74
1 اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻨﻈﻮﻣﻴﺔ رؤﻳﺔ د. ﻋﻮدة ﺟﺎﺳﺮ ﺗﻌﺮﻳﺐ: د. اﻟﺨﻴﺎط اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻋﺒﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﻤﻌﻬﺪ ﻟﻨﺪن. واﺷﻨﻄﻦ

ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

1

للتشريع اإلسالميفلسفة مقاصد الشريعة

رؤية منظومية

جاسر عودة. د

عبد اللطيف الخياط. د: تعريب

المعهد العالمي للفكر اإلسالمي واشنطن. لندن

Page 2: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

2

م 2007/ هـ 1428. المعهد العالمي للفكر اإلسالمي©

المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ، الواليات المتحدة األمريكية20172، ، هيرندن، فيرجينيا669. ب. ص

WWW.IIIT.ORG

مكتب لندن

، المملكة المتحدة TW9 2UD، ريتشموند، ساري، 126. ب. صWWW.IIITUK.COM

إذن خطي من ال يجوز إعادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه من دون . هذا الكتاب محمي بقوانين حقوق النشر

الناشرين، باستثناء المخولين بحسب اللوائح واالتفاقات الجماعية، وحسب شروط االتفاق

ISBN 978-I-56564-424-3 paperback ISBN 978-I-56564-425-0 hardback

.آراء الناشرين إن اآلراء واألفكار التي يحتوي عليها هذا الكتاب هي آراء الكاتب وأفكاره، وال يشترط أن تعبر عن

شيراز خان: قام بتنضيد الحرف الطباعي

صديق علي: قام بتصميم وتنفيذ الغالف والرسوم البيانية التوضيحية بريدلز المحدودة، في آينغز لين: طبعه في المملكة المتحدة

Page 3: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

3

فانشكر وعر

ذا لقد أفاض اهللا تعالى علي من نعمه ما ال أحصيه وال أستوعبه ، وإني أسأله تعالى أن يتقبل مني ه

ن ه م ا في م م رية رغ ة البش ي المعرف اهمة ف وع مس ه ن ون في ح أن يك ذي أطم ل المتواضع ال العم

ه ى نعم ه وشكرا عل ا إلي ذا العمل تقرب ل ه ل اهللا أن يقب د، لكن لع ي ال تحصى قصور أآي وال . الت

ذين ي، ال اتذتي وزمالئ ايخي وأس ن مش اء م ن العلم دد م ى ع اني إل دم شكري وامتن وتني أن أق يف

م اتي في طريق العل ه اهللا، . ساهموا في تعليمي وتطوير ملك ي رحم د الغزال ذآر الشيخ محم دأ ب أب

ر والشيخ إسماعيل صادق العدوي رحمه اهللا، والشيخ محمود فرج، فقد تعلمت م نهم الكثي ل م ن آ

د آامل ى البروفسور محم اني إل دم شكري وامتن عن القرآن والفقه في فترة مبكرة من حياتي، وأق

ل ي تحلي دآتوراه ف تي لل من دراس ا ض ي تعلمته ار الت ى األفك ت عل ازم رأف ور ح والبروفس

دآتور صالح سلط ال وال دماه المنظومات في جامعة واترلو بكندا، وإلى الشيخ أحمد العس ا ق ان لم

ارن ه المق لي من تشجيع في متابعة موضوع مقاصد الشريعة في فترة دراستي للماجستير في الفق

ه من بحث ا أجريت دآتور جاري بانت لم ى ال في الجامعة اإلسالمية األمريكية في ميشيجان، وإل

ز، علمي تحت إشرافه في أثناء دراستي للدآتوراه في الدراسات الدينية واإلسال ة ويل مية في جامع

د الي الشيخ أحم ى مع بمدينة المبيتر بالمملكة المتحدة، وأقدم أخيرا وليس آخرا شكري وامتناني إل

ي من ا أسدى إل دن، لم زآي يماني، مؤسس ورئيس مرآز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية بلن

م ن دع ي م ه ل ا قدم ل م ز، ولك ا للمرآ ديرا مؤسس ي م ر . فضل بتعيين ذلك أن أذآ وتني آ وال يف

ريعة د الش ن مقاص ه ع ا تعلمت ي م ة، ف رق مختلف اهموا بط ذين س اء ال ن العلم ددا م ان ع باالمتن

وا، وأوردته في هذا الكتاب، فليجز اهللا خير الجزاء الشيخ عبد اهللا بن بيه، والدآتور محمد سليم الع

يخ واني، والش يخ طه العل يخ يوسف القرضاوي، والش يخ فيصل والش ه، والش ن الخوج الحبيب ب

دآتور انم، وال راهيم غ دآتور إب ام، وال ال إم د آم دآتور محم ابر، وال دآتور حسن ج وي، وال مول

الي للفكر . سيف الدين عبد الفتاح، والدآتور أحمد الريسوني د الع اني للمعه وأود أن أعبر عن امتن

ال اإلسالمي، وخاصة للدآتور جمال برزنجي والدآتور أنس ديا من مستوى ع الشيخ علي، لما أب

ذلوه من ا ب ك، لم دة مال ود وماي ريم محم ذلك لألخوات شيراز خان وم من االحتراف والدعم، وآ

ن ممه م ا ص ي لم ديق عل تاذ ص ذلك األس رة، وآ ات مثم ن مالحظ دموه م ا ق ن وم ل مض عم

ين لتصميمه المب . مخططات توضيحية ة والشكر أيضا ألخي صهيب األم دئي للمخططات وقائم

ى . المراجع التي تظهر في آخر الكتاب ي ليل ة ألم دينا ألسرتي، وخاص وختاما فإنني سأبقى أبدا م

.رضوى وعمر وأحمد وسارة: الطاهري، ولزوجتي واندا، ولألوالد

جاسر عودة

Page 4: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

4

مقدمة

بسم اهللا الرحمن الرحيم

)32: 2القرآن الكريم، (نا سبحانك ال علم لنا إال ما علمت

د وع مقاص ي موض ص ف اب المتخص ذا الكت دم ه المي أن يق ر اإلس المي للفك د الع ر المعه يس

ل . الشريعة ى حق ه إل ه اهتمام درات، وج دد الق والمؤلف، الدآتور جاسر عودة، عالم مرموق، متع

اد ا . المقاصد م الج نم عن العل اهج وهذا الكتاب المتميز، والذي ي دة في من ة جدي دم طريق دقيق، يق ل

ريعة ى مقاصد الش وم عل المي، تق ريع اإلس فة التش ي . وفلس ار الت م واألفك ل المه ا أن التحلي وأملن

ل ريعة فحسب، ب ل مقاصد الش ع حق ة في دف اهم مساهمة فعال ن تس ذه الدراسة ل ا ه وي عليه تحت

.ستجتذب اهتماما أآثر إلى هذا الموضوع بين القراء

ة ي اللغ وفرة ف ب المت درة الكت ل ن ة، ب د الحظ قل المي ق ر اإلس المي للفك د الع ان المعه آ

ى نشر عدد من راغ بالعمل عل ذا الف د أن يمأل ه اإلنجليزية في موضوع المقاصد، لذا قرر المعه

ة ة اإلنجليزي راء اللغ ه ق م ليتعرف علي ل المه ذا الحق ى فزي . الكتب المترجمة والمؤلفة في ه ادة عل

ة ى اآلن باللغ د حت درها المعه ي أص ب الت ة الكت تملت قائم ارئ اش دي الق ين ي ذي ب اب ال الكت

ة ور : اإلنجليزي ن عاش اهر ب د الط اب محم نآت ريعة ع د الش وني ، ومقاص د الريس ة أحم دراس

ل ونحو ت ، لنظرية اإلمام الشاطبي في مقاصد الشريعة ة مقاصد الشريعة فعي دين عطي ال ال .لجم

ا ال لعل من المهم أن نضيف أنه رغم تشابك موضوع المقاصد وصعوبته، فإن الكتب التي ذآرناه

ة ا ممتع يجد قراءته واعي س ارئ ال ل إن الق اء والمتخصصين فحسب، ب ة العلم ا مخاطب يقصد به

. ومفيدة إن شاء اهللا

ة منظومي دم رؤي دآتور جاسر عودة، فهي تق ة لل ا الدراسة الحالي فة أم ى فلس ة عل ة، مبني

ريعة د الش ن مقاص ا م المي انطالق ريع اإلس فة التش ياغة فلس ة ص ك بغي ات، وذل رى . المنظوم ي

ة وق اإلنسان والتنمي اواة وحق دل والمس ا في الع ام اإلسالمية غاياته ق األحك ى تحق ه حت الكاتب أن

ار م د من اعتب ه ال ب قاصد الشريعة، وهي تشتمل وطيب العالقات في نطاق العالم المعاصر، فإن

ه المي وأساس ريع اإلس ب التش ي قل ريعة، وه ي للش وى األخالق الق والمحت راد الخ ى م دم . عل وق

ة د من المالمح المناسبة لنظري الدآتور عودة طريقة جديدة في التحليل والتصنيف والتمحيص تفي

ة المع اح، والطبيع ة للمنظومات بشكل المنظومات، مثل الكلية، وتعدد األبعاد، واالنفت ة والغائي رفي

Page 5: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

5

ادة . خاص وبنظرة أشمل فإن هذه الطريقة المنهجية الدقيقة تشتمل على مضامين مهمة من أجل إع

رتبط بالقواعد يد، الم م الرش دني، والحك وق اإلنسان، والمجتمع الم انون، ومواثيق حق صياغة الق

.اإلسالمية والمفاهيم الفقهية اإلسالمية

ل د عم ام لق ي ع ه ف ذ تأسيس المي من ر اإلس المي للفك د الع ون 1981المعه ى أن يك م عل

يم وأسس ة إسالمية وق ى رؤي ة عل ادة مبني ة مخلصة وج ة علمي ى رؤي مرآزا لتيسير الوصول إل

دوات . إسالمية د الن ال البحث وعق نة من أعم ة وعشرين س ي غضون أربع د ف د أنجز المعه ولق

ذه والمؤتمرات، فنشر أآثر من مائتين وخمسين آتابا في اللغتين العربية واإلنجليزية، وآثير من ه

ات األخرى ن اللغ دد م ى ع ب ترجمت إل ذه . الكت ف ه كرنا لمؤل ر عن ش ا أن نعب ود هن ونحن ن

ة ى صلة وثيق ا عل ي خالله الكتاب، لما قام به من تعاون وثيق في مختلف مراحل إنتاج الكتاب، بق

ر ف ة التحري المي للفكر اإلسالمي مع لجن د الع دن –ي المعه ر عن شكرنا . مكتب لن ود أن نعب ون

ر مباشرة ه مساهمة مباشرة أو غي ان ل ل من آ لفريق التحرير واإلنتاج في مكتب لندن، وآذلك آ

يهم ا ف راوس، : في إتمام هذا الكتاب، بم دا آ دآتوره وان ك، وال ده مال ود، وماي ريم محم دآتوره م ال

.صديق علي؛ ولعل اهللا أن يثيبهم جميعا على جهودهم ويثيب المؤلف على جهودهوشيراز خان، و

هـ 1428رمضان،

2007سبتمبر / أيلول

ة . أنس س دن، المملك الشيخ علي، المستشار األآاديمي، المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، مكتب لن

المتحدة

Page 6: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

6

فصل تعريفي

؟"ةاإلسالمي الشريعة" باسم

دن ي لن ي ف ان عمل ى مك يارتي إل دت س د أن ق باح بع ذا الص ي ه ذه السطور ف ب ه ن . أآت ان م آ

ام تموز ه، / المفروض أن تكون قيادة ممتعة، نظرا ألن الطقس آان رائعا في ذلك اليوم من أي يولي

يارة ، غير أنني لم أستطع أن أستمتع ب)وهو أمر نادر الحدوث في لندن(والسماء الصافية ادة الس قي

بالد، هي في ة قصوى من التأهب "في هذا الصباح، ألن المدينة، وآل ال ا "حال ذا آم ، ومعنى ه

ة "أصبحت " اإلرهاب "أخبرتنا إدارة األمن أن موجة أخرى من موجات ا "! حتمي م يكن غريب فل

ا أتنق دنيين وأن ة اللن ل بقي وفز األعصاب مث ذه أنني آنت مت ة والحالة ه ة، أتلفت يمن ر المدين ل عب

ارة -آما حذرتنا السلطات " سلوك مريب"ويسرة خشية من أي ذه العب ر أنني . أيا آان معنى ه غي

ك ل تل ام، ألن آ ذه األي دن في ه وهو " (الجرائم "آان لدي سبب آخر النزعاجي مما يحدث في لن

ه بعض من "ميةباسم الشريعة اإلسال "تحدث ) التعبير الصحيح عن ما يحدث ا صرح ب ، وهو م

ذا الكالم . يقومون بتلك الجرائم ريعة اإلسالمية : "وقلت غاضبا عند سماعي ه يح الش اذا؟ هل تب م

ة ة والمعامل ن الحكم ة؟ أي دن اآلمن ي الم ريء ف ذنب والب ين الم رق ب ي ال تف رائم الت ذه الج ل ه مث

"اإلسالمية؟ الصالحة للناس التي يعرفها آل مسلم جزء من الشريعة

ه اهللا يم رحم ن الق ات اب ذآرت آلم وفي (وت رة 748ت ول ) م 1347/ للهج ريعة "ح الش

اب، وسوف "اإلسالمية ذا الكت ا ه رة في ثناي ر من م ، وهي آلمات سوف أحتاج أن أعود إليها أآث

ة ى معنى آلم را عل اء الضوء آثي اج إللق يم " الشريعة "أحت ن الق ا يستخدمها اب ا فالش . آم ريعة آم

ا، . مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد: "يقول ابن القيم وهي عدل آله

ن ور، وع ى الج دل إل ن الع ألة خرجت ع ل مس ا، فك ا، ومصلحة آله ة آله ا، وحكم ة آله ورحم

ث، فليست من الشريعة ى العب ة إل دة، وعن الحكم ، الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفس

ل ا بالتأوي ت فيه ه . 1"وإن أدخل ن لغت رغم م ى ال اب، عل ذا الكت الة ه ص رس الم يلخ ذا الك ه

.المتخصصة التي أدرك أن غير المتخصص سوف يجد بعض الصعوبة في هضمها

Page 7: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

7

؟"الشريعة اإلسالمية"أين

ة المم 2اإلسالم هو دين ربع سكان العالم تقريبا دة من شمال ، وأآثر المسلمين يعيشون في المنطق ت

ة، ا الشمالية والجنوبي ا وفي أمريك ات مسلمة في أورب ى أقلي أفريقيا إلى جنوب آسيا، باإلضافة إل

بالد فاإلسالم يشمل . 3حيث أضحى اإلسالم الدين الثاني أو الثالث من حيث عدد السكان في آل ال

راك %) 19آلن حوالي ا(أعدادا من البشر من آل األعراق واألجناس، بما في ذلك العرب ، واألت

والي ( ة %) 4ح ارة الهندي كان الق والي (، وس ة %) 24ح والي (، واألفارق لمو %) 17ح ، ومس

رن %). 15حوالي (جنوب آسيا ل الق ة في أوائ لقد آان المسلمون مجرد مجموعة صغيرة في مك

ة السابع الميالدي، لتصبح دولتهم دولة تغلبت على أآبر إمبراطوريتين ف ي عصرها، اإلمبراطوري

ابع رن الس ات . الرومانية واإلمبراطورية الفارسية، بنهاية نفس الق ن ثقاف ذا أصبح اإلسالم دي وهك

. متنوعة وحضارة زاهرة امتدت عبر العصور الوسطى

م برنامجغير أن الصورة مختلفة اليوم، ففي التقرير السنوي ل دة األم ائي المتح ، نجد اإلنم

لمةم ة المس دول ذات األآثري ر ال ة البشرية منخفضا في أآث ر التنمي ر . 4ؤش ويجري حساب مؤش

يم بة التعل اع نس ة، وارتف بة األمي اض نس ا انحف ايير، منه ن المع دد م ب ع رية حس ة البش التنمي

ة، اة العام ي الحي رأة ف ارآة الم واطنين، ومش ادية للم ية واالقتص ارآة السياس امي، والمش النظ

ان . باإلضافة إلى مستوى المعيشة والدخل ه من مك ونجد بعض الدول العربية الغنية، رغم ما تحتل

ة ق العدال ث تحق ن حي يض م ى النق ا عل إن درجاته رد، ف ل الف دل دخ ث مع ن حي دا م ع ج مرتف

افؤ الفرص ة، وتك اة العام ارير األ . االجتماعية والسياسية، ومشارآة المرأة في الحي م وتظهر تق م

دول ذات ر ال ي أآث اد ف ان والفس وق اإلنس رق حق كال خ ف أش ا مختل ة أيض دة ذات العالق المتح

ر المسلمة في المجتمعات ات غي األآثرية المسلمة، وصعوبات جمة في العيش المشترك مع األقلي

ا ي إليه ي تنتم ل . الت ي آ ه ف المية تواج ات اإلس ي المجتمع رية ف ة البش ان الخالصة أن التنمي مك

. تحديات ضخمة، وهذا ما يجعل المسلمين يواجهون أسئلة حرجة

ى أن اتي إل لتني دراس د أوص المية"لق ريعة اإلس ا، " الش ادال ومنتج ا ع ق مجتمع تحق

ة والصحة والتماسك، ه بالنظاف اس في ى الن ادة، ويتحل روح والم ه ال انيا، تزدهر في ومتطورا وإنس

ه مجتمعا ودودا يتصف ق علي ا يمكن أن نطل ة (بدرجة عالية من م ر أن رحالتي ). الديمقراطي غي

ذه الصفات ي عن تصديق ه م تكشف ل الم ل ر الع ات -لألسف–عب ي المجتمع ع ف الم الواق ي ع ف

ن : لذلك أتساءل . اإلسالمية، أغلبيات وأقليات ا؟ وآيف يمكن " الشريعة اإلسالمية "أي ا أعرفه آم

دي أن تلعب الشريعة اإل ذي في ي اب ال ات؟ إن الكت ذه األزم سالمية دورا إيجابيا في التعامل مع ه

Page 8: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

8

القارئ يحاول أن يقدم إجابة عن السؤال الثاني، وهو ما سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى جواب

ر " الشريعة اإلسالمية"بعبارة أخرى، فإن . عن السؤال األول حينما تثبت قدرتها على إحداث تغيي

ك حقيقي ر ذل ر، وسوف يظهر أث إنهم سوف يلتزمون باإلسالم أآث في حياة المسلمين العاديين، ف

. في حياتهم وواقعهم ال محالة

؟"الشريعة اإلسالمية"هل هناك مشكلة في

ارة ي وضعت عب ارئ أنن ريعة اإلسالمية"يالحظ الق ذا ألن " الش وفتين، ه ى اآلن ضمن معق حت

ى علي أن أعطي تعريفا ك، وحت ى ذل ا إل ة وم دل والرحم ق الع ا تحق لهذه العبارة قبل أن أدعي أنه

ت ا إذا آان ؤال حول م ب عن الس لمين لنجي دة ألوضاع المس ا الناق ديم نظرتن ن تق ا م تمكن أيض ن

".الشريعة اإلسالمية"حياتهم تدل على أن هناك مشكلة في

ل مفصل لمصطلحات اب بتحلي ذا الكت ذاهب، سيعتني ه وى، والم ه، والشريعة، والفت الفق

ر أنني أود أن أسارع . واالجتهاد، والقانون، والعرف، والعالقات الدقيقة بين هذه المصطلحات غي

ة ارة العام ان للعب ى " الشريعة اإلسالمية "هنا إلى أفرق بين ثالثة مع ة عل تمكن من اإلجاب ى ن حت

. السؤال السابق

ريعة - 1 لم : فالش ه وس لى اهللا علي د ص ي محم اه النب ذي تلق وحي ال ي ال ا 5ه ل تطبيقه ، وجع

.رسالته وغايته في هذه الحياة، فالشريعة ببساطة هي القرآن والسنة

اء : والفقه - 2 هو المجموعة الضخمة من اآلراء التشريعية التي صدرت عن مختلف الفقه

ا يخص ذاهب، فيم اهج والم ف المن ن مختل ريعة م ق الش رة -تطبي ي الفق ا ف ا عرفناه آم

ة -السابقة ر من أربع د ألآث ذي امت اريخ اإلسالم ال ى مدى ت اة عل في مختلف مناحي الحي

.عشر قرنا

وى - 3 ا الفت لمين : وأم اة المس ى حي اله عل ا أع ذين ذآرناهم ه الل ريعة والفق ق الش ي تطبي فه

.الواقعية اليوم

ذه الموا ل له ا المفص اب إن تحليلن ذا الكت ي ه ه ف ا نحاول و م ا ه ا يتصل به ر أن . ضيع وم غي

اك من مشكلة في : جوابي حول سؤال ا "الشريعة اإلسالمية "هل هن ارات واضحة آم ؟ هو بعب

:يلي

ريعة اإلسالمية "إذا آان السؤال يعني * ا " الش د، وآم ى محم ا أنزلت عل ى الشريعة آم بمعن

ة ألصحابه، تبلورت في سلوآه وحياته، وآما ظهرت ى مدى سنوات طويل ه عل من خالل تربيت

Page 9: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

9

، فهي "الشريعة اإلسالمية "ال، ليس هناك من مشكلة في : وللعالم من بعد أصحابه، فالجواب هو

.منهاج حياة لكل ما فيه عدل ورحمة وحكمة وخير للبشرية، تماما آما ذآر ابن القيم آنفا

ه، التي " اإلسالمية الشريعة"وإذا آان السائل يشير بعبارة * ذاهب اإلسالمية في الفق ى الم إل

ذلك الجواب هو آ اد، ف رة من االجته روة آبي ا ث ى وجه : ترآت لن اك من مشكلة، عل يس هن ال، ل

انهم اتهم وأزم ا من بيئ ه انطالق اء وأصحاب الفق دمها العلم . العموم، في البحوث التشريعية التي ق

اولوه صحيح أن بعض الفقهاء وقعوا آأفرا ا تن ة فيم ر مقبول ا مواقف غي د في أخطاء، وتبنوا أحيان

احثين في التشريع في . من مواضيع غير أن هذا هو الوضع الطبيعي للبحث الفقهي، فعمل آل الب

نهم في المحاورات التي ال تنقطع ل م آل األحوال أن يصحح بعضهم آراء بعض، وأن يشارك آ

. وال ينبغي لها أن تنقطع

الجواب هو " الشريعة اإلسالمية"أما إذا آان السائل يعني بـ * وم، ف اوى الي : ما يصدر من فت

ر صادق عن اإلسالم ! إن هذا يعتمد على من تصدر الفتوى عنهم وم هي تعبي اوى الي بعض الفت ف

ة ر مقبول ر إسالمية وغي د غي اوى هي بالتأآي ة، وبعض الفت ى إذا آانت . وعن قيمه األخالقي وحت

ر أن يكون ه ال آبي اك احتم ه اإلسالمي، فهن ديم في الفق اب ق ا من آت ذه الفتوى أو تلك نقال حرفي

ا ظروف صدرت آانت قد -غالبا-هناك فجوات ونقص فيها، ألن مثل هذه الفتوى ة له لبيئة مختلف

ان النص نفسه وآذلك إذا آانت الفتوى مبنية على فهم مشوه للنص الشرعي، ول. مختلفة تماما و آ

وى ي فت لطان، فه اء أو ذوي الس ا إرضاء بعض األقوي وى يقصد منه ن الفت ا، ولك صحيحا ثابت

م، أو . خاطئة وغير إسالمية، أيا آان قائلها وا الظل اس أن يقترف بعض الن يح ل وى تب وإذا آانت الفت

اس أو أجناسهم، أو ت -مثال –تبرر أعماال عنصرية ى أعراق الن اء عل اء، أو بن ع األذى باألبري وق

م "تبرر أعماال ال أخالقية أيا آانت مسمياتها، حتى لو آان أي من هذا مبنيا على نوع من أو " الفه

ر إسالمية " التأويل"أو " التفسير" ة وغي وى . للنصوص، فهي أيضا فتوى خاطئ ا إذا آانت الفت أم

رة مقاصد مبنية على مصادر إسالمية صحيحة، ويقصد المجتهد بها تحقيق مصالح الناس في دائ

.الشريعة وغاياتها وروحها، فهي عندئذ فتوى مقبولة

ا ي يبحثه ذه القضايا . يظهر للقارئ مما سبق مجال اهتمام هذا الكتاب، والقضايا الت ر أن ه غي

ى بحث مفصل اج إل ابك، وتحت دم . يتعلق بها مواضيع تتصف بالتش ذا فمن األفضل أن أق اآلن له

وجزا للبحث د . عرضا عاما لآلفاق التي يبحر فيها هذه الكتاب، وأن أقدم بعد ذلك ملخصا م م بع ث

. ذلك فألدع القارئ يسير مع مواد الفصول المختلفة للكتاب

Page 10: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

10

التخصصاتنظرة إلى

ى انية إل ة اإلنس ك " تخصصات"إن تصنيف المعرف ا، وذل ى طالبيه اهيم عل د المف يخفف تعقي

ى ان عل ا آ وم أي بتجميعها ضمن حقول يمكن تفريق بعضها عن بعض، عوضا عن تناول آل مفه

دة اروا . 6ح ة أن يخت ن المعرف احثين ع ن الب ات يمك ول أو التخصص ذه الحق ل ه اء مث وإرس

ل ز حق ر المتخصصين من تميي ة وغي اج من العام ن من يحت ددة، ويمك ول مح التخصص في حق

.مراجعة المتخصصين فيه ليحصلوا على أجوبة على أسئلتهم أيا آانت معرفي معين يمكنهم

ة في طريق استخدام ول وتخصصات ال ينبغي أن يصبح عقب غير أن تقسيم المعرفة إلى حق

ه ال يجوز أن "مختلفة"المفاهيم المفيدة التي تهم الباحث في حقول المعرفة المفترض أنها ا إن ، آم

ور يدعي أحد احتكار المصا ل ظه ه أو يعرق داع في ع اإلب ان ليمن در والمراجع في أي تخصص آ

ة . األفكار الجديدة التي قد تتعارض مع مصالحه ول المعرفي دد الحق إن هذا الكتاب يتبنى طريقة تع

ة بالموضوعات ة ذات العالق أو ما يطلق عليه تعددية التخصصات، وفيها تتكامل أصناف المعرف

د البحث، ضمن ي"تخصصاتال"بعض قي ات :، أال وه فة، والمنظوم ريعة، والفلس . أصول الش

ا نرجئ ذه التخصصات، بينم ين ه ولنعط القارئ هنا نبذة عن آيفية السعي إلى التكامل المعرفي ب

. البحث المفصل لهذا التكامل إلى موضعه في ثنايا الكتاب

ى ا ه، يرآز هذا الكتاب ضمن مجال أصول الشريعة اإلسالمية عل م أصول الفق لبحث في عل

وم الحديث، ه نفسه، وعل م الفق غير أنه سيجري البحث أيضا في المواضيع ذات العالقة ضمن عل

ددة من أجل توضيح . وعلوم القرآن ة مح اوى فقهي ام وفت اب أحك ا الكت فمثال، سوف يذآر في ثناي

وم الحديث آما إن مختلف القو. األثر العملي لنظريات األصول المطروحة اعد المستخدمة في عل

ها ا ندرس ريعة آم ا بأصول الش ياق عالقته ي س يتناولها البحث ف ير س رح بعض . والتفس د اقت وق

ل ه ب ا بذات ا قائم رن العشرين أن تكون مقاصد الشريعة اإلسالمية علم العلماء المصلحين في الق

ه دي . 7وبديال عن أصول الفق درس تقلي ريعة آانت ت ابع ألصول فمقاصد الش انوي ت ا آموضوع ث

ا تحت بحوث اد إدراجه ان من المعت لة "الفقه، وآ مناسبة "، أو تحت موضوع "المصالح المرس

ه نفسه، بصرف 8".القياس م أصول الفق غير أننا في هذا الكتاب نعتبر المقاصد منهجا وأصال لعل

9.مستقال بذاته" تخصصا"ا أو النظر عن النقاش حول اعتبارها أو عدم اعتبارها حقال معرفي

ة من ول فرعي ة، وهي حق د الحداث آما إن علم المنطق الحديث، وفلسفة القانون، وفلسفة ما بع

اب ذا الكت اث ه ع أبح رة م ة مباش ا ذات عالق ي آله فة المعاصرة، ه ا . الفلس ع موقع المنطق يق ف

ك التشريع ا في ذل ر في أصول أي تشريع، بم ام . اإلسالمي مرآزيا حين نفك اب اهتم ذا الكت وله

خاص بالفالسفة والفقهاء في القرون الخامس إلى الثامن للهجرة، فعلى أيديهم آان قبول ثم تطوير

Page 11: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

11

ر -أو نقد- نهجهم في التفكي م في م . المنطق اليوناني، ونحن نريد أن نستكشف آيف أثر منطقهم ه

اني ستكون والمنطق الحديث ذو أهمية خاصة هنا، ألن جوانب دي اليون اختالفه مع المنطق التقلي

ن منظور معاصر ه م ه نفس م أصول الفق د عل ي نق ا ف ا . نقطة انطالقن انون، بمعناه فة الق ا فلس أم

ة اهيم وبني د من مف فة التشريع اإلسالمي يمكن أن تفي ا من حيث أن فلس الحديث، فسوف نتناوله

ا . ا الحديثة المعتمدة على المنظومات فلسفة القانون المعاصرة، وخاصة في نظرياته فة م ا فلس وأم

اهض روع الفلسفة تن رع من ف ة فهي ف د الحداث ة "بع ة " الحداث ة قوي ا دراسات نقدي وأثمرت عنه

ذه . لفلسفة القانون عموما، وللتشريع اإلسالمي بالخصوص اب بعرض ه لهذا سوف يقوم هذا الكت

. بدوره" ينتقدها"بعد الحداثة، وسوف النظرات الناقدة التي تنطلق من فلسفة ما

ا ات"أم ن " المنظوم ددا م تقلة، ويشمل ع ة مس ام علمي ي أقس درس ف ديث ي فهي تخصص ح

ل م التحلي ات وعل فة المنظوم ة أو فلس ذات نظري ا بال ا منه ة، يهمن ة الفرعي ات العلمي التخصص

اب ذا الكت يع ه لتهما بمواض ك لص ومي، وذل ات ه. المنظ فة المنظوم رة وفلس فة معاص ي فلس

ة د الحداث ا بع ات م ة تختلف عن نظري ذا . مناهضة للحداثة، ولكنها تنتقد الحداثة بطريق اول ه ويتن

ا، ا، وانفتاحه دد أبعاده ة، وتع الكتاب مفاهيم معينة من نظرية المنظومات، منها مثال آلية المنظوم

ه وف نفعل ل س نهج للتحلي وير م ي تط ا ف ادة منه ا، لإلف ث وغائيته ة البح ي بقي ل . ف ا يتص ومم

م ن عل اهيم م تخدم مف وف نس ذا س ة، له م المعرف و عل ذلك أال وه د آ ات تخصص جدي بالمنظوم

وم التصنيف ل مفه تنا ألصول التشريع اإلسالمي، مث ي دراس ية ف اهيم أساس ة لتطوير مف المعرف

ة التصورية وم الطبيع ة البشرية الذي هي المنهج الذي به يتم تعريف المصطلحات، ومفه للمعرف

سوف يستخدم لتطوير " رؤية العالم"أو " البيئة المعرفية"آما إن مفهوم . والتي يندرج تحتها الفقه

.نظرية العرف ضمن أصول التشريع اإلسالمي آما يقترحها هذا الكتاب

ة إن إهمال اإلفادة من األفكار المناسبة من تخصصات فلسفية أخرى سيبقي البحث في نظري

ق ة وتحقي ات التقليدي ة الكتاب من مقارن ورا ض المي محص ريع اإلس فة التش ول وفلس األص

يئا ر ش د آبي ى ح المي إل ريع اإلس يبقى التش ا، وس ه"مخطوطاته ات أوان د ف ه " ق ث أساس ن حي م

واء د س ى ح اس عل ع الن ي واق ه ف ث تطبيقات ن حي ري وم ذا . النظ ن مواضيع ه ون م وسوف يك

.ورة تبني منهج للبحث في أصول الفقه منفتح على تخصصات متعددةالكتاب أهمية وضر

موجز البحث

ذا العصر ريعة اإلسالمية في ه ا بمعنى أدق (إن تطبيق الش ا يكون ) أو سوء تطبيقه را م آثي

ألبيض اختزاليا ال شموليا، حرفيا ال أخالقيا، أحادي البعد ال متعدد األبعاد، يرى األمور بمنظار ا

Page 12: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

12

ى اإلشارات د عل ا، يعتم ا ال ترآيبي أو األسود فحسب دون اعتبار تعدد جوانب المواضيع، تفكيكي

راه من . واأللفاظ ال على المقاصد والغايات خلف أحكام الشريعة اإلسالمية ا ن ك م ى ذل يضاف إل

زاعم ات في م ي"مجازف ين العلم ه من " (اليق ا يقابل ة المابع"أو م ةالالعقالني من وأ، ")د الحداثي

ه من " (عصمة"زعم أن للمجتهدين أو الرواة ة ال"أو ما يقابل ة تاريخي د الحداثي لنصوص ل" المابع

الفين في وجهات ). الشرعية نفسها ة، وعدم السماحة مع المخ آل ذلك يزيد في ضعف الروحاني

ة، والحري ديولوجيات العنيف نظم السياالنظر، واإلي تبداديةات الضائعة، وال ية االس ويالحظ أن .س

ة اإلسالمية، المناهج السائدة تقاوم عادة التعلم من فلسفات قد تفيد آثيرا رغم أنها لم تظهر في البيئ

دات -على النقيض من ذلك–أو أن البعض يتبنون تبنيا آامال فلسفات أخرى مع مصادمتها للمعتق

. اإلسالمية الثابتة

. النتائج النظرية) 3(التحليل، ) 2(المنهج، ) 1: (الحالي على ثالث محاوريسير هذا البحث

ى نظريتين ) 1( وم عل ريعة ) أ: (أما المنهج آما يعرضه هذا البحث فهو يق ة مقاصد الش نظري

اني (نظرية المنظومات ) ب(و) آما نعرضها في الفصل األول( ذا المحور ). الفصل الث وضمن ه

ي ا يل تعرض م ق ) أ(: نس دة تتعل رات جدي رض نظ ي تع د والت ي المقاص ة ف ات الحديث النظري

ة ات التقليدي يم النظري يا لتقي ا أساس فة ومنهج د فلس رح المقاص املة، وتط ة الش باإلصالح والتنمي

ا . والحديثة في التشريع اإلسالمي ة ) ب(أم ا في تعريف طريق تفيد منه ات، ونس ة المنظوم نظري

ل ي التحلي دة ف الي جدي ي آالت ة، وه ة للمنظوم ى الصفات العام د عل مول، : تعتم ة، والش المعرفي

ى . واالنفتاح، والترتيب الهرمي، وتعدد األبعاد، والغائية ة عل والغائية هي الصفة األساسية الحاآم

.نظرية المنظومات بشكل عام

). الفصل الثالث (سالمي سيقوم هذا الكتاب بمناقشة تعريفات للشريعة اإلسالمية والفقه اإل) 2(

ف ا لمختل ا ونظري حا تاريخي ة، ومس ة والحديث ات التقليدي بعض النظري دا ل يال ناق رح تحل م يط ث

المية ذاهب اإلس ب (الم امس، بالترتي ع والخ ي الفصلين الراب دة )ف ا بتصنيفات جدي دم تعريف ، ويق

ريع ا ة التش ي دراس رة ف ات المعاص ة واالتجاه رق التقليدي المي للط ع (إلس لين الراب ي الفص ف

ابقين ). والخامس، بالترتيب ين المنهجين الس نهج ) أ، ب(وسوف يجري المزج ب ا م ون منهم ليك

ات التشريع اإلسالمي ل نظري ادس (واحد من أجل تطوير وتحلي تقدم الشريعة ). الفصل الس وس

ا ة "اإلسالمية إذن على أنه ي ت " منظوم ة الت ى بمالمح الغائي ق مقاصد تتحل ق من خالل تحقي تحق

.الشريعة

ادس (وفي هذا الخصوص يطرح الكتاب عددا من االستنتاجات النظرية ) 3( في الفصلين الس

ابع ة ) والس ات الحجي ثال إثب ا م رعية منه ـ الش ة "ل ة الغاي ى " دالل د "بمعن ة المقص ل "دالل ، وح

والنظر في سياقات األحاديث عن طريق التعارض بين األدلة عن طريق النظر في تعدد أبعادها،

Page 13: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

13

لم في تصرفاته والنتيجة . الشريفة النظر في األغراض والنيات المختلفة للنبي صلى اهللا عليه وس

اد هو مدى النظرية التي يخلص إليها هذا الكتاب هي أن معيار صحة أية طريقة من طرق االجته

ريعة د الش ا لمقاص ة ل . تحقيقه دة العملي بح والفائ المية تص ام اإلس ه أن األحك ذا التوج ط ه ي فق ه

األحكام التي يتحقق بها مبادئ العدل، والسلوك األخالقي، والرحمة، والسماحة، ومصلحة البشر،

.وهذه آلها مقاصد من مقاصد الشريعة في حد ذاتها

جاسر عودة

لندن، المملكة المتحدة

هـ 1428م؛ جمادى اآلخرة، 2007تموز، / يوليو

Page 14: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

14

الفصل األول

مقاصد الشريعة

من منظور معاصر

نظرة عامة

ة لصيام افع الجسمية والروحي ا هي المن ان اإلسالم؟ م دا من أرآ اة واح اء الزآ ان إيت لماذا آ

ي رى ف ة آب ة خطيئ روبات الكحولي ن المش ا صغر م دار مهم ان شرب أي مق اذا آ رمضان؟ لم

ا ين المف ة ب ا هي العالق المية؟ آيف اإلسالم؟ م ريعة اإلس ان والش وق اإلنس ول حق ائدة ح هيم الس

؟"التمدن"و " التنمية"يمكن للشريعة اإلسالمية أن تساهم في

ريعة ا ضمن نطاق الش ئلة وأمثاله ذه األس ة عن ه وي أجوب ادئ تحت ريعة هي مب مقاصد الش

ام ن وراء األحك م م ى الحك وي عل ا تحت وي فيم د تحت المية، فالمقاص ثال اإلس ا م لحة "، منه مص

ا "المجتمع اة، ومنه ع الزآ ة من دف ذه الحكم وى"، فه يام " التق م من وراء الص . وهي إحدى الحك

ا عن طريق إتاحة أو حظر ومقاصد الشريعة هي أيضا الغايات الطيبة التي تعمد األحكام لتحقيقه

اس ونفوسهم "فمقصد . وسائل معينة ول الن ذا " حفظ عق ر ه ثال يفس الحظر الشامل في اإلسالم م

كرة ة والمس روبات الكحولي اول المش ارع . لتن راض الش ذلك أغ ي آ د ه ي )اهللا(والمقاص ، وه

المية ريعة اإلس ا الش وم عليه ي تق ة الت ادئ األخالقي ة : المب انية، وحري ة اإلنس ة، والكرام آالعدال

اعي ل االجتم ذا يعن . االختيار، والسماحة، والتيسير، والتكاف ل صلة وه ريعة تمث ي أن مقاصد الش

. بين التشريع اإلسالمي وبين المفاهيم المعاصرة آحقوق اإلنسان، والتنمية، والتمدن

ا اشتدت يشرح هذا الفصل ماهية مقاصد الشريعة، وآيف يمكن لها أن تقوم بدور حاسم في م

ة . إليه الحاجة من تجديد للفقه اإلسالمي ات تقليدي ريعة، وسيقدم تعريف ة لمقاصد الش وأخرى حديث

وم ن عل م م اريخي آعل ا الت ن مراحل تطوره الث مراحل م ى ث ز عل ع الترآي ا، م وتصنيفات له

Page 15: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

15

رنين الخامس ين الق ا ب اإلسالم، أال وهي فترة الصحابة، وفترة تأسيس المذاهب الفقهية، والفترة م

ع وأخيرا نقدم استعراضا للمصطلحات الحد. والثامن الهجريين يثة في بحوث المقاصد، مع التوس

ر من . حول مغزى وأهمية بعض من تلك المصطلحات ريعة النصيب األوف وسيكون لمقاصد الش

ذا ا ه االهتمام في هذا الكتاب، من ذلك أن نظريات ومناهج التشريع اإلسالمي التي سترد في ثناي

. مع مقاصد التشريع اإلسالمي الكتاب سيجري تحليلها وتقويمها بناء على مقدار توافقها

التاريخ المبكر: مقاصد الشريعة 1- 1

ماهي المقاصد؟

ة ي آلم د"تعن آل، " مقص ة والم ة والغاي دأ والني دف والمب رض واله ة 10الغ ي اليوناني ي ف ، وه

وس" ة "تيل ي االنجليزي وس"، وف ية "بيرب ي الفرنس ه"، وف ة "فيناليتي ي األلماني ك"، وف . 11"زفي

ام اإلسالمية والمقاص ات واألهداف من وراء األحك ر 12.د في الشريعة اإلسالمية هي الغاي ويعتب

أن مقاصد الشريعة ليست سوى تعبير عن -أي المنظرين في الفقه اإلسالمي-عدد من األصوليين

ثال ". مصلحة البشر" ام (فاإلمام الجويني م وفي ع اء )م 1185/ هـ 478ت ل العلم ، وهو من أوائ

وم ال ه الي دم تفاصيل (ذين ساهموا في وضع نظرية للمقاصد وتطويرها إلى ما هي علي وسوف نق

ام 13.آمترادفتين" المصالح العامة"يستخدم آلمة المقاصد وعبارة ) أآثر عنه بعد قليل ثم جاء اإلم

ام (أبو حامد الغزالي وفي ع ه ) م 1111/ هـ 505ت ع في موضوع تصنيف المقاصد، ولكن فتوس

ام فخر 14).آما سنبين في وقت الحق" (المصالح المرسلة"علها آلها ضمن موضوع ج وتابع اإلم

رازي دين ال ام (ال وفي ع ـ 606ت دي ) م 1209/ ه ام اآلم ام (واإلم وفي ع ـ 631ت ) م 1234/ ه

ي مصطلحاته ي ف وفي 15.الغزال دين الط م ال ام نج رف اإلم ام (ويع وفي ع ـ 716ت ، )م 1316/ ه

نص " المصلحة"ذي جعل وهو ال ة لل ة الخاص ا (فوق الدالل ا سنشرح الحق ، يعرف المصلحة )آم

ارع "على أنها ام القرافي 16)".أي اهللا ورسوله (السبب المؤدي إلى مقصود الش ا اإلم وفي (وأم ت

أن طرح قاعدة أصولية " المقصد "و " المصلحة"فقد عقد الصلة بين ) م 1868/ هـ 1285عام ب

ل لمصلحة، أو : قاعدة" :تقول ال يعتبر الشرع من المقاصد إال ما تعلق به غرض صحيح، محص

17."دارئ لمفسدة

ين ة ب ة الوثيق ا العالق ر من خالله ة يظه ة قليل ذه أمثل اهيم " المقصد"و " المصلحة"فه ي مف ف

رة التي طو (األصول ة وخاصة بين القرنين الخامس والثامن الهجريين، وهي الفت ا نظري رت فيه

.) المقاصد، وهو ما سنتوسع فيه فيما بعد

Page 16: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

16

أبعاد المقاصد

ا . تصنف المقاصد في الشريعة اإلسالمية بطرق مختلفة، وذلك تبعا لعدد من االعتبارات ورد فيم ن

:يلي بعضا من تلك االعتبارات

.في مذاهب الفقه مستويات الضرورة، وهو ما جرى عليه التصنيف التقليدي - 1

.صدألحكام التي يقصد بها تحصيل المقمجال ا - 2

.مجال البشر الذين يشملهم المقصد - 3

.مستوى عالمية المقصد - 4

)مستويات الضرورة حسب(الترتيب الهرمي لمقاصد الشريعة اإلسالمية : 1-1 شكل

ات، ": ن الضرورةمستويات م"تقسم التصنيفات التقليدية المقاصد إلى ثالثة الضرويات، والحاجي

ينيات ى . والتحس روريات إل مون الض م يقس ل، "ث ال، والعق نفس، والم دين، وال ظ ال ا يحف م

ل ول . 18"والنس عة القب ة الواس روريات الخمس ذه الض ى ه وليين إل ظ "وأضاف بعض األص حف

رض ر 19".الع ا اعتب روريات أنه ذه الض ي ه ه تبن ود إلي ذي يع اس ال ية واألس ورا أساس ت أم

ة من الستمرار الحياة البشرية نفسها، آما إن هناك اتفاقا عاما أن حفظ هذه الضررويات هو الغاي

اة أو موت، والمقاصد 20.آل شريعة سماوية ى مستوى الضرورات هي مسائل حي فالمقاصد عل

الزواج والتجارة ى على مستوى الحاجيات هي أقل ضرورة للحياة البشرية آ ، والمقاصد التي عل

)مستويات الضرورة(مقاصد الشريعة اإلسالمية

التحسينيات الحاجيات الضروريات

العر النسل العقل المال حفظ الدين النفس

Page 17: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

17

ا 1-1يجد القارئ في الشكل . 21مستوى التحسينيات أو الكماليات هي أقل ضرورة من الحاجيات م

ا . يوضح الترتيب الهرمي لمستويات الضرورة ي، آم داخل ضمن الترتيب الهرم والمستويات تت

ه . يوضح الشاطبي دور فمستوى . فكل مستوى يدعم ويحمي المستوى األدنى من وم ب ات يق الحاجي

ا 22.لمستوى الضروريات" طبقة حماية" ى امقاصد آله لون النظر إل اء يفض لهذا نجد بعض العلم

23.بدل اعتبارها ترتيبا هرميا صارما" دوائر متداخلة"على أنها

انية دوافع اإلنس رم المصالح وال ذآرنا به تويات الضرورة ي رم مس يس (الحظت أن ه ول

ارة ) ةاإللهي ا عب ق عليه ي أطل رن العشرين، والت لم "التي صممها أبراهام ماسلو في أواسط الق س

المة 24".الحاجات ات األساسية والس ة من المتطلب وع بداي انية تتن ويرى ماسلو أن الحاجات اإلنس

دير ى الحب والتق انية آالحاجة إل ا، البدنية الضرورية للحياة، ثم ترتقي لتشمل حاجات إنس وغيره

ل ذات "ثم ترتقي إلى آماليات مث ك " تحقيق ال ر ذل ام . وغي د طرح في ع ان ماسلو ق م 1943وآ

ا يتكون 1970خمسة مستويات من الحاجات، ثم في عام ا هرمي م عدل أفكاره، حيث طرح ترتيب

ل 25.من سبعة مستويات من الحاجات ة ماس اطبي ونظري و من وهناك تشابه طريف بين نظرية الش

ابها آخر . حيث مستويات المقاصد دي تش ة ماسلو تب ة من نظري ذا أن النسخة المعدل ى ه أضف إل

ات اإلسالمية في ة نفسها مع "المقاصد "مثيرا لالهتمام مع النظري ة تطوير النظري ، وهو إمكاني

. الزمن

رن العشرين وخاصة في ا لقد تطورت النظريات اإلسالمية في المقاصد عبر القرون، ، لق

ا ا م فقد انتقدت النظريات المعاصرة التصنيف التقليدي للضروريات وذلك لعدد من األسباب، منه

26:يلي

إن المقاصد في نظريتها التقليدية تتناول آليات الشريعة اإلسالمية، إال أنها نادرا ما - 1

تجيب نظرية المقاصد فال . تتناول مقاصد األبواب الخاصة في الشريعة اإلسالمية

التقليدية التي ذآرنا خطوطها الرئيسية أعاله عن آثير من األسئلة المفصلة التي ذآرناها

.بخصوص حكم معين أو باب معين من أبواب الشريعة "لماذا؟"والتي تبدأ بالسؤال

بشر دون األسر أو المجتمع أو ال ،إن المقاصد في صورتها التقليدية تتناول األفراد - 2

فقط، دون الفرد ومال الفرد عموما؛ آأن الشريعة اإلسالمية تهتم بحياة الفرد وعرض

المجتمع، أو عرض المجتمع وآرامته، أو ثروة المجتمع واقتصاده، والتي آلها مما حياة

.يهتم به اإلسالم

Page 18: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

18

ها لم إن تصنيفات المقاصد في صورتها التقليدية، رغم بحثها في مراتب الضرورة، فإن - 3

وغير الضرورية وأهمها، مثل العدالة وحرية التصرفوالمقاصد تشمل أآبر المبادئ

.ذلك من المبادئ المهمة

جرى استنباط المقاصد من التراث الفقهي الذي وضعه الفقهاء، وليس من النصوص - 4

فحينما نطالع بحوث المقاصد التقليدية، نجد أن مراجعها هي. األصلية من آتاب وسنة

دوما أحكام الفقه اإلسالمي الذي توصلت إليه مختلف مذاهب الفقه، وال نجد فيها آيات

.، وهو فارق له أثر آبير ومعتبرالقرآن الكريم أساسا الستنباط المقاصد

وقد حاول العلماء المعاصرون معالجة جوانب النقص المذآورة بطرح عدد من المفاهيم

فحول المدى الذي تغطيه األحكام، يقسم . د الشريعة أبعادا جديدةوالتصنيفات التي تعطي لمقاص

27:العلماء المعاصرون المقاصد إلى ثالثة مستويات

وهي المقاصد التي يالحظ وجودها في آل أبواب الشريعة، وذلك مثل : المقاصد العامة - 1

ديثا، الضروريات والحاجيات التي جرى ذآرها فيما سبق، ومقاصد جرى مناقشتها ح

".التيسير"و" العالمية"، و"العدل "مثل

وهي المقاصد التي يالحظ وجودها في آل جوانب باب أو فرع محدد : المقاصد الخاصة - 2

من فروع الشريعة، آصيانة مصلحة األوالد في التشريعات الخاصة باألسرة، وزجر

ومنع االحتكار في المجرمين عن اقتراف الجرائم في التشريعات الخاصة بالعقوبات،

.التشريعات الخاصة بالعقود المالية

من نص محدد أو حكم " الغاية"أو " العلة"وهذه المقاصد تتناول : المقاصد الجزئية - 3

محدد، وذلك مثل هدف الكشف عن الحقيقة حين يفرض النص عددا ما من الشهود في

للصائم المريض أن يفطر، قضايا معينة، ومثل هدف تخفيف المشقة حين يسمح النص

ومثل هدف إطعام الفقراء من خالل الحكم بإيجاب استهالك أو توزيع اللحم في أثناء أيام

.العيد أو ما يسمى بالنهي عن ادخار لحوم األضاحي، وهكذا

ريعة وم مقاصد الش ع مفه ردي، وس د الف ى البع ة االقتصار عل ى عل أما بخصوص التغلب عل

اال ا ليشمل مج رية عموم ى البش ة، أو حت توياته المختلف ع بمس اس، أي المجتم ن الن ذا . أوسع م له

ل ة قب ة لمقاصد األم أعطى الشيخ الطاهر ابن عاشور مثال في بحثه عن مقاصد الشريعة األولوي

رأة "و " اإلصالح "المقاصد التي تمس األفراد، ونجد الشيخ رشيد رضا قد أدخل وق الم في " حق

Page 19: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

19

ن ه ع ي المقاصد نظريت ه ف ملت نظريت د ش يخ يوسف القرضاوي ق د الش ريعة، ونج مقاصد الش

ل و " آرامة اإلنسان " وق اإلنسان "ب ل ". حق ذا الحق ذه التوسعات في مجال المقاصد جعلت ه فه

ق من مستوى ام "يتجاوب مع القضايا واالهتمامات المعاصرة، وينطل ة من وراء األحك " الحكم

ة لإل ا سيفصل في الصفحات إلى مستوى الخطط الواقعي د اإلسالمي الشامل، آم صالح والتجدي

.التالية

ا، ا عالمي ون أفقه ى أن يك ا سعت إل ي المقاصد أنه ة ف ود الحديث ع الجه ان من توس را آ وأخي

ه اإلسالمي دونات الفق . وذلك بأنها صارت تستمد من النصوص مباشرة، بدال من استمدادها من م

ة بسياق عصرها، وهذا التغيير مهم، ام الفقهي اط األحك ألنه مكن مقاصد الشريعة من تجاوز ارتب

وصارت مقاصد الشريعة ترتبط بالنصوص الشرعية الخالدة، وهذه بالقطع أعلى قيمة وأعمق في

ا . مبادئها ة والشمول في مبادئه ريعة نحو العالمي ذا سارت مقاصد الش ا . وهك يمكن أن نسوق هن

ى ة عل ذا بعض األمثل ا ه ان له رة وآ ن النصوص مباش تنباطها م ي جرى اس ة الت المقاصد الكلي

: األثر

ا ) م 1935/ هـ 1354توفي عام (قام الشيخ رشيد رضا - 1 ريم بحث رآن الك باستقراء الق

ا تشمل ا جهل : "عن ما يتغيى من مقاصد، ووجد أنه ان م دين، وبي ان ال إصالح أرآ

ان وة، وبي ر النب ن أم ر م ة البش م، والحكم ل والعل رة والعق ن الفط الم دي أن اإلس

ي، اني السياس اعي اإلنس الح االجتم تقالل، واإلص ة واالس ان والحري .. والبره

28."وإعطاء النساء حقوقهن

ن عاشور - 2 اهر ب ام (طرح الشيخ الط وفي ع رة أن المقصد ) م 1907/ هـ 1325ت فك

ام ا ظ النظ و حف المية ه ريعة اإلس ام للش ماحة، الع ة، والس اواة، والحري ام، والمس لع

اة الفطرة ة، ومراع ى . 29والعالمي ا أن معن م أن نالحظ هن ن المه ة"وم ذي " الحري ال

ى ة بمعن ن الحري ف ع رين يختل اء المعاص ن العلم ره م ور وغي ن عاش ه اب طرح

الوا إن " العتق" اء حين ق ة "الذي آان يعنيه الفقه العتق 30".الشارع متشوف للحري ف

و ن ه ة، ولك ة"عكس العبودي ن " الحري ق م ن العت ع م ي أوس المعنى المعاصر ه ب

ط ة فق وم . العبودي ذآر مفه رعية ت يئة"إال أن النصوص الش ه "المش وم ل و مفه ، وه

ـ ". اإلرادة الحرة"وجوه من التشابه مع مفهوم الحرية بالمعنى المعاصر ومع معنى ف

يئة" ي " المش دة "ف ة العقي ثال–" حري ارة -م ريم بعب رآن الك ذآرها الق اء "ي ن ش فم

د دخل في " الحرية"أما آمصطلح، فإن 31."فليؤمن ومن شاء فليكفر هي معنى جدي

ن عاشور نسب . الكتابات المقاصدية اإلسالمية حديثا ومما يلفت النظر أن الطاهر ب

Page 20: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

20

ية، الكتابات التي انبثقت عن الثور: "إلى" الحرية"أصل استخدامه لمصطلح ة الفرنس

إال أنه أسهب في 32"والتي ترجمت من الفرنسية إلى العربية في القرن التاسع عشر،

ر، ة التعبي د، وحري ة المعتق ر، وحري ة التفكي الحديث عن نظرة إسالمية خالصة لحري

ك ة التصرف، وآل ذل ي–وحري دو ل ا يب وم -في م ا من مفه ان انطالق يئة"آ " المش

33.القرآني

ي دعا الش - 3 د الغزال ام (يخ محم وفي ع ى ) م 1996/ هـ 1416ت دروس من "إل أخذ ال

المي، اريخ اإلس ن الت ية م رة الماض ة عش رون األربع وم " الق ع مفه ا وس ن هن وم

34.على مستوى الضروريات" العدالة والحرية"مقاصد الشريعة لتشمل

ا - 4 اوي أيض يخ يوسف القرض ام الش ام (وق د ع ـ 1345ول تعراض با) م 1926/ ه س

ة ة التالي ى المقاصد العام ك إل د : "القرآن الكريم، ووصل من خالل ذل تصحيح العقائ

ه، ان وحقوق ة اإلنس ر آرام زاء، وتقري الة والج ة والرس ورات لأللوهي ي التص ف

رة وين األس الق، وتك ويم األخ رية وتق نفس البش ة ال ادة اهللا، وتزآي ى عب دعوة إل وال

الحة الم الص ى ع دعوة إل رية وال ى البش هيدة عل ة الش اء األم رأة، وبن وإنصاف الم

اون اني متع ر أن 35".إنس يخ غي ى أن مح القرضاوي الش د عل ة يؤآ ة طرح نظري اول

رة يجب أال يحدث قبل اآتساب مقدار آاف مقاصد الشريعة عامة في م من الخب والعل

36.بالكتاب والسنة

رآن ) م 1935/ هـ 1354ولد عام (طه العلواني الشيخ آما قام - 5 بدوره باستعراض الق

ريم دد الك د "ليح رعية المقاص ا الش ةالعلي فها ، "الحاآم ا يص ي آم ي ه يخال الت ش

واني د، " العل ةالتوحي ران والتزآي ي األرض (، والعم ارة ف وير الحض 37)."أي تط

38.لتوضيح آل من هذه المقاصد الثالثة ةثا مستقلوالعلواني حاليا بح الشيخويكتب

الفقهاء تصورهما في واقع األمر المذآورة أعاله تمثل " الشريعةمقاصد "إن

إلصالح والتجديد، وال يستطيع مدع أن يدعي أن أيا من هذه لمن مفاهيم أنفسهم ن والمعاصر

هي عين ما أراد اهللا تعالى بمقاصد -سواء القديمة منها أو الحديثة- التصنيفات والترآيبات

خلق اهللا تعالى فإننا لن نجد فيها هذه لما ة يالطبيعاألشكال لو رجعنا إلى ذلك ألننا . الشريعة

ممثال لتصورات هناتطيالت، آالتي تظهر في المخطط الذي يظهر الدوائر واألهرامات والمس

فكل الترآيبات التي تظهر في العلوم وحتى في اإلنسانيات، وآل . العلماء لتقسيمات المقاصد

اإلنسان، وهو يحتاج إليها من أجل وفي تصور التي تنضوي تحتها، هي من صنع التقسيمات

.توضيح األمور لنفسه ولغيره

Page 21: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

21

ذ ريعة له يم مقاصد الش ال عن تقس ا يمكن أن يق إن أقصى م ي"ا ف يمات " الحقيق ا تقس إنه

دة و اد"عدي ددة األبع ام "متع ام، وأقس االت األحك رورة، ومج تويات الض ا مس ون فيه ث تك ، بحي

ة رة وتصنيفات مقبول ل آراء معتب اد صحيحة تمث ا أبع يم، آله ين، ومجاالت التعم وسيرى . المكلف

ارئ توس فة الق ة وفلس ناه لنظري ذي خصص الي ال ل الت ي الفص اد ف دد األبع وع تع ي موض عا ف

.المنظومات

ل في ريعة تمث آما يظهر من خالل اآلراء التي سقناها من القرن العشرين أن مقاصد الش

ل الواقع رأي من يطرحها من العلماء حول قضايا اإلصالح وتجديد الفقه اإلسالمي، هذا مع أن آ

وحي تلك ل . المقاصد مستقراة من نصوص ال ات اإلصالح في آ نص ومتطلب ين ال ذا المزج ب وه

م الوسائل . عصر يعطي المقاصد أهمية خاصة دا من أه م مقاصد الشريعة واح ر عل ذا، أعتب وله

ة لإلصالح اإلسالمي اهج الفعال ة والمن م اإلسالمي ال من . الفكري ع من داخل العل نهج ينب و م فه

اول االهتمامات اإلسالمية خار ا . جه، ويخاطب العقلية المسلمة، ويتن ذا الطرح يختلف اختالف وه

ـ اريع لل ك المش ذريا عن تل د"أو " إصالح"ج أتي من خارج نطاق المصطلحات " التجدي ي ت الت

.اإلسالمية والعلم اإلسالمي

وال وأقدم فيما يلي عرضا موجزا لتاريخ الفكرة، فكرة مقاصد ال شريعة بدء من أق

.صحابة الرسول صلى اهللا عليه وسلم ووصوال إلى عصرنا الحاضر

المقاصد في اجتهادات الصحابة

د ى عه ة أو حديث يرجع إل ي القصد أو الهدف أو الغرض من وراء آي ل ف رة التأم اريخ فك إن ت

ات ك في عدد من الرواي ا ورد ذل ع هو وا. الصحابة رضي اهللا عنهم، آم ال المعروف للجمي لمث

ه "صالة العصر في بني قريظة"حديث ورد بطرق عديدة حول ، وفيه أمر الرسول صلى اهللا علي

ة، ي قريظ ى بن وا إل حابه أن يتوجه لم أص اك 39وس ر إال هن الة العص لوا ص رهم أال يص وأم

ي قريظة: الحديث( ي بن دآم العصر إال ف ر أن وقت صالة ال 40).ال يصلين أح اد أن غي عصر آ

ين . ينقضي قبل أن يصل الصحابة إلى بني قريظة ى رأي ة أصرت أال : وهكذا انقسم الصحابة إل فئ

ل أن يصلوا بني ى الطريق قب ة صلوا عل ه، وفئ ات وقت و ف يصلوا العصر إال في بني قريظة ول

. قريظة، حتى ال يفوت وقت الصالة

الرأي األول أن ذوا ب ن أخ ة م ت حج ت وآان لم آان ه وس لى اهللا علي ول ص ر الرس أوام

ة الفريق ا آانت حج دا أال يصلوا العصر إال في بني قريظة، بينم واضحة، فقد أمر الجميع مؤآ

ى بني قريظة " نيته"النبي صلى اهللا عليه وسلم و" قصد"الثاني أن آانت المسارعة في السير إل

ة( ي رواي ا قصد اإلسراع: فف م ي)إنم ه"أو " قصده"كن ، ول و خرج " نيت ى ول الة حت ل الص تأجي

Page 22: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

22

وا، . وقتها الصحيح ا فعل ويتابع راوي الحديث أن الصحابة لما أبلغوا النبي صلى اهللا عليه وسلم بم

رأيين ى آال ال ه وافق عل د أن 41.فإنه لم يعلق على ذلك، أي أن ا بع اء فيم اء والعلم ق الفقه د عل وق

وقفين صحيح موافقة النبي صل ا . ى اهللا عليه وسلم على آال الرأيين يعني أن آال الم ر أن عالم غي

ل ذين صلوا قب أ الصحابة ال د خط ف، فق ذا الموق آبيرا هو اإلمام ابن حزم الظاهري خرج على ه

يهم أال يصلوا العصر إال ان عل وصولهم إلى بني قريظة، وصرح أن هذا الفريق من الصحابة آ

د ب و وصلوا بع ى ول لم، حت ه وس رهم الرسول صلى اهللا علي ا أم عد وصولهم إلى بني قريظة، آم

42!نصف الليل

ائج ل إن نت وهناك حادثة أخرى في عهد الصحابة ذات مغزى مشابه لحادثة بني قريظة، ب

ذه الحا ة اتخاذ موقف تشريعي يعتمد على المقصد المفهوم من النص ال على ظاهر النص في ه دث

ة عمر . الثانية آانت أبعد أثرا ه، ومنزل حدثت هذه الحادثة في أيام عمر بن الخطاب رضي اهللا عن

اتهم، اين وجه ة مع تب ر من الصحابة في األمور العام في اإلسالم وعادته في استشارة عدد آبي

وزع . يجعل أراؤه ذات حجية ومغزى خاص يهم في هذه الحادثة طلب الصحابة من عمر أن ي عل

ن ي م ك األراض ار أن تل ى اعتب ديثا، عل ا ح ين افتتحت راق اللت ر والع ي مص ائم "أراض غن

ا 43."الحرب اتلين م ريم تعطي المق رآن الك ددة في الق آانت حجتهم وجود نصوص واضحة ومح

ه " (غنائم الحرب"حصلوا عليه من وا الل ا واتق يم فكلوا مما غنمتم حالال طيب ور رح ه غف – إن الل

تند في . )69األنفال حابة، واس ى الص غير أن عمر رفض توزيع مدن آاملة وأراضي شاسعة عل

ين أن اهللا ا، تب ر عموم ارات أآث رى، ذات عب ات أخ ى آي راره عل د"ق ال " يقص ون الم أال يك

اء ين ا (محصورا بين األغني ة ب ون دول ا يك ي ل نكم آ اء م ى ال يحتكر )7الحشر – لأغني ، أي حت

م عمر . األغنياء المال والثروة في المجتمع د فه ه (لهذا فق دوه في رأي ذين أي ات ) والصحابة ال اآلي

ى المحاربين ضمن سياق ائم الحرب عل ع غن رع " مقصد "الخاصة بتوزي ين من مقاصد الش مع

ات األخرى وه من اآلي ذا المقصد. فهم ار، أو وه ع االحتك دل ومن ق بالع ين "يتعل وة ب تضييق اله

ات التعبير المعاصر -" الطبق ر . ب ه يمكن أن يعتب و أن ألة ه ذه المس ي ه ر ف اد عم ة اجته –وأهمي

وهذا االجتهاد له قيمته في . الذي اتفق عليه عدد معتبر من الصحابة" اإلجماع"نوعا من -أصوليا

ا "حجية رأي الصحابي"أو " اإلجماع"الفقه، بصرف النظر عن تعريف ائل دار حوله ، وهي مس

.الخالف بين الفقهاء من مختلف المذاهب، آما سنشرحه في حينه

ألة، ة ذا مغزى عميق في نفس المس ة أمثل ادات عمر المختلف آما يمكن أن نأخذ من اجته

سببه إدراك عمر أن تطبيق والذي آان 44آتعليقه حد السرقة في عام المجاعة في المدينة المنورة،

ى اس من حاجة إل ه الن اني في ذي يع نة في الوقت ال رآن والس ا الق ص عليه ذي ن عقوبة السرقة ال

Page 23: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

23

ي ي ف و مقصد أساس ذي ه ة ال دأ العدال ق مب اتهم، ال يحق ى حي اظ عل ي لمجرد الحف وتهم األساس ق

. كام عقوبة السرقةاإلسالم، ولذلك اعتبر هذا المبدأ األآبر هو مرجعه في تعليق أح

ه عن تطبيق ذلك هو توقف ه عمر آ لحديث شريف " المعنى الظاهر "ومثال ثالث من فق

دو ) أي آل الممتلكات الشخصية(يصرح بوضوح بأن للجندي سلب د 45.لمن يقتله من جنود الع فق

ان قصده ة، وآ ود خمسه فحسب، آالغنيم ة ويعطي الجن في قرر أن يجمع آل السلب عالي القيم

.ذلك أن يحافظ على مبدأ اإلنصاف بين الجنود، وقصد آذلك إلى إغناء بيت المال

ا روة التي تجب عليه اد في الث راره أن يشمل الجي ر، هو ق ولنعط مثاال رابعا من فقه عم

د نطق ان ق لم آ ه وس ي صلى اهللا علي الرغم من أن النب ذا ب اة، ه الزآاة، أو ما يسمى بوعاء الزآ

اة بأمر دا في . ه الواضح في استثناء الفرس من الزآ ا ج ل ازدادت قيمته ة عمر أن الخي آانت حج

وال التي لم في األم ه وس ا الرسول صلى اهللا علي د أدخله ال ق ال، والجم زمانه بالنسبة لقيمة الجم

اة ا الزآ ر 46.تجب فيه م عم رى فه ارة أخ د"وبعب اعدة " مقص ن المس كل م ا ش ى أنه اة عل الزآ

دد وع المح االجتماعية يدفعها األغنياء من أجل تخفيف المعاناة عن الفقراء، بصرف النظر عن الن

ا ا فهم م منه ا يفه لم وم ه وس ول صلى اهللا علي ا الرس ي ذآره لع الت وال والس روات واألم ن الث م

47.حرفيا

ة ذاهب الفقهي اة "وسيع أي ت -إال المذهب الحنفي -ولكن، ال يقبل أي من الم " لوعاء الزآ

ي م الفقه اهري في الفه م الظ دار انتشار الفه ا مق ين لن ذا يب اة، وه ا الزآ أي األمور التي تجب فيه

اة إال ": فابن حزم يؤآد أنه. التقليدي بشكل عام ط، وهي ال زآ وال فق ة أصناف من األم في ثماني

ر عير والتم ح والش ذهب والفضة والقم ر وا ال ل والبق نم ضواإلب ط اأنهلغ ا فق ا ... وماعزه وفيه

ل وال زآاة... نةجاءت الس ا وال في الخي ا ذآرن في شيء من الثمار وال من الزرع وال في غير م

ذا مؤسسة 48."وال في العسل وال في عروض التجارة وال في الرقيق ل ه م يعط من الواضح آ

.من فرضهاالزآاة من أن تحقق أي دور فعال من العدالة أو الحكمة

ة من وراء "وبناء على ام الحكم د عارض الشيخ يوسف القرضاوي " الشرعية األحك فق

اة "رأي الجمهورفي وعاء الزآاة، وذلك حين بحث الموضوع بالتفصيل في آتابه القيم ، "فقه الزآ

ا لآ: "وآتب يقول اة ءمال نام وع رعت لس نإ... للزآ ا ش اة إنم راء وا دالزآ لمساآين حاجة الفق

وب والغارمين وابن السبيل، وإلقامة أليف القل اد في سبيل اهللا وت ة للمسلمين آالجه المصالح العام

ك خمس ...على اإلسالم ن يمل ى م ذا العبء عل اء ه د إلق د قص اومن المستبعد أن يكون الشارع ق

ذين يملكون ار الرأسماليين من اإلبل أو أربعين من الغنم أو خمسة أوسق من الشعير ثم يعفي آب ال

وظفين ورجال المهن الحرة، أعظم المصانع وأضخم العمارات، أو األطباء والمحامين وآبار الم

Page 24: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

24

ق الشعير الذين يكسبون في اليوم الواحد ما يكسبه صاحب ل أو الخمسة من أوس الخمسة من اإلب

49".في سنوات

نه ذا الم بن ه م يت اب ل ن الخط ام غير أن عمر ب ل أحك ى المقاصد في آ د عل ذي يعتم ج ال

ه يروي البخاري . الشريعة يم ال : "عن عمر أنه قال في خالفت د رمالنف ف عن المناآب وق والكش

ة من ال " اهللا اإلسالم ونفى الكفر وأهله؟ زأع ل في إشارة إلى الحكم ه رسول اهللا حين أمرهم رم ب

لم ه وس وة ال صلى اهللا علي ار ق ي إظه اع الك ، وه د أش ة، وق وا مك ين فتح لمين ح ارمس م ف د أنه ق

يئ : "اعمر قال معقب نأضعفتهم أوبئة المدينة، ولك دع ش ه اوال ن ا نفعل د رسول اهللا آن ى عه 50".عل

ين ر ب رق عم ذا الموقف ف ي ه ادات"فف امالت"و " العب ل "المع د آ ن بع ه م ق تبنت ذا التقري ، وه

ه وقد عبر الشاطبي. مدارس أصول الفقه د ": مثال عن هذا التفريق بقول ادات التعب األصل في العب

راع ول فى اخت إذن إذ ال مجال للعق ا إال ب دون االلتفات إلى المعاني واألصل فيها أن ال يقدم عليه

دل . التعبدات ا اإلذن حتى ي وما آان من العاديات فاألصل فيها اإللتفات إلى المعاني واألصل فيه

51."الدليل على خالفه

م نهم ل حابة رضي اهللا ع ي أن الص ل ف ة يتمث ن أمثل اه م ا ذآرن ي م اد ف ة االجته إن أهمي

د ا بع ه فيم اء أصول الفق ه علم ق علي ا أطل ل حال م ة اللفظ "يطبقوا في آ ه " (دالل دل علي ا ي أو م

ا من مقصو ). ظاهر الكالم في النص الشرعي ة تستنبط أحيان نص العملي د آانت مضامين ال د فق

ه ق علي ا يمكن أن يطل ة "النص، وهو م ة الغاي ة المقصد "أو " دالل يح "دالل ة تت ذه الدالل ل ه ، فمث

ة التي ا يظهر من خالل األمثل ذا م ياقها، وه المجال لمرونة أآبر في فهم األلفاظ ووضعها في س

.سقناها

ريعة ة الش ي دراس ر ف ذهبي المعاص اه الم ر أن االتج ي 52غي ر ف ر التغيي وء ال يعتب ض

م، " علة واضحة "فهذا االتجاه قد يدعي وجود . المقاصد معارضا للداللة اللغوية للنص وراء الحك

م وأن األحكام الشرعية ال تنطبق إذا زالت العلة التي صدر الحكم بسببها أو التي خصص بها الحك

ام ص ع ي بموج 53.بعد ورود ن ة الت ا ذآر أعاله أن العل ى م ك عل ال ذل ة مث م عقوب ق حك ا يطب به

رقة ." سرقة قام بها اإلنسان دون أن يكون لديه حاجة للسرقة: "السارق هي وعلى هذا فإن حد الس

ه ل . ال ينطبق أصال على من تجاوز عنهم عمر رضي اهللا عن ى مث م يمكن الحصول عل ا إذا ل أم

ذهبي المعاصر هذا الفهم لبعض االجتهادات ولو من عمر رضي اهللا عنه، فإن جماعة اه الم االتج

ا ة للنص "ينتقدون مثل تلك االجتهادات من عمر ويعتبرونه ذه 54."مخالف ي أن ه دو ل ه يب ر أن غي

ة "المعايير التي اشترطها األصوليون في صحة ون " العل ا يقول ى م ثال، . ال تنطبق عل وجود "فم

ل األحوال " منضطبا"معنى ليس " الحاجة ا في آ ا مقاس ر أي ثابت د تتغي ه ق " وجود الحاجة "، ألن

روف ر الظ المعنى . بتغي ة، ب يس عل م ل ر الحك ل تغيي ن أج ه م ل إلي ذي نتوص ار ال إذن، فالمعي

Page 25: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

25

ر ". مقصد"األصولي للكلمة، وإنما هو فمن الناحية العلمية، نرى أنه من األنسب أن ننسب التغيي

ة "لى ما زعم من التكافل االجتماعي، وليس إ" مقصد"الذي ارتآه عمر إلى ا ". عل ان مم ال ث ومث

ي لب ه م الس ق حك ي تطبي ة ف زعم أن العل و ال اه ه ذا االتج ي ه رح ف ب "ط ام حس إذن اإلم

ر الظروف " منضطبة "لكننا نقول مرة أخرى إن هذه العلة ليست 55."المصلحة ر بتغي ا تتغي . ألنه

ى اه عمر إل ذي تبن ود ومقصد تحقيق لهذا فمن األنسب أن ننسب التغيير ال ين الجن دل ب مقصد الع

.المصلحة االجتماعية

ريعة ام الش ر للمقاصد في تطبيق أحك م المبك ة توضيح الفه قناه من أمثل ا س المقصود مم

وم . اإلسالمية، ومضامين إعطاء المقاصد أهمية أساسية في تطبيق هذه األحكام ذي تق دور ال أما ال

رق اال ف ط ي مختل د ف ه المقاص ين ب ة ب اد، والعالق ة"جته د"و " العل ه " المقص أتي بحث ذا ي فه

.بالتفصيل في الفصل السادس من هذا الكتاب

النظريات المبكرة في المقاصد

ا . بدأت نظرية المقاصد وتصنيف المقاصد تتطور بعد عهد الصحابة ا نعرفه ر أن المقاصد آم غي

ام األصولي ى أي كل واضح حت ور بش م تتط وم ل امن الي ى الث امس إل رن الخ ي الق أخرين ف ين المت

الي ي المقطع الت ه ف ول في ل الق ا سنفص ذا م ريين، وه د . الهج ى، فق ة األول رون الثالث ي الق ا ف أم

ل ة، والمناسبة، والغرض في : ظهرت مصطلحات تتعلق بالمقاصد أو األسباب مث ة، والعل الحكم

ثال في موضوع آالم أئمة الفقه، ثم بعد ذلك في عدد من نظري ات األصوليين، وذلك حين بحثوا م

غير أن المقاصد بحد ذاتها لم تبرز آبحوث تخصص ". المصلحة"أو " االستحسان"أو " القياس"

رن الثالث الهجري ة . لها دراسات مستقلة أو عناية خاصة حتى أواخر الق أت تطوير نظري م ي ول

رورة " ات الض وي " درج ام الج ان اإلم ى لس ام (ني عل وفي ع ـ 478ت ك ) م 1085/ ه د ذل إال بع

رن الخامس الهجري ي الق ر، ف رنين . بكثي ين الق رة للمقاصد ب اهيم المبك ي المف ا يل نستعرض فيم

.الثالث والخامس الهجريين

يم - 1 ذي الحك ام (الترم وفي ع ـ 296ت ا مخصص لموضوع ): م 908/ ه اب وصل إلين أول آت

اب " مقاصدال"المقاصد، واستخدمت آلمة ، وهو من "الصالة ومقاصدها "في عنوانه هو آت

ال الصالة و 56.تأليف الترمذي الحكيم ل من أفع وهذا الكتاب يحتوي على استعراض لحكم آ

م . ، مع ميل صوفي واضح "أسرارها الروحية" ك الحك ة تل ة " :من أمثل ال الصالة مختلف أفع

ة يخرج من ، إلباقاج من فبالوقوف يخر: على اختالف األحوال من العبد ى القبل وبالتوجه إل

ة ، وبالتكبير يخرج من الكبر ،التولي واإلعراض اء يخرج من الغفل الرآوع يخرج ، وبالثن وب

Page 26: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

26

ج، . .".. من الجفاء، وبالسجود يخرج من الذنب وآتب الترمذي الحكيم آتابا مشابها حول الح

57".الحج وأسراره: "اختار له عنوان

امالت هو ): م 933/ هـ 322توفي عام (ي أبو زيد البلخ - 2 أول آتاب معروف في مقاصد المع

ي د البلخ ي زي اب أب ة "آت ل الديان ن عل ة ع ن وراء "اإلبان د م ه المقاص تعرض في د اس ، فق

ة ام الفقهي ماه . األحك ا بالمصلحة أس ر خاص ا آخ ا آتاب ي أيض ب البلخ دان "وآت الح األب مص

وس ف أن"والنف ه آي ين في ا ، ب واء منه ي الصحة، س اهم ف المية تس ام اإلس ال واألحك األعم

58.الجمسية أو النفسية

ه ): م 975/ هـ 365توفي عام (القفال الشاشي الكبير - 3 أقدم مخطوط استطعت أن أحصل علي

ال اب القف ريعة"من دار الكتب المصرية في موضوع المقاصد هو آت دأ 59".محاسن الش ب

ه بفص ال آتاب ب الفصول القف اب بحس ة الكت م بقي م قس فحة، ث رين ص ه عش ي طول ل تعريف

ة ه التقليدي ب الفق ي آت ادة ف ذا (المعت الة، وهك م الص م بالوضوء، ث ارة، ث ا بالطه ذآر ). بادئ ي

م من وراءه ع في مقاصده والحك م يتوس م باختصار، ث ل حك ه آ والمخطوط . القفال في آتاب

غ د، ويبل ه واضح إلى حد جي رة من المخطوط يوجد 400طول صفحة، وفي الصفحة األخي

ع األول، ن ربي ر م ادي عش و الح ه، وه اء آتابت اريخ إنه ـ 358ت ن (ه ابع م ق للس المواف

ى ). م 969شباط، /فبراير ذا عل اب مساحة واسعة، ه ا الكت ه التي يحتويه واب الفق وتغطي أب

ة، ام الفردي ى األحك ارم عل اره الص ن اقتص رغم م ول ال ة ح ة عام ه أي نظري دم طرح وع

ي . غير أن الكتاب هو مع ذلك خطوة مهمة في تطوير نظرية المقاصد. المقاصد ا يل ورد فيم ن

نفس الصفحة في الشكل (اقتباسا من الكتاب من الفصل التعريفي ارئ صورة ل -1ويرى الق

3:(

ريع ن الش ى محاس ة عل ي الدالل اب ف ذا الكت ة ه ى آتاب ت عل د عزم ي لق ا ف ة ودخوله

ورده من الجواب لمن ا ي السياسة الفاضلة السمحة ولصوقها بالعقول السليمة ووقوع م

ن در م ا يص ؤال إنم ذا الس وم أن ه ة، ومعل واب والحكم ع الص ا موق ن علله أل ع س

وة إذ الشرايع مضافة : صاحبه على أحد وجهين الم وصحة النب ق الع ات خل ا مع إثب إم

ة بمعانيها إلى متعبد اء في دار المحب ه البق م ب مالك قادر حكيم مستصلح لعباده ما يتم له

اني ... مدة بقائها، ويستحقون بطاعتهم له جزيل الثواب في األولى واآلخرة والوجه الث

وة مع دح في النب الم أو الق ول بحدوث الع وة وفي الق على معنى التعليق بالقدح في النب

. يق هذا الوجه هو أن يستدل بفساد النوع على فساد أصلهالتسليم بحدوث العالم، وتحق

Page 27: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

27

احثين أن البحث في مقاصد ): م 991/ هـ 381عام توفي(ابن بابويه القمي - 4 دعي بعض الب ي

رن العشرين ى الق نة حت ذاهب أهل الس ر أن أول دراسة 60.الشريعة آان مقصورا على م غي

ي، وهو أحد آاملة خصصت لبحث مقاصد الشريعة آتبها في الواقع ابن بابويه الصدوق القم

ع في أبرز الفقهاء الشيعة في القرن ال ا يق ذا 335رابع الهجري، فقد آتب آتاب فصال حول ه

ل الشر ويقدم ابن بابويه في آتابه، وعنوانه 61.الموضوع اهللا، ائععل ان ب ا لإليم يرا عقلي ، تفس

ة للصالة، . وبالرسل، والغيب، وما إلى ذلك من عقائد ررات األخالقي ويقدم الكتاب أيضا المب

62.آاة، وبر الوالدين، وغير ذلك من واجبات أخالقية إسالميةوالصيام، والحج، والز

آان أول تصنيف نظري معروف للمقاصد ): م 991/ هـ 381توفي عام (العامري الفيلسوف - 5

ه ي آتاب وف ف امري الفيلس ه الع ا طرح و م الم ه ب اإلس الم بمناق نيف 63.اإلع ر أن تص غي

. ء الحدود في الشريعة اإلسالميةالعامري للمقاصد اقتصر على تناولها في ضو

ا تصنيف المقاصد بحسب رورة"أم تويات الض امس " مس رن الخ ل الق ى ح ور حت م يتط فل

ا . الهجري ى أقصى مراحله ا حدث في (ثم سارت النظرية صاعدة حتى وصلت إل تثنينا م إذا اس

.في القرن الثامن الهجري) القرن العشرين الميالدي

القرن الخامس إلى القرن الثامن الهجري: نظرية متطورةآ المقاصد 2- 1

ةاإلسالمي الشريعةظهور فلسفة

ه ن بي د اهللا ب يخ عب ماه الش ا س ور م ري ظه امس الهج رن الخ هد الق ريع "ش فة التش فلس

ى 64".اإلسالمي فتها عل ي اقتصرت فلس ل، والت ي شاعت من قب اد الت د ظهر أن طرق االجته فق

ة لالستجابة لحاجات الحضارة اإلسالمية المتطورة بسرعة مناهج اس ر آافي ة، غي . مية أو حرفي

اء " المصلحة المرسلة"لهذا فقد ظهرت نظرية ه العلم ق علي ذي أطل آطريقة للتعامل مع المجال ال

ه نص " رد في دي "ما لم ي اس التقلي ة القي ذا تحاول تعويض محدودي د بينت في . ، وهي به آنت ق

د من مسائل دراسة سا ا يج ل م ا للتعامل مع آ يس آافي ة ل دي عن طريق العل بقة أن القياس التقلي

اتهم في اولوا أن يطوروه ويوسعوه من خالل نظري وحوادث، حتى بالرغم من أن األصوليين ح

ل يبقى محدودا بشرط . الحقا" مناسبة القياس" ل " االنضباط "وذلك ألن القياس بالعل ك العل 65.لتل

زوغ ببا لب ولكن باب المصلحة المرسلة قد ساعد في ملء هذا الفراغ، والمصلحة المرسلة آانت س

امن . نظرية المقاصد في الشريعة اإلسالمية رنين الخامس والث ين الق وآان لبعض الفقهاء الفضل ب

Page 28: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

28

ي، : في مساهمة ملموسة في تطوير نظرية المقاصد، وهم ام الغزال ام الجويني، واإلم ام اإلم واإلم

.العز بن عبد السالم، واإلمام القرافي، واإلمام ابن القيم، وأبرزهم آان اإلمام الشاطبي

)م 1085/ هـ 478توفي عام (أبو المعالي الجويني

ويني ام الج اب اإلم ان آت ه آ ول الفق ي أص ان ف ة البره ولية لنظري ة أص تويات "أول معالج مس

رورة ابه النظري " الض ة تش وم بطريق ة الي ن . ة المعروف تويات م ة مس ويني خمس رح الج د اقت فق

دوبات، و : المقاصد، هي ات، والمن ا ال يمكن تصنيفه "الضرورات، والحاجات العامة، والمكرم م

أن قصد الشريعة اإلسالمية هي 66،"تحت بند معين اس، ونفوسهم، " عصمة "وصرح ب ن الن دي

67.وعقولهم، وفروجهم، وأموالهم

م آتاب آخر مهم هو وللجويني م غياث األم اث الظل ة في التي ديري مساهمة قيم ، وهو في تق

ى ا عل ه تقريب ذآور يقصر اهتمام اب الم ذا مع أن الكت أخرى من الجويني في نظرية المقاصد، ه

ا ) وهو االسم المختصر الشائع للكتاب( ياثالغييطرح الجويني في . شؤون السياسة افتراضا خيالي

اث هو أن ه ال غي ى ظهر األرض، ورأى أن الفقهاء وحملة المذاهب انقرضوا آلهم يوما ما من عل

اء ذه الحال إال بن ام لإلسالم في ه ا أبو في الشريعة أحك ة ابه ى األساس من المختلف أصول " عل

ا يتطرق ال التي المحكمات" وعلى ،"قطعية ار إليه أويالت وطرق االحتماالت ضتع ى ،"الت عل

آل في: "هي" المقاصد"والتي أطلق عليها فعال اسم " المحكمات"وأضاف أن تلك 68.يرهتعب حد

ى، من سواأل الرحى من القطب منزلة تنزل قاعدة الشريعة أصول من أصل ا أ ونوضح المبن نه

69."الجميع انصراف اوإليه التفاريع، منشأ

اء صرح ويني لبن دها الج ي اعتم ة الت ك األصول القطعي د هي وبعض تل ن جدي ريعة م : الش

اة، و " رفع ضرر المحتاجين"في باب النجاسات، و " التيسير" واب الزآ اك "في أب " تراضي المل

ادة صياغة "للجويني مشروعا غياث األممولهذا فيبدو لي آتاب 70.في معامالت البيع ه " إلع الفق

ه ة تحمي ه بلغ ن آرائ ر ع د عب ان ق ى المقاصد، وإن آ اء عل المي بن ي اإلس ن االضطهاد العلم م

اب 71.والسياسي نص الكت يال أوفى ل ك تستحق البحث وتستحق تحل وال ريب أن آراء الجويني تل

.نفسه

)م 1111/ هـ 505توفي عام (أبو حامد الغزالي

د . المستصفىطور اإلمام أبو حامد الغزالي، وهو تلميذ اإلمام الجويني، نظرية أستاذه في آتابه فق

الي " الضروريات"رتب دين، ) 1: (التي اقترحها الجويني بالترتيب الت نفس، ) 2(ال ل، ) 3(ال العق

ل، ) 4( ال) 5(النس ا مصطلح 72.الم ي أيض ظ"وصاغ الغزال ذه " الحف ن ه ه ع ياق آالم ي س ف

Page 29: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

29

اد إ . الضروريات ة ألي اجته رى حجي ذي ال ي افعي، ال ه الش ال غير أن الغزالي، التزاما منه بمذهب

ي الح الت د أو المص ن المقاص رعية ألي م ة ش ي حجي ض أن يعط د رف اس، ق ق القي ن طري ع

ا ى أنه ا عل ار إليه ه أش ل إن ا، ب ة "اقترحه الح الموهوم ض 73".المص رح بع ي ط إال أن الغزال

اده الرغم من انتق القياسات الفقهية الملفتة للنظر، إذ استخدم فيها المقاصد بمعنى العلل الشرعية، ب

ول ". غير منضبطة"و" ظنية"وانتقاد الشافعية للمقاصد على أنها ثال يق ا : "فكتب الغزالي م حكمن

ل لحفظ حرمت نهاأل الخمر، على قياسا فيحرم، مأآول أو مشروب من أسكر ما لآ أن ذي العق ال

اط هو ق من الشرع ومقصود ... التكليف من يهم يحفظ أن وهو خمسة، الخل ونفسهم نهمدي عل

ذه حفظ يتضمن ما فكل .ومالهم ونسلهم وعقلهم و الخمسة األصول ه ا وآل مصلحة، فه وت م يف

اب في والمناسب المخيل المعنى أطلقنا وإذا مصلحة، ودفعها مفسدة فهو األصول هذه اس آت القي

74."الجنس هذا به أردنا

ى مستوي ذه وقدم الغزالي أيضا قاعدة أساسية، بناء عل و، وه ا ه ا طرحه ات الضروريات آم

ك إذا ى، وذل ى الضرورة األدن ى عل القاعدة تتضمن أن األولوية يجب أن تعطى للضرورة األعل

ا ي 75.آانت الضرورتان تؤديان إلى مضامين متعارضة في تطبيقاتهم اد الغزال ا نجد أن اجته فهن

ارم بالقا افعية الص ه بتمسك الش ر القياسي " المنضبط "لب المقاصدي لم يلتزم في ة التفكي في عملي

. وفي آتاباته األخرى حول أصول الشريعة المستصفىلديهم، وهو ما تبناه الغزالي نفسه في

)م 1209/ هـ 660توفي عام (العز بن عبد السالم

ة بالمقاصد بمعنى الح م، آتب العز آتابين صغيرين حول الحكمة من وراء األحكام، ولهما عالق ك

ة المقاصد 76.مقاصد الصوم، ومقاصد الصالةأال وهما ولكن مساهمته الرئيسية في تطوير نظري

د . قواعد األحكام في مصالح األناموردت في آتابه حول المصالح ن عب ز ب ع الع وإلى جانب توس

ام ومقاصده ين األحك لة ب ان . االسالم في بحث مفهومي المصلحة والمفسدة، فقد آشف عن الص آ

ه من مجموع ": مما قاله مثال ومن تبع مقاصد الشرع في جلب المصالح ودرء المفاسد حصل ل

ا، وإن ذلك اعتقاد أو عرفان بأن هذه المصلحة ال يجوز إهمالها، وأن هذه المفسدة ال يجوز قربانه

.77"لم يكن فيها نص وال إجماع وال قياس خاص، فإن فهم نفس الشرع يوجب ذلك

دين القسطالني وجاء د السالم قطب ال ن عب دين ب ام (بعد عز ال وفي ع ) م 1287/ هـ 686ت

اول اول الصالة واآلخر يتن دا يتن ابين في موضوع المقاصد، واح أن آتب آت ره ب ى أث فمشى عل

78."الحكمة من وراء األحكام"وآال الكتابين يتبع نهج . الصيام

Page 30: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

30

)م 1285/ هـ 684توفي عام ( شهاب الدين القرافي

ة للرسول آانت مساهمة شهاب الدين القرافي في نظرية المقاصد أنه فرق بين التصرفات المختلف

ى اء عل لم بن ه وس لى اهللا علي راد"ص ه " م لم نفس ه وس لى اهللا علي ي ص ه . النب ي آتاب د ورد ف فق

: الفروق

لى رفه ص ين تص رق ب الفتوى وه ف رفه ب اء وتص لم بالقض ه وس غ اهللا علي ي التبلي

ا في الشريعة و... وباإلمامة ه ... تصرفاته بهذه األوصاف تختلف آثاره ا قال و أفكل م

ا ا عام وال بيت . .. فعله على سبيل التبليغ آان ذلك حكم ا بعث الجيوش وصرف أم أم

ة اتصرف فيه، فالمال وتولية القضاة والوالة وقسمة الغنائم وعقد العهود بطريق اإلمام

79.دون غيرها

ا مقاصد الرسول أو مختلف ى أنه دا للمقاصد عل رز معنى جدي ام القرافي أب وهكذا فإن اإلم

د . أدواره وتصرفاته حين يقول شيئا أو يفعل شيئا ا بع ام (وقد جاء ابن عاشور فيم وفي ع 1976ت

ه للمقاصد " فروق"فطور ) م رافي وآتب الق 80.القرافي التي أشرنا إليها وجعلها جزءا من تعريف

ذرائع لتحقيق المصالح، "أيضا حول ة المقاصد " فتح ال م آخر في تطوير نظري . وهو توسيع مه

ذرائع والوسائل التي إن ال ائج محظورة، ف ى نت ذرائع المفضية إل د ال قال القرافي إنه آما يجب س

ا ى المصالح والمقاصد يجب فتحه ؤدي إل ى ال 81.ت م يقصر نفسه عل ي ل إن القراف ذا ف جانب وهك

ك في الفصل عن يجد القارئ الكريم تفاصيل أآثر". سد الذرائع"السلبي الذي يظهر في منهج ذل

.السادس

)م 1347/ هـ 748توفي عام (شمس الدين بن القيم

ا يسمى عة لم دة الموس ظهرت مساهمة اإلمام ابن القيم في نظرية المقاصد من خالل دراسته الناق

:آان مما آتب في هذا. ، بناء على مبدأ أن هذه الحيل تناقض المقاصد"الحيل الفقهية"

فإذا احتال العبد على تحليل ما حرم اهللا وإسقاط ما فرض اهللا وتعطيل ما شرع اهللا، آان ...

أحدها إبطالها ما في األمر المحتال عليه من حكمة : ساعيا في دين اهللا بالفساد من وجوه

مته فيه ومناقضته له، والثاني أن األمر المحتال به ليس له عنده حقيقة الشارع، ونقض حك

وال هو مقصود، بل هو ظاهر المشروع، فالمشروع ليس مقصودا له، والمقصود له هو

فإن المرابي مثال مقصوده الربا . المحرم نفسه، وهذا ظاهر آل الظهور فيما يقصد الشارع

Page 31: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

31

غير مقصودة له، وآذلك المتحيل على إسقاط الفرائض المحرم، وصورة البيع الجائز

بتمليك ماله لمن ال يهبه درهما واحدا، حقيقة مقصوده إسقاط الفرض، وظاهر الهبة

فإن الشريعة للقلوب بمنزلة الغذاء والدواء لألبدان، وإنما ... المشروعة غير مقصودة له

.ذلك بحقائقها ال بأسمائها وصورها

ة والمصلحة، و ام الشرعية بالحكم ه األحك ربط في ذي ي ي، وال ه الفقه يم منهج ن الق يلخص اب

):وآنت قد اقتبست هذه الكلمات فيما سبق(معبرا عن ذلك بكلماته البليغة التالية

اد اد في المعاش والمع م ومصالح العب ى الحك وهي عدل . الشريعة مبناها وأساسها عل

ى آلها، ورحمة آلها، وحك دل إل ألة خرجت عن الع ل مس ا، فك ا، ومصلحة آله ة آله م

ى ة إل ن الحكم دة، وع ى المفس لحة إل ن المص دها، وع ى ض ة إل ن الرحم ور، وع الج

82.العبث، فليست من الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل

)م 1388/ هـ 790توفي عام (أبو إسحاق الشاطبي

ي، لكنني أرى أن استخدم اإلمام الشاطبي نفس المصط ا الجويني والغزال لحات تقريبا التي ابتكره

ة هي الموافقات في أصول الشريعةآتابه واح مهم ريعة في ثالث ن ة مقاصد الش د طور نظري ق

:آالتالي

ن )1( د م ه للمقاص لة"نقل الح المرس ى " المص ريعة"إل ول الش ت ": أص آان

اب ل آت اتالمقاصد قب ن الموافق زء م ر ج لة"تعتب م "المصالح المرس ، ول

ه بالبحث آموضوع أصولي مستقل دأ الجزء . تفرد أبدا قبل اطبي ب لكن الش

ه ات الخاص بالمقاصد من ضمن آتاب رآن يقصد الموافق باقتباسات من الق

ه، وفي إرسال ات ومقاصد في خلق ه غاي منها إلى تقرير أن اهللا عز وجل ل

زل من شرائع، ا أن ول 83رسله، وفيم ا وآتب يق أصول : "عن المقاصد أنه

84".الدين وقواعد الشريعة وآليات الملة

ن )2( د م ه للمقاص ام"نقل ن وراء األحك ة م ى " الحكم ام"إل د األحك ": قواع

مولها، رأى أن د وش ة المقاص ن أولوي ا م ات"فانطالق ة " الكلي وخاص

دور عل ة وال أن ت ام الجزئي ا األحك م عليه ا الضروريات، ال يمكن أن تحك يه

البطالن من 85.ب ى ض ة، حت ول التقليدي ن األص ة م ة جريئ ذه نقل ت ه وآان

Page 32: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

32

ذي اطبي، وال ذهب الش و م ذي ه الكي ال ذهب الم ذاهب –الم ة الم آبقي

ام "مكانا متقدما على اللفظ " الخاص"يعطي اللفظ -المعروفة دليل " الع أو ال

ق ن طري امل ع يص"الش د " (التخص ا بع يناقش فيم ا س ا أ 86).مم ن آم

ل ى آ اد عل المة االجته ا لس رطا الزم د ش م بالمقاص ل العل اطبي جع الش

87.مستوى

ن )3( د م ه للمقاص ة"نقل ى " الظني ة"إل ة ". القطعي ه للمكان ياق احتجاج ي س فف

اص د الخ اطبي المجل دأ الش ول، ب من األص ريعة ض د الش دة لمقاص الجدي

ة، بالمقاصد باالحتجاج لقطعية االستقراء ولو آان ناقصا اثر األدل ولكنه متك

دئيا، ى المقاصد مب ذا أيضا 88وهو المنهج الذي تبناه في التوصل إل ان ه وآ

ورد ي ت ة، والت فة اليوناني ى الفلس ي عل ائع المبن ق الش ى المنط ا عل خروج

ة "الحجج على ظنية االستقراء الناقص و تنتاجية " يقيني اهج االس أتي (المن وي

).الحقاالمزيد من التحليل لذلك

ى المي حت ه اإلس ي الفق ريعة ف د لمقاصد الش اب المعتم و الكت اطبي ه اب الش وأصبح آت

ه " أصول الشريعة"القرن العشرين، ولكن اقتراحه أن تكون المقاصد ضمن آما يشير عنوان آتاب

.لم يالق مثل هذا الرواج

المفاهيم المعاصرة للمقاصد 1-3

"الحقوق"و " التنمية" إلى" الحفظ"و " العصمة"من

رغم من أن 89تطورت مصطلحات المقاصد على أيدي الفقهاء والباحثين المعاصرين، ى ال هذا عل

ريعة اء يرفضون خضوع مصطلحات مقاصد الش د "بعض الفقه ي بعض ". للتجدي ا يل ورد فيم ن

ل أحد ال " حفظ النسل". "الضرورات"األمثلة اخترناها من مجال ضروريات مصطلح تقليدي يمث

ا ى تحقيقه ريعة عل ل الش ي تعم رة . الت ه المبك ر ضمن محاولت د عب وف ق امري الفيلس ان الع وآ

تر "للتنظير للمقاصد عن معنى حفظ النسل في الشريعة على أنه ام 90."مزجرة هتك الس ا اإلم وأم

ة في ، أي نظام العقوبات، إل "المزاجر"الجويني فقد طور نظرية العامري من نظرية في ى نظري

ه "العصمة" ى أن روج "، عبر فيها الجويني عن معنى حفظ النسل في الشريعة عل 91."عصمة الف

Page 33: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

33

ي، بوصفها أحد مقاصد الشريعة " حفظ النسل"وأما مصطلح فقد آان من وضع أبي حامد الغزال

. وتبنى الشاطبي مصطلح الغزالي، آما ذآر سابقا 92.اإلسالمية على مستوى الضروريات

ى " حفظ النسل "أما في القرن العشرين فقد قام من آتبوا حول المقاصد بتجديد مصطلح إل

ـ ق ب م يتعل ظ األسرة"مصطلح معاصر مه د ". حف ة أح ثال صيانة العائل ن عاشور م د جعل اب فق

ه الموسوم . مقاصد الشريعة اعي في اإلسالم "وقد أفاض ابن عاشور في بحث في " النظام االجتم

ث المقاص المي بح ريع اإلس ي التش ة ف يم األخالقي المجتمع والق ة ب ا 93.د المتعلق واء اعتبرن وس

تبداال " حفظ النسل "مساهمة ابن عاشور نوعا من إعادة صياغة ا اس دة أو اعتبرناه ارات جدي بعب

اء اب للعلم ت الب ور فتح ن عاش اهمة اب ح أن مس ن الواض دة، فم ة جدي ة بنظري ك النظري لتل

دفع ة المعاصرين ل ع واألم ة المجتم ي خدم دة ف اق جدي و آف ة المقاصد نح ن اآلراء . نظري م تك ول

ات أو المزاجر "الجديدة نكرارا لنظرية العامري في ي في "العقوب ة الغزال ، "الحفظ "، وال نظري

اعي "و" القيم"وإنما آانت نظريات في ن عاشور "النظام االجتم ذا مع . ، حسب مصطلحات اب ه

ة، العلم أن بعض ا ة والحري ل العدال دة، مث اهيم جدي رة إدخال مف لعلماء المعاصرين يعارضون فك

94.في مقاصد الشريعة، ويفضلون أن تدخل هذه المفاهيم ضمنا في النظرية التقليدية

اد يكون ، والذي آان تطبيقه حتى عهد قريب "حفظ العقل"آذلك فإن مقصد محصورا يك

: -آما ورد في األبحاث المعاصرة –سالم، يتطور اآلن ليشمل في قضية تحريم المسكرات في اإل

ي" ر العلم اعة التفكي م"، و"إش ب العل ي طل فر ف ع"، و"الس ة روح القطي ى "، و"مكافح ب عل التغل

95.، وغير ذلك"هجرة العقول من المجتمعات اإلسالمية

ص ا يخ ال فيم ذلك الح رض "وآ ظ الع نفس "و" حف ظ ال توى "حف ى مس ا عل ، وهم

ر ول الض امري ح ديث الع ي ح ابقة ف ا س ان لهم د آ اطبي، وق ي والش يم الغزال ي تقس وريات ف

روج "أو العقوبات على هتك العرض، وحديث الجويني حول " المزاجر" ". عصمة األنفس والف

ل اإلسالم " العرض"ولقد ظل مفهوم ى قب ة حت ة العربي ة في الثقاف ة مرآزي ل مكان د فخر . يحت فق

:بقتله ابني ضمضمة دفاعا عن عرضه -الجاهلي المعروفالشاعر -عنترة

للحرب دائرة على ابني ضمضم ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

والناذريـن إذا لم ألقـهما دمي الشاتمي عرضي ولم أشتمهما

ه و . فذم هذين الرجلين عرض عنترة آان سببا آافيا لقتلهما لم وفي حديث الرسول صلى اهللا علي س

ه : آل المسلم على المسلم حرام" ه ومال ه وعرض ل 96."دم رة أن يح ذه الفت ه يحدث في ه ر أن غي

ارة ل عب ريعة اإلسالمية مح ول الش ات المعاصرة ح ي الكتاب دريج ف ظ العرض"بالت ارة " حف عب

انية " ة اإلنس ظ الكرام ارة " حف ل وعب ان "ب وق اإلنس ظ حق ريعة "حف د الش ن مقاص د م ، آمقاص

97.إلسالمية في حد ذاتهاا

Page 34: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

34

ى " حقوق اإلنسان"ولكن توافق وم، سواء عل مع اإلسالم هو موضوع لنقاش ساخن الي

لمين ر المس لمين أو غي احثين المس توى الب ام 98.مس ي ع در ف د ص ان ق الن "م 1981وآ اإلع

ون مختلف "اإلسالمي العالمي لحقوق اإلنسان اء يمثل ر من العلم ات ، والذي طرحه عدد آبي الهيئ

كو ي اليونس ان صدوره ف المية، وآ ة "اإلس وم والثقاف يم والعل دة للتعل م المتح ة األم ة هيئ ". منظم

ا ود تقريب ل البن ر من النصوص اإلسالمية، آ ا عدد آبي ي ورد في مراجعه تضمنت الوثيقة، والت

ي ي وردت ف ان "الت وق اإلنس المي لحق الن الع اة، والحري "اإلع ق الحي ل ح اواة، ، مث ة، والمس

ق ر، وح ة التعبي دة، وحري والعدالة، والمحاآمة العادلة، ومنع التعذيب، وحق اللجوء، وحرية العقي

99.التجمع، والحق في التعلم، وحق التنقل

روا عن م المتحدة عب ة لألم وق اإلنسان التابع غير أن بعض أعضاء المفوضية العليا لحق

ذا اإلعالن قلقهم حول اإلعالن اإل م شعروا أن ه وق اإلنسان، ألنه ر "سالمي لحق دد بشكل آبي يه

وق المي لحق ا اإلعالن الع ن بموجبه ردات التي أعل ور في المف ذي تبل االجماع بين آل الثقافات ال

ان ن أن 100."اإلنس رون ع اء آخ ر أعض ا عب وق "بينم ة لحق ادا إيجابي الن يضيف أبع ذا اإلع ه

ذلك اإلنسان، ألنه، ة، وهو ب بخالف اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان، يسند أدلته إلى مصادر إلهي

وق اإلنسان دة للتمسك بحق ة 101."يضيف دوافع أخالقية جدي ذه القضية من وجه ى ه إن النظر إل

ى، ة األول ق الفئ ل قل ذآورين، دون أن تغف وقفين الم ن الم اني م د الموقف الث ريعة تؤي مقاصد الش

ر خاصة ا دور أآب إذا آان لمصطلحات المقاصد أن تتماشى مع مصطلحات العصر وأن يكون له

اب ذا الكت ادس من ه إن موضوع . في االجتهاد الفقهي المعاصر، وهو ما نعرضه في الفصل الس

رى بعض ا ي ل م ة ح ك بغاي ث، وذل ن البح ر م د أآب اج لجه ان بالمقاصد يحت وق اإلنس صلة حق

م األممي " دم التوافق ع "الباحثين وجوده من م اإلسالمي والفه ين الفه ي ب ى المستوى التطبيق عل

102.لهذه الحقوق

امري -في اصطالح الغزالي والشاطبي -" حفظ الدين"آذلك فإن د الع ه جذوره عن ان ل آ

ن ه ع ي حديث ة "ف ع البيض رة خل دين " مزج ن ال داد ع ن االرت ة ع ة المترتب ب -أي العقوب حس

ا غير أن 103.آالمه ا تمام هذه النظرية في مقاصد الشريعة فهمت فهما جديدا لتكتسب معنى مختلف

ن عاشور اصطالح ادات "واختالفه ذو مغزى، فقد طرح اب ة االعتق ره من 104،"حري وطرح غي

ا " حرية العقيدة"المعاصرين تعبير تند بعض 105.آمقاصد تسعى الشريعة اإلسالمية لتحقيقه ويس

ية 106"ال إآراه في الدين"الجديدة إلى آية أصحاب هذه المصطلحات على أنها هي القاعدة األساس

ردة "في قضية تغيير الدين من أو إلى اإلسالم، بخالف الموقف السائد أن المبدأ هو د ال ر " ح لتغيي

ا ة فيم ذآره المراجع التقليدي ه، وت الدين ولو لم يصحبه جرائم أخرى، وهو موقف شاع رغم خطئ

."حفظ الدين"د يخص مقص

Page 35: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

35

ال "عند الغزالي، وما سبقه من " حفظ المال"وأخيرا فإن مصطلح د " مزجرة أخذ الم عن

وال "العامري، و ؤخرا، حيث صار يبحث " عصمة األم د خضع أيضا للتجدد م د الجويني، ق عن

اعي "اقتصادية، مثل -تحت عبارات اجتماعية ة "، "تحقيق التكافل االجتم داو "، "التنمي ال ت ، "ل الم

يح لمقاصد 107."تضييق الهوة االقتصادية بين الطبقات"، و"ازدهار المجتمع" ذا التطور يت مثل ه

ر ر تحتاجه أآث ة والسياسية، وهو أم ة االجتماعي الشريعة أن تشجع على النمو االقتصادي والتنمي

.الدول ذات األغلبية المسلمة

امقصدا في حد ذاته" ةالبشري التنمية"

ارة أوسع " التنمية البشرية"عبارة وردت في تقارير األمم المتحدة األخيرة حول التنمية، وهي عب

دي ارير . آثيرا من مجرد النمو االقتصادي بمفهومه التقلي دة وحسب أحدث تق م المتح امج األم برن

ل م ،اإلنمائي ا أق أتي ترتيبه دم "ن المستوى فإن أآثر الدول ذات األغلبية المسلمة ي بحسب " المتق

ا ". مؤشر التنمية البشرية" ر، بم ائتي مؤش ر من م ويقوم هذا المؤشر على حساب مستنبط من أآث

ات، دارس والجامع ة، ونسبة االلتحاق بالم ة نسبة األمي ية، وقل اييس المشارآة السياس ك مق في ذل

بة الب ة نس ف، وقل اء النظي وفر الم ع، وت ر المتوق ول العم اييس وط ة، ومق توى المعيش ة، ومس طال

ة، يظهر . للعدالة االجتماعية نفط الغني ة دول ال غير أن بعض الدول ذات األغلبية المسلمة، وخاص

دخل ين مستويات ال ذآورة، ب م المتحدة الم ارير األم عندها مقدار من المفارقات، آما يظهر في تق

ة مش ة، خاص ة االجتماعي اييس العدال ومي ومق ارآة الق ة والمش اة العام ي الحي اء ف ارآة النس

108.االقتصادية

دول ذات إن بعض ال ة، ف دول المتقدم ي ال يش ف ي تع لمة الت ات المس ب األقلي ى جان وإل

ة ا ضمن مجموع ويم درجته رى تق لمة ج ة المس ة "األآثري ة المرتفع دول ذات التنمي ا "ال ، ومنه

د ة المتح ارات العربي ر، واإلم اي، وقط ل . ةبرون ا ال تمث ي ذآرناه ات الت ر أن المجموع غي

ر . بمجموعها إال أقل من واحد بالمئة من مجموع المسلمين د أخفض درجات مؤش ذلك عن ع آ ويق

ا ينغال وغيني ا والس وتي وجامبي ا وجيب ا وموريتاني يمن ونيجيري ال ال ن أمث رية دول م ة البش التنمي

الي والنيجر اج وم احل الع ذه ال(وس كل ه دد وتش ن ع ة م ي المئ رة ف والي عش ا ح دول بمجموعه

).المسلمين

ا يسمى في " التنمية البشرية"إنني أقترح أن نعتبر معيار ا عن م تعبيرا رئيسيا في زمانن

ا من خالل ريعة لتحقيقه الفقه بالمصلحة العامة، وهي المصلحة التي يجب أن تسعى مقاصد الش

ا وتحقيق هذا. الشريعة اإلسالمية ة (المقصد يمكن قياسه قياسا إمبريقي ى التجرب ا عل ا مبني أي علمي

ة البشرية أهداف "، من خالل )والمالحظة اييس " التنمي م المتحدة، وبحسب المق ددها األم التي تح

Page 36: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

36

ائدة ة الس ال . العلمي م أن مج ريةورغ ة البش ى بحوث التنمي ان، إل وق اإلنس ل حق ه مث اج، مثل يحت

عة لدرا دم واس ريعة، إال أن تق ات مقاصد الش ه بمختلف نظري ة عالقت رية"س ة البش ل " التنمي لتحت

دال من الم اإلسالمي، ب ا راسخا داخل الع ا مكان مكانها ضمن مقاصد الشريعة اإلسالمية، يعطيه

109."أداة في يد الهيمنة الغربية"على أنها مجرد -آما يرى بعض الظاهريين الجدد-النظر إليها

ريعة ة لمقاصد الش ة وحديث اهيم تقليدي ره من مف ا سبق ذآ ل م اب من آ ذا الكت سينطلق ه

ه ومي ألصول الفق ويم المنظ ل والتق دة للتحلي ايير مرش د ومع ون قواع إن . لتك رى، ف ارة أخ وبعب

.المقاصد ستقدم على أنها فلسفة للتشريع اإلسالمي نفسها

Page 37: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

37

الفصل الثاني

للتحليل ومنهجافلسفة المنظومات

نظرة عامة

ة التشريع اإلسالمي وفلسفتهقبل أن نقوم بتحليل أصول ة " من وجه ا سنجيب "منظومي عن ، فإنن

:األسئلة التالية

؟"يةلعق"أم أنها مبتكرات " حقيقي"وجود ما هي المنظومات؟ هل لها

وما هي عالقتها بفلسفة اإلسالم والفلسفات الحديثة؟" فلسفة المنظومات"ما هي

؟للتحليل "المقاربة المنظومية"ما هي

ى اء عل ل بن ين التحلي ابه واالختالف ب ا من طرق ما هي وجوه التش المنظومات وغيره

التحليل؟

ى ذا الفصل الضوء عل ة " فلسفة المنظومات "يلقي ه ة المنظوم ا . من خالل استكشاف ماهي وإنن

ا حينما نقارب األمور من وجهة نظر فلسفة المنظومات فإننا ننظر في خلق الكون ووظيفته وآل م

ة ه من المنظومات الثانوي ون من عدد ال حصر ل املة تتك ة ش فيه من أفق واسع، بوصفه منظوم

ى آل ة عل ز بالغائي ي، يتمي ي هرم ا، في ترآيب تراتب ا بينه ة فيم المنفتحة على بعضها والمتفاعل

ا بطرق . ستوياته م ارنين له ل، مق ة للتحلي ة المنظومي د المقارب ى عرض مختصر لفوائ أتي إل م ن ث

ا ا بأنه ي نصفها عموم ة، الت ل التقليدي ة"التحلي ي ". تجزيئي ي ف ا لطريقت ة تعريف ي النهاي أقدم ف وس

ا ات، أو م دد المنظوم ا يح ي لم سمات "يسمى المقاربة المنظومية للتحليل، على أساس من تعريف

ة ة ." المنظومة العام ذا الفصل هي لغ ى ه ة التي تغلب عل ريم أن اللغ ارئ الك وسوف يالحظ الق

انية، " المنظومات"علمية إلى حد ما، هذا ألن هي حقل تطور اآلن ليضم حقوال عديدة علمية وإنس

.ولكنه ولد أصال من رحم العلوم الطبيعية، ال من مجال اإلنسانيات

Page 38: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

38

المنظومات وفلسفة المنظومات 2-1

الغائية، والسببية، والالعقالنية

فية ر الفلس ه تحول عميق في طرق التفكي نجم عن ا ي د . التقدم الكبير في العلوم الطبيعية آثيرا م وق

ك، ات، والفل ة المثلث اء، وهندس ال الخيمي ن أمث ة م وم اليوناني ة العل ة، وخاص وم القديم ت العل آان

وم . برى آشفت للناس ضآلة ما يعرفونه بالنسبة لما ال يعرفونتجديدات آ ذه العل ثم ظهر بوجود ه

ات من "غاية"و" مقصدا"نظريات الغائية التي تنظر إلى الكون على أن له ذه النظري ، وتمكنت ه

دين نفسها ائدة في فلسفة ال ة المطاف هي الس دين . الفلسفة حتى صارت في نهاي فة ال وآانت فلس

ة، و ة القديم ات الغائي ى النظري رون الوسطى تتبن ى الق د صياغتها "حت ر عن " تعي ا تعب ا يجعله بم

دة . مراد اهللا تعالى من خلقه ة، معي ة القديم ة اليوناني ات الغائي وآذلك تبنت الفلسفة اإلسالمية نظري

. صياغتها لتعبر عن المفاهيم اإلسالمية الكالمية

المعنى العلم/ولكن الفالسفة ببية، ال ب ة حول الس اهيم القديم ذلك المف اء المسلمون طوروا آ

ادس ذه . العلمي التجريبي فحسب، ولكن بالمعنى الديني آذلك، وهذا ما نشرحه في الفصل الس وه

ة فة اليوناني ى الفلس المية عل فة اإلس ا الفلس ي أدخلته ويرات الت ببية –التط نهج الس ي م ة ف خاص

لطريق النطالق النهضة األوربية والفلسفة الحداثية، وآانت سببا رئيسا للتحول مهدت ا -التجريبي

ة من فية المختلف ر الفلس ة"في طرق التفكي ى " الغائي ببية"إل ابع عشر " الس رن الس خاصة في الق

. الميالدي

رن العلم الحديث في –الخيمياء والهندسة وعلم الفلك -وحينما تولد عن العلوم القديمة الق

ة بحسب واهر الطبيعي ع الظ ل م ى التعام دعون إل ة ي اء الطبيع فة وعلم دأ الفالس ر، ب ابع عش الس

تمكن ع ال ك م ا، وذل ن أي شيء وراءه ها ال م ة نفس ة المقاس ة المحسوس ن الطبيع ة م ادئ نابع مب

يس ادئ اآلالت، ل ة ضخمة تعمل بحسب مب ا المتزايد لفرضية أن الطبيعة ال تزيد عن آونها آل له

ا يسمى م "مقاصد تنتهي إليها خارج نطاق م ا ." العل د " المقصد "أم ذي بقى بع د ال ر والوحي الكبي

ة تهم المادي ق منفع ل . ذلك فهو أن يتحكم البشر في الكون ليحق ة مح فة الحداث د أحلت فلس ذا فق وهك

دي "مرآزية اإلنسان في الكون " ر الق ائي في التفكي دي الغ دأ العقائ دأ ، وهو المب ه مب م، أحلت محل

ة اإلنسان في الكون "جديدا يجعل نفس ق من خالل نشاطات البشر، ال من خالل " مرآزي تتحق

دم . عطية إلهية أو عقيدة دينية ل تق رة تعط ا فك ثم صار ينظر إلى الغائية بالمعنى العقائدي على أنه

ة التفكي " السببية"وهكذا بدأت فكرة . العلم ة "ر تلعب دور طريق اد " المنطقي اد االعتق ائدة، وس والس

Page 39: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

39

ة ألسباب محددة ببية تجزيئي بأن آل شيء في الطبيعة يمكن تفسير وجوده من خالل تفسيرات س

ا . ونتيجة محددة لكل سبب ع أن إحداث نتيجة م د الجمي ر أن اعتق ذا التفكي ان من مقتضيات ه وآ

ة . بشكل حصري نتيجة طبيعية لحدوث سبب هذه النتيجة " ليس إال" ة الحديث ذت النظري ذا نب وهك

ا رتبط بقصد م ائي أو م ي غ ى ظاهرة أو سلوك طبيع في التحليل التجزيئي أي نظرية تنطوي عل

ه دعوى أن افيزيقي"ب ة " (ميت ا وراء الطبيع ي لم مي )أي ينتم ا س رة م ارج دائ امض، وخ ، وغ

.بالمنطق والعقل

ه ق علي ا من رد "ة اإلسالمية الحداث "وصادقت ما يمكن أن نطل ا نوع ، التي آانت عموم

ل الفعل للحداثة األوربية، صادقت على أفكار مرآزية العلم بمفهومه الحداثي وتفوقه، هذا ألن العق

اإلسالمي آان مستعدا لفكرة السببية أآثر من أي عقل آخر، وذلك بسبب المساهمات اإلسالمية في

ل انطالق الن فة قب ةالفلس م . هضة األوربي ار العل المية ضمن إط ة اإلس ت الحداث د عمل ذا فق وهك

دين أو م "الحديث وضمن مفهوم السببية على فهم جديد، أو صياغة جديدة، للفلسفة اإلسالمية لل عل

م ". الكالم ائج العل وم (لقد أعيد فهم أسس وفروع اإليمان في اإلسالم حتى تتوافق مع نت حسب العل

م )ما قبل القرن العشرينالطبيعية في ه عل دور في فلك ، وآانت السببية التجريبية هي المنطق الذي ي

رن العشرين ة الق ذ بداي رات في . الكالم الحديث من ا سبق من تغي ل م ر عن آ ونجد أوضح تعبي

ل ده مث د عب ات محم د المنهج اإلسالمي في آتاب ام ( رسالة التوحي عا حول اإلم ارئ توس ويجد الق

).د عبده وتأويالته من منطلق الحداثة اإلسالمية في الفصل الخامسمحم

ة د الحداث ل مابع ذا جذريا من قب رن العشرين نب اني من الق ثم شهد الغرب في النصف الث

ا نشرح . التي نسبتها للحداثة" الخرافات العظمى"لكل ة، آم د الحداث ل اتجاهات مابع د اتفقت آ فق

داثيين، يجب ." تفكيك آل المرآزيات"لى في الفصل الخامس، ع د الح ذلك ألنه حسب موقف مابع

م أو ذي في المرآز هو العل ذا ال ان ه ه شيء، سواء أآ يس في اإلبقاء على المرآز خلوا وخواء، ل

ر " العقالنية"فقد أصبحت . اإلنسان أو الغرب، أو حتى اهللا داثيين، غي د الح ا مابع ا يراه نفسها، آم

ا أصبحت مرغوبة بو ة "صفها نوعا من التمحور حول المرآز وتهميشا لما سواه، بينم " الالعقالني

."أخالقيا"بديال مرغوبا و

ه ق علي ة اإلسالمية "ثم جاءت ما يمكن أن أطل د الحداث اهيم " مابع دورها فاستخدمت مف ب

دا جذريا ة ال . التفكيكية لنقد بنود اإليمان في اإلسالم نق ي فالمكان رآن والنب ا الق ة التي يحتله مرآزي

ـ المي صارت موضوعا ل ريع اإلس ي التش الم وف ي اإلس لم ف ه وس ر "صلى اهللا علي ازع الح التن

د . ، بحسب تعبير دريدا"لالضداد ة لمابع ات المختلف وقد أوردنا في الفصل السادس تفصيال للمكون

.راسات اإلسالمية في القرن العشرين إلى اليوموآذلك تأثيرها على بعض الد" اإلسالمية"الحداثة

Page 40: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

40

للمنظومات" إسالمية"نحو فلسفة

ل فة تمث و فلسفة المنظومات بوصفها فلس د "أما ما يهمنا في هذا الفصل فه د مابع رتين " (مابع ) م

م نف . الحداثة، وبوصفها أيضا فلسفة تنحاز للعقالنية ولكنها ال تتمحور حول أوربا أو الغرب صل ث

فة ذه الفلس ذي حدث في ه د من التطور ال فة اإلسالم وأصول التشريع يمكن أن تفي آيف أن فلس

رن العشرين لتكون . الجديدة اني من الق ة في النصف الث فقد ظهرت النظرية أو الفلسفة المنظومي

ة، التي "االختزالية"ردا على فلسفة الحداثة ومابعد الحداثة آليهما، وهي فلسفة تنبذ الفكرة الحداثي

ذ في نفس ا تنب تزعم أن آل الخبرات البشرية يمكن أن تحلل إلى مجرد سبب ونتيجة بسيطين، آم

دان ان ال تزي ة، واللت د الحداث ا بع ا النظر -الوقت الالعقالنية والتفكيكية في مدرسة م عن -إذا دققن

ا ضمن ات العظمى "آونهم ا " الخراف ة فبحسب الفلسفة . في حد ذاتهم ة : المنظومي يس الكون آل ل

د دعي مابع ا ت ه آم ائن مجهول ال يمكن تعريف هائلة محتومة الحرآة آما تدعي الحداثة، وال هو آ

ل ببية من مث يس السبب "الحداثة، والترآيب المعقد للكون ال يمكن تفسيره من خالل سالسل س ل

ة، و "سوى آذا دعي الحداث ا ت ة الرافضة ، أي عالقات سبب ونتيجة تبسيطية آم ر الالعقالني ال عب

ة -ومشكالت العالم المعاصر . ألي فكرة مرآزية آما تدعي مابعد الحداثة -حسب الفلسفة المنظومي

ال يمكن حلها عبر دفع عجلة التقدم في مجال التقنية آما تدعي الحداثة، وال عبر شكل أو آخر من

ة د الحداث دعي مابع ا ت ة آم ذا . أشكال العدمي احة وهك ى س اد إل ة، ع فة المنظومي ه بفضل الفلس فإن

.المحاورات الفلسفية والعلمية مفهوم الغائية، مع آل ظالله المقاصدية

ي رها ه ا وينش اب أن يطرحه ذا الكت اول ه ي يح ار الت د األفك ة "أح فة المنظومي الفلس

د ." اإلسالمية د من نق فة اإلسالمية المقترحة يمكن أن تفي ذه الفلس فة المنظومات لكل من وه فلس

د األشكال ك بقصد نق ة، وذل د الحداث ة ومابع اوز " اإلسالمية"الحداث ة وتج د الحداث ة ومابع للحداث

.سلبياتها

رة يجد القارئ في الفصل السادس أن عددا من النظريات الفلسفية المنظوماتية رفضت فك

رو ن الق دين م ال ال رد أن رج ك لمج ه أصال، وذل د اإلل انوا ق ة آ ن عصر الحداث طى وم ن الوس

الى ود اهللا تع ى وج ان عل ي البره ة ف بب والنتيج بب والمس ى الس وم عل ة تق وا أدل ن . طرح وم

ال، دون -حتى على وجود اهللا عز وجل–اإلنصاف أن نقول إن األدلة ادم فع يمكن أن يصيبها التق

ا يمكن أن تبني فلسفة المنظومات اإلسالمية لهذ. أن يصيب التقادم ما تسعى األدلة نفسها إلى إثباته

ا " تجديد"المقترحة عملها على نتائج الفلسفة المنظومية من أجل ة بم حجج اإليمان وبراهينه العقلي

الى يجب أن . يناسب العصر وأعتقد قطعا أن البرهان على روعة وإعجاز الخلق الذي خلقه اهللا تع

Page 41: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

41

ة راهين المنظومي ى الب وم اآلن عل ى السبب يق دارها عل ي م ة الت ى الحجج القديم وم عل دال أن يق ب

ة شمولية، تتعامل مع الشيء المطروح للبحث بوصفه . والنتيجة ة هي مقارب فالمقاربة المنظومي

ا . منظومة آاملة، تتكون من عدد من المنظومات الثانوية م تحليله وللمنظومة عدد من السمات تحك

ا إلى مكوناتها من المنظومات الثانوية، وتحدد آذلك آيف تتفاعل هذه المنظومات الثانوية فيما بينه

. وتتفاعل مع البيئة من حولها

راهين، ميها ب إليك فيما يلي بعض الحجج المنظومية حول وجود اهللا تعالى وعظمته، والتي أس

ديد ا باختصار ش ا هن برها بش . أورده ن س ة يمك راهين المطروح ذه الب ب أن ه ع وال ري كل أوس

:ومناقشتها في ضوء الكتاب والسنة وفي ضوء السنن الكونية العامة

دون : برهان الترآيب المعقد - 1 إن الترآيب المعقد األصيل في تصميم الكون ال يمكن فهمه ب

.وجود مكون عظيم آون أجزاء الكون على هذا النحو منذ البداية

ة بنشاط : برهان السلوك القاصد - 2 ا -طبيعي تتميز الطبيع ددة، آم ا مقاصد مح ائي يتغي آيمي

ى وجود ذا برهان عل ة، وه ا الثانوي ا ومنظوماته ل منظوماته ك آ ى ذل " مصمم "تدل عل

.قيوم صمم الطبيعة على هذا النحو

نظم نفسها بنفسها، : برهان التنظيم - 3 ا ت تتميز آليات عمل أجسام المخلوقات الحية آلها بأنه

ى عدم االنتظام على الرغم من وجود ع . دد ال حد له من العوامل الخارجية التي تدفعها إل

.وهذا دليل آخر على التصميم األصيل والحكيم لهذا الكون

ة : برهان الترتيب - 4 ات الطبيعي د في ترتيب العملي رغم -إن التصميم الراقي والمعق ى ال عل

.برهان آخر -يةمن آثرة الخطوات والمراحل العديدة التي تتكون منها آل عمل

ات العضوية : برهان التشابه العضوي - 5 ين المكون ابه العجيب ب يربط عدد من جوانب التش

ام البشر، ات، وأجس ات، والنبات ى الحيوان ة الصغر، إل ات البالغ جميعها، بدء من المخلوق

ابه المالمح، -إلى المجتمعات، وحتى الحضارات الضخمة آلها تجري بنظام واحد متش

ذا الكون وهو دل ان معروف في المصطلح . يل منظومي آخر على الخالق له ذا البره وه

".السنن اإللهية"اإلسالمي باسم

ذا ديد له إن مقاربة العقيدة اإلسالمية بالطريقة التي عرضناها هنا، على الرغم من اإليجاز الش

ريعة اإلس ى الش ة إل ة المنظومي ا للمقارب ا آالمي كل أساس رض، تش ا الع و م فتها، وه المية وفلس

.سنتوسع فيه في ثنايا هذا الكتاب إن شاء اهللا

Page 42: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

42

؟"مبتكرات عقلية"أم أنها " حقيقية"هل المنظومات

ى ا أن نجيب عل إن علين الي، ف ا الح ي بحثن ة ف ة بالغ ا أهمي تكون له ات س رة المنظوم ا أن فك طالم

الي ؤال الت ا : الس ل الع ة؟ ه ي بالمنظوم اذا نعن ال؟ أم أن م ات أص ة منظوم ى هيئ وق عل لم مخل

الذي هو -المنظومة هي مجرد تصور من مبتكرات الخيال؟ ويمكن أن ننظر إلى نفس هذا السؤال

ين الجوانب -في الحقيقة سؤال عن فلسفة الوجود ة ب ة "من زاوية أخرى ونسأل عن العالق " المادي

ة"و انية " العقلي ا اإلنس ي خبراتن ي . ف اب ف اهين يج ان اتج وابين يعكس ؤال بج ذا الس ن ه ادة ع الع

مي اه االس واقعي واالتج اه ال ا االتج ديين هم فيين تقلي ة . فلس ى الحقيق واقعي فينظر إل اه ال ا االتج أم

اه االسمي . المادية على أن لها وجودا واقعيا خارجا ومنفصال عن وعي الفرد رى أن وأما االتج في

يس إال ديةوجود الحقيقة الما ى 110.ذاتي، أي يولده الوعي العقلي والشعوري لإلنسان، ل اء عل وبن

واقعي ي ال واب النمط د الج ك، نج ابقي"ذل ع " التط ابق م ات تتط ع المنظوم ا م يتضمن أن خبرتن

ا " الثنائي"العالم، بينما الجواب النمطي االسمي " حقيقة" يشير إلى أن المنظومات توجد في عقولن

111.ب، وأنها ال عالقة لها البتة مع العالم الماديفحس

ين وجهتين اللت ين ال ط ب ا وس ة ولكنه ة مختلف رح إجاب ي تط ات فه فة المنظوم ا فلس أم

ي هي الم الحقيق ين المنظومات والع ة ب اط "ذآرناهما، حيث تقول إن طبيعة العالق ، أي أن "االرتب

ة منظومات إدراآنا العقلي والشعوري للعالم من حولن ى هيئ رتبط "ا يكون عل الواقع الموجود " ت ب

ه ابق مع ه أو تتط ة 112.دون أن تنفصل عن ابق المنظوم ترط أن تتط ة، ال يش ذه النظري فبحسب ه

ا "الموجودات في العالم الواقعي، وإنما المنظومة هي وسيلة " حقيقة"المتصورة مع لتنظيم أفكارن

113."عن العالم الحقيقي

ه اسم : "، فإن تعريف المنظومة يكونبناء على هذا ق علي أي شيء له وجود يمكن أن يطل

ال، "وليس هذا 114."ما أيا آان بعض، " نظر إلى الحقيقة بمنظار الخي ا يصفه ال ة 115آم ألن نظري

ميه ا نس ى م ر إل د أن أي نظ ات تؤآ ة"المنظوم ة " الحقيق و عملي ا ه ة إنم الل أي منظوم ن خ م

ا أن على آ 116."إدراآية" ة التي استطعنا آبشر بموجبه ل حال، هذه العملية اإلدراآية هي الطريق

ي را ف ذا بالضرورة تغيي ي ه رون، دون أن يعن ر الق ة عب ة الطبيعي ا العلمي ور نظرياتن ر ونط نغي

ه . الحقائق الطبيعية المادية نفسها ا علي وهكذا نبني بعض النقد الذي يقدمه هذا الكتاب على ما أطلقن

."الطبيعة اإلدراآية للفقه اإلسالمي"

Page 43: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

43

مقاربة منظومية للتحليل 2-2

"التجزيئي"لتحليل تراث ا

ة "اليونانية التي تعني " أنالوسيس"من آلمة " analysis"انحدرت إلينا آلمة التحليل ، أو "الحلحل

ل "يخطر في بال القارئ العادي حين يصادف آلمة 117."التفكيك" ل الش " "التحلي ه تحوي يء أو نقل

ى أجزاء أبسط "أو " إلى مكونات أبسط، يء إل واميس ." تقسيم الش ر الق ا نجده في أآث 118.وهو م

ة عن غير أن التحليل في الفلسفة هو مفهوم فلسفي رئيس، تعرفه آل مدرسة فلسفية بطريقة مختلف

ها فية نفس دارس الفلس دد الم ه بتع ذلك تعريفات ددت ب رى، فتع د جرت . األخ اوالت وق بعض المح

موسوعة ستانفورد من ذلك مثال محاولة . لتقسيم طرق التحليل في فئات يتميز بعضها عن بعض

يللفلسفة ا ، والت ى أنه ل عل ة: تصنف طرق التحلي ة، ونكوصية، وتأويلي م 119.تفكيكي ه ل ر أن غي

دى أي فيلسوف أو مدر ة ل فية محددة يظهر لي تأييد صريح ألي من هذه األصناف الثالث . سة فلس

ى أي من الصنفين اآلخرين رجم إل ا أن يت ذه األصناف يمكن حق 120.أضف إلى ذلك أن آلا من ه

ه ق علي ا أطل ى م ة عل ل الرئيسة دون تقسيمات، آأمثل راث "لهذا أذآر هنا عددا من طرق التحلي ت

. آما أوضحنا أعاله والذي هو نفسه جزء من تراث السببية، أي منهج السبب والنتيجة" التجزيئ،

وم ئ"ومفه ة " التجزي فة والهندس ي الفلس ائدة ف ت س ي آان رق الت ى الط وله إل ود أص تع

ة ة القديم اس . اليوناني اب باب ي آت ثال ف د م ى رياضيةالجموعة المنج تندا إل اب ألف مس و آت ، وه

ه ي آتاب دس ف ه أقلي ا قدم د م ة بع ة القديم ور الهندس ن تط رون م ادئق د المب الي ، نج التعريف الت

دا : "للتحليل ه واح ة ل ياء المكون ر األش نفترض أن الشيء المطلوب موجود وأنه حقيقة، ثم نمر عب

ان 121واحدا، م إذا آ على فرض أنها آائنة وصحيحة افتراضا، وصوال إلى شيء نقر به ونتقبله، ث

ه يكون صحيحا أيضا، وب إثبات ة هذا المتقبل صحيحا، فإن المطل ات هو العملي ل اإلثب ويكون دلي

ر 122."العكسية لهذا التحليل فاألداة الرئيسة هنا هي تفتيت الشيء المطلوب إثباته إلى مكوناته وعب

ى " النكوصي "وهكذا فإن دليل اإلثبات . عدد من الخطوات المكررة وم عل اس يق ذي عرضه باب ال

.هذه الخطوات التجزيئية

ل التجزيئي " ات التصنيف شجر "وآان أفالطون قد طور ه في التحلي . آجزء من طريقت

ذه الشجرات من خالل ه "لقد ابتكر أفالطون ه ه ل واع المكون ى األن من خالل " تقسيم الجنس إل

ة يمات الثنائي ن التقس لة م طو 123.سلس اب أرس اء آت م ج الوطيقيث اني : أن اس (األول والث القي

وم ، فكان تطويرا نوعيا في طريقة ال)والبرهان ه مفه دم في ة "تقسيم أو التجزيئ، إذ ق دأ 124."البني ب

Page 44: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

44

ة م . أرسطو تحليالته بتصميم شجرات تصنيف الحجج موزعا لها إلى عناصرها المنطقية المختلف ث

125."القياسية"درس بنيتها بأن أفاض في عالقاتها

ر ضخم ع ل التجزيئي أث ي لطرق أفالطون وأرسطو في التحلي ى لقد آان في ما يبدو ل ل

ه تقسيم دة، من أمثلت التفكير اإلنساني على مدى األلفي عاما الخالية، وهو أثر ظهر في أشكال عدي

اس عن 126عند ابن رشد،" المقوالت"األصناف و ى "و 127"األجزاء، "وبحث أآوين زال إل االخت

ية البسيطة "وتفكيك األفكار عند لوك إلى 128عند ديكارت،" أبسط القضايا 129،"االنطباعات الحس

ى آلراء إل ز ل زال ليبنيت ذاتها، "واخت ة ب ائق جلي ـ 130"حق ة آ ناف الثانوي ت لألص ووصف آان

تنباط، "عند فريدج، و" التحليل المنطقي"ومنهج " ترآيبات من حقائق مسبقة،" د " سالسل االس عن

131.عند ويتغنستاين" فحص القواعد اللغوية"راسل، وحتى

ا هذا وعلى الرغم من التنوع الكبير وا إن م ذآورة، ف في الم ل الفلس لتعقيد في طرق التحلي

فة ل منظري وفالس ن قب د م د تعرضت للنق ا ق ي هي أنه ل التجزيئ كال التحلي ل أش ع آ ا م يجمعه

رين ات المعاص الي . المنظوم ى الت ا إل د موجه ان النق ذري، ) 1: (وآ ي أو ال نهج التجزيئ ) 2(الم

ة الرؤية الساآن) 3(المنطق التقليدي، ر الحرآي ي الضيق ) 1(فالنقطة . ة غي ر التجزيئ حول التفكي

ؤخرا ة م ات المنظومي ى طرحت المقارب تمرت حت م اس فة والعل ي الفلس ة ف مة عام ى س ير إل . تش

طو ة أرس ثال رؤي ا م ين، منه ين والح ين الح ر ب ت تظه ة آان ار الكلي ض األفك حيح أن بع ص

ة "ها الماورائية إلى الطبيعة على أنه يحكم ة تراتبي رة هيغل أن "هرمي ر من "، أو فك ل هو أآث الك

غير أن االتجاه العام للتحليل الفلسفي ظل تجزيئيا ذريا ال آليا شموليا، وهو 132."مجموع األجزاء

ائج ه من نت ا النقطة . ما يجعله عرضة لمقدار ضخم من عدم الدقة في ما يستنبط من حول ) 2(وأم

ق، فإن ت المنط ين أدخل ة"ه ح ة " البني ات المنطقي ى العالق ر عل ز التفكي في ترآ ل الفلس ي التحلي ف

ا . البسيطة بين عناصر محددة دون منطق البنية آكل، أو وظيفتها الشاملة، أو المقصود منها عموم

ا ي بم اس المنطق ى أرسطو للقي دثت بن ا راسل ح ل إليه ي توص تنتاج الت صحيح أن سالسل االس

رات رئيسة يجب أن يناسب ام راسل تغي ذ أي ه من د أتى علي عصر الحداثة، غير أن علم المنطق ق

ى 133.تعتبر جزء ال يتجزأ من الدراسات التحليلية المعاصرة أيا آانت يضاف إلى ذلك أنه ينظر إل

رد ع 134"التعاضد،"البنية المنطقية اليوم على أنها شكل ما من أشكال ات بدال من أن تكون مج الق

ة ة خطي اآنة . منطقي ات الس ى العالق ز عل ي يرآ ل التجزيئ إن التحلي را، ف ين العناصر ) 3(أخي ب

ام ألي ى األداء الع الغ عل ر ب ا أث ي له ر، والت ة للتغيي ة الحرآي ب الدينامي ل الجوان ا يغف را م وآثي

ر "صا لـ أما التحليل المنظومي الحديث فإنه يعطي اهتماما خا. نموذج تحليلي ات التغيي في " دينامي

135.أي منظومة

Page 45: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

45

ذي ي ال ل التجزيئ أنتقل اآلن إلى التعريف بالتحليل المنظومي آبديل أآثر فعالية من التحلي

.ذآرناه إلى اآلن

تحليل المنظومات

ها، ات نفس ف المنظوم ى تعري ات عل ل المنظوم وم تحلي رض أن 136يق ل يفت ائم بالتحلي أي أن الق

يء ال و الش ل ه ه التحلي ري علي ة"ذي يج يء ." منظوم مات الش ز س ل تميي من التحلي ا يتض وهن

ل ائم بالتحلي د الق ة المنظومات عن ا تحددها نظري ة آم ه، أي سمات المنظوم ذا . المطلوب تحليل فه

ة نفسهان فأحد . إذن وجه العالقة بين نظرية المنظومات والتحليل المنظومي ا تعريف المنظوم أم

ا : " شائعة هو آالتاليالتعاريف ال ة فيم المنظومة هي مجموعة من الوحدات أو العناصر المتفاعل

ا ة م ه تحقيق وظيف امال يقصد من ال متك ل المنظومي يشمل 137."بينها لتشكل آ إن التحلي ذا ف وهك

ة الت البيني ف الص ة، وتعري ات الثانوي ر أو المنظوم دات أو العناص ز الوح ائي تممي كل تلق بش

ة ددة والتكاملي ات أو وظائف مح ؤدي عملي ا، لت ا بينه ل 138.فيم وم التحلي ثال يصف مفه د م وايتهي

ه ى أن ومي عل م : "المنظ ن ث ار، وم ات االفتراضية باألفك ق االقتراح ن طري تثارة للبصيرة ع اس

ق النظر المباشر من خالل البصيرة ار عن طري تثارة األفك تكناه الكل . اس ة، مع اس ذه العملي وه

ار، المرآب، ذلك من أفك ق ب ا يتعل ين األجزاء، والتعامل مع م ا ب واستكشاف العالقات البينية فيم

ذي 139."آل ذلك يولد فجأة تصورا للمنظومة في الذهن ة هو ال ات البيني إن الكشف عن هذه العالق

ار الذر ة يكشف عن الخصائص الكلية للمنظومة الخاضعة للتحليل، ويدفع التحليل بعيدا عن األفك ي

ا، ." التحليل التجزيئي"والساآنة للـ وال عام ة يكتسب اآلن قب ذه الطريق وهذا التحليل المنظومي به

140.وأصبح يطبق على عدد واسع من حقول المعرفة

في عدد من المنظومي تحليل منهج الالرغم من تفوق غير أنني أزعم هنا أنه على

التي يتعامل معها هذا التحليل المجاالتعدد الكبير من وال التجزيئيالتحليل منهجالنواحي على

فهناك في الساحة مقدار . بحد ذاتها المنظوماتمع نظرية اآلن، فإنه ال يزال غير ناضج مقارنة

اإلفادة منها من لم تجر المنظوماتضمن نظرية " المنظومة"خصب من األبحاث حول مفهوم

أن الطرق السائدة اليوم ال تزال تقوم على ذلك. لى وجه سليمالمنظومي ع أجل القيام بالتحليل

مجموعة من الوحدات " اعلى أنه للمنظومةوالشائع الذي ذآرناه فيما سبق التبسيطيالتعريف

كون لها فائدة آبيرا من سمات المنظومة التي قد ترغم آونه يضيع عددا 141،"المتفاعلة فيما بينها

في الصفحات التالية، ثم أتوسع في بالتفصيل هذا ما سأعرضه . التحليل عمليةضخمة أثناء إجراء

المنظوماتبحث عدد من تلك التعريفات والسمات، وذلك بقصد عرض معايير جديدة لتحليل

.في هذا الكتاب أيدينا بينأراها أآثر مواءمة للمهمة التحليلية التي هي

Page 46: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

46

، فإن المطلوب هو القيام "منظومة"ل تحليله هو شيء نحاوأي فإذا قبلنا هذا الفرض بأن

هناك في الساحة عدد من النظريات حول السمات العامة و. المنظومة هسمات هذلبعملية سبر

أن السمات التي الكريم سيالحظ القارئ و. ها، سوف أقدم فيما يلي تلخيصا لبعضللمنظومات

هي بلغة في هذا الفن ما، وأنه يجري التعبير عنها يجري استعراضها هي سمات تجريدية إلى حد

غير أنني أرى من الضروري القيام بهذا المسح قبل أن نختار عددا . العلوم الطبيعيةأقرب للغة

.التي هي األآثر مواءمة ألهداف هذا الكتابالمنظومات من سمات

المنظومةنظريات سمات

" ةفعال"المنظومة كون تأنه حتى في علم المنظومات من دراسات ليآنت قد ذآرت فيما سبق

التكامل بين عناصر ، واالنفتاح، والغائية: هي عندي آالتاليتحلى بسمات تفإنه يجب أن

غير أنني أقدم هنا 142.والتكامل جزييء، والتوازن بين التالمنظومات الجزئية، والبنية الهرمية

ذات العالقة المنشورة لألبحاثناء على استعراض بالمنظومات عرضا أوفى لمجموع سمات

وبين األدلة في المنظومات الطبيعية ليكن في ذهن القارئ العالقة بين هذه السماتو. بالموضوع

، وهو ما آنت قد -سبحانه وتعالى- الكون بنظامه المهيب صانع ومبدع على" اإلسالمية"ة عقديال

.لفصلالسابق من هذا ا مبحثأشرت إليه في ال

سمات القد لخص عددا من " المنظومات مؤسس نظرية"آان بيرتاالنافي، وهو

والخواص نقال ونحن بدورنا نعرض ملخصا عن هذه السمات 143.العامة للمنظومات خواصالو

:عن بيرتاالنافي

سمة ال يمكن الكشف عنها عن طريق التحليل الكلية للمنظومة الخواص: الكلية - 1

آان قد المنظومات سمة مهمة في الكليةو. قابلة للتصوريجب أن تكون ولكنها التجزيئي،

146.سوسوردي و 145وآذلك ليترر 144،بحثها سماتس بحثا وافيا

التوصل إلى حالة مطلوبة مع غيرها المنظومةيجب أن ينجم عن تفاعل : غايةارتباطها ب - 2

.المنشود نأو نهائية، أو أن يؤدي التفاعل إلى مقدار من التواز

فال يمكن : واحتياج بعضها إلى بعض اوخواصه المنظومةتبادل العالقات بين عناصر - 3

.منظومة أصالبعض أن تكون ط بينها عالقات وال يحتاج بعضها إلى لعناصر ال يرب

مقررة سلفا وال تخضع ة المغلق المنظومةتكون المدخالت في : المدخالت والمخرجات - 4

نظام أي و .حولها تقبل مدخالت جديدة من البيئة افإنه ةالمفتوح ظومةالمنللتعديل، وأما

!يتفاعل مع ما حوله، وإال مات يجب أن يكون مفتوحاآائنا ما آان " حي"

Page 47: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

47

القدرة على تحويل ايجب أن تكون لديه احقق أهدافهمنظومة تطمح إلى أن تآل : التحويل - 5

، وتكون عملية التحويل هذه "مخرجات"و تأثيرات أإلى " المدخالت" المؤثرات أو بعض

.الحية ذات طبيعة دوريةالمنظومات في

المنظومةتشكل منها تيجب أن تكون العناصر المتعلق بعضها ببعض والتي : التنظيم - 6

. المنظومةهدف إليه تبشكل ما، وهو أمر ال بد منه من أجل تحقيق الغرض الذي سقةمن

، وهذا داخل المنظومةاالنحرافات الملموسة تشاف وتصحيحالآ آليةيتضمن التنظيم و

فال بد . لحرآة المنظومة من أجل الضبط الفعال انمطلوب تقييم والتقويمأن اليعني بالتالي

.أن تحافظ على حالة ثابتة من التوازن الحرآيمن الحية المنظوماتالستمرارية

ت طبيعة مرآبة، آيانات آبرى متكونة من أن تكون ذا المنظوماتيغلب على : الهرمية - 7

أآبر منها هي ما منظوماتوهذه األنظمة المنضوية تحت . أنظمة فرعية أصغر منها

.الهرمية سمةه عنيت

. المرآبة وظائف متخصصة المنظوماتتؤدي الوحدات المتخصصة ضمن : التمايز - 8

.العمل أو تخصص العمل المرآبة، وهو ما يسمى تقسيم المنظوماتوهذا من سمات

نفسها الغايات النهائيةالتوصل إلى تعني إمكانية هذه السمة و :تنوع النهايات وتساويها - 9

من منطلقة أن تكون المنظومةصحتها، أو درجة متساوية في ومقبولة آلها بطرق عديدة

ا إلى بعضهفضي ييلزم أن إلى أهداف مختلفة ال مع إمكانية أن تنتهي ما يةحالة أول

.بعض

تشتمل انتظام أو العشوائية التي مقدار الاله السمة تعني هذو: الطاقة الضائعة -10

إذا ترآت لشأنها وتتجه إلى الفوضى؛ عاقلةغير ال المنظوماتإن آل . المنظومةعليها

حينما يصل النظام إلى و. إلى التوقف التام وتنحدر إلى آتلة خاملة المطاف ه ينتهي بهافإن

أما النظام الحي فإنه . ذه الحالة فإن مقدار الطاقة الضائعة يكون قد وصل إلى أوجهه

بفضل تفاعله مع للطاقة وذلك بتنظيمههذا المصير -لفترة محددة- يستطيع أن يتجنب

، وهذه صفة تتميز بها آل "تعويض الطاقة الضائعة"ما يطلق عليه يحقق هاعندبيئته، و

مجموعة من الكيانات المتصل بعضها "أنه بلهذا عرف هيتشينز النظام . الكائنات الحية

ما لطاقة الضائعة فيا لخفضمتجمع تلك الكيانات والعالقات فيما بينها يكون ببعض بحيث

147."بينها

استجالب الطاقة، : التالية السمات حسبوخان فقد عرفا النظام المفتوح وأما آاتز

عدم ضياع واألحداث الدورية، والمخرجات، والمخرجات اآلنية، وات، مدخالت المعلومو

Page 48: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

48

تساوي و، )التنسيقأو (التكامل و، )االستفاضةأو (التمايز والتوازن، وآلية الترميز، والطاقة،

148).آما رأيناها عند بيرتاالنفي(النهايات المتنوعة

حقق الشروط الثالثة على أن ت ،عنصرين أو أآثر حسب وعرف آآوف المنظومات

149:اآلتية

.أن يكون سلوك آل عنصر مؤثرا في سلوك المجموع - 1

.أن يكون سلوك العناصر وتأثيراتها على المجموع معتمدا بعضها على بعض - 2

مهما آان تشكيل المجموعات الفرعية، فإنه يكون لها تأثير على سلوك المجموع، ولكن - 3

.ى المجموعال يكون ألي منها تأثير مستقل عل

، فقد طرح السمات المنظوماتوأما تشيرتشمان، وهو أيضا من رواد التنظير حول

150:للمنظومةالتالية

.)هدف أي ذات( ةغائي اأنه - 1

.لكل منها غرض) مكوناتأو (من أجزاء ةمكون اأنه - 2

.اأدائهمستوى أنه يمكن تحديد - 3

.أآثرأو هدفامستفردا اله أن - 4

.ابيئة تحتضنهضمن تكون أن - 5

.أن يغير أداء األجزاءبقراراته ، ويستطيع هاقرارات من داخلللصانع يكون لها أن - 6

آافيا لتوجيه النشاطات ها، ويكون تصوره لنظامالمنظومةيهتم ببنية صانع يكون لها أن - 7

ويكون لها في النهاية أثر على الغاية القصوى من نشاط ،التي يحتاجها صاحب القرارات

.ابكامله منظومةال

هدف أن يدخل التعديل على النظام حتى يرفع من قيمته لدى المست صانعيكون هدف الأن - 8

.بالمنظومة

أن النظام ثابت إلى الحد الذي يجعله يعرف بنيته من أن يتأآد المنظومة صانععلى - 9

.ووظيفته

على ه دليل وهي عند 151للمنظومات،" واالنتظامالترتيب "وأفاض بولدينج في سمة

حسبما ذآرنا في المقطع السابق، فقد صرح بولدينج بأن الترتيب واالنتظام وجود اهللا تعالى

ممافقدان التنظيم والترتيب ووجود العشوائية، لىع" طبيعي"وعدم العشوائية مفضلة بشكل

Page 49: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

49

دينج في بولوأيضا فإن . نظر منظر المنظومات يجعل العالم يبدو أجمل وأآثر متعة في

عبر ،أن السعي للوصول إلى النظام والقانوناعتبر للمنظوماتعرضه للسمات العامة

. واالنتظاماآتشاف سمة الترتيب إدخال لغة األعداد والحسابات، يكون عونا في

152:النقاط التي طرحهافيما يلي المستويات، و تعددو سمة الهرميةآما رآز بولر على

بسيطة رآبت معا ليكون منظومات ؛ أي أنه المنظوماتمن آميةتراهرمية إن الكون - 1

مستوى ، وذلك بداية من مكونات ما دون الذرة إلى وتعقيدا أآثر ترآيبامنظومات منها

.الحضارات

تتمتع بخواص مشترآة، ومن المفترض أن التعبير عن هاتشكيالتإن المنظومات بكل - 2

غير التي منظومات رات عامة يمكن استخدامها لوصف تعبيحسب يكونتلك الخواص

.وردت بشأنها أصال

تنطبق خواص لكنها و، معينةتمتع بخواص المنظومات يمستويات مستوى من آل - 3

تنطبق دون أنأي المستويات األآثر ترآيبا، ،عموما على ما يعلوها في النظام الهرمي

.سطعلى ما هو أدنى منها من المستويات األب

على آل المنظومات من الممكن تمييز جوانب عامة من العالقات تنطبق على آل أنواع - 4

.مستوى من مستويات الوجود

تشير إلى درجة ما من التمييز بين ما هو داخل في المحدداتعدد من الهمنظومة إن آل - 5

.النظام وما هو خارج عنه

أو طبيعيوع الوجود االصطالحي أو الإن آل شيء في الوجود، سواء أآان وجوده من ن - 6

.من الطاقة والمادة والمعلوماتمنظومة النفسي، هو

، وسوف يستمر في وضعه الحالي ما لم ينجم المنظوماتالكون هو نظام قوامه عدد من - 7

.العمليات الكونية إزالة زمرة أخرى من تلك العمليات رمعن أي من ز

هي ورة أن هناك سمة ال بد من وجودها في أي نظام حي رانا وفاريال فكووطرح مات

ونشاط .يةذات استقالليةهذه السمة تتيح للنظام الحي . ما أسمياه بالتجدد الذاتيقدرته على

بحيث يكون هدفها الوحيد المحافظة يتوجه إلى داخلها بشكل رئيس؛ تجددال ةالذاتي المنظومة

في التجدد الذاتيعلى المنظومةتفاد لوهمان من فكرة قدرة اسقد و 153.يةذاتال استقالليتهعلى

لك الجزء من لذ"، وذلك بغية أن يستجيب القانون "القانون آنظام اجتماعي"ة نظريطرحه ل

ةبطاترماتصاالت "نفسه من خالل من ثم يطورو ،"هو معاييره حسبالبيئة الذي اختاره

154.، على حد تعبيره"يةذاتال استقالليتهلى يحافظ ع"ومن هنا فإن القانون ،"اداخلي

Page 50: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

50

توصل إليها من خالل إدارته للمنظومات فقد اقترح خمسة مبادئ ،يغاراجيداغوأما

ية، لتبسيطتجنب األحكام اوتعدد األبعاد، و، والغائيةاالنفتاح، :للمنظمات التجارية، وهي

تقوم على " منظوماتة هندسة الفلسف"آما طرح هيتشنز فكرة أن 155.الخواص المنبثقةو

156."الترآيبية"و ،"االنفتاح"، و"الكلية"هي ثالثة، أال ومبادئ أساسية

الشمول، مما يعني أن أو بسمة الكلية، يعبر عنها منظوماتلليقدم آوستلر نظرة هرمية و

مات ونظفي الكائنات العضوية الحية أو في الم مستقلوجود ليس لهاالكليات واألجزاء

توجهها للتكامل وتأآيد ذاتها بارزين في سلوآها من ويكون آل. اعية على حد سواءاالجتم

" السلوك التعاوني" ذلكأن في دراسة سابقة لي في هذا العلمآنت قد بينت و .157"التعاوني"

158.منظومةرة داخل الافالمعلومات المتو ثمارينجم عنه أقصى درجة من است

على النحو وتفصيل ذلك .أسماها بدرجة التعقيدسمة حسبفقد صنف األنظمة أما ويفر

:اآلتي

المنظمة هي مثال تقليدي على درجة التعقيدحي منظومة أي آائن : المنظمةدرجة التعقيد - 1

.تلك

حيث يكون عدد منظومات غير الحية؛الهذا الصنف ب يختص: غير المنظمةدرجة التعقيد - 2

.بيرا جدا، ويكون لكل متغير سلوك ال يمكن التنبؤ به أو ال يمكن معرفتهالمتغيرات آ

يالحظ هذا في األنظمة البسيطة مثل اآلالت، حيث تحتوي على عدد : البساطة المنظمة - 3

159.من األجزاء محدود

160:ما يليآ، وذلك "التجزيئية"سمة حسبمنظومات الوصنف سايمون

وهي أجزاء (منظومات الثانوية التبر يمكن أن تعث بحي: تجزيءلل ةقابلمنظومة - 1

.ىخرها عن األاأحد مستقلة) منظومة الكليةال

يكون التفاعل بين األنظمة الثانوية ضعيفا، ولكن ليس بحيث : تجزيءلل ةشبه قابلمنظومة - 2

.إلى درجة أال يعار االنتباه

منظومات مباشر على بشكل اعتمدم وجودها يكونبحيث : تجزيءلل ةغير قابلمنظومة - 3

.ؤثر فيها بشكل واضحت أخرى

Page 51: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

51

161:أغراضها، وذلك آما يلي حسبمنظومات الأما أآوف فقد صنف

.اسبق تحديده غاية البقاء عندإلى دائما سعى وهي ت: منظومة تحافظ على غايتها - 1

ختلف المتعلقة بكيفية التعامل مع م ختياراتنظر في االت وهي: منظومة تسعى إلى غايتها - 2

وهنا يتيح السلوك السابق المخزن في ذاآرة بسيطة . ضمن النظامالمتغير أنواع السلوك

.للتغييرات أن تحدث بناء على ما آسبه النظام من معرفة

على االختيار من ضمن مجموعة داخلية ةقادروهي :ةمتعدد غايات منظومة تسعى إلى - 3

يستلزم وجود الغايةمثل هذا التغير في و. ةاستجابة لتغير الظروف الخارجي فعالمن األ

عموما أفضل الوسائل لتحقيق المنظومة قرر تبدائل مختلف بعضها عن بعض؛ و

.الغايات

هنا المنظومة قوم ت. ، وهو ما ينعكس على القرارات المتخذةالغايات ةمتغيرمنظومة - 4

. داع بدائل جديدة للعملها في الذاآرة، من أجل إبتها وادخرتبفحص المعلومات التي جمع

، وآلية تزويد الخطوات ةالذاتي ستقالليةاإلرادة، والغرض، واال: يقوم بتحديد هذه العملية

.الكائنات الحيةمنظومات التالية، والتعلم، والوعي، وهذه عمليات ال توجد إال في

مقابل في سهم جوردن بتصنيف األنظمة بناء على ثالث سمات، هي البنيويةأو

البنود حسبية، وذلك مقابل العضوفي ، واآللية الغائيةمقابل عدم في الغائيةفية، يالوظ

162:التالية

.، اآللية، آما هو الحال في شبكة طرقالغائيةالبنيوية، - 1

.معلق سر، العضوية، آما هو الحال في جالغائيةالبنيوية، - 2

.ذلك سلسلة جبال ، اآللية، ومثالالغائيةالبنيوية، غير - 3

في حالة طبيعيأو أي نظام (، العضوية، آما هو الحال في الفقاعة الغائيةالبنيوية، غير - 4

).توازن

حيث ال يؤدي العطل في إحدى (نتاج ، آلي، آما هو الحال في خط اإلغائيوظيفي، - 5

).اآلالت إلى أعطال في اآلالت األخرى

.في آائن حي عضوي، عضوي، آما هو الحال غائيوظيفي، - 6

بسبب التغير في بدل ، آلي، آما هو الحال في ماء متدفق دائم التغائيوظيفي، غير - 7

.حوض النهر

.المكان-الزمان) آونتينيوم(، عضوي، آما هو الحال في متصلة غائيوظيفي، غير - 8

Page 52: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

52

:163هي ظيميةيقوم على أربعة مبادئ تن" نموذجا قابال للحياة"آما طرح بير ما يسميه

التنوع والتوزع، من خالل نظام مؤسسي، يميل إلى : المبدأ التنظيمي األول - 1

.التساوي؛ ويجب أن يصمم بحيث تكون تكاليف ذلك أدنى ما يمكن

قنوات نقل المعلومات بين وحدة اإلدارة والعمليات والبيئة : المبدأ التنظيمي الثاني - 2

.لى مما يتحلى به النظام الثانوي المولد لهاتحلى آل منها بطاقة أعيبحيث

حالما تتجاوز المعلومات المحمولة على إحدى القنوات حدا : المبدأ التنظيمي الثالث - 3

معينا فإنها تخضع لتحول في الطاقة؛ ويجب أن يكون مقدار تحول الطاقة مكافئا

.على األقل لتنوع القناة

إن تشغيل المبادئ الثالثة السابقة يجب أن يتكرر على الدوام : عالمبدأ التنظيمي الراب - 4

.بمرور الوقت، وبدون إبطاء

أما سكيتنر فيقترح السمات العامة العشرين التالية، والتي يؤآد أنها صالحة لكل

:164أنواع األنظمة

من أجزائه، آما ال تظهر في أي يتصف النظام بخواص شمولية: مبدأ شمولية النظام - 1

.ن األجزاء يكون لها خواص ال تظهر في النظام بشموليتهأ

أننا لو جعلنا آل نظام يعني هذا المبدأ و: لألجزاء المكونة مبدأ الطاقة األعظمي - 2

ثانوي، منفصال عن بقية األنظمة الثانوية، يعمل بطاقته القصوى، فإن النظام بشموله

.لن يعمل بطاقته القصوى

.ال يمكن معرفة أي نظام معرفة آاملة: مبدأ التعتيم - 3

ي أي نظام آبير معقد، فإن أنه فيعني هذا المبدأ و: )العشرون والثمانون(مبدأ - 4

.ثمانين بالمئة من المنتجتنتج فقط من النظام بالمئة عشرين

ل هرميات يكون تنظيم الظواهر الطبيعية المعقدة على شك: ةآميمبدأ الهرمية الترا - 5

.يكون آل مستوى فيها مشكال من بضعة أنظمة متكاملةوية، آمترا

صيانة النظام الستقراره في الظروف المضطربة يعني هذا و: مبدأ فضل الموارد - 6

.التي تتطلب فضال في الموارد الحيوية

كة تأتي القدرة الكامنة على العمل الفعال في أي شب: مبدأ فضل الطاقات الكامنة - 7

.للقرارات المتشابكة من معلومات تتدفق عبر سلسلة آفء لهذا

إن استقرار النظام ال يتحقق إال إذا آان وقت الراحة : مبدأ وقت االسترخاء - 8

.من االضطرابء داخل النظام أقصر من متوسط زواالسترخا

Page 53: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

53

لة التوازن حينما تحدث ارتكاسات سلبية، فإن حا: مبدأ التعويض السلبي عن الفواقد - 9

.في النظام ستبقى ثابتة على مدى تنوع واسع من الظروف االبتدائية

حينما تحدث ارتكاسات إيجابية في النظام، : مبدأ التعويض اإليجابي عن الفواقد -10

.فإن حاالت مختلفة جذريا ستظهر في نهاية العملية عن الظروف المبدئية

لنظام في المحافظة على بقائه ما لم تبق آل ال ينجح ا: مبدأ استعادة التوازن -11

.المتغيرات األساسية ضمن حدودها المادية

ال بد من أجل بقاء النظام في حالة توازن أن تبقى آل األنظمة : مبدأ الحالة الثابتة -12

الثانوية فيه في حالة توازن، وال بد من أجل بقاء آل األنظمة الثانوية في حالة

.أيضا يكون النظام في حالة توازن توازن أن

تقوم األنظمة المرآبة بتنظيم نفسها، وتكون أشكالها : مبدأ التنظيم الذاتي لألنظمة -13

عن التفاعل بين تنظيماتها رئيسالبنيوية المميزة وشكل سلوآها ناجمة بشكل

.الثانوية

ر يفصل بينها تمتلك األنظمة المرآبة ساحات استقرا: مبدأ ساحات االستقرار -14

عتبات لعدم االستقرار، فإذا آان النظام قائما على حافة فإنه يعود فجأة إلى حالة

.االستقرار في الساحة

الحيوية هي وظيفة من وظائف النظام تظهر في التوازن الصحيح : مبدأ الحيوية -15

لتوازن بين ، أو ارئيسبين حكم الذات في األنظمة الثانوية وتكاملها مع النظام ال

.الثبات والتوافق

حتى يكون الضبط الخفي ناجحا فيجب أن يشتمل على : مبدأ الضبط األول -16

مقارنة دائمة وآلية بين الخواص السلوآية مقابل معيار قياسي، ويجب أن يتلو ذلك

.تغذية راجعة من العمل التصحيحي دائمة وآلية

.في عملية الضبط الخفي مرادفا للتواصليكون الضبط : مبدأ الضبط الثاني -17

في عملية الضبط الخفي يجري إرجاع المتغيرات تحت : مبدأ الضبط الثالث -18

.الضبط في نفس ميلها، وفي أثناء زحفها، نحو االنفالت من الضبط

يجري على الدوام مسح نتيجة العمل، وتؤثر نجاحاتها : التغذية الراجعة مبدأ -19

.شلها في تعديل السلوك التاليونواحي ف

تكون األنظمة التي تحافظ على وجودها في وجه المنافسة : مبدا القوة القصوى -20

بين مختلف الخيارات هي األنظمة التي تطور تدفقا للقوى الداخلة يفوق التدفق لدى

.األنظمة المنافسة وتستخدم تلك القوى لتلبية ما يتطلبه استمرار وجودها من حاجات

Page 54: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

54

امة لألنظمة لقد أوحت سمة الترآيبة الهرمية في األنظمة طيفا من التصنيفات الع

مات مخصوصة لكل مستوى من مستويات الترآيب واألنظمة الثانوية؛ بحيث منحت س

.وفيما يلي بعض التوسع في هذا الخصوص. الهرمي

نظريات الترآيبات الهرمية لألنظمة

نظمة أن تحدد مستويات نظرية للترآيبة الهرمية لألنظمة بشكل عام، حاولت نظريات األ

حسبرض المعرفة المتصلة بالمستويات نرى فيفاز مثال يع. ودرست العالقة بين تلك المستويات

حيث يكون فهم خواص األنظمة وسلوآها على مستوى معين متضمنا دراسة ؛"نموذج تطوري"

وأما بولدينغ ففي طرحه تكون . 165ى للمستوى المطلوب دراستهالمستوى األعلى واألدن

ضابطة، وتغذية راجعة آلية، " مرآب الترآيبة الهرمية لألنظمة"المستويات التي يتصف بها

متوافقة على المستوى الجسمي، والتكاثري، والسكاني، والبيئي، والتطوري، وإيجابية، و

مستويات الترآيب بينما يرى ميلر أن .166، بهذا الترتيبتسامينساني، واالجتماعي، والمواإل

الخاليا، األعضاء، المتعضيات، المجموعات، : تتبع الترتيب التالي" لألنظمة الحية"الهرمي

وطرح .167المنظمات، المجتمعات الصغيرة، المجتمعات الكبيرة، واألنظمة المتجاوزة لألقوام

عامل التكاثر، الحدود، عامل : تشمل" معالجة المعلومات منظوماتل"ميلر أيضا ترآيبا هرميا

االستيعاب، عامل التوزيع، عامل التحويل، المنتج، التخزين، القاذف، المحرك، الداعم، محول

الطاقة، المحول الداخلي، القناة، المؤقت، محلل الرموز، الرابط، الذاآرة، مرآز القرارات،

هذا التصنيف، وهو يشابه تصنيف الفلوك و. 168، محول طاقة المخرجاتمرآز وضع الرموز

ما يسمى الجايا، أو (أما آيرشنر فاقترح نظرية النظام الكوني .169"مستويات المعالجة"يسميه

ب الهرمي من حيث تنتظم مستويات الترآي ؛)البيئة الحيوية واألرض والمناخنظام التكامل بين

الجايا المؤثرة، الجايا المتكافئة التطور، جايا استعادة : على النحو اآلتي الضعيف إلى القوي

ولدى دي شاردان نظرية بديلة تقوم .170التوازن، الجايا الغائية، جايا المدى األقصى من اإلنتاجية

ة، الطاق: ، وتكون المستويات في الترآيبة الهرمية هنا هي"النوسفير"بيئة التفكير / على العقل

داخل أما الزلو فقد طرح مستويات متوازية .171المادة، الحياة، الغرائز، األفكار، والبيئة الفكرية

، تمتد عبر المكان، والتقنية، والعلم، واالتصاالت، وأشكال الحكم، وهو ما نعرضه في الهرم

ئية، ، ومكونات ثناتإلى وحدا" أصناف الطبيعة"أما سوك فقد قسم .172)أ( 1:2المخطط

.173)ب( 1:2انظر المخطط (واختصاصات

Page 55: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

55

)أ(

الحكم االتصاالت العلم التقنية المكان

األسرة، الصيد هيروغليفي رسم الطاقة البشرية الخيمة/الكهف

المستوى القبلي الكتابة بالرموز مقدمات العلم الطاقة الحيوانية القرية

الحكم الديني الحروفب الكتابة الرياضيات األدوات المعدنية البلدة

الحكومة القومية التواصل اآللي أفكار نيوتن تقنية اآلالت المدينة

نظرية أينشتاين عصر الكمبيوتر الدول المتحدة

النسبية

السيادة لشعوب التواصل الكهربائي

آافةالعالم

)ب(

النظام الثنائية المكونات الوحدة

اعي فوق بيولوجياجتم المجتمع/الثقافة العقل الجماعي

فوق بيولوجي العقل/ البديهة العقل

بيولوجي - اجتماعي الفرد/ النوع الكائن العضوي

علم األحياء الجسد)/ المورثة(الجين الخلية

علم الكيمياء لكتروناتاأل/النواة الذرة

علم الفيزياء الكتلة/الطاقة الجزيء

اتالرياضي منفصل المكونات/ المستمر الشكل

الماورائية الغيب/ الشهادة الرتبة

تصنيفات "ترآيبة سوك الهرمية لـ ) ب. (التراآيب الهرمية المتوازية عند الزلو) ا( 1:2مخطط

"الطبيعة

ر رح آلي ة"ط م المعرف ات عل ة لمنظوم ة هرمي ى " ترآيب ا عل تويات فيه ز المس ترآ

مراآز "بينما اقترح آوك 174.يمنة، بهذا الترتيبالمعلومات، والنماذج، والبنية، والمنظومات المه

ة " الضبط ى المستويات الخمسة التالي رم البشري موزعة عل ذري، المستوى : في اله المستوى ال

ة د طرح تشكيلة 175.الخلوي، مستوى الدماغ، مستوى العائلة، ومستوى الحكوم ا تشيكالند فق وأم

ا تص أوال بالمنظوم ة تخ وز المنظوم ة لرم م هرمي ة، ث ات الذري م المنظوم ة، ث ا دون الذري ت م

Page 56: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

56

ة . المنظومات الجزيئية ر حي دة غي ده منظومات جام ذه المستويات عن أ عن ه الكريستاالت، (ينش

زات ة )والصخور، والفل ة (، ومنظومات حي ات طبيعي ات، وبيئ ات، حيوان ردة، نبات ا مف 176).خالي

ز " التحكم األساسي"ستويات تحدد م" نظرية تحكم"وأما باورز فقد طرح بداية من مستوى الترآي

ات، تنتاجات، والمتوالي ب، واالس ونهاية بالظواهر الروحية، مرورا بمستويات اإلحساس، والترآي

ة اهيم المنظومي ادئ، والمف رامج، والمب ات، والب ة 177.والعالق ار الطبيع ين االعتب ذنا بع وإذا أخ

ة اإلدراآية والمتعددة األبعاد للمن ظومات، فإننا نعتبر آل النظريات التي أشرنا إليها أعاله والخاص

. بالسمات والترآيبات الهرمية نظريات صحيحة ومعتبرة

ـ المي آ ريع اإلس ع أصول التش ل م اب يتعام ذا الكت ة"وه ع " منظوم ل م ة تتفاع مفتوح

ات ام وتوجيه ا أحك د عنه اة، ويتول ائق الحي وحي وحق ى و. نصوص ال وي عل ة تحت ذه المنظوم ه

ف مواضيع األصول الج مختل ي تع ة الت ات الثانوي ن المنظوم ة م ة هرمي ن . ترآيب ا م ر أن أي غي

النظريات التي سردناها أعاله ال يمكن أن نتبناها آما هي لتكون قاعدة للتحليل المنظومي المنشود

:في هذا الكتاب، وذلك لألسباب التالية

ة الكون أن أآثر ن: أوال ى منظوم ظريات المنظومات المذآورة آان التوجه الغالب فيها إل

فة والتشريع الم الفلس تنا لع ى دراس ا هي عل ق آم بة للتطبي ذا فهي ليست مناس ادي، وله ومن . الم

ز، "و " استجالب الطاقة"األمثلة على ذلك ما بحثه آاتز وخان في موضوع اولر " الترمي وبحث ب

ر التي تشمل في المكونات المادي ادئ بي ة "ة للمنظومات، ومب ى " إدارة الوحدات "و" التكلف ا إل وم

ق ن طري ب ع ى ترتي ل إل ى التوص دينج إل عي بول ك، وس ة "ذل ات واللغ ة الكمي تخدام لغ اس

ات، " مصمم بشري"وآذلك نجد أن تشيرتشمان افترض وجود ." الرياضية من وراء آل المنظوم

ة ي منظوم ا ال نفترضه ف و م المي وه ريع اإلس كيتنر . التش ا س ي طرحه مات الت إن الس ذلك ف آ

ا ا أنه ات، "مفترض واع المنظوم ل أن الحة لك ن " ص د م ى العدي ق عل مات ال تنطب مل س تش

ا ذه السمات . المنظومات، بما فيها منظومة التشريع اإلسالمي التي نعتزم الحديث عنه ة ه من أمثل

ا تكرار المصادر، والحدو: التي ال تنطبق داخلي، وم دفق ال وة الت د المادية، والتواصل الداخلي، وق

ى " تجديد الذات"أما فكرة ماتيرنا وفاليرا حول . إلى ذلك في المنظومات الحية فإنه ينطبق فعال عل

اب ذا الكت ا في ه رد الحق ا ي د . منظومة التشريع اإلسالمية، حسب م ا يطرح أن التجدي إال أن بحثن

ون ن آ أتي م ن ي يس م ا، ول ن حوله ة م ع البيئ ة م ة ومتفاعل المي منفتح ريع اإلس ة التش منظوم

داخل،" ى ال ة عل ة المنكفئ اطات الذاتي ة " النش ي عملي ا يحدث ف ذات"آم ذاتي لل دد ال ، وهي "التج

انون ة في فلسفة الق ه المنظومي اك . الطريقة التي تبناها لوهمان في نظريت ك أن هن ى ذل يضاف إل

د من مس ات العدي ة"تويات المنظوم ثال " العام ا م ا، منه ا هن ى بحثن ق عل ي ال تنطب المقترحة والت

ديمغرافيا توى ال اثر، ومس توى التك ة، ومس تويات اآللي كان(المس م الس ة، )عل م البيئ توى عل ، ومس

Page 57: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

57

توى ذاآرة، ومس توى ال يات، ومس توى المتعض م، ومس زة الجس توى أجه ا، ومس توى الخالي ومس

. ى الجهاز المؤقت، ومستوى جهاز فك األلغاز، ومستوى المحرك، وغير ذلكالقناة، ومستو

ا يطية : ثاني ت تبس اله آان ذآورة أع نيفات الم ن التص را م ة : إن آثي يم وأحادي ة التقس ثنائي

داغي البعد، بعكس السمات المتعددة األبعاد للمنظومات التي نتبناها هنا، وهي آما وصفها غاراجي

ن الؤه م ية وزم ات األساس اين . سمات المنظوم ين التب ر ب ة ويف و مقابل ك ه ال ذل د"مث ي " المعق ف

اين ل التب ة " البسيط، "مقاب ر واقعي وفر سمة أآث د ت ددة للتعقي ار درجات متع م أن اعتب ال . رغ ومث

ة ى حي ات إل ل المنظوم يكالند لك وك وتش وردان وس االنفي وج و تصنيف بيرت ر ه المعنى (آخ ب

وجي ال م) البيول ي المج ات ف ى المنظوم ق عل نفين ال ينطب ن الص ا م ع أن أي ة، م ر الحي ل غي قاب

ل . االجتماعيات واإلنسانيات أخيرا فإن نظريات المنظومات التي تبحث في وجه واحد فحسب، مث

ي اد الت ل األبع مل آ ة، ال تش ي، أو التجزيئي ب الهرم ة، أو الترتي ات البيني مولية، أو العالق الش

. يفترض في التحليل أن يعالجها

يجري ة س مات المنظوم ن س دة م ة جدي رح مجموع ررت أن أط ه ق ذا آل له

دة في د تكون مفي اب، والتي ق ذا الكت ه في ه وم ب ذي نق ل الشامل ال استخدامها في التحلي

.أبحاث تحليلية أخرى لمنظومات دينية أو اجتماعية أو قانونية أخرى

للتحليل المنشود رحةسمات المنظومة المقت

و اب أن التشريع اإلسالمي بأصوله ه ذا الكت يفترض ه ة"س ى " منظوم اء عل ا بن سيجري تحليله

مات ن الس دد م أبرر . ع ة، وس ذه المنظوم ددة له مات المح ن الس دد م اقتراح ع ا ب وم هن سوف أق

ارين مات باعتب ات، وثاني : أوال: استخدامي لكل من الس ة المنظوم ار نظري ار الفلسفة : اباعتب باعتب

مات . اإلسالمية) أو علم الكالم( وعلى هذا فسوف تتوجه التحليالت الشاملة في هذا الكتاب إلى الس

ة ت التالي ات، و ) 1: (الس ة للمنظوم ة اإلدراآي ة، و) 2(الطبيع اح، و) 3(الكلي ب ) 4(االنفت الترآي

.الغائية أو المقاصدية) 6(تعدد األبعاد، و) 5(الهرمي ذي العالقات البينية، و

شريع اإلسالميتلمنظومة ال اإلدراآيةالطبيعة )1(

ة نظر " عالقة االرتباط"آنا قد بينا من قبل أن : باعتبار نظرية المنظومات: أوال هي من وجه

ين ل ب ي تص طة الت فية المتوس احة الفلس ات المس ة المنظوم ابق"نظري واقعيين " التط د ال عن

ين "الثنائية"و ال وب ين المنظومات المفترضة عق عند االسميين، أي أنها أفضل ما يصف العالقة ب

ذه " الطبيعة اإلدراآية للمنظومات"ومصطلح . الحقيقة اط ه ة االرتب ا . هو تعبير آخر عن عالق وأم

Page 58: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

58

أ ذي ينش ة المفترضة للتشريع اإلسالمي هي التصور ال في "في المجال الذي يهمنا فإن المنظوم

178.، إذا شئنا أن نقتبس من تعبيرات ابن تيمية"الفقيه ال في واقع األمر ذهن

اد، : باعتبار الفلسفة اإلسالمية: أما ثانيا ذهن واالجته ال ال فالفقه جهد بشري ينتج عن إعم

اني المقصودة أو ه للكشف عن المع ة من الفقي باالعتماد على نصوص الكتاب والسنة، في محاول

دالالت العملي ه ال . ةال ه، ألن ه فقي الى ال يوصف بأن ون واألصوليون أن اهللا تع ا الكالمي د علمن وق

ة إدراك بشرية 179.يخفى عليه شيء، والفقيه يخفى عليه أشياء ه هو عملي إن الفق ذا ف م 180وله وفه

الى 181بشري، راد اهللا تع أ عن م ل للخط ر قاب را غي فا مباش ويشرح العيني . وليس بالضرورة آش

ه هذا بقو ن المرء من ربط : "ل وة تمك م يقتضي حسن اإلدراك، واإلدراك ق م، والفه ه هو الفه الفق

ي اإلدراك العقل املة ب اني الش ي 182."الصور والمع دقيق هو ظن ال : "وآتب البيهق اه ال ه بمعن الفق

راد اهللا هو زعم يستحيل ذا بحسب م ا هو آ ا م اد أن حكم ه اعتق علم، ألن العلم له شأن آخر، ألن

تد الحاجة " الطبيعة اإلدراآية للتشريع اإلسالمي"فسمة 183."البرهان عليه ا تش أساسية من أجل م

ا ه الحق نعود إلي ا س و م المية، وه ذاهب اإلس ين الم ارب ب اهج والمش وع المن ل تن ن تقب ه م إلي

.بالتفصيل

منظومة التشريع اإلسالمي آلية )2(

ات: أوال ة المنظوم ار نظري ا : باعتب ل آن ة للتحلي زة الرئيس بق أن المي ا س ا فيم د بين ق

ل ى التحلي ومي عل ي"المنظ ة " التجزيئ ه الكلي ي طبيعت ات ه فة المنظوم ر فلس ة نظ ن وجه م

ة ة الجزيئي ل المقارب ة /الشمولية، في مقاب ة التقليدي ر البشري . الذري اهج التفكي ان من سمات من وآ

ا الغالبة إلى عهد قريب التفكير الجزئي القا ة السبب الواحد بالنتيجة الواحدة، وهو م ئم على عالق

ذا الفصل ة ه ة بشكل . عرضناه في بداي ة واالجتماعي وم الطبيعي لكن اآلن يتحرك البحث في العل

ل الظواهر " التحليل بالقطعة"واسع من منهج ى تفسير آ ة، إل ه المنطقي ة وعبارات بعالقاته التقليدي

بل إن آخر ما وصل إليه العلم اليوم قد أظهر 184.قا من منظومات آليةالطبيعية واالجتماعية انطال

ل، ال يمكن الفصل ان، والجسم والعق ان والمك ل الزم ية، مث لنا أنه حتى الثنائيات الطبيعية األساس

ة امال دون أن نفترض فرضيات تقريبي ا فصال آ ات 185.بينه ل عالق رى آ ات ت ة المنظوم فنظري

ة بب والنتيج ة الس ل المنظوم ات داخ ات العالق ن مجموع ا ع نجم له ة، ت ن صورة آلي أجزاء م آ

ا أ عنه ا لينش ا بينه ات تتصل فيم ذه العالق دة، وأن ه ل"خصائص جدي رد " آ ن مج ر م و أآث ه

." مجموع األجزاء"

ا ا ثاني فة اإلسالمية: أم ار الفلس مونه : باعتب اطبي يس اء آالش ان الفقه ا آ ة م د أن حجي فنج

ة في التشريع اإلسالمي، " ل الكليالدلي" زون 186هي من األصول الثابت اء ال يجي ل إن الفقه أن "ب

Page 59: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

59

اول 187."يعود الدليل الجزئي على الدليل الكلي بالبطالن ي في تن ر الكل إن إحياء منهج ولغة التفكي

م الكالم، و ا أيضا لعل ة أصول الفقه سيكون مفيدا ليس فقط لفلسفة التشريع اإلسالمي وإنم ك بغي ذل

ود اهللا راهين وج ك ب ي ذل ا ف ات المعاصرة، بم ار المنظوم ة باعتب ر منطقي ة أآث ى أدل الوصول إل

.تعالى، آالتي ذآرناها موجزة فيما سبق

منظومة التشريع اإلسالميفي نفتاح سمة اال )3(

ات : أوال ة المنظوم ار نظري ات : باعتب ين المنظوم وا ب د فرق ات ق روا المنظوم ان منظ آ

ى أن أي المنفت دوا عل ة، وأآ ة والمغلق ة"ح ة حي ة" منظوم ون منفتح د وأن تك ذا 188.الب ق ه وينطب

اء ا البق راد له ة ي ى أي منظوم ذلك عل ة، وآ ات الحي ى الكائن ابقا أن 189.عل ا س د ذآرن ا ق وآن

ة مع بيرتاالنافي ه المنظومي ة في نظريت ات وتساويها "ربط سمتي االنفتاح والغائي وع النهاي " ،تن

عنى أن تتمتع المنظومة المنفتحة بالقدرة على الوصول إلى نفس األهداف من مختلف الظروف بم

ه . األولية المختلفة، وعن طريق بدائل تكون متساوية في صحتها ق علي ا يطل ة "وم " ظروف أولي

ؤثرات ة من م ن البيئ أ م ا ينش و م ارج . ه ي هي خ ة الت ع البيئ ة تتفاعل إذن م ة المنفتح فالمنظوم

.منظومة، بخالف المنظومات المغلقة التي هي منعزلة عن البيئةال

ة : باعتبار الفلسفة اإلسالمية : أما ثانيا ة التشريع اإلسالمي منظوم إن منظوم " منفتحة "ف

اه " متجددة"و ذي ذآرن ى . بالمعنى ال دعون إل ون ي اء ال يزال ددا من الفقه ر أن ع اب "غي إغالق ب

ى وه 190"االجتهاد في األصول، ذا من شأنه أن يؤدي في الحقيقة إلى تحويل التشريع اإلسالمي إل

ة،" ة مغلف ى " منظوم ة المطاف إل ي نهاي ود ف ل وسوف يق ود"ب ى " جم التشريع اإلسالمي، بمعن

ع ة . توقفه عن التفاعل مع مقتضيات العصر والواق ة واألآثري ه المعروف ذاهب الفق ل م ر أن آ غي

ك الساحقة من الفقهاء عبر ا ه اإلسالمي، وذل ر ضروري للفق اد أم ى أن االجته ون عل رون متفق لق

د طوروا 191."تتناهى، والحوادث ال تتناهي) الخاصة(النصوص "ألن ومن هنا فإن األصوليين ق

ه التعبير المنظومي أن الفق دة، أو ب يتفاعل مع "آليات محددة للتعامل مع الحوادث والمسائل الجدي

ة اس والمصلحة وب." البيئ ي القي دة ه ائل الجدي ع المس ل م رت للتعام ي ظه ات الت ذه اآللي عض ه

د حتى . واعتبار العرف ى التجدي اج اآلن إل غير أن هذه اآلليات، آما سيظهر في وقت الحق، تحت

ر " مرونة أآبر"تعطي التشريع اإلسالمي يستطيع التجاوب من خاللها مع الظروف السريعة التغي

دها في " االنفتاح"لهذا فإن آليات . عصرفي هذا ال مات التي نعتم ه ستكون واحدة من الس ودرجات

ة ة المتعلق ا الفرعي المية، ومنظوماته ة األصول اإلس ه لمنظوم وف نقدم ذي س دي ال ل النق التحلي

.بآليات االجتهاد المختلفة

Page 60: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

60

البينية وتقسيماتهاالترآيبة الهرمية لمنظومة التشريع اإلسالمي )4(

ائعة في إن تحليل ما نريد تحليله عن طريق النظر إليه آترآيبة هرمية هي مقاربة أساسية وش

ددا من . الطرق المنظومية والتجزيئية على حد سواء وإذا آنا قد استعرضنا في المبحث السابق ع

ا هو في نظري إن البحث هن ة التقسيم أو النظريات العامة للتراآيب الهرمية وتطبيقاتها المحددة، ف

بة ام المناس نيف الع تراتيجية التص يص اس ة لتلخ ي محاول ك ف م اإلدراك، وذل ي عل نيف ف التص

دينا ين أي ذي ب ى . للموضوع ال ة تسعى إل زاء هي عملي ات أو أج ى فئ ة إل ة الكلي ع المنظوم فتوزي

دد تمييز االختالف أو التماثل بين سمات هذه األجزاء، آل سمة تحدد بعدا في فضاء الس مات المتع

اد ة، . األبع ة أو الفئ س المجموع ع نف ل تتب ماتها التماث ى س ب عل ي يغل األجزاء الت الي، ف وبالت

ذا العمل واحد من 192.واألجزاء التي يغلب على سماتها االختالف تتبع مجموعة أو فئة مختلفة فه

م ال ه بفه وم البشر من خالل ا، أآثر األعمال اإلدراآية األساسية أهمية، إذ يق معلومات التي يتلقونه

ار ف عناصر وأفك ى مختل ميات عل ماء والمس ون األس ؤات، ويطلق ات والتنب ويصوغون التعميم

ك ى ذل اء عل ه بن ة 193.الشيء قيد البحث ويقومون ان لعملي م اإلدراك تفسيران نظري اك في عل وهن

ي يم األش ديلتين لتقس ان طريقتين ب ي نظري يعكس ا ف يم أو التصنيف، وهم ات التقس ى فئ ال إل اء فع

ى ) 1: (وهذان التفسيران البديالن هما. متمايزة ابه السمات "التقسيم المبني عل التقسيم ) 2(، و"تش

194."المفاهيم العقلية"المبني على

مات ابه الس ى تش اء عل ات بن ى فئ ياء إل يم األش واحي ) 1(تقس ن ن ى الكشف ع عى إل يس

ا ون عليه ي يطلق ابه واالختالف الت ة"التش ات، " طبيعي ى فئ ا إل ي يجري توزيعه ياء الت ين األش ب

ا بحسب ا أو اختالفهم يئين بحسب تطابقهم ين ش تالف ب ابه أو االخ اس التش مة"ويق أو صفة " س

ة سماته 195.طبيعية ما جرى تحديدها من قبل ر مطابق ة عب ة معين ع فئ ه يتب ويحكم على الشيء بأن

196.ثيال آاماليمثل هذه الفئة تم" نموذج مثالي"مع سمات

اهيم ى مف اء عل ات بن دد الفئ ات يح أما بحسب الطريقة األخرى، فإن توزيع األشياء إلى فئ

ين سماتها روق ب ابه والف ا بحسب التش دال من توزيعه ي . عقلية، ب وم العقل دأ أو ) 2(والمفه هو مب

مل ا ا يش ائم بالتصنيف، بم ي إدراك الق ع ف ان، تنطب اهرة للعي ر ظ ة غي ين نظري ب ب ربط المرآ ل

ا رة التي تشكل إطارا بنيوي وم آالسمة البسيطة التي تتصف . الروابط السببية والمفس يس المفه فل

ددة ايير متع ا هو مجموعة من المع ى الشيء المصنف، وإنم ا أن تنطبق أو ال تنطبق عل بأنها إم

ددة األبعاد، يمكن أن تكون أساسا لتوزيع األشياء، وفي وقت واحد، ات متع ى فئ وم . إل تج المفه وين

ا ق عليه ات يطل ي فئ ا ه دود، وإنم ة وواضحة الح ت بالضرورة قاطع ات ليس ة،"فئ أو " تقريبي

ة، "أو " غامضة،" ددا، 197"ظني ا مح ددا واضحا أو خط يس ع ات ل ين الفئ أي أن الخط الفاصل ب

198.آخرمن شخص إلى " معقولة"وإنما هو إحساس يمكن أن يتفاوت في حدود

Page 61: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

61

ه واحي القصور في لقد وجه النقد إلى التوزيع على أساس السمات بسبب وجود عدد من ن

ة وراء تفضيلنا . والتي ال توجد في التوزيعات المبنية على مفاهيم ي األسباب النظري ا يل ورد فيم ن

ى أساس السمات، و ا عل دال من توزيعه هي لطرق توزيع األشياء إلى فئات على أساس المفاهيم ب

ى أساس ة عل ذاهب الفقهي ة في تقسيم الم د الطرق التقليدي د لنق ا بع ا فيم األسباب التي ستسخدم هن

. سمات تبسيطية زعموا أنها تفصل بينها

ة، بعكس الطرق ) أ( إن طرق التصنيف المبنية على المفاهيم متكاملة ومنظومي

وائم من المبنية على السمات، ألن هذه األخيرة تتعامل مع األشياء ا ق وآأنه

ذا تضيع بعض، وهي به ين بعضها ال ة ب مات التي ال عالق الصفات أو الس

.الكثير من المعلومات القيمة الالزمة للتحليل

ك ) ب( ا، وذل الغ فيه إن الطرق المبنية على السمات قد ينجم عنها تعميمات مب

رارات تبسيطية حو عن ى ق ر من المعلومات إل دار آبي د مق ل طريق تجري

.وجود أو عدم وجود واحدة أو أآثر من السمات

ن ) ت( اف م ود أطي مح بوج مات ال تس ى الس ة عل نيفات المبني إن التص

ع ة التوزي ى طريق ة عل ا مبني ه، ألنه المستويات في عضوية الشيء في فئت

أ بشكل ه بالصواب أو الخط ى عضوية الشيء في فئت إلى خاليا، يحكم عل

.قاطع

ا من أجل في عملية التقسيم إ ) ث( لى فئات على أساس السمات، يحصل أحيان

ا ق فيه ة ال تتحق مات مهم ل س مات أن تغف انس الس ى تج ة عل المحافظ

.التصنيف الثنائي أي إما موجودة أو غير موجودة

ات ا لتقسيم الفئ اهيم أساس ات –لهذا فإن هذا البحث سيعتمد المف ى -أي فئ ك عل ق ذل ونطب

ات التي أصول الفقه اإلسالمي د في الفئ واحي النق ومذاهبه ومناهجه، آما سنبين في ثنايا البحث ن

ى الترآيب . عرفت حدودها على أساس السمات ن تقتصر عل ذا البحث ل غير أن التقسيمات في ه

اهيم الهرمي أو الشجري، بل إن التحليل سوف يمضي بعد ذلك إلى تحليل العالقات البينية بين المف

االقتصار على التحليل المنطقي الصوري آما هو الحال في قياس أرسطو أو سالسل الثانوية دون

ذه ى ه ة عل ة المبني ام الفقهي ي لتطبيق األحك ر العمل ى األث ا سيرآز عل االستنتاج عند راسل، وإنم

.المفاهيم

Page 62: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

62

تعدد أبعاد منظومة الشريعة اإلسالمية )5(

ات : أوال ة المنظوم ار نظري دان : باعتب اك بع ي هن اد ف دد األبع طلحات تع ي مص ران ف معتب

اد الموجودة في . المنظومات، وهما الرتبة والمستوى اد، فهي عدد األبع ة األبع " المجال "أما رتب

ة في أي من . الخاضع للبحث ادير النسبية الممكن وأما مستوى األبعاد فهو عدد المستويات أو المق

ائعة إل . األبعاد ة واحدة ومستويين، فتنظر تميل الفلسفة في صورها الش ر في سياق رتب ى التفكي

ار واحد فحسب، "الميول المتعارضة "عادة إلى الظواهر، بل وحتى األفكار ذات ، في سياق معي

ة "ال على أنها " متناقضة"وعلى هذا فتبدو الظواهر أو األفكار ار "متكامل ة االختي ل بطريق ، وتحل

ر 199.تعظيم المكاسب للطرفين الحتمي ألي من النقيضين، ال على طريقة ذه النظرة يعب فبحسب ه

دائما عن الظواهر واألفكار على أساس التقابل بين شعبتين متعارضتين يستحيل الجمع أو التوسط

ا ين . بينهم ي، ب ديني والعلم ين ال ي ب ار الحتم يهم االختي اس أن عل وهم الن ال، يت بيل المث ى س عل

تقرائي، التجريبي والمنطقي، بين المادي وا تنباطي واالس ين االس واقعي واالسمي، ب ين ال لغيبي، ب

ادة، ل والم ين العق ديم األخالق، ب ة وتق ديم الغاي ين تق ة، ب بين العام والخاص، بين الجمعية والفردي

م جرا ين الموضوعي والمشخصن، وهل ادي . ب ر األح ل التفكي ا تمث ا آله ي ذآرناه ابالت الت والتق

ادي الر د األح ذه البع ع أن ه ذا م ب، ه د فحس ل واح ى عام با عل ر منص ون التفكي ث يك ة، حي تب

ون د تك ار ق واهر أو األفك ن الظ ة"األزواج م رى " متكامل اد أخ ب أبع د . بحس دين ق العلم وال ف

ى أي حال -يتعارضا ائعة عل ى للنص -حسب النظرة الش ة األول دين يعطى المكان من حيث أن ال

ا لتحقيق سعادة البشر الديني على عكس العلم، بي ل منهم نما يمكن اعتبارهما متكاملين في سعي آ

ل . مثال، أو من حيث إهتمام آل منهما بأصل الحياة والخلق، وما إلى ذلك ويمكن أن ينظر إلى العق

م ات عل والمادة على أنهما متضادان من حيث عالقتهما بالحواس الخمس، بينما تنظر أحدث نظري

بعض، اإلدراك وعلوم أثران ببعضهما ال ؤثران ويت امالن ي ا متك ى أنهم المخ إلى العقل والمادة عل

اء ذي يسعى لبن ناعي ال ة "وآذلك ينظر إليهما علم الذآاء الص ة ". اآلالت الذآي ذا بالنسبة لبقي وهك

.الثنائيات المتقابلة المذآورة

ام ا اد يظهر في األحك ددة األبع ة المتع ائعة وغياب النظرة المنظزمي ة التبسيطية الش لثنائي

ى ا إل ام إذا نظرن ك األحك ا يمكن تحسين تل ا متعارضة، بينم بعض أنه ا ال لالتجاهات التي يتوهمه

ة اط تلك االتجاهات المتقابل ى منحنى أو طيف من النق ين عل ا أقصى نقطت ى أنه إن . عل ا ف من هن

ح أو ي، رب ي أو ظن ل قطع الين، مث ين احتم ار ب ة االختي ي أغلوط ع ف ا يق را م ائع آثي دل الش الج

د ع، جي نخفض أو مرتف ود، م يض أو أس ارة، أب يء خس رى أن . أو س ثال، ن وان م ال األل ي مج فف

ا التفكير على أساس أحادية الرتبة، ينظر إلى األشياء من خالل اللونين األبيض واألسود فقط، بينم

Page 63: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

63

ف ى أو طي ي منحن ى طرف ان عل ا يقع ى أنهم ود عل يض واألس ونين األب ى الل األصل أن ننظر إل

).الذي يوضح هذه الفكرة 2-2انظر الشكل (ي يحتوي على عدد غير محدود من مستويات الرماد

ذي نعرضه : باعتبار الفلسفة اإلسالمية : أما ثانيا ل الشامل ال ا من التحلي فسوف يظهر لن

ادي واألغلوطات د األح ة فيما بعد أن التفكير المذهبي التقليدي آان فيه مقدار آبير من البع . الثنائي

ة فالطرق األحادية البعد تنظر إلى عا إن . مل واحد فحسب في أثناء بحث المسألة المطلوب ا ف من هن

مى ان يس ا آ را م د آثي ل واح ى دلي اء عل در بن ت تص اوى آان ن الفت ى م ة العظم ل "الغالبي دلي

ألة ة دون إقصاء "المس ذه األدل ين ه ع ب دا، والجم يال واح يس دل ة ول ألة أدل ي المس ع أن ف ذا م ، ه

ة . حكام مختلفةلبعضها قد يؤدي إلى نتائج وأ ل يبحث في بحوث قديم ه ظ وهذا موضوع قائم بذات

ة رى في . وحديثة آبحث مستقل من بحوث أصول الفقه تحت عنوان تعارض أو اختالف األدل ون

نتناوله " الجمع بين األدلة"هذا البحث أن طريقة ا س اد، وهو م دد األبع ة تع ي طريق ى تبن ال عل مث

.في الفصل السادس

د من ل الواجبنج ة، مث ارات الثنائي ى االختي ة عل ام المبني الحرام، /جانب آخر أن األحك

د، منضبط/منسوخ، صحيح/ناسخ ى /فاس ودا عل ام وضعت قي ذه األحك ك، ه ى ذل ا إل وم، وم موه

ذا . التشريع اإلسالمي أن يعتبر المساحات الرمادية الواقعية ل في ه وسوف يظهر من خالل التحلي

ف أن ب ث آي ود البح ت وج د اقترح ة ق ذاهب الفقهي ض الم رتبتين"ع ين الم ة ب يع " مرتب لتوس

التصنيفات الثنائية، وقد ساهم هذا في إيجاد جو من الواقعية والمرونة على التشريع اإلسالمي في

.حاالت آثيرة

غائية منظومة التشريع اإلسالمي

ة المنظومات : أوال ار نظري ائعة في : باعتب ي عرضناها من السمات الش ات المنظومات الت نظري

ين ق ب ي التفري دوف ف ع رأي آآ داغي اتب ر أن غاراجي دف، غي اط به ة واالرتب بق الغائي ا س فيم

تج "الغايات"و" األهداف" نفس النتيجة بطرق ) 1"(، فاعتبر المنظومة غائية إذا استطاعت أن تن

يتبين من 200."س البيئة أو بيئات مختلفةأن تنتج نتائج مختلفة في نف) 2(مختلفة وفي نفس البيئة، و

ائل، إذا هذا أن المنظومات المتجهة للتوصل إلى هدف تنتج نتائجها بشكل آلي باستخدام نفس الوس

ى نفس األهداف ائلها للتوصل إل ر وس ا . بقيت البيئة ثابتة، وليس لديها خيارات أو بدائل لتغيي بينم

ة أو يمكن للمنظومات المتجهة للتوصل إلى مقاصد أن تتبنى وسائل مختلفة للتوصل إلى نفس الغاي

ائج . المقصد تج نت ا أن تن داف ال يمكنه ى أه ة للوصول إل ات المتجه ذا أن المنظوم ى ه يضاف إل

ا تحدث من خالل ة، ألن نتائجه ي نفس البيئ ة ف بقة"مختلف آخر" برمجة مس ر أن . بشكل أو ب غي

ا هي المنظومات المتجهة للوصول إلى م ى م ة عل اء البيئ ة مع بق ائج مختلف قاصد يمكن أن تنتج نت

Page 64: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

64

ة ق المقاصد المطلوب ة تحق ائج المختلف ذه النت اب . عليه طالما أن ه ذا الكت ى ه ة "سوف يتبن " الغائي

ة، ومن ى أصول التشريع اإلسالمي، من حيث الجمل بالمعنى الذي طرحناه هنا آسمة تنطبق عل

.حيث آل مستوياته وعناصره

ال اهللا : باعتبار الفلسفة اإلسالمية : أما ثانيا ببية في سياق البحث الكالمي في أفع إن الس ف

من " هل أفعال اهللا معللة أم ال؟: "وآان السؤال الذي يجري نقاشه هو. آانت موضوع بحث طويل

ه /المهم أن نالحظ أن مفهوم التعليل وم األسباب لم يكن يجري في علم الكالم التفريق بين ين مفه وب

اد . 201الحكم/المقاصد/األغراض ومين في مجال االجته ذين المف ين ه ان يجري التفريق ب ا آ وإنم

اب، ألن الشريعة . 202الفقهي ذا الكت إن البحث الفلسفي الكالمي حول التعليل ذات عالقة بأبحاث ه

وحي، واأل " فعل إلهي"اإلسالمية نفسها هي من حيث العقيدة ا عن طريق ال ي من أتتن غراض الت

ل اهللا : فالسؤال إذن هو. وراء الشريعة هي إذن مقاصد الشريعة هل هناك من قصد من وراء تنزي

:تعالى لهذه الشريعة؟ وقد أعطانا الكالميون على هذا السؤال ثالثة أجوبة

ا أسباب " يجب"إن أفعال اهللا ) أ( يعة : مقاصد /أن يكون له ة والش م (قسم المعتزل آله

ت دا بعض االس ال ) ثناءاتع ى أفع ال إل ل األفع نة"آ ال " حس ة"وأفع 203".قبيح

بح (من هاتين السمتين " ذاتية"واعتقدوا أن في آل فعل سمة ر )الحسن أو الق ، غي

روف ر الظ ر بتغي ة للتغي ى . قابل ه عل ادر بذات اني ق ل اإلنس دوا أن العق م اعتق ث

ة الحسن م "التحسين والتقبيح العقليين" ى معرف و دون وحي ، أي عل يح ول ن القب

وبما أن تحديد التحسين والتقبيح أعمال عقلية، فإن المعتزلة طبقوهما سواء . إلهي

الى ى اهللا تع ر وعل ى البش واء عل ى (بس اء عل دل "بن دهم" أصل الع ا ). عن ففيم

دهم نة عن ال الحس ون األفع ر، تك ص البش ة"يخ ة " واجب ال القبيح ون األفع وتك

ال وأما فيم." محظورة" ال الحسنة هي أفع إن األفع حسب –ا يخص اهللا تعالى، ف

ى اهللا، " -تعبيرهم ال " تجب عل ال القبيحة هي أفع ا، "واألفع ه فعله " يستحيل علي

ذلك رهم آ ا . حسب تعبي ة وال غرض له ي ال عل ال الت ا أن األفع دون أيض ويعتق

ال اهللا ل أفع دون أن آ م يعتق ذا فه ة، وله ال قبيح ي إذن أفع ث، وه الى عب تع

204."معللة"

د ) ب( باب والمقاص وق األس ي ف الى ه ال اهللا تع اعرة . إن أفع ان األش آ

ة( يهم الحنابل ا ف لفية، بم الم ) والس ى آ ل عل ى رد الفع ا ينطوي عل وا موقف د تبن ق

أن الفعل يمكن أن . المعتزلة السابق، فتطرفوا إلى الجهة المقابلة ر هؤالء ب فقد أق

ن يجب أن يبنى " ،قبيحا"أو " حسنا"يكون بح والحس ر الق ولكنهم قرروا أن تقري

يمكن أن -هكذا يقول األشاعرة -ففي غياب الشريعة . على الشريعة ال على العقل

Page 65: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

65

ل ون أي فع ن"يك يح"أو " حس واء " قب د س ى ح ين، (عل ول دقيق ى نق ن حت ولك

ل، والع ل الجه ي مقاب م ف ك العل تثنوا من ذل د اس انوا ق م آ ا أنه ي نضيف هن دل ف

الى ). 205مقابل الظلم ك إن اهللا تع ى ذل اء عل الوا بن ه "وق فعل شيء " ال يجب علي

ال اهللا ." حسن"و " خير"أصال، وأن آل ما يفعله هو لهذا يعتقد األشاعرة أن أفع

ي الى ه باب،"تع وق األس ك " ف ى ذل ة إل و بحاج بب ه يء لس ل الش ن يفع ألن م

الى 206.يءالسبب، بينما اهللا تعالى ال يحتاج لش أن اهللا تع واحتج األشاعرة أيضا ب

ا ذا فهو يفعل م ذلك، وله ا آ هو مسبب األسباب، وخالق األسباب، وخالق نتائجه

باب ام األس ن أحك ا م يء يلزمن أي ش زم ب اج أن يلت اء دون أن يحت يش

ببات ى 207."والمس ة عل فتهم األخالقي م وفلس ول فقهه اعرة أص ى األش د بن وق

ذي ذآرن ي . اهالمنطق ال ر الغزال د ذآ ثال–فق ة الوسط"أن -م ا " (نظري ي م وه

دال دأ أرسطو في االعت د "صحيحة ألن ) يطلق عليه أيضا مب رع ق نصوص الش

208."أيدتها، وليس ألن العقل يوافق عليها آما يقول الفالسفة

ه ) ت( ة من ا أسباب ومقاصد رحم الى له ال اهللا تع رى أن أفع االتجاه الثالث ي

ة ال وهذا. بعباده م فريق من الحنفي ة، وه هو الرأي المتوسط الذي تبناه الماتريدي

ا رق التي ذآرناه ة مصيبون . يبلغ عددهم عدد الف ة أن المعتزل أى الماتريدي وارت

ون في جعل اهللا نهم مخطئ ببة، ولك الى مس ا "في اعتقادهم أن أفعال اهللا تع " ملزم

ة أ . أن يفعل ما يفعل أى الماتريدي ولهم إن وارت يضا أن األشاعرة مصيبون في ق

الى اج"اهللا تع د " ال يحت باب والمقاص الوا إن األس نهم ق باب، ولك ى األس إل

ي الح ه ات"والمص الى " حاج ر، ال هللا تع ين . للبش دأ التحس ة مب ل الماتريدي وقب

عند الماتريدية ال يملك السلطة ليحكم مستقال عن الشرع " العقل"والتقبيح، ولكن

ة "على ما هو حسن وما هو قبيح، وإنما العقل درك " آل ا اهللا لإلنسان لكي ي منحه

209.الحسن والقبح إذا أعلم به

ن " رسميا"لقد خالف آثير من الفقهاء الذين هم الفوا -أشاعرة من حيث المذهب المعل خ

ا ه وا موقف ال اهللا بأسباب، وتبن ل أفع ا يخص عدم تعلي ى موقف الموقف األشعري فيم و أقرب إل

ن ية والخوف م تهم الظروف السياس اء دفع ؤالء الفقه ر أن ه ذا الخصوص، غي ي ه ة ف الماتريدي

ي –االضطهاد دو ل وا رفضهم -في ما يب أن يعلن ة ب ين رأي المعتزل نهم وب افة بي ى مس وا عل أن يبق

يح "لمبدأ ي " التحسين والتقب ك موقف اآلمدي . المعتزل ة ذل ام (ومن أمثل وفي ع 1234/هـ 631ت

اطبي 210،)م ام (والش وفي ع ـ 790ت ة 211،)م 1388/ه ن تيمي ام (واب وفي ع ـ 728ت 1328/ه

Page 66: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

66

يم 212،)م ن الق ام (واب وفي ع ـ 748ت د 213،)م 1347/ ه ن رش ام (واب وفي ع ـ 584ت 1189/ ه

اب 214).م ده لكت د آتب في نق أن التهافت وقد آان هجوم ابن رشد على األشاعرة هو األشد، فق : ب

ر مقاصد 215."ولئك الذين ينفون األسباب ينفون العقل نفسهأ" ره أن الشاطبي اعتب ومما يجدر ذآ

ريعة ة الش ه نفسه العام ا أسماه . أرسخ من أصول الفق ين م د من ب د ع ات "فق دين وآلي أصول ال

216.خالفا للرأي األشعري المعروف –المقاصد من وراء فعل اهللا التشريعي " الملة

ذا البحث، أال ولنالحظ رح له ي المقت نهج التحليل ة استعراضنا للسمات الست للم في نهاي

ة، : وهي ات البيني ي ذو العالق اح، والترآيب الهرم ة، واالنفت ة، والكلي ة للمنظوم ة اإلدراآي الطبيع

ة ة وثيق بعض بصالت منطقي رتبط بعضها ب مات ي ذه الس ة، أن ه اد، والغائي دد األبع ر أن . وتع غي

ل سم ة الغائية هي السمة التي ترتبط أآثر من غيرها بكل من السمات األخرى، وتمثل منهج التحلي

اب ين سمة . المنظومي الرئيس الذي سيتبناه هذا الكت ات ب وجزا مختصرا للعالق ي م ا يل ورد فيم ن

.منهج التحليل المنظومي المقترح والسمات األخرى ل" المقاصدية"الغائية أو

المقاصدية بالطبيعة اإلدراآية للتشريع اإلسالمي، ألن الطروحات تتعلق ) أ(

ع المختلفة حول طبيعة مقاصد الشريعة اإلسالمية وبنيتها تعكس في الواق

.طرق إدراك الفقيه لطبيعة الشريعة نفسها وبنيتها

ادئ ) ب( ة والمب ا هي الصفات الكلي إن المقاصد العامة للشريعة اإلسالمية إنم

.ة للشريعةالعام

اد، ) ت( ة االجته ي عملي دور محوري ف وم ب ريعة اإلسالمية تق إن مقاصد الش

ريعة بمختلف أشكاله في التعامل مع الواقع، لكونها اآللية التي تحافظ الش

."انفتاحها"اإلسالمية بها على

ن طرق ) ث( دد م ن خالل ع المية م ريعة اإلس ى مقاصد الش ن النظر إل يمك

ة ب الهرمي ر – التراآي ا م ة -آم ة لمنظوم ب الهرمي وازي التراآي ا ي ، بم

.الشريعة اإلسالمية نفسها

م ) ج( ، "التعارض الظاهري "توفر المقاصد أبعادا متعددة تساعد في حل وفه

ة المتعارضة"و ي طرق " األدل نة أو ف اب والس ي نصوص الكت واء ف س

.االستنباط في التشريع اإلسالمي

ر مقاصد الش ذا سوف أعتب ي له ي ف نهج األساس رئيس والم دأ ال ريعة اإلسالمية هي المب

دار . التحليل المبني على المنظومات والذي يتبناه هذا الكتاب اس بمق ة تق وبما أن فعالية أي منظوم

Page 67: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

67

ة "البشرية أو (ما تحققه من مقاصدها ة التشريع اإلسالمية ")الطبيعي إن الصواب في منظوم ، ف

. البحث بناء على تحقيق هذه المنظومة لمقاصدها سيجري قياسه في هذا

ص م أن نخل ن المه المي -م ريع اإلس ول التش الي ح ل الت ى الفص ل إل ل أن ننتق أن -قب

ى مجموعتين ع عل الفصلين السابقين قد طرحا المنهج الذي يتبناه هذا البحث، والذي يقوم في الواق

ات ات، ونظري ات المنظوم ا نظري ات، هم ن النظري ريعة م ذا . مقاصد الش ة ه ي بقي يجري ف وس

ة، أي ات المقترح مات المنظوم اد س اب اعتم اح، : الكت ة، واالنفت ة، والكلي ة اإلدراآي الطبيع

ة اد، والغائي دد األبع ي، وتع ذا الفصل -والترآيب الهرم ا في ه ا عرفناه ون هي األدوات -آم لتك

ل ي التحلي دها ف ي نعتم ايير الت ر أن التح. والمع ع غي ث والراب ي الفصول الثال ه ف ذي نقدم ل ال لي

ة مات الطبيع ى س ى عل ة األول يعتمد بالدرج ة والمعاصرة، س ات التقليدي ول النظري امس ح والخ

ى تعريف أصول التشريع اإلسالمي . اإلدراآية والترآيب الهرمي ادس إل ثم نأتي في الفصل الس

ة"بوصفه مولية، " منظوم مات الش ا س ق فيه ن خالل تتحق ة م اد، والغائي دد األبع اح، وتع واالنفت

.تحقيق مقاصد الشريعة

، المجلد )1973دار الجيل، : بيروت(، تحرير طه عبد الرؤوف سعد إعالم الموقعينس الدين بن القيم، شم. 1

. 3. الثالث، ص :آتاب حقائق العالم؛ آما هو متوفر في الموقع التالي: بناء على منشور وآالة االستخبارات األمريكية. 2

http://www.cia.gov/cia/publications/factbook. ، )1999مطبعة الجامعة، : أآسفورد(، محررا، تاريخ أآسفورد عن اإلسالم Espositoجون إل إسبيسيتو . 3

. 690. ص ؛])2006آانون الثاني، / اقتبس في يناير[ 2005(، التقرير السنوي UNDPبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي . 4

. /http://www.undp.org/annualreportsمتوفر في موقع .آلما ذآر اسم النبي محمد" صلى اهللا عليه وسلم"تفترض عبارة . 5، الطبعة Cognition: Theory and Applications النظرية والتطبيقات: المعرفة، Reedستيفن ريد . 6

. 220. ، ص)Brooks/Cole ،1996آول /بروآس: الواليات المتحدة األمريكية(الرابعة . ، ص)1999الفجر، : آواال المبور(، تحرير طاهر المساوي مقاصد الشريعة اإلسالميةالطاهر بن عاشور، . 7

2. .5-2راجع مقطع . 8مقاصد الشريعة اإلسالمية ووسائل تحقيقها في المجتمعات اإلسالمية : آان هذا أحد المحاور في مؤتمر. 9

Purposes of Islamic Law and Means of Achieving them in Muslim Societies الجامعة ، .2006آب، /ماليزيا، أغسطس: اإلسالمية العالمية في ماليزيا

محمد الطاهر بن عاشور، ابن عاشور، بحث في مقاصد الشريعة، ترجمة محمد الطاهر مساوي، المجلد . 10 .2. ، ص)2006المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : لندن، واشنطن(األول

، ترجمة )دير زويك إم ريخت( القانون آوسيلة إلى غاية، Rudolf von Jheringردولف فون يرينغ . 11 1913نشرته أصال في عام (برنامج تبادل الكتب القانونية : نيو جرسي(، أعيد طبعه، Husikاسحاق هوسيك

.35. ص) 2001، )شرآة بوسطن للكتاب . 183. ، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، . 12

Page 68: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

68

وزارة الشؤون الدينية، : قطر(، تحرير عبد العظيم الديب غياث األمم في التياث الظلمعبد الملك الجويني، . 13

.253. ص) هـ 1400 .172. ، المجلد األول، صالمستصفىالغزالي، . 14، تحرير حسين علي اليادري وسعيد فودا، الطبعة المحصول في أصول الفقهأبو بكر المالكي بن العربي، . 15

. 286. ، ص4. ، صحكاماإل، اآلمدي، 222. ، المجلد الخامس، ص)1999دار البيرق، : عمان(األولى .16، 239. ، ص) هـ 1419الريان، : بيروت( التعيين في شرح األربعيننجم الدين الطوفي، . 16 .478. ، المجلد الخامس، ص)1994دار العرب، : بيروت( الذخيرةشهاب الدين القرافي، . 17، المجلد الخامس، في أصول الفقه المحصول، ابن العربي، 172. ، المجلد األول، صالمستصفىالغزالي، . 18

. 287. ، اآلمدي، اإلحكام، المجلد الرابع، ص222. ص . 47. ، المجلد الثالث، صالموافقات، الشاطبي، 172. ، المجلد األول، صالمستصفىالغزالي، . 19 .5. ، المجلد الثالث، صالموافقاتالشاطبي، . 20 .17. نفس المصدر، المجلد الثالث، ص. 21 .151. نفس المصدر، المجلد األول، ص. 22 .45. ص) 2001المعهد العالي للفكر اإلسالمي، : عمان( نحو تفعيل مقاصد الشريعةجمال عطية، . 23 50، عدد Psychological Reviewمراجعات نفسية " نظرية في الدوافع البشرية،"إيه إتش ماسلو، . 24

. 96-370، صفحات 50): 1943(نظرية في "، ماسلو )1979هاربر ورو، : نيويورك(، الطبعة الثانية الدوافع والشخصيةماسلو، إيه إتش. 25

."الدوافع البشرية ).2006محاورة شفهية، الخرطوم، السودان، آب (بحسب محاورة مع الشيخ حسن الترابي . 26من منشورات دار ، ة، ماليزياالجامعة اإلسالمية العالمي( طرق الكشف عن مقاصد الشريعةنعمان جغيم، . 27

.35-26، صفحات )2002النفائس، . ص) مؤسسة عز الدين، بدون تاريخ: القاهرة( ثبوت النبوة بالقرآن: الوحي المحمديمحمد رشيد رضا، . 28

100. . 183. ، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، . 29المجلد ) دار الفكر، بدون تاريخ: بيروت(، الطبعة الثانية ديرشرح فتح القانظر مثال آمال الدين السيواسي، . 30

. 513. الرابع، ص .29انظر مثال سورة الكهف، آية . 31دار : عمان(، تحرير محمد الطاهر المساوي أصول النظام االجتماعي في اإلسالممحمد الطاهر بن عاشور، . 32

. 268، 256. ص) 2001النفائس، .281-270 .نفس المصدر، ص. 33 .49. ، صنحو تفعيل مقاصد الشريعةجمال عطية، . 34 ).1999دار الشروق، : القاهرة(، الطبعة األولى آيف نتعامل مع مع القرآن العظيميوسف القرضاوي، . 35 .2007أيار، /، وسراييفو، البوسنة، مايو2005آذار /محاورة شفهية، لندن، المملكة المتحدة، مارس 36المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ودار الهادي، : بيروت(، الطبعة األولى مقاصد الشريعةالعلواني، طه جابر . 37

.25. ، ص)2001 .2007نيسان، / محاورة شفهية، القاهرة، مصر، ابريل. 38 .حوالي السنة السابعة للهجرة، وآان الموقع على بعد بضعة أميال من المدينة. 39المجلد ) 1986دار ابن آثير، : بيروت(، تحرير مصطفى البغي، الطبعة الثالثة الصحيحمحمد البخاري، . 40

دار إحياء التراث : بيروت(، تحرير محمد فؤاد عبد الباقي صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم، 321. األول، ص . 1391. المجلد الثالث، ص) العربي، بدون تاريخ

.1391. ، ومسلم، المجلد الثالث، ص321. المجلد األول، صرواه عبد اهللا بن عمر، آما نقله البخاري، . 41، )دار اآلفاق، بدون تاريخ: بيروت(، تحرير لجنة حياء التراث العربي، الطبعة األولى المحلىعلي بن حزم، . 42

.291. ، المجلد الثالث، صالمحلى الخراج، يحيى بن آدم، 81، 14 .ص) هـ 1303المطبعة األميرية، : القاهرة( الخراجيعقوب أبو يوسف، . 43

.110. ص) 1974المكتبة العلمية، : الهور، الباآستان( .190. ص) 2002دار السالم، : القاهرة(، الطبعة األولى منهج عمر بن الخطاب في التشريعمحمد بلتجي، . 44 . 291. المجلد األول، ص )دار الفكر، بدون تاريخ: بيروت( بداية المجتهد ونهاية المقتصدالوليد بن رشد، . 45، تحرير محمد العلوي التمهيد، أبو عمر بن عبد البر، 192. ، المجلد الثاني، صشرح فتح القديرالسيواسي، . 46

. 216. ، المجلد الرابع، ص)هـ 1387وزارة عموم األوقاف، : المغرب(ومحمد البكري

Page 69: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

69

معة األزهر، مصر، نشر الرسالة، الطبعة الخامس رسالة دآتوراه، جا" (فقه الزآاة"يوسف القرضاوي، . 47

.229. ، المجلد األول، ص)1985عشرة، ، تحرير لجنة إحياء التراث العربي، الطبعة لىالمحعلي بن حزم، : يوجد تعبير قوي عن هذا الرأي في. 48

. 209. ، صالمحلى) دار اآلفاق، بدون تاريخ: بيروت(األولى .148- 146، المجلد األول، صفحات "ه الزآاةفق"القرضاوي، . 49 .، آتاب الحج، باب الرملالصحيحالبخاري، . 50 . 6. ، المجلد الثاني، صالموافقاتالشاطبي، . 51 .يجد القارئ في الفصل الخامس تصنيفا مقترحا لمدارس الفقه المعاصرة. 52مؤسسة : دمشق(، الطبعة السادسة إلسالميةضوابط المصلحة في الشريعة امحمد سعيد رمضان البوطي، . 53

. 43-129صفحات ) 2001الرسالة، .143. نفس المصدر، ص. 54، المجتهدابن رشد، بداية : هذا رأي مالك، لكن آل المذاهب األخرى تخالف عمر حول هذا الموضوع، راجع. 55

.91-290صفحتي : هيرندن، فيرجينيا(، الطبعة األولى عند اإلمام الشاطبينظرية المقاصد وذلك بحسب قول أحمد الريسوني، . 56

).1992المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، دراسات في : مقاصد الشريعة اإلسالميةمحمد سليم العوا، محررا، : آذلك بحسب قول أحمد الريسوني، في. 57

) 2006سالمي، مرآز بحوث المقاصد، مؤسسة الفرقان للتراث اإل: القاهرة( قضايا المنهاج وقضايا التطبيق . 181. ص

، )2007مرآز بحوث المقاصد، : لندن( الدليل اإلرشادي إلى مقاصد الشريعة اإلسالميةمحمد آمال إمام، . 58 .3. الفصل التعريفي، ص

دة علمت عن هذا الكتاب من البروفسور أحمد الريسوني من منظمة المؤتمر اإلسالمي، مرآز الفقه، في ج. 59وحصلت على ميكروفيلم عن ). 2006نيسان، /محادثة شفهية، جدة، المملكة العربية السعودية، ابريل(

المخطوطة بمساعدة البروفسور أيمن فؤاد، الذي يحرر المخطوطات في مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي، ، فقه الشافعيفي " حاسن الشريعةم"القفال الشاشي، ). 2006تموز، / القاهرة، يوليه(لندن، المملكة المتحدة

). م 969/ هـ 358: القاهرة، دار الكتب( 263المخطوط رقم مقاصد الشريعة العوا، محمد سليم، محررا : ، في آتاب"المقاصد في المدرسة الشيعية"حسان جابر، . 60

مؤسسة الفرقان للتراث : القاهرة(، الطبعة األولى دراسات في قضايا المنهج وقضايا التطبيق: اإلسالميةمحاورة شفهية حول الموضوع في : وأيضا. 325. ص) 2006اإلسالمي، مرآز أبحاث المقاصد، ). 2006آب، /االسكندرية، مصر، في اغسطس

محاورة شفهية، القاهرة، (وذلك بحسب البروفسور محمد آمال إمام من آلية الحقوق بجامعة االسكندرية، . 61 ).2006آب، /مصر، اغسطس

). 1966دار البالغة، : نجف(، تحرير محمد صادق بحر العلوم عائعلل الشرابن بابويه الصدوق القمي، . 62. 2006تشرين الثاني /وذلك بحسب البروفسور أحمد الريسوني، محاورة شفهية، في جدة، في نوفمبر. 63

دار : القاهرة(، تحرير أحمد غراب اقب اإلسالماإلعالم بمنوأحالني على آتاب أبي الحسن الفيلسوف األميري، ). 1967الكتاب العربي،

.2006نيسان /محاورة شفهية مع الشيخ بن بيه في مكة، المملكة العربية السعودية، ابريل. 64روحة اط" (دراسة أصولية نقدية تطبيقية: دوران األحكام الشرعية مع مقاصدها وجودا وعدما"جاسر عودة، . 65

). 2004ماجستير في الفقه، الجامعة اإلسالمية األمريكية، .747، 22، 621، الطبعة الرابعة، المجلد الثاني، صفحات البرهانالجويني، . 66 .نفس المصدر. 67 .434. ، صالغيثيالجويني، . 68 .490. نفس المصدر، ص. 69 .94، 73، 446نفس المصدر، صفحات . 70، من آتابة عبد العظيم الديب، والذي يلخص السياق التاريخي غياث األممل التعريفي في يراجع الفص. 71

.والسياسي للكتاب . 258. ص المستصفىالغزالي، . 72 .172. نفس المصدر، ص. 73 .174. نفس المصدر، ص. 74 .265. نفس المصدر، ص. 75

Page 70: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

70

).1995دار الفكر، : بيروت(اع، الطبعة الثانية ، تحرير إياد الطبمقاصد الصومالعز بن عبد السالم، . 76 .160. نفس المصدر، المجلد الثاني، ص. 77 .60- 54، صفحات الدليل اإلرشاديإمام، . 78، )1998دار الكتب العلمية، : بيروت(، تحرير خليل منصور )مع هوامشه( الفرقانشهاب الدين القرافي، . 79

.357. المجلد األول، ص .100. ، صمقاصد الشريعة اإلسالميةشور، ابن عا. 80 . 60. ، المجلد الثاني، ص)مع هوامشه( الفروقالقرافي، . 153. ، المجلد األول، صالذخيرةالقرافي، . 81، المجلد )1973دار الجيل، : بيروت(، تحرير طه عبد الرؤوف سعد إعالم الموقعينشمس الدين بن القيم، . 82

. 333. األول، ص .6. ، المجلد الثاني، صالموافقاتالشاطبي، . 83 .25. نفس المصدر، المجلد الثاني، ص. 84 .61. نفس المصدر، المجلد الثاني، ص. 85 .169. ، صنظرية المقاصدالريسوني، . 86 .229. ابع، ص ، المجلد الرالموافقاتالشاطبي، . 87 .6. نفس المصدر، المجلد الثاني، ص. 88 ).2005آانون األول،/ محاورة شفهية، القاهرة، مصر، ديسمبر(ال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر مث. 89 . 125. ، صاإلعالمالعامري، . 90 . 747. ، المجلد الثاني، صالبرهانالجويني، . 91 .258. ، صالمستصفىالغزالي، . 92 .206. ، صأصول النظام االجتماعي في اإلسالمابن عاشور، . 93 ).2005آانون األول، /محاورة شفهية، القاهرة، مصر، ديسمبر(مثال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر . 94 . 20. ، صفقه المقاصدعودة، . 95 . 37. ، المجلد األول، صالصحيحالبخاري، . 96حو ن، عطية، 101. ص) 1997وهبة، : القاهرة( مدخل لدراسات الشريعة اإلسالميةيوسف القرضاوي، . 97

حقوق اإلنسان محور "شبير، . ، أحمد الريسوني، محمد الزحيلي، ومحمد أ170. ، صتفعيل مقاصد الشريعة: القاهرة( الفقه اإلسالمي في طريق التجديد، محمد عوا، )2002( 87آتاب األمة، رقم " مقاصد الشريعة،

. 195. ص) 1998المكتب اإلسالمي، ورقة قدمت في المؤتمر " (الم هو نظام شامل لحماية وتعزيز حقوق اإلنساناإلس"محمد عثمان صالح، . 98

).2006العالمي حول اإلسالم وحقوق اإلنسان، الخرطوم، جرى اقتباسه في [ 2004( الحماية العالمية لحقوق اإلنسانمكتبة بورا السكن الحقوقية بجامعة تورنتو، . 99

-http://www.law؛ متوفر في موقع ])2005آانون الثاني، /الخامس عشر من ينايرlib.utoronto.ca/resguide/humrtsgu.htm.

تموز، / يوليه( قضايا مخصوصة في حقوق اإلنساناللجنة العليا لحقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة، . 100؛ متوفر في موقع ])2005شباط، /جرى اقتباسه في األول من فبراير[ 2003

http://www.unhchr.cah/Huridocda/Huridoca.nsf/(Symbol)/E.CN.4.Sub.2.2003.NGO.15.En. .نفس المصدر. 101، الطبعة اإلسالم عام ألفينان، مراد هوفم". اإلسالم هو نظام شامل لحماية وتعزيز حقوق اإلنسان"صالح، . 102

. 56. ص) 1995مكتبة الشروق، : القاهرة(األولى . 125. ، صاإلعالمالعامري، . 103 .292. ، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، . 104حقوق اإلنسان محور "، الريسوني، الزحيلي، وشبير، 171. ، صنحو تفعيل مقاصد الشريعةعطية، . 105

."عةمقاصد الشريال إآراه في الدين أنه ال إآراه في أي أمر من أمور الدين، : أفهم من آية. 256:2القرآن، سورة البقرة، . 106

.وليس مجرد أنه ال إآراه في الدين عموما، آما يفهمها بعض المترحمين، مثل يوسف علي وبيكثول. ص) 2005دار التجديد، :آواال المبور(ألولى ، الطبعة اقراءات معرفية في الفكر األصوليقطب سانو، . 107

157. جرى اقتباسه في الخامس من [ 2004( 2004التقرير السنوي عام برنامج التطوير التابع لألمم المتحدة، . 108

.http://www.undp.org/annualreports/2004/englishمتوفر في موقع ]) 2005شباط، /فبراير

Page 71: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

71

نقد ، محمد علي مفتي، 3. ، ص)1992دار الوطن، : الرياض( الديمقراطية حقيقةمحمد شاآر الشريف، . 109

. 91. ، ص)2002المنتدى اإلسالمي ومجلة البيان، :الرياض( الجذور الفكرية للديمقراطية الغربيةتعريف بنظرية وتطبيقات علم : التعامل مع التعقيدآارسون، Ewardوإيوارد Floodروبرت فالد - 110

Dealing with Complexity: An Introduction to the Theory andالمنظومات stems ScienceApplication of Sy مطبعة بلينام : نيويورك ولندن(، المجلد الثانيPlenum ،

. 247. ، الطبعة الثانية، ص)1993 .151. ، ص)1972جورج برازيالر المساهمة، : نيويورك( لنظام العالمي، اE. Laszloإي الزلو - 111 .نفس المصدر - 112 Theمساهمات في علم المعاني المفاهيمي :ترآيب المعرفة، von Glaserfeldإي فون جالسرفيلد - 113

Construction of Knowledge: Contributions to Conceptual Semantics )آاليفورنيا : ).1987إنترسيستمز سيسايد،

ورقة " (الخدعة الشعبية المتمثلة في التخلص من الوصف"، Konrad Z. Lorenzلورنز . آونراد زد - 114يوليه، / تموز 31-25ولي الخامس والعشرين للعلوم الفيزيولوجية، ميونيخ، قدمت في الكونغرس الد

1971.( ويرلد سينتيفيك، : سنغافورة( أفكار وتطبيقات: نظرية المنظومات العامة، Skyttnerالرآس سكيتنر - 115

.7. ، ص)2002 Systems View of the Theرؤية شمولية لزماننا : رؤية العالم من خالل المنظوماتجون الزلو، - 116

World: A Holistic Vision of Our Time ،) ،197. ، ص) 1996مطبعة هامبتون. تم اقتباسه في الخامس من آانون [ 2003( لفلسفةفي اموسوعة ستانفورد ، "التحليل"، Beanyمايكل بيني - 117

. /http://plato.stanford.edu/entries/analysisمتوفر في موقع ]) 2007يناير، /األول، تحرير إدوارد آريج لفلسفةفي اموسوعة روتلدج : في" التحليل"يمكن الرجوع مثال إلى البنود الخاصة بـ - 118

Craig )وروبرت أودي )1998روتلدج، : لندن ،Audi ،الطبعة الثانية، لفلسفةفي ا قاموس آمبردج ،قاموس ، Blackburnيمون بالآبيرن ، وسا)1999مطبعة جامعة آمبردج، : آمبردج(المجلد األول

). 1996مطبعة جامعة أآسفورد، : أوآسفورد( فلسفةفي الأآسفورد .لفلسفةفي اموسوعة ستانفورد ، "التحليل"بيني، - 119 ، Ongleyجون أونجلي - 120، إلنجليزيةقاموس أميرآان هيريتيج للغة ايعطي . اليونانية" اآولوثون"هذا ما اقترحه المترجم مقابل آلمة - 121

." شيء يحدث أو يوجد في آن واحد مع شيء آخر"الطبعة الرابعة، التعريف التالي لهذه الكلمة ، تحرير دي رايدل طريقة التحليل، Jaakko and Remes Hintikkaجاآو وريميس هينتيكا - 122

D.Reidel ) دوردريختDordrecht :1974( 10-9، صفحتا . " ثالث مالحظات حول قرار التفكير وبنيته عند أآويناس،"، Eileen C. Sweeneyسويني . إيلين سي - 123

. 243-197. ، ص58المجلد ): 1994( 58ذا ثوميست . ، ص)1992دار الفكر اللبناني، : بيروت(، تحرير جرار جهمي مختصر منطق أرسطوالوليد بن رشد، - 124

5 . الموسوعة البريطانية : لندن(عظيمة في العالم الغربي ، المجلد األول، الكتب الأعمال أرسطوأرسطو، - 125

. ، المجلد األول)1990المساهمة، . 5. ، صمختصر منطق أرسطوابن رشد، - 126 .197. ص" ثالث مالحظات حول القرار"سويني، - 127the Rules for the Direction ofآتابات ديكارت الفلسفية : قواعد لتوجيه العقلرينيه ديكارت، - 128

Mind: The Philosophical Writings of Descartes آمبردج(، تحرير، جيه آوتينجهام وزمالئه : ). 1984مطبعة جامعة آمبردج،

، An Essay Concerning Human Understandingمقال في شأن الفهم اإلنساني جون لوك، - 129 ).1975معة أآسفورد، مطبعة جا: أآسفورد(تحرير بي إتش نيديتش، الطبعة الرابعة

"ما هو التحليل؟"أونجلي، - 130 .لفلسفةفي ا موسوعة ستانفورد، "التحليل"بيني، - 131 .نظرية المنظومات العامةسكيتنر، - 132 .لفلسفةفي اموسوعة ستانفورد ، "التحليل"بيني، - 133مجلة المنظومات " انها؟هل هي فكرة أخرى حان أو: Synergyالتآزر "، Corningآورنينج . بيتر إيه - 134

. 21): 1998( 21االجتماعية والتطورية، المجلد األول، رقم

Page 72: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

72

.نظرية المنظومات العامةسكيتنر، - 135، الطبعة الرابعة تحليل وتصميم المنظوماتوجولي إي آيندال ، Kenneth E. Kendalآينيث إي آيندال - 136

. 27. ، ص)1999هول، - برينتيس: نيو جرسي( .نظرية المنظومات العامةسكيتنر، - 137 .27. ، الطبعة الرابعة، صوماتتحليل وتصميم المنظآيندال، - 138. ، ص2، رقم 14المجلد ): 1974( فلسفة العلم" إيه إن وايتهيد ومفهوم الماورائية،"آر آينج، Hughهيو - 139

132 . .موسوعة ستانفورد في الفلسفةبيني، التحليل، - 140 . 5. ، ص General Systems Theory المنظومات العامةنظرية سكيتنر، - 141 Cooperative Modular Neural" " مصنفات نماذج التعاون في الشبكات العصبية،"جي عودة، - 142

Network Classifiers " 105، 91، 34، 32، صفحات )1996جامعة واترلو، (أطروحة دآتوراه ،111 .

جورج برازيلر، : نيويورك" (أسسها، تطورها، تطبيقاتها: المنظوماترية عامة في نظ"فون بيرتاالنفي، - 1431969.(

: ويستبورت، آونيتيكت(، إعادة طباعة Holism and Evolutionة والتطور يلوالشمجيه سماتس، - 144 ).1973مطبعة جرينوود،

ations: Systems, Control and Organisوتكيفها وضبطها منظوماتها: المنظمات جيه ليتارار، - 145Adaptation )1969جون وايلي، : نيويورك.(

.العامة نظرية المنظوماتسكيتنر، - 146 ) .1992جون وايلي، : نيويورك( Putting Systems to Work المنظوماتتشغيل دي هيتشنز، - 147 ) .1966ن وايلي، جو: لندن( علم النفس االجتماعي للمنظماتو إل خان، Katzدي آاتز - 148جون وايلي، : نيويورك( Creating the Corporate Futureإيجاد المستقبل المشترك أر أآوف، - 149

1981.( Theوالمنظمات للمنظوماتالمفاهيم األساسية : المنظوماتتصميم التساؤل عن دبليو تشيرتشمان، - 150

ms and OrganisationsDesign of Inquiring Systems: Basic Concepts of Syste ).1979بيسك بوآس، : نيويورك(

، تحرير للمنظوماتنظرات في النظرية العامة في آتاب " العامة آوجهة نظر، المنظومات"آي بولدينج، - 151 ). 1964جون وايلي، : نيويورك(إيه ميساروفيك

).1981نورث هوالند، : نيويورك( العامة المنظوماتالتفكير في دي بولر، - 152 ).1992شامباال، : لندن( شجرة المعرفةإتش ماتورانا و في فاريال، - 153آالوس زيجرت، الفصل : ، ترجمةمنظومة اجتماعيةالقانون بوصفه ، Niklas Luhmanنيكالس لوهمان - 154

).2004مطبعة جامعة اآسفورد، : أآسفورد(التعريفي بقلم ريتشارد نوبلز وديفيد شيف منبر لتصميم . التحكم في الفوضى والتعقيد: التفكير في المنظومات، Gharajedaghi يداجيجمشيد جاراج - 155

). 1999بترويرث هاينمان، : بوسطن( هندسة العملأرتك هاوس، : نوروود، ماساتشوستس( المتقدمة، التفكير فيها وإدارتها المنظوماتدي آي هيتشنز، - 156

2003.( ). 1967أرآانا، : لندن( آللةالشبح داخل اايه آوستلر، - 157 .60. ، ص)1996جامعة واترلو، (جي عودة، أطروحة الدآتوراه - 158 ).1948( 194، رقم 36مجلة أمريكان سينتيست، " العلم والتعقيد،"دبليو ويفر، - 159مطبعة ام آي تي، : لندن( The Sciences of the Artificialعلوم المجال االصطناعي إتش سايمونز، - 160

1969 ( ).1971( 11، رقم 17مجلة مانجمنت ساينس " ،المنظوماتنحو المفاهيم الالزمة لنظام "آر أآوف، - 161: لندن( Themes in Speculative Psychologyة في علم نفس التأمل رئيساألفكار الجيه جوردان، - 162

).1968منشورات تافيستوك، ). 1972مطبعة بنجوين، : لندن( of the FirmBrain دماغ الشرآة ، S. Beer اس بير، - 163قدم سكيتنر في هذا الكتاب أيضا دراسة مسحية وقائمة مراجع حول . المنظومات العامة نظريةسكيتنر، - 164

.منها شخصيا، وقد أفدت المنظوماتنظرية ). 1989، مطابع بوليتيكنيك روماند: لوزان( Fivaz ،L'orde Et La Volupteآر فيفاز، - 165 ).1978منشورات سيج، : لندن( Ecodynamics علم البيئة الحرآي آي بولدينج، - 166

Page 73: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

73

).1978هيل، -ماآجرو: نيويورك( الحية المنظومات جيه ميلر، - 167 .نفس المصدر - 168 ).1988نورتون وشرآاه، : نيويورك( عصر الجاياجيه الفستوك، - 169أقوال العلماء في في آتاب " هل هي خاضعة لالختبار؟ هل هي مفيدة؟: فرضية الجايا"جيه دبليو آيرتشنر، - 170

).1991مطبعة إم آي تي، : آمبردج، نيويورك(، تحرير إس شنايدر الجايا ).بدون تاريخ( ظاهرة اإلنسان، T. de Chardinتي دو شاردان - 171ديد في التفكير المعاصر نحو نموذج ج – المنظوماتتعريف بفلسفة ، Ervin Laszloإيرفين الزلو - 172

Towards a New Paradigm of Contemporary –Introduction to Systems Philosophy Thought )1972جوردون وبريتش، ناشرون علميون، : نيويورك.(

).1983مجموعة جرينوود المساهمة للنشر، : ويستبورت، آونيتيكت( تشريح الحقيقةجيه إي سالك، - 173 ).1985مجموعة بلينام للنشر، : نيويورك( حل مشكلة المنظوماتلهندسة ، G. Klir جي آلير - 174 ).1980مطبعة بيرجامون، : نيويورك. (تحليل المنظومات الطبيعية: الثبات والمرونةإن آوك، - 175 ).1999وايلي، : نيويورك( التفكير بالمنظومات، ممارسة المنظوماتبيتر تشيكالند، - 176 W. T. Powers, Behaviour: The Control ofالتحكم باإلدراك : السلوكباورز، دبليو تي - 177

Perception )أليند دو جرويتر : نيويوركAlinde de Gruyter ،1973.( مكتة ابن : الرياض(، تحرير عبد الرحمن النجدي، الطبعة الثانية آتب ورسائل وفتاوىأحمد بن تيمية، - 178

. 131. ، ص19جلد ، الم)تيمية، بدون تاريخ .11. ، المجلد األول، ص)1998دار الكتب العلمية، : بيروت( مجمع األنهارزاده، - عبد الرحمن شيخي - 179. ، المجلد األول، ص)1996دار الفكر، : بيروت( التقرير والتحرير في علم أصول الفقهابن أمير الحج، - 180

26. . 113. ، ص13جلد ، المآتب ورسائل وفتاوىابن تيمية، - 181، )دار إحياء التراث العربي، بدون تاريخ: بيروت( عمدة القاري شرح صحيح البخاريبر الدين العيني، - 182

.52. المجلد الثاني، ص .39. ، المجلد األول، ص)1983دار النشر، : بيروت( اإلبهاج في شرح المنهاجعلي السبكي، - 183 .4. ، ص رؤية شمولية لزماننا: نظوماترؤية العالم من خالل المالزلو، - 184 Anتعريف بالمنظومات غير األرسطية وعلم المعاني العام ، Korzybskiألفريد آورزيبسكي - 185

Aristotelian Systems and General Semantics-Introduction to Non الطبعة الرابعة ، .من الترقيم الروماني 38ص ) 1958رسطية، الشرآة الدولية لمكتبة النشر غير األ: ليكفيل، آونيكتيكيت(

، تحرير عبد العظيم الديب، الطبعة البرهان في أصول الفقهعبد الملك الجويني، : يمكن الرجوع مثال إلى - 186، وإبراهيم الغرناطي الشاطبي، 590. ، المجلد الثاني، ص)م 1998/ هـ 1418الوافي، : منصورة(الرابعة

، المجلد األول، )دار المعارف، بدون تاريخ: بيروت(، تحرير عبد اهللا دراز ريعةالموافقات في أصول الش . 29. ص

.61. ، المجلد الثاني، صالموافقاتالشاطبي، - 187 . 5. ، صشجرة المعرفةماتورانا، - 188 ."نظرية المنظومات العامة"فون بيرتاالنفي، - 189. ، ص)آرخانة تجارة آتب، بدون تاريخ(رير نجيب هواويني ، تحمجلة األحكام العدليةجمعية المجلة، - 190

100. دار الكتب العلمية، : بيروت(، تحرير إسماعيل الشافعي قواطع األدلة في األصولأبو مظفر السمعاني، - 191

، تحرير محمد عبد السالم عبد المستصفى في علم األصول، وأبو حامد الغزالي، 84. ، ص2، مجلد )1997، وشمس الدين بن 296. ، ص1، المجلد )هـ 1413دار الكتب العلمية، : بيروت(الطبعة األولى الشافي،

. 333. ، ص1، المجلد )1973دار الجليل، : بيروت(، تحرير طه عبد الرؤوف سعد إعالم الموقعينالقيم، .19. ، ص)1996جامعة واترلو، (جاسر عودة، أطروحة دآتوراه - 192 .6. صنفس المصدر، - 193في علوم MITموسوعة معهد ميشجان للتقنية ، محرران، Keilروبرت إيه ويلسون وفرانك سي آيل - 194

. 105-104. ، ص)1999مطبعة معهد ميشجان للتقنية، : لندن( اإلدراك .32. عودة، أطروحة دآتوراه، ص - 195يمكن مثال تصنيف عدد ما من . لعواملالسمات قد تكون مرئية، أو وظيفية، أو عددية، أو مجموعة من ا - 196

فكل من هذه المواصفات . األشياء بحسب سمات اللون، أو الوزن، أو الحجم، أو السعر، أو الشكل، وهكذا

Page 74: ﻲﻣﻼﺳﻹا ﻊﻳﺮﺸﺘﻠﻟ ﺔﻔﺴﻠﻓ ﺔﻌﻳﺮﺸﻟا … · 3 نﺎﻓﺮﻋو ﺮﻜﺷ اﺬه ﻲّﻨﻣ ﻞّﺒﻘﺘﻳ نأ ﻰﻟﺎﻌﺗ ﻪﻟﺄﺳأ

74

فتصنيف اللون مثال، وهو آيف يحدد البشر اإلحساس باللون في . يمكن أن ينشا عنها عدد من التصنيفات

.الفيزيولوجية-المادية والعصبية-قافات، ويتأثر بعدد من العوامل النفسيةآلمات، يتفاوت بتفاوت اللغات والثنوته محاضرات منشورة في سلسلة ." شبكة أنموذجية عصبية للتصنيف الغامض. "آامل. عودة و م. ج - 197

.584. ، ص)2000( نوته محاضرات في الذآاء االصطناعي: 2005، مجلد عالم الكمبيوترفـ ." المنفعة"الذي أوردناه يمكن أن تصنف نفس األشياء في سياق أحد المفاهيم، مثل مفهوم في المثال - 198

أو " له منفعة"شيء ما ليست سمة بسيطة يحكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة، أي أن الشيء " منفعة"مالية، ومنفعته لمجتمع وإنما المنفعة قد تكون خليطا متشابكا من سعر الشي، وقيمته الج." ليست له منفعة"

بين األصناف، مثل عالي المنفعة أو متوسط المنفعة أو " الغامض"فالخط . ما، وغير ذلك من األبعاد .منخفض المنفعة، ليس رقما واضحا أو قياسا واضحا

تجاوز . لغة شمولية للتفاعل والتصميم: منهج المنظومات"، Gharajedaghiجمشيد جاراجيداغي - 199 .38. ، ص)systemsthinkingpress.com )2004في موقع " ضى وفهم التعقيد،الفو

.12. نفس المصدر، ص - 200 . 1. ، ص3، المجلد 173. ، ص1، المجلد الموافقاتالشاطبي، : يمكن الرجوع مثال إلى - 201للفكر اإلسالمي، فيرجينيا، المعهد العالمي ( إناطة األحكام الشرعية بمقاصدها: فقه المقاصدجاسر عودة، - 202

.51. ، ص)2006، 2، المجلد )هـ 1404مؤسسة علوم القرآن، : دمشق(، تحرير محمد الجلينيد دقائق التفسيرأحمد بن تيمية، - 203

.110. صدار الكتب : بيروت(، تحرير خالد الميس، الطبعة األولى المعتمد في أصول الفقه محمد الطيب البصري، - 204

نظرية المقاصد عند "أحمد الطيب، : ، راجع أيضا184. ، ص2، المجلد )هـ 1403/ م 1983العلمية، ، وطه جابر 39. ، ص)2002( 103المسلم المعاصر، رقم " الشاطبي ومدى ارتباطها باألصول الكالمية،

، )2001دار الفكر، : دمشق(، تحرير عبد الجبار الرفاعي مقاصد الشريعةفي " مقاصد الشريعة،"العلواني، . ، ص)1998دار السالم، : القاهرة(، الطبعة األولى اآلمدي وآراؤه الكالمية، وحسن الشافعي، 75. ص

441 . ."نظرية المقاصد"الطيب، - 205 .نفس المصدر - 206المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ودار الهادي، : بيروت(، الطبعة األولى مقاصد الشريعةطه جابر العلواني، - 207

. 75. ص ،)2001جرى [ 1963الكونغرس الفلسفي في الباآستان، (آمالي . س. ، ترجمة متهافت الفالسفةأبو حامد الغزالي، - 208

؛ متوفر في موقع ])2005يناير / آانون الثاني 18اقتباسه في http://www.muslimphilosophy.com .

دار إحياء التراث العربي، بدون : بيروت( يمروح المعاني في تفسير القرآن العظشهاب الدين اآللوسي، - 209 .39. ، ص15، المجلد )تاريخ

دار : بيروت(، تحرير سيد الجميلي، الطبعة األولى اإلحكام في أصول األحكامعلي أبو الحسن اآلمدي، - 210 . 249. ، ص3المجلد ) هـ 1404الكتاب العربي،

. 6. ، ص2، المجلد الموافقاتالشاطبي، - 211 ."نظرية المقاصد"ب، الطي - 212 . 3. ، ص3، المجلد إعالم الموقعينابن القيم، - 213 .تهافت التهافتابن رشد، - 214 .نفس المصدر - 215 . 25. ، ص2، المجلد الموافقاتالشاطبي، - 216