القراءة أوال

حممد عدنان سامل

احملتوى القراءة أوال

هل حنن نقرأ حنن عازفون عن القراءة

على طريق القراءة ما أنا بقارئ.. اقرأ

اهلزة العنيفة إيذان مبحو األمية وبداية عصر العلم.. {١-٩٦/١:١@>{اقرأ#>

قدسية القراءة كرامة اإلنسان بالقراءة

القراءة والقلم مفهوم القراءة ملاذا القراءة؟

قالوا يف القراءة القراءة مفتاح العلم

اقرأ وارق القراءة طريق األمم إىل الرقي

عظماء التاريخ قراء مون القراءة الدائمة تعلم مستمر

القراءة باب لالجتهاد واإلبداع حتت سن القلم يصنع مستقبل األمم

هل مثة ما ينافس القراءة اءة ووظائفهاأهداف القر

القراءة قبل الوالدة القراءة اجلينية

آدم يقرأ األمساء القراءة اجلنينية

القراءة يف املهد األذان يف أذن املولود

قراءة الوجوه والقسمات قراءة اللغات صامتة ومكتوبة

القراءة يف املدرسة القراءة يف جمال التخصص املهين القراءة خارج نطاق التخصص

ديات العصروملواجهة حت يف عامل األفكار

الوصاية على األفكار طوق النجاة يف خضم األفكار

تعريف ال وصاية املناعة وحدها حتصن القارئ من التلوث

مسؤولية الناشر وشرف املهنة القراءة والقراء

العاجز عن القراءة -١ القارئ الصدئ -٢ قارئ الديكور -٣ القارئ املتعامل -٤ الكتب املولع باقتناء -٥ القارئ الناضج -٦ القارئ الناقد -٧

التغيري من العزوف إىل الولع

التفاوت يف قبول التغيري التفاوت يف القابلية للتغيري التفاوت يف سرعة التغيري

مراحل عملية التغيري

من أجل تكوين عادة القراءة دور البيت دور املدرسة دور اتمع

معارض الكتاب عادة القراءة جهود أخرى لتنمية

ادي الكتب مهارات القراءة حركات العينني

القراءة اجلهرية والصامتة السرعة يف القراءة

القراءة املثمرة تنمية مهارات القراءة القراءة حبسب اهلدف

قراءة القرآن القرآن يرسم لنا طريقة قراءته

كيف كانت قراءة رسول اهللا للقرآن؟ كيف قرأ أسالفنا القرآن؟

رأ القرآن كأنه يرتل عليكاق كيف نوفر للقراءة الوقت واملال؟

وأخريا املراجع

حممد عدنان سامل ..القراءة أوال

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه (*) الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا #>ينا وسرا حأج مأن له حاتاللون الصمعي ينالذ ننيمؤالم رشب (*)يهف نيثدا ماك١٨/١:١@>{أب+ ،

٣-١٨/٣:١، +١٨/٢:١} <pt>[٣-١٨/١: الكهف]<pn>. مداخل#رقم؟باب# القراءة أوال#رقم؟فصل#

ين األخرى، أود أن أخترق سلم األولويات، وأن دون مقدمات، ودون أن أهون من أمهية أي من العناوإىل مرتبة الصدارة، وأضعه يف املقدمة، تاركا ألصحاب العناوين األخرى أن ) أوال.. القراءة(أقفز بعنواين

.يبحثوا عن مكان هلا، وراء هذا املطلب الكبريتعطي األولوية ملا يرى فنحن نلمح يف الساحة الثقافية عناوين شىت، ترتب حاجات اتمع، كل منها

كاتبها أنه اخلطوة األوىل، ونقطة البداية، ومفتاح النهضة، وسر التقدم، الذي ال ميكن ولوج باب .احلضارة بدونه، وال يغين شيء آخر عنه، بل إن حماولة جتاوزه تعترب مضيعة للوقت

.أوال، الوحدة أوال، االقتصاد أوالالعقيدة أوال، احلرية أوال، الدميقراطية : أستعرض من هذه العناوينلن نستطيع أن نعتنق عقيدة، وال نتذوق حرية، وال منارس دميقراطية، وال نكون وحدة وال ) تقرأ(قبل أن

.نبين اقتصادا: هي اليت تقول لنا) القراءة(و. إن الشعب الذي ال يقرأ، ال يستطيع أن يعرف نفسه، وال أن يعرف غريه

ن قبلكم، هنا وصل العامل من حولكم، من هنا جيب أن تبدؤوا؛ لكي ال تكرروا هنا وقف السلف ماجلهود اليت سبق أن بذهلا اآلخرون، وال تعيدوا التجارب اليت مروا ا، وال ترتكبوا األخطاء اليت

.ارتكبوها هل حنن نقرأ؟#رقم؟فصل#

.ن ال نقرأحن: وبال مقدمات أيضا، سوف أبادر لإلجابة عن هذا السؤال بالنفيفالكتاب الذي يتزايد إنتاجه يف العامل تزايدا مطردا، يف عدد العناوين املنشورة، ويف عدد النسخ املطبوعة،

يشكو يف عاملنا العريب من اهلجران، ويعاين أزمة كساد، اضطرت معظم الناشرين، مبن فيهم ناشرو اضطروا إىل .. نسخ املطبوعة من كل عنوانالقطاع العام، إىل ختفيض عدد العناوين املنشورة، وعدد ال

ذلك، يف الوقت الذي كان ينبغي هلم أن يرفعوا فيه من كميات مطبوعام، ليواكبوا التزايد املطرد يف

عدد السكان، والتناقض يف عدد األميني، نتيجة جلهود مكافحة األمية، ولتطبيق تشريعات التعليم .املتزايدة، يف جمتمع عصري معقد ومتشعب، ومتطلع إىل النمو اإللزامي، وليلبوا احلاجات الثقافية

مرت بنا، دون أن نستطيع قراءا يف ضوء التاريخ، وال يف ضوء الواقع، فضال ١٩٩٠وأزمة اخلليج عام لقد كان كل شيء يف هذه األزمة مربجما، وخمططا له بدقة، ومعلنا عنه يف وقت مبكر، يف . عن املتوقع

ت ترمجت إىل لغتنا العربية، ونشرت يف أوطاننا، ويف مقابالت صحفية أجريت على كتب ودراسا .مررنا ا مجيعا؛ كأننا ال نقرأ، أو كأا ال تعنينا... أراضينا

ولقد استطاع املخططون هلذه األمة، أن حيركوا شارعا عريضا، لعبوا بعواطفه مستخدمني النصوص حت لديه شكال خاليا من املضمون، يستطيع كال الطرفني أن يستتر الدينية، مطمئنني إىل أا قد أض

.وراءه، متجاهال الواقع والتاريخ واحلقيقة حنن عازفون عن القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#

.ناشئتنا ال تقرأ .بعض خرجيي اجلامعات يتباهون بأم مل يقرؤوا كتابا منذ ودعوا مقاعد الدرس

.عاما بعد عام بسبب إمهاهلم القراءة، بينما املعرفة تتفجر من حوهلم مدرسونا تتناقص معلوماموإذا كنا منلك إحصائيات عن عدد األميني يف العامل، فإننا ال نعرف إال القليل جدا عن ماليني البالغني

.من غري األميني الذين يندر أن يفتحوا كتابا أو جملةوالبد من التوفر على دراسة الطرق العلمية املتبعة . اءة ومهاراالقد أخفقنا يف إكساب ناشئتنا عادة القر

.يف العامل لتشجيع الناس على القراءة، وإغراء املتعلمني الذين هجروا القراءة بالعودة إليها على طريق القراءة#رقم؟فصل#

ورؤساء ، اجتمع يف واشنطن نفر من الكتاب والناشرين وأمناء املكتبات ١٩٥١يف آخر صيف عام لقد : ((أقسام الثقافة واإلرشاد، وكان الذي يعنيهم ويسيطر على تفكريهم أن جييبوا عن هذا السؤال

أصبحت اليوم حاجة .. يف العصر احلديث أمرا حيويا ال يستطيع جمتمع أن حييا بدونه) القراءة(أصبحت )).نرغبهم باالستزادة منها؟فما الذي ميكن أن نفعله لنشجع الناس على القراءة، و. ومل تعد ترفا

أمرا حيويا ) العصر احلديث(ويف ) اآلن(عند األمريكيني قد أصبحت ) القراءة(إذا كانت : وأنا أقولوحاجة ملحة، بسبب حداثة عهدهم باحلضارة، فإا عندنا لكذلك منذ أن دوت

يف غار ) ص(ل اهللا ؛ أول كلمة هبط ا جربيل من السماء على حممد رسو{١-٩٦/١:١@>{اقرأ#>حراء، فترددت أصداؤها يف جنبات مكة، وهب هلا أجدادنا من نومهم العميق، وانطلقوا على هديها

يقرؤون وحي السماء، ويقرؤون علوم الدنيا اليت كانت سائدة يف عصرهم، حىت إذا استوعبوها، هم ويسمى بأمسائهم، وكانت حفظوها وطوروها وأضافوا إليها، وأبدعوا الكثري مما ال يزال ينسب إلي

حصيلتهم من الكتب، أعلى حصيلة عرفتها البشرية يف التاريخ، وفهارس خمطوطام تضم عشرات اآلالف من العناوين، بعضها احتفظت به خزائن الكتب، وبعضها عصفت به رياح الفنت، وغزوات

).ال يقرؤون(اهلمج الذين ال تزال قادرة على ) اقرأ(بسببها عن ركب احلضارة، فإن كلمة وإذا كنا قد انتابتنا غفوة طويلة، ختلفنا

.إيقاظنا، وحفزنا لنعود سريتنا األوىلما الذي ميكن أن نفعله لكي ): ((القراءة(وهذا الكتاب حماولة متواضعة لإلجابة عن سؤال الغير على

هذا السؤال الكبري عن ، ولسوف جييب من خالل ))نشجع الناس على القراءة، وعلى االستزادة منها؟؟ ملاذا ال تقرأ؟ ملاذا جيب أن نقرأ؟ مىت نقرأ؟ ماذا )أوال.. القراءة(ما القراءة؟ ملاذا : أسئلة فرعية هامة نقرأ؟ كيف نقرأ؟

ما أنا بقارئ.. اقرأ#رقم؟فصل# :روى اإلمام البخاري عن عائشة تصف كيفية بدء الوحي وتقول

لرؤيا الصاحلة يف النوم، فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق ا) ص(أول ما بدئ به رسول اهللا ((الصبح، مث حبب إليه اخلالء، وكان خيلو بغار حراء، فيتحنث فيه الليايل ذوات العدد، قبل أن يرتع إىل أهله ويتزود لذلك مث يرجع إىل خدجية فيتزود ملثلها، حىت جاءه احلق وهو يف غار حراء، فجاءه امللك

فقلت ما ! اقرأ: فقال ما أنا بقارئ، قال فأخذين فغطين حىت بلغ مين اجلهد مث أرسلين فقال! قرأا: فقال لهخلق اإلنسان (*) اقرأ باسم ربك الذي خلق #>: أنا بقارئ، قال فأخذين فغطين الثالثة مث أرسلين فقال

، +٩٦/١:١@>{علم اإلنسان ما لم يعلم(*) ذي علم بالقلم ال(*) اقرأ وربك األكرم (*) من علق يرجف فؤاده، فدخل ) ص(فرجع ا رسول اهللا . {٥-٩٦/٥:١، +٩٦/٤:١، +٩٦/٣:١، +٩٦/٢:١

فزملوه حىت ذهب عنه الروع، فقال ! زملوين! زملوين: على خدجية بنت خويلد رضي اهللا عنها، فقالواهللا ال خيزيك اهللا أبدا، إنك لتصل ! كال: لقد خشيت على نفسي، فقالت خدجية: اخلرب خلدجية وأخربها

الرحم، وحتمل الكل، وتكسب املعدوم، وتقري الضيف، وتعني على نوائب احلق، فانطلقت به خدجية ..)).حىت أتت به ورقة بن نوفل

اهلزة العنيفة#رقم؟فصل#وتا وصورة؛ بني جربيل امللك املرسل بآخر وحي من السماء، أختيله ص! كم يهزين هذا احلوار العنيف؟

وحممد ممثل اإلنسانية اليت جتاوزت مراحل طفولتها، وبلغت سن الرشد والتمييز، الذي يؤهله الستالم :كل ذلك يف سلسلة من املشاهد املتالحقة واملثرية. زمام أمرها فيما بقي هلا من عمرها املديد

هد األولاملش#عنوان؟جانيب؟أول#

جربيل يقتحم على حممد غار حراء، وحممد يغالب نعاسا غشيه إثر سهره الطويل، يف الليايل ذوات ياهلول املفاجأة اليت .. وجربيل حني اقتحم الغار، مل يكن خلقا مألوفا ميكن إلنسان أن يستأنسه. العدد

.تنخلع هلا القلوب، رغم ما يقتضيها من طبيعة الرسالة وحجم املهمة.. رأ.. رأ.. اقرأ): بصوت جهوري تردد صداه يف جنبات الغار، حىت امتصته حنايا الصخور(جربيل - ..!!رأ ما القراءة؟ ماذا أقرأ؟... ال أريد... ما أنا بقارئ): بصوت متهدج يتملكه اخلوف والدهشة(حممد - املشهد الثاين#عنوان؟جانيب؟أول#

:تبليغه األمر اإلهلي، بكل جدية وحزم وإصرارجربيل جيذب حممدا إليه بشدة، ويعيد إا الرسالة، إنه القول الثقيل الذي سيلقى عليك، ولن تقوى على محله والصدع .. اقرأ، جيب أن تقرأ -

.به إن مل تقرأيلتقط أنفاسه، وقد أرسله جربيل بعد ضمة عنيفة، كادت تزهق هلا نفسه، ويستجمع قواه ثاينة (حممد -

! أىن يل أن أقرأ، كيف تريدين أن أقرأ، وما أنا بقارئ؟.. دعين): ، وبصوت أعلى نربةليقول بتربم املشهد الثالث#عنوان؟جانيب؟أول#

يضمه إليه ضمة أكثر حنوا، ) وقد رأى مبلغ اجلهد والتيقظ واالستعداد الذي بلغه من حممد(امللك :ة، ويسترسلويهدئ من روعه، ويعيد على مسامعه األمر اإلهلي بالقراء

<# لقي خالذ كبم رأ باسلق (*) اقرع نسان ماإلن لقخ (*) ماألكر كبرأ وبالقلم (*) اقر لمي عالذ (*)لمعي سان ما لماإلن لم٥-٩٦/٥:١، +٩٦/٤:١، +٩٦/٣:١، +٩٦/٢:١، +٩٦/١:١@>{ع}. املشهد الرابع#لعنوان؟جانيب؟أو#

يزملونه حىت يذهب عنه !.. زملوين! زملوين: يدخل على خدجية.. حممد، يرجع من الغار، يرجتف فؤاده .الروع، ويقص على خدجية خرب ما رأى وما مسع

!!حىت ينهض حممد بالرسالة.. وتتتابع املشاهد حية مثرية) بداية الوحي(النص العجيب، الذي سجل وأستميح القارئ عذرا يف أن أمضي مسترسال يف قراءيت هلذا

اقرأ باسم ربك الذي #>: بني السماء واألرض، أستشف منه ما يشيء به من معان ثرة) آخر اتصال(يف لق٥-٩٦/١:١@>{خ} <# ماألكر كبرأ وبالقلم(*) اقر لمي ع٩٦/٤:١، +٩٦/٣:١@>{الذ-

٣}. إيذان مبحو األمية، وبداية عصر العلم) اقرأ(#؟أولعنوان؟جانيب#املوجه إىل اإلنسان؛ ا بدأت الرسالة، وا ) األخري(يف اخلطاب اإلهلي ) األوىل(كانت الكلمة ): اقرأ(

!ختمت النبوة، أية كلمة سحرية هذه، اليت ا انقطعت الصلة بني السماء واألرض؟

جة إىل إرشاد جديد من السماء، إا الثقة الكبرية اليت منحها اهللا فإذا قرأت فإنك لن تكون حبا)! اقرأ(تعاىل لإلنسان، بعد أن وهبه العقل، والوسائل اليت تكفل له حتصيل املعرفة، وأمره باستخدام هذه الرسائل

:وحذره من إمهاهلا وجعله مسؤوال عن تعطيلها<#إن الس لمع به لك سما لي قفال تو هنكان ع ككل أولئ الفؤادو رصالبو عم

.<pn>[١٧/٣٦: اإلسراء]<pt> {١٦-١٧/٣٦:١@>{مسؤوالعلم، مسع، بصر، فؤاد، مسؤولية؛ كلمات عظيمة، ذات دالالت كبرية يف املصطلح القرآين، ختتزهلا

:لرسالة اخلامتةالذي جعله اهللا معجزة ا) الكتاب(، وميثلها )اقرأ(مجيعا كلمة <# بنيم يرذما أنا نإنو الله دنع ما اآلياتقل إن هبر نم آيات هليزل عال أنقالوا لوا (*) وأن همكفي لمأو

تابالك كليلنا عز٦-٢٩/٥١:١، +٢٩/٥٠:١@>{أن} <pt>[٥١-٢٩/٥٠: العنكبوت]<pn>. قدسية القراءة#ن؟جانيب؟أولعنوا#

والقراءة، إمنا ميارسها اإلنسان باسم ربه الذي خلق، وبأمر صارم حازم منه تعاىل، ذلك أن اإلنسان خليفة اهللا يف األرض، وليس من الالئق خبليفة اهللا يف األرض أن يكون أميا، بل جيب عليه أن يقرأ

:املالئكة لهليتخلص من جهله وأميته، ويكون جديرا بسجود <#كفسييها وف فسدي نيها مل فعجيفة قالوا أتلض خي األرل في جاعإن كةالئلمل كبإذ قال رماء والد

كلها ثم عرضهم األسماء وعلم آدم(*) ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما ال تعلمون نيقصاد متالء إن كنؤماء هبئوني بأسفقال أن كةالئلى المنا (*) عتلملنا إال ما ع لمال ع كحانبقالوا س

يمكالح يملالع تأن كما(*) إنبأس مبئهأن مي قال يا آدإن أقل لكم قال ألم هممائبأس مأهبا أنفلم همئوإذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم (*) أعلم غيب السماوات واألرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون

، +٢/٣٢:١، +٢/٣١:١، +٢/٣٠:١@>{بر وكان من الكافرينفسجدوا إال إبليس أبى واستك١٣-٢/٣٤:١، +٢/٣٣:١> {pt<]٣٤-٢/٣٠: البقرة[>pn<.

لقد اعترض املالئكة على استخالف اهللا لإلنسان يف األرض ألم توقعوا منه الفساد فيها وسفك الدماء، مساء، ودعاهم لإلدالء مبعلومام عن األمساء فأراد اهللا تعاىل أن يثبت هلم أفضليته عليهم، فعلمه األ

.فعجزوا، وأنبأهم آدم باألمساء، فأثبت جناحه يف املسابقة وجدارته باخلالفة يف األرض بفضل العلم-٩٦/١:١@>{اقرأ باسم ربك الذي خلق#>: قدسيتها من قول اهللا تعاىل) القراءة(ومثلما استمدت

.، يضفي عليها مزيدا من القداسة)القراءة(من ) القرآن(فإن اشتقاق اسم {٥) احلرف(لتضفي القدسية على ) ق.س. ع) (م. ل. أ(بدأت بأحرف مفردة مثل ) القرآن(وبعض سور

الذي تتألف منه الكلمات، ولتمنحه احتراما ظل الناس حيافظون عليه، ما أظلتهم ظالل احلضارة، ترامهم للحرف، وتقديسهم للكلمة، فأمهلوها، ورموا ا يف وعندما غربت عنهم مشسها، فقدوا اح

الطرقات، وألقوها مع النفايات، واختذوا منها مقاعد ومتكآت، بدال من أن يرفعوها إىل رؤوسهم، .لتكون زادا لعقوهلم، ونورا ألفكارهم

كرامة اإلنسان بالقراءة#عنوان؟جانيب؟أول#-٩٦/٢: العلق]<pt> {٣-٩٦/٣:١، +٩٦/٢:١@>{اقرأ وربك األكرم (*)خلق اإلنسان من علق #>٣]<pn>.

).األكرم(اإلنسان املخلوق من علق، يقرأ فيسمد الكرامة من اهللا : السجدة]<pt> {١٠-٣٢/٧:٩@>{من طني#>كم هو كرمي على اهللا هذا اإلنسان، بدأ خلقه

٣٢/٧]<pn> ماء #>، و)بالعلم(ته فوق املالئكة مث علمه األمساء لريفع مكان نم اللةس نم لهسل نعج ثم: العلق]<pt> {٤-٩٦/٢:٣@>{من علق#>و <pn>[٣٢/٨: السجدة]<pt> {٨-٣٢/٨:١@>{مهني٩٦/٢]<pn> الذي به يسمو على اخلالئق غري ) العلم(مث أمره بالقراءة ليثبت أن قيمته وكرامته إمنا هي بـ .بئ بأصله الترايب، وال مكترث ألصوهلم النورانيةعا

لقد حتدى اهللا مالئكته باإلنسان الذي أساؤوا به الظن، فلم يتوقعوا منه إال الفساد يف األرض وسفك ، إنه )العلم(الدماء، ولئن مارس اإلنسان منذ بدء اخلليقة بعض توقعات املالئكة جلهله وعدم استكماله

.حىت حيقق حسن ظن اهللا به) العلم(ك الدماء كلما ارتقى يف معارج سوف يكف عن الفساد وسفوباالستزادة من ) بالقراءة(، وأمره )السجود(لقد علمه اهللا األمساء ليحقق له الفوز على املالئكة يف حتدي

لكي يستكمل <pn>[٢٠/١١٤: طه]<pt> {١٧-٢٠/١١٤:١٤@>{وقل رب زدني علما#>العلم قق فوزه النهائي على املالئكة باإلقالع عن ممارسة شيء من توقعام، ويثب جدارته بتكرمي اهللا علمه وحي

.<pn>[١٧/٧٠: اإلسراء]<pt> {٤-١٧/٧٠:١@>{ولقد كرمنا بني آدم#>له القراءة والقلم#عنوان؟جانيب؟أول#

رأ فيها، وإمنا تال عليه كالما، وأمره بتتبعه، حني نزل جربيل يأمر حممدا بالقراءة، مل يدفع إليه ألواح ليقوما كنت تتلو من قبله #>أميا ال يقرأ الكتاب ) ص(لو أنه دفع إليه بألواح ملا استطاع أن يقرأ فيها، ألنه : بوتالعنك]<pt> {١٣-٢٩/٤٨:١@>{من كتاب وال تخطه بيمينك إذا الرتاب المبطلون

٢٩/٤٨]<pn> السمع والبصر (مل ترتبط بالنظر فقط، وإمنا ارتبطت مبجموعة ) القرآنية(كأن القراءة ).باملصطلح القرآين(اليت هي وسائل املعرفة ) والفؤاد

، ليكون دليال على صدق نبوته ومؤيدا )ص(غري أن هذا الذي الحظناه من واقعة الترتيل، خاص بالنيب إىل آخر حياته أميا ال يقرأ اخلط املكتوب وال يكتب، غري أن ) ص(حيث ظل الرسول لإلعجاز القرآين،

إن هو إال وحي (*) وما ينطق عن الهوى #>ذلك مل مينعه من تبليغ رسالة اهللا اليت أوحي ا إليه

توجيه الرسائل إىل كما أن أميته مل متنعه من عقد املعاهدات و {٥-٥٣/٤:١، +٥٣/٣:١@>{يوحى .امللوك

القلم الذي .. أما بالنسبة إىل عموم النص، فإن القراءة اليت أمرنا ا هي قراءة الكتاب، الذي خيطه القلمعلم (*) الذي علم بالقلم (*) اقرأ وربك األكرم #>. سخره اهللا ليكون أداة لتعليم اإلنسان ما مل يعلم

اإلنلمعي ٥-٩٦/٥:١، +٩٦/٤:١، +٩٦/٣:١@>{سان ما لم}. وللقراءة مبفهومها املعاصر، املرتبط بالقلم والكتاب، مكانة عظيمة يف القرآن الذي حتدث عن كل ما

حتدث عن القلم وما يسطرون، وعن الكتاب املسطور يف رق منشور، وعن .. يتعلق بالكتاب من أدواتولو أن ما في األرض من شجرة أقالم والبحر يمده #>اخلط واملداد والقرطاس طي السجل للكتب، وعن

الله ماتكل تدفر ما نحة أبعبس هدعب ن١٧-٣١/٢٧:١@>{م} <pt>[٣١/٢٧: لقمان]<pn>. والعظام، واحلجر، مث اخترعوا ولقد كتب الناس بالقصد واملداد على الرق واأللواح وجريد النخل

) حرب(الورق، وطوروا قلمهم ومدادهم، حىت أصبح جافا يصطحب يف اجليب دون حاجة إىل مداد ودواة، واخترعوا املطبعة فأصبح القلم حرفا معدنيا بارزا مث أملس، تستلمه اآللة الطابعة منضدا فتطبع

.اخ الذين كانوا ينسخون كتبهم بأيديهمعليه ماليني النسخ، لتحل بذلك حمل ماليني النسمث تابع القلم تطوره حىت أصبح يكتب أحرفا ضوئية ختتزن يف ذاكرة احلواسب، اليت أضحت امتدادا

.لذاكرة اإلنسان، يستطيع أن يستدعي فيها ما يشاء، فيظهر أمامه مضاءا على الشاشةوسوعة تضم عدة جملدات، فاختزلت الكتب وطبعت املعلومات على أقراص خيتزن القرص الواحد منها م

الضخمة يف أقراص صغرية، مث ركبت أمواج األثري فأصبحت املعلومات تنتقل بسرعة الضوء لتكون يف خدمة اإلنسان حيث كان، إا ثورة املعلومات، وأنت تعيش يف عصر املعلومات، الذي أصبحت ثروات

ثروة (ومكانته وتقدمه رهنا مبا ميتلك من هذه الثروة األمم واألفراد تقاس ا، وأصبحت قيمة اإلنسان ).املعلومات

: ولئن حتدث القرآن عن التطور عند ذكر وسائل املواصالت اليت عرفها اإلنسان يف عصر الترتيل، فقال، كما حتدث عن التطور يف <pn>[١٦/٨: النحل]<pt> {٩-١٦/٨:٦@>{ويخلق ما ال تعلمون#>

، إنا ال ندري <pn>[٣٥/١: فاطر]<pt> {١٨-٣٥/١:١٤@>{يزيد في الخلق ما يشاء#>: اخللق فقالفلتقبل على ما يتيسر لك منها، . أين ستصل بنا رحلة القلم والقرطاس واملعرفة يف عصر ثورة املعلومات

.<pn>[٢٠/١١٤: طه]<pt> {١٧-٢٠/١١٤:١٤@>{وقل رب زدني علما#>ولتقرأ ما يف وسعك مفهوم القراءة#رقم؟فصل# ما القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#

ألنه جيمع السور ) القرآن(مجعه وضم بعضه إىل بعض، ومنه مسي ) قرآنا(الشيء ) قرأ: (يف املعاجم، +٧٥/١٧:١>{@فإذا قرأناه فاتبع قرآنه(*) إن علينا جمعه وقرآنه #>: ويضمها، وقوله تعاىل

٤-٧٥/١٨:١} <pt>[١٨-٧٥/١٧: القيامة]<pn> أي قراءته. ، أو مل ينطق ا )القراءة اجلهرية(الكتاب قراءة وقرآنا؛ تتبع كلماته نظرا، سواء أنطق ا كما يف ) قرأ(و

).القراءة الصامتة(كما يف .اآلية من القرآن، نطق ا عن نظر أو حفظ) قرأ(و .م، أبلغه إياهعليه السال) قرأ(و

اجلمع واضم والتتبع واإلبالغ، وقد تكون القراءة من : وهكذا فالقراءة يف املعاجم، تعين فيما تعنيهالكتاب نظرا، أو من الذاكرة املختزنة حفظا، وقد تكون جهرا أو سرا، وقد تكون استماعا كما يف

.حديث بدء الوحيبسيط السهل الذي يتمثل يف القدرة على التعرف على احلروف من املعىن ال) القراءة(ولقد تطور مفهوم

والكلمات، والنطق ا صحيحة، وهذا هو اجلانب اآليل من القراءة، إىل العملية العقلية املعقدة اليت اليت حتتاج إىل ) القراءة الناقدة(تشمل اإلدراك والتذكر واالستنتاج والربط، مث التحليل واملناقشة، وهي

.ظر يف املقروء، ومزيد من األناة والدقةإمعان الناليت نعنيها، واليت هي موضوع حبثنا، فهي قراءة الرموز اليت يتلقاها اإلنسان عن طريق عينيه ) القراءة(أما ، هذه الرموز اليت تتمثل باحلروف والكلمات املكتوبة، -أو عن طريق مالمسه بالنسبة لفاقد البصر -

، واليت ما تزال أداة اإلنسان الرئيسية الكتساب املعرفة )الكتب(ت يف بطون وختتزن املعارف واملعلوما .واالتصال باآلخرين، ووسيلته للرقي والتقدم

ملاذا؟#رقم؟باب# ملاذا القراءة؟#رقم؟فصل#

عندما أطلق الروس قمرهم الصناعي األول، اهتزت األوساط التربوية يف أمريكا، وكان السؤال الكبري لقد : اع الروس أن يسبقونا يف مضمار الفضاء؟ وبعد الدراسات املستفيضة جاء اجلوابكيف استط: هو

أخفقت املدرسة األمريكية يف تعليم تالمذا القراءة اجليدة، ورفع املسؤولون عن التربية شعارا يؤكد أن ).من حق كل طفل أن يأ له مجيع الفرص ليكون قارئا جيدا(

القراءة؟ وهذا التركيز على أا كانت السبب الرئيسي يف ختلف األمريكيني يف ملاذا كل هذا االهتمام بجانب من جوانب العلم؟ ترى هل تساءلنا عن أسباب ختلفنا يف كل جوانب احلياة؟ وهل ملوقفنا من

القراءة عالقة ذا التخلف؟ قالوا يف القراءة#رقم؟فصل#

)).ذين يعرفون كيف يقرؤونال((سئل فولتري عمن سيقود اجلنس البشري فأجاب ولو رحنا نبحث يف حياة املتفوقني يف تاريخ البشرية لوجدنا أم كانوا قراء مني يتمثلون ما يقرؤون،

.ويضيفون إليه من ذوات نفوسهم وبنات أفكارهم ما حيقق هلم فرص اإلبداع والتفوقاد عمرا يف تقدير احلساب، إمنا أهوى لست أهوى القراءة ألكتب، وال أزد: ((يقول عباس حممود العقاد

القراءة ألن يل يف هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة ال تكفيين، وال حترك كل ما يف ضمريي من القراءة وحدها هي اليت تعطي اإلنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، ألا تزيد هذه . بواعث احلركة

ر احلساب؛ فكرتك أنت فكرة واحدة، شعورك أنت شعور احلياة عمقا، وإن كانت ال تطيلها مبقداواحد، خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا القيت بفكرتك فكرة أخرى، والقيت بشعورك شعورا آخر، والقيت خبيالك خيال غريك، فليس قصارى األمر أن الفكرة تصبح

كال وإمنا تصبح الفكرة ذا التالقي .. ح خيالنيفكرتني، وأن الشعور يصبح شعورين، وأن اخليال يصب )).مئات الفكر يف القوة والعمق واالمتداد

إذا سألين الناس عن مهنتك، فماذا أقول : ((سأل أحد أبناء الفيلسوف األمريكي وليم جيمس أباه قائالعلماء واملفكرين، من كل قل هلم إن أيب دائم التجوال ليلقى األدباء وال! يا بين: ((فقال)) هلم يا أبتاه؟

عصر وجنس ودين، يصغي إىل األموات منهم، كما يصغي إىل األحياء، يصافحهم على الرغم من )).إنه ال يعبأ حبدود جغرافية وال فترات زمانية.. املسافات الشاسعة اليت تفصله عنهم

)).أبدا أن تقرأ، يعين أن جتد الصديق الذي لن خيونك: ((الكاتب الفرنسي مونتني يقول :وهذا املعىن هو عني ما قاله شاعرنا العريب يف صياغة شعرية عذبة

كتايب فيه بستاين وروحي#شعر؟شطر؟أول# وفيه مسري نفسي والندمي#شعر؟شطر؟ثاين# جيالسين وكل الناس حرب#شعر؟شطر؟أول# ويسليين إذا عرت اهلموم#شعر؟شطر؟ثاين# وحييي يل تصفح صفحتيه#شعر؟شطر؟أول# كرام الناس إن فقد الكرمي#شطر؟ثاينشعر؟# إذا اعوجت علي طريق قومي#شعر؟شطر؟أول# فلي فيه طريق مستقيم#شعر؟شطر؟ثاين#

إن الذين يقرؤون فقط هم األحرار، ذلك ألن القراءة تطرد : ((قال الرئيس األمريكي الثالث جيفرسون )).اجلهل واخلرافة، ومها من ألد أعداء احلرية

قل له : ((، فقال له))أمري املؤمنني يستدعيك: ((لعلماء جاءه رسول اخلليفة يقول لهويروى أن أحد افلما عاد الرسول إىل اخلليفة وأخربه )). عندي قوم من احلكماء أحادثهم فإذا فرغت منهم حضرت

رأيت واهللا يا أمري املؤمنني ما : ((قال)) من هؤالء احلكماء الذين كانوا عنده؟! وحيك: ((اخلرب، سألهمن هؤالء الذين كانوا : ((فلما حضر سأله اخلليفة)) اذهب فأحضره الساعة: ((قال)) عنده أحدا

:يا أمري املؤمنني: ، فقال))عندك؟ لنا جلساء ما منل حديثهم#شعر؟شطر؟أول# أمينون مأمونون غيبا وشهدا#شعر؟شطر؟ثاين# يفيدوننا من علمهم علم ما مضى#شعر؟شطر؟أول# ورأيا وتأديبا وجمدا وسؤددا#ر؟شطر؟ثاينشع# فإن قلت أموات فلم تعد أمرهم#شعر؟شطر؟أول# وإن قلت أحياء فلست مفندا#شعر؟شطر؟ثاين#

.، فلم ينكر عليه تأخره)الكتب(فعلم اخلليفة أنه يشري إىل القراءة مفتاح العلم#رقم؟فصل#

ألفراد واتمعات، فهي أداة اإلنسان لكسب املعارف القراءة هي الوسيلة األساسية لالتصال بني اوالتعلم، وهي أداة اتمع للربط بني أفراده، وهي أداة البشرية للتعارف بني شعوا مهما تفرقت

.أوطام، وبني أجياهلا مهما تباعدت أزمام، فإن القراءة هي املفتاح وإذا كان الكتاب هو اخلزانة اليت حتفظ اخلربات املتراكمة من األجيال املاضية

الذي يتيح االنتفاع ذه اخلزانة، وهي الوسيلة اليت متكن اخللف مهما كان قزما، وأن يطل من فوق كتف السلف مهما كان عمالقا، ليشاهد كل ما شاهده السلف، وأشياء أخرى مل يدركها السلف ومل

يم جديدة، ويضيفوا إىل خزانة معارفهم، يشاهدوها، فتتفتح هلم على قدر قراءم رؤى جديدة، ومفاهويغنون ا أفكارهم، فتتطور حيام، ويتغلبون على مشكالم، ويرتفع مستواهم، ويتقدمون على من

.من يقرأ أكثر ينل أكثر، ويرتق أكثر: تلك هي سنة اهللا يف اتمعات البشرية.. سواهم اقرأ وارق#رقم؟فصل#رياض [، ومعناه أنك على قدر قراءتك تنال من الرقي )ص(حديث لرسول اهللا جزء من)) اقرأ وارتق((

].١٠٠٠الصاحلني وإذا كان الفهم التقليدي هلذا احلديث يقصر القراءة على القرآن، واجلزاء على اآلخرة، فإن قراءة غري

سريوا يف األرض، فينظروا القرآن إمنا هي من مقتضيات القراءة الواعية للقرآن، وتنفيذ ألمره الناس أن ي .كيف بدأ اخللق

إن القراءة الواسعة العميقة الشاملة لتراث البشرية، هي اليت جتعل اإلنسان عامليا يتجاوز األلوان واألجناس .واأللسن واملعتقدات

القراءة طريق األمم للرقي#عنوان؟جانيب؟أول#جا فكريا يف الفلسفة واحلكمة والشعر، سيطروا فاليونان، الذين كانوا أكثر الناس قراءة، وأكثرهم إنتا

).املعلم األول(على أكرب رقعة من العامل أيام اإلسكندر تلميذ أرسطو ، وطلبوا العلم من كل مصدر، نالوا من كرامة اهللا هلم يف الدنيا، )اقرأ(واملسلمون، الذين انطلقوا من

.ريهم مبثل هذه السرعةوسعة السلطان يف األرض، يف أقصر وقت، ما مل ينله غوالغربيون الذين يتمتعون خبريات العامل يف عصرنا، هم األكثر صلة بالقراءة، واألعلى رقما يف عدد ما

.يصيب الفرد الواحد منهم من الكتب والصحف واالتتب واليابان، هذا القزم العمالق، ختلص من األمية قبل اية القرن التاسع عشر، وزادت عناوين الك

.ألف عنوان ٣٥اجلديدة اليت تصدرها دور النشر اليابانية فيه سنويا على عظماء التاريخ قراء مون#عنوان؟جانيب؟أول#

القراءة الدائمة، والتهام الكتب، والتحايل للحصول عليها، وإدمان التردد على املكتبات، كان ذلك كله :لتاريخ وإىل يومنا هذا، إال وجدت وراءه ما للقراءةدأب العلماء، وتكاد ال جتد إنسانا ذا وزن يف ا

اجلاحظ، مات حتت ركام الكتب، فكان شهيد القراءة، لقد كان اجلاحظ قارئا ما؛ عامليا يف قراءته، .إنسانيا يف ثقافته، يتناول األمور برحابة صدر، بعيدا عن الكزازة، فكانت كتب اجلاحظ تعلم العقل

، أكرب مكتبة عامة يف إيران جبهده الشخصي، كان يعشق الكتاب، )قم(الذي أسس يف السيد املرعشي .روى يل ولده أنه ذات يوم رهن عباءته يف كتاب خشي أن يفوته قبل أن يتدبر مثنه. ويهبه كل ما ميلك

القراءة الدائمة تعلم مستمر#عنوان؟جانيب؟أول#مر، الذي أضحى ضرورة ملواكبة التطور العلمي والفين، عن طريق القراءة ينطلق الفرد يف التعلم املست

.وللتكيف الشخصي مع املتغريات السريعة، واملستحدثات العصرية، وتوسيع مدى رؤية الفرد لألشياءومهما كان جمال ختصص الفرد، فإنه سوف جيد معلوماته تتناقص عاما بعد عام، إذا أمهل القراءة، بينما

سواء يف نطاق اختصاصه املهين، أو يف نطاق عامل األفكار الذي ال يكف عن املعرفة تتفجر من حوله السري احلثيث، غري عابئ باملتثائبني وال باحلاملني املسترسلني يف التأمالت، وال بالعابثني السادرين يف

.الغفالتاألمم احلية إن القراءة املستمرة، هي وحدها طريقك إىل التكيف مع العامل من حولك، وهي دأب مجيع

، )طلب العلم من املهد إىل اللحد(املتطلعة إىل غد أفضل، وهي ما عبر عنه أسالفنا، شعارا رفعوه ).طلب العلم فريضة(وسلوكا طبقوه إميانا منهم بأن

أما اإلمهال والغفلة واإلخالد إىل اللهو، وإراحة العقل من التفكري، دون أن تقدم له الزاد الذي حيفظ عليه حياته، والرياضة الذهنية اليت تكفل له منوه، فسوف يؤدي ذلك به إىل الضمور طبقا لسنة اهللا يف األحياء

ليغمض عينيه، مشاركا ) الكهف(، وسوف يدخل ذلك بصاحبه إىل )العضو الذي ال تستخدمه يضمر(ش ملا مل يعرفه، ، فوجئ مبا مل يألفه، وده)صحوة(فإذا قدرت له ذات يوم .. أهله يف نومهم العميق

وأنكر ما حوله، وتلطف عائدا أدراجه إىل كهفه، قيل أن يشعر به الناس، فيأخذوا به إلىمتاحف .التاريخ

القراءة باب االجتهاد واإلبداع#عنوان؟جانيب؟أول#املعارف تتراكم، وتنمو باالجتهاد، يضيف إليها كل جيل مبقدار ما يتمتع به من قدرة على قراءة الرصيد

ذي قدمته إليه األجيال السابقة، ووعي ملكونات هذا الرصيد، وحتليل هلا يف ضوء مؤشرات الزمان ال .واملكان، وإعادة تركيبها واإلضافة عليها مبا يصلح للحاضر وينري طريق األحفاد يف املستقبلعن مرتبة إن توقف جيل من األجيال عن مثل هذه القراءة يؤدي به إىل اجلمود، والتقليد، ويقعد به

، ويرمي به يف سلة )التاريخ(االجتهاد والفعالية، ويتخلف به عن ركب احلضارة والتقدم، فيتجاوزه ).املهمالت(ال ينفتح أو ينغلق بأمر وال بفتوى، إمنا يتحرك هذا الباب انفتاحا أو انغالقا مبقدار ) باب االجتهاد(وومعرفة السياق التارخيي والواقع، فالقارئ الذي يتوغل واالطالع على موارد األدلة ومصادرها، ) القراءة(

بقراءته إىل أعماق التاريخ، وجيول ببصره يف رحاب الواقع ال يستطيع أحد، مهما انغمس يف ربقة اآلبائية والتقليد أن مينعه من االجتهاد وتقدمي رؤى جديدة تستوعب الرؤى السالفة وتأخذ بأحسنها، مث تضيف

. ألسالفنا أن يصححوا مفاهيم أسالفهم ويطوروها ويضيفوا إليها جيال بعد جيل وهكذا تسىن. إليهاولو أم توقفوا طويال عن العطاء، لبعدت بنا الشقة، وانسلخنا عن جذورنا، والنقطعت حبال التواصل

.بيننا وبني تراثنا، وتعطلت الشرائععلى أحداث العامل، ومستجدات األفكار، إن الذين ال يقرؤون التاريخ واآلداب والشرائع، وال يطلعون

وسوف . وال يقارنون بينها، ال ميكن أن يزكو على أيديهم علم، وال ينهض م اجتهاد أو يتحقق إبداع .يتجاوزهم التاريخ، ملقيا م يف حاوية املهمالت

حتت سن القلم يصنع مستقبل األمم#عنوان؟جانيب؟أول#لعشرين، ال عذر لك إذا فاتك ركب القارئني، فتقدموا وقعدت إنه، يابن مشارف القرن احلادي وا

.تندب حظك وختلفك املشنيلقد كانت العقبات اليت حتول بني أجدادك وإشباع رغبتهم بالقراءة هائلة، لكنهم ختطوها كلها بعزميتهم

اعدة يف كانت الكتب نادرة، تنسخ باأليدي، وتكلف الكثري من املال، وكانت مبعثرة متب.. وطموحهم

أصقاع األرض، فحجوا إليها يبحثون عنها يف كل مكان، وبذلوا فيها أغلى األمثان، وها هي الكتب مبذولة من حولك، معروضة على رفوف املكتبات، متنوعة األفكار واملوضوعات، تتألأل كالبستان يضم

.أنواع الزهور، تناديك لتقتطف منها ما حيلو لك، فأقبل عليها وال تتردد .مشكلتنا األساسية هي يف القراءة؛ فتحت سن القلم يصنع مستقبل األمم، ومستقبل األفراد كذلكإن

دأبك على القراءة سوف يوسع دائرة خرباتك، ويفتح لك أبواب الثقافة عريضة، خارج إطار مقاعد عايشك الدرس واجلامعات، ويساعدك يف حل مشكالتك، ويف اتزانك الشخصي وطمأنينتك النفسية وتمع اآلخرين، ويهذب مقاييس الذوق لديك، وحيقق لك إىل جانب العلم والثقافة كثريا من املتعة

.والتسليةبادر إىل أي كتاب يستهويك، واعقد العزم على ختصيص وقت معني لقراءته، ينسجم مع ظروف

على الوقت الذي فلسوف جتد يف نفسك من املتعة ما يدفعك إىل االستزادة، وما جيعلك تندم. عملكإن فطرتك تدعوك إىل . ضيعته دون قراءة، وتشفق على اآلخرين الذين ال ميارسون هوايتك املمتعة الغنية

القراءة، ال إىل اهلروب منها، وإمهال القراءة مناقض للفطرة، رمبا ينجم عن االنغماس يف مشاغل احلياة، فيها من أو يف هوايات أقل جدوى، أو يف متع رخيصة، فإذا عدت إىل فطرتك يف القراءة، وجدت

.املتعة والفائدة ما ال توفره لك هواية أو عادةالقراءة متعة عظيمة، بسعر رخيص باملقارنة مع تكاليف اهلوايات األخرى، والقراءة ال تقيدك بزمان، وال

ل، إذا مارستها نشط والقراءة نوع من رياضة العق. مكان، فأنت تستطيع أن تقرأ وقتما تشاء وأينما تريد .هلا عقلك واعتادها

.وهذه الكتب طوع بنانك، تدعوها فتقبل عليك، وتتركها فال تشكو اهلجرانفلتقبل على القراءة بشغف ونفس راضية، ولتحافظ على الكتاب حمافظتك على أعز ما متلك، حىت يكون

.بغيتك الكتاب صديقك الذي ال يفارقك، يبدد وحشتك، ويؤنس وحدتك، وجتد فيه هل مثة ما ينافس القراءة؟#رقم؟فصل#

يرى البعض أن عوامل التثبيط عن القراءة أقوى من عوامل التشجيع عليها، فمشاغل احلياة، ومهوم العيش، ال تبقي للقراءة وقتا كافيا، وال ذهنا صافيا، واإلنسان من طبعه أنه يؤثر السهل على الصعب،

) الكتالوكات(تاب اإلعالنات التجارية ومصممي كتب االستعمال والراحة على التعب، مما جعل كيستخدمون الصور املتتابعة لتغين الناس عن القراءة، وأخذت القراءة اخلفية العابرة تزاحم القراءة اجلدية املثمرة، كما أخذ السمع ينافس العني عرب الكلمة املذاعة، مث تعاونت العني مع األذن لصرف اإلنسان

.القراءة وجذبه إىل الشاشة الكبرية منها والصغريةعن

ولكن، على الرغم من تعدد وسائل االتصال والثقافة يف العصر احلديث، من إذاعة وتلفاز وفيديو وسينما، فإننا نرى أن القراءة مازالت حتتفظ بأمهيتها، حيث إن القارئ ميلك القدرة على اختيار املادة

واملكان املناسبني للقراءة، وإمكانية التوقف عن القراءة لتأمل األفكار اليت ختدم حاجاته، والوقت .املعروضة، ومراجعتها لتثبيتها، أو مناقشتها ونقدها، أو التعمق فيها وتذوقها

ولو رحنا تقارن بني القراءة وبني هذه الوسائل أللفينا أن القراءة تتمتع بسبع مزايا جتعلها تتفوق ا، :وهي

ار، حرية الوقت واملكان، الرخص واليسر، البقاء ودوام االقتناء، سهولة املراجعة، سالمة حرية االختي .اللغة، سهولة التثبيت يف الذاكرة

)).أمسع فأنسى، أقرأ فأتذكر: ((جاء يف املثل الصيين هل الصحافة، واإلذاعة، والتليفزيون؛ بديل للكتاب، أم حافز على قراءته؟: ولنا أخريا أن نتساءل

الواقع أا ميكن أن تلعب الدورين؛ فقد تكون مرغبة بالقراءة مشجعة عليها عن طريق برامج التعريف . بالكتب، ولفت األنظار إليها، وإثارة املناقشات حوهلا، وعقد املناظرات وندوات احلوار بني مؤلفيها

عرض املواد الترفيهية، وقد تكون صارفة للناس عن الكتاب، بإمهاهلا له وإعراضها عنه، واكتفائها ب .واألخبار املثرية، والربامج املشوقة، فال تترك للكتاب وقتا، وال تلفت إليه نظرا

هل يستطيع املرء أن يعيش دون قراءة؟ وراحوا يستطلعون : وبعد، فقد تساءل بعض الكتاب الغربيني :اآلراء، فجاءت النتائج عندهم أن

.يقرؤون كتابا كل شهر% ٢٥ .قرؤون كتابا كل عامي% ٥٠ .يقرؤون جملة أسبوعية بانتظام% ٦٥ .يقرؤون صحيفة يومية بانتظام% ٨٠

.والباقون يكتفون مبشاهدة التليفزيون واالستماع إىل وسائل اإلعالم األخرىأما بالنسبة إلينا فنحن ال منلك مثل هذه اإلحصاءات يف جمتمعاتنا، بل رمبا كنا غري راغبني ا خشية

اف ما استتر عن عيوننا، والذي تفضحه بطريقة أخرى أزمة الكتاب، وضآلة العناوين اليت ننشرها انكش .وكميات الكتب اليت نطبعها بالنسبة إىل عدد السكان

أهداف القراءة ووظائفها#رقم؟فصل# ملاذا تقرأ#عنوان؟جانيب؟أول#

:ى يفتؤدي القراءة على املستويني الفردي واالجتماعي ثالث وظائف تتجل .إلشباع احلاجات املعرفية للفرد واتمع يف سين التحصيل الدارسي ومابعدها: اال املعريف -١

.للمساعدة على التكيف النفسي، ومواجهة حاالت اإلحباط واالنفعاالت: اال النفسي -٢ .بللمساعدة على التكيف االجتماعي، والتبادل الثقايف بني الشعو: اال االجتماعي -٣

:فيما يلي) جري وروجرز(أما أهداف القراءة فقد خلصها .خضوعا للعادة -١ .شعورا بالواجب -٢ .رد ملء الفراغ -٣ .للتعرف على األحداث اجلارية -٤ .للمتعة أو الفائدة الشخصية املباشرة -٥ .استجابةحلاجات عملية يف احلياة اليومية -٦ .حتقيقا للحاجة إىل التسلية -٧ .ملمارسة مهنة، والرغبة يف تطوير العمل -٨ .استجابة حلاجات اجتماعية مدنية -٩

.لغايات التطور الشخصي، وتكملة املكتسب الفردي -١٠ .تلبية ملتطلبات فكرية حبتة -١١ .تلبية ملتطلبات فكرية حبتة -١٢ .تلبية حلاجات روحية -١٢

:وأخلصها أنا بالقول .بالكرامة اإلنسانية أقرأ لكي أكون إنسانا جديرا

ماذا؟#رقم؟باب# القراءة قبل الوالدة#رقم؟فصل# القراءة اجلينية#عنوان؟جانيب؟أول#

إنه يقرأ صفاته النوعية، وكثريا من قواعد .. لقد خلق اإلنسان قارئا، ومزودا بكمية كبرية من املعلوماتا ما وسع قراءته إىل مورثات اآلخرين، ، ويلتزمها بكل دقة، فإذ)جيناته(السلوك يف كتاب مورثاته

.وضمها إليه، أمكن أن يرتقي يف سلم الكمال، وحتسني النوع إىل مستوى أفضللقد أدرك الناس منذ القدم، ما للوراثة من أثر كبري يف احلفاظ على النوع، ومارسوا التهجني لتحسني

االحتفاظ بصفاته املميزة، واحلصول النسل، مث جاء علم الوراثة احلديث ليؤكد قدرة اإلنسان على) اجلينات(لسالالته من بعده على أحسن فرص احلياة، من خالل التعمق يف دراسة املورثات

.وخصائصها

فطرة فطر اهللا : وها هو القرآن الكرمي يرسم لنا صورة رائعة مليثاق كبري، استقر يف مورثات اإلنسان .<pn>[٣٠/٣٠: الروم]<pt> {١٤-٣٠/٣٠:١١@>{الله ال تبديل لخلق#>الناس عليها

<#كمببر تألس فسهملى أنع مهدهأشو مهتيذر مورهظه نم مني آدب نم كبذ رإذ أخلى وقالوا بأو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية (*) فلني شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غا

: األعراف[>pt} <١٥-٧/١٧٣:١، +٧/١٧٢:١@>{من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون١٧٣-٧/١٧٢[>pn<.

أن يستمتع ذا املشهد العظيم، ال أريد أن أتدخل يف هذه الصورة خشية أن أشوهها، بل أترك للقارئالذي مت فيه أخذ امليثاق؛ البيعة، بإجياب وقبول بني اهللا اخلالق الواحد األحد ومجوع البشرية احملتشدة

.{١٦-٧/١٧٢:١٣@>{ألست بربكم قالوا بلى#>): جيناا(بكل أجياهلا، ممثلة مبورثاا :ال تقل عن سابقتها روعةوأنتقل إىل صورة أخرى لقراءة جينية،

آدم يقرأ األمساء#عنوان؟جانيب؟أول#ففي البدء كان الكلمة، وعندما أراد اهللا أن خيلق آدم من طني، وحيمله مسؤولية خالفته يف األرض،

، وسلحه بالعلم واملعرفة، مث عرضهم على املالئكة فقال {٤-٢/٣١:١@>{وعلم آدم األسماء كلها#>ين بأمساء هؤالء، فعجزت املالئكة، وأنبأهم آدم ا، فأثبت جدارته، وفاز يف مسابقته املالئكة أنبئو

<#كني لم يسلوا إال إبدجفس موا آلددجاس كةالئلمقلنا ل ثم ناكمروص ثم لقناكمخ لقدو نميناجد١٦-٧/١١:١@>{الس} <pt>[٧/١١: عرافاأل]<pn>.

وسكن آدم وزوجه اجلنة، وقبل أن يهبط إىل األرض ليتقلد فيها منصب اخلالفة تعرض المتحان جديد، كان أشد وطأة من امتحانه األول، حني أغراه الشيطان باألكل من الشجرة اليت اه اهللا هو وزوجه عن

فبدت هلما سوءاما، وتعلما من األكل منها، فاستجاب إلغراء الشيطان وعصى وزوجه أمر رما،وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة #>جتربتهما درسا قاسيا، وقفا على أثره يف قفص االام

بنيم ودطان لكما عيأقل لكما إن الش٢٨-٧/٢٢:١٥@>{و} <pt>[٧/٢٢: األعراف]<pn> فلمقاال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا #>من املسؤولية، ومل يلقيا بالتبعة واللوم على اآلخرين، بل يتنصال

رينالخاس نم نكوننا لنمحرت١٢-٧/٢٣:١@>{و} <pt>[٧/٢٣: األعراف]<pn> امها يففنج ،إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض #>: ال تعاىلاالمتحان الثاين، وأثبتا جدارما باخلالفة فق

: األحزاب]<pt> {١٤-٣٣/٧٢:١@>{والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان٣٣/٧٢]<pn>بوطهما إىل األرض ليحمال أمانتها واملسؤولية ع نها اليت تعهدوا ، وصدر حكم اهللا تعاىل

.حبملها مبحض إرادما واختيارمها

؛ إنه )واليت كانت يف اجتاه واحد ال منازع فيه(ولئن كان آدم قد خاض منفردا جتربته األوىل مع املالئكة يف جتربته الثانية مع الشيطان قد تعزز بزوجه لتشد من أزره يف حلبة الصراع، وليتعاونا يف معترك احلياة،

فيها من جتارما وأخطائهما، كيف يصالن إىل احلق عرب الباطل ويهتديان إىل الرشد عرب يتعلمان وقد خاب من (*) قد أفلح من زكاها (*) فألهمها فجورها وتقواها (*) ونفس وما سواها #>الضالل،

-٩١/٧: الشمس]<pt> {٤-٩١/١٠:١، +٩١/٩:١، +٩١/٨:١، +٩١/٧:١@>{دساها١٠]<pn>.

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا #>: وتكاثرت الذرية من آدم وحواء وقال اهللاقاكمأت الله دنع كممفوا إن أكرعارتل لقبائ١٦-٤٩/١٣:١@>{و} <pt>[٤٩/١٣: احلجرات]<pn>.

ظلت قراءة آدم لألمساء اليت علمه إياها اهللا، وكرمه مبعرفتها، وللمسؤولية اليت محلها إثر جتربته األوىل وظلت مستقرة يف مورثات األجيال، فطرة تقرؤها ... مع الشيطان، وأثبت ا جدارته باخلالفة يف األرض

.عندما ختلق القراءة اجلنينية#عنوان؟جانيب؟أول#

مك تقرأ لك أمانيها وأحالمها، تناجيك وأنت جنني يف بطنها، فتسري جنواها إىل ويف الرحم، كانت أ .ذاكرتك البكر، لتكون أول املدخالت املختزنة فيها

القراءة يف املهد#رقم؟فصل# األذان يف أذن املولود#عنوان؟جانيب؟أول#

: عن أيب رافع قال. ل احلياةسنة شرعها اإلسالم، ليكون األذان أول ما يقرع مسع املولود وهو يستقبرواه أبو داود والترمذي وقاال )) أذن يف أذن احلسن بن علي حني ولدته فاطمة) ((ص(رأيت رسول اهللا

.حديث صحيحسر التأذين، واهللا أعلم، أن يكون أول ما يقرع مسع اإلنسان كلماته املتضمنة لكربياء : ((قال ابن القيم )).نكر وصول التأذين إىل قلبه، وإن مل يشعروغري مست.. الرب وعظمته

قراءة الوجوه والقسمات#عنوان؟جانيب؟أول# لعلكم والله أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة#>

.<pn>[١٦/٧٨: حلالن]<pt> {١٥-١٦/٧٨:١@>{تشكرونفمن أجل أن يتعرف املولود على حميطه اجلديد، ويتكيف مع بيئته، ويتعرف على جمتمعه، فإنه يقرأ يف

وجوه اآلخرين وقسمام، سلوكهم وتصرفام، كما يقرأ الكيفية اليت يستقبلون فيها سلوكه ههم البشاشة أو التقطيب تعبريا إا اللغة الصامتة بال أحرف وال أصوات، فهل يقرأ يف وجو.. وتصرفاته

عن الرضا أو الغضب حيال تصرفاته، وتستقر هذه املعلومات يف ذاكرته وفؤاده، استعدادا لتوسيعها عن .طريق ما وهبه اهللا من وسائل املعرفة؛ السمع والبصر

ختزنة يف ، حيث كل مولود يولد على الفطرة، مزودا بكمية من املعلومات امل)الفطرة(وتلك هي قراءة ذاكرته، واليت جتعل منه عاملا صغريا، بالرغم من أن من حوله ال يستطيعون ان يكتشفوا ما يدور يف

.ذهنه، النعدام اللغة املشتركة بينهم وبينه، وعليه أن يواصل مسريته مع العلم والتعلم، إىل )العلم(اليت يبدأ اإلنسان فيها بتلقي ) املهد(وهي مرحلة ).اللحد( أن يدخل يف

قراءة اللغات صامتة ومكتوبة #عنوان؟جانيب؟أول#ويبدأ الطفل بقراءة اللغة الصائتة، وهي املؤلفة من أصوات خترج من األفواه، وتتمايز حسب تفاوت

خمارجها بني احللق والشفتني، وتشكل رموزا تعرب، حني يتركب بعضها مع بعض، عن معان ومدلوالت، ومن آياته خلق السماوات واألرض واختالف ألسنتكم #>بيئة إىل أخرى وختتلف هذه الرموز من

نيملعالل آليات كي ذلإن ف ألوانكم١٣-٣٠/٢٢:١@>{و} <pt>[٣٠/٢٢: الروم]<pn>. رعاية، وما نقدم له من زاد مث يتدرج الطفل ليقرأ اللغة املكتوبة، فتزداد معارفه بقدر ما نوليه من اهتمام و

.معريف يشبع مه وتطلعاتهإن ما مييز الطفولة املبكرة يف عمر اإلنسان هو قابليته للنمو اجلسدي واملعريف بشكل متسارع وملموس،

ومثلما حيتاج منوه اجلسدي إىل الغذاء املركز، فإن منوه املعريف حيتاج كذلك إىل الزاد العلمي املركز، ر متأهبة لتلقي املزيد من املعلومات، بل إن مه إىل املعرفة، وحبه الستطالع حميطه يثري يف وذاكرته البك

نفسه كما كبريا من األسئلة، يستقبله بعض اآلباء بالتجاهل فيصيبون طفلهم باإلحباط واخليبة، لكنه ال .ميلك من تكرار أسئلته عليهم من جديد لريوي ظمأة إىل املعرفة

قبل سن اخلامسة ظنا منهم أن الطفل يف مرحلة ) القراءة(اس على إمهال تعليم أطفاهلم ولقد درج النال يحسن تلقي املعلومات عن طريق البصر كما يتلقاها عن طريق السمع، فيكتفون بتلقينه ) احلضانة(

ملكتوبة، قبل اللغة الصائتة، وحيرمونه من متعة اكتساب املعرفة عن طريق البصر بواسطة القراءة للكلمة ا .أن جيلس لتلقيها على مقاعد الدرس

القراءة يف املدرسة#عنوان؟جانيب؟أول#تتلقى فيها تعليمك اإللزامي، .. وعلى مقاعد الدرس تبدأ رحلتك مع احلرف املكتوب، ومع الكتاب

وتلقن أساسيات العلوم، دون أي خيار لك فيما يقدم إليك من زاد، بل إن عليك أن تزدرد اجلرعاتالتعليمية حىت لو مل تستسغها، وأن تتبىن كل وجهات النظر املدرسية حىت لو مل تأنس من نفسك القناعة

وإال سقطت يف .. ا، وأن تسري يف برناجمك التعليمي حسب املنهج املعد لك دون أن حتيد عنه قيد أمنلة

كتراث باملواهب الشابة، وإجياد هذا ما اقتضته أنظمتنا التعليمية، ومضت يف تطبيقه دون أي ا. االمتحان .املناخ املالئم لتفتحها ومنوها، دون مباالة مبا قد ينجم عن أحادية الثقافة من برم ا وعزوف عنها

إنه نظام التعليم من أجل احلصول على الشهادات العلمية، والشهادات أوراق ضرورية لطرق أبواب .ي فهو حمكوم بالعالمات ال بامليولاحلياة، وتأمني املستقبل، وحىت التخصص العلم

وما على امللكات الشابة إال أن تطفئ ظمأها العلمي واألديب خارج نطاق الربامج التعليمية، وال تدع لقناعاا فرصة للتدخل أو التأثري على هذه الربامج، فمعايري االمتحانات، والسالمل املعدة ملنح العالمات،

ليه يف الكتب املقررة، وكم يسعد الطلبة أن يقوم معلموهم بالتخفيف ال تكترث إال مبا هو منصوص ععنهم حبذف بعض الصفحات من الكتب املقررة، وكثريا ما يعمد الطلبة إىل مساومة معلميهم ليتكرموا

.عليهم مبزيد من احملذوفات، وأحيانا تقع الكارثة عندما تأيت بعض أسئلة االمتحان من هذه احملذوفاتوهو على كل حال ناجح يف تكوين .. هذا النظام التعليمي رمبا يكون صاحلا حملو األمية، وإزالة عارهاإن

الركائز العلمية لثقافة مشتركة تنتظم كل أفراد اتمع، وتوحد معلومام، حىت خيرجوا من مقاعد فيأيت متشاا يف السمات الدرس نسخا متطابقة، حيملون ثقافة آلية، مثل كل منتج صناعي تنتجه اآللة،

، وترميه يف سلة التالف )مراقبة اجلودة(واألوصاف، وأي شذوذ عن املواصفات املقررة، سوف تلفظه ).الستوك(

، مثلما كان الصينيون يضعون أرجل أوالدهم يف )قالب(ولكن هل يستطيع اإلنسان أن يضع عقله يف !خارجه؟ ليصوغها يف شكل معني، ومينعها من التمدد) قالب(

القراءة يف جمال التخصص املهين#رقم؟فصل#وحني يبلغ اإلنسان أشده، وسواء أكان ما يزال على مقاعد الدرس يتابع ختصصه يف الدراسات العليا، أم

كان قد غادرها إىل معترك احلياة، وجماالت العمل والتخصص املهين، فإنه سوف يبحث خارج ..ع ا أن حيقق شخصيته، ويثبت تفرده وإبداعهعن الوسائل اليت يستطي) املقررات(

).القراءة أوال: (قراءته احلرة هذه، هي املعنية بقولناففي جمتمع العمل الذي نعيش عصره، ومهما كان ختصصنا املهين، يف جمال الصناعة أو التجارة أو

التربية أو الفن، ال مناص الزراعة، ويف ميدان الطب أو اهلندسة أو إدارة األعمال، ويف حقل القضاء أو لنا من القراءة احلرة، ومتابعة املستجدات على الساحة الثقافية العريضة، يف االت والكتب املتخصصة،

.وإال جتاوزنا الزمن، واتسعت اهلوة اليت تفصلنا عن احلضارةسرعة ((تحدة إىل أن إن التطور يف املعلومات واألحباث يسري يف سرعة مذهلة، ولقد أشار تقرير لألمم امل

وترية تقادم املعلومات يف عدد من فروع املعرفة، جتعل من واجب العلماء إعادة النظر يف معلومام يف ).٢٥ص ١٩٧٢يونيسيف )) (كل وقت

وتكونت يف علم التربية وجهة نظر تؤكد احلاجة املتزايدة؛ ليس إىل إضافة املعلومات اجلديدة إىل : كريدينكو أنه. س.وأكد ف. ىل التجدد واقتناء معارف جديدة بدال عنهامعلوماتنا السابقة، بل إ

من املعلومات اليت % ٢٠-١٠يتطلب من املتخصص املعاصر أن يضع يف حسبانه دائما أن ما يعادل ((جيب أن ختذف وتستبدل يف املنهج : ((ويرى جورنيكو أنه)). حبوزته قد شاخت وعليه أن يغريها

)).مات اليت كانت حيوية قبل عشر سنواتالتعليمي املعلووتبارى الباحثون يف ختفيض متوسط مدد تقادم العلوم، نظرا لسرعة التطور، واتفقوا على أن أعراض

يف اليوم بالنسبة إىل اجلرائد، ويف الشهر بالنسبة إىل االت، % ١٠الشيخوخة تعتري املعلومات بنسبة ا هلذه األرقام فإن الشيخوخة تعتري نصف األفكار املنشورة خالل ويف السنة بالنسبة إىل الكتب، وطبق

.نصف عام، وأنه ميكن إرساهلا إىل حمل األوراق التالفة عموما بعد عام من صدورهاإن بعض املعلومات تصاب بالشيخوخة وتفقد قيمتها يف حلظة خروجها : ((ومل يعد من املستهجن القول

)).تصل إىل أيدي القراء من املطبعة إىل النور، وقبل أنوهكذا اقتضى ارتفاع وترية تسارع املعلومات ضرورة اختصار مدة االحتفاظ ا، وإخراج ما أدركته .الشيخوخة واهلرم منها من جمال االستخدام النشط يف املكتبات العامة، وحىت من ذاكرة املتخصصني

إىل القراءة، ومن اليقظة واحلذر فيما نقرؤه، أفال حيدونا ذلك إىل أن نكون على درجة عالية من النهم فال نضيع أوقاتنا يف قراءة ما ال طائل وراءه، وفيما فات أوانه، حىت ال نفقد التماس مع تطور املفاهيم

.وتقدم العلوم، وحىت ال يفوتنا ركب احلضارة، وال تتسع اهلوة اليت تفصلنا عنها القراءة خارج نطاق التخصص#رقم؟فصل#

لك أن خترج يف قراءتك خارج نطاق ختصصك؛ تروحيا عن نفسك من تعب القراءة اجلادة، أو قد حيلوتوسيعا لثقافتك حىت تستطيع التكيف مع جمتمعك، أو استجابة ألشواقك الدينية، وتلبية حلاجاتك

..الروحيةمرتبط فها أنت متسك قصة، أراك أقبلت عليها حىت نسيت كل شيء من حولك، ونسيت مواعيد أنت

ما الذي يشدك إليها؟ هل يلعب القاص بعواطفك؟ أم يحبك لك العقد ويشوقك إىل معرفة حلوهلا .. اونتائجها، أم يفجؤك مبواقف غريبة، ويسوق إليك من الطرائف والغرائب ما جيذبك إليها؟ ال ألومك

حول اجلدة ننصت إليها، نتحلق.. فمن منا ال حيب القصص، وقد منا فينا حبها منذ نعومة أظفارناويتحلق أطفالنا حول التلفزيون جيذب انتباههم ويلفت أنظارهم مبا يقدمه هلم ! ونستزيد من حكاياا؟

.من برامج وأفالم كرتونيةوحينا متسك ديوان شعر، حيلق بك يف آفاق بعيدة، ويسمو بك فوق أرض الواقع، ويسبح بك يف عامل

.، وأسلوبه اللغوي، فتستغرق فيه، وال غرو فإن من الشعر حلكمةاخليال، ويهزك جرسه املوسيقي

وتارة تقبل على قراءة يف كتب التاريخ تستخلص منها العرب، ويف سري العلماء وتراجم األعالم، تستمع .بأخبارهم، وتستنبط منها مثلك العليا

غل بالك، أو تقلب وأخرى تنتقل بني معجم ودليل، ودائرة معارف، وموسوعة، تبحث عن موضوع يشصفحات جملة، حبثا عن مقال يسترعي انتباهك، وقبل أن تلقي ا جانبا يقع بصرك على مقال يشوقك

.فتقبل عليه كمن وجد ضالتههل الذي يستهويك يف قراءاتك البساطة والسهولة؟ وهل أنت من هواة ! أجبين بصراحة.. ولكن

فوق دغدغة العواطف؟ الواقع أن كثريا من القراء ال يرون القصص الرومانسية اليت ال ترقي موضوعاا للقراءة هدفا وراء تزجية وقت ميت، أو دفع سآمة عارضة، أو جلب نوم بعد سهاد، مما حدا ببعض

الناشرين إىل استغالل هذه الظاهرة لتقدمي كتب هابطة، ومعلومات مبتذلة عن غرائب العامل، وعجائب ومن املؤسف أن نشر مثل هذه الكتب يشكل استثمارا . سحر والشعوذة واجلرميةالدنيا، وعن األلغاز وال

ناجحا، بينما األعمال اجلادة والكتابات املؤصلة، ال تلقى ما تستحقه من االهتمام، ونشرها يعترب .مشروعا مثبطا، يؤدي إىل اخلسارة

، والقراءة اخلفيفة كمن خيتار لغذائه إن القراءة هي غذاء الفكر، ومثل القارئ الذي يفضل الكتب السهلة .املقبالت واملأكوالت اخلفيفة، اليت ال تقيم له أودا، وال تبين جسدا

وملواجهة حتديات العصر#عنوان؟جانيب؟أول#العامل من حولنا ميور باألفكار، حيذف منها بقدر ما يبدع فيها كل يوم، وهذه األفكار هي سر جناحه

نولوجي؛ فواقع اإلنسان إمنا هو فرع من تصوره، وإذا كنا قد استطعنا فك بعض احلضاري وتفوقه التكرموز التكنولوجيا بتعلم الفيزياء والكيمياء والرياضيات واإللكترونيات، فإننا مل نستطع بعد فك رموز

ماعي اإليديولوجيا اليت ترتكز عليها هذه العلوم، لقد تعلمنا التكنولوجيا مبعزل عن حميطها االجتوالسياسي، وحاولنا تطبيقها ضمن نسق اجتماعي وسياسي وثقايف خمتلف، فلم حيالفنا النجاح، بل آل

بنا إىل مزيد من التبعية والتخلف واالغتراب؛ ذلك أن استرياد منتجات احلضارة وتكديسها ال يولد من مناخها الفكري حضارة، فهذه املنتجات ال ميكن أن تطيع غري صانعيها، وال تعمل بفعالية إال ض

.واألرضية الثقافية اليت نبتت فيهالذلك كله فإن أبناءنا الذين أوفدناهم إىل الغرب منذ مطلع القرن لتحصيل العلوم والتكنولوجيا، مل

نستطع أن نستوعبهم، ومل يستطيعوا أن يطبقوا معلومام منفصلة عن البيئة الثقافية اليت نشأت فيها، يف خدمة احلضارة اليت علمته، وخسرنا عن طريق اهلجرة العلمية، زهرة شبابنا فعاد معظمهم للعمل

.وعقولنا املفكرة

، والذي يدعي مهندسوه أنه سيكون النظام )النظام الدويل اجلديد(وها حنن نواجه اليوم ما يسمى بـار إيديولوجية غربية األمثل للبشرية، وأن التاريخ قد انتهى إليه بعد أن مخد أوار احلرب الباردة، بانتص

وإن سدنة هذا النظام الذين أخذوا على عاتقهم إدارته، قد . عنا على إيديولوجية أخرى غريبة عنا أيضاتربعوا منفردين على عرشه، مطمئنني إىل أن أبناء احلضارات العريقة يف الشرق، ما زالوا يغطون يف

لرقى والشعوذات الفكرية واإلعالمية، حىت سبام العميق، ولسوف يضربون على آذام بأنواع من ايستمروا يف سبام، ولسوف يبذلون جهودهم يف إخفات كل ضجيج، وإيقاف أي ناقوس، وإجلام كل

.وتنهضهم الستعادة دورهم احلضاري. حركة ميكن أن تبعثهم من رقادهم، وتوقظهم من نومهملميا ومهنيا للقيام بدوره يف خمتلف التخصصات وإذا كنا قد استطعنا أن نمد جمتمعاتنا بشباب مؤهل ع

املهنية، وزودناها بالطبيب واملهندس واإلداري واحملاسب والفين واملعلم األكفياء، فهل حنن مطمئنون إىل مستوى وفعالية ثقافتهم اإلنسانية، وقدرم على مواجهة التجديات الفكرية اإلقليمية والدولية املعاصرة؟

طروح على مستوى العامل كله، وميثل هاجسا تربويا دوليا للمؤسسات الدولية املعنية، إن هذا السؤال م .ويف طليعتها اليونيسكو، ومن باب أوىل أن يشكل هاجسا تربويا لنا

ولو قدر ألسالفنا أن يبعثوا إىل احلياة، فإن ) ((اإلنسان(لقد تأخرت العلوم اإلنسانية القادرة على صياغة ن كبرية من أن نظام القيم قد انقلب رأسا على عقب، وأن مركز الرؤية اليت انطلقوا منها دهشتهم ستكو

قد صار لدينا هامشيا، وأن العلوم اليت كانت يف الدرجة الثانية عندهم، قد أصبحت حمور اهتمامنا، وأن ).١٤٤ما يعد به اإلسالم ص: غارودي)) (علم احلكمة اخلالد قد تضاءل لدينا حىت كاد ينعدم

الذي استأثرت فيه أقلية ال تتجاوز ) النظام الدويل اجلديد(يف ظل -إن على شبابنا أن يسائلون أنفسهم ، احتكرت املعرفة والتكنولوجيا، فيه )حسب إحصاءات اليونيسكو(من سكان العامل % ٢٠نسبتها

هم على بصرية من املبادئ هل -تبذل جهدها من أجل احلفاظ على امتيازاا جتاه أكثرية فقرية حمرومة واألفكار واملناهج اليت حتيط م، وهل فهموا مرتكزات النظام اجلديد؟ وهل فكروا بالوسائل اليت متكنهم

من كسر احتكار املعرفة وفك قيود التبعية، واختراق حواجز اإلعاقة، وفتح ثقوب يف اجلدار القائم يف وجه الشروق، تتسرب من أشعة النور؟

أمتهم وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، ومن أجل تأكيد هويتهم، وحتقيق ذام، واستعادة ويف حميط شخصيتهم، هل ميكلون القدرة على استيعاب تراثهم، وإدراك واقعهم، كي يتمكنوا من تفكيك هذا

التراث مبوضوعية، مستخدمني وسائل املعرفة العصرية ومناهج البحث املتطورة، حىت يعيدوا تركيبه مبا يصلح جليلهم ومستقبلهم؟ وهل هم على علم مبكونات ثقافتهم من لغة وشعر وأدب وفلسفة وفقه

وتاريخ وعلوم، حىت يضيفوا إليها ما ينميها من أجل أبنائهم وأحفادهم؟

وهل هم على معرفة مبا حيرك العصر من عالقات متشابكة بني عوامل السياسية واالقتصاد واالجتماع، يا وأنظمة التواصل واإلعالم واملعلومات؟ومنجزات التكنولوج

أم أم اكتفوا مبا حصلوه من معلومات ترضي طموحهم وتتيح هلم جناحا ظاهريا يف نطاق ختصصهم املهين، مث راحوا يعاجلون مشكالت أمتهم بكثري من السطحية، والطفولية، واجلهالة، فخاضوا غمار

وغالبا -والعواصف واألحزان بال وعي وال معرفة، واجنرفوا واقعهم املتأزم املتصارع املائج بالتياراتيف مستنقعات الطائفية والعرقية واإلقليمية والشللية، ودخلوا يف دوامة العنف -عن إخالص وحسن نية

والعنف املضاد، فأثلجوا صدور أعدائهم، ومنحوهم فرصة االستمتاع بالتفرج عليهم، وهم يتقاتلون .كما يستمتعون مبشاهدة صراع الديكة، أو مصارعة الثريان ويذبح بعضهم بعضا،

إمنا .. وال هكذا تنعتق األمم من إسار ختلفها وهواا، وتنهض من كبوا وعثارها.. وهكذا تورد اإلبليكون االنعتاق والنهوض بتنكب طريق الشعوذة واخلرافات واالتكالية إىل طريق العقل واملعرفة لسنن

بالكف عن إعمال اليد كاألطفال واإلقبال على إعمال الفكر والرأي .. نفس واتمعاتالكون وتغيري األباخلروج من عامل .. بالتحرر من عقدة العنف واللعب بالنار.. شأن الرجال من املصلحني واألنبياء

).عامل األفكار(األشياء واألوثان، والدخول جبدية وحزم إىل يف عامل األفكار#رقم؟فصل#

عامل األفكار رحب فسيح ومتجدد، فإذا وجلته فماذا أقرأ؟: يل ستقولاقرأ ما تشاء؛ فأنا أومن حبرية القراءة، وحرية االختيار، وأمقت كل أشكال الوصاية : وأبادرإىل القول

واحلجر والرقابة على األفكار، وأرى يف فرض القيود على القراءة سدا حيول بني اإلنسان واإلبداع، عوقه عن التقدم، وحيرمه من االطالع على جتارب اآلخرين، وحيد من إمكاناته للتغيري والتطوير وحاجزا ي

بل إين ألشعر بأن أنظمة املنع والقمع واألحادية الفكرية مناقضة للفطرة . واالجتهاد وجتاوز اخلطأد، تبحث عن اإلنسانية، ال تلبث هذه الفطرة أن تتغلب عليها، مثل سيل عرم تتجمع مياهه خلف س

ثقوب ومنافذ هلا عربة إلفراغ طاقتها، فإن مل جتد فإما أن تعلوه وتتابع مسريا، وإما أن جترفه بثقلها .فتدكه دكا، ومتضي يف سبيلها

إن حتديد وجهة النظر، وحجب البصر عن االلتفات إىل ميني أو مشال، وتقييد الرؤية من أجل توجيه ان من أجل استغالل األمثل للطاقة احليوانية اليت سخرها اهللا له، ومل يدر املسار، أساليب اخترعها اإلنس

ولئن استطاع اإلنسان أن يقيد بصر البغال واحلمري، . يف خلده أن يكون هو ذات يوم أسري هذه القيودويضع احلجب على حافيت أوجهها، كي يضمن سريها يف االجتاه الذي يريد، وأن يعصب عيين اجلمل

يغ بصره وهو يدور حول معصرة الزيتون، إنه لن يستطيع أن يطبق النظام ذاته على أخيه حىت ال يز

ولئن جنح يف ذلك، إمنا ينجح إىل حني، ولسوف يتمرد .. اإلنسان مهما حاول أن يسترقه ويستبعده .اإلنسان على قيوده ليحطمها وينطلق حرا كما خلقه اهللا

ة يف ممارسة املمنوع، توقا إىل معرفة سره واستجالء حقيقته، ولئن زودته فطرته حبب االطالع، والرغبولئن ضرب لذلك التحدي مثال اختزنه يف ذاكرة ... حىت غدا املنع، وكأنه حتد لفطرته حيفزه إىل جتاوزه

إن التقنيات احلديثة قد زودته بكل األدوات الالزمة للحصول ).. كل ممنوع مرغوب: (األجيال منذ آدم .ه، حىت غدا املنع ضربا من املستحيلعلى مبتغا

الوصاية على األفكار#عنوان؟جانيب؟أول#إن مجيع أشكال الوصاية واحلجر الفكري، سواء منها اآلبائية أو الدينية أو السياسية، إن هي إال نوع من

إا وإا يف معظم األحيان لكذلك، ف.. االسترخاء الفكري، ومهما كانت دوافع هذه الوصاية نبيلة .سوف تؤدي باتمع الذي ميارسها إىل التخلف واجلمود

فالوصاية على األفكار غالبا ما تنطلق من اخلوف على ثقافة األجيال؛ فهي تريد أن تقدم هلم النافع من األفكار والعلوم، وحترص على أوقام أن تضيع يف االطالع على األفكار امليتة اليت فات أواا، أو

ليت ثبت إخفاقها، أو املضللة اليت تصرفهم عن الصواب، أو الزائغة اليت تقحمهم يف املتاهات، أو اخلاطئة اولكن أىن لألجيال أن تتعرف على احلق إذا مل تعرف الباطل، وأن . الرخيصة اليت تثري غرائزهم اهلابطة

! قيقة واحتكاره هلا؟مث من ذا الذي يستطيع أن يدعي امتالكه للح! تعرف الصواب إذا مل تعرف اخلطأ؟لقوله بدوران األرض حول الشمس، يعتقد أن األرض ثابتة ) غاليله(أمل يكن اجليل الذي حاكم

والشمس هي اليت تدور حوهلا؟ أمل يكن دوران الشمس حول األرض هو احلقيقة الثابتة لدى كل فهل احلقيقة هي اليت ! ا؟األجيال اليت سبقت غاليله، وكان غاليله ميلخ يف الباطل والغواية يف نظره

األرض كانت وما تزال تدور قبل غاليله وبعده، وما يزال ! تغريت؟ أم الفكر اإلنساين هو الذي تغري؟ .اإلنسان يوايل كشوفه العلمية ليصحح أو يضيف إىل مفاهيمه عن احلقيقة مفاهيم جديدة

ال يستطيع أن يؤخر هذا النمو إال إىل احلرية هي املناخ املالئم لنمو األفكار وتطورها، واحلجر الفكري .حني

إن االسترخاء الفكري، الذي ينجم غالبا عن االطمئنان إىل صحة وسالمة حمصولنا الثقايف، يف أي موقع كنا، والذي يدفعنا إىل فرض وصايتنا الفكرية على األجيال، ومحلها على االكتفاء بثقافتنا ومفاهيمنا

. وال حق غريه، سوف يؤدي ذه األجيال إىل اجلمود والتخلف. ية فيهعلى أا هي احلق الذي ال مروالشيء يولد األفكار ويصقلها وينميها مثل ... فالثقافة اليت ال تتجدد، تشيخ مث متوت ويتخطاها الزمن

.احلوار، واالطالع على الرأي اآلخر، واحترامه، وجمادلته باليت هي أحسن

ين أزمة وصاية فكرية، ينعم يف ظل حضارة نامية، أو يرزج حتت عبء ختلفه وسواء أكان اجليل الذي يعااحلضاري، فإن عليه أن يكسر طوق هذه الوصاية، وأن يبحث عن سبل خالصه من ختلفه أو وقايته من

السقوط يف محأة التخلف، خارج نطاق الفكر املسموح به، ذلك أن هذا الفكر املسموح به لو كان وإمنا وصل إىل احلال اليت هو عليها يف ظل هذا .. أو خالصه ملا تركه يف هذه احلالميلك سبل وقايته

: الرعد]<pt> {٢١-١٣/١١:١٢@>{إن الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم#>الفكر و١٣/١١]<pn>. طوق النجاة يف خضم األفكار#رقم؟فصل#

طابع وأصبح يواجهنا بسيل جارف من الكتب يتزايد كل يوم، ويغرينا بأغلفته لقد تضخم إنتاج املالرباقة، وعناوينه الكبرية، دون أن ندري ما تنطوي عليه يف داخلها من معلومات وأفكار، فكيف منيز

الغث من السمني؟ والضار من النافع؟ وهل تكتسب الكلمة مرتبة الصدق والصحة من جمرد أن تطبع يف و كتاب؟ أليس يف بعض الكتب من التفاهة ما جيعل اقتناءه مضيعة للمال، وقراءته مضيعة للوقت؟ جملة أ

فهل يكفي ! أال نرى عامل األفكار يزخر بأساليب الغزو الفكري، والتضليل اإلعالمي، والتلوث الثقايف؟ه على وجهته؟ أو أن حنمل إنسانا إىل مفترق طرق متشعبة، ونترك له أن خيتار دربه، دون خريطة تدل

نقذف به يف حبر جلي دون أن نزوده ببوصلة حتدد له اجتاهه، وبطوق جناة حيميه من الغرق بني األمواج املتالطمة؟

إن لدينا الرغبة يف القراءة، فهال وفرت علينا عناء البحث والتنقيب، وأرشدتنا إىل ما جيب أن نقرأه، وما ينبغي أن نغض الطرف عنه؟

القارئ، لقد أغرقتين بسيل من أسئلتك، وأوقعتين يف حرية، كيف أجيب، ومباذا أبدأ؟ فأن رويدك أخي .أستميحك عذرا يف إعادة ترتيب أفكاري

تعريف ال وصاية#عنوان؟جانيب؟أول#يف كل بلد ينشد التقدم، توجد مراصد فكرية، تعرف باجلديد من الكتب، يف موضوعية، وتترك للقارئ

دون أن تفرض وصايتها عليه، ففضال عن الربامج الثابتة يف اإلذاعات وحمطات التلفزة أن خيتار ما يقرأ، .واألبواب املخصصة يف الصحف واالت للتعريف بالكتاب، توجد جمالت متخصصة تقوم ذا الدور ويقوم النقاد بدور هام جدا يف توضيح مزايا بعض الكتب، أو كشف عوارها، ورمبا حيتدم النقاش بنيمؤيد ومعارض، مما يلفت النظر إىل الكتاب موضوع النقاش، ويدفع القراء ملتابعة املعارك األدبية أو .الفكرية الدائرة بصدده، وهي ظاهرة طيبة، إن مل تشبها شائبة التحيز أو االبتزاز من قبل نقاد حمترفني

ء ومرشدون متخصصون ويف دور الكتب العامة، وشبه العامة، كما يف بعض مكتبات البيع، أدال .تسعدهم اإلجابة على أسئلة القراء

كما ميكن أن يقوم ذه املهمة زميل يف العمل، أو صديق اطلع على كتاب أعجبه فهو يستحث أصدقاءه والقارئ البصري . على قراءته، رغبة منه يف أن يشاركوه رأيه وإعجابه، فاملؤمن حيب ألخيه ما حيب لنفسه

أعين حراس الليل، فإذا ما وقع على فكرة مضيئة يف جنح الظالم، فإنه ال يهدأ له يقوم بدور العسس، ومن يكتمها فإنه آثم #>بال حىت يعممها ويبلغها، ضنا ا أن تبقى يف طي الكتمان

ه٢٨-٢/٢٨٣:٢٤@>{قلب} <pt>[٢/٢٨٣: البقرة]<pn>. لتلوثاملناعة وحدها حتصن القارئ من ا#رقم؟فصل#

لكننا ال منلك مثل هذه املراصد، والعقل عندنا ال يرقى إىل مستوى املعدة، ومن مث فإن الكتاب عندنا ال يرقى إىل مستوى الرغيف، وغذاء األفكار ال يلقى من االهتمام معشار ما يلقاه غذاء البطون، وأفكارنا

تنا تعاين عقدة انفصام بني أفكار ميتة عن الكون واحلياة واإلنسان حمشوة باخلرافات واألوهام، وثقافحمنطة، الزالت حتتفظ حبق الصدارة، رغم عجزها عن فهم الواقع، وأفكار قاتلة، محلت جواز املرور

كشجرة خبيثة اجتثت من فوق #>لتأخذ مكانتها املرموقة عندنا، رغم غربتها وعجزها عن التكيف، ومناخنا الفكري ال يزال . <pn>[١٤/٢٦: إبراهيم]<pt> {١٣-١٤/٢٦:٤@>{اراألرض ما لها من قر

اليت تفتك بعقولنا، دون أن يتاح هلا من يكشف عنها اللثام، ) اإليديولوجية(ملوثا بأنواع من اجلراثيم ).البيولوجية(كما فعل باستور حني خلص البشرية من أذى اجلراثيم

الثقايف ال يعرضنا إىل خطر التلوث واستنشاق اجلراثيم الفكرية إن غياب املراصد الفكرية والوعي فحسب، بل جيعلنا يف مواجهة التضليل الثقايف الذي يزين لنا امليت والقاتل من األفكار، ويشوه لنا

.احليوي والفعال منها، كي نظل سادرين يف الغفلة والعمى، مغرقني يف التبعية والكاللةراثيم من تكوين وتنمية جهاز املناعة الفكرية لدى قرائنا، وهذا اجلهاز ال يتكون فالبد لنا إزاء هذه اجل

وال ينمو إال يف جو القراءة احلرة، وتنمية عادة القراءة، فالقراءة نفسها هي اخلريطة والبوصلة وهي طوق اجع النجاة، وليس شيء مثل القراءة، يعلم التجاوز ويصحح اخلطأ، فالقراءة تصحح أخطاءها، وتر

نفسها، فتحذف ما فات أوانه، فال حتمله آصارا وأغالال، وتلفظ ما ال جدوى فيه وال طائل حتته، فال .تضيع فيه وقتا وال جهدا

هو جهاز املناعة الذي حيصن فكر اتمع، وينفي أجواءه الثقافية من اجلراثيم، تقوم ) الوعي القرائي(متثله وتفاعل معه، حتصن ضده، فال تعود هذه اجلراثيم الفكرية جرعاته األوىل بدور اللقاح، حىت إذا ما

قادرة على إصابته واإلضرار به، وأصبح قادرا على رفض الغثاثة والتزييف والتضليل والتكرار واالجترار، .وكل الظواهر الثقافية املرضية

والنهم الواعي للقراءة، يشكل املصفاة األخرية يف عمليات تنقية الثقافة من شوائبها، ففي غياب الوعي القرائي، كما هي احلالة الراهنة للكتاب، يعترب الكتاب اجلاد واملتخصص مشروعا مثبطا، يشكل عبئا

ب نشر األمية من أمثال تفسري أما الكتب السهلة، وكتب الثقافة امليتة، وكت. على املؤلف والناشر معااألحالم، وغرائب العامل، ومشس املعارف، وجمريات الديريب، فإا تشكل إغراء شديدا لتجار التخلف

الثقايف من الناشرين الذين حتركهم شهوة الكسب، والربح الرخيص، دون أي التزام بشرف مهنتهم، وال .اإحساس بالرسالة الثقافية اليت جيب أن يضطلعوا

ووعي القارئ وحده، هو القادر على إبطال هذا اإلغراء، بإعراضه عن الغثاثة والتفاهة، حىت يكسد قادر على ) ذوق ثقايف(سوقها، وإقباله على النافع املفيد، وتروجيه له، وشيئا فشيئا يتكون لدى القارئ

.ة الكتاب من مؤلف وناشرالتحكم بنوعية ما ينشر، وفرض هذا الذوق على األطراف األخرى يف صناع مسؤولية الناشر وشرف املهنة#رقم؟فصل#

إن إنتاج ما يستهوي الناس وجيذم إىل القراءة النافعة، ويليب حاجام الثقافية، هو اهلدف األساسي ملهنة دور أساسي يف مشروع إنتاج الكتاب؛ خيتار وخيطط وينظم ويراجع ) اجلاد وامللتزم(النشر، وللناشر

ج حسب قواعد وضوابط حمددة، تكفل إنتاج الكتاب وإيصاله إىل القارئ بأفضل الشروط ويخرأما التاجر الذي يتصيد خمطوطاته املبتذلة دون أي إحساس . واألوصاف اليت تيسر قراءته واالنتفاع به

).الناشر(باملسؤولية، ويدفع ا إىل األسواق دون تقييم وال ترميم، فال يستحق اسم وري أن تقوم بني الناشرين رابطة تشعرهم مبسؤوليتهم الكربى، وتنمي لديهم اإلحساس ومن الضر

بشرف املهنة، وتسهر على رفع مستواها، وتضع هلا الضوابط والقواعد اليت متنعها أن ترتلق يف متاهات حتاسبه التلوث والتضليل، أو السهولة والعفن، وبذلك ميكن أن ميثل الشرف املهين للناشر رقابة ذاتية

على ما ينشر، مثلما يترك الطبيب لشرفه املهين الذي يدفعه إىل العناية مبريضه، واختاذ أفضل السبل وأجنع .األدوية لعالجه

.وعلى رابطة الناشرين أن تكون باملرصاد لتأخذ على يد الناشر املسيء، ومتنعه من اهلبوط بثقافة األمة .رهم يف رصد حركة األفكار، والتصدي الحنرافااكما يلعب الكتاب والنقاد األحرار دو

وبذلك تتكامل أجهزة الرصد الفكري، وتتعاون على تنقية املناخ الثقايف، وتقف سدا منيعا يف وجه كل أشكال الغزو الفكري والتلوث والترتييف، ويبقى وعي القارئ هو األساس، يوجه حركة األفكار بإقباله

ظام السوق الذي حيرك السلع واألسعار حسب قانون العرض والطلب، بيد أن عليها أو رفضه هلا، مثل ن .ارتفاع مستوى األفكار أو هبوطه مرتبط بدرجة وعي القارئ ومسوه

كيف؟#رقم؟باب# القراءة والقراء#رقم؟فصل#

:يتفاوت الناس يف درجة إقباهلم على القراءة أوال، ويف انتفاعهم من قراءام ثانيا، فهنالك العاجزون عن القراءة -١#عنوان؟جانيب؟أول#

بسبب أميتهم، وهم يشكلون شرحية واسعة من عاملنا العريب، آخذة بالتناقص بفضل قوانني التعليم اإللزامي من جهة، وجهود حمو األمية وتعليم الكبار من جهة أخرى، وهؤالء األميون لديهم من الشعور

ما بتحصيل مهارات ذهنية وإدارية متكنهم من استخدام املتعلمني بالنقص، ما يدفهم إىل التعويض؛ إ .لتحقيق طموحام، أو باإلقبال على تعلم القراءة، وحتصيل ما فام من العلم

ورغم أن لدى هؤالء األميني من الدوافع ما حيفزهم للتخلص من عقدة نقصهم وعجزهم، وأن مآهلم، بسبب طبيعة العصر، وبرامج التعليم اإللزامي وحمو األمية، فإن إن عاجال أو آجال، إىل االنقراض،

كثريين ممن حترروا من األمية يعودون إىل التردي يف محأا ألم مل جيدوا حوهلم ما يثري اهتمامهم من .املطالعات املتصلة حباجام النوعية، أو اختصاصام املهنية، أو مهومهم اليومية

إىل هذه الظاهرة فأعدت برامج خاصة ملعاجلتها، سهرت املؤسسات احلكومية وقد تنبهت بعض الدولبرنامج : على تنفيذها بالتعاون مع دور النشر واملشرفني على شؤون الثقافة، ومن أهم هذه الربامج

الذي طبق يف الربازيل، والربنامج الترتاين الذي استهدف تأمني مادة للمطالعة ملا يناهز مخسة ) موبرال( .بفضل برامج حمو األمية ١٩٨٠اليني شخص حصلوا على تعليم أويل عام م

ومجيع هذه الربامج أخذت باالعتبار أن مجهورها يتميز بتعليم شكلي مقتضب، وأفق ثقايف حمدود، وقدرة شرائية ضعيفة، وأن هدفها هو تنمية ملكات األفراد، واستثارة مشاعرهم، واالرتقاء مبؤهالم

اظ شعور الثقة بالذات لديهم، وقد استخدمت لتحقيق هذا اهلدف كل وسائل الثقافة املهنية، وإيق .واإلعالم املسموعة واملرئية، واملسرح، والسينما

، ووحدات ثقافية متحركة مزودة )مراكز ثقافية(وعلى املستوى التطبيقي أقامت منشآت ثقافية ثابتة يزات اللتقاط وبث الصوت، وآلة عرض سينمائية، مما مبكتبة متنقلة، وجهاز للتليفزيون، وفيديو، وجته

كما أقامت املعارض الثقافية، يف خمتلف املدن، وعلى . يتيح هلا عرض مجيع ضروب الفن والثقافة املتوافرة .مدار السنة

القارئ الصدئ -٢#عنوان؟جانيب؟أول#أعذار كثرية لتربير إحجامه عن وهو غين عن التعريف؛ إنه الذي حيسن القراءة لكنه ال يقرأ، متعلال ب

القراءة؛ فهو تارة يشكو كثرة العمل وضيق الوقت، وأخرى يتعلل بضعف البصر، وينحي بالالئمة على ..برامج التليفزيون اليت شدته إليها فحرمته من متعة القراءة

الذي تعالت واهية، يكشف زيفها وجود خنبة من القراء الناضجني، يعمل أحدهم يف ختصصه املهينيستغرق جل وقته اليومي، ويقوم بواجباته وتنمية عالقاته االجتماعية على خري وجه، ويقضي مع اإلذاعة

والتلفزيون بعض الوقت، وخيصص ألسرته وقتا كافيا، وينظم معهم رحالت ترفيهية، ويستمتع وإياهم

ا من الوقت للقراءة والتأمل يف أوقات فراغ مشتركة، ويقوم بنشاطات كثرية، ومع ذلك فإنه جيد متسع .إنه مسيطر على وقته، ينظمه ويعطي كل ذي حق حقه.. والنقد

ومعظم القراء الصدئني، يبدأ باالبتعاد عن القراءة والكتاب، عند مغادرته مقاعد الدرس، وحصوله على يب حياته الشهادة الدراسية، حبجة السآمة بعد دراسة مضنية من جهة، وللتفرغ للبحث عن عمل، وترت

املهنية من جهة أخرى، فكأنه مينح جهاز تفكريه إجازة مؤقتة، على أن يعود لعامل القراءة بعد قسط من الراحة واالستقرار يف حياته العملية، مث يستمرئ هذه اإلجازة وخيلد إليها حىت يكسوه الصدأ، ويعزله عن

.عامل القراءة والكتابة إخفاقه الدراسي، فينقلب هائما على وجهه مبغضا للكتاب، يعزو وبعضهم يبدأ عزوفه عن القراءة نتيج

.إخفاقه إليه، ويبحث عن وجهة حيقق فيها ذاته، بعيدا عن عامل القراءةإن احلالتني كلتيهما، تشريان بأصبع االام إىل نظامنا التربوي الذي يركز اهتمامه على الشهادة أكثر من

كيف، وإىل مناهجنا التربوية اليت تقدم لنا املعلومات لنحشو ا أذهاننا املوهبة، وعلى الكم أكثر من القسرا، ال لنستمتع ا، ولنؤدي واجبا مفروضا، ال لنمارس هواية خمتارة، ننمي ا حب االطالع الذي

.على عامل املعرفة) نافذة(ال بوصفه ) شيئا(فطرنا عليه، وتقدم لنا الكتاب بوصفه القارئ (معاجلة أنظمتنا التربوية ومناهجنا، وإمنا حنن بصدد معاجلة مشكلة هذا ولسنا هنا بصدد

؛ هذا القارئ الذي يعترب الشغل الشاغل لكل العاملني يف جمال تنمية عادة القراءة، وحتسني )الصدئ .أدائها، كيف نزيل عنه الصدأ الذي تراكم عليه، وعزله عن عامل القراءة

ما إن متس جبني قارئ صدئ، حىت تبعثه على الفور قارئا شغوفا ما حمبا ليتنا منلك عقاقري سحرية .للقراءة والكتاب

ال منلك هذه العقاقري، فلنتابع رحلتنا مع أنواع القراء، مث لننظر يف مناهج التغيري -لألسف -لكننا .ع اخللل القرائيوأساليب التقومي الكفيلة مبعاجلة كل أسباب العزوف عن القراءة، وكل أنوا

قارئ الديكور -٣#عنوان؟جانيب؟أول#وهو الذي لفت نظره منوذج من تصميم ملرتل أو مكتب حتتل فيه املكتبة ركنا بارزا، يعطي الزائر انطباعا

بأن صاحبه مثقف مهتم بالثقافة والكتاب، فبعد أن جيهز هذا الركن بالرفوف الالزمة ويرضى عن يبدأ بالبحث عن الكتب اليت سيمأل ا هذه املكتبة، وأكثر ما يهمه تناسق ألوان تقاطيعها ومجاليتها، و

كعوا، ومقاييسها وأحجامها، وغالبا ما يصطحب معه مذكرة دون فيها مقاييس الفراغات اليت بقيت سم ٥٠لديه يف املكتبة، بعد الوجبة األوىل من الكتب اليت نسقها على الرفوف، فهنا حيتاج إىل مسافة

سم، وهنا تربز املشكلة، فهذه ٢٠سم بارتفاع ١٥سم، وهناك مل يبق لديه متسع ألكثر من ٣٠بارتفاع سم، استهواه لون غالفها اجلميل، فهل جيتزئ منها ما ٧٥جملدا تشغل مسافة ٢٥موسوعة علمية تضم

بة ليحل له هذا تتسع له الرفوف؟ أم يبحث عن أخرى أقل أجزاء وأضيق مسافة، ويستعني بصاحب املكتليست صورة قارئ الديكور هذه، من نسج اخليال، بل هي واقع ينبئكم بأمثاله كل الذين .. اإلشكال

.مارسوا بيع الكتب، وإدارة املكتبات القارئ املتعامل -٤#عنوان؟جانيب؟أول#

وار ذوق وهو الذي ال يكتفي باملظهر، وإعداد ركن ثقايف جيذب جبماله وتناسقه األنظار، ويطري الزصاحبه الرفيع، وهم حيتسون القهوة جبواره، بل يتجاوز ذلك إال اإلدالء بدلوه يف سوق الثقافة، فهو يتحدث يف جمالسها عن الكتاب الفالين، ومؤلفه، ويعطي حملة سريعة عن مضمونه، بل وينتقد تقصري

يت تضمن له النجاح، فما لقد أرشده صديقه إىل الطريقة ال.. املؤلف يف إغفاله بعض جوانب املوضوععليه إال أن يستوعب من كل كتاب مقدمته، وفهرس احملتويات، باإلضافة إىل حفظ العنوان واسم

املؤلف، مما يوفر عليه عناء الدرس، والغوص يف فصول الكتاب، والتوقف عند تعبري غامض، أو فكرة .عويصة، أو مفهوم خاطئ

رجل ... إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه: ((ه مسلم، فيما روا)ص(ويف احلديث عن رسول اهللا تعلمت العلم : فما عملت ا؟ قال: تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأيت به، فعرفه نعمه فعرفها، قال

هو : كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عامل، وقرأت القرآن ليقال: وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال )).ه، فسحب على وجهه حىت ألقي يف النارقارئ، فقد قيل، مث أمر ب

املولع باقتناء الكتب -٥#عنوان؟جانيب؟أول# :كتب صحفي يرسم صورة ساخرة لقارئ مولع بالتهام الكتب

إن احلياة دون كميات هائلة من الكتب املتناثرة يف كل أرجاء املرتل هي يف نظر املولع بالتهام الكتب ((ا مر أسبوع دون أن يقتين فيه كتبا جديدة فإن يديه تأخذان باالرتعاش، أشبه بنهار ال مشس فيه، وإذ

واألمر بالنسبة إليه ال يتعلق بكتب قدمية نفدت نسخها، أو خمطوطات نادرة حيرص على اقتنائها حمبو الظهور وهواة الشهرة، فما يالئمه هو النسخ العادية املوجودة على الرفوف يف متاجر بيع الكتب، يف

)).اول اليد، تنتظر من حيملها إىل البيت، إن مه إىل الكتب ال يعرف احلدود، ويتجاوز كل النجوممتنوهذا، مع أن ولعه بالكتب رد اقتنائها، وبعثرا بانتظار فرصة لترتيبها، فإن أبناءه سوف يفيدون منها،

شجرة زهرة، والبد أن تواتيه حني جيدون بني أيديهم مكتبة غنية، مثل بستان يدعوهم ليقطفوا من كل .فرصة، أو يدفعه اخلجل من أوالده وزواره ليبدأ بالقراءة ذات يوم

القارئ الناضج -٦#عنوان؟جانيب؟أول# :إنه اهلدف من كل اجلهود املبذولة يف حتسني القراءة، وإن هلذا القارئ مسات مميزة، وصفات، منها

.محاسته الصادقة للقراءة -١

اليب البحث والتنقيب يف مصادر املعلومات، وكيف يرجع إىل املعاجم واحلوليات، وإىل معرفته ألس -٢املوسوعات ودوائر املعارف وأمهات الكتب، ومعرفته لكيفية استعمال بطاقات املكتبات، كي يصل إىل

.مبتغاه بسهولة .تنويعه يف املقروءات -٣جية، من حيث إدراك احلروف والكلمات، والتعرف امتالكه ملهارات القراءة امليكانيكية والفيزيولو -٤

عليها، والنطق الصحيح ا؛ من غري حذف وال إضافة، وال إبدال، وال تقدمي، أو تأخري أو تكرار، األداء السليم هلا عند القراءة اجلهرية حبيث توافق النغمة معىن املوقف املعرب عنه، واملراعاة لصحة اإليقاع،

.، وللسرعة املناسبة للموضوع وللمستمعنيوعالمات الترقيمامتالكه للمهارات العقلية؛ من حيث ثروة املفردات وإدراك املعىن القريب واملعىن البعيد، وهدف -٥

الكاتب واملغزى الذي يرمي إليه، والعناصر اليت ينقسم إليها املوضوع، والعالقات املنطقية بني أجزائه، .واألسلوب البالغي للكاتب

مقدرته على استعمال كل املعلومات اليت تساعده على فهم األفكار املطروحة كما أرادها املؤلف، -٦ .سواء منها املدخرة لديه، أو املتوافرة يف بطون الكتب واملراجع

مقدرته على صهر األفكار اجلديدة املكتسبة، مع اخلربة املاضية، مما يسمح برؤية األشياء من زاوية -٧ .جديدة

.مقدرته على تكييف سرعة القراءة مع احلاجة والوقت املتاح ومتطلبات الفهم واإلدراك -٨ القارئ الناقد -٧#عنوان؟جانيب؟أول#

وهو مثرة القراءة الناضجة، اليت توفر للقارئ ملكة نقدية تؤهله للتمييز بني نقاط القوة والضعف، .يف األفكار والكشف عن التحيز واالدعاء، ولتمحيص الصحة واخلطأ

وينبغي للقارئ الناقد أن يكون قادرا على معرفة مقدار صحة النص، وهل يتطابق مع الواقع؟ وهل يعرب عنه؟ وهل مثة ترابط بني عناصر املوضوع؟ وهل يتسم تبويبه باملنهجية؟ أم تتخلله الثغرات والقفزات؟

ر جديد؟ أم كان جيتر أفكاره، أو وهل وفق الكاتب يف عرض أفكاره؟ وما مدى إبداعه؟ وهل جاء بفك يكرر أفكار اآلخرين؟ وما مدى أمانته العلمية، وخاصة يف االقتباس ونقل النصوص؟

:وخالصة القول، فإن القراءة الناقدة متثل يف مقدرة القارئ على .حتديد أهداف الكاتب، ومدى حتقيقه هلا -١ .فهم النص، وربط الفكر بعضها ببعض -٢ .وء، ومدى كفاية املعلومات وفائدا، وصدقها وموضوعيتهاتقومي املقر -٣ .اكتشاف أوجه التشابه واالختالف يف األفكار بني الكاتب وغريه -٤

.الكشف عن تناقضات الكاتب ومبالغاته وادعاءاته -٥ التغيري#رقم؟فصل# من العزوف إىل الولع#عنوان؟جانيب؟أول#

زوف عن القراءة، وإمهاهلا، واإلعراض عنها، وإخراجها من كيف نستطيع أن خنرج الناس من حالة الع !دائرة االهتمام، والنظر إليها بوصفها قتال للوقت، وإضاعة للمال، وإهدارا للجهد؟

كيف نستطيع أن ننقلهم إىل حالة الرغبة يف القراءة والولع ا، واإلقبال عليها، والشعور بأمهيتها، والنظر !عليا لإلنسان، واملصدر الرئيسي للمعرفة؟إليها بوصفها احلاجة ال

يطالعنا الواقع حباالت انتقال فردية متت باملصادفة، نتيجة احتكاك مفاجئ مع الكتاب لفت االنتباه إىل أمهية القراءة، وأثار االهتمام ا، واإلحساس العميق بفائدا، حىت إن الفرد ليشعر باكتشاف الذات،

رمبا تكون املصادفة قد .. الذي فات، والشغف غري احملدود بعامل الكتابوالندم على الوقت الضائع ساقته إىل تناول كتاب من رف مكتبة، أو منضدة صديق، أو يف قاعة انتظار، فأخذ يقلب صفحاته،

مثلما يتلهى بطقطقة حبات سبحته لدفع امللل، والتخفيف من وطأة وقت االنتظار، فإذا عينه تقع على ويه، فتكون شرارة البدء اليت تقوده يف رحلة طويلة إىل عامل القراءة الفسيح، ورمبا تكون هذه فكرة تسته

.املصادفة بعفل إرشاد زميل، أو دعاية ناشر، أو حماضرة مؤلف، أو حماورة أديب، وهو ابن مزارع رأى باملصادفة، يف واجهة إحدى )ويليام كوبيت(يروي لنا ردود فعل ) إليتيك(هذا ، )قصة إناء الغيسل اخلشيب(بات، وهو يف الرابعة عشرة من عمره، كتابا لفت نظره، وكان عنوانه املكت

فدفع مثنه ثالثة بنسات، كانت كل ما ميلك، وأسرع إىل أقرب كومة هشيم، فاستظل ا، واستغرق يف زي عن فهم لقد كان شيئا جديدا علي، لدرجة أنه رغم عج: ((إنه يصف شعوره فيما بعد.. قراءته

بعض مقاطعه، فقد غمرين حببور ال يوصف، وولد يف نفسي نوعا من تفتح الفكر، دفعين إىل مزيد من )).القراءة، وإىل الولع ا

وأيا ما كانت الطريقة اليت جنم عنها هذا التحول، فإا تظل حاالت فردية نادرة، ال ميكن أن تغري .ر جهود كثرية، تعمل بطريقة علمية منظمة، لدفع عجلة التغيريجممتعا، وال تبين ثقافة، ما مل تتضاف

التفاوت يف قبول التغيري#عنوان؟جانيب؟أول#ليس الناس على درجة واحدة يف قبوهلم للتغيري، وتكيفهم مع األفكار اجلديدة، وسرعة التبديل ألمناط

.آبائهم من التقاليدحيام، ومفارقتهم ملا ألفوه يف جمتمعهم من العادات، وما ورثوه عن هنالك إحصاء أجري يف إنكلترا، ومت استخدامه لدراسة استعداد املزارعني لتبين أساليب زراعية جديدة،

يبني لنا بوضوح تباين السرعة اليت يتغري ا الناس، فقد صنف املزارعون الذين تناولتهم الدراسة إىل مخس :و رفضهم لألفكار واألساليب اجلديدةزمر؛ حسب نسبة قبوهلم للتغيري، وتبنيهم أ

.طالئع التغيري الذين تبنوا األساليب اجلديدة، وغامروا باإلقدام على جتربتها% ٠٢ .باحثون عن األفكار اجلديدة، لديهم الرغبة بتبنيها، بعد التأكد من جناح اآلخرين يف جتربتها% ١٣ .قبلها، دون البحث عنهامنفتحون على األفكار اجلديدة، لديهم االستعداد لت% ٣٤ .مترددون أقل استعدادا لتقبل األفكار اجلديدة% ٣٠ .تقليديون مطمئنون إىل القدمي ارب% ١٦ .رافضون للتغيري% ٠٥

وبالطبع فاملزارعون ليسوا وحدهم الذين يتفاوتون يف سرعة مبادرم إىل تبين األفكار اجلديدة، فاألزياء، ذاهب الفلسفية، والنظريات االقتصادية، واحلركات االجتماعية، واآلراء العلمية، والتقنيات الصناعية، وامل

.كلها جماالت يتفاوت الناس يف مدى تقبلهم للتجديد فيها.. واألفكار التربوية، والتعاليم الدينيةتأنس وإذا كنا ال منلك إحصاءات مماثلة يف عاملنا العريب، ويف جمال القراءة بالذات، فإن لنا أن نس

بإحصاءات األمم األخرى، ونستخلص منها النتائج والعرب، مع مالحظة الفوارق الكبرية اليت يفرضها التفاوت يف املستوى احلضاري، واليت تؤدي حتما إىل تضاؤل نسبة املغامرين من طالئع التجديد، وتفاقم

.نسبة التقليديني والرافضني للتغيريني املمارسات يف أي من هذه احلقول، تسارع إىل التعرف على هؤالء والشك أن اهليئات اليت تم بتحس

.املغامرين، ليكونوا عونا هلا على نشر األفكار اجلديدة بني اآلخرينأن قلة عدد اددين، وزيادة عدد التقليديني الرافضني للتغيري، ملما يؤكد صعوبة -أيضا -والشك

.التغيري، وخاصة يف جمال القراءة التفاوت يف القابلية للتغيري#نوان؟جانيب؟أولع#

الطفولة هي أفضل مراحل العمر لتكوين عادة القراءة، بوصفها تتمتع بطاقة بكر، متطلعة إىل املعرفة، مل . تتأثر بأي من الشوائب اليت تدعوها للعزوف، ومل يكسها الصدأ الذي ميكن أن يعزهلا عن أجواء الثقافة

وتوفري املناخ املالئم للتشجيع على القراءة، وغرس بذور حمبة القراءة، واالعتياد فهي األجدر باالهتمام، عليها، ويف هذه املرحلة، جتدر العناية باملادة املقروءة، من حيث سهولة األلفاظ، ووضوح معانيها، وعدم

ومن حيث سهولة التراكيب،. ومن حيث إتقان الطباعة، ووضوح األحرف، وطول األسطر. غرابتهاومالءمة املوضوعات، وتوافر عنصر التشويق يف األسلوب، ومن حيث االختيار، كي جنعل الكتاب بني

.أفضل لعبة احملببة إليهكما جتدر العناية بتعليم األطفال العادات السليمة يف القراءة، ألن اكتسام ألية عيوب قرائية يف هذه

ومما جيب تعويدهم عليه، القراءة مجلة . لقادمةاملرحلة جيعل من الصعب تصحيحها يف مراحل العمر ا

مجلة، فالطريقة اجلزئية تنطوي على عيب جوهري، كما جيب تعويد أعينهم على القيام حبركات سليمة .منتظمة، تعينهم على التركيز وعدم التشتت

ذه املرحلة، وفترة الشباب كذلك، زاخرة باإلمكانات عند توافر احلوافز، ومن الضروري جدا االهتماموتوفري املناخ الثقايف املالئم، ملتابعة عادة القراءة بعد مغادرة مقاعد الدراسة، فأي إمهال أو تراخ يف هذه

املرحلة سوف يؤدي إىل ترك القراءة، وتراكم الصدأ على فكر وثقافة الشاب، حىت يتحول إىل قارئ .صدئ

لى املطالعة، بعد أن هجروها يف سن النضج، أما يف سن الشيخوخة، فمن الصعب أن يقبل املسنون عرغم ما توفره هلم الشيخوخة من أوقات الفراغ، بينما يستمر املسنون املولعون بالقراءة منذ شبام،

ويستمتعون مبا تتيحه هلم القراءة من تعويض عن الفراغ، وتواصل مع األجيال، وإبعاد الشعور بالعزلة .عنهم

يف سرعة التغيري التفاوت#عنوان؟جانيب؟أول#إن التغيري يف املواقف من القراءة، ويف عادات القراءة، تتفاوت إمكاناته وسرعته حبسب اختالف األفراد،

.كما تتفاوت حبسب اختالف اتمعاتفلكل فرد ظروفه الشخصية، وحوافزه، وملكاته، وإمكاناته، ومشكالته، فإذا توافرت الرغبة بالقراءة

نصر الصالحية والقدرة يعترب عامال مهما يف سرعة حتقيق هذه الرغبة، فكما الطفل لدى الفرد، فإن عالبطيء يف عدوه، البليد يف حركاته، ال يفكر باالنضمام إىل فريق كرة القدم، فكذلك البطيء يف فهمه،

سوف املتبلد يف ذهنه، سوف يصعب عليه االخنراط يف سلك القارئني ايدين، ومع ذلك فإن حماولته ):ص(تكون مقدرة يف اتمع، ومضاعفة األجر عند اهللا، كما ورد يف حديث الرسول

)).املاهر بالقرآن مع السفرة الكرام الربرة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران((واملناخ واخلدمات ويف كل األحوال فإن الفرد جزء من جمتمع، وخيضع نشاطه، ورغبته يف التغيري للفرص

نظام للتعليم وللقيم الثقافية حيفزه ويكافئه، ومراكز تزويد : اليت يقدمها له اتمع، فإذا أتيح هلذا الفردتيسر له احلصول على املطبوعات وتعاونه، وأسرة ترحب برؤيته منصرفا للقراءة وتشجعه، وأصدقاء

.قراءته، فسوف خيتزل الزمن لتحقيق رغبته حييطون به حياورونه ويساعدونه، ونظام اقتصادي يدعموقد ال تتوافر له هذه الظروف املثالية، فيحتاج إىل زمن أطول، وجهد أكرب، فليبذل جهده، كي يعوض ما قصر به اتمع من حقه عليه، فإن القراءة سوف تعطيه من السعادة، ومن رضا النفس، ومن التوازن

.والتكيف مع اتمع، أضعاف ما بذل مراحل عملية التغيري#عنوان؟جانيب؟أول#

:بسلسلة من املراحل -خالل عملية التغيري -مير األفراد

.وهو بداية التعرف على فكرة جديدة، أو منتج جديد، أو طريقة مبتكرة: الوعي -١وهو البحث بنشاط عن مصادر ملعلومات غزيرة ومفصلة حول هذه الفكرة لتحديد : االهتمام -٢

.اإلفادة منها، وإمكانات تطبيقها جماالت .تفحص املعلومات وغربلتها: التقومي -٣ .وهو التمثل الكامل للفكرة: التبين -٤

:إن تطبيق هذه املراحل يف جمال القراءة خيتلف بعض االختالفميكن أن يولد مصادفة، نتيجة استماع حماضرة، أو ندوة، أو ) وهو التعرف على فكرة جديدة(فالوعي

.كاة لنشاط أقرانحما .ويتلوه االهتمام بقراءة موضوع معني، أو كتاب معني، أو جملة بعينها

.وقد ينتج عن ذلك تقومي واع أو غري واع للفكرة اجلديدة .فإنه يتطلب عددا كبريا من التجارب المرضية: أما التبين

من أجل تكوين عادة القراءة#رقم؟فصل#ليت تعترض سبيل التغيري، وتكتنف طريق إصالح عيب العزوف عن القراءة، لقد رأينا الصعوبات اجلمة ا

.وإعادة القراء الصدئني إىل ميادين عامل القراءة من جديدفلماذا ال نبدأ بتكوين عادة القراءة منذ الطفولة، ونتعهدها بالرعاية والصيانة واحلماية، حىت ال تعتل وال

القارئ، وتعلو عندنا قيمة الفكر والكتاب، ويزخر جمتمعنا يكسوها الصدأ؟ فننعم يف ظالل اتمعباملناظرات األدبية، واحملاورات الفكرية، والندوات العلمية، ويصبح الكتاب لدينا متداوال غري مهمل،

وتصبح أحاديث الناس يف لقاءام وسهرام وأوقات فراغهم ومسرهم؛ عن األفكار اجلديدة، والنظريات تب اجلديدة، والقصائد اجلديدة، ينشدها بعضهم لبعض، حيتدم النقاش حوهلا تارة، ويهدأ اجلديدة، والك

أخرى، مرتاحا إىل روعة قصة لكاتب، ونصاعة فكرة ملؤلف، وحداثة نظرية لعامل، ورهافة أحاسيس .قصيدة لشاعر

؛ يرصد حركة األدب أختيله جمتمعا موارا باحلركة والنمو واإلبداع! كم هو رائع هذا اتمع القارئ ...والفن واألفكار، يوجهها، يقومها، ينميها، يصقلها، يرتفع عن اإلسفاف واالجترار

إنه يشجع أدباءه، مفكريه، علماءه، ويأخذ بيدهم إىل مزيد من العطاء، بل إنه لقادر على أن يبعثهم من .املوت، وأن خيلقهم من العدم

إنين .. إنه املناخ الصايف املالئم للنماء واإلبداع.. على إنبات األفكارإنه التربة اخلصبة الغنية القادرة كم يهزين .. أحلم بالعيش يف جنانه.. أرنو إىل تفيؤ ظالله الوارفة.. أتوق إىل اسنشاق عبريه.. أعشقه

كم يستهويين مشهد شاب يف حافلة )! كتابه(ليختار منها ) مكتبة(منظر أبوين يصطحبان طفلهما إىل

كم يثري مشاعري ملتقى ! يلتهم صفحاته غري ملتفت إىل مغريات الطريق أو منفراته) كتاب(على مكب كم أشعر بالسمو عندما )! كتاب جديد(شباب يتبادلون أطراف احلديث حول فكرة قرأها أحدهم يف

يد هلذه ال أر.. أرى الشباب املثقف يترفع حىت يف مسره وهلوه وترفيهه إىل مستوى الفن واألدب الرفيعالصورة احلاملة أن تز مبشاهد هابطة من جمتمع عازف عن القراءة، يتحدث بلغة بطنه، وشهوة جسده، وأدوات هلوه، ووسائل عبثه، وسلع استهالكه، فذاك قيعان جمدبة ال متسك ماء وال تنبت كأل، بل هو

.مقربة لدفن امللكات، تغص باألموات؛ إذا تضافرت جهود أبنائه )جمتمع القراءة(لم إىل حقيقة، وأن يكون إن باستطاعة أي جمتمع أن حيول احل

.ومؤسساته، وقام كل منها بدوره، وتعاونت على أداء واجبها األول والكبري دور البيت يف تكوين عادة القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#

ذا نشأ الطفل يف جو ال إن جلو األسرة دورا أساسيا يف يئة الطفل لتعلم القراءة، وتعويده عليها، فإيكترث بالقراءة، فال أبوان يقرأان، وال تقع عني الطفل يف البيت على جملة وال كتاب، فكيف سيتعلم

!القراءة؟ وأىن له أن حيبها؟إن األبوين القارئني يساعدان أوالدمها على حب القراءة، ويوفران هلم يف مكتبة املرتل السالسل املالئمة

، ويوجهام للعناية بالكتاب، وخيلقان فيهم الرغبة يف اقتنائه، ويشجعام على توفري جزء ملراحل منوهممن مصروفام لشرائه، ويناقشام يف مقروءام موجهين وناصحين وناقدين، كي يعلماهم القراءة

.الناقدة دور املدرسة#عنوان؟جانيب؟أول#

القراءة، فهو املثال احلي والقدوة الصاحلة هلم، يقتدون به يف وللمعلم دوره البارز يف تشجيع الناشئة علىحمبته للقراءة فهو يلفت نظرهم إىل املراجع اليت تزيد من معارفهم، ويثري لديهم الرغبة يف االستزادة من

البحث والتنقيب، ويعلمهم منهجيته اليت تقوم على عدم التسليم بالرأي السائد قبل معرفة الرأي اآلخر، حيبب إليهم ارتياد املكتبات، واملطالعة فيها، ويعودهم على اختيار مقروءام بأنفسهم، حىت يفتح و

.أمامهم آفاق املعرفة .وتلعب مكتبة املدرسة دورا كبريا يسهم يف تنمية عادة القراءة لدى الناشئة

دور اتمع#عنوان؟جانيب؟أول# وللمجتمع دوره الكبري الكبري

وإذا كانت . الثقافية واملكتبات العامة، وأساليبها املشوقة هلا أثر كبري يف جذب القراءفنشاط املراكز بعض املكتبات العامة تتبع أنظمة صارمة ال تغري القارئ بإطالة املكث فيها للتنقيب عن كنوزها، فإن

.عةهنالك قيمني ناجحني يف مكتبات أخرى، يبذلون جهودهم الجتذاب الشبان وإغرائهم باملطال

معارض الكتاب#عنوان؟جانيب؟أول#من أساليب ترويج الكتب، وتشجيع الناس على القراءة، وتعويدهم على املطالعة إقامة معارض الكتاب،

.على املستوى احمللي أو الوطين أو الدويلومن أبرز أهداف معارض الكتاب، باإلضافة إىل تعريف اجلمهور باجلديد من الكتب، وتيسريه هلم،

راج زوار ليسوا من رواد متاجر الكتب، ومل يعتادوا شراء الكتب وقراءا بصورة منتظمة، من استد .خمتلف األعمار، ومن سائر الشرائح االجتماعية واموعات االقتصادية

، )يف سنغافورة(، مهرجان الكتاب )يف كندا(حبا بالكتاب : ومن األمساء اليت أطلقت على بعض املعارض ).يف أستراليا( أسبوع الكتاب

:ومن األساليب اليت استخدمت يف هذه املعارض .تنظيم رحالت طالبية منتظمة تضم الطالب واألساتذة -١ .دعوة املؤسسات الثقافية واهليئات املعنية بالكتاب يف مجيع اإلدارات والوزارات -٢ .خلق حدث يشد االنتباه إىل الكتاب واملؤلف والناشر -٣ .تشرح النشاطات الثقافية املختلفة، وتوزع باان) عامل الكتاب( إصدار نشرة عن -٤مباريات : توزيع شارة للمعرض على الزوار، ختول حاملها بعض االمتيازات، مثل املشاركة يف -٥

.ثقافية، ومساجالت شعرية، ومسابقات لكتابة القصص، وللرسم .اإلعالن يف الصحف واإلذاعة والتلفزيون -٦يرتدي زيا خاصا الفتا للنظر، بالتجوال يف املدينة يف سيارة مكشوفة، وهو ميثل دور قيام شخص -٧، وذلك من أجل إثارة انتباه اجلماهري، ودعوا لزيارة املعرض، وبث )ملتهم الكتب(أو ) القارئ النهم(

.روح احلياة واحلركة فيه جهود أخرى لتنمية عادة القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#

ر جهود املربني واملهتمني بشؤون الثقافة، وتتنوع أساليبهم من أجل تنمية عادة القراءة لدى تتضاف .األجيال الناشئة

.فمن ذلك إقامة حفالت أو أسواق، يقوم املؤلفون فيها بالتوقيع على نسخ الكتب املبيعةبوساطة الربيد، أو املكتبات وتقدمي التسهيالت إليصال الكتاب إىل طالبه يف املدن البعيدة والقرى النائية

.املتنقلة يف سيارات تقوم برحالت منتظمةوبث مندويب املبيعات لزيارة الناس يف بيوم ومكاتبهم، وتقدمي املشورة هلم من أجل تزويد مكتبام

.اخلاصة بالكتب اجلديدة وباملراجع اهلامة، وتقدمي التسهيال هلم القتنائها .طفال لتشجيعهم على كتابة القصص، ومنح جوائز للقصص الفائزة ونشرهاوإقامة املسابقات بني األ

.وتأسيس نوادي الكتب، ومنح املنتسبني إليها امتيازات وتسهيالت خاصةأما الصحافة واإلذاعة والتلفزيون وكل وسائل اإلعالم، فبإمكاا أن تلعب دورا كبريا يف احلث على

الكتاب، وعقد الندوات ملناقشته، وإقامة حوارات بني مفكرين القراءة، وذلك عن طريق التعريف بيضيئون حماسن بعض الكتب، ويلمحون إىل سيئاا وهناا، فيحفزون الناس على مطالعتها، ويثريون

ومن اخلطأ البين أن نتهم وسائل اإلعالم بأا عدوة للمطالعة والكتاب، . عندهم الرغبة يف االطالع عليهان نتأمل أرقام بيع رواية قام التلفزيون بعرضها لنرى مدى تأثري وسائل اإلعالم احلافز على إذ يكفي أ

.القراءةولألقران احملبني للقراءة، الذين حيرصون على شراء الكتب، وحيثون أقرام على شرائها، ويتبادلوا

:بينهم، أثر كبري عن املرء ال تسأل وسل عن قرينه#شعر؟شطر؟أول# فكل قرين باملقارن يقتدي#؟ثاينشعر؟شطر#

ادي الكتب#عنوان؟جانيب؟أول#ومثة مسلك اجتماعي نتمىن لو ينمو ويزدهر، ألنه ينم عن حس حضاري رفيع، ذلكم هو إهداء الكتاب

يف املناسبات، فقد درج البعض يف مناسبات الفرح على إهداء كتاب خيتارونه، وميهرونه بعبارة ختلد ا شاب يعتزم عيادة صديق أمل به مرض، فيعرض على مكتبة النتقاء كتاب حيمله إىل ذكرى املناسبة، وهذ

صديقه ويضم إليه زنبقة يفوح طيبها فيدخل البهجة على هذا الصديق، وسرعان ما تذبل الزنبقة، ويبقى ة تفوقها وتلك طفلة مدعوة إىل حفل تكرمي صديقتها مبناسب. الكتاب نابضا باحلياة مشرقا بالفكر والنور

يف امتحانات اية عام دراسي، ختتار هلا جمموعة من القصص، تغلفها بغالف مزخرف، وتقدمها هلا مع قطعة من احللوى، لكن سرعان ما تذوب احللوى، وتبقى القصص بني يدي الصديقة تستمتع بقراءا

.واحدة بعد أخرى، وتقصها على إخوا وصديقاا، فيشاركنها املتعة مهارات القراءة#لرقم؟فص# حركات العينني#عنوان؟جانيب؟أول#

خالل مئة العام املاضية أصبحت آلية القراءة موضع دراسة منهجية، مسحت باستخالص معلومات نوعية عن طبيعة عملية القراءة، وبتقدمي إرشادات لتحسني عملية القراءة، وتسريعها، واختزال الوقت الالزم

.لالستفادة منهامنا تتم حبركات تقوم ا العينان؛ متقطعة أو على قفزات صغرية، تفصل بينها وقفات قصرية، فالقراءة إ

وليس حبركة مستمرة متسح الصفحة بكاملها، وعدد الكلمات اليت يتم التعرف عليها أثناء الوقفة تبدو لى الكلمات مرتبطة من ناحية بذكاء القارئ، وألفته للموضوع، والصعوبات اليت يصادفها يف التعرف ع

ومتثل األفكار، ومن ناحية أخرى باخلصائص املادية للنص املقروء، وبتركيب اجلمل ووضوح أسلوب .الكاتب

إن احلرص على سرعة القراءة يتطلب التقليل من وقفات العينني أثناء القراءة لكن الدراسات أثبتت أن يراه البصر، فإذا حصل عجز أو غلط هذه الوقفات تعكس إىل حد كبري ما جيري عندما حيلل العقل ما

أو خطأ يف التفسري، فإن العينني سرعان ما تعربان عن هذا اخللل، وتدفعان القارئ للعودة إىل النقطة اليت .سببت ارتباكه يف النص

لذلك فإن قدرة عني القارئ على القيام حبركات سليمة منتظمة، مرتبطة إىل حد كبري بسهولة املادة نب الكاتب للتعقيد، وااللتواء يف األسلوب، واإلغراب يف اللغة، وإمنا تقاس بالغة الكاتب املقروءة، وجت

.مبقدار جناحه يف إيصال أفكاره إىل القارئ بلغة مبسطة دون إسفاف القراءة اجلهرية أم الصامتة#عنوان؟جانيب؟أول#

أربع وست كلمات، ويدعى لقد أثبتت الدراسات أن عني القارئ اجلهري تسبق صوته مبا يتراوح بني هذا الفرق مبدى العني والصوت أثناء القراءة، وحمصلة هذه الدراسة أن القراءة اجلهرية أبطأ من القراءة

.الصامتة، حيث تضطر العني النتظار اللسان ريثما يفرغ من النطق بالكلمات أولويتهما، وبأيهما نبدأ؟ولئن اتفق الدارسون على أن القراءة الصامتة هي األسرع، إنهم اختلفوا يف

فالبعض يرى أن نبدأ بالتعود على القراءة بصوت عال، ألن ذلك يعيننا على تقسيم الكالم حسب معناه يف أدائنا الصويت له، ويف هذا تعود على ملح املعىن بدقة وسرعة، فإذا ما تعودنا هذا النوع من القراءة

هموسة، مث الصامتة اليت تتيح لنا سرعة أكرب يف القراءة، بصوت عال بقدر كاف، عدنا إىل القراءة امل .بعدما أتقنا السرعة يف ملح املعىن عن طريق القراءة اجلهرية

والبعض اآلخر من املربني يرى ضرورة البدء بتعويد أطفالنا على القراءة الصامتة املبنية على أساس من فتني، أو متتمة باأللفاظ، فإذا أتقنوا القراءة الفهم، متقرن حبركات سليمة للعينني، دون حتريك للش

الصامتة مع ملح املعاين بسرعة، انتقلوا إىل القراءة اجلهرية، مزودين بالقدرة على سرعة القراءة وسرعة .الفهم

وأيا ما كان األمر، فإن القراءة الصامتة هي اهلدف النهائي للتعود، ألا أعون على الفهم، وأوفر يف بينما اجلهرية تم . هد، حيث ختتصر حركات العينني، وتقلل من توقفهما وتراجعهماالوقت، واجل

اهتماما كبريا بسالمة النطق وخمارج احلروف وقواعد اللغة واإلعراب، هذه القواعد اليت يهملها بعض .املذيعني واخلطباء واملتحدثني، فيجعلون من أنفسهم عرضة للسخرية والتهكم

لح هلا إال القراءة اجلهرية؛ كقراءة قصيدة أو مقطوعة لآلخرين، وإلقاء تعليمات، ومثة مواقف ال يص .ورواية خرب، واسترجاع تقرير، وإلقاء حماضرة

وهي تتطلب من القارئ قدرات وكفايات ينبغي له حتصيلها والتدرب عليها، مثل الدقة يف التعبري، ما تقتضي من القارئ أن يفسر ملستمعيه وإظهار خمارج احلروف، واالستقالل يف نطق الكلمات، ك

بوساطة انفعاالته األفكار اليت تتضمنها املادة املقروءة، مما يتطلب منه إغناء ثروته اللفظية، ومعرفته .بقواعد اللغة والتحليل الصريف، ومقدرته على فهم السياق

السرعة يف القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#قروءة، والغوص على املعاين، واستشفاف املقاصد الكامنة وراء السطور، إن الدقة والعمق يف فهم املادة امل

) القراءة البطيئة(كل ذلك من املطالب امللقاة على عاتق القارئ الناضج، ولن يتيسر له ذلك إال بوساطة ة اليت تتيح له التوقف عند بعض النصوص املستغلقة، والتعابري الغامضة، والتأمل فيها، كما تتيح له فرصالتمتع بنص شعري، أو أديب، أعجب ببالغته ومجاله، أو بفكرته اجلديدة، فتراه يقف عنده، ويردده

.ليتذوقه، ويستمتع به، وحيفظهأما إن كان القارئ، حيقق نصا تراثيا خمطوطا، أو نصا علميا صعبا، فإنه إىل التأين والبطء يف القراءة

قف عند سطر واحد، أو كلمة واحدة أياما طواال، يراجع ألجلها أحوج، إذ رمبا اضطره النص إىل التو .العديد من املراجع، حىت يطمئن إىل صحة ما ذهب إليه

وقل مثل ذلك يف قراءة الدارس الذي يعكف على املواد املقروءة، جييل فيها النظر، ويكرره حىت .يهضمها، ويعتصر خالصاا، ويربط بني أفكارها

عصر (راءة املتأنية البطيئة، ضرورية جدا يف بعض احلاالت، لكننا، وحنن نعيش وهكذا جند أن الق، الذي تضخم فيه حجم املعلومات، وتنوعت طرق تقدميها وأساليب عرضها، ومل تعد العلوم )املعلومات

فيه مقتصرة على عدد من املتون، وعدد من الشروح واحلواشي، إذا حصلها اإلنسان، وأضاف إليها الد كتب األدب، واملعلقات الشعرية، يصقلها ا لغته، وذوقه اجلمايل، يكون قد احتوى العلم بعض خو

.من كل أطرافهإن الكم اهلائل من املطبوعات اليت تغمرنا ا املطابع، ومن املعلومات اليت تنتجها مراكز األحباث،

حلاجة امللحة إىل طرائق أسرع متكننا كل ذلك يربز ا.. واملؤلفات اليت جتود ا قرائح الكتاب واملؤلفنيمن التهام هذا السيل العرم، كي نكون قادريه على مواجهة تضخم الثقافة يف عاملنا املعاصر، وعدم

:وقد طرحت هذه الطرائق وعرب عنها بأشكال خمتلفة... التخلف عن ركاب العلمستعملها معظم الناضجني، وميكن وهو التعبري الذي يطلق على تقنية ي): التحليق فوق النص(فهنالك

.التصفح السريع للنص بغية احلصول على هدف معني منه: تعريفها بأااليت تتيح للقارئ أن يلم مبوضوع الكتاب واجتاهه ومنهجيته؛ بالنظر يف ): القراءة اخلاطفة(وهنالك

.مقدمته وخامتته وفهارسه، مع تصفحه بسرعة

؛ اليت ينصح بعض املربني بالتدرب عليها، من أجل تلمس ما )سطورقراءة ما بني ال(وهنالك ما يسمى .يوحي به النص يف أسرع وقت ممكن

بشكل ندرك فيه مقصد ) التصفح السريع للنص(وإحدى الطرق املقبولة للتعجيل بالقراءة تقوم على وحنن على بينة الكاتب، ومنيز أفكاره الرئيسية، فال نقرأ كل كلمة، بل نلمس سطح النص ملسا رقيقا،

.من أن بعض جوانب هذا النص ميكن أن يفوتنابأقصى سرعة ) عرب الصفحة(ويشبه ذلك ما ينصح به بعض املربني القارئ املدرب بأن يدفع عينيه

يسمح له ا فهمه، ورمبا فاته شيء بسبب سرعته، أو بسبب قلة تركيزه، إذ املرء ال يقرأ بكفاءة .ف يدرك حبسه املرهف املواضع اليت فاتته من النص فيعود إليهامتساوية طيلة الوقت، فسو

وفهم معناها بالنظرة الواحدة الشاملة، ) اجلملة(بأا تعتمد على إدراك ) القراءة السريعة(ويصف البعض دون قراءا كلمة كلمة، فهو يتعرف على جمموعات الكلمات بشكلها العام ومعاملها املميزة، بوصفها

بالسرعة اليت يستطيع ا أن يدرك املعىن، وحني يصادف كلمة ) على السطر(الية، ويسري وحدات إمججديدة أو غري مألوفة، فإنه يتوقف هنيهة ليستخرج معناها من السياق، وكلما ازدادت ألفته ملا يقرأ قلت

.وقفاتهة اجلملة دفعة واحدة، إن هذه الطريقة تساعد كثريا على سرعة القراءة، حبيث يتعود القارئ على قراء

.فيلتقطها ذهنه دفعة واحدة، دون التوقف عند كل كلمة منها، وكل حرفوخالصة القول يف مسألة السرعة يف القراءة هي أن القراءة السريعة ال تعتمد على مقدرة القارئ على

رائيه فهم النصوص فحسب، بل متتد لتشمل هدف القارئ من قراءته، ومستوى ذكائه، وخربته، وانقاملادة، وحالة القارئ النفسية والفيزيولوجية، ومدى سيطرته على مهارات القراءة، وطريقة صوغ املادة

.املقروءةوالقارئ اجليد هو الذي يستطيع أن يالئم بني غرضه من القراءة وبني سرعته فيها؛ وتكون لديه املقدرة

.دة املقروءة والغرض من القراءةعلى أن يسري يف قراءته بسرعات خمتلفة حسب متطلبات املافأنت تراه حني يتخذ بصورة ال شعورية، قبل وأثناء القراءة، قراره بشأن أكثر السرعات مالءمة للنص،

:مثل قائد السيارة الذي تتحرك يده ال شعوريا الختيار السرعة املالئمة ملتطلبات الطريقتتطلب قراءة متأنية وتركيزا على كل كلمة أو فمادة قانوينة أو مسألة رياضية، أو صيغة كيميائية،

عنصر، بينما تستطيع أن تنطلق بسرعة يف قراءة رواية خفيفة، وأن حتوم حول عناوين صحيفة يومية، وأن حتلق فوق نص أديب أو تارخيي، وأن تقفز فوق صفحات دليل للهاتف أو معجم لغوي، حبثا عن

.اسم أو كلمة املثمرة القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#

.إن التمتع بالقراءة شرط أساسي لالستفادة منها .ال ترغم نفسك على قراءة ما ال حتب، فتفسد على نفسك لذة القراءة

خذ من الكتاب ما شئت؛ إنك تريد أن تقرأ ما يفيدك، فرمبا كنت ترغب أن تقرأ كتابا بأكمله بإمعان، بالتفاصيل، أو كنت تريد أن تقرأ منه فصال معينا أو كنت تريد أن تأخذ عنه فكرة سريعة دون أن تم

...أو فقرة تتعلق مبوضوع معني، أو أن تبحث يف ثناياه عن موضوع معني .التجربة هي اليت تعلمك كيف تصل من الكتاب إىل ما تريد

هذه قصة تقرؤها رد التسلية، فأنت تقرؤها بسرعة، وقد تقفز فوق بعض فقراا، وهذه قصة أخرى قلم كاتب ممتاز، تعرف عمقه يف طرح أفكاره ورسم شخصياته، فأنت تقرؤها بإمعان وانتباه، ورمبا ب

.أغرتك حوادثها املشوقة بالقفز لتعرف ماذا حدث بعد؛ لكنك ستضطر للعودة إىل ما قفزت عنهختصصك، وهذه سرية عامل يف الكيمياء، يهمك منها حياته وال مك كيمياؤه، إذ ليست الكيمياء جمال

.فاقرأ ما يهمك، ودع ما ال يهمك آلخرين يهتمون به .وهكذا فاختالف الغرض من القراءة، واختالف أمزجة القراء، يؤثران فيما تقرأ وما تدع، وكيف تقرأ

إذا قرأت عدة صفحات من كتاب، فوجدت أنك ال متيل إليه، فال ترغم نفسك على االستمرار يف .ه يف وقت آخر، فإذا بك جتد فيه ما مل جتد أول مرةقراءته، ودعه فرمبا تعود إلي

وقد تقرأ يف كتاب فال تفهمه، فماذا تصنع؟ استمر يف القراءة فإن شعرت أنك مستمر يف عدم الفهم، فاألرجح أنك اخترت كتابا أعلى من مستوى معارفك، فاحبث عن كتاب آخر يف املوضوع نفسه،

إىل كتابك األول، فستجد أن مشكالته قد حلت، وظلمته قد تستسيغه، فإذا فرغت من قراءته، فعد .استنارت، فالشمعتان تضيئان أكثر مما تضيء الشمعة الواحدة

وال تقلق إذا استغلق عليك فهم بعض األمور، فقد ال تكون أنت املخطئ، وكم من املؤلفني ال يعرفون كثري من املؤلفني، مع أا مبثابة جواز كيف يكتبون بوضوح؛ السالسة والوضوح موهبة، وملكة يفتقدها

.املرور إىل نفوس القراءحاول أن تكتشف اهليكل األساسي للفصل الذي تقرؤه، والفروع اليت تنبثق عنه، ويف كل فقرة ستجد كالما هاما آخر هامشيا، فخذ ما تراه هاما، ودونه يف ملخص، فسوف تظهر لكل فكرة املؤلف بكل

.ية والفرعية يف غاية الوضوحخطواا األساسولكل كتاب، فيما عدا القصص بالطبع، فهرس مبوب ييسر لك استعمال الكتاب، وفن الفهرسة واسع،

يهدف إىل تيسري إيصال القارئ إىل هدفه بأسرع وقت وأقل جهد؛ ففهرس للمحتويات يرسم لك لألعالم، وآخر لألماكن، خريطة الكتاب ويوضح لك فصوله الرئيسية، وفروعه التابعة، وفهرس

.وفهارس لآليات واألحاديث واألشعار واملذاهب والقبائل واألقوام

وأحدث أساليب الفهرسة يقوم على توحيد هذه الفهارس مجيعا، يف فهرس موحد للموضوعات مرتب ها على حروف املعجم األلفبائية، يتخذ الكلمات االصطالحية ذات الداللة املوضوعية مفاتيح يستخدم

.القارئ للولوج ا إىل ما يريد، سواء كان ذلك موضوعا أو اسم علم أو أي مفتاح آخرومعظم األعمال املعجمية واملوسوعية تعتمد طريقة طبع سطر يف رأس الصفحة يشري إىل املوضوع أو الكلمة حبرفها املعجمي الذي تبحثه يف الصفحات، مما يسهل عليك الوصول إىل غرضك مباشرة ويف

.أقصر وقتومقدمة الكتاب غالبا ما تتضمن خطة البحث اليت اعتمدها املؤلف، وهدفه ومنهجه، وقراءا يف البداية

.تضيء لك الطريق، فتمضي يف قراءتك للكتاب على بينةكل ذلك وسائل وطرائق دف إىل تسريع عملية القراءة للحصول على أكرب كمية من املعلومات يف

.نأقصر زمن ممكاملهم أن تقبل .. وكل هذه األساليب والطرائق واجلهود املبذولة لتيسري القراءة، من أجلك ويف خدمتك

على عامل القراءة الفسيح، وأنا واثق من أنه سينفتح أمامك بكل رحابته، وأنك واجد فيه متعتك ..وأنسك، بل ذاتك

ل عزوفك عن القراءة إىل شغفا، وإعراضك عنها إىل إقبال عليهاليس لدينا وصفة طبية حتو .. فالبدللخطوة األوىل من إرادة واستعداد، أما االستعداد فهو موجود لدى كل إنسان بدافع من غريزة حب

.االطالع واملعرفة، وأما اإلرادة فهذا شأنكرتس جراي وب. ولعل من املفيد يف ختام الفصل عن مهارات القراءة أن ننقل ما أشار إليه وليم س

:من مسات القارئ الناضج اليت تتمثل عندمها فيما يلي) النضج يف القراءة(روجرز يف كتاما .محاسة أصيلة صادقة للقراءة -١ :امليل إىل قراءة -٢ .مواد خمتلفة شىت جتلب السرور، وتوسع اآلفاق، وتثري التفكري املبتكر اخلالق -أ

رئ فهم نفسه وفهم اآلخرين، ومعرفة املشكالت ذات الطابع مواد هلا طابع اجلدية تنمي لدى القا -ب .االجتماعي واألديب واألخالقي

.قراءة عميقة يف جمال معين أو مواد تدور حول حمور مركزي واحد -جـ القدرة على ترمجة الكلمات إىل معان حىت يتمكن القارئ من استيعاب األفكار املعروضة وفهمها -٣

.يكون لديه إحساس واضح باملشاعر اليت يتضمنها الكالم املقروءفهما واضحا، وحىت تنمية القدرة اليت تنشأ عن اعتياد اإلنسان أن يستخدم كل ما يعلمه أو ميكن أن يكشف عنه يف -٤

.تفسري معاين األفكار أو تأويلها

٥- ا يكون فيها القدرة على أن يدرك القارئ مواطن القوة ومواطن الضعف فيما يقرأ، وأن يكشف عممن امليل واهلوى والدعاية، وأن يفكر الناقد يف سريان الفكرة املعروضة وقيمتها، وفيما التزم به املؤلف

.من حيث مالءمة املعروض وسالمته ومن حيث آراء املؤلف وما انتهى إليه من نتائجاربه السابقة وبذلك يكتشف امليل إىل دمج األفكار اجلديدة اليت اكتسبها القارئ من قراءته مع جت -٦

اجلديد األوضح يف الفهم والسلوك، ويوسع ميوله واجتاهاته العقلية، وحيسن أمناط التفكري والسلوك اليت .درج عليها، كما يكتسب شخصية أكثر غىن يف الفكر وأكثر ثباتا يف الرأي

لظروف اليت يقرأ فيها، أو القدرة على أن يتحكم القارئ يف السرعة اليت يقرأ ا حبسب حاجات ا -٧ .متطلبات التفسري املالئم

تنمية مهارات القراءة#عنوان؟جانيب؟أول#وإن من الضروري جدا أن تعىن مناهجنا التربوية بتنمية مهارات القراءة لدى األفراد منذ الطفولة، هذه

ملة إليها، ويف متييز املهارات اليت تتمثل يف القدرة على متييز عدد من الكلمات مبجرد النظرة الشاالكلمات الغربية، ويف تنمية العادات السليمة يف النظر إىل الكلمات خالل األسطر، ويف طريقة اإلمساك بالكتاب، واجللسة الصحيحة أثناء القراءة، وتقوية السرعة يف القراءة الصامتة، وحسن األداء يف القراءة

من األلفاظ، والقدرة على فهم املقصود من العبارات اجلهرية، وفهم املادة املقروءة، واكتساب ثروةواجلمل، مث الفقرات واملقاطع، مث الفصول واألبواب الكاملة، والقدرة على اإلجابة عن األسئلة،

.واستخالص الفكرة األساسية مما يقرأ، ومتابعة حوادث القصة أو اخلرب، وتذكر املادة املقروءة .رام الكتاباحت: وإن من أهم مهارات القراءة

فاحترام الكتاب أدب عرفناه منذ القدمي، استمده آباؤنا من تقديس القرآن للكلمة وللحرف، وعلينا أال .خنالف سنة اآلباء يف تبجيل الكتاب، وأن ننقل هذا االحترام إىل أنبنائنا

ده وجتربته الكثري من وقته وجه) املؤلف(فالكتاب عصارة الفكر اإلنساين، وتراث األجيال، بذل فيه .يف إخراجه وأنافته الكثري، كي يفخر به، فال تفسد عليه مفخرته) الناشر(ومعاناته، وبذل

إذا أردت ترك عالمة على الصفحة اليت وصلت إليها، فال تفعل ذلك بثين أطرافها أو مبا يشوهها، بل .مع حرمة الكتاباستخدم لذلك عالمة خاصة من الورق، وهي اآلن متوافرة بأشكال أنيقة تتناسب

وإذا أردت أن تفتح صفحاته املطوية، فال تفعل ذلك عشوائيا، بل استخدم لذلك فتاحة أو سكينا حتافظ على صفحات الكتاب سليمة األطراف، وقم بالعملية مرة واحدة، حىت ال تضطر إىل التوقف عن القراءة

.إلكمال املهمةءة، فال تسند به شيئا، وال تضع عليه كوبا، وال تقبله على وإياك أن ني الكتاب باستعماله لغري القرا

.صفحاته املكتوبة، أو تضعه على النضد فيتسخ، وازجر أوالدك أن يقعدوا فوقه، أو يستخدموه متكأ

القراءة حبسب اهلدف#رقم؟فصل# :ميكن تلخيص الدوافع الباعثة على القراءة، لدى األفراد األكثر قراءة مبا يلي

.الطالع، الذي هو دافع غريزي ميكن تنميته بواسطة الربامج التعليمية واخلطط التربوية اهلادفةحب ا -١الرغبة يف التفوق والتميز؛ علميا واجتماعيا واقتصاديا؛ بدافع البحث عن عوامل النجاح يف اقتصاد -٢

.حر يبحث عن األكفأ .الرغبة يف التسلية واملتعة -٣ ).من املهد إىل اللحد(الدينية اليت حتث على طلب العلم االستجابة للدعوة -٤

.وهكذا تتنوع طرائق القراءة وأساليبها حبسب دوافعها وأهدافها .فمن ذلك قراءة الدرس؛ اليت يقوم ا اإلنسان لزيادة نصيبه من العلم

الشهادات العلمية فهو يقوم ا يف املدرسة ليتمكن من النجاح يف املذكرات واالمتحانات واحلصول على .اليت تؤهله خلوض غمار احلياة العملية

كما يقوم ا يف مناشط احلياة املختلفة؛ فهو يقرأ الالفتات، وجداول السكك احلديدية، واخلطوط الربية .واجلوية، وأمساء الشوارع، ليؤمن حركة انتقاله والوصول إىل هدفه بأيسر السبل

ليحسن استخدام جهاز، أو يتقن طهو طعام، أو لتطوير ) تالوجالك(ويقرأ كتب اإلرشادات العملية .مهنته، وتنيمة عمله

ويراجع يف املعاجم ودوائر املعارف واملوسوعات العلمية؛ حبثا عن كلمة أو مصطلح أو مسألة يهتم ا .إللقاء حماضرة، أو كتابة مقال، أو املشاركة يف ندوة

.ئط اجلغرافية، واملصورات، والرسوم البيانيةويقرأ مواد متخصصة مثل احلساب، واخلراويقرأ كتب االجتماع والسياسة واألخالق والدين، للوصول إىل قرار يف مبدأ من مبادئ السلوك، أو

.قيمة خلقية، أو موقف سياسي .وينبغي أن تكون له يف كل ذلك قدرة على تنظيم املقروء بتلخيصه، واستيعابه إلعطاء فكرة عنه

:وهي مرتبطة بأوقات الفراغ، ويندرج حتتها نوعان: راءة لالستمتاعوهنالك القينبع من تطلع اإلنسان إىل معرفة النفس البشرية، وما حييط ا من ظروف احلياة؛ فهو يريد أن : األول

يعرف شيئا عن احليوان وطرق معيشته، وعن األقطار األخرى، وعن الفضاء والكون، وعن احلياة يف .الواقعالتاريخ ويف

ينبع من رغبة اإلنسان يف االبتعاد عن الواقع؛ ويبدو يف رغبة الطفل يف قراءة القصص الومهية : الثاينواخليالية، ورغبة الكبار يف القراءة عن التغريات املفاجئة، وأحداث الساعة، واملواقف اليت يعاين منها

شباع هواية من اهلوايات، كل ذلك من اآلخرون، وأسرار النفس البشرية، وإدخال السرور والبهجة، وإ .أجل االبتعاد عن احلياة الواقعية، وصرف الذهن عن معاناة احلاضرة

ومن الواضح أن قراءة الدرس سواء أكانت يف املدرسة، أم يف مناشط احلياة املختلفة إا قراءة إلزامية أو .شبه إلزامية؛ كتبها مقررة وموادها مفروضة، وخياراا حمددة

أما قراءة املتعة الذهنية، فهي نشاط تلقائي، متروك الختيار اإلنسان، فليحسن االختيار، ولريتفع يف مقروءاته عن املستويات اهلابطة، ولينوع يف هذه املقروءات، حىت ال ميل، فإن اجلائع إذا أرغمته على

.طعام واحد عافهغي، وأنت تقدم الكتاب للناس، أن تكون قد فال تتعجل، ينب: ورمبا تقرأ للنقد وتقدمي الكتاب لغريك

:استوعبتهاقرأ الكتاب، ودون مالحظاتك أوال بأول، وحتقق مما يورده املؤلف، من تواريخ أو إحصاءات، فقد

يغلط فيما يورده من بيانات، وقارن معلوماته مبا كتب غريه يف املوضوع نفسه، وارصد إبداعاته، وما سابقيه ومعاصريه، واقرأ ما كتبه غريك عنه، كي تستطيع أن تضع الكتاب أضافه من أفكار جديدة على

وإذا أصدرت حكمك على الكتاب، فليكن . يف مكانه املناسب، وتضع تقدميك له يف مكانه املناسبذلك بكثري من االحتياط والعدل، فال حيملنك اإلعجاب على جتاوز العثرات، وال الكراهية على جتاوز

، <pn>[٥/٨: املائدة]<pt> {١٥-٥/٨:٩@>{ يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلواوال#>احلسنات؛ .إخل.. الكتاب جيد، ال غىن لقارئ عنه، يتميز بالرباعة واإلبداع: وجتنب اجلمل العامة املرددة

.إن تقدميك للكتاب، ينم عن اطالعك، وأحكامك عليه رمبا تكشف عن ضيق أفقك قراءة القرآن#؟فصلرقم# القرآن يرسم لنا طريق قراءته -١#عنوان؟جانيب؟أول#: ص]<pt> {٩-٣٨/٢٩:١@>{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو األلباب#>٣٨/٢٩]<pn>.

ياته، وأن هذا التدبر هو عالمة بركته، يف هذه اآلية بيان للمقصود من ترتيل القرآن، وهو تدبر الناس آل .وحتصيل نفعه وفائدته

<#ون تجرة يالنيعا ورس مقناهزا رمفقوا مأنالة ووا الصأقامو الله تابلون كتي ينإن الذ وربت ة لنجار (*)نم مهزيديو مهورأج مهفيويل كورش غفور هإن هل٨-٣٥/٣٠:١، +٣٥/٢٩:١@>{فض}

<pt>[٣٠-٣٥/٢٩: فاطر]<pn>. ويف هذه اآلية عرض لنموذج رائع من القراءة لكتاب اهللا، الذين أمثرت قراءم إقامة للصالة، وإنفاقا يف

.ة والتكرمي من اهللاسبيل اهللا، هذا النموذج الذي تعامل مع كتاب اهللا تعامال ناجحا يستحق املثوب

<#ون بهنمؤي كأولئ هتالوت قح هلونتي تابالك مناهيآت ين٩-٢/١٢١:١@>{الذ} <pt>[البقرة :٢/١٢١]<pn>.

وها هنا توضيح للتالوة املطلوبة، واليت هي مسة املؤمنني، وهي أن يتلوه حق تالوته، أي أن يقرؤوه بوعي .نيه، وتطبيق ألوامره ونواهيهوإدراك ملعا

.<pn>[٤٧/٢٤: حممد]<pt> {٧-٤٧/٢٤:١@>{أفال يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها#>هنا يأيت التساؤل اإلهلي، بالنسبة إىل هؤالء القراء الذين تردد ألسنتهم كالم اهللا، دون وعي ملقاصده، وال

لوم وعطلت عقوهلم، فال تتدبر ما تقرأ، وال تنتفع به؟تطبيق ألحكامه؛ هل أقفلت ق<#وا كالذكونال يو قالح نل مزما نو كر اللهذل مهقلوب عشخوا أن تنآم ينلذل أني ألم تابوا الكأوت ين

قلوب تفقس داألم همليل فطال عقب نقون مفاس مهنم ريكثو مه (*) دعب ضيي األرحي وا أن اللهلماع: احلديد[>pt} <١٣-٥٧/١٧:١، +٥٧/١٦:١@>{موتها قد بينا لكم اآليات لعلكم تعقلون

١٧-٥٧/١٦[>pn<. بصارهم وقلوم عن ذكر اهللا وما نزل من وتأيت الدعوة اإلهلية من جديد إىل الذين عطلوا أمساعهم وأ

احلق، أن يثوبوا إىل رشدهم، وأن يفتحوا مغاليق قلوم، ويزيلوا عنها ما ران عليها من الصدأ لطول األمد، وأن يعملوا عقوهلم بعد أن يزيلوا عنها ما تراكم عليها من غبار التقليد عرب السنني، وأن يعيدوا

تالوته، بأعني مدركة للنصوص، مفتوحة على الواقع، فسوف جيدون أن اهللا قراءة كتاب اهللا ويتلوه حق .تعاىل قادر على أن حييي األرض بعد موا، قادر على أن يعيدهم إىل احلياة والعزة بالقرآن من جديد

من وكأين باآلية تشري إىل سنة ثابتة ختضع هلا كل اتمعات اليت تنهض على دوي رسالة، توقظها سباا، فتحملها وتنطلق ا، واعية ملفاهيمها، مدركة ملقاصدها، تواجه ا كل الوقائع واملستجدات، فإذا ما اطمأنت لنجاحها، واسترخت يف عزميتها واجتهادها، وطال عليها األمد فأورثها قسوة القلب،

ستلهم األقدمني تريد أن والعجز عن مواكبة املستجدات والتعامل معها، إذا ا تلوذ بالنصوص، وتتبعثهم من قبورهم، وتسأهلم أن يطلوا عليها من وراء القرون حلل مشكالا، فيعجزون عن ذلك،

.وتسقط صريعة جهلها ومجودها وكسلها واسترخائهاوينبغي لنا أن نالحظ أن املخاطبني يف هذه اآلية هم املؤمنون الذين مازالوا يتلقون الوحي، ويعيشون يف

، وها هو الوحي يتخوف عليهم من طول األمد الذي أصاب الذين أوتوا الكتاب )ص(الرسول صحبة !من قبلهم، فكيف بنا حنن الذين تفصلنا عن زمن ترتل الوحي القرون الطوال؟

كيف كانت قراءة رسول اهللا للقرآن -٢#عنوان؟جانيب؟أول# .كانت قراءة مفسرة حرفا حرفابأا ) ص(نعتت لنا أم سلمة رضي اهللا عنها قراءة النيب

مث افتتح .. ذات ليلة، فافتتح البقرة) ص(وحكى لنا حذيفة بن اليمان رضي اهللا عنهما أنه صلى مع النيب آل عمران فقرأها، يقرأ مترسال؛ إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بآية سؤال سأل، وإذا مر بتعوذ

.تعوذ، فقلت يا ))اقرأ علي القرآن): ((ص(قال يل رسول اهللا : رضي اهللا عنه أنه قالوعن عبد اهللا بن مسعود

سورة (فقرأت عليه )). إين أحب أن أمسعه من غريي: ((قال! أقرأ عليك، وعليك أنزل؟! رسول اهللاك على هؤالء فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا ب#>: حىت جئت إىل هذه اآلية) النساء، فالتفت إليه، فإذا ))حسبك اآلن: ((، قال<pn>[٤/٤١: النساء]<pt> {١٢-٤/٤١:١@>{شهيدا

.عيناه تذرفان، متفق عليهإن #>: واآلية هي)) بآية يرددها حىت أصبح) ص(قام النيب : ((وعن أيب ذر الغفاري رضي اهللا عنه قال

كبادع مهفإن مهذبع٤-٥/١١٨:١@>{ت} <pt>[٥/١١٨: املائدة]<pn>. كيف قرأ أسالفنا القرآن؟ -٢#عنوان؟جانيب؟أول#

فمن الله علينا ووقانا عذاب #>: دخلت على أمساء رضي اهللا عنها وهي تقرأ: قال عباد بن محزةيدها وتدعو، فوقفت عندها، فجعلت تع <pn>[٥٢/٢٧: الطور]<pt> {٦-٥٢/٢٧:١@>{السموم

.فطال علي ذلك، فذهبت إىل السوق، فقضيت حاجيت، مث رجعت وهي تعيدها وتدعو: البقرة]<pt> {٦-٢/٢٨١:١@>{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله#>وردد سعيد بن جبري

٢/٢٨١]<pn>الك#>: ، كما ردد أيضا كببر كسان ما غرها اإلن٦-٨٢/٦:١@>{رمييا أي}

<pt>[٨٢/٦: االنفطار]<pn>. وكان السلف حيافظون على تالوة القرآن، ويكثرون منها، وكانت هلم عادات خمتلفة يف قدر ما يقرؤون

.يف اليوم، وقدر ما خيتمون القرآن فيهاءته غري أن اإلمام النووي استحسن ملن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف، أن يقتصر يف قر

.للقرآن على قدر حيصل له به كمال فهم ما يقرؤهما اجتمع قوم يف بيت من بيوت اهللا تعاىل يتلون : ((قال) ص(وعن أيب هريرة رضي اهللا عنه عن النيب

كتاب اهللا تعاىل ويتدارسونه بينهم، إال نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرمحة، وحفتهم املالئكة، ).)وذكرهم اهللا فيمن عنده

ويبدو واضحا من هذا احلديث، ومن فعل السلف أن تالوم للقرآن كانت مصحوبة بالتدبر والتدارس، وأن ما شاء بعدهم من القراءة اللفظية رد التربك دون تدبر وال فهم، بعيد عن جوهر التالوة

.ومقاصدها اقرأ القرآن كأمنا يرتل عليك -٤#عنوان؟جانيب؟أول#

للقرآن، خمتلفة عن قراءة الناس، وكان هلا فضل كبري يف ) حممد إقبال(شاعر اهلندي لقد كانت قراءة الكنت قد تعودت أن أقرأ القرآن كل يوم بعد صالة الصبح، : ((تذوقه للقرآن، وقد حكى قصته فقال

أقرأ القرآن، وظل على هذه احلال ثالث سنوات : ماذا تصنع؟ فأجيبه: وكان أيب كلما رآين يسألينما بالك تسألين السؤال نفسه، ! أيب: اليات؛ يسألين سؤاله، وأجيبه جوايب، حىت قال له ذات يوممتت

اقرأ ! (يا ولدي: إمنا أردت أن أقول لك: وأجيبك اجلواب نفسه، مث تعود إىل السؤال من غد؟ فقال يف جوائه، ، ومنذ ذلك احلني بدأت أتفهم القرآن؛ أغوص يف حباره، وأطري)القرآن كأمنا يرتل عليك

وأجوب يف آفاقه، فأخرج من ذلك بعلم جديد، وإشراق جديد، وأزداد إميانا بأن القرآن هو الكتاب اخلالد، والدستور األبدي للحياة، والنرباس اهلادي الذي يضيء للبشرية طريقها إذا ما ادهلمت

)).الظلماتال أسريا للمتزعمني للدين، واحملتكرين إنك أيها املسلم، ال تز: ((يف مقطوعة شعرية له، يقول إقبال

لقد أصبح الكتاب الذي أنزل ليمنحك ! واعجبا! للعلم، مالك ال تستمد احلكمة رأسا من القرآن؟ )).احلياة، يتلى عليك اآلن لتموت بسهولة إذا حضرتك الوفاة

كيف توفر للقراءة الوقت واملال#رقم؟فصل# يف للقراءةال جند الوقت الكا#عنوان؟جانيب؟أول#

هذه تعلة معظم الناس العازفني عن القراءة، والذين ال يعريوا أي اهتمام، والذين ال خيطر يف باهلم، مهما .طال وقت فراغهم، أن يتناولوا كتابا ميلؤون به وقت فراغهم

.مهال، يا أخي، لو أردت لوجدت الوقت الكايف، إنك تضيع أوقاتا كثرية فيما هو دون القراءةانتظار يف مرآب أو .. انتظار ملكاملة هاتفية.. كم من األوقات تقضي يف االنتظار؟ انتظار يف عيادة طبيب

انتظار يف السيارة أو يف الطيارة يف الطريق إىل بلد .. مطار لسيارة أو طيارة تأخرت عن موعد انطالقها .انتظار لتعيني يف وظيفة.. انتظار ملوعد يف مكتب مدير.. املقصد

!فال تتغلب بالقراءة على ملل االنتظار؟أ ! كم من الساعات تقضي يف تناول الطعام؛ طعام اجلسد؟

!غذاء الفكر؟: أفنبخل على عقولنا بشيء من الوقت نقضيه يف ميادين القراءةإننا نقضي مع أصحابنا أوقاتا كثرية للسمر، أفال تكون لقاءاتنا أكثر جدوى ومتعة، لو أديرت على حنو

د؟ لنأخذ كتابا أو موضوعا ليكون حمورا لنقاشنا ومسرنا بدال من الثرثرة الفارغة حول أمور الطقس، مفيأفال نشعر بالسمو والسعادة، . وأحوال اجلو، وشؤون الساعة، وأنواع الطعام، وآخر النكات اهلابطة

!حني خنرج من مسرنا بأفكار منت باحلوار، وصقلت باملناقشة؟

تقضني ساعات طويلة يف زيارة األهل واجلريان، ويف احملال التجارية تتنقلني من حمل إىل إنك يا سيديتحمل لتمشطي سوقا بأكمله، من أجل شراء سلعة عادية، أو رد تزجية الوقت، كم يكون من املفيد،

من وأنت مضطلعة بأشرف مهمة، مهمة تربية اجليل الصاعد، لو أنك أحسنت تنظيم وقتك، ووفرت أوقات الطهو والتسوق، وقتا للقراءة، ولو وظفت لقاءاتك وزياراتك لطرح ما حصلته من قراءاتك من

!أفكار؟كلمة يف الدقيقة، أي ما يعادل مخس عشرة صفحة يف عشر دقائق، فلو ٣٠٠يقرأ القارئ العادي

بوع أو كتابا كبريا يف عودت نفسك أن تقرأ عشر دقائق كل يوم ألمكن أن تقرأ كتابا صغريا كل أسكل شهر، أي أنك ستقرأ حوايل عشرين كتابا يف كل عام، من أحجام خمتلفة، فهل يتعذر على أحد أن

!يوفر هذه الدقائق العشر من وقته كل يوم للقراءة؟لقد وضع طبيب لنفسه قانونا صارما أن يقرأ كل ليلة ربع ساعة، مهما تأخر يف عمله، وقبل أن يأوي

فراشه، فإذا هو جيد نفسه بني املشتغلني يف األدب جبانب ختصصه املهين، وإذا به يشعر بسعادة إىل .غامرة، ساعدته على التفوق والنجاح يف ختصصه نفسه

وأعرف ناشرا عربيا ألزم نفسه بساعة قبل نومه يقضيها يف القراءة يف كتب الطبقات، وفهارس كتب .ذا به موسوعة ناطقة، إذا جلست إليه شعرت أنك يف جمالس عامل مطلعالتراث، وباقي فروع املعرفة، فإ

كيف نوفر املال القتنا الكتب؟#عنوان؟جانيب؟أول#لقد ارتفعت أمثان الكتب، ومل يعد اقتناؤها ضمن طاقة أصحاب الدخل احملدود، فهل من طريقة لتوفري

املال الالزم لشرائها؟ذلك أننا ندفع أحيانا يف أمور كمالية ويف . يعكس نظرتنا الدونية له إن شعورنا بالعجز عن شراء الكتاب

.سلع غري ضرورية ما ميكننا من شراء عشرات الكتب .إن بإمكاننا أن نوفر من التدخني وحده ما يكفل لنا مكتبة قيمة على مر األعوام

ا اخلضر والفواكه إىل موامسها أما ما نوفره من استغنائنا عن بعض السلع االستهالكية، ومن تأجيل شرائن .حىت ال ندفع فيها أمثانا أعلى، فشيء كثري

وجيب أن نعلم أطفالنا أن يوفروا من مصروفام لشراء كتاب، ولسوف يشعرون بسعادة غامرة إذا وترتفع قيمة . ضحوا بشيء من رفاهيتهم، ومن أجور مواصالم، ومن مثن ألعام لصاحل كتاب

.رهم فوق الكماليات، وفوق بعض احلاجاتالكتاب يف نظواقتناء الكتب املستعملة، مل يعد شيئا غريبا، ورمبا حيل لنا مشكلة ضعف قوتنا الشرائية، ففي معظم

البلدان أماكن لعرضها بأرخص األمثان، فعلى أسوار ر السني يف باريس، وعلى سور حديقة األزبكية .املدن تعرض آالف الكتب بأرخص األمثانيف القاهرة، وعلى األرصفة يف معظم

فإذا استحكم عجزنا عن الشراء، فما على احلكومات إال أن توفر لنا فرصة املطالعة وإشباع رغبتنا يف .القراءة بواسطة املكتبات العامة، اليت ينبغي أن تكون قريبة منا يف أماكن السكن، ويف مراكز العمل

وأخريا#رقم؟فصل#هذا البحث، أن أقدم للقارئ مرجعا وافيا عن مسائل القراءة؛ تقنياا، وأساليبها، مل أكن أريد من

ولئن المست هذه املسائل؛ إمنا ملستها ملسا رفيقا، بالقدر الذي خيدم غرضي، تاركا ملن يعنيه .. ومهاراا .التوسع فيها، أن يعود إىل املراجع املتخصصة

اجلة مشكلة، استحوذت على تفكريي، ومازالت تشكل مهي األكرب وإمنا كان اهتمامي منصرفا إىل مع .للكتاب) هجرنا(مشكلة .. عن القراءة) عزوفنا(مشكلة .. وشغلي الشاغل؛ تلك هي مشكلة القراءة

أتلفت من حويل؛أنظر يف حميط أسريت، يف جمتمعي الضيق؛ زمالئي يف الدراسة، أصدقائي، جرياين، يف اتمع الواسع؛

، والشغف باملطالعة، ال يشغل حيزا )القراءة(، والرغبة يف )الكتاب(، جتارا، مهنيني، فأجد أن موظفنيمن االهتمام، فضال عن أن يكون حمورا له، وال خيطر يف بال أحد، فضال عن أن يكون هاجسا حيركه،

.للبحث عن وسائل حتصيلهي يف حميطك القريب؛ عن عدد املهتمني وما أظن إال أنك تشاركين هذا الشعور، وأنت تبحث مثل

بالقراءة؛ بني أبنائك، جريانك، زمالئك، أصدقائك؟ كم واحدا منهم، يفكر، وهو خيرج من بيته يف الصباح، حامال معه قائمة مستلزمات طعام اليوم من خضر وحلم وفاكهة مما يشتهون، كم واحدا منهم

هل ! د، شيئا من مستلزمات غذاء الفكر والروح؟يفكر أن يضيف إىل قائمة مستلزمات غذاء اجلس !يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة؟

تنام وتصحو، وأنت : وإذا كنت يف عداد املؤلفني؛ حترق أعصابك، تسهر ليلك، تستغرق أوقات راحتكتولد فكرة ترى حاجة اجلمهور إليها، أو تؤلف رواية تعكس آالم جيل يتلوى حتت وطأا، أو تنظم

تسكب فيه كل أحاسيسك ووجدانك، تترقب يوم الصدور فال ترى إال الصدأ، وال يرجع إليك شعراودي أصدقاءك عشرات النسخ ممهورة بعبارات املودة واستجداء الرأي : من صراخك صدى

واملالحظة، تريد أن تستمع بتفاعل اآلخرين معك ولو سلبا وانتقادا ورفضا، فريوعك اإلمهال واإلعراض !كم هو مثبط وحمبط هذا املوقف الالمبايل؟. لتعالتوا

جاءين شاعر مرموق ذات يوم، وكان عائدا لتوه من أمسية شعرية يف بلدة ريفية يف بلد عريب بعيد، ألول مرة أواجه مجهورا متفاعال : وكان وجهه يتهلل بشرا، فسألته عن مصدر سعادته، فقال يل باحلرف

ت قد نسيته، فضال عن قصائدي احلديثة، قلت وهل كان مجهورك معجبا إىل أنشدين من شعري ما كنأبدا، لقد وجهوا إيل كل ما يف جعبتهم من نقد، وبعض الفتيات شتمتين، وامنين : قال! هذا احلد؟

لكنين كنت أشعر بسعادة غامرة، إذ ألتقي جبمهور .. بالعداوة للمرأة من حيث أدعي أنين نصري هلايفهمين، ينقدين، يشتمين، يصغي إىل قصائدي، وحياول أن حيس أحاسيسي، ال كمن يستمع إىل يقرؤين،

.قطعة موسيقية يترمن ا دون أن يفهم عم تعرب وإالم ترميوحضرت أمسية ثقافية، كان احملاضر فيها مؤلفا بارزا، يشرح فكرة كان قد ضمنها كتبه املطبوعة منذ

خالل ذلك عدة مرات، إال أن أحدا من احلاضرين مل يكن قد اتصل ذه أكثر من ربع قرن، طبعت وكم ! أليس هذا من املواقف املخزية اليت تتكرر يف حياتنا اليومية؟.. الفكرة، وال اطلع عليها يف كتاب

وكم من املؤلفني يستطيع أن يصرب على ! ستكون أمثال هذه املواقف مشجعة على االجتهاد واإلبداع؟ !إلعراض واإلمهال، إال أن يكون من النبيني والصديقني؟هذا ا

أما إذا كنت ناشرا، تبذل ما يف وسعك من وقت ومال وفن وإبداع، يف تلبية حاجات أمتك الثقافية، ويف توفري غذائها للعقل والفكر، وتطمح إىل أن يلقى إنتاجك من اإلقبال واحلفاوة ما يكافئ عطاءك،

لديك، عندما جتد الناس يف واد آخر، ال يكترثون جلهدك، وال يقيمون فكم سيكون هول الصدمة !إلنتاجك وزنا؟

بل حني تشعر أن مهنتك يف انتقاص، وأن مآهلا إىل االنقراض إن استمرت وترية العزوف عن القراءة نسبة واإلعراض عن الكتاب على هذه احلال من التناقض يف كمية املطبوع مع التزايد يف عدد السكان و

!منهم؟) غري األميني(املتعلمني فإذا أردت أن تنظر إىل املوضوع من زاوية التنمية واإلصالح االجتماعي، واالرتقاء يف معارج املدينة

قلة من .. والتحضر، وأنت ترى عجز األفكار عن النمو، نتيجة عجزها عن أن تكون يف موضع التداولوحفنة من القراء هي اليت .. من الكتب هي اليت تصدر وكميات متناقصة.. املفكرين هم املبدعون

فأية تنمية وأي إصالح وأي ارتقاء .. وقلة ضئيلة هي اليت تنتقد، وحتمل األفكار إىل اآلخرين.. تتلقى !يرجتى؟

لست متشائما، وال أحب التشاؤم واليأس، وكل صنوف املواقف السلبية، إمنا أريد أن أنبه إىل خطورة .ورة تضافر كل اجلهود من أجل السيطرة عليه، والتخفيف من حدته، متهيدا لتغيريهاملوقف، وضر

كل ما أصبو إليه، هو أن أسهم جبهد متواضع يف حث الناس على القراءة، وتشجيعهم عليها، وإزالة .اجلفوة بينهم وبني الكتاب، ورفع الكتاب إىل املستوى الالئق به

طعت بكتايب ها أن أجتذب إىل عامل القراءة قارئا واحدا من أصل وكم ستكون سعاديت غامرة إن استرياض الصاحلني )) [ألن يهدي اهللا بك رجال واحدا خري لك من محر النعم((كل مئة ممن يقرؤونه، و

١٣٨٧.[

أما إذا فشلت، وقصرت جهودي عن حتقيق غاييت، فذلك مبلغ جهدي وطاقيت، ومن واجب كل من إن أريد إال اإلصالح ما استطعت وما #>رة على بذل مزيد من اجلهد أن يفعل، يأنس من نفسه قد

أنيب هإليو كلتوت هليع ي إال باللهيقفو٣٥-١١/٨٨:٢٢@>{ت} <pt>[١١/٨٨: هود]<pn>. املراجع#رقم؟فصل#، ٣٩، العدد )التربية اجلديدة(لبات، مقال يف جملة حممد أمحد السيد، القراءة مفهوما وأمهية ومتط. د -

.م١٩٨٦كانون األول عباس الترمجان، دار الصحف للنشر، طهران . علي شريعيت، اإلنسان واإلسالم، ترمجة د. د -

.هـ١٤١١أمحد شعبو، دار الفكر، . بسام بركة ود. مالك بن نيب، مشكلة األفكار يف العامل اإلسالمي، ترمجة د -

.م١٩٨٨، ١طدمشق .م١٩٨٨، ١جودت سعيد، اقرأ وربك األكرم، دمشق ط - -، دار الفكر )من سلسلة أعالم التربية يف تاريخ اإلسالم(عبد الرمحن حنالوي، ابن قيم اجلوزية -

.م١٩٩١، ١دمشق، ط .حممد حممود رضوان، تعليم القراءة للمبتدئني، مكتبة مصر -، ٢، مكتبة النهضة املصرية، ط)دراسات يف فن القراءة(يت كتاب سهري القلماوي، العامل بني دف. د -

.م١٩٥٨ .غلني دومان، علم طفلك القراءة، ترمجة عدنان اليازجي - .م١٩٨٠، ١رالف ستيجر، دروب القراءة، ترمجة بشري النحاس، اليونيسكو، الكرمل، دمشق، ط - .م١٩٨٦، ٢طحسن شحاته، القراءة، موسسة اخلليج العريب، القاهرة، . د - .م١٩٨٨، ١حممد عدنان سامل، صناعة الكتاب العريب، واقعها وآفاقها، دار الفكر، دمشق، ط -

اقرأ كتابك كفى (*) وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا #>والي فسكسيبابنح كليع ٧-١٧/١٤:١، +١٧/١٣:١@>{م} <pt>[١٤-١٧/١٣: اإلسراء]<pn>.