P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة الثانية بعد المائة(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة الثانية بعدالمائة

المقدم: مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عب��د هللا الخض��ير،ا بكم ش��يخ عب��د عض��و هيئ��ة الت��دريس بجامع��ة اإلم��ام محم��د بن س��عود اإلس��المية بالري��اض، ف��أهال ومرحب��

الكريم.حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

المقدم: كنا في نهاية الحلقة الماضية، أثرتم س�ؤاال، وطلبن�ا من المس�تمعين الك�رام أن يبحث�وا خالل األس�بوعفت الح��الي، أو الق��ار في فت في الس��ابق ه��و ال��ز الماضي لمتابعتنا في هذه الحلقة حول لفظ "المزفت"، هل الز

السابق هو الحالي أم ال؟ هذا هو السؤال الذي أثير وطلبنا من المستمعين أن يبحثون عنه. الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

زفت"ج///اء في الح///ديث مم///ا نهى عن///ه الن///بي –علي///ه الص///الة والس///الم- وف///د عب///د القيس من األوعي///ة ، وفي"الم�� ، الم///زفت م///ا طلي ب///الزفت، مثل///ه المق///ير م///ا طلي بالق///ار، ويق///ال ل///ه: الق///ير،"المقير" وربم///ا ق///ال "النقير"رواي///ة

وعرفن///ا أن الم///زفت ه///و المقير في الس///ابق، وه///و ك///ذلك في الالح///ق، فه///ل الحقيق///ة متح///دة أم مختلف///ة؟ ال///زفت المع///روف والق///ار المع///روف اآلن أح///د مش///تقات م///اذا؟ الب///ترول، ال///زفت والق///ار عن///د المتق///دمين يق///ول: ه///و نبت يحرق إذا يبس، تطلى ب/ه الس//فن وغيره/ا، كم/ا تطلى ب//الزفت، يق/ال: الق//ار نبت يح//رق إذا يبس تطلى ب//ه الس/فنيدة نعم، فحقيق///ة ال///زفت والق///ار وغيره///ا كم///ا تطلى ب///الزفت، قال///ه ص///احب المحكم، من ص///احب المحكم؟ ابن س/// المعروف//ة اآلن من مش//تقات الب//ترول، وه//و عن//دهم وإن اتح//د االس//م والم//رادف في الس//ابق والالح//ق إال أن//ه عن//د المتقدمين نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن، ولعل الحقيقة متقاربة، حقيق//ة الس//ابق م//ع الالح//ق إذا أح//رق ه//ذا

النبت يخرج منه شيء، يشبه الزفت الموجود اآلن، ما يمنع. يق//ول: وربم//ا ق//ال: المقير، ق//ال الكرم//اني: القائ//ل ه//و ابن عب//اس المقير ب//دل الم//زفت، ق//ال الن//ووي: الق//ار ه//و ال//زفت، وقي//ل: ال//زفت ن//وع من الق//ار، والص//حيح األول، فق//د ص//ح عن ابن عم//ر -رض//ي هللا عنهم//ا- أن//ه ق//ال: المزفت ه/و المقير، إذا قلن/ا: ال/زفت ن//وع من الق/ار، أو قلن/ا: ال/زفت ه/و الق/ار، يك/ون الق/ار أعم من ال/زفت على الح//د األول، وم//رادف ل//ه على الث//اني، االس//تدالل بق//ول ابن عم//ر الم//زفت المق//ير، وبق//ول ابن عب//اس في ح//ديث الب//اب وربم//ا ق//ال: المق//ير يع//ني ب//دال من الم//زفت، ه//ل يع//ني تحتم اتح//اد الحقيق//تين أو أن//ه إذا طلي ب//النوع ش//مله

اسم الجنس؟ أال يقال: إذا طلي بالزفت والزفت نوع من أنواع القار أن يقال له: مقير؟المقدم: ممكن.

ممكن، اآلن إذا قلنا: فالن األوسي أال يصح أن نقول: األنصاري؟المقدم: بلى.

لكن إذا قلن//ا: مق//ير ال يص//ح أن نق//ول: م//زفت إذا ك//ان بغ//ير ال//زفت من أن//واع الق//ار، فعلى ه//ذا االس//تدالل علىترادفهما بقول ابن عمر أو بقول ابن عباس في حديث الباب ال يتم.

فضيلة الشيخ عبد الكريم33الخضير

قال الخطابي: ليس المعنى في النهي تح//ريم أعي/ان ه/ذه األوعي/ة، يع/ني ليس الم/راد تح/ريم اتخ/اذ ه/ذه األوعي//ة، ليس المعنى في النهي تحريم أعي/ان ه/ذه األوعي/ة، ف/إن األوعي/ة ال تح//رم ش/يئا وال تحلل/ه، يع/ني أوعي//ة ط//اهرة،

من أين يأتي اإلشكال؟ لذاتها؟ ال.المقدم: لما تحويه.

نعم، للمعنى. فإن األوعية ال تحرم شيئا وال تحلله، ولكن هذه األوعية ظروف متين//ة، إذا انتب//ذ ص//احبها فيه//ا ك//ان على غ//رر منه//ا؛ ألن الش//راب ق//د ينش، م//ا مع//نى ينش؟ يأخ//ذ في الغلي//ان، فيص//ير مس//كرا، وه//و ال يش//عر ب//ه، وك//ذلك فيب ال//ذي في//ه يمنع//ه من التنفس، فأم//ا الس//قاء غ//ير المرب//وب فإنم//ا ج//اءت الرخص//ة في//ه ألن//ه إذا الم//زفت ألن ال//ر

اشتد الشراب لم يلبث السقاء أن ينشق، فيعلم به صاحبه فيجتنبه. على ك//ل ح//ال ه//ذه األوعي//ة الم//ذكورة في الح//ديث أوعي//ة ص//لبة، بخالف األوعي//ة من األدم، األس//قية، تختل//ف، هذه األوعية الصلبة قد يتغ//ير م/ا فيه/ا من غ/ير أن يش/عر ب/ه ص//احبه، بينم/ا األوعي/ة من األدم يق/وم مقامه/ا اآلن البالستيك مثال، إذا تغير ما فيها، إذا كانت من النوع الرخو فإنها في بداية التغ//ير يش//عر ب//ه فكي//ف في نهايت//ه؟! في بداي//ة التغ//ير تنتفخ، أنتم تالحظ//ون األوعي//ة الرخ//وة ه//ذه إذا وض//ع فيه//ا اللبن ومض//ت مدت//ه تج//دون الوع//اء

ينتفخ، إذا وصل إلى حد اإلسكار وقذف بالزبد واشتد، ينشق الوعاء. في شرح النووي على أوائل البخاري يقول: وفي معنى النهي عن ه/ذه األرب//ع فه/و أن//ه عن االنتب//اذ فيه//ا، وه/و أن يجع/////ل في الم/////اء حب/////ات من تم/////ر أو زبيب أو نحوهم/////ا ليحل/////و ويش/////رب، بالمناس/////بة الن/////بي -علي/////ه الص/////الة

والسالم- ينتبذ له فيشربه لليلة، بحيث ال يصل إلى حد...المقدم: اإلسكار.

حتى يرى التغير، في ليلة ما يتغير، يتغير في الغالب في ثالث. ا، وتبط//ل ماليت//ه ا نجس// ليحل//و ويش//رب، وإنم//ا خص//ت ه//ذه ب//النهي ألن//ه يس//رع إلي//ه فيه//ا اإلس//كار، فيص//ير حرام// فنهي عنه لما فيه من إتالف المال؛ وألنه ربما شربه بع//د أن ص//ار مس/كرا وال ي//دري، ولم ين/ه عن االنتب//اذ في أسقية األدم، بل أذن فيها ألنها لرقته/ا ال يخفى فيه/ا المس/كر، ب/ل إذا ص//ار مس/كرا ش/قتها غالب/ا، أو ش/قها غالب/ا، اآلن العل//ة ه//ل ه//و الس//بب اإلتالف أو الس//بب اإلس//كار؟ الس//بب ال//رئيس اإلس//كار، نعم نهين//ا عن إض//اعة الم//ال، لكن إض///اعة الم///ال دون االهتم///ام باإلس///كار، وم///ا ي///ذهب العق///ول مم///ا ج///اء الش///رع باالهتم///ام ب///ه، والعق///ل أح///د الض///رورات الخمس ال///تي اتفقت الش///رائع على حفظه///ا، على ك///ل ح///ال العل///ة اإلس///كار، وإن نهين///ا عن إض///اعة

المال، لكن هذه مغمورة بالنسبة للعلة األخرى. ثم إن النهي ك///ان في أول اإلس///الم ثم نس///خ، ففي ص///حيح مس///لم عن بري///دة -رض///ي هللا عن///ه- أن الن///بي -علي///ه

»كنتم نهيتكم عن االنتب//اذ إال في األس//قية، فانتب//ذوا في ك//ل وع//اء، وال تش//ربوا مس//كرا«الص//الة والس//الم- ق//ال: بما في ذلك هذه األربعة، لكن إياكم أن تشربوا مسكرا، هذا مذهب الشافعي والجمهور.

4 التجريد الصريح– الحلقة الثانية بعدالمائة

وق///ال الخط///ابي: وذهبت طائف///ة إلى أن النهي ب///اق، يع///ني إلى قي///ام الس///اعة م///ا نس///خ محكم، منهم مال///ك وأحم///د وإس///حاق، ق///ال: وه///و م///روي عن عم///ر وابن عب///اس -رض///ي هللا عنهم///ا-؛ لم///اذا ق///الوا: النهي ب///اق؟ أوال: ألن النسخ لم يبلغهم، األمر الثاني: ألن العلة قائم//ة، ه/ل تغ/ير ش//يء من وض//ع ه/ذه األوعي/ة الص//لبة؟ ال، لكن ال/ذي تغ//ير من حيث المع//نى، الص//حابة لم//ا فطم//وا أنفس//هم عن ه//ذا الخ//بيث واعت//ادوا ترك//ه قي//ل لهم: انتب//ذوا في أي س///قاء؛ ألنهم م///ا هم مث///ل أول األم///ر في أول م///ا ح///رمت الخم///رة، يع///ني النفس تتش///وف إليه///ا، لكن لم///ا فطم///وا

أنفسهم ما يحتاج إلى أن يقال لهم: انتبهوا. وذهبت طائفة إلى أن النهي باق منهم مالك وأحمد وإس/حاق، ق/ال: وه/و م/روي عن عم/ر وابن عب/اس -رض/ي هللا عنهم///ا-، ق///ال الن///ووي: قلت: وذك///ر ابن عب///اس -رض///ي هللا عنهم///ا- ه///ذا الح///ديث لم///ا اس///تفتي، وذك///ر ه///ذا الح//ديث بع//د وف//اة الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم-، لم//ا اس//تفتي ذك//ر ه//ذا الح//ديث، فه//ذا دلي//ل على أن//ه يعتق//د أن

النهي، ولم يبلغه الناسخ، والصواب الجزم باإلباحة لصريح النسخ. قال النووي: واعلم أن في هذا الحديث أنواعا من العلم: ففيه: وفادة الفضالء والرؤساء إلى األئمة عن//د األم/ور المهم//ة؛ ألن ه//ذا الوف//د من عب//د القيس ك//انوا من علي//ة الق//وم، ف//إذا ك//ان هن//اك أم//ر مهم يخص جه//ة، أو يخص إقليم، أو يخص بل////د، أو يخص فئ////ة معين////ة من الن////اس عليهم أن يبعث////وا أعي////انهم ورؤس////ائهم ال يبعث////وا من يزي////د اإلشكال، وال يحل المشكالت، من ال يستطيع التفاهم مع الكبار، ففيه وفادة الفض//الء والرؤس//اء إلى األئم//ة عن//د

األمور المهمة. وفيه: تقديم االعتذار بين يدي المسألة، أين االعتذار؟ فيه تقديم االعتذار بين يدي المسألة.

المقدم: "إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر".نعم.

وفي//ه بي//ان مهم//ات اإلس//الم وأركان//ه، إق//ام الص//الة، وإيت//اء الزك//اة، والص//وم، وعرفن//ا أن//ه لم ي//ذكر الحج؛ لم//اذا؟ألنه لم يكن قد فرض.

وفيه: أن األعمال تسمى إيمانا، وهو واضح في الحديث؟المقدم: صحيح.

وهذا هو مراد البخاري -رحمه هللا تعالى- هنا. إلى آخره. »مرحبا بالقوم غير خزايا وال ندامى«وفيه: ندب العالم إلى إكرام ضيفه، استقبلهم وقال:

وفيه: استعانة العالم في تفهيم الحاض//رين والفهم عنهم، كم//ا فعل//ه ابن عب//اس -رض//ي هللا تع//الى عنهم//ا-، يع//ني م//ع أبي جم//رة اجلس؛ لم//اذا؟ لي//ترجم بين//ه وبين الن//اس، ويف//رض ل//ه من دخل//ه، يف/رض ل//ه ش//يئا من الم//ال؛ ول//ذا ق//ال جم//ع من أه//ل العلم: في//ه ج//واز أخ//ذ األج//رة على التعليم، ابن عب//اس يري//د أن ي//ترجم أب//و جم//رة بين//ه وبين

الناس ليقتطع له شيئا من ماله. ا وه//و أص//رح من ه//ذا: »أن أح//ق م//ا أخ//ذتم علي//ه أج//را كت//ابففي//ه: ج//واز أخ//ذ األج//رة على التعليم، وفي//ه أيض//

والمسألة مبسوطة في غير هذا الموضع. هللا«

فضيلة الشيخ عبد الكريم55الخضير

اره وش///بههم: "مرحب///ا" تق///دم أن الن///بي -علي///ه الص///الة والس///الم- قال///ه البنت///ه وفي///ه: اس///تحباب ق///ول الرج///ل ل///زوفاطمة، وقاله ألم هانئ، وهذا كله في الصحيح.

في//ه حث»احفظوهن« »احفظوهن، وأخبروا بهن من ورائكم«في آخر الحديث قال: »احفظوهن«وفي قوله: على الحف/ظ، إذ الحف/ظ لط/الب العلم الش/رعي من أهم المهم/ات، فال علم ب/دون حف/ظ، ال علم ب/دون حف/ظ، يغال/ط نفسه من يريد أن يتعلم العلم الش//رعي دون حف/ظ، فال ب//د من الحف//ظ؛ ألن العلم الش//رعي مبن//اه على النص//وص،د علي//ه في ه//ذا الب//اب، فال//ذي ال يحفظه//ا يب//ني على م//اذا؟ فال ب//د من حفظه//ا، النص//وص هي ال//زاد هي م//ا يعتم// يب///ني على ال ش///يء، فال ب///د من حفظه///ا، ف///إذا انض///م إلى ذل///ك الحف///ظ الفهم الص///حيح م///ع اإلخالص والح///رص

»أخ��برواوالتنظيم ل//وقت الق//راءة وم//ا يق//رأ، ومزاحم//ة أه//ل العلم، ومدارس//ة األق//ران فق//د تمت اآلل//ة، في قول//ه: )من( بفتح الميم )من( وهي موصولة، و)ورائكم( يشمل من جاؤوا من عندهم، فالذي أمامك بهن من روائكم«

الذي أمامك الذي تخاطبه أهله وراءه، كل من كان خلف/ه فه/و وراءه، وه//ذا باعتب//ار المك//ان، ويش//مل من يح//دث لهم من األوالد وغيرهم، وهذا باعتبار الزمان، فيحتم/ل إعماله/ا في المعن/يين الحقيقي والمج/ازي، قال/ه الحاف/ظ، اس///تعمال اللف///ظ الواح///د في معنيي///ه الحقيقي والمج///ازي يمنع///ه الجمه///ور في آن واح///د، وم///رت بن///ا م///رارا، لكن

الشافعية على جوازه، وابن حجر منهم. استنبط منه المصنف االعتماد على أخبار اآلحاد على ما سيأتي في بابه -إن شاء هللا تعالى-.

أن//ه ينبغي للع//الم أن يحث الن//اس على تبلي//غ »وأخ��بروا بهن من ورائكم«وفي قول//ه -علي//ه الص//الة والس//الم-: العلم، وإش//اعة أحك//ام اإلس//الم، يع//ني يوص//ي طالب//ه، ومن يع//رفهم من أه//ل العلم على أن يش//يعوه وال يكتم//وه؛ لينتش//ر الخ//ير، ويعم الص//الح، وق//د تض//افرت النص//وص الش//رعية على أهمي//ة التبلي//غ والعناي//ة ب//ه، فق//ال -علي//ه

وق//ال -علي//ه »فليبل//غ الش//اهد الغ//ائب«وقال -عليه الص//الة والس//الم-: »بلغوا عني ولو آية«الصالة والسالم-: الح////ديث، وغ////ير ذل////ك من األح////اديث، »نظر هللا ام////رأ س////مع مق////التي فأداه////ا كم////ا س////معها«الص////الة والس////الم-: ا. األحاديث كثيرة جد

وقال النووي -رحمه هللا-: وفيه: أنه ال عتبى على طالب العلم والمستفتي إذا ق//ال للع//الم: أوض//ح لي الج//واب،من أين؟ ونحو هذه العبارات، ال عتبى على طالب العلم والمستفتي إذا قال للعالم: أوضح لي الجواب.

المقدم: "أمر فصل".، يعني بين واضح، ال يحتاج إلى مزيد بيان بعد ذلك، ونحو هذه. "أمر فصل"نعم،

ف علي//ه الفتن//ة بإعج//اب ونح//وه، وإال فق//د ج//اء النهي عن وفي//ه: ج//واز الثن//اء على اإلنس//ان في وجه//ه إذا لم يخ//احين، وهن///ا حص///ل الثن///اء، في ق///ول الن///بي -علي///ه الم///دح في الوج///ه، وج///اء األم///ر بحث ال///تراب في وج///وه الم///د

الصالة والسالم- في بعض طرق الحديث أو في الحديث نفسه الذي عندنا؟.»مرحبا بالقوم غير خزايا وال ندامى«المقدم:

لكن هذا مدح؟ المقدم: إن كان من باب الخبر.

6 التجريد الصريح– الحلقة الثانية بعدالمائة

األخ الحاضر:...... »إن في/ك خص/لتين يحبهم//ا هللامدح، يعني في بعض طرق الحديث النبي -علي/ه الص/الة والس/الم- ق/ال لألش/ج:

ا- القبيل/ة كله/ا، اس/تدل ورسوله: الحلم واألناة« إلى آخر الحديث، هذا مدح، وجاء أيضا مدح عبد القيس -أيض//به على أن الترجمة في الفتوى والخبر تقبل من واحد، لكن ال بد أن يكون...

المقدم: عدل. ثق//ة، ال ب//د أن يك//ون ثق/ة، يع//ني يش//ترط م//ع علم//ه به//ذه اللغ//ة أو ه//ذه اللهج//ة ال//تي يري//د أن ينق//ل الكالم منه//ا إلىا به//ا؛ لئال ي//ترجم خط//أ، ووج//د من الم//ترجمين من... وه//و ثق//ة، لكن إذا قلن//ا: ثق//ة ش//مل غيره//ا أن يك//ون عالم// عدالت//ه في دين///ه وإتقان///ه لمهنت///ه، فال نحت//اج أن ننص على غ//ير كون///ه ثق//ة، لكن إذا قلن///ا: ع//دل ال ب///د أن نق//ول: متقن؛ ألن الثقة في كل باب فيما يخصه، اآلن الثقة في ه/ذا الب/اب أن يك//ون ع/دال في دين/ه في/ؤمن من/ه أن يزي//دف كم//ا حص//ل في بعض المس//ائل والقض//ايا، أو يك//ون جاه//ل بلغت//ه، باللغ//ة ال//تي ف أو يص//ح أو ينقص أو يح//ر انت//دب نفس//ه للترجم//ة إليه//ا، يف//رق بين الحق//ائق عرفي//ة وش//رعية ولغوي//ة، ال ب//د من التفري//ق؛ لئال ي//ترجم حقيق//ةا، وإال يحص//ل من ذل//ك لغوي//ة بحقيق//ة بمعناه//ا في اللغ//ة األخ//رى بم//ا ي//رادف الحقيق//ة اللغوي//ة، وهك//ذا يك//ون نبيه// أمر خطير؛ ألن من يبلغ بنفس اللغة، يع/ني المس//تملي، المس//تملي إذا بلغ الطالب لك//ثرتهم كالم الش//يخ إذا أخط//أ

رد عليه الشيخ، لكن إذا كان بلغة أخرى ال يتقنها وال يعرفها الشيخ.المقدم: ال يرد عليه.

ال يستطيع الرد عليه. على كل حال الترجمة من باب الخبر، فيكتفى بها بواحد، وليس/ت من ب/اب الش//هادة فيطلب له//ا أك/ثر من واح/د،

والحديث أخرجه اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- في أحد عشر موضعا: األول: هنا في كتاب اإليمان، باب أداء الخمس من اإليمان، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرن//ا ش/عبة عن أبي جم///رة ق///ال: "كنت أقع///د م///ع ابن عب///اس يجلس///ني على س///ريره" فق///ال: أقم عن///دي ح///تى أجع///ل ل///ك س///هما من مالي" وهذا مأخذ من قال بجواز أخذ األج/رة على التعليم "ح/تى أجع/ل ل/ك س/هما من م//الي، ف//أقمت مع/ه ش/هرين

فذكره، والمناس//بة ظ//اهرة، وتق//دمت، ب//اب أداء الخمس من اإليم//ان، وأن تعط//وا من ثم قال: إن وفد عبد القيس"الغنيمة الخمس.

والثاني: في كتاب العلم، باب تحريض النبي -عليه الصالة والسالم- وف//د عب//د القيس على أن يحفظ//وا اإليم/ان والعلم، ويخبروا من وراءهم، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، ق//ال: ح/دثنا ش//عبة عن أبي جم/رة،

»احفظ//وه وأخ//برواوفي آخ//ره ق//ال: ق//ال: "كنت أت//رجم بين ابن عب//اس وبين الن//اس، فق//ال: إن وف//د عب//د القيس" والترجم/////ة: ب/////اب تح/////ريض الن/////بي -علي/////ه الص/////الة والس/////الم- وف/////د عب/////د القيس على أن يحفظ/////وا من وراءكم«

ويخبروا، ظاهرة.الة وال تكون�واوالموض//ع الث//الث: في كت//اب الم//واقيت م//واقيت الص//الة، ب//اب }منيبين إليه واتقوه وأقيموا الص

ق/ال: ح//دثنا قتيب/ة بن س/عيد، ق/ال: ح/دثنا عب//اد وابن عب/اد عن أبي جم//رة عن[/ 31 ]سورة الروم من المشركين{

فضيلة الشيخ عبد الكريم77الخضير

»وإق/////ام الص/////الة«وفي/////ه: ابن عب/////اس ق/////ال: "ق/////دم وف/////د عب/////د القيس على رس/////ول هللا -ص/////لى هللا علي/////ه وس/////لم-"الة{والترجمة: باب فالمناسبة ظاهرة.[ 31 ]سورة الروم }منيبين إليه واتقوه وأقيموا الص

اة{والرابع: في كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، وقول هللا تعالى: ك�� الة وآتوا الز ]س///ورة البق///رة }وأقيموا الص قال: حدثنا حج/اج، ق//ال: ح/دثنا حم//اد بن زي/د، ق//ال: ح/دثنا أب//و جم/رة ق//ال: س/معت ابن عب/اس -رض//ي هللا [43

ف///ذكر الح///ديث، ومناس///بة قول///ه في عنهم///ا- يق///ول: "ق///دم وف///د عب///د القيس على الن///بي -ص///لى هللا علي///ه وس///لم-"للباب باب وجوب الزكاة ظاهرة. »وإيتاء الزكاة«الحديث:

الموضع الخامس: كتاب فرض الخمس، باب أداء الخمس من ال//دين، ح/دثنا أب/و النعم//ان، ق//ال: ح//دثنا حم//اد عن ف//ذكره، وفي//ه:، أبي جم//رة الض//بعي، ق//ال: س//معت ابن عب//اس -رض//ي هللا عنهم//ا- يق//ول: "ق//دم وف//د عب//د القيس"

والمناسبة ظاهرة أيضا. »وأن تؤدوا خمس ما غنمتم« والس///ادس: في كت///اب المن///اقب، ب//اب دون ترجم///ة، ق///ال: ح//دثنا مس//دد، ق///ال: ح///دثنا حم///اد عن أبي جم///رة، ق///ال:

ف//ذكره، والب//اب دون س//معت ابن عب//اس يق//ول: "ق//دم وف//د عب//د القيس على رس//ول هللا -ص//لى هللا علي//ه وس//لم-" ترجمة كما مر بنا مرارا كالفصل من الباب الذي قبله، والباب الذي قبله باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، ووج//ه

تعلق الحديث بأصل الباب هو أن عبد القيس ليس من مضر. والسابع: كتاب المغازي، باب وفد عبد القيس، حدثني إسحاق، قال: أخبرنا أب/و ع/امر العق/دي، ق//ال: ح/دثنا ق//رة عن أبي جم//رة قلت البن عب//اس: "إن لي ج//رة أنتب//ذ فيه//ا نبي//ذا، فأش//ربه حل//وا"، إن أك//ثرت من//ه فجالس//ت الق//وم

الح///ديث، والمناس///بة ظ///اهرة، كت///اب المغ///ازي ف///أطلت الجل///وس خش///يت أن أفتض///ح، فق///ال: ق///دم وف///د عب///د القيس"الوفود لها عالقة بالمغازي، وأيضا الحديث واضح في قصة وفد عبد القيس.

المقدم: والمغنم؟أين؟

.»وأن تعطوا من المغنم الخمس«المقدم: نعم، والمغنم عالقته بالمغازي ظاهرة، لكن الباب وفد عبد القيس أخص.

والث//امن: في الب//اب الم//ذكور من الكت//اب الس//ابق، ق//ال: ح//دثنا س//ليمان بن ح//رب، ق//ال: ح//دثنا حم//اد بن زي//د عن أبي جم//رة ق//ال: س//معت ابن عب//اس يق//ول: "ق//دم وف//د عب//د القيس على الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم- فق//الوا..."

والمناسبة ظاهرة، يعني هي ما تقدم. والتاسع: في كتاب األدب، باب قول الرج/ل: مرحب/ا، ح/دثنا عم/ران بن ميس/رة، ق//ال: ح/دثنا عب/د ال/وارث، ق/ال:حدثنا أبو التياح عن أبي جمرة عن ابن عباس -رضي هللا عنهما- قال: "لما قدم وف//د عب/د القيس على الن/بي -

وهذه أيضا ظاهرة. "»مرحبا بالوفد«عليه الصالة والسالم- قال: العاش////ر: في كت////اب أخب////ار اآلح////اد، ب////اب وص////اة الن////بي -علي////ه الص////الة والس////الم- وف////ود الع////رب أن يبلغ////وا من وراءهم، قال: ح/دثنا علي بن الجع/د، ق//ال: أخبرن//ا ش//عبة ح وح/دثني إس/حاق أخبرن/ا النض//ر، ق//ال: أخبرن/ا ش//عبة عن أبي جمرة قال: "كان ابن عب/اس يقع/دني على س//ريره فق/ال: إن وف//د عب/د القيس لم//ا أت/وا رس/ول هللا -ص//لى

8 التجريد الصريح– الحلقة الثانية بعدالمائة

ف//إن األم//ر ب/ذلك يتن//اول »احفظ//وهن، وبلغ//وهن من وراءكم«فذكره، وفي/ه: " »من الوفد؟«هللا عليه وسلم- قال: ف///إن األم///ر ب///ذلك يتن///اول ك///ل ف///رد، فل///وال أن الحج///ة تق///وم بتبلي///غ»احفظ///وهن وبلغ///وهن من وراءكم«ك///ل ف///رد،

الواحد ما حظهم عليه إال أن قال: مجتمعين، بلغوا من رواءكم مجتمعين، حال كونكم مجتمعين، لكن لما أطل//قاتجه الخطاب إلى كل واحد منهم بعينه، وبهذا تظهر المناسبة.

خلقكم وما تعملون{الح//ادي عش//ر: في كت//اب التوحي//د، ب//اب ق//ول هللا تع//الى: }إنا [96]س//ورة الص//افات }وهللاة بن خال/د، [49]سورة القمر كل شيء خلقناه بقدر{ حدثنا عمرو بن علي، ق//ال: ح/دثنا أب//و عاص//م، ح/دثنا: ق/ر

قلت البن عب//اس، م//ا تق//دم أن//ه ينتب//ذ وك//ذا..، »ق//دم«ح//دثنا: أب//و جم//رة الض//بعي، ق//ال: قلت البن عب//اس: فق//ال: لكن طويت في هذه الرواية.

"قلت البن عباس فقال: قدم وفد عب/د القيس على رس//ول هللا -ص//لى هللا علي/ه وس//لم- فق/الوا: إن/ا بينن//ا وبين//ك..."فذكره.

خلقكم وما تعملون{في ترجم//ة الب//اب يق//ول: ب//اب ق//ول هللا تع//الى: }إنا كل شيء [96]س//ورة الص//افات }وهللا وق//ال وف//د عب//د القيس للن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم-: "مرن//ا بجم//ل من األم//ر [49]س//ورة القم//ر خلقناه بقدر{

فجع//ل ذل/ك كل/ه عمال إن عملنا بها دخلنا الجنة، فأمرهم باإليمان والشهادة، وإق//ام الص//الة، وإيت//اء الزك//اة" }وهللاوهذا من العمل. [96]سورة الصافات خلقكم وما تعملون{

جه اإلمام مسلم في كتاب اإليمان، فهو متفق عليه، وهللا أعلم. والحديث خروصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقدم: أحسن هللا إليكم ونفع بعلمكم.ا. الحلق�ة القادم�ة أيه�ا اإلخ�وة واألخ��وات، به�ذا نص�ل وإي�اكم إلى خت�ام ه�ذه الحلق��ة، وخت�ام ه�ذا الح��ديث أيض�

سنأخذ الحديث الذي يليه -بإذن هللا تعالى- حتى ذلكم الحين نستودعكم هللا. والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.