60
ة ف ل ت خ م ل ور ا ص ع ل ر ا عب ة ودي ع س ل ا ة ي ب ر لع ا كة" ل م م ل ا ب مارة ع ل ور ا ط ت م ه1 اً حا ض و م ة ف ل ت خ م ل ور ا ص ع ل ر ا عب ة ودي ع س ل ا ة ي ب ر لع ا كة" ل م م ل ا ب ي خ ي ار ت ل ور ا ط ت ل ا= ث خ ب لول ا ا تB ت يE ج ماد ن ل ا ض ع ب ل رض ع ع م لة رح م ل ك ي ف ة ي س ا ت س ل وا ة ي ف ا ق= ب ل وا ة صاديB ت فلا وا ة ي ع ما ن جلا ا مات س ل اE سكانa لاط ا ما ن1 ا= ث ي جE ن م ة ي كت س ل ا مارة ع ل اi لك وكذ ة ي ت ي الذ مارة ع ل ذ ا ت ع لة رح م ل ك ي ف ة ماري ع م ل ا ها. ع ي ور ت و1

CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

تطور العمـارة بالمملكة العربية السعودية عبر العصور ا لمختلفة

يتناول البحث التطور التاريخي بالمملكة العربية السعودية عبر العصور المختلفة موضحاً أهم السمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية

في كل مرحلة مع عرض لبعض النماذج المعمارية في كل مرحلة عندالعمارة الدينية وكذلك العمارة السكنية من حيث أنماط الإسكان وتوزيعها.

:البحث الأول

1

Page 2: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

التطـــور التـاريخي لشبــه الجزيـــرة العربيـــة

فترة ما قبل الإسلام.-فترة صدر الإسلام.-مرحلة ظهور الدول الحديثة.-عصر اكتشاف البترول.-.الازدهار الاقتصادي والانطلاقة الحضارية-

2

Page 3: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

التطور التاريخي لمدن شبه الجزيرة العربيةبوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص

يتركز هذا البحث على دراسCCة جCزء من الجزيCرة العربيCة يتحCCد في صCفات واحCدة سواء بيئية أو اجتماعية أو جغرافية أو حضCCارية، وترجCCع في جCCذورها البشCCرية إلى أصل واحد، ويتلاحم تاريخها مع بعضها البعض بحيث يصعب عمليCCا الفصCCل القCCاطع بينها، حتى لو تقسمت اليوم إلى ممالك ودول وأمارات كل لها حCCدودها السياسCCية ونظام حكمهCCا المسCCتقل. وينص هCCذا البحث على دراسCCة الجCCزء المسCCاحي الCCذي يغطي المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وأمارة البحرين ودولCCة قطCCر ودول الأمارات العربية المتحدة. ولسهولة التعبير سنشير إلى منطقة البحث هذه يسCCمى شبه الجزيرة العربية وأن كان لمنطقCCة اليمن وحضCCرموت وعمCCان دراسCCة خاصCCة. وقد تتداخل في بعض الأحيان دراسة هذه المناطق وذلك بسبب صعوبة إيجاد حدود

قاطعة للتداخلات المختلفة بالمنطقة.الموقع والبيئة:

تقع منطقة الدراسة في شبه الجزيCCرة العربيCCة في المنطقCCة المداريCCة، وهي ذات مناخ صCCحراوي تتفCCاوت فيCCه الظCCروف المناخيCCة المحليCCة من صCCحراوي جCCاف في أواسCCط شCCبه الجزيCCرة، إلى صCCحراوي رطب بالمنCCاطق السCCاحلية للخليج العCCربي والبحر الأحمر، ومنCCاطق بCCاردة في مرتفعCCات الجبCCال وعلى وجCCه الخصCCوص في منطقة جنوب غرب الجزيرة العربية. ويوجد بشبه الجزيرة العربية مناطق زراعية، وواحات، مثل الإحساء والقطيCف والبCوديمي والخCرج والقصCCيم والمدينCCة المنCورة ودومة الجندل وهي مناطق غنية بالزراعة وتقوم أساسا على العيون المائيCCة. كمCCا تنشط الزراعة المعتمدة على الأمطار على سفوح الجبال ومCCدرجاتها خصوصCCا في

جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وحتى حدودها. وتتميز منطقة شرق شبه الجزيرة العربية بثروة بترولية كبرى، كان لها كبير الأثر

في الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية التي أصبحت تتبؤها شبه الجزيرة العربية. كما كان لهذه الثروة البترولية كما سيتبين فيما بعد عظيم الأثر في تغيير الوجه

الحضاري لشبه الجزيرة العربية.

وتتصف شبه الجزيرة العربية بالانخفاض النسبي لعCCدد السCCكان والكثافCCة السCCكانية مع وجود تمركزات يتجمع فيها السكان وتزيد هذه التمركزات كلما اتجهنCCا شCCرقاً أو غرباً في الجزيرة العربية وتقل كلما اتجهنا إلى أواسطها. وبالطبع فهCCذا راجCCع إلى توزيع الثروة الطبيعية وتوافر مصادر الميCCاه والCCرزق، علاوة على قسCCوة الظCCروف

البيئية المناخية الصحراوية.

وتتحد دول هذه المنطقة في الأصول الحبشية الواحدة، وتترابط فيمCCا بينهCCا قCCديما أو حCCديثا بصCCلات النسCCب والمصCCاهرة. ومن أبCCرز الأمثلCCة لCCذلك حركCCة الهجCCرة

3

Page 4: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

الاستيطانية الكبرى من بلاد اليمن إلى شCCمال شCCبه الجزيCرة العربيCة وإلى منطقCةعمان وجبال ظفار في أعقاب انهيار سد مأرب.

وكان من أبرز العوامل الCCتي أوجCCدت روابCCط وعلاقCCات اجتماعيCCة بين سCCكان شCCبه الجزيرة العربية، قديما وحديثا موقع شبه الجزيرة العربيCCة بين حركCCة التجCCارة من العالم القديم في آسيا وأفريقيا إلى أوروبCCا، علاوة على وجCCود الأراضCCي المقدسCCة في مكCCة المكرمCCة ثم في المدينCCة المنCCورة، كCCل هCCذه العوامCCل أدت إلى زيCCادة

تحركات السكان وإلى إقامة علاقات ومعاملات بينهم.

التطور التاريخي لشبه الجزيرة العربية:

عاش الإنسان الأول بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة في وقت كCCانت صCCحاريها وفي الجCCزء الأكبر منهCCا مخضCCرة ومزهCCرة بالحيCCاة وقCCادرة على توفCCير بيئCCة ملائمCCة للمعيشCCة.

سCCنة يزخCر بالعديCد10,000وهناك شواهد على أن الربع الخالي كان منCذ حCوالي من فصائل الحيوانات مثل الغزال والبقر الوحشي والأسد وفرس النهCCر الCCذي كCCان

مصدرا أساسيا للغذاء والكساء لأقوام ذلك الزمان. وعلى مر السنين، تتابعت الحضارات بشبة الجزيرة العربية وتشهد على ذلك الآثار الباقية إلى اليوم في صورة مبCCان ونقCCوش وكتابCCات، وفي صCCورة تماثيCCل وعملات وأوان وأدوات ونصCCب، أو في صCCورة مسCCاكن ومقCCابر منحوتCCة في الجبCCال، هCCذا

بالإضافة إلى السدود والقلاع والمعابد والأسوار. ونتيجة للاكتشافات الأثرية بشبه الجزيرة العربيCCة، فقCCد تم التوصCCل إلى أدلCCة على قيام نوع من الاتصالات بين حضCCارات شCCبه الجزيCCرة العربيCCة والحضCCارات الكCCبرى التي كانت قائمة في ذلك الزمان. فقد كانت المنطقة الشرقية من شCCبه الجزيCCرة العربيCCة جCCزءا من حضCCارة العبيCCد الCCتي دامت في جنCCوب بلاد مCCا بين النهCCرين من

سنة ق.م. كما أن هناك شCCواهد عديCCدة على وجCCود3500 سنة إلى 5300حوالي علاقة بين الحضارة الفرعونية في حCوض نهCر النيCل وبين حضCCارات شCCبة الجزيCرة العربيCCة، ويسCCتدل على ذلCCك من وجCCود مظCCاهر متشCCابهة في النقCCوش الصCCخرية الموجودة في كل من مصر وشبه الجزيرة العربية، تلك النقوش التي يعCCود بعضCCها

سنة ق.م. وقد بCزغ نجم العCرب لأول مCCرة في التCاريخ المCدون3000إلى حوالي سنة ق.م. وكان ذلCCك مرتبطCCا باسCCتئناس الجمCCل1000المعروف لدينا منذ حوالي

وتنشيط القوافل التجارية البرية عبر شبه الجزيرة العربية. وتذكر الآثCCار الأشCCورية أن العرب كانوا يصدون غزوات الأشوريين الذين كانوا يحCCاولون إخضCCاعهم بهCCا في ذلك الزمان، وكانت مقاومCCة العCCرب تCCتركز أساسCCا في مCCدينتين همCCا " أدومCCاتو "

) دومة الجندل اليوم ( و " تيماء " بشمال شبه الجزيرة العربية. ومع ازدهار الحركة التجارية عبر أراضي شبه الجزيرة العربية وعلى طول سواحلها رابطة بين حضارات وادي النيل وبلاد مCا بين النهCرين، ازدهCرت بعض المCدن على

4

Page 5: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

امتداد طرق التجارة، فعلى امتداد الجانب الغربي لشبة الجزيرة العربيCCة ازدهCCرت مدن " نجران" و "جرش" و "الفاو" و "الطائف" و "مكCCة ا لمكرمCCة " و " المدينCCةالمنCCCورة " و " العيص" و " بCCCير " و "ديCCCدان " و " دائن صCCCالح " و " تيمCCCاء" و "روافCCة " و "البCCدع" و "قريCCة". وعلى امتCCداد الجCCانب الشCCرقي قCCامت مCCدن " تاروت" و " الجرهاء" و "جوان " و " تCCاج " و "الحنCCا " كمCCا ازدهCCرت مCCدن "دومCCة

الجندل " و " قريات الملح" و " اثرا " بالبادية في شمال شبه الجزيرة العربية. وقد كانت شCCبه الجزيCCرة العربيCCة موطنCCا للعديCCد من الحضCCارات البائCCدة الCCتي ورد ذكرها بالقرآن الكريم، وكانت مهدا للرسالات السماوية والرسCCل. وإذا رجعنCCا إلى القرآن الكريم نجد أن الجانب الغربي خاصة من شبه الجزيرة العربية كان مسCCرحا للعديد من الأحداث التي ورد ذكرها بCCالقرآن الكCCريم. ففي د اخCCل حCCدود المملكCCة العربية السعودية عن " البCCدع " والمنطقCCة المعروفCCة " بمغCCاير شCCعيب " ازدهCCرت حضارة " مدين " حاضرة قوم النبي شCCعيب عليCCه السCلام. وإذا تحركنCCا جنوبCCا إلى "العلا " وعند المنطقة المعروفة باسم " مدائن صالح " نجد حاضCCرة " ثمCCود" قCCوم النبي صالح عليه السلام والتي ما زالت أثارها قائمة إلى يومنا هذا شCCاهدة على مCCا وصل إليه القوم من تقدم في فنون النحت. وإذا تحركنا جنوبCا إلى " نجCران " ، " نجد " الأخCدود " الCCذي ذكCر في معCCرض الحCCديث عن أصCCحاب الأخCدود حيث ألقى المؤمنون من المسيحيين في النCCار. ثم إذا تحركنCCا جنوبCCا وجCCدنا حاضCCرة سCCبأ في مأرب باليمن، ثم وجدنا بالمنطقة قوم عاد أرم على أقصى الحدود الجنوبيCCة لشCCبه

الجزيرة العربية على بحر العرب. ومن دراسة ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبويCCة عن ثمCCود قCCوم النCCبي صCCالح عليه السلام، يمكن وضع تصور لما كانت عليه حاضرة ثمود، تلCCك الحاضCCرة الCCتي يمكن أن تؤخذ كنموذج لمدن الحضارات البائدة بشبه الجزيرة العربية. فقCCد كCCانت حاضرة دولة ثمود القوية مدينة تقع في منطقة آمنة سCCهلة تحيCCط بهCCا سلسCCلة من الجبال. وكانت المنطقة تزخر بعيون المياه العذبCCة، تحCCف بهCCا الحCCدائق وزراعCCات النخيل بالإضافة إلى الحقول التي كانت تزرع شتى المحاصيل. وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم على لسان النبي صالح عليه السلام موجهCCا كلامCCه إلى قولCCه ) أتCCتركون في مCCا ههنCCا آمCCنين في جنCCات وعيCCون وزروع ونخCCل طلعهCCا

هضيم (. وكان مترفو ثمود يبنون قصCCوراً من الحجCCر في الوديCCان وسCCط جنCCاتهم وبسCCاتينهم بينمCCا كCCان بCCاقي القCCوم ينحتCCون من الجبCCال بيوتCCا فارهCCة ويعيشCCون فيهCCا أمCCنين مطمئنين. ويستدل على ذلCCك من أكCCثر من آيCCة بCCالقرآن الكCCريم حيث يقCCول اللCCه تبارك وتعالي على لسان النبي صالح عليCCه السCCلام ) وأذكCCروا إذ جعلكم خلفCCاء من بعد عCCاد وسCCواكم في الأرض تتخCCذون من سCCهولها قصCCورا وتنحتCCون الجبCCال بيوتCCا فCCاذكروا آلاء اللCCه ولا تعثCCوا في الأرض مفسCCدين ( وقولCCه تعCCالى ) وتنحتCCون من

الجبال بيوتا فارهين ( وقوله تعالي أيضاً ) وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين (

5

Page 6: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

ويمكن ان يستدل من ) بوأكم في الأرض ( ما وصلت إليCCه دولCCة الثمCCوديين من قوة ومنعة وأتساع رقعتها، وامتداد سلطانها على مCCا قCCد جاورهCCا من مسCCتوطنات آخري. كما أنهCCا تعكس مCCا وصCلت إليCCه من كCCثرة في العCدد وغCCزارة في المCCوارد والإنتاج – والتي يصعب أن تكCCون هنCCاك قCCوة بCCدونها – ممCCا يسCCر للثمCCوديين سCCبل التمكن والمقCCدرة في الأرض. وتعطي الآيتCCان ) تتخCCذون من سCCهولها قصCCورا ( و ) تنحتون من الجبال بيوتا فارهين ( مؤشرات على ما وصلت إليه مدينة الثمCCوديين من تقدم وازدهار حضاري وعمراني وفني ، حيث نجد أن مساكنهم لم تكن لغرض توفير مأوى بالحد الأدنى لاحتياجCCات الإنسCCان، بCCل تعCCدتها إلى التنCCوع في أشCCكالها لكي تشمل قصورا ومسCCاكن _ كCCل حسCCب إمكانياتCCه ومقدرتCCه – ولكن وفي كافCCة

الأحوال كانت تلك المساكن تتمتع بالفراهة والأمن اللذين ذكرا بالقرآن الكريم. ويمكن أن يستدل من الآيات ) تتخذون من سهولها قصروا ( و ) تنحتون من الجبال بيوتا ( و ) وثمود الCCذين جCCابوا الصCCخر بCCالواد ( على مCCا وصCCل إليCCه الثموديCCون من براعCCة وتقCCدم في وسCCائل البنCCاء والتشCCييد حيث تنCCوعت الوسCCائل بين النحت في

الجبال، وقص الأحجار ونقلها لاستعمالها في أعمال البناء المختلفة. وما زال قائمCا إلى يومنCا هCذا بمنطقCة مCدائن صCالح العديCد من المنشCآت والآثCار المنحوتة في الصخر وتشهد الآثار على الرقي الفني الذي وصل إليCه هCؤلاء القCوم. وينتظر أن يكشف عن المزيCCد من آثCCار تلCCك الحضCCارة البائCCدة بعCCد أجCCراء البحCCوث

والحفريات اللازمة بالمنطقة وتسجيل ما يوجد بها من آثار.

فترة ما قبل الإسلام:- كان الموقف في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام تحCCدده ملامح ثلاثCCة : مCCؤثرات إمبراطورية الفرس في الشرق ، إمبراطورية الروم في الشCCمال ، والأحبCCاش في الغCCرب، حيث كCCانت منطقCCة الخليج تتبCCع في بعض الأزمنCCة عضCCويا إمبراطوريCCة الفرس كمحافظة هجر التابعة لدولة الفرس، ثم كانت في بعض الأحيان تمثل تCCابع يخضع بصورة أو بأخرى للحكم الفارسCCي أو بمثابCCة مCCولى من مواليCCه. وفي كافCCة الأحوال فقد كان تأثير دولة الفCCرس حضCCاريا وعقائCCديا كبCCير على منطقCCة السCCاحل

الشرقي لشبة الجزيرة العربية. أمCCا شCCمال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة فقCCد كCCان يقCCع في نطCCاق تCCأثير الإمبراطوريCCة الرومانيCCة الشCCرقية ويرتبCCط بهCCا حضCCاريا مCCع وجCCود تCCأثير عقائCCدي، حيث وجCCدت المنطقة بعض القبائل التي تدين بالمسيحية. وكCCان شCCمال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة بمثابة أقاصي الحCCدود الجنوبيCCة للإمبراطوريCCة. وكCCان الموقCف يختلCCف في جنCCوب غرب شبه الجزيرة العربية خصوصCا في منطقCة اليمن وعسCير حيث كCان يقCع في

نطاقه تأثير أو العلاقة المتبادلة مع دولة الأحباش بأفريقيا. وعند ظهور الإسلام كانت هذه المنطقة في نطاق الولاية لدولCCة الفCCرس أمCCا بCCاقي شبه الجزيرة العربية، وهي تشمل وسCCط وجنCCوب شCCبه الجزيCCرة، وهي المنطقCCة الصCCحراوية القاحلCCة قليلCCة الCCزرع والمCCاء فلم يكن لهCCا دور أو سCCمة ملحوظCCة في

6

Page 7: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

الأحداث بالمنطقة وكانت مجرد معCCبر من طCCرف إلى آخCCر. يسCCتثنى من التقسCCيم السابق وجود منطقة مضيئة ذات كيان ووضCCع ممCCيز ومسCCتقبل في مكCCة المكرمCCة

وهي الحرم الأمن الذي وضعه الله سبحانه وتعالى آمنا وسكنية للناس. فترة صدر الإسلام:-

أرتبط في التاريخ الإسلامي كثير من المواقع والمCCدن بالأحCCداث الإسCCلامية الكCCبرى الCCتي واكبت مولCCد الCCدعوة الإسCCلامية وانتشCCارها ، فبالإضCCافة إلى مCCدينتي مكCCة المكرمة والمدينة المنورة نجد مCCدنا أخCCرى كالطCCائف وخبCCير وتبCCوك والCCتي ارتبCCط اسمها بالدعوة إلى الإسلام وبالغزوات الإسلامية في عهد الرسول صلى اللCCه عليCCة

وسلم، تلك المدن التي مازالت قائمة مزدهرة إلى يومنا هذا. وقد شرف الله سبحانه وتعCCالى الأرض بالكعبCCة المشCCرفة. أول بيت وضCCع للنCCاس ) إن أول بيت وضCCع للنCCاس للCCذي ببكCCة مباركCCا وهCCدى للعCCالمين ( وتعCCود الحيCCاة المستقرة المعاصرة بالمكان الذي أصبح فيمCCا بعCد مدينCCة مكCCة المكرمCCة إلى زمن سيدنا إبراهيم أبى الأنبياء حيث أسكن من ذريته الأرض الجرداء التي ليس بهCCا زرع ولا ماء ودعا ربه جل جلالCه أن يCCرزقهم من الثمCCرات وأن يجعCل أفئCCدة من النCCاس تهوى إليهم ) ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عنCCد بيتCCك المحCCرم ربنCCا ليقيموا الصلاة فأجعCCل أفئCCدة من النCCاس تهCCوى إليهم وأرزقهم من الثمCCرات لعلهم يشكرون (. وصارت مكة المكرمة حرما أمنا حيث استجاب ا للCCه سCCبحانه وتعCCالى إلى دعاء أبي الأنبياء إبراهيم عليCCه السCCلام، وفي ذلCCك يقCCول اللCCه عCCز وجCCل على لسان إبراهيم عليه السلام ) وإذ قال إبراهيم رب أجعل هCCذا البلCCد آمنCCا ( ورسCCخت مكانة مكة المكرمة وأخذت دورها العالمي بعد أن شرفها الله سبحانه وتعCCالى بCCأن جعل البيت قبلة الحجيج ) وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ثم استجاب الله سبحانه وتعالى لأمنية رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعل الله البيت الحرام قبلCCة صCCلاة المسCCلمين في مشCCارق الأرض ومغاربها، وبذلك رسخت مكة المكرمة في قلوب المسلمين حيث يتوجهون للصلاة صوب المسجد الحرام خمس مرات في اليوم والليلCCة ) قCCد نCCرى تقلب وجهCCك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهCCك شCCطر المسCCجد الحCCرام وحيث مCCا كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون". وسيظل هذا الدور العالمي قائما ما دامت السCCماوات والأرض وحتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها. وشCCهدت مدينCCة مكCCة المكرمCCة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت دعوته رسCCولا ورحمCCه للعCCالمين. ويفتح مكة المكرمة في العام العاشر من الهجرة دخل النCCاس في الإسCCلام أفواجCCا ورسخت أقدام الدعوة الإسلامية ومنها أشعت بنورها على العالم أجمCCع. ) إذا جCCاء نصر الله والفتح ورأيت النCCاس يCCدخلون في الCدين اللCCه أفواجCCاً فسCبح بحمCCد ربCCك وأستغفره أنه كان توابCCا (. ومCCع إشCCراقه الإسCCلام وهجCCرة الرسCCول الكCCريم عليCCه الصلاة والسلام إلى يثرب بزغ النجم المعاصCر للمدينCCة المنCورة الCتي شCرفها اللCCه

7

Page 8: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

تعالى بإنشاء أول مسجد في الإسلام بها، وهو " مسجد قباء " وفيه يقول اللCCه عCCز وجل ) لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه (. وشرفها اللCCه عز وجل كذلك بCCالكثير من الأحCCداث العظCCام الCCتي ورد ذكرهCCا في القCCرآن الكCCريم كغزوة أحد وغزوة الخندق، كما يوجد بها مسجد القبلتين والبقيع وعلاوة على ذلCCك ففيها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ويضم ثراها جسده الشريف، ويفد إليها كل عام ملايين الزوار لزيارة المسجد النبCCوي الشCCريف والسCCلام على رسCCول اللCCه صلى الله عليه وسلم عملا بالحديث الشريف " لا تشد الرجال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى ". ومن المدينCCة المنCCورة أشCCع الإسلام بنوره حتى غمر أركان الأرض ومحا عروش الشرك والوثنية، ومCCا زال نجم

المدينة المنورة منذ ذلك الحين بازغا على الصعيدين المحلي والعالمي. ومع بزوغ نور الإسلام في مكة المكرمة عم نوره باقي أنحاء شبه الجزيرة العربية، حيث دخلت قبائل ومشايخ العCCرب في دين اللCCه، وظهCCر بالتCCالي أول كيCCان لدولCCة جمعت لأول مرة في تاريخ شبه الجزيرة العربيCCة شCCمل شCCتات الجزيCCرة في كيCCان دولة واحدة وحكم مركزي منظم، وهذا لم يتبع من وجود ولاة وحكCCام محلCCيين من قبل الخليفCCة في المدينCCة المنCCورة. مCCع ظهCCور كيCCان الدولCCة الإسCCلامية فتحت بلاد الفرس ومصر وبلاد الشام، ودخلت هذه البلاد في دين الإسCلام، وبالتCالي نجCCد أن المناطق المحيطة بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة أصCCبحت لأول مCCرة هي المتCCأثرة بالمCCد الحضاري العقائدي التابع من شبه الجزيرة وليست المCCؤثرة فيCCه. ومCCع دخCCول بلاد الفرس في الإسلام ظل التأثير الحضCاري المحلي لهCا ممتCCدا إلى منطقCة السCاحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية. أما شمال شبه الجزيرة العربية فقد بعد عن التأثر الحضاري بالإمبراطورية البيزنطية حيث إنها أصبحت في عداء مع الدولة الإسCCلامية الجديCCدة، وعلى دين مخCCالف كمCCا زادت الهCCوة بسCCبب اختلال القيم الاجتماعيCCة المرتبطة أساسا بالعقيCCدة. وبالنسCبة لمنطقCة جنCCوب غCCرب شCCبه الجزيCرة، فقCد أعطى الإسلام والدولة الفتية القوية لهذه المنطقة المنعCCة والحمايCCة ضCCد الأطمCCاع الخارجيCة الCتي كCانت تتعCرض لهCا هCذه المنطقCة سCواء من الفCرس أو الأحبCCاش. وأصبح جنوب غرب شبه الجزيرة العربية مرتبط حضاريا وعقائديا بالدولة الإسCCلامية

ومكونا لجزء منها. ومع الأحداث التي واكبت قيام الدولة الأموية بدمشق، وانتقال كرسي الخلافCCة من المدينة المنCورة أصCبحت شCبه الجزيCرة العربيCة بأكملهCا، تCدور في فلCك الحكم الأموي المركزي بدمشق ثم فيمCCا بعCCد الحكم العباسCCي المركCCزي ببغCCداد، ثم في أجزاء منها بالحكم المركزي الأيCCوبي ثم المملCCوكي بالقCCاهرة ثم بCCالحكم العثمCCاني من إسطنبول مع وجود نقاط عسكرية وقلاع سCCاحلية بهCCا تواجCCد برتغCCالي لحمايCCة التجارة البحرية ولضمان الوجود والسيطرة العسكرية البرتغالية بالمنطقة. ثم في

وأوائCCل القCCرن العشCCرين وقعت بعض المنCCاطق السCCاحلية من19نهاية القCCرن ال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة تحت الاحتلال البريطCCاني سCCواء في عCCدن أو في منطقCCة

8

Page 9: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

الخليج العربي. كل ذلك مCCع المحافظCCة على الكيCCان الممCCيز والمقCCدس لكCCل منالحرم المكي والحرم النبوي.

مما سبق نجد أن منطقCCة شCCبة الجزيCCرة العربيCCة خCCرجت بانتقCCال الخلافCCة من المدينة المنورة من دائرة الضوء إلى دائرة شبه الضCوء أو دائCرة الظCل والنسCيان لأحقاب تاريخية طويلة كانت فيها شبه الجزيرة العربية مسرحا للصCCراعات القبليCCة أو الطائفية ونشأ فيها هنا أو هناك في فترات زمنية قصرت أو طالت نسبيا، حكام أو دويلات ولكن لم تتصCCف هCCذه الأعمCCال إلا بالمحليCCة الشCCديدة أو كCCانت أحيانCCا

خاضعة أو موالية، وبالتالي فلم يكن لها أي دور في سير الأحداث بالمنطقة.مرحلة ظهور الدول الحديثة في شبه الجزيرة العربية:

انتهى ذلك العصر مع بCCدء القCCرن العشCCرين، وعلى وجCCه التحديCCد مCCع بCCدء حركCCة الملك عبد العزيز بوسط شبه الجزيرة العربية لإنشاء دولCCة فشCCهدت شCCبه الجزيCCرة العربيCCة في هCCذه الفCCترة صCCراع بين مجموعCCة المشCCايخ والأمCCراء والملCCوك، انتهى بزوال مملكة الحجاز وأمارات حائل والقصيم والقطيCCف والاحسCCاء ودخولهCCا جميعCCا في ظل حكم موحد تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول اللCه الCذي أتخCذه الحكم السعودي شعارا له، ونشأ بالتالي ولأول مرة منذ صدر الإسCCلام كيCCان لدولCCة كCCبرى

بشبه الجزيرة العربية وهي المملكة العربية السعودية. كما ظهر في نفس الCزمن إمCCارات ودول أخCذت الكيCCان المسCCتقل وكCونت دولCة الكويت وقطر والبحرين والأمارات العربية المتحدة، علاوة على وجCCود دولCCة عمCCان واليمن الشمالي والجنوبي في جنوب شبه الجزيرة العربية. وهذا مCCا وضCCع منطقCCة

شبه الجزيرة العربية على أولى درجات التطوير الحديث. وحيث أن المملكة العربية السعودية تمثل الثقل الأعظم في شبه الجزيCCرة العربيCCة، فكCCان من الطبيعCCة أن تكCCون لهCCا المقCCدرة على التCCأثير وصCCنع الأحCCداث في شCCبه الجزيرة. وكما سبق ذكره فقد كان لإنشاء المملكة العربية السعودية دورا في تغيير وجه شبه الجزيرة العربية ، وكما كان للحكم السعودي دور في تطوير شبه الجزيرة في المجالات الاقتصCCادية والاجتماعيCCة ، فقCCد كCCان لCCه أيضCCاً دور مCCؤثر على الهيكCCل العمراني للمملكة شCCاملا توزيCCع المCCCدن والقCCCرى والهجCCCر ) مسCCتوطنات جديCCدة (

وتحديثها وظهور الطرق ووسائل المواصلات على المستوى القومي . م (- أي قبل اكتمال توحيد المملكة – شرع الملCCك عبCد1912 هC )1331ففي سنة

العزيCCز في تنفيCCذ سياسCCته ذات الأبعCCاد الاجتماعيCCة والاقتصCCادية والعمرانيCCة بهCCدف توطين البدو الرحل في مستوطنات زراعيCCة سCCميت " هجCCر" وذلCك كحCCل لمشCCكلة مصادر الرزق للبدو الرحل بدلا من السلب والنهب والغزو ، ولاستغلال تلك الطاقات البشرية المعطلة فيما يعود بالنفع على الدولة الفتية .وقد أنشئت الهجر حول الآبCCار وينابيع المياه والعيون ، كما أنشئت فيها المساكن اللازمة ، وأقيم بكل هجرة مسجد زود بمعلم من رجال الدين . وقد اعتبرت الهجر بمثابة قواعد للإنتاج والحرب في آن

9

Page 10: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

واحد حيث وضع نظام عسCكري خCاص بCالهجر يكفCل تعبئCCة المقCاتلين عنCCدما يCدعو الداعي إلى ذلك. وفى عهد الملك عبد العزيز بلغ عدد الهجر التي أسسCCت مCCا يزيCCد

مقاتلا كCCانوا فيمCCا بعCCد76500 هجرة وبلغ عدد المقاتلين فيها ما يزيد عن 120عن نواة جيش المملكة العربية السعودية. هذا وقد عمل إنشاء الهجر على ظهور العديد من المدن والتجمعCCات القرويCCة الجديCCدة على خريطCCة المملكCCة العربيCCة السCCعودية أبرزها ما أقيم بمنطقة الخرج. ومن أبرز نتCCائج توحيCCد المملكCCة أن ظهCCرت الريCCاض كمدينة وعاصمة للمملكة ، ويعود الموقع الCCذي تشCCغله الريCCاض اليCCوم إلى مCCا قبCCل ظهCCور الإسCCلام حيث كCCانت تقCCع قCCديما في هCCذه النCCواحي مدينCCة "حجCCر" حاضCCرة اليمامة ، وان كان أول ظهور لاسم الرياض قد بدأ في القرن الثاني عشر الهجCري .

هCCC )1282وأقدم المنشآت القائمة بالرياض اليوم هو "المصمك " الCCذي بCCني عCCام م (1900 هC )1318 م ( ، وعند استيلاء الملك عبد العزيز على الرياض عام 1865

أحاطها بسور من الطين وذلك لحمايتها من الأعداء وكان للسCCور خمسCCة أبCCواب مCCازال اثر أسمائها باقيا إلى يومنا هذا على أسماء شوارع وميادين الرياض الحديثة .

وقد أدى استتباب الأمن في البلاد بعد توحيدها إلى أن فقدت أسCCوار المCCدن أسCCباب م ( أزيCCل سCCور مدينCCة1947هCCC ) 1967وجودها، وكما أزيل سور مدينة جدة سنة

م(، ثم تتCCابعت بعCCد ذلCCك إزالCCة بCCاقي أسCCوار المCCدن1950 هC ) 1370الرياض عام وبالتالي فقد عبرت المدن بشCCبة الجزيCCرة العربيCCة النطCCاق المحCCدود لتلCCك الأسCCوار وامتدت إلى خارجها، الأمر الذي أعطى المدن الإمكانيات الواسعة للنمو والانطلاق، وساعد على ظهور أنماط تخطيطية جديدة للمدن بشبة الجزيCCرة العربيCCة بعيCCدا عنالتكتل القديم للمباني، الذي كان نتيجة حتمية لضيق المساحة داخل حدود الأسوار. كما ساعد على اتساع الرقعة العمرانية للمدينة وعلى خفض كثافتها السCكانية . كCل ذلك أدى إلى ظهور أحياء سكنية جديدة صحية تتوفر فيها المساحات اللازمة للحركة والتهوية والإنارة والتجميل ، ولكن على الCCرغم من كCCل تلCCك الممCCيزات ألا أن إزالCCةهذه الأسوار وغالبا اندثار كل اثر لها يعتبر خسارة تاريخية وأثرية لا يمكن تعويضها .

ومع استتباب الأمن الذي شCCهدته شCCبه الجزيCCرة العربيCCة أصCCبح من الممكن التنقCCلبأمن وسلامة داخل أرجائها الشاسعة المترامية الأطراف.

:-عصر اكتشاف البتــرول وتعرضت منطقة شبه الجزيرة العربية وعلى وجCCه الأخص وبالدرجCCة الأولى منطقCCة الخليج إلى طفCCرة كCCبرى أدت إلى تغيCCير الوجCCه الحضCCاري للمنطقCCة ودخلت بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة في دائCCرة الضCCوء ليس فقCCط على المسCCتوى المحلى ولكن على المسCCتوى العCCالمي ، وذلCCك باكتشCCاف البCCترول في منطقCCة الخليج . كCCان الاقتصCCاد بمنطقة الخليج – قبل اكتشاف البترول يعتمد على نشاط صيد المحار واللؤلؤ وصCCيد

مصCCادر الميCCاه والأرض الأسCCماك والزراعCCة في بعض المنCCاطق الCCتي تتCCوفر فيها الصالحة ، كذلك بعض الأنشطة التجارية المحدودة ومن قبCCل فقCCدت هCCذه المنطقCCة بريقها وأهميتها التجارية التي كانت تحتلها فيما مضى كهمزة وصل مCCع تجCCارة الهنCCد

وذلك مع افتتاح قناة السويس .10

Page 11: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

وكCCان اكتشCCاف البCCترول بكميCCات اقتصCCادية لمنطقCCة الخليج سCCابق لبدايCCة الحCCرب العالميCCة الثانيCCة. وفى ظCCروف الحCCرب العالميCCة الثانيCCة لم يمكن اسCCتغلال البCCترول العربي ، حيث كان الخلفاء الغربيين يحظرون ذلك خوفا من وقCCوع البCCترول العCCربي في يد الجيش الألماني سواء عند غزوة لشمال أفريقيا ودخوله مصر ومنهCCا إلى بلادالشام فالخليج العربي ، أو من خلال تدخل إيران التي كانت على وفاق مع الألمان . بعد انتهاء الحرب العالميCCة الثانيCCة ، في أواخCCر الأربعينCCات شCCهدت المنطقCCة طفCCرة بترولية كCCبرى حيث تم التوسCCع في اسCCتخراج البCCترول ، وكCCذلك في التنقيب عنCCه ، وأصبحت بالتالي هذه المنطقة تتبوء أهمية اقتصادية كبرى ، وأصبحت منطقة جCCذب رؤوس الأموال الأجنبية وبفرض اسCCتغلال المCCوارد البتروليCCة المتاحCCة واسCCتتبع ذلCCك بالضرورة تنفيذ العديد من المشCCروعات الصCCناعية المرتبطCCة بCCالبترول واسCCتخراجه مثل إنشاء معامل فرز الغاز والCCزيت ومحطCCات الضCCخ وخزانCCات البCCترول وخطCCوط الأنابيب ومحطات القوى .... الخ . ذلك بالإضافة إلى إنشاء العديد من المشCCروعات الأخرى التي واكبت بالضرورة هذه الحركة الصناعية الاقتصادية الكCCبرى مثCCل إنشCCاء شبكات ) الطرق ، والمرافق ، وإنشاء المواني. وكذلك إنشاء المستوطنات السكنية

للعمال وما يتبعها من خدمات صحية وتجارية وتعليمية وترفيهية .... الخ . كما أصبحت المنطقة مركز تنمية اقتصادية كبرى على المسCCتوى المحلى والعCCالمي أصCCبحت بالتCCالي مركCCز جCCذب سCCكاني كبCCير على نفس المسCCتويين ، حيث شCCهدت المنطقة حركة هجرة مكثفة سواء من داخCCل شCCبه الجزيCCرة العربيCCة أو من خارجهCCا مما نتج عنه تغيير جذري في خريطة المنطقة العمرانية والاقتصCCادية والسCCكانية ، إذ تحول النمو السكاني المرتبط بالنمو الاقتصادي إلى نمو في صورة ظفرات سCCكانية بالتالي حدث تضخم في أحجام بعض القرى الساحلية الصغرى والتي غالبا مCCا كCCانت مجرد قرى صيادين ، وأصبحت تمثل مدن كبرى ساحلية لمدينة الكويت ، أبو ظCCبي ، ودبي ، والCCدمام والخCCبر . وعلى سCCبيل المثCCال نمCCا حجم قريCCة الCCدمام السCCاحلية

128000 إلى 1934 نسCCمة عCCام 4000بالمملكCCة العربيCCة السCCعودية من حCCوالي نسمة500 1934 ، كما نمت مدينة الخبر التي كان تعدادها عام 1974نسمة عام

. ويكCCون الآن مثلث الCCدمام والخCCبر1974 نسCCمة عCCام 49000فقCCط إلى حCCوالي والظهران تعداد سكاني يكاد يتخطى المليون نسمة على أواخر هذا القرن .

ومن ناحية أخرى فقد حدث تأثير عكسي على العديد من المواقع السCCكنية ) المCCدن والقرى الكبرى( الزراعية التقليدية وغالبCCا التاريخيCة، حيث هجرهCCا أعCداد كبCCيرة من السكان وبخاصCCة الشCCباب القCCدامى على العمCCل ممCCا نتج عنCCه فقCCدان التCCوازن في التركيب السكاني لهذه القرى كما هبطت المكانة الإدارية أو السياسية الCCتي كCCانت تحتلها مدن عريقة لها جذور قديمCCة وكCCانت تمثCCل في يCCوم كراسCCي حكم أو مراكCCز قوى. هبطت مكانة مدن مثل الهفوف والمبرز بالإحساء والقطيCCف ، وأصCCبح تأثيرهCCا

قاصرا فقط على النطاق المحلى لها والمحدود بالنشاط الزراعي .11

Page 12: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

ولقد ساعد سوء وسائل المواصلات آنذاك وانعدامها أحيانا على تزايCCد حCCدة الهجCCرة الداخلية من قرى ومدن شبه الجزيCCرة العربيCCة أو من قCCرى أو مCCدن منطقCCة الخليج إلى مراكز الإنتاج البترولي إلى مراكز النمو الاقتصادي الجديد ممCCا دفCCع العديCCد من العاملين إلى الهجرة للسCCكن بجCCوار مقCCار عملهم الجديCCد وفيمCCا بعCCد أدى التحسCCن المعيشي في مدن البترول الجديCCدة إلى اجتCCذاب أعCCداد سCCكانية أخCCرى من سCCكان

القرى ، وذلك بحثا عن ظروف معيشية أفضل . بالطبع، أصبحت مدن البترول الجديدة، وكما سبق ذكره – مركز جCCذب بشCرى كبCCير تعدى حدود الدول البترولية إلى المستوى العالمي. شهدت أولى فترات استكشCCاف واستخراج البترول استخدام عمالة أجنبية غالبا أوروبية وأمريكيCة مدربCة على فنCCون الصناعة الجديدة ومعCCداتها وقCCادرة على تCCركيب وتشCCغيل وصCCيانة هCCذه المعCCدات . واستتبع ذلك استخدام العديد من الأيدي العاملة الأخرى اللازمة وغالبا مCCا كCCانت من الدول العربية كاليمن والأسيوية كالهند وباكستان والتي تعانى من التضخم السCCكاني وقلة الموارد . استقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حCCدوث تحولات اجتماعية ودخول أجناس غير عربية بأعداد كبيرة إلى المنطقة وغالبا بهCCدف

الاستقرار الدائم .

ومع التوسع في المنشآت البترولية وعدد العاملين وتوسع الأنشCCطة بمختلCCف أنحCCاء المنطقة ، ظهر العديد من المسCتوطنات الجديCدة وهى مCا يمكن أن نسCميه مجCCازا بمدن البترول الجديدة . ولعل من أبرز الأمثلCة على ذلCك وأوضCحها تعبCيرا المملكCة العربية السعودية ، فقد ظهرت مدن مثCCل الظهCCران ورحيمCCة ونجمCCة وأبقيCCق . كمCCا ظهرت مدينة الخفجى فى المنطقة البترولية المناخمCCة للحCCدود مCCع دولCة الكCCويت . وعلى امتCCداد خCCط أنCCابيب البCCترول ) التCCابلاين ( ظهCCرت مCCدن عرعCCر وطريCCف والقيصومة ورفحاء بالمنطقة الشمالية للمملكة ، تلCCك المCCدن الCCتي ارتبCCط وجودهCCا بخط أنابيب البترول وخدماته . وحيث توجد حقول البترول وخدماتها وخطوط أنابيب البترول وما يرتبط بها من منشآت ظهرت مواقع صناعية غير مأهولCCة كحقCCل " عين دار " مثلا – يتم التحكم فيها عن بعد ويقCCوم الفCCنيون بزيارتهCCا على فCCترات ، ويمكن القول بأن تلك المواقع يمكن أن تكون – مستقبلا – نواة لتحوصل سكاني إذا تغيرت

الظروف أو إذا استدعت الضرورة ذلك . :- الازدهار الاقتصادي والانطلاقة الحضارية

استمر الحال في النمو الاقتصCCادي والسCكاني بمنCاطق البCترول وانعكس مCدة على كافة أنحاء الدول البترولية، حيث ساعدت عوائد البCCترول هCCذه الCCدول على تحسCCين الأحوال المعيشية بالدولCCة كلهCCا وليس بمنCCاطق اسCCتخراج البCCترول وتصCCنيعه فقCCط.

وقCCامت1973ولعل من أبرز هذه الأمثلة المملكة العربية السعودية ، حتى جاء عام حرب رمضان وقفزت وتضاعفت عوائد البترول بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ

12

Page 13: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

مما وفر للدول البترولية موارد مالية طائلة مما أمكن هCCذه الCCدول من تنفيCCذ بCCرامجتنمية طموحة للغاية كان لها كبير الأثر في تغيير الوجه العمراني لها .

وجهت الجهود نحو تنمية المدن والقرى وتزويدها بالخدمات والمرافق اللازمة وذلCCك بهدف إضفاء الوجه الحضCCاري عليهCCا وبهCCدف رفCCع مسCCتوى المعيشCCة والعمCCل على زيادة رفاهية المجتمع وفى ظل تلك الانطلاقة توسعت المدن القائمة بشكل مطCCرد وظهر ذلCCك جليCCا في مCCدن الكCCويت ، أبCCو ظCCبي ، وكCCذلك في مCCدن الريCCاض وجCCدة

والدمام والخبر بالمملكة العربية السعودية . وفى المملكة العربية السعودية، ساعدت الموارد المالية الكبCCيرة على تطCCوير مCCدن مكCCة المكرمCCة والمدينCCة المنCCورة ومنCCاطق الحج حيث تم النهCCوض بهCCا وتزويCCدها بالخدمات اللازمة. فتم توسعة الحرم المكي بمCCا في ذلCCك المطCCاف حCCول الكعبCCة ، كما تم عمل إضافة جديدة في صورة ساحة كبرى تقع شCCرقي المسCCجد شCCملت مCCا عرف بالسوق الصغير حيث تم إزالة كل ما فيه من مبCCاني وتحضCCيره ليكCCون سCCاحة خارجية للحرم المكي ، ومن المنتظCCر أن تكCCون هCCذه السCCاحة فيمCCا بعCCد مجCCالا لأي توسع عمراني جديد لمبان المسجد . أما الحرم المدني فقد خصصت مساحة كبCCيرة

أمثCCال مسCCاحة المسCCجد القCCائم. وتمثCCل في حالCCة بنائهCCا5من الأرض تبلCCغ حCCوالي التوسCCعة الثانيCCة في المسCCجد النبCCوي الشCCريف . كCCذلك أقيمت داخCCل المشCCاعر المقدسCCة في المزدلفCCة ومCCنى مجموعCCة كثCCيرة من شCCبكات الطCCرق المتطCCورة

كالجسور والأنفاق والكباري تيسيرا على حركة الحجاج . مع التوسع الكبير والنمو السريع لمدن منطقة الخليج بوجه خاص وشCCبه الجزيCCرة بوجه عام، كان طبيعيا أن تظهر مشاكل كثيرة تعرض لها كل من الهيكل الاجتمCCاعي الاقتصادي والعمراني للمدينCة. وكمCا سCCبق ذكCره فقCد نCزح إلى المCدن العديCد من الأيدي العاملة الغير عربية والغير مسلمة، وأكثرها بهدف الاستيطان الCCدائم. " مثCCل هذا الوضع غير كثيرا من الشخصية النقية المميزة للمجتمCCع العCCربي في الكثCCير من دولة الخليج حتى أصCبح السCكان الأصCليين في بعض المCدن يمثلCون أقليCة بالنسCبة للسكان الأجCCانب الCCذين يCCبرز فيهم الجنس الأسCCيوي الهنCCدي . وبCCالطبع فمثCCل هCCذا الوضCCع أدى إلى مشCCاكل اجتماعيCCة كبCCيرة خصوصCCا مCCع اختلاف القيم الاجتماعيCCة والعقائد وأدى إلى ظهور الCCدعوة إلى إصCCلاح اجتمCCاعي وحمايCCة الشخصCCية العربيCCة الإسلامية في هذه الدول من أن تنطمس أو تضيع إذا ترك الحال على ما هو عليCCه . وليس من سبيل المبالغة أن تقCCول أن في بعض دول إمCCارات الخليج العCCربي تقCCوم حاليا أحيCCاء كاملCCة بسCCكانها ومنشCCأتها وسCCلعها ومدارسCCها ولغتهCCا وفنونهCCا وعاداتهCCا وتقاليدها الآسCCيوية الصCCرفة المرتبطCCة بسCCكان الحي والبعيCCدة كCCل البعCCد عن القيم

المحلية العربية وأحيانا الإسلامية. واكب أيضا التوسع العمراني الكبير في المدن الرغبة في إضفاء وجه حضاري )حتى ولو كان خاطئ وغير مناسب ( على المدينCCة العربيCCة . أدى ذلCCك إلى تCCدمير وإزالCCة جزء كبير لا يستهان به من المباني القديمCCة التقليديCCة بCCل والتاريخيCCة ، تحت دعCCوى التحديث والمعاصرة وبالطبع فمثCCل هCCذا الأمCCر أدى إلى طمس الشخصCCية الممCCيزة

13

Page 14: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

للمدينة العربية الخليجية على وجه التحديد بحيث أصبحت في مظهرها العCام خليطCCابين كل شاذ وغريب من طرز وفنون ومواد وتقاليع العمارة .

وبهدف مقابلة احتياجات النمو السريع لهذه المCCدن ، فقCCد أعCCدت مخططCCات عامCCة لأغلب هذه المدن وقام على إعداد هذه المخططات مكCCاتب استشCCارية عالميCCة من إيجابيات هذه المخططات أنها ساعدت الدولة على توجيه أعمCCال التنميCCة العمرانيCCة ساعدت على وضع حدا للنمو العشوائي والغCCير منظم لهCCذه المCCدن في ظCCل غيCCاب المخططات ، وبذلك أصCCبحت أغلب مCCدن الخليج سCCباقة في مجCCال الأخCCذ بأسCCلوب التنمية العمرانية المخططCCة وكCCذلك سCCباقة في وضCCع هCCذه المخططCCات العمرانيCCة موضع التنفيذ . ولكن يؤخذ على هCCذه التجربCCة إن أعمCCال التنميCCة العمرانيCCة للمCCدن بحكم عملها بواسطة خبرات أجنبية غربية ، لا تعرف ولا تحس بالواقع المحلى لبعده الاجتمCCاعي والتCCاريخي والاقتصCCادي والCCذي يرجCCع إلى جCCذور تاريخيCCة في المنطقCCة وبالتالي جاءت مخططها بعيدة إلى حد كبCCير من احCCترام هCCذا الواقCCع طبقت معCCايير تخطيطية دخيلة وغريبة غالبا لا تناسب البيئة المحلية ، الشركة الانجليزية استخدمت المعايير البريطانية والفرنسية المعايير الفرنسية والألمانيCCة المعCCايير الألمانيCCة وهلم جرا . وعلاوة على ذلك تم إدخال العديد من الأنمCCاط العمرانيCCة الغربيCCة عن الطCCابع العمراني المحلى بالمنطقة وغالبا تم إزالة المدينة القديمCة بCدعاوى مختلفCة كشCCق الطCCCرق أو توفCCCير المرافCCCق إذ توفCCCير الخCCCدمات أو تنظيCCCف المدينCCCة أو إزالCCCة

الخرائب ........ الخ. وما يعنينCا في الأمCCر أن كCل ذلCك أدى إلى ضCياع جCزء عزيCCز من الCثروة العمرانيCCة

والتراث الحضاري المحلى ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك مدينة الكويت .

14

Page 15: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

15

Page 16: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

16

Page 17: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

17

Page 18: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

18

Page 19: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

19

Page 20: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

20

Page 21: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

21

Page 22: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

22

Page 23: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

البحث الثاني:

عمارة المساكن التقليدية في المملكةالعربية السعوديـــــــة

23

Page 24: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

عمارة المساكن التقليدية

في المملكة العربية السعودية

بصفة عامة، يمكن التعرف على أربعة أنماط متميزة للمساكن التقليدية بالمملكة العربية السعودية. وقد نبعت هذه الأنماط من واقع التباين المناخي والإقليمي فيما بينها،

كذلك من واقع اختلاف العوامل المؤثرة على هذه الأنماط سواء خارجية أو داخلية، إلا إنه مهما اختلفت هذه الأنماط وتباينت ، فهي تتحد جميعها في الثوابت المرتبطة بالقيم

الإسلامية والتراث المحلي.هذه الأنماط الأربعة هي:

العمارة الحجازية بالإقليم الغربي للمملكة.-1عمارة المرتفعات في الإقليم الجنوبي الغربي للمملكة.-2العمارة النجدية بالإقليم الأوسط من المملكة.-3عمارة الإقليم ذو المناخ الممتزج بالإقليم الشرقي.-4

العمارة الحجازية: وهي تنتشر في الإقليم الغربي للملكCCة حيث نجCCد المنCCاخ الحCCار الCCرطب على السCCاحل الذي يتحول إلى المناخ الحار الجاف كلما اتجهنCCا شCCرقا إلى الCCداخل. وهCCذا الإقليم يضCCم مدن مكة المكرمة، المدينة المنورة والطائف وجدة والمناطق التي تقع فيما ببينهم. في هذا الإقليم، نجد أن وجود مدينة جدة كميناء تجارية، كان له كبير الأثر على الطابع العCCام للعمارة الحجازية ، حيث كانت جCدة مركCCزا للتبCCادل الثقCCافي والتجCCاري فيمCCا بين الإقليم ومختلف بلدان الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، مثل هذا التبادل أثر على تقنيCCة البنCCاء في الحجاز منذ أيام الحكم العثماني للحجاز، فظهرت مواد بنCاء – غCير محليCCة – أكCثر تطCورا وثباتا وأدخلت أساليب بناء أكثر تقدما. كذلك لا يمكن أن نغفل تأثير حركCCة الحجCCاج الCCتي تCCدخل إلى الإقليم عCCبر جCCدة من شCCتى أنحCCاء العCCالم ، ولCCذا تعتCCبر عمCCارة هCCذا الإقليم استمرارا طبيعيا للعمارة الإسلامية في مصر والشام، ويظهر ذلك واضحا في المشربيات البديعة الزخارف المركبة على الفتحات والشCCبابيك والCCتي أخCCذت عن العمCCارة المصCCرية. وقد تطورت هذه المشربيات حتى أصبحت غنية بالزخارف الخشبية، وقد أثCCر هCCذا الطCCابع المنتشر في جدة – بصورة واضحة على طCCابع العمCCارة في المنطقCCة الحCCارة الجافCCة في

مكة والمدينة. وتتميز هذه المنطقCCة الحCCارة الجافCCة بعنصCCر معمCCاري إضCCافي فرضCCته البيئCCة المناخيCCة الحارة بالإقليم ، وهو الفناء الداخلي الذي يعمل كملطف مناخي مع إعطاء أعلى درجات الخصوصية، بحيث تتجمع الغرف من حول الفناء الذي عادة يأخذ شكلا منتظما – سCCواء مستطيلا أو مربعا – في المدن ويتخذ أشكالا غير منتظمة في المناطق الريفيCCة. وعCCادة يضم الفناء أحواض ميCCاه أو نCCافورات للمسCCاعدة على تلطيCCف المنCCاخ. ومCCع اسCCتخدام الفناء تقل الفتحات الخارجية. والفنCCاء بصCCفة عامCCة يسCCتخدم في المنCCازل الكبCCيرة في

24

Page 25: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

إقليم الحجاز وهو يؤكد الاهتمام بداخلية المسكن العCCربي. وعCCادة يكCCون الفنCCاء محاطCCا بحوائط مزخرفة. إلا أنه يوجد بالإقليم الساحلي طراز عمCCارة ممCCيزة يعتCCبر خليطCCا بين عمارة حوض البحر الأبيض المتوسط والعمارة الإسCCلامية، وتعتCCبر مماثلCCة لتلCCك الطCCرز التي ظهرت بمصCCر منCCذ الانفتCCاح على أوروبCCا من قCCرن مضCCى. إلا أنCCه تم تطويCCع هCذه الطرز المستوردة بحيث أصبحت تحافظ على الروح الإسلامية الأصيلة والحيCCاة الأسCCرية

الخاصة. ترتفع المباني في هذا الإقليم ) الحجاز ( حتى أربعة وخمسة أدورا وأحيانا أخCCرى سCCبعة أدوار، وذلك استجابة للمناخ الحار الرطب وذلك بحيث يسمح الارتفاع بحركة الهواء من خلال المبنى. والمباني عموما من الطوب والحجر ويستخدم الجبس مع الحجCCر كمCCادة رابطة لضمان العزل بينما الأرضيات والأسقف من الخشب – وعادة يسCCتخدم الخشCCب المستورد من الخارج وهذا انعكاس للطبيعة التجارية الدولية لمدينة جدة. كمCCا نجCCد أن التصميم الداخلي للمسكن يسمح بحركة الهواء خلال الغرف، كما توضCCح غCCرف النCCوم وغرف المعيشة في الطوابق العلوية لإعطائهCCا أكCCبر فرصCCة لمCCرور الهCCواء من خلالهCCا. والمباني عامة غنية بالزخCCارف الخشCCبية أو الجصCCية المنحوتCCة في خطCCوط هندسCCية أو نباتية زخرفيه رائعة، وكCCل ذلCCك يعمCCل على توفCCير مسCCطحات كبCCيرة من الظلال على واجهات المباني مما يقوي من خاصية مقاومة المبنى للحرارة الخارجية. وبصفة عامCCة تبCCنى المبCCاني متباعCCدة من بعضCCها البعض، وذلCCك للسCCماح بحركCCة الهCCواء من حولهCCا ولإعطاء أكبر مسطح ممكن لعمل المشربيات التي تسمح بمرور الهواء داخCCل المبCCنى،

إلا أنه يستثنى من ذلك ا لوضع الأحياء المزدحمة التي تتلاحم فيها الكتل السكنية.عمارة المرتفعات:-

ومن طراز العمارة بمنطقة الجبال في الإقليم الجنوبي الغربي من المملكة والذي يضم عسير والطائف وأبها. وقد أثرت طبيعCCة المنطقCCة الجبليCCة المرتفعCCة ومناخهCCا الCCرطب على سمات العمارة بالمنطقة التي تختلف عن العمCCارة ببCCاقي شCCبة الجزيCCرة العربيCCة، فعمارة منطقCCة عسCCير متCCأثرة تCCأثرا واضCCحا بالعمCCارة اليمنيCCة المتمثلCCة في المسCCاكن البرجية المبنية أعلى الجبال بينما تستغل سفوح الجبCCال في الزراعCCة. ونظCCرا لوعCCورة الأرض بالمنطقة فCCأن المسCCاحة الأفقيCCة للمبCCنى تعتCCبر صCCغيرة نسCCبيا. ومن ثم يتسCCع المبنى في صورة رأسية لكي يسCCتوعب كافCCة احتياجاتCCه الأساسCCية. وعلى الCCرغم من التشابه الواضح مع عمارة اليمن إلا أن قرى عسير لا توجد بها حصون أو قلاع – كما هو الحال في اليمن وحضرموت – إذ أن أهل عسير اتخذوا لأنفسهم وسائل دفاعيCCة أخCCرى – لحمايتهم من غارات القبائل، وذلك ببناء مساكنهم أعلى الجبال وبنائهCCا متلاحمCCة مCCع

بعضها حول طرقات ضيقة ملتوية. المباني في عسير مبنيCCة من الطين والحجCر، وتتمCيز بوجCود مCداميك حجريCة متعCددة بارزة على مسافات منتظمة في صورة أحزمة كاملة تمتد حول المبنى، ووظيفCCة هCCذه المداميك الأساسية حماية المبنى من الخارج من التقلبات الجوية التي تكون في صورة أمطار كثيفة تشهدها المنطقة بحكم موقعها في قمم سلسCCلة الجبCCال. ترتفCCع المبCCاني

25

Page 26: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

في المنطقCCة إلى أربعCCة وخمسCCة أدورا بحيث تخصCCص الأدوار العليCCا للنسCCاء وأدوار الخدمات المنزلية وغرف أهل المنزل. هنCCاك بعض المبCCاني تكCCون مبنيCCة من الحجCCر – الذي يجلب من الوديان – وبCCدون مونCCه بأشCCكال وأحجCCام وألCCوان مختلفCCة. مثCCل هCCذه المساكن تكCCون من دور أو أثCCنين ولضCCمان الثبCCات والترابCCط تحشCCى الفجCCوات بكسCCر

سCCم في الCCدور الأرضCCي، عCCادة هCCذه70الحجارة الصغير وقد يصل سCCمك الحائCCط إلى المساكن تكون مزودة بفناء داخلي.

ومن أنماط البناء المميزة في عسير النمط المعCCروف بطCCراز أبهCCا – حيث أنCCه الطCCراز الشائع في منطقة أبها في هذا النمط يبنى المسكن من الحجارة والطين سويا على أن يكون الدور الأرضي من الحجر ثم يعلو باقي المبنى بحوائط من الطين والحجر، وهCCذا

يعطي للمبنى ثباتا أكثر.

والمبCCاني عامCCة غنيCCة بالزخCCارف الهندسCCية الملونCCة بCCألوان بهيجCCة كCCالأحمر والأخضCCر والأصفر والأزرق. وتظهر هذه الزخارف في الأبواب والشبابيك وعلى الأسCCقف وحCCول الفتحات وعلى الحوائط الخارجية وتعتCCبر هCCذه الزخCCارف الملونCCة من السCCمات العامCCة

لعمارة عسير.العمارة النجدية:

وهي طراز العمارة بالمناطق الصحراوية بشبه الجزيرة العربية الذي تتميز به المنطقCCة الوسطى من المملكة العربية السعودية، وهذه المنطقة ذات منCCاخ حCCار جCCاف. ويمCCيز هذا الطراز المعماري وجود الفناء الداخلي الذي لا يعمCCل كملطCCف منCCاخي فقCCط، بCCل يوفر أعلى درجات الخصوصCCية للأسCCرة داخCCل المسCCكن. وتسCCتمد عمCCارة هCCذا الإقليم طابعها من البيئة الصحراوية المحيطة وهي شبيهة بالبيئة الصCCحراوية في بعض منCCاطق تCCونس والمغCCرب وإيCCران الCCتي تسCCتخدم الأفنيCCة كحCCل منCCاخي وينعكس ذلCCك في قلCCة الفتحات الخارجية – وعند وجودها تكون ضيقة – بينمCCا تتوجCCه كافCCة الغCCرف والخCCدمات الأخرى إلى الفناء الداخلي للمسكن الذي تفتح عليه الأبواب والنوافذ المحمية بواسCCطة ممر مغطى حول الفناء وعادة تتخذ الأفنية أشكالا غCير منتظمCة تتجمCع حولهCا الغCرف. وفي النماذج الأكCCثر تطCCورا بCCدأت الأفنيCCة تنتظم أشCCكالها سCCواء بمسCCتطيل أو بمربعCCة

سCCم ،75 إلى 45وتنتظم الغCCرف حولهCCا والمبCCاني عمومCCا مبنيCCة من الطين بسCCمك وأحيانا تستخدم الحجارة مع الطين والحوائCCط السCCميكة تCCوفر درجCة عاليCCة من الثبCCات الحراري داخل المبنى وعادة يستخدم الجبس والطين كمادة رابطة، ويستخدم الجبس في البياض أما الأسقف فتكون من الخشب أو جCCذوع وأفCCرع النخيCCل. تتصCCف المبCCاني بالاتساع وانتظام خطوطها. وإذا كانت المباني من الخارج تعتبر بسيطة قليلة الزخارف والنقCCوش إلا أنهCCا من الCCداخل غنيCCة بالزخCCارف والنقCCوش الهندسCCية الرائعCCة، كCCذلك تستخدم الألCCوان المختلفCCة في تCCزيين الأبCCواب والنوافCCذ والأسCCقف، ممCCا يضCCفي على

المنزل البهجة وسط البيئة الصحراوية من حوله.

26

Page 27: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

وعامه تتواجد المساكن متلاحمة مع بعضها بحيث تظلل على بعضها وهذا يأتي اسCCتجابة للطبيعCCة المناخيCCة الشCCديدة الحCCرارة، أمCCا المنCCازل الموجCCودة على أطCCراف التجمCCع السكني فنجدها أقل المساكن ذات الفتحات لتفادي الوهج الشديد لأشعة الشمس أثناء

النهار. وبساطة العمارة النجدية يمكن أن تعتبر نابعة من بساطة البيئCCة الصCCحراوية المحيطCCة، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارهCCا انعكاسCCا لتعCCاليم الCCدين الإسCCلامي في احCCترام حرمCCة البيت وأهله، فلا تبدو زينة البيت للغرباء وبالتالي توجه الزخارف والزينات إلى الCCداخل

مع المحافظة على الطابع البسيط الخارجي.عمارة المنطقة الشرقية للمملكة ذات المناخ الممتزج:

وهو طراز العمارة بالمنطقة التي تتميز بمناخ متأرجح بين الحار الجاف والحCCار الCرطب بالقرب من الخليج وتشCمل هCCذه المنطقCة الظهCCران والريCCاض والCدمام. وتتمCCيز عمCCارة المسCCاكن التقليديCCة بهCCذه المنطقCCة بوجCCود الفنCCاء الCCداخلي كعنصCCر أساسCCي بالمسCCكن. والفناء في هذه المنطقة يتخذ أشكالا أكثر انتظاما عنها في المناطق الصCCحراوية. وعCCادة تبنى المباني في صفوف متراصة بحيث تظلCCل مجموعCات المبCاني على بعضCCها، وتوضCع المباني في صفوف ممتدة عبر اتجاه الشCCرق – الغCCرب بحيث تكCCون مسCCاحات المعيشCCة الداخلية بالمسكن ذات توجيه شCCمالي وجنCCوبي على أن توضCCع غCCرف الخدمCCة والتخCCزين على الجانب الغربي، يراعى أن تكون فتحات الأبواب والنوافذ على ممرات مغطاة حCCول الفناء، بينما تكون الفتحات الخارجية قليلة وضيقة وتزود بسCCواتر خشCCبية لحمايCCة الفCCراغ الداخلي من وهج الشمس والرياح المتربة. قد تتواجد نوافCCذ غCCير مباشCCرة لعمليCCة تغيCCير الهواء بدون جرح للخصوصية أو توضع النوافذ في أعلى الجدران. في بعض الأحيان تلغى الفتحات الخارجيCCة تمامCCا ويعتمCCد المسCCكن في توفCCير الضCCوء وتغيCCير الهCCواء على الفنCCاء الداخلي. ولضمان الثبCCات الحCCراري داخCCل المسCCكن تكCCون الحوائCCط من الحجCCر بسCCمك

سCCم مCCع اسCCتخدام الطين والجبس كمCCادة رابطCCة. وفي المنCCاطق75 و 45يCCتراوح بين القريبة من الخليج حيث تزداد نسبة الرطوبة يستعمل كمادة عازلة للحماية من الرطوبCCة.

أما الأسطح فتكون من جذوع النخيل الملقى عليها كسر الحجارة والطين. بصفة عامة تستخدم مواد نهو ملساء ذات ألوان ) فاتحة ( لتحقيCCق الانعكCCاس المباشCCر

تتأثر لأشعة الشمس ويجب أن تكون مواد النهو ثابتة حتى بالرطوبة والأمطار التي تهبطلا على هذا الإقليم . وقد روعي في المساكن التقليديCCة اسCCتخدام الألCCوان كCCالأحمر والأزرق والأصفر في الزخCCارف الهندسCCية على الأبCCواب والشCCبابيك والأسCCقف. كمCCا روعي كCCذلك إحاطة المسكن – إن أمكن – بمسطحات خضCCراء كثيفCCة على الجCCانب الجنCCوبي والغCCربي للتقليCCل من حCCدة أشCCعة الشCCمس السCCاقطة . في النمCCاذج المطCCورة روعي أن تكCCون

الأرضيات حول المبنى ملساء بحيث تسمح بانعكاس الأشعة لا اختزانها .

27

Page 28: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

البحث الثالث:

عمـــارة المســـاكن الغـــير تقليديـــة في المملكـــةالعربية السعودية

والعمارة المعاصرة

28

Page 29: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

29

Page 30: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

30

Page 31: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

المملكة العربية السعودية

تظهر في بعض مناطق المملكة طرز معمارية أو أنماط غريبة على الروح العام للعمارة السCCعودية. وقCCد ظهCCرت هCCذه الأنمCCاط في المنطقCCة الجنوبيCCة الحCCارة الرطبCCة في إقليم نجران. يظهر هذا النمط في شكل أكCCواخ مخروطيCCة، ذات أصCCل أفCCريقي من الأخشCCاب وحوائط وأسقف من الطين. ويظهر التأثير الأفريقي في مواد البنCCاء والأشCCكال المختلفCCة لهذه الأكواخ وقد دخلت هذه الأنماط إلى المنطقة عن طريق السودانيين والأثيوبيين الCCذي انتقلوا وسكنوا واستقروا في المنطقة. ويتميز هCCذا النمCCط بأنCCه يCCوفر الظCCروف المناخيCCة المناسبة لمعيشة الإنسان حيث يسمح القش والطين بتغيير الهواء وتهوية الكوخ بCCدون أي فتحات غير الباب، ويسمح الشكل المخروطي للسقف المطلي من الداخل ببيCCاض أملس – بهCCروب الهCCواء السCCاخن من السCCقف. ومن ناحيCCة أخCCرى، فCCإن القش يحمي السCCقف الطيني من تقلبات الجو، بالتالي يوفر نوع من التظليل للسCCطح الطيCCني ملطفCCا لCCدرجات

الحرارة الداخلية. عCCادة تكCCون الحوائCCط الداخليCCة للأكCCواخ والأسCCقف مزخرفCCة وملونCCة عنCCد قمCCة ورأس المخروط، في صورة أشكال نباتية وحيوانية كذلك أشCCكال هندسCCية ملونCCة بCCألوان الأزرق والأحمر والأصفر والأزرق. يلاحظ أن الباب هو الفتحة الوحيCCدة بCCالكوخ إلا أن هCCذا لا يمنCCع وجود التهوية والإنارة الكافية بالكوخ. وغالبا يحاط الكوخ بفناء تمارس فيه كافCCة الأنشCCطة المنزلية وترعى فيه الماشية وعادة تتجمCCع الأكCواخ بأفنيتهCا في مجموعCات من كCوخين أو

ثلاثة. ويعود عدم انتظام تجمعات القرى في المنطقة ) منطقة نجCCران ( إلى عCCدم ثبCCات هCCذه الأكCCواخ ذات العمCCر المحCCدود ولCCذلك نجCCدها منتشCCرة متفرقCCة عن بعضCCها حCCول القCCرى الساحلية. وهذا النمط ينمو ببطء في نجران بالنسبة لمنطقCCة السCCاحل الشCCمالي الغCCربي

في جدة وينبع. وبعيدا عن الأنماط المعمارية التقليدية للمسCCكن بالمملكCCة العربيCCة السCCعودية، ظهCCرت أنماط ) سكنية ( متدهورة في صورة إسكان عشوائي غير مCCرخص ارتبطت هCCذه الأنمCCاط العشوائية بالدرجة الأولى بالمCCدن ذات المقومCCات الاقتصCCادية الكبCCيرة النمCCو ، حيث نCCزح أعداد من السكان ، غالبا من منخفضي الدخل بحثا عن مصادر للرزق ، وبالتالي فلم تكن هذه المدن مجهزة أو مستقرة لاستقبال هذه الأعداد المتدفقة من السكان، وبالتالي ظهر ما يسمى بالصنادق والعشش، وهى أنماط سكنية بنيت من الصCCفيح وأخشCCاب الصCCناديق، ومخلفات المباني وبالطبع فلا تتمتع هذه المساكن بأقل حد ممكن من الخدمات الأساسية. وتمثل بالتأكيد نقطة سوداء في الوجه المعاصر للمدينة السعودية. وقد سCCاعد على تفCCاقم هذه الظCCاهرة نقص المعCCروض من الوحCCدات السCCكنية في ذلCCك الCCوقت وارتفCCاع القيمCCة الايجارية وارتفاع أسعار الأراضي. ولكن مما هCو ملفت للنظCCر تمتCCع بعض هCذه المسCاكن

31

Page 32: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

بكماليات تدل على ارتفاع نسبي في مستوى داخCCل المسCCاكن مثCCل وجCCود أجهCCزة تكCCييف بالعشة وإيريال التليفزيون وسيارة خاصة بالباب. ويسCCتدل من ذلCCك على أن هCCذا النمCCط المتدهور من المساكن وإن كان قد ارتبط في أول الأمCCر بمسCCتوى الCCدخول المنخفض إلا انه في آخر الأمر أصبح أيضCا نمطCا للمسCكن ممكن الحصCول عليCه بوسCيلة سCCهلة بCدون مقابل وأرخص التكاليف. وبالطبع فقبول مثل هذا الوضع السكني من القCCادر ماديCCا نسCCبيا يعني ضمنيا انخفاض المستوى الحضاري والثقافي. ويلاحCCظ أن هCCذه الصCCنادق والعشCCش توجد في صCورة مجمعCة في المCدن بCالقرب من مراكCز الأعمCال والصCناعة وكCذلك على الأطراف الخارجية للمنطقة المركزية من المدينة ، ومن أبرز هذه المواقع ما هCCو موجCCود بمدينة الرياض خلف حي الوزارات وعند المنطقCCة الصCCناعية على طريCCق الخCCرج. وتمثCCل

% من أجمCCالي عCCدد المسCCاكن.3,3 1979نسبة هذه المساكن في مدينCCة الريCCاض عCCام ولكن مما يلاحظ أنه على الرغم من تدهور حالCة المسCكن والبيئCة المحيطCة وفقCدان كCل المقومات الأساسية لقيام حياة مستقرة إلا أنه توجد ظCCاهرة صCCحية يمكن أن نشCCير إليهCCا في هCCذا المجCCال إلا وهي وجCCود روح المسCCكن ذو الفنCCاء في تخطيCCط العشCCة وذلCCك على الرغم من صغر المساحة وسوء حالة البناء _ كما سبق ذكره. هCCذا يCCدل على أن الإنسCCان العربي متشبع في أعماقه بقطرة المحافظة على الخصوصية والقرب من الطبيعة وهذا ما

يمكن أن يوفره للفناء. وتقوم الحكومة بتنفيذ سياسات لتوفير المسCCاكن لCCذوي الCCدخل المنخفض. مCCرت هCCذه

م( للأسرة لكي تبنى عليهاx 20 20السياسات بعده مراحل منها مرحلة منح قطع أراضي ) مسكنها بجهودها الخاصة ثم أنشئت الدولة صندوق التنميCCة العقCCاري الCCذي قCCام من ناحيCCة

% من إجمCCالي قيمCCة المنشCCأ بCCدون أي فوائCCد وبتسCCهيلات80أخرى بإعطاء قروض تمثCCل كبرى في الدفع على أقساط إلى درجة أن يمكن وصف هذه العروض على أنها أقرب منها إلى المنح. من ناحية أخرى قامت الحكومة بإنشاء مساكن لذوي الدخل المنخفض، ولكن في بعض هذه المشروعات التي لم تتمشى مع المتطلبات الاجتماعية والمعيشCCة للسCCكان فشلت فشلا تاما، بل ولم نجد من يقبل السكن فيها. مثل مشروع الإسكان بمدينCCة جCCدة

دورا( ولذلك مثل مشروع الإسكان16الذي بنى في صورة عمائر كبيرة الارتفاع ) بارتفاع ذوي الدخل المحCCدودة بمدينCCة الريCاض والCذي مبCنى في صCورة وحCدات سCكنية من دور

ارضي فقط.

32

Page 33: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

-عمارة المسكن المعاصرة ما لها وما عليها:

لقد ظهرت محCCاولات معماريCCة أقCCل مCCا توصCCف بهCCا أنهCCا موفقCCة وكCCان ذلCCك في إطCCار محاولات النقل والابتكار والانزلاق في محاولات للتجديد بلا رويCة. فظهCرت أنمCCاط وطCCرز معمارية غريبة وبعيدة كل البعد عن طراز البيئة والطراز المحلي وكذلك غريبة وبعيدة كCCل البعد عن طراز أو شكل أو نمط معماري بأي مكان. غذي مثل هذه المحCCاولات، التحضCCر المبكر وزيادة السCCيولة النقديCCة وبالتCCالي فلا يمكن بCCأي حCCال من الأحCCوال أن نصCCف هCCذه المسCCاكن بأنهCCا رديئCCة من ناحيCCة المCCواد حيث اسCCتخدم فيهCCا أغلب وأرقى أصCCناف مCCواد التشطيب من رخام ونحCCاس والومCCنيوم وزجCCاج، ولكن المحصCCلة النهائيCCة لهCCذه الأشCCكال المعمارية الجديCCدة هCCو ضCCياع الشخصCCية الممCCيزة للعمCCارة ذلCCك إذا اسCCتفحل الأمCCر هCCذه

الأعمال بالمدن. وظهر كذلك الاتجاه إلى بنCCاء العمCCارات السCCكنية شCCديدة الارتفCCاع والعمCCارات السCCكنية الضخمة، وبالطبع فأن هذا نمط سكني سيضفي طابعا دخيلا على المدينة ويمثل ) يسبب( مشاكل تخطيطية مستقبلا كما يعتبر نمطا سكنيا يبعد كل البعد عن المقCCدرة على التوفCCير

بيئة سكنية لحياة أسرية سليمة. ولعل من أبرز ما قيل في مجال الحديث عن أنماط المعماري الكبير بمدن دول البترول

ما كتب في محلة " دومس " والذي ترجمه النص كما يلي:- " في السنوات العشر الأخيرة تحولت بلاد منطقة الخليج العربي أو بالأحرى بلاد البترول الثرية – تحولت بمحض إرادتها إلى ملعب كبير تمارس فيه الأعمال المعمارية والفنيCCة ذات المهارة العالية. هذا الملعب بالطبع لا يتردد عليه إلا الأبطال العCCالميين وهCCو مCCزود بجميCCع الإمCCدادات الCCتي تكفCCل التCCدريب والتمCCرين في أمCCان تCCام بعيCCدا كCCل البعCCد عن النظCCرات المتسائلة من الأوسCCاط الثقافيCة في بلاد اللاعCبين أنفسCهم. وحيث أن هCذا يحCCدث بCدون كيفية ممكنة وبنوع من التشويش يصبح معه الحديث عن الصفقات والتجCCار المهCCرة أيسCCر من الحديث عن العمCCارة والمعمCCاريين. كمCCا أصCCبح من المCCألوف الربCCط بين المعمCCاريين

التجار وبين العمارة كتجارة."

33

Page 34: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

وهكذا ظهر " الطCCراز المعمCCاري الجCCاهز للاسCCتعمال " الCCذي يCCتيح التخطيCCط والتشCCييد السCريع لأي مشCروع وبCأي حجم وفي أي مكCان ثم تضCاف بعضCا من الزخCارف أو مئذئCة زائفة لجعل المبنى يحاكي بمهارة التقاليد المعمارية المحلية. بيد أنه من النادر أن تحCCترم التقاليد الإسCCلامية أو تؤخCذ في الاعتبCCار كأسCCاس للتخطيCCط وهكCCذا فCCأن قيمCة التفاصCيل عمومCCا مثCCل قيمCCة الأصCCوات كصCCوت الميCCاه أو الموسCCيقى أو الCCريح أو تنCCاغم الألCCوان أو إمكانيات الضوء أو أشياء أخرى صغيرة كالأهمية الشاعرية لغرفة ما في العمارة الإسلامية

كل تلك القيم تذبح على محراب التجارب والتقنية الغربية. وهكذا فأنه كل ما هو رائع ودائم يظهر وكأنه مؤقتا وكأنه في معرض صناعي ضخم يبCCدو فيه كل شئ وكأنه عمل جميل وكل شئ يصلح للاستعمال – دعنCCا نتمCCنى أنCCه عنCCدما يعCCود البترول إلى كونه زيتا وليس ذهبا أن ينجح التفاعل بين الإنسCCان والصCCحراء في محCCو تلCCك

المخلفات الدخيلة التي لا تنتمي إلى أيه ثقافة بالمرة. ومن المحاولات الجادة في ظCل هCذا الخلCط المعمCاري الكبCير الCذي شCCهدته في فCترةالمCCCCCCدن بالسCCCCCCعودية بوجCCCCCCه خCCCCCCاص وبCCCCCCدول الخليج بوجCCCCCCه عCCCCCCام، كCCCCCCان لابد من ظهور عودة للCCوعي المعمCCاري المحلي الأصCCيل فبCCذلت محCCاولات جCCادة وصCCادقة لأحياء الطابع القديم والمحافظة على الشخصية المميزة للعمارة بالمدينة الإسلامية. وقCCد تعدت هذه الجهود العمارة السكنية إلى العمارة المدينة سواء في صورة منشCCآت حكوميCCة أو مباني خدمات، وتعتبر التجربة التي تحدث في مدينة جدة نحCCو تأصCCيل القيم المعماريCCة المحلية في العمارة المعاصرة، وكذلك إضفاء الطابع المعماري المحلي على ما سبق من منشآت أقيمت سابقا وكانت بعيدة كل البعد عن هذا الطCCابع، تجربCCة راشCCدة وبنCCاءه على هذا الدرب. كذلك تبذل الجهود نحو المحافظCCة وحمايCCة المدينCCة القديمCCة بجCCدة، حيث تم

بالفعل وضع تخطيط لها وترميم أغلب مبانيها وخصصت لها بلدية فرعية خاصة.

34

Page 35: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

البحث الرابع

العمارة الدينية في المملكة العربية السعودية

35

Page 36: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

العمارة الدينية في المملكة العربية السعودية

تتبع العمارة الدينية التقليدية في مجملها الأنماط المعمارية الأربعة التي تحدثنا عنهCا عنCCد سابق دراستنا للعمارة في المملكة العربية السعودية فتظهر سماتها واضCCحة جليCCة خاصCCة في عمارة المساجد الأولى حتى ازدهار الإسلام وانتشاره في كافة الأمصار والبلاد المحيطة بالمملكة ، فتلاشت الحدود واختلطت الحضارات ، فتخالطت التقنيات المختلفCCة للأمصCCار، وتبارى الولاة في تعمير ارض المساجد كل حسب مقدرته وعز جاهه حتى أصبحت المملكة وخاصة الجزء الشرقي منها بحق أرضا لمساجد وبيوت اللCCه بفضCCل أهلهCا وأهCل غيرهCCا من

بلاد المسلمين. أما عن المسجد النبوي الشريف والحرم المكي، فقد كان لهما مكانة خاصة في نفوس المسلمين منذ بداية الإسلام، فسCCرعان مCCا بCCدأ الCCولاة والخلفCCاء والسCCلاطين في إصCCلاح وإعادة بناء وتوسعة وزخرفة الحرمين، باذلا ماله وعماله، وعصارة فنون أمصاره لتعمCCير وتجميل الحرمين الشريفين آملا في وجه اللCCه أو تخليCCدا لCCذكراه في أقCCدس بيCCوت اللCCه. فجادا الحرمين رمزا لامتزاج حضCCارات المسCCلمين ومCCرآه لأنمCCاطهم وطCCرزهم المختلفCCة ومحطا لاهتمامهم – لCCذا سCCنفرد جCCزءا خاصCCا للحCCديث عن هCCذين المسCCجدين وتطورهمCCا ودلاله هذا التطور ومدى تأثر عمارة المملكة به لتفرد أنمCCاط عمارتهمCCا عن بCCاقي أنمCCاط

المملكة الأربعة الأساسية ولما لهما من مكانة خاصة.:العمارة الدينية بمنطقة الحجاز

عمCCارة منطقCCة الحجCCاز الدينيCCة تحتCCوي على أغلب ممCCيزات عمCCارة الإقليم الغCCربي من المملكة حيث المناخ الحار الرطب على المدن السCCاحلية والحCCار كلمCCا اتجهت شCCرقا إلى الصCCحراء – غCCير أن هCCذه العمCCارة لم تكن فقCCط صCCدى للظCCروف المناخيCCة ومCCواد البنCCاء المتاحة من أحجاز وأخشCCاب مجلوبCCة من بلاد قريبCCة عن طريCCق السCCفن والتجCCارة ، بCCل كانت أيضا محل تفاعل مع خCCبرات وتقنيCCات وحضCCارات مجCCاورة. وعنCCد ازدهCCار الإسCCلام وانتشار تعاليمه كان الاهتمام بهذة المنطقة رمزا لأهميتها ومكانتها في نفCCوس المسCلمين فنجد عمارة مملوكية وعثمانية منتشرة على ساحل المملكة وقد تمتد لقلبهCCا. تكCCون في بعض الأحيان صورة مطابقة لأبنية مماثلة في مصر وغيرها من الأمصCCار أو تمCCتزج الطCCرز فتظهر الصورة باهتة تحمل بعض الصCCفات من هCCذا الطCCراز وذاك ، خاصCCة في المنCCاطق القريبة من الصحراء حيث جاءت بعض النماذج هزيلة غير محدودة الهوية ليست بالتقليدية

الصرفة الدالة على شخصية المنطقة ولا هي بالمصبوغة بصبغة الممالك المجاورة. تميزت المساحة الأولى في منطقة الحجCCاز ببسCCاطتها الشCCديدة سCCواء في مسCCقطها أو في كتلتها، مطابقة في ذلCCك روح الإسCCلام الأصCCيلة – فجCCاءت مسCCاحات كبCCيرة كCCانت أو صغيرة ، نظيفة طاهرة محاطة بسور، في فنائها منطقة مظللة أو مسقوفة تجاه القبلة. مع استقرار الإيمان في نفوس المسلمين بدأت بعض التغCCيرات في الحCCدوث ليس جCCوهر

المسجد ولكن في تفاصيله ، فبدأت الزخارف والنقوش تجد مكانها.36

Page 37: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

: -الحرم المكي الشريف هو البيت الحرام والبيت العCCتيق وهCCو أول مسCCجد وضCCع للنCCاس ، فمنCCذ بنCCاه إبCCراهيم وولده إسماعيل، والحرم يعد قبلة للمؤمنين والأحناف من شمال بلاد العالم. وقد هCCدمت السيول الكعبة عدة مرات وأعيد بناؤها عCCدة مCCرات احCCدهما عنCCدما كCCان الرسCCول شCCابا،

م1627ووضع ركنها : الحجر الأسود في ثوبه وأخرها عام والكعبة مبنية بحجر مكCCة الرمCCادي اللCCون على شCCكل متCCوازي مسCCتطيلات ومقاماتهCCا

xم طCCولا 9حوالي xم عرضCCا 7 مCCتر ارتفاعCCا، والسCCقف أفقي محمCCول على أعمCCدة10 خشبية من الCCداخل ولهCCا بCCاب واحCCد جهCCة الشCCرق مرتفCCع عن مسCCتوى الأرض، وتكسCCي

يوم.15الكعبة بأستار قرآنية وتترك محرمة ) عارية ( لمدة كانت الكعبة حتى عهد الخليفCCة أبCCو بكCCر محاطCCة بسCCاحة فضCCاء للطCCواف تCCأتي بعCدها

هC( وحCCول17المساكن ثم هدم الخليفة عمر رضي الله عن المساكن حولها ) حوالي عام المنطقة المحيطة بدائرة الطواف إلى مسجد )ظلات( حول الكعبة لأول مCCرة، منCCذ ذلCCك الحين وتتوالى التوسعات والتحسينات على المسCCجد الحCCرام في عصCCور عديCCدة على يCCد حكام كثيرين نذكر منهم الخليفة المهدي والسلطان برقوق والسلطان الغوري والسلطان

م حCCتى1626سليمان، كما أعاد بناءهCCا كاملCCة الأتCCراك العثمCCانيين بعCCد سCCيل داهم عCCام جاءت التوسعات الأخيرة التي تقوم بها المملكة العربيCCة السCCعودية حاليCCا. وقCCد احتفظت التوسعة الأخيرة بجزء من الأروقCCة ذات القبCCاب العثمانيCCة الحجريCCة وغطت المسCCعى بين الصفا والمروة وجعلته من دورين وضمته إلى جسم المسCجد وأضCافت أروقCة أخCرى من دورين وجددت الجدران والمداخل وكستها بالرخCCام، كمCCا غظت الأرضCCيات برخCCام عCCازل

مآذن جديدة لتحCCل محCCل بعض المCCآذن القديمCCة.7للحرارة بدلا من الحصباء. وقد بنيت تكاد شبيهة بالمآذن الفارسية في مجملها غير أنها تختلف عنها في نسبها وتفاصيلها.

أما بئر زمزم فقد تغطت تمامCCا وسCCحبت مياههCCا في مواسCCير خاصCCة خCCارج المسCCجد. ومن الجCCدير بالCCذكر أن هCCذه التوسCCعات بCCالحرم المكي الشCCريف كCCانت ذات تCCأثير هCCام وجذري على التوسع العمراني بمدينة مكة، فكل هذه الجهود المبذولCCة في سCCبيل تيسCCير الحج وتطوير الحرم تؤثر على كل ما يحوط تخطيطه العام. لذا فقد أخذت المملكة بكCCل ما توفر لها من تكنولوجيا متقدمة لتعيد تخطيCCط المدينCة تمCدها بكCCل مCا قCد يسCهل على

الحج من طرق وأنفاق ومرافق.

37

Page 38: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

:-المسجد النبوي الشريف

يتوسط الحرم النبوي الشريف المدينة المنورة ، فقد بCCنى الرسCCول صCCلى اللCCه عليCCه وسلم مسجده في بCCدايات هجرتCCه إلى المدينCCة ليقCCوم بوظCCائف متعCCددة، فكCCان دارا للأمارة ومسجدا جامعا للجماعات الإسلامية الناشCCئة كمCCا كCCان أيضCCا المركCCز الCCروحي والفكري والسياسي للجماعة رمز وحدتها، ففيه كان الرسول يؤدي صلواته الجامعCCة، تجتمع فيه بصحابته وتبليغ رسالته إلى عشيرته من المسلمين. ومن ثم فقد كCCان هCCذا

المسجد صفة لتجمع المباني من حوله فأصبح صفة في مدننا العربية. ذراع وطولCCه من الشCCمال إلى60وكان المسجد عند بنائه مستطيل المسقط عرضCCة

ذراع وكانت حوائطه غير تامة التعامد فيما بينها. كان ملحقا بصCCحنة ظلCCة70الجنوب بمؤخرة المسجد في الجهة الجنوبية، يأوي إليها المهاجرون الذين لا دار لهم ولا مCCأوى

، وكان محاطا بسور قليل الارتفاع. وكانت قبلته تجاه القدس الشريف. كان أساس المسجد من الحجر، يعلوه حائCCط من الطCCوب اللبن، وقCCد ظCCل المسCCجد وعملت لCCه أعمCCدة من جCCذوع النخيCCل، وضCCعت على العCCوارض وعطيت بالجريCCد والخوص، ثم غطيت بالطين بعد فترة لسقوط الأمطCCار على المصCCلين. وعنCCد تحCCول

م أغلق البCCاب في الحائCCط الجنCCوبي وحCCل624هC/2القبلة من القدس إلى الكعبة عام محلة باب في الحائط الشمالي وعملت ثلاثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلCCك الCCتي بالجهة الشمالية وأحتفظ بالبابين. وقد أستمر المسجد على حاله حتى توفي الرسCCول ودفن بحجرة السيدة عائشة رضCي اللCCه عنهCا. وقCد زاد أبCو بكCCر الصCديق وعمCر أبن الخطاب في مساحة المسجد وحسنا في بنائه. فأزيلت الصCCفة، في عهCCد عمCCر حيث أصبحت لا حاجة إليها بعد استقرار حال المهاجرين. ودفن كل منهمCCا مCCع رسCCول اللCCه )صلعم(. أما عثمان فقد استخدم الحجر بدلا من اللبن ليزيد من متانة المسجد النبوي الشريف عند توسعته واستبدل جذوع النخيل بأعمدة من حجر منحوت وضCCع بهCCا قطCCع من حديد مغطاة بالرصاص المصهور ) وهي طريقة وجدت في العمارة البيزنطية وفي قبة الصخرة( ولم يتغير شئ في التصميم الأصلي للمسجد، ولكن عملت ورقCCة بيCCاض داخلية من الجص وفتحت طاقات في حوائط المسجد لأول مرة وأن لم يكن للزخارف مكان في المسجد حتى وقته. وفي خلافة الوليد بن عبد الملCCك هCCدم عاملCCه عمCCر بن عبد العزيCز غCرف أمهCات المسCلمين وأقCام بنCCاء حCول حجCCرة السCيدة عائشCة جعلCه مخمسا غير منتظم خشية أن يستقبله الناس كما يستقبلون الكعبCCة. وكCCان السCCلطان

38

Page 39: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

قلاوون قد أقام عليها قبة جددت عدة مرات وغطيت بألواح الرصاص تم لونهCCا بCCاللون الأخضر حتى اتخذت اسمها " القبة الخضراء " . وكان الوليد بن عبد الملك قCد أرسCCل عمال البناء الذين وصCCفوا في بعض الروايCCات بCCأنهم من "القبCCط" ) نسCCبة للمصCCريين وليس لإتباعهم المCCذهب القبطي ( وفي أخCCرى بCCأنهم من " الCCروم " ليقومCCوا بأعمCCال الفسCCيفاء. فخCCط بCCذلك بCCدايات التCCأثيرات الخارجيCCة على عمCCارة المسCCجد النبCCوي الشCCريف. وكCCانت من أهم إضCCافات الوليCCد تيجCCان الأعمCCدة المذهبCCة وكسCCيت أبCCدن الأعمدة بطبقة بياض جعلتها تشبه الرخام. كما عملت مآذن مربعة في الأركان الأربعة على غCCرار المنCCارات الموجCCودة في مصCCر والشCCام لأول مCCرة. كمCCا ظهCCر المحCCراب

المجوف في حائط القبلة لأول مرة أيضا أثناء هذه التوسعة.

فى عهد المهدي العباسي زيد أيضا في مساحة المسجد وزخرفته بالفسيفساء وأحترق هC فأعاد بنCاءه السCCلطان الأشCCرف فايتبCCاي في886هC وعام 654المسجد النبوي عام

عصر المماليك البحرية، وقد تم بناء المئذنة السCنجارية لشCبة الأمCير سCنجر الجCCاولي وهي تتبع في شكلها المئذنة المصرية المملوكية حتى فى وجود الكCCورنيش الفرعCCوني

بها وهي شديدة الشبة بمئذنة قلاوون وشيخون الناصري. أما في عصر المماليك الجراكسة فقد اسCCتبدلت الجسCCور الخشCCبية بعقCCود من الأجCCر على نمط العقود الموجودة في البناء المصري. كما أقيمت مدرسة وربCCاط ملاصCCقين للحائط الغربي للمسجد بين بابي السلام والرحمة. زخر العصر العثمCCاني بالعديCCد من التوسCCعات والإصCCلاحات للحCCرم النبCCوي الشCCريف فهCCدمت بعض المCCآذن وأقيم غيرهCCا وغيرت الكسوة الداخلية للمسجد وللقبر وزينت الروضة وغطيت الأرضيات بالقاشCCاني

الملون. عند قيام المملكة بدأ الملك عبد العزيز آل سCCعود في توسCCعة الحCCرم، فبCCدأ في هCCدم المبCCاني المحيطCCة وتغCCير المسCCقط العثمCCاني قليلا، وأحتفCCظ بجنCCاح القبلCCة وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة عبارة عن أعمدة تحمCCل عقCCودا مدببCCة تقسم السقف إلى مربعات، شكلت على نمط الأسقف الخشCCبية وزخCCرفت بزخCCارف نباتية وغطيت بقباب، أما الأعمدة فجاءت مسCCتديرة ذات تيجCCان من الCCبرونز وغطيت

قواعدها بالرخام. وتستمر أعمال التوسع والدراسات التي تزيد من مساحة الحرم النبوي حتى يومنا هCCذا فتتوالى الأعمال لتحسين الحرم وإمداده بكافة الخدمات وتوسعته لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المصلين للصلاة فيه. ويلاحظ أن الامتدادات تكون دائما من الجهCCة الشCCرقية والجنوبية فقط مراعاة لأن يظCCل قCCبر الرسCCول دائمCCا في طCCرف المسCCجد خشCCية أن

يتحول إلى قبلة للمصلين فمنع الفتن خير من قمعها. مسجد الهنود بالطائف:

39

Page 40: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

عاما، كما هو واضCCح من أسCCمه فقCCد بنCCاه150يرجع تاريخ هذا المسجد إلى أكثر من الهنود المسلمين عندما نزلوا بهاذا الموقع – ويقع المسجد بالمنطقة المركزيCCة لمدينCCة الطائف الواقعة في المنطقCCة الغربيCCة من المملكCCة العربيCCة السCCعودية، فأنCCه يفCCرض نفسه عليها كعنصر رئيسي وبارز داخل هCذه المنطقCة – وتلعب مئذنتCCه دورا بCارزا في تحديد الاتجاهات كعلامة أرضية مميزة – ويقع المسجد في المنطقCCة التجاريCCة القديمCCة بالمدينة وتحيط به من كل الجوانب وفي صورة متلاحمة ، المحلات التجارية التقليديCCة التي تتاجر في العطCCور والبخCCور والمصCCنوعات والمنتجCCات المحليCCة البدويCCة – ويتمCCيز المسCCجد بطابعCCة المعمCCاري الCCذي يجنح إلى البسCCاطة في التصCCميم أو في التشCCكيل

وتميزه مئذنته ذات الطابع المحلي الفريد. وقد تدهور حال المسجد في الآونة الأخيرة، مما دعي إلى البدء فورا في تجديده ومCCا يحيط به ومع ضرورة زيادة مساحته وربطه بالعناصر الأخرى الضرورية لتكامل وظائفه

مع البيئة المحيطة. وقد تم أعCCداد تصCCميم لتطCCوير مسCCجد الهنCCود على ضCCوء الدراسCCة الفراغيCCة ودراسCCة استعمالات الأراضي التي أعدت للمنطقة ، فروعا التشكيل الفراغي للمنطقة ونوعيCCة النشاط التجاري والطابع والطراز المعماري السائدين بها – كما روعي احترام العوامل المناخية والتقاليد الإسلامية في التصميم والتخطيط. فجاء التصCCميم الجديCCد للمسCCجد مؤكدا لوظائف المسجد الاجتماعية والدينية والتعليمية – فالمسجد يحتوي على مصCCلى للرجال وآخر للنساء ، كما يمكن استخدام ساحة المسجد كمكان اجتمCCاع لبحث امCCور المسلمين أما عن الوظيفCCة التعليميCCة فقCCد زود المسCCجد بمكتبCCة عامCCة دينيCCة وصCCالة للاطلاع تعمل أيضا كمدرسة لتحفيظ القرآن، يمكن الوصول إليها من خارج المسCCجد، ولتكامCCCل المسCCCجد يتم إنشCCCاء محلات تجاريCCCة لكي يمكن الصCCCرف من ريعهCCCا على المصCCاريف الجاريCCة للمسCCجد وأعمCCال الصCCيانة الدوريCCة وكCCذلك يتم تزويCCد المسCCجد بوحدات سكنية مناسCCبة لسCCكن الأمCCام والمCCؤذن وخCCدم المسCCجد وقCCد أعCCد التصCCميم المعماري للمبنى بشكل يتمشى مع الخطوط العريضة المكونة لحدود المباني السابقة بالموقع وكذلك مع مراعاة ثبات الاستعمالات التي كانت قائمة على جوانب الممرات ،

وكل في موقعه.العمارة الدينية النجدية:

يعتبر طراز العمارة النجدية من أنقى الطرز المعماريCCة في المملكCCة نظCCرا لبعCCده عن العديد من المؤثرات الحضارية الخارجية، فجاء موافقا للمناخ الحار الجCCاف للمنطقCCة ومواد البناء المتوفرة بها وهي الطين ومواد صحراوية أخCCرى، فكCCانت متمCCيزة أصCCيلة

دون غيرها بالمملكة. وتتميز المساجد النجدية بالإضCCافة إلى مسCCاقطها المسCCتطيلة أو المربعCCة بالعديCCد من العناصر فالمسجد يتكون من صحن مربع غالبا، تليه مظلCCة أو عريشCCه مسCCقوفة جهCة

40

Page 41: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

رواق القبCCة، بسCCقف أفقي من الطين المصCCبوب على عCCوارض خشCCبية من جCCذوع النخيل، يحيط المسجد سور تعلوه شرافات مسننة مثلثه، به فتحات صCCغيرة عميقCCة، مربعة الشكل أو مثلثة، في الطرف الأعلى من الجدار الطيCCني، ولعCCل أهم مCCا يمCCيز المسجد النجدي هو تلاحم جسم مئذنته مع السور المحيط فتأتي وكأنها امتCCداد لجسCCم المسجد نحو السماء، مما يعطي اتجاهCCا لكتلCCة المسCCجد تضCCفي على بسCCاطته ونقCCاء

مظهرة وقارا وقوة.العمارة الدينية في المنطقة الشرقية من المملكة:

تتميز المنطقة الشCCرقية من المملكCCة بمناخهCCا الممCCتزج بين حCCار جCCاف ورطب قCCرب الخليج كما تتميز بقربها من تجمعات الشCCيعة في جنCCوب العCراق وبلاد فCCارس فجCCاءت عمارتها ممتزجCCة هي الأخCCرى ومعCCبرة في بعض الأحيCCان عن معتقCCدات أهلهCCا الدينيCCة والاجتماعية فعمارة المساجد في هذه المنطقة ذات مسقط مستطيل أو مربع بسCCيط كما في العمارة النجديCCة، لكن مCCع تقليCCل في الفتحCCات الموجCCودة وتصCCغير في حجم الفناء وزيادة للمساحات المظللة، أما مواد البناء وتكنولوجيا الإنشCCاء فتكCCاد أن تكCCون نفس مCCواد منطقCCة نجCCد – فتCCأتي الحوائCCط الطينيCCة السCCميكة مسCCلوبة في أعلاهCCا والأسقف أفقية ممتدة على جذوع النخيل غير أن المظهCCر الخCCارجي للمسCCجد يختلCCف في مجمله عن المسجد النجCCدي ، فنجCCده غنيCCا بCCالألوان والإصCCباغ الزاهيCCة، مزخرفCCا بنقوش هندسية ولونية متباينة، وتظهر العناية بزخرفة وتلCCوين أبCCواب المسCCاجد – أمCCا المآذن فجCCاءت مسCCتديرة في أغلب الأحيCCان ذات تCCأثير فارسCCي ظهCCر في بعض منهCCا عقود فارسية مدببة وأروقة محيطة بالأفنية – فجاءت العمCCارة متباينCCة بCCالرغم من مCCا تشترك فيه مع جاراتها. بعCCد أن كCCانت نCCادرة وشCCبه مكروهCCه في المسCCاجد ، وبCCدأت بعض العناصر في الظهور كالقباب المتعددة والمحاريب والمآذن. من حيث المسقط، احتفظ المسجد بمسقطه المستطيل أو المربع وبوجود صحن أو فناء، أما رواق القبلة فقد زاد عمقه وارتفاعه مع احتفCCاظ السCCقف بأفقيتCCة عCCدا القبCCاب. أمCCا المCCآذن فقCCد ظهرت متأثرة بمنارات مصر القديمCCة في بCCداياتها حCCتى العصCCر العثمCCاني والمملCCوكي الذي صبغ المساجد ليس فقCCط بمآذنCCه لكن بمCCا بقى من ممCCيزات عمارتCCه من قبCCاب وزخارف وطرق للإنشاء وظهر تأثيرها في مدن المملكة بوضوح وغالبا ما كان المسجد يحتل مكانا منفردا في التجمعCCات السCCكانية، إلا في ا لمنCCاطق المكتظCCة فكCCان يتخCCذ شCCكله كنCCواه للنسCCيج العمCCراني الموجCCود ، فتلتCCف حولCCه المسCCاكن يحCCدد اتجاهCCات

شوارعها ويكون لها مركز روحانيا وفكريا ورمزا لوحدة جماعتها. ولا تقتصر العمارة الدينية في منطقة الحجاز على عمارة المساجد فقCCط، ولكن تمتCCد أيضا إلى المدارس والأسبلة والكتاتيب خاصة أثناء العصور المملوكيCCة والعثمانيCCة حيث أهتم الCولاة والسCلاطين بنشCر تعCاليم المCذاهب المختلفCة في شCرق المملكCة ، بعCد امتداد المذهب الشيعي من جنوبي العراق وشمالي اليمن – وكان المسقط العام لهذه المدارس والكتاتيب والاسCCبلة يتبCCع في مجملCCه المسCCقط المتعCCارف عليCCه لمثCCل هCCذه

41

Page 42: CPAS – Center of Planning and Architectural Studies · Web viewثم في نهاية القرن ال19 وأوائل القرن العشرين وقعت بعض المناطق الساحلية

المباني في مصر وغيرها من الأمصCCار ، غCCير أنهCCا كCCانت تفتقCCر إلى قCCوتهم وجمCCالهم سواء في بنائها المادي أو تأثيرها الروحي على تلاميذها بالمقارنة لمCCا كCCانت عليCCه في بلادها الأصلية _ فنجد بعضا من الأمثلCCة في مCCدن المنطقCCة الشCCرقية كجCCده والطCCائف

والمدينة غير أنها نادرا ما تكون في مناطق داخلية أخرى من المملكة.العمارة الدينية بالمرتفعات:

العمارة الدينية بالمرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة في منطقتي عسير والطCCائف جاءت معCCبرة عن طبيعCCة المنطقCCة الجبليCCة المرتفعCCة ومناخهCCا الCCرطب بالإضCCافة إلى معتنقات أهلها من الشيعة المسلمين _ وتنحسر العمارة الدينية في هذه المناطق على المساجد والمساجد الجامعة أما المدارس والاسبلة وغيرها فلا مكان لها في مثل هCCذه التجمعCCات البشCCرية الصCCغيرة وهCCذه الظCCروف المكانيCCة والمناخيCCة الCCوعرة. فيقCCوم المسجد بهذه الوظائف جميعها _ وتتأثر أنماط المساجد في هذه المنطقة تأثرا مباشرا بالعمارة البيئية فتبنى من مداميك صCCخرية منتظمCCة في مسCCاقط مسCCتطيلة أو مربعCCة في حوائط سميكة تقل عروضها كلما ارتفعت بينما الأسقف تCCأتي مسCCتوية في غCCالب الأحيان ويكاد الصحن أو الفناء أن يختفي، حيث تكثر الأمطار قد تجد أحيانا قبة صغيرة مطلية بلون اخضر زاه فوق رواق القبلة وأن كانت غير دراجCCة في أسCCقف المسCCاجد، ولكن فقط فوق مشاهد الشيوخ والولاة المتفرقة في المنطقCCة – ولعCCل أهم مCCا يمCCيز مساجد هذه المنطقة مآذنها فهى تبنى من حجر أو طمي مربعة المسقط أو مستديرة ، تمتد مسلوبة إلى أعلى في ركن من أركان المسجد كبرج من أبCCراج القلاع، وتCCأتي نهايCCات الحوائCCط مزخرفCCة بزخCCارف هندسCCية متنوعCCة وملونCCه – ولعCCل غCCني مسCCاجدالمنطقة بالألوان والزخارف هو ما يعطيها صفتها المميزة عن باقي مساجد المملكة.

42