170
ﺑﺼﻮﺭﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻴــــﺖ ﺍﻫﻞ ﺟﻬﺎﻧﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺗﻮﺳﻂ ﺷﻴﻌﻪ ﺣﻘﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻧﺸﺮ ﺭﺍﺳﺘﺎﻱ ﺩﺭ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻳﻦ ﺍﺳﺖ ﺁﺯﺍﺩ ﺁﻥ ﺍﺯ ﺑﺮﺩﺍﺭﻱ ﻧﺴﺨﻪ ﻧﺸﺮ ﺷﺪﻩ، ﺗﻬﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﻜﻲ. ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﻰﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ) ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ( ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻧﺸﺮ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻖ، ﺍﻟﺸﻴﻌﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻧﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﺳﺘﻨﺴﺎﺥ ﻧﺸﺮ ﺇﻥ. This book is electronically published by the Ahl-ul-Bait (A.S.) World Assembly to promulgate the just sect of Shi’a teachings. Reproduction and copy making is authorized. ﻗﻤﻰ، ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻤﻰ، ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ٢ ﺩﺍﺭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺆﺳﺴﻪ ﺟﻠﺪ، ﻗﻢ،١٤٠٤ ﻗﻤﺮﻯ ﻫﺠﺮﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ، ﺑﻞ ﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﷲ ﺑﺴﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺎﻧﺖ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺼﺎﺭﻳﻒ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺿﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ، ﺗﺤﺒﻴﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻳﻀﺮﺏ ﺣﺪ ﺗﻨﺎﻝ ﻏﻴﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، ﺟﻮﺍﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﺥ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻋﻤﻴﻘﺎﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﺃﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﺘﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻃﺎﻣﺤﺎﺕ ﺃﺩﺍﻧﻴﻬﺎ ﺃﺩﻧﻰ ﻓﻲ ﺗﺎﻫﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﺠﺐ ﺍﻟﻤﻜﻨﻮﻥ ﻏﻮﺹ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﺑﻌﺪ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻟﺬﻱ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺒﺘﺪﺇ ﺃﻭﻝ ﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩ، ﺃﺟﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ ﻭﻗﺖ ﻣﺤﺪﻭﺩ، ﺣﺪ ﻟﻨﻌﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻔﻄﻦ ﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺇﺑﺎﻧﺔ ﺃﺑﺎﻧﻬﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺣﺪ ﻧﻌﺘﻪ، ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺻﻔﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺻﻒ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻨﺘﻬﻰ، ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻦ، ﻟﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺨﻞ ﻟﻢ ﺑﺎﺋﻦ، ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻨﺄ ﻟﻢ ﻛﺎﺋﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﻠﻞ ﻟﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺟﻰ، ﻇﻠﻢ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺳﺮﺍﺋﺮ ﻏﺎﻣﺾ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻫﺒﻮﺏ ﺧﻔﻴﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻳﻌﺰﺏ ﻓﻠﻢ ﺣﻔﻈﻪ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺃﺗﻘﻨﻬﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻷ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺭﺏ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﷲ ﻫﻮ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺑﻜﻞ ﺭﻗﻴﺐ ﺣﺎﻓﻆ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﺭﺿﻴﻦ

ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

اين كتاب در راستاي نشر معارف مذهب حقه شيعه توسط مجمع جهاني اهل بيــــت عليهم السالم بصورت .الكترونيكي تهيه شده، و نشر و نسخه برداري از آن آزاد است

بصورة الكترونية ) عليهم السالم(إن هذا الكتاب مت إعداده من قبل اجملمع العاملى الهل البيت معارف املذهب الشيعى احلق، و ذلك من أجل نشر

.و إن نشر و إستنساخ ذلك ال مانع فيه

This book is electronically published by the Ahl-ul-Bait (A.S.) World Assembly to promulgate the just sect of Shi’a teachings.

Reproduction and copy making is authorized.

جلد، مؤسسه دارالكتاب ٢على بن ابراهيم بن هاشم قمى، تفسير قمى، هجرى قمرى١٤٠٤قم،

الجزء األول

مقدمة المصنف

من األشياء بسم اهللا الرحمن الرحيم الحمد هللا الواحد األحد الصمد المتفرد الذي ال من شيء خلق ما كون بل بقدرته، بان بها تنال و ال حد يضرب فيه األمثال كل دون صفاته تحبير اللغات، و ضل هنالك تصاريف األشياء منه فليست له صفة و بانت

الصفات و حار في أداني ملكوته عميقات مذاهب التفكير، و انقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، و حال دون غيبه لذي ال يبلغه بعد الهمم و ال يناله غوص المكنون حجب من الغيوب و تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول، فتبارك اهللا ا

الفطن و تعالى الذي ليس لنعته حد محدود، و ال وقت ممدود و ال أجل معدود، فسبحان الذي ليس له أول مبتدإ و ال غاية شبهها منتهى، سبحانه كما هو وصف نفسه و الواصفون ال يبلغون نعته، حد األشياء كلها بعلمه عند خلقه و أبانها إبانة لها من

بما لم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن و لم ينأ عنها فيقال هو منها بائن، و لم يخل منها فيقال له أين، لكنه سبحانه أحاط بها علمه و أتقنها صنعه و أحصاها حفظه فلم يعزب عنه خفيات هبوب الهواء و ال غامض سرائر مكنون ظلم الدجى، و ال ما في

رضين السفلى و على كل شيء منها حافظ و رقيب و بكل شيء منها محيط هو اهللا الواحد األحد رب السماوات العلى إلى األ

Page 2: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

العالمين و الحمد هللا الذي جعل العمل في الدنيا و الجزاء في اآلخرة و جعل لكل شيء قدرا و لكل قدر أجال و لكل أجل ا و الشكر طاعة و التكبير جاللة و تعظيمالذي جعل الحمد شكركتابا يمحو اهللا ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب و الحمد هللا ا

» إلا من شهد بالحق و هم يعلمون« و قال » ستكتب شهادتهم و يسئلون« فال إله إال هو إخالصا نشهد به فإنه قال عز و جل و دماؤنا و أشعارنا و أبشارنا و أسماعنا و أبصارنا و أشهد أن محمدا تشهد به بلجة صدورنا و عارفة قلوبنا قد شيط به لحومنا

بنوره و أيده بسلطانه و أحكمه من أن كمه و أعزه و حفظه بعلمه و أوضحه عبده و رسوله ص أرسله بكتاب قد فصله و أحقال به صدق و من عمل به يميل سهوا و يأتيه الباطل من بين يديه و من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ال تفنى عجائبه من

أحيز و من خاصم به فلج و من قال به نصر و من قام به هدي إلى صراط مستقيم و من تركه من الجبابرة قصمه اهللا و من ابتغى هد اهللا بعلمه و أشكم و خبر معادكم أنزله العلم من غيره أضله اهللا و هو حبل اهللا المتين فيه بيان ما كان قبلكم و الحكم فيما بين

فجعله نورا يهدي » لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه و المالئكة يشهدون و كفى بالله شهيدا« المالئكة بتصديقه فقال ففي اتباع ما جاء من اهللا عز و » دونه أولياء قليلا ما تذكروناتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و ال تتبعوا من« التي هي أقوم فقال

المبين فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا و اآلخرة، و القرآن آمر و زاجر حد فيه خطأ جل الفوز العظيم و في تركه الببه حجة على خلقه أخذ عليهم ميثاقهم و ارتهن الحدود و سن فيه السنن و ضرب فيه األمثال و شرع فيه الدين و غدا من س

لهم أنفسهم لينبئ لهم ما يأتون و ما يبتغون ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حي عن بينة و إن اهللا سميع عليم و قال أمير اب بالحق و أنتم بعث نبيه محمدا ص بالهدى و أنزل عليه الكتجل المؤمنين صلوات اهللا عليه و آله أيها الناس إن اهللا عز و

أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله، أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة من األمم و انبساط الجهل و اعتراض من الفتنة و انتقاص من البرم و عمى عن الحق و انتشار من الخوف و اعتساف من الجور و امتحاق من من

أغصانها و انتشار من ورقها و يأس من جنات الدنيا و يبوس من على حين اصفرار من رياض الدين و تلظي من الحروب وثمرتها و اغورار من مائها، فقد درست أعالم الهدى و ظهرت أعالم الردى و الدنيا متهجمة في وجوه أهلها متكفهرة مدبرة

لسيف قد مزقهم كل ممزق فقد أعمت عيون أهلها و غير مقبلة ثمرتها الفتنة و طعامها الجيفة و شعارها الخوف و دثارها اطيب يجتاز دونهم أظلمت عليهم أيامها قد قطعوا أرحامهم و سفكوا دماءهم و دفنوا في التراب الموءودة بينهم من أوالدهم

جاءهم النبي العيش و رفاهته، خوط ال يرجون من اهللا ثوابا و ال يخافون اهللا عقابا حيهم أعمى نجس ميتهم في النار مبلس فص بنسخة ما في الصحف األولى و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحالل و بيان الحرام و ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه أن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه مختلفون

إني فرطكم و إنكم «و قال رسول اهللا ص في حجة الوداع في مسجد الخيف . »عنه ألني أعلمكم فلو سألتموني عنه ألخبرتكم واردون علي الحوض، حوض عرضه ما بين بصرة و صنعاء، فيه قدحان من فضة عدد النجوم أال و إني سائلكم عن الثقلين

و طرف بأيديكم فتمسكوا به لن تضلوا و لن تزلوا و قالوا يا رسول اهللا و ما الثقالن قال كتاب اهللا الثقل األكبر طرف بيد اهللاحتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين و جمع أنهما لن يفترقا اللطيف الخبير الثقل األصغر عترتي و أهل بيتي فإنه قد نبأني

ليل خطره بين ذكره فالقرآن عظيم قدره ج» بين سبابتيه و ال أقول كهاتين و جمع بين سبابته و الوسطى فتفضل هذه على هذهو نزلنا عليك الكتاب « من تمسك به هدي و من تولى عنه ضل و زل فأفضل ما عمل به القرآن لقول اهللا عز و جل لنبيه ص

ففرض اهللا عز و » ين للناس ما نزل إليهمو أنزلنا إليك الذكر لتب« و قال » بشرى للمسلمين شيء و هدى و رحمة و تبيانا لكل

Page 3: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

جل على نبيه ص أن يبين للناس ما في القرآن من األحكام و القوانين و الفرائض و السنن و فرض على الناس التفقه و التعليم شايخنا و ثقاتنا لينا و رواه مو العمل بما فيه حتى ال يسع أحدا جهله و ال يعذر في تركه و نحن ذاكرون و مخبرون بما ينتهي إ

يقبل عمل إال بهم و هم الذين وصفهم اهللا تبارك و تعالى و فرض عن الذين فرض اهللا طاعتهم و أوجب واليتهم و ال كتابه و فعلمهم عن رسول اهللا و هم الذين قال في » فسئلوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون« سؤالهم و األخذ منهم فقال

جاهدوا في الله يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و« خاطبهم في قوله تعالى ( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل و في هذا هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرجحق جهاده

فرسول اهللا ص شهيد عليهم و هم » ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا أنتم يا معشر األئمة شهداء على الناس) القرآنو مالئكته و رسله منهم يقتبس و هو تضاه ألنبيائه آن معهم و دين اهللا عز و جل الذي ارشهداء على الناس فالعلم عندهم و القر

أال إن العلم الذي هبط به آدم ع من السماء إلى األرض و جميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين «قول أمير المؤمنين ع و لقد علم المستحفظون «ال أيضا أمير المؤمنين ع في خطبته عندي و عند عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم بل أين تذهبون و ق

ال تتخلفوا عنهم فتزلوا و ال تخالفوهم فتجهلوا من أصحاب محمد ص أنه قال إني و أهل بيتي مطهرون فال تسبقوهم فتضلوا و يث كان ففي الذي ذكرنا من هم أعلم الناس كبارا و أحلم الناس صغارا فاتبعوا الحق و أهله ح تعلموهم فإنهم أعلم منكمو ال

عظيم خطر القرآن و علم األئمة ع كفاية لمن شرح اهللا صدره و نور قلبه و هداه إليمانه و من عليه بدينه و باهللا نستعين و عليه فالقرآن منه ناسخ، و منه منسوخ، و منه) بن إبراهيم الهاشمي القمي علي قال أبو الحسن(» نتوكل و هو حسبنا و نعم الوكيل

محكم، و منه متشابه، و منه عام، و منه خاص، و منه تقديم، و منه تأخير، و منه منقطع، و منه معطوف، و منه حرف مكان حرف، و منه على خالف ما أنزل اهللا، و منه ما لفظه عام و معناه خاص، و منه ما لفظه خاص و معناه عام، و منه آيات بعضها

نه ما تأويله في تنزيله، و منه ما تأويله مع تنزيله، و منه ما تأويله قبل تنزيله، و منه ما في سورة و تمامها في سورة أخرى و متأويله بعد تنزيله، و منه رخصة إطالق بعد الحظر، و منه رخصة صاحبها فيها بالخيار إن شاء فعل و إن شاء ترك، و منه

نه ما على لفظ الخبر و معناه حكاية عن قوم، و منه آيات رخصة ظاهرها خالف باطنها يعمل بظاهرها و ال يدان بباطنها، و منصفها منسوخة و نصفها متروكة على حالها، و منه مخاطبة لقوم و معناه لقوم آخرين، و منه مخاطبة للنبي ص و المعنى أمته، و

، و منه رد على الزنادقة، و منه منه ما لفظه مفرد و معناه جمع، و منه ما ال يعرف تحريمه إال بتحليله، و منه رد على الملحدينرد على الثنوية و منه رد على الجهمية، و منه رد على الدهرية، و منه رد على عبدة النيران، و منه رد على عبدة األوثان، و منه

قاب بعد رد على المعتزلة، و منه رد على القدرية، و منه رد على المجبرة، و منه رد على من أنكر من المسلمين الثواب و العفي الذر، و منه رد على من أنكر الموت يوم القيامة، و منه رد على من أنكر المعراج و اإلسراء، و منه رد على من أنكر الميثاق

من وصف اهللا عز و جل، و منه مخاطبة اهللا عز و خلق الجنة و النار، و منه رد على من أنكر المتعة و الرجعة، و منه رد على تعالى رك و ين و األئمة ع و ما ذكره اهللا من فضائلهم و فيه خروج القائم و أخبار الرجعة و ما وعد اهللا تباجل ألمير المؤمن

األئمة ع من النصرة و االنتقام من أعدائهم، و فيه شرائع اإلسالم و أخبار األنبياء ع و مولدهم و مبعثهم و شريعتهم و هالك ه ترهيب و فيه ترغيب، و فيه أمثال، و فيه أخبار و قصص، و نحن ذاكرون جميع ما أمتهم، و فيه ما نزل بمغازي النبي ص و في

ذكرنا إن شاء اهللا في أول الكتاب مع خبرها ليستدل بها على غيرها و علم ما في الكتاب و باهللا التوفيق و االستعانة و عليه فأما الناسخ و . عنهم الرجس و طهرهم تطهيرانتوكل و به نستعين و نستجير و الصالة على محمد و آله الذين أذهب اهللا

Page 4: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

المنسوخ فإن عدة النساء كانت في الجاهلية إذا مات الرجل تعتد امرأته سنة فلما بعث رسول اهللا ص لم ينقلهم عن ذلك و زواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى و الذين يتوفون منكم و يذرون أ« تركهم على عاداتهم و أنزل اهللا تعالى بذلك قرآنا فقال

الذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن « حوال فلما قوي اإلسالم أنزل اهللا فكانت العدة » إخراجالحول غيرو مثله أن المرأة كانت في الجاهلية إذا زنت تحبس في بيتها » إلى الحول غير إخراجمتاعا« فنسخت قوله » أربعة أشهر و عشرا

منكم فإن شهدوا ليهن أربعة و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا ع« حتى تموت و الرجل يؤذى فأنزل اهللا في ذلك آذوهما فإن تابا و الذان يأتيانها منكم ف« و في الرجل » وهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلافأمسك

مائة الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما « ل اهللافلما قوي اإلسالم أنز» رحيما و أصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابايا أيها الذين آمنوا إذا « فنسخت تلك و مثله كثير نذكره في مواضعه إن شاء اهللا تعالى و أما المحكم فمثل قوله تعالى » جلدة

حرمت عليكم « و مثله » أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبينقمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم و إلى آخرها فهذه كله محكم قد اآلية» عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكمحرمت « و منه قوله » و لحم الخنزيرالميتة و الدم

و أما المتشابه فما ذكرنا مما لفظه واحد و معناه مختلف فمنه الفتنة التي ذكرها اهللا تعالى . استغنى بتنزيله عن تأويله و مثله كثيرو هي الكفر و منه » أكبر من القتلالفتنة « أي يعذبون و قوله » يوم هم على النار يفتنون« في القرآن فمنها عذاب و هو قوله

الم أ حسب الناس أن يتركوا أن « يعني بها الحب و منه اختبار و هو قوله » إنما أموالكم و أوالدكم فتنة« الحب و هو قوله ذكره في مواضعه و منه الحق و هو على وجوه كثيرة و منه الضالل و أي ال يختبرون و مثله كثير ن» يقولوا آمنا و هم ال يفتنون

يا « عام و معناه خاص فمثل قوله تعالى و أما ما لفظه . هو على وجوه كثيرة فهذا من المتشابه الذي لفظه واحد و معناه مختلففلفظه عام و معناه خاص ألنه فضلهم على عالمي » فضلتكم على العالميناذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني بني إسرائيل

يعني بلقيس فلفظه عام و معناه خاص ألنها لم تؤت أشياء كثيرة »و أوتيت من كل شيء« زمانهم بأشياء خصهم بها و قوله لفظه عام و معناه خاص ألنها تركت أشياء كثيرة » بأمر ربهادمر كل شيء يها عذاب أليم تريح ف« منها الذكر و اللحية و قوله

من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد « و أما ما لفظه خاص و معناه عام فقوله . لم تدمرهاو أما التقديم و التأخير . فلفظ اآلية خاص في بني إسرائيل و معناها عام في الناس كلهم» ما قتل الناس جميعافي الأرض فكأن

على آية » عدة النساء أربعة أشهر و عشرا«الناسخة مقدمة على المنسوخة ألن في التأليف قد قدمت آية إن آية عدة النساء فأ فمن كان على بينة « ن تقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ثم الناسخة التي نزلت بعده و قوله و كان يجب أوال أ» عدة سنة كاملة«

من ربه و يتلوه أ فمن كان على بينة «فقال الصادق ع إنما نزل » من ربه و يتلوه شاهد منه و من قبله كتاب موسى إماما و رحمةو إنما هو يحيي و يميت » و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا« و قوله » ا و رحمة و من قبله كتاب موسى إمامشاهد منه

يا مريم اقنتي لربك و « فقدموا حرفا على حرف و قوله » نحيا و نموت«ألن الدهرية لم يقروا بالبعث بعد الموت و إنما قالوا » أسفاارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فلعلك باخع نفسك على آث« و قوله » اركعي و اسجدي«أيضا هو » جدي و اركعياس

و أما المنقطع المعطوف فهي . و مثله كثير» فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا إن لم يؤمنوا بهذا الحديث«هو و إنما« نزلت في خبر ثم انقطعت قبل تمامها و جاءت آيات غيرها ثم عطف بعد ذلك على الخبر األول مثل قوله عز و جل آيات

ثانا و تخلقون إفكا إن أوو اتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله و إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله ثم انقطع خبر » الذين تعبدون من دون الله ال يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق و اعبدوه و اشكروا له إليه ترجعون

Page 5: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أ و لم يروا كيف سول إلا البالغ المبين بوا فقد كذب أمم من قبلكم و ما على الرو إن تكذ« إبراهيم فقال مخاطبة ألمة محمد ثم عطف » م عذاب أليمأولئك يئسوا من رحمتي و أولئك له« إلى قوله » يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير

و مثله في قصة » فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار« بعد هذه اآليات على قصة إبراهيم فقال ثم انقطعت وصية لقمان البنه فقال » تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيميعظه يا بني القال لقمان لابنه و هو و إذ « لقمان قوله

يا « ثم عطف على خبر لقمان فقال » فأنبئكم بما كنتم تعملون« إلى قوله » و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن« و أما ما . و مثله كثير» إلخ... سماوات أو في الأرض يأت بها إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في البني

يا « يعني و ال للذين ظلموا منهم و قوله »لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم« هو حرف مكان حرف فقوله » ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ« يعني و ال من ظلم و قوله » موسى ال تخف إني ال يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم

و . يعني حتى تنقطع قلوبهم و مثله كثير» ا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهميزال بنيانهم الذي بنو ال« يعني و ال خطأ و قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و « أما ما هو كان على خالف ما أنزل اهللا فهو قوله

الحسن و الحسين بن علي ع فقيل له و يقتلون أمير المؤمنين و » خير أمة« فقال أبو عبد اهللا ع لقارئ هذه اآلية » ون باللهتؤمنتأمرون « أ ال ترى مدح اهللا لهم في آخر اآلية » كنتم خير أئمة أخرجت للناس«كيف نزلت يا ابن رسول اهللا فقال إنما نزلت

الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و « و مثله آية قرئت على أبي عبد اهللا ع » و تنهون عن المنكر و تؤمنون باللهبالمعروفيما أن يجعله للمتقين إماما فقيل له يا ابن رسول أبو عبد اهللا ع لقد سألوا اهللا عظفقال » رة أعين و اجعلنا للمتقين إماماذرياتنا ق

له « و قوله » الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما« اهللا كيف نزلت فقال إنما نزلت المعقب ل أبو عبد اهللا كيف يحفظ الشيء من أمر اهللا و كيف يكون فقا» خلفه يحفظونه من أمر اللهمعقبات من بين يديه و من

له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر «من بين يديه فقيل له و كيف ذلك يا ابن رسول اهللا فقال إنما نزلت و » لكن اهللا يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه و المالئكة يشهدون«منه فهو قوله و أما ما هو محرف . و مثله كثير» اهللا

و ظلموا آل إن الذين كفروا«و قوله » يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته«قوله و لو ترى «و قوله » ا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبونو سيعلم الذين ظلمو«و قوله » محمد حقهم لم يكن اهللا ليغفر لهم

و أما ما لفظه جمع و معناه واحد و هو جار . و مثله كثير نذكره في مواضعه» الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموتنزلت في أبي لبابة بن عبد اهللا بن المنذر » ماناتكمأ الرسول و تخونوا يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا الله و« في الناس فقوله

الذين قال لهم « نزلت في حاطب بن أبي بلتعة و قوله » يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء« خاصة و قوله » و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن« نعيم بن مسعود األشجعي و قوله نزلت في » الناس إن الناس قد جمعوا لكم

و جاء ربك و « و أما ما لفظه واحد و معناه جمع فقوله . نزلت في عبد اهللا بن نفيل خاصة و مثله كثير نذكره في مواضعهأ لم تر أن الله يسجد له من في السماوات و من في الأرض و « حد و معناه جمع و قوله فاسم الملك وا» الملك صفا صفا

و نفخ « قبل فقوله و أما ما لفظه ماض و هو مست. فلفظ الشجر واحد و معناه جمع» الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجرو نفخ في الصور فصعق من ( و قوله» في الأرض إلا من شاء الله و كل أتوه داخرينلصور ففزع من في السماوات و من في ا

قيام ينظرون و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم » بينهم بالحق و هم ال يظلمون و وفيت كل نفس ما عملت و هو أعلم بما يفعلون و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي الكتاب

Page 6: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و أما اآليات التي هي في سورة و تمامها في . ية فهذا كله ما لم يكن بعد و في لفظ اآلية أنه قد كان و مثله كثيرإلى آخر اآلسورة أخرى فقوله في سورة البقرة في قصة بني إسرائيل حين عبر بهم موسى البحر و أغرق اهللا فرعون و أصحابه و أنزل

لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما « السلوى فقالوا لموسى موسى ببني إسرائيل فأنزل اهللا عليهم المن و طوا أ تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهب« تنبت الأرض من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها فقال لهم موسى

إن فيها قوما جبارين و إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا » مصرا فإن لكم ما سألتم فقالوا له يا موسىفرد اهللا عليهم » ا فهي تملى عليه بكرة و أصيلااكتتبه« فنصف اآلية في سورة البقرة و نصفها في سورة المائدة و قوله » داخلون

فنصف اآلية في سورة الفرقان و نصفها في » و ما كنت تتلوا من قبله من كتاب و ال تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون« أما اآلية التي نصفها منسوخة و نصفها متروكة على حالها فقوله و . عهالقصص و العنكبوت و مثله كثير نذكره في مواضسورة

و ذلك أن المسلمين كانوا ينكحون أهل الكتاب من اليهود و النصارى و ينكحونهم » و ال تنكحوا المشركات حتى يؤمن« أعجبتكم و ال تنكحوا المشركين حتى ة مؤمنة خير من مشركة و لوو لأم و ال تنكحوا المشركات حتى يؤمن« فأنزل اهللا

فنهى اهللا أن ينكح المسلم المشركة أو ينكح المشرك المسلمة ثم نسخ » يؤمنوا و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو أعجبكم و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم « بقوله في سورة المائدة » وا المشركات حتى يؤمنو ال تنكح« قوله

« فنسخت هذه اآلية قوله » ن أجورهنأوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهات من الذين و المحصنات من المؤمنات و المحصنلم ينسخ ألنه ال يحل للمسلم أن » و ال تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا« و ترك قوله » و ال تنكحوا المشركات حتى يؤمن

تبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين و ك« ينكح المشركة و يحل له أن يتزوج المشركة من اليهود و النصارى، و قوله كتب عليكم القصاص في « ثم نسخت هذه اآلية بقوله » الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاصبالعين و

« و لم ينسخ قوله » النفس بالنفس إلى قوله السن بالسن« فنسخت قوله » ر و العبد بالعبد و الأنثى بالأنثىالقتلى الحر بالحو أما ما تأويله في تنزيله فكل آية نزلت في حالل أو حرام مما ال . فنصف اآلية منسوخة و نصفها متروكة» الجروح قصاص

حرمت عليكم « و قوله » حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم و عماتكم و خاالتكم« ج فيها إلى تأويل مثل قوله يحتاو أما ما تأويله مع تنزيله فمثل . ناهو مثله كثير مما تأويله في تنزيله و هو من المحكم الذي ذكر» الميتة و الدم و لحم الخنزير

األمر و بتنزيل اآلية حتى فسر لهم الرسول من أولوفلم يستغن الناس » يعوا الرسول و أولي الأمر منكمأطيعوا الله و أط« قوله وا هذا من النبي بتنزيل اآلية حتى عرفهم النبي ص من فلم تستغن الناس الذين سمع» اتقوا الله و كونوا مع الصادقين« قوله

أخبرهم فلم يستغن الناس حتى » من قبلكميا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين« الصادقون و قوله فلم تستغن الناس بهذا حتى أخبرهم النبي كم يصلون و كم » الزكاةأقيموا الصالة و آتوا « كم يصومون و قوله ) ص(النبي

و أما ما تأويله قبل تنزيله فاألمور التي حدثت في عصر النبي ص مما لم يكن عند النبي فيها حكم . يصومون و كم يزكونسول اهللا إلى المدينة فلما هاجر رمثل الظهار فإن العرب في الجاهلية كانوا إذا ظاهر الرجل من امرأته حرمت عليه إلى األبد

يقال له أوس بن الصامت فجاءت امرأته إلى رسول اهللا ص فأخبرته بذلك فانتظر النبي ص الحكم من ظاهر رجل من امرأته و مثله ما نزل في » م إلا اللائي ولدنهمالذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاته« اهللا فأنزل اهللا تبارك و تعالى

اللعان و غيره مما لم يكن عند النبي ص فيه حكم حتى نزل عليه القرآن به من عند اهللا عز و جل فكان التأويل قد تقدم و ما وعدهم اهللا و أما ما تأويله بعد تنزيله فاألمور التي حدثت في عصر النبي ص و بعده من غصب آل محمد حقهم . التنزيل

Page 7: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و لقد كتبنا في الزبور « به من النصر على أعدائهم و ما أخبر اهللا به من أخبار القائم و خروجه و أخبار الرجعة و الساعة في قوله ليستخلفنهم في منكم و عملوا الصالحات نوا وعد الله الذين آم« و قوله » من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون

الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ال ن استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نريد أن نمن على الذي( نزلت في القائم من آل محمد ص و قوله » ن بي شيئايشركو

و متفق اللفظ و مختلف المعنى فقوله و أما ما ه. و مثله كثير مما تأويله بعد تنزيله» نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الأرضو » و تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا« يعني أهل القرية و أهل العير و قوله » و سئل القرية التي كنا فيها و العير التي أقبلنا فيها«

بعد العزيمة فإن اهللا تبارك و تعالى فرض الوضوء و الغسل بالماء ي و أما الرخصة التي ه. كرهيعني أهل القرى، و مثله كثير نذيا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى « فقال

لى سفر أو جاء و إن كنتم مرضى أو ع« ثم رخص لمن لم يجد الماء التيمم بالتراب فقال » كنتم جنبا فاطهرواالكعبين و إنحافظوا « و مثله » جوهكم و أيديكم منهمنكم من الغائط أو المستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوأحد

فاذكروا الله قياما و « و قوله » فإن خفتم فرجالا أو ركبانا« ثم رخص فقال » على الصلوات و الصالة الوسطى و قوموا لله قانتينالصحيح يصلي قائما و المريض يصلي جالسا فمن لم يقدر فمضطجعا يومئ إيماء فهذه م ع عالفقال ال» قعودا و على جنوبكمو أما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار إن شاء أخذ و إن شاء ترك فإن اهللا عز و جل رخص أن يعاقب . رخصة بعد العزيمة

فهذا بالخيار إن شاء عاقب و إن » فمن عفا و أصلح فأجره على اللهو جزاء سيئة سيئة مثلها« الرجل الرجل على فعله به فقال فإن اهللا تبارك و تعالى نهى أن يتخذ يدان بباطنها خالف باطنها يعمل بظاهرها و ال شاء عفا و أما الرخصة التي ظاهرها

ثم » أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شيءال يتخذ المؤمنون الكافرين« المؤمن الكافر وليا فقال إلا « رخص عند التقية أن يصلي بصالته و يصوم بصيامه و يعمل بعمله في ظاهره و أن يدين اهللا في باطنه بخالف ذلك فقال

خص و معنى قول الصادق ع إن اهللا تبارك و تعالى يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن فهذا تفسير الر» أن تتقوا منهم تقاةو هذا حكاية عنهم » و لبثوا في كهفهم ثالث مائة سنين و ازدادوا تسعا« يؤخذ بعزائمه و أما ما لفظه خبر و معناه حكاية فقوله

« و قوله يحكي قول قريش » السماوات و الأرضما لبثوا له غيب قل الله أعلم ب« بقوله و الدليل على أنه حكاية ما رد اهللا عليهم و أما ما هو مخاطبة . فهو على لفظ الخبر و معناه حكاية و مثله كثير نذكره في مواضعه» ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

« و المخاطبة للنبي ص و المعنى ألمته و قوله » يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن« نى ألمته فقوله للنبي ص و المع ص و المعنى ألمته و هو قول و مثله كثير مما خاطب اهللا به نبيه» ال تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا

و قضينا « الصادق ع إن اهللا بعث نبيه ص بإياك أعني و اسمعي يا جارة و أما ما هو مخاطبة لقوم و معناه لقوم آخرين فقوله فالمخاطبة لبني إسرائيل » ن علوا كبيرافي الأرض مرتين و لتعل) أنتم يا معشر أمة محمد(إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن

و ذلك أن الزنادقة » و من نعمره ننكسه في الخلق أ فال يعقلون« و أما الرد على الزنادقة فقوله .المعنى ألمة محمد صو ها األشكال و الغذاء و مر عليه الليل و النهار و زعمت أن اإلنسان إنما يتولد بدوران الفلك فإذا وقعت النطفة في الرحم تلقت

يعمر يرجع إلى يعني من يكبر و » و من نعمره ننكسه في الخلق أ فال يعقلون« هم يكبر لذلك فقال اهللا تبارك و تعالى ردا علي يزيد اإلنسان أبدا ما دامت األشكال قائمة و حد الطفولية و يأخذ في النقصان و النكس فلو كان هذا كما زعموا لوجب أن

و أما الرد على . الليل و النهار يدوران عليه فلما بطل هذا و كان من تدبير اهللا عز و جل أخذ في النقصان عند منتهى عمره

Page 8: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قال لو كان إلهان لطلب كل واحد منهما » ه بما خلقلذهب كل إله إذا ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إل« الثنوية فقوله العلو و إذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء اآلخر أن يخالفه فيخلق بهيمة فتكون الخلق منهما على مشيتهما و اختلف إرادتهما

هما اختالف بطل االثنان بخلق إنسان و بهيمة في حالة واحدة و هذا من أعظم المحال غير موجود و إذا بطل هذا و لم يكن بينالمشيات تدل على صانع واحد و هو قوله عز و ادات و و كان واحدا فهذا التدبير و اتصاله و قوام بعضه ببعض باألهواء و اإلر

لو كان فيهما آلهة « م على بعض و قوله عال ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق و لعال بعضهإن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن « و أما الرد على عبدة األوثان فقوله . »إلا الله لفسدتا

يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعواأرجلم صادقين أ لهم كنت

فعكم شيئا و ال يضركم أف أ فتعبدون من دون الله ما ال ين« و قوله يحكي قول إبراهيم ع » شركاءكم ثم كيدون فال تنظرونزعمتم من دونه فال يملكون كشف الضر عنكم و ال قل ادعوا الذين « و قوله » تعبدون من دون الله أ فال تعقلونلكم و لما

و أما ما هو رد . و مثله كثير مما هو رد على الزنادقة و عبدة األوثان» ال يخلق أ فال تذكرونأ فمن يخلق كمن« و قوله » تحويلالنشور فحكى اهللا عز و جل و ا.... على الدهرية زعموا أن الدهر لم يزل و ال يزال أبدا و ليس له مدبر و ال صانع و أنكروا البعث

حياتنا الدنيا نموت و نحيا و إنما قالوا نحيا و نموت و ما يهلكنا إلا الدهر و ما لهم بذلك من و قالوا ما هي إلا« فقال قولهم خلقناكم من تراب ثم من يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا « فرد اهللا عليهم فقال عز و جل . »علم إن هم إلا يظنون

الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم ضغة مخلقة و غير مخلقة لنبين لكم و نقر في نطفة ثم من علقة ثم من مثم ضرب للبعث و النشور مثال » م من يتوفى و منكم من يرد إلى أرذل العمر لكيال يعلم من بعد علم شيئالتبلغوا أشدكم و منك

ذلك بأن ت من كل زوج بهيج أي حسن لماء اهتزت و ربت و أنبتو ترى الأرض هامدة أي يابسة ميتة فإذا أنزلنا عليها ا« فقال و قوله » الله هو الحق و أنه يحي الموتى و أنه على كل شيء قدير و أن الساعة آتية ال ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور

فإذا أصاب بهالله لرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء و يجعله كسفا فترى الودق يخرج من خالله الذي يرسل ا«

ن قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمت الله كيف من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون و إن كانوا من قبل أن ينزل عليهم ممن نيناها و زيناها و ما لها أ فلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف ب« و قوله » يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى

و » رض مددناها و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل زوج بهيج إلى قوله و أحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروجفروج و الأو » حييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليمو ضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحي العظام و هي رميم قل ي« قوله

يوم يأت ال تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم « أنكر الثواب و العقاب فقوله و أما الرد على من . ا هو رد على الدهريةمثله كثير ممو أما قوله ما دامت » شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرضشقي و سعيد فأما الذين

» عشيا يعرضون عليها غدوا والسماوات و الأرض إنما هو في الدنيا فإذا قامت القيامة تبدل السماوات و األرض و قوله النارلهم رزقهم فيها بكرة « فالغدو و العشي إنما يكون في الدنيا في دار المشركين و أما في القيامة فال يكون غدوا و ال عشيا قوله

ه من يعني في جنان الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين فأما في جنات الخلد فال يكون غدوا و ال عشيا و قول» و عشياو اآلخرة و الدليل على ذلك يه الثواب و العقاب بين الدنيافقال الصادق ع البرزخ القبر و ف» ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

لله أمواتا بل أحياء و ال تحسبن الذين قتلوا في سبيل ا« قول العالم ع و اهللا ما نخاف عليكم إال البرزخ و قوله عز و جل أيضا م يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم و ال هم عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين ل

Page 9: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

نة بمن لم يلحقوا بهم من خلفهم من المؤمنين في الدنيا و مثله كثير مما هو رد قال الصادق ع يستبشرون و اهللا في الج» يحزنونو هو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب « و أما الرد على من أنكر المعراج و اإلسراء فقوله . على من أنكر عذاب القبر

يعني األنبياء » فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك« و قوله » من رسلنا أرسلنا من قبلك ل منو سئ« و قوله » قوسين أو أدنىما كذب الفؤاد ما رأى أ فتمارونه على ما يرى « و أما الرد على من أنكر الرؤية فقوله . ع و إنما رآهم في السماء لما أسري به

اهيم بن هاشم حدثني أبي عن أحمد قال أبو الحسن علي بن إبر» لقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوىو محمد بن أبي نصر عن علي بن موسى الرضا ع قال قال يا أحمد ما الخالف بينكم و بين أصحاب هشام بن الحكم في بن

جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روي أن رسول اهللا ص رأى ربه في صورة شاب و قال هشام بن التوحيد فقلت الحكم بالنفي للجسم فقال يا أحمد إن رسول اهللا ص لما أسري به إلى السماء و بلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب

دتم أنتم التشبيه دع هذا يا أحمد ال ينفتح عليك هذا أمر عظيم و شاء اهللا أن يرى و أرر العظمة ما مثل سم إلبرة فرأى من نوو السدرة المنتهى في السماء السابعة و » عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى« أما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقوله

ن أبي عبد اهللا ع قال قال رسول اهللا ص لما أسري بي إلى جنة المأوى عندها قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عالسماء دخلت الجنة فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء يرى داخلها من خارجها و خارجها من داخلها من ضيائها و فيها بيتان من

و تهجد بالليل و الناس در و زبرجد فقلت يا جبرئيل لمن هذا القصر فقال هذا لمن أطاب الكالم و أدام الصيام و أطعم الطعامنيام فقال أمير المؤمنين يا رسول اهللا و في أمتك من يطيق هذا فقال ادن مني يا علي فدنا منه فقال أ تدري ما إطابة الكالم قال

و رسوله أعلم اهللا و رسوله أعلم قال من قال سبحان اهللا و الحمد هللا و ال إله إال اهللا و اهللا أكبر أ تدري ما إدامة الصيام قال اهللاقال من صام رمضان و لم يفطر منه يوما و تدري ما إطعام الطعام قال اهللا و رسوله أعلم قال من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس و تدري ما التهجد بالليل و الناس نيام قال اهللا و رسوله أعلم قال من لم ينم حتى يصلي العشاء اآلخرة و

يهود و النصارى فإنهم ينامون ما بينها و بهذا اإلسناد قال قال رسول اهللا ص لما أسري بي إلى السماء دخلت يعني بالناس نيام الالجنة فرأيت فيها قيعان تفق و رأيت فيها مالئكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربما أمسكوا فقلت لهم ما لكم ربما

ة فقلت و ما نفقتكم فقالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان اهللا و الحمد هللا و ال إله إال بنيتم و ربما أمسكتم فقالوا حتى تجيئنا النفقاهللا و اهللا أكبر فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا و قال رسول اهللا ص لما أسري بي إلى سبع سماواته أخذ بيدي جبرئيل

ة فانفلقت نصفين فخرجت من بينهما حوراء فقامت درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجل فأدخلني الجنة فأجلسني علىبين يدي فقالت السالم عليك يا محمد السالم عليك يا أحمد السالم عليك يا رسول اهللا فقلت و عليك السالم من أنت

عجنت أنواع أسفلي من المسك و وسطي من العنبر و أعالي من الكافور و راضية المرضية خلقني الجبار من ثالثة فقالت أنا البماء الحيوان ثم قال جل ذكره لي كوني فكنت ألخيك و وصيك علي بن أبي طالب ص قال و قال أبو عبد اهللا ع كان

إنك تكثر تقبيل فاطمة ع فقال رسول ) ص(رسول اهللا ص يكثر تقبيل فاطمة ع فغضبت من ذلك عائشة و قالت يا رسول اهللا جبرائيل ع من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها فأكلته ء دخلت الجنة فأدنانييا عائشة إنه لما أسري بي إلى السما) ص(اهللا

فلما هبطت إلى األرض حول اهللا ذلك ماء في ظهري فواقعت بخديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها إال وجدت رائحة شجرة الرد على المجبرة الذين قالوا ليس و أما . و مثل ذلك كثير مما هو رد على من أنكر المعراج و خلق الجنة و النار طوبى منها

لنا صنع و نحن مجبرون يحدث اهللا لنا الفعل عند الفعل و إنما األفعال هي منسوبة إلى الناس على المجاز ال على الحقيقة و

Page 10: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فمن يرد الله « و قوله » و ما تشاؤن إلا أن يشاء الله« تأولوا في ذلك آيات من كتاب اهللا عز و جل لم يعرفوا معناها مثل قوله و غير ذلك من اآليات التي تأويلها على خالف » أن يهديه يشرح صدره للإسالم و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا

الجور و أنه يعذب العبد ثواب و العقاب نسبوا اهللا إلى ثم أقروا بالمعانيها و فيما قالوه إبطال للثواب و العقاب و إذا قالوا ذلك علوا كبيرا أن يعاقب أحدا على غير فعله و بغير حجة واضحة عليه و القرآن كله على غير اكتساب و فعل تعالى اهللا عن ذلك

ها فقوله عز و جل لها و علي» و عليها ما اكتسبتال يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت« رد عليهم قال اهللا تبارك و تعالى كل نفس بما كسبت « و قوله » ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يرهفمن يعمل مثقال « هو على الحقيقة لفعلها و قوله

إنا هديناه « و قوله » و أما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى« و قوله » ت أيديكمذلك بما قدم« و قوله » رهينةو من مساكنهم و عادا و ثمود و قد تبين لكم « قوله » ما كفوراإما شاكرا و إ« يعني بينا له طريق الخير و طريق الشر » السبيل

زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين و قارون و فرعون و هامان و لقد جاءهم موسى بالبينات ذنا بذنبه لم يقل لفعلنا فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا و منهم من أخذته فاستكبروا في الأرض و ما كانوا سابقين فكلا أخ

و مثله كثير » الصيحة و منهم من خسفنا به الأرض و منهم من أغرقنا و ما كان الله ليظلمهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمونو أما الرد على . نذكره و نذكر ما احتجت به المجبرة من القرآن الذي لم يعرفوا معناه و تفسيره في مواضعه إن شاء اهللا

هللا فيها صنع و ال مشية و ال إرادة و المعتزلة فإن الرد من القرآن عليهم كثير و ذلك أن المعتزلة قالوا نحن نخلق أفعالنا و ليساء إبليس و ال يكون ما شاء اهللا و احتجوا أنهم خالقون لقول اهللا عز و جل فتبارك الله أحسن الخالقين فقالوا في شيكون ما

وجه هو فسئل الصادق ع أ فوض اهللا إلى العباد أمرا فقال اهللا أجل و الخلق خالقون غير اهللا فلم يعرفوا معنى الخلق و على كمعلى فعل ثم يعذبهم عليه فقيل له فهل بين هاتين هللا أعدل من أن يجبرهم جبرهم على ذلك فقال اأعظم من ذلك فقيل فأ

المنزلتين منزلة قال نعم فقيل ما هي فقال سر من أسرار ما بين السماء و األرض و في حديث آخر قال سئل هل بين الجبر و ذا خرج إلينا قال و حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس القدر منزلة قال نعم قيل فما هي قال سر من أسرار اهللا قال هك

قال قال الرضا ع يا يونس ال تقل بقول القدرية فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة و ال بقول أهل النار و ال بقول إبليس م يقولوا بقول أهل النار فإن أهل النار قالوا فإن أهل الجنة قالوا الحمد هللا الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو ال أن هدانا اهللا و ل

ربنا غلبت علينا شقوتنا و قال إبليس رب بما أغويتني فقلت يا سيدي و اهللا ما أقول بقولهم و لكني أقول ال يكون إال ما شاء اهللا ا المشية يا يونس قلت متدري و قضى و قدر فقال ليس هكذا يا يونس و لكن ال يكون إال ما شاء اهللا و أراد و قدر و قضى أ

ال قال هو الذكر األول أ تدري ما اإلرادة قلت ال قال العزيمة على ما شاء اهللا و تدري ما التقدير قلت ال قال هو وضع الحدود ألول و من اآلجال و األرزاق و البقاء و الفناء و تدري ما القضاء قلت ال قال هو إقامة العين و ال يكون إال ما شاء اهللا في الذكر ا

قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي » و يوم نحشر من كل أمة فوجا« أما الرد على من أنكر الرجعة فقوله س كما يقولون إن عبد اهللا ع قال ما يقول الناس في هذه اآلية و يوم نحشر من كل أمة فوجا قلت يقولون إنها في القيامة قال لي

و حشرناهم فلم نغادر منهم « ذلك في الرجعة أ يحشر اهللا في القيامة من كل أمة فوجا و يدع الباقين إنما آية القيامة قوله أهلها بالعذاب و محضوا فقال الصادق ع كل قرية أهلك اهللا» على قرية أهلكناها أنهم ال يرجعون و حرام« و قوله » أحدا

و محضوا اإليمان محضا (الكفر محضا ال يرجعون في الرجعة و أما في القيامة فيرجعون أما غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضا يرجعون قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا ع في قوله و ) أو

Page 11: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال ما بعث من ذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكمإذ أخيعني رسول اهللا و » لتؤمنن به« و هو قوله ) ع(اهللا نبيا من لدن آدم إلى عيسى ع إال أن يرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين

ن وعد الله الذي« لتنصرنه يعني أمير المؤمنين و مثله كثير و ما وعد اهللا تبارك و تعالى األئمة ع من الرجعة و النصرة فقال ض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرو ) يا معشر األئمة(آمنوا منكم

« فهذا مما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا و قوله » الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ال يشركون بي شيئافهذا كله مما » في الأرضا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم أن نمن على الذين استضعفوو نريد

رحم اهللا جابر فقال) ع(يكون في الرجعة قال و حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمر بن شمر قال ذكر عند أبي جعفر يعني الرجعة و مثله » جابرا لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه اآلية إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد

عن ابن أبي قال حدثني أبي» و أن إلى ربك المنتهى« فقوله و أما الرد على من وصف اهللا عز و جل . مواضعهكثير نذكره فيالكالم إلى اهللا فأمسكوا و تكلموا فيما دون العرش و ال تكلموا فيما فوق قال إذا انتهى) ع(عمير عن جميل عن أبي عبد اهللا

خلفه و ينادي العرش، فإن قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم حتى أن الرجل كان ينادي من بين يديه فيجيب منإنه من تعاطى مأثمة هلك فال يوصف اهللا عز و جل إال بما وصف به نفسه عز و جل ) ع( يديه و قوله خلفه فيجيب من بينمن

و من الليل فتهجد به نافلة لك « و أما الترغيب فمثل قوله . »في خطبته و كالمه في نفي الصفة) ع(و من قول أمير المؤمنين هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله و رسوله و « و قوله تعالى » اما محموداعسى أن يبعثك ربك مق

نوبكم و يدخلكم جنات تجري من تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذمن عمل « و قوله » من جاء بالحسنة فله خير منها و قوله من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها« و مثل قوله تعالى » تحتها الأنهار

يا أيها « و أما الترهيب فمثل قوله تعالى . »ن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حسابصالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤم يجزي والد عن ولده و ال يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوما ال« و قوله » الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيمو مثله كثير في القرآن نذكره » و ال يغرنكم بالله الغرور فال تغرنكم الحياة الدنيا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق

الى نبيه ص من أخبار األنبياء و قصصهم في قوله نحن نقص عليك نبأهم بالحق و أما القصص فهو ما أخبر اهللا تع. في مواضعهمنهم من لم نقصص منهم من قصصنا عليك و القصص و قوله لقد أرسلنا رسلا من قبلك و قوله نحن نقص عليك أحسن

ك، و مثله كثير و نحن نذكر ذلك كله في مواضعه إن شاء اهللا تعالى و إنما ذكرنا من األبواب التي اختصرناها من الكتاب عليآية واحدة ليستدل بها على غيرها و يعرف معنى ما ذكرناه مما في الكتاب من العلم و في ذلك الذي ذكرناه كفاية لمن شرح

العصمة و باهللا نستعين و عليه نتوكل و نسأله يه بدينه الذي ارتضاه لمالئكته و أنبيائه و رسله اهللا صدره و قلبه لإلسالم و من علو التوفيق و العون على ما يقربنا منه و يزلفنا لديه و استفتح اهللا الفتاح العليم الذي من استمسك بحبله و لجأ إلى سلطانه و

خلفائه نجا بحوله و قوته و أسأله عز و جل أن يصلي على خيرته من عمل بطاعته و انتهى عن معصيته و لزم دين أوليائه ودثني أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن أقول تفسير بسم الله الرحمن الرحيم . خلقه محمد و آله األخيار و األبرار

أبي رحمه اهللا عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن موسى بن جعفر ع قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم قال حدثني قال حدثني أبي عن حماد و عبد الرحمن بن أبي نجران و ابن فضال عن علي ) ع(حماد بن عيسى عن حريث عن أبي عبد اهللا

)ع(بن عقبة قال و حدثني أبي عن النضر بن سويد و أحمد بن محمد بن أبي نصير عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر

Page 12: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عن عبد اهللا بن سنان و عبد » الحلبي و هشام بن سالم و عن كلثوم بن العدم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن قال وصفوان و سيف بن عميرة و أبي حمزة الثمالي و عن عبد اهللا بن جندب و الحسين بن خالد عن أبي اهللا بن مسكان و عن

د اهللا بن ميمون القداح و أبان بن عثمان عن عبد اهللا بن شريك العامري قال و حدثني أبي عن حنان و عب) ع(الحسن الرضا قال و حدثني أبي عن ) بسم الله الرحمن الرحيم( تفسير ) ع(عن مفضل بن عمر و أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد اهللا

لحلبي و إسماعيل بن فرار و أبي طالب عبد اهللا عمرو بن إبراهيم الراشدي و صالح بن سعيد و يحيى بن أبي عمير بن عمران اقال سألته عن تفسير بسم الله الرحمن الرحيم فقال الباء بهاء ) ع(بن الصلت عن علي بن يحيى عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا

م بالمؤمنين خاصة و عن ابن أذينة اهللا و السين سناء اهللا و الميم ملك اهللا و اهللا إله كل شيء و الرحمن بجميع خلقه و الرحيأحق ما أجهر به و هي اآلية التي قال اهللا عز و جل و إذا ذكرت ربك في » بسم الله الرحمن الرحيم« قال قال أبو عبد اهللا ع

القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا

٧ سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات -١

عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع في الرحيم قال و حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير منبسم الله الرحقوله الحمد لله قال الشكر هللا في قوله رب العالمين قال خلق المخلوقين الرحمن بجميع خلقه الرحيم بالمؤمنين خاصة مالك

مخاطبة ) إياك نعبد( يوم الحساب و الدليل على ذلك قوله و قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين يعني يوم الحساب يوم الدين قالقال الطريق و معرفة اإلمام قال و حدثني أبي عن حماد عن ) اهدنا الصراط المستقيم( مثله ) و إياك نستعين( اهللا عز و جل

قوله و إنه في أم عبد اهللا ع في قوله الصراط المستقيم قال هو أمير المؤمنين ع و معرفته و الدليل على أنه أمير المؤمنينأبي عن القاسم الكتاب لدينا لعلي حكيم و هو أمير المؤمنين ع في أم الكتاب و في قوله الصراط المستقيم قال و حدثني أبي

بن غياث قال وصف أبو عبد اهللا ع الصراط فقال ] حفص [ بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن جعفر ] القسم [قال سألته عن الصراط ) ع(ألف سنة صعود و ألف سنة هبوط و ألف سنة حدال و عنه عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد اهللا

منهم من يمر عليه مثل البرق و منهم من يمر عليه مثل عدو الفرس و منهم من يمر فقال هو أدق من الشعر و أحد من السيف فعليه ماشيا و منهم من يمر عليه حبوا و منهم من يمر عليه متعلقا فتأخذ النار منه شيئا و تترك منه شيئا قال و حدثني أبي عن

عليهم و ال الضالين تقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب ط المسحماد عن حريز عن أبي عبد اهللا ع أنه قرأ اهدنا الصرافي قوله ) ع(قال المغضوب عليهم النصاب و الضالين اليهود و النصارى و عنه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد اهللا

ال يعرفون اإلمام قال و غير المغضوب عليهم و غير الضالين قال المغضوب عليهم النصاب و الضالين الشكاك و الذين

قال إن إبليس أن أنينا لما بعث ) ع(بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اهللا ] الحسن [ حدثني أبي عن الحسين . اهللا نبيه ص على حين فترة من الرسل و حين أنزلت أم الكتاب

٢٨٦ سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية -٢

الرحمن الرحيم الم ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين قال أبو الحسن علي بن إبراهيم حدثني أبي عن يحيى بن بسم الله ال شك فيه هدى للمتقين ) ع(قال الكتاب علي ) ع(أبي عمران عن يونس عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا

ن لشيعتنا قوله الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصالة و مما رزقناهم ينفقون قال مما علمناهم ينبئون و مما علمناهم من قال بيا

Page 13: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ا القرآن يتلون و قال الم هو حرف من حروف اسم اهللا األعظم المتقطع في القرآن الذي خوطب به النبي ص و اإلمام فإذا دعبه أجيب و الهداية في كتاب اهللا على وجوه أربعة فمنها ما هو للبيان للذين يؤمنون بالغيب قال يصدقون بالبعث و النشور و الوعد و الوعيد و اإليمان في كتاب اهللا على أربعة أوجه فمنه إقرار باللسان قد سماه اهللا إيمانا و منه تصديق بالقلب و منه األداء

إيمانا و نادى أهله به لقوله يا للسان و قد سماه اهللا تبارك و تعالى اإليمان الذي هو إقرار با) األول(عاني اإليمان م. و منه التأييد مصيبة قال قد أنعم الله علي أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا و إن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكما ليتني كنت معهم فأفوز فوزا إذ لم أكن معهم شهيدا و لئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم و بينه مودة ي

و أن هذه الكلمة قالها أهل المشرق و أهل المغرب لكانوا بها خارجين من اإليمان و لكن قد سماهم اهللا قال الصادق ع لعظيما ) الثاني(فقد سماهم اهللا مؤمنين بإقرارهم ثم قال لهم صدقوا » يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله« بإقرارهم و قوله مؤمنين

يعني صدقوا » آخرة يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الالذين آمنوا و كانوا « ه تصديق بالقلب فقولاإليمان الذي هو الأي يا أيها الذين أقروا » يا أيها الذين آمنوا آمنوا« أي ال نصدقك و قوله » و قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة«و قوله

ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل « صدقوا فاإليمان الحق هو التصديق و للتصديق شروط ال يتم التصديق إال بها و قوله و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى آخر و المالئكة المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم ال

و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصالة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن » أولئك هم المتقونلبأس أولئك الذين صدقوا و ي البأساء و الضراء و حين االصابرين ف

اإليمان الذي هو األداء فهو قوله لما حول اهللا قبلة رسوله إلى الكعبة قال أصحاب رسول اهللا يا رسول اهللا ) الثالث. (مصدقمن ) الرابع. (فسمى الصالة إيمانا» و ما كان الله ليضيع إيمانكم« تنا إلى بيت المقدس بطلت فأنزل اهللا تبارك و تعالى صلوا

خر آ تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الال « ه اهللا في قلوب المؤمنين من روح اإليمان فقال اإليمان و هو التأييد الذي جعليوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم

يسرق السارق و هو مؤمن يفارقه روح اإليمان ما دام ال يزني الزاني و هو مؤمن و ال «و الدليل على ذلك قوله ص » بروح منه

ما من قلب إال و له أذنان «في قلبه ثم قال ع ] يرعد [ الذي يدعه «قيل و ما الذي يفارقه قال » قام عاد إليه على بطنها فإذا اهللا في القرآن و من اإليمان ما قد ذكره » على أحدهما ملك مرشد و على اآلخر شيطان مغتر هذا يأمره و هذا يزجره

و منهم من يكون » ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب« حيث قال ] خبيث و طيب [» م بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدونالذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانه« مؤمنا مصدقا و لكنه يلبس إيمانه بظلم و هو قوله

حتى يتوب إلى اهللا من الظلم اإليمان فمن كان مؤمنا ثم دخل في المعاصي التي نهى اهللا عنها فقد لبس إيمانه بظلم فال ينفعهمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك قوله و الذين يؤ. الذي لبس إيمانه حتى يخلص هللا فهذه وجوه اإليمان في كتاب اهللا

معاني الكفر قوله إن الذين كفروا سواء عليهم أ . قال بما أنزل من القرآن إليك و ما أنزل على األنبياء قبلك من الكتب

) ع(عن أبي عبد اهللا ] الزبيري [ ي عن بكر بن صالح عن أبي عمر الزبيدي حدثني أبه أنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون فإنقال الكفر في كتاب اهللا على خمسة وجوه فمنه كفر بجحود و هو على وجهين جحود بعلم و جحود بغير علم فأما الذين

لا الدهر و ما لهم دنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إجحدوا بغير علم فهم الذين حكاه اهللا عنهم في قوله و قالوا ما هي إلا حياتنا ال

Page 14: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فهؤالء كفروا و » إن الذين كفروا سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون« من علم إن هم إلا يظنون و قوله بذلك م و أما الذين كفروا و جحدوا بعلم فهم الذين قال اهللا تبارك و تعالى و كانوا من قبل يستفتحون على الذين جحدوا بغير عل

كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فهؤالء كفروا و جحدوا بعلم قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز الذين آتيناهم الكتاب يعني التوراة « د و النصارى يقول اهللا تبارك و تعالى اآلية نزلت في اليهو قال هذه) ع(عن أبي عبد اهللا

ألن اهللا عز و جل قد أنزل عليهم في التوراة و الزبور و اإلنجيل » و اإلنجيل يعرفونه يعني رسول اهللا ص كما يعرفون أبناءهمرسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم محمد « و هو قوله و صفة أصحابه و مبعثه و هجرته صفة محمد ص

و مثلهم في تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراةفلما « هل الكتاب كما قال جل جالله هذه صفة رسول اهللا ص و أصحابه في التوراة و اإلنجيل فلما بعثه اهللا عرفه أ» الإنجيل

كون فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجيء النبي أيها العرب هذا أوان نبي يخرج بمكة و ي» عرفوا كفروا بهجاءهم ما هجرته بالمدينة و هو آخر األنبياء و أفضلهم في عينيه حمرة و بين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة و يجتزي بالكسرة و

خف و التميرات و يركب الحمار عرية و هو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه و ال يبالي بمن القى يبلغ سلطانه منقطع الو كانوا من « العرب قتل عاد، فلما بعث اهللا نبيه بهذه الصفة حسدوه و كفروا به كما قال اهللا شر الحافر و ليقتلنكم اهللا به يا مع

كم ثم يوم القيامة يكفر بعض« و منه كفر البراءة و هو قوله » قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا بهالبيت من استطاع إليه و لله على الناس حج« أي يتبرأ بعضكم من بعض، و منه كفر الشرك لما أمر اهللا و هو قوله » ببعض

م أكفر و من شكر فإنما ليبلوني أ أشكر أ« أي ترك الحج و هو مستطيع فقد كفر، و منه كفر النعم و هو قوله » سبيلا و من كفرقوله و من الناس من يقول آمنا . أي و من لم يشكر نعمة اهللا فقد كفر فهذه وجوه الكفر في كتاب اهللا» يشكر لنفسه و من كفر

إنا «منافقين أظهروا لرسول اهللا اإلسالم و كانوا إذا رأوا الكفار قالوا فإنها نزلت في قوم آخر و ما هم بمؤمنين باليوم البالله و الله « فرد اهللا عليهم » إنا معكم إنما نحن مستهزؤن« و إذا لقوا المؤمنين قالوا نحن مؤمنون و كانوا يقولون للكفار » معكم

قوله . أي يدعهم» و يمدهم في طغيانهم يعمهون« و االستهزاء من اهللا هو العذاب » يعمهونيستهزئ بهم و يمدهم في طغيانهمأولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى و الضاللة هنا الحيرة و الهدى هو البيان و اختاروا الحيرة و الضاللة على الهدى و البيان

هم مثال فقال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم و تركهم في ظلمات ال فضرب اهللا في يعمى الذي يكون بصيرا ثمال يسمع و البكم الذي يولد من أمه أعمى و العمى يبصرون قوله صم بكم عمي و الصم الذي

قوله أو كصيب من السماء أي كمطر من السماء و هو مثل الكفار قوله يخطف أبصارهم أي يعمي قوله إن كنتم في ريب مما و أطاعوهم من دون الله إن نزلنا على عبدنا أي في شك قوله فأتوا بسورة من مثله و ادعوا شهداءكم يعني الذين عبدوهم

رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و أتوا به متشابها قال يؤتون من فاكهة واحدة وا منها من ثمرة كنتم صادقين قوله كلما رزقو أما قوله إن الله ال يستحيي أن يضرب مثلا ما . ي ال يحضن و ال يحدثنعلى ألوان متشابهة قوله و لهم فيها أزواج مطهرة أ

ا يضل به كثيرا أراد الله بهذا مثليقولون ما ذا بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فو يهدي به كثيرا فإنه قال الصادق ع إن هذا القول من اهللا عز و جل رد على من زعم أن اهللا تبارك و تعالى يضل العباد ثم

قها قال و حدثني أبي عن النضر يعذبهم على ضاللتهم فقال اهللا عز و جل إن الله ال يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوعن أبي عبد اهللا ع إن هذا المثل ضربه اهللا ألمير المؤمنين ع فالبعوضة لى بن خنيسبن سويد عن القاسم بن سليمان عن المع

Page 15: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يعني أمير » لحق من ربهمفأما الذين آمنوا فيعلمون أنه ا« أمير المؤمنين ع و ما فوقها رسول اهللا ص و الدليل على ذلك قوله كثيرا و يهدي ثلا يضل به و أما الذين كفروا فيقولون ما ذا أراد الله بهذا م« المؤمنين كما أخذ رسول اهللا ص الميثاق عليهم له

فاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في علي و يقطعون ما أمر الله به و ما يضل به إلا ال« فرد اهللا عليهم فقال » به كثيراقوله كيف تكفرون » و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون« و األئمة ع ) ع(يعني من صلة أمير المؤمنين » أن يوصل

نطفة ميتة و علقة و أجرى فيكم الروح فأحياكم ثم يميتكم بعد ثم يحييكم في القيامة ثم إليه أي ه و كنتم أمواتا فأحياكمباللإذا سويته و نفخت ف« ترجعون معاني الحياة و الحياة في كتاب اهللا على وجوه كثيرة، فمن الحياة ابتداء خلق اإلنسان في قوله

و الوجه الثاني من الحياة يعني به . »فقعوا له ساجدين« فهي الروح المخلوق خلقه اهللا و أجرى في اإلنسان » فيه من روحيو وجه آخر من الحياة و هو . هاإنبات األرض و هو قوله يحي الأرض بعد موتها و األرض الميتة التي ال نبات لها فإحياؤها بنبات

و « يعني الخلود في الجنة و الدليل على ذلك قوله » استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم« دخول الجنة و هو قوله استكبر و كان من آدم فسجدوا إلا إبليس أبى و دوا لسجو أما قوله و إذ قلنا للمالئكة ا. »آخرة لهي الحيوان إن الدار ال

قال سئل عما ندب اهللا الخلق إليه أ دخل فيه ) ع(الكافرين فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اهللا المالئكة بالسجود آلدم فدخل في أمره المالئكة و إبليس الضاللة قال نعم و الكافرون دخلوا فيه ألن اهللا تبارك و تعالى أمر

المالئكة تظن أنه منهم و لم يكن منهم فلما أمر اهللا المالئكة .فإن إبليس كان من المالئكة في السماء يعبد اهللا و كانت) ع(هم فقيل له أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد فعلم المالئكة عند ذلك أن إبليس لم يكن مثل) ع(بالسجود آلدم

فكيف وقع األمر على إبليس و إنما أمر اهللا المالئكة بالسجود آلدم فقال كان إبليس منهم بالوالء و لم يكن من جنس فعتوا و أفسدوا و سفكوا الدماء فبعث اهللا م حاكما في األرض المالئكة و ذلك أن اهللا خلق خلقا قبل آدم و كان إبليس منه

). ع(وا إبليس و رفعوه إلى السماء و كان مع المالئكة يعبد اهللا إلى أن خلق اهللا تبارك و تعالى آدم المالئكة فقتلوهم و أسر

مقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد ] أبي [ ابتداء خلفة آدم فحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن عن أمير المؤمنين ع قال إن اهللا تبارك و تعالى أراد أن الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه ع

يخلق خلقا بيده و ذلك بعد ما مضى من الجن و النسناس في األرض سبعة آالف سنة و كان من شأنه خلق آدم كشط عن من المعاصي و أطباق السماوات قال للمالئكة انظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن و النسناس فلما رأوا ما يعملون فيها

سفك الدماء و الفساد في األرض بغير الحق عظم ذلك عليهم و غضبوا و تأسفوا على أهل األرض و لم يملكوا غضبهم قالوا ربنا إنك أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن و هذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك و يعيشون برزقك

عصونك بمثل هذه الذنوب العظام ال تأسف عليهم و ال تغضب و ال تنتقم لنفسك لما تسمع منهم و يتمتعون بعافيتك و هم يو ترى و قد عظم ذلك علينا و أكبرناه فيك قال فلما سمع ذلك من المالئكة قال إني جاعل في الأرض خليفة يكون حجة

كما أفسد بنو الجان و يسفكون الدماء كما فيها من يفسد فيهالي في األرض على خلقي فقالت المالئكة سبحانك أ تجعلسفك بنو الجان و يتحاسدون و يتباغضون فاجعل ذلك الخليفة منا فإنا ال نتحاسد و ال نتباغض و ال نسفك الدماء و نسبح

من ذريته أنبياء و مرسلين لقا بيدي و أجعل ق خبحمدك و نقدس لك قال جل و عز إني أعلم ما ال تعلمون إني أريد أن أخلو عبادا صالحين أئمة مهتدين و أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي ينهونهم عن معصيتي و ينذرونهم من عذابي و يهدونهم

Page 16: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إلى طاعتي و يسلكون بهم طريق سبيلي و أجعلهم لي حجة عليهم و أبيد النسناس من أرضي و أطهرها منهم و أنقل مردة ن العصاة من بريتي و خلقي و خيرتي و أسكنهم في الهواء في أقطار األرض فال يجاورون نسل خلقي و أجعل بين الجن و الج

بين خلقي حجابا فال يرى نسل خلقي الجن و ال يجالسونهم و ال يخالطونهم فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم و الي قال فقالت المالئكة يا ربنا افعل ما شئت ال علم لنا إلا ما علمتنا إنك أسكنتهم مساكن العصاة أوردتهم مواردهم و ال أب

أنت العليم الحكيم قال فباعدهم اهللا من العرش مسيرة خمس مائة عام، قال فالذوا بالعرش و أشاروا باألصابع فنظر الرب عز و ور فقال طوفوا به و دعوا العرش فإنه لي رضى فطافوا به و هو البيت الذي الرحمة فوضع لهم البيت المعمت جل إليهم و نزل

يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ال يعودون أبدا فوضع اهللا البيت المعمور توبة ألهل السماء و وضع الكعبة توبة ألهل نون فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مس« األرض فقال اهللا تبارك و تعالى

فاغترف ربنا عز و جل غرفة بيمينه ) قال(آدم قبل أن يخلقه و احتجاجا منه عليهم ان ذلك من اهللا تعالى في قال و ك» ساجدين منك أخلق النبيين و المرسلين و عبادي من الماء العذب الفرات و كلتا يديه يمين فصلصلها في كفه حتى جمدت فقال لها

يسألون، ثم الصالحين و األئمة المهتدين و الدعاة إلى الجنة و أتباعهم إلى يوم القيامة و ال أبالي و ال أسأل عما أفعل و هم العتاة و فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها منك أخلق الجبارين و الفراعنة واغترف غرفة أخرى من الماء المالح األجاج

إخوان الشياطين و الدعاة إلى النار إلى يوم القيامة و أشياعهم و ال أبالي و ال أسأل عما أفعل و هم يسألون قال و شرطه في لة الماءين جميعا في كفه فصلصلهما ثم كفهما قدام عرشه و هما سال ذلك البداء و لم يشترط في أصحاب اليمين ثم أخلط

فأمرءوها و ئكة األربعة الشمال و الجنوب و الصبا و الدبور أن يجولوا على هذه الساللة من الطينالمال من طين ثم أمر اهللاأنشئوها ثم أنزوها و جزوها و فصلوها و أجروا فيها الطبائع األربعة الريح و الدم و المرة و البلغم فجالت المالئكة عليها و هي

الريح في الطبائع األربعة من البدن من ناحية الشمال و البلغم ا الطبائع األربعة، أجروا فيهالشمال و الجنوب و الصبا و الدبور و في الطبائع األربعة من ناحية الصبا و المرة في الطبائع األربعة من ناحية الدبور و الدم في الطبائع األربعة من ناحية الجنوب، قال

ساء و طول األمل و الحرص، و لزمه من ناحية البلغم حب الطعام فاستقلت النسمة و كمل البدن فلزمه من ناحية الريح حب النالغضب و السفه و الشيطنة و التجبر و التمرد و العجلة، و لزمه المرة الحب و و الشراب و البر و الحلم و الرفق، و لزمه من ناحية

ه هذا في كتاب أمير المؤمنين ع من ناحية الدم حب الفساد و اللذات و ركوب المحارم و الشهوات، قال أبو جعفر وجدنافخلق اهللا آدم فبقي أربعين سنة مصورا فكان يمر به إبليس اللعين فيقول ألمر ما خلقت فقال العالم ع فقال إبليس لئن أمرني

تعالى اهللا بالسجود لهذا ألعصينه، قال ثم نفخ فيه فلما بلغت الروح إلى دماغه عطس عطسة جلس منها فقال الحمد هللا فقال اهللا يرحمك اهللا قال الصادق ع فسبقت له من اهللا الرحمة ثم قال اهللا تبارك و تعالى للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا له فأخرج

ني خير منه خلقتما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا« الحسد فأبى أن يسجد فقال اهللا عز و جل إبليس ما كان في قلبه منقال الصادق ع فأول من قاس إبليس و استكبر و االستكبار هو أول معصية عصي اهللا بها قال فقال » من نار و خلقته من طين

إبليس يا رب اعفني من السجود آلدم ع و أنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و ال نبي مرسل قال اهللا تبارك و تعالى منها فاخرج« إنما أريد أن أعبد من حيث أريد ال من حيث تريد فأبى أن يسجد فقال اهللا تعالى ال حاجة لي إلى عبادتك

فقال إبليس يا رب كيف و أنت العدل الذي ال تجور فثواب عملي بطل قال ال » يوم الدينفإنك رجيم و إن عليك لعنتي إلى ا شئت ثوابا لعملك فأعطيتك فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين فقال اهللا قد أعطيتك قال سلطني و لكن اسأل من أمر الدنيا م

Page 17: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

على ولد آدم قال قد سلطتك قال أجرني منهم مجرى الدم في العروق قال قد أجريتك قال و ال يلد لهم ولد إال و يلد لي ل قد أعطيتك قال يا رب زدني قال قد جعلت لك في فقاان قال و أراهم و ال يروني و أتصور لهم في كل صورة شئت اثن

آتينهم فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ثم ل« صدورهم أوطانا قال رب حسبي فقال إبليس عند ذلك قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير » هم و عن شمائلهم و ال تجد أكثرهم شاكرينمن بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمان

عن جميل عن زرارة عن أبي عبد اهللا ع قال لما أعطى اهللا تبارك و تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم يا رب سلطته على أعطيته فما لي و لولدي فقال لك و لولدك السيئة بواحدة و الحسنة ولدي و أجريته مجرى الدم في العروق و أعطيته ما

بعشرة أمثالها قال يا رب زدني قال التوبة مبسوطة إلى حين يبلغ النفس الحلقوم فقال يا رب زدني قال أغفر و ال أبالي قال كان منه شكره اهللا عليه قلت و اهللا أن أعطاه ما أعطاه فقال بشيءحسبي قال قلت له جعلت فداك بما ذا استوجب إبليس من

و أما قوله و قلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك ما كان منه جعلت فداك قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آالف سنة المين فإنه حدثني أبي رفعه قال سئل الصادق ع عن الجنة و كال منها رغدا حيث شئتما و ال تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظ

جنة آدم أ من جنان الدنيا كانت أم من جنان اآلخرة فقال كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس و القمر و لو كانت من فأخرجه ألنه خلق خلقة جنان اآلخرة ما أخرج منها أبدا آدم و لم يدخلها إبليس قال أسكنه اهللا الجنة و أتى جهالة إلى الشجرة

يضره إال بالتوقيف فجاءه إبليس فقال إنكما ال تبقى إال باألمر و النهي و اللباس و األكنان و النكاح و ال يدرك ما ينفعه مما أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما اهللا عنها صرتما ملكين و بقيتما في الجنة أبدا و إن لم تأكال منها أخرجكما اهللا من إن

ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو « الجنة و حلف لهما أنه لهما ناصح كما قال اهللا تعالى حكاية عنه بدت لهما « حكى اهللا فقبل آدم قوله فأكال من الشجرة فكان كما » تكونا من الخالدين و قاسمهما إني لكما لمن الناصحين

و ناداهما ربهما أ لم أنهكما عن تلكما « و سقط عنهما ما ألبسهما اهللا من لباس الجنة و أقبال يستتران بورق الجنة » سوآتهماربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و « ز و جل عنهما فقاال كما حكى اهللا ع» الشجرة و أقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين

اهللا لهما اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين قال إلى يوم فقال» ترحمنا لنكونن من الخاسرينلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع القيامة، قوله فأز

ميت المروة ء على المروة و إنما سإلى حين فهبط آدم على الصفا و إنما سميت الصفا ألن صفوة اهللا نزل عليها و نزلت حوابيده فبقي آدم أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنة فنزل عليه جبرئيل ع فقال يا آدم أ لم يخلقك اهللاألن المرأة نزلت عليها

و نفخ فيك من روحه و أسجد لك مالئكته قال بلى قال و أمرك أن ال تأكل من الشجرة فلم عصيته قال يا جبرئيل إن إبليس ناصح و ما ظننت أن خلقا يخلقه اهللا أن يحلف باهللا كاذبا، قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن حلف لي باهللا إنه لي

مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال إن موسى ع سأل ربه أن يجمع بينه و بين آدم ع فجمع فقال له موسى يا أبة أ لم يخلقك اهللا ن ال تأكل من الشجرة فلم عصيته فقال يا موسى بكم وجدت بيده و نفخ فيك من روحه و أسجد لك مالئكته و أمرك أ

فحج آدم موسى ع ) ع(خطيئتي قبل خلقي في التوراة قال بثالثين ألف سنة قبل أن خلق آدم قال فهو ذاك قال الصادق

حيم فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن حج آدم و أما قوله فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرعثمان عن أبي عبد اهللا ع قال إن آدم ع بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنة و على خروجه من الجنة من

ني اهللا من الجنة أخرجأبكي و قد جوار اهللا عز و جل فنزل عليه جبرئيل ع فقال يا آدم ما لك تبكي فقال يا جبرئيل ما لي ال

Page 18: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

من جواره و أهبطني إلى الدنيا فقال يا آدم تب إليه قال و كيف أتوب فأنزل اهللا عليه قبة من نور فيه موضع البيت فسطع نورها في جبال مكة فهو الحرم فأمر اهللا جبرئيل أن يضع عليه األعالم قال قم يا آدم فخرج به يوم التروية و أمره أن يغتسل و يحرم و

من الجنة أول يوم من ذي القعدة فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه جبرئيل ع إلى منى فبات بها فلما أصبح أخرجأخرجه إلى عرفات و قد كان علمه حين أخرجه من مكة اإلحرام و علمه التلبية فلما زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية و أمره

سبحانك اللهم و بحمدك ال إله إال «و علمه الكلمات التي تلقاها من ربه و هي أن يغتسل فلما صلى العصر أوقفه بعرفات أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم سبحانك اللهم و بحمدك ال إله إال

و بحمدك ال إله إال أنت و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي إنك خير الغافرين سبحانك اللهم أنت عملت سوءافبقي إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى » عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم

السماء يتضرع و يبكي إلى اهللا فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما أصبح قام على المشعر الحرام فدعا اهللا تعالى أمره جبرئيل أن يحلق الشعر الذي عليه فحلقه ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة تاب إليه ثم أفضى إلى منى وبكلمات و

األولى فعرض له إبليس عندها فقال يا آدم أين تريد فأمره جبرئيل أن يرميه بسبع حصيات فرمى و أن يكبر مع كل حصاة ثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى و كبر مع كل حصاة تكبيرة ثم تكبيرة ففعل ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة ال

ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة فأمره أن يرميه بسبع حصيات عند كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس لعنه اهللا و قال له به سبع مرات ففعل فقال له إن اهللا قد جبرئيل إنك لن تراه بعد هذا اليوم أبدا، فانطلق به إلى البيت الحرام و أمره أن يطوف

قبل توبتك و حلت لك زوجتك قال فلما قضى آدم حجه لقيته المالئكة باألبطح فقالوا يا آدم بر حجك أما أنا قد حججنا من يوم خلقه ) ع(قال كان عمر آدم ) ع(قبلك هذا البيت بألفي عام قال و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر

إلى يوم قبضه تسعمائة و ثالثين سنة و دفن بمكة و نفخ فيه يوم الجمعة بعد الزوال ثم برأ زوجته من أسفل أضالعه و اهللا أسكنه جنته من يومه ذلك فما استقر فيها إال ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى اهللا و أخرجهما من الجنة بعد غروب

الحيوان ثم قال اهللا عز الأسماء كلها قال أسماء الجبال و البحار و األودية و النبات و و أما قوله علم آدم. الشمس و ما بات فيهاأنبئوني بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين فقالوا كما حكى اهللا سبحانك ال علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم و جل للمالئكة

إني أعلم غيب السماوات و الأرض و حكيم فقال اهللا يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم فقال اهللا أ لم أقل لكمال يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و فجعل آدم ع حجة عليهم، و أما قولهأعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون

قال له ) ع(أوفوا بعهدي أوف بعهدكم و إياي فارهبون فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اهللا نا، قال ألنكم ال تفون اهللا بعهده و إن اهللا و إنا ندعو فال يستجاب ل» لكمادعوني أستجب« رجل جعلت فداك إن اهللا يقول

و اهللا لو وفيتم هللا لوفى اهللا لكم و أما قوله أ تأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم قال نزلت » أوفوا بعهدي أوف بعهدكم« يقول و على كل منبر منهم خطيب مصقع يكذب على اهللا و على رسوله و ) ع(و هو قول أمير المؤمنين في القصاص و الخطاب

و . و لغيره في هذا المعنى مصيب على األعواد يوم ركوبها لما قال فيها مخطئ حين ينزل. على كتابه، و قال الكميت في ذلكجل ذكره و استعينوا بالصبر و الصالة قال الصبر الصوم و و قوله غير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس و هو عليل

ي الكتاب إنها لكبيرة إلا على الخاشعين يعني الصالة و قوله الذين يظنون أنهم مالقوا ربهم و أنهم إليه راجعون قال الظن فإن نظن إلا ظنا و ما نحن « و منه ظن شك ففي هذا الموضع الظن يقين و إنما الشك قوله تعالى وجهين فمنه ظن يقين على

Page 19: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

لتكم على و أما قوله يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فض» و ظننتم ظن السوء« و قوله » بمستيقنيني زمانهم بأشياء خصهم بها مثل المن و السلوى و الحجر العالمين قال لفظ العالمين عام و معناه خاص و إنما فلهم على عالم

ة و ال يؤخذ منها عدل و انفجر منه اثنتا عشرة عينا و قوله و اتقوا يوما ال تجزي نفس عن نفس شيئا و ال يقبل منها شفاعالذي فرعون و اهللا لو أن كل ملك مقرب أو نبي مرسل شفعوا في ناصب ما شفعوا و قوله و إذ نجيناكم من آل) ع(هو قوله

بلغه أن بني إسرائيل يقولون يولد فينا رجل يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم و إن فرعون لما يكون هالك فرعون و أصحابه على يده كان يقتل أوالدهم الذكور و يدع اإلناث، و أما قوله و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة

و يحتاج إليها إلى أربعين يوماأني أنزل عليكم التوراة و فيها األحكام التي) ع(اآلية فإن اهللا تبارك و تعالى أوحى إلى موسى ألصحابه إن اهللا قد وعدني أن ينزل على التوراة و األلواح إلى ثالثين ) ع(ذو القعدة و عشرة من ذي الحجة فقال موسى هو

ومه يا يوما فأمره اهللا أن ال يقول لهم إلى أربعين يوما فتضيق صدورهم و نكتب خبره في سورة طه و قوله و إذ قال موسى لقلما خرج إلى ) ع(كم فإن موسى قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير ل

فقالوا و كيف نقتل أنفسنا فقال لهم موسى » نفسكميا قوم إنكم ظلمتم أ« و رجع إلى قومه و قد عبدوا العجل قال لهم الميقات اغدوا كل واحد منكم إلى بيت المقدس و معه سكين أو حديدة أو سيف فإذا صعدت أنا منبر بني إسرائيل فكونوا أنتم

دس مقمتلثمين ال يعرف أحد صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضا فاجتمعوا سبعين ألف رجل ممن كانوا عبدوا العجل إلى بيت الالمنبر أقبل بعضهم يقتل بعضا حتى نزل جبرئيل فقال قل لهم يا موسى ارفعوا القتل فقد تاب و صعد ) ع(فلما صلى بهم موسى

إذ قلتم يا اهللا عليكم فقتل عشرة آالف و أنزل اهللا ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم و قوله وموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة اآلية فهم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كالم اهللا فلما سمعوا الكالم قالوا

فهذا دليل لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى اهللا جهرة فبعث اهللا عليهم صاعقة فاحترقوا ثم أحياهم اهللا بعد ذلك و بعثهم أنبياءعلى الرجعة في أمة محمد ص فإنه قال ص لم يكن في بني إسرائيل شيء إال و في أمتي مثله و قوله و ظللنا عليكم الغمام و

أهلكتنا و قتلتنا و في مفازة فقالوا يا موسى إسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا فإن بني) المن و السلوى اآلية أنزلنا عليكمأخرجتنا من العمران إلى مفازة ال ظل و ال شجر و ال ماء و كانت تجيء بالنهار غمامة تظلهم من الشمس و ينزل عليهم بالليل المن فيقع على النبات و الشجر و الحجر فيأكلونه و بالعشي يأتيهم طائر مشوي فيقع على موائدهم فإذا أكلوا و شبعوا طار و

كما حكى اهللا فيذهب كل سبط في ثنتا عشرة عينا سى حجر يضعه في وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فينفجر منه اكان مع مورحله و كانوا اثني عشر سبطا فلما طال عليهم األمد قالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت

قلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها و الفوم الحنطة فقال لهم موسى أ تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير الأرض من بندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا يا موسى إن فيها قوما جبارين و إنا لن « اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم فقالوا

فنصف اآلية في سورة البقرة و تمامها و جوابها لموسى في المائدة و قوله و قولوا حطة أي حط عنا ذنوبنا فبدلوا » داخلون غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من و قال اهللا فبدل الذين ظلموا قولا» حنطة«ذلك و قالوا

السماء بما كانوا يفسقون و قوله إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين قال الصابئون قوم ال مجوس ال يهود و ال خذوا ما آتيناكم بقوة مسلمين و هم يعبدون الكواكب و النجوم و قوله و إذ أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطورنصارى و ال

التوراة لم يقبلوا منه فرفع اهللا جبل طور سينا عليهم و قال لهم موسى لئن لم لما رجع إلى بني إسرائيل و معه ) ع(وسى فإن م

Page 20: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قصة البقرة و أما قوله و إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم . ا ليقعن الجبل عليكم و ليقتلنكم فنكسوا رءوسهم فقالوا نقبلهتقبلو قال إن رجال من خيار بني) ع(قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض رجالهم عن أبي عبد اهللا ) أن تذبحوا بقرة اآلية

إسرائيل و علمائهم خطب امرأة منهم فأنعمت له و خطبها ابن عم لذلك الرجل و كان فاسقا رديا فلم ينعموا له فحسد ابن فقال يا نبي اهللا هذا ابن عمي قد قتل قال موسى من قتله قال ال ) ع(عمه الذي أنعموا له فقعد له فقتله غيلة ثم حمله إلى موسى

ن ائيل عظيما جدا فعظم ذلك على موسى فاجتمع إليه بنو إسرائيل فقالوا ما ترى يا نبي اهللا و كاأدري و كان القتل في بني إسرعند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته و كان مفتاح بيته تحت رأس أبيه في بني إسرائيل رجل له بقرة و كان له ابن بار و كان نصرف القوم و لم يشتروا سلعته فلما انتبه أبوه قال له يا بني ما ذا صنعت و كان نائما و كره ابنه أن ينبهه و ينغض عليه نومه فا

في سلعتك قال هي قائمة لم أبعها ألن المفتاح كان تحت رأسك فكرهت أن أنبهك و أنغض عليك نومك قال له أبوه قد ني إسرائيل أن يذبحوا تلك بأبيه و أمر باتك من ربح سلعتك و شكر اهللا البنه ما فعل جعلت هذه البقرة لك عوضا عما ف

البقرة بعينها فلما اجتمعوا إلى موسى و بكوا و ضجوا قال لهم موسى إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة فتعجبوا فقالوا أ تتخذنا الجاهلين فعلموا أنهم قد أخطئوا فقالوا ادع لنا هزوا نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة فقال لهم موسى أعوذ بالله أن أكون من

بكر و الفارض التي قد ضربها الفحل و لم تحمل و البكر التي لم إنها بقرة ال فارض و الي قال إنه يقول ربك يبين لنا ما ه لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها أي شديدة الصفرة تسر الناظرين يضربها الفحل قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما

نها بقرة ال ذلول تثير الأرض أي إنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إ تشابه علينا و قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقرآن جئت بالحق فذبحوها لم تذلل و ال تسقي الحرث أي ال تسقي الزرع مسلمة ال شية فيها أي ال نقط فيها إال الصفرة قالوا ال

قال لهم أبيعها إال بملء جلدها ذهبا فرجعوا إلى موسى فأخبروه فو ما كادوا يفعلون هي بقرة فالن فذهبوا ليشتروها فقال الموسى ال بد لكم من ذبحها بعينها بملء جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ما تأمرنا يا نبي اهللا فأوحى اهللا تعالى إليه قل لهم اضربوه

ل فالن ابن فالن ابن عمي الذي جاء به و هو ببعضها و قولوا من قتلك فأخذوا الذنب فضربوه به و قالوا من قتلك يا فالن فقاقوله فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى و يريكم آياته لعلكم تعقلون و قوله أ فتطمعون أن يؤمنوا لكم و قد كان

فإنما نزلت في اليهود و قد كانوا أظهروا ) ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون اآليةفريق منهم يسمعون كالم اللهاإلسالم و كانوا منافقين و كانوا إذا رأوا رسول اهللا قالوا إنا معكم و إذا رأوا اليهود قالوا إنا معكم و كانوا يخبرون المسلمين

تحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم لوا لهم كبراؤهم و علماؤهم أ ة رسول اهللا ص و أصحابه و قابما في التوراة من صفو منهم أميون أي من اليهود ال به عند ربكم أ فال تعقلون فرد اهللا عليهم فقال أ و ال يعلمون أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون

ن عند اهللا فأنزل اهللا يعلمون الكتاب إلا أماني و إن هم إلا يظنون و كان قوم منهم يحرفون التوراة و أحكامها ثم يدعون أنه مكتبت أيديهم و ويل لون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مماالكتاب بأيديهم ثم يقوفيهم فويل للذين يكتبون

أليام المعدودات ذب إال الهم مما يكسبون و قوله و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قال بنو إسرائيل لن تمسنا النار و لن نعفقال و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل يا محمد لهم أتخذتم عند الله عهدا فلن التي عبدنا فيها العجل فرد اهللا عليهم

فاقتلوا « ه و قولوا للناس حسنا نزلت في اليهود ثم نسخت بقوله يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما ال تعلمون و قولقضية أبي ذر و أما قوله و إذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم و ال تخرجون أنفسكم من . »المشركين حيث وجدتموهم

و أنتم تشهدون اآلية و إنما نزلت في أبي ذر رحمة اهللا عليه و عثمان بن عفان و كان سبب ذلك لما أمر دياركم ثم أقررتم

Page 21: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عثمان بنفي أبي ذر إلى الربذة دخل عليه أبو ذر و كان عليال متوكئا على عصاه و بين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت يقسمها فيهم فقال أبو ذر لعثمان ما هذا المال فقال عثمان ن إليه و يطمعون أن ابه حوله ينظروإليه من بعض النواحي و أصح

يا عثمان أيما أكثر مائة «مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي فقال أبو ذر أنا و أنت و قد دخلنا على رسول اهللا ص عشيا قال أ ما تذكر» مائة ألف درهم«فقال عثمان بل » ألف درهم أو أربعة دنانير

آبائنا و أمهاتنا دخلنا ب فقلنا لهأصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السالم فلما قد بقي عندي من فيء إليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا ثم عدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا مستبشرا فقال نعم كان

المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها و خفت أن يدركني الموت و هي عندي و قد قسمتها اليوم و استرحت منها فنظر عثمان المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شيئا فقال با إسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله إلى كعب األحبار و قال له يا أ

بنة من ذهب و لبنة من فضة ما وجب عليه شيء فرفع أبو ذر عصاه فضرب بها رأس كعب ثم قال له يا ابن ال و لو اتخذ لالذين يكنزون الذهب و الفضة و « اليهودية الكافرة ما أنت و النظر في أحكام المسلمين قول اهللا أصدق من قولك حيث قال

جنوبهم و ظهورهم هذا ما عذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و ه فبشرهم بال ينفقونها في سبيل اللبتك لرسول يا أبا ذر إنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك و لو ال صح«فقال عثمان » كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون

كذبت يا عثمان أخبرني حبيبي رسول اهللا ص فقال ال يفتنونك يا أبا ذر و ال يقتلونك و أما عقلي فقد بقي «فقال » اهللا لقتلتكفقال و ما سمعت من رسول اهللا ص في و في قومي قال » فيك و في قومكرسول اهللا ص منه ما أحفظه حديثا سمعته من اص ثالثون رجال صيروا مال اهللا دوال و كتاب اهللا دغال و عباده خوال و الفاسقين حزبا و سمعت يقول إذا بلغ آل أبي الع

يا معشر أصحاب محمد هل سمع أحد منكم هذا من رسول اهللا فقالوا ال ما سمعنا هذا من رسول «فقال عثمان » الصالحين حربا فقال أمير » هذا الشيخ الكذابا أبا الحسن انظر ما يقول قال له عثمان يفقال عثمان ادع عليا فجاء أمير المؤمنين ع ف» اهللا

ما أظلت الخضراء و ال أقلت الغبراء على ذي لهجة «المؤمنين مه يا عثمان ال تقل كذاب فإني سمعت رسول اهللا ص يقول فبكى أبو فقال أصحاب رسول اهللا ص صدق أبو ذر و قد سمعنا هذا من رسول اهللا ص» أصدق من أبي ذر ) اللهجة اللسان(

إلى هذا المال ظننتم أني أكذب على رسول اهللا ص ثم نظر إليهم فقال من ذر عند ذلك فقال ويلكم كلكم قد مد عنقهخيركم فقالوا من خيرنا فقال أنا فقالوا أنت تقول إنك خيرنا قال نعم خلفت حبيبي رسول اهللا ص في هذه الجبة و هو عني

ة و اهللا سائلكم عن ذلك و ال يسألني فقال عثمان يا أبا ذر أسألك بحق رسول اهللا ص إال راض و أنتم قد أحدثتم أحداثا كثيرما أخبرتني عن شيء أسألك عنه فقال أبو ذر و اهللا لو لم تسألني بحق محمد رسول اهللا ص أيضا ألخبرتك فقال أي البالد

فيها حتى يأتيني الموت فقال ال و ال كرامة لك قال أحب إليك أن تكون فيها فقال مكة حرم اهللا و حرم رسول اهللا أعبد اهللاالمدينة حرم رسول اهللا ص قال ال و ال كرامة لك فسكت أبو ذر فقال عثمان أي البالد أبغض إليك أن تكون فيها قال الربذة

فاصدقني قال نعم التي كنت فيها على غير دين اإلسالم فقال عثمان سر إليها فقال أبو ذر قد سألتني فصدقتك و أنا أسألك قال أخبرني لو بعثتني في بعث من أصحابك إلى المشركين فأسروني فقالوا ال نفديه إال بثلث ما تملك قال كنت أفديك قال فإن قالوا ال نفديه إال بنصف ما تملك قال كنت أفديك قال فإن قالوا ال نفديه إال بكل ما تملك قال كنت أفديك قال أبو

يا أبا ذر و كيف أنت إذا قيل لك أي البالد أحب إليك أن تكون فيها فتقول مكة «يبي رسول اهللا ص يوما ذر اهللا أكبر قال حبفتقول فالمدينة حرم رسول اهللا فيقال ه أعبد اهللا فيها حتى يأتيني الموت فيقال لك ال و ال كرامة لك حرم اهللا و حرم رسول

Page 22: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إليك أن تكون فيها فتقول الربذة التي كنت فيها على غير دين اإلسالم لك ال و ال كرامة لك ثم يقال لك فأي البالد أبغض فقلت يا رسول اهللا أ فال أضع سيفي هذا » إي و الذي نفسي بيده إنه لكائن«فقلت و إن هذا لكائن فقال » فيقال لك سر إليها

ما هي يا فيك و في عثمان آية فقلت و و لعبد حبشي و قد أنزل اهللا على عاتقي فأضرب به قدما قدما قال ال اسمع و اسكت و لدماءكم و ال تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم و أنتم و إذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون« رسول اهللا فقال قوله تعالى

عليهم بالإثم و العدوان و إن يأتوكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرونتشهدون ثم أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم يفعل ذلك منكم إلا تفادوهم و هو محرم عليكم إخراجهم أ فتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من أسارى

بهم و أما قوله و أشربوا في قلو. »خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون حن أولياء اهللا فقال اهللا عز و جل إن كنتم أولياء اهللا كما تقولون فتمنوا عبدوه ثم قالوا نالعجل بكفرهم أحبوا العجل حتى

الموت إن كنتم صادقين ألن في التوراة مكتوب إن أولياء اهللا يتمنون الموت و ال يرهبونه و قوله قل من كان عدوا لجبريل الذين قالوا لرسول اهللا ص ما نزلت في اليهود ن الله مصدقا لما بين يديه و هدى و بشرى للمؤمنين فإنفإنه نزله على قلبك بإذ

إن لنا في المالئكة أصدقاء و أعداء فقال رسول اهللا ص من صديقكم و من عدوكم فقالوا جبرئيل عدونا ألنه يأتي بالعذاب و القرآن ميكائيل آلمنا بك فإن ميكائيل صديقنا و جبرئيل ملك الفضاضة و العذاب و ميكائيل ملك لو كان الذي ينزل عليك

ن من للمؤمنيدقا لما بين يديه و هدى و بشرى الرحمة فأنزل اهللا قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصو اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك ( كان عدوا لله و مالئكته و رسله و جبريل و ميكال فإن الله عدو للكافرين و قوله

الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمونيعلمون يعلمان من أحد حتى يقوال إنما نحن فتنة فال تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه إلى قوله كانوا

أصل السحر فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن سليمان بن داود أمر و ينظرون إليه إذ حانت يعملونعصاه ينظر إلى الشياطين كيف الجن و اإلنس فبنوا له بيتا من قوارير قال فبينما هو متكئ على

و برجل معه في القبة، ففزع منه و قال من أنت قال أنا الذي ال أقبل الرشى و ال أهاب الملوك، أنا ملك منه التفاتة فإذا هالموت، فقبضه و هو متكئ على عصاه فمكثوا سنة يبنون و ينظرون إليه و يدانون له و يعملون حتى بعث اهللا األرضة فأكلت

جن يعلمون الغيب ما لبثوا سنة في العذاب المهين فالجن تشكر األرضة الو كان منسأته و هي العصا فلما خر تبينت اإلنس أن لبما عملت بعصا سليمان قال فال تكاد تراها في مكان إال وجد عندها ماء و طين فلما هلك سليمان وضع إبليس السحر و كتبه

خائر كنوز العلم من أراد هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذ«في كتاب ثم طواه و كتب على ظهره ثم دفنه تحت السرير ثم استثاره لهم فقرأه فقال الكافرون ما كان سليمان ع يغلبنا إال بهذا و قال » كذا و كذا فليفعل كذا و كذا

و ما كفر سليمان و لكن و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان« المؤمنون بل هو عبد اهللا و نبيه فقال اهللا جل ذكره إلى قوله فيتعلمون منهما ما يفرقون به » الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت

ن به من أحد إلا بإذن الله ء و زوجه و ما هم بضاريبين المر

قصة هاروت و ماروت فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال سأله عطاء و نحن بمكة عن هاروت و ماروت فقال أبو جعفر إن المالئكة كانوا ينزلون من السماء إلى األرض في كل يوم و

السماء من لسماء قال فضج أهل حفظون أوساط أهل األرض من ولد آدم و الجن و يكتبون أعمالهم و يعرجون بها إلى اليلة ي

Page 23: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

آمروا فيما بينهم مما يسمعون و يرون من افترائهم الكذب على اهللا تبارك و تعالى و جرأتهم عليه و معاصي أهل األرض فتمما يعمل خلقك في أرضك و مما يصفون يا ربنا ما تغضب«طائفة من المالئكة نزهوا اهللا مما يقول فيه خلقه و يصفون فقال

في قبضتك و قدرتك و خالل عنهم و هم فيك الكذب و يقولون الزور و يرتكبون المعاصي و قد نهيتهم عنها ثم أنت تحلم ه و يعرف المالئكة ما من به عليهم و فأحب اهللا أن يرى المالئكة القدرة و نافذ أمره في جميع خلق) ع(قال أبو جعفر » عافيتك

مما عدله عنهم من صنع خلقه و ما طبعهم عليه من الطاعة و عصمهم من الذنوب، قال فأوحى اهللا إلى المالئكة أن انتخبوا منكم ملكين حتى أهبطهما إلى األرض ثم أجعل فيهما من طبائع المطعم و المشرب و الشهوة و الحرص و األمل مثل ما

ي ولد آدم ثم اختبرهما في الطاعة لي، فندبوا إلى ذلك هاروت و ماروت و كانا من أشد المالئكة قوال في العيب جعلته فلولد آدم و استيثار غضب اهللا عليهم، قال فأوحى اهللا إليهما أن اهبطا إلى األرض فقد جعلت فيكما من طبائع الطعام و الشراب

في ولد آدم، قال ثم أوحى اهللا إليهما انظرا أن ال تشركا بي شيئا و ال تقتال النفس و الشهوة و الحرص و األمل مثل ما جعلته التي حرم اهللا و ال تزنيا و ال تشربا الخمر قال ثم كشط عن السماوات السبع ليريهما قدرته ثم أهبطهما إلى األرض في صورة

فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء متزينة عطرة مقبلة مسفرة البشر و لباسهم فهبطا ناحية بابل فوقع لهما بناء مشرق فأقبال نحوهنحوهما، قال فلما نظرا إليها و ناطقاها و تأمالها وقعت في قلوبهما موقعا شديدا لموقع الشهوة التي جعلت فيهما فرجعا إليها

أن أجيبكما إلى ما ني على نفسهما فقالت لهما إن لي دينا أدين به و ليس أقدر في ديرجوع فتنة و خذالن و راوداها عن تريدان إال أن تدخال في ديني الذي أدين به فقاال لها و ما دينك، قالت لي إله من عبده و سجد له كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى كل ما سألني، فقاال لها و ما إلهك قالت إلهي هذا الصنم قال فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال هاتان خصلتان مما

و إنما نشرك باهللا لنصل إلى الزنا و هو ذا نحن هما الشرك و الزنا ألنا إن سجدنا لهذا الصنم و عبدناه أشركنا باهللانهانا عنليس نخطأ إال بالشرك فائتمرا بينهما فغلبتهما الشهوة التي جعلت فيهما، فقاال لها فإنا نجيبك ما سألت فقالت نطلب الزنا و

قربان لكما عنده به تصالن إلى ما تريدان، فائتمرا بينهما فقاال هذه ثالث خصال مما نهانا ربنا فدونكما فاشربا هذا الخمر فإنه عنها الشرك و الزنا و شرب الخمر و إنما ندخل في شرب الخمر و الشرك حتى نصل إلى الزنا فائتمرا بينهما، فقاال ما أعظم

ن هذا الخمر و اعبدا هذا الصنم و اسجدا له، فشربا الخمر و عبدا البلية بك قد أجبناك إلى ما سألت، قالت فدونكما فاشربا مالصنم ثم راوداها من نفسها فلما تهيأت لهما و تهيئا لها دخل عليهما سائل يسأل، فلما رآهما و رأياه ذعرا منه فقال لهما إنكما

ما فقالت لهما ال و إلهي ال تصالن اآلن إلي المرءان ذعران فدخلتما بهذه المرأة العطرة الحسناء، إنكما لرجال سوء و خرج عنهو قد اطلع هذا الرجل على حالكما و عرف مكانكما و يخرج اآلن و يخبر بخبركما و لكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتاله قبل

م رجعا أن يفضحكما و يفضحني ثم دونكما فاقضيا حاجتكما و أنتما مطمئنان آمنان، قال فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتاله ثإليها فلم يرياها و بدت لهما سوآتهما و نزع عنهما رياشهما و أسقط في أيديهما، قال فأوحى اهللا إليهما إنما أهبطتكما إلى األرض مع خلقي ساعة من النهار فعصيتماني بأربع من معاصي كلها قد نهيتكما عنها فلم تراقباني فلم تستحيا مني و قد كنتما

ألرض للمعاصي و أستجز أسفي و غضبي عليهم، و لما جعلت فيكما من طبع خلقي و عصمني إياكما أشد من نقم على أهل امن المعاصي فكيف رأيتما موضع خذالني فيكما، اختارا عذاب الدنيا أو عذاب اآلخرة، فقال أحدهما لصاحبه نتمتع من

مدة و انقطاع و عذاب اآلخرة آلخر إن عذاب الدنيا له ليها إلى أن نصير إلى عذاب اآلخرة، فقال اشهواتها في الدنيا إذ صرنا إقائم ال انقضاء له فلسنا نختار عذاب اآلخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا المنقطع الفاني قال فاختارا عذاب الدنيا و كانا

Page 24: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بان منكسان معلقان في علما الناس السحر رفعا من األرض إلى الهواء فهما معذ يعلمان الناس السحر في أرض بابل ثم لماو أما قوله يا أيها الذين آمنوا ال تقولوا راعنا و قولوا انظرنا أي ال تقولوا تخليطا و قولوا أفهمنا و قوله ما ء إلى يوم القيامة الهوا

تركها و نترك حكمها فسمى الترك بالنسيان في هذه اآلية و ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فقوله ننسها أي نالله أن يذكر فيها اسمه و سعى د و أما قوله و من أظلم ممن منع مساج» نأت بخير مثلها«فهي زيادة إنما نزل » أو مثلها« قوله

وجه هللا ص دخول مكة و قوله و لله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثمفي خرابها فإنما نزلت في قريش حين منعوا رسول او حيث ما كنتم فولوا وجوهكم « الله فإنها نزلت في صالة النافلة فصلها حيث توجهت إذا كنت في سفر و أما الفرائض فقوله

إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ها إال إلى القبلة و أما قوله و إذ ابتلى يعني الفرائض ال تصلي» طرهشقال هو ما ابتاله اهللا مما أراه في نومه بذبح ولده فأتمها إبراهيم ع و عزم عليها و سلم فلما عزم و عمل بما أمره اهللا قال اهللا

بعهدي إمام ظالم ثم أنزل قال إبراهيم و من ذريتي قال ال ينال عهدي الظالمين ال يكون » إني جاعلك للناس إماما« تعالى الحنيفية و هي الطهارة و هي عشرة أشياء خمسة في الرأس و خمسة في البدن فأما التي في الرأس فأخذ الشارب و إعفاء عليه

طم الشعر و السواك و الخالل و أما التي في البدن فحلق الشعر من البدن و الختان و قلم األظفار و الغسل من الجنابة اللحى وتبع و ا« و الطهور بالماء فهذه خمسة في البدن و هو الحنفية الطهارة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ إلى يوم القيامة و هو قوله

و أما قوله و إذ جعلنا البيت مثابة للناس و أمنا فالمثابة العود إليه و قوله طهرا بيتي للطائفين و العاكفين و » حنيفاملة إبراهيم كعبة إلى اهللا تبارك الركع السجود قال الصادق ع يعني نحى عن المشركين و قال لما بنى إبراهيم البيت و حج الناس شكت ال

آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان قري كعبة فإني أبعث في و تعالى ما تلقى من أيدي المشركين و أنفاسهم فأوحى اهللا إليها براهيم ربه أن يرزق من آمن آخر فإنه دعا إ منهم بالله و اليوم ال الشجر و يتخللون و قوله و ارزق أهله من الثمرات من آمن

به فقال اهللا يا إبراهيم و من كفر أيضا أرزقه فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير إبراهيم و بناء البيت و أما فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد اهللا ع ) آليةقوله و إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل ا

قال إن إبراهيم ع كان نازال في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا ألنه لم يكن له حى اهللا إليه إنما مثل المرأة مثل و جل فأومنها ولد كانت تؤذي إبراهيم في هاجر و تغمه فشكا إبراهيم ذلك إلى اهللا عز

فقال يا رب إلى أي مكان قال إلى (استمتعتها و إن أقمتها كسرتها ثم أمره أن يخرج إسماعيل و أمه الضلع العوجاء إن تركتها راهيم حرمي و أمني و أول بقعة خلقتها من األرض و هي مكة فأنزل اهللا عليه جبرائيل بالبراق فحمل هاجر و إسماعيل و كان إب

مكة ال يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل و زرع إال قال يا جبرئيل إلى هاهنا إلى هاهنا فيقول ال امض، امض حتى أتى عاهد سارة أن ال ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه ) ع(فوضعه في موضع البيت و قد كان إبراهيم و كان معها فاستظلوا تحته فلما سرحهم إبراهيم و وضعهم و أراد االنصراف منهم شجرة فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء

إلى سارة قالت له هاجر يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و ال ماء و ال زرع فقال إبراهيم اهللا الذي أمرني أن ذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال رب بنصرف عنهم فلما بلغ كداء و هو جبل أضعكم في هذا المكان حاضر عليكم ثم ا

إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصالة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم و ارزقهم

الماء فقامت هاجر في الوادي ون ثم مضى و بقيت هاجر فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل و طلبمن الثمرات لعلهم يشكرالمسعى و نادت هل في الوادي من أنيس، فغاب عنها إسماعيل فصعدت على الصفا و لمع لها السراب في الوادي و في موضع

Page 25: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ا إسماعيل ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا ظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي و سعت فلما بلغت المسعى غاب عنهفهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما

المروة نظرت إلى إسماعيل و قد ظهر الماء من تحت رجله فعادت حتى جمعت حوله رمال لشوط السابع و هي على كان في او كانت جرهم نازلة بذي المجاز و عرفات فلما ظهر الماء بمكة » زمزم«كان سائال فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت فإنه

عكفت الطير و الوحش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة و صبي لهما فقالوا لهاجر من أنت و ما شأنك و شأن هذا الصبي فقالت أنا أم في ذلك الموضع قد استظلوا بشجرة و قد ظهر الماء

ولد إبراهيم خليل الرحمن و هذا ابنه أمره اهللا أن ينزلنا هاهنا فقالوا لها أيها المباركة أ فتأذني لنا أن نكون بالقرب منكما فقالت خليل اهللا إن هاهنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن يوم الثالث فقالت هاجر يا ) ع(حتى يأتي إبراهيم فلما زارهم إبراهيم

منهم و ضربوا خيامهم فأنست هاجر ب لهم حتى يكونوا بالقرب منا أ فتأذن لهم في ذلك فقال إبراهيم نعم فأذنت فنزلوا بالقرفلما ترعرع إسماعيل ع و إسماعيل بهم فلما زارهم إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بهم سرورا شديدا فلما بلغ إسماعيل مبلغ . و كانت جرهم قد وهبوا إلسماعيل كل واحد منهم شاة و شاتين فكانت هاجر و إسماعيل يعيشان بها

أن يبني البيت فقال يا رب في أي بقعة قال في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم ) ع(الرجال أمر اهللا إبراهيم ل القبة التي أنزلها اهللا على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح ع فلما غرقت الدنيا رفع اهللا تلك القبة و غرقت فلم تز

الدنيا إال موضع البيت فسميت البيت العتيق ألنه أعتق من الغرق فلما أمر اهللا عز و جل إبراهيم ع أن يبني البيت و لم يدر في و كان الحجر الذي أنزله اهللا على ن الجنة جبرئيل ع فخط له موضع البيت فأنزل اهللا عليه القواعد مأي مكان يبنيه فبعث اهللا

آدم أشد بياضا من الثلج فلما لمسته أيدي الكفار اسود، فبنى إبراهيم البيت و نقل إسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه إلى يم ع و وضعه في موضعه الذي هو فيه األول و جعل له بابين باب السماء تسعة أذرع ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراه

إلى المشرق و باب إلى المغرب و الباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ثم ألقى عليه الشجر و اإلذخر و علقت هاجر ل عليهما جبرئيل ع يوم و إسماعيل و نز) ع(فلما بناه و فرغ منه حج إبراهيم . على بابه كساء كان معها و كانوا يكنون تحته

التروية لثمان من ذي الحجة فقال يا إبراهيم قم فارتو من الماء ألنه لم يكن بمنى و عرفات ماء فسميت التروية لذلك ثم زق رب اجعل هذا بلدا آمنا و ار« فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت ) ع(آدم أخرجه إلى منى فبات بها ففعل به ما فعل ب

قال من ثمرات القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم و يعودوا » آخر من آمن منهم بالله و اليوم المرات أهله من الثلكتاب و الحكمة و يزكيهم إنك أنت العزيز إليهم و أما قوله ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم ا

و قوله فإنما هم في شقاق يعني » دعوة أبي إبراهيم ع أنا « الحكيم فإنه يعني من ولد إسماعيل ع فلذلك قال رسول اهللا ص و قوله سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي . يعني به اإلسالمفي كفر قوله صبغة الله و من أحسن من الله صبغة

قد نرى « ألنه نزل أوال » رضاهاقبلة ت قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك« كانوا عليها فإن هذه اآلية متقدمة على قوله و ذلك أن اليهود كانوا » سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها« ثم نزل » لب وجهك في السماءتق

الليل يعيرون برسول اهللا و يقولون أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا فاغتم من ذلك رسول اهللا ص غما شديدا و خرج في جوفينظر في آفاق السماء ينتظر بأمر اهللا تبارك و تعالى في ذلك، فلما أصبح و حضرت صالة الظهر كان في مسجد بني سالم قد

قد نرى تقلب وجهك في السماء « صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل جبرئيل ع فأخذ بعضديه فحوله إلى الكعبة، فأنزل اهللا عليه

Page 26: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فصلى ركعتين إلى الكعبة فقالت اليهود و السفهاء ما وليهم عن » نك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرامفلنوليو بعد سنة إلى البيت المقدس قبلتهم التي كانوا عليها، و تحولت القبلة إلى الكعبة بعد ما صلى رسول اهللا ص بمكة ثالثة عشر

ى المدينة صلى إلى البيت المقدس سبعة أشهر، ثم حول اهللا عز و جل القبلة إلى البيت الحرام ثم قال اهللا عز و جل مهاجرته إل» إال«موا منهم و و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم يعني و ال الذين ظل

و ليست هي استثناء و أما قوله و كذلك جعلناكم أمة وسطا يعني أئمة وسطا أي عدال و واسطة بين الرسول » و ال«في موضع و تكونوا « األئمة يا معشر» ليكون الرسول شهيدا عليكم« و الناس و الدليل على أن هذا مخاطبة لألئمة ع قوله في سورة الحج

و قوله إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت . و كذلك جعلناكم أئمة وسطا«و إنما نزلت » أنتم شهداء على الناسم بين الصفا و المروة و كانوا يتمسحون بها إذا سعوا عليه أن يطوف بهما فإن قريشا كانت وضعت أصنامه أو اعتمر فال جناح

فلما كان من أمر رسول اهللا ص ما كان في غزاة الحديبية و صده عن البيت و شرطوا له أن يخلوا له البيت في عام قابل حتى يش ارفعوا يقضي عمرته ثالثة أيام ثم يخرج عنها فلما كان عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل مكة و قال لقر

أسعى، فرفعوها فسعى رسول اهللا ص بين الصفا و المروة و قد رفعت األصنام، و بقي ن الصفا و المروة حتى أصنامكم من بيمن الطواف ردت قريش األصنام بين ) ص(رجل من المسلمين من أصحاب رسول اهللا ص لم يطف فلما فرغ رسول اهللا

فقال قد ردت قريش األصنام بين الصفا و المروة و لم أسع ) ص(لى رسول اهللا الصفا و المروة فجاء الرجل الذي لم يسع إو األصنام فيهما » اعتمر فال جناح عليه أن يطوف بهماه فمن حج البيت أو إن الصفا و المروة من شعائر الل« فأنزل اهللا عز و جل

يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون قال كل من قد لعنه اهللا من الجن و اإلنس يلعنهم، قوله و مثل الذين كفروا كمثل و قوله أولئك ا تسمع الصوت و ال زجرها صاحبها فإنهالذي ينعق بما ال يسمع إلا دعاء و نداء صم بكم عمي فهم ال يعقلون فإنما البهائم إذا

و كذلك الكفار إذا قرأت عليهم و عرضت عليهم اإليمان ال يعلمون مثل البهائم و قوله فمن اضطر غير باغ و تدري ما يريد صبرهم على النار ال عاد فالباغي من يخرج في غير طاعة اهللا، و العادي الذي يعتدي على الناس و يقطع الطريق و قوله فما أ

آخر فهي يعني ما أجرأهم، و قوله ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم ال و الضراء قال في الجوع و العطش و الخوف و المرض و حين شروط اإليمان الذي هو التصديق، قوله و الصابرين في البأساء

وله و الأنثى بالأنثى فهي ناسخة لق البأس قال عند القتل، و قوله كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر و العبد بالعبدأولي الألباب قال يعني لو ال القصاص لقتل بعضكم بعضا و قوله كتب القصاص حياة يا النفس بالنفس و قوله و لكم في

خة عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين و الأقربين بالمعروف حقا على المتقين فإنما هي منسويبدلونه إن الله له بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين و قوله فمن بد» يوصيكم الله في أوالدكم للذكر مثل حظ الأنثيين« بقوله

ن موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فال إثم عليه قال الصادق سميع عليم يعني بذلك بعد الوصية ثم رخص فقال فمن خاف مع إذا أوصى الرجل بوصية فال يحل للوصي أن يغير وصيته يوصيها، بل يمضيها على ما أوصى، إال أن يوصي بغير ما أمر اهللا

ثل رجل يكون له ورثة فيجعل المال كله لبعض ورثته و الحق من يرده إلى فيعصي في الوصية و يظلم فالموصى إليه جائز له أفالجنف الميل إلى بعض ورثته دون بعض و اإلثم أن » جنفا أو إثما« يحرم بعضا فالوصي جائز له أن يرده إلى الحق و هو قوله

ب عليكم الصيام كما كتب يأمر بعمارة بيوت النيران و اتخاذ المسكر فيحل للوصي أن ال يعمل بشيء من ذلك و قوله كتعلى الذين من قبلكم لعلكم تتقون فإنه قال أول ما فرض اهللا الصوم لم يفرضه في شهر رمضان على األنبياء، و لم يفرضه على

Page 27: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

هر رمضان يصوم الناس أياما ثم األمم، فلما بعث اهللا نبيه ص خصه بفضل شهر رمضان هو و أمته، و كان الصوم قبل أن ينزل شأنزل فيه القرآن قال و سئل الصادق ع عن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن كيف كان، و إنما أنزل نزل شهر رمضان الذي

عمور إلى القرآن في طول عشرين سنة فقال إنه نزل جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل من البيت المالنبي ص في طول عشرين سنة و قوله و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال من مرض في شهر رمضان فأفطر ثم صح فلم يقض ما فاته حتى جاء شهر رمضان آخر فعليه أن يقضي و يتصدق عن كل يوم بمد من الطعام، و قوله أحل لكم ليلة

و أنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم فإنه ام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم صيال النوم يعني كل من صلى العشاء حدثني أبي رفعه قال قال الصادق ع كان النكاح و األكل محرمان في شهر رمضان بالليل بعد

رجل من أصحاب شهر رمضان، و كان و نام و لم يفطر ثم انتبه حرم عليه اإلفطار و كان النكاح حراما في الليل و النهار في رسول اهللا ص يقال له خوات بن جبير األنصاري أخو عبد اهللا بن جبير الذي كان رسول اهللا ص وكله بفم الشعب يوم أحد في

من الرماة ففارقه أصحابه و بقي في اثني عشر رجال فقتل على باب الشعب، و كان أخوه هذا خوات بن جبير شيخا خمسينكبيرا ضعيفا و كان صائما مع رسول اهللا ص في الخندق فجاء إلى أهله حين أمسى فقال عندكم طعام فقالوا ال نم حتى نصنع

فلما انتبه قال ألهله قد حرم اهللا علي األكل في هذه الليلة فلما أصبح حضر لك طعاما فأبطأت أهله بالطعام فنام قبل أن يفطرحفر الخندق فأغمي عليه، فرآه رسول اهللا ص فرق له، و كان قوم من الشباب ينكحون بالليل سرا في شهر رمضان فأنزل اهللا

ن أنفسكم لباس لكم و أنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانوأحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن« عز و جل لأبيض من آن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط ا عنكم فالفتاب عليكم و عفا

و أحل اهللا تبارك و تعالى النكاح بالليل في شهر رمضان و األكل بعد » الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليلقال هو بياض النهار من سواد الليل » سود من الفجرالأبيض من الخيط الأ طحتى يتبين لكم الخي« النوم إلى طلوع الفجر لقوله

و قوله و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فإنه حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن ة فما ترى في ذلك فقال إن اهللا ء إلخواني و ألهل الواليداود المنقري عن حماد قال قلت ألبي عبد اهللا ع أشغل نفسي بالدعا

دعاء غائب لغائب و من دعا للمؤمنين و المؤمنات و ألهل مودتنا رد اهللا عليه من آدم إلى أن تقوم تبارك و تعالى يستجيب الة ثم دعا لي و لمن الساعة لكل مؤمن حسنة ثم قال إن اهللا فرض الصلوات في أفضل الساعات، عليكم بالدعاء في أدبار الص

قال العالم ع قد ا من أموال الناس بالإثم حضره و قوله و ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقهم ال يحكمون بالحق فتبطل األموال و قوله يسئلونك علم اهللا أنه يكون حكاما يحكمون بغير الحق فنهى أن يتحاكم إليهم فإن

عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج فإن المواقيت منها معروفة مشهورة في أوقات معروفة، و منها مبهمة فأما المواقيت تعرف و االثنا عشر شهرا التي خلقها اهللا » نها أربعة حرم م«المعروفة المشهورة فأربعة، األشهر الحرم التي ذكرها اهللا في قوله

بالهالل، أولها المحرم و آخرها ذو الحجة، و األربعة الحرم رجب مفرد و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم متصلة، حرم اهللا ن من شهر ذي الحجة و المحرم فيها القتال، و يضاعف فيها الذنوب و كذلك الحسنات، و أشهر السياحة معروفة و هي عشرو

فسيحوا في « من شهر ربيع اآلخر، و هي التي أحل اهللا فيها قتال المشركين في قوله ] ون [ و صفر و شهر ربيع األول و عشر اعتمر في و أشهر الحج معروفة، و هي شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و إنما صارت أشهر الحج ألنه من» الأرض أربعة أشهر

Page 28: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

هذه األشهر في شوال أو في ذي القعدة أو في ذي الحجة و نوى أن يقيم بمكة حتى يحج فقد تمتع بالعمرة إلى الحج،و من اعتمر في غير هذه األشهر ثم نوى أن يقيم إلى الحج أو لم ينو فليس هو ممن تمتع بالعمرة إلى الحج ألنه لم يدخل مكة في

و شهر رمضان معروف، و أما المواقيت » الحج أشهر معلومات« حج فقال اهللا تبارك و تعالى أشهر الحج فسمى هذه أشهر الالمبهمة التي إذا حدث األمر وجب فيها انتظار تلك األشهر فعدة النساء في الطالق، و المتوفى عنها زوجها، فإذا طلقها زوجها

جل، و إن كانت ال تحيض تعتد بثالثة أشهر بيض ال دم فيها، و عدة المتوفى فإن كانت تحيض تعتد األقراء التي قال اهللا عز و عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا، و عدة المطلقة الحبلى أن تضع ما في بطنها و عدة اإليالء أربعة أشهر، و كذلك في الديون

الخطإ و عشرة أيام بعين في كفارة قتل و صيام شهرين متتا] و شهرين متتابعين في الظهار [ إلى األجل الذي يكون بينهم ثالثة أيام في كفارة اليمين واجب، فهذه المواقيت المعروفة و المبهمة التي للصوم في الحج لمن لم يجد الهدي، و صيام

قوله ليس البر بأن تأتوا البيوت من و أما. »يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج« ذكرها اهللا عز و جل في كتابه أنا مدينة العلم و « لقول رسول اهللا ص منين ع ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها قال نزلت في أمير المؤ

قوله و أتموا الحج و العمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من كيفية الحج و.»علي ع بابها و ال تدخلوا المدينة إال من بابها أو قة الهدي و ال تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صد

إذا عقد الرجل اإلحرام بالتمتع بالعمرة إلى الحج و أحرم ثم أصابته غلة في طريقه قبل أن يبلغ إلى مكة و ال نسك فإنه يستطيع أن يمضي، فإنه يقيم في مكانه الذي حوصر فيه و يبعث من عنده هديا إن كان غنيا فبدنة و إن كان بين ذلك فبقرة و

بد منها و ال يزال مقيما على إحرامه، و إن كان في رأسه وجع أو قروح حلق شعره و أحل و لبس ثيابه و إن كان فقيرا فشاة، الأو يتصدق على عشرة مساكين أو نسك و هو الدم يعني ذبح شاة، فمن تمتع بالعمرة إلى الحج م يفدي فأما أن يصوم ستة أيا

متع بالعمرة إلى الحج على كتابك و سنة نبيك فإن عاقني عائق أو اللهم إني أريد الت« فعليه أن يشترط عند اإلحرام فيقولثم يلبي من الميقات الذي وقته رسول اهللا ص فيلبي و يقول » حبسني حابس فحلني حيث حبستني بقدرتك التي قدرت علي

ة بحج[ النعمة لك و الملك ال شريك لك لبيك حجة ال شريك لك لبيك إن الحمد و لبيك اللهم لبيك لبيك «فإذا دخل مكة و نظر إلى أبيات مكة قطع التلبية و طاف بالبيت سبعة أشواط، و صلى عند مقام . بعمرة تمامها و بالغها عليك]

إبراهيم ركعتين و سعى بين الصفا و المروة سبعة أشواط ثم يحل و يتمتع بالثياب و النساء و الطيب و يقيم على الحج إلى يوم أحرم عند زوال الشمس من عند المقام بالحج ثم خرج ملبيا إلى منى فال يزال ملبيا إلى يوم عرفة روية إذا كان يوم التالتروية ف

عند زوال الشمس، فإذا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية و يقف بعرفات في الدعاء و التكبير و التهليل و التحميد، فإذا بالمشعر الحرام و دعا و هلل اهللا و سبحه و كبره ثم ازدلف منها إلى غابت الشمس رجع إلى المزدلفة فبات بها فإذا أصبح قام

منى و رمى الجمار و ذبح و حلق، إن كان غنيا فعليه بدنة و إن كان بين ذلك فعليه بقرة و إن كان فقيرا فعليه شاة، فمن لم هذه األيام العشرة مقام الهدي الذي كان يجد ذلك فعليه أن يصوم ثالثة أيام بمكة فإذا رجع إلى منزله صام سبعة أيام فتقوم

عليه و هو قوله فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة و ذلك لمن ليس هو مقيم بمكة يال فليست لهم متعة و إنما يفردون الحج لقوله ثمانية و أربعين مكة و من كان حول مكة على و ال من أهل مكة، أما أهل م

ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و أما قوله فمن فرض فيهن الحج فال رفث و ال فسوق و ال جدال في الحج

Page 29: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و قوله فاذكروا الله كذكركم » ال و اهللا و بلى و اهللا« قول فالرفث الجماع، و الفسوق الكذب، و الجدال الخصومة، و هيآبائهم فيقولون ال و أبيك ال و أبي و أمر اهللا أن يقولوا كانت العرب إذا وقفوا بالمشعر يتفاخرون بكم أو أشد ذكرا قال آباء

آخرة من خالق فإنه حدثني أبي عن سليمان ربنا آتنا في الدنيا و ما له في الال و اهللا و بلى و اهللا و قوله فمن الناس من يقولالموقف فقال أ ترى أبي عبد اهللا ع بعد منصرفه من بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اهللا ع قال سأل رجل من

بهذا الموقف أحد من الناس مؤمن و ال كافر إال غفر اهللا له، إال أنهم في يجيب اهللا هذا الخلق كله فقال أبو عبد اهللا ع ما وقفو منهم من يقول ربنا « مغفرتهم على ثالث منازل، مؤمن غفر اهللا له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و أعتقه من النار و ذلك قوله

و مؤمن غفر اهللا له ما تقدم من ذنبه و قيل له أحسن فيما بقي » و قنا عذاب النارآخرة حسنة آتنا في الدنيا حسنة و في الفمن تعجل في يومين فال إثم عليه و من تأخر فال إثم عليه لمن اتقى الكبائر و أما العامة فإنهم يقولون فمن « فذلك قوله

إثم عليه و من تأخر فال إثم عليه لمن اتقى الصيد، أ فترى أن اهللا تبارك و تعالى حرم الصيد بعد ما أحله تعجل في يومين فالو في تفسير العامة معناه فإذا حللتم فاتقوا الصيد، و كافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحياة » و إذا حللتم فاصطادوا« لقوله

الموقف و ا تقدم إن تاب من الشرك و إن لم يتب وافاه اهللا أجره في الدنيا و لم يحرمه ثواب هذاالدنيا غفر اهللا له من ذنبه ممن كان يريد الحياة الدنيا و زينتها نوف إليهم أعمالهم فيها و هم فيها ال يبخسون أولئك الذين ليس لهم في « هو قوله

و قوله و اذكروا الله في أيام معدودات قال أيام التشريق » آخرة إلا النار و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون لاهذا الموضع الدين، و الثالثة، و األيام المعلومات العشرة من ذي الحجة، و قوله و يهلك الحرث و النسل قال الحرث في

سه ابتغاء مرضات الله قال ذلك أمير النسل الناس، و نزلت في فالن و يقال في معاوية و قوله و من الناس من يشري نفقوله كان الناس أمة و معنى يشري نفسه أي يبذل و قوله ادخلوا في السلم كافة قال في والية أمير المؤمنين ع و المؤمنين ع

واحدة قال قبل نوح على مذهب واحد فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين التي نزلت » كفوا أيديكم« آية و هو كره لكم نزلت بالمدينة و نسخت كم القتال الناس فيما اختلفوا فيه و قوله كتب علي

و أما قوله يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و . بمكة المدينة بعث السرايا أهله منه أكبر عند الله و الفتنة أكبر من القتل فإنه كان سبب نزولها أنه لما هاجر رسول اهللا ص إلىإخراج

تدخل مكة تتعرض لعير قريش، حتى بعث عبد اهللا بن جحش في نفر من أصحابه إلى نخلة، و هي بستان إلى الطرقات التي عامر ليأخذوا عير قريش حين أقبلت من الطائف عليها الزبيب و األدم و الطعام، فوافوها و قد نزلت العير و فيهم عمر بن بني

عبد اهللا الحضرمي و كان حليفا لعتبة بن ربيعة، فلما نظر الحضرمي إلى عبد اهللا بن جحش و أصحابه فزعوا و تهيئوا للحرب و جحش أصحابه أن ينزلوا و يحلقوا رءوسهم، فنزلوا فحلقوا رءوسهم فقال ابن د اهللا بن ب محمد، فأمر عبقالوا هؤالء أصحا

اطمأنوا و وضعوا السالح حمل عليهم عبد اهللا بن جحش فقتل ابن الحضرمي هؤالء قوم عباد ليس علينا منهم بأس، فلماذلك في أول يوم من رجب من أشهر الحرم، الحضرمي و أفلت أصحابه و أخذوا العير بما فيها و ساقوها إلى المدينة و كان

اهللا ص أنك استحللت الشهر الحرام و سفكت فيه ما كان عليها و لم ينالوا منها شيئا، فكتبت قريش إلى رسول فعزلوا العير وحرام الدم و أخذت المال و كثر القول في هذا، و جاء أصحاب رسول اهللا ص فقالوا يا رسول اهللا أ يحل القتل في الشهر ال

قال القتال في الشهر الحرام عظيم و لكن الذي فعلت » إلخ... يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير« فأنزل اهللا فر باهللا قريش بك يا محمد ص من الصد عن المسجد الحرام و الكفر باهللا و إخراجك منها هو أكبر عند اهللا و الفتنة يعني الك

Page 30: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى « أكبر من القتل ثم أنزلت إصالح لهم خير و و قوله يسئلونك عن اليتامى قل . افو قوله و يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو قال ال إقتار و ال إسر» عليكم

إن الذين « أنه لما أنزلت ) ع(فإنه حدثني أبي عن صفوان عن عبد اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا إن تخالطوهم فإخوانكم أخرج كل من كان عنده يتيم و سألوا رسول اهللا » ون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرايأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلو قال الصادق ع ال بأس أن تخلط طعامك بطعام اليتيم » إلخ ... و يسئلونك عن اليتامى« ص في إخراجهم، فأنزل اهللا تعالى

أما الكسوة و غيره فيحسب على كل رأس صغير و كبير كما يحتاج إليه و أما قوله فإن الصغير يوشك أن يأكل الكبير معه و و « وله و لو أعجبتكم و ال تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فق و ال تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة

و ال تنكحوا « و قوله » و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم« منسوخ بقوله » المشركات حتى يؤمنحوا ال تنكزلوا النساء في المحيض و ال على حالة لم ينسخ و قوله و يسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعت» المشركين حتى يؤمنوا

تقربوهن حتى يطهرن يعني النساء ال تأتوهن في الفرج حتى يغتسلن فإذا تطهرن أي اغتسلن فأتوهن من حيث أمركم الله و أي حيث شئتم في القبل و » أنى شئتم« تى شئتم و تأولت العامة في قوله قوله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي م

» نساؤكم حرث لكم« أي متى شئتم في الفرج و الدليل على قوله في الفرج قوله تعالى » أنى شئتم« الدبر، و قال الصادق ع ى امرأته في الفرج في أول أيام حيضها فعليه أن يتصدق و قال الصادق ع من أتد، فالحرث الزرع في الفرج في موضع الول

بدينار و عليه ربع حد الزاني خمسة و عشرون جلدة، و إن أتاها في آخر أيام حيضها فعليه أن يتصدق بنصف دينار و يضرب قوا و تصلحوا بين الناس قال هو قول الرجل في اثني عشر جلدة و نصف و قوله و ال تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا و تت

كل حالة ال و اهللا و بلى و اهللا و أما قوله للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤ فإن الله غفور رحيم و إن عزموا عليم فإنه حدثني أبي عن صفوان بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال اإليالء هو أن يحلف الطالق فإن الله سميع

ك إما الرجل على امرأته أال يجامعها فإن صبرت عليه فلها أن تصبر، فإن رفعته إلى اإلمام أنظره أربعة أشهر ثم يقول له بعد ذلستك أبدا، و روي عن أمير المؤمنين ع أنه بنى حظيرة من قصب و جعل فيها و إال حبأن ترجع إلى المناكحة و إما أن تطلق

ترجع إلى المناكحة أو أن تطلق و إال أحرقت عليك الحظيرة و قوله و رجل آلى من امرأته بعد أربعة أشهر و قال له إماخلق ء إن كانت تحيض قوله و ال يحل لهن أن يكتمن ما ثالثة قروالمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء قال و المطلقة تعتد

آخر قال ال يحل للمرأة أن تكتم حملها أو حيضها أو طهرها و قد فرض اهللا الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله و اليوم ال و الحبل و قوله و للرجال عليهن درجة قال حق الرجال على النساء أفضل من حق على النساء ثالثة أشياء الطهر و الحيض

. النساء على الرجال

و قوله الطالق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان قال في الثالثة و هو طالق السنة، حدثني أبي عن أقسام الطالق

عن يونس عن عبد اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال سألته عن طالق السنة قال هو أن ] مرار [ إسماعيل بن مهران يطلق الرجل المرأة على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين عدلين ثم يتركها حتى تعتد ثالثة قروء فإذا مضت ثالثة قروء فقد

خطاب إن شاءت تزوجته و إن شاءت لم تفعل فإن تزوجها بمهر بانت منه بواحدة، و حلت لألزواج و كان زوجها خاطبا من الجديد كانت عنده بثنتين باقيتين و مضت بواحدة، فإن هو طلقها واحدة على طهر بشهود ثم راجعها و واقعها ثم انتظر بها حتى

Page 31: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أقراؤها الثالثة قبل إذا حاضت و طهرت طلقها طلقة أخرى بشهادة شاهدين ثم تركها حتى تمضي أقراؤها الثالثة، فإذا مضتأن يراجعها فقد بانت منه بثنتين و قد ملكت أمرها و حلت لألزواج و كان زوجها خاطبا من الخطاب فإن شاءت تزوجته و إن شاءت لم تفعل، و إن هو تزوجها تزويجا جديدا بمهر جديد كانت عنده بواحدة باقية و قد مضت ثنتان فإن أراد أن يطلقها

حتى تنكح زوجا غيره تركها حتى إذا حاضت و طهرت أشهد على طالقها تطليقة واحدة، و ال تحل له حتى طالقا ال تحل له فأما طالق الرجعة، فإنه يدعها حتى تحيض و تطهر ثم يطلقها بشهادة شاهدين ثم يراجعها و يواقعها ثم ينتظر .تنكح زوجا غيره

خرى ثم يراجعها و يواقعها ثم ينتظر بها الطهر فإن حاضت و بها الطهر، فإن حاضت و طهرت أشهد شاهدين على تطليقة أطهرت أشهد شاهدين على التطليقة الثالثة كل تطليقة على طهر بمراجعة، و ال تحل له حتى تنكح زوجا غيره و عليها أن تعتد

طلقها واحدة على طهر بشهود ثم لدنس النكاح، و هما يتوارثان ما دامت في العدة فإنأقرؤ من يوم طلقها التطليقة الثالثة ثالثة انتظر بها حتى تحيض و تطهر ثم طلقها قبل أن يراجعها لم يكن طالقه الثاني طالقا جائزا، ألنه طلق طالقا ألنه إذا كانت المرأة

قها مطلقة من زوجها كانت خارجة من ملكه حتى يراجعها، فإذا راجعها صارت في ملكه ما لم يطلق التطليقة الثالثة فإذا طلبشهود ثم راجعها و انتظر بها الطهر من غير مواقعة فحاضت الرجعة من يده فإن طلقها على طهر التطليقة الثالثة فقد خرج ملك

و طهرت و هي عنده ثم طلقها قبل أن يدنسها بمواقعة بعد الرجعة لم يكن طالقه لها طالقا ألنه طلقها التطليقة الثانية في طهر طهر إال بمواقعة بعد الرجعة و كذلك ال تكون التطليقة الثالثة إال بمراجعة و مواقعة بعد الرجعة ثم حيض األولى، و ال ينقض ال

بشهود قوله و ال يحل لكم أن تأخذوا مما طهر من تدنيس مواقعة و طهر بعد الحيض ثم طالق بشهود حتى يكون لكل تطليقة يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فال جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله آتيتموهن شيئا إلا أن

أن تقول فإن هذه اآلية نزلت في الخلع، حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اهللا ع قال الخلع ال يكون إالبغير إذنك و ألوطين فراشك غيرك و ال أغتسل لك من جنابة أو تقول ال أطيع المرأة لزوجها ال أبر لك قسما و ألخرجن

لك أمرا أو تطلقني، فإذا قالت ذلك فقد حل له أن يأخذ منها جميع ما أعطاها و كل ما قدر عليه مما تعطيه من مالها فإذا و إن شاءت لم بشهود فقد بانت منه بواحدة، و هو خاطب من الخطاب فإن شاءت تزوجته على طهر تراضيا على ذلك طلقها

اثنتين باقيتين، و ينبغي له أن يشترط عليها كما اشترط صاحب المباراة أن ارتجعت في تفعل، فإن تزوجها فهي عنده على على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين شيء مما أعطيتني فأنا أملك ببضعك، و قال ال خلع و ال مباراة و ال تخيير إال

عدلين، و المختلعة إذا تزوجت زوجا آخر ثم طلقها تحل لألول أن يتزوج بها، و قال ال رجعة للزوج على المختلعة و ال نكح زوجا غيره يعني الطالق و قوله فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تليها ما أخذ منها المباراة إال أن يبدو للمرأة فيرد ع

و قوله إذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن . الثالث، و قوله فال جناح عليهما أن يتراجعا في الطالق األول و الثانيارا لتعتدوا قال إذا طلقها ال يجوز له أن يراجعها إن لم يردها فيضر بها و بمعروف أو سرحوهن بمعروف و ال تمسكوهن ضر

هو قوله و ال تمسكوهن ضرارا أي ال تحبسوهن و أما قوله و إذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فال تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن بينهم بالمعروف يعني إذا رضيت المرأة بالتزويج الحالل و قوله و الوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن إذا تراضوا

الرجل و ترك ولدا رضيعا ال ينبغي أراد أن يتم الرضاعة و على المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف يعني إذا مات للوارث أن يضر بنفقة المولود بل ينبغي له أن يحزي عليه بالمعروف و قوله ال تضار والدة بولدها و ال مولود له بولده فإنه

جماع المرأة أن يمتنع منحدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اهللا ع قال ال ينبغي للرجل

Page 32: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فيضار بها إذا كان لها ولد مرضع، و يقول لها ال أقربك فإني أخاف عليك الحبل فتقتلين ولدي و كذا المرأة ال يحل لها أن تمتنع عن الرجل، فتقول إني أخاف أن أحبل فأقتل ولدي فهذه المضارة في الجماع على الرجل و المرأة و قوله و على

مثل ذلك ال تضار المرأة التي لها ولد و قد توفي زوجها فال يحل للوارث أن يضار أم الولد في النفقة فيضيق عليها و الوارث قوله فإن أرادا فصالا عن تراض منهما و تشاور فال جناح عليهما يعني إذا اصطلحت األم و الوارث فيقول خذي الولد و اذهبي

و الذين « و قوله و الذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا فهي ناسخة لقوله . ئتبه حيث شفقد قدمت الناسخة على المنسوخة في التأليف و » غير إخراجل يتوفون منكم و يذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحو

قوله و ال جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم فهو أن يقول الرجل للمرأة في العدة إذا توفي اح و التزويج، فنهى اهللا عز و جل عن ذلك و السر في النكاح و قال ال عنها زوجها ال تحدثي حدثا و ال يصرح لها النك

المرأة للمرأة موعدك بيت فالن و قال لا معروفا و قال من السر أيضا أن يقول الرجل في عدة تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قوو ال تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله أو تأبدااألعشى في ذلك فال تنكحن جارة إن سرها عليك حرام فانكحن

أي تعتد و تبلغ الذي في الكتاب أجله أربعة أشهر و عشرا و أما قوله ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو لق الرجل المرأة التي قد تزوجها و لم يدخل بها و لم يسم لها صداقا، فعليه إذا طلقها أن يمتعها يطفهو أن تفرضوا لهن فريضة

كما قال اهللا عز و جل على الموسع قدره و على المقتر قدره فالموسع يمتع باألمة و الدراهم و الثوب على قدر على قدر حاله بها فعليه نصف المهر قوله إلا ما يقدر عليه، و إن تزوج بها و قد سمى لها الصداق و لم يدخلسعته و المقتر يمتع بالخمار و

بيده عقدة النكاح و هو الولي و األب و ال يعفوان إال بأمرها و هو قوله و إن طلقتموهن من قبل أن أن يعفون أو يعفوا الذي وهن و قد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح و تتزوج من ساعتها و ال تمس

ماع الدم في الرحم، و و العدة على اثنين و عشرين وجها فالمطلقة تعتد ثالثة أقرؤ، و القرء هو اجت. عدة عليها أقسام العدةالعدة الثانية إذا لم تحض فثالثة أشهر بيض و إذا كانت تحيض في الشهر األقل أو األكثر و طلقت ثم حاضت قبل أن يأتي لها ثالثة أشهر حيضة واحدة فال تبين من زوجها إال بالحيض، و إن مضى ثالثة أشهر لها و لم تحض فإنها تبين باألشهر البيض،

ل أن يمضي لها ثالثة أشهر فإنها تبين بالدم، و المطلقة التي ليس للزوج عليها رجعة فال تبين حتى تطهر من فإن حاضت قبالدم الثالث، و المطلقة الحامل ال تبين حتى تضع ما في بطنها فإن طلقها اليوم و وضعت في الغد فقد بانت، و المتوفى عنها

ضعت قبل أن يمضي لها أربعة أشهر و عشرا فلتتم أربعة أشهر و عشرا فإن مضى زوجها و هي الحامل تعتد بأبعد األجلين فإن ونها تعتد من يوم طلقها إذا شهد عندها شاهدان لها أربعة أشهر و عشرا فلم تضع فعدتها أن تضع، و المطلقة و زوجها غائب ع

تعلم أي يوم طلقها تعتد من يوم يبلغها، و يوم معروف تعتد من ذلك اليوم فإن لم يشهد عندها أحد و لم عدالن أنه طلقها في المتوفى عنها زوجها و هو غائب تعتد من يوم يبلغها، و التي لم يدخل بها زوجها ثم طلقها فال عدة عليها، فإن مات عنها و لم

أن يتزوج له و العدة على الرجال أيضا إن كان له أربعة نسوة و طلق إحداهن لم يحل. يدخل بها تعتد أربعة أشهر و عشراحتى تعتد التي طلقها، فإذا أراد أن يتزوج أخت امرأته لم تحل له حتى يطلق امرأته و تعتد ثم يتزوج أختها، و المتوفى عنها زوجها تعتد حيث شاءت، و المطلقة التي ليس للزوج عليها رجعة تعتد حيث شاءت و ال تبيت عن بيتها، و التي للزوج عليها

و . حت الحر شهران و خمسة أياميت زوجها و تراه و يراها ما دامت في العدة، و عدة األمة إذا كانت ترجعة ال تعتد إال في بو أما المرأة التي ال تحل لزوجها أبدا فهي . و أربعون يوما و عدة السبي استبراء الرحم، فهذه وجوه العدةعدة المتعة خمسة

Page 33: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ع بشهادة شاهدين و تتزوج زوجا غيره فيطلقها و يتزوج بها األول التي طلقها زوجها ثالث تطليقات على طهر من غير جما

فتتزوج ] على طهر من غير جماع بشهادة عدلين [ الذي كان طلقها ثالث تطليقات ثم يطلقها أيضا ثالث تطليقات للعدة األول ثم يطلقها زوجا آخر ثم يطلقها فيتزوجها األول الذي قد طلقها ست تطليقات على طهر و تزوجت زوجين غير زوجها

هذا زوجها األول ثالث تطليقات على طهر واحد من غير جماع بشهادة عدلين، فهذه التي ال تحل لزوجها األول أبدا ألنه قد من طلق امرأته من غير أن طلقها تسع تطليقات و تزوج بها تسع مرات، و تزوجت ثالثة أزواج فال تحل للزوج األول أبدا، و

و قوله حافظوا على الصلوات و الصالة الوسطى و . م الحيض أو نفساء من قبل أن تطهر فطالقه باطلدتحيض أو كانت في حافظوا على الصلوات و الصالة « قوموا لله قانتين فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد اهللا ع أنه قرأ

حتى ال يلهيه و ال قال إقبال الرجل على صالته و محافظته » ينقوموا لله قانت« فقوله » العصر و قوموا لله قانتين الوسطى صالةيشغله عنها شيء و قوله فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فهي رخصة بعد العزيمة للخائف أن يصلي راكبا و راجال، و صالة الخوف

و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصالة فلتقم طائفة منهم معك و ليأخذوا أسلحتهم « و تعالى ثالثة وجوه قال اهللا تباركعلى و . فهذا وجه» معك و ليأخذوا حذرهم و أسلحتهمورائكم و لتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلواا سجدوا فليكونوا من فإذ

الوجه الثاني من صالة الخوف فهو الذي يخاف اللصوص و السباع في السفر فإنه يتوجه إلى القبلة و يفتتح الصالة و يمر على القبلة إن قدر عليه و إن لم يقدر عليه وجه األرض الذي هو فيه فإذا فرغ من القراءة و أراد أن يركع و يسجد ولى وجهه إلى

و هي المضاربة في الحرب إذا لم ] المجاهدة [ و صالة المجادلة . ركع و سجد حيث ما توجه و إن كان راكبا أومأ برأسهيقدر أن ينزل، يصلي و يكبر و لكل ركعة تكبيرة و يصلي و هو راكب فإن أمير المؤمنين ع صلى و أصحابه خمس صلوات

و منها صالة الحيرة على ثالثة وجوه، . لى ظهور الدواب لكل ركعة تكبيرة و صلى و هو راكب حيث ما توجهوابصفين عفوجه منها هو أن الرجل يكون في مفازة و ال يعرف القبلة يصلي إلى أربعة جوانب، و الوجه الثاني، من فاتته الصالة و لم

ربع ركعات و ركعتين فإن كانت المغرب فقد قضاها، و إن فاتته يعرف أي صالة هي فإنه يجب أن يصلي ثالث ركعات و أ العتمة فقد قضاها و إن كانت الفجر فقد قضاها و إن كانت الظهر و العصر فقد قامت األربعة مقامها، و من كان عليه ثوبان

هذا فإذا وجد الماء غسلهما أصاب القذر، فإنه يصلي في هذا و في فأصاب أحدهما بول أو قذر أو جنابة و لم يدر أي الثوبين . جميعا

قصة طالوت و جالوت

و أما قوله أ لم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم فإنه كان وقع كما حكى اهللا هربا من الطاعون فصاروا إلى مفازة فماتوا في ليلة فخرج منهم خلق كثير الطاعون بالشام في بعض الكور

واحدة كلهم، فبقوا حتى كانت عظامهم يمر بهم المار فينحيها برجله عن الطريق ثم أحياهم اهللا و ردهم إلى منازلهم فبقوا ئيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في و قوله أ لم تر إلى الملإ من بني إسرا. دهرا طويال ثم ماتوا و دفنوا

قال حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بيل الله إلى قوله و الله عليم بالظالمين س ع عملوا المعاصي و غيروا دين اهللا و عتوا عن أمر ربهم، و كان فيهم نبي بصير عن أبي جعفر ع أن بني إسرائيل بعد موسى

يأمرهم و ينهاهم فلم يطيعوه و روي أنه أرميا النبي، فسلط اهللا عليهم جالوت، و هو من القبط فأذلهم و قتل رجالهم و

Page 34: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اهللا، و نساءهم، ففزعوا إلى نبيهم و قالوا سل اهللا أم و استعبد أخرجهم من ديارهم و أموالهكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت و الملك و السلطان في بيت آخر لم يجمع اهللا لهم الملك و النبوة في بيت واحد، فمن

طالوت ملكا فغضبوا من ذلك و قالوا أنى و قوله و قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم» إلخ... ابعث لنا ملكا« ذلك قالوا سعة من المال و كانت النبوة في ولد الوي و الملك في ولد ملك علينا و نحن أحق بالملك منه و لم يؤت يكون له ال

وة و ال من بيت المملكة، فقال لهم نبيهم إن الله يوسف، و كان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف ألمه لم يكن من بيت النبسما و كان اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم و كان أعظمهم ج

بالفقر فقالوا لم يؤت سعة من المال، ف قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن أعلمهم إال أنه كان فقيرا فعابوه شجاعا قويا و كان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله المالئكة و كان التابوت الذي أنزل اهللا

يتبركون، به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه فوضعته فيه أمه و ألقته في اليم، فكان في بني إسرائيل معظماعلى موسى األلواح و ما كان عنده من آيات النبوة و أودعه يوشع وصيه، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به و كان الصبيان يلعبون به

رف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي و استخفوا بالتابوت رفعه اهللا في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز و شفإن التابوت كان » فيه سكينة من ربكم« و قوله عنهم فلما سألوا النبي بعث اهللا طالوت عليهم يقاتل معهم رد اهللا عليهم التابوت

بة لها وجه كوجه اإلنسان، حدثني أبي عن الحسن بن خالد عن يوضع بين يدي العدو و بين المسلمين فيخرج منه ريح طيالرضا ع أنه قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه اإلنسان فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين و الكفار فإن تقدم

إلى نبيهم أن جالوت يقتله فأوحى اهللا. اإلمامالتابوت ال يرجع رجل حتى يقتل أو يغلب، و من رجع عن التابوت كفر و قتلهدرع موسى ع و هو رجل من ولد الوي بن يعقوب ع اسمه داود بن آسي، و كان آسي راعيا و كان له عشرة من يستوي عليه

بنين أصغرهم داود، فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل و جمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي أن أحضر ولدك، فلما لده فألبسه درع موسى ع، منهم من طالت عليه و منهم من قصرت عنه فقال آلسي هل خلفت حضروا دعا واحدا واحدا من و

يرعاها فبعث إليه ابنه فجاء به فلما دعي أقبل و معه مقالع قال فنادته ثالث عم أصغرهم تركته في الغنم من ولدك أحدا قال نلبطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء إلى طالوت صخرات في طريقه فقالت يا داود خذنا فأخذها في مخالته و كان شديد ا

ذه المفازة في ه) و قال لهم نبيهم يا بني إسرائيل إن الله مبتليكم بنهر ألبسه درع موسى فاستوت عليه، ففصل طالوت بالجنوديده، فلما وردوا النهر أطلق اهللا فمن شرب منه فليس من حزب اهللا، و من لم يشرب منه فإنه من حزب اهللا إال من اغترف غرفة ب

لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا و هذا امتحان امتحنوا به ة و ثالث عشر رجال فلما جاوزوا كما قال اهللا، و روي عن أبي عبد اهللا ع أنه قال القليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثالث مائ

النهر و نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه ال طاقة لنا اليوم بجالوت و جنوده و قال الذين لم يشربوا ربنا أفرغ علينا حتى وقف بحذاء جالوت، و كان جالوت على الفيل و على ) ع(د صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين فجاء داو

رمى به في ميمنة جالوت، فمر في رأسه التاج و في ياقوت يلمع نوره و جنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك األحجار حجرا فى جالوت بحجر ثالث الهواء و وقع عليهم فانهزموا و أخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا و رم

فصك الياقوتة في جبهته و وصل إلى دماغه و وقع إلى األرض ميتا فهو قوله فهزموهم بإذن الله و قتل داود جالوت و آتاه الله الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين فإنه الملك و الحكمة و أما قوله و لو ال دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت

Page 35: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إن اهللا يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن ال يصلي من شيعتنا، ) ع(حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال قال أبو عبد اهللا من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك و لو أجمعوا على ترك الصالة لهلكوا، و إن اهللا يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن ال يزكي

يحج من شيعتنا عمن ال يحج من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا، و هو قول الزكاة لهلكوا، و إن اهللا ليدفع بمنم على بعض منهم من كلم الله و رفع و أما قوله تلك الرسل فضلنا بعضه» إلخ ... و لو ال دفع الله الناس بعضهم ببعض« اهللا

جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع يوم الجمل بعضهم درجات و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس اآلية فإنه إله إال اهللا و أن محمدا رسول اهللا فقال علي آية في كتاب اهللا تقاتل أصحاب رسول اهللا و من شهد أن ال فقال يا علي على ما

أباحت لي قتالهم، فقال و ما هي قال قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم بعدهم من بعد ما جاءتهم الله ما اقتتل الذين من و أيدناه بروح القدس و لو شاء درجات و آتينا عيسى ابن مريم البينات

فقال الرجل كفر و اهللا » فعل ما يريدالبينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر و لو شاء الله ما اقتتلوا و لكن الله ي . القوم و قوله يوم ال بيع فيه و ال خلة و ال شفاعة أي صداقة

آية الكرسي

وم ال الله ال إله إلا هو الحي القي] الم [ الحسن الرضا ع حدثني أبي عن الحسين بن خالد أنه قرأ أبو و أما آية الكرسي فإنه تأخذه سنة و ال نوم له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم من

أي ما » و ما خلفهم« فأمور األنبياء و ما كان » أيديهمين ما ب« خلفهم قال ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ماأي بما يوحي إليهم و ال يؤده حفظهما أي ال يثقل عليه حفظ ما في السماوات و ما في » إلا بما شاء« لم يكن بعد، قوله

بعد أن قد تبين له الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و هم األرض و قوله ال إكراه في الدين أي ال يكره أحد على دينه إاللا انفصام لها أي حبل ال انقطاع له يعني أمير الذين غصبوا آل محمد حقهم فقد استمسك بالعروة الوثقى يعني الوالية

ذين آمنوا و هم الذين اتبعوا آل محمد ع يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا المؤمنين و األئمة بعده ع الله ولي الأولياؤهم الطاغوت هم الظالمون آل محمد و الذين اتبعوا من غصبهم يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار

م فيها خالدون و الحمد هللا رب العالمين كذا نزلت، حدثني أبي عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي هعبد اهللا ع في قوله وسع كرسيه السماوات و الأرض سألته أيما أوسع الكرسي أو السماوات و األرض قال ال بل الكرسي وسع

عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن ظريف عن األصبغ بن و كل شيء خلق اهللا في الكرسي حدثني أبيالسماوات و األرض قال السماوات و األرض و ما فيهما من مخلوق » وسع كرسيه السماوات و الأرض« نباتة أن عليا ع سئل عن قول اهللا عز و جل

ففي صورة اآلدميين و هي أكرم الصور على اهللا و ) فأما الملك األول( اهللا في جوف الكرسي و له أربعة أمالك يحملونه بإذن الثور و هو سيد البهائم و هو يطلب في صورة) و الملك الثاني(هو يدعو اهللا و يتضرع إليه و يطلب الشفاعة و الرزق لبني آدم

في صورة النسر و هو سيد الطير و هو يطلب ) ثالثو الملك ال(يتضرع إليه و يطلب الشفاعة و الرزق لجميع البهائم إلى اهللا و في صورة األسد و هو سيد السباع و هو يرغب ) و الملك الرابع(إلى اهللا و يتضرع إليه و يطلب الشفاعة و الرزق لجميع الطير

تخذ ا منه حتى اإلى اهللا و يطلب الشفاعة و الرزق لجميع السباع، و لم يكن في هذه الصور أحسن من الثور و ال أشد انتصابالعجل إلها، فلما عكفوا عليه و عبدوه من دون اهللا خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء المأل من بني إسرائيل

Page 36: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

من اهللا أن عبد من دون اهللا شيء يشبهه و تخوف أن ينزل به العذاب، ثم قال ع إن الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعي عند السماوات يتفطرن منه و تنشق األرض و تخر الجبال هدا، ف جل أن يكون له ولد، فكادتللرحمن ولد أعز الرحمن و

اقشعر الشجر و صار له شوك حذار أن ينزل به العذاب، فما بال قوم غيروا سنة رسول اهللا ص و عدلوا عن وصيته في ذلك الذين بدلوا نعمت الله كفرا و أحلوا قومهم دار « حق علي و األئمة ع و ال يخافون أن ينزل بهم العذاب ثم تال هذه اآلية

حاج إبراهيم في ربه أن ثم قال نحن و اهللا نعمة اهللا التي أنعم اهللا بها على عباده و بنا فاز من فاز و قوله أ لم تر إلى الذي » البوارإبراهيم ربي الذي يحيي و يميت قال أنا أحيي و أميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق قال آتاه الله الملك إذ

نمرود يا إبراهيم من ربك في النار و جعلها اهللا عليه بردا و سالما قال ) ع(فأت بها من المغرب فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم تميت، قال إلي برجلين ممن قد ال له إبراهيم كيف تحيي و قال ربي الذي يحيي و يميت، قال نمرود أنا أحيي و أميت فق

وجب عليهما القتل فأطلق عن واحد و قتل واحدا فأكون قد أحييت و أمت، فقال إبراهيم إن كنت صادقا فأحي الذي قتلته ثم أي » فبهت الذي كفر« ربي يأتيني بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فكان كما قال اهللا عز و جل قال دع هذا فإن

. انقطع و ذلك أنه علم أن الشمس أقدم منه

نصر قصة بخت

الله بعد موتها فإنه حدثني أبي عن النضر بن يحيي هذهقوله أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنى و أما سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اهللا ع قال لما عملت بنو إسرائيل المعاصي و عتوا عن أمر ربهم

يه من بين البلدان و غرست ففأراد اهللا أن يسلط عليهم من يذلهم و يقتلهم فأوحى اهللا تعالى إلى أرميا يا أرميا ما بلد انتخبته من ) ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل علماء بني إسرائيل فقالوا له راجعكرائم الشجر فأخلف فأنبت خرنوبا فأخبر أرميا أخيار

ملوا فصام أرميا سبعا، فأوحى اهللا إليه يا أرميا أما البلد فبيت المقدس و أما ما أنبت فيها فبنو إسرائيل الذين أسكنتهم فيها فعبالمعاصي و غيروا ديني و بدلوا نعمتي كفرا، فبي حلفت ألمتحننهم بفتنة يظل الحكيم فيها حيران و ألسلطن عليهم شر عبادي والدة و شرهم طعاما فليسلطن عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم و يسبي حريمهم و يخرب ديارهم التي يغترون بها و يلقي

س في المزابل مائة سنة، فأخبر أرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له راجع ربك فقل له ما حجرهم الذي يفتخرون به على الناذنب الفقراء و المساكين و الضعفاء، فصام أرميا سبعا ثم أكل أكلة فلم يوح إليه شيء ثم صام سبعا و أكل أكلة و لم يوح إليه

وجهك في قفاك، قال ثم أوحى اهللا تعالى إليه قل لهم ردن ثم صام سبعا فأوحى اهللا إليه يا أرميا لتكفن عن هذا أو ألشيءألنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فقال أرميا رب أعلمني من هو حتى آتيه و آخذ لنفسي و أهل بيتي منه أمانا قال ائت موضع

تى أرميا ذلك البلد كذا و كذا فانظر إلى غالم أشدهم زمانا و أخبثهم والدة و أضعفهم جسما و شرهم غذاء فهو ذلك، فأالقصعة و تحلب عليه ط الخان و إذا له أم تزني بالكسر و تفت الكسر في فإذا هو غالم في خان زمن ملقى على مزبلة وس

خنزيرة لها ثم تدنيه من ذاك الغالم فيأكله، فقال أرميا إن كان في الدنيا الذي وضعه اهللا فهو هذا، فدنى منه فقال له ما اسمك ر، فعرفه أنه هو فعالجه حتى برأ ثم قال له تعرفني قال ال أنت رجل صالح، قال أنا أرميا نبي بني إسرائيل، نص فقال بخت

ال فتاه في نفسه في ذاك الوقت ثم قال أخبرني اهللا أنه سيسلطك على بني إسرائيل فتقتل رجالهم و تفعل بهم كذا و كذا، قفدعا إلى حرب . و كان يخرج في الجبل و يحتطب و يدخله المدينة و يبيعهاكتب لي كتابا بأمان منك فكتب له كتابا، أرميا

نصر نحو بيت المقدس و اجتمع إليه بشر كثير، فلما بلغ بني إسرائيل فأجابوه و كان مسكنهم في بيت المقدس و أقبل بخت

Page 37: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فلم يصل إليه أرميا من كثرة جنوده نصر كتب له بختأرميا إقباله نحو بيت المقدس استقبله على حمار له و معه األمان الذيو أصحابه، فصير األمان على قصبة و رفعها، فقال من أنت فقال أنا أرميا النبي الذي بشرتك بأنك سيسلطك اهللا على بني إسرائيل و هذا أمانك لي، قال أما أنت فقد أمنتك و أما أهل بيتك فإني أرمي من هاهنا إلى بيت المقدس فإن وصلت رميتي

لنشابة بيت المقدس فال أمان لهم عندي و إن لم تصل فهم آمنون، و انتزع قوسه و رمى نحو بيت المقدس فحملت الريح اإلى المقدس، فقال ال أمان لهم عندي، فلما وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة و إذا دم يغلي وسطه حتى علقتها في بيت

ما هذا فقالوا هذا دم نبي كان هللا فقتله ملوك بني إسرائيل و دمه يغلي و كلما كلما ألقي عليه التراب خرج و هو يغلي فقالنصر ألقتلن بني إسرائيل أبدا حتى يسكن هذا الدم و كان ذلك الدم دم يحيى بن ألقينا عليه التراب خرج يغلي، فقال بخت

ى بن زكريا فقال له يحيى اتق اهللا أيها الملك، بنساء بني إسرائيل و كان يمر بيحيجبار يزني و كان في زمانه ملك ) ع(زكريا فأمر أن يؤتى برأسه فأتوا برأس » أيها الملك اقتل هذا«ال يحل لك هذا فقالت له امرأة من اللواتي كان يزني بهن حين سكر

فاض إلى في طشت و كان الرأس يكلمه و يقول له يا هذا اتق اهللا ال يحل لك هذا، ثم غلى الدم في طشت حتى ) ع(يحيى نصر يقتلهم و كان نصر مائة سنة، و لم يزل بخت األرض فخرج يغلي و ال يسكن، و كان بين قتل يحيى و بين خروج بخت

يدخل قرية قرية فيقتل الرجال و النساء و الصبيان و كل حيوان و الدم يغلي و ال يسكن حتى أفناهم فقال أ بقي أحد في هذه و كذا فبعث إليها فضرب عنقها على الدم فسكن، و كانت آخر من بقي، ثم أتى بابل فبنى البالد قالوا عجوز في موضع كذا

اللبوة تأكل من طين البئر و يشرب دانيال لبنها فلبث معه اللبوة فجعلت مدينة و أقام و حفر بئرا فألقى فيها دانيال و ألقى بهااذهب بهذا الطعام و الشراب إلى دانيال و أقرئه مني السالم، بذلك زمانا، فأوحى اهللا إلى النبي الذي كان ببيت المقدس أن

قال و أين دانيال يا رب قال في بئر ببابل في موضع كذا و كذا قال فأتاه فاطلع في البئر فقال يا دانيال، فقال لبيك صوت لحمد هللا الذي ال يخيب من ا«غريب قال إن ربك يقرئك السالم و قد بعث إليك بالطعام و الشراب فأداله إليه فقال دانيال

دعاه الحمد هللا الذي من توكل عليه كفاه الحمد هللا الذي ال ينسى من ذكره الحمد هللا الذي ال يخيب من دعاه الحمد هللا الذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد هللا الذي يجزي باإلحسان إحسانا الحمد هللا الذي يجزي بالصبر نجاة الحمد هللا الذي

عند كربتنا الحمد هللا الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل منا الحمد هللا الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا ] ضرنا [ زننا يكشف حنصر في نومه كأن رأسه من حديد و رجليه من نحاس و صدره من ذهب، قال فدعا المنجمين قال فأوري بخت. »بأعمالنا

ما رأيت فقال و أنا أجري عليكم األرزاق منذ كذا و كذا و ال تدرون ما فقال لهم ما رأيت قالوا ما ندري و لكن قص علينا رأيت في المنام، فأمر بهم فقتلوا، قال فقال له بعض من كان عنده، إن كان عند أحد شيء فعند صاحب الجب فإن اللبوة لم

كأن رأسك من حديد و رجليك تعرض له و هي تأكل الطين و ترضعه فبعث إلى دانيال فقال ما رأيت في المنام قال رأيت من نحاس و صدرك من ذهب، قال هكذا رأيت فما ذاك قال قد ذهب ملكك و أنت مقتول إلى ثالثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس، قال فقال له إن علي سبع مدائن، على باب كل مدينة حرس و ما رضيت بذلك حتى وضعت بطة من نحاس

صاحت عليه حتى يؤخذ قال فقال له إن األمر كما قلت لك قال فبث الخيل و قال ال على باب كل مدينة ال يدخل غريب إالتلقون أحدا من الخلق إال قتلتموه كائنا من كان و كان دانيال جالسا عنده، و قال ال تفارقني هذه الثالثة أيام فإن مضت

م ابنا له من أهل فارس و هو ال يعلم أنه من أهل قتلتك، فلما كان اليوم الثالث ممسيا أخذه الغم فخرج فتلقاه غالم كان يخد

Page 38: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فارس، فدفع إليه سيفه و قال له يا غالم ال تلقى أحدا من الخلق إال و قتلته و إن لقيتني أنا فاقتلني، فأخذ الغالم سيفه فضرب به البر و سباع البحر و فخرج أرميا على حماره و معه تين قد تزوده و شيء من عصير فنظر إلى سباع . نصر ضربة فقتله بخت

سباع الجو تأكل تلك الجيف ففكر في نفسه ساعة ثم قال أنى يحيي هذه اهللا بعد موتها و قد أكلتهم السباع، فأماته اهللا مكانه الله بعد موتها فأماته الله أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه« و هو قول اهللا تبارك و تعالى

نصر رد بني إسرائيل إلى الدنيا، و كان عزير لما سلط اهللا أي أحياه فلما رحم اهللا بني إسرائيل و أهلك بخت» مائة عام ثم بعثهه اهللا تعالى فأول ما أحيا منه نصر على بني إسرائيل هرب و دخل في عين و غاب فيها و بقي أرميا ميتا مائة سنة ثم أحيا بخت

إليه كم لبثت قال لبثت يوما ثم نظر إلى الشمس و قد ارتفعت فقال أو بعض رقئ البيض فنظر فأوحى اهللا تعالى عينيه في مثل غسنه أي لم يتغير و انظر إلى حمارك و لنجعلك آية يوم فقال اهللا تعالى بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك و شرابك لم يت

اللحم الذي قد طرة تجمع إليه و إلى للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفو يلتزق بها حتى قام و قام حماره فقال أعلم أن الله على كل شيء قدير و أما هناأكلته السباع يتألف إلى العظام من هاهنا و ها

الطير قوله و إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أ و لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا و اعلم أن الله عزيز حكيم فإنه حدثني أبي عن ابن

على ساحل البحر تأكله سباع البر و أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع أن إبراهيم ع نظر إلى جيفة ... الموتىني كيف تحي فقال رب أر«) ع(سباع البحر ثم تحمل السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا فتعجب إبراهيم

هن ثم اخلط لحمهن أي قطع» فصرهن إليك« فأخذ إبراهيم ع الطاوس و الديك و الحمام و الغراب فقال اهللا عز و جل » إلخو فرقهن على عشرة جبال ثم خذ مناقيرهن و ادعهن يأتينك سعيا، ففعل إبراهيم ذلك و فرقهن على عشرة جبال ثم دعاهن فقال أجيبني بإذن اهللا تعالى، فكانت تجمع و يتألف لحم كل واحد و عظمه إلى رأسه و طارت إلى إبراهيم، فعند ذلك قال

يز حكيم و قوله الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم ال يتبعون ما أنفقوا منا و ال أذى اآلية فإنه قال عز أن الله إبراهيم قال رسول اهللا ص من أسدى إلى مؤمن معروفا ثم آذاه بالكالم أو من عليه فقد أبطل اهللا صدقته ثم ضرب اهللا فيه) ع(الصادق

فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا آخر مثال فقال كالذي ينفق ماله رئاء الناس و ال يؤمن بالله و اليوم الافرين و قال من أكثر منه و أذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته كما ال يقدرون على شيء مما كسبوا و الله ال يهدي القوم الك

يبطل التراب الذي يكون على صفوان و الصفوان الصخرة الكبيرة التي تكون على مفازة فيجيء المطر فيغسل التراب عنها و رجل ما شيء أحب إلي من) ع(معروفا ثم أتبعه بالمن و األذى، و قال الصادق اصطنع يذهب به، فضرب اهللا هذا المثل لمن

سلف مني إليه يد أتبعته أختها و أحسنت بها له ألني رأيت منع األواخر يقطع لسان شكر األوائل ثم ضرب مثل المؤمنين مثل آتت أكلها ضعفين فإن لم فها وابل وة أصابالذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله و تثبيتا من أنفسهم كمثل جنة برب

آتت ف« أي مطر » أصابها وابل« أي بستان في موضع مرتفع » مثلهم كمثل جنة«يصبها وابل فطل و الله بما تعملون بصير قال و الطل ما يقع بالليل على الشجر و » ابتغاء مرضات الله« أجر من أنفق ماله أي يتضاعف ثمرها كما يتضاعف » أكلها ضعفين

مرضات اهللا، قال فمن أنفق ماله ابتغاء مرضات اهللا ثم يضاعف لمن يشاء لمن أنفق ماله ابتغاء النبات، و قال أبو عبد اهللا ع و اللهود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها امتن على من تصدق عليه كان كما قال اهللا أ ي

على من متنمن كل الثمرات و أصابه الكبر و له ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال اإلعصار الرياح، فمن ا

Page 39: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كان له جنة كثيرة الثمار و هو شيخ ضعيف له أوالد صغار ضعفاء فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كله و أما تصدق عليه كمن الخبيث منه تنفقون و لستم قوله يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم و مما أخرجنا لكم من الأرض و ال تيمموا

تمورهم فيتصدقون بها، فنهاهم اهللا عن آخذيه فإنه كان سبب نزولها أن قوما كانوا إذا صرموا النخل عمدوا إلى أرذل بلك إليكم لم تأخذوه و أما قوله الشيطان أي أنتم لو دفع ذ» آخذيه و ال تيمموا الخبيث منه تنفقون و لستم ب« فقال ذلك،

يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء فإن الشيطان يقول ال تنفق فإنك تفتقر و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا أي يغفر لكم إن الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال الخير مة من يشاء و من يؤت حكقال يخلف عليكم، و قوله يؤتي ال» و فضلا« أنفقتم هللا

الكثير معرفة أمير المؤمنين و األئمة ع، و قوله إن تبدوا الصدقات فنعما هي قال الزكاة المفروضة تخرج عالنية و تدفع عالنية

با في الأرض للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ال يستطيعون ضر( و أفضل و قوله و بعد ذلك غير الزكاة إن دفعته سرا فهلراضين و يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ال يسئلون الناس إلحافا فهم الذين ال يسألون الناس إلحافا من ا

المتجملين في الدين الذين ال يسألون الناس إلحافا و ال يقدرون أن يضربوا في األرض ف يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف عن السؤال

أحكام الربا

من المس فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن الشيطان الذين يأكلون الربا ال يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطهو قوله هشام عن أبي عبد اهللا ع قال قال رسول اهللا ص لما أسري بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فال يقدر أن يقوم

ا يقوم الذي يتخبطه الشيطان من من عظم بطنه، فقلت من هؤالء يا جبرئيل قال هؤالء الذين يأكلون الربا ال يقومون إال كمو قوله يمحق الله الربا و يربي الصدقات قال قيل للصادق ع قد نرى الرجل يربي و ماله يكثر فقال يمحق اهللا دينه و إن مس ال

با إن كنتم مؤمنين فإنه كان سبب نزولها أنه لما أنزل كان ماله يكثر و قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و ذروا ما بقي من الررسول اهللا ربا أبي في ثقيف و قد أوصاني اهللا ص فقال يا فقام خالد بن الوليد إلى رسول» الذين يأكلون الربا إلخ« اهللا تعالى

آمنوا اتقوا الله و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا عند موته بأخذه فأنزل اهللا تبارك و تعالى يا أيها الذين فأذنوا بحرب من الله و رسوله قال من أخذ الربا وجب عليه القتل و كل من أربى وجب عليه القتل، و أخبرني أبي عن ابن أبي

درهم من ربا أعظم عند اهللا من سبعين زنية بذات محرم في بيت اهللا الحرام، قال إنبد اهللا ع قال ععمير عن جميل عن أبي

للربا سبعين جزءا أيسره أن ينكح الرجل أمه في بيت اهللا الحرام و أما قوله و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة فإنه حدثني الت سمعت عن حماد بن سلمة عن جذعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنها قأبي عن السكوني عن مالك بن مغيرة

رسول اهللا ص يقول ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من والة المسلمين و استبان للوالي عسرته إال برئ هذا المعسر من دينه له على رجل مال أخذه و لم ينفقه في و صار دينه على والي المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين، قال ع و من كان

ا إسراف أو في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن ينظره حتى يرزقه اهللا فيقضيه و إن كان اإلمام العادل قائمل، و لقول رسول اهللا ص من ترك ماال فلورثته و من ترك دينا أو ضياعا فعلى اإلمام ما ضمنه الرسوفعليه أن يقضي عنه دينه

إن كان صاحب المال موسرا تصدق بماله عليه أو تركه فهو خير له لقوله و أن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون و أما قوله و في ة البقرة خمس مائة حكم روي في الخبر أن في سوريا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه فقد

يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه و ليكتب بينكم كاتب « هذه اآلية خمسة عشر حكما و هو قوله

Page 40: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

خمسة » و ليملل الذي عليه الحق« أربعة أحكام » فليكتب« ثة أحكام ثال» بالعدل و ال يأب كاتب أن يكتب كما علمه اللهفإن كان الذي عليه الحق سفيها أو « ستة أحكام » يخونه و ليتق الله ربه و ال يبخس منه شيئا و ال «أحكام و هو إقراره إذا أمأل

يعني ولي المال سبعة أحكام استشهدوا شهيدين » فليملل وليه بالعدل« أي ال يحسن أن يمل » أو ال يستطيع أن يمل هوضعيفا الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما نفإن لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون م« من رجالكم ثمانية أحكام

و ال تسئموا أن « عشرة أحكام » و ال يأب الشهداء إذا ما دعوا« يعني إن تنسى إحداهما فتذكر أخرى تسعة أحكام » الأخرىذلكم أقسط عند الله و « أن تكتبوه صغير السن أو كبيرا أحد عشر حكما أي ال تضجروا» تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله

اثنا » تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوهاإلا أن « أي ال تشكوا » م للشهادة و أدنى ألا ترتابواأقوو إن تفعلوا فإنه فسوق « أربعة عشر حكما » و ال يضار كاتب و ال شهيد« ثالثة عشر حكما » و أشهدوا إذا تبايعتم« شر حكما ع

تجدوا كاتبا ه و إن كنتم على سفر و لم و قول» الله بكل شيء عليمو اتقوا الله و يعلمكم الله و« خمسة عشر حكما » بكمالذي أخذ المال و قوله » و ليتق الله ربه« فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا أي يأخذ منه رهنا فإن أمنه و لم يأخذ منه رهنا

ه و أما قوله آمن الرسول بما أنزل إليه من رب. »و استشهدوا شهيدين من رجالكم« معطوف على قوله » و ال تكتموا الشهادة« فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اهللا ع أن هذه اآلية مشافهة اهللا تعالى لنبيه ص ليلة أسري به إلى

ل سدرة المنتهى و إذا بورقة منها تظل أمة من األمم فكنت من ربي كقاب قوسين أو السماء قال النبي ص انتهيت إلى محفقلت أنا مجيب عني و عن » آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه« أدنى كما حكى اهللا عز و جل فناداني ربي تبارك و تعالى

ئكته و كتبه و رسله ال نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و مالمنون كل آمن بالله و أمتي و المؤا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا إليك المصير فقال اهللا ال يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت فقلت ربن

فقلت ربنا و ال نا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا فقال اهللا ال أحملك، و قال اهللا ال أؤاخذك، فقلت ربنا و ال تحمل علي لنا و ارحمنا أنت موالنا فانصرنا على القوم الكافرين فقال اهللا تعالى قد أعطيتك تحملنا ما ال طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر

ما وفد إلى اهللا تعالى أحد أكرم من رسول اهللا ص حيث سأل ألمته هذه الخصال ) ع(ذلك لك و ألمتك، فقال الصادق

٢٠٠ سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية -٣

الله الرحمن الرحيم الم الله ال إله إلا هو الحي القيوم فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن عبد اهللا بن سنان عن أبي بسم الكتاب بالحق مصدقا لما بين عبد اهللا ع قال سألته عن قول اهللا تبارك و تعالى الم الله ال إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك

يديه و أنزل التوراة و الإنجيل من قبل، هدى للناس و أنزل الفرقان قال الفرقان هو كل أمر محكم و الكتاب هو جملة القرآن م في الأرحام كيف يشاء يعني ذكرا أو أنثى و أسود و أبيض و أحمر و الذي يصدقه من كان قبله من األنبياء هو الذي يصورك

فأما المحكم من هات صحيحا و سقيما، و قوله هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابيا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى « قوله تعالى القرآن فهو ما تأويله في تنزيله مثل

و أخواتكم و عماتكم و حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم« و مثل قوله » المرافق و امسحوا برؤسكم و أرجلكم إلى الكعبينو أما المتشابه فما كان في القرآن مما لفظه واحد و معانيه . إلى آخر اآلية و مثله كثير محكم مما تأويله في تنزيله» خاالتكم

هو على وجوه مختلفة مما ذكرنا من الكفر الذي هو على خمسة أوجه و اإليمان على أربعة وجوه و مثل الفتنة و الضالل الذي و تفسير كل آية نذكره في موضعه إن شاء اهللا تعالى و أما قوله فأما الذين في قلوبهم زيغ أي شك و قوله و ما يعلم تأويله إلا

Page 41: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ية عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله و الراسخون في العلم فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن يزيد بن معاولينزل عليه شيئا لم يعلمه اهللا ص أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما أنزل اهللا عليه من التنزيل و التأويل و ما كان اهللا

ن تأويله و أوصياؤه من بعده يعلمونه كله، قال قلت جعلت فداك إن أبا الخطاب كان يقول فيكم قوال عظيما، قال و ما كاالقرآن قال علم الحالل و الحرام و القرآن يسير في جنب العلم ل قلت إنه يقول إنكم تعلمون علم الحالل و الحرام و يقو

الذي يحدث في الليل و النهار و قوله ربنا ال تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا أي ال نشك و قوله أولئك هم وقود النار يعني حطب و قوله قل للذين كفروا ستغلبون و تحشرون إلى جهنم و بئس المهاد فإنها نزلت . نار كدأب آل فرعون أي فعل آل فرعونال

اهللا فقال بعد بدر لما رجع رسول اهللا ص من بدر أتى بني قينقاع و هو يناديهم و كان بها سوق يسمى سوق النبط فأتاهم رسول يا معشر اليهود قد علمتم ما نزل بقريش و هم أكثر عددا و سالحا و كراعا منكم فادخلوا في اإلسالم، فقالوا يا محمد أ إنك تحسب حربنا مثل حرب قومك و اهللا لو لقيتنا للقيت رجاال، فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد قل للذين كفروا ستغلبون و

رون إلى جهنم و بئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله يعني فئة المسلمين و فئة الكفار و تحشد بنصره من يشاء يعني رسول اهللا ص يوم بدر إن أخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين أي كانوا مثلي المسلمين و الله يؤي

و قوله زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و . في ذلك لعبرة لأولي الأبصار» و الحرث«يعني الراعية و الأنعام » و الخيل المسومة« مة و الأنعام و الحرث قال القناطير جلود الثيران مملوءة ذهبا الخيل المسو عند ربهم جنات للذين اتقواأي حسن المرجع إليه قال أ أنبئكم بخير من ذلكم » آب و الله عنده حسن الم« يعني الزرع

تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ثم أخبر أن هذا للذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا و قنا عذاب النار إلى قوله و هؤالء هم الصابرين و الصادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار و هم بالأسحار ثم أخبر أن المستغفرين

مسائل النصراني و اإلمام الباقر ع حدثني أبي عن . أزواج مطهرة قال في الجنة ال يحضن و ال يحدثنالدعاءون و أما قوله و

بن عبد اهللا الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين ] عمير [ مر إسماعيل بن أبان عن عفي مجالسهم فبينما هو قاعد و عنده جماعة من الناس مع الناس العابدين ع من المدينة إلى الشام، و كان ينزله معه فكان يقعد

ؤالء القوم أ لهم عيد اليوم قالوا ال يا ابن رسول اهللا و لكنهم يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال ما لهيأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في مثل هذا اليوم فيخرجونه و يسألونه عما يريدون و عما يكون في عامهم قال أبو

، قال لهم نذهب إليه، فقالوا )ع(جعفر ع و له علم فقالوا هو من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى ذاك إليك يا ابن رسول اهللا، قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه و مضى هو و أصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، قال فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو و أصحابه، فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب

األمة المرحومة، من) ع(فقال أ منا أنت أم من األمة المرحومة فقال أبو جعفر ) ع( كأنهما عينا أفعى، ثم قصد أبا جعفر عينيهسلني، فقال ) ع(جهالهم قال لست من جهالهم، قال النصراني أسألك أو تسألني فقال أبو جعفر قال فمن علمائهم أنت أم من

ول اسألني إن هذا لعالم بالمسائل ثم قال يا عبد اهللا أخبرني عن ساعة ما هي من الليل يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني فإذا لم يكن من ) ع(و ال هي من النهار أي ساعة هي قال أبو جعفر

تفيق مرضى، فقال من ساعات الجنة و فيها) ع(فقال أبو جعفر اعات النهار فمن أي الساعات هي ساعات الليل و ال من س

Page 42: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

سلني، قال يا معشر النصارى إن هذا لمليء بالمسائل أخبرني عن أهل ) ع(النصراني أصبت فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر ما تأكل هذا هو الجنين في بطن أمه يأكل م) ع(الجنة كيف صاروا يأكلون و ال يتغوطون أعطني مثله في الدنيا، قال أبو جعفر

إنما قلت لك ما أنا من جهالهم، قال ) ع(علمائهم قال أبو جعفر ال يتغوط، قال النصراني أصبت أ لم تقل ما أنا من أمه وسلني قال يا معشر النصارى ألسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في ) ع(النصراني فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر

خبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه بابنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة و وضعتهما في الوحل، فقال له سل قال أعاش أحدهما خمسين و مائة سنة و عاش اآلخر اعة واحدة في قبر واحد ساعة واحدة و ماتا في ساعة واحدة و دفنا في س

على ما وصفت، و وضعتهما على ما وصفت، و هما عزير و عزرة كانت حملت أمهما ) ع(خمسين سنة من هما قال أبو جعفر عاش عزرة و عزير ثالثين سنة ثم أمات اهللا عزيرا مائة سنة و بقي عزرة يحيي ثم بعث اهللا عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة و

جل ال الرى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا ماتا جميعا في ساعة واحدة فدفنا في قبر واحد، قال النصراني يا معشر النصارو قوله شهد الله أنه ال ) ع(تسألوني عن حرف و هذا بالشام ردوني إلى كهفي فردوه إلى كهفه و رجع النصارى مع أبي جعفر

لعدل إن الدين عند إله إلا هو و المالئكة و أولوا العلم قائما بالقسط قال قائما بالقسط معطوف على قوله شهد الله و القسط احدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن ديق، و قد سمى اهللا اإليمان تصديقا الله الإسالم قال التسليم هللا و ألوليائه و هو التص

قال إن اهللا فضل اإليمان على اإلسالم بدرجة كما فضل الكعبة على ) ع(علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أي جعفر اإلسالم نسبة جد الحرام بدرجة قال و حدثني محمد بن يحيى البغدادي رفع الحديث إلى أمير المؤمنين ع أنه قال ألنسبنالمس

التسليم، و التسليم هو اليقين، و اليقين هو التصديق، فالتصديق هو أحد بعدي اإلسالم هو لم ينسبها أحد قبلي و ال ينسبها ألداء هو العمل و المؤمن من أخذ دينه عن ربه إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله و إن الكافر اإلقرار، و اإلقرار هو األداء، و ا

يعرف كفره بإنكاره، يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، و إن السيئة فيه تغفر، و إن الحسنة ذلك فليس من الله في شيء إلا أن كافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل يتخذ المؤمنون الفي غيره ال تقبل و قوله ال

تتقوا منهم تقاة فإن هذه اآلية رخصة ظاهرها خالف باطنها يدان بظاهرها و ال يدان بباطنها إال عند التقية، إن التقية رخصة

و في الباطن يدين اهللا بخالف قاه في الظاهر الكافر فيصلي بصالته و يصوم بصيامه إذا ات] ن يدين بدين أ[ للمؤمن أن يراه و . فحب اهللا للعباد رحمة منه لهم و حب العباد هللا طاعتهم له) ذلك، و قوله قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اآلية

فلفظ اآلية عام و معناه خاص و إنما فضلهم على ) الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمينقوله إن آل محمد من الكتاب فأسقطوا » مران و آل محمد على العالمينو آل ع«عالمي زمانهم و قال العالم ع نزل

قصة مريم

رأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم فإن اهللا تبارك و و قوله إذ قالت امبذلك تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا يبرئ األكمه و األبرص و يحيي الموتى بإذن اهللا، فبشر عمران زوجته

فقالت رب إني نذرت لك ما في بطني محررا للمحراب، و كانوا إذا نذروا نذرا جعلوا ولدهم للمحراب فلما فحملت، ني سميتها مريم و وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى و الله أعلم بما وضعت و ليس الذكر كالأنثى و أنت وعدتني ذكرا و إ

ع قال و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم فوهب اهللا لمريم عيسى

Page 43: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و ولد ولده فال تنكروا رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال إن قلنا لكم في الرجل منا قوال فلم يكن فيه كان في ولده أذلك إن اهللا أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ األكمه و األبرص و يحيي الموتى بإذني و جاعله رسوال

فلما وضعتها أنثى « ا غالما إلى بني إسرائيل فحدث بذلك امرأته حنة و هي أم مريم فلما حملت بها كان حملها عند نفسهفلما وهب » و الله أعلم بما وضعت« ألن البنت ال تكون رسوال يقول اهللا » و ليس الذكر كالأنثى... إني وضعتها أنثىقالت رب

ه اهللا لمريم عيسى ع كان هو الذي بشر اهللا به عمران و وعده إياه فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولدال يراها أحد و كان يدخل عليها ها سترا و كان فال تنكروا ذلك فلما بلغت مريم صارت في المحراب و أرخت على نفس

زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف، فكان يقول لها أنى لك هذا فتقول هو من ق من يشاء بغير حساب، هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء عند الله إن الله يرز

كلمة من الله و سيدا و حصورا و نبيا من فنادته المالئكة و هو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بالصالحين الحصور الذي ال يأتي النساء قال رب أنى يكون لي غالم و قد بلغني الكبر و امرأتي عاقر و العاقر التي قد يئست

ذلك أيام إلا رمزا و قال زكريا رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثالثة من المحيض قال كذلك الله يفعل ما يشاء فخرس ثالثة» رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثالثة أيام إلا رمزا« هم الشياطين فقال أن زكريا ظن أن الذي بشره

أيام، و قوله إذ قالت المالئكة يا مريم إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين قال اصطفاها مرتين، أما يم اقنتي الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين و قوله يا مرو أما األولى اصطفاها أي اختارها

لربك و اسجدي و اركعي مع الراكعين و إنما هو اركعي و اسجدي ثم قال اهللا لنبيه ص ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك يا ت لديهم إذ يختصمون قال لما ولدت اختصم آل عمران محمد و ما كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مريم و ما كن

إذ قالت المالئكة يا مريم إن . فيها فكلهم قالوا نحن نكفلها فخرجوا و قارعوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فتكفلها زكرياآخرة و من المقربين أي ذا وجه و جاه و نكتب ابن مريم وجيها في الدنيا و الالله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى

حدثنا أحمد بن محمد كهيئة الطير أي أقدر و هو خلق تقدير، مولده و خبره في سورة مريم و قوله أني أخلق لكم من الطينر بن عبد اهللا قال حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن الهمداني قال حدثني جعف

علي ع في قوله و أنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم فإن عيسى ع كان يقول لبني إسرائيل إني رسول اهللا إليكم و إذن اهللا و أبرئ األكمه و األبرص، األكمه هو األعمى قالوا ما الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأني أخلق لكم من الطين كهيئة

يقول ما أكلتم في » بما تأكلون و ما تدخرون« نرى الذي تصنع إال سحرا فأرنا آية نعلم إنك صادق قال أ رأيتم إن أخبرتكم ون أني صادق قالوا نعم فكان يقول للرجل أكلت كذا و كذا و شربت كذا و بيوتكم قبل أن تخرجوا و ما ذخرتم الليل، تعلم

و قال . كذا و رفعت كذا و كذا فمنهم من يقبل منه فيؤمن و منهم من ينكر فيكفر، و كان لهم في ذلك آية إن كانوا مؤمنينهو السبت و الشحوم و الطير الذي حرمه اهللا على بني إسرائيل علي بن إبراهيم في قوله و لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم و

قال و روى ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد اهللا ع في قول اهللا تعالى فلما أحس عيسى منهم الكفر أي لما سمع و رأى أللوان و تمييزها، و الشم لمعرفة الروائح للصوت، و البصر لحواس الخمس التي قدرها اهللا في الناس السمع أنهم يكفرون، و ال

و أما قوله . الطيبة و الخبيثة، و الذوق للطعوم و تمييزها، و اللمس لمعرفة الحار و البارد و اللين و الخشن

Page 44: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فوق الذين و جاعل الذين اتبعوكرفع عيسى إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروايوم القيامة فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال إن كفروا إلى

هم بيتا ثم خرج عليهم من عين عيسى ع وعد أصحابه ليلة رفعه اهللا إليه، فاجتمعوا إليه عند المساء و هم اثنا عشر رجال فأدخلفي زاوية البيت و هو ينفض رأسه من الماء، فقال إن اهللا أوحى إلي أنه رافعي إليه الساعة و مطهري من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل و يصلب و يكون معي في درجتي، فقال شاب منهم أنا يا روح اهللا قال فأنت هو ذا فقال لهم عيسى ع أما إن

م لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، فقال له رجل منهم أنا هو يا نبي اهللا فقال عيسى إن تحس بذلك في منكأما إنكم ستفترقون بعدي على ثالث فرق فرقتين مفتريتين على اهللا في النار و فرقة ) ع(نفسك فلتكن هو ثم قال لهم عيسى

إن اليهود ) ع(و هم ينظرون إليه، ثم قال أبو جعفر اهللا عيسى إليه من زاوية البيت ى اهللا في الجنة ثم رفعتتبع شمعون صادقة علإن منكم لمن يكفر بي من قبل أن يصبح اثنتي ) ع(من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى ) ع(جاءت في طلب عيسى

تكفر قبل أن تصبح ) ع(ال له عيسى عشرة كفرة و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى فقتل و صلب و كفر الذي قاثنتي عشرة كفرة و أما قوله إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون إلى قوله فمن حاجك فيه

د عن ابن سنان عن أبي عبد اهللا ع أن نصارى نجران لما وقدوا من بعد ما جاءك من العلم فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويلوا، فقال على رسول اهللا ص و كان سيدهم األهتم و العاقب و السيد و حضرت صالتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس و ص

ال إلى دعوهم فلما فرغوا دنوا من رسول اهللا ص فقالوا إلى ما تدعون، فقأصحاب رسول اهللا ص هذا في مسجدك فقال قالوا فمن أبوه فنزل الوحي على » أن ال إله إال اهللا و أني رسول اهللا و أن عيسى عبد مخلوق يأكل و يشرب و يحدث«شهادة

أ كان عبدا مخلوقا يأكل و يشرب و ينكح فسألهم النبي ص فقالوا نعم، ) ع(رسول اهللا ص فقال قل لهم ما تقولون في آدم كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون اآلية و زل اهللا إن مثل عيسى عند الله اكتين فأنفقال فمن أبوه فبهتوا فبقوا س

اهللا ص فباهلوني أما قوله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنت الله على الكاذبين فقال رسول إلى منازلهم فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم و إن كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا

بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي و إن باهلنا بأهل بيته خاصة فال نباهله فإنه ال يقدم قال رؤساؤهم السيد و العاقب و األهتم إن باهلنا على أهل بيته إال و هو صادق، فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول اهللا ص و معه أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين ص، فقال النصارى من هؤالء فقيل لهم هذا ابن عمه و وصيه و ختنه علي بن أبي طالب و هذه بنته فاطمة و هذان ابناه الحسن و

المباهلة، فصالحهم رسول اهللا ص على الجزية و انصرفوا ص نعطيك الرضى فاعفنا من عرفوا و قالوا لرسول اهللالحسين ع، ف

و قوله يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم و ما أنزلت التوراة و الإنجيل إلا من بعده أ فال تعقلون ثم قال ها أنتم هؤالء أي يا هؤالء حاججتم فيما لكم به علم يعني بما في التوراة و اإلنجيل فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم يعني بما في صحف أنتم

لكن كان حنيفا مسلما و ما كان من إبراهيم و الله يعلم و أنتم ال تعلمون ثم قال ما كان إبراهيم يهوديا و ال نصرانيا والمشركين ثم وصف اهللا عز و جل من أولى الناس بإبراهيم يحتج به، فقال إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و

حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن يزيد قال أبو عبد اهللا ع قال ذين آمنوا و الله ولي المؤمنين الأنتم و اهللا من آل محمد فقلت من أنفسهم جعلت فداك قال نعم و اهللا من أنفسهم ثالثا ثم نظر إلي و نظرت إليه فقال يا عمر

و قوله يا أهل » منين ذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤإن أولى الناس بإبراهيم لل« إن اهللا يقول في كتابه

Page 45: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

نه و الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل و تكتمون الحق و أنتم تعلمون أي تعلمون ما في التوراة من صفة رسول اهللا ص و تكتموقوله و قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار و اكفروا آخره لعلهم يرجعون قال نزلت

إن ) ع(أبي الجارود عن أبي جعفر كفرنا به بالعشي و في رواية د بالغداة و في قوم من اليهود قالوا آمنا بالذي جاء به محمرسول اهللا ص لما قدم المدينة و هو يصلي نحو بيت المقدس أعجب اليهود من ذلك فلما صرفه اهللا عن بيت المقدس إلى

آمنوا بالذي أنزل على محمد بيت الحرام وجدت و كان صرف القبلة صالة الظهر فقالوا صلى محمد الغداة و استقبل قبلتنا فإلى قبلتنا قال علي بن سجد الحرام لعلهم يرجعون ر و اكفروا آخره، يعنون القبلة حين استقبل رسول اهللا ص الموجه النها

إلا ما دمت عليه إبراهيم في قوله و من أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك و منهم من إن تأمنه بدينار ال يؤده إليكليس معهم ألميين و األمييون الذين قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل فإن اليهود قالوا يحل لنا أن نأخذ مال ا

و قوله إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا قال كتاب، فرد اهللا عليهم فقال و يقولون على الله الكذب و هم يعلمون يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون فيأخذون منهم و يخونونهم و ما هم بمسلمين على الحقيقة و قوله و إن منهم لفريقا يلوون

و يقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله قال كان اليهود ما هو من الكتاب من الكتاب وألسنتهم بالكتاب لتحسبوه و النبوة ثم يقولون شيئا ليس في التوراة و يقولون هو في التوراة فكذبهم اهللا و قوله ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم

يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله و لكن كونوا ربانيين أي إن عيسى لم يقل للناس إني خلقتكم فكونوا عبادا لي من الئكة و النبيين أربابا قال كان قوم يعبدون دون اهللا و لكن قال لهم كونوا ربانيين أي علماء و قوله و ال يأمركم أن تتخذوا الم

المالئكة، و قوم من النصارى زعموا أن عيسى رب، و اليهود قالوا عزير ابن اهللا فقال، اهللا و ال يأمركم أن تتخذوا المالئكة و اق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن و أما قوله و إذ أخذ الله ميث. النبيين أربابا

به و لتنصرنه فإن اهللا أخذ ميثاق نبيه أي محمد ص على األنبياء أن يؤمنوا به و ينصروه و يخبروا أممهم بخبره، حدثني أبي عن ير عن ابن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال ما بعث اهللا نبيا من لدن آدم فهلم جرا إال و يرجع إلى الدنيا و ينصر أمير ابن أبي عم

المؤمنين ع ثم قال لهم في الذر أ أقررتم و يعني أمير » و لتنصرنه« يعني رسول اهللا ص » لتؤمنن به« ه المؤمنين ع هو قولإصري أي عهدي قالوا أقررنا قال اهللا للمالئكة فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين و هذه مع اآلية التي في م على ذلكمأخذت

و إذ « سورة األعراف قوله ي و اآلية التي ف» ةو إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح اآلي« سورة األحزاب في قوله ثم قال عز و جل أ فغير دين الله . قد كتبت هذه الثالث آيات في ثالث سور» أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم

السماوات و الأرض طوعا و كرها أي فرقا من يبغون قال أ غير هذا الذي قلت لكم أن تقروا بمحمد و وصيه و له أسلم من فيعلى إبراهيم و رسل و الكتب فقال قل يا محمد آمنا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل ثم أمر نبيه باإلقرار باألنبياء و ال. السيف

ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم ال نفرق بين أحد منهم و نحن له إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط وفي أمير ثم ذكر اهللا عز و جل الذين ينقضون عهد اهللا . مسلمون و قوله و من يبتغ غير الإسالم دينا فلن يقبل منه فإنه محكم

المؤمنين و كفروا بعد رسول اهللا ص فقال كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم و شهدوا أن الرسول حق و جاءهم البينات له و المالئكة و الناس أجمعين خالدين فيها ال يخفف عنهم و الله ال يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة ال

هم هم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا و لو افتدى به أولئك لتوا و العذاب و ال هم ينظرون إن الذين كفروا و ماعذاب أليم و ما لهم من ناصرين فهذه كلها في أعداء آل محمد ثم قال لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون أي لن تنالوا

Page 46: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ني إسرائيل إلا ماو أما قوله كل الطعام كان حلا لب. الثواب حتى تردوا على آل محمد حقهم من الخمس و األنفال و الفيءنفسه لحم الجمل فقال اليهود على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قال إن يعقوب كان يصيبه عرق النسا فحرم علىحرم إسرائيل

نتم صادقين إنما حرم هذا إسرائيل على نفسه إن لحم الجمل محرم في التوراة، فقال عز و جل لهم فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كللذي ببكة قال معنى بكة و قوله إن أول بيت وضع للناس . و لفظه لفظ الخبرو لم يحرمه على الناس و هذا حكاية عن اليهود

ه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري إن الناس يبك بعضهم بعضا في الزحام و قوله و من دخله كان آمنا فإنعن أبي عبد اهللا ع في الرجل يجني الجناية في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم قال ال يقام عليه الحد و ال يكلم و ال يسقى و ال

م عليه الحد في الحرم جنى في الحرم جناية أقين يخرج فيقام عليه الحد و إذا يطعم و ال يباع منه، إذا فعل ذلك به يوشك أألنه لم ير للحرم حرمة و قوله و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر أي من ترك الحج و هو مستطيع

و قوله » فاتقوا الله ما استطعتم« منسوخ بقوله فقد كفر، و االستطاعة هي القوة و الزاد و الراحلة، و قوله اتقوا الله حق تقاته فإنهجميعا قال التوحيد و الوالية و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و ال تفرقوا قال إن اهللا لله و اعتصموا بحبل ا

ن التفرق كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على تبارك و تعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم و يختلفون فنهاهم ع فألف بين قلوبكم والية آل محمد ع و ال يتفرقوا و قال علي بن إبراهيم في قوله و اذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء

ال يضعون السالح بالليل و ال بالنهار حتى ولد عليه األوالد فلما كان الحرب بينهم مائة سنة فإنها نزلت في األوس و الخزرج بعث اهللا نبيه أصلح بينهم فدخلوا في اإلسالم و ذهبت العداوة من قلوبهم برسول اهللا ص و صاروا إخوانا، و في رواية أبي

يدعون إلى ر فهذه اآلية آلل محمد ص و من تابعهم لخيمنكم أمة يدعون إلى ا الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و لتكنالخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر قال علي بن إبراهيم في قوله يوم تبيض وجوه و تسود وجوه إلى قوله ففي

رحمت الله هم فيها خالدون

ن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن ورود الرايات يوم القيامة فإنه حدثني أبي عقال رسول اهللا ص يرد علي أمتي يوم القيامة » يوم تبيض وجوه و تسود وجوه« أبي ذر رحمة اهللا عليه قال لما نزلت هذه اآلية

بالثقلين من بعدي فيقولون أما األكبر فحرفناه و نبذناه وراء على خمس رايات، فراية مع عجل هذه األمة فأسألهم ما فعلتمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع ظهورنا و أما األصغر فعاديناه و أبغضناه و ظلمناه، فأقول ردوا النار ظم

ناه و خالفناه و أما األصغر فعاديناه و فرعون هذه األمة، فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون أما األكبر فحرفناه و مزقآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع سامري هذه األمة فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين قاتلناه، فأقول ردوا النار ظم

آء ا النار ظممن بعدي فيقولون أما األكبر فعصيناه و تركناه و أما األصغر فخذلناه و ضيعناه و صنعنا به كل قبيح فأقول ردومظمئين مسودة وجوهكم ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج و آخرهم فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون

آء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم و برئنا منه و أما األصغر فقاتلناه و قتلناه، فأقول ردوا النار ظم] فمزقناه [ أما األكبر ففرقناه اية مع إمام المتقين و سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين و وصي رسول رب العالمين، فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين ترد علي ر

من بعدي فيقولون أما األكبر فاتبعناه و أطعناه و أما األصغر فأحببناه و واليناه و وازرناه و نصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا، يوم تبيض وجوه و تسود وجوه فأما الذين اسودت « بيضة وجوهكم ثم تال رسول اهللا ص فأقول ردوا الجنة رواء مرويين م

Page 47: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

الله هم فيها في رحمتتكفرون و أما الذين ابيضت وجوههم ف وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتمكنتم « خالدون قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان قال قرئت عند أبي عبد اهللا ع

ن و الحسين ع فقال القارئ جعلت يقتلون أمير المؤمنين و الحس» خير أمة« فقال أبو عبد اهللا ع » خير أمة أخرجت للناستأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر « أ ال ترى مدح اهللا لهم » كنتم خير أئمة أخرجت للناس«فداك كيف نزلت قال نزلت

لا بحبل من الله و حبل من الناس و باؤ بغضب من الله غزوة أحد و قوله ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إ.»و تؤمنون بالله يعني بعهد من اهللا و عقد من رسول اهللا و ضربت عليهم المسكنة أي الجوع و قوله و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه أي لن

ير طاعة اهللا مثال فقال مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر تجحدوه ثم ضرب للكفار من أنفق ماله في غا أي برد أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته أي زرعهم و ما ظلمهم الله و لكن كانوا أنفسهم يظلمون و قوله يا أيه

الأنامل من يهود و قوله ال يألونكم خبالا أي عداوة و قوله عضوا عليكم الذين آمنوا ال تتخذوا بطانة من دونكم نزلت في الد للقتال و الله سميع عليم فإنه حدثني أبي عن الغيظ قال أطراف األصابع و قوله و إذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاع

قال سبب نزول هذه اآلية أن قريشا خرجت من مكة تريد حرب ) ع(صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا في عبد اهللا بن أبي و قوم من أصحابه رسول اهللا ص فخرج يبغي موضعا للقتال و قوله إذ همت طائفتان منكم أن تفشال نزلت

اتبعوا رأيه في ترك الخروج و القعود عن نصرة رسول اهللا ص قال و كان سبب غزوة أحد أن قريشا لما رجعت من بدر إلى إلى مكة قال أبو سفيان مكة و قد أصابهم ما أصابهم من القتل و األسر ألنه قتل منهم سبعون و أسر منهم سبعون، فلما رجعوا

قتالكم فإن البكاء و الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن و الحرقة و العداوة لمحمد و قريش ال تدعوا النساء تبكي على يا معشريشمت بنا محمد و أصحابه، فلما غزوا رسول اهللا ص يوم أحد أذنوا لنسائهم بعد ذلك في البكاء و النوح فلما أرادوا أن يغزوا

حلفائهم من كنانة و غيرها فجمعوا الجموع و السالح و خرجوا من مكة في ثالثة آالف رسول اهللا ص إلى أحد ساروا فيعلى حرب رسول اهللا ص و أخرج أبو سفيان هند بنت عتبة و م و يحثنهم فارس و ألفي راجل و أخرجوا معهم النساء يذكرنه

و أخبرهم أن اهللا قد أخبره أن قريشا قد فلما بلغ رسول اهللا ص ذلك جمع أصحابه . خرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية

و قومه يا رسول اهللا ال تخرج ] سلول [ تجمعت تريد المدينة، و حث أصحابه على الجهاد و الخروج، فقال عبد اهللا بن أبي ما من المدينة حتى نقاتل في أزقتها، فيقاتل الرجل الضعيف و المرأة و العبد و األمة على أفواه السكك و على السطوح ف

أرادنا قوم قط فظفروا بنا و نحن في حصوننا و دورنا و ما خرجنا إلى أعدائنا قط إال كان الظفر لهم، فقام سعد بن معاذ رحمه اهللا و غيره من األوس فقالوا يا رسول اهللا ما طمع فينا أحد من العرب و نحن مشركون نعبد األصنام فكيف يطعمون فينا و أنت

رسول اهللا قوله و تل منا كان شهيدا و من نجا منا كان قد جاهد في سبيل اهللا فقبل م فنقاتلهم فمن قفينا ال، حتى نخرج إليهو إذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين إلى قوله إذ همت طائفتان « خرج مع نفر من أصحابه يبتغون موضع القتال كما قال اهللا

يعني عبد اهللا بن أبي و أصحابه، فضرب رسول اهللا ص معسكره مما يلي من طريق العراق و قعد عبد اهللا بن » المنكم أن تفشأبي و قومه من الخزرج اتبعوا رأيه، و وافت قريش إلى أحد و كان رسول اهللا ص عد أصحابه و كانوا سبعمائة رجال، فوضع

شعب و أشفق أن يأتي كمينهم في ذلك المكان فقال رسول اهللا ص لعبد عبد اهللا بن جبير في خمسين من الرماة على باب البن جبير و أصحابه إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فال تخرجوا من هذا المكان و إن رأيتموهم قد هزمونا اهللا

Page 48: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ائتي فارس كمينا، و قال لهم إذا في م تبرحوا و الزموا مراكزكم و وضع أبو سفيان خالد بن الوليد حتى أدخلونا المدينة فالرأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم مقام األمير عليه السالم في أحد فلما أقبلت الخيل و اصطفوا و عبأ رسول اهللا ص أصحابه دفع الراية إلى أمير المؤمنين ص فحملت األنصار على مشركي قريش فانهزموا

خالد بن الوليد في مائتي فارس، فلقي عبد اهللا بن جبير يمة قبيحة و وقع أصحاب رسول اهللا في سوادهم و انحطهزفاستقبلوهم بالسهام فرجعوا و نظر أصحاب عبد اهللا بن جبير إلى أصحاب رسول اهللا ينهبون سواد القوم، قالوا لعبد اهللا بن جبير

نحن بال غنيمة، فقال لهم عبد اهللا اتقوا اهللا فإن رسول اهللا ص قد تقدم إلينا أن ال نبرح تقيمنا هاهنا و قد غنم أصحابنا و نبقى فلم يقبلوا منه و أقبل ينسل رجل فرجل حتى أخلوا من مركزهم و بقي عبد اهللا بن جبير في اثني عشر رجال، و قد كانت راية

ى يا محمد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار و قريش مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار فبرز و نادنجهزكم بأسيافنا إلى الجنة فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي، فبرز إليه أمير المؤمنين ع يقول يا طلح إن كنت كما تقول لنا

بنصرة القاهر رم ليس به فلولفقد أتاك األسد الصئول بصا فاثبت لننظر أينا المقتول و أينا أولى بما تقول خيول و لكم نصوليا قضيم أنه ال يجسر علي أحد غيرك، فشد فقال طلحة من أنت يا غالم قال أنا علي بن أبي طالب قال قد علمت. و الرسول

عليه طلحة فضربه فاتقاه أمير المؤمنين ع بالجحفة ثم ضربه أمير المؤمنين ع على فخذيه فقطعهما جميعا فسقط على ظهره، و عليه قال قد ضربته ضربة ال عليه فحلفه بالرحم فانصرف عنه فقال المسلمون أال أجهزت لراية، فذهب علي ع ليجهزسقطت ا

بن ] مسافع [ يعيش منها أبدا، و أخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي ع و سقطت الراية على األرض، فأخذها شافع فسقط الراية إلى األرض ) ع(ألرض فأخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله علي فسقطت الراية إلى ا) ع(أبي طلحة فقتله علي

و ) ع(، فسقطت الراية إلى األرض، و أخذها أبو عذير بن عثمان فقتله علي )ع(فأخذها الحارث بن أبي طلحة فقتله علي اية إلى األرض، فقتل أمير و سقطت الر) ع(سقطت الراية إلى األرض فأخذها عبد اهللا بن أبي جميلة بن زهير فقتله علي

المؤمنين ع التاسع من بني عبد الدار، و هو أرطاة بن شرحبيل مبارزة و سقطت الراية إلى األرض، فأخذها موالهم صواب المؤمنين ع على شماله سقطت الراية إلى األرض فأخذها بشماله فضربه أمير فضربه أمير المؤمنين ع على يمينه فقطعها و

الراية إلى األرض، فاحتضنها بيديه المقطوعتين ثم قال يا بني عبد الدار هل أعذرت فيما بيني و بينكم فضربه فقطعها و سقطت و انحط خالد بن . أمير المؤمنين ع على رأسه فقتله، و سقطت الراية إلى األرض، فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية فقبضتها

فيهم اب شعب و استعقبوا المسلمين فوضعوا و بقي في نفر قليل فقتلوهم على بالوليد على عبد اهللا بن جبير و قد فر أصحابهأصحاب رسول اهللا السيف، و نظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فالذوا بها و أقبل خالد بن الوليد يقتلهم، فانهزم

ص الهزيمة كشف البيضة عن رأسه و قال ص هزيمة قبيحة و أقبلوا يصعدون في الجبال و في كل وجه، فلما رأى رسول اهللا حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اهللا ع أنه سئل و. »إني أنا رسول اهللا إلى أين تفرون عن اهللا و عن رسوله«

أبي عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي ع يا قضيم، قال إن رسول اهللا ص كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع طالب و اغروا به الصبيان و كانوا إذا خرج رسول اهللا ص يرمونه بالحجارة و التراب فشكا ذلك إلى علي ع فقال بأبي أنت و

ن لرسول اهللا ص أمي يا رسول اهللا إذا خرجت فأخرجني معك فخرج رسول اهللا ص و معه أمير المؤمنين ع فتعرض الصبيا كان يقضمهم في وجوههم و آنافهم و آذانهم فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم و عليهم أمير المؤمنين ع وكعادتهم فحمل

Page 49: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و روي عن أبي واثلة شقيق بن سلمة قال كنت أماشي فالنا إذ سمعت » القضيم«يقولون قضمنا علي قضمنا علي فسمى لذلك و الضارب بالبهم، الشديد على من طغى منه همهمة، فقلت له مه، ما ذا يا فالن قال ويحك أ ما ترى الهزبر القضم بن القضم،

هذا هو علي بن أبي طالب، فقال ادن مني أحدثك السيفين و الراية، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فقلت له يا و بغى، بمه، إذ عن شجاعته و بطولته، بايعنا النبي يوم أحد على أن ال نفر و من فر منا فهو ضال و من قتل منا فهو شهيد و النبي زعي

الدر [ فرأيت عليا كالليث يتقي الذر حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون فأزعجونا عن طحونتناو إذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال شاهت الوجوه و قطت و بطت و لطت، إلى أين تفرون، إلى النار، ]

ده صفيحة يقطر منها الموت، فقال بايعتم ثم نكثتم، فو اهللا ألنتم أولى بالقتل ممن قتل، فلم نرجع، ثم كر علينا الثانية و بيأنا إليه ي علينا كلنا، فبادرت فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارا، أو كالقدحين المملوين دما، فما ظننت إال و يأت

ر و تفر و إن الكرة تنفي الفرة، فكأنه ع استحيا فولى بوجهه عني، من بين أصحابي فقلت يا أبا الحسن اهللا اهللا، فإن العرب تكو لم يبق مع رسول اهللا ص إال أبو دجانة . »فما زلت أسكن روعة فؤادي، فو اهللا ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة

أمير المؤمنين فيدفعهم األنصاري، و سماك بن خرشة و أمير المؤمنين ع، فكلما حملت طائفة على رسول اهللا ص استقبلهماهللا و يقتلهم حتى انقطع سيفه، شجاعة امرأة في أحد و بقيت مع رسول اهللا ص نسيبة بنت كعب المازنية، و كانت عن رسول

في غزواته تداوي الجرحى، و كان ابنها معها فأراد أن ينهزم و يتراجع، فحملت عليه فقالت يا بني ) ص(تخرج مع رسول اهللا عن اهللا و عن رسوله فردته، فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه إلى أين تفر

بصدرها و ثدييها و يديها حتى أصابتها ) ص(بارك اهللا عليك يا نسيبة و كانت تقي رسول اهللا ) ص(ول اهللا فقتلته، فقال رس

اهللا ص فقال أروني محمدا ال نجوت إن نجا محمد، فضربه على على رسول ] قمية [ جراحات كثيرة، و حمل ابن قميتة إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ) ص(عزى، و نظر رسول اهللا عاتقه، و نادى قتلت محمدا و الالت و ال حبل

يا نسيبة خذي ) ص(فرمى بترسه، فقال رسول اهللا » يا صاحب الترس ألق ترسك و مر إلى النار«ظهره و هو في الهزيمة، فناداه فلما انقطع . »لمقام نسيبة أفضل من مقام فالن و فالن«) ص(الترس فأخذت الترس و كانت تقاتل المشركين، فقال رسول اهللا

إليه رسول لرجل يقاتل بالسالح و قد انقطع سيفي فدفع فقال يا رسول اهللا إن ا) ص(سيف أمير المؤمنين ع جاء إلى رسول اهللا أحد إال يستقبله أمير المؤمنين ع، فإذا رأوه ) ص(فقال قاتل بهذا، و لم يكن يحمل على رسول اهللا » الفقارذا«اهللا ص سيفه

إلى ناحية أحد، فوقف و كان القتال من وجه واحد و قد انهزم أصحابه فلم يزل أمير المؤمنين ) ص(رجعوا فانحاز رسول اهللا مناديا ينادي من و بطنه و يديه و رجليه تسعون جراحة فتحاموه، و سمعوايقاتلهم حتى أصابه في وجهه و رأسه و صدره ) ع(

فقال » هذه و اهللا المواساة يا محمد«فقال ) ص(فنزل جبرئيل على رسول اهللا » ال سيف إال ذو الفقار و ال فتى إال علي«السماء ليه السالم و كانت هند بنت عتبة في وسط شهادة حمزة ع. »و أنا منكما«و قال جبرئيل » ألني منه و هو مني«رسول اهللا ص

ان حمزة بن عبد العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش رفعت إليه ميال و مكحلة و قالت إنما أنت امرأة فاكتحل بهذا، و كيثبت له واحد و كانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا لئن قتلت المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا و لم

ا أو عليا أو حمزة ألعطيتك رضاك و كان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا، فقال وحشي أما محمد فال أقدر عليه و محمدأما علي فرأيته رجال حذرا كثير االلتفات فلم أطمع فيه قال فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدا فمر بي فوطئ على جرف

Page 50: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

في خاصرته و خرجت من مثانته مغمسة بالدم فسقط فأتيته فشققت بطنه و و رميته فوقعت نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتهاأخذت كبده و أتيت بها إلى هند فقلت لها هذه كبد حمزة، فأخذتها في فيها فالكتها فجعلها اهللا في فيها مثل الداغصة فلفظتها

اهللا أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار، و رمت بها فبعث اهللا ملكا فحملها و ردها إلى موضعها، فقال أبو عبد اهللا ع يأبى خرصين و شدتهما في عنقها، و قطعت يديه و رجليه و تراجعت قطعت مذاكيره و قطعت أذنيه و جعلتهما فجاءت إليه هند ف

فقال رسول اهللا ص ألمير المؤمنين ع قل له » أعل هبل«الناس فصارت قريش على الجبل، فقال أبو سفيان و هو على الجبل فقال يا علي إنه قد أنعم علينا فقال علي ع بل اهللا أنعم علينا ثم قال أبو سفيان يا علي أسألك بالالت و » أعلى و أجلاهللا«

العزى معك، و اهللا ما قتل محمد ص و هو يسمع و لعن اهللا الالت و العزى هل قتل محمد فقال له أمير المؤمنين ع لعنك اهللاو كان عمرو بن قيس قد تأخر إسالمه فلما بلغه أن رسول . ابن قميئة زعم أنه قتل محمداكالمك، فقال أنت أصدق، لعن اهللا

اهللا ص في الحرب أخذ سيفه و ترسه و أقبل كالليث العادي يقول أشهد أن ال إله إال اهللا و أن محمدا رسول اهللا ثم خالط فقال معاذ اهللا، و اهللا إني ألول عمرو أنت على دينك االقوم فاستشهد فمر به رجل من األنصار فرآه صريعا بين القتلى فقال يا

أشهد أن ال إله إال اهللا و أن محمدا رسول اهللا ثم مات، فقال رجل من أصحاب رسول اهللا ص يا رسول اهللا إن عمرو بن قيس بن أبي عامر رجل من و كان حنظلة . شهيد، ما رجل لم يصل هللا ركعة دخل الجنة غيره قد أسلم فهو شهيد فقال إي و اهللا إنه

الليلة، و اهللا بن أبي سلول و دخل بها في تلك الخزرج، قد تزوج في تلك الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد، بنت عبده على أمر جامع لم استأذن رسول اهللا ص أن يقيم عندها فأنزل اهللا إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله و إذا كانوا مع

يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله و رسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت سورة النور و أخبار أحد في سورة آل عمران فهذا دليل على أن التأليف على في ، فهذه اآلية )ص(له رسول اهللا فأذن » منهم

خالف ما أنزله اهللا، فدخل حنظلة بأهله و واقع عليها فأصبح و خرج و هو جنب، فحضر القتال فبعث امرأته إلى أربعة نفر من لها لم فعلت ذلك قالت رأيت في هذه الليلة األنصار لما أراد حنظلة أن يخرج من عندها و أشهدت عليه أنه قد واقعها فقيل

. أنها الشهادة فكرهت أن ال أشهد عليه، فحملت منهثم انظمت، فعلمت في نومي كأن السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة فلما حضر القتال نظر حنظلة إلى أبي سفيان على فرس يجول بين العسكرين فحمل عليه فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت

سقط أبو سفيان إلى األرض و صاح يا معشر قريش أنا أبو سفيان و هذا حنظلة يريد قتلي و عدا أبو سفيان و مر الفرس وحنظلة في طلبه فعرض له رجل من المشركين فطعنه فمشى إلى المشرك في طعنه فضربه فقتله، و سقط حنظلة إلى األرض

رأيت المالئكة يغسلون حنظلة ) ص( من األنصار، فقال رسول اهللا بين حمزة و عمرو بن الجموح و عبد اهللا بن حزام و جماعةبين السماء و األرض بماء المزن في صحائف من ذهب، فكان يسمى غسيل المالئكة و روي أن مغيرة بن العاص كان رجال

و بيده ) ص( أقتل محمدا، فلما حضر القتال نظر إلى رسول اهللاأحجار، فقال بهذه أعسر فحمل في طريقه إلى أحد ثالثةفسقط السيف من يده فقال قتلته و الالت و العزى فقال أمير المؤمنين ع ) ص(السيف فرماه بحجر، فأصاب به رسول اهللا

اللهم حيره، فلما انكشف الناس تحير فلحقه عمار بن ) ص(كذب لعنه اهللا، فرماه بحجر آخر فأصاب جبهته فقال رسول اهللا حتى صار مثل ابن قميئة الشجر فكان يمر بالشجرة فيقع وسطها فتأخذ من لحمه فلم يزل كذلكياسر فقتله، و سلط اهللا على

فأنزل اهللا على رسوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم ) ص(مات لعنه اهللا و رجع المنهزمون من أصحاب رسول الصرر و يعني و لما يرى ألنه عز و جل قد علم قبل ذلك من يجاهد و من ال يجاهد فأقام العلم مقام الرؤية الله الذين جاهدوا منكم

Page 51: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بي قوله و لقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه و أنتم تنظرون و في رواية أ. ألنه يعاقب الناس بفعلهم ال بعلمهفإن المؤمنين لما أخبرهم اهللا بالذي فعل » و لقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه اآلية« الجارود عن أبي جعفر ع في قوله

وم أحد فلم بشهدائهم يوم بدر و منازلهم من الجنة رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا القتال نستشهد فيه فأراهم اهللا إياه في يو أما قوله و ما محمد إلا رسول قد » الموت من قبل أن تلقوه تم تمنون و لقد كن« يثبتوا إال من شاء اهللا منهم، فذلك قوله

لما خرج يوم أحد و عهد العاهد به على ) ص(م فإن رسول اهللا خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكقد قتل النجاء فلما رجعوا إلى المدينة أنزل اهللا و ما محمد إلا ) ص(تلك الحال فجعل الرجل يقول لمن لقيه إن رسول اهللا

بكم يقول إلى الكفر و قوله و كأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرعلى أعقاسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله انقلبتم ر

يقول كأين من نبي قبل محمد قاتل معه ربيون كثير و الربيون الجموع الكثيرة و الربوة الواحدة عشرة آالف يقول اهللا تبارك ما استكانوا و الله يحب الصابرين و ما كان قولهم إلا نبيهم و ما ضعفوا و ه من قبلو تعالى فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الل

قال علي بن إبراهيم أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا يعنون خطاياهم و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرينحيث خرج ني عبد اهللا بن أبي في قوله يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين يع

دينكم عن علي ع بل الله موالكم و مع رسول اهللا ص ثم رجع يجبن أصحابه قال للمؤمنين يوم أحد يوم الهزيمة ارجعوا إلى هو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب يعني قريش بما أشركوا بالله قوله و لقد صدقكم الله وعده يعني إن

تلونهم بإذن اهللا حتى إذا فشلتم و تنازعتم في الأمر و عصيتم من بعد ما أراكم ما ينصركم اهللا عليهم إذ تحسونهم بإذنه إذ تقتحبون، منكم من يريد الدنيا يعني أصحاب عبد اهللا بن جبير الذين تركوا مركزهم و مروا للغنيمة، قوله و منكم من يريد

ة يعني عبد اهللا بن جبير و أصحابه الذين بقوا حتى قتلوا ثم صرفكم عنهم ليبتليكم أي يختبركم و لقد عفا عنكم و الله آخر الأحد و الرسول ص، فقال إذ تصعدون و ال تلوون على و فضل على المؤمنين ثم ذكر المنهزمين من أصحاب رسول اهللا ذ

يدعوكم إلى قوله خبير بما تعملون و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله فأثابكم غما بغم فأما الغم األول م من الغنيمة و ال ما أصابكم فالهزيمة و القتل، و أما الغم اآلخر فإشراف خالد بن الوليد عليهم يقول لكيال تحزنوا على ما فاتك

. يعني قتل إخوانهم و الله خبير بما تعملون ثم أنزل عليكم من بعد الغم قال يعني الهزيمة و رجع إلى تفسير علي بن إبراهيماهللا ص فأحب اهللا أن يعرف رسوله يعتذرون إلى رسول قال و تراجع أصحاب رسول اهللا ص المجروحون و غيرهم، فأقبلواكانوا يسقطون إلى األرض و كان المنافقون الحالة حتى من الصادق منهم و من الكاذب، فأنزل اهللا عليهم النعاس في تلك

عني الذين يكذبون ال يستقرون قد طارت عقولهم و هم يتكلمون بكالم ال يفهم عنهم فأنزل اهللا نعاسا يغشى طائفة منكم يالمؤمنين و طائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قال اهللا لمحمد ص

لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا يقولون لو كنا في في أنفسهم ما ال يبدون قل إن الأمر كله لله، يخفونكم و بيوتنا ما أصابنا القتل، قال اهللا لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم و ليبتلي الله ما في صدور

ليمحص ما في قلوبكم و الله عليم بذات الصدور فأخبر اهللا رسوله ما في قلوب القوم و من كان منهم مؤمنا و من كان منهم يعني المنافق » يز الخبيث من الطيبما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يم« منافقا كاذبا بالنعاس فأنزل اهللا عليه

الكاذب من المؤمن الصادق بالنعاس الذي ميز بينهم، و قوله إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان أي قال يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا كالذين وبهم و لقد عفا الله عنهم ثم مة ببعض ما كسبوا قال بذنخدعهم حتى طلبوا الغني

Page 52: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كفروا يعني عبد اهللا بن أبي و أصحابه الذين قعدوا عن الحرب و قالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا له بما تعملون بصير ثم قال لنبيه فبما رحمة اتوا و ما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم و الله يحيي و يميت و العندنا ما م

ي انهزموا و لم يقيموا معك ثم قال تأديبا لرسوله فاعف كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك أمن الله لنت لهم و لو عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين إن ينصركم الله فال غالب لكم و

المؤمنون و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله ينصركم من بعده و على الله فليتوكلذا الذي م فمن إن يخذلكيا غاال و من يغلل يأت بما غل يوم ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة و صدق اهللا لم يكن اهللا ليجعل نب

القيامة و من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم ال عث فيهم رسولا من أنفسهم فهذه اآلية آلل محمد ص و أما قوله أ و لما يظلمون و أما قوله لقد من الله على المؤمنين إذ ب

ما أصابكم إن الله على كل أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم يقول بمعصيتكم أصابكمر، و ما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله و ليعلم المؤمنين و ليعلم الذين نافقوا و قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل قديشيء

أنشدكم اهللا في نبيكم و دينكم و دياركم الله فهم ثالث مائة منافق رجعوا مع عبد اهللا بن أبي سلول فقال لهم جابر بن عبد اهللااهللا هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون كون قتال اتبعناكم يقول فقالوا و اهللا ال يكون قتال اليوم و لو نعلم أنه يون و في رواية علي بن إبراهيم قوله ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم بأفواههم ما ليس في قلوبهم و الله أعلم بما يكتم

و قال أبو عبد اهللا ع ما كانوا أذلة و فيهم رسول اهللا ص » و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة« أو يعذبهم فإنهم ظالمون، و قوله مواساة رجل من األنصار فلما سكن القتال قال رسول اهللا ص من له علم بسعد بن .»لقد نصركم ببدر و أنتم ضعفاء «إنما نزل

الربيع فقال رجل أنا أطلبه فأشار رسول اهللا ص إلى موضع فقال اطلبه هناك فإني قد رأيته في ذلك الموضع قد شرعت حوله وضع فإذا هو صريع بين القتلى، فقلت يا سعد، فلم يجبني ثم قلت يا سعد فلم يجبني اثنا عشر رمحا، قال فأتيت ذلك الم

قد سأل عنك، فرفع رأسه فانتعش كما ينتعش الفرخ ثم قال إن رسول اهللا ص لحي قلت إي و فقلت يا سعد إن رسول اهللا صول اهللا ص لقد طعنت اثني عشر طعنة كلها اهللا إنه لحي و قد أخبرني أنه رأى حولك اثني عشر رمحا فقال الحمد هللا صدق رس

تطرف، ثم اهللا شوكة و فيكم عين قد جأفتني أبلغ قومي األنصار السالم و قل لهم و اهللا ما لكم عند اهللا عذر أن تشوك رسولقال تنفس فخرج منه مثل دم الجزور و قد كان اختفى في جوفه و قضى نحبه رحمه اهللا ثم جئت إلى رسول اهللا ص فأخبرته ف

من له علم بعمي حمزة، فقال الحرث بن سمية أنا أعرف ) ص(ثم قال رسول اهللا . رحم اهللا سعدا نصرنا حيا و أوصى بنا ميتاعلي ألمير المؤمنين ع يا ) ص(موضعه فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول اهللا فيخبره فقال رسول اهللا

حتى وقف عليه فلما رأى ما فعل به ) ص(ره أن يرجع إليه، فجاء رسول اهللا اطلب عمك فجاء علي ع فوقف على حمزة فكبكى ثم قال و اهللا ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا المكان لئن أمكنني اهللا من قريش ألمثلن بسبعين رجال منهم، فنزل

أصبر، بل) ص(فقال رسول اهللا » ه و لئن صبرتم لهو خير للصابرينو إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم ب« عليه جبرئيل ع فقال على حمزة ) ص(النحل و كان يجب أن تكون في هذه السورة التي فيها أخبار أحد، فألقى رسول اهللا فهذه اآلية في سورة

يه بدا رأسه، فمدها على رأسه و ألقى على رجليه بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجاله و إذا مدها على رجلالحشيش و قال لو ال أني أحذر نساء بني عبد المطلب لتركته للعادية و السباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع و الطير،

قال و صاح و كبر على حمزة سبعين تكبيرة، عليهم و دفنهم في مضاجعهمفجمعوا فصلى بالقتلى ) ص(و أمر رسول اهللا

Page 53: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فلم يبق أحد من نساء المهاجرين و األنصار إال خرجن، و خرجت فاطمة بنت رسول اهللا » قتل محمد«إبليس لعنه اهللا بالمدينة بكت لبكائه و إذا ) ص(و قعدت بين يديه فكان إذا بكى رسول اهللا ) ص(تعدو على قدميها حتى وافت رسول اهللا ) ص(

ألمير المؤمنين ع قل نعم، و ) ص(و موعدكم في عام قابل فتقبل، فقال رسول اهللا موعدنا نانتحب انتحبت، و نادى أبو سفياو دخل المدينة و استقبلته النساء يولولن و يبكين فاستقبلته زينب بنت جحش، فقال لها رسول اهللا ) ص(ارتحل رسول اهللا

ه راجعون هنيئا له الشهادة، ثم قال لها احتسبي قالت من احتسبي فقالت من يا رسول اهللا قال أخاك قالت إنا هللا و إنا إلي) ص(يا رسول اهللا قال حمزة بن عبد المطلب قالت إنا هللا و إنا إليه راجعون هنيئا له الشهادة، ثم قال لها احتسبي قالت من يا رسول

ما ألحد مثله، فقيل لها لم اهللا قال زوجك مصعب بن عمير، قالت وا حزناه، فقال رسول اهللا ص إن للزوج عند المرأة لحدامن ) ص(آمرت قريش على أن يرجعوا على المدينة فقال رسول اهللا قال و ت. قلت ذلك في زوجك قالت ذكرت يتم ولده

رجل يأتينا بخبر القوم فلم يجبه أحد، فقال أمير المؤمنين ع أنا آتيك بخبرهم، قال اذهب فإن كانوا ركبوا الخيل و جنبوا ون المدينة و اهللا لئن أرادوا المدينة ال يأذن اهللا فيهم، و إن كانوا ركبوا اإلبل و جنبوا الخيل فإنهم يريدون اإلبل فهم يريد

على ما به من األلم و الجراحات حتى كان قريبا من القوم فرآهم قد ركبوا اإلبل و جنبوا ) ع(مكة، فمضى أمير المؤمنين ل رسول اهللا المدينة نزل فلما دخ. أرادوا مكة) ص(فأخبره فقال رسول اهللا ) ص(الخيل فرجع أمير المؤمنين إلى رسول اهللا

) ص(يأمرك أن تخرج في أثر القوم و ال يخرج معك إال من به جراحة، فأمر رسول اهللا عليه جبرئيل فقال يا محمد إن اهللا كن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون مناديا ينادي يا معشر المهاجرين و األنصار من كانت به جراحة فليخرج و من لم ي

و ال تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من « جراحاتهم و يداوونها فأنزل اهللا على نبيه ب أن تكون في هذه السورة قال عز و جل إن يمسسكم قرح فقد مس و هذه اآلية في سورة النساء و يج» الله ما ال يرجون

القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء فخرجوا على ما بهم من األلم و بحمراء األسد و قريش قد نزلت الروحا قال عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام و عمرو ) ص(ا بلغ رسول اهللا الجراح فلم

بن عاص و خالد بن الوليد نرجع فنغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم و كبشهم يعني حمزة فوافاهم رجل خرج من المدينة سد يطلبونكم جد الطلب فقال أبو سفيان هذا النكد و البغي قد ظفرنا فسألوه الخبر فقال تركت محمدا و أصحابه بحمراء األ

قال المدينة ألمتار ألهلي فوافاهم نعيم بن مسعود األشجعي فقال أبو سفيان أين تريد بالقوم و بغينا و اهللا ما أفلح قوم قط بغوا،اءنا و موالينا قد وافونا من األحابيش حتى طعاما، قال هل لك أن تمر بحمراء األسد و تلقى أصحاب محمد و تعلمهم أن خلف

يرجعوا عنا و لك عندي عشرة قالئص أملؤها تمرا و زبيبا قال نعم، فوافا من غد ذلك اليوم حمراء األسد، فقال ألصحاب ؤهم و من كان تخلف عنهم و ما أظن إالأين تريدون قالوا قريش، قال ارجعوا فإن قريشا قد أجنحت إليهم خلفا) ص(محمد

فقال ارجع يا محمد ) ص(أوائل القوم قد طلعوا عليكم الساعة، فقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل و نزل جبرئيل على رسول اهللا و إلى المدينة و أنزل اهللا الذين استجابوا لله و ) ص(ال يلوون على شيء و رجع رسول اهللا فإن اهللا قد أرهب قريشا، و مروا

أحسنوا منهم و اتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس يعني نعيم بن مسعود فهذا اللفظ الرسول من بعد ما أصابهم القرح للذينلوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و عام و معناه خاص إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قا

ما هذا ) ص(أصحاب رسول اهللا فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم فلما دخلوا المدينة قال اهللا أ و لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم و الذي أصابنا قد كنت تعدنا النصر، فأنزل

Page 54: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ذلك ألن يوم بدر قتل من قريش سبعون و أسر منهم سبعون و كان الحكم في األسارى القتل، فقامت األنصار إلى رسول اهللا هؤالء إن اهللا قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من بهم لنا و ال تقتلهم حتى نفاديهم، فنزل جبرئيل ع فقالص فقالوا يا رسول اهللا ه

بهذا الشرط، ) ص(و يطلقوهم، على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر من يأخذوا منه الفداء من هؤالء، فأخبرهم رسول اهللا نتقوى به و يقتل منا في عام قابل بعدد ما نأخذ منهم الفداء و ندخل الجنة، فقالوا قد رضينا به نأخذ العام الفداء من هؤالء

فقالوا يا رسول اهللا فأخذوا منهم الفداء و أطلقوهم، فلما كان في هذا اليوم و هو يوم أحد قتل من أصحاب رسول اهللا سبعون، بتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أ و لما أصا« الذي أصابنا و قد كنت تعدنا بالنصر فأنزل اهللا ما هذا بما اشترطتم يوم بدر و أما قوله و ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة فإن هذه نزلت في حرب » أنفسكم

ات التي في األنفال في أخبار بدر، و قد كتبت في هذه السورة مع أخبار أحد، و كان سبب نزولها أنه كان بدر، و هي مع اآليفي الغنيمة التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت فقال رجل من أصحاب رسول اهللا ص ما لنا ال نرى القطيفة ما أظن إال

فجاء رجل إلى رسول اهللا فقال إن فالنا غل قطيفة . إلخ... ن لنبي أن يغلرسول اهللا أخذها، فأنزل اهللا في ذلك، و ما كا أنو أما قوله و ال تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله . بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفةفأخبأها هنالك، فأمر رسول اهللا ص

قون فرحين بما آتاهم الله من فضله فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي عبيدة أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزالحذاء عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال هم و اهللا شيعتنا إذا دخلوا الجنة و استقبلوا الكرامة من اهللا استبشروا بمن لم يلحق

لا خوف عليهم و ال هم يحزنون و هو رد على من يبطل الثواب و العقاب بعد الموت بهم من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا أو أما قوله و ال يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم قال من بخل و لم ينفق ماله في

و أما قوله لقد سمع الله قول صار ذلك يوم القيامة طوقا من نار في عنقه و هو قوله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة طاعة اهللا رأوا أولياء اهللا فقراء فقالوا لو كان اهللا قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء قال و اهللا ما رأوا اهللا تعالى فيعلموا أنه فقير و لكنهمالذين

غنيا ألغنى أولياءه و أما قوله الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار فإن قوما من اليهود قالوا بني إسرائيل طست كانوا يقربون القربان فيضعونه في تأكله النار و كان عند تى تأتينا بقربان لرسول اهللا ص لن نؤمن لك ح

الطست فتجيء نار فتقع فيه فتحرقه، فقالوا لرسول اهللا ص لن نؤمن لك حتى تأتينا بقربان تأكله النار كما كان لبني إسرائيل نات و بالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين و في رواية أبي فقال اهللا قل لهم يا محمد قد جاءكم رسل من قبلي بالبي

رسل من قبلك جاؤ بالبينات هي اآليات و الزبر و هي كتب ن أبي جعفر ع في قوله فإن كذبوك فقد كذب الجارود علمنير الحالل و الحرام قال علي بن إبراهيم و أما قوله كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم األنبياء بالنبوة و الكتاب ا

تاع الغرور حدثني أبي عن يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز أي نجا من النار و ما الحياة الدنيا إلا مسليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال إذا كان يوم القيامة يدعى محمد ص فيكسى حلة وردية ثم يقام على يمين العرش ثم يدعى بإبراهيم ع فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين ع فيكسى حلة

على يمين النبي ص ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام على يسار إبراهيم، ثم يدعى بالحسن ع فيكسى وردية فيقام حلة وردية فيقام على يمين أمير المؤمنين ع ثم يدعى بالحسين ع فيكسى حلة وردية فيقام على يمين الحسن ع ثم يدعى

به، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ثم يدعى بفاطمة و نسائها باألئمة فيكسون حلال وردية و يقام كل واحد على يمين صاحاألعلى نعم األب من ذريتها و شيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة و األفق

Page 55: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و هما الحسن و الحسين األخ أخوك و هو علي بن أبي طالب ع و نعم السبطان سبطاكأبوك يا محمد و هو إبراهيم و نعم و نعم الجنين جنينك و هو محسن و نعم األئمة الراشدون من ذريتك و هم فالن و فالن، و نعم الشيعة شيعتك أال إن محمدا

جنة فقد فمن زحزح عن النار و أدخل ال« و وصيه و سبطيه و األئمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمر بهم إلى الجنة و ذلك قوله في قوله و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و ال تكتمونه و ) ع(و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر » فاز

ه فنبذوه وراء ظهورهم يقول نبذوا ذلك أن اهللا أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد لتبيننه للناس إذا خرج و ال يكتمونعهد اهللا وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون قال علي بن إبراهيم في قوله ال تحسبن الذين يفرحون بما أتوا و

ت في المنافقين الذين يحبون أن يحمدوا على غير فعل، و في رواية أبي الجارود عن أبي أن يحمدوا بما لم يفعلوا نزل يحبونقوله الذين قوله فال تحسبنهم بمفازة من العذاب يقول ببعيد من العذاب و لهم عذاب أليم قال علي بن إبراهيم في ) ع(جعفر

جنوبهم يعني الصحيح يصلي قائما و المريض يصلي جالسا و على جنوبهم يعني مضطجعا ودا و على يذكرون الله قياما و قعيومئ إيماء إلى قوله ما للظالمين من أنصار فهو محكم ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان يعني رسول اهللا ينادي إلى اإليمان

إنك ال تخلف الميعاد ثم ذكر أمير المؤمنين ع و أصحابه المؤمنين فقال فالذين هاجروا و أخرجوا من ديارهم يعني إلى قولهم و لأدخلنهم جنات تجري أمير المؤمنين و سلمان و أبا ذر حين أخرج و أوذوا في سبيلي و قاتلوا و قتلوا لأكفرن عنهم سيئاته

من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله و الله عنده حسن الثواب ثم قال لنبيه ال يغرنك تقلب الذين كفروا في البالد متاع قليل ثم قوله و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم و ما أنزل إليهم خاشعين لله فهم مهاد و أما هم جهنم و بئس المأوا

ا فإنه حدثني أبي قوم من اليهود و النصارى دخلوا في اإلسالم، منهم النجاشي و أصحابه، و أما قوله اصبروا و صابروا و رابطو

عن ابن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال اصبروا على المصائب و صابروا على الفرائض و ] ابن أبي عمير [ عن أبي بصير

بن خالد عن الرضا ع قال إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين ] الحسين [ رابطوا على األئمة ع و حدثني أبي عن الحسن الصابرون قال على الناس، قلت جعلت فداك و ما الناس ثم ينادي أين المتصبرون، فيقوم فئام منالصابرون فيقوم فئام من

أداء الفرائض و المتصبرون على اجتناب المحارم

١٧٦ سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية -٤

كم الذي خلقكم من نفس واحدة يعني آدم ع و خلق منها زوجها يعني حواء بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربتسائلون به و الأرحام قال يساءلون يوم القيامة عن ن أسفل أضالعه و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي برأها اهللا م اتقيتم، و عن األرحام هل وصلتموها، و قوله إن الله كان عليكم رقيبا أي كفيال، و في رواية أبي الجارود الرقيب التقوى هل

هم إلى أموالكم وا أموالالحفيظ، قال علي بن إبراهيم في قوله و آتوا اليتامى أموالهم و ال تتبدلوا الخبيث بالطيب و ال تأكلو ال » و من كان فقيرا فليأكل بالمعروف« يعني ال تأكلوا مال اليتيم ظلما فتسرفوا و تتبدلوا الخبيث بالطيب و الطيب ما قال اهللا

و أما قوله و إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى . ثما عظيماتأكلوا أموالهم إلى أموالكم يعني مال اليتيم إنه كان حوبا كبيرا أي إو يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن و « مع قوله تعالى ثالث و رباع قال نزلت فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و

ي الكتاب في يتامى النساء اللاتي ال تؤتونهن ما كتب لهن و ترغبون أن تنكحوهن فانكحوا ما طاب لكم من ما يتلى عليكم فكانوا ال النساء مثنى و ثالث و رباع فنصف اآلية في أول السورة و نصفها على رأسه المائة و عشرين آية، و ذلك أنهم

Page 56: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يستحلون أن يتزوجوا يتيمة قد ربوها فسألوا الرسول ص عن ذلك فأنزل اهللا تعالى يستفتونك في النساء إلى قوله مثنى و أي ال تتزوجوا ما ال تقدرون أن ثالث و رباع قوله فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا

ما يهبه لها من مهرها إن ه نفسا فكلوه هنيئا مريئا يعنيتعولوا و آتوا النساء صدقاتهن نحلة أي هبة فإن طبن لكم عن شيء منقوله و ال تؤتوا السفهاء أموالكم فالسفهاء النساء و ردته عليه فهو هنيء مريء، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في

الولد، إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة و ولده سفيه مفسد ال ينبغي له أن يسلط واحدا منهما على ماله الذي جعله اهللا له م قولا معروفا المعروف العدة قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن فيها و اكسوهم و قولوا له ارزقوهم قياما يقول معاشا قال و

ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال قال رسول اهللا ص شارب الخمر ال تصدقوه إذا حدث و ال تزوجوه إذا ى أمانة فأهلكها فليس على اهللا أن خطب و ال تعودوه إذا مرض و ال تحضروه إذا مات و ال تأتمنوه على أمانة فمن ائتمنه عل

السفهاء أموالكم و أي سفيه أسفه من شارب الخمر و أما قوله و يها، ألن اهللا يقول و ال تؤتوا يخلف عليه و ال أن يأجره عل إليهم أموالهم و ال تأكلوها إسرافا و بدارا أن يكبروا قال من ابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا

كان في يده مال اليتامى فال يجوز له أن يعطيه حتى يبلغ النكاح، فإذا احتلم وجب عليه الحدود و إقامة الفرائض، و ال يكون إليه المال و أشهد عليه و إن كانوا ال يعلمون أنه قد بلغ فإنه يمتحن مضيعا و ال شارب خمر و ال زانيا، فإذا أنس منه الرشد دفع

بريح إبطه أو نبت عانته، فإذا كان ذلك فقد بلغ فيدفع إليه ماله إذا كان رشيدا، و ال يجوز أن يحبس عليه ماله و يعلل أنه لم إن من كان في يده مال يتيم و هو غني فال يحل له أن يأكل من مالف» و ال تأكلوها إسرافا و بدارا أن يكبروا« يكبر و قوله

من كان فقيرا قد حبس نفسه على ماله فله أن يأكل بالمعروف، و معنى قوله للرجال نصيب مما ترك الوالدان و اليتيم و يوصيكم الله في « ربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا فهي منسوخة بقوله الأقربون و للنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأق

« نسوخ بقوله القربى و اليتامى و المساكين فارزقوهم منه و قولوا لهم قولا معروفا م و قوله و إذا حضر القسمة أولوا» أوالدكمو أما قوله و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله و ليقولوا قولا » يوصيكم الله في أوالدكم

تبارك و تعالى يقول إذا ظلم إن اهللا مثل ما فعلتم باليتامى و سديدا فإن اهللا عز و جل يقول ال تظلموا اليتامى فيصيب أوالدكم الرجل اليتيم و كان مستحال لم يحفظ ولده و وكلهم إلى أبيهم، و إن كان صالحا حفظ ولده في صالح أبيهم، و الدليل على

ينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا إلى و أما الجدار فكان لغالمين يتيمين في المد« ذلك قوله تبارك و تعالى ولده بصالحه، و يكل الولد إلى أبيه فإن كان صالحا حفظ ألن اهللا ال يظلم اليتامى لفساد أبيهم و لكن » قوله رحمة من ربك

نما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا اآلية فإنه حدثني أبي عن ابن أبي أما قوله إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إعمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اهللا ع قال قال رسول اهللا ص لما أسري بي إلى السماء رأيت قوما تقذف في أجوافهم

و قوله يوصيكم الله في قال هؤالء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما فالنار و تخرج من أدبارهم، فقلت من هؤالء يا جبرئيلأوالدكم للذكر مثل حظ الأنثيين قال إذا مات الرجل و ترك بنين و بنات فللذكر مثل حظ األنثيين و قوله فإن كن نساء فوق

يعني إذا مات الرجل و ترك أبوين و ابنتين فلألبوين السدسان و لالبنتين الثلثان، فإن كانت البنت اثنتين فلهن ثلثا ما ترك بقي سهم يقسم على خمسة أسهم فما أصاب ثالث أسهم فللبنت و السدس، و واحدة فلها النصف و ألبويه لكل واحد منهما

د و ورثه أبواه فلأمه الثلث يعني إذا ترك أبوين فلألم الثلث و لألب الثلثان ما أصاب اثنين فلألبوين، و قوله فإن لم يكن له ول من بعد وصية يوصي بها أو دين أي ال تكون الوصية على المضارة يعني بولده ثم قال للرجال و لكم نصف ما ترك

Page 57: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

النصف إذا لم يكن لها ولد فإن كان لها ولد فلزوجها الربع و للمرأة إذا مات زوجها و لم أزواجكم فإذا ماتت المرأة فلزوجها حكم الكاللة و قوله و إن كان رجل يورث كاللة أو امرأة و له أخ أو . يكن له ولد فلها الربع و إن كان له ولد فلها الثمن

لسدس فهذه كاللة األم و هي اإلخوة و األخوات من األم فإن كانوا أكثر من ذلك فهم يأخذون أخت فلكل واحد منهما االثلث، فيقتسمون فيما بينهم بالسوية الذكر و األنثى فيه سواء، فإن كان للميت إخوة و أخوات من قبل األب و األم أو من قبل

و األخوات من قبل األب هم في عيال األب و يلزمه مئونتهم األب وحده فألمه السدس و لألب خمسة أسداس، فإن اإلخوة ليهن أربعة منكم فإن شهدوا فهم يحجبون األم عن الثلث و ال يرثون و قوله و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا ع

الموت أو يجعل الله لهن سبيلا فإنه في الجاهلية كان إذا زنى الرجل المرأة كانت تحبس اهن فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفله و قوله إنما التوبة على ال» الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة« في بيت إلى أن تموت ثم نسخ ذلك بقوله

للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم و كان الله عليما حكيما فإنه محكم قوله ليست آن فإنه حدثني أبي عن ابن فضال عن علي بن قال إني تبت الالتوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت

وا ال عقبة عن أبي عبد اهللا ع قال نزل في القرآن أن زعلون تاب حيث لم تنفعه التوبة و لم تقبل منه و قوله يا أيها الذين آمنن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن قال ال يحل للرجل إذا نكح امرأة و لم يردها و تعضلوهيحل لكم أن ترثوا النساء كرها و ال

عليها و يعضلها أي يحبسها و يقول لها حتى تؤدي ما أخذت مني فنهى اهللا عن ] يجر [ كرهها أن ال يطلقها إذا لم يجبر ناه في الخلع فإن قالت له ما تقول المختلعة يجوز له أن يأخذ منها ما أعطاها و ما بفاحشة مبينة و هو ما وصف ذلك إلا أن يأتين

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله يا أيها الذين آمنوا ال يحل لكم أن ترثوا النساء كرها فإنه كان في . فضللعرب إذا مات حميم الرجل و له امرأة ألقى الرجل ثوبه عليها فورث نكاحها بصداق الجاهلية في أول ما أسلموا من قبائل ا

ألقى ] أبو قبيس بن األسلت [ أصدقها فكان يرث نكاحها كما يرث ماله، فلما مات أبو قيس بن األسلب يمه الذي كان حم

فورث نكاحها ثم تركها ال يدخل بها و بنت معمر بن معبد ] كبيشة [ محصن بن أبي قيس ثوبه على امرأة أبيه و هي كبيثة فقالت يا رسول اهللا مات أبو قيس بن األسلب فورث ابنه محصن نكاحي فال يدخل علي و اهللا ص ال ينفق عليها فأتت رسول

ال ينفق علي و ال يخلي سبيلي فألحق بأهلي، فقال رسول اهللا ص ارجعي إلى بيتك فإن يحدث اهللا في شأنك شيئا أعلمتك ساء زل و ال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة و مقتا و ساء سبيلا فلحقت بأهلها و كانت نبه، فن

منوا ال يحل لكم أن يا أيها الذين آ« أنه ورثهن عن األبناء فأنزل اهللا في المدينة قد ورث نكاحهن كما ورث نكاح كبيثة غير و قوله و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا يعني » ترثوا النساء كرها

فيرزقها اهللا الود و الولد ففي ذلك قد يخلي سبيلها فيتزوجها غيرهالرجل يكره أهله فإما أن يمسكها فيعطفه اهللا عليها و إما أن جعل اهللا خيرا كثيرا قال و إن أردتم استبدال زوج مكان زوج و آتيتم إحداهن قنطارا فال تأخذوا منه شيئا أ تأخذونه بهتانا و

إذا كان الرجل هو الكاره للمرأة، فنهى اهللا أن يسيء إليها حتى تفتدي منه يقول اهللا و كيف تأخذونه و قد إثما مبينا و ذلك المباشرة يقول اهللا و أخذن منكم ميثاقا غليظا و الميثاق الغليظ الذي اشترطه اهللا للنساء على بعضكم إلى بعض و اإلفضاء أفضى

و ال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد « قال علي بن إبراهيم في قوله . رجال فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسانالد فإن العرب كانوا ينكحون نساء آبائهم فكان إذا كان للرجل أوالد كثيرة و له أهل و لم تكن أمهم ادعى كل واح» سلف

Page 58: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فيها فحرم اهللا مناكحتهم و له أهل ثم قال حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم و عماتكم و خاالتكم و بنات الأخ و هات نسائكم اآلية فإن هذه المحرمات هي محرمة و ما بنات الأخت و أمهاتكم اللاتي أرضعنكم و أخواتكم من الرضاعة و أم

محرمة بنفسها و و بنتها حالل فالعمة و الخالة هي فوقها إلى أقصاها و كذلك البنت و األخت، و أما التي هي محرمة بنفسها طلقها و أما قوله و ربائبكم بنتها حالل و أمهات النساء أمها محرمة و بنتها حالل إذا ماتت ابنتها األولى التي هي امرأته أو

اللاتي في حجوركم من نسائكم فالخوارج زعمت أن الرجل إذا كانت ألهله بنت و لم يربها و لم تكن في حجره حلت له ن أصالبكم يعني امرأة الولد، و قوله و نائكم الذين مقال الصادق ع ال تحل له و حالئل أب» اللاتي في حجوركم... و« لقول اهللا

المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم يعني أمة الرجل إذا كان قد زوجها من عبده ثم أراد نكاحها فرق بينهما و استبرأ عليكم يعني حجة اهللا عليكم فيما يقول و رحمها بحيضة أو حيضتين فإذا استبرأ رحمها حل له أن ينكحها و قوله كتاب الله

مسافحة قوله فمن استمتعتم بمحصنة غير زانيةنين غير مسافحين يعني يتزوج أحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصقال الصادق ع فهذه اآلية دليل » أجورهن فريضةآتوهن فمن استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ف«به منهن قال الصادق ع

ن فتياتكم المؤمنات على المتعة و قوله و من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم مابهن و الله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن و لم يستطع أن ينكح الحرة فاإلماء بإذن أصحقال و من

آتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات قال غير خديعة و ال فسق و ال فجور و قوله و ال متخذات أخدان أي ال من العذاب يعني به العبيد و اإلماء إذا نصف ما على المحصنات فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهنيتخذها صديقة و قوله

زنيا ضربا نصف الحد، فمن عاد فمثل ذلك حتى يفعلوا ذلك ثماني مرات ففي الثامنة يقتلون، قال الصادق ع و إنما صار ن اهللا رحمه أن يجمع عليه ربق الرق و حد الحر و قوله يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل يقتل في الثامنة أللرجل إذا خرج مع البيع الحالل و ال تقتلوا أنفسكم قال كان ا تكون تجارة عن تراض منكم يعني الشراء و يعني الربا إلا أن

رسول اهللا ص في الغزو يحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول اهللا ص فنهى اهللا أن يقتل نفسه من غير أمر رسول اهللا الربا، ص و قوله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه قال هي سبعة الكفر و قتل النفس، و عقوق الوالدين، و أكل مال اليتيم و أكل

و الفرار من الزحف، و التعرب بعد الهجرة، و كلما وعد اهللا في القرآن عليه النار فهو من الكبائر، ثم قال نكفر عنكم سيئاتكم وز للرجل أن يتمنى امرأة رجل مسلم و ندخلكم مدخلا كريما و قوله و ال تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض قال ال يج

قوله و لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان و الأقربون و الذين .أو ماله و لكن يسأل اهللا من فضله إن الله كان بكل شيء عليما على الرحم و كانوا يورثون الحليف و الموالي الذين أعتقوهم عقدت أيمانكم و كان المواريث في الجاهلية على اإلخوة ال

و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله نسخت هذه، و قوله الرجال قوامون على النساء بما « ثم نزل بعد ذلك الرجال أن ينفقوا على النساء ثم مدح اهللا النساء فقال من أموالهم يعني فرض اهللا على و بما أنفقوافضل الله بعضهم على بعض

فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله يعني تحفظ نفسها إذا غاب زوجها عنها، و في رواية أبي الجارود عن أبي اضربوهن، و قوله و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع ويقول مطيعات » قانتات« جعفر ع في قوله

إن نشزت المرأة عن فراش زوجها قال زوجها اتقي اهللا و ارجعي إلى فراشك فهذه فإن أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيلا و ذلك ته فسبيل ذلك و إال سبها و هو الهجر فإن رجعت إلى فراشها فذلك و إال ضربها ضربا غير مبرح فإن الموعظة، فإن أطاع

يقول ال تكلفوهن الحب فإنما جعل الموعظة و السب و » فإن أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيلا« أطاعته و ضاجعته يقول اهللا

Page 59: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ان عليا كبيرا و قوله و إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها فبما الضرب لهن في المضجع إن الله ك على حكم به الحكمان فهو جائز يقول اهللا إن يريدا إصالحا يوفق الله بينهما يعني الحكمين فإذا كانا عدلين دخل حكم المرأة

و اشزة قالت أعطوه من مالي ما شاء المرأة فيقول أخبريني ما في نفسك فإني ال أحب أن أقطع شيئا دونك، فإن كانت هي النفرق بيني و بينه، و إن لم تكن ناشزة قالت أنشدك اهللا أن ال تفرق بيني و بينه، و لكن استزد لي في النفقة فإنه مسيء و يخلو

ل فيقول حدثني بما في نفسك فإني ال أحب أن أقطع شيئا دونك، فإن كان هو الناشز قال خذ حكم الرجل يجيء إلى الرج ناشزا قال أنشدك اهللا أن ال تفرق بيني و بينها فإنها و إن لم يكن لي منها ما استطعت و فرق بيني و بينها فال حاجة لي فيها،

قد علم كل واحد منهما ما أفضى به إليه صاحبه فأخذ كل الناس إلي فأرضها من مالي بما شئت، ثم يلتقي الحكمان وأحب واحد منهما على صاحبه عهد اهللا و ميثاقه لتصدقني و ألصدقنك، و ذلك حين يريد اهللا أن يوفق بينهما فإذا فعال و حدث كل

العاصية لزوجك الناشزةواحد منهما صاحبه بما أفضى إليه عرفا من الناشز فإن كانت المرأة هي الناشزة قاال أنت عدوة اهللا هو أحق أن يبغضك أبدا حتى ترجعي إلى أمر اهللا، و إن كان الرجل هو الناشز قاال له ليس لك عليه نفقة و ال كرامة لك و

فعليك نفقتها و ال تدخل لها بيتا و ال ترى لها وجها ] المرأتك [ أنت عدو اهللا و أنت العاصي ألمر اهللا المبغض ألمر اهللا قال و أتى علي بن أبي طالب ع رجل و امرأته على هذه الحال فبعث حكما من أهله و . ترجع إلى أمر اهللا و كتابهأبدا حتى

حكما من أهلها و قال للحكمين هل تدريان ما تحكمان إن شئتما فرقتما و إن شئتما جمعتما، فقال الزوج ال أرضى بحكم يدخل عليها، و إن مات على ذلك الحال الزوج ورثته، و إن ماتت لم يرثها فرقة و ال أطلقها، فأوجب عليه نفقتها و منعه أن

يكن لها إذا رضيت منه بحكم الحكمين و كره الزوج، فإن رضي الزوج و كرهت المرأة أنزلت بهذه المنزلة، إن كرهت لماهيم في قوله و اعبدوا الله و ال قال علي بن إبر. ماتت ورثها حتى ترجع إلى حكم الحكمينعليه نفقة و إن مات لم ترثه و إن

تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب يعني األهل و ما ملكت أيمانكم أبناء الطريق الذين يستعينون بك في طريقهم ويعني صاحبك في السفر و ابن السبيل يعني

نا الخادم إن الله ال يحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله و أعتدو ال اس و ال يؤمنون بالله ذكر المنافقين فقال و الذين ينفقون أموالهم رئاء الن للكافرين عذابا مهينا فسمى اهللا البخيل كافرا ثم

آخر و أنفقوا مما رزقهم الله ا ذا عليهم لو آمنوا بالله و اليوم الآخر و من يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ثم قال و م باليوم ال به و اعبدوا الله و ال تشركوا« و كان الله بهم عليما قال أنفقوا في طاعة اهللا و قوله إن الله ال يظلم مثقال ذرة معطوفة على قوله

أمة بشهيد يعني األئمة صلوات اهللا عليهم أجمعين و جئنا بك يا محمد على هؤالء شهيدا و قوله فكيف إذا جئنا من كل »شيئاروا و عصوا الرسول لو يعني على األئمة، فرسول اهللا ص شهيد على األئمة و هم شهداء على الناس و قوله يومئذ يود الذين كف

تسوى بهم الأرض و ال يكتمون الله حديثا قال يتمنى الذين غصبوا أمير المؤمنين ع أن تكون األرض ابتلعتهم في اليوم الذي آمنوا ال تقربوا الصالة و أنتم سكارى اجتمعوا فيه على غصبه و أن لم يكتموا ما قاله رسول اهللا ص فيه و قوله يا أيها الذين

حتى تعلموا ما تقولون قال من النوم و ال جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا فإنه سئل الصادق ع عن الحائض و الجنب و ال جنبا إلا عابري سبيل « إن اهللا تعالى يقول يدخالن المسجد أم ال فقال الحائض و الجنب ال يدخالن المسجد إال مجتازين ف

و يضعان فيه الشيء و ال يأخذان منه فقلت ما بالهما يضعان فيه و ال يأخذان منه فقال ألنهما يقدران على وضع » حتى تغتسلوا

Page 60: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

وء من الجنابة بالماء ثم رخص لمن الشيء فيه من غير دخول و ال يقدران على أخذ ما فيه حتى يدخال فأوجب الغسل و الوضالغائط أو هروا و إن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من لم يجد الماء التيمم بالتراب فقال و إن كنتم جنبا فاط

يبا فامسحوا بوجوهكم و أيديكم إن الله كان عفوا غفورا و قوله أ لم تر إلى المستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طالناس الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضاللة يعني ضلوا في أمير المؤمنين و يريدون أن تضلوا السبيل يعني أخرجوا

قوله و الله أعلم بأعدائكم و كفى بالله وليا، و كفى بالله نصيرا، من الذين . الصراط المستقيم من والية أمير المؤمنين، و هور مسمع قال نزلت في اليهود، و قوله إن الله ال يغفر أن هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع غي

ذلك لمن يشاء فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اهللا ع قال قلت له دخلت غفر ما دون يشرك به و يين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء قال هم الذين سموا أنفسهم الكبائر في االستثناء قال نعم و قوله أ لم تر إلى الذ

انظر كيف يفترون ال بالصديق و الفاروق و ذي النورين، و قوله و ال يظلمون فتيلا قال القشرة التي على النواة، ثم كنى عنهم فقين غاصبوا آل محمد حقهم، قوله أ لم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و على الله الكذب و هم الذ

ا الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤالء أهدى من الذين آمنوا سبيلا قال نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب، فقالوو حسدوا فيه أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد حقهم ديننا أفضل أم دين محمد قالوا بل دينكم أفضل، و قد روي

ك فإذا ال يؤتون منزلتهم، فقال اهللا تعالى أولئك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا، أم لهم نصيب من الملالناس نقيرا يعني النقطة في ظهر النواة، ثم قال أم يحسدون الناس يعني بالناس هاهنا أمير المؤمنين و األئمة ع على ما آتاهم

كا عظيما و هي الخالفة بعد النبوة، و هم األئمة ع، حدثنا و آتيناهم ملآل إبراهيم الكتاب و الحكمة الله من فضله فقد آتينا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد اهللا عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر األحول عن حنان عن أبي عبد اهللا ع قال قلت

و القضاء قلت و آتيناهم ملكا عظيما قال الطاعة قال النبوة، قلت و الحكمة قال الفهم » فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب« قوله هم سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار رضي المفروضة قال علي بن إبراهيم في قوله فمنهم من آمن به يعني أمير المؤمنين ع

قال فيهم نزلت و كفى بجهنم سعيرا ثم ذكر عز اهللا عنهم و منهم من صد عنه و هم غاصبو آل محمد ص حقهم، و من تبعهمنصليهم نارا قال اآليات أمير آياتنا سوف وا بو جل ما قد أعده لهؤالء الذين قد تقدم ذكرهم و غصبهم فقال إن الذين كفر

جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما فقيل ألبي المؤمنين و األئمة ع، و قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهمعبد اهللا ع كيف تبدل جلود غيرها قال أ رأيت لو أخذت لبنة فكسرتها و صيرتها ترابا ثم ضربتها في القالب أ هي التي كانت،

منين المقرين بوالية آل محمد ع بقوله و الذين آمنوا و ثم ذكر المؤ. إنما هي ذلك و حدث تفسيرا آخر و األصل واحدعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة و ندخلهم ظلا ظليلا ثم

انة إلى الذي أمره الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال فرض اهللا على اإلمام أن يؤدي األمخاطب األئمة ع، فقال إنيحكم بين الناس بالعدل فقال و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ثم فرض على اهللا من بعده ثم فرض على اإلمام أن

طاعتهم فقال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم يعني أمير المؤمنين ع حدثني أبي عن الناس و » ممنكول و إلى أولي األمر فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى اهللا و إلى الرس«حماد عن حريز عن أبي عبد اهللا ع قال نزلت

قوله أ لم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا يهود في حديقة فقال الزبير ترضى بابن شيبة اليهودي فقال أن يكفروا به فإنها نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجال من ال

Page 61: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إلخ و قوله و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و ... أنهم آمنوا أ لم تر إلى الذين يزعمون«اليهودي ترضى بمحمد فأنزل اهللا يصدون عنك صدودا و هم أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه اآلية و أما قوله فكيف إذا إلى الرسول رأيت المنافقين

لقيامة أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا فهذا مما تأويله بعد تنزيله في اإذا بعثهم اهللا حلفوا لرسول اهللا إنما أردنا بما فعلنا من إزالة الخالفة عن موضعها إال إحسانا و توفيقا، و الدليل على أن ذلك في القيامة ما حدثني به أبي عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي عبد اهللا ع و عن أبي جعفر ع قاال المصيبة هي الخسف و اهللا

يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا و ف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤك د الحوض قول اهللا فكيبالمنافقين عنفأعرض عنهم و عظهم و قل لهم في توفيقا ثم قال اهللا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم يعني من العداوة لعلي في الدنيا

سول إلا ليطاع بإذن الله أي أنفسهم قولا بليغا أي أبلغهم في الحجة عليهم و آخر أمرهم إلى يوم القيامة و قوله و ما أرسلنا من رفسهم جاؤك فاستغفروا الله فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قوله و لو أنهم إذ ظلموا أنبأمر اهللا و

و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك يا علي فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا« قال ) ع(عن أبي جعفر هكذا نزلت ثم قال فال و ربك ال يؤمنون حتى يحكموك يا علي فيما شجر بينهم يعني فيما تعاهدوا و تعاقدوا عليه » رحيما

و يسلموا من خالفك بينهم و غصبك ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم يا محمد على لسانك من واليته حكم و أما قوله و من ثم قال و لو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم إلى قوله و لهديناهم صراطا مستقيما فإنه م) ع(تسليما لعلي

هم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا قال مع الذين أنعم الله علييطع الله و الرسول فأولئك القائم من . و الحسين ع، و الصالحين األئمة، و حسن أولئك رفيقا النبيين رسول اهللا ص و الصديقين علي ع و الشهداء الحسن

حمد ع، و قوله يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا و إن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم آل مو اهللا لو قال هذه الكلمة أهل الشرق و الغرب لكانوا بها ) ع(مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا قال الصادق

آخرة خارجين من اإليمان و لكن اهللا قد سماهم مؤمنين بإقرارهم و قوله فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا باليل الله و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان بمكة معذبين فقاتلوا حتى أي يشترون و قوله و ما لكم ال تقاتلون في سب

ا الذين ريتخلصوا و هم يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصييعني المؤمنين من أصحاب النبي يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت و هم مشركو قريش آمنوا

الصالة و آتوا الزكاة فإنها نزلت بمكة قبل يقاتلون على األصنام و قوله أ لم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم و أقيمواأ لم تر إلى « هذا، فجزع أصحابه من هذا فأنزل اهللا الهجرة فلما هاجر رسول اهللا ص إلى المدينة و كتب عليهم القتال نسخ

أيديكم و كفوا« لهم في محاربتهم فأنزل اهللا ألنهم سألوا رسول اهللا ص بمكة أن يأذن» بمكة كفوا أيديكمالذين قيل لهم فلما كتب عليهم القتال بالمدينة قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو ال أخرتنا إلى أجل قريب فقال » أقيموا الصالة و آتوا الزكاة

آخرة خير لمن اتقى و ال تظلمون فتيلا الفتيل القشر الذي في النواة ثم قال أينما قليل و الاهللا قل لهم يا محمد متاع الدنيا تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة يعني الظلمات الثالث التي ذكرها و هي المشيمة و الرحم و البطن و قوله

إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله يعني الحسنات و وئة فمن نفسك و قد اشتبه هذا على عدة من السيئات ثم قال في آخر اآلية ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سي

العلماء فقالوا يقول اهللا و إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند اهللا و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند اهللا

Page 62: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

من سيئة فمن نفسك، فكيف هذا و ما أصابكحسنة فمن الله و ما ما أصابك من « الحسنة و السيئة، ثم قال في آخر اآلية معنى القولين فالجواب في ذلك أن معنى القولين جميعا عن الصادقين ع أنهم قالوا الحسنات في كتاب اهللا على وجهين و

و إن « حسنات السيئات على وجهين فمن الحسنات التي ذكرها اهللا، الصحة و السالمة و األمن و السعة و الرزق و قد سماها اهللاأي يتشاءموا به و الوجه الثاني » من معهيطيروا بموسى و « و الشدة يعني بالسيئة هاهنا المرض و الخوف و الجوع» تصبهم سيئة

ه كثير و كذلك السيئات على وجهين و مثل» من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها« من الحسنات يعني به أفعال العباد و هو قوله و عقوبات » و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى و من معه« فمن السيئات الخوف و الجوع و الشدة و هو ما ذكرناه في قوله

و من جاء « عليها فهو قوله يعاقبونت و الوجه الثاني من السيئات يعني بها أفعال العباد التي الذنوب فقد سماها اهللا السيئايعني ما عملت » ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك« و قوله » بالسيئة فكبت وجوههم في النار

لقاتل يقتل فقد يقطع و الزاني يجلد و يرجم و امن ذنوب فعوقبت عليها في الدنيا و اآلخرة فمن نفسك بأفعالك ألن السارق اهللا تعالى العلل و الخوف و الشدة و عقوبات الذنوب كلها سيئات فقال ما أصابك من سيئة فمن نفسك بأعمالك و سمى

ذنوب من عند اهللا و قوله عز و جل قوله قل كل من عند الله يعني الصحة و العافية و السعة و السيئات التي هي عقوبات اليحكي قول المنافقين فقال و يقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول و الله يكتب ما يبيتون أي

الله وكيلا و قوله و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به أي أخبروا يبدلون فأعرض عنهم و توكل على الله و كفى بن منهم و به و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم يعني أمير المؤمنين ع لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي الذين يعلمو

قوله و لو ال فضل الله عليكم و رحمته قال الفضل رسول اهللا ص و الرحمة أمير المؤمنين ع لاتبعتم الشيطان إلا قليلا و قوله من كن له كفل منها قال يكون كفيل ذلك الظلم الذي يظلم يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها و من يشفع شفاعة سيئة ي

صاحب الشفاعة و قوله و كان الله على كل شيء مقيتا أي مقتدرا و قوله و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله و قوله الله ال إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة ال ريب فيه . ردوها قال السالم و غيره من البركان على كل شيء حسيبا أو

منهم أولياء حتى إلى قوله فلن تجد له سبيلا فإنه محكم، و قوله ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فال تتخذوا يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم و اقتلوهم حيث وجدتموهم و ال تتخذوا منهم وليا و ال نصيرا فإنها نزلت في أشجع

مر قريبا من بالدهم و ] بدر [ ص إلى غزاة الحديبية و بني ضمرة و هما قبيلتان و كان من خبرهما أنه لما خرج رسول اهللايا رسول اهللا هذه بنو ضمرة ) ص(فقال أصحاب رسول اهللا . هادن بني ضمرة و وادعهم قبل ذلك) ص(قد كان رسول اهللا

نهم أبر العرب كال إ) ص(قريبا منا و نخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشا فلو بدأنا بهم فقال رسول اهللا بالوالدين، و أوصلهم للرحم، و أوفاهم بالعهد، و كان أشجع بالدهم قريبا من بالد بني ضمرة و هم بطن من كنانة و كانت أشجع بينهم و بين بني ضمرة حلف في المراعات و األمان، فأجدبت بالد أشجع و أخصبت بالد بني ضمرة فصارت أشجع

مسيرهم إلى بني ضمرة تهيأ للمصير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة التي كانت بينه ) ص(ل اهللا إلى بالد بني ضمرة فلما بلغ رسوإلخ ثم استثنى بأشجع فقال إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم و بينهم ... و بين بني ضمرة فأنزل اهللا ودوا لو تكفرون كما كفروا

الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم لوا قومهم و لو شاء كم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتميثاق أو جاؤ و كانت أشجع محالها البيضاء و الجبل و المستباح، و قد كانوا يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا

Page 63: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قد خافهم أن ) ص(أن يبعث إليهم من يغزوهم و كان رسول اهللا ) ص(فهابوا لقربهم من رسول اهللا ) ص(قربوا من رسول اهللا ن رجيلة و هم سبعمائة، يصيبوا من أطرافه شيئا فهم بالمسير إليهم فبينما هو على ذلك إذ جاءت أشجع و رئيسها مسعود ب

أسيد بن حصين، فقال له اذهب في ) ص(سنة ست فدعا رسول اهللا ] اآلخر [ فنزلوا شعب سلع و ذلك في شهر ربيع األول فقام إليه نفر من أصحابك حتى تنظر ما أقدم أشجع، فخرج أسيد و معه ثالثة نفر من أصحابه فوقف عليهم، فقال ما أقدمكم

فسلم على أسيد و على أصحابه و قالوا جئنا لنوادع محمدا فرجع أسيد إلى رسول اهللا رئيس أشجع مسعود بن رجيلة و هوخاف القوم أن اغزوهم فأرادوا الصلح بيني و بينهم، ثم بعث إليهم بعشرة أجمال تمر )ص(فأخبره فقال رسول اهللا ) ص(

فقال يا معشر أشجع ما أقدمكم قالوا قربت دارنا منك و ليس فقدمها أمامه، ثم قال نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، ثم أتاهم، ) ص(في قومنا أقل عددا منا فضقنا بحربك لقرب دارنا منك، و ضقنا بحرب قومك لقلتنا فيهم، فجئنا لنوادعك فقبل النبي

يصلون إلى قوم بينكم و بينهم ذلك منهم و وادعهم، فأقاموا يومهم ثم رجعوا إلى بالدهم و فيهم نزلت هذه اآلية إلا الذين يأمنوا قومهم كلما ردوا إلى ميثاق إلى قوله فما جعل الله لكم عليهم سبيلا و قوله ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم و

و وادعه على أن يقيم ببطن ) ص( بن حصين الفزاري أجدبت بالدهم، فجاء إلى رسول اهللا فيها نزلت في عيينةالفتنة أركسوا األحمق المطاع في قومه، ثم قال فإن لم يعتزلوكم ) ص(نخل، و ال يتعرض له و كان منافقا ملعونا و هو الذي سماه رسول اهللا

. يهم فخذوهم و اقتلوهم حيث ثقفتموهم و أولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبيناو يلقوا إليكم السلم و يكفوا أيد

أحكام القتل

ن قتل مؤمنا خطأ و قوله و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ أي ال عمدا و ال خطأ و إال في موضع ال و ليست باستثناء و مرقبة لكم و هو مؤمن فتحرير فتحرير رقبة مؤمنة و دية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا يعني يعفوا ثم قال فإن كان من قوم عدو

مؤمنين و هو نازل في دار الحرب فال دية للمقتول و على القاتل تحرير رقبة مؤمنة و ليست له دية يعني إذا قتل رجل من المؤمنة لقول رسول اهللا ص لمن نزل دار الحرب فقد برئت الذمة ثم قال و إن كان من قوم بينكم و بينهم ميثاق فدية مسلمة إلى

يعني إن كان المؤمن نازال في دار الحرب، و بين أهل الشرك و بين الرسول أو اإلمام عهد و مدة ثم أهله و تحرير رقبة مؤمنة قتل ذلك المؤمن و هو بينهم فعلى القاتل دية مسلمة إلى أهله و تحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة

و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عليما حكيما و قولهمن الله و كان الله يكون له مثله فيقاد به، و عذابا عظيما قال من قتل مؤمنا على دينه لم تقبل توبته، و من قتل نبيا أو وصي نبي فال توبة له ألنه ال

قد يكون الرجل بين المشركين و اليهود و النصارى يقتل رجال من المسلمين على أنه مسلم فإذا دخل في اإلسالم محاه اهللا في و الشرك باهللا فإذا قبلت توبته عنه لقول رسول اهللا ص اإلسالم يجب ما كان قبله أي يمحو، ألن أعظم الذنوب عند اهللا ه

قبلت فيما سواه و أما قول الصادق ع ليست له توبة فإنه عنى من قتل نبيا أو وصيا فليست له توبة فإنه ال يقاد أحد الشركباألنبياء إال األنبياء و باألوصياء إال األوصياء و األنبياء و األوصياء ال تقتل بعضهم بعضا و غير النبي و الوصي ال يكون مثل

لمن ألقى ي سبيل الله فتبينوا و ال تقولوا و قوله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ف. تلهما ال يوفق للتوبةالنبي و الوصي فيقاد به و قابر و بعث أسامة بن زيد إليكم السالم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فإنها نزلت لما رجع رسول اهللا ص من غزوة خي

في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى اإلسالم، و كان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك

Page 64: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

في ناحية الجبل فأقبل يقول أشهد أن ال إله الفدكي في بعض القرى فلما أحس بخيل رسول اهللا ص جمع أهله و ماله و صار ل اهللا ص، فمر بأسامة بن زيد فطعنه فقتله، فلما رجع إلى رسول اهللا ص أخبر بذلك فقال له رسول اهللا أن محمدا رسوإال اهللا و

ص قتلت رجال شهد أن ال إله إال اهللا و أني رسول اهللا فقال يا رسول اهللا إنما قال تعوذا من القتل فقال رسول اهللا ص فال شققت علمت فحلف بعد ذلك أنه ال يقتل أحدا شهد أن ال إله إال اهللا و ما كان في نفسهالغطاء عن قلبه و ال ما قال بلسانه قبلت و ال

و ال تقولوا لمن ألقى إليكم السالم « أن محمدا رسول اهللا ص فتخلف عن أمير المؤمنين ع في حروبه و أنزل اهللا في ذلك اعدين فقال ال يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر يعني ثم ذكر فضل المجاهدين على الق» إلخ... لست مؤمنا

المجاهدون في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم إلى آخر اآلية و قوله إن الذين توفاهم الزمن كما ليس على األعمى حرج ونفسهم قال نزلت فيمن اعتزل أمير المؤمنين ع و لم يقاتل معه فقالت المالئكة لهم عند الموت فيم كنتم قالوا المالئكة ظالمي أ

اهللا كنا مستضعفين في الأرض أي لم نعلم مع من الحق فقال اهللا أ لم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أي دين اهللا و كتابواسع فتنظروا فيه فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا ثم استثنى فقال إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان ال

ونس عن حماد عن ابن طيار عن عن أبي عمران عن ي[ يستطيعون حيلة و ال يهتدون سبيلا حدثني أبي عن يحيى بن يحيى

عن حماد بن الظبيان عن أبي جعفر ع قال سألت عن المستضعف فقال هو الذي ن يونس عن ابن أبي عمير ع] أبي جعفر ع ال يستطيع حيلة الكفر فيكفر و ال يهتدي سبيال إلى اإليمان ال يستطيع أن يؤمن و ال يستطيع أن يكفر فهم الصبيان، و من كان

و النساء على مثل عقول الصبيان من رفع عنه القلم و قوله و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا من الرجالركه الموت فقد وقع أجره مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يد إذا جاهد مع اإلمام و قوله و من يخرج من بيته و سعة أي يجد خيرا

على الله قال إذا خرج إلى اإلمام ثم مات قبل أن يبلغه و قوله و إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من أمير المؤمنين ع ي عبد اهللا ع قال قال أبي عن النوفلي عن السكوني عن أبالصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فإنه حدثني

ستة ال يقصرون الصالة، الجباة الذين يدورون في جبايتهم و التاجر الذي يدور في تجارته من سوق إلى سوق و األمير الذي ب الصيد يريد لهوا للدنيا و المحارب و الراعي الذي يطلب مواقع القطر و منبت الشجر و الرجل يخرج في طل يدور في إمارته

اآلية فإنها نزلت لما خرج رسول اهللا لهم الصالة فلتقم طائفة منهم معك الذي يقطع الطريق و أما قوله و إذا كنت فيهم فأقمت مائتي فارس كمينا ليستقبل رسول اهللا ص على ص إلى الحديبية يريد مكة فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا خالد بن الوليد في

بالناس، فقال خالد بن الوليد لو ) ص(الجبال، فلما كان في بعض الطريق و حضرت صالة الظهر فأذن بالل فصلى رسول اهللا م صالة أخرى هي أحب إليهتهم و لكن يجيء لهم اآلن كنا حملنا عليهم و هم في الصالة ألصبناهم، فإنهم ال يقطعون صال

بصالة الخوف بهذه اآلية و إذا كنت فيهم فأقمت لهم ) ع(من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا فيها حملنا عليهم، فنزل جبرئيل أصحابه فرقتين، فوقف بعضهم تجاه العدو و قد أخذوا سالحهم و فرقة صلوا مع رسول ) ص(إلخ ففرق رسول اهللا ... الصالة

الركعة الثانية، و ) ص( مروا فوقفوا مواقف أصحابهم و جاء أولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول اهللاقياما، و ) ص(اهللا و قاموا أصحابه و صلوا هم الركعة الثانية و سلم عليهم و قوله فإذا قضيتم الصالة ) ص(لهم األولى و قعد و تشهد رسول اهللا

و على جنوبكم قال الصحيح يصلي قائما و العليل يصلي جالسا فمن لم يقدر فمضطجعا يومئ إيماء فاذكروا الله قياما و قعوداقوله في ال تهنوا في ابتغاء القوم فإنه معطوف على و قوله إن الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا أي موجوبة و قوله و

Page 65: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و قوله إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما » إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله« ن سورة آل عمراإخوة ثالثة كانوا منافقين بشير و أراك الله و ال تكن للخائنين خصيما فإنه كان سبب نزولها أن قوما من األنصار من بني أبيزق

و درعا فشكا قتادة بدريا و أخرجوا طعاما كان أعده لعياله و سيفامان و كان قتادة بشر و مبشر، فنقبوا على عم قتادة بن النعم أهل ذلك إلى رسول اهللا ص فقال يا رسول اهللا إن قوما نقبوا على عمي و أخذوا طعاما كان أعده لعياله و درعا و سيفا و ه

بيت سوء، و كان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل فقال بنو أبيزق لقتادة هذا عمل لبيد بن سهل، فبلغ ذلك أنتم أولى به مني و أنتم المنافقون تهجون رسول اهللا فه و خرج عليهم فقال يا بني أبيزق أ ترمونني بالسرقة و لبيدا فأخذ سي

بينن ذلك أو ألمألن سيفي منكم فداروه فقالوا له ارجع يرحمك اهللا فإنك بريء من ذلك، و تنسبون إلى قريش لت) ص(فقال يا رسول اهللا ) ص(فمشوا بنو أبيزق إلى رجل من رهطهم يقال له أسيد بن عروة و كان منطيقا بليغا فمشى إلى رسول اهللا

اتهمهم بما ليس فيهم، فاغتم رسول ماهم بالسرقة و نسب و حسب فرإن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف و فقال له عمدت إلى أهل بيت شرف و حسب و نسب فرميتهم ) ص(لذلك و جاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول اهللا ) ص(اهللا

كلمني بما بالسرقة فعاتبه عتابا شديدا فاغتم قتادة من ذلك و رجع إلى عمه و قال يا ليتني مت و لم أكلم رسول اهللا ص فقد الله بالحق لتحكم بين الناس بما أراك كرهته، فقال عمه اهللا المستعان فأنزل اهللا في ذلك على نبيه ص إنا أنزلنا إليك الكتاب

ال تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله ال يحب من و ال تكن للخائنين خصيما و استغفر الله إن الله كان غفورا رحيما وكان خوانا أثيما يستخفون من الناس و ال يستخفون من الله و هو معهم إذ يبيتون ما ال يرضى من القول يعني الفعل فوقع القول

ثم قال ها أنتم هؤالء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا و . لفعلمقام اورا رحيما، و من يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه و كان الله عليما من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غف

لجارود بهتانا و إثما مبينا و في رواية أبي ا به بريئا يعني لبيد بن سهل فقد احتملم يرم حكيما و من يكسب خطيئة أو إثما ثعن أبي جعفر ع قال إن أناسا من رهط بشير األدنين قالوا انطلقوا إلى رسول اهللا ص و قالوا نكلمه في صاحبنا و نعذره و إن

بشير فقال يا فأقبلت رهط » و هو معهم إلى قوله وكيلايستخفون من الناس و ال يستخفون من الله « صاحبنا بريء فلما أنزل اهللا و من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به « بشير استغفر اهللا و تب إليه من الذنب فقال و الذي أحلف به ما سرقها إال لبيد فنزلت

ر الذين أعذروا بشيرا و أتوا النبي ليعذروه ثم إن بشيرا كفر و لحق بمكة و أنزل اهللا في النف» بريئا فقد احتمل بهتانا و إثما مبيناطائفة منهم أن يضلوك و ما يضلون إلا أنفسهم و ما يضرونك من شيء و أنزل مته لهمت قوله و لو ال فضل الله عليك و رح

و علمك ما لم تكن تعلم و كان فضل الله عليك عظيما و نزلت في بشير و هو بمكة و من الله عليك الكتاب و الحكمةمصيرا و قال علي بن و ساءت لى و نصله جهنم يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تو

إبراهيم في قوله ال خير في كثير من نجواهم و قال ال خير في كثير من كالم الناس و محاوراتهم إال من أمر بصدقة أو يما حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن معروف أو إصالح بين الناس و من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظ

في القرآن، قلت و ما التحمل جعلت فداك، قال أن يكون ] التمحل [ حماد عن أبي عبد اهللا ع قال إن اهللا فرض التحمل حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى » ال خير في كثير من نجواهم « وجهك أعرض من وجه أخيك فتحمل له و هو قوله

شاقق الرسول من أمير المؤمنين ع قال إن اهللا فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم و قوله من ي

Page 66: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ه إلا إناثا قال قالت قريش تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا و قوله إن يدعون من دونبعد ما تبين له الهدى أي يخالفه نوله ما يدعون من دونه إلا إناثا و إن يدعون إلا شيطانا مريدا قال كانوا يعبدون الجن و قوله لأتخذن إن المالئكة هم بنات اهللا و إن

آمرنهم فليغيرن آمرنهم فليبتكن آذان الأنعام و ل أضلنهم و لأمنينهم و لإبليس حيث قال و لك نصيبا مفروضا يعني من عبادأن ال تعذبوا خلق الله أي أمر اهللا و قوله ليس بأمانيكم و ال أماني أهل الكتاب يعني ليس ما تتمنون أنتم و ال أهل الكتاب

الحنفية العشرة التي جاء ه و اتبع ملة إبراهيم حنيفا قال هي بأفعالكم و قوله و ال يظلمون نقيرا و هي النقطة التي في النواة و قول دثني أبي عن هارون بن مسلم عن مسعود بها إبراهيم التي لم تنسخ إلى يوم القيامة و قوله و اتخذ الله إبراهيم خليلا فإنه ح

بن صدقة عن جعفر بن محمد ع قال إن إبراهيم ع هو أول من حول له الرمل دقيقا، و ذلك أنه قصد صديقا له ] مسعدة [منزله فكره أن يرجع بالحمار خاليا فمأل جرابه رمال، فلما دخل منزله خلى بين الحمار و صر في قرض طعام، فلم يجده في بم سارة، استحياء منها و دخل البيت و نام، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون، فخبزت و قدمت إليه طعاما طيبا، فقال بين

إبراهيم من أين لك هذا قالت من الدقيق الذي حملته من عند خليلك المصري، فقال إبراهيم أما إنه خليلي و ليس بمصري، و قوله و يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن و ما يتلى عليكم في فلذلك أعطي الخلة فشكر اهللا و حمده و أكل

ثنى و ثالث الكتاب في يتامى النساء اللاتي ال تؤتونهن ما كتب لهن و ترغبون أن تنكحوهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء مخير قال إن بينهما صلحا و الصلح و رباع و أما قوله و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فال جناح عليهما أن يصلحا و ال أسألك نفقة فال تطلقني و ال خافت المرأة من زوجها أن يطلقها و يعرض عنها فتقول له قد تركت لك كلما عليك

عن أبي تعرض عني فإني أكره شماتة األعداء، فال جناح عليه أن يقبل ذلك و ال يجري عليها شيئا، و في رواية أبي الجارودبع و الثمن و قوله سئل عن النساء ما لهن من الميراث فأنزل اهللا الرفإن نبي اهللا ص » و يستفتونك في النساء« جعفر ع في قوله

و ما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء فإن الرجل كان يكون في حجره يتيمة فتكون ذميمة أو ساقطة يعني حمقاء ى فيرغب الرجل عن أن يزوجها و ال يعطيها مالها فينكحها غيره من أخذ مالها و يمنعها النكاح و يتربص بها الموت ليرثها فنه

يورثون الصبي الصغير و ال الجارية من ميراث دان فإن أهل الجاهلية كانوا ال اهللا عن ذلك و قوله و المستضعفين من الولآبائهم شيئا و كانوا ال يعطون الميراث إال لمن يقاتل و كانوا يرون ذلك في دينهم حسنا، فلما أنزل اهللا فرائض المواريث

دا شديدا، فقالوا انطلقوا إلى رسول اهللا ص فنذكره ذلك لعله يدعه أو يغيره فأتوه، فقالوا يا رسول اهللا وجدوا من ذلك وجالفرس و ال يحوز الغنيمة و منهما يركب للجارية نصف ما ترك أبوها و أخوها و يعطى الصبي الصغير الميراث و ليس أحد

قوله و أن تقوموا لليتامى بالقسط فإنهم كانوا يفسدون مال اليتيم ال يقاتل العدو، فقال رسول اهللا ص بذلك أمرت، و أما فأمرهم اهللا أن يصلحوا مالهم و أما قوله و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا نزلت في ابنة محمد بن مسلمة كانت

نت أعجب إليه من ابنة محمد بن مسلمة، سن فتزوج عليها امرأة شابة كاامرأة رافع بن جريح، و كانت امرأة قد دخلت في الفقالت له بنت محمد بن مسلمة أ ال أراك معرضا عني مؤثرا علي فقال رافع هي امرأة شابة و هي أعجب إلي فإن شئت

ها تطليقة واحدة ثم أقررت على أن لها يومين أو ثالثة مني و لك يوم واحد، فأبت ابنة محمد بن مسلمة أن ترضاها فطلق ابنة محمد لم تطب نفسها طلقها أخرى، فقالت ال و اهللا ال أرضى أن تسوي بيني و بينها يقول اهللا و أحضرت الأنفس الشح

بنصيبها و شحت عليه، فعرض عليها رافع إما أن ترضى و إما أن يطلقها الثالثة، فشحت على زوجها و رضيت فصالحته على ما

Page 67: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كر فقال اهللا فال جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا و الصلح خير فلما رضيت و استقرت لم يستطع أن يعدل بينهما فنزلت و ذالمعلقة أن تأتي واحدة و تذر األخرى ال أيم و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فال تميلوا كل الميل فتذروها ك

ال ذات بعل و هذه السنة فيما كان كذلك إذا أقرت المرأة و رضيت على ما صالحها عليه زوجها فال جناح على الزوج و ال ضرت الأنفس الشح قال قال علي بن إبراهيم في قوله و أح. على المرأة و إن هي أبت طلقها أو يساوي بينهما ال يسعه إال ذلك

تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء أنه روي أنه سأل رجل من و لن أحضرت الشح فمنها ما اختارته و منها ما لم تختره و قولهنى و ثالث و رباع فإن خفتم ألا تعدلوا الزنادقة أبا جعفر األحول فقال أخبرني عن قوله فانكحوا ما طاب لكم من النساء مث

لقولين فرق، فبين ا» و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فال تميلوا كل الميل« فواحدة و قال في آخر السورة فسألته عن اآليتين، ) ع(اب فقدمت المدينة، فدخلت على أبي عبد اهللا جوفقال أبو جعفر األحول فلم يكن في ذلك عندي

و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء فإنما عنى به « فإنما عنى به النفقة و قوله » فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة« فقال أما قوله ين امرأتين في المودة، فرجع أبو جعفر األحول إلى الرجل فأخبره، فقال هذا حملته اإلبل المودة، فإنه ال يقدر أحد أن يعدل ب

أنفسكم أو الوالدين و الأقربين إن يكن من الحجاز و أما قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو علىنيا أو فقيرا فالله أولى بهما إلى قوله فإن الله كان بما تعملون خبيرا فإن اهللا أمر الناس أن يكونوا قوامين بالقسط أي بالعدل و غ

قول الرجل حقا والديهم أو على قراباتهم، قال أبو عبد اهللا ع إن على المؤمن سبع حقوق، فأوجبها أن ينفسهم أو على لو على أو إن كان على نفسه أو على والديه فال يميل لهم عن الحق ثم قال فال تتبعوا الهوى أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا يعني عن

له و رسوله يعني أيها الذين أقروا صدقوا و قوله إن بالالحق فإن الله كان بما تعملون خبيرا و قوله يا أيها الذين آمنوا آمنواآمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا قال نزلت في الذين آمنوا برسول اهللا إقرارا ال تصديقا ثم كفروا لما الذين

أهل بيته أبدا فلما نزلت الوالية و أخذ رسول اهللا ص الميثاق عليهم ألمير كتبوا الكتاب فيما بينهم أن ال يردوا األمر إلى المؤمنين ع آمنوا إقرارا ال تصديقا، فلما مضى رسول اهللا ص كفروا و ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم و ال ليهديهم سبيلا

يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أ يبتغون عندهم العزة فإن العزة لله يعني طريقا إال طريق جهنم، و قوله الذيني جميعا يعني القوة، قال نزلت في بني أمية حيث خالفوا نبيهم على أن ال يردوا األمر في بني هاشم و قوله و قد نزل عليكم ف

آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فال تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم قال إذا سمعتم الكتاب أنتح من الله قالوا أ لم نكن معكم و إن كان للكافرين نصيب آيات اهللا هم األئمة ع، و قوله الذين يتربصون بكم فإن كان لكم ف

بن أبي و أصحابه الذين قعدوا عن رسول اهللا ص يوم فإنها نزلت في عبد اهللا قالوا أ لم نستحوذ عليكم و نمنعكم من المؤمنين و لم نعن ص بالكفار قالوا له أ لم نكن معكم و إذا ظفرت الكفار قالوا أ لم نستحوذ أن نعينكمأحد، فكان إذا ظفر رسول اهللا

عون عليكم قال اهللا فالله يحكم بينكم يوم القيامة و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا و أما قوله إن المنافقين يخادالله و هو خادعهم قال الخديعة من اهللا العذاب قوله إذا قاموا مع رسول اهللا ص إلى الصالة قاموا كسالى يراؤن الناس أنهم

لم يكونوا من المؤمنين و ال من اليهود مؤمنون و ال يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك ال إلى هؤالء و ال إلى هؤالء أي ثم قال إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار نزلت في عبد اهللا بن أبي و جرت في كل منافق و مشرك و قوله ال يحب الله

بالظلم و السوء و يظلم إال من ظلم فقد أطلق له أن يعارضه الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم أي ال يحب أن يجهر الرجل بالظلم، و في حديث آخر في تفسير هذا قال إن جاءك رجل و قال فيك ما ليس فيك من الخير و الثناء و العمل الصالح فال

Page 68: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ون أن يفرقوا بين الله و رسله و يقولون نؤمن ببعض تقبله منه و كذبه فقد ظلمك و قوله إن الذين يكفرون بالله و رسله و يريدو نكفر ببعض قال هم الذين أقروا برسول اهللا ص و أنكروا أمير المؤمنين ع و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم

آيات الله و قتلهم الأنبياء بغير حق قال هؤالء نقضهم ميثاقهم يعني فبنقضهم ميثاقهم و كفرهم بو قوله فبما. الكافرون حقالم يقتلوا األنبياء و إنما قتلهم أجدادهم و أجداد أجدادهم فرضوا هؤالء بذلك فألزمهم اهللا القتل بفعل أجدادهم، فكذلك من

فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم « زمه و إن لم يفعله، و الدليل على ذلك أيضا قوله في سورة البقرة رضي بفعل فقد ل عظيما أي على مريم بهتاناو بكفرهم و قولهم فهؤالء لم يقتلوهم و لكنهم رضوا بقتل آبائهم فألزمهم فعلهم، و قوله » مؤمنين

و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه عيسى ابن مريم رسول الله لما رفعه اهللا إليه و قوله... قولهم إنها فجرت و قوله قولهم إنا قتلناوته و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا فإنه روي أن رسول اهللا ص إذا رجع لهم و قوله و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل م

آمن به الناس كلهم قال حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن « مير أية آية هي فقال قوله قال قال لي الحجاج بأن آية في كتاب اهللا قد أعيتني، فقلت أيها األ

شفتيه حتى يخمد، فقلت عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك و اهللا إني ألمر باليهودي و النصراني فيضرب » به قبل موتهزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فال يبقى أهل ملة يهودي و أصلح اهللا األمير ليس على ما تأولت، قال كيف هو قلت إن عيسى ين

ال نصراني إال آمن به قبل موته و يصلي خلف المهدي، قال ويحك أنى لك هذا و من أين جئت به، فقلت حدثني به محمد ذين هادوا حرمنا عليهم بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع، فقال جئت بها و اهللا من عين صافية و قوله فبظلم من ال

قال ] يعقود [ طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا فإنه حدثني أبي عن ابن محبوب عن عبد اهللا بن أبي يعقوب الشعير فبظلم عمله في سمعت أبا عبد اهللا ع يقول من زرع حنطة في أرض فلم يزك في أرضه و زرعه و خرج زرعه كثير

هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن أو بظلم مزارعه و أكرته ألن اهللا يقول فبظلم من الذين ملك رقبة األرضابه ثم يحرمه من بعد ما أحله و ال أن يحرم شيئا سبيل الله كثيرا هكذا أنزلها اهللا فاقرءوها هكذا و ما كان اهللا ليحل شيئا في كت

وله إلا ما حرم ثم يحله من بعد ما حرمه، قلت و كذلك أيضا قوله و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما قال نعم، قلت فقل يهيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم اإلبل و ذلك قال إن إسرائيل كان إذا أكل من لحم اإلبإسرائيل على نفسه،

لم يحرمه و لم يأكله و قوله لكن الراسخون في العلم إلى قوله و كان الله عزيزا من قبل أن تنزل التوراة، فلما أنزلت التوراةفإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي يك أنزله بعلمه د بما أنزل إلو قوله لكن الله يشه. حكيما فإنه محكم

و قرأ أبو » لكن اهللا يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه و المالئكة يشهدون و كفى باهللا شهيدا«عبد اهللا ع قال إنما أنزلت ليغفر لهم و ال ليهديهم طريقا إال طريق جهنم خالدين فيها عبد اهللا ع إن الذين كفروا و ظلموا آل محمد حقهم لم يكن اهللا

آمنوا بالله و رسله و ال تقولوا ثالثة فهم الذين قالوا باهللا و بعيسى و مريم فقال اهللا أبدا و كان ذلك على اهللا يسيرا و قوله فحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات و ما في الأرض و كفى بالله وكيلا و قوله لن انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سب

عبادته و يستكبر عن و من يستنكف يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله أي ال يأنف أن يكون عبدا هللا و لا المالئكة المقربونفسيحشرهم إليه جميعا و قوله يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم و أنزلنا إليكم نورا مبينا فالنور إمامة أمير المؤمنين ع،

به فسيدخلهم في رحمة منه و فضل و هم الذين تمسكوا بوالية أمير المؤمنين و األئمة ثم قال فأما الذين آمنوا بالله و اعتصموا

Page 69: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ثها إن لم يفتيكم في الكاللة إن امرؤ هلك ليس له ولد و له أخت فلها نصف ما ترك و هو يرفتونك، قل الله ع، و قوله يستيكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك و إن كانوا إخوة رجالا و نساء فللذكر مثل حظ الأنثيين فإنه حدثني أبي

مات الرجل و له أخت تأخذ نصف ما ترك من عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذنيه عن بكير عن أبي جعفر ع قال إذاالميراث لها نصف الميراث باآلية كما تأخذ البنت لو كانت، و النصف الباقي يرد عليها بالرحم إذا لم يكن للميت وارث

د و إن كانتا أختين ول أقرب منها، فإن كان موضع األخت أخ أخذ الميراث كله باآلية لقول اهللا و هو يرثها إن لم يكن لهاكانوا إخوة رجاال و نساء فللذكر مثل حظ األنثيين و ذلك كله إذا لم يكن ين باآلية و الثلث الباقي بالرحم و إن أخذتا الثلث

. للميت ولد أو أبوان أو زوجة

١٢٠ سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية -٥

يها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن بسم الله الرحمن الرحيم يا أاهللا ع قوله أوفوا بالعقود قال بالعهود و أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد أبي عبد عبد اهللا بن سنان عن

ابن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني ع في قوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود قال إن رسول اهللا ص عقد عليهم البصري عن قال و » يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم ألمير المؤمنين ع « لعلي بالخالفة في عشرة مواطن، ثم أنزل اهللا

علي بن إبراهيم في قوله أحلت لكم بهيمة الأنعام قال الجنين في بطن أمه إذا أوبر و أشعر فذكاته ذكاة أمه فذلك الذي عناه تحلوا شعائر الله و لا الشهر اهللا، و قوله أحلت لكم بهيمة الأنعام دليل على أن غير األنعام محرم، و قوله يا أيها الذين آمنوا ال

و الطواف و الصالة في مقام إبراهيم، و السعي بين حرام، الحرام و لا الهدي و لا القالئد و لا آمين البيت الحرام فالشعائر اإلساق الرجل بدنة في الحج ثم أشعرها أي قطع سنامها أو الصفا و المروة، و مناسك الحج كلها من شعائر اهللا، و من الشعائر إذا

و لا الشهر « جللها أو قلدها ليعلم الناس أنها هدي فال تتعرض لها أحد، و إنما سميت الشعائر لتشعر الناس بها فيعرفونها، و قوله قال يقلدها » و لا القالئد( يسوقه إذا أحرم الذي و هو»و لا الهدي« و هو ذو الحجة و هو من األشهر الحرم، و قوله » الحرام

قال الذين يحجون البيت الحرام و قوله و إذا حللتم فاصطادوا فأحل » و لا آمين البيت الحرام« النعل الذي قد صلى فيه و قوله آن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا أي ال نلهم الصيد بعد تحريمه إذا أحلوا، و قوله و ال يجرمنكم ش

يحملنكم عداوة قريش إن صدوك عن المسجد الحرام في غزوة حديبية أن تعتدوا عليهم و تظلموهم ثم نسخت هذه اآلية مت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و و أما قوله حر. »فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم« بقوله

تقسموا بالأزالم ذلكم المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب و أن تسفسق فالميتة و الدم و لحم الخنزير معروف، و ما أهل لغير الله به يعني به ما ذبح لألصنام، و المنخنقة فإن المجوس كانوا ال

الموقوذة كانوا يشدون عينيها و أرجلها و يأكلون الذبائح و يأكلون الميتة، و كانوا يخنقون البقر و الغنم فإذا ماتت أكلوها، و عينها و يلقونها من السطح، فإذا ماتت أكلوها، و النطيحة و المتردية كانوا يشدون يضربونها حتى تموت، فإذا ماتت أكلوها،

يتم فإنهم كانوا يأكلون ما يأكله الذئب و األسد و كانوا يتناطحون بالكباش فإذا مات أحدهما أكلوه و ما أكل السبع إلا ما ذكالدب فحرم اهللا ذلك، و ما ذبح على النصب كانوا يذبحون لبيوت النيران، و قريش كانوا يعبدون الشجر و الصخر فيذبحون

يعمدون إلى الجزور فيجزونه عشرة أجزاء ثم يجتمعون القمار في الجاهلية قال كانوا ا بالأزالم ذلكم فسق لها، و أن تستقسموعليه فيخرجون السهام و يدفعونها إلى رجل، و السهام عشرة سبعة لها أنصباء و ثالثة ال أنصباء لها، فالتي لها أنصباء، الفذ، و

Page 70: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

م له سهمان و المسبل له ، و الرقيب، و المعلى، فالفذ له سهم و التوأ] الحليس [ التوأم، و المسبل، و النافس، و الحلس له سبعة أسهم، و التي ال أنصباء ثالثة أسهم و النافس له أربعة أسهم و الحلس له خمسة أسهم و الرقيب له ستة أسهم و المعلى

وم و قوله الي. لها السفح و المنيح و الوغد، و ثمن الجزور على من لم يخرج له األنصباء شيئا، و هو القمار فحرمه اهللا عز و جلالمؤمنين ع و أما قوله اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم روا من دينكم قال ذلك لما نزلت والية أمير يئس الذين كف

بن مسلم عن أبي جعفر ع قال نعمتي و رضيت لكم الإسالم دينا فإنه حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن العال عن محمد بكراع الغنم فأقامها رسول اهللا ص » اليوم أكملت لكم دينكم« آخر فريضة أنزلها اهللا الوالية ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم أنزل

هو رخصة للمضطر أن يأكل الميتة و بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة و أما قوله فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فالدم و لحم الخنزير، و المخمصة الجوع و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله غير متجانف لإثم، قال يقول غير

ا اضطر إليها إذا كان في متعمد إلثم و قال علي بن إبراهيم في قوله غير متجانف لإثم أي غير مائل في اإلثم فال يأكل الميتة إذسفر غير حق، و كذلك إن كان في قطع الطريق أو ظلم أو جور قوله يسئلونك ما ذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات و ما

« ب المعلمة خاصة أحله اهللا إذا أدركته و قتلته لقوله علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله و هو صيد الكال) ع(و أخبرني أبي عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اهللا » فكلوا مما أمسكن عليكم

الكالب، قلت فإن قتله قال كل فإن اهللا قال سألته عن صيد البزاة و الصقور و الفهود و الكالب، قال ال تأكلوا إال ما ذكيتم إالكل شيء من السباع ) ع(يقول و ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم، ثم قال

صاحبها قال إذا أرسلت الكلب المعلم فاذكروا اسم اهللا عليه، إال الكالب المعلمة فإنها تمسك على تمسك الصيد على نفسهافهو ذكاته و قوله أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم قال عنى بطعامهم الحبوب و الفاكهة غير الذبائح

و اهللا ما استحلوا ذبائحكم فكيف تستحلون ذبائحهم و قوله و التي يذبحونها فإنهم ال يذكرون اسم اهللا على ذبائحهم، ثم قالالمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم فقد أحل اهللا نكاح أهل الكتاب بعد تحريمه في قوله في سورة البقرة و ال

ب الذين يؤدون الجزية على ما يجب فأما إذا كانوا في دار تنكحوا المشركات حتى يؤمن و إنما يحل نكاح أهل الكتامله قال من آمن ثم أطاع أهل الشرك الشرك و لم يؤدوا الجزية لم يحل مناكحتهم و قوله و من يكفر بالإيمان فقد حبط ع

وله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا آخرة من الخاسرين و ق باإليمان و هو في الفقد حبط عمله و كفر وجوهكم و أيديكم إلى المرافق يعني من المرفق و هو محكم و قوله و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به قال

اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم ا سمعنا و أطعنا، ثم نقضوا ميثاقهم و قوله لميثاق عليهم بالوالية قالولما أخذ رسول اهللا ص اله قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم يعني أهل مكة من قبل أن فتحها فكف أيديهم بالصلح يوم الحديبية و قو

فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم يعني نقض عهد أمير المؤمنين ع و جعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه قال من نحى يعني به » ية في عقبهو جعلها كلمة باق« موضعه،و الدليل على ذلك أن الكلمة أمير المؤمنين ع قوله ين ع عن أمير المؤمن

اإلمامة و قوله و ال تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم و اصفح قال منسوخة بقوله فاقتلوا المشركين حيث ذنا ميثاقهم قال علي ع إن عيسى ابن مريم عبد مخلوق فجعلوه ربا فنسوا وجدتموهم، و قوله و من الذين قالوا إنا نصارى أخ

حظا مما ذكروا به و قوله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفوا عن كثير قال

Page 71: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

له نور و كتاب مبين يعني بالنور بي ص ما أخفيتموه مما في التوراة من أخباره و يدع كثيرا ال يبينه قد جاءكم من اليبين النطاع من ع و قوله قد جاءكم رسولنا يبين لكم مخاطبة ألهل الكتاب على فترة من الرسل قال على انقأمير المؤمنين و األئمة

الرسل احتج عليهم فقال أن تقولوا أي لئال تقولوا ما جاءنا من بشير و ال نذير فقد جاءكم بشير و نذير و الله على كل شيء يعني في بني إسرائيل نبياء و جعلكم ملوكا قوله اذكروا نعمت الله عليكم إذ جعل فيكم أقدير دخول بني إسرائيل في التيه و

لم يجمع اهللا لهم النبوة و الملك في بيت واحد، ثم جمع ذلك لنبيه و قوله يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم بطوا مصرا فإن لكم ما سألتم، فقالوا إن فيها قوما جبارين فإن ذلك نزل لما قالوا لن نصبر على طعام واحد، فقال لهم موسى اه

يخرجوا منها فإنا داخلون فنصف اآلية هاهنا و نصفها في سورة البقرة، فلما قالوا جوا منها فإن و إنا لن ندخلها حتى يخر، فقالوا له فاذهب أنت و لموسى إن فيها قوما جبارين، و إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، قال لهم موسى ال بد أن تدخلوها

ربك فقاتال إنا هاهنا قاعدون فأخذ موسى بيد هارون و قال كما حكى اهللا إني ال أملك إلا نفسي و أخي يعني هارون فافرق الأرض فلما أربعين سنة يعني مصر لن يدخلوها أربعين سنة يتيهون فيم القوم الفاسقين فقال اهللا فإنها محرمة عليهبيننا و بين

أراد موسى أن يفارقهم فزعوا و قالوا إن خرج موسى من بيننا نزل علينا العذاب ففزعوا إليه و سألوه أن يقيم معهم و يسأل اهللا أربعين سنة يتيهون في األرض عقوبة وا مصر و حرمتها عليهم أن يتوب عليهم، فأوحى اهللا إليه قد تبت عليهم على أن يدخل

فكانوا يقومون في أول الليل و يأخذون في ] األقارون [ لقولهم اذهب أنت و ربك فقاتال فدخال كلهم في التيه البرقادون صر أربع فراسخ، فبقوا قراءة التوراة فإذا أصبحوا على باب مصر دارت بهم األرض فردتهم إلى مكانهم و كان بينهم و بين م

أن الذي حفر قبر موسى ملك و روي . ناؤهم و أبناء أبنائهمفي ذلك أربعين سنة، فمات هارون و موسى في التيه و دخلها أبالموت في صورة آدمي، و لذلك ال تعرف بنو إسرائيل قبر موسى، و سئل النبي ص عن قبره فقال عند الطريق األعظم عند

و كان بين موسى و داود خمس مائة سنة و بين داود و عيسى ألف و مائة سنة قصة هابيل و قابيل و أما الكثيب األحمر، قال سن بن آخر فإنه حدثني أبي عن الح أحدهما و لم يتقبل من البا قربانا فتقبل من قوله و اتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قر

محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن ثوير بن أبي فاختة قال سمعت علي بن الحسين ع يحدث رجال من قريش قال لما قرب ابنا آدم القربان، قرب أحدهما أسمن كبش كان في ظانيته و قرب اآلخر ضغثا من سنبل، فقبل من

قابيل فقال لهابيل و اهللا ألقتلنك، فقال هابيل إنما يتقبل الله من صاحب الكبش و هو هابيل و لم يتقبل من اآلخر فغضبمي و المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإث

إثمك فتكون من أصحاب النار و ذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس دهما رأسه بين حجرين ثم اشدخه، فلما قتله لم يدرما يصنع به فجاء غرابان فأقبال يتضاربان حتى قتل أحقال ضع فعلمه، ف

صاحبه ثم حفر الذي بقي األرض بمخالبه و دفن فيها صاحبه، قال قابيل يا ويلتى أ عجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري ير معه هابيل، سوأة أخي فأصبح من النادمين فحفر له حفيرة و دفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل إلى أبيه فلم

فقال له آدم أين تركت ابني قال له قابيل أرسلتني عليه راعيا فقال آدم انطلق معي إلى مكان القربان و أوجس قلب آدم بالذي فعل قابيل، فلما بلغ المكان استبان قتله، فلعن آدم األرض التي قبلت دم هابيل و أمر آدم أن يلعن قابيل و نودي قابيل من

وما و ليلة فلما جزع كما قتلت أخاك و لذلك ال تشرب األرض الدم، فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يالسماء لعنت

Page 72: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل، فولدت حواء غالما زكيا مباركا، فلما كان عليه شكا ذلك إلى اهللا فأوحى اهللا إليه أني م هبة مني لك فسمه هبة اهللا، فسماه آدم هبة اهللا قال و حدثني أبي عن عثمان بن اليوم السابع أوحى اهللا إليه يا آدم إن هذا الغال

الحرام فإذا طاوس في سا معه في المسجد أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كنت جال] أبي [ عيسى عن أو ربع الناس يا طاوس، جانب الحرم يحدث أصحابه حتى قال أ تدري أي يوم قتل نصف الناس، فأجابه أبو جعفر ع فقال

فقال أو ربع الناس، فقال أ تدري ما صنع بالقاتل فقلت إن هذه لمسألة، فلما كان من الغد غدوت على أبي جعفر ع فوجدته قد لهند أو من وراء الهند لبس ثيابه و هو قاعد على الباب ينتظر الغالم أن يسرج له فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله فقال، إن با

معقوال برجله أي واحدة، لبس المسح موكل به عشرة نفر كلما مات رجل منهم أخرج أهل القرية بدله فالناس يموتون ال رجو في و العشرة ال ينقصون يستقبلونه بوجه الشمس حين تطلع و يديرونه معها حين تغيب ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد

ه و نظر إليه ثم قال له إما أن تكون أحمق الناس فقال له من أنت يا عبد اهللا فرفع رأسالحر الماء الحار، قال فمر به رجل من الناس و إما أن تكون أعقل الناس، إني لقائم هاهنا منذ قامت الدنيا ما سألني أحد غيرك من أنت، ثم قال يزعمون أنه ابن آدم

رائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس قال اهللا عز و جل من أجل ذلك كتبنا على بني إسجميعا فلفظ اآلية خاص في بني إسرائيل و معناه جار في الناس كلهم، و قوله و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا قال من

ق أو هدم أو سبع أو كلفة حتى يستغني أو أخرجه من فقر إلى غنى، و أفضل من ذلك أن أخرجه من أنقذها من حرق أو غرضالل إلى هدى، و قوله فكأنما أحيا الناس جميعا، قال يكون مكانه كمن أحيا الناس جميعا و أما قوله إنما جزاء الذين

من خالف أو ينفوا من قتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم عون في الأرض فسادا أن ييحاربون الله و رسوله و يسالأرض فإنه حدثني أبي عن علي بن حسان عن أبي جعفر ع قال من حارب اهللا و أخذ المال و قتل كان عليه أن يقتل و يصلب

ع كان عليه أن يقتل و ال يصلب، و من حارب فأخذ المال و لم يقتل كان عليه أن تقط ارب و قتل و لم يأخذ المالو من حإلا الذين تابوا « المال و لم يقتل كان عليه أن ينفى ثم استثنى عز و جل فقال يده و رجله من خالف، و من حارب و لم يأخذ

يعني يتوب من قبل أن يأخذهم اإلمام، و قوله اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسيلة فقال تقربوا إليه باإلمام، » يهممن قبل أن تقدروا علم القيامة ما تقبل منهم إلى قوله و الله عذاب يوبه من و قوله إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا و مثله معه ليفتدوا

و أما قوله يا أيها الرسول ال يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم . على كل شيء قدير فإنه محكمن سبب نزولها أنه كان في المدينة بطنان من اليهود من بني هارون و هم النضير و قريظة و كانت و لم تؤمن قلوبهم فإنه كا

قريظة سبع مائة و النضير ألفا و كانت النضير أكثر ماال و أحسن حاال من قريظة و كانوا حلفاء لعبد اهللا بن أبي، فكان إذا وقع قالوا لبني قريظة ال نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم فجرى بينهم في بين قريظة و النضير قتل و كان القاتل من بني النضير

ذلك مخاطبات كثيرة حتى كادوا أن يقتتلوا حتى رضيت قريظة و كتبوا بينهم كتابا على أنه أي رجل من اليهود من النضير ى ذنب الجمل و يلطخ بالحماة و قتل رجال من بني قريظة أن يجنيه و يحمم، و التجنية أن يقعد على جمل و يولي وجهه إل

يدفع نصف الدية، و أيما رجل من بني قريظة قتل رجال من بني النضير أن يدفع إليه دية كاملة و يقتل به، فلما هاجر رسول اهللا ص إلى المدينة و دخلت األوس و الخزرج في اإلسالم ضعف أمر اليهود فقتل رجل من بني قريظة رجال من بني النضير

ت قريظة ليس هذا حكم التوراة و إنما هو شيء إليهم بنو النضير ابعثوا إلينا بدية المقتول و بالقاتل حتى نقتله، فقالفبعثوا

Page 73: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

غلبتمونا عليه فإما الدية و إما القتل و إال فهذا محمد بيننا و بينكم فهلموا لنتحاكم إليه، فمشت بنوالنضير إلى عبد اهللا بن أبي و ينقض شرطنا في هذا الحكم الذي بيننا و بين بني قريظة في القتل، فقال عبد اهللا بن أبي ابعثوا معي قالوا سل محمدا أن ال

رجال يسمع كالمي و كالمه فإن حكم لكم بما تريدون و إال فال ترضوا به، فبعثوا معه رجال فجاء إلى رسول اهللا ص فقال له بينهم كتابا و عهدا وثيقا تراضوا به و اآلن في قدومك يريدون نقضه و يا رسول اهللا إن هؤالء القوم قريظة و النضير قد كتبوا

قد رضوا بحكمك فيهم فال تنقض عليهم كتابهم و شرطهم، فإن بني النضير لهم القوة و السالح و الكراع، و نحن نخاف يا أيها الرسول ال يحزنك « ذه اآلياتالغوائل و الدوائر، فاغتم لذلك رسول اهللا ص فلم يجبه بشيء، فنزل عليه جبرئيل به

سماعون للكذب « يعني اليهود » في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و من الذين هادواالذين يسارعون يقولون إن أوتيتم هذا « يعني عبد اهللا بن أبي و بني النضير » حرفون الكلم من بعد مواضعهسماعون لقوم آخرين لم يأتوك ي

و من « يعني عبد اهللا بن أبي حيث قال لبني النضير إن لم يحكم لكم بما تريدون فال تقبلوا » فخذوه و إن لم تؤتوه فاحذرواآخرة له فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي و لهم في اليرد ال

تعرض عنهم فلن يضروك نهم، و إن م بينهم أو أعرض ععذاب عظيم سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاؤك فاحك» شيئا و إن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين إلى قوله و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

لسن و و قوله و كتبنا عليهم فيها يعني في التوراة أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالى الحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثى بالأنثى و قوله و بقوله كتب عليكم القصاص في القتالجروح قصاص فهي منسوخة

و منهاجا قال لكل نبي الجروح قصاص لم تنسخ ثم قال فمن تصدق به أي عفا فهو كفارة له و قوله لكل جعلنا منكم شرعةقال لنبيه فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون ليبلوكم في ما آتاكم أي يختبركم ثم لكن شريعة و طريق و

نخشى أن تصيبنا دائرة و هو قول عبد اهللا بن أبي لرسول اهللا ص ال تنقض حكم بني النضير فإنا نخاف الدوائر، فقال اهللا تعالى آمنوا من يرتد يها الذين سى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين و أما قوله يا أفع

ه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله قال هو منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونفسوف يأتي الله بقوم يحبهم و « مخاطبة ألصحاب رسول اهللا ص الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين اهللا

و ال يخافون لومة الئم و أما قوله إنما وليكم الله و رسوله و في سبيل الله ابه يجاهدوننزلت في القائم ع و أصح» يحبونهي حمزة الذين آمنوا الذين يقيمون الصالة و يؤتون الزكاة و هم راكعون فإنه حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أب

الثمالي عن أبي جعفر ع قال بينما رسول اهللا ص جالس و عنده قوم من اليهود فيهم عبد اهللا بن سالم، إذ نزلت عليه هذه اآلية فخرج رسول اهللا ص إلى المسجد فاستقبله سائل، فقال هل أعطاك أحد شيئا قال نعم، ذاك المصلي فجاء رسول اهللا ص فإذا

قوله و إذا جاؤكم قالوا آمنا قال نزلت في عبد اهللا بن أبي لما أظهر اإلسالم و قد دخلوا بالكفر قال هو علي أمير المؤمنين ع و و خرجوا به من اإليمان و قوله و أكلهم السحت قال السحت هو بين الحالل و الحرام و هو أن يؤاجر الرجل نفسه على حمل

و حدثني أبي عن النوفلي . المالهي فإجارته نفسه حالل و من جهة ما يحمل و يعلم هو سحتير و اتخاذ و لحم الخنزالمسكر عن السكوني عن أبي عبد اهللا ع قال قال أمير المؤمنين ع من السحت ثمن الميتة، و ثمن الكلب، و مهر البغي، و الرشوة في

الحكم، و أجر الكاهن

Page 74: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

األمر ال يحدث اهللا لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان قال قالوا قد فرغ اهللا من أيديهم و لله مغلولة غلتو قوله قالت اليهود يد اغير ما قد قدره في التقدير األول، فرد اهللا عليهم فقال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء أي يقدم و يؤخر و يزيد و ينقص و

و المشية، و قوله كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله قال كلما أراد جبار من الجبابرة هالك آل محمد قصمه اهللا، و له البداءكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم أنزل إليهم من ربهم يعني اليهود و النصارى لأجيل و ما قوله و لو أنهم أقاموا التوراة و الإن

قال من فوقهم المطر و من تحت أرجلهم النبات و قوله منهم أمة مقتصدة قال قوم من اليهود دخلوا في اإلسالم فسماهم اهللا الله ت رسالته و قال نزلت هذه اآلية في علي و إن لم تفعل فما بلغو قوله يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. مقتصدة

يعصمك من الناس قال نزلت هذه اآلية في منصرف رسول اهللا ص من حجة الوداع و حج رسول اهللا ص حجة الوداع لتمام أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عني «ثنى عليه ثم قال عشر حجج من مقدمه المدينة فكان من قوله بمنى أن حمد اهللا و أ

شهر قال فإني ال أدري لعلي ال ألقاكم بعد عامي هذا، ثم قال هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة قال الناس هذا اليوم، قال فأيم حرام كحرمة يومكم هذا، قال فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكالناس هذا، قال و أي بلد أعظم حرمة قالوا بلدنا

هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، أال هل بلغت أيها الناس قالوا نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال أال و كل مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية أو دم أو مال فهو تحت قدمي هاتين، ليس أحد أكرم من أحد إال

في الجاهلية فهو موضوع، و أول موضوع منه ربا ، قال اللهم اشهد، ثم قال أال و كل ربا كان ل بلغت قالوا نعمبالتقوى، أال هأال و كل دم كان في الجاهلية فهو موضوع، و أول موضوع دم ربيعة، أال هل بلغت قالوا نعم، قال العباس بن عبد المطلب،

يعبد بأرضكم هذه و لكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، أال و إنه إذا اللهم اشهد، ثم قال أال و إن الشيطان قد يئس أنأخو المسلم حقا، ال يحل المرئ مسلم دم امرئ مسلم و ماله إال ما أعطاه بطيبة نفس ال أيها الناس إن المسلم أطيع فقد عبد، أ

عصموا مني دماءهم و أموالهم إال بحقها و حسابهم منه، و إني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال اهللا فإذا قالوها فقد على اهللا، أال هل بلغت أيها الناس قالوا نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال أيها الناس احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي و افهموه تنعشوا

تجدوني في كتيبة بين بالسيف على الدنيا، فإن فعلتم ذلك و لتفعلن لب بعضكم رقاب بعض أال ال ترجعوا بعدي كفارا يضرجبرئيل و ميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف، ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ثم قال إن شاء اهللا أو علي بن أبي طالب، ثم قال أال و إني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب اهللا و عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما

ى يردا علي الحوض، أال فمن اعتصم بهما فقد نجا و من خالفهما فقد هلك أال هل بلغت قالوا نعم، قال اللهم لن يفترقا حتاشهد، ثم قال أال و إنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني، فأقول رب أصحابي، فقال يا محمد إنهم أحدثوا

عليه و آله و سلم يوم الغدير فلما كان آخر يوم من أيام بعدك و غيروا سنتك فأقول سحقا سحقا خطبة النبي صلى اهللا التشريق أنزل اهللا إذا جاء نصر الله و الفتح، فقال رسول اهللا ص نعيت إلي نفسي ثم نادى الصالة جامعة في مسجد الخيف

ا من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، فاجتمع الناس فحمد اهللا و أثنى عليه ثم قال نصر اهللا امرأ، سمع مقالتي فوعاها و بلغهو رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثالث ال يغل عليهن قلب امرئ مسلم أخلص العمل هللا، و النصيحة ألئمة المسلمين و . لزم جماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم و هم يد على من سواهم

أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين، قالوا يا رسول اهللا و ما الثقالن قال كتاب اهللا و عترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين، و جمع بين سبابتيه و ال أقول كهاتين و جمع سبابته و الوسطى،

Page 75: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بيته فخرج أربعة نفر منهم إلى جتمع قوم من أصحابه و قالوا يريد محمد أن يجعل اإلمامة في أهلفتفضل هذه على هذه، فاتعاهدوا و تعاقدوا و كتبوا فيما بينهم كتابا إن مات محمد أو قتل أن ال يردوا هذا األمر في أهل بيته أبدا مكة و دخلوا الكعبة و

» أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا ال نسمع سرهم و نجواهم بلى و رسلنا لديهم يكتبونأم أبرموا « فأنزل اهللا على نبيه في ذلك علم الناس مناسكهم و أوعز إليهم وصيته فخرج رسول اهللا ص من مكة يريد المدينة حتى نزل منزال يقال له غدير خم، و قد

» يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس« آلية إذ نزلت عليه هذه ا و رسوله، ثم قال أ فقام رسول اهللا ص فقال بعد أن حمد اهللا و أثنى عليه ثم قال أيها الناس هل تعلمون من وليكم فقالوا نعم اهللا

أنفسكم قالوا بلى، قال اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثالثا كل ذلك يقول مثل قوله األول و ن أني أولى بكم من لستم تعلموأال من «فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال ) ع(يقول الناس كذلك و يقول اللهم اشهد، ثم أخذ بيد أمير المؤمنين

هذا علي مواله اللهم وال من وااله و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه ثم رفع كنت مواله ففاستفهمه عمر فقام من بين أصحابه فقال يا رسول اهللا هذا من اهللا » الشاهدين رأسه إلى السماء فقال اللهم اشهد عليهم و أنا من

و رسوله إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين، يقعده اهللا يوم و من رسوله فقال رسول اهللا ص نعم من اهللاالقيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار، قضية ليلة العقبة فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد في

آمروا على قتل فاجتمعوا أربعة عشر نفرا و تأخذنا بالبيعة له و إن رجع إلى المدينة يمسجد الخيف ما قال و قال هاهنا ما قال

بين الجحفة و األبواء، فقعدوا سبعة عن يمين العقبة و سبعة ] أرشى [ رسول اهللا ص و قعدوا في العقبة، و هي عقبة هرشى على ناقته، فلما فأقبل ينعس عن يسارها لينفروا ناقة رسول اهللا ص فلما جن الليل تقدم رسول اهللا ص في تلك الليلة العسكر

قد قعدوا لك، فنظر رسول اهللا ص فقال من هذا خلفي فقال ] و فالنا [ محمد إن فالنا و فالنا دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا اهم حذيفة اليماني أنا يا رسول اهللا حذيفة بن اليمان، قال سمعت ما سمعت قال بلى قال فاكتم، ثم دنا رسول اهللا ص منهم فناد

رواحلهم فتركوها و لحق الناس في غمار الناس و قد كانوا عقلوابأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول اهللا ص فروا و دخلوابرسول اهللا ص و طلبوهم و انتهى رسول اهللا ص إلى رواحلهم فعرفهم، فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن مات

مر في أهل بيته أبدا، فجاءوا إلى رسول اهللا ص فحلفوا أنهم لم يقولوا من ذلك شيئا و لم محمد أو قتل أال يردوا هذا األأن ال يردوا هذا األمر في أهل بيت رسول اهللا » يحلفون بالله ما قالوا« يريدوه و لم يكتموا شيئا من رسول اهللا ص، فأنزل اهللا

و ما نقموا إلا أن أغناهم الله « من قتل رسول اهللا ص » فروا بعد إسالمهم و هموا بما لم ينالواو لقد قالوا كلمة الكفر و ك« ص الأرض من لهم في آخرة و ما يا و الو رسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم و إن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدن

فرجع رسول اهللا ص إلى المدينة و بقي بها محرم و النصف من صفر ال يشتكي شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي » ولي و ال نصيررسول اهللا ص لما رجع توفي فيه رسول اهللا ص فحدثني أبي عن مسلم بن خالد عن محمد بن جابر عن ابن مسعود قال قال لي

ال، فبكى رسول من حجة الوداع يا ابن مسعود قد قرب األجل و نعيت إلي نفسي فمن لذلك بعدي فأقبلت أعد عليه رجال رجعلي بن أبي طالب لم ال تقدمه على الخلق أجمعين، يا ابن مسعود إنه إذا كان اهللا ص ثم قال ثكلتك الثواكل فأين أنت عن

هذه األمة أعالم، فأول األعالم لوائي األعظم مع علي بن أبي طالب و الناس أجمعين تحت لوائه ينادي مناد يوم القيامة رفعت لهذا الفضل يا ابن أبي طالب ثم نزل كتاب اهللا يخبر عن أصحاب رسول اهللا ص فقال و حسبوا ألا تكون فتنة أي ال يكون

Page 76: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ن ع فعموا و صموا قال حيث كان رسول اهللا ص بين أظهرهم ثم عموا و صموا حين المؤمني يمتحنهم اهللا بأمير اختبار و الفعموا و صموا فيه حتى الساعة ثم احتج عز و جل على النصارى في عيسى قبض رسول اهللا ص و أقام أمير المؤمنين ع عليهم

مه صديقة كانا يأكالن الطعام يعني كانا يحدثان فكنى اهللا عن من قبله الرسل و أفقال ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلتثم قال يا أهل الكتاب ال تغلوا في دينكم غير الحق أي ال تقولوا إن عيسى هو اهللا و ابن . الحدث و كل من أكل الطعام يحدث

قال حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سأل رجل أبا عبد اهللا ع عن قوم من الشيعة يدخلون اهللا، و حدثني أبي و لكنهم من أولئك ثم قرأ أبو عبد اهللا ع ال ليس هم من الشيعة في أعمال السلطان و يعملون لهم و يحبونهم و يوالونهم، ق

ائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم إلى قوله و لكن كثيرا منهم فاسقون قال هذه اآلية لعن الذين كفروا من بني إسرقال كانوا » كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون« الخنازير على لسان داود و القردة على لسان عيسى و قوله

الهجرة إلى «النساء أيام حيضهن، ثم احتج اهللا على المؤمنين الموالين للكفار ير و يشربون الخمر و يأتون لخنزيأكلون لحم افنهى اهللا عز و » الحبشة ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم إلى قوله و لكن كثيرا منهم فاسقون

ن آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدن جل أن يوالي المؤمن الكافر إال عند التقية و أما قوله لتجدن أشد الناس عداوة للذيب نزولها أنه لما اشتدت قريش في أذى رسول اهللا ص و أصحابه أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى فإنه كان سب

الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول اهللا ص أن يخرجوا إلى الحبشة، و أمر جعفر بن أبي طالب ع أن يخرج معهم، العاص و عمارة بن فخرج جعفر و معه سبعون رجال من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريش خروجهم بعثوا عمرو بن

الوليد إلى النجاشي ليردوهم إليهم، و كان عمرو و عمارة متعاديين، فقالت قريش كيف نبعث رجلين متعاديين فبرئت بنو عمرو بن العاص، فخرج عمارة و كان حسن الوجه شابا مترفا فأخرج مخزوم من جناية عمارة و برئت بنو سهم من جناية

ا ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص، قل ألهلك تقبلني، فقال عمرو أ عمرو بن العاص أهله معه فلميجوز هذا سبحان اهللا فسكت عمارة فلما انتشا عمرو و كان على صدر السفينة، دفعه عمارة و ألقاه في البحر فتشبث عمرو

لوا إليه هدايا فقبلها منهم، فقال عمرو بن العاص أيها بصدر السفينة و أدركوه فأخرجوه، فوردوا على النجاشي و قد كانوا حمجعفر فجاءوا به فقال يا الملك إن قوما منا خالفونا في ديننا و سبوا آلهتنا و صاروا إليك فردهم إلينا، فبعث النجاشي إلى

لملك سلهم أ عبيد نحن لهم أيها الملك و ما يقولون قال يسألون أن أردكم إليهم، قال أيها اجعفر ما يقول هؤالء فقال جعفر فقال عمرو ال بل أحرار كرام، قال فسلهم أ لهم علينا ديون يطالبوننا بها قال ال ما لنا عليكم ديون، قال فلكم في أعناقنا دماء

في تطالبوننا بها قال عمرو ال، قال فما تريدون منا آذيتمونا فخرجنا من بالدكم، فقال عمرو بن العاص أيها الملك خالفونا إلينا لنجمع أمرنا، فقال جعفر نعم أيها الملك خالفناهم بأنه بعث اهللا ديننا و سبوا آلهتنا و أفسدوا شبابنا و فرقوا جماعتنا فردهم

فينا نبيا أمر بخلع األنداد، و ترك االستقسام باألزالم، و أمرنا بالصالة و الزكاة، و حرم الظلم و الجور، و سفك الدماء بغير زنا و الربا و الميتة و الدم، و أمرنا بالعدل و اإلحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، فقال حقها و ال

هل تحفظ مما أنزل اهللا على نبيك شيئا قال نعم فقرأ عليه شي بهذا بعث اهللا عيسى ابن مريم ع، ثم قال النجاشي يا جعفر النجافلما سمع » و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و اشربي و قري عينا « سورة مريم فلما بلغ إلى قوله

إلينا، فرفع ها الملك إن هذا مخالفنا فرده النجاشي بهذا بكى بكاء شديدا، و قال هذا و اهللا هو الحق، فقال عمرو بن العاص أيضرب بها وجه عمرو ثم قال اسكت، و اهللا يا هذا لئن ذكرته بسوء ألفقدنك نفسك، فقام عمرو بن العاص من النجاشي يده ف

Page 77: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عنده و الدماء تسيل على وجهه و هو يقول إن كان هذا كما تقول أيها الملك فإنا ال نتعرض له، و كانت على رأس النجاشي تى جميال فأحبته فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزله، قال لعمارة وصيفة له تذب عنه، فنظرت إلى عمارة بن الوليد و كان ف

جارية الملك، فراسلها فأجابته، فقال عمرو قل لها تبعث إليك من طيب الملك شيئا، فقال لها فبعثت إليه فأخذ لو راسلت النجاشي، فقال أيها الملك عمرو من ذلك الطيب، و كان الذي فعل به عمارة في قلبه حين ألقاه في البحر فأدخل الطيب على

إن حرمة الملك عندنا و طاعته علينا و ما يكرمنا إذا دخلنا بالده و نأمن فيه أن ال نغشه و ال نريبه و إن صاحبي هذا الذي معي قد أرسل إلى حرمتك و خدعها و بعثت إليه من طيبك ثم وضع الطيب بين يديه، فغضب النجاشي و هم بقتل عمارة ثم قال

ز قتله فإنهم دخلوا بالدي فأمان لهم، فدعا النجاشي السحرة فقال لهم اعملوا به شيئا أشد عليه من القتل، فأخذوه و ال يجونفخوا في إحليله الزئبق فصار مع الوحش يغدو و يروح، و كان ال يأنس بالناس فبعثت قريش بعد ذلك فكمنوا له في موضع

و رجع عمرو إلى قريش فأخبرهم أن . يصيح حتى ماتطرب في أيديهم وحتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه فما زال يضفي أرض الحبشة في أكرم كرامة فلم يزل بها حتى هادن رسول اهللا ص قريشا و صالحهم و فتح خيبر فوافى بجميع من جعفر

ا، و كانت أم حبيب بنت معه و ولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبد اهللا بن جعفر، و ولد للنجاشي ابن فسماه محمدالنجاشي فخطبها لرسول اهللا ص يخطب أم حبيب، فبعث إليها فكتب رسول اهللا ص إلى النجاشي أبي سفيان تحت عبد اهللا

فأجابته، فزوجها منه و أصدقها أربعمائة دينار و ساقها عن رسول اهللا ص، و بعث إليها بثياب و طيب كثير و جهزها و بعثها إلى و بعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم، و بعث إليه بثياب و طيب و فرس، و بعث ثالثين رجال من القسيسين، رسول اهللا ص،

و قرأ عليهم ص إلى اإلسالم فقال لهم انظروا إلى كالمه و إلى مقعده و مشربه و مصاله فلما وافوا المدينة دعاهم رسول اهللا مريم اذكر نعمتي عليك و على والدتك إلى قوله فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر إذ قال الله يا عيسى ابن« القرآن فلما سمعوا ذلك من رسول اهللا ص بكوا و آمنوا و رجعوا إلى النجاشي فأخبروه خبر رسول اهللا ص و قرءوا عليه ما قرأ » مبين

بالد ة إسالمه و خافهم على نفسه و خرج من ي و بكى القسيسون و أسلم النجاشي و لم يظهر للحبشعليهم، فبكى النجاشالحبشة إلى النبي ص فلما عبر البحر توفي فأنزل اهللا على رسوله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود إلى قوله و ذلك

أما قوله يا أيها الذين آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل الله لكم فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض و» جزاء المحسنينمظعون، فأما أمير المؤمنين ع فحلف أن ذه اآلية في أمير المؤمنين ع و بالل و عثمان بن رجاله عن أبي عبد اهللا ع قال نزلت ه

يل أبدا و أما بالل فإنه حلف أن ال يفطر بالنهار أبدا، و أما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن ال ينكح أبدا فدخلت ال ينام باللامرأة عثمان على عائشة و كانت امرأة جميلة، فقالت عائشة ما لي أراك معطلة فقالت و لمن أتزين فو اهللا ما قاربني زوجي

بذلك، فخرج فنادى ما دخل رسول اهللا ص أخبرته عائشةح و زهد في الدنيا، فلمنذ كذا و كذا، فإنه قد ترهب و لبس المسوالصالة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد اهللا و أثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات أال إني أنام

ء فقالوا يا رسول اهللا فقد حلفنا على ذلك فأنزل اهللا بالليل و أنكح و أفطر بالنهار فمن رغب عن سنتي فليس مني، فقاموا هؤاليؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما م و لكن تعالى ال يؤاخذكم الله باللغو في أيمانك

هم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم اآلية نزول حرمة تطعمون أهليكم أو كسوتنصاب و الأزالم أما الخمر و الميسر و الأإنما الخمر و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله يا أيها الذين آمنوا

الخمر فكل مسكر من الشراب خمر إذا أخمر فهو حرام و أما المسكر كثيره و قليله حرام و ذلك أن األول شرب قبل أن

Page 78: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يحرم الخمر فسكر فجعل يقول الشعر و يبكي على قتلى المشركين من أهل بدر، فسمع رسول اهللا ص فقال اللهم أمسك على انه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر فأنزل اهللا تحريمها بعد ذلك، و إنما كانت الخمر يوم حرمت لسانه، فأمسك على لس

آنيتهم التي كانوا ينبذون فيها بالمدينة فضيخ البسر و التمر فلما نزل تحريمها خرج رسول اهللا ص فقعد في المسجد ثم دعا بثر شيء أكفئ من ذلك يومئذ من األشربة الفضيخ، و ال أعلم فأكفأ كلها ثم قال هذه كلها خمر و قد حرمها اهللا فكان أك

أكفئ يومئذ من خمر العنب شيء إال إناء واحد كان فيه زبيب و تمر جميعا، و أما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة منه ن شرب الخمر فاجلدوه و من م) ص(شيء، حرم اهللا الخمر قليلها و كثيرها و بيعها و شراءها و االنتفاع بها، و قال رسول اهللا

عاد فاجلدوه و من عاد فاجلدوه و من عاد في الرابعة فاقتلوه، و قال حق على اهللا أن يسقي من شرب الخمر مما يخرج من فروج المومسات، و المومسات الزواني يخرج من فروجهن صديد و الصديد قيح و دم غليظ مختلط يؤذي أهل النار حره و

ليلة من يوم شربها فإن مات في تلك له صالة أربعين ليلة فإن عاد فأربعينمن شرب الخمر لم تقبل ) ص( نتنه، قال رسول اهللااألربعين ليلة من غير توبة سقاه اهللا يوم القيامة من طينة خبال و سمي المسجد الذي قعد فيه رسول اهللا ص يوم أكفئت المشربة

و أما الميسر فالنرد و الشطرنج و كل قمار ميسر، و . ئ من األشربة الفضيخمسجد الفضيخ من يومئذ، ألنه كان أكثر شيء أكفأما األنصاب فاألوثان التي كانوا يعبدونها المشركون، و أما األزالم فاألقداح التي كانت تستقسم بها مشركو العرب في

جس من عمل الشيطان، فقرن اهللا الخمر و الجاهلية، كل هذا بيعه و شراه و االنتفاع بشيء من هذا حرام من اهللا محرم، و هو رالميسر مع األوثان و أما قوله أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و احذروا يقول ال تعصوا و ال تركنوا إلى الشهوات من الخمر و

مبين إذ قد بلغ و بين فانتهوا، و قال رسول اهللا ص إنه سيكون الميسر فإن توليتم يقول عصيتم فاعلموا أنما على رسولنا البالغ القوم يبيتون و هم على شرب الخمر و اللهو و الغناء فبينما هم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم و أصبحوا قردة و خنازير و هو قوله

لوا إن السبت لنا حالل و إنما كان حرم أن تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان أملى لهم حتى آثروا و قا» و احذروا« فأما نحن فليس علينا حرام و ما زلنا بخير منذ استحللناه و قد كثرت أموالنا لسبت، على أولينا و كانوا يعاقبون على استحاللهم ا

ى و عصى فلما أن يحل بكم مثل ما حل بمن تعد» و احذروا« و صحت أجسامنا، ثم أخذهم اهللا ليال و هم غافلون فهو قوله نزل تحريم الخمر و الميسر و التشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين و األنصار يا رسول اهللا قتل أصحابنا و هم يشربون

شيئا بعد ما ماتوا فأنزل اهللا ليس الخمر و قد سماه اهللا رجسا و جعله من عمل الشيطان و قد قلت ما قلت أ فيضر أصحابنا ذلكذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا اآلية فهذا لمن مات أو قتل قبل تحريم الخمر، و الجناح هو اإلثم على على ال

ه أيديكم و رماحكم المن شربها بعد التحريم، قال علي بن إبراهيم في قوله يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تنمن يخافه بالغيب قال نزلت في غزاة الحديبية قد جمع اهللا عليهم الصيد فدخل بين رحائلهم ليبلونهم اهللا أي يختبرهم ليعلم الله

ال بحجة بعد إظهار الفعل و قوله يا أيها الذين و قوله ليعلم الله من يخافه بالغيب قبل ذلك و لكنه عز و جل ال يعذب أحدا إآمنوا ال تقتلوا الصيد و أنتم حرم و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم فواجب لفظ اآلية أن الفداء يجب على

المأمون و اإلمام الجواد عليه . سير يجب الجزاء على من قتل الصيد متعمدا أو خطأمن قتل الصيد متعمدا و في المعنى و التف

ر محمد بن عن محمد بن عون النصيبي قال لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعف] الحسن [ السالم حدثني محمد بن الحسين أمير المؤمنين ننشدك اهللا أن ال تخرج عنا أمرا قد موسى ع ابنته أم الفضل اجتمع إليه أهل بيته األدنين منه فقالوا له ياعلي بن

Page 79: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ملكناه و تنزع عنا عزا قد ألبسنا اهللا فقد عرفت األمر الذي بيننا و بين آل علي قديما و حديثا، قال المأمون اسكتوا فو اهللا ال ف فريضة و ال سنة و هللا و ال يعرقبلت من أحدكم في أمره، فقالوا يا أمير المؤمنين أ فتزوج قرة عينك صبيا لم يتفقه في دين ا

جعفر ع يومئذ عشرة سنين أو أحد عشرة سنة، فلو صبرت عليه حتى يتأدب و يقرأ القرآن ال يميز بين الحق و الباطل، و ألبي بكتاب و يعرف فرضا من سنته فقال لهم المأمون و اهللا إنه ألفقه منكم و أعلم باهللا و برسوله و فرائضه و سننه و أحكامه و أقرأ

اهللا و أعلم بمحكمه و متشابهه و خاصه و عامه و ناسخه و منسوخه و تنزيله و تأويله منكم فاسألوه فإن كان األمر كما قلتم يحيى بن أكثم و أطمعوه منكم، فخرجوا من عنده و بعثوا إلىكم في أمره و إن كان كما قلت علمتم أن الرجل خير قبلت من

عفر ع بمسألة ال يدري كيف الجواب فيها عند المأمون إذا اجتمعوا للتزويج، فلما حضروا و في هدايا أن يحتال على أبي جحضر أبو جعفر ع قالوا يا أمير المؤمنين هذا يحيى بن أكثم إن أذنت له أن يسأل أبا جعفر ع عن مسألة، فقال المأمون يا يحيى

يا أبا جعفر أصلحك اهللا ما تقول في محرم قتل صيدا فقال سل أبا جعفر ع عن مسألة في الفقه لننظر كيف فقهه، فقال يحيىأبو جعفر ع قتله في حل أو حرم، عالما أو جاهال، عمدا أو خطأ، عبدا أو حرا، صغيرا أو كبيرا، مبديا أو معيدا، من ذوات الطير

نهار عيانا، محرما لعمرة أو للحج قال أو من غيرها، من صغار الصيد أو من كبارها، مصرا عليها أو نادما، بالليل في وكرها أو بالفانقطع يحيى بن أكثم انقطاعا لم يخف على أهل المجلس و أكثر الناس تعجبا من جوابه، و نشط المأمون فقال نخطب يا أبا

على محمد جعفر، فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال المأمون الحمد اهللا إقرارا بنعمته و ال إله إال اهللا إخالصا لعظمته و صلى اهللاعند ذكره و قد كان من فضل اهللا على األنام أن أغناهم بالحالل عن الحرام فقال و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من

بن علي ذكر أم الفضل بنت عبد اهللا و عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسع عليم ثم إن محمدبذل لها من الصداق خمسمائة درهم و قد زوجتك فهل قبلت يا أبا جعفر، قال أبو جعفر ع نعم يا أمير المؤمنين قد قبلت هذا

كالما التزويج بهذا الصداق ثم أولم عليه المأمون و جاء الناس على مراتبهم الخاص و العام، قال فبينما نحن كذلك إذ سمعنابالخدم يجرون سفينة من فضة و فيها نسائج إبريسم مكان القلوس مملوة إذا نحن كأنه من كالم المالحين في مجاوباتهم ف

غالية فخضبوا أهل الخاص بها ثم مروا بها إلى دار العامة فطيبوهم، فلما تفرق الناس قال المأمون يا أبا جعفر إن رأيت أن تبين نعم يا أمير المؤمنين إن ) ع( صنف من هذه األصناف التي ذكرت في قتل الصيد فقال أبو جعفر لنا ما الذي يجب على كل

ذوات الطير من كبارها فعليه شاة، و إذا أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا، و صيدا في الحل و الصيد من المحرم إذا قتل نه ليس في الحرم، و إذا قتله في الحرم فعليه الجمل و قيمته ألنه إذا قتل فرخا في الحل فعليه جمل قد فطم و ليس عليه قيمته أل

في الحرم، و إذا كان من الوحش فعليه في حمار الوحش بدنة و كذلك في النعامة، فإن لم يقدر فعليه إطعام ستين مسكينا، م ثالثين مسكينا فمن لم يقدر فليصم فعليه بقرة فإن لم يقدر فعليه إطعانت بقرة فإن لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما، و إن كا

تسعة أيام، و إن كان ظبيا فعليه شاة، فإن لم يقدر فإطعام عشرة مساكين، فإن لم يقدر فصيام ثالثة أيام، و إن كان في الحرم ي عمرة فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة حقا واجبا عليه أن ينحره، و إن كان في حج بمنى حيث ينحر الناس فإن كان ف

ينحره بمكة و يتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضاعفا، و كذلك إذا أصاب أرنبا فعليه شاة و إذا قتل الحمامة تصدق بدرهم أو يشتري به طعاما لحمامة الحرم، و في الفرخ نصف درهم، و في البيضة ربع درهم و كلما أتى به المحرم بجهالة فال شيء عليه

اء بجهالة كان أو بعلم بخطإ كان أو بعمد، و كلما أتى به العبد فكفارته على صاحبه بمثل ما يلزم فيه إال الصيد فإن عليه الفدصاحبه، و كلما أتى به الصغير الذي ليس ببالغ فال شيء عليه فيه، و إن كان ممن عاد فهو ممن ينتقم اهللا منه ليس عليه كفارة و

Page 80: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قتل فعليه الفداء، و المصر عليه يلزمه بعد الفداء عقوبة في اآلخرة، و النقمة في اآلخرة، و إن دل على الصيد و هو محرم فالنادم عليه ال شيء عليه بعد الفداء و إذا أصاب ليال في وكرها خطأ فال شيء عليه إال أن يتعمده فإن تعمد بليل أو نهار فعليه

اد عليه السالم من أم نكاح الجو» ينحر بمكةالفداء، و المحرم بالحج ينحر الفداء بمنى حيث ينحر الناس و المحرم للعمرةثم دعا أهل بيته الذين أنكروا تزويجه عليه فقال لهم هل فيكم ) ع(فأمر المأمون أن يكتب ذلك كله عن أبي جعفر الفضل

لق أ و ما أحد يجيب بمثل هذا الجواب قالوا ال و اهللا و ال القاضي، ثم قال ويحكم إن أهل هذا البيت خلو منكم و من هذا الخأ و ما علمتم أن أباه عليا آمن علمتم أن رسول اهللا ص بايع للحسن و الحسين و هما صبيان غير بالغين و لم يبايع طفال غيرهما

طفال ) ص(رسول اهللا و هو ابن اثني عشر سنة و قبل اهللا و رسوله منه إيمانه و لم يقبل من طفل غيره، و ال دعا ) ص(بالنبي ان أ و ما علمتم أنها ذرية بعضها من بعض يجري آلخرهم مثل ما يجري ألولهم، فقالوا صدقت يا أمير المؤمنين غيره إلى اإليم

و الورد كنت أنت أعلم به منا قال ثم أمر المأمون أن ينثر على أبي جعفر ع ثالثة أطباق رقاع زعفران و مسك معجون بماء طعمة لمن أخذها، و الثالث فيه بدر فأمر أن يفرق الطبق الذي عليه جوفها رقاع على طبق رقاع عماالت، و الثاني ضياع

عماالت على بني هاشم خاصة، و الذي عليه ضياع طعمة على الوزراء، و الذي عليه البدر على القواد، و لم يزل مكرما ألبي جعفر ع أيام حياته حتى كان يؤثره على ولده

أقسام الصوم

فإنه حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري لك صياما عام مساكين أو عدل ذو أما قوله أو كفارة طعن سفين بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال قال يوما يا زهري من أين جئت قلت من المسجد قال فيم كنتم،

ه ليس من الصوم شيء واجب إال صوم شهر رمضان، فقال يا زهري قلت تذاكرنا أمر الصوم فاجتمع رأيي و رأي أصحابي أنوجها صاحبها فيها ليس كما قلتم الصوم على أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان و أربعة عشر

ب و صوم اإلباحة بالخيار إن شاء صام و إن شاء أفطر، و عشرة أوجه منها حرام، و صوم اإلذن على ثالثة أوجه، و صوم التأديو صوم السفر و المرض، فقلت فسرهن لي جعلت فداك، فقال أما الواجب فصوم شهر رمضان، و صيام شهرين متتابعين فيمن

مؤمنا و من قتل « لخطإ لمن لم يجد العتق واجب، قال اهللا أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا، و صيام شهرين متتابعين في قتل او صيام شهرين متتابعين في » فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين« و قوله » حرير رقبة مؤمنة و دية مسلمة إلى أهلهخطأ فت

و صيام ثالثة » ن من قبل أن يتماسافمن لم يجد فصيام شهرين متتابعي« كفارة الظهار لمن لم يجد العتق واجب قال اهللا تعالى فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا « تعالى يمين واجب لمن لم يجد اإلطعام قال اهللا أيام في كفارة ال

أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو « هللا كل ذلك متتابع و ليس بمتفرق، و صيام أذى حلق الرأس واجب قال ا» حلفتمفمن « فصاحبها فيها بالخيار فإن شاء صام ثالثة أيام، و صوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي قال اهللا » صدقة أو نسك

و » فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملةتمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي نكم هديا و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل م« صوم جزاء الصيد واجب قال اهللا تعالى

يكون عدل ذلك صياما يا زهري قلت ال قال يقوم أ و تدري كيف » صيامابالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك الصيد قيمته ثم تنقض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما، و صوم النذر واجب و

صوم االعتكاف واجب، و أما الصوم الحرام فصوم يوم الفطر و يوم األضحى و ثالثة أيام التشريق و صوم يوم الشك أمرنا به

Page 81: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و نهينا عنه أن يتفرد للرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس، قلت فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع قال إن كان من شهر رمضان أجزأ عنه و إن كان من شعبان لم يضره، فقلت و كيف يجزئ ينوي ليلة الشك أنه صائم من شعبان، ف

صوم تطوع من فريضة فقال لو أن رجال صام شهر رمضان تطوعا و هو ال يعلم أنه شهر رمضان ثم علم بعد ذلك أجزأه عنه و صوم الدهر لمعصية حرام، نذر األن الفرض إنما وقع على الشهر بعينه، و صوم الوصال حرام، و صوم الصمت حرام و صوم

حرام، و أما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة و الخميس و اإلثنين، و صوم أيام البيض، و صوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، و صوم يوم عرفة، و صوم يوم عاشوراء كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام و إن شاء ترك، و

اإلذن فإن المرأة ال تصوم تطوعا إال بإذن زوجها، و العبد ال يصوم تطوعا إال بإذن سيده و الضيف ال يصوم تطوعا إال أما صومبإذن صاحبه، قال رسول اهللا ص من نزل على قوم فال يصوم إال بإذنهم و أما صوم التأديب فالصبي يؤمر بالصوم إذا راهق

النهار ثم عوفي بقية يومه أمر باإلمساك بقية يومه تأديبا و ليس بفرض، و تأديبا و ليس بفرض، و كذلك من أفطر أولكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم دخل مصره أمر باإلمساك بقية يومه تأديبا و ليس بفرض، فأما صوم اإلباحة فمن

صومه و أما صوم السفر و المرض فإن العامة أكل أو شرب ناسيا أو تقيا أو قاء من غير تعمد فقد أباح اهللا له ذلك و أجزأ عنه اختلفت في ذلك، فقال قوم يصوم و قال قوم إن شاء صام و إن شاء أفطر و قال قوم ال يصوم و أما نحن فنقول يفطر في

م مريضا فمن كان منك« الحالتين جميعا فإن صام في السفر أو في حال المرض فهو عاص و عليه القضاء و ذلك ألن اهللا يقول عليكم صيد البر ما دمتم حل لكم صيد البحر و طعامه متاعا لكم و للسيارة و حرم و قوله أ» أو على سفر فعدة من أيام أخر

اما للناس قال ما دامت الكعبة قائمة و يحج الناس إليها لم يهلكوا فإذا هدمت و حرما و قوله جعل الله الكعبة البيت الحرام قيتسؤكم فإنه حدثني أبي عن حنان بن سدير كم هلكوا و أما قوله يا أيها الذين آمنوا ال تسئلوا عن أشياء إن تبد ل تركوا الحج

بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها الثاني غطي قرطك فإن قرابتك من رسول عن أبيه عن أبي جعفر ع أن صفية اهللا ص ال تنفعك شيئا، فقالت له هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء، ثم دخلت على رسول اهللا ص فأخبرته بذلك و بكت،

تنفع لو قد قربت المقام زعمون أن قرابتي الفنادى الصالة جامعة، فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام ي) ص(فخرج رسول اهللا المحمود لشفعت في أحوجكم، ال يسألني اليوم أحد من أبواه إال أخبرته، فقام إليه رجل فقال من أبي فقال أبوك غير الذي

ما بال ) ص(تدعى له أبوك فالن بن فالن، فقام آخر فقال من أبي يا رسول اهللا فقال أبوك الذي تدعى له ثم قال رسول اهللا الذي يزعم أن قرابتي ال تنفع ال يسألني عن أبيه فقام إليه الثاني فقال له أعوذ باهللا من غضب اهللا و غضب رسوله اعف عني عفا

أصبحوا بها كافرين و أما تعالى يا أيها الذين آمنوا ال تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم إلى قوله ثم نك فأنزل اهللا اهللا عقوله ما جعل الله من بحيرة و ال سائبة و ال وصيلة و ال حام فإن البحيرة كانت إذا وضعت الشاة خمسة أبطن ففي السادسة قالت

وضعت في السادسة أبطن ثمالعرب قد بحرت فجعلوها للصنم و ال تمنع ماء و ال مرعى، و الوصيلة إذا وضعت الشاة خمسةعناقا في بطن واحد جعلوا األنثى للصنم، و قالوا وصلت أخاها و حرموا لحمها على النساء، و الحام كان إذا كان جديا و

الفحل من اإلبل جدا لجد قالوا قد حمى ظهره فسموه حاما فال يركب و ال يمنع ماء و ال مرعى و ال يحمل عليه شيء، فرد اهللا و قوله يا أيها الذين آمنوا » جعل الله من بحيرة و ال سائبة و ال وصيلة و ال حام إلى قوله و أكثرهم ال يعقلونما« عليهم فقال

س و ال تذكروهم فإنه ال يضركم أنفسكم و ال تتبعوا عورات النا عليكم أنفسكم ال يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أصلحواو قوله يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل . ضاللتهم إذا كنتم أنتم صالحين

Page 82: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أرض فأصابتكم مصيبة الموت فإنها نزلت في ابن بندي و ابن أبي مارية منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الالنصرانيين، و كان رجل يقال له تميم الدارمي مسلم خرج معهما في سفر، و كان مع تميم خرج و متاع و آنية منقوشة

اعتل تميم فلما حضره الموت دفع ما كان معه بالذهب و قالدة أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها، فلما مروا بالمدينةأن يوصاله إلى ورثته فقدما المدينة و أوصال ما كان دفعه إليهما تميم و حبسا اآلنية و أمرهما إلى ابن بندي و ابن أبي مارية

أياما قليلة، قالوا المنقوشة و القالدة، فقال ورثة الميت هل مرض صاحبنا مرضا طويال أنفق فيه نفقة كثيرة فقاال ما مرض إالفهل سرق منه شيء في سفره قاال ال، قالوا فهل اتجر تجارة خسر فيها فقاال ال، قالوا فقد افتقدنا أنبل شيء كان معه آنية

فقدموهما إلى رسول اهللا ص فأوجب عليهما اليمين فحلفا و يناه إليكم، منقوشة بالذهب مكللة و قالدة قاال ما دفعه إلينا قد أديا « بذلك، فانتظر الحكم من اهللا، فأنزل اهللا ) ص(ما، ثم ظهرت القالدة و اآلنية عليهما فأخبروا ورثة الميت رسول اهللا أطلقه

يعني من أهل » غيركمأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران منالوصية فقط إذا كان في سفر و لم يجد المسلم ثم فأطلق اهللا شهادة أهل الكتاب على » م ضربتم في الأرضإن أنت« الكتاب

بالله إن ارتبتم ال نشتري به ثمنا و لو كان قال فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصالة يعني صالة العصر فيقسمانم قال عز و جل فإن عثر ث) ص(آثمين فهذه الشهادة األولى التي أحلفها رسول اهللا ذا قربى و ال نكتم شهادة الله إنا إذا لمن ال

يقومان مقامهما يعني من أولياء المدعي من الذين استحق عليهم آخران ا على كذب فاستحقا إثما أي حلفعلى أنهما با فيما حلفا الأوليان فيقسمان بالله أي يحلفان باهللا لشهادتنا أحق من شهادتهما و ما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين و إنهما قد كذ

أولياء تميم الدارمي ) ص(يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم فأمر رسول اهللا ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو باهللاو أما قوله يوم . ما على أولياء تميمأن يحلفوا باهللا على ما أمرهم به فأخذ اآلنية و القالدة من ابن بندي و ابن أبي مارية و رده

يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العال بن العال عن محمد عن أبي جعفر ع قال هم و قوله إذ قال الله يا عيسى ابن ما ذا أجبتم في أوصيائكم يسأل اهللا تعالى يوم القيامة فيقولون ال علم لنا بما فعلوا بعدنا ب

مريم اذكر نعمتي عليك و على والدتك إلى قوله و اشهد بأننا مسلمون فإنه محكم، و أما قوله إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مؤمنين قالوا كما حكى اهللا نريد أن نأكل دة من السماء قال عيسى اتقوا الله إن كنتم ينا مائمريم هل يستطيع ربك أن ينزل عل

نزل علينا مائدة من السماء تكون منها و تطمئن قلوبنا و نعلم أن قد صدقتنا و نكون عليها من الشاهدين فقال عيسى اللهم ربنا ألنا عيدا لأولنا و آخرنا و آية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين ف قال الله احتجاجا عليهم إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد

ابا ال أعذبه أحدا من العالمين فكانت تنزل المائدة عليهم فيجتمعون عليها و يأكلون حتى يشبعون ثم منكم فإني أعذبه عذترفع، فقال كبراؤهم و مترفوهم ال ندع سفلتنا يأكلون منها فرفع اهللا المائدة و مسخوا قردة و خنازير، قوله و إذ قال الله يا

ماض و معناه مستقبل و لم يقله بعد و ذوني و أمي إلهين من دون الله فلفظ اآلية أنت قلت للناس اتخعيسى ابن مريم أزعموا أن عيسى قال لهم اتخذوني و أمي إلهين من دون اهللا، فإذا كان يوم القيامة يجمع اهللا بين سيقوله، و ذلك أن النصارى

ابن مريم فيقول له أ أنت قلت لهم ما يدعون عليك اتخذوني و أمي إلهين، فيقول عيسى سبحانك ما النصارى و بين عيسى لغيوب كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و ال أعلم ما في نفسك إنك أنت علام ا ما ليس لي بحق إن يكون لي أن أقول

إلى قوله و أنت على كل شيء شهيد و الدليل على أن عيسى لم يقل لهم ذلك مساءلة اهللا النبي يوم القيامة قوله هذا يوم ينفع م ضريس عن أبي جعفر ع في قوله هذا يون عن و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعما. الصادقين صدقهم

Page 83: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ينفع الصادقين صدقهم قال إذا كان يوم القيامة و حشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم القيامة فال ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهدا شديدا، قال فيقفون بفناء العرصة و يشرف الجبار عليهم و هو على عرشه فأول من يدعى بنداء يسمع الخالئق

باسم محمد بن عبد اهللا النبي القرشي العربي، قال فيتقدم حتى يقف على يمين العرش، قال ثم يدعى أجمعون أن يهتف بصاحبكم علي ع، فيتقدم حتى يقف على يسار رسول اهللا ص، ثم يدعى بأمة محمد فيقفون على يسار علي ع ثم يدعى بنبي

عن يسار العرش، قال ثم أول من يدعى للمساءلة القلم قال نبي و أمته معه من أول النبيين إلى آخرهم و أمتهم معهم، فيقفون فيتقدم، فيقف بين يدي اهللا في صورة اآلدميين، فيقول اهللا هل سطرت في اللوح ما ألهمتك و أمرتك به من الوحي فيقول

لك بذلك، القلم نعم يا رب قد علمت أني قد سطرت في اللوح ما أمرتني و ألهمتني به من وحيك فيقول اهللا فمن يشهدفيقول يا رب و هل اطلع على مكنون سرك خلق غيرك، قال فيقول له اهللا أفلحت حجتك، قال ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة اآلدميين حتى يقف مع القلم، فيقول له هل سطر فيك القلم ما ألهمته و أمرته به من وحيي، فيقول اللوح نعم يا رب و

م و اللوح في صورة اآلدميين، فيقول اهللا هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحيي فيقول نعم القل بلغته إسرافيل، فيتقدم معيا رب و بلغته جبرئيل فيدعى بجبرائيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل فيقول اهللا هل بلغك إسرافيل ما بلغ فيقول نعم يا رب و

أمرك و أديت رسالتك إلى نبي نبي و رسول رسول و بلغتهم كل بلغته جميع أنبيائك و أنفذت إليهم جميع ما انتهى إلي من محمد بن لغته رساالتك و وحيك و حكمتك و علمك و كتابك و كالمك وحيك و حكمتك و كتبك و إن آخر من ب

دنيه عبد اهللا العربي القرشي الحرمي حبيبك، قال أبو جعفر ع فإن أول من يدعى من ولد آدم للمساءلة محمد بن عبد اهللا ع فياهللا حتى ال يكون خلق أقرب إلى اهللا يومئذ منه، فيقول اهللا يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك و أرسلته به إليك من

رب قد بلغني جبرائيل جميع ما أوحيته إليه و كتابي و حكمتي و علمي و هل أوحى ذلك إليك فيقول رسول اهللا ص نعم يا و أوحاه إلي، فيقول اهللا لمحمد هل بلغت أمتك ما بلغك جبرئيل من كتابي و حكمتك و علمكأرسلته من كتابك و

حكمتي و علمي فيقول رسول اهللا ص نعم يا رب قد بلغت أمتي ما أوحى إلي من كتابك و حكمتك و علمك و جاهدت الة و مالئكتك و في سبيلك، فيقول اهللا لمحمد فمن يشهد لك بذلك فيقول محمد ص يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرس

لمحمد بتبليغ الرسالة ثم يدعى بأمة محمد فيسألون هل بلغكم ر من أمتي و كفى بك شهيدا، فيدعى بالمالئكة فيشهدون األبرامحمد رسالتي و كتابي و حكمتي و علمي و علمكم ذلك فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة و الحكمة و العلم، فيقول اهللا

تك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي و علمي و يفسر لهم كتابي و يبين لهم ما يختلفون فيه لمحمد فهل استخلفت في أمنعم يا رب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب أخي و وزيري و خير دك حجة لي و خليفة في األرض فيقول محمد من بع

إماما يقتدي به األئمة من بعدي إلى يوم أمتي و نصبته لهم علما في حياتي و دعوتهم إلى طاعته و جعلته خليفتي في أمتي و القيامة، فيدعى بعلي بن أبي طالب ع فيقال له هل أوصى إليك محمد و استخلفك في أمته و نصبك علما ألمته في حياته و

في أمته و نصبني لهم علما في حياته ى إلي محمد و خلفني هل قمت فيهم من بعده مقامه فيقول له علي نعم يا رب قد أوصما قبضت محمدا إليك جحدتني أمته و مكروا بي و استضعفوني و كادوا يقتلونني و قدموا قدامي من أخرت، و أخروا من فل

قدمت و لم يسمعوا مني و لم يطيعوا أمري فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني، فيقال لعلي فهل خلفت من بعدك في أمة هم الحسن ابني و ابن إلى سبيلي فيقول علي نعم يا رب قد خلفت فيمحمد حجة و خليفة في األرض يدعو عبادي إلى ديني و

بنت نبيك، فيدعى بالحسن بن علي ع فيسأل عما سئل عنه علي بن أبي طالب ع، قال ثم يدعى بإمام إمام و بأهل عالمه

Page 84: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ين صدقهم قال ثم انقطع حديث فيحتجون بحجتهم فيقبل اهللا عذرهم و يجيز حجتهم قال ثم يقول اهللا هذا يوم ينفع الصادق أبي جعفر عليه و على آبائه السالم

١٦٥ سورة األنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية -٦

ذين كفروا بربهم يعدلون فإنه جعل الظلمات و النور ثم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات و الأرض و بسم الحدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال نزلت األنعام جملة واحدة و يشيعها سبعون ألف ملك لهم

ن طين ثم قضى أجلا و قوله هو الذي خلقكم م زجل بالتسبيح و التهليل و التكبير فمن قرأها سبحوا له إلى يوم القيامة، و أماأجل مسمى عنده فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال األجل

فيه المقضي هو المحتوم الذي قضاه اهللا و حتمه و المسمى هو الذي فيه البداء يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء، و المحتوم ليسيقر له بالبداء أن يفعل اهللا ما يشاء و إال بتحريم الخمر و أن تقديم و ال تأخير و حدثني ياسر عن الرضا ع قال ما بعث اهللا نبيا

كسبون قال السر ما أن يكون في تراثه الكندر و قوله و هو الله في السماوات و في الأرض يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تأسر في نفسه و الجهر ما أظهره و الكتمان ما عرض بقلبه ثم نسيه و قوله و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها

ابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا من بعدهم قرنا آخرين و لو نزلنا عليك كتأنشأنا معرضين إلى قوله و إلا سحر مبين فإنه محكم ثم قال حكاية عن قريش و قالوا لو ال أنزل عليه ملك يعني رسول اهللا ص و لو أنزلنا ملكا لقضي

النبي ص من اآليات هلكوا، فاستعفى فأخبر عز و جل أن اآلية إذا جاءت و الملك إذا نزل و لم يؤمنوا الأمر ثم ال ينظرون رأفة و رحمة على أمته و أعطاه اهللا الشفاعة ثم قال اهللا و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون و لقد استهزئبرسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن أي نزل بهم العذاب ثم قال لهم قل لهم يا محمد سيروا في

ثم قال قل لهم لمن ما في الأرض ثم انظروا أي انظروا في القرآن و أخبار األنبياء فانظروا كيف كان عاقبة المكذبينالسماوات و الأرض ثم رد عليهم فقال قل لهم لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة يعني أوجب الرحمة

بالليل و النهار هو كله هللا، ثم احتج عز و جل يع العليم يعني ما خلقعلى نفسه و قوله و له ما سكن في الليل و النهار و هو السمعليهم فقال قل لهم أ غير الله أتخذ وليا فاطر السماوات و الأرض أي مخترعها و قوله و هو يطعم و ال يطعم إلى قوله و هو

هو الحكيم الخبير فإنه محكم، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله قل أي شيء أكبر شهادة القاهر فوق عباده و مكة قالوا يا محمد ما وجد اهللا رسوال يرسله غيرك، ما نرى أحدا بينكم و ذلك أن مشركي أهل قل الله شهيد بيني و

و ذلك في أول ما دعاهم و هو يومئذ بمكة، قالوا و لقد سألنا عنك اليهود و النصارى و زعموا أنه يصدقك بالذي تقول،اآلية قال إنكم لتشهدون » الله شهيد بيني و بينكم« ليس لك ذكر عندهم فتأتينا من يشهد أنك رسول اهللا، قال رسول اهللا ص

قل إنما هو إله واحد و إنني بريء مما دوا فال تشهد معهم، قال ال أشهد فإن شهأن مع اهللا آلهة أخرى، يقول اهللا لمحمد تشركون و أما قوله الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم اآلية فإن عمر بن الخطاب قال لعبد اهللا بن سالم هل

دا في كتابكم قال نعم و اهللا نعرفه بالنعت الذي نعت اهللا لنا إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع تعرفون محمالغلمان و الذي يحلف به ابن سالم ألنا بمحمد هذا أشد معرفة مني بابني، قال اهللا الذين خسروا أنفسهم فهم ال يؤمنون و قال

قل الله شهيد بيني و « يعني أي شيء أصدق قوال ثم قال » أي شيء أكبر شهادة« م ثم قال قل لهم يا محمد علي بن إبراهيبه النبي ص و قال من بلغ هو اإلمام قال محمد ينذر و إنا نقول كما أنذر » بينكم و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به و من بلغ

Page 85: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

آياته إنه ال يفلح الظالمون فإنه محكم، و قوله و يوم نحشرهم جميعا على الله كذبا أو كذب بقوله و من أظلم ممن افترى زعمون ثم لم تكن فتنتهم أي كذبهم إلا أن قالوا و الله ربنا ما كنا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم ت

ما كانوا يفترون أي ضل عنهم الكذب قوله انظر كيف كذبوا على أنفسهم و ضل عنهممشركين و الدليل على أن الفتنة هاهناشا فقال و منهم من يستمع إليك و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه يعني غطاء و في آذانهم وقرا أي كذبهم ثم ذكر قري

إن هذا إلا أساطير روا ين كفصمما و إن يروا كل آية ال يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك أي يخاصمونك يقول الذالأولين أي أكاذيب األولين، و قوله و هم ينهون عنه و ينأون عنه قال بنو هاشم كانوا ينصرون رسول اهللا ص و يمنعون قريشا

ذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد و ال نكذب عنه و ينأون عنه أي يباعدون عنه و يساعدونه و ال يؤمنون، و قوله و لو ترى إأمية ثم قال بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل قال من عداوة أمير ت في بني آيات ربنا و نكون من المؤمنين قال نزل ب

هوا عنه و إنهم لكاذبون ثم حكى عز و جل قول الدهرية فقال و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا المؤمنين ع و لو ردوا لعادوا لما نذين و ما نحن بمبعوثين فقال اهللا و لو ترى إذ وقفوا على ربهم قال قال حكاية عن قول من أنكر قيام الساعة فقال قد خسر ال

كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها و هم يحملون أوزارهم على ظهورهم أال ساء و قوله . آخرة خير للذين يتقون أ فال تعقلون محكم هو و للدار الما يزرون يعني آثامهم و قوله و ما الحياة الدنيا إلا لعب و ل

آيات الله يجحدون فإنها قرئت على أبي عبد اهللا ع لكن الظالمين بإنهم ال يكذبونك و قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فأي ال يأتون بحق يبطلون حقك حدثني أبي عن القاسم بن » ال يأتونك«فقال بلى و اهللا لقد كذبوه أشد التكذيب و إنما نزل

قال قال أبو عبد اهللا ع يا حفص إن من صبر صبر ] البختري [ محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث و « لصبر في جميع أمورك فإن اهللا بعث محمدا و أمره بالصبر و الرفق فقال قال عليك با قليال و إن من جزع جزع قليال ثم

ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي « فقال » اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلاو لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما « بالعظائم و رموه بها فضاق صدره، فأنزل اهللا حتى قابلوه صبر رسول اهللا ص ف» حميمك و لكن ثم كذبوه و رموه فحزن لذلك فأنزل اهللا تعالى قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم ال يكذبون» يقولون

صرنا فألزم نفسه آيات الله يجحدون و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا و أوذوا حتى أتاهم ن الظالمين بنفسي و أهلي و عرضي و ص فقعدوا و ذكروا اهللا تبارك و تعالى بالسوء و كذبوه، فقال رسول اهللا ص قد صبرت في الصبر

و لقد خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام و ما مسنا من لغوب فاصبر « ال صبر لي على ذكرهم إلهي فأنزل اهللا و جعلنا منهم أئمة « صبر وصفوا بالفصبر رسول اهللا ص في جميع أحواله، ثم بشر في األئمة من عترته و» على ما يقولون

فعند ذلك قال ع الصبر من اإليمان كالرأس من البدن فشكر اهللا له ذلك » آياتنا يوقنون صبروا و كانوا بيهدون بأمرنا لما يل بما صبروا و دمرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا و تمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائ« فأنزل اهللا عليه

وجدوا فقتلهم على يدي رسول اهللا ص و ركين حيث فقال رسول اهللا ص آية بشرى و انتقام، فأباح اهللا قتل المش» يعرشونرواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و إن كان كبر أحبائه و عجل اهللا له ثواب صبره مع ما ادخر له في اآلخرة و في

إعراضهم قال كان رسول اهللا ص يحب إسالم الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف دعاه رسول اهللا ص أن يسلم عليكإلى قوله نفقا في الأرض يقول سربا راضهم ص فأنزل اهللا و إن كان كبر عليك إعفغلب عليه الشقاء فشق ذلك على رسول اهللا

Page 86: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فقال علي بن إبراهيم في قوله نفقا في الأرض أو سلما في السماء قال إن قدرت أن تحفر األرض و تصعد السماء أي ال تقدر مؤمنين و قوله فال تكونن من الجاهلين مخاطبة للنبي و على ذلك، ثم قال و لو شاء الله لجمعهم على الهدى أي جعلهم كلهم

المعنى للناس ثم قال إنما يستجيب الذين يسمعون يعني يعقلون و يصدقون و الموتى يبعثهم الله أي يصدقون بأن الموتى هال أنزل عليه آية، قال إن الله قادر على أن ينزل آية و لكن أكثرهم ال يعلمون قال ال يبعثهم اهللا و قالوا لو ال نزل عليه آية أي

إن الله قادر على أن « قوله يعلمون أن اآلية إذا جاءت و لم يؤمنوا بها ليهلكوا و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في و سيريكم في آخر الزمان آيات، منها دابة في األرض، و الدجال، و نزول عيسى ابن مريم ع و طلوع الشمس من » ينزل آية

مغربها و قوله و ما من دابة في الأرض و ال طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم يعني خلق مثلكم، و قال كل شيء مما خلق آياتنا صم و بكم في الذين كذبوا بهم يحشرون و قوله و فرطنا في الكتاب من شيء أي ما تركنا ثم إلى ربخلق مثلكم ما

مستقيم يعني يبين له و يوفقه الظلمات يعني قد خفي عليهم ما تقوله من يشأ الله يضلله أي يعذبه و من يشأ يجعله على صراط حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا جعفر بن عبد اهللا قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن . حتى يهتدي إلى الطريق» لظلماتفي ا« يقول صم عن الهدى و بكم ال يتكلمون بخير » آياتنا صم و بكم بوا الذين كذب« أبي جعفر ص في قوله

و هو رد على قدرية هذه األمة، يحشرهم اهللا » من يشأ الله يضلله و من يشأ يجعله على صراط مستقيم« ظلمات الكفر يعني انظر كيف كذبوا على «يقول اهللا » و الله ربنا ما كنا مشركين« يوم القيامة مع الصابئين و النصارى و المجوس، فيقولون

قال فقال رسول اهللا ص أال إن لكل أمة مجوس، و مجوس هذه األمة الذين يقولون ال » عنهم ما كانوا يفترونأنفسهم و ضل اط عن علي بن قدر و يزعمون أن المشية و القدرة إليهم و لهم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسب

حدثنا جعفر بن أحمد قال بوالية علي ع » كينو الله ربنا ما كنا مشر« أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع في قوله حدثنا عبد الكريم قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر ع عن قول اهللا عز

فقال أبو جعفر » آياتنا صم و بكم في الظلمات من يشأ الله يضلله و من يشأ يجعله على صراط مستقيم الذين كذبوا ب« و جل نه ال يصدق باألوصياء و ال نزلت في الذين كذبوا بأوصيائهم، صم و بكم، كما قال اهللا في الظلمات، من كان من ولد إبليس فإ

يؤمن بهم أبدا و هم الذين أضلهم اهللا، و من كان من ولد آدم آمن باألوصياء فهم على صراط مستقيم قال و سمعته يقول ه أو آياتنا كلها في بطن القرآن أن كذبوا باألوصياء كلهم ثم قال قل لهم يا محمد أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الل كذبوا ب

إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء و تنسون ما صادقين ثم رد عليهم فقال بل أتتكم الساعة أ غير الله تدعون إن كنتمن، أي تتركون األصنام، و قوله عز و جل تشركون قال تدعون اهللا إذا أصابكم ضر ثم إذا كشف عنكم ذلك تنسون ما تشركو

عون يعني كي يتضرعوا ثم قال فلو ال إذ لعلهم يتضر.لنبيه ص و لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء و الضراء و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما لم يتضرعوا فتح اهللا عليهم الدنيا و أغناهم تضرعوا و لكن قست قلوبهمجاءهم بأسنا

عقوبة لفعلهم الردي فلما فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون أي آيسون و ذلك قول اهللا تبارك و تعالى في حفص بن غياث عن أبي عبد اهللا ع قال م بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن أبي عن القاسمناجاته لموسى ع، حدثني

كانت مناجاة اهللا لموسى ع يا موسى إذا رأيت الفقر مقبال فقل مرحبا بشعار الصالحين، و إذا رأيت الغنى مقبال فقل ذنب ذلك فال يتوب فيكون إقبال الدنيا عليه عقوبة لذنوبه حدثنا عجلت عقوبته، فما فتح اهللا على أحد هذه الدنيا إال بذنب لينسيه

جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا

Page 87: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يعني » فلما نسوا ما ذكروا به« ل شيء قال أما قوله عن قول اهللا عز و جل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب ك) ع(جعفر يعني دولتهم في الدنيا و ما بسط لهم فيها » فتحنا عليهم أبواب كل شيء« فلما تركوا والية علي أمير المؤمنين ع و قد أمروا به

يعني بذلك قيام القائم حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان » بغتة فإذا هم مبلسون فرحوا بما أوتوا أخذناهمحتى إذا« و أما قوله قط، فذلك قوله بغتة فنزلت بخبره هذه اآلية على محمد ص و قوله فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين

بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اهللا ع قال سألته عن فإنه حدثني أبي عن القاسمالورع فقال الذي يتورع عن محارم اهللا و يجتنب الشبهات و إذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام و هو ال يعرفه و إذا رأى

من أحب أن يعصي اهللا فقد بارز اهللا بالعداوة و من أحب المنكر و لم ينكره و هو يقدر عليه فقد أحب أن يعصي اهللا اختيارا وفقطع دابر القوم الذين « اهللا إن اهللا تبارك و تعالى حمد نفسه على هالك الظالمين قال بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصين أخذ الله سمعكم و أبصاركم و ختم على قلوبكم من إله غير الله و قوله قل أ رأيتم إ» ظلموا و الحمد لله رب العالمين آيات ثم هم يصدفون قال قل لقريش إن أخذ الله سمعكم و أبصاركم و ختم على قلوبكم يأتيكم به انظر كيف نصرف ال

قل أ « أي يكذبون، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله » يصدفونم ثم ه« من يرد ذلكم عليكم إال اهللا و قوله الله يأتيكم به انظر يقول إن أخذ اهللا منكم الهدى من إله غير» رأيتم إن أخذ الله سمعكم و أبصاركم و ختم على قلوبكم

ه بغتة أو جهرة هل يهلك آيات ثم هم يصدفون يقول يعترضون و أما قوله قل أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الل كيف نصرف الإلى المدينة و أصاب أصحابه الجهد و العلل و المرض فشكوا ذلك إلى القوم الظالمون فإنها نزلت لما هاجر رسول اهللا ص إلا

رسول اهللا ص فأنزل اهللا عز و جل قل لهم يا محمد أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون، و قوله و . ر في الدنيا، فأما العذاب األليم الذي فيه الهالك فال يصيب إال القوم الظالمينأي إنهم ال يصيبهم إال الجهد و الضر

سهم آياتنا يم ما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين فمن آمن و أصلح فال خوف عليهم و ال هم يحزنون و الذين كذبوا بالعذاب بما كانوا يفسقون ثم قال قل لهم يا محمد ال أقول لكم عندي خزائن الله و ال أعلم الغيب و ال أقول لكم إني ملك

قوله إنها من عند اهللا ثم قال هل يستوي الأعمى و إلي قال ما أملك لكم خزائن اهللا و ال أعلم الغيب و أما أتبع إلا ما يوحى إن البصير أي من يعلم و من ال يعلم أ فال تتفكرون ثم قال و أنذر به يعني بالقرآن الذين يخافون أي يرجون أن يحشروا إلى

و أما قوله و ال تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ما .يع لعلهم يتقونربهم ليس لهم من دونه ولي و ال شفنه كان سبب نزولها أنه كان عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين فإ

بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة، و كان رسول اهللا ص أمرهم أن يكونوا في الصفة يأوون إليها، و كان رسول اهللا ص يتعاهدهم بنفسه و ربما حمل إليهم ما يأكلون، و كانوا يختلفون إلى رسول اهللا ص فيقربهم و يقعد معهم و

ذا جاء األغنياء و المترفون من أصحابه أنكروا عليه ذلك و يقولون له اطردهم عنك فجاء يوما رجل من يؤنسهم و كان إاألنصار إلى رسول اهللا ص و عنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق برسول اهللا ص و رسول اهللا ص يحدثه، فقعد األنصاري

سول اهللا ص لعلك خفت أن يلزق فقره بك فقال األنصاري رتقدم فلم يفعل، فقال له بالبعد منهما، فقال له رسول اهللا ص إلخ ثم قال و كذلك فتنا ... و ال تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه« اطرد هؤالء عنك، فأنزل اهللا

كيف مواساتهم للفقراء و كيف يخرجون ما فرض اهللا عليهم في أموالهم، بعضهم ببعض أي اختبرنا األغنياء بالغناء لننظر أيدي األغنياء و ليقولوا أي الفقراء أ هؤالء األغنياء من الله عليهم من صبرهم على الفقر و عما في فاختبرنا الفقراء لننظر كيف

Page 88: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ثم فرض اهللا على رسوله ص أن يسلم على التوابين و الذين عملوا السيئات ثم تابوا فقال و إذا بيننا أ ليس الله بأعلم بالشاكرين آياتنا فقل سالم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة يعني أوجب الرحمة لمن تاب و الدليل على جاءك الذين يؤمنون ب

آيات و عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فأنه غفور رحيم و قوله و كذلك نفصل الذلك قوله أنه من الذين تدعون من دون لتستبين سبيل المجرمين يعني مذهبهم و طريقتهم تستبين إذا وصفناهم، ثم قال قل إني نهيت أن أعبد

أنا من المهتدين، قل إني على بينة من ربي و كذبتم به أي بالبينة التي أنا عليها ما الله قل ال أتبع أهواءكم قد ضللت إذا و مالتي سألوها إن الحكم إلا لله يقص الحق و هو خير الفاصلين أي يفصل بين الحق و عندي ما تستعجلون به يعني اآليات ا

بيني و بينكم يعني إذا جاءت اآلية هلكتم و انقضى ما الباطل ثم قال قل لهم لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني ونكم و قوله و عنده مفاتح الغيب يعني عالم الغيب ال يعلمها إلا هو و يعلم ما في البر و البحر و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها و بي

الورقة السقط، و الحبة الولد، و ظلمات األرض ال حبة في ظلمات الأرض و ال رطب و ال يابس إلا في كتاب مبين قال كل ذلك في كتاب مبين و قوله و هو الذي يتوفاكم بالليل س ما تغيض األرحام، و األرحام، و الرطب ما يبقى و يحيا، و الياب

يبعثكم فيه يعني ما عملتم من الخير و الشر و في رواية يعني بالنوم و يعلم ما جرحتم بالنهار يعني ما عملتم بالنهار و قوله ثمتم تعملون و أما أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله ليقضى أجل مسمى قال هو الموت ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كن

يرسل عليكم حفظة يعني المالئكة الذين يحفظونكم و يحفظون أعمالكم حتى إذا جاء عباده و قوله و هو القاهر فوق و أحدكم الموت توفته رسلنا و هم المالئكة و هم ال يفرطون أي ال يقصرون ثم ردوا إلى الله موالهم الحق أال له الحكم و ه

إلى قوله ثم أنتم تشركون فإنه محكم و و البحر تدعونه تضرعا و خفية أسرع الحاسبين و قوله قل من ينجيكم من ظلمات البر من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم بأس بعض قوله قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو

ال خير فيه أو يلبسكم شيعا لكم قال السفلة و من قال السلطان الجائر أو من تحت أرج» من فوقكم يبعث عليكم عذابا« فقوله هو القادر على « يذيق بعضكم بأس بعض قال سوء الجوار، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله قال العصبية و

و هو » أو يلبسكم شيعا« و هو الخسف » أو من تحت أرجلكم« هو الدخان و الصيحة » أن يبعث عليكم عذابا من فوقكمو هو أن يقتل بعضكم بعضا و كل هذا في أهل » بعضو يذيق بعضكم بأس « عض اختالف في الدين و طعن بعضكم على بإ مستقر يقول آيات لعلهم يفقهون و كذب به قومك و هم قريش و قوله لكل نب القبلة كذا يقول اهللا انظر كيف نصرف ال

آيات لعلهم يفقهون يعني كي يفقهوا و قوله و كذب به لكل نبأ حقيقة و سوف تعلمون و أيضا قال انظر كيف نصرف ال. بإ مستقر أي لكل خبر وقت و سوف تعلمونقومك و هو الحق يعني القرآن كذبت به قريش قل لست عليكم بوكيل لكل ن

و قوله و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره يعني الذين يكذبون بالقرآن و الظالمين عد بعد الذكرى مع القوميستهزءون، ثم قال فإن أنساك الشيطان في ذلك الوقت عما أمرتك به فال تق

أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن عبد األعلى مسلم إن بن أعين قال قال رسول اهللا ص من كان يؤمن باهللا و اليوم اآلخر فال يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه

إلخ ... و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا« اهللا يقول في كتابه

المتقون بحساب الذين ال يتقون و لكن ذكرى أي أذكر من شيء أي ليس يؤخذ و قوله و ما على الذين يتقون من حسابهم » و ذكر به أن تبسل قال و ذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا و غرتهم الحياة الدنيا يعني المالهيلعلهم يتقون كي يتقوا ثم

Page 89: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يقبل منها فداء و ال عني يوم القيامة ال يؤخذ منها ينفس أي تسلم ليس لها من دون الله ولي و ال شفيع و إن تعدل كل عدل الصرف أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا أي أسلموا بأعمالهم لهم شراب من حميم و عذاب أليم بما كانوا يكفرون و قوله

عنا و ال يضرنا و نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله و قوله احتجاجا على عبدة األوثان قل لهم أ ندعوا من دون الله ما ال ينفو قوله له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا يعني ارجع إلينا و هو . حيرانين أي خدعتهم في الأرض فهو كالذي استهوته الشياط

عليهم فقال قل لهم يا محمد إن هدى الله هو الهدى و أمرنا لنسلم لرب العالمين و قوله و أن أقيموا كناية عن إبليس فرد اهللاله م يقول كن فيكون قوله الحق و والصالة و اتقوه و هو الذي إليه تحشرون و هو الذي خلق السماوات و الأرض بالحق و ي

ثم حكى عز و جل قول إبراهيم ع و إذ . الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير فإنه محكما آلهة إني أراك و قومك في ضالل مبين فإنه محكم و أما قوله و كذلك نري إبراهيم قال إبراهيم لأبيه آزر أ تتخذ أصنام

عن يونس بن عبد ] مرار [ فإنه حدثني أبي عن إسماعيل بن ضرار و ليكون من الموقنين ملكوت السماوات و الأرضهللا ع قال كشط له عن األرض و من عليها و عن السماء و من فيها و الملك الذي يحملها و الرحمن عن هشام عن أبي عبد ا

ي أيوب الخزاز عن العرش و من عليه، و فعل ذلك برسول اهللا ص و أمير المؤمنين ع و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبرض التفت فرأى رجال يزني فدعا عليه فمات، ثم أبي عبد اهللا ع قال لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات و األ أبي بصير عن

رأى آخر فدعا عليه فمات ثم رأى ثالثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى اهللا يا إبراهيم إن دعوتك مستجابة فال تدع على عبادي عبدون فإني لو شئت لم أخلقهم، إني خلقت خلقي على ثالثة أصناف، صنف يعبدوني و ال يشركون بي شيئا فأثيبه، و صنف ي

غيري فليس يفوتني، و صنف يعبدون غيري فأخرج من صلبه من يعبدني و أما قوله فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ال قال آفلين والدة إبراهيم عليه السالم فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان ق ربي فلما أفل أي غاب قال ال أحب ال

أبو عبد اهللا ع إن آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له إني أرى في حساب النجوم أن هذا الزمان يحدث رجال فينسخ هذا الدين و يدعو إلى دين آخر، فقال نمرود في أي بالد يكون قال في هذه البالد، و كان منزل نمرود بكوني ربا

قد خرج إلى الدنيا قال آزر ال، قال فينبغي أن يفرق بين الرجال و النساء، ففرق بين الرجال و فقال له نمرود]كوثي ريا [النساء، و حملت أم إبراهيم ع و لم تبين حملها، فلما حان والدتها قالت يا آزر إني قد اعتللت و أريد أن أعتزل عنك، و كان

ت و اعتزلت عن زوجها و اعتزلت في غار، و وضعت بإبراهيم ع في ذلك الزمان المرأة إذا اعتلت اعتزلت عن زوجها، فخرجفهيئته و قمطته، و رجعت إلى منزلها و سدت باب الغار بالحجارة، فأجرى اهللا إلبراهيم ع لبنا من إبهامه، و كانت أمه تأتيه و

كان يشب إبراهيم في الغار وكل نمرود بكل امرأة حامل فكان يذبح كل ولد ذكر، فهربت أم إبراهيم بإبراهيم من الذبح، ويوما كما يشب غيره في الشهر، حتى أتى له في الغار ثالثة عشر سنة فلما كان بعد ذلك زارته أمه، فلما أرادت أن تفارقه تشبث بها، فقال يا أمي أخرجيني، فقالت له يا بني إن الملك إن علم أنك ولدت في هذا الزمان قتلك، فلما خرجت أمه و

ر و قد غابت الشمس نظر إلى الزهرة في السماء، فقال هذا ربي فلما أفلت قال لو كان هذا ربي ما تحرك و ال خرج من الغاآفلين اآلفل الغائب، فلما نظر إلى المشرق رأى و قد طلع القمر، قال هذا ربي هذا أكبر و أحسن فلما برح ثم قال ال أحب ال

يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما أصبح و طلعت الشمس و رأى ضوءها و قد أضاءت تحرك و زال قال لئن لم الدنيا لطلوعها قال هذا ربي هذا أكبر و أحسن فلما تحركت و زالت كشف اهللا له عن السماوات حتى رأى العرش و من عليه

Page 90: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و أراه اهللا ملكوت السماوات و األرض فعند ذلك و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين فجاء إلى أمه و أدخلته دارها و جعلته بين أوالدها و سئل أبو عبد اهللا ع عن قول إبراهيم

كان في طلب إبراهيم شرك و إنما من ي قوله هذا ربي فقال ال من قال هذا اليوم فهو مشرك، و لم يكنهذا ربي أشرك فربه و هو من غيره شرك، فلما دخلت أم إبراهيم بإبراهيم دارها نظر إليه آزر فقال من هذا الذي قد بقي في سلطان الملك و

ت كذا و كذا و حين اعتزلت عنك، فقال ويحك إن علم الملك الملك يقتل أوالد الناس فقالت هذا ابنك ولدته في وقللناس و يدفعها إلى ولده و يبيعونها، األصنام له و بهذا زالت منزلتنا عنده و كان آزر صاحب أمر نمرود و وزيره و كان يتخذ

تجاج عنه و كان آزر كلما نظر فقالت أم إبراهيم آلزر ال عليك إن لم يشعر الملك به، بقي لنا ولدنا و إن شعر به كفيتك االحإلى إبراهيم أحبه حبا شديدا و كان يدفع إليه األصنام ليبيعها كما يبيع إخوته، فكان يعلق في أعناقها الخيوط و يجرها على

ينفعه و يغرقها في الماء و الحمأة، و يقول لها كلي و اشربي و تكلمي، ال يضره و] ال [ األرض و يقول من يشتري ما إخوته ذلك ألبيه فنهاه فلم ينته فحبسه في منزله و لم يدعه يخرج و حاجه قومه فقال إبراهيم أ تحاجوني في الله و قد فذكر

تذكرون ثم قال لهم و كيفهدان أي بين لي و ال أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أ فال تتخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون أي أخاف ما أشركتم و ال

و أما قوله الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أي صدقوا و لم . م الذين تعبدون األصنامأنا أحق باألمن حيث أعبد اهللا أو أنتمهتدون و تلك حجتنا آتيناها إبراهيم على أمن و هم ينكثوا و لم يدخلوا في المعاصي فيبطل إيمانهم ثم قال أولئك لهم ال

و قوله و وهبنا له إسحاق و . ه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم يعني ما قد احتج إبراهيم على أبيه و عليهمقومأيوب و يوسف و موسى و هارون و يعقوب يعني إلبراهيم كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريته داود و سليمان و

و اليسع و يونس و لوطا و كلا عيسى و إلياس كل من الصالحين و إسماعيلزي المحسنين و زكريا و يحيى و كذلك نجاتهم و إخوانهم و اجتبيناهم أي اختبرناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم فإنه محكم و فضلنا على العالمين و من آبائهم و ذري

الجارود عن أبي جعفر ع قال قال لي أبو جعفر ع يا أبا الصمد بن بشير عن أبي حدثني أبي عن ظريف بن ناصح عن عبدون علينا أنهما ابنا رسول اهللا ص قال فبأي شيء احتججتم عليهم قلت الجارود ما يقولون في الحسن و الحسين قلت ينكر

فجعل عيسى ابن » و من ذريته داود و سليمان إلى قوله و كذلك نجزي المحسنين« يقول اهللا عز و جل في عيسى ابن مريم من الصلب، قال فبأي شيء يكون ولد االبنة من الولد و ال يكون قدمريم من ذرية إبراهيم قال فبأي شيء قالوا لكم قلت قالوا

» فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم« احتججتم عليهم قال قلت احتججنا عليهم بقول اهللا ي كالم العرب أبناء رجل و اآلخر يقول أبناؤنا قال فقال أبو جعفر ع و اهللا يا أبا قال فأي شيء قالوا لكم قلت قالوا قد يكون ف

فداك و أين قال من من صلب رسول اهللا ص و ال يردها إال كافر، قال قلت جعلت الجارود ألعطينك من كتاب اهللا أنهما و حالئل أبنائكم الذين من « اآلية إلى أن ينتهي إلى قوله » اتكمحرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخو« حيث قال اهللا

فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول اهللا ص نكاح حليلتيهما فإن قالوا نعم فكذبوا و اهللا و فجروا و إن قالوا ال فهما » أصالبكم عز و جل ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده و لو أشركوا يعني ثم قال. و اهللا أبناؤه لصلبه و ما حرمتا عليه إال للصلب

األنبياء الذين قد تقدم ذكرهم لحبط عنهم ما كانوا يعملون ثم قال أولئك الذين آتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فإن يكفر

Page 91: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بكافرين يعني شيعة أمير ا هؤالء يعني أصحابه و قريش و من أنكروا بيعة أمير المؤمنين ع فقد وكلنا بها قوما ليسوا بهابهسئلكم عليه المؤمنين ع ثم قال تأديبا لرسول اهللا ص أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده يا محمد ثم قال قل لقومك ال أ

أجرا يعني على النبوة و القرآن أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين و قوله و ما قدروا الله حق قدره قال لم يبلغوا من عظمة اهللا أن رد اهللا عليهم و احتج و قال قل لهم يا محمد من شيء و هم قريش و اليهود فبشر من يصفوه بصفاته إذ قالوا ما أنزل الله على

أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا و هدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها يعني تقرءون ببعضها و تخفون كثيرا يعني من نتم و ال آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون يعني فيما خاضوا فيه من أخبار رسول اهللا ص و علمتم ما لم تعلموا أ

التكذيب ثم قال و هذا كتاب يعني القرآن أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه يعني التوراة و اإلنجيل و الزبور و لتنذر أم آخرة يؤمنون به أي بالنبي و و من حولها يعني مكة و إنما سميت أم القرى ألنها أول بقعة خلقت و الذين يؤمنون بالالقرى

و من إلي و لم يوح إليه شيء على الله كذبا أو قال أوحيقوله و من أظلم ممن افترى . القرآن و هم على صالتهم يحافظونقال سأنزل مثل ما أنزل الله فإنها نزلت في عبد اهللا بن سعد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضاعة حدثني أبي عن صفوان

عثمان بن عفان من الرضاعة قدم عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال إن عبد اهللا بن سعد بن أبي سرح أخاالمدينة و أسلم و كان له خط حسن و كان إذا نزل الوحي على رسول اهللا ص دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول اهللا ص من الوحي و كان إذا قال له رسول اهللا ص سميع بصير يكتب سميع عليم و إذا قال و اهللا بما تعملون خبير يكتب بصير و يفرق بين

و الياء و كان رسول اهللا ص يقول هو واحد، فارتد كافرا و رجع إلى مكة و قال لقريش و اهللا ما يدري محمد ما يقول أنا التاء و من أظلم ممن افترى على « نبيه ص في ذلك أقول مثل ما يقول فال ينكر علي ذلك فأنا أنزل مثل ما أنزل اهللا فأنزل اهللا على

فلما فتح رسول اهللا ص مكة أمر رسول اهللا ص بقتله، فجاء به عثمان قد أخذ بيده و رسول اهللا ص في المسجد » إلخ.. .الله كذبافقال يا رسول اهللا اعف عنه فسكت رسول اهللا ص ثم أعاد فسكت رسول اهللا ص ثم أعاد فقال هو لك، فلما مر قال رسول اهللا

فأقتله، فقال رسول اهللا ص إن كانت عيني إليك يا رسول اهللا أن تشير إلي لألصحابه أ لم أقل من رآه فليقتله، فقال رجاألنبياء ال يقتلون باإلشارة، فكان من الطلقاء ثم حكى عز و جل ما يلقى أعداء آل محمد عليه و آله السالم عند الموت فقال و

لمالئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب لو ترى إذ الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت و االحق و كنتم عن آياته تستكبرون قال ما أنزل اهللا في آل محمد تجحدون به الله غير الهون قال العطش بما كنتم تقولون على

ئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة و تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم و ما نرى معكم شفعاءكم الذين ثم قال و لقد ج أي بطل ما كنتم تزعمون حدثني أبي زعمتم أنهم فيكم شركاء و الشركاء أئمتهم لقد تقطع بينكم يعني المودة و ضل عنكم

عن أبيه عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اهللا ع أنه قال نزلت هذه اآلية في معاوية و بني أمية و شركائهم و أئمتهم و قوله إن الله العلم من األئمة و النوى ما بعد عنه فالق الحب و النوى قال الحب ما أحبه و النوى ما ناء عن الحق و قال أيضا الحب أن يفلق

يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي قال المؤمن من الكافر و الكافر من المؤمن ذلكم الله فأنى تؤفكون أي اإلصباح يعني مجيء النهار و الضوء بعد الظلمة و قوله و هو الذي تكذبون و قوله فالق الإصباح و جعل الليل سكنا فقوله فالق

جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر قال النجوم آل محمد ع و قوله و هو الذي أنشأكم من نفس واحدة قال ودع قال المستقر اإليمان الذي يثبت في قلب الرجل إلى أن يموت و المستودع هو المسلوب منه فمستقر و مست من آدم

اإليمان و قوله و هو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا يعني

Page 92: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ه على بعض و من النخل من طلعها قنوان دانية و هو العنقود و جنات من أعناب يعني البساتين و قوله انظروا إلى ثمره إذا بعض قال و كانوا يعبدون الجن و خلقهم و آيات لقوم يؤمنون و جعلوا لله شركاء الجن أثمر و ينعه أي بلوغه إن في ذلكم ل

خرقوا له بنين و بنات بغير علم أي موهوا و حرفوا فقال اهللا عز و جل ردا عليهم بديع السماوات و الأرض أنى يكون له ولد و ل شيء عليم و قوله ال تدركه الأبصار أي ال تحيط به و هو يدرك الأبصار أي بكء و هو لم تكن له صاحبة و خلق كل شي

يحيط بها و خلق كل شيء و هو اللطيف الخبير و قوله قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها يعني لى النفس و ذلك الكتسابها المعاصي و هو رد على المجبرة الذين يزعمون أنه ليس لهم فعل و ال اكتساب و قوله و ع

آيات و ليقولوا درست و لنبينه لقوم يعلمون قال كانت قريش تقول لرسول اهللا ص إن الذي تخبرنا به من كذلك نصرف العلمه من علماء اليهود و تدرسه و قوله اتبع ما أوحي إليك من ربك ال إله إلا هو و أعرض عن المشركين منسوخ األخبار تت

جبرة إنا بمشيئة اهللا نفعل كل هو الذي يحتج به المو قوله و لو شاء الله ما أشركوا ف» فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم« بقوله فيها صنع فإنما معنى ذلك أنه لو شاء اهللا أن يجعل الناس كلهم معصومين حتى كان ال يعصيه أحد لفعل األفعال و ليس لنا

ذلك و لكن أمرهم و نهاهم و امتحنهم و أعطاهم ما أزال علتهم و هي الحجة عليهم من اهللا يعني االستطاعة ليستحقوا الثواب يدعون من دون الله الذينلعقاب و ليصدقوا ما قال اهللا من التفضل و المغفرة و الرحمة و العفو و الصفح و قوله و ال تسبوا و ا

الشرك فيسبوا الله عدوا بغير علم فإنه حدثني أبي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اهللا ع قال إنه سئل عن قول النبي ص إن أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء، فقال كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون اهللا و كان

المؤمنون قد المؤمنين عن سب آلهتهم لكيال يسب الكفار إله المؤمنين فيكون المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون فنهى اهللاو قوله كذلك زينا » و ال تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم « فقال أشركوا باهللا من حيث ال يعلمون

لكل أمة عملهم يعني بعد اختبارهم و دخولهم فيه فنسبه اهللا إلى نفسه و الدليل على أن ذلك لفعلهم المتقدم قوله ثم إلىقولهم و هم قريش فقال و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ثم حكى . ئهم بما كانوا يعملونربهم مرجعهم فينب

نها إذا جاءت ال يؤمنون يعني قريشا و قوله و نقلب آيات عند الله و ما يشعركم أ ليؤمنن بها فقال اهللا عز و جل قل إنما اليقول ننكس قلوبهم » أبصارهم و و نقلب أفئدتهم« أفئدتهم و أبصارهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله

يقلبون [ الهدى و قال علي بن أبي طالب ع إن أول ما يغلبون فيكون أسفل قلوبهم أعالها و نعمي أبصارهم فال يبصرون بعليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم فمن لم يعرف قلبه معروفا و لم ينكر منكرا نكس ]

في الذر و الميثاق و نذرهم في طغيانهم يعمهون أي قلبه فجعل أسفله أعاله فال يقبل خيرا أبدا كما لم يؤمنوا به أول مرة يعني ما في ضمائرهم و أنهم منافقون و لو أننا نزلنا إليهم المالئكة و كلمهم الموتى و حشرنا عليهم ) ص(يضلون ثم عرف اهللا نبيه

إال أن يشاء اهللا إال أن ه المجبرة و معنى قوله ا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله و هذا أيضا ما يحتجون بكل شيء قبلا أي عيانا ما كانو و قوله و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول.يجبرهم على اإليمان

غرورا يعني ما بعث اهللا نبيا إال و في أمته شياطين اإلنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض أي يقول بعضهم لبعض ال تؤمنوا بزخرف القول غرورا فهذا وحي كذب، و حدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن بعض رجاله عن أبي عبد اهللا ع قال ما بعث

و خرام، و أما صاحبا ] فغنطيغوص [ نه و يضالن الناس بعده فأما صاحبا نوح فقنطيفوص اهللا نبيا إال و في أمته شيطانان يؤذيا

Page 93: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و أما صاحبا عيسى فبولس ] مرعتيبا [ و رزام، و أما صاحبا موسى فالسامري و مرعقيبا ] مكيل [ إبراهيم فمكثل و قوله و لتصغى ]زالم [ ريق و ز] جبتر [ فحبتر ) ص(و أما صاحبا محمد ] مريبون [ و مريتون ] يرليس يرليش [

آخرة تصغى إليه أي يستمع لقوله المنافقون و يرضونه بألسنتهم و ال يؤمنون بقلوبهم و ليقترفوا إليه أفئدة الذين ال يؤمنون بالبتغي حكما و هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا يعني يفصل أي ينتظروا ما هم مقترفون ثم قال قل لهم يا محمد أ فغير الله أ

ربك صدقا و عدلا ال مبدل لكلماته و هو السميع العليم فحدثني أبي عن ابن أبي عمير و الباطل و قوله و تمت كلمة بين الحقعبد اهللا ع قال إذا خلق اهللا اإلمام في بطن أمه يكتب على عضده األيمن و تمت كلمة ربك صدقا و بيعن ابن مسكان عن أ

عدلا ال مبدل لكلماته و هو السميع العليم و حدثني أبي عن حميد بن شعيب عن الحسن بن راشد قال قال أبو عبد اهللا ع إن اهللا أن يخلق اإلمام أخذ شربة من تحت العرش من ماء المزن أعطاها ملكا فسقاها إياه فمن ذلك يخلق اإلمام، فإذا ولد إذا أحب

» و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ال مبدل لكلماته و هو السميع العليم« بعث اهللا ذلك الملك إلى اإلمام أن يكتب بين عينيه العباد، فلذلك يحتج به على خلقه ثم قال عز و جل لنبيه ع و إن له منارا يبصر به أعمال فإذا مضى ذلك اإلمام الذي قبله رفع

ن و إن هم إلا تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله يعني يحيروك عن اإلمام فإنهم مختلفون فيه إن يتبعون إلا الظا لكم ألا تأكلوا مما يخرصون أي يقولون بال علم بالتخمين و التقريب فكلوا مما ذكر اسم الله عليه قال من الذبائح ثم قال و م

ين لكم إلا ما اضطررتم إليه و إن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن عليكم يعني بذكر اسم الله عليه و قد فصل لكم ما حرم قترفون قال الظاهر من ربك هو أعلم بالمعتدين و قوله و ذروا ظاهر الإثم و باطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا ي

أي يعملون و قوله و ال تأكلوا مما لم يذكر » بما كانوا يقترفون« الشك في القلب و قوله الشرك و اإلثم المعاصي و الباطن لفسق و إن الشياطين ليوحون إلى اسم الله عليه قال من ذبائح اليهود و النصارى و ما يذبح على غير اإلسالم ثم قال و إنه

أوليائهم يعني وحي كذب و فسوق و فجور إلى أوليائهم من اإلنس و من يطيعهم ليجادلوكم أي ليخاصموكم و إن عن الحق و الوالية فهديناه إليها و جعلنا له نورا يمشي فأحييناه قال جاهالعتموهم إنكم لمشركون و قوله أ و من كان ميتا أط

األئمة ع كذلك زين للكافرين ما به في الناس قال النور الوالية كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها يعني في والية غيرلنا في كل قرية أكابر مجرميها يعني رؤساء ليمكروا فيها و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما كانوا يعملون و قوله و كذلك جع

له قال يشعرون أي يمكرون بأنفسهم ألن اهللا يعذبهم عليه و إذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل القالت األكابر لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي و التنزيل فقال اهللا تبارك و تعالى الله أعلم حيث يجعل

سر و قوله فمن يرد الله عذاب شديد بما كانوا يمكرون أي يعصون اهللا في اللته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله و رساأن يهديه يشرح صدره للإسالم و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا فالحرج الذي ال مدخل له فيه و الضيق ما يكون

و يسرة قدر أن تلقي أغصانها يمنة ولها أشجار كثيرة فال تله المدخل الضيق كأنما يصعد في السماء قال يكون مثل شجرة حفتمر في السماء و تسمى حرجة، فضرب بها مثال ثم قال كذلك يجعل الله الرجس على الذين ال يؤمنون و قوله هذا صراط

وم يذكرون و قوله لهم دار السالم عند ربهم يعني في الجنة و السالم آيات لق ربك مستقيما يعني الطريق الواضح قد فصلنا اليعني اهللا جل و عز وليهم أي أولى بهم و قوله و يوم يعملون األمان و العافية و السرور ثم قال و هو وليهم اليوم بما كانوا

الجن قد استكثرتم من الإنس و قال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال كل من والى يحشرهم جميعا يا معشر

Page 94: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عني القيامة و قوله و كذلك قوما فهو منهم و إن لم يكن من جنسهم ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ينولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون قال نولي كل من تولى أولياءهم فيكونون معهم يوم القيامة، ثم ذكر عز و جل

رسل منكم يقصون عليكم آياتي و احتجاجا على الجن و اإلنس يوم القيامة فقال يا معشر الجن و الإنس أ لم يأتكم و قوله ينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا و غرتهم الحياة الدنيا و شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

القرى بظلم و أهلها غافلون يعني ال يظلم أحدا حتى يبين لهم ما يرسل إليهم فإذا لم يؤمنوا ذلك أن لم يكن ربك مهلكهلكوا و لكل درجات مما عملوا يعني لهم درجات على قدر أعمالهم و ما ربك بغافل عما يعملون ثم قال و ربك الغني ذو

آت يعني إن يشأ يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين و قوله إن ما توعدون لالرحمة الحرث و الأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم من القيامة و الثواب و العقاب و ما أنتم بمعجزين و قوله و جعلوا لله مما ذرأ من

شركائهم ساء ما يحكمون فإن العرب إذا له فهو يصل إلى و هذا لشركائنا فما كان لشركائهم فال يصل إلى الله و ما كان لتنا و كانوا إذا سقوها فحرف الماء من الذي هللا في الذي لألصنام لم يسدوه و قالوا اهللا زرعوا زرعا قالوا هذا هللا و هذا آلله

أغنى، و إذا حرف من الذي لألصنام في الذي هللا سدوه و قالوا اهللا أغنى، و إذا وقع شيء من الذي هللا في الذي لألصنام لم فأنزل اهللا في ذلك على نبيه ص دوه و قالوا اهللا أغنى، ذي هللا ريردوه و قالوا اهللا أغنى، و إذا وقع شيء من الذي لألصنام في ال

و قوله و كذلك زين لكثير من » إلخ... و جعلوا لله مما ذرأ من الحرث و الأنعام نصيبا« و حكى فعلهم، و قولهم فقال ال يعني أسالفهم زينوا لهم قتل أوالدهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم يعني يغيروهم و المشركين قتل أوالدهم شركاؤهم ق

شاء يفترون و قوله و قالوا هذه أنعام و حرث حجر قال الحجر المحرم ال يطعمها إلا من نا لو شاء الله ما فعلوه فذرهم و مبزعمهم قال كانوا يحرمونها على قوم و أنعام حرمت ظهورها يعني البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام و أنعام ال يذكرون اسم

على أزواجنا و إن رنا و محرم الأنعام خالصة لذكوالله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون و قالوا ما في بطون هذهيكن ميتة فهم فيه شركاء فكانوا يحرمون الجنين الذي يخرجوه من بطون األنعام يحرمونه على النساء فإذا كان ميتا يأكلوه

وا ما في بطون هذه الأنعام إلى قوله سيجزيهم وصفهم إنه حكيم الرجال و النساء، فحكى اهللا قولهم لرسول اهللا ص فقال و قالقتلوا أوالدهم سفها بغير علم أي بغير فهم و حرموا ما رزقهم الله و هم قوم يقتلون أوالدهم من لذين عليم ثم قال قد خسر ا

و كذلك زين لكثير من المشركين قتل « قوم كانوا يقتلون أوالدهم من الجوع، و هذا معطوف على قوله البنات للغيرة وأنشأ جنات الذيو قوله و هو » و ال تقتلوا أوالدكم خشية إمالق نحن نرزقكم و إياهم« فقال اهللا » أوالدهم شركاؤهم

معروشات و غير معروشات قال البساتين و قوله و النخل و الزرع مختلفا أكله و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابه كلوا من يوم حصاد و كذا نزلت، قال فرض اهللا يوم الحصاد من كل قطعة أرض ثمره إذا أثمر و قوله و آتوا حقه يوم حصاده قال

النخل و في الثمرة و كذا عند البذر أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد ] جذاذ[ قبضة للمساكين و كذا في جزاز و آتوا حقه يوم « له بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن شعيب العقرقوفي قال سألت أبا عبد اهللا ع عن قو

قال الضغث من السنبل و الكف من التمر إذا خرص قال سألت هل يستقيم إعطاؤه إذا أدخله بيته قال ال هو أسخى » حصادهلنفسه قبل أن يدخله بيته و عنه عن أحمد البرقي عن سعد بن سعد عن الرضا ع قال قلت فإن لم يحضر المساكين و هو يحصد

رزقكم الله و ال تتبعوا قال ليس عليه شيء و قوله و من الأنعام حمولة و فرشا يعني الثياب من الفرش كلوا مماكيف يصنع

Page 95: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

حرم أم الأنثيين أما اثنين قل آلذكرين زواج من الضأن اثنين و من المعزخطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين و قوله ثمانية أين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين، و من الإبل اثنين و من البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثي

ثم فسرها في هذه » ثمانية أزواجم من الأنعام و أنزل لك« اشتملت عليه أرحام الأنثيين فهذه التي أحلها اهللا في كتابه في قوله عنى األهلي و » من الضأن اثنين« ثنين و من البقر اثنين، فقال ص و من المعز اثنين و من الإبل ا» من الضأن اثنين« اآلية فقال

و من الإبل « يعني األهلي و الوحشي الجبلي » و من البقر اثنين« عنى األهلي و الوحشي الجبلي » و من المعز اثنين« الجبلي فهذه أحلها اهللا و قد احتج قوم بهذه اآلية قل ال أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه العراب خاتي و يعني الب» اثنين

هذه اآلية أنه ليس شيء محرما إال إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فتأولوا البغال و الحمير و الدواب، و زعموا أن هذا، و أحلوا كل شيء من البهائم، القردة و الكالب و السباع و الذئاب و األسد و

ا بينا و إنما هذه اآلية رد و غلطوا في هذا غلط» قل ال أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه« ذلك كله حالل لقوله على ما أحلت العرب و حرمت، ألن العرب كانت تحلل على نفسها أشياء و تحرم أشياء فحكى اهللا ذلك لنبيه ص ما قالوا،

ل و حرم على لذكورنا و محرم على أزواجنا فكان إذا سقط الجنين حيا أكله الرجا فقال و قالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة... و قالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا« النساء، و إذا كان ميتا أكله الرجال و النساء، و قد مضى ذكره و هو قوله

و حرم عليهم الشحوم و كانوا يعني اليهود، حرم اهللا عليهم لحوم الطير، » و قوله و على الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر» .إلخخارجا من البطن و هو قوله حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو م أو في جانبه يحبونها إال ما كان على ظهور الغن

صادقون و معنى قوله جزيناهم ببغيهم أنه كان ملوك بني الحوايا أي الجنبين أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم و إنا ل فإن إسرائيل يمنعون فقراءهم من أكل لحم الطير و الشحوم فحرم اهللا ذلك عليهم ببغيهم على فقرائهم، ثم قال اهللا لنبيه ص

القوم المجرمين ثم قال سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا و عنكذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة و ال يرد بأسه ه ال آباؤنا و ال حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل يا محمد لهم هل عندكم من علم فتخرجو

لهم فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين قال لو شاء لجعلكم قال قل لنا إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون ثم داءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا و كلكم على أمر واحد و لكن جعلكم على اختالف، ثم قال قل يا محمد لهم هلم شه

ثم قال فإن شهدوا فال تشهد معهم و ال تتبع أهواء الذين كذبوا » و قالوا ما في بطون هذه الأنعام« هو معطوف على قوله آخرة و هم بربهم يعدلون ثم قال لنبيه ص قل لهم تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا ال يؤمنون بالآياتنا و الذين ب

إمالق نحن نرزقكم و قوله و ال تقتلوا أوالدكم من. به شيئا و بالوالدين إحسانا قال الوالدين رسول اهللا ص و أمير المؤمنين صوصاكم به لعلكم تعقلون التي حرم الله إلا بالحق ذلكم و ال تقتلوا النفس و إياهم و ال تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن

ليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط ال نكلف نفسا إلا فإنه محكم و قوله و ال تقربوا مال الكم تذكرون فهذا كله محكم و قوله و أن وسعها و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى و بعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لع

هذا صراطي مستقيما فاتبعوه قال الصراط المستقيم اإلمام فاتبعوه و ال تتبعوا السبل يعني غير اإلمام فتفرق بكم عن سبيله يعني إلمام تضلوا عن سبيله، أخبرنا حسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيدال تفرقوا و ال تختلفوا في اإلمام إن تختلفوا في ا

و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و ال « سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله عن محمد بن السبيل فمن أبى فهذه السبل فقد كفر، ثم قال ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون يعني قال نحن » تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله

Page 96: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كي تتقوا و قوله ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن يعني تم له الكتاب لما أحسن و تفصيلا لكل شيء و هدى و م بلقاء ربهم يؤمنون هو محكم و قوله و هذا كتاب أنزلناه يعني القرآن مبارك فاتبعوه و اتقوا لعلكم ترحمون رحمة لعله

ا عن دراستهم لغافلين يعني اليهود و يعني كي ترحموا، و قوله أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا و إن كنالنصارى و إن كنا لم ندرس كتبهم أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم يعني قريشا، قالوا لو أنزل علينا الكتاب

آيات الله و و هدى و رحمة يعني القرآن فمن أظلم ممن كذب بلكنا أهدى و أطوع منهم فقد جاءكم بينة من ربكمب بما كانوا يصدفون صدف عنها يعني دفع عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا أي يدفعون و يمنعون عن آياتنا سوء العذا

تأتيهم المالئكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك فإنه حدثني ا أن ثم قال هل ينظرون إليمانها لم يوم يأتي بعض آيات ربك ال ينفع نفسا إ أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله

قل انتظروا إنا معكم منتظرون قال إذا » أو اكتسبت في إيمانها خيرا«كسبت في إيمانها خيرا قال نزلت ن قبل أو تكن آمنت م دينهم و كانوا شيعا لست منهم طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم ال ينفعه إيمانه و قوله إن الذين فرقوا

حدثني أبي عن النضر بن ر المؤمنين ع و صاروا أحزابا، في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون قال فارقوا أميقال فارقوا القوم » إن الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا« ه سويد عن يحيى الحلبي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اهللا ع في قول

« و اهللا دينهم و قوله من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فال يجزى إلا مثلها و هم ال يظلمون فهذه ناسخة لقوله دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من و قوله قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم » حسنة فله خير منهاالمن جاء ب

ماتي لله رب العالمين ال شريك المشركين و الحنيفية هي العشرة التي جاء بها إبراهيم ع قل إن صالتي و نسكي و محياي و مله و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين ثم قال قل لهم يا محمد أ غير الله أبغي ربا و هو رب كل شيء و ال تكسب كل نفس

رى أي ال تحمل آثمة إثم أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون و قوله إلا عليها و ال تزر وازرة وزر أخي ما و هو الذي جعلكم خالئف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات قال في القدر و المال ليبلوكم أي يختبركم ف

. إنه لغفور رحيم و آتاكم إن ربك سريع العقاب

٢٠٦ سورة األعراف مكية و هي مائتان و ست آية -٧

ق لتنذر به و بسم الله الرحمن الرحيم، المص كتاب أنزل إليك مخاطبة لرسول اهللا ص فال يكن في صدرك حرج منه أي ضيحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إن حيي بن ذكرى للمؤمنين

أخطب و أخاه أبا ياسر بن أخطب و نفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول اهللا ص فقالوا له أ ليس فيما تذكر فيما أنزل لى، قالوا أتاك بها جبرئيل من عند اهللا قال نعم، قالوا لقد بعت أنبياء قبلك، ما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه إليك الم قال ب

و ما أكل أمته غيرك، قال ع فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه، فقال لهم األلف واحد و الالم ثالثون و الميم أربعون فهذه ينه و مدة ملكه و أكل أمته أحد و سبعون سنة، قال ع ثم أقبل على رسول اهللا واحد و سبعون سنة، فعجب ممن يدخل في د

ص فقال له يا محمد هل مع هذا غير قال نعم، قال هاته، قال المص قال أثقل و أطول، األلف واحد و الالم ثالثون و الميم هذا غيره قال نعم قال هات، قال الر، قال أربعون و الصاد تسعون فهذه مائة و أحد و ستون سنة، ثم قال لرسول اهللا ص هل مع

هذا أثقل و أطول، األلف واحد و الالم ثالثون و الراء مائتان فهل مع هذا غيره قال نعم، قال هات، قال المر قال هذا أثقل و قد التبس علينا أطول، األلف واحد و الالم ثالثون و الميم أربعون و الراء مائتان، ثم قال فهل مع هذا غيره قال نعم، قال ل

Page 97: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أمرك فما ندري ما أعطيت، ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه و ما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله و أكثر منه، في وجوه أخر ن آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات و هي تجري فقال أبو جعفر ع إن هذه اآليات أنزلت منه

و ياسر و أصحابه ثم خاطب اهللا تبارك و تعالى الخلق فقال اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و ال على غير ما تأول به حيي و أبالليل أو هم تتبعوا من دونه أولياء غير محمد قليلا ما تذكرون و قوله و كم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أي عذابا ب

و قوله فلنسئلن الذين جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين فإنه محكمقوله فما كان دعواهم إذ قائلون يعني نصف النهار و لرسالة، و قوله فلنقصن عليهم بعلم و ما كنا غائبين قال لم نغب أرسل إليهم و لنسئلن المرسلين قال األنبياء، عما حملوا من ا

عن أفعالهم و قوله و الوزن يومئذ الحق قال المجازات باألعمال إن خيرا فخير و إن شرا فشر و هو قوله فمن ثقلت موازينه آياتنا يظلمون قال باألئمة يجحدون و خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بفأولئك هم المفلحون و من

خلقناكم لقدقوله و لقد مكناكم في الأرض و جعلنا لكم فيها معايش أي مختلفة قليلا ما تشكرون أي ال تشكرون اهللا و قوله وفي أرحام النساء ثم قال و صور ابن مريم في الرحم دون الصلب ثم صورناكم أي خلقناكم في أصالب الرجال و صورناكم

و إن كان مخلوقا في أصالب األنبياء، و رفع و عليه مدرعة من صوف، حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن عبد اهللا أما خلقناكم » و لقد خلقناكم ثم صورناكم« ثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله المحمدي قال حدثنا ك

ثم لحما، و أما صورناكم فالعين و األنف و األذنين و الفم و اليدين و الرجلين صور هذا و مضغة ثم عظما فنطفة ثم علقة ثمآتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم ل و القصير و أشباه هذا و أما قوله لنحوه ثم جعل الدميم و الوسيم و الطوي

و عن شمائلهم أما بين أيديهم فهو من قبل اآلخرة ألخبرنهم أنه ال جنة و ال نار و ال نشور، و أما خلفهم يقول من قبل دنياهمل و آمرهم أن ال يصلوا في أموالهم رحما و ال يعطوا منه حقا و آمرهم أن يقللوا على ذرياتهم و أخوفهم األمواآمرهم بجمع

عليهم الضيعة، و أما عن أيمانهم يقول من قبل دينهم فإن كانوا على ضاللة زينتها لهم و إن كانوا على هدى جهدت عليهم ت و الشهوات يقول اهللا و لقد صدق عليكم إبليس ظنه و أما قوله حتى أخرجهم منه، و أما عن شمائلهم يقول من قبل اللذا

أي ملقى في جهنم و » اخرج منها مذؤما مدحورا« المعيب و المدحور المقصر و قوله لمذءوم اخرج منها مذؤما مدحورا فاحيث شئتما و ال تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين و كان كما حكى اهللا اسكن أنت و زوجك الجنة فكال من قوله يا آدم

لكين أو عن هذه الشجرة إلا أن تكونا مو قال ما نهاكما ربكما فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما تكونا من الخالدين و قاسمهما أي حلفهما إني لكما لمن الناصحين اعتراض جبرئيل على آدم روي عن أبي عبد اهللا ع قال لما أخرج آدم من الجنة نزل جبرئيل ع فقال يا آدم أ ليس اهللا خلقك بيده فنفخ فيك من روحه و أسجد لك مالئكته و زوجك

فقال آدم ع . مشافهة أن ال تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها و عصيت اهللاك و نهاك حواء أمته و أسكنك الجنة و أباحها ليا جبرئيل إن إبليس حلف لي باهللا أنه لي ناصح فما ظننت أن أحدا من خلق اهللا يحلف باهللا كاذبا و قوله فدلاهما بغرور فلما

دت لهما سوآتهما حدثنا أحمد بن إدريس أخبرنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي ذاقا الشجرة بقال كانت سوءاتهما ال تبدو لهما يعني كانت داخلة و قوله و طفقا يخصفان عليهما » بدت لهما سوآتهما« عبد اهللا ع في قوله

أي يغطيان سوءاتهما به و ناداهما ربهما أ لم أنهكما عن تلكما الشجرة و أقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين من ورق الجنةالخاسرين فقال اهللا اهبطوا بعضكم لبعض عدو فقاال كما حكى اهللا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من و قوله يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري . يعني آدم و إبليس و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين يعني إلى القيامة

Page 98: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ى ذلك خير قال لباس التقوى لباس البياض و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله سوآتكم و ريشا و لباس التقوفأما اللباس فالثياب التي يلبسون، و أما الرياش فالمتاع و المال، و أما » و ريشا ي سوآتكميا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوار

ف ألن العفيف ال تبدو له عورة و إن كان عاريا من الثياب، و الفاجر بادي العورة و إن كان كاسيا من لباس التقوى فالعفاالثياب، يقول و لباس التقوى ذلك خير يقول العفاف خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون و قوله يا بني آدم ال يفتننكم

ن كما أخرج أبويكم من الجنة فإنه محكم، و أما قوله و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها قال الشيطا على الله ما ال تعلمون قل أمر ربي بالقسط الذين عبدوا األصنام، فرد اهللا عليهم فقال قل لهم إن الله ال يأمر بالفحشاء أ تقولون

مسجد و ادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون أي في القيامة فريقا هدى و ل أي بالعدل و أقيموا وجوهكم عند ك« ني العذاب وجب عليهم، رد الجبرية و القدرية و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله فريقا حق عليهم الضاللة يع

نا و كافرا و شقيا و سعيدا و كذلك قال خلقهم حين خلقهم مؤم» كما بدأكم تعودون فريقا هدى و فريقا حق عليهم الضاللةضاال يقول إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله و يحسبون أنهم مهتدون و هم القدرية مهتديا و يعودون يوم القيامة

و ذلك إليهم إن شاءوا اهتدوا و إن شاءوا ضلوا و هم الذين يقولون ال قدر و يزعمون أنهم قادرون على الهدى و الضاللةمن خلقه اهللا شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه » تعودونكما بدأكم « داء اهللا المشية و القدرة هللا مجوس هذه األمة و كذب أع

شقيا و من خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود إليه سعيدا قال رسول اهللا ص الشقي من شقي في بطن أمه و السعيد من سعد بالنهار و النساء بالليل، كل مسجد فإن أناسا كانوا يطوفون عراتا بالبيت الرجالخذوا زينتكم عند في بطن أمه و أما قوله

فأمرهم اهللا بلبس الثياب و كانوا ال يأكلون إال قوتا فأمرهم اهللا أن يأكلوا و يشربوا و ال يسرفوا و قوله قل من حرم زينة الله و الطيبات من الرزق و هي الحالل قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا اشترك فيها البر و التي أخرج لعباده و هي الثياب د كل يا بني آدم خذوا زينتكم عن« لقوم يعلمون و قوله آيات آمنوا كذلك نفصل الالفاجر خالصة يوم القيامة للذين

قل من حرم زينة الله « صالة، و قوله قال في العيدين و الجمعة يغتسل و يلبس ثيابا بيضا، و روي أيضا المشط عند كل» مسجد و الطيبات من الرزق فقال لعبادهخرج و هي حكاية معناها قالوا من حرم زينة اهللا التي أ» التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق

اهللا قل لهم هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قل من آمن في الدنيا فهذه الطيبات لهم خالصة عند اهللا يوم و الإثم يعني به الخمر و البغي القيامة ثم قال قل لهم إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن قال من ذلك أئمة الجور

بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما ال تعلمون و هذا رد على من قال في دين اهللا بغير ك باهللا و استحل المحارم و الفواحش، فالقول على اهللا محرم بغير علم و حكم فيه بغير حكم اهللا فعليه مثل ما على من أشر

آياتنا و استكبروا عنها اآلية فإنه محكم و قوله فمن أظلم ممن افترى على الله علم مثل هذه المعاني، و قوله و الذين كذبوا بالكتاب أي ينالهم ما في كتابنا من عقوبات المعاصي و قوله قالوا أين ما ينالهم نصيبهم من ياته أولئك آ كذبا أو كذب ب

في النار كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي يضلوا و قوله قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن و الإنستبعوهم على أي التي كانت بعدها » أختها« كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا يعني اجتمعوا و قوله

هم عذابا ضعفا من النار فقال اهللا لكل آت عبادة األصنام و قوله قالت أخراهم لأوالهم ربنا هؤالء أضلونا يعني أئمة الجور فضعف و لكن ال تعلمون ثم قال أيضا و قالت أوالهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون

عنها ال تفتح لهم أبواب السماء و ال يدخلون الجنة حتى يلج آياتنا و استكبروا وا بذبو أما قوله إن الذين ك. قالوا شماتة بهم

Page 99: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

الجمل في سم الخياط فإنه حدثني أبي عن فضالة عن أبان بن عثمان عن ضريس عن أبي جعفر ع قال نزلت هذه اآلية في ال تفتح « لجمل جملهم جهنم في األرض و الجنة في السماء و الدليل على أن جنان الخلد في السماء قوله طلحة و الزبير و ا

و يقول الإنسان أ إذا ما « و الدليل أيضا على أن النيران في األرض قوله في سورة مريم » أبواب السماء و ال يدخلون الجنة لهمسوف أخرج حيا أ و ال يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا فو ربك لنحشرنهم و الشياطين ثم لنحضرنهم مت ل

ثم يحضرهم اهللا » و إذا البحار سجرت« نا و هو قوله و معنى حول جهنم البحر المحيط بالدنيا يتحول نيرا» احول جهنم جثييعني في » و نذر الظالمين فيها جثيا« حول جهنم و يوضع الصراط من األرض إلى الجنان و قوله جثيا أي على ركبهم ثم قال

نفسا إلا و من فوقهم غواش أي نار تغشاهم و قوله ال نكلفاألرض إذا تحولت نيرانا و قوله لهم من جهنم مهاد أي مواضع قوله و نزعنا ما في صدورهم من غل قال العداوة ينزع منهم أي من المؤمنين في الجنة فإذا دخلوا وسعها أي ما يقدرون عليه و

دانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو ال أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق و نودوا أن الجنة قالوا كما حكى اهللا الحمد لله الذي ه ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدنا و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون و أما قوله

وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فإنه حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي كلها و الدليل على ذلك قول اهللا عز و جل في سورة البراءة الحسن ع قال المؤذن أمير المؤمنين ص يؤذن أذانا يسمع الخالئق

فقال أمير المؤمنين ع كنت أنا األذان في الناس و أما قوله و بينهما حجاب و على الأعراف رجال » و رسوله الله و أذان من«

عن أبي عبد اهللا ع قال ] يزيد [ محبوب عن أبي أيوب عن بريد يعرفون كلا بسيماهم فإنه حدثني أبي عن الحسن بنالمؤمنون إلى الجنة بال األعراف مع شيعتهم و قد سيق األعراف كثبان بين الجنة و النار و الرجال األئمة ص، يقفون على

حساب، و إليها بال] سبقوا[ حساب، فيقول األئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سيقوا هو قوله تبارك و تعالى سالم عليكم لم يدخلوها و هم يطمعون ثم يقال لهم انظروا إلى أعدائكم في النار و هو قوله و إذا

ين و نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ال تجعلنا مع القوم الظالمفي النار ف قالوا ما أغنى عنكم جمعكم في الدنيا و ما كنتم تستكبرون ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم أ هؤالء شيعتي و

نالهم اهللا برحمة ثم يقول األئمة لشيعتهم ادخلوا الجنة ال خوف عليكم و ال إخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا أن ال يأسئلة مولى عمر من الباقر . أنتم تحزنون ثم نادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله

م حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال حججت مع أبي جعفر ع في السنة عليه السالجعفر ع في ركن البيت و قد بد الملك، و كان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبي التي حج فيها هشام بن ع

أهل الكوفة محمد بن علي بن ] بني [ تكافأ عليه الناس قال هذا ابن اجتمع عليه الناس فقال يا أمير المؤمنين من هذا الذيالحسين بن علي بن أبي طالب ع، فقال آلتينه فألسألنه عن مسائل ال يجيبني فيها إال نبي أو وصي نبي، قال فاذهب إليه فاسأله

ن علي إني قرأت التوراة و اإلنجيل و فأشرف على أبي جعفر ع فقال يا محمد بع حتى اتكأ على الناس لعلك تخجله، فجاء نافالزبور و الفرقان و قد عرفت حاللها و حرامها و قد جئت أسألك عن مسائل ال يجيب فيها إال نبي أو وصي نبي أو ابن نبي، فرفع أبو جعفر ع رأسه فقال سل عما بدا لك، قال أخبرني كم كان بين عيسى و محمد ع من سنة فقال أخبرك بقولك أم

قولك فستمائة سنة، قال أخبرني عن قول اهللا أما في قال أخبرني بالقولين جميعا، قال أما في قولي فخمس مائة سنة، وبقولي

Page 100: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و ص و كان بينه من الذي سأله محمد» و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أ جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون« تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد « بين عيسى خمسمائة سنة، قال فتال أبو جعفر ع هذه اآلية

إلى البيت المقدس أنه كان من اآليات التي أراها اهللا محمدا ص حيث أسرى به » الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتناحشر اهللا له األولين و اآلخرين من النبيين و المرسلين ثم أمر جبرئيل ع فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في إقامته حي على خير العمل، ثم تقدم محمد ص فصلى بالقوم فلما انصرف قال اهللا له سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا أ جعلنا من دون

يعبدون، فقال رسول اهللا ص على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له لهةالرحمن آيوم « و أنك رسول اهللا ص أخذت على ذلك عهودنا و مواثيقنا، قال نافع صدقت يا أبا جعفر، فأخبرني عن قول اهللا تعالى

بأي أرض الذي تبدل فقال أبو جعفر ع بخبزة بيضاء يأكلون منها حتى يفرغ اهللا من » السماواتتبدل الأرض غير الأرض ونافع إنهم عن األكل لمشغولون، فقال أبو جعفر ع أ هم حينئذ أشغل أو و هم في النار فقال نافع بل و حساب الخالئق، فقال

ما شغلهم » ار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللهو نادى أصحاب الن« هم في النار، قال ع فقد قال اهللا صدقت يا ابن رسول اهللا ص و بقيت مسألة واحدة، قال و الحميم، فقال دعوا الطعام فأطعموا الزقوم و دعوا بالشراب فسقوا إذا

ك أخبرني متى لم يكن حتى أخبرك متى كان، سبحان من لم يزل و ال يزال ما هي قال أخبرني عن اهللا متى كان قال ويلفردا صمدا لم يتخذ صاحبة و ال ولدا، ثم قال ع يا نافع أخبرني عما أسألك عنه، فقال هات يا أبا جعفر قال ع ما تقول في

حق و إن قلت إنه قتلهم باطال فقد أصحاب النهروان قال فإن قلت إن أمير المؤمنين قتلهم بحق فقد ارتددت أي رجعت إلى الكفرت، قال فولى عنه و هو يقول أنت و اهللا أعلم الناس حقا حقا، ثم أتى هشام بن عبد الملك فقال له ما صنعت قال دعني من كالمك هو و اهللا أعلم الناس حقا حقا و هو ابن رسول اهللا حقا حقا و يحق ألصحابه أن يتخذوه نبيا ثم قال عز و جل

الترك و قوله هل عز و جل هو ين اتخذوا دينهم لهوا و لعبا و غرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم أي نتركهم و النسيان منه الذفي القائم ع، و يوم القيامة يقول الذين ذلكينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله فهو من اآليات التي تأويلها بعد تنزيلها، قال

الذي نسوه من قبل أي تركوه قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا قال هذا يوم القيامة أو نرد فنعمل غير عنهم أي بطل عنهم ما كانوا يفترون و قوله إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض هم و ضل كنا نعمل قد خسروا أنفس

حثيثا أي سريعا و في ستة أيام قال في ستة أوقات ثم استوى على العرش أي عال بقدرته على العرش يغشي الليل النهار يطلبهادعوه خوفا و طمعا إن فسدوا في الأرض بعد إصالحها و قوله ادعوا ربكم تضرعا و خفية أي عالنية و سرا و قوله و ال ت

و . نين ع فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنين عرحمت الله قريب من المحسنين قال أصلحها برسول اهللا ص و أمير المؤمو قوله و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته إلى قوله كذلك نخرج الموتى دليل على البعث و النشور و . ذريته ع

و هو مثل األئمة ص يخرج علمهم بإذن ربهم و الذي خبث بإذن ربه يب يخرج نباتههو رد على الزنادقة و قوله و البلد الطمثل أعدائهم ال يخرج علمهم إلا نكدا كذبا فاسدا، و قوله لقد أرسلنا نوحا إلى قومه نكتب خبر نوح و هود و صالح و شعيب

نوا مكر الله قال المكر من اهللا العذاب و قوله أ و لم يهد للذين يرثون الأرض يعني في سورة هود إن شاء اهللا تعالى و قوله أ فأم من أ و لم يبين من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم اآلية ثم قال تلك القرى نقص عليك يا محمد من أنبائها يعني

أخبارها فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل في الذر األول قال ال يؤمنون في الدنيا بما كذبوا في الذر األول و هي رد على من الدنيا و إن وجدنا في الذر لم يفوا به في أنكر الميثاق في الذر األول ثم قال و ما وجدنا لأكثرهم من عهد أي ما عهدنا عليهم

Page 101: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

لفاسقين و قوله و قال الملأ من قوم فرعون أ تذر موسى و قومه ليفسدوا في الأرض و يذرك و آلهتك قال كانأكثرهم

ناءهم و نستحيي نساءهم و إنا فوقهم قاهرون و قوله فرعون يعبد األصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية، فقال فرعون سنقتل أبقالوا أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا قال قال الذين آمنوا يا موسى قد أوذينا قبل مجيئك بقتل أوالدنا و من بعد ما

قال موسى عسى ربكم أن يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف جئتنا لما حبسهم فرعون إليمانهم بموسى، فن بالسنين و نقص من تعملون و معنى ينظر أي يرى كيف تعملون فوضع النظر مكان الرؤية، و قوله و لقد أخذنا آل فرعو

سنين الجدبة لما أنزل اهللا عليهم الطوفان و الجراد و الضفادع و الدم، و أما قوله فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا يعني بالالثمرات هذه قال الحسنة هاهنا الصحة و السالمة و األمن و السعة و إن تصبهم سيئة قال السيئة هاهنا الجوع و الخوف و المرض يطيروا

و أما قوله و قالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما سع لموسى آيات ت. بموسى و من معه أي يتشاءموا بموسى و من معهيات مفصالت فاستكبروا و كانوا قوما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم آ

مجرمين فإنه لما سجد السحرة و من آمن به من الناس قال هامان لفرعون إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه أنزل اهللا عليهم في فاحبسه فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل، فجاء إليه موسى فقال له خل عن بني إسرائيل فلم يفعل ف

تلك السنة الطوفان، فخرب دورهم و مساكنهم حتى خرجوا إلى البرية و ضربوا الخيام، فقال فرعون لموسى ادع ربك حتى يكف عنا الطوفان حتى أخلي عن بني إسرائيل و أصحابك، فدعا موسى ربه فكف عنهم الطوفان و هم فرعون أن يخلي عن

إسرائيل، و أزال ملكك، فقبل منه و لم يخل عن بني ن خلت عن بني إسرائيل غلبك موسى بني إسرائيل، فقال له هامان إحتى كانت تجرد شعرهم و لحيتهم، فأنزل اهللا عليهم في السنة الثانية الجراد فجردت كل شيء كان لهم من النبت و الشجر

خلي عن بني إسرائيل و أصحابك، فدعا فجزع من ذلك جزعا شديدا، و قال يا موسى ادع ربك أن يكف عنا الجراد حتى أالثالثة القمل، فذهبت ل، فأنزل اهللا عليهم في السنة موسى ربه، فكف عنهم الجراد فلم يدعه هامان أن يخلي عن بني إسرائي

زروعهم و أصابتهم المجاعة، فقال فرعون لموسى إن دفعت عنا القمل كففت عن بني إسرائيل، فدعا موسى ربه حتى ذهب و قال أول ما خلق اهللا القمل في ذلك الزمان، فلم يخل عن بني إسرائيل، فأرسل اهللا عليهم بعد ذلك الضفادع، فكانت القمل،

اءوا فجزعوا من ذلك جزعا شديدا فج. تكون في طعامهم و شرابهم و يقال إنها كانت تخرج من أدبارهم و آذانهم و آنافهمفادع فإنا نؤمن بك و نرسل معك بني إسرائيل، فدعا موسى ربه فرفع اهللا عنهم موسى فقالوا ادع اهللا أن يذهب عنا الضإلى

ذلك فلما أبوا أن يخلوا عن بني إسرائيل حول اهللا ماء النيل دما فكان القبطي يراه دما و اإلسرائيلي يراه ماء فإذا شربه ي خذ الماء في فمك و صبه في فمي فإذا صبه اإلسرائيلي كان ماء و إذا شربه القبطي كان دما فكان القبطي يقول لإلسرائيل

في فم القبطي تحول دما فجزعوا جزعا شديدا، فقالوا لموسى لئن رفع اهللا عنا الدم لنرسلن معك بني إسرائيل، فلما رفع اهللا يه و جزعوا عنهم الدم غدروا و لم يخلوا عن بني إسرائيل فأرسل اهللا عليهم الرجز و هو الثلج و لم يروه قبل ذلك فماتوا ف

جزعا شديدا و أصابهم ما لم يعهدوا قبله فقالوا ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك و لنرسلن إلى موسى ع و خرج موسى بني إسرائيل فلما خلى عنهم اجتمعوايل فدعا ربه فكشف عنهم الثلج فخلى عن معك بني إسرائ

من مصر و اجتمع إليه من كان هرب من فرعون و بلغ فرعون ذلك فقال له هامان قد نهيتك أن تخلي عن بني إسرائيل فقد ون وا يستضعفو قوله و أورثنا القوم الذين كان. اجتمعوا إليه فجزع فرعون و بعث في المدائن حاشرين و خرج في طلب موسى

التي باركنا فيها يعني بني إسرائيل لما أهلك اهللا فرعون ورثوا األرض و ما كان لفرعون و قوله و مشارق الأرض و مغاربها

Page 102: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يصنع فرعون و قومه و تمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا يعني الرحمة بموسى تمت لهم و دمرنا ما كان ما كانوا يعرشون يعني المصانع و العريش و القصور، و أما قوله و جاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على

ر أصحاب موسى إلى قوم يعكفون على أصنام أصنام لهم فإنه لما غرق اهللا فرعون و أصحابه و عبر موسى و أصحابه البحر نظلهم، فقالوا لموسى يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة فقال موسى إنكم قوم تجهلون، إن هؤالء متبر ما هم فيه و باطل ما

أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب و هو فضلكم على العالمين و إذ غيكم إلهاكانوا يعملون، قال أ غير الله أب يقتلون أبناءكم و يستحيون نساءكم و في ذلكم بالء من ربكم عظيم و هو محكم،

نزول التوراة

أنزل ة فإن اهللا عز و جل أوحى إلى موسى أني عدنا موسى ثالثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلو أما قوله و واعليك التوراة التي فيها األحكام إلى أربعين يوما و هو ذو القعدة و عشرة من ذي الحجة، فقال موسى ألصحابه إن اهللا تبارك

تعالى قد وعدني أن ينزل علي التوراة و األلواح إلى ثالثين يوما، و أمره اهللا أن ال يقول إلى أربعين يوما فتضيق صدورهم، ووا فأرادوا أن فذهب موسى إلى الميقات و استخلف هارون على بني إسرائيل فلما جاوز الثالثون يوما و لم يرجع موسى، غضب

ذبنا و هرب منا و اتخذوا العجل و اعبدوه، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل اهللا على و قالوا إن موسى كيقتلوا هارون موسى األلواح و ما يحتاجون إليه من األحكام و األخبار و السنن و القصص، فلما أنزل اهللا عليه التوراة و كلمه قال رب أرني

قال فرفع اهللا قدر على ذلك و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانيأنظر إليك فأوحى اهللا لن تراني أي ال تالحجاب و نظر إلى الجبل فساخ الجبل في البحر فهو يهوي حتى الساعة و نزلت المالئكة و فتحت أبواب السماء، فأوحى اهللا

مالئكة و أحاطت بموسى و قالوا تب يا ابن عمران فقد سألت اهللا عظيما، فلما إلى المالئكة أدركوا موسى ال يهرب، فنزلت المن خشية اهللا و هول ما رأى، فرد اهللا عليه روحه نظر موسى إلى الجبل قد ساخ و المالئكة قد نزلت، وقع على وجهه، فمات

منين أي أول من أصدق أنك ال ترى، فقال اهللا له يا موسى إني فرفع رأسه و أفاق و قال سبحانك تبت إليك و أنا أول المؤاصطفيتك على الناس برساالتي و بكالمي فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين فناداه جبرائيل يا موسى أنا أخوك جبرئيل و

بأنه مخلوق و قوله فخذها بقوة أي قوة القلب و أمر و تفصيلا أي كل شيء ء موعظةقوله و كتبنا له في الألواح من كل شيقومك يأخذوا بأحسنها أي بأحسن ما فيها من األحكام، و قوله سأريكم دار الفاسقين أي يجيئكم قوم فساق تكون الدولة لهم

اتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق يعني أصرف القرآن عن الذين يتكبرون في األرض بغير و قوله سأصرف عن آياء و العمل الحق و إن يروا كل آية ال يؤمنوا بها و إن يروا سبيل الرشد ال يتخذوه سبيلا قال إذا رأوا اإليمان و الصدق و الوفآياتنا و لقاء الصالح ال يتخذوه سبيال و إن يروا الشرك و الزنا و المعاصي يأخذوا بها و يعملوا بها و قوله و الذين كذبوا ب

أي ترك و قوله » نسي إله موسى فهذا إلهكم و« آخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون فإنه محكم و قوله اليعني ال يتكلم العجل و ليس له منطق و أما قوله و لما سقط في أيديهم يعني لما جاءهم »قولاأ فال يرون ألا يرجع إليهم «

نكونن من الخاسرين و لما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال موسى و أحرق العجل قالوا لئن لم يرحمنا ربنا و يغفر لنا لدها لغفور أمر ربكم و ألقى الألواح و أخذ برأس أخيه يجره إليه إلى قوله إن ربك من بعلفتموني من بعدي أ عجلتم بئسما خ

رحيم فإنه محكم و قوله و اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل و يجيء معي حتى ه، فقال لهم اختاروا منكم من مني و يناجيني لم يصدقوإياي فإن موسى ع لما قال لبني إسرائيل إن اهللا يكل

Page 103: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يسمع كالمه، فاختاروا سبعين رجال من خيارهم و ذهبوا مع موسى إلى الميقات فدنا موسى فناجى ربه و كلمه اهللا تعالى، فقال لنا، فأنزل اهللا موسى ألصحابه اسمعوا و اشهدوا عند بني إسرائيل بذلك فقالوا له لن نؤمن حتى نرى اهللا جهرة فاسأله أن يظهر

تنظرون ثم حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة و أنتم و إذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك« عليهم صاعقة فاحترقوا و هو قوله رة البقرة و هي مع هذه اآلية في سورة األعراف فنصف اآليةفهذه اآلية في سو» بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون

في سورة البقرة و نصفها في سورة األعراف هاهنا، فلما نظر موسى إلى أصحابه قد هلكوا حزن عليهم فقال رب لو شئت أن موسى ع ظن أن هؤالء هلكوا بذنوب بني إسرائيل فقال إن قبل و إياي أ تهلكنا بما فعل السفهاء منا و ذلك ن أهلكتهم م

هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين و اكتب لنا في هذه الدنيا أشاء و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها صيب به من آخرة إنا هدنا إليك فقال اهللا تبارك و تعالى عذابي أ حسنة و في ال

ه فقال الذين يتبعون و فضل من تبع) ص(آياتنا يؤمنون ثم ذكر فضل النبي للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم ب لهم الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل

بائث و يضع عنهم إصرهم و الأغالل التي كانت عليهم يعني الثقل الذي كان على بني إسرائيل و الخالطيبات و يحرم عليهم هو أنه فرض اهللا عليهم الغسل و الوضوء بالماء و لم يحل لهم التيمم و ال يحل لهم الصالة إال في البيع و الكنائس و

وه، و لم يحل لهم خرج نفسه منتنا فيعلم أنه أذنب، و إذا أصاب شيئا من بدنه البول قطعالمحاريب، و كان الرجل إذا أذنبو عزروه و نصروه و اتبعوا النور ) ص(ثم قال فالذين آمنوا به يعني برسول اهللا عن أمته ) ص(المغنم فرفع ذلك رسول اهللا

على األنبياء أن يخبروا أممهم و ) ص(المؤمنين ع أولئك هم المفلحون فأخذ اهللا ميثاق رسول اهللا الذي أنزل معه يعني أمير . ينصرونه، فقد نصروه بالقول و أمروا أممهم بذلك و سيرجع رسول اهللا ص و يرجعون و ينصرونه في الدنيا

مناجاة اهللا لموسى

داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اهللا ع قال جاء إبليس لعنه اهللا حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بنإلى موسى ع و هو يناجي ربه، فقال له ملك من المالئكة ويلك ما ترجو منه و هو على هذه الحالة يناجي ربه، فقال أرجو

لعظمتي ي ال أقبل الصالة إال لمن تواضع اهللا موسى ع يا موسى إنمما ناجى منه ما رجوت من أبيه آدم و هو في الجنة، و كانو ألزم قلبه خوفي و قطع نهاره بذكري و لم يبت مصرا على الخطيئة و عرف حق أوليائي و أحبائي، فقال موسى يا رب تعني بأوليائك و أحبائك إبراهيم و إسحاق و يعقوب قال هو كذلك إال أني أردت بذلك من من أجله خلقت آدم و حواء و من

هو محمد فقال خلقت الجنة و النار، فقال و من هو يا رب فقال محمد أحمد شققت اسمه من اسمي ألني أنا المحمود، و أجله إذا عرفته و عرفت منزلته و منزلة أهل بيته و أن مثله و مثل أهل بيته . أمته فقال يا موسى أنت من أمتهموسى يا رب اجعلني من

ال ينتثر ورقها و ال يتغير طعمها، فمن عرفهم و عرف حقهم جعلت له عند الجهل فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان يا موسى إذا رأيت الفقر مقبال فقل مرحبا بشعار . علما و عند الظلمة نورا أجيبنه قبل أن يدعوني و أعطينه قبل أن يسألني

عاقبت فيها آدم عند خطيئته و . دار عقوبةعقوبته يا موسى إن الدنيالغنى مقبال فقل ذنب تعجلت الصالحين، و إذا رأيت ايا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بها و سائرهم من . جعلتها ملعونة ملعونة بمن فيها إال ما كان فيها لي

بو عبد اهللا ع خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم، و ما أحد من خلقي عظمها فقرت عيناه فيها، و لم يحقرها إال تمتع بها، ثم قال أعند الناس و كنت عند اهللا ليك الناس و ما عليك أن تكون مذموما إن قدرتم أن ال تعرفوها فافعلوا و ما عليك إن لم يثن ع

Page 104: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

محمودا، إن أمير المؤمنين ع كان يقول ال خير في الدنيا إال ألحد رجلين، رجل يزداد كل يوم إحسانا، و رجل يتدارك بالتوبة و اهللا إن سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل اهللا منه إال بواليتنا أهل البيت، أال و من عرف حقنا و رجا منيته بالتوبة، و أنى له

به عورته و ما أكن رأسه و هم في ذلك و اهللا خائفون وجلون و أما قوله الثواب فينا رضي بقوته نصف مد كل يوم و ما يسترطا أمما أي ميزناهم به و سئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم و قطعناهم اثنتي عشرة أسبا

بحر، و كان الماء يجري عليها حيتانهم يوم سبتهم شرعا و يوم ال يسبتون ال تأتيهم فإنها قرية كانت لبني إسرائيل قريبا من الفي المد و الجزر فيدخل أنهارهم و زروعهم، و يخرج السمك من البحر حتى يبلغ آخر زرعهم، و قد كان اهللا قد حرم عليهم الصيد يوم السبت و كانوا يضعون الشباك في األنهار ليلة األحد يصيدون بها السمك و كان السمك يخرج يوم السبت و يوم

خرج و هو قوله إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا و يوم ال يسبتون ال تأتيهم فنهاهم علماؤهم عن ذلك فلم ينتهوا األحد ال يفمسخوا قردة و خنازير، و كانت العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين و غيرهم كان يوم الجمعة

قوم ثمود . لفت اليهود و قالوا عيدنا يوم السبت فحرم اهللا عليهم الصيد يوم السبت و مسخوا قردة و خنازيرفخا

حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب علي ع أن قوما وم السبت ليختبر اهللا طاعتهم في ذلك فشرعت إليهم يوم سبتهم من أهل أيكة من قوم ثمود و أن الحيتان كانت سبقت إليهم ي

في ناديهم و قدام أبوابهم في أنهارهم و سواقيهم فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها فلبثوا في ذلك ما شاء اهللا ال ينهاهم عنها م عن أكلها يوم السبت فلم تنهوا عن األحبار و ال يمنعهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم أنما نهيت

نصطادها، فعتت، و انحازت طائفة سوى ذلك من األيام، فقالت طائفة منهم اآلن صيدها، فاصطادوا يوم السبت و كلوها فيما أخرى منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة اهللا أن تتعرضوا لخالف أمره و اعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم

لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا، فقالت الطائفة التي وعظتهم معذرة تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهمركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة، فقالت فقال اهللا جل و عز فلما نسوا ما ذكروا به يعني لما تو لعلهم يتقون قال إلى ربكم

الطائفة التي وعظتهم ال و اهللا ال نجامعكم و ال نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم اهللا فيها مخافة أن ينزل بكم البالء تحت السماء فلما أصبح فيعمنا معكم، قال فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البالء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا

لينظروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت، فدقوه فلم يجابوا و لم لياء اهللا المطيعون ألمر اهللا غدوا أويسمعوا منها خبر واحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجال منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة

وون، فقال الرجل ألصحابه يا قوم أرى و اهللا عجبا، قالوا و ما ترى قال أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون و لها أذناب، يتعاتعرف اإلنس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة أ لم ننهكم فقال دة أنسابها من اإلنس و لم فكسروا الباب قال فعرفت القر النسمة إني ألعرف أنسابها من هذه األمة ال ينكرون و ال يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا و علي ع و الذي فلق الحبة و برأ

كانوا قد قال اهللا عز و جل فبعدا للقوم الظالمين، فقال اهللا أنجينا الذين ينهون عن السوء و أخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما يفسقون و أما قوله و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم يعني يعلم ربك إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع

الأرض أي ميزهم أمما منهم له و قطعناهم فيالعقاب و إنه لغفور رحيم نزلت في اليهود ال يكون لهم دولة أبدا و قواختبرناهم بالحسنات و السيئات يعني بالسعة و األمن و الفقر و الفاقة و الشدة لعلهم دون ذلك و بلوناهم أي الصالحون و منهم

من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى يعني ما يعرض لهم من يرجعون يعني كي يرجعوا و قوله فخلف

Page 105: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إلا الحق و على الله أن ال يقولوا الدنيا و يقولون سيغفر لنا و إن يأتهم عرض مثله يأخذوه أ لم يؤخذ عليهم ميثاق الكتابآخرة خير للذين يتقون أ فال تعقلون و الذين يمسكون بالكتاب و أقاموا الصالة درسوا ما فيه يعني ضيعوه ثم قال و الدار ال

جعفر ع في قوله الذين يمسكون بالكتاب قال نزلت في آل إنا ال نضيع أجر المصلحين و في رواية أبي الجارود عن أبيمحمد و أشياعهم و أما قوله و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فهم في أمة محمد

و أما قوله و إذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم قال . الجزيةيسومون أهل الكتاب سوء العذاب يأخذون منهمتقبلوه إن لم ) ع(لما أنزل اهللا التوراة على بني إسرائيل لم يقبلوه فرفع اهللا عليهم جبل طور سيناء فقال لهم موسى ) ع(الصادق

ه و طأطئوا رءوسهم وقع عليكم الجبل، فقبلو

ميثاق النبيين في الذر

و أما قوله و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى فإنه حدثني أبي أول من سبق من الرسل إلى بلى محمد ص و ) ع(قال أبو عبد اهللا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال

تقدم يا «ذلك أنه كان أقرب الخلق إلى اهللا تبارك و تعالى، و كان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء المكان لما قدر أن و لو ال أن روحه و نفسه كانت من ذلك» محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب و ال نبي مرسل

وليائه ع، فقال أدنى فلما خرج األمر من اهللا وقع إلى أ يبلغه، فكان من اهللا عز و جل كما قال اهللا قاب قوسين أو أدنى أي بللست بربكم و الميثاق مأخوذا عليهم هللا بالربوبية و لرسوله بالنبوة و ألمير المؤمنين و األئمة باإلمامة، فقال أ كان ) ع(الصادق

محمد نبيكم و علي إمامكم و األئمة الهادون أئمتكم فقالوا بلى شهدنا فقال اهللا تعالى أن تقولوا يوم القيامة أي لئال تقولوا يوم و إذ أخذنا من النبيين « هو قوله القيامة إنا كنا عن هذا غافلين فأول ما أخذ اهللا عز و جل الميثاق على األنبياء له بالربوبية و

جملة األنبياء ثم أبرز أفضلهم باألسامي فقال و منك يا محمد، فقدم رسول اهللا ص ألنه أفضلهم و من نوح و فذكر » ميثاقهمسول إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم، فهؤالء الخمسة أفضل األنبياء و رسول اهللا ص أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق ر

النبيين لما آتيتكم من كتاب و و إذ أخذ الله ميثاق « اهللا ص على األنبياء باإليمان به و على أن ينصروا أمير المؤمنين ع فقال يعني أمير المؤمنين ع و أخبروا أممكم » نهلتؤمنن به و لتنصر« يعني رسول اهللا ص » مصدق لما معكمحكمة ثم جاءكم رسول

حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عبد اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا ع و عن أبي ) ع(بخبره و خبر وليه من األئمة الدنيا فهلم جرا إال و يرجع إلى قال قال ما بعث اهللا نبيا من لدن آدم»لتؤمنن به و لتنصرنه« بصير عن أبي جعفر ع في قوله

ثم أخذ أيضا ميثاق األنبياء على رسول اهللا ص فقال قل يا محمد آمنا بالله و ) ع(فيقاتل و ينصر رسول اهللا ص و أمير المؤمنين أسباط و ما أوتي موسى و عيسى و النبيون من ربهم ال ما أنزل علينا و ما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و ال

و إذ أخذ ربك « ) ع(و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد اهللا و نحن له مسلمون نفرق بين أحد منهم قلت معاينة كان هذا قال نعم فثبتت المعرفة » ريتهم و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلىمن بني آدم من ظهورهم ذ

يؤمن بقلبه فقال نهم من أقر بلسانه في الذر و لم فم. و نسوا الموقف و سيذكرونه و لو ال ذلك لم يدر أحد من خالقه و رازقهو أما قوله و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من . » ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل فما كانوا« اهللا

بن خالد عن أبي ] ين لحسا[ الغاوين فإنها نزلت في بلعم بن باعوراء و كان من بني إسرائيل، و حدثني أبي عن الحسن

Page 106: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أنه أعطي بلعم بن باعوراء االسم األعظم، فكان يدعو به فيستجاب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في ) ع(الحسن الرضا طلب موسى و أصحابه قال فرعون لبلعم أدع اهللا على موسى و أصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى و

يه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها اهللا عز و جل فقالت ويلك على ما تضربني أ تريد أجيء معك لتدعو أصحابه فامتنعت علعلى موسى نبي اهللا و قوم مؤمنين، فلم يزل يضربها حتى قتلها و انسلخ االسم األعظم من لسانه، و هو قوله فانسلخ منها فأتبعه

و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث الشيطان فكان من الغاوين لب أصحاب الكهف و بلعم و كفال يدخل الجنة من البهائم إال ثالثة حمارة ) ع(ا أو تتركه يلهث و هو مثل ضربه، فقال الرض

الذئب و كان سبب الذئب أنه بعث ملك ظالم رجال شرطيا ليحشم قوما من المؤمنين و يعذبهم و كان للشرطي ابن يحبه، فأدخل اهللا ذلك الذئب الجنة لما أحزن الشرطي و قوله و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه

في قوله لهم قلوب ال يفقهون بها أي طبع اهللا عليها فال ) ع(و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر خلقنا، جن و الإنس أي اللن يسمعوا تعقل و لهم أعين عليها غطاء عن الهدى ال يبصرون بها و لهم آذان ال يسمعون بها أي جعل في آذانهم وقرا ف

ن يكون قد اقترب الهدى و قوله و ممن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون فهذه اآلية آلل محمد و أتباعهم، و قوله عسى أآياتنا سنستدرجهم و قوله و الذين كذبوا بهالكهم و قوله و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها قال الرحمن الرحيمأجلهم هو

من حيث ال يعلمون قال تجديد النعم عند المعاصي و قوله و أملي لهم أي أصبر لهم إن كيدي متين أي عذابي شديد ثم قال مجنون كما يزعمون إن هو إلا نذير مبين و ص أي ما هو ة يعني رسول اهللاأ و لم يتفكروا يعني قريش ما بصاحبهم من جن

قوله أ و لم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شيء و أن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث عني بعد القرآن يؤمنون أي يصدقون، و قوله من يضلل الله فال هادي له و يذرهم في طغيانهم يعمهون قال يكله إلى بعده ي كلدة و و أما قوله يسئلونك عن الساعة أيان مرساها فإن قريشا بعثت العاص بن وائل السهمي و النضر بن حارث بن. نفسه

عتبة بن أبي معيط إلى نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل و يسألوا بها رسول اهللا ص، و كان فيها سلوا محمدا متى تقوم الساعة فإن ادعى علم ذلك فهو كاذب، فإن قيام الساعة لم يطلع اهللا عليه ملكا مقربا و ال نبيا مرسال فلما سألوا رسول اهللا ص

أنزل اهللا تعالى يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ال يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في متى تقوم الساعةل لهم يا محمد إنما علمها عند الله و لكن أي جاهل بها ق السماوات و الأرض ال تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها

الخير و ما مسني السوء قال كنت أختار لنفسي الصحة و كنت أعلم الغيب لاستكثرت من أكثر الناس ال يعلمون و قوله و لو من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت و أما قوله هو الذي خلقكم. السالمة

آتاهما له شركاء فيماما صالحا جعال به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاه

لما علقت حواء ) ع(حدثني أبي قال حدثني الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان األحول عن بريد العجلي عن أبي جعفر من آدم و تحرك ولدها في بطنها قالت آلدم إن في بطني شيئا يتحرك، فقال لها آدم الذي في بطنك نطفة مني استقرت في

علقت و في بطني من آدم ولد ل لها كيف أنت فقالت له أما إني قد منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها إبليس، فقارحمك يخلق اهللاقد تحرك، فقال لها إبليس أما إنك إن نويت أن تسميه عبد الحارث ولدتيه غالما و بقي و عاش و إن لم تنو أن تسميه عبد

سها مما قال لها شيء فأخبرت بما قال آدم، فقال لها آدم قد جاءك الخبيث الحارث مات بعد ما تلدينه بستة أيام، فوقع في نفمقالة في نفس حواء من ال تقبلي منه فإني أرجو أن يبقى لنا و يكون بخالف ما قال لك، و وقع في نفس آدم مثل ما وقع

Page 107: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

لنا الحارث فيه، و دخلهما من الخبيث، فلما وضعته غالما لم يعش إال ستة أيام حتى مات فقالت آلدم قد جاءك الذي قالقول الخبيث ما شككهما، قال فلم تلبث أن علقت من آدم حمال آخر فأتاها إبليس، فقال لها كيف أنت فقالت له قد ولدت غالما و لكنه مات اليوم السادس فقال لها الخبيث أما إنك لو كنت نويت أن تسميه عبد الحارث لعاش و بقي، و إنما هو

هذه األنعام التي بحضرتكم إما ناقة و إما بقرة و إما ضأن و إما معز فدخلها من قول ون كبعض ما في بطالذي في بطنكالخبيث ما استمالها إلى تصديقه و الركون إلى ما أخبرها الذي كان تقدم إليها في الحمل األول، و أخبرت بمقالته آدم فوقع

فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما «في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حواء فأتاهما الخبيث، فقال لها كيف أنت فقالت له قد ثقلت و قربت لم تلد ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا أي » آتاهما صالحا

ن من الذي في بطنك ما تكرهين و يدخل آدم منك و من ولدك شيء لو قد ولدتيه والدتي، فقال أما إنك ستندمين و تريناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فاستمالها إلى طاعته و القبول لقوله، ثم قال لها اعلمي إن أنت نويت أن تسميه عبد الحارث و

أن أجعل لك فيه نصيبا، فقال لها الخبيث ال فقالت فإني قد نويت فيه نصيبا ولدتيه غالما سويا عاش و بقي لكم، جعلت ليتدعي آدم حتى ينوي مثل ما نويتي و يجعل لي فيه نصيبا و يسميه عبد الحارث فقالت له نعم فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة

ن أنت لم تنو الحارث و بما قال لها و وقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه فركن إلى مقالة إبليس، و قالت حواء آلدم لئو لم يكن بيني و بينك مودة، فلما سمع صيبا لم أدعك تقربني و ال تغشاني أن تسميه عبد الحارث و تجعل للحارث فيه ن

ذلك منها آدم قال لها أما إنك سبب المعصية األولى و سيدليك بغرور قد تابعتك و أجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا النية بينهما بذلك فلما وضعته سويا فرحا بذلك و أمنا ما كان خافا من أن يكون ناقة أو بقرة و أن أسميه عبد الحارث فأسرا

أو ضأنا أو معزا و أمال أن يعيش لهما و يبقى و ال يموت في اليوم السادس فلما كان في اليوم السابع سمياه عبد الحارث أخبرنا وسى بن بكر عن الفضل عن أبي جعفر ع في قول اهللا، فلما أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن م

فقال هو آدم و حواء و إنما كان شركهما شرك طاعة و لم يكن شرك عبادة » آتاهما صالحا جعال له شركاء فيما آتاهمايشركون قال جعال للحارث نصيبا في الله عما فس واحدة إلى قوله فتعالىفأنزل اهللا على رسوله ص هو الذي خلقكم من ن

خلق اهللا و لم يكن أشركا إبليس في عبادة اهللا ثم قال أ يشركون ما ال يخلق شيئا و هم يخلقون ثم احتج على الملحدين فقال أنفسهم ينصرون إلى قوله و تراهم ينظرون إليك و هم ال يبصرون ثم و الذين تدعون من دونه ال يستطيعون نصركم و ال

بالعرف و أعرض عن الجاهلين ثم قال و إما ينزغنك من الشيطان نزغ قال إن عرض سوله ص فقال خذ العفو و أمر أدب اهللا رمنه شيء و وسوسة فاستعذ بالله إنه سميع عليم ثم قال إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم في قلبك

هم الشيطان و ذكر و إذا مبصرون قال و إذا ذكرهم الشيطان المعاصي و حملهم عليها يذكرون اهللا فإذا هم مبصرون، قالآية قالوا قريش لو ال تضليلهم و إذا لم تأتهم ب إخوانهم من الجن يمدونهم في الغي ثم ال يقصرون أي ال يقصرون من

لقضي الأمر بيني « يعني من اآليات » ون بهقل لهم يا محمد لو أن عندي ما تستعجل« اجتبيتها و جواب هذا في األنعام في قوله و قوله و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم » آيات إلا تخويفا و ما نرسل بال« بني إسرائيل في و قوله» و بينكم

ة اإلمام الذي تأتم به فأنصت و اذكر ربك في نفسك تضرعا و خيفة قال في الظهر ترحمون يعني في الصالة إذا سمعت قراءآصال قال بالغداة و العشي و ال تكن من الغافلين إن الذين عند ربك يعني و العصر و دون الجهر من القول بالغدو و ال

Page 108: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

سورة األنفال مدنية خمس و سبعون آية ) ٨. (اء و الرسل و األئمة ع ال يستكبرون عن عبادته و يسبحونه و له يسجدوناألنبي)٧٥ (

ا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله بسم الله الرحمن الرحيم يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول فاتقوإن كنتم مؤمنين فحدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا عبد اهللا ع عن األنفال

ا كان للملوك فهو لإلمام و ما كان من أرض الجزية لم فقال هي القرى التي قد خربت و انجلى أهلها فهي هللا و للرسول و ميوجف عليها بخيل و ال ركاب، و كل أرض ال رب لها و المعادن منها، و من مات و ليس له مولى فماله من األنفال، و قال

ف أغاروا اهللا ص على ثالث فرق، فصنف كانوا عند خيمة النبي ص و صنس كان أصحاب رسول نزلت يوم بدر لما انهزم الناعلى النهب، و فرقة طلبت العدو و أسروا و غنموا فلما جمعوا الغنائم و األسارى تكلمت األنصار في األسارى فأنزل اهللا تبارك

معاذ و د بن فلما أباح اهللا لهم األسارى و الغنائم تكلم سع» أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ما كان لنبي« و تعالى ص، فقال يا رسول اهللا ما منعنا أن نطلب العدو زهادة في الجهاد و ال جبنا عن العدو و لكنا كان ممن أقام عند خيمة النبي

خفنا أن نعدو موضعك فتميل عليك خيل المشركين، و قد أقام عند الخيمة وجوه المهاجرين و األنصار و لم يشك أحد ا رسول اهللا و الغنائم قليلة و متى تعطي هؤالء لم يبق ألصحابك شيء، و خاف أن يقسم منهم فيما حسبته و الناس كثيرون ييعطي من تخلف عليه عند خيمة رسول اهللا ص شيئا، فاختلفوا فيما تلى بين من قاتل و ال رسول اهللا ص الغنائم و أسالب الق

فرجع الناس » سئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسولي« بينهم حتى سألوا رسول اهللا ص فقالوا لمن هذه الغنائم فأنزل اهللا و ليس لهم في الغنيمة شيء ثم أنزل اهللا بعد ذلك و اعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و

ابن السبيل فقسم رسول اهللا ص بينهم، فقال سعد بن أبي وقاص يا رسول اهللا ص أ تعطي فارس القوم اليتامى و المساكين وثكلتك أمك و هل تنصرون إال بضعفائكم قال فلم يخمس رسول اهللا ) ص(الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف فقال النبي

بعد انقضاء حرب بدر » يسئلونك عن الأنفال« و نزل قوله ببدر و قسمه بين أصحابه ثم استقبل يأخذ الخمس بعد بدر) ص(غزوة بدر و قوله إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله . ل السورة و كتب بعده خروج النبي ص إلى الحربفقد كتب ذلك في أو

و مغفرة و رزق كريم فإنها نزلت في أمير المؤمنين ع و أبي ذر و سلمان و وجلت قلوبهم إلى قوله لهم درجات عند ربهمل اهللا ص إلى الحرب فقال كما أخرجك ربك من بيتك رسو المقداد ثم ذكر بعد ذلك األنفال و قسمة الغنائم، و خروج

هون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت و هم ينظرون و كان إن فريقا من المؤمنين لكاربالحق و سبب ذلك أن عيرا لقريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم، فأمر رسول اهللا أصحابه بالخروج ليأخذوها فأخبرهم أن اهللا قد

ثالثة عشر رجال، فلما قارب بدر كان أبو ج في ثالث مائة و إما قريش إن أظفر بهم، فخروعده إحدى الطائفتين إما العير وقد خرج يتعرض العير خاف خوفا شديدا و مضى إلى الشام فلما وافى البهرة اكترى ) ص(سفيان في العير فلما بلغه أن الرسول

أخبرهم أن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد ضمضم الخزاعي بعشرة دنانير و أعطاه قلوصا و قال له امض إلى قريش وخرجوا يتعرضون لعيركم فأدركوا العير و أوصاه أن يخرم ناقته و يقطع أذنها حتى يسيل الدم و يشق ثوبه من قبل و دبر فإذا

و ما أراكم دخل مكة ولى وجهه إلى ذنب البعير و صاح بأعلى صوته يا آل غالب اللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا أدركوا تدركون، فإن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم، فخرج ضمضم يبادر إلى مكة و رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثالثة أيام كان راكبا قد دخل مكة ينادي يا آل عذر يا آل فهر اغدوا إلى

Page 109: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ي قبيس فأخذ حجرا فدهده من الجبل فما ترك من دور قريش إال أصابها منه وافى بجملة على أبثم مصارعكم صبح ثالث فلذة و كان وادي مكة قد سأل من أسفله دما فانتبهت ذعرة فأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة، فقال عتبة

الرؤيا و هذه نبية ثانية في بني مصيبة تحدث في قريش و فشت الرؤيا في قريش و بلغ ذلك أبا جهل فقال ما رأت عاتكة هذهعبد المطلب و الالت و العزى لننتظر ثالثة أيام فإن كان ما رأت حقا فهو كما رأت و إن كان غير ذلك لنكتبن بيننا كتابا أنه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجاال و ال نساء من بني هاشم، فلما مضى يوم قال أبو جهل هذا يوم قد مضى فلما كان

يا آل غالب يا آل «يوم الثاني قال أبو جهل هذان يومان قد مضيا، فلما كان اليوم الثالث وافى ضمضم ينادي في الوادي الغالب اللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا أدركوا و ما أراكم تدركون فإن محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون

لناس بمكة و تهيئوا للخروج و قام سهيل بن عمرو و صفوان بن أمية و أبو البختري بن فتصايح ا» لعيركم التي فيها خزائنكمهشام و منية و بنية ابنا الحجاج و نوفل بن خويلد فقال يا معشر قريش و اهللا ما أصابكم مصيبة أعظم من هذه أن يطمع محمد و

فصاعدا ما قرشي و ال قرشية إال و لها في هذه العير شيء فو اهللا الصباة عن أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم و أنه الذل و الصغار أن يطمع محمد في أموالكم و يفرق بينكم و بين متجركم فاخرجوا، و أخرج صفوان بن أمية خمس مائة

ا و قووا و دينار و جهز بها و أخرج سهيل بن عمرو خمس مائة و ما بقي أحد من عظماء قريش إال أخرجوا ماال و حملو رئاء الناس، و خرج معهم أخرجوا على الصعب و الذلول ما يملكون أنفسهم كما قال اهللا تعالى خرجوا من ديارهم بطرا و

نوفل بن الحارث و عقيل بن أبي طالب و أخرجوا معهم القينان يشربون الخمر و يضربون بالدفوف العباس بن عبد المطلب و

بن أبي [ اهللا ص في ثالث مائة و ثالثة عشر رجال، فلما كان بقرب بدر على ليلة منها بعث بشير بن أبي الرعبا و خرج رسول

الماء، و سمعا جاريتين قد لتيهما و استعذبا من و مجد بن عمرو يتجسسان خبر العير فأتيا ماء بدر و أناخا راح] الدعناء لها عليها فقالت عير قريش نزلت أمس في موضع كذا و كذا و هي تنزل غدا تشبثت إحداهما باألخرى و تطالبها بدرهم كان

هاهنا و أنا أعمل لهم و أقضيك، فرجع أصحاب رسول اهللا ص إليه فأخبراه بما سمعا، فأقبل أبو سفيان بالعير فلما شارف بدر كسب الجهني فقال له يا كسب هل لك لى ماء بدر و كان بها رجل من جهينية يقال له تقدم العير و أقبل وحده حتى انتهى إ

علم بمحمد و أصحابه قال ال، قال و الالت و العزى لئن كتمتنا أمر محمد ال يزال قريش معادية لك آخر الدهر فإنه ليس أحد من قريش إال و له في هذه العير النش فصاعدا فال تكتمي، فقال و اهللا ما لي علم بمحمد و ما بال محمد و أصحابه بالتجار

سفيان لتيهما و رجعا فال أدري من هما، فجاء أبو أال و إني رأيت في هذا اليوم راكبين أقبال و استعذبا من الماء و أناخا راحإلى موضع مناخ إبلهما ففت أبعار اإلبل بيده فوجد فيها النوى فقال هذه عالئف يثرب هؤالء عيون محمد، فرجع مسرعا و أمر

لبحر و تركوا الطريق و مروا مسرعين بالعير فأخذ بها نحو ساحل ا

كالم المقداد و سعد

و نزل جبرئيل على رسول اهللا ص فأخبره أن العير قد أفلتت و أن قريشا قد أقبلت لتمنع عن عيرها و أمره بالقتال و وعده أخبرهم أن العير قد جازت و النصر، و كان نازال ماء الصفراء فأحب أن يبلو األنصار ألنهم إنما وعدوه أن ينصروه في الدار، ف

أن قريشا قد أقبلت لتمنع عن عيرها و أن اهللا قد أمرني بمحاربتهم، فجزع أصحاب رسول اهللا ص من ذلك و خافوا خوفا ما آمنت منذ كفرت و ال ذلت . شديدا، فقال رسول اهللا ص أشيروا علي، فقام األول فقال يا رسول اهللا إنها قريش و خيالؤها

Page 110: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

م تخرج على هيئة الحرب، فقال رسول اهللا ص له اجلس فجلس قال أشيروا علي فقام الثاني فقال مثل مقالة منذ عزت، و لقام المقداد فقال يا رسول اهللا و إنا قد آمنا بك و صدقناك و شهدنا أن ما جئت به حق من األول فقال ص اجلس فجلس ثم

فاذهب « خضنا معك و ال نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى عند اهللا و لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا و شوك الهراش فجزاه النبي ص خيرا ثم جلس ثم قال » امض ألمر ربك فإنا معك مقاتلون«و لكنا نقول » ونأنت و ربك فقاتال إنا هاهنا قاعد

أردتنا قال نعم قال فلعلك خرجت على أمر قد أشيروا علي، فقام سعد بن معاذ، فقال بأبي أنت و أمي يا رسول اهللا كأنك أمرت بغيره قال نعم قال بأبي أنت و أمي يا رسول اهللا إنا قد آمنا بك و صدقناك و شهدنا أن ما جئت به حق من عند اهللا

لو إلي من الذي تركت منه، و اهللا ه أحب فمرنا بما شئت و خذ من أموالنا ما شئت و اترك منه ما شئت و الذي أخذت منأمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك، فجزاه خيرا ثم قال سعد بأبي أنت و أمي يا رسول اهللا و اهللا ما خضت هذا الطريق قط و ما لي به علم و قد خلفنا بالمدينة قوما ليس نحن بأشد جهادا لك منهم و لو علموا أنه الحرب لما تخلفوا و لكن نعد

بنا فإن يك ما تحب فهو نصبر عند اللقاء، أنجاد في الحرب و إنا لنرجو أن يقر اهللا عينكلك الرواحل و نلقي عدونا فإنا و إن يكن غير ذلك قعدت على رواحلك فلحقت بقومنا، فقال رسول اهللا ص أو يحدث اهللا غير ذلك، كأني بمصرع ذلك

ربيعة و منية و بنية ابني الحجاج فإن اهللا قد فالن هاهنا و بمصرع فالن هاهنا و بمصرع أبي جهل و عتبة بن ربيعة و شيبة بن كما أخرجك ربك من « وعدني إحدى الطائفتين و لن يخلف اهللا الميعاد فنزل جبرئيل ع على رسول اهللا ص بهذه اآلية

و . ء على ماء بدر و هي العدوة الشاميةرسول اهللا ص بالرحيل حتى نزل عشا فأمر» بيتك بالحق إلى قوله و لو كره المجرمونأقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية، و بعثت عبيدها تستعذب من الماء فأخذهم أصحاب رسول اهللا ص و حبسوهم، فقالوا

صلي هم، و كان رسول اهللا ص يلهم من أنتم قالوا نحن عبيد قريش، قالوا فأين العير قالوا ال علم لنا بالعير، فأقبلوا يضربونمن صالته فقال إن صدقوكم ضربتموهم و إن كذبوكم تركتموهم علي بهم، فأتوا بهم فقال لهم من أنتم قالوا يا محمد فانفتل

نحن عبيد قريش، قال كم القوم قالوا ال علم لنا بعددهم، قال كم ينحرون في كل يوم جزورا قالوا تسعة أو عشرة، فقال ص من بني هاشم قال العباس بن عبد المطلب و نوفل بن الحارث و عقيل بن أبي طالب، فأمر تسعمائة أو ألف، ثم قال فمن فيهم

بن هاشم [ بهم فحبسوهم، و بلغ قريشا ذلك فخافوا خوفا شديدا، و لقي عتبة بن ربيعة أبا البختري بن هشام ) ص(رسول اهللا

دمي خرجنا لنمنع عيرنا و قد أفلتت فجئنا بغيا و عدوانا، فقال له أ ما ترى هذا البغي و اهللا ما أبصر موضع ق] بن عبد المطلب لم نسر هذا الميسر، فقال له أبو و و اهللا ما أفلح قوم قط بغوا و لوددت أن ما في العير من أموال بني عبد مناف ذهب كله

دم ابن الحضرمي و ] بنخيلة [ البختري إنك سيد من سادات قريش، تحمل العير التي أصابها محمد ص و أصحابه بنخلة فإنه حليفك، فقال عتبة أنت علي بذلك و ما على أحد منا خالف إال ابن حنظلة يعني أبا جهل فسر إليه و أعلمه أني قد

فقال أبو البختري فقصدت خباءه فإذا هو قد أخرج درعا له فقلت له . تحملت العير التي قد أصابها محمد و دم ابن الحضرمييك برسالة، فغضب ثم قال أ ما وجد عتبة رسوال غيرك فقلت أما و اهللا لو غيره أرسلني ما جئت و لكن أبا الوليد بعثني إل إن

أبا الوليد سيد العشيرة، فغضب أشد من األولى، فقال تقول سيد العشيرة فقلت أنا أقوله و قريش كلها تقوله، إنه قد تحمل العير يتعصب لمحمد فإنه من بني عبد مناف و ابنه معه، ا و أبلغهم في الكالم و انو دم ابن الحضرمي، فقال إن عتبة أطول الناس لس

Page 111: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بين الناس ال و الالت و العزى حتى نقتحم عليهم بيثرب و نأخذهم أسارى فندخلهم مكة و ] يخذل [ و يريد أن يحذر ثرة قريش ففزعوا فزعا شديدا و بلغ أصحاب رسول اهللا ص ك. تتسامع العرب بذلك و ال يكونن بيننا و بين متجرنا أحد نكرهه

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من المالئكة مردفين و ما جعله رسوله و بكوا و استغاثوا فأنزل اهللا على و جنه الليل ألقى ) ص(ر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم فلما مشى رسول اهللا الله إلا بشرى و لتطمئن به قلوبكم و ما النص

يثبت فيه القدم اهللا على أصحابه النعاس حتى ناموا و أنزل اهللا تبارك و تعالى عليهم السماء و كان نزل الوليد في موضع ال األرض و هو قول اهللا تعالى إذ يغشيكم النعاس أمنة منه و ينزل عليكم من فأنزل اهللا عليهم السماء حتى تثبت أقدامهم على

احتلم و ليربط على قلوبكم و ) ص(السماء ماء ليطهركم به و يذهب عنكم رجز الشيطان و ذلك أن بعض أصحاب النبي خوف . على أصحاب رسول اهللا ص رذاذا بقدر ما لبد األرضه الأقدام و كان المطر على قريش مثل العزالي و كانيثبت ب

رسول اهللا ص عمار بن ياسر و عبد اهللا بن مسعود قريش و خافت قريش خوفا شديدا فأقبلوا يتحارسون يخافون البيات فبعثنا يجوالن في عسكرهم ال يرون إال خائفا ذعرا إذا صهل الفرس وثب على فقال ادخال في القوم و أتياني بأخبارهم، فكا

و اهللا كانوا ) ص(قال لنا مبيتا ال بد أن نموت أو نميتا] الجوع [ جحفلته فسمعوا منبه بن الحجاج يقول ال يترك الجزع

اهللا تعالى سألقي في قلوب الذين و لكنهم من الخوف قالوا هذا و ألقى اهللا على قلوبهم الرعب كما قال] سباعي [ شباعي عبا أصحابه و كان في عسكره ص فرسان فرس للزبير بن العوام و فرس للمقداد، و ) ص(كفروا الرعب فلما أصبح رسول اهللا

لب ع على كان في عسكره سبعون جمال يتعاقبون عليها فكان رسول اهللا ص و مرثد بن أبي مرثد الغنوي و علي بن أبي طاأصحابه بين يديه و قال ) ص(فعبأ رسول اهللا . جمل يتعاقبون عليه و الجمل لمرثد و كان في عسكر قريش أربعمائة فرس

قال أبو جهل ما هم إال غضوا أبصاركم ال تبدوهم بالقتال و ال يتكلمن أحد، فلما نظر قريش إلى قلة أصحاب رسول اهللا صا ألخذوهم أخذا باليد، فقال عتبة بن ربيعة أ ترى لهم كمينا و مددا فبعثوا عمر بن وهب بعثنا إليهم عبيدنأكلة رأس و لو

الجمحي، و كان فارسا شجاعا فجال بفرسه حتى طاف إلى معسكر رسول اهللا ص ثم صعد الوادي و صوت ثم رجع إلى ترونهم خرسا ال يتكلمون يتلمظون قريش، فقال ما لهم كمين و ال مدد و لكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع، أ ما

بعددهم، فارتئوا رأيكم، فقال يولون حتى يقتلون، و ال يقتلون حتى يقتلونيوفهم و ما أراهم تلمظ األفاعي ما لهم ملجأ إال سكالم رسول اهللا صلى اهللا عليه و آله و سلم لقريش . أبو جهل كذبت و جبنت و انتفخ منخرك حين نظرت إلى سيوف يثرب

ع أصحاب رسول اهللا ص حين نظروا إلى كثرة قريش و قوتهم فأنزل اهللا على رسوله و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و و فزالله و قد علم اهللا أنهم ال يجنحون و ال يجيبون إلى السلم و إنما أراد سبحانه بذلك ليطيب قلوب أصحاب رسول توكل على

إلى قريش، فقال يا معشر قريش ما أحد من العرب أبغض إلي ممن بدأ بكم خلوني و العرب ) ص(ل اهللا فبعث رسو) ص(اهللا فإن أك صادقا فأنتم أعلى بي عينا و إن أك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمري فارجعوا، فقال عتبة و اهللا ما أفلح قوم قط ردوا

جول في العسكر و ينهى عن القتال، فقال إن يكن عند أحد خير ي) ص(إليه رسول اهللا ر هذا، ثم ركب جماال له أحمر فنظفعند صاحب الجمل األحمر فإن يطيعوه يرجعوا و يرشدوا، فأقبل عتبة يقول يا معشر قريش اجتمعوا و استمعوا ثم خطبهم

الخمور و عانقوا فقال يمن رحب فرحب مع يمن يا معشر قريش أطيعوني اليوم و اعصوني الدهر و ارجعوا إلى مكة و اشربوا ) ص(محمد و ال تنبذوا رأيي و إنما تطالبون محمدا بالعير التي أخذها الحور فإن محمدا له إل و ذمة و هو ابن عمكم فارجعوا

Page 112: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بنخيلة و دم ابن الحضرمي و هو حليفي و علي عقله، فلما سمع أبو جهل ذلك عاظه و قال إن عتبة أطول الناس لسانا و أبلغهم لئن رجعت قريش بقوله ليكونن سيد قريش آخر الدهر ثم قال يا عتبة نظرت إلى سيوف بني عبد المطلب و في الكالم و

و كان على على أبي جهلجبنت و انتفخ سحرك و تأمر الناس بالرجوع و قد رأينا ثارنا بأعيننا، فنزل عتبة عن جمله و حمل ثلي يجبن و ستعلم قريش اليوم أينا أألم و أجبن و أينا المفسد فرس فأخذ بشعره فقال الناس يقتله، فعرقب فرسه و قال أ م

ثم أخذ بشعره يجره [ لقومه، ال يمشي إال أنا و أنت إلى الموت عيانا ثم قال هذا حبائي و خياره فيه، و كل جان يده إلى فيه فخلصوا أبا جهل من يده فنظر . تكون أولهشيء وناس فقالوا يا أبا الوليد اهللا اهللا ال تفت في أعضاد الناس تنهى عن فاجتمع ال]

عتبة إلى أخيه شيبة، و نظر إلى ابنه الوليد، فقال قم يا بني فقام ثم لبس درعه و طلبوا له بيضة تسع رأسه، فلم يجدوها لعظم فبرز إليه ثالثة هامته، فاعتم بعمامتين ثم أخذ سيفه و تقدم هو و أخوه و ابنه، و نادى يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش

نحن بنو عفرا أنصار اهللا و أنصار عوف من بني عفرا، فقال عتبة من أنتم انتسبوا لنعرفكم فقالوا نفر من األنصار عود و معود و ، قالوا ارجعوا، فإنا لسنا إياكم نريد، إنما نريد األكفاء من قريش، فبعث إليهم رسول اهللا أن ارجعوا فرجعوا و )ص(رسول اهللا

أن يكون أول الكرة باألنصار، فرجعوا و وقفوا موقفهم، كره

شهادة عبيدة بن الحارث

ثم نظر رسول اهللا ص إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، و كان له سبعون سنة فقال له قم يا عبيدة فقام بين يديه بالسيف، منين ع فقال له قم يا علي و كان أصغرهم، فقال ثم نظر إلى حمزة بن عبد المطلب، فقال قم يا عم ثم نظر إلى أمير المؤ

فاطلبوا بحقكم الذي جعله اهللا لكم قد جاءت قريش بخيالئها و فخرها تريد أن تطفئ نور اهللا و يأبى اهللا إال أن يتم نوره، ثم روا حتى انتهوا إلى بة، فمقال رسول اهللا ص يا عبيدة عليك بعتبة، و قال لحمزة عليك بشيبة و قال لعلي عليك بالوليد بن عت

انتسبوا لنعرفكم،فقال عبيدة أنا عبيدة بن حارث بن عبد المطلب، فقال كفو كريم فمن هذان قال القوم، فقال عتبة من أنتم حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب ع، فقال كفوان كريمان لعن اهللا من أوقفنا و إياكم هذا الموقف، فقال شيبة لحمزة

له شيبة لقد لقيت أسد الحلفاء فانظر كيف تكون أنا حمزة بن عبد المطلب أسد اهللا و أسد رسوله، و قال من أنت فقال يا أسد اهللا فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة ففلق هامته، و ضرب عتبة عبيدة على ساقه قطعها، و سقطا صولتك

و حمل أمير المؤمنين ع على الوليد . لما، و كل واحد يتقي بدرقتهجميعا، و حمل حمزة على شيبة فتضاربا بالسيفين حتى انثبن عتبة فضربه على عاتقه فأخرج السيف من إبطه، فقال علي ع فأخذ يمينه المقطوعة بيساره فضرب بها هامتي فظننت أن

عمك، فحمل علي ع ثم السماء وقعت على األرض، ثم اعتنق حمزة و شيبة فقال المسلمون يا علي أ ما ترى الكلب قد أبهر قال يا عم طأطئ رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه أمير المؤمنين ع على رأسه فطير

فنظر إليه رسول اهللا ) ص(نصفه، ثم جاء إلى عتبة و به رمق فأجهز عليه، و حمل عبيدة بين حمزة و علي حتى أتيا به رسول اهللا فقال بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي قال أما لو كان ل يا رسول اهللا بأبي و أنت و أمي أ لست شهيدا قاو استعبر، ف) ص(

عمك حيا لعلم أني أولى بما قال منه، قال و أي أعمامي تعني قال أبو طالب حيث يقول ع كذبتم و بيت اهللا نبرأ محمدا و لما أ ما ترى ابنه كالليث العادي ) ص(فقال رسول اهللا أبنائنا و الحالئلنطاعن دونه و نناضلو ننصره حتى نصرع حوله و نذهل عن

فقال ما أ سخطت علي في هذه الحالةو ابنه اآلخر في جهاد اهللا بأرض الحبشة فقال يا رسول اهللا بين يدي اهللا و رسوله

Page 113: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

كما عجل و بطر أبناء و قال أبو جهل لقريش ال تعجلوا و ال تبطروا. سخطت عليك و لكن ذكرت عمي فانقبضت لذلكربيعة، عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا و عليكم بقريش فخذوهم أخذا حتى ندخلهم مكة فنعرفهم ضاللتهم التي كانوا عليها و كان فتية من قريش أسلموا بمكة فاحتبسهم آباؤهم فخرجوا مع قريش إلى بدر و هم على الشك و االرتياب و النفاق

ن المغيرة و أبو قيس بن الفاكهة و الحارث بن ربيعة و علي بن أمية بن خلف و العاص بن المنية، فلما منهم قيس بن الوليد بنظروا إلى قلة أصحاب رسول اهللا ص قالوا مساكين هؤالء غرهم دينهم فيقتلون الساعة، فأنزل اهللا على رسول اهللا ص إذ يقول

مرض غر هؤالء دينهم و من يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم المنافقون و الذين في قلوبهم

حمل إبليس لواء المشركين

و جاء إبليس إلى قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم أنا جاركم ادفعوا إلي رايتكم، فدفعوها إليه و جاء بشياطينه و يخيل إليهم و يفزعهم و أقبلت قريش يقدمها إبليس معه الراية فنظر إليه رسول اهللا ص، يهول بهم على أصحاب رسول اهللا

يا رب إن تهلك «يده إلى السماء و قال النواجذ و ال تسلوا سيفا حتى آذن لكم ثم رفع فقال غضوا أبصاركم و عضوا على فسري عنه و هو يسلت العرق عن وجهه و يقول هذا ثم أصابه الغشي» هذه العصابة لم تعبد و إن شئت أن ال تعبد ال تعبد

جبرئيل قد أتاكم في ألف من المالئكة مردفين قال فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق الئح قد وقعت على عسكر رسول اهللا باللواء فأخذ فتراجع و رمى يس إلى جبرئيل و قائل يقول أقدم حيزوم أقدم حيزوم و سمعنا قعقعة السالح من الجو و نظر إبل

منية بن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال ويلك يا سراقة تفت في أعضاد الناس فركله إبليس ركلة في صدره و قال إني أرى ما ال إني جار لكم فلما ترون إني أخاف اهللا و هو قول اهللا و إذ زين لهم الشيطان أعمالهم و قال ال غالب لكم اليوم من الناس و

و قال إني بريء منكم إني أرى ما ال ترون إني أخاف الله و الله شديد العقاب ثم قال عز و تراءت الفئتان نكص على عقبيهقال و حمل جبرئيل على . يضربون وجوههم و أدبارهم و ذوقوا عذاب الحريقجل و لو ترى إذ يتوفى الذين كفروا المالئكة

إبليس فطلبه حتى غاص في البحر، و قال رب أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين، روي في الخبر أن إبليس التفت أعطيتمونا فقيل ألبي عبد اهللا ع أ ترى كان يخاف أن يقتله فقال ال و إلى جبرئيل و هو في الهزيمة فقال يا هذا أ بدا لكم فيما

لكنه كان يضربه ضربا يشينه منها إلى يوم القيامة و أنزل على رسوله ص إذ يوحي ربك إلى المالئكة أني معكم فثبتوا الذين جاءت هم كل بنان قال أطراف األصابع، فقد ا الرعب فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منآمنوا سألقي في قلوب الذين كفرو

قريش بخيالئها و فخرها تريد أن تطفئ نور اهللا و يأبى اهللا إال أن يتم نوره، و خرج أبو جهل من بين الصفين فقال إن محمدا أحنه الغداة فأنزل اهللا على رسوله إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح و إن تنتهوا فهو خير ص قطعنا الرحم و أتانا بما ال نعرفه ف

ص كفا من حصى لكم و إن تعودوا نعد و لن تغني عنكم فئتكم شيئا و لو كثرت و أن الله مع المؤمنين ثم أخذ رسول اهللا) ص(فبعث اهللا رياحا تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة، فقال رسول اهللا » شاهت الوجوه«فرمى به وجوه قريش و قال

اللهم ال يفلتن فرعون هذه األمة أبو جهل بن هشام فقتل منهم سبعون، و أسر منهم سبعون، و التقى عمرو بن الجموح مع أبي بن هشام على فخذيه و ضرب أبو جهل عمرا على يده فأبانها من العضد فتعلقت بجلده فاتكأ جهل فضرب عمرو أبا جهل

الجلدة و رمى بيده، و قال عبد اهللا بن مسعود انتهيت إلى أبي جهل و هو عمرو على يده برجله ثم نزا في السماء حتى انقطعتخزى اهللا عبد ابن أم عبد اهللا لمن الدين ويلك قلت هللا و يتشحط في دمه فقلت الحمد هللا الذي أخزاك، فرفع رأسه فقال إنما أ

لرسوله و إني قاتلك و وضعت رجلي على عنقه فقال ارتقيت مرتقا صعبا يا رويعي الغنم أما إنه ليس شيء أشد من قتلك

Page 114: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قتلته و أخذت إياي في هذا اليوم أ ال تولى قتلي رجل من المطمئنين أو رجل من األحالف فاقتلعت بيضة كانت على رأسه فرأسه و جئت به إلى رسول اهللا ص فقلت يا رسول اهللا البشرى هذا رأس أبي جهل بن هشام، فسجد هللا شكرا و أسر أبو بشر

عانك عليهما أحد و جاء بهما إلى رسول اهللا ص فقال له هل أ) ع(األنصاري العباس بن عبد المطلب و عقيل بن أبي طالب للعباس أفد نفسك و ابن ) ص(ذاك من المالئكة ثم قال رسول اهللا ) ص(رسول اهللا فقال قال نعم رجل عليه ثياب بياض،

أعلم بإسالمك إن يكن ما تذكر ) ص(أخيك، فقال يا رسول اهللا قد كنت أسلمت و لكن القوم استكرهوني، فقال رسول اهللا إنكم خاصمتم اهللا فخصمكم، ثم قال أفد حقا فإن اهللا يجزيك عليه و أما ظاهر أمرك فقد كنت علينا ثم قال ص يا عباس

للعباس أفد ) ص(فلما قال ) ص(ذهب فغنمها رسول اهللا معه أربعين أوقية من نفسك و ابن أخيك و قد كان العباس أخذال، ذاك أعطانا اهللا منك، فأفد نفسك و ابن أخيك، فقال ) ص(نفسك فقال يا رسول اهللا احسبها من فدائي، فقال رسول اهللا

فقلت لها إن حدث علي حدث . باس فليس لي مال غير الذي ذهب مني، قال بلى المال الذي خلفته عند أم الفضل بمكةالعفأنزل اهللا على رسوله في ذلك يا أيها النبي قل لمن في أيديكم . فقال ما تتركني إال و أنا أسأل الناس بكفي. فاقسموه بينكم يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم و يغفر لكم و الله غفور رحيم ثم قال و إن يريدوا من الأسرى إن

قيل قد قتل اهللا يا أبا يزيد أبا رسول اهللا ص لعخيانتك في علي فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم و الله عليم حكيم ثم قالهشام و عتبة بن ربيعة و شبيب بن ربيعة و منية و بنية ابني الحجاج و نوفل بن خويلد و سهيل بن عمرو و النضر بن جهل بن

نت القوم و إال الحارث بن كلدة و عقبة بن أبي معيط و فالنا و فالنا، فقال عقيل إذا ال تنازع في تهامة فإن كنت قد أثخسبعة ) ع(و كان القتلى ببدر سبعين و األسرى سبعين قتل منهم أمير المؤمنين . من قوله) ص(فاركب أكتافهم فتبسم رسول اهللا

األسارى و قرنوهم في الجمال و ساقوهم على أقدامهم و جمعوا الغنائم و قتل من عشرين و لم يؤسر أحدا، فجمعوا ورجال فمنهم سعد بن خثيمة و كان من النقباء فرحل رسول اهللا ص و نزل األثيل عند غروب أصحاب رسول اهللا ص تسعة

الشمس و هو من بدر على ستة أميال فنظر رسول اهللا ص إلى عقبة بن أبي معيط و النضر بن الحارث بن كلدة و هما في قران بين قريش قال نعم ألن محمدا قد نظر إلينا نظرة رأيت قال عقبة منواحد، فقال النضر لعقبة يا عقبة أنا و أنت من المقتولين ف

فيها القتل، فقال رسول اهللا ص يا علي علي بالنضر و عقبة و كان النضر رجال جميال عليه شعر فجاء علي فأخذ بشعره فجره تلتهم قتلتني و إلى رسول اهللا ص فقال النضر يا محمد أسألك بالرحم الذي بيني و بينك إال أجريتني كرجل من قريش إن ق

إن فاديتهم فاديتني و إن أطلقتهم أطلقتني فقال رسول اهللا ص ال رحم بيني و بينك قطع اهللا الرحم باإلسالم قدمه يا علي فاضرب عنقه، فقال عقبة يا محمد أ لم تقل ال تصبر قريش أي ال يقتلون صبرا، قال أ فأنت من قريش إنما أنت علج من أهل

يا علي فاضرب عنقه، فقدمه و ضرب عنقه فلما قتل الد أكبر من أبيك الذي تدعى له لست منها قدمهصفورية ألنت في الميرسول اهللا ص النضر و عقبة خافت األنصار أن يقتل األسارى كلهم فقاموا إلى رسول اهللا ص فقالوا يا رسول اهللا ص قد قتلنا

ل اهللا و خذ منهم الفداء و أطلقهم فأنزل اهللا عليهم ما كان لنبي سبعين و أسرنا سبعين و هم قومك و أساراك هبهم لنا يا رسوآخرة و الله عزيز حكيم لو ال كتاب من الله أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا و الله يريد ال

الفداء و يطلقوهم و شرط أنه يقتل كلوا مما غنمتم حاللا طيبا فأطلق لهم أن يأخذوا أخذتم عذاب عظيم فسبق لمسكم فيمامنهم في عام قابل بعدد من يأخذوا منهم الفداء فرضوا منه بذلك فلما كان يوم أحد قتل من أصحاب رسول اهللا ص سبعون

يا رسول اهللا ص ما هذا الذي أصابنا و قد كنت تعدنا بالنصر فأنزل اهللا عز و جل فيهم أ و لما رجال فقال من بقي من أصحابه

Page 115: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

رجع . أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ببدر قتلتم سبعين و أسرتم سبعين قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم بما اشترطتمفسير اآليات التي لم تكتب في قوله و إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم قال العير أو قريش و قوله و الحديث إلى ت

ه الحق بكلماتتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم قال ذات الشوكة الحرب قال تودون العير ال الحرب و يريد الله أن يحقالله و رسوله أي عادوا اهللا و رسوله، ثم قال عز و جل يا أيها الذين آمنوا إذا قال الكلمات األئمة ع و قوله ذلك بأنهم شاقوا

بار و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال يعني يرجع أو لقيتم الذين كفروا زحفا أي يدنوا بعضكم من بعض فال تولوهم الأدجهنم و بئس المصير ثم ر و باء بغضب من الله و مأواه متحيزا إلى فئة يعني يرجع إلى صاحبه و هو الرسول أو اإلمام فقد كف

وهم و لكن الله قتلهم أي أنزل المالئكة حتى قتلوهم ثم قال و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى يعني الحصى قال فلم تقتل فرين أيثم قال ذلكم و أن الله موهن كيد الكا» شاهت الوجوه«الذي حمله رسول اهللا ص و رمى به في وجوه قريش و قال

حيلتهم و مكرهم، و قوله يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم قال الحياة الجنة مضعف كيدهم و حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن . يدهو قوله و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه أي يحول بين ما يريد اهللا و بين ما ير

استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم نوا يا أيها الذين آم« في قوله ) ع(عبد اهللا عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر و « جمع ألمركم و أبقى للعدل فيكم و أما قوله فإن اتباعكم إياه و واليته أ) ع(يقول والية علي بن أبي طالب » لما يحييكم

يقول يحول بين المؤمن و معصيته التي تقوده إلى النار و يحول بين الكافر و بين طاعته » اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبها فتنة ال تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فهذه في قوله و اتقويمها، و أن يستكمل به اإليمان و اعلموا أن األعمال بخوات

أصحاب النبي ص قال الزبير يوم هزم أصحاب الجمل لقد قرأت هذه اآلية و ما أحسب أني من أهلها حتى كان اليوم لقد » ا فتنة ال تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةو اتقو« رجع إلى تفسير علي بن إبراهيم قوله . كنت أتقيها و ال أعلم أني من أهلها

أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون و ظلموه و قوله و اذكروا إذ ) ع( حاربا أمير المؤمنين قال نزلت في الزبير و طلحة لماكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون نزلت في قريش خاصة و قوله يا أيها آواكم و أيد أن يتخطفكم الناس ف

ام و بد المنذر فلفظ اآلية عالذين آمنوا ال تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون نزلت في أبي لبابة بن عو هذه اآلية نزلت في غزوة بني قريظة في سنة خمس من الهجرة، و قد كتبت في هذه السورة مع أخبار بدر و معناها خاص

آخرون « من مقدم رسول اهللا ص المدينة و نزلت مع اآلية التي في سورة التوبة قوله كانت بدر على رأس ستة عشر شهراما أنزله اهللا اآلية نزلت في أبي لبابة فهذا دليل على أن التأليف على خالف » عملا صالحا و آخر سيئااعترفوا بذنوبهم خلطوا

يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا الله و الرسول و تخونوا « و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله . على نبيه صفخيانة اهللا و الرسول معصيتهما و أما خيانة األمانة فكل إنسان مأمون على ما افترض اهللا عليه رجع إلى » و أنتم تعلمونأماناتكم

الحق و الباطل و يجعل لكم فرقانا يعني العلم الذي تفرقون به بين أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله تفسير علي بن إبراهيم قوله يا يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم

شورى قريش في دار الندوة

ن فإنها له و الله خير الماكريو قوله و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر البمكة قبل الهجرة و كان سبب نزولها أنه لما أظهر رسول اهللا ص الدعوة بمكة قدمت عليه األوس و الخزرج، فقال لهم نزلت

رسول اهللا ص تمنعوني و تكونون لي جارا حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على اهللا الجنة فقالوا نعم خذ لربك و

Page 116: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

لنفسك ما شئت، فقال لهم موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق فحجوا و رجعوا إلى منى، و كان فيهم ممن قد حج بشر كثير، فلما كان اليوم الثاني من أيام التشريق قال لهم رسول اهللا ص إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على

ل واحد فواحد، فجاء سبعون رجال من األوس و الخزرج فدخلوا الدار، فقال لهم رسول اهللا ص العقبة و ال تنبهوا نائما و لينس

معرور [ تمنعوني و تجيروني حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على اهللا الجنة فقال سعد بن زرارة و البراء بن مغرور ، فقال أما ما أشترط لربي فأن تعبدوه و ال تشركوا به لنفسك ما شئتهللا بن حزام نعم يا رسول اهللا اشترط لربك و و عبد ا]

و أوالدكم، فقالوا و ما لنا على شيئا و أشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون أنفسكم و تمنعوا أهلي مما تمنعون أهاليكمإلي منكم اثني جوا ذلك فقال الجنة في اآلخرة و تملكون العرب و تدين لكم العجم في الدنيا، فقالوا قد رضينا، فقال أخر

أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا فأشار إليهم جبرئيل فقال هذا نقيب عشر نقيبا يكونون شهداء عليكم بذلك كما

و هو [ هذا نقيب تسعة من الخزرج و ثالثة من األوس فمن الخزرج سعد بن زرارة و البراء بن مغرور و عبد اهللا بن حزام و رواحة و سعد بن الربيع و عبادة بن اهللا و رافع بن مالك و سعد بن عبادة و المنذر بن عمر و عبد اهللا بن أبو جابر بن عبد]

الصامت و من األوس أبو الهشيم بن التيهان و هو من اليمن و أسد بن حصين و سعد بن خثيمة، فلما اجتمعوا و بايعوا رسول و الصباة من أهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم فأسمع اهللا ص صاح إبليس يا معشر قريش و العرب هذا محمد

إن أمرتنا أن أهل منى و هاجت قريش فأقبلوا بالسالح و سمع رسول اهللا ص النداء فقال لألنصار تفرقوا فقالوا يا رسول اهللااربتهم، قالوا أ فتخرج معنا قال أنتظر أمر رسول اهللا ص لم أومر بذلك و لم يأذن اهللا لي في محنميل عليهم بأسيافنا فعلنا فقال

و معهما السيوف فوقفا على العقبة ) ع(اهللا فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السالح، و خرج حمزة و أمير المؤمنين ه العقبة أحد إال فلما نظرت قريش إليهما قالوا ما هذا الذي اجتمعتم له فقال حمزة ما اجتمعنا و ما هاهنا أحد و اهللا ال يجوز هذ

أن يفسد أمرنا و يدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد ص، ته بسيفي فرجعوا إلى مكة و قالوا ال نأمن من ضربفاجتمعوا في الندوة و كان ال يدخل دار الندوة إال من قد أتى عليه أربعون سنة، فدخلوا أربعون رجال من مشايخ قريش، و

شيخ كبير فقال له البواب من أنت فقال أنا شيخ من أهل نجد ال يعدمكم مني رأي صائب إني جاء إبليس لعنه اهللا في صورةفلما أخذوا مجلسهم قال أبو . عليكم، فقال الرجل ادخل فدخل إبليسيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت ألشير ح

دو إلينا العرب في السنة مرتين و يكرموننا و نحن جهل يا معشر قريش إنه لم يكن أحد من العرب أعز منا، نحن أهل اهللا تغفي حرم اهللا ال يطمع فينا طامع فلم نزل كذلك حتى نشأ فينا محمد بن عبد اهللا فكنا نسميه األمين لصالحه و سكونه و صدق

آلهتنا و أفسد شبابنا تأتيه فسفه أحالمنا و سبأنه رسول اهللا ص و أن أخبار السماء لهجته حتى إذا بلغ ما بلغ و أكرمناه ادعى و فرق جماعتنا و زعم أنه من مات من أسالفنا ففي النار فلم يرد علينا شيء أعظم من هذا، و قد رأيت فيه رأيا قالوا و ما رأيت قال رأيت أن ندس إليه رجال منا ليقتله، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات، فقال الخبيث هذا رأي خبيث قالوا و

تغضب بنو هاشم و ه للقتل منكم فإنه إذا قتل محمد ذلك قال ألن قاتل محمد مقتول ال محالة فمن ذا الذي يبذل نفسكيف. حلفاؤهم من خزاعة و أن بني هاشم ال ترضى أن يمشي قاتل محمد على األرض فيقع بينكم الحروب في حرمكم و تتفانوا

ثبته في بيت و نلقي إليه قوته حتى يأتي عليه ريب المنون فيموت كما فقال آخر منهم فعندي رأي آخر، قال و ما هو قال ن

Page 117: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قال و كيف ذلك قال ألن بني هاشم ال ترضى بذلك، . مات زهير و النابغة و إمرؤ القيس فقال إبليس هذا أخبث من اآلخرلكنا نخرجه من بالدنا و نتفرغ مواسم العرب استغاثوا بهم و اجتمعوا عليكم فأخرجوه، قال آخر منهم ال و ذا جاء موسم من فإ

نحن لعبادة آلهتنا، قال إبليس هذا أخبث من الرأيين المتقدمين قالوا و كيف ذاك قال ألنكم تعمدون إلى أصبح الناس وجها إال و قد مألها و أنطق الناس لسانا و أفصحهم لهجة فتحملونه إلى وادي العرب فيخدعهم و يسحرهم بلسانه فال يفجأكم

ال و رجال، فبقوا حائرين ثم قالوا إلبليس فما الرأي فيه يا شيخ قال ما فيه إال رأي واحد، قالوا و ما هو قال يجتمع عليكم خيمن كل بطن من بطون قريش واحد و يكون معهم من بني هاشم رجل، فيأخذون سكينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه

ش كلها، فال يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه و قد شاركوا فيه، فإن فيضربونه كلهم ضربة واحدة حتى يتفرق دمه في قريسألوكم أن تعطوا الدية فأعطوهم ثالث ديات فقالوا نعم و عشر ديات، ثم قالوا الرأي رأي الشيخ النجدي، فاجتمعوا و دخل

قد اجتمعت في دار الندوة و أخبره أن قريشا) ص(على رسول اهللا ) ع(معهم في ذلك أبو لهب عم النبي، و نزل جبرئيل و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر « يدبرون عليك و أنزل عليه في ذلك

خرجوا إلى المسجد يصفرون و يصفقون و يطوفون قريش أن يدخلوا عليه ليال فيقتلوه و و اجتمعت » الله و الله خير الماكرينبالبيت فأنزل اهللا و ما كان صالتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية فالمكاء التصفير و التصدية صفق اليدين و هذه اآلية معطوفة

مبيت علي عليه السالم على فراش النبي صلى اهللا عليه . يرةو قد كتبت بعد آيات كث» و إذ يمكر بك الذين كفروا« على قوله جاءت قريش ليدخلوا عليه فقال أبو لهب ال أدعكم أن تدخلوا عليه بالليل فإن في ) ص(فلما أمسى رسول اهللا لم و آله و س

اموا حول حجرة رسول اهللا ص و الدار صبيانا و نساء و ال نأمن أن تقع بهم يد خاطئة فنحرسه الليلة، فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فنأن يفرش له ففرش له فقال لعلي بن أبي طالب أفدني بنفسك، قال نعم يا رسول اهللا قال نم على فراشي و ) ص(أمر رسول اهللا

فأخرجه على ) ص(بيد رسول اهللا و التحف ببردته و جاء جبرئيل فأخذ) ص(التحف ببردتي فنام علي على فراش رسول اهللا و قال له » و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ال يبصرون« نيام و هو يقرأ عليهم قريش و هم

جبرئيل خذ على طريق ثور، و هو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار و كان من أمره ما كان فلما أصبحت و أتوا إلى الحجرة و قصدوا الفراش، فوثب علي في وجوههم، فقال ما شأنكم قالوا له أين محمد قال أ جعلتموني عليه قريش

رقيبا أ لستم قلتم نخرجه من بالدنا، فقد خرج عنكم، فأقبلوا يضربون أبا لهب و يقولون أنت تخدعنا منذ الليلة، فتفرقوا في ال له أبو كرز يقفو اآلثار، فقالوا له يا أبا كرز اليوم اليوم، فوقف بهم على باب حجرة الجبال، و كان فيهم رجل من خزاعة يق

فرده معه، ) ص(التي في المقام و كان أبو بكر استقبل رسول اهللا فقال هذه قدم محمد و اهللا إنها ألخت القدم )ص(رسول اهللا ا عبر ابن أبي قحافة فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار، ثم فقال أبو كرز و هذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه ثم قال و هاهن

قال ما جاوزا هذا المكان إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخال تحت األرض، و بعث اهللا العنكبوت فنسجت على باب الغار، شعاب و صرفهم اهللا عن رسوله في الالئكة حتى وقف على باب الغار ثم قال ما في الغار واحد فتفرقوا و جاء فارس من الم

و قوله و إذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا . ثم أذن لنبيه في الهجرة) ص( أقتل جميع ملوك الدنيا و أجر الملك إليكم عثني أناهللا ب لقريش إن) ص(بعذاب أليم فإنها نزلت لما قال رسول اهللا

إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب و تدين لكم بها العجم و تكونوا ملوكا في الجنة، فقال أبو جهل اللهم إن كان فأجيبوني ) ص(ل اهللا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، حسدا لرسو) ص(هذا الذي يقوله محمد

Page 118: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و بهم الركب قال ثم قال كنا و بنو هاشم كفرسي رهان نحمل إذا حملوا و نطعن إذا طعنوا و نوقد إذا أوقدوا فلما استوى بنابذلك أن يكون في بني هاشم و ال يكون في بني مخزوم، ثم قال غفرانك اللهم فأنزل اهللا في قائل منهم منا نبي، ال نرضى

ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون حين قال غفرانك اللهم، فلما هموا بقتل رسول ذلك و ما كان اللهكانوا أولياءه يعني قريشا ما م و و أخرجوه من مكة قال اهللا و ما لهم ألا يعذبهم الله و هم يصدون عن المسجد الحرا) ص(اهللا

ما كانوا أولياء مكة إن أولياؤه إلا المتقون أنت و أصحابك يا محمد فعذبهم اهللا بالسيف يوم بدر فقتلوا، قال و حدثني أبي عن و ما كان الله « يقول مقامي بين أظهركم خير لكم فإن اهللا) ص(حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول اهللا

و مفارقتي إياكم خير لكم فقالوا يا رسول اهللا مقامك بين أظهرنا خير لنا فكيف تكون مفارقتك خيرا » ليعذبهم و أنت فيهمليها و ما لنا قال أما إن مفارقتي إياكم خير لكم فإن أعمالكم تعرض علي كل خميس و اثنين فما كان من حسنة حمدت اهللا ع

كان من سيئة استغفرت اهللا لكم و أما قوله إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم زلت في قريش لما وافاهم ضمضم و أخبرهم بخروج رسول اهللا حسرة ثم يغلبون و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون قال ن

ببدر فقتلوا و صاروا إلى النار و ) ص(و حملوا و أنفقوا و خرجوا إلى محاربة رسول اهللا في طلب العير فأخرجوا أموالهم) ص(و دع « لقوله و » أيديكمكفوا« سخة لقوله كان ما أنفقوا حسرة عليهم و قوله و قاتلوهم حتى ال تكون فتنة أي كفرا و هي نا

و هو اإلمام و اليتامى و المساكين و ابن . قوله و اعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى» أذاهمساكينهم و أبناء سبيلهم خاصة فمن الغنيمة يخرج الخمس و يقسم على ستة أسهم سهم السبيل فهم أيتام آل محمد خاصة و م

ستة و ثالثة أسهم فيكون لإلمام ثالثة أسهم من ) ع(رثه اإلمام هللا و سهم لرسول اهللا و سهم لإلمام، فسهم اهللا و سهم الرسول يده من الخمس ثالثة أسهم ألن اهللا قد ألزمه ما ألزم النبي أليتام آل الرسول و مساكينهم و أبناء سبيلهم، إنما صارت لإلمام وح

« لما أنزل اهللا عليه ) ص(من تربية األيتام و مؤن المسلمين و قضاء ديونهم و حملهم في الحج و الجهاد و ذلك قول رسول اهللا للولد فقال و أب لهم فلما جعله اهللا أبا للمؤمنين لزمه ما يلزم الوالد و ه» مالنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاته

عند ذلك من ترك ماال فلورثته و من ترك دينا أو ضياعا فعلى الوالي، فلزم اإلمام ما لزم الرسول فلذلك صار له من القصوى يعني قريشا حيث نزلوا بالعدوة اليمانية و رسول اهللا قوله إذ أنتم بالعدوة الدنيا و هم بالعدوة. الخمس ثالثة أسهم

حيث نزل بالعدوة الشامية و الركب أسفل منكم و هي العير التي أفلتت ثم قال و لو تواعدتم للحرب لما وفيتم و لكن ) ص(ينة و يحيى من حي عن بينة قال يعلم من بقي أن اهللا نصره و قوله اهللا جمعكم من غير ميعاد كان بينكم ليهلك من هلك عن ب

و المعنى ألصحابه )ص(إذ يريكهم الله في منامك قليلا و لو أراكهم كثيرا لفشلتم و لتنازعتم في الأمر فالمخاطبة لرسول اهللا حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم . في نومهم أنهم قليل و لو أراهم كثيرا لفزعواأراهم اهللا قريشا

عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ص في قوله إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم نزلت في بني أمية فهم شر خلق اهللا هم الذين كفروا في باطن القرآن فهم ال يؤمنون قوله الذين ) ع (ال يؤمنون قال أبو جعفر

عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة فهم أصحابه الذين فروا يوم أحد قوله و إما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم قوله و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال السالح قوله و إن جنحوا ) ع(على سواء نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنين

« نزلت هذه اآلية أعني قوله » و الله معكمإلى السلم و أنتم الأعلون فال تهنوا و تدعوا « ال هي منسوخة بقوله للسلم فاجنح لها قو قبل الحرب و قد كتبت في آخر السورة بعد انقضاء أخبار بدر و » يسئلونك عن الأنفال« قبل نزول قوله » و إن جنحوا للسلم

Page 119: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ف بين قلوبهم لو أنفقت ما في ذي أيدك بنصره و بالمؤمنين و ألقوله و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الو في رواية أبي . الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم قال نزلت في األوس و الخزرج

فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره و « رود عن أبي جعفر ع قال إن هؤالء قوم كانوا معه من قريش فقال اهللا الجا األوس و الخزرج حرب شديد و عداوة في الجاهلية فألففهم األنصار كان بين إلى آخر اآلية » بالمؤمنين و ألف بين قلوبهم

فالذين ألف بين قلوبهم هم األنصار خاصة رجع إلى رواية علي بن إبراهيم قوله يا أيها ) ص(اهللا بين قلوبهم و نصر بهم نبيه مائة يغلبوا ألفا قال كان النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين و إن يكن منكم

الرجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفار، فإن هرب منهم أن) ص(رسول اهللا ول النبوة في أصحاب الحكم في أله عنكم و آن خفف ال فهو الفار من الزحف و المائة يقاتلون ألفا ثم علم اهللا أن فيهم ضعفا ال يقدرون على ذلك فأنزل اهللا ال

ض اهللا عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين رجلين من الكفار علم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ففرنهم فليس هو الفار من منهما فهو الفار من الزحف، فإن كانوا ثالثة من الكفار و واحد من المسلمين ففر المسلم مفإن فر

الزحف، و قوله إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم إلى ) ص(الوالدة، فلما هاجر رسول اهللا ة ال على خوأولياء بعض فإن الحكم كان في أول النبوة أن المواريث كانت على األ

المدينة آخى بين المهاجرين و بين األنصار فكان إذا مات الرجل يرثه أخوه في الدين و يأخذ المال و كان ما ترك له دون ه أمهاتهم و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواج« ورثته، فلما كان بعد بدر أنزل اهللا

أولوا الأرحام بعضهم « فنسخت آية األخوة بقوله » كتاب الله من المؤمنين و المهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا الذين آمنوا و لم يهاجروا ما لكم من واليتهم من شيء حتى يهاجروا و إن استنصروكم في الدين فعليكم قوله و» أولى ببعض

على أن يدعهم في صالحهم) ص(النصر إلا على قوم بينكم و بينهم ميثاق فإنها نزلت في األعراب و ذلك أن رسول اهللا غزا بهم و ليس لهم في الغنيمة شيء و أوجبوا على ) ص(ديارهم و ال يهاجروا إلى المدينة و على أنه إن أرادهم رسول اهللا

النبي أنه إن أرادهم األعراب من غيرهم أو دهاهم دهم من عدوهم أن ينصرهم إال على قوم بينهم و بين الرسول عهد و ميثاق ذين كفروا بعضهم أولياء بعض يعني هم يوالي بعضهم بعضا ثم قال إلا تفعلوه يعني إن لم تفعلوه فوضع حرف إلى مدة و ال

ئك منكم و أولوا ثم قال و الذين آمنوا من بعد و هاجروا و جاهدوا معكم فأول مكان حرف تكن فتنة في الأرض و فساد كبير . »آتوهم نصيبهم و الذين عقدت أيمانكم ف« الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله قال نسخت قوله

١٢٩ سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية -٩

ن عاهدتم من المشركين قال حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن براءة من الله و رسوله إلى الذيمن غزوة تبوك في سنة سبع من الهجرة قال و كان رسول اهللا ) ص(أبي عبد اهللا ع قال نزلت هذه اآلية بعد ما رجع رسول اهللا

ان سنة في العرب في الحج أنه من دخل مكة و طاف بالبيت في ص لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة و كإمساكها و كانوا يتصدقون بها و ال يلبسونها بعد الطواف، و كل من وافى مكة يستعير ثوبا و يطوف فيه ثم ل له ثيابه لم يح

طاف بالبيت عريانا فجاءت يرده و من لم يجد عارية اكترى ثيابا و من لم يجد عارية و ال كراء و لم يكن له إال ثوب واحد امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عارية أو كراء فلم تجده، فقالوا لها إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها فقالت و كيف أتصدق بها و ليس لي غيرها فطافت بالبيت عريانة، و أشرف عليها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها و

Page 120: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت فقالت مرتجزة اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فال أحلهاألخرى على دبرها و كانت سيرة رسول اهللا ص قبل نزول سورة البراءة أن ال يقاتل إال من قاتله و ال يحارب إال من حاربه و أراده و . إن لي زوجا

» ن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلافإ« عز و جل قد كان نزل عليه في ذلك من اهللافكان رسول اهللا ص ال يقاتل أحدا قد تنحى عنه و اعتزله حتى نزلت عليه سورة البراءة و أمره اهللا بقتل المشركين من اعتزله و

لذين قد كان عاهدهم رسول اهللا ص يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن أمية و سهيل بن عمرو، فقال من لم يعتزله إال اثم يقتلون حيث ما » إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهربراءة من الله و رسوله « و جل اهللا عز

هذه أشهر السياحة عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع األول و عشرة من شهر ربيع اآلخر، فلما نزلت وجدوا فاآليات من أول براءة دفعها رسول اهللا ص إلى أبي بكر و أمره أن يخرج إلى مكة و يقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلما

أمير ) ص( فقال يا محمد ال يؤدي عنك إال رجل منك، فبعث رسول اهللا )ص(خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول اهللا فقال يا رسول اهللا أ أنزل اهللا في شيء ) ص(المؤمنين ع في طلبه فلحقه بالروحاء فأخذ منه اآليات فرجع أبو بكر إلى رسول اهللا مد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا قال قال ال إن اهللا أمرني أن ال يؤدي عني إال أنا أو رجل مني قال فحدثني أبي عن مح

ال يطوف بالبيت عريان و ال يقرب المسجد الحرام مشرك أمرني أن أبلغ عن اهللا أن ) ص(قال أمير المؤمنين ع إن رسول اهللا فأحل اهللا » فسيحوا في الأرض أربعة أشهربراءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين« بعد هذا العام و قرأ عليهم

للمشركين الذين حجوا تلك السنة أربعة أشهر حتى يرجعوا إلى مأمنهم ثم يقتلون حيث وجدوا قال و حدثني أبي عن فضالة رسوله قال األذان أمير جبير عن علي بن الحسين ع في قوله و أذان من الله و عثمان عن حكيم بن بن أيوب عن أبان بن

المؤمنين ع و في حديث آخر قال أمير المؤمنين ع كنت أنا األذان في الناس و قوله يوم الحج الأكبر قال هو يوم النحر ثم

م يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم استثنى عز و جل فقال إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لإلى مدتهم إن الله يحب المتقين فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و

لغه كل مرصد إلى قوله غفور رحيم ثم قال و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم الله ثم أباقعدوا لهممن بعد عهدهم و طعنوا في اقرأ عليه و عرفه ال تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه و أما قوله و إن نكثوا أيمانهم مأمنه قال

دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم ال أيمان لهم لعلهم ينتهون فإنها نزلت في أصحاب الجمل و قال أمير المؤمنين ع يوم الجمل و أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في و إن نكثوا « اهللا يقولآية من كتاب اهللا عز و جل اهللا ما قاتلت هذه الفئة الناكثة إال ب

غير مرة و ال اثنتين و ال ) ص(و اهللا لقد عهد إلي رسول اهللا «فقال أمير المؤمنين ع في خطبته الزهراء » دينكم إلى آخر اآليةأو أكفر ) ص( المارقين و القاسطين أ فأضيع ما أمرني به رسول اهللا ثالث و ال أربع فقال يا علي إنك ستقاتل بعدي الناكثين و

ير فأقام العلم مقام الرؤية ألنه قد علم وا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم أي لما و قوله أم حسبتم أن تترك» بعد إسالمي بي جعفر ع في قوله و لم يتخذوا من دون الله و ال رسوله و لا المؤمنين وليجة و في رواية أبي الجارود عن أ. قبل أن يعلموا

يعني بالمؤمنين آل محمد و الوليجة البطانة و قال علي بن إبراهيم في قوله ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين بالكفر أي ال يعمروا و ليس لهم أن يقيموا و قد أخرجوا رسول اهللا ص منه ثم قال إنما يعمر مساجد الله من آمن على أنفسهم

آمن بالله و اليوم ناآلية و هي محكمة و أما قوله أ جعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كم. آخر بالله و اليوم الفإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع ستوون عند الله آخر و جاهد في سبيل الله ال ي ال

Page 121: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ا أفضل ألن حجابة قال نزلت في علي و حمزة و العباس و شيبة قال العباس أنا أفضل ألن سقاية الحاج بيدي و قال شيبة أنالبيت بيدي و قال حمزة أنا أفضل ألن عمارة البيت بيدي و قال علي أنا أفضل فإني آمنت قبلكم ثم هاجرت و جاهدت

يم و في إلى قوله عنده أجر عظ» الحرام و عمارة المسجد أ جعلتم سقاية الحاج« حكما فأنزل اهللا ) ص(فرضوا برسول اهللا آخر و كمن آمن بالله و اليوم ال« رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال نزلت هذه اآلية في علي بن أبي طالب ع قوله

لب ع الذين آمنوا و هاجروا ثم وصف علي بن أبي طا» جاهد في سبيل الله ال يستوون عند الله و الله ال يهدي القوم الظالمينأنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون ثم وصف ما لعلي ع عنده فقال دوا في سبيل الله بأموالهم و و جاه

يها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم قوله قل إن كان يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فعلي بن إبراهيم لما أذن و قال . وال اقترفتموها يقول اكتسبتموهاآباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أم

المؤمنين ع بمكة أن ال يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام جزعت قريش جزعا شديدا و قالوا ذهبت تجارتنا أميرو ضاعت عيالنا و خربت دورنا فأنزل اهللا عز و جل في ذلك قل يا محمد إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم

أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله و عشيرتكم و لقد نصركم الله في مواطن كثيرة حدثني محمد فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله ال يهدي القوم الفاسقين غزوة حنين قوله

فجمع ه اهللا أن يتصدق بدنانير كثيرة أو قال بدراهم كثيرة فعوفي، فنذر إن عافا بن عمير قال كان المتوكل قد اعتل علة شديدةا اختلفوا قال له عبادة ابعث إلى العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه، قال أحدهم عشرة آالف و قال بعضهم مائة ألف فلم

ابن عمك علي بن محمد بن علي الرضا ع فاسأله فبعث إليه فسأله فقال الكثير ثمانون، فقالوا له رد إليه الرسول فقل من أين و قال علي بن ا و كانت المواطن ثمانين موطن» لقد نصركم الله في مواطن كثيرة« قلت ذلك فقال من قوله تعالى لرسوله

إبراهيم في قوله و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين يريد هوازن و بلغ الخبر هوازن فتهيئوا و جمعوا فإنه كان سبب غزوة حنين أنه لما خرج رسول اهللا ص إلى فتح مكة أظهر أنه

الجموع و السالح و اجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فراسوه عليهم و خرجوا و ساقوا معهم أموالهم و نساءهم و ذراريهم و مروا حتى نزلوا بأوطاس و كان دريد بن الصمة الجشمي في القوم و كان رئيس جشم و كان شيخا كبيراقد ذهب بصره من الكبر فلمس األرض بيده فقال في أي واد أنتم قالوا بوادي أوطاس قال نعم مجال خيل ال حزن ضرس و ال

ه إن مالك بن عوف ساق سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير و نهيق الحمير و خوار البقر و ثغاء الشاة و بكاء الصبي، فقالوا لهم ليقاتل كل امرئ عن نفسه و ماله و أهله، فقال دريد راعي ضأن و رب الكعبة ما له و نساءهم و ذراريمع الناس أموالهم و

للحرب، ثم قال ادعوهم لي مالكا فلما جاءه قال له يا مالك ما فعلت قال سقت مع الناس أموالهم و نساءهم و أبناءهم ليجعل كبيرا و ت رئيس قومك و إنك تقاتل رجال أصبحلحربه، فقال يا مالك إنك كل رجل أهله و ماله وراء ظهره فيكون أشد

هذا اليوم لما بعده و لم تضع في تقدمه بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ويحك و هل يلوي المنهزم على شيء اردد بيضة فإن هوازن إلى عليا بالدهم و ممتنع محالهم و أبق الرجال على متون الخيل فإنه ال ينفعك إال رجل بسيفه و درعه و فرسه

كانت لك لحق بك من وراؤك و إن كانت عليك ال تكون قد فضحت في أهلك و عيالك، فقال له مالك إنك قد من دريد فقال دريد ما فعلت كعب و كالب قالوا لم يحضر منهم أحد قال غاب فلم يقبل كبرت و ذهب علمك و عقلك

الب قال فمن حضرها من هوازن قالوا عمرو بن عامر و الجد و الحزم لو كان يوم عال و سعادة ما كانت تغيب كعب و ال ك

Page 122: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عوف بن عامر قال ذانك الجذعان ال ينفعان و ال يضران ثم تنفس دريد و قال حرب عوان ليتني فيها جذع أخب فيها و أضع د و وعدهم و بلغ رسول اهللا ص اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبائل و رغبهم في الجها. أقود و طفاء الزمع كأنها شاة صدع

النصر و أن اهللا قد وعده أن يغنمه أموالهم و نساءهم و ذراريهم فرغب الناس و خرجوا على راياتهم و عقد اللواء األكبر و دفعه إلى أمير المؤمنين ع و كل من دخل مكة براية أمره أن يحملها، و خرج في اثني عشر ألف رجل عشرة آالف ممن كانوا

السلمي و من رود عن أبي جعفر ع قال و كان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عباس بن مرداس و في رواية أبي الجا. معهرجل مواساة أمير المؤمنين عليه السالم في حنين رجع الحديث إلى علي بن إبراهيم قال فمضوا حتى كان من مزينة ألف

جفون منكم أهله و ماله خلف ظهره و اكسرواالقوم على مسيرة بعض ليلة قال و قال مالك بن عوف لقومه ليصير كل رجللصبح فاحملوا حملة رجل واحد و هدوا القوم فإن سيوفكم و أكمنوا في شعاب هذا الوادي و في الشجر فإذا كان في غلس ا

محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب قال فلما صلى رسول اهللا ص الغداة انحدر في وادي حنين و هو واد له انحدار بعيد و نت بنو سليم على مقدمه فخرجت عليها كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم و انهزم من ورائهم و لم يبق أحد كا

إال انهزم و بقي أمير المؤمنين ع يقاتلهم في نفر قليل و مر المنهزمون برسول اهللا ص ال يلوون على شيء و كان العباس أخذو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره فأقبل رسول اهللا ص ينادي يا معشر يمينه و أببلجام بغلة رسول اهللا ص عن

األنصار إلى أين المفر إال أنا رسول اهللا فلم يلو أحد عليه و كانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو التراب في وجوه المنهزمين و هذا الذي صنعت فقال لها هذا أمر اهللا فلما رأى رسول تقول أين تفرون عن اهللا و عن رسوله و مر بها عمر فقالت له ويلك ما

فقال يا عباس اصعد هذا الطرب و ناد يا أصحاب البقرة و يا أصحاب بغلته قد شهر سيفه، اهللا ص الهزيمة ركض يحوم على أنت ثم رفع رسول اهللا ص يده فقال اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و . الشجرة إلى أين تفرون هذا رسول اهللا ص

المستعان، فنزل جبرئيل ع عليه فقال له يا رسول اهللا دعوت بما دعا به موسى حين فلق اهللا له البحر و نجاه من فرعون ثم قال رسول اهللا ص ألبي سفيان بن الحارث ناولني كفا من حصى فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال شاهت الوجوه ثم رفع

فلما سمعت األنصار نداء العباس » إن تهلك هذه العصابة لم تعبد و إن شئت أن ال تعبد ال تعبداللهم «رأسه إلى السماء و قال فقال «عطفوا و كسروا جفون سيوفهم و هم يقولون لبيك و مروا برسول اهللا ص و استحيوا أن يرجعوا إليه و لحقوا بالراية

هؤالء األنصار، فقال رسول اهللا ص اآلن حمي الوطيس و نزل فقال يا رسول اهللا رسول اهللا ص للعباس من هؤالء يا أبا الفضلالنصر من السماء و انهزمت هوازن فكانوا يسمعون قعقعة السالح في الجو و انهزموا في كل وجه و غنم اهللا رسوله أموالهم و

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع . » حنينلقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم« نساءهم و ذراريهم و هو قول اهللا في قوله ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين و أنزل جنودا لم تروها و عذب الذين كفروا و هو القتل و ذلك

ضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين و هو أسير في أيديهم أين الخيل البلق جزاء الكافرين قال و قال رجل من بني نيها و الرجال عليهم الثياب البيض فإنما كان قتلنا بأيديهم و ما كنا نريكم فيهم إال كهيئة الشامة قالوا تلك المالئكة قوله يا أ

بعد عامهم هذا و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن ال يقربوا المسجد الحرام الذين آمنوا إنما المشركون نجس ف بالله و ال باليوم اآلية قوله قاتلوا الذين ال يؤمنون» قل إن كان آباؤكم« شاء إن الله عليم حكيم و هي معطوفة على قوله

الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم ه و ال يدينون دين الحق من الذين أوتوا آخر و ال يحرمون ما حرم الله و رسول العن أخيه علي بن مهزيار عن إسماعيل بن سهل عن حماد بن صاغرون حدثنا محمد بن عمير و قال حدثني إبراهيم بن مهزيار

Page 123: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عيسى عن حريز عن زرارة قال قلت ألبي عبد اهللا ع ما حد الجزية على أهل الكتاب و هل عليهم في ذلك شيء يوصف ال قوم فدوا هم إلمام يأخذ من كل إنسان منهم ما شاء على قدر ماله ما يطيق إنما ينبغي أن يجوز إلى غيره فقال ذلك إلى ا

حتى يعطوا « أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم ما يطيقون له أن يؤخذ منهم بها حتى يسلموا فإن اهللا قال

ال حتى يجد ذال لما ] قال [ و كيف يكون صاغرا و هو ال يكترث لما يؤخذ منه ] قلت [ » الجزية عن يد و هم صاغرونأبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله فيتألم لذلك فيسلم و في روايةأخذ منه

و ثة و المسيح ابن مريم أما المسيح فعصوه و عظموه في أنفسهم حتى زعموا أنه إله و أنه ابن اهللا و طائفة منهم قالوا ثالث ثالرهبانهم فإنهم أطاعوهم و أخذوا بقولهم و اتبعوا ما أمروهم به و دانوا بهم بما دعوهم طائفة منهم قالوا هو اهللا و أما أحبارهم و

إليه فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم و تركهم ما أمر اهللا و كتبه و رسله فنبذوه وراء ظهورهم و ما أمرهم به األحبار و الرهبان اعوهم و عصوا اهللا و إنما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم فعير اهللا بني إسرائيل بما صنعوا يقول اهللا و ما أمروا إلااتبعوه و أط

الهدى و دين الحق يشركون قال علي بن إبراهيم في قوله هو الذي أرسل رسوله بليعبدوا إلها واحدا ال إله إلا هو سبحانه عما ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون فإنها نزلت في القائم من آل محمد و هو الذي ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله و في

و ال ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و الذين يكنزون الذهب و الفضةفإن اهللا حرم كنز الذهب و الفضة و أمر بإنفاقه في سبيل اهللا و قوله يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و

فسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون قال كان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم و هو بالشام و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنالجنوب و كي في الظهور أبدا حتى يتردد الحر في أجوافهم و وته بشر أهل الكنوز بكي في الجباه و كي في ينادي بأعلى ص

د الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات و الأرض منها أربعة قال علي بن إبراهيم في قوله إن عدة الشهور عنحرم ذلك الدين القيم فاالن يعد الحرم منها ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم ثالثة متواليات و رجب مفرد و حرم اهللا فيها

كافة يقول جميعا كما يقاتلونكم كافة و قال علي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و قاتلوا المشركينو في رواية أبي .القتالبن إبراهيم في قوله إنما النسيء زيادة في الكفر إلخ فإنه كان سبب نزولها أن رجال من كنانة كان يقف في الموسم فيقول قد

بدله صفر فإذا كان العام المقبل يقول قد أحللت ن طي و خثعم في شهر المحرم و أنسأته و حرمت أحللت دماء المحلين مو قوله إلا » صفر و أنسأته و حرمت بدله شهر المحرم فأنزل اهللا إنما النسيء زيادة في الكفر إلى قوله زين لهم سوء أعمالهم

ره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ال تحزن إن الله معنا فإنه حدثني تنصروه فقد نصة جعفر في في الغار قال لفالن كأني أنظر إلى سفين) ص(رسول اهللا لى أبي عبد اهللا قال لما كان أبي عن بعض رجاله رفعه إ

أصحابه يقوم في البحر و أنظر إلى األنصار محتسبين في أفنيتهم فقال فالن و تراهم يا رسول اهللا قال نعم قال فأرنيهم فمسح

الذين فقال له رسول اهللا أنت الصديق و قوله و جعل كلمة ] فقال في نفسه اآلن صدقت إنك ساحر [ على عينيه فرآهم و الله عزيز حكيم و قوله انفروا خفافا و ثقالا قال شبابا و شيوخا يعني ) ص(رسول اهللا فلى و كلمة الله هي العليا قول كفروا الس

ك و قال علي إلى غزوة تبوك و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله لو كان عرضا قريبا يقول غنيمة قريبة لاتبعومنه أن رسول اهللا ص لم يسافر سفرا أبعد منه و ال أشد بن إبراهيم في قوله و لكن بعدت عليهم الشقة يعني إلى تبوك و ذلك

و كان سبب ذلك أن الصيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام معهم الدرموك و الطعام و هم األنباط فأشاعوا بالمدينة أن

Page 124: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

وم قد اجتمعوا يريدون غزوة رسول اهللا ص في عسكر عظيم و أن هرقل قد سار في جنود رحلت معهم غسان و جذام الرو عاملة و قد قدم عساكره البلقاء و نزل هو حمص، فأمر رسول اهللا ص أصحابه بالتهيؤ إلى تبوك ]فهرا [ و بهراء ] حزام [

إلى مكة و إلى من أسلم من خزاعة و مزينة و جهينة فحثهم على الجهاد، و و هي من بالد البلقاء و بعث إلى القبائل حوله و أمر رسول اهللا ص بعسكره و ضرب في ثنية الوداع و أمر أهل الجدة أن يعينوا من ال قوة به و من كان عنده شيء أخرجه و

سول اهللا ص فقال بعد أن حمد حملوا و قووا و حثوا على ذلك خطبة النبي صلى اهللا عليه و آله و سلم في تبوك و خطب رو خير السنن أيها الناس إن أصدق الحديث كتاب اهللا و أولى القول كلمة التقوى و خير الملل ملة إبراهيم،«اهللا و أثنى عليه

حسن سنة محمد، و أشرف الحديث ذكر اهللا، و أحسن القصص هذا القرآن و خير األمور عزائمها و شر األمور محدثاتها و أهدي األنبياء، و أشرف القتل قتل الشهداء، و أعمى العمى الضاللة بعد الهدى، و خير األعمال ما نفع، و خير الهدى ما الهدي

اتبع، و شر العمى عمى القلب، و اليد العليا خير من اليد السفلى، و ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى، و شر المعذرة حين ة، و من الناس من ال يأتي الجمعة إال نزرا و منهم من ال يذكر اهللا إال هجرا، و من أعظم يحضر الموت و شر الندامة يوم القيام

خير الغنى غنى النفس و خير الزاد التقوى، و رأس الحكمة مخافة اهللا، و خير ما ألقي في القلب خطايا اللسان الكذب، وول من جمر جهنم، و السكر جمر النار و الشعر من إبليس، و اليقين، و االرتياب من الكفر، و النياحة من عمل الجاهلية، و الغل

آكل أكل مال الخمر جماع اإلثم، و النساء حبائل إبليس، و الشباب شعبة من الجنون، و شر المكاسب كسب الربا، و شر المذرع، و األمر إلى اليتيم، و السعيد من وعظ بغيره، و الشقي من شقي في بطن أمه، و إنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أ

آخره و مالك العمل خواتيمه و أربى الربا الكذب، و كل ما هو آت قريب، و سباب المؤمن فسق، و قتال المؤمن كفر، و أكل لحمه من معصية اهللا، و حرمة ماله كحرمة دمه، و من توكل على اهللا كفاه، و من صبر ظفر، و من يعف يعف اهللا عنه و

يسمع اهللا به، و من يصم يضاعف اهللا له، و من ، و من يصبر على الرزية يعوضه اهللا، و من يتبع السمعة من كظم الغيظ يأجره اهللاقال فرغبوا الناس في الجهاد لما سمعوا » يعذبه، اللهم اغفر لي و ألمتي اللهم اغفر لي و ألمتي أستغفر اهللا لي و لكم يعص اهللا

رسول اهللا الجد بن قيس ب ممن استنفرهم، و قعد عنه قوم من المنافقين و لقيهذا من رسول اهللا ص و قدمت القبائل من العرالغزاة لعلك أن تستحفد من بنات األصفر فقال يا رسول اهللا و اهللا إن قومي ليعلمون ه فقال له يا أبا وهب أ ال تنفر معنا في هذ

ر إذا رأيت بنات األصفر فال تفتني و ائذن لي أنه ليس فيهم أحد أشد عجبا بالنساء مني و أخاف إن خرجت معك أن ال أصبأن أقيم، و قال لجماعة من قومه ال تخرجوا في الحر فقال ابنه ترد على رسول اهللا ص و تقول له ما تقول ثم تقول لقومك ال

منهم من يقول ائذن لي فأنزل اهللا على رسوله في ذلك و تنفروا في الحر و اهللا لينزلن في هذا قرآنا تقرأه الناس إلى يوم القيامةو ال تفتني أال في الفتنة سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين ثم قال الجد بن القيس أ يطمع محمد أن حرب الروم مثل حرب

وله إن تصبك حسنة تسؤهم و إن تصبك و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في ق. غيرهم ال يرجع من هؤالء أحد أبداالمصيبة فالبالء و الشدة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل و يتولوا و هم فرحون قل لن و العافية و أما مصيبة أما الحسنة فالغنيمة

موالنا و على الله فليتوكل المؤمنون و قوله قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين يقول الغنيمة يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هوفي الحر و الجنة إلى قوله إنا معكم متربصون و نزل أيضا في الجد بن قيس في رواية علي بن إبراهيم لما قال لقومه ال تخرجوا

فرح المخلفون بمقعدهم خالف رسول الله و كرهوا أن يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و قالوا ال تنفروا في الحر

Page 125: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

توا و هم فاسقون ففضح اهللا الجد بن قيس و أصحابه حديث المنزلة فلما قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون إلى قوله و ماع على المدينة فأوجف المنافقون بعلي ع فقالوا ما اجتمع لرسول اهللا ص الخيول رحل من ثنية الوداع و خلف أمير المؤمنين

جرف، فقال له رسول اهللا يا علي أ لم أخلفك خلفه إال تشؤما به فبلغ ذلك عليا فأخذ سيفه و سالحه و لحق برسول اهللا ص بالعلي أ ما ترضى أن تكون أخي كذب المنافقون يا على المدينة قال نعم و لكن المنافقين زعموا أنك خلفتني تشؤما بي، فقال

ت و أنا أخوك بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي و إن كان بعدي نبي لقلت أنت و أنت خليفتي في أمتي و أنوزيري و أخي في الدنيا و اآلخرة فرجع علي ع إلى المدينة و جاء البكاءون إلى رسول اهللا ص و هم سبعة من بني عمرو بن

بن عمير و من بني جارية علية ] هرمي مدعى [ عوف سالم بن عمير قد شهد بدرا ال اختالف فيه و من بني واقف هدمي

لك أن رسول اهللا ص أمر بصدقة فجعل الناس يأتون بها فجاء علية فقال يا و هو الذي تصدق بعرضه و ذ] يزيد [ بن زيد رسول اهللا و اهللا ما عندي ما أتصدق به و قد جعلت عرضي حال فقال له رسول اهللا ص قد قبل اهللا صدقتك و من بني مازن بن

زريق سلمة بن صخر و من بني و من بني] عتمة [ سلمة عمرو بن غنمة و من بني النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب العرياض ناصر بن سارية السلمي هؤالء جاءوا إلى رسول اهللا ص يبكون فقالوا يا رسول اهللا ليس بنا قوة أن نخرج معك فأنزل

ذا نصحوا لله و رسوله ما على إاهللا فيهم ليس على الضعفاء و ال على المرضى و ال على الذين ال يجدون ما ينفقون حرج سبيل و الله غفور رحيم و ال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ال أجد ما أحملكم عليه تولوا و أعينهم المحسنين من

جدوا ما ينفقون قال و إنما سألوا هؤالء البكاءون نعال يلبسونها ثم قال إنما السبيل على الذين تفيض من الدمع حزنا ألا يو في . يستأذنونك و هم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف و المستأذنون ثمانون رجال من قبائل شتى و الخوالف النساء

لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا و تعلم الكاذبين في قوله عفا الله عنك لم أذنت) ع(أبي الجارود عن أبي جعفر رواية بالله و اليوم علي بن إبراهيم قوله ال يستأذنك الذين يؤمنونيقول تعرف أهل الغدر و الذين جلسوا بغير عذر و في رواية

و تخلف عن رسول اهللا ص قوم من أهل . آخر إلى قوله ما زادوكم إلا خبالا أي وباال و لأوضعوا خاللكم أي يهربوا عنكم ال و كانت له منهم أبو خثيمة و كان قويا) ص(ثبات و بصائر لم يكن يلحقهم شك و ال ارتياب و لكنهم قالوا نلحق برسول اهللا

زوجتان و عريشتان فكانت زوجتاه قد رشتا عريشتيه و بردتا له الماء و هيأتا له طعاما، فأشرف على عريشته، فلما نظر إليهما فقد غفر اهللا له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، قد خرج في الصخ و الريح و قد حمل ) ص(قال و اهللا، ما هذا بإنصاف رسول اهللا

ي سبيل اهللا و أبو خثيمة قوي قاعد في عريشته و امرأتين حسناوتين ال و اهللا ما هذا بإنصاف ثم أخذ ناقته فشد السالح مجاهدا ف) ص(بذلك فقال رسول اهللا ) ص(فنظر الناس إلى راكب على الطريق فأخبروا رسول اهللا ) ص(عليها رحله فلحق برسول اهللا

وفاة أبي ذر و كان أبو ذر رحمه اهللا تخلف عن رسول اهللا . فجزاه خيرا و دعا لهكن أبا خثيمة، فأقبل و أخبر النبي بما كان منه ثالثة أيام و ذلك أن جمله كان أعجف فلحق بعد ثالثة أيام به و وقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه و حمل ثيابه ) ص(

كن أبا ذر فقالوا هو أبو ذر، فقال رسول ) ص(على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل، فقال رسول اهللا ) ص(و معه إداوة فيها ماء فقال رسول اهللا ) ص(أدركوه بالماء فإنه عطشان فأدركوه بالماء و وافى أبو ذر رسول اهللا ) ص(اهللا

قته فإذا هو إلى صخرة و عليها ماء السماء فذ يا أبا ذر معك ماء و عطشت فقال نعم يا رسول اهللا ص بأبي أنت و أمي انتهيتيا أبا ذر أرحمك اهللا تعيش وحدك و تموت «ل رسول اهللا فقا) ص(عذب بارد، فقلت ال أشربه حتى يشربه حبيبي رسول اهللا

Page 126: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و تبعث وحدك، و تدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك و تجهيزك و الصالة وحدك فمات بها ابنه ذر، فوقف على قبره فقال رحمك اهللا يا ذر لقد كنت كريم فلما سير به عثمان إلى الربذة » عليك و دفنك

الخلق بارا بالوالدين و ما علي في موتك من غضاضة و ما بي إلى غير اهللا من حاجة، و قد شغلني االهتمام لك عن االغتمام م، ثم رفع يده فقال اللهم إنك مكانك، فليت شعري ما قالوا لك و ما قلت لهلو ال هول المطلع ألحببت أن أكون بك، و

فرضت لك عليه حقوقا و فرضت لي عليه حقوقا فإني قد وهبت له ما فرضت لي عليه من حقوقي فهب له ما فرضت عليه من و كانت ألبي ذر غنيمات يعيش هو و عياله منها فأصابها داء يقال له النقار، فماتت . حقوقك فإنك أولى بالحق و أكرم مني

ثالثة أيام لم نأكل شيئا فقال لي أبي يا بنية تت أهله، فقالت ابنته أصابنا الجوع و بقينا با ذر و ابنته الجوع فماكلها فأصاب أقومي بنا إلى الرمل نطلب القت و هو نبت له حب فصرنا إلى الرمل فلم نجد شيئا فجمع أبي رمال و وضع رأسه عليه و رأيت

كيف أصنع بك و أنا وحيدة فقال يا بنتي ال تخافي فإني إذا مت جاءك من أهل عينه قد انقلبت، فبكيت و قلت له يا أبتتعيش وحدك و تموت ة تبوك فقال يا أبا ذر في غزو) ص(العراق من يكفيك أمري، فإنه أخبرني حبيبي رسول اهللا

دفنك فإذا وحدك و تبعث وحدك و تدخل الجنة وحدك يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون غسلك و تجهيزك و أنا مت فمدي الكساء على وجهي ثم اقعدي على طريق العراق فإذا أقبل ركب فقومي إليهم و قولي هذا أبو ذر صاحب

قد توفي، قال فدخل إليه قوم من أهل الربذة فقالوا يا أبا ذر ما تشتكي قال ذنوبي قالوا فما تشتهي قال رحمة ) ص(رسول اهللا لطبيب أمرضني قالت ابنته فلما عاين الموت سمعته يقول مرحبا بحبيب أتى على فاقة ال أفلح بطبيب قال ا ربي قالوا فهل لك

من ندم اللهم خنقني خناقك فو حقك إنك لتعلم أني أحب لقاءك قالت ابنته فلما مات مددت الكساء على وجهه ثم قد توفي فنزلوا و مشوا) ص(رسول اهللا قعدت على طريق العراق فجاء نفر فقلت لهم يا معشر المسلمين هذا أبو ذر صاحب

فيهم األشتر فروي أنه قال دفنته في حلة كانت معي قيمتها أربعة آالف درهم يبكون فجاءوا فغسلوه و كفنوه و دفنوه و كان كما كان فقالت ابنته فكنت أصلي بصالته و أصوم بصيامه فبينما أنا ذات ليلة نائمة عند قبره إذ سمعته يتهجد بالقرآن في نومي

يتهجد به في حياته فقلت يا أبة ما ذا فعل بك ربك فقال يا بنية قدمت على رب كريم فرضي عني و رضيت عنه، و أكرمني بتبوك رجل يقال له المضرب من كثرة ) ص(توبة المنخلفين عن القتال و كان مع رسول اهللا . و حباني فاعملي فال تغتري

ال له رسول اهللا ص عد لي أهل العسكر فعددهم فقال هم خمسة و عشرون ألف رجل ضرباته التي أصابته ببدر و أحد، فققوم ) ص(سوى العبيد و التباع، فقال عد المؤمنين فعددهم فقال هم خمسة و عشرون رجال، و قد كان تخلف عن رسول اهللا

الشاعر و مراده بن الربيع و هالل بن مالكق منهم كعب بن من المنافقين و قوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفا

فلما تاب اهللا عليهم قال كعب ما كنت قط أقوى مني في ذلك الوقت الذي خرج رسول اهللا ] الموافقي [ أمية الواقفي إلى تبوك و ما اجتمعت لي راحلتان قط إال في ذلك اليوم و كنت أقول أخرج غدا أخرج بعد غد فإني قوي و توانيت ) ص(

كانا تخلفا أقضي حاجة فلقيت هالل بن أمية و مرادة بن الربيع و قد أياما أدخل السوق فال) ص(د خروج النبي و بقيت بعأيضا فتوافقنا أن نبكر إلى السوق و لم نقض حاجة فما زلنا نقول نخرج غدا بعد غد حتى بلغنا إقبال رسول اهللا فندمنا فلما وافى

عليه فلم يرد علينا السالم و أعرض عنا و سلمنا على إخواننا فلم يردوا علينا مة فسلمنااستقبلناه نهنئه بالسال) ص(رسول اهللا ) ص(المسجد فال يسلم علينا أحد و ال يكلمنا فجئن نساؤنا إلى رسول اهللا كنا نحضر السالم فبلغ ذلك أهلونا فقطعوا كالمنا و

Page 127: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ال تعتزلنهم و لكن ال يقربوكن، فلما رأى كعب بن مالك ) ص(فقلن قد بلغنا سخطك على أزواجنا فنعتزلهم فقال رسول اهللا و صاحباه ما قد حل بهم قالوا ما يقعدنا بالمدينة و ال يكلمنا رسول اهللا ص و ال إخواننا و ال أهلونا فهلموا نخرج إلى هذا

مون و كان أهلوهم يأتونهم الجبل فال نزال فيه حتى يتوب اهللا علينا أو نموت، فخرجوا إلى ذناب جبل بالمدينة فكانوا يصوبالطعام فيضعونه ناحية ثم يولون عنهم فال يكلمونهم، فبقوا على هذا أياما كثيرة يبكون بالليل و النهار و يدعون اهللا أن يغفر

علينا لهم فلما طال عليهم األمر، قال لهم كعب يا قوم قد سخط اهللا علينا و رسوله قد سخط علينا و أهلونا و إخواننا قد سخطوا فال يكلمنا أحد فلم ال يسخط بعضنا على بعض فتفرقوا في الليل و حلفوا أن ال يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب اهللا عليه فبقوا على هذه ثالثة أيام كل واحد منهم في ناحية من الجبل ال يرى أحد منهم صاحبه و ال يكلمه فلما كان في الليلة

و قوله لقد تاب اهللا بالنبي على المهاجرين و ) ص(ي بيت أم سلمة نزلت توبتهم على رسول اهللا الثالثة و رسول اهللا ص فلذين تخلفوا ثم األنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال الصادق ع هكذا نزلت و هو أبو ذر و أبو خثيمة و عمر بن وهب ا

و على الثالثة الذين «إنما أنزل ) ع(الثة الذين خلفوا فقال العالم ثم قال في هؤالء الثالثة و على الث) ص(لحقوا برسول اهللا و ال ) ص(لم يكن عليه عيب حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت حيث لم يكلمهم رسول اهللا و لو خلفوا» خالفوا

هم حيث حلفوا أن ال يكلم بعضهم بعضا فتفرقوا و تاب أهلوهم فضاقت عليهم المدينة حتى خرجوا منها و ضاقت عليهم أنفساهللا عليهم لما عرف من صدق نياتهم و قوله في المنافقين قل لهم يا محمد أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم

أنهم مؤمنون فأنزل اهللا و يحلفون بالله ) ص(كافرون و كانوا يحلفون لرسول اهللا قوما فاسقين إلى قوله و تزهق أنفسهم و هم لكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات يعني غارات في الجبال أو مدخلا قال موضعا منكم و إنهم لمنكم و ما هم

ه لولوا إليه و هم يجمحون أي يعرضون عنكم و قوله و منهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا و إن يلتجئون إلي يقسمها بينهم فلما )ص(لم يعطوا منها إذا هم يسخطون فإنها نزلت لما جاءت الصدقات و جاء األغنياء و ظنوا أن رسول اهللا

و لمزوه و قالوا نحن الذين نقوم في الحرب و نغزو معه و نقوي أمره ثم يدفع ) ص(وضعها في الفقراء تغامزوا رسول اهللا لوا حسبنا الله الصدقات إلى هؤالء الذين ال يعينونه و ال يغنون عنه شيئا فأنزل اهللا و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قا

سيؤتينا الله من فضله و رسوله إنا إلى الله راغبون

مصرف الصدقات

بهم و ثم فسر اهللا الصدقات لمن هي و على من تجب فقال إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوفي الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم فأخرج اهللا من الصدقات جميع الناس إال

ن و عليهم مئونات من عيالهم و الفقراء هم الذين ال يسألوهم فقال هذه الثمانية األصناف الذين سماهم اهللا، و بين الصادق ع منللفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ال يستطيعون ضربا في « الدليل على أنهم هم الذين ال يسألون قول اهللا في سورة البقرة

و و المساكين هم أهل الزمانة من العميان» م ال يسئلون الناس إلحافاالأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماههم السعاة و الجباة في أخذها و » و العاملين عليها« العرجان و المجذومين و جميع األصناف الزمنى الرجال و النساء و الصبيان

قوم وحدوا هللا و لم تدخل المعرفة في قلوبهم من أن محمدا » فة قلوبهمو المؤل« جمعها و حفظها حتى يردوها إلى من يقسمها و . و يرغبوايتألفهم و يعلمهم كيما يعرفوا فجعل اهللا لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا) ص(رسول اهللا ص فكان رسول اهللا

حرب بن أمية و سهيل بن عمرو و هو من بني عامر قال المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن ) ع(في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر

Page 128: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

بن لوي و همام بن عمرو و أخوه و صفوان بن أمية بن خلف القرشي ثم الجشمي الجمحي و األقرع بن حابس التميمي ثم كان يعطي ) ص(عمر أحد بني حازم و عيينة بن حصين الفزاري و مالك بن عوف و علقمة بن عالقة، بلغني أن رسول اهللا

قوم قد » و في الرقاب« جل منهم مائة من اإلبل و رعاتها و أكثر من ذلك و أقل رجع إلى تفسير علي بن إبراهيم في قوله الرلزمهم كفارات في قتل الخطإ و في الظهار و قتل الصيد في الحرم و في األيمان و ليس عندهم ما يكفرون و هم مؤمنون

قوم قد وقعت عليهم ديون أنفقوها في طاعة اهللا من غير » و الغارمين« ليكفر عنهم فجعل اهللا لهم منها سهما في الصدقات قوم يخرجون في الجهاد و » اللهو في سبيل « يفكهم من مال الصدقات إسراف فيجب على اإلمام أن يقضي ذلك عنهم و

في جميع سبل الخير فعلى اإلمام أن يعطيهم من ليس عندهم ما ينفقون، أو قوم من المسلمين ليس عندهم ما يحجون به أو أبناء الطريق الذين يكونون في األسفار في طاعة اهللا فيقطع » و ابن السبيل« مال الصدقات حتى ينفقوا به على الحج و الجهاد

فيعطى كل أجزاء الصدقات تتجزى ثمانيةعليهم و يذهب مالهم فعلى اإلمام أن يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقات، و و قوله و . إنسان من هذه الثمانية على قدر ما يحتاجون إليه بال إسراف و ال تقتير يقوم في ذلك اإلمام يعمل بما فيه الصالح

) ص(يقعد لرسول اهللا منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن فإنه كان سبب نزولها أن عبد اهللا بن نفيل كان منافقا و كان فقال يا محمد إن رجال من المنافقين ينم ) ص(جبرئيل على رسول اهللا ، فنزل فيسمع كالمه و ينقله إلى المنافقين و ينم عليه

من هو فقال الرجل األسود الكثير شعر الرأس ينظر بعينين كأنهما ) ص(عليك و ينقل حديثك إلى المنافقين، فقال رسول اهللا قد قبلت منك فال تقعد ) ص(فأخبره فحلف أنه لم يفعل فقال رسول اهللا ) ص(طق بلسان شيطان، فدعاه رسول اهللا قدران و ين

فرجع إلى أصحابه فقال إن محمدا أذن أخبره اهللا أني أنم عليه و أنقل أخباره فقبل و أخبرته أني لم أفعل ذلك فقبل فأنزل اهللا أي يصدق اهللا فيما » ون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنينو منهم الذين يؤذ« على نبيه

ن يعني المقرين باإليمان م» و يؤمن للمؤمنين« يقول له و يصدقك فيما تعتذر إليه في الظاهر و ال يصدقك في الباطن و قوله يحلفون للمؤمنين إنهم منهم لكي يرضى ه لكم ليرضوكم فإنها نزلت في المنافقين الذين كانوا غير اعتقاد و قوله يحلفون بالل

أن تنزل عليهم سورة تنبئهم عنهم المؤمنون فقال اهللا و الله و رسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين و قوله يحذر المنافقونك كانوا إلى تبو) ص(بما في قلوبهم قل استهزؤا إن الله مخرج ما تحذرون قال كان قوم من المنافقين لما خرج رسول اهللا

يرجع منهم أحد أبدا، فقال بعضهم ما أخلفه يقولون أ يرى محمد أن حرب الروم مثل حرب غيرهم اليتحدثون فيما بينهم و أن يخبر اهللا محمدا بما كنا فيه و بما في قلوبنا و ينزل عليه بهذا قرآنا يقرؤه الناس و قالوا هذا على حد االستهزاء فقال رسول

إنما كنا نقول شيئا على حد لعمار بن ياسر الحق القوم فإنهم قد احترقوا فلحقهم عمار فقال ما قلتم قالوا ما قلنا شيئا) ص(اهللا ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أ بالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤن ال تعتذروا اح فأنزل اهللا و لئن سألتهم اللعب و المز

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر . طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمينقد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن و نافقوا بعد إيمانهم و ارتابوا و شكواؤالء قوم كانوا مؤمنين صادقين قال ه» ال تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم« في قوله ) ع(

كان أحد األربعة مختبر بن الحمير و اعترف و تاب و قال يا رسول اهللا » إن نعف عن طائفة منكم« و قوله كانوا أربعة نفرعبد اهللا بن عبد الرحمن فقال يا رب اجعلني شهيدا حيث ال يعلم أحد أين أنا فقتل يوم ) ص(أهلكني اسمي فسماه رسول اهللا

قال علي بن إبراهيم ذكر المنافقين فقال المنافقون و المنافقات بعضهم الذي عفا اهللا عنه لم يعلم أحد أين قتل فهو اليمامة و من بعض إلى قوله و لكن كانوا أنفسهم يظلمون فإنه محكم ثم ذكر المؤمنين فقال وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات

Page 129: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يا أيها النبي « عليهم قال إنما نزلت تحتها الأنهار اآلية محكمة و قوله يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظتجري منر عن أبي قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصي. لم يجاهد المنافقين بالسيف) ص(جاهد الكفار بالمنافقين ألن النبي

قال جاهد الكفار و المنافقين بإلزام الفرائض و قوله يحلفون بالله ما قالوا و لقد قالوا كلمة الكفر و كفروا بعد ) ع(جعفر ) ص(الكفر ثم قعدوا لرسول اهللا األمر في بني هاشم، فهي كلمة ا إسالمهم قال نزل في الذين تحالفوا في الكعبة أال يردوا هذ

حدثنا أحمد بن الحسن التاجر قال حدثنا الحسن بن علي بن عثمان » و هموا بما لم ينالوا« في العقبة و هموا بقتله و هو قوله نين يوم أمير المؤم) ص(الصوفي قال حدثنا زكريا بن محمد عن محمد بن علي عن جعفر بن محمد ع قال لما أقام رسول اهللا

غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين و هم فالن و فالن و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و أبو عبيدة و سالم مولى أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة قال الثاني أ ما ترون عينه كأنما عينا مجنون يعني النبي الساعة يقوم و يقول قال لي

ا الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا اهللا و رسوله قال اللهم فاشهد ثم قال أال من كنت مواله فعلي ربي فلما قام قال أيهمواله و سلموا عليه بإمرة المؤمنين فنزل جبرئيل و أعلم رسول اهللا بمقالة القوم فدعاهم و سألهم فأنكروا و حلفوا فأنزل اهللا

بخالء و سماهم منافقين و كاذبين فقال و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله إلى قوله يحلفون بالله ما قالوا إلخ ثم ذكر العمرو بن أخلفوا الله ما وعدوه و بما كانوا يكذبون و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال هو ثعلبة بن خاطب بن

ثم ذكر المنافقين فقال أ لم يعلموا أن الله يعلم سرهم و نجواهم و أن الله فلما آتاه اهللا بخل به اهللا عوف كان محتاجا فعاهد إلا جهدهم فيسخرون منهم علام الغيوب و أما قوله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات و الذين ال يجدون

ين تمرا أما أحدهما فجاء سالم بن عمير األنصاري بصاع من تمر فقال يا رسول اهللا كنت ليلتي أجيرا لجرير حتى نلت صاعاهللا يغني فأمسكته و أما اآلخر فأقرضه ربي، فأمر رسول اهللا ص أن ينثره في الصدقات، فسخر منه المنافقون و قالوا و اهللا إن

عن هذا الصاع ما يصنع اهللا بصاعه شيئا و لكن أبا عقيل أراد أن يذكر نفسه ليعطى من الصدقات فقال سخر الله منهم و لهم فر الله لهم قال علي بن إبراهيم إنها نزلت لما فلن يغعذاب أليم قوله استغفر لهم أو ال تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة

و ) ص(إلى المدينة و مرض عبد اهللا بن أبي و كان ابنه عبد اهللا بن عبد اهللا مؤمنا فجاء إلى رسول اهللا ) ص(اهللا رجع رسول و ) ص(خل إليه رسول اهللا أبوه يجود بنفسه فقال يا رسول اهللا بأبي أنت و أمي إنك إن لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا، فد

المنافقون عنده، فقال ابنه عبد اهللا بن عبد اهللا يا رسول اهللا استغفر له فاستغفر له، فقال الثاني أ لم ينهك اهللا يا رسول اهللا أن تغفر اس« فأعاد عليه فقال له ويلك إني خيرت فاخترت إن اهللا يقول ) ص(تصلي عليهم أو تستغفر لهم فأعرض عنه رسول اهللا

فقال بأبي ) ص(فلما مات عبد اهللا جاء ابنه إلى رسول اهللا » لهم أو ال تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهمالثاني يا رسول اهللا أ لم له قبره فقالأنت و أمي يا رسول اهللا إن رأيت أن تحضر جنازته فحضره رسول اهللا ص و قام علىويلك و هل تدري ما قلت إنما ) ص(ينهك اهللا أن تصلي على أحد منهم مات أبدا و أن تقوم على قبره فقال له رسول اهللا

من ) ص(قال و لما قدم النبي . ما لم يكن يحب) ص(قلت اللهم احش قبره نارا و جوفه نارا و أصله النار، فبدا من رسول اهللا كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين و يؤذونهم و كانوا يحلفون لهم إنهم على الحق و ليس هم بمنافقين لكيتبوك

جس و يعرضوا عنهم و يرضوا عنهم فأنزل اهللا سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رمأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله ال يرضى عن القوم الفاسقين ثم

حدود ما أنزل الله على رسوله و الله عليم حكيم و من يعلموا راب فقال الأعراب أشد كفرا و نفاقا و أجدر ألا وصف األع

Page 130: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ن بالله و الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما و يتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء و الله سميع عليم و من الأعراب من يؤمالنقباء أبو ذر و المقداد و سلمان و هاجرين و الأنصار و هم آخر ثم ذكر السابقين فقال و السابقون الأولون من الم اليوم ال

الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم عمار و من آمن و صدق و ثبت على والية أمير المؤمنين ع و الذين اتبعوهم بإحسان رضيطوا عملا جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم توبة أبي لبابة و قوله و آخرون اعترفوا بذنوبهم خل

أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر و كان رسول اهللا ص لما اللهصالحا و آخر سيئا عسى يا أبا لبابة ائت حلفاءك و مواليك فأتاهم ) ص(حاصر بني قريظة قالوا له ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا، فقال رسول اهللا

ح و أشار إلى حلقه ثم ندم على ترى ننزل على حكم محمد فقال انزلوا و اعلموا أن حكمه فيكم هو الذبفقالوا له يا أبا لبابة ما و مر إلى المسجد و شد في عنقه حبال ثم ) ص(اهللا و رسوله و نزل من حصنهم و لم يرجع إلى رسول اهللا ذلك، فقال خنت

فقال أما لو ) ص(حتى أموت أو يتوب اهللا علي، فبلغ رسول اهللا شده إلى األسطوانة التي تسمى أسطوانة التوبة و قال ال أحله كانت أتانا الستغفرنا اهللا له، فأما إذا قصد إلى ربه فاهللا أولى به، و كان أبو لبابة يصوم النهار و يأكل بالليل ما يمسك به رمقه ف

في بيت أم سلمة نزلت توبته فقال يا أم ) ص(قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك و رسول اهللا ابنته تأتيه بعشائه و تحله عند أ فأوذنه بذلك فقال لتفعلن، فأخرجت رأسها من الحجرة، فقالت يا أبا سلمة، قد تاب اهللا على أبي لبابة، فقالت يا رسول اهللا

اهللا فجاء رسول ني رسول اهللا لبابة أبشر لقد تاب اهللا عليك، فقال الحمد هللا فوثب المسلمون ليحلوه فقال ال و اهللا حتى يحلفقال يا أبا لبابة قد تاب اهللا عليك توبة لو ولدت من أمك يومك هذا لكفاك، فقال يا رسول اهللا أ فأتصدق بمالي كله ) ص(

صالحا و آخر قال ال قال فبثلثيه قال ال قال فبنصفه قال ال قال فبثلثه قال نعم فأنزل اهللا و آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها و صل عليهم إن صالتك

الله هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات و أن الله هو التواب الرحيم حدثني سكن لهم و الله سميع عليم أ لم يعلموا أنهاهنا أبي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اهللا ع في قوله و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون المؤمنون

كل ) ص(األئمة الطاهرون ص و عن محمد بن الحسن الصفار عن أبي عبد اهللا ع قال إن أعمال العباد تعرض على رسول اهللا صباح أبرارها و فجارها فاحذروا فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح و عنه ص قال ما من مؤمن يموت أو

و على أمير المؤمنين ع و هلم جرا إلى آخر من فرض اهللا طاعته ) ص(رسول اهللا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على و أما قوله و آخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم و إما » فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنونل اعملوا و ق« فذلك قوله م قال فإنه حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي الطيار قال قال أبو عبد اهللا ع المرجون ألمر اهللا يتوب عليه

و تركوا الشرك قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة و جعفر و أشباههما من المؤمنين ثم دخلوا بعد ذلك في اإلسالم فوحدوا اهللان المؤمنين فتجب لهم الجنة و لم يكونوا على جحودهم فتجب لهم النار فهم على فيكونوا مو لم يعرفوا اإليمان بقلوبهم إما يعذبهم و إما يتوب عليهم مسجد ضرار و قوله و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا فإنه تلك الحالة مرجون ألمر اهللا

ص أ تأذن لنا أن نبني مسجدا في بني سالم وا يا رسول اهللا ص فقالكان سبب نزولها أنه جاء قوم من المنافقين إلى رسول اهللا للعليل و الليلة المطيرة و الشيخ الفاني فأذن لهم رسول اهللا ص و هو على الخروج إلى تبوك فقالوا يا رسول اهللا لو أتيتنا

قبل رسول اهللا ص من تبوك نزلت عليه فصليت فيه قال ص أنا على جناح السفر فإذا وافيت إن شاء اهللا أتيته فصليت فيه فلما أهذه اآلية في شأن المسجد و أبي عامر الراهب و قد كانوا حلفوا لرسول اهللا ص إنهم يبنون ذلك للصالح و الحسنى فأنزل اهللا

Page 131: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

دا لمن حارب الله و رسوله من قبل يعني أبا على رسوله و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و إرصاعامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول اهللا ص و أصحابه و ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى و الله يشهد إنهم لكاذبون ال تقم فيه

مسجد قبا أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب من أول يوم يعني أبدا لمسجد أسس على التقوىس بنيانه على شفا المطهرين قال كانوا يتطهرون بالماء و قوله أ فمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أم من أس

في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال مسجد ضرار جرف هار فانهار به في نار جهنم و الله ال يهدي القوم الظالمين و يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا قال علي بن إبراهيم قوله ال» على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم أسس «الذي

دجشم [ أن تقطع قلوبهم إلى في موضع حتى تنقطع قلوبهم و الله عليم حكيم فبعث رسول اهللا ص مالك بن الدجشم جاء مالك فقال لعامر انتظرني حتى أخرج يهدموه و يحرقوه ف و عامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن الخزاعي]

نارا من منزلي فدخل فجاء بنار و أشعل في سعف النخل ثم أشعله في المسجد فتفرقوا و قعد زيد بن حارثة حتى احترقت لهم الجنة قال نزلت في األئمة فالدليل و أما قوله إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن. البنية ثم أمر بهدم حائطة

على أن ذلك فيهم خاصة حين مدحهم و حالهم و وصفهم بصفة ال يجوز في غيرهم فقال التائبون العابدون الحامدون و الحافظون لحدود الله فاآلمرون بالمعروف هم آمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر السائحون الراكعون الساجدون ال

صغيره و عرفون المنكر كله الذين يعرفون المعروف كله صغيره و كبيره و دقيقه و جليه و الناهون عن المنكر هم الذين ي يجوز أن يكون بهذه الصفة كبيره و الحافظون لحدود اهللا هم الذين يعرفون حدود اهللا صغيرها و كبيرها و دقيقها و جليها و ال

غير األئمة ع قال حدثني أبي عن بعض رجاله قال لقي الزهري علي بن الحسين في طريق الحج فقال له يا علي بن الحسين لهم بأن لهم الجنة نفسهم و أمواإن الله اشترى من المؤمنين أ« تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت على الحج و لينته إن اهللا يقول

فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا يقاتلون في سبيل الله التائبون العابدون الحامدون السائحون « قال له علي بن الحسين أ األئمة فقال » ذلك هو الفوز العظيمببيعكم الذي بايعتم به و

فقال علي بن » ؤمنينآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر الم الجدون الراكعون الساالحسين ع إذا رأينا هؤالء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج و قوله ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا

إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه قال غفارللمشركين و لو كانوا أولي قربى أي و لو كانوا قراباتهم و قوله و ما كان استتعبد األصنام استغفرت لك فلما لم يدع األصنام تبرأ منه إبراهيم إن إبراهيم لأواه حليم أي دعاء، و في إبراهيم ألبيه إن لم

األرض و في ] من [ في صالته و إذا خال في قفرة في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال األواه المتضرع إلى اهللا و قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين يقول كونوا مع علي بن أبي طالب و آل محمد ع و الدليل الخلوات

و هو » و منهم من ينتظر« فهو حمزة » الله عليه فمنهم من قضى نحبهمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا« على ذلك قول اهللا و هم آل محمد ع قال » كونوا مع الصادقيناتقوا الله و « و قال اهللا تعالى » بديلاو ما بدلوا ت« علي بن أبي طالب ع يقول اهللا

و بشر « هم األئمة ع و هو معطوف على قوله » يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين« ه علي بن إبراهيم في قولم عن نفسه ال يرغبوا بأنفسهو قوله ما كان لأهل المدينة و من حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله و » المؤمنين

بأنهم ال يصيبهم ظمأ أي عطش و ال نصب أي عناء و ال مخمصة في سبيل الله أي جوع و ال يطؤن موطئا يغيظ الكفار ذلك

Page 132: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

لا يعني قتال و أسرا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله ال يضيع أجر يعني ال يدخلون بالد الكفار و ال ينالون من عدو نيعملون قال الله أحسن ما كانوا ييرة و ال يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم المحسنين و قوله و ال ينفقون نفقة صغيرة و ال كب

كلما فعلوا من ذلك هللا جازاهم اهللا عليه و قوله ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو ال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في و ال يخرجوا فاة اإلمام يجب أن يخرج من كل بالد فرقة من الناسالدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم يعني إذا بلغهم و

يفرض اهللا أن يخرج الناس كلهم فيعرفوا خبر اإلمام و لكن يخرج طائفة و يؤدوا ذلك إلى قومهم لعلهم كلهم كافة و لم ن يلونكم من الكفار و ليجدوا فيكم غلظة قال يجب على كل يحذرون كي يعرفوا اليقين و قوله يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذي

لغلظة أي غلظوا لهم القول و قوم أن يقاتلوا الذين من يليهم ممن يقرب من بالدهم من الكفار و ال يجوزوا ذلك الموضع و او أما أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا و هم يستبشرونفمنهم من يقول القتل و قوله و إذا ما أنزلت سورة

الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم أي شكا إلى شكهم فهو رد على من يزعم أن اإليمان ال يزيد و ال ينقص إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على « له في سورة األنفال في قوله و مث

ن أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين أي و مثله كثير مما حكى اهللا من زيادة اإليمان و قوله أ و ال يرو» ربهم يتوكلونيمرضون ثم ال يتوبون و ال هم يذكرون و قوله و إذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض يعني المنافقين ثم انصرفوا أي

ن الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق ثم خاطب اهللا عز و جل الناس و احتج عليهم تفرقوا صرف الله قلوبهم عبرسول اهللا فقال لقد جاءكم رسول من أنفسكم أي مثلكم في الخلقة و يقرأ من أنفسكم أي أشرفكم عزيز عليه ما عنتم أي

بالمخاطبة على النبي ص فقال فإن تولوا يا محمد عما ين رؤف رحيم ثم عطف المؤمنأنكرتم و جحدتم حريص عليكم ب . تدعوهم إليه فقل حسبي الله ال إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم

) ١١٠(سورة يونس مكية مائة و عشر آية ) ١٠(

فإذا الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب الحكيم قال الر هو حرف من حروف االسم األعظم المنقطع في القرآن بسمذر الناس و الرسول أو اإلمام فدعا به أجيب ثم قال أ كان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم يعني رسول اهللا ص أن أنألفه

أبي عبد بشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال فحدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عنخلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم قوله إن ربكم الله الذي قال هو رسول اهللا ص »قدم صدق عند ربهم« اهللا ع في قوله

آيات لقوم يتقون فإنه محكم و قوله إن الذين ال يرجون لقاءنا أي ال يؤمنون به و رضوا استوى على العرش إلى قوله لم عن آياتنا غافلون قال اآليات أمير المؤمنين و األئمة ع و الدليل على ذلك قول أمير بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها و الذين ه

و قوله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في » ما هللا آية أكبر مني«المؤمنين ع ات النعيم دعواهم فيها أي تسبيحهم في الجنة سبحانك اللهم و تحيتهم فيها سالم قال بعضهم لبعض و قوله و لو يعجل الله جن

يستعجلون الخير لقضي إليهم أجلهم أي للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم قال لو عجل اهللا لهم الشر كما يفرغ من أجلهم قوله و إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه

عنه فلما كشفنا« قاعدا الذي ال يقدر أن يقوم أو قائما قال الصحيح و قوله قال دعانا لجنبه العليل الذي ال يقدر أن يجلس أوأي ترك و مر و نسي كأن لم يدعنا إلى ضر مسه و قوله و لقد أهلكنا القرون من قبلكم » مسهضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر

هم رسلهم بالبينات يعني عادا و ثمود و من أهلكه اهللا ثم قال ثم جعلناكم خالئف في الأرض من بعدهم لما ظلموا و جاءت

Page 133: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ين ال يرجون لقاءنا الذذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال لننظر كيف تعملون يعني حتى نرى فوضع النظر مكان الرؤية و قوله و إائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي فإن قريشا قالت لرسول اهللا ص

اهللا قل لهم لو شاء الله ما تلوته عليكم و ال أدراكم به فقد ائتنا بقرآن غير هذا فإن هذا شيء تعلمته من اليهود و النصارى قالحتى أوحي إلي و تعقلون أي لقد لبثت فيكم أربعين سنة قبل أن يوحى إلي لم آتكم بشيء منه فيكم عمرا من قبله أ فال لبثت

رني الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد اهللا ع في قول اهللا فإنه أخب» أو بدله« أما قوله تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما بن أبي طالب ع قل ما يكون لي أن أبدله من ائت بقرآن غير هذا أو بدله يعني أمير المؤمنين علي

ي يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع قال علي بن إبراهيم في قوله و يعبدون من دون الله ما ال يضرهم و ال يوحى إل زلفى فإنا ال ينفعهم و يقولون هؤالء شفعاؤنا عند الله قال كانت قريش يعبدون األصنام و يقولون إنما نعبدهم ليقربونا إلى اهللا

نقدر على عبادة اهللا فرد اهللا عليهم فقال قل لهم يا محمد أ تنبئون الله بما ال يعلم أي ليس فوضع حرفا مكان حرف أي ليس له سبقت من ربك لقضي بينهم شريك يعبد و قوله و ما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا أي على مذهب واحد و لو ال كلمة

. لكوا عند اختالفهمأي كان ذلك في علم اهللا السابق أن يختلفوا و يبعث فيهم األنبياء و األئمة من بعد األنبياء و لو ال ذلك لهبات الأرض مما يأكل الناس و الأنعام حتى إذا أخذت الأرض الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نقوله إنما مثل

أبي زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس فإنه حدثنيقلت له جعلت فداك بلغنا أن آلل جعفر راية و آلل العباس رايتين فهل عن أبيه عن أبي جعفر ع قال عن محمد بن الفضيل

انتهى إليك من علم ذلك شيء قال أما آل جعفر فليس بشيء و ال إلى شيء و أما آل العباس فإن لهم ملكا مبطنا يقربون فيه انهم عسر ليس يسر حتى إذا أمنوا مكر اهللا و أمنوا عقابه صيح فيهم صيحة ال يبقى لهم منال البعيد و يبعدون فيه القريب و سلط

جعلت فداك فمتى يكون ذلك قال أما إنه الأرض زخرفها اآلية، قلت يجمعهم و ال رجال تمنعهم و قول اهللا حتى إذا أخذتكما نقول فقولوا صدق اهللا و رسوله و إن كان بخالف ذلك فقولوا وقت و لكن إذا حدثناكم بشيء فكان لم يوقت لنا فيه

صدق اهللا و رسوله تؤجروا مرتين و لكن إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا األمر الرجل أخاه في قال يأت حاجة و الفاقة قد عرفناهما فما إنكار الناس بعضهم بعضا صباحا أو مساء، فقلت جعلت فداك ال

حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه و يكلمه بغير الكالم الذي كان يكلمه قوله و الله يدعوا إلى دار السالم و يهدي ر إلى وجه اهللا عز و جل و في رواية أبي من يشاء إلى صراط مستقيم يعني الجنة قوله للذين أحسنوا الحسنى و زيادة قال النظ

الحسنى و زيادة فأما الحسنى الجنة و أما الزيادة فالدنيا ما أعطاهم اهللا في فر ع في قوله للذين أحسنوا الجارود عن أبي جعلدنيا و اآلخرة يقول اهللا و ال يرهق الدنيا لم يحاسبهم به في اآلخرة و يجمع ثواب الدنيا و اآلخرة و يثيبهم بأحسن أعمالهم في ا

ههم قتر و ال ذلة وجوههم قتر و ال ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون قال علي بن إبراهيم في قوله و ال يرهق وجوعن أبي جعفر ع في قوله و الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة و في رواية أبي الجارود . القتر الجوع و الفقر و الذلة الخوف

بمثلها و ترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم قال هؤالء أهل البدع و الشبهات و الشهوات يسود اهللا وجوههم ثم يلقونه يقول يقول اهللا أولئك القيامة و يلبسهم الذل و الصغار ا من الليل مظلما يسود اهللا وجوههم يوم اهللا كأنما أغشيت وجوههم قطع

أصحاب النار هم فيها خالدون قال علي بن إبراهيم في قوله و يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم و قدمت فزيلنا بينهم قال يبعث اهللا نارا تزيل بين الكفار و المؤمنين قوله هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت أي تتبع ما ركاؤكمش

Page 134: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ن و قوله قل من يرزقكم من السماء و الله موالهم الحق و ضل عنهم ما كانوا يفترون أي بطل عنهم ما كانوا يفتروو ردوا إلى الأرض إلى قوله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإنه محكم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في

تحكمون فأما من يهدي إلى الحق فهم ا أن يهدى فما لكم كيف ن ال يهدي إلقوله أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أممحمد و آل محمد من بعده و أما من ال يهدي إال أن يهدى فهو من خالف من قريش و غيرهم أهل بيته من بعده و قال علي

لمه و لما يأتهم تأويله أي لم يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم قال بن إبراهيم في قوله بل كذبوا بما لم يحيطوا بعفي يؤمن به و منهم من ال يؤمن به و ربك أعلم بالمفسدين و أي أنها ال تكون ثم قال و منهم من نزلت في الرجعة كذبوا بها

و ربك أعلم « رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و منهم من ال يؤمن به فهم أعداء محمد و آل محمد من بعده عملكم إلى ي عملي و لكمو الفساد المعصية هللا و لرسوله و قال علي بن إبراهيم في قوله و إن كذبوك فقل ل» بالمفسدين

قوله ما كانوا مهتدين فإنه محكم ثم قال و إما نرينك يا محمد بعض الذي نعدهم من الرجعة و قيام القائم أو نتوفينك قبل عن أبي جعفر ع في قوله قل أ رأيتم إن أتاكم ذلك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون و في رواية أبي الجارود

فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة و هم ما ذا يستعجل منه المجرمون عذابه بياتا يعني ليال أو نهاراآن ما وقع آمنتم به أي صدقتم في الرجعة فيقال لهم آليجحدون نزول العذاب عليهم قال علي بن إبراهيم في قوله أ ثم إذا

هل تجزون تؤمنون يعني بأمير المؤمنين ع و قد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا آل محمد حقهم ذوقوا عذاب الخلد يستنبئونك يا محمد أهل مكة في علي أ حق هو أي إمام قل إي و ربي إنه لحق إمام ثم قال و إلا بما كنتم تكسبون ثم قال و

ة لو أن لكل نفس ظلمت آل محمد حقهم ما في الأرض جميعا لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة و قوله و أسروا الندامحدثني محمد بن جعفر قال حدثني محمد بن أحمد عن أحمد بن ينهم بالقسط و هم ال يظلمون لما رأوا العذاب و قضي ب

الحسين عن صالح بن أبي عمار عن الحسن بن موسى الخشاب عن رجل عن حماد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد اهللا ع تبارك و تعالى و أسروا الندامة لما رأوا العذاب قال قيل له ما ينفعهم أسرار الندامة و هم في العذاب قال قال سئل عن قول اهللا

لمون هو يحيي و كرهوا شماتة األعداء و قوله أال إن لله ما في السماوات و الأرض أال إن وعد الله حق و لكن أكثرهم ال يعيميت و إليه ترجعون فإنه محكم رجع إلى رواية علي بن إبراهيم بن هاشم قال ثم قال يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من

ص و القرآن ثم قال قل لهم يا محمد بفضل الله و ربكم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين قال رسول اهللا برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال الفضل رسول اهللا ص، و رحمته أمير المؤمنين ع فبذلك فليفرحوا، قال

أ رأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما و فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطوا أعداؤنا من الذهب و الفضة و قوله قلو قالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة « حاللا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون و هو ما أحلته و حرمته أهل الكتاب بقوله

« فاحتج اهللا عليهم فقال قل لهم » اآلية... و جعلوا لله مما ذرأ من الحرث و الأنعام نصيبا« و قوله » حرم على أزواجنالذكورنا و م من قرآن مخاطبة لرسول اهللا ص و ال تعملون و أما قوله و ما تكون في شأن و ما تتلوا منه» آلله أذن لكم أم على الله تفترون

شديدا و معنى قوله و ما تكون في شأن أي من عمل إلا كنا عليكم شهودا قال كان رسول اهللا ص إذا قرأ هذه اآلية بكى بكاءن مثقال ذرة في الأرض و ال في السماء و ال أصغر من في عمل نعمله خيرا أو شرا و ما يعزب عن ربك أي ال يغيب عنه م

آخرة ال ذلك و ال أكبر إلا في كتاب مبين و قوله الذين آمنوا أي صدقوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الالذين « الله قال البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الحسنة يراها المؤمن و في اآلخرة عند الموت و هو قول اهللا تبديل لكلمات

Page 135: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

مامة و الدليل على أن إلأي ال تغير ا» ال تبديل لكلمات الله« و قوله » تتوفاهم المالئكة طيبين يقولون سالم عليكم ادخلوا الجنةيعني اإلمامة و قوله و ال يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع » و جعلها كلمة باقية في عقبه« الكلمات اإلمامة قوله

ليهم مخاطبة لمحمد ص نبأ نوح أي خبر نوح إذ قال لقومه يا قوم العليم إلى قوله بما كانوا يكفرون فإنه محكم و قوله و اتل عفأجمعوا أمركم و شركاءكم الذين تعبدون ثم ال يكن له فعلى الله توكلت آيات ال إن كان كبر عليكم مقامي و تذكيري ب

. يكم غمة أي ال تغتموا ثم اقضوا إلي أي ادعوا علي و ال تنظرونأمركم عل

غرق فرعون

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا لى الله توكلنا ربنا ال تجعلنا فتنة للقوم الظالمين فإن قوم موسى استعبدهم آل فرعون و قالوا لو كان لهؤالء على اهللا كرامة ع

توكلنا كما يقولون ما سلطنا عليهم فقال موسى لقومه يا قوم إن كنتم آمنتم باهللا فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على اهللا علي بن إبراهيم في قوله و أوحينا إلى موسى و ربنا ال تجعلنا فتنة للقوم الظالمين و نجنا برحمتك من القوم الكافرين و قال

قال حدثنا جعفر بن محمد لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة يعني بيت المقدس حدثنا محمد بن جعفرأخيه أن تبوءا

عن أبي إبراهيم ع قال لما خافت عن أبي جعفر] عن محمد بن يعفور [ ] مقعود يعقوب [ بن مالك عن عباد بن يعقور بنو إسرائيل جبابرتها أوحى اهللا إلى موسى و هارون ع أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة قال أمروا أن يصلوا

و قال علي بن إبراهيم في قوله و قال موسى ربنا إنك آتيت فرعون و ملأه زينة أي ملكا و أموالا في الحياة الدنيا في بيوتهم موالهم أي أهلكها و اشدد اطمس على أفتنوا الناس باألموال و العطايا ليعبدوه و ال يعبدوك ربنا ربنا ليضلوا عن سبيلك أي ي

على قلوبهم فال يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم فقال اهللا عز و جل قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و ال تتبعان سبيل الذين ال أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و جاوزنا ببني إسرائيل البحر و في رواية . يعلمون أي ال تتبعا طريق فرعون و أصحابه

فأتبعهم فرعون و جنوده بغيا و عدوا إلى قوله و أنا من المسلمين فإن بني إسرائيل قالوا يا موسى ادع اهللا أن يجعل لنا مما نحن إليه أن سر بهم، قال يا رب البحر أمامهم، قال امض فإني آمره أن يطيعك و ينفرج لك، فخرج فيه فرجا فدعا فأوحى اهللا

حر انفرج لي، قال ما موسى ببني إسرائيل و اتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم و نظروا إليه و قد أظلهم، قال موسى للبتنا يستعبدنا آل فرعون و لم نخرج اآلن نقتل قتلة، قال كال ألفعل و قال بنو إسرائيل لموسى غررتنا و أهلكتنا فليتك ترككنت

إن معي ربي سيهدين و اشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه و قالوا يا موسى إنا لمدركون، زعمت أن البحر ينفرج لنا ى اهللا إليه أن اضرب حتى نمضي و نذهب و قد رهقنا فرعون و قومه و هم هؤالء تراهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فأوح

البحر فمضى موسى و أصحابه حتى قطعوا البحر و أدركهم آل فرعون، فلما نظروا إلى البحر به فانفلق بعصاك البحر فضرقالوا لفرعون ما تعجب مما ترى قال أنا فعلت هذا فمروا و امضوا فيه، فلما توسط فرعون و من معه أمر اهللا البحر فانطبق عليهم

أدرك فرعون الغرق قال آمنت أنه ال إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل و أنا من المسلمين يقول اهللا ن، فلمافغرقهم أجمعي قال إن قوم فرعون ذهبوا آن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين يقول كنت من العاصين فاليوم ننجيك ببدنك آل

أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد هو وافى البحر إال هوى بجسمه إلى النار و أما فرعون فنبذه اهللا وحده فألقاه بالساحل اتخذوه ربا فأراهم اهللا إياه جيفة ملقاة لينظروا إليه و ليعرفوه ليكون لمن خلفه آية و لئال يشك أحد في هالكه و إنهم كانوا

Page 136: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و قال علي بن إبراهيم قال الصادق ع . لمن خلفه عبرة و عظة يقول اهللا و إن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلونالساحل ليكون بآن و آل« ما أتى جبرئيل رسول اهللا ص إال كئيبا حزينا و لم يزل كذلك منذ أهلك اهللا فرعون فلما أمره اهللا بنزول هذه اآلية

أتيتني يا جبرئيل إال و تبينت ص ما نزل عليه و هو ضاحك مستبشر، فقال له رسول اهللا» د عصيت قبل و كنت من المفسدينقالحزن في وجهك حتى الساعة، قال يا محمد لما أغرق اهللا فرعون قال آمنت أنه ال إله إال اهللا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا

ين، فأخذت حمأة فوضعتها في فيه ثم قلت له اآلن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين، و عملت ذلك من غير من المسلمأمر اهللا خفت أن تلحقه الرحمة من اهللا و يعذبني على ما فعلت فلما كان اآلن و أمرني اهللا أن أؤدى إليك ما قلته أنا لفرعون

يوم ننجيك ببدنك فإن موسى ع أخبر بني إسرائيل أن اهللا قد أغرق فرعون آمنت و علمت أن ذلك كان هللا رضى و قوله فالفلم يصدقوه فأمر اهللا البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا و قوله و لقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق قال ردهم إلى

من قبلك يعني األنبياء حدثني أبي الكتاب ي شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤنمصر و غرق فرعون و قوله فإن كنت ف

بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال لما أسري برسول اهللا ص إلى السماء فأوحى] عمران [ عن عمرو

النبيين فصلوا خلفه عرض شرفه و عظمه عند اهللا ورد إلى البيت المعمور و جمع له اهللا إليه في علي ص ما أوحى ما يشاء منفإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤن « رسول اهللا ص من عظم ما أوحي إليه في علي ع فأنزل اهللا في نفس

قد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك لقد جاءك الحق من ربك فال يعني األنبياء ف» الكتاب من قبلكع فو اهللا ما شك و ما سأل ن من الخاسرين فقال الصادق آيات الله فتكو تكونن من الممترين و ال تكونن من الذين كذبوا ب

الذين حقت عليهم كلمت ربك ال يؤمنون و لو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم قال الذين جحدوا أمير و قوله إنالية و قد فرض اهللا عليهم اإليمان قال عرضت عليهم الو» إن الذين حقت عليهم كلمت ربك ال يؤمنون« المؤمنين ع و قوله

يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة و قوله فلو ال كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم . بهابها فلم يؤمنوان أبي عمير عن جميل قال قال لي أبو عبد اهللا ع ما رد اهللا العذاب إال عن قوم الدنيا و متعناهم إلى حين فإنه حدثني أبي عن اب

يونس، و كان يونس يدعوهم إلى اإلسالم فيأبوا ذلك، فهم أن يدعو عليهم و كان فيهم رجالن عابد و عالم، و كان اسم ان العالم ينهاه و يقول ال تدع عليهم فإن أحدهما مليخا و اآلخر اسمه روبيل، فكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم و ك

اهللا يستجيب لك و ال يحب هالك عباده فقبل قول العابد و لم يقبل من العالم، فدعا عليهم فأوحى اهللا عز و جل إليه يأتيهم بقي العذاب في سنة كذا و كذا في شهر كذا و كذا في يوم كذا و كذا فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد و

قوم افزعوا إلى اهللا فلعله يرحمكم و يرد العذاب عنكم، كان في ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم يا العالم فيها فلمااإلبل و أوالدها و بين البقر و أوالدها فقالوا كيف نصنع قال اجتمعوا و اخرجوا إلى المفازة و فرقوا بين النساء و األوالد و بين

هم العذاب و فرق أوالدها ثم ابكوا و ادعوا فذهبوا و فعلوا ذلك و ضجوا و بكوا فرحمهم اهللا و صرف عنو بين الغنم ومنهم، فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم اهللا فرأى الزارعين يزرعون في أرضهم، العذاب على الجبال و قد كان نزل و قرب

دعا عليهم فاستجاب اهللا له و نزل العذاب عليهم فاجتمعوا و بكوا و قال لهم ما فعل قوم يونس فقالوا له و لم يعرفوه إن يونس دعوا فرحمهم اهللا و صرف ذلك عنهم و فرق العذاب على الجبال فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به، فغضب يونس و مر على

دفعوها فسألهم يونس أن البحر فإذا سفينة قد شحنت و أرادوا أن ياهللا حتى انتهى إلى ساحل وجهه مغاضبا هللا كما حكى

Page 137: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث اهللا حوتا عظيما فحبس عليهم السفينة من قدامها فنظر إليه يونس ففزع منه و صار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت و فتح فاه فخرج أهل السفينة فقالوا فينا عاص فتساهموا فخرج سهم يونس و هو قول اهللا

الحوت و مر به في الماء في البحر فالتقمه فأخرجوه فألقوه » فساهم فكان من المدحضين«عز و جل

أسف يونس على آل عمران

و قد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين ع عن سجن طاف أقطار األرض بصاحبه، فقال يا يهودي أما السجن الذي طاف أقطار يونس في بطنه فدخل في بحر القلزم ثم خرج إلى بحر مصر ثم دخل في بحر األرض بصاحبه فإنه الحوت الذي حبس

طبرستان ثم خرج في دجلة الغورا ثم مرت به تحت األرض حتى لحقت بقارون، و كان قارون هلك في أيام موسى و وكل سمع قارون صوته فقال اهللا به ملكا يدخله في األرض كل يوم قامة رجل و كان يونس في بطن الحوت يسبح اهللا و يستغفره ف

للملك الموكل به أنظرني فإني أسمع كالم آدمي فأوحى اهللا إلى الملك الموكل به أنظره فأنظره ثم قال قارون من أنت قال قال فما فعل . قال هيهات هلك يونس أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى قال فما فعل الشديد الغضب هللا موسى بن عمران

مه هارون بن عمران، قال هلك قال فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي قال هيهات ما الرءوف الرحيم على قوبقي من آل عمران أحد، فقال قارون وا أسفى على آل عمران فشكر اهللا له ذلك فأمر اهللا الملك الموكل به أن يرفع عنه

ت أن ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه فلما رأى يونس ذلك فنادى في الظلمافاستجاب اهللا له و أمر الحوت أن تلفظه فلفظته على ساحل البحر و قد ذهب جلده و لحمه و أنبت اهللا عليه شجرة من يقطين و

ليه يا يونس لم لم هي الدباء فأظلته من الشمس فشكر، ثم أمر اهللا الشجرة فتنحت عنه و وقع الشمس عليه فجزع فأوحى اهللا إترحم مائة ألف أو يزيدون و أنت تجزع من ألم ساعة فقال يا رب عفوك عفوك، فرد اهللا عليه بدنه و رجع إلى قومه و آمنوا

الخزي في الحياة الدنيا و كشفنا عنهم عذابت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا به و هو قوله فلو ال كانآمن من في الأرض متعناهم إلى حين و قالوا مكث يونس في بطن الحوت تسع ساعات ثم قال اهللا لنبيه ص و لو شاء ربك ل

و في رواية أبي . علاء اهللا أن يجبر الناس كلهم على اإليمان لفكلهم جميعا أ فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين يعني لو شالجارود عن أبي جعفر ع قال لبث يونس في بطن الحوت ثالثة أيام و نادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت و ظلمة الليل و

رجه الحوت إلى إني كنت من الظالمين، فاستجاب اهللا له فأخ] تبت إليك [ ظلمة البحر أن ال إله إال أنت سبحانك و يستظل به و بورقه و كان تساقط الساحل ثم قذفه فألقاه بالساحل و أنبت اهللا عليه شجرة من يقطين و هو القرع فكان يمصه

جلده و كان يونس يسبح و يذكر اهللا الليل و النهار فلما أن قوي و اشتد بعث اهللا دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت شعره و رق اهللا إليه ما لك حزينا يا يونس قال يا رب هذه الشجرة التي كانت فشق ذلك على يونس فظل حزينا فأوحىالقرعة ثم يبست

رعها و لم تسقها و لم تعي بها أن يبست حين استغنيت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست، قال يا يونس أ حزنت لشجرة لم تززل عليهم العذاب إن أهل نينوى قد آمنوا و اتقوا فارجع إليهم، تحزن ألهل نينوى أكثر من مائة ألف أردت أن ينعنها و لم

فانطلق يونس إلى قومه فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل فقال لراع لقيه، ائت أهل نينوى فقل لهم إن هذا يونس قد جاء قال أني يونس لشاة تشهد لك الراعي أ تكذب أ ما تستحيي و يونس قد غرق في البحر و ذهب، قال له يونس اللهم إن هذه ا

قومه و أخبره أخذوه و هموا بضربه، فقال إن لي بينة بما أقول قالوا من يشهد قال فنطقت الشاة بأنه يونس، فلما أتى الراعي

Page 138: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

هذه الشاة تشهد فشهدت أنه صادق و أن يونس قد رده اهللا إليهم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاءوا به و آمنوا و حسن إيمانهم اهللا إلى حين و هو الموت و أجارهم من ذلك العذاب و قوله قل انظروا ما ذا في السماوات و الأرض و ما تغني فمتعهم

عن [ أخبرني الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد قال حدثني أحمد بن محمد بن النذر عن قوم ال يؤمنون و آيات الو ما تغني « د بن هالل عن أمية بن علي عن داود بن كثير الرقي قال سألت أبا عبد اهللا ع عن قول اهللا عبد اهللا عن أحم]قال اآليات األئمة و النذر األنبياء ع و قال علي بن إبراهيم في قوله قل يا محمد يا أيها » آيات و النذر عن قوم ال يؤمنون ال

تم في شك من ديني فال أعبد الذين تعبدون من دون الله و لكن أعبد الله الذي يتوفاكم فإنه محكم و قوله و ال الناس إن كنو المعنى الناس ثم قال ن فإنه مخاطبة للنبي ص تدع من دون الله ما ال ينفعك و ال يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمي

جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها و ما أنا عليكم بوكيل قل يا أيها الناس قد كم إنما علي أن أدعوكم ثم قال و اتبع يا محمد ما يوحى إليك و اصبر حتى يحكم الله لست بوكيل عليكم أحفظ أعمال أي

. و هو خير الحاكمين

١٢٢ سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية -١١

لت من لدن حكيم خبير يعني من عند اهللا ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم بسم الله الرحمن الرحيم الر كتاب أحكمت آياته ثم فصله و هو ي فضل فضمنه نذير و بشير و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى و يؤت كل ذ

قال من » من لدن حكيم خبير« قال هو القرآن » الر كتاب أحكمت آياته« محكم، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع ي طالب ع و قوله و فهو علي بن أب» و يؤت كل ذي فضل فضله« يعني المؤمنين قوله » و أن استغفروا ربكم« عند حكيم خبير

صدورهم ليستخفوا منه يقول صيحة و قوله أال إنهم يثنون إن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير قال الدخان و ال) ع(هرون المودة لعلي يكتمون ما في صدورهم من بغض علي و قال رسول اهللا ص إن آية المنافق بغض علي فكان قوم يظ

أو تال ) ع(عند النبي ص و يسرون بغضه فقال أال حين يستغشون ثيابهم فإنه كان إذا حدث بشيء من فضل علي بن أبي طالب عليم بذات الصدور و قوله و ما وا يقول اهللا يعلم ما يسرون و ما يعلنون حين قاموا إنهعليهم ما أنزل اهللا فيه نفضوا ثيابهم ثم قام

من دابة في الأرض إلا على الله رزقها يقول يكفل بأرزاق الخلق قوله و يعلم مستقرها يقول حيث يأوي بالليل و مستودعها لق، إن ستة أيام و كان عرشه على الماء و ذلك في مبتدإ الخحيث يموت و قوله و هو الذي خلق السماوات و الأرض في

أجري فقال بما هو كائن ثم خلق الظلمة من القلم فأمره أن يجري فقال يا رب بماالرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق خلق العقيم من الهواء و هو الريح الشديد و الهواء و خلق النور من الهواء و خلق الماء من الهواء و خلق العرش من الهواء و

لماء فضربته فأكثرت الموج و خلق النار من الهواء و خلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء فسلط العقيم على افجعل الزبد فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد اجمد فجمد و قال للموج اجمد فجمد الزبد و جعل يثور دخانه في الهواء

أرضا و جعل الموج جباال رواسي لألرض فلما أجمدها قال للروح و القدرة سويا عرشي إلى السماء فسويا عرشه إلى السماء و قال للدخان اجمد فجمد ثم قال له ازفر فزفر فناداها و األرض جميعا ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع

خلق السماء و جناتها و المالئكة يوم الخميس و خلق ألرض مثلهن، فلما أخذ في رزق خلقه يومين و من اسماوات في األرض يوم األحد و خلق دواب البحر و البر يوم اإلثنين و هما اليومان اللذان يقول اهللا إنكم لتكفرون بالذي خلق األرض في

Page 139: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

في يوم الثالثاء و خلق الجان و هو أبو الجن في يوم السبت و يومين و خلق الشجر و نبات األرض و أنهارها و ما فيها و الهوام . خلق اهللا السماوات و األرض و ما بينهمان يوم الجمعة فهذه الستة األيام خلق الطير يوم األربعاء و خلق آدم في ست ساعات م

الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن « قال علي بن إبراهيم في قوله ليبلوكم أيكم أحسن عملا معطوف على قولهو قوله و لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة قال إن متعناهم في هذه الدنيا إلى » حكيم خبير ليبلوكم أيكم أحسن عملا

أما ال يقوم القائم و ال يخرج، على حد االستهزاء فقال اهللا أال يوم ن ما يحبسه أي يقولونليقولذبهم خروج القائم فنردهم و نعيأتيهم ليس مصروفا عنهم و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن معاني األمة أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد

و « أصحاب علي ع عن علي ع في قوله تعالى سيف عن حسان عن هشام بن عمار عن أبيه و كان منعن علي بن الحكم عنقال األمة المعدودة أصحاب القائم الثالث مائة و البضعة عشر قال » لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه

أي على مذهب » كان الناس أمة واحدة« في كتاب اهللا على وجوه كثيرة فمنه المذهب و هو قوله علي بن إبراهيم و األمة« أي جماعة، و منه الواحد قد سماه اهللا أمة قوله » وجد عليه أمة من الناس يسقون« ه واحد، و منه الجماعة من الناس و هو قول

و منه أمة محمد » و إن من أمة إلا خال فيها نذير« و منه جميع أجناس الحيوان و هو قوله » مة قانتا لله حنيفاإن إبراهيم كان أ الذي و قال« و هي أمة محمد ص و منه الوقت و هو قوله » كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم« ص و هو قوله

و ترى كل أمة « أي بعد وقت و قوله إلى أمة معدودة، يعني به الوقت و منه الخلق كله و هو قوله » أمةهما و ادكر بعد نجا منو مثله » ؤذن للذين كفروا و ال هم يستعتبونيوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم ال ي« ، و قوله »جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها

أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب ليؤس كفور و لئن و قوله و لئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه. كثيرات عني إنه لفرح فخور قال إذا أغنى اهللا العبد ثم افتقر أصابه اإلياس و الجزع و الهلع فإذا كشف اهللا عنه ذلك فرح و السيئ

قال ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ثم قال إلا الذين صبروا و عملوا الصالحات قال صبروا في الشدة و عملوا الصالحات ال أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك و ضائق به صدرك أن يقولوا لو قوله . الرخاءفي

ي عن ابن مسكان عن عمارة بن حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلب أنت نذير و الله على كل شيء وكيل فإنهسويد عن أبي عبد اهللا ع أنه قال سبب نزول هذه اآلية أن رسول اهللا ص خرج ذات يوم فقال لعلي يا علي إني سألت اهللا الليلة بأن يجعلك وزيري ففعل و سألته أن يجعلك وصيي ففعل و سألته أن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل فقال رجل من أصحابه

و اهللا لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه أ ال سأله ملكا يعضده أو ماال يستعين به على ما فيه و و المنافقين و قوله أم » فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك اآلية « اهللا ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إال أجابه فأنزل اهللا على رسوله

فتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين يعني قولهم إن اهللا لم يأمره يقولون اير أنما أنزل بعلم الله أي والية أمبوالية علي ع و إنما يقول من عنده فيه فقال اهللا عز و جل فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا

زينتها نوف إليهم أعمالهم فيها و هم فيها ال يبخسون أولئك الذين المؤمنين ع من عند اهللا و قوله من كان يريد الحياة الدنيا و ار قال من عمل الخير على أن يعطيه اهللا ثوابه في الدنيا أعطاه ثوابه في الدنيا و كان له في اآلخرة آخرة إلا الن ليس لهم في ال

قوله ال ى بله كتاب موسى إماما و رحمة أولئك يؤمنون به إلالنار و قوله أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه و من قيؤمنون فإنه حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير و الفضيل عن أبي جعفر ع قال إنما نزلت أ فمن كان على بينة من ربه، يعني رسول اهللا ص و يتلوه شاهد منه إماما و رحمة و من قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فقدموا و

Page 140: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و يقول الأشهاد هؤالء الذين كذبوان افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم في التأليف و قوله و من أظلم ممأخروا

له الذين يصدون عن سبيل الله و على ربهم يعني باألشهاد األئمة ع أال لعنة الله على الظالمين آلل محمد ص حقهم و قوعني حرفوها إلى غيرها و قوله ما كانوا يستطيعون ي» و يبغونها عوجا« يبغونها عوجا يعني يصدون عن طريق اهللا و هي اإلمامة

ذين خسروا أنفسهم و ضل أي بطل عنهم ما كانوا قال ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين ع و قوله أولئك الالسمع يفترون يعني يوم القيامة بطل الذين دعوا غير أمير المؤمنين ع و قال إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات و أخبتوا إلى ربهم أي

يستويان مثلا أ فال تذكرون يعني المؤمنين الأعمى و الأصم و البصير و السميع هل يقين كتواضعوا هللا و عبدوه و قوله مثل الفر و الخاسرين

قصة نوح

مساكين الذين تراهم بادي الرأي فعميت و قوله إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي و ما نرى لكم علينا من فضل يعني الفقراء و اللكم عليه مالا إن أجري إلا على الله و ما أنا عليكم األنباء أي اشتبهت عليكم حتى لم تعرفوها و لم تفهموها و يا قوم ال أسئ

راء الذين آمنوا به قوله و يا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أ فال تذكرون و بطارد الذين آمنوا إنهم مالقوا ربهم أي الفقال أقول لكم عندي خزائن الله و ال أعلم الغيب إلى قوله للذين تزدري أعينكم أي تقصر أعينكم عنهم و تستحقرونهم لن

و أوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد يهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين و قوله يؤتعن ابن سنان عن أبي عبد اهللا ع قال بقي نوح في قومه آمن فال تبتئس بما كانوا يفعلون فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير

قبائل ألف قبيل من ثالث مائة سنة يدعوهم إلى اهللا فلم يجيبوه فهم أن يدعوا عليهم، فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشرن قبائل مالئكة سماء مالئكة سماء الدنيا و هم العظماء من المالئكة، فقال لهم نوح من أنتم فقالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل م

أخرجنا اهللا [ و خرجنا الدنيا و إن مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمائة عام و من سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عامهذا الوقت فنسألك أن ال تدعو على قومك، فقال نوح قد أجلتهم ثالث مائة سنة، فلما لشمس و وافيناك في عند طلوع ا]

ة سنة و لم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل مالئكة السماء الثانية فقال نوح من أتى عليهم ستمائأنتم قالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل مالئكة السماء الثانية و غلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام و من السماء الثانية

مسيرة خمسمائة عام و من سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام عام و غلظ سماء الدنيا مسيرة خمسمائة إلى سماء الدنيافلما أتى . خرجنا عند طلوع الشمس و وافيناك ضحوة نسألك أن ال تدعو على قومك فقال نوح قد أجلتهم ثالث مائة سنة

ن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فال تبتئس بما كانوا أنه ل« عليهم تسعمائة سنة هم أن يدعو عليهم فأنزل اهللا عز و جل » تذرهم يضلوا عبادك و ال يلدوا إلا فاجرا كفارا رب ال تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن «فقال نوح » يفعلون

يغرس النخل فكان قومه يمرون به فيسخرون منه و يستهزءون به و يقولون شيخ قد أتى له تسعمائة سنة يغرس فأمره اهللا أن النخل و كانوا يرمونه بالحجارة فلما أتى لذلك خمسون سنة و بلغ النخل و استحكم أمر بقطعه فسخروا منه و قالوا بلغ النخل

أ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون مبلغه و هو قوله و كلما مر عليه ملفأمره اهللا أن ينحت السفينة و أمر جبرئيل أن ينزل عليه و يعلمه كيف يتخذها فقدر طولها في األرض ألفا و مائتي ذراع، و

ع و طولها في السماء ثمانون ذراعا فقال يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى اهللا إليه ناد في قومك من عرضها ثمان مائة ذرا

Page 141: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

صار ما ينجره ذهبا و فضة، فنادى نوح فيهم بذلك فأعانوه عليها و كانوا يسخرون منه و يقولون ني عليها و نجر منها شيئا أعانأراد اهللا عز و جل هالك قوم نوح ن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال لماينحت سفينة في البر قال حدثني أبي عن صفوان ع

عقم أرحام النساء أربعين سنة فلم يولد فيهم مولود فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره اهللا أن ينادي بالسريانية ال يبقى بهيمة ينة و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا و ال حيوان إال حضر، فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السف

ثمانين رجال فقال اهللا عز و جل احمل فيها من كل زوجين اثنين و أهلك إلا من سبق عليه القول و من آمن و ما آمن معه إلا

فلما كان في اليوم الذي أراد اهللا هالكهم كانت امرأة نوح تخبز في ] المدينة [ قليل و كان نجر السفينة في مسجد الكوفة الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة و قد كان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة و

عليها طينا و ختمه حتى أدخل جمع لهم فيها ما يحتاجون من الغذاء، فصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضعلشمس و جاء من السماء ماء منهمر صب بال جميع الحيوان السفينة ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم و رفع الطين و انكسفت ا

ونا فالتقى الماء على ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر و فجرنا الأرض عي« األرض عيونا و هو قوله عز و جل قطر و تفجرت فقال اهللا عز و جل اركبوا فيها بسم الله مجراها و مرساها يقول مجريها أي » أمر قد قدر و حملناه على ذات ألواح و دسر

اركب معنا و ال تكن مع الكافرين ني و يقوم فقال له يا بمسيرها و مرسيها أي موقفها فدارت السفينة و نظر نوح إلى ابنه يقعآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال نوح ال عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم اهللا ثم فقال ابنه كما حكى اهللا عز و جل س

ك الحق و أنت أحكم الحاكمين فقال اهللا يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير قال نوح رب إن ابني من أهلي و إن وعد أن إني أعظك أن تكون من الجاهلين فقال نوح كما حكى اهللا رب إني أعوذ بكال تسئلن ما ليس لك به علم صالح ف

و حال بينهما الموج فكان من أسئلك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين فكان كما حكى اهللايت و غرق جميع الدنيا إال موضع المغرقين فقال أبو عبد اهللا ع فدارت السفينة و ضربتها األمواج حتى وافت مكة و طافت بالب

البيت و إنما سمي البيت العتيق ألنه أعتق من الغرق فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا و من األرض العيون حتى

ألرض أن تفسيرها رب أحسن فأمر اهللا ا] اتغر [ ارتفعت السفينة فمسحت السماء قال فرفع نوح يده فقال يا رهمان اخفرس أقلعي يعني أمسكي و غيض الماء و قضي الأمر و استوت على ءها و هو قوله و قيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء تبلع ما

الجودي فبلعت األرض ماءها فأراد ماء السماء أن يدخل في األرض فامتنعت األرض من قبولها و قالت إنما أمرني اهللا عز و ل أن أبلع مائي فبقي ماء السماء على وجه األرض و استوت السفينة على جبل الجودي و هو بالموصل جبل عظيم، فبعث ج

اهللا جبرئيل فساق الماء إلى البحار حول الدنيا و أنزل اهللا على نوح يا نوح اهبط بسالم منا و بركات عليك و على أمم ممن م سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين و بنوا مدينة الثمانين و كانت لنوح معك و أم

من أنباء ابنة ركبت معه في السفينة فتناسل الناس منها و ذلك قول النبي ص نوح أحد األبوين ثم قال اهللا عز و جل لنبيه تلك إليك ما كنت تعلمها أنت و ال قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين و روي في الخبر أن اسم نوح عبد الغيب نوحيها

ى عن أحمد بن الغفار و إنما سمي نوحا ألنه كان ينوح على نفسه أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسري عن العال بن سيابة عن أبي عبد اهللا ع في قول اهللا و محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان األحمر عن موسى بن أكيل النمي

نوح ابنه فقال ليس بابنه إنما هو ابنه من زوجته على لغة طي يقولون البن المرأة ابنه نادى

Page 142: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قصة هود

فقال و إلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما هللا عز و جل خبر هود ع و هالك قومهقال علي بن إبراهيم ثم حكى اعقلون قال إن عادا أجري إلا على الذي فطرني أ فال تنتم إلا مفترون يا قوم ال أسئلكم عليه أجرا إن لكم من إله غيره إن أ

كانت بالدهم في البادية من الشقيق إلى األجفر أربعة منازل و كان لهم زرع و نخيل كثير و لهم أعمار طويلة و أجسام طويلة فعبدوا األصنام فبعث اهللا إليهم هودا يدعوهم إلى اإلسالم و خلع األنداد فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه فكفت السماء عنهم

هود زراعا و كان يسقي الزرع فجاء قوم إلى بابه يريدونه، فخرجت عليهم امرأة شمطاء عوراء وا و كان سنين حتى قحطسبعفقالت من أنتم فقالوا نحن من بالد كذا و كذا أجدبت بالدنا فجئنا إلى هود نسأله أن يدعو اهللا حتى تمطر و تخصب بالدنا،

حترق زرعه لقلة الماء، قالوا فأين هو قالت هو في موضع كذا و كذا فجاءوا إليه فقالت لو استجيب لهود لدعا لنفسه فقد افقالوا يا نبي اهللا قد أجدبت بالدنا و لم تمطر فاسأل اهللا أن يخصب بالدنا و تمطر فتهيأ للصالة و صلى و دعا لهم فقال لهم

ا قال و ما رأيتم فقالوا رأينا في منزلك امرأة شمطاء ارجعوا فقد أمطرتم و أخصبت بالدكم، فقالوا يا نبي اهللا إنا رأينا عجبعوراء قالت لنا من أنتم و ما تريدون قلنا جئنا إلى هود ليدعو اهللا فنمطر فقالت لو كان هود داعيا لدعا لنفسه فإن زرعه قد

اهللا مؤمنا إال و له عدو يؤذيه و ألنه ما خلق احترق فقال هود تلك أهلي و أنا أدعو اهللا لها بطول البقاء فقالوا و كيف ذلك قالهي عدوتي فألن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني، فبقي هود في قومه يدعوهم إلى اهللا و

وبوا ينهاهم عن عبادة األصنام حتى تخصب بالدهم و أنزل اهللا عليهم المطر و هو قوله عز و جل يا قوم استغفروا ربكم ثم تجئتنا ببينة و ما تولوا مجرمين فقالوا كما حكى اهللا يا هود ما إليه يرسل السماء عليكم مدرارا و يزدكم قوة إلى قوتكم و ال ت

عليهم الريح الصرصر يعني إلى آخر اآلية فلما لم يؤمنوا أرسل اهللانحن بتاركي آلهتنا عن قولك و ما نحن لك بمؤمنينرا في يوم نحس كذبت عاد فكيف كان عذابي و نذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرص« الباردة و هو قوله في سورة اقتربت

» عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما و أما« و حكى في سورة الحاقة فقال » مستمرقال فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد اهللا بن سنان عن معروف بن . قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيام

قط إال على قوم عاد حين تخرج من تحت األرضين السبع و ما يخرج منها شيء خربوذ عن أبي جعفر ع قال الريح العقيماهللا عليهم فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم فعصت على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا غضب

و نحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من منها على قوم عاد فضج الخزنة إلى اهللا من ذلك و قالوا يا ربنا إنها قد عتت عليناخلقك و عمار بالدك فبعث اهللا جبرئيل فردها بجناحه و قال لها اخرجي على ما أمرت به فرجعت و خرجت على ما أمرت

بحضرتهم كان به فأهلكت قوم عاد و من

قصة صالح

ه ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها و أما قوله و إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا اللفاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب إلى قوله و إننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب فإن اهللا تبارك و تعالى بعث

سبعون صنما يعبدونها من دون اهللا فلما رأى ذلك إلى ثمود و هو ابن ستة عشر سنة ال يجيبوه إلى خير و كان لهم الحا صمنهم قال لهم يا قوم بعثت إليكم و أنا ابن ستة عشر سنة و قد بلغت عشرين و مائة سنة و أنا أعرض عليكم أمرين إن شئتم

و إن شئتم سألت آلهتكم فإن أجابتني خرجت عنكم، فقالوا أنصفت فأمهلنا فاسألوني مهما أردتم حتى أسأل إلهي فيجيبكم

Page 143: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

يتضرعون إليها، فلما كان م و يذبحون لها و أخرجوها إلى سفح الجبل و أقبلوا فأقبلوا يتعبدون ثالثة أيام و يتمسحون باألصنا أكبر صنم لهم، فقال ما اسمك فلم يجبه، الثالث قال لهم صالح ع قد طال هذا األمر فقالوا له سل من شئت، فدنا إلى اليوم

فقال لهم ما له ال يجيبني قالوا له تنح عنه فتنحى عنه و أقبلوا إليه و وضعوا على رءوسهم التراب و ضجوا و قالوا فضحتنا و ثالث تضرعوا حتى فعلوا ذلك ح قد ذهب النهار، فقالوا سله فدنا منه فكلمه فلم يجبه فبكوا و نكست رءوسنا و قال صال

مرات فلم يجبهم بشيء، فقالوا إن هذا ال يجيبك و لكنا نسأل إلهك، فقال لهم سلوا ما شئتم فقالوا سله أن يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء عشراء أي حاملة تضرب بمنكبيها طرفي الجبلين و تلقي فصيلها من ساعتها و تدر لبنها، فقال صالح

تصدع ن ثم سجد و تضرع إلى اهللا فما رفع رأسه حتى م و عند اهللا هين، فقام و صلى ركعتيإن الذي سألتموني عندي عظيالجبل و سمعوا له دويا شديدا ففزعوا منه و كادوا أن يموتوا منه فطلع رأس الناقة و هي تجتر فلما خرجت ألقت فصيلها و

و كان لقريتهم ماء و هي الحجر التي . لهتنا التي نعبدهادرت لبنها فبهتوا و قالوا قد علمنا يا صالح إن ربك أعز و أقدر من آهذه الناقة شرب أي تشرب ماءكم فقال لهم صالح ل» كذب أصحاب الحجر المرسلين« ذكرها اهللا تعالى في كتابه و هو قوله

وم معلوم و ال تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم لها شرب و لكم شرب ي« يوما و هو قوله عز و جل يوما و تدر لبنها عليكم فكانت تشرب ماءهم يوما و إذا كان من الغد وقفت وسط قريتهم فال يبقى في القرية أحد إال حلب منها حاجته و كان » عظيم

» عة رهط يفسدون في الأرض و ال يصلحونو كان في المدينة تس« فيهم تسعة من رؤسائهم كما ذكر اهللا في سورة النمل قال » ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين« فعقروا الناقة و رموها حتى قتلوها و قتلوا الفصيل فلما عقروا الناقة قالوا لصالح

ثم قال لهم و عالمة هالككم أنه تبيض وجوهكم غدا و تحمر بعد ير مكذوبصالح تمتعوا في داركم ثالثة أيام ذلك وعد غقد ابيضت مثل القطن فلما كان اليوم الثاني احمرت مثل ما كان من الغد نظروا إلى وجوههم و غد و تسود في اليوم الثالث فل

فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في « لكوا و هو قوله الدم فلما كان اليوم الثالث اسودت وجوههم فبعث اهللا عليهم صيحة و زلزلة فهفما تخلص منهم غير صالح و قوم مستضعفين مؤمنين و هو قوله فلما جاء أمرنا نجينا صالحا إلى قوله أال إن » ديارهم جاثمين

راهيم من بالد نمرود و أما قوله و لقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما قال خروج إب. ثمود كفروا ربهم أال بعدا لثمودسالم فما لبث أن جاء بعجل حنيذ أي مشوي نضيج فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم ع في النار فجعلها اهللا عليه بردا و سالما بقي

ن إبراهيم ع قد تزوج رود من إبراهيم فقال يا إبراهيم اخرج من بالدي و ال تساكني فيها، و كاإبراهيم مع نمرود و خاف نمخاله و قد كانت آمنت به، و آمن له لوط و كان غالما، و قد كان إبراهيم ع عنده غنيمات و كان معاشه منها بسارة و هي بنت

كان شديد الغيرة، فلما أراد الخروج من بالد نمرود منعوه و فخرج إبراهيم من بالد نمرود و معه سارة في صندوق و ذلك أنهأرادوا أن يأخذوا منه غنيماته، و قالوا له هذا ما كسبته في سلطان الملك و بالده و أنت مخالف له فقال لهم إبراهيم بيني و

ه كسبه في بالد الملك و ال فصاروا إليه و قالوا إن هذا مخالف لدين الملك و ما مع] سندوم [ ي الملك سدوم بينكم قاضندعه يخرج معه شيئا فقال سندوم صدقوا خل عما في في يديك، فقال إبراهيم ع إنك إن لم تقض بالحق تمت الساعة، قال و ما الحق قال قل لهم يردوا علي عمري الذي أفنيته في كسب ما معي حتى أرد عليهم، فقال سندوم يجب أن تردوا عمره

في يده فخرج إبراهيم و كتب نمرود في الدنيا أال تدعوه يسكن العمران فمر ببعض عمال نمرود و كان فخلوا عنه عما كان عشر ما كان مع إبراهيم ثم جاء إلى الصندوق كل من مر به يأخذ عشر ما معه و كانت سارة مع إبراهيم في الصندوق، فأخذ

Page 144: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عشره فقال ال بد من أن تفتحه ففتحه فلما نظر إلى سارة تعجب فقال له ال بد من أن أفتحه فقال إبراهيم ع عده ما شئت و خذهذه المرأة التي هي معك قال هي أختي و إنما عنى أخته في الدين، قال العاشر لست أدعك ا فقال إلبراهيم ما من جماله

إليه فهم بها و تبرح من مكانك حتى أعلم الملك بحالك و حالها فبعث رسوال إلى الملك فأمر أجناده فحملت الصندوق مد يده إليها فقالت له أعوذ باهللا منك فجفت يده و التصقت بصدره و أصابته من ذلك شدة، فقال يا سارة ما هذا الذي

يردني إلى ما كنت، فقالت اللهم إن كان صادقا اهللا أن أصابني منك فقالت بما هممت به، فقال قد هممت لك بالخير فادعي كان و كانت على رأسه جارية فقال يا سارة خذي هذه الجارية تخدمك و هي هاجر أم إسماعيل فرده كما كان فرجع إلى ما

ع فحمل إبراهيم سارة و هاجر فنزلوا البادية على ممر طريق اليمن و الشام و جميع الدنيا فكان يمر به الناس فيدعوهم إلى الملك فإنه يقتل فلم يحترق و كانوا يقولون له ال تخالف ديناإلسالم و قد كان شاع خبره في الدنيا أن الملك ألقاه في النار

من خالفه، و كان إبراهيم كل من يمر به يضيفه و كان على سبعة فراسخ منه بالد عامرة كثيرة الشجر و النبات و الخير و كان هم إبليس في صورة شيخ الطريق عليها، فكان كل من يمر بتلك البالد يتناول من ثمارهم و زروعهم فجزعوا من ذلك فجاء

فقال لهم أدلكم على ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد، فقالوا ما هو قال من مر بكم فانكحوه في دبره فاسلبوه ثيابه ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد حسن الوجه جميل الثياب فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمرهم فاستطابوه فكانوا يفعلونه

غنى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، فشكا الناس ذلك إلى إبراهيم ع فبعث اهللا إليهم لوطا يحذرهم و ينذرهم بالرجال فاستفلما نظروا إلى لوط قالوا من أنت قال أنا ابن خال إبراهيم الذي ألقاه الملك في النار فلم يحترق و جعلها اهللا بردا و سالما و

عليه و خافوه و كفوا عنه و كان لوط كلما مر به فعلوا هذا فإن اهللا يهلككم فلم يجسروا هو بالقرب منكم فاتقوا اهللا و ال ت« رجل يريدونه بسوء خلصه من أيديهم و تزوج لوط فيهم و ولد له بنات، فلما طال ذلك على لوط و لم يقبلوا منه قالوا له

أي لنرجمنك و لنخرجنك فدعا عليهم لوط فبينما إبراهيم ع قاعد في موضعه » لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجينخرجوا و لم يكن عنده شيء فنظر إلى أربعة نفر قد وقفوا عليه ال يشبهون الناس فقالوا يه و قد كان أضاف قوما و الذي كان ف

شبهون الناس قال ما عندنا إال هذا العجل فذبحه سالما فقال إبراهيم سالم، فجاء إبراهيم إلى سارة فقال لها قد جاء أضياف ال يو لقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم فما لبث أن جاء « و شواه و حمله إليهم و ذلك قول اهللا عز و جل

و جاءت سارة في جماعة معها فقالت لهم ما لكم » منهم خيفةم و أوجس ل حنيذ فلما رأى أيديهم ال تصل إليه نكرهبعجتمتنعون من طعام خليل اهللا فقالوا إلبراهيم ال تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ففزعت سارة، و ضحكت أي حاضت و قد كان

بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب فوضعت يدها على وجهها ارتفع حيضها منذ دهر طويل فقال اهللا عز و جل فبشرناها و أنا عجوز و هذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب فقال لها جبرئيل أ تعجبين من أمر الله رحمت الله و تى أ ألد فقالت يا ويل

ل البيت إنه حميد مجيد فلما ذهب عن إبراهيم الروع و جاءته البشرى بإسحاق أقبل يجادل كما حكى اهللا بركاته عليكم أهوم لوط فقال بهالك ق إبراهيم لجبرئيل بما ذا أرسلت قال عز و جل يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب فقال

قال إبراهيم يا جبرئيل إن » نحن أعلم بمن فيها لننجينه و أهله إلا امرأته كانت من الغابرين« قال جبرئيل » إن فيها لوطا« إبراهيم مسون قال ال قال فإن كان فيهم عشرة رجال كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين يهلكهم اهللا قال ال قال فإن كان فيهم خ

المسلمين فقال إبراهيم يا جبرئيل راجع ربك فيهم قال ال قال فإن كان واحد قال ال و هو قوله فما وجدنا فيها غير بيت من يهم عذاب غير مردود فأوحى اهللا كلمح البصر يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك و إنهم آت

Page 145: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

هالك قوم لوط

لوا نحن أبناء السبيل فخرجوا من عند إبراهيم ع فوقفوا على لوط في ذلك الوقت و هو يسقي زرعه فقال لهم لوط من أنتم قاموال فقالوا فقد الليلة، فقال لهم يا قوم إن أهل هذه القرية قوم سوء لعنهم اهللا و أهلكهم ينكحون الرجال و يأخذون األأضفنا

أبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلى أهله و كانت منهم فقال لها إنه قد أتاني أضياف في هذه الليلة فاكتمي عليهم حتى أعفو عنك جميع ما كان منك إلى هذا الوقت قالت أفعل و كانت العالمة بينها و بين قومها إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن فوق

النار، فلما دخل جبرئيل و المالئكة معه بيت لوط ع وثبت امرأته على السطح فأوقدت نارا فعلم بالليل توقد إذا كانالسطح و أهل القرية و أقبلوا إليه من كل ناحية كما حكى اهللا عز و جل و جاءه قومه يهرعون إليه أي يسرعون و يعدون فلما صاروا

و لم ننهك عن العالمين فقال لهم كما حكى اهللا هؤالء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله و ال إلى باب البيت قالوا يا لوط أ هؤالء بناتي هن « و حدثني أبي عن محمد بن عمرو رحمه اهللا في قول لوط ع . خزون في ضيفي أ ليس منكم رجل رشيدت

ال عنى به أزواجهم و ذلك أن النبي أبو أمته، فدعاهم إلى الحالل و لم يكن يدعوهم إلى الحرام، فقال ق» أطهر لكموة أزواجكم هن أطهر لكم قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق و إنك لتعلم ما نريد فقال لوط لما يئس لو أن لي بكم ق

) ع(شديد أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اهللا ي إلى ركن أو آو

عن محمد ] مسلم [ قال ما بعث اهللا نبيا بعد لوط إال في عز من قومه و حدثني محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد و ) ع(قال في قوله قوة قال القوة القائم ) ع(أبي عبد اهللا ن القاسم عن صالح عنبن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اهللا ب

الركن الشديد ثالثمائة و ثالثة عشر قال علي بن إبراهيم فقال جبرئيل لو علم ما له من القوة، فقال من أنتم فقال جبرئيل أنا وعدهم الصبح أ ليس الصبح بقريب فكسروا الباب و دخلوا جبرئيل، فقال لوط بما ذا أمرت قال بهالكهم فسأله الساعة قال م

و لقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا « البيت فضرب جبرئيل بجناحه على وجوههم فطمسها و هو قول اهللا عز و جل اهم العذاب فقال جبرئيل يا لوط فأسر بأهلك بقطع من الليل و اخرج من بينهم فلما رأوا ذلك علموا أنهم قد أت» عذابي و نذر

قوم لوط رجل عالم فقال لهم يا قوم قد أنت و ولدك و ال يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم و كان في لوط فاحرسوه و ال تدعوه يخرج من بينكم فإنه ما دام فيكم ال يأتيكم العذاب، فاجتمعوا جاءكم العذاب الذي كان يعدكم

حول داره يحرسونه فقال جبرئيل يا لوط اخرج من بينهم فقال كيف أخرج و قد اجتمعوا حول داري، فوضع بين يديه عمودا من تحت األرض فالتفتت امرأته فأرسل اهللا عليها من نور فقال له اتبع هذا العمود و ال يلتفت منكم أحد فخرجوا من القرية

طلع الفجر صارت المالئكة األربعة كل واحد في طرف من قريتهم فقلعوها من سبع أرضين إلى تخوم قتلتها، فلما صخرة فارة من األرض ثم رفعوها في الهواء حتى سمع أهل السماء نباح الكالب و صراخ الديكة ثم قلبوها عليهم و أمطرهم اهللا حج

» مسومة« يعني بعضها على بعض منضدة و قوله » منضود« سجيل منضود مسومة عند ربك و ما هي من الظالمين ببعيد قوله ها حجارة من سجيل و أمطرنا علي« حدثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع في قوله .أي منقوطة

فيها و قال ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إال رماه اهللا كبده من تلك الحجارة تكون منيته» منضود مسومةوا في الأرض قوله و ال تعثشعيبا إلى لكن الخلق ال يرونه ثم ذكر عز و جل هالك أهل مدين فقال و إلى مدين أخاهم

مفسدين قال بعث اهللا شعيبا إلى مدين و هي قرية على طريق الشام فلم يؤمنوا به و حكى اهللا قولهم قالوا يا شعيب أ صالتك

Page 146: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

نى اهللا عز و جل قولهم فقال تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا إلى قوله الحليم الرشيد قال قالوا إنك ألنت السفيه الجاهل فكربي و رزقني بنقص المكيال و الميزان قال يا قوم أ رأيتم إن كنت على بينة من إنك لأنت الحليم الرشيد و إنما أهلكهم اهللا

اكم عنه إن أريد إلا الإصالح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و منه رزقا حسنا و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنه نوح أو إليه أنيب ثم ذكرهم و خوفهم بما نزل باألمم الماضية فقال يا قوم ال يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم

قوم هود أو قوم صالح و ما قوم لوط منكم ببعيد قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول و إنا لنراك فينا ضعيفا و قد كان ني معكم رقيب أي انتظروا فبعث اهللا عليهم صيحة ضعف بصره و لو ال رهطك لرجمناك و ما أنت علينا بعزيز إلى قوله إ

فماتوا و هو قوله و لما جاء أمرنا نجينا شعيبا و الذين آمنوا معه برحمة منا و أخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم فقال و لقد أرسلنا موسى ) ع(ثم ذكر عز و جل قصة موسى . نوا فيها أال بعدا لمدين كما بعدت ثمودجاثمين كأن لم يغ

اهللا فدهم فود أي يرآياتنا و سلطان مبين إلى قوله و أتبعوا في هذه لعنة يعني الهالك و الغرق و يوم القيامة بئس الرفد المر ببالعذاب ثم قال لنبيه ص ذلك من أنباء القرى أي أخبارها نقصه عليك يا محمد منها قائم و حصيد إلى قوله و ما زادوهم غير

آية لمن خاف أخذه أليم شديد إن في ذلك لتتبيب أي غير تخسير و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إنذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود أي يشهد عليهم األنبياء و الرسل و ما نؤخره إلا لأجل معدود آخرة عذاب ال

بإذنه فمنهم شقي و سعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت يوم يأت ال تكلم نفس إلاوا ففي الجنة السماوات و الأرض فهذا هو في نار الدنيا قبل القيامة ما دامت السماوات و األرض و قوله و أما الذين سعد

خالدين فيها يعني في جنات الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير ثواب و العقاب في مجذوذ يعني غير مقطوع من نعيم اآلخرة في الجنة يكون متصال به و هو رد على من ينكر عذاب القبر و ال

فاستقم كما أمرت و ربك أعمالهم قال في القيامة ثم قال لنبيه الدنيا في البرزخ قبل يوم القيامة و قوله و إن كلا لما ليوفينهمذين ظلموا قال ركون مودة و نصيحة و طاعة و ما لكم من من تاب معك و ال تطغوا أي في الدنيا ال تطغوا و ال تركنوا إلى ال

دون الله من أولياء ثم ال تنصرون و قوله أقم الصالة طرفي النهار الغداة و المغرب و زلفا من الليل العشاء اآلخرة إن الحسنات الليل تذهب ما عملوا بالنهار من السيئات و الذنوب ثم قال و لو شاء ربك لجعل الناس إن صالة المؤمنين في ن السيئات فيذهب

أمة واحدة أي على مذهب واحد و ال يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم و في رواية أبي الجارود عن أبي عفر ع قال في قوله ال يزالون مختلفين في الدين إلا من رحم ربك يعني آل محمد و أتباعهم يقول اهللا و لذلك خلقهم ج

معين و هم الذين سبق يعني أهل رحمة ال يختلفون في الدين قوله و تمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجالشقاء لهم فحق عليهم القول إنهم للنار خلقوا و هم الذين حقت عليهم كلمة ربك أنهم ال يؤمنون قال علي بن إبراهيم ثم

الحق في القرآن و ي هذه فؤادك و جاءك فخاطب اهللا نبيه فقال و كلا نقص عليك من أنباء الرسل أي أخبارهم ما نثبت بهمكانتكم إنا عاملون أي نعاقبكم و هذه السورة من أخبار األنبياء و هالك األمم ثم قال و قل للذين ال يؤمنون اعملوا على

. ما ربك بغافل عما تعملونيرجع الأمر كله فاعبده و توكل عليه وانتظروا إنا منتظرون و لله غيب السماوات و الأرض و إليه

١١١ سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشر -١٢

بيا لعلكم تعقلون أي كي تعقلوا ثم خاطب اهللا نبيه بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عر ثم قص قصة يوسف فقال نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين

Page 147: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

شر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أبت إني رأيت أحد عألبيه يا أحمد قال حدثنا علي بن محمد عمن حدثه عن المنقري عن عمرو بن شمر عن إسماعيل السندي عن عبد الرحمن بن سابط

إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي « عز و جل القرشي عن جابر بن عبد اهللا األنصاري في قول اهللا

و وثاب و قابس و ] ذو الكنفين [ و ذو الكتفين ] الدبال [ قال في تسمية النجوم هو الطارق و حوبان و الذيال » ساجدين

و الضياء و النور يعني الشمس و القمر و كل هذه ] القروع و[ و مصبح و الصرح و الفروع ] فيلق [ عمودان و فليق النجوم محيطة بالسماء و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال تأويل هذه الرؤيا أنه سيملك مصر و يدخل عليه أبواه و

حده ته فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا هللا وإخوته، أما الشمس فأم يوسف راحيل و القمر يعقوب و أما أحد عشر كوكبا فإخوهللا قال علي بن إبراهيم فحدثني أبي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أنه حين نظروا إليه و كان ذلك السجود

أخ واحد يسمى بنيامين و كان يعقوب إسرائيل اهللا و معنى كان من خبر يوسف ع أنه كان له أحد عشر أخا فكان له من أمه يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين فقصها على أبيه فقال سرائيل اهللا خالص اهللا بن إسحاق نبي اهللا بن إبراهيم خليل اهللا، فرأىإ

أي » لك كيدافيكيدوا« يا بني ال تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين يعقوب يحتالوا عليك، فقال يعقوب ليوسف و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على آل

كان يوسف من أحسن الناس وجها و كان عليم حكيم و ن قبل إبراهيم و إسحاق إن ربكيعقوب كما أتمها على أبويك ميعقوب يحبه و يؤثره على أوالده فحسده إخوته على ذلك و قالوا فيما بينهم كما حكى اهللا عز و جل إذ قالوا ليوسف و أخوه

مبين فعمدوا على قتل يوسف فقالوا نقتله حتى يخلو لنا وجه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة أي جماعة إن أبانا لفي ضالل أبينا و نخلو نحن به فقالوا كما حكى اهللا عز و جل يا أبانا ما لك ال تأمنا على لكن نغيبه عن أبينا فقال الوي ال يجوز قتله و

لعب أي يرعى الغنم و يلعب و إنا له لحافظون فأجرى اهللا على لسان يعقوب يوسف و إنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع و يا عصبة إنئب و نحن إني ليحزنني أن تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون فقالوا كما حكى اهللا لئن أكله الذ

إذا لخاسرون و العصبة عشرة إلى ثالثة عشر فلما ذهبوا به و أجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب و أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم « أبي جعفر ع في قوله هذا و هم ال يشعرون أي ألخبرنهم بما هموا به و في رواية أبي الجارود عن

جبرئيل و أخبره بذلك قال علي بن إبراهيم فقال الوي ألقوه في هذا أتاه يقول ال يشعرون أنك أنت يوسف» ال يشعرون فقالوا له انزع قميصك فبكى و قال يا إخوتي ال تجردوني، الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين فأدنوه من رأس الجب

فنزعه فألقوه في اليم و تنحوا عنه فقال يوسف في الجب يا إله فسل واحد منهم عليه السكين و قال لئن لم تنزعه ألقتلنكيستقي لهم الماء و إسحاق و يعقوب ارحم ضعفي و قلة حيلتي و صغري، فنزلت سيارة من أهل مصر، فبعثوا رجال لبراهيم إ

من الجب فلما أدلى الدلو على يوسف تشبث بالدلو فجروه فنظروا إلى غالم من أحسن الناس وجها فعدوا إلى صاحبهم فقالوا يا بشرى هذا غالم فنخرجه و نبيعه و نجعله بضاعة لنا فبلغ إخوته فجاءوا و قالوا هذا عبد لنا، ثم قالوا ليوسف لئن لم تقر

نك فقالت السيارة ليوسف ما تقول قال نعم أنا عبدهم، فقالت السيارة أ فتبيعونه منا قالوا نعم فباعوه منهم على بالعبودية لنقتلأن يحملوه إلى مصر و شروه بثمن بخس دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين قال الذي بيع بها يوسف ثمانية عشر درهما

و كانوا فيه من الزاهدين أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد « ا قال اهللا تعالى و كان عندهم كم

Page 148: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قال كانت عشرين درهما و البخس » دراهم معدودةو شروه بثمن بخس « بصير عن الرضا ع في قول اهللا بن محمد عن أبي قتل كان قيمته عشرين درهما و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و جاؤ النقص و هي قيمة كلب الصيد إذا

على قميصه بدم كذب قال إنهم ذبحوا جديا على قميصه قال علي بن إبراهيم و رجع إخوته فقالوا نعمد إلى قميصه فنلطخه يا قوم أ لسنا بني يعقوب إسرائيل اهللا بن إسحاق نبي اهللا ابن وي فعلوا ذلك قال لهم البالدم و نقول ألبينا إن الذئب أكله فلما

إبراهيم خليل اهللا أ فتظنون أن اهللا يكتم هذا الخبر عن أنبيائه، فقالوا و ما الحيلة قال نقوم و نغتسل و نصلي جماعة و نتضرع إلى كان في سنة إبراهيم و إسحاق و يعقوب أنهم ال اهللا تعالى أن يكتم ذلك الخبر عن نبيه فإنه جواد كريم، فقاموا و اغتسلوا و

منهم إماما و عشرة يصلون خلفه فقالوا كيف نصنع و ليس لنا إمام يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر رجال فيكون واحدون و معهم فقال الوي نجعل اهللا إمامنا فصلوا و تضرعوا و بكوا و قالوا يا رب اكتم علينا هذا ثم جاءوا إلى أبيهم عشاء يبك

القميص قد لطخوه بالدم فقالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق أي نعدو و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب و ما أنت بمؤمن لنا و على يوسف و أشفقه على قميصه إلى قوله على ما تصفون ثم قال يعقوب ما كان أشد غضب ذلك الذئبا صادقين لو كن

قال فحملوا يوسف إلى مصر و باعوه من عزيز مصر فقال العزيز لامرأته أكرمي مثواه . حيث أكل يوسف و لم يمزق قميصه تنظر إلى ة العزيز و كانت الأي مكانه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا و لم يكن له ولد فأكرموه و ربوه فلما بلغ أشده هوته امرأ

أحبه و كان وجهه مثل القمر ليلة البدر فراودته امرأة العزيز و هو قوله و راودته التي هو يوسف امرأة إال هوته و ال رجل إال ربي أحسن مثواي إنه ال يفلح الظالمون فما زالت في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله إنه

العزيز و غلقت األبواب رهان ربه فقامت امرأة تخدعه حتى كان كما قال اهللا جل و عز و لقد همت به و هم بها لو ال أن رأى با على إصبعيه يقول يا يوسف أنت في السماء مكتوب في النبيين و فلما هما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاض

تريد أن تكتب في األرض من الزناة فعلم أنه قد أخطأ و تعدى، و حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه قال قال أبو عبد اهللا ع لما ن قالت ألقي على هذا الصنم ثوبا ال ما تعمليهمت به و هم بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت عليه المالءة لها فقال لها يوسف

تستحين من صنم ال يسمع و ال يبصر و ال أستحي أنا من ربي فوثب و عدا و عدت أستحيي منه، فقال يوسف فأنتيرانا فإني و ألفيا سيدها لدى من خلفه و أدركهما العزيز على هذه الحالة و هو قول اهللا تعالى و استبقا الباب و قدت قميصه من دبر

بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم فقال يوسف للعزيز هي أراد الباب فبادرت امرأة العزيز فقالت للعزيز ما جزاء من سل هذا الصبي في المهد فإنه يشهد أنها راودتني راودتني عن نفسي و شهد شاهد من أهلها فألهم اهللا يوسف أن قال للملك

عن نفسي، فقال العزيز للصبي فأنطق اهللا الصبي في المهد ليوسف حتى قال إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من دقين فلما رأى قميصه قد تخرق من دبر قال المرأته إنه من الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من الصا

كيدكن إن كيدكن عظيم ثم قال ليوسف أعرض عن هذا و استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين و شاع الخبر بمصر و اود فتاها عن نفسه فبلغ و يذكرنها و هو قوله و قال نسوة في المدينة امرأت العزيز ترجعلت النساء يتحدثن بحديثها و يعيرنها

كل امرأة رئيسة فجمعتهن في منزلها و هيأت لهن مجلسا و دفعت إلى كل امرأة أترنجة و سكينا ذلك امرأة العزيز فبعثت إلى عليهن و كان في بيت فخرج يوسف عليهن فلما نظرن إليه أقبلن يقطعن أيديهن و قلن فقالت اقطعن ثم قالت ليوسف اخرج

كما حكى اهللا عز و جل فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن و أعتدت لهن متكأ أي أترنجة و آتت كل واحدة منهن سكينا و ج عليهن فلما رأينه أكبرنه إلى قوله إن هذا إلا ملك كريم فقالت امرأة العزيز فذلكن الذي لمتنني فيه أي في حبه و قالت اخر

Page 149: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

مره ليسجنن و ليكونا من الصاغرين فما أمسى لقد راودته عن نفسه أي دعوته فاستعصم أي امتنع ثم قالت و لئن لم يفعل ما آيوسف في ذلك البيت حتى بعثت إليه كل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها فضجر يوسف فقال رب السجن أحب إلي مما

يهن أي أميل إليهن و أمرت امرأة العزيز بحبسه فحبس في السجن تصرف عني كيدهن أي حيلهن أصب إل يدعونني إليه و إلاجننه حتى حين فاآليات شهادة آيات ليس و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله ثم بدا لهم من بعد ما رأوا ال

اذبتها إياه على الباب فلما عصاها فلم تزل ملحة بزوجها القميص المخرق من دبر و استباقهما الباب حتى سمع مجالصبي و حتى حبسه و دخل معه السجن فتيان يقول عبدان للملك أحدهما خباز و اآلخر صاحب الشراب و الذي كذب و لم ير المنام

ك السجن قاال له ما صناعتهو الخباز رجع إلى حديث علي بن إبراهيم قال و وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه فلما دخالأحد الموكلين في نومه كما قال اهللا عز و على أعصر خمرا قال يوسف تخرج و تصير على شراب قال أعبر الرؤيا فرأى

م يكن رأى ذلك فقال له آخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه و ل الملك و ترتفع منزلتك عنده و قال اليوسف أنت يقتلك الملك و يصلبك و تأكل الطير من دماغك، فجحد الرجل و قال إني لم أر ذلك فقال يوسف كما قال

رأسه قضي الأمر الذي فيه آخر فيصلب فتأكل الطير من الاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا و أما اهللا تعالى يا صتستفتيان فقال أبو عبد اهللا ع في قوله إنا نراك من المحسنين قال كان يقوم على المريض و يلتمس المحتاج و يوسع على

قال اهللا عز ربك فكان كماالمحبوس فلما أراد من رأى في نومه يعصر الخمر الخروج من الحبس قال له يوسف اذكرني عند الشيطان ذكر ربه و جل فأنساه

دعاء يوسف في السجن

أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد اهللا ع قال إن يوسف أتاه جبرئيل فقال جعلك في أحسن خلقه قال فصاح و وضع خده على األرض له يا يوسف إن رب العالمين يقرئك السالم و يقول لك من

و قال خده على األرضول لك من حببك إلى أبيك دون إخوتك قال فصاح و وضع ثم قال أنت يا رب، ثم قال له و يقأنت يا رب، قال و يقول لك من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها و أيقنت بالهلكة قال فصاح و وضع خده على

ال أنت يا رب قال فإن ربك قد جعل لك جل عقوبة في استغاثتك بغيره فلبثت في السجن بضع سنين، قال فلما األرض ثم قذنوبي قد أخلقت وجهي عندك اللهم إن كانت «على األرض ثم قال انقضت المدة و أذن اهللا له في دعاء الفرج فوضع خده

ففرج اهللا عنه، قلت جعلت فداك أ ندعو » و إسحاق و يعقوبفإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة «نحن بهذا الدعاء فقال ادع بمثله

ه إني زرائقال علي بن إبراهيم ثم إن الملك رأى رؤيا فقال لو. »محمد ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و األئمة ع في نومي سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف أي مهازيل، و رأيت سبع سنبالت خضر و أخر يابسات و قرأ أبو عبد رأيت

فلم يعرفوا تأويل ذلك، فذكر الذي كان اهللا ع سبع سنابل خضر ثم قال يا أيها الملأ أفتوني في رءياي إن كنتم للرءيا تعبرون ادكر بعد أمة أي بعد حين ذي نجا منهما و على رأس الملك رؤياه التي رآها و ذكر يوسف بعد سبع سنين و هو قوله و قال ال

فتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف و سبع سنبالت أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون فجاء إلى يوسف فقال أيها الصديق أخضر و أخر يابسات قال يوسف تزرعون سبع سنين دأبا أي والء فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون أي ال

و إذا كان في سنبله ال ينفسد ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن ي طول سبع سنين فتدوسوه فإنه ينفسد

Page 150: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

أي سبع سنين مجاعة شديدة يأكلن ما قدمتم لهن في السبع سنين الماضية قال الصادق ع إنما نزل ما قربتم لهن ثم يأتي من أي يمطرون، و قال أبو عبد اهللا ع قرأ رجل على أمير المؤمنين ع ثم يأتي من ام فيه يغاث الناس و فيه يعصرونبعد ذلك ع

بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون قال ويحك أي شيء يعصرون أ يعصرون الخمر قال الرجل يا أمير المؤمنين و « أي يمطرون بعد سنين المجاعة و الدليل على ذلك قوله » عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون«رؤها قال إنما نزلت كيف أق

فلما جاءه الرسول قال ك فأخبره بما قال يوسف فقال الملك ائتوني به فرجع الرجل إلى المل» أنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا إلى ربك يعني إلى الملك فسئله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم فجمع الملك النسوة فقال ارجع

لحق أنا آن حصحص ا وء قالت امرأة العزيز اللهن ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سلم أخنه بالغيب و أن الله ال يهدي كيد الخائنين أي ال أكذب عليه اآلن راودته عن نفسه و إنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني

بل ثم قالت و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء أي تأمر بالسوء فقال الملك ائتوني به أستخلصه كما كذبت عليه من قني حفيظ عليم لنفسي فلما نظر إلى يوسف قال إنك اليوم لدينا مكين أمين سل حاجتك قال اجعلني على خزائن الأرض إ

يعني على الكناديج و األنابير فجعله عليها و هو قوله و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء فأمر يوسف أن في سنبله لم يبني كناديج من صخر و طينها بالكلس ثم أمر بزروع مصر فحصدت و دفع إلى كل إنسان حصته و ترك الباقي

فكان يخرج السنبل فيبيع بما شاء، و كان بينه و بين جدب يدسه، فوضعها في الكناديج ففعل ذلك سبع سنين فلما جاء سني الو ولده نزوال أبيه ثمانية عشر يوما و كانوا في بادية و كان الناس من اآلفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما و كان يعقوب

فأخذ إخوة يوسف من ذلك المقل و حملوه إلى مصر ليمتاروا به و كان يوسف يتولى البيع بنفسه فلما في بادية فيه مقل و هم له منكرون و لما جهزهم بجهازهم و أعطاهم و اهللا عز و عال دخلوا إخوته على يوسف عرفهم و لم يعرفوه كما حكى

قالوا نحن بنو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اهللا الذي ألقاه نمرود في النار فلم أحسن إليهم في الكيل قال لهم من أنتميحترق و جعلها اهللا عليه بردا و سالما، قال فما فعل أبوكم قالوا شيخ ضعيف، قال فلكم أخ غيركم قالوا لنا أخ من أبينا ال من

أوفي الكيل و أنا خير المنزلين فإن لم أخ لكم من أبيكم أ ال ترون أني ي بأمنا، قال فإذا رجعتم إلي فأتوني به و هو قوله ائتون التي تأتوني به فال كيل لكم عندي و ال تقربون قالوا سنراود عنه أباه و إنا لفاعلون ثم قال يوسف لقومه ردوا هذه البضاعة

حملوها إلينا و اجعلوها فيما بين رحالهم حتى إذا رجعوا إلى منازلهم و رأوها رجعوا إلينا و هو قوله و قال لفتيانه اجعلوا وا فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون يعني كي يرجعتهم في رحالهم بضاع

منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل و إنا له لحافظون فقال يعقوب هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله في رحالهم التي حملوها إلى مصر قالوا يا و لما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم حم الراحمينخير حافظا و هو أر

ذلك كيل يسير فقال يعقوب لن أبانا ما نبغي أي ما نريد هذه بضاعتنا ردت إلينا و نمير أهلنا و نحفظ أخانا و نزداد كيل بعير أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال يعقوب الله على ما نقول وكيل

واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة إلى قوله أكثر الناس ال يعلمون فخرجوا و فخرجوا و قال لهم يعقوب ال تدخلوا من باب خرج معهم بنيامين و كان ال يؤاكلهم و ال يجالسهم و ال يكلمهم فلما وافوا مصر و دخلوا على يوسف و سلموا فنظر يوسف

ألنهم أخرجوا أخي من قال نعم، قال فلم ال تجلس معهم قال يوسف أنت أخوهمإلى أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعد، فقال آليت على نفسي أال أجتمع معهم على أمر ما دمت حيا، قال فهل أبي و أمي ثم رجعوا و لم يردوه و زعموا أن الذئب أكله ف

Page 151: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ت واحدا منهم الذئب تزوجت قال بلى، قال فولد لك ولد قال بلى، قال كم ولد لك قال ثالث بنين، قال فما سميتهم قال سموت واحدا من ولدي ذكرت و واحدا القميص و واحدا الدم، قال و كيف اخترت هذه األسماء قال لئال أنسى أخي كلما دع

لهم اخرجوا و حبس بنيامين عنده فلما خرجوا من عنده قال يوسف ألخيه أنا أخوك يوسف فال تبتئس بما أخي، قال يوسف م قال له أنا أحب أن تكون عندي، فقال ال يدعوني إخوتي فإن أبي قد أخذ عليهم عهد اهللا و ميثاقه أن يردوني كانوا يعملون ث

إليه، قال فأنا أحتال بحيلة فال تنكر إذا رأيت شيئا و ال تخبرهم فقال ال، فلما جهزهم بجهازهم و أعطاهم و أحسن إليهم قال و كان الصواع الذي يكيلون به من ذهب فجعلوه في رحله من حيث لم يقفوا رحل هذالبعض قوامه اجعلوا هذا الصواع في

عليه فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف و حبسهم ثم أمر مناديا ينادي أيتها العير إنكم لسارقون فقال إخوة يوسف ما ذا تفقدون جئنا ا حمل بعير و أنا به زعيم أي كفيل فقال إخوة يوسف ليوسف تالله لقد علمتم مقالوا نفقد صواع الملك و لمن جاء به

لنفسد في الأرض و ما كنا سارقين قال يوسف فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فخذه فاحبسه فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فتشبثوا بأخيه و حبسوه و هو قوله

شاء الله نرفع درجات من نشاء و فوق كل ذي ليوسف أي احتلنا له و ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن ي كذلك كدناقال ما سرقوا و ما كذب يوسف فإنما عنى سرقتم يوسف من » أيتها العير إنكم لسارقون« علم عليم فسئل الصادق ع عن قوله

فيها و العير التي أقبلنا فيها يعني أهل العير م ألبيهم و سئل القرية التي كناأبيه و قوله أيتها العير معناه يا أهل العير و مثله قولهفلما أخرج ليوسف الصواع من رحل أخيه قال إخوته إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف فتغافل يوسف عليهم و

في نفسه و لم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا و الله أعلم بما تصفون فاجتمعوا إلى يوسف و جلودهم هو قوله فأسرها يوسفمن ثيابهم شعر و يقطر من رءوسهم دم أصفر عقوب إذا غضبوا خرج و كانوا ولد ي. تقطر دما أصفر فكانوا يجادلونه في حبسه

ها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين فأطلق عن هذا فلما رأى يوسف و هم يقولون يا أيون فلما استيأسوا منه و أرادوا ذلك قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده و لم يقل إال من سرق متاعنا إنا إذا لظالم

لهم الوي بن يعقوب أ لم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله في هذا و من قبل ما فرطتم ل االنصراف إلى أبيهم قايه حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي و هو خير الحاكمين ثم قال لهم في يوسف فارجعوا أنتم إلى أبيكم فأما أنا فال أرجع إل

كنا فيها و سئل القرية التي نا للغيب حافظين و ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق و ما شهدنا إلا بما علمنا و ما كقال فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم و تخلف يهودا فدخل على . العير التي أقبلنا فيها أي أهل القرية و أهل العير و إنا لصادقون

يوسف فكلمه حتى ارتفع الكالم بينه و بين يوسف و غضب و كانت على كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف فكان بين يدي يوسف ابن له في يده رمانة من ذهب يلعب بها فلما كان ال يسكن حتى يمسه بعض أوالد يعقوب، قالبالدم و

رأى يوسف أن يهودا قد غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم أخذ الرمانة من الصبي ثم دحرجها نحو يهودا و تبعها الصبي يهودا و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ثم ارتفع الكالم بينهما ليأخذها فوقعت يده على يهودا فذهب غضبه، قال فارتاب

يهودا فتبعها الصبي ليأخذها فوقعت رأى ذلك يوسف دحرج الرمانة نحو حتى غضب يهودا و قامت الشعرة تقذف بالدم فلما إخوة يوسف إلى يده على يهودا فسكن غضبه و قال إن في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثالث مرات، فلما رجعوا

أبيهم و أخبروه بخبر أخيهم قال يعقوب بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم عيناه من الحزن يعني عميت من البكاء فهو كظيم أي محزون و الحكيم و تولى عنهم و قال يا أسفى على يوسف و ابيضت

Page 152: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

األسف أشد الحزن و سئل أبو عبد اهللا ع ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف قال حزن سبعين ثكلى بأوالدها و قال إن يعقوب ا تذكر يوسف أي ال تفتؤا عن ذكر يوسف حتى لم يعرف االسترجاع و من هنا قال وا أسفى على يوسف فقالوا له تالله تفتؤ

بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله ما ال تعلمون حدثني أبي ا أو تكون من الهالكين ف قال إنما أشكوا تكون حرضا أي ميت له أخبرني عن يعقوب حين قال لولده اذهبوا فتحسسوا من يوسف و عن حسان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قلت

أخيه أ كان علم أنه حي و قد فارقه منذ عشرين سنة و ذهبت عيناه من البكاء عليه، قال نعم علم أنه حي حتى أنه دعا ربه في أحسن صورة فقال له من أنت قال أنا ملك السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه ملك الموت في أطيب رائحة و

الموت أ ليس سألت اهللا أن ينزلني عليك قال نعم قال ما حاجتك يا يعقوب قال له أخبرني عن األرواح تقبضها جملة أو مجتمعة قال يعقوب فأسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب هل عرض تفاريقا قال يقبضها أعواني متفرقة ثم تعرض علي

األرواح روح يوسف فقال ال فعند ذلك علم أنه حي فقال لولده اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه و ال تيأسوا عليك في من روح الله إنه ال ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

كتاب عزيز مصر إلى يعقوب

قوب أما بعد فهذا ابنك قد اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة و هو يوسف و اتخذته عبدا و هذا فكتب عزيز مصر إلى يعابنك بنيامين و قد وجدت متاعي عنده و اتخذته عبدا، فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول

إسرائيل اهللا بن إسحاق بن إبراهيم خليل اهللا أما مكانك حتى أجيبه فكتب إليه يعقوب ع بسم اهللا الرحمن الرحيم من يعقوببعد فقد فهمت كتابك تذكر فيه أنك اشتريت ابني و اتخذته عبدا و إن البالء موكل ببني آدم إن جدي إبراهيم ألقاه نمرود

يذبحه بيده فلما أراد أن عليه بردا و سالما و إن أبي إسحاق أمر اهللا تعالى جدي ملك الدنيا في النار فلم يحترق و جعلها اهللاأن يذبحه فداه اهللا بكبش عظيم و إنه كان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه و كان قرة عيني و ثمرة فؤادي فأخرجوه إخوته ثم رجعوا إلي و زعموا أن الذئب أكله فاحدودب لذلك ظهري و ذهب من كثرة البكاء عليه بصري و كان

فخرج مع إخوته إلى ملكك ليمتاروا لنا طعاما فرجعوا و ذكروا أنه سرق صواع الملك و أنك له أخ من أمه كنت آنس بهحبسته و إنا أهل بيت ال يليق بنا السرق و ال الفاحشة و أنا أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إال ما مننت علي به و

وضعه على وجهه و قبله و بكى بكاء شديدا ثم نظر إلى فلما ورد الكتاب على يوسف أخذه و» تقربت إلى اهللا و رددته إلي و هذا أخي قد من ف و أخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف إخوته فقال هل علمتم ما فعلتم بيوس

صبر فإن الله ال يضيع أجر المحسنين فقالوا كما حكى اهللا عز و جل لقد آثرك الله علينا و إن كنا الله علينا إنه من يتق و يالملك بكتاب رسول إلى اللخاطئين قال ال تثريب عليكم اليوم أي ال تعيير يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين قال فلما ولى

» و فرج من عندك يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خيرا كله ائتني بروح منك«يعقوب رفع يعقوب يديه إلى السماء فقال يا من ال يعلم أحد «فهبط عليه جبرئيل ع فقال يا يعقوب أ ال أعلمك دعوات يرد اهللا عليك بصرك و ابنيك قال نعم قال قل

السماء بالهواء و كبس األرض على الماء و اختار لنفسه أحسن األسماء ائتني بروح ] سد [ هو يا من شيد كيف هو إال قال و لما أمر . قال فما انفجر عمود الصبح حتى أوتي بالقميص فطرح عليه فرد اهللا عليه بصره و ولده» منك و فرج من عندك

فكان يعبر ألهل السجن فلما سأاله الفتيان الرؤيا و عبر لهما و قال الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه اهللا تأويل الرؤيا

Page 153: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

إليه من أراك الرؤيا التي رأيتها قال لم يفزع في تلك الحالة إلى اهللا فأوحى اهللا للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك و ة التي رأيتها قال أنت يا رب، قال يوسف أنت يا رب قال فمن حببك إلى أبيك قال أنت يا رب، قال فمن وجه إليك السيار

فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا قال أنت يا رب قال فمن أنطق لسان الصبي بعذرك قال عبيدي ن بي و أملت عبدا من أنت يا رب قال فمن ألهمك تأويل الرؤيا قال أنت يا رب، قال فكيف استعنت بغيري و لم تستع

أسألك بحق آبائي و «خلوق من خلقي و في قبضتي و لم تفزع إلي و لبثت السجن بضع سنين فقال يوسف ليذكرك إلى مفأوحى اهللا إليه يا يوسف و أي حق آلبائك و أجدادك علي إن كان أبوك آدم خلقته » أجدادي عليك إال فرجت عني

فعصاني و سألني فتبت عليه، و إن كان أبوك بيدي و نفخت فيه من روحي و أسكنته جنتي و أمرته أن ال يقرب شجرة منها إليهم فلما عصوا دعاني فاستجبت له و أغرقتهم و أنجيته و من معه في الفلك، و إن نوح انتجبته من بين خلقي و جعلته رسوال

ي عشر ولدا كان أبوك إبراهيم اتخذته خليال و أنجيته من النار و جعلتها بردا و سالما، و إن كان أبوك يعقوب وهبت له اثنو أجدادك علي فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره و قعد في الطريق يشكوني إلى خلقي فأي حق آلبائك

و حدثني . و سلطانك القديم فقالها فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيهالك بمنك العظيم قال فقال جبرئيل يا يوسف قل أسأ الرضا ع قال قال السجان ليوسف إني ألحبك فقال يوسف ما أصابني بالء إال من أبي عن العباس بن هالل عن أبي الحسن

أحبتني فسرقتني و إن كان أبي أحبني فحسدوني إخوتي و إن كانت امرأة العزيز أحبتني ] خالتي [ الحب إن كانت عمتي ى اهللا إليه أنت اخترته حين قلت و شكا يوسف في السجن إلى اهللا فقال يا رب بما ذا استحققت السجن فأوحي، قال فحبستن

رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه هال قلت العافية أحب إلي مما يدعونني إليه و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب برئيل و هو عن الحسن بن عمارة عن ابن سيارة عن أبي عبد اهللا ع قال لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب دخل عليه ج

هذا الجب فقال له يوسف إخوتي لمنزلتي من أبي و حسدوني لذلك في الجب رحك في في الجب فقال يا غالم من ططرحوني، قال فتحب أن تخرج منها فقال له يوسف ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، قال فإن إله إبراهيم و إسحاق

لك الحمد كله ال إله إال أنت الحنان المنان بديع السماوات و األرض ذو اللهم إني أسألك فإن «و يعقوب يقول لك قل

صل على محمد و آل محمد و اجعل من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من ] و [ الجالل و اإلكرام حيث ال يحتسب فدعا ربه فجعل اهللا له من الجب فرجا و من كيد المرأة مخرجا و آتاه ملك مصر من » حيث ال أحتسب

قميص يوسف

و أما قوله اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا و أتوني بأهلكم أجمعين فإنه حدثني أبي عن علي بن مهزيار برني ما كان قميص يوسف عن إسماعيل السراج عن يونس بن يعقوب عن المفضل الجعفي عن أبي عبد اهللا ع قال قال أخ

بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه فلم يصبه معه حر و ال برد، فلما قلت ال أدري قال إن إبراهيم لما أوقدت له النار أتاه جبرئيلى يعقوب فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة و علقه على إسحاق و علقه إسحاق عل

ه حتى كان من أمره ما كان فلما أخرج يوسف القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه و هو قوله إني لأجد ريح عنقفكان في يوسف لو ال أن تفندون و هو ذلك القميص الذي أنزل من الجنة قلت له جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص فقال

وجد ره فقد انتهى إلى محمد ع و كان يعقوب بفلسطين و فصلت العير من مصر فإلى أهله ثم قال كل نبي ورث علما أو غي

Page 154: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

الجنة و نحن ورثته ص أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين يعقوب ريحه و هو من ذلك القميص الذي أخرج من إذا سرق أحد شيئا بن بنت إلياس و إسماعيل بن همام عن أبي الحسن قال كانت الحكومة في بني إسرائيل ] الحسن [

استرق و كان يوسف عند عمته و هو صغير، و كانت تحبه و كانت إلسحاق منطقة ألبسها يعقوب و كانت عند أخته و إن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته فاغتمت لذلك و قالت دعه حتى أرسله إليك و أخذت المنطقة فشدت بها وسطه

ت قد سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها معه في وسطه فلذلك قالوا إخوة يوسف تحت الثياب فلما أتى يوسف أباه جاءت فقاللما حبس يوسف أخاه حيث جعل الصواع في وعاء أخيه فقال يوسف ما جزاء من وجد في رحله قالوا جزاؤه السنة التي

نفسه و لم يبدها لهم قال علي بن رها يوسف في يوسف إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأستجري فيهم فلذلك قالوا إخوةإبراهيم ثم رحل يعقوب و أهله من البادية بعد ما رجع إليه بنوه بالقميص فألقوه على وجهه فارتد بصيرا فقال لهم أ لم أقل

إنه هو كم ربي استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال لهم سوف أستغفر للكم إني أعلم من الله ما ال تعلمون قالوا له يا أباناو االستغفار فيه مستجاب، فلما وافى يعقوب و أهله و ولده مصر قعد يوسف الغفور الرحيم قال أخره إلى السحر ألن الدعاء

أسه فأراد أن يراه أبوه على تلك الحالة فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا كلهم له سجدا على سريره و وضع تاج الملك على رفقال يوسف يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقا و قد أحسن بي إذ أخرجني من السجن و جاء بكم من البدو

حدثني محمد بن عيسى عن يحيى . د أن نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيممن بع بن أكثم و قال سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن ع فكانت إحداها أخبرني عن قول اهللا

له سجدا سجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء، فأجاب أبو الحسن ع أما سجود أبويه على العرش و خروا عز و جل و رفعيعقوب و ولده ليوسف فإنه لم يكن ليوسف و إنما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة هللا و تحية ليوسف كما كان السجود

و لم يكن آلدم إنما كان ذلك منهم طاعة هللا و تحية آلدم فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم من المالئكة آلدمآتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث ره ذلك الوقت رب قد شكرا هللا الجتماع شملهم أ لم تر أنه يقول في شك

آخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين فنزل جبرئيل فقال له يا يوسف ض أنت وليي في الدنيا و الفاطر السماوات و الأرأخرج يدك فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور فقال ما هذا النور يا جبرئيل فقال هذه النبوة أخرجها اهللا من صلبك ألنك

نوره و محا النبوة من صلبه و جعلها في ولد الوي أخي يوسف و ذلك ألنهم لما أرادوا قتل يوسف لم تقم ألبيك فحط اهللافشكر اهللا له ذلك و لما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر و قد حبس » ال تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابت الجب« قال

فشكر اهللا له ذلك فكان أنبياء » رض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي و هو خير الحاكمينفلن أبرح الأ« يوسف أخاه قال

بن الوي بن ] واهب [ و هو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث وي و كان موسى من ولد الويبني إسرائيل من ولد اله يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي قال يا أبت يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقال يعقوب البن

اتقوا اهللا قميصك فقلت لهم يا إخوتي اعفني من ذلك، قال أخبرني ببعضه فقال يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا انزعي الجب عريانا، قال فشهق و ال تجردوني فسلوا علي السكين و قالوا لئن لم تنزع لنذبحنك فنزعت القميص و ألقوني ف

يعقوب شهقة و أغمي عليه فلما أفاق قال يا بني حدثني فقال يا أبت أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إال أعفيتني . فأعفاه

Page 155: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

رد شباب زليخا

ضرك لو قعدت حتى سألت الناس فقالوا ما يقال و لما مات العزيز و ذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز و احتاجتكان يوسف يسمى العزيز فقالت أستحي منه فلم يزالوا بها حتى قعدت له على الطريق فأقبل يوسف في موكبه للعزيز و

فقامت إليه و قالت سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا و جعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف، أنت هاتيك ها هل لك في قالت دعني بعد ما كبرت أ تهزأ بي قال ال قالت نعم فأمر بها فحولت إلى فقالت نعم و كان اسمها زليخا فقال ل

فعلت بي كذا و كذا فقالت يا نبي اهللا ال تلمني فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد قال انت هرمة فقال لها يوسف أ لست منزله و كبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني و ال أكثر و ما هي قالت بليت بحبك و لم يخلق اهللا لك في الدنيا نظيرا و

ل اهللا أن يرد علي فقال لها يوسف فما حاجتك قال تسأ] و بليت بزوج عنين [ ماال مني نزع عني مالي و ذهب عني جمالي ا و في رواية أبي الجارود شبابي فسأل اهللا فرد عليها شبابها فتزوجها و هي بكر، قالوا إن العزيز الذي كان زوجها أوال كان عنين

يقول قد حجبها حبه عن الناس فال تعقل غيره و الحجاب هو الشغاف و الشغاف هو » قد شغفها حبا« عن أبي جعفر ع في قوله ديهم إذ أجمعوا أمرهم و ع ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك و ما كنت ل حجاب القلب قال علي بن إبراهيم ثم قال اهللا لنبيه

و قوله و كأين من آية في السماوات و الأرض يمرون عليها و هم . هم يمكرون ثم قال و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنينأخبرنا طاعة قوله و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون فهذا شرك العنها معرضون قال الكسوف و الزلزلة و الصواعق و

أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفر ع في قول اهللا قال شرك طاعة و ليس شرك عبادة و المعاصي التي يرتكبون » هم مشركونو ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و« تبارك و تعالى

شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا باهللا في الطاعة لغيره و ليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير اهللا و في رواية أبي على بصيرة أنا و من اتبعني يعني نفسه و من تبعه يعني علي بن الجارود عن أبي جعفر ع في قوله قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله

أبي طالب و آل محمد ع قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن أسباط قال قلت ألبي جعفر الثاني ع يا سيدي إن الناس قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على « ه ص ينكرون عليك حداثة سنك قال و ما ينكرون علي من ذلك فو اهللا لقد قال اهللا لنبي

فما اتبعه غير علي ع و كان ابن تسع سنين و أنا ابن تسع سنين و قوله حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا » بصيرة أنا و من اتبعنيعن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ع قال وكلهم اهللا إلى أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فإنه حدثني أبي

أنفسهم فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة المالئكة ثم قال عز و جل لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب يعني كن تصديق الذي بين يديه يعني من كتب األنبياء و تفصيل كل شيء و ألولي العقول ما كان حديثا يفترى يعني القرآن و ل

. هدى و رحمة لقوم يؤمنون

) ٤٣(سورة الرعد مكية آياتها ثالث و أربعون ) ١٣(

ربك الحق و لكن أكثر الناس ال يؤمنون الله الذي ل إليك من حمن الرحيم المر تلك آيات الكتاب و الذي أنزبسم الله الررفع السماوات بغير عمد ترونها يعني بغير أسطوانة ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل

إلى قوله يتفكرون فإنه محكم و في الأرض قطع متجاورات أي متصلة بعضها إلى بعض و جنات من أعناب أي بساتين مسمىها على بعض و زرع و نخيل صنوان و الصنوان الفتالة التي نبت من أصل الشجرة و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعض

Page 156: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

آيات لقوم يعقلون ثم حكى عز و جل قول في الأكل فمنه حلو و منه حامض و منه مر يسقى بماء واحد إن في ذلك لالذين كفروا بربهم و ك أ إنا لفي خلق جديد ثم قال أولئالدهرية من قريش فقال و إن تعجب فعجب قولهم أ إذا كنا ترابا

أولئك الأغالل في أعناقهم و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون و كانوا يستعجلون العذاب فقال اهللا عز و جل و مثالت أي العذاب و قوله و يقول الذين كفروا لو ال أنزل عليه آية من يستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة و قد خلت من قبلهم ال

قال المنذر رسول اهللا ص و ) ع(فإنه حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ربه أي في كل زمان إمام هاد مبين و هو رد على من ينكر » و لكل قوم هاد« ه األئمة ع و هو قوله و بعد) ع(الهادي أمير المؤمنين

ال تخلو األرض من إمام قائم بحجة «أن في كل عصر و زمان إماما و أنه ال تخلو األرض من حجة كما قال أمير المؤمنين ع وجوه فمنه األئمة و الهدى في كتاب اهللا عز و جل على» و بيناته ظاهر مشهور و إما خائف مقهور لئال يبطل حجج اهللاما اهللا إ

و أما ثمود « أي يبين لهم و قوله » أ و لم يهد لهم« أي إمام مبين و منه البيان و هو قوله » و لكل قوم هاد« ع و هو قوله أي » المحسنينذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع و ال« هو قوله أي بينا لهم و مثله كثير و منه الثواب و» فهديناهم

أي » و أهديك إلى ربك« أي سينجيني و منه الداللة و هو قوله » كلا إن معي ربي سيهدين« لنثيبنهم و منه النجاة و هو قوله أما قوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كل شيء عنده بمقدار ما تغيض أي ما تسقط و . أدلك

المرأة من حيض في أيام حملها زاد ذلك على حملها و في يعني على تسعة أشهر كلما رأت » و ما تزداد« تمام من قبل الفي قوله سواء منكم من أسر القول و من جهر به فالسر و العالنية عنده سواء و قوله ) ع(واية أبي الجارود عن أبي جعفر ر

مستخف بالليل مستخف في جوف بيته، و قال علي بن إبراهيم في قوله و سارب بالنهار يعني تحت األرض فذلك كله عند و قوله له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله فإنها قرئت عند أبي عبد اهللا ص احد يعلمه عز و جل واهللا

فقال لقارئها أ لستم عربا فكيف تكون المعقبات من بين يديه و إنما المعقب من خلفه، فقال الرجل جعلت فداك كيف هذا و من ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر اهللا » له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر اهللا«قال إنما نزلت ف

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله له معقبات من بين يديه و من خلفه ة الموكلون بالناس و هم المالئكه من أمر الله يقول بأمر اهللا من أن يقع في ركي أو يقع عليه حائط أو يصيبه شيء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه و بينهم يحفظون

د الله بقوميدفعونه إلى المقادير و هما ملكان يحفظانه بالليل و ملكان بالنهار يتعاقبانه و قال علي بن إبراهيم في قوله و إذا أرا

ءا فال مرد له و ما لهم من دونه من وال أي من دافع و قوله هو الذي يريكم البرق خوفا و طمعا يعني يخافه قوم و يطمع فيه سوسوق السحاب و المالئكة من قوم أن يمطروا و ينشئ السحاب الثقال يعني يرفعها من األرض و يسبح الرعد الملك الذي ي

شديد المحال أي شديد الغضب، و في رواية أبي ق فيصيب بها من يشاء و هم يجادلون في الله و هو خيفته و يرسل الصواعجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه فهذا الجارود عن أبي جعفر ع في قوله و الذين يدعون من دونه ال يست

مثل ضربه اهللا للذين يعبدون األصنام و الذين يعبدون آلهة من دون اهللا فال يستجيبون لهم بشيء و ال ينفعهم إال كباسط كفيه ي بن إبراهيم في قوله و ما دعاء الكافرين إلا في ضالل أي في بطالن و إلى الماء ليبلغ فاه ليتناوله من بعيد و ال يناله و قال عل

قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول ) ع(حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر حقاف يستشفى به في برهوت قال فانتهيت اهللا رأيت أمرا عظيما فقال و ما رأيت قال كان لي مريض و نعت له ماء من بئر باأل

آلخذ من مائها و أصب في القربة و إذا بشيء قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة و هو يقول يا هذا معي قربة و قدح و

Page 157: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

اسقني الساعة أموت، فرفعت رأسي و رفعت إليه القدح ألسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة فلما ذهبت أنا و له القدح فاجتذب ني حتى علق بالشمس ثم أقبلت على الماء أغرف إذ أقبل الثانية و هو يقول العطش العطش اسقني يا هذا الساعة أموت م

حتى فعل ذلك ثالثة فقمت و شددت قربتي و لم أسقه فقال رسول اهللا ي حتى علق بالشمس فرفعت القدح ألسقيه فاجتذب منو الذين يدعون من دونه ال يستجيبون لهم بشيء إلى قوله إلا « عز و جل ص ذاك قابيل بن آدم الذي قتل أخاه و هو قول اهللا

قال ظل آصال قال بالعشي و لله يسجد من في السماوات و الأرض طوعا و كرها و ظاللهم بالغدو و ال« و قوله » في ضالل و في رواية أبي الجارود عن . جد طوعا و ظل الكافر يسجد كرها و هو نموهم و حركتهم و زيادتهم و نقصانهمالمؤمن يساآلية أما من يسجد من أهل السماوات طوعا » و لله يسجد من في السماوات و الأرض طوعا و كرها« في قوله ) ع(أبي جعفر

ا و من يسجد من أهل األرض طوعا فمن ولد في اإلسالم فهو يسجد له طوعا و أما من يسجد فالمالئكة يسجدون هللا طوعكرها فمن أجبر على اإلسالم و أما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة و العشي و قوله قل من رب السماوات و الأرض قل الله

ء ال يملكون لأنفسهم نفعا و ال ضرا قل هل يستوي الأعمى و البصير يعني المؤمن و الكافر أم هل قل أ فاتخذتم من دونه أولياودية بقدرها يقول من السماء ماء فسالت أر فهو اإليمان و أما قوله أنزل تستوي الظلمات و النور أما الظلمات فالكفر و أما النو

الكبير على قدر كبره و الصغير على قدر صغره فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد ء فاحتملته القلوب بأهوائها ذو اليقين على قدر يقينه و ذو الشك يقول أنزل الحق من السما» أنزل من السماء ماء« مثله قول اهللا

الهوى باطال كثيرا و جفاء، فالماء هو الحق و األودية هي القلوب و السيل هو الهوى و الزبد هو الباطل شكه فاحتمل على قدر فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في و الحلية و المتاع هو الحق قال اهللا كذلك يضرب الله الحق و الباطل

م ينتفع به و الأرض فالزبد خبث الحلية هو الباطل و المتاع و الحلية هو الحق من أصاب الزبد و خبث الحلية في الدنيا لتاع فهو الحق من أصاب الحلية و المتاع في الدنيا انتفع به و ينتفع به و أما الحلية و المكذلك صاحب الباطل يوم القيامة ال

قل من رب السماوات « و قال علي بن إبراهيم في قوله . كذلك صاحب الحق يوم القيامة ينتفع به كذلك يضرب الله الأمثالو مما « أي مرتفعا » فاحتمل السيل زبدا رابياالت أودية بقدرها ماء ماء فسأنزل من الس« اآلية محكمة و قوله »و الأرض قل الله

يعني ما يخرج من الماء من الجواهر و هو مثل أي يثبت الحق في قلوب المؤمنين و في » يوقدون عليه في النار ابتغاء حليةو أما ما ينفع الناس فيمكث « يعني بطل » ك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب جفاءكذل« قلوب الكفار ال يثبت

م الحسنى و و هذا مثل للمؤمنين و المشركين فقال عز و جل كذلك يضرب الله الأمثال للذين استجابوا لربه» في الأرضالذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا و مثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب و مأواهم جهنم و بئس

به فهو مثل الماء الذي يبقى في األرض فينبت النبات و الذي ال المهاد فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه و أجابه و آمن قال يمهدون في النار ثم قال أ فمن يعلم أنما أنزل » و بئس المهاد« ينتفع به يكون مثل الزبد الذي تضربه الرياح فيبطل و قوله

ا يتذكر أولوا الألباب أي أولو العقول و قوله الذين يوفون بعهد الله و ال ينقضون إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنم الميثاق و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب فإنه حدثني أبي عن محمد بن

قال إن رحم آل محمد ص معلقة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي ) ع(الفضيل عن أبي الحسن تجري في كل رحم و نزلت هذه اآلية في آل محمد و ما عاهدهم عليه و ما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من والية أمير

أعداءهم فقال الذين ثم ذكر » ن يوفون بعهد الله و ال ينقضون الميثاق اآليةيالذ« المؤمنين ع و األئمة ع بعده و هو قوله

Page 158: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و هو الذي أخذ اهللا عليهم في الذر و أخذ عليهم رسول اهللا ص بغدير ) ع(ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه يعني أمير المؤمنين ع فقال أبو للعنة و لهم سوء الدار و قوله و يخافون سوء الحساب فإنه دخل رجل على أبي عبد اهللاخم ثم قال أولئك لهم ا

و ترى أنك إذا استقصيت عليه لم تسئ به أ ترى الذي ) ع(عبد اهللا ما لفالن يشكوك قال طالبته بحقي فقال أبو عبد اهللا أي يجور اهللا عليهم و اهللا ما خافوا ذلك و لكنهم خافوا االستقصاء » فون سوء الحسابو يخا« حكى اهللا عز و جل في قوله

رزقناهم سرا و عالنية و يدرؤن قوا مما فسماه اهللا سوء الحساب و قوله و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم و أقاموا الصالة و أنفقال قال رسول اهللا ص لعلي يا علي ما ) ع(الحسنة السيئة يعني يدفعون و حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد اهللا ب

من دار فيها فرحه إال تبعها ترحة و ما من هم إال و له فرج إال هم أهل النار فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا و ر فإنها تدفع مصارع السوء و إنما قال رسول اهللا ص ألمير المؤمنين ع على حد التأديب للناس ال بأن أمير عليك بصنائع الخي

المؤمنين ع له سيئات عملها و حدثني أبي عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن أبي يسار عن أبي عبد اهللا ع قال تقبله أمير المؤمنين ع فعانقه رسول اهللا ص و قبل ما بين عينيه ثم أقبل رسول اهللا ص يوما واضعا يده على كتف العباس فاس

عباس لي زهوه فقال رسول اهللا ص يا سلم العباس على علي فرد عليه ردا خفيفا فغضب العباس فقال يا رسول اهللا ص ال يدع عولد فقاال ما كتبنا عليه ذنبا منذال تقل ذلك في علي فإني لقيت جبرئيل آنفا فقال لي لقيني الملكان الموكالن بعلي الساعة

إلى هذا اليوم و قوله جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم و المالئكة يدخلون عليهم من كل ار قال نزلت في األئمة ع و شيعتهم الذين صبروا و حدثني أبي عن ابن أبي عمير باب سالم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الد

عن جميل عن أبي عبد اهللا ع قال نحن صبرنا و شيعتنا أصبر منا ألنا صبرنا بعلم و صبروا على ما ال يعلمون و قوله الذين آمنوا تطمئن القلوب ذكر الله ا الشيعة و ذكر اهللا أمير المؤمنين و األئمة ع ثم قال أال بو تطمئن قلوبهم بذكر الله قال الذين آمنو

آب أي حسن مرجع خلقة فاطمة من طوبى و حدثني أبي عن الحسن بن الذين آمنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن م عن أبي عبد اهللا ع قال طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين ع و ليس أحد محبوب عن علي ابن رئاب عن أبي عبيدة

و عنه قال كان رسول اهللا ص يكثر من األمم من شيعته إال و في داره غصن من أغصانها و ورقة من أوراقها يستظل تحتها أمةي بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل تقبيل فاطمة ع فأنكرت ذلك عائشة، فقال رسول اهللا ص يا عائشة إني لما أسر

من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها فأكلت فحول اهللا ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى األرض واقعت خديجة فحملت طعت به الأرض أو كلم به به الجبال أو قبفاطمة فما قبلتها قط إال وجدت رائحة شجرة طوبى منها و قوله و لو أن قرآنا سيرت

الموتى بل لله الأمر جميعا قال لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا و قوله أ فلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى و في رواية أبي . الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أي عذابالناس جميعا يعني جعلهم كلهم مؤمنين و قوله و ال يزال

و هي النمة أو تحل قريبا من دارهم » كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ال يزال الذين و« الجارود عن أبي جعفر ع في قوله يتعظ بعضهم ببعض و لن يزالوا سمعون به و الذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم، و الفتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك و ي

يم في قوله فأمليت كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد من المؤمنين من النصر و يخزي اهللا الكافرين و قال علي بن إبراهمل ثم أهلكتهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله أ فمن هو قائم طولت لهم األللذين كفروا ثم أخذتهم أي

على كل نفس بما كسبت و جعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما ال يعلم في الأرض أم بظاهر من القول الظاهر من القول عقبى الكافرين النار أي عاقبة ثوابهم النار ا لهم من الله من واق أي من دافع و رزق و قال علي بن إبراهيم في قوله و مهو ال

Page 159: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قال أبو عبد اهللا ع إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم و قد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت و لو ال ذلك ما مي أن يطفئها و إنها ليؤت بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة ال يبقى ملك مقرب و ال نبي مرسل استطاع آد

إال جثى على ركبتيه فزعا من صرختها و في رواية أبي الجارود في قوله الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك فرحوا لي عليهم و إذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع و الحزن و هو علي بن أبي طالب ع و هي في قراءة ابن بكتاب اهللا إذا ت

أي علي بن أبي طالب يؤمن به و من الأحزاب من ينكر بعضه » و الذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق و من يؤمن به«مسعود المشركون فأنكروه كله أوله و آخره و أنكروا أن منوا ببعضه فأما محمد ص و آأنكروا من تأويل ما أنزله في علي و آل

محمدا رسول اهللا و قال علي بن إبراهيم في قوله لكل أجل كتاب يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فإنه حدثني د اهللا بن مسكان عن أبي عبد اهللا ع قال إذا كانت ليلة القدر نزلت المالئكة و أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عباهللا تبارك و تعالى في تلك السنة فإذا أراد اهللا أن يقدم أو يؤخر ن من قضاء الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون ما يكو

قلت و كل شيء عنده بمقدار مثبت في كتابه قال نعم ،أو ينقص شيئا أو يزيده أمر اهللا أن يمحو ما يشاء ثم أثبت الذي أرادأنا نأتي الأرض قلت فأي شيء يكون بعده قال سبحان اهللا ثم يحدث اهللا أيضا ما يشاء تبارك اهللا و تعالى و قوله أ و لم يروا

لحكمه أي ال مانع و قوله و قد مكر الذين من قبلهم فلله المكر و الله يحكم ال معقبننقصها من أطرافها فقال موت علمائها جميعا قال المكر من اهللا هو العذاب و سيعلم الكفار لمن عقبى الدار أي ثواب القيامة و قوله قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم

الذي عنده علم الكتاب هو أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذنية عن أبي عبد اهللا ع قال عنده علم الكتاب فإنه حدثنيو من أمير المؤمنين ع و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب فقال ما كان علم الذي عنده علم من

اب إال بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر، فقال أمير المؤمنين ع أال إن العلم الذي الكتاب عند الذي عنده علم الكت اتم النبيين في عترة خاتم النبيين ص هبط به آدم من السماء إلى األرض و جميع ما فضلت به النبيون إلى خ

٥٢ سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية -١٤

حمن الرحيم الر كتاب أنزلناه إليك يا محمد لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم يعني من الكفر إلى بسم الله الرما في السماوات و ما في اإليمان إلى صراط العزيز الحميد و الصراط الطريق الواضح و إمامة األئمة ع و قوله الله الذي له

آياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور الأرض إلى قوله و هو العزيز الحكيم فهو محكم و قوله و لقد أرسلنا موسى بالموت و يوم القيامة و قوله و إذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن و ذكرهم بأيام الله قال أيام اهللا ثالثة يوم القائم و يوم

كفر النعم ثم قال أبو عبد اهللا ع أيما عبد أنعم اهللا عليه بنعمة فعرفها بقلبه و حمد اهللا عليها بلسانه كفرتم إن عذابي لشديد فهذاو قوله أ لم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح إلى قوله » لئن شكرتم لأزيدنكم« اهللا له بالزيادة و هو قوله لم تنفد حتى يأمر

و إنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب و قوله و فردوا أيديهم في أفواههم يعني في أفواه األنبياء و قالوا إنا كفرنا بما أرسلتم بهقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فإنه حدثني أبي رفعه إلى النبي ص قال من آذى جاره

قال الذين كفروا إلى قوله فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين و لنسكننكم طمعا في مسكنه ورثه اهللا داره و هو قوله و الأرض من بعدهم و قوله و استفتحوا أي دعوا و خاب كل جبار عنيد أي خسروا و في رواية أبي الجارود قال العنيد المعرض

و قال علي بن إبراهيم في قوله من ورائه جهنم و يسقى من ماء صديد قال ما يخرج من فروج الزواني و قوله . عن الحقو وجهه ما هو بميت قال يقرب إليه فيكرهه و إذا أدنى منه شوى يتجرعه و ال يكاد يسيغه و يأتيه الموت من كل مكان و

Page 160: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

وقعت فروة رأسه فإذا شرب تقطعت أمعاؤه و مزقت إلى تحت قدميه و إنه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا و قيحا ثم قال و إنهم ليبكون حتى تسيل من دموعهم فوق وجوههم جداول ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتى لو أن السفن أجريت

كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في و قوله مثل الذين » ا فقطع أمعاءهمو سقوا ماء حميم« فيها لجرت و هو قوله عاصف قال من لم يقر بوالية أمير المؤمنين ع بطل عمله مثل الرماد الذي يجيء الريح فتحمله و برزوا لله جميعا معناه يوم

نهم يبرزون و اللفظ ماض و قوله لو هدانا الله لهديناكم فالهدى هاهنا هو الثواب سواء علينا أ جزعنا أم صبرنا ما لنا مستقبل أم وعد الحق و وعدتكم أوليائه إن الله وعدك الدنيا منأمر أي لما فرغ من أمر من محيص أي مفر و قال الشيطان لما قضي ال

فأخلفتكم و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فال تلوموني و لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم أي يعني في الدنيا ثم قال عز و جل أ لم تر كيف كتمون من قبل ي كفرت بما أشربمعينكم و ما أنتم بمصرخي أي بمعيني إن

ه الأمثال ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب اللللناس لعلهم يتذكرون فحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر األحول عن سالم بن المستنير عن أبي جعفر ع قال

علي بن أبي اآلية قال الشجرة رسول اهللا ص أصلها نسبة ثابت في بني هاشم و فرع الشجرة » طيبة مثلا كلمة «سألته عن قول اهللا طالب ع و غصن الشجرة فاطمة ع و ثمرتها األئمة من ولد علي و فاطمة ع و شيعتهم ورقها و إن المؤمن من شيعتنا ليموت

قال يعني » تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها« فتسقط من الشجرة ورقة و إن المؤمن ليولد فتورق الشجرة ورقة قلت أ رأيت قوله حج و عمرة من الحالل و الحرام ثم ضرب اهللا ألعداء محمد مثال فقال و مثل كلمة شيعتهم في كل يفتون به األئمةبذلك ما

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال كذلك الكافرون ال » خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار عمالهم إلى السماء و بنو أمية ال يذكرون اهللا في مجلس و ال في مسجد و ال تصعد أعمالهم إلى السماء إال قليل منهم تصعد أ

ي اإلنسان و آخر يومه من الدنيا قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و فآخرة و يضل الله الظالمين فإنه حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن عمر بن عثمان عن المفضل بن صالح عن جابر عن ال

أول المؤمنين ع قال إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا و عن أمير ]غفلة [ إبراهيم بن العلي عن سويد بن علقمة إلى ماله فيقول و اهللا إني كنت عليك لحريصا شحيحا فما ة مثل له أهله و ماله و ولده و عمله فيلتفتيوم من أيام اآلخر

عندك فيقول خذ مني كفنك، ثم يلتفت إلى ولده فيقول و اهللا إني كنت لكم لمحبا و إني كنت عليكم لمحاميا فما ذا كنت فيك لزاهدا و إنك كنت عمله فيقول و اهللا إني يها، ثم يلتفت إلى عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك و نواريك ف

علي لثقيال فما ذا عندك فيقول أنا قرينك في قبرك و يوم حشرك حتى أعرض أنا و أنت على ربك فإن كان هللا وليا أتاه مقدم أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا و أزينهم رياشا فيقول أبشر بروح من اهللا و ريحان و جنة نعيم و قد قدمت خير

ولوج ف غاسله و يناشد حامله أن يعجله فيقول من أنت فيقول أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة و إنه ليعرالنكيرين في القبر فإذا أدخل قبره أتاه ملكان و هما فتانا القبر يجران أشعارهما و ينحتان األرض بأنيابهما و أصواتهما كالرعد

ق الخاطف فيقوالن له من ربك و من نبيك و ما دينك فيقول اهللا ربي و محمد نبيي و اإلسالم العاصف و أبصارهما كالبرله في قبره مد بصره فيفسحان » الثابتيثبت الله الذين آمنوا بالقول « ديني فيقوالن ثبتك اهللا بما تحب و ترضى و هو قول اهللا

أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا و أحسن « ن له نم قرير العين نوم الشاب الناعم و هو قوله و يفتحان له بابا إلى الجنة و يقوال

Page 161: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و إذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح خلق اهللا رياشا و أنتنه ريحا فيقول له من أنت فيقول له أنا عملك أبشر بنزل من » مقيلاالقبر فألقيا أكفانه ثم قاال له قبره أتياه مفتحياليعرف غاسله و يناشد حامله أن يحبسه فإذا أدخلحميم و تصلية جحيم و إنه

من ربك و من نبيك و ما دينك فيقول ال أدري فيقوالن له ال دريت و ال هديت فيضربانه بمرزبة ضربة ما خلق اهللا دابة إال و نار ثم يقوالن له نم بشر حال فهو من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى أن تذعر لها ما خال الثقلين ثم يفتحان له بابا إلى ال

دماغه يخرج مما بين ظفره و لحمه و يسلط عليه حيات األرض و عقاربها و هوامها فتنهشه حتى يبعثه اهللا من قبره و إنه ليتمنى ين بدلوا نعمت الله كفرا قال نزلت في األفجرين من قريش حدثني قيام الساعة مما هو فيه من الشر و أما قوله أ لم تر إلى الذ

أبي عن محمد بن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد اهللا ع قال سألته عن قول اهللا أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله فأما بنو المغيرة فقطع اهللا دابرهم يوم بدر، و أما بنو أمية مية و بني المغيرة قال نزلت في األفجرين من قريش و من بني أكفرا

فمتعوا إلى حين ثم قال و نحن و اهللا نعمة اهللا التي أنعم بها على عباده و بنا يفوز من فاز ثم قال لهم تمتعوا فإن مصيركم إلى و قوله و سخر لكم الشمس و القمر دائبين أي على الوالء و قوله يحكي النار و قوله يوم ال بيع فيه و ال خالل أي ال صداقة

من قول إبراهيم و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا يعني مكة و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراالناس فإن األصنام لم تضل و إنما ضل الناس بها و قوله ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا

من ثمرات القلوب لعلهم يشكرون يعني كي الثمرات أي و ارزقهم منليقيموا الصالة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم قال نحن و اهللا بقية تلك العترة » ربنا إني أسكنت من ذريتي اآلية« يشكروا و حدثني أبي عن حماد عن أبي جعفر ع في قوله

عما يعمل و قوله و ال تحسبن الله غافلا» و لولدي إسماعيل و إسحاق« تو أما قوله ربنا اغفر لي و لوالدي قال إنما نزلالظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار قال تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنم ال يقدرون أن يطرفوها و قوله

ن الخفقان ثم قال و أنذر الناس يا محمد يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا أفئدتهم هواء قال قلوبهم تنصدع مأي و ال تهلكون و إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل أ و لم تكونوا أقسمتم أي حلفتم من قبل ما لكم من زوال

سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم يعني ممن هلكوا من بني أمية و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال و قد ر هم لتزول منه الجبال قال مكر بني فالن و قوله يوم تبدل الأرض غيمكروا مكرهم و عند الله مكرهم ثم قال و إن كان مكر

الأرض قال تبدل خبزة بيضاء نقية في الموقف يأكل منها المؤمنون و ترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد قال مقيدين من قطران قال السرابيل القميص و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله سرابيلهم من بعضهم إلى بعض سرابيلهم

و تغشى وجوههم النار قطران و هو الصفر الحار الذائب يقول انتهى حره يقول اهللا و تغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصفر فالغ للناس يعني محمدا و لينذروا به و ليعلموا أنما هو إله واحد و ليذكر أولوا الألباب أي قال علي بن إبراهيم في قوله هذا ب

. أولو العقول

٩٩ سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون -١٥

حدثني أبي عن محمد سلمين ن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مبسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب و قرآاهللا ال يدخل الجنة إال بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد اهللا ع قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند

ذرهم يأكلوا و يتمتعوا و يلههم الأمل أي يشغلهم فسوف يعلمون و مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ثم قال أي أجل مكتوب ثم حكى قول قريش لرسول اهللا ص و قالوا يا أيها الذي نزل كتاب معلوم قوله و ما أهلكنا من قرية إلا و لها

Page 162: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

ر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالمالئكة إن كنت من الصادقين أي هال تأتينا فرد اهللا عز و جل عليهم فقال ما ننزل عليه الذكيهم بابا من لو فتحنا أيضا علالمالئكة إلا بالحق و ما كانوا إذا منظرين فقال لو أنزلنا المالئكة لم ينظروا و هلكوا ثم قال و

السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون و لقد جعلنا في السماء بروجا قال منازل الشمس د النبي األعظم صلى اهللا عليه و آله و سلم و حفظناها من كل شيطان رجيم إلا من و القمر و زيناها للناظرين بالكواكب ميال

حتى ولد النبي ص و روي عن آمنة أم ن قال لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء و تتجسس استرق السمع فأتبعه شهاب مبي لم أشعر بالحمل و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل و رأيت في نومي النبي ص أنها قالت لما حملت برسول اهللا ص

األرض بيديه و ركبتيه و رفع رأسه إلى السماء و ] قابض [ كأن آتيا أتاني فقال لي قد حملت بخير األنام ثم وضعته يتقي السماء و رأت قريش الشهب تتحرك خرج مني نور أضاء ما بين السماء إلى األرض و رميت الشياطين بالنجوم و حجبوا من

و تزول و تسير في السماء ففزعوا و قالوا هذا قيام الساعة و اجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة و كان شيخا كبيرا مجربا فسألوه عن هذه ذلك فقال انظروا إلى هذه النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر و البحر فإن كانت قد زالت فهي الساعة و إن كانت

ثابتة فهو ألمر قد حدث و كان بمكة رجل يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم تتحرك و تسير في السماء خرج إلى نادي قريش فقال يا معشر قريش هل ولد منكم الليلة مولود فقالوا ال فقال أخطأتم و التوراة قد ولد في هذه الليلة آخر األنبياء

بنا أنه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين و حجبوا من السماء فرجع كل واحد إلى منزله الذي نجده في كت و أفضلهم و هولعبد اهللا بن عبد المطلب ابن، فقال اليهودي اعرضوه علي، فمشوا معه إلى باب آمنة فقالوا لها أخرجي ا قد ولد يسأل أهله فقالو

و كشف عن كتفه فرأى شامة سوداء عليه شعرات فسقط إلى ابنك ينظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيهاألرض مغشيا عليه فضحكوا منه فقال أ تضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيدنكم و ذهبت النبوة من بني إسرائيل

لى إبليس فقالوا فلما رميت الشياطين بالنجوم و أنكروا ذلك اجتمعوا إ. اليهودين بخبر إلى آخر األبد و تفرق الناس يتحدثوقد منعنا من السماء و قد رمينا بالشهب فقال اطلبوا فإن أمرا قد حدث في الدنيا فرجعوا و قالوا لم نر شيئا فقال إبليس أنا له بنفسي فجال ما بين المشرق و المغرب حتى انتهى إلى الحرم فرآه محفوفا بالمالئكة و جبرئيل على باب الحرم بيده حربة

أن يدخل فصاح به جبرئيل فقال اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصد ثم قال يا جبرئيل حرف فأراد إبليس أسألك عنه قال و ما هو قال ما هذا و ما اجتماعكم في الدنيا فقال هذا نبي هذه األمة قد ولد و هو آخر األنبياء و أفضلهم قال

ال قد رضيت و قوله و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي أي الجبال و أنبتنا هل لي فيه نصيب قال ال قال ففي أمته قال بلى قو في . لستم له برازقين قال لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدران فيها من كل شيء موزون و جعلنا لكم فيها معايش و م

فإن اهللا تبارك و تعالى أنبت في الجبال » و أنبتنا فيها من كل شيء موزون« ود عن أبي جعفر ع في قوله رواية أبي الجارو الصفر و النحاس و الحديد و الرصاص و الكحل و الزرنيخ و أشباه هذه ال تباع إال وزنا و قال الذهب و الفضة و الجوهر

ن شيء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم قال الخزانة الماء الذي ينزل من السماء و علي بن إبراهيم في قوله و إن مينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر اهللا له من الغذاء و قوله أرسلنا الرياح لواقح قال التي تلقح األشجار و قوله فأنزلنا من

اء ماء فأسقيناكموه و ما أنتم له بخازنين أي ال تقدرون أن تخزنوه و إنا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون أي نرث السم مسنون قال حمإ متغير و قوله األرض و من عليها و قوله و لقد خلقنا الإنسان من صلصال قال الماء المتصلصل بالطين من حمإ

Page 163: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و الجان خلقناه من قبل من نار السموم و قال هو أبو إبليس و قال الجن من ولد الجان منهم مؤمنون و منهم كافرون و يهود و القيس بن إبليس جاء هيم بن فيهم مؤمن إال واحد اسمه هام بن نصارى و تختلف أديانهم و الشياطين من ولد إبليس و ليس

إلى رسول اهللا ص فرآه جسيما عظيما و امرأ مهوال فقال له من أنت قال أنا هام بن هيم بن القيس بن إبليس قال كنت يوم قتل قابيل هابيل غالما ابن أعوام أنهى عن االعتصام و آمر بإفساد الطعام فقال رسول اهللا ص بئس لعمري الشاب المؤمل و الكهل

قومه و ته على دعائه على ل دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتي على يد نوح و لقد كنت معه في السفينة فعاتبالمؤمر فقالقد كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار فجعلها اهللا عليه بردا و سالما و لقد كنت مع موسى حين أغرق اهللا فرعون و نجى

فعاتبته و لقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه و لقد قرأت بني إسرائيل و لقد كنت مع هود حين دعا على قومهالكتب فكلها تبشرني بك و األنبياء يقرءونك السالم و يقولون أنت أفضل األنبياء و أكرمهم فعلمني مما أنزل اهللا عليك شيئا،

ا أو وصي نبي فمن هذا قال هذا أخي و وصييفقال رسول اهللا ص ألمير المؤمنين ع علمه فقال هام يا محمد إنا ال نطيع إال نبي

فعلمه أمير المؤمنين ع فلما كانت ليلة الهرير بصفين » إليا«و وزيري و وارثي علي بن أبي طالب قال نعم نجد اسمه في الكتب و قوله و إن جهنم قد كتبنا خبره صلصال فجاء إلى أمير المؤمنين ع قوله و إذ قال ربك للمالئكة إني خالق بشرا من

لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال يدخل في كل باب أهل ملة و للجنة ثمانية أبواب و في فوقوفهم على الصراط و أما لها سبعة أبواب لكل » معينإن جهنم لموعدهم أج« رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله

اهللا جعلها سبع درجات أعالها الجحيم يقوم أهلها على الصفا منها تغلي أدمغتهم أعلم أن باب منهم جزء مقسوم فبلغني و اهللاو تولى و جمع فأوعى و الثالثة سقر ال تبقي و ال تذر فيها كغلي القدور بما فيها و الثانية لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر

لواحة للبشر عليها تسعة عشر، و الرابعة الحطمة ترمي بشرر كالقصر كأنها جماالت صفر تدق كل من صار إليها مثل الكحل، غاثهم جعل لهم فال تموت الروح كلما صاروا مثل الكحل عادوا، و الخامسة الهاوية فيها ملك يدعون يا مالك أغثنا فإذا أ

آنية من صفر من نار فيها صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مهل فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدة هوى فيها هوى و من» و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا« حرها و هو قول اهللا

مائة سرادق من نار في كل سرادق ثالث فيها ثالث سبعين عاما في النار كلما احترق جلده بدل جلد غيره و السادسة السعير مائة قصر من نار، في كل قصر ثالث مائة بيت من نار، و في كل بيت ثالث مائة لون من عذاب النار، فيها حيات من نار و

» أعتدنا للكافرين سالسل و أغاللا و سعيرا إنا« ن نار و سالسل و أغالل من نار و هو الذي يقول اهللا عقارب من نار و جوامع مو السابعة جهنم و فيها الفلق و هو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا و هو أشد النار عذابا و أما صعود، فجبل من صفر من

و قال علي بن إبراهيم في قوله و . ا فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل فهو أشد النار عذابانار وسط جهنم و أما أثامنزعنا ما في صدورهم من غل قال العداوة و قوله ال يمسنا فيها نصب أي تعب و عناء و قوله نبئ عبادي أي أخبرهم أني أنا

و نبئهم عن ضيف إبراهيم فقد كتبنا خبرهم و قوله و قضينا إليه ذلك الأمر أي عذاب الأليم أن عذابي هو الالغفور الرحيم وفي سكرتهم يعمهون أعلمناه أن دابر هؤالء يعني قوم لوط مقطوع مصبحين و قوله لعمرك أي و حياتك يا محمد إنهم ل

آيات للمتوسمين و إنها لبسبيل مقيم قال نحن المتوسمون و فهذه فضيلة لرسول اهللا ص على األنبياء و قوله إن في ذلك ل هم قوم شعيب لظالمين و قوله و لقد السبيل فينا مقيم و السبيل طريق الجنة و إن كان أصحاب الأيكة يعني أصحاب الغيظة و

آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم قال فاتحة الكتاب أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثني أحمد بن محمد عن

Page 164: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

اهللا تعالى نبينا و جعفر ع قال نحن المثاني التي أعطاها عن سورة بن كليب عن أبي] عن محمد بن سنان [ محبوب بن سيار نحن وجه اهللا الذي نتقلب في األرض بين أظهركم من عرفنا فأمامه اليقين و من جهلنا فأمامه السعير قال علي بن إبراهيم في

ن عما كانوا يعملون و قوله الذين جعلوا القرآن عضين قال قسموا القرآن و لم يؤلفوه على ما أنزله اهللا فقال لنسئلنهم أجمعيالمشركين إنا كفيناك المستهزئين فإنها نزلت بمكة بعد أن نبأ رسول اهللا ص بثالث سنين مر و أعرض عنقوله فاصدع بما تؤ

خديجة بنت خويلد زوجة النبي ص ثم و ذلك أن النبوة نزلت على رسول اهللا يوم اإلثنين و أسلم علي يوم الثالثاء ثم أسلمتدخل أبو طالب إلى النبي ص و هو يصلي و علي ع بجنبه و كان مع أبي طالب ع جعفر فقال له أبو طالب صل جناح ابن عمك فوقف جعفر على يسار رسول اهللا ص فبدر رسول اهللا ص من بينهما فكان رسول اهللا ص يصلي و علي و جعفر و زيد

يأتمون به فلما أتى لذلك ثالث سنين أنزل اهللا عليه فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين إنا كفيناك بن حارثة و خديجة

المطلب [ المستهزئين و المستهزءون برسول اهللا ص خمسة الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و األسود بن عبد المطلب يغوث و الحرث بن طالطلة الخزاعي، أما الوليد فكان رسول اهللا ص دعا عليه لما كان يبلغه من إيذائه و و األسود بن عبد ]

و كذلك دعا على األسود بن يغوث و الحارث [ استهزائه فقال اللهم أعم بصره و أثكله بولده فعمي بصره و قتل ولده ببدر

ه جبرئيل ع فقال جبرئيل يا محمد هذا الوليد بن المغيرة و هو من فمر الوليد بن المغيرة برسول اهللا ص و مع] بن طالطلة المستهزءين بك قال نعم و قد كان مر برجل من خزاعة و هو يريش نباال له فوطأ على بعضها فأصاب عقبه قطعة من ذلك

ته نائمة أسفل منه فانفجر فدميت فلما مر بجبرئيل أشار إلى ذلك الموضع فرجع الوليد إلى منزله و نام على سريره و كانت ابنالموضع الذي أشار إليه جبرئيل أسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته فانتبهت فقالت الجارية انحل وكاء القربة، قال ما هذا وكاء القربة و لكنه دم أبيك فاجمعي لي ولدي و ولد أخي فإني ميت، فجمعتهم فقال لعبد اهللا بن أبي ربيعة إن

رة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيعة فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي أن يرده ثم قال البنه هاشم و هو أصغر أوالده يا عمابني أوصيك بخمس خصال فاحفظها أوصيك بقتل أبي درهم الدوسي فإنه غلبني على امرأتي و هي بنته و لو تركها و بعلها

ما تعمدوا قتلي و أخاف أن تنسوا بعدي و دمي في بني خزيمة بن عامر و دياتي كانت تلد لي ابنا مثلك و دمي في خزاعة وفي ثقيف فخذه و ألسقف نجران علي مائتا دينار فاقضها ثم فاضت نفسه و مر ربيعة بن األسود برسول اهللا ] رثاثي و دياني [

رئيل إلى بطنه فلم يزل يستسقي حتى انشق ص فأشار جبرئيل إلى بصره فعمي و مات، و مر به األسود بن عبد يغوث فأشار جببطنه، و مر العاص بن وائل فأشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في أخمص قدمه و خرج من ظاهره و مات و مر به الحارث

نا إ« بن طالطلة فأشار جبرئيل إلى وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه و هو قول اهللا يا معشر قريش يا معشر العرب «فخرج رسول اهللا ص فقام على الحجر فقال طالب عن النبي حماء أبي. »كفيناك المستهزئين

أدعوكم إلى شهادة أن ال إله إال اهللا و أني رسول اهللا و آمركم بخلع األنداد و األصنام فأجيبوني تملكوا بها العرب و تدين فاستهزءوا منه و قالوا جن محمد بن عبد اهللا و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب » نوا ملوكا في الجنة لكم العجم و تكو

فاجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحالمنا و سب آلهتنا و أفسد شباننا و فرق جماعتنا كثر قريش ماال و نزوجه أي امرأة شاء من قريش، فقال له أبو طالب ما فإن كان يحمله على ذلك العدم جمعنا له ماال فيكون أ

Page 165: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

هذا يا ابن أخي فقال يا عم هذا دين اهللا الذي ارتضاه ألنبيائه و رسله بعثني اهللا رسوال إلى الناس، فقال يا ابن أخي إن قومك ربي فكف عنه أبو طالب ثم اجتمعوا إلى الف أمر قد أتوني يسألوني أن أسألك أن تكف عنهم، فقال يا عم ال أستطيع أن أخ

أنت سيد من ساداتنا فادفع إلينا محمدا لنقتله و تملك علينا، فقال أبو طالب قصيدته الطويلة يقول فيها و لما أبي طالب فقالوا

نطاعن دونه و لما ] نبرئ محمدا [ كذبتم و بيت اهللا يبرأ محمد رأيت القوم ال ود عندهم و قد قطعوا كل العرى و الوسائلفلما اجتمعت قريش على قتل رسول اهللا ص و كتبوا و نسلمه حتى نصرع حوله و نذهل عن أبنائنا و الحالئل و نناضل

الصحيفة القاطعة جمع أبو طالب بني هاشم و حلف لهم بالبيت و الركن و المقام و المشاعر في الكعبة لئن شاكت محمدا شعب و كان يحرسه بالليل و النهار قائما على رأسه بالسيف أربع سنين، فلما خرجوا شوكة ألبثن عليكم بني هاشم فأدخله ال

من الشعب حضر أبا طالب الوفاة فدخل إليه رسول اهللا ص و هو يجود بنفسه فقال يا عم ربيت صغيرا و كفلت يتيما فجزاك ا حتى أعطى رسول اهللا الرضى، و قال رسول اهللا عني خيرا أعطني كلمة أشفع لك فيها عند ربي، فروي أنه لم يخرج من الدني

اهللا ص لو قمت المقام المحمود لشفعت ألبي و أمي و عمي و أخ لي كان مواخيا في الجاهلية و حدثني أبي عن ابن أبي عمير حج رسول عن سيف بن عميرة و عبد اهللا بن سنان و ابن أبي حمزة الثمالي قالوا سمعنا أبا عبد اهللا جعفر بن محمد ع يقول لما

اهللا ص حجة الوداع نزل باألبطح و وضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع يده إلى السماء و بكى بكاء شديدا ثم قال يا رب إنك وعدتني في أبي و أمي و عمي أن ال تعذبهم بالنار، قال فأوحى اهللا إليه أني آليت على نفسي أن ال يدخل جنتي إال من

ادهم فإن أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي، فقام النبي نك عبدي و رسولي و لكن ائت الشعب فنشهد أن ال إله إال اهللا و أالشعب فناداهم و قال يا أبتاه و يا أماه و يا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن رءوسهم فقال لهم رسول اهللا أ ال ترون ص إلى

ال اهللا و أنك رسول اهللا حقا حقا و أن جميع ما أتيت به من عند اهللا إلى هذه الكرامة التي أكرمني اهللا بها فقالوا نشهد أن ال إله إو دخل رسول اهللا ص إلى مكة و قدم إليه علي بن أبي طالب ص من اليمن فقال رسول .فهو الحق فقال ارجعوا إلى مضاجعكم

رى إلى ما رزقنا اهللا تبارك و تعالى اهللا ص أ ال أبشرك يا علي فقال أمير المؤمنين بأبي أنت و أمي لم تزل مبشرا، فقال أ ال تفي سفرنا هذا و أخبره الخبر فقال له علي ع الحمد هللا قال و أشرك رسول اهللا ص في بدنته أباه و أمه و عمه ثم قال اهللا و لقد

بك و كن من الساجدين أخبرنا أحمد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون أي بما يكذبونك و يذكرون اهللا فسبح بحمد ر

عن أبي عبد اهللا ع ] عمر [ عن المفضل بن عمير ] سنان [ بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سيار هم و اخفض جناحك للمؤمنين قال رسول علينا به أزواجا منهم و ال تحزن قال لما نزلت هذه اآلية ال تمدن عينيك إلى ما متع

اهللا ص من لم يتعز بعزاء اهللا تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، و من رمى بنظره إلى ما في يد غيره كثر همه و لم يشف غيظه،

ينا أصبح على الدنيا حزفي مطعم أو ملبس فقد قصر عمله و دنا عذابه و من أصبح] إال [ و من لم يعلم أن هللا عليه نعمة ال شكا مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه، و من دخل النار من هذه األمة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ على اهللا ساخطا و من

آيات اهللا هزوا، و من أتى ذا ميسرة فيخشع له طلب ما في يده ذهب ثلثا دينه ثم قال و ال تعجل، و ليس يكون الرجل يسأل فق فيجله و يوقره فقد يجب ذلك له عليه و لكن يراه أنه يريد بتخشعه ما عند اهللا و يريد أن يحيله عما في يده من الرجل الر

١٢٨ سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون -١٦

Page 166: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

عما يشركون قال نزلت لما سألت قريش رسول اهللا ص أن بسم الله الرحمن الرحيم أتى أمر الله فال تستعجلوه سبحانه و تعالى ه يعني بالقوة و قوله ينزل المالئكة بالروح من أمر» أتى أمر الله فال تستعجلوه« ينزل عليهم العذاب فأنزل اهللا تبارك و تعالى

أبي جعفر ع في قوله على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ال إله إلا أنا التي جعلها اهللا فيهم و في رواية أبي الجارود عنفاتقون يقول بالكتاب و النبوة و قال علي بن إبراهيم في قوله خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قال خلقه من قطرة ماء

الدفء حواشي اإلبل و نعام خلقها لكم فيها دفء و منافع و متكلما بليغا و قال أبو الجارود في قوله و الأمنتن فيكون خصيماأي ما تستدفئون به مما يتخذ من صوفها و » دفء« يقال بل هي األدفأ من البيوت و الثياب و قال علي بن إبراهيم في قوله

يها جمال حين تريحون و حين تسرحون قال حين ترجع من المرعى و حين تسرحون حين تخرج إلى وبرها و قوله و لكم فالخيل و يه إلا بشق الأنفس قال إلى مكة و المدينة و جميع البلدان ثم قال و المرعى و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغ

بغال و الحمير لتركبوها و لم يقل عز و جل لتركبوها و تأكلوا منها كما قال في األنعام و يخلق ما ال تعلمون قال العجائب الجمعين يعني الطريق و قوله التي خلقها اهللا في البحر و البر و على الله قصد السبيل و منها جائر يعني الطريق و لو شاء لهداكم أ

شراب و منه شجر فيه تسيمون أي تزرعون ثم قال ينبت لكم به الزرع و ي أنزل من السماء ماء لكم منه عز و جل هو الذآية لقوم يتفكرون و قوله و ما ذرأ لكم في الأرض ني بالمطر إن في ذلك لو من كل الثمرات يع الزيتون و النخيل و الأعناب

ما آية لقوم يذكرون و قوله عز و جل و هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لح أي خلق و أخرج مختلفا ألوانه إن في ذلك لطريا و تستخرجوا منه حلية تلبسونها يعني ما يخرج من البحر من أنواع الجواهر و ترى الفلك مواخر فيه يعني السفن و ألقى

هتدون يعني كي تهتدوا و قوله عز و جل و في الأرض رواسي أن تميد بكم يعني الجبال و أنهارا و سبلا أي طرقا لعلكم تعالمات و بالنجم هم يهتدون فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد

له ال يخلقون شيئا و هم يخلقون فإنه رد اهللا ع قال النجم رسول اهللا ص و العالمات األئمة ع و قوله و الذين يدعون من دون الحدثني جعفر بن أحمد الوا أساطير الأولين يعني أكاذيب األولين على عبدة األصنام و قوله و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم ق

الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بنآخرة يعني أنهم ال يؤمنون بالرجعة أنها حق قلوبهم منكرة يعني أنها كافرة و هم يقول في قوله فالذين ال يؤمنون بال

يسرون و ما يعلنون إنه ال يحب المستكبرين عن والية يعلم ما أن الله مستكبرون يعني أنهم عن والية علي مستكبرون ال جرمو قال علي بن إبراهيم فقال » و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير األولين «علي و قال نزلت هذه اآلية هكذا

غصبوا م القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم قال يحملون آثامهم يعني الذيناهللا عز و جل ليحملوا أوزارهم كاملة يواقتدى بهم و هو قول الصادق ع و اهللا ما أهريقت محجمة من دم و ال قرع عصا بعصا و ال أمير المؤمنين ع و آثام كل من

و وزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء قال علي غصب فرج حرام و ال أخذ مال من غير حله إالأيام ويع له بخمسة بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اهللا ع قال خطب أمير المؤمنين ع بعد ما ب

كقيام الثائر بدمائنا و الحاكم في حق نفسه ] بحقنا [ و اعلموا أن لكل حق طالبا و لكل دم ثائرا و الطالب «خطبة فقال فيها هو العادل الذي ال يحيف و الحاكم الذي ال يجور و هو اهللا الواحد القهار، و اعلموا أن على كل شارع بدعة وزره و وزر كل

رب من لقم الظلمة مأكال بمأكل و مشربا بمشملين شيء و سينتقم اهللا من مقتد به من بعده من غير أن ينقص من أوزار العا

Page 167: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

العلقم و مشارب الصبر األدهم فيشربوا بالصب من الراح السم المذاق و ليلبسوا دثار الخوف دهرا طويال و لهم بكل ما أتوا و عملوا من أفاويق الصبر األدهم فوق ما أتوا و عملوا، أما إنه لم يبق إال الزمهرير من شتائهم و ما لهم من الصيف إال رقدة

و زاد اآلثام مع الذين ظلموا اسمعوا ] و يا رزء الزور [ و جمعوا على ظهورهم من اآلثام فيا مطايا الخطايا ويحهم ما تزودوا و اعقلوا و توبوا و ابكوا على أنفسكم فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فأقسم ثم أقسم ليتحملنها بنو أمية من بعدي و

ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل ] يعني األول [ اهللا إال من ظلم و على البادي ليعرفنها في دار غيرهم عما قليل فال يبعدو حدثني أبي » أوزارهم و أوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم أال ساء ما يزرون

وله قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قمن القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث ال يشعرون قال ثبت مكرهم أي ماتوا فألقاهم اهللا في النار

يوم القيامة يخزيهم و يقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن و هو مثل ألعداء آل محمد ع ثمطعتموهم في الدنيا شركاؤكم و من أ الخزي اليوم و السوء على الكافرين قال الذين أوتوا العلم األئمة ع يقولون ألعدائهم أين

ثم قال فيهم أيضا الذين تتوفاهم المالئكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم أي سلموا لما أصابهم من البالء ثم يقولون ما كنا نعمل فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ثم من سوء فرد اهللا عليهم فقال بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون

الجنة بما كنتم تعملون قوله طيبين قال هم المالئكة طيبين يقولون سالم عليكم ادخلوا ذكر المؤمنين فقال الذين تتوفاهمؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا و قوله هل ينظرون إلا أن تأتيهم المالئكة أو يأتي أمر ربك من العذاب و الموت و الم

ن و قوله فأصابهم سيئات ما عملوا و لموخروج القائم كذلك فعل الذين من قبلهم و ما ظلمهم الله و لكن كانوا أنفسهم يظبه يستهزؤن من العذاب في الرجعة و قوله و قال الذين أشركوا إلى قوله البالغ المبين فإنه محكم و قوله و حاق بهم ما كانوا

الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين أي انظروا في أخبار من هلك من اجتنبوا الطاغوت يعني األصنام قوله فسيروا فيمن يضل أي يعذب و قوله و أقسموا بالله الله ال يهدي أي ال يثيب قبل و قوله إن تحرص على هداهم مخاطبة للنبي ص فإن

بعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا و لكن أكثر الناس ال يعلمون فإنه حدثني أبي عن بعض رجاله يرفعه جهد أيمانهم ال يإلى أبي عبد اهللا ع قال ما يقول الناس فيها قال يقولون نزلت في الكفار قال إن الكفار كانوا ال يحلفون باهللا و إنما نزلت في

بعد الموت قبل القيامة فحلفوا إنهم ال يرجعون فرد اهللا عليهم فقال ليبين لهم الذي ن أمة محمد ص قيل لهم ترجعونقوم مقوله و يختلفون فيه و ليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين فيهم و

أن الذين هاجروا في الله أي هاجروا و تركوا الكفار في اهللا و قوله أ فأمن الذين مكروا السيئات يا محمد و هو استفهامي تقلبهم فما هم بمعجزين قال إذا جاءوا و ذهبوا ال يشعرون أو يأخذهم ف يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث

في التجارات و في أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة أو يأخذهم على تخوف قال على تيقظ و قوله أ و لم يروا إلى ما خلق داخرون قال تحويل كل ظل خلقه اهللا و هو سجود هللا ألنه شمائل سجدا لله و هم الله عن اليمين و الالله من شيء يتفيؤا ظ

ليس شيء إال له ظل يتحرك بتحريكه و تحريكه سجوده و قوله و لله يسجد ما في السماوات و ما في الأرض من دابة و ثم احتج عز يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون قال المالئكة ما قدر اهللا لهم يمرون فيه المالئكة و هم ال يستكبرون

و الأرض و له فقال ال تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون و قوله و له ما في السماواتو جل على الثنوية

Page 168: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

الدين واصبا أي واجبا ثم ذكر تفضله فقال و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون أي تفزعون و مما رزقناهم و هو الذي وصفناه مما نصيبا لمون ترجعون و النعمة هي الصحة و السعة و العافية و قوله و يجعلون لما ال يع

كانت العرب يجعلون لألصنام نصيبا في زرعهم و إبلهم و غنمهم فرد اهللا عليهم فقال تالله لتسئلن عما كنتم تفترون و يجعلون « ش إن المالئكة هم بنات اهللا فنسبوا ما ال يشتهون إلى اهللا فقال اهللا عز و جل لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون قال قالت قرييعني من البنين ثم قال و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم » و يجعلون لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون

من القوم من سوء ما بشر به أ يمسكه على هون أي يستهين به أم يدسه في التراب أال ساء ما يحكمون و قوله و لو يتوارىرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم يؤاخذ الله الناس بظلمهم أي عند معصيتهم و ظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخ

ال يستأخرون ساعة و ال يستقدمون و قوله و يجعلون لله ما يكرهون و تصف ألسنتهم الكذب يقول ألسنتهم الكاذبة أن لهم إن لكم في و الله أنزل من السماء ماء اآلية محكمة و قوله و أنهم مفرطون أي معذبون و قولهالحسنى ال جرم أن لهم النار و

و قوله و من ثمرات لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشاربين قال الفرث ما في الكرشالأنعام النخيل و الأعناب تتخذون منه سكرا قال الخل و رزقا حسنا قال الزبيب و قوله و أوحى ربك إلى النحل قال وحي إلهام تأخذ

ن حريز بن عبد اهللا عن أبي عبد و حدثني أبي عن الحسن بن علي الوشاء عن رجل ع. النحل من جميع النور ثم تتخذه عسالاهللا ع في قوله و أوحى ربك إلى النحل قال نحن النحل التي أوحى اهللا إليها أن اتخذي من الجبال بيوتا أمرنا أن نتخذ من

يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه العرب شيعة و من الشجر يقول من العجم و مما يعرشون يقول من الموالي و الذيالعلم الذي يخرج منا إليكم و قوله و الله خلقكم ثم يتوفاكم إلى قوله لكي ال يعلم بعد علم شيئا قال إذا كبر ال يعلم ما علمه

عض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه قبل ذلك و قوله و الله فضل بعضكم على بكم أزواجا يعني حواء سواء قال ال يجوز للرجل أن يخص نفسه بشيء من المأكول دون عياله و قوله و الله جعل لكم من أنفس

و قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا ال يقدر على شيء قال ال يتزوج و ال يطلق ثم ضرب فدة قال األختان خلقت من آدم و حنما يوجهه ال يأت اهللا مثال في الكفار فقال و ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم ال يقدر على شيء و هو كل على مواله أي

بخير هل يستوي هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم قال كيف يستوي هذا و هذا الذي يأمر بالعدل أمير المؤمنين آيات لقوم يؤمنون فإنه محكم و قوله و الله ذلك لو األئمة ع و قوله و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم إلى قوله إن في

تستخفونها يوم ظعنكم جعل لكم من بيوتكم سكنا يعني المساكن و جعل لكم من جلود الأنعام بيوتا يعني الخيم و المضارب يعني في مقامكم و من أصوافها و أوبارها و أشعارها أثاثا و متاعا إلى حين و في رواية أبي أي يوم سفركم و يوم إقامتكم

و قال علي بن إبراهيم في قوله و الله جعل . الجارود في قوله أثاثا قال المال و متاعا قال المنافع إلى حين أي إلى حين بالغهاالقمص و إنما جعل انا و جعل لكم سرابيل تقيكم الحر يعني ق ظاللا قال ما يستظل به و جعل لكم من الجبال أكنلكم مما خل

مة اهللا هم األئمة و الدليل على ما يجعل منه و سرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع و قوله يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها قال نعقال الصادق ع نحن و اهللا نعمة اهللا التي أنعم اهللا بها » أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا« أن األئمة نعمة اهللا قول اهللا تعالى

شهيدا قال لكل زمان و أمة إمام يبعث كل أمة مع إمامها و قوله فاز من فاز و قوله و يوم نبعث من كل أمة ا على عباده و بنالذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال كفروا بعد النبي ص و صدوا عن أمير المؤمنين ع زدناهم

من األئمة ثم قال لنبيه ص هم من أنفسهم يعني ثم قال و يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليعذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون

Page 169: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

و جئنا بك يا محمد شهيدا على هؤالء يعني على األئمة فرسول اهللا شهيد على األئمة و هم شهداء على الناس و قوله إن الله دل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم قال العدل شهادة أن ال إله إال اهللا و أن يأمر بالع

عبد اهللا محمدا رسول اهللا ص و اإلحسان أمير المؤمنين و الفحشاء و المنكر و البغي فالن و فالن و فالن حدثنا محمد بن أبيقال حدثنا موسى بن عمران قال حدثني الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال جاء رجل إلى أبي عبد اهللا جعفر بن

و المنكر و محمد ع و أنا عنده فقال يا ابن رسول اهللا إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و قوله أمر ربي ألا تعبدوا إلا إياه فقال نعم ليس هللا في عباده أمر إال العدل و اإلحسان فالدعاء ذكرون البغي يعظكم لعلكم ت

ل و يهدي جميع من دعا إلى صراط من اهللا عام و الهدى خاص مثل قوله و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم و لم يقعليكم مان بعد توكيدها و قد جعلتم الله و قال علي بن إبراهيم في قوله و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم و ال تنقضوا الأي. مستقيم

الوالية و كان من قول رسول اهللا ص بغدير خم سلموا على علي كفيلا فإنه حدثني أبي رفعه قال قال أبو عبد اهللا ع لما نزلتبإمرة المؤمنين فقالوا أ من اهللا و رسوله فقال لهم نعم حقا من اهللا و رسوله، فقال إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر

ه النار و أنزل اهللا عز و جل و ال تنقضوا المحجلين يقعده اهللا يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و يدخل أعداءإلخ يعني قول رسول اهللا ص من اهللا و رسوله ثم ضرب لهم مثال فقال و ال تكونوا كالتي نقضت غزلها ... الأيمان بعد توكيدها

م و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال التي نقضت غزلها امرأة من بني من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينك

بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب كانت حمقاء تغزل الشعر فإذا ] ريطة [ رة يقال لها رابطة تيم بن مبارك و تعالى أمر بالوفاء و نهى عن نقض العهد غزلت نقضته ثم عادت فغزلته فقال اهللا كالتي نقضت غزلها قال إن اهللا ت

نحن فقيل يا ابن رسول اهللا » هي أزكى من أئمتكمأن تكون أئمة «فضرب لهم مثال رجع إلى رواية علي بن إبراهيم في قوله عني بعلي بن أبي طالب ع يختبركم و نقرؤها هي أربى من أمة قال ويحك و ما أربى و أومأ بيده بطرحها إنما يبلوكم الله به ي

ليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة قال على مذهب واحد و أمر واحد و لكن يضل و ال تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم قال لتسئلن عما كنتم تعملون قال يثيب و بنقض العهد و يهدي من يشاءمن يشاء قال يعذب

عن هو مثل ألمير المؤمنين ع فتزل قدم بعد ثبوتها يعني بعد مقالة النبي ص فيه و تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعنيبعهد الله إذا عاهدتم ثم قال ما عندكم ينفد هد الله ثمنا قليلا معطوف على قوله و أوفوا علي و لكم عذاب عظيم و ال تشتروا بع

ه من خير أو شر فهو باق و قوله من عمل و ما عند الله باق أي ما عندكم من األموال و النعمة تزول و ما عند اهللا مما تقدموستعذ بالله من صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال القنوع بما رزقه اهللا، ثم قال فإذا قرأت القرآن فا

ين فقلت له و لم سمي رجيما قال ألنه يرجم و قوله إنه ليس له سلطان على الذين الشياطالشيطان الرجيم قال الرجيم أخبث آمنوا و على ربهم يتوكلون قال ليس له أن يزيلهم عن الوالية فأما الذنوب فإنهم ينالون منه كما ينالون من غيره و قوله و إذا

اهللا ص أنت مفتر فرد اهللا ذا نسخت آية قالوا لرسول و الله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر قال كانت إبدلنا آية مكان آية دس عليهم فقال قل لهم يا محمد نزله روح القدس من ربك بالحق يعني جبرئيل ع و في رواية أبي الجارود في قوله روح الق

قال هو جبرئيل ع و القدس الطاهر ليثبت الذين آمنوا هم آل محمد و هدى و بشرى للمسلمين و أما قوله و لقد نعلم أنهم هة مولى ابن الحضرمي كان أعجمي اللسان و كان هو لسان أبي فكيحدون إليه أعجمي و يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يل

Page 170: ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ … · ﺕﺭﻮﺼﺑ ﻡﻼﺴﻟﺍ ﻢﻬﻴﻠﻋ ﺖــــﻴﺑ ﻞﻫﺍ ﻲﻧﺎﻬﺟ

قد اتبع نبي اهللا و آمن به و كان من أهل الكتاب فقالت قريش هذا و اهللا يعلم محمدا بلسانه يقول اهللا و هذا لسان عربي مبين و لنار مطمئن بالإيمان فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه باأما قوله من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه

لكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبد اهللا بن سعد بن أبي حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا و قلبه مطمئن باإليمان و أما قوله و لى سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون ال جرم ذلك بأن اهللا ختم ع«سرح بن الحارث من بني لؤي يقول اهللا

قلوبهم و سمعهم و أبصارهم هكذا في قراءة ابن مسعود و قوله أولئك الذين طبع الله على » أنهم في اآلخرة هم األخسرونبي سرح كان عامال لعثمان بن عفان على مصر و نزل فيه هكذا في القراءة المشهورة هذا كله في عبد اهللا بن سعد بن أاآلية و قال علي بن إبراهيم ثم قال أيضا في » و من قال سأنزل مثل ما أنزل الله و لو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت« أيضا

و قوله و ضرب الله مثلا . ربك من بعدها لغفور رحيمإن ا فتنوا ثم جاهدوا و صبروا عمار ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد مجوع و الخوف بما كانوا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس ال

و كانت بالدهم خصبة كثيرة الخير فكانوا يستنجون ] الثرثار [ يصنعون قال نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له الثلثان

وا حتى بنعمة اهللا فحبس اهللا عنهم الثلثان فجدب] و استخفوا [ بالعجين و يقولون هو ألين لنا، فكفروا بأنعم اهللا و استنجوا أحوجهم اهللا إلى أكل ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه ثم قال عز و جل و ال تقولوا لما تصف ألسنتكم

ة الله الكذب قال هو ما كانت اليهود يقولون ما في بطون هذه األنعام خالصا على الكذب هذا حالل و هذا حرام لتفترولذكورنا و محرم على أزواجنا و قوله إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا أي طاهرا اجتباه أي اختاره و هداه إلى صراط مستقيم

إبراهيم ع و هي الحنفية العشر التي جاء بها قال إلى الطريق الواضح ثم قال لنبيه ص ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفافالغسل من الجنابة، و الطهور بالماء و تقليم األظفار و حلق الشعر من خمسة في البدن و خمسة في الرأس فأما التي في البدن

فهذه لم تنسخ إلى البدن، و الختان، و أما التي في الرأس فطم الشعر، و أخذ الشارب، و إعفاء اللحى، و السواك، و الخالل، اآلية و قد كتبنا خبره في سورة األعراف و قوله و جادلهم بالتي . و قوله إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه يوم القيامة

و ذلك أنه كان » ن أمة قانتا لله حنيفاإن إبراهيم كا« هي أحسن قال بالقرآن و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر في قوله على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان أمة واحدة و إنما قال قانتا فالمطيع و أما الحنيف فالمسلم قال و ما كان من المشركين

بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون و ذلك أن حكم الذين اختلفوا فيه و إن ربك ليو أما قوله إنما جعل السبت على موسى أمر قومه أن يتفرغوا إلى اهللا في كل سبعة أيام يوما يجعله اهللا عليهم و هم الذين اختلفوا فيه و أما قوله و إن عاقبتم

برتم لهو خير للصابرين و ذلك أن المشركين يوم أحد مثلوا بأصحاب النبي ص الذين فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صو إن عاقبتم فعاقبوا « استشهدوا، منهم حمزة فقال المسلمون أما و اهللا لئن أوالنا اهللا عليهم لنمثلن بأخيارهم، فذلك قول اهللا

» و لئن صبرتم لهو خير للصابرين« األموات يقول ب» بمثل ما عوقبتم به