نبوءات هيرميس الحكيم

I

الترجمة الدقيقة الكاملة ألقدم تعاليم دينية منسوبة لمثلث العظمة

نبوءات هيرميس

الحكمة الخالصة هي الجهد الروحي في التأمل المستمر للوصول الي معرفة اإلله الواحد آتوم

لكن، سيأتي زمان اليطلب فيه أحد بذل جهد في الحكمة بطهارة قلب ووعينة في نفوسهم سوف يحاولون منع الناس من اآتشاف هبة الخلود التي التقدر بثمنإن اولئك الذين يحملون الضغي

فالحكمة ستصير غامضة مغلفة بصعوبة الفهم وستفسدها النظريات الوهمية، وسوف تشتبك في حيل العلوم المحيرة آالرياضة والموسيقي والهندسة

ة، بل آوالء آلتوم،دارس الحكمة الخاصة هو دارس لكل العلوم ال آنظريات مهوم إن اذ أن تلك العلوم تكشف عن البحار، وقوة النيران، وضخامة أجرام الطبيعة تذآي الرهبة أمام إبداع عالم آامل النظام بقوة األرقام، فقياس أعماق

الخالق وحكمتهات المتنوعة في المتعالي، الذي نظم في جمال آل تلك األصو إن أسرار الموسيقي تشهد علي مقدرة ال حد لها للصانع

بنغم جذاب وحدة شاملة، مفعمةحب طاهر آلتوم يؤيده فكر وتوحد قلب، واتباع الخير الذي يريده، هو الحكمة التي التلوثها األهواء الدنيئة أو اآلراء

الفارغةلنقيةغير أني أتوقع أن يأتي في قادم الزمان متكلمة أذآياء، غايتهم خداع عقول الناس البعادهم عن الحكمة ا

وفي تعاليمهم سوف يدعون أن اخالصنا المقدس آان بال جدوي، وتقوي القلب وعبادة آتوم التي يرفعها اليه المصريون ليستا سوي جهد ضائع

مصر صورة للسموات ويسكن الكون آله هنا في قدس معبدهالروحانيةلكن اإلله سوف يهجرها، ويعود الي السماء، ويرتحل من هذا البلد الذي آان مقرا ل

ستصبح مصر مهجورة، موحشة، محرومة من وجود اإلله، يحتلها الدخالء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة إن هذا البلد الزاخر بالمعابد واألضرحة، سيضحي مليئا بالجثث والمآتم

والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء، وستفيض مياهه محملة بالقيح هل يحملك ذلك علي البكاء؟

سيتبع ذلك ماهو أنكيبل بوالء عارم فتفضل باإلقامة في أرضها، البالد التي علمت الروحانية لكل الكائنات االنسانية، وأحبت اإلله يوما فهذه

العنف هذه البالد ستتفوق علي الجميع في، أما وسيعرف المصريون بلغتهم فقط سيتجاوز عدد الموتي األحياء وعدد الذين اختفوا من علي وجه األرض،

اآلخري أعمالهم فلن تختلف عن أعمال األجناس !آه يامصر

لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ، ولن يلقي تصديقا حتي من أبنائك أنت نفسك لن يبقي شيء يروي عن حكمتك اال علي شواهد القبور القديمة

سيتعب الناس من الحياة، ويكفون عن رؤية الكون آشيء جدير بالعجب المقدسوف تصبح الروحانية، التي هي أعظم برآات اهللا مهددة بالفناء، وعبئا ثقيال يثيرا احتقار الغيرولس

األصيل، وال آوسيلة لالرادة يكون العالم جديرا بالحب آمعجزة من خلق آتوم، وال آشاهد عظيم علي فضله ولن الربانية التي تذآي في مشاهدها االجالل والحمد

ستضحي مصر أرملةمقدس سيجبر علي الصمت فكل صوت

وتفضل الظلمة علي النور، ولن ترتفع عين الي السماء سيدمغ الصالح بالبالهة، وسيكرم الفاسق آأنه حكيم

وسينظر الي األحمق آأنه شجاع، وسيعتبر الفاسد من أهل الخيرتتجه الي السماء تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية واالنكار، والتسمع والتصدق آلمات تبجيل وثناء

لقد آنت الشاهد من خالل العقل الواعي علي ماخفي في السماء، وبالتأمل وصلت الي معرفة الحقيقة، وصببتها في هذه

نبوءات هيرميس الحكيم

II

المتونالمتون أسرار االله في رموز انذا هيرميس العظيم ثالثا، أول انسان وصل الي جماع المعرفة، سجلت في هذه ها

أمشاق علي هذه خفية، بحروف مصرية مقدسة، في الصخور، وأخفيتها لعالم المستقبل، الذي سوف يحاول االنسان حكمتنا المقدسة فيه البحث عن

إرشاد هيرميس

تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي، النصبا وال تذمرا، بل انتباها وخلوصا واعيا

أطير مع أفكاري متحررا من جسديلة بال حدودوبينما آنت محلقا، نادتني باسمي آينونة هائ

هيرميس عالم تبحث؟ سألت من أنت؟

قال أنا المرشد، أنا العقل السامي، أنا أفكار اتوم االله الواحد معك أنا دائما في آل مكان

أعرف مكنون قلبك، صانع أنا ألسئلتك الواعية ومهييء أنا االجابة عليها قلت متوسال أرني طبيعة الواقع، وبارآني بمعرفة اتوم

أمامي آل شيء وانفتح الواقع في لحظة ألري المشهد الالنهائي، وذاب آل شيء في النور متوحدا بحب فجأة تغير غامر

لكن النور ألقي ظالال آئيبة رهيبة، تهدر آأنها فيض مياه صاخب، ثم سمعت صرخة ذبيحة، ثم نطق النور بكلمة بعثت الهدوء في اللجة الصاخبة

سألني مرشديية؟أال تفهم سر هذه الرؤ

أنا النور، فكر اإلله األزلي الذي آان قبل هيولي ظلمة مياه اإلمكان آلمتي التي بعثت الهدوء في الصخب هي ابن اهللا، هي فكرة النظام الجميل الذي يتسق به آل شيء مع آل األشياء

الفكر األول هو أبوالكلمة ويوازي في خبرتك االنسانية فكرك االنساني الذي يلد الكالممكن فصلهما حيث ينبجس الواحد من اآلخر، اذ أن الحياة هي اتحاد العقل والكلمفال ي

واآلن، أعمل فكرك في النور، وتوحد معهالنور، تشكل عالما متنوعا بال نهاية، إنه نظر الي آواحد الي واحد فرأيت الفكر وأنا أرتعد قوة ال حد لها في جوهر ثم

ولكنه منضبط بال حدود وتعاظمت دهشتي

ورأيت في ظالم األعماق مياها صاخبة ال شكل لها، نفذت إليها نسمة ذآاء من قوة ربانية وفاضت آلمة آتوم علي المياه الصاخبة لتجعلها حبلي بجميع األشكال

ووجدت العناصر األربعة باتساق الكلمة، واتحدت لتكون جميع األحياءع تدور في أفالآها الي األبدعنصر النار جلي آأبراج النجوم، ومالئكة السموات السب

ثم إن الكلمة رفعت من عناصر الطبيعة، لتعود الي فكر الخالق، تارآة المادة الحية مجردة من الذآاء قال مرشدي

خلقت عناصر الطبيعة، انعكاسا للفكرة أدرآت النهائية الفكر األول التي آانت قبل البداية بمشيئة آتوم، والتي لقدمكانيةاألولي في مياه اإل

تلك هي النماذج السابقة األولي أصول آل شيء في الكون آلمة آتوم فكرة خالقة، وقوة سامية النهائية، تغذي وتخصب جميع األشياء، وتخلق آل شيء

لقد أطلعتك علي آل األمور فماذا تنتظر اآتب الحكمة التي فهمتها بحروف مصرية وانقشها علي حجارة قدس األقداس

دا روحيا ألولئك الذين يستحقون المعرفة فينقذ، آتوم علي يديك االنسانواجعل نفسك مرش مدين أنا بالحمد لألب الواحد، الذي أفاض علي نظرة علوية

وأدعوك آتوم بخشية وتبجيل، متوسال أال أضل طريق تلك المعرفة التي أبدعتها، حتي أرسل النور ألولئك الذين مازالوا في ظالم

نبوءات هيرميس الحكيم

III

التي منحتها فكان هناك من يضحك علي البعد من آلماتي، وآان ثمة من يسجد بين يدي وبدأت الحديث بالقوة وطلبت منهم القيام حتي يتلقوا بذور الحكمة التي أود أن أغرسها في نفوسهم بتلك التعاليم

أنصتوا يامن خلقتم للفناء وان توانيتم في اإلصغاء ستتخطاآم آلماتي لتعود الي المنبع الذي منه أتت

آينونة آتوم

عميقة، تنبثق فقط آهبة تكريم، شتات فكرك، وانتبه بكامل وعيك، لمعرفة آينونة آتوم، إذ أنها تتطلب بصيرة استجمع

االنسان علي المتابعة، تارآة المتعلم والمعلم وراءها آمياه تنحدر في شالل، تفوق سرعتها قدرة إدراك آتوم شاق وتحديده مستحيل،

والفاني إدراك الكامل والخالد بيسر وسهولةفاليستطيع الناقص آتوم هو الواحد الصمد غير متحرك ومع ذلك هو أصل

الحرآة ذاتها اليشوبه نقص

هو الباقي دوما، هو الخالد ابدا هو الواقع الحق آما انه المطلق األآمل األسمي

هو جماع األفكار التي التدرآها الحواس، وال تدرآه المعرفة مهما عظمتم هو الفكر األول، هو أعظم من أن يطلق عليه اسم آتومآتو

هو الخفي المتجلي في آل شيء تعرف آينونته بالفكر وحده، وتدرآه عيوننا في اآلفاق

الجسد له، ولكنه في آل شيء وليس هناك ما ليس هو

ال اسم له ألن جميع األسماء اسمه هو الجوهر الكامن في آل شيء

عرف آل شيء باسم آتومفلنعرفه بكل األسماء ولن هو أصل ومنبع آل شيء

آل شيء له منبع سوي ذات آتوم، التي نبعت من ذاته آتوم آامل، آمثل الواحد الذي يبقي واحدا لو ضرب في ذاته، أو قسم عليها، ومنه تأتي جميع األرقام

الكثرة آتوم هو آل الكل، ويحيط بكل شيء هو الواحد الذي ليس آمثله شيء هو الكل، وليس هو الوحدانية تشتمل علي آل الوحدات، ولكنها ليست األشياء الكثيرة آما تراها متفرقة

بعضها ببعض، يضمها تناسق الوجود حين تراها متعلقة بالواحد، ونابعة من الواحد، يمكنك ادراك وحدتها، يرتبط أما آتوم من اعاله الي أسفله، وتخضع جميعها الرادة

حدة، والقمر واحد، واألرض واحدة، فهل يجوز الظن بتعدد اآللهة؟الكون واحد، والشمس وا هذا محال فاإلله واحد

آتوم وحده هو الباري لكل ماهو ثابت ولكل ما يتغيرإن آنت تظن أن هذا غير معقول ففكر في ذاتك أنت، إنك تري، وتسمع، وتتكلم، وتلمس، وتذوق، وتمشي، وتفكر،

وتتنفس، وليس آل هذا بغريب عنك إن ذلك الذي يستمتع بكل تلك الملكات هو آائن واحد يحملها جميعا

إن أردت أن تعرف آيف خلق آتوم آل شيء، ففكر في فالح يبذر البذور، قمحا هنا، وشعيرا هناك، وشجرة عنب اآلن، وشجرة تفاح بعد ذلك

علي األرض، حيث تنتشر الحياة فكما يزرع الفالح آل تلك المزروعات، فقد غرس آتوم الخلود في السماء والتغير والحرآة

إنهما أعظم ظاهرتين في الكون تشيران الي آتوم ومخلوقاته، آما تنبئان عن آل شيء في الوجودلحياة، بل و يعمل في الطبيعة حسب آتوم أبا ألنه خلق آل األشياء، وليس إنسانا يجاهد لميالد طفل استمرارا ليس

لنشور منقانون الضرورة ليبدع الموت، وا جديد، ويعمل علي دوام الخلق للكشف عن حكمته اعلم أن ما تراه العين أشباح وأوهام

نبوءات هيرميس الحكيم

IV

أما الفكر فهو الحقيقة، وأفكار الجمال والجالل هما أسماها، وأن لم ترها عين وطالما عجزت العين عن رؤية آينونة آتوم فإنها التستطيع رؤية األفكار العظمي التي يتصف بها آتوم وحده

ليس ثمة نقص في آتوم فليس هناك ما يتمناه ليس ثمة ما يفقده آتوم، فليس هناك مايمكن أن يصيبه بالحزن

آتوم هو آل شيء خالق هو لكل شيء

آل شيء جزء من آتوم آتوم خالق ذاته بنفسه وتلك هي عظمة آتوم

يتوقف عن أن يكون آينونته الحقة هي قدرته علي الخلق، ويستحيل أن يتوقف عن الخلق، ويستحيل أن آتوم في آل مكان، فالفكر اليمكن أن يحاصر بسياج، وآل ماهو موجود خاضع للفكر فليس هناك ما يماثله في السرعة

والقوة انظر الي وجودك أنت، وتخيل نفسك في بلد غريب، وستكون هناك بفكرك آما تخيلت

آما تتحرك األشياء فكر في المحيط، وهناك ستكون، ال ألنك سافرت، فأنت لم تتحرك حلق في السماء بال أجنحة فلن يعوقك وهج الشمس أو دوران النجوم

تقدم بفكرك الي حدود الكون إن اردت هل يمكنك أن تشعر بالقوة التي تمتلكها؟

إن استطعت ذلك، فافعل هذا آله، ثم فكر من يكون باريك، وحاول أن تفهم أن آتوم هو الفكرن، فكل شيء هو فكر آتومأنظر آيف جمع آتوم الكو

تأمل الخلق

سل آتوم أن يبعث شعاعا من ضيائه ليمنحك القدرة علي فهم آينونته العلية بفكرك، حيث اليفهم ما خفي عن الحس إال

بالفكر الذي هو خفي أيضافي العالم متجليا بال تحفظ لم تكن تري األفكار، فهل تتوقع أن تري آتوم؟ أنظر بفكرك إذن وسوف يظهر لك فاذا

أجمع، فتري صورته بعينيك وتلمسها بيديك هل تعتقد أن آتوم خفي؟

فليس هناك ماهو أآثر وضوحا من آتوم! التقل ذلك لقد خلق آل األشياء بحيث تراه من خاللها

هي رحمة آتوم العظيمة التي جعلته ظاهرا في آل شيءف العقل باألفكار، آذلك يعرف آتوم بخلقهفيمكن أن يعرف آل شيء حتي ماهو غير المادي، ومثلما يعر

آتوم هو صانع األبدية المطلق، ينسج آل شيء في نسيج الواقع، وحيث أن الخلق منظور نستطيع رؤية الخالق، وهذا هو غرض الخلق

وحيث أنه اليتوقف عن الخلق، فهو أبدا ظاهر للعيان، حتي نفكر، ونتعجب، ونعلم أننا قد بورآنا بمعرفة األبكر بعقلك آي تعرف آينونة آتوم، وتراه بعينيك، وتري أي نظام بديع في الكونتف

الضرورة هي التي تحكم آل ما تري، والخير واالحسان في آل ما آان وفي آل ما سوف يكون أنظر إلي الحياة التي تمأل المادة وأشهد آتوم في تردداتهافوانهتأمل الكون في جسده القديم، والذي يتجدد أبدا في عن

وانظر الي الكواآب الدوارة في الزمن األبدي، والي نيران السماء الروحية التي تحيلها الشمس ضياء وتشع بالخير علي العالم

انظر الي القمر المتغير أبدا يحكم الميالد، والنماء، والفناءاألبراج والكواآب انظر الي النجم القطبي، اليشرق، واليغرب، لكنه ثابت في نقطة علي محور تدور حوله

أنظر الي الشهب التي تدعي نجوم النبي تظهر عدة أيام من بيتها الخفي تحت دائرة الشمس عندما ينتظر العالم مصير جديد

فمن ذا الذي يحافظ علي مثل هذا النظام البديع؟ الشمس أعظم مالئكة السماء، إنها آملك يقدم اليه اآلخرون فروض الوالء

القوي يخضع بتواضع، لتدور فوقه الكواآب الصغيرة، فمنذا الذي يطيعه هذا المالك بخشية؟إال أن ذلك الملك

نبوءات هيرميس الحكيم

V

وآل نجم يسبح في مداره في الكون، فلماذا التسير جميعا في مدار واحد؟ ومن ذا الذي آلف آال منها بمداره؟

النجم القطبي يدور حول نفسه، ويحمل معه الكون بأآملها الواجب؟فمن ذا الذي أسند اليه هذ

ومن ذا الذي أرسي األرض وجعلها شواطيء للبحار؟ البد أن يكون لكل هذا صانع وسيد واليمكن أن تكون قد حدثت بذاتها

آل األنظمة البد أن تخلق، واليخرج عن ذلك القياس سوي ماهو حادث بالصدفة إال أن انعدام النظام في حد ذاته طوع للسيد الذي يفرض عليه النظام

ن من الممكن أن نكتسب أجنحة نطير بها بين السماء واألرض، فسوف نري األرضآا إذا الصلبة، واألنهار الجارية، الدوارة، والسماء الحاضنة تحيط بكل شيء والرياح الجوالة، والنيران الثاقبة، واألنجم

يتحرك في آل مامحموال علي ومضة واحدة الدراك المحرك غير المتحرك، الذي فأية سعادة أن نري آل ذلك يتحرك، الخفي الذي يتجلي في آل أعماله

تأمل للحظة آيف تأتي لك أن تخلق في الرحم فكر في صنع القادر وابحث عن الصانع الذي ابدع جمال صورة الخالق

فمن ذا الذي أدار حدقة عينيك؟ ومن ذا الذي فتح أنفك وفمك وأذنيك؟

ومن ذا الذي مد اربطتك وربطها ببعضها؟ذا الذي انشأ عظامك وآسي لحمك بالجلد؟ ومن

ومن ذا الذي سوي أصابعك وبسط قدميك؟ ومن ذا الذي شكل قلبك وجوف رئتيك؟

ومن ذا الذي جعل جمالك ظاهرا، وأخفي قبح أمعائك؟ آم من الصنائع صنعت، وآم من األعمال أبدعت لتجسيد المخلوق االنساني؟

اء ذاتها دون عمل ناحت أو راسمفال التماثيل وال التصاوير تحدث من تلق أفال يكون لهذا العمل المتعالي من خالق؟

الكون الحي العقل األول الذي هو حياة ونور، خلق عقل الكون

والعقل األول ثابت اليتحرك، خالد اليتغير، يحتوي علي عقل الكون الذي التدرآه الحواسون الخالد، آأنه انعكاس في مرآةوالكون الذي تدرآه الحواس، هو نسخة وصورة من عقل الك

فأول الخلق بال بداية آتوم، وثاني الخلق الكون، مخلوقا علي شاآلة آتوم، خالد أبدا وألن آل ما في الكون هو جزء منه، فمن المستحيل أن يموت

والكون هو الحياة بأجمعها ومن أساس الحياة األول، لم يوجد شيء إال وينبض بالحياة

ون في الكون أبدا ماهو ميتفلم يكن، ولن يك آتوم هو النور، ومصدر الطاقة الخالد أبدا، مانح الحياة ذاتها أبدا، والتي يحكم مددها قوانين الكون الخالدة

ويستحيل عليها أن تتوقف أو تفني، تضمها الكون هي في الطاقة الخالدة أبدا، والتي تتبع منها آل أشكال الحياة، آينونةاة األبديةوتربطها قوة الحي

ويمنح الكون هذه الحياة لكل األشياء التي يحتويها، فاألبدية تمنح الكون الحياة، والكون بدوره يمنح الحياة لكل ما فيه والعقل والروح تجسد للنور وللحياة، وآل شيء يتحرك بقوة الروح

وجسد الكون الذي يحتوي آل األجساد مشبع تماما بالروحلها، والعقل ينبع بتمامه من آتوموالعقل يضيء الروح بكام

الذي هو الكون، والذي يمنح تمأل وتحيط بجسد الكون بكامله، وتمنح الحياة للمخلوق العظيم الكامل الحي والروح بدوره الحياة لكل المخلوقات األدني التي يحويها

والكون هو الكل الذي يولد ويغذي آل مكوناته آاألب الذي يحدب علي أبنائهالكون قوامه من إحسان آتوم، وتلك هي قوة الخلق العظمي الحقيقية، فالكون صورة آتوم هو الخير المطلق، ويستمد

فكذلك الكون هو خير

نبوءات هيرميس الحكيم

VI

دورة الزمن

بمعني ما، فالكون اليتغير، إذ تخضع حرآاته لقوانين ثابتة تجعله يدور الي االبد بال بداية أو نهاية

ديد مرة بعد مرة، في نبضات الزمن التي التفتروأجزاؤه تظهر، وتختفي، وتخلق من ج ومن خالل الزمن تنتظم الحياة وتستمر

ويجدد الزمن آل شيء في الكون بدورة التحوالت التي يضبطها مالئكة السماء يعودون ابدا الي مواضعهم في دورانهم السرمدي

ينبثق الحاضر من الماضي، وينبثق المستقبل من الحاضرشياء بهذه الديمومةوتتوحد جميع األ

والزمن آالدائرة، تتصل نقاطها حتي أنك التستطيع تحديد أولها من آخرها، حيث تتبع آل نقطة ما يسبقها وتتبعها ما تلحقها إلي األبد

ليكون، وحتي الحاضر اليستمر، أن هناك فهما أعمق، حيث ينسلخ الماضي واليكون أبدا، والمستقبل لم يولد بعد إالالقول بوجوده إذا لم يكن ثابتافكيف يمكن للحظة واحدة؟

المالئكة

والقمر، واألفالك السبعة التي تحكم المصير، والكواآب الخمسة المرئية والشمس خلق عقل الكون من النار والهواء،

تحكم مداراتها عالم الحواس وهذه القوي الكونية تدرك بالفكر وحده، وتسمي المالئكة، وهي تترأس العالم

يرأسها مالك المصير الذي يعمل علي تحوالت األشياء تبعا لقانون النماء الطبيعي، ليخلق من الواقع الدائم الثابت و عالما مطرد التحوالت

ويحكم آتوم المالئكة السماوية، ويمتح منها في المادة قبضا الينقطع من الروح والمادة رحم خصب يحمل آل شيء

وتحولها طاقة الروح دوما من شكل آلخروتتشكل المادة في آل األشكال، ويشرف آتوم علي هذه التحوالت بحيث يقدر لكل شكل روحا تناسبه في مقام الكائنات

واألرض هي مستودع آل المواد التي تعطي، ثم تأخذ بدورها الحياة من األعاليضيضوالشمس رع توحد السماء واألرض، وترسل طاقتها من األعالي، وترفع المادة من الح

ويجتذب رع الي ذاته الحياة، ويهب الحياة من ذاته بال توان، يمنح الضياء للجميع واليقتصر نفع رع علي السماء وحدها، بل يحيط أيضا بأعماق األرض الخفية وهو ليس آآتوم النور الخفي الذي اليدرك إال بالعقل وحده وبالتأمل الواعي

تليه بأبصارنا ينشر الضياء في الكون،رع في الزمان والمكان، ويمكن أن نج ويوجد يحتل المرآز، ويلتف به الكون آإآليل يستضيء به من آل الجهات

آقائد عربة ماهر بمقود من ضياء، الكون سائرا في مداراته ولكنه اليسمح له بأن يضل، فقد ربط الكون إليه ويدع رع يمنعها من االندفاع في فوضي

ي عن السماء، وآما يمنح الخالق الحياة للكون يمنح رع الحياة للحيوان والنباتوالشمس صورة من الخالق المتعال الحواس، فانها صادرة من ضياء مصدر الضياء المرئي، واذا آان هناك ماهو أشبه بالمادة التي التدرآها وجسده

الشمس، أما آنهها وآيف تشع فآتوم وحده يعلمآل النباتات لتثمر ثمارها األولي التيالشمس دوما ضياء وحياة، حيث يغذي رع وتصب نتجت بضيائه وبيديه

القويتين أخرج العطور الحلوة من أزهارهاإن أرواحنا تتغذي بنفس الطريقة آالزهور السماوية بنور آتوم وحكمته، وفي المقابل علينا أن نكرس في خدمته آل ما

ينمو في داخلنا

نبوءات هيرميس الحكيم

VII

تراتب الخلق

خلق آتوم عقل الكون،

قل الكون خلق الكون،وع والكون خلق الزمن، والزمن خلق التغير

جوهر آتوم هو االحسان األول، وجوهر عقل الكون هو الثبات والمثلية،

وجوهر الكون هو النظام الجميل، وجوهر الزمن هو الحرآة، وجوهر التغير هو الحياة

يعمل آتوم بالعقل والروح،

ويعمل عقل الكون بالخلود والدوام،يعمل الكون بالبدء والعود،و

ويعمل الزمن بالزيادة والنقصان، ويعمل التغير بالكيف والكم

وعقل الكون في آتوم،

والكون في األبدية والزمن في الكون، والتغير في الزمن

عقل الكون مرتبط أبدا بآتوم،

والكون مكون من األفكار التي في عقل الكون

وعقل الكون صورة من آتوم،ون صورة من عقل الكون،والك

والشمس صورة من الكون، واالنسان صورة من الشمس

خلق اإلنسان

الخالق الذي ندعوه آتوم لعجزنا عن تسمية أفضل عندما خلق المالك الثاني الذي هو الكون آان مبتهجا

لقد آان خلقه جميال مترعا باالحسان فأحبه آابن لهوق قادر علي االعجاب بجمال خلقهولرحمته أراد آتوم أن يكون هناك مخل

فخلق بمشيئته االنسان آي يقلد حكمته الربانية وحبه االلهي وسأل آتوم آل مالك في السماء ماذا يمكنك أن تقدم لإلنسان الذي سوف أخلقه؟

فقالت الشمس إنها سوف تسطع طوال النهار تغذي بالضحكة والفرحة عقول الفانين والعالم أجمعن يمنح االنسان النوم والصمت ويضيء الليلووعد القمر بأ

وقدم زحل العدالة والضرورة وأعطي المشتري السالم وتولي المريخ الصراع

والزهرة تطوعت بالحب والبهجة أما عطارد والذي يدعي ايضا هيرميس فقال

نبوءات هيرميس الحكيم

VIII

نفع االنسانيةسوف أعمل علي أن يكون االنسان ذآيا، وسوف أنقل له الحكمة ومعرفة الصدق، ولن أتواني عن وسر آتوم عندما سمع تلك الكلمات وقال آلمته بان يخرج االنسان للوجود

العقل الكلي الذي هو حياة ونور، خلق االنسانية التي حملت صورته، ووجد مسرة في خليقتهكة باهتمام وحب لقد ارتبط االنسان بوشائج قربي للمالئكة فبجلها بالتقوي واألفكار القدسية، في حين نظر اليه المالئ

ورحمةيرتبط باألرض مالم يكن له درع مادي أول األمر آان االنسان روحانيا وخالدا، ولكن آتوم رأي أن خلقه الجديد لن في

يمنحه جسدا فانيا وروحا خالدة وهكذا خلق آتوم الطبيعة، وبكلمته خلق شكل المرأة، وآانت حلوة حتي ان المالئكة صعقت من جمالها

الطبيعة سيدة العالم وجعل آتوم وتوحدت مع ذاتها حتي أنتجت آل البذور التي خلقها آتوم وبذرها بيديه علي األرض التي هي أم لكل المخلوقات

األرضية وامتألت األرض حبا لالنسان، وضمته إليها حتي توحدا بالحب

صادر خلقهوامتزج فيه الفاني والخالد، حتي يستطيع االنسان أن يقوم بواجبه نحو آل من م أوال، أن يخدم اهللا بتقديس وتسبيح مافي السماء،

وبان يخدم بعضهم البعض، أن يرعي ما علي األرض بزراعة التربة، ومالحة البحار، والبناء علي األرض، وثانيا وهي اقوي الروابط التي تصل االنسان باالنسان

بالعاطفة والفرح والسرور والشوق وبكل الحب السماوي ثم إن آتوم سيد الخليقة وهب االنسان قدسية التناسل المفعمة الذي هو من آيانه

آان علي أن أوضح طبيعة تلك الرابطة المقدسة التي تربط الرجل والمرأة معا، مالم يكن آل منا قادرا علي ممارستها، واستكشاف أعمق مشاعرها

فتأمل تلك اللحظة السامية، عندما يتوحد آل جنس مع اآلخردهما ويتعلق اآلخر بشغفيمنح اح

وفي لحظة اختالط الطبيعتين تكتسب األنثي قوة الذآر، ويسترخي الذآر في أحضان األنثي وهذا الحدث الحلو المكرس الذي نحتفي به يتم في خفاء

فلو انه تم علنا امام عيون دنسة، فقد يسخر الجاهل، وسوف تنسحب القوي الربانية من الجنسين حياء

االنسانمولد حضارة

لقد تأملت االنسانية في تقوي جمال وديمومة الخلقالقوي الكوآبية مساراتها الثابتة البديعة يغمرها الضياء، وجالل الليل المظلم تضيئه المصابيح االلهية، وتتبع السماء

باسرارها في السماء، تبعث النماء في األحياءلق، واراد ان يخلق هو أيضا أشياء في حد ذاتهاونظر االنسان بعجب وتساؤل بعد ان الحظ تحفة الخا

وسمح الرب ان تشارك مالئكة الكون االنسان بشيء من قواهامشيئة آتوم، باالسهام بقواهم ان العالم من صناعة آتوم، فقد تعاون آل من حمل مسئولية في إظهار جماله مع وحيث

ذي أراده لها آتوممسار نموها ال بالرعاية والعمل اليومي لجعل األشياء تتخذ الصدفة هي الحرآة بال نظام، والمهارة هي قوة خلق النظام

فيعم النظام األرض بالمعرفة االنسانية، وبتطبيق العلوم والفنون، اذ رأي آتوم أال يكتمل العالم حتي يلعب االنسان دوره

المالك األآبر ايزيس حتي يمنحانا لقد بارك آتوم صانع الكون األرض لفترة حياة والدنا األعظم أوزير ووالدتنا المعونة التي نحتاجها

فأهديا لألرض الدين الرباني وأوقفا المذابح بين الناس، وأقاما شعائر العبادة توافقا مع القوي المقدسة للكون أقاما المعابد، وقدرا قرابين التقرب للمالئكة التي آانت أسالفهم

ووهبا اعطيات الطعام والمأوينسان تحنيط أجداث موتاه الفانين آي التبليوعلما اال

وبعد أن عرفا قوانين آتوم السرية سنا القوانين للناس وقدما للناس مالك العهد المسئول آأساس للتعهدات والثقة المتبادلة

نبوءات هيرميس الحكيم

IX

ووضعا أصول قبول وتدريب الكهنة المتنبئين، حتي يغذوا بالحكمة أرواح الناس، ويعالجوا أمراض الجسد بفنون شفاءال

االنسان أعجوبة

آتوم هو األول والكون هو الثاني

واالنسان هو الثالث آتوم واحد،

والكون واحد وآذلك االنسان مثله مثل الكون آل واحد من أجزاء مختلفات

لقد صنع الصانع االنسان ليشارآه الحكم، واذا قبل االنسان هذا العهد بالكامل، صار مصدرا للنظام في العالمف االنسان ذاته فيعرف الكون، بالوعي بأنه صورة آتوم وصورة الكونقد يعر

ويختلف عن غيره من المخلوقات الحية األخري من حيث انه يمتلك عقال وبالعقل يمكن ان يتوحد مع الكون، الذي هو المالك الثاني، وبالفكر يمكن ان يصل الي معرفة آتوم اإلله الواحد

الص، آما لو آان حديقة مسورة، تحميه وتعزله، حتي يمكنه العيش في سالموجسد االنسان يحتوي علي عقل خ ولالنسان طبيعة مزدوجة فهو فاني الجسد خالد الذآاء

يعلو علي السماء، ولكنه ولد عبدا للمصير مزدوج الجنس هو مثل ابيه

ساهد هو مثل ابيه ولكنه محكوم برغبات جسدية، تائه في قبضة النسيان

ن بين آل ما له روح له طبيعة ثنائية،االنسان فقط م احدهما يدعي صورة آتوم وهو فرد، الينقسم، وروحاني وخالد، واآلخر مصنوع من مواد العناصر

أحدهما يأتي من العقل األول، وله قوة الخالق، وقادر علي معرفة آتوم، واآلخر موضوع في االنسان بفعل دورات السماء

انية، فمن بين جميع المخلوقات اليخالط الرب سواه،هو أآثر الكائنات رب واالنسان يتحدث اليه في األحالم ليال، شكل أمعاء الحيوان وهمسات السنديان ويعلمه نبوءة المستقبل في طيران الطير، وفي

وآل المخلوقات األخري التسكن سوي منطقة واحدة في الكون، فالسمك في الماء والحيوان علي األرض، والطير في اءالهو

لكن االنسان يخترق آل تلك العناصر، وبثاقب نظره يمكن ان يري السمواتالمالئكة لن يخرجوا عن حدودهم يفوق مالئكة السماء في الكالم بال خوف، أو علي األقل يكافئها، حيث ان واالنسان

يترك مكانه في األرض قادر علي الصعود الي السماء دون ان السماوية ليهبطوا الي األرض، لكن االنسان قواه تستطيع االحاطة بشاسع المسافات

وبمشيئة آتوم صار االنسان مزيجا من خلود الربوبية، وفناء المخلوقات هو أآبر من أن يكون مجرد انسان فان، واعظم من ان يكون مجرد آائن خالدواحدا منهم، وقد عرف المالئكة ألنه علم االنسان اعجوبة تستحق التشريف، والتبجيل، فله صفات المالئكة آما لو آان

انه نشأ من نفس األصل ويرفع الي السماء عيونا مألي بالتقوي، ويفلح األرض تحت أقدامه

وقد بارآه الرب بأن يكون وسطا، فيحب آل ماهو أدني ويحبه آل من هو أعلي واثق في ربوبيته فهو يستطيع أن يلقي عنه طبيعته االنسانية

واصل مع الكل، فحدة فكره تنزل به الي أعماق البحار، وال تبعد عن حكمته أقطار السمواتيستطيع أن يت وذآاؤه يخترق العناصر، فالهواء بضبابه الكثيف اليعمي رؤي عقله، وحجب األرض وأعماق المياه التغشي ثاقب

بصره االنسان آل شيء

االنسان في آل مكانية، آما يستطيع منح هذا النوريستطيع االنسان تلقي نور الحياة الربان

نبوءات هيرميس الحكيم

X

يستطيع االنسان ان يرتفع الي مصاف المالئكة، آما يستطيع ان يخلقها بفكره وآما قدر آتوم ان يكون داخل االنسان مخلوقا علي شاآلته هو، آذلك نخلق نحن علي األرض المالئكة علي شاآلتنا

اال يستحق ذلك العجب؟انهناك اذن ثالثة آتوم، والكون واالنس

آتوم يحتوي الكون، والكون يحتوي االنسان الكون ابن آتوم، واالنسان ابن الكون وحفيد آتوم

فقط آان هدف حياة االنسان وخالصه اليتجاهل االنسان، بل يعيه تماما مثلما يريد ان يعيه االنسان تماما، ولذلك آتوم هو الصعود الي السماء ومعرفة آتوم

البروج والمصير

الخالق هذا الكون البديع المنظم، اراد ان ينظم العالم ايضا، فأرسل خلق عندما االنسان المخلوق الفاني الذي ابدع علي

العالم صورة الكيان الخالد آي يصبح زينة وعمل االنسان هو اآمال عمل آتوم

فقد صنع ليري الكون بخشية وعجب، ويعلم خالقه وفي مبدأ األمر شكت المالئكة قائلة

عت في خلق االنسانية، فهم ينظرون بعيون متسائلة، ويسمعون ماال يحق لهمتسر لقد سماعه، وتمتد ايديهم بوقاحة، الصخور، ويشرحون الحيوانات األدني، آما يشرحون بعضهم فيحفرون عند جذور النبات، ويتحرون خصائص

، وسوف يقطعونيبحثون الآتشاف آيف تأتي لهم ان يعيشوا، وماذا خفي عنهم البعض ايضا، وسوف غابات مواطنهم يفتشوا في أعماق األرض ويقلعون في البحار ليعلموا ما وراءها، وسيحفرون المناجم آي

وقد يكون آل ذلك محتمل ولكنهم سيأتون بماهو أنكي، فسوف يبحثون في العالم العلوي بالمالحظة الآتشاف القوانين التي تحكم حرآة السماء

وأجاب آتومفالك بآلية سرية في النجوم آي تتصل بالمصائر التي التفتر، وسوفأبني األ سوف تخضع حياة االنسان من مولده

حتي مماته ألعمال هذه اآللية الخفية وعندما بدأت األلية في العمل، اشرف مالك المصير ثاقب البصر علي حرآتها وضبطها

وتدفع الضرورة بالنتاجومن هذه اآللية التحم المصير بالضرورة، يبذر المصير البذور، وقد بدأ النظام مع بداية المصير والضرورة، النظام الذي هو نسيج األحداث المتداخل في الزمن

إن آتوم يكسو آل روح انسانية باللحم بواسطة الكواآب الدوارة في السماءم يفني ويذوب في العناصرإن قدر االنسان أن يعيش حياته حسب المصير المكرس من أجله علي يد القوي السماوية، ث

وهناك من سيبقي اسمهم علي الصروح الجبارة التي بنوها، ولكن اسماء آثيرة ستخبو في الظالمقليل من سيستطيع الهرب من مصيره، أو التحسب من النفوذ الرهيب لألبراج، والتي هي أدوات المصير، تدفع

بالحدثان في عالم االنسانقالني في روح االنسان بشعاع واحد من نور آتوم،اذا استضاء الجانب الع ولكن فستحبط أعمال مالئكة القضاء والقدر

إذ الحول لها أمام النور األسميإال أن هؤالء الناس قالئل، والغالبية تسوقها المالئكة الذين يحكمون العالم األرضي مستخدمين أجسادنا آأدوات

للمصيرحوالنا االنسانية، وأال نكف عن التأملأعتقد أن واجبنا هو أن نرضي بأ ولكنني العميق ألمور السماء، وأن نرتفع

بذواتنا، عن مجرد طبيعتنا الفانية

نبوءات هيرميس الحكيم

XI

العام والخاص

لقد رتب آتوم افالك الكون علي اتساق مع حرآة الطبيعة، وأسند إليهم انتاج جميع أشكال األحياءأنتجوا ذوات األربع، والزواحف،استخدم هؤالء المالئكة قواهم المختلفة، وعندما واألسماك، والطيور، والحشائش،

وآل يحتوي علي بذرة بقاء نوعه والنباتات المزهرة، آل حسب طبيعته المختلفة، وآل آائن حي له شكله الخاص الذي منحته اياه قوي األفالك

وذلك الشكل متوافق مع نوعه، اال انه فردانييشترك في صفات شكلية عامة، نعلم منها ان انسانا االنسان علي سبيل المثال، فجنس هو انسان، اال ان لكل فرد من

اثنان منهما تمام الشبه بني االنسان شكال خاصا به بحيث اليتشابه فكل شكل فريد في ذاته، حيث انه خلق في مكان وزمان معينين

فالك في مداراتها السماويةتختلف األشكال الخاصة في آل لحظة من آل ساعة، مثلما تدور مالئكة األ والتختلف بذلك األشكال العامة، مثلما تبقي األفالك علي حالها

ولكن تختلف األشكال الخاصة لحظة بلحظة، آلما تغيرت أوضاع األفالك في دورانها في السماءا تقع في حدود شكل تمطر السماء ثم تقلع، ويأتي الحر ويليه القر، وتتبع الظلمة الضياء، لكن تلك التحوالت جميع

السماء العام واألرض دائمة التغير، تلد وتنتج محاصيل مختلفة، لكنها األرض باقية أبدا

والمياه قد ترآد، وقد تفيض، ولكنها المياه ابدا والجسد االنساني معبد أرضي، انشأته حرآة األفالك التي تنتج أشكاال ال نهائية من نماذج بسيطة

نتج اشكاال تقع في اثنا عشر نوعا، اال انها التنفصل عن بعضها البعض في حرآتهاهناك اثنا عشر فلكا، ت والطبيعة تصنع الجسد االنساني بحيث يردد تكوينه نماذج النجوم، وبحيث يؤثر آل منهما في اآلخر بالتبادل

وحينما نولد، ترعانا مالئكة األفالك التي تسيطر علي وقت الميالدي تتغير مع دوران األفالك، تتخلل الجسد، وتصوغ شكل الروحالقوي الخاصة الت وهذه وتتخلل اعصابنا، ونخاعنا،

وشرايننا، واوردتنا، واعمق أعضاء جسدنا

تجسد األرواح

آل األرواح من روح واحدة هي روح الكون وآل األرواح ذات طبيعة واحدة، فليست ذآورا واناثا، فمثل تلك الفوارق التظهر اال في البدن

وفي العامل العلوي هناك نوعان من المالئكة في خدمة احسان اتوم حراس األرواح ومرشدو األرواحوحارس األرواح مهمته العناية باألرواح التي غادرت أجسادها، ومرشد األرواح يرسل الروح من آن آلخر آي

تتجسد في بدن جديديا تصب فيه الروحوالطبيعة تعمل الي جانب مرشدي األرواح حيث تصنع وعاء فان

والطبيعة أيضا لها مساعدان يطلق عليهما الذاآرة والمهارة فالذاآرة تعمل علي ان تنتج الطبيعة اشكاال فردية هي نسخ من األشكال الكونية المثالية

النشطة جسد نشيط، تعمل علي ان يناسب آل شكل فردي الروح التي سوف تحل به، بحيث يكون للروح والمهارةالمترهلة جسد مترهل، وللروح القوية جسد قويوللروح

والروح المتعالية لها أرديتها الجسدية الخاصة، والتي هي أيضا روحانية وهي أردية من األثير، حينما تكون رقيقة شفافة تكون الروح ذآية

وحينما تكون آثيفة غائمة آالهواء العاصف ال تستطيع الروح أن تري سوي محنتها القريبةالفواالخت بالمالئمة، ولكن تحددها في شخصيات الفراعنة التتحد بطبيعة أرواحهم، فكل األرواح الملكية شبيهة

طبيعة المالئكة التي أرشدتها آي تتجسد واألرواح من هذا النوع تتجسد ألداء مهام متعالية، وال تتنزل الي األرض دون صحبة مالئكية

تكليفه حتي عند نفيه من عامل السعادةفالعدالة الربانية تعلم آيف تسند الي آل فحينما تصطحب الروح مالئكة محاربة فسوف يشن ذلك الفرعون حروبا وحين يكون المالئكة المرافقون مسالمين فسوف يشيع الفرعون السالم

وحين يكون المالئكة موسيقيين فسوف يؤلف الفرعون الموسيقي

نبوءات هيرميس الحكيم

XII

ةوحينما يكونون عادلين فسوف يحكم الفرعون بحكم اذ انهم ينسون طبيعتهم تتعلق بالضرورة بطبيعة المالئكة المرافقين لها في رحلة التجسد علي األرض، فاألرواح واليتذآرون سوي طبائع المالئكة التي حبستهم في ذلك القبر الفاني األصلية عندما يهبطون الي الحالة اإلنسانية،

الي الروح لحظة الميالد، ويعمل علي الجوانب غير العقالنية والقوي التي رافقت الروح التصل معا، فبعضها يدخل الروح

والقوي األنقي تدخل في فترة الصبا وتتعاون مع الجوانب غير العقالنية للروح لقد رأيت رؤيا لبعض األرواح التي علي وشك االحتباس في أجساد

تي صادها صياد ماهر، ليبعدها عن بعضها يصرخ ويتأوه، وبعضها يصارع مصيره، مثل الحيوانات النبيلة، ال موطنها في البرية

وقد صرخ أحدها وهو ينقل البصر بين األعلي واألسفلاليفتران، يانور ويانسمة الحياة من يامصدر الوجود، ايتها األنجم المنيرة، أيتها الشمس وأيها القمر اللذان ياللسماء،

اس ان ننتزع من ذلك البهاء السماوياألصلي، آم هو ق الواحد، ياآل من يشارآنا في وطننا ! إننا نطرد من ذلك العالم المقدس، ومن الحياة المبارآة التي نعيشها هنا، آي نحتبس في مكان ذليل أسيف

أي احتياج شديد سنواجه؟ وأية فعال آريهة علينا أن نقترف لتلبية رغبات جسد فان محكوم عليه بالموت؟

يعة تلك األجسامستري أعيننا القليل، المحدود بطب وعندما نري أن عالمنا السماوي الواسع قد ضاق حتي أصبح آحدقة عين، فلن تنتهي أحزاننا

ولن نستطيع أن نري بوضوح بعد أن حكم علينا بالظالم وعندما نري إخواننا وأخواتنا في مهب الرياح سيتملكنا الحزن

حيث إننا لن نستطيع ان نتنفس معهم في ايقاع واحد

والخلود الموت

نهاية الكينونة بداية الفناء، ونهاية الفناء بداية الكينونة آل ما علي األرض يفني، فبدون الفناء الخلق جديد

يأتي الجديد من القديم، فكل مولد لجسد حي مثل نمو النبات من الحبة يتبعه فناءتأتي آينونتها من آينونة آتوممن التحلل يأتي البعث، حسب دورات مالئكة السماء، وقوة الطبيعة، والتي

الزمن مدمر لالنسان، أما للكون فهو عجلة دوارة الي األبد تلك األشكال األرضية التي تروح وتأتي هي خياالت

فكيف يتأتي لشيء أن يكون حقيقيا وهو اليفتأ عن التغير المستمر؟ لكن تلك األشياء العابرة الوهمية تنبع من حقيقة ثابتة دائمة

ليس بداية الحياة، فهو اليعدو أن يكون مولد وعي شخصي الميالد والموت تغير الي حالة أخري، فهو اليعدو أن يكون نهاية لذلك الوعي

ومعظم الناس جاهلون بالحقيقة ويخافون الموت، يعتقدون انه اسوأ الشرور لكن الموت اليعدو ان يكون هو تحلل الجسد الفاني

دما نتحرر من روابط الجسد، فنعود مطهرين الي الحالة األولي من طبيعتنا العلويةوينتهي دورنا آحراس للعالم عن وبعد أن نهجر الجسد، يتحرر العقل الذي هو رباني بطبيعته من آل متعلقاته

ويتخذ سمتا من ضياء، يتردد في آل األآوان، تارآا الروح لتحاآم، وتعاقب حسب أعمالهاد، وال الي أماآن عشوائية، لكن آل روح تؤتمن الي المكان الذي يناسب طبيعتهاوالتذهب آل األرواح الي مكان واح

وعندما تترك الروح الجسد تتعرض لمحاآمة واستجواب رئيس المالئكة وعندما يجد أن الروح شريفة ظاهرة يسمح لها بالحياة في مكان يناسب طبيعتها

األنواء واألعاصير، تصطخبإذا وجد أنها ملوثة بجهل عضال فإنه يقذف بها الي أما حولها الي األبد في الرياح العاصفة، ما بين السماء واألرض

ولن يعرف آتوم سوي الروح الربانية التي لم ترتكب خطأ في حق احد تلك الروح قد فازت في السبق الي الطهارة وأصبحت عقال آليا

تعمل في خدمة آتون وبعد أن تهجر آينونتها المادية تصبح روحا في جسد من ضياء حتي

نبوءات هيرميس الحكيم

XIII

وعندما يتحلل الجسد يتحلل الشكل المادي أوال وال يري بعد ذلكوتعود الروح الحية الي الفضاء، وتعود الحواس الجسدية الي الطبيعة، حيث تتألف بطرائق جديدة، وتعمل اعماال

اخري وتصعد الروح الي أعلي في طبقات السماء،

الضمور،ففي الطبقة األولي تتحرر من النمو و وفي الثانية تتحرر من الشرور والمكر، وفي الثالثة تتحرر من الشهوة والخداع،

وفي الرابعة تتحلل من الغرور والسيطرة، وفي الخامسة تتحرر من الصفاقة والتهور، وفي السادسة تتحرر من الطمع والثروة، وفي السابعة تتحرر من الخديعة والزيف

من آل ما حاق بها تمتلك الروح قواها الحقة، وقد ان تتطهر بطبقات السماء وبعد تتعالي الي الطبقة الثامنة لتبتهج من آل الذين يرحبون بها وهم يسبحون لألب

ويسبح المالئكة الذين يسكنون فوق الطبقة الثامنة بأصوات تميزهم وحدهم، ينادون األرواح آي تسلم هللا، وتصير من مالئكته بالتوحد مع آتوم

لخير واالحسان القديم،هذا هو ا وهذا هو اآتمال المعرفة الحقة

وبعد ان يتم قبولها في الخلود، تتحول الروح االنسانية الي مالك ينضم الي المالئكة الذين يهللون ويسبحون احتفاال بانتصار الروح

جهل الروح

من المستحيل دوام السعادة طالما التصقت الروح بالجسد

وحه في هذه الحياة الدنيا حتي اليضل طريقه اذا دخل الحياة األخري التي يستطيع فيها اجتالء وعلي االنسان تدريب ر آتوم

فهنا علي األرض يكمن أمل الروح في حياة الخلودوآثير من الناس اليصدقون، ويعتقدون انها حكاية فارغة تستحق السخرية، اذ ان ممتلكات الحياة الدنيا تبعث علي

السرورالمسرات تخنق الروح، وتربطها الي الحياةومثل تلك

تمتلكنا امالآنا لم نولد مالكين ولكننا احتزنا امالآا

وآل ما يستخدمه المرء الرضاء جسده غريب عن طبيعته األولي، التي هي اشبه بالكائنات اإللهية وليس األمالك فقط، ولكن الجسد ذاته غريب عن النفس الحقة

بالفكر واحد ان عقل الكون ال يبلغ إال والروح التي التري عمياء عن خير وإحسان آتوم، تتخبطها األهواء التي تعتري الجسد

فأي نار تحرق مثل الدنس؟ وأي وحش جائع لديه القوة علي تمزيق الجسد مثلما يفعل الدنس بالروح؟

أال تري العذاب الذي تحترق فيه الروح الدنسة؟ إنها تصرخ

نار،إنني أحترق وأتعذب في ال ال أدري ماذا أفعل أو ماذا أقول، يلتهمني البؤس الذي يتملكني

أليست هذه الصرخات توسالت روح تتعذب؟ روح تحمل الجسد آسيد لها وليس خاتما

والعدم القبر الذي تحمل، اللص الذي ذلك الرداء الظالمي، ذلك النسيج الجاهلي، تلك القيود الماحقة، حياة الموت مزقالعدو الذي يكره آل ما يسكن المنزل، تحب، اللباس الذي يطحنك ويشدك الي األرض

نبوءات هيرميس الحكيم

XIV

الجهل الذي يفيض علي األرض تجتاحك أنواؤه، فال تجعله يحملك في تياره اسبح عكس التيار

وابحث عن مرفأ التحرر اآلمن ارس عليه، وستجد مرشدا يقودك الي بيت المعرفة

وهناك ستري بقلبك النور الساطعقت علي روحك في جسدك وقللت من شأنك قائالأما إذا أغل

ال استطيع أن أعرف، إني خائف ال أستطيع الصعود الي السماء فأي شأن لك بآتوم؟ أيقظ روحك النائمة

فلم تسلم نفسك إلي الموت بينما تستطيع الخلود؟ لقد سكرت بالجهل عن آتوم، وقد أعياك جهلك، وأنت اآلن تتقيأه

سوف تمتليء بالنورافرغ نفسك من الظالم و ليس هنالك خطأ أعظم من أن تحوز القدرة علي إدراك آتوم التفعل

فمجرد الرغبة واألمل في معرفته طريق الي الخير وهو طريق سهل

سوف يالقيك آتوم في أي مكان، فانظر باحثا عنه، في أزمنة وأماآن التتوقع أن تجده فيهار أو في البحر، ليال أو نهارا، صامتا آنت أو متحدثا، ذلك أن آتوم هو الكلسواء أآنت يقظا أو نائما، مسافرا علي الب

معرفة آتوم

آي تعرف آتوم عليك ان تتمثل به، فالشبيه فقط يعرف شبيهه بالحق

أهجر عالم المادة، وتخيل نفسك متسعا بال نهاية ارتفع عن الزمن الي األبدية

واعتقد أنه الشيء يستحيل عليك،الد وعالم بكل العلومتخيل أنك خ

واسكن خطرات آل آائن حي ضع نفسك فوق آل مايعلو، وتحت آل األعماق

وتبن في ذاتك آل المتناقضات من حر وقر، من صالبة وسيولة واعتقد أنك في آل مكان في نفس الوقت، علي األرض، وفي البحر، وفي السماء

ميت، وفي عالم ما وراء القبر تخيل نفسك جنينا في الرحم، ولكنك أيضا شاب وشيخ وجدث وتأآد أن آل شيء يتعايش مع آل شيء في العقل، آل األزمنة واألماآن، آل األشياء بكل األشكال وبكل األحجام

عندئذ ستعرف آتوم واذا أمكن التحدث عن آنه آتوم، فمادته اإللهية هي العقل، واليعرف آنهه سواه

ما الضوء عن الشمسالعقل الينفصل عن آتوم ولكنه يشع عنه آ والعقل يلد الربوبية في بني البشر

فبالعقل يرتفع بعض بني االنسان الي اشباه لآللهة آما جاء في تعاليم أوزير اآللهة أناسي خالدون، والناس آلهة فانون

العقل هو القسم اإللهي في الكائن اإلنساني بقدرته علي التعالي الي السماءمن النار، والماء، والتراب، والهواء، هو الجزء الفاني المادي الذي يتكون والقسم المرتبط باألرض، حتي اليهجر

العقل الجسد الذي اؤتمن عليه تتغذي الروح بالنار والهواء، ويتغذي الجسد بالماء والطين

والعقل هو الجوهر الخامس الذي يأتي من النور، ولم يمنح سوي لالنسانلم يوهب الروح اال االنسان، الذي ترفعه هبة العقل الي معرفة آتوم ومن بين جميع الكائنات الحية،

وهذه المعرفة ليست رأيا هو نسخة باهتة من المعرفة، وصدي لصوتها، آضوء القمر الكابي مقارنا بوهج الشمس العقل والكالم عطايا عظيمة، منحها آتوم لالنسان وحده

ïوإذا استخ مثل الكائنات اإللهية الخالدة، غير أنه متجسد في جسد من الطبيعة دمتا بحكمة، يمكن أن تجعال االنسان

نبوءات هيرميس الحكيم

XV

وعندما يترك الجسد وراءه، فسوف يكون العقل والكالم مرشديه يقودانه الي صحبة اإللهيين واألرواح، التي اتخذت مكانا عليا

للكائنات األخري أصوات ولكنها ليست آالماميعا يشترآون في الكالمفكل آائن حي له صوته المميز، لكن الناس ج

، واللغات جميعا واحدة بالمعاني)بالخلق(فالناس جميعا واحد تترجم الكلمات من لسان الي لسان، وتظل المعاني واحدة سواء أآانت مصرية أو فارسية أو يونانية

ذلك أن المعاني صورة العقل، والعقل صورة آتومتفوز بهابمشيئة آتوم، العقل مثل جائزة يمكن للروح أن

لقد مأل آتوم وعاء ضخما بالعقل وأرسله الي األرض، ونودي عليه !أنصت ياقلب اإلنسان

عمد نفسك بالعقل وتعرف علي علة خلقك

وارتق إلي من أرسل إليك هذا الوعاء أولئك الذين عمدوا أنفسهم بالعقل وجدوا المعرفة الحقة، وصاروا آاملين

ين، فقد اعتبروهم مجانين يبعثون علي الضحك، وآان نصيبهم الكراهية واالزدراء، إال أنهم لم يحسنوا في أعين اآلخر وقد يحكم عليهم بالموت

الميالد من جديد

لن يصل أحد إلي الخالص مالم يولد من جديد

فطهر ذاتك من أدران المادة إن أردت أن تولد من جديد إن أولها الجهل، وثانيها الحزن،

،وثالثها عدم ضبط النفس ورابعها الشهوة، وخامسها الظلم، وسادسها الطمع، وسابعها الخديعة، وثامنها الحسد، وتاسعها الخيانة،

وعاشرها الغضب، والحادي عشر هو التهور،

والثاني عشر هو الحقد وينضوي تحت تلكم جميعها آثير غيرها، تجبر االنسان الحبيس في سجن الجسد علي معاناة العذاب الذي تولده

نها تنزاح آلها برحمة آتوم ليحل الفهم،ولك هذه طبيعة الميالد من جديد، وهو الطريق الوحيد إلي الحقيقة، وهو الطريق الذي اتبعه أسالفنا للوصول الي الخير

واإلحسان القديم هو طريق إلهي مقدس علي الرغم من صعوبة سفر الروح في الجسد

وأولي خطوات الروح هي الحرب مع شهوات الجسد وهو صراع بين الوحدة والتعدد،

فأحدهما يهدف إلي التوحد بينما يهرع اآلخر إلي االنقسام فمن يولد من جديد يتوحد مع األب الواحد الذي هو النور والحياة

ولن تري الرؤيا العلية سوي باالمتناع عن الكالم عنها، فالعرفان سكون الحواسيعلم سواه والذي يعرف جمال الخير واالحسان األول لن

جمال اإلحسان الذي سوف يجتذب يسمع شيئا، ولن يحرك جسده، وسينسي حواسه الجسدية، بينما يغتسل عقله في فلن روحه عن الجسد، ليوحده مع الكائن الخالد أبدا

نبوءات هيرميس الحكيم

XVI

فاإلنسان لن يستطيع أن يصير مالآا طالما آان يعتقد أنه جسد فحسبحتي يصبح إلهيافالبد له أن يتحول بجمال اإلحسان الخالد

الحكمة رحم الميالد من جديد والحمل هو الصمت والبذرة هي اإلحسان

والذين ولدوا من جديد لم يعودوا آما آانوا من قبل، فقد أصبحوا إلهيين، أبناء آتوم اإلله الواحد فهم يتسعون لكل شيء، وهم في آل شيء وليسوا من المادة في شيء فهم عقل محض

ليس نظرية يمكن أن تحاول دراستهاوالميالد من جديد ولكن بمشيئة آتوم سوف يذآرك

فالمرء ال يأمل في معرفة آتوم إال بضبط شهواته، وترك األقدار لتصنع ما تشاء بجسده الطيني الذي ينتمي الي الطبيعة وليس إليه

سلك سبلهاوليس له أن يحسن حياته بالسحر، أو يعارض قدره بالقوة، بل عليه أن يترك الضرورة لت وذو البصيرة يري آل األمور حسنة مهما بدت لغيره سيئة

ويري آيف بدر الناس له المكائد في ضوء معرفته بآتوم الذي هو وحده يحول الشر الي خير

تعاليم سرية

واآلن بعد أن تعلمت هذه األسرار، تعهد بحفظها وأقسم علي أال تعلن آيف تتم إعادة الميالدضعت آي يقرأها فقط من يرغب آتوم في معرفتهمفهذه التعاليم و

وبالتأمل فقط سوف تدرك أن آل ما قلته لك صحيح، ولن تدرك بغير ذلك ولن تصدقني فاإليمان ينبع من التأمل، والكفر يصدر من قلة الفكر

األشياء حتي قرارها، الكالم للتفكر في وحده اليستطيع التعبير عن الحقيقة، لكن قوة العقل فائقة، وحين يقودها الكالم فإنها تجد سالم اإليمان الحق

ولن تفهم تعاليمي إال بقوة العقل لقد رسمت لك قدر استطاعتي شبها آلتوم، ولو نظرت إليه بعين قلبك فسوف يقودك إلي معراج التعالي

وها وتأخذ بأيديهم اولئك الذين رأ ترشدآم الرؤيا ذاتها بالقوة المخصوصة بها والكامنة فيها، اذ هي تتملك سوف السوداء آالمغناطيس الذي يجذب الحديد من األرض

هذه رحلة المعرفة، فسارع إليها وبالرغم من صعوبة هجر المألوف للعودة الي المنزل القديم الذي منه نشأنا، إال أن لطف آتوم سابغ، وآرمه الينتهي

آل فرد بإيقاعات موسيقاهإنه بطبيعته آالموسيقي الذي يؤلف توافقات الكون، ويوحي الي فإذا آانت الموسيقي نشازا فال تلم المؤلف، بل أوتار القيثار التي ترهلت لتلوك جمال النغمات

غير مفهوم، حتي أن عيوبها الحظت أنه عندما يتعامل الفنان مع موضوع نبيل، تصبح قيثارته منضبطة بشكل ولكني تنطق بأمجاد موسيقية تدهش سامعيه

ألمر آان آذلك معي رغم ضعفي، وصارت موسيقاي جميلة بقوة آتوم، وآذلك سوف تصبح موسيقاك واعترف أن ا آاملة

ليس هنالك تنافر ين سكان السماء فليس لهم سوي غرض أحد، وعقل واحد، وشعور واحد، حيث تربطهم تميمة الحب في آل متناسق

التسابيح الحلوة وسوف يبدو لهم الجانب األرضي من الكون وقحا وغثا بدون ألحان ولهذا أرسل آتوم جوقة مالئكة الغناء لتعيش بين بني البشر وتلهمهم بالموسيقي حتي يمجدوا اهللا بالتسابيح مع أناشيد

السماء فلنسبح بحمد آتوم بعرفان عميق، فإنه يقبل آلمات الحمد

نبوءات هيرميس الحكيم

XVII

تسبيح آلتوم

غرب في الغسق،أصلي في باحة مفتوحة للسماء، مستقبال الشرق في الفجر وال حتي ينفتح الكون أمامي، ويستقبل الكون آله أصوات تسابيحي

انفتحي أيتها األرض العظيمة، وامسكي همسات أوراقك أيتها األشجار، فأنا أهم بالترنم بمدائح الواحد الكل أيتها العدالة سبحي للحق في ذاتي،

أيها الصدق سبح للقدوس في روحي،ن في صالتيأيتها األثرة سبحي للمهيم

هي آلماتك التي تتغني بمديحك من خاللي، فالكل منك، والكل إليك وتقبل قرابين الكلم هذه من جسد وروح تعاليا إليك، فليس هناك لسان قادر علي النطق، وال يفصح لك سوي الصمت

أحمدك بقلب فياض، فبلطفك فحسب، أدرك نورك وعرفانكفه باسم آتوم، فأنت موالناأشكرك يامن اليعلم اسمه احد، يامن نعر

يامن ندعوه أبا ألنك أظهرت في فعالك من الحب لنا والتعاطف معنا ما يظهر لنا اآلباء بل إن حبك أعظم من حب اآلباء، إذ حبوتنا هبة العقل والنطق والمعرفة

العقل الذي يمكننا من التقرب إليك، والنطق الذي يتيح لنا أن ندعوك،

لنا أن نجد الخالص في نورك، وتملؤنا بغبطة وجودكوالمعرفة التي تهييء السبيل الي حمدك سوي بتعلم عظمتك

تعلمت معرف جاللك بنور العقل الوضاء تعلمت أنك أنت حياة اإلنسان الحقيقية

تعلمت أنك الرحم الذي يلد ذاته تعلمت أنك الثبات األبدي الذي اليتحرك، ولكنه يحرك الكون بأجمعه

طيع الحديث عنك؟من ذا الذي يست من ذا الذي يستطيع الحديث إليك؟

أين أولي وجهي ألحمدك؟ أنت الالنهائي الذي يحتوي آل المتناهيات وليس هناك مكان ليس أنت، فالكل فيك أنت

ماذا أستطيع أن أقدم لك؟ فأنت آل شيء، تمنح آل شيء، وال تأخذ أي شيء، والينقص منك شيء

أني لي أن أحمدك؟ما تظهر أم لما تخفي؟هل أحمدك ل

وأني لي أن أسبح بحمدك؟ فهل أنا حاآم علي ذاتي؟ وهل لي ماهو ملكي؟

وهل أنا غيرك؟ فأنت آل ماهو أنا أنت آل ما أفعل أنت آل ما أقول أنت آل ما يحدث

أنت آل ما لم يحدث أنت العقل في فكرك أنت األب في خلقك

فأنت آتوم الذي يفعل آل شيءحسان األول في آل مكانفأنت الخير واال

نبوءات هيرميس الحكيم

XVIII

حيت،îلقد أفصحت لي عن آينونتك فاٌم وجعلتني بهبة من روحك الخالدة في زمرة المالئكة، ولم أبرح جسدي

بعد، فمألتني بالبهجة بتسابيحي هذه أعبدك يامن أنت الخير وحدك

ظلكوال أطلب سوي أن تكون مشيئتك أال أتحول أبدا عن عرفانك وحبك، والحياة المبارآة في أبي يامن وهبتني تلك الرؤي الخيرة الجميلة

لقد آادت عين عقلي أن تعشي من نور بهائك األبدي الذي يكسف الضوء المرئي، وال تحميني منه سوي رحمتك لقد أبدعت في آياني آيانا دون مادة، ألحقني بكيانك األبدي لقد ولدت ثانية في الفكر، فلم يعد لي الجسد الذي آان لي

ذلك الشيء المجسد الملون لم أعد لقد صرت غريبا عن آل ما يري بعين الجسد

فتلك العيون لم تعد تراني إنني أداتك، والعقل قيثارتك، وحكمتك تفجر في الموسيقي، فأغني روحي بعد أن مسني حبك

لقد أبدعت مني آائنا جديدا لم يعد يري بعين الجسد ولكنه يشهد بنور العقلمن جديد يفقد جسديته الملموسة ذات األبعاد ويصبح آله عقالوعندما يولد المرء

أدرك أنني أصبحت الكل إنني في السماء واألرض، إنني في المياه والهواء، إنني في الوحش والطير،

إنني رضيع، إنني في الرحم، أنني قبل الحمل،

إنني الحضور الحاضر في آل مكانه الرؤيا؟أري أعماقا القرار لها، فكيف لي بوصف هذ

بعقلي أري العقل، وأعرف الواحد الذي يستعيدني من النسيان أري روحي

أخشي أن أنبس لقد وجدت ينبوع القوة لكل القوي التي البداية لها

أري ينبوعا يصطخب بالحياة إنني العقل فقد رأيت

وجدت ما آنت أبحث عنه، وجدت السالم بمشيئتك، لقد ولدت مرة أخري

المالئكة تغني تسابيحا بالسكونالتكفي اللغة، ف وأنا أسبح صامتا