299
ﺧﻠﺪون أﺑﻦ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺧﻠﺪون ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ ا ﻋﺎم ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ ﻟﻤﻮﻟﻮد1332 و م اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻋﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ م1404 م

نوﺪﻠﺧ ﻦﺑأ ﺔﻣﺪﻘﻣ - 4read.net…قدمة إبن خلدون إبن خلدون #فور_ريد... · 1 نوﺪﻠﺧ ﻦﺑا ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا

  • Upload
    others

  • View
    8

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  •  

     

     

     

     

     

     

     

    مقدمة أبن خلدون

    عبد الرحمن محمد بن خلدون

    م1404م في مصر عا المتوفيم و1332لمولود في تونس عام ا  

     

     

     

     

     

     

  • 1

    مقدمة ابن خلدون

    بسم اهللا الرحمن الرحيم

    ه يقول العبد الفقير إلى اهللا تعالى الغني بلطفه عبد ذي ل د هللا ال ه اهللا الحم دون الحضرمي وفق الرحمن بن محمد بن خلالم فال يغرب العزة ره النجوى أو والجبروت وبيده الملك والملكوت وله األسماء الحسنى والنعوت الع ا تظه ه م عنادر فال يعجزه شيء في السموات يخفيه ا السكوت الق أنا من األرض نسما واستعمرنا فيه وت أنش واألرض وال يف

    ا ويسر اال وأمم رزق والقوت أجي ا ال وت ويكفلن ام والبي ا األرح ما تكنفن ا وقس ا أرزاق ا منه ام والوقوت لن ا األي وتبلينى البقاء و وتعتورنا اآلجال التي خط علينا آتابها الموقوت وله الثبوت وهو الحي الذي ال يموت والصالة والسالم عل

    الكون قبل أن تتعاقب محمد النبي العربي المكتوب في التوراة واإلنجيل المنعوت الذي تمحض لفصاله سيدنا وموالناه وأصحابه ى آل د والصيت اآلحاد والسبوت ويتباين زحل واليهموت وعل ر البعي م في صحبته وأتباعه األث ذين له ال

    وانقطع ولعدوهم الشمل الشتيت صلى اهللا عليه وعليهم ما اتصل باإلسالم جده المبخوت لشمل الجميع في مظاهرتهواون ه الرآائب بالكفر حبله المبتوت وسلم آثيرا أما بعد فإن فن التاريخ من الفن ال وتشد إلي م واألجي ه األم ي تتداول الت

    ال إذ هو نافس فيه الملوك واألقيال وتتساوى في فهمه العلماءالسوقة واألغفال وتت والرحال وتسموا إلى معرفته الجه .في ظاهره ال يزيد على أخبار

    ة إذا غصها عن األيام والدول والسوابق من القرون األول تنمو فيها األقوال وتضرب فيها األمثال وتطرف بها األنديى تقلبت بها األحوال واتسع ل االحتفال وتؤدي لنا شأن الخليقة آيف روا األرض حت ا النطاق والمجال وعم دول فيه ل

    ائع بهم االرتحال وحان منهم الزوال وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات نادى ات الوق ومبادئها دقيق وعلم بكيفية ذلك أصيل في الحكم و ل ق فه ق وإن فحول المؤرخين في وأسبابها عمي ا وخلي د في علومه أن يع ق وجدير ب عري

    ا اس اإلسالم قد ا وخلطه دفاتر وأودعوه ا وسطروها في صفحات ال ون بدسائس توعبوا أخبار األيام وجمعوه المتطفلر ممن من الباطل وهموا فيها وابتدعوها وزخارف من الروايات ار الكثي ك اآلث المضعفة لفقوها ووضعوها واقتفى تل

    ائع واأل بعدهم واتبعوها م يالحظوا أسباب الوق ا سمعوها ول ا وأدوها إلينا آم م يراعوه وال رفضوا ترهات حوال وليح في الغالب ل وطرف التنق د األحاديث وال دفعوها فالتحقيق قلي ل والتقلي ار وخلي وهم نسيب لألخب ط وال ل والغل آلي

    ل والحق ال عريق في اآلدميين وسليل يم وبي اوم والتطفل على الفنون عريض طويل ومرعى الجهل بين األنام وخ يقل سلطانه والباطل يقذ ي وينق ا هو يمل ل إنم م ف بشهاب النظر شيطانه والناق ل والعل د الصحيح إذا تعق والبصيرة تنق

    الم يجلوا لها صفحات القلوب ويصقل هذا دول في الع م وال وقد دون الناس في األخبار وأآثروا وجمعوا تواريخ األمون نوسطروا والذين ذهبوا بفضل الشهرة واإلمامة المعتبرة واستفرغوا دواوين م قبلهم في صحفهم المتأخرة هم قليل

    حرآات العوامل مثل ابن إسحق والطبري وابن الكلبي ومحمد بن عمر الواقدي ال يكادون يجاوزون عدد األنامل والان في آتب وسيف اهير وإن آ دي من بن عمر األسدي وغيرهم من المشاهير المتميزين عن الجم المسعودي والواق

    ين المطعن والمغمز ما هو م ات ومشهور ب د اإلثب ارهم عروف عن ول أخب ة اختصتهم بقب ات إال أن الكاف الحفظة الثقأو اعتبارهم فللعمران التصنيف واتباع آثارهم والناقد البصير قسطاس نفسه في تزييفهم فيما ينقلون واقتفاء سننهم في

    ا ار وتحمل عليه ا األخب ه ترجع إليه ائع في أحوال ات طب م إن الرواي ار ث اهج واآلث ة المن واريخ لهؤالء عام ر الت أآثات في المآخذ والمسالك لعموم الدولتين د من الغاي ا البعي ك وتناوله اق والممال ارك ومن صدر اإلسالم في اآلف والمت

    م م واألمر العم دول واألم دهم من هؤالء من استوعب ما قبل الملة من ال اه وجاء من بع ا منح آالمسعودي ومن نحه ى التقييد ووقفعدل عن اإلطالق إل في العموم واإلحاطة عن الشأو البعيد فقيد شوارد عصره واستوعب أخبار أفق

    ق مؤرخ وقطره واقتصر على تاريخ دولته ومصره آما فعل أبو حيان مؤرخ األندلس والدولة األموية بها وابن الرفيك يأت من بعد هؤالء إال مقلد و أفريقية والدولة التي آانت بالقيروان ثم لم ى ذل د ينسج عل ل أو متبل ع والعق د الطب بلي

    تبدلت ون المنوال ويحتذي منه بالمثال ويذهل عما أحالته األيام من األحوال واس ال فيجلب م واألجي د األم ه من عوائ با األخبار عن الدول وحكايات الوقائع في العصور األول صورا قد تجردت عن موادها وصفاحا انتضيت من أغماده

    ارف تنك ومع م تس واع ل م أصولها وأن م تعل ا هي حوادث ل ا إنم ا وتالده ر أجناسها وال تحققت ر للجهل بطارفه تعتبة ار المتداول ون أمر فصولها يكررون في موضوعاتها األخب أنها ويغفل دمين بش ي من المتق ا لمن عن ا اتباع بأعيانه

    ا فتستعجم صحفهم األجيال الناشئة يهم من ترجمانه م إذا في ديوانها بما أعوز عل ا ث ة عن بيانه ذآر الدول تعرضوا لا أو صدقا ال ا وهم ى نقله افظين عل قا مح ا نس قوا أخباره ع من نس ذي رف ذآرون السبب ال دايتها وال ي يتعرضون لب

    ا وال ا وأظهر من آيته ادىء رايته اد أحوال مب ى افتق د إل ا بع اظر متطلع ى الن ا فيبق د غايته ة الوقوف عن دول عل الة سباب تزاحمها أو تعاقبها باحثا عن المقنع فيومراتبها مفتشا عن أ ه في مقدم تباينها أو تناسبها حسبما نذآر ذلك آل

  • 2

    م جاء آخرون اب ث وك واالقتصار مقطوعة عن الكت اء بأسماء المل ى االآتف وا إل إفراط االختصار وذهب األنساب بميزان العمل ومن اقتفى هذا األثر من رشيق في واألخبار موضوعة عليها أعداد أيامهم بحروف الغبار آما فعله ابن

    ال ر لهؤالء مق يس يعتب ذاهب الهمل ول وا بالم د وأخل وا من الفوائ ا أذهب ال لم وت وال انتق م ثب د له ة وال يع المعروفوم وم نبهت عين القريحة من للمؤرخين والعوائد ولما طالعت آتب القوم وسبرت غور األمس والي ة والن سنة الغفل

    ا المفلس أحسن السؤم فأنشات في وسمت التصنيف من ه عن أحوال الناشئة من نفسي وأن ا رفعت ب اريخ آتاب التا وفصلته في بابا األجيال حجاب ال وأس ران عل دول والعم ة ال ه ألولي ديت في ا باباوأب ار باب ى األخبارواالعتب ه عل وبنيت

    دول الضواحي من أخبار األمم الذين عمروا المغرب في هذه األعصار ومألوا أآناف م من ال ه واألمصار وما آان لهالمغرب الطوال أو القصار ومن سلف لهم من الملوك واألنصار وهما العرب والبربر إذ هما الجيالن اللذان عرف ب

    ا عداهما وال ه م اد يتصور في ى ال يك ا حت ين مأواهما وطال فيه على األحقاب مثواهم ال اآلدمي ه من أجي يعرف أهله ته ذبت مناحي واهما فه امس ه ألفه ا ذيبا وقربت لكا غريب ه مس ه وتبويب ي ترتيب لكت ف ا وس اء والخاصة تقريب العلم

    ه من ران واخترعت ه من أحوال العم لوبا وشرحت في ة مبتدعة وأس ا وطريق ذهبا عجيب احي م ين المن ا ب والتمدن ومدول الكوائن وأسبابها ويعرف يعرض في االجتماع اإلنساني من العوارض الذاتية ما يمنعك بعلل ك آيف دخل أهل ال

    ة من أبوابها حتى تنزع من التقليد ى مقدم ه عل ا بعدك ورتبت ال وم ام واألجي يدك وتقف على أحوال ما قبلك من األيران وذآر وثلثة آتب المقدمة في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه واإللماع بمغالط المؤرخين الكتاب األول في العم

    ل ية منما يعرض فيه من العوارض الذات ذلك من العل ا ل وم وم الملك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلإلى هذا العهد وفيه من اإللماع ببعض من واألسباب الكتاب الثاني في أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ مبدأ الخليقة

    رك مثل النبط والسريانيين والفرس وبني إسرائيل وا عاصرهم من األمم المشاهير ودولهم روم والت لقبط واليونان والديار المغرب خاصة واإلفرنجة الكتاب الثالث في أخبار البربر ومواليهم من زناتة وذآر أوليتهم ان ب وأحيالهم وما آ

    زاره والوقوف من الملك والدول ثم آانت الرحلة إلى ه وم واره وقضاء الفرض والسنة في مطاف المشرق الجتناء أنى ه و عل اره في دواوين ديار آث ك ال وك العجم بتل ار مل ا نقص من أخب زدت م فاره ف وه من أس ا ملك رك فيم ودول الت

    وك األقطار وأتبعت بها ما آتبته في تلك األسطار واحي ومل م الن ال من أم ك األجي وأدرجتها في ذآر المعاصرين لتلاب األسباب االختصار والتلخيص مفتديا بالمرام السهل من العويص والضواحي سالكا سبيل األمصار داخال من ب

    ل من تيعابا وذل ة اس ار الخليق افرة صعابا وأعطى على العموم إلى اإلخبار على الخصوص فاستوعب أخب م الن الحكر من لحوادث الدول علال وأسبابا فأصبح للحكمة صوانا ار العرب والبرب ى أخب وللتاريخ جرابا ولما آان مشتمال عل

    األحوال ومما بعدها من رهم من الدول الكبر وأفصح بالذآرى والعبر في مبتدأوالوبر واإللماع بمن عاص أهل المدرر في دأ والخب ر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الخبر سميته آتاب العبر وديوان المبت ام العرب والعجم والبرب أي

    م األول وأسباب التصرف والحول األآبر ولم أترك شيئا ة في في أولية األجيال والدول وتعاصر األم رون الخالي القوذلة وآثرة وقلة وعلم وصناعة وآسب وإضاعة والملل وما يعرض في العمران من دولة وملة ومدينة وحلة وعزة

    اب وأحوال متقلبة مشاعة وبدو وحضر ذا الكت ه فجاء ه ه وعلل وواقع ومنتظر إال واستوعبت جمله وأوضحت براهينبالقصور بين أهل العصور معترف جوبة القريبة وأنامن بعدها موقفبما ضمنته من العلوم الغريبة والحكم المح فذا

    ين بالعجز عن المضاء في مثل هذا القضاء راغب من ارف المتسعة الفضاء في النظر بع د البيضاء والمع أهل الياالعتراف العلم مزجاة و االرتضاء والتغمد لما يعثرون عليه باإلصالح واإلغضاء فالبضاعة بين أهل االنتقاد ال بعين

    م من اللوم منجاة والحسنى من اإلخوان مرتجاه واهللا ريم وهو حسبي ونع ه الك ا خالصة لوجه أسأل أن يجعل أعمالنطريقه ومنهاجه استوفيت عالجه وأنرت مشكاته للمستبصرين وأذآيت سراجه وأوضحت بين العلوم الوآيل وبعد أن

    ياجه أتحفت ب ه وأدرت س ذه النسخة وأوسعت في فضاء المعارف نطاق د ه ام المجاه ا السلطان اإلم ة موالن ه خزان مند المتوشح الفاتح ى القانت الزاه ائم بحل وث العم ائم ول ع التم ذ خل ي من رم الماهد المتحل د وآ اء المناقب والمحام بزآ

    واتي المساع الشمائل والشواهد بأجمل من القالئد في نحور وي الساعد والجد الم د والمجد الوالئد المتناول بالعزم القالي والمصاعد جامع أشتات الطارف ريم المع م الراسي القواعد الك اظم شمل والتالد ذوائب ملكه د ون وم والفوائ العل

    د المعارف والشوارد ومظهر اآليات الربانية في فضل ه الصحيح المعاق د ورأي ره الثاقب الناق انية بفك دارك اإلنس المذاهب ور اهللا الواضح النير الم د ن امن والعقائ ه الك وارد ولطف ة الم ه العذب ه المراشد ونعمت بالمراصد للشدائد ورحمت

    ان الفاسد ي وسعت صالح الزم د الكريمة المقالد الت الخطوب األواب د وذهبت ب د من األحوال والعوائ تقامة المائ واسي المعان الزمان رونق الشباب العائد وحجته التي ال يبطلها إنكار الجاحد وال شبهات وخلعت على ؤمنين أب ر الم د أمي

    ا السلطان المعظم ن موالن ر فارس عبد العزيز اب ا السلطان المقدس أمي ن موالن راهيم اب الم إب ي س الشهير الشهيد أبار أبي الحسن ابن السادة األعالم من ملوك بني مرين الذين جددوا الدين ونهجوا المؤمنين دين ومحوا آث السبيل للمهت

    وبلغه في نصر دعوة اإلسالم آماله وبعثته إلى خزانئهم الموقفة لطلبة العلم على األمة ظالله البغاة المفسدين أفاء اهللار الهدى دى بجامع القرويين من مدينة فاس حاضرة ملكهم وآرسي سلطانهم حيث مق ارف خضلة الن ورياض المع

  • 3

    ي اهللا بنظرهاالربانية فسيح المدى واإلمامة الفارسية الكريمة العزيزة إن شاء وفضاء األسرار الشريف وفضلها الغني عن التعريف تبسط له من العناية مهادا وتفسح له في جانب ى رسوخه وأشهادا فف ة عل القبول آمادا فتوضح بها أدل

    رة سوقها تنفق بضائع دد بصائرها المني وم واآلداب ومن م رائح الكتاب وعلى حضرتها تعكف رآائب العل ائج الق نتا من شكر نعمتها ويوفر لنا حظوظ المواهب من واأللباب واهللا يوزعنا وق خدمتها ويجعلن ى حق ا عل ا ويعينن رحمته

    ين في ا لبوس السابقين في ميدانها المحل ى حرم عمالته ا أوي من اإلسالم إل ا وم ى أهل إيالته ا ويضفي عل حومتهة بهتها وهو من حمايتها وحرمتها وهو سبحانه المسئول أن يجعل أعمالنا خالصة في وجهتها بريئ ة وش شوائب الغفل

    .حسبنا ونعم الوآيل

    ا يعرض اع لم الط و ذآر القسم األول من المقدمة في فضل علم التاريخ و تحقيق مذاهبه و االلم للمؤرخين من المغ شيىء من أسبابها

    ز المذهب ن عزي اريخ ف ن الت ى أحوال الماضين من ا اعلم أن ف ا عل ة إذ هو يوقفن د شريف الغاي م في جم الفوائ ألم

    لمن يرومه في أحوال حتى تتم فائدة اإلقتداء في ذلك. و الملوك في دولهم و سياستهم. األنبياء في سيرهم و. أخالقهمى الحق و الدين و الدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة و معارف متنوعة و حسن نظر و تثبت يفضيان بصاحبهما إل

    الط ألن األخب ه عن المزالت و المغ ادة و قواعد ارينكبان ب م أصول الع م تحك ل و ل ى مجرد النق ا عل د فيه إذا اعتما العمران و األحوال في االجتماع اإلنساني و ال قيس الغائب منها بالشاهد و الحاضر السياسة و طبيعة بالذاهب فربم

    ع للمؤرخين و ا لم يؤمن فيها من العثور و مزلة القدم و الحيد عن جادة الصدق و آثيرًا ل ما وق ة النق لمفسرين و أئمى أصولها و ال من المغالط في الحكايات و الوقائع م يعرضوها عل العتمادهم فيها على مجرد النقل غثًا أو سمينًا و ل

    ار بأشباهها و ال سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و قاسوها البصيرة في األخبوال و العساآر إذا عرضت ي بيداء الوهم و الغلط و ال سيما فيفضلوا عن الحق و تاهوا ف إحصاء األعداد من األم

    .الهذر و ال بد من ردها إلى األصول و عرضها على القواعد في الحكايات إذ هي مظنة الكذب و مطية

    أن موسى المسعودي و هذا آما نقل ه السالم أح و آثير من المؤرخين في جيوش بني إسرائيل ب ه علي صاهم في التيك بعد أن أجاز من يطيق حمل السالح خاصة من ابن عشرين فما فوقها فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون و يذهل في ذل

    ا عن تقدير مصر و الشام و اتساعهما ة تتسع له لمثل هذا العدد من الجيوش لكل مملكة من الممالك حصة من الحامية ذلك العوائد المعروفة و األحوال المألوفة ثم أنبوظائفها و تضيق عما فوقها تشهد ب و تقوم ذه الجيوش البالغ ل ه مث

    مساحة األرض عنها و بعدها إذا اصطفت عن مدى البصر إلى مثل هذا العدد يبعد أن يقع بينها زحف أو قتال لضيقه ال يشعر بالجانب يقتتل هذان الفريقان أو تكون غلبة أحد الصفين و شيىء من جوا مرتين أو ثالثًا أو أزيد فكيف نب

    .اآلخر و الحاضر يشهد لذلك فالماضي أشبه باآلتي من الماء بالماء

    و التهامه الفرس و دولتهم أعظم من ملك بني إسرائيل بكثير يشهد لذلك ما آان من غلب بختنصر لهم و لقد آان ملكتهم و سلطانهم ارس و بالدهم و استيالئه على أمرهم و تخريب بيت المقدس قاعدة مل ة ف ال مملك هو من بعض عم

    الكهم واب أوسع يقال إنه آان مرزبان المغرب من تخومها و آانت مم ا وراء النهر و األب العراقين و خراسان و م با آانت من ممالك بني إسرائيل بكثير و ه و أعظم م ًا من دد و ال قريب ذا الع ل ه مع ذلك لم تبلغ جيوش الفرس قط مث

    ائتي ألف و و عشرين ألفًا آلهم متبوع على ما نقله سيف قال و آانوا في أتباعهمبالقادسية مائة جموعهم ر من م أآثو عن عائشة و الزهري فأن جموع رستم الذين زحف بهم سعد بالقادسية وع و أيضًا فل م متب ًا آله إنما آانوا ستين ألف

    ى نسبة نطاق ملكهم و انفسح مدى دولتهم ف بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد التسع إن العماالت و الممالك في الدول علاب األول الحامية و ك من الكت ين في فضل الممال بما نب ا حس ا و آثرته ا في قتله ائمين به م تتسع القبيل الق وم ل و الق

    .الحجاز على ما هو المعروف ممالكهم إلى غير األردن و فلسطين من الشام و بالد يثرب و خيبر من

    ن وسى و إسرائيل إنما في أربعةو أيضًا فالذي بين م آباء على ما ذآره المحققون فإنه موسى بن عمران بن يصهر بدة ابن الري بكسر الواو و فتحها ابن يعقوب و هو إسرائيل اهللا هكذا نسبه في التوراة و قاهت بفتح الهاء وآسرها الم

    ًا مع ولده األسباط قال دخل إسرائيل مصر المسعودي بينهما على ما نقله و أوالدهم حين أتوا إلى يوسف سبعين نفس خرجوا مع موسى عليه السالم إلى التيه مائتين و عشرين سنة تتداولهم ملوك القبط من و آان مقامهم بمصر إلى أن

    ان في الفراعنة و يبعد أن يتشعب النسل في أربعة أجيال إلى مثل هذا العدد و إن زعموا أن ا آ عدد تلك الجيوش إنمن ان و من بعده فبعيد أيضًا إذ ليس بين سليمان وزمن سليم ا ب ن يش ن داود ب ليمان ب إسرائيل إال أحد عشر أبًا فإنه س

  • 4

    ن ن عوفيذ و يقال ابن عوفذ اب ن رم ب اذاب ب ال حمين وذب و يق ن عمين ن نحشون ب ن سلمون ب وعز ب ال ب اعز و يق بالولد إلى ال يتشعب النسل في أحد عشر منيقال حسرون بن بارس و يقال ببرس بن يهوذا بن يعقوب و حصرون و

    ود األعداد مثل هذا العدد الذي زعموه اللهم إلى المئتين و اآلالف فربما يكون و أما أن يتجاوز إلى ما بعدهما من عق .القريب المعروف تجد زعمهم باطًال و نقلهم آاذبًا فبعيد و اعتبر ذلك في الحاضر المشاهد و

    أن جنود سليمان آانت اثني عشر ألفًا خاصة و أن مقرباته آانت ألفًا و أربعمائة فرس ئيلياتو الذي ثبت في االسرا

    ه السالم مرتبطة على أبوابه هذا هو الصحيح من أخبارهم و ال يلتفت إلى خرافات العامة منهم و في أيام سليمان عليل المصر إذا أفاضوا في الحديث عن عساآر الكافة من أه و ملكه آان عنفوان دولتهم و أتساع ملكهم هذا و قد نجد

    اً دهم أو قريب ي لعه دول الت ار عن جيوش المسلمين أو النصارى أو أخذوا في إحصاء ال ه و تفاوضوا في األخب مندد و تجاوزوا حدود الجبايات و خراج السلطان و نفقات المترفين و بضائع األغنياء الموسرين توغلوا في أموال الع

    دواوين العوائد و طاوعو روة ا وساوس األعراب فإذا استكشف أصحاب ال تنبطت أحوال أهل الث عن عساآرهم و اسنفس في بضائعهم و فوائدهم و استجليت عوائد وع ال ك إال لول ا ذل ه و م ا يعدون المترفين في نفقاتهم لم تجد معشار م

    ى سهولة التجاوز على اللسان و الغفلة على المتعقب و المنتقد حتى يالغرائب و د و ال يحاسب نفسه عل إ و ال عم خطانه و ال يطالبه في الخبر بتوسط و ال عدالة وال يرجعها إلى بحث و تفتيش فيرسل عنانه و يسيم في مراتع الكذب لس

    .الحديث ليصل عن سبيل اهللا و حسبك بها صفقة خاسرة يتخذ آيات اهللا هزءًا و يشتري لهو

    انوا للمؤرخين ما ي و من األخبار الواهية م آ رة العرب أنه يمن و جزي وك ال ة مل ار التبابع يغزون نقلونه آافة في أخبوآهم األول و من قراهم باليمن إلى أفريقية و البربر من بالد المغرب و أن أفريقش بن قيس بن صيفي من أعاظم مل

    ذي س آان لعهد موسى عليه السالم أو قبله بقليل غزا أفريقية ه ال ر و أن ذا االسم حين سمع و أثخن في البرب ماهم بهك البربرة فأخذ هذا االسم عنه و دعوا به من حينئذ و أنه لما انصرف من المغرب حجز رطانتهم و قال ما هذه هنال

    ذا ة و من ه نهم صنهاجة و آتام ا و م ا و اختلطوا بأهله اموا به ر فأق ل من حمي ري ذهب قبائ و الجرجاني و الطبي و المسعودي ن الكلب ي و اب ر و هو الصحيح و ذآر البيل ابة البرب اه نس ر وتاب ة من حمي ى أن صنهاجة و آتام إلعهد سليمان عليه السالم غزا المغرب و دوخه و أيضًا أن ذا اإلذعار من ملوآهم قبل أفريقش و آان على المسعودي

    ده و ه من بع ه م آذلك ذآر مثله عن ياسر ابن م يجد في الد المغرب و ل غ وادي الرمل في ب ه بل رة الرمل إن لكًا لكث سالكيانية أنه ملك يقولون في تبع اآلخر و هو أسعد أبو آرب و آان على عهد يستأنف من ملوك الفرس فرجع و آذلك

    ه الموصل و أذربيجان و لقي الترك فهزمهم و أثخن ثم غزاهم ثانية و ة من بني ك أغزى ثالث ثالثة آذلك و أنه بعد ذلأمم الترك وراء النهر و إلى بالد الروم فملك األول البالد إلى سمرقند و قطع الدبالد فارس و إلى بالد الصغد من ب

    الد المفازة ا في ب م فأثخن ا ث بقه إليه د س ا إلى الصين فوجد أخاه الثاني الذي غزا إلى سمرقند ق ًا الصين و رجع جميعالد العهد و بلغ ا بالغنائم و ترآوا ببالد الصين قبائل من حمير فهم بها إلى هذا لثالث إلى قسطنطينية فدرسها و دوخ ب

    .الروم و رجع

    ك .األخبار آلها بعيدة عن الصحة عريقة في الوهم و الغلط و أشبه بأحاديث القصص الموضوعة و هذه و ذلك أن مليمن يهم بصنعاء ال رارهم و آرس ا البحر من ثالث و. التبابعة إنما آان بجزيرة العرب و ق رة العرب يحيط به جزي

    ابط جه ارس اله ى اتها فبحر الهند من الجنوب و بحر ف ه إل ابط من ى البصرة من المشرق و بحر السويس اله ه إل منى المغرب السويس من أعمال مصر من جهة يمن إل الكون من ال المغرب آما تراه في مصور الجغرافيا فال يجد الس

    ا غير السويس و المسلك هناك ما بين بحر السويس و البحر طريقًا من ا دونهم در مرحلتين فم د أن الشامي ق و يبعادة يمر بهذا المسلك ملك عظيم في عساآر موفورة من غير أن يصير من أعماله هذه ع في الع ك . ممتن ان بتل د آ و ق

    م ل قط أن األعمال العمالقة و آنعان بالشام و القبط بمصر ث م ينق ام و ل و إسرائيل الش ك بن ة مصر و مل ك العمالق ملالمغرب بعيدة و و ال ملكوا شيئًا من تلك األعمال و أيضًا فالشقة من البحر إلى. من هؤالء األمم اربوا أحدًاالتبابعة ح

    إلى انتهاب الزرع و النعم و انتهاب البالد فيما األزودة و العلوفة للعساآر آثيرة فإذا ساروا في غير أعمالهم احتاجوام الرواحل للعلوف يمرون عليه و ال يكفي ذلك لألزودة و ي له الهم فال تف ك من أعم ايتهم من ذل وا آف ادة و إن نقل ة ع

    ا و إن بنقله فال رة منه ك العساآر بد و أن يمروا في طريقهم آلها بأعمال قد ملكوها و دوخوها لتكون المي ا أن تل قلنفدل على أن هذه األخبار فذلك أبعد و أشد امتناعًا تمر بهؤالء األمم من غير أن تهيجهم فتحصل لهم الميرة بالمسالمة

    .واهية أو موضوعة

  • 5

    الكه و من يقص و أما وادي رة س ى آث ره في المغرب عل م يسمع قط في ذآ ه من الرمل الذي يعجز السالك فل طرقوفر ة تت روه من الغراب ه الرآاب و القرى في آل عصر و آل جهة و هو على ما ذآ ى نقل دواعي عل ا غزوهم . ال و أم

    ه أوسع من بالد الشرق و أرض ان طريق رك و إن آ روم الت ارس و ال م ف د و أم ا أبع مسالك السويس إال أن الشقة هنارس لم نقل قط أن التبابعة ملكوا بالد فارس و ال بالد الروم و إنما آانوا يحاربون أهل معترضون فيها دون الترك و ف

    رات على حدود بالد العراق و ما بين البحرين و الحيرة و الجزيرة بين دجل ع ة و الف د وق ال و ق ا في األعم ا بينهم و موك م أيضًا و مع ذلك بين ذي اإلذعار منهم و آيكاوس من مل ي آرب و يستاسف معه ع األصغر أب ين تب ة و ب الكياني

    رك و التبت ملوك الطوائف بعد الد الت ى ب الغزو إل ارس ب دهم بمجاوزة أرض ف انية في من بع و هو الكيانية و الساسات ممتنع عادة ى األزودة و العلوف نهم و الحاجة إل ار من بعدهم أجل األمم المعترضة م ا مر فاألخب د الشقة آم مع بع

    ابن قادحًا فيها فكيف و هي لم تنقل من وجه صحيح و قول بذلك واهية مدخولة و هي لو آانت صحيحة النقل لكان ذلكى في خبر يثرب و األوس و الخزرج أن تبعًا اآلخر سار إلى إسحاق وًال عل ا المشرق محم ارس و أم الد ف العراق و ب

    ار و أعرضها بالد الترك و التبت فال يصح غزوهم إليها بوجه لما تقرر ك و تأمل األخب ا يلقى إليك من ذل فال تثق بم .تمحيصها بأحسن وجه و اهللا الهادي إلى الصواب على القوانين الصحيحة يقع لك

    الط في فضل علم فصل ـ القسم الثاني من المقدمة التاريخ و تحقيق مذاهبه و االلماع لما يعرض للمؤرخين من المغ

    أسبابها و ذآر شيىء من

    ألم تر آيف فعل ربك الفجر في قوله تعالى و أبعد من ذلك و أعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة ون فت بأنها ذات عماد أي أساطين و ينقلون أنهفيجعلون لفظة إرم اسمًا لمدينة وص إرم ذات العماد* بعاد اد ب ان لع آ

    ك ك شديد فخلص المل ده و هل ا من بع وآهم و سمع عوص بن إرم ابنان هما شديد و شداد ملك ه مل لشداد و دانت لره تسعمائة سنة و وصف الجنة فقال ألبنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى ان عم ة سنة و آ دة ثلثمائ عدن في م

    ار المطردة دينة عظيمة قصورها من الذهبأنها م و أساطينها من الزبرجد و الياقوت و فيها أصناف الشجر و األنهة بعث اهللا و لما تم وم و ليل ى مسيرة ي يهم صيحة من السماء بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا آان منها عل عل

    ة من رهمو غي الزمخشري و الثعالبي و الطبري ذآر ذلك. فهلكوا آلهم ن قالب د اهللا ب من المفسرين و ينقلون عن عبه الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع ة فأحضره و قص علي ره معاوي غ خب ه و بل عليها و حمل منها ما قدر علي

    أشقر قصير األخبار و سأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد من سيدخلها رجل من المسلمين أحمر فبحث عن آعب .قالبة فقال هذا و اهللا ذلك الرجل خال و على عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن على حاجبه

    ا و هذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في ا بنيت فيه وا أنه ي زعم اع األرض و صحارى عدن الت شيىء من بقر و ال عمرانه متعاقبًا و األدالء تقص طرقه من آل هي في وسط اليمن و مازال وجه و لم ينقل عن هذه المدينة خب

    م ذآرها أحد من اإلخباريين و ال من األمم و لو قالوا أنها درست فيما درس من اآلثار لكان أشبه إال أن ظاهر آالمهة و أنها موجودة و بعضهم يقول أنها دمشق بناء على أن قوم ا غائب ى أنه ذيان ببعضهم إل عاد ملكوها و قد ينتهي اله

    ا اقتضته عثر عليها أهلإنما ي ك م ى ذل ذي حمل المفسرين عل ات و ال ا أشبه بالخراف زاعم آله الرياضة و السحر مم صناعة اإلعراب في لفظة ذات العماد أنها صفة إرم و حملوا العماد على األساطين فتعين اء و رشح له أن يكون بن

    قفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه باألقاصيص و ذلك قراءة ابن الزبير عاد إرم على اإلضافة من غير تنويون ثمام و إن الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب ل الخي ة ب اد األخبي اد هي عم المنقولة في عداد المضحكات و إال فالعم

    وتهم أريد بها ا اشتهر من ق اء خاص األساطين فال بدع في وصفهم بأنهم أهل بناء و أساطين على العموم بم ه بن ألنى في مد ريش ينة معينة أو غيرها و إن أضيفت آما في قراءة ابن الزبير فعل ول ق ا تق ة آم ى القبيل إضافة الفصيلة إل

    ات آنانة و إلياس مضر و ربيعة نزار أي ضرورة ذه الحكاي ال ه ه ألمث ذي تمحلت لتوجيه د ال إلى هذا المحمل البعي .آتاب اهللا عن مثلها لبعدها عن الصحة الواهية التي ينزه

    ر من الحكايات المدخولة للمؤرخين ما و ه مع جعف ينقلونه آافة في سبب نكبة الرشيد للبرامكة من قصة العباسة أختاح بن يحيى بن د النك ا في عق وة حرصًا خالد مواله و أنه لكلفه بمكانهما من معاقرته إياهما الخمر أذن لهم دون الخل

    به لما شغفها من حبه حتى واقعها زعموا في في التماس الخلوة على اجتماعهما في مجلسه و أن العباسة تحيلت عليها و حالة السكر فحملت و وشي بذلك للرشيد ا و جالله فاستغضب و هيهات ذلك من منصب العباسة في دينها و أبويه

    ده اهللا بن عباس و ليس بينها و بينه إال أربعة رجال هم أشراف الدين و عظماء الملة من أنها بنت عبد و العباسة . بعد السجاد ن محم ر المنصور ب ي جعف د اهللا أب ن عب ان بنت محمد المهدي اب د اهللا ترجم ن عب اء اب ي الخلف ي أب ن عل اب

  • 6

    ة و القرآن ابن العباس عم النبي صلى اهللا عليه ة النبوي ز و الخالف ك العزي ة بالمل ة محفوف و سلم ابنة خليفة أخت خليفد و عمومته و إقامة الملة و صحبة الرسول ة عه ة نور الوحي و مهبط المالئكة من سائر جهاتها قريب داوة العروبي بب

    ن توجد و سذاجة الذين البعيدة عن عوائد الترف و مراتع الفواحش فأين يطلب ا أو أي الصون و العفاف إذا ذهب عنها أو دنس شرفها العرب الطهارة و الذآاء إذا فقدا من بيته ى و ت ن يحي ر ب بها بجعف والي آيف تلحم نس ولى من م ي بم

    تهم بضبعه العجم بملكة جده ه أن جذبت دول ريش و غايت من الفرس أو بوالء جدها من عمومة الرسول و أشراف قموالي األعاجم على وضبع أبيه و استخلصتهم و رقتهم إلى منازل األشراف و آيف يسوغ من الرشيد أن يصهر إلى

    اس بعد همته و عظم آبائه و لو نظر المتأمل في ذل ه ك نظر المنصف و ق وك زمان اء مل ك من عظم ة مل العباسة بابندر العباسة الستنكف لها عن مثله مع مولى من موالي ن ق دولتها و في سلطان قومها و استنكره و لج في تكذيبه و اب

    .الناس و الرشيد من

    يد يطلب اليسير من الجباية و إنما نكب البرامكة ما آان من استبدادهم على الدولة و احتجافهم أموال حتى آان الرشارهم المال فال يصل إليه فغلبوه على أمره و شارآوه في سلطانه و لم يكن له منهم تصرف في أمور ملكه فعظمت آث

    وزارة عمروا مراتب الدولة و خططها بالرؤساء من ولدهم و صنائعهم و احتازوها عمن سواهم من و بعد صيتهم وبن خالد خمسة و عشرون رئيسًا من يقال إنه آان بدار الرشيد من ولد يحيى. و سيف و قلمو آتابة و قيادة و حجابة

    ة بين صاحب سيف و صاحب قلم زاحموا فيها أهل الدولة بالمناآب و دفعوهم عنها بالراح لمكان أبيهم يحيى بن آفالدعوه يا أبت فتوجه اإليثار حتى شب في حجره و درج من عشه و غلب على أمره و آان ي هارون ولي عهد و خليفة

    دهم و انصرفت نحوهم الوجوه و خضعت من اه عن نهم و انبسط الج اب و السلطان إليهم وعظمت الدالة م م الرق لهوك و تحف دايا المل يهم من أقصى التخوم ه ى خزائنهم في قصرت عليهم اآلمال و تخطت إل راء و تسربت إل األم

    ة وال الجباي تمالة أم نن و و أفاضوا في سبيل التزلف و االس وهم الم ة العطاء و طوق اء القراب رجال الشيعة و عظمات األشراف بوا من بيوت اتهم الجوائز و آس نوا لعف تهم و أس ه خليف م يمدح ب ا ل دحوا بم اني و م وا الع دم و فك المع

    ى ك حت ائر الممال فوا البطال الصالت و استولوا على القرى و الضياع من الضواحي و األمصار في س دوا أس ة و أحقم وجوه المنافسة و ة فكشفت له ارب الخاصة و أغصوا أهل الوالي ة عق وثير من الدول ادهم ال ى مه الحسد و دبت إل

    ر في نفوسهم من الحسد السعاية حتى لقد آان بنو خطبة أخوال ا وق م لم م تعطفه يهم ل ر من أعظم الساعين عل جعفتنكاف من الحجر و وزعتهم أواصر القرابة و قارن ذل عواطف الرحم و ال رة و االس ك عند مخدومهم نواشيء الغي

    ى . األنفة و آان الحقود التي بعثتها منهم صغائر الدالة ا اإلصرار عل ة آقصتهم و انتهى به ائر المخالف ى آب أنهم إل شة الخارج في يحيى بن عبد اهللا بن حسن بن الحسن بن علي بن النفس الزآي د المهدي الملقب ب ي طالب أخي محم أب

    ه على المنصور و يحيى هذا هو م في ذل له الذي استنزله الفضل بن يحيى من بالد الديلم على أمان الرشيد بخطه و بره ألف ري ألف درهم على ما ذآ ر و الطب ى جعف يد إل ه الرش م و دفع دة ث ى نظره فحبسه م داره و إل ه ب جعل اعتقال

    و. مًا لدماء أهل البيت بزعمه و دالة على السلطان في حكمهاالستبداد بحل عقاله حر حملته الدالة على تخلية سبيله وه وجه االستحسان و دى ل ه فأب أسرها في نفسه فأوجد السبيل سأله الرشيد عنه لما و شي به أليه ففطن و قال أطلقت

    يهم ل عرشهم و ألقيت عل ى ث لفًا و بذلك على نفسه و قومه حت دارهم و ذهبت س م و ب سماؤهم و خسفت األرض بهد األسباب و ثًال لآلخرين أيامهم و من تأملم ك محقق األسر ممه أخبارهم و استقصى سير الدولة و سيرهم وجد ذل

    اب الشعراء في نقله ابن عبد ربه في مفاوضة الرشيد عم جده داود بن علي في شأن نكبتهم و ما ذآره في انظر ما برة و المنافسة في ي سمرهم آتاب العقد به محاورة األصمعي للرشيد و للفضل بن يحيى ف تهم الغي ا قتل ه إنم تفهم أن ت

    ى االستبداد من الخليفة فمن دونه و آذلك اًال عل ين من الشعر احتي ا دسوه للمغن ة فيم ما تحيل به أعداؤهم من البطان :للخليفة و تحريك حفائظه لهم و هو قوله إسماعه

    ما تعد و شفت أنفسنا مما نجد ليت هندًا أنجزتنا

    واحدًةإنما العاجز من اليستبد بدت مرًةو است

    ه و إن الرشيد لما سمعها قال أي و اهللا إني أس انتقام يهم ب ه و سلطوا عل امن غيرت ذه آ الي ه وا بأمث ى بعث عاجز حت .غلبة الرجال و سوء الحال نعوذ باهللا من

    ن فحاشا اهللا ما علمنا عليه من سوء و اقتران سكره بسكر الندما و أما ما تموه له الحكاية من معاقرة الرشيد الخمر واء أين هذا من حال الرشيد ه من صحابة العلم ان علي ا آ و و قيامه بما يجب لمنصب الخالفة من الدين و العدالة و م

  • 7

    وري فيان الث ه س واعظهم و األولياء و محاوراته للفضيل بن عياض و ابن السمك و العمري و مكاتبت ه من م و بكائحكى . أوقات الصلوات و شهود الصبح ألول وقتها افه و ما آان عليه من العبادة و المحافظة علىدعائه بمكة في طو

    ريم الطبري و غيره أنه آان يصلي في آل يوم مائة رآعة نافلة و آان يغزو عامًا و يحج عامًا و لقد زجر ابن أبي مه ترجعون ي الوما ل سمره حين تعرض له بمثل ذلك في الصالة لما سمعه يقرأ مضحكه في أعبد الذي فطرني وإلي

    ريم في الصالة أيضًا و قال و اهللا ما أدري لم ؟ فما تمالك الرشيد أن ضحك ثم التفت إليه مغضبًا و قال يا ابن أبي مان لقرب إياك إياك و م و السذاجة بمك لفه القرآن و الدين و لك ما شئت بعدهما و أيضًا فقد آان من العل ده من س عه

    م و ن لذلك و لم يكن بينه و بين جده أبي جعفر بعيد زمن إنما خلفهالمنتحلي ان من العل ر بمك غالمًا و قد آان أبو جعفك الدين قبل الخالفة و بعدها و هو القائل أليف لمال ه بت إ حين أشار علي ى وجه الموط م يبقى عل ه ل د اهللا إن ا عب ا أب ي

    اس و الخالفة فض األرض أعلم مني و منك و إني قد شغلتني ن عب ع أنت للناس آتابًا ينتفعون به تجنب فيه رخص ابيومئذ و لقد أدرآه ابنه المهدي أبو الرشيد لقد علمني التصنيف. فواهللا مالك وطئه للناس توطئة قال شدائد ابن عمر و

    اطين هذا و هو يتورع عن آسوة الجديد لعياله من اع بيت المال و دخل عليه يومًا و هو بمجلسه يباشر الخي في إرقاب ان من ثي اً الخلق ال عامن ذه العي ى آسوة ه ؤمنين عل ر الم ا أمي ال ي ك و ق ه فاستنكف المهدي من ذل ذا من عيال ه

    وال ه من أم اق في ى قرب عطائي فقال له لك ذلك و لم يصده عنه و ال سمح باإلنف يد عل المسلمين فكيف يليق بالرشه م ي علي ا رب ه و م اقر الخمر أو نالعهد من هذا الخليفة و أبوت ا أن يع ق به ه و التخل ذه السير في أهل بيت ال ه أمث

    رم شجرتهم و يجاهر بها و قد آانت ان حالة األشراف من العرب الجاهلية في اجتناب الخمر معلومة و لم يكن الك آاب بج من اجتن ى ث ا شربها مذمة عند الكثير منهم و الرشيد و آباؤه آانوا عل نهم و دني ذمومات في دي ق الم هم و التخل

    في في قصة جبريل بن بختيشوع المسعودي و الطبري انظر ما نقله و. بالمحامد و أوصاف الكمال و نزعات العرباب الطبيب حين أحضر له السمك في مائدته فحماه عنه يد و ارت ثم أمر صاحب المائدة بحمله إلى منزله و فطن الرش

    ط إحداها يتناوله فاعد ابن بخ به و دس خادمه حتى عاينه داح خل ة أق تيشوع لالعتذار ثالث قطع من السمك في ثالثال باللحم المعالج بالتوابل و البقول و البوارد و الحلوى و صب على الثانية ماًء مثلجًا و على الثالثة خمرًا صرفًا و ق

    ط ؤمنين إن خل ر الم ام أمي ذا طع اني ه ي األول و الث ي الث ف ال ف م يخلطه و ق ره أو ل ن السمك بغي ام اب ذا طع الث ه المائدة حتى إذا انتبه الرشيد و أحضره للتوبيخ، أحضر الثالثة األقداح فوجد صاحب بختيشوع و دفعها إلى صاحب

    ذلك معذرة و تبين من ذلك الخمر قد اختلط و أماع و تفتت و وجد اآلخرين قد فسدا و تغيرت رائحتهما فكانت له فيواس ت معروفة عند بطانته وأن حال الرشيد في اجتناب الخمر آان ي ن د بحبس أب ه عه أهل مائدته و لقد ثبت عنه أن

    ى مذهب أهل العراق و لما بلغه من انهماآه في المعاقرة ذ التمر عل يد يشرب نبي ان الرش ا آ حتى تاب و أقلع و إنمار الو فتاويهم د األخب ا و ال تقلي ه به ى اتهام ة فيها معروفة و أما الخمر الصرف فال سبيل إل م يكن الرجل اهي ا فل فيه

    أولئك القوم آلهم بمنحاة من ارتكاب السرف و الترف بحيث يواقع محرمًا من أآبر الكبائر عند أهل الملة و لقد آاند في مالبسهم و زينتهم و سائر ا بع م يفارقوه ي ل دين الت ا متناوالتهم لما آانوا عليه من خشونة البداوة و سذاجة ال فم

    ا يخرج عن ا د اتفق المؤرخون ظنك بم ة و لق ى الحرم ة إل ى الحظر و عن الحل ري إلباحة إل و المسعودي و الطبة غيرهم ون بالحلي انوا يرآب ا آ ة من الفضة في على أن جميع من سلف من خلفاء بني أمية و بني العباس إنم الخفيف

    ة أحدث الرآوب ذهب هو المناطق و السيوف و اللجم و السروج و أن أول خليف ة ال امن بحلي ن المتوآل ث ز ب المعتالهم أيضاً ان ح ذا آ يد و هك ذا إذا فهمت الخلفاء بعد الرش أتم من ه ك ب ين ذل ا ظنك بمشاربهم و يتب في مالبسهم فم

    ة في اب األول إن شاء اهللا و اهللا طبيعة الدول ا نشرح في مسائل الكت داوة و الغضاضة آم ا من الب ى أوله ادي إل الهثم قاضي و يناسب هذا أو قر. الصواب اقر يب منه ما ينقلونه آافة عن يحيى بن أآ ان يع ه آ أمون و صاحبه و أن الم

    :أفاق و ينشدون على لسانه الخمر و أنه سكر ليلة مع شربه فدفن في الريحان حتى

    في حكمه من آان يسقيني يا سيدي و أمير الناس آلهم قد جار

    الدينتراني سليب العقل و إني غفلت عن الساقي فصيرني آما

    ا السكر و حال ابن أآثم و المأمون في ذلك من حال دهم و أم الرشيد و شرابهم إنما آان النبيذ و لم يكن محظورًا عنل في فضائل و صحابته للمأمون إنما آانت خلة في الدين و لقد ثبت أنه آان ينام معه في البيت و فليس من شأنهم نق

    اإلناء مخافة أن يوقظ يحيى بن أآثم و ثبت عطشان فقام يتحسس و يتلمس المأمون و حسن عشرته أنه انتبه ذات ليلةمن المعاقرة و أيضًا فإن يحيى بن أآثم آان من علية أهل الحديث و قد أثنى أنهما آانا يصليان الصبح جميعًا فإن هذا

    البخاري مزني الحافظ أنو ذآر ال الجامع آتابه التزمذي و خرج عنه القاضي إسماعيل و أحمد بن حنبل اإلمام عليهى اهللا و فالقدح فيه قدح في جميعهم الجامع روى عنه في غير ًا عل ان بهتان ى الغلم ل إل و آذلك ما ينبزه المجان بالمي

  • 8

    ان فرية على العلماء و محسودًا في يستندون في ذلك إلى أخبار القصاص الواهية التي لعلها من افتراء أعدائه فإنه آال البن حنبل قد ذآر و آان مقامه من العلم و الدين منزهًا عن مثل ذلك و آماله خلته للسلطان اس فق ه الن ما يرميه ب

    ه إسماعيل القاضي سبحان اهللا و من يقول هذا و أنكر ذلك إنكارًا شديدًا وأثنى عليه سبحان اهللا فقيل له ما آان يقال فياغ و حاسد و فقال معاذ اهللا أن ذيب ب ه بتك ة مثل ى اهللا من أن تزول عدال رأ إل ثم أب ن أآ ى ب ال أيضًا يحي ه ق يكون في

    ى سرائره فأجده شديد د آنت أقف عل ه شيىء مما آان يرمى به من أمر الغلمان و لق ه آانت في الخوف من اهللا لكنه و قال ال يشتغل الثقات في ابن حيان دعابة و حسن خلق فرمى بما رمى به ا ال يصح عن ه ألن أآثره بما يحكى عن

    صاحب العقد من حديث الزنبيل في سبب إصهار المأمون إلى الحسن ن أمثال هذه الحكايات ما نقله ابن عبد ربهو مدلى من بعض السطوح بن سهل في بنته بوران و ل م داد في زنبي ه بسكك بغ الي في تطواف ر في بعض اللي أنه عث

    اه بمعالق و الق ف اول المع ى مجلس جدل مغارة الفتل من الحرير فاعتقده و تن ه صعدًا إل ذا و تزت و ذهب ب أنه آ شك ا يستوقف الطرف و يمل ه م ال رؤيت ه من وصف من زينة فرشه و تنصيد ابنته و جم رزت ل رأة ب نفس و أن ام ال

    ى خلل الستور في ذلك المجلس رائقة الجمال فتانة المحاسن ا الخمر حت زل يعاقره م ي ة فل ى المنادم ه إل فحيته و دعته من صحابهالصباح و رجع إلى أ ذا آل ن ه ا و أي ى أبيه ى اإلصهار إل بمكانهم من انتظاره و قد شغفته حبًا بعثه عل

    ان حال المأمون المعروفة في دينه و علمه و اقتفائه سنن الخلفاء الراشدين من آبائه و أخذه بسير الخلفاء األربعة أرآه أحوال الفساق المستهترين في صلواته، أح الملة و مناظرته العلماء و حفظه لحدود اهللا تعالى كامه فكيف تصح عن

    ن في التطواف بالليل و طروق ة الحسن ب ك من منصب ابن المنازل و غشيان السمر سبيل عشاق األعراب و أين ذلة شرفها و ما آان بدار أبيها من الصون و العفاف و أمثال هذه الحكايات آثيرة و في آتب سهل و المؤرخين معروف

    ى ة و و إنما يبعث عل ذات المحرم اك في الل ا االنهم ون بالتأسي وضعها و الحديث به اع المخدرات و يتعلل هتك قند تصفحهم بالقوم فيما يأتونه من طاعة لذاتهم فلذلك ا عن رون عنه ار و ينق ذه األخب باه ه ا يلهجون بأش رًا م تراهم آثي

    م الدواوين و لو ائتسوا بهم في غير هذا من أحوالهم و صفات الك ألوراق ة به ال الالئق رًا م ان خي نهم لك المشهورة عار و قلت و لقد عذلت يومًا بعض األمراء من. لهم لو آانوا يعلمون أبناء الملوك في آلفه بتعلم الغناء و ولوعه باألوت

    ذه الصناعة و له ليس هذا من شأنك و ال ام ه ان إم يليق بمنصبك فقال لي أفال ترى إلى إبراهيم بن المهدي آيف آا رأيت رئي ه أو م إبراهيم عن س المغنين في زمانه فقلت له يا سبحان اهللا و هال تأسيت بأبيه أو أخي ك ب د ذل آيف قع

    .مناصبهم فصم عن عذلي و أعرض و اهللا يهدي من يشاء

    اء و ديين خلف ات في العبي ا من األخبار الواهية ما يذهب إليه الكثير من المؤرخين و األثب القيروان و الق هرة الشيعة بدون في من نفيهم عن أهل البيت صلوات اهللا عليهم و الطعن في ر الصادق يعتم ن جعف نسبهم إلى اسماعيل اإلمام اب

    ى أحاديث لفقت ك عل ًا في ذل يمن ناصبهم و تفنن دح ف يهم بالق ًا إل اس تزلف ي العب اء بن الشمات للمستضعفين من خلفتفطن لشواهد بعدوهم حسبما تذآر بعض هذه األحاديث في أخبارهم و ون عن ال ي يغفل ة األحوال الت الواقعات و أدل

    .اقتضت خالف ذلك من تكذيب دعواهم و الرد عليهم

    ا دعي د اهللا المحتسب لم ا عب ة الشيعة أن أب دأ دول ديثهم عن مب د و فإنهم متفقون في ح ة للرضى من آل محم بكتامه د اهللا المهدي و ابن ى عبي ه عل م تحويم ره و عل ي اشتهر خب ا من المشرق محل أب ى أنفسهما فهرب يا عل القاسم خش

    ى عيسى النوشري عامل الخالفة و اجتازا بمصر و أنهما ا إل خرجا من االسكندرية في زي التجار و نمي خبرهما لبسوا مصر و ا بم ى تابعهم ا عل ي حالهم ا خف ى إذا أدرآ ه من الشارة و االسكندرية فسرح في طلبهما الخيالة حت ب

    راء . إلى المغربالزي فأفلتوا راء سجلماسة و أن المعتضد أوعز إلى األغالبة أم درار أم ي م القيروان و بن ا ب أفريقيده و بأخذ اآلفاق عليهما وإذآاء العيون في ا ببل ي مكانهم طلبهما فعثر اليشع صاحب سجلماسة من آل مدرار على خف

    .مرضاة للخليفة اعتقلهما

    ا يعرض القسم الثالث من المقدمة في فضل علم الط و ذآر التاريخ و تحقيق مذاهبه و االلماع لم للمؤرخين من المغ شيىء من أسبابها

    ان من ظهور ا آ م هذا قبل أن تظهر الشيعة على األغالبة بالقيروان ثم آان بعد ذلك م ة ث المغرب و أفريقي دعوتهم بام و الحجاز و م بمصر و الش اس ف باليمن ثم باالسكندرية ث ي العب ادوا قاسموا بن ة و آ ك اإلسالم شق األبلم ي ممال

    ديلم يزايلون من أمرهم و لقد أظهر دعوتهم ببغداد و عراقها األمير البساسيري من موالي يلجون عليهم مواطنهم و الامًال المتغلبين على خلفاء بني العباس في مغاضبت جرت بينه و بين أمراء العجم و خطب ا حوًال آ ى منابره لهم عل

    نهم و آيف العباس يغصون بمكانهم و دولتهم و ملوكو مازال بنو ل و الحرب م ادون بالوي بني أمية وراء البحر ين

  • 9

    ابه آيف تالشت يقع هذا آله لدعي في النسب ًا في انتس ان دعي ر حال القرمطي إذ آ يكذب في انتحال األمر و اعتباقبتهم دعوته رهم فساءت ع ثهم و مك ى خب رهم و تفرقت اتباعه و ظهر سريعًا عل ال أم وا و ب ان أمر و ذاق و آ و ل

    :العبيد بين آذلك لعرف و لو بعد مهلة

    يكن عند امرىء من خليقة و إن خالها تخفى على الناس تعلم ومهما

    الرسول صلى دولتهم نحوًا من مائين و ستين سنة و ملكوا مقام إبراهيم عليه السالم و مصاله و موطن فقد اتصلتانوا و موقف الحجيج و مهبط المالئكة ثم انقرض أمرهم و اهللا عليه وسلم و مدفنه ا آ م م ى أت شيعتهم في ذلك آله عل

    ادهم يهم و اعتق م و الحب ف د عليه من الطاعة له رارًا بع د خرخوا م ر الصادق و لق ن جعف ام إسماعيل ب بنسب اإلمابهم ذهاب الدولة و دروس اتفين بأسماء صبيان من أعق دعتهم ه ى ب ة و أثرها داعين إل يزعمون استحقاقهم للخالف

    ا بهم لم ابوا في نس و ارت ة و ل بلهم من األيم نهم بالوصية ممن سلف ق ى تعيي ذهبون إل اق األخطار في ي وا أعن رآب .بدعته و ال يكذب نفسه فيما ينتحله االنتصار لهم فصاحب البدعة ال يلبس في أمره و ال يشبه في

    ذا والعجب من القاضي أبي بكر الباقالني شيخ رى ه ة المرجوحة و ي النظار من المتكلمين آيف يجنح إلى هذه المقالدافع الرأي الضعيف فأن ك ب يس ذل في صدر آان ذلك لما آانوا عليه من اإللحاد في الدين و التعمق في الرافضية فل

    السالم في شأن ابنه تعالى لنوح عليه دعوتهم و ليس إثبات منتسبهم بالذي يغني عنهم من اهللا شيئًا في آفرهم فقد قالم إنه ليس من أهلك إنه عمل غير ه عل ك ب ا صالح فال تسألن ما ليس ل ا ي ة يعظه لم لفاطم ه وس ال صلى اهللا علي و ق

    ه و اهللا و متى عرف امرؤ إعملي فلن أغني عنك من اهللا شيئًا فاطمة ه أن يصدع ب رًا وجب علي تيقن أم قضيًة و اسيعتهم و القو يقول الحق و هو يهدي السبيل و وفر ش اة لت ة من الطغ م و تحت رقب م آانوا في مجال الظنون الدول به

    ا انتشارهم في القاصية بدعوتهم و تكرر خروجهم مرة بعد أخرى فالذت رجاالتهم باالختفاء ون آم ادوا يعرف و لم يك :قيل

    و أين مكاني ما عرفن مكانيا درت فلو تسأل األيام ما اسمي ما

    ه حمد بن إسماعيلحتى لقد سمي م ه من إخفائ وا علي ا إتفق يعتهم لم االمام جد عبد اهللا المهدي بالمكتوم سمته بذلك شى الطعن في رأي حذرًا من المتغلبين عليهم فتوصل شيعة بني العباس بذلك عند ظهورهم إل ذا ال وا به بهم و ازدلف نس

    ه عن أمراء دولت القائل للمستضعفين من خلفائهم و أعجب به أولياؤهم و دفعون ب هم المتولون لحروبهم مع األعداء ير أنفسهم و سلطانهم معرة امين العجز عن المقاومة و المدافعة لمن غلبهم على الشام و مصر و الحجاز من البرب الكت

    ذا يهم عن ه داد بنف د أسجل القضاة ببغ دهم من أعالم شيعة العبيديين و أهل دعوتهم حتى لق ذلك عن النسب و شهد باس نهم الن ن و المرتضى و أخوة الشريف الرضي جماعة م اء البطحاوي اب د األسفراييني و من العلم و حام و أبة أبو عبد اهللا بن النعمان و األبيوردي و ابن األآفاني و الصيمري و القدوري رهم من أعالم األم فقيه الشيعة و غي

    ا اشتهر و آانت شهادتهم في ببغداد في يوم مشهود و ذلك سنة ستين و أربعمائة في أيام القادر ى السماع لم ك عل ذلا سمعوه و رووه وعرف بين الناس ببغداد و غالبها شيعة بني العباس الطاعنون اريون آم ه األخب في هذا النسب فنقل

    ه درار و في . حسبما وعوه و الحق من ورائ ن م القيروان و اب ن األغلب ب ى اب د اهللا إل اب المعتضد في شأن عبي آتة و أصدقبسجلماسة د بنسب أهل البيت من آل أحد و الدول شاهد و أوضح دليل على صحة نسبهم فالمعتضد أقع

    ه م تحدى إلي تمس في ضوال الحك وم والصنائع تل ه بضائع العل الم تجلب إلي ات و السلطان سوق للع رآائب الروايو األفن و السفسفة و سلكت النهج األمم و الميل األخبار و ما نفق فيها نفق عند الكافة فأن تنزهت الدولة عن التعسف

    ود و و لم تجر عن قصد السبيل نفق في سوقها األبريز الخالص و اللجين المصفى و أن ذهبت مع األغراض و الحقه ماجت بسماسرة زان بحث د البصير قسطاس نظره و مي و العرب البغي و الباطل نفق البهرج و الزائف و الناق

    .ملتمسه

    ن د منه آثيرًا ما يتناجى به الطاعنون في نسب إدريس بنو مثل هذا و أبع ن الحسن ب إدريس بن عبد اهللا بن حسن بأبيه بالمغرب األقصى و يعرضون تعريض الحد بالتظنن في الحمل علي بن أبي طالب رضوان اهللا عليهم اإلمام بعد

    ر ا أجهل المخلف عن إدريس األآب دهم م بحهم اهللا و أبع ه لراشد موالهم ق ان إن ر آ ا يعلمون أن إدريس األآب م أم هأن حال البادية في مثل ذلك إصهاره في البربر و إنه منذ دخل المغرب إلى أن توفاه اهللا عز و جل عريق في البدو و

    ا الريب و أحوال حرمهم أتى فيه م يت امن له ة ال مك ر خافي رانهن غي ين بمزأى من جاراتهن و مسمع من جي أجمع

  • 10

    د فن البنيان و عدملتالصق الجدران و تطا ة الحرم أجمع من بع ولى خدم ان راشد يت د آ ين المساآن و ق الفواصل بى مواله بمشهد من ة عل ة إدريس أوليائهم و شيعتهم و مراقبة من آافتهم و قد أتفق برابرة المغرب األقصى عام بيع

    ا األحمر األصغر من بعد أبيه و آتوه طاعتهم عن رضى و إصفاق و بايعوه على الموت ه بحار المناي و خاضوا دوناب في حروبه و غزواته و لو حدثوا أنفسهم بمثل هذه افق مرت و من عدو آاشح أو من الريبة أو قرعت أسماعهم و ل

    الهم لتخلف عن ذلك و لو بعضهم ي األغلب عم آال و اهللا إنما صدرت هذه الكلمات من بني العباس أقتالهم و من بن .آانوا بأفريقية و والتهم

    ذآوا ذلك إنه لما فر إدريس األآبر إلى المغرب من وقعة و بلخ أوعز الهادي إلى األغالبة أن يقعدوا له بالمراصد و يا عليه العيون فلم ى م ان يظفروا به و خلص إلى المغرب فتم أمره و ظهرت دعوته و ظهر الرشيد من بعد ذلك عل آ

    ه لتشيع للعلوية و إدهانه فيمن واضح موالهم و عاملهم على االسكندرية من دسيسة ا ى المغرب فقتل نجاة إدريس إلل ى قت ل عل ه للتحي ه و دس الشماخ من موالي المهدي أبي اس موالي ي العب راءة من بن ه و الب أظهر اللحاق ب إدريس ف

    ي فاشتمل عليه إدريس و خلطه ه من بن ر مهلك ع خب ه و وق تهلكه ب مًا اس ه س ه الشماخ في بعض خلوات بنفسه و ناولا و عباسال تالع جرثومته ر أحسن المواقع لما رجوه من قطع أسباب الدعوة العلوية بالمغرب و اق يهم خب أدى إل ا ت لم

    د دعوة ق ال و ال إذا بال م إال آ ن له م يك ل المخلف إلدريس فل تهم الحم د ظهرت و دول المغرب ق يعة ب ادت و الش عة العرب أنكى من و وقع ا بإدريس بن إدريس قد تجددت فكان ذلك عليهم زال بدول د ن رم ق ان الفشل و اله لشهاب وآ

    ه من قاصية المغرب و عن أن يسموا إلى ر بمكان ى إدريس األآب يد عل درة الرش م يكن منتهى ق اشتمال القاصية فلك الفرجة من البربر عليه إال التحيل في إهالآه بالسموم فعند ذلك فزعوا إلى أوليائهم من األغالبة بأفريقية في سد تل

    أمون و من حيتهم و حسم الداء المتوقع بالدولة مننا ذلك الم قبلهم و اقتالع تلك العروق قبل أن تشج منهم يخاطبهم با طرق خلفائهم فكان األغالبة عن برابرة المغرب األقصى أعجز و لمثلها من الزبون على ملوآهم بعده من أحوج لم

    عليها و تصريفهم أحكامها طوع أغراضهم في م صهوة التغلبالخالفة من انتزاء ممالك العجم على سدتها و امتطائه و إبرامها آما قال شاعرهم رجالها و جبايتها و أهل خططها و سائر نقضها

    بين وصيف و بغا خليفة في قفص

    آما تقول الببغا يتوك ماقاال له

    اذير فط وا بالمع ه و طورًا باإلرهاب ورًافخشي هؤالء األمراء األغالبة بوادر السعايات و تل ار المغرب و أهل باحتقه من ام مقام ذون سكته في بشأن إدريس الخارج به ومن ق ه و ينف ه بتجاوزه حدود التخوم من عمل ه يخاطبون أعقاب

    ه و مرتفع جبايتهم تعريضًا باستفحاله و تهويًال باشتداد شوآته و تعظيمًا لما دفعوا إليه تحفهم و هداياهم و من مطالبتإدريس بمثل ذلك الطعن الكاذب تخفيضًا لشأنه راسه و تهديدًا بقلب الدعوة إن ألجئوا إليه و طورًا يطعنون في نسبم

    ول من ال يبالون بصدقه من آذبه لبعد المسافة و أفن عقول من خلف بن صبية بني العباس و ممالكهم العجم في القبأسماع الغوغاء انقضى أمر األغالبة فقرعت هذه الكلمة الشنعاء لكل ناعق و لم يزل هذا دأبهم حتى آل قائل و السمع

    د دول . المنافسة و صر عليها بعض الطاعنين أذنه و اعتدها ذريعة إلى النيل من خلفهم عن بحهم اهللا و الع م ق ا له و م .راشالمقطوع و المظنون و إدريس ولد على فراش أبيه و الولد للف عن مقاصد الشريعة فال تعارض فيها بين

    رجس و على أن تنزيه نهم ال د أذهب ع رًا أهل البيت عن مثل هذا من عقائد أهل اإليمان فاهللا سبحانه ق رهم تطهي طهر ففراش إدريس طاهر من الدنس و منزه عن الرجس بحكم القرآن و من اعتقد ج الكف ه و ول اء بإثم د ب خالف هذا فق

    دي ال من بابه و إنما أطنبت في هذا الرد سدًا ألبواب ه المعت اي من قائل ا سمعته أذن ريب و دفعًا في صدر الحاسد لماب عليهم القادح في في نسبهم بفريته و ينقله بزعمه عن بعض مؤرخين المغرب ممن انحرف عن أهل البيت و ارت

    نهم اإليمان بسلفهم و إال فالمحل منزه عن ذلك معصوم منه و نفي العيب حيث يستحيل ي جادلت ع العيب عيب لكنة و وم القيام ي ي اب في الحياة الدنيا و أرجو أن يجادلوا عن م الحسدة ألعق ا ه بهم إنم ر الطاعنين في نس تعلم أن أآث ل

    م و إدريس هذا من منتهم إلى أهل ى األم البيت أو دخيل فيهم فإن ادعاء هذا النسب الكريم دعوى شرف عريضة عل .من أهل اآلفاق فتعرض التهمة فيه األجيال

    ًا ال ن نسب بني إدريس هؤالء بمواطنهم منو لما آا فارس و سائر ديار المغرب قد بلغ من الشهرة و الوضوح مبلغجدهم أحد في درآه إذ هو نقل األمة و الجيل من الخلف عن األمة و الجيل من السلف و بيت يكاد يلحق و ال يطمع

  • 11

    يفه منتضى إدريس مختط فاس و مؤسسها من بيوتهم و مسجده لصق محلتهم و دروبه ة العظمى م و س رأس المأذن با حدود ي جاوزت أخباره اره الت ك من آث ر ذل إذا نظر من قرار بلدهم و غي ان ف ادت تلحق بالعي واتر مرات و آ الت

    لفهم غيرهم من أهل هذا النسب إلى ما أتاهم ان لس ذي آ ك ال وي من جالل المل اهللا من أمثالها و ما عضد شرفهم النبالمغرب و تيقن أ ب ة أمر اس د أحدهم و ال نصيفه أ و أن غاي غ م ه ال يبل ك و أن ه بمعزل عن ذل ى البيت ن ين إل المنتم

    م الكريم ممن لم يحصل له أمثال هذه الشواهد أن يسلم لهم حالهم ألن ين العل الناس مصدوقون في أنسابهم و بون ما بك سوقة و بذلك من نفسه غص بريقه و ود آثي و الظن و اليقين و التسليم فإذا علم ردونهم عن شرفهم ذل ر منهم لو ي

    دًا ل و وضعاء حس ذا الطعن الفائ ل ه اب اللجاج و البهت بمث اد و ارتك ى العن ون إل د أنفسهم فيرجع ول من عن القم ه المكذوب تعلًال بالمساواة في الظنة و المشابهة في تطرق االحتمال و هيهات له ا نعلم يس في المغرب فيم ك فل ذل

    .وضوحه مبالغ أعقاب إدريس هذا من آل الحسن ت الكريم من يبلغ في صراحة نسبه ومن أهل هذا البي

    ن و آبراؤهم لهذا العهد بنو عمران ن إدريس ب ن القاسم ب وام ب ى الع ن يحي د ب ن محم بفاس من ولد يحيى الخوطي بى أهل إدريس و هم يادة عل م الس اك و الساآنون ببيت جدهم ادريس و له بما المغرب نقباء أهل البيت هن ة حس آاف

    رأي نذآرهم عند ذآر األدارسة إن شاء اهللا تعالى و يلحق بهذه المقاالت الفاسدة و المذاهب الفائلة ما يتناوله ضعفة الاه من من فقهاء المغرب من القدح في ا أت يس فيم اإلمام المهدي صاحب دولة الموحدين و نسبته إلى الشعوذة و التلب

    حتى فيما يزعم الموحدون أتباعه النعي على أهل البغي قبله و تكذيبهم لجميع مدعياته في ذلكالقيام بالتوحيد الحق و ا رأوا من من انتسابه في أهل البيت و إنما حمل الفقهاء على تكذيبه ما آمن في نفوسهم من حسده على شأنه فإنهم لم

    ول موطؤ العلم و الفتيا و في الدين بزعمهم ثم امتاز عنهم أنفسهم مناهضته في رأي مسموع الق وع ال العقب بأنه متبه نفسوا ذلك عليه و غضوا منه بالقدح في مذاهبه و التكذيب لمدعياته و أيضًا ة أعدائ فكانوا يؤنسون من ملوك المتون

    ان تجلًة و آرامًة لم تكن لهم من غيرهم لما دولتهم مك من آانوا عليه من السذاجة و انتحال الديانة فكان لحملة العلم باً الوجاهة م و حرب ذلك شيعة له ه فأصبحوا ب وا و اإلنتصاب للشورى آل في بلده و على قدره في قوم دوهم و نقم لع

    ان الرجل على المهدي ما جاء به من خالفهم و التثريب عليهم و المناصبة، لهم تشيعًا للمتونة و تعصبًا لدولتهم و مكاده و ما ظنك غير مكانهم و حاله على غير معتقداتهم م من أحوالهم و خالف اجته ا نق ة م ى أهل الدول برجل نقم عل

    وًة في قومه و دعا إلى جهادهم بنفسه فاقتلع الدولة من أصولها و جعل عاليها سافلها أعظم فقهاؤهم فنادى ا آانت ق مك من أتباعه نفوس ال د و أشد شوآة و أعز أنصارًا و حاميًة و تساقطت في ذل ا و ق ى يحصيها إال خالقه ايعوه عل ب

    ى وا إل ة و تقرب وه بأنفسهم من الهلك ك الموت و وق دعوة و التعصب لتل ك ال ار تل م في إظه إتالف مهجه الى ب اهللا تعاره الكلمة حتى علت على ى المك و الكلم و دالت بالعدوتين من الدول و هو بحاله من التقشف و الحصر و الصبر عل

    ى يس عل ى قبضه اهللا و ل دنيا حت ل من ال ى التقل اه حت اع في دني ه شيىء من الحظ و المت ا تجنح ألي ذي ربم د ال الوللم يكن و جه اهللا و هو لم يحصل له حظ من الدنيا في النفوس و تخادع عن تمنيه فليت شعري ما الذي قصد بذلك إن

    ر اد عاجله و مع هذا فلو آان قصده غي د خلت في عب ي ق ه سنة اهللا الت ره و انفسحت دعوت م أم ا ت ا صالح لم ه و أمل انكارهم نسبه ه فال دلي ه في أهل البيت فال تعضده حجة لهم مع أنه إن ثبت أنه ادعاه و انتسب إلي ى بطالن وم عل يق

    ى الوا أن الرئاسة ال تكون عل ابهم و إن ق ا هو الصحيح ألن الناس مصدقون في أنس دتهم آم ر أهل جل وم في غي قى ال حسبما يأتي في الفصل األول من هذا الكتاب و ه و إل اد إلي وا باتباعه و االنقي رجل قد رأس سائر المصامدة و دان

    ه عصابته من هرغة م يكن أمر المهدي يتوقف علي اطمي ل ذا النسب الف أعلم أن ه و ال حتى تم أمر اهللا في دعوته فه ا و رسوخ شجرته اتبعه الناس بسببه و إنما آان اتباعهم له بعصبية الهريغة و المصمودية و مكان ان منه ا و آ فيه

    ده اس ليبقى عن د الن د درس عن ه ذلك النسب الفاطمي خفيًا ق نهم فيكون النسب األول آأن ه بي د عشيرته يتناقلون و عنظهر فيها فال يضره االنتساب األول في عصبيته إذ هو مجهول عند أهل العصابة و انسلخ منه و لبس جلدة هؤالء و

    ة و . ل خفيًاواقع آثيرًا إذا آان النسب األو مثل هذا ان عرفجة و انظز قصة عرفجة و جرير في رئاسة بجيل آيف آه وجه من األزد و لبس جلدة بجيلة حتى تنازع مع جرير رئاستهم عند عمر رضي تفهم من ذآور ت اهللا عنه آما هو م

    د زلت أق الحق و اهللا الهادي للصواب و قد آدنا أن نخرج الط فق ذه المغ اب في ه ر عن غرض الكتاب باإلطن دام آثية من ضعفة من األثبات و المؤرخين نهم الكاف ا ع ارهم و نقله ذه األحاديث و اآلراء و علقت أفك ل ه الحفاظ في مث

    درجت في ة و ان ى صار النظر و الغفلة عن القياس و تلقوها هم أيضًا آذلك من غير بحث و ال روي محفوظاتهم حتًا وعد م اظره مرتبك ًا و ن ًا مختلط اريخ واهي ن الت ة ف احي العام م بقواعد ن من ى العل ن إل ذا الف اج صاحب ه إذا يحت ف

    تالف ودات و اخ ائع الموج ة و طب ل و السياس د و النح الق و العوائ ير و األخ ي الس ار ف اع و األعص م و البق األمون المذاهب و سائر اق أو ب ين الغائب من الوف ه و ب ا بي األحوال و اإلحاطة بالحاضر من ذلك و مماثلة ما بين ا م نهم

    الملل و مبادىء ظهورها و أسباب حدوثها من الخالف و تعليل المتفق منها و المختلف و القيام على أصول الدول وأخبارهم حتى يكون مستوعبًا ألسباب آل خبره و حينئذ يعرض خبر المنقول و دواعي آونها و أحوال القائمين بها و

  • 12

    ه القواعد و األصول فإن وافقها و على ما عنده من ه و استغنى عن ان صحيحًا و إال زيف ا جرى على مقتضها آ و من إسحاق ري و البخاري و اب ه الطب ى انتحل اء استكبر القدماء علم التاريخ إال لذلك حت الهم من علم ا و أمث من قبلهم

    ه في ال األمة و قد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار ارف انتحاله مجهلة و استخف العوام و من ال رسوخ ل معى مطالعته و حمله و الخوض اذب و إل اهللا فيه و التطفل عليه فاختلط المرعي بالهمل و اللباب بالقشر و الصادق بالك

    دل األعصار و مرور عاقبة األمور و من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل األحوال في األ�