1

(10/9/2015: 6/9/2015فهرسة املخطوطات)دورة

مكتبة اإلسكندرية -املخطوطاتمركز

مشكالت الفهرسة والتوثيق

أمحد عطية مكتبة اإلسكندرية -باحث مبركز املخطوطات

Ahmed.atteya@bibalex.org

إن عملية الفهرسة عملية شاقة ، حتتاج إىل جهد وجد ، ألن املفهرس يكتب شهادة ميالد ملخطوط كان من املمكن أن يظل يف طيات النسيان ومنت بعناصر الفهرسة املتعددة ، من عنوان ، ومؤلف ،يف بطون خزائن املخطوطات ودور الكتب ، ويتخلل هذه العملية مشكالت عدة تتعلق

خل.وتاريخ نسخ ...إ، ، وتاريخ تأليف

مشكالت تتعلق بعنوان املخطوطأوالً :

العنوان املوازي -1 وله أشكال عدة منها:

إشارة إىل ، ورمبا يشتهر أحدمها وتذكره كتب الرتاجم والتوثيق دون بعنوانني خمتلفني ) الكتاب(فل ورود املؤ -أوالً ر املشكلة يف عملية توثيق العنوان املوازي له، مث ترد نسخة من املخطوط بالعنوان اآلخر األقل شهرة، وهنا تظه

.الكتاب :ومن األمثلة على ذلك

488توى امل، لإلمام أيب شجاع) احلسني بن أمحد األصفهاين( يف الفقه الشافعي ة االختصارغاي :كتاب ه،593املتوى يب شجاع( أاألصبهاين) د بن احلسني بن أمحد( أو أمح1189، كما ورد يف كشف الظنون) هجرية

2

املتوى يف حدود (سن بن أمحد) أبو شجاع األصبهاين( أو أمحد بن احل1/125كما ورد يف معجم املؤلفني) (.1/81هجرية، كما ورد يف هدية العارفني )500

الغالف من خمطوط غاية االختصارصفحة

3

األوىل من خمطوط غاية االختصارالورقة

-مثالً -، فلو صادف املفهرسان مل تذكره كتب التوثيقوهو عنو (أيب شجاع منت)هذا الكتاب بعنوان آخر هو ورد وأراد توثيقه هنا تنشأ املشكلة.، نسخة من هذا املخطوط عليها العنوان األقل شهرة

4

الغالف من منت أيب شجاعصفحة

5

األوىل من منت أيب شجاعالورقة

رق خمتلفة للتوصل إىل العنوان املوازي الذي يعد األشهر من حيث بحث بطهنا حلل هذه املشكلة ال فهرساملوعلى

تناول كتب التوثيق والرتمجة، مث يورد كال العنوانني بينهما عالمة)=(.

القصيدة اهلمزية ، لإلمام ورد يف شرحما من ذلك مثالً ) ازدواج العنوان(سمية املؤِلف مؤ ل فه) كتابه( بامسني خمتلفنيت :ثانياً أبو شهاب الدين تمي) ابن حجر اهليشارحها عنونهجرية، حيث 694) شرف الدين أيب عبد اهلل( املتوى البوصريي

مث بلغه أن الناظم مساها بأم ، املنح املكية يف شرح اهلمزيةبعنوانني خمتلفني؛ العنوان األول: هجرية 973العباس( املتوى

، وذلك كما يلي: را أم القرىلق أفضل الِقراتشبيهاً هلا مبكة املكرمة، حينئٍذ مساها القرى

6

العنوان من خمطوط املنح املكية يف شرح اهلمزيةورقة

7

األوىل من املنح املكية يف شرح اهلمزيةالورقة

، حيث صار شرح غاية االختالقول املختار يف بعنوان 4786مكتبة وزارة األوقاف حتت رقم ذلك املخطوط الذي يقع يف ذلك أيضاً ومن فتح القريب اجمليب يف شرح ألفاظ التقريب، والثاين: القول املختار يف شرح غاية االختصارعنونه مؤلفه بعنوانني؛ األول:

التقريب= منت أيب شجاعغاية االختصار= :العلم أنمع

8

( من جمموعة األكادميية امللكية بقرطبة ، حيث جاءت بعنوان : 1/10) 8ما جاء يف املخطوطة رقم ذلك أيضاً ومن ، التوليج و التصيري و املغارسة أحكام ذكر يف التفريج و التعريج= خليل الشيخ أغفله ما ذكر يف التسهيل و التيسري، حيث إن هجرية 1096 املتوى( املالكي ، الفهري علي بن القادر عبد بن الرمحن عبد ، زيد أبو) الفاسي ملؤلفها:

املؤلف بعد أن عنون كتابه بعنوان : التيسري والتسهيل، ذكر بعده قوله : وإن شئت قلت يف تسميته: التفريج والتعريج يف .غارسة والتصيري والتوليجذكر أحكام امل

العنوان املوازي رمبا يكون من صنع النساخ ، فهو عنوان مل يقصده املؤلف إطالقاً، وإمنا كتبه ناسخ املخطوطة كنوع ثالثا : ومن األمثلة على ذلك :رف املخطوط به ، من توصيف املنت ، أو نسبته إىل مؤلفة ...مث ع

مقدمةًيث املشهورة ، وهو دد/ مبكتبة بلدية اإلسكندرية ، وهي اليت تضم متناً من متون احل1964ما ورد يف املخطوطة أما ،، وهو العنوان الذي اختاره املؤلف لكتابه معرفةًأنواعًالحديث :، بيد أن العنوان الصحيح هو كتابابنًالصالح

العنوان األول فهو من صنع أحد النساخ نسب فيه املنت ملؤلفه .

9

من خمطوطات املكتبة املركزية للمخطوطات اإلسالمية ، التابعة لوزارة 3970ما جاء يف املخطوطة رقم ذلك أيضًا ومن 1201، حيث ورد العنوان فيها : شرح خمتصر خليل يف فروع الفقه املالكي ، للشيخ الدردير املتوى األوقاف املصرية

وهو عنوان صحيح قائم على عملية التوصيف ، ولكن العنوان الذي أثبتته كتب الرتاجم ، هجرية ، واشتهر املخطوط هبذا العنوان( ويف كتاب جامع الشروح واحلواشي ) 1/244هو : منح القدير يف شرح خمتصر خليل ، وقد ورد له توثيق يف كتاب األعالم )

3/1875. )

من خمطوطات املكتبة املركزية للمخطوطات اإلسالمية التابعة لوزارة األوقاف 3366ومن األمثلة على ذلك أيضاً ما ورد يف املخطوطة رقم قطب التحتاين يف شرح الرسالة الشمسية ، للكاتيب ، للسيد املصرية ، حيث وردت حتت عنوان : حاشية على حترير القواعد املنطقية لل

(. 1063الشريف اجلرجاين ، وهي املشهورة حباشية كوجك ، وقد ورد هلذه احلاشية توثيق يف كشف الظنون )

"املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واآلثار"، وشهرته: "خطط املقريزي". ومن األمثلة على ذلك أيضاً: -

أو مقدمة املبتدأ واخلرب يف أيام العرب والعجم والرببر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكرب"، وي عرف بتاريخ ابن خلدون"العرب وديوان - ابن خلدون.

املكتبة املركزية التابعة لوزارة األوقاف املصرية ، حيث ورد العنوان على صفحة الغالف من خمطوطات 4772ومنها أيضًا املخطوطة رقم - حاشية اخلضري ، ويف داخل املنت حواشي على شرح الشنشوري على الرحبية ، هكذا :

10

11

اشتمال العنوان على كلمة غريبة -2

من خمطوطات 3366عنوان املخطوطة ، من ذلك ما ورد يف املخطوطة رقم وقد تكون هذه الكلمة إشارة إىل اسم املؤلف أو املكتبة املركزية للمخطوطات اإلسالمية التابعة لوزارة األوقاف املصرية ، حيث ورد على الورقة األوىل منها فوق البسملة : )سيد

تبني أن عنوان هذه املخطوطة هو : حاشية بحث تصورات ( وهذا أمر يوقع املفهرس يف حرية بالنسبة لعنوان املخطوطة ، ولكن بالعلى حترير القواعد املنطقية ، للقطب التحتاين يف شرح الرسالة الشمسية ، للكاتيب ، ملؤلفها : السيد الشريف اجلرجاين ، املتوى

مؤلف احلاشية ، كلمة) سيد ( تشري إىل السيد الشريف ، هجرية .وهنا ميكن تفسري ما ورد على صفحة الغالف هكذا : 816 وكلمة )تصورات ( تشري إىل اجلزء الثاين من الرسالة الشمسية ، فهي عبارة عن تصديقات وتصورات.

12

، مثال ذلك ما ورد يف املخطوطة رقم خطأ من الناسخولعله ناتج عن ، ورود العنوان يف منت املخطوط بشكل خطأ -3

املركزية للمخطوطات اإلسالمية التابعة لوزارة األوقاف املصرية بعنوان : زوال الرتح يف شرح منظومة ابن من خمطوطات املكتبة 4764، وبالنظر يف منت املقدمة جند أن العنوان ورد يف املخطوطة : زوال الفرج يف شرح هجرية 819فرح ، لعز الدين ابن مجاعة، املتوى

منظومة ابن الفرج هكذا :

( من جمموعة املكتبة 2/6) 4731وذلك كما يف املخطوطة رقم ،ولعله خطأ من ناسخ املخطوطةف ، يرد اخلطأ على صفحة الغال أحياناً و -رسالة يف دعوى الرجلني ، ويف داخل املركزية للمخطوطات اإلسالمية ، التابعة لوزارة األوقاف املصرية ، حيث ورد العنوان على صفحة الغالف

ن املدعيني يف دعوى الرجلنياملنت : ميزا

13

14

4-ومن مشكالت توثيق العنوان كذلك :تداخل عناوين املؤلفات الرتاثية ، فمن كتاب له أكثر من عنوان إىل عنوان واحد لعدة كتب ، فمن أمثلة تعدد العناوين للنص الواحد :

السنوسية الصغرى = أم الرباهني ) يف علم الكالم ( - قصيدة يقول العبد ، لألوشي الفرغاين ) يف علم الكالم (بدء األمايل = - قصيدة الربدة ، للبوصريي ) يف املدائح النبوية (الكواكب الدرية يف مدح خري الربية = - الرامزة = اخلزرجية ، لضياء الدين اخلزرجي ) يف عروض الشعر ( - ابن احلاجب ، لإلسنوي ) يف عروض الشعر(املقصد اجلليل يف علم اخلليل = هناية الراغب يف شرح عروض - ) يف مصطلح احلديث (قصيدة ابن فرح = منظومة غرامي صحيح ، البن فرح االشبيلي - السمرقندية = رسالة االستعارات ، للسمرقندي ) يف البالغة ( - كيمياء(اخلواص الكبري = املقاالت الكربى = الرسائل السبعية = اجلامع ، جلابر بن حيان )يف ال - تدارك أنواع اخلطأ الواقع يف التدبري = دفع املضار الكلية عن األبدان اإلنسانية ، البن سني)ا يف الطب( -هجرية . 816، لشارحها السيد الشريف اجلرجاين ، املتوى سنة لإلجيي ، العضدية الوضع رسالة شرح= الراتبة= املرآتية - هجرية . 206لقطرب املتوى املثلث يف اللغة = مثلث قطرب ، -

أن يستقصي البحث عن العنوان يف كتب التوثيق املختلفة ، وذلك بعد قراءة املقدمة جيداً ، ألن وعلى املفهرس يف هذه احلالة املؤلف غالباً ما يدرج العنوان الثاين داخل منت املقدمة ، وهذا أمر يعتمد يف الكثري منه على ثقافة املفهرس .

وكذلك وجودًعدةًعناوينًتراثيةًتحتًعنوانًواحد ، مثل عنوان لطائف اإلشارات مثالً ، لو وجد على صفحة غالف أي يف حرية بالنسبة لتوثيق هذا العنوان ؛ ألن هناك كتباً كثرية كتبت حتت هذا العنوان ، منها –ال شك –خمطوطة ، فإن املفهرس يقع

على سبيل املثال ال احلصر : - هجرية . 622لطائف اإلشارات يف أسرار احلروف العلويات ، للشيخ تقي الدين البوين ، املتوى - هجرية . 465لطائف اإلشارات يف التفسري ، للقشريي ، املتوى - هجرية . 823لطائف اإلشارات يف الفروع للشيخ بدر الدين ابن قاضي مساونة ، املتوى - هجرية .923لطائف اإلشارات يف فنون القراءات ، للقسطالين املتوى - لطائف اإلشارات يف احملاضرات واحملاورات ، حملمود بن حممد. -

أو رمبا يكون املؤلف قد ذكر العنوان كامالً يف وعلى املفهرس يف هذه احلالة قراءة بعض أجزاٍء من املنت لتحديد فن املخطوطة ، مقدمة متنه .

15

غياب صفحة العنوان أو وجود نقص يف الصفحات األوىل من تؤدي إىل إشكالية يف توثيق العنوان : اليتومن األمور -5ًة ما حتتوي على معلومات أساسية، مثل عنوان املخطوط ومؤلفه واهلدف من تأليف هذا املخطوط، وأحياناً بعض اليت عاد ، املخطوطة

البيانات اخلاصة بفصول الكتاب وأبوابه أو أقسامه. وحملاولة التغلب على هذه املشكلة، مي كن اتباع اخلطوات اآلتية:

بعناية وتسجيل اإلشارات اليت ترد فيها عن املؤلف أو عصره أو كتبه األخرى )املتاحة( المخطوطًمنًقراءةًالصفحاتًاألولىًأ( أو شيوخه للتعرف بدقة على أسلوب املؤلف ولغته.

وذلك أيضاً من خالل ما توفر لدى املفهرس من القراءة الدقيقة للصفحات األوىل من - الوقوفًعلىًفنًالمخطوطب( ع مقدمات أخرى، يف نفس الفن، تنطوي بشكٍل جلي على عنوان املخطوط. يتم االستعانة ومن مث َّ مقارنة هذه املقدمة م -املخطوط

يف ذلك بالفهارس املقسمة إىل فنون واليت تذكر األبواب والفصول، مثل: فهرس مكتبة برلني، وبعض فهارس املكتبة الظاهرية، وفهارس املكتبة البلدية.

قدمات يف هذا الفن، وبالتايل إمكانية الوصول إىل عنوان املخطوط أو على وما مر عليه من م تسخيرًماًللمفهرسًمنًخبرة ( ج .األقل ترجيحه

من خمطوطات املكتبة املركزية للمخطوطات اإلسالمية ، التابعة لوزارة األوقاف 4671ما ورد يف املخطوطة رقم ومن ذلك مثالً ، رد العنوان يف فهرس مكتبة األصل : كتاب يف الشافعي ورقة ، ناقصة من أوهلا وآخرها ، وو 141، حيث وردت يف املصرية

ملؤلف جمهول . ت ناقصة من أوهلا ، حيث جاء يف أوهلا قول املؤلف : ...يف حنو حيض قبله مع الصور األربعة املذكورة يف الشرح ...هكذا وورد

:

هكذا :هلذه األمور ، فشرع ...ووردت كذلك ناقصة من آخرها ، حيث جاء آخرها :... ولذا شرعت احلدود حفظاً

16

وعلى املفهرس يف هذه احلالة أن يسلك السبل املختلفة السابقة من : قراءة الصفحات األوىل من املخطوط ، والوقوف على فن املخطوط ، وتسخري ما للمفهرس من خربة وما مر عليه من مقدمات يف هذا الفن ، باإلضافة إىل االستعانة باملستحدثات

التكنولوجية كشبكة املعلومات الدولية ، وذلك من خالل كتابة أجزاء من املقدمة يف أحد حمركات البحث على الشبكة الدولية ، وبالبحث تبني أن هذا املخطوط هو : التجريد لنفع العبيد، وهو جزء من حاشية البجريمي على منهج الطالب ) جزء منه ( ملؤلفها

هجرية .1221لشافعي البجريمي ، املتوى : سليمان بن حممد بن عمر ا فكثرية هي أمهل وضاع معظمه بسبب فقدان ورقات منه حتدد هوية املخطوط ، تراثنا العريبوال شك أن هناك العديد من

املخطوطات اليت تنسب إىل فنوهنا ، ككتاب يف الفقه ، وكتاب يف الطب ، ورسالة يف الفلسفة ...إىل غري ذلك ، وكثريون هم ولعل هذا أمر حيتاج إىل جهد، وتضافر قوى خمتلفة إلعادة تلك املؤلفون اجملهولون الذين متتلئ هبم صفحات فهارسنا العربية ،

احللقات املفقودة من تراثنا العريب .ويف بعض األحوال القليلة تكون الرسالة الناقصة أوهلا وآخرها ضمن جمموع حيوي عدة رسائل أخرى ، ففي هذه احلالة من -

ما ورد على صفحة املمكن الرجوع إيل صفحة غالف اجملموع ، فلعل الناسخ أثبت فيها عناوين الرسائل اليت ضمنه ، مثال ذلك ، والذي يضم مخس رسائل ، تدور أربعة منها 3366املركزية للمخطوطات اإلسالمية حتت رقم غالف اجملموع الذي يقع يف املكتبة

حول شرح الرسالة الشمسية للكاتيب ، حيث وضع املفهرس عناوين الرسائل اخلمس على صفحة غالف املخطوط ، هكذا :

17

ا اجملموع ، حيث مل يرد إال إشارة بسيطة للعنوان على الثانية من هذوقد أفاد هذا الفهرس املصغر يف الوصول إىل عنوان الرسالة الصفحة األوىل منها .

، سواء باالختصار أو تصرف بعض النساخ يف عناوين الكتب الواردة على أغلفة بعض املخطوطات -6يف هذه احلالة لتوثيق العنوان،وهذا التصرف قد يوقع املفهرس يف حرية بالنسبة ، االكتفاء بلقب الشهرة ، أو وصف العنوان بالفن

ه على املفهرس أن يويل العناية األكرب واألهم للعنوان املذكور يف مقدمة املخطوط ويعتربه العنوان األساسي والرئيس هلذا العمل. مث يليب ابن الصالح" من ه( يف كتابه "النكت على كتا 852يف األمهية العنوان املذكور يف اخلامتة. ومثال لذلك ما ذكره ابن حجر )ت

ارِمي ) ت ه( حيث قال: 255اسم كتاب عبد اهلل بن عبد الرمحن الد ارِمي باملسند الصحيح اجلامع. وليس كما زعم، نذري ترمجة كتاب الد

"مث وجدت خبط م غلطاي أنه رأى خبط احلافظ أيب حممد امل

ب املذكور، والورقة األوىل منه عدة أوراق ليست خبط املنذري فلقد وقفت على النسخة اليت خبط املنذري، وهي أصل مساِعنا للكتا فاشتبه ذلك على مغلطاي، وليس احِلصين من أحالس هذا الفن، حىت حيتج يف ذلك".

18

يف بعض األحيان يكون للكتاب أكثر من عنوان يف نفس النسخة: واحد على الغالف والثاين يف املقدمة والثالث يف اخلامتة. -7مث ي عد العنوان الوارد يف -كما أسلفنا–رس يف هذه احلالة أن يعتمد أيضاً العنوان الوارد يف املقدمة، حيث يعد هو األوثق فعلى املفه

خامتة املخطوط تالياً يف األمهية. وعلى املفهرس عمل إحاالت للعناوين األخرى.

19

ثانياً : مشكالت توثيق املؤلفاملؤلف شرط مهم وركن أساسي من أركان الفهرسة والتحقيق ال يصح أن يفرط فيه املفهرسون أو احملققون إن توثيق نسبة الكتاب إىل ح نسبته إليه ، وكذلك ال يصح أن يتعصب املفهرس أو احملقق لرأي يوجد اسم إنسان ما على كتاب لتص إطالقاً ، وأنه ال يكفي أن

شهور ، بل عليه أن يستقرأ األدلة والقرائن يف حياد وموضوعية ليصل إىل الرأي بعينه ، أو يندفع يف نسبة الكتاب إىل املؤلف امل .(1)الصحيح أو الراجح

ولكن تقابل املفهرس بعض املشكالت منها :

) أي أن ترد املخطوطة جمهولة املؤلف ( وذلك بسبب طمس أو نقص يف الورقات األوىل منها دخول املؤلف حتت دائرة اجملاهيل -1.

من جمموعة املكتبة املركزية للمخطوطات 85/ 4762أصاب الصفحات األوىل من املخطوطة رقم النقص الذي مثال ذلك : اإلسالمية التابعة لوزارة األوقاف اإلسالمية

م. 2001 -ه1421املخطوطات العربية ) مشكالت وحلول ( د. عابد سليمان املشوخي ، مكتبة امللك عبد العزيز العامة ، الرياض ، (1)

20

وهنا جيب على املفهرس عدة أمور :اليت كتبت يف هذا الفن ، واملقارنة بينها وبني املنت املراد أواًل: البحث يف فن املخطوط وحتديده جيدًا ، وحماولة حصر النسخ

فهرسته ما أمكن . ثانياً : البحث يف الفهارس اليت تعين بذكر األبواب والفصول ، واملقارنة بينها وبني ما ورد يف املخطوطة املراد فهرستها .

الناس به .ثالثاً : استشارة أهل التخصص يف الفن ، ألن أهل كل ختصص هم من أعرف

21

، وكذلك تشابه موضوعاهتا يف بعض األحيان ، فنجد اتفاق بعض املخطوطات يف عناوينها مع اختالف املؤلفني -2هجرية ( واألشباه والنظائر ، جلالل الدين السيوطي ) املتوى سنة 150مثاًل : األشباه والنظائر ، ملقاتل بن سليمان ) املتوى سنة

الثاين له أشباه يف الفقه ، وأخرى يف هجرية ( األول له أشباه يف القرآن ، و 975ه( واألشباه والنظائر ، البن جنيم ) املتوى 911 (2) النحو ، والثالث له أشباه يف الفقه ، فال يتسرع املفهرس يف نسبة الكتاب الذي يبحث عن مؤلفه .

أن يكون حذرًا كل احلذر يف إثبات اسم املؤلف ، وأن يطلع على نص املخطوطة ليتعرف على وهنا جيب على املفهرسلف ، من حيث تاريخ التأليف ، واألسلوب ، واألعالم الواردة يف النص ، والتقييدات مدى صحة نسبة الكتاب للمؤ

والسماعات والقراءات ، واإلجازات إن وجدت ، وغري ذلك من اإلشارات الواردة يف ثنايا النص .عاش فيه، واملصطلحات ى أسلوبه يف الكتابة ، وإىل عصره الذي لكما ينبغي على املفهرس أن يتعرف إىل ترمجة املؤلف ، وع

العلمية اليت كان يستخدمها يف كتابته أثناء التأليف وحياته العلمية .

، وذلك من طبيعة تكوين ، وهذا ناتج من عدم خضوع االسم للتوحيد والتقنني أحيانًا يرد اسم املؤلف بأشكال متغايرة -3أمحد بن حنبل ، أو بالكنية مثل : أبو نواس ، أبو علي –نس االسم العريب الذي يشتهر أحياناً باالسم الشخصي مثل : مالك بن أ

–احلسن بن هانئ ، أو بالنسبة مثل : الكندي ، حممد بن يوسف ، أو منسوباً إىل مكان مثل : الدمشقي ) حممد بن عبد الرمحن ( .عبد امللك(: ابن هشام ) أبو حممد البغدادي ) اخلطيب البغدادي (، أو يكون منتسباً إىل أحد الوالدين أو جد من األجداد مثل

اجلزء املشهور من االسم ، وهو ما اعتاد أن يعرف به املؤلف يف مؤلفاته ، وما اعتاد أن ب البحث وحلل هذه املشكلة ينبغي –تعىن باألمساء العربية ، مثل األعالم ، للزركلي اليت، ويستعان يف هذا ببعض املصادر وكتب الرتاجم يعرفه الناس به تبعاً لذلك

ومعجم املؤلفني ، لعمر رضا كحالة . –وهدية العارفني ، للبغدادي

، كأن يرد املؤلف على صفحة الغالف ، أو يف مقدمة املخطوطة أو يف هنايتها عدم ورود املؤلف يف كتب الرتمجة والتوثيق -4، مث حياول املفهرس التأكد من صحة ما ورد فال يستطع ، ألن كتب الرتاجم قد سكتت عنه ، وهنا ليس أمام املرتجم إال أن يبحث

الكتب الىت كتبت على القرون ... إىل غري ذلك ، بصيخ أخرى عن املؤلف ، كالبحث بلقب املؤلف، أو بتاريخ وفاته إن وجد ، يف، من ذلك فإن مل جيد فليس أمامه إال أن يكتب املؤلف كما ورد ، ويثبت يف خانة املالحظات أنه مل يقف على ترمجة هلذا املؤلف

ب( والىت وردت 51: ب37من جمموعة املكتبة املركزية للمخطوطات اإلسالمية ) ضمن جمموعة من 4717مثاًل يف املخطوطة رقم حتت عنوان : تاريخ األنبياء عليهم الصالة والسالم ، حيث ورد مؤلفها هكذا : زين الدين سبط ابن املقري القرشي، وبالبحث يف

.كتب الرتاجم والتوثيق مل نستطع الوقوف على هذا الرجل ، وبالتايل مت اثباته يف حقل املؤلف كما ورد

م. 2001 -ه1421املخطوطات العربية ) مشكالت وحلول ( د. عابد سليمان املشوخي ، مكتبة امللك عبد العزيز العامة ، الرياض ، (2)

22

، واشرتاك أكثر من مؤلف يف كذلك ذكر لقب املؤلف فقط على صفحة الغالف فومن مشكالت املؤل-5

كثر ، أو األزهري، أو ينسبه إىل هذا اللقب ، كأن يرد على صفحة غالف املخطوطة أن املؤلف هو : الطربي ، والطربيوناملذهب كالشافعي أو املالكي ... إىل غري ذلك ، وهنا ليس أمام املفهرس إال أن حيدد فن املخطوط ، مث يبحث فيمن ألف فيه

د حتت هذا اللقب ، فإن وجد البد أن يأيت بنسخة أخرى مثبت عليها اسم املؤلف ويقارهنا بالنسخة الىت بني يديه ، فإن مل جي من بني أهل هذا الفن من حيمل هذا اللقب يثبت اسم املؤلف كما هو ، ويشري يف حقل املالحظات إىل ذلك .

، كأن يرد اسم املؤلف على صفحة الغالف خطأً ، في توهم نسبة الكتاب إىل غري مؤلفه ومن مشكالت املؤلف كذلك -6 -5

، وعلى املفهرس يف هذه احلالة أن يستعني بكتب التوثيق والرتاجم يف الوصول إىل املؤلف الصحيح ، للوهلة األوىل أن هذا هو املؤلف حالة من احلاالت اليت يقع فيها اخلطأ كثرياً، إال أن يكون املفهرس صاحب خربة ودربة ، ولديه معرفة بفنون –يف احلقيقة –وهذه

.ألنه رمبا يكون قد تكرر اخلطأ يف كتب التوثيق أيضاً من الرجال ، العلم املختلفة وأشهر من كتب فيها

23

املركزية للمخطوطات اإلسالمية، حيث ورد العنوان : قصة املعراج ( من جمموعة املكتبة4/9) 4733من ذلك ما ورد يف املخطوطة رقم ، ولكن باستقراء املنت تبني أن العنوان الصحيح هو : خمتصر قصة املعراج ، حلسن بن علي املدابغي . ، لإلمام الغيطي

24

باملنت :ثالثاً : مشكالت خاصة هي تتمثل يف :

.حتديد فن املخطوطة -1 .مشكلة اجملاميع -2 .مشكلة اختالط احلاشية باملنت -3

حتديد فن املخطوطةأوالً :

( علم وفن يف خمتلف فروع 300العلوم والفنون األسفار الطوال ، واستوعب الرتاث العريب املخطوط أكثر من )ألف العرب يف خمتلف املعرفة من تفسري ، ولغة ، وفنون حربية ، وتربية ، وتاريخ ، وسياسة ، وطب ، وهندسة ، وفلك ، وزراعة ، ورياضيات ، وفالحة

ت املؤلفات مئات اآلالف....وغريها من فنون املعرفة اإلنسانية ، وبلغومما يالحظ يف بعض املخطوطات اتصافها بصفات الكتب املوسوعية ، فاملخطوطة الواحدة تتناول مجلة من العلوم يف اختصاصات

متقاربه ، وهنا تواجه املفهرس مشكلة حتديد الفن الذي تندرج حتته املخطوطة ، ككتاب إحياء علوم الدين ، أليب حامد الغزايل .يف حتديد فن بعض املخطوطات ، واملصطلحات اليت تطلقها ن يطلع على الفهارس املنشورة هنا وهناك يالحظ االختالف والتباين وم

على بعض العلوم .والذي يساعد املفهرس على حتديد ذلك ثقافته اليت جيب أن ينميها من خالل االطالع على الكتب اليت تتحدث عن فنون املعرفة

وضوعات الرئيسية والفرعية اليت تندرج حتت كل فن ، وأهم املؤلفات املختصرة واملتوسطة واملفصلة اليت ألفت يف كل عند العرب وامل ، وكذلك أهم العلماء الذين كتبوا يف هذه الفنون .فن

مشكلة اجملاميعثانياً:

ملؤلف واحد أو لعدة مؤلفني ، مجعت مع بعضها يقصد باجملاميع املخطوطات اليت حتتوي على عدة رسائل أو مؤلفات سواء كانت .فنون متعددة ومتنوعة وضوع واحد ، وأحياناً تكون يف البعض ، وضمت يف كتاب واحد ، ومثل هذه اجملاميع تكون أحياناً يف م

ذه اجملاميع ، وال ومثل هذه الرسائل جرت العادة أن ترد مع بعضها البعض يف جملد واحد ، لذا جيب على املفهرس أن يتنبه ملثل ه اميع وما مياثلها .شك يف أن املفهرس املتمرس صاحب اخلربة الطويلة يدرك هذه اجمل

وينبغي على مفهرس املخطوطات معاملة كل رسالة أو جزء أو مؤلف ورد يف اجملموع معاملة املخطوطة املفردة املستقلة وفهرستها كما ضمن جمموع وحتديد موقعها يف اجملموع بذكر عدد األوراق وترتيبها يف اجملموع. تفهرس أي خمطوطة أخري ، مع اإلشارة إىل أهنا

ومن الفهارس اليت تواجه مفهرس اجملاميع ما يلي : تداخل الرسائل يف بعض اجملاميع ، وعدم وجود فاصل فيما بينها مييز بني هناية الرسالة األوىل وبداية الرسالة الثانية .-1

25

، فالنسبة الغالبة من الرسائل اليت ترد يف اجملاميع صغرية احلجم ، وصعوبة اميع من العناوين ، وأمساء املؤلفني خلو بعض رسائل اجمل-2 التوصل إىل عناوينها ، وأمساء مؤلفيها نابعة من قلة أوراقها .

، حيان يف الوصول إىل العناوين تساعد املفهرس يف بعض األ اليتخلو كتب أو رسائل اجملاميع من البيانات التوثيقية غالبًا ، تلك -4 وهذه البيانات هي : املقابالت والسماعات والقراءات واإلجازات واملطالعات .

: مشكلة اختالط احلاشية باملنتثالثاً

ال جيدها يف النسخ األخرى منها ، وقد يكون ذلك نتيجة خلطأ الناسخ ، فبعض املسرفني يواجه املفهرس زيادات يف خمطوطة النساخ وغريهم ميزج صلب األصل الذي نقل عنه باحلواشي اليت أضيفت عليه من بعض القراء أو املالكني .من

وقد يقحم بعض النساخ التعليقات والشروح املكتوبة يف هوامش الصفحات داخل النص لتصبح جزءاً من النص ، ومن هنا يقع االضطراب داخل بعض املخطوطات .

من مهمة احملقق أكثر من املفهرس ، ولكن إذا استطاع املفهرس أن يرصد ذلك –يف احلقيقة –والكشف عن هذا االختالط من خالل املقارنة بني النسخ ، أو من خالل أي وسيلة أخرى فال بأس .