقع تقرير باب من ولو —بأنها اعرتفت إذا عليها العار من وكأنه … أبدا أبجديته؟ تنطق وكيف املرسح،

سيدي!! يا مبتدئات (وبالش) … الريحاني فرقة يف ممثلة كانت

8

األول الفصل

نجيبالرحياينكامعرفته

خريي بديع األستاذ بقلم الريحاني نجيب

نجيب وفاة عىل سنوات عرش مرور بمناسبة — الهالل دار تفكر أن غريبا ليسبقلمه، لها وكتبها حياته، يف بها خصها التي مذكراته إصدار يف — الريحانياألصلح». إال يبقى وال الصحيح، غري يصح «ال — يزال وال — دائما كان فشعارهاكرس شخص يف األصيل للفن تكريم بالذات، املناسبة هذه ويف املذكرات، هذه ونرش

لفنه. حياتهوصديقي أخي مذكرات عن الكتاب لهذا أقدم أن الهالل دار دعتني وحينماأيامنا إىل ذاكرتي وعادت الذكريات، من لجة يف غرقت الريحاني، نجيب الراحليف املرء عىل السهل من ليس أنه وأدركت الكفاح، صور بخاطري ومرت املاضية،أن ووجدت املذكرات، طالعت حينما خصوصا نفسه، عن يعرب أن األحيان بعضومن الشائق. وأسلوبه املحبوبة برصاحته حقها، نقطة كل وىف قد الكريم الراحلوبرزت وحده، للمرسح كرسها التي الحافلة حياته برزت مذكراته صفحات بني

بالحياة. نابضة حية الكفاح صورجمعتها وصور، … وذكريات … خواطر مجرد إال ليست إذا املقدمة هذه

… هناك من وصورة هنا، من صورة ذاكرتي، من أشتاتامهنة من عيشه يكسب ممثل مجرد يكن لم الريحاني أن األوىل والصورةاالضطهاد ولقي فقط، لفنه عاش أصيال فنانا … وفنانا فيلسوفا كان بل التمثيل،

العليا. مثله سبيل يف العيش وشظف والحرمان

الريحاني نجيب مذكرات

الغاية. لهذه يعملون أهله وكان ناجحا، موظفا ينشأ أن يمكن الريحاني كانينفقه وظيفته من يكسبه ما كل فكان دمه، يف يجري كان التمثيل حب ولكنأهله. استياء أثار مما الوظيفة، هجر إىل الهواية هذه دفعته ثم هوايته، إشباع يفلفنه حبه فرط من وكان والحرمان، والجوع الترشيد حلمه تحقيق سبيل يف وعانىإىل العودة له يتيح الذي املال بعض ليجمع الحيل، أعيته كلما الوظيفة إىل يلجأ

انترص. حتى وجاهد الريحاني كافح ولقد … التمثيلله أبدي أن حاولت فإذا مشاعري، عىل يسيطر الرائع تمثيله كان ما وكثرياإىل يسعى الذي القانت، بالعابد نفسه وشبه ذلك، عن نهاني بتفوقه، إعجابيإىل يسعى أن البد األصيل املمثل أن رأيه من وكان يراه. أن دون هللا إىل التقربيراه أن دون … الكمال هذا إىل للوصول حياته طوال يسعى ويظل املطلق، الكمال

إليه! يصل أوسائدا كان الذي االتجاه يكره وكان ويحرتمه، فنه يقدس نجيب كان ولقدإىل الصعود قبل املكيفات أو الخمر تعاطي إىل املمثل يدفع والذي األيام، تلك يفوتقوي الجماهري مواجهة عىل املمثل تشجع الخمر أن زعم عىل املرسح، خشبة… التمثيل قبل الخمر من كأسا رشب أن الريحاني حياة يف يحدث ولم أداءه.ساعة بنصف التمثيل قبيل باملرسح غرفته يف يعتكف لفنه احرتامه فرط من وكانعزلته عليه يعكر أن — الظروف كانت مهما — إلنسان يسمح وال األقل، عىلويتقمص الجماهري، ملواجهة ليهيئها بنفسه ينفرد كان هذه عزلته ويف املقدسة.وهو رأيته إذا وكنت … سيؤديه الذي الدور يف ويندمج سيمثلها، التي الشخصيةاالنفعال فرط من خلته دوره، ألداء املرسح إىل طريقه يف الخاصة غرفته يغادرالشخصية يكون فعال: آخر شخصا اللحظة تلك يف يكون أنه والواقع آخر. شخصا

مرسحيته. يف دورها سيؤدي التيمشورة عىل بناء املرسح اعتزال يطق لم أنه لفنه الريحاني حب من بلغ وقدستة املرسح عن باالبتعاد نصحه قد روزات الدكتور وكان ،١٩٤٢ عام األطباءأقيض أن يل «خري قال: أن إال الريحاني من كان فما صحته، عىل حرصا أشهر

فرايش»! عىل أموت أن من املرسح، فوق نحبيكانت الذي — الوحيد الفرقة رئيس بل — الوحيد املمثل هو «نجيب» ولعلالكواليس، بني يقف دوره أداء من يفرغ أن بعد وكان فرقته. أفراد إجادة ترسه

10

عرفته كما الريحاني نجيب

للمجيدين. شخصية هدايا يقدم بل واإليماءات، باإلشارات فرقته أفراد يشجع ويظلأواجه أن يل «خري ويقول: باالتهام يعبأ ال ولكنه بالكسل، تتهمه الصحف وكانتفيها أو ضعيفة، مرسحيات عرش له أقدم أن من كاملة، واحدة بمرسحية الجمهوريقيض كان ما وكثريا بالربوفات، جدا يهتم كان السبب ولهذا ضعف». مواضع

مرسحياته. فصول من واحد فصل عىل التدريبات إجراء يف كامال شهراأنفق، ما وكثريا اإلتقان، سبيل يف باملادة يعبأ الفنان الريحاني يكن ولمحد بها يبلغ أن يريد مرسحية إخراج سبيل يف الديون، وركبته اإلنفاق، يف وأغرقالليايل يف املرسح امتالء من يتربم كان لقد بل أبدا، فنه عىل يبخل ال كان الكمال.له يتيح الذي الهادئ الجو من يحرمه االزدحام هذا أن يرى كان فقد املزدحمة،وسط وتتجىل تربز بالفعل مواهبه وكانت املحدود، للجمهور يفرح كان اإلجادة.فرقة. كصاحب إليه بالنسبة املادية الفوارق من ذلك يف ما مع الهادئ، املتفرجتذاكر تباع أال — الخريية والجمعيات املتعهدين مع تعاقده لدى — يشرتط وكانتدره ما قيمة تقتطع أن عىل باإلسكندرية، والهمربا بمرص، األوبرا يف التياترو أعىل

شخصيا. يتقاضاه الذي األجر من األماكن هذه

وصربه الصادقة جهوده عىل كوفئ وقد ورسالته، بفنه مؤمنا أصيال، فنانا كان لقدمكافأة أكرب ولكن بفنه. واعرتافهم واحرتامهم الجميع تقدير انتزع فقد وإيمانه،أثمرت فقد واحتقرته، فنه حاربت التي أمه من كانت للريحاني بالنسبة وأعزهاالقصة رواية من يمل يكن لم لذلك ابنها، بعمل األم من وفخارا زهوا جهوده

وسعادة: وإعزاز فخر يف التالية،ممثل. أنني عني يعرف أن وتكره التمثيل، مهنة من تأنف والدتي «كانتالجديدة، مرص يف املنزل إىل عائدة «املرتو» عربة يف هللا رحمها كانت أن وحدثأذنها فأرهفت اسمى، أثناءها ورد فنية شئونا يتذاكرون الركاب من رهطا فسمعتدهشتها أشد كان وما تشعرهم. أن دون انتباه بكل إليه وأصغت الحديث، لسماعأتدري … بمجهودي واإلشادة عميل، وامتداح عيل، الثناء عىل مجمعني سمعتهم حنيوسط وقفت لقد وتنكره؟ التمثيل تحتقر التي العزيزة، الوالدة هذه من كان ماذااليل «الراجل صوتها: بأعىل وقالت املتحدثني، أولئك إىل واتجهت «املرتو»، عربةمن بالك وخليل … املمثل»! الريحاني نجيب والدة أنا ابني، يبقى ده عنه بتتكلموا

11

الريحاني نجيب مذكرات

موضع أضحت قد بها، «أوصم» أن تأنف أمي كانت التي الكلمة وهي دي، «املمثل»رحمها والدتي تفضلت أنساه، ال الذي املرتو يوم اليوم، هذا ويف وفخارها! زهوهايقدره الذي ابنها ملشاهدة خصيصا األجيبسيانة تياترو إىل بالحضور فرشفتني هللا،حياتي»! أيام أسعد، أقل لم إن أسعد، من اليوم هذا فكان ويمتدحونه، دونها الناسجومون رشكة دعت فحني به، واالعرتاف فنه تكريم لريى الريحاني عاش ولقدالعمالقان املمثالن بينهم من وكان واملمثالت، املمثلني كبار من عددا الفرنسيةبلغ بباريس، ياقوت، فيلم إخراج أثناء تمثيله ليشهدوا بوشيه»، وفيكتور «رايموكلون الفرنسية، املدن يف حفالت لتقديم فرقته دعوة إليه طلبوا أن به إعجابهم من

الحفالت! هذه عىل باإلرشاف وتعهدوا بل الرشقي، الفن ألوان منقراقوش» «حكم مرسحية الريحاني قدم املرصي الضباط نادي أقامها حفلة ويفإذ اإلنجليزي املرسح عميد هيكس، سايمور سري به واإلعجاب تهنئته إىل فهرع

العامليني. املمثلني من األول الصف يف ممثال يشهد إنما أنه وقرر ذاك،طلعت به املعجبني بني من وكان عرصه، عظماء تكريم الريحاني لقي ولقد

وغريهم. نسيم، وتوفيق شعراوي، وهدى زغلول، وسعد حرب،يعتنق هللا رحمه كان فقد بها، ينفرد التمثيل يف مبادئ للريحاني كانت ولقد… املألوف تخالف — املمثلني وأوضاع حركة ترتيب أي — «امليزانسني» يف مبدأتكييف يقتضيه حسبما ليلة كل منها يشاء ما تغيري يف الحرية للممثل يرتك كاندون املرسحية ألفاظ بحرفية يتمسك كان ذلك مع ولكنه واتجاهاته، مليله املمثل

تبديل! أو تغيري

إجبارا جمهوره أجربه الذي الكوميدي، املمثل الريحاني صورة هي الثانية والصورةذلك كان وربما الدراما، يحب الريحاني كان ولقد الكوميدي. االتجاه يف املسري عىليعاوده وفكاهته، مرحه قدر عىل وكان به. مرت التي القاسية الظروف بسببقبل اختفى الذي الريحاني» «جورج إخوته أصغر ملأساة متقطعة فرتات يف الحزننجيب مات حتى اختفائه سبب ظل وقد سبب. ما لغري طويلة بسنوات موتهوانضم أسلم إنه قائل فمن اإلشاعات، تكتنفه غامضا لغزا — يزال وال — الريحاني

األديرة! أحد يف واعتكف ترهب إنه قائل ومن الصوفية، جماعات إىلتجاوبا يلقى ال كان ولكنه للدراما، آخر إىل وقت من يحن الريحاني وكانتحولت عندما اقرتضته ما «بلغ ذلك: عن نفسه الريحاني ويقول الجمهور، من

12

عرفته كما الريحاني نجيب

ما مقدار فتصور وعرشين، ثمانية الدائنني عدد وكان جنيه، آالف أربعة للدراماإزاء النفسية حالتي تصور ثم متوالية، ارتباكات من الديون هذه يل تسببه كانتأصبحت إذ الحد، هذا عند تقف لم نكبتي أن عليك ألقص انتباهك أعرني ثم ذلك،هذه كل … الصحافة الجاللة صاحبة وتهكم الغري، وشماتة القوم، لسخرية هدفاالدراما «قدس» عىل تجارست ألنني كانت متتابعة، رأيس عىل انصبت التي الحمالت

«دستور!». وال «إحم» غري منفكها يراه الجمهور كان فقد الدرامة، ترك عىل جمهوره أجربه … نعممن ولو تضحك، حتى تراه أن تتمالك «ال أحدهم: عنه عرب كما أو بالسليقة،كان وحركاته وإيماءاته تعبرياته يف حتى أنه والواقع املكفهر»! ووجهه تكشريتهشاريل هو عنده املفضل املمثل وكان دمه، يف الفكاهة كانت متكلف. غري فكهااملعجب بني تقارن أن القارئ أيها ولك الفن، فيلسوف يعتربه كان الذي شابلن،املجتمع نقائص عىل الضحك فلسفة وكانت فيلسوفا، كالهما كان لقد به. واملعجبشكل يف بإبرازها العيوب هذه عالج إىل تهدف إصالح فلسفة فيه، يعيش الذي

ونسخر! منها نضحك يجعلناأال عليه كتب فلما الدراما، إىل الحنني يعاوده يفتأ ال كان فقد ذلك ومعالدراما، من بالكثري الفكاهية مرسحياته بتغذية هذا ميله يريض كان يمارسها،كان الذي الجمهور رغبات مع تمشيا االتجاه، هذا من للحد الدائمة محاوالتي ولوال

فيه! لتمادى للفكاهة، خلق أنه يرى

املرسح من جعل الذي الثائر، الوطني الريحاني صورة هي … الثالثة والصورةإىل الجماهري عيون وفتح بالفكاهة، السياسة عالج الذي الرجل … للوطنية منرباعنت من فلقي عليهم، وتهكم مرسحياته يف وأعوانهم اإلنجليز وهاجم حالها، سوءمذكراته: يف الريحاني نجيب ويقول الكثري. اليشء الرساي، واضطهاد االستعمار،

املنقطع اإلقبال هذا الشعب عامة ومن املثقف، الجمهور من رأيت «حنيالنافع، التوجيه أوجهه وأن صالحا، استغالال أستغله أن رأيت النظري،التي االجتماعية العلل عن وأبحث الشعبية، العيوب عن أنقب فرحتملثل ناجع عالج من يجب ما الروايات ألحان ن أضم ثم البالد. تنتابإليقاظ أداة تكون أن األلحان هذه من كثري يف راعيت كذلك األدواء. هذه

13

الريحاني نجيب مذكرات

عىل واملحافظة شأنه، وإعالء الوطن، حب وتعويده الجمهور، شعورهذا آثار من وكان التالد. الطريف وعزه الخالد، بمجده والتغني كرامته،أسلحة واختلفت والحساد، الخصوم تضاعف أن النجاح، وذلك اإلقبال،ودناءة، بخسة الخلف من يطعن كان من فمنهم حربي: يف منهم كل

اليومية»! الجرائد صفحات عىل جهارا يغازلني كان من ومنهم

يف سادرا وظل شخصه، عىل الحمالت بهذه يأبه لم الريحاني أن وأشهدحررت التي الحديثة للثورة بفنه مهد قد إذن فالريحاني الالذعة، التهكمية حمالتهواالستبداد االستعمار رأسها وعىل عليها، وتهكم منها ضحك التي األدواء من مرصالريحاني ضمنها التي درويش سيد أغاني إىل واستمع واالستغالل. والطغيانكان لقد والحرية. والكرامة العزة سبيل يف متأججة ثورة إىل تستمع مرسحياته،عىل الجالس عىل وتهكم الرساي، وجه يف وقف الذي الوحيد الفنان هو الريحانيأثار مما جميعا، عليهم الناس وأضحك السياسة محرتيف مساوئ وأبرز العرش،

وغضبهم. حقدهم

كان مهنته. وأبناء ألصدقائه الويف اإلنسان الريحاني صورة هي الرابعة والصورةأصدقاؤه، يقيمه حفل حضور يف يرتدد ال ولكنه العامة، الحفالت من يفر الريحانيمن لونا لهم يطهي التكريم يف مبالغة وكان الحفالت، لهم يقيم كان ما وكثريالخادمه وحبه ووفاؤه السلطات. يصنع كان الوقت له يتسع لم وإن الطعام، ألوانمرضب يعد — كشكش» «بحسن بعد فيما اشتهر الذي — صالح» «حسن النوبياملرسح يف الذهبي عرصه اقرتن إذ سعد»، «قدم يعتربه نجيب كان فقد املثل.هي فرناي» دي «لويس صديقته كانت النساء بني ومن بخدمته. حسن بالتحاقنجيب: ويقول واملال. الحب يف السعادة لها عرشته صحبت التي السعيدة التميمة

أزري، يشد ومساعدا الشدة، يف عونا وكانت يل، صديقة لويس «كانتزمالتها، أيام أذكر فأنا طيبا، شيئا حياتي يف ذكرت ولنئ عزمي، ويشدد

صداقتها». وعهد

اختلف حني يقول إليه استمع واألحالم. والفأل بالحظ يؤمن الريحاني وكانبني دب قد الخالف كان ١٩٢٠ عام أواخر «يف وفارقته: لويس صديقته مع

14

عرفته كما الريحاني نجيب

أوىل كان الفراق هذا أن ويقيني عودة، غري إىل فافرتقنا وبيني، لويس الصديقةبعضها يأخذ متتالية، حلقات إيل وساقها رأيس، فوق القدر صبها التي النكباتالبحر ذلك بعد أضحى جارف، خري من يغمرني كان ما ألن ذلك بعض. برقابالفتاة هذه أن تماما اقتنعت لقد حتى مستطريا ورشا بل ناحية، كل من جفافاالعمر»! وحظ الدهر، بسمات جعبتها يف حملت إنما وأنها األرزاق، مصدر هي كانتيف بذلها التي جهوده يف صورها أبرز يف وتتجىل تربز الريحاني إنسانية ولعلبيته شيد وحني املتقاعدين، للممثلني ملجأ إقامة عىل الحكومة لحث أيامه، أواخرالنبيل، الغرض لهذا وفاته بعد يخصصه أن يريد كان يسكنه، أن قبل مات الذيأمنيته. تحقيق له وتم الرسمية، اإلجراءات أتم قد لكان عاجلته، املنية أن ولوال

الذي األصيل، الفنان الريحاني … اليوم مذكراته تقرءون الذي الريحاني هو هذااالضطهاد ولقي سبيله، يف يشء بكل وضحى أحبه، الذي لفنه حياته كرس

سبيله. يف والجوع والحرمانولكنه يمت، لم الفنان الريحاني أن معناه … جليال ملعنى الكتاب لهذا وإن

يموت. ال الصادق الفنان أن معناه … محبيه قلوب يف خالد

15

الثاني الفصل

الطريق ل أو

العالم، كف فيه تلقفتني الذي التاريخ إىل بالذاكرة أرجع أن إىل حاجة يف لستوالدتي أن أو … كذا عام كذا شهر من خلون لخمس ولدت إنني مثال فأقولمما أو … أو … وإقبال يمن طالع أهيل اعتربه األفق يف دري كوكب بظهور اقرتنتحني عرشة، السادسة سن إىل بهم أقفز أن ويكفي فائدة، من للقراء فيه أرى الوخربة. تعليم من الكافية باملئونة تزودت أن بعد بالخرنفش، الفرير مدرسة غادرتالحصول يف وأتوسع العربية، اللغة آداب دراسة إىل أميل هذا عهدي يف كنت

الشعراء. وتاريخ الشعر والسيما فنونها من قسط أكرب عىلاسمه خاص بمدرس يل فجيء املدرسة يف أتلقى كنت بما ذاك إذ أكتف لمجهوري، بصوت املحفوظات بعض ألقي كنت حني كثريا يرس كان بحر، الشيخنبوغا بحر الشيخ يعتربه كان مما ذلك إىل وما تفسريية، وإشارات تمثيلية، ونربات

وعبقرية.الشيخ أستاذي إعجاب من ذلك نشأ فقد التمثيل هواية عندي تولدت كيف أمابعض بتمثيل وآخر وقت بني طلبتها تكلف املدرسة كانت كذلك وبإلقائي، بي بحرالروايات. هذه يف الهامة األدوار لتمثيل أندب كنت ما وكثريا مرسحها، عىل الرواياتوتشاء بالقاهرة. الزراعي البنك موظفي سلك يف اندمجت املدرسة هجرت وحنيعيد عزيز األستاذ العهد ذلك يف البنك موظفي بني يكون أن الغريبة املصادفات

التمثيل. مواالة عن يمنعه هذا عمله يكن لم الذي

الريحاني نجيب مذكرات

غرام أول

وكان يلهو) (امللك رواية وهي تمثيلها يف اشرتكت رواية أول إىل أشري أن أرى وهنا(بك). رياض كمال أحمد اسمه أديب ترجمها قد

عىل أعرج أن العزيز القارئ يل فليسمح رواية أول إىل أرشت قد كنت وإذاقلبي. به علق غرام أول

(موضع العزيز عبد بشارع ملرسحه املجاورة فرح إسكندر قهوة يف نجلس كناأفندي عيل القديم املمثل القهوة هذه زبائن من املمثلني بني وكان اآلن) أوملبيا سينما«قطقوطة» لعيل وكان الحفالت. متعهدي عتاة من ذلك بعد أصبح الذي يوسفأركان أحد تحتل «الشيخوخة» … عنفوان يف اليوم إىل تزال ما املمثالت بني منفرح، إسكندر قهوة من املوضع هذا مثل إىل تأوي املايض يف كانت كما الفن، قهوةالفتاة هذه بصداقة يعتز يوسف عيل كان ق). (ص. السيدة هي «القطقوطة» وتلكفابتسامة نظرة كانت الحديث، يف ألشاركهما أذهب كنت فلما كان»، ما «باعتبار

فشبكان!! … إيه عارف فمشكانت بينما هذه، يوسف عيل فتاة وبني بيني تنمو الصداقة أوارص وظلت

شيئا!! أمرنا من الرجل يعلم أن دون صديقها، وبني بينها ترتاخىالذي هذا خاطر أجل من كلها الفريان هللا وقاتل … عبه» يف الفار «لعب وأخرياكبري جانب عيل كان لكنه يساوره، بدأ الشك إن أقول يوسف. أبي عب يف لعبنشعر!! ال حيث من مراقبتنا عىل وعمل نفسه، يف مما شيئا لنا يبد فلم اللؤم، من

موالي يا

ومع عمري، من عرشة السابعة أو عرشة السادسة يف «ظبيا» الوقت ذلك يف كنتتكن لم «خلقتي» أن االعرتاف من مانع أال أرى التواضع بفضيلة املساس عدمذلك عيل زد يوسف، عيل اللطيف الصديق خلقة العظيم، هللا أستغفر … بـ لتقارنخلقتني). كما موالي (يا منافيس كان حني يف اإليراد، مضمون موظفا كنت أننيعىل النافر، الغزال مع فاتفقت سببي وقوت أزري شدت العوامل هذه كل

القاسية. ورقابته يوسف عيل عن بعيدا اإلسكندرية يف األسبوع نهاية تمضية

18

الطريق ل أو

الرضا فحصل البنوك، يف األسبوعية العطلة موعد هو األحد يوم أن ومعروفثم الثغر، إىل السبت ظهر القاهرة نغادر أن عىل محبوبي!! … وبني بيني واالتفاق

.… حدث ماذا اسمع ولكن االثنني صباح منه نعودعيل وألح يوسف عيل الصديق مكتبي يف زارني البنك من الخروج موعد قبليحتاج ولذلك خلوية، نزهة إىل زمالئه بعض دعا ألنه املال من شيئا أقرضه أن يفوأدعو «زحلقته» عىل هللا أحمد وأنا … طلب ما فأعطيته من»الفلوس»!! كذا إىلأبا وودعت السعيد. الظرف هذا يف عني شغلوه الذين أولئك ألصدقائه العمر بطولمحطة إىل قصدت املحدد املوعد ويف مطمئنا. مكتبي إىل وعدت الباب إىل يوسفرصيف عىل انتظاري يف الجمر من أحر عىل «الكتكوتة» فوجدت الحديد سكة

فرحا. ترقص وقلوبنا امتطيناه الذي القطارعلينا سرتفرف التي بالسعادة نحلم ونحن نهبا األرض ينهب بنا القطار وسار

الباسم! الثغر يف بأجنحتهاحقيبتنا يحمل «الشيال» وخلفنا نسري فنزلنا اإلسكندرية إىل القطار بنا ووصلعزرائيل! أمامي برز حتى املحبوبة، ذراع متأبطا خطوات أسري كدت وما «املشرتكة»واشرتى … مايل اللعني اقرتض لقد يوسف!! عيل … امللعون الصديق ثياب يفهاشا يستقبلنا وراح نفسه، بالقطار أخرى عربة يف معنا وجاء السفر تذكرة منهالسفر، نفقات بدفع قيامي عىل إياي شاكرا بالتحية يل يده يمد وهو مرحبا، باشااستلبها التي … املكنونة» والجوهرة املصونة «الست بسالمتها ولحرضة لحرضته

مندم!! ساعة والت … الندم بنان أعض وتركاني منياللحظة. تلك يف عيني يف أظلمت الدنيا بأن الحبيب القارئ أيها أصارحكفأغسل البصل، سكينة وال حتى أحمل أكن ولم السالح. من خلوا كنت إذ هللا وأحمدحتى مكاني، يف واقفا ظللت بينما العاشقان وذهب األذى!! من الرفيع الرشف بهاأسداس!! يف أخماسا أرضب وجئت فامتطيته مرص إىل العائد القطار ساعة دنت

الدرام أحببت

بالتمثيل. غرامي إىل ولنعدعىل منصبة هوايتي كل كانت بل للكوميدي، أميل الوقت هذا يف أكن لمأبي ولزوميات املتنبي وأشعار هيجو قصائد أستظهر كنت وكم وحده. الدرام

19

الريحاني نجيب مذكرات

حتى تمثيل، يا وخذ إلقاء، يا وهات املنزل، يف بنفيس أخلو ثم املعري، العالءبمثل أعبأ أكن لم فإنني ذلك ومع إخوتي. البيت من «يهج» وكاد والدتي ضجتاستقال ١٩٠٨ سنة ويف الطوفان. فبعدها هوايتي، أريض دمت وما العراقيل، هذهاملمثل مع مشرتكا األوىل، التمثيلية فرقته وألف البنك يف عمله من عيد عزيز األستاذعبد بشارع فرح إسكندر مرسح الفرقة هذه احتلت وقد الحداد. سليمان القديمالقراء ولعل الفودفيل، نوع من وكلها الفرنسية عن ترتجم رواياتها وكانت العزيز.و«عندك للطبيعة» الخارق و«االبن مقرعة» «رضبة روايات بعد ينسوا لم األفاضلفياض. إلياس الكبري األديب ترجمها األخرية وهذه زفاف». و«ليلة عنها» تبلغ حاجةعضوا البنك يف عزيز األستاذ مع الزمالة برابطة ارتباطي بحكم كنت وقدهذا يكن ولم صغرية. ثانوية أدوار الروايات هذه يف يل تسند وكانت الفرقة، يف

إطالقا. النوع لهذا أميل أكن لم — قلت كما — ألني ليضرينيهلل. والشهادة أحد يحتمله ال حدا بلغ قد البنك يف لعميل إهمايل كان وهنايف مكتبي عيل تقتحم كانت ممثلة من وكم أتغيبها كنت أيام بل ساعات من فكم

«ص!». الست القلب منية وخصوصا — البنكعميل. عن تستغني أن إال الصارخة الحاالت هذه إزاء البنك إدارة تجد ولم

باشتغل؟! كنت أنا هو حرسة؟ يا عمل وأي

مفتوح! السنافور

إسكندر تياترو أمام — الفن» «قهوة إال القاطع «الرفت» هذا بعد مثوى يل يكن لميوسف! عيل األخ الطرفني» «صديق غيبة يف الفؤاد) (حبيبة منزل أو — فرح

أخرى بحادثة عليهما فلنعرج الصديقني هذين إىل جرنا قد الحديث دام وماعىل وإياي اتفقت — كان ما باعتبار — الفتاة أن ذلك بعدها. عيل يغمى كادبن عيل أن ذلك معنى كان النافذة، يف نورا وضعت إذا أنها هي معينة إشارة

بالعكس. والعكس أزورها، أن وسعي يف وأن البيت، عن غائب يوسفالطريق أن فعرفت النافذة، من يشع نورا أن يل تراءى الليايل إحدى ويفبال السلم درجات صعدت ثم وتأبطته حذائي فخلعت مفتوح، السنافور وأن خالالعزيز غريمي هو الفاتح الفاتح!! وإذا جدا. خفيفا طرقا الباب وطرقت حركة،حايف ببذلتي الشارع إىل أعدو، وتركني يدي، من الحذاء تناول الذي يوسف!!! عيل

القدمني!!!

20

الطريق ل أو

شهريا جنيهات ٤

— البنك من فصيل بعد — منها اتخذت إنني فأقول إياها. الفن قهوة إىل أعودأسافر أن عيل فعرض هللا عطا أمني األستاذ فيها صادفني أيام وبعد مختارا. محالسليم املرحوم األكرب أخاه ألن ملطوعها، أنا اليل اللطعة بدال اإلسكندرية إىل معهمالية. بإعانة تساعدها التي البلدية عطف محل هي هناك فرقة ألف هللا عطاجنيهات أربعة … جدا مغريا كان املرتب أن والسيما العرض هذا بالطبع وقبلت

التمثيل. من تناولته قيمة ذي مرتب أول وهو الشهر! يف مرصيةوملا األكرب)، (شارملان رواية تمثيل معتزمة هللا عطا سليم املرحوم فرقة كانتسليم وهو — الفرقة مدير إىل البطولة دور يسند بأن ذاك إذ يقيض العرف كان

نفسه! شارملان دور وهو الثاني الدور هو نصيبي كان فقد — هللا عطايف دور إيل يسند أن وهي زمن، من أرقبها كنت التي الفرصة يل وتهيأتبديع، وحوار رائع مشهد الرواية من الثالث الفصل نهاية ويف الدرامات. إحدىهذا أداء يف نفيس أجهدت وقد هللا) عطا (سليم الرواية بطل وبني (شارملان) بنيلم بشكل النجاح حالفني إذ ابتغيت. ما يل فكان جهدي. قصارى وبذلت املشهديف وأغرقته نفسه البطل عىل طغيت أنني الكثريون أفهمني لقد حتى أنتظره، أكن

ظافرا. فيها سبحت التي اإلعجاب لجة— واألدباء الفضالء من جمهرة أن هالني الفصل، هذا ستار أسدل وحنيغرفته، يف املدير وقابلوا املرسح إىل صعدوا — الفرقة مدير أصدقاء من وأغلبهمألنني بي، باالحتفاظ للمدير ونصحوا تهنئتي، أجزلوا حيث استدعائي وطلبوا

غبار. يل يشق ال ممثال — قولهم حد عىل — سأكونال حيث من عيل انهال الذي املديح هذا بعد «ظقططت» بل ال وفرحت،فقلت هللا) (رحمه مديرنا سليم األستاذ استدعاني التايل اليوم صباح ويف أحتسب.وإن بها سيتحفني التي العالوة مقدار وأحذر أخمن وظللت الفرج! جاك واد يا

يل. ربطت التي األربعة بالجنيهات قانعا شخصيا أنا كنتباآلمال نفيس معلال متهلال باسما مديري عىل ودخلت جاكتتي، أزرار وحبكتألن لطيف، و«خليني» واحدا جنيها العالوة تكون أن يكفيني إنه … رسي يف قائالوبني الريحاني نجيب أنا بيني الظريف الحوار هذا وبعد جمع). ما يقل (الطمع

21

الريحاني نجيب مذكرات

ال التي املأثورة الجملة بتلك قائال املدير ابتدرني بالسوء، أمارة هي التي نفيسأذني: يف يرن صداها يزال

!… عنك استغنت الفرقة ألن أفندي نجيب يا جدا متأسف أنا –يعاقب جرما النجاح يعترب وهل عني!! استغنت أوالد!! يا الحرب زي نهار ياكنت حتى التمثيل قبل األوامر يل تصدر لم فلم كذلك األمر كان وإذا املمثل؟ عليه

الزؤام؟! والفشل التام السقوط إىل ألجأإىل أدراجي وعدت قصريها من فأخذتها والرد األخذ من فائدة أجد لم نهايته.

تاه!!! قديمه فات ومن للجميع!! متسع الفن قهوة ويف القاهرة،

الوظيفة إىل عود

،١٩١٠ سنة كانت حتى سعيا، قدماي فحفيت العمل، من الخلو عهد بي طالعميل تسلم إىل فسارعت حمادي بنجع السكر رشكة يف وظيفة عىل عثرت حيثالخبيث، الوسط ذلك خلفي تاركا شقاء، من فيها وما العاصمة عن مبتعدا هناك،

وأتمناه!! أعشقه الذي التمثيل وسطوإعجابهم. رؤسائي ثناء موضع كان السكر برشكة العمل يف نشاطا وأظهرتاملستقبل طريق أشق وظللت خصام، بعد وحالفني عبوس بعد الدهر يل وبسم

مطمئنا. راضيايحدث الليايل صفو «عند الخالد: املثل فإذا أشهر سبعة ذلك عىل الحال ودامما فقوض السبعة األشهر هذه بعد شبحه يل تراءى املثل هذا إن أقول الكدر».«الكدر» هذا حال. إىل حال من توا وحملني اآلمال، قصور من للمستقبل بنيتفقط، التسجيل باب من هنا أذكرها واقعة … الشيطان هللا قاتل … واقعة سببتهما ولكن البعيدة، الذكرى تلك إىل الفكر بي طوح كلما يكسوني الخجل كان وإن

حيلة!! باليدنياته عىل هللا رحمه وكان ت) (عم. اسمه مسنا رجال الرشكة باشكاتب كاناإلنجيل يتلو أن همه كل وكان األيرس، له أدار األيمن خده عىل أحد رضبه وإذااتصاال بيننا الجرية هذه ولدت وقد ملسكنه مواجها مسكني وكان معانيه. ويستوعب

وثيقا.

22

الطريق ل أو

سن يف وكانت الجمال. من كبري جانب عىل ت) (العم حرم السيدة كانتهنا وإىل معي. الحال كان كذلك له. زوجة ال ت) (للعم ابنة تكون بأن لها تسمح

يشء. كل طبيعة ترسمه الذي مجراها يف املسألة تسريالسفر إىل الباشكاتب حرضة األعمال اضطرت السابع، الشهر أيام أحد ويفأن فحدث يمرح، أن له وحال للشباب. الجو خال ذاك وإذ مصلحية، مهمة يف ملرصالليل! منتصف يف املرور أستطيع حتى الخارجي، بابها السيدة تغلق أال عىل اتفقناخادمتها أمام تظاهرت أن بعد مخدعها إىل السيدة وذهبت اتفقنا، كما الرتتيب وتمإىل اللعينة الخادمة بهذه دفع شيطان أي أدري ال ولكنني األبواب. أقفلت أنهاأشد وما فتسللت، اللقيا موعد وحان الداخل. من القفل وإحكام ذلك بعد القيامفيما الشيطان واسترشت وأحالمي. غرامي دون موصدا الباب وجدت حني دهشتيالخادمة ولكن منه تدليت (منور) السقف يف منفذ إىل — هللا قاتله — فدلني أفعلبصوتها فرصخت املتاع، عىل يسطو لصا وظنتني اللحظة، نفس يف استيقظتاكتفوا فضيحة وكانت عيل. القبض وألقي الخفراء ووفد الجريان، وصحا املنكر،العزيز. عبد بشارع الفن قهوة يف املختار محيل إىل فعدت عميل من بفصيل عقبها

جوع! ساعة ٤٨

قد كانت والدتي ألن السكر، رشكة من فصيل بعد البيت يف مجال يل يعد لمأي أمام هامتي أطأطئ أن أعتد لم رجل وأنا دوني. بابها فأقفلت بي، ضاقت

الرضوري؟ القوت عىل ألحصل أفعل وماذا العمل؟ فما خطب.خاللها أذق لم ساعة وأربعني ثماني قضيت أنني األعزاء القراء أيها أقسمأكتسب وسيلة أجد لم ألنني ولكن يشء، عىل أسفا وال مني، زهدا ال طعما. لألكلوبقيت نفيس، تذل ولم رأيس أحن لم ذلك ومع أدام». بال العيش «لقمة ثمن بها

يشاء. ما هللا ويفعل أنا كما أنامكانا كذلك أجد لم ولكنني لهان، وحده الجوع عىل قارصا أمري كان ولوفراشه. يف الراحة يلتمس املدينة يف حي كل وذهب الليل، أدركني كلما إليه آوييف التشطيب موعد إىل الفن) (قهوة يف أمكث وحيدا، الليايل أقيض كنت لذلكتجاه فأجوب النيل، قرص كوبري إىل أغادرها ثم صباح، كل من الثانية الساعةاإلفريز عىل استلقيت والنصب، الكد أعياني إذا حتى قدمي، عىل سائرا الجزيرة

23

الريحاني نجيب مذكرات

أشعتها، الغازلة ترسل أن إىل مسرتيحا، الطريق أحجار من حجرا وتوسدت جانباالفن). (قهوة الرسمي املقر إىل أدراجي وأعود «الهنيء» نومي من فأستيقظ

ثمني! كنز

«كنز»!! وسادتي تحت فإذا وتلفت النوم، من فيه قمت يوما أنىس فلن نسيت وإنما أتعرفون … هو الكنز هذا املفلسون!! إال قيمته يعرف ال سادتي يا ثمني كنزالفتوح؟ هذا ما واحدة!! حتة … مليمات خمسة وافرحتاه! تعريفة»!! «قرش هو؟رءوس عىل تاج «الصحة يقول املثل كان إذا سادتي يا حقا البرشى؟ هذه وماوأقول: أخالفه، فإنني ذلك يقول املثل كان إذا … املرىض» إال به يشعر ال األصحاء

املفلسون. إال به يحس ال األغنياء جيوب يف كنز التعريفة القرشأكلت فقد !… حوش حد ما هللا شا وإن اإلفطار، يف نفيس عىل وسعت وعنهاأيامها ألن كمان، والعيش والطعمية، والسلطة املدمس الفول عماده دسما طعاما

ثروة!! التعريفة» و«القرش مبحبحة الدنيا كانت

كارتر! نقوال

قهوة تشطيب بعد مساء كل كعادتي الجزيرة أقطع كنت وبينما الليايل، إحدى ويفبيشء قدمي فتعثرت فيه، أسرتيح مكانا أتلمس وكنت حالكا الظالم كان الفن،الكاتب العزيز صديقي فيه وجدت استيقظ، وحني إنسان!! هو فإذا تحسستهيا هنا إىل بك جاء الذي ما للداهية يا سيف!! صادق محمود األستاذ املعروف

نجيب!!». يا أنت بك جاء الذي «هو إياه: األجش بصوته فأجابني محمود؟أرسار هتكت عالية ضحكة منا وانطلقت واحدا»، «فندقا يسكن كالنا إذن قلت:معا نتالقى أن عىل فاتفقنا لزميله. حاله يشكو منا وكل سويا، نسري وقمنا الليل!جوعا. يقتلنا أن قبل الحديث يف الوقت ونقتل لنتسامر، ليلة كل منتصف بعدوهو يوما سيف صادق الزميل جاءني أن إىل العادي، سريها معنا األيام وسارتمعها ينصلح يمكن عال! فكره فيه … نجيب يا «اسمع وقال: متهلل، مبتهجعن أعرب أن كلفني املعارف مكتبة صاحب «إن صادق: أجاب هيه؟ إيه الحال».أن عىل معي واتفق كارتر»، «نقوال اسمها رواية من بوليسية أجزاء الفرنسية

24

الطريق ل أو

األجزاء هذه أن وبما جزء، كل عن قرشا وعرشين مائة ذلك نظري منه أتناولتجيد أنك وبما … أسبوع كل حقنا من القسط هذا فسيكون أسبوعية، ستصدرمناصفة!». الثمن ونقتسم العمل يف نشرتك بنا فهيا العربية أنا أجيد كما الفرنسيةمما ولعل مغتبطني. فرحني األجر نتقاىض وظللنا الفكرة نفذنا الحال ويففندقا يدير كان املعارف مكتبة صاحب إن أقول أن املناسبة، هذه يف ذكره يجدرمبلغ نظري الفندق غرف إحدى نستأجر أن عىل وإيانا فاتفق املكتبة، أعىل يفتعريب عن منه نتقاضاه الذي األجر من يخصمها وكان الليلة، عن قروش خمسةوكنبة رسير، عىل تحتوي كانت الحجرة أن والطريف كارتر!! نقوال روايات أجزاءاحتالله نتناوب أن عىل وبينه بيني دائم نزاع موضع بالطبع الرسير فكان مفروشة،الكنبة!!! فوق نائما زميله يكون بينما ليلة، فيه أحدنا ينام بحيث أخرى، بعد ليلة

وممثل معرب

شقيقه فرقة أن وأبلغني سامي، مصطفى األستاذ قابلني الوقت من فرتة وبعدالفرنسية الفودفيل روايات العربية إىل ينقل مرتجم إىل تحتاج الشامي أحمد الشيخأنا واتفقت فرقته، وتمثله عيد عزيز األستاذ يعربه كان الذي النوع نفس منأربعة قدرها بماهية وممثل كمعرب الشامي، أحمد الشيخ فرقة إىل االنضمام عىل

الشهر. يف جنيهاتبطبيعة وكانت أقصاه، إىل أقصاه من القطر مدن تجوب جوالة كانت والفرقةفنزول أشهرا. وربما أسابيع، فيها البقاء إىل اضطرت بلدة يف نزلت إذا الحالباهظة. مصاريف الفرقة يكلف هذا ألن جدا املتعذر من كان فنادق يف أفرادهاويطلق الجميع فيه ينزل (بابه) من بيت استئجار إىل تعمد اإلدارة كانت ثم ومن

اإلدارة». «بيت اسم عليهمن التعليمات إلينا تصدر كانت فقد مفروشة، غري البيوت هذه كانت وملا«مراتب» من يحتاجه بما منا كل يستعد كي القاهرة، مغادرتنا قبل الفرقة، إدارةاملرتبة نلف كنا حني الضحك عىل باعثا منظرنا كان وكم و«ألحفة»، ومخدات

الحديد. السكة محطة إىل ونقصد «بقجة» يف واللحاف واملخدة«بيت إليه قادونا الذي البيت إىل «بقجتي» وصحبت سويف، بني يف أوال نزلناوبلد «تشيلنا» بلد كاملستكشفني وظللنا غريها، إىل انتقلنا يوسف بني وبعد اإلدارة».

25

الريحاني نجيب مذكرات

إىل الناظر كان وقد الصعيد. أقىص يف مرص حدود آخر عىل أتينا حتى «تحطنا»أوطانهم لفظتهم املهاجرين من فريق له يرتاءى البالد، من بلد أي يف اإلدارة بيت

هللا! لخلق … هللا بالد يف العيش يبتغون وراحوا

أريض مكوجي

يدي تقرص أن يضايقني كان فقد وأتهندز)، (أتعايق أحب صغري من كنت وملادامت وما الحيلة. تفتق الحاجة كانت ولكن مالبيس. مكوى أجر عىل الحصول دونأنني ذلك املكوجية، وتعسف املكوى، عن هللا أغناني فقد أرضية «مراتب» هناكالكيفية بهذه وأضعه «املكوجي»، يفعل كما منظما ترتيبا «البنطلون» أرتب كنتكل وفوق املكواة. تفعله ما نفس بالبنطلون فعلت فوقها نمت فإذا «املرتبة»، تحتفلم «الشماعات»، وأنتم نحن نفهمه الذي بالعربي أو املشاجب، أما عليم! علم ذيكنا إذ للجميع، متسع الغرف يف نمدها كنا التي الحبال ففي حاجة. بها لنا تكنالرحل العرب يفعل كما الحبال هذه فوق ننرشها أصح بمعنى أو مالبسنا، نعلقالخارق «االبن رواية للفرقة ترجمت إنني فأقول العمل إىل وأعود هذا. وقتنا إىل

السجن». يف يوما «عرشين ورواية للطبيعة»بها لنحط ال القاهرة، إىل أدراجنا عدنا القبيل الوجه عىل «شطبنا» أن وبعدفورنا من قمنا إذ كان، وقد البحري» «الوجه غزو إىل لنستعد ولكن الرحال

طنطا!! «وفتحنا»كنت بينما األيام، أحد صباح من العارشة الساعة ويف بطنطا، اإلدارة) (بيت يفطارق، الباب طرق إذ بنطلوني، لكي إتماما املرتبة فوق «التمرغ» بعملية أقوم

بعينها!! والدتي الطارق فإذا زمالئي، أحد وفتحاللحظة تلك يف األرض تشق أن أتمنى وهللا كنت لقد خجاله! وا كسوفاه! واكنت وأنني خصوصا بها، كنت التي الحال عىل «أمي» تراني ال حتى وتبتلعنيداموا ما أهيل إىل حاجة غري يف بأنني ومتظاهر فيها، طالع عيل) أبو (عاملكنت بأنني قلت أن سبق وقد عليه. أقرهم ال رأيا التمثيل يف ويرون ينكرونني،

.… ممثال أكون أن ساءها والدتي ألن بيتي، من مطرودا(بيت والدتي فيها اقتحمت التي اللحظة يف حايل القارئ سيدي يا تصورأحن لم الذي وأنا فاخر، وأثاث فخمة) (موبيليا من يحوي ما وشاهدت اإلدارة)،

26

الطريق ل أو

حال أحسن عىل أنني روعها يف ألدخل قامتي، أطأطئ ولم إلرادتها، املايض يف رأيسبعد احكم ثم هذا، تصور أقول أهيل! يد عىل يأتيني لخري محتاجا ولست عميل، يفجهدا تدبر لم وأنها السيما وصولها، حني فيه كنت الذي القايس الظرف عىل ذلك

آخر! يشء أي إىل منه الشماتة إىل أقرب هو العتاب من نوع إظهار يفأكن لم الذي الحضور هذا يف والدتي مفاجأة سبب لك أرشح دعني واآلن

أتوقعه.حمادي) (بنجع السكر رشكة من القاهرة) (يف املنزل بعنوان يل خطاب وصلبنفسها الخطاب تحمل أن والدتي ورأت بها، عميل استئناف إىل للعودة فيه تدعونيتعمل ذاك وإذ طلبها، إىل الرشكة أجيب أن رفضت ربما أنني بخلدها دار إذ إيل،من … وكيت كيت صفته اليل … التمثيل بهجر إقناعي رضورة عىل (الوالدة) هي

الغلبان! … الفن هذا عىل الوالدة تخلعها كانت التي الكلمات مأثور

!… حيلة

هذا كان فقد إياه، الحادث أثر عىل عني استغنائها بعد الرشكة طلبتني كيف أماالبيان: وإليك أخريا. األمر رس عىل وقفت أن إىل دهشتي موضع

استحكمت خالف (ت) العم وبني الرشكة موظفي بعض بني حدثعمله، من لفصله مربرا سببا يجدوا ولم منه، يتمكنوا لم ولكنهم حلقاته،

االستقالة. عىل يحملوه كي الحيلة استعمال إىل تفكريهم فهداهم

العم غريمي يجد ال ذاك وإذ بالرشكة، عميل إىل يعيدوني أن هي والحيلةاتقاء يكن لم إن فيها. بما البلدة هجر من بل ال الرشكة، هجر من مناصا (ت)(وهي جولييت وبني أنا)، هو (الذي روميو بني املايض تجدد فخشية للفضيحة،

املصون). الحرمعن البحث أضناها أن بعد وذلك الرشكة، خطاب إيل حملت والدتي إن قلتعن نقبت وكم وهناك، هنا إىل السؤال وجهت فكم بها. أعمل التي الفرقة مقرإىل اهتدت وأخريا الرحال. يحطون وأين أبنائهم، أخبار عن تسائلهم املمثلني أرس

عجل. عىل فجاءت طنطا، يف ذاك إذ نقيم أننا

27

الريحاني نجيب مذكرات

الوظيفة إىل عودة

املرتبة عن عبارة وهي عزايل، جمع يف الرشكة خطاب عىل االطالع بعد أتوان لمحمل بما الجمل تاركا القاهرة، إىل رسيعا والعودة هدمة، والكام واملخدة واللحافأعود لن أنني أيماني جهد أقسم وأنا عميل، استلمت حيث حمادي نجع إىل ومنهاحنثت!! أم هذا بقسمي بررت فهل األسباب!! كانت ومهما حدث، مهما التمثيل إىلمن ليأخذها (ت) العم تطهيق هو يل الرشكة استدعاء يف السبب أن قدمتيجعلوه أن فيه، النكاية باب من الرؤساء رأى ولذلك األدبار!! ويويل «قصريها»

أعماله!! أراقب أن اختصايص من يكون وأن رياستي، تحتساكنا يحرك لم بل الترصفات، بهذه يتربم ولم (ت)، العم ييأس لم ذلك ومعمعاملة، أحسن فعاملته وأاليمها، شوية «أتلم» أن رأيت وقد تقيل! وأخوك …

أعزاء. أصدقاء الحني هذا من ورصنامستوى إىل بأخالقي فارتفعت الواجب ومراعاة عميل إتقان إىل بكليتي واتجهتلقيرص ما أترك أن اللطيف بالجنس بعالقاتي يختص فيما وفضلت به. بأس اليمض ولم كان! وقد زمان. بتاعة «املسخرة» وبالش لطيف، أخليني وأن لقيرص،مرتبي بذلك فارتفع الرؤساء، من وغريه الرشكة مدير ثقة حزت حتى طويل وقت

الشهر. يف جنيها عرش أربعة إىل

إغـراء

ونظرت الحياة. سجل يف يل كتب بما راضيا بعييش هانئا العامني قرابة وظللتكان وملا جنيه. مائتي عىل يزيد مبلغا املدة تلك يف املرتب هذا من أقتصد بي فإذا(وكان عيد عزيز األستاذ من خطابا — حمادي نجع يف وأنا — تسلمت ١٩١٢ عامجورج األستاذ وأن شأنه، ارتفع قد التمثيل أن فيه يخربني طبعا) القاهرة يفعىل الخارج يف الفن تلقى أن بعد فرقة تأليف ينوي وهو أوربا، من عاد أبيض

.… وأن … وأن الخديو السمو صاحب نفقةهذا يحويه ما بني وازنت عقيل. (زقزق) الحق، لك أقول الخطاب تالوة وبعدكاملة. وراحة شاملة نعمة من فيه أنا ما وبني ومشوقات، مزخرفات من الخطابتشاء. ما باملمثلني أبيض جورج فرقة ولتفعل حمادي، نجع يف البقاء فضلت وأخريا

28

الطريق ل أو

اليومية والجرائد بالتمثيل، تهتم الصحافة فيه أرى بدأت وقت ذلك بعد ومرتعرض، التي للروايات ملخصات عىل وتأتي زمالئي، من وفالن فالن عن تكتبمن بعيدا حدا دورها يف بلغت (فالنة) السيدة وأن دوره، أجاد فالنا أن وكيف

اإلتقان.املقاومة قوة فخارت حمادي، نجع يف قابع وأنا األشياء هذه أقرأ كنت أقوليفتح الجديد العالم هذا تاركا الصعيد، أقايص يف البقاء أحتمل أعد ولم نفيس، يفألرى القاهرة يف أقضيها إجازة عىل الحصول عىل فعولت األقدمني لزمالئي ذراعيه

أعالمه. وارتفعت أيامه، أزهرت الذي الفن هذا كثب عنمن مائتني ذاك إذ جيوبي يف أحمل وكنت شهرين، بإجازة القاهرة إىل وجئتاملاضية. السنوات يف مرتبي من ادخرته ما كل كانت الصفراء، الذهبية الجنيهاتمن ينتقم كمن وهناك، هنا اإلنفاق يف وأتوسع أبيض، جورج تمثيل أشاهد ورحت

الصعيد. يف أمضيتها التي «الجفاف» أيامقرويش من أبيض قرش آخر عىل أتت أن بعد إال اإلجازة نهاية تأت ولمالدرجة يف حمادي نجع إىل القطار أجرة اقرتضت وأخريا السوداء. لأليام املدخرة

عليما. بالرس هللا وكان «ترسو». يعني الثالثة

الفن إىل حنني

يهنأ فلم والرواح، الغدو يف يل ترتاءى التمثيل (غية) وعادت أحوايل، ساءت وهناكاألسنان (طبيب جودة الدكتور هو يل صديقا أن وأذكر فؤاد. يل يرتح ولم بال يلكنت حني يل، اإلنصات عىل أجربه فكنت حمادي، نجمع يف معي كان اآلن) املعروفتارة فأقلد للعاصمة، األخرية زيارتي أثناء رأيته مما تمثيلية قطعة أللقي أمامه أقفاملمثلني!! كبار من غريهم أو فهيم، أحمد أو عيد عزيز أخرى وتارة أبيض جورجأجربه كنت حني مني التهرب عىل وعمل ذرعا، جودة الدكتور بي ضاق وكمالحادي لويس بأقوال دماغه وجع يف بل املعايل، طلب يف ال الليايل، سهر عىلالشلة بقية من وغريهم أوديب امللك وتأوهات عطيل، املغربي القائد ورصخات عرش،

أبيض. جورج الكبري أستاذنا يتزعمها التي املحرتمة

29

الريحاني نجيب مذكرات

األول جمهوري

اقتبسته ما عليه ألقي الذي (الجمهور)، بمثابة جودة الدكتور صديقي كان وهكذاجورج األستاذ فرقة روايات أشاهد كنت حني بذهني علقت تمثيلية، قطع من

األوىل. أبيضسماع عىل مقصورا جودة) الدكتور (وهو املسكني، «جمهوري» حظ يكن لممعي مثل وأزجال منولوجات تأليف إىل أيضا أعمد كنت بل «األبيضية»، مقتطفاتيفإن «زعل» فإذا سماعها، عىل «بالعافية» أحمله كنت فنية ومنثورات وأغان فيها،!… يشاء من منه فليرشب غزير الحمد وهلل وماؤه حمادي، بنجع يمر النيل نهرمن الدكتور يجد وأن «جمهوري»، يزداد أن الزمن من فرتة بعد هللا وشاءاألستاذ الظريف املهندس حمادي نجع عىل وفد إذ دونه، والصعب عنه العبء يحمل

هناك. الصنايع مدرسة إىل منقوال القدوس عبد محمدوتباحثنا معنى، من الكلمة هذه يف ما بكل وتسلينا تاما، ائتالفا ذاك إذ ائتلفناأم كندس، يد عىل الفنون هذه أتلقى أكنت أدري ولست «الدردحة». فنون يف كثرياأن قبل جاهز» «مدردرح كان أنه حال كل عىل أعرتف ولكنني إياها. ألقنه كنت

حمادي. نجع بلدة يف ركابه ينزلولذلك الفن. جنون يف كحايل حاله وكان التمثيل، هواة من القدوس عبد كان

جنان! يف جنانا اجتماعاتنا كل كانت«الشعب» مكان يف منه أجلس أنا كنت بينما مثال، منولوجا عيل يلقي فهومكاني إلقائي أثناء يف هو يحتل تمثيلية قطعة فألقي دوري يأتي ثم املمثل، منلطيفة سهرات من وكم بالرحيل. الليل يأذن أن إىل وهكذا، «متفرج» بصفة …ناحيتي من كنت وإن بوصفها، أغامر أن (وحدي) حقي من ليس ظريفة ونزه

الوصف!؟ هذا عني يتوىل أن القدوس عبد للصديق أسمحلست مرفوتا أو منقوال غادرها بل حمادي، نجع يف كندس مقام يطل ولم

أتوقعهما. أكن لم وفراغا وحشة ترك أنه أدريه الذي وإنما أدري،

مغناطييس منوم

(وهي زوجه ومعه أجنبي رجل حمادي لنجع وصل أن إىل متشابهة، األيام وتدافعت«البندر». يف حفالت بعض يحيي أتى مغناطيسيا، منوما الرجل وكان فرنسية)

30

الطريق ل أو

من نراه الذي النوم من مستغربة تجارب بعض ويؤدي يقوم فيها نشاهده كناوأمثالهم. «الحواة»

كانت إذ الكف، علم من زوجه تمكن هو األمر من الدهشة موضع أن عىلوكم يديها. بني كتاب من تتلو وكأنها فيها ما تقرأ إنسان، كف يف تتفرس حنيفضلت ولذلك فيه. مبالغا كان لذلك املحدد املبلغ ولكن كفي، أريها أن تمنيت

بالفرج!؟ هللا يبعث أن عىس الرتيثلذلك حفلة حضور إىل األصدقاء من كبرية «شلة» يف ذهبت الليايل إحدى ويفالواحدة ثمن «لوتريه» تذاكر سيوزع أنه يعلن الزوج تقدم انتهائها وبعد «املنوم»،

تكسب؟ واحدة تذكرة بينها مليما عرشون!… املكسب هو وما

كفه، املدام تقرأ كي الزائر هذا مقر التايل اليوم بمرص صاحبها يزور أن هوأمره. من خفي ما عىل وتطلعه

كما — كنت ألنني الفائز، أكون أن هللا أدعو وأنا تذكرة، كغريي واشرتيت«العملية»؟ هذه إىل زائد شوق يف — قدمت

السحب، عملية لحضور وغريهم األصدقاء وتدافع التذاكر، توزيع انتهى وملامشفقا. مكاني يف بقيت

أفندي الكريم عبد اسمه الرشكة يف يل زميل الفائز فإذا النتيجة وظهرتصدقي.

لم العاثر، والحظ القايس الدهر أبو سنسفيل» «لعن بعملية قمت أن وبعدصدقي الكريم عبد زمييل فلقيني كاملعتاد. الرشكة يف عميل إىل الذهاب من بدا أجد

والبد). (مش الذي حظه ينعى

!… فرجت وأخريا

الفالني، اليشء تسوى «لوتريه» كسبان إمبارح أنت الكريم؟ عبد يس يا إزاي هللاخوي؟ يا إيه ناقصك أكرب هللا «رنديفو». عندك العرص والنهارده

بالسفر أمر يل صدر ألنه مجنني. اليل ده هو «ما قائال: الصديق وأجابنينجع يغادران وامرأته والرجل أسبوع، بعد إال تنتهي ال ملأمورية حاال دلوقت

معدودات!!؟ دقائق غري أستقله الذي القطار عىل يبق ولم غدا. حمادي

31

الريحاني نجيب مذكرات

النجب!! أبو يا الفرج جاك نفيس يف قلت حتى «البرشى»، هذه سمعت إن ومارايح مش أنني «وبما قائال: حديثه الصديق واصل شفة. ببنت أنبس أن وقبل

وجوزها»!! الوليه عند بختك شوف وروح أنت فخذها دي التذكرة من أستفيد

32

الثالث الفصل

أضعتها ثروة

العرافة عند

الرجل يدي بني كنت املحدد املوعد وقبل العني»، «عليها التي التذكرة تناولتوالدهشة! للغرابة ويا كفي. تقرأ املدام وجلست

يصورون ممن لست أنني كما جزافا، القول ألقي أن حياتي يف أتعود لم إنني— تصدقني فهل … الوصف يف واملبالغة التهويل إىل أميل وال بل قبة، الحبة مناملايض، يف يل حدثت بأشياء أخربتني السيدة هذه إن لك: قلت إذا — القارئ أيهاالذي النمط بنفس اجتزتها خاصة ظروفا عيل قصت وأنها معي، كانت لو كماوتركتني املاضية، حياتي تاريخ من إيل ألقت بما عقيل خبلت لقد حقا ذكرته؟التفاصيل هذه مثل عىل يقف أن عمله بلغ مهما المرئ يمكن كيف أفكر ذاهال

املدهشة؟!! الدقيقةمستقبيل! عليه سيكون بما يل تنبأت ذلك وبعد

األعوام هذه طيلة زلت ما أنني حانث غري باهلل وأقسم ،١٩١٣ عام ذلك كانالسيدة! هذه بها يل تنبأت أن سبق مراحل حياتي أدوار من أجتاز اآلن حتى التاليةأربعة عىل يزيد ال مرتبا أتقاىض السكر رشكة يف بسيطا موظفا أيامها كنتذلك ومع األيام، تبدل أو األحوال بصالح يبرش ما أمامي يكن ولم جنيها، عرشستتداولها كثرية أمواال وأن صاخبة، ضجة عن عبارة حياتي إن يل قالت فقد… ثم الغنى، يعود ثم فقر، إىل غنى ومن غنى إىل فقر من سأنتقل وأنني يدي،وهل تنبؤها، إليه انتهى ما تماما أعي لست إذ أسف، بكل الذاكرة خانتني وهنا

املمتع؟! الثراء وديان إىل أم املدقع، الفقر هضاب إىل أخرياتي يف أوصلتني

الريحاني نجيب مذكرات

فهذا … الفقر فأما التنبؤات هذه تأويل يف بالذاكرة أجول رحت أنني عىلأين فمن الغنى، وأما سواه. مكروه عىل يحمد ال الذي هلل والحمد متوفر يشء

ترى؟ يا يأتينيوأدرس العائلة، شجرة عن أبحث ورحت الثراء، ذوي من يل قريب عن فتشتواد يا «يمكن قائال: له وريث ال بينهم واحد عىل أعثر لعيل وفروعها، أصولهارايح منني بس أمال … يبحبحوك» مرصي ألف كام بحسبة وصيته يف يشوفكاسم التمثيل؟ من يأتي هل دي، بالطريقة جاش ما إن اخواتي يا الغنى يجينيفيهم والجعيص إال الشهر يلف مكانش هللا شاء ما هللا باسم اخوانا ده … هللا

مرتني!! ماهيته قد يستلفشجرتها وال األرسة قاموس يسعفني ولم شيئا، التفكري يفدني لم نهايتهالبال خايل ذلك بعد ونمت أعنتها يف تجري األمور فرتكت غلييل، يروي بما املباركة،

البلبال! هادئما يقترص لم عارف. أنا ما وهللا كمان؟ إيه البلبال ولكن عرفناه، البال طيبرسية بأشياء يل باحت بل والغنى، الفقر موضوع عىل العرافة هذه إيل به أفضتبعد بحذافريها وقعت األشياء هذه أن سادتي يا وأصارحكم الخاصة. حياتي يف

التاريخ! ذلك منذ سنوات

السيارات أخاف

السيارة. اقتنائي عدم يف الرس عن يتساءل أحدا ولعل هذالسيارة سيحدث تصادما هناك بأن تنبأت املدهشة العرافة هذه أن السبب«سليمة»، العواقب حايجيب هللا، شاء إن «ربنا أن يل. ذكرت أنها ومع فيها! أكونأنني كما لنفيس. سيارة اقتناء عن بتاتا فامتنعت اليوم، ذلك من خشيت أنني إالالسائق إىل أتوسل «تاكيس»، سيارة حتى أو الغري، سيارات إحدى لركوب دعيت إذامش ألني مهله، من أقل عىل يسري وأن هلل، العبد شباب يرحم أن لديه عزيز بكل

!… أبدا مستعجلباقي كان ولو حتى سيارة، ركبت كلما دائما أقولها … هذه مستعجل ومشالحبيب القارئ أيها أذنك يف وكلمة واحدة. دقيقة فيه سأسافر الذي القطار عىل

34

أضعتها ثروة

ال الخيل، عربات ركوب دائما أفضل أنني هي تلك اليوم. إىل وهللا لغريك أقلها لمأتومبيل! يا فوقك والحنطور الغالية! حياتي عىل حرصا بل بالعربجية رفقا

مستعجل خطاب

ألن نبوءاتها بصحة اعتقادي فيها زاد فرتة ذلك بعد مضت ثم العرافة. وغادرتناالفرتة. تلك خالل يف تحقق قد كان منها الكثري

بإدارة مكتبي يف وأنا تسلمت — ١٩١٤ عام يف وكنا — األيام أحد صباح ويفباسمي، (مسوكر) مسجل خطاب بوصول إشعارا حمادي نجع يف السكر رشكةقارئة يل قالته ما ذكرت ألنني فرحا، يرقص وقلبي اإلشعار هذا بإمضائي فوقعتيف فكري أتعبت وهنا لعب. «بالفلوس» فيه ألعب وقت عيل سيأتي أنه من الكفيا أتت أين فمن أموال فيه كانت وإذا «املسوكر» الخطاب هذا مصدر عن البحث

ترى؟وأخريا اللغز. هذا حل إىل أهتدي أن دون رأيس يف دارت كثرية أفكارا إن أقولبكره بفلوس خرب ويا إيدك، يف الجواب ويكون حبتني. واد يا اصرب نفيس، يف قلت

بالش! يبقىالخطاب منه فخطفت الربيد، ساعي أنوار أرشقت أن إىل نار عىل وصربتآه … ولكن املظروف!! احتواها التي الشيكات إلخراج استعدادا وفضضته خطفا

القاصد! عىل القصد وتعكس األوضاع تقلب التي هذه «لكن» هللا قاتل …املسجل؟ الخطاب هذا صدر أين من … سادتي يا أتدرون

جرى؟ ماذا تعلمون وهل الرشكة! مدير من ملكتبي!! املجاور املكتب منفيها ليس «الكيتات» وهذه وكيت. وكيت كيت بسبب الرشكة خدمة من رفتوالسالم! فيها ما … أسف بكل … فيها ولكن واألمانة بالنزاهة يخل ما هللا بحمد

البقشيش! ينتظر واقف الربيد ساعي فإذا أمامي وأبرصتوالكمال! بالتمام له جرى ما لرشح لزوم فيش وما

بعد قيمتها بلغت وقد كمكافأة، أشهر ثالثة ماهية الرشكة نقدتني نهايته.كانت جنيها. سبعني مبلغ الشهرية املاهية من أقتصدها كنت التي الوفورات خصممبلغ ترى كما وهو القاهرة. إىل حمادي نجع من به عدت الذي وعتادي زادي كل

خفني! من حنني الذكر الطيب زمييل به عاد بما قيس إذا به بأس ال

35

الريحاني نجيب مذكرات

القاهرة إىل عودة

عن البحث هو فكري إليه اتجه ما أول فكان املبلغ. هذا أحمل القاهرة إىل وصلتاألولني. والصحب األقدمني الزمالء

حويل يلتف أن يف سببا إياها «الوجاهة» من الزمني وما … هذه ثروتي وكانتصحوت أن إىل رصف يا وهات بعزقة، يا وهات وارث! الواد يعني آل منهم. رهطال فقط جنيها وعرشون ستة وقدره مبلغ األولني األسبوعني بعد بقي ما فإذا فجأةكما موالي يا وأنا منني؟ وآكل إيه؟ وأسوي إيه أعمل رصفتهم إذا وبعدين غري!قرارا نفيس وبني بيني فيما أصدرت عليه وبناء مشغلة! وال شغلة فيه وال خلقتني.شوية. إيدي وألم أحسن هي بالتي أاليمها أن هو القرار وهذا تنفيذه. عىل صممتأكل اليوم يف ريال عيل وكفاية فاضلني. اليل القرشني من إنقاذه يمكن ما وأنقذيحلها ما لغاية الخئون الدهر رش آمن الطريقة وبهذه نثرية. ومصاريف ورشب

ينام! وال يغفل ال منكانت حيث إىل قصدت تماما دقيقة وعرشين بساعة القرار هذا إصدار وبعدمجانا بالدخول يل مرصحا كان فكرة) (عىل أبيض جورج األستاذ فرقة تعملالدمع أذرف أنا وبينا امللك) (أوديب رواية أشاهد وجلست الصالة فدخلت كأرتست.ومدير أوديب) (شقيق أبيض سليم األستاذ وفد إذ املنكوب امللك هذا عىل ثخيناأثرها كان مرة بحقيقة فاتحني متأثرا، رآني وحني بجانبي. وجلس الفرقة إدارة

املسكني! بأوديب حلت التي الفكرة أثر من أبلغ نفيس يفيقبضوا املمثلني الزم والليلة خالص، خسع الفرقة إيراد أن هي الحقيقة هذهحسبة يف نجيب يا قصدتك كده وعلشان تقبضهم. القيه مش واإلدارة القسط،اثنني. يومني بعد وتاخدهم املمثلني قسط منهم ندفع بس، جنيها وعرشين خمسة

نجيب! يا ضامن جورج وأخويا بالعدد. يومنيتلك يف املرسح إىل قدمي قادت التي الظروف ولعنت يدي، يف أسقط وهناهناك يكن ولم واالقتصاد. للتدبري جديدة حياة بدء فيها قررت التي الليالء الليلةقوة ولكن باالعتذار. تمسكت الرجاء تكرر وكلما بالطبع فاعتذرت االعتذار، من بدومحبتي جهة، من الراهنة الحالة وصف يف وبراعته اإلقناع، يف أبيض سليم األستاذ«اسمع له: فقلت أرفض كي سبيال يل تدع لم العوامل هذه أخرى، جهة من للفنجنيها ٢٥ عاوزين كنتم فإذا جنيها، ٢٦ غري جيبي يف مفيش … سليم خواجه يا

36

أضعتها ثروة

الفاضل الجنيه وأهو … مستعد فأنا صحيح يومني بعد ترجعوهم أنكم رشط عىلدول». اليومني يكفيني

السماء من واقع

تلقفته. الذي وأنا السما، من واقعا اللحظة هذه يف كان أبيض» «سليم أن وظهرنفيس: يف قلت بينما ووعد، فوعد وجهه، إىل عاد قد الحياة ماء أن أحسست ألننيسلسلتهم من أحسن بالجملة يروحوا فخليهم رايحني رايحني الفلوس واد «يا

بالقطاعي!».وترك واللحظة، التو يف جنيها والعرشين الخمسة مبلغ سليم الخواجة وتناول

بعدهم! وحيدا الليايل يقيض جنيها جيبي يفأسداس. يف أخماسا أرضب رحت ذاك إذ بي حلت التي بالنكبة أحسست فلما

مندم. ساعة والت فعلت، ما عىل وأندممرارة شاكيا وأترضع أرجو سليم الخواجة إىل فذهبت املرضوب املوعد وانقىضهو أخي. يا طيب «الصرب غري: جواب فال «تقيل» أخوك لكن الحاجة، وشدة الزمنرايحني مش إنكم عارف أنا سيدي يا «ال له: فأقول إيه؟» واال عليك حناكلهم احناطوب!». آكل عاوزني يعني واال بهم، آكل عاوز شخصيا أنا لكن عيل. تاكلوهم

عىل أتيت أن إىل لحايل. سليم الخواجة يرق لم بل االلتماسات. تفد ولممرص يف أسكن وكنت أبيض. سليم يل أبقاه الذي (اليتيم) الجنيه من مليم آخرولوال املرتو، أجرة قيمة فرنك نصف اقرتاض إىل هذه والحالة فاضطررت الجديدة،

الشعراء! يقول كما السماء والتحفت الغرباء الفرتشت ذلك

الحساب عىل

الشفقة بعاطفة نحوي يشعر سليم األستاذ بدأ كاملة، يوم عرشين بعد نهايته.وأذكر الحساب). (عىل ريال نصف أو شلنا، وآخر يوم بني يعطيني فكان والرحمة،مريي. صاغ عملة قرشا عرش ثالثة كانت الحساب عىل تناولتها دفعة أكرب أنسار إذا ديني الستهالك تمر أن يجب األعوام من كم القارئ سيدي يا فتصور

الوترية؟ هذه عىل السداد

37

الريحاني نجيب مذكرات

.… بالنتيجة نبئني ثم املثلثات، وحساب باللوغارتمات واستعن فكرك شغلمعي يبق ولم مرصيا جنيها ٢٥ أبيض جورج األستاذ فرقة أقرضت أن وبعدالدفعات قبلت أن وبعد واحد، جنيه غري حمادي نجع من به عدت الذي املبلغ منبعد … إلخ ريال لنصف شلن من عيل، بها يحن أبيض سليم األستاذ كان التيجورج األستاذان بالطبع رأسها عىل وكان وحجازي)، (أبيض فرقة تألفت ذلكنص بل معلوم، أجر ذاك إذ للممثلني يدفع يكن ولم حجازي. وسالمة أبيضيوزع ثم األسهم من عدد للممثل يربط أي باملساهمة، العمل يكون أن عىل االتفاق

بقى. وبخته واحد وكل األسهم، عىل اإليرادربك يفرجها ويمكن ممثال الفرقة إىل انضم أن جورج األستاذ عيل عرض

بحقك! وتفوزأن سبق الذي الضائع، مايل من بجزء أفوز أن أميل وكل العرض، هذا وقبلتويا النتيجة كانت لكن أخيه. فرقة ممثيل أجور لدفع أبيض سليم مني اقرتضه

الجنة. يف طمع حني إبليس بها فاز التي النتيجة نفس هي لألسف،مزارحي ونظيل إبراهيم ورسينا اليوسف روز السيدات الفرقة أفراد بني رأيتخليل العزيز وعبد سليم وفؤاد رحمي ومحمود وصفي عمر األستاذ ثم وغريهن،املغربي حامد الشيخ مثل «املنشدين»، قدماء من و«شلة» شكري، املجيد وعبدكانوا أنهم يل ظهر إذ النجب، السادة هؤالء بني «تقليعة» نفيس وجدت وغريهم.سيقتطع أنه يعتقدون واحدا زادوا إذا بالك فما واإليراد، األسهم مصيبة من يئنوننصيبه؟ من أسهمي ستنال ما بمقدار الجميع حصة به تنقص اإليراد، من جزءامن كثري يف لتصل تكن لم جميعا، أسهمه حصة أو منهم، الواحد إيراد أن والسيما

غري؟ ال أمرييا صاغا قرشا ٣٥ من أكثر إىل األوقاتأكن ولم هلل. للعبد النضيفة» «املقالب توضيب يف األعزاء زمالئي بدأ القصد،أنا كنت كما عيل جديدا الوسط كان إذ قليال، وال كثريا عنها أعرف الوقت ذلك يف

عليه. جديداعىل «التأليس» مادة يف «املستوية» النكات وانتقاء املقالب» «شك بطل وكان

وصفي. عمر األفخم األستاذ والدنا هو تعاىل، إليه الفقري محسوبكممن النوع ذلك إال اللهم شقاء، وكل يشء، كل وهللا عيل يهون كان لقد

منه. فيش ما اليل و«التهزئ» و«املسمسة» «التأويز»

38

أضعتها ثروة

النمسا ملك أنا

األستاذ وكان األيوبي)، الدين (صالح رواية نمثل أن الليايل إحدى يف علينا وكانهو حقريا، صغريا دورا يل اختاروا بينما األسد) (قلب بدور فيها يضطلع جورجاملبارز، موقف أبيض جورج من يقف أن هو يفعله ما وكل النمسا). (ملك دور

املحسنني. يحب هللا وكان تالتة، قول كلمتني كده، القسمة. فيه اليل ويتكلماملرصية واملجالت الصحف وكانت اآلونة، هذه يف أعلنت قد الكربى الحرب كانت(فرنسوا اإلمرباطور صورة بينها ومن املتحاربة، الدول مللوك صورا تنرش واألجنبية

الحني. ذلك يف النمسا إمرباطور جوزيف)(ملك هو دوري مادام اإلمرباطور، هذا شخصية أتقمص أن يل تراءى وقدألتمس ورحت املرآة أمام وجلست باملرسح، حجرتي باب نفيس عىل فأقفلت النمسا)،املتدلية وبلحيته بعينه جوزيف اإلمرباطور جعلني ما ومعداته، امليكياج عقاقري يف

األسد. «معرفة» وكأنها ذقنه، أسفل إىل وجنتيه جانبي عىلالضحك، من أنفسهم الناس يتمالك لم املرسح عىل ظهوري وقت جاء وحنيوفوجئ األسد) (قلب دوره يف ثائرا املرسح دخل ملا أبيض جورج األستاذ أن حتىمن عاصفة يغالب أنه وأحسست شعلته وانطفأت حماسته تبخرت هذا، بمظهريمكاني يف واقف وأنا ذلك كل وجهه!! أسارير وبني شفتيه عىل تنفجر تكاد الضحكملك مع … قوي حده واخد الفن يعني آل … املوقف طبيعة أخالف وال أبتسم ال

النمسا!!املأثورة: األسد) (قلب كلمة مرددا يرصخ وهو ثائرا دخل جورج إن أقولجورج خالص ما … إيه وبتاع إيه ويل ولكن األسد» قلب من النمسا مللك «ويل

بيقولوا. ما زي بالنابل اختلط والحابل عيضة، بقى واملرسح جورج بقاش ماموال هو، أدريه الذي ولكن انتهت، كيف أدري وال الليلة هذه انتهت نهايته.عمر األستاذ املطفشني طائفة شيخ من عيل أنصب الذي الطازة «والتقريق» الدوكا

وصفي.

وتقريظ سب

الليلة. تلك يف جرت ظريفة مناقشة عىل وأعرج جانبا هذا ولنرتك

39

الريحاني نجيب مذكرات

التمثيل. عقب املرتو ترام أستقل كنت ولذلك الجديدة، مرص يف أقطن كنتيسكن اآلخر هو وكان الزراعي، البنك أيام منذ زميال كان قديم صديق يل وكانإيابه. ويف ذهابه يف املرتو قطار يف نتالقى كنا ما وكثريا الجديدة، مرص يف بجوارييف الصديق هذا لقيني أن األيوبي)، الدين (صالح ليلة الليلة، تلك يف أذكرهذا سهرتك قضيت «أين سألته: املعتادة التحيات وبعد التمثيل، انتهاء بعد «املرتو»عن نبأ عىل فقص وتربع الدين) (صالح رواية يشاهد كان بأنه فأجابني املساء؟»حتة كان إنما … النمسا ملك دور يف طلع … فندم يا … كلب ابن ممثل … وادعىل الضحك م ماتوا كلهم الناس بحيث جوزيف) فرنسوا (اإلمرباطور زي واحدإعجابه، شتائم سلسلة أقطع أن رأيت لذلك الشتائم! أنواع من إلخ و…. … شكله

مني؟». يبقى … دا الكلب ابن «تعرف له: فقلت«أبدا». فقال:

أخينا!!» يا هلل العبد هو … يافندم محسوبكم «هو له: فقلتاألمر صدر أن بعد إال خاطرهم يطب ولم الفرقة يف زمالئي يرتح لم نهايته.املحرتمة اإلدارة وتفضلت بتاتا. للتمثيل لياقتي عدم بحجة عني. واالستغناء برفتيمن يوم يف أكون ولن التمثيل، يف أفلح لن أنني عىل «الرفتية» ميثاق يف فنصت

ثانويا!!! كان ولو حتى ممثال، األياموضاقت األبواب وجهي يف سدت البينة، والشهادة القيمة الوثيقة هذه بعد

العيش. لكسب أسلكه طريقا أجد لم حتى السبل

تحريض

بناره). انحرق الحداد جاور (من إن األمثال يف قيلعيل حق فقد الزمن، من مدة وزمالءه وصفي عمر أستاذنا جاورت قد وأنا

خططه. من طائفة وأدرس تعاليمه بعض أقتبس أنممثيل تحريض هي خطة أسلم أن رأيت فقد عليك، أطيل أن أريد ال الغاية.املديرين، عىل الطاعة عصا وشق اإلدارة، عىل العصيان راية رفع عىل الفرقةهجر يف أرسعوا الذين الكثريين مع خطتي نجحت وقد وجماعات أفرادا واالنسحاب

الزؤام! والجوع … التام باالستقالل واملناداة وحجازي، أبيض فرقةانضم وقد اليوسف، روز والسيدة عيد عزيز األستاذ العصاة رأس عىل وكانالحني، ذلك يف وكان هللا، عطا أمني األستاذ الفرقة أعضاء غري من ذلك بعد إلينا

40

أضعتها ثروة

صدقي أمني األستاذ كان كما ياكل، القي مش حالتنا زي كان الواقع يف حياء والومقتبساته. مؤلفاته من رواية بكام «سارحا» اآلخر هو

وحسن روستي، كاستيفان الرجا، خايب عىل متعوس كل اجتمع وباالختصارنؤلف أن وقررنا إياهم. العواطلية من ثمانية وسبعة جمجوم، اللطيف وعبد فايق،

عينيها. حبابي عىل وحجازي أبيض فرقة ترضب فرقةابنة من الزواج يف رغب حني جحا قصة ينس لم األعزاء القراء من واحدا لعلعىل يبق لم وأنه نهائيا، سوي األمر أن الناس يف ينرش جحا راح فقد السلطان:باملصاهرة!! السلطان يرىض وأن الالزم، املهر يجمع أن إال السلطان ابنة من زفافه

جحا؟ يس يا تم اليل إيه أمال … هللا اسمرأس وجود … إال الفرقة تأليف عىل يبق ولم املمثلون، اجتمع نحن. كذلك

املال.كانت الذي املساهمة نظام باقتباس األمر وانتهى املوضوع، يف نتناقش ظللنا

وحجازي. أبيض األستاذ فرقة عليه تجري

املختار محلنا

فؤاد شارع يجتاز أن بعد يساره، عىل يشاهد الدين عماد شارع يف السائر وكانمرص يف يفتح ترى يا غريهم (ومن اليونانيني النزالء أحد يديره كان مقهى األول،

(مرتوبول). املقهى هذه اسم وكان املقاهي).إخواننا إن فأقول عنه، أتحدث الذي العهد ذلك إىل العزيز بالقارئ وأرجعمحال هذا «املرتوبول» مقهى من جعلوا وحجازي، أبيض فرقة عن «املنشقني»يسامحنا أن أرجو بديع، خيال (هذا الغزالة قرن ارتفع ما إذا إليه يأوون مختاراكشكش رعايا ويفهمه أنا أفهمه الذي بالعربي ومعناه استعارته)، يف البلغاء السادةفعند الشمس، طلوع عند معناه وضواحيه، البالص كفر عمدية سكان من بكو«يصطحبون» وفودنا يستقبلون مرتوبول قهوة «جرسونات» كان الشمس طلوعالليل منتصف بعد التشطيب ساعة إال املكان نغادر ال جلسنا إذا وكنا بوجوهنا.

يحزنون! وال وظيفة ال … فني حانروح … إيه أمال األقل. عىل بساعتنيأقرب يف فيتناقشون املمثلون، يعقده برملانا أو للندوة، دارا القهوة هذه كانت

املشتهاة. فرقتهم يؤلفوا أن به يستطيعون الذي املال عىل للحصول السبل

41

الريحاني نجيب مذكرات

جرسونية حصانة

أصحاب املدة) (بميض أصبحنا أننا الجرسونات — عنهم يرىض هللا — رأى وقدجلس إذا أنه عىل ينص القانون وهذا األعضاء. قانون علني ينطبق وبذلك محل،«تطويقها» أو الطاولة، ملسح «متمسحا» الجرسون، يتقدم ألن لزوم فال منا، واحدفيطلب نفسه، من «يحس» الزبون لعل … إياها التقليدية االنتظار حركة يف

الريحة! عىل مضبوط واحد أو زيادة السكر أو «اللكوم»يف نبني وكنا «جرسونية» بحصانة متمتعني القهوة هذه يف نجلس كنا أقوليرتددون كانوا الذين القهوة زبائن أحد أن وأذكر اآلمال. من مستقبال مناقشاتنا

«بحري»! السيد واسمه «حصانتنا» مثل لديهم تكون أن دون كثريا عليهاعىل يعطف وآخر، وقت بني فكان وبيننا. بينه تولد الصداقة من شيئا أن أذكرشاي!». فنجان أو مثال قهوة «واحد طلبا، لنا يطلب أن يحتم أو بسيجارة، بعضنافسأله أمرنا، يف بحري السيد يستفتي أن (اليوناني) القهوة صاحب رأى وقدنشق أن دون نحياها التي «العواطلية» معيشة يف السبب وما أحوالنا، وعن عناال وأنه املمثلني، من طائفة أننا منه عرف فلما الحياة؟ هذه عباب يف طريقا لناوقف ملا أقول جنيهات، العرشة يتعدى ال ضئيل مبلغ عىل الحصول إال ينقصناعجيبة مفاجأة ذلك فكان للدفع! االستعداد منتهى أظهر هذا، مطلبنا عىل الرجلمرة نبتت التي األريحية هذه تأويل يف فكره منا كل أنعم وقد ننتظرها. نكن لم

الجدب. الصخر من العذب الينبوع يتفجر كما واحدة،

الجيب يف ما ارصف

أين من يعرف رجل ألنه بالنجاح، بشري الخواجة من العمل هذا «إن أحدنا: قالاسرتداد من واثقا يكن لم إذا املال، رأس بدفع يغامر أن ويستحيل الكتف، تؤكلبه خالفت مذهبا التفسري يف ذهبت فقد أنا أما مضاعفة». أضعافا هذا مبلغهقلت مرتوبول، قهوة صاحب الخواجة يدي عىل هللا، بتساهيل اغتباطي فمع الجميع،فأراد «خلقتنا». من «طهق» أنه إال الخواجة لترصف دافعا أرى ال بأنني إلخوانيهذا أكان وسواء مالية، تضحية من فيها كان مهما طريقة، بأي منا يتخلص أنالعرشة. الجنيهات مبلغ عىل وحصلنا بغيتنا إىل وصلنا فقد ذاك، أم السبب هو

42

أضعتها ثروة

فرقة، وبال علينا، املبلغ «توزيع» يقرتحوا أن إخواننا بعض من ظريفا كان وكمالغيب!». يف ما يأتك الجيب يف ما «ارصف وليحيا دياولو، بال

فتقرر كثريين. أنصارا يجد لم املذهب هذا إن أقول عليك أطيل أن ودونهلل، العبد من فرقتنا نؤلف وبدأنا أجله، من دفع الذي الغرض يف نستعمله أنوحسن روستي، واستيفان صدقي، وأمني هللا، عطا وأمني عيد، عزيز واألساتذة

وغريهم. اليوسف روز والسيدة جمجوم، اللطيف وعبد فايق،

43

الرابع الفصل

الكوميدي املرسح يف

العربي الكوميدي فرقة

مرسح فهو الجديدة فرقتنا به تعمل كي االختيار عليه وقع الذي املرسح أماالقديم. برنتانيا

أن عىل واتفقنا العربي» الكوميدي «فرقة اسم الجديدة فرقتنا عىل وأطلقنااألستاذ الفرنسية عن نقلها قد وكان إمييل»، من بالك «خيل برواية العمل نفتتح

صدقي. أمنيأستميح وهنا إمييل: والد «برجيه» بدور فاختصوني األدوار، توزيع أول وجاءأرسده الذي التاريخ ذلك أهمية إليها تلجئني الهامش، عىل وقفة، يف األفاضل القراء

وأمانة. بصدقكان ميل ولكنه قلبي، كل من التمثيل أهوى الحني ذلك يف كنت أنني شك الأشعر أكن فلم الكوميدي أما «الدرام». هو الفن هذا من واحد نوع عىل منصباأظهر أن يل بدا ما وإذا له، أخلق لم أنني أحس كنت أنني كما عاطفة. بأية نحوهنصيبي! الجمهور من … والطماطم حليفي. السقوط فسيكون كوميدي دور يف

قديم، بوليس جندي هذا «برجيه» إن فنقول حديثنا مواصلة إىل فلنعد واآلنقفا عىل عايش «باملفترش» أو وسعيها، كدها عىل عالة يعيش كان جميلة ابنة لهالرواية، أبطال من وبطل جامد، الدور الحق! من يستحي ال املؤمن وإن بنته،

خفيف. فكاهي فهو وذاك هذا وفوقولكن إجادته. أستطيع أن من أكرب بأنه مني ثقة قبوله عن أوال اعتذرتيوجد ال أنه بحجة بل بقدرتي، الفرقة العتقاد ال باتا، رفضا رفض هذا اعتذاري

الريحاني نجيب مذكرات

ستني يف أنا أروح عيد، عزيز يس يا يعني الرواية. أدوار ألداء يكفون ممثلون«برجيه»؟! يعمل ممثل القي مش حرضتك علشان داهية

وتوسلت برجيه، دور وهو عيد، عزيز إيل أسنده الذي الدور قبول عن اعتذرتمما بد أال فرأيت واسرتحاماتي، توسالتي تفد لم ولكن أدائه، من يعفوني أنالحجرة، نفيس عىل فأغلقت املنزل إىل وذهبت مرغما الدور فقبلت بد. منه ليسواحدة الدور جمل ألقي املرآة أمام ووقفت بها. أؤديه شخصية له أرسم ورحتإجادتها، إىل السبيل متلمسا تعبريات، من وجهي عىل يرتسم ما وأرقب أخرى، إثر

ثقيال. سمجا نفيس أحسست أقول، والحق … ولكناليوم اقرتب كلما وكنت الرفض، يف فأمعن عيد، لعزيز االعتذار جددت أخرياعفريت مائة وركبني ركبي»، و«تلخلخت قلبي، خفقان ازداد لالفتتاح املحدد

وعفريت.

ساقط! ساقط

حايل هذا كان لقد فؤاده! واحتل قلبه اليأس داخل جبانا العزيز القارئ أيها تصوربمظهر أظهر كي وجهي، تلوين وأتممت املكياج حجرة فدخلت بالتمثيل، البدء ليلةأن — ساقط ساقط مادام — واعتزمت بالخري. يمسيه هللا «برجيه» الشيخ العجوز

بالرشف: سقوط وخليه واحدة. مرة فيها وأطلع بالعريض، أخدها وأن أغامر،

ب��ـ��د ال��م��ـ��وت م��ن ي��ك��ن ل��م وإذاج��ب��ان��ا! ت��ك��ون أن ال��ع��ج��ـ��ز ف��م��ن

سمعت حني دهشتي كانت ما ولشد الدور. وأديت وتشجعت املرسح اقتحمتجوانبها!؟ التصفيق ويتجاوب بالضحك تضج الصالة أرجاء

الجمهور. من التصفيق وذاك الضحك هذا أنتزع الذي أنا أنني أصدق أكن لممختبئا ممثال لعل جانبي وإىل خلفي فنظرت مصدرهما، غريي يكون وأن البد وأنه

أجد! لم ولكن دوني، الناس يضحكفاز دوري بأن هللا، عىل واألجر تواضع، غري من أعرتف حني أغايل ولستالفكاهة وعماد مرص، يف الكوميدي أبطال كانوا أنهم مع إخواني، وأن السبق بقصب

نالني. ما مثل ينلهم لم فيها،

46

الكوميدي املرسح يف

النجاح! فائق من رسده. من بأس ال طريفا حادثا املناسبة هذه يف ألذكر وإنيمرتوبول)، قهوة (صاحب الخواجة وهو املايل: املدير الليل آخر يف قابلتوبس! الفرقة مديري أحد أنني يزعم كان بل أمثل. أنني يعرف يكن ولماملمتزجة العربية باللهجة فقال وممثليها، الرواية يف رأيه عن «الخواجة» سألت… خلوه خاجه … تمام خاجه دي … فري سالم يا سالم! «يا «بالجريجية».

ده!!». الكلب ابن إيه برجيه دي فري الراجلنجيب؟» مسيو دي برجيه عجوز خنزير «من السؤال هذا إيل فوجه تفضل ثم

والسالم». تعرفه بكره ممثل. واحد «أهو فأجبته:العجوز الخنزير أن زمالئي من عرف قد «الخواجة» كان التايل، اليوم ويفويعتذر يل. تهنئته يضاعف جاء ثم ومن الريحاني، نجيب … إال يكن لم برجيه

بالسباب. املقرون أمس إعجاب عن

هبـوط!

«يخسع»، بدأ اإليراد رأينا القديم برنتانيا مرسح يف فرقتنا عمل من أيام وبعدالعرشة عن الليايل من ليلة يف يزيد الدخل يكن فلم مخيف. هبوط يف األسهم وحالةيقسم والباقي التياترو. إيجار يف يدفع منها األكرب الجزء كان الثمانية أو جنيهات«نغنغت» وإذا تعريفه». «ثالثة ذاك إذ السهم يخص فكان املمثلني. أسهم عىلعرش. ثمانية أو مليما عرش سبعة إىل السهم نصيب ارتفع الليايل، إحدى يف الحالةكنت فقط ليال بثالث نكتفي كنا بل األسبوع، أيام طيلة نعمل نكن ولمأما أسبوعيا. قرشا عرش واألربعة عرش االثني بني يرتاوح مبلغ عىل أثنائها يف أحصلعليها. أجر ال بالطبع والربوفات الربوفات. تشغلها كانت فقد األسبوع، أيام بقيةعرشة املرتو أجرة وكانت — الجديدة مرص يف — القول سبق كما أسكن كنتللحضور أدفعها مليما العرشون يل فأين اإلياب. يف ومثلها الذهاب يف مليمات

الربوفات!! أيام يف والعودةماعدا الربوفات يف االشرتاك من بإعفائي األمر صدر ومحاوالت، محاوالت وبعدمتسع والسلفيات االقرتاض ميدان ويف حضورها. عيل تحتم فقد النهائية، الربوفة

للجميع.

47

الريحاني نجيب مذكرات

البحري الوجه من مقلب

عليه. للتغلب السبل نتلمس فرحنا بنا، يودي قحطه كاد عهد علينا مر القصد،شقيق حافظ أحمد املرحوم هو بالنشاط ممتلئ شاب الفرقة ممثيل بني وكاناملرحوم علينا طلع وهبي. يوسف األستاذ بفرقة املمثل شكري املجيد عبد األستاذاملنصورة إىل يسافر أن هي القبول، حسن الجميع من نالت بفكرة حافظ أحمدحافظ أحمد فغادرنا بالطبع، الجميع ووافق هناك. الفرقة تحييها حفالت لرتتيبعيد عزيز األستاذ إىل خطابا كتب حتى يومان، فيها عليه يمض ولم املنصورة، إىلعليه تنهال الطلبات وأن ضحكت. بس مش لنا «قهقهت» الدنيا أن فيه يبرشه… جنيها الستني عن يقل لن املنصورة يف الليلة إيراد وأن التذاكر، عىل للحصول

.… وأننافد. بصرب املوعود اليوم ننتظر وظللنا أفراحا، أتراحنا وانقلبت «وظأططنا»،يغادر الذي القطار يف املنصورة، … امليعاد» «أرض إىل فقصدنا األوان، حل أن إىللم الحالة ألن ذاك. إذ طعاما يتناول لم منا أحدا أن وأذكر الظهر. قبيل العاصمة

حاف. ولو … واحد رغيف برشاء تسمح تكنالحديد سكة أجرة اقرتضنا بأننا أعرتف الحوادث رسد يف أمينا أكون ولكيالذي الوقت طول بأمعائنا ويتالعب «يشاغبنا» ظل الجوع أن كما الحساب، عىلتسلم بعد املنصورة يف طعامنا نجد أن نأمل ونحن هذا كل القطار. يف قضيناهإليه. ويحسن يرحمه هللا حافظ. أحمد (املتعهد) األمربزاريو من «العظيم» اإليراد

مافيهش اليل الوصف يف أطول وبالش أمتعتنا، وحملنا املنصورة، إىل ووصلناخالية ببطون الليلة تلك يف املرسح عىل ظهرنا أننا أقسم أن ويكفي … فايده

وبس!! … خاوية وأمعاءخطابات بها تزخر كانت التي الحلوة الوعود وضاعت واآلمال. األماني تبخرت… غري ال مرصية جنيهات أربعة األوىل الليلة إيراد بلغ البحري. الوجه يف مندوبنا،العزيز. القارئ لخيال تقديره أترك الذي التخريم ذلك حافظ أحمد حساب وخرمبالقروض نفعل وماذا إياه! املنولوج رأي عىل عميل. ما وياله حيلتي. ما وياله

وهناك! هنا جارية حسابات بها فتحنا التي

48

الكوميدي املرسح يف

عزومة!

خرجت التمثيل وبعد الليل آخر ويف األعزاء. القراء لذكاء برضه ذلك أترك نهايته،فجرت رومي، وجبنه عال، سميط بائع عىل طريقي يف فعثرت وحيدا املرسح منومعها باملمارسة. واحدة سميطة رشاء عىل واالتفاق بالرضا انتهت مفاوضات بيننا

البيعة». «فوق دقة قرطاسلقيني حتى خطوات إال هي وما قضما، السميطة أقضم طريقي يف ورستتسم داهية من للمقام. املناسبة التحية وبعد حافظ. أحمد «األمربزاريو» الصديقمنها البد التي التحيات هذه تبادل بعد القفا! يلهف دم جاك غور إىل األبعد،فضحك بالطبع. اللوكاندة إىل فقلت أقصد، أين إىل سألني الظروف، هذه مثل يف

كيفك!!». عىل فسحة يف الليلة عازمك أنا «تعال وقال الليل سرت هتكت ضحكةبها أغمس جبنة حتة ثمن جيبي يف مافيش وأنا بال، يا إيه عازمني عازمني!

السميطة؟النقود رنني فسمعت صديريته جيوب بأصابعه داعب ثم يهمك». «وال فقال

معه. السهرة أميض أن وقبلت نفيس فاطمأنت لونها. أنىس كدت التيعىل ألقي وأن الكرام، مر السهرة تلك عىل أمر أن يف القراء أستميح وهناليلة كانت إنها أقول أن مني ويكفيهم بس!! ماجور مش غسيل. طشت تفاصيلهاوأنا ذلك كل زادنا!! آخر كان كأنه االنبساط، يف ذاك إذ توسعنا وإننا «بوهيمية»

الليلة. هذه نفقات حافظ زمييل جيوب يف ما يغطي أال أخىشالنقود؟ من لديه عما وسألته السند، بالسيد خلوت السهرة نهاية صباح ويفالحساب، كشف تقدم فلما إال! ليس صاغا قرشا ثمانون باملجموع وإذا … فأخرجهاحافظ! يا أحمد يا الكوبيه زي نهار يا جنيهات!! أربعة منا املطلوب أن اتضح

كده؟ سكك كل هي

خري فاعل

يغلب ال هللا مجهول. يد عىل نجاتنا فكانت واالسرتحامات. التوسالت تفد لم نهايته.الحادثة، هذه من كثرية سنوات بعد بأنني أقول ذمتي. أخلص ولكي وليه. لهبها. حفالت إلحياء املنصورة إىل ذهبت اسمي، تحمل التي فرقتي ألفت أن وبعد

49

الريحاني نجيب مذكرات

يف ما ودفع املجهول»، «الجندي ذلك ملقابلة خاصة املعهود املكان إىل وقصدتاألسف مع أقول ولكن إلخ، … ممنون أو متشكر كلمة ولو وفوقه دين من عنقناومني هللا، عىل فعوضه … املنصورة يف إقامتي طيلة عليه أعثر لم إنني الشديد

الخري. فاعل يا وهنيالك التقاه! بيداه يشء قدملرب خناقة إىل هنا أشري أن من بأس فال يذكر، باليشء اليشء كان وملانتاجها من كان عيد، عزيز األستاذ وبني اليوسف روز السيدة بني وقعت السما،أربعة إىل التقسيم منها نصيبه فكان األوىل. يد يف أسريا الثاني طربوش وقع أنهللا. توحد … «فتلة» منه يبق لم الذي «للزر» حدث ما عدا هذا متساوية. أجزاءلزوم فيش ما أنه كما آخر، طربوش عزيز األستاذ لدى بالطبع يكن لمكمان. طربوش مش جزمه، رباط برشاء تسمح تكن لم املالية الحالة إن لك أقوليف التمدن يكن ولم عاريه. أو … الرأس «حايف» الشارع يف يسري أن عزيز واضطرطربوش. بال السري تبيح التي الحالية، «االسبور» بمودة علينا طلع قد الحني ذلكإليها. يلجأ من آخر عزيز السيد فإن موجودة، املودة هذه وكانت حتى فرض ولوالليلة من خريا اإليراد وجهة من الباقية املنصورة ليايل حظ يكن لم نهايته.القدرة. عىل عايشني وكنا أحد. يتصورها ال درجة إىل نايمة الحالة كانت فقد األوىل.العودة ألجرة املنصورة يف جديدا قرضا فتحنا إننا أقول رشح، أو تطويل غري ومن

القاهرة. إىل الحديد بسكةيقينا تملؤني كانت بل قلبي، إىل اليأس لتدخل املتالحقة األهوال هذه تكن لمآراءهم ويغريون حقها، املهنة لهذه الناس فيه يعرف الذي اليوم ذلك باقرتابواضعا استطعت، ما أجاهد أن عىل العزم عقدت أنني ذلك إىل أضف لها. بالنسبةترشف كمهنة بالتمثيل االعرتاف عىل الناس حمل هو واحدا، هدفا عيني نصب

لها. بانتسابهم وتترشف أصحابهايف ففكرنا لنا، بالنسبة جائرا (القديم) برنتانيا تياترو إدارة مع اتفاقنا كاناملرسح ذلك إيجار من أقل إيجاره يكون الحال، قد عىل آخر مرسح إىل االنتقالبشارع الشانزلزيه تياترو اختيار إىل وانتهينا التهاما، أرزاقنا يلتهم كان الذي

الفجالة.

50

الكوميدي املرسح يف

!… زعرب

العربي)، (الكوميدي بفرقتنا نشغله أن عىل الشانزلزيه تياترو إدارة مع اتفقناأمام زمالئي بعض مع جالسا كنت وبينما األيام، أحد ويف الربوفات. إجراء يف وبدأنا«بقجة». قل بل حقيبة، يديه بني يحمل شخص الرتام من هبط إذ الخارجي، الباب

جماعة. يا عليكم سالم –هللا!! شاء إن خري إيه … أخينا يا السالم عليكم –

وعاوز شغل عندكم أن وسمعت كبري، ممثل املرصي، اللطيف عبد أنا –وياكم!! أشتغل

راخر!! أنت سهم كام تناول سيدنا يا تفضل … وسهال أهال –دور ممثل بعد فيما أصبح هذا املرصي اللطيف عبد ألن الحادث، هذا ذكرتيف القول سيأتي كما البالص، كفر عمدة بك لكشكش الخاص التابع (زعرب)،عطا أمني الزميل يشارك أن رأى اللطيف عبد أن أذكر أن من هنا مانع وال حينه،فاخرا، أثاثا أمني أثثها التياترو بناء أعىل يف غرفة عن عبارة وكان مسكنه، يف هللا… وكباية وقلة ومخدتني ولحافا مرتبة تقول ما زي يعني ذاك إذ للحالة بالنسبة

تعيش!! ورأسككنت وقد والفأر. القط كاجتماع اجتماعهما فكان أمني، مع اللطيف عبد سكنلزميله، أمني يدبرها كان التي املقالب بعض أرشح أن — اإلطالة لوال — أودإلصالح خاصة مصالحات لجنة عقد إىل األوقات من كثري يف تحتاج كانت والتي

مناسباته. إىل ذلك أرجئ ولكني بينهما. ذاتعنها» تبلغ حاجة «عندك منها الروايات، من طائفة «الشانزلزيه» يف أخرجنا

بلفجور». و«املهرج للطبيعة» الخارق و«االبن مقرعة» و«رضبة

اللصوص بني ليلة

مأمون غري مكان إىل بي يسري أن يوسف عيل للزميل تراءى أن األيام أحد يف حدثقرشا خمسون ذاك إذ جيبي يف وكان علينا. قبض أن النتيجة فكانت العاقبة،حماسة. يف وتراخى عيناه زغللت الذي البوليس جندي بها «وغمزت» أخرجتهارصخة فرصخ باإلثم العزة أخذته يوسف» «أبا ولكن هروبنا، تذليل يف عقله وشاور

وقال: مرضية

51

الريحاني نجيب مذكرات

يجري رايح تشوف دلوقت فلوس؟ العسكري تدي ليه نجيب! يا عبيط »انتإيه؟».

حتى وظيفته، تأديته أثناء يف الكريم ملقامه التحدي هذا الجندي سمع إن ومااألصلية، تهمتنا إىل وأضاف العظام، «الحكام» نخوة وأخذته عروقه، يف الدم غاليا روسنا عىل ختمت (بس) قلت رشوة!! … يف الرشوع هي فرعية، أخرى تهمةوقول وجيم، سني يف ووقعنا اثنني، بقو واحدة تهمة وبدل يوسف!! يا عيل يستشوف». دلوقت حيلك شد يهمكش. ما شيخ «يا فقال: رحيم. يا رحمن يا عليناأو «الحاصل» يف بنا ألقوا شفت؟ فماذا قول. القره معه ودخلت حييل فشديتبدلة أرتدي اليوم ذلك يف كنت أنني وأذكر واللصوص، املترشدين بني القذر الحبس

الليل! طول األسفلت عىل نومه من األبيض التيل عىل سيدي يا هللا بيضاء.ذكرت كلما أنىس ال أنني كما أنساه، أن يمكن ال الليلة هذه يف قاسيته ما إنلنا برزتا اللتني مزارحي، ونظلة إبراهيم رسينا السيدتني بجميل أعرتف أن آالميما وكل والسجاير الفطور إلينا حملتا وقد الرحمة، كمالئكة التايل اليوم صباح يف

ثمنه. يغل ولم حمله خفقد قدمي أن أشعر بدأت إنني فأقول املرسح إىل ونعود الحوادث هذه ونرتكمن مخيلتي يف يجول ما تنفيذ أجيد مذكورا، شيئا أصبحت وأنني تماما، ثبتتإىل أتعمق وكيف الجمهور، أريض كيف وأعرف دوري أدرس كنت إذ فنية. أفكار

إيل. تسند التي الشخصية قرارة

املهدية منرية مع

طريق يف نفكر فظللنا أحدا. ترس املادية الوجهة من الفرقة حالة تكن لم ذلك ومعينام. وال يغفل ال من يفرجها وعىس لعل اإلصالح،

«إن قال: تنفيذه، يف نتأخر لم باقرتاح األثناء تلك يف يوسف عيل علينا وهبطتظهر ممثلة منها جعلنا لو فماذا الغناء، عالم يف اشتهرت املهدية منرية السيدة

املرسح؟». عىل كذلكفصال ليلة كل يف املهدية منرية السيدة تمثل أن عىل واالتفاق الرضا وحصلأن عىل كاملعتاد. روايتنا نحن نمثل ثم حجازي، سالمة الشيخ روايات إحدى من

ومنرية. الفرقة بني مناصفة اإليراد يكون

52

الكوميدي املرسح يف

الدين «صالح رواية من الثالث الفصل الكبرية املطربة ظهور ألول واختريالعلم». صاحب أدعى الجيش يف كنت «إن املشهورة القصيدة تغني وفيه األيوبي»،

ننتظره. نكن لم إقباال الناس وأقبل يقال، والحق برنامجنا ونجحمن أنني وبما الجديدة. مرص يف تقطن العهد ذلك يف منرية السيدة كانتنهارا، أدوارها للمطربة أراجع كي الفرقة إدارة اختارتني فقد الضاحية، هذه سكان

مساء. تمثله ما لها وأدخلالخجل. من ثوب يعروني استحياء، عىل أميش منزلها دخلت األول اليوم ويفكانت أليفا حيوانا لتداعب ولكن الدور، معي لرتاجع ال … البيت ربة وتقدمتالبيوت أصحاب يعرف كما والعرسة عرسة! وهللا أي «عرسة»، هو ما أتدري تقتنيه.كالدجاج املفيدة املنزلية الطيور ضد خنقا القتل جرائم ارتكاب همه كل حيوانالجميع. من محبوبة إلهي يشء أخي يا كانت منرية الست «عرسة» ولكن والحمام.خري «العرسة» وش يف النظرة ألن منها، فائدة ال للست مراجعتي أن وجدتهذه أداء عن للفرقة اعتذرت الحال ويف !… هلل العبد إىل التطلع من مرة ألف لها

وبارك. زد اللهم اإلخوان، يف والربكة املهمة.

الفلس إىل عودة

منتظر. غري ارتفاعا الدخل رقم وارتفع مرسحنا، عىل تهافت الجمهور إن قلتاملقصودة وحدها هي أنها منرية السيدة شعرت حتى طويلة مدة تمض لم ولكنالغبن من وأنه التياترو، ارتياد إىل الناس يجذب الذي هو اسمها وأن اإلقبال، بهذا

بنصف. نصفا اإليراد يف نشاركها أن لهاهنا، من وأنا الناس أوالد يا هنا من وأنتم االرتباط. فصم عىل صممت ثم ومنانسحب حتى الفرقة، من يدها «تسلت» كادت فما … «الست» تقدير صح ولقددخل الزمان». «غلب إىل وعدنا الزمن. من ردحا عمنا الذي الخري أقدامها عىلال، ولكن غرينا. مضيفني وعرف نسينا أنه خلنا وما فارقتنا أن بعد علينا النحس

مشيدة! بروج يف كنا ولو منه. نهرب يمكنش ماعلينا يقرتح من جاء يحبه، قلبك اليل من تلطيش يف قضيناها. مدة وبعدوكان العربي، التمثيل دار مرسح عىل يعملون عكاشة إخوان كان جديدا. اقرتاحا… كانوا ألنهم شوية. منهم أميز إحنا بس سوا. الهوا يف كنا يعني كحالنا. حالهم

حبيب. وال عدو يوري ال هللا

53

الريحاني نجيب مذكرات

بقاء مع مرسحهم. يف العمل عىل «العكاكشة» مع اتفاقا نعقد أن هو واالقرتاحليلة. تمثل منهما كال أن بمعنى األخرى، عن منهما الواحدة مستقلتني الفرقتني

الفرقتني. بني مناصفة يقسم املتجمع واإليرادبشارع العربي التمثيل دار إىل الشانزلزيه من وانتقلنا بالفعل، االتفاق وعقدكاملستجري املثل، رأي عىل االتفاق هذا نتيجة وكانت األزبكية. لحديقة البحري الباب

بالنار! الرمضاء من

عيد عزيز بارزت

العربي التمثيل بدار عملنا من األوىل الليلة يف وقع حادث املناسبة بهذه ويحرضنيذكره. من بأس ال

إىل اليوسف روز السيدة تدعو العمل مصلحة عىل الغرية كانت ما كثرياإىل انقلبت مناقشات من لهما وكم عزيز، األستاذ مع التام العناد موقف الوقوف

إلخ. … فمصادمات مشاحناتاملرسح عىل الظهور عدم عىل االثنني إرصار إىل أدى ما وقع األوىل الليلة ففيحملت املوقف. حرج ورأيت املوعد حان فلما الستار رفع عليهما وكان مطلقا.أمام نفسه فوجد الستار، رفع أن بعد املرسح خشبة إىل به وقذفت يدي بني عزيزادورها يف واندمجت اليوسف روز السيدة ودخلت التمثيل. إىل واضطر الجمهور

اإلطالق. عىل يحدث لم شيئا وكأنأنا. ناحيتي من ولو انتهى، قد يشء كل أن وظننت خري. عىل الليلة وانتهتأن مني وطلب غريبة، عصبية حركة يف إيل تقدم عزيز األستاذ أن الغريب ولكن

واحدة! حتة كده «دويللو» … أوالد يا الداهية دي يا «دويللو». يف معه أدخلوإذا أجيب؟ بم عقيل، شاورت ثم طلبه، إىل أجيبه أن قبل طويال وفكرتبأن صارحته إذا يمنع ما هناك وهل أختار؟ سالح فأي الرغبة تلك عىل نزلتسالح حال كل عىل «فالرصمة» كهذه؟ سلمية مبارزة يف سالحنا «الرصمة» تكون

واحدة! دم نقطة مسيح هو ما عمره طال إذاالثمني االكتشاف بهذا أحتفظ أن فضلت ولكنني مخيلتي، يف األفكار هذه دارت

بكلمة. أفوه أن دون عزيزا فرتكت املبارزة عالم يف

54

الكوميدي املرسح يف

عىل عكاشة أبناء فرقة مع اتفقنا منرية السيدة هجرتنا أن بعد إننا قلت وقدليلة العكاشية الفرقة تعمل بينما ليلة العربي التمثيل دار مرسح يف نعمل أن

وهكذا. أخرىأحسسنا حيث ١٩١٦ عام مارس شهر كان أن إىل املنوال هذا عىل الحال وسارما نرتك أن وقررنا االستقالل فنشدنا خياال، إال يزدنا لم العكاشيني مع وجودنا أنفات ومن أخرى. مرة برنتانيا تياترو إىل ومحتالنا حالنا وننقل لعكاشة، لعكاشة

تاه. قديمهوأن سابقه، عن نجاحا يوم كل أزداد أنني شعرت مدة عملنا أن وبعدمن ال الحق مهضوم كنت فقد ذلك ومع انتباهه، من بيشء يرمقني الجمهوراألستاذ إىل وطلبت فتشجعت كذلك. األدبية الناحية ومن بل وحدها، املادية الناحيةالرعاية من بيشء اإلدارة تكألني وأن الفرقة، إعالنات يف اسمي يضع أن عيد عزيزالكثري. عنه يعرف أن نفسه الجمهور يحب بممثل الجمهور تعريف حيث منمافيش يهديك، سيدي يا االسم. وضع ممكن مش سيف، وألف رأسه عزيزا ولكنقلت: الفرقة فيها تعيش التي املؤملة الحالة ورأيت األمر، واقع يف فكرت فلما فايدة.فأرشف ميتانة» «ميتانة الفرقة دامت وما دياولو. بال فرقة بال واد. يا سيبك

قرفها. من نفيس وأريح عنها، بعيدا أموت أنني يل

!… انفصال

فرقة هجرت تماما، التاريخ أذكر زلت وما ،١٩١٦ عام من مايو شهر ويفمنه. أعيش الذي العمل يف أفكر أن دون العربي الكوميدي

البحث، بساط عىل وأعرض الفكر، زناد أقدح شهر ونصف شهرا وظللتقرياطا. ٢٤ مضمون فيها النجاح النطاق، واسعة أعمال بمرشوعات كثرية، اقرتاحات

فلوس! مافيش خسارة. يا آخ ولكنيف جالسا كنت ١٩١٦ عام يونيو أول يوم مساء من الواحدة الساعة تمام ويفسرتة يف عيل يهبط شخصا أرى بي وإذا كالعادة. مفلسا برنتانيا. تياترو بوفيهجانبي إىل جلس فلما بالنواظر. شعاعه يلعب وخاتم املقبض ذهبية وعصا فاخرةفخمة، أرستقراطية حركة ويف الفضة من فاخرة سجاير علبة جيبه من أخرج

سيجارة!؟ ناولني

55

الريحاني نجيب مذكرات

أنه وصفت. الذي العظيم «الوارث» هذا هو من القارئ عزيزي يا أتدرييشتهي حاالتي زي كان اليل استيفان والشقاء، العناء زميل روستي، استيفان

الكوز! ماركة حتى واال … الحميل ماركة سيجارةكله؟ دا العز ومنني دي، خلفوك اليل جتة عىل ظهرت اليل النعمة ولد يا إيهيف اليل ولطشت بنكري واحد قتلت واال األهيل؟ البنك خزينة عىل «سطيت» تكونشفرجها ربنا أن املهم ذاك، وال هذا «ال وقال: رأسه استيفان هز برود وبكل جيبه؟

والسالم». علينا

!… ظل خيال

هناك أن استيفان يل ذكر املفاجئ، الثراء هذا رس الستطالع مناقشات وبعدعمال هناك وجد وأنه روز» دي «أبيه اسم عليه يطلقون برنتانيا خلف «كباريه»

مساء! كل يف قرشا ستني عليه يتقاىضيعني الليلة، يف قرشا ستون روستي؟ يا استيفان يا الكرمب زي أبوك نهار يا

كمان! رايجة الحالة كانت إذا الشهر يف هلل العبد ماهية قدعمله. ماهية يل يرشح استيفان وراح

فيؤدي املحل، يف األنوار انطفاء أثناء الشاش من ستار خلف يظهر به فإذا… ظل» «خيال بالعربي يعني هزلية. وغري هزلية، حركات بعض هذا مكمنه من

… اإلنسان» وكرامة تتفق ال املكان هذا سمعة أن أعلم «إنني له: فقلت«وراء من باشتغل راجل أنا ده. الفارغ الكالم ومال مايل «وأنا فأجاب:

شايفني». حد وال عارفني حد وال الستار»ألهف ليلة، كل يف ساعة ربع عن يزيد ال عميل يف بامضيه اليل الوقت أن «ثم

دري!». حد وال شاف حد وال صاغ، الستني فيهمسوء. غري من بيضاء تخرج بها فإذا جيبي يف يدي وضعت ثم مليا وفكرتيبيع الواحد يخيل بشكل أطنابه ضاربا الفلس كان تمثيل. وال تشبيه غري من يعني

هدومه.زيي؟ لواحد شغلة عندكم مافيش «أال وقلت: استيفان، إىل يدي مددت أخرياقابل. أنا دور أي اللضا، القي مش واحد أفندي، بيه، باشا، سيد، خدام، دور، أي… كمان صاغ وثمانية قوي، كويس الليلة يف ريال نص كمان، طمعان مش ثم

رضا!».

56

الكوميدي املرسح يف

دي «األبيه باب أمام تالقينا املساء ويف خريا. وعدني أن بعد استيفان وتركني«روزاتي». الخواجة اسمه إيطاليا وكان امللهى صاحب إىل فقادني روز»

ظهور إىل يحتاج الليلة تلك يف إخراجه املزمع الظل» «خيال اسكتش وكانولم وإنني، مشهور، كبري ممثل إنني قائال لروزاتي استيفان فقدمني بربري، خادم«ال بالفرنسية: قائال قاطعه الرجل ألن واألوصاف، املحاسن سلسلة استيفان يكملألن كان يشء كل ممثل عاوز أنا … وبتاع وشهري، كبري ممثل عاوز مش أنا ال،

مهم». مش الدورقد عىل بسيط ممثل أفندم يا «أنا للخواجة: وقلت املناقشة يف أنا تدخلت وهنا

كبري». أنا وال شهري أنا ال الحال.قرشا». أربعني من أكثر أدفع رايح مش «أنا فقال:

أصدق أكن لم ألنني استفهام، نظرة استيفان إىل ونظرت أساريري، فأبرقتكهذا! مرتب عىل أحصل أن

مفاجـأة

وليس الشهري. املرتب هو املبلغ هذا يكون أن من خوفا نفيس عىل وأشفقتمدير إىل وقادني استيفان هنأني نفيس، من الدهشة معالم زالت وحني اليومي!«ليليان يسمونها كانوا الجمال رائعة فتاة وهي روزاتي، املسيو ومعاونة املرسحالليلة، تلك يف سنؤديه الذي الظل» «خيال موضوع ليليان أفهمتنا وهناك الجميلة».أن هي كربى: مفاجأة عن القاهرة أنحاء جميع يف أعلنت قد امللهى إدارة وكانتالستار خلف للجمهور ستبدو رائع، وحسن فاتن جمال ذات باريسية سيدة هناكالستار وأمام الطبيعي، بشكلها تظهر الرابعة الليلة ويف سويا، ليال ثالث الشفاف

خلفه. الآن وملا األربع، الليايل طيلة الغفرية الجماهري جلب يف الدعاية هذه ونجحتتكن لم الفاتنة، الباريسية السيدة أن الناس عرف املدهشة، املفاجأة ظهور وقت

و«شنبه». وأنفه بعينيه روستي استيفان إالواحد: فصل ذات الفرنسية باللغة روايات املرسح عىل نمثل بدأنا ذلك وبعدكثريا الخري كان فقد … السيدات أما واستيفان أنا … شخصان الذكور من عمادهاالتمثيل أثناء يحدث كان فماذا … يشيل من قفا عىل ده الصنف فيه والكباريه …

حليفنا؟ الفشل كان أو عملنا يف نجحنا وهل

57

الريحاني نجيب مذكرات

ينتهزون كانوا املتفرجني أن تعلم حني لك تتضح السؤال هذا عىل اإلجابةاآلخر، البعض إىل بعضهم ويتحدثون املرسح، إىل ظهورهم فيديرون التمثيل فرصةمش واليل وحدها. للمقاعد نمثل كنا فقد نحن، أما ضاحكني، مصفقني هازلني

البحر؟ م يرشب ما بدال برنتانيا، يف يشتغل عاجبه

58

الخامس الفصل

كشكشبك

!… خيال

بي مر ما كل مخيلتي أمام واستعرضت الفراش عىل استلقيت الليايل، إحدى يفأو خري من تبعها ما استخلص منها الكثري أمام ووقفت ومرها، حلوها تجارب منهذا يف نقضيها التي الحياة لتلك الصادق الرتجمان هي مواضيع أجد بي فإذا رش،

املضطرب. العالممستيقظا، أم نائما اللحظة تلك يف أكنت أدري ولست الليلة، هذه فجر ويفوالقفطان الجبة يرتدي كالشبح، خياال رأيس بعيني رأيت أنني أؤكده الذي وإنماكهذه بشخصية جئنا لو ماذا نفيس. يف فقلت كبرية، ريفية عمامة رأسه وعىل

رواياتنا. عماد وجعلناهافرايش من فقمت صباحا، الخامسة الساعة وكانت الدقيقة، نفس يف أتوان ولماملوضوع هيكل عليه أميل ورحلت وساعد، عون خري يل وكان األصغر، أخي وأيقظتمرص، إىل وفد الريف من عمدة أن عن عبارة وكان إخراجه، عىل صممت الذيوتركنه ماله أضعن الحسان من فريق فيها حوله فالتف املال من الكثري يحملإىل يثوب أن اإليمان أغلظ ويقسم الندم، بنان يعض قريته إىل فعاد الحديدة، عىل

فعل. ما ارتكاب إىل يعود وأال رشده،وكاد اإلفالس عىل روز» دي «األبيه ملهى صاحب روزاتي الخواجة أرشف وملاأضع حتى أيام، بضعة بالحكم» «النطق تأجيل أرجو إليه تقدمت «امللهى»، يقفل

الكساد!! لداء الشايف الداء تكون قد رواية

الريحاني نجيب مذكرات

بك، كشكش روايات أوىل وضعت أن فكان عليه، اقرتحت ما الرجل وقبلذكرت، كما موضوعه دقيقة، عرشين يستغرق فكاهي، اسكتش عن عبارة وكانت

بطه». يا يل «تعايل الرواية اسم وجعلنا

مرة! ألول بك كشكش

روايتي أن حينذاك أحسست وقد النهائية، الربوفة نجري كنا االفتتاح يوم ظهر ويفملا تمثيلها أثناء الجمهور بني كنت لو وأنني السخافة، يف أعىل مثال تعترب هذهأنا، برضه واملخرج أنا هو بالطبع، واملؤلف، املؤلف، خاش ألعن أن إال وسعنيهذه من بيدي قلبي عىل وقبضت أنا، يا وقعتي يا آه فقلت: أيضا! أنا … وامللحنال وساقاي هائما أسري املرسح إىل قصدت حيث املذكور، اليوم مساء إىل اللحظة

حميل. تستطيعانكشكش «ذقن األوىل للمرة وأضع «مكياجا»، لنفيس أصنع املرآة أمام وجلستسيدي يا عليك أنكر وال املرآة، يف شكيل إىل ونظرت مهمتي من وانتهيت بك».… مخيلتي يف رسمتها التي الشخصية يطابق «فنيا» وجها شاهدت أنني القارئالسحر أشعة تزال وما قرنيه، الزمان أشاب الذي الساذج الريفي العمدة شخصية

عينيه. يف تبدوقاتل ويا وقفطاني، بجبتي املرسح واقتحمت الستار، ورفعنا هللا عىل وتوكلناقدر ما إذا املصري سوء خيايل يف يلوح وكان بالطبع، مضطربا كنت مقتول!! ياعن أتقاضاها التي قرشا األربعون يل أين ومن أذهب؟ أين إذ والفشل. السقوط لنا

الحدثان؟ وغوائل الزمان هموم عني تدفع والتي ليلة، كل

السالمة الزوغان يف

الرواية نجحت وهل انتهى؟ حال أي عىل العظيم وهللا أدري وما التمثيل، وانتهىله سببت أما روزاتي، الخواجة العزيز مديرنا من القبول نالت وهل سقطت؟ أم

«اشمئناط»؟! من به يشعر كان ما فوق امتعاضافلبست التايل، اليوم إىل كله ذلك عن االستفسار أرجئ أن رأيت القصد.مهل عىل وتسللت األعني، عن وجهي أطراف بها أخفي «ياقته» ورفعت معطفي

60

بك كشكش

لقبض طبعا، العادة غري عىل … الخزينة عىل املرور دون الخارج إىل طريقي متخذااليومية. صاغا األربعني

ملحتني الخارجي، الباب عند للريح ساقي فيها أسلم كدت التي اللحظة ويفقدمي الوهم وكبل تناديني، فرصخت — للخواجة صديقة وكانت — امللهى وكيلة

التياترو!! … تارك يا املوت جالك … آخ وقلت: حراك، دون مكاني يف فوقفتابتسامة تبتسم وهي حديث، أعذب وتحدثني بحرارة، تهنئني الفتاة إيل وجاءتاملسألة تكون أن وأخىش األمر، يف أشك كنت ذلك مع ولكنني واالنرشاح!! الحبوروراءها تخفي كانت ربما بها غمرتني التي التهنئة هذه وأن تأليس»، يف «تأليس

الزؤام»! والطرد التام «التهزيءلوجه وجها وجدتني أن إىل متثاقال خلفها فمشيت يدي، من جذبتني أنها إال«أنا قائال: وصافحني باشا هاشا متهلال استقبلني الذي «روزاتي»، الخواجة أماممربوك!!». مربوك قوي، هايل أنت ده!! بالشكل عظيم ممثل أنك أبدا أظن كنتش مابالريالني واتحفني، بقى جيبك عىل إيدك بس خواجتنا يا … «العفو له: فقلت

يطمنك». هللا الفينو!!«أنت يقول: وهو إياها ناولني قرشا ستني وأخرج جيبه يف يده الرجل ووضع

كده!!». النهارده من ماهيتك«ما له: ألقول خصيصا روستي استيفان وقابلت جيبي يف املبلغ ووضعت

قفا!!». يا بعضها ساوت والروس حد. من أحسن حدش

أسبوع كل جديدة رواية

الثالثة بالرياالت جديدة رواية أعددت قد كنت نهايته، من األول األسبوع اقرتب وملااليومية!! ماهيتي إليها ارتفعت التي

يستصحب وصار البالص، كفر عمدة بك كشكش ارتقى الرواية هذه ويفهذه أسندت وقد الغفر)، (شيخ زعرب «ادلعدي» هو — خاصا أمينا تنقالته يف

املرصي. اللطيف عبد السيد إىل الشخصيةشاهد ما بعد امللهى صاحب ورأى سابقتها، نجحت كما الرواية هذه ونجحتخمسني الدخول رسم فجعل اليشء، بعض بالنظام يرتقي أن اإلقبال، ازدياد منعند مرتبي يقف فلم «الفتوح» لنا هللا وكتب رسوم. بال الدخول كان أن بعد مليما

61

الريحاني نجيب مذكرات

املاهية، جانب إىل يل يكون أن عىل امللهى صاحب معي اتفق إذ الستني. القروشالدنيا فأقبلت واإلخراج، التأليف نظري الدخل، من املائة يف خمسة تعادل حصةبالشلوت وأرضبه الخايل القديم للبؤس عيني «أحمر» وبدأت بجناحيها، ترفرف

كمان!أوقاتي كل وقفت وبعدها املشمش»، يف «بكره باسم الثالثة روايتي وأخرجتإىل صباحا املنزل ومن توا، املنزل إىل ليال املرسح من أخرج وحده، العمل عىلالكامل الرجل وأصبحت معنى، الحياة ملباذل وال طعما، للراحة أعرف ال املرسح،

فيه. يؤديه عمل دون منه دقيقة يف يفرط فال الوقت. قيمة يعرف الذي

للفن! حياتي خصصت

عنه، ويبتعدون منه يهربون وباء الخاصة نظر يف التمثيل كان الحني ذلك ويفعليه! عولت فيما أزري وشدت عزيمتي من قوت غريبة ظاهرة شاهدت ولكنيوتصادف القديم، (جروبي) محل يف جالسا األيام أحد يف كنت أنني الظاهرة هذهويخيل التامة، الوجاهة عليهما تبدو اثنان يل املجاورة الطاولة إىل يجلس كان أنله راقت قد أحدهما وكان املعاشات. أرباب الباشاوات، طبقة من أنهما للرائيقائال: شاهده ما له ويروي باألمس، سهرته نبأ صاحبه عىل يقص فراح الخلوةضحك». يا وهات … ده بك كشكش عمك املرسح عىل راح يافندم وبعدين …»

ذلك يف كان فلقد أيامه، يرحم هللا األزبكية، حي يف أسري كنت آخر يوم ويفهللا!! شاء ما هللا باسم الحني

بإنشاد أصواتهن ترتفع النسوة من رهطا أسمع بي فإذا أسري، كنت أقولطريقي، يف مررت كلما أنني ذلك بعد وشعرت أونطه»، «بالش روايتي من لحن

بك»! كشكش «هذا تردد: األفواه بينما نحوي، بإشارة تمتد األصابع أرى

العسكرية القرعة دار يف

وعوفيت البدلية فدفعت أعوام، بثمانية الحني ذلك قبل االقرتاع سن بلغت قد كنتأحد وبني بيني الجفاء من يشء وقع الثمانية األعوام وبعد العسكرية. الخدمة منفاستدعيت التجنيد، من هارب أنني القرعة إدارة أبلغ أن إال منه كان فما الجريان،

62

بك كشكش

عىل القاطع الربهان وأقدم الجار، هذا نية سوء ألثبت وذهبت العام، الفرز يوم يفللبدلية. دفعي

فسمعت دوري. أنتظر ووقفت جانبا انتحيت الزحام، ورأيت املكان بلغت فلمانيس ربما أنه اعتبار عىل النداء فأجبت الريحان)، (نجيب باسم يهتف الجنود أحد

(الريحاني). يف األخرية الياءمجلس فيها واجد أنني يقني عىل كنت وقد الغرف، إحدى إىل الجندي وقادنيألفيت حني دهشتي كانت ما شد ولكن الضباط، من فريق من املؤلف القرعةالعني، يخزي واحد ضابط حتى بينهم وليس املعممني، املشايخ من رهطا الجلوس

السالم. عليكم … عليكم سالمالربع «اقرأ يل: قال جلست فلما بالجلوس يل وأشار املشايخ، أحد يف وتفرس

األعراف!». سورة من األخريالشيخ؟ يس يا األعراف سورة أعرف منني وأنا … أعراف

القرآن حافظ أنك وبتدعي العسكرية القرعة من املعافاة طالب «أمال قال:ليه؟».

الريحان)، بخيت (الشيخ اسمه فقيها هناك أن فاتضح ودققوا، املشايخ وحققبه فجيء الكريم، القرآن حملة من ألنه املعافاة التمس للقرعة طلب حني وأنهبدل (نجيب) بكلمة فنطق النداء وقت الجندي عىل األمر اختلط وقد لالمتحان.

بخيت.القاطع الدليل قدمت أن بعد بسالم، هلل والحمد الحرب املوقف هذا وانتهىثمانية منذ والتمام بالكمال البدلية دفعت أن سبق أنني عىل الساطع والربهان

أعوام.

اليوم يف جنيها ٣٠

املتوايل، والتهافت املتزايد، اإلقبال ذلك امللهى صاحب «روزاتي» الخواجة رأى وملايفهمها التي والطلب العرض قاعدة يتبع أن رأى املتفرجني» «صنف يف والرقيللعموم، مليما خمسني الدخول رسم كان أن فبعد التجار، مهرة من «املدردحون»

قروش. بعرشة وثانية قرشا عرش بخمسة أوىل درجتني عىل أصبحمع هو كما كان اإلقبال فإن روزاتي، نظر بعد االرتفاع هذا أثبت ولقد

الحال. بطبيعة اإليراد تضاعف

63

الريحاني نجيب مذكرات

الساعة كان امللهى افتتاح موعد أن ذلك للعيان، بدت لطيفة ظاهرة وهناكيكن لم لذلك روايتنا، غري أشياء يشمل الربنامج وكان مساء، كل من التاسعةكانت بالذات املوعد هذا ويف عرشة، الحادية الساعة قبل للتمثيل يرفع الستارالصفصف» «القاع شبه املكان نشاهد فكنا ذلك قبل أما آخرها، حتى تمتلئ املقاعد

بيقولوا!! ما البلغاء أسيادنا زيبمثابة كان هلل العبد أن املال، رأس لصاحب أثبتت السارة، الظاهرة فهذهملرسحه اليومي اإليراد كان فلقد الحالل، الربح يدر الذي املنجم أو الذهبية، البيضةيكن لم مبلغ وهو جميعها مرصوفاته بعد جنيها واألربعني الثالثني بني يرتاوح

به!! يحلم أحديل، قسم بما قانعا كنت فقد أنا ناحيتي من أما املحل، مدير جهة من هذاطوقني بما معرتفا الرجل، خزينة يدخل الذي الربح ذلك إىل الرضا بعني أنظرمرسحه عىل أنني ذلك أرعاه. أن عيل وجب وفضل أنساه، لست جميل من بهصلة بيننا فتوثقت العاطفة هذه مني أحس وقد اشتهرت. جدرانه وبني ظهرت،

النجاح. مواصلة يف سببا كان مما الصداقة، عرى وتمكنت الود

سابقا البائسني اجتماع

يف كان وقد جديدة، رواية أسبوع كل يف له نخرج أن الجمهور عودنا إننا قلتثم اليومية، الربوفات وأجري أمثل أن طاقتي يف يكن فلم يل إرهاق العمل ذلكبذلك، روزاتي الخواجة شعر فلما وتأليفها، الروايات وضع مهمة ذلك إىل أضيفعىل جهودي أوقف كي التأليف، يف يعاونني مساعدا أنتقي أن يف برغبته بادرنيالعناء، معي قاسوا الذين القدماء، األصدقاء كنانة يدي بني فنثرت … التمثيلأمني األستاذ بينهم من اخرتت أن فكان والشقاء. البؤس كئوس وإياي ورشبواأربعة السابقني البائسني السادة من تضم الفرقة أصبحت إلينا وبانضمامه صدقي.اللطيف عبد هو الذي زعرب والواد روستي، واستيفان وأمني، السيادة محسوب هم

ورمح!! سن عىل املرصييا خي «نفوذي» أبذل أن رأيت فقد قيمتها، روزاتي عند لكلمتي كانت وملاعىل بها يستعينون شأن ذات ماهيات عىل األكرمني للزمالء أحصل أن يف … خيالشقاء كابوس بها ويطردون الشعراء يقول كان كما قبلهم»!! للعال حقوق «قضاء

64

بك كشكش

— األعزاء وإن هلل. والحمد نجح قد مسعاي بأن أقول أن ليرسني وإنه القديم.كان وبعدما مرتفع. مرتب من يشتهون كانوا ما نالوا قد — استيفان فيهم بماوأهي أفندم يا جميله له فرددت اآلية انعكست ألجيل، يتوسط الذي هو استيفان

كده!! ويوم كده يوم .… قالبة دنيا

بك كشكش أجل من

قياسيا رقما املبلغ هذا كان وقد الشهر، يف جنيها وعرشين سبعة إىل مرتبي ارتفعالجنيه كان الذي الحني، ذلك يف ممثل إليه يصل ولم قبل، من املسارح تعهده لم

العالني! واليشء الفالني اليشء يسوى فيهمما مجتمعاتهم، يف بها ويتنادرون القيمة بهذه يتحدثون الجميع كان ولقدعيل أصدروا الذين الزمالء أولئك … األقدمني زمالئي من لالستغراب محال كانمن بطردي يقيض — بالنفاذ مشموال — حكما التاريخ لهذا سابقة سنوات منذعىل للظهور أليق وال بتاتا، للتمثيل أصلح ال ألنني ليه؟ وحجازي!! أبيض فرقةاإلخوان أولئك بأن سبق فيما قلت أنني يذكر العزيز القارئ ولعل بل … املرسحناجحا، ممثال األيام من يوم يف أكون لن بأنني — بالخري يصبحهم هللا — تنبئواال فيما وقتي ضياع بدل عيش، منها آكل أخرى مهنة عن أبحث أن يل خري وأنه

عايدة!! وال منه فايدةذلك يف بدءوا ألنهم حسدهم أقل ولم استغرابهم، موضع كان مرتبي إن قلتوتمثييل البديع! وفني الرائعة! مواهبي يكتشفون فقط، الوقت ذلك ويف الوقت،التنبؤات، عىل عيني يا عيني باهر. وعهد زاهر بمستقبل يل ويتنبئون بل املدهش!برضه!! … تنبؤات من به رشفوني أن سبق ما مع نقيض طريف عىل كانت التي

اللطيف والجنس بك كشكش

فقد خاص، شخيص أثر له كان بل العامة، الوجهة عىل أعمايل نجاح يقترص لمالروح تغمره وسط يف أعيش عرشة، سنجة عىل قيافة، العمر، مقتبل يف شابا كنتالجنس سيما وال الكل، نظر يف املرء شأن من ترفع ميزات هذه وكل األجنبية.الزميالت، وغري الزميالت من الكثريات مطمح الوقت، ذلك يف أصبحت لهذا اللطيف.

65

الريحاني نجيب مذكرات

لعميل أخلص أن وانتويت ظهريا، القديمة األفكار طرحت قد الحني هذا يف ولكننينفيس عاهدت ما ذلك ومناوراته. كيوبيد «املعلم» مداعبات لغريي أدع وأن وحده،

ذاك. إذ انتهاجه عىلالناحية هذه ذكرت ما أنني إىل أشري أن العزيز القارئ يل يسمح أن وأرجوأقول اللطيف. الجنس أعضاء من الكثريات لسهام هدفا كنت أنني وهي الدقيقة،ينئ لم خاصة حادثة إىل األذهان ألنبه إال الدقيقة، الناحية هذه عىل آت لم إننياتجاه إيجاد ويف حياتي، مجرى تغيري يف مبارش سببا كانت وقد بعد. رسدها أواندورها. يجيء حتى رشحها يف التبسط أريد ولست جارفة. بقوة تياره حملني جديد

قريب!! لناظره غدا وإن فمهالوإن متواصال. نجاحا نجحت روز دي األبيه ملهى يف أعمالنا إن فأقول وأعودواألربعني الثالثني بني يرتاوح كان روزاتي املسيو يتقاضاه كان الذي الصايف اإليرادإىل األخرى املالهي أصحاب داعيا الفذ النجاح هذا كان وقد الواحد. اليوم يف جنيهاإىل السبل يتلمسون فراحوا منواله، عىل وينسجوا روز» دي «األبيه حذو يحذوا أنمقدمة يف وكان مرسحنا. إليه وصل ما إىل الوصول يف أنفسهم ويجهدون ذلك،النجلو مارسيل مدام ذاك إذ تديره كانت الذي باري) دي (كازينو املالهي تلك

اآلن)». (ريتس مرص استديو سينما «مكانرأس عىل وجعلته عيد، عزيز األستاذ القديم بالزميل مارسيل مدام وجاءتيشء عن التجربة هذه تسفر لم لألسف ولكن واالهتمام، بالعناية تواليها ظلت فرقةاملبني. بالخرسان الكازينو مرسح باء مجهولة وألسباب كثر!! أو قل النجاح من

الكسار ظهور

أشخاص فتناولت املتنوعة، األساليب ابتكار يف ذهنها تفتق مارسيل مدام وراحتالتوفيق هداها أن إىل أيضا، املديرين مع ذلك مثل وفعلت والتبديل، بالتغيري املمثلنيدي (كازينو فرقة بدأت فقط وهنا الكسار. وعيل أمني مصطفى األستاذين إىلذلك يف يتألأل الكسار األستاذ نجم بدأ كما الدين، عماد يف هاما مكانا تحتل باري)— رأسها عىل كان التي — الفرقة من الظروف وأوجدت نجمي، جانب إىل الحني

الناجحة. لفرقتنا قويا منافسا«خليك روايات صدقي أمني األستاذ مع أخرجنا إننا فنقول جانبا ذلك ونرتك

جامد». و«اديله وز» يا و«هز تقيل»

66

بك كشكش

كان الرواية معدل أن من قلته، أن سبق ما يذكرون األعزاء القراء وأظنالجديدة. الرواية بعده نخرج واحدا أسبوعا

ومع رواية، لكل أسبوعني إىل بمدها أغرانا واجهناه الذي الكبري النجاح ولكنالبداية. منذ منه تعودناهما اللذين وتشجيعه، بإقباله يوالينا الجمهور كان فقد ذلكعزيز. األستاذ العزيز زميلنا إلينا انضم الرابعة، روايتنا إخراج وشك عىل كنا وبينماوقد مستقبيل، مجرى تغيري يف سببا كان حادثا هناك أن قبل فيما ذكرت وقد

ييل: كما هو الحادث هذا إليه بالعودة ووعدت مرورا به مررت

هؤالء حسادنا، من الكثريين أعني يف يروق بلغناه الذي النجاح يكن لمصداقة، من روزاتي مسيو وبني بيني كان فيما خصيبا مرتعا وجدوايعكرون الحساد أولئك بدأ ولذلك املشرتكة. مصالحنا ارتباط أثر عىل نبتتمحمودة، غري جهودا ذلك يف باذلني الشحناء، أسباب ويتلمسون بيننا الجوحساس وتر عىل فرضبوا الرجل، يف الضعف ناحية عىل وقفوا أن إىلأناوئه أنني ويوهموه الرجل، دخيلة إىل يتغلغلوا أن بواسطته استطاعواهذا من بريء أنني هللا ويعلم للبعض، خاصة صداقة من استطاب فيمايوما نفيس تحدثني فلم عيل، جميله للرجل أعرف كنت وأنني الفعل،

بنكرانه.

وجدت الدسائس وأن ناحيته، من ترتاخى بدأت بيننا العالئق أن وأحسستسوء من يشء وجود أنكر ولكنه األمر، يف مفاتحته يف أتوان فلم قلبه، إىل طريقامادام له فقلت أقرب. اإلثبات إىل كان أنه اإلنكار هذا من يل والح … التفاهميف جنيها ثالثني إىل ماهيتي ترتفع أن قطعي كربهان فأريد حاله عىل بيننا الصفاءضئيل مبلغ وهو شهرية، كعالوة فقط جنيهات ثالثة عىل أحصل أن أي الشهر،رفضه حتى الطلب بهذا إليه أتقدم كدت ما ولكنني يربحه، كان ملا بالنسبة بالطبعمن بدا معه أجد لم وتعريضا أتحمله، لم تأنيبا رفضه عىل وزاد أثارني، بشكل

آخر. أسبوع مهلة بعد العمل برتك إنذارهأطالعه مناورة أنها منه ظنا حقيقته، غري عىل هذا إنذاري فهم أنه ويظهربأن أجابني لذلك وإياه، أبارشه كنت كالذي عمال غريه مع أجد لن وأنني بها،

السالمة!! مع … عاجبه مش واليل مفتوح الباب

67

الريحاني نجيب مذكرات

مائة بدفع تقيض الرشوط وكانت بعد، انتهت قد بيننا التعاقد مدة تكن لممهلة بعد اإلخالل قررت ذلك ومع العقد، يف ورد بما يخل من لكل غرامة جنيهومادام مرسحه، يف محيل يحل من أثنائه يف يجد كي له، رضبته الذي األسبوع

واملفتاح؟! بالضبة قفله عىل أنا فألعمل يقول كما مفتوحا الباب

نغنغة

بيني الحني ذلك يف تجري كانت مفاوضة أن فعلت، ما إتيان عىل شجعني ولقدجديد مرسح يف العمل عىل معه أتفق أن عىل «ديموكنجس» الخواجة املرحوم وبنييف وموقعه اآلن)، يوليو ٢٦) األول» «فؤاد بوالق شارع يف «الرينسانس» اسمه

شمال). (إخوان محل اليوم يشغله الذي املكانقدره شهريا مرتبا أتناول أن عىل كنجس مسيو وبني بيني االتفاق وانتهىأي شهر، نصف ماهية يعادل عربونا بالفعل منه وقبضت جنيها. وعرشون مائةاملبلغ هذا مثل عميل من فيها أقبض التي األوىل املرة هذه فكانت جنيها، ستني

واحدة!! دفعة الضخمإىل وقوته هللا بحول انتقلت روزاتي، الخواجة إىل املعطاة املهلة نهاية وبعد

يشء. عىل نلوي ال فيه بروفات نجري الفرقة مع وبدأت «الرينسانس»، تياتروالندم بنان يعض وراح به، حلت التي بالخسارة يشعر القديم مديرنا وبدأ

ذاك؟ إذ فاعل هو فماذا املنافقني. وأكاذيب الدساسني، دس إليه جره ما عىليسلكه؟ الذي الطرق وما

بك كشكش اسم تسجيل

مرصي، جنيه ألف قدره بتعويض إيانا مطالبا املختلطة املحكمة إىل يجرنا راحاالسم. هذا ابتكر الذي املحل صاحب باعتباره بك» «كشكش اسم استعمال وبعدمفإذا الحكم، صدر املحكمة، ساحة يف كبريا دورا أخذت ومداوالت مرافعات وبعدعليها املنصوص جنيه املائة مبلغ بدفع إلزامه مع املدعي طلبات برفض يقيض هوحيثياته يف يل سجل أن الحكم هذا وزاد روزاتي. املسيو وبني بيني املحرر العقد يفيد يف وأسقط استعمله. مؤلف وأول له، مبتكر أول بصفتي بك» «كشكش اسم

روز». دي «أبيه ملهى نهاية ذلك وكان الرجل،

68

بك كشكش

دعامة كانوا الذين إياهم السادة من «الرينسانس» يف الجديدة فرقتنا وتألفتاللطيف وعبد روستي واستيفان صدقي «أمني الكرام األربعة وهم روز، دي أبيه

جمجوم. اللطيف عبد مرة ألول إلينا وانضم الفقري، والعبد املرصياإلقبال وتضاعف السابق، امللهى يف تكون الذي جمهورنا فتبعنا عملنا وبدأنا

وتوفيق. نجاح من نرجو كنا ما لنا هللا وكتب قبل ذي عنعليها نطلقه الذي االسم اختيار يف تناقشنا األوىل، روايتنا نعد كنا وحنيالذي خصمنا إلغاظة أداة االسم نجعل أن وهو أحدنا، اقرتاح قبول إىل وانتهيناهو االسم وهذا — ذاك إذ صدر قد الحكم يكن ولم املحكمة، يف الدعوة علينا رفع

قابلني!!». «إبقىجديد الكتشاف بداية كانت التسمية تلك إن نقول أن هنا املناسب من ولعلهاصطالحات باستعمال الغري، عىل والرتيقة» «التأويز مراعاة وهو التمثيل، عالم يففيه يكونون ما عىل ويطبقونها شتى: مذاهب تفسريها يف الخصوم يذهب وأمثالقاعدة، صار حتى رسيعا انتشارا (االكتشاف) هذا انترش ولقد نفسية. حالة منواحدة كل كانت إذ رواياتها. أسماء اختيار حني للفرق، دستورا أو تقليدا أواألخرى الفرقة تكون الذي االسم عىل محكما ردا ترد أن التسمية هذه يف تراعي

جرا. وهلم … الجديدة لرواياتها اختارته قدالجمهور إقبال يقل أن دون كامال شهرا تمثل قابلني» «إبقى رواية واستمرتتمام عىل امللهى» مؤجر ديموكنجس «املسيو حمل مما الشباك، إيراد ينقص أو

معنا. االتفاق يف رغب حني حق عىل كان وبأنه األمام، إىل نسري بأننا الثقةالنجاح من نصيبها فكان باريس»، يف بك «كشكش رواية أخرجنا شهر وبعدمرسى فيها ويرسي الطبقات، بني ينترش بك كشكش اسم وأخذ سابقتها. نصيبيعد ولم واألزقة. وامليادين والقصور الدور يف لسان كل عىل جرى حتى الكهرباء،يطرق حني ويبتسم بل االسم، هذا يردد لم ودانيها قاصيها كلها مرص يف أحد

سمعه.عن والفوز النجاح حيث من تقل فلم كشكش» «وصية رواياتنا ثالثة وكانت

سابقتها.

69

الريحاني نجيب مذكرات

إجبارية عطلة

وصاحب ديموكنجس الخواجة بني التعاقد مدة انتهت ١٩١٧ سنة مايو شهر ويفجديد بمرسح يستقل أن برصه بثاقب رأى بل يجدده، أن ديمو يشأ فلم امللكاإليجار قيمة ألن نظره، وجهة عىل ووافقته األمر، يف ففاتحني به، خاصا ملكا يكوناختياره فوقع الجديد املكان عن يبحث ديمو وراح جدا. كبرية كانت يدفعه الذيالبنك يمتلكها األرض من قطعة عىل مقامة الدين، عماد شارع يف «قهوة» عىلمكانها. مرسح وإقامة احتاللها عىل اتفقنا الالزمة املعاينة وبعد املرصي، العقاريبأربعة لذلك الالزمة املدة وقدرت والبناء الهدم يف فورا العمل يبدأ أن وتقرر

العمل. عن معطلني قضيناها أشهرالعيش وشظف الفاقة ألم يكفينا ما تحوي هلل والحمد جيوبنا كانت ولكن

وشها! يورينا وال يرجعها ال هللا … الخالية أيامنا يف قاسيناه الذيغري من كان وإن البناء كامل مرسح أمام نحن فإذا املقررة املدة وانتهتحتى بالقماش الصالة بتغطية ولنكتفي العمل، استئناف تقرر ذلك ومع سقف،

الالزم!! السقف وضع موضوع يف ننظر ثم الحالل، يحلهاعىل اختياره يف ففكرت هذا، مرسحنا عىل نطلقه الذي االسم اختيار دور وجاءاألخريين أولئك أن الحظت ألني سواء، حد عىل واألجانب للمرصيني معروفا يكون أنبني موزعا اإلقبال أصبح بحيث لفرقتنا، مستديمني (كزبائن) يتهافتون بدءوااألجبسيانة اسم عىل اختياري ووقع سواء. حد عىل واألجانب) (املرصيني الفريقنيعماد لشارع الجديد التاريخ يف مبدأ افتتاحه كان وقد هذا، مرسحنا عىل فأطلقناهالمتداد الشارع اسم عىل يطغي مرسحنا اسم كان الزمن من قليل وبعد الدين.

شهرته. نطاق واتساع سمعتهاملال إن فأقول األجبسيانة مرسح بناء موضوع إىل قليال أعود أن أرى وهناأن فاضطررت العمل، ينتهي أن قبل نضب قد يملكه كنجس املسيو كان الذيما إىل «وعدنا الحديدة عىل أصبحت حتى كله» العمر «شقا من يل بقي بما أمده

إياه». البؤس من فيه كناتاه!! قديمه فات ومن

70

بك كشكش

املايضالقريب ذكريات

يف عالقة اليوم إىل ذكراها تزال ما فرنسية فتاة األقدار يل ساقت األيام هذه يفالقراء أستميح الجميلة، الذكرى هذه العيش. ومر الغداة كر إياها ينسيني ال ذهني

برهة. إزاءها وإياهم أقف أن يفيف عونا وكانت يل، صديقة — اسمها هو وهذا — فرناي» دي «لويس كانتفأنا طيبا، شيئا حياتي يف ذكرت ولنئ عزمي. ويشدد أزري يشد وساعدا الشدة،

صداقتها. وعهد زمالتها أيام أذكرمع أحياها كنت التي الحياة أمثلة من مثال القارئ السيد أيها لك وألذكر

«لويس».الكورسال، مرسح يف تعمل وكانت اإلفرنجية، الفرق إحدى القاهرة إىل وصلتشغوفا وكنت اآلن). الدين عماد بشارع عدس عمارة موضعه يف بنيت (الذيترصيحا أطلب أن — كممثل مكنتي يف كان وقد الفرق، تلك تمثيل بمشاهدةيخجل، ما ذلك يف أرى كنت ولكنني الفن!! بلغة «بون» يعني للدخول، مجانيا

ذلك. كلفني مهما التذكرة ثمن أدفع أن أفضل وكنت— ولويس أنا — شغوفا كنت رواية تمثيل عن الفرقة أعلنت الليايل إحدى ويفوفتاتي فاتفقت قرشا، عرش اثني غري الليلة هذه يف أمتلك أكن ولم بمشاهدتها،فدفعت قروش، خمسة التذكرة ثمن وكان التياترو، أعىل يف مقعدين نحتل أن عىلمأخذ، كل لويس من أخذ قد الجوع وكان فرنك. نصف إال يبق ولم الريال نصفطلبت وهناك قريبة، قهوة إىل فقادتني تنفيذها. قررت خطة إىل تفكريها وهداهافتحت ثم سكر، غري من الشاي رشبت بالطلب، الجرسون جاء فلما شاي). (واحد

الجرسون! أحرضها التي السكر قطع جميع فيها ووضعت حقيبتهاالخبز بعض املنزل يف دبرت قد كانت الفتاة أن فهي ذلك يف الحكمة أما

السكر! إال ينقصها ولم الشاي، من وقليالمن لها تهيأ ما مع الشاي أعدت منزلنا، إىل وقصدنا التمثيل انتهى فلما«عيش عشاءنا نتناول وجلسنا الليل، أول يف يدها حقيبة به مألت الذي السكر

وبس!». وشاي

71

الريحاني نجيب مذكرات

سعيد لعهد سعيدة فاتحة

… سقف غري من بس بالفعل، أعد «اإلجبسيانة» مرسح إن فأقول العمل إىل ونعودأزمعنا التي الروايات أوىل صدقي أمني األستاذ مع أعددت أن بعد الفرقة فجمعت

أحمد». «أم رواية وهي إخراجهاسبتمرب ١٧ يوم ويف رياض حسني األستاذ األثناء هذه يف الفرقة إىل انضم وقدسعيدة. فاتحة كان بنجاح فيه عملنا وبدأنا اإلجبسيانة، مرسح افتتحنا ،١٩١٧ سنةالجمهور، من فرقتنا به تتمتع كانت الذي اإلقبال عن أحدثك أن شئت وإنساعة من بأكثر التمثيل موعد قبل يقفل كان التذاكر شباك إن لك أقول أن فيكفي

التذاكر. لنفادسالمة الشيخ الكريم بالفقيد هللا رحمة استأثرت ١٩١٧ عام أواخر ويفإعالن إىل جميعا يدعونا الواجب أن ورأيت عليه، حزنا قلوبنا فامتألت حجازي،كنجس املسيو ولكن املناسبة. بهذه ليلة املرسح يف العمل وتعطل العام، الحدادبضع التمثيل وقف الحداد إلعالن يكفي إنه قائال الرغبة تلك إىل يجيبنا أن رفض

دقائق!!عىل وتصميمي نهائيا، الفرقة من انسحابي إىل الرأي يف التضارب هذا وانتهى

النتيجة. كانت مهما بعميل التضحيةرياض، حسني األستاذ إىل بدقة» «دقة رواية يف دوري التياترو صاحب وأسندثم األسبوع، تتجاوز ال أيام بضعة انسحابي بعد (اإلجبسيانة) يف العمل وسارمرسحه، إقفال إىل كنجس املسيو واضطر حولها، من الناس وانفض الفرقة تدهورت

جديدة. مفاوضات يف معي الدخول إىل والعودةاقرتاحا عليه عرضت ولذلك الفرقة، إدارة يف كنجس خطة تعجبني تكن لممن ٪٣٠ يتقاىض أن نظري يف يشء كل وعن بل اإلدارة، عن يده كف يتضمن

التمثيلية. الفرقة إدارة يف تاريخي بدأ اللحظة تلك ومن فقبل، يوميا! اإليراد

شهرين يف امليزانية موازنة

ال فقط جنيها خمسني غري تحوي ال الخزينة فإذا متاع، من جعبتي يف ما جردتإدارتي، تحت يعملوا أن كبري بارتياح املمثلون وقبل الفرقة ألفت ذلك ومع غري!!

72

بك كشكش

«حلق رواية وبعدها صدقي. أمني األستاذ وضع من تحبك» «حماتك رواية فأعددنالالطمئنان الخزينة جرد إىل عدت — وديسمرب نوفمرب — هما شهرين وبعد حوش».زيادة بال جنيها خمسني … كان كما املال رأس رأيت ولكنني االحتياطي، حالة عىلمساوية اإليرادات جعلت بأن امليزانية «موازنة» استطعت أنني أي نقصان! وال

املحسنني! يحب هللا وكان للمرصوفات،كده. غري عاوزين إحنا محرتم! يا الغرض مش ده لكن

املجاور باري» دي «كازينو أن فرأيت اإلصالح. طرق يف كثريا فكرت نهايته.أقول الكسار، عيل األستاذ به ويعمل «النجلو»، مارسيل، مدام تديره والذي لنا،كان الذي الجمهور، إقبال احتكر قد الكازينو هذا أن الدقيق البحث بعد رأيت

إذن؟ العمل ما ومقاصريه. مقاعده ويمأل ووحدانا زرافات يقصدهعلة كثب عن ألدرس الكازينو بهذا أمضيها ليلة مرسحي يف التمثيل فألوقف

وسببه. اإلقبال هذاوقضيت باري دي إىل الحال يف فقصدت الخطبة، تلك تنفيذ يف لحظة أتوان لم(استعراض) عن عبارة هناك ما كل أن أرى أن فأدهشني (كمتفرج)، كاملة ليلة بهعيل األستاذ فيها يظهر فكاهية مواقف بضع وتتخلله اإلفرنجي، العنرص فيه يغلب

الكسار.ولكن خاصة، معاني وال ما. موضوعا تحوي االستعراضات تلك تكن لمعليه يشتمل ما كل هي … الرقص و«تابلوهات» وعظمتها، املناظر فخامة كانتاإلتيان يف مخي» «وأشغل نفيس أتعب فلماذا كذلك، األمر مادام هلل!! يا الربنامج!ويقبل يسرتيح الجمهور دام وما املغزى. ذات الروايات عن والبحث باملوضوعات،

يشتهيه؟ ما له نقدم أن يمنع فماذا االستعرايض النوع عىل

االستعراضية رواياتنا أوىل

العنرص يكون أن رشط عىل استعراضية، رواية عمل عىل السهرة هذه بعد صممتهذه عىل صدقي أمني األستاذ زمييل وأطلعت اإلفرنجي، عىل غالبا فيها املرصييضع أمني األستاذ وبدأ وحالوة»، «حمار رواية «هيكل» وضعنا الحال ويف النية.املناظر، ترتيب يف همي كل جعلت بينما مطروقة، موسيقية أوزان عىل أناشيدها

واإلنشاد. الرقص عنارص من ينقصها بما الفرقة وإمداد الستائر و«توضيب»

73

الريحاني نجيب مذكرات

بعد ليلة، أول يف عنها الستار ورفعنا الالزمة، بروفاتها وأجرينا الرواية انتهتالصفر، إىل الخمسني رقم من وأنزلته أمله وتلفت االحتياطي، صحة «خرشمت» أنإىل وإما الصدر، إىل فإما قدام! وإيد … ورا إيد … الستار رفع قبل وأصبحت

عور!! اتنني يا صابت يا تخريمه وأهي القرب.االستحسان هو به شعرنا الذي إنما فقط. جنيها ٣٥ األوىل الليلة إيراد كانإعالن أقوم االستحسان هذا كان وقد الجمهور من الروايات به قوبلت الذي العامالخزينة بأن لك أقول أن ويكفي آخر. عن يوما يتزايد اإلقبال كان فقد لنجاحنا.جنيه. ٤٠٠ إىل يحتلها كان الذي الصفر رقم وقفز األول، الشهر نهاية يف عمرتمأل آخر، أدبي نجاح هناك بل املادية، الناحية عىل مقترصا النجاح يكن لمطارق، املرسح باب طرق الليايل إحدى يف أنه ذلك انرشاحا، وقلبي رسورا نفيسالذي العربية، اللغة مدرس بحر) (الشيخ القديم أستاذي هو فإذا إيل، به وجيءيف العربية املحفوظات إلقاء عىل تدريبي يف إليه يعود الفضل إن قلت أن سبق

مقبولة. خطابية بطريقة املدرسةشمله بما ويفاتحني الرواية، مشاهدته بعد يهنئني بحر الشيخ أستاذي جاءمن أكرب عندي كانت الشيخ تهنئة أن السادة أيها وأقسم تلميذه. بنجاح رسور من

ذاك. إذ خزانتي بها عمرت التي جنيه األربعمائة مبلغ

الفرقة يرتك أمنيصدقي

أن بعد ولكنه جنيها، ستون قدره شهريا مرتبا يتقاىض صدقي أمني األستاذ كانرشوطا عيل يميل أن رأى الضخم، اإليراد وهذا النظري املنقطع اإلقبال ذلك شاهدمني يتناول أن بدل مناصفة اإليراد يف معي باالشرتاك مطالبا فجاءني جديدةرفع يف أمانع ال كنت وإن ذلك، يف أعارض بأنني وأجبته طبعا لذلك دهشت أجرا!

املناسبة. الدرجة إىل مرتبهطلبت حينما الكتابة، عن أمني األستاذ فأرضب نظره. بوجهة منا كل وتمسك

.… وحالوة» «حمار غرار عىل الثانية الرواية وضع يف يبدأ أن إليهاألزجال. وضع بمهمة يقوم آخر شخص عن أبحث أن ذاك إذ واضطررتهذا ألداء البعض فتقدم حويل، ممن كثريين إىل هذه حاجتي عن فعال وأعلنتعصاعيصو، إميل واألستاذ املحامي رحمي حسني األساتذة بينهم من وأذكر العمل.

74

بك كشكش

البنك يف معي كانوا ممن قديم زميل جاءني وكذلك به. عهدي أول ذلك كان وقدش. جورج. املسيو هو الزراعي

«الفايظجية» املرابني من طائفة تلقيها أنشودة وضع يف أرغب إنني لألخري فقلترشورهم!! وإياكم هللا وقانا

مني وقع ظريف زجل عىل وأطلعني (جورج) السيد حرض التايل اليوم ويففقلت: باإليجاب. وأجاب الزجل؟». هذا مؤلف حقا «أنت فسألته: االستحسان. موقع

.«… الحال يف أعينك فأنا صحيحا هذا كان «إذاالسمه أرمز بأن أكتفي يل صديق دخل حتى غرفتي يغادر يكد لم أنه إالاسمه له صديق ولكن ش، جورج. ليس الزجل واضع إن وقال م)، (ت. بحريفمضمونه وجورج) (بديع االثنني بني عقد اتفاقا أن هناك ما وكل خريي)، (بديعوزاد البيع. بعملية الثاني الطرف ويقوم التأليف، يف األول الطرف يتخصص أنوأن الوهمية، الرشكة هذه فض عىل يعمل أن استطاعته يف أن ذلك عىل الصديق

مبارشة. باملؤلف يتصل

بديع بصديقي اتصال أول

يتوان فلم قوله، بتنفيذ املبادرة إليه وطلبت م) (ت. الصديق أبداه بما واهتممتممشوقا. فتى خلفه يجر التايل اليوم مساء يف جاءني بل — خريه كرت — صاحبناضحك بل طبيعية، تمر املسألة يرتك أن م) (ت. الطرفني صديق يشأ ولمتتصورهاش، ما لدرجة خجول دا دي. نفخته يف تتغرش «ما نصه: ما يل وقال

يتشجع!». علشان نبيت، كاسات ثالث دلوقت رشب إنه العبارة بسحقا وأنه مهذب، جد الفتى أن عىل دلتني مناقشة الوقت بعض وتناقشناقصرية فرتة بعد إنه أقول أن الظريف من ولعله األدب. جم الرتبية، حسن خجول،يل فأومأ غريب. اضطراب به وحل املمشوق، قوامه وتقلص العريض صدره انكمشعرب!». حالته وبقت نبيت الثالثة من فاق صاحبنا «اتفرج قائال: م) (ت. الصديقجاءني أن سبق الذي «الفايظجية» زجل صاحب حقا أهو «بديعا» سألت وقدوالكسوف، الخجل عليه وتغلب اإلجابة، يف فرتدد يومني، من جورج، املسيو بهحتى التخلص أبواب كل وجهه يف أقفلت ولكنني الحديث، مجرى يغري كي وراوغ

اعرتف.

75

الريحاني نجيب مذكرات

لزيارة وفدت األعجام من طائفة تلقيه جديدا زجال منك أريد إنني له قلتبأن يل التأكيد يف يتوان فلم الزجل؟ هذا تتم فمتى البالص، كفر عمدة بك كشكشيف جاءني إذ وعده، عند كان وقد التايل. اليوم صباح يف منه الفراغ استطاعته يف

ومطلعه! املطلوب الزجل يحمل املوعد نفسقدامنا. البالص كفر … إخوانا أعجام هاي هاي

استنى مافيش يالال

قبل املرسح بديع يغادر فلم ثناياه، يف تمشت التي الروح وبخفة بالزجل أعجبتمرصيا. جنيها عرش ستة قدره شهري بمرتب معي بالعمل اتفاق عقد عىل التوقيعنهاية يف خزينتي يف بلغ االحتياطي املال أن من قلته ما يذكر القارئ ولعلهذا بأن أقول واآلن جنيه. أربعمائة وحالوة» «حمار رواية تمثيل من األول الشهربني وجدت أني أي الثاني، الشهر ختام عند نقصان أو زيادة دون تضاعف املبلغ

جنيه! ينطح جنيه … مرصي جنيه ثمانمائة ذاك إذ يديالخيال عالم يف وجبت والشقاء، البؤس حالة إىل الحالة هذه يف بذاكرتي عدتيف ترى يا السعادة «أتكون قائال: اآلمال بحار يف وأسبح السعادة يف أفكر لحظات

…؟». املال أو العظمة أو الحياةرشكة يف أعمل كنت حني يل وقع حادثا ذكرت األفكار هذه برأيس دارت وحنيفرنيس فيلسوف األيام أحد يف املدينة إىل وصل أنه ذلك حمادي. بنجع السكرإلقاء يف همه وجعل بالكفاف، مكتفيا الخريية لألعمال ثروته عن نزل قد كان

صوفية. شبه محارضاتوال السماع يف حبا ال الفيلسوف، هذا محارضة لسماع الذاهبني مع وذهبتفال األخرى، … املآرب هذه عن تسألني ولنئ أخرى! ملآرب بل العلم، يف رغبةيقصد كان املحارضات هذه بأن لك أرصح أن وكفاني شافيا، جوابا مني تنتظر

.… والخشن اللطيف الجنسني من كثريون أناس سماعها إىلالفيلسوف هذا محارضة يف سمعي اسرتعى الذي بأن فأقول املوضوع إىل أعودفعرفت السعادة، عن البحث يف نفيس أجهدت لقد … السادة «أيها اآلتية: الجملة

مغزى! بال وكلمة معنى بال لفظا إال الدنيا الحياة هذه يف ليست أنها

76

بك كشكش

يف عنها فتشت … السعادة يل يجلب لم ذلك ولكن … الثراء واسع غنيا كنترسابا أمامي الحب هذا كان ذلك ومع وددت، من أجمل لدي فكان الحب، مملكة

وتعاسة. حرسة يل خلفعىل أعثر لم أنني وأقسم الصداقة، ميادين يف جلت والرتف، الجاه جربتآمنت بل ال … رجحت ولذلك السعادة، اسم عليه يطلقون الذي الجميل املسمىآخر عالم يف إال نجدها فلن افتقدناها إن وأننا السعادة. من خلو العالم هذا بأن

الفانية!». الحياة هذه غري باقية أخرى حياة ويف العالم، هذا غريبترصف!! انتهى

هذا كلمات أذني يف ترددت جنيه ثمانمائة يدي بني وجدت حني إنني أقولالغبي، العاجز هذا أين نفيس: يف وقلت شدقي ملء فضحكت العجر، الفيلسوف

طريقها؟ وفقد سبيلها ضل التي السعادة عالم إىل أقوده كيإذ وقطفت السعادة ملست فقد الناحية هذه يف التوسع أريد لست … نهايته

البائدة. وبنظرياته الفرنيس بالفيلسوف الحائط عرض ورضبت ثمارها ذاك

درويش سيد الشيخ مع

متواصل نجاح

وهي كيفك» «عىل سميتها رواية أعددت صدقي، أمني األستاذ عنا انفصل أن بعدبديع. الجديد الصديق أزجالها وضع التي

األثر مقدار وأرقب النفسية، الجمهور حاالت أدرس تمثيلها أثناء يف كنت وقدقبوال يتقبلها كان أنه رسني وقد نفسه. يف الجديدة األزجال تلك تحدثه الذيوتقبل لسماعها تسرتيح كانت الطبقات جميع أن ذلك فوق وأحسست بل حسنا،

إقبال. أحسن عليهافرفعت للعمل، نفسه» «وأفتح الجديد الفتى هذا أشجع أن ذلك إزاء رأيت وقدتغريا الحال تغري ولقد واحدة. دفعة جنيها ثالثني إىل شهريا جنيها ١٦ من مرتبهكل من الرواد مقصد األجبسيانة مرسح وأضحى األعمال دائرة واتسعت مدهشا،االثنني وهي «امليتة» باأليام عنها يعرب كان التي األيام يف حتى وصوب. حدب

واألربعاء. والثالثاء

77

الريحاني نجيب مذكرات

ثالثة بلغ قد بعدهما الرصيد كان كيفك» «عىل رواية تمثيل يف شهرين قضينااملطرد النجاح هذا رأيت أن وبعد فقط. ثمانمائة تمثيلها قبل كان وقد جنيه، آالفإياها. أوالني التي الثقة تلك أبادله وأن جمهوري، إرضاء يف أجتهد أن عىل عولتاستنباط ويف الروايات، هيكل بناء يف لالشرتاك ثالث بمؤلف االستعانة يف ففكرتحسني األستاذ األديب الكاتب عىل اختياري وقع وقد نكاتها، وابتكار موضوعاتها

توا. وإياه فاتفقت املرصي، شفيقملحن أن أذكر أن نسيت وقد (١٩١٨–١٩٢٠ (سنة رواية ذاك إذ ووضعناكان (١٩١٨–١٩٢٠ وسنة كيفك وعىل وحالوة (حمار الثالث الروايات هذه أناشيد

شامبري. كاميل املرحومحتى مرص، يف عداه ما كل عىل طغى قد نخرجه الذي النوع كان الوقت هذا يفاملخصصة الفرقة وأصبحت قائمة، لهما تقم فلم يندثران والرتاجيدي الدرام كاد

طري». «تنش لهمااألستاذ إىل بعضهم تقدم تمثيلها، عن الناس وأعرض أمامها الحال ساءت فلماما جديدة، خطة لفرقته يختط وأن نوعنا، يف يحاربنا أن له ينصح أبيض جورج

العظيم. اإلقبال هذا علينا يقبلون الناس دامالفتى عىل عثر قد الوقت هذا يف وكان أصدقائه. لنصيحة جورج وانقادرواياته. فصول بني القديمة القصائد بعض ينشد به فجاء مريس، حامد الصغريرواية له يضع أن املرصي دوالر الحليم عبد املرحوم جورج األستاذ وكلف

شاه»! «فريوز رواية له قدم أن فكان رواياتنا، تماثلنحن نحس ولم بل عملنا، ناحية من أثر أي الجديدة املنافسة هذه تحدث ولمكان جديدة ظاهرة هناك كانت ولكن أمامنا! السوق نزل جديدا منافسا هناك بأن

ييل! فيما عليك أقصها أنا، نظري وجهة من شأنها لهاأشاهد كي أبيض جورج تياترو إىل ألذهب بالطبع الوقت لدي يكن لمفيذهبون العمل من خلوهم فرص ينتهزون كانوا فرقتي ممثيل بعض ولكن روايته،ألحانها ويرددون البديعة، أناشيدها ينشدون سمعتهم عادوا ما إذا حتى ملشاهدتها،عىل يسمو جديدا فنا بل … جديدا وروحا جديدا، اتجاها فيها ملحت التي القوية،

قدمناه. أن سبق مما عداه ما كل

78

بك كشكش

درويش سيد الشيخ

بالتلحني عهد سابق له يكن لم إسكندري شاب إنه يل فقيل امللحن؟ عن سألتفسيد … اسمه أما املضمار. هذا يف له األوىل هي هذه ألحانه وإن املرسحي،القراء عهدني وقد — ولكنني اجتذابه، يف طويال وفكرت لذلك، عجبت درويش.ما إبداء دون يحول ما أرى ال — املذكرات هذه يف خططت ما كل يف رصيحا

أفكار. من اللحظة هذه يف اعرتانيمتناقضني. عاملني بني نفيس وجدت إنني أقول

وإذا ذلك؟ عن أغيض أن األجدر أم امللحن؟ هذا مع أتفق أن بي يحسن هلتمكنت ما إذا حتى شهرين أو شهرا معي عمل لو النتيجة تكون فماذا اتفقت،عيل أميل أو الندم، بنان أعض تركني عليها» و«خدوا جمهوري، أفئدة من ألحانهصدقي!! أمني السابق زمييل انفصال يف سببا كانت التي كتلك قاسية، رشوطها

قسم بما ألحاني من ريض الذي الجمهور مع خطتي يف أسري أن األوىل وهلواحدة؟! دفعة … العال إىل األلحان بهذه أقفز أو

كان مهما درويش سيد مع االتفاق فقررت للفن، محبتي عىل تغلبت وأخرياكسيد شخص من الفن حرمان اإلجرام من وجدت أنني إذ تضحية، من ذلك وراء

درويش.األستاذ من الشهر يف جنيها عرش ثمانية يتقاىض سيد الشيخ املرحوم كانالرجل، مع وتعاقدت واحدة، دفعة أربعني إىل القيمة هذه فرفعت أبيض، جورج

الخمسني. إىل الحني هذا يف وصل قد خريي بديع األستاذ مرتب وكانوهو منها زجل أول بديع ووضع «ولو»، اسم عليها أطلقنا رواية أعددنايف آالمهم للجمهور يرشحون «السقايني» من جماعة بها يتقدم شكوى عن عبارةغلبانني، دول السقايني، ع هللا، يهون … هللا «يعوض هو الزجل هذا ومطلع الحياة،يا تعربونا ما أبونا، صنعة يف بريازونا دول جونا، خواجاتها الكبانية، م متبهدلني

خاليق».لكل يضع أن هللا رحمه ميزته كانت وقد درويش، سيد للشيخ الزجل سلمناالعام، للمعنى الصادق التعبري املوافقة بهذه وأقصد موسيقى، من يوافقه ما لحنإليه يرمي ما وهلة أول من يدرك املرء كان حتى الكالم، ألفاظ من لفظ ولكل بل

األنغام. سماع عند الكالم هذا

79

الريحاني نجيب مذكرات

بل املرضوب، املوعد يف إلينا يعد لم ولكنه السقايني، لحن سيد الشيخ تسلممعه فسهر أصدقائنا أحد إليه قصد الثالث اليوم كان إذا حتى التايل!! اليوم يف والالثالثة األيام قىض وأنه متحجرة اليوم قريحته أن شكواه وكانت بطوله. الليل

جدوى!! دون املوافق النغم إىل يصل عله الفكر زناد يقدح املاضيةجيوش تطارد اللحظة تلك يف النهار أضواء كانت وقد يتحدثان، هما وفيماويجوب ظهره عىل املاء قربة يحمل وكان «السقايني» أحد صادفهما الظالم!!بأعىل ينادي وسمعاه — بالقلعة املنشية حي يف ذاك إذ يسري وكان الحواري،وأمسك سيد، الشيخ فتنبه هللا» «يعوض قائال: الخاصة التقليدية وبنغمته صوتهوفق حني قبل من اليوناني) (الفيلسوف أرشميدس هتف كما وهتف صديقه بذراعويصيح الشوارع يف يجري عاريا فخرج استحمامه أثناء يف النوعي الثقل نظرية إىل

وجدتها!! وجدتها. أي أوريكا) (أوريكا.«خالص لصديقه: فقال السقا نداء سمع حني درويش سيد هتف لقد نعم

عاوزه!». أنا اليل اللحن لقيت فالن، يا خالصالوقت ويف فرحا، به أطري فكدت اللحن وأسمعني هللا رحمه حرض املساء ويفالودع ونخط زين «نبني مطلعه: رائعا زجال فأسمعني بديع األستاذ حرض نفسه

تشاهر». اليل كمان ونفك تحبلش ما اليل ونحبل … ونطاهر لكم وندقعقب لحن ثم املناسب، اللحن له وضع قد سيد الشيخ كان التايل اليوم ويففرفش كشكش أبو يا … سالمتك عىل هللا حمد «ألفني كشكش استقبال زجل ذلك

بدعة. كذلك اللحن فكان … وقتك» أديشائقا، تلحينا سيد فيلحنها املمتاز النوع من بأزجال يتحفني بديع ظل وهكذاوصفاء البيان، بديع من قشيب ثوب يف للجمهور «ولو» رواية ظهرت ثم ومنتهزه علوي عالم يف التمثيل أثناء يف يسبح كان املتفرج أن أحسست وقد األلحان،أجد ولست والرتحيب. بالتصفيق نغمة أو كلمة كل فيقابل واإلعجاب، الرسور نشوة

.… وكفى آية جاءت إنها أقول أن غري «ولو» لنجاح وجيزا وصفايقف أال وأرى بعد، قد وصيتي امتدت قد شهرتي كانت الحني هذا ويفمكان كل يف الناس أحاديث موضع أصبحت بأنني رصحت إذ سبييل يف التواضعنجيب وروايات العاملية، الحرب تلغراف غري ألسنتهم عىل يرتدد يعد لم حتى …هذا إىل كانت والدتي أن ذلك حلوة، ذكرى إىل أعود أن يل يحلو وهنا الريحاني.

80

بك كشكش

أن سبق وقد ممثل أنني عني يعرف أن وتكره التمثيل، مهنة من تأنف الحنيالشأن. هذا يف الكثري رويت

حياتي أيام أسعد

مرص يف املنزل إىل عائدة «املرتو» عربة يف هللا رحمها كانت أن ذاك إذ حدثاسمي، أثنائها يف ورد فنية شئونا يتذاكرون الركاب من رهطا فسمعت الجديدة،عيل الثناء عىل مجمعني سمعتهم حني دهشتها أشد وما تشعرهم، أن دون فأرهفت

بمجهودي!! واإلشادة عميل وامتداحالتمثيل تحتقر التي العزيزة الوالدة هذه من كان ماذا القارئ سيدي يا أتدريبأعىل وقالت املتحدثني أولئك إىل واتجهت املرتو، عربة وسط وقفت لقد وتنكره؟املمثل!»، الريحاني نجيب والدة أنا ابني! يبقى ده عنه بتكلموا اليل «الراجل صوتها:

دي! املمثل من بالك وخيلموضع أضحت بها، «أوصم» أن تأنف أمي كانت التي الكلمة هذه «املمثل»

حكمتك؟! أعمق ما ربي سبحانك فاللهم وفخارها! زهوهافرشفتني هللا رحمها والدتي تفضلت أنساه، ال الذي املرتو يوم اليوم، هذا ويفدونها، الناس يقدره الذي ابنها ملشاهدة خصيصا األجبسيانة، تياترو إىل بالحضور

حياتي. أيام أسعد أقل لم إن أسعد، من اليوم هذا فكان ويمتدحونه؟!كانت التي الطبقات رقي من ملسته ما ذلك جانب إىل اغتباطي يف زاد وممامرص، يف األرس وأكرم وفتياته، اليف الهاي شباب مقدمتهم ويف مرسحنا، إىل تقصدأعجبوا الذين مقدمة يف داود إسماعيل األمري السمو صاحب كان وقد مكانة، وأعالهايتفضل كان إذ أنساه، لست التكريم من إطار يف اإلعجاب هذا وأبرز فتفضل بي،كان ما خاصة حفالت تحيي حيث العامر مسكنه إىل أفرادها بجميع الفرقة بدعوة

وأبهاها. أحالها

81

السادس الفصل

الوطن يفخدمة

تقدير من به أحظى كنت ما فهو آخر، بيشء أفخر ذلك جانب إىل كنت وإذاباستمرار والرتدد حفالتي، بترشيف يتفضل كان الذي زغلول، سعد الخالد الزعيممألني ذلك وكل وآخر. وقت بني اإلعجاب وإظهار التمثيل، ملشاهدة مرسحي عىلورغبة. بنشاط للعمل ومواالتي اجتهادي يف األول الفضل لهما كان وفخرا رسورالقد (١٩٣٦)؟ العام هذا يف كان ماذا تدري فهل عديدة. سنوات منذ هذا كانبدار لها السماح ترجو الجليلة، معارفنا وزارة إىل الخريية الجمعيات إحدى تقدمتتقوم التي هي الريحاني فرقة تكون أن عىل السنوية، حفلتها إلحياء امللكية األوبرا

بالتمثيل!!يسمح أال رشط عىل بالدار، الترصيح من مانع ال أن الوزارة جواب فكان

مرسحها!! عىل بالتمثيل الريحاني لفرقةوالزعماء األمراء تقدير موضع عديدة سنوات منذ كانت التي الفرقة ياهلل!!ظهر كما — األوبرا مرسح عىل للظهور أهل غري اليوم تصبح والكرباء!! والعظماء

هللا؟! خلق فرق من غريهاالعاملني. رجالك وسامح املعارف. وزارة يا هللا سامحك أال

عليها تبدو السن صغرية الجمال، بارعة فتاة بابي طرقت الليايل إحدى يفلتحت!! فوق من إيل نظرت والفخفخة!! «األبهة» ومعالم األرستقراطية، مظاهرفضحكت كشكش» أنا ستي يا «أيوه فأجبت: كشكش؟» بيسموك اليل «أنت وقالت:يا دقنك فني أمال حارسك، «النبي وقالت: االستخفاف من قليل غري فيها ضحكة

دلعدي؟».

الريحاني نجيب مذكرات

ولطف روحها، بخفة وأعجبت الفتاة، «استظرفت» هذا رغم بأنني أقول نهايتهست يا إيه وعاوزة طيب صدقي!! زينب بأنها وأجابت اسمها عن فسألتها حديثها،

بيه!! يا كشكش يا ممثلة أشتغل عاوزة صدقي؟ يا زينبالليلة هذه من صدقي زينب أصبحت دي. والعني دي العني م وسهال أهالأن يوم تكن لم بأنها الجمهور أصارح أن يضريها ال زينب ولعل بالفرقة. ممثلةالتي هي للفن هوايتها تكن ولم امليل، كل التمثيل إىل ميالة املرسح إىل قصدتأخالقها يف كانت ألنها والتسلية، الوقت قتل القصد كان وربما إلينا، بها دفعتمن كل أحبها فقد ذلك ومع آخر، يشء أي إىل منها الطفولة إىل أقرب وحديثهاأفئدتهم إليها وهوت وأجنبيات، مرصيني وممثالت، ممثلني من املرسح سقف يظلهمعرف والتي آنفا ذكرتها التي الفرنسية الفتاة فرناي) (لويس املقدمة ويف جميعا.صديقتني وزينب لويس أضحت نعم اآلونة!! تلك يف لحياتي رشيكة كانت أنها القراء

تفرتقان. ال

والوطنية املرسح

الكثريين أن حتى أشده، بالغا كان األجبسيانة عىل الراقية الطبقات إقبال إن قلتذلك التخصيص سبيل عىل وأذكر بأيام. التمثيل موعد قبل مقاعدهم يحجزون كانواالسالم عبد األستاذ وهو إال كبريين، وتقديرا احرتاما اليوم إىل له أكن الذي الرجلاملشهورة املواقف وصاحب (سابقا)، املختلطة االستئناف بمحكمة املستشار ذهني

املحكمة. تلك جدران بني البالد لغة عن الدفاع يفمستديما «زبونا» وكان سويف، ببني محاميا الحني ذلك يف السالم عبد كانعىل تجربه قد القضايا إحدى يف مرافعته أن يشعر الذي اليوم ويف لألجبسيانة.يف مقعده يحجز الحالة هذه يف كان إنه أقول األخري. القطار إىل هناك البقاء

مبارشة!! التياترو إىل القطار من ينزل ثم بالتلغراف، التياترواملنقطع اإلقبال هذا الشعب عامة ومن املثقف، الجمهور من رأيت وحنيأنقب فرحت النافع. التوجيه أوجهه وأن صالحا، استغالال أستغله أن رأيت النظري،أضمن ثم البالد. تنتاب التي االجتماعية العلل عن وأبحث الشعبية، العيوب عنمن كثري يف راعيت كذلك األدواء. هذه ملثل ناجع عالج عن يجب ما الروايات ألحان

84

الوطن خدمة يف

وإعالء الوطن حب وتعويده الجمهور، شعور إليقاظ أداة تكون أن األلحان هذهالتالد. الطريف وعزه الخالد، بمجده والتغني كرامته، عىل واملحافظة شأنه،

والحساد، الخصوم تضاعف أن النجاح وذلك اإلقبال هذا آثار من وكانبخسة الخلف من يطعن كان من فمنهم حربي، يف منهم كل أسلحة واختلفتيكن لم (إذ اليومية الجرائد صفحات عىل جهارا ينازلني كان من ومنهم ودناءة،إحدى يديه بني يفرد القارئ يكن ولم الحني). ذلك يف وجود األسبوعية للصحفوروايات كشكش خاش بلعنة كاتبهما يتغنى نهرين أو نهرا فيها وجد إال الصحف

كمان!! كشكش خلفوا واليل كشكشنفيس أحدث أكن ولم التفات، أي الحمالت هذه أعري أكن لم ذلك كل ومعاألديب وهو النقاد أحد قالها عبارة املجال هذا يف وتحرضني كاتب. أي عىل بالردلبعض يوما قال أنه ذلك بالربملان): اآلن (املوظف الصعيدي حامد األستاذ املعروفحرضته يقوم الجرايد، يف فيه نشتم نفضل راجل يف نعمله رايحني اليل «إيه صحبه:

ذاك!! إذ أمثلها كنت التي الرواية اسم وهو «ولو»، بكلمة: علينا يرديشء هناك كان ولنئ — تأثري أي اإلقبال ناحية من يؤثر لم كله ذلك أن عىلحفالتنا حضور عىل يتهافت كان الجمهور ألن عكسيا، تأثريا كان فقد ذلك من

له. مثيل ال تهافتاأوالد حول يحومون كانوا الذين «البلطجية» طوائف ظهرت الحني ذلك ويفالوارثني الشبان من وأمثاله فهمي كامل عيل كاملرحوم مرسحنا، رواد من الذواتأداة البلطجية أولئك من يتخذوا أن حسادي بعض دناءة شاءت وقد والرساة.التياترو، داخل عنيفة بمشاجرات ويقومون القالقل، يثريون كانوا وقد لحربي،هللا ولكن … التمثيل أثناء شخصيا عيل أطلقت مسدس رصاصة أن أنىس ولستقليال!! إال عيني تصيب كادت نبلة من حصا عيل مأفون أطلق أخرى ليلة ويف سلم.فبحثت بالداء، الداء محاربة إال سبيل أال فرأيت الحوادث هذه يف كثريا فكرتعليه وعرضت به، فجئت شهدي)، (يوسف أنه وعلمت العصابات تلك رئيس عنأفلحت ولقد الصالة!! نظام حفظ هي وظيفته أن وأفهمته يتقاضاها بماهية العمليرام!! ما عىل اللحظة تلك من الحال وسار نهائيا. املشاغبات فوقفت هذه، خطتي

85

الريحاني نجيب مذكرات

إش…!

لم متوالية، أشهر ثالثة الجمهور عىل عرضها يف استغرقت قد «ولو» رواية كانتجنيها. الثمانني عن فيها اليومي اإليراد ينقص

وقد التالية، بالرواية العناية عىل شجعنا مما ذلك، عىل يزيد كان ما وكثرياسيد الشيخ املرحوم املوسيقا فقيد تلحني من أيضا وهي «إش»، اسم لها اخرتناذلك من أضحى الذي خريي، بديع الزميل هو األزجال تلك واضع أن كما درويش،الثقة نتبادل عزيزا وأخا وفيا خال هللا، نلقى أن وإىل غد وإىل اليوم إىل الحني

الرضاء. ويف الرساء يف ونتعاونالتأليف ناحيتي من بدعة ألحانها وجاءت مدهشا. استحسانا «إش» رواية نالتالدور فتخللت شهرته امتدت الذي اللحن إىل األذهان أنبه أن ويكفي والتلحني.أبو «يا وهو أال ريفه. ويف القطر عاصمة يف والصغري الكبري وأنشده والقصور،الفنجرة». وأمور املسخرة يف شابت دقنك هلرتى. يا إيه لك جرى كان الكشاكشاملرصي الوفد يؤلف ثراه» هللا «طيب سعد الراحل الزعيم كان اآلونة هذه ويفويعمل االستقالل، يف مرص حق عن يدافع كي فرساي يف الصلح مؤتمر إىل للقيامينادي هللا رحمه وكان كاهلها. عن الجائرة الحماية ورفع حقها استخالص عىلكتلة يف عنارصها والتفاف واحد لواء تحت األمة شمل وجمع االتحاد برضورةالفرصة هذه انتهزت ولقد وامللل. األديان وتباينت النحل اختلفت مهما واحدةالخيل، سياس من طائفة تلقيه لحنا «إش» رواية وضمنت الوترية تلك عىل فرضبتاتعلم. شيخ يا مسلم وال يهودي وال نرصاني تقول «ال املقطع: هذا ختامه يف جاء

تفرقهم». ما األديان عمر تجمعهم. أوطانهم اليلجهودنا به تسمح ما قدر عىل الوطني واجبها تؤدي فرقتنا ظلت وهكذافدفعت املادي، التربع يف ساهمت بل الحد هذا عند أقف أن أشأ ولم املتواضعة.عبارات من وأوالني بركات، هللا فتح املرحوم أجله من شكرني مبلغا الوفد لخزينة

أنساه. ال ما التقدير

الوهاب وعبد فتحية

السيدة القطرين مطربة كانت — والنجاح النغنغة عز يف يعني — الحني ذلك ويفإعجاب من تنال صغرية طفلة ذاك إذ وكانت الفرقة، أعضاء ضمن أحمد فتحية

86

الوطن خدمة يف

الصوت، جلية مطربة كونها عن فضال ألنها وافرا، قدرا واستحسانه الجمهوراملرسح. عىل االبتسام دائمة الحركة رشيقة الظل خفيفة كانت الغناء، ساحرة

عىل بها تقوم كانت الرواية صلب يف تلحينية قطعا لها نعد كنا ما وكثريالطيف السن، صغري فتى ومعه األصدقاء أحد زارني الليايل إحدى ويف الوجوه، خريالخبري عىل إال يحجبه املستقبل يزال ال الذي النبوغ دالئل عينيه يف تبدو املظهر،موهبة لديه إن قائال بفرقتي، الفتى هذا الحق أن الصديق مني طلب وقد املتمكنوصوت نادرة، موسيقية بحنجرة يمتاز أنه وهي سنه، يف هم فيمن توجد أن قل

قوية. فنية وذاكرته خالب، ساحرهو من تدري فهل جميعا، األوصاف بهذه يتمتع الفتى أن يف لحظة أشك لم

نعنيه؟ الذي الصغري الفتىيسمح يكن لم املجال أن ولوال الوهاب، عبد محمد األستاذ الكبري املوسيقار هو

ذاك. إذ سلكها يف النتظم الفرقة إىل بضمه

مكان كل فلوسيف

أحد يكن لم وبشكل الغزير كاملطر األجبسيانة تياترو خزينة عىل ينهال املال كانالخصوم عقائر معها ارتفعت األرباح، أرقام ارتفعت وكلما يتصوره، أو ينتظرهالنواحي. جميع من كشكش يف بالطعن الصحف بعض أعمدة وامتألت والحساد،طرا، الناس من مجهوال كان كشكش شخصية صاحب أن املوضوع يف والظريفأم فتى أسمر؟ أم أبيض أهو يدري إنسان يكن ولم أحد، شكله يعرف يكن فلموالقفطان بالجبة املرسح عىل أظهر كنت ألنني ذلك معمم، أم مطربش شيخ؟لم كذلك والطرقات، الشوارع يف الظهور أكثر أكن ولم الوقور، الطويلة وباللحيةصفحاتها وامتألت ظهرت قد تكن ولم بل انترشت، قد األسبوعية الصحف تكنوغريها مرص أنحاء يف القراء أوقفت التي الصور تلك اآلن، الحال هو كما بالصوراآلن السهل من أصبح بحيث األذهان، إىل وقربتهم واملمثالت، املمثلني «أشكال» عىلوممثالته. املرسح ممثيل من مخلوقة أو مخلوق أقل عىل يتعرف أن امرئ كل عىلتنسيني كانت يدي بني املال وفرة بأن أقول، أن الصدد هذا يف اآلن يل ويحلووضعت أنني ذلك من النقود، فيها أحفظ كنت التي املواضع األحوال من كثري يفلم ألنني اللفظ، هذا استعمال يف القراء يسامحني أن وأرجو «القمطر»، يف يوما

87

الريحاني نجيب مذكرات

«الدوالب»، كلمة بدل وضعه اللغوي املجمع إن قال يل صديق من إال به أسمععىل حاتفلسف يعني أمال املحبوبني، قرائي عىل وأتفلسف الفرصة أنتهز أن فأردت

نهايته. … املتفرجني؟ ع غريهم؟ منيانتخبه الذي االسم عىل صديقي يخربني (لم التواليت «قمطر» يف يوما وضعتهذا نسيت ثم مرصي، جنيه ثلثمائة مبلغ فيه وضعت التواليت) كلمة بدل املجمعللغاية. متوافرا كان املوىل وسرت كثري، الخري ألن أهمية، أعره ولم ذلك، بعد املبلغالقمطر أدراج تنظف «لويس» كانت أن تصادف الحادث هذا من يوما عرشين وبعد٣٠٠ عىل فعثرت — بشكل؟! دي القمطر كلمة مزاجي يف داخله أنا سالم يا —بالك «خيل تقول: وهي الجميلة بأصابعها أذني فركت أن بعد يل سلمتها جنيه،

.… لها» تحتاج يوم ييجي أحسن نجيب يا فلوسك منصميم من أتمنى وكم بها. أعمل لم ولكنني «لويس» من ثمينة نصيحة كانتلويس بنصيحة أعمل كي … املغرقة أو املغدقة بأموالها األيام تلك تعود أن الفؤاداألسود!! اليوم يف ينفع علشان األبيض القرش يف أفرطش وال — العظيم وهللا —معنى تفيد لغوية كلمة أجد لم إذ اعذروني — «بنعزل» كنا آخر يوم ويفتحته وجدنا النوم غرفة بساط نرفع نحن وفيما — دي غري لبيت بيت من النقل

جنيها!! ثماننيجيوبها يف «مبعزقة» نقدية كبشة من يوما تخلو تكن فلم كشكش قفاطني أمامساء كل يف جمعها تتوىل — بالخري يمسيها هللا — لويس فكانت وهنا!! هنا

إياها!! بالنصيحة مقرونة يل وتسلمهادائم كنت إنني أقول عليه وردا النسيان؟» هذا علة «ما يسأل: واحدا لعلالعيوب هي وما الجديدة، الرواية عليه تكون أن يجب وفيما عميل، يف التفكريألحان ثنايا بني للجمهور نقدمه فيما نعالجها كي البالد يف املتفشية االجتماعيةاملتوايل … الرسحان املتوايل التفكري هذا نتيجة كانت وقد وموضوعها؟ الرواية

برضه!!من ٪٣٠ مقدارها حصة نظري الخاص لحسابي الفرقة أدير كنت إنني قلتيكن لم التياترو إن وقلت التياترو. صاحب كنجس ديمو املسيو يتقاضاها اإليراديكن لم ذلك ومع تراب، يف ترابا األرضية وكانت بالقماش مغطى بل مسقوفا،كنجس ديمو املسيو أحىص زيارته، عن ينقطعون أو ارتياده، يأنفون الكرباء

88

الوطن خدمة يف

املبلغ وهذا مرصي!! جنيه وخمسمائة آالف ثمانية به فإذا األول العام يف نصيبهالسبعني صاحب يا … أنا نصيبي يكون فكم اإليراد! من فقط املائة يف ثالثون هوفأخ تقريبا!! جنيه ألف عرشين حوايل … تساوي وسني — س الباقية!! املائة يف

زمان! وفلوس زمان من أخ …

وحالوة حمار واألوبريت كوميك األوبرا

الريحاني نجيب أن «النغنغة» عهد يف الناس ألسنة عىل يرتدد كان ما أظرف ومنهذه مقر «وأين سائل: سأل فإذا وحالوة»، «حمار اسم عليها وأطلق عزبة، اشرتىبه تطور وربما كمان!! فاقوس مركز ويف الرشقية، يف إنها بعضهم: العزبة؟«أجابوعمدتها عودة، نجع حدود عىل نعيم منزل اسمها بلد زمام «ويف فقال: الخيال

الوهاب». عبد الحاج اسمه باألمارةبحق عزبة أمتلك أنني أصدق نفيس أنا كدت املدهش، التعيني هذا وبعدمن يل صديق وجود فرصة انتهزت ولذلك صحيح؟؟ يمكن عارف مني … وحقيقملكي عزبة عندكم خوي يا صحيح هل بيننا: فيما فسألته الناحية، تلك أعيانأنها مؤكدا اللطيف، «الحلم» هذا صديقي يل نفى ولألسف وحالوة؟ حمار اسمهايهتم املطبوعات قلم كان ولو أساسها! من مختلقة الصحة من عارية إشاعة مجرداستفحلت أن بعد يفعل، أن إليه لتوسلت التكذيب، بالغات بإصدار الحني ذلك يفتنمو أن خشيت حتى بها! يؤمنون كثريا خلقا هللا عباد بني ووجدت التهمة، تلكرابطة تكون ربما والذين أعرفهم، ال الذين األقارب من مئات يل ويظهر عائلتي،

إال!! ليس وحالوة حمار … هي وبينهم بيني الوحيدة القرابةليست العزبة إن األحيان، بعض يف يقول كان بعضهم أن الظريف أن عىل«حمار ظلت وهكذا الدقهلية، يف تكون ثالث يوم ويف املنوفية، يف بل الرشقية، يفتبخرت أن إىل — املوظفني السادة تتناول كما — التنقالت حركة تتناولها وحالوة»

مخرتعيها. أدمغة غري يف وجود لها يبق ولم … حرسة ياوبالش — املعقول االقتصاد إىل عمدت لو شك بال أستطيع كنت أنني عىلوحالوة حمار بدل حوزتي يف يكون وأن رواياتي، بعدد عزبا أملك أن — التقتريالكالم وقت يحن لم التي قرياط» ٢٤» وأخريا … كيفك وعىل وإش، ولو، — بس

بعد. عنها

89

الريحاني نجيب مذكرات

وكانت ذاك). إذ العام األمن (مدير هورنيلو املسرت وبني بيني حوار دار وقدالرواية بمصادرة يأمر أن عىل حملته مخربوه له جمعها التي واملعلومات التقاريراملصادرة هذه عىل تمض لم ولكن له). (قولوا واسمها إلخراجها نستعد كنا التيوالطبقات الطوائف واشرتكت ودانيها، قاصيها مرص يف الثورة قامت حتى أياموممثالت) (ممثلني فرقتي أعضاء مع فخرجت حارة، وطنية مظاهرات يف جميعها

الكشافة. نشيد الفرقة أوركسرت أنغام عىل ننشد

إنجليزية»! «دسيسة الريحاني

بطبيعة أكن ولم وهمة. بنشاط العمل إىل يدفعني كان الذي هو شعوري إن قلتوالناقمني، والحساد الخصوم ولكن شكورا. وال جزاء ذلك وراء من أرغب الحال

خري! كل والشهامة املروءة عن هللا جزاهممصطفى األستاذ جاءني الليايل إحدى مساء من عرشة الحادية الساعة يفباري) دي كازينو فرقة يف الكسار عيل لألستاذ رشيكا ذلك قبل كان (وقد أمنيفإنك نجيب يا بنفسك «انج ويقول: التعب من يلهث منزيل إىل مصطفى جاءني

محالة»! ال مقتول الليلةاملرصيون! مواطنوك «هم قال: إعدامي؟ يف يفكر الذي ومن من؟ وبيد كيف؟

فظيع!». … فظيع هذاالرشيف األزهر من آت «إنني قال: حدث، ما يقص مصطفى الزميل وراحمن شخص وقف وقد الحماسية، الخطب فيه تبودلت حافل اجتماع عقد حيثبأكاذيبه املستمعني أذهان سمم للكالم أحد يدعوه أن وبدون املنرب، عىل خصومكلتلهي باملال أمدتك قد العسكرية السلطة وأن إنجليزية)، (دسيسة أنك مدعياالثورات أوقات يف الجماهري كانت وملا العالية! بأمانيه املطالبة عن برواياتك الشعب

قتلك!». عىل وصمموا ضدك الناس هتف فقد روية، بال تنساقالحق وينقلب عني، طرفة يف الشمال إىل اليمني من الواقع ينتقل للصدمة! يا

ومني؟! بهتان إىل رسيعاأن عىل فصممت سوءا عيل وخشيت فرناي»، «لويس زميلتي ثارت القصد،

النكبة. تحل أن قبل توا املنزل بهجر نرسعأنساها! لن ليلة وكانت

90

الوطن خدمة يف

من يقفز يكاد لويس العزيزة قلب أن أحس الساعة تلك يف وكنت عربة. أخذناعىل وقفت إذ ويهبط، يعلو وهو دقاته أسمع أنني إيل يخيل وكان جنبيها، بنيخيله ظهور يلهب أن الحوذي وتستحث املارة، أنظار وبني بيني لتحول العربة سلمتجلس أن لويس تشأ لم نعم الغاشية. تغشانا أن قبل منزلنا عن بنا يبتعد كي«هليوبوليس فندق إىل وصلنا حتى الوقفة هذه عىل فظلت الطريق طول بجواريالجديدة، بمرص باالس هليوبوليس لوكاندة اآلن فيه تقع الذي املكان أمام هاوس»

بعد. شيدت قد هذه تكن ولمالساعة وكانت لويس مع نزلت هاوس»، «هليوبوليس غرف إحدى يف وهناك

صباحا. الثانية تجاوزت قدالوطني، واجبي عن املخاوف فيها تلهني لم أيام عدة الفندق هذا يف بقيتلنرتب وغريهم، واملمثالت باملمثلني فأجتمع صباح، كل يف املرسح إىل آتي كنت فقدهنا بها نقوم مظاهرات غري الشئون هذه تكن ولم شئوننا. يف ولننظر أمورنا

السلطة). بأمر معطلة كانت املسارح جميع (ألن وهناك

االستقرار وجاء

لسعد السلطات وسمحت العامة، أمور فيها استقرت أيام الحال ذلك عىل ومضتالسالم مؤتمر عقد حيث «فرساي»، إىل مالطة يف منفاه بمغادرة هللا» «رحمه زغلولاللهو، ودور املسارح تفتح أن لذلك الطبيعية النتيجة وكانت يدعونه، كانوا كمابرشوط العودة هذه تكون وأن تسلية، من فيها الجمهور عهده ما إىل تعود وأنالداخلية فرضتها التي املراقبة وكدقة السهر، مواعيد كتحديد الشدة، من يشء فيهاإال تكن لم ألنها «مظلومة»، كانت أنها من يقني عىل ونحن الداخلية ونقول عليها،

األجنبية! السلطة أيدي يف القط» «مخلبجاهدنا بصدده. نحن الذي محيطنا يف ولنبق السياسة، شأن فلندع علينا مابتمثيل لنا يسمح أن يف الطبيعية الحالة من يقرب ما إىل البالد عادت أن بعدأيأس كدت أن بعد مبتغاي إىل أصل أن رسني وقد له»، «قولوا املصادرة روايتنا

إليه. الوصول منالكاتب قدرة يل وأين أصفها؟ فكيف … الرواية لظهور األوىل الليلة وجاءت

التعبري؟ يف الدقة ألستطيع النحرير

91

الريحاني نجيب مذكرات

ذلك يف سواء التمثيل، دار احتوته من لكل شامال عيدا الليلة هذه كانتثم آهل، مكان يف تنفجر قنبلة فتصور الرواية تأثري أما املتفرجون. أو املمثلون

الصخور! ويحرك الجماد يهز دوي من لها يكون ما تصوروقد الطبقات، جميع فيها اشرتكت التي املظاهرات أثر عىل الرواية ظهرتالطوائف من طائفة كل ألسنة عىل وطنية ألحانا الرواية صلب يف ندخل أن راعينايلقيه كان بما أرضيناها إال منها واحدة ندع لم بحيث املظاهرات، بهذه قامت التيبعد واحدة املرسح، عىل الطوائف تلك أفراد شخصيات يتقمصون حني املمثلون،

أخرى.درويش! سيد ويلحنها بديع يضعها بأزجال وناهيك

من يقني عىل فإني جميعا، الذكريات عىل أذياله يجر أن للنسيان كان وإذااللحظة يف الجمهور من بدا الذي الفاتن املظهر ذلك مخيلتي، من يمحو لن أنهمساء! كل يف الرواية هذه يف األول الفصل عن مرتفعا الستار فيها تحرك التي

أظهر حني أما اآلذان، يصم يكاد وتصفيق السماء، عنان إىل يرتفع هتافمن به أقابل كنت ما تقدر أن القارئ سيدي يا أنت فلك ذلك، بعد املرسح عىل

الجمهور!وكان عيني، يف املوقف تغالب كانت الدموع أن فأقسم الواقع لك أقرب دعنيلم أنه يشعر لهم أخ عىل تهافتوا الذين الوطن، ألبناء بالجميل اعرتافا يطفر قلبيبينهم وسما قدره نظرهم يف ارتفع فقد ذلك ومع قليال. إال عليه الواجب من يؤداملظاهرة هذه ألن محاربتي، من فعلوا فيما حسادي أعذر وهللا كدت حتى ذكره،ضلوعهم. بني الحقد نار وإلشعال لكمدهم يكفي كان — منها وأقل بل — الكاملةالرواية أعددنا قد كنا له)، (قولوا لرواية قدرناها التي األيام انتهت أن وبعدمتأججة، الوطنية من شعلة كسابقتها جاءت وقد … (رن) اسم لها واخرتنا التاليةبك) (كشكش مع فيها ظهر وقد أواره، ويلتهب ناره تشتعل الحماس من ولهبا

سابقاتها. نجحت كما (رن) رواية بالفعل ونجحت (زعرب)، وأمينه تابعه

للفن؟ أديت ماذا

غري ذاك إذ بها أطالع أكن لم بحقائق أعرتف أن الوقت هذا يف يل يحلو أنه عىلللفن أديت ما عىل وحاسبتها بنفيس خلوت كلما كنت فإنني املحبني. من املخلصني

92

الوطن خدمة يف

الصيت أفق وإىل اعتليتها، التي الشهرة ذروة إىل توصلني أن تستحق خدمات منالناحية من كلها أعمايل فأجد نفيس، أحاسب كنت إنني أقول مداه، يحد ال الذيمن األفئدة يف فعلت ما إال قيمة من لها وليس الشمال! عىل صفرا — الفنيةذلوال مطية يكون ألن كافيا ليس وحده وهذا الجماهري، بني الوطنية جذوة إشعالحاستي أشبع أن أردت ولذلك املتواليات، الطفرات هذه الشهرة ميدان يف بي تطفرضمريي به أريض جديدا نوعا الفن من الحايل النوع بهذا أستبدل وأن الفنية،

واحد! آن يف وجمهوريمن يألفوه لم نوعا الناس يرى أن خفت كثريا، الفكر أعملت أن بعد ولكننيتقليده، إىل فعمد العصفور ميش فتنه حني كالغراب فأكون يهجرونني وبذلك قبل.عىل فظل نسيها، قد كان ولكنه األصيلة مشيته إىل العودة فضل الحيل أعيته وملا

الظل. الثقيل القفز من بها نراه التي الحالالنظرتني؟ بني للتوفيق أفعل فماذا

الطيبة العرشة

يف مرشوعه فشل أن بعد العمل من خاليا عيد عزيز األستاذ فألفيت حويل نظرتبوبو». «حنجل برواية افتتحه الذي املرشوع ذلك باري، دي كازينو

عليه وأرشت عزيزا فاستدعيت البطالة: أعيتهم الزمالء من طائفة حوله وكانلها أتخذ أن عىل صممت ثم املمثلني. من البارزين بعض تجمع فرقة بتأليفألفي اإليجار قيمة وكانت بالذات، باري دي كازينو فاستأجرت مستقال، مرسحا

العام. يف جنيهمع فاتفقت الزرقاء»، «اللحية اسمها أعجبني فرنسية رواية قرأت قد وكنتاألستاذ إىل عهدت ثم ويمرصها. يقتبسها أن عىل بك تيمور محمد املرحوم الكاتبهذه يلحن أن درويش سيد الشيخ املرحوم وإىل أزجالها، وضع يف خريي بديع«العرشة اسم عليها أطلقنا التي الدرة عن الفطاحل أولئك جهود فأثمرت األزجال.

الطيبة».رضا محمود واألساتذة اليوسف روز والسيدة عزيز األستاذ من الفرقة وتألفتبرلنته واملطربة مراد زكي واملطرب روستي واستيفان عثمان ومختار فهمي ومنيسمدة الرواية هذه بروفات يؤدون مكثوا وقد وغريهم، مزراحي نظيل والسيدة حلمي

مرتباتهم. فيها أدفع كنت كاملة أشهر أربعة

93

الريحاني نجيب مذكرات

فلم فائقة، عناية بها اعتنيت بأنني أقول أن هنا ويهمني الرواية. عزيز أخرجالالئق املظهر يف إظهارها تطلبه ما كل بذل عن أحجم ولم الرصف، عن يدي أغلللطفي أحمد األستاذين إىل رسمها يف عهدت فقد املناظر أما كثر أو قل مال منالعمل، لهذا إيطاليا يف تخصص الذي حسن وعيل املساحة)، بمصلحة اآلن (املوظفالقديمة التحف من شائقة مجموعة عىل فحصلت الخلييل خان إىل قصدت ثممشاهري بعض استعمله أو ارتداه ما بينها من وكان القيمة، ذات األثرية واملالبس

السابقة. العصور من والفاتحني القوادإىل إعدادها سبيل يف رصف ما مجموع كان الرواية، لظهور املحدد اليوم ويفمرصي. جنيه آالف ثالثة مبلغ مشاهدها أول عن الستار فيها يرفع التي اللحظةمرص! يف واألوبريت كوميك األوبرا عهد أول هذه الطيبة» «العرشة رواية وكانتقد تركيا وكانت الرشاكسة، استبداد من يشء تبيان يتضمن الرواية موضوع كانعليها تعطف مرص يف األفكار وكانت مقهورة، العاملية الحرب من ذاك إذ خرجتأوال، مرص نهضة سبيل يف لوقوفهم اإلنجليز عىل حاقدة كانت كما إليها، وتحن

ثانيا. تركيا هزيمة يف عامل أقوى كانوا وألنهم

أخرى دسيسة

دسيسة أنني من السابقة فريتهم يعيدون وراحوا املوقف، خصومي استغل ولذلكاألتراك مساوئ تجسيم هو الطيبة» «العرشة لرواية عريض من القصد وأن إنجليزية،أقل فيها ليس الرواية أن مع وهذا لقلوبهم. اإلنجليز وتقريب املرصيني، عني يفمع أفعل ماذا ولكن للرتك. إساءة أي أو اإلنجليز، عىل عطف أي منها يشتم رائحةدور﴾. الص يف التي القلوب تعمى ولكن األبصار تعمى ال ﴿فإنها يتورعون؟ ال منأثناء يف باري دي كازينو مقاصري إحدى يف ويقف إال ليلة تمر تكن ولمويهتف األمور، وعظائم والثبور بالويل ينادي خطيب االسرتاحة، فرتة يف أو التمثيل،أن تماما يعرفون وهم ذلك كل نعمتهم). وربيب اإلنجليز (داعية الريحاني بسقوطكان ما وكثريا مرص، يف العسكرية وسلطتهم اإلنجليز لنقمة هدفا كان الريحانيالخطباء أولئك سفاسف عىل فريدون واملتنورين، العقالء بعض املتفرجني بني يقف

آراءهم. ويسفهون

94

الوطن خدمة يف

انتصار

بهذه السذج بعض يف التأثري استطاعوا قد السوء دعاة بأن أعرتف ذلك مع ولكننيالدعاية.

واألستاذ بك تيمور محمد املرحوم الصديقني إىل طلبت النتيجة هذه رأيت فلمايعتقد الذين املرصي الوفد أعضاء من البارزين أحد إىل يقصدا أن خريي، بديعبعد يحكم ثم الرواية، تمثيل بمشاهدة يتفضل أن إليه ويطلبا بآرائهم، الشعباملرحوم عىل اختيارهما وقع أن فكان عليها. أو لها الوطنية الناحية من ذلكنفسه املساء ويف إليه، فذهبا املركزية. الوفد للجنة وكيال ذاك إذ وكان حنا، مرقص(قرينة هانم عايدة السيدة كريمته واآلنسة قرينته السيدة رفقة يف هللا رحمه حرض

عبيد). مكرم األستاذالرصيح، رأيه الصحف يف فنرش حنا مرقص املرحوم تفضل التايل اليوم ويففكان يعقوب. نفس يف لحاجة املغرضون يذيعه ما كل عنها نافيها الرواية مقرظاحصون دك معوال األمة، قلوب يف مكانته له مثله رجل من الكبري الترصيح هذاالعام امليدان من فرارهم فإن ذلك ومع خارسين. أعقابهم عىل ودورهم خصوميالظريف من ولعله عليه. يقدر وما كل دعايتهم، بث وبني بينهم ليحول يكن لم

شخصيا! وبيني منهم واحد بني وقع ما املناسبة هذه يف أروي أن

مضحكة مقارنة

كوكالن). (جان الكبري الفرنيس املمثل مرص إىل وفد حني ،١٩٢٠ سنة يف ذلك كانرواياته إحدى مشاهدة إىل فدعاني موثقا، وبينه بيني ربطت قد الصداقة وكانتبالرواية إعجابي وكان الدعوة، ولبيت القديم. برنتانيا بتياترو (ماتينيه) حفلة يفيف الجالس الشخص إيل التفت وهنا تصفيقا. املتفرجني أكثر من كنت بحيث شديداأهو … كده «أيوه نصه: ما وقال أنا، من يعرف بالطبع يكن ولم يل املجاور املقعدالكارع». بكالمه عقلنا عىل بيضحك اليل كشكش الراجل مش الصحيح التمثيل داأكثر. وال أقل ال دجال بأنه كشكش فوصفت الحديث، يف معه وتمشيتوأنا حقد. من قلبه يأكل ما بكل فيها «فضفض» بحبحة معي الرجل «وتبحبح»شخصيتي، عن فسألني أخريا، الرجل داخل الشك أن ويظهر انتباه. بكل إليه أنصت

95

الريحاني نجيب مذكرات

خطته أقر ال أنني إال الريحاني، نجيب «شقيق» أكن وإن بأنني أجبته له وتطميناالدجال! أخي يعرضه الذي النوع عىل مطلقا أوافق وال املرسح، يف

ومعنوي مادي تدهور

األثر هذا إىل وننظر الجمهور، أذهان يف تأثريهم وندع الخصوم، السادة نرتك واآلنتوالت أن منه وزاد داخلني، قد اليأس من شيئا إن رصاحة بكل فأقول نفيس. يفواللريات الفرنكات من هائال قدرا ذلك قبل اشرتيت فقد قاسية. مالية صدمات عيلفأحسست شنيعا املادي التدهور وكان جميعا. أسعارها فهبطت واملاركات، واألسهماملرسح خشبة عىل نفيس أتمالك أكن لم حتى املعنوية، حالتي بهبوط فعال بعدهاملرسح، ثنايا يف تفشت فوىض إىل انقلب الذي اإلهمال من نوع عميل يف ودب …

عقب. عىل رأسا تقلبه وكادتسيد والشيخ عيد عزيز املرحومني من كل شعور تغري أن األثايف ثالثة وكانتالعصيان، راية رفع ينويان أنهما بهما املتصلني بعض من وسمعت نحوي، درويشفيها ممثال ولست — الكازينو فرقة من جيبي يدخل الذين اإليراد بأن ويتحدثان

وحدهما. حقهما من يكون أن يجب —ال رجل بأنني وصارحتهما إليهما قصدت الخرب، هذا سمعي إىل وصل وحنيشأنهما، من عليه وقفت ما عليهما رسدت ثم النهار. وضح يف إال العمل أحببخريه لهما وتركه املرشوع من يدي لنفض االستعداد تمام عىل بأنني وأتبعتهأمرها. يف النظر مئونة يكفياني وأن شاءا، حيث بالفرقة يذهبا أن فعليهما ورشه،إخراج يف االثنان وتضافر وبينهما، بيني الخطاب فصل الحاسم اإلجراء ذلك وكان

زاد). (شهر رواية

شقيقات ثالث

التاريخ وجه بها يقصد كهذه، مذكرات يف أهميته، له حادثا أذكر أن فاتنيالحقائق، رسد يف رصيحا أكون أن البداية منذ فيه نفيس عىل آليت الذي الصحيح،

األحايني. بعض يف شخيص مرارتها آذت وإناألحد حوايل سنها يبلغ طفلة منهن فتيات ثالث إىل تقدمت ١٩٢٠ سنة يف

بالفرقة! االلتحاق وطلبن عاما، عرش االثني أو عرش

96

الوطن خدمة يف

وفاطمة وإنصاف (رتيبة الفتيات وأضحت الطلب، هذا إجابة عن أتأخر فلمالصغرى يف الحظت بأنني أقول أن ذلك جانب إىل وأريد فرقتي، أفراد من رشدي)خشبة عىل للتقدم العمل يف أكيدة ورغبة للتمثيل، شديدة وهواية وقادا، ذكاءاملقطوعات إلقاء إىل متجها كان ميلهما أن شعرت اللتني شقيقتيها بعكس املرسح،

عنده. القارئ تركت الذي املدى إىل العودة قبل إثباته رأيت ما هذا التلحينية.عام أواخر يف أنه وهو إبدائه، إىل كذلك الرصاحة تدفعني آخر يشء وهناكإىل فافرتقنا وبيني، فرناي) دي (لويس الصديقة بني دب قد الخالف كان ١٩٢٠رأيس فوق القدر صبها التي النكبات أول كان الفراق هذا أن ويقيني عودة. غري

بعض. برقاب بعضها يأخذ متتالية حلقات إيل وساقهامن جفافا البحر ذلك بعد أضحى جارف، خري من يغمرني كان ما ألن ذلكهي كانت الفتاة هذه أن تماما اقتنعت لقد حتى مستطريا، ورشا بل ناحية، كل

العمر. وحظ الدهر بسمات جعبتها يف حملت إنما وأنها األرزاق، مصدر

97

السابع الفصل

كشكشتقليد

تقليد! كشكش أنا

أوىل يف ولبنان سوريا إىل بالفرقة وقمت حفني، مصطفى الحاج مع اشرتكت وقدنفيس عن الرتويح إىل يشء، كل وقبل أوال الرحلة بهذه رميت وقد الفنية. رحالتنامن بي حل مما والتخلص تضاءل، الذي نشاطي وتجديد أىس، من بي لحق بعدما

وسقم. فتورفيها. ينتظرنا الذي بالنجاح آمال وكلنا بريوت يف ونزلنا

اإلخفاق من بالكثري وبلينا األوىل، الليلة من اآلمال ضاعت أسف بكل ولكننتصوره. نكن لم الذي

ذلك قبل بفرقتي ممثال كان (وقد هللا عطا أمني األستاذ أن فهي ذلك علة أمايف مواطنيه من فرقة فألف رواياتي جميع ينسخ أن ذاك إذ استطاع بسنوات)،بك). (كشكش اسم كذلك يغتصب أن ينس ولم كلها، بضاعتنا وعرض سوريا،

فيه ترصف بل عالته، عىل االسم يأخذ لم إنه فأقول أنصفه أن وأحبأنهما حني يف دمشق، يف وفتحهما بريوت يف «الكافني» فضم الشكل حيث من

مرص! يف مكسورتانالبالص! كفر عمدة عىل هللا عطا أمني أدخله الذي الترصف كل هو هذا

عطا أمني هو الذي األصيل، بك لكشكش مقلدا اعتربوني هناك الناس أن املهممعرفة من ذلك مكنه وقد سوريا، كان بك الكشكش هذا أن بلة الطني وزاد هللا،ما لهم يؤدي فكان يرضيهم، ال وما يرضيهم ما عىل والوقوف مواطنيه، عادات

يرغبون. كما يرغبون

الريحاني نجيب مذكرات

املمثل أن بمعنى املفتعل، الكوميدي إىل يميلون هناك القوم أن الرغبة وهذهتعمق وقد إلخ، أو … أو الحيط، يف دماغه يخبط أو األرض، يف «يتمرمغ» أن يجبوعرضناها رواياتنا، روح عىل حافظنا فقد نحن أما النوع، هذا يف أمني معهمالسوريني، إخواننا عادات عن بعيدة كانت فإنها املرصية، الحياة عادات من مقتطعةكشكش نظرهم يف هللا عطا أمني أضحى حني يف «التقليد» كشكش أنا أصبحت ولذاكشكش، مانه «هايدا يقولون: هناك الناس بعض بأذني أسمع كنت وقد «األصيل».مغري سبحان … رسي يف فأقول «أجنابي» يف الوصف هذا آخذ فكنت تقليد!» هايدا

الكشاكش!كانت فقد املادية، الناحية من وال الفنية الوجهة من الرحلة تنجح لم املهمفلم متوازنة كانت امليزانية أن أي متوازيني، كانا واملرصوفات اإليرادات أن النتيجةفقد الشخصية نظري وجهة من أما العامة. الناحية من هذا نكسب ولم نخرسالربح، كفة يف والثاني الخسارة باب يف أحدهما يدخل متناقضان، شيئا هناك كانأتيا الرحلة من إليهما قصدت اللذين والرتويح التسلية أن مبعثها كان فالخسارة

قصة! فلها الربح ناحية من وأما همومي، من وزادا عكسية بنتيجة

مصابني بديعة

ارتدت وقد «بتلعلع» سيدة األوىل املقصورة يف نظري لفت هناك حفالتنا أول يفزينة. بأبهى وتحلت ملبس أفخم

الفصول، بني االسرتاحة فرتة ويف لوجودها تنبهت ولكنني حقا، أعرفها لمباملرسح. حجرتي يف وتهنئتي لتحيتي تحرض بذاتها السيدة هذه وجدت أن أدهشنيبنفسها تعرفني أن إىل ذكاؤها فدفعها ارتباك، من فيه أنا ما الحظت أنها ويظهرمرص يف قابلتك اليل مصابني بديعة أنا إيه؟ واال فاكرني مش أنت «إال فقالت:

اشتغلتش!». وال كنرتاتو وياك وكتبتعرفت وسالمات، الصحة وإزاي وسهال، أهال من الواجب به قىض ما أداء وبعدأنها هي فرقتي، يف العمل عىل اتفقت أن بعد مرص، هجر عىل لها الدافع أن منهاإذ عرفت وقد هناك. الفني بعملها تتصل قضائية ألمور عجل عىل للشام اسرتجعتولبنان. سوريا أنحاء يف ذاع اسمها وأن كراقصة تام بنجاح تعمل كانت أنها ذاك

100

تقليد كشكش

من الكثري وحفظت هللا، عطا أمني فرقة يف اشرتكت قد كانت أنها كماسألتني ثم الحياة. قيد عىل ونحن … أمني عنا ورثها التي الغنائية مقطوعاتناالتمثيل؟». يف النجاح من نصيب يل يكون بفرقتك التحقت إذا «هل بديعة: السيدةتصلني بمستقبل لك أتنبأ إنني بل فقط، املرسح عىل تنجحني ال «إنك فأجبتها:

وقت». أرسع ويف طريق أقرب من النجوم مراتب إىل فيهالفرقة، إىل بديعة وانضمت العمل، عىل االتفاق عقد جددنا الليلة تلك ويف

مرصيا. جنيها أربعون قدره شهري بمرتب مرة ألول معنا وظهرتغنائية، أدوار يف ظهرت حيث بريوت يف معنا لها فعيل اشرتاك أول وكان

نجاح. من به أوقن كنت ما فنالت

قضية

أن راعني مرص، إىل عدت فلما كاملة، أشهر ثالثة ولبنان بسوريا رحلتنا يف مكثناتياترو صاحب (ديموكنجس) املرحوم ضدي رفعها مدنية قضية انتظاري يف أجد

موضوعها: وإليك فيه. أعمل كنت الذي األجبسيانة

عىل اتفقت فلما كتأمني، جنيه ستمائة مبلغ يل «ديمو» ذمة يف كانكل عن جنيهات خمسة مبلغ له أدفع أن عىل تراضينا بالرحلة القيامهذه فرفع غيابي فرصة انتهز أنه إال الرحلة. هذه يف تغيبنا أيام من يوم«بامتناعي» خسائر من له سببته ملا مايل بتعويض إياي مطالبا الدعوىحوايل املنازعات هذه استمرت نهايته بالك!! واخد مرسحه! يف العمل عن

مصلحتي! يف هلل والحمد وانتهت شهرين،

مرشوعا تعرض ماتوسيان سجاير رشكة إيل تقدمت ١٩٢٢ سنة أوائل ويفوكانت لحسابها. اإلسكندرية يف أشهر ثالثة فرقتي تعمل أن عىل معها لالتفاقيقدمها أن الزبون يستطيع كوبونات سجايرها علب يف تضع أن الرشكة طريقة

تنزيل. عىل بواسطتها فيحصل التياترو شباك لعاملكونكورديا تياترو يف عملنا وبدأنا بالطبع، ماتوسيان رشكة مرشوع عىل وافقتهذه وكانت مايو. يف وانتهى مارس شهر أول من باإلسكندرية، الرشقي بامليناءالقديمة رواياتي يف أدوارا تحفظ أن أثنائها يف بديعة السيدة استطاعت فرصة املدة

101

الريحاني نجيب مذكرات

السورية لهجتها أن كما إليها، وصلت قد هللا عطا أمني السيد يد تكن لم التيمن قليل غري بيشء فشعرت مرص، إىل وعدت الثالثة، األشهر هذه يف تنقلب بدأت

والدتي. موت إرضامه يف زاد اليأس من نوع قلبي واحتل الضيق،أن ذلك منها! بأروع ففجعتني الكارثة، بهذه تكتف لم القدر قسوة وكأنالوحيدة التعزية كان إنه قل بل … نفيس عىل وأعزهم إيل وأقربهم إخوتي أصغراملنحوس العام ذلك يف اختفى املحبوب، الشقيق هذا حياتي، يف الباسم واألمل يل،الكبد مفتت العني، دامع مذكراتي، فيها أسطر التي اللحظة هذه إىل ومازال —وأصدقائه محبيه ومن مني املصري مجهول هذا شقيقي مازال أقول الفؤاد، جريح

جميال. صربا فاللهم لدي عنها كثريا لتقل لديهم منزلته تكن ولم —سجاير رشكة مع فيها اتفقنا التي أشهر الثالثة مدة انتهت أن وبعدعيل يعرض متعهد إيل تقدم باإلسكندرية، «كونكورديا» بتياترو للعمل «ماتوسيان»لم إنها أقول أن ويسوؤني فنية، رحلة يف أخرى مرة سوريا إىل الفرقة تقوم أناملمثلني تعنت من أثنائها يف لقيت وقد خصوصا سابقتها، من حظا أحسن تكن

الكثري. اليشء

عيد وعزيز وهبي يوسف

إيل نما خرب لوال العمل، مواصلة من أيأس وكدت القديم، فتوري ذاك إذ إيل عادلبنان. ربوع يف وأنا

إيطاليا، من عادا قد عيد وعزيز وهبي يوسف األستاذين أن فهو الخرب أماالدين. عماد شارع يف مرسحا لها يهيئان فرقة تأليف وقررا

نفيس، يف النشاط جذوة إشعال عىل يل باعثا بذلك علمي مجرد كان ولقدومهما األحوال كانت مهما فيها، العمل ومواالة مرص إىل العودة عىل العزم فعقدت

الظروف. حكمتإليه! وفقت باكتشاف أنوه أن بي يجدر وهنا ،١٩٢٣ عام يناير يف ذلك كانقد يكن ولم فحسب، زجاال التاريخ هذا إىل كان خريي بديع صديقي أن ذلكاملنافسني بها أقابل رواية عن بالبحث اهتماما مني وجد فلما بعد. بالتأليف اشتغلالخلو فرص بعض انتهز بأنه يقول وهو املعروف حيائه يف إيل تقدم املستجدين،

الحال». قد «عىل رواية وضع يف األصغر شقيقي مع واشرتك العمل من

102

تقليد كشكش

فنية صداقة بالكسل اتهمت

ييل: فيما القارئ أيها عليك أقصه ما بعد فيما منه عرفت وقد

الود يخلص منهما كل وكان لبديع. حميما صديقا الصغري أخي كانمنهما الواحد فكان أفكارهما، واتحدت روحاهما، تآلفت وقد لصاحبه،

صديق. مجرد ال الشقيق األخ زميله يف يجدمؤلفني، نفسيهما من يخلقا أن مقدورهما يف أن االثنان ظن وقد

الدفني. الرس هذا عىل يطلعني لم منهما واحدا ولكناسمها فرنسية رواية إىل فوفقا بينهما، فيما يعمالن راحا ثم ومن

ليلة». «ألف قصص إحدى وهي الدين» عالء أو السحري، «الفانوسمبارش، غري بطريق قدرتهما عىل يربهنا أن رغبا منها، انتهيا فلمااألخرى الفرق عىل بها «يرسحان» راحا بل عيل روايتهما يعرضا لم ولذلكذلك ويف الرواية. وتشرتي ملح»، «حصوة عينها يف تضع منها واحدة لعلبأنهما لهما اإلقرار عىل به ويحمالني يل، يقدمانه الذي القاطع الربهان

غبار! لهما يشق ال مؤلفانالرواية يف تر لم املؤلفان السيدان إليها قصدا التي الفرق أن عىلعىل يجرآ لم وأخي بديعا أن كما الرشاء!! إحداها تقبل فلم رأيهما،بديع، األستاذ بمنزل املهمالت يف الرواية أودعا ثم ومن األمر، يف مفاتحتي

لبعثها! الفرصة تحن لم إذ الفريان، جياع إىل منهما كهدية وأبقياهاوكنت — سوريا من الفرقة عادت أن إىل ذلك عىل السنوات ومضتاألستاذ إيل فتقدم منافيس. أقابل رواية إىل الحاجة أشد يف — قدمت كما

بيانه! سبق الذي املتواضع» «باقرتاحه بديعأنها ومع منظرا» ٢٥:٣٠ «حسبة من فوجدتها الرواية عىل اطلعتثمرة فيها أحسست أنني إال املبتدئني، عبث أو األطفال كلعب كانتيف بديع مع اشرتكت ذاك وإذ عليه، البناء يصح وأساسا اجتناؤها يمكناملنشود، النجاح لها يضمن الذي املريض القالب يف وصبها «توضيبها»،بديع عهد أول هذا وكان املالح». «الليايل اسم عليها أطلقنا أن وكانللمرسح نضع ما كل يف مالزمي سار اليوم ذلك ومن الروائي، بالتأليف

روايات. من

103

الريحاني نجيب مذكرات

تبكي بديعة

«بديعة». عن كذلك أحدثك أن يل فلتسمح واآلن «بديع» عن القارئ سيدي يا حدثتكأثناء «يف اتفاقا وأمضينا بفرقتي، تعمل أن عىل وإياها اتفقت إنني قلتمرص، إىل عدنا فلما شهريا، جنيها أربعني تتقاىض أن عىل ينص بسوريا»، وجودنابذلوا وكم الربوفات، تلك يف املمثلون قاىس وكم املالح». «الليايل بروفات إجراء بدأناوإني غرينا. مع عملها يف اعتادتها قد بديعة السيدة تكن لم جبارة جهود منالجذور من شعرها و«تقطع» وتنتحب تبكي األحوال من كثري يف كانت أنها ألذكر

الربوفات. يف املتوايل العمل من أعصابها وتتوتر التعب، ينهكها أن بعدنفيس عىل آليت فقد عزيمتي، من يثبط أو قسوتي من ليقلل ذلك يكن ولمإطالعها يف أقرص ولم الفن. أفق يف يلمع وكوكبا للمسارح، عروسا منها أجعل أنإذا حتى األلم، تحمل إىل يدفعها ذلك فكان األحايني، بعض يف الرغبة هذه عىليقول: حايل ولسان صاخبة باكية املرسح وغادرت الغضب تملكها غايته، بلغ ما

ولو!». «برضه

بالفطرة فنانة

منها، ذلك أحس وكنت بطبيعتها، املرسح تهوى وكانت بفطرتها، فنانة بديعة كانتأنني وهي أبديتها، التي عقيدتي تكوين عىل يساعد ما جمالها ويف قوامها يف وأرىو«عصبيتها» غضبها أويل أكن لم ولذلك أبتغيها، التي املمثلة منها أجعل وأن البدسبيل يف ونضاال قسوة ازددت غضبا ازدادت كلما كانت بالعكس، بل عناية. أية

األخرى. الناحية من عميل ومصلحة ناحية من مصلحتهاأن العناية فيه شاءت الذي الوقت وجاء الثمرة، اقتطاف أوان آن وأخريافيها وبدت رائعة، فنية آية املالح» «الليايل فظهرت جهود. من بذلنا ما أجر تنيلنامكامن واحتلت لبه، ملكت صورة يف الجمهور عىل هل كوكبا مصابني» «بديعةعن مكان كل يف يتحدثون الناس وبدأ األحوال، وتحسنت اإلقبال وزاد إعجابه.إعجابهم! من مكان أسمى إىل غريهم ويرفعها عارفوها، فيقرظها الجديدة ممثلتنالم نجاحها أن بعينيها ورأت «الربوفات»، يف التدقيق رس بديعة عرفت فقط وهنا

املرة. تلو املرة فأغضبتها مىض فيما أبكتها التي الجهود تلك وليد إال يكن

104

تقليد كشكش

كانت أنا، نظري وجهة من ولو األهمية، منتهى يف نقطة بتحليل ملزما أرانيمن شعلة — أعتقد ما عىل تزال وما — وكانت الهواية خالصة هاوية بديعةبمواالة مطالبتي عىل حملها قويا حافزا ذلك بعد املجيد نجاحها فجاء النشاط،من شيئا يكلفنا ال الرواية تأليف أن ظنت وكأنها جديدة. رواية إلخراج العملتنتهي ثم الرأي ونتبادل بديع بزمييل فيها أجتمع معدودة أيام إال هي وما العناء.

للمرسح! معدة وتكون الروايةيرتاءى مما أبعد املسألة أن لها وأبني إليه، ذهبت ما خطأ أفهمها أن حاولت

منها؟ االقتناع موضع إىل أصل كيف ولكن! لها،

كسول؟ أنا هل

الرواية من أنهينا قد نكن ولم املالح»، «الليايل حليف والنجاح األول الشهر ومىضيلهب بالسوط أشبه بديعة وكانت الثاني، تبعه أيام وبعد األول. الفصل غري التاليةأبطأنا فلما املهمة»! دي من «للفراغ الهمة وبذل اإلرساع عىل ويستحثنا ظهورنا،

بالكسل. ترميني أن إال تجد لم اليشء بعضالرذيلة. هذه يف البطولة لقب عيل خلع من أول هللا، سامحها كانت وقدشخصا جميعا نظرهم يف فأصبحت مرتعا، الناس أذهان من دعايتها وجدت وقدبديعة السيدة ذكريات من كذكرى اليوم، إىل «بهتانا» الوصف هذا ولزمني كسوال،

به! أوصف أن أرىض وال له، مسوغا أرى ال ألنني بهتانا وأقول مصابني.بديعة، استعجال أثر من وكان حسن» «الشاطر الثانية الرواية بقية وأعددناال مفككا األول اليوم يف فظهر منها، األخري الفصل تهيئة قبل الرواية أخرجنا أنفاحتلت منه. الرسعة أفسدت ما نصلح أن هللا بحمد استطعنا أننا إال له، ضابطواإلقبال. النجاح حيث من كسابقتها وكانت الجمهور، إعجاب من مكانها الروايةإىل نجاح من يوم كل يف تنتقل كانت بديعة بأن هنا، أعرتف أن ويهمنيأساس عىل بديعة مجد ارتكز وفيها العز»، «أيام الثالثة الرواية جاءت حتى نجاح،فبدا جوهره، الصقل كشف الذي واملعدن بها، تنبأت التي العروس وأضحت ثابت،كانت فإذا الثالثة، الرواية بعد بديعة حال هذا كان الضحى. كشمس المعا للعيانتكون بربك فماذا السمو، من الدرجة هذه إىل تصل أن قبل بالكسل رمتنا قد

جديدة؟ رواية يف يوم كل تظهر أن تريد وهي نظرها يف حالتنا

105

الريحاني نجيب مذكرات

وزجال مؤلف بديع

«الليايل رواية ظهور قبل ما إىل كان خريي بديع الزميل إن قبل فيما قلت وقدأنه عرفت الرواية تلك يف أثره عىل اطلعت حني أنني إال فحسب. زجاال املالح»ستار عنه يرفع أن إال ينقصه ال عبقريا تحتها تخفي أثوابه وأن بغريزته، مؤلفمنه تأكدت ما هذا يعروه. الذي الرتدد قيد من يحل أن وإال يكسوه، الذي الخجل

الصغري. أخي فيها معه اشرتك التي األوىل روايته درس بعدكسبت املدة تلك خالل ويف بديع، تأليفها يف معي اشرتك التي الروايات وتوالتكل وأصبح أرواحنا، وائتلفت أذواقنا، اتحدت إذ عميل، يف يل معني أكرب شخصه يف

للثاني. منها البد تكملة أو روحيا أخا لآلخر منايف النبوغ آيات من آية كان الزجال بديعا إن كثرية مناسبات يف قلت لقدورسم التأليف، يف أضعافها فيه ملست الزجل من املكانة تلك أن أؤكد وهاأنذا فنه،الخالب الحقيقي الثوب إلباسها عىل والقدرة الصميمة، املرصية واألخالق الحقائق

وانتباه. بشغف يتابعه أن للمرء يلذ أسلوب يفعىل ذلك ساعدني وقد واحد. وقت يف ومؤلفا زجاال إذن خريي بديع أضحى

الصميم. املرصي الكوميدي إخراج يف التفكرييف السري أواصل أن قبل والتاريخ للحقيقة أثبته أن واجبي من أرى ما هذا

بها. بدأت التي الوقائع رسدوقد … العز» و«أيام حسن» و«الشاطر املالح» «الليايل يف بديع معي اشرتك

جليا. واضحا فيها وبديعة بديع أثر كان كما بليغا، نجاحها كان

وسكينة ريا

ألسجل الوراء، إىل سنوات ثالث بكم عدت إذا األعزاء قرائي يا معذرة … وهناوالفنية. االجتماعية أهميته له حادثا

حوادث اكتشاف إثر أقصاها إىل أقصاها من مرص روعت ١٩٢١ سنة يفاستدراج هي الحوادث وتلك قبل، من عهد بها للبالد يكن لم اإلسكندرية يف جنائيةبجثثهن والتمثيل قتلة، أشنع قتلهن ثم حليهن وسلب معني، مكان إىل النسوة بعضو«سكينة» «ريا» امرأتني العصابة هذه أبطال وكان الجدران. تحت دفنهن ثم

هللا». «حسب واسمه إحداهما وزوج

106

تقليد كشكش

خلقت بأنني أشعر كنت وملا جميعا. الناس حديث الجنايات هذه اكتشاف كانالدامية الحوادث هذه من موضوع اقتباس عىل عولت فقد للكوميديا، ال للدراما

املرسح. عىل وإخراجهالكوميدي رجال أدمغة تسكن أنها يظهر — الدرام نزعة — النزعة وهذهوأنه النوع، هذا يف مربز بأنه — باطال وإن حقا إن — يعتقد منهم فكل جميعا،

بمراحل. الكوميدي يف نفسه فاق إليه اتجه إذانابليون دوري إخراج عىل عزمه شابلن شاريل عقد كيف يعرفون القراء ولعلرواية أعددت … نهايته فيهما. املجىل سيكون بأنه مرارا رصح وكيف وهملت،كنت بحيث حد، كل نجاحها ففاق برنتانيا، مرسح يف وأخرجتها وسكينة» «رياينادون البعض سمعت وكم طرا. الناس من صادرين والبكاء النحيب بأذني أسمع

.«… ناس يا قتلتونا … بقى «بزياده العايل: بالصوتدور يف تظهر بديعة وكانت «ريا»، بدور يقوم إبراهيم حسني املمثل كاناسمه سفاك بدور أنا اضطلعت كما العصابة. بهن تفتك التي الضحايا إحدىالجمهور، يف عميق تأثري من «الدرام» لهذه كان ما إىل أرشت قد دمت وما مرزوق.

الواقعة. هذه ذكر من مانع فال

!… والك درشها

وبني بيني حاميا املشاهد أحد كان أن يافا، يف الرواية هذه نمثل كنا عندما حدثاليدين أصابع وأطبقت الفريسة من تقدمت حني أشده، بالغا الحوار وكان بديعة،يا السماح وأرجو — األلم من مذبوحا يرقص كالطري — تتلوى وهي عنقها حوليوريكم ما ربنا … فلسفتي واستحملوا … املثل بهذا االستشهاد يف القراء حرضات

مكروه.أسمع بي إذ قيام، خري الخنق بمهمة أقوم وأنا حادة، املناقشة بينما أقول.«!… بعينتينك العمى … والك «درشها صائحا: الصالة أقىص من يدوي صوتا

املرسح خشبة عىل ترديني كادت ارته، غد من بطلقة القول هذا حرضته وأتبعشغلها تعرف الفريسة تاركا الخارج إىل وبرطعت قصريه، من أخدتها أنني لوال …ما ذكر من انتهينا وقد أما نوعه! يف الغريب العميل االحتجاج هذا صاحب مع

انقطع. ما ولنواصل ذلك بعد فلنقفز نسينا

107

الريحاني نجيب مذكرات

زهر يا معلهش

فرنسية عرافة حمادي بنجع السكر رشكة يف عميل أثناء يف صادفت أنني عرفتمستتبعها السنوات هذه وأن عوم، الفلوس يف أثنائها يف أعوم بسنوات يل تنبأت

دواليك. وهكذا عجاف، أخرىمعي وارث سيدي يا فاستمع األزرق. والبال والنحس القحط سنوات انقضت

فيها. كنت التي للحالفتحت وكيف برنتانيا، تياترو صاحب … كنجس ديمو املسيو تذكر لعلكربحا عليه در الذي العمل ذلك مرسحه، يف العمل عىل وإياه باتفاقي النعيم أبوابوإنه أحالمه. يف حتى أمله إليه يمتد يكن لم بمال خزانته ومأل يتصوره، يكن لمسماء إىل الرجل هذا نقلت إنني أقول فإني ربي، بنعمة أتحدث أن يل كان وإنفهل يزيد. أو جنيه آالف ثمانية املرسح من السنوي إيراده كان إذ الجارفة، الثروة

الصنيع؟ ذلك يل قدر وهل الجميل؟ هذا يل عرفبرنتانيا» مرسح «مدير حفني مصطفى الحاج مع اتفق أنه ذلك: عىل الجوابسقف هللا، عىل اللحظة، هذه إىل كان (ألنه التياترو بناء إتمام يف يشرتكا أن عىل

إلخ). و… الرمل من وأرضية طوب مرتين وجدران خيشأجنبية فرقا يجلبا وأن منه، يخرجاني أن األسايس الرشط كان لألسف ولكنهذين قلب ألني لعيل الرجاء يف ألحفت األخرى. تلو الواحدة به، للعمل الخارج منيف بالتمثيل يل يسمحا أن وقبال وتنازال تفضال قلب، وفلقة مقت وبعد الرشيكني،القائظة الصيف أيام ويف أخرى، ووصول أجنبية فرقة سفر بني متقطعة، فرتاتأمامي يكن لم إذ زهر يا معلهش برضه أثنائها! يف يعملوا أن األجانب يرفض التي

الرشوط. قايس من عىل يمىل ما قبول إال

أخرى دقات

بمبلغ تقدر سندات األجنبية البنوك أحد يف يل كان فقد األخرى. أما دقة! آديبحجز فوجئت أنني إال املال. أعوزني ما إذا عليها أقرتض كنت جنيه آالف ثالثةله مدين أنني ادعى الطريق عرض من أتى رجال ألن السندات، هذه عىل تحفظيأي إقرايض عن وتوقف مطالبي، يجيب أن البنك رفض ولذلك جنيه! مائة بمبلغ

108

تقليد كشكش

إذ أضعافه، بأضعاف بل الدين، بمبلغ يحتفظ أن إليه توسالتي من بالرغم مبلغ،آالف. الثالثة من املائة أين

البنك يف أملك أنني حني يف واحدا، قرشا أجد أن دون قضيته بأكمله عامالجنيهات! آالف

غصبا االصطالح هذا أستعمل بأنني االعرتاف من مانع وال األثايف، ثالثة أماالدنيا يف حاجة مافيش أن يدعي ألنه معارضته، ورغم خريي، بديع زمييل عني عنأيضا أنا أنني عىل أوافقه أنني ومع معنى، لها يفهم ال وأنه األثايف»، «ثالثة اسمهااملبجلني الفضالء أحد من سمعتها ألني أستعملها برضه أنني إال معنى لها أفهم ال

اللغوي! املجمع بسالمته أعضاءصدمة صدمت أنني الزير»، من يرشب يزعل «واليل األثايف ثالثة إن أقولجاءت صدمة اشتدت. مهما املادية الصدمات بجانبها تقاس ال قاصمة، نفسانيةيف كنت قاسية عصبية اضطرابات إىل وأسلمتني حوايس، فضعضعت الصميم، يف

أجده؟ أن يل أين ولكن … يواسيني من إىل حاجة يف أثنائهاال حتى املوجزة اإلشارة بهذه مكتفيا الصدمة تلك رشح يف التوسع أريد لست

أحد. إىل أيسء

كشكش شخصية هجر

ورضيت حفني، مصطفى والحاج كنجس ديمو الرشيكني رشوط قبلت إنني قلتزمييل مع «الربنسيس» رواية فأعددت متقطعة، فرتات يف «برنتانيا» يف أعمل أنأرشبت كانت وإن مرص، يف الكوميدي لنوع حقيقية محاولة أول كانت وقد بديع،

«األوبريت». نواحي ببعضوظهرت كشكش، شخصية عن خرجت — األوىل وللمرة — الرواية هذه ويفبديعة ظهرت كما حسنني»، «املعلم اسمه القانون عىل يعزف بائس آالتي دور يف

«عيوشة». دور يفعالم يف بديعة بطلتها مركز وتوطد لها، مقدرا كان كما الرواية ونجحتيوميا، نجاحها لواصلت متقطعة فرتات يف تعرض كانت الرواية أن ولوال التمثيل.أجواقه ومن حفني. الحاج من … آه! ثم آه! ولكن نبغي. كنا كما أكلها وآلتت

جاب!! وال ودى ال إنه يقولون الذي حجاب»، «أبو كأجواق كانت التي

109

الريحاني نجيب مذكرات

ملك» كنت «لو رواية ثم «الفلوس»، رواية أخرجنا «الربنسيس» رواية وبعداألنس». «مجلس ثم

رشحت كما — لنا يكن لم إذ اللئام، مأدبة يف كاأليتام كنا األيام، هذه ويفاسم فيها فاشتهر مرص عىل طغى قد الدرام أن كما فيه، نعمل ثابت مرسح —ترجمة عىل عيد، عزيز ومخرجه وهبي يوسف عميده وعمل رمسيس»، «مرسحخالب، ومظهر قشيب ثوب يف الجمهور عىل وعرضها األدبية، الغرب منتجات أحسنشطره، وجوههم وولوا مشاهدته، عىل فتهافتوا قاطبة، الناس أنظار النوع هذا لفتعنا رضائه ظل ويف حفني، مصطفى الحاج رحمة تحت األعرج سرينا نتابع وتركنااملحدود، محيطها يف تنجح الكوميدية محاوالتنا فكانت أحيانا، علينا وغضبه حينا

ذاك. إذ الدرام به يتمتع كان الذي الدوي ذلك مثل لها يكن لم ولكن

مدهش تأويل

مع توقيعه عىل الحالة أجربتني الذي العقد، لنصوص التفسري ذلك مدهش! وهللا أي«الحاج» أمالها التي الرشوط بني كان برنتانيا. تياترو مدير حفني مصطفى الحاجعن «امتنعت وإذا أسبوع، كل يف (ماتنيه) نهارية حفالت أربع الفرقة تحيي أنجنيهات. ثمانية مقدارها غرامة تدفع أن عليها كان الحفالت هذه إحدى إحياء

التذاكر شباك يفتح أن القيظ شهور يف يحدث كان وقد الرشط. هو هذاكانوا الناس ألن هللا. يوحد حالل بابن يصطبح» «ال العامل ولكن املاتينيه، لحفالتفإذا املحرق. العرق ذلك يف يوم كل عرص أنفسهم حجز عىل الليايل سهر يفضلونفؤاد من أفرغ ومقاعده عروشه، عىل خاويا التياترو وجدنا الستار رفع أوان جاء

الحفلة. إلغاء عىل مصطفى الحاج مع نتفق كنا ولذلك موىس. أمالتعاقد. مدة انتهت ١٩٢٤ عام من يوليه أواخر ويف

مالبس من املرسح يف أملك ما أي — واملحتال الحال لنقل مستعد أنا وفيماأي نقل وبني بيني يحول مصطفى الحاج وقف — وستائر وأدوات ومناظر

جنيها؟ وعرشين سبعمائة بمبلغ يل مدين ألنك — سيدنا؟ يا إيه … «قشايه»حاج؟ يا دول إيه وبتوع … بعضه زي خرب يا –

رفضت بسالمتك اليل املاتينات بتوع حرضتك؟ عارف مش يعني بقى –تشتغلها!

110

تقليد كشكش

مافيش ألن كمان أنت بسالمتك دا رفض، اليل بس بسالمتي مش دا لكن –العمال! وأجرة النور ثمن حاتخرس كنت وألنك جه، حد

ده!! من كالم مافيش ال. –وضاعت ده). من كالم فيش (ما أن عىل املشكل وانفض املناقشة انتهت وطبعابعد مصطفى الحاج أن والظريف ماء. رشبة يف الغالية وستائري ومناظري مالبيسوخد — ويتنازل … األشياء بهذه يكتفي أن قبل الكثرية، والوسائط الحار، الرجاء«إحياء» عن االمتناع نظري أموال من ذمتي يف ما بقية عن — يتنازل من بالك

إياها!! امليتة الحفالتالحياة، هذه من يئست الثانية، الكلمة وبالش السخنة، الفصول هذه بعدأناس عن بعيدا أرحل أن فاعتزمت األصدقاء، وباعوا الوفاء فيها الناس أنكر التيأو تعزية الزواج يف أجد أن فكرت ثم فأنكروني. لهم وأخلصت فباعوني، اشرتيتهم،الوطن، عن النزوح بفكرة رأيس وامتأل مصابني، ببديعة قراني فكان تعزية، شبهمقرونة إنها يقولون التي الخمس، الفوائد من واحدة فائدة عن ولو والبحث

بالسفر.

األصيل كشكش

الفرج روض مصيف يف الهواء بشم نتسىل أن بديعة يل نصحت األيام أحد ويفوهو إعالن رقاع يوزع شخص رصاخ أذني طرق حتى نصل كدنا وما فرافقتها،هنا جدع، يا األصيل كشكش شوف تعاىل جدع، يا هنا «الحق املنكر: بصوته يقول

يلعب». ما قبل الحق — قال هكذا وهللا أي — الكوموكودو ملكولم ندائه، صيغة يف «اإلعالنجي» ذلك لتناقش هنيهة تقف أن لبديعة وتراءى

التايل: الحوار بينهما فجرى شخصيتها، يعرف بالطبع يكن

هنا. مش الدين عماد يف األصيل) (كشكش أخينا يا لكن بديعة:هنا. األصيل لكن تقليد، دكهه هانم. ستي يا ال اإلعالنجي:

يتمتع التقليد ويسيب الفرج، روض يف نفسه يهزأ األصيل وإزاي طيب بديعة:الدين؟ عماد يف

روض من أحسن الدنيا يف فيه ست. يا الدين عماد يعني وإيه اإلعالنجي:!… هانم يا العشاق روض دا الفرج؟

111

الريحاني نجيب مذكرات

بني العالئق توتر إيل فتجر البحوث وتتشعب تطول قد الخناقة أن ورأيتودخلنا بديعة فجذبت أنا، هو اليل التقليد، كشكش حرم وبني األصيل كشكش

تقليد!! مش اليل كشكش (الكوموكودو) لنشاهدال … أطري فكدت وأنشد، وغنى ومثل فرقص «املربوك»، وظهر الستار ورفعهذه عىل أضحى به أعتز كنت الذي االسم ذلك كشكش ألن ولكن الرسور، منأخفي ولست األرض. به «ويمرمغ» اإلنسان هذا مثل به يتالعب الهوان، من الحالربما أنني هللا يعلم اللحظة، تلك يف جانبي إىل بديعة وجود لوال أنني القارئ عىل

ده!! األزيل الغلب وبالش منتحرا، النيل يف نفيس ألقيتيف ترددي عىل القضاء يف سببا فرجية) (الروض السهرة هذه كانت نهايته.الجوازات، قلم إىل قاصدا التايل اليوم صباح يف كنت حتى الليل، ينقض فلم السفر،

ولبديعة. يل السفر جواز الستخراج

غريبالدي

صربي). (فريد املمثل قابلني الالزمة اإلجراءات من االنتهاء وبعدفأفهمته مرافقتي، يف الرغبة أظهر الجنوبية، أمريكا إىل قاصد أنني عرف فلماالصحة. وانتجاع الهواء تبديل عىل األمر يقترص وقد هناك، أعمل أن أضمن ال أننيمقطوع — قال وهكذا — ألنه سواء. حد عىل نظره وجهة من األمر بأن فأجابنيكما يصحبني أن يف أمانع لم عليه وبناء السفر، به يأتي ما يهمه وال شجرة، من

التوني. محمود املمثل صحبني«غريبالدي» اسمها باخرة أن فهمت وهناك املالحة، رشكات إحدى إىل وقصدت

الربازيل. إىل قاصدة جنوا من تقومزعيمها اسم أطلقت إذا إيطاليا وأن البد وقلت بها، التذاكر قطع إىل فاسرتحتعروس تكون أن البد الباخرة هذه فإن بواخرها، إحدى عىل «غريبالدي» العظيم

األخريات. زميالتهاومحمود صربي وفريد مصابني بديعة معيتي ويف جنوا، إىل مرص وغادرتبعظمة نفيس أمني وظللت عم!! يا املعية شايف … بديعة ابنة وجوجو التونيألن األحالم. هذه تبخرت جنوا إىل وصلنا إذا حتى وفخامتها، وأبهتها «غريبالدي»النوع ذلك من بسفينة أو الصيد، قوارب من بقارب يل شبهت «الغريبالدي» تلك

112

تقليد كشكش

يتنقلون الفينيقيون كان والتي الدراسة، عهد من بأذهاننا أثره علق الذي القديمتخطو أن «القربة» لهذه يتسنى كيف قلت وهنا األبيض. البحر ثغور بني عليها

نهايته. األطلنطي؟ املحيط يف واحدة خطوة

بحري سندباد أنا

مضيق اجتزنا أن إىل تحطها، وموجة تشيلها، موجة بنا، «تهكع» غريبالدي سارتالتحقيق كان هنا بل األزيل!! الغلب كان وهنا املحيط مياه ودخلنا طارق، جبل

ريشة!! وهللا أي الريح» مهب يف «كالريشة وهو: املعروف للمثل العميليف بها قضينا أو فيه بنا قضت إنها أقول املحيط يف قيمتها تفهم ولكيهذه يقطع هللا خلق بواخر من غريها أن حني يف يوما وعرشين خمسة املحيط

أسبوع. يف املسافةملك حبيب. وال عدو يوري ما فربنا ركابها أما «غريبالدي» حال هذا كانصربي وفريد التوني وطرح رجليها. من رأسها تعرف فلم بديعة البحر دوارحالة كانت وهذه خشبا!! طرحا قول األرض؟ فني هي إيه؟ أرض لكن أرضا،واحد فرد إال الجمع بني يكن ولم زمالئي، عىل مقصورة تكن ولم جميعا، الركابتؤثر أن قدرها «بخيابة» «غريبالدي» تستطع ولم بل دواره، وال البحر يستطع لمومن هذا من ضاحكا جيوبه، يف يديه واضعا ويروح يغدو فكان تأثري. أي فيه

أنا. هو الواحد الفرد هذا املمرات. يف يتلقحون كانوا ممن ذاكولقد الزمن؟ آخر يف بحريا» «سندبادا األقدار مني خلقت وقد ذنبي ما ولكنبروفه بعمل و«أسليهم» زمالئي، فأجمع البحر هدوء فرص بعض أنتهز كنتعمل يتحمل يكن لم املوقف ألن «الدرامات»، من وغريها «هملت»، رواية عىل …

كوميدي!! بروفاتبعد. عن أرضا شاهدنا املدلهمات، النكبات هذه وبعد

السبب كنت أنك ولو إليك. ويحسن كولومب خريستوف يا يرحمك «هللا فقلت:مخ يف طلعت أنها لوال إذ «غريبالدي» املحرتمة حفيدتكم من رشبناه الذي املرار يف

إليها!! النزوح يف فكرت ما أمريكا، فاكتشفتم حرضتكم

113

الثامن الفصل

اجلنوبية أمريكا يف

!… كشكشمغنواتي الجنوبية أمريكا عواصم يف

من األمل قطعنا أن بعد الجديدة، القارة بالد إىل وأوصلتنا بأصلها، الباخرة عملتألسماك طيبا طعاما اختارنا قد وتعاىل سبحانه هللا أن معتقدين الوصول، هذا

!… الجائعة املحيطوفتنته جماله فأنسانا «سانتوس»، بلدة عند املنظر رائع بمضيق أوال مررنا

!… الصحراء بنت ليىل رأي عىل ومسا» «صبحا غريبالدي عذاب من القينا ماشاهدت حملنا، الذي القارب وأقصد الباخرة، رست أن عقب امليناء، ويفاملارد هو اللغة معاجم إىل الرجوع غري من يل يرتاءى ما عىل (والشحط «شحطا»،ظننته وقد القنال، مدخل عىل ديلسبس وقف كما تماما واقفا العريض) الطويلصدره، تحيل ذهب من سالسل أجد أن راعني أنه إال رخاميا، تمثاال وهلة ألوليقابلون الذين السوريني إخواننا من أنه عرفت وأخريا صديريته. جيوب إىل وتتدىلأفهمته ثم وحييته، إليه فتقدمت املدينة. فندق إىل ليقودوهم والسائحني، الرواد… هيك كشكش بيكون «شو وقال: مباالة غري من كتفيه هز ولكنه أنا!! من

مغنواتي؟».نهايته. الشغل. عىل اطمأنينا وهللا خري، برشة … وقلت عظمي، يف وأخذتهاوهناك الفندق، إىل صربي) وفريد والتوني جوجو وابنتها (بديعة ورفاقي وذهبتلعيل أو بنبأ. منها آتيكم لعيل املدينة، الرتياد فألذهب وقلت هللا، استودعتهمورحنا التوني محمود وصحبني حفلتني، أو حفلة إلحياء فرصة تهيئة أستطيع

وغربا. ورشقا وجنوبا شماال سانتوس نجوب

الريحاني نجيب مذكرات

متسائال! التوني إىل نظرت شئت. ما قل أو ضيعة، أو قرية إنها سانتوس!!أحد يف تجوالنا يف لقينا نهايته وله؟ يا إيه تبقى املغربلني أمال أمريكا؟ يف «أنحناملدينة. يف فندق أكرب يدير أنه فعرفنا دليلنا، إلينا قدمه مهابة، ذا رجال الشوارع

هناك. القوم علية من سوري اآلخر هو وأنهوالريبة الشك دالئل الرجل عىل الحت بك»، «كشكش باسم إليه قدمني وحنيما أنت الحكي!! ها «شو قائال: ففاجأني الرصاحة نعرة أخذته أن لبث ما ثم …وكان … الشام يف حمص بمدينة املاضية السنة كشكش شفت أنا ألني كشكش. لكإلقناعه طويل وقت إىل أحتج لم أنني عىل !… حليق» هال وحرضتك لحيه، إله

جاهزة. بها رآني التي اللحية وبأن صحيح، كشكش بأنني

حفلة أول

يف فندقه يف العمل فرصة للفرقة سيهيئ إنه وقال بالعون، ووعدني بذلك الرجل رسعرشة الحادية الساعة يف الغداء تناول عىل جرت عادتهم أن والغريب املساء، نفسفيما القوم نجاري أن بالطبع علينا وكان والنصف. السادسة يف والعشاء صباحا،بها فإذا الفندق، ردهة إىل دعينا يزيد ما أو ساعة مضت أن فبعد عليه. درجواأن متضمنا بينهم رسى قد النبأ وإذا الطبقات، أرقى من والرجال بالسيدات مألىالحضور ستطرب وأنها مرص، من وصلت قد وحياتك!! غنائية !… (غنائية) فرقةوالرخيمة … أوالد يا بعضها زي اليل الليلة دي يا الرخيمة! الرخيمة!! بأصواتها

منني؟ نجيبها ديالتوني صوت عن أقول فماذا حبتني، وخستكت … مطرب أنني فرضنا إذا ثممثال؟!! العدوى طريق عن مني الخستكة إليهما امتدت هل صربي؟ فريد وزميلهمذهبجية جميعا نحن ولنكن املطربة، هي بديعة فلتكن فكرة!! طرأت وأخريا

التخت!!الطرب أريكة بديعة فتوسطت السديدة، الفكرة هذه تنفيذ يف لحظة نتوان ولم

زمانه!! يف الصفتي سيد الشيخ تخت وفرش العني، نخزي حولها، وجلسنانردد نحن كنا بينما روايتنا، ألحان من حماسية وطنية قطعا بديعة وألقتبنا و«هاص نجاح. بعده ما بنجاح الحفلة وانتهت وحقيق. بحق كاملذهبجيةبه جديرين غري أننا نؤكد ما وتقديرهم إعجابهم من فنلنا العزيز، جمهورنا

إطالقا!!».

116

الجنوبية أمريكا يف

باولو سان مدينة شطر وجوهنا نويل أن الراسخني بعض لنا نصح وأخرياعامرة مدينة أنها الناصحون وأفهمنا سانتوس)، من القطار يف ساعتني بعد (عىلوكان مشاهدته. فرصة لهم نتيح أن ويودون التمثيل، يعشقون الذين الفن بمحبيباولو، سان إىل الرحيل عىل العزم فعقدنا ،١٩٢٤ عام من نوفمرب شهر يف ذلكاملناظر وشاهدنا النوافذ، من أطللنا حني بالغة دهشتنا كانت وكم القطار، وامتطيناالسويرسية املناظر أشهر جانبها إىل وتتضاءل األلسن، وصفها عن تجل التي

وأبدعها.

باولو» «سان يف

عامرة كبرية مدينة فهي أمريكا، إىل البحر اجتزنا أننا حقا عرفنا املدينة هذه ويفمجدية وأعمال وصناعة تجارة بني املرافق، أغلب يف تتحكم سورية جالية وبهامرسى رسى قد قدومنا خرب وكان سوري، نزيل يديره كبري فندق يف نزلنا مثمرة.وفادتنا أكرموا شخص، الخمسمائة عىل يربو جمهور استقبالنا يف فكان الكهرباء،

والسعة. الرحب عىل منهم وأنزلونابأن فأفهمتهم رواياتنا: بعض مشاهدة يف رغبتهم لنا أظهروا األول اليوم ومنذنصحب لم ولذلك والراحة، االستجمام إال بها قصدنا ما وأننا فنية، تكن لم رحلتناوأبلغونا الناحية، هذه من فطمأنونا معهم. نعمل أن يمكن الذين املمثلني من فرقةفإذا نزلنا، حيث وافونا أن أعضاؤها لبث ما الهواة، من جمعية املدينة يف أنكانت (وقد أستاتي أملظ السيدة املرحومة نجل أستاتي. جورج الشاب رأسها عىلالسيدة شقيقة وهي ذلك قبل أبيض جورج األستاذ فرقة ممثالت مشهورات منيمثل كان أستاتي جورج أن والظريف هللا). عطا أمني األستاذ قرينة أستأتى إبريزخالته زوج كان كما الربازييل)، (كشكش اسم نفسه عىل ويطلق هناك، رواياتيالجمعية هذه أفراد من ووجدت ولبنان!! سوريا يف يفعل هللا) عطا أمني (األستاذاآلن يعمل أنه األهرام جريدة يف قرأت وقد طرابليس، جربان اسمه شابا الربازيليةاسم يف ترصف يعني آل بك). (شكشك لنفسه متخذا األرجنتني يف فرقة رأس عىل

كيانه!! فقلب كشكش،قد — االحتياط قبيل من — وكنت الهواة، بأولئك مستعينا إذن الفرقة ألفتكلها الصحف إدارات بزيارة أبدأ أن ورأيت رواياتي. أهم من طائفة معي حملت

117

الريحاني نجيب مذكرات

أنني إال مستحبة! مقابلة الفرقة تأليف أصحابها قابل وقد عميل، أبدأ أن قبلوما السورية، الجالية صحافة من به قوبلنا ما بني كبريا بونا هناك بأن شعرتاألخرية كتابات يف أحسست ألنني ذلك (الربازيلية). الوطنية الصحافة به قابلتنا

«رشقية». فرقة تفعله أن يمكن بما املباالة وعدم التهكم روح من شيئاالبالد أهل بني الجفاء إىل يرجع إنما الفتور هذا سبب أن أخريا علمت وقداالقتصادية. البالد أعنة امتالك من األخريين لتمكن النازحني، ضيوفها وبني األصلينيمستعينا أقدمت ذلك مع ولكنني بعينه، الحرج هو موقف يف نفيس وجدت

صعاب. من يعتورني ما تذليل عىل باهلل

مكهرب جو يف

وعدت الواحدة، الليلة عن جنيها خمسني يعادل بإيجار ليايل أربع املرسح استأجرتالتي العز، وأيام والربنسيس، وسكينة، ريا روايات إعداد يف معها أجاهد الفرقة إىلأن بعد خصوصا الربوفات، يف نفيس وأجهدت بغداد)، (حالق اسم عليها أطلقنامن فيها تنال فرصة تنتهز أن تريد مفتحة أعينا أمامي ورأيت الجو، تكهربهذه يف أذكره أن يجب كان ما ذكرت إنني الحق لك وأقول والرشقيني. الرشقللقرب. وإما للصدر فإما طريقني، أحد يف سائرا هذا بعميل كنت أنني وهو اآلونة!بيع حركة عن فتساءلت للتمثيل، املحدد املوعد من بعدها اقرتبنا أيام ومضت

جنيه!! ألفي إىل وصل ذاك إذ جمع الذي املبلغ بأن أعرف أن وهالني التذاكر،قدر لو الحال تكون ماذا ترى أحاسبهم. نفيس إىل فعدت شهدت ما راعني…؟ الظن بنا أحسنوا الذين الناس أولئك نظر يف أنا أكون ماذا ثم لنا؟ الفشل

شهدت! ما أروع فما التمثيل قبيل الستار يف ثقب خالل من ونظرتأنوار وأصابعهن نحورهن من تشع وسيدات رجاال الطبقات أرقى من طوائفغري يف مثيال له أر لم الذي الفاقع األصفر اللون ذات واملاسات الرباقة الحيلمن متماسكة قطعة هنالك بأن ذاك إذ السيدات إىل أنظر وأنا إيل خيل وقد الربازيل.وسكينة) (ريا رواية فمثلنا الستار ورفع الآللئ. من مرتاصة صفوفا أو الجواهرثم … نتيجة الجمهور نفوس يف له أتبني أن دون انتهى واحد فصل من وهي

(الربنسيس). رواية يف البدء أوان جاء

118

الجنوبية أمريكا يف

… أنا أظهر طويلة فرتة وبعد أوال، املرسح عىل بديعة بظهور تبدأ وهيخوف وتملكني لوعة، أرتجف وأنا بامليكياج وجهي تهيئة أعالج غرفتي يف فعكفتمن الجمهور أمام يبد ولم املرسح، أضواء يعهد لم مبتدئ كأني معه أحسستوقد الناس. أفئدة يف أثرها أستشف بديعة، ألقوال منصتا أذني أرهفت ثم قبل.مرص. يف املعتاد مرسحنا عىل وكأننا وشجاعة، إقدام يف تمثل وجدتها أن رسنيمن عاصفة بني األول الفصل أتممنا حتى متشجعا أيضا أنا ظهرت أن وكانالقوم من لجة يف وغرقنا واملهنئني، بالصحفيني املرسح وامتأل والهتاف، التصفيقالسورية الجالية أفراد فخر كان وقد باملعصم. السوار إحاطة بنا أحاطوا الذينأنعم ما عىل الحمد، كل هللا نحمد ونحن الليلة وانتهت يقدر. ال املرصيني بإخوانهم

شأننا. ورفع تقديرنا عىل أنفسهم الربازيليني حمل توفيق من علينا

ريحاني! فيفا

بصورة ذلك ظهر وقد باولو)، (سان يف لقيناه الذي النجاح بعد شأننا ارتفعاملدينة. تلك يف السورية الجالية أنشأته الذي كلوب)، (سبورتنج نادي يف واضحةالربازيل وفريق فريقه بني القدم، كرة يف مباراة مشاهدة إىل دعانا النادي أن ذلكامللعب. جوانب بهم امتألت متفرج ألف العرشين عىل يزيدون املتفرجون وكان …سمعنا حتى أماكننا، لنأخذ الحافل، الجمع هذا أمام نظهر وبديعة كدت فمافاهم وأنت … يحيا معناها وفيفا ريحاني) (فيفا الفضاء أجواء إىل صاعدا هتافهم

!… طبعاأهايل وبني السوريني النزالء بني متوافرة كانت النزاع أسباب إن قلت وقدواملالية االقتصادية الحركة ناصية عىل القبض من األولني لتمكن األصليني، البالدالسالح، كاملة الجند من كبرية قوة الكرة ملعب يف شاهدنا ولذلك اآلخرين. دونعزل الذين املتفرجني فريقي أفراد بني احتكاك من يحدث عساه ملا استعدادااألخرى، الناحية يف والربازيليون ناحية يف السوريون فجلس اآلخر، عن أحدهمااآلخر، عىل أحدهما يغري ال حتى بالسالح املدجج الجند من فاصل بينهما ووضععىل العب. من العب إصابة أو األهداف، من هدف عقب األعصاب توترت ما إذاألنني املتوقع، األذى من بمنجى هلل والحمد كنت أنني هي تمت التي املعجزة أن

الفريقني. بعطف املرموق الضيف بمثابة وكنت الخصمني. برضاء شملت

119

الريحاني نجيب مذكرات

أن بعد صحافتهم أن الربازيل، يف الوطنيون بها حبانا التي الرضا أمثلة ومنمقابلتها كانت أن بعد الثناء، بمستطاب التمثيل عىل فأثنت عادت رواياتنا، شاهدت

مطمئنة. غري فاترة ذلك قبل لناأو الرياضيني، بلغة (الهافتايم) أي اللعب، نصفي بني االسرتاحة فرتة ويفاشرتك وقد ريحاني)، (فيفا يدوي الهتاف عاد ممثلني، يا احنا بلغتنا (االنرتاكت)األقل عىل أو ملالطة. فاتحا أو لجمهوريتهم، رئيسا نفيس خلت حتى الجميع فيه

ديله!! من الديب جبتفلسفة دي الحق لك أقول القرب. كأفواه مدرارا املطر فهطل اللعب، واستؤنفيف إيه نعمل لكن القرب. كأفواه مش لكن … صحيح مدرارا كان املطر ألن مني.ثانيا. تحصل ومستحيل أوال معقولة مش بتشبيهات يأتوننا الذين اللغة، فالسفةالالعبون ظل ذلك ومع هلل، وأمرنا القرب كأفواه املطر نزل سيدي يا القصد

خضم. بحر يف تعوم كانت الكرة أن مع يتوقفوا، أن دون تنافسهم يفيخشاها. البوليس كان التي املعركة ابتدأت ثم السوريني، بفوز اللعب وانتهى

«فككان». … معنا ومن وبديعة ومحسوبك

جانريو دي ريو إىل

مدة البقاء يف علينا األهلون ألح باولو، سان يف األربعة ليالينا أحيينا أن وبعدجهد بعد واستطعنا الهامة، املسارح أحد يف خالية ليايل نجد أن فحاولنا أخرى.

سابقتها. عن يقل ال حظا النجاح من نالت أخرى، حفالت أربع «نربط» أنصربي)، (فريد وهو الفرقة أفراد أحد يف مفعوله فعل قد الطمع كان وهناحني يف مرصيا، جنيها ثالثون قدره شهريا مرتبا هذه رحلتنا يف أمنحه كنت وقد

جنيه». ستة «خمسة حسبة مرص يف يتقاىض كانإىل يرفع لم إذا مرتبه إن قائال رشوطه يميل فجاء العصيان، راية فريد رفعالعمل!! عن سيرضبان فإنهما سبعني إىل التوني مرتب يرفع كما جنيها تسعني

املرتب؟ يف تتساويان ال ولم التوني؟ وبني بينك ده الفرق يعني واشمعنى طيبممثيل قدماء من كان إذ صفي، إىل التوني استمالة يف مشقة أجد لم القصد؟أقطع أن فضلت فقد الثائر زميله أما القيادة. سهل العريكة لني وكان فرقتي،جمعتهم الذين الصحب بقية يف أفكاره ينفث أن قبل مرص إىل أعيده وأن به، الصلة

120

الجنوبية أمريكا يف

«الشربقة» حق وفوقه حسابه، صربي فريد وسلمت باولو)، (سان هواة بني منبن يا وأنت هنا من واحنا وودعته، مرص، إىل السفر تذكرة له وقطعت كمان،

هنا. من الناسقد والصيت الشهرة وكانت جانريو). دي (ريو العاصمة إىل ذلك بعد وقصدناالتي الثمان حفالتنا يف ونجحنا حافال، استقباال فيها استقبلنا ولذلك إليها، سبقانا

جنيه. ٥٠٠ الواحدة الحفلة إيراد متوسط وكان املدينة، بتلك أحييناهاوهناك باولو، سان إىل ثانية استدعينا حتى الحفالت هذه من ننتهي كدنا وما

حفلتني. أقمنا

األرجنتني إىل بري سندباد أنا

األرجنتني، إىل الرحيل فكرة لنا بدت باولو، سان يف الناجحة حفالتنا انتهت أن بعديف املتناهي التشديد هي عويصة، مشكلة وجدت ولكن الفضية، الجمهورية أييثبت شخص البالد يدخل ولن الحدود، اجتياز قبل العيون عىل الطبي الكشف

عينيه! يف الرتاخوما وجود الطبيببعض لنا نصح وقد واألرجنتني، الربازيل جمهوريتي أرجواي جمهورية تتوسطنعمل وهناك أوال، بأرجواي نمر بل رأسا، الجمهوريتني هاتني إىل نقصد أال الصحبأمريكا جمهوريات يف وله الحرير، تجارة يف يشتغل كبري بسوري االتصال عىلأرجواي، يف (مونتيفديو) إىل البحر وركبنا طائل، ونفوذ مسموعة كلمة الوسطىالدرجة صالون يف جالسا كنت امليناء عىل السفينة فيها رست التي املحطة ويفأصواتهم: بأعىل وينادون الركاب صفوف يخرتقون أشخاصا فسمعت بها، األوىلهناك أن اعتقدت حتى النداء أسمع كدت وما ريحاني». سنيور ريحاني «سنيور

النار. إىل الدار من آخذونا شك ال وأنهم لنا، دبرت مكيدةعليها. يغمى وكاد االصفرار، وجهها كسا وقد بديعة وجاءت

ركبي وأنا قال الشجاعة (قال الشجاعة، متصنعا املنادي هذا من وتقدمتبه فإذا إيل نفسه وقدم الرجل فابتسم «هاأنذا». وقلت: الشخشيخة!) زي عاملةأحاديث وعمل لنا، صور اللتقاط املصورون ومعه فوصل بمجيئنا عرف صحفيخارج ولو صحفيا اآلن (باعتباري الفاضل الزميل حرضة يا يغمك هللا معنا!

ريحاني! السنيور مصارين كركبت وأنت الهيئة)،

121

الريحاني نجيب مذكرات

كان وملا وبديعة، أنا فيهم بما أشخاص ثمانية الفرقة أفراد عدد كان نهايتهركاب وأما الكشف، إجراء يف كبرية بصعوبة نشعر لم فإننا األوىل الدرجة يف كالناالحظ سوء من وكان الكشف. توقيع عند الطبيب رائد الدقة كانت فقد «السكندو»النزول من فمنع «الرتاخوما»، لحبوب مخزنا بل موئال التوني محمود عينا تكون أنفورا السفر رشط عىل له رصح لهنا، هنا من ومشاوير جهاد وبعد بتاتا. الرب إىل

أرجواي. يف طويل وقت تمضية دون األرجنتني إىلذهبنا نرضي؟ يا األرجنتني يوصله رايح اليل إيه لكن كويس، هنا لغايةكتأمني جنيه ثمانمائة مبلغ منا فطلب أيرس» «بونس إىل بحرا السفر تذاكر لقطعبالرتاخوما مصابا واحدا شخصا أن ظهر إذا حتى شخص، لكل جنيه مائة بمعدل

جميعه. املبلغ علينا ضاععىل توزع تراخوما عنده واحد شخص معنا ظهر هو ما الحوسه! يادي

بحالها! أورطه

تهريب عملية

املؤتمر هذا ويف بالخري، يمسيه هللا الكريم، السوري التاجر ومن منا مؤتمرا وعقدناالسليمني الخمسة مع بحرا بديعة تسافر أن هي لطيفة حيلة عن األفكار تفتقتأنا أما جنيه. ستمائة الحالة هذه يف وهو التأمني، اسرتداد عىل نطمنئ وبذلكالسوري الشهم ذلك يعاوننا أن عىل بالهرب ولنغامر رسا الحدود فلنجتز ومحمود

وأعوانه.من رجل صحبنا فقد والتوني أنا أما الفرقة. وبقية ببديعة السفينة وأقلعتوامتطينا أخرى. مدينة يف آخر رجل إىل خطابا معه يحمل الكبري تاجرنا قبلمجاهلها أمريكا، مجاهل نجوب بلياليها أيام ثالثة فيه ومكثنا الحديد، السكة قطاروهذا آخر إىل شخص يسلمنا منها كل ويف تحطنا، وبلد تشيلنا وبلد العظيم. وهللامحطة إىل التصدير، محطة من خطاب يصحبنا مرة كل ويف غريه. إىل يسلمناإياها. اللستة آخر إىل حشيش، هريويني، كوكايني، مهربة: بضاعة وكأننا التوريد!شاطئ عىل صغرية محطة وصلنا الثالث، الليايل وبعد األخرية، املرحلة ويف«شايفني قائال: النهر من اآلخر الشاطئ إىل بإصبعه دليلنا وأشار نزلنا وفيها نهر،يف ويبقى األرجنتني. أرض يف بقيتم منه نفدتم إذا أهو ده. هناك اليل الكشك

122

الجنوبية أمريكا يف

دمائكم يف الرتاخوما ظهرت لو حتى الجعيص، عينني يف صوابعكم تحطوا إمكانكمعنيكم!». يف بس مش

أخينا؟ يا إزاي الكشك من ننفد لكن … طيب كالمهللا! عىل اتكلوا

العزيز الدليل رفقة يف النهر واجتزنا مني؟ عىل حانتكل أمال هللا. عىل واتكلنافقلت مريب. خوف علينا يبدو ال حتى الشجاعة وتصنع بالجلد لنا نصح أن بعدالقلب هذا فإذا وأبرصت جامد» قلبي أنا تخافش «ما فأجاب: «تشجع» للتوني.حارس عىل دليلنا ومال صاحبه. كعب إىل جنوبا سقوطه يف وصل وقد «الجامد»ملشاهدة حرضنا وأننا له صديقان وزمييل أنني أفهمه ثم قليال فتسارا الحدودأنا الصعداء وتنفسنا الفضية. الجمهورية بالد يف ذاك إذ املقامة الكرنفال حفالتأقدامنا حملتنا ما بأخف فعدونا األطفال، كمرح مرح الحني هذا يف وتملكنا والتوني،الشباك عامل إىل متلهفا وتقدمت أيرس، بونس إىل القطار نأخذ كي القرية إىلنفهم لم بابتسامة كتفيه وهز إلينا فنظر نقصدها، التي املدينة إىل بتذكرتني أطالبهأمس!». صباح مر القطار ألن تأخرتم لقد جدا. «متأسف قال: وأخريا معنى لها

… إذن؟ التايل القطار موعد هو وما أمس! صباحأسبوع؟!». «بعد قال:

اسمها قارة يف آدم بني يا أسبوع متمدنة؟ بالد يف إنكم وتقولون أسبوع!؟أمريكا؟!

األمر أمام أصبحنا القصد. سام! العم أوالد يا لبن رايتها كده عىل أفريقيا ديتزيد ال قرية يف ونحن األسبوع. هذا نقيض أين ولكن حيلة. باليد وما الواقع.

بيت؟ مائة عن مساكنهاوسواد الويل أرتني التي القرية هذه اسم أنىس فلن يشء كل نسيت إذا ولكناألرجنتني يف االسم هذا وينطقون جوزيه» «سان الفاضل، عزيزي يا اسمها الليل،

خوسيه». «سان

خري برشة

املحطة، غادرنا ثم وله؟» يا ده األسبوع نميض «أين له: وقلت التوني إيل التفتغريبة، ظاهرة إىل أشري وهنا دقائق، خمس حسبة يف بيتا بيتا كلها البلد واجتزنا

123

الريحاني نجيب مذكرات

أن ألذكر وأني مرص. يف تماما كاليونانيني الجنوبية أمريكا يف السوريني أن وهيمرص، يف لربيطانيا عميدا كان حني السنوية، تقاريره أحد يف كتب كرومر اللوردالبد «الجواني» الصعيد قرى إحدى يف حجرا رفعت لو «إنك ترجمتها مأثورة جملةإخواننا عن هذه جملته لكتب معنا كان كرومر أن ولو يونانيا». بقاال تحته واجد

واألرجنتني. الربازيل يف السورينيتفرس رجل قابلنا هذه خوسيه» «سان يف الوحيد للشارع اجتيازنا أثناء ويفيف يسكن سوري إنه التعارف. حصل هنا، من وكلمة هنا من وكلمة وجوهنا. يفحجرة به بيت إنه آل، فندق آل البلدة، فندق إىل قادنا خري. برشة خوسيه، سانواحد رسير أصح بمعنى الحجرة أو اللوكاندة، هذه ويف اللوكاندة! هي أرضيةبعض، فوق بعضها الرتاب من فطبقات األرضية أما العظيم، وهللا وبس وكنبة!ينظفونه! ال «يرتبونه» يوم كل يف أنهم ظننت لقد حتى الرسير يف الحال وكذلكجلست جنيه! وخمسمائة األلف عىل يربو مبلغا األثناء هذه يف أحمل كنتيف الواقف يستطيع خشبية نافذة فإذا خلفي والتفت العايل املرتب الرسير فوق«يخطف» أن فيمكن الرش، ساقه وإذا الفلوس. ويخطف منها يده يمد أن الخارجرقبتي زمارة تناول سوى األمر يكلفه ال إذ دستور، وال إحم غري من كمان روحي

رش! دخلك ما لوكاندة ويا يديه. بإحدى وضغطهارئيسا، أنا مني املكون القوانني، شورى مجلس فجمعت عبي، يف الفار لعباألمر يف وتباحثنا كمان. وأعضاء للصندوق وأمينا سكرتريا التوني محمود ومنيحمل كنوبتجي هو يسهرها ليلة فأنام بيننا، النوم نقتسم أن عىل رأينا واستقردواليك! وهكذا … مكانه أنا واحتل الثانية الليلة يف هو ينام بينما يديه بني النقودالقصد يسيئك! ال هللا مني استحملها لكن أبدا، مزاجي عىل مش دي دواليكوالسالم. أمضيناه ما زي أمضيناه عام، وكأنه طال الذي األسبوع هذا ليايل أمضينامع بديعة تنتظرنا حيث أيرس بونس إىل فركبنا يتمخطر، ذلك بعد القطار وجاء

«الشلة». بقية

أيرس بونس إىل

إىل ويصل الظهر بعد الثانية الساعة يف خوسيه» «سان محطة القطار هذا ويغادرالقطار. صالونات أحد يف جلسنا التايل. اليوم صباح من الثامنة يف أيرس بونس

124

الجنوبية أمريكا يف

حني — سدوله ونقول نتفلسف بنعرف إزاي شايف — سدوله الليل أرخى وحنيالنظام حسب أرسة تحول املقاعد ألن نوم. عربة الصالون جعلنا سدوله الليل أرخى

القطارات. هذه يف املتبعنظام من اسرتحنا أن بعد القطار، يف بالنوم حقا هنئنا إننا أقول أن وأستطيع

الحظته! جدا وغريبا غريبا شيئا أن إال سويا. ليال ست الزمنا الذي النوبتجيةالنوم من صحوت — يعني الفجر دغششة يف — صباحا الثالثة الساعة حوايلونظرت املحطات، إحدى إىل وصل القطار أن فظننت القاطرة. صوت أسمع فلم

… الناحيتني! من تغمرنا املياه فإذا النافذة منبحر وابور راكبني كنا نمنا ما وقت وله يا «إحنا وسألته: التوني أيقظتخرب يا قائال: النافذة من اآلخر هو وأطل السؤال لهذا فدهش بر؟» وابور واالحقا. الحرية تملكتنا يحاسبونا؟! املاليكة وجم متنا واال غرقنا. نكونش أبيضيجتازه كبري نهر هناك العجب. فبطل السبب عرفنا أن إىل بالسؤال نسعى ورحناجميع يف هللا عباد من غرينا وعند عندنا الحال هو كما كربى بواسطة ال القطار،وتسري بالقطاعي، فوقها القطار عربات يضعون صنادل بواسطة بل الدنيا، بالدالعملية بهذه الركاب يشعر أن دون شاطئ، إىل شاطئ من العربات فتنقل الصنادل

وشفنا! عشنا وهللا اإلطالق! عىلبونس إىل سريه وواصل الثاني، الرب إىل القطار شحنة ونقلت كده عىل خلصناالتوني محمود يس بسالمته خرج يزيد أو بساعتني إليها نصل أن وقبل أيرس.عيني أنا إياها. الرمادي وسحنته بشبابه هللا اسم ويتعاجب القطار، ردهة يف يتمىشوياه! مصيبه يل يجيب ملا إال راجع مش ده امللعون الواد الزم … أخواتي يا برتفواألرجنتني. الربازيل بني سياسية ومشاحنات خالفات هناك كانت األيام هذه يفواألرصاد العيون وكثرت البلدين، أهايل بني الجو كهربت قد املشاحنات هذه وكانتوخصصتهم املخربين من كثريين األرجنتني جندت إذ الحديدية، السكة قطارات يف

القطارات. يف للخدمةوالتوني حديث. بينهما فجرى القطار جرسونات أحد طريقه يف التوني قابلبرازييل؟» «حرضتك الجرسون: سأله إسبانيويل: ثالثة كلمتني له يعرف يكسبه ال هللاالواليات من أصيل أمريكاني يعني آل شمايل!» أنا فرش «ال متعنطزا: التوني وأجاب

بلة. الطني زاد أنه العبيط يدر ولم املتحدة.

125

الريحاني نجيب مذكرات

وديتنا وهللا «بس فقلت: الجرسون، مع حديثه يقص شامخا حرضته إيل عادتشحططنا بتعتك الرتاخوما ان كفايه مش يعني التوني. يس يا ميه رشبة يفلها. يوصل كولومب خريستوف قدرش ما اليل املجاهل يف وتلففنا دي الشحططة

بيوتنا!؟». تخرب فلسفتك علينا تسلط كمان اآلخر ويفوطلب عريض طويل «خواجة» الصالون باب فتح حتى الحديث هذا أكمل لم

أوراقنا! منا

مشكلة!

أوراق؟ معانا حرسة يا احنا هو ونجيب!! أنت توني يا املوت جالك وهللا أوراقنا!!بشعاع يمدني أن وأراد التوني إيل ونظر الحالل. أوالد وهربونا تفليتة، داحنا …يف وحطه الباسبورت «طلع بالعربية: يل وقال جيبه يف يده فوضع عبقريته. منالفرطوس، ابن يا تعملها إوعى له: قائال خاشه أبا العنا وسارعت كمان». عينهيا األرجنتني بدخول تأشرية عليها بتوعنا الباسبورتات هي داهية. يف نروح أحسندياولو وال باسبورت غري من جيبه من يده فأخرج بقويل التوني واقتنع مفش،من آتني لسنا ألننا باسبورت أوراق معنا «ليست الخواجة: لهذا قلت ثم وتشجعتبونس إىل اآلن عائدون ونحن خوسيه» «سان يف لنا صديقا نزور كنا بل الخارج،ترى وهناك العاصمة، إىل نصل حتى فانتظر قويل عىل برهانا شئت وإذا أيرس،وأداري هذا صاحبنا مع أتلطف وظللت الرصيف. عىل ينتظراني وابنتي زوجتيدهشتنا وكانت الهنا. مخرب يفارقنا أن دون بالسالمة، وصلنا أن إىل التوني سوأةجوقة معهم أحرضوا وقد املحرتمة، والبقية وجوجو بديعة رأيت حني عظيمةطبل يا وهات مطرحك أزمر أقعد وأنا قومي هللا حسب لجوقة تقول موسيقية،يل يقول أن األنس مخرب معه يستطع لم فخما استقباال وكان عزف. يا وهاتالذي املرسح واستأجرت العمل، معدات أعدت قد بديعة وكانت كام. التالتة تلتبه شعرنا الذي االضطراب من يشء يتملكنا لم التمثيل، موعد حان فلما به، نعملكذلك. «جامدا» نجاحا ونجحنا جامد، بقلب ظهرنا بل باولو، بسان مرة أول يفلقب عيل وخلعت التمثيلية، ومقدرتهم وأفرادها بالفرقة هناك الصحف وطنطنتمن ممثل هو هذا، وبرافتشيني القاهرة. بتاع برافتشيني أي دالكايرو» «برافتشيني

البالد. تلك يف الفن أساطني

126

الجنوبية أمريكا يف

إىلمرص العودة

بأمريكا فيها تنقلنا التي املدة طوال وللفرقة يل السوريني إخواننا محبة كانتالنجاح كان أيرس بونس يف ليال أربع أحيينا الوصف. عن يجل مما الجنوبيةأنرش كنت وهناك وتوكومان. وقرطبة روساريو مدن زرنا ثم الجميع، حديث فيهاموقع إىل أنقله ثم فيه نحن الذي املكان عند إصبعي وأضع يدي، بني الخريطةيكتب وهل مرص؟ يا حبيبتي يا فني وأنت فني إحنا … فأقول املحبوبة، مرصناأول لها ليس التي املجاهل هذه اجتياز بعد وخري؟ سالم يف إليك نعود أن لنا هللا

يوصف؟! آخر وال يعرفوالغريب الروايات. بعض ومثلنا أخرى، مرة أيرس بونس إىل عدنا ذلك وبعداملرسح، عىل الظهور قبل الكواليس بني من صوتي يسمع يكاد ال كان الجمهور أن

العزيزة. مرصنا يف املحبوب جمهورنا بني نمثل وكأننا مصفقا، يرصخ حتى

مختلفة رحالت

العودة عىل عولنا (األرجنتني)، الفضية الجمهورية بالد يف عملنا أنهينا أن بعدأرجواي، يف أوال فنزلنا ذهابا، قطعناه كما إيابا الخط ولنأخذ الطريق، نفس منالرحال حططنا فلما الربازيل، إىل قصدنا ثم (مونتفيديو)، يف حفلتني أحيينا وهناكرغبة كذلك ووجدنا لوصفه، داعي ال ترحيبا وجدنا جانريو)، (ريودي عاصمتها يفنرتدد ولم نفوسنا، يف هوى الرغبة هذه فوافقت التمثيل، معاودة يف الجمهور منله أجد لم اإلمرباطوري، املرسح اسمه تياترو جانريو ريودي مدينة ويف القبول، يفومقاعده، مقاصريه وكثرة اتساعه يف سيما ال العالم، نواحي من ناحية أية يف مثيالأبدا. بها يمتلئ فلن احتشدت مهما الجماهري أن وهلة ألول تأكدنا الذي االتساع ذلكيملئون متفرجني نجد أن استطعنا إذا نحسد إننا وقلنا التياترو، هذا استأجرناالتذاكر ألسلم صباحا الثامنة الساعة يف وذهبت الشباك، يوم جاء فلما مقاعده. ربعحني املدينة تلك يف ال به، عهد يل يسبق لم زحاما أجد أن راعني الشباك، لعامل

ارتدناها. التي املدن من غريها يف وال مرة، أول نزلناها

127

الريحاني نجيب مذكرات

مفاجأة!

موىس. أم فؤاد من أفرغ ساحته أجد أن فآملني التياترو إىل قصدت الغروب وقبلقاموا مظاهرة مجرد كانت وهل صباحا؟ احتشدوا الذين القوم ذهب أين هلل يا

جنة»!! ذي عىل كتكأكئهم املرسح عىل تكأكئوا أن بعد «افرنقعوا ثم بهااملجمع واال أنا بقى أشوف أما ده. من يوم كل أهو خلق؟ يا الجملة شايفنيالهدوء بحالة أخذت إنني فأقول املفهومة، العربية لغتنا إىل نرجع القصد بتاعكم!!إىل وصلت فلما مسكا! وليس قرف ختامه باين وهللا وقلت املرسح، حول السائدذلك وفوق بل مكانه، يف العامل أجد لم الحالة، عىل لالطمئنان التذاكر شباك

مقفال!! الشباك وجدتالعمل؟ وما التدبري وما الحكاية؟ إيه عالم!! يا بعضها زي اليل الوقعة دي يامقهى يف الشباك بعامل عثرت أخريا حجازي!؟ سالمة الشيخ املرحوم رأي عىلتقفل وكيف القهوة؟ قعدة وقت ده وهل بني؟ يا فني أنت للتياترو!! مجاوروبكل إيه؟؟ عارف واملش والقنزحة للرسمحة تأتي ثم الوقت، هذا مثل يف الشباكجميع ألن مأموريتي، انتهت أن بعد الشباك أقفلت «لقد العامل: أجابني ثبات

نفدت!!». قد التذاكرعليهم واستلفنا الربازيل، سكان جمعنا لو إخواني يا وأظن نفدت؟ … نفدتالقصد. التياترو!! يملوش ما يمكن وأرجواي، األرجنتني سكان من تالته كبشتنيالجماهري فرأيت الستار، يف صغرية فجوة خالل من فنظرت التمثيل أوان جاءثم هللا، بحمد ونجحنا صاحبه. من خال واحد بينها ليس واملقاعد الزاحف، كالنملالعودة طريق وواصلنا كذلك، النجاح حالفنا حيث باولو، سان إىل طريقنا اتخذناوإليها. منها والسفر الجنوبية أمريكا ربوع يف بأكمله عاما مكثنا أن بعد أوربا، إىل

باريس يف

ع نتفرج أن سبيل عىل التوني، محمود كذلك معي وأخذت باريس، عىل وعرجناباريس يف أمضينا إذ عنا، يشء أبعد كانت قصدناها التي الدنيا أن إال الدنيا!!كله همنا كان بل مرسحا، رأينا وال متحفا خاللها نزر لم يوما، عرش خمسةصباحا التاسعة من يوميا املحل هذا إىل نقصد كنا فقد الفاييت. جالريي يف البقاء

128

الجنوبية أمريكا يف

أدوات من لنا راق وما مالبس، من لنا طاب ما كل لنشرتي مساء، الثامنة إىلمعني، مرسح يف أو السينما دار يف السهرة قضاء عىل اتفقنا مرة وكم وكماليات.الفندق إىل سبيلنا نتخذ أن إال نجد وال تملكنا، قد التعب كان الحني حان إذا حتى

الفاييت. لجالريي املعتادة زيارتنا التايل اليوم يف نستأنف كي لننام،اإليراد يقف كيف تسألني وقد جنيه. ألف عىل يزيد بمبلغ أمريكا من عدنابأن فأجيبك نجحناه، الذي املتواصل بالنجاح قيس ما إذا الضئيل، الحد هذا عندنيف من أكثر فيه نعمل أن الظروف لنا تتح لم أمريكا يف قضيناه الذي العاماملدن بعض يف وجودنا أثناء املسارح خلو عدم ملصادفة إال ذلك وما ليلة، وثالثنيإننا قلت به. عدنا ما أضعاف أضعاف مكاسبنا لبلغت ذلك ولوال بها. حللنا التيالخمسة األيام كانت وقد الجنيهات. من ألف وبعض ألف حوزتنا ويف أمريكا تركنااملبلغ هذا بالتهام كفيلة الفاييت، جالريي يف قل بل باريس، يف قضيناها التي عرشةنرسل أن إىل اضطرنا مما مرص، إىل العودة أجر معنا يبق لم بحيث آخره. إىلجنيه. مائة مبلغ الربق بطريق فوصلنا كان وقد تلغرافيا. األجر ذلك طلب يف إليهالرشاء أنفسنا انفتحت فقد معنا، كان ما كل التهم الفاييت جالريي إن نقوليف نلم كنا لكأننا حتى املوبيليا، أو املالبس من سواء أنظارنا عليه وقعت ما كل

زادنا. آخر

…يفمرص وأخريا

نار عىل كان أنه ويظهر صدقي أمني األستاذ وجدنا اإلسكندرية ثغر وصلنا فلماالكسار، عيل األستاذ رشيكه وبني بينه دب خالفا أن منه عرفنا إذ … انتظارنا يفيف وإياه أتفق أن يرى فإنه ولذلك بينهما، قائمة كانت التي الرشكة فضا وأنهماالتمثيل دار يف للعمل فرقة فألفنا الرغبة، هذه تلبية يف أمانع ولم متحد. عملواملطربة مصابني بديعة هامة عىل معقودا فيها النسائية البطولة لواء وكان العربي.وهنا الجهادية»، يف «مراتي رواية وعقبها الوز» «قنصل رواية أخرجنا أحمد، فتحيةما تبيان يف للتوسيع معنى أجد ال كنت وإن وإنني بديعة، وبني بيني شقاق دبتسجيل باب من ولو … منشئه ذكر دون يحول ال ذلك أن إال الشقاق، هذا وراءحقا!! مضحكا بديعة غضب سبب كان فقد التفكه، باب من يكن لم إن الواقع

الظهرية ساعة يف العمل من الخلو فرصة أنتهز كنت األمريكية، رحلتنا أثناء يفيريض يكن لم ذلك أن إال بلياردو. «برتيتة» فألعب مساء، التمثيل بعد أو مثال،

129

الريحاني نجيب مذكرات

تنىس وال الشنيع. باإلهمال وترميني الشكوى من وتكثر تغضب فكانت بديعة،جملتها … إهمايل عىل كربهان لهم تقول أن األصدقاء وغري لألصدقاء تشكو وهيتقوليش … عالم» يا بلياردو بيلعب دا !… اخواني يا خالص مهمل «دا املأثورة:خلقت وأنا املاليكة؟ عليه وغضبت … ربنا حرمه أو منكر!! ده البلياردو يعنيتكونت وقد حيلتي ما ولكن … الخلق هذا أكره نفيس دخيلة يف كنت وإن عنيدامدمن أنني وهي … واحدة بفكرة بديعة رأس امتأل نهايته معي؟ الخليقة هذهسجاير وبارشب كده، بس ومش أل … بلياردو بالعب كنت إذا طبعا إهمال!!تركت الجهادية» يف و«مراتي الوز» «قنصل روايتي أخرجنا أن بعد علينا. ما كمان.العمل يف أمضيت أن بعد العربي التمثيل دار يف صدقي أمني لحساب تعمل الفرقة

شهرين. فيها

أيضا برنتانيا

الكسار، عيل األستاذ لفرقة يؤلف خريي بديع األستاذ زمييل كان األثناء هذه يفأستأجر أن يف وألح حفني مصطفى الحاج جاءني ثم جديد، من االتفاق إىل فعدنا

(برنتانيا). مرسحهينص أن يف تشددت فقد مرتني، جحر من يلدغ ال املؤمن أن أعتقد كنت وملاتنفيذ دون يقف الذي الطرف يدفعها جنيه، مائتي غرامة عىل االتفاق عقد يفالعقد هذا إمضاء عىل تمض لم فإنه ذلك ومع التعاقد. رشوط من رشط أيإحدى يف يحمل الخجل، من بثوب يتدثر مصطفى الحاج جاءني حتى أيام عدةيرجو وهو عليها املتفق الغرامة األخرى اليد ويف مني تقاضاه الذي العربون يديه

الرجاء. يف ويرسفمصطفى؟ حاج يا الحكاية إيه هللا

فاضطررت جامدين ناس يل وجابت التياترو عاوزه منرية الست أن الحكايةكنرتاتو!! معها أكتب أن

الحاج!!! يس يا قوي جميل يشءوتناولت العقد، من فأحللته بأفعاله، أعامله أن أر ولم عليه، أشفقت أخريا

إلينا. ردت بضاعتنا من حصة اعتربتها التي والغرامة العربونعليها استوىل التي واملناظر املالبس حكاية بعد ينس لم العزيز القارئ ولعلالحني هذا ويف سلطان. من بها هللا أنزل ما ديون سداد بحجة مصطفى، الحاج

130

الجنوبية أمريكا يف

وبيني بديعة بني حلقاته استحكمت الذي التفاهم سوء من يخىش كان ما وقعفافرتقنا.

إنشاء يف فكرت ذلك أعياني فلما برنتانيا. مرسح غري آخر مرسح عن وبحثتخاص. مرسح

«راديوم». اسمها قهوة الدكة وقنطرة الدين عماد شارعي ملتقى يف تقع كانت«رمسيس»، لتياترو مالصقة وكانت نفسه، االسم تحمل صالة جانبها إىل وكانأفكر أنا وبينما الريحاني». «مرسح مكانها يف وأنشأت الصالة هذه عىل فاستوليتفرقة ممثيل أن وأفهمني يوسف، عيل القديم الزميل عيل هبط فرقتي، تأليف يفاعتزموا ولذا معه، العمل عن راغبون جميعا وأنهم متذمرون، وهبي يوسف األستاذشملهم أضم أن اقرتح ثم عنه. بعيدا تأليفها يف رشعوا بفرقة دونه االستقالل

الكوميدي. بدل الدرام يف ألظهرورشعت يوسف عيل السيد باقرتاح اقتنعت — وتفكري تردد وبعد — وأخرياوشعرت نفيس، عىل اعتمادي هبط بديعة مع الخالف بعد أنني والسيما التنفيذ، يفهذا يف بديعة وكانت الجمهور. مالقاة يف إليه أستند قوي عون إىل حاجة يف أنني

الدين. عماد يف املعروفة صالتها استأجرت قد الحني

دراماتيكية فرقة

صدقي، وزينب أمري، وعزيزة اليوسف، روز السيدات: من الجديدة فرقتي ألفتفهمي، ومنيس رياض، حسني واألساتذة: وغريهن، منصور، وماري إبراهيم، ورسيناالتوني، ومحمود نعوم، وجربان سامي، ومصطفى عالم، وأحمد فايق، وحسنومصائب نكبات من املرشوع هذا يف انتابني ما رشح يف أدخل أن وقبل وغريهم.نفسه الوقت ويف ،١٩٢٦ عام من أغسطس يف التياترو بناء يف بدأت إنني أقولكنت أشهر، ثالثة بعد أي نوفمرب، شهر يف إال التمثيل نبدأ ولم الفرقة ألفتاملناظر وأثمان والتأثيث، البناء مصاريف من ذلك وغري املمثلني، أجور فيها أدفع

مالية. ضائقة يف أوقعني مما ذلك إىل وما واملالبس والستائرالعاملية، الروايات أهم من طائفة النتقاء خاصا قلما الفرقة جانب إىل وأوجدتاالثنتي حوايل وترجم واجبه، هذا الرتجمة قلم أدى وقد العربية. اللغة إىل ونقلهااألستاذ أن كما والرويس. واألملاني واإلنجليزي الفرنيس األدب روائع من قصة عرشة

131

الريحاني نجيب مذكرات

للرواية ترجمة إيل قدم مطران، خليل العربية األقطار شاعر شقيق مطران جورجالربوفات فيها أجرينا التي الثالثة األشهر مدى يف تحملت الصغري)، (النرس الخالدةلها، مربر ال التي طلباتهم وأرهقتني واملمثالت، املمثلني السادة دلع من الكثريولم سايرتهم، ذلك ومع الكثري. اليشء يل ومرمطتهم وتعنتهم فعالهم من ورأيت

رقبتي!! عىل ورجيل إرضائهم، يف أتردد

خسارة يا

العمل، يف البدء يوم اقرتب حني أنه إذ وسوء. غدر من يل بيتوا ما أدري أكن ولمالفرقة، من اآلخر إثر واحد املمثلون تسلل للظهور، روايات ست أعددنا أن وبعدعن البحث مهلة يل يرتكوا أن ودون سابق، إنذار دون رمسيس فرقة إىل وعادواالتي الست الروايات يف األدوار أهم إليهم أسندت قد كنت أنني حني يف غريهم.مال يا خسارة ويا «هدر» الربوفات راحت وبذلك الجمهور عىل للعرض أعدت

الناس!!يف عملنا فبدأنا مال. من يدي إىل وصل وما قوة، من لدي ما بكل جاهدت«اللصوص» روايتي مثلنا ثم فانا»، «مونا برواية وأعقبناها «املتمردة»، برواية نوفمرب

و«الجنة».التي الدنيئة األسلحة آثار أحتمل أعد ولم قوتي، وانهدت عزيمتي خارت وهناإليه وصلت ما إىل ساقني الذي هو وحده الحظ سوء أن أظن وكنت بها. حوربت

هبوط. من

132

التاسع الفصل

كشكشبك إىل: عودة

وحمالت ديون

الدائنني عدد وكان جنيه، ومائة آالف أربعة للدراما تحولت عندما اقرتضته ما بلغتصور ثم متوالية، ارتباكات من يل تسببه كانت ما مقدار فتصور وعرشين، ثمانيةعند تقف لم نكبتي أن عليك ألقص انتباهك أعرني ثم ذلك، إزاء النفسية حالتيالجاللة صاحبة وتهكم الغري، وشماتة القوم، لسخرية هدفا أصبحت إذ الحد، هذاوبألسنة الكلم بقارص فسلقوني املحرتمني، رعاياها عيل سلطت التي الصحافة،الزمالء أيها مؤاخذة وال الجاللة؟ صاحبة رعايا ألسنة من أطول يوجد وهل حداد.شهورا حرضتكم من انقرصت قد كنت وإذا … بعضنا نستحمل فواجبنا األعزاء!

املايش! ع التحية بها أرد متواضعة واحدة فرصة يل فاغفروا وأياما،عىل تجارست ألنني كانت متتابعة، رأيس عىل انصبت التي الحمالت هذه كل

دستور. وال إحم غري من الدرام «قدس»التالية: الطريفة القصة أروي بسيطة عينة أعطيك ولكي

أسبوع حفالت لحسابها تشرتي أن وطلبت الفرقة، ممثالت إحدى إيل تقدمتألنها ساخطة جاءتني الحفالت تلك إحياء وبعد خاطر. طيب عن فقبلت كامل.عىل املجوز النحس يف إيه نعمل كده، قسمتك ستي يا طيب جنيها! ٣٥ خرستباألمر اتفضيل طيب … طريقة» فيه سيدي، يا «ال قالت: كمان؟ أنا وعيل حرضتك

اإلرادة. طوع وأناتسرتد كي جنيه مائة بمبلغ ثانيا أسبوعا تستأجر أن عىل اتفقنا نهايته،بتسلم إيصال عىل مني وحصلت جنيها وستني خمسة أعطتني ثم خسارتها،

الريحاني نجيب مذكرات

املطلوبة املمثلني أقساط ضغط تحت إال اإليصال، هذا مثل توقيع قبلت وما مائة!الرزايا. من ذلك وغري التياترو ومصاريف

فلم الحلقوم. بلغت قد الروح كانت املمثلة، أسبوع من أيام مرور وبعدصاحبة للست تقدمت أن بعد الفرقة لحل واضطررت العمل، يف االستمرار أستطعاستالم أبت بسالمتها ولكن جنيها. والستون الخمسة وهو دفعت، بما األسبوعالوصل مصدق، كنتش ما إذا وحتى ،٦٥ ال جنيه مائة يل دفعت أنها بحجة املبلغ

أنس! يا طبيت وهللا … آه آهه!مقدم ببالغ إال التايل اليوم يف شعرت وما بالطبع، بأكمله املبلغ لدي يكن لمواالحتيال بالنصب فيه تتهمني املكنونة، والجوهرة املصونة املمثلة حرضة من«املقطم» جريدة تطوعت وقد جنيه». ينطح «جنيه جنيه ١٠٠ عىل منها واالستيالءهذا عىل الخرب برواية تطوعت … مكروه فيها يوريناش وال بالخري يمسيها هللاالخيال بعد الواقع عن يبعد تصويرا فيه صورتني الذي الخفيف الطريف النحو

الحقيقة. عنميه! رشبة يف توديني كادت وساطات عىل تحصل أن املمثلة الست استطاعتيداي لتحلت نور، طاهر املرحوم وهو الحني ذلك يف العمومي النائب دقة ولوالالسيد كتب لقد نعم الطرق. وقطاع اللصوص للسادة املعدة الحديدية باألساوراإلفراج فقرر الحقيقة، فيه رشح نور طاهر املرحوم إىل خطابا الدين رشف أحمدبها كمل التي جنيها والثالثني الخمسة هناك ومن هنا من جمعت قد وكنت عني،

بالغها. حفظ تقرر وبذلك الشاكية. الست إىل وسلمته جنيه املائة مبلغاالعرتاف عينات من عينة أليست الطرائف؟؟ من طريفة هذه أليست وبعد،

الدنيا؟ الحياة هذه سبيل عابري من كثريين عند بالجميليكفي إنه العينات؟ يشبه ما أو عينات القارئ سيدي عينيك أمام أضع وملاذاديسمرب من اآلخر اليوم إىل يناير، شهر من األول اليوم منذ إنني لك أقول أنحمراء بورقة العامل يطالعني حتى التذاكر، شباك إىل أصل أكن لم ،١٩٢٧ سنةبيع أو حجز إعالن أو بروتستو أو جلسة، لحضور إعالن أو للبنك، كمبيالة لدفعهللا العبد دماغ عىل كانت بسيطة الناس عىل مرت التي ١٩٢٧ سنة أن يعني …

حبيب! وال عدو يوري ال هللا … بشكل كبيسةما وأنشئوا األماجد، الدائنني حرضات اجتمع املذكور العام من فرباير شهر ويفمترصفة، بمثابة لتكون «ك» السيدة بينهم من وانتخبوا الدين، صندوق نظام يشبه

134

بك كشكش إىل: عودة

قرشا سبعني يوم كل مساء يف تعطيني فكانت هلل، العبد عىل وصية أو قيمة، أووكل الدائنني لحساب الصندوق يف لنضعه اإليراد بقية تجمع ثم ملرصويف، فقط

طيبني؟ وأنتم سنة

كشكش إىل عودة

عرفانا وال الناس، من إنصافا واجد أنا فال ناحية، كل من وجهي يف السبل وسدتإيل، وتحدث دائني أحد زارني الحالة تلك عىل أنا وفيما حويل. كانوا ممن بالجميلحط «قوم يل: قال أنه ذلك بها. أعمل أن رأيت نصيحة يف بل ماله، طلب يف التاني عليك هلت الفلوس تلقى وأنت كشكش، يس يا وقفطانك جبتك وألبس دقنك

أخينا!». ياأن واثقا كنت وإن رأيس جوانب واحتلت النصيحة، هذه مخي يف ودارتيعني؟ إيه وفيها دينه! عىل الدائن لحصول بل للخري، الخري حب يكن لم مصدرها

وله! يا تاني حظك تجرب ماوالشقاء البؤس حل افرتقنا إذا أننا فرأيت خريي. بديع القديم زمييل يف وفكرتنضم ال فلماذا لنا. الدنيا وضحكت ركابنا يف الخري كان اجتمعنا وإذا بكلينا،

يفرجها؟ ربك يمكن … بعض مع الدنيا زغزغة يف ونشرتك الشملأن بعد معا العمل واستأنفنا ثانية، بديع العزيز الصديق يد يف يدي ووضعتالرضاء موضع وتبلغ إعجابه تنال التي النواحي وعرفنا الجمهور نفسيات درسنا

منه.وضع يف عهدت جنان) يف (جنان اسمها خفيفة استعراضية رواية أعددنامن وكان الجديدة الفرقة ألفت ثم (لومباردي) الشهري الرسام إىل مناظرها رسومنعوم وجربان والتوني إبراهيم وحسني والقرصي (رشفنطح) املرصي كمال أعضائهامحمد األستاذ الحازم اإلداري املرسح إلدارة واخرتت سليمان. وسيد حداد والفريدبجدارة ناله فلما (بابا) الحايل لقبه عىل حصل قد الحني هذا يف يكن ولم شكري،أحد يكن لم بحيث احرتامه عىل الكل يحمل وكيف حقا حازما يكون كيف عرف

بابا»! «عىل الضحك عىل يجرسيف «جنان بعد وأخرجنا األجنبيات. من جميعا تخريتهن فقد املمثالت أما(الحظوظ)، رواية يف عملنا أثناء ويف و«الحظوظ» الحب» «مملكة روايتي جنان»،

135

الريحاني نجيب مذكرات

رائعة، وبلهجة بطالقة العربية تتكلم كانت الروح، خفيفة يونانية فتاة يل تقدمتيف تدرجت ثم يجب، كما أدته الرواية يف دورا إليها وأسندت الفرقة، إىل فضممتهافرقتي، غري أخرى فرق يف وعملت ذلك، بعد اسمها اشتهر أن إىل النجاح، طريق

كيكي. الفتاة وهيوكان قبال ذكرت كما النجلو مارسيل مدام وبني بيني مشاركة الفرقة كانت

عفيف. أصالن املسيو هو املفوض مارسيل وكيل

فنية رحلة

االتصال دائم الرغائب) مطبعة (صاحب بدوي الرحيم عبد الشيخ املرحوم وكانونداعبه القحة «الصعيدية» بلغته فيداعبنا املرسح، إىل يأتي كان ما وكثريا بنا،تقضيه شهر، ملدة الفرقة يستأجر أن عيل عرض الليايل إحدى ويف باملثل. نحنعىل فأحلته القطر، مديريات بعض يف والبنادر باملدن أثنائها يف تنتقل رحلة يفاألمر وانتهى إليه فقصد وإمضائها. االتفاق رشوط لوضع عفيف أصالن الخواجةيبتسم وهو (الكونرتاتو) ومعه وحده أصالن وجاءني الرغبة. تلك إجابة عىل بينهماالليلة إيجار يكون بأن يقيض به فإذا عليه واطلعت الظافر، املنترص ابتسامةبالقطارات السفر ومصاريف الفنادق أجر خالف جنيهات وثالثني خمسة الواحدةهو بدوي الرحيم عبد الشيخ فإن واملناظر، املالبس وشحن والعربات والسياراتيف الطيب الراجل بيت خربت عفيف! يا أصالن يا يسامحك هللا يتحملها. الذيالشهر قضاء بعد اإلسكندرية يف املطاف بنا وانتهى بالرحلة قمنا ميه!! رشبةخرس أن بعد «يوحوح»، الرحيم عبد الشيخ املرحوم وجاءني واألرياف، املدن يفالخراب بيتي تخربوا ريحاني يا «كده يقول: وهو كمان، والكوارع والسقط الجلدالرحيم، عبد الشيخ عم يا بس مايل وأنا قلت … الجيم)» (بتعطيش ده املستعجلقلبه يرق يمكن أصالن الخواجة وع عليك ده، املقطرن االتفاق تتفق قالك اليل مني

هللا. عىل واألجر عم يا أصالن دا مني؟ هو لكن لحالك!

استفانو سان كازينو لالقتباسيف محاولة أول

مارسيل وملدام ألصالن الفرقة تركت كما الرحيم عبد الشيخ تركت اإلسكندرية ويفمع واتفقت املمثلني، من بهم أثق ممن خمسة أربعة وانتقيت بها. شغلهم يعرفوا

136

بك كشكش إىل: عودة

كل يف قصرية روايات نعرض أن عىل اإلسكندرية، برمل استفانو سان كازينو إدارةاإليراد كان والسالم. عيش منها ناكل حاجة القصد والرواد. املصيفني عىل مساءمن كثريين عىل أتعرف أن اآلونة هذه يف استطعت ولكني حال، كل عىل بسيطاوغريهما (باشا)، عيىس وحلمي (باشا)، رشدي حسني له املغفور أمثال الكرباءكانوا ما راقهم وهؤالء والسابقني. العاملني الوزراء ومن الكازينو نزالء أكابر منمن أكثر أن الفندق مدير من فطلبوا «الفريقة»، أو الفرقة تمثيل من يشاهدونهفتحت التي الرغبات، هذه يل نقل حني جدا مرسورا املدير وكان النوع، هذا عرضفأطلعته املدير، هذا عند مكانتي أخترب أن يوما أردت وقد عميل. يف ونشطتني نفيسفقبلت الرجاء، يف وألح البقاء، عىل أرص ولكنه القاهرة، إىل العودة يف رغبتي عىلإيه؟ نعمل مرص نيجي كنا حرسة يا ألننا الرتدد تصنع بعد وأقصد تردد! بعدمع محادثتي بعد أقول … تنش قاعدة والتياترات مشطبة والبلد صيف والدنيامدير مني ينتظر ولم استفانو) بسان (يعني بالفندق أنزل أن عيل عرض املدير،يف ترسل أن ورجا وندسور، وطلب التليفون تناول بل جوابا، استفانو سان فندق

الحساب! فاتورة ومعها وعزايل، حقيبتي، الحالكما العظيم، استفانو سان يف الجديدة غرفتي أحتل كنت نفسه اليوم ويف

مليم. وال جيبي يف فيش وما … والوارثون العظماء يفعلالعليا الطبقات من املتفرجني إقبال وازداد الكازينو، يف العمل حركة ازدادت

وسيدات. رجال من

رشدي فاطمة فرقة

علمت القاهرة، إىل وعدت خري، عىل استفانو سان كازينو يف أياما قضيت أن وبعدأثر عىل وهبي، يوسف األستاذ وفرقة رشدي فاطمة السيدة بني وقع حادا خالفا أنفاطمة عنق يف أظفارها عملت التي صدقي زينب السيدة وبني األوىل بني مشادة

ووجنتيها.منها وخروجه الفرقة، ضد عيد عزيز األستاذ زوبعة من كان ما وكانجوانبه عىل يراق حتى األذى من يسلم ال الرفيع الرشف ألن فاطمة، مع متضامناويمكن وبهدلتها، يوسف فرقة «خرشمة» هو عزيز إراقته أراد الذي والدم الدم.فاطمة رأسها عىل فرقة تأليف هو ذلك؟ إىل السبيل ما ولكن كمان: فركشتها

137

الريحاني نجيب مذكرات

مرسح عىل وعزيز فاطمة اختيار ووقع أنا! يف والربكة اقفيل رمسيس: لفرقة تقولالهوايل. ويسويا الفن رسالة فيه يؤديا كي الريحاني

بأن أكتفي وإنما «سويت» التي الهوايل رشح وال ذلك يف اإلطالة أريد ولستوقد للتياترو، يومي كأجر مرصية جنيهات أربعة قدره أجر عىل اتفقنا إننا أقولكان وإذا شهر. ونصف شهر من أكثر مرسحي عىل تعمل الفرقة هذه مكثتماعلهش لكن كذلك. تناولت أنا أكون واحد، يوم أجر منها تناول قد الكريم القارئ

التقاه! بيداه خري قدم ومن هللا! عند كله …عىل جديدا موسما وبدأت ثانيا، فرقتي ألفت ١٩٢٧ عام من نوفمرب ويفباسم االفتتاح رواية خريي بديع العزيز الزميل بمعاونة وضعت أن بعد مرسحيو«ابقى النسوان» م «آه ثم جنان»، يف «جنان رواية وأعقبتها بوسه»، «علشانالريفيو نوع من فشيئا شيئا نتخلص أن ذلك خالل يف نحاول كنا وقد اغمزني».أن جدا يبهجني وكان األخالقي. الكوميدي يف قليال قليال ونتعمق «االستعراض»،شجعنا إقباال نوعنا عىل أقبل الذي العزيز، جمهورنا نسرتد وأن محاوالتنا، تنجح

خطة. من اعتزمنا فيما السري عىلكازينو اإلسكندرية يف يدير هيف أبو صادق الوجيه كان ١٩٢٨ صيف ويفإىل فانتقلنا أسابيع بضعة بالكازينو فرقتي تمثل أن عىل معي فاتفق زيزينيا،

العمل. وبدأنا األثر عىل الثغر

بديعة مع صلح

قدمت أن سبق كما بديعة أن ذلك أهميته. له حادث إىل ألشري لحظة أقف وهناويظهر الدعاية، أساليب كل يف ماهرة وبديعة الدين. عماد يف بصالتها تعمل كانتيدوي وأن ضجة، حولها تثري أن إىل حاجة يف أنها الحني ذلك يف شعرت أنها

فيه. ما ولعملها لصالتها «املجانية» الدعاية من ذلك ويف مكان. كل يف اسمهاعشاء، وليمة إىل اإلسكندرية يف السوريني كرام من عائلة دعتني األيام أحد يف(وقد مصابني بديعة السيدة املدعوين بني أرى أن وأدهشني شاكرا، الدعوة فلبيتجورج األستاذ أيضا املدعوين بني كان كما أشده)، بالغا ذاك إذ بيننا الخالف كان

دولت. والسيدة أبيض

138

بك كشكش إىل: عودة

بني مجاريها إىل املياه عودة برضورة الجميع بني املائدة عىل حديث وجرىلها معنى ال الحياة وأن زميله، إىل حاجة يف الطرفني من كال وأن وبيني، بديعةيف قيلت التي (األنات) آخر إىل وأن … وأن البغيض، التباعد هذا مثل اعتورها إذاووسطاؤه. الخري أهل يبغيه كان الذي بالصلح ثمرتها أنتجت والتي الليلة تلك

واهتممنا بطلتها، هي تكون رواية فأعددنا جديد من الفرقة إىل بديعة وعادتأحمد، زكريا األستاذ هو بارعا، موسيقيا للتلحني فأخذنا الرواية، ألحان بوضع«ياسمينة»، اسمها فكان الرواية أما التوفيق. تمام ووفق اإلبداع كل أبدع الذيأخرى رواية «ياسمينة» عقب وأخرجنا مأموال. كان كما بديعة بالفعل نجحت وقد

عينها». سواد «علشان اسمها ثالثة رواية وبعدها وأنت»، «أنا اسمها«١٩٢٩ سنة يف «مرص فأعددنا استعراضية رواية ذلك بعد أخرج أن ورأيت

…أخرى، مرة وبيني بديعة بني الخالف دب وطبيعتها، األشياء سنة تقيض وكماومحبو الوسطاء فعاد يروى. خربا القديم الصفاء وأصبح النزاع. أسباب وتجددتولكن االستياء، موجات من النفوس اجتاح ما إزالة يف أنفسهم يجهدون الوفاقوأنا) (بديعة كالنا ورأى الرياح. أدراج مجهوداتهم فذهبت فاشلة، محاوالتهم كانتعىل بيننا فيما فاتفقنا املصلحني، «نطس» عىل عالجها مستعص كهذه حالة أنمعاني من بقي ما أما املعيشية، الحالة عرى بفصم وذلك يشء، لكل حد وضعيد عىل هذا اتفاقنا كان ولقد حاله. عىل بيننا يظل ما فهذا واملجامالت، الوفاق

الوفاق. أو للشقاق سبيل هناك يعد ولم يشء، كل انتهى وبذلك محام،

حمص بال

كنت أني ذلك ترس. ال حالة من فيه كنت ما أبني كي الوراء إىل بسيطة وعودةأصولها مىض فيما رشحت ديون يف «لشوشتي» غارقا وقبله املوسم هذا أثناء يفعيل ووصية (سنديك) بصفة (ك) السيدة اختاروا قد الدائنني إن وقلت وفروعها،يوميا، مرصوفا وتعطيني الدين أقساط الدائنني عن تتناول فكانت واحد، وقت يف

اليوم. يف جنيهات خمسة وقدره مصابني بديعة مرتب ذلك عىل زاد ولقدالست بمهارة الديون سددت أن نتيجته وكانت خري، عىل املوسم أنهينا— العادة هي كما — حمص بال املوسم من خرجت قد أنا كنت وإن (السنديك)،

سواه. مكروه عىل يحمد ال الذي هللا أحمد وأنا

139

الريحاني نجيب مذكرات

الهدوء إىل االلتجاء من يل البد وأنه العناية، إىل حاجة يف صحتي أن شعرتالصنايعية رأي عىل مليم وال مافيهش والجيب ذلك يل أين ولكن الوقت. بعضيكرت وال هللا، من طالبا املحرتمة، الوصية املبجلة الست مقام إىل تقدمت املساكني!وتفضلت، إسكندرية. يف وإال لبنان، يف هوا أشم علشان بس جنيها ثالثني هللا، عىلهذا بإقرايض وسمحت تفضلت لديها، عزيز يف مكروه يوريهاش وال يسرتها هللاالتدبري وعلوم االقتصاد مبادئ يف بها بأس ال محارضة عيل ألقت أن بعد املبلغ،بنصيحة النفيسة، املحارضة هذه تختم أن منها ظريفا وكان واللوكاندجي! املنزيلهي هذه ولعل كويس. مش أحسن صحتي من بايل آخد أن هي برضه، نفيسةعيل ألقتها التي نصيحة أربعني الثالثني بني من بها عملت التي الوحيدة النتيجة

(السنديك). املدامبالنصيحة، وعملت الفرقة. يف الطرب عنرص بإدخال البعض يل نصح وقدإظهارها، بأمر واهتممت (هدى)، اسمها اإلسكندرية من فتاة يل تقدمت عندماألحانا لها يضع أن عىل القصبجي محمد األستاذ الكبري املوسيقي مع واتفقتله. ونعمل نوده كنا الذي باملظهر الجمهور أمام للظهور وتعدها صوتها، توافق

الصبح»، «نجمة رواية أيضا خريي بديع العزيز الزميل مع باالشرتاك ووضعتنجحت وقد (هدى). الجديدة مطربتنا إىل فيها النسائية البطولة دور أسندت وقدحليفا اليوم إىل يزال ما بأنه أقول أن لوصفه يكفي كبريا نجاحا الرواية) (أقصدالتي املتجولة الفرق ومن بل وحدها، فرقتي من ال فيها، تعرض مرة كل يف لهاما واليل النهار، وضح يف الغري روايات عىل تغري أن — بالعافية كده — تستحلقانون البلد يف مفيش مادام يشاء، كما معدته منه يمال البحر فأمامه يعجبوش

عينك! عيني … وخاطفيها الروايات نشايل من املؤلفني يحمي

االقتباس محاولة

وقتا الجمهور عىل وعرضت عدتها، وأكملت قسطها الرواية هذه أخذت أن وبعداالقتباس، ميدان اقتحام إىل نيتي فاتجهت غريها، يف التفكري أوان جاء طويال،حتى نيتي عىل بديع زمييل أطلعت إن وما أعجبتني. فرنسية رواية قرأت قد وكنت«اتبحبح»، اسم للرواية اخرتنا انتهينا فلما الحال، يف وبدأنا خطتي، يف وإياي ساهم

140

بك كشكش إىل: عودة

عىل يدي وضعت فقد االقتباس، يف لنا محاولة أول هي هذه روايتنا كانت وملاالوراء. إىل سنوات بنا يعود فشال الجمهور من نصيبها يكون أن وخشيت قلبي

كثرة من ناشئا عليها خويف وكان األخالقي، الكوميدي النوع من الرواية كانتالعناية من ومزيد تام، بانتباه الحوادث لهذه املتفرج متابعة ورضورة حوادثهامن الرواية وهوت يشء، كل منه ضاع قليل، ولو يشء فاته إذا بحيث واالهتمام،

السقوط. هذا يف دخل ملوضوعها يكون أن دون أساسها،لم مقابلة الجديدة روايتنا قابل الجمهور إن أقول عليه والثناء هللا حمد وبعدأن بمعنى جديدة، أنواعا له أقدم أن عىل هذا إقباله شجعني وقد أنتظرها، أكنعىل رائدنا كان الذي الكوميدي أستأنف ثم الفودفيل، عىل وآخر وقت بني أعرجاألخرى. هي فنجحت نغنغة» «ليلة رواية أخرجنا الخطة لهذه وتنفيذا حال. كل

برواية الجمهور عىل نطلع أن — وأنا بديع — مخنا يف قامت ذلك بعدوقد نيويورك»، باريس «مرص رواية وضعنا حتى التفكري بنا يطل ولم استعراضيةالقرائح به جادت ما أسخف سواه مكروه عىل يحمد ال الذي هلل والحمد جاءتاالستماع عىل الجمهور أجرب بأنني املرسح عىل وأنا معها أشعر كنت لدرجة البرشيةاإلنجليزي! امللح رشبة مريضه يناول حني الطبيب يفعل كما تماما، الغصب بطريقمعه ونحن الجمهور بأن أقول أن ويرسني الرواية وبالش البتاعة هذه أيام ومرت

ذكراها. أذهاننا من ومحونا نسينا قدشخصية للقراء ألقدم لحظة أقف أن من مانع وال ١٩٣٠ عام يف اآلن نحن

جديدة.

طبنجة األستاذ

(ناجي اسمه الشام طرابلس من شابا وسوريا فلسطني يف رحلتي أثناء عرفتمرص، إىل الفرقة عادت فلما العرب، لسان لجريدة مندوبا ذاك إذ كان صبيح)،هذا أرى بي وإذا قدمت، كما ١٩٣٠ عام يف وأصبحنا أيام، وجاءت أيام وراحت

الفن. ود يخطب وجاء الصحافة ترك وقد صبيح ناجي السيدوكيال بل مؤلفا، أو موسيقيا وال هللا سمح ال ممثال ال الفرقة، إىل وضممتهتعجبني ناحية فيه كانت فقد يظهر، لم أم كفاءة عمله يف أظهر وسواء لإلدارة.

141

الريحاني نجيب مذكرات

البطولة حوادث من يرويه كان وبما ببطولته، التحدث كثري كان أنه ذلك والسالم.الجيش! يف جنديا وجوده أثناء له وقعت التي والشهامة

أنه هي مأثورة، بجملة حكاية أو قصة أو نادرة كل عىل يعقب ناجي كانطلب أنه علينا يقص فمثال روحه. خاطف راح واخبط جيبه. من الطبنجة أخرجإال مني يكن «فلم املطلوب تنفيذ يف قليال هذا فتأخر الجرسون، من قهوة فنجان

روحه!». خاطف رحت واخبط. الطبنجة. أخرجت أنجرى والطاولة خويا يا إيه (نرد النرد يلعب ناجي جلس األيام أحد ويفاملعروف املرصي كمال املمثل مع الطاولة يلعب جلس شيخ). يا سيبك إيه؟ لهاما وكثريا خياله. من يخاف بأنه ذلك جانب إىل معروف وهو رشفنطح. باسمهوال، فريتجف ناجي، تفارق ال التي الالزمة أو إياها، الجملة إىل ينصت كانروحه، فيها يخطف طبنجاته من طبنجة ويخبطه بعقله، ناجي يعملها أن ويخىشنهايته حاجة! واال عليها يختلفان دوسه أو جهار شيش أو دوش خاطر علشانمن يكن فلم الالعبني، بني الجدال واحتدم الواقعة، وقعت أن وكان االثنان، لعبقائال: ناجي وسأل حاجبيه ولعب الواسعتني، عينيه «وبرق» تشجع أن إال رشفنطحالحال ويف معه، بأنها هذا وأجابه … معاك؟» مش واال دلوقت معاك «الطبنجةروحي واخطف معروف أعمل اخلص «طيب له: وقال بشدة الطاولة رشفنطح أقفلمن أنت خويا «يا بقوله: ختمها ما املستوية الجمل من ذلك بعد وانتقى برسعة»،اتفضل كده، شفهي … هللا عباد أرواح عىل شطبت وانت مرص، وصلت ما يوم

بروفه!». بصفة ولو تحريري واحدة روح لك اخطف دلوقتي

142

العارش الفصل

الشقيقة األقطار إىل

القطر إىل العودة أجرة تناول حينا، معنا يعمل صبيح ناجي السيد مكث أن وبعدالسفر عىل فيها يستحثني رسالة منه وصلتني حتى هناك، يستقر كاد وما الشقيقأن ناجي السيد ينس ولم ولبنان. سوريا يف برحلة للقيام الفرقة، أفراد مع فوراأيدينا من ستفلت سانحة الفرصة وأن وعسال، سمنا هناك انتظارنا يف بأن يفهمنيطبنجة يخبطنا سوف أنه هو إليه اإلشارة نيس الذي وإنما عاجال. ننتهزها لم إذا

السفر! عن امتنعنا إذا روحنا بها يخطفمن وهو النحاس)، (خرض الوجيه الحني ذلك يف مرص إىل حرض أن وصادفاملعروف بنشاطه يتعهد أن عىل وافق وقد الشقيقة، األقطار يف األعمال رجال أنشطالحساب. تحت أوىل كدفعة أو كعربون جنيه مائتي مبلغ فدفع وتلطف رحلتي،

لبنان إىل السري واصلنا ثم هلل، والحمد فيها فنجحنا أوال فلسطني إىل وقمناعىل األمر اقترص إذ مادي، نجاح من فيه نأمل كنا ما نر لم لألسف ولكن وسوريا،مليئا التياترو نرى كنا أننا والغريب عيش!» يأكلش «ما وحده وهو األدبي، النجاححواليها ما أو جنيها العرشين عن يزيد ال أنه تبني لإليراد عدنا فإذا بالجماهري،

وهبوطا. صعودامدينا منها عدت إنني بالقول أكتفي الرحلة هذه شئون يف أطيل ال وحتىيستحق ولعله جنيه، ٢٠٠ الـ وهو دفعه، الذي بالعربون النحاس خرض للسيديف ظل الدين هذا أن ذلك أنساه، لست فضال املقام هذا يف له أسجل أن منيأن عىل يحملني ما وهذا طويلة. مدة بعد إال يسدد لم بحيث طويال، أمدا عنقي

صحيح. بأصله عمل قراء يا سادة يا ألنه شكري، خرض للسيد أجدد

الريحاني نجيب مذكرات

السينما يف عميل

التفكري يف أنا وبينما .١٩٣١ سنة ملوسم لالستعداد الشقيقة األقطار رحلة من وعدناعيل وعرضا (كياريني)، املعروف السينمائي املصور ومعه روستي استيفان زارنياملرسحية أعمايل بأن لهما اعتذرت أنني إال (صامت) فيلم إخراج يف معهما االشرتاكاإلجابة. بهذه يقنعا لم ولكنهما إليه، يرميان ما وبني بيني تحول بحيث الكثرة منفيلم إخراج عىل واتفقنا قبلت، وأخريا اإلرصار. يف زادا األعذار، لهما أبديت وكلما

بك». كشكش السعادة «صاحب اسم عليه أطلقناله نكتب أو معينة، فكرة له نضع أن دون فيه العمل نبدأ أن غريبا كان وقدصباحا السادسة يف نخرج كنا أننا هنالك ما وكل والوقائع. املناظر محدد سيناريويف أفكر بدأت كشكش، لحية لرتكيب جلست إذا حتى سنفعل، ما ندري أن دوناللحية تركيب من انتهيت فإذا نمثلها. التي الحوادث ويف نصورها التي املناظر

التصوير. يف يعني التنفيذ، يف فنبدأ تفكريي من انتهيت قد أكونأربعمائة وقدره مبلغا آخر عن أوال بك» كشكش السعادة «صاحب فيلم وتكلفنجح فقد ذلك ومع الفلوس، برتاب أخرجناه أننا يعني غري. ال فقط مرصي جنيهالناس أكثر يتوقعه يكن لم إقباال مشاهدته عىل الجمهور وأقبل فلوس، وجلب

تفاؤال.

حرج مأزق

بدأت الحني هذا ويف كده». يف «أموت برواية التمثييل ١٩٣١ سنة موسم وافتتحنالجنة املعارف وزارة يف فتألفت باملرسح، تهتم العام) الرأي ضغط (تحت الحكومةمن املسارح تخرجه ما عىل اإلرشاف مهمتها وكانت واألدباء، العلماء أفاضل منهذا تقدم يف وأثرها فرقة، كل مجهود مع تتناسب إعانات وتخصيص الروايات،

البالد. يف الفنكده». يف «أموت رواية إعداد حني وقعت طريفة حادثة لنذكر جانبا هذا ندعلجنة يرأس وكان املطبوعات، إلدارة مديرا رشين (بك) إسماعيل املرحوم كانوكان املسارح، يف عرضها قبل الروايات تمثيل مشاهدة يف اختصاصها ينحرصفن خدمة يف املتواضعة هلل العبد ومجهودات بفرقتي املعجبني أشد من هللا رحمه

144

الشقيقة األقطار إىل

أعرتف فإنني وعيوبي، بنقائيص الترصيح يف غضاضة أجد ال كنت وملا التمثيل.يف إال تأليفه يتم ال مرسحي عىل تظهر جديدة رواية كل من الثالث الفصل بأنمثنى له الربوفة إجراء نستطيع متى … بقى عقلك واديني الرواية. ظهور يوم

كام؟! عارف ومش ورباع وثالثوأنا)، (بديع بدأنا يرام ما عىل والثاني األول الفصلني بروفات من انتهينا فلماحتى الرواية، ظهور يوم حددنا قد وكنا حوادثه، ونرتب األخري، الفصل فكرة نضعقرأته أكن لم بل الفصل، هذا يف أدوارهم رأوا قد املمثلون يكن لم املوعد جاء إذااملرسح مطبوعات إدارة لجنة رشفت اليوم ذلك ظهر بعده الثانية الساعة ويف لهم.

(بك). رشين املرحوم رأسها وعىليرامني: ما عىل الثاني الفصل وتبعه يرام، ما عىل األول الفصل أمامها ومثلناالثالث، الفصل عرض أوان وجاء الستار وأسدل مسرتيحة. مغتبطة واللجنة ذلك كلالحيلة، تفتق الحاجة إن األمثال يف يقولون العمل؟ فما وصفت، ما عىل وهواألماجد السادة استحسان بني الستار ورفعنا هللا عىل توكلنا إذن! الحيلة فلتسعفنامن رأوا ما بقية لسماع املهيأة وأذهانهم العريضة وابتساماتهم اللجنة، أعضاء

السابقني. الفصلني فكاهاتفلما املصفح»، «القباقيبي النوع من امرأة دور يمثل إبراهيم حسني وكانينطق كاد وما والربقع، املالية يف يتمخطر املرسح عىل حسني ظهر الستار رفعهذا يف وشاركنا إلسعافه، جميعا وتقدمنا عليه، مغشيا سقط حتى واحدة جملةاملعاونة بهذه يكتفوا ولم خري! كل املروءة عن هللا جزاهم اللجنة، أعضاء اإلسعافاملرحوم ورأى طبيب. عن باحثا الخارج يف يعدو منهم واحد خرج بل الشخصية،األول بالفصلني مكتفيا اللجنة، أمام الثالث الفصل بتمثيل يرهقنا أال (بك) رشينيف عليه أشدد أن أنس ولم كلها! بالرواية بالترصيح هللا رحمه وتفضل والثاني،ذلك، يل شكر ولكنه التمثيل! فنستأنف إبراهيم، حسني يفيق حتى لحظة الرتيث

مساء! التمثيل موعد إىل ساعات بضع لنسرتيح نذهب أن ونصحنيالستئناف — والراحة للنوم ال — وتركونا اللجنة، أعضاء مع هللا رحمه وخرجإفهامه إىل حاجة يف بالطبع القارئ وليس الطازة، الفصل بروفة وإجراء الشقاء

املرسح! فيها اللجنة غادرت التي نفسها اللحظة يف أفاق إبراهيم حسني أن

145

الريحاني نجيب مذكرات

التمثيل تشجيع لجنة

للفرق، إعانات بمنح ذاك إذ التمثيل تشجيع يف فكرت املعارف وزارة إن قلنااألدباء األساتذة أعضائها بني العشماوي، األستاذ يرأسها التي اللجنة كانت ولذلكرواياتها لتشاهد األسبوع يف مرة املسارح تزور حسني، وطه الرازق، عبد مصطفى

الفنية. قيمتها عىل وتحكمسمعت وكم اللجنة، هذه بزيارة تترشف التي املسارح بني من مرسحي وكانوكيف واإلعجاب، الثناء كلمات حسني طه الدكتور وخاصة أعضائها، حرضات منالصدق يلمس أنه قوله ذلك عىل الدكتور وزاد والتقدير. العطف أكثر نستحق أنناتصويرها، يف مغاالة أو أوضاعها، عىل خروج دون الطبيعة ومماشاة رواياتنا، يف

خال. جوفها عال، صوتها كالطبل جوفاء ألفاظا غرينا عند يسمع بينما ذلكذلك يف التمثيل لتشجيع املعارف ميزانية يف املخصص املبلغ من نلت أن وكانكانت أربع، مكافآت منحت التي الفرق عدد وكان جنيها، وخمسني ثالثمائة العام،معلهش، له وما للمكافآت! وضع الذي الرتتيب حسب بينها، من الثالثة فرقتيالحكومة. من تقديرا فيها أحسسنا التي األوىل املرة كانت هذه ألن رضا، برضه

اللجنة، برضاء جميعا فازوا فرقتي ممثيل أن هو له رسرت ما أهم أن عىلوتناولت األخرى. الفرق يف زمالؤهم ينلها لم بنسبة مالية، مكافآت كلهم ونالواالديون بأصحاب كشفا أعددت قد ذلك قبل وكنت جنيها، وخمسني الثالثمائةوكيفية السلفيات، ورشوط االقرتاض، ومواعيد الديون هذه وقيمة عيل، املستحقةبقدر الديون هذه بعض أسدد ورحت أخرى. أمور من ذلك إىل وما التسديد،أيام بها أسمع كنت التي القديمة، االقتصادية النظريات راجعت أن بعد اإلمكان،

بها! أعمل وال الزراعي البنك يف اشتغايل

الكورسال مرسح عىل

عىل به استعنت ضئيل مبلغ — املستحقات تسديد بعد — املكافأة من يل وبقىكما نجاحه عىل كثريا هللا أشكر بالجيزة، الفانتازيو كازينو يف صيفي موسم افتتاحيف مرسحي إىل أعود أن نيتي يف وكان الصيف موسم وانتهى وأتوقع. أقدر كنتكنت فقد امللك، صاحب وبني بيني التفاهم سوء من حدث ما لوال الدين، عماد

146

الشقيقة األقطار إىل

كنت أنني مع العام، يف جنيه ألف بمبلغ الصغري الضيق املرسح ذلك منه أستأجرسنويا. أشهر ستة به أعمل

باحثا حويل ونظرت عاداه)، (املسيو امللك صاحب وبني بيني إذن التعاقد ألغيالخواجة من الكورسال مرسح استئجار عىل عولت أن إىل به، أعمل مكان عن منقباشارعي ملتقى عند اآلن تقع التي عدس، عمارة موضع يف ذاك إذ وكان دلباني،االفتتاح. رواية انتقاء مهمة وبقيت دلباني، املسيو مع تعاقدت الدين. وعماد األلفيكاتب محسوبكم وهما لهما، ثالث ال شخصني من املكونة التأليف لجنة فاجتمعتاألستاذ وعزيزه وصديقه زميله والثاني يعجبك، ما زي األحرف أو السطور، هذه

خريي. بديعوهل االختيار، عليه يقع الذي املوضع يف «األعضاء» وتناقش اللجنة اجتمعتإلخ … أو … أو … الفودفيل أو الريفيو أو الكوميدي نوع من يكون أن يحسنباإلجماع»، «األعضاء موافقة نالت فكرة — هلل العبد وهو — األعضاء أحد وطرحصاحب بصفتي أصوت، ولم أقرتع لم ألنني طبعا، وحده بديع هو واإلجماع

االقرتاح.أطلق رواية وضع بانيول) (مارسيل اسمه شاب أديب فرنسا يف ظهر قد كاناملدارس إحدى يف بسيطا مدرسا يكون أن له واختار (توباز)، بطلها اسم عليها

بد. وال مش التي …إىل ترجمت أنها وعرفت النقاد، من به استقبلت ما وقرأت الرواية هذه قرأتقبلها! رواية تصادفه لم نجاحا األجنبية البالد يف ونجحت الحية، اللغات جميعباإلجماع «األعضاء» موافقة ونلت مرسحنا، عىل ونخرجها نقتبسها أن اقرتحت ولذلك

تقدم. كماالتي التأليف ليايل أسعد وأنا) (بديع هذه مهمتنا يف قضينا أننا ألذكر وإنييف للممثلني قرأناه منها، جزء إعداد من الليل يف انتهينا كلما وكنا بنا، مرت

استحسانهم. ومزيد إعجابهم كبري فأبدوا الصباح

عقلك إديني

املرصي». «الجنيه اسم عليها وأطلقنا (توباز) رواية اقتباس بديع وزمييل أتممتعىل ترتسم اإلعجاب بدالئل أشعر كنت الفرقة ملمثيل قراءتها أثناء أنني ومع

147

الريحاني نجيب مذكرات

من وإشفاقي الرواية، عىل بخويف أصارحه ببديع، خلوت إذا كنت أنني إال وجوههم،يل! ترتاءى شتى ألسباب بها، اإلعجاب من أو الجماهري، إقبال من شيئا تنال ال أنهايف تضم كانت املطبوعات إدارة بأن أذكر أن املقام، هذا يف املناسب من ولعلهبعقليات تتمتع الطائفة هذه كانت رشها. هللا وقاك طائفة موظفيها بني الحني ذلكلنا يسببها كان التي املضايقات من عينة وإليك برضه، رشها هللا وقاك ممتازة!

املراقبون. السادة أولئكأو األولية املدارس إحدى يف فصل عن عبارة الرواية من األول املنظر كانأحد أشار تمثيلها، قبل ملراجعتها املطبوعات إدارة إىل الرواية أرسلنا فلما االبتدائية،سيدي يا جاءك أين ومن أمريية! ملدرسة جارحا نقدا فيها بأن املراقبني حرضاتيشتم كلمة أية املمثلني من واحد أي لسان عىل ورد وهل أمريية؟ مدرستنا أن

العظيم! وهللا أبدا املدرسة!؟ هذه نوع تمييز حتى أو تحديد أو تعيني منهاأن إىل تشريوا أن من البد ولكن يثبت، ما مافيش «صحيح املراقب: قالذلك وتبعت ورايس! عيني عىل … حارض طيب … أمريية» وليست أهلية املدرسة

يأتي: ما وكتبت جيبي من القلم سحبت أن

ملحوظة… أمريية! وليست أهلية املدرسة هذه

من تنقص لم امللحوظة هذه ألن شيئا أنا أخرس ولم املراقب، اسرتاح وبذلكولن امللحوظات، خانة يف تسجيل مجرد ألنها يشء، يف تؤثر ولم شيئا، الروايةنوقشت إذا حالتي تكون ماذا انظر ولكن املرسح! خشبة فوق ممثل أي بها يتفوه

واحدة. مرة ال مرات عدة يوم كل امللحوظات هذه مثل يف

وزارية! سخرية

«الجنيه اسم عليها وأطلقنا «توباز» رواية خريي بديع زمييل مع اقتبست إنني قلتوال املقتبسة. الرواية هذه لجمهورنا وقدمنا بالكورسال، موسمنا وافتتحنا املرصي»سلمت أن بعد خفقاته أتحسس قلبي عىل يدي الستار رفع قبل وضعت أنني تنس

بعد. ومن قبل من هلل أمري

148

الشقيقة األقطار إىل

ستة إىل الثانية الليلة يف تقهقر ثم جنيها، ثالثني األوىل الليلة إيراد كانتياترو يف وأين؟ جنيهات! ثالثة التعاديل! شايف ثالثة! ثم أربعة وبعدها جنيهات،جادوا الذين الزبائن أن يعني مرص، يف تياترو وأرحب أكرب كان الذي الكورسالورضبة لنا صدمة ذلك فكان فيه! باينني كانوش ما الثالثة، بالجنيهات علينا

ناحية. من لظهورنا قاصمةمن والتهنئة التقدير كتب بعض تلقيت أنني املناسبة هذه يف أقرر أن وأريدأو نظرهم، يف الرواية راقت الذين واملثقفني، األدباء حرضات من صغرية أقليةتظهر أن األقلية هذه ملثل أين ولكن الفرنيس. أصلها عىل قبل من اطلعوا الذينما ربنا … موقفا منها ووقف الرواية وجه يف ثار الذي الجارف. األغلبية تيار أمام

حبيب! وال عدو يوريفقصدت غريها. يف أثرها أرى أن أردت القاهرة، يف الرواية تفلح لم وملارآه ما غري فيها ير لم — بالخري يصبحه هللا — شعبها ولكن املنصورة، إىلكلها مقابلة قابلوها فقد هنا. زمالئهم من عليها رشا كانوا إنهم قل بل القاهريون،طالب من وصلني بخطاب اليوم إىل أحتفظ أزال ال وإني واستخفاف! وزراية هزؤعن فضال وهو أقذعها، الشتائم ومن أشنعها النعوت من فيه عيل يخلع باملنصورة،بالطبع هي والعملة السودة! «العملة» هذه بعد املنصورة إىل العودة يحذرني ذلكأول بعد األمل وانهار السبل، وجهي يف وانسدت املرصي»! «الجنيه رواية تمثيلأن هللا عىس العنان، ألفكارنا وتركنا بديع قبالة فجلست إليها، قصدت محاولة

الضيق. بعد بالفرج علينا يفتح

انتقام

الذي السليم املنطق ويف بل فقط، حوادثها ترتيب يف ال رائعة، فنية قطعة الروايةالذي وما ترى؟ يا بالرواية حاق الذي فما النتائج! إليه وانتهت الوقائع به عولجتوالسمو اإلدراك يف بالتفوق له شهدنا الذي جمهورنا، نظر يف الدرك هذا إىل أنزلها

الفهم؟ يفيف (أي األخري املوسم يف أعدنا أننا فأذكر أستدرك كنت وإن ذلك، علة أدر لمحافظة تزال ال هل خاللها من نرى كتجربة رتيز، مرسح عىل تمثيلها العام) هذاأنها راعنا وقد نحوها؟ تغريت األفكار أن أم الجمهور؟ نفوس يف املقندلة مكانتها

نقدره. نكن لم بل نتصوره، نكن لم نجاحا نجحت

149

الريحاني نجيب مذكرات

املرصي»، «الجنيه من يئسنا حني إننا فأقول زمان أيام إىل نعود علينا. مامنه. االنتقام من قل بل الجمهور، عىل اللعب من يشء فيه طريق إىل التفكري هداناعدة بينها حرشنا فكاهية، مشاهد جملة وأعددنا الراقصات بعض جمعنا أننا ذلكفجاءت مدام»، يا «املحفظة رواية اسم العبث هذا عىل وأطلقنا وهزليات، نكاتجادت» «ما وأحط مهازل، من التمثيل عالم يف وضعنا ما أسخف أحد، واحد بعون

باملرسح! اشتغالنا مدة وأنا) (بديع قرائحنا بهفلن النفري، يف وال العري يف ال — سميناها كما — رواية مدام» يا «املحفظةما الناس زي … إلخ أو … آخره عىل … وال … وال مغزى وال معنى لها تجد

بيكتبوها!التياترو شباك كان فقد الجمهور، نظر يف أما نظرنا، يف الرواية حال هذا كانلفوق، رضب اإليراد أن أذكر أن ويكفي واالستحسان. التقدير عىل شاهد خري«الجنيه رواية حرمتنا التي القياسية األرقام نشاهد الكورسال يف مرة ألول وبدأناانرصافهم أثناء يقولون أناسا أسمع كنت وكم إياها! وأنستنا بل منها، املرصي»واال الرواية آدي … «أيوه مدام»: يا «املحفظة اسمها اليل البتاعة مشاهدة عقب

املرصي». الجنيه مش … بالش

الحكومة إعانة

عىل جديدة روايات ثالث إخراج تشرتط كانت املعارف وزارة بأن أذكر أن هنا أريداثنتني أخرجت قد فرقتي وكانت يحزنون وال إعانة فال وإال املوسم، أثناء يف األقلأو شهر إال املوسم من يبق ولم مدام». يا و«املحفظة املرصي» «الجنيه هما فقط،

وتمثيلها؟ وإخراجها الثالثة الرواية تأليف نستطيع وكيف نفعل فماذا أقل!«الرفق اسمها جاهزة برواية صدقي أمني األستاذ إلينا تقدم األثناء هذه ويفذلك ومع الرواية، وأخرجنا املمثلني تدريب يف وأرسعنا أدوارها فوزعنا بالحموات»،الرابعة، الدرجة املعارف لجنة منحتنا أن وكان غري! ال واحدا أسبوعا عاشت فقدالعام عن نظرها يف تقهقرنا قد وبذلك العام. هذا يف لفرقة منحته مبلغ أقل أي

يتغري. وال يغري من وسبحان السابقبفكري أعاود ورحت لياليه. آخر عىل الستار وأسدلنا ،١٩٣١ موسم وانتهى«الجنيه معاملة يف الجمهور قسوة من كان ما أوال يل فرتاءى فيه، انتابني ما

150

الشقيقة األقطار إىل

أميل كان إذ درجة بعد درجة لجنتها أنزلتني اليل الحكومة من كان وما املرصي»،داخلية اضطرابات من به أحس كنت ما ذلك إىل أضف درجات! التقدم عىل معقوداوهو الخاصة، الحياة يف فشل من به صدم وما القلب، إىل أكثرها يف الفضل يرجعوحدها. لنفيس بآالمه محتفظا قاطبة، الناس عن كتمه يف جهودي أبذل كنت ما

أفريقيا شمال يف

األعداء عناء من ال فيها أسرتيح الزمن، من فرتة الراحة إىل ألجأ أن نفيس عىل آليتأيام ومضت العضب، من وأشد السيف من أحد قوارصها يف كانت التي وألسنتهم،ملفاجأته. العودة إىل يدفعني له، وحبي العزيز الجمهور إىل مييل أن بعدها شعرتهذا ضعف. وال وهن يتخلله لم له مييل فإن وظلم، عنف من منه لقيت ما ورغمعن يغيب أن إال هي فما النسيان، رسيع الشعب فإن أخرى جهة ومن جهة، منيكن لم وكأنه يصبح وحتى املنسيني، قائمة يف يدرجه حتى فرتة الشخص ناظره

واألذن. العني ملء باألمسأن وكان رسيعا الظهور إىل العودة يف أفكر أن يف سببا العوامل هذه وكانتفمددت الصيف، أثناء شهرا به للعمل بالجيزة الفانتازيو كازينو إدارة إىل تقدمتالخالق عبد عطف من نلت بأنني أقول أن هنا ويهمني ذلك. إىل مسرتيحا يديبالشكر أذكره أزال ال ما ومعونته، محبته ومن الكازينو صاحب (باشا) مدكورأؤمل، كما فنجحت أريد. ما خري عىل الفانتازيو شهر وأمضيت الوافر. والحمدكان. ما جرى الذي وكأن األوىل. سريتها الجمهور وبني بيني املودة أوارص وعادت

رش. دخلك ما دار ويا

املغرب إىل

املغرب، بالد من عودته بعد يوسف) عيل (األستاذ صديقنا قابلت األثناء هذه ويفالفني باالصطالح أو كدليل رشدي فاطمة السيدة فرقة مع إليها رحل قد وكانبه، وشغفهم التمثيل، لفن هناك القوم محبة مقدار يل يصف وراح … (امربزاريو)إذا أنني ذلك إىل أضاف ثم مشاهدته. سبيل يف بأموالهم يضنون ال أنهم وكيفوعدها حرصها يف تحتاج بأموال الوفاض مملوء منها عدت املغرب، بالد إىل قصدت

مجتمعني! العاصمة بنوك رصايف حنكة إىل

151

الريحاني نجيب مذكرات

مفتوحة»! «برضه وجيوبا «مفتوحة» نفسا مني يوسف عيل أقوال ولقيتاملنهل، القريبة الثروة هذه دالء يف بدلوي أديل كي الرحيل عىل صادقا عزما فعزمتتقوم مطربة إىل حاجة يف ذاك إذ وكنت فرقتي تأليف يف وبدأت املنال، السهلةبديعة السيدة بها تضطلع كانت التي األدوار وتمثل رواياتي، يف األوىل باألدوارالتي الروايات من كثري معها فطوى طويل، عهد منذ محلها خال التي مصابني،

فيها. البطلة هي كانتقبل فيما كانت التي صربي، حياة املطربة مع االتفاق من تمكنا البحث وبعداألقىص املغرب بالد إىل قبلنا وقام درويش، سيد الشيخ املوسيقى لفقيد تلميذةللفرقة، الالزمة الدعاية ينرش أن مهمته وكانت يوسف. عيل املحرتم (االمربزاريو)بمكانة ومراكش والجزائر تونس يف الناس لتعريف الكايف اإلعالن بحركة يقوم وأنيبيع أن ذلك جانب إىل وعليه فيها. يعملن اللواتي واملمثالت تضمهم، الذين املمثلنيجانبا إلينا يرسل ثم الراغبني، عىل ويوزعها التذاكر يطبع أن أو شاء، ملن الليايل

يحدده. الذي املوعد يف به نستعني املال، منالربوفات عمل نوايل مرص يف نحن ومكثنا قبلنا، قام يوسف عيل إن نقولالرحلة هذه يف ينتظرنا الذي الوافر بالخري أنفسنا نحدث ونحن الروايات، لجميع

العتيدة.

األوىل املمثلة

صربي) (حياة األوىل ممثلتنا انقطعت كامال، شهرا الربوفات يف قضينا أن وبعدلن وإنها أخرى، فرقة مع اتفقت أنها لنا فقيل ذلك علة عن وبحثنا الحضور، عنعيل من برقية انتظار يف ونحن اآلن العمل وما املنتظرة! رحلتنا يف معنا تكون

املغرب؟ إىل توا نقوم أن علينا فيها يشري وأخرى، لحظة بني يوسفيف فكرنا وكلما … غريها عن البحث إىل فاضطررنا جدوى، دون حياة ورجوناساعتني أو أسبوعني أو يومني منذ اتفقت إنها لنا قيل مثال، فوزي كعلية واحدةاليل وبختنا السيئ حظنا ندب إىل ونعود أيدينا يف فيسقط معهم، للعمل غرينا مع

شايف! أنت ما زييتلخص نبأ إلينا يحمل من جاءنا الغور، بعيد محيط يف كالغرقى ونحن واآلن،يا وماذا بديعة! هذه! رحلتنا يف ترافقنا أن تعرض مصابني بديعة السيدة أن يف

ذلك؟ طلب إىل ساقها ترى

152

الشقيقة األقطار إىل

وايانا؟ تبارشه لم مدة ومضت عملنا، هجرت أن بعد لها الدافع هو ما بلوالخرية بديعة مع واتفقنا يكون! ما نحن فلنرد تريد، التي هي دامت فما القصد!

الواقع. يف

الرحيل كيف

يشء أي أثناءها يف ننتظر كنا مدة ومضت كانت، كما طريقها يف الربوفات وسارتهناك كان وإذا ترى؟ يا به حل فماذا نبأ! عنه نسمع لم ولكن يوسف، عيل من

مجهولة؟ مكتومة أخباره تبقى فهل يسوء ماخري» فاألخبار أخبار، أي هناك يكن لم «إذا أنه معناه إنجليزي مثل هناكأيدينا يف وليس الرحيل يمكننا كيف ولكن خري، األخبار بأن وآمنا صدقنا طيب

بنها؟! إىل القاهرة من القطار أجرة حتىتسلمها، التي «العرابني» من بقرشني يوسف) (أبو علينا يحن أن ننتظر ظللناعنا غيابه يف أكمل وملا يوسف) (ريح فيها نر ولم وأسابيع أسابيع مضت ولكنالتي الطريقة يف أفكر ورحت إتمامها، ومن الرحلة من يئسنا الشهرين، حوايلكذلك، نحن وفيما فشيئا. شيئا حلها نبأ إليهم وأحمل الفرقة، أفراد إىل بها أعتذربرقية! وال منه خطاب ال بنفسه يوسف عيل شخصيا! يوسف عيل أرى بي إذا

عملك؟ نتيجة وما بك؟ جاء الذي ما –املغرب! بالد إىل الفرقة لرتحيل الالزم املال ألدبر مرص إىل أتيت إنني –تبخر؟ هل عيل! يس يا هناك من ننتظره الذي واملال هللا. شاء ما –

حتى منها شيئا يعطينا أن يشأ ولم النقود تسلم البلدية مرسح ولكن كال. –العني! رأي ويروها هناك إىل الفرقة تصل

ممول عن البحث

هذه يف وإياه يدخل حالل ابن عن وهناك هنا يبحث بالخري يمسيه هللا وراحوقد كريم. وموريس صالح الشقيقان هما قديمان صديقان له وكان العملية،تقول ما زي أو «لقطة» عىل هذا لصديقهما يعثرا أن عىل الصداقة هذه حملتهمايوسف عيل كاد وما «جياكومو». الخواجة اسمه لهما آخر صديق شخص يف «هدية»

153

الريحاني نجيب مذكرات

وأن مؤلفة، آالفا سيتضاعف قرشه أن وأفهمه طحينة البحر له هيأ حتى به يلتقيالتقاه. بيداه يشء قدم من وأن الرحلة. بعد أحمر دهب قادر بقدرة سيصبح املليمجنيه ثالثمائة تحمل فخرجت محفظته، يف يده «جياكومو» الخواجة ووضعهذه يف كرشيك نصيبي هذا قائال يوسف لعيل ويسلمها جنيه) ينطح (جنيهعبه) يف (ضحك املال من القدر هذا يحمل أنه يوسف أبو تأكد أن وبعد الرحلة.أعطاه مما فأعطانا برشا، وجهه تهلل وقد إلينا وعاد املبسوطني! إخواننا رأي عىلاإلجراءات بعض إتمام بعد به نلحق أن عىل تونس إىل سيسبقنا أنه وأبلغنا هللا،وانتظرنا وداع، أحسن فودعناه ذلك. إىل وما السفر جوازات عىل بالتأشري الخاصةالتجارية أعماله «جياكومو» الخواجة وترك حبايب! يا الرحيل موعد نافد بصربالتي الطائلة األموال لجمع انتظارا تونس، إىل معنا للقيام وجاء باإلسكندرية،

أجمعني! الناس وعىل وعلينا، عليه الرحلة ستدرهاأن بعد خاصة، سينمائية ألعمال فرنسا إىل مصابني بديعة السيدة وسبقتناوقصدت فرنسية باخرة عىل أنا قمت أيام وبعد مرسيليا. معهد يف اللقاء عىل اتفقنا

توا. مرسيليابديع األستاذ العزيز والزميل «جياكومو»، الخواجة ومعهم الفرقة أفراد أما(عىل باخرة واالقتصاد الوفر باب من سفره قبل يوسف عيل لهم اختار فقد خرييتصل أن إىل … إىل … ألثينا لبريوت لبورسعيد اإلسكندرية إىل تسري الحال)، قد

سنتها. يف وصلت إذا هذا … طويل! عمر بعد مرسيليا

التائهة الباخرة

بيومني، بعدي تصل أن املفروض وكان بأيام، باخرتي قبل الباخرة هذه وقامتتصل لم إذ قلقي اشتد ولكن وأسبوعني وأسبوعا ويومني يوما انتظرت وصلت فلما

خرب! أي عنها يصلنا ولم الباخرةاملالحة رشكات إدارات جميع ويف الباخرة تتبعها التي الرشكة إدارة يف سألنابالعربي معناه واحدا، جوابا نسمع كنا لألسف ولكن كمان، والصغرى الكربى

هللا! عند العلم أن … وأنت أنا وأفهمه «دؤدؤ» املعلم يفهمه الذييكون عاوزين كمان احنا لكن وهو، أنت آدم بني يا هللا عند العلم طبعاآالم من انتابني وما النفسية حالتي رشح أحاول لست إيه؟ نعمل … علم عندنا

األيام. هذه طيلة

154

الشقيقة األقطار إىل

الحياة حلو يف شاركوني الذين وأصدقائي أعزائي لقاء يف األمل فقدت فقداملقصوفة الباخرة بهذه فيها أشار التي الساعة ولعنت يوسف، عيل فلعنت ومرها،

البحث. من نصيبا معي فحملت مصابني، بديعة ولقيت الرقبة!إصابة أن عرفنا الدقيقة، األمل خيوط يقطع اليأس كاد أن وبعد وأخرياوحجزوهم جميعا الركاب فأخرجوا بأثينا، الباخرة ركاب أحد يف ظهرت بالطاعوناستأنف الصحي الحجر أيام انتهاء وبعد التأخري. سبب هذا وكان «كردون». يفال فرحا بلقائهم فرحنا الذين األعزاء زمالؤنا وبينهم مرسيليا، إىل سفرهم الركاب

يوصف.أن ذكروا فقد هذه. محنتهم يف علينا قصوه مما قليال أرسد أن أرى وهنامن عليهم ما كل بخلع يأمرونهم وكانوا يوميا، علينا الكشف يجرون كانوا األطباءمن املأكل إليهم يلقون كانوا فقد … الطعام وجبات تناول مواعيد يف أما مالبس.أو «الكارنتينا» نزالء من أحد يد أيديهم تلمس ال بحيث حديدية، قضبان بنيهذه وخلفها الشائكة باألسالك نواحيه جميع من محاطا كان الذي «الكردون»

الحديدية. القضبان

تونس وأخريا

أخذنا إننا فنقول منها، زمالءنا نجى الذي هللا ونحمد «الطاعون» باخرة نرتك واآلنوصلنا إننا فأقول القول، عليك أطيل وال تونس. إىل مرسيليا من أخرى باخرةاملوسيقيني ورأينا الفاتحني استقبال األكرمون أهلها فاستقبلنا «بيزرت» ثغر إىلاألزهار، إلينا يحملون الخريية الجمعيات مندوبي وشاهدنا والزمور، الطبول يدقونمن علينا تتىل الرتحيل وخطب البحور، كل من القصائد أمامنا ينثرون والشعراء

قبل. من مثيال له نر لم بشكل هناك ومن هناال وأن خريا، الخاتمة تجعل أن أسألك إني اللهم فقلت: ذلك كل شاهدت

األكرمني. أكرم يا رجاءنا تخيب وال عملنا، يف ربي يا تسئنا— يوسف عيل من وآخ — يوسف عيل كان الفكرة. جاءت ثم السكرة وراحتالليايل كل وهي ليلة، عرشة اثنتي ملدة تونس يف البلدية مرسح استأجر قد كانهللا، قاتله الطاعون ولكن ذلك. بعد أخرى لفرق استأجر ألنه ذاك، إذ فيه الخاليةأيام أربعة متأخرين وصلنا ألننا الليايل، هذه من أربعا علينا أكل الباخرة وتأخري

يوسف. عيل قدره الذي املوعد عن

155

الريحاني نجيب مذكرات

قبل استدان قد كان … علوه أبا األستاذ أن فهي األخرى أما دقة، آديوالجرائد واإلعالنات املطبعة مرصوفات لتسديد جنيه ومائتي ألف مبلغ وصولناالدائنني السادة بحرضات بوغتنا العمل نبدأ أن وقبل واملرشب، واملأكل والتوزيعللحجز بل هللا، سمح ال كغريهم للفرجة ال رشفوا زبون، أي وصول قبل رشفوا وقدمن جايني يعني … عال وهللا … بس! املستحقة لديونهم سدادا الشباك إيراد عىلوأثينا الطاعون ويف والبحر الرب يف الويل وويل الويل وشايفني مخصوص، مرص

رشب. وال أكل حد ما شاهلل وإن الديون. تسدد علشان

بلة الطني زاد

عىل رست ولكنها القول، سبق كما حفلة عرشة اثنتي عىل منصبة الرحلة كانتأخرى، بلة يزداد أن رأى الطني فإن ذلك ومع برضه)، القول سبق (كما ثمانللجمعيات يتربع أن رأي عىل يس أن هي البلة هذه يكف! لم كله هذا وكأن

هللا. لوجه مجانا حفالت أربع بإيراد تونس يف الخرييةاليل حظنا يندب قرافيصه عىل جياكومو) (الخواجة املايل مديرنا جلس وهنا(ورش جميعا فأضحكتنا فمه من خرجت مأثورة جملة ألذكر وإني منه. فيش ماالورطة هذه ورطاه اللذين صديقيه يذكر جياكومو جلس يضحك) ما املصائببغل وجدنا فيه له قالوا يوسف لعيل تلغراف بعتوا وموريس صالح «يعني فقال:

سوا»! نركبهكل املروءة عن هللا فجزاه لنفسه، املايل مديرنا ارتضاه الذي الوصف هو ذلك

خري!ست بينهم شخصا أربعني من مؤلفة فرقة مع الحرج منتهى يف موقفي كانإلدخال جاهدا أعمل فكنت به. نقتات ما معنا وليس ممتازات، وراقصات ممثالتيوسف عيل األخ الثقيلة) (الخيبة كان بينما قلوبهم، عىل الصرب من كمية أكرب

تنادي. ملن حياة وال وهناك هنا مني يزوغجيبنا دخل هل ولكن جنيها، وخمسني مائتني اإليراد فكان ليلة أول عملنا

والدائنني! الدين يف والربكة العظيم وهللا أبدا واحد؟ مليم منهاومحييا ترحيب، أجل مرحبا إيل تقدم بالذات شخص إىل أشري أن فاتني وقدكثريا عني سمع وإنه التمثيل، هواة من إنه قائال بالتعريف وتطوع تحية، أحسن

156

الشقيقة األقطار إىل

ترصفات بعض منه رابني ولكن اآلخر، أنا به رحبت وقد بفرقتي، العمل يف ورغبالعناية من كثري يف سعى حتى تونس مدينة نصل كدنا فما رسها! أفهم لميف نجح أنه وراعني ماجيستيك)، (واسمه املدينة فنادق أكرب يف بإنزالنا واالهتماممن تتقاىض أن الفندق إدارة قبول راعني كما لنا، الفندق أجنحة أحسن حجزغرفتي إيجار أن حني يف يوميا، الغرفة عن كأجر فقط قرشا عرشين مبلغ املمثلنيالفندق لفخامة بالنسبة معقول أجر وهو قرشا. وستون مائة هو الواحد اليوم يف

القاهرة. فنادق أفخم عن الناحية هذه من يقل ال الذيكانت ريبتي أن عرفت وأخريا رابني، ما الترصفات هذه يف رأيت إنني أقولاإلدارة خصصته عينا إال يكن لم هذا، الجديد صديقنا وأن تماما، موضعها يفوذلك نأتيها. حركة أو نخطوها، خطوة كل يف علينا رقيب بمثابة ليكون الفرنسيةاالستعمار يأباه ما وهو والحماس، الوطنية شعور البالد يف نثري أن من خشية

وسيلة. بكل محاربته عىل ويعملالفرنسيني بني شعواء حربا نثري أن رحلتنا من نقصد لم هلل والحمد كنا وملاالفائدة كل أفادتنا بالعكس بل تأثري، أقل فينا تؤثر لم الرقابة هذه فإن والوطنيني،ال أوتيل، … سيدي يا إيه وصعيد واحد، صعيد يف كلهم الفرقة أفراد جمعت بأن

الفلوس! تراب إيه؟! واألجرة يل. تعيد وال تقوليللبن. يا وصايف … إيل وقربته الهاوي الرقيب املحرتم األخ إىل توددت … نهايته

وراءنا الدائنون

وتركونا الدائنون عليها استوىل جنيها وخمسني مائتني بلغ الحفلة إيراد إن قلتبعضنا. نأكل

السجع إن تقول رايح كمان أظن … املالح) (الليايل فكانت االفتتاح رواية أمااملناظر كانت بحيث فائقا لها استعدادنا كان وقد خلقك! واليل أبدا مقصود! هناعرشة، سنجة عىل كانوا واملمثلني املمثالت أن كما األصناف، أفخم من واملالبسوكان النجاح. من نرجوه كنا ما أحسن ونالت مظهر بأحسن الرواية ظهرت ولذلككبري بفرح أشعر وكنت العظيم البلدية تياترو جوانب يمأل بالطبع الجمهور هذااإليراد أرى حينما ولكن فيها. شك ال تعزية وأعتربه املمتاز «األدبي» النجاح لهذاالفن أيها «آخ يقول: حايل لسان أن أشعر كنت طبيعي، غري اتجاه يف منحدرا

فترشب!». عرقسوسا أو فتؤكل خبزا تكون أن اللحظة تلك يف أتمنى

157

الريحاني نجيب مذكرات

متعهدنا ولكن ثمان. التياترو يف التعاقد من لنا الباقية الليايل مجموع إن قلتاثنتي عن اشرتاكات تذاكر وصولنا قبل طبع قد كان يوسف) عيل (السيد املبارك

كذلك. األثمان وتسلم الكثري اليشء منها وباع ليلة، عرشةخفت فقد الثمان، الليايل هذه من أكثر نقدم أن طوقنا يف يكن لم وملامحام إىل قصدت ولذلك واالحتيال. بالنصب االشرتاكات تذاكر مشرتو يرمينا أنيرشح العمومية النيابة إىل باسمي عريضة يكتب أن إليه وطلبته هناك مشهورأن بعد أثمانهم االشرتاكات بيدهم ملن أعيد أن مستعد إنني ويقول املوقف، فيها

زيارتها. النية يف التي البالد بقية من املال عىل أحصلأخرى ليال بعض به العمل عىل التياترو إدارة مع نتفق أن استطعنا وأخرياوصوصه صفاقص إىل وقمنا تونس، مدينة غري بالد عدة من عودتنا عقب نحييهابعض النقود تلمس يدي وبدأت أشده، بالغا منها كل يف النجاح وكان وبيزرتولم غربتنا يرحموا فلم باملرصاد، لنا كانوا متعهدنا دائني السادة ولكن اليشء،

مكان! كل يف فالحقونا مصيبتنا يرعوا

158

عرش الحادي الفصل

والسينام بنياملرسح

إليها. رحالنا فشددنا تونس، يف مقامنا انتهى أن بعد الجزائر نزور أن قررنايوسف عيل السند بالسيد عالقتنا إن ألقول بسيطة لحظة أقف وهناإىل ليسبقنا مقامه يقوم من إىل احتجنا وإننا انقطعت، قد كانت (االمربزاريو)خريي بديع العزيز الزميل أوفدنا أن فكان فيها، لعملنا ويمهد نزورها التي البالدانتهينا أن وبعد أيام. بعدة الفرقة وصول قبل إليها قصد وقد «رساكوس». بلدة إىل(الجزائر)، القطر عاصمة إىل قصدنا وأخريا أخرى، بالدا زرنا البلدة، هذه مناستطعت كبري، بإيراد جاءتنا حفالت ثالث النظري منقطع بنجاح فيها فأحييناوسعت أنني كما السابق، متعهدنا بها طوقنا التي الديون جميع أسدد أن ببعضه

اآلخر. بالبعض املمثلني عىلعلمي، دون بديعة سافرت فقد أتوقعه. أكن لم ما «وهران» بلدة يف حدث ثماتصلت بعدئذ بديعة ولكن أمري، وبهية رشيف فتحية من كل إىل أدوارها فأسندتاليوم يف عائدة أنها وأكدت بالهرب، ترسعها عن واعتذرت الجزائر من تليفونيا بي

بوعدها. تف لم لألسف ولكنها التايل.

إىلمرص العودة

رضوب من الكثري فلقينا مراكش، إىل قمنا الجزائر، بالد من انتهينا أن وبعدلرحلة الختامية الليلة يف الهدايا من كثريا نفحنا الذي «الباشا»، قرص يف الحفاوةأعضاء قصد هناك ومن مرسيليا إىل قصدنا ثم األقىص. املغرب بالد يف الفرقةمن أسرتد أن استطعت وهناك باريس، إىل أنا سافرت بينما مرص، إىل الفرقةالبلديات مسارح تحجزها كانت التي املائة، يف الستة رضيبة مبلغ املؤلفني جمعية

الريحاني نجيب مذكرات

مائة الجمعية من اسرتددته ما بلغ وقد األقىص، املغرب بالد يف رواياتي إيراد منعدت مرصيا جنيها خمسون باريس «فسحة» بعد منها لدي بقي جنيها، وعرشينأجمع فال سدا، املمثلني وبني بيني أجعل أن عىل أمري حزمت وقد مرص. إىل بها

لحسابي. املرسح أعتيل وال فرقةلدي ما بعض إىل فعمدت الحديدة، عىل وأصبحت املبلغ «برم» قليلة أيام وبعد

حاجة. ناخد رايحني احنا هو بيع، يا وهات وحيل أثاث منجيب عىل «الكريزة» واستولت الخاصة) (أزمتي األزمة حلقات واستحكمت

املدمس! الفول محالت إىل «الرستورانات» من بطعامي فهبطت هلل، العبد

سينمائي فيلم أول

وصلتني ثم ،١٩٣٣ سنة أغسطس إىل أبريل من املدة الحال هذه عىل وقضيتيحمل األهرام، جريدة تحرير سكرتري كان الذي خوري، إميل األستاذ من برقيةكان فيلم لتصوير بباريس، أوافيه أن مني ويطلب جنيها خمسني بمبلغ تحويالزمييل من طلبت أن بعد عجل عىل فقمت بباريس. مروري وقت عنه حدثني قد

باستدعائه. برقية أرسل حني بي للحاق نفسه يعد أن بديعوبدأت ثالثة يومني إال هي وما الالزمة، بالحفاوة وقوبلت باريس إىل ووصلتجومون رشكة من املقاولة أخذ خوري عم أن هي الفولة؟ هي وإيه الفولة!! أفهمسيناريو يل قدم ثم الثلث، بنسبة معه االشرتاك بقبول يقنعني وجاء هو، لحسابه… وأنه … له نظري ال نجاحا سينال وأنه ملرص مرشف أنه وذكر هو، وضعه من

الدنيا! يف اليل األنهات آخر إىلوضع يف الحرية لنا تركت إذ به، بأس ال أنه فوجدت السيناريو عىل اطلعتيصل أن قبل ولكن بديع. طلب يف أرسلت الحال ويف ممثليه، بني يدور الذي الحواروطلب الفرنسية، باللغة وضعه حوار من نسخة وأعطاني إميل إيل تقدم الزميل،ال أنه وجدت قرأته فلما أنملة، قيد عنه نخرج ال بحيث العربية، إىل ترجمته إيلالرشيك أقنع أن فحاولت وعرفني، عرفته الذي لجمهوري وخاصة بتاتا، يصلحأو فيلمني الواحد الفيلم بدل يسقط أن مقدوره يف الحوار هذا بأن (املخالف)التوقف عىل الصالبة هذه إزاء فصممت اعرتاض. ألي يصغ ولم أرص ولكنه ثالثة،إقناعي عىل ويعمل ثورتي، من يهدئ بديع فظل الوطن، إىل والعودة العمل عن

160

والسينما املرسح بني

واألقوال، باإلشاعات الناس ألسنة ستطلق مرص إىل الوفاض خاوي عودتي بأنوكيت. كيت النتيجة وستكون مني، النيل فرصة لحضوري وستدع

من حتى فارغا كان جيبي أن ثباتا وزادها مخي، يف النصائح هذه وخشتما ويفوت فيلم وأهو نجيب يا واد يا صهني نفيس يف فقلت العودة، تذكرة ثمن

يموت! حد(ياقوت) اسم له اخرتنا بأننا لك أذكر أن نسيت وقد — الفيلم يف عملنا وبدأناالسبت يوم نهائيا منه وانتهينا االثنني يوم جومون باستوديو إخراجه يف بدأنا —

أيام! ستة يف كروتناه أننا أي التايل،يهمه يكن لم خوري السيد أن فهو و«الطلصقة»، «الكروتة» لهذه الداعي أماخوري وجاء املونتاج عملية انتهت أسبوعني وبعد كان، وقد امليزانية. يضغط أن إالبواييه وشارل بور هاري فرش … إنني ويقسمون التهنئة يل يجزلون معه ومنوذاك هذا مع — الفيلم بأن وطمأنتهم رأيس فهززت كمان، ومني مني عارف ومش

النجاح. من حظ أي يالقي ولن قائمة، له تقوم لن —يفهمني ال مخرجا صادفت ألنني فذلك النظرة هذه الفيلم إىل نظرت ملاذا أمامن جمعناهم سيدي، يا سيدي وممثلني، الحجر زي عقله وسيناريست أفهمه والأستاذ بدور يقوم لشخص احتجنا فمثال والنحل، امللل جميع ومن الالتيني الحييعرف ال فرنسيا شخصا إال الدور إليه نسند من نجد فلم والقفطان العمة يلبسأن أي الهامة، وغري الهامة األدوار بقية ذلك عىل وقس اسمها. حتى العربية منمن الفيلم ذلك يف بمرافقتي تفضلت قد البخت، قلة بتاعة الجموع منتهى صيغةكان عرضه بعد الفيلم هذا نجاح إن نقول والسالم علينا ما نهايته. إىل بدايتهذهبت ما بصحة الفيلم ممول اقتنع وقد شعبيا يكن لم — قلت كما — ألنه نسبيا

مالطة. خراب بعد … إيه بعد ولكن إليهأتناول أن عىل أخرى جنيها خمسني عىل «ليموني» باريس أبارح أن وقبل

خري! وعىل مرص يف الفيلم عرض بعد األرباح يف حصتي

املرسح إىل عودتي

تياترو مدير حفني الحاج من خطابا — بباريس وأنا — تسلمت اآلونة هذه ويفمرسحه. يف العمل عىل معه اتفاق عقد لتوقيع مرص إىل العودة عيل يعرض برنتانيا

161

الريحاني نجيب مذكرات

نفيس، هوايته وتملكت قلبي، كل من أحببته الذي الجميل الفن ذلك يف ففكرتفهل لها. وأخلصت يل أخلصت التي كالحسناء صار حتى فؤادي حبه واحتل

كال!! مرة وألف … كال املعبودة؟ هذه هجر أستطيعبالفرقة هو يتكفل أن عىل مصطفى، الحاج مع واتفقت … مرص إىل وعدتوهنا معلومة. حصة أنا أتقاىض أن عىل واملمثلون، املمثالت ذلك يف بما جميعه، ممارفعت أن بعد عشقته الذي للفن أخرى مرة نفيس ووهبت حياتي تنظيم يف بدأت

عداه. فيما التفكري عبء كاهيل عنأظهر كدت وما تضحك» ملا «الدنيا رواية بديع العزيز الزميل مع وأعددتمن بعاصفة املحبوب الجمهور قابلني حتى التمثيل، من األوىل الليلة يف املرسح عىلال شعور فيها غمرني لحظات عيني من الدمع فطفر لساني، عقدت التصفيق

وصفه. أستطيع

ثان فيلم

عىل معي االتفاق وطلبوا السينمائيني، املمولني بعض إيل تقدم الوقت هذا ويفجنيه ثمانمائة منهم أتقاىض أن وعرضوا يتجوز»، عاوز «بسالمته فيلم إخراجالجنيهات هذه أن يل فاتضح عقيل، وشاورت اإليراد من املائة يف وخمسة مرصي… إيه إىل … إىل بحاجة فيه أنا وقت يف خصوصا به، يستهان ال مبلغ الثمانمائة

فقط. مائة إىلما يعوضني قد الجديد الفيلم إخراج أن إىل ذهبت فإنني أخرى ناحية ومنمنتهى يل أظهر قد األخري اإلنتاج مدير وأن سيما ال (ياقوت)، سابقه يف فاتمظهر يف الفيلم إظهار يقضتيها التي الفنية املهام جميع يل يدع أن يف االستعداد

الئق.السينمائي شقيق إنه يل وقال املجر، بالد من وفد بشخص املايل املدير وجاءبواييه شارل فيه مثل (املوقعة)، فيلم باسم اسمه اقرتن الذي «فاركاتش» الشهريولو حتى أجنبي، ملخرج أطمنئ ال إنني له فقلت … إلخ … وأنه … وأنه …إىل يصل لن ألنه ديرتيش، ومارلني جاربو جريتا أفالم عىل أرشفوا الذين من كانبه، أختلط أو املذكور املخرج أرى أن قبل هذا قلت عاداتنا، وباطن أخالقنا حقيقةنفس يف الجديد بالفيلم سائر أنني واعتقدت أدليت، بما يقينا زدت ذلك تم فلما

162

والسينما املرسح بني

وراءنا يسعى يزال ال الدين» «شهاب وأن القديم، رصيفه يف رسم الذي الطريقبأخيه!! مطالبا

يل. بدا ما أقبل سيرتكني بأنه فطمأنني مخاويف يزيل أن املنتج وحاولبيني أثناءه الحزازات كانت بعيدا، شوطا العمل يف وقطعنا بل الفيلم، وبدأناكانت فقد أريد، ما عكس منه بعيني أشاهد كنت ألنني رضاما، تزداد املخرج وبني

الضحك. عىل ال … البكاء عىل باعثة الفكاهية املواقف يف للممثلني إرشاداتهأيها وأصارحك باإلكراه. املتفرجني بني وكنت املتفرجني، عىل الفيلم وعرضهذه بمثل أنني أتصور أكن لم الشاشة عىل نفيس رأيت حني بأنني العزيز القارئمن املخرج ابتدعها التي الدرجة هذه مثل عىل السخافة من وأنني املؤملة، الفظاعةلقيت لو أنني — كمتفرج — يل يرتاءى كان لقد حتى البايخة، أفكاره «صبيان»ونزلت — سمع من يكرم — لخلعت خروجي، أثناء الباب عند الريحاني نجيب

العامر! بيته أوصله أن إىل أصداغه يف ترقيع

السينما من انتقام

خذالني من أنتقم كنت وكأنني نار، «ضارب» املرسح يف حظي كان الوقت هذا ويفرواية إخراج يف همنا كل ووضعنا زمييل، بديع ومعي غلييل شفيت فقد السينما، يف«حكم رواية تأليف فأتممنا أحد، واحد بعون رائدنا التوفيق وكان املعاني. كاملةناحية ومن والتنسيق، الوضع حيث من بدعة الرواية هذه جاءت وقد قراقوش»،

شخصياتها. رسم ويف حوادثها رسد يف اللذيذة، والتسلية العذبة الفكاهة وجوداملرسحي النجاح بهذا السينما عن عوضني الذي هللا حمدت نجاحها، رأيت فلماخشبة ويف بتاتا، الشاشة أهجر أن عىل الحني ذلك من نيتي عقدت ولهذا الهائل،إىل الوصول عىل املتلهفة لروحي وغذاء الفنية لشهوتي وإطفاء يل، متسع املرسحإيل تقدم التي السينمائية العروض جميع رفضت ثم ومن اإلمكان، بقدر الكمال

العديدين. الفن رجال ومن املاليني من كثريون بهاانتصارا األخرى هي فكانت ست»، يعاند «مني أخرجت قراقوش» «حكم وبعدوحل حسن، بقبول تقبلها املتفرج أن إال «الناعم»، النوع من كوميديا أنها مع يللنا هيأت وهناك قربص، جزيرة إىل وقصدنا بديع زمييل ذراع فتأبطت الصيفنفتتح أن عزمنا يف وكان العادة»، فوق «مندوب رواية وضع الصالحة الظروف

163

الريحاني نجيب مذكرات

التي (قسمتي)، رواية وضع من مكنتنا املواتية الظروف ولكن ،١٩٤٦ موسم بهابأن وأعرتف لنا. احتياطي بمثابة األوىل الرواية وأبقينا املوسم، ذلك بها افتتحنا

االحتياطي. يسمى بما فيها أحتفظ حياتي يف مرة أول هي هذهرواية إخراج يف فكرت العادة» فوق و«مندوب «قسمتي» الروايتني عرض وبعدالزميل مع واشرتكت لها الالزمة العنارص فأعددت املوسم بها نختم استعراضية

عفريت». كف عىل «الدنيا اسم عليها أطلقنا أن بعد وضعها يف خريي بديع

ثالث فيلم

أرتدي كنت وبينما املرسح، عىل الرواية تلك إلخراج نستعد كنا التي األيام أحد ويفبديع، زمييل املتحدث وكان التليفون جرس دق الربوفة يف املمثلني ملوافاة مالبيسرسيعا. رؤيتي يود مديره سالم أحمد األستاذ وأن مرص، أستوديو يف أنه يبلغنيأتوسع أن وقبل كال. فقال الرغبة؟ هذه أسباب عىل يطلعك ألم بديعا: فسألتفاهمني؟ أنت … «األرزيز» بوق سالم األستاذ تناول بديع من معلومات طلب يفوسمعت الذكر! أهل واسألوا اللغوي، املجمع بلغة التليفون هو واألرزيز … األرزيزمأموريتي يسهل ولكي ساعة نصف أقصاه موعدا يل يرضب سالم أحمد األستاذ

املوعد. هذا قبل منزيل أمام ستكون سيارته أن أبلغنيمدير بأن شك ال أسداس. يف أخماسا أرضب ورحت مالبيس، ارتداء وأكملتواال شطرنج، مباراة يف معه ألشرتك الرسعة هذه بمثل يطلبني لم مرص أستوديوهذا وأن االستدعاء، هذا اقتىض عمال هناك أن إذن فالبد أمريكاني، دومينو عرشةيزعجني، السينما يف التفكري مجرد كان لقد لألستوديو. فيلما إال يكون لن العملقضيت ولذلك معهم، اشرتكت ممن قاسيت وبعدما مىض، فيما منها رأيت بعدماظهوري عن «بذوق» االعتذار طريقة يف مفكرا األستوديو، وبني منزيل بني الطريق

ربنا!! السينما وبني وبينا … املرسح علينا وبزيادة الشاشة، عىلوبديع نجيب وحسني سالم أحمد األستاذ لقيت وهناك األستوديو ووصلتاملتبادالت واملجامالت الطيبات، التحيات وبعد السالم، عليكم عليكم. سالم خريي.يرس أنه سالم األستاذ من فهمت حكمت)، القافية فصحاء يا اخوانا يا (معلهشبه أجيب ما أجد ولم الراس!! يف الفاس وقعت آه … يل فيلما يخرج أن األستوديو

164

والسينما املرسح بني

أوقاتي كل تستغرق وأنها جديدة مرسحية رواية بإخراج ذاك إذ مشتغل أنني غريمنها. أنتهي حتى فأمهلني

ستكون بيننا التعاون روح أن سالم األستاذ فيها يل أكد مناقشة بيننا ودارت«الحمرقة»، يف الرغبة أو الرتدد بعض ناحيتي من أحس أنه ويظهر وثيقة،اسمك يلوكون بدءوا الناس إن معناه ما يل قال أجهلها، كنت بحقيقة فصارحنيبطريقة نفسك عن الدفاع إىل يدعوك واجبك وإن السينما، يف الفشل معرض يفألن طريقك، غري عن أتى املايض الفشل أن عىل القوم ألولئك الدليل فقدم عملية،

مرص. ستوديو يف وجود لها يكون لن سبيلك عليك أفسدت التي العواملخالل من شعرت وقد سيما ال إلقناعي، كافيا وغريه الحكيم الكالم هذا كانأن يل تبني كما تمليه. التي هي الرصاحة وأن فيه، تتمثل الصداقة روح أن الحديثالنجاح إىل الوصول األسمى، وغرضه األول، هدفه يجعل أن إىل يرمي كان محدثيوللهيئة بل — وحدي يل ال أثره يعود الذي النجاح … املتباينة االعتبارات كل دونيف االشرتاك عىل املبدئي باالتفاق الجلسة هذه وانتهت إدارتها. عىل يرشف التي

عفريت». كف عىل «الدنيا رواية من االنتهاء بعد الفيلم إخراج

السينما إىل عدت ملاذا

ألننا اإلقدام، عىل يل مشجعا نجاحه فكان األخري» «الحل فيلم ظهر األثناء هذه ويفحيث من العمل إىل ينظر بدأ أنه هي مطمئنة، طيبة ناحية الجمهور من رأيناعىل الكبري اإلقبال هذا إن أقول به. القائمة الشخصيات حيث من ال الفنية قيمتهيالزمني كان الذي الرتدد شبه مخيلتي من وطرد طمأنينة، زادني األخري» «الحلاألستوديو إىل ذهبنا ثم السيناريو فكرة وضع يف بديع مع واشرتكت مشاهدته، قبلبعدهما قابلناه يومني أمهلنا ولكنه فكرتنا، عليه فعرضنا سالم، أحمد األستاذ ولقيناعلينا قص ثم فرتة. غيابه تستدعي ألعمال أوربا، إىل الغد يف قائم أنه منه فعرفنايف غضاضة أجد وال نضعه، الذي للسيناريو أساسا جعلها مفضال جديدة فكرةكان! إنسان ألي قصة فيها استحسنت التي األوىل املرة كانت هذه بأن الترصيح

سيناريو بناء عىل النية فعقدنا الفكرة، هذه صالحية عىل بديع ووافقنيكان اختيارنا أن إىل هنا أشري أن وأود كان. وقد أساسها. عىل خري» يف «سالمةاسم عليه فضل سالم األستاذ ولكن الفيلم، عىل إلطالقه «أفراح» اسم عىل وقع قد

165

الريحاني نجيب مذكرات

أن بعد أوربا إىل سالم أحمد األستاذ وسافر برضه، … كان وقد خري» يف «سالمهصدمت أنني ألذكر وإني للفيلم. مخرجا بصفته مصطفى نيازي لألستاذ سلمناقبله. مخرجني من لدغت ألنني مستحب، غري بترصيح الحني ذلك يف الفتى هذاعرفت العمل يف وباالختالط الوقت بمرور ولكن مرتني!! مخرج من املمثل يلدغ وال

لفنه. مخلص كفء فهو تقديره يف السابق بخطئي فاعرتفت نيازي، قيمةوضع فيها عالجنا ونيازي بديع وبني بيني متتالية متعددة اجتماعات وكانت

وحوادثه. موضعه وربط السيناريومن تم أن بعد أنه وهو منهم، واحد عليه يقف لم رسا للقراء أكشف وهنالم الفيلم من أجزاء هناك كانت خمسه، إال يبق ولم أخماسه أربعة الفيلم تصويرما فيهش واليل … املرسحية رواياتنا يف نفعل كما تماما. بعد تأليفها من ننته

يخلهش!من عهد به يل يكن لم التام التفاهم من جو وحولنا الفيلم عمل يف ورسناوآراء ثاقبة، بأفكار عاوننا ما وكثريا واجبه، حدود يف يعمل املخرج كان فقد قبل،فرضا يؤدي أنه يشعر منا وكل سويا، العمل نواصل الثالثة نحن فكنا ناضجة،

النجاح. عىل والحرص اإلخالص إليه يدفعه واجباالنهار، وأطراف الليل آناء الكامريا أمام الوقوف آالم من ننتهي أن وقبلاألعزاء نصائح عىل نزوال قديمة بروايات فاقتحمته املوسم ولهلبني املرسح. استلمنيالتفكري وبني بيني يحل لم ذلك ولكن املتفرجني. من املحبني واقرتاحات اإلخوان من

حليوه». كنت «لو الجديدة الرواية يف الزميل معبلة الطني زاد والذي طريان، حاتطري كانت الغلبان، املخ أبراج فإن ذلك ومعوهجها تحت أقف كنت التي األضواء أثر عىل باألستوديو العمل نهاية يف أصابه ماهللا أن ولوال أسوان، خزان لكهربة مبالغة غري من تكفي والتي الطويلة، الساعاتففارقني عرضه عىل املرض منهم اختىش الذين األصدقاء األطباء بعض يل قيضالذي الدويل الرمد مؤتمر عىل نفيس لعرضت ذلك لوال أقول … عليه مأسوف غري

اإلخوان. يف والربكة … سليمه جت هلل الحمد ولكن بالقاهرة، عقد

املنصورة لتحيا

الفرقة مع أمضيت حيث ودمياط واملنصورة طنطا بني بعدئذ أتنقل أن الحظ وشاءأن وأريد وسواريه) (ماتينيه حفلتني األوىل يف أحيينا املدن، هذه من كل يف ليلة

166

والسينما املرسح بني

املنصورة مدينة يف استقبل القراء، أيها يديكم بني اآلن املاثل الفقري أن هنا أثبت«سالمه فيلم أن إىل عائد الحفاوة هذه منشأ أن ويظهر ينتظره. يكن لم استقباال— الكرام املنصوريون — فأرادوا نزورها، أن قبل املنصورة يف عرض خري» يفتلك فقابلوني به، اشتهروا الذي التكريم، ألوان من لونا «ملحسوبهم» يظهروا أنمجال كل يف لهم الشكر برتديد لساني جميلهم أطلق وقد أنساها!! ال التي املقابلة

للختام. مسكا ليكون مذكراتي يف وأثبتهاملرسح عىل أظهر كدت فما العادة)، فوق (مندوب رواية قدمنا املساء ويفأجله. من الشكر عن بعجزي أعرتف عمل وهذا دقائق. بضع التصفيق استمر حتى

املنصورة». «فلتحيا غري: أقوله ما أجد ال كنت وإنالتي الثالثة األيام أن أعرتف أن ويصح األربعاء، يوم يف القاهرة إىل وعدتومخي فكري فيها اسرتاح الوجوه، بعض من إجازة بمثابة كانت خارجها قضيتهاعيني نصب واضع وهاأنذا إياه، العمل أفقدني ما بعض تعوضني أن أرجو راحةهللا وأرجو بديع وصديقي أخي مع باالشرتاك حليوه» كنت «لو جديدة رواية وضع

السابقات. أخواتها لستة إىل فنضمها الفالح لها يكتب أن

نتيجة

هذه أدفع أن وقبل مكمنه يف القلم أضع أن قبل لحظة أقف العزيز قارئي يا اآلناملطبعة. إىل الخاتمة

حياتي عىل نرشت ما قرصت أنني وهو منه، البد حديث يف وإياك ألتذاكر أقفظروف تقتضيه كانت خفيفا مسا إال الشخصية الحياة أمس ولم وحدها العمليةوكأنها كتابتها حني ناظري أمام تمثل الحوادث ذكريات كانت وكم والرشح، الرسد

سنوات. وقوعها عىل مىض أنه مع فيه أكتب الذي اليوم حوادث من كانتكأسها جرعتني أن وبعد ومرها، حلوه الحياة من تذوقت أن بعد … واآلناسمي الواضع أنا وأعرتف أقر كله ذلك بعد — يقولون كما — الثمالة حتىبي، مرت التي التجارب جميع من خرجت أنني الريحاني نجيب أدناه بخطيأتبادل الذي املغرم املحب وهو يشء، كل هو صديق واحد، بصديق منها خرجت

عميل!! هو الصديق ذلك … األكيد واإلخالص الشديد الوفاء وإياه

167

الريحاني نجيب مذكرات

غيور أنها أوال ومحاسنها، أوصافها كملت التي الفاتنة باملعشوقة أشبه إنهإذا أما لها، وفيا دمت ما وفية فهي معنى، من الكلمة هذه يف ما بكل غيور …يل وتقلب أنيابها، عن تكرش إنها الليل وسواد فالويل بخيانتها النفس حدثتنيوالجديد. القديم وتطلع وتثور، وتفور وتزبد، وترغي وتتنكر، تتنمر املجن ظهرعيل مقبال والحظ يواتيني النجاح أجد لعميل أتفرغ حني فإنني السادة، أيها نعمطائشا غراما الظروف يل ساقت إذا أو … آخر يشء إىل بقلبي اتجهت إذا أما …

باهلل. والعياذ … لهما منفضة رأيس من ليجعل … نعليه يخلع فإنه …فنتذكر خريي بديع الصادق باألخ أجتمع حني الذكريات تعاودني ما وكثرياويقدر يقدرنا جمهورا اكتسبنا إذ املكافأة حق كوفئنا بأننا ونعرتف املايض، شئونمعلهش ولكن مرص يف األديب حظ هو املادية الناحية من حظنا كان وإن عملنا،نؤديها رسالة علينا بأن نشعر أننا هو يهمنا ما وكل هلل، والحمد مستورة … برضهأننا فرضنا لو وحتى التأدية، هذه عىل وكوفئنا كاملة أديناها وقد املحبوب للوطن

الواجب. أداء وبني بيننا ليحول ذلك كان فما نكافأ لمإليها وما العواطف أن أعتقد أصبحت أنني وهي أخريا أبثها التي العربة بقيتبعض يمارسها وتجارة، ولعبا لهوا إال ليست املنمقة واالصطالحات الكلمات من«املعددة» تفعل كما تماما اإلدراك، وقارصي السذج عقول عىل بها للضحك الناسويحرك األكباد يفتت الذي العميق والحزن األىس بعبارات تأتي فإنها املآتم، يفالحزن من ذرة مثقال تجد فال فؤادها قرارة يف تبحث فإنك ذلك ومع الجماد،

واأللم.الجمهور يراه ما ولعل بالعواطف، يختص فيما التجارب إليه أوصلتني ما ذلك

حياتي. يف الراسخ االعتقاد هذا منشؤها رواياتي يف املضحكة املواقف من

واجبة كلمة

األول السبب كان ألنه شكر بكلمة املردنيل توفيق العزيز للصديق مدينا أراني وهناإىل أقرب — الحق يف حياء وال — فأنا املذكرات، هذه كتابة عىل حميل يف واألخري

أريد. ما إىل يسوقني الذي الدافع أجد لم إذا الكسل

168

والسينما املرسح بني

كتابة برضورة البداية يف أقنعني ناصحا توفيق صديقي يف يل هللا قيض وقدفليكن … وحمده هللا بعون منها انتهيت أن إىل النصيحة تلك عىل ونزلت مذكراتي

األعزاء. قرائي يا ووداعا املذكرات. هذه يف يميني تخط ما آخر لتوفيق شكري

169