338
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺍ ﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﲝﺚ ﻣﻘـــﺪﻡ ﻟﻨﻴــﻞ ﺷﻬـــﺎﺩﺓ ﺍﳌــــﺎﺟﺴﺘﲑ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄـﺎﺏ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ: ﺯﻫﺮﺓ ﳐﺘﺎﺭﻱ. ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﲑﺍﻭﻱ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ: - ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ـ ﻠﻲ ﺭﺋﻴﺴﺎ- ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭ ﻣﻘﺮﺭﺍ ﺍﻭﻱ- ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﻋــــﺎﱂ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ- ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺧﺪﳚﺔ ﺯﻋﺘ ـــ ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ2011 - 2012

ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

  • Upload
    others

  • View
    8

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم و البحث العلمي

وهران –سانية جامعة للغات و اآلداب و الفنونكلية ا

قسم اللغة العربية و آداا

خطاب العنوان يف القصيدة اجلزائرية املعاصرة مقاربة سيميائية

حبث مقـــدم لنيــل شهـــادة املــــاجستري مشـروع حتليل اخلطـاب

: األستاذ حتت إشراف : إعداد الطالبة مرياوي عبد الوهاب .د خمتاري زهرة

: جلنة املناقشة

رئيسا ليـاهللا بن حعبد الدكتور -

اوي مشرفا و مقرراريالدكتور عبد الوهاب م - الدكتورة ليلى عــــامل عضوا مناقشا - عضوا مناقشا رـــزعتالدكتورة خدجية -

2012-2011السنة الجامعیة

Page 2: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ
Page 3: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

دعاء .. اربي

.. ال تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت .. وال أصاب باليــأس إذا فشـلت بل ذكرني دائما بـأن الفشل هو

. التجارب التي تسبق النجاح .. يارب

التسامح هو أكبر مراتب القوةعلمني أن

.وأن حب اإلنتقام هو أول مظاهر الضعف .. يارب

.. إذا جـردتني من المــال أترك لى األمل وإذا جردتني من النجاح اترك لي القوة والعناد

.. حتي اتغلب على الفشل

وإذا جردتني من نعمة الصحة . أترك لي االيمان

.. يارباالعتذار س أعطني شجــاعةالنــا إلىإذا أسأت ..

. وإذا أساء لي الناس أعطني شجاعة العفو

.. يارب

إذا نسيتك فال تنساني

Page 4: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

شكر و تقدير .بسم اهللا و احلمد هللا و الصالة و السالم على رسول اهللا ومن تبعه ومن واله

.بعــــد شكرنا هللا عز و جل على اجناز هـــــــــذا البحث

كل الشكر و االحترام" عبد الوهاب مرياوي " أستاذي الكرمي أوجـــه إىل

و كـــــل العرفان ، مبا قدمه يل و لغريي من طلبة اللغة العربية وآداا

، مما رسم على شخصيتـه" حتليل اخلطاب"و خــــاصة طلبة مشروع

.لــه معـــــامل اإلنسان القدير و املتواضع الذي كسب احترام طلبته

و قــد كان يل الشرف أن حظيت بإشرافك على حبثي فلك مــــين

. كـــل الشكر والتقدير

كمــا أشكر كــل من قدم يد العون يف اجناز هذا البحث مــــن

.قريب أو بعيد

Page 5: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

إهداء بني أيدينا إهداءات قد ال ترقى إىل حجم مكانتكـــــم

: هي الوصل بيننا فهاكموها و كلنا خجل ... و تبقى الدعوات

إلـى أمي أغلـــى النـــاس ، و أطهــــر امـرأة

.إليك كــل ما أملك و مـــــــــــا ال أملك

إلــــــى أيب احلبيب أنـت قــــــــدويت

.و فخــــــــــري، و اعتــــــــزازي

.إلــــــى إخـــويت جتــــي و أملــــي

و إليــــك أستــــاذي الفــــــــاضل

.يــــــا أعظم صــــورة متــــــر علـي

Page 6: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: وان يف النقد الغريب احلديث العن -1

ترجع اإلرهاصات األوىل يف االهتمام بالعنونة إىل الدرس الغريب تنظريا و اجنازا، وهذا تساوقا مع عصر النهضة األوربية اليت نشطت حركات التأليف والطباعة، فهو علم جديد مل يكن له السبق يف الدراسات

االهتمام بالعنوان من األمور احلادثة عندهم إذ " أنفسهم يقرون بأن الغربية القدمية، والنقاد الغربيون هم يقرون بدايته احلقيقية بعصر النهضة األوربية وخاصة ما تعلق منه بنشاط احلركة األدبية والفكرية والفنية وانتشار املطباع وبدء التنافس بينها إذ انصرف أصحاا إىل كسب ود القراء املتزايد عددهم فلم

يكتفوا من الصناعة يتجويد البضاعة بل زادوا فشاركوا املؤلف يف ختير العنوان واشترطوا الشروط .1"ووضعوا يف ذلك املؤلفات

وقد برزت املدرسة الفرنسية النقدية على مثيالا يف جمال العنونة حيث ظهرت عند كل من خالل AndrieFantana "انااندري فونت"و François Fourier"فرانسو فروري"من

على أن االنطالقة احلقيقية لعلم العنونة تنسب إىل 2دراستهما عناوين الكتب يف القرن الثامن عشرالذي أبرز فيه اجلهاز املفاهيمي " مسة العنوان" من خالل كتابه Leohoek "ليوهوك" الناقد الفرنسي

القيمة " شارل كريفل"دون أن ننسى كذلك إسهامات للعنوان معتمدا يف ذلك على مرجعية سيميائيةحيث أفرد ثالث فصول للحديث عن العنوان لتكتمل الرؤية " إنتاج اإلثارة الروائية" و ذلك يف كتابه

الذي وضع بصمته بقوة من خالل كتابه G.Genette" جريار جنيت"املنهجية للعنوان مع به النقاد الغربيون فيما خيص العنوان كوم شكلوا ، وسنحاول عرض أهم ما جاءSeuils"عتبات"

: مرجعية خصبة استند إليها الدرس العريب احلديث ونذكر من هؤالء املؤسسني الغربيني

يعد من املؤسسني األوائل يف علم العنونة، وهذا : Charls Grivel شارل كريفل -1 production de l’intérêt" إنتاج اإلثارة الروائية" بشهادة جريار جنيت، ففي كتابه

romanesque خص ثالثة فصول للحديث عن العنوان:

.قوة العنوان -

.سيمولوجية العنوان -

.قواعد العنونة الروائية -

.11حممد اهلميسي ، براعة االستهالل يف صناعة العنوان ، ص 1 .28، ص2002الطيب بودربالة ، قراءة يف كتاب السيمياء العنوان ، جملة سيمياء و النقد األديب، منشورات جامعية، بسكرة ، 2

Page 7: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

صة األسد من العنونة كانت دائما للنثر فأغلب املدونات اليت احتوت وككل الثقافات العاملية ح العنوان إجرائيا هي مدونات يف التحليل الروائي ، كون الرواية جنس أديب منفتح على كل أجناس األخرى األدبية وغري األدبية، إذ تشكل الرواية حقال خصبا ملقاربة العنوان يف كل إبعاده، فنجد القراءة

الفضاء، ( مستوى يتعلق بالعنوان و ما حييل إليه يف املنت الروائي : ية الروائية تتوزع على مستوينالعنوان ...) .الزمن، الشخوص، األحداث

مث مستوى ثاين يتعلق بالعنوان وما يربطه بالعتبات املصاحبة له من تقدمي إهداء، عبارات، افتتاحية، اخل، وذا يشكل العنوان عند كريفل نقطة ... لحقاتعناوين فرعية، هوامش، توطئة، ملخصات، وم

. 3اهتمام ومركز إثارة لإلنتاج الروائي

وال ميكن للعنوان أن يكتسب هذه القوة االيثارية يف الكتابة الروائية إال إذا أعلن حضوره منذ عنون، حلطة الغالف إىل آخر نقطة من الكتاب، ليكون بذلك نصا حييل إىل نص أخر هو النص امل

.4يف هذه احلالة الذي يوجه فعل القراءة هو طريقة فك شفرات هذا العنوان

العنوان مبثابة السؤال "إىل أن C.Grivel"كريفل "وعن طبيعة العالقة بني العنوان والنص يذهب . 5"اإلشكايل والنص إجابة على هذا السؤال

وبذلك يكون العنوان داال يبحث عن مدلول من خالل النص الذي بليه، فالعنوان باعتباره عالمة يكون عرضة للتأويالت العشوائية اليت ال تعرف أين متيل، مث تأيت العالمة الثانية ) مدلول/دال( مستقلة

ح هلا لتكتمل يف األخري الرؤية اليت تعمل على ضبط هذه التأويالت ووضعها يف املسار الصحي) النص( شارل "، وهو ما قال به )املدلول/ الدال ) ( النص/ العنوان( اإلجرائية من خالل العالمة الكربى

.6من أن وضع العنوان يستوجب وجود النص الحق حيوي العنوان " كريفل

3 Charls grivel : production de l’intérêt romanesque , ed mouton, the haye, paris , 1973,p167.

4 , Ibid 168. مجال بوطيب ، العنوان يف الرواية املغربية ، ضمن كتاب الرواية املغربية و أسئلة احلداثة ، منشورات دار الثقافة ، الدار البيضاء، 5

.199،ص19966 Charls grifel , p171.

Page 8: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

- تمييزية على الوظيفة ال Charls Grivel "شارل كريفل "أما من حيث وظيفة العنوان فريكز هذه الوظيفة اليت تعمل على متييز النص من بني جمموع النصوص األخرى، - مقارنة بالوظائف األخرى

.7من حيث نوعه، طبيعته وجنسه كما يعزى ذه الوظيفة أن تقوم بتحديد املضمون

فيتحدث أبعادا أخرى ال تقل أمهية C.Grivel "كريفل"و إضافة إىل البعد التمييزي للعنوان يعرض : عن

باعتبار العنوان عالمة حتيل إىل ما هو موجود: البعد الثقايف -1

الذي يتعلق بالتسمية: البعد اإلرشادي -2

حيث يؤدي العنوان وظيفة اغرائية جتعل املتلقي يقبل على الكتاب وهو :البعد االشهاري -3 .8بعد جتاري حمض

وظيفة يف آن معا، كما أنه قادر على االنسياب إىل ثنايا والعنوان بكفاءته السيميائية قادر على متثل كل ال حيكي النص ، بل على العكس إنه " النص فاضحا نواياه ومعلنا عنها فور تلقيه و ذا يكون العنوان

9".ميظهر و يعلن قصدية النص

من هذا إذن العنوان نص صغري يصطدم به القارئ قبل الدخول إىل النص الكبري، وليحذر املتلقي على العودة و لرمبا علق املتلقي يف متاهات املعىن اليت ال -العنوان - النص الصغري الذي إن أهانه أجربه

أنه يوجد يف كل عنوان عنصر مفاجئ " شارل كريفل"حيث يرى - أحيانا-ميلك سرها إال العنوان . 10يشد انتباه القارئ و حيفزه على متابعة القراءة

إشارة " كريفل "نوان سيميائيا فيمكن القول أن عالمة سيميائية بامتياز أو كما يسميه أما متوضع الع وهي وحدات مشبعة دالليا sèmeسيميائية معقدة، يطلق على كل وحدة من وحداا مصطلح مسة

، وهذه الوحدات تتوفر على معىن خاص بكل وحدة، وتتركب 11تتجاوز املعىن الظاهر ملفردات العنوانعان متعددة يف حال اتصال هذه الوحدات مع بعضها، والوحدات السماتية يقابلها يف علم من م

7 Ibid , P170. 8 Leo h.hoek la marque du titre dispositif sémiotique d’une pratique textuelle , ed , la haye mouton , paris , 1981, p 28. 9 Charls grifel , p171. 10 Ibid , p170. 11 Ibid , P175.

Page 9: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الغرافيك الوحدات اخلطية وهي وحدات مستقلة قابلة لالرتباط مع وحدات أخرى لتشكل دالالت .متنوعة هي دالالت التركيب امل للعنوان

: Claud Duchetكلود دوشي

من بني املشتغلني على العنوان له مقال يف جماالت األدب حول مكونات العنونة الروائية من خالل حتليله حتدث الكاتب يف مقاله عن عناصر la fille abandonné la bête humaine لرواية

: مقترحا ثالثة كاأليت

ليوهوك ويقصد به العنوان األصلي وهو نفس العنوان الذي حيدده : العنوان -1العنوان عبارة عن كتلة مطبوعة على صفحة العنوان احلاملة ملصاحبات " يف قوله

12"اسم الكاتب أو دار النشر: أخرى مثل

.وهو عنوان شارح و مفسر و موجه للعنوان األصلي : العنوان الثانوي -2

رواية ويقصد به املؤشر اجلنسي الدال على العمل اإلبداعي مثل: العنوان الفرعي -3 ....، قصة ، شعر

غري أننا كثريا ما جند يف الدراسات العنوانية أن العنوان الفرعي هو نفسه العنوان الثانوي يف صفحة الغالف ويكون تابعا لعنوان األصل ، أما احملدد جلنس العمل فيطلق عليه مصطلح املؤشر

.اجلنسي

دراسة سننية يف حالة التسويق، :" نوان على أنهتعريفا للع Claud Duchet"كلود دوشي"مث يقدم ينتج عن التقاء ملفوظ روائي مبلفوظ إشهاري، و فيه أساسا تتقاطع األدبية واالجتماعية، إنه

حيكي األثر األديب يف عبارات اخلطاب االجتماعي، ولكن اخلطاب االجتماعي يف عبارات / يتكلم 13"روائية

Claud Duchet"كلود دوشي"يد أبعاد الرؤيا التحليلية للعنوان عندمن خالل التعريف ميكن حتد عالمة سيميائية موجهة للتلقي حاملة لدالالت / فبإعالنه أن العنوان رسالة سننية جيعل من العنوان إشارة

متشابكة، حتيل إىل واقع اجتماعي عن طريق سنن قرائي يقوم فيه القارئ بفك التشفري، وبذلك : ن يشتغل على ثالث وظائف يكون العنوا

.67، صت .عبد احلق بلعابد ، عتبات الدار العربية للعلوم ، ناشر ، منشورات االختالف ، د 12 .68ص، املرجع نفسه 13

Page 10: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.وهي وظيفة تتعلق باإلشهار و التسويق: وظيفة اغرائية -1

أي مرجعية حييل فيها العنوان إىل النص من خالل استقراء وحداته : وظيفة احالية -2 .التكوينية

/ وتتعلق بالبعد الذرائعي للعنوان يتم عربها إسقاط املكونات الروائية: وظيفة تداولية -3األدبية على املكونات االجتماعية لينتقل اخلطاب عندها من االستعمال القرائي إىل التداول

.االجتماعي و لن تتم هذه امليزة إال إذا كان العنوان حامال ملعطى ثقافيا

:Leohoekليوهوك

La marque Du Titre"مسة العنوان"عاصرين لعلم العنونة، له كتاب عنوانه من املؤسسني املحدد فيه مفاهيم العنوان و طرق حتليله، وهو يرى يف العنوان احلديث قوة إبداعية خاضعة لكل شروط

كان أحد مؤسسي علم العناوين و هو ليوهوك قد كتب أن العنوان : " الكتابة والتلقي يقول عنه جنيتستعمله اليوم هو حقا و باملقارنة بالعناوين القدمية الكالسيكية موضوع صناعي لغرض التلقي الذي ن

والتفسري مستنبط اعتباطيا من طرف القراء واجلمهور والنقاد، الكتيبني ، البيليوغرافني وعلماء العناوين، بالطبع لصفحة العنوان الذين نعترب منهم أو الذي ميكن أن يكون منهم ، حول القوة اخلطية واأليقونية

14"أو لغالف ما

إىل أن النص اكتسب قوة حضورية كقيمة ثقافية بفضل الثقافة Leohoek" ليوهوك "و التفت الربجوازية اليت بدأت تم بالكتابة اإلبداعية و خاصة اجلنس الروائي ، حيث ظهرت املطابع اخلاصة و

من أين يبدأ التحليل؟: ه حسب ليوهوك هودور النشر اخلاصة، غري أن السؤال الذي يطرح نفس

.15ويف إجابته عن هذا السؤال جيعل من العنوان قوة اجنازية وسلطوية توجه مسار القراءة

جمموعة العالمات اللسانية من كلمات ومجل " ويف نفس الكتاب يقدم ليوهوك تعريفا لعنوان على أنه تشري إىل حمتواه الكلي، ولتجذب مجهوره وحىت نصوص قد تظهر على النص لتدل عليه و تعينه،

16"املستهدف

14 G.Genette , seuils , ed du seuil , paris ,1987, P55. 15 Leo h.hoek la marque du titre ,P2 16 Ibid , P17.

Page 11: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

نصا : " يرى ليو هو أن العنوان بعالماته اللسانية وأبعاده الداللية يتوفر على صفات النصية اليت جتعل منهلكنه غالبا ما يكون مشوها وبسيطا حنويا وشديد الكثافة ولكنه يف بعض األحيان قد يكون كامال

17".أو من مجل عديدة ومتشكال من مجلة تامة

، ما جيعل منه ذا بعد تواصلي 18"مبين ومصنوع لغرض التلقي والتأويل" و العنوان كما يقول ليوهوك ناتج عن نظام عالمايت حييل إىل عامل واقعي، من هذا املنطق ميكن فهم العنوان باعتباره إشارة

: ختضع للدرس والتحليل من منطلق أا عالمات ثقافية تتوزع كمايلي 19سيميائية

.حتيل إىل واقع الوجود: عالمة ثقافية -1

حيث يتضمن العنوان إشارة إىل النص من حيث تسميته ومتيزه عن باقي : عالمة اشارية -2 .النصوص

و هي صفة ذرائعية ترقى بالعمل األديب من االستعمال إىل التداول وهي تتوقف على : عالمة اشهارية -3 20.مدى كفاءة العنوان يف فعل اإلغراء

:و على أساس هذه العالمات يقترح الباحث ليوهوك ثالث خطوات ملقاربة العنوان

.ه معطى ثقايفمقاربة العنوان عن طريق استقراء بنيتة املقصيدية وما حتيل إليه باعتبار-1

و ما حييل إليه فيما يتعلق بالنص املعنون 21مقاربة العنوان مراعاة للسياق الذي يتحرك فيه العنوان -2ويف هذه احلال يكون لزاما على احمللل أن يعمل على حصر االفتراضات واالحتماالت الناجتة عن حتليل

.العنوان مع مراعاة السياق وحتكيم وظائف العنوان

الوظائف اليت حددها ليوهوك ال خترج عن وظائف كريفل وجنييت ولو أن جنييت قد عدل يف وهذه بعض الوظائف كونه الحق على السابقني فقرأ مشروعهما وحاول اإلفادة من هفواما، أما عن

عالمات لسانية تدل على : وظائف ليوهوك فقد أعلن عنها يف تعريفه السابق للعنوان و ذلك يف قولهنص وتعيينه وتشري إىل حمتواه أو جتذب مجهوره، بناءا على هذا التعريف ميكن حتديد وظائف العنوان ال

: عند ليوهوك

17 Ibid , P16-17 18 G. Genette, Seuils , P73. 19Leo h.hoek la marque du titre ,P27 20 Ibid , P28. 21 Ibid , P245-246.

Page 12: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.ويعرفها على أا وظيفة إخبارية تسموية يتم من خالهلا اإلعالن واإلخبار عن النص: الوظيفة التعيينية

ن اليت تعمل على توجيه دالالت العنوان إىل النص و فيها تتحدد القوة االجنازية للعنوا: الوظيفة االحالية .فهي وظيفة ذات بعد مرجعي

قوامها اإلقناع تعتمد على شكل العنوان من حيث قدرته على الترغيب يف النص : الوظيفة االغرائية ة و يسميها أيضا بالوظيف 22)اجلمهور (واإلقناع بقيمته، وفيها يقوم العنوان بدور إشعاري جبذب القراء

.التداولية

من خالل هذه الوظائف نعي ما للعنوان من أمهية يف كمال العملية اإلبداعية، فهو مرسلة تواصلية مجالية العنوان اجليد هو الذي يكتفي باستثارة " تداولية، تساعد بنيته املوجزة على توقع مضمون النص و

23"الفضول، ويكتفي بالقليل كي ال يشبعه

" ف وطرق إخراجه الفضل الكبري يف رواج الكتاب و إقبال القراء ذلك أن كما أن لرمسه على الغال 24"العنوان اجلميل هو املوجه احلقيقي للكتاب

: Hénri Mitterandهنري متران

نشطت الدراسات الغربية يف جمال العنونة بعدما وجدت مضمارها الصحيح الذي وضعها عليه وما ) ليوهوك، دوشي، شارل كريفل، جريار جنيت، هنري متران( املؤسسون األوائل لعلم العنونة

ية يوحد هذه الدراسات أا اعتمدت جنس الرواية كمدونة تطبيقية مع االستعانة باألدوات اإلجرائالسيميائية، ومن الذين اعتمدوا على العمل الروائي يف الدرس العنواين جند هنري ميتران من خالل

عناوين "يف كتابه Cay Des Cars " كاي ديكارس"دراسة تطبيقية موعة عناوين روائية للروائي هم وظائف حيث قام برصد أ les titres dés romans de Cay des cars" رواية كاي ديكارس

: و تتجلى وظائف العنوان كما حددها متران يف 97إىل غاية الصفحة 89العنوان ابتداء من الصفحة

و هي وظيفة تعيينية يقابلها عند شارل كريفل الوظيفة االستدعائية، : الوظيفة التسموية -1ركة بينه يكون العنوان يف هذه الوظيفة لقبا للنص، يعرف به و حييل إليه عرب عناصر مشت

.25) لغوية و داللية( وبني النص

22 Leo h.hoek la marque du titre ,P273 23 G.Genette , Seuils , P87. 24 Leo h.hoek la marque du titre ,P03

Page 13: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

وهي الوظيفة التحريضية تتعلق بالترويج للعمل اإلبداعي واحلث :الوظيفة االغرائية -2 .26على تلقيه

يلعب فها العنوان دورا بالغ األمهية فمن خالله ميكن الوصول : الوظيفة االيديولوجية -3حيث انفتاحه على مقامات قرائية إىل قصدية املبدع والكشف عن إيديولوجيته من

.27متنوعة

" هنري ميتران"هذه الوظيفة األخرية جتعل من العنوان منطقة عبور آمنة إىل النص، وهذا ما أطلق عليه ، ويقصد به كل اتصاالت العنوان املتشعبة إما داخليا أو خارجيا، 28" التقاطع العنواين"مصطلح

عناوين فرعية وداخلية للنص املعنون أما االتصال اخلارجي فيقيمه العنوان فداخليا من خالل تقاطعه مع .السابقة أو عناوين أخرى ملؤلفني آخرين سابقني أو معاصرين له -نفسه- مع عناوين املؤلف

وبناء على هذه العالقات املتشابكة اليت يعمل عليها العنوان ميكن أن نضيف إىل الوظائف السابقة .هي الوظيفة التناصية وظيفة أخرى و

وإذا استرجعنا الوظائف السابقة اليت حددها كل من ليوهوك ، شارل كرفيل، هنري متران والحقا جريار جنييت فإننا حند تقاربا شبه تام بني هذه الوظائف، إذ الذي يفرق بينها هو التسمية فقط، فمثال

ستدعائية والتمييزية، و هذا إن دل على معىن إمنا الوظيفة التعيينية هي نفسها التسموية و الوصفية واالهي اليت تفرض الوظيفة ، بل ميكن لكل الوظائف أن جتتمع - بنية و تركيبا- يدل على أن طبيعة العنوان

يف عنوان واحد، أو على األقل بعضها فالوظيفة التعيينية مثال وظيفة إلزامية جربية يف حني االغرائية ليس .كذلك

: G.Genette جريار جنييت

" يعترب جرار جنييت أهم من درس العنوان دراسة منهجية منظمة، و ذلك من خالل كتابه مبصطلح " جنيت"، هذا الكتاب الذي جيسد نظرة جديدة للتفاعالت النصية فجاء Seuils"عتبات

25 Hénri Mitterand , les titres dés romans de Cay des cars in Claude duché, sociocritique ed .Nathan , Paris , 1973, P90. 26 Ibid, P91. 27 Ibid, P91. 28 Ibid, P92.

Page 14: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

التعايل النصي على اعتبار أن ما يشغله ليس النص ولكن النص من حيث تعاليه أي طريقة تعالقه مع 29نصوص أخرى

وهو يتحدث عن التعايل النصي قسمه إىل مخسة مظاهر من بينها املناص أو ما يعرف بالعتبات : النصية و اليت تنقسم بدورها إىل

.النص احمليط -1

.النص الفوقي -2

على أن ما يهمنا حنن من هذه الدراسة هو النص احمليط الذي ميثل فيه العنوان عنصرا مهما وموجها ، فحاول من "كلود دوشي"و" ليوهوك"قرائيا، وقد بدأ جريار جنييت دراسته العنوانية من حيث توقف

لعنوان مل يكن خالل رؤية منهجية إعادة تأسيس جهاز مصطلحايت خاص بعلم العنونة، وهو يرى أن اموضع اهتمام عند الكتاب والناشرين القدامى ، فقد ظل مهمشا لعدم الوعي بوظيفته ، حىت أنه مل يكن

.30له مكانا ثابتا يظهر فيه

غري أنه و مع بداية عصر النهضة ونشاط حركات الطباعة والنشر زاد االهتمام بالعنوان وتعددت .بسبب شكله اجلمايل و بعده التداويل 31يف عملية التسويقالدراسات حوله، فاضحي العنصر املهيمن

عدة مشاكل تستلزم بذل "و حول مفهوم العنوان يذهب جريار جنيت إىل أن تعريف العنوان يطرح 32"اجلهد من أجل التحليل

كان قد أشار جريار جنييت إىل أن العنوان ميثل أهم عتبة ذات بعد مجايل " عتبات"و دائما يف كتابه جمموعة ”ائعي دون فصله عن العتبات املرافقة له من منطلق أن اجلهاز العنواين منذ النهضة هو غالباذر

33"شبه مركبة أكثر من كوا عنصرا حقيقيا، و ذات تركيبة ال متس بالضرورة طوهلا

ديد أماكن كما ميز جريار جنييت يف العنوان العناوين األساسية و الفرعية و كذا املؤشر اجلنسي، مع حت : تواجدها و اليت حصرها يف أربعة أماكن

.الصفحة األوىل للغالف -1

29 G. genette , Seuils , P87-88. 30 Ibid , P62. 31 Ibid, P 57. 32 Ibid , P54. 33 Ibid , P54.

Page 15: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.ظهر الغالف -2

.صفحة العنوان -3

.34الصفحة املزيفة للعنوان -4

.اخل ... أما العناوين الداخلية فنجدها تترأس فقرات املنت واملباحث والفصول

و قد أشار جريار جنيت إىل أن تغري مفهوم العنوان أدى إىل تغري وظائفه أو باألحرى كشف عن –بناءا على ما جاء به ليوهوك وشارل كريفل - وظائفه، هذه الوظائف اليت قام جريار جنيت بتعديلها

: و ذلك بعد مناقشتها وحتليلها، و قد حصرها يف أربعة وظائف كاأليت

.عيينية الوظيفة الت -1

. الوظيفة الوصفية -2

.الوظيفة االحيائية -3

.الوظيفة االغرائية -4

34 Ibid , P64.

Page 16: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العنوان يف النقد العريب - 2 : العنوان يف النقد العريب القدمي -1- 2

إذا تفحصنا تراثنا النقدي العريب فإننا نرى غياب دراسات متخصصة فيما يعرف باملناص أو النص القصيدة العربية ال تعرف "راجع إىل ثقافة املشافهة اليت كانت سائدة آنذاك، فـ املوازي ،ولعل هذا

العنوان املباشر الذي يعد جزئا عضويا منها إال يف الشعر املعاصر، أما قبل هذا فإن القصيدة العربية ستقبل مساعا ، فقد كان الشعر يرسل إىل املتلقي إنشادا وي35"اختذت بعض أساليب العنونة غري املباشرة

واليت عدت فواتح و جب على الشاعر الفحل - مما يشفع له غياب العنوان، غري أن مطالع القصائد قد مثلت عنوان غري مباشر عرفت به القصيدة واشتهرت فصرنا حنيل إىل معلقة امرئ القيس -إجادا

لكعب بن زهري و غريها من " بانت سعاد"لألعشى، و بـ " ودع هريرة"، وبـ "قفا نبك: "بـ سينية البحتري، : مطالع املعلقات والقصائد، و من مظاهر العنونة أيضا اعتماد حرف الروي كقوهلم

والمية الشنفري، كما ال نغفل ما ذهب إليه بعض النقاد يف عنونتهم للنصوص الشعرية باعتبار " طيب املتنيب وغريها من العنوانات اليتموضوعاا فكانت اهلامشيات للكميت، والسيفيات أليب ال

36."تدخل ضمن مظاهر العنونة غري املباشرة للقصيدة العربية

و الالفت لالنتباه أن هذه االجتهادات اليت قام ا النقاد القدامى يف عنونة النصوص الشعرية قد ك العتمادهم التلقي صرفت مهمة العنونة عن مرسل النص إىل مستقبله دون قصد من املرسل، وذل

غري أن هذا الوضع الثقايف مل مينع وجود بعض القصائد اليت عنونت من طرف . السماعي بدل البصريملؤيد الدين أبو إمساعيل احلسن األصفهاين، وقصيدة تذكرة " المية العجم"مرسليها ، كما هو احلال يف

.صيدة املنفرجة ليوسف بن حممد الفهري األريب وتبصره األديب د الدين حممد املراكشي، والق

بيد أن بعد تدوين القرآن الكرمي و تنشيط حركات التأليف بدأ يتأسس مفهوم العنوان وتتجلى مالحمه من خالل احلرص على إخراجه، وحسن اختياره وكذا أصول حتقيقه، والنثر كان أوفر حضا بداية،

.49،ص1988، القاهرة ، 1حممد عويس، العنوان يف االدب العريب، النشأة و التطور ، مكتبة جنلو مصرية ، ط 35 .54حممد عويس، املرجع نفسه، ص 36

Page 17: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عبد القاهر "لـ " دالئل اإلعجاز" و"جلاحظ"لـ " احليوان"فربزت العناوين املختصرة املوجزة من مثل اخل، مث حتول االهتمام يف صناعة العنوان من " ... قدامى بن جعفر"لـ " نقد الشعر"، و"اجلرجاين

أيب "لـ " الكامل يف اللغة واألدب"العناوين القصرية إىل العناوين الطويلة، كما هو يف كتاب ، لتظهر عناوين "ابن رشيق "لـ " يف حماسن الشعر وأدبه" العمدة"، و"ملربدالعباس حممد بن زيد ا

" .حازم القرطاجي"عند " منهاج البلغاء وسراج األدباء"أخرى يغلب عليها الطابع البالغي ما جنده يف

تيار ختربنا هذه العناوين أن التراث القدمي قد أوىل اهتماما ناضجا بالعنوان، و نقصد بذلك عملية اخيشي مبضمون الكتاب ومنهجه، إذ ميكن -غالبا –العنوان إذ ما مييز العنوان القدمي انه عنوان فاضح

البن قتيبة، فيذهب إىل أنه كتاب يف دراسة وتفحص " نقد الشعر" للمتلقي أن يتكهن حمتوى كتاب ، "دالئل اإلعجاز"، و"دباءمناهج البغاء و سراج األ"و تقومي قواعد صناعة الشعر، وكذلك بالنسبة لـ

الزوزين أبو "لـ " شرح املعلقات السبع" ، و"القاضي اجلرجاين"لـ " الوساطة بني املتنيب وخصومه"وأما عن عنونة النص الشعري ". ابن رشيق "لـ " العمدة يف حماسن الشعر وأدبه"، و"عبد اهللا احلسني

عمد أبو العالء املعري إىل تسمية "امس اهلجري حني فيذهب النفاد إىل أا مل تظهر إال مع القرن اخلديوانه العلم باللزوميات أو لزوم ما مل يلزم كما أن ديوانه سقط الزند حيقق مفهوم العنوان كما نريده

37".اليوم

البدايات احلقيقية واجلادة لعنونة القصيدة كانت على "أن " عبد الرمحن إمساعيل"يف حني يرى الدكتور 38".الذي مجع بني الثقافتني العربية والغربية " أمحد شوقي"يد

بغض النظر عن أول من أثبت العنوان للقصيدة العربية، فإن عنونة النص الشعري العريب عرفت حتوال 39" .ذا قيمة فنية نفسية مرتبطة بنفسية الشاعر وهاجسه" فنيا مع الرومانسية، فأضحى العنوان

أخد العنوان يتمرد على إمهاله فترات طويلة، وينهض :" على هذا التحول بقوله" قجعفر العال"ويعلق .40"ثانية من رماده الذي حجبه عن فاعليته

.85هـ، ص1423، 1سليم ، العنوان يف الشعر السعودي بوصفه مظهرا إبداعيا ، نادي القصيم األديب ،طالرشيد عبد اهللا بن 37 .57، ص1996،) 01(، اآلداب1امساعيل عبد الرمحن ، جملة جامعة امللك سعود، م 38 .53املرجع نفسه ، 39 .101-100، ص23،1997جزء، 6علي جعفر العالق ، شعرية الرواية ، عالمات يف النقد، مج 40

Page 18: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: العنوان يف النقد العريب احلديث -2- 2

حتدث الكثري من الباحثني العرب عن العنوان سواء عند مقاربتهم للنصوص األدبية أو عند لعنوان يف اخلطاب العريب القدمي، وذلك طبعا تأثرا بالدراسات الغربية وباألخص استحضارهم مهسات ا

مسة "يف كتابه Leohoek" ليوهوك"و Seuils"العتبات" يف كتابه G.Genette" جريار جنيت"وغريهم من الباحثني Claude Duché" كلود دوشي" و la marque du titre" العنوان

الغربيني الذين أسسوا علم العنونة، غري أن اهتمام الدراسيني العرب بالعنوان مل يكن من باب الترف الفكري وال من باب التباهي املصطلحايت، وإمنا وعيا منهم باملهمة اليت يضطلع ا العنوان يف حماولة

ية والداللية للعنوان، معتربين يف ذلك باألخطاء منهم تأسيس رؤية مسيولغوية تعىن باخلصائص اللغوالسابقة اليت حلقت العنوان فضاعت كتب تراثية قيمة أو مسيت باسم كتب أخرى لضياع صفحة

.العنوان

وقد توزعت هذه البحوث العربية بني مقاالت منشورة وكتب مؤلفة ، سنحاول الوقوف : عند أمهها واستنطاق أبرز ما جاء به أصحاا

: الشريف حامت بن عارف العوين - 1

: متبوع بعنوان فرعي" العنوان الصحيح للكتاب: " له كتاب يف أصول التحقيق عنوناه األساسي هو، ما مييز هذا العنوان الفرعي أنه عنوان 41"ه، وسائل معرفته وأحكامه، وأمثلة لألخطاء فيهتعريفه، أمهيت"

طويل مجع كل ما حيوي الكتاب وكأنه فهرس بل إنه يطابق الفهرس املثبت أخر صفحات الكتاب، وإن نوان كان هذا الكتاب يف أصول علم التحقيق إال أن صاحبه قد فصل فيه تفصيال كل ما يتعلق بالع

اللفظ أو األلفاظ اليت تكون على واجهة الكتاب وطرته، ويراد ا أن تكون "ويعرفه على أنه .42عالمة للكتاب متيزه عن غريه من الكتب وشيء عن مضمونه

يستشف من حديثه عن العنوان صرامة وتأنيبا للذين " الشريف حامت العوين"من يتصفح كتاب يتساهلون وستهينون بالعنوان أثناء معاجلتهم للنصوص، وخص منهم احملققني فقد شبه الكتاب باالبن و

من طرف صاحبه الكاتب باألب والعنوان مبثابة االسم الذي اختاره األب البنه ما مينع التصرف فيه إالإذ هو الذي فكر يف تأليفه، وهو الذي وضع عناصره و قسم أبوابه "فهو األقدر واألحق ذه املهمة

الشريف حامت بن عارف العوين، من أصول علم التحقيق ، العنوان الصحيح للكتاب، تعريفه و أمهيته، ووسائل معرفته وإحكامه 41

.هـ 1419، دار علم الفوائد للنشر و التوزيع ، 1وأمثلة ألخطاء فيه ،ط .17املرجع نفسه، ص 42

Page 19: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

وفصوله، وحرر قضاياه ومسائله، وكتبه حرفا حرفا، فهل هناك أقدر من املؤلف يف وضع عنوان 43"لكتابه ؟

نوان ألخر أو أن يسمي كتابه بإمسني خيير و تبعا للمهمة املوكلة للكاتب جيوز له تغيري كتابه من ع تاريخ اإلسالم وطبقات "لإلمام الذهيب الذي مساه قبال " تاريخ اإلسالم"بينهما كما هو احلال يف

وكذلك بالنسبة أليب الفضل املرادي الذي اختار " وفيات "إىل " طبقات"مث غير " املشاهري واإلعالم سلك الدرر يف أعيان القرن الثاين : "، والثاين"ر األعصار يف أخبار األمصارأخبا: "ملؤلفه عنوانني األول

.44فاشتهر الكتاب بالعنوان الثاين" عشرختلو عنها املقدمات فيحجب عنا منهج الكتاب وموضوعه، -خاصة القدمية منها -كما توجد كتب

فاضحا ألسس تأليف الكتاب، وهذا دور املقدمة فيأيت عنونا -أحيانا–يف هذه احلال يلعب العنوان العنوان الصحيح للكتاب، تعريفه و أمهيته ، "ما يوحي به عنوان الكتاب الذي بني أيدينا فالعنوان

عنوان خمرب واصف معدد حملتويات الكتاب وهو نفسه " ووسائل معرفته وأحكامه وأمثلة لألخطاء فيه *" أمور الرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم و سننه و أيامه اجلامع املسند الصحيح املختصر من " جنده يف

تضمن األسس العظمى اليت بىن عليها البخاري كتابه، مما ال جنده إال يف هذا العنوان، خيلو " الذي .45"صحيح البخاري من مقدمة تبني عن منهجه فيه

العناية بغالف الكتاب ال يغفل " ويف أواخر صفحات الكتاب نبه الكاتب احملققني على أن فقد يكتب احملقق العنوان الصحيح للكتاب، و يتعب يف حتقيق ذلك [...] اخلارجي وبصفحة العنوان

مث يسلم الكتاب للخطاط ال حيسن اخلط أو ال حيسن أصول اإلمالء أو ليس له ذوق يف جتويد . 46"فيشوه عنوان الكتاب... العنوانلبعض األخطاء يف إخراج العنوان واليت إن وقعت أفسدت الكتاب وقد ضرب يف ذلك أمثلة

: وصرفته إىل ما مل يوجه إليه أصال و من هذه األخطاء .اخلطأ يف ضبط أحرف العنوان -1

.اخلطأ يف ترتيب مقاطع العنوان -2

.18، ص السابقاملرجع 43 .23-22، ص رجع نفسهامل 44

الكتاب الذي نعرفه باسم : هو العنوان الكامل لـ : و سنته و أيامه -ص–مع املسند الصحيح ، املختصر من أمور رسول اهللا ااجل * .ي الصحيحني و اسم جامع الترميدي ، ينظر عبد الفتاح أبو عدة ، حتقيق امس"صحيح البخاري"

.50 شريف حامت، املرجع نفسه ، ص 45 .102املرجع نفسه ، ص 46

Page 20: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...)عنوان الكتاب، اسم املؤلف، اسم احملقق( اخلطأ يف ترتيب عناصر صفحة العنوان -3

كأن يكتب العنوان الفرعي حبجم كبري والعنوان األصلي حبجم 47التصميماخلطأ يف -4 .صغري

: حممد فكري جزار

من بني الدراسات القيمة " حممد فكري اجلزار"للدكتور"العنوان ومسيوطيقا االتصال األديب"يعترب كتاب : اليت اهتمت بالعنوان تركيبا ووظيفة وجاء الكتاب موزعا على ثالثة أقسام معنونة كاأليت

.فقه العنونة : القسم األول

.املنهج و اإلجراء: القسم الثاين

.التطبيق: الثالث القسم

حتدث الكاتب يف مقدمة كتابه عن العنوان باعتباره نصا مستقال، ولعل نصية العنوان هذه هي اليت جعلت منه ما يعرف بالنص املوازي أو املرافق للنص املنت، وبناء على هذه االستقاللية حتدد

حتليل العنوان : يتم على املستوى األول مستويات حترير العنوان واليت حصرها الكاتب يف مستويني، إذباعتباره بنية داللية مستقلة يف حني يتخطى املستوى الثاين الداللة املستقلة للعنوان إىل الداللة املكملة

. 48لداللة العمل

ما وألن عملية اختيار العنوان ال تقل أمهية عن عملية كتابة العمل ذاته، فقد تباينت اآلراء حول أيه ، وجند أن حممد اجلزار قد اتفق مع عبد اهللا الغدامي على ضرورة أن )النص(أسبق العنوان أم العمل

املرسل يتأول عمله فيتعرف منه على مقاصده : " يكون العنوان أخر ما يكتب من العمل ذلك أن يشد املتلقي -نوانالع -، ومن بوابة هذا األخري 49"وعلى ضوء هذه املقاصد يضع عنوانا هلذا العمل

العمل متوسال يف ذلك زاده املعريف وما جاد به تركيب العنوان من دالالت، هذه / رحاله إىل النص املفارقة يف التلقي جتعل العنوان مهزة وصل بني املرسل واملستقبل، حيث منيز ثالث عالقات توجه

يف عالقة العنوان باملرسل والثانية يف عالقة العنوان العمل األديب منذ إنتاجه إىل حلظة تلقيه، تتمثل األوىل .باملتلقي و الثالثة يف عالقة العنوان بالعمل الذي يعنونه

.103املرجع السابق، ص 47 .08، ص1998حممد فكري اجلزار ، العنوان و مسيوطيقا االتصال االديب ، اهليئة املصرية العامة للكتاب ، مصر ، 48 .19ص ،املرجع السابق 49

Page 21: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

وال " إذن نصية العنوان صفة قائمة تفتح العنوان على تأويالت قادرة على نسج شبكات تناصبة خمتلفة اخل فحسب، ...نصوص وخطابات وهلجات يتناص العنوان مع اللسان االجتماعي، وما يتكون منه من

. 50مع عمله -كذلك–بل يتناص

و لتوضيح تناص العنوان اختار الكاتب كتاب سيبويه باعتباره مدونة إجرائية مستدعيا بذلك كل : تداعيات التناص مع عدد من آيات القرآن الكرمي ليخلص يف األخري إىل مظاهر تناص العنوان وهي

.عمله فقط تناص العنوان مع - .تناص العنوان مع خارج عمله فقط -

.51تناص العنوان مع عمله و خارج عمله معا -

مل يتوقف الكاتب عند العنوان لغة واصطالحا و تناصا بل جتاوزه إىل التطبيق حيث حلل عناوين كل لعبد "سقوط الصمت كمدية"حملمد آدم، وديوان " هكذا عن حقيقة الكائن و عزلته أيضا" من ديوان

لشريف الشافعي، وقد أحلق بتحليله " وحده يستمع إىل كونشريتو الكيمياء " العظيم ناجي، و ديوان لطيفة "لصاحبتها " صاحب البيت"للديوان الشعري جنسا أدبيا أخر متثل يف الرواية فدرس رواية

ة للعنوان تنشأ عن الوظيفة الضرورة الكتابي: " ليخلص يف آخر حبثه إىل خالصة مفادها أن" الزياتاالتصالية اليت يضطلع ا بدال من السياق وهي وظيفة ذات صلة وثيقة بالعمل الذي يعنونه فبينما يتمتع

ال -يف االتصال الكتايب - السياق يف االتصال الشفهي لوجود موضوعي وحمايد بالنسبة له جند العنوانوجود األيقوين، كما إنه وثيق الصلة بعملية االتصال عموما و يتمتع إال مبا تستمتع به املرسلة أي بال

.52باملرسلة على وجه اخلصوص

: ناصر يعقوب. د

ناصر يعقوب صفحات من كتابه اللغة الشعرية وجتلياا يف الرواية العربية لدراسة العنوان .خص د بني قطيب العنوان والنص، مستندا على املستوى النظري والتطبيقي، فعاجل بداية قضية النص األصل

يف ذلك على رأي كل من الفرنسي جان جريور وجوأجنولونو، حيث يرى األول أن باختيار العنوان قبل النص فيه جمازفة قد تودي بالعمل ككل إذ يظل العنوان يفرض رقابة صارمة على العمل حتد

داع، ذلك أن الكتاب جيد نفسه أمام منوذج ال خيط خطا من خياالت املبدع وبالتايل من مجاليات اإلب

36صنفسه املرجع 50 .71املرجع نفسه ، ص 51 .141، صالسابقاملرجع 52

Page 22: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فصارت العنونة أصال والنص ) العنوان( خال نفسه جمربا على كتابة نص يالئمه " إال يف ضوئه حىت . 53"فرعا

يف اختيار العنوان قبل النص حافزا على التأليف فهو ) je.anglono( بينما يف اجلهة املقابلة جيد ، و لعل الفصل يف 54" راية صوا سنتجه، إن اهلدف املراد بلوغه إمنا هو تفسري العنوان ال"أشبه بـ

هذين املوقفني املتعارضني يرجع إىل العنوان ذاته إذ تستدعي بنيته و وظيفته طريقة اختياره وزمن .كتابته

استلزم توفره على -لكتابا –وألن العنوان هو مسة الكتاب وامسه و عتبة املتلقي يف الولوج إليه العنوان هو " خصائص لغوية وتركيبية جتعل منه حلقة وصل بني املرسل واملتلقي و النص، ذلك أن

.55"لألسف منذ اللحظة األوىل اليت نصفه فيها مفتاح تأويلي

ناصر يعقوب كان واعيا بنصية العنوان فدعى إىل أن يكون أخر ما يكتب حىت يتسىن للكاتب أن. ود اختار العنوان القادر على اختزال نصه يف تركيبه و لفظه، ليؤدي العنوان الكثري من املعاين يف اليسر "

.56" من اللفظ ، مع صعوبة االختيار و التأويل من جهة املبدع

واعتقد أن حديث النقاد عن األصل والفرع بني العنوان والنص ال يعىن بلحظة كتابة العنوان أو كيفية املبدع يتأول العمل لوضع العنوان قبل أن " اختياره بقدر كما يعىن بطريقة تلقي هذا العنوان إذ أن

فيكون عندها النص أصل والعنوان فرع ويف املقابل أول ما " يتناول املتلقي العنوان من خالل النص . 57ي و العمل فرعيتلقاه املتلقي من العمل اإلبداعي هو عنوانه فيكون العنوان أصل عند املتلق

بعدها حتول الكاتب إىل رصد العالقة بني العنوان والنص يف إطار سيميولوجي انطالقا من اعتبار العنوان مرسلة مكتملة دالليا قابلة إلنشاء تكامل داليل ثاين مع النص املعنون، وقد قدم ناصر يعقوب

عالقة اتصال وانفصال ، فيكون العنوان عنصرا ضمن تصورا هلذه املعادلة جيعل من العنوان والنص يف

، 1997، 27، 313الل يف صناعة العنوان ، املوقف األديب الحتاد الكتاب العرب ، دمشق، ع ي ، براعة االستهحممد اهلميس 53 .41ص .41املرجع نفسه ، ص 54 . 70، ص1994صدوق نور الدين، البداية يف النص الروائي ، دار احلوار للنشر و التوزيع الالذقية ، 5556 99، ص2004، بريوت ، لبنان ، 1ا يف الرواية العربية ، املؤسسة العربية للنشر طناصر يعقوب ، اللغة الشعرية و جتليا. .101، ص املرجع نفسه 57

Page 23: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

النص نسقا، وحتدد داللة هذا العنصر انطالقا من متوقعه داخل النسق فتتكون بنية داللية صغرى داخل : بنية داللية كربى كما يوضحه صاحب الكتاب

. ]بنية داللية مستقلة[ طبيعة اجيابية / مدلول ----- دال ) عنصر ( العنوان

]بنية داللية مستقلة [ طبيعة اجيابية / مدلول ----- دال ) نسق( النص

. 58]بنية داللية متشابكة) [ مرسل( النص / نسق ----- ) مرسل)(العنوان( عنصر

من حيث " عتبات " يف كتابه " جنيت"كما تعرض الكاتب يف كتابه لوظائف العنوان كما أوردها .ية والوظيفة االغرائية والوظيفة الوصفية والوظيفة اإلحيائية الوظيفة التعيين

جلربا إبراهيم " السفينة"مث أردف عرضه النظري بإجراء تطبيقي تناول فيه عناوين روايات عربية مثل إلبراهيم نصر "براري احلمى " إللياس اخلوري و" الوجوه اليضاء"لعيد الرمحن منيف و" النهايات"جربا و . حملمود طرشونة" املعجزة" جلمال ناجي، مث" لفات الزوابع األخريةخم"اهللا و

: عبد اهللا الغذامي

للشاعر شحاتة " يا قلب مت ظمأ"حتدث عن العنوان عند دراسته لقصيدة " اخلطيئة والتكفري"يف كتابه خذ ا شعراؤنا بدعة حديثة أ" محزة، وكغري ه من الباحثني العرب أقر أن العنوان يف القصيدة العربية

.59"حماكاة للشعراء الغرب

فقد ظل العرب لوقت طويل ينشدون قصائدهم من غري ومسها بعنوان، وما التسميات اليت تعرف ا تلك القصائد القدمية إال اجتهادات حرص عليها النقاد من أجل تصنيف القصائد ومتييز الواحدة منها

.60"أي حسب قافيتها أو رويها القصائد صوتيا " عن األخرى كأن تعنون

كما حتدث الغذامي عن عملية اختيار العنوان إذ أن أكثر العناوين الشعرية عناوين مقتبسة من مفردات القصيدة وألن وضع العنوان عمل ال شعري وجب على الشاعر أن يكون العنوان عنده أخر

.113املرجع نفسه، ص 58قايف ، عبد اهللا الغذامي ، اخلطيئة و التكفري ، من البنيوية اىل التشرحيية ، قراءة نقدية لنموذج انساين معاصر ، جدة ن النادي االديب الث 59 .263، ص1985، 1ط

.34، ص2001، 1بسام قطوس ، سيمياء العنوان ، وزارة الثقافة االردن، ط 60

Page 24: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عمل غري شعري جاء يف حالة غري "العنوان ملساته اإلبداعية، ولنقف وقفة تأملية عند قول الغذامي أن .61"شعرية، وهو قيد للتجربة فرض عليها ظلما و تعسفا

لعل الذي دفع الكاتب إىل مثل هذا الرأي هو افتقار العنوان الداليل و بنيته التركيبية النحوية الناقصة من التنوع الداليل، غري أن فهو نص يكرس أكرب قدر ممكن من االقتصاد اللغوي ومنه أكرب قدر ممكن

انفتاح العنوان على أفق توقعات خمتلفة جيعل منه عمال ال يقل شاعرية عن العمل الذي يعنونه والسيما يا قلب "إذا التفتنا إىل طبيعة العنوان اجلمالية والتداولية، مث إن الغذامي نفسه عند حتليله عنوان القصيدة

استدعاءاته اللغوية و الداللية، فكيف ننفي عنه الشعرية بل لشحاتة محزة قد المس كل " مت ظمأمرسلة مستقلة مثلها مثل العمل الذي يعنونه ودون أدىن فارق، بل رمبا " جيب معاملة العنوان باعتباره

62" كان العنوان أكثر شعرية ومجالية من عمله يف بعض اإلبداعات

بل هو إستراجتية كتابية تعىن برصد العالقة بني والعنوان ليس عادة كتابية أو تقليدا متوارثا مثلما حتدث النقد احلديث عن شعرية "النص و العنوان من حيث احلمولة الداللية و العالقات اإلحيائية و

" ، وعن شعرية الرواية كما عند"تودوروف" و" رومان ياكبسون"و" ون كوهني "القصيدة كما عند ، كذلك ميكن اليوم أن نتحدث عن شعرية العنوان، وهي "وستو يفسكيد"يف شعرية " ميخائيل باختني

شعرية رمبا بدت موازية لشعرية النص من حيث يقوم العنوان بدور فعال يف جتسيد شعرية النص . 63وتكثيفها أو اإلحالة إليها

: بسام قطوس

، ناقش فيه األسس النظرية 2003نشر سنة " سيمياء العنوان"أفرد بسام قطوس كتابا للعنوان مساه .عناوين اإلبداع الشعري و املتخيل السردي - بناءا على هذه األسس –السيميائية كما درس

يرى بسام قطوس أن العنونة فعل حديث غاب عن النصوص القدمية، إذ أن املهتم بالشعر العريب القدمي ، فدراسة العنوان حديثة مل يلتفت إليها 64"يلحظ بوضوح غياب العنونة لقصائده لفترة زمنية طويلة "

.الباحثون إال مع النصف الثاين من القرن العشرين

.265عبد اهللا الغدامي ، املرجع السابق ،ص 61 .31حممد فكري اجلزار ، املرجع السابق ، ص 62 .07بسام قطوس ، املرجع السابق ، ص 63 .34، صنفسه املرجع 64

Page 25: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هو رصد العالقة اليت تربط العنوان بالسيمياء، وحنن نعلم أن السيميائيات وما يهمنا من هذا الكتابعلم حديث انبثق عن عباءة اللسانيات، مستفيدا من جمموعة حقول ابستمولوجية، فلسفية، منطقية

السيمويوطيقا، : ونفسية، يعىن بكل ما يرتبط باملعطيات الثقافية، وقد تعددت ترمجات السيميائيات إىلالسيميائيات نظرية خاصة "ولوجية، علم اإلشارة، علم الداللة، السيميوز، وعلم العالمات، والسيم

باملعىن وليست جمرد رصد لعالقات معزولة و هلذا فإن السيميائيات جيب أن تقودنا يف كل عملية حتليل إال إذا ، نستنتج من هذا التعريف أن السيميائيات لن تكون علما للعالمات65"إىل إنتاج معرفة

استطاعت أن تتجاوز التتابع الصويت للوحدة العالمتية، إىل البعد الداليل، أي دراسة العالمة باعتبارها وحدة منفردة هلا داللة معجمية خاصة ا، مث باعتبارها وحدة قابلة للتوحد مع وحدات أخرى لبناء

.داللة تواصلية

ة أو إشارة سيميائية حاملة ملعطى ثقايف، يعمل فقره الداليل أما إذا عدنا إىل العنوان فإننا جنده عالم على تكثيفها وإحالتها إىل ما ال اية من االحتماالت بعيدا عن مدى مطابقة هذه التأويالت لقصدية

اإلبداع، وبذلك يتجاوز العنوان النص إىل اخلطاب ليصبح جاهزا لكل تلقي ميتالغوي وهو ما / املبدع ال وجود لسيميائيات العالمة دون سيميائيات : "يف قوله Umberto Ecoربتو ايكو ذهب إليه ام

للخطاب، إن نظرية العالمة كوحدة معزولة ستكون عاجزة عن شرح االستعمال اإلمجايل للعالمات، . 66"وهلذا فإن سيميائيات الفن جيب أن تكون بالضرورة سيميائيات للخطاب و النص

تكون مبثابة شيفرة رمزية يلتقي ا القارئ فهو أول "منه ذا بعد داليل إحيائي إذن رمزية العنوان جتعل ما يشد انتباهه، وما جيب عليه التركيز عليه وفحصه وحتليله بوصفه نصا أوليا يشري أو خيرب أو يوحي

وي ممكن سيميائية العنوان تنبع من أنه جيسد أعلى اقتصاد لغ"كما يرى بسام قطوس أن 67"مبا سيأيت . 68"ليفرض أعلى فعالية تلق ممكنة

نلخص مما سبق أن العنوان نص مستقل عن النص األصل جاهز لكل ممارسة سيميائية انطالقا من شكله وبنيته وداللته، قابل لالرتباط بالنص الذي يعنونه فور تفعيل آليات التأويل معلنا بذلك عن

.37، ص2003مفامهيها و تطبيقاا ، مطبعة النجاح اجلديدة ، الدار البيضالء ، سعيد بن كراد، السيميائيات ، 65 .34ص ،املرجع السابق 66 .117بسام قطوس ، املرجع السابق ، ص 67 .36املرجع نفسه، ص 68

Page 26: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

زية لشعرية النص من حيث يقوم العنوان بدور فعال يف هي شعرية رمبا بدت موا"شعريته واليت .69"جتسيد شعرية ية النص و تكثيفها أو اإلحالة إليها

: حممد مفتاح

و ذلك " دينامية النص تنظري واجناز" حتدث الكاتب حممد مفتاح عن العنوان يف الفصل األول من كتابهاحملور الذي يتوالد ويتنامى ويعيد " وهو يرى يف العنوانألمحد ااطي، " القدس"عند قراءته لقصيدة

مبعىن أن العنوان يقع على حمور االختيار وبفضل التلقي 70"إنتاج نفسه، وهو الذي حيدد هوية القصيدةتتوزع داللته وتتناسل لتكشف داللة النص املعنون، وألن العنوان أول ما يصادفه املتلقي من

.71"مبثابة الرأس من اجلسد"و العمل اإلبداعي فه

فال بد من إتباع -نص/ عنوان -وإذا كان العنوان يساهم يف بناء الداللة العامة للعمل اإلبداعي إستراجتية عنوانية توجه خيط التأويل مبساعدة كفاءة املتلقي، فالعنوان الذي يعتمد بناءه على

يفتح النص على احتماالت عديدة قد تصرف النص إىل ما االقتصاد اللغوي يعمل على تثبيت الداللة ومل يوضع له أصال، أو جيعل املتلقي يف نقطة ما من النص يعمل على تغيري مسار قراءته عن طريق تعديل أفق توقعه، يف حني يعمل العنوان الكامل بناءا وتركيبا على توجيه مسار القراءة منذ حلظة تلقيه ويف هذه

ما على املتلقي أن يلتفت إىل النداءات املصاحبة للعنوان ونعين ا كل ما حييط بالنص احلال يكون لزامن أيقونات ومؤشرات ورموز، ويربط حممد مفتاح هذه املفارقة يف قراءة العمل اإلبداعي بشكل

طويال فيساعد على توقع املضمون الذي ) العنوان(إما أن يكون " العنوان من حيث طوله وقصره فـ . 72لوه، وإما أن يكون قصريا، وحينئذ البد من قرائن فوق لغوية توحي مبا يتبعهيت

كما ينبهنا الكاتب حممد مفتاح إىل وجود عالقات داخلية بني العناوين الواردة يف النص واملقاطع اليت انب التناص تعنوا، هذه العالقات اليت تنبثق عن احلوار الداخلي، وهنا إشارة إىل تناص العنوان فإىل ج

اخلارجي للعنوان باعتباره نصا مستقال يضيف الكاتب تناصا آخر داخليا تكشف عنه عالقة العنوان مبا يعنونه، ويف هذا دائما إشارة إىل عالقة االتصال واالنفصال اليت تربط النص بالعنوان كما هو الشأن يف

.57املرجع نفسه، ص 69 .72،ص2006ان ،، بريوت ، لبن3حممد مفتاح ، دينامية النص ، تنظري و اجناز املركز الثقايف العريب، ط 70 .72ص السابق،املرجع 71 .72، صنفسه املرجع 72

Page 27: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ا مستقال يقع على حمور االختيار من جهة العناوين الفرعية أو الداخلية، وذلك باعتبار العنوان إنتاج .واعتباره رأس النص و مفتاح تأويله من جهة أخرى

: شعيب حليفي

النص املوازي للرواية إستراجتية العنوان "هو األخر تعترب دراسته رائدة يف جمال العنونة ونقصد هنا مقاله ط العنوان يف الرواية العربية وتناول بالدراسة وقد تناول يف هذا املقال أمنا 73"الكرمل"املنشور مبجلة "

اخلصائص اللغوية والداللية للعنوان القدمي واحلديث، كما قام بتصنيف مكونات العنوان من حيث داللته تعيني النص، ويشري إليه، كما يسعى إىل متيزه "ويرى شعيب حليفي أنه من مهام العنوان أن يقوم على

أن طبيعة هذا العنوان تؤشر إىل هوية اجلنس األديب الذي تؤشر إليه عن نصوص أخرى، باإلضافة إىل74.

فالعناوين عناوين منها العنوان الرئيسي الذي يتوسط غالف الكتاب خبصائص طباعية مميزة، والعنوان فرعي أو الثانوي وهو تابع للعنوان األساسي وكثريا ما يكون شارحا وموجها للعنوان األصلي، مث هناك

وان أخر يعرف باملؤشر اجلنسي الذي يعمل على حتديد جنس العمل األديب من شعر أو عناخل، كما توجد عناوين داخلية تترأس مقاطع النصوص واجلمل والفقرات ... مسرحية أو رواية

.والفصول و األبواب تعرف بالعناوين الداخلية أو الفرعية

ان الشعري فقد أسهب الكاتب يف احلديث عن وألن العنوان الروائي خيتلف عن العنو : إسقاطا على املنت الروائي فجاء بـ75تصنيفات املكونات العنوانية من حيث الداللة

و هو أن يكون العنوان عبارة عن اسم مذكور يف املنت الروائي غالبا ما : املكون الفاعل -1 .يكون بطل الرواية

.لزمن الروائي كأن تتحدث الرواية هن حقبة زمنية بعينها يتعلق با: املكون الزمين -2

.حيث يكون العنوان حامال السم مكان ميثل فضاء أحداث الرواية : املكون الفضائي -3

يف هذا املكون يكون العنوان ديناميا كونه يعرب عن حدث دينامي ينقل : املكون احلدثي -4 . 76أفعال الرواية بشكل حركي حنو التغيري و التحويل

.46،1992جملة الكرمل ، قربص، ع -استارتيجية العنوان –شعيب حليفي، النص املوازي للرواية 73

.91ص ،املرجع السابقشعيب حليفي، 74 .95ص ، املرجع نفسه 75

Page 28: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ومل يغفل شعيب حليفي عن ذكر وظائف العنوان مركزا يف ذلك على جاذبية العنوان واليت من خالهلا ميكن أن منيز بني العناوين االشهارية اليت تكرس الوظيفة االغرائية و العناوين التيماتية املشبعة بالرؤى

ذلك أن للعنوان جاذبية " ل السردياالستشرافية واليت ترقى بالعمل الروائي إىل امسي متثالت املتخيواملوجودة خصوصا يف العناوين السيميائية اليت تبحث عن وظيفة اشهارية بالدرجة األوىل، أما الرواية

. 77"فإن عناوينها عبارة عن صورة تتمثل أمام املتلقي الذي يشغل خميلته لفك رموز تلك الصور

: مجيل محداوي

من أهم الدراسات اليت شكلت 78"السيميوطيقيا والعنونة" مجيل محداوي تعترب الدراسة اليت قام ا مرجعا مهما للباحث يف جمال العنونة، وهي عبارة عن مقال جيمع بني ما جاءت به السيميائيات من إجراءات وبني ما متيز به العنوان من مسات جتعله قابال لتطبيق هذه اإلجراءات، ويف متهيد نظري ضم

صفحة حتدث عن السيميوطيقا باعتبارها لعبة التفكيك والتركيب كما وضح اجتاهاا سبعة عشرة .وحقوهلا الداللية ومدارسها الفرنسية واألمريكية

) املدلول/ دال(مث انطلق صاحب املقال إىل رصد العالقة بني العنوان والسيمياء وألن العنوان عالمة وهي " بريس"ة أن تتوزع إىل ثالثة أقسام حبسب تصنيفات ذات بعد تواصلي فإانه ميكن هلذه العالم

العالمة اللغوية بالرمز، أما العالمة الغري لغوية فخص ما " بريس"األيقونة واملؤشر والرمز وقد ربط ، وبنية العنوان اخلطية جتعل منه عالمة لغوية يف حني أن طريقة إخراجه 79كل من املؤشر و األيقونة

ه إىل العالمة غري لغوية و ذا يكون العنوان مثريا سيميائيا على اعتبار أن السيمياء كما وتصميمه تصرف .علم جديد يدرس أنظمة العالمات" دي سوسري"جاء به اللساين

والعنوان معطى ثقايف من حيث طبيعته اللغوية ومعطى سيميائي باعتباره أيقونة قابلة للتفسري سيميائيا لطباعي من حيث حجم اخلط وطريقة رمسه على الغالف واللون والرموز غري وهذا بفضل شكله ا

اللغوية اليت تدخل يف تركيبه، و طبيعة العنوان هذه هي اليت تفرض على احمللل إجراءا معينا يف استنطاق ن أولت السيميوطيقا أمهية كربى للعنوا" شفراته ولعل السيمياء العلم املناسب ملثل هذه املقاربة حيث

.95، صنفسه املرجع 76 .101ص السابق ،املرجع 77 .1997، 3، ع25للثقافة و الفنون و اآلداب ، الكويت، منونة ، عامل الفكر ، الس الوطين محداوي ، السيميوطيقا و الع مجيل 78

، 1ينظر فضل ثامر ، اللغة الثانية يف إشكالية املنهج و النظرية و املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب احلديث، املركز الصقايف العريب، ط 791994.

Page 29: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

باعتباره مصطلحا إجرائيا ناجعا يف مقاربة النص األديب، ومفتاحا أساسيا يتسلح به احمللل للولوج إىل أغوار النص العميقة قصد استنطاقها و تأويلها، ويستطيع العنوان أن يقوم بتفكيك النص من أجل

الباحث السيمويولوجي هي تركيبه، عرب استكناه بنياته الداللية والرمزية وهكذا فإن أول عتبة يطؤها 80".استنطاق العنوان واستقراؤه أفقيا و عموديا

مجيل محداوي إىل أنه ال ميكن مقاربة العنوان مقاربة ناجعة إال باعتباره . ويف هذا إشارة من د عالمة سيميائية انطالقا من بنيته ووصوال إىل وظيفته، هذه الوظيفة اليت ال خترج عن جمموع الوظائف

هناك من الدارسني الذين نزعوا إىل حتليل العنوان "بل R.Jakobson"رومان ياكبسون"يت حددها ال، فتبني أن للعنوان "قضايا الشعرية" يف كتابه " رومان ياكبسون"باإلفادة من الوظائف اليت قام ا

.81" وظيفة انفعالية ومرجعية وانتباهية ومجالية لغوية

مرجعية إحالية فهو يشكل داال يف مقابل أن النص يشكل مدلوال، مما يعمل على وألن العنوان ذو طبيعة حنن على حق حينما " تنشيط الوظيفة التناصية، اليت تقوم بني نصية العنوان ونصية العمل املعنون، و

فكيك اعتربنا العنوان مقاربة نصية حتت اسم املقاربة العنوانية ألن العنوان مبفرده ميكن من خالله تالنص إىل بنياته الصغرى والكربى قصد إعادة تركيبه من جديد، حنوا وداللة وتداوال من األسفل إىل

. 82"األعلى و من األعلى إىل األسفل ، من الداخل إىل اخلارج و من اخلارج إىل الداخل

Jean Cohen "جون كوهني"كما حتدث الكاتب عن العنوان الشعري والنثري مستندا إىل رأي العنونة من مسات النص النثري كيفما كان نوعه، ألن النثر قائم على الوصل و القواعد "الذي وجد أن

.83"املنطقية بينما الشعر ميكن أن يستغين عن العنوان مادام يستند إىل الالنسجام

وتنبئ عن والعنوان يف النص الشعري ليس زينة أو ابتداءا زائدا بل عالمة توجه القراءة مضمون النص املعنون، إذ ال جيوز أن نغفل الوظائف املنوطة بالعنوان، والسيما إذا كانت العناوين الشعرية ذات بعد مزدوج مجايل استقاليل وداليل متشابك مع ما توحي إليه الداللة العامة للنص

.96، صاملرجع السابقمجيل محداوي ، 80 .100املرجع نفسه، ص 81 .106-105املرجع نفسه، ص 82 .98ص ، املرجع نفسه 83

Page 30: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، هو الذي يؤسس غواية القصيدة والسلطة مبثابة املوجه الرئيسي للنص الشعري" فيكون العنوان عندها . 84يف التعيني و التسمية

وسلطة العنوان هذه اكتسبها من خالل جمموعة العتبات املرافقة له، واليت حددها جنيت بالتفصيل يف ،إذ ميكن أن تتبدل العتبات املرافقة يف الطبعات املتتالية من حيث دار النشر، سنة الطبع، "عتبات"كتابه

اخل، غري أن العنوان ... قق، التقدمي، التصميم، اللون، احلجم، الرسومات املرافقة، اإلهداء، اهلوامش احملال ميكن فهم العنونة إال من خالل جمموعة من العتبات "ميلك أقوى سلطة على البقاء ويف كل األحوال

كامل و تتالقح من أجل توفري اليت حتدث عنها جريار جنيت، أو ما يسمى بالنص املوازي أيضا، ألا تت . 85"داللة حقيقة للنص

ويف األخري ميكن القول أن دراسة مجيل محداوي استطاعت أن توسع أفق دراسة العنوان بفتحه على أنساق السيمولوجيا وإن كانت مرجعية غربية حمضة اعتمدت على أحباث كل من شارل كريفلر

.العنوان إشارة سيميائية تستدعي تأويالت متعددة وليوهوك وبيستارد الذين اعتربوا

: العتبات النصية يف الترمجات العربية - 3ميكن التحدث عن العنوان إال يف حضور العتبات النصية األخرى املرافقة له، ذلك أن داللته ال تكتمل

النص املوازي ملا له من إال بالتعاون مع الدالالت األخرى، غري أن العنوان يبقى العنصر املهيمن يف

.108، صالسابقاملرجع 84 .109املرجع نفسه ، ص 85

Page 31: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

وظائف تبليغية، وقد تعددت ترمجات النص املوازي بيد أن مفهومها ظل مشتركا بني الدارسني .العرب ومن الذين اهتموا بالنص املوازي

: عبد القادر الغزايل - 1

حتدث فيه عن النص املوازي -قراءة يف شعر حسن جنمي –له كتاب الصورة الشعرية وأسئلة الذات ، و املتصفح هلذا الكتاب جيد أن الكاتب ويف لرؤية "العتبات النصية و نداءات املصاحبة"حتت عنوان

و يؤثر " عتبات"جريار جنيت من حيث فهمه جلهاز العنونة والعتبات املرافقة اليت خصص هلا كتابا مساه : " حيث يذهب إىل أن le para texteمصطلح النص املوازي ترمجة لـ عبد القادر الغزايل

.86"عناصر النص املوازي تسهم يف الدينامية النصية بل تبين الرؤيا الكتابية يف جمموع األثر

وبذلك تكون داللة النص املنت معلقة حىت يتم جتميع دالالت النصوص املصاحبة وتوجيهها إىل النص .املعنون

وضعه االستهاليل وسم للكتاب و يلقي أضواء على الداخل واخلارج "العنوان فريى أن أما عن .87"النصي

: كمال بن عطية - 2

حتدث يف ثالثة عشر صفحة عن العنوان وعالقته بالعتبات " سؤال العتبات يف اخلطاب الروائي"يف كتابه ، و أبرز فيه 88موطيقا و العنونة النصية، مستعينا مبخطط مجيل محداوي الذي استعمله يف مقاله السي

: مكونات النص املوازي و أقسامه كمايلي

الذيول -الصور -العناوين الفرعية -العناوين -كلمات الناشر - املقدمات

، 1لدار البيضاء ، طعبد القادر الغزايل ، الصورة الشعرية و أسئلة الذات ، قراءة يف شعر حسن جنمي ، دار الثقافة للنشر و التوزيع ، ا 86

.22، ص2004 .27، ص نفسهاملرجع 87 . 104مجيل محداوي ، السيموطيقا و العنونة، ص 88

النص احمليط

النص املوازي

النص الفوقي

Page 32: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

استجوابات -مذكرات -مالحظات -مراسالت -شهادات –تعليقات -قراءات

leفإنه يؤثر مصطلح النص احمليط أو ااور و ذلك حسبه أن ترمجة le paratexteو ترمجة لـ

paratexte ا الكثري من الغموض واالضطراب ألن املوازاة مصطلح "بالنص املوازي ترمجةيشورياضي يعىن به املصاحبة واملرافقة يف هيئة واحدة بدون تقاطع والتقاء أو املطابقة التامة، و النص األديب

احمليط عموما و عناصره املوازية يف انفصال واتصال وتقاطع وتشابك، وعلى هذا فإن مصطلح النص .89"أو ااور أوضح وأقرب إىل املعىن املقصود

الدراسيني قدميا، "انتباهنا إىل أن دراسة العنوان قد أمهلت من قبل " كمال بن عطية"و يلفت الباحث .90"ألم اعتربوه هامشا ال قيمة له، و ملفوظا لغويا ال يقدم شيئا إىل حتليل النص األديب

عالق العنوان و ما حييط به من نصوص مرافقة يف تكوين الداللة العامة للعمل كما أنه كان واعيا مبدى تالعنوان ال يشكل " اإلبداعي ، دون أن يغفل عالقة العنوان بالنص الذي يعنونه و يرى يف ذلك أن

أي أمهية إذا كان مبعزل عن نصه، وهو يف عالقة تشابكية معه دائما وداللته يف تقاطع متسمر .91"مع دالالت النص

: عبد الفتاح احلجمري - 3

حتدث فيه عن العناصر املرافقة للمنت الروائي من خالل " -البنية والداللة- عتبات النص " له كتاب وقد طال حتليليه كل مرفقات العنوان بدءا بكلمة الغالف واليت " الضوء اهلارب " دراسة تطبيقية لرواية

على اإلهداء باعتباره مث عرج 92" من منا ال جيري وراء ضوء هارب" متثلت يف تساؤل طرحه الروائي 93"عتبة نية ال ختلو من قصدية سواء يف اختيار املهدي إليه أو يف اختيار عبارات اإلهداء"

. 32، ص2008، 1كمال بن عطية ،سؤال العتبات يف اخلطاب الروائي ، دار األوراسية للطباعة و النشر ، اجلزائر ،ط 89 .29، ص نفسهاملرجع 90 .31املرجع نفسه، ص 91 .24،ص1،1996البنية و الداللة ، شركة الرابطة ، الدار البيضاء ، ط -احلجمري، عتبات النصعبد الفتاح 92 26املرجع نفسه، ص 93

Page 33: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أما عن االستهالل فريى أنه ضرورة كتابية يف عامل الرواية يتضمن تصورات الكاتب وأبعاده الكتابية حضرا له ومتمثال ملضمونه و فكرته موجه نصي للقراءة يظل القارئ مست"وهو على حد تعرب احلجمري

94"الرئيسية

: كما حتدث يف كتابه عن قواعد اشتغال العتبات النصية واليت حددها يف ثالث

تعمل فيها البنية التركيبية للعتبة النصية على توجيه املسار القرائي ما يستدعي معاملتها : القاعدة األوىلا قاعدة تنظر إىل العتبة يف إطارها العام كنص مواز لسياق إ" معاملة النص املستقل تركيبا وداللة ،

.95"العمل األديب والنقدي والفكري

داللتها اخلاصة الكامنة يف وحداا التركيبية، ويف هذه - من خالهلا-تفرض العتبة النصية :القاعدة الثانيةة ومع العناصر الباقية من النص احلالة تظل العتبة النصية تكرس عالقيت االتصال واالنفصال مع النص تار

.املوازي تارة أخرى

تتعلق بالدالالت اليت ميكن للعتبات أن تنتجها، باعتبارها عالمات أو إشارات ذات : القاعدة الثالثة محوالت معرفية متعددة التأويالت بتعدد احلقول الداللية املستقاة منها، فالعتبات النصية ليست نصوصا

تجاوز الكتابة اخلطية إىل الصورة األيقونية من رسومات وأشكال هندسية ورموز كتابية فحسب، بل ت .سيميائية خمتلفة

املنفتح على مقاصد املؤلف " إذن هذه القاعدة جتعل من العتبة النصية نصا قابال للتأويل املتعدد و 96"وإمكانات الكتابة

: سعيد يقطني

القراءة والتجربة "سعيد يقطني من النقاد الناشطني يف طرق موضوع العتبات النصية من خالل كتابيه باملناصصات يف القراءة le paratexteوهو يترجم )" النص والسياق( انفتاح النص الروائي "، و"

.32املرجع نفسه، ص 94 .10املرجع نفسه، ص 95 .10املرجع السابق ، ص 96

Page 34: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مع املناص والتجربة، ويستعمل مصطلح املناص يف انفتاح النص الروائي على أن املناصة هي النص 97"من خالل جميء املناص كبنية نصية مستقلة و متكاملة بذاا"

نبهنا إىل أنه ال ميكن الوصول إىل النص دون " عتبات"ويف مقدمة وضعها لبعد احلق بلعابد يف كتابه األديب ، تأشرية مرور متنحها العتبات احمليطة ذا النص، ملا هلذه العتبات من دور يف تكوين داللة العمل

ليشبه العتبة " أخبار الدار على باب الدار"من خالل وظيفتها اإلحيائية التوجيهية، ويستشهد باملثل املغريب النصية بعتبة الباب، اليت ال ميكننا الدخول إىل املرتل إال بتجاوزها ، غري أن العتبة النصية ختتلف عن

98"ال تبني دائما ما توحي إليه" عتبة الدار كوا

تلك اليت على شكل هوامش " على أا" القراءة والتجربة"ويعرف سعيد يقطني العتبات النصية يف كتابه نصية للنص األصل دف التوضيح أو التعليق أو إثارة االلتباس الوارد، وتبدو لنا هذه املناصصات

.99"غالبا) و ميكن أن تكون داخلية (خارجية

: حممد اهلادي املطوي

ذلك حىت : " إذ يقول" املوازي النصي" أو " املوازية النصية "مد اهلادي املطوي مصطلح يقترح حم ] أي النص الداخلي والنص الفوقي اخلارجي[يشمل املصطلح الصنفيني السابقني من املوازي النصي

طبعه وفيهما ال جياور املنت نفس األثر كأن يكون شهادة أو تعليقا أو توضيحا، إذا جاء متأخرا عن .100أو نشره

وهو يرى أن النص املوازي سواء يف اخلطاب الشعري أو اخلطاب النثري يعىن بالعالقة القائمة بني نص عناوين، و : أصل ونص ضمين، و هو يقصد هنا منت العمل اإلبداعي والنصوص اليت ترافقه من مثل

.و غريها 101إهداء، ومالحظات، و ذيول ، ومقدمات، وهو امش

ويف نفس الدراسة كان حممد اهلادي املطوي قد أشار إىل تقسيمات مجيل محداوي للنص املوازي : حيث قسمه إىل

.111، ص21،2001طسعيد يقطني ، انفتاح النص الروائي، النص و السياق ، املركز الثقايف العريب ، املغرب، 97 .14سعيد يقطني ، من خالل مقدمة كتاب عتبات لعبد احلق بلعابد، ص 98 .208سعيد يقطني ، القراءة و التجربة ،ص 99

.196، ص1997، 32، ع16حممد اهلادي املطوي ، يف التعايل النصي و املتعاليات النصية ، الة العربية للثقافة، تونس ، سنة 100 .195، ص نفسهاملرجع 101

Page 35: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ويشمل كل املعلومات اليت تدون على الغالف إضافة إىل ما يكتب جبانب : النص املوازي الداخلي .املنت من هوامش ومقدمات واهداءات وفهرس وغريها

يعىن بالعالقات اليت تربط النص بنص أخر يفصل بينهما بعد زمين أو : يالنص املوازي اخلارج .من مثل اللقاءات الصحفية، االستجوابات، املذكرات و غريها 102مكاين

وجتدر اإلشارة إىل أن كل من النص املوازي الداخلي و النص املوازي اخلارجي يقابله عند جريار .قي النشري على الترتيب جنييت ما يعرف بالنص احمليط، و النص الفو

le paratexteأهم التقابالت الترمجية ملصطلح

املؤلف الترمجة املترجم

املناصصات سعيد يقطني

املناصات -املناص

القراءة والتجربة حول التجريب يف اخلطاب الروائي .1985اجلديد باملغرب، دار الثقافة

السياق،املركز الثقايف، انفتاح النص الروائي، النص - .2،2001ط

الشعر العريب احلديث بنياته و ابداالا، التقليدية ، دار النص املوازي حممد بنيس 1989، 1توبقال للنشر والتوزيع، الدار البيضاء ،ط

، 1ء،طاحلكاية واملتخيل، إفريقيا الشرق، الدار البيضاحميط / احمليط اخلارجي فؤاد الزاهي

.11-10، ص لمرجع نفسھ .ا 102

Page 36: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.1991 النص اخلارجي

عبد العايل بوطيب

برج السعود وإشكالية العالقة بني الروائي والتارخيي، املناص .1997-22، السنة 55املناهل املغرب،ع

عبد الفتاح احلجمري

عتبات النص، البنية والداللة، منشورات الرابطة، الدار النص املوازي 1996، 1البيضاء،ط

حممد اهلادي املطوي

املوازي / املوازية النصية النصي

يف التعايل النصي واملتعاليات النصية، الة العربية للثقافة 1997، 32، ع16تونس، السنة

حممد خري البقاعي

أزمة املصطلح يف النقد الروائي، جملة الفكر العريب، امللحقات النصية .1996، 83ع

مقال من التناص إىل األطراس، جملة فكر ونقد، موقع النصية املوازية املختار حسين www.aljabri.comاجلابري

،ع 25م-السيموطيقا والعنونة، عامل الفكر، الكويت النص املوازي مجيل محداوي03 ،1997

Page 37: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، ففي هذه اجلملة يقال incipitيرد يف اجلملة األوىل من املخطوط اليت يطلق عليها "قدميا كان العنوان هنا يبدأ كتاب فالن من الكتاب بعنوان كذا ويف بعض األحيان كانت هذه املعطيات ترد يف اجلملة

وهو تقليد استمر زمنا طويال حىت ظهور الطباعة، . explicit "103األخرية من النص اليت يطلق عليها ويف البداية " مس ظهرت صفحة الغالف فقد كانت تطبع الكتب على شاكلة املخطوط، ويف القرن اخلا

كان يرد فيها أوال العنوان املختصر للكتاب مث بقية املعطيات عن املؤلف مث الشارة الطباعية مع بعض .104"الرسوم

فرمان احلملة "شافر يف كتابه -واجلدير بالذكر أنه يرجع الفضل يف فرد صفحة خاصة للغالف إىل ب م، ورهالد راتولد من خالل 1470مث جاء بعده ارنولد ترمورتن . م 1469" الصليبية ضد األتراك

م، غري أن هذين األخريين قد استوفيا كل شروط الطباعة كما 1476" كتاب التقومي" طبعه كتاب . 105نعرفها اليوم

" عتبات"أما عن املعطيات اليت حتتويها صفحة الغالف فقد ذكرها جريارجنييت بالتفصيل يف كتابه :رها بالترتيب وسنذك

.االسم املستعار للكاتب أو الكتاب " -

.عنوان أو عناوين الكتب -

.عنوان أو عناوين األثر -

. التعيني األجناسي -

اسم أو أمساء املترمجني، اسم أو أمساء املقدمني، اسم أو أمساء املسؤولني عن مؤسسة النشر - .والتعليقات واحلواشي

.اإلهداء -

.االستشهاد االستهاليل -

. الصورة الشخصية للمؤلف أو لبعض الدراسات البيولوغرافية والنقدية للشخص موضوع الدراسة -

.صورة طبق األصل من إمضاء املؤلف -

.رسم نوعي -

.عنوان و شعار السلسلة -

. اإلعالن عن السلسة األصلية يف حالة إعادة النشر -

.120، ص1978، 169رقم ، عامل املعرفة، األرناؤوط. م . حممد : ، تر1ج، ألكسندر ستيبشنيتش، تاريخ الكتاب. د 103 .121ص ، املرجع نفسه 104 .121ص، املرجع نفسه 105

Page 38: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.احلرف األول من اسم الناشر أو شعاره االسم أو النسب االجتماعي أو -

.عنوان الناشر -

.رقم السحب أو الطبعة -

. التاريخ -

. 106"مثن البيع -

: إال أنه يف أغلب األحيان ميكن أن تقتصر الصفحة األوىل للغالف على .االسم احلقيقي للمؤلف -

. العنوان الفرعي+ عنوان الكتاب -

.املؤشر اجلنسي -

.اسم املترجم أو احملقق -

.دار النشر -

كتابه فيشتهر الكتاب /هو العنوان األصلي الذي اختاره الكاتب ليسم به عمله :العنوان األساسي -1بذلك العنوان ويتداول يف األسواق واملكتبات والدراسات، كما يعمل العنوان األساسي على تسمية

ص أخرى، باإلضافة إىل أن طبيعة هذا العنوان تؤشر يسعى إىل متييزه عن نصو"النص وتعيينه فهو .107"إىل هوية اجلنس األديب الذي تؤشر إليه

: و مع ظهور الغالف املطبوع قد حتدد موضع العنوان األساسي يف أربعة أماكن هي

.الصفحة األوىل من الغالف " -

.يف ظهر الغالف -

.صفحة الغالف -

الصفحة املزيفة للعنوان وهي الصفحة البيضاء اليت حتمل العنوان فقط، ورمبا ال جندها يف بعض - . 108"السالسل الطباعية

.و تبقى الصفحة األوىل للغالف املكان األنسب لتواجد العنوان حىت يكون أكثر بروزا للقارئ

.املدروسة سنحاول فيمايلي تتبع أماكن ظهور العنوان األساسي حسب الدواوين

106 G.Genette , Seuils , P27. 21ص، إستراتيجية العنوان ، شعيب حليفي 107

.70ص، عتبات، عبد احلق بلعابد 108

Page 39: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:109لـ عاشور بوكلوة " : كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 1

على صفحة الغالف و يف اجلزء العلوي من الصفحة ثبت عنوان الديوان موزعا على قسمني، حيث يف مستوى أفقي باخلط الطباعي ولون أبيض وأمحر أجوري " كسوف النبض"القسم األول منه كتب

.جعل من العنوان أكثر العتبات النصية بروزا يف هذا الغالف

فقد كتب باخلط الديواين وبلون أخضر، كما كتب بشكل " واألمنيات" أما القسم الثاين من العنوان تبدو منفصلة عن اجلزء األول من " واألمنيات"ما جعل كلمة مائل يكاد يالمس طرف الغالف

، كما أن القارئ قد ال ينتبه لوجودها متاما بسبب تداخلها مع الرسم وكذا "كسوف النبض"العنوان .طريقة كتابتها و لوا

ي يف أما يف صفحة العنوان فنالحظ اختالفا من حيث طريقة كتابة العنوان، فقد كتب العنوان األساس املكتوبة على ظهر الغالف " األمنيات"وخبط واحد ما يرفع اللبس عن ) سطر واحد(مستوى واحد

بالطريقة اليت وصفناها سابقا واليت توحي بأا عنوان فرعي، فصفحة العنوان قد أوضحت أن العنوان ".كسوف النبض واألمنيات"األساسي الكامل للديوان هو

110: لـ خلضر فلوس" رأىمرثية الرجل الذي " ديوان - 2

خصص اجلزء األسفل من الديوان لتدوين معلومات صفحة الغالف حتت الرسم مباشرة، حيث توسط العنوان األساسي كل من اسم املؤلف واملؤشر اجلنسي، وهو من العناوين الطويلة، كتب يف مستوى

ومستوى الكتابة، فقد واحد وباللون األصفر، أما يف صفحة العنوان فنالحظ تغريا من حيث حجم " الرجل الذي رأى "متوسطة صفحة العنوان ومنفردة مث أسفلها مباشرة كتب " مرثية"كتبت كلمة

وهذا لسببني األول يتعلق بالشكل، والثاين باملضمون، أما الشكل فنقصد أن حجم اخلط الذي كتب به مستوى واحد من السطر، و العنوان األساسي على هذه الصفحة ال يسمح بان تكتب كل مفرداته يف

" الرجل الذي رأى"حتيل إىل موضوع الديوان، يف حني أن مجلة " مرثيه"أما قولنا املضمون فنعين به أن وكتابة العنوان ذا الشكل قد يساهم بقدر ال بأس به يف حتصيل الداللة العامة . فتحيل إىل الفاعل

" مرثيه الرجل"ان وباعتبار نفس حجم اخلط كاأليت لنصوص الديوان، إذ كان باإلمكان أن يكتب العنويف مستوى واحد أيضا، غري أن توزيع العنوان ذا الشكل " الذي رأى"يف مستوى واحد مث أسفلها

.يشوش داللة العنوان

111:لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان - 3

. 2004، 1ط، سكيكدة، دار امواج للنشر، ديوان كسوف النبض و األمنيات، عاشور بوكلوة 109 .2002، 1ط، منشورات االختالف، ديوان مرثية الرجل الذي رأى، خلضر فلوس 110 .2007، اجلزائر، دار هومة للنشر و التوزيع، ديوان مقام البوح، عبد اهللا العشي 111

Page 40: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

موقع الوسط من صفحة الغالف خبط طباعي وحبجم كبري ميأل وسط " مقام البوح "حيتل العنوان الصفحة حىت ال يكاد القارئ للوهلة األوىل أن يرى يف صفحة الغالف سوى العنوان األساسي ألن اسم

.املؤلف و املؤشر اجلنسي قد كتبا حبجم صغري جدا مقارنة حبجم خط العنوان األساسي

.ونفس املعطيات تتكرر يف صفحة العنوان غري أن العنوان هذه املرة كتب حبجم معتدل

:112لـ عاشور بوكلوة " الشفاعات"ديوان - 4

أول ما يلفت انتباهنا يف عنوان هذا الديوان هو طريقة كتابته، فقد كتب خبطني متمايزين على الرغم ، ورمبا هلذا القصد الطباعي بعد داليل أكثر مما "الشفاعات"من أن العنوان كلمة واحدة يف صيغة مجع

كتبت باخلط الديواين، فقد" عات"كتبت باخلط الكويف، أما " الشفا"هو مجايل، إذ جند أن كلمة واخلط الديواين كما هو معلوم هو خط الشعراء ويف املقابل ميثل اخلط الكويف أعرق وأمجل اخلطوط

.العربية

أما عن مكان ظهور العنوان األساسي فقد كتب يف اجلزء األعلى من صفحة الغالف حتت اسم املؤلف .اليت سنقف عليها فيمايلي من هذا البحث وتاله رسم تشكيلي لـ يد إنسان اليت هلا داللتها

و إضافة إىل اخلط الذي كتب به العنوان فإن اختيار اللون األمحر جعل من العنوان أكثر بروزا ووضوحا للقارئ، أما صفحة العنوان من هذا الديوان فهي تتوفر على اسم املؤلف مث العنوان األساسي

.الصفحة مث املؤشر اجلنسي أسفل -وسط الصفحة-

و لنتوقف قليال عند العنوان األساسي يف هذه الصفحة إذ نرى إضافات تلحقه مل تكن مثبتة من قبل يف بشكل صحيح عنه يف " الفاء"، حيث كتبت "الشفا"صفحة الغالف، وهذا يف الشق األول من الكلمة

إن هناك أشكاال متماثلة صفحة الغالف واليت كانت أشبه بامليم لوال وجود النقطة املميزة للفاء، مث .أشبه بالرموز" الشفا"مرسومة يف كل حرف من حروف

: 113لـ سليمان جوادي" يوميات متسكع حمظوظ"ديوان - 5

كتب اسم املؤلف أعلى صفحة الغالف، مث يف اجلزء األسفل من الصفحة كتب العنوان األساسي خبط ، والذي كتب بنفس خط ولون العنوان "ثالثيات العشق األخر"طباعي أسود متبوع بعنوان ثانوي

وهو اللفظ الفاصل بني ما هو أساسي وما هو ثانوي، وصفحة " ويليه"األساسي يفصله عنه لفظ العنوان هي األخرى تتوفر على معطيات صفحة الغالف عدا املؤشر اجلنسي الذي حضر يف صفحة

على الصفحة املزيفة للعنوان واليت ال حتوي الغالف وغاب يف صفحة العنوان، كما يتوفر الديوان أيضا

.2006 ،1ط، سكيكدة، رمضان مجال، املركز الثقايف ، ديوان الشفاعات، عاشور بوكلوة 112 .1،2009ط، ديوان يوميات متسكع حمظوظ، منشورات أرتيستيك ، سليمان جوادي 113

Page 41: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أما العنوان األساسي . إال العنوان وحده جمردا من كل العتبات املرافقة حىت العنوان الثانوي غري موجود .فيحتل وسط الصفحة البيضاء " يوميات متسكع حمظوظ"

: 114لـ سليمان جوادي"قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا "ديوان - 6

غري أن يف " يوميات متسكع حمظوظ"لديوان بنفس الطريقة اليت طبع ا الديوان السابق طبع هذا ا الصفحة املزيفة للعنوان واليت ذكر فيها العنوان األساسي دون غريه من املعطيات الطباعية نالحظ وجود

فحة الغالف، وحنن ، وهذا ما ال جنده يف العنوان املثبت على ص"للحزن"نقطتني متتابعتني بعد كلمة نعلم أن اختالف األلوان واخلطوط والرموز وعالمات الوقف وتقنيات الكتابة عامة مل توضع عبثا، بل هلا دالالا أنى وقعت يف الكتابة، وال ندري أيهما كان األحق بإثباته على صفحة الغالف أهو العنوان

.مع وجود النقطتني أم دوما

: 115لـ خلضر خبيت" !..يح اليت تغري املطافللر... لألكيد" ديوان - 7

صفحة الغالف موزعة على مساحتني حيث احتلت املساحة األكرب اجلزء األسفل من الغالف، أما .املساحة العلوية فشملت على اسم املؤلف و العنوان األساسي وأسفله إىل أقصى اليسار املؤشر اجلنسي

يف مستوى واحد مث أسفلها " للريح... لألكيد" حيث كتب و جند أن العنوان األساسي يف مستويني ، و قد كتب العنوان خبط أبيض واضح على مساحة سوداء ما جيعله "اليت تغري املطاف"مباشرة كتب

.أكثر بروزا و ظهورا للقارئ

تباعد فيها أما صفحة العنوان املزيفة فقد ذكر فيها العنوان األساسي ال غري، مث تأيت صفحة العنوان اليت توزيع معطيات صفحة الغالف، حيث احتل اسم املؤلف أعلى الصفحة خبط متوسط مث العنوان األساسي وسط الصفحة خبط أكثر مسكا ووضوحا، وأسفل العنوان األساسي جند املؤشر اجلنسي والذي

يف بينما " نصوص"خيتلف عما يؤشر إليه يف صفحة الغالف، فهو يؤشر يف صفحة الغالف إىل " .شعر"صفحة العنوان جند

: 116لـ خلضر خبيت" أجراس الورم" ديوان - 8

يتبع الشاعر يف هذا الديوان يف توزيعه معطيات الغالف نفس التوزيع الذي رأيناه يف الديوان السابق حيث جند أعلى صفحة الغالف اسم املؤلف مث خبط طباعي ". للريح اليت تغري املطاف... لألكيد"

ذكر املؤشر مث أسفل العنوان األساسي إىل أقصى اليسار" أجراس الورم "كبري العنوان األساسي هذه املعطيات حتتل مساحة من الرسم املثبت على صفحة الغالف، حيث جند اللوحة تتطابق . اجلنسي

.1،2009ط، منشورات ارتيستيك، ديوان قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا، سليمان جوادي 114 20070، وزارة الثقافة، للريح اليت تغري املطاف... ألكيد ديوان ل، خلضر خبيت 115 .ت .د، منشورات التبني اجلاحظية، ديوان أجراس الورم، خلضر خبيت 116

Page 42: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مع مساحة الصفحة إذا استثنينا احلواشي البيض للصفحة واليت شكلت إطار الصورة، كما نالحظ للون الوردي، ولعل توحد لون كل من اللوحة واخلط الذي كتبت به املعطيات األنفة الذكر و هو ا

الذي جعل هذه املعطيات بارزة هو مسكها من حيث كتابتها و إال ملا أمكننا متييزها بسبب توحد اللون، جند العنوان حاضرا أيضا يف صفحة العنوان ولكن هذه املرة أثبت منتصف الصفحة باخلط

.الكويف

: 117لـ يوسف وغلسي" تغريبة جعفر الطيار" ديوان - 9

يف الديوان هو العنوان األساسي والرسم املرفق، الغالف مزيج من اللونني الربتقايل و البنفسجي البارز كتب باخلط الديواين " تغريبة جعفر الطيار" أثبت أعلى صفحة الغالف العنوان األساسي للديوان وهو

ثبت أسفل وبلون أبيض مث أسفله من اجلانب األيسر للصفحة لوحة الغالف، أما اسم املؤلف فقد ااما صفحة العنوان فقد حوت املعطيات الالزمة . صفحة الغالف يف أقصى اليسار وخبط ال يكاد يرى

و اليت كانت جيب أن تثبت على صفحة الغالف، فقد ذكر يف هذه الصفحة الداخلية من الديوان اسم ال جند يف الديوان أي اثر املؤلف، والعنوان األساسي، والطبعة، ودار النشر، وكذا سنة الطبع غري أننا

.للمؤشر اجلنسي

: 118لـ عبد القادر راحبي"أرى شجرا يسري "ديوان - 10

، جاء العنوان األساسي "أرى شجرا يسري" العنوان األساسي الذي اختاره الشاعر لديوانه هو . بعد اسم املؤلف مباشرة، كتب باخلط الديواين، مث أسفل لوحة الغالف أثبت املؤشر اجلنسي

باإلضافة إىل هذه الصفحة قد ذكر العنوان األساسي أيضا يف صفحة العنوان بنفس الترتيب الذي هو .عليه يف صفحة الغالف

: 119لـ عبد الرزاق بوكبة" من دس خف سيبويه يف الرمل؟ "ديوان - 11

سيبويه يف من دس خف" أثبت اسم الكاتب أعلى صفحة الغالف مث تاله مباشرة العنوان األساسي .والذي كتب خبط يد الكاتب، وبعده مباشر رسم جتريدي كتب حتته املؤشر اجلنسي" الرمل

أما صفحة العنوان . و جند العنوان األساسي أيضا يف الصفحة املزيفة للعنوان مكتوب باخلط الطباعي اسي عنوان آخر ال فباإلضافة إىل املعطيات املذكورة يف صفحة الغالف فقد كتب أسفل العنون األس

الثانوية بل ميكن عده عنوانا ثانيا أو بديال للعنوان األساسي و / ميكن أن نصنفه ضمن العناوين الفرعية

.2003، 2ط، قسنطينة، دار اء الدين للنشر و التوزيع، بة جعفر الطياريديوان تغر، يوسف وغليسي 117 .2011، 1ط، اجلزائر، منشورات ليجوند، ديوان أرى شجرا يسري، عبد القادر راحبي 118 .2004 ،1ط، املكتبة الوطنية اجلزائرية الربزخ، ديوان من دس خف سيبويه يف الرمل، عبد الرزاق بوكبة 119

Page 43: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من دس خف سيبويه يف الرمل؟ أو : " الذي يفيد التخيري، حيث كتب" أو " الشاهد إثبات حرف ".الريشة فوق القصبة

وين يتكرر فيها العنوان األساسي على طول الديوان فباإلضافة إىل جتدر اإلشارة إىل أن بعض الدوا تواجده يف صفحة الغالف وصفحة العنوان مث الصفحة املزيفة للعنوان، فإنه يأخذ موضعا أعلى كل صفحة من صفحات الديوان إىل جانب العناوين الداخلية وهو ما يعرف بالعنوان اجلاري وهو ما جنده

.، خلضر خبيت، عبد هللا لعشي، سليمان جوادي وخلضر فلوسعند عاشور بوكلوة

:املؤشر اجلنسي - 2

املؤشر اجلنسي تابع للعنوان األساسي مالزم له خيربنا عن جنس العمل األديب ونرى أن وجوده ضروري إىل جانب العنوان األساسي، ذلك أن تدخل األجناس األدبية قد يصعب من عملية تصنيف

اخل أما ...ية، مما يضع القارئ يف حرية أمام العمل األديب إن كان رواية أم شعرا أم قصة األعمال األدب .يف وجود هذا املؤشر اجلنسي فانه يعمل على حتديد جنس العمل و بالتايل تسهيل عملية تلقي الكتاب

ور توجيهي لفعل نظرا ألمهية املؤشر اجلنسي فانه من الضروري إثباته على صفحة الغالف ملا له من د القراءة، فنجده إما أسفل العنوان األساسي مباشر كما هو احلال يف ديواين خلضر خبيت وعبد اهللا لعشي وخلضر فلوس، كما ميكن أن جنده أسفل العنوان الفرعي مثل ديواين سليمان جوادي، و هناك صورة

من عاشور بوكلوة، و عبد الرزاق ثالثة لظهوره هي أن يثبت أسفل لوحة الغالف مثلما جنده عند كل .بوكبة، وعبد القادر راحبي

لـ عاشور بوكلوة يتصدر صفحة " كسوف النبض و األمنيات"غري أننا جند املؤشر اجلنسي يف ديوان الغالف مث يليه العنوان األساسي ليعود يف صفحة العنوان إىل مكانه الطبيعي، حيث كتب أسفل

.الصفحة

لـ يوسف وغليسي فال نعثر على املؤشر اجلنسي ال يف " تغريبة جعفر الطيار"أما يف ديوان صفحة الغالف وال يف صفحة العنوان ما جيعل املتلقي يف حرية من حيث تصنيف هذا الكتاب أهو شعر

د و لكأين بالكاتب يتعم" تغريبة جعفر الطيار"أم قصة قصرية أم مسرحة، خاصة إذا تعلق األمر بنص .إسقاط هذه العتبة املهمة يف إخراج الكتاب

غري أننا استطعنا أخريا أن ننسب هذا العمل األديب إىل جنس الشعر بناءا على ما ورد يف مقدمة و مثلما كانت هذه اموعة الشعرية مادة "الطبعة الثانية هلذا الكتاب، و اليت قال فيها واضع املقدمة

مقدمة نثرية : " ، و كذلك ما جاء على لسان املؤلف حيث عنون مقدمته بـ 120..".للقراء األكادميية

.02ص ، مقدمة الديوان ،الديوان ، يوسف وغليسي 120

Page 44: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و 121" تغريبة جعفر الطيار" خصوصا يف قصيديت " ...، و قوله أيضا يف نفس املقدمة "لتغريبة شعريةعنوان لنص من النصوص الثمانية عشر " تغريبة جعفر الطيار"هو نص من نصوص املؤلف و قوله أيضا

.122" أذكر أين عثرت على املسودة األوىل هلذا النص الشعري الدرامي[...] تنتظمها اموعة اليت

الصورة أو على / أما الشاعر عبد الرزاق بوكبة فنجده يسعى إىل التحول الكلي إن على مستوى اللغةو بعيدا عما " من دس خف سيبويه يف الرمل" مستوى الفضاء الكتايب، فالقارئ لعنوان ديوانه األول

تقوله نصوص الديوان يتبادر إىل ذهنه أنه عنوان موعة قصصية، و يؤكد هذه اإلحالة املؤشر اجلنسي و النصوص املفتوحة على النثر و " نصوص" الناص يف مفردة / املرافق للعنوان األصلي حيث ثبته الشاعر

ناص عمد إىل هذا التصنيف إال ليخرج عن الشعر بل هي أقرب إىل النثر منها إىل الشعر، و ما حنسب ال .فهي حماولة شعرية تتجاوز تفريغ الفكرة يف قالب حمدد األبعاد *التصنيف

بناءا على ما سبق ذكره ميكن القول أنه من الضرورة تثبيت املؤشر اجلنسي على صفحة الغالف أو ام تداخل األجناس ظهره أو صفحة العنوان ذلك أن اعتراف الكاتب جبنس عمله هو الفيصل أم

.وتعددها

و لعل التحوالت السياسية و االجتماعية و الثقافية ، و االنفتاح الذي يشهده اتمع العريب هي اليت فرضت على الكتابة الشعرية أن تتغري و تأخذ مسارا و شكال يسمح بالتحول و التخلي عن املعاييري

و إمنا البحث عن احلضور االبداعي يف املكتوب أي القبلية ما يدفع االهتمام ال إىل البحث عن اجلنستغريا نوعيا حىت " الكتابة، و قد أشار إىل ذلك أدونيس عندما ذهب إىل أن الكتابة الشعرية تتغري

بيضاء دون أدراج ورفوف، ويظل املعيار األساسي يف (...) تصبح اخلريطة اليت كانت عليها األنواع .123"رجة حضوره اإلبداعي متييز نوعية املكتوب هو د

: العنوان الفرعي - 2يعمل على حتديده و تفسريه ، و ميكن متييزه طباعيا عن هو عنوان ثانوي يلي العنوان األصلي مباشرة

العنوان األساسي من حيث لون و مسك اخلط و رسم أو حجم احلرف، و عادة ما يكون أصغر عنوان الفرعي تتحدد حبسب جنس العمل اإلبداعي فقد و أمهية ال. حجما مقارنة بالعنوان األساسي

يكون وجوده ضروريا كما يف بعض األعمال التارخيية من حيث حتديده الفترة الزمنية أو املكان أحداث "اجلغرايف أو يف بعض األعمال األدبية اليت يغيب عنها املؤشر اجلنسي، كأن يكتب مثال

12صه ، نفس املرجع 121 .13ص، نفسه 122

الثانية فنقصد ا الصفة اليت نلحقها بالكاتب نسبة إىل نوع " التصنيف" أما، األجناس األدبيةاألوىل نقصد ا األنواع و " التصنيف" * ....شاعر مسرحي، قصصي، روائي: عمله األديب فنقول مثال

.47، ص3ج، الشعر العريب احلديث، سيحممد بن 123

Page 45: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لصور اليت تستدعي وجود عنوان ثانوي مرافق للعنوان األصلي، و غريها من ا" الرواية غري واقعية .يف حني ميكن االستغناء عنه يف كثري من األعمال اإلبداعية خاصة الشعرية منها

أما عن مكان ظهور العنوان الفرعي فهو على صفحة الغالف مباشرة، بعد العنوان األساسي، كما .الصفحة املزيفة للعنوان فهي حتمل العنوان األساسي فقطميكن أن جنده يف صفحة العنوان أما

نشري هنا إىل أن أغلب الدواوين اليت تناولناها بالدراسة يف هذا البحث تكتفي بالعنوان األساسي قصائد للحزن وأخرى "باستثناء ديواين سليمان جوادي، حيث جند العنوان األساسي يف الديوان األول

، والذي يفصل بني العنوانني "رصاصة مل يطلقها محة خلضر" بعنوان فرعي هو متبوع " للحزن أيضا .أي العنوان الثاين عنوان تابع أو ملحق " و يليه"كلمة

و الالفت لالنتباه أن العنوان الفرعي يف هذا الديوان قد كتب يف صفحة خاصة به يف الصفحة وين أخرى الحقة هي العناوين الدخلية اليت تترأس اخلامسة و الثمانني ليكون عنوانا أساسا لعنا

النصوص، عندها يتحول العنوان من عنوان فرعي تابع للعنوان األساسي إىل عنوان أساسي موعة النصوص امللحقة آخر الديوان، بل جنده يتخذ موضعا مرافقا للعناوين األخرى طيلة الصفحات التالية

.ليكون بذلك عنوان جاريا

فهذا العنوان األساسي " يوميات متسكع حمظوظ" نفس املالحظة بالنسبة للديوان الثاين و أي و يتبعه أو يلحقه " و يليه"يفصل بينهما لفظ "ثالثيات العشق األخر "للديوان يتبعه عنوان فرعي هو

.107إىل عنوان جاري بدءا من الصفحة " ثالثيات العشق األخر " مث يتحول العنوان الفرعي

و قبل املرور إىل العناوين الداخلية جتدر اإلشارة إىل أن عملية إخراج العناوين هلا من األمهية مبكان إذ جيب مراعاة كل األسس الطباعية من لون و حجم اخلط و رسم احلروف و طريقة توزيع

ا بالعنوان األساسي، العنوان، وكذا من حيث ترتيب العناوين بدء/مفردات العنوان على صفحة الغالف و مرورا بالعنوان الفرعي و وصوال إىل املؤشر اجلنسي، و للتوضيح أكثر ميكن أن نتوقف عند ديوان

.لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات"

لكن طريقة كتابة العنوان " كسوف النبض و األمنيات" حيث جند العنوان األساسي هلذا الديوان هو صفحة الغالف تضعنا أمام عنوانني قد يبدو األول املكتوب باخلط الطباعي واللون األبيض وتوزيعه على

هو العنوان األساسي، والثاين املكتوب باخلط الديواين و بلون أخضر " كسوف النبض"واألمحر وبلون " كسوف النبض"عنوانا فرعيا والسيما أن هذا األخري كتب بشكل مائل أسفل " واألمنيات"

.ال يرى لتداخله مع لون اللوحة يكاد

يف مستوى واحد من " كسوف البض و األمنيات"غري أن صفحة العنوان ترفع هذا اللبس حيث كتب .السطر و خبط واحد

Page 46: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:العنوان الداخلي - 4

الشاعر عند اختيار / و نقصد به العناوين اليت تترأس نصوص و فصول املنت و غالبا ما يعمد الكاتبعته الشعرية إىل انتخاب عنوان داخلي ليجعله العنوان األساسي للديوان، مثلما جنده عند عنوان مو

إحدى عناوين " كسوف النبض و األمنيات"عاشور بكلوة حيث ميثل اجلزء األول من عنوان ديوانه الذي " الشفاعات"، و كذلك األمر يف ديوانه 62قصائد الديوان و نقصد قصيدة كسوف النبض ص

وهي قصيدة " يوميات متسكع حمظوظ "، ونفسه يف ديوان 83عنوان أخر قصيدة من الديوان ص ميثل . 77يف الديوان ص

هو عنوان " قصائد للحزن"فان اجلزء األول من العنوان " قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا"وأما ) .قصائد للحزن و االنتماء( 39للقصيدة ص

، و 13القصيدة األوىل من الديوان ص" للريح اليت تغري املطاف...كيدلأل"يف حني ميثل عنوان الديوان ل، عبد " أرى شجر يسري" لـ خلضر فلوس، و ديوان"مرثية الرجل الذي رأى"كذلك األمر يف ديوان

.لـ يوسف و غسلي " تغريبة جعفر الطيار" القادر راحبي و كذا ديوان

لعنوان األساسي و الذي ليس يف األصل عنوانا داخليا إلحدى و يف األخري ال يفوتنا أن نشري إىل أن ا .نصوص الديوان هو األخر قد يتحول إىل عنوان داخلي إذا تعلق األمر باألعمال الكاملة للمؤلف

Page 47: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تاب عملية اختيار العنوان كثريا ما تزعج الشعراء و توترهم ملا للعنوان من أمهية بالغة فهو ميثل سفري الكو الناطق الرمسي باسم عناوين الكتاب الداخلية و النصوص اليت تعنوا، لذا جند أن صياغة العنوان كفيل ا صاحب الديوان، فهو األجدر ذه املهمة، ذلك أن الديوان مثرة جتربة حياتية، كما أن الشاعر

ثريا ما يعمد الشاعر إىل انتقاء وحده القادر على وضع عنوان يستوعب الداللة العامة إلبداعه، و ك .عنوان إحدى قصائده ليكون العنوان األساسي الذي يتسمى به الديوان

و ألن اإلبداع خلق و جتاوز لكل مألوف فكذلك نلف العنوان تتعدد صوره و ختتلف صياغاته فيأيت التركيب، غري أنه كثري ما لفظا مفردا كما يأيت لفظا مؤلفا و ختتلف دالالته حبسب تنوعات اللغة و

يعيب النقاد على الشعراء اختيار عناوين غريبة اللفظ، معقدة التركيب، ألن العنوان موجه إىل اجلمهور قبل أن يتحول إىل أداة إجرائية يف يد املتخصص، و ال عجب يف أن أغلب العناوين الشعرية

لة وضعها وتلقيها، هذا دون أن ننفي وجود عناوين احلديثة تنحصر يف النقطة الصفر البالغية لسهوتأيت التنوعات يف الفضلة " تتعدى يف تركيبها احلد األدىن للجملة املكونة من املسند و املسند إليه حيث 124..."و األداة لتزيد فيهما تنوعا أخر وحتول الشكل املعياري إىل شكل بالغي مثري

: العنوان املفرد - 1حتتل العناوين املفردة يف الشعر العريب احلديث عامة و اجلزائري خاصة حصة األسد و ذلك لسهولة

، و العناوين املفردة غالبا ما تكون مشتركة ) استنباط داليل/ استنباط معجمي (إخراجها و استنباطها اخل .. يابوطن، سالم، قصيدة، سر، تساؤل، غربة، بوح، غ: بني العديد من الشعراء من مثل

و لعل جنوح الشعراء إىل هذا النوع من العناوين املفردة راجع إىل محولتها الداللية حيث تنفتح : و ميكن أن منيز بالعنوان املفرد مظهرين . على تأويالت متعددة

: العنوان املفرد النكرة -1- 1

60، ص 2002حسن مجعة مجالية الكلمة دراسة مجالية بالغية، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، 124

Page 48: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يشغل العنوان املفرد النكرة مساحة واسعة من االشتغال العنواين، و هو يوفر على الشاعر اجلهد الكبري يف اختيار عناوينه، أما من جهة املتلقي فيضعه يف حرية من حيث مدى قدرته على ضبط دالالت

.العنوان ألن النكرة غري حمددة و مفتوحة على عدد ال متناهي من القراءات

العنوان املفرد النكرة ذو داللة مطلقة ال تتحدد إال يف وجود سياق، و هذا السياق هو النص املعنون و الذي يعمل على ضبط و حصر داللة النكرة من خالل قرائن موجهة و ذا يكون النص املخرب املفسر

.للعنوان املفرد النكرة

يوحي بعدد ال متناهي من الدالالت، مث نصا بناءا على ما سبق ذكره ميكن اعتبار العنوان نصا مستقالمتصال بنص الحق هو املنت الذي يعنونه ما يعمل على تقليص عدد القراءات املمكنة حبسب ما يوحي

.إليه املنت، و ذا تكون داللة العنوان دائما داللة مؤجلة ال تكتمل إال يف وجود سياق معني

نات يف هذا البحث غنية بالعناوين املفرد النكرة ، سنقف عند و الدواوين املختارة باعتبارها مدو لـ عبد القادر راحبي، حيث يستعمل الشاعر هذا النوع من " أرى شجر يسري " بعضها بادئني بديوان

توجعات الفارس " عناوين كلها عناوين فرعية للعنوان الداخلي ) 10(العناوين بكثرة فقد بلغت عشرة " .قسم "لعنوان الفرعي تبدأ با" القدمي

و عد و تعهد بالقيام بفعل ما أو باالبتعاد عنه مع " القسم" جاء العنوان مفرد نكرة منونه و ال يصرح بلفظ القسم و لكن يذكر قرائن دالة فهو ينفي " قسم"اإلخالص يف ذلك، و الشاعر يف نص

: فيقول" لن يستريح "ومة من خالل تكرار عن نفسه االستسالم ويعدها باإلصرار و العزمية و املقا

...لن يستريح اجلرح يف سقمى

لن تستريح الذكريات الذاهبات سدى

...

لن يستريح دمي

لن تستريح األضلع احلمقاء

...لن تستريح فهي

...

لن تستريح قصائدي العصماء

...من قلمي

Page 49: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من حرب أسئليت

125ومن منفاي

ىل أن وضع العنوان نكرة ليس ألنه غر حمدد و لكنه وقع يف يوحي تطابق النص مع عنوانه إ : تركيب حمذوف قد نؤوله بـ

أي ما سيلي من كالم، فيكون بذلك فعل القسم حاضر من " قسم"أو هذا " قسم"هذا النص .خالل املقسوم عليه

:أما قصيدة تذكر

فنجد الشاعر قد وظف العنوان يف صيغته الفعلية ليعرب عن حنينه إىل صفاء ما مضى من حياته فيحصي عدد من األمور املهمة اليت مرت عليه و تركت بصمتها يف حفر ذاكرته، فاختيار العنوان مفرد نكرة

.راجع إىل أنه مفتوح على فعل التذكر يف صوره املطلقة

ما جيعل التذكر فعال حمققا حيث " ها"قراءة النص هو استعمال حرف التنبيه ما يلفت انتباهنا عند : يقول

ها أنت تذكر هذي األمساء

تذكر ما تذكره املسافر يف املنايف

ها أنت تذكر هذه األحجار

126...و األار تذكرها

ست منها مضارعة و واحدة بصيغة املاضي ما يعين أن حمل ) 07(فقد تكرر فعل التذكر سبع مرات التذكر قائم و حاصل مع إمكانية استمراره، حيث يتحول فعل التذكر من عملية ترجيع ملا مضى إىل

: تنبؤ وإخبار مبا هو آت فيقول

ها أنت تسأل عن حصيد

دافئ الكلمات

القوايف ال تنداح من دمه

.72عبد القادر راحبي ، الديوان ، ص 125 75املرجع نفسه، ص 126

Page 50: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ها أنت تذكر ما ختبؤه املسافات احلزينة

127...يف النجوم

جيربنا النص إىل العناية بالعنوان عناية حريصة فحضروه مفردا نكرة له قيمة بالغية قصد إليها الشاعر .لفظ مطلق غري حمدد فإنه يف عالقته بالنص إخبار حبالة شعورية حمددة " تذكر"فإذا كان

: مناداةمث نأيت إىل نص

الذي تكرر " يا"مناداة كلمة مفردة نكرة سجلت حضورها بامتياز يف النص من خالل حرف النداء عشر مرة و لكنه نداء غري حقيقي يف، نداء لألقصى يف نوع من اخللو بالذات السترجاع ) 16(ستة

.ما فات والوقوف على ما هو آت

أقصاييا

ما أقصاك

اخلطى... يا أدىن

...متشي

يا صمت حزين

...

يا ليلة اإلسراء

يف صدر الصيب إذا مرت على أجساده

األوطان

128...و احلقب

غري حمافظة على " وعد"، حيث ختم الشاعر قصيدته بكلمة "وعد"كذلك األمر بالنسبة لعنوان : صياغتها العنوانية املفردة النكرة فقد جاءت معرفة باإلضافة حيث يقول

..مناقب عدة لصالح الدين

.75املرجع السابق ،ص 127 .78املرجع نفسه، ص 128

Page 51: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

..آخرها

صدق ما يف القلب

129...و حقق وعده

اليت كانت يف العنوان نكرة غري حمددة قد حتققت يف النص و خصصت بنسبتها إىل " وعد"إذن كلمة .صالح الدين

، "وعد"، "مناداة" ،"رؤيا "، "تذكر" ، "نوءة"، " قسم"خنلص مما سبق إىل إن العناوين الفرعية ، "توجعات الفارس القدمي"، عناوين تابعة للعنوان الداخلي "أيقونة " ، "قراءة"، "معركة" ،"مصري"

حيث ميثل كل عنوان وجع أو توجع من هذه التوجعات، فالشاعر أخذ يعدد مظاهر التوجع يف ليس ألا متحررة من التخصيص ولكن ألا مفتوحة على قدر غري حمدد من) نكرة(صيغتها املطلقة

املعاناة والعذابات، هذه العناوين املفردة النكرة كانت وال زالت توجعات مستمرة غري حمددة النهاية ال من حيث الزمن وال من حيث الداللة، هذا ما جعلنا نصر دائم على أنه ال ميكن أن نكتفي بقراءة

علنا نصل إىل القراءة اليت العنوان يف مستوى انفصاله عن باقي العتبات املرافقة و النص الذي يعنونه،تثلج الصدر ويبقى العنوان متدفق اإلنتاج كلما استطعنا العثور على احللقة املفقودة اليت تربطه ذه

.العتبات

:لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان - 1

نت جة جند الشاعر يوظف هذا العنوان املفرد النكرة بنفس داللته املعجمية فإذا كا" جة " يف نصتعين الفرح والسرور والغبطة فنجده فنجده يف النص يعظم من هذه البهجة ليجعلها را ينبع من روحه، والعنوان يثبت حضوره يف صيغة املفرد املعرفة ليخرج من التعميم إىل التخصيص فيقول الشاعر

:

ر من البهجة

ينثال من روحي

يا ليت يل حجة

130ألقاك يف صبحي

.79املرجع السابق ، ص 129 .55عبد اهللا العشي ، الديوان ، ص 130

Page 52: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فنرى العنوان ينعكس يف النص من خالل متظهراته إذ نلمس حرية الشاعر يف القبض " شتات"نص أما على أسباب أمله وشتات روحه، فراح يعدد حاالت قد تكون و راء حالة الشتات هذه، ولكن دون أن

ت قد ذكر يف القصيدة معرف باإلضافة حيث أضيف" شتات"مث إن العنوان . يقبض على سر هذا الشتات : شتات إىل روح لتتحدد بذلك النكرة و يظهر قصدها بنسبتها إىل الروح حيث يقول

هل هو الشوق ؟ هل الوحدة ؟ هل حزين؟

هل هو الصمت الذي جيرح روحي ؟ ..هل هي الرغبة ؟

...هل سر لست أدري بعد معىن ملعانيه ؟ 131هل شتات الروح يف تية التآويه ؟

:لـ خلضر فلوس " مرثيه الرجل الذي رأى"ديوان - 2

و هو عنوان داخلي مفرد نكرة جاء يف صيغة " صورتان"خنتار عنوانا من عناوين هذا الديوان و ليكن مظهرين خمتلفني، يتعلق األول بالشاعر، أما الثاين فيتعلق باملرأة اليت عذبت " صورتان"املثىن إذ حتكي

بها، وما يهمنا يف القصيدة هو توزع العنوان املفرد النكرة إىل عنوانني الشاعر ومل يزل حي : مركبني معرفني مذكورين بالترتيب، ميثل العنوان األول الصورة األوىل والثاين الصورة الثانية كما يلي

: الصورة األوىل

! ولدته رياح اجلنوب بال قابلة

جاء منتصبا كالنخيل

يف كفه تذوب احلجارة

....................

مل يكن مثل أترابه يكره الربق

كان إذا اصطدمت غيمتان

.79املرجع نفسه، ص 131

Page 53: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

! و السابلة... لل و اقتعد األرض منتظرا فرح اخليل

: الصورة الثانية

أمس جاءته حتمل أقراطها الذهبية

و مرآا الدامية...كحل العيون

...

كذوب -السحاب الذي واعدته - أخربته بأن

! و أن األفاعي تلوت على عنق الساقية

....

132 إنه يذكر خنجرها املتوهج يف دمه

: لـ خلضر خبيت" للريح اليت تغري املطاف... لألكيد"ديوان - 3

لنقف عند نص ضمائر والذي جاء مفردا نكرة يتضمن معىن اجلمع، فقد ذكر الشاعر يف و ذا . بادئا بضمائر الغائب مث املخاطب و أخريا املتكلم "أنتم" القصيدة كل الضمائر باستثناء الضمري

د يف هذا النص مثلما والنص الذي يعنونه، و جن" ضمائر"يسجل النص تناسبا دالليا بني العنوان الفرعي وجدنا يف النصوص السابقة من أن العنوان الفرعي املفرد النكرة قد حقق وجوده وحدد معانيه من

.خالل الضمائر املذكورة وحنن نعلم أن الضمائر صورة من صور املعرفة

يتكرر يف القصيدة بنفس الصيغة املفردة النكرة " خطوة"فنجد العنوان " أجراس الورم "أما يف ديوانه ليعرب بداية عن احلركة و اخلطو، مث تنتقل داللة العنوان من اخلطو إىل التخطي أين يتجاوز الشاعر عامله

: إىل العامل املتخيل فيقول

خطوة...خطوة

و الدهشة يف االرتكاز

...وجهها يا

يا عربون االمتالك

.84-82خلضر فلوس ، الديوان ، ص 132

Page 54: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خطوة...خطوة

133 ! ...يا عاملي أختطاك

عنوان آخر من نفس الديوان جاء مفرد نكرة منفتحا على دالالت كثرية وكلمة اية تعين " اية" و أخر الشيء، و قد ذكرت يف القصيدة بصيغتها الفعلية، و ألن لكل بداية اية فإن بداية النهاية يف هذه

قصيدة جندها يف إعجاب الشاعر بوشم امرأة ما حذا به إىل تتبع هذا الوشم لينتهي به األمر يف املقصلة، ال :عنوانا لقصيدته لتعرب عن خيبته " اية"وألن النهاية كانت أهم من البداية فقد آثر الشاعر كلمة

أختلي اآلن بالوشم

و الرذاذ امرأة

قصوى هي احلكايات

! ..فمزبلة... أما القلب

الذكرى امرأيت

.مجيلة هي و األسورة

ها أنا يا سيديت

أجيء يف ضوء الوشم

134 ! ..و انتهي يف املقصلة

: العنوان املفرد املعرف -2- 1

العناوين املفردة املعرفة أقل استعماال مقارنة بالعناوين املفردة النكرة، وختتلف عنها من حيث القدرة .ا ما تكون يف عالقة مباشرة و واضحة باملنت الذي تعنونه على ضبط داللتها وغالب

لـ عبد اهللا العشي جاء عنواا مفرد معرفة ويف النص " مقام البوح"من ديوان " القصيدة"فمثال قصيدة بدءا بالسطر األول حني تسأله أمريته إن قال فيها شعرا ؟ " القصيدة"حضور مستمر لداللة العنوان

نه أثناء الكتابة يضيع العبارة، والنحو، والعروض، وااز، والفصاحة، والرموز، فيشكو هلا حاله أ

.47خلضر خبيت ، أجراس الورم ، ص 133 .49املرجع السابق ، ص 134

Page 55: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، حيث "القصيد القصيدة"واإلشارة، مث يقع على ذكر القصيدة ولكن هذه املرة مكررة تكررا لفظيا : فيقول) القصد(يقصد باألوىل النص الشعري، أما الثانية فيعين ا الغاية و اهلدف

تسألين أمرييت

! إن قلت فيها اليوم شعرا

...

...

...حني أكون يا أمرييت

يف محة العشق

..أضيع العبارة

و النحو و العروض و ااز و الفصاحة

...كأمنا تيبست على شفاهي

حرائق الرموز و اإلشارة

..أسأل نفسي

أبعد هذه القصيده القصيده

135متسع ألحريف اليوابس القعيدة ؟

مكررة يضعنا يف حرية أمام عنوان النص إذا ما كانت كلمة " القصيدة"إن ذكر الشاعر لكلمة اليت اختارها الشاعر عنوانا لنصه هي نفسها القصيدة الشعرية أم هي الكلمة ذات البعد " القصيدة "

.الثاين، و هو الغاية و القصد و هذا ما سنقف عليه عند مقاربتنا العناوين دالليا

: لـ عبد القادر راحبي" أرى شجرا يسري" يوان د - 4

" الـ "و" السقوط"جند يف هذا الديوان عنوانا وحيدا مفردا معرفا هو عنوان أخر قصيدة من الديوان حصرت داللتها يف معىن اهلبوط من أعلى إىل أسفل أو االنتقال " سقوط"التعريف اليت حلقت الكلمة

.57عبد اهللا العشي ، الديوان، ص 135

Page 56: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ون سابق إنذار، و لكن تتغري داللة الكلمة بعد قراءة النص ليتحول من مستوى عال إىل مستوى أدىن د . هذا السقوط من فعل فيزيائي إىل جرم إنساين أين تسقط القيم و تغتصب احلقوق

اليت جاءت يف العنوان مفردة معرفة قد حافظت على تعريفها يف كامل القصيدة " السقوط" و كلمة التعريف و لكن من حيث خصوصيتها و حتديد القصد منها من " الـ"ليس من حيث البنية أي وجود

عشر مرة، حيث لعب هذا الفعل ) 13(الذي تكرر يف القصيدة ثالث " يسقط "خالل الفعل املضارع :،و هذا نص العنوان " السقوط" املضارع دور اإلخبار و شرح والتفسري للعنوان الفرعي

يسقط اللحم

يف أول احللم

و العدل

136 أول الظلم يف

...

يسقط الوجه

من أنف هذا القناع

...

...

يسقط الفجر فجرا

و لكنه

حني يسقط

...ال يتغىن بأمسائه

يسقط الربتقال الشتائي

من شروفات العمارات

.86عبد القادر راحبي ، الديوان ، ص 136

Page 57: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حتمل أمساءه مدن الريح

يسقط قليب

137...و أاره القاحلة

: لـ سليمان جوادي" قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا"ديوان - 6

، و هو عنوان مفرد حامل لداللة اجلمع، "الكالب" يف هذا الديوان نعثر على عنوان مفرد معرفة هو ولكنه وظف يف القصيدة بصيغة املثىن، حيث يعترف الشاعر خبيانة تعرض هلا من أقرب الناس إليه، من

: ذين شبههما بالكلبني الوفيني فيقول يف ذلك صاحبيه الل

هي ذي ساعة احلقيقية

و االعتراف املرير

أنا كان يل صاحبان

...ككلبني كانا وفيني

...

يف يدي) حلمة (إذا رأيا

اختطفاها و عضا يدي

و إذا أبصرا فكرة يف شفاهي

أعادا كتابتها

...

138... أخطل فارغ و بقايا جرير

معمما بذلك " الكالب" ليثبت لفظ " الكلبان"فالشاعر عند وضعه عنوانا لقصيدته عدل عن كلمة يف النص مبعىن اجيايب يدل على " الكلبني"الكل على اجلزء بداللتني متناقضتني، حيث وظف كلمة

.97-90، ص نفسهاملرجع 137 .140-139، ص..سليمان جوادي ، قصائد للحزن و أخرى 138

Page 58: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هي األنسب الوفاء ليتحول هذا املعىن إىل معىن آخر غارق يف السلبية و الرفض، فكانت صيغة اجلمع و . هلذا الوصف، تعكس وعي الشاعر مبدى شعور اإلنسان حلظة تعرضه للغدر من أقرب اخللق إليه

التعريف يعكس ثقافته االجتماعية، حيث يستعمل هذا " الـ" إثبات الشاعر للعنوان معرفا ب د ساهم إىل حد ما يف اللفظ يف الوسط االجتماعي اجلزائري بداللته السلبية، و ذا يكون التعريف ق

.تقييد داللة الكلمة و توجيه قصدها

نلخص مما سبق ذكره إىل أن اللفظ املفرد سواء كان نكرة أو معرفة يبقى دون املستوى البالغي فكثريا مهما قيل يف فصاحة اللفظ املفرد مما يبني " ما ينحصر وصفه يف الفصاحة، بينما البالغة فتعىن باجلملة و

لكلمة و مجاليتها يف حال اإلفراط فإن أثرها الذي يقع يف النفس وقع القبول و يتصق مع خصائص ا، فالتركيب إذا يعمل على حنت معامل الكلمة املفردة 139"داللته الوضعية يظل دومنا يكون يف التأليف

د فين وفكري وإبراز مجالياا من حيث اتساقها و انسجامها فيغدو اللفظ حينها خلقا جديدا ذا بع . جديدين

:العنوان املركب -2العناوين املركبة من العناوين اليت تسترعي اهتماما خاصا من طرف الدارسني، ذلك أن حتصيل داللتها

آخذا بعني االعتبار كل العالقات " اجلملة"يتوقف على مدى قدرة املتلقي على تفكيك عناصر التركيب ...فهام اللغوية اليت تدخل يف تركيب اجلملة العربية من تقدمي وتأخري، ووصل وفصل واست

كما أن تركيب اجلملة ذاته يتجاوز ركنيها األساسني من مسند ومسند إليه إىل ما يعرف بالقيود من كلما زاد " مضاف وصلة موصول، ومفاعيل، ومتييز وغريها من الزوائد اليت تزيد معها الفائدة فـ

.140"القيد زادت اخلصوصية، ومن مث زادت الفائدة بزيادة اخلصوصية

:غالبا ما يكون العنوان املركب عنوانا أساسيا للديوان يف ثالثة أشكال و

صفة، / قد يأيت العنوان مجلة امسية مبختلف صورها إما اسم علم، أو نعث :مجلة امسية - أ .أو اسم عدد، كما قد يكون مجلة موصولة

، كما ميكن أن )ماضي أو مضارع ( يأيت العنوان مجلة فعلية ليحيل إىل زمن معني :مجلة فعلية -ب .حييل إىل زمن أسطوري إلفادة وقع فكري مجايل

40حسن مجعة ،املرجع السابق ، ص 139 59حسن مجعة ، املرجع السابق ، ص 140

Page 59: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ونقصد ذا النوع من اجلمل اجلمل الظرفية واجلار وارور وإن كانت مجال متعلقة : شبه مجلة -جالتقدمي، إال أا أحيانا ترد جمردة مما تتعلق به، تكشف عن قيمة انزياح لغوي و تركييب يلعب فيه

.والتأخري واحلذف، والذكر، و الوصل، والفصل الدور األساسي يف حتصيل داللته

.و تبقى اجلمل االمسية املوصوفة متثل حصة األسد من حيث توظيفها باعتبارها عنوانا أساسيا للديوان

: اجلمل االمسية -1- 2

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم"ديوان - 1

عنوانا، عشرة منها مفردة نكرة و النصف األخر عناوين مركبة، ) 20(ين يشتمل الديوان على عشرمثلما جند ) مسند ومسند إليه( موزعة على نوعني من اجلمل، منها اجلمل االمسية اليت تكتفي بركنيها

يف أحاديث كثرية، وصلوات غائبة، ومنها ما هي مجل خربية مركبة من مضاف ومضاف إليه، ومن باغية املداح، و سناجق الدجر، و رسول احلجل، وصفاء العز، و أجرس الورم، وصحوة :هذه العناوين

.النسب

واألصل يف اجلملة االمسية أا تدل على الثبات، وذلك من خالل حتقيق مبدأ التثبيت بني املسند " أخرية"ليه، يف حني تكون املسند إ" أحاديث"مجلة امسية متثل فيها " أحاديث أخرية: "واملسند إليه فمثال

، فتكون بذلك هذه "أحاديث"لـ املسند إليه " أخرية"هي املسند، ويفيد هذا التركيب ثبوت صفة .األحاديث هي آخر ما قيل و انتهى

، وهو عنوان أساسي للديوان، جاء "أجراس الورم" أما يف النوع الثاين من اجلمل يف هذا الديوان فنجد حيث عملت اإلضافة على حتديد طبيعة العالقة بني . من مضاف ومضاف إليه مجلة خربية مكونة

حصر للدالالت اليت كان ميكن أن حييل إليها لفظ " الورم"لـ " أجراس"و يف نسبة " الورم" و" أجرس"اخل، .. مفردا بال إضافة، فهي ليست أجراس معبد و ال أجراس كنسية و ال أجراس مدرسة " أجراس"

.س معنوية ترتبط بالذات ومكنوناا تدق يف مرحلة متطورة من املرض فهي مرحلة الورم بل هي أجر

:لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى "ديوان - 2

من العناوين الطويلة املركبة، و منيز يف تركيب العنوان "مرثية الرجل الذي رأى " عنوان الديوان ، وتركيب "الذي رأى"، أما الثانية فجملة موصولة "رثية الرجلم"مجلتني، األوىل خربية وهي مجلة

العنوان على هذا النحو مجع بني اإلخبار والنسبة والوصف، فهو إخبار بأن الديوان مرثية تنسب لرجل .حمدد من خالل وصفه بأنه هو الرجل نفسه الذي رأى

Page 60: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أشجار "مركب تركيبا إضافيا، و كذا " أغنية الدرويش" و الديوان غين بالعناوين املركبة فعنوان ، مث "اشتعاالت الليلة األوىل "صفة، ومثله عنوان + مضاف إليه + املركب من مضاف " اجلنوب املائلة

، متثل كلها مجال يف الدرجة األوىل "اخلطوط املتوازنة" ، و"النوافد املنكسة " ، و"األرض األخرية "إن .و مسند إليه و هي مجل موصوفة من التركيب حيث تتكون من مسند

:لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات "ديوان - 3

مركبا من مجلة امسية معطوف عليها كلمة مفردة يف " كسوف النبض و األمنيات"جاء عنوان الديوان لتحديد " النبض"إىل " كسوف"أضيفت كلمة " كسوف النبض" ففي اجلملة االمسية . صيغة اجلمع

لى املعطوفة ع" األمنيات"، أما كلمة ) كسوف الشمس(داللة الكسوف ومتيزها عن الكسوف الطبيعي ".كسوف األمنيات "و" كسوف النبض"اجلملة السابقة فتعدى إليها احلكم بفعل العطف فصار املعىن

و الديوان الذي بني أيدينا غين بالتراكيب اجلملية املختلفة اليت جاءت عليها العناوين الداخلية، فنجد نصر من الدراسة هي العناوين ، واملركب مبختلف صوره، وما يهمنا يف هذا الع"هي"العنوان املفرد مثل

، اللذان ميثالن التركب األصلي للجملة "احلب املر" ، "البحر الصامت: "اجلملية االمسية، نذكر منهافيمثالن املسند، " املر"و"الصامت "مسند إليه، أما " احلب"و" البحر"االمسية ليكون بدلك كل من

امللحقة باملفردات على إثبات الصفة للموصوف التعريف" الـ"والعنوانان مجلتان موصوفتان عملت . واستمراريتها

الدمع "إىل" طابور"فقد جاء مجلة خربية موصوفة، حيث أضيف " طابور الدمع األخرس"أما عنوان حيث " الرئيس يزور العيادة "ومن العناوين املركبة أيضا جند عنوان . فصار معرفا باإلضافة" األخرس

.مسية مجلة فعلية تفيد إمكانية حدوث الفعل جمددا جاء خرب اجلملة اال

: لـ عبد القادر راحبي " أرى شجرا يسري "ديوان - 4

عناوين مركبة منها عنوان جاء مجلة امسية ) 07(يتكون الديوان إىل جانب العناوين املفردة من سبع، حيث أضيفت "يفعود سيز"خربية مكونة من مضاف ومضاف إليه، و تقصد هنا العنوان الفرعي

توجعات الفارس "لتحديد العالقة بني العودة وسيزيف، وكذلك عنوان " سيزيف"إىل "عودة"كلمة الفارس القدمي "معرفة باإلضافة خمصصة من خالل نسبتها إىل " توجعات"، حيث جاءت مفردة "القدمي

، "وطن للمراحل الصعبة "و" أزمنة تصون خوفها" و" ها أنا أمسع خطوي : "، أما العناوين التالية"، فكلها عناوين مركبة تركيبا يتجاوز النقطة الصفر البالغية، حيث جند فيكل "شجر من نزيف الكالم"و

تركيب من هذه التراكيب مجلتني، األوىل كلية هي مجلة املبتدأ واخلرب، والثانية مكونة للجملة األوىل و " مجلة فعلية، وكذلك يف العنوان الثاين" أمسع خطوي ها أنا"هي مجلة اخلرب وهي يف العنوان األول

Page 61: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

شجر من نزيف " و" وطن للمراحل الصعبة" أما العنوانني الثالث و الرابع " أزمنة تصون خوفها ) .جار و جمرور(، فقد جاء اخلرب فيهما شبه مجلة "الكالم

:لـ عبد اهللا العشي" مقام البوح"ديوان - 5

إىل " مقام "الذي جاء مركبا تركيبا إضافيا، حيث أضيفت كلمة " لبوحمقام ا"نبدأ بعنوان الديوان .فحددت داللتها بفعل اإلضافة ليصبح هذا املقام مكانا خمصصا للبوح بأسرار معينة " البوح"احتفال "، و"أجراس الكالم " ، و"أول البوح : "و من العناوين الداخلية املركبة يف هذا الديوان نذكر

، فقد وردت هذه العناوين مجال خربية "مديح االسم"، و"نشيد الوله"، و"حرائق الفتون "و" األجبدية . يقوم فيها اللفظ الثاين من التركيب بالتعريف باللفظ األول املفرد النكرة

فهو مجلة امسية مركبة من مبتدأ و خري، حيث اخلرب مجلة فعلية واصفة " قمر تساقط يف يدي"أما عنوان ".العودة من وراء املاء"، يف حني جاء اخلرب جار و جمرور يف العنوان "القمر"دأ للمبت

: لـ خلضر خبيت" ! ..للريح اليت تغري املطاف... لألكيد" ديون - 6

يف نظرة عاجلة إىل هذا الديوان و الدواوين األخرى نرى أن الشعراء يوظفون بكثرة العنوان املركب إذا استثنينا العنوان - يف شكل مجل خربية، ذلك أن هذا النوع من التركيب ميثل أقصى اقتصاد لغوي

.ستعينا بتقنيات احلذف والذكر منفتح على التنوع الداليل ببنيته االنزياحية و بالغته املثرية م -املفرد سالطني "، و"جيم احملنة"جند" !..للريح اليت تغري املطاف...لألكيد "ومن العناوين املركبة يف ديوان

، وهي مجل "لعنة جان دارك " ، و"مؤانسة األموات"، و "بوابة اإلمساك " ، و"رايات العز" ، و"الليل .املضاف و املضاف إليه خربية موجزة تسعى إىل توضيح العالقة بني

: لـ سليمان جوادي " قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا "ديوان - 7

العناوين يف هذا الديوان ال خترج عن النمط اجلملي الذي رأيناه يف العناوين السابقة مع فارق يف مثلما جنده التركيب يتعلق بالقيود، فكثرة القيود يف عناوين سليمان جوادي زادت من التحديد الداليل

: يف العناوين التالية

القصيدة اليت كتبتين وانتحار األزمنة

مدينيت و العامل اليوم خبري

القدس لنا ورقصات أخرى

قصائد للحزن و االنتماء

أحزان ليست مراهقة

مقاطع مفككة من رحلة الضياع

رصاصة مل يطلقها محة خلضر

Page 62: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

قراءة جديدة لرسالة الغفران

هذه التراكيب يف عناوين سليمان جوادي راجع إىل أن الشعر اجلزائري السبعيين و لعل وجود مثل .غارق يف اخلطابية، فالشاعر حياول تدعيم عناوينه بقرائن دالة لتوجيه عملية التلقي

: لـ عبد الرزاق بوكبة "من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ " ديوان - 8

شكل مجل امسية، واليت منيز فيها أوجها متعددة عنوانا مركبا يف) 67(حيوي الديوان سبعا وستني : فمنها

، "حجر أبيض " ، و"الراوي العليم"، و"الكتابة العزيزة"مثل عنوان : اجلملة االمسية املوصوفة -1عيون " ،و"بوح جبلي" ، و "املكنسة الروحية" ، و "قربان أول" ، و"خيال أبيض"و

.الغرفة السوداء " ، و "قدمية

، "تفاح الربزخ"، "نوبة اخلروج" ،" نوبة الدخول"مثلما جنده يف : ية اخلربيةاجلملة االمس -2عتبة "، "أنثى الغيم"، "ذهب الصحراء"، "عطلة املكبوت" ،" حديث الطحلب"، "رهان الريح"

اعراس " ،"أعراس النسر"، "عقوق املرايا" ،" ذاكرة العطش" ،" حقد الصلصال"، "الليل .إخل " ... معراج الفستان"، "ذعر الفستان"، "شة، أعراس الفرا"البياض

"القشعريرة يف الصنم"و هو عنوان وحيد يف الديوان : اجلملة االمسية املنفية -3

". اجلرح و التعديل"عنوان : مثل : اجلملة االمسية املعطوفة -4

وفة كانت هذه بعض صور العنوان الذي جاء مجلة امسية، حيث أن العناوين اخلربية املوص ستنصب " املركبة من املضاف و املضاف إليه هلا احلظ األوفر من التركيب، ذلك أن فعالية التلقي

.141"أول ما تنصب على العنوان الذي ميثل أعلى اقتصاد لغوي

اجلمل الفعلية اليت جاء عليها العنوان تسجل حضورا حمتشما مقارنة : اجلملة الفعلية -2-2 : تغيب متاما يف الدواوين التالية باجلمل االمسية حىت أا

" ! ...للريح اليت تغري املطاف .. لألكيد" ، و ديوان "أجراس الورم" ، وديوان"الشفاعات" ديوان، يف حني جند أن سليمان جوادي، و عاشور بوكلوة يوظفان هذا "مرثية الرجل الذي رأى "وديوان

عناوين ) 05(النوع من العناوين بشكل الفت لالنتباه، حيث بلغت عند عاشور بوكلوة مخسة يوميات "عناوين عند سليمان جوادي يف ديوانيه ) 06(، و ستة "كسوف النبض واألمنيات"يف ديوانه

يوميات متسكع "، حيث جند يف ديوان "قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا" و" متسكع حمظوظ ": حمظوظ

10حممد فكري اجلزار ، املرجع السابق ، ص 141

Page 63: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و كان احلضور

اقبضوا الريح غابت فكان املوعد

أتفرج وأصفق حبرارة

:فيضم " قصائد للحزن و أخر للحزن أيضا" أما ديوان

كان يا مكان يف جلسة مغلقة

.أال صفقي بيد وحدة

: صي هذا النمط من العناوين يف ديوان عاشور بكلوة يف العناوين اآلتيةحن

لو أستطيع

ال تطليب املزيد من دمي

يعذبين الذي يعذبين

يرعبين الذي يرعبين

ال ختتفي خلف ظلك

اجلملة الفعلية كما هو معلوم تفيد حدوث الفعل يف زمن حمدد و هو يف هذه التراكيب املضارع كما .ل الفعلية أيضا أن تدل على استمرارية احلدث يف وجود قرائن دالة ميكن للجم

و ما يلفت انتباهنا يف هذه العناوين أا تشترك يف احلالة الشعورية و يف صفة احلدث االستمرارية، جيعل فعل االستطاعة " لو أستطيع"وهو حرف امتناع المتناع يف العنوان " لو" فاستعمال الشاعر لـ

إذ يقر الشاعر بعجزه " ال تطليب" وغائبا، من حيث حتققه يف الواقع، وكذلك الفعل املنفيمستمرا جاء يف صيغة األمر " ال تطليب "عن املزيد من التضحيات ويطلب منها أن ال تطلب املزيد، وألن النهي

.خلف ظلك فإنه يفيد استمرارية الطلب إىل املستقبل وهو نفسه ما جنده يف العنوان ال ختتفي

: حنصي هذا النمط من العناوين يف ديوان عاشور بوكلوة يف العناوين اآلتية

لو استطيع -1

ال تطليب املزيد من دمي -2

يعذبين الذي يعذبين -3

Page 64: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يرعبين الذي يرعبين -4

ال ختتفي خلف ظلك -5

اجلملة الفعلية كما هو معلوم تفيد حدوث الفعل يف زمن حمدد، و هو يف هذه التراكيب املضارع .كما ميكن للجملة الفعلية أيضا أن تدل على استمرارية احلدث يف وجود قرائن دالة

ية، و ما يلفت انتباهنا يف هذه العناوين أا تشترك يف احلالة الشعورية و يف صفة احلدث االستمرار " االستطاعة "جيعل فعل " لو أستطيع"وهو حرف امتناع المتناع يف العنوان " لو"فاستعمال الشاعر لـ

مستمرا وغائبا من حيث حتققه يف " االستطاعة"جيعل فعل " لو استطيع"مستمرا و غائبا يف العنوان من التضحيات ويطلب منها أن إذ يقر الشاعر بعجزه عن املزيد" ال تطليب"الواقع، وكذلك الفعل املنفي . جاء يف صيغة األمر فإنه يفيد استمرارية الطلب إىل املستقبل" ال تطليب" ال تطلب املزيد و ألن النهي " .ال ختتفي خلف ظلك"وهو نفسه ما جنده يف العنوان

لشاعر مع فيحمالن شكوى ا" يرعبين الذي يرعبين"و" يعذبين الذي يعذبين"أما العنوانان الباقيان . إمكانية استمراريتها ألن الشاعر ال يبوح بسبب عذابه ورعبه منه بصعوبة إن مل نقل استحالة مساعدته

:لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟" ديوان - 2

كنا نرقص حول " يف الديوان توظيف وحيد للعنوان على منط اجلملة الفعلية هو العنوان الداخلي املكونة من الناسخ " كنا"، حيث يسجل العنوان انسجاما يف التركيب من خالل تعاضد مجلة "الكوخ

، و اختيار العنوان يف الصيغة الفعلية "نرقص حول الكوخ" و مجلة اخلرب ) الضمري نا(كان و اسم كان ).احلنني إىل زمن الطفولة( إحالة إىل احلركة و النشاط و حيوية الذكرى

منيز يف هذا النمط اجلمل الظرفية واجلار وارور حيث يبدأ العنوان حبرف :شبه اجلملة -2-3اجلر أو املفعول فيه مسترتفا التنوعات العالئقية يف التراكيب اللغوية، فيقدم الظرف أو

على املكونات األخرى للعنوان، كما ميكن أن يأيت -لغرض بالغي-اجلار وارورو تسقط اجلمل املتعلق ) الظرف/ اجلار وارور(نجد اجلمل املتعلقة العنوان ناقص حنوية ف

ا من التركيب يف حالة الذكر واحلذف عندما يتحول العنوان من قالب بالغي عياري إىل .خلق بالغي انزياحي

أين اكتفى" تغربية جعفر الطيار" من ديوان " إىل أوراسية"و من العناوين اليت جاءت شبه مجلة نذكر .عند الشاعر " أوراسية" الشاعر باجلار و ارور بغية لفت انتباه املتلقي إىل مدى أمهية

Page 65: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الريح ... لألكيد" بينما اختار الشاعر خبيت خلضر أن يكون عنوان ديوانه على منط اجلار و ارور يف ، حيث خيفي هذا العنوان كالما كثريا يدل عليه تتابع النقاط و ثبوت عالمة " ! ..اليت تغري املطاف

للريح "لغاية التعظيم و محل املتلقي على حسن فهم القصد أما " لألكيد "التعجب، فيكون بذلك تقدمي .فتحكي تعجبا يف نفس الشاعر " اليت تغري املطاف

يف حضرة "اجلار وارور ونقصد هنا العنوان الداخليويف عنوان آخر من نفس الديوان يستعني الشاعر ب ونلمس يف هذا العنوان تعظيم الشاعر للسهروردي والتركيز على ما جرى يف حضرته " السهروردي

يوميات " و هو عنوان داخلي يف ديوان" عند خط االستواء"أما فيما يتعلق بالظرف فنجد عنوان ملكان باعتبار خط االستواء خطا فاصال بني مدارين فنجده ، ركز فيه الشاعر على ا"متسكع حمظوظ

.عند الشاعر خط تداخل واقعني لذلك جاء االهتمام يف املعىن باملكان للتأكيد على فكرة الشاعر

سنحاول إمجال ما قلناه سابقا حول أمناط العنوان من خالل عملية إحصائية موعة العناوين الداخلية : دولني اآلتنيو األساسية يف اجل

: إحصاء العناوين الداخلية مبختلف أمناطها يف الدواوين املدروسة

منط العنوان الديوان

شبه مجلة مجلة فعلية مجلة امسية مفرد معرف مفرد نكرة

01 01 04 / 12 تغريبة جعفر الطيار / 01 06 01 10 أرى شجرا يسري

/ / 12 01 04 مرثية الرجل الذي رأى / 01 09 04 03 مقام البوح

/ 01 66 04 06 من دس خف سيبويه يف الرمل 02 / 10 / 11 للريح اليت تغري املطاف.. لألكيد

/ / 10 / 10 أجراس الورم 01 04 15 / / يوميات متسكع حمظوظ

01 01 15 02 01 قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا / / 06 01 / الشفاعات

01 06 08 01 / و األمنياتكسوف النبض

: إحصاء العناوين األساسية من حيث منطها اجلملي

Page 66: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

النمط التركييب عنوان الديوان

شبه مجلة مجلة فعلية مجلة امسية مفرد معرفة مفرد نكرة

/ / + / / كسوف النبض و األمنيات / / + / الشفاعات

/ / + / / يوميات متسكع حمظوظ قصائد للحزن وأخرى للحزن

أيضا / / + / /

/ / + / أجراس الورم للريح اليت تغري ...لألكيد املطاف

/ / / / +

/ / + / / مرثية الرجل الذي رأى + / مقام البوح

+ / من دس خف سيبويه يف الرمل + / أرى شجرا يسري

+ / تغريبة جعفر الطيار

سبق إىل أن هذه العناوين املدروسة تكشف عن التفاتة طيبة من الشعراء اجلزائريني يف جمال خنلص مماالعنونة، حيث صار العنوان هاجسا يؤرق الشعراء، فراح الشاعر يصب من وعيه واهتمامه بالعنوان ما

مستوى من إىل" يوليه من النص ذاته، والن العنوان خلق من النص وإىل النص وجب عليه أن يتجه، ما يشفع تعدد الظواهر اللغوية يف 142"االبتكار الفين الذي يلتقط احلس الشعري املتفجر من النص

للجمل االمسية ذلك أن العنوان قبل -كما رأينا سابقا -العنوان الشعري اجلزائري وإن كانت السيادة .كل شيء هو تسمية ومن مسات االسم الثبوت و االستقرار

احلرص على إخراج العناوين يف أى حلة هلا ينبغي له أن ال ينقض مبيثاق التعاقد بني الشاعر بيد أن واملتلقي، فتعقد تركيب العنوان ينجم عنه تعقد العالقة بني العنوان والنص الذي يعنونه، فالعنوان مهما

.انفصل عن النص يعود لريمتي يف حضنه

ن خيتار الشاعر كلمة من نصه الشعري لتكون عنوانا للنص أو الديوان، نقصد به أ: العنوان املعجمي ) .مشتقا -مصدرا(فيكون عندها العنوان حاضرا يف النص يف صوره املعجمية املختلفة

40،ص 2002علي حداد ، العني و العتبة ،جملة املوقف األديب ،دمشق ، 142

Page 67: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لـ عبد القادر راحبي " أرى شجرا يسري: "ديوان

الصفحة النص العنوان ها أنا اآلن امسع خطوي ها أنا أمسع اآلن خطوي

..........ها أنا 11ص 13ص

15ص أزمنة تصون خوفها أزمنة تصون خوفها 45ص شجر من نزيف الكالم شجر من نزيف الكالم

65ص أرى شجرا يسري أرى شجرا يسري 75ص )تكرر فعل التذكر مخس مرات(ها أنت تذكر تذكر 76ص منذ أن رأيت رؤيا 79ص و حقق وعده وعد ...اقرأ قراءة

...اقرأ 82ص 82ص

84ص أكتفي ذه األيقونة أيقونة 97- 85ص مرة ) 13(تكرر الفعل يسقط ثالثة عشر السقوط

: يف الديوان عناوين قد حافظت على الصيغة اليت جاء ت عليها يف النصوص و هي

.ها أنا امسع اآلن خطوي -

أزمنة تصون خوفها -

شجر من نزيف الكالم -

.أرى شجرا يسري -

يعمل الشاعر يف املقاطع الست األوىل على تعزيز الثقة بينه و بني " ها أنا أمسع اآلن خطوي" ففي نص املتلقي فيما يشبه التمهيد للموضوع األساس، فيخاطب الشاعر الزمن و حيكي فلسفته مث خيلص إىل أن

و ألن الشاعر يعي متاما حقيقة الزمن فهو الزمن أقوى من اإلنسان و هو منذ األزل نفسه ال يتغري .يترقب دنو موعده

جيعلنا نلمس حماولة من الشاعر يف لفت " اآلن" و الزمن اآلين " أنا"التنبيه و الضمري " ها"و جمسدة يف واقع الشاعر فإذا كان املوت " أمسع خطوي"انتباه املتلقي و تأكيد رؤيته، فالصورة الشعرية

:ابتة فكذلك األمر يف مساع الشاعر خلطوه حنو املوتحقيقة ث

أنا ال أستطيع التملق

Page 68: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ال أستطيع اهلروب من الواقع املر ال أستطيع اخلروج على جثيت

....و انتمائي هلذا الزمن ....

ها أنا أمسع اآلن خطوي و تسرقين دهشيت

و ارتطامي ذا الذي كنته قبل مخسني عاما و مخسني أة

143" األصيل " أنا أترقب هذاها ذو عالقة كبرية بداللة النص من حيث ) املقطع السابع(و متوضع العنوان يف أواخر مقاطع القصيدة

اعتبار املقاطع األوىل تشفع للشاعر عند املتلقي ما سيقوله يف املقاطع األخرية ويرجع اختيار الشاعر .لداللة منذ البداية هلذا العنوان ألنه حمور النص و هو حمدد ا

فقد جاء العنوان مثبتا يف تركيب مجلي امسي غري أنه ورد يف النص " أزمنة تصون خوفها "أما نص :حيث يقول الشاعر " ال"منفيا مسبوقا حبرف النفي

للحيتان غري االنتظار ليس

يف مسامات احلرية

بال أزمنة

144تصون خوفها

فبالرغم من أن العنوان قد استنبط استنباطا معجميا حمافظا على الصيغة اليت جاء عليها يف النص إال أن داللته ختتلف من حيث كونه تركيبا مثبتا يف العنوان، مث تركيبا منفيا يف النص، ليكون بذلك

بال أزمنة تصون "التركيب املنفي العنوان املثبت هو الواقع الذي ينكره الشاعر ويندد به يف حني يكون ميثل احللم الذي يروم إليه الشاعر والذي يدعو من خالله إىل التحرر و كسر قيود اخلوف و " خوفها .اجلنب

شجر من نزيف الكالم

.11-09عبد القادر راحبي ، الديوان ، ص 143 .15املرجع السابق ، ص 144

Page 69: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

اختار الشاعر عبارة من نصه لتكون عنوانا داخليا يترأس النص دون أي تغيري، فقد ذكر العنوان يف السطر األخري من الصفحة اخلامسة للقصيدة حتدث الشاعر يف املقاطع األوىل عن الوطن، احلزن،

الكتابة وحدها ألناجلرح، األمل، احللم، األمل ويف كل ذلك هو يؤمن حبتمية املوت وضرورة الكتابة .ميكنها أن تواجه املوت

:يقول بي صاحبي في متاه اليقني زج

كفي اتاحي جرا فابتل نزا يلم و

الطفولة غبز

نا واحد مثل هذا اجلميعأ

أحث اخلطى نحو حتفي

........

هذا اجلميعأنا واحد مثل

هيدا يايري مف ههجى وري

ارهعأش يداعجي تف هاعجأ أوقري و

ةي اجلريدف هانزأح فحصت145 ي

........

و أحلم لو أنني كنت في سوقها تاجرا

........

ثم ينبت في داخلي

م رجشالكالم زيفن 146... ن

.و ألن احلياة تولد من رحم املوت فكذلك نلف الكتابة الشعرية تأتين من احلزن من الدم و من املوت

و شجر من نزيف الكالم هو شجر ينبت من الصدق والتضحية واملقاومة، فيكون بذلك الشجر رمزا .للنمو واحلياة و العطاء و التجدد

.43-42-41ص املرجع نفسه ، 145 . 45املرجع السابق، ص 146

Page 70: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: نص تذكر

مصدر نكرة جاء يف النص يف صيغة فعلية داللة على احلركة واالستمرارية، والتكرار تأكيد لفعل : التذكر من جهة و تعديد ملظاهر هذا التذكر من جهة أخرى

ها أنت تذكر هذي األمساء

تذكر ما تذكره املسافر يف املنايف

ها أنت تذكر هذه األحجار

..و األار تذكرها

بوح به القصائدو تذكر ما ت

......

ها أنت تذكر ما ختبؤه املسافات احلزينة

147.. يف النجوم

: نص السقوط

حضر يف النص من خالل الفعل يسقط و تكرر الفعل يف القصيدة يوحي بكثرة مظاهر السقوط، كما : يعمل هذا التكرار على تنبيه املتلقي إىل أمهية ما يقوله الشاعر

اجلبلية و مشا على ساعد امرأةتسقط التوتة

......

يسقط القمر االستوائي

....

يسقط اجلرح

و االحنناءة

و املأذنة

.75املرجع نفسه، ص 147

Page 71: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يسقط العم

يف أول احللم

و العدل يف أول الظلم

.....

يسقط الوجه

.من أنف هذا القناع

يسقط الضوء

من خيط هذا الشعاع

تسقط الكتب احلافلة

148. واينبالقوارير يف حلد األمحر األرج

: نص أيقونة

:بدأت القصيدة بكالم حمذوف يعقبه سؤال مث جواب يف قالب حواري

......

و الوطن املسلوب ؟؟

:قال

...عندما أجاوز املعرب دون أن أخترق اجلدار

أكون قد تركت ما جيول داخل العلبة

من عفوية

أكون قد فتحت هذه الطريق

ورفعت عن بقايا شعيب احلصار

.97-85املرجع السابق ، ص 148

Page 72: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

القدس ؟؟و

:قال

149أكتفي ذه األيقونة

ما يوحي " هذه" خمصص باسم اإلشارة" األيقونة "ذكر العنوان يف آخر سطر من القصيدة معرفا " األيقونة"إال أن هذه األيقونة هي أيقونة الوطن املسلوب، أما القدس فله أيقونة أخرى، و ذا تكون

ونة العنوان النكرة تبعا للموضوع املراد يف السؤال، حيث حتمل املعرفة يف النص درجة من درجات أيق : هذه األيقونة بعض مظاهر املوضوع و ذلك يف قوله

عندما أجاوز املعرب دون أن أخترق اجلدار

.أكون قد فتحت هذه الطريق

: لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات"ديوان

الصفحة النص العنوان .أين استطيع لو لو أستطيع

لو أستطيع 13ص 13ص

..هي اآلن ! ..هي

..هي اآلن 15ص 16ص

ال تطليب املزيد من دمي ال تطليب املزيد من دمي ال تطليب املزيد من دمي

ال تطليب املزيد

18ص 18ص 19ص

حني يأتيين نبض احلياة حني يأتيين النبض حني يأتيين النبض

20ص 21ص

هلذا انكسرو و هلذا أنكسر و هلذا انكسر و هلذا انكسر و هلذا انكسر و هلذا انكسر و هلذا أضيع

27ص 28ص 30ص 31ص 33ص 34ص

.84املرجع نفسه، ص 149

Page 73: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

36ص مثقل رأسي موم الثقافة و الصحافة و السياسة مثقل موم السياسة 44ص يزور الرئيس العيادة الرئيس يزور العيادة ال ختتفي خلف ظلك ال ختتفي خلف ظلك

ختتفي خلف ظلكال 51ص 51ص

للمرة األوىل جييء حشاش احلشاش و احلالزين قال للحالزين املريضة ..يا حشاش

يتكرر لفظي احلشاش و احلالزين طيلة القصيدة بدء 116إىل غاية الصفحة 71من الصفحة

71ص 72ص 73ص

العناوين املذكورة يف اجلدول مستنبطة استنباطا معجميا من النصوص اليت تعنوا ففي نص جند أن العنوان قد ذكر مرتني يف النص، أعلن حضوره منذ مطلع القصيدة يتوسط "! ..لوأستطيع "

: فيقول الشاعر" أني"مفردتيه كلمة

لو أني أستطيع

لزوجت بنات النمل األمحر

لبنني النمل األسود

و جعلت بينهم مودة و رمحة

.....

لو أستطيع

مزقت أطراف اجلراد كلها

أو ينط.. كي ال تطري أو

150.. أو يعلن العصيان

ليبني " لو استطيع"فالشاعر يؤكد أنه ال يستطيع أن خيلق عاملا مغايرا للعامل الذي يرفضه و يكرر قوله .أحالمه حسن نيته و صدق مشاعره و نبل

.14-13منيات، صعاشور بوكلوة ، كسوف النبض و األ 150

Page 74: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: ! ..نص هي

ميثل العنوان أول كلمة من هذه القصيدة، حيث خيتصر الشاعر املسافة على املتلقي يف الوصول إىل " هي"فال يذهب املتلقي بأفق توقعه بعيدا فبعد العنوان مباشرة يرفع الغموض عن لفظ " هي"ما تعنيه

: والسؤال و احلرية و ذلك يف قوله" اآله "لتتجسد يف

و السؤال املفاجئ...هي اآله

دوارة الريح

و عائلة من غبار

كربياء.. عطر..شجر

....

....

...

..هي اآله

و السؤال املعلق يف القصيدة

فامحليين إىل عمرها

151...كي أجدد فيه النهار

ال تطليب املزيد من دمي : نص

ميثل العنوان مطلع القصيدة، وهو حالة شعورية آيسة فالشاعر مل يعد يقوى على التضحيات لذا جنده منذ البداية يستبق الطلب بالنهي، ألنه متأكد من أا ستطلب منه املزيد واملزيد ، فنجد الشاعر

: يقول حياول إقناع من خياطبها يف أسلوب حضاري لبق يدعمه التدليل و التربير حيث

...ال تطليب املزيد من دمي

فدمي فجر الزغاريد حني انسكب

واستوى شاخما كاهلالل

.17املرجع السابق ، ص 151

Page 75: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و دمي دوخ الشاشات ملا تعرى

واعتق األفالم، واألحالم

وحقق احملال

ال تطليب املزيد من دمي

كل شيء تصدع

اهلوى، و الليل، و احللم

.....

ال تطليب املزيد

إن ما يف القلب متعب

152وما تطلبني أضحى اآلن غال

إذن بعدما ذكرها بتضحياته و رفع القناع عن وجه الواقع أعلمها أا لن تستطيع إليه سبيال ألن ما .تطلبه مل تعد متلكه

: نص حني يأتيين النبض

، حيث منيز يف لقصيدة "النبض"حيكي العنوان حالة شعورية مرهونة بلحظة معينة هي حلظة حضور : ظتني أو زمنينيحل

:الزمن األول يقول عنه الشاعر

أنا اآلن رجل منضبط

أحترم الرئيس والوزير

واملدير واألمري و القانون

153والصندوق والعبط

: أما الزمن الثاين فهو زمن حضور العنوان أين يستدرك الشاعر كالمه قائال

.19-18املرجع السابق ، ص 152 .20املرجع نفسه، ص 153

Page 76: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لكن حني يأتيين نبض احلياة

قد أخلط بني السلط

فأقدم القانون مثال

أو أؤخر الوزير

....

قد يصري يساري ميينكم

ومييين يساركم

مث يؤكد شرعية الزمن الثاين وأحقيته بالوجود فيتكرر العنوان يف أخر سطر من النص متبوعا بكلمة اليت عملت على توجيه عملية التلقي والتركيز على داللة العنوان، فتحقق العدل واملساواة " فقط"

: واحلب لن يكون إال يف حضور النبض، نبض احلياة لذلك جند الشاعر يقول

....

...و أعلنت للناس أم

يف بالدي مجيعهم غلط

و أن احلب صادق

154حني يأتيين النبض فقط

عنوانا لنصه هو " حني يأتيين النبض"بناءا على ما سبق ذكره ميكن القول أن اختيار الشاعر عبارة .اختيار موفق ألا متثل بؤرة النص و شرط حتققه دالليا

: و هلذا أنكسر...

كرر العنوان يف آخر كل مقطع من مقاطع القصيدة يف حني جنده يتحول يف املقطع اخلامس من يت ، و يف كل األحوال يبقى العنوان حمافظا على داللته السلبية إىل أخر "و هلذا أضيع "إىل " وهلذا أنكسر"

.نفس يف القصيدة

.21املرجع السابق ، ص 154

Page 77: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، و يف هذه احلال "و هلذا أنكسر"سبق عبارة تباهنا يف هذا العنوان هو النقاط املتتابعة اليت تنما يلفت ا .يكون العنوان تربيرا و جوابا على من يلوم الشاعر

فهي صور كثرية جتعل الشاعر ينكسر ويغرق يف مهومه، و حيزن وييأس وليس ألي كان أن يلومه يف واألنا على حاله هذه دون أن يدخل حمكمته وينصت إىل أقواله، هو الوطن إذن واملدينة والز

: اجلريح والزمن والطفولة، كلها وراء انكسار الشاعر فيقول عن الوطن مثال

..يا وطين

أشهد أني شكلتك من حيب

و من حزين و من تعيب

أشهد أني غطيتك بالكلمات

سافرت... و سافرت

حىت غابت ذاكريت

فنسيت شكل املمرات

و نسيت أن يل وطن حيتضر

155وهلذا أنسكر

وتكرر العنوان يف آخر كل مقطع هو تأكيد على أمل الشاعر وعدم حتمله للوم، كما يعمل .التكرار على كسب عطف املتلقي و شد انتباهه

وألن تغري متوضع العنوان يف القصيدة يؤدي حتما إىل تغري الداللة فإنه يف هذه القصيدة يلزم .لك يعمل على شحن حالة شعورية واحدة موضعا واحد ا وهو أخر كل مقطع، و بذ

: نص مثقل موم السياسة

دخل الشاعر مند حلظة العنوان يف نربة خطابية فهو يقصد يف العنوان اهلموم لذاا و السياسة لذاا، : ويضيف النص بعض التحديدات اليت إن غابت مل تكن لتحدث فجوة داللية حيث يقول

الثقافةمثقل رأسي موم

.27املرجع السابق ، ص 155

Page 78: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

والصحافة والسياسة

مرهق حدا الشماتة... متعب

والبالهة واخلساسة

وعيوين جاحظة، مبهورة

156...لطريقة النهب

إذن الثقافة و الصحافة من روافد السياسة، لذلك جاء العنوان مقتصرا على السياسة كون هذه .إلجياز من جهة أخرى األخرية شاملة للمجالني السابقني من جهة وألن العنوان يروم ا

ترابطا دالليا استمراريا ميثل فيه العنوان اجلملة األوىل ) العنوان والقصيدة(يف هذا احلال يشكل النصان .من القصيدة ليس من حيث توزيع الكتابة و لكن من حيث بدء الداللة

: الرئيس يزور العيادة : نص

توزيع مفردات التركيب، فقد ذكر العنوان يف السطر هذا العنوان مستنبط من النص مع تغيري يف : األول من القصيدة بتقدمي الفعل عن الفاعل يف قوله

يزور الرئيس العيادة

:و يسأل يف حرية

أين املرض

...

:جييب الطبيب

...

....

:سيدي

أرى الداء بعد السبات العميق فطن

.36املرجع السابق ، ص 156

Page 79: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.....

يف البطن قرحة السياسة

157 الرئاسةيف الصدر زكام

و رغم اختالف توزيع عناصر العنوان يف النص إال أن الداللة العامة للعنوان كنص مستقل والعنوان داللة اإلخبار " الرئيس يزور العيادة " باعتباره اجلملة األوىل من النص داللة واحدة، فيحمل العنوان

.ر بداية الوصف و اإلخبا" يزور الرئيس العيادة"وتعلن عبارة

:نص ال ختتفي خلف ظلك

....

دعوين أرسم انتسايب

....

..دعوين أحبث عين

إذن هي الغربة اليت تؤرق الشاعر و تنفيه يف بلده بني أهله، فهو دائم البحث عن األصل والنسب .والوطن األم الذي غابت عنه مالحمه وتغريت

: ورغم تضحيات الشاعر وتنازله عن ذاته يف هذا الوجود إال أن الوطن يبقى بعيدا حيث يقول

خدوا امسي خذوا وحهي

..خذوا عمري

158واتركوين أموت خمتوم اجلبني

:ومع بداية املقطع الرابع جند الشاعر يذكر العنوان صراحة يف أسلوب تفاوضي كاأليت

ال ختتفي خلف ظلك

وسيفردك الليلحبك نور

اجنل: أنا الذي قال لليل

.45املرجع السابق ، ص 157 ..51-50املرجع نفسه، ص 158

Page 80: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ال ختتفي خلف ظلك

حلمك ورد وقلبك تذكار

159. هذه لغيت خذها

يذكر الشاعر العنوان يف هذا املقطع مرتني ويف كال املرتني حياول تأكيد مدى أمهية الوطن بالنسبة : ل للشاعر، فهو نور حياته ونبض قلبه واحللم الذي به وإليه و فيه يكون فيقو

...فيا وطين

كنت لك نبضا

صرت يل حلما

فيا نبضي و يا حلمي

خذاين بعيد، بعيدا

ال أسفا

...

خذاين بعيدا، كي أشتهي وطين

160ويشتهيين، وكفى

إذن العنوان يف هذه القصيدة مستنبط من املنت فقد اختار الشاعر بؤرة القصيدة و الفكرة احملورية اليت يسعى إليها لتكون عنوانا مناسبا متصال بالنص دالليا، حيكي حكاية الوطن اهلارب و الشاعر الذي

.يناشده بالعودة أو شده إليه

: نص احلشاش و احلالزين

.51املرجع السابق ، ص 159 .52املرجع نفسه ، ص 160

Page 81: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، هي قصيدة "كسوف النبض واألمنيات"من بني رائعات قصائد ديوان " احلشائش واحلالزين " غنية بالرؤى االستشرافية اليت ترى يف املوت وجها أخر للحياة، وترى يف احلزن الفرح املخبأ إىل حني،

فيه، إذ ميثل وقد نسج الشاعر رؤاه الشعرية انطالقا من الواقع رغبة يف تصحيح هذا الواقع و بعث األملكل من احلشاش واحلالزين قطيب الداللة يف هذا النص، حيث تكررا طيلة القصيدة بدءا من الصفحة

.116إىل غاية الصفحة ) 71(

وحضور هذين اللفظني ده القوة يف النص يروم شد انتباه املتلقي وتذكريه يف كل مرة مبحوري لعنوان وتكريسه باعتباره استنباطا معجميا من النص، القصيدة، واليت من خالهلما يتم استحضار ا

فالتأكيد على احلشاش واحلالزين هو تأكيد داليل، حيث تذكر الكلمتني وفق سلم تراتيب تتابعي، فنجد مقطع يضمن احلشاش مث يليه مقطع آخر يوظف احلالزين يف نوع من التعالق التقابلي، فإذا كان

فظي احلشاش واحلالزين يف تركيب واحد فإن النص يعمل على فصل هذا اجلمع العنوان قد مجع ل : من خالل مجع آخر هو مجع داليل يكون فيه احلشاش رسول خالص احلالزين ، حيث يقول الشاعر

للمرة األوىل جييء احلزن مبتسما

للمرة األوىل جييء احللم

مستديرا حنو نصر ما

للمرة األوىل جييء حشاش

161و ماء ... بني يديه خبز

قل للحالزين املريضة

قل للبيانات اليت يف الطريق

إن الصوت الذي ال نراه

موغل يف جراحات الوطن

إن الصوت الذي نراهو

162مهماز هذا الزمن

: لـ عبد اهللا العشي" مقام البوح"ديوان

.71املرجع السابق ، ص 161 .73املرجع السابق ، ص 162

Page 82: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الصفحة النص العنوان

43ص قمر تساقط يف يدي قمر تساقط يف يدي

أنا جئت من مدن اخلرافة العودة من وراء املاء

أنا عدت من أطالل أيامي

..و من وراء املاء

47ص

47ص

47ص

ال تصميت أبدا ال تصميت

....ال تصميت

51ص

51ص

55ص ر من البهجة جة

أبعد هذه القصيدة القصيدة القصيدة

أنت القصيدة

59ص

61ص

يا مر الغياب...آه الغياب

من بعد الغياب

73ص

74ص

79ص هل شتات الروح يف تيه التآويه شتات

85ص ...أيها الشعر جتل اآلن أيها الشعر

...أمحل هذا السر السر

إىل سر احلبيبة

كشف املخبوء سره ؟

87ص

88ص

89ص

: نص قمر تساقط يف يدي

العنوان مستنبط من النص و يعلن حضوره منذ األسطر األوىل للقصيدة، حيث ذكر القمر بصيغة اجلمع وهو قمر جمنح لتحمله أجنحته على التحليق والتناثر مث التساقط بني كفي الشاعر ليكون عربون

كس براعة التصوير وفاء وإخالص، جيسد صدق العالقة بني الشاعر والقصيدة، وهي صورة انزياحية تعالشعري يرد من خالهلا الشاعر طقوس الكتابة إىل حاالت غيبية مساوية، مث يأيت العنوان بنفس الصيغة احلرفية آخر املقطع األول من القصيدة، إذ يعمل على تكريس الصورة الشعرية و شحذ الوصف الذي

Page 83: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مل ال يفقه كنهه إال من المس نوره وهو يتضمن العنوان، تأكيدا على قداسة القول الشعري، فالكتابة عا : ما أراده الشاعر من قوله

.مري على جسدي ليتسع األمد

و تصري لألقمار أجنحة

و تزهو يف حدائقنا احلمائم

....

...لتتسع الكواكب حول ذاكريت

..و ميحي العمر

هذا عناق العاشقني

قمر تساقط يف يدي

و تساقطت من زرقة احللم السماوي

163... فرحيت

: نص العودة من وراء املاء

...أنا جئت من مدن اخلرافة

مثقال حبطام أصنامي

...و أوثان الغواية

ففتحي للعاشق املعبد

...أنا عدت من أطالل أيامي

و من بدد ن اليابسات

...و من وراء املاء

بددا بدد

.43- 41عبد اهللا العشي ، الديوان ، ص 163

Page 84: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فلتفتحي صدرك

164للعاشق اهد

: يف اجلزء األول من املقطع يعلن العنوان حضوره دالليا بداية من السطر األول

... أنا جئت من مدن اخلرافة

هي املا وراء، و لكن ال يسعنا أن " مدن اخلرافة "على العودة يف حني تكون " جئت"فيحيل الفعل نرجع استنباط العنون إىل البعد الداليل ألنه وظف يف اجلزء الثاين من املقطع بتركيبه املعجمي، وقد

أعود، : فعل العودة من خالل أفعال كرست -احلامل ملعىن العودة يف العنوان - "عدت"تكرر الفعل : جئت، خرجت، رجعت، حيث يقول الشاعر

جئت من مدن اخلرافة

عدت من أطالل أيامي

165خرجت من جسد الفجيعة

...أعود من ذايت

إىل ذايت

166و رجعت من سفري الطويل

.عنوان واصف موجز حملطات العودة يف النص " العودة من وراء املاء"إذن العنوان

: نص ال تصميت

هو األخر مستنبط من القصيدة و الفعل يف العنوان منفي، حيث ينهى الشاعر قصيدته و ينفي عنها ال "معادل داليل للعنوان " قويل" الصمت، يقابل هذا النفي إثبات يف أول القصيدة إذ ميثل فعل األمر

: و قد تكرر العنوان مرتني يف النص الشعري فيقول الشاعر " تصميت

...قويل

.48-47املرجع السابق ، ص 164 .48املرجع نفسه، ص 165 .49املرجع السابق ، ص 166

Page 85: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ال تصميت أبدا

فكل دقيقة عندي بعام

...ال تصميت

كل الثمار على حقولك أحرف

167و يديا أعرف بالكالم

أو من خالل تركيب العنوان " قويل" من خالل الفعل الصريح املثبت" ال تصميت"و تكرار العنوان .و كبح الصمت ذاته هو شد النتباه املتلقي و تكريس لفعل الكتابة من خالل نداء القول

:نص جة

إذا كان هذا العنوان مفردا نكرة غري حمدد دالليا فإن النص الشعري قد عمل على حتديد داللته هي املفردة املركزية يف النص " جة"التعريف املضافة ملفردة العنوان لتكون بذلك " الـ" من خالل

: واليت أعلن عنها الشاعر منذ السطر األول قائال

ر من البهجة

ينثال من روحي

يا ليت يل حجة

168ألقاك يف صبحي

: نص القصيدة

يقف الشاعر يف هذا النص على باب القصيدة الشعرية مفتونا بنهجها و سياساا البالغية مستحضرا شعرا، العبارة، النحو، : حمطاا الكتابية، ففي كل عبارة من النص مؤشر حييل إىل العنوان من مثل

.العروض، ااز، الفصاحة، الرموز، اإلشارة، أحريف، الفنون، وكالم

: ري أن هذا التلميح و التدليل مل مينع الشاعر من املباشرة و اإلفصاح عن العنوان بلفظه حيث يقول غ

:أسأل نفسي

.51املرجع نفسه، ص 167 .55املرجع السابق ، ص 168

Page 86: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أبعد هذه القصيدة القصيدة

متسع ألحريف اليوابس القعيدة ؟

.......

أنت القصيدة

169... و أنت اد

نقطة التقاء داللية ترتقي ا " القصيدة"ن عنوانا مل يكن اعتباطيا بل أل" القصيد"انتقاء الشاعر لـ .وإليها كل معاين النص

: نص الغياب

يا مر الغياب... آه

...كيف صريت اخضرار الروح

...عمرا يابسا

كيف شيبت شبايب

...كم من الوقت سيمضي

...و من الصرب

لكي أخرج من تيه اغترايب

كم من احلزن سيمضي

...كي أريح القلب من حرقته

...و أعيد الفرح األخضر

170... من بعد الغياب

.61-59املرجع نفسه، ص 169 .74-73املرجع السابق ، ص 170

Page 87: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خياطب الشاعر يف هذا النص الغياب و يلومه على ما أحلقه به من تعب وعذاب، فيشكوه ويشكو إليه مرارة الغربة متسائال عن عمره، وشبابه، ووقته كيف متكنت منهم الغربة ومل يستطع هلم رجعا،

.اسيه و تشفي جراحات غربته فليس له سوى األحالم و اآلمال تو

...وأعيد الفرح األخضر

من بعد الغياب

كم من الوقت سيمضي

كي تعود احلوريات

يتراقصن على عتبة بايب

171... و يعود اهلمس و اللهفة

...كم من العمر

لكي تزهر روحي

172ويعود اد للعمر اليباب؟؟

يا مر "من القصيدة لتكون عنوان القصيدة ألن الغياب هو املنادى " الغياب"و قد اختار الشاعر مفردة واملخاطب واملالم الذي تدور حوله عجلة السؤال يف النص، وقد تكرر يف القصيدة يف لفظ " الغياب: ل األفعال مثل من خال" أنت"، كما تكرر من خالل ضمري املخاطب "اغترايب" ، "الغياب"صريح

صيرت، وشيبت، و هو ما جيعل املتلقي طيلة مساره القرائي مشدودا إىل العنوان إما من خالل الضمري الذي يطرحه الشاعر على الغياب أو األحالم اليت ..) كم -كيف(العائد على الغياب أو االستفهام

. ثبطها الغياب

:فلوس لـ خلضر" مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 4

الصفحة النص العنوان

33ص أول ليلة اشتعاالت الليلة األوىل

.74املرجع نفسه، ص 171 .76املرجع السابق ، ص 172

Page 88: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الليلي

الزهرة األوىل

النجمة األوىل

لتمسك شعلة

يا أيها الليل اشتعل

33ص

34ص

34ص

34ص

36ص

تدحرجت األرض األرض األخرية

حيلم أن حيمل األرض ثانية

فهل ترجع األرض ثانية

هي أخر أرض حتط عليها النوارس

39ص

39ص

39ص

40ص

نوافذ الشرق ما زالت منكسة النوافذ املنكسة

نوافذ الشرق ما زالت منكسة

89ص

90ص

يعتمد الشاعر يف وضع عناوينه على االستنباط الداليل و االستنباط املزدوج، أما االستنباط املعجمي .فنميز ثالثة عناوين فقط هي احملصاة يف اجلدول السابق

: نص اشتعاالت الليلة األوىل

تستلين األعشاب حني تطل من سهر الوسادة

و الوسادة شوكة الغرباء

من سرحت به قامت كي تصفف حزن

ساعات أول ليلة من البعد عن ظل النخيل

يبكي ضوءه الليلي... يتفتت املصباح باألشواق

....

....يا أيها الليل اشتعل

حىت أميز بني روحي

Page 89: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...و العيون البابلية

173و الوطن

: يتوزع العنوان يف القصيد وفق توزع عناصره التركيبية

اشتعاالت -

الليلة -

األوىل -

و اجلدير بالذكر أن كل عنصر من هذه العناصر قد رسم حقله الداليل موزعا على نسيج النص ويف .كل متوضع جديد هلذه العناصر معىن جديد يكرس املعىن األساسي هو داللة العنوان

وامسا " اشتعل "مستخرجة من النص وقد ذكرت هذه اللفظة يف صيغة فعل األمر " اشتعاالت"فـ : كمايلي " ةشعل"

لتمسك شعلة قبل الدخول / يا أيها الليل اشتعل

مث إن اشتعاالت تؤيدها صور كثرية كثرة هذه االشتعاالت لتتجسد يف النجمة، و نرياا، واحتراق، . و مجرة، و احلريق ، و الوهج

ليلة، و ضوء ليلي، وأيها أول : أما مفردة الليلة فهي األخرى قد ذكرت صراحة يف القصيدة يف قوله الليل اشتعل دون أن ننسى ما يرافق هذا الليلة من عالمات مميزة توحي بوحشية الليل و وحدته القاتلة

.الوسادة، و املصباح، و النجمة : مثلما هي عليه

على حتديد الداللة و حصرها من خالل توجيه عملية الوصف وقصرها " األوىل"يف حني تعمل لفظة ى الليلة اليت متثل بدية البعد و الغربة و الفراق، هي أول ليلة يفارق فيها الشاعر األحبة، وهي أول عل

ليلة حيس فيها الشاعر مبرارة البعد فتترتل عليه كل احتماالت احلزن و األمل واحلنني، هذه املشاعر احلزينة رة جتتمع عناصر العنوان داللتا تشحنها اشتعاالت ساعات الليل اليت تؤرق الشاعر، ويف هذه الصو

:وتركيبا، و ذلك يف قول الشاعر

قامت كي تصفف حزن من سرحت به

174ساعات أول ليلة من البعد عن ظل النخيل

.36-33خلضر فلوس ، الديوان ، ص 173

Page 90: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: نص األرض األخرية

معرفان، ما يوحي إىل أن هذه األرض ) املسند إليه+ املسند (العنوان مجلة امسية ركناها األساسيان . اليت يتحدث عنها الشاعر هي األرض األم، الوطن اليت طاملا تغىن ا و هلا الشعراء و الفنانون

م نفسه قربان حىت تعود باستعادا فيقد) الشاعر(حيكي نص القصيدة قصة أرض هاربة حيلم العاشق :األرض ثانية فيقول

تدحرجت األرض للبحر ضاحكة

و الطريق الفضائي صار نقاط دم

و ارتعاش أغان مقيدة حببال املصري

إنه اآلن منفرد فوق صخرته

و حيلم أن حيمل األرض ثانية للصباح

....

فهل ترجع األرض ثانية

إن وصف الشاعر لألرض بأا األخري ليس من باب تعدد أو تعاقب األراضني، و لكن ألا األرض :األوىل و األخرية إذن

هي أخر أرض حتط عليه النوارس

175و هي بدايته

: نص النوافذ املنكسة

! نوافد الشرق ما زالت منكسة

! و السفن... تنام حتت صواري الليل

....

ما زالت منكسةنوافذ الشرق

.33املرجع السابق ، ص 174 .40-39السابق ، صاملرجع 175

Page 91: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

176فمن سريفعها للشمس يا وطين

العنوان مستنبط من النص فإذا كان العنوان معرفا فهذا ال يعين أنه حمدد الداللة، بل داللته مل تتحدد إال من خالل سياقه النصي وهذه هي طبيعة الشعر، فالنوافذ اليت يترقبها الشاعر هي نوافذ الشرق وكل

.معان للضياء والظهور والشروق واالنبعاث ما حيمل هذا الشرق من

: لـ خلضر خبيت " ! ..للريح اليت تغري املطاف... ألكيد"ديوان

الصفحة النص العنوان

...يا رفاقي يا رفاقي

...يا رفاقي

...يا رفاقي

...يا رفاقي

...يا رفاقي

...يا رفاقي

23ص

25ص

25ص

26ص

27ص

27ص

...أي ضرير خيتزل العتمة أي ضرير يقتاد خطاكم؟

فأي ضرير؟

فأي ضرير يقتاد خطاكم؟

30ص

33ص

35ص

مبتدءا باجليم يف مججميت جيم احملنة

يا جيم احملنة يف شاكليت

39ص

39ص

يترنح مذبوحا بني ما ملكت أميان سالطني الليل سالطني الليل

جليوش تعرب هادية الليل : أ

46ص

50ص

.90-89املرجع نفسه، ص 176

Page 92: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

58ص العشائر حاملة من شرفات الليل رايات العزو رايات العز

64ص و مل افهم إشارا... لكنها أومأت برأسها إشارة

جر إىل احتراس: يف يف حضرة السهروردي

دائرة النور األمحدي: حضرة

...مرجع العطر: السهروردي

65ص

65ص

65ص

يأس املبىن: لعنة لعنة جان دارك

...احملبة ماء : جان دارك

66ص

66ص

يا رفاقي : نص

العنوان مستخرج من نص القصيدة وقد تكرر ست مرات، يف كل مرة تتكرر فيها العنوان يكرس شعور احلزن والوحدة فيستحضر الشاعر زمنا مضى هو الزمن الذي حين إليه بصحبة رفاقه الذين فرقت

.بينهم الظروف وحالت دون لقاهم

...يا رفاقي

...شدوين إليكم

.....

و قبل اآلن.. قفوا يل اآلن

177و يعد املشهد

نداء الشاعر لرفاقه يتكرر بداية كل مقطع إذا يعمل هذا التكرار على شد انتباه املتلقي وإعالمه بقيمة بته املنادى وإبراز أمهيته يف نفس الشاعر، هؤالء الرفاق الذين حين إليهم الشاعر و يشكو هلم ضعفه وغر

يف عامل هم غائبون عنه، كل ما يهم الشاعر هو لقاء رفاقه و إذا كان املوت يدبر اللقاء فهو يرحب ذا : املوت قائال

...يا رفاقي

.23ف ، صاللريح اليت تغري املط... خلضر خبيت ، لألكيد 177

Page 93: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هذا عناقي

بلغ الضيق ريقي و رواقي

...يا رفاقي

آت... أنا آت

. 178فتعالوا لسمي و تعالوا لترياقي

: نص أي ضرير يقتاد خطاكم ؟

العنوان تساؤل يطرحه الشاعر يف أسلوب كمي، حيكي واقعا معينا هو غري راض عنه يرفضه : ويرفض كل صور التواطئ معه فيقول

أي ضرير خيتزل العتمة يف ميعاد يتأرجح بني طوابري

وبني غد يتقزز... األيام املقفلة

من فرط تشهينا ؟

لن يسلم هذا العتق

179 حىت ختر رؤانا

مل الشاعر على كشف استراتيجيات الغش والكذب اليت تلعب بعقول الضعفاء وتقودهم إىل ما مث يع متليه أهواؤهم، ليختم القصيدة بالعنوان متعجبا وناصحا يف أن، فالشاعر قد تبوأ مكانة من هذه

: القصيدة وأن لألخر أن يعرف وحيدد ما يريد وهذا ما يوضحه املقطع األخري من النص

.. فتعالوا

...إىل ما خيفي عن الدهشة بعض هواكم

إىل ظلي حمكمة تؤنس... فانا معسوس من ظلي

كل غراب ينعي غربته

لن أتربع اآلن إال مبا يوصد باب التأريخ

.27املرجع السابق ، ص 178 .30.املرجع نفسه، ص 179

Page 94: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

كي أعرف أن للحصادين ذروة يأس

و للجغرافية العطشى مناجل بأس

مسته سالما

...و مسيناه دليل الرعشة يف خطو النكبات

180؟ ...فأي ضرير يقتاد خطاكم

جيم احملنة : نص

مرتني يف النص " جيم "جيم احملنة من العناوين املستنبطة من النص استنباطا معجميا و قد ذكرت . التعريف ويف املرة الثانية معرفة باإلضافة إذ أضيفت جيم إىل احملنة" الـ"مرة معرفة بـ

الترتيب األجبدي، منفتح على عدد ال متناهي من الدالالت لكن هي احلرف اخلامس يف" جيم"و الـ .قلل من احتماالته الداللية و وجهها " حملنة"إضافته إىل ا

و ألن احملنة توحي باحلرب واحلزن والكارثة و املصيبة و غريها من الدالالت السلبية، فكذلك اجليم ، ويؤكد الشاعر هذه املشاعر السلبية من خالل هي مسرح من مسارح هذه احملنة أو مظهر من مظاهرها

: نداء حتسري يوحي حبجم األمل الذي غرقت فيه هذه اجليم حيث يقول

أغربل نصف ضمائرها

مبتدءا باجليم يف مججميت

...يا جيم احملنة يف شاكليت

181... مثة من يرتد

سالطني الليل : نص

عن كل السالطني، و ألا كذلك اختار الشاعر هذا عنوان وصفي، فلليل سالطينه اليت تتميز العنوان حىت يلفت انتباه املتلقي إىل وجود هذه السالطني واإلخبار عنها، والعنوان ذا الشكل مأخوذ

.من النص

.35املرجع السابق ، ص 180 .39املرجع نفسه، ص 181

Page 95: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فالشاعر يتحدث يف القصيدة عن فئة معينة من البشر مساهم سالطني الليل ما جيعله يثبت هذه التسمية رأس القصيدة ألن العنوان اسم من جهة وألن سالطني الليل هي املقصود من الوصف واألخبار على

: من جهة أخرى فيقول عنهم

يرون العامل مكتوما سره بني عتبات ال تعرف

؟... أين متيل

ال تعرف أين يقيم اهلدهد مأدبة اإلنسان الناسك يف

نيترنح مذبوحا بني ما ملكت إميا... نبع دموي

سالطني الليل و بني مواثيق يطرز خامتها كل سفيه

.....

؟...هل استسلم مدحورا

جليوش تعرب هادية الليل و أقاصيص النجم: أ

182الذهيب

: يف حضرة السهروردي : نص

...جر إىل احتراس : يف

...دائرة النور األمحدي: حضرة

183...مرجع العطر : السهروردي

كتابة القصيدة ذا النوع من الشرح و التحليل لكل عنصر من عناصر العنوان جيعلنا نتمهل يف إصدار حكم مفاده أن العنوان مستنبط من النص و أخر ما كتب يف هذه القصيدة، إذ ميكن أن

ا يقتضيه يكون العنوان أول ما كتب أي سابق عن النص، مث عمل النص على نسج دالالته وفق م ".لعنة جان دارك " تركيب العنوان وهو نفسه ما جنده يف نص

.50-46ملرجع السابق ، صا 182 .65ملرجع نفسه، صا 183

Page 96: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم"ديوان - 6

الصفحة النص العنوان خطأ ... خطأ رمبا أخطأت

رمبا أخطأت رمبا أخطأت فيما أخطأت

10ص 10ص

13ص 13ص

"سورة الناس" تتظاهر باغية باغية املداح فرمست للمداح على ورق الروح

فأدركت أن املداح يا باغية املداح ....و بعاشقة: قال املداح يا باغية املداح

15ص 15ص 15ص 15ص 16ص 17ص

أنا رسول احلجل الناسك رسول احلجل أجزم اآلن أين رسول البدايات

22ص 22ص

28ص ! ما أصفاه...هو العز إذن صفاء العز قلت يف الصحوة صحوة النسب

تتعاطف و النسب الصاعد من طرقات أبائي حيث تسكن أمعاء الصحوة باألنساب

41ص 43ص 43ص

خطوة.. خطوة خطوة خطوة ... خطوة

يا عاملي أختطاك

47ص 47ص 47ص

الصورة البارزة صورة غريب صوريت

48ص 48ص

49ص و أنتهي يف املقصلة اية غىن للريح أغنية أغنية

! ...و أغنية أخرى حني رآها 50ص 50ص

Page 97: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و كان أيب... كنت أنا قال أيب غىن أيب للشجر األخضر

:قال أيب

51ص 51ص 51ص

52ص ! ...جتهضين يف خطاك إجهاض

رمبا أخطأت : نص

: يف املقطع اآليت" خطأ"ذكر العنوان يف النص حمافظا على نفس الصيغة اليت جاء عليها مؤكدا للمصدر

أنا ممسوس خبراب العفة و الدولة

! و الطابور

خطأ...خطأ

رمبا أخطأت

فيما كان يالقيك

من زمن فيه تنبأت

184...مبصري السوسن يف النعل

رمى بأحالمه عرض احلائط وسخر من طموحاته، ويف ذلك فالشاعر قد تعرض لصدمة الواقع الذي خطأ مل ينتبه له الشاعر إال بعد زمن من التيه و اليأس و اإلحباط، لذلك ترى الشاعر يف هذه -احللم –

حىت يشد انتباه املتلقي و يبين نوعا " رمبا أخطأت"القصيدة يؤكد جهله لألمور من خالل تكرار مجلة : على التربير و دعوى التعاطف فيقول من التواصل املؤسس

أنت خترج... ها

و خيرج من و القبعة الوطن

وينفيك... والغاسول... ينفي الثورة

...رمبا أخطأت

فيما أخطأت، حني تشخصت بالسني

.10أجراس الورم ، صخلضر خبيت ، 184

Page 98: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و يف السني سنونوة

185. ! و سيل السيل، سؤالك ينهيك

: نص باغية املداح -2

هو األخر عنوان مأخوذ من نص القصيدة، و ألن الشاعر يتحدث يف قصيدته عن املداح وحبيبته فقد أثبتهما يف العنوان باعتبارمها املوضوع األساسي والالفت لالنتباه يف هذا العنوان أن الشاعر عدل

ا ا كوا مركز حتول حركة عن الباغية و املداح إىل باغية املداح تركيزا منه على الباغية و تعريفاألحداث من الطاقة اإلجيابية لفعل املداح يف استدراج الباغية إىل الطاقة السلبية اليت تكمن يف إعراض الباغية و عدم جتاوا مع إيقاعات املداح، وهو تصوير لواقع معيش حياول من خالله الشاعر إسقاط

وقد تكرر ذكر املداح و الباغية يف النص عدة مرات إما املاضي على احلاضر يف نوع من املقارنة : جمتمعني أو منفصلني كقوله مثال

"سورة الناس"تتظاهر باغية

و صورة تقيمي

فرمست للمداح على ورق الروح

أديانا يغازهلا بالبدعة

و رحت أقارن بني مسرات تارخيي و بيين

...فأدركت أن املداح

ليف اآلية األوىل من الترتي

...يساويين

...يا باغية املداح

:قويل لفجر التواريخ

جاء للبلدة لوطيا

.13املرجع السابق ، ص 185

Page 99: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...يا باغية املداح

186جاء إليك بثوب الزهور موزون بطلعته

: نص رسول احلجل

على الرغم من أن العنوان معرف باإلضافة إال أنه يبقى مفتوح الدالالت و التأويالت باعتباره عنوانا شعريا، وحنن نعلم ما للشعر من قوة انزياحية و تعددية داللية، غري أن النص يعمل على كشف داللة

:شاعر العنوان والسيما أنه مأخوذ من النص بنفس التركيب و البناء حيث يقول ال

لست جديدا يف الوقفة

أنا رسول احلجل الناسك

أمرر لوغارمتات القلب

إىل ثقب يف نافديت

.....

187اجزم اآلن أني رسول البدايات

". أنا" إذن أثبت الشاعر اجلملة اخلربية الوصفية عنوانا لنصه ألا أبلغ وأكثر شعرية من إثبات الضمري

: خطوة : نص

العنوان هو أول لفظة يف هذه القصيدة مكررة مخس مرات، و يف املرة اخلامسة جاءت يف صيغة : املضارع حاملة معىن التجاوز و العبور و يقول الشاعر يف نص القصيدة

خطوة... خطوة

و الدهشة يف االرتكاز

...يا وجهها

يا عربون االمتالك

خطوة... خطوة

.17-16-15املرجع السابق ، ص 186 .22املرجع نفسه، ص 187

Page 100: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

188 ! يا عاملي أختطاك

قال أيب : نص

العنوان مستنبط من القصيدة، ومنيز يف هذا النص فضاءين فضاء األب الذي جيسد زهو املاضي وفرح الوطن، مث فضاء الشاعر الذي ميثل الغربة يف الوطن و التيه واليأس، وألن األب قد عاش الفضاءين فهو

-رغم وعيه للواقع-" قلت أنا" ومل يوظف" قال أيب"أدرى وأقدر بأن يقول، لذا اختار الشاعر حىت يكون احلديث أكثر تأثريا على املتلقي السيما أن القول منبثق عن جتربة واعية ما يوحي بالثقة

:يف نفس املتلقي فهذا القول أشبه بالتوثيق التارخيي الذي حيكي البارحة و يقوم اليوم كما هو يف النص

...البارحة

الوطن الرمان و كان... كنت أنا

...البارحة

غىن أيب، للشجر األخضر

لأللوان... للفرح الساكن فينا

...اليوم

:قال أيب

...وجهك سافل

-عينان -و ظهرك ليس به

...أدر وجهك للشمس

189! ..أنك اإلنسان ..علها تدرك

: لـ عاشور بوكلوة " الشفاعات" ديوان - 7

الصفحة النص العنوان 20ص إذا الشعر جاء جاءإذا الشعر

38ص و هذا املساء ... وداعا وداعا إين انطلقت

.47املرجع السابق ، ص 188 .51املرجع السابق ، ص 189

Page 101: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هذا البهاء... وداعا و هذا الوالء... وداعا و هذا اهلواء... وداعا و هذا العماء... وداعا و هذا البغاء... وداعا و هذا الرجاء ... وداعا و هذا الوباء... وداعا و هذا السؤال... وداعا و هذا اخلوار... وداعا

و إين تعبت ...وداعا و إين انطلقت ...وداعا

39ص 40ص 40ص 40ص 41ص 42ص 44ص 45ص 47ص 47ص 48ص

األمنيات و األرض راقدة

هنا األرض راقدة ال تفسدوا أحالمها

34ص 34ص

يا دمي... طالعة أنت من دمي ظهري حممي و دمي ظهري حممي

49ص 50ص

! أما آن يل أن أغين؟ جاهز للغناء أنا جاهز ... ها

76ص 82ص

: نص إذا الشعر جاء

العنوان مستنبط من النص وهو يف هذا املقطع غري كامل دالليا إال بالعودة إىل سياقه النصي، أين مييز القارئ عاملني يف القصيدة، إذ ميثل األول العامل املوجود الذي ميثل الشعراء جزءا من كينونه كما

: يف املقطع اآليت

أمد اليدين ...احلب جاء إذا

جتيئ األماين

فيزهر يف احلقل عشبه

أمد اجلناح. ..إذا الشعر جاء

تطري األغاين

190 فتبين الفراشات للطري عشه

.20عاشور بوكلوة ، الشفاعات، ص 190

Page 102: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أما العامل الثاين فهو العامل الذي يغيب عنه الشعراء ما جيعل الشاعر يف هذه القصيدة يتساءل عن مسار : احلياة يف عامل ال شعر فيه فيقول

خاف يا شرق املدينةأ

الشعراءأن يغادر

ماذا سنصنع بالذهب األسود

واملاسي.. واألبيض

إذا جف نبع الشعر

191 ؟واجتاحنا عطش الشمال وبرده

تعمل على لفت انتباه " إذا الشعر جاء"إذن اختيار الشاعر للعنوان مل يكن اعتباطيا فصياغة العنوان .املتلقي إىل أمهية ما سيلي من كالم

و األرض راقدة ...األمنيات : نص

:لعنوان مأخوذ من القصيدة وقد جاءت األمنيات يف النص من خالل املرادف أحالم يف قول الشاعر

الشمس هنا بساط مستطيل

و العناكب آيلة للموات

هنا األرض راقدة

192ال تفسدوا أحالمها

وداعا إين انطلقت : نص

النص وقد كثف حضوره بشكل الفت لالنتباه من خالل تكرار كلمة هو األخر عنوان مستنبط من وداعا اليت ترأست كل مقطع من مقاطع القصيدة ليثبت العنوان يف السطر األول من املقطع األخري، وهو

.يف كل ذلك يعلن دخوله عامل الشعر

و إين انطلقت... وداعا

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

30املرجع نفسه، ص 191 .34املرجع نفسه، ص 192

Page 103: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...و ال تطمعوا

لن أكون سوى مزهرية

193نلم شتات الورود الندية

جاهز للغناء : نص

شكوت للدرب الذي طال أقدامي

عندما بلغ الوهن مداه

ها أنا ذا أمشي عاريا من كل زيف

... ومعي قليب يغين

تراقص دقاته ما تردد من صداه

!أما آن يل أن أغين ؟

أن أستعيد حنجريت

؟وأصدح يف الشعاب!

194أنا جاهز ... ها

الشاعر جاهز للغناء منذ بداية القصيدة فإضافة إىل اللفظ الصريح لفعل الغناء جند الشاعر يكثف يغين، تراقص، اغين، حنجريت، صويت، ترقص ليعلن : داللة الغناء من خالل مظاهره املختلفة فذكر

.آخر النص أنه جاهز للغناء و مداعبة أوتار الشعر

:لـ سليمان جوادي " قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا"ديوان - 8

الصفحة النص العنوان مقيمة يف داخلي عواصف املدينة مدينيت و العامل اليوم خبري

مقيمة يف داخلي زوابع املدينة العامل اليوم خبري

21ص 21ص 22ص

78ص أال صفقي بيد واحدة أال صفقي بيد واحدة 79ص العشق العشق و العشق األخر

.48املرجع السابق ، ص 193 .82-76-75، صاملرجع نفسه 194

Page 104: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العشق الثاين العشق األخر

80ص 82ص

ليس يل وطن غري هذا الوطن جسدي و الوطن ...ليس يل وطن ...ليس يل وطن ....ليس يل وطن آه يا جسدا ظل حيملين ...آه يا جسدي أنا ليس يل وطن

115ص 115ص 115ص 115ص 115ص 116ص 116ص

...من أين يل من أين يل ...من أين يل ..من أين يل

117ص 117ص 117ص

فوق كرسيه املتحرك الكرسي املتحرك حيث كرسيه املتحرك

125ص 126ص

127ص أعاصمة اجلزائر ما دهاك أعاصمة اجلزائر كونني هل أدعيك مقاما كونني

كونني هل اصطفيك كونني ما غريتين الليايل

135ص 135ص 135ص

138ص و أخرج من جوف هذا الرماد اخلروج من الرماد 139ص ككلبني كانا وفيني الكالب

141ص إيه جزائر إيه جزائر قصيدة منها احد عشر قصيدة مستنبطة من النص استنباطا ) 21(يضم الديوان واحدا و عشرين

معجميا و يرتبط العنوان بالنص الذي يعنونه ارتباطا تفسرييا، وفق عالقة صرحية تؤكد إحالة العنوان ىن الذي حتمله أال صفقي بيد واحدة ال يقصد غري املع: الداللية فنجد الشاعر مثال إذا عنون النص بـ

عبارة العنوان من استحالة حتقيق النصر والنجاح و التطور دون تعاون و تكافل مجاعي و هذا ما يؤيده :نص القصيدة

وحيتكر العرب كل اهلزائم

حيتكر العرب كل الشتائم

حيتكر العرب كل القضايا اليت ال حتل

Page 105: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

وكل الشموس اليت ال تطل

النوبوأصواتنا رغم حدا لن ترد

وأشعارنا رغم ثورا

لن تعيد الذي من زمان ذهب

أال صفقي بيد واحدة

ومويت مقاتلة صامده

فقد يشفق املعتدون عليك

195وال يستجيب العرب

أما العنوانان أعاصمة اجلزائر وإيه جزائر فنجد الشاعر يصرح بالوطن يذكره يف القصيدة ويعلنه شائع عند الكثري من الشعراء حيث يسمون اإلمكان بأمسائها، وكذلك يف العنوان و هو تقليد قدمي و

األمر عند سليمان جوادي باعتبار اجلزائر حمور النصني إذ يقول يف النص األول أعاصمة اجلزائر ما دهــاك و من ألقى الفجيعة يف محاك

196فنعم الشعب شعبك يا بالدي فال أحد يقصر يف هــواك

: و يقول يف النص الثاين

إيه جزائر هل أفضي مبا أجد

و اترك الشعر يف عينيك يتقد

قد كنت أحسب أين حمرق سفين

و أنين يف هواك الواحد األحد

لكن تعجبت إذا أبصرت سيديت

197كل األحبة من بعدي وقد سجدوا

: العنوان الداليل

.78-75، ص...سليمان جوادي ، قصائد للحزن و أخرى 195 .128-127املرجع السابق ، ص 196 .142-141املرجع نفسه، ص 197

Page 106: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

إذا كانت العالقة بني العنوان املعجمي والنص الذي يعنونه ذات مرجعية معجمية فان العنوان الداليل يرتبط بالنص وفق إحالة داللية تأويلية و ذلك يف غياب املفردة املعجمية الرابطة، ويف هذه احلالة

.تكون السلطة األوىل واألخرية للسياق الشعري

واوين املدروسة من العنوان الداليل الذي يستوجب معاملة خاصة من حيث وال خيلو ديوان من الد القبض على دالته الشاردة، بل ليجد املتلقي نفسه أحيانا أمام عناوين منقطعة الصلة و نصوصها، ما يستدعي قراءات متعددة مع استحضار سياقات خمتلفة تارخيية أو سياسية أو أدبية أو أسطورية مثلما هي

: لدواوين اآلتية عليه ا

لـ يوسف و غليسي " تغريبة جعفر الطيار"ديوان - 1

الصفحة النص العنوان 65ص ...آه لو يهجر العقل رأسي جنون

69ص النص كامال الفتة مل يكتبها أمحد مطر جنون : نص

حيضر العنوان يف النص من خالل مظهر من مظاهره و هو غياب العقل الذي يعادل اجلنون، لكنه : جنون مؤقت يذهب فيه العقل عن قصد و يعود فيه عن وعي فيقول الشاعر

...يهجر العقل رأسي... آه لو

...يسافر يف الالحدود

ليته يفلت اآلن مين

و بعد انتهاء احلوار

198... ! يعود

نص الفتة مل يكتبها امحد مطر

:يقول الشاعر

أتعجب من سلطان أمحر

.65يوسف وغليسي، الديوان ، ص 198

Page 107: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

! عاث فسادا يف بلد أخضر

...اتقزز منه

الفحشاء -يف الليل -ميارس

..ا يأمر

لكنه، يا وخدي، ينهى

199.. ! يف الصبح عن املنكر

بعد قراءة النص يتضح أن الالفتة اليت مل يكتبها أمحد مطر هي النص نفسه ليس من حيث داللته، ولكن و ديوان امحد مطر الذي أمساه " القصيدة الومضة"من حيث شكله إذا ما اعتربنا أن األمر يتعلق بـ

" .الفتات"

:لـ عبد القادر راحبي"أرى شجرا يسري " ديوان -2

لصفحةا النص العنوان قسم -1 توجعات الفارس القدمي

نبوءة -2

تذكر -3

رؤيا -4

مناداة -5

وعد -6

مصري -7

معركة -8

قراءة -9

71ص

73ص

75ص

76ص

77ص

79ص

80ص

81ص

82ص

84ص

.69املرجع نفسه، ص 199

Page 108: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أيقونة - 10

وال نعثر يف " توجعات الفارس القدمي"املفردات املرقمة يف اجلدول هي عناوين فرعية للعنوان الداخلي صريح حييل إىل العنوان الداخلي إال من خالل السياقات العامة هلذه هذه النصوص العشر على أي لفظ

النصوص املعنونة و اليت يتأسف من خالهلا الشاعر على املاضي الزاهي دون أن يفقد األمل يف مستقبل الزمن احلاضر الذي يستحضر فيه الفارس -املاضي و املستقبل-أفضل، حيث يتوسط هذين الزمنيني

.بطوالت املاضي ما جيعله يتوجع من انتكاسات احلاضر -ذي ميثل الشاعروال -القدمي

: لـ عاشور بوكلوة"كسوف النبض "ديوان - 3

الصفحة النص العنوان هي خلف سور طابور الدمع األخرس

و أنا خلف سور و احلب بيننا ركام يف الصدور أضم إىل الصدر آهاا و احلزن بيننا ركام يف الصدور

53ص 53ص 53ص 54ص 55ص

يتكون العنوان من ثالث مفردات طابور، والدمع، واألخرس غري أننا ال نعثر على مفردة من هذه .املفردات يف القصيدة ما جيعلنا نصف العنوان أنه عنوان داليل

إىل و" مجلية بوحريد"يف هذا النص الشاعر ينعي زمنه من خالل استحضار فضاء تارخيي فيحن إىل بطوالا و تضحياا، و يأسف على تغري احلال و تبدل القيم، حىت احلب مل يعد صادقا و الشمس أمسكت نورها و احلزن غلف الصدور فيبكي الشاعر يف صمت عن زمن تلزمه أزمان كي يعود، إنه

.طابور الدمع األخرس

: إذ يقول الشاعر يف املقطع األخري متأسفا و متأمال يف آن

...آه يا أم

ما يف القلب حني استرحنا

غري الغرور

فكم من األحالم يلزمنا

Page 109: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

كي نزرع يف دربنا احلبور

و كم من األزمان يلزمنا

200. كي نطرد عنا هذا القصور

: لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان - 4

الصفحة النص العنوان ناديت جتاوب

نادتين مسعت ندائي

و أنا مسعت نداها أمد عن بعد يدي

فتمد عن بعد ضياها صرخت صرخت

11ص 11ص 11ص 11ص 14ص 14ص 15ص 15ص

: يأتيين صوتك يا مواليت أجراس الكالم

خيطفين صوتك من نفسي يتبعين صوتك ...حيط على شفيت ...لكين يا عجبا ها أنذا أحتدثه

27ص 28ص 29ص 30ص 30ص

: نص جتاوب - 1

ينادي الشاعر حبيبته فتناديه ويسمع نداء ها كما تسمع نداءه إذا مد هلا يده تغمره بضيائها، وإذا ".جتاوب"صرخ صرخت، إنه تراض عن الطرفني و قبول جيمله الشاعر يف لفظة واحدة هي

: نص أجراس الكالم - 2

.57-56عاشور بوكلوة، كسوف النبض و األمنيات ، ص 200

Page 110: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" أجراس"حتضر داللة العنوان يف النص من خالل داللة اللفظ و اليت ختتلف باختالف السياق ،فـ ترتبط بتكرر الصوت والصدى، أما الكالم فيتعلق بالشفاه وفعل التحدث وهو ما جنده يف النص من

:خالل تكرار لفظ الصوت والذي يصل مسع الشاعر يف شكل صدى

...يأتيين صوتك يا مواليت

رقراقا من نبع الغابات

خيطفين صوتك من نفسي

201... و يهاجر يب يف حبر األنوار

:مث يتحول هذا الصوت الصدى إىل شفاه الشاعر فيتحدثه الشاعر كالما هذا الكالم هو الشعر فيقول

و كأين امسك بالصوت

...لكأن الصوت القادم حنوي

...أنت

...أمد يدي

...أنت

...

...

يدي حنويفتعود

و أعود أنا

202. للصمت

: لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 5

الصفحة النص العنوان 7ص العراف -1 ملسات يومية

.28-27عبد اهللا العشي ، الدیوان ، ص 201 .31المرجع نفسھ، ص 202

Page 111: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تبادل -2

التحية -3

العقبة -4

شكوى -5

8ص 9ص 10ص 10ص

و القتيل على روحه تركع الشمس مرثية الرجل الذي رأى قال إين أرى عاشقا تتخطفه الطري

13ص 15ص

املدينة -1 سبع مشعات

الغريب -2

وجه من بالدي -3

طفالن -4

عربون الوفاء -5

حديث عائلي -6

موشح -7

41ص 42ص 43ص 44ص 45ص 46ص 47ص

اخلطوط املتوازية

صيد -1

فروسيه -2

اغتيال -3

49ص 51ص 53ص

...يل تعيب عزف منفرد

أزهو به

ردي علي ردائي، إنه تعب خيتارين

فكان وعدك خيمة يف الريح

55ص 55ص 59ص 62ص

64ص ملا تشظت حلظة امليالد حولت اجلروح إىل فمي بوح

Page 112: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و منحتها حىت تقيم و ناي ... طقوسها حلما

64ص 64ص

: ملسات يومية : نص

مخسة مقاطع معنونة كل مقطع فيها ميثل جزء ا من مذكرات الشاعر و ) 05(القصيدة مقسمة إىل كأن ملسات يومية ما هي إال يوميات الشاعر يوثقها يف مخسة مقاطع يسرد كل مقطع حالة شعورية

" ملسات يومية"معينة ليكون يف األخري جمموع املقاطع، قصيدة كاملة عنوا الشاعر بـ

: ص سبع مشعات ن

ال توجد يف النص سبع مشعات باملعىن املعجمي للعنوان و لكن تتجسد هذه الشمعات السبع يف املقاطع السبع، فرغم أمل الغربة الذي يعاين منه الشاعر و مر الفراق واحلزن والوحدة، إال أنه حياول أن

.يف نفسه اليأس باألمل يشعل يف كل ظلمة مشعة فيكون بذلك يواجه ذاته بذاته فيقاوم

: يقول يف املقطع الثالث

وجه من بالدي-3

مل أشاركه و لكن

جرحتين شفرة الغربة ملا

اخرج الشيخ من البستان زهرة

:فتعرفت على رائحة األوراس فيها

إا من بلدي

مل متت بعد ثالثني من العمر

: و يقول يف املقطع السادس

حديث عائلي -6

خنجر - بكتاب احلب - يل فاشترت

...حينما المس قليب

Page 113: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

203 ! صار لون القلب أ خضر

: نص اخلطوط املتوازية

، ما جيمع نصوص هذه العناوين )صيد، فروسية، اغتيال ( اخلطوط املتوازية عنوان لثالثة عناوين فرعية :الثالث هي كلمة األغنية اليت تكررت يف املقاطع الثالث فجاءت يف املقطع األول

:صيد -1

على دقة الطبل تسري قبائل الصيد،

سوف أقول رأيت،

نيةإذا سقطت يف حباهلم مهرة األغ

: أما املقطع الثاين

فروسية - 2

فاخنفض الغيم حىت دنا،

! إمنا الفارس حنو األغاين صعد

:و جاءت يف املقطع الثالث

اغتيال - 3

تقول أنا ظل من ال ظالل له

204. أنا نغمة من الزمان األبح

خطوطا رؤيوية يكمن تعالقها يف توازيها الداليل فهي تتوازى ) صيد، فروسية، اغتيال(إذن ميثل من حيث اشتراكها يف الرؤيا، و ختتلف من حيث الصورة الشعرية ما جيعل الداللة يف املقطع األول

.تطابق أو توازي الداللة يف املقطع الثاين فاملقطع الثالث

: لـ خلضر خبيت" للريح اليت تغري املطاف.. لألكيد " ديوان

46خلضر فلوس ، الديوان ، ص 203 .53-52-51املرجع نفسه ، ص 204

Page 114: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الصفحة النص العنوان كأس ثالثة، و الرابعة من اخلوف ترتعد بودلري

و الساعة الرخام؟ باريس

و الكاريت لتان

63ص 63ص 63ص 63ص

67ص ! حروفها مهملة...لكن لغيت مؤانسة األموات 68ص ...حياها سالم :قالت جماة

...أريد تأويلي : قال ضاع دليلي

73ص 73ص 73ص 73ص

...للمساءات العانسة ملن ؟ ...للخطوط الناعسة

لألخاديد اليابسة ...كان يغين

74ص 74ص 74ص 74ص

: نص بودلري

كأس : يف القصيدة و لكنه أشار إليه ببعض العبارات اليت حتيل إليه كقوله" بودلري" مل يذكر الشاعرشاعر فرنسي متمرد مولع باخلمرة، ومن " بودلري"والساعة الرخام، وباريس، والكاريت لتان، فـثالثة،

، وألن الشاعر خياطب يف هذه "أزهار الشر" من ديوانه" ساعة اجلدار"بني قصائده املشهورة قصيدة .من خالل بعض صفاته فنجده يثبته بامسه يف العنوان " بودلري"القصيدة

: ت نص مؤانسة األموا

حيمل العنوان معىن املصاحبة واملعايشة لكنها مصاحبة غريبة فهي مع األموات، على الرغم من أن الشاعر يف النص يثبت وجوده من خالل توظيف األفعال املضارعة، و ممارسة الكتابة مبختلف مراحلها

: مهملة و يقول يف ذلك بدءا باختيار الفكرة فتحضري وسائل الكتابة مث الكتابة إال أن حروفه تبقى

...أظنين أكتب

Page 115: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

205 ! حروفها مهملة... لكن لغيت

مؤانسة "الكتابة أشبه باملوت عند الشاعر و لذلك كانت الصورة الشعرية / إذن غياب اللغة .أبلغ عنوان هلذه القصيدة" األموات

: نص ملن ؟

يف " من "العنوان يطرح سؤاال يفترض أن جييب عنه النص، و الالم اليت تتصل حبرف االستفهام :نفسها اليت تلحق بدايات األسطر الثالثة من القصيدة " الالم"العنوان تفيد الغاية، و هي

...للمساءات العانسة

...للخطوط الناعسة

206...لألخاديد اليابسة

وبذلك يكون العنوان خيفي تتمة من حيث التركيب، ..."كان يغين" لة يلي األسطر الثالث مج ،وتكون بذلك األسطر األوىل جواب عن سؤال العنوان، ما يؤكد أن "ملن كان يغين؟"فاألصل فيه

العنوان الداليل ال يفسر نفسه بنفسه إال يف وجود سياق مصاحب هو السياق الذي يستدعيه النص .املعنون

: لـ عاشور بوكلوة " فاعاتالش"ديوان

الصفحة النص العنوان إمسعي نبضي الذي للحب هف الشفاعات

مازلت أنا... و أنا أحرس هذا الصف مازلت أنا... و أنا هائما يف املدن باحثا عن وطن ما زلت أسأل عن أصل املدينة فينا مل نزل يف انتظار

87ص 87ص 87ص 88ص 88ص 88ص 89ص 92ص

.67للريح اليت تغري املطاف ، ص... خلضر خبيت، لألكيد 205 .74ملرجع نفسه، صا 206

Page 116: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لـ عاشور بوكلوة عنونا دالليا واحدا هو عنوان آخر قصيدة من الديوان " الشفاعات"جند يف ديوان خيتصر املقطع األول من القصيدة معاناة الشاعر اليت جعلت منه ذاتا مضحية ال تتقاسم " الشفاعات"

: يف بداية القصيدةحمنتها مع اآلخر، بل تكتوي ا ليحيا األخر يف عامل يسوده احلب و األمان فيقول

...وحدي أتقلب فوق اجلمر

يتبخر... و دمي يغلي

قليب تعصره األحزان

...وحدي يقتلين احلب هنا

و ميوت بقليب شهيدا

207. حترقه النريان

مث حيكي الشاعر واقعا حزينا ترأسته الغربة و الضياع، يناشد من خالله الواقع احللم الذي يراه قريبا . ممكنا فقط لو يشفع له الوطن هذا الوفاء و العشق غري املشروط و إميانه باللقاء املأمول

س دالالا توظيفا معجميا، ولكنه حرص على تكري" الشفاعات"صحيح أن الشاعر مل يوظف كلمة ، فكانت )الوطن(على طول القصيدة، السيما إذا تعلق األمر بتأكيد املعاناة و متلك قلب احملبوب املنتظر

بوطنه و حنينه إىل ) الشاعر(أصدق صورة شعرية تعكس ترابط الفرد " مازلت أنا... و أنا "عبارة بقاءه على العهد الذي يشفع له عند االرمتاء يف أحضانه، هي صورة حتمل نية الشاعر الطيبة ووصاله و

: واليت لن تكون إال الوطن اهلارب الذي جيري وراءه عاشور بوكلوة فيقول " حليمة"أمه

مازلت أنا... و أنا

هائما يف املدن

باحثا عن وطن

: مث يواصل قائال

مازلت أنا...و أنا

مفعما بالربيق

مازلت أسأل عن أصل املدينة فينا

.83عاشور بوكلوة ، الشفاعات، ص 207

Page 117: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ت عيوينعن دمعة حجر

قل هلا...

أنا يف آخر الدرب

هلا مل نزل يف انتظار

...تلك ماما اليت

ال، أبدا هي لن متوت

208هي لن متوت

إذن هكذا أرادها عاشور بوكلوة شفاعات نابعة من القلب صادقة جتعل من الذات الشاعرة قربانا ميجد .الوطن وخيلده

: لـ سليمان جوادي " يوميات متسكع حمظوظ"ديوان

الصفحة النص العنوان اجلمعة يوميات متسكع حمظوظ

السبت األحد

االثنني الثالثاء األربعاء اخلميس

77ص 77ص 78ص 79ص 80ص 81ص 82ص

أشبه بالتوثيق الزمين الذي يعتمده ..." يوميات"يرتبط العنوان بالقصيدة ارتباطا دالليا وثيقا، فالعنوان كل شخص يكتب مذكراته، إال أن األمر خيتلف إذا ما تعلق باخلطاب الشعري الذي يتجاوز التأريخ و

األسبوع إىل حاالت شعورية خمتلفة والقصيدة اليت بني أيدينا توزع أيام. التقرير إىل اإلحياء والرؤيا يعيشها متسكع ال يعرف أين مييل، هو متسكع تساوى عنده احلزن والفرح، املوت واحلياة، و يف

.األمل هو سبيله /النهاية جيد أن احللم

: يقول سليمان جوادي

.102-92-89-88املرجع السابق ، ص 208

Page 118: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حيايت و مويت: تكافأ عندي

مشوخي و عاري: تساوى لدي

، يسرتتسكعت ، غربت، شرقت، مينت

وفقت يف االختيار

209. و أيقنت أين الزعيم املرجي

: لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل "ديوان

الصفحة النص العنوان 09ص هنا من رحيي... كل ما ترونه نوبة الدخول

ملاذا ال تستضيفني جدة أخرى 1ال قشعريرة يف الصنم إذا نامت إحداكما مسعت الصاحية ؟ بخ ... بخ... بخ

16ص 16ص 16ص 16ص

نكمل بقرة اليتامى؟ 2ال قشعريرة يف الصنم بخ ...بخ.. بخ

17ص 17ص

:فىت يرش على فتاه دي ذعر الفستان اجلدة ... اجلرة ... اجلرة... اجلرة

20ص 20ص

كنسوين... يعرفونه مثقفا يقرأ كل شيء عيون قدمية األنترنيتمبن يقرأ هلم يف

25ص 25ص

ما عادت السدرة املنتهى ذبح الرباق فالتحف مجلة تلقه

28ص 28ص

كم وددت الصراخ شوقة إنه قادم

إنه إنه سبقتك يداه

30ص 30ص 30ص 30ص 30ص

كان جدك كائن صحراء مل جيد ورودا يهديها الوديعة صنمه، فأهداه عرتة تثغو

60ص 60ص

103ص هل أتاك حديث أشعب؟ اجلرح و التعديل

.83سليمان جوادي ، يوميات متسكع حمظوظ، ص 209

Page 119: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لكن هل ميكن أختيل أنه : نعم سيدي كان يسترجع ديونه فقط

103ص 103ص

القصة جاهزة يف تقديره، لقد قبض على بطلها يف الراوي العليم :كله كما لوكانه

...شال / صال/ هال/ نال/ قال

105ص 105ص 105ص

وديك من يعرف مشية الذيبة بني ثقبة نوبة اخلروج ال يثق يف اللغة

108ص 108ص

متلقي الديوان ال جيد صعوبة يف حتديد الداللة املرجعية بني العناوين الفرعية و النصوص اليت تعنوا، : وذلك لوجود قرائن دالة لغوية و معنوية فمثال يف نص

: نوبة الدخول

، لذلك جاء العنوان متصدرا مدخل )الديوان( جند الشاعر يقصد ذا العنوان الدخول يف عامله هو العامل الذي " نوبة الدخول"الديوان، حيث يوجه الشاعر القارئ مسبقا إىل أن ما يلي هذا املدخل

: أسسه الشاعر بعيدا عن كل تقليد فيقول

صرفكل ما ترونه من اهتزاز شجرة النحو و ال

هنا

210من رحيي

: 1ال قشعريرة يف الصنم : نص

، كذلك األمر بالنسبة جلدة "ال فقشعريرة"من مسات الصنم أنه ال يتحرك وهو ما توحي به عبارة : الشاعر بعد نومها فهي أشبه بالصنم ال تستجيب حلديث حفيدها حني قال هلا

أمي الكبرية ملاذا ال

؟ نامت إحداكما مسعت الصاحيةتستضيفني جدة أخرى إذا

لكن لألسف اجلدة ال جتيب فهي يف نومها أشبه بالصنم

211بخ ... بخ ... بخ

.09عبد الرزاق بوكبة ، الديوان ، ص 210 .16املرجع نفسه، ص 211

Page 120: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ذعر الفستان : نص

: يقول الشاعر يف نصه

العجوز أعطت الصبية اجلرة، قبل النبع تكثر إناثه،

:و مألا بالوعيد

أكسرك إن كسرت

...

بعهشيم جرة قبل الن: مشهد ثان

:فيت يرش على فتاة ذي: مشهد ثالث

212اجلدة .... اجلرة .... اجلرة ... اجلرة

عدل الشاعر يف العنوان عن ذكر الصبية واجلدة و وظف لفظ الفستان املشبع باألنوثة وهي لفتة شعرية يف " ذعر الفستان"ترتفع باملعىن الشعري من التقرير والتصوير االسقاطي إىل االنزياح الواعي فـ

.العنوان ما هو إال خوف البنت اليت ذي يف النص بعدما كسرت اجلرة اليت ائتمنتها عليها اجلدة

العنوان املتداخل

. و نقصد به أن جيمع العنوان يف تركيبه بني املستوى املعجمي و املستوى الداليل

: لـ يوسف وغليسي " تغريبة جعفر الطيار "ديوان - 1

الصفحة املستوى الداليل الصفحة املستوى املعجمي العنوان املزدوج

جتليات نيب سقط من املوت

سهوا

:نيب سقط من املوت سهوا

إنين آخر األنبياء

حلمي األزيل احتراف النبوة

أخطأتين النبوة يف البدء

26ص

27ص

27ص

:جتليات

السمرات اليت بايعتين

عيسى بن مرمي

يعقوب

25ص

27ص

29ص

.20المرجع السابق ، ص 212

Page 121: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ورثين أيب خامت األنبياء

سقطت من املوت سهوا

تقلدت عرش النبوة

27ص

40ص

40ص

رموين يف اجلب

كنت يف اجلب وحدي على حافة املوت أهذي

أجلأ اآلن وحدي إىل الغار

رفعت إىل حضرة اخللد

28ص

29ص

38ص

40ص

تغريبة جعفر الطيار

: جعفر الطيار

جعفر الطيار

هامسا يف إذن جعفر

جعفر يف نفسه

جعفر

طيار اخلالئق جعفرا

42ص

45ص

45ص

47ص

56ص

: تغريبة

جئت مع الرياح على جناح الرعب

جئت كالطري املهاجر

حتالفوا ضدي

الجئا يا أيها امللك ...

للحاكم املختار تعذييب و نفي

صادرو بلدي... سفحوا دمائي

! لكنه، يا حسريت، حلم فقط

ليس لنا سوى األحالم مأوى من ! براكني البالد

42ص

43ص

44ص

44ص

48ص

48ص

56ص

57ص

اعتمد الشاعر يف اختيار العنوانني السابقني على املستويني املعجمي و الداليل إذ جيتمع هذين حيقق متاسا دالليا مع القصيدة " تغريبة جعفر الطيار"املستويني يف إنتاج الداللة العامة للعنوان، فالعنوان

".تغريبة "عن طريق احلضور املعجمي لـ جعفر الطيار، و الداليل لـ

استعان الشاعر يف تصويره املشهدين الشعريني بتقنيات القناع و اليت تستوجب بدورها إبراز هذا القناع الذي يراه الشاعر واصال كفئا بينه و بني املتلقي، لذا وجب ذكره يف العنوان بالصيغة املعجمية،

).اخل .... احلزن، النفي، اهلجرة الظلم، اجلور، ( متظهرات داللية متعددة " تغريبة "بينما تستدعي

Page 122: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" تغريبة "األمر الذي يصعب عملية احلصر هلذه الدالالت السلبية يف مظهر منفرد، و بالتايل تكون . صورة جمملة لكل تيمات الغياب و غربة الذات

: لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض"ديوان - 2

الصفحة الداليلاملستوى الصفحة املستوى املعجمي العنوان املزدوج

: احلب احلب املر

يكشف الوجه الذي أحبه

أزمن احلب خان وده

من قال نار العشق بردت

أسدلت ستائر حيب

بني ضلوع احلب كربت

أنا شاعر احلب

39ص

41ص

41ص

41ص

42ص

43ص

: املر

هواء البلد اخلانق

يا وطين املشبع حىت النخاع

بأحالم ال تساوي منك شربا

تفتح ثغرة يف القلب

ظلك الذي الزم حيايت

وضاع ... ضيعين

أنا انتظر عمرا آخر

انتظر وطنا آخر

ما الذي حجز النور عنا

من قال هليبها حارق

42ص

38ص

39ص

39ص

39ص

39ص

39ص

41ص

41ص

: النبض كسوف النبض

و ال هلفة نبض فاسدة

64ص

: كسوف

كيما تستفيق الشمس من غفوا

63ص

: كسوف النبض: نص

: بعد العنوان مباشرة يثبت الشاعر سطرا شعريا ميثل مدخل القصيدة يقول فيه

لكن األغاين ال تصل العاشقني... مجيل صوتك سيديت

Page 123: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

إذن الصوت موجود و لكنه غري موجود بالنسبة للعاشقني ألنه غائب عنهم ال يصلهم، فكذلك النبض . نبض احلياة موجود و لكنه يف حالة كسوف خمتفي إىل حني

بعد قراءة القصيدة جند أن الشاعر ركز على لفظ النبض يف اختياره العنوان ألنه رمز للحياة و احلركة و الكسوف اليت ال نعثر على لفظ معجمي أو مشتق ميثلها، و إمنا نتتبع أثرها من احللم مث خصه بصفة

: خالل مالمح الغياب و الفقد اليت تثبط عزمية احلياة، وتبعثر األحالم و اليت صورها الشاعر يف قوله

يا مشس بابل إين هنا أقف

كل النواقيس خابت شفاعاا و الظل ال يشبه صورته

213و العاشق يف رجع الصدى يرجتف غري أن عاشور بوكلوة و كأي شاعر حامل يأمل بغد مجيل حتققه الذات املتحررة اليت تصنع من املوت

: احلياة، فهو يعي متام الوعي أن رفع الكسوف لن يبلغه إال ببذل الدم فنجده يناشد مشس بابل قائال يا مشس بابل

يف احللق غصة حامضة من غري دماءو ال مشس

و رضاها...سوف متنحين األرض جتها 214سوف حتضنين بال رياء

لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل؟"ديوان

الصفحة املستوى الداليل املستوى املعجمي العنوان املزدوج

:الغبار أعراس الغبار

وراءها فرس يتيمة

و غبار مطفل

:أعراس

... يتبارى الناس يف اخليل يكومرونه ضاحكا

11ص

.66عاشور بوكلوة، كسوف النبض ، ص 213 .69-68املرجع نفسه، ص 214

Page 124: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: الحس الحس الغبار

يغازهلا لسانا بورا

يلحس من عيون األجداد

: الغبار

عيون األجداد

55ص

:املرايا عقوق املرايا

يا اهلي كلما نظرت

إىل املرأة رأيت وجهي

: عقوق

و هو يعاود وجهه يف املرأة قلت لك ال : غلط فيه جده

تتشبهي بأخيك

61ص

: ضرس ضرس العقل

خلع ضرسه و رماه أرضا

: العقل

أمي عندما تعطيين

أسنان الغزال هو كيف يتعوشب

82ص

:رهان رهان الريح

صفعه أن خسر رهانه

: الريح

ما قيمة أن أكتب لعامل تنقصه شجرة

104ص

نصوص الديوان قصرية جدا يوزعها الشاعر إىل صورتني على أن متثل كل صورة جزءا من العنوان،

يذكر اللفظ األول من " رهان الريح" تتعلق األوىل بالشق املعجمي أما الثانية فبالشق الداليل، ففي نص، أما اللفظة الثانية من العنوان بصيغته املعجمية ذات داللة واضحة و هي خسارة الرهان" رهان"العنوان

، إذ ربط الشاعر خسارة الرهان "خسر رهانه"فترتبط باجلانب الداليل أين تؤكد املعىن املعجمي لعبارة .بصورة شعرية تأكيدية هي قبض الريح

: لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان الصفحة املستوى الداليل الصفحة املستوى املعجمي العنوان املزدوج

Page 125: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

قصائد من البحر

:البحر

إين أخاف عروس البحار

سرت مع البحر وحدي بناري

أسرتين البحار

لست أخاف البحار

كأنك يف زرقة البحر

البحر ال ينام

65ص

66ص

66ص

69ص

70ص

74ص

: قصائد

حاالت مسافر-1

حمارة فينوس -2

رقص-3

البحر -4

65ص

70ص

72ص

74ص

تواتر ذكر البحر يف كل مقاطع القصيدة، حيث وسم كل مقطع بعنوان لتتحول هذه املقاطع املعنونة إىل

".قصائد من البحر"قصائد جيمعها العنوان الكبري

ما يالحظ من خالل اجلداول السابقة أن الشاعر اجلزائري يعتمد يف استنباط عناوينه املستوى املعجمي ، مما يؤكد استحالة قراءة العنوان مبعزل عن )داليل/ معجمي(و املستوى الداليل و املستوى املزدوج

ي لتيمات الديوان، و يف كل نصه الذي ميثل مرجعية ال مناص منها، و ذا يغدو النص املفتاح التأويلاألحوال ال جيد متلقي الديوان صعوبة يف حتديد الداللة املرجعية بني العناوين الداخلية والنصوص اليت

.تعنوا و ذلك لوجود قرائن دالة لغوية و معنوية مثلما الحظنا يف اجلداول السابقة

Page 126: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

اللغوية اليت تتكافل إلجناح العملية التواصلية ، وهذه تعترب اللغة األدبية نظاما خاصا من العالقات العالقات اللغوية حيكمها النموذج و نعين به املعيار النحوي ، الذي يعمل على بسط سلطته التقعيدية لضبط أصول الكالم و توجيه مراميه ، غري أن هذه املنطلقات النحوية ليست أقوى من امللكة اإلبداعية

.بت و تزعزع كل القواعد اليت حتول كل الثوا

ذلك أن مجالية العمل الفين تكمن يف مدى قدرته على التعبري عن املوجود و صرفه إىل املتخيل .والالمعقول ، و لن يتم ذلك إال خبرق القواعد النحوية ما يضمن التنوعات الداللية

: و متر العملية اإلبداعية بثالثة مستويات مهمة

: مستوى االختيار -

ال ميكننا احلديث عن االختيار إال و حنن نستحضر االستبدال ، فكالمها عملية ذهنية يقوم ا املبدع واملقصود بالنحو يف هذا "تتوج بعدها بالتركيب ، و ما يهمنا يف هذا املقام هو االختيار النحوي

و نظم اجلملة ، و يكون هذا املصطلح قواعد اللغة مبفهومها الشامل الصوتية ، و الصرفية ، والداللية ،االختيار حني يؤثر املنشئ كلمة على كلمة أو تركيبا على تركيب ألا أصح أو أدق يف توصيل ما يريد

"215.

مرحلة تتعلق باختيار اللفظ، ومرحلة ثانية تتعلق بتموضع هذا : و منيز على مستوى االختيار مرحلتني اللفظ ضمن التركيب ، فالشاعر يعمل على انتقاء األلفاظ اليت يراها مناسبة ملوضوعه و قادرة على

ي ما يناسبها من توصيل رسالته ، بل ميكن القول أن التجربة الشعرية هي اليت تستدعي عن غري وعألفاظ مث يقوم الشاعر عن وعي وقصد بترتيب هذه األلفاظ أو استبداهلا وفق قانوين االختيار و التركيب، ويف هذه احلال يلعب االستبدال دورا بارزا فهو العملية املشتركة بني القانونني السابقني إن

.يب يف عمليات اإلسنادمن حيث استبدال اللفظة بأخرى أو استبدال املواقع يف الترك

ولكي تتحقق ،) القصيدة/ العنوان ( يقودنا احلديث عن مبدأ االختيار إىل احلديث عن شعرية النص شعرية النص وجب توفر منطلقات أساسية قوامها االقتصاد اللغوي ، و االنزياح اللغوي و البعد

القرائية لن تتحقق بالشكل املطلوب إال إذا التأويلي، و لعل القارئ يعي متاما أن مثل هذه امليكانيزمات .اجتاز املبدع مستوى االختيار عن كفاءة

األسلوبية و حتليل اخلطاب ، دراسة يف النقد العريب احلديث ، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، : الدكتور نور الدين السد 215

.174، ص 0201، 1اجلزائر ، ج

Page 127: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فاألطر الثابتة و الصيغ اجلاهزة كفيلة بدفن إبداع ما أو حماكمته باعتباره ترجيع و تقليد ال جدة فيه ، كيان املتلقي و إذ البد من متييز مسافة فاصلة بني إبداع و إبداع ، و اإلبداع احلق ذاك الذي يهز

يشكك يف كفاءته و جيربه على قراءة النص اإلبداعي مرات و مرات مع االستعانة خبلفيات معرفية و .فكرية ذاتية أو غريية

( و ألن النص الشعري عقد قرائي بني الشاعر و املتلقي وجب على الشاعر أن يستحضر املتلقي ليس بصحيح أن املرء " تب جلمهور يتفاعل مع النص وأثناء عملية االختيار فهو يك) القارئ النموذجي

يكتب لنفسه و إال كان ذلك أروع فشل ، و إذا شرع املرء يف تسجيل عواطف على الورق ، فمبلغ جهده أن يستدمي هذه العواطف يف نفسه واهية ضعيفة، و لو كان املرء يعيش وحده الستطاع أن

عمال موضوعيا، و عليه يف هذه احلالة أن يضع القلم أو يكتب ما شاء فلن خيرج كتابه إىل الوجود ييأس ، و لكن عملية الكتابة تتضمن عملية القراءة الزما منطقيا هلا ، و هاتان العمليتان تستلزمان

: عاملني متميزيني

ي الكاتب و القارئ فتعاون املؤلف و القارئ يف جمهودمها هو الذي خيرج إىل الوجود هذا األثر الفكر 216".فال وجود لفن إال بواسطة اآلخرين و من أجلهم

، وهو 217" يتم على مستوى اللفظ أوال مث ينتقل إىل نظم الكالم وتأليفه "و االختيار عملية واعية نفسه ما تبناه دوسوسري يف منهجه البنيوي عندما حتدث عن حموري االختيار و الترتيب ملفتا انتباهنا

الكالم و اللسان باعتبار هذا األخري قواعد قارة ، أما الكالم ففردي و هو عنده إىل ضرورة التمييز بنيضرب من االنزياحات الفردية الناجتة عن مستعملي اللسان واملرتبط بفكرة التقومي و املعيار ، و اتصاله "

.218"أحيانا باللغة األدبية اليت تعد انزياحا بالقياس إىل اللغة العادية

بلغت صرامة النموذج اللساين ميكن لإلبداع الشعري أن ميارس شطحاته الكتابية يف غري أنه مهما مقامات لغوية خمتلفة يؤمنها فعل الكتابة ذاته الذي يزحزج الصورة الثابتة للسان ليعدل فيها وفق ما

.تبدعه ريشة هذا الشاعر

-82، ص 2000ط .محمد غنیمي ھالل ، القاھرة ، الھیئة المصریة العامة للكتاب ، د. د: ما األدب ؟ تر: جان بول سارتر 21683.

.175نور الدین السد ، األسلوبیة و تحلیل الخطاب ، ص 217218 Algerda julien greimas et Josephe courts dictionnaire raisonné de la théorie du langage ; hachette , 1979 p 113.

Page 128: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بناءا على ما سبق ذكره نتصور الشاعر يتمثل املعجم اللغوي أمامه، فيختار هذا اللفظ ، و يستبدل ذاك بلفظ أخر ينوع يف صيغه، و يغري يف نظمه و تأليفه مع غريه من األلفاظ ، فيغدو عندها العمل

و قد كان حمقا الشعري إبداعا جديدا ليس له سبق إال مالمح قد تنبئ عنها استراتيجيات التناص ،ليس هناك شعر ما مل يكن هناك تأمل يف اللغة ، حيث البد أن يكون " عندما ذهب إىل أنه" أراجون"

219".هناك إعادة خلق هلذه اللغة داخل القصيدة ، من خالل حتطيم األطر الثابتة هلا

و ال وصفية، و بذلك إن الدراسات اللغوية و البالغية احلديثة أثبتت أن اللغة العربية ليست سكونية فهي يف جتدد مستمر و مطواعة يف يد كل عارف ا ، فاهم ألصوهلا يقلبها كيفما شاء فينتج أساليب

" جديدة و بالتايل دالالت جديدة و االختيار هو الذي يسمح مبثل هذه التحوالت فنكون عندها كما نتعرف على احتماالت نتعرف يف النص فحسب على نتائج االختيار اليت متت دفعة واحدة ،

.220"ردود الفعل احملددة بتوقع القارئ هلا

و فيمايلي من صفحات هذا املبحث سنحاول استقراء أهم معايري اختيار العنوان يف الدواوين املدروسة :

سنركز الدراسة على التفسري النحوي من منطلق أن االستعمال اللغوي فعل إبداعي يتجاوز به الشاعر .لقوالب النحوية اجلاهزة ا

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم" ديوان - 1

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوان أجراس الورم تدق للورم أجراس أجراس الورم سنصلي صلوات غائبة غابت الصلوات صلوات غائبة

أخطأتلست أدري فيما أظنين اقترفت خطأ رمبا أخطأت يا باغية املداح للمداح باغية باغية املداح

سناجق الضجر ترفرف للضجر سناجق سناجق الضجر أنا رسول احلجل هذا رسول احلجل رسول احلجل احبث عن الصفاء يف العز العز صايف صفاء العز كانت أحاديث أخرية هذه أحاديث أخرية أحاديث أخرية حان وقت الصراخ للصراخ وقت حمدد أوان الصراخ

.210، ص1993، 1احمد درویش ، مكتبة الزھراء ،ط: بناء لغة الشعر ، تر: جون كوھین 219 .175-174، لبنان ، ص 1985، منشورات دار األفاق بیروت ، 1صالح فضل ، علم األسلوب مبادئھ و إجراءاتھ ، ط 220

Page 129: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أناشد النسب أن يصحو النسب نائم صحوة النسبأحصينا يف اجلدول العناوين املركبة فقط ، أما العناوين املفردة فتجاوزناها ألا تستعصي عن التحديد

من الشعراء و السيما أا عناوين مفردة نكرة مشتركة بني الكثري -إال بالعودة إىل السياق النصي - 221ايات ، وجهة ، خطوة ، صورة ، أغنية ، متر: من مثل

و الالفت لالنتباه من خالل اجلدول السابق أن العناوين كلها مركبة تركيبا إضافيا، و قد أظهر التقدير النحوي أن هناك حذفا على مستوى العبارة املستعملة ما جعلها تبدو أكثر إبداعا ناهيك عن

: النزياحي مستواها ا : لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان - 2

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوان أنا يف مقام البوح للبوح مقام خمصص مقام البوح -1أصوات الكالم للكالم أجراس أجراس الورم -2

كاألجراس األجبديةهذا احتفال األجبدية حتتفل احتفال األجبدية -3 حيرقين الفتون للفتون حرائق حرائق الفتون -4 حتدثي ال أريدك أن تصميت ال تصميت -5

خيتار عبد اهللا العشي عناوينه بعناية حمافظا فيها على الصيغة الوصفية و اليت تنفتح على عدد ال حمدود .من التأويالت ، و يقوم اختياره ملفردات العنوان على مبدأ التركيب الالمنطقي

لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 3

التقدير النحوي املعىنتفسري العبارة املستعملة يف العنوانكسوف النبض و كسوف النبض و األمنيات

كسوف األمنياتتوقف النبض و األمنيات

أيضا ليست يل القدرة أنا ال أستطيع لو أستطيع توقفي عن طلب املزيد ال تطليب املزيد من دمي

من دميال ميكنين بذل املزيد من

دميأكون هكذا فقط عندما عندما حيضر النبض حني يأتيين النبض

يأتيين النبضهو نفسه الذي يعذبين الذي يعذبين

يعذبينال ميكنين إخبارك عن الذي

يعذبين

.94ینظر ، لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ابتداء من الصفحة 221

Page 130: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

السياسة أاكرب مهي السياسة سبب مهي مثقل موم السياسة أعاين مرارة احلب للحب مرارة احلب املر

: لـ عاشور بوكلوة " الشفاعات" ديوان - 4 التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوان

ماذا سيحدث إذا جاء إذا الشعر جاء الشعر

إذا الشعر جاء حدث كذا

األمنيات راقدة و األمنيات و األرض راقدة األرض راقدة

األرض راقدة و األمنيات أيضا

انطلقت إىل األمام فوداعا أودعكم فاين ذاهب وداعا إين انطلقت أنا جاهز للغناء أنا جاهز للغناء جاهز للغناء

: لـ عبد القادر راحبي " أرى شجرا يسري"ديوان - 5

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوان

أرى شجرا يسري مثلما أرى شجرا يسري يسري البشر

: هذه رؤياي فصدقوها رأيت شجرا يسري

أزمنة حتافظ على رتابتها أزمنة خائفة أزمنة تصون خوفها يف اخلوف

سيزيف يعود بعدما عودة سيزيف غاب

سيزيف يعود من جديد

شجر ينبت من نزيف شجر من نزيف الكالم الكالم

الكالم ينبت شجرا

هي نفسها أوجاع الفارس يتوجعالفارس القدمي توجعات الفارس القدمي القدمي

: لـ يوسف وغليسي " تغريبة جعفر الطيار"ديوان - 6

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوانجعفر الطيار حيكي تغريبة جعفر الطيار

غربته هذه تغريبة جعفر الطيار

النيب الذي مل ميت جتليات نيب غفل عنه جتليات نيب سقط من املوت

Page 131: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

املوت سهواامحد مطر مل يكتب الفتة مل يكتبها امحد مطر

هذه الالفتةالفتة تشبه الفتات امحد

مطر لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 7

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوانمرثية الرجل الذي مرثية الرجل الذي رأى

رأى موضوع املرثية مرثية الرجل الذي رأى

موت املرثيأغنية الدرويش املميزة عن للدرويش أغنية أغنية الدرويش

كل األغاينللجنوب أشجار أشجار اجلنوب املائلة

لكنها مائلة أرى أشجار اجلنوب مائلة

يوجد كهفان و الدخول إىل الكهف الثاين الدخول يكون إىل

الكهف الثاين

الكهفان

قصائد مستخرجة من البحر يف البحر توجد فصائد قصائد من البحر يعزف وحيدا يعزف مبفرده عزف منفرد

:لـ خلضر خبيت "للريح اليت تغري املطاف ...لألكيد"ديوان - 8

التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوانللريح اليت تغري ... لألكيد املطاف

إىل ... إىل األكيد الريح اليت تغري

املطاف

أسري إىل األكيد أسري إىل الريح اليت تغري املطاف

يا رفاقي احن إليكم أناديكم يا رفاقي يا رفاقي من هو هذا الضرير أي ضرير يقتاد خطاكم

الذي يقتاد خطاكمكيف هلذا الضرير أن

يقودكمحرف اجليم حيمل حملنةجيم ا

داللة احملنة مكان احملنة به حرف اجليم

ما فعله سالطني الليل هذه سالطني الليل سالطني الليل

: لـ سليمان جوادي" قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا "ديوان - 9 التقدير النحوي تفسري املعىن العبارة املستعملة يف العنوان

Page 132: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

للحزن قصائد للحزن و أخرى أيضا

قصائد للحزن وقصائد أخرى للحزن أيضا

قصائد حزينة

القصيدة اليت كتبت و انتحار األزمنة

القصيدة اليت كتبتين و األزمنة اليت انتحرت

القصائد الكاتبة و األزمنة املنتحرة

مدينيت خبري و العامل مدينيت و العامل اليوم خبري اليوم خبري

مل أيضامدينيت خبري و العا

رحلة بائسة يف حبور رحلة بائسة عرب حبور الشعر الشعر

الرحالت يف حبور الشعر بائسة

توجد أحزان مراهقة أحزان ليست مراهقة و أخرى غري مراهقة

هذه األحزان ليست أحزانا مراهقة

مقاطع مفككة من رحلة الضياع

مقاطع جمتزأة من رحلة الضياع

رحلة الضياع املركبة

هل ميكنك التصفيق بيد صفقي بيد واحدة أال صفقي بيد واحدة واحدة

اخلروج من حتت اخلروج من الرماد الرماد

انه خروج من املوت

قراءة أخرى لرسالة قراءة جديدة لرسالة الغفران الغفران

معىن جديد لرسالة الغفران

شبيهة بالتقدير النحوي، و بذلك يكون العنوان املالحظ من خالل هذا اجلدول أن العبارة املستعملة أقل مجالية مقارنة بالعناوين السابقة فعناوين سليمان جوادي خطابية، فرغم اعتمادها االنزياح

التركييب إال أنه يظل انزياحا عاديا ال جدة فيه ، فقد تعود القارئ على مثل هذه التراكيب حىت .تعملة باتت عنده من العبارات املس

صحيح أن االختيار عملية ذهنية يقوم ا الشاعر أثناء انتقاء اللفظ أو استبداله بآخر ، غري أننا ال نستطيع تكهن سريورة هذه العملية يف ذهن الشاعر، لذا نكتفي باستقراء نتائجها من خالل التركيب

النحوي الذي على مستواه يتم ، فمن خالل العبارة املستعملة يف التركيب ميكن أن نستنتج التقديراحلذف و الذكر أو التقدمي و التأخري أو النفي و اإلثبات و غريها من األدوات اإلجرائية اليت تعمل على

.اتساق التركيب ، و هذا ما سنتحدث عنه يف املستوى الثاين من مستويات العمل اإلبداعي : مستوى التركيب -

Page 133: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ه و تنضيده يف مستوى خطي هو مستوى التركيب، فيتحول تكمن مزية الشعر يف طريقة ترصيف الفعل القرائي عندها من الفهم إىل التأويل متجاوزا كل األطر و املعايري الثابتة اليت جتعل من النص نسقا

.مغلقا يقاوم اجتهادات اللغة الشعرية يف بناء ذاا خارج التراكيب املألوفة البالغة أن الزيادة يف املعىن تعين حتما زيادة يف املعىن ، ستكون هذه و كثريا ما ردد علماء اللغة و

املعادلة أكثر صدقا يف اخلطاب النثري من حيث حرص الكاتب على توصيل رسالته التواصلية كما أراد هلا أن تكون ، عندها تعمل كل إضافة على حصر الداللة أكثر فأكثر ، أما إذا ما تعلق األمر باخلطاب

فإن املعادلة السابقة تتحول من املبىن إىل املعىن فيكون عندها كل حذف يف املبىن يعين حتما الشعري .زيادة يف عدد القراءات و التأويالت أي عدد ال متناهي من املعاين لبنية واحدة

يانا ما و ألن اللغة الشعرية خاضعة للتجربة الشعرية ، نلفها دائمة التحول و التبدل إىل حد الغرابة أح يفسر غياب املرجعية الداللية يف كثري من النصوص الشعرية ، و الشاعر املعاصر على وعي تام مبدى

صعوبة هذا التحول من اللغة املعيارية إىل اللغة التحررية، و لن يتم ذلك إال يف وجود البديل هذا البديل .هو النحو اإلبداعي

اختيار الكلمات ال يكون مفيدا إال إذا أحكم " ديب بل إن و التركيب مرحلة مهمة يف بناء النص األ توزيع هذه الكلمات، و هي تتوزع على مستويني حضوري و غيايب ، فهي تتوزع سياقيا على امتداد

.222" خطي و يكون لتجاورها تأثري داليل و صويت و تركييبو قد قسم الباحثون التركيب إىل مستويني ، مستوى حنوي و مستوى بالغي ، و على املستوى

املستوى البالغي -البالغي يتم التالعب بالبيانات اللغوية من حيث توزيعها يف النظام اجلملي ، كما أنه ناد و ما يتصل ا من يتمثل الثابت يف تواجد أطراف اإلس"القادر على متييز الثابت من املتحول إذ –

متعلقات ، أما املتحول فيتمثل يف حتريك بعض هذه األطراف من أماكنها األصلية اليت اكتسبتها من .223"نظام اللغة إىل أماكن جديدة ليست هلا يف األصل

إن اهتمام الشاعر باملصاحبة املعجمية ليس بالسهولة مبكان لذا نرى الشاعر يستدعي كل العالقات ة للتأليف بني ما ال يأتلف ، فيجاور بني لفظني متنافرين و يعقد صلحا بني ألفاظ متضادة اللغوي

فيشركها يف احلكم النحوي و الداليل يف وجود قرائن اتساقية حتقق السبك النحوي و املعجمي، و لك إحسان إحكام عالقات األجزاء و وسيلة ذ" بالتايل حتقق اتساق التركيب ، إذا فاالتساق ما هو إال

استعمال املناسبة املعجمية من جهة و قرينة الربط النحوي من جهة أخرى ، و استصحاب الرتب " النحوية إىل حيث تدعو دواعي االختيار األسلويب و رعاية االختصاص و االفتقار يف تركيب اجلمل

.224

.188األسلوبیة و تحلیل الخطاب ، ص : ین السدنور الد 222 . 333، ص1994، الشركة المصریة العالمیة للنشر ، 1البالغة و األسلوبیة، ط: محمد عبد المطلب 223، ص 2، ط1988تمام حسان ، موقف النقد العربي التراثي من دالالت ما وراء الصیاغة اللغویة النادي األدبي الثقافي جدة . د 224

789.

Page 134: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

على أساسها يتم استبدال تتوزع الكلمات على خريطة املعىن وفق قوانني خاصة هي قوانني االتساق اليت و هو ما يدخلها يف عالقات ركنية ، و هي أيضا "تراكيب بأخرى حيكمها مبدأ ااورة النحوية ،

تتوزع غيابيا يف شكل تداعيات للكلمات املنتمية لنفس اجلدول الداليل ، فتدخل إذن يف عالقة جدلية ات الركنية بالعالقات اجلدولية و جمموع عالئق أو استبدالية فيصبح األسلوب بذلك شبكة تقاطع العالق

225" بعضها ببعضإذن إن كل من عالقات التضاد ، و التقابل ، و العطف، و اإلحالة، و الوصف، و الذكر و احلذف ،

اخل ، تصنع صدعا يف التركيب جيعل من الداللة دائما .... و الوصل، و الفصل، و التقدمي، و التأخري ال يناهلا املتلقي إال بعد إعادة هيكلة التركيب و بناء انسجامه من جديد ، و ذلك بتحويله عملية مرجأة

أي تغيري يف بنية التركيب بتقدمي أو تأخري يف " إىل النقطة الصفر البالغية ، مع األخذ بعني االعتبار أن ف و يتقصده املنشئ بعض وحداته اللغوية أو تعريف أو تنكري أو إظهار أو إضمار كل ذلك يكون د

226".عن وعي و عن إدراك و قد عرض حممد مفتاح يف كتابه حتليل اخلطاب الشعري أسسا لتحليل التركيب وزعها على سبعة

: عناصر كاأليت .التباين -1

. التشاكل -2

.األقرب أوىل -3

.االقتراب اهتمام -4

.الزيادة يف املبىن زيادة يف املعىن -5

.التقدمي -6

.227بنية التعدي -7

و حنن بدورنا سنحاول حتليل تراكيب العناوين املدروسة حسبما تقتضيه طبيعة كل تركيب مستندين .يف كل مرة على اجلملة النواة يف التركيب اللغوي العريب االصيل

:لـ خلضر خبيت " للريح اليت تغري املطاف... لألكيد "ديوان - 1

: عنوان الديوان -1

، ما مييز هذا العنوان هو تركيبه املعقد و " للريح اليت تغري املطاف... لألكيد "عنوان الديوان هو .داللته الغامضة فعادة هذه العناوين تستفز كفاءة املتلقي و تبغي قارئا جريئا متفحصا

: املستوى التركييب للعنوان

.84، ص 2، ط 1982األسلوب و األسلوبیة ، الدار العربیة للكتاب ، تونس : عبد السالم المسدي 225 .190نور الدین السد، األسلوبیة و تحلیل الخطاب ، ص . د 226 .95إلى ص 72، لبنان من ص 1985، دار التنویر بیروت 1تحلیل الخطاب الشعري إستراتیجیة التناص ، ط: محمد مفتاح 227

Page 135: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: يتكون العنوان من مركبني ...للريح اليت تغري املطاف ... لألكيد

يظهر التوزيع السابق أن داللة العنوان ترتكز على مدى قدرة املتلقي يف فهم مستوى احلذف والتكرار التركيب أما التكرار فهو من مظاهر االتساق املعجمي يكون بني مفردات التركيب إما املوجود ين يف

.بإعادة اللفظة نفسها أو بذكر ضمري يعود عليها

الريح "و " األكيد"و يتجلى التكرار يف هذا التركيب من خالل حرف اجلر الالم الذي يلحق كل من ."

.وي يدل عليه سياق الكالم او قرينة لفظية تركيبية أما احلذف فهو وجه من وجوه االقتصاد اللغ

باب دقيق املسلك لطيف املأخذ عجيب األمر شبيه بالسحر فانك ترى به ترك الذكر "و احلذف .228" أفصح من الذكر و الصمت عن اإلفادة أزيد لإلفادة

ذف يظهره فعل و يف هذا التركيب منيز نوعني من احلذف ، حذف تفصح عنه البالغة البصرية ، وح .القراءة الذي يستنطق الوحدات اخلطية

أما احلذف األول فيربزه تتابع النقاط الدالة على وجود كالم حمذوف و اليت تتوسط املركبني املكونني .، كما تأيت أيضا اية املركب الثاين مرفقة لعالمة تعجب ) العنوان( للمركب الكلي

84،ص2002دراسة جمالیة بالغیة نقدیة ، منشورات اتحاد العرب ،دمشق، –حسین جمعة ، في جمالیة الكلمة 228

مركب كلي

1مركب جمرور+ جار د األكي+ لـ

2مركب )صلة موصول(مجلة فعلية + اسم موصول + جمرور+ جار

ملطاف اتغري + اليت + الريح+ لـ

Page 136: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و احلذف الداليل الذي يدل عليه اإلعراب و هو حذف فين مجايل أما املستوى الثاين من احلذف فه يتعلق باألثر الذي حيدثه انتقال العبارة من حكم كانت عليه إىل حكم استجد عليها وهذا االنتقال "

.229"حمكوم بآلية اإلعراب ، حبيث ال يتم التحول يف العبارة ذاا و إمنا بانتقال احلكم إليها

احلذف للمتلقي باملشاركة يف إمتام العملية اإلبداعية باعتباره يفتح العنوان على عدة إذن يسمح هذا تساؤالت و تأويالت ، ففي العادة يكون اجلار و ارور متعلق بكالم إما سابق عليه أو الحق ، لكنه

لعامة متعلق مبحذوف تنبئ عنه الداللة ا" للريح اليت تغري املطاف... لألكيد "يف هذا التركيب .للمركب ككل

و ليس احلذف وحده من يغين الداللة و يشعبها، فللذكر كذلك مواطن حممودة ، بل أحيانا يكون جند أن االسم املوصول و " للريح اليت تغري املطاف"ضرورة كتابية ، ففي املركب الثاين من العنوان

من حيث رصد العالقة ) العنوان( صلة املوصول أكسبت الريح ختصيصا ساهم يف بناء انسجام اخلطاب ".األكيد و الريح"اليت تربط بني

: العناوين الداخلية - 2

: 230يا رفاقي- 1

و املنادى " يا "العنوان غري مكتمل دالليا إال بالعودة إىل النص الذي يعنونه ، فهو مكون من أداة النداء ، غري أن غرض النداء حمجوب ميكن للمتلقي أن يتصور ما شاء إلمتام هذا التركيب كأن يقول "رفاقي"

: مثال

يا رفاقي أين انتم ؟

يا رفاقي تعالوا

يا رفاقي انتظروين

.81،ص 1971ضرورة تحقیق المنجي الكعبي الدار التونسیة للنشر ما یجوز للشاعر في ال: القزاز عبد اهللا محمد بن جعفر 229 .21لخضر بختي ، الدیوان ، قصیدة یا رفاقي ، ص 230

يا رفاقي

أداة النداء

منادى

Page 137: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يا رفاقي اشتقت إليكم

يا رفاقي احفظوا العهد الذي بيننا

:بناءا على ما سبق ذكره ميكن أن حندد الكالم احملذوف يف العنوان على أنه هو القصيدة نفسها

231أي ضرير يقتاد خطاكم ؟- 2

يفيد طلب التحديد ما يعين أنه يوجد أكثر من " أي"العنوان مركب استفهامي ، و اسم االستفهام .ضرير لكن الضرير موضوع االستفهام من صفاته أنه يقتاد خطى املخاطبني

غري أن املتمعن يف استفهام العنوان و مع مراعاة الطبيعة االنزياحية للغة الشعرية يستنتج أن العنوان .استفهام غري حقيقي ال يبغي من وراءه الشاعر إجابة بل توعية و توجيها للمخاطبني

ة استئنافية تعمل فحوى هذا القول أن القصيدة متثل بناءا كامال تركيبا و داللة ، أما العنوان فيمثل مجل .على تأكيد معىن القصيدة و تذكري املخاطبني بأمهية ما جاء يف النص

29لخضر بختي ، الدیوان ، قصیدة أي ضریر یقتاد خطاكم ، ص 231

أي ضرير يقتاد خطاكم

أي ضرير مضاف اليه + مضاف

يقتاد خطاكم مجلة فعلية

القصيدة

خطاب كامل

أي ضرير يقتاد خطاكم ؟

خطاب توكيدي

يا رفاقي

عبارة النداء

القصيدة

موضوع النداء / غرض

Page 138: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: 232جيم احملنة - 3

ليكون ) جيم(على ختصيص املضاف ) احملنة( العنوان مركبا تركيبا إضافيا ، و قد عمل املضاف إليه جاء .مركبا إضافيا وصفيا " جيم احملنة "بذلك املركب

: نلحظ يف هذا التركيب حذفا قد نؤوله باملبتدأ أو اخلرب فيكون عندها تقدير الكالم كما يلي

1-

2-

و يف كل األصول يبقى العنوان ذا داللة وصفية إخبارية مرتبطة بالزمن أو املكان ، إذ حتديد ذلك " .اجليم"يتوقف على ما سيقدمه النص من تأويالت تفضح دالالت

: 233سالطني الليل - 4

.37لخضر بختي ، الدیوان ، ص 232

.43لخضر بختي ، الدیوان، ص 233

جيم احملنة

جيم مضاف

مركب إضايف وصفي

احملنة مضاف إليه

هذه

جيم احملنة

جيم احملنة

)مركب إضايف( خرب

+

+

+

مبتدأ

خرب حمذوف

مبتدأ حمذوف

النص املعنون

+

Page 139: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هي " سالطني"صفة من صفات " الليل"العنوان مركب إضايف خربي وصفي ، حيث حددت كلمة .زمنية جتعل السالطني مرتبطني بالليل فقط ، أما زمن النهار فهم غائبون عنه و ليس هلم حكم فيهصفة

حيمل العنوان داللة زمنية تفيد األخبار إال أا إخبارية ناقصة ال تكتمل إال يف عالقتها بالنص ، فيتحول العنوان إىل مركب أول و النص إىل مركب ثاين يلعب كل منهما دور املسند و املسند إليه وفق صور

: ثالث كمايلي 1 -

2-

سالطني الليل مركب إضايف

سالطني مضاف

الليل مضاف إليه

هؤالء

مبتدأ حمذوف

سالطني الليل

) مضاف إليه+مضاف(خرب

النص

املبتدأ

سالطني الليل

اخلرب

Page 140: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

3-

تعمل -أصال منها ما مل خيطر على بال الشاعر -إذن ال يتوقف احلذف عن استدعاء محوالت دالليةعلى توجيه القراءة للوصول إىل داللة ائية مفيدة، و يبقى للنص املعنون املرجعية الداللية اليت يستأنس

.ا القارئ لفك شفرات العنوان و ملء الفراغات اليت حيدثها احلذف : 234 رايات العز -5

نلمح يف العنوان إخبارا بغض النظر عن من املخرب و من املخرب عنه، و الداللة اإلخبارية تستوجب شرحا : و تفسريا ماال جنده يف تركيب العنوان حيث يتركب العنوان من

، غري "العز"حني وصفها بـ " الرايات"التركيب الكلي للعنوان على حصر داللة عمل املضاف إليه يف .أن داللة التركيب تبقى غامضة ما جيربنا على العودة إىل النص

كما ميكننا اعتبار العنوان خربا ملبتدأ حمذوف إما نقدره لفظا أو يعلنه النص الشعري أو يكون :ره بالنص أو لفظا كاأليت العنوان مبتدأ خلرب حمذوف نقد

.53لخضر بختي ، الدیوان ، ص 234

سالطني الليل

املبتدأ

النص

اخلرب

رايات العز مركب إضايف

رايات مضاف

العز مضاف إليه

Page 141: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

1-

2-

3-

4-

: لـ عاشور بوكلوة" كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 2 .اسم معطوف + حرف العطف + منيز يف العنوان مركبني ، مركب إضايف : عنوان الديوان -1

من بني معاين العطف أا تفيد اجلمع و الترتيب و التعقيب مع التساوي يف احلكم ما جيعلنا نلمس يف تركيب العنوان حذفني يتعلق احلذف األول بأحد ركين اجلملة العربية إما املسند أو املسند إليه، أما

و اليت نعتقد " األمنيات" إىل" النبض"احلذف الثاين فنقصد به الصفة اليت تتعدى بفعل حرف العطف من : أن الشاعر قد أسقطها حتاشيا للتكرار، و عليه يكون تركيب العنوان كاآليت

هذه

مبتدأ حمذوف

رايات العز

خرب

النص الشعري

مبتدأ

رايات العز

خرب

رايات العز

مبتدأ

مرفوعة

خرب حمذوف

كسوف النبض و األمنيات

و األمنيات كسوف النبض

األمنيات+ و النبض+ كسوف مضاف إليه+ مضاف اسم معطوف+ حرف العطف

رايات العز

مبتدأ

النص الشعري

خرب

Page 142: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

1-

2-

235: لو أستطيع - 2

يف أول لقاء للقارئ مع هذا العنوان يلحظ أنه تركيب ناقص حنوية ، و مثل هذه التراكيب تفتح أفق التلقي ما يوجب على القارئ تفعيل خرباته القرائية تساوقا مع أفق توقعه ، هذا

.فور ربط خيوط الوصل بني العنوان و النص الذي يعنونهاألفق الطي قد يؤكد أو يعدل

فعل " أستطيع"مركب فعلي يف صيغة شرطية ، و ألن الفعل " لو استطيع"و العنوان .متعدي فهو حيتاج مفعوال به الذي بدوره يعمل على استدعاء مجلة جواب الشرط غري اجلازم

املركب الفعلي

.13اشور بوكلوة ، دیوان كسوف النبض و االمنیات، قصیدة لو استطیع ، صع 235

كسوف األمنيات + و + كسوف النبض + هذا

مجلة معطوفة على مجلة اخلرب خرب مبتدأ حمذوف

النص الشعري + كسوف األمنيات + و + كسوف النبض

مجلة معطوفة على مجلة املبتدأ خرب مبتدأ

لو استطيع

استطيع لو

) أنا(فاعل مستتر+فعل امتناع المتناعحرف

Page 143: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

انطالقا من هكذا تركيب ميكن للمتلقي أن ينتقي من سلم االختيار و حسب ما ميليه عليه أفق توقعه املفعول به املناسب و كذا مجلة جواب الشرط اليت جيدها مالئمة إلمتام املعىن و يكون تقدير احملذوف

: كمايلي

غري أن قراءة النص تسعف يف ملء فجوات التركيب العنواين فيتحول حينها احملذوف من العنوان إىل : النص كمايلي

:236ال تطليب املزيد من دمي - 3

.بغض النظر عن الصورة الشعرية و كثافة االنزياح يف هذا العنوان فإن التركيب مكتمل حنويا

العنوان خطاب موجه من الشاعر إىل أنثى ، يطلب منها أن تتوقف عن طلب املزيد من دمه، يف هذه .احلال يكون العنوان إجيازا ميهد للنص

:237حني يأتيين النبض - 4

.18عاشور بكلوة ، كسوف النبض ، قضصیدة ال تطلبي المزید من دمي ، ص 236 .20عاشور بوكلوة ، دیوان كسوف النبض ، قصیدة حین یاتیني النبض ، ص 237

فعلت كذا + لـ + أن أفعل كذا + لو أستطيع

1احملذوف العنوان املفعول به

2احملذوف جواب الشرط

القصيدة لو أستطيع

جواب الشرط فعل الشرط

دمي + من + املزيد + تطليب + ال

حرف ي

فعل مضارع

مفعول به

جار

جمرور

Page 144: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العنوان ذو طابع زماين إذ تتعلق سريورة األفعال يف هذا التركيب خاصة و القصيدة عامة بلحظة جميء هذه اللحظة الزمنية آثر الشاعر أن تكون عنونا للقصيدة تأكيدا عليها باعتبارها نقطة النبض، و ألمهية

حتول األحداث من السكون إىل احلركة؛ أي قبل جميء النبض و حني جميء النبض ويبقى فهم هذه .األحداث مرهون بقراءة نص القصيدة

قراءة العنوان تطرح تساؤال منيز من خالله داللتني تركيبيتني تتعلق األوىل بـ ماذا سيحدث حني يأتيه .النبض ، أما الثانية فتتعلق بـ كيف يكون حني يأتيه النبض

: قة مستمرة مع النص يستلزم أحدمها اآلخر مثل هذا التوزيع جيعل العنوان يف عال

1-

2-

238:و هلذا أنكسر...-4

، هكذا جاء العنوان يف ديوان عاشور بوكلوة ، و هو عنوان خيفي "و هلذا أنكسر"نقاط حذف مث عبارة العطف تعطف " واو"الكثري من التساؤالت إن على مستوى التركيب أو على مستوى الداللة ، فـ

العطف ال على جمموع النقط املتتالية الدالة على وجود كالم حمذوف ، و هذا " هلذا أنكسر" عبارة

.26انكسر، صو لھذا ... عاشورة بوكلوة ، دیوان كسوف النبض ، نص 238

لنبض ا+ يأتيين + حني

فاعل + مفعول به + فعل+ ظرف زمان

النص حني يأتيين النبض

خرب مبتدأ

النص حني يأتيين النبض

خرب مبتدأ

Page 145: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حيمل معىن اجلمع و االشتراك يف احلكم بل يفيد التعقيب الذي حياول الشاعر من خالله أن يرفع عنه .اللوم و يلتمس من خماطبيه األعذار

يؤكد صعوبة املوقف الذي جعل الشاعر ينكسر فيكون تقدير الكالم " هذا"إن اسم اإلشارة

أنكسر+ +...........هذا + و لـ.................+

، و الذي " هذا"على أن الكالم احملذوف يف بداية العنوان هو نفسه الكالم املشار إليه باسم اإلشارة :يفسره النص الحقا

العنوان مركب امسي 239:الرئيس يزور العيادة - 5

.إذن ذا التوزيع يكون العنوان مكتمال من حيث التركيب و الداللة

: 240احلشاش و احلالزين - 6

.44عاشورة بوكلوة ، دیوان كسوف النبض ، قصیدة الرئیس و العیادة ، ص 239

.70عاشور بوكلوة ، دیوان كسوف النبض و االمنایت ، قصیدة الحشاش و الحالزین ، ص 240

و هلذا أنكسر.........+

و هلذا أنكسر+ النص

الرئيس يزور العيادة

يزور العيادة الرئيس

العيادة + يزور الرئيس

مفعول به + فعل مضارع العيادة

) مجلة فعلية( خرب

اسم

مبتدأ

Page 146: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، و قد جاءت مفردة احلالزين مجعا معطوفا على " احلالزين" و " احلشاش" العنوان مركب من امسني ، ".صفة احلشاش

و العطف يف هذا التركيب يتجاوز داللة اجلمع إىل داللة التقابل ، حيث يقابل الشاعر يف هذا التركيب ذا التقابل يتسىن للشاعر أن ينسج خطابا موازيا للخطاب " احلالزين" و" احلشاش"بني مفهومي

-اخلطاب الثاين أقصى اقتصاد لغوي ميهد الستقبال - خطاب العنوان–الشعري، إذ ميثل اخلطاب األول : وفق املعادلة اآلتية -النص الشعري

القصيدة الشعرية ⇔احلشاش و احلالزين

: لـ عبد القادر راحبي" أرى شجرا يسري"ديوان - 3

: عنوان الديوان - 1

و هو تركيب فعلي مكون من عناصر بنائية للجملة العربية " أرى شجرا يسري"عنوان الديوان هو : كمايلي

مركب كلي

احلشاش و احلالزين

احلالزين احلشاش

اسم معطوف ) معطوف عليه( مبتدأ

يسري شجرا+ أرى

أرى شجرا يسري

يسري أرى شجرا

فعل مفعول به + فعل

Page 147: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و ) أنا(من خالل املخطط نستنتج أن تركيب العنوان مكتمل حنويا فهو مكون من فعل و فاعل مستتر ).يسري(الذي جاء مجلة فعلية " حال"مفعول به مث

و العنوان ذا التركيب حيمل داللة اإلخبار و اإلعالم حبدث قد وقع الرتباط فعل الرؤية بزمن .املاضي

241 ها أنا أمسع اآلن خطوي- 3

هو األخر عنوان مركب تركيبا تاما مبىن و معىن

تركيب مشبع بالداللة الزمنية ، يقوم املعىن يف هذا التركيب على ثالث " ها أنا أمسع اآلن خطوي" كلمات حمورية

.05عبد القادر رابحي ، دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة ھا انا اسمع االن خطوي ، ص 241

ها أنا أمسع اآلن خطوي

أمسع اآلن خطوي ها أنا

للتنبيه ضمري مجلة فعلية

ناآل

خطوي أمسع

Page 148: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

242: أزمنة تصون خوفها - 2 .مبتدأ وخرب ، و اخلرب يف هذا التركيب مجلة فعلية العنوان مركب امسي مكون من

العنوان

املسند و املسند إليه، و : نرى أن مجلة العنوان قد استوفت شروطها من حيث ذكر ركنيها األساسني .هذا األساس يكون للعنوان داللة مستقلة قابلة لالحتاد مع داللة النص املعنون لتشكل داللة كربىعلى

1داللة ←العنوان

2داللة ←النص

) 2+1(داللة كربى ←النص + العنوان

15دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة ھا انا اسمع االن خطوي ، ص عبد القادر رابحي ، 242

أزمنة تصون خوفها

تصون خوفها أزمنة

خرب مبتدأ

Page 149: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

243عودة سيزيف-4

يكون مبتدءا أو جاء العنوان يف شكل تركيب إضايف خيفي ركنا مهما من أركان اجلملة االمسية قد.خربا ، هذا ما يعمل السياق النصي على حتديده

العنوان

إذا كان املضاف يف التركيب هو مبتدأ التركيب فإن احملذوف حتما هو اخلرب ، أما إذا كان املضاف هو : اخلرب يف هذا التركيب فيكون عندها املبتدأ هو احملذوف ، و ميكن لنا أن نقدر احملذوف مبايلي

1-

2-

:245من نزيف الكالمشجر / 244وطن للمراحل الصعبة- 5

..20عبد القادر رابحي ، دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة عودة سیزیف ، ص 243 32عبد القادر رابحي ، دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة وطن للمراحل الصعبة ، ص 244 41ن نزیف الكالم ، صعبد القادر رابحي ، دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة شجر م 245

عودة سيزيف

سيزيف عودة

مضاف إليه مضاف

عودة سيزيف + هذه

مبتدأ حمذوف خرب

هذه+ عودة سيزيف

مبتدأ خرب

Page 150: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

التركيبان عنوانان لقصيدتني خمتلفتني ما جيمع هذين التركيبني هو شكلهما النحوي، فكالمها يتكون من حيث متثل مفردة وطن يف التركيب األول و مفردة شجر يف ) جار و جمرور(مفردة تليها شبه مجلة

.التركيب الثاين مبتدءا ، أما ما تبقى من التركيب فهو اخلرب : العنوان األول

: العنوان الثاين

246 توجعات الفارس القدمي- 6

.يتركب العنوان من مفردة يف صيغة اجلمع حاملة لداللة فعلها مث االسم الذي قام بالفعل متبوعا بنعت ) مضاف( خرب/ مبتدأ: توجعات - مضاف إليه : الفارس - نعت: القدمي -

71عبد القادر رابحي ، دیوان ارى شجرا یسیر ، قصیدة توجعات الفارس القدیم ، ص 246

الصعبة + املراحل+ لـ

شجر من نزيف الكالم

شجر الكالم + نزيف + من

مضاف إليه) + مضاف(جمرور+ جار مبتدأ خرب

وطن للمراحل الصعبة

الصعبة + املراحل+ لـ وطن

صفة + جمرور+ جار مبتدأ خرب

Page 151: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بني املبتدأ أو اخلرب ما جيعلنا منيز تركيبني " توجعات"لفظ يتوقف البناء النهائي للتركيب على متوقع :أحدمها هو املقصود

1-

2-

:لـ يوسف وغليسي " تغريبة جعفر الطيار"ديوان -4

: عنوان الديوان -1

يتركب العنوان من ثالثة أمساء حيمل كل اسم داللة خاصة و أخرى تنتجها عالقته باالسم الذي يليه .غري أن الداللة الكلية تبقى غامضة حتتاج سياقا خاصا يفسرها هو السياق النصي

و العنوان ذا التركيب جيعلنا نفكر يف وجود كالم سابق حمذوف أو ننتظر كالما تاليا متمما للمعىن .العام

1-

توجعات الفارس + هذه القدمي

مبتدأ حمذوف خرب

النص + توجعات الفارس القدمي

مبتدأ خرب

تغريبة جعفر الطيار + هذه

خرب مبتدأ حمذوف

النص + تغريبة جعفر الطيار

Page 152: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

2-

: 247جليات نيب سقط من املوت سهوا -2 : ما مييز هذا العنوان هو طوله إذ يتركب من عدة مجل ميكن أن حنصيها يف املخطط اآليت

تقدم داللة تامة من حيث السبك " نيب سقط من املوت سهوا" من خالل املخطط منيز أن عبارة جتليات و ليس مبتدءا يف مجلة مضافا إىل" نيب"النحوي، غري أن توزيع املفردات يف التركيب جيعل من

".سقط من املوت سهوا"

توزيع ذا الشكل حيجب الداللة و يوجه عملية القراءة إىل النص باعتباره السياق العملي لفك شفرات .العنوان

1-

2-

.24یوسف وغلیسي ، الدیوان ، ص 247

جتليات نيب سقط من املوت سهوا

جتليات نيب سقط من املوت سهوا

جمرور حال + فاعل جار+ مضاف إليه فعل + مضاف

جتليات نيب سقط من املوت سهوا + هذه

مبتدأ حمذوف خرب

النص + جتليات نيب سقط من املوت سهوا

خرب مبتدأ

Page 153: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: 248إىل أوراسية - 3، فيثبت حرف اجلر "أوراسية"العنوان مكون من جار و جمرور و الشاعر يف هذا التركيب يركز على

الدال على الغاية و اهلدف مع اإلفصاح عن البعد املبتغى هذا من جهة ، و من جهة ثانية جند الشاعر عندها " أوراسية"و ميحو كل أثر ميكن له أن يشبع فضول املتلقي حول ماهية هذا التوجه و االنقياد حن

.لن يكون لنا بد من قراءة النص لوصل احللقات املفقودة

1 -

2 -

:249 يسألونك -4

.60یوسف وغلیسي ، الدیوان ، ص 248 .62یوسف وغلیسي ، الدیوان ، ص 249

قصيدة

هذه

إىل أوراسية

إىل أوراسية

مبتدأ حمذوف

خرب

إىل أوراسية

إىل أوراسية

هذه القصيدة

القصيدة

خرب

مبتدأ

Page 154: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: العنوان مجلة فعلية قد مشلت بعض شروطها التركيبية فجاءت مكونة من يسأل: الفعل ون: الفاعل ك: املفعول به املتعدى إىل مفعولني و عليه " يسأل"ما غاب عن هذا التركيب هو املفعول به الثاين الذي يقتضيه الفعل

يظل املعىن ناقصا حىت حضور املفعول به الثاين الذي لن يكون إال النص املعنون كذا+ يسألونك

لنص ا+ يسألونك

مفعول به أول مفعول به ثان+ فاعل+ فعل : 250الفتة مل يكتبها أمحد مطر - 5 -

كلما كان التركيب مستوف لشروطه النحوية و املعجمية كلما كانت الداللة أكثر حصرا ، و العنوان قد الذي بني أيدينا مركب من مبتدأ و خرب يف شكل مجلة فعلية ما يعين أن شروط اتساق التركيب

حتققت، أما عن انسجام اخلطاب فذلك مذهب مرهون بسياق التأويل الذي حيدده النص املعنون من .جهة ، و ما يستدعيه فضاء أمحد مطر من جهة أخرى

:لـ خلضر خبيت " أجراس الورم" ديوان - 5 -

: عنوان الديوان - 1

حيمل معىن الوصف واإلخبار ، إال هو العنوان األساسي للديوان مركب تركيبا إضافيا " أجراس الورم "أن اإلضافة وحدها غري كفيلة بتحقيق املعىن املراد إذ البد من القفز إىل النص الشعري الستكناه العالقة

.الرابطة بني العنوان، و ما يعنونه و بذلك يكون نص القصيدة ركنا من أركان العملية اإلبداعية

أجراس الورم + هذه -1 تدأ حمذوف خرب مب

القصيدة + أجراس الورم -2

مبتدأ خرب

.69یوسف وغلیسي ، الدیوان ، ص 250

Page 155: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ليس العنوان األساسي للديوان وحده من جاء على هذا النمط من التركيب، فكذلك العناوين الداخلية اليت ترأست نصوص الديوان ، هي األخرى مركبة تركيبا إضافيا يقدر فيها احملذوف

: أو خرب هو النصوص املعنونة كما يلي ) هذا/ هذه (حمذوف إما مببتدأ 251القصيدة + باغية املداح / باغية املداح + هذه 252القصيدة + سناجق الضجر / سناجق الضجر + هذه 253القصيدة + رسول احلجل / رسول احلجل+ هذا 254القصيدة + صفاء العز/ صفاء العز+ هذا 255القصيدة+ أحاديث أخرية / أحاديث أخرية + هذه

256القصيدة + أوان الصراخ/ أوان الصراخ + هذا 257القصيدة + صحوة النسب / صحوة النسب+ هذه

: 258قال أيب -2

فعل متعدي مل يستوف مفعوله ما جعل العنوان ناقص " قال" العنوان مركب من فعل و فاعل ،حيث، وبذلك يكون املكون الذي )ماذا قال أيب؟ (التركيب معلقة مبعرفة املقول تركيبا و داللة لتبقى تتمة

).مقول القول( سقط من التركيب هو املفعول به

بناءا على ما سبق ذكره نذهب إىل أن مثل هذا العنوان يشكل مع القصيدة نصا واحدا متصال يكون قال أيب مث نقطتني شارحتني و بعدها ذكر : فيه العنوان السطر األول من القصيدة و كأن الشاعر كتب

: املقول )القصيدة( املقول : قال أيب

:الشفاعات لـ عاشور بوكلوة"ديوان -6

14ص لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، 251 18لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 252 22لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 253 25لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 254 29لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 255 34لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 256 41لخضر بختي ، دیوان أجراس الورم ، ص 257 51أجراس الورم ، صلخضر بختي ، دیوان 258

قال أيب

فاعل + فعل

النص الشعري

مفعول به

Page 156: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:259إذا الشعر جاء -1

أداة شرط غري اجلازمة و هي ظرف ملا يستقبل من الزمان يستوجب حضورها " إذا"يبدأ العنوان بـ .يف التركيب مجلة جواب الشرط و إال ظل املعىن مبهما

ماذا سيفعل الشاعر إذا جاءه الشعر ؟ هذا ما تعمل القصيدة على عرضه إذ ال ميكن أن نقبض على العنوان دون الرجوع إىل السياق الذي تتشكل فيه الداللة العامة الناجتة عن ارتباط العنوان بالنص داللة

.املعنون

تبقى دائما متعلقة جبواا فإنه ميكن إعالن القصيدة جوابا لفعل الشرط مرة باعتبارها " إذا " و ألن .ركنا تركيبيا و مر ة أخرى باعتبارها مكمال دالليا

: 260األمنيات و األرض راقدة-2

ملكونة من املسند و معطوف عليها اجلملة االمسية ا" األمنيات"العنوان مركب امسي يبدأ العنوان مبفردة .العطف يف هذا التركيب تفيد اجلمع واالشتراك يف احلكم" واو" و " األرض راقدة" املسند إليه

املركب الكلي

: يف التركيب ميكننا تصور العنوان يف كماله النحوي كمايلي " الواو"بناءا على وظيفة

.19عاشور بوكلوة، دیوان الشفاعات ، ص 259 .31عاشور بوكلوة، دیوان الشفاعات ، ص 260

إذا الشعر جاء

مجلة فعل الشرط غري جازم

القصيدة

مجلة جواب الشرط غري جازم

األمنيات و األرض راقدة

األرض راقدة األمنيات

)مجلة معطوفة(خرب + مبتدأ ) معطوف عليه( مبتدأ

األمنيات و األرض راقدة

األرض راقدة األمنيات راقدة

األمنيات و األرض راقدة

Page 157: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تشترك يف حالة واحدة هي الرقود و القرينة الدالة على تعدي " األرض"و " األمنيات"جند أن كل من

".الواو" احلكم هي

: 261وداعا إين انطلقت -3

.الذي حيمل معىن اإلخبار والتأكيد " إن"يبدأ العنوان مبفعول مطلق تليه مجلة امسية يتصدرها الناسخ

وداعا إين انطلقت ت + انطلقـ + ي+ وداعا إن

مفعول مطلق ناسخ اسم إن خرب إن

الزمين أن يكون فعل التوديع قبل نالحظ أن فعلي التوديع و االنطالق متزامنان ألن األصل يف الترتيب : االنطالق أي

ي سأنطلقوداعا ألن وداعا فاين منطلق

اليت تتعلق بصفة أو " منطلق"اليت تلحق الفعل تتعلق مبا يستقبل من الزمن و كذلك " السني"ذلك أن .حالة مالزمة إىل حني

االنطالق قبل فعل التوديع ، وما ذكره لـ أما ما نفهمه من تركيب العنوان هو أن الشاعر قد قام بفعل أول العنوان إال تركيزا على معىن التوديع ، ألنه قرار مهم جيعله يتميز عن اآلخرين الذين " وداعا"

.ودعهم : 262 جاهز للغناء -4

39عاشور بوكلوة، دیوان الشفاعات ، ص 261 .75عاشور بوكلوة، دیوان الشفاعات ، ص 262

Page 158: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من هو اجلاهز للغناء ؟ تساؤل يلح عليه تركيب العنوان ، قد يكون هذا اجلاهز للغناء الشاعر نفسه أو .آخر أو شيئا ال عالقة له بالغناء إال إذا شاءت ذلك التراكيب االنزياحية شخص

الذي حيمله اسم ) جهز(يبدأ العنوان باسم يف صيغة اسم الفاعل مث اجلار و ارور الشارح للفعل ).جاهز( الفاعل

أو املفرد الغائب " أنا" جيعلنا نتكهن الفاعل احلقيقي فنرجعه إىل الضمري املتكلم " جاهز" اسم الفاعل ، غري أن الطبيعة الشعرية أقرب إىل اخليال منها إىل الواقع ما يعدد االحتماالت ويشعبها ، عندها " هو"

:يكون لزاما علينا العودة إىل النص الفاضح لداللة العنوان

جاهز للغناء+ أنا جاهز للغناء + هو جاهز للغناء+ النص النص + جاهز للغناء

: لـ خلضر فلوس" مرثية الرجل الذي رأى"ديوان- 7

.العنوان مركب من مضاف و مضاف إليه مث اسم موصول وصلة املوصول : عنوان الديوان -1

التركيب ينسب املرثية إىل الرجل و مييز هذا الرجل من بني الرجال على أنه الرجل الذي رأى شيئا مل يذكره التركيب ، األمر الذي يصعب عملية التحليل لتبقى داللة العنوان رهينة السياق

الرجل+ مرثية مضاف إليه + مضاف

مرثية الرجل الذي رأى الذي رأى مرثية الرجل

رأى + الذي ) مجلة فعلية( صلة موصول+ اسم موصول

Page 159: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يتوزع على طريف التركيب فوحده من ميلك مفتاح التأويل ، و يف هذه احلال ميكن للمحذوف أن .العنواين

) النص+ رأى ( مرثية الرجل الذي+ هذه -1 مبتدأ خرب

النص ) + النص+ رأى(مرثية الرجل الذي -2 مبتدأ خرب

)النص+ رأى (مرثية الرجل الذي + النص -3 مبتدأ خرب

263:أغنية الدرويش-2

هكذا جاء العنوان ، فهذه األغنية منسوبة إىل الدرويش ما جيعلها تتميز و ختتلف عن العديد .من الوصف و التحديد من األغاين ، لكنها تظل مبهمة حتتاج إىل كثري

على تفسريه ، -حتما–و العنوان ذا التركيب هو إخبار يف حد ذاته لكنه إخبار ناقص يعمل النص .فيكون النص املعنون الرافد الرئيسي لداللة العنوان

1-

2-

17لخضر فلوس ، دیوان مرثیة الرجل الذي رأى ، قصیدة أغنیة الدرویش ، ص 263

مضاف

أغنية الدرويش

الدرويش أغنية

مضاف إليه

أغنية الدرويش+ هذه

خرب + مبتدأ حمذوف النص + أغنية الدرويش

Page 160: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: 264 أشجار اجلنوب املائلة-3

األماكن وذلك /فالشاعر خيص بالذكر اجلنوب عن غريه من اجلهات ) اجلنوب(العنوان ذو محولة مكانية .حلاجة يف نفسه أرادها

.إحاالتهكما منيز يف العنوان إضافة ووصفا لكل دالالته و

و اإلضافة يف العنوان تفيد التخصيص ، حيث خصصت هذه األشجار بأا أشجار اجلنوب و كذا من حيث احلمولة ، غري أنه رغم التخصيص و الوصف ظل التركيب ناقصا) املائلة( وصفت بامليول

.النحوية و بالتايل اإلخبارية ، إذ البد من إضافة أخرى تثري الداللة و ترفع اللبس

أشجار اجلنوب املائلة + هذه - أ

مبتدأ حمذوف خرب النص + أشجار اجلنوب املائلة - ب

مبتدأ خرب

أشجار اجلنوب املائلة + هذه - ت

مبتدأ خرب :265 األرض األخرية-4

.23الدیوان السابق ، صلخضر فلوس ، 264

خرب + مبتدأ

مضاف إليه+ مضاف

أشجار اجلنوب املائلة

املائلة اجلنوب+ أشجار

وصف

Page 161: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.العنوان مركب وصفي و األرض اليت يتحدث عنها العنوان هي األرض األخرية ال األوىل و ال الثانية

:مركب وصفي غري مكتمل دالليا ، يلزمه معطى حنوي حىت تتحدد داللته أكثر : األرض األخرية

األرض األخرية + هذه - أ

مبتدى حمذوف خرب النص + األرض األخرية - ب

مبتدأ خرب

: 266قصائد من البحر-5

جار و جمرور ، حيث يشكل هذان املكونان مجلة امسية هي اسم و : نلمس يف هذا التركيب مكونني مجلة املبتدأ و اخلرب

من خالل املخطط نستنتج أن تركيب العنوان مكتمل حنويا و دالليا قياسا على اجلملة األصل يف ] خرب + مبتدأ [التراكيب اجلملة العربية

: 267النوافذ املنكسة- 6

37لخضر فلوس ، الدیوان السابق ، ص 265266 .87لخضر فلوس ، الدیوان السابق ، ص 267

اسم

قصائد من البحر

من البحر قصائد

جمرور + جار

مبتدأ خرب

Page 162: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، و لكن هل " املنكسة" مركب وصفي حيث خصصت النوافذ بوصف حمدد هو"النوافذ املنكسة "مبتدأ أم خربا ، هذا ما يطرحه التركيب و الذي حياول النص إبرازه و حتديده نعترب هذه النوافذ املنكسة

.

النوافذ املنكسة + النص - أ

مبتدأ خرب النص + النوافذ املنكسة - ب

مبتدأ خرب

:لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ "ديوان -5

: عنوان الديوان- 1العنوان يطرح تساؤال و هو يف تركيبه النحوي االستفهامي كامل من حيث اسم االستفهام و املستفهم

.منه

يستوجب جوابا ، طبعا إذا ما تعلق األمر باالستفهام احلقيقي ، أما ) تساؤل(بديهي أن كل استفهام االستفهام غري احلقيقي ، فيوظف ألغراض بالغية يقصدها الشاعر و ينبئ عنها السياق ، و حنسب هذا

.داللية يستوضحها السياق الشعريالتركيب استفهاما غري حقيقي يرجو من بعده الشاعر أبعادا

اسم استفهام

من دس خف سيبويه يف الرمل؟

دس خف سيبويه يف الرمل من

مجلة فعلية

يف الرمل دس خف سيبويه

جار و جمرور

Page 163: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

النص الشعري ⇐من دس خف سيبويه يف الرمل؟

نص السؤال نص اجلواب

ديوان عبد الرزاق بوكبة مليء بالتراكيب اإلضافية من مثل نوبة الدخول ، أعراس النسر ، أعراس الغبار، أعراس الفراشة ، أعراس البياض ، ذعر الفستان، معراج الفستان ، حصانة الكانون، حاالت

ب الصحراء ، الوحش، شوكة الروح، عصافري النار ، الحس الغبار، ضرس العقل، عتبة الليل، ذه اخل ... رهان الريح ، تفاح الربزخ، نوبة اخلروج

فهذه العناوين مركبة من مفردتني متثل املفردة األوىل املضاف و املفردة الثانية املضاف إليه، على أن .يكون إما مبتدءا أو خربا - املضاف و املضاف إليه -اجتماع املفردتني

املضاف إليه + املضاف) = مركب كلي ( العنوان النص + العنوان

مبتدأ خرب

العنوان + النص مبتدأ خرب

إىل جانب التراكيب اإلضافية جند اجلمل اخلربية املوصوفة مثل الغرفة السوداء، خيال أبيض، خيال .ليم آخر ، حجر أبيض، حجر آخر ، الكتابة العزيزة، الراوي الع

يف هذه التراكيب تكون املفردة الثانية وصف للمفردة األوىل و يكونان معا تركيبا خربيا يكون فيه املبتدأ .هو احملذوف على األغلب

:لـ سليمان جوادي " يوميات متسكع حمظوظ"ديوان - 9

: عنوان الديوان-1

Page 164: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.يتركب العنوان من مضاف و مضاف إليه و صفة املركب الكلي

و خصص املتسكع بـ " متسكع"بـ " يوميات"منيز يف هذا التركيب ختصصني حيث خصص ".حمظوظ" متسكع تركيب إخباري وصفي + يوميات: فـ

حمظوظ هذه اليوميات يتوقف على ما يسرده النص الشعري الذي يلعب دور املبتدأ تارة و و معرفة ما حتويه

.اخلرب تارة أخرى حسب متوضع احملذوف يف تركيب العنوان يوميات متسكع حمظوظ + هذه –أ

مبتدأ حمذوف خرب يوميات متسكع حمظوظ + النص - ب

مبتدأ خرب النص + متسكع حمظوظ يوميات-ج

مبتدأ خرب :268صالة يف معبد الكلمات -6

.07سلیمان جوادي ، دیوان یومیات متسكع محظوظ ، ص 268

مضاف إليه+مضاف

يوميات متسكع حمظوظ

حمظوظ متسكع + يوميات

صفة

صالة يف معبد الكلمات

يف معبد الكلمات صالة

Page 165: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خيتلف عن كل املعابد العنوان يتحدث عن صالة ليست كالصلوات ألن املعبد الذي تؤدى فيه .هو معبد الكلمات

:269 أغنية مل يلحنها الشيخ إمام -3

اتساقهما ، و بالتايل العنوان مركب من ركنني أساسيني ، عمل السبك املعجمي على حتقيق الالحق بالفعل " ها"انسجامهما لتكوين داللة مفيدة ، و قد متثل هذا السبك املعجمي يف الضمري

"أغنية" و العائد على االسم " يلحن"بيد أن التركيب يبدو متسقا منسجما إال انه يظل رهني داللة مؤجلة سيعمل النص الحقا على كشفها

.القرائية للعنوان و النص معا و توزيعها على الشبكات : 270الشمس يف استقالة مؤقتة-4

) جار و جمرور( العنوان مركب من مبتدأ و خرب ، جاء املبتدأ امسا مفردا أما اخلرب فشبه مجلة

09سلیمان جوادي ، دیوان یومیات متسكع محظوظ ، ص 269

93سلیمان جوادي ، دیوان یومیات متسكع محظوظ ، ص 270

اسم

أغنية مل يلحنها الشيخ إمام

مل يلحنها الشيخ إمام أغنية

مجلة فعلية

خرب مبتدأ

الشمس يف استقالة مؤقتة

مبتدأ مضاف إليه )+ مضاف( جمرور+ جار

خرب

Page 166: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من خالل املخطط نستنتج أن العنوان تام مبىن و معىن

:271أتفرج و أصفق حبرارة -5

" الواو" العنوان مكون من مجلتني فعليتني جيمع بينهما حرف العطف

حرف الواو يف العنوان جيمع بني حركتني أو فعليني ، فالشاعر يقوم بفعل التفرج و يقوم أيضا بفعل ف عليها معطو] أتفرج[معطوفة و اجلملة األوىل ] أصفق حبرارة[التصفيق ، أي أن اجلملة الفعلية الثانية

.

.47، دیوان یومیات متسكع محظوظ ، صسلیمان جوادي 271

اسم

يف استقالة مؤقتة الشمس

مضاف اليه )+ مضاف(جمرور+ جار

مبتدأ خرب

فاعل مستتر + فعل

أتفرج و أصفق حبرارة

أصفق حبرارة أتفرج

جمرور + جار+ فاعل+ فعل

مجلة فعلية مجلة فعلية

Page 167: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

انطالقا مما سبق ذكره ميكن اعتبار التركيب حمددا أسلوبيا يعىن بطريقة توزيع املفردات على مساحة الصفحة متمثال النقطة الصفر البالغية باعتبارها منوذجا أوليا تتم على مستواه كال التغريات األسلوبية

.الصوتية و التركيبية و الداللية ما جيعلنا نقف على عدد من األساليب املختلفة ملوضوع واحد، طبعا تتعدد هذه و التنوع التركييب هو

اللغة هي جهد اإلنسان يف التعرف أو اإلدراك و " األساليب بتعدد الكتاب و اختالف رؤاهم ، ذلك أن 272"التمييز ، اللغة إذن نشاط اإلنسان أو رؤيته اخلاصة

ناوين اعتمدت يف بناءها مبدأ تشويش الرتب النحوية و قد الحظنا يف هذا املبحث أن تراكيب الع يثري يف املتلقي مجالية ما ، و حيرك انفعاالته بشكل مطرد مع " الذي يشحن الكلمات مبعان جديدة و

، فخرق البىن النحوية املعيارية هو الذي يولد النحو اإلبداعي وفق 273" تبدالت مواقع الكلمة و إحياءاا .ملبدأ االختيار و التركيب " البالغية و الداللية "نزياح اليت تعد الصورة النهائية ما يعرف بظاهرة اال

: مستوى االنزياح -3يتحقق مبدأ االنزياح عن طريق التركيب الالمنطقي للدوال فخرق قواعد اإلسناد و األطر النحوية

دالالت مل توضع -بذلك اخلرق- املعيارية يرحل باملعىن من املألوف إىل اخليال فتكتسب املفردة الشعرية .274"ي خيبة انتظاريعدم الوظيفة املرجعية للدوال يف اخلطاب و حيدث يف املتلق" هلا من قبل ما

البناء يف البىن النحوية و الصرفية حيول اللغة من احلالة الوصفية إىل احلالة اإلبداعية أين تنفتح / هذا اهلدم على التأويل و االحتمال، و لالنتقال من الثابت إىل املتحول روافد تؤمنها الرباعة البالغية يف متظهراا

سنادية ، ووصل ، و فصل ، و حذف ، و ذكر و ذلك ألغراض املختلفة من تشويش يف العالقات اال .بالغية تداولية

و التجربة الشعرية املعاصرة تقوم على اخلرق و التجاوز للقواعد املتوارثة ، ما جيعل املتلقي يصطدم ينبغي أن يتبع إمكانيات كثرية" بواقع لغوي مل يتعود عليه من قبل، و لكي يكون االنزياح شعريا

إن االنزياح عندنا ليس ... لتأويل النص و تعدديته ، و هذه الفاعلية بارزة يف تفاعل الداللة و الصوت مطلبا يف ذاته ، بل هو سبيل النفتاح النص و تعدديته، و هذا ال يعين أن االنزياح مرادف للغموض،

االنزياح وليس مقوما شعريا فالغموض ليس إال عرضا ، و هو نسيب، و نعين بالعرضية كونه من مظاهر .275"يف ذاته

.118، ص1995عالم المعرفة ، الكویت ، ینایر ،مصطفى ناصف،اللغة و التفسیر و التواصل 272 .140،ص2002دراسة جمالیة بالغیة نقدیة ، منشورات اتحاد العرب ،دمشق، –حسین جمعة ، في جمالیة الكلمة 273 .200األسلوبیة و تحلیل الخطاب ، ص: نور الدین السد 274التفاعل، الدار العالمیة للكتاب ، الدار -الفضاء –تحلیل الخطاب الشعري ، البنیة الصوتیة في الشعر، الكثافة : محمد العمري 275

. 43، ص1990البیضاء، المغرب ،

Page 168: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هو يتحدث عن الفرق بني الشعر و النثر أشار جون كوهني إىل مصطلحي املنافرة و االستعارة باعتبارمها نوعني من أنواع االنزياح ، على أن هذه املنافرة تعمل على خلخلة اتساق التركيب ليأيت

املنافرة جيب أن " دة و بناء انسجام اخلطاب بشكل سليم، فـ بعدها دور املتلقي يف مجع احللقات املفقو .276"حتقق االنسجام بعد التأويل ، و إال صار الكالم نوعا من اهلذيان أو االحنراف به إىل الالمعقول

و من صور االنزياح أيضا جند التقدمي و التأخري الذي يرتبط بتوزيع مراتب الكالم بدءا باألهم فاملهم و حول القيمة البالغية هلذه 277" القلب" ملصطلح " جون كوهني"يل ، و هو ما عرب عنه مث الكما

و ال تزال : " يف دالئل اإلعجاز" عبد القاهر اجلرجاين"يقول -التقدمي و التأخري -الظاهرة االنزياحية أنه ترى شعرا يروقك مسمعه ، و يلطف لديك موقعه ، مث تنظر فتجد سبب أن راقك ، و لطف عندك

.278"قدم فيه شيء، و حول لفظ من مكان إىل مكان و هو املرام يف التلقي الشعري، فانزياح ) معىن املعىن/ املعىن (و االنزياح هو املستوى الثاين من الداللة

اخلطاب الشعري يستلزم انزياحا يف التلقي ، ذلك أن كل تركيب جديد يعمل على خرق أفق توقع ي يعدل بفضل عملية التأويل و يتحول بعدها إىل معطى أو مكتسب معريف ، و القارئ ، هذا األفق الذ

هو نفس الشيء الذي حصل لالنزياحات القدمية اليت أصبحت عبارات جاهزة أدرجت ضمن التراكيب و هلذا فإن أي نص جيب أن يتوقع قارئا منوذجيا على أن يتعاون يف التجسيد النصي " املألوفة ،

على حد تعبري أمربتو ايكو 279" وقعة منه ، و أن يتحرك تفسرييا مثلما يتحرك النص توليديابالطريقة املت. انطالقا مما سبق ذكره ميكن أن منيز يف االنزياح نوعني، انزياح بنيوي تركييب، و انزياح وظيفي داليل

والذي يعرف " ب التركي" ، على أن النوع األول من االنزياح هو ما حتدثنا عنه يف املبحث الثاين .بانزياح التركيب

: و فيمايلي عرض ألهم متظهرات االنزياحات التركيبية اليت جاءت عليها العناوين

.السقوط: خرب+ مبتدأ حمذوف -

األرض األخرية : صفة + خرب + مبتدأ حمذوف -

على منت الرفض] : مفعول فيه/ جار و جمرور/ مجلة فعلية [خرب + مبتدأ حمذوف -

24، ص1985، 1، دار التنویر للطباعة ، الدار البیضاء ، ط )إستراتیجیة التناص( تحلیل الخطاب الشعري: محمد مفتاح 276

.180جون كوھین، اللغة الشعریة ، ص: ینظر 277 .312، ص2005ط، .د-ظاھرة الرثاء في القصیدة األردنیة ، دار الكتاب الثقافي: عماد السنمور 278 .136، ص1992حامد أبو احمد ، مكتبة غریب ،: تر –نظریة اللغة األدبیة : غوسیھ مریا 279

Page 169: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أجراس الورم: مضاف إليه + مضاف -

.و احلالزين احلشاش: اسم معطوف+ معطوف عليه -

إىل أرواسية : جمرور+ جار -

القصيدة اليت كتبتين و انتحار األزمنة ) : مجلة فعلية( صلة موصول + اسم موصول+مبتدأ -

من دس خف سيبويه يف الرمل؟ : مجلة فعلية + اسم استفهام -

.الرئيس يزور العيادة : مفعول به+ فعل+ فاعل -

يسألونك : مفعول به حمذوف+ مفعول به + فاعل+ فعل متعدي -

.قال أيب: مفعول به حمذوف+ فاعل+ فعل -

كما هو مالحظ يتعلق االنزياح التركييب بترتيب الكلمات و جتاورها يف السياق ، و ذكرها أو حذفها سياق ، أما االنزياح الوظيفي الداليل فسنقف عليه يف املبحث الثاين أو كل ما يتعلق مبظاهر اتساق ال

.من هذا الفصل

:انزياح الداللة - 2

نقصد باحلديث عن االنزياح الداليل توزيع املعىن على مستويني ، يتعلق املستوى األول باللغة اخلربية اليت .عجمي للفظتسقط الدوال على مدلوالا األولية أي االكتفاء بالبعد امل

/ دال ( أما املستوى الثاين من الداللة فيمثل اللغة اإلبداعية، اليت تعمل على حتويل العالمة اللغوية من الصورة األولية الظاهرية إىل الصورة الثانية التأويلية ، عن طريق ما يعرف باالستعارة ، و ) مدلول

اإلحيائية ، عبورا حيصل عليه بواسطة احنراف كالم يفقد عبور من اللغة التقريرية إىل اللغة "اليت متثل 280".معناه على مستوى اللغة األوىل ليجده على مستوى الثانية

و من هنا فإن عملية حتصيل داللة اخلطاب الشعري تقوم على مبدأ التداعي الداليل ، حيث تستدعي تتعالق هذه الكلمة مع كلمة أخرى الكلمة الواحدة يف التركيب إحاالت معجمية و تركيبية جديدة ، مث

.++++++++++ 06، ص1987، 1، الدار البیضاء ، ط)بنیة الشھادة و االستشھاد(القصیدة المغربیة المعاصرة ، : عبد اهللا راجع 280

Page 170: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يف نفس التركيب ، و تستمر الداللة يف التوالد إىل حني تدخل مؤشرات أخرى سياقية تعمل على ضبط .التدفق الداليل

و جتدر اإلشارة إىل أن طبيعة اللغة الشعرية هي اليت تستدعي مثل هذه التراكيب الالمنطقية و اليت يبقى يتمكن املتلقي من فك شفرات التركيب و ملء فجواته ، متوسال يف ذلك أفقه فيها املعىن مغيبا حىت

" املعريف ، و أفق توقعه الذي كثريا ما خييب ، فال حيسب القارئ أن النص املعاصر أرضا خضراء يلقي جبسده املنهمك على عشبها طلبا للراحة و االسترخاء، بل أصبح مها يالزمه و يالحقه ، فال يستطيع

الظفر بثماره إال بعد ألي ، و مل بعد القارئ جمرد مستهلك لنص بل أصبح منتجا له ومشاركا فيه 281"بصورة أو بأخرى

و ميكن القول أن الشرخ احلاصل يف العملية التواصلية بني النص والقارئ يعود إىل طبيعة النص ذاته ، ساطري ، و املعارف، و الفلسفات العربية و هذا النص الذي تتكافل يف تركيبه خمتلف الثقافات ، و األ

الغربية ، التقليدية والتقدمية ، وهو ما يعرب عنه النقاد مبصطلح احلداثة، هذه احلداثة اليت وسعت اهلوة أصبح الشاعر احلداثي يف " بني الشاعر والقارئ من جهة و بني النص والقارئ من جهة أخرى حيث

احلداثي يعتقد أن القارئ ما زال دون املستوى و القارئ يعتقد أن الشاعر واد والقارئ يف واد ،الشاعر 282"احلداثي تغرب كثريا

إذن احلداثة هي املسؤولة عن الغموض الداليل واضطراب العالقة التواصلي،فقد أبتدع الشاعر احلداثي " مر الذي جيعلتراكيبا جديدة ،و صورا شعرية جديد تصل يف بعض املرات إىل حد الغرابة ، األ

.283"اجلمهور ال يتفاعل مع النص أو يستجيب له إال إذ كان ذا صلة بواقعة وحياته

والشعر باعتباره معطى سيميائي يبقى باستمرار رهني التحوالت االجتماعية ،واالقتصادية ،و السياسية .احمللية، و العاملية مع االرتباط بكل ما هو تراثي

مسار شعرنا احلديث تسكنه إذن ميتافيزيقا التقدم، مبا هو جتاوز زمين "و يذهب حممد بنيس إىل أنونقدي سواء بالعودة إىل املاضي لدى التقليدية أو بالتوجه حنو املستقبل املتخطي للماضي كما لدى

الرومانسية العربية والشعر املعاصر ، و هو معبأ ككل بالتصور األورويب ، حبداثة موشوم ا ،

.09، ص1997، 1عیسى فوزي ، النص الشعري و آلیات القراءة ، اإلسكندریة ، منشأة المعارف ، ط 281 ، 1998، 10، س 16الغموض في القصیدة الحدیثة ، مجلة جامعة ام القرى ، ع: ل حاوي، ینظر صالح سعید الزھراني خلی 282

.354ص .83، ص1999، 1استقبال النص عند العرب، بیروت ، المؤسسة العربیة للدراسات و النشر ، ط: محمد المبارك 283

Page 171: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عليه اختيارات لغوية و مجالية و انطولوجية تتقاطع فيها التصورات العربية القدمية واألوربية تستحوذ .284"احلديثة

هذه الغرابة اليت طبعت النص الشعري املعاصر حلقت أيضا العنوان باعتباره نصا مستقال منفصال عن لالمنطقي أو غياب السياق النص املعنون، إذ يأيت العنوان غامضا مغيب الداللة بسبب تركيبه ا

املرجعي، فالعنوان يستضيف الداللة الصغرى اليت تنسحب إىل النص املعنون لتكمل الداللة الكربى ، الشعري و / وكلما كان تركيب العنوان بسيطا سهل الوصول إىل املعىن املراد من اخلطاب العنواين

دى قدرته على استقطاب أكرب عدد ممكن من مجالية العنوان ال تكمن يف تعميته و غموضه بل يف ماملتلقني و عرض رؤيته يف صورة جديدة مميزة مع حسن االستفادة من املكونات اللغوية و االنزياحات

فتعبئة اجلماهري ال حتتاج إىل فلسفة مجالية خارج املوقف الذي تفرضه ظروف املتلقني، " البالغية .285"لقي إىل هدفه وتلقي نصهفكأن العنوان هو الذي يقود املت

الشاعر و ال بأس به إذا جاءا عرضا ، ذلك أن / و الغموض ال جيب أن يكون غاية يقصد إليها املبدعبعض التراكيب تبدو لنا من الوهلة األوىل أا غامضة وال منطقية فنستبعد قراءا و ال نعمل العقل يف

املتكررة قد ننجح يف بناء التركيب من جديد و حتقيق تفكيك مقاطعها غري أننا و بفضل القراءة .انسجامه ألن سبب غرابته يكمن يف تقدمي لفظ عن أخر أو حذف أو استبدال لفظ بآخر

و حنن نتحدث عن الغرابة يف تركيب العنوان نستبعد الغرابة اللفظية ونركز دراستنا على التحوالت نزوع الشاعر إىل شحن نص العنوان باللفظ الغريب ما هو إال الصياغية اللغوية يف التركيب معتقدين أن

استعالء على القارئ وتنفريه من الشعر املعاصر عامة ، و أفضل الشعر هو التعبري عن أبسط األمور من أن قصائدنا تبقى " حممود درويش"بأبسط لغة و لكن يف أسلوب مميز غري مسبوق وهو ما ينبهنا إليه

م ، بال صوت إذ مل حتمل املصباح من بيت إىل بيت ، و إن مل يفهم البسطاء بال لون ، بال طع" 286"معانيها فأوىل أن نذريها وخنلد حنن للصمت

أما الغموض على مستوى تركيب العنوان فهذا شأن املتلقي ، إذ ينبغي له أن يغري معايري قراءته يتجاوز كل الصور القدمية ، و حيطم الثوابت و وحيول أفق توقعاته فهو أمام الشعر العريب املعاصر الذي

يفتح اخلطاب على املاضي و احلاضر و املستقبل فتتعدد القراءات و التأويالت حسب كفاءة املتلقي و

.32، ص1989تھا ، التقلیدیة ، دار توبقال للنشر ، الدار البیضاء ، الشعر العربي الحدیث، بنیاتھ و ابداال: محمد بنیس 284 .91سیمیاء العنوان ، ص: بسام قطوس 285 .41نم ص++++++++ این ھي االزمة ؟ : جودت نور الدین ، مع الشعر العربي 286

Page 172: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أحيانا رغم اجتهادات املتلقي و تعدد قراءاته إال أنه يبقى بعيدا كل البعد عن الداللة احلقيقية اليت يقصد هذا العنوان الذي مل ير نفسه يف قراءة من بني هذه القراءات يرفع الفتة مكتوب إليها الشاعر، وكأن

" من يقرأين ؟" عليها

و العنوان كونه نصا مستقال ال يعين أنه مغلق يف نصيته بل منفتح على سياقات ثقافية خمتلفة تستدعيها الديوان ، إذ تبقى الداللة / ه القصيدة طبيعة العنوان ، كما ينفتح على السياق النصي املرافق و نقصد ب

املاثلة يف العنوان داللة مؤقتة حتيل إىل داللة أخرى هي داللة النص املعنون و يف هذه احلال يكون العنوان قراءة أوىل للنص من حيث اختزاله لكل بناه و البوح يف أن معا ، فكل عنوان هو ورطة ألن العنوان "

.287"ن كاتب إال و أحس يف كثري من األحيان بصعوبة اختياره للعنوان اقتراح قراء للعمل، ما م

و ألن العنوان مييل إىل سياق خارجي ، فهذا يعين أننا سنقاربه وفق مستويني مستوى سطحي ومستوى التركيبية و الظاهرية للعنوان إىل الالمعقول / عميق ، على أن املستوى العميق يتجاوز البنية اللغوية

ذوف الذي يتطلب أبعادا أخرى يف التحليل، منها مراعاة االنزياح و التناص ، ما يعين أن واحملكعالمات مزدوجة و هي يف هذه احلالة حتتوي القصيدة اليت تعنوا و يف الوقت " العناوين تشتغل

288".نفسه حتيل إىل نص آخر

لة إىل احلديث عن مناطق الفراغ أو ما يقودنا احلديث عن املستوى السطحي و املستوى العميق للداليعرف بالفجوات النصية، إذ متثل بنية الفراغ شبح الداللة الذي يعيق مسار التلقي ، و يف نفس الوقت

يعترب منطقة عبور من العنوان إىل النص فمىت استطاع القارئ ملء هذه الفجوات أمكنه حتصيل قراءة على أن " بريماستري" مع "يتفق تريي اجيلتون " بداللة النص ، و داللية متكاملة تربط داللة العنوان

النص حيفل بفجوات ومناطق صمت جيب على الناقد أن ميألها و ينطقها ، و أن وجود هذه الفجوات و الصوامت تعين أن النص غري مكتمل ، و مها يف ذلك ميهدان للتفكيك بشكل واضح حيث سيقوم

.289" بكتابة النص

و إمنا ترتبط - من حيث حنويته أو ال حنويته-لفراغ هذه ال تتعلق بالتركيب فحسب ومناطق ا أيضا مبا يسمى بالغياب الداليل أو التأجيل الداليل ، أين يتوقف املتلقي عن التأويل على مستوى العنوان

ة التأويل من الرئيسي ويوجه عملية القراءة إىل املنت و ما يترأسه من عناوين داخلية، ليستأنف عملي

.67، ص1999یو ،، یون487مجلة العربي الثقافیة ، وزارة اإلعالم ، الكویت ، عدد : عن الروائي رشید ضعیف 287

288 VOI riffater, M : sémiotique de la poésie , seuils , Paris , 1983, P130. .المرایا المحدبة ، عالم المعرفة ++++++++ 289

Page 173: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

جديد ، و لكن هذه املرة باستحضار كل القراءات بدءا العنوان األساسي و مرورا بالنصوص الداخلية و العناوين الفرعية ، ووصال إىل السياق اخلارجي ، عندها تكتمل الداللة الكربى اليت كانت مؤجلة مع

.بداية أول قراءة

: للعنوان األساسي املستوى العميق /املستوى السطحي -2-1

املستوى السطحي هو ما يظهره التركيب منذ أول وهلة و هو يرتبط باملستوى املعجمي ، و ما تستدعيه عالقات االتساق من دالالت أوىل غالبا ما تكون غري مقصودة لذاا ، أما املستوى العميق

جتة عن اتصال أو انفصال أو تطابق أو فهو يتجاوز البىن اللغوية املعجمية إىل العالقات التشابكية النا .تضاد هذه البىن اللغوية، و يتم الكشف عن املعىن يف هذا املستوى بتفعيل آليات التأويل

: لـ خلضر خبيت “ ! للريح اليت تغري املطاف... لألكيد“ديوان - 1

األكيد والريح حيث : تقودنا القراءة األوىل هلذا العنوان إىل الوقوف على لفظني حنسبهما أساسني مها : أن

حييل إىل احلقيقة و الثبات والقني ، و اليقني ال يكون يقينا إال من خالل البحث املتواصل :األكيد .مبا هو ماضيواالكتشاف مع توسل احلكمة ، وهو بذلك مرتبط مبا هو آت و ليس

أن السحاب ال يلقح إال من رياح -مادة روح-فقد جاء يف لسان العرب البن منظور :أما الريح ، و جاء " رحيا صرصرا" ، " الريح العقيم"خمتلفة ، والريح تكون عذابا كما جاء يف القرآن الكرمي ،

290".ايف احلديث إذا هاجت الريح اللهم اجعلها رياحا و ال جتعلها رحي

و إذا كانت البنية السطحية يف العناوين االنزياحية تستهزئ من متلقيها وال تبوح مبكنوناا إال يف مقام أن " البنية العميقة ، فإن هذه األخري تعمل على مراوغة أفق توقع القارئ ، هذا التوقع الذي ميكن له

.291"ئيا يتأكد مع تقدم القراءة أو يعدل أو يعاد توجيهه أو يبطل ا

يف العنوان جند أن اليقني الذي يهز اإلنسان و يبعث يف نفسه " األكيد"و إذا عدنا إىل لفظ والدليل 292" و اعبد ربك حىت يأتيك اليقني" القلق و اخلوف هو املوت، و قد جاء يف القرآن الكرمي

ینظر ابن منظور ، لسان العرب +++++++++++++++++290291 H.R.Jauss, pour unr esthétique de la réception , trad : par claud millad . ed , gallimand 1996 , P55.

Page 174: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" ... مظعون عند احتضاره عل أن اليقني هو املوت قول رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم لعثمان بن و اعبد ربك " و قال ابن كثري يف تفسريه فقوله 293" أما هو فقد جاءه اليقني و اهللا إين ألرجو له اخلري

و هكذا قال جماهد واحلسن و قتادة وعبد ..." املوت : "قال سامل: قال البخاري" حىت يأتيك اليقني .294الرمحن بن زيد

فنجد أن الشاعر قد عدل عن الرياح احلاملة للداللة اإلجيابية " الريح"ثاين أما فيما يتعلق باللفظ الذات الدالالت السلبية ، لتكون ريح الشاعر عقيمة هلا قدرة على الغواية و التمويه " الريح" واستعمل

ا و لتصل بصاحبها إىل مطاف كان حيسبه لوهلة اخللود، و هذه الريح لن تكون إال احلياة اليت حنياه فهل يكون املطاف آخر حمطاا كما توهم به هذه الريح؟ -احللم –نتجاوز حمطاا لنصل املطاف

" و" األكيد"الذي يلحق كل من " الالم"كنا قد حتدثنا سابقا على مستوى التركيب عن حرف اجلر جنده حيمل داللة اجلر يف السياق التأويلي ، فتكون الريح - اجلر –و قياسا على وظيفته النحوية " الريح

).املوت( حيث جتر اإلنسان إىل ما بعد املطاف و هي احملطة األخرية األكيدة ) اإلغراء( تقوم بفعل اجلر

)املوت( تغري اإلنسان املطاف ينتهي إىل األكيد ) احلياة( الريح

د أن احلذف الذي غابت داللته يف التركيب حضر يف التأويل ليكون فعل اجلر بناءا على هذه القراءة جن هو احملذوف ، فكل إنسان تعبث به ريح الوجود لتجره اية املطاف إىل حقيقة وحيدة هي اليقني

).املوت(

تتراكب املوت و احلياة معا و بذلك خيفي " لألكيد للريح اليت تغري املطاف" و يف هذا العنوان اإلنسان ( ، و الوجود امليت الذي حيياه الشاعر ) العامل الغييب( لعنوان موتني املوت احلق و األكيد ا

) موت أول( فعامل الشاعر عامل غارق يف الزيف و الضياع و اليأس، ال سلطة فيه إال للريح ) املعاصر .وف يف نفس اإلنساناليت جترنا أخر املطاف إىل موت ثان هو اليقني الذي يبعث القلق و اخل

: لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ "ديوان - 2

.99، اآلیة 15سورة الحجر ، ترتیبھا 292 .116، ص3تفسیر أحكام القرآن ، ج: ابن العربي 293 287- 286، ص8تفسیر القرآن العظیم ، ج: ابن كثیر 294

Page 175: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العنوان مركب امسي يف صيغة استفهام و اجلملة االمسية كما هو معلوم تفيد االستمرارية يف وجود . 295قرائن دالة كما تفيد اإلحالة إىل حدوث الفعل جمددا يف زمن ما إذا جاء خرب مجلة فعلية

قد فتح داللة اجلملة على أزمنة متعددة حولت حركة احلدث يف هذا التركيب من " من "فاالستفهام -حاضر - ماضي( مما خلق حركة انسيابية زمنية ) من(إىل فعل البحث عن الفاعل ) دس( الفعل

) مستقبل

تتابع مفرداا و إىل تفجري دالالت اللغة ليس من حيث -على هذا النحو -و يعمد تركيب العنوان لكن من حيث العالقات اخلفية اليت حيددها النسيج العام للعبارة فمبدأ االنزياح جعل املتلقي حائرا أمام

غرابة البناء اللغوي الذي خيلخل فعل القراءة يف غياب مرجعية موجهة، حيث تبقى الداللة مرهونة .ه املتشظية اليت غابت عنها األلفة و الوضوح مبدى قدرة القارئ على مراوغة العنوان و استنطاق صور

و ما ال جيب إغفاله يف صياغة هذا العنوان هو املركب اإلضايف الذي ميثل ركنا أساسيا يف بناء املركب فهذا التركيب عمل على اختزال كل من املضاف و املضاف إليه " خف سيبويه" الكلي ، و نقصد هنا

حني خيتص التركيب اإلضايف مبعىن جديد مل يكن للكلمة " ة واحدة و يف كلمة واحدة و بالتايل داللاملفردة فإنه يثري يف املتلقي مجالية ما ، و حيرك انفعاالته بشكل مطرد مع تبدالت مواقع الكلمة و إحياءاا

"296.

تستدعي حتديد الروابط " من دس خف سيبويه يف الرمل؟ " نصل مما سبق إىل أن مقاربة العنوان ألساسية النحوية و الداللية و اليت تتحدد يف ثالث مفردات ارتكازية من خالهلا منسك خيط التأويل، ا

أما الرمل فذو طبيعة زئبقية متحركة يساعد " . الرمل"، " سيبويه"، " دس" و تتمثل هذه املفردات يف غري أن اخلف الذي ،297على إخفاء أي شيء إذا غمر فيه ، و الفعل دس يقصد به إخفاء الشيء بقوة

العامل النحوي مما يدفعنا إىل جتاوز الوظيفة املعجمية هلذه املفردات إىل " سيبويه"طمر يف الرمل هو لـ .الداللة املعنوية

.57، ص2002دمشق،، منشورات اتحاد كتاب العرب ، ) دراسة جمالیة بالغیة نقدیة (في جمالیة الكلمة : حسن جمعة 295 .140المرجع السابق ، ص 296 القاموس المحیط تحقیق محمد خیر البقاعین بیروت ن دارى الفكر للطباعة و النشر و التوزیع ، طبعة : مجد الدین الفیروز ابادي 297

" . رمل" ، " دس" ، مادتي 1995جدیدة ،

Page 176: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تبعا " فسيبويه ال تتحدد داللته يف كونه اسم علم فقط بل تتعداها إىل دالالت أخرى حيددها السياق و تبعا الستحضاره يف الذهن دون [...] أو ازدراء أو كره أو سخريةحلالة املخاطب من تقدير له

.298"غريه

و بذلك نكون أمام رؤية شعرية تدعو إىل التجاوز و التحرر من قواعد ثابتة كانت صاحلة لعصر بعينه يف عصر أشبه بالرمل عصر متحول باستمرار *"الكتاب" ، فدس اخلف يف الرمل ما هو إال ضياع لـ

زمن انفتح فيه العامل على "عبد الرزاق بوكبة " الضياع و املغامرة بكل معانيها ، فزمن الناص ميجدعوامل سياسية و اقتصادية و اجتماعية جديدة فرضت حتوال لغويا و جتديدا يساير متطلبات العصر ،

لفنان أن يعكس نبض الفنان يعاين األزمة دائما إذا كانت احلياة سابقة عليه، إذ من طبيعة ا" ذلك أن 299"احلياة اليت يعيشها

و اللغة العربية طيعة بطبيعتها تسمح ملستعمليها باخللق و التجديد لبناء تواصل سليم يتناسب مع العصر .املعيش

أا رؤية جتسد التضاد و املفارقة بني عصرين ، بل ميكن القول أن الناص يسعى إىل إحداث نوع من معجما لغويا أحادي " سيبويه" لـ " الكتاب"املاضي و الزمن احلاضر ، حيث ميثل القطيعة بني الزمن

قرآن "الداللة ، حمدود البنيات و الصيغ كما يعترب ركيزة لغوية يستند إليها الباحثون حىت أنه مسي من إال أنه مل يعد دليل الباحث و سراجه يف ز" الكتاب" ، و لكن رغم املكانة اليت يتبوأها"النحو

انفتحت فيه اللغة على دالالت كثرية و تأويالت الائية ، فلغة التواصل احلديثة تفرض على مستعملها أن يكون فطنا وعارفا بصورها اجلديدة و امياءاا املشوشة ، فهي لغة وليدة عصر مضطرب أصبح فيه

.الصمت كالما و البياض كتابة

تساؤل تناوشه الدهشة و احلرية يف " خف سيبويه يف الرمل؟من دس " بناءا على ما سبق يغدو العنوان واقع تغريت فيه كل القيم و الثوابت، حىت اللغة مل تعد تلك اللغة املوروثة عن األجداد ليست لغة

.و غريهم ممن حرصوا على خدمتها و محايتها " اجلاحظ" و"ابن جين " و" سيبويه"

" : خلضر فلوس" لـ" مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 3

.127في جمالیة الكلمة ، المرجع السابق، ص: حسن جمعة 298 كتاب الذي ألفھ سیبویھ في النحو أسماه الكتابال *

.321، ص1975دار النھضة العربیة ، ، )الرؤیة و الفن ( في األدب العباسي : إسماعیل عز الدین 299

Page 177: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، "ابن منظور"لـ" لسان العرب"رثى فالن فالنا يرثيه رثيا و مرثية ، إذا بكاه بعد موته ، هكذا جاء يف التعريف و اسم املوصول " الـ" الذي جاء معرفا بـ" الرجل"و املرثية يف العنوان خصصت بـ

لة املرثية مرتبطة مبعرفة أبعاد األمر الذي عمل على حصر وصف الرجل يف فعل الرؤية ، فدال" الذي" .إذ أن الشيء املرئي حمذوف و الذي حيتمل أن يكون هو موضوع املرثية ) رأى(الفعل

مث إن الصيغة التركيبية للعنوان توحي بأن هذا الرجل و الشيء املرئي معروفان مسبقا عند القارئ كذا املفعول به احملذوف الذي وقع عليه التعريف و اسم املوصول و" الـ "والقرينة الدالة على ذلك

.فعل الرؤية

، و يف هذا الشرح منيز نوعني 300"النظر بالعني و القلب" و قد جاء يف القاموس احمليط أن الرؤية هي من الرؤية، الرؤية اخلاصة بالعني كعضو فيزيولوجي و الرؤيا اليت تتجاوز إدراك املوجودات احلسية

الرؤيا من خواص النفس البشرية ، موجودة يف البشر على " و " البصرية" إىل الغيبية و منبعها القلب يف يقظته ، بذلك تكون النفس مدركة للغيب يف النوم ما صور له العموم ، فكل إنسان يرى يف نومه

"...301

: مل يبق من النبوءة إال املبشرات، قالوا: " و يف موضوع الرؤيا يقول رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم .302"الرؤيا الصاحلة يراها الرجل الصاحل أو ترى له: و ما املبشرات يا رسول اهللا ؟ قال

يف العنوان هو الرؤيا التوقعية االستشرافية، ) رأى( ديث نعتقد أن املقصود من الفعلانطالقا من هذا احل ، كما أن إثبات الرجل يف التركيب معرفا حييل إىل أنه ذو شخصية " الرجل" فالرائي يف العنوان هو

مميزة ، يتصف بكل مسات الرجولة من عقل ، و صدق و صالح ، فكانت رؤياه هذه من املبشرات .اليت أشار إليها الرسول صلى اهللا عليه و سلم يف احلديث الشريف

و ألننا أمام عمل فين إبداعي فإن هذه الرؤيا تدخل ضمن ما يعرف بالتوقعات الفنية ، حيث يغربل واقعه و جيمع حلقاته و يرتبها ليشكل رؤية واقعية، مث على أساسها يتم توقع ما ) املبدع(الشاعر

.ملية عقلية واعية ال يدركها إال اإلنسان املتبصر سيحدث ، وهي ع

مجد الدین الفیروز، القاموس المحیط، تحقیق محمد البقاعي ، بیروت ، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزیع ، طبعة جدیدة ، 300

القامنوس المحیط ، ،. بادي . مادة رأى 1157، ص1995 ، تحقیق ابو عبد اهللا السعید المندوه ، " العبر و دیوان المبتدا و الخبر " مقدمة ابن خلدون من كتاب . عبد الرحمن محمد ابن خلدون 301

.111-110، ص1994، 1، بیروت ، مؤسسة الكتب الثقافیة ، طبعة 1مج ، 4- 3، باب 6مصطفة دیب البغا، ج. د: ن اسماعیل البخاري ، صحیح البخاري ، ضبطھ و رقمھ و شرح ألفظھاالمام ابو عبد اهللا اب 302

. 2563، ص1993، 5دمشق،دار ابن كثیر للطباعة و النشر ،ط –بیروت

Page 178: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يسعى من خالل عمله الفين إىل تقدمي رؤية خاصة لواقعه رؤية تكتسب خصوصيتها " فالشاعر وتفردها من قدرته على إدراك الواقع بعالقاته املتعددة و املتشابكة على حنو متميز و عميق ، و الشاعر

شياء الواقع من روابط خارجية واضحة بل حياول النفاذ إىل كنهها و تأمل يف هذا ال يكتفي مبا يربط أو يذهب النقاد املعاصرون إىل أن الفن ، 303"تلك العالقات اخلفية الكامنة حتت السطح اخلارجي

.304"لريى يف حلظات التوهج مسريه ومصريه" و هو بذلك توقع " رؤيا"

ه أو يتوقع حدوثه نتيجة فهم و ادارك الواقع ، كما تتصل إذن تتعلق الرؤيا مبا ميكن للعقل أن يدرك أيضا مبا يراه اإلنسان يف النوم و هو جانب نفسي ، و الرؤيا يف عنوان الديوان قد مجعت بني ما هو

يرفض عامل املنطق و العقل " فهو " أدونيس"عقلي وما هو نفسي ، أما الرائي حسب ما يذهب إليه ء ملقولة السبب و النتيجة و إمنا جتيء بال سبب يف شكل خاطف مفاجئ أو ال جتي" والرؤيا عنده305"

جتيء إشراقا ، و الرؤيا إذن كشف، إا ضربة تزيح كل حاجز ، أو هي نظرة ختترق الواقع إىل املا .306"وراء

ه انطالقا من مفهوم الرؤيا سنحاول ضبط داللة العنوان من خالل تراكيبه و عالقته بعنوان سابق علي " الـ"لنفس الشاعر يف إطار ما يعرف بالتناص الداخلي ، و إذا عدنا إىل تركيب العنوان جند أن

جعلت هذا الرجل حمددا و معروفا و فعل الرؤية الذي قام به أيضا معلوم " الرجل" التعريف يف كلمة أن يكون املتلقي مسبقا مما يؤكد أن هذا العنوان على عالقة وطيدة مبعىن سابق عليه و الذي يفترض

.على علم به

تراتيل الرجل " فالديوان مرثية ألحداث وقعت كان قد تنبأ ا الشاعر قبل حدوثها من خالل قصيدة .1991اليت نشرت أول مرة سنة 307"األخضر

.للشاعر خلضر فلوس *) 1991(تراتيل الرجل األخضر -1

.للشاعر خلضر فلوس ) 2002(مرثية الرجل الذي رأى -2

الھیئة العامة للكتاب ، مستویات البناء الشعري عند محمد ابراھیم ابي سینة، دراسة في بالغة النص ، القاھرة ، : شكري الطوانسي 303

.365، ص1998ط، .د .58ت ،ص.، د1انتاج الداللة االدبیة ، القاھرة ، مؤسسة مختار للنشر و التوزیع ن ط: صالح فضل 304 ، بیروت ن 4الثابت و المتحول ن بحث في االبداع و االتباع عند العرب ، صدمة الحداثة و سلطة الموروث الشعري،ج: أدونیس 305

.150، ص1994ط، .، د دار الساقي .150نفس المرجع ،ص 306 .11ن ص2007، 1دیوان االنھار االخرى ، منشورات ارتیستیك، ط: لخضر فلوس 307 .1991نشرت قصیدة تراتیل الرجل األخضر أول مرة في مجلة القصیدة التي تصدرھا الجاحظیة و ذلك سنة *

Page 179: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يف العنوان األول تنبؤات الرجل األخضر مبا سيحدث ، و يف العنوان الثاين الرجل الذي رأى وتنبأ مبا الرجل "وقع يرثي الوطن و الذات بعد األحداث املأساوية اليت وقعت و عليه ميكن أن خنلص إىل أن

" .الشاعر"و هو نفسه " الرجل الذي رأى"هو نفسه " األخضر

يف العنوان األول قد حتيل إىل اللون كما ميكن هلا أن حتيل إىل اسم الشاعر " خضرأل"مث إن كلمة ا فهكذا يثبت الشاعر امسه على صفحة الغالف ، و يف هذه احلال ميكن القول أن الراثي و املرثي واحد

". خلضر فلوس"و هو صاحب العنوانني

ميثل استمرارية داللية لقصيدة " ل الذي رأىمرثية الرج" بناءا على ما سبق ذكره نذهب إىل أن ديوان من منطلق السبب و النتيجة ، فالترتيلة من النصوص الدينية اليت تعود إىل العصر " تراتيل الرجل األخضر"

و قد جاءت يف عنوان 308و معظم هذه التراتيل توظف على صورة أدعية أو تعاويذ أو نبوءات الكثيب .األخريةاألخضر فلوس على الصورة "

ما هي إال الرؤيا الصاحلة اليت يراها الرجل الصاحل و اليت وصفها الرسول " تراتيل الرجل األخضر"فـ مبا وقع يف - من خالل رؤيا يف املنام-، فقد تنبأ الشاعر " املبشرات" صلى اهللا عليه و سلم بـ

:اين من القصيدة اجلزائر من أحداث مأساوية خالل التسعينيات فقال يف املقطع الث

هو أنزلين مرتال صادقا

قال أعطيتك هذي املفاتيح

حىت ترى اللحظة القادمة

...ضعها على اجلسد املتهالك... خذ ثيابك

...مث خذها إىل شاطئ امللح

ضعها على صخرتني لتغسلها املوجة اهلائمة

...مث ساءلين بعد سبع

أهذي ثيابك ؟ ماذا ترى ؟

.226، ص1978، 192قدیم ، سلسلة عالم المعرفة ، عددجذور االستبداد ، قراءة في أدب : عبد الغفار مكاوي 308

Page 180: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...يا سيدي إا تتعفن : قلت

309.قال كذلك أفعل بالقرية الظاملة

فقد جاء توصيفا للتحول املأساوي الذي طال اجلزائر ، أين " مرثية الرجل الذي رأى"أما الديوان يف العنوان "مرثية "طغت صورة املوت و الدم ، فخرج الديوان من جتربة قاتلة ، غري أن تثبيت كلمة

لوطن أو الشاعر بل توثيق تارخيي شعري يساوقه إصرار على احلياة من خالل تضحية ليس إعالنا ملوت ا .الشاعر بذاته إلعادة احلياة للوطن

: ثالثة عناصر أساسية" مرثية الرجل الذي رأى"و عليه ميكن أن منيز يف ديوان

)الشاعر( املرثي الراثي

الوطن

نستنج من خالل املخطط أن الشاعر يقوم بفعل الرثاء ، فريثى الوطن اجلريح الذي غرق يف حبر الدم وتعددت مظاهر املوت فيه ، غري أن أفعال الراثي كلها تتجه حنو املاضي يف نوع من التصوير للواقع املر

: الذي عاشته اجلزائر حيث يقول

عرسنا ، و انتهينا إىل الشاطئني لقد كان فيما مضى

ضحكنا على الرمل من شدة القتل فينا

) 25ص ( تراك نسيت ؟؟

مث يتحول الراثي من رثاء الوطن إىل رثاء الذات فيكون الشاعر عندها الراثي و املرثي ، و تتجه أفعال الراثي مع هذا التحول إىل املستقبل حيث يهب الشاعر نفسه قربانا حىت يستعيد الوطن و تستعاد

: احلياة فيه و يف هذا يقول

حمترق -اآلن–أنا

يف الفجاج أذري رمادي

.13دیوان انھار أخرى ، قصیدة تراتیل الرجل االخضر ، ص: لخضر فلوس 309

Page 181: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 25ص( أقاسم إطاللك السود زادي

....

وطن لألرض -يف اهلوى-من يقنع الناس أين

! لكنها بالبعد تقتلين ؟

من يقنع اجلمر أين لست أكرهه

) 88ص( ! يطفئين ؟... لكن دمع الشاعر املر

: و يف نص أخر يذكر الشاعر يف لفظ صريح أنه املقتول و املرثي فيقول

...خلهافجأة رنت خال

و حينما اكتحلت عيين برؤيتها

وجدت نفسي مقتوال

)60ص...(بسكيين

إذن مرثية الديوان ليست إعالنا عن املوت بقدر ما هي رفض له، و الرؤيا يف عنوان الديوان هي 310".تساؤل حول املمكن و احتجاج على السائد " حتول من رؤيا يف املنام إىل

: خلضر خبيتلـ " أجراس الورم"ديوان - 3

من العناوين اخلربية الوصفية، عملت بنيته االختزالية على تكثيف الداللة االنرياحية " أجراس الورم " فاألجراس صوت موسيقي متكرر فيه ترجيع، ) األجراس( حيث أضيف الورم إىل ما ليس له أصال

يقرع اجلرس جيتمع اخللق يف الفلك عادة ما تقرع ليجتمع الناس و كذلك كان نوح عليه السالم عندما ، مث إن األجراس تتعدد داللتها حبسب الشيء املضاف هلا فنجد أجراس املدارس و أجراس الكنائس ،

واقعني فمثال أجراس املدارس تفصل بني الدوام و /و املعابد على أن هذه األجراس تفصل بني حالتني .ديين و ما هو دنيوي الفسحة ، و أجراس الكنائس تفصل بني ما هو

.321،ص1،1980فاتحة لنھایة القرن ، بیانات من اجل ثقافة عربیة جدیدة ، بیروت ن دار العودة ، ط: أدونیس 310

Page 182: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فنرى أن الورم شيء خفي و هو تشخيص حلالة مرضية ، و إضافته لـ " الورم" أما إذا عدنا إىل لفظ .معلنا مما يوحي بالصمود" الورم"حيدد صفة هذه األجراس لتأخذ أكثر من داللة يصبح معها " أجراس"

ك نلف الداللة تتجاوز املعىن املعجمي إىل ال منطقية فكذل" الورم" و " أجراس" و ألن العالقة بني .التأويل ما جيعلنا منيز يف تركيب العنوان داللتني األوىل سلبية و الثانية ذات بعد اجيايب

أما الداللة األوىل فتحيل إىل واقع مريض متورم و األجراس هي صوت هذه احلياة املريضة ، لتكتمل ى رمت عصر متورم ،يف حني تبدأ الداللة الثانية منذ اإلعالن عن الصورة مبعادلة اسقاطية إليقاع متورم عل

.الورم من فعل األجراس ،ما يوحي باملقاومة و الصمود ، وذلك من منطلق أن معرفة الداء حتدد الدواء

إذن أجراس الورم ما هي إال أوجاع الزمن ، صاغها الشاعر يف قالب شعري انزياحي جعلته معقوليته .يل و التفكيك إلعادة بناءه و إنتاجه من جديد قابال للتأو

: لـ عبد اهللا العشي "مقام البوح " ديوان - 4

العنوان مركب من امسني كالمها مفرد يدل على عدم التعدد، ألن التعبري باملفرد يسهل الفهم ، اتب على حييل إىل حرص الك" مقام" ويوحي بتشابه مقامات البوح رغم تكررها و إضافة البوح إىل

بيان أهم شيء يف هذا املقام و هو البوح، و أيضا جميء العنوان مركبا يوحي بعالقة بني طريف التركيب " بوح" " مقام"إما عالقة تواصل أو ترابط ، أو تضاد ، أو عالقة طردية ، أي لكل " مقام البوح"

.مييزه عن املقامات األخرى

يدل على زمان أو مكان ، أي أن الشاعر يريد من هذا اإلحياء قد " مفعل" على وزن" مقام"مث إن الزماين و املكاين أن كل املقامات على اختالف أزماا و أماكنها هي واحدة بالنسبة له ألا حتمل يف

". البوح " طياا أهم شيء و هو

) مقام النوبة( ات املوسيقية و إذا عدنا إىل الداللة العامة للمقام فنجدها تتعدد و ختتلف فمنها املقام أما مقامات هذا الديوان فهي ...) مقام التوبة، الورع ، الزهد، الفقر ، الصرب( واملقامات الصوفية

مقام االعتراف بالشوق و أحاسيس الصدر و خلجات : مقامات خمتلفة يوحدها موضوع البوح منها و مقام أخر خياطب فيه القصيدة للتعبري عن فرحته اجلنان و مقام البوح مع حروف األجبدية العربية،

.بقدوم موالته

.يف صورة امرأة متأثرا يف ذلك بالشعر الصويف" القصيدة "و الظاهر أن الشاعر خاطب يف كل قصائده

Page 183: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 5

الكسوف ظاهرة فلكية تتعلق بالشمس حيث يتوسط القمر كل من الشمس و األرض فيحجب نور الشمس عن األرض ، أما النبض فريتبط بدقات القلب اليت تشري إىل احلياة ، و إذا كان الكسوف يعين

ب جنده حيافظ على نفس املعىن أي غيا" النبض" ففي إضافته لـ -مؤقتا –فلكيا غياب الشمس النبض ، غري أن الصورة الثانية للكسوف أكثر حزنا و تأثريا على الكون فغياب النبض يعين غياب احلياة

.أي ما يعادل املوت

مث إن الكسوف يتعدى النبض إىل األمنيات لتكون األمنيات و اآلمال هي األخرى غائبة عن احلياة ر يعيش واقعا مرفوضا و من خالل هذا الواقع ،إذن وانطالقا من داللة الكسوف ميكننا القول أن الشاع

يفتش عن احلياة الضائعة ، عن اآلمال و األحالم الزاهرة ، فالعنوان مشبع باألمل الشعري الذي يرى يف ".كسوف" غياب النبض و األمنيات حالة عابرة آيلة للزوال و القرينة الدالة على ذلك هي كلمة

: وة لـ عاشور بوكل" الشفاعات"ديوان - 6

++++++++++++++++++++++

و لكن شكل العنوان وطريقة كتابته على صفحة الغالف جيعلنا نغري مسارنا القرائي ، فقد توزع العنوان : على قسمني ، كتب كل قسم خبط خيتلف عن اخلط الذي كتب به القسم األخر كمايلي

الشفاعات

)عنوان الديوان (

الشفا عات

) باخلط الديواين) (باخلط الكويف(

ليكون لكل قسم داللته اخلاصة يه -داللة العنوان –ا بناءا على هذا التقسيم تنقسم الداللة أيض

يف لسان العرب تعين اجلرف اهلاري أو اية الشيء، و قرب املوت كما حتيل إىل قرب :الشفا - 1 . 311شفا الشخص مبعىن ظهر: غروب الشمس ، و من معانيها أيضا الظهور و الوضوح فيقال مثال

ابن منظور ، لسان العرب ، مادة شفا 311

Page 184: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هو املتمرد الذي ال : استكرب وجار و جاوز احلد ، و العايتعات يعتو عتوا و عتيا مبعىن: عات -2بئس الرجل رجل : " يقبل موعظة و الشديد الدخول يف الفساد و مجعه عتاة، و قد جاء يف احلديث

312"عتا و طغى

: و عليه ميكن أن جنمل الدالالت املعجمية اليت يدعو إليها تركيب العنوان من خالل املخطط األيت

فاعاتالش

)العنوان(

الشفا عات

الطغيان الظهور

اجلور تقاطع الغروب

الفساد النهاية

الظالم بنية تشابكية الوضوح

التمرد قرب املوت

" الشفا" يبدو لنا من خالل املخطط أن العنوان خيفي أفقني ، األفق األول ميثله الشق األول من العنوان " عات" ق الثاين من العنوان و هو أفق مشبع باألمل و الوضوح و املقاومة ، أما األفق الثاين يتعلق بالش

تقوم على ثنائية " عات" و" الشفا" و هو غارق يف الظلمات و الفساد و الصراع ، على أن العالقة بني : االتصال و االنفصال وفق بنية تشابكية تعمل على حتقيق التكامل الداليل كمايلي

الظهور و الوضوح

.نفس المرجع ، مادة عتا 312

مواجهة مقاومة

Page 185: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الشفا عات

النهاية و املوت

قيق تكامل داليل للعنوان الشافعات حيث يهدف الشاعر عن طريق كتابة العنوان ذا الشكل إىل حت ه من خالل مظاهره إبرازه و إظهارو العمل على - عات –اإلعالن عن وجود فساد " الشفا"تعين

، مث مواجهة و حماولة القضاء عليه مع األمل التمرد، و الظالم، و اجلور، و الطغيان: املتعددة .و موت الطغاة و اجلائرين و املتمردين الفساد بنهاية باالنفراج القريب الذي يتحقق

:إذن خنلص إىل أن داللة عنوان الديوان هي نتاج ترابط ثالث دالالت أساسية

بـ "الشفا "، فالرؤيا الشعرية تتجسد يف عالقة "عات"و داللة " الشفا"و داللة " الشفاعات"داللة فهما بؤرة الديوان و قطباه الرئيسيات اللذان منهما تتناسل الداللة و إليهما ، يف حني ميثل " عات"

" فيقول مثال يف نص يروم منها الشاعر أن تتوسط له عند املتلقي" شفاعات"جمموع قصائد الديوان " : و األرض راقدة...األمنيات

الغيوم اليت شردتين صباحا

.خبأتين معاطفها يف الوهاد

والعصافري اليت ودعت فرحيت

رصعت عوديت بالشذا

وزعت بسميت يف املدى

)37ص( و رمت موجيت ألقاصي البالد

: يقول " إين انطلقت... وداعا " و يف نص -

هربت جيتفإنين ...

ميمت شطر كعبيت

)46ص( ورحت احضن الفضاء

Page 186: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...

و إين انطلقت... وداعا

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

...و ال تطمعوا

لن أكون سوى مزهرية

)48ص(تلم شتات الورد الندية

مث عاد إىل عامل الشعر إىل أن الشاعر قد توقف عن الكتابة الشعرية لفترة -من خالل النصني –نذهب من جديد و لكن هذه املرة بأسلوب خمتلف و رؤى عميقة تالمس الواقع و تتجاوز احلدود متحررة من

من رغبة الشاعر يف التحرر " و دمي... ظهري حممي"كل رقابة سلطوية و هو نفسه ما جنده يف نص هو حامل لرسالة يبلغها مهما كلفته من كل القيود واإلصرار على املواجهة ألنه يرى ما ال نرى و

: الدروب ، و يف ذلك يقول

و للغياب ... ال وقت للقواميس

... سأسابق نومي

كي ال تتصيدين اخلطوات

األرض ال حتب من حيبها

)60ص( و للكذبة ...و للطغاة ...األرض تفيء للزناة

...

دمي عائد للسحاب الظليل

رح األصيل فال تشوشوا ما تبقى من ف

و ال جتعلوا مشسنا يف مفارق املهب

Page 187: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ترقب بوصالم

متيل ... حيثما مالت

)61ص" (الكتبة" و ال ترهنوا أحالمنا فيما يراه

إذن الشاعر يريد من نصوص الديوان السبع أن تشفع له عند املتلقي غيابه عن عامل الشعر و ذلك أن الشاعر نيب عصره يرى ما ال يرى غريه ، و عاشور بوكلوة عارف باملهمة اليت يضطلع ا الشاعر و

": ءإذا الشعر جا"يدعو إىل نوع من املصاحلة بني الشعراء و املتلقني فيقول يف نص

أخاف يا شرق املدينة

أن يغادر الشعراء

ماذا سنصنع بالذهب األسود

و املاسي... و األبيض

إذا جف نبع الشعر

).30ص(و اجتاحنا عطش الشمال و برده ؟

:لـ عبد القادر راحبي "أرى شجرا يسري "ديوان - 7

إذ نلمس مع بساطة هذا ] حال + مفعول به+ فاعل مستتر+ فعل[ العنوان مركب تركيبا بسيطا التركيب وضوحا على مستوى الداللة الظاهرة، فالشاعر يرى شجرا ، هذا الشجر يتميز بأنه يقوم

الذي جيمع بفعل السري و هو بذلك خيتلف عن الشجر الطبيعي الذي نعرفه يف الواقع، و مبدأ االستعارة احليوان / بني الشجر و فعل السري جعل من الداللة تبدو مألوفة من منطلق أن الشجر شبه باإلنسان

.الذي يقوم بفعل السري و الذي قد حييل يف العنوان إىل النمو أو االجنراف بفعل السيل أو الفيضان

ذاته قد ذكر من قبل و بنفس و لكن ال نعتقد أن الشاعر قد قصد إىل هذا املعىن ذلك أن العنوان الصيغة التركيبية على لسان زرقاء اليمامة اليت حذرت قومها من شيء عجيب رأته على مسرية ثالثة

فكذبوها و ظلت حتذرهم حىت دامههم العدو الذي كان مستترا " أرى شجرا يسري: أيام فقالت .بالشجر

Page 188: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يا و خمالف له دالليا، و الشاعر عبد القادر راحبي إذن العنوان استحضار لفضاء أسطوري مطابق له بنيو شبيه بزرقاء اليمامة من حيث حدة بصرها إال أنه خيتلف عنها يف كون الشجر الذي رآه هو شجر قادم

و يف املخطط اآليت سنحاول إبراز موطن االتفاق و . للتغيري و رفع الظلم ال للتحطيم و اإلبادة : فضاء األسطورة االختالف بني فضاء العنوان و

حتول داليل لفضاء أسطوري ضمن نسق رؤيوي لواقع " رأى شجرا يسري" و عليه ميكن القول أن من " السقوط " مرفوض، واقع غارق يف الزيف و الضياع و الظلم و الفساد ، و هو ما يربزه نص

: الديوان حيث يقول الشاعر

يسقط اجلرح

+++

++++

فالشاعر من خالل جتربته الشعرية حيول الداللة األسطورية من عدو قادم للتحطيم إىل رياح آتية للتغيري ،

فضاء األسطورة زرقاء اليمامة )حدة البصر(

شجرا يسري أرى )داللة اجيابية( )فعل التحذير(

داللة سلبية تكذيب قومها هلا (

) منهم )و نيل العدو

عنوانفضاء ال عبد القادر راحبي

)البصرية ( "شجرا يسري أرى"

) سلبيةداللة ( ) استحضار داللة األسطورة(

اجيابيةداللة بشرى للمتلقي بانفراج و زوال الظلم

بنية تقابلية

بنية تقابلية

بنية تقابلية

Page 189: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

والشجر الذي اكتسب داللة سلبية يف األسطورة حتول إىل داللة اجيابية يف الديوان ألنه شجر يسري حنو العتق من قيود الواقع املرفوض إال التغيري و التحول و الرفض ملا هو كائن ، و لن يسلم هذا التحرر و

.بالثورة و احلرب و التمرد

: لـ يوسف وغليسي " تغريبة جعفر الطيار" ديوان - 8

جعفر " و الثاين باالسم" تغريبة "يقوم العنوان على حمورين دالليني أساسيني ، يرتبط األول مبفردة "الطيار

منظور أن غرب و أغرب و غربه يعين حناه ، و فقد جاء يف لسان العرب البن " تغريبة" أما الـ . 313التغريب هو النفي عن البلد

و قد خصصت هذه التغريبة يف العنوان بإضافتها إىل اسم العلم جعفر الطيار و الذي ميثل قوة داللية ية أمساء األعالم حتمل تداعيات معقدة تربطها بقصص تارخي" وسلطة توجيهية لعملية التلقي، ذلك أن

أو أسطورية و نشري قليال أو كثريا إىل إبطال و أماكن تنتمي إىل ثقافات متباعدة يف الزمان و املكان "314

لقب ذو بعد ديين و هو جعفر بن أيب طالب ابن عم رسول اهللا صلى اهللا عليه و " جعفر الطيار" و ن قدم على رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم هاجر مع املسلمني إىل احلبشة و أقام ا عند النجاشي إىل أ

إن بأرض " سلم حني فتح خيرب و قد كانت هجرة املسلمني هذه بأمر من رسول اهللا الذي قال هلم 315"احلبشة ملكا ال يظلم أحد عنده فاحلقوا ببالده حىت جيعل اهللا لكم فرجا و خمرجا مما أنتم فيه

توصيف هلجرة املسلمني إىل احلبشة فجعفر " ة جعفر الطيار تغريب" نرى يف هذه الومضة التارخيية أن و هو نفسه ما يعانيه ) كيد الكفار(كرها و هربا من املوت ) مكة(بن أيب طالب تغرب عن بلده

- الشاعر من تغريب و نفي للذات داخل اتمع، غري أن يوسف وغليسي قد عدل عن التعبري املباشر .يعرف بتقنية القناع إىل استعمال ما - يف الديوان

و توظيف القناع يف اخلطاب الشعري تقنية متميزة تعكس وعي الشاعر وبالتاريخ اإلنساين ملا تتطلبه اليت سيضعها - تارخيية أو أسطورية أو تراثية-هذه العملية من ذكاء يف اختيار الشخصية املناسبة

ابن منظور ، لسان العرب ، مادة غرب 313.65تحلیل الخطاب الشعري ، إستراتیجیة التناص ، ص: محمد مفتاح 314 228البخاري ، صحیح البخاري ، ص 315

Page 190: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

اليت متيزت ا يف عصرها ، و حتميلها رؤى الشاعر قناعا دون إغفال مهارة الشاعر يف حتوير خاصيتها .من خالل جتربة شعرية متميزة بذاا -عصر الشاعر-جديدة تالئم العصر اجلديد

بناءا على هذه العملية االنتخابية اليت يقوم فيها الشاعر بانتخاب قناع بذاته على باقي األقنعة ، ميكن أن عي أقنعتها وفق حالة شعورية اسقاطية يف بنية تقابلية أو نذهب إىل أن التجربة الشعرية هي اليت تستد

تطابقية يصري معها القناع هو الشاعر و الشاعر هو القناع، بغض النظر عن الدالالت الراسخة اليت ليس هويته و إمنا ما -يف القناع-املهم "ميكن هلذه األقنعة أن تستدعيها يف ذهن املتلقي، ذلك أن

. 316"إمكانيات و ما يفتحه من آفاق ينتجه الشاعر من

و ما مييز الشاعر اجلزائري أنه يعيش غربة الذات فهو يرى ما ال يراه غريه لكنه يبقى سجني الصمت، ما "فهو معسوس منذ نيته يف الكتابة إىل غاية طبع جتربته الشعرية ، و رغم أن الشعر املعاصر انفتح على

احلداثة الشعرية إال أن الشاعر املعاصر يبقى دون املواجهة املباشرة و 317"ميكن أن نسميه بعصر األسئلة .فنجده خيفي الكثري و يكتفي باإلشارة و التلميح

و لعل أمل الشاعر املعاصر يف حتميل خطابه الشعري رسالة إىل املتلقي واضحة املعايل و موجهة املرامي، رسم خطوط املواجهة و املباشرة من خالل ما يعرف جعله جينح إىل توظيف القناع ملا له من قدرة على

".قناع التحاور" بـ

هذا القناع الذي سيورثه الشاعر كل أحاسيسه ورؤاه ليكون سفريا له على خشبة القصيدة، يغدو فيها الفاضح للصمت الذي طاملا أرق الشاعر و يتم ذلك عرب مشاهد شعرية يف قالب مسرحي -القناع -

.وارقوامه احل

يستطيع أن يقول كل شيء دون أن يعتمد شخصه أو صوته " إذن فالشاعر عن طريق هذه األقنعة الذايت بشكل مباشر، ألنه يلجأ إىل شخصية أخرى يتقمصها أو يتحد ا ، أو خيلقها خلقا جديدا

318"وسيحملها آراءه ومواقفه

خصية دينية هلا وزا يف التراث اإلسالمي جند الشاعر يتجه صوب ش" تغريبة جعفر الطيار" و يف ديوان ، و هذه الشخصية اليت محلها الشاعر عذاباته و "–رضي اهللا عنه - جعفر ابن أيب طالب"ونقصد هنا

.123، ص1981، یولیو، 1، ع1جابر عصفور ، أقنعة الشعر المعاصر ، فصول ، مجلة النقد الدبي ، مج 316 .22، ص1993، 1، النظام و الكالم ، دار اآلداب بیروت ، طأدونیس 317 .++++++ 103محسن أطیمش ، دراسة نقدیة للظواھر الفنیة في الشعر العراقي المعاصر، دیر المالك ، ص 318

Page 191: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

جعفر بن "حسراته جندها تتعالق مع الشاعر يف فعل التغرب و النفي ، ما يسمح لنا بالقول أن استدعاء .بعينه عرب رؤية اسقاطية ذات بعد تناصي هو استدعاء لعصر " أيب طالب

كل -بدايات الدعوة لإلسالم- ينتمي إىل عصر صدر اإلسالم و قد عايش " جعفر بن أيب طالب" ، األمر )قريش(مظاهر الظلم و االضطهاد و التغريب، و تعرض لإلهانة من طرف أقربائه و أحبائه

.رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم الذي دفعه إىل اهلجرة للحبشة امتثاال ألمر

شاعر معاصر يعاين غربة الذات داخل جمتمعه ، و لعل هذا النوع " يوسف و غليسي"و يف املقابل جند من الغربة أشد و أقسى من غربة البعد أو النفي عن الوطن، ذلك أن البعيد عن الوطن يعيش أمل العودة

أمل الذات املستمر الناتج عن جرح القريب و احلبيب ، فتغريبة و احلنني ، بينما الغريب يف الوطن فيعاينأدى إىل انقسام الوطن ) اليمني و اليسار( يوسف وغليسي نتجت عن صراع داخلي و تصادم فكري

الواحد و تنوع صور املوت و الضياع و التشتت فيه، لذلك عمد الشاعر إىل توظيف قناع التحاور فجاء نص العنوان يف قالب مسرحي درامي مكون من مشهدين حيكي كل تعبريا عن غربته و مأساته،

.مشهد واقعا مرفوضا تساوقه حالة شعورية آيسة

و قبل أن نغادر هذا الديوان ال يفوتنا أن نشري إىل ما ذكره الشاعر يف مقدمة ديوانه حول اختيار عنوان ملسودة األوىل هلذا النص الشعري الدرامي لألمانة فقط أذكر أنين عثرت على ا: " الديوان حيث قال

و هو أفضل يف تقديري ، لو كنا نستحم يف النهر ! "جعفر الطيار يطلب اللجوء السياسي: " بعنوان . 319" ! مرتني

واللجوء السياسي مصطلح سياسي يعىن بوضع أمين حلزب أو ناشط سياسي معارض للنهج السلطوي إىل اللجوء إىل بلد أخر طلبا للحماية على أن يكون هذا -املعارض- املعمول به يف البلد ، ما يدفعه

.البلد املستقبل من دعاة السلم و السالم ، و محاية حقوق اإلنسان

و نعتقد أن ميول الشاعر إىل العنوان الثاين أكثر من العنوان األول املثبت على ظهر غالف الديوان هو العنوان األكثر ترمجة لواقع الشاعر و رؤيته " جوء السياسيجعفر الطيار يطلب الل"راجع إىل أن

الشعرية، فيوسف وغليسي شاعر رافض لواقع سياسي ترتبت على أساسه وقائع أخرى مرفوضة، و ألن الشاعر مل يستطع أن يعرب صراحة عن موقفه داخل جمتمعه ، فكان التخفي بالقناع أفضل وسيلة

.13یوسف وغلیسي ، تغریبة جعفر الطیار ، مقدمة الدیوان ، ص 319

Page 192: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أشبه بالسراج الذي ينري طريق التأويل و " يطلب اللجوء السياسي: " ، وقوله إليصال أفكاره و آراءه يضبط التوجهات القرائية

.عند املتلقي

انفتاح خطاب العنوان على العتبات املرافقة : املبحث الثالث

عرف مل يعد العنوان وحده من خيتزل داللة النص ، بل أضحى شيفرا يف جمموع شفرات حميطة بالنص ت : إىل " عتبات" يف كتابه" جريار جنيت"باملناص التأليفي الذي قسمه

.النص احمليط التأليفي -1

و هو يعىن بالشكل اخلارجي للكتاب و " جريار جنيت"الذي كان له احلظ األوفر من الدراسة عند : يضم كل من

اسم الكاتب - " العنوان الرئيسي -

العنوان الفرعي -

االستهالل -

املقدمة -

اإلهداء -

التصدير -

املالحظات -

احلواشي -

اهلوامش -

لوحة الغالف -

320"صورة املؤلف -

: النص الفوقي التأليفي - 2

منيز فيه النص الفوقي العام و النص الفوقي اخلاص ، تنحصر فيه النصوص اليت هلا عالقة بالكتاب، : لكنها نشرت يف فضاءات تناصية خارجية خمتلفة نذكر منها

.48، ص) ص الى المناص جیرار جنیت من الن( عتبات : عبد الحق بالعابد 320

Page 193: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

321.اخل.. اللقاءات الصحفية ، احلوارات، املناقشات ، املؤمترات ، املتابعات النقدية ، املراسالت " ( و القصيدة العربية املعاصرة قد شكلت فضاءا رحبا اجتمعت فيه العتبات النصية على اختالف حقوهلا

أول ضربة أنزلتها القصيدة اجلديدة " فكانت ) اخل... عالمات ، رموز ، رسوم ، خطوط ، موسيقى دة بشكلها الثابت و بالقارئ الكالسيكي هي تلك الضربة اليت تلقتها عيناه، فقد اعتاد أن يرى القصي

ما تكاد تقع عيناه على صفحة فيها شعر حىت تتلقى حواسه األخرى إشارات جتعلها تتهيأ الستقبال نوع معني من العمل األديب هو الشعر ، أما يف العصر احلديث فقد تغري شكل القصيدة و مل تعد العني

وىل، و إن كانت العني قد استعاضت من وحدها قادرة على التمييز بني الشعر و النثر من النظرة األ .322"ذلك ، مبتعة القراءة املتأنية بعد أن أصبحت القصيدة تكتب للعني ال لألذن

و هذه املفارقة يف التلقي تنبع من طبيعة العالقة بني الشكل و املضمون ، حيث متاهى املضمون يف " عاة ألسس التلقي اجلديد، و بذلك يكون االغتراب إىل حد الغموض ما حذا به إىل تغيري شكله مرا

و كالمها يتعاون مع اآلخر و يتفاعل معه حىت خيرج (...) املضمون هو الذي خيلق الشكل و حيدده .323"االثنان من الوجود بالقوة إىل الوجود بالفعل فيمتزجان امتزاجا تاما يف عمل فين

اإلفادة من خمتلف وسائل التوزيع " ي تسعى إىل و فضال على أن القصيدة املعاصرة حتتفي بالبياض فع ، فتؤلف بني ما ال يأتلف ، لتشكل كرنفاال خيتلط فيه املقدس باملدنس، و 324" اخلطي و الطباعي

األسطورة بالواقع ، و التشكيل بالتخطيط ، فتكرس بذلك ثقافة اإلحياء اليت تعمل على صهر الرؤى غري مسمى ، مث يأيت الدور على املتلقي الذي يكون لزاما عليه تعديل الشعرية و ترجئ دالالا إىل أجل

فعل التلقي على شبكات قرائية متعددة -عندها -أفق توقعه ما دام يف حضرة احلداثة الشعرية ، فيوزع .تعدد العتبات املرافقة للنص اهلدف

ذا التحدي تتجاوز كل مألوف وتنأى ، و هي "القفز يف اهول " كما توصف الكتابة احلديثة بأا عن كل معىن مبتذل ، لتؤسس لرؤية جتاوزية زئبقية ، كلما اعتقد املتلقي أنه قبض على جوهرها

انفلتت من بني يديه لتتشكل ثانية وفق رؤية مغايرة متاما للرؤية السابقة، و تبقى يف حتول مستمر يظل بإخضاع االستعمال للقواعد " قصيدة التقليدية على مراعاته يتالعب بأفق التلقي، الذي طاملا عملت ال

، و الرتاعات الغالبة ، و مراعاة الذوق العام ، و العرف اجلاري يف التحرر و االلتزام، بغية إخراج

.48المرجع نفسھ ن ص 321 . 112،ص1،1981عبد العزیز المقالح ، الشعر بین الرؤیا و التشكیل ، دار العودة ، بیروت ، ط 322 . 93، ص1971، 2محمد النویھي ، قصیة الشعر الجدید ، دار الفكر ،ط 323 .360-359،ص1982، 1المشرق ، ط كمال خیر بك ، حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر ، دار. د 324

Page 194: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

القصيدة املشتركة يف جوهرها و مظهرها ال خصوصية فيها و ال نشوز ، حىت ال يصدم القارئ . 325" باجلديد العجيب بالغريب و ال يثقل كاهله

و الفرق بني القصيدة القدمية و القصيدة احلديثة راجع إىل أن الشاعر املعاصر شاعر يعيش جتربة الكتابة ينشغل الشاعر بقضية " و للتعبري عن هذا الصمت ) صمت العامل –صمت الذات ( انطالقا من الصمت

التايل نكون أمام ضرورة قصوى لتعدد الفاعليات جوهرية ، بانشغاالت فكرية و نفسية ، و مجالية، و باملنتجة ، و اختالفها كي يولد النص الشعري من جديد، و من ضمن هذه الفعاليات أساسا الفاعلية

على أن توكل للمتلقي مهمة كشف العالقة بني الشعر 326"اجلمالية اليت يشكل التشكيلي أحد أبعادهامعرفة ممكنة حول التشكيل ، و : مستوى زواج معرفتني ممكنتني جيب أن ترقى إىل" و التشكيل واليت

.327معرفة ممكنة حول الكتابة

خنلص مما سبق ذكره إىل أن إنتاج الداللة يف الديوان يتوقف على مدى قدرة املتلقي على تأويل عناصر افل كل معطياا املناص ، و كذا كشف عالقة بعضها ببعض ، فعناصر املناص أشبه باألحجية ، تتك

.من أجل حل اللغز ، غالبا ما يكون هذا اللغز هو عنوان الديوان نفسه

و على هذا األساس سنحاول يف هذا املبحث رصد الدالالت املمكنة اليت ينفتح عليها خطاب العنوان .من خالل تعالقه مع العتبات املرافقة له ، و اليت سنوزعها على نسقني

:لق بكل ما هو خطي مكتوب و يندرج حتتهيتع: نسق لغوي -1

.اإلهداء - أ

التقدمي - ب

التوطئة - ت

.النص املثبت على ظهر الغالف - ث

و هو يتجاوز تتابع األصوات اللغوية إىل الرموز و العالمات السيميائية و اليت : النسق البصري -2 :بـ -يف دراستنا هذه-نكتفي منها

املناص على صفحة الغالفأي كيفية توزع عناصر : املساحة - أ اللون - ب

.30، ص1984، 4حممد اهلادي الطرابلسي ، من مظاهر احلداثة يف األدب ، الغموض يف الشعر ، فصول ،ع 325 ++++++++++++++.152عبد القادر الغزايل ، الشاعر و التجربة ، ص 326

.155المرجع نفسھ، ص 327

Page 195: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

اخلط - ت

).الصورة الشخصية لصاحب الديوان أو لوحة الغالف( الصورة - ث

لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل؟ " ديوان - 1

:صفحة العنوان الرابعة - 1

: العنوان البديل -1- 1

مث " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟" كتب اسم الشاعر أعلى صفحة الغالف ، يليه عنوان الديوان رسم للمؤلف، ثبت أسفله التحديد األجناسي ، و الصفحة الثالثة هي صفحة العنوان اخلاطئ ، أما

ن ، و التحديد فإضافة إىل احتوائها اسم الشاعر ، و عنوان الديوا) الصفحة الرابعة( صفحة العنوان

Page 196: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

األجناسي ، و كذا دار النشر ، فقد حوت أيضا عنوانا ثانيا أثبت أسفل العنوان األصلي مباشرة يف ".أو الريشة فوق القصبة : " عبارة

ميثل العنوان البديل الذي يعمل على تكثيف دالالت العنوان األول ، فالريشة :الريشة فوق القصبة ، و كذلك ) الديوانية و االخوانية ( دم ، و قد ارتبط ظهورها بكتابة الرسائل تستعمل للكتابة منذ الق

و الكتابة الشعرية تعبري عن أحاسيس 328"عالقة الشاعر بقصيدته كعالقة الكاتب برسالة يكتبها "الذات و انفعاالا و كذا انشغاالا ، حىت أدونيس يتعجب من املتنيب كيف يكتب إن مل يكتب

: فيقول بالريشة

و أتعجب ، ال بالريشة "

يكتب، ال بيديه

بل بالكون ، و بدءا

329"من كل حصاة فيه

أما القصبة فهي بدورها أداة للكتابة و لكن بضوابط معينة ، إذ ال يكتب بالقصبة إال من كان عارفا ل يف عامل التعبري عن الذات بضوابطها و تقنياا ، و عليه ميكن القول أن الكتابة بالريشة تعين الدخو

.دون ضوابط و ال رقابة ، بينما الكتابة بالقصبة فتحدها ضوابط و قواعد ال جيب خرقها

إىل مرتلة أمسى من القصبة ، فالناص إجالء للريشة و رفعها" الريشة فوق القصبة" لذا نلفي عنوان أنا : "الذي يقول يف إحدى رسائله " غوستاف فلوبري" عبد الرزاق بوكبة إنسان الريشة ، مثله مثل

330".ريشة عن طريقها أحس و بسببها و يف عالقة ا ، و أحس كثريا معها -إنسان

: عدالة اإلهداء - 2

إىل بال القوارب" أما السدود ..."تسافر فتحجز و ال

. 28، ص1981مصطفى ناصف، دراسة األدب العربي ، دار االندلس ، بیروت ، 328 ++++++، ص1/1995أدونیس ، ھا انت أیتھا الورقة ، سیرة شعریة ثقافیة ، بیروت ن دار االداب ، 329 .01ن ص56نقال عن حسن المؤذن ن مجلة فكر و نقد ، دراسات أدبیة و مطارحات نقدیة ن العدد 330

Page 197: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

القارب من وسائل السفر يف البحر ، و كلنا يعلم أن السفر بالقارب ليس كالسفر بالباخرة ، فما : بالك بالقارب البايل الذي يوحي إىل املغامرة و قد يتسبب يف الغرق ، و كأن الشاعر يريد أن يقول

سدود فهي حواجز متنع السفر و املغامرة من مل يغرق ال ميكنه أبدا أن يالمس اجلمال يف اإلبداع ، أما ال.

سنجمل يف اجلدول اآليت نقاط التعالق بني كل من العنوان األصلي و العنوان البديل و كذا عدالة .اإلهداء

عناصر العنوان املركزي

عناصر العنوان البديل

عناصر عدالة اإلهداء

نقاط التعالق الداليل

السدود القصبة سيبويه

لغة : سيبويه قاموسية أحادية

الداللة ، و قواعد ثابتة

أسس و : القصبة ضوابط تقنية للكتابة

حدود و : السدود حواجز تعتمد

التخطيط

بايل القوارب الريشة الرمل

الضياع و : الرمل التفتت و الغربة

التحرر ، : الريشة و املغامرة و البساطة

: بايل القوارب السفر و املغامرة

:للريح اليت تغري املطاف لـ خلضر خبيت ... لألكيد" ديوان - 2

:إهداء - 1

إىل سليم "

Page 198: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بني كل ما قلت ... و بينكم ... بيين ... أيها الراجعون إىل اخللف حتت األمساء البليدة ... أما أنتم و ما سأقول ... و ما أقول ...

...احذفوا الفواصل كي أصل إىل ما غرين

"أنا آت ... إين قابع كالفقر على جباهكم

وحده ، و خياطب يف اإلهداء الشعراء و الكتاب ، " سليم"يهدي الشاعر عمله الشعري إىل ابنه .واملبدعون الذين رحلوا عن هذه الدنيا و ظلوا يسجلون حضورهم من خالل اجنازام

واع حبتمية املوت و أن احلياة الدنيا متاع و غرور لذلك جنده يف إهداءه خياطب " خلضر خبيت"و الشاعر املوتى بأنه هو األخر الحق م و متجاوز لفواصل احلياة و إغراءاا هذا من جهة، و هو خالد

سفية بإبداعاته و كتاباته من جهة أخرى و هو بذلك خيتزل جتربة حياتية بإبعاد فل

: إهداء النسخة - 2

(...) إىل "

"! و غيابك موتان... حضورك موت

و يتبع إهداءه بكالم فلسفي موجه للمهدى إليه، (...) يهدي الشاعر هذه النسخة من الديوان إىل " للريح اليت تغري املطاف... لألكيد" كما متثل عبارة اإلهداء رافد داليل لعنوان الديوان

تعين أن وجود اإلنسان يف هذه احلياة مرهون بعمر حمد، د لذا جند الشاعر ... " وت حضورك م" فـ مبعىن " ميت" خياطب املهدى إليه باعتبار ما سيكون أي بإثبات الصفة، فمن صفات اإلنسان أنه

.حمكوم عليه بالفناء

ملوت األول الصفة فيحمل معىن الصفة و احلدث معا حيث ميثل ا" و غيابك موتان : " أما قوله املالزمة لإلنسان يف احلياة، أما املوت الثاين فهو املوت احلق الذي يتحول عربه اإلنسان من الدار الفانية

.إىل دار اخللود

: االستشهاد - 3

: الذي يقول " أبو لينري"بعد صفحة اإلهداء مباشرة يفرد الشاعر صفحة خاصة يستشهد فيها بقول لـ

Page 199: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ناالرمحة ل" حنن الذين نستنبط ".حدود الالواقع

هؤالء الذين يستنبطون حدود الالواقع هم الشعراء الذين يرتفعون عن كل مبذول و ساذج ليالمسوا .أبعد الرؤى يف أبعد مراميها ، متجاوزين يف ذلك الواقع امللموس إىل العامل الغييب

شاعرا متبصرا فامها ملا هو كائن إىل حد توقع ما سيكون ، فهو يرى أن " خلضر خبيت"و كذلك نلف هو الذي يعمل على تنبيه اإلنسان من " األكيد" اإلنسان أسري احلياة يفعل إغراءاا املتعددة ، و املوت

لرائي الذي يتخطى حدود ميثل احلادي أو ا" خلضر خبيت" غفلته هذه ، و ذا ميكن القول أن الشاعر .الواقع إىل الالواقع

: ر خبيت لـ خلضر" أجراس الورم " ديوان - 3

: توطئه -1

ميثل بؤرة الديوان اليت تلتف حوهلا باقي العناوين الفرعية فان " أجراس الورم" إذا كان عنوان الديوان اد به الشاعر توجيه املتلقي إىل توطئه الديوان تعترب النص املركزي ضمن العتبات املرافقة ، و هو نص أر

املسار السليم للقراءة ، فهو يريد للقارئ أن يعي رسالته و يشاركه رؤاه ألا رؤى الذات اجلرحية اليت .تبحث عن محيمية اجلماعة

فالشاعر يريد للمتلقي أن يدق هو األخر أجراسه ألنه يدرك متام الوعي أن مههما واحد و جرحهما : فيقول يف توطئة ديوانه " ورمهما واحد"لتايل واحد، و با

يف سنته الثامنة من التيه"

مل يسترسل بيان السحر من الفضة للقر

بل احناز إىل معتقل خلف الشمس

...كي يتفيأ باالوهام

و انا رأيته ذات تاريخ يعلق مسك

و يبحث عن دالية أخرى ... مناشريه

Page 200: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

331"تفهم يف السر معانيه

تكون التوطئة عتبة مهمة يف هذا الديوان، فهي ختتزله يف نص قصري نص خيتزل معاناة رجل تائه و ذا يف هذا الوجود ميسك خبيوط رفيعة سرعان ما تنفلت من بني يديه ليبحث عن خيوط أخرى، هي أحالم

. يستأنس ا و لكن ما يلبث يصطدم بالواقع الذي يصفع الطموح ، فتتحول األحالم إىل أوهام

:االقتباس األول -2

: يقوله فيه " طاغور"عنوان داخلي موعة عناوين فرعية ، أرفق هذا العنوان بنص لـ " صلوات غائبة"

ليكن للموتى خلود الصيت"

332"و ليكن لإلحياء خلود احلب

حتمل معىن " صلوات غائبة"لعل القارئ يرى التعالق واضحا بني العنوان الداخلي و النص املقتبس فـ الصالة اليت تؤدى على الغائب أو املفقود الذي له حكم امليت ، و كالم طاغور يؤكد هذا املعىن حيث

ان بأن األموات حاضرون مع اإلمي) األموات( و أفق الالواقع ) األحياء( يفصل بني أفقني ، أفق الواقع . إىل جانب األحياء يف العامل الدنيوي بفعل أعماهلم اليت ختلد ذكراهم

: االقتباس الثاين - 3

حتت وجهي جرس الليل انكسر"

333"و أنا الذئب اإلهلي اجلديد

أدونيس

و هو عنوان أساسي " أجراس الورم" نص مقتبس يف الديوان ، كتب أسفل العنوان الداخليهذا ثاين .موعة عناوين فرعية ، باإلضافة إىل أنه العنوان الذي يترأس الديوان

يف " أجراس"و العالقة اليت تربط هذا العنوان بالنص املقتبس هي عالقة تناص ، حيث ذكر الشاعر على أن نص أدونيس غارق يف الداللة " جرس"ابل وظف نص ألدونيس ذكر فيه العنوان و يف املق

.08، دیوان أجراس الورم ، صلخضر بختي 331 .09نفس المرجع ن ص 332 .33المرجع السابق ن ص 333

Page 201: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فهي أجراس " أجراس الورم" اإلجيابية مشبع مبعاين التجدد و الوالدة و األمل ، و كذلك نلف العنوان ).الورم( الصمت و اجلرح، تعلن عن ميالد حياة جديدة من رحم املوت

: النص املثبت على ظهر الغالف-4

اهلي.. ".

أنا الشجر الواقف يف بيداء

توازنك

أهدين فهلنجا كي أكشف عن

سر

ظل ميزق أمساءا و حوانيتا

يف الرأس ادنك إن غادرها

...احلظ

...تتعبين أمصارك يا رب

...يتعبين الزمن القحط

أنا فيك

...إليك

"أناديك

" صحوة النسب"هذا النص املثبت على ظهر الغالف مقتطع من إحدى قصائد الديوان و هي قصيدة 334

يتوجه الشاعر يف هذا النص إىل اهللا مالذه و ملجأه ، يستنجده من واقع آيس استحالت فيه احلياة ، و ي ، يكون فيه رغم صعوبة املوقف إال أن الشاعر خيتار الصمود و املواجهة اليت تنم عن أمل شعر

.41المرجع السابق ، ص 334

Page 202: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الصامد الذي يتحدى كل الصروف ويف هذه الصورة الشعرية تقاطع مع " الشجر الواقف"الشاعر كما هذه األجراس اليت تأىب أن يبقى الورم خفيا فتعلن عنه بدق ناقوس اخلطر علها تتطهر " أجراس الورم"

.احلياة من أوزارها

:لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان - 4

:هداء إلا -1 :يقول الشاعر يف إهداء ديوانه

إىل كل من حيس أن هذه القصائد كتبت له "

أو كتبت عنه

" أهدي هذا الديوان

من سياق اإلهداء نرى أن الشاعر عارف بالتعددية الداللية اليت قد ينصرف إليها ديوانه ، فالديوان مقامات جتمع بني التصوف و العشق و قد تأسس على) مديح االسم( منذ عنوانه إىل أخر نص فيه

.املرأة و الكتابة، و تعدد هذه املقامات يؤدي حتما إىل تعدد القراءات

ركز الشاعر يف هذا الديوان على التسلسل املنطقي يف رسم مالمح جتربته الشعرية ، فزمن كتابة ، و هذا التكثيف الداليل بني ) حمقام البو( القصائد متقارب جدا ما يوحي بوحدانية التجربة الشعرية

نصوص الديوان هو الذي يصرف املتلقي إىل داللة واحدة انطالقا مما توهم به الصور املتسلسلة للديوان ( أنه ديوان يف الشعر الصويف و بالتحديد عن مقام العبد بني ربه ، و يراه املتلقي ) أ ( ، فريى املتلقي

أن هذا الديوان هو مشروع يف الكتابة يربز ) ج( حني يرى املتلقي ديوان يف العشق اجلسدي يف) بمن خالله الشاعر حاله حلظة الكتابة الشعرية، إىل غري ها من الرؤى اليت يستدعيها هذا الديوان يف

.ذهن املتلقني

و على هذا األساس كتب الشاعر إهداءه موجها إىل مجهور املتلقني على اختالف رؤاهم و تدرج .معارفهم

: النص املثبت على ظهر الغالف - 2

Page 203: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: ليثبتها على ظهر الغالف و هذا هو نصها 335اختار الشاعر قصيدة من الديوان من أميا غيمة " من أي غيب ساحر من أي أفق أميا جنمة حطت على شفيت هذي األجبدية ألف تعطر باخلزامى و تضوعت منه اللحون و امليم حورية تسرح شعرها الفتان قرب النبع حتت التني و الزيتون و ترف هاء كالفراشة كي حتط على الندى و تبوح باألسرار بوح الباء تكشف سرها للنون ألف و نون عني و نون نون و نون

هذا احتفال األحبدية ) 35ص( بالغواية و الفتون هو مقام الشاعر بني يدي القصيدة حيكي الشاعر من " مقام البوح" عنوان الديوان إذا اتفقنا على أن

خالله عالقته بالنص الشعري فإن هذا النص املثبت على الغالف يعترب النص الفاضح لنوايا الشاعر، ذلك أن حديثه عن احلروف هو حديث عن جتربة الكتابة و قدسيتها اليت ال تقل قدسية عن احلرف

العرب و يف " عريب، بل لأن احلروف اليت ذكرها يف النص هلا حضورها املقدس يف النص الديين فـ الاإلسالم خاصة قد أعطوا لكل حرف مدلوال خاصا ، أما الباء فلها حرمتها ألا أول حرف يف القرآن

وية اإلهلية عند ابن ، و اجليم كانت كناية عن الصدغ ، و الصاد هي مقلة اإلنسانية، و اهلاء هي اهل

. 36-35عبد اهللا العشي ، دیوان مقام البوح، نص احتفال األبجدیة ، ص 335

Page 204: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العريب ، و امليم كانت تعبريا عن الضيق ، أما األلف فكانت ذات أمهية خاصة عند العرب ألا يف مقام أن األلف : هـ قال 896و هي رمز لوحدة اهللا املطلقة وعن سهل التستري الصويف املتويف عام " أحد"

ىل اهللا الذي آلف بني األشياء و انفرد عن أول احلروف و أعظم احلروف و هو اإلشارة يف األلف إ .336"األشياء

:لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان -5

اإلهداء -1

و يف هذه العبارة " أرفع هذه الرؤى" يهدي الشاعر ديوانه إىل زوجته و أبناءه و خيتم إهداءه بعبارة ".مرثية الرجل الذي رأى" تناص مع عنوان الديوان

املذكور يف العنوان لتتحدد داللة هذا ) رأى( فكلمة الرؤى املذكورة يف اإلهداء ترفع اللبس عن الفعل .التجاوزية االستشرافية " الرؤيا" األخري يف

: النص املثبت على ظهر الغالف - 2

.337النص املثبت على غالف الديوان هو مقطع شعري من إحدى نصوص الديوان

: يقول الشاعر

سأقاتلك الن يا صاحيب عاشقا و قتيال "

.و رحنا نفتش عن نبعة كي نعد السهام

... وجدنا...

و كنت أريش.. و كان يريبش

ملاذا إذا سدد السهم حنوي أصاب

) .24ص"( و سهمي يطيش ؟

خصمه النص مشهد قتايل بني الشاعر و األخر ، يف هذا املشهد يعزف الشاعر عن القتال رغم إصرار على تسديد سهامه حنوه و هذا العزوف ليس استسالما و ال ضعفا بل تضحية من الشاعر حيقن ا

.101،ص1978، 14عفیف بھنسي ، جمالیة الفن العربي ، سلسلة عالم المعرفة ن العدد 336

.24-23مرثیة الرجل الذي راى، نص اشجار الجنوب المائلة ،ص لخضر فلوس ، دیوان 337

Page 205: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الدماء و يوقف ا القتال، و هي صورة شعرية تترجم آالما دفينة يف الذات الشاعرة يكتوي ا الشاعر 338"إىل ايروس" ة داخل نفسه يف نوع من العذاب الذايت و هو نفسه ما جنده يف القصيدة الغنائي

: و اليت جاء فيها 11املذكورة يف الشذرة رقم

أريد لن أحب... إين أريد

أن أحب) ايروس( و لقد زين يل احلب

فأبيت من جهلي أن أصغي إليه

! فقبض من فوره على قوس من ذهب

... لبست له احلديد... و دعاين إىل القتال

! فأمسكت بالرمح و الدرع

)اخيلليوس( كأين أشيل و ضت

فسدد يل سهاما ) ايروس" ( احلب" أنازل

حدت عنها فطاشت و نفذت سهامه

فتقدم إيل يتقد غضبا

و هجم علي فاحترق جسمي

و ازمت... ! و نفذ إىل قليب

! هلا من محاقة أن أتقي بدروع يا

)ايروس( أي سالح خارجي ينتصر على احلب

339"؟ ! قائمة داخل نفسك إذا كانت املعركة

الھ الحب في االساطیر االغریقیة : ایروس 338 . 140، ص1984، 77أحمد عثمان ، الشعر االغریقي ، ترثا إنسانیا وعالمیا، سلسلة عالم المعرفة ن العدد.د 339

Page 206: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

املذكورة يف العنوان األساسي للديوان ترسم مالحمها املعركة " مرثية" تذهب مما سبق إىل أن كلمة .املذكورة يف النص املثبت على ظهر الغالف يف نوع من التعالق الداليل أو ما يعرف بالتناص

:لـ يوسف وغليسي "تغريبة جعفر الطيار "ديوان -6

لديوان مقدمتا ا

مدير دار اء الدين للنشر و " سعيد حبري"اشتمل الديوان على مقدمة الطبعة الثانية بقلم األستاذ ".يوسف وغليسي"اإلشهار، وكذا مقدمة نثرية لتغريبة شعرية بقلم صاحب الديوان

صفحة خصصت كلها للحديث عن الديوان و ) 22(جاءت هذين املقدمتني يف اثنيت وعشرين حيث حاول الشاعر يف مقدمته اإلجابة على بعض األسئلة اليت قد "تغريبة جعفر الطيار "لتحديد عن با

ليست " تغريبة جعفر الطيار"تتبادر يف ذهن املتلقي فور قراءته العنوان ، منبها إىل أن هذه التغريبة أي رة إىل احلبشة بالكالم مرثية لواحد من أهل البيت ، و ما دار يف خلدي أن أعيد كتابة تاريخ اهلج"

340".املوزون املقفى ، بل إن حماوليت ال تعدو أن تكون استدعاء للتراث للتعبري به عن روح العصر

و ذا تكون املقدمة أشبه خبيط الشمس الرفيع الذي يشق طريقه إىل خبايا العنوان ، فالدواوين اليت .اسها و ختفي عنا مفاتيحهاختلو منها املقدمة كثريا ما تدفن احلقيقة و تكتم أنف

لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات" ديوان - 7

:اإلهداء -1

: يقول عاشور بوكلوة يف إهداء ديوانه

...إىل والدي "

"احلشاش الذي يرى بعيون زرقاء اليمامة

كلمة احلشاش املذكورة يف اإلهداء جاءت يف تركيب آخر عنوان من عناوين الديوان و نقصد هنا " :احلشاش و احلالزين"حيث يقول الشاعر يف نص 341" احلشاش و احلالزين"عنوان

للمرة األوىل جييء احلزن مبتسما"

.16-15ن صیوسف وغلیسي ، دیوان تغریبة جعفر الطیار ، مقدمة الدیوان 340 .70عاشور بوكلوة ، دیوان كسوف النبض و االمنیات ، ص 341

Page 207: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

للمرة األوىل جييء احللم

مستديرا حنو نصر ما

ء حشاش للمرة األوىل جيي

)71ص" ( و ماء... بني يديه خبز

الذي حيمل اخلبز و املاء " احلشاش"إذن هي رؤيا تفاؤلية يف واقع يكرس احلزن و اليأس و الظلم، و .هو كل إنسان يسعى إىل أن يعيد للعامل توازنه و يبعث فيه احلياة من جديد

خليبات و االنكسارات إىل أفراح و حيول من خالل رؤاه الشعرية كل ا" عاشور بوكلوة"فالشاعر انتصارات يطعمها من أمله الشعري، و على هذا األساس يكون عنوان الديوان كسوف النبض و

.األمنيات ميثل الرؤيا التجاوزية اليت يراها احلشاش بعيون زرقاء اليمامة

:تقدمي -2

األدب جبامعة سكيكدة ، و هذا التقدمي عبارة أستاذ النقد و " نبيل بوالسليو"جاء تقدمي الديوان بقلم إىل غاية أخر نص " كسوف النبض و األمنيات"عن دراسة نقدية شاملة للديوان بدءا بالعنوان األساسي

.صفحات ) 08(و قد جاءت هذه الدراسة يف مثان " احلشاش و احلالزين" يف الديوان

املضمار الصحيح للقراءة فأعطى لكل نص عمل صاحب هذا التقدمي على تثبيت خطى املتلقي على من نصوص الديوان حقه من التوضيح مع االستدالل مبقاطع من املنت ، و هو يف كل نص من هذه

.النصوص يكشف عن رؤيا شعرية تفضح أسرار الذات الشاعرة

) ملتحما/ صوفيا ( لتشكل العامل تشكيال بديعا ..." لو أستطيع" هذه الرؤيا تتجلى يف أول قصيدة"و يرتكن إىل قيم الفضيلة و الطهر، إا حنت إلنسان جديد ، و دنيا جديدة مؤلفة من صور غامرة

و /.../ رجان مليون بيت من املرمر و امل/ لبنيت ألحفادهم يف بلدي /.../ لو استطيع : " مدهشة 342" "و أغصان الرحيان /و تبكي أسفا على أشواك الورد / جعلت النار تصافح أعشاب احلقل

و فق رؤية نقدية "عاشور بوكلوة "يف تقدميه لديوان "نبيل بواليسليو"إذن على هذا النحو سار األستاذ .إبداعية ال تقل أمهية عن فرادة العمل الشعري املقدم له

.06عاشور بوكلوة ، الدیوان السابق ، تقدیم الدیونا ، ص 342

Page 208: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:بت على ظهر الغالف النص املث -3

عادة خيتار الشاعر مقطعا أو نصا من نصوص ديوانه و يثبته على ظهر الغالف حلاجة يف نفسه أرادها، ليس مقتطعا من املنت و ال " كسوف النبض و األمنيات"غري أن النص املثبت على ظهر غالف ديوان

.ا الديوان إىل تناص خارج الديوان من مقدمة الديوان ما جيعلنا نستبعد التناص الداخلي يف هذ

طبعا ليس من السهل العثور على النص األصل للنص املثبت على ظهر الغالف ما يوسع جمال االحتماالت ليشمل رؤية مفادها أن هذا النص املثبت على ظهر الغالف هو النص األصل كتب يف

أن القاموس املعجمي هلذا النص يتوافق نفس احلالة الشعرية اليت كتبت فيها نصوص الديوان و السيما ".احلشاش و احلالزين " و ما ذكر يف نص

: حيث يقول الشاعر يف هذا النص

قل للذي يرقب أضواء القمر

إن مشس احلشاش

) 72ص( آخذة هذا الليل الطويل

....

العناكب تنسج املوت يف الزوايا

...

) 86ص(يفاجئ حيب األرض باالرتواء

....

و الفراشات تاهت يف زهرها

) 108ص(فضاعت كما احللم يضيع

...

...شكرا

Page 209: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

للهواء الرببري الذي بعثر روحي

) 110ص ( لطفلة غريت عطرها يف اهلزيع األخري

) 111ص (تعرى ... تندى ... فأمطرت وردا

: أما املقطع املثبت على ظهر الغالف فهذا نصه - طيل الشمس هنا بساط مست"

و العناكب آيلة للموات

هنا األرض راقدة

.ال تفسدوا أحالمها

كي تسترد الفراشات ألواا الفاحتة

احلب هنا شامخ فانتظروين

إين أسوي أشرعيت على مهل

و اهلديل ...أصاحل الفحيح

و حني يهيم األريج يعانق ورده

"أستعري العطر و الرائحة

الشمس ، : النصيني اعتماد الشاعر قاموسا لغويا مشتركا يف مثل قوله نالحظ من خالل العناكب ، املوت ، احلب ، األرض ، احللم ، الفراشات، الورد ، العطر غري أن هذا االشتراك اللغوي يساوقه تقابل داليل ، فإذا كان النص األول تصوير لواقع منكسر يغلب عليه الضياع و اليأس و املوت

ن النص الثاين ميثل املقابل الداليل الذي ينساق مع رؤى شعرية تفاؤلية تطمح إىل تغيري الواقع املر فإ .التفاؤل/ بواسطة احلب و احللم

كما ميكن عد هذا النص املثبت على ظهر الغالف إجابة عن تساؤالت يطرحها عنوان الديوان ع هذا الكسوف و تتحقق معه األمنيات ، فهو بشرى بفرج قريب يرف" كسوف النبض و األمنيات"

.إذن هي دعوى شاعر واثق من رؤاه مؤمن باحلب مشبع باألمل

Page 210: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الشعري نعثر على القصيدة اليت أخذ منها املقطع املثبت على " عاشور بوكلوة "و يف قراءة عاجلة لنتاج " و األرض راقدة ... األمنيات " ظهر غالف ديوان كسوف النبض و األمنيات و هي قصيدة بعنوان

" .من ديوان الشفاعات343

هو التناص الداخلي " سوف النبض و األمنياتك"و " الشفاعات"و الالفت لالنتباه يف هذين الديوانني : الذي يوظفه الشاعر عن وعي و قصد إن على مستوى النص أو العنوان ، ما يوضحه اجلدول التايل

ديوان الشفاعات ديوان كسوف النبض و األمنيات "و األرض راقدة...األمنيات "قصيدة النص املثبت على ظهر الغالف

عنوان " ( كسوف النبض و األمنيات" ) الديوان

عنوان "( و األرض راقدة... األمنيات" ) داخلي يف ديوان الشفاعات

عنوان "( كسوف النبض و األمنيات " ) الديوان

عنوان داخلي يف ديوان " كسوف النبض " الشفاعات

بوكلوة يعتمد تسلسال إبداعيا مينهج إىل القول أن عاشور) تناص داخلي( يقودنا هذا الشكل التناصي إىل عنوان داخلي يف " احلشاش و احلالزين" به مشروعه الشعري ، حيث حتول عنوان ديوانه األول

" الشفاعات"ليتحول هذا األخري بدوره إىل عنوان داخلي يف ديوان " كسوف النبض و األمنيات"ديوان ع أعماله الشعرية أشبه بالعقد الذي إن انفلتت منه حبة و هو باستعادته للعنوان السابق جيعل من جممو

.ضاع العقد

باستدعاء عناوينه السابقة فحسب بل يعتمد أيضا عنصر التمهيد و " عاشور بوكلوة" و ال يكتفيهذا " كسوف النبض و األمنيات "التشويق و هو ما ينبئ عنه النص املثبت على ظهر غالف ديوان

و األرض ...االمنيات " ليظهر النص كامال معنونا بـ 2004عته األوىل سنة الديوان الذي كانت طب .2006الذي جاءت طبعته األوىل سنة "الشفاعات "من ديوان " راقدة

لـ عاشور بوكلوة " ديوان من دس خف سيبيويه يف الرمل ؟ -1

أي خشن و هو " أحرش" يوصف هذا النوع من األغلفة بأنه :غالف الديوان -1املذكورة يف العنوان ؟، و هذا " الرمل" حمبب بلون رملي ما جيعله يتوافق مع كلمة

النوع من األغلفة ال يتوافق مع األلوان الطباعية ، بل ينسجم أكثر مع التخطيط أو ما ".الغرافيك" أو " الغراافيزم" يعرف بـ

.31عاشور بوكلوة، دیوان الشفاعات ، ص 343

Page 211: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: طاخل - 2

الذي يوافق ذيل " خف" و الدليل على ذلك هو ذيل الفاء يف ) خبط يد املؤلف (كتب العنوان ختطيطيا من صفحة " يف"يف العنوان يوافق حرف اجلر " يف " يف اإلهداء ، و كذا حرف اجلر" قوارب" الباء يف

" . س" الفهرس، و كذلك األمر بالنسبة حلرف

ديوانه خبط يده و إثبات توقيعه أسفل اإلهداء، داللة على مسؤوليته اجتاه و كتابة الشاعر لعنوان عمله اإلبداعي و حتمله النقد الذي قد يتعرض له، مع وعيه بكل فكرة أثبتها يف ديوانه ترجم ا رؤاه و

.قناعاته

: الرسم - 3

.أجنز الرسم املثبت على صفحة الغالف بتقنية التجريد اليت تتوافق مع ختطيط العنوان و شكل الورق

قد يوحي الرسم للوهلة األوىل مبحاولة انتحار ،و لكن اخلط األفقي املنقط يدل على االستقرار ، ما ة أخرى يف إطار استقراري يعين أن الرسم جتسيد حملاولة جتاوز وضع ما ، أو اخلروج من حالة إىل حال

جتاوز فضاء "عبد الرزاق بوكبة" وضعي ، و هي نفس الرؤيا اليت ينتجها الديوان من حماولة الناصالصورة املثالية يف كيفية بناء الكالم و " سيبويه اللغوي الذي بلغت فيه علوم اللغة أوجها فصارت

لتجاوز يسري يف مستوى استقراري ال يروم من خالله غري أن هذا ا 344"التعبري عن املشاعر و املقاصد .الناص إحداث قطيعة لغوية بل تكييف البىن اللغوية مع متطلبات احلياة املعاصرة

: لـ حلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 4

إذا استثنينا لون اخلط الذي كتب به عنون الديوان و صاحب الديوان و : غالف الديوان -1 املثبتة يف العنوان " مرثية " املؤشر اجلنسي ، فإن لون الغالف أسود بلون احلداد الذي يتوافق مع كلمة

.األساسي للديوان

أما النص املثبت على ظهر الغالف فقد كتب باللون األمحر ما جيعله منسجما مع داللة يستدعي فروقا لونية حىت ) األسود ( القتل و القتال يف النص هذا من جهة ، مث إن لون الغالف نفسه

اسم الشاعر ، عنوان الديوان ، دار النشر ، املؤشر اجلنسي ، حملة ( تربز للعيان العتبات النصية املرافقة ...)عن الشاعر ، النص املرفق على ظهر الغالف ، السعر

: الصورة املثبتة على صفحة الغالف - 2

.127حسن جمعة ، في جمالیة الكلمة ، ص 344

Page 212: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خيفي باقي مالمح وجهه ،و تثبيت القناع على صفحة " قناع مطوي" صورة الغالف عبارة عن الغالف إشارة إىل أن هذه املرثية قد كتبت بتقنية القناع ، حيث خيفي الشاعر ذاته ليتحدث بلسان

، مث إن لطي القناع يف الصورة داللة اإلخفاء، ما يضعنا أمام "الرجل الذي رأى" األخر هذا األخر هو : إخفاء ين

يتعلق باستعمال القناع كنظري يتحدث من خالله الشاعر عن رؤاه و خلجات : إخفاء أول -1 ".الرجل الذي رأى" نفسه، و هو يف هذا الديوان

ما يعين أن هذا القناع نفسه ) قناع مطوي( ينبئ به الطي املالحظ يف الصورة : إخفاء ثاين -2ذي رأى يف عنوان الديوان من مقنع غري واضح املعامل ، و يف هذه احلال يتحول الرجل ال

" األار األخرى" من ديوان " تراتيل الرجل األخضر" قناع إىل مقنع يكشف عنه نص . لنفس الشاعر

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم" ديوان - 3

يتوحد لون الغالف مع لون املعلومات املرافقة للرسم على صفحة :صورة الغالف -1الغالف ، و هو اللون األمحر الوردي ، غري أن ما يثري انتباهنا يف هذا الغالف هو

تتوافق مع " أجراس "االنسجام املدروس بني داللة كل من الرسم و العنوان حيث جند اليت تعكس تردد اجلرس و املوجات الصوتية يف حني –احلركة اجليبية أعلى الرسم

مع انفجار دموي متشابك املسالك و موحد املنبع لتكتمل " الورم"يتوافق لفظ .الصورة املرسومة باكتمال صورة العنوان الذي جيعل لورم واحد أجراسا متعددة

على ظهر الغالف يتقاسم كل من النص و الصورة : الصورة الشخصية -2لشخصية للشاعر مساحة الغالف بالتساوي و يصاحب هذا التوزيع تكامل داليل بني ا

.النص و صورة خلضر خبيت

إذ يبدو الشاعر من خالل الصورة الفتوغرافية مستقيما منتصبا وواثقا من نفسه ، يف بيداء انأ الشجر الواقف" تعكس نظرته حرية و حتديا يف نفس الوقت ، و هي داللة تتوافق مع عبارة

.اليت جاءت يف النص املصاحب للصورة " توازنك

Page 213: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

إذن فرغم ما تكرسه احلياة من سلبية واحباطات إال أن خلضر خبيت يظل صامدا كما الشجر متحديا دليل على شجاعة الشاعر و 345"أجراس الورم" كل الصروف أمال يف غد جديد ، وزمن كتابة

.لكتابة و املوتحتديه لواقع ملغم تترادف فيه ا

: لـ عبد القادر راحبي"أرى شجرا يسري"ديوان -3

جاء يف الصفحة الثالثة من الديوان أن لوحة الغالف من اجناز : صورة الغالف -4ما يعين أن داللة اللوحة ال تقل أمهية عن داللة " عبد القادر راحبي " صاحب الديوان

.تأويليا لشفرات العنوان العنوان ، بل ميكن اعتبار لوحة الغالف مفتاحا

و اللوحة مزيج من ألوان و مساحات و أشكال هندسية ختتلف دالالا باختالف توزعها ، حيث .يعمل كل مكون فيها على تكثيف الداللة العامة للعنوان

رمز الزرقاء حتمل معىن التواصل أما املساحات اخلضراء املختلفة األشكال فهي ) احللقات( فالدوائر زرقاء ، خضراء (للتجدد و النمو و العطاء ، يف حني متثل اخلطوط العمودية اخلضراء اليت تنتهي بأزهار

).مزهرة( أشجارا زهرية ) ، بنفسجية فاألشجار املزهرة باألزهار الزرقاء حتمل داللة األمل و االستشراف أما األشجار ذات األزهار اخلضراء

اخلصب و البعث يف حني ترمز األشجار ذات األزهار البنفسجية إىل القوة و فهي حتمل معاين الوالدة و .الصمود ، ما جيعلنا نصف لوحة الغالف بالتفاؤلية

و بناءا على حتليل اللوحة نذهب إىل أن العنوان يقيم عالقة تناصية مع لوحة الغالف، شجرا باعتا لألمل و التغيري : ري تنكشف معها رؤى الذات الشاعرة فيكون الشجر الذي رآه الشاعر يس

.و هو شجر مزهر ليس بعقيم ، عكس رؤيا زرقاء اليمامة اليت أنبأت عن حرب و دماررؤيا جتاوزية لشاعر خيترق حدود الواقع يغرس شجرا مزهرا " أرى شجرا يسري"إذن

.يثمر حرية و عدال و حياة كرمية : لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات "ديوان - 5

: لوحة الغالف تتوزع لوحة الغالف على ثالث مساحات

حتتل اجلزء األعلى من صفحة الغالف ، نالحظ فيها تدرجا : املساحة األوىل -1 .ما حييل إىل مساء مغيام مظلمة ) بين، برتقايل ، أسود(لونيا

كتبت قصائد الدیوان سنتي 345

Page 214: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من اللون األبيض و األزرق و البنفسجي و هي حتتل مزيج: املساحة الثانية -2 .أسفل الصفحة يشكل امتزاج األلوان فيها حبرا أزرقا مظلم

هي صورة لثور يتوسط املساحتني السابقتني و رسم بتقنية :املساحة الثالثة -3الرسم التناظري علق على جبهته مصباح منري و على رأسه لفتة معمارية قد تكون

.وخلف رأس الثور شعاع نور داللة على مشس حيجبها رأس الثور قبة ،

.سنحاول بناء انسجام الصورة للحصول على داللة متكاملة مث نقارا بداللة العنوان

أصرت على نزول الثور " جلجامبش"ملا أهاا " عشتار"جاء يف األساطري اليونانية أن . 346السماوي إىل األرض لينتقم هلا

و ختربنا األساطري اليونانية أن الثور السماوي ثور ظامل، إذا نزل إىل األرض أحدث يف ضراعته األخرية باإلله "ا فسادا و أهلك البشر جوعا ، و يف املقابل يستنجد اإلنسان املعذب

لوب عامة إله الشمس و العدل و احلياة األخالقية الطيبة الذي كان أقرب اآلهلة إىل ق" مشش" . 347"الناس

هو واهب النور إىل الوجود وراعي الضعفاء به يستنجد احملتاجون " إله الشمس"فـ : و املظلومون و فيمايلي مقطع من ترثيلة يبتهل فيها اإلنسان املعذب إىل إله الشمس قائال

أيها املضيء يا مبدد ظلمات قبة السماء "

348"يا من يشعل الوهج يف الثور ، و حقل القمح و حياة البالد

:نالحظ تناصا بني نص الترتيلة و لوحة الغالف نشرحه فيمايلي

عناصر الترتيلة عناصر صورة الغالف املضيء إله الشمس الذي حيجبه الثور

ظلمات السماء املغيام املظلمة السماء قبة القبة املرسومة أعلى جبهة الثور

الوهج املصباح املعلق يف جبهة الثور

.116د ، المرجع السابق ، صعبد الغفار مكاوي ، جذور االستبدا 346 .132نفس المرجع ن ص 347 عبد الغفار مكاوي ، المرجع السابق 348

.232، ص

Page 215: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الثور الثور حياة البالد البحر

إذن ديوان كسوف النبض و األمنيات هو رؤيا شعرية حاول من خالهلا الشاعر عاشور .بوكلوة استدعاء بىن اسطورية لرسم معامل واقعية ميتزج فيها املعقول باملأمول و األسطورة باحللم

غياب إله الشمس صاحب / ما هو إال كسوف " كسوف النبض و األمنيات"و واهب النور و كاشف الضر و السر، و راعي الفقراء و املعوزين و التائهني، لقد كان "العدالة

.349"ضوء الشمس يراقب القضاة و ال يرحم املرتشني و الذين حييدون عن جادة العدل يف أحكامهم

هو كتاب عن معاناة اإلنسان يف " كسوف النبض و األمنيات"ول أن و خالصة الق واقع تصادر فيه األحالم و يطغى عليه الظلم و احلرمان يرتكن فيه الشاعر إىل رؤى استشرافية ، كلها

.أمل و تفاؤل بزوال املعاناة إميانا منه بوجود إله الشمس الذي سينتصر على الثور السماوي يوما ما

لـ عاشور بوكلوة " الشفاعات"ديوان - 6

: لوحة الغالف

هو نفسه مصمم الغالف و صاحب الذوق الرفيع يف اختيار الرسوم " جاء يف مقدمة الديوان أن الشاعر ، و هذا أمر حممود يف الكتابات املعاصرة فقدميا كانت دار النشر هي اليت ختتار 350"املصاحبة للقصائد

لوحة الغالف ، و غالبا ما يكون اختيارها عشوائيا ينفي أي عالقة بني لوحة الغالف و عنوان الديوان قدر اإلبداع فهو األعلم مبا كتب و األ/أو مضمونه ، بينما األجدر ذه املهمة هو صاحب الديوان

.على اختيار ما يتناسب من اللوحات الفنية مع عمله اإلبداعي

و اللوحة " الشفاعات" فإىل أي مدى سنوفق يف كشف الصلة بني عنوان الديوان املرافقة له؟

.63المرجع نفسھ ، ص 349 .12عاشور بوكلوة ن دیوان الشفاعات، مقدمة الدیوان ، ص 350

Page 216: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حضور يف التراث اإلنساين بل إن " اليد" أجنزت بتقنية احلفر، و لـ " يد إنسان " لوحة الغالف متثل .اإلنسان البدائي على جدران الكهوف هو شكل اليد أول شكل طبعه

كما حتمل اليد معاين متعددة قد تدل على احلماية و درأ العني، كما قد تعين القوة أو أما " السبابة "و منقوصة " اخلنصر"العمل، غري أن ما مييز هذه اليد يف غالف الديوان أا يد مكسرة

مث السمو و ) محاية اليد( الذي حييط ا فهو دال على التجميع اخلط الدائري املمتد حنو األعلى .االرتفاع

.ما يدل على حماولة ترميم هذه اليد" موضع السبابة" كما نالحظ وجود لون أزرق يف اليد

جندها حتمل معىن الدعاء و طلب املغفرة ، و هي يف هذا الديوان جمموعة " الشفاعات" و إذا عدنا إىل .ريد هلا الشاعر أن تشفع له عند متلقيهقصائد ي

و العنوان ذا املعىن جيعلنا نتكهن مرحلتني متمايزين يف حياة عاشور بوكلوة الشعرية ، حيث تنسخ املرحلة الثانية املرحلة األوىل فتحول رؤاها و تبدل احلكم فيها ، و هو نفسه ما توحي

".اليد " به صورة الغالف

يتبع إستراجتية تناصية واعية ينسج أبعادها باعتماد ثالث رؤى -يف هذا الديوان - اعر ما يعين أن الش أساسية هي رؤيا العنوان ورؤيا نصوص الديوان ، و كذا رؤيا لوحة الغالف حيث يقول الشاعر يف نص

351"إين انطلقت ...وداعا "

وهذا الوالء... وداعا

مل يعد منبعا للصفاء

وهذي األصابع

عد تبصر كفهامل ت

) 40ص(مل يعد نايها صاحلا للغناء

...

.39عاشور بوكلوة ن دیوان الشفاعات، ص 351

Page 217: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

إين انطلقت ... وداعا

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

...و ال تطمعوا

لن أكون سوى مزهرية

) 40ص(تلم شتات الورود الندية

وض حبسه الشاعر مع واقع مرف) وداعا(منيز يف هذا النص حالتني شعوريتني تتعلق األوىل بقطع الصلة يف املاضي ، أما الثانية فترتبط برؤى استشرافية ينطلق من خالهلا الشاعر متجاوزا كل احلدود و

.احلواجز

و كأن الشاعر كان يكتب حتت الرقابة و الوالء لرؤى غريية ، فجاءت كتاباته الشعرية رهينة الرؤية مل يعد ناا / هذي األصابع لن تعد تبصركفها"القاصرة اليت ال تتعدى التقرير و هو ما توحي به عبارة

الغالف فهي يد ال تقدر على ، و هي صورة تتوافق مع إحياءات اليد املثبتة على ظهر " صاحلا للغناء .الفعل ملا حلق ا من أعطاب/ الكتابة

و يف املقابل جند الشاعر يرمم يف هذه اليد من خالل اللون األزرق الدال على فعل الترميم ، يف حماولة منه االنطالق من جديد يف مضمار الكتابة الشعرية ، و لكن هذه املرة حممل برؤى

: الذات الشاعرة املتحررة من كل والء فيقول يف ذلك

هذي يدي...هذي أصابعي "

ا ال ترونهإين أرى م

فال تتعبوا طريقي

...

" الكتبة"ال ترهنوا أحالمنا يف ما يراه

...

Page 218: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

352"قويل خلاطري يبدل رسم القصيد

+++

++++

:وظائف العنوان

353" مرسلة مستقلة مثلها مثل العمل الذي يعنونه " انطالقا من مسلمة أن العنوان رومان "، هي ال خترج يف الغالب عن الوظائف اليت حددها فهذا يعين أن العنوان منوط بوظائف مميزة

ال يأيت إىل املستهلك صافيا و " يف خمططه التواصلي ، و ألن العنوان موضوع تواصل فهو " ياكبسونمفصوال عن غطائه القيمي ، فالقيمة اليت يشري إليها هي األساس ، و استنادا إىل هذا الغطاء تبىن

354"إستراجتية التواصل

تداويل و مجايل ، أما اجلمايل : و لعل ما مييز العنوان عن بقايف اخلطابات أنه ذو بعد إنتاجي مزدوج . الديوان ،يعمل على تروجيه و لفت األنظار إليه ، فهو أشبه بعينني مجلتني / فلو وجدوه على رأس النص

االشهارية املضيئة " النيا مثل المرأة من وراء نقاب ، و يف هذه احلال يكون العنوان يلعب دورا إع 355" املعلقة أعلى بيوتات التجارة ، بغية االقتناص للنظر و مغنطة احلواس

الديوان الذي يعنونه ، إذ يعمل العنوان على / أما البعد التداويل فهو نتاج تعالق العنوان مع النص .الديوان ، فيوجه عملية التالقي من حيث أنه يشري إىل مضمون النص املعنون/ اختزال داللة النص

جمموعة " ان الذي يرى أن العنو" ليو هويك" و لتحديد وظائف العنوان أكثر نستعني بتعريف العالمات اللسانية من كلمات و مجل ، و حىت نصوص قد تظهر على رأس النص لتدل عليه و تعينه ،

62-52، ص عاشور بوكلوة دیوان الشفاعات، قصیدة ظھري محمي و دمي 352 .31محمد فكري الجزار ، العنوان و سیمیوطیقا االتصال االدبي ن ص 353

.20، ص20/2003تمثالت البارد و الساخن ،مجلة عالمات العدد :سعید بن كراد 354

.31، ص34مصطفى عمران، الخطاب االشھاري ، بین التقریر و االیحاء ن مجلة فكر و نقد ، العدد 355

Page 219: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من خالل هذا التعريف ميكن أن حندد وظائف . 356" تشري حملتواه الكلي و لتجذب مجهوره املستهدف " جلمهور املتلقي ، و يضيف جذب ا/ تعيني النص ، و اإلشارة إىل حمتوى النص ،مث إغراء : العنوان يف

جريار "إىل جانب هذه الوظائف وظيفة اإلحياء ، فيكون جممل الوظائف اليت حددها " جريار جنيت 357" اإلغراء ، اإلحياء ، الوصف، التعيني " يف " جنيت

موضوع للعديد من املمارسات السيميولوجية اليت يعتد ا من " و ألن العنوان يوصف بالنصية فهو :، و على هذا األساس ميكن أن حندد وظائف العنوان كمايلي 358"طلق أا ظاهرة عرب لغوية من

.الوظيفة التعيينية -1

. اإلحيائية/ الوظيفة الوصفية -2

.الوظيفة االغرائية -3

.الوظيفة التناصية -4

على أن هذه الوظائف ليست حصرية إذ ميكن أن تضاف إليها وظائف أخرى حبسب ما تستدعيه طبيعة العنوان فنجد على سبيل التمثيل االستدعائية ، املرجعية ، التميزية ، التلخيصية ،

.، االحالية و غريها من الوظائف) التصنيفية( االنفعالية الداللية ، التكثيفية ، التجنيسية

يعمد عن طريقها العنوان إىل تعيني النص املعنون و حتديد حمتواه و :ظيفة التعيينية الو -1، ...)رواية ، قصة ، مسرحية ، شعر ( نتعرف بواسطتها على اسم الكتاب و جنسه

كما تعمل هذه الوظيفة أيضا على متيز العمل املعنون من جمموع األعمال اإلبداعية ؤلف واحد أو ملؤلفني متعددين ، و هي وظيفة مشتركة بني األخرى من نفس الصنف مل

: كل العناوين مثلما نالحظه يف عناوين الدواوين اآلتية

باعتباره نوع من أنواع –قبل تصنيف وظائف عناوين الدواوين جتدر اإلشارة إىل أن املؤشر اجلنسي يهيء املتلقي لتلقي نوع معني من يشري يف هذه الدواوين إىل جنس الشعر ، و هو بذلك –العناوين

".الشعر" اإلبداع هو

: أما عن باقي العناوين فسنحاول استقراء وظائفها بدءا بـ

: ديوان الشفاعات -1

356 Léo.H.Hoek.la marque du titre , p 17.

.31مصطفى عمرانن المرجع السابق ن ص 357.229ص+++++ ، 164صالح فضل، الخطاب و علم النص ، عالم المعرفة ، رقم 358

Page 220: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: عناوين من أصل سبع ، هلا وظيفة تعينية و هي ) 04(منيز يف هذا الديوان أربعة

)19ص(إذا الشعر جاء -1

)31ص (و األرض راقدة ... األمنيات -2

)39ص(إين انطلقت ... وداعا -3

)75ص(جاهز للغناء -4

" إذا الشعر جاء" يعمل كل عنوان من هذه العناوين على حتديد مضمون القصيدة، فعند قراءة العنوان .يتوقع املتلقي أن النص املعنون يتحدث عن الشعر ، مث يتأكد هذا التوقع فور قراءة النص

: حيث يقول الشاعر يف القصيدة

أمد اجلناح... إذا الشعر جاء"

تطري األغاين

) 20ص" (فتبين الفراشات للطري عشه

حيث حيدد العنوان النص الذي يعنونه ، فيكون " إين انطلقت ... وداعا " و كذلك األمر يف عنوان : العنوان يف هذه احلال أخبار يؤكده النص إذ يقول الشاعر

إين انطلقت ... وداعا "

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

...و ال تطمعوا

لن أكون سوى مزهرية

)48ص(تلم شتات الورود الندية

": أجراس الورم"ديوان - 2

: تتمثل العناوين التعينية يف هذا الديوان يف )10ص( رمبا أخطأت -1

Page 221: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 14ص( باغية املادح -2

)22ص(رسول احلجل -3

) 48ص(صورة -4

)47ص(خطوة -5

) 25ص(صفاء العز -6

يتضمن معىن " رمبا أخطأت " و هي عناوين اخبارية خترب مبضمون القصيدة و متهد لتلقيها، فالعنوان اإلخبار واالستدعاء ، حيث يستدعي يف ذهن املتلقي توقعا مفاده أن الشاعر قد قام بفعل ما ، و هو

فيتساءل عن إذا ما كان قد أخطأ فيما ذهب إليه، و هو املعىن ليس متأكدا من أنه فعل الصواب ، : الذي يؤكده النص يف مقطعه األخري

رمبا أخطأت "

فيما أخطأت حني تشخصت بالسني

و يف السني سنونوة

) 13ص(!و سيل السيل ، سؤالك ينهيك

فهو عنوان حيكي عالقة بني الباغية و املداح قد تكون عالقة " باغية املداح " و كذلك جند عنوان .غرامية و هو نفسه ما حيكيه مضمون القصيدة من أن املداح مبهور بباغية ، يغين هلا و يغازهلا

: "مقام البوح"ديوان -4

: يكاد خيلو الديوان من العناوين التعينية إذ ما استثنينا عنوان الديوان و عنوانني داخلني مها

)51ص(ال تصميت -1 ) 57ص(القصيدة -2

فعنوان القصيدة هو إشارة إىل القصيدة الشعرية ، هذه القصيدة اليت يصفها الشاعر و يتحدث عنها : بالتفصيل معلنا امسها يف النص حيث يقول

...ضيع العبارة أ" ) 58ص(والنحو و العروض و ااز و الفصاحة أسأل نفسي

Page 222: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أبعد هذه القصيدة القصيده ) 59ص(متسع ألحريف اليوابس القصيدة

" : قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا"ديوان - 5

هذه العناوين نالحظ يف هذا الديوان تطابقا تاما بني العنوان التعيين و النص الذي يعنونه و من بني : التعينية نذكر

) 139ص(الكالب -1

) 21ص(مدينيت و العامل اليوم خبري -2

) 141ص(إيه جزائر -3

) 75ص(أال صفقي بيد واحدة -4

) 125ص(الكرسي املتحرك -5

) 135ص(كونني -6

)127ص(أعاصمة اجلزائر -7

اجلهيد يف البحث عن مرجعية يعتمد سليمان جوادي األسلوب اخلطايب ما يوفر على املتلقي اجلهد .النص ، و العنوان منذ تلقيه يفضح دالالت النص املعنون و كأنه السطر األول منه

و هو ما أخربنا " اجلزائر" قصيدتان صرحيتان قيلتا يف الوطن " أعاصمة اجلزائر" و " إيه جزائر"فقصيديت .به عنوانا القصيدتني قبل تلقي النصني

" : ريأرى شجرا يس"ديوان -6

: حنصي يف هدا الديوان ثالثة عناوين تعينية ) 85ص(السقوط -1

)77ص(مناداة -2

) 75ص(تذكر -3

خياطب الشاعر شخصا آخر ينسب إليه فعل التذكر ، فيعدد له مظاهر التذكر يف " تذكر"ففي نص : نوع من املعاجلة الذاتية من حيث مشاركة الشاعر اآلخر فعل التذكر فيقول له

أنت تذكر هذي األمساء ها "

ها أنت تذكر هذه األحجار

Page 223: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 75ص..." (و األار تذكرها

أين يعدد الشاعر صور هذا السقوط بادئا بسقوط التوتة اجلبلية " السقوط" و كذلك األمر بالنسبة لنص : فيقول

تسقط التوتة اجلبلية على ساعد امرأة "

يسقط اجلرح

و االحنناءة

) 85ص...( و املئذنة

يسقط اللحم

يف أول احللم

و العدل

) 86ص(يف أول الظلم

" :كسوف النبض و األمنيات "ديوان - 7

: من عناوينه التعينية نذكر ) 13ص(لو أستطيع -1 )15ص(هي -2

) 26ص(و هلذا أنكسر ... -3 ) 44ص(الرئيس يزور العيادة -4 ) 70ص(احلشاش و احلالزين -5تقوم بوظيفة تعيني " كسوف النبض و األمنيات" العناوين الداخلية يف ديوان هذه

حمتوى القصائد يف نوع الوالء هلا ، حيث يقوم القارئ بتوقع املضمون انطالقا من فهمه للعنوان ، هذا .الفهم الذي سيبارك مع املسار القرائي

Page 224: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هذا ما " احلالزين" و " احلشاش" مها حييل إىل قطبني متقابلني" احلشاش و احلالزين" فمثال نص يف نوع من املقارنة و " احلالزين" و " احلشاش" جنده يف النص املعنون حيث يتحدث الشاعر عن

: املقابلة فيقول

تبحث يف هفهفات الصباح " عن حشاش جييئ من مسرة الليل

و ميضي يف مواكب النمل إىل عيون أتعبتها سؤاالت أيب فال تبصر غري هذي احلالزين ...تلون صدفاا ) 123ص...(تركب موجة عارية

) 124ص(و تبيعين للعويل ... تستبيح دمي فالعنوان فيها ميثل أول سطر من القصيدة حيث يبدأ الشاعر قصيدته " الرئيس يزور العيادة" أما يف قصيدة

: بـ يزور الرئيس العيادة " : و يسأل يف حرية ) 44ص( ! أين املرض

: ديوان تغريبة جعفر الطيار - 6

: من العناوين الداخلية هلذا الديوان جند ) 42ص(تغريبة جعفر الطيار -1

) 60ص(إىل أوراسية -2

) 62ص(يسألونك -3

) 75ص(سالم -4

) 65ص(جنون -5

) 73ص(قدر -6

) 72ص(غربة -7

) 66ص(خوف -8

Page 225: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 67ص(حلول -9

تغريبة " هذه العناوين املذكورة أعاله ذات وظيفة تعيينية ، متهد للمتلقي الطريق لتلقي النص فـ عنوان يوحي بأن النص يتحدث عن جعفر بن أيب طالب و ملك احلبشة النجاشي و " جعفر الطيار

ه و لكن ليس لذات" توظيف جعفر الطيار " األمر كذلك بغض النظر عن البعد الداليل للنص ذلك أن .باعتباره قناعا يفضي من خالله الشاعر مبكنونات الذات

: فيذهب بنا إىل أبعاد صوفية ، األمر الذي يتأكد مع قراءة النص إذ يقول الشاعر " حلول" أما العنوان

! و أنت أنا... أنا "

أهواك ألين منك

و أنك مين

...روحك حلت يف بدين

) 67ص... (الزمن" حالج " أنا

سنجمل يف جدول إحصائي نسبة العناوين التعيينية يف كل ديوان

%نسبة العناوين التعيينية عنوان الديوان

57.14 الشفاعات 30 أجراس الورم

11.76 مقام البوح 33.33 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا 50 تغريبة جعفر الطيار 33.33 كسوف النبض و األمنيات 16.66 أرى شجرا يسري

%27.27 النسبة اإلمجالية

: االحيائية / الوظيفة الوصفية - 3

Page 226: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تعىن هذه الوظيفة باجلانب الداليل للعنوان ، حيث تقوم بإعطاء حملة عامة عن مضمون النص و هي املسؤولة عن " ، و ألا كذلك فستكون بذلك تلعب دورا إحيائيا يتم من خالله تكهن النص املعنون

لذلك كان تغيري العنوان ال خيدم عملية التلقي ، إذ يتغري املسار 359"االنتقادات املوجهة للعنوان .القرائي مع تغري العنوان ملا هلذا األخري من عالقة وطيدة مبضمون العمل املعنون

واوين املدروسة و ليس من السهل حتديد هذه و تسجل هذه الوظيفة حضورا بارزا يف عناوين الد الوظيفة لتداخلها مع الوظيفة التعيينية ، ما يستدعي حتكيم النص املعنون ، و غالبا ما تنصرف الوظيفة .الوصفية يف هذه العناوين إىل الوظيفة الداللية الضمنية املصاحبة و ذلك بتفعيل آلييت اإلحياء و التلميح

" : تغريبة جعفر الطيار" ديوان -1

) 42ص(تغريبة جعفر الطيار -أ ) 24ص(جتليات نيب سقط من املوت سهوا - بعنوان توصيفي ألن النص املعنون قد جاء على ذكر جعفر الطيار و تغريبته عند : العنوان األول

ها الوصفية ، فبعد قراءة جلوئه إىل النجاشي ملك احلبشة ، غري أن هذه الوظيفة ال حتافظ على قيمتجعفر الطيار "و ليس لعصر " يوسف وغليسي"النص قراءة داللية يتضح لنا أنه توصيف لعصر الشاعر

."

يوحي العنوان أن النص يتحدث عن نيب سقط من املوت سهوا مبعىن نيب مل ميت ، ما :العنوان الثاين د املرور إىل النص املعنون فإننا جنده غنيا مبشاهد يستدعي يف أذهاننا املسيح عيسى عليه السالم ، و بع

: النبوة والرؤى ، و الالفت لالنتباه هو أن هذه املشاهد جتمع بني أنبياء و ليس نبيا واحدا من مثل

السمرات ، البيعتني ، أول املرسلني ، عيسى بن مرمي ، عقروا ناقة اهللا ، صاحلا ، خامت األنبياء ، ( س ، رموين يف اجلب ، سدرة املنتهى ، يعقوب ، بلقيس ، الفلك ، تزملت باملعجزات ، كتايب املقد

الصحابة و األنبياء ، صفراء فاقعة اللون ، احلوت احلارث بن حلزة ، الغار ، قل إين ما قتلوين و ما ).رفعت إىل حضرة اخللد ... صلبوين

نوان الذي يبدو ذو طبيعة وصفية هو يف يقودنا هذا التجميع لصور النبوة إىل أن الع احلقيقة عنوان متويهي حيمل دالالت ضمنية يعمل النص الحقا على كشفها و اإلعالن عنها ، فيكون

: بذلك النيب الذي سقط من املوت سهوا هو صاحب النص نفسه إذ يقول

.87عبد الحق بلعابد، عتبات ، ص 359

Page 227: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أخطب اآلن فيكم ،

) 34ص...(و ذا وطين مصحف يف يدي

نت سراديبه تستضيءكان يل وطن يوم كا ) 36ص... (بنوري املقدس

"الغار" أجلأ اآلن وحدي إىل ) 38ص(! إال احلمامة و العنكبوت... ال صحب ...ال أهل

...يسألونك عين قل إين ما قتلوين ، و ما صلبوين ، و لكن ...سقطت من املوت سهوا ) 40ص..." (رفعت إىل حضرة اخللد

نفسه نبيا ، فهو حممل بالرؤى و يتحمل العذابات و حامل لرسالة إذن الشاعر يعترب مقدسة هذه الرسالة هي استرجاع الوطن الذي ضاع يف الذات و ضاعت فيه الذات حىت راح الشاعر

: يفتش عن وطن آخر فيقول يف ذلك

يسألونك عين " " طور سنني" قل إين نزحت إىل

آخر يشتهيينإين تقلدت عرش النبوة يف وطن ) 40ص( ! و مينحين الوصل بالروح يف كل حني سأعود غداة تزلزل تلك املمالك زلزاهلا ! خترج أثقاهلا" جبال الزبربر" و ) 41ص( "! و يعود احلمام إىل شرفات البيوت

" : أجراس الورم"ديوان - 2

يغلب على عناوين هذا الديوان العناوين ذات الطابع الوصفي التمويهي ، إذ تبدو لنا من أول وهلة أا تبوح بشيء ما عن النص فنصدقها ، و لكن بعد قراءتنا النص يتضح لنا أا كانت

: تستهزئ بنا ، و من هذه العناوين

) 09ص(صلوات غائبة -1

Page 228: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 18ص(سناجق الضجر -2

) 34ص( أوان الصراخ -3

) 27ص(أحاديث أخرية -4

) 45ص(دهول -5

) 47ص(خطوة -6

) 46ص(وجهة -7

) 49ص(اية -8

) 50ص(أغنية -9

) 51ص(قال أيب - 10

) 52ص(مترد - 11

يف هذه العناوين منيز العناوين ذات الوظيفة الوصفية الصرحية و العناوين ذات الوظيفة الوصفية حيث يوحي هذا العنوان " مترد"ت الوظيفة الوصفية نذكر املصاحبة للداللة الضمنية ، فمن العناوين ذا

إىل االنطالق و التحرر و اخلروج عن السائد و هو نفسه ما يصوره لنا النص املعنون الذي يقول فيه : الشاعر

...أنت اآلن بعيد "

نارك يف الوعيد ...و القرب

مشسك األجراس

) 53ص( ! ...فافعل ما تريد

و هو عنوان يتضمن معىن الوصف و اإلحياء إذ يسعى " سناجق الضجر " و يف النوع الثاين من العناوين إىل تقدمي حملة عامة حول النص ، فيتوقع القارئ أن النص يتحدث عن الفتات كتب عليها شعارات

لة ما يدفع تقوم بتشويش الدال"سناجق" مناهضة و رافضة للضجر و السأم و امللل ، غري أن كلمة املتلقي إىل طرق باب الوظيفة الداللة املصاحبة للوظيفة الوصفية ، فتعمل هذه الوظيفة على تطعيم قراءة

ينصرف معها املعىن من الوصف التقريري إىل - أسقطتها الوظيفة الوصفية-املتلقي برؤى جديدة ر متعددة تعكس سأم احلياة و إىل صو" سناجق "اإلحياء ، و ذا يكون العنوان قد أشار بكلمة

: ضجرها مثلما نقرأه يف هذا املقطع

Page 229: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ال تسأل "

أين خترف أزمنة اليأس

) 19ص(لتنشر الطرقات عوارض ديها

أسلمنا هلا أوقاتا

) 20ص" (و دقائق آفلة يف األوقات

" : مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 3

: العناوين الوصفية يف هذا الديوان هي

) 17ص(أغنية الدرويش -1

)23ص(أشجار اجلنوب املائلة -2

) 33ص(اشتعالت الليلة األوىل -3

) 37ص(األرض األخرية -4

) 65ص(قصائد من البحر -5

) 87ص(النوافذ املنكسة -6

هذه العناوين املختارة تؤدي وظيفتها الوصفية بامتياز ، فكل عنوان يوحي مبضمون النص ، هذا .يبقى وفيا ملا صرح به خطاب العنوان املضمون الذي

، جند أا جمموعة مقاطع شعرية غارقة يف البحر من خالل صورها " قصائد من البحر"فعندما نقرا نص : الشعرية البحرية ،و اليت يقول الشاعر فيها

) 65ص.. (إين أخاف عروس البحار " ... ...

شد سفينة قليب بسحر احملار ) 60ص(سرت مع البحر وحدي يناري ) 70ص(و تبتسمني كأنك يف زرقة البحر ضوء منارة

... ) 74ص.. (البحر ال ينام

Page 230: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" : كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 4

: قليلة هي العناوين الوصفية يف هذا الديوان منيز منها ) 36ص(مثقل موم السياسة -1

) 44ص(الرئيس يزور العيادة -2

كال العنوانان بوصف النص املعنون و اإلشارة إىل مضمونه يف أسلوب خطايب مباشر ، و مها يقوم .بذلك يقومان بوظيفة تلخيصية حيث يلخص العنوان املضمون

حيكي عن الزيف و الغش و الكذب الذي يقوم به رجال السياسة فينهبون " مثقل موم السياسة"فنص : ما يقول الشاعر حقوق الشعب باسم الشعب مثل

مثقل رأسي موم الثقافة

و الصحافة و السياسة

....

و عيوين جاحظة ، مبهورة

لطريقة النهب و احلراسة

كالب مدربة على العطر الذي

) 36ص(مييز الشعب ، و احلكومة و الرئاسة

فهو عنوان حامل للوظيفة الوصفية ، لكنها وصفية متويهية " الرئيس يزور العيادة " أما العنوان اآلخر تصدم أفق توقع القارئ فور قراءة النص ، ذلك أن العنوان يوحي بزيارة يقوم ا الرئيس إىل العيادة يف

اها ، و لكن بعد قراءة النص تتغري زيارة ترقبية يسأل من خالهلا عن حال العيادة وحال عماهلا و مرض .الرؤية لتظهر دالالت آخرى ترتاح عما قال به العنوان

: يقول الشاعر

يزور الرئيس العيادة "

و يسأل يف حرية

Page 231: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

) 44ص(أين املرض

...

سيدي

أن اخلطورة تغزو البدن

يف البطن قرحة السياسة

يف الصدر زكام الرئاسة

) 45ص(و يف الرأس صداع الوطن

نذهب من خالل النص إىل أن العنوان ليس مرادا لذاته بل لداللة انزياحية مصاحبة للداللة السطحية

" : قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا" ديوان - 5

: من العناوين الوصفية يف هذا الديوان جند ) 115ص(جسدي و الوطن -1

) 125ص(الكرسي املتحرك -2

) 139ص(ب الكال -3

) 35ص(القدس لنا و رقصات أخرى -4

فهو ال يقصد إال الكرسي املتحرك الذي يستعمله " الكرسي املتحرك" عندما يذكر الشاعر يف عنوانه ال يفارق كرسيه املتحرك ) عجوز(العاجز عن املشي ، حيث حيكي النص يوميات رجل كبري يف السن

: فيقول عنه

احنىن فانكسر"

و دعا ربه مرتني

و مل يستجب فكفر

هو ذا جالس قرب مرتله

فوق كرسيه املتحرك

Page 232: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يطرد أبناء جريانه و الذباب

و ميشط حليته بأصابعه

كلما عربت قربه امرأة

) 125ص(يدقق النظر فيها

ميثل اجلدول اآليت إحصاءا موع العناوين الوصفية اليت وردت يف الدواوين املدروسة

%نسبة العناوين الوصفية عنوان الديوان

11.11 تغريبة جعفر الطيار 55 أجراس الورم

37.5 مرثية الرجل الذي رأى 13.33 كسوف النبض و األمنيات 19.04 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا

%18.93 النسبة اإلمجالية

: الوظيفة االغرائية - 3

هي وظيفة اشهارية مسؤولة عن رواج الديوان و شهرته ، من خالل جدب املتلقي و إغرائه باقتناء الديوان ، و هي وظيفة كثريا ما يعول عليها الشعراء غري املشهورين فيشتهرون و يذاع صيتهم باشتهار

ستفادة من خمتلف عناوينهم ، لذلك يعمد الكثري من الكتاب و الشعراء يف صناعة عناوينهم إىل االاملؤشرات اخلطية و الطباعية و التشكيلية لتخرج عناوينهم إىل الوجود يف أروع صورها االنزياحية و

.السيميائية ، األمر الذي جيعل املتلقي يف شوق دائم إىل معرفة ما ختبأه نصوصها

اعاة امليثاق القرائي ، فال و ينبه النقاد الشعراء و صانعي العناوين إىل ضرورة احترام املتلقي و مر فأن يكون الكتاب أغرى من " ينشغل واضع العنوان بتزويق العنوان و توشيحه، و يتناسى العمل املعنون

عنوانه ، أحسن من أن يكون العنوان أغرى من كتابه ، و هذا لكي ال نسوق القراء لعماء ال مرئي ، و 360نبقي على ذلك امليثاق األخالقي للقراءة

ن نتحدث عن الوظيفة االغرائية ، نلفت انتباه املتلقي إىل أن هذه الوظيفة أحيانا تكون موضع و حن جدل بني الشاعر و الناقد و دار النشر ، إذ يف بعض املرات تفرض دور الطباعة و النشر على املؤلف

.88عبد الحق بلعابد ن عتبات ، ص 360

Page 233: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ت مرافقة تعرف بدار أن يعتمد ذوقها يف إخراج عمله اإلبداعي ، ما حيدو ا إىل اختيار عناوين و عتباالعمل املعنون و هذا إجحاف يف حق املؤلف باعتباره صاحب العمل / النشر أكثر مما تعرف بالنص

اإلبداعي، و كذا تغييب لدور املتلقي باعتباره املوجه إليه العمل اإلبداعي و املشارك يف إعادة إنتاجه من .خالل عملية التلقي

" وطن ال يقبل القسمة" اجلزائري حممد صاحل زوزو و هو ما حدث لديوان الشاعر فعنوانه يكذب مضمونه ، إذ أن العنوان ال يغري بقراءة اموعة الشعرية ، فهو عنوان غارق يف

اخلطابية قريب من العناوين النثرية منها إىل الشعرية ، بل أن العناوين الداخلية للديوان أكثر جاذبية " و" مواسم القنص" ، "تشويه العطب...تفريغ اإلنس " ساسي، إذ جند عنوان للمتلقي من عنوانه األ

على صفحة ( و غريها من العناوين االنزياحية اليت لو تصدرت الديوان 361" جلوس القرفصاءلزادته إبداعا شكال و مضمونا ، إال أننا نعثر يف دراسة نقدية على تصريح من املشاعر يقول ) الغالف .362"مت التصرف يف العنوان من قبل يد ما كانت لتختاره لنفسها " فيه أنه

النص على تساؤالت عديدة ينفتح معها أفق التلقي انقيادا / إذن فالوظيفة اإلغرائية تفتح العنوان لشكلها االنزياحي ، فتكون هذه الوظيفة هي اليت تتحكم يف لعبة التواصل بني العنوان و املتلقي و

.نون و هي بذلك تقوم بدور تداويل حمضالنص املع

و ما يلفت انتباهنا يف الدواوين اليت تناولناها بالدراسة يف هذا البحث هو شكل عناوينها األساسية ، فهي عناوين انزياحية بامتياز تأسر املتلقي منذ حلظة تلقيه العنوان ، فتغريه بالدخول

:ه العناوين يف الديوان ، و تتمثل هذ/ إىل عامل الكاتب

قصائد للحزن و آخري للحزن أيضا لـ سليمان جوادي -1

ديوان يوميات متسكع حمظوظ لـ سليمان جوادي -2

مرثية الرجل الذي رأى لـ خلضر فلوس -3

ديوان كسوف النبض و األمنيات لـ عاشور بوكلوة -4

ديوان من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ لـ عبد الرزاق بوكبة -5

ات لـ عاشور بوكلوة ديوان الشفاع -6

مقام البوح لـ عبد اهللا العشي -7

.2004محمد صالح زوزو ، دیوان وطن ال یقبل القسمة ن منشوؤات اتحاد كتاب العرب ، ط 361

.46، ص2007قراءات و مقاالت و نقد ، وزارة الثقافة –منیر مزلیني ،تجار أدبیة معاصرة 362

Page 234: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

للريح اليت تغري املطاف لـ خلضر خبيت... ديوان لألكيد -8

ديوان أجراس الورم لـ خلضر خبيت -9

ديوان أرى شجرا يسري لـ عبد القادر راحبي - 10

تغريبة جعفر الطيار لـ يوسف وغليسي - 11

تتميز هذه العناوين

%نسبة العناوين االغرائية عنوان الديوان

31.25 مرثية الرجل الذي رأى 16.66 تغريبة جعفر الطيار

38.09 للريح اليت تغري املطاف .. لالكيد 40 كسوف النبض و األمنيات 33.33 أرى شجرا يسري 42.85 الشفاعات 07.59 من دسي خف سيبويه يف الرمل ؟ 20 أجراس الورم

البوحمقام

29.41

23.80 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا 25 يوميات متسكع حمظوظ

42.42 النسبة اإلمجالية

نستعني برسم بياين نوضح من خالله تفاوت نسب وظائف ) التناصية( و قبل املرور إىل الوظيفة الرابعة هذا التمثيل ذلك أا وظيفة تستعصي العناوين املشار إليها آنفا ، أما الوظيفة التناصية فنسقطها من

على احلصر كوا تتوقف على الزاد املعريف للمتلقي و قدرته على اكشتاف االستدعاءات التناصية .املمكنة

: الرسم البياين

Page 235: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مقارنة –من خالل اجلدول نالحظ أن الوظيفة االغرائية هي الوظيفة الطاغية

%42.42إذ بلغت نسبتها –بالوظيفتني الوصفية و التعيينية

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

الوصفیة التعینیة االغرائیة

الوظیفة

النسب المئویة

18.93

27.27

42.42

Page 236: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: FONCTION DE TITREوظائف العنوان

فهذا يعين 363" مرسلة مستقلة مثلها مثل العمل الذي يعنونه " انطالقا من مسلمة أن العنوان " رومان ياكبسون"أن العنوان منوط بوظائف مميزة، هي ال خترج يف الغالب عن الوظائف اليت حددها

تهلك صافيا و مفصوال عن ال يأيت إىل املس" يف خمططه التواصلي، و ألن العنوان موضوع تواصل فهو غطائه القيمي، فالقيمة اليت يشري إليها هي األساس، و استنادا إىل هذا الغطاء تبىن إستراجتية التواصل

"364

تداويل و مجايل ، أما : و لعل ما مييز العنوان عن باقي اخلطابات أنه ذو بعد إنتاجي مزدوج يعمل على تروجيه و لفت األنظار إليه، فهو أشبه بعينني الديوان ،/ اجلمايل فوجدوه على رأس النص

االشهارية املضيئة " مجلتني المرأة من وراء نقاب، و يف هذه احلال يكون العنوان يلعب دورا إعالنيا مثل 365" املعلقة أعلى بيوتات التجارة، بغية االقتناص للنظر و مغنطة احلواس

الديوان الذي يعنونه، إذ يعمل العنوان / عالق العنوان مع النصأما البعد التداويل فهو نتاج ت .الديوان، فيوجه عملية التلقي من حيث أنه يشري إىل مضمون النص املعنون/ على اختزال داللة النص

جمموعة " الذي يرى أن العنوان " ليو هويك" و لتحديد وظائف العنوان أكثر نستعني بتعريف اللسانية من كلمات و مجل، و حىت نصوص قد تظهر على رأس النص لتدل عليه و تعينه، العالمات

من خالل هذا التعريف ميكن أن حندد وظائف . 366" تشري حملتواه الكلي و لتجذب مجهوره املستهدف " جذب اجلمهور املتلقي، و يضيف / تعيني النص، و اإلشارة إىل حمتوى النص ،مث إغراء : العنوان يف

جريار "إىل جانب هذه الوظائف وظيفة اإلحياء، فيكون جممل الوظائف اليت حددها " جريار جنيت .367" اإلغراء، اإلحياء، الوصف، التعيني " يف " جنيت

موضوع للعديد من املمارسات السيميولوجية اليت يعتد ا " و ألن العنوان يوصف بالنصية فهو :، و على هذا األساس ميكن أن حندد وظائف العنوان كمايلي 368"ية من منطلق أا ظاهرة عرب لغو

.31ص ،حممد فكري اجلزار، العنوان و سيميوطيقا االتصال األديب 363 . 20، ص20/2003رد و الساخن ،جملة عالمات العدد متثالت البا:سعيد بن كراد 364

.31، ص34جملة فكر و نقد، العدد ،مصطفى عمران، اخلطاب االشهاري، بني التقرير و اإلحياء 365366 Léo.H.Hoek.la marque du titre , p 17.

.31املرجع السابق ن ص ، مصطفى عمران 367 .229، ص164املعرفة، رقمصالح فضل، اخلطاب و علم النص، عامل 368

Page 237: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.الوظيفة التعيينية -5

. اإلحيائية/ الوظيفة الوصفية -6

.الوظيفة االغرائية -7

.الوظيفة التناصية -8

على أن هذه الوظائف ليست حصرية إذ ميكن أن تضاف إليها وظائف أخرى حبسب ما تستدعيه طبيعة العنوان فنجد على سبيل التمثيل االستدعائية، املرجعية، التميزية، التلخيصية، االنفعالية

.، االحالية و غريها من الوظائف)التصنيفية( الداللية، التكثيفية، التجنيسية

يعمد عن طريقها العنوان إىل تعيني النص املعنون و حتديد :F.Désignativeتعيينية الوظيفة ال -3، كما ...)رواية، قصة، مسرحية، شعر ( حمتواه و نتعرف بواسطتها على اسم الكتاب و جنسه

تعمل هذه الوظيفة أيضا على متيز العمل املعنون من جمموع األعمال اإلبداعية األخرى من نفس ؤلفني متعددين، و هي وظيفة مشتركة بني كل العناوين مثلما نالحظه يف الصنف ملؤلف واحد أو مل

: عناوين الدواوين اآلتية

باعتباره نوع من أنواع –قبل تصنيف وظائف عناوين الدواوين جتدر اإلشارة إىل أن املؤشر اجلنسي قي نوع معني يشري يف هذه الدواوين إىل جنس الشعر، و هو بذلك يهيء املتلقي لتل –العناوين

".الشعر" من اإلبداع هو

: أما عن باقي العناوين فسنحاول استقراء وظائفها بدءا بـ

: ديوان الشفاعات -1

: عناوين من أصل سبع، هلا وظيفة تعيينية و هي ) 04(منيز يف هذا الديوان أربعة

إذا الشعر جاء -8

و األرض راقدة ... األمنيات -9

انطلقت إين... وداعا - 10

جاهز للغناء - 11

" إذا الشعر جاء" يعمل كل عنوان من هذه العناوين على حتديد مضمون القصيدة، فعند قراءة العنوان .يتوقع املتلقي أن النص املعنون يتحدث عن الشعر، مث يتأكد هذا التوقع فور قراءة النص

Page 238: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: حيث يقول الشاعر يف القصيدة

أمد اجلناح... إذا الشعر جاء"

تطري األغاين

369" فتبين الفراشات للطري عشه

حيث حيدد العنوان النص الذي يعنونه، فيكون " إين انطلقت ... وداعا " و كذلك األمر يف عنوان : العنوان يف هذه احلال أخبار يؤكده النص إذ يقول الشاعر

إين انطلقت... وداعا "

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

...ا و ال تطمعو

لن أكون سوى مزهرية

370تلم شتات الورود الندية

": أجراس الورم"ديوان - 4

: تتمثل العناوين التعينية يف هذا الديوان يف رمبا أخطأت -7

باغية املادح -8

رسول احلجل -9

صورة - 10

خطوة - 11

.20عاشور بوكلوة ، الشفاعات ، ص 369 .48املرجع نفسه، ص 370

Page 239: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

صفاء العز - 12

يتضمن " رمبا أخطأت " و هي عناوين اخبارية خترب مبضمون القصيدة و متهد لتلقيها، فالعنوان معىن اإلخبار واالستدعاء، حيث يستدعي يف ذهن املتلقي توقعا مفاده أن الشاعر قد قام بفعل ما، وهو

و هو املعىن الذي ليس متأكدا من أنه فعل الصواب، فيتساءل عن إذا ما كان قد أخطأ فيما ذهب إليه، : يؤكده النص يف مقطعه األخري

رمبا أخطأت"

فيما أخطأت حني تشخصت بالسني

و يف السني سنونوة

371!و سيل السيل، سؤالك ينهيك

فهو عنوان حيكي عالقة بني الباغية و املداح قد تكون عالقة " باغية املداح " و كذلك جند عنوان .غرامية و هو نفسه ما حيكيه مضمون القصيدة من أن املداح مبهور بباغية، يغين هلا و يغازهلا

: "مقام البوح"ديوان -4

: نينا عنوان الديوان و عنوانني داخلني مها يكاد خيلو الديوان من العناوين التعينية إذ ما استث

ال تصميت -4 القصيدة -5

فعنوان القصيدة هو إشارة إىل القصيدة الشعرية، هذه القصيدة اليت يصفها الشاعر و يتحدث عنها : بالتفصيل معلنا امسها يف النص حيث يقول

...أضيع العبارة " والنحو و العروض و ااز و الفصاحة

أسأل نفسي أبعد هذه القصيدة القصيده 372متسع ألحريف اليوابس القصيدة

.13خلضر خبيت ، أجراس الورم ، ص 371

Page 240: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" : قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا"ديوان - 12

نالحظ يف هذا الديوان تطابقا تاما بني العنوان التعيين و النص الذي يعنونه و من بني هذه العناوين : التعينية نذكر

الكالب -8

مدينيت و العامل اليوم خبري -9

إيه جزائر - 10

أال صفقي بيد واحدة - 11

الكرسي املتحرك - 12

كونني - 13

أعاصمة اجلزائر - 14

يعتمد سليمان جوادي األسلوب اخلطايب ما يوفر على املتلقي اجلهد اجلهيد يف البحث عن .مرجعية النص، و العنوان منذ تلقيه يفضح دالالت النص املعنون و كأنه السطر األول منه

و هو ما " اجلزائر" قصيدتان صرحيتان قيلتا يف الوطن " أعاصمة اجلزائر" و " إيه جزائر" فقصيديت .أخربنا به عنوانا القصيدتني قبل تلقي النصني

" : أرى شجرا يسري"ديوان - 13

: حنصي يف هدا الديوان ثالثة عناوين تعينية السقوط -4

مناداة -5

تذكر -6

خياطب الشاعر شخصا آخر ينسب إليه فعل التذكر، فيعدد له مظاهر التذكر يف نوع " تذكر"ففي نص : من املعاجلة الذاتية من حيث مشاركة الشاعر اآلخر فعل التذكر فيقول له

ها أنت تذكر هذي األمساء"

ها أنت تذكر هذه األحجار

.59- 58عبد اهللا العشي ، الديوان ، ص 372

Page 241: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

373..." و األار تذكرها

أين يعدد الشاعر صور هذا السقوط بادئا بسقوط التوتة اجلبلية " السقوط" و كذلك األمر بالنسبة لنص : فيقول

تسقط التوتة اجلبلية على ساعد امرأة"

يسقط اجلرح

و االحنناءة

...و املئذنة

يسقط اللحم

يف أول احللم

و العدل

374يف أول الظلم

" :كسوف النبض و األمنيات "ديوان - 14

: من عناوينه التعينية نذكر لو أستطيع -7 هي -8

و هلذا أنكسر ... -9 الرئيس يزور العيادة - 10 احلشاش و احلالزين - 11

تقوم بوظيفة تعيني " كسوف النبض و األمنيات" هذه العناوين الداخلية يف ديوان ن فهمه للعنوان، هذا حمتوى القصائد يف نوع الوالء هلا، حيث يقوم القارئ بتوقع املضمون انطالقا م

.الفهم الذي سيبارك مع املسار القرائي

.75عبد القادر راحبي ، الديوان ، ص 373 .86-85املرجع نفسه ، ص 374

Page 242: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هذا ما " احلالزين" و " احلشاش" حييل إىل قطبني متقابلني مها " احلشاش و احلالزين" فمثال نص يف نوع من املقارنة " احلالزين" و " احلشاش" جنده يف النص املعنون حيث يتحدث الشاعر عن

: واملقابلة فيقول

تبحث يف هفهفات الصباح " عن حشاش جييئ من مسرة الليل

و ميضي يف مواكب النمل إىل عيون أتعبتها سؤاالت أيب فال تبصر غري هذي احلالزين

...تلون صدفاا ...تركب موجة عارية

375و تبيعين للعويل ... تستبيح دمي

فالعنوان فيها ميثل أول سطر من القصيدة حيث يبدأ الشاعر قصيدته " الرئيس يزور العيادة" أما يف قصيدة : بـ

يزور الرئيس العيادة" :و يسأل يف حرية

376 ! أين املرض : ديوان تغريبة جعفر الطيار - 12

: من العناوين الداخلية هلذا الديوان جند تغريبة جعفر الطيار - 10

إىل أوراسية - 11

يسألونك - 12

سالم - 13

جنون - 14

.124-123عاشور بوكلوة ، كسوف النبض و األمنيات ، ص 375 .44املرجع السابق ، ص 376

Page 243: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

قدر - 15

غربة - 16

خوف - 17

حلول - 18

" هذه العناوين املذكورة أعاله ذات وظيفة تعيينية، متهد للمتلقي الطريق لتلقي النص فـ عنوان يوحي بأن النص يتحدث عن جعفر بن أيب طالب و ملك احلبشة النجاشي " تغريبة جعفر الطيار

و لكن ليس لذاته" توظيف جعفر الطيار " و األمر كذلك بغض النظر عن البعد الداليل للنص ذلك أن .باعتباره قناعا يفضي من خالله الشاعر مبكنونات الذات

فيذهب بنا إىل أبعاد صوفية، األمر الذي يتأكد مع قراءة النص إذ يقول " حلول" أما العنوان : الشاعر

! و أنت أنا... أنا "

أهواك ألين منك

و أنك مين

...روحك حلت يف بدين

377... الزمن" حالج " أنا

سنجمل يف جدول إحصائي نسبة العناوين التعيينية يف كل ديوان

%نسبة العناوين التعيينية عنوان الديوان

57.14 الشفاعات 30 أجراس الورم

11.76 مقام البوح 33.33 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا 50 تغريبة جعفر الطيار 33.33 كسوف النبض و األمنيات

.67يوسف وغليسي ، الديوان ، ص 377

Page 244: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

16.66 أرى شجرا يسري %27.27 النسبة اإلمجالية

: F.DEXPRICTIVE/CONNOTATIVEاالحيائية / الوظيفة الوصفية - 3

تعىن هذه الوظيفة باجلانب الداليل للعنوان، حيث تقوم بإعطاء حملة عامة عن مضمون النص و هي املسؤولة عن " بذلك تلعب دورا إحيائيا يتم من خالله تكهن النص املعنون، و ألا كذلك فستكون

تلقي، إذ يتغري املسار لذلك كان تغيري العنوان ال خيدم عملية ال 378"االنتقادات املوجهة للعنوان .القرائي مع تغري العنوان ملا هلذا األخري من عالقة وطيدة مبضمون العمل املعنون

و تسجل هذه الوظيفة حضورا بارزا يف عناوين الدواوين املدروسة و ليس من السهل حتديد هذه الوظيفة لتداخلها مع الوظيفة التعيينية، ما يستدعي حتكيم النص املعنون، و غالبا ما تنصرف الوظيفة

.عيل آلييت اإلحياء و التلميح الوصفية يف هذه العناوين إىل الوظيفة الداللية الضمنية املصاحبة و ذلك بتف " : تغريبة جعفر الطيار" ديوان -6

تغريبة جعفر الطيار -أ جتليات نيب سقط من املوت سهوا - بعنوان توصيفي ألن النص املعنون قد جاء على ذكر جعفر الطيار و تغريبته عند : العنوان األول

جلوئه إىل النجاشي ملك احلبشة، غري أن هذه الوظيفة ال حتافظ على قيمتها الوصفية، فبعد قراءة النص ."جعفر الطيار "و ليس لعصر " يوسف وغليسي"قراءة داللية يتضح لنا أنه توصيف لعصر الشاعر

يوحي العنوان أن النص يتحدث عن نيب سقط من املوت سهوا مبعىن نيب مل ميت، ما :العنوان الثاين يستدعي يف أذهاننا املسيح عيسى عليه السالم، و بعد املرور إىل النص املعنون فإننا جنده غنيا مبشاهد

: و ليس نبيا واحدا من مثل النبوة والرؤى، و الالفت لالنتباه هو أن هذه املشاهد جتمع بني أنبياء

السمرات، البيعتني، أول املرسلني، عيسى بن مرمي، عقروا ناقة اهللا، صاحلا، خامت األنبياء، كتايب ( املقدس، رموين يف اجلب، سدرة املنتهى، يعقوب، بلقيس، الفلك، تزملت باملعجزات، الصحابة

... ارث بن حلزة، الغار، قل إين ما قتلوين و ما صلبوين واألنبياء، صفراء فاقعة اللون، احلوت احل ).رفعت إىل حضرة اخللد

.87عبد احلق بلعابد، عتبات، ص 378

Page 245: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يقودنا هذا التجميع لصور النبوة إىل أن العنوان الذي يبدو ذو طبيعة وصفية هو يف احلقيقة لنيب عنوان متويهي حيمل دالالت ضمنية يعمل النص الحقا على كشفها و اإلعالن عنها، فيكون بذلك ا

: الذي سقط من املوت سهوا هو صاحب النص نفسه إذ يقول

أخطب اآلن فيكم ،

...و ذا وطين مصحف يف يدي

كان يل وطن يوم كانت سراديبه تستضيء ...بنوري املقدس

"الغار" أجلأ اآلن وحدي إىل ! إال احلمامة و العنكبوت... ال صحب ...ال أهل

...يسألونك عين قتلوين، و ما صلبوين، و لكنقل إين ما

...سقطت من املوت سهوا 379..." رفعت إىل حضرة اخللد

إذن الشاعر يعترب نفسه نبيا، فهو حممل بالرؤى و يتحمل العذابات و حامل لرسالة مقدسة هذه الرسالة هي استرجاع الوطن الذي ضاع يف الذات و ضاعت فيه الذات حىت راح الشاعر يفتش

: عن وطن آخر فيقول يف ذلك

يسألونك عين" "طور سنني" قل إين نزحت إىل

تقلدت عرش النبوة يف وطن آخر يشتهيينإين ! و مينحين الوصل بالروح يف كل حني

سأعود غداة تزلزل تلك املمالك زلزاهلا ! خترج أثقاهلا" جبال الزبربر" و

380 "! و يعود احلمام إىل شرفات البيوت

.40-38-36-34يوسف وغليسي ، الديوان ، ص 379 .41-40املرجع نفسه ، ص 380

Page 246: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" : أجراس الورم"ديوان - 7

يغلب على عناوين هذا الديوان العناوين ذات الطابع الوصفي التمويهي، إذ تبدو لنا من أول وهلة أا تبوح بشيء ما عن النص فنصدقها ، و لكن بعد قراءتنا النص يتضح لنا أا كانت تستهزئ

: بنا، و من هذه العناوين صلوات غائبة - 12

سناجق الضجر - 13

أوان الصراخ - 14

أحاديث أخرية - 15

دهول - 16

خطوة - 17

وجهة - 18

اية - 19

أغنية - 20

قال أيب - 21

مترد - 22

يف هذه العناوين منيز العناوين ذات الوظيفة الوصفية الصرحية و العناوين ذات الوظيفة الوصفية حيث يوحي هذا العنوان " مترد"املصاحبة للداللة الضمنية، فمن العناوين ذات الوظيفة الوصفية نذكر

االنطالق و التحرر و اخلروج عن السائد و هو نفسه ما يصوره لنا النص املعنون الذي يقول فيه إىل : الشاعر

...أنت اآلن بعيد "

نارك يف الوعيد...و القرب

مشسك األجراس

Page 247: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

381 ! ...فافعل ما تريد

و هو عنوان يتضمن معىن الوصف و اإلحياء إذ " سناجق الضجر " و يف النوع الثاين من العناوين يسعى إىل تقدمي حملة عامة حول النص، فيتوقع القارئ أن النص يتحدث عن الفتات كتب عليها

الداللة ما تقوم بتشويش "سناجق" شعارات مناهضة و رافضة للضجر و السأم و امللل، غري أن كلمة يدفع املتلقي إىل طرق باب الوظيفة الداللة املصاحبة للوظيفة الوصفية، فتعمل هذه الوظيفة على تطعيم

ينصرف معها املعىن من الوصف التقريري إىل - أسقطتها الوظيفة الوصفية-قراءة املتلقي برؤى جديدة صور متعددة تعكس سأم احلياة و ضجرها إىل " سناجق "اإلحياء، و ذا يكون العنوان قد أشار بكلمة

: مثلما نقرأه يف هذا املقطع

ال تسأل"

أين خترف أزمنة اليأس

382لتنشر الطرقات عوارض ديها

أسلمنا هلا أوقاتا

. 383" و دقائق آفلة يف األوقات

" : مرثية الرجل الذي رأى"ديوان - 8

: العناوين الوصفية يف هذا الديوان هي

أغنية الدرويش -7

أشجار اجلنوب املائلة -8

اشتعالت الليلة األوىل -9

األرض األخرية - 10

قصائد من البحر - 11

النوافذ املنكسة - 12

.53خلضر خبيت ،أجراس الورم ، ص 381 .19ص املرجع السابق ، 382 .20املرجع نفسه ، ص 383

Page 248: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هذه العناوين املختارة تؤدي وظيفتها الوصفية بامتياز، فكل عنوان يوحي مبضمون النص، هذا .العنوان املضمون الذي يبقى وفيا ملا صرح به خطاب

، جند أا جمموعة مقاطع شعرية غارقة يف البحر من خالل "قصائد من البحر"فعندما نقرا نص : صورها الشعرية البحرية ،و اليت يقول الشاعر فيها

..إين أخاف عروس البحار " ... ...

شد سفينة قليب بسحر احملار سرت مع البحر وحدي يناري

زرقة البحر ضوء منارةو تبتسمني كأنك يف ...

384.. البحر ال ينام " : كسوف النبض و األمنيات"ديوان - 9

: قليلة هي العناوين الوصفية يف هذا الديوان منيز منها مثقل موم السياسة -4

الرئيس يزور العيادة -5

يقوم كال العنوانان بوصف النص املعنون و اإلشارة إىل مضمونه يف أسلوب خطايب مباشر، .ومها بذلك يقومان بوظيفة تلخيصية حيث يلخص العنوان املضمون

حيكي عن الزيف و الغش و الكذب الذي يقوم به رجال السياسة " مثقل موم السياسة"فنص : الشعب مثلما يقول الشاعر فينهبون حقوق الشعب باسم

مثقل رأسي موم الثقافة

و الصحافة و السياسة

....

و عيوين جاحظة، مبهورة

.74-70-60-65خلضر فلوس ، الديوان ، ص 384

Page 249: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لطريقة النهب و احلراسة

كالب مدربة على العطر الذي

385مييز الشعب، و احلكومة و الرئاسة

فهو عنوان حامل للوظيفة الوصفية، لكنها وصفية " الرئيس يزور العيادة " أما العنوان اآلخر متويهية تصدم أفق توقع القارئ فور قراءة النص، ذلك أن العنوان يوحي بزيارة يقوم ا الرئيس إىل

مرضاها، و لكن بعد قراءة العيادة يف زيارة ترقبية يسأل من خالهلا عن حال العيادة وحال عماهلا و .النص تتغري الرؤية لتظهر دالالت آخرى ترتاح عما قال به العنوان

: يقول الشاعر

يزور الرئيس العيادة"

و يسأل يف حرية

أين املرض

...

سيدي

أن اخلطورة تغزو البدن

يف البطن قرحة السياسة

يف الصدر زكام الرئاسة

386و يف الرأس صداع الوطن

من خالل النص إىل أن العنوان ليس مرادا لذاته بل لداللة انزياحية مصاحبة للداللة السطحيةنذهب

" : قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا" ديوان - 10

.36عاشور بوكلوة ، كسوف النبض و األمنيات ، ص 385 .45-44املرجع السابق ، ص 386

Page 250: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: من العناوين الوصفية يف هذا الديوان جند جسدي و الوطن -5

الكرسي املتحرك -6

الكالب -7

القدس لنا و رقصات أخرى -8

فهو ال يقصد إال الكرسي املتحرك الذي " الكرسي املتحرك" عندما يذكر الشاعر يف عنوانه ال يفارق كرسيه ) عجوز(يستعمله العاجز عن املشي، حيث حيكي النص يوميات رجل كبري يف السن

: املتحرك فيقول عنه

احنىن فانكسر"

و دعا ربه مرتني

و مل يستجب فكفر

رب مرتلههو ذا جالس ق

فوق كرسيه املتحرك

يطرد أبناء جريانه و الذباب

و ميشط حليته بأصابعه

كلما عربت قربه امرأة

387يدقق النظر فيها

ميثل اجلدول اآليت إحصاءا موع العناوين الوصفية اليت وردت يف الدواوين املدروسة

%نسبة العناوين الوصفية عنوان الديوان

11.11 تغريبة جعفر الطيار 55 أجراس الورم

37.5 مرثية الرجل الذي رأى

.125، ص....سليمان جوادي ، قصائد للحزن و أخرى 387

Page 251: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

13.33 كسوف النبض و األمنيات 19.04 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا

%18.93 النسبة اإلمجالية

: F.SEDUCTIVEالوظيفة االغرائية - 6

هي وظيفة اشهارية مسؤولة عن رواج الديوان و شهرته، من خالل جدب املتلقي و إغرائه باقتناء الديوان، و هي وظيفة كثريا ما يعول عليها الشعراء غري املشهورين فيشتهرون و يذاع صيتهم

االستفادة من باشتهار عناوينهم، لذلك يعمد الكثري من الكتاب و الشعراء يف صناعة عناوينهم إىلخمتلف املؤشرات اخلطية و الطباعية و التشكيلية لتخرج عناوينهم إىل الوجود يف أروع صورها

.االنزياحية و السيميائية، األمر الذي جيعل املتلقي يف شوق دائم إىل معرفة ما ختبأه نصوصها

املتلقي و مراعاة امليثاق القرائي، و ينبه النقاد الشعراء و صانعي العناوين إىل ضرورة احترام فأن يكون الكتاب أغرى " فال ينشغل واضع العنوان بتزويق العنوان و توشيحه، و يتناسى العمل املعنون

من عنوانه، أحسن من أن يكون العنوان أغرى من كتابه، و هذا لكي ال نسوق القراء لعماء ال مرئي، 388 ونبقي على ذلك امليثاق األخالقي للقراءة

و حنن نتحدث عن الوظيفة االغرائية، نلفت انتباه املتلقي إىل أن هذه الوظيفة أحيانا تكون موضع جدل بني الشاعر و الناقد و دار النشر، إذ يف بعض املرات تفرض دور الطباعة و النشر على

ناوين و عتبات مرافقة تعرف املؤلف أن يعتمد ذوقها يف إخراج عمله اإلبداعي، ما حيدو ا إىل اختيار عالعمل املعنون و هذا إجحاف يف حق املؤلف باعتباره صاحب / بدار النشر أكثر مما تعرف بالنص

العمل اإلبداعي، و كذا تغييب لدور املتلقي باعتباره املوجه إليه العمل اإلبداعي و املشارك يف إعادة .إنتاجه من خالل عملية التلقي

فعنوانه " وطن ال يقبل القسمة" دث لديوان الشاعر اجلزائري حممد صاحل زوزو و هو ما ح يكذب مضمونه، إذ أن العنوان ال يغري بقراءة اموعة الشعرية، فهو عنوان غارق يف اخلطابية قريب

من عنوانه من العناوين النثرية منها إىل الشعرية، بل أن العناوين الداخلية للديوان أكثر جاذبية للمتلقي" جلوس القرفصاء" و" مواسم القنص" ، "تشويه العطب...تفريغ اإلنس " األساسي، إذ جند عنوان

.88عتبات، ص ،عبد احلق بلعابد 388

Page 252: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لزادته إبداعا ) على صفحة الغالف( و غريها من العناوين االنزياحية اليت لو تصدرت الديوان 389مت التصرف يف " يقول فيه أنه شكال ومضمونا، إال أننا نعثر يف دراسة نقدية على تصريح من املشاعر

.390"العنوان من قبل يد ما كانت لتختاره لنفسها

النص على تساؤالت عديدة ينفتح معها أفق التلقي انقيادا / إذن فالوظيفة اإلغرائية تفتح العنوان والنص لشكلها االنزياحي ، فتكون هذه الوظيفة هي اليت تتحكم يف لعبة التواصل بني العنوان و املتلقي

.املعنون و هي بذلك تقوم بدور تداويل حمض

و ما يلفت انتباهنا يف الدواوين اليت تناولناها بالدراسة يف هذا البحث هو شكل عناوينها األساسية، فهي عناوين انزياحية بامتياز تأسر املتلقي منذ حلظة تلقيه العنوان، فتغريه بالدخول إىل عامل

:ان ، و تتمثل هذه العناوين يف الديو/ الكاتب

قصائد للحزن و آخري للحزن أيضا لـ سليمان جوادي - 12

ديوان يوميات متسكع حمظوظ لـ سليمان جوادي - 13

مرثية الرجل الذي رأى لـ خلضر فلوس - 14

ديوان كسوف النبض و األمنيات لـ عاشور بوكلوة - 15

ديوان من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ لـ عبد الرزاق بوكبة - 16

ديوان الشفاعات لـ عاشور بوكلوة - 17

مقام البوح لـ عبد اهللا العشي - 18

للريح اليت تغري املطاف لـ خلضر خبيت... ديوان لألكيد - 19

ديوان أجراس الورم لـ خلضر خبيت - 20

ديوان أرى شجرا يسري لـ عبد القادر راحبي - 21

تغريبة جعفر الطيار لـ يوسف وغليسي - 22

تتميز هذه العناوين حبس شكلها و مجال انزياحها، و قرا من اإلحياء و بعدها عن التقرير، تنبجس عنها تسؤالت كثرية توسع من دائرة التلقي لتطال النصوص املعنونة، فمثل هذه العناوين

ن لزاما على املتلقي االستعانة باملنت لفك شفرات العنوان، االغرائية ال تسلم نفسها بسهولة عندها يكو

.2004منشوؤات احتاد كتاب العرب، ط ، يقبل القسمة حممد صاحل زوزو، ديوان وطن ال 389 .46، ص2007قراءات و مقاالت و نقد، وزارة الثقافة –منري مزليين ،جتار أدبية معاصرة 390

Page 253: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فهل للنبض كسوف ؟ أم هل للبوح مقام حمددا ؟ مث عالقة األجراس بالورم ؟ و غريها .من التساؤالت اليت يطرحها العنوان، و اليت ال ميكن تفسريها إىل بالعودة إىل سياقها النصي

ن الداخلية يف هذه الدواوين و اليت ال تقل اغرائية عن العناوين األساسية جنملها كما ال نغفل العناوي : يف اجلدول اآليت

الصفحة العنوان الداخلي عنوان الديوان صلوات غائبة أجراس الورم

أجراس الورم أوان الصراخ صحوة النسب

09ص 33ص 34ص 41ص

جتليات نيب سقط من املوت تغريبة جعفر الطيار الفتة مل يكتبها امحد مطر

مذكرة شاهد القرن

24ص 69ص 74ص

ها أنا امسع اآلن خطوي أرى شجرا يسري أزمنة تصون خوفها عودة سيزيف

وطن للمراحل الصعبة شجر من نزيف الكالم

توجعات الفارس القدمي

05ص 15ص 20ص 32ص 41ص 71ص

تغري للريح اليت.. لألكيد املطاف

يا رفاقي أي ضرير يقتاد خطاكم

جيم احملنة سالطني الليل رايات العز يف حضرة السهروردي لعنة جان دارك

مؤانسة األموات

21ص 29ص 37ص 43ص 53ص 65ص 66ص 67ص

أول البوح مقام البوح أجراس الكالم

قمر تساقط يف يدي

05ص 27ص 41ص

Page 254: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العودة من وراء املاء السر

47ص 87ص

األمنيات و األرض راقدة الشفاعات و دمي ؟ ... ظهري حممي

كسوف النبض

31ص 49ص 63ص

ذعر الفستان من دس خف سيبويه يف الرمل معراج الفستان

الديك إنه يؤذن خارج الوقت صمت اخلالخيل

عقوق املرايا العزف مع األفعى

20ص 21ص 56ص 57ص 61ص 76ص

ال تطليب املزيد من دمي األمنياتكسوف النبض و حني يأتيين النبض و هلذا انكسر احلب املر البحر الصامت احلشاش و احلالزين

18ص 20ص 26ص 38ص 58ص 70ص

أغنية الدرويش مرثية الرجل الذي رأى الدخول إىل الكهف الثاين األرض األخرية

بوح النوافذ املنكسة

17ص 27ص 37ص 63ص 87ص

صالة يف معبد الكلمات يوميات متسكع حمظوظ أغنية مل يلحنها الشيخ إمام حماكمة علنية الشمس يف استقالة مؤقتة على منت الرفض

07ص 09ص 43ص .93ص 97ص

قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا

القصيدة اليت كتبتين و انتحار األزمنة أحزان ليست مراهقة

09ص 51ص

Page 255: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

العشق و العشق اآلخر قراءة جديدة لرسالة الغفران اخلروج من الرماد

79ص 129ص 137ص

خنلص من اجلدول السابق إىل أن هذه العناوين االغرائية تعتمد يف إنتاج قيمتها االغرائية على االنزياحات اللغوية من حيث التراكيب الالمنطقية، حيث تربط بني املسند و املسند إليه عالقة غري معللة

: سبيل املثال يعمل النص الحقا على إعادة منطقتها ،و من هذه التراكيب نذكر على

حيث أضيف الورم إىل أجراس، و هي إضافة تثري الشك و الفضول يف نفس املتلقي : أجراس الورم لعدم وجود عالقة طبيعية بني الورم و أجراس، غري أن النصوص اليت تندرج حتت هذا العنوان تعمل

ئصاله و القضاء عليه، على رفع هذا اللبس فتكون هذه األجراس إخبار و إعالن عن ورم وجب است " مترد" وهو ما يوحي به نص

! أنت اآلن بعيد"

نارك يف الوعيد... و القرب

مشسك األجراس

391فافعل ما تريد

فكذلك تفعل العناوين الداخلية، " أجراس الورم" ليست النصوص وحدها من تفصح دالالت العنوان حيمل معىن البعث والتجدد 393" صحوة النسب" و 392" أوان الصراخ" إذ نلف أن كال من العنوانني

.والتمسك باحلياة

.و فيما يلي جدول إحصائي للعناوين االغرائية يف الدواوين املدروسة

%نسبة العناوين االغرائية عنوان الديوان

31.25 مرثية الرجل الذي رأى 16.66 تغريبة جعفر الطيار

53، صخلضر خبيت، ديوان أجراس الورم 391

.34، صاملرجع نفسه 392 .41املرجع نفسه، ص 393

Page 256: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

38.09 للريح اليت تغري املطاف .. لالكيد 40 كسوف النبض و األمنيات 33.33 أرى شجرا يسري 42.85 الشفاعات 07.59 من دسي خف سيبويه يف الرمل ؟ 20 أجراس الورم

29.41 مقام البوح 23.80 قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا

25 يوميات متسكع حمظوظ 42.42 النسبة اإلمجالية

نستعني برسم بياين نوضح من خالله تفاوت نسب وظائف ) التناصية( و قبل املرور إىل الوظيفة الرابعة

العناوين املشار إليها آنفا، أما الوظيفة التناصية فنسقطها من هذا التمثيل ذلك أا وظيفة تستعصي على .اكتشاف االستدعاءات التناصية املمكنة احلصر كوا تتوقف على الزاد املعريف للمتلقي و قدرته على

: الرسم البياين

مقارنة –من خالل اجلدول نالحظ أن الوظيفة االغرائية هي الوظيفة الطاغية

%42.42إذ بلغت نسبتها –بالوظيفتني الوصفية و التعيينية

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

الوصفیة التعینیة االغرائیة

الوظیفة

النسب المئویة

18.93

27.27

42.42

Page 257: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: F.ABSENTIVE) املفقودة( الوظيفة الغائبة

إن جممل الوظائف اليت يقوم ا العنوان ناجتة عن احتاد الصيغة اخلطية اللغوية و الصيغة األيقونية ، و هي ليست وظائف قارة يف العنوان ، ذلك أن العنوان خطاب متعدد ا هلويات و بالتايل ) السيميائية(

" إال بعد قراءة النص املعنون ، نطلق على هذه الوظيفة اسم كن القبض عليهاهو دائما خيفي وظيفة ال مي .و حنن نعتربها الوظيفة األصل للعنوان" الوظيفة املفقودة

فقراءة العنوان مبعزل عن نصه تعترب قراءة ناقصة ال تتجاوز وصف الظاهر اللغوي للعنوان، وإسقاطه بعد قراءة النص تظهر وظائف أخرى هي املعنون ،و لكنعلى سياقات خترج أحيانا عن مقصدية النص .الوظائف املفقودة على مستوى القراءة األوىل

و لعل انفتاح العامل على شبكات تواصلية خمتلفة تؤمنها التطورات التكنولوجية ، جعل الشاعر جمربا على طريقة هي االهتمام لعل أفضلخلق البديل الذي ميكن له أن ينافس أو يساير هذا التحول التواصلي ، و

بالبعد البصري ، باعتبار أن املتلقي املعاصر قد انصرف إىل كل ما هو خمتصر فال يكاد يتجاوز يف .حمتوياته الكتاب صفحة الغالف و ما حتتويه من عتبات ، و كذا فهرس الكتاب كونه امل لكل

التعيينية أو الوصفية للعنوان األساسي هي على على هذا األساس ميكم القول أن الوظيفة اإلغرائية أو .األغلب وظائف مستعارة خلدمة هدف ذرائعي حيث يتم بفضلها استقطاب أكرب عدد ممكن من القراء

أما الوظيفة احلقيقية اليت من أجلها كتب الديوان و إليها يؤشر العنوان فتبقى رهينة النص املعنون ، :وغالبا ما تنحصر هذه الوظائف يف

Page 258: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الوظيفة التأويلية -1

الوظيفة الداللية -2

الوظيفة التداولية -3

و حنن نتحدث عن وظائف العنوان املفقودة سنتجاوز البعد اجلمايل باعتبار أن كل عنوان شعري هو بالضرورة عمل شعري يتوفر على مسات الشعرية اليت جتعل منه خطابا شعريا مجاليا ، و يف املقابل نصب

ققه العنوان من دالالت ديناميكية يفترضها انفتاح خطاب العنوان على تأويالت اهتمامنا على ما حي .السياق النصي

بناءا على ما سبق ذكره نذهب إىل أن قراءة العنوان تتوزع على مستويني ، يتم على املستوى األول ين حتقيق الوظائف إحصاء الوظائف املباشرة اليت يوحي ا ظاهر العنوان ، يف حني يتم على املستوى الثا

.الكامنة يف خطاب العنوان و اليت يثبتها فعل التأويل

و العناوين اليت درسناها يف هذا البحث تعتمد ازدواجية الوظيفة و نقصد ا تداخل الوظائف املنوطة ية و بالعنوان و اليت يوحي ا املظهر اخلارجي هلذا العنوان ، فتجتمع مثال الوظيفة التعيينية والوصف

ليوسف وغليسي، أو احتاد " تغريبة جعفر الطيار " التناصية يف عنوان واحد و هو ما يوحي به عنوان لعبد القادر راحبي ، و " أرى شجرا يسري " كل من الوظيفة التعيينية و التناصية مثلما هو عليه عنوان

ا تنكسر مع بداية قراءة النص غريها من التمثالت ، غري أن هذه االزدواجية ال تستمر طويال فسرعان م، كما ميكن أن تظهر " انشطار الوظيفة " املعنون لتبقى عندها وظيفة واحدة ، و نطلق على هذه احلالة

و يف ما يلي من " الوظيفة املفقودة" وظيفة أخرى جديدة مل تكن من قبل و هو ما أطلقنا عليه اسم . عناوين الدواوين املدروسة البحث سنحاول استنطاق هذه الوظائف املفقودة يف

: F.SIGNIFICATIVEالوظيفة الداللية - 1يتم من خالل هذه الوظيفة رفع اللبس عن مؤشرات العنوان لتنحصر الداللة العامة يف توصيف النص املعنون ، فغالبا ما يلعب العنوان دورا متويهيا من خالل وظائف إغرائية أو تناصية و لكن بعد قراءة

املعىن الظاهر للنص النص املعنون تسقط هذه الوظائف و حتل حملها الوظيفة الداللية اليت ال تتجاوز : املعنون و هنا يقع ما يعرف خبرق أفق التوقع، و من العناوين احلاملة هلذه الوظائف جند

: الشمس يف استقالة مؤقتة - 1

Page 259: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هو عنوان داخلي يف ديوان يوميات متسكع حمظوظ ، بداية يوحي هذا العنوان بالغرابة ويبعث يف .إغرائية نفس املتلقي الفضول فهو ذو وظيفة

و لكن بعد قراءة النص املعنون يظهر أن هذا العنوان ال يتعدى الوصف و اإلخبار، مث إن مفردات ، حيث يصف الشاعر الواقع الذي ) مؤقتة -استقالة –الشمس ( العنوان ال تتجاوز معناها املعجمي

املباشرة و اخلطابية فيقول يسوده اجلوع و الضياع و الغربة، و هو يعتمد يف تصويره هلذا الواقع أسلوب :

اجلوع و الضياع" و غربة األحياء و األشياء

و سلطة األموات و األشباح تبت يدا أيب هلب فاد دوما للعرب

و النفط دوما للعرب هذا الذي حفظت يف املدرسة الصغرية

الذل دوما للعرب و اجلهل دوما للعرب و الفقر دوما للعرب

درسة الكبريةهذا الذي عرفت يف امل ال تطفئ األنوار يا مدينيت ال تطفئ األنوار

394فالشمس يف استقالة مؤقتة إذن العنوان ميثل عبارة من القصيدة و بعد قراءة القصيدة يتضح أن للعنوان وظيفة التدليل ال اإلغراء حيث حتيل مفردات العنوان إىل داللة النص املعنون و مل تكن هلذه الوظيفة الداللية أن تظهر لوال قراءة

القصيدة 395: اخلروج من الرماد - 2

.96سليمان جوادي ، يوميات متسكع حمظوظ ، ص 394

.137سليمان جوادي ، قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا ، ص 395

Page 260: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

ة تعمل بنيته االنزياحية على جذب املتلقي و ترغيبه يف قراءة النص ، هو األخر عنوان ذو وظيفة إغرائيغري أن هذه الوظيفة ال تبقى مالزمة للعنوان إذ تظهر مكاا وظيفة أخرى بعد قراءة النص املعنون هي

: الوظيفة الداللية إذ يقول الشاعر

لكم دينكم فاتركوين و ديين

فدين التفاوض ما عاد ديين

اسي و دين املوائدو دين الكر

دين املنابر ليس بديين

سأرفع رغم التآمر رأسي

و رغم التخاذل أعلي جبيين

فلسطني رغم ابتعاد األهايل

سآتيك فجرا سآتيك مشسا

و اخرج من جوف هذا الرماد

.ال يتجاوز الوصف و ذا تتحول وظيفته من اإلغرائية إىل الداللية " اخلروج من الرماد" إذن عنوان

:F.INTERPRETIVEالوظيفة التأويلية -2

–نتعرف عليها بعد االلتفات إىل مناطق الفراغ يف العنوان و اليت تشري إىل الصمت الذي يكشف عنه .النص -الحقا

و البعد التأويلي للعنوان ينشئ من استغالل معطيات القراءة األوىل للعنوان اليت تتحول بفعل تأويل النص املعنون إىل قراءة دينامكية ينفتح معها العنوان على التأويل عندها تتحول وظيفة العنوان الناجتة عن

: القراءة األوىل إىل وظيفة تأويلية مثلما نراه يف العناوين اآلتية

: 396الدخول إىل الكهف الثاين - 1

.27خلضر فلوس ، الديوان ، ص 396

Page 261: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هو يتضمن الوظيفة الوصفية اإلخبارية ، غري " مرثية الرجل لذي رأى "إنه عنوان داخلي يف ديوان : أن الوظيفة احلقيقية هلذا العنوان تظل مفقودة حىت ينبئ ا النص املعنون ،و الذي يقول فيه الشاعر

و كنت أعد احلروف

) إا األرض رمانة العاشقني( ألعرف هل هذه األرض يل

أطلت

على أي حي تنادي

...و كل الذين عرفتهم عربوا

أطفأوا عاشقا مث مالوا إىل الكهف

ناموا هناك

هل رأيت الذي يتوسد أغنية

و ينام على غيمة يف الفضاء البعيد

..أخط على الريح مملكيت

.الضياء أمزج املاء بالنار حىت يكون

..هل أمسي القصيدة بييت

و أنت بدايات كل قصيد

الشاعر يف حبث دائم عن الوطن الشريد مثله مثل مجيع العاشقني غري أنه عاشق ال يستسلم و ال ييأس ، .ليصنع احلياة و يعيد البهاء هلدا الوطن) املاء و النار( و هو يف هذا النص جيمع بني النقيضني

اإلنسان إىل االرتكان إىل الذات و التقوقع بعيدا عن أحزان الواقع و صور الظلم ، و و كثريا ما جينح لعل أفضل مكان خيتبئ فيه اإلنسان هو الكهف ، و هذا حفاظا على حلظة مميزة من حياته خياف أن

.يفقدها

:و عن هؤالء تقول أرض الوطن

Page 262: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...كل الذين عرفتهم عربوا

لكهفأطفأوا عاشقا مث مالوا إىل ا

نامو هناك

:أما الشاعر خلضر فلوس فيخاطبهم قائال

...أيها الراحلون

...دمي ما انتهيت إليه

...و هذي البالد أنا

إذن الشاعر خلضر فلوس ال ينسحب إىل داخل الكهف إال ليعد نفسه النطالقة قوية و هو كله أمل 397" من درة من رماد"بوالدة جديدة تنبعث من املستحيل

الذي غاب يف تركيب العنوان هو نفسه القصيدة اليت يكتبها الشاعر ليحملها أالمه " لكهف األول و ا" و آماله ، و حيطم فيها كل القيود فيوجه الزمن و القدر من جديد ليخلق وطنا مجيال تتعطل فيه كل

.باملوتنوايا الشر إا الوالدة اليت تنبعث من املوت باعتبار أن احلياة داخل كهف أشبه

:الذي ذكر يف العنوان فهو الوطن ذاته، حيث يقول الشاعر " الكهف الثاين"أما

..هل أمسي القصيدة بييت

و أنت بدايات كل قصيد

و ذا التصوير يكون الشاعر قد اختلف عن أولئك الذين اختاروا التوقع على الذات و البكاء على .ماضي ضاع و لن يعود فلم يبق هلم سوى الوهم الذي ينسيهم مرارة الواقع

يف حني يكون خلضر فلوس شاعرا مقاوما يرى يف املوت وجها آخر للحياة فال يهاب الوحدة أو مهمة خلق -الشاعر - يهرب من القدر بل حياوره و يفاوضه و إن اقتضى األمر يعطله ليتوىلالعزلة و ال

: الوطن من جديد فيقول

.30لخضر فلوس ، الدیوان ، ص 397

Page 263: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

..أخط على الريح مملكيت

..أمزج املاء بالنار حىت يكون الضياء

:أستعيد النبوءة

..هذي يدي تصنع الطني يف

على هيئة الطري

متأله جة -يف البعد -مث عيونك

فيغني على أول الغصن ملتهبا باحلنني

..إىل أن تعودي

إذن إنه اإلميان الذي يشد الشاعر حنو حقيقة وحيدة حتطم كل األوهام هي حقيقة الوطن الذي .سينتصر على خيبات الواقع و الزمن

للوظيفة الذي كان يبدو حامال" الدخول إىل الكهف الثاين "خنلص من هذا التحليل إىل أن العنوان الوصفية قد حتول بعد قراءة النص إىل عنوان مشبع بالرؤى الشعرية و الفلسفية اليت تستدعي الوظيفة

.التأويلية

398: جيم احملنة

، و كنا أشرنا سابقا إىل أن هذا العنوان " للريح اليت تغري املطاف .. لألكيد"عنوان داخلي يف ديوان ما يغريه " جيم " نعتقد أن أي قارئ هلذا العنوان ستستوقفه مفردة ذو وظيفة إغرائية حمضة ، و

بالدخول إىل عامل النص لعله يشبع فضوله و يغنيه عن كل سؤال، غري أن الالفت لالنتباه يف نص هذا يف النص إال أن املعىن " احملنة" و " جيم " العنوان هو غياب املرجعية الداللية ، فرغم توظيف مفرديت

ى دون البلوغ فتتحول عندها الوظيفة اإلغرائية تلقائيا إىل وظيفة أخرى هي األجدر ذا العنوان هي يبق .الوظيفة التأويلية

.37للريح اليت تغري املطاف ، ص... خلضر خبيت ، ديوان لألكيد 398

Page 264: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و لقراءة هذا العنوان علينا أن منسك خيط التأويل منذ حلظة تثبيته يف الديوان مع االلتفات إىل ما يرافقه وين الداخلية للديوان أفرد له الشاعر صفحة خاصة مع كغريه من العنا" جيم احملنة" من عتبات ، و

: توزيع ملفرداته أسفل التركيب امل حيث كتب

: جيم احملنة

بداية اجلنة و رأس اجلحيم: جيم

غيمة تظلل كل متسع : احملنة

عاقبني، يقابل هذه الصفحة رسم جتريدي أسقطت عليه هذه املعطيات فكتبت جيم احملنة يف مستويني مت .حتتضنهما حلقات متموجة أشبه بالدوامة

بناءا على هذا التصوير نذهب إىل أن هذه اجليم اليت كانت متثل اجلنة حتولت إىل جحيم فغرقت كلها : يف دوامة احملنة ، و هو نفسه ما قال به النص املعنون

نور على نور... البارحة اشتعل احللم يف الصدور "

ندس و إستربقسنلبس ثيابا من س

...حتت الشجرة املباركة –و نقسم رغيفنا العسلي

"و تتداىن قيامة املقهورين ... سنفرح كثريا

هي جمرد أوهام أو أحالم ألصحاب اجليم اجلنة ، غري أن الواقع ميثل العكس متاما إنه يصور اجلحيم ، :هو واقع

خيلو من دندنة السواح ، و يسري على النصل ببطئ"

العقرب حمروسا جبحافل مسك و صياغات

إذن هذه اجليم متثل اصطدام واقعني ، ميثل الواقع األول فيها السالم و العدل و الطمأنينة، أما الواقع الثاين فهو يكرس الظلم و اخلوف و هو واقع جديد على اجليم تسلل إليها بفعل الغدر و الفتنة حيث

:يقول الشاعر

Page 265: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

شاكليتيا جيم احملنة يف "

...مثة من يرتد

متة من يقرأ سكرة كل سنونوة و جرائد خزي يكتبها

.البحر بسمق الفتنة معدوما

من سلطة قنص عانسة

مثة من يرتد

عن وجه عروبتنا منتصرا بسالالت النمل

جيمع ديلمها من كل ثقوب األرض

...هذي األرض لنا

و ثقوب األرض لنا

هل مثة ين يرتد ؟

أمسح دمع اخلماسني يف ساعات... كنت هناك

الرمد الوطين

مل تعد احلكمة سر أناي

.هل مثة من يرتد ؟

اجلنة اليت حتولت إىل جحيم بعد احملنة و " اجلزائر " خنلص من هذا النص إىل أن جيم احملنة ما هي إال .اهلمجية اليت تعرضت هلا فترة التسعينيات

: 399سالطني الليل

.43خلضر خبيت ، الديوان السابق ، ص 399

Page 266: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

من حيث احتوائه للوظيفة االغرائية حىت ألن القارئ " جيم احملنة" هو اآلخر عنوان داخلي شبيه بـ خيال النص يفصح عن هؤالء السالطني و يعرف م ، غري أن عملية التلقي توضح العكس متاما فعنوان

: شاعر يف نص العنوان من هذا القبيل لن تتحدد دالالته إال بتفعيل ميكانيزمات التأويل ، إذ يقول ال

انتصر أيها اليأس

و لتكن القيامة شاهدي األخري

هذا وجهي أحمله يف حمنة أنفاس البلغاء و الشرفاء

من الطري

يرون العامل مكتوما سره بني عتبات ال تعرف

؟...أين متيل

الشاهد هو الوحيد الذي ميلك احلقيقة و شاهد الشاعر يف النص هو القيامة اليت متلك سر املوت احلياة ) .البعث(

و يرى الشاعر أنه مل يضف شيئا عما قاله السالف من البلغاء و احلكماء الذين فهموا حقيقة احلياة جيد نفسه يعقب حمطات احلياة اليت غادرها ، بل) ما بعد املوت( الدنيا مث طاروا إىل الوجود احلقيقي

سابقوه و خيلص من كل حمطة بنفس رؤى هؤالء البلغاء و الشرفاء الذين وعوا و فهموا الذات اإلنسانية .اليت تظل يف صراع حول البقاء فإذا هي غادرت هذا الوجود فطنت و تعلمت سره

و املوت إىل التصور الواقعي جلدلية املوت يف احلياة، مث يتحول الشاعر من البعد الفلسفي لثنائية احلياة حيث تسيطر مالمح املوت على احلياة فتقتل الذات بفعل التغريب و الترهيب و الظلم ناهيك عن القتل

: الطبيعي الذي تنتقل معه الذات إىل العامل األخر مثلما يصوره املقطع األيت

الناسك يفال تعرف أين يقيم اهلدهد مأدبة اإلنسان "

يترنح مذبوحا بني ما ملكت أميان... نبع دموي

سالطني الليل و بني مواثيق يطرز خامتها كل سفيه

..يا ليل هذا وجهي شريد

Page 267: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فتمهل كي ال ختدش ما يرمسه الساسة من تأويل

النشرات

...األحداث جتيء

الغضب األمحر... اجلوع جييء ... اجلمر جييء

يستشهد باخلشبالكل جييء من فيض وسيم

.اللغوي

إذن الشاعر ال يرفض املوت ألنه حق و ال مفر منه ، لكنه يرفض بعض صور املوت و حتديدا تلك اليت يعذب فيها اإلنسان أخاه اإلنسان مثلما تفعله سالطني الليل بالذات اإلنسانية و كأا متلكها

" اعر للهدهد له بعد أسطوري ، حيث تقتلها كيفما شاءت و تبعثها و قتما شاءت ، و توظيف الشكان الناس يعتقدون أن طائر اهلدهد يستطيع االختفاء عن أنظار كل كائن حي ، و هذا يفسر احلقيقة اليت تشري إىل أنه أواخر القرون الوسطى ظل الناس يعتقدون بوجود عشبة عطرية متعددة األلوان يف

.400" تفي عن األنظار عش اهلدهد ، و اليت يستطيع من ميتلكها أن خي

و كذلك جند سالطني الليل يتربصون باإلنسان ليختفوا به عن األنظار بعدها لن جند إال نبعا دمويا .تسبح فيه جثة هذا اإلنسان

إذن سالطني الليل جتسيد ألفقني متناقضني ميثل فيه سالطني قوة املوت و اهلدم و الدمار ، اليت تتخري زمن الليل حىت ختتفي عن األنظار إا قوة جبانة ال جترأ على املواجهة يف حني ميثل األفق الثاين ذاك

.ي يرقب روحه كلما حل الليل اآلخر املسامل الذي يأمل يف عيش كرمي بعيدا عن اخلوف و املوت الذ

401: عودة سيزيف

عنوان داخلي يف ديوان أرى شجرا يسري ، حيمل هذا العنوان وظيفتني تتمثل األوىل يف الوظيفة التناصية من حيث استدعاء فضاء أسطوري يتعلق بسيزيف الذي عاقبته اآلهلة جبمل الصخرة إىل أعلى اجلبل مث ما

.لصخرة ليعاود محلها ثانية و هكذا دواليك يفتئ يوصلها حىت تتدحرج ا

.101، ص1984، 1غالب هلسا املؤسسة اجلامعية للنشر و التوزيع ، بريوت ، ط: مجاليات املكان ، تر: غاستون باشالر 400 .20عبد القادر راحبي ، الديوان ، ص 401

Page 268: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الذي يضفي غرابة " عودة"أما الوظيفة الثانية فتتمثل يف االغرائية و الذي يثري هذه الوظيفة هو لفظ على تركيب العنوان فيظل املتلقي يف شوق لقراءة النص حىت يزول الغموض و تنكشف حقيقة هذا

.الذي عاد من جديد " سيزيف"الـ

بسيزيف -املتلقي –إذن عنوان ذا الشكل يرحل بأفق توقع املتلقي إىل غياهب أسطورية ليعود فيموضعه يف النص املعنون و جيعل منه بؤرة تنجذب حنوها كل دالالت النص إال أن القصيدة خترق هذا

ي ينسخ الوظيفة االغرائية األفق القرائي و حتوله من فعل تتبع املالمح الداللية للعنوان إىل فعل التأويل الذ . للعنوان

:فسيزيف الذي عاد يف هذا النص هو سيزيف الذي تنبأ بوطن مجيل فقال عنه

أتصور وطنا"

و احلشود تطوف توارخيها

...حوله

...علها تتطهر من رجسها

...من عذابات سقطتها

...و تطيل الدعاء

علها ترتوي من سحابات زمزمه

علها تتماثل من غيها

...للشفاء

:سيزيف الذي عاد هو سيزيف خمتلف عن ذاك الذي عذبته اآلهلة بل هاهي األرض

اآلن حتتضنه

حتتفي كالصيب بعودته

تتطلع يف طوله

Page 269: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تستريح على ضلعه

و ها هي األرض

ترقص من حتت قدميه

فتذوب الثلوج

.و تلتئم االنكسارات

:F.PRAGMATIVEالوظيفة التداولية - 3

العنوان قبل كل شيء هو مرسلة تواصلية تستلزم طرفني أساسني مها املرسل و املرسل إليه، على أن املرسل يتأرجح بني النص و الشاعر فإذا كشف النص عن وظيفة إيديولوجية يتحول فيها املرسل من

ب النص ، أما إذا النص إىل املؤلف أين يتعرف املتلقي على التوجهات الفكرية و اإليديولوجية لصاحكشف النص عن الوظيفة التأويلية أو الداللية فإن املرسل هنا ال يتعدى النص ذاته ، يف حني يشترك كل من النص و املؤلف يف دور املرسل إذا ما تعلق األمر بالوظيفة التداولية، فهي وظيفة تواصلية اجتماعية

غية إىل خطاب مصفى يف شكل أفعال كالمية تتحول عن طريقها البىن اللغوية و االنزياحات البال .تستوجب ردة فعل املتلقي

يف و غالبا ما تظهر هذه الوظيفة يف اخلطابات النثرية اليت تعتمد املباشرة و املصارحة، يف حني تبقى .اخلطاب الشعري رهينة نباهة املتلقي يف فك شفرات اخلطاب باعتماد التأويل

التداولية منيز نوعني من اخلطابات الشعرية ، خطابات يروم من خالهلا و حنن نتحدث عن الوظيفة الشاعر سرد جتربه احلياتية يف قالب شعري مميز و غالبا ما يتوفر هذا النوع من اخلطابات على الوظيفة

فيتعلق بتلك الداللية أو التأويلية أو الوصفية أو حىت االغرائية ، أما النوع الثاين من اخلطابات الشعرية الواقع الذي / الرؤى التجاوزية اليت يهدف ا الشاعر إىل صقل خياالت املتلقي و إثراء وعيه بالعامل

هي –إىل جانب الوظائف السابقة -يعيشه ، و يف هذه احلال جند اخلطاب يضطلع بوظيفة جديدةي دواوين حممود درويش و العكوف الوظيفة التداولية ، وإال فكيف نفسر استباق اإلسرائيليني إىل تلق

.على إعطائها حقها من الدرس و التأويل

Page 270: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و عناوين الدواوين اليت بني أيدينا هي األخرى تتوفر على الوظيفة التداولية ، هذه الوظيفة اليت : تنبئ عنها النصوص املعنونة و نذكر من هذه العناوين

: 402أرى شجرا يسري

ميتلك العنوان كثافة داللية ذات أبعاد اغرائية ترجع بنا إىل ختوم أسطورية ، فيحي خطاب العنوان تنبؤات زرقاء اليمامة ، و يوجه القارئ إىل تلقي نص مشبع باخليبات و املوات قياسا على ما آلت إليه

.حتذيرات زرقاء اليمامة

لشاعر أو معاصر له ، و لكن تتبع تيمات العنوان فيكون عندها النص خطابا توصيفيا لواقع عاشه ا عرب نسيج النص املعنون يغري أفق التوقع فتنسحب الوظيفة االغرائية و التناصية من العنوان لتحل حملها

.الوظيفة التداولية و هو ما يؤكده نص القصيدة

يا أرض

ال تتأخري عين

و ال تنأي بعيدا

يا أرض

ال أحناز للمنفى

سرادق من جنوينو ال أبين

أنا ال أصدق غري ما تنعاه ذاكريت

.و تكرهه عيوين

.يا أرض ال أحتاج للشعراء

.و ال أحتاج للمتنبئني

يا أرض

.56عبد القادر راحبي، الديوان ، ص 402

Page 271: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أراك ماثلة أمامي

.كيف ختتبئني يف ظل اخلريف

. يف هذه املقاطع خياطب الشاعر األرض فيناشدها بالعودة ، و خيربها عن وفائه و انتظاره هلا بشوق

و هو شاعر ينبذ نفي الذات هروبا من الواقع كما ميقت التمسك باألوهام ، فهو ميلك احلقيقة اليت : بواسطتها ميكنه أن يرى اللحظة القادمة فيقول

يا أرض

جرحي ال يكذبين

أرى شجرا يسري

هدهد جيتاز خط القلب

ما معىن اسوداد التوت يف كف الصبية ؟

لما املراد حبمحات اخلي

ال ينساب من خصالا

ذهب يدهللا الشفق ؟

ميكن القول أن الشاعر ميلك مفاتيح املستقبل فيخربنا عما سيحدث و اخباريته هذه يوشحها املوت من كل جانب بدءا بالشجر الذي يسري و اهلدهد الذي خيتار خط القلب ، و كذا اسوداد التوت، و هذه

إىل أمحر قاين بعد الصورة األخرية حتيل إىل أسطورة حزينة حيث كانت مثار التوت بيضاء و تغري لوا "ثيبسي"و حبيبته العذراء " برباموس"تلطخها بدماء كل من

إن مجع الشاعر هلذه الصورة احلزينة أشبه بالشيفرة اليت حياول من خالهلا عبد القادر راحبي إيصال ة الوطن مرهون/ رسالة إىل املتلقي يعلمه فيها بضرورة التغيري حىت يعود الوطن بسرعة فعودة األرض

لن يرفع عنا الظلم : مبدى وعي املتلقي و دهائه يف فك التشفري ، و كان الشاعر يريد أن يقول للمتلقي .ولن تتطهر األرض من أنواع السقوط و الفساد إال بالتضحية و املوت

Page 272: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حامال لوظيفة تداولية، فهو عنوان موجه إىل اجلمهور وال " أرى شجرا يسري " و ذا يكون عنوان .على فئة معينة من املتلقني يقتصر

: 403 نوبة اخلروج

و للوهلة األوىل يبدو هذا العنوان حامال " من دس خف سيبويه يف الرمل؟ " هو عنوان داخلي يف ديوانللوظيفة الوصفية و التعينية ، حيث ميثل عنوان آخر نص من الديوان ما يعين أن عبارة نوبة اخلروج

.ذي حيتويه تركيب العنوان أي اخلروج من عامل الديوان الشعريحتيل إىل املعىن الظاهر ال

بيد أن قراءة النص املعنون تذهب بالعنوان إىل البعد التداويل أين يقدم عبد الرزاق بوكبة خالصة جتربة شعرية تنري درب اإلنسان الريفي الذي يصطدم جبدار املدنية فيعود إىل منبته جير خيباته ، فنص نوبة

جيسد حكمة مثينة إن سار على ضوئها املتلقي أمن شر املدينة و تتمثل هذه احلكمة يف قول اخلروج : الشاعر

من يعرف مشية الذيبة بني ثقبة و ديك"

"ال يثق يف اللغة

و ذا نكون قد كشفنا عن الوظائف املفقودة يف بعض عناوين الدواوين و اليت ما كان هلا أن تظهر يف اعتباره نصا مستقال ، ذلك أن ربط العنوان بسياقه النصي يقلل من احتماالته الداللية و قراءة العنوان ب

.حيدد وجهاته الوظائفية احلقيقية

: اجلدول اآليت حيمل أهم الوظائف اليت جاءت ا تراكيب العناوين املدروسة آنفا

الوظيفة بالنص املعنونالعنوان متصال العنوان باعتباره نصا مستقال العنوان

داللية إغرائية الشمس يف استقالة مؤقتة داللية إغرائية اخلروج من الرماد

تأويلية وصفية الدخول إىل الكهف الثاين تأويلية إغرائية جيم احملنة

تأويلية إغرائية سالطني الليل

.108عبد الرزاق بوكبة ، الديوان ، ص 403

Page 273: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تأويلية تناصية+ إغرائية عودة سيزيف تداولية تناصية+ إغرائية أرى شجرا يسري

تداولية تعيينية+ وصفية نوبة اخلروج

: انفتاح خطاب العنوان

: العنوان اجلزائري و أفق التلقي - 3

ال ميكننا احلديث عن وظائف العنوان و متثالا يف القصيدة اجلزائرية دومنا افتراض فعاليات تلق اجلزائري قد غري يف شكله و مضمونه ما جعله مسايرة للتنوعات العنوانية ، معىن ذلك أن العنوان

يتربع على وظائف جديدة مل نعهدها يف العنوان التأسيسي ، األمر الذي وسع املسافة اجلمالية بني .النص و املتلقي/ العنوان

و ميكن متييز ثالث حمطات قرائية شكلت املسافة اجلمالية يف التجربة العنوانية اجلزائرية ، تربزها .تويات التفاعل بني الكتابة العناونية و أفق التلقي مس

: التوافق -1- 1

أين يستجيب العنوان ألفق توقع القارئ ، فتتوافق قراءة املتلقي مع دالالت العنوان ، و هو ما ميز ) .منذ الثورة إىل ما بعد االستقالل( فترة تلقي العنوان التأسيسي ه عنوان ملتزم باملعايري القرائية و التداولية ، فهو ميثل مشترك رؤيوي بني يتسم عنوان هذه املرحلة بأن

.اتمع، يف نوع من االلتزام و الوالء / الشاعر و املتلقي ، حيث تتماهى الذات الشاعرة يف اآلخرضحة و لعل انصراف العنوان إىل املباشرة و اخلطابية راجع إىل حرص الشاعر على توصيل رسالة وا

يعين تواصال بني املبدع و املتلقي ، و التواصل يبدأ " املقاصد ، فالعنوان باعتباره عمال شعريا

Page 274: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بتوصيل رسالة من نوع خاص ذات حمتوى متصل بالقيم ، و يوجهها املبدع إىل املتلقي من خالل 404" وسيط نوعي هو القصيدة

ال جيد صعوبة يف توجيه مسارها ) 1975-1954( بني فمتلقي عناوين دواوين الفترة املمتدة ما الداليل ، إذ معظمها عناوين تصب يف قالب اخلطابية يف نوع من الوفاء ألفق توقع القارئ، / القرائي

حيث جند العنوان حيكي قضايا مشتركة لشعب يعيش مرحلة انتقالية يف حماولة إلعادة البناء و التأسيس .لة اجلزائر املستقلة لدولة جديدة هي دو

نذهب إىل أن عنوان الديوان اجلزائري يف هذه املرحلة مثل مرآة عاكسة للتحوالت االجتماعية و السياسية و االقتصادية للمجتمع اجلزائري ، فنجد عناوين متجد الثورة و الثوار، و عناوين تدعو إىل

ناوين أخرى تتابع القضايا التحررية يف العامل ، و ع) احلزب االشتراكي( االلتزام بالقضايا السياسية : ونذكر من هذه العناوين على سبيل التمثيل ال احلصر

.1964ذكرى و بشرى لعروة أمحد سنة -

.1956النصر للجزائر ألبو القاسم سعد اهللا سنة -

.1979مسرية اجلزائر لعبد القادر اهلامشي سنة -

.1973أجمادنا تتكلم ملفدي زكريا سنة -

.1973إلياذة اجلزائر ملفدي زكريا سنة -

.1971أغنيات نضالية حملمد صاحل باوية سنة -

و غريها من العناوين اليت تتقاطع مع توقعات متلقي العنوان اجلزائري ، و حنن نتحدث عن استجابة العنوان ألفق توقع املتلقي ال ننفي اجلمالية عن عنوان الديوان اجلزائري يف هذه املرحلة ، وإمنا قصرنا

ن القيم االنزياحية والتناصية ما جيعلها الدراسة على اجلانب التداويل ال غري ، فإلياذة اجلزائر مثال هلا مدراسة قائمة بذاا إال أا متثل يف املقابل خطابا واضح املعامل و حمدد املضمون ال يتغري معه أفق تلقي

.العنوان

: اخليبة -2- 1

و نقصد ا املرحلة اليت اصطدم فيها أفق توقع القارئ مع خطاب العنوان ، و ذلك اية السبعينيات وبداية الثمانينيات أين أخذ العنوان يتمرد على شكله اخلطايب الصريح ليشهد حتوال فنيا يساوق

، 1978الطبعة األولى ، –دار الثقافة للطباعة و النشر –القاھرة –جابر عصفور ، مفھوم الشعر ، دراسة في التراث النقدي 404 .234ص

Page 275: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

التحوالت االجتماعية و السياسية حيث ذاق الشاعر ذرعا بالوالء الكاذب للجماعة و راح ينقذ تكون صناعة العنوان الواقع انطالقا من وعيه و رؤيته اخلاصة بأسلوب مميز ومشفر أحيانا ، و ذا

.تنبئ عن ميالد جتربة عناوين جديدة تزعزع فعل التلقي

و على الرغم من الضبابية اليت كانت تسود العنوان خالل هذه املرحلة زو كذا املراقبة اليت خنقت فعل قارئ اإلبداع ، إال أن خطاب العنوان استطاع أن يطرح بعض أسئلة التجاوز اليت فتحت أفق توقع ال

.على عدد ال متناهي من التأويالت

إعادة التقنني األديب للمعايري االجتماعية و التارخيية ، تساعد القارئ املعاصر " و عليه ميكن القول أن .405" يف رؤية ما ال يستطيع رؤيته يف العملية االعتيادية للحياة اليومية

طاع أن ينعتق خارج حدود االلتزام ليتوحد مع نذهب مما سبق ذكره إىل أن الشاعر اجلزائري است .اليت ال تكتمل إال يف وجود املتلقي -اإلبداع -املطلق يف ممارسته اإلبداع الشعري ، هذه العملية

بيد أن حتول العنوان هكذا فجأة من املباشرة و التفسري إىل املغالطة و التأويل قد احدث ما يعرف .406ا اصطدام النص بالقارئ بالفجوة و اليت يقصد

: و من أهم العناوين اليت غيبت أفق التوقع و خيبت أمل انتظار القارئ نذكر

.1975و حرسين الظلي أزراج عمر سنة -

.1985قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا لسليمان جوادي ، سنة -

.1981يوميات متسكع حمظوظ لسليمان جوادي ، سنة -

.1980عليهم حلمدي أمحد ، سنة قائمة املغضوب -

.1977احلب يف درجة الصفر لعبد العايل رزاقي ، سنة -

.1983أطفال بورسعيد يهاجرون إىل ساحة أول ماي لعبد العايل رزاقي ، سنة -

.1976جسد يكتب أنقاضه حلكيم ميلود ، سنة -

.1983قصائد غجرية حلمادي عبد اهللا ، سنة -

1983، سنة أجراس القرنفل حلمري حبري -

یوئیل یوسف عزیز ، بغداد ، دار المأمون للترجمة و النشر ، : المعنى األدبي من الظاھرتیة إلى التفكیكیة ، تر: نقال عن ولیم راي 405

.63، ص1987 ،1ط .103، ص1992، 1عبد الجلیل رعد ، الالذقیة ، دار الحوار ، ط: نظریة االستقبال ، تر: روبرت ھولب 406

Page 276: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و غريها من العناوين االستفزازية اليت خلخلت فعل التلقي و جعلت املتلقي يقف وقفة تأملية أمام هذه العناوين اآلسرة ، و يعيد برناجمه القرائي ليكيفه مع الشكل اجلديد للعنوان ، و هذه املرحلة قد محل

لغماري و محري حبري وغريهم من الشعراء لواءها كل من أزراج عمر و سليمان جوادي و مصطفى ااجلزائريني قد مثلت منعطفا قويا يف التجربة الشعرية اجلمالية اجلزائرية ، إذ أعلت عن ميالد كتابة

.شعرية حتتفي باحلرية و التجاوز و مالمسة املطلق

: التعديل -3- 1

ى جديدة من الكتابة واإلبداع ، و مع بداية التسعينيات انفتح اخلطاب الشعري اجلزائري على رؤذلك عن طريق ما يعرف بالعدول و هو اخلروج عن املعايري القرائية و الكتابية التقليدية و استبداهلا

:مبعايري جديدة تالئم العصر اجلديد ، و من مظاهر هذا العدول جند

.قوين و هو يتعلق باملستوى البصري األي: العدول على مستوى فضاء النص -

فقد أصبح الشاعر املعاصر يهتم يف بناء جتربته الشعرية على : العدول على مستوى اللغة -الصورة الشعرية و ما ينتجها من عالقات انزياحية و تناصية بعيدا عن االستعراضات اللغوية،

متعددة فجاءت لغة الشعر املعاصر لغة بسيطة لكنها عميقة الرؤية ترحل بالتلقي إىل عوامل .انطالقا من اصغر نقطة يف هذا الوجود

و قد عمل هذا العدول على خلق عالقة جديدة بني النص و املتلقي ، حيث تغري أفق توقع القارئ ليالئم اخلطاب اجلديد ، و هو نفسه ما جنده يف العناوين الشعرية اجلزائرية املعاصرة اليت عدلت أفق

-1980-1970-1960-1954( توقع املتلقي من خالل التنوع الذي طبع هذه العناوين ، و ذا ميكننا القول أن متلقي العنوان اجلزائري صار فطنا بالبساطة ) 1990-2000-2011

.اليت يوهم ا العنوان متلقيه و اليت تنصرف يف كثري من األحيان إىل السخرية من أفق توقع املتلقي

:انفتاح خطاب العنوان على العتبات املرافقة - 2

Page 277: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خيتزل داللة النص، بل أضحى شيفرة يف جمموع شفرات حميطة بالنص تعرف مل يعد العنوان وحده من : إىل " عتبات" يف كتابه" جريار جنيت"باملناص التأليفي الذي قسمه

.PERITEXTE AUCTORAIL النص احمليط التأليفي- 1

و هو يعىن بالشكل اخلارجي للكتاب ويضم " جريار جنيت"الذي كان له احلظ األوفر من الدراسة عند : كل من

. اسم الكاتب - " .العنوان الرئيسي -

. العنوان الفرعي -

.االستهالل -

.املقدمة -

.اإلهداء -

.التصدير -

.املالحظات -

.احلواشي -

.اهلوامش -

.لوحة الغالف -

.407"صورة املؤلف -

: النص الفوقي التأليفي - 4

منيز فيه النص الفوقي العام و النص الفوقي اخلاص، تنحصر فيه النصوص اليت هلا عالقة بالكتاب، لكنها : نشرت يف فضاءات تناصية خارجية خمتلفة نذكر منها

408.اخل.. النقدية، املراسالت اللقاءات الصحفية، احلوارات، املناقشات، املؤمترات، املتابعات "

.48، ص)جريار جنيت من النص إىل املناص ( عتبات : عبد احلق بالعابد 407 .48ص ، السابق املرجع 408

Page 278: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

( و القصيدة العربية املعاصرة قد شكلت فضاءا رحبا اجتمعت فيه العتبات النصية على اختالف حقوهلا أول ضربة أنزلتها القصيدة اجلديدة " فكانت ) اخل... عالمات، رموز، رسوم ، خطوط، موسيقى

ه، فقد اعتاد أن يرى القصيدة بشكلها الثابت و بالقارئ الكالسيكي هي تلك الضربة اليت تلقتها عيناما تكاد تقع عيناه على صفحة فيها شعر حىت تتلقى حواسه األخرى إشارات جتعلها تتهيأ الستقبال نوع معني من العمل األديب هو الشعر، أما يف العصر احلديث فقد تغري شكل القصيدة و مل تعد العني

شعر و النثر من النظرة األوىل، و إن كانت العني قد استعاضت من وحدها قادرة على التمييز بني ال .409"ذلك، مبتعة القراءة املتأنية بعد أن أصبحت القصيدة تكتب للعني ال لألذن

تنشد زرع " و حتول التلقي من الثقافة السمعية إىل الثقافة البصرية راجع إىل أن الدراسات البصرية ق \د البصرية ، و هو ال يؤسس حقائق داخ العمل الفين و إمنا يوجه حقاطباعي معني يف رؤية املشاه

410" معينة من ظاهره إىل عني املشاهد

و هذه املفارقة يف التلقي تنبع من طبيعة العالقة بني الشكل و املضمون، حيث متاهى املضمون يف " قي اجلديد، و بذلك يكون االغتراب إىل حد الغموض ما حذا به إىل تغيري شكله مراعاة ألسس التل

و كالمها يتعاون مع اآلخر و يتفاعل معه حىت خيرج (...) املضمون هو الذي خيلق الشكل و حيدده .411"االثنان من الوجود بالقوة إىل الوجود بالفعل فيمتزجان امتزاجا تاما يف عمل فين

اإلفادة من خمتلف وسائل التوزيع " و فضال على أن القصيدة املعاصرة حتتفي بالبياض فعي تسعى إىل ، فتؤلف بني ما ال يأتلف، لتشكل كرنفاال خيتلط فيه املقدس باملدنس، 412" اخلطي و الطباعي

لى صهر الرؤى واألسطورة بالواقع، و التشكيل بالتخطيط، فتكرس بذلك ثقافة اإلحياء اليت تعمل عالشعرية و ترجئ دالالا إىل أجل غري مسمى، مث يأيت الدور على املتلقي الذي يكون لزاما عليه تعديل

فعل التلقي على شبكات قرائية متعددة -عندها -أفق توقعه ما دام يف حضرة احلداثة الشعرية، فيوزع .تعدد العتبات املرافقة للنص اهلدف

، و هي ذا التحدي تتجاوز كل مألوف وتنأى "القفز يف اهول " حلديثة بأا كما توصف الكتابة ا عن كل معىن مبتذل، لتؤسس لرؤية جتاوزية زئبقية، كلما اعتقد املتلقي أنه قبض على جوهرها انفلتت

. 112،ص1،1981عبد العزيز املقاحل، الشعر بني الرؤيا و التشكيل، دار العودة، بريوت، ط 409 .53، ص1981، القاھرة ، 1عبد الفتاح الدیدي ، علم الجمال ن مكتبة االنجلو مصریة ، ط 410

. 93، ص1971، 2حممد النويهي، قصية الشعر اجلديد، دار الفكر ،ط 411 .360-359،ص1982، 1يف الشعر العريب املعاصر، دار املشرق، ط كمال خري بك، حركة احلداثة. د 412

Page 279: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يتالعب من بني يديه لتتشكل ثانية وفق رؤية مغايرة متاما للرؤية السابقة، و تبقى يف حتول مستمر يظلبإخضاع االستعمال للقواعد، و " بأفق التلقي، الذي طاملا عملت القصيدة التقليدية على مراعاته

الرتاعات الغالبة، و مراعاة الذوق العام، و العرف اجلاري يف التحرر و االلتزام، بغية إخراج القصيدة يصدم القارئ بالغريب و ال املشتركة يف جوهرها و مظهرها ال خصوصية فيها و ال نشوز، حىت ال

. 413" يثقل كاهله باجلديد العجيب

و الفرق بني القصيدة القدمية و القصيدة احلديثة راجع إىل أن الشاعر املعاصر شاعر يعيش جتربة الكتابة ينشغل الشاعر بقضية " و للتعبري عن هذا الصمت ) صمت العامل –صمت الذات ( انطالقا من الصمت

غاالت فكرية و نفسية، و مجالية، و بالتايل نكون أمام ضرورة قصوى لتعدد الفاعليات جوهرية، بانشاملنتجة، و اختالفها كي يولد النص الشعري من جديد، و من ضمن هذه الفعاليات أساسا الفاعلية

على أن توكل للمتلقي مهمة كشف العالقة بني الشعر 414"اجلمالية اليت يشكل التشكيلي أحد أبعادهامعرفة ممكنة حول التشكيل، و : جيب أن ترقى إىل مستوى زواج معرفتني ممكنتني " و التشكيل واليت

.415معرفة ممكنة حول الكتابة

خنلص مما سبق ذكره إىل أن إنتاج الداللة يف الديوان يتوقف على مدى قدرة املتلقي على تأويل عناصر املناص، وكذا كشف عالقة بعضها ببعض، فعناصر املناص أشبه باألحجية، تتكافل كل

.معطياا من أجل حل اللغز، غالبا ما يكون هذا اللغز هو عنوان الديوان نفسه

ى هذا األساس سنحاول يف هذا املبحث رصد الدالالت املمكنة اليت ينفتح عليها خطاب العنوان و عل .من خالل تعالقه مع العتبات املرافقة له، و اليت سنوزعها على نسقني

:يتعلق بكل ما هو خطي مكتوب و يندرج حتته: نسق لغوي -2

.اإلهداء - ج

.التقدمي - ح

.التوطئة - خ

.هر الغالفالنص املثبت على ظ - د

.30، ص1984، 4حممد اهلادي الطرابلسي، من مظاهر احلداثة يف األدب، الغموض يف الشعر، فصول ،ع 413 .152عبد القادر الغزايل، الشاعر و التجربة، ص 414 .155املرجع نفسه، ص 415

Page 280: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و هو يتجاوز تتابع األصوات اللغوية إىل الرموز و العالمات السيميائية و اليت : النسق البصري -2 :بـ -يف دراستنا هذه-نكتفي منها

أي كيفية توزع عناصر املناص على صفحة الغالف: الفضاء - ج اللون - ح

اخلط - خ

).الفالصورة الشخصية لصاحب الديوان أو لوحة الغ( الصورة - د

: النسق اللغوي -1- 2

لـ عبد الرزاق بوكبة " من دس خف سيبويه يف الرمل؟ " ديوان

:صفحة العنوان الرابعة - 4

: العنوان البديل -1- 2

مث " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟" كتب اسم الشاعر أعلى صفحة الغالف، يليه عنوان الديوان الصفحة الثالثة هي صفحة العنوان اخلاطئ، أما رسم للمؤلف، ثبت أسفله التحديد األجناسي، و

فإضافة إىل احتوائها اسم الشاعر، و عنوان الديوان، و التحديد ) الصفحة الرابعة( صفحة العنوان : األجناسي، وكذا دار النشر، فقد حوت أيضا عنوانا ثانيا أثبت أسفل العنوان األصلي مباشرة يف عبارة

".أو الريشة فوق القصبة "

ميثل العنوان البديل الذي يعمل على تكثيف دالالت العنوان األول، فالريشة :الريشة فوق القصبة ، و كذلك )الديوانية و االخوانية ( تستعمل للكتابة منذ القدم، و قد ارتبط ظهورها بكتابة الرسائل

رية تعبري عن أحاسيس و الكتابة الشع 416"عالقة الشاعر بقصيدته كعالقة الكاتب برسالة يكتبها "الذات وانفعاالا وكذا انشغاالا، حىت أدونيس يتعجب من املتنيب كيف يكتب إن مل يكتب بالريشة

: فيقول

و أتعجب، ال بالريشة"

يكتب، ال بيديه

بل بالكون، و بدءا

. 28، ص1981ندلس، بريوت، مصطفى ناصف، دراسة األدب العريب، دار األ 416

Page 281: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

417"من كل حصاة فيه

يكتب بالقصبة إال من كان عارفا أما القصبة فهي بدورها أداة للكتابة و لكن بضوابط معينة، إذ ال بضوابطها و تقنياا، و عليه ميكن القول أن الكتابة بالريشة تعين الدخول يف عامل التعبري عن

.الذات دون ضوابط و ال رقابة، بينما الكتابة بالقصبة فتحدها ضوابط و قواعد ال جيب خرقها

إىل مرتلة أمسى من القصبة، فالناص عبد ء للريشة و رفعهاإجال" الريشة فوق القصبة" لذا نلفي عنوان -أنا إنسان: "الذي يقول يف إحدى رسائله " غوستاف فلوبري" الرزاق بوكبة إنسان الريشة، مثله مثل

418".ريشة عن طريقها أحس و بسببها و يف عالقة ا، و أحس كثريا معها

: عدالة اإلهداء - 3

إىل بال القوارب" أما السدود ..."فتحجز و ال تسافر القارب من وسائل السفر يف البحر، و كلنا يعلم أن السفر بالقارب ليس كالسفر بالباخرة، فما بالك

من مل : بالقارب البايل الذي يوحي إىل املغامرة و قد يتسبب يف الغرق، وكأن الشاعر يريد أن يقول .ع السفر واملغامرة يغرق ال ميكنه أبدا أن يالمس اجلمال يف اإلبداع، أما السدود فهي حواجز متن

سنجمل يف اجلدول اآليت نقاط التعالق بني كل من العنوان األصلي و العنوان البديل و كذا عدالة .اإلهداء

عناصر العنوان املركزي

عناصر العنوان البديل

عناصر عدالة اإلهداء

نقاط التعالق الداليل

السدود القصبة سيبويه

لغة قاموسية أحادية الداللة، : سيبويه وقواعد ثابتة

أسس وضوابط تقنية للكتابة : القصبة حدود وحواجز تعتمد : السدود

التخطيط

279، ص1/1995دار اآلداب، ،أدونيس، ها أنت أيتها الورقة، سرية شعرية ثقافية، بريوت 417، موقع اجلابري 56العدد ،نقال عن حسن املؤذن ن جملة فكر و نقد، دراسات أدبية و مطارحات نقدية 418

www.eljabri.com.

Page 282: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بايل القوارب الريشة الرمل الضياع و التفتت و الغربة : الرمل التحرر، و املغامرة والبساطة : الريشة السفر و املغامرة : بايل القوارب

:للريح اليت تغري املطاف لـ خلضر خبيت ... لألكيد" ديوان

:إهداء - 1

إىل سليم "

بني كل ما قلت ... و بينكم ... بيين ... أيها الراجعون إىل اخللف حتت األمساء البليدة ... أما أنتم و ما سأقول ... و ما أقول ...

...احذفوا الفواصل كي أصل إىل ما غرين

"أنا آت ... إين قابع كالفقر على جباهكم

وحده، و خياطب يف اإلهداء الشعراء و الكتاب، " سليم"يهدي الشاعر عمله الشعري إىل ابنه .واملبدعون الذين رحلوا عن هذه الدنيا و ظلوا يسجلون حضورهم من خالل اجنازام

لدنيا متاع و غرور لذلك جنده يف إهداءه واع حبتمية املوت و أن احلياة ا" خلضر خبيت"و الشاعر خياطب املوتى بأنه هو األخر الحق م و متجاوز لفواصل احلياة و إغراءاا هذا من جهة، و هو خالد

بإبداعاته و كتاباته من جهة أخرى و هو بذلك خيتزل جتربة حياتية بإبعاد فلسفية

: إهداء النسخة -2

(...) إىل "

"! و غيابك موتان... موت حضورك

و يتبع إهداءه بكالم فلسفي موجه للمهدى إليه، و (...) يهدي الشاعر هذه النسخة من الديوان إىل " للريح اليت تغري املطاف... لألكيد" عبارة اإلهداء متثل رافدا دالليا يف استنطاق عنوان الديوان

Page 283: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هذه احلياة مرهون بعمر حمد، د لذا جند الشاعر تعين أن وجود اإلنسان يف ... " حضورك موت " فـ مبعىن " ميت" خياطب املهدى إليه باعتبار ما سيكون أي بإثبات الصفة، فمن صفات اإلنسان أنه

.حمكوم عليه بالفناء

فيحمل معىن الصفة و احلدث معا حيث ميثل املوت األول الصفة " و غيابك موتان : " أما قوله ن يف احلياة، أما املوت الثاين فهو املوت احلق الذي يتحول عربه اإلنسان من الدار الفانية املالزمة لإلنسا .إىل دار اخللود

: االستشهاد - 3

: الذي يقول " أبو لينري"بعد صفحة اإلهداء مباشرة يفرد الشاعر صفحة خاصة يستشهد فيها بقول لـ

الرمحة لنا" حنن الذين نستنبط ".اقع حدود الالو

هؤالء الذين يستنبطون حدود الالواقع هم الشعراء الذين يرتفعون عن كل مبذول و ساذج ليالمسوا .أبعد الرؤى يف أبعد مراميها، متجاوزين يف ذلك الواقع امللموس إىل العامل الغييب

شاعرا متبصرا فامها ملا هو كائن إىل حد توقع ما سيكون، فهو يرى أن " خلضر خبيت"و كذلك نلف هو الذي يعمل على تنبيه اإلنسان من " األكيد" اإلنسان أسري احلياة يفعل إغراءاا املتعددة، و املوت

ئي الذي يتخطى حدود ميثل احلادي أو الرا" خلضر خبيت" غفلته هذه، و ذا ميكن القول أن الشاعر .الواقع إىل الالواقع

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم " ديوان

: توطئه- 1

ميثل بؤرة الديوان اليت تلتف حوهلا باقي العناوين الفرعية فان " أجراس الورم" إذا كان عنوان الديوان به الشاعر توجيه املتلقي إىل توطئه الديوان تعترب النص املركزي ضمن العتبات املرافقة، و هو نص أراد

املسار السليم للقراءة، فهو يريد للقارئ أن يعي رسالته و يشاركه رؤاه ألا رؤى الذات اجلرحية اليت .تبحث عن محيمية اجلماعة

Page 284: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فالشاعر يريد للمتلقي أن يدق هو األخر أجراسه ألنه يدرك متام الوعي أن مههما واحد وجرحهما : فيقول يف توطئة ديوانه " ورمهما واحد" واحد، و بالتايل

يف سنته الثامنة من التيه"

مل يسترسل بيان السحر من الفضة للقر

بل احناز إىل معتقل خلف الشمس

...كي يتفيأ باالوهام

و انا رأيته ذات تاريخ يعلق مسك

و يبحث عن دالية أخرى... مناشريه

419"تفهم يف السر معانيه

التوطئة عتبة مهمة يف هذا الديوان، فهي ختتزله يف نص قصري نص خيتزل معاناة رجل تائه و ذا تكون يف هذا الوجود ميسك خبيوط رفيعة سرعان ما تنفلت من بني يديه ليبحث عن خيوط أخرى، هي أحالم

.م يستأنس ا و لكن ما يلبث يصطدم بالواقع الذي يصفع الطموح، فتتحول األحالم إىل أوها

:االقتباس األول -2

: يقوله فيه " طاغور"عنوان داخلي موعة عناوين فرعية، أرفق هذا العنوان بنص لـ " صلوات غائبة"

ليكن للموتى خلود الصيت"

420"و ليكن لإلحياء خلود احلب

ل معىن حتم" صلوات غائبة"لعل القارئ يرى التعالق واضحا بني العنوان الداخلي و النص املقتبس فـ الصالة اليت تؤدى على الغائب أو املفقود الذي له حكم امليت، و كالم طاغور يؤكد هذا املعىن حيث

مع اإلميان بأن األموات حاضرون ) األموات( و أفق الالواقع ) األحياء( يفصل بني أفقني، أفق الواقع . إىل جانب األحياء يف العامل الدنيوي بفعل أعماهلم اليت ختلد ذكراهم

.08خلضر خبيت، ديوان أجراس الورم، ص 419 .09ص ،نفس املرجع 420

Page 285: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: االقتباس الثاين - 3

حتت وجهي جرس الليل انكسر"

421"و أنا الذئب اإلهلي اجلديد

أدونيس

و هو عنوان أساسي " أجراس الورم" هذا ثاين نص مقتبس يف الديوان، كتب أسفل العنوان الداخلي .إىل أنه العنوان الذي يترأس الديوان موعة عناوين فرعية، باإلضافة

يف " أجراس"و العالقة اليت تربط هذا العنوان بالنص املقتبس هي عالقة تناص، حيث ذكر الشاعر على أن نص أدونيس غارق يف الداللة " جرس"العنوان و يف املقابل وظف نص ألدونيس ذكر فيه

فهي أجراس " أجراس الورم" مل، و كذلك نلف العنواناإلجيابية مشبع مبعاين التجدد و الوالدة و األ ).الورم( الصمت و اجلرح، تعلن عن ميالد حياة جديدة من رحم املوت

: النص املثبت على ظهر الغالف-4

اهلي"...

أنا الشجر الواقف يف بيداء

توازنك

أهدين فهلنجا كي أكشف عن

سر

ظل ميزق أمساءا و حوانيتا

غادرها يف الرأس ادنك إن

...احلظ

...تتعبين أمصارك يا رب

.33ص ،املرجع السابق 421

Page 286: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...يتعبين الزمن القحط

أنا فيك

...إليك

"أناديك

" صحوة النسب"هذا النص املثبت على ظهر الغالف مقتطع من إحدى قصائد الديوان و هي قصيدة 422

احلياة، و يتوجه الشاعر يف هذا النص إىل اهللا مالذه و ملجأه، يستنجده من واقع آيس استحالت فيه رغم صعوبة املوقف إال أن الشاعر خيتار الصمود و املواجهة اليت تنم عن أمل شعري، يكون فيه

الصامد الذي يتحدى كل الصروف ويف هذه الصورة الشعرية تقاطع مع " الشجر الواقف"الشاعر كما اقوس اخلطر علها تتطهر هذه األجراس اليت تأىب أن يبقى الورم خفيا فتعلن عنه بدق ن" أجراس الورم"

.احلياة من أوزارها

:لـ عبد اهللا العشي " مقام البوح"ديوان

:إلهداء ا -2 :يقول الشاعر يف إهداء ديوانه

إىل كل من حيس أن هذه القصائد كتبت له "

أو كتبت عنه

" أهدي هذا الديوان

من سياق اإلهداء نرى أن الشاعر عارف بالتعددية الداللية اليت قد ينصرف إليها ديوانه ، فالديوان قد تأسس على مقامات جتمع بني التصوف و العشق و ) مديح االسم( منذ عنوانه إىل أخر نص فيه

.املرأة و الكتابة، و تعدد هذه املقامات يؤدي حتما إىل تعدد القراءات

.41املرجع السابق، ص 422

Page 287: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عر يف هذا الديوان على التسلسل املنطقي يف رسم مالمح جتربته الشعرية، فزمن كتابة ركز الشا ، و هذا التكثيف الداليل بني )مقام البوح( القصائد متقارب جدا ما يوحي بوحدانية التجربة الشعرية

لسلة نصوص الديوان هو الذي يصرف املتلقي إىل داللة واحدة انطالقا مما توهم به الصور املتسأنه ديوان يف الشعر الصويف و بالتحديد عن مقام العبد بني ربه، و يراه ) أ ( للديوان، فريى املتلقي

أن هذا الديوان هو مشروع ) ج(ديوان يف العشق اجلسدي يف حني يرى املتلقي ) ب( املتلقي غري ها من الرؤى اليت يستدعيها يف الكتابة يربز من خالله الشاعر حاله حلظة الكتابة الشعرية، إىل

.هذا الديوان يف ذهن املتلقني

و على هذا األساس كتب الشاعر إهداءه موجها إىل مجهور املتلقني على اختالف رؤاهم و تدرج .معارفهم

: النص املثبت على ظهر الغالف - 3

: ليثبتها على ظهر الغالف و هذا هو نصها 423اختار الشاعر قصيدة من الديوان من أميا غيمة "

من أي غيب ساحر من أي أفق أميا جنمة

حطت على شفيت هذي األجبدية ألف تعطر باخلزامى

و تضوعت منه اللحون و امليم حورية تسرح شعرها الفتان

قرب النبع حتت التني و الزيتون و ترف هاء كالفراشة كي حتط على الندى

و تبوح باألسرار

. 36-35عبد اهللا العشي، ديوان مقام البوح، نص احتفال األجبدية، ص 423

Page 288: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

بوح الباء تكشف سرها للنون و نون ألف

عني و نون نون و نون

هذا احتفال األحبدية

بالغواية و الفتون

هو مقام الشاعر بني يدي القصيدة حيكي الشاعر من " مقام البوح" إذا اتفقنا على أن عنوان الديوان خالله عالقته بالنص الشعري فإن هذا النص املثبت على الغالف يعترب النص الفاضح لنوايا الشاعر،

ن حديثه عن احلروف هو حديث عن جتربة الكتابة و قدسيتها اليت ال تقل قدسية عن ذلك أ" احلرف العريب، بل لأن احلروف اليت ذكرها يف النص هلا حضورها املقدس يف النص الديين فـ

ل حرف العرب و يف اإلسالم خاصة قد أعطوا لكل حرف مدلوال خاصا، أما الباء فلها حرمتها ألا أويف القرآن، و اجليم كانت كناية عن الصدغ، و الصاد هي مقلة اإلنسانية، و اهلاء هي اهلوية اإلهلية عند

ابن العريب، و امليم كانت تعبريا عن الضيق، أما األلف فكانت ذات أمهية خاصة عند العرب ألا : هـ قال 896لصويف املتويف عام و هي رمز لوحدة اهللا املطلقة وعن سهل التستري ا" أحد"يف مقام

أن األلف أول احلروف و أعظم احلروف و هو اإلشارة يف األلف إىل اهللا الذي آلف بني األشياء و انفرد .424"عن األشياء

:لـ خلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان

:اإلهداء - 3

و يف هذه العبارة " أرفع هذه الرؤى "يهدي الشاعر ديوانه إىل زوجته و أبناءه و خيتم إهداءه بعبارة ".مرثية الرجل الذي رأى" تناص مع عنوان الديوان

املذكور يف العنوان لتتحدد داللة هذا ) رأى( فكلمة الرؤى املذكورة يف اإلهداء ترفع اللبس عن الفعل .التجاوزية االستشرافية " الرؤيا" األخري يف

.101،ص1978، 14العدد ،عفيف نسي، مجالية الفن العريب، سلسلة عامل املعرفة 424

Page 289: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: النص املثبت على ظهر الغالف - 4

.425نص املثبت على غالف الديوان هو مقطع شعري من إحدى نصوص الديوان ال

: يقول الشاعر

سأقاتلك الن يا صاحيب عاشقا و قتيال"

.و رحنا نفتش عن نبعة كي نعد السهام

...وجدنا...

و كنت أريش.. و كان يريبش

ملاذا إذا سدد السهم حنوي أصاب

" .و سهمي يطيش ؟

النص مشهد قتايل بني الشاعر و األخر، يف هذا املشهد يعزف الشاعر عن القتال رغم إصرار خصمه على تسديد سهامه حنوه و هذا العزوف ليس استسالما و ال ضعفا بل تضحية من الشاعر حيقن ا

ا الشاعر الدماء و يوقف ا القتال، و هي صورة شعرية تترجم آالما دفينة يف الذات الشاعرة يكتوي 426"إىل ايروس" داخل نفسه يف نوع من العذاب الذايت و هو نفسه ما جنده يف القصيدة الغنائية

: و اليت جاء فيها 11املذكورة يف الشذرة رقم

أريد لن أحب... إين أريد

أن أحب) ايروس( و لقد زين يل احلب

فأبيت من جهلي أن أصغي إليه

! ذهبفقبض من فوره على قوس من

.24-23اجلنوب املائلة ،صخلضر فلوس، ديوان مرثية الرجل الذي راى، نص اشجار 425 اله احلب يف األساطري اإلغريقية : ايروس 426

Page 290: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...لبست له احلديد... و دعاين إىل القتال

! فأمسكت بالرمح و الدرع

)اخيلليوس( و ضت كأين أشيل

فسدد يل سهاما) ايروس" ( احلب" أنازل

حدت عنها فطاشت و نفذت سهامه

فتقدم إيل يتقد غضبا

و هجم علي فاحترق جسمي

و ازمت... ! و نفذ إىل قليب

! أتقي بدروعهلا من محاقة أن يا

)ايروس( أي سالح خارجي ينتصر على احلب

427"؟ ! إذا كانت املعركة قائمة داخل نفسك

املذكورة يف العنوان األساسي للديوان ترسم مالحمها املعركة " مرثية" تذهب مما سبق إىل أن كلمة .بالتناص املذكورة يف النص املثبت على ظهر الغالف يف نوع من التعالق الداليل أو ما يعرف

:لـ يوسف وغليسي "تغريبة جعفر الطيار "ديوان

مقدمتا الديوان

مدير دار اء الدين للنشر " سعيد حبري"اشتمل الديوان على مقدمة الطبعة الثانية بقلم األستاذ ".يوسف وغليسي"واإلشهار، وكذا مقدمة نثرية لتغريبة شعرية بقلم صاحب الديوان

صفحة خصصت كلها للحديث عن الديوان ) 22(جاءت هذين املقدمتني يف اثنيت وعشرين حيث حاول الشاعر يف مقدمته اإلجابة على بعض األسئلة اليت قد "تغريبة جعفر الطيار "وبالتحديد عن

ليست " يارتغريبة جعفر الط"تتبادر يف ذهن املتلقي فور قراءته العنوان، منبها إىل أن هذه التغريبة أي

. 140، ص1984، 77أمحد عثمان، الشعر االغريقي، ترثا إنسانيا وعامليا، سلسلة عامل املعرفة ن العدد.د 427

Page 291: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مرثية لواحد من أهل البيت، و ما دار يف خلدي أن أعيد كتابة تاريخ اهلجرة إىل احلبشة بالكالم " 428".املوزون املقفى، بل إن حماوليت ال تعدو أن تكون استدعاء للتراث للتعبري به عن روح العصر

العنوان، فالدواوين اليت ختلو و ذا تكون املقدمة أشبه خبيط الشمس الرفيع الذي يشق طريقه إىل خبايا .منها املقدمة كثريا ما تدفن احلقيقة و تكتم أنفاسها و ختفي عنا مفاتيحها

لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات" ديوان - 3

:اإلهداء -1

: يقول عاشور بوكلوة يف إهداء ديوانه

...إىل والدي "

"احلشاش الذي يرى بعيون زرقاء اليمامة

كلمة احلشاش املذكورة يف اإلهداء جاءت يف تركيب آخر عنوان من عناوين الديوان و نقصد هنا " :احلشاش و احلالزين"حيث يقول الشاعر يف نص 429" احلشاش و احلالزين"عنوان

للمرة األوىل جييء احلزن مبتسما"

للمرة األوىل جييء احللم

مستديرا حنو نصر ما

للمرة األوىل جييء حشاش

"و ماء... بني يديه خبز

الذي حيمل اخلبز و املاء " احلشاش"إذن هي رؤيا تفاؤلية يف واقع يكرس احلزن و اليأس و الظلم، و .هو كل إنسان يسعى إىل أن يعيد للعامل توازنه و يبعث فيه احلياة من جديد

.16-15ص ،يوسف وغليسي، ديوان تغريبة جعفر الطيار، مقدمة الديوان 428 .70النبض و األمنيات، ص عاشور بوكلوة، ديوان كسوف 429

Page 292: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

حيول من خالل رؤاه الشعرية كل اخليبات و االنكسارات إىل أفراح " عاشور بوكلوة"فالشاعر وانتصارات يطعمها من أمله الشعري، و على هذا األساس يكون عنوان الديوان كسوف النبض

.واألمنيات ميثل الرؤيا التجاوزية اليت يراها احلشاش بعيون زرقاء اليمامة

:تقدمي -2

أستاذ النقد و األدب جبامعة سكيكدة، و هذا التقدمي عبارة " نبيل بوالسليو"تقدمي الديوان بقلم جاء إىل غاية " كسوف النبض و األمنيات"عن دراسة نقدية شاملة للديوان بدءا بالعنوان األساسي

.صفحات )08(و قد جاءت هذه الدراسة يف مثان " احلشاش و احلالزين" أخر نص يف الديوان

عمل صاحب هذا التقدمي على تثبيت خطى املتلقي على املضمار الصحيح للقراءة فأعطى لكل نص من نصوص الديوان حقه من التوضيح مع االستدالل مبقاطع من املنت، و هو يف كل نص من هذه

.النصوص يكشف عن رؤيا شعرية تفضح أسرار الذات الشاعرة

) ملتحما/ صوفيا ( لتشكل العامل تشكيال بديعا ..." لو أستطيع" ول قصيدةهذه الرؤيا تتجلى يف أ"و يرتكن إىل قيم الفضيلة و الطهر، إا حنت إلنسان جديد، و دنيا جديدة مؤلفة من صور غامرة

و /.../ مليون بيت من املرمر و املرجان / لبنيت ألحفادهم يف بلدي /.../ لو استطيع : " مدهشة 430" "و أغصان الرحيان /و تبكي أسفا على أشواك الورد / صافح أعشاب احلقلجعلت النار ت

و فق رؤية نقدية "عاشور بوكلوة "يف تقدميه لديوان "نبيل بواليسليو"إذن على هذا النحو سار األستاذ .إبداعية ال تقل أمهية عن فرادة العمل الشعري املقدم له

:النص املثبت على ظهر الغالف -3

خيتار الشاعر مقطعا أو نصا من نصوص ديوانه و يثبته على ظهر الغالف حلاجة عادة ليس " كسوف النبض و األمنيات"يف نفسه أرادها، غري أن النص املثبت على ظهر غالف ديوان

مقتطعا من املنت و ال من مقدمة الديوان ما جيعلنا نستبعد التناص الداخلي يف هذا الديوان إىل تناص .الديوان خارج

طبعا ليس من السهل العثور على النص األصل للنص املثبت على ظهر الغالف ما يوسع جمال االحتماالت ليشمل رؤية مفادها أن هذا النص املثبت على ظهر الغالف هو النص األصل كتب

.06عاشور بوكلوة، الديوان السابق، تقدمي الديوان، ص 430

Page 293: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مي هلذا النص يف نفس احلالة الشعرية اليت كتبت فيها نصوص الديوان و السيما أن القاموس املعج ".احلشاش و احلالزين " يتوافق و ما ذكر يف نص

: حيث يقول الشاعر يف هذا النص

قل للذي يرقب أضواء القمر

إن مشس احلشاش

آخذة هذا الليل الطويل

....

العناكب تنسج املوت يف الزوايا

...

يفاجئ حيب األرض باالرتواء

....

و الفراشات تاهت يف زهرها

احللم يضيعفضاعت كما

...

...شكرا

للهواء الرببري الذي بعثر روحي

لطفلة غريت عطرها يف اهلزيع األخري

تعرى... تندى ... فأمطرت وردا

:أما املقطع املثبت على ظهر الغالف فهذا نصه - الشمس هنا بساط مستطيل"

Page 294: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و العناكب آيلة للموات

هنا األرض راقدة

.ال تفسدوا أحالمها

راشات ألواا الفاحتةكي تسترد الف

احلب هنا شامخ فانتظروين

إين أسوي أشرعيت على مهل

و اهلديل...أصاحل الفحيح

و حني يهيم األريج يعانق ورده

"أستعري العطر و الرائحة

الشمس، : نالحظ من خالل النصيني اعتماد الشاعر قاموسا لغويا مشتركا يف مثل قوله األرض، احللم، الفراشات، الورد، العطر غري أن هذا االشتراك اللغوي العناكب، املوت، احلب،

يساوقه تقابل داليل، فإذا كان النص األول تصوير لواقع منكسر يغلب عليه الضياع و اليأس و املوت فإن النص الثاين ميثل املقابل الداليل الذي ينساق مع رؤى شعرية تفاؤلية تطمح إىل تغيري الواقع املر

.التفاؤل/ اسطة احلب و احللم بو

كما ميكن عد هذا النص املثبت على ظهر الغالف إجابة عن تساؤالت يطرحها عنوان الديوان فهو بشرى بفرج قريب يرفع هذا الكسوف و تتحقق معه األمنيات، " كسوف النبض و األمنيات"

.إذن هي دعوى شاعر واثق من رؤاه مؤمن باحلب مشبع باألمل

الشعري نعثر على القصيدة اليت أخذ منها املقطع املثبت على " عاشور بوكلوة "قراءة عاجلة لنتاج و يف " واألرض راقدة ... األمنيات " ظهر غالف ديوان كسوف النبض و األمنيات و هي قصيدة بعنوان

" .من ديوان الشفاعات431

.31عاشور بوكلوة، ديوان الشفاعات، ص 431

Page 295: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هو التناص الداخلي " كسوف النبض و األمنيات"و " الشفاعات"و الالفت لالنتباه يف هذين الديوانني : الذي يوظفه الشاعر عن وعي و قصد إن على مستوى النص أو العنوان، ما يوضحه اجلدول التايل

ديوان الشفاعات ديوان كسوف النبض و األمنيات "و األرض راقدة...األمنيات "قصيدة النص املثبت على ظهر الغالف

عنوان " ( كسوف النبض و األمنيات" ) الديوان

عنوان "( و األرض راقدة... األمنيات" ) داخلي يف ديوان الشفاعات

عنوان "( كسوف النبض و األمنيات " ) الديوان

عنوان داخلي يف ديوان " كسوف النبض " الشفاعات

إىل القول أن عاشور بوكلوة يعتمد تسلسال إبداعيا مينهج ) تناص داخلي( يقودنا هذا الشكل التناصي إىل عنوان داخلي " احلشاش و احلالزين" به مشروعه الشعري، حيث حتول عنوان ديوانه األول

ليتحول هذا األخري بدوره إىل عنوان داخلي يف ديوان " كسوف النبض و األمنيات"يف ديوان تعادته للعنوان السابق جيعل من جمموع أعماله الشعرية أشبه بالعقد الذي إن و هو باس" الشفاعات"

.انفلتت منه حبة ضاع العقد

باستدعاء عناوينه السابقة فحسب بل يعتمد أيضا عنصر التمهيد و " عاشور بوكلوة" و ال يكتفيهذا " األمنيات كسوف النبض و "التشويق و هو ما ينبئ عنه النص املثبت على ظهر غالف ديوان

واألرض ...االمنيات " ليظهر النص كامال معنونا بـ 2004الديوان الذي كانت طبعته األوىل سنة .2006الذي جاءت طبعته األوىل سنة "الشفاعات "من ديوان " راقدة

لـ عبد القادر راحبي"أرى شجرا يسري " ديوان

النص املثبت على ظهر الغالف

: يقول فيه " سيزيف"ر ليثبته على ظهر الغالف هو مقطع من قصيدة النص الذي اختاره الشاع

أتصوره وطنا

و احلشود تطوف توارخيها

حوله

Page 296: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

علها تتطهر من رجسها

من عذابات سقطتها

و تطيل الدعاء

علها ترتوي من سحابات زمزمه

علها تتماثل من غيها

"للشفاء

و حنن يدور نا نتصور عبد القادر راحبي شاعرا متفائال حاملا بغد جديد سعيد، فهو شاعر ميزج الوطن باألمل و يرتفع بالرؤى إىل سحابات زمزمية يتحول معها فعل اهلدم إىل البناء و العذاب إىل شفاء

يري و حتول من واقع إذن هي رؤيا شاعر يصنع من املوت احلياة و يرى يف الشجر الذي يسري داللة تغ .مرفوض مكبل بكل صور السقوط إىل واقع مأمول قوامه العدل و املساواة

: النسق البصري -2- 2 لـ عاشور بوكلوة " ديوان من دس خف سيبيويه يف الرمل ؟

أي خشن و هو حمبب بلون " أحرش" يوصف هذا النوع من األغلفة بأنه :غالف الديوان -5املذكورة يف العنوان ؟، و هذا النوع من األغلفة ال يتوافق " الرمل" رملي ما جيعله يتوافق مع كلمة

".الغرافيك" أو " الغراافيزم" مع األلوان الطباعية، بل ينسجم أكثر مع التخطيط أو ما يعرف بـ

: طاخل - 6

الذي يوافق ذيل " خف" و الدليل على ذلك هو ذيل الفاء يف ) خبط يد املؤلف (كتب العنوان ختطيطيا من صفحة " يف"يف العنوان يوافق حرف اجلر " يف " يف اإلهداء، و كذا حرف اجلر" قوارب" الباء يف

" . س" الفهرس، و كذلك األمر بالنسبة حلرف

Page 297: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

و كتابة الشاعر لعنوان ديوانه خبط يده و إثبات توقيعه أسفل اإلهداء، داللة على مسؤوليته اجتاه عمله اإلبداعي و حتمله النقد الذي قد يتعرض له، مع وعيه بكل فكرة أثبتها يف ديوانه ترجم ا رؤاه

.وقناعاته

: الرسم - 7

التجريد اليت تتوافق مع ختطيط العنوان و شكل أجنز الرسم املثبت على صفحة الغالف بتقنية .الورق

قد يوحي الرسم للوهلة األوىل مبحاولة انتحار ،و لكن اخلط األفقي املنقط يدل على االستقرار، ما يعين أن الرسم جتسيد حملاولة جتاوز وضع ما، أو اخلروج من حالة إىل حالة أخرى يف إطار استقراري

جتاوز فضاء "عبد الرزاق بوكبة" الرؤيا اليت ينتجها الديوان من حماولة الناص وضعي، و هي نفسالصورة املثالية يف كيفية بناء الكالم والتعبري " سيبويه اللغوي الذي بلغت فيه علوم اللغة أوجها فصارت

خالله الناص غري أن هذا التجاوز يسري يف مستوى استقراري ال يروم من 432"عن املشاعر و املقاصد .إحداث قطيعة لغوية بل تكييف البىن اللغوية مع متطلبات احلياة املعاصرة

: لـ حلضر فلوس " مرثية الرجل الذي رأى"ديوان

إذا استثنينا لون اخلط الذي كتب به عنون الديوان و صاحب الديوان : غالف الديوان -1املثبتة " مرثية " داد الذي يتوافق مع كلمة واملؤشر اجلنسي، فإن لون الغالف أسود بلون احل

.يف العنوان األساسي للديوان

أما النص املثبت على ظهر الغالف فقد كتب باللون األمحر ما جيعله منسجما مع داللة يستدعي فروقا لونية حىت ) األسود( القتل و القتال يف النص هذا من جهة، مث إن لون الغالف نفسه

اسم الشاعر، عنوان الديوان، دار النشر، املؤشر اجلنسي، حملة عن ( لعتبات النصية املرافقة تربز للعيان ا ....)الشاعر، النص املرفق على ظهر الغالف، السعر

: الصورة املثبتة على صفحة الغالف - 2

خيفي باقي مالمح وجهه ،و تثبيت القناع على صفحة " قناع مطوي" صورة الغالف عبارة عن الغالف إشارة إىل أن هذه املرثية قد كتبت بتقنية القناع، حيث خيفي الشاعر ذاته ليتحدث بلسان

.127حسن مجعة، يف مجالية الكلمة، ص 432

Page 298: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

يضعنا أمام ، مث إن لطي القناع يف الصورة داللة اإلخفاء، ما"الرجل الذي رأى" األخر هذا األخر هو : إخفاء ين

يتعلق باستعمال القناع كنظري يتحدث من خالله الشاعر عن رؤاه و خلجات نفسه، : إخفاء أول -3 ".الرجل الذي رأى" و هو يف هذا الديوان

ما يعين أن هذا القناع نفسه مقنع ) قناع مطوي( ينبئ به الطي املالحظ يف الصورة : إخفاء ثاين -4، و يف هذه احلال يتحول الرجل الذي رأى يف عنوان الديوان من قناع إىل مقنع غري واضح املعامل . لنفس الشاعر" األار األخرى" من ديوان " تراتيل الرجل األخضر" يكشف عنه نص

: لـ خلضر خبيت " أجراس الورم" ديوان

يتوحد لون الغالف مع لون املعلومات املرافقة للرسم على صفحة الغالف، :صورة الغالف -7و هو اللون األمحر الوردي، غري أن ما يثري انتباهنا يف هذا الغالف هو االنسجام املدروس بني داللة كل

اليت تعكس تردد –تتوافق مع احلركة اجليبية أعلى الرسم " أجراس "من الرسم و العنوان حيث جند مع انفجار دموي متشابك املسالك و موحد " الورم"رس و املوجات الصوتية يف حني يتوافق لفظ اجل

.املنبع لتكتمل الصورة املرسومة باكتمال صورة العنوان الذي جيعل لورم واحد أجراسا متعددة

على ظهر الغالف يتقاسم كل من النص و الصورة الشخصية للشاعر : الصورة الشخصية -8 .ة الغالف بالتساوي و يصاحب هذا التوزيع تكامل داليل بني النص و صورة خلضر خبيتمساح

إذ يبدو الشاعر من خالل الصورة الفتوغرافية مستقيما منتصبا وواثقا من نفسه، انأ الشجر الواقف يف بيداء " تعكس نظرته حرية و حتديا يف نفس الوقت، و هي داللة تتوافق مع عبارة

. جاءت يف النص املصاحب للصورة اليت" توازنك

إذن فرغم ما تكرسه احلياة من سلبية واحباطات إال أن خلضر خبيت يظل صامدا كما الشجر دليل على شجاعة الشاعر 433"أجراس الورم" متحديا كل الصروف أمال يف غد جديد، وزمن كتابة

.وحتديه لواقع ملغم تترادف فيه الكتابة و املوت

: لـ عبد القادر راحبي"أرى شجرا يسري"ديوان

.1996-1994كتبت قصائد الديوان سنيت 433

Page 299: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

جاء يف الصفحة الثالثة من الديوان أن لوحة الغالف من اجناز صاحب : صورة الغالف -1ما يعين أن داللة اللوحة ال تقل أمهية عن داللة العنوان، بل ميكن اعتبار " عبد القادر راحبي " الديوان

.لوحة الغالف مفتاحا تأويليا لشفرات العنوان

كال هندسية ختتلف دالالا باختالف توزعها، و اللوحة مزيج من ألوان و مساحات و أش .حيث يعمل كل مكون فيها على تكثيف الداللة العامة للعنوان

الزرقاء حتمل معىن التواصل أما املساحات اخلضراء املختلفة األشكال فهي ) احللقات( فالدوائر زرقاء، (ضراء اليت تنتهي بأزهار رمز للتجدد و النمو و العطاء، يف حني متثل اخلطوط العمودية اخل

).مزهرة( أشجارا زهرية ) خضراء، بنفسجية

فاألشجار املزهرة باألزهار الزرقاء حتمل داللة األمل و االستشراف أما األشجار ذات األزهار اخلضراء فهي حتمل معاين الوالدة و اخلصب و البعث يف حني ترمز األشجار ذات األزهار البنفسجية إىل القوة

.والصمود، ما جيعلنا نصف لوحة الغالف بالتفاؤليةليل اللوحة نذهب إىل أن العنوان يقيم عالقة تناصية مع لوحة الغالف، تنكشف و بناءا على حت

شجرا باعتا لألمل و التغيري و هو : معها رؤى الذات الشاعرة فيكون الشجر الذي رآه الشاعر يسري .شجر مزهر ليس بعقيم، عكس رؤيا زرقاء اليمامة اليت أنبأت عن حرب و دمار

رؤيا جتاوزية لشاعر خيترق حدود الواقع يغرس شجرا مزهرا يثمر حرية " يسريأرى شجرا "إذن .وعدال و حياة كرمية

: لـ عاشور بوكلوة " كسوف النبض و األمنيات "ديوان

: لوحة الغالف تتوزع لوحة الغالف على ثالث مساحات بين، برتقايل، (تدرجا لونيا حتتل اجلزء األعلى من صفحة الغالف، نالحظ فيها: املساحة األوىل -4

.ما حييل إىل مساء مغيام مظلمة ) أسود

مزيج من اللون األبيض و األزرق و البنفسجي و هي حتتل أسفل الصفحة يشكل : املساحة الثانية -5 .امتزاج األلوان فيها حبرا أزرقا مظلم

Page 300: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

هي صورة لثور يتوسط املساحتني السابقتني و رسم بتقنية الرسم التناظري علق :املساحة الثالثة -6على جبهته مصباح منري و على رأسه لفتة معمارية قد تكون قبة، وخلف رأس الثور شعاع نور داللة

.على مشس حيجبها رأس الثور

.بداللة العنوان سنحاول بناء انسجام الصورة للحصول على داللة متكاملة مث نقارا

أصرت على نزول الثور " جلجامبش"ملا أهاا " عشتار"جاء يف األساطري اليونانية أن . 434السماوي إىل األرض لينتقم هلا

و ختربنا األساطري اليونانية أن الثور السماوي ثور ظامل، إذا نزل إىل األرض أحدث ا فسادا إله " مشش"يف ضراعته األخرية باإلله "ا، و يف املقابل يستنجد اإلنسان املعذب و أهلك البشر جوع

. 435"الشمس و العدل و احلياة األخالقية الطيبة الذي كان أقرب اآلهلة إىل قلوب عامة الناس

هو واهب النور إىل الوجود وراعي الضعفاء به يستنجد احملتاجون و " إله الشمس"فـ : مون و فيمايلي مقطع من ترثيلة يبتهل فيها اإلنسان املعذب إىل إله الشمس قائال املظلو

أيها املضيء يا مبدد ظلمات قبة السماء"

436"يا من يشعل الوهج يف الثور، و حقل القمح و حياة البالد

:نالحظ تناصا بني نص الترتيلة و لوحة الغالف نشرحه فيمايلي

الترتيلة عناصر عناصر صورة الغالف املضيء إله الشمس الذي حيجبه الثور

ظلمات السماء املغيام املظلمة قبة السماء القبة املرسومة أعلى جبهة الثور

الوهج املصباح املعلق يف جبهة الثور الثور الثور حياة البالد البحر

.116عبد الغفار مكاوي، جذور االستبداد، املرجع السابق، ص 434 .132ص ،ع نفس املرج 435 .232عبد الغفار مكاوي، املرجع السابق ، ص 436

Page 301: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

خالهلا الشاعر عاشور بوكلوة إذن ديوان كسوف النبض و األمنيات هو رؤيا شعرية حاول من .استدعاء بىن أسطورية لرسم معامل واقعية ميتزج فيها املعقول باملأمول و األسطورة باحللم

غياب إله الشمس صاحب العدالة / ما هو إال كسوف " كسوف النبض و األمنيات"و واهب النور و كاشف الضر و السر، و راعي الفقراء و املعوزين و التائهني، لقد كان ضــوء "

.437"الشمس يراقب القضاة و ال يرحم املرتشني و الذين حييدون عن جادة العدل يف أحكامهم

هو كتاب عن معاناة اإلنسان يف واقع تصادر " كسوف النبض و األمنيات"خالصة القول أن و فيه األحالم و يطغى عليه الظلم و احلرمان يرتكن فيه الشاعر إىل رؤى استشرافية، كلها أمل وتفاؤل

.بزوال املعاناة إميانا منه بوجود إله الشمس الذي سينتصر على الثور السماوي يوما ما

لـ عاشور بوكلوة " الشفاعات"ديوان

: لوحة الغالف

هو نفسه مصمم الغالف و صاحب الذوق الرفيع يف " جاء يف مقدمة الديوان أن الشاعر ، و هذا أمر حممود يف الكتابات املعاصرة فقدميا كانت دار النشر 438"اختيار الرسوم املصاحبة للقصائد

الغالف، و غالبا ما يكون اختيارها عشوائيا ينفي أي عالقة بني لوحة الغالف هي اليت ختتار لوحة اإلبداع فهو األعلم مبا /وعنوان الديوان أو مضمونه، بينما األجدر ذه املهمة هو صاحب الديوان

.كتب واألقدر على اختيار ما يتناسب من اللوحات الفنية مع عمله اإلبداعي

و اللوحة املرافقة له؟ " الشفاعات" كشف الصلة بني عنوان الديوان فإىل أي مدى سنوفق يف

حضور يف التراث اإلنساين بل " اليد" أجنزت بتقنية احلفر، و لـ " يد إنسان " لوحة الغالف متثل .إن أول شكل طبعه اإلنسان البدائي على جدران الكهوف هو شكل اليد

.63، صالسابقاملرجع 437 .12ديوان الشفاعات، مقدمة الديوان، ص ،عاشور بوكلوة 438

Page 302: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

قد تدل على احلماية و درأ العني، كما قد تعين القوة أو العمل، كما حتمل اليد معاين متعددة أما اخلط " السبابة "و منقوصة " اخلنصر"غري أن ما مييز هذه اليد يف غالف الديوان أا يد مكسرة

.مث السمو و االرتفاع ) محاية اليد( الدائري املمتد حنو األعلى الذي حييط ا فهو دال على التجميع

.ما يدل على حماولة ترميم هذه اليد" موضع السبابة" نالحظ وجود لون أزرق يف اليد كما

جندها حتمل معىن الدعاء و طلب املغفرة، و هي يف هذا الديوان " الشفاعات" و إذا عدنا إىل .جمموعة قصائد يريد هلا الشاعر أن تشفع له عند متلقيه

لنا نتكهن مرحلتني متمايزين يف حياة عاشور بوكلوة الشعرية، حيث و العنوان ذا املعىن جيع تنسخ املرحلة الثانية املرحلة األوىل فتحول رؤاها و تبدل احلكم فيها، و هو نفسه ما توحي به صورة

".اليد " الغالف

ها باعتماد ثالث يتبع إستراجتية تناصية واعية ينسج أبعاد -يف هذا الديوان -ما يعين أن الشاعر رؤى أساسية هي رؤية العنوان ورؤية نصوص الديوان، و كذا رؤية لوحة الغالف حيث يقول الشاعر

439"إين انطلقت ...وداعا "يف نص

وهذا الوالء... وداعا

مل يعد منبعا للصفاء

وهذي األصابع

مل تعد تبصر كفها

مل يعد نايها صاحلا للغناء

...

إين انطلقت... وداعا

فال تطمعوا أن أكون

لبعض الرعاع مطية

.39ديوان الشفاعات، ص ،عاشور بوكلوة 439

Page 303: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...و ال تطمعوا

لن أكون سوى مزهرية

تلم شتات الورود الندية

مع واقع مرفوض ) وداعا(منيز يف هذا النص حالتني شعوريتني تتعلق األوىل بقطع الصلة حبسه الشاعر يف املاضي، أما الثانية فترتبط برؤى استشرافية ينطلق من خالهلا الشاعر متجاوزا كل

.احلدود و احلواجز

غريية، فجاءت كتاباته الشعرية رهينة و كأن الشاعر كان يكتب حتت الرقابة و الوالء لرؤى مل / هذي األصابع مل تعد تبصر كفها"الرؤية القاصرة اليت ال تتعدى التقرير و هو ما توحي به عبارة

، و هي صورة تتوافق مع إحياءات اليد املثبتة على ظهر الغالف فهي يد ال " يعد نايها صاحلا للغناء .ا من أعطاب الفعل ملا حلق/ تقدر على الكتابة

، و يف املقابل جند الشاعر يرمم يف هذه اليد من خالل اللون األزرق الدال على فعل الترميم

يف حماولة منه االنطالق من جديد يف مضمار الكتابة الشعرية، و لكن هذه املرة حممل برؤى الذات : الشاعرة املتحررة من كل والء فيقول يف ذلك

هذي يدي...صابعي هذي أ"

إين أرى ما ال ترونه

فال تتعبوا طريقي

...

"الكتبة"ال ترهنوا أحالمنا يف ما يراه

...

440"قويل خلاطري يبدل رسم القصيد

62-52عاشور بوكلوة ديوان الشفاعات، قصيدة ظهري حممي و دمي، ص 440

Page 304: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: صفحة العنوان

باخلط الكويف املزهر حيث " الشفا"كتب العنوان يف صفحة العنوان خبطني خمتلفني، إذ كتبت باخلط الديواين" عات"جاءت حروفها على شكل أكاليل، يف حني كتبت

يرى متاثال يف األكاليل اليت تترأس كل حرف من " الشفا"و املتمعن يف اجلزء األول من العنوان و هي أشبه برؤوس البشر، إذ تظهر أعلى كل حرف بعض مالمح وجه إنسان " لشفاا"حروف

.ليتوج رأس كل حرف بعصابة مميزة أشبه بعصابة حكماء أو فرسان) فم–عينني (

ا ، (و هو يتوافق مع عدد قصائد الديوان ) 07(سبعة " الشفا"و عدد هذه األكاليل املكونة لـ ) لـ، ، فـ، ا

مث إن هلذا الشكل عالقة وطيدة بداللة العنوان، فقد سبق و ذكرنا أن كتابة العنوان خبطني متمايزين أما " النهاية " بـ " الشفا" ، حيث ترتبط *لتنييعين انفتاح العنوان على داللتني متجاورتني متكام

".الفساد"و " الظلم" اجلور و " فترتبط بـ " عات"

و هم اآلهلة السبعة املقررة ( احلكاماء السبعة " و بذلك تكون أعمدة الشفا السبعة املكللة تشري إىل هو الذي يضمن استمرارها، و ، فاحلكم هو الذي أدى إىل ظهور احلضارة و)للمصائر يف جممع اآلهلة

.441"دونه تدمر و تنقلب إىل فوضى

عدد مقدس يرمز للكمال و قد جاء ذكره يف القرآن الكرمي، و هو يف هذا ) 07(و العدد سبعة الديوان حييل إىل القصائد السبع اليت متثل احلكام السبع، إذ تعمل هذه القصائد على كشف مؤامرات

تعمل على بعث رؤى التحرر و نبد االنقياد و ذا تكون هذه القصائد قد اجلائرين املفسدين، كما .شفعت لصاحبها عند املتلقي

اية الظلم ( احلكام السبع

ينظر املبحث األول من هذا الفصل *

.53عبد الغفار مكاوي، جذور االستبداد، ص 441

1 2 3 4 5 6 7

Page 305: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

القصائد السبع

) شفاعة املتلقي( الشفاعات

: خارج الديوان انفتاح خطاب العنوان على - 3

442" تصور النص الذي يعرف حتوالت سريعة" بـ INTERTEXTUALITE التناصيرتبط مفهوم يف عصر انفتح فيه اخلطاب األديب على متظهرات تصنيفية خمتلفة، خلخلت نظرية األجناس اليت جاء ا

طريق االستفادة عن ، فأصبح النص يغري يف شكله مثلما يغري يف مضمونه T.Todorovتودوروفمن خمتلف احلقول املعرفية، اليت يشكل تعالقها مع النص األديب حتالفا فنيا يسعى من خالله الكاتب

.إىل بناء داللة عامة لعمله الفين

ال يتفاعل فقط مع نصوص شفاهية و ملفوظة و إمنا أيضا مع نصوص من أنظمة " و النص األديب . 443"عالمات غري لسانية

و يف سياق هذه الرؤية نذهب إىل أن الرواية قد شكلت قدميا جماال خصبا يف الدراسات التناصية و هذا املبدأ 444من خالل صياغته ملبدأ احلوارية Michel . bakhetine السيما عند ميشال باختني

فرأت Julia Kristevaالذي شكل فيما بعد مرجعية مهمة يف ضبط النص عند جوليا كريستيفا جهاز عرب لساين يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بني كالم تواصلي يهدف إىل اإلخبار "أنه

. 445"املباشر و بني أمناط عديدة من امللفوظات السابقة عليه أو املتزامنة معه

يوري مث توالت األحباث و الدراسات النقدية اليت اهتمت بالتفاعالت النصية، و من هؤالء الباحثني النص ليس مستقال و إمنا يدخل يف تعاليات مع سلسلة من البنيات التارخيية " لومتان الذي يذهب إىل أن

. 446"و الثقافية و الفنية

.27، ص2000، 1خالد بلقاسم، أدونيس و اخلطاب الصويف، دار توبقال للنشر، املغرب ن ط 442 .35، ص2005، 1، املركز الثقايف العريب ، طسعيد يقطني، من النص إىل النص املترابط 443

444 Taz vetan , todorov :, mikhael bakhetine , le principe dialogique ed ; seuil 1981, p101.

.21، ص1993جوليا كريستيفا، علم النص، ترمجة فريد الزاهي، مراجعة عبد اجلليل ناظم ن دار توبقال، املغرب، 445، 1992، 6، جمل دراسات ادبية لسانية، الرباط، ع حممد مفتاح ،جذور املعرفة اخللفية يف االبداع و التحليل و التأويل و التفسري 446 .86ص

Page 306: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

لتتوج هذه الدراسات برؤية جريار جنييت حيث قسم املتعاليات النصية إىل التداخل النصي، ع و النص اجلامع على أن ما يهمه من الدراسات النصية والنص املوازي و النص الواصف و النص املتفر

447"يف الواقع ال يهمين النص حاليا إال من حيث تعاليه النصي: "هو التعايل النصي فيقول

مفهوم التناص اعتمادا على تصور جديد للشعرية قام مبراجعة شاملةل"و بذلك يكون جريار جنييت قد 448".ص، أي التمييز بني أصناف اخلطابات و األنواع األدبية املختلفةجبامع الن مل تعد معه مرتبطة

العنوان "النص املوازي و حتديدا : على أن ما يهمنا حنن من هذه املتعاليات النصية يف هذا البحث هو الذي سنحاول معرفة استدعاءاته التناصية يف الدواوين املدروسة هذه االستدعاءات اليت تتوزع على "

: ني قسم

و نقصد به العالقة بني العنوان، و النص املعنون و العتبات املرافقة و هو ما أشرنا إليه : تناص داخلي -1 "انفتاح خطاب العنوان على العتبات املرافقة"بعنوان

.يتعلق بالتفاعالت احلادثة بني العنوان و السياقات اخلارجية املختلفة : تناص خارجي -2

و جتدر اإلشارة إىل أن النوع األول من التناص غالبا ما يكون مقصودا ذلك أن الشاعر خيتار عناوينه و .هو يستحضر يف ذهنه املنت و كذلك األمر بالنسبة الختيار وتوزيع العتبات املرافقة

مهما يف حتليل العنوان هذا النوع الثاين من التناص ال ميكن اجلزم يف قصديته إال أنه ميثل رافدا دالليا فأحيانا جينح العنوان إىل تكثيف دالالته و توجيهها بفضل قيمته التناصية اليت متثل الوجه الداليل

.اآلخر للعنوان مثلما جنده يف عناوين الدواوين املدروسة يف هذا البحث

العنوان ( لديوان هو عنوانه أول ما يلفت انتباهنا يف هذا ا" أرى شجرا يسري"و لنبدأ بديوان طبعا ليس من حيث شكله و لكن من حيث بنيته التناصية أو االقتباسية إن صح التعبري، ) األساسي

فيه الكثري من املغامرة، –على لسان زرقاء اليمامة -فإثبات العنوان بالصيغة اليت جاء عليها من قبلزين يتعلق األول بإحالته إىل نص خارج العمل الذي يعنونه إذ يلعب العنوان يف هذه احلالة دورين بار

أما الدور الثاين فيتعلق بوظيفة العنوان التأشريية " زرقاء اليمامة " و نقصد هنا النص األسطوريمن حيث أنه يؤشر إىل مضمون النص املعنون، هذا املضمون الذي خيتلف متاما عن مضمون األسطورة،

447 G.Genette , Palimpsest , call .poétique ed, seuil , 1982 , P 07.

.21، ص2007، 1عبد القادر بقشي، التناص يف اخلطاب النقدي و البالغي، دراسة نظرية تطبيقية ن افريقا الشرق، املغرب، ط 448

Page 307: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أحدمها يرى ما وقع و اآلخر ما ميكن أن يقع، " بني الشعر و التوثيق التارخيي فـ وهنا يكمن الفرق 449" و على هذا فإن الشعر يكون اكثر فلسفة من التاريخ و أعلى قيمة منه

، "توجعات الفارس القدمي" يوجد تناص آخر يف نفس الديوان و هو يف العنوان الداخلي نا أساسيا يف ديوان صالح عبد الصبور و نقصد هنا أحالم الفارس حيث يستدعي هذا العنوان عنوا

.القدمي

: ديوان أجراس الورم لـ خلضر خبيت

" و ردة األهوال"كثري ة هي العناوين املركبة بالشكل الذي جاء عليه العنوان أجراس الورم نذكر مثال الذي استرعى انتباهنا يف هذا العنوان هو لـ بودلري غري أن التناص " أزهار الشر" لعمارة بومجعة، و

حيث " سعد احلميدين"وهو عنوان إحدى قصائد الشاعر السعودي " ايقاعات متورمة " تعالقه مع توافق أجراس لفظ إيقاعات و يوافق الورم لفظ متورمة غري أن الورم جاء مضاف لـ أجراس

.فا إليقاعات يف ديوان سعد احلميدينيف ديوان خلضر خبيت، أما متورمة فقد جاءت وصالواقع الذي يصوره سعد احلميدين يف نص إيقاعات متورمة، هو واقع مرفوض يغلب عليه الزيف و

اجلفاء و هو يف هذا النص يقوم باستدعاء بطوالت املاضي و انتصاراته للتعبري عن احباطات احلاضر و : انكساراته فيقول

...يا سيدي " للميدان.فوقها الفرسان... ت اخليول هل عاد

.من مجلة الفرسان ... و كان عنترة ...أكاد ال أشك

أن أشجع الشجعان ...قد جاء شاهرا بتاره

ألن يف زماننا يا سيدي كل األشياء تنحو للغرابة

و تتكئ على بساط وافر من الفوارق 450"و خلفها اخلوارق

.137ت، ص.ابراهيم محادة ن مركز الشارقة لالبداع الفكري، الثقافة و االعالم، د: ارسطو، فن الشعر، تر 449

Page 308: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:املتورم اليت ختتلف عن إيقاعات املاضي هذا الزمن الذي إذن إا إيقاعات الزمن احلاضر

حىت املقابر يباع باألمتار فيها اللحد"

جييئك احلفار يف عتمة الظالم

مترا

مترين

..أو زيارة

451"فالسعر ال حيتاج للمناقشة

فإضافة إىل الذي يفصل بني إيقاعات سعد احلميدين و أجراس خلضر خبيت هو عنصر املعاجلة الشعرية، وصف احلياة املتورمة جند الشاعر خلضر خبيت يدق ناقوس اخلطر الذي يتجاوز اإلخبار و الوصف

.إىل اإلنذار بضرورة احتواء الورم و استعادة احلياة من جديد

"تغريبة جعفر الطيار " ديوان-2

: عنوان الديوان -1

ة تناصية حمضة، فهو يستدعي فضاءا تارخييا ودينا يتعلق إن توظيف الشاعر للقناع جيعل العنوان ذا وظيف إىل احلبشة استنجادا مبالكها النجاشي الذي ال يظلم عنده –و معهم جعفر الطيار -جريت املسلمني

.أحدال يروم من خالله الشاعر إسقاط –استدعاء الشكل دون املضمون –و هذا االستدعاء شكلي

احلاضر على املاضي و إمنا تصوير و معاجلة احلاضر بطريقة مستوحاة من املاضي و هي إحدى خصائص .التعبري بالقناع

: جتليات نيب سقط من املوت سهوا -1

.191ن ص2003، دمشق ن1ط ،سعد احلميدين، األعمال الشعرية، دار املدةى 450 .193، صنفسه املرجع 451

Page 309: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" مساعك أسطوريا فبمجرد/ عنوان داخلي يف ديوان التغريبة هو األخر يستدعي فضاءا تارخييا دينيا : تستحضر يف ذهنك املسيح عيسى عليه السالم، و فيه يقول اهللا جل و عال" نيب سقط من املوت سهوا

].158سورة النساء، اآلية ". [ ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه هلم"

و النيب الذي يتحدث عنه يوسف و غليسي يف نص العنوان صورة حللم طفويل دفني يف الذات رة، جاء عليه حني من الدهر فأىب أن يبقى مستغورا فطفى إىل السطح ليفضح مكنونات كان الشاع

سعادة احللم اليت تصبح فيما بعد "قد عاشها الشاعر من قبل يف عامل الطفولة باعتباره أن الطفل يعيش : و يوسف و غليسي قد عاش حلم النبوة يف طفولته فيقول 452"سعادة الشعراء

"ألزيل احتراف النبوة حلمي ا"

و الطفل يوسف وغليسي له من الصفات ما جيعله نبيا فهو يتيم و يرعى الغنم، و صادق و هي صفات الوحدة األسطورية اليت يكوا الطفل تعرب حبسب كيدين و طبقا "، فـ-ص–توفرت يف رسول اهللا

سا و لكن رغم كل شيء إنه يف بيته يف هذا ملا يقوله هريف روسو عن احلالة املنعزلة للطفل اليتيم أسا . 453"العامل األصلي، و هو حمبوب من اآلهلة

فالشاعر يوسف وغليسي يستحضر أحالما يف يقظته و هي بدورها أحالم يقظة حصلت يف عامل الطفولة هذا العامل الذي يظل ينقر ذاكرتنا و يصر عليها ألن تعيد بناء املاضي حلل مشكالت احلاضر

يستعيد عوامل السعادة تظهر الطفولة يف أسلوب " و حىت يعيد يوسف وغليسي البهاء هلذا احلاضر و سيكولوجيا األعماق نفسه، و كأنه أمنوذج مثايل و حقيقي، أمنوذج السعادة البسيطة احلقيقي، بال

التعيسة، و لكن ريب أا صورة فينا، مركز صور جتدب الصور احلسنة و تنفر أو تبعد التجارب هذه الصورة يف مبدئها ليست متاما صورتنا، إن هلا جذورا أعمق يف ذكرياتنا، و تشهد طفولتنا على

454"طفولة الكائن الذي المسه جمد احلياة

عنوان يستحضر وقاع نبوية حدثت فعال يف عامل النبوة ليعرب ا عن " نيب سقط من املوت"إذن جتليات .ة حدثت فعال و لكن يف عامل الطفولة وقائع أيضا نبوي

": مرثية الرجل الذي رأى "ديوان -2

.88، ص1991، 1جورج سعد، بريوت، لبنان، ط: استون باشالر، شاعرية احالم اليقظة، ترغ 452 .119جع نفسه، صاملر 453 .111نفسه، ص 454

Page 310: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

مرثية " للبيايت قصيدة تروي نبوءة تنبأ فيها املتنيب بايار حضارة اإلنسان، عنوان هذه القصيدة :و هو عنوان يشاكل عنوان خلضر فلوس من حيث التقابل بني عناصر التركيب " املدنية اليت مل تولد

مرثية : مرثية -

املدينة : الرجل -

اليت: الذي -

.رأى : مل تولد -

، هذاالديوان الذي 455إلدريس امللياين" حدادا علي"غري أن الديوان الذي يستوقفنا حقا هو ديوان .يشبه كثريا مرثية خلضر فلوس لوال قيمة التفرد اليت يتميز ا كل الشاعرين

حدادا علي عنوان يعلن من خالله الشاعر املوت من خالل فعل احلداد ما يعين أن الديوان هو " ف حداد علي أما إدريس : يف العنوان أي ) علي( و هو ما يشري إليه لفظ " ادريس امللياين "مرثية ل

على اعتبار أن الرجل خلضر فلوس" مرثية الرجل الذي رأى"امللياين و هو نفسه ما الحظناه يف عنوان ".مرثية أنا خلضر فلوس " األخضر هو نفسه الشاعر فيكون العنوان

و ينطلق ادريس امللياين يف ديوانه من واقع مرفوض يشعره بالوحدة و اخلوف و الضياع ، و هو واقع : تغلب عليه صور املوت ما يعيق إحساس الفقد و الوحدة عند الشاعر فيقول

.456) حيد املتلى فيكمأنا الو( و هو نفس الشعور الذي يعيشه خلضر فلوس فهو دائما منعزل و وحيد يعيش أمل الذات بعيدا

: عن محيمية اجلماعة إذ يقول . 457" و ها أنا وحدي مدمن صمت وحديت" ية هنا تأخذ و الشاعر ادريس امللياين يوافق خلضر فلوس على ضرورة التضحية ملواجهة املوت و التضح

معىن املوت الفردي الذي تعيشه الذات يف انغالقها على ذاا بعد استحالة التغيري، و تظهر مالمح هذه التضحية يف أعمال البطولة اليت يقوم ا كل من الشاعرين حلمل الوطن إىل بر األمان فنجد

: إدريس امللياين يقول امدد فوق لساين اللهب"

جلمر كالزد يف راحيتامسك ا

.2000الدار البيضاء، مطبعة النجاح اجلديدة ،عليه، اادريس امللياين، ديوان حداد 455 .48ادريس امللياين ، الديوان ، ص 456 .22خلضر فلوس ، الديوان ، ص 457

Page 311: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

:و يقول أيضا . 458...حتت اجلوانح نار ضريرة تشب

: و يف املقابل جند خلضر فلوس يعتمد يف تصوير بطوالت التضحية على عنصر النار فيقول مث قام يشعل نريانه ، كنار على ماء الغدير سأحرق بعض البخور ، أنا اآلن حمترق ، و كنت على "

، 459أشعلت الروح نرياا ، واستقرت مجرة يف جانبيه ، و محلت النار وحدي و احلريقمجرة ، و .وغريها من الصور اليت يتحمل فيها الشاعر العذاب و األمل للتصدي للموت الذي يهدد الوطن

و ذا يكون كال الديوانني و بدءا بالعنوان فيهما ميثالن رغبة الذات يف التضحية و مواجهة كل .أشكال الفقد مقابل خلق جديد لوطن جديد سعيد

كانت هذه قراءة يف كتابني أحدمها لشاعر اجلزائري خلضر فلوس و اآلخر للشاعر املغريب إدريس امللياين اللذان صورا مالمح احلداد من خالل تعديد مظاهر املوت و الفقد، و هناك شاعر أخر

بطريقة التوثيق الشعري ونقصد هنا عبد العزيز املقاحل من خالل قد اعتمد شعرية احلداد و لكن ديوانه قراءة يف أوراق اجلسد العائد من املوت و صورة هذا العنوان تتماثل مع مرثية الرجل الذي رأى

.460ليكون الرجل الذي رأى يشبه اجلسد العائد من املوت

و هو 1982الذي وقع يف اليمن أواخر فاجلسد الذي عاد من املوت هو جسده عاش هلع الزلزالحدث مأساوي طغت فيه صورة املوت ما يدفعنا إىل القول أن ديوان عبد العزيز املقاحل هو األخر

.مرثية

خنلص من التحليل السابق إىل أن الدواوين الثالث جتارب شعرية تعددت فيها حمطات املوت لتصب اد و هي شعرية ذات مرجعيات خمتلفة ميثل فيها الرجل الذي رأى يف قالب واحد هو قالب شعرية احلد

الشاعر خلضر فلوس الذي عاش صور املوت من خالل اهلمجية و احملنة اليت تعرض هلا الوطن و هو نفسه الشاعر إدريس امللياين الذي يقف يف مواجهة السقوط العام الذي طبع وطنه و كذلك جند الرجل

سد العائد من املوت الذي حيكي من خالله عبد العزيز املعاجل قصة الزلزال الذي األخضر الذي يشبه اجل .1982تعرضت له اليمن سنة

.90ادريس امللياين ، الديوان ، ص 458 . 48 – 42 – 28 – 27 – 25 – 23 – 10خلضر فلوس ، الديوان ، ص 459 .1986، 1عبد العزيز املقاحل، ديوان قراءة يف أوراق اجلسد العائد من املوت ، بريوت ، لبنان ، ط 460

Page 312: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تناص عناوين ديوان من دس خف سيبويه يف الرمل ؟

، و كنا قد "سيبويه"عنوان من هذا القبيل هو استدعاء لفضاء تارخيي يدل عليه العامل النحوي أشرنا فيما سبق من هذا البحث إىل أن استدعاء سيبويه ليس لذاته بل لغايات أخرى قصد إليها

.صاحب الديوان

و الالفت لالنتباه يف هذا الديوان هو أن عبد الرزاق بوكبة يستفيد من خمتلف احلقول الداللية و والذي يستدعي " ذعر الفستان" املعرفية يف وضع عناوينه فنجد التناص الشعري مثلما هو يف عنوان

جند التناص العلمي ، كما "نزار قباين"لـ " قالت يل السمراء" من ديوان " مذعورة الفستان" عنوان 461حديث الغشاء ، عزاء السريوس ، نافذة فالوب ، دالة غري معرفة : من خالل العناوين التالية

سيبويه والرمل، غري أن : أما إذا عدنا إىل العنوان املركزي فإننا جند داللته تتوزع على قطبني رئيسيني ل الزمن احلاضر القلق و املتغري باستمرار، فتغري الزمن أدى السلطة األوىل و األخرية تبقى للرمل الذي ميث

حممود " ، تذكرنا هذه الرؤية بقصيدة لـ "سيبويه "لـ" الكتاب"إىل تغري اللغة و بالتايل ضياع : حيث يقول " قصيدة الرمل" أين شبه احلياة املعاصرة بالرمل، و نقصد هنا " درويش

إنه الرمل

...

العايليف البدء كان الشجر

كان ماءا صاعدا، كان لغة

...

و الرمل شكل و احتمال

...

...أرى فيما أرى النسيان،

و الرمل هو الرمل، أرى عصرا من الرمل يغطينا

.80-24-22-15عبد الرزاق بوكبة ، الديوان ، ص 461

Page 313: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...

ضاعت أفكاري، و امرأيت ضاعت

و ضاع الرمل يف الرمل

...

أرى فيما أرى، مملكة الرمل على الرمل

....

للمسافات.... وداعا

للمساحات... وداعا

بالقانون كي" القانون" وداعا للمغنني الذين استبدلوا

يلتحموا بالرمل

امشي...

462و أغيب اآلن يف عاصفة الرمل

"درويش" إذن هو نفس الرمل الذي ضاع فيه خف سيبويه، و ضاعت فيه أفكار

و امرأته، إنه العصر الذي تغريت فيه القيم و املبادئ و انزاحت فيه احلياة عن طبيعتها لتالمس اهول .و املأمول و الالمعقول

:تناص العناوين الفرعية -4-2

أعراس البياض بيان عن الكتابة احلديثة اليت ترى يف البياض لغة ال يدركها إال : أعراس البياض -أ" البياض " اإلبداع احلديث و / عارفا بتقينات الكتابة احلديثة، و من كان قارئا ممتازا للشعر من كان

هو املنسي، و الالمكتوب، واملمحي، و الالمقول، إذ يقول يف " أعراس البياض "الذي يعنيه الناص يف : نص أعراس البياض

.حممود درويش، قرص مضغوط، اموعة الكاملة 462

Page 314: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

...كتب ما كتب

...مث أخذ يعمل يف النص حاذفا

...

...مة مل جتئ، أبقى مكاا أبيضو كل

....

463" بقيت الكلمات البيضاء

: الذي يقول " قاسم حداد " و يف هذا تناص مع ما يذهب إليه

يفتح أوراقه"

ميسك القلم

يسطع البياض يف الشاطئ الفسيح

أقول سأكتب

كيف أكتب

و يزيد األوراق مساحة تلهج

يف البياض

قلمه يرجتف بني إصبعني

ميحو/ يكتب

ال يكتب

ال يعرف أن يكتب

.13عبد الرزاق بوكبة ، الديوان ، ص 463

Page 315: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

464"لكننا نقرأ بياضه بانتشاء

:نوبتا الدخول و اخلروج - ب

" الشاعر يدعونا إىل الدخول إىل عامله، أي االنتقال من العامل اخلارجي : نوبة الدخول -1و الغموض و الالحتديد و من مث ) الرؤيا( إىل الداخل بوصفه عامل ) الرؤية( بوصفه عامل الوضوح

ذي ، و عامل الشاعر ال465"االنتقال من العامل املرئي يف اخلارج إىل العامل الالمرئي اهول يف الداخل : يدعو إليه هو من صنع يديه إذ يقول

كل ما ترونه من اهتزاز شجرة النحو و الصرف

هنا

من رحيي

: يف بيانه عن الكتابة حيث يقول " جربان خليل جربان" إنه نفس املوقف الذي ذهب إليه

لكم من اللغة العربية ما شئتم، و يل منها ما يوافق أفكاري و عواطفي "

لكم منها األلفاظ و ترتيبها، و يل منها ما تومئ إليه األلفاظ و ال تلمس

و يصبوا إليه الترتيب و ال يبلغه

لكم منها جثث حمنطة باردة جامدة، حتسبوا الكل بالكل، و يل منها

أجساد ال قيمة هلا بذاا، بل كل قيمتها بالروح اليت حتل فيها

....

امتة، و قوانينها احملدودة، و يل منها نغمة لكم منها قواعدها احل

أحول ا رناا و قراراا إىل ما تثبته رنة يف الفكر، و نرية يف امليل

و قرار يف احلاسة

. 91، ص1991، 83/ 82قاسم حداد، ينظر مقال العلوي هامشي، تشكيل فضاء النص الشعري بصريا، جملة الوحدة، العدد 464، 1980، 1عبد الواسع احلمريي، الذات الشاعرة يف شعر احلداثة العربية، بريوت، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر، ط 465 .79ص

Page 316: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

أقول لكم إن ما حتسبونه بيانا ليس بأكثر من عقم مزركش و سخافة ....

ى ذلك فخيوط واهية و أسالك متقطعة أقول لكم أن النظم و النثر عاطفة و فكر، و ما زاد عل "466

يؤمن " جربان خليل جربان" و " عبد الرزاق بوكبة" تفضي بنا قراءة النصني السابقني إىل أن كل من / بضرورة التحرر من القيود اللغوية و الكتابية، فالكتابة عندمها وليدة اللحظة ال التخطيط، و الشاعر

.إال إذا كتب بلغة الذات الكاتب ال جيد ذاته فيما يكتب

و عودة إىل التناص على مستوى العنوانني نوبة الدخول و نوبة اخلروج فإنه يقصد بالنوبة الدور فيقال جاء دورك، و النوبة مكون غنائي للموسيقى األندلسية، و هي جمموعة من املقطوعات و األحلان

تلتقي نصوصه " عبد الرزاق بوكبة" و كذلك ديوان تالئم خمتلف أوقات اإلنسان، غري ملتزمة باألوزان، " من دس خف سيبويه يف الرمل ؟ " يف حالة شعرية واحدة، لكنها خمتلفة األوزان، بل ميكن القول أن

ديوان شعري يعادل الديوان املوسيقي األندلسي و ملزيد من الوضوح نقابل بني الديوانني يف اجلدول : األيت

الديوان املوسيقي الديوان الشعريجتمع النصوص الشعرية يف كتاب يسمى

الديوان الشعريجتمع األشعار يف املوسيقى األندلسية يف كتاب

يسمى الديوان نوبة االستفتاح يليها عزف ملقدمة صغرية تسمى نوبة الدخول

دخول النوبةعدم مراعاة األوزان و ضوابط اإليقاع مع احتاد

الشعوريةالنصوص يف احلالة النوبة حلن جعل للعزف غري خاضع لوزن

معني، و بدون إيقاع، لكنها متحدة يف املقامجاء خاليا من ) 26ص ( نص حاالت الوحش

الكلماتو هي " الفارغات"يوجد يف النوبة ما يعرف بـ

معزوفتان صغريتان مسيت بالفارغة خللوها من الكلمات

ألوان شعرية تستوحي مادا من احلياة اليومية نصوص الديوان اهتمت بتفاصيل احلياة اليومية فصحى ( الحظنا يف بناء النصوص تداخال لغويا

)و عامية جزائرية خليط من العامية و الفصحى

.60، ص2الشعر العريب احلديث، اجلزء ،يس جربان خليل جربان، نقال عن حممد بن 466

Page 317: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

تسمى أخر نوبة باخلتم أو اخلالص نوبة اخلروج ! ...ح اليت تغري املطاف للري... تناص العنوان يف ديوان لألكيد

من العناوين الطويلة ذات التركيب املعقد و كما : ! ...للريح اليت تغري املطاف ... لألكيد – أذكرنا سابقا أن الشاعر خيتار عناوينه عن وعي و قصد ، و تركيب العنوان حييلنا إىل عنوان ديوان

.467"بالشباك ذاا بالثعالب اليت تقود الريح" الشاعر و الروائي الكردي سليم بركات

.على املستوى النحوي التركييب و كذا الداليلالقارئ املتفحص للعنوانني يلحظ التناص

التركيب املعقد للعنوانني ، فكال العنوانني يتكون من : املستوى النحوي التركييب -1 ).مجلة فعلية ( صلة موصول + 2جار و جمرور+ 1جار و جمرور: مركبني

الذي حيمل " الالم" والذي حيمل داللة القسم " الباء"كما نالحظ حضور التكرار وفق حريف اجلر .داللة اجلر و التبليغ ،و كذا احلذف و الغياب الداليل الذي عمل على تكثيف داللة العنوان وتأويله

يقسم بالشباك و يقسم بالثعالب املاكرة أن " سليم بركات"الشاعر : املستوى الداليل -2عر حيركها كيفما يصطاد شيئا ما ، فتكون كل من الشباك و الثعالب أداة يف يد الشا

.ووقتما شاء للحصول على ما يريدللريح اليت تغري ... لألكيد "و ثعالب سليم بركات تقود الريح يف حني ريح خلضر خبيت يف ديوانه

) .املوت( هي اليت تقود إىل مطاف تتحول بعده من فعل القيادة إىل االنقياد إىل األكيد ! ...املطافمبكرها و دهائها فكذلك الريح عند ) الريح(يت تسير و تقود قوى الطبيعة فإذا كانت الثعالب هي ال

خلضر خبيت جتسيد حلياة قلقة تقود اإلنسان إىل اية أكيدة و ميكن متثيل ذلك وتوضيحه من خالل : املخطط اآليت

.1987، 1سليم بركات ، بالشباك ذاا ، بالثعالب اليت تقود الريح، بريوت ، دار الكلمة للنشر ، ط 467

عالب ثال الريح تقود

) الشباك( األكيد املطاف

تغري

طادتص

قودت

Page 318: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

فكل من سليم بركات و خلضر خبيت غرق يف واقع جممد يغلب عليه الزيف ، اليأس .والضياع يف واقع ال سلطة فيه و ال قيادة إال للريح و الثعالب

يستحضر هذا ! للريح اليت تغري املطاف...من العناوين الداخلية لديوان لألكيد : سالطني الليل - ب ".دهاقنة الليل"عنوانا داخليا من عناوين ديوان بالشباك ذاا بالثعالب اليت تقود الريح و هو العنوان

، فكل 468و الدهناق يقصد به التاجر كما يوحي إىل املكانة الرفيعة و يعين أيضا الزعيم و السلطان .اقنة الليلده= هذه الصفات تتفق و سالطني خبيت خلضر و عليه ميكن القول أن سالطني الليل

.فتكون سالطني خبيت تاجرة بروح اإلنسان باعثة على اخلوف و القلق مثلما هم دهاقنة سليم بركات

: و فيما يلي سنحاول رصد الوظيفة التناصية يف العناوين املتبقية

نوع التناص صاحب النص النص املتناص معه ص العنوان الشاعريوسف وغليسي

الفتة ال يكتبها امحد

مطر

تناص شعري امحد مطر ديوان الفتات 69

يسألونك عن ذي 62 يسألونك 83القرنني من اآلية من سورة الكهف

يسألونك ماذا احل 4هلم من اآلية

سورة املائدة

ديين قران كرمي

صلوات خلضر خبيتغائبة من ديوان أجراس

الورم

صالة تؤدى صالة غائبة 09 على الغائب الذي له حكم

امليت

ديين

عاشور بوكبوة

كسوف النبض

تناص علمي ظاهرة فلكية الكسوف 63

سليمان جوادي

قراءة جديدة لرسالة الغفران

أيب العالء رسالة الغفران 129 املعري

تناص أديب

" .دهق"ابن منظور ، لسان العرب ، مادة 468

Page 319: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عبد الرزاق بوكبة

مذعورة الفستان من 20 ذعر الفستان ديوان قالت يل

السمراء

تناص شعري نزار قباين

سليمان جوادي

يوميات متسكع حمظوظ

يوميات - 77 امرأة ال مبالية

متسكع ال -حيلم بشيء من

مدية واحدة "ديوان ال تكفي لذبح

"عصفور

نزار قباين- سيف -

الرحيب

تناص شعري

Page 320: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: خامتة

عندما تتقاطع القراءة مع اإلبداع يغدو العمل اإلبداعي خلقا فريدا يتجاوز كل مألوف .ليؤسس ملختلف يهفو إىل مالمسة جمد الكتابة بأبعادها اجلمالية

و كذلك نلف العنوان يف الديوان اجلزائري املعاصر، الذي يعكس عمق التجربة ه على صهر فعاليات و رؤى خمتلفة إلنتاج خطاب الشعرية عند الشاعر اجلزائري و قدرت

.عنواين ذي أبعاد معرفية و مجالية

و العنوان يف القصيدة اجلزائرية ليس جمرد اسم يسمها بل مكون داليل موازي لداللتها يرتبط ا وفق عالقات تنتجها آليات استنباطه فإما أن ميثل العنوان عبارة يف القصيدة أو

ن مفرداا فيكون مستنبطا استنباطا معجميا ، و إما أن حيضر يف النص من خالل مفردة ممفردة واحدة من مفردات التركيب و هنا يكون مستنبطا استنباطا مزدوجا و يف بعض األحيان ال نعثر يف النص على مفردة صرحية حتيل إىل العنوان فيكون يف هذه احلال العنوان

يف كل األحوال ال تنعدم الصلة بني العنوان و النص الذي يعنونه مرتبط بالنص دالليا ، و .وإمنا قد حتجب عنا بسبب الطبيعة االنزياحية للعنوان

كما خنلص من هذا البحث إىل أن اخلطاب العنواين و بفضل وظائفه قد استطاع أن يمثل خطابا موازيا يتبوأ مكانه القار يف اخلطاب اإلبداعي عامة و اخلطاب الشعري خاصة ل

.دالليا من جهة و مكمال مجاليا من جهة أخرى

و ختتلف أساليب العنونة باختالف مستعملي العنوان فنجد بعض الشعراء يعتمدون بعد أرى شجرا " التناص يف اختيار العنوان كما رأينا عند عبد القادر راحبي من خالل ديوانه

" تغريبة جعفر الطيار " تقنية القناع مثلما هو ديوان و يعتمد البعض األخر على " يسريليتشكل ... يف حني يزاوج شعراء آخرون بني أبعاد خمتلفة دينية و أسطورية و فلسفية

العنوان عندها من جمموع قراءات ، هي القراءات اليت قالت ا هذه األبعاد املختلفة و هو

Page 321: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

" لعاشور بوكلوة و كذا ديوانه ى" لنبض و األمنيات كسوف ا" ما رأيناه سابقا يف ديوان " .الشفاعات

و ألن العنوان ذو بعد سيميائي فنجده يتقلد ابعد الرؤى السيميائية يف خمتلف متثالا حجم اخلط، اللون ، الرسوم، الرموز، عالمات الوقف و الترقيم، و غريها : من

.من املعطيات السيميائية اليت تصنع العنوان و يئه لعملية التلقي

ب إىل أن متلقي الشعر املعاصر صار عارفا بتقنيات الكتابة و على ذكر التلقي نذه احلديثة و واعيا بضرورة تكييف أفق توقعه مع ما يوافق هذا التحول يف الكتابة الشعرية

.املعاصرة ، و هو ما ينطبق على العنوان باعتباره علما قائما بذاته

ت حديثة العهد يف النقد العريب و بغض و أخريا ميكن القول أن دراسة العنوان ال زال النظر عن التمكن من اجلهاز املصطلحايت لعلم العنونة إال أن اجلانب اإلجرائي ال زال

مهمشا إذا ما استثنينا بعض الدراسات املوزعة يف املقاالت و االت

Page 322: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

سليمان جوادي

باجلنوب 1953فرباير 12مواليد العرايب بن الزاوي جوادي من هو سليمان بن اجلزائري

بربج الكيفان خريج دار املعلمني ببوزريعة مث املعهد العايل للفنون الدرامية: الدراسة .اجلزائر العاصمة

جملة ألوان ، : السبعينيات و من اجلرائد اليت عمل ا اشتغل بالعمل الصحفي مند منتصف:العملمديرا للثقافة بوالية اجللفة و بعدها 1995لة الثقافة ، مث عني سنة جم جريدة الشعب، جملة الوحدة و

. .و هو اآلن متقاعد بوالية الطارف

: الوطنية منها أنتج عدة حصص لإلذاعة: النشاط األديب و الفين

. الساقية و اخليمة -

. ضياف ريب -

. حقيبة األسبوع -

حاجي يل يا :( بعنوان الطابع التارخيي و االجتماعي كما أنتج للتلفزيون جمموعة من املنوعات ذات ). جدي

، حممد بوليفة ، زكية حممد ، الشاب خالد، مصطفى زمرييل: ألف لعدد كبري من املطربني منهم . صليحة الصغرية ، يوسفي توفيق و غريهم

.نشر أعماله األدبية يف اغلب الصحف الوطنية و االت العربية -

.1981الوطين الحتاد الكتاب اجلزائريني مند الس عضو -

:األعمال و املطبوعات -

. يوميات متسكع حمظوظ -

. أغاين الزمن اهلادئ -

. ثالثيات العشق اآلخر -

. و يأيت الربيع -

.قصائد للحزن و أخرى للحزن أيضا -

. محة خلضر رصاصة مل يطلقها -

اجلزائر اليوم ، بريد احلوار ، صوت األحرار ،: وطنية هي تعامل مع عدة صحف :النشاط اإلعالمي

Page 323: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

جبريدة الشروق حتت عنوان الشرق ، الشروق العريب، األنوار و له مند مخس سنوات عمود يومي ......األحرار مث يف يومية صوت) اجلدير بالذكر (

خلضر فلوس

والذي يعترب من أهم الشعراء الذين برزوا خالل الثمانينيات، ، )1959ولد (خلضر فلوس ويعمل أستاذا بالتعليم الثانوي، وأستاذا متعاونا بقسم األدب العريب جبامعة املسيلة، وشارك يف العديد من امللتقيات وتوج

) ليس اعترافا أخريا.. أحبك: (بالعديد من اجلوائز، من أعماله ..، وغريها1986عام )عراجني احلنني(، و1986عام

عبد القادر راحبي

من مواليد .اجلزائر عبد القادر راحبي شاعر و أكادميي منزاول تعليمه االبتدائي و املتوسط و الثانوي .تتيار مبدينة 1959 أكتوبر 28

جامعة وهران لنيل شهادة الليسانس من وهران بتيارت مث زاول تعليمه اجلامعي يف، و شهادة املاجستري من جامعة وهران بفرنسا ستراسبورغ شهادة الدراسات املعمقة من جامعة و

.العربية والوطنية االت نشر العديد من القصائد يف اجلرائد و .مستغامن وشهادة الدكتوراه من جامعةو تاله ]. 2003[عن دار الغرب يف وهران سنة (الونشريس الصعود إىل قمة(نشر أول ديوان له هو

على ( كما نشر ديوان .2004سنة عن منشورات رابطة االختالف باجلزائر) حنني السنبلة(ديوان عن منشورات ليجوند، اجلزائر )السفينة واجلدار(، و ديوان 2006سنة عن دار الغرب)حساب الوقت

كما نشر يف السنة . 2010عن الدار نفسها سنة)حاالت االستثناء القصوى(، وديوان 2009سنةمثلما كنت (احتاد الكتاب العرب بدمشق ديوان و عن )فيزياء(نفسها عن منشورات ليجوند ديوان

كما صدر له يف جمال ). أرى شجرا يسري(له عن دار ليجوند ديوان صدر 2011سنة و يف). صبيا: جزأينيف للشعر اجلزائري املعاصر النص و التقعيد، دراسة يف البنية الشكلية(الدراسات النقدية كتاب

Page 324: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

على غرار العديد من الدراسات النقدية ) إسنادية النص الشعري(و ) إيديولوجية النص الشعري(أجنزت عن أعماله الشعرية العديد من الدراسات ومذكرات التخرج و الرسائل اجلامعية و . احملكمة

.شارك يف العديد من امللتقيات الوطنية و الدولية

عبد الرزاق بوكبة

الرزاق بوكبة يف قرية أوالد جحيش شرقي اجلزائر يف العام ولد عبدو بعدها أصبح مستشارا للمكتبة الوطنية 1996حصل على ليسانس األدب يف العام 1977.

حاز بوكبة على التقدير الرئاسي · اجلزائرية، فمقدما للعديد من الربامج الثقافية يف اإلذاعة والتلفزيونمن دس خف سيبويه يف الرمل : والكتابة املسرحية، نشر جمموعتني إبداعيتني مها باجلزائر يف جمايل الشعر

جلدة ''و رواية 39الفائز به يف مسابقة بريوت 2008وأجنحة ملزاج الذئب األبيض 2004, .يتحدث بوكبة عن إستهداف املثقفني يف عمليات القتل و ما مييزه اليوم ككاتب 2009.'' الظل

ييوسف وغليس

). اجلزائر(يوسف وغليسي بن سعيد

. اجلزائر -يف والية سكيكدة 1970ولد عام

, 1989حصل على شهادة البكالوريا يف اآلداب والليسانس من معهد اآلداب واللغة العربية جبامعة قسنطينة

1993 .

. واحلياة, النور: يعمل صحفيا متعاونا يف جريديت

. ة الوطنيةعضو مؤسس لرابطة إبداع الثقافي

. 1987بدأ كتابة الشعر يف منتصف الثمانينيات حيث نشر أوىل قصائده

Page 325: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

. 2000تغريبة جعفر الطيار - 1995أوجاع صفصافة يف مواسم اإلعصار : دواوينه الشعرية

أمهها اجلائزة الوطنية األوىل يف الشعر , حصل على عدة جوائز جامعية ووطنية يف الشعر والنقد . 1993وكرمته وزارة الثقافة واالتصال , 1992

عاشور بوكلوة

اجلزائر –سكيكدة –املفروش –عاشور بوكلوة من مواليد حجر

.1993طينة خريج املعهد الوطين للتكوين العايل إلطارات الشباب بقسن

.2002رئيس الرابطة الوالئية للنشاطات الثقافية و العلمية للشباب لوالية سكيكدة منذ

.1997عضو احتاد الكتاب اجلزائريني منذ

.2011عضو منتدى الفكر و الثقافة العربية منذ

مؤسس و رئيس مهرجان الشاطئ الشعري

شر ، و اشرف على سلسة األمواج األدبية أسس رفقة الشاعر حسن دواس دار أمواج للن

: صدر له من الدواوين الشعرية

.2003احلشاش و احلالزين -

.2004كسوف النبض و األمنيات -

.2005جواز سفر -

.2006الشفاعات -

خلضر خبيت -

Page 326: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

صـدر لـه

-اجلزائر - عن دار التبيني اجلاحظية. شعر. أجراس الورم* 2001بتونس. عن دار االحتاد للنشر. شعر.أحاجي الوجع.. أحاجي البجع * 2007وزارة الثقافة اجلزائر. نصوص .. !. املطافللريح اليت تغري ...لألكيد*

حتت الطبع

.رواية وجمموعة قصصية* .يشتغل اآلن على النص املسرحي*

-اجلزائر - بسعيدة 1966من مواليد

.حاصل على شهادة ليسانس أدب عريب جامعة سعيدة* مؤسسة القبس الدولية للصحافة صحافةدبلوم * عضو عامل باحتاد الكتاب اجلزائريني* مؤسس نادي اإلبداع األديب بسعيدة* اشتغل كصحايف ومراسل موعة من اليوميات الوطنية* شارك يف العديد يف من املهرجانات الثقافية واألدبية* وية ألدب حائز على جائزة أديب امللتقى يف املسابقة اجله*

2000بلعباس الشباببسيدي .وهران اجلائزة األوىل يف امللتقى الوطين األول لإلبداع*

Page 327: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

قائمة املصادر و املراجع

القرآن الكرمي - : املصادر : أوال

: الدواوين –أ .2000البيضاء، إدريس امللياين، ديوان حداد عليه، مطبعة النجاح اجلديدة ، الدار - .2003، دمشق ن1سعد احلميدين، األعمال الشعرية، دار املدى ، ط -

سليم بركات ، ديوان بالشباك ذاا بالثعالب اليت تقود الريح، بريوت ، دار الكلمة للنشر - .1987، 1والتوزيع، ط

.1،2009سليمان جوادي ، ديوان يوميات متسكع حمظوظ، منشورات أرتيستيك ، ط -

،1ديوان قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا، منشورات ارتيستيك، ط - 2009. ، 1عاشور بوكلوة ، ديوان كسوف النبض و األمنيات ، دار أمواج للنشر ، سكيكدة ، ط -

2004 .

ن 1ديوان الشفاعات، املركز الثقايف ، رمضان مجال ، سكيكدة ، ط - 2006.

عبد الرزاق بوكبة ، ديوان من دس خف سيبويه يف الرمل ، املكتبة الوطنية اجلزائرية الربزخ ، - .2004، 1ط

، 1قاحل ، ديوان قراءة يف أوراق اجلسد العائد من املوت، بريوت ، لبنان ، طاملعبد العزيز -1986.

.2011، 1اجلزائر ، ط عبد القادر راحبي ، ديوان أرى شجرا يسري ، منشورات ليجوند ، -

.2007عبد اهللا العشي ، ديوان مقام البوح ، دار هومة للنشر و التوزيع ، اجلزائر ، - .2011، 1حممد صاحل زوزو ،ديوان وطن ال يقبل القسمة ، منشورات ليجون ، اجلزائر، ط -

20070، الثقافةللريح اليت تغري املطاف ، وزارة ... خلضر خبيت ، ديوان لألكيد -

.ت .ديوان أجراس الورم ، منشورات التبني اجلاحظية ، د - . .2002، 1خلضر فلوس ، ديوان مرثية الرجل الذي رأى ، منشورات االختالف ، ط -

يوسف وغليسي ، ديوان تغربة جعفر الطيار ، دار اء الدين للنشر و التوزيع ، قسنطينة ن - .2003، 2ط

Page 328: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

: الكتب - بضبطه و شرحه مصطفى ديب البغا، –اإلمام أبو عبد اهللا إمساعيل البخاري، صحيح البخاري -

.5،1995، بريوت ، دار ابن كثري ،ط4-3، باب 6ج، حتقيق السعيد املندوه ، بريوت ، 1عبد الرمحن حممد ابن خلدون ، مقدمة ابن خلدون ، مج -

.1994، 1مؤسسة الكتب الثقافية ،ط . 1995ز آبادي ، القاموس احمليط، حتقيق حممد خري البقاعي، بريوت ،جمد الدين الفريو -

.ط.، بريوت ، د2ابن منظور ، لسان العرب ، دار صادر ن مج -

املراجع : ثانيا

: املراجع باللغة العربية - أ . 1984، 77عامل املعرفة ، رقم –تراثا إنسانيا و عامليا –أمحد عثمان ،الشعر اإلغريقي -

.1978عباس، اجتاهات الشعر العريب املعاصر، عامل املعرفة ،الكويت، إحسان -

ط، .، بريوت ،د4أدونيس، الثابت و املتحول ،صدمة احلداثة و سلطة املوروث الشعري، ج -1994.

.1980، 1فاحتة لنهايات القرن، بريوت، دار العودة ن ط -

.22، ص1993، 1اب بريوت، طالنظام و الكالم، دار اآلد -

.1995، 1ها أنت أيتها الورقة ، سرية شعرية ثقافية ، بريوت ، دار اآلداب ، ط -

1، 1986إبراهيم فتحي، معجم املصطلحات األدبية، املؤسسة العربية للناشرين ، تونس، -

.مصطفى ناصف، اللغة و التفسري و التواصل 1975دار النهضة العربية، ، )الرؤية و الفن ( األدب العباسي يف: إمساعيل عز الدين -

.2001، 1بسام قطوس ، سيمياء العنوان ، وزارة الثقافة األردن، ط -

متام حسان، موقف النقد العريب التراثي من دالالت ما وراء الصياغة اللغوية النادي األديب الثقايف - 2، ط1988جدة

.1981، يوليو، 1، ع1ملعاصر، فصول، جملة النقد الديب، مججابر عصفور، أقنعة الشعر ا -

مجال بوطيب ، العنوان يف الرواية املغربية ، ضمن كتاب الرواية املغربية و أسئلة احلداثة ، منشورات - .1996دار الثقافة ، الدار البيضاء،

، 1للنشر و التوزيع ، طأين هي األزمة ؟ بريوت ، دار اآلداب : جودت نور الدين، مع الشعر العريب -1996.

2002حسن مجعة مجالية الكلمة دراسة مجالية بالغية، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، -

.2000، 1خالد بلقاسم، أدونيس و اخلطاب الصويف، دار توبقال للنشر، املغرب ، ط -

إبداعيا ، نادي القصيم األديب، الرشيد عبد اهللا بن سليم ، العنوان يف الشعر السعودي بوصفه مظهرا - .هـ1423، 1ط

Page 329: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

سعيد بن كراد، السيميائيات ، مفاهيمها و تطبيقاا ، مطبعة النجاح اجلديدة ، الدار البيضاء - ،2003.

سعيد يقطني ، انفتاح النص الروائي، النص و السياق ، املركز الثقايف العريب ، املغرب، - .21،2001ط

.2005، 1ترابط ، املركز الثقايف العريب ، طمن النص إىل النص امل -

شريف حامت بن عارف العوين، من أصول علم التحقيق ، العنوان الصحيح للكتاب، تعريفه و -، دار علم الفوائد للنشر و التوزيع 1أمهيته، ووسائل معرفته وإحكامه وأمثلة ألخطاء فيه ،ط

.هـ 1419، شعري عند حممد إبراهيم أيب سينة، دراسة يف بالغة مستويات البناء ال: شكري الطوانسي -

1998ط، .النص، القاهرة، اهليئة العامة للكتاب، د

.1994صدوق نور الدين، البداية يف النص الروائي ، دار احلوار للنشر و التوزيع الالذقية ، -

.164صالح فضل، اخلطاب و علم النص، عامل املعرفة، رقم -، 1لة األدبية، القاهرة، مؤسسة خمتار للنشر و التوزيع ، طنفتاح الدالا -

ت.د

، منشورات دار األفاق بريوت، 1علم األسلوب مبادئه و إجراءاته، ط - ، لبنان1985

، 1عبد احلميد جيدة، االجتاهات اجلديدة يف الشعر املعاصر، مؤسسة نوفل، بريوت، ط -

1980.

.ت .عبد احلق بلعابد ، عتبات الدار العربية للعلوم ، ناشر ، منشورات االختالف ، د -

، 232من البنيوية إىل التفكيك، عامل املعرفة، رقم –عبد العزيز محودة، املرايا احملدبة -1998،

.1،1981عبد العزيز املقاحل، الشعر بني الرؤيا و التشكيل، دار العودة، بريوت، ط -

، 192جذور االستبداد، قراءة يف أدب قدمي، سلسلة عامل املعرفة، عدد: ر مكاوي عبد الغفا -1978

البنية و الداللة ، شركة الرابطة ، الدار البيضاء ، -عبد الفتاح احلجمري، عتبات النص - .1،1996ط

.1981، القاهرة ، 1عبد الفتاح الديدي ، علم اجلمال ، مكتبة االجنلو مصرية ، ط -

قشي، التناص يف اخلطاب النقدي و البالغي، دراسة نظرية تطبيقية ن افريقا عبد القادر ب - .2007، 1الشرق، املغرب، ط

Page 330: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

عبد القادر الغزايل ، الصورة الشعرية و أسئلة الذات ، قراءة يف شعر حسن جنمي ، دار الثقافة - .2004، 1للنشر و التوزيع ، الدار البيضاء ، ط

، 1، الدار البيضاء، ط)بنية الشهادة و االستشهاد(ية املعاصرة، القصيدة املغرب: عبد اهللا راجع -1987

عبد اهللا الغذامي ، اخلطيئة و التكفري ، من البنيوية إىل التشرحيية ، قراءة نقدية لنموذج أنساين - 1985، 1معاصر ، جدة ، النادي االديب الثقايف ، ط

العربية، بريوت، املؤسسة اجلامعية عبد الواسع احلمريي، الذات الشاعرة يف شعر احلداثة - .1980، 1للدراسات و النشر، ط

.1978، 14عفيف نسي، مجالية الفن العريب، سلسلة عامل املعرفة ، العدد - .2005ط، .د-ظاهرة الرثاء يف القصيدة األردنية، دار الكتاب الثقايف: عماد السنمور -

، 1التمرد ، دار التبشري، عمان ، األردن ، طعمر عبد ايد ، شارل بودلري ، شاعر اخلطيئة و -1997.

1997، 1عيسى فوزي، النص الشعري و آليات القراءة، اإلسكندرية، منشأة املعارف، ط -

.1994، 2غايل شكري، النقد و احلداثة الشريذة، اهليئة العامة للكتاب، القاهرة، ط -

ية و املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب فضل ثامر ، اللغة الثانية يف اشكالية املنهج و النظر - .1994، 1احلديث، املركز الصقايف العريب، ط

ما جيوز للشاعر يف الضرورة حتقيق املنجي الكعيب الدار : القزاز عبد اهللا حممد بن جعفر - 1971التونسية للنشر

.1982، 1كمال خري بك، حركة احلداثة يف الشعر العريب املعاصر، دار املشرق، ط. د -

كمال بن عطية ،سؤال العتبات يف اخلطاب الروائي، دار األوراسية للطباعة و النشر ، اجلزائر، - .2008، 1ط

.1984، 1كمال أبو ديب، يف الشعرية، مؤسسة األحباث العربية، بريوت، ط -

، 1حمسن أطيمش، دير املالك، دراسة نقدية للظواهر الفنية يف الشعر العراقي املعاصر،ط -1982.

الشعر العريب احلديث، بنياته و ابداالا، التقليدية، دار توبقال للنشر، الدار : بنيسحممد - 1989البيضاء،

1994، الشركة املصرية العاملية للنشر، 1البالغة و األسلوبية، ط: حممد عبد املطلب -

للكتاب ، حممد فكري اجلزار ، العنوان و مسيوطيقا االتصال األديب ، اهليئة املصرية العامة - .1998مصر ،

التفاعل، - الفضاء –حتليل اخلطاب الشعري، البنية الصوتية يف الشعر، الكثافة : حممد العمري - 1990الدار العاملية للكتاب، الدار البيضاء، املغرب ،

Page 331: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

، القاهرة ، 1حممد عويس، العنوان يف األدب العريب، النشأة و التطور، مكتبة جنلو مصرية ، ط -1988.

.1971، 2مد النويهي، قصية الشعر اجلديد، دار الفكر ،طحم -

حممد املاكري، الشكل و اخلطاب، مدخل لتحليل ظاهرايت، املركز الثقايف العريب، - .1،1991ط

، 1استقبال النص عند العرب، بريوت، املؤسسة العربية للدراسات و النشر، ط: حممد املبارك -1999

، بريوت ، لبنان 3و اجناز املركز الثقايف العريب، ط حممد مفتاح ، دينامية النص ، تنظري -،2006..

، دار التنوير بريوت لبنان، 1حتليل اخلطاب الشعري إستراتيجية التناص، ط - 1985 ،

مصطفى ناصف، اللغة و التفسري و التواصل، عامل املعرفة ن الس الوطين للثقافة و الفنون - .1995واآلداب،

.1981دراسة األدب العريب، دار األندلس، بريوت، -

.2007قراءات و مقاالت و نقد، وزارة الثقافة –منري مزليين ،جتار أدبية معاصرة -

، بريوت 1يعقوب ، اللغة الشعرية و جتلياا يف الرواية العربية ، املؤسسة العربية للنشر ط ناصر - .2004، لبنان ،

األسلوبية و حتليل اخلطاب، دراسة يف النقد العريب احلديث، دار هومة : السد نور الدين - .0201، 1للطباعة و النشر و التوزيع، اجلزائر، ج

: املراجع املترمجة - بإبراهيم محادة ن مركز الشارقة لإلبداع الفكري، الثقافة و اإلعالم، : أرسطو، فن الشعر، تر -

.ت.داألرناؤوط ، عامل املعرفة ، . م . حممد : ، تر1تاريخ الكتاب ، جألكسندر ستيبشنيتش، . د -

.1978، 169رقم

حممد غنيمي هالل، القاهرة، اهليئة املصرية العامة . د: ما األدب ؟ تر: جان بول سارتر - 2000ط .للكتاب، د

اآلداب شاكر عبد احلميد ، مراجعة حممد عناين ، سيكولوجية الفنون و : جيلن ولسون ، تر - .2000، 258، عامل املعرفة ، رقم

جوليا كريستيفا، علم النص، ترمجة فريد الزاهي، مراجعة عبد اجلليل ناظم ، دار توبقال، - .1993املغرب،

.1993، 1امحد درويش، مكتبة الزهراء ،ط: بناء لغة الشعر، تر: جون كوهني -

Page 332: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

م1986العمري، دار توبقال بنية اللغة الشعرية، ترمجة حممد الويل وحممد -

، 1عبد اجلليل رعد ، الالذقية ، دار احلوار ، ط: نظرية االستقبال ، تر: روبرت هولب -1992

.1991، 1جورج سعد، بريوت، لبنان، ط: استون باشالر، شاعرية أحالم اليقظة، ترغ -

غالب هلسا املؤسسة اجلامعية للنشر و التوزيع ، : مجاليات املكان ، تر - .1984، 1وت ، طبري

.1992حامد أبو امحد، مكتبة غريب ،: تر –نظرية اللغة األدبية : غوسيه مريا -

يوئيل يوسف عزيز ، بغداد ، دار : املعىن األديب من الظاهرتية إىل التفكيكية ، تر: وليام راي - 1987، 1املأمون للترمجة و النشر ، ط

املراجع باللغة الفرنسية : رابعا

1- ALGERDA JULIEN GREIMASE ET Josephe court . dictionnaire rais-onné de la théorie du langage , 1979.

2- Charls grivel : production de l’intérêt romanesque , ed mouton,

the haye, paris , 1973. 3- G.Genette , seuils , ed du seuil , paris , 1987.

- Palimpsest , call .poétique ed, seuil , 1982 .

4- H.r.Jauss ? pour une esthétique de la reception .trad : par claud

millad, 1996. 5- Hénri Mitterand , les titres dés romans de Cay des cars in Claude

duché, sociocritique ed .Nathan , Paris , 1973. 6- Leo h.hoek la marque du titre dispositif sémiotique d’une

pratique textuelle , ed , la haye mouton , paris , 1981. 7- Riffater. M : Sémiotique de la poésie seuil , paris 1983. 8- Taz vetan , todorov :, mikhael bakhetine , le principe dialogique

ed ; seuil 1981. 9- UMBERTO ECO , les limites de l’interprétation , trad par myrion

bouzaher, ed : grasset & farquelle 1992 .

االت : ثالثا

.1996،) 01(، اآلداب1إمساعيل عبد الرمحن ، جملة جامعة امللك سعود، م -

Page 333: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

.1983، 243اليانس حن، يف الشعر، رزيقة بورس، جملة اليوم السابع، العدد - 1981، يوليو، 1، ع1جابر عصفور، أقنعة الشعر املعاصر، فصول، جملة النقد الديب، مج -

مجيل محداوي ، السيميوطيقا و العنونة ، عامل الفكر ، الس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب - .1997، 3، ع25، الكويت، م

.1999 ،487رشيد ضعيفي ، جملة العريب الثقافية ، الكويت ، ع -

.1988، 48/49رشيد بن حدو ،قراءة يف القراءة ، جملة الفكر العريب املعاصر ، ع -

جملة الكرمل ، قربص، - إستراتيجية العنوان –شعيب حليفي، النص املوازي للرواية - .91،ص46،1992ع

-100، ص23،1997، جزء6علي جعفر العالق ، شعرية الرواية ، عالمات يف النقد، مج -101.

.2002حداد ، العني و العتبة ، جملة املوقف األديب ، دمشق ، علي -الطيب بودربالة ، قراءة يف كتاب السيمياء العنوان ، جملة سيمياء و النقد االديب، منوشرات -

.2002جامعية، بسكرة ،

قاسم حداد، ينظر مقال العلوي هامشي، تشكيل فضاء النص الشعري بصريا، جملة الوحدة، - .1991، 83/ 82العدد

حممد مفتاح ،جذور املعرفة اخللفية يف اإلبداع و التحليل و التأويل و التفسري، جمل دراسات - .1992، 6أدبية لسانية، الرباط، ع

، 4حممد اهلادي الطرابلسي، من مظاهر احلداثة يف األدب، الغموض يف الشعر، فصول ،ع -1984.

املتعاليات النصية ، الة العربية للثقافة، تونس ، حممد اهلادي املطوي ، يف التعايل النصي و - .1997، 32، ع16سنة

، املوقف األديب الحتاد الكتاب العرب، .حممد اهلميسي ، براعة االستهالل يف صناعة العنوان - .1997، 27-313دمشق، ع

: املواقع االلكترونية

www.islamique.com، موقع منرب اإلسالم 3تفسري أحكام القرآن ، ج: ابن العريب - www.islamique.com، موقع منرب اإلسالم 8تفسري القرآن العظيم ، ج: ابن كثري -

حسن املؤذن ، الكتابة و األمل ، جملة فكر و نقد، دراسات أدبية و مطارحات نقدية ، العدد - www.eljabri.com .، موقع اجلابري 56

CD.ROMحممود درويش ، اموعة الكاملة -

Page 334: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

الفهرس

بسملة دعاء

شكر و تقدير اهداء

.............................................................................مقدمة

خ-أ

فلسفة العنوان يف النقد الغريب و العريب : املدخل 02 .................................................العنوان يف النقد الغريب -1 ..........................................................العنوان يف النقد العريب -2

............................................ العنوان يف النقد العريب القدمي -2-113

13 15 .......................................العنوان يف النقد العريب احلديث -2-2

29 .............................................النصية يف الترمجات العربية العتبات -3 34 .......................يف الترمجات العربية le paratexteمصطلح -3-1

بنية العنوان: الفصل األول 34 ................................................................ أقسام العنوان -1

36 .......................................................العنوان األساسي -1-1 41 ........................................................املؤشر اجلنسي -1-2 43 ........................................................العنوان الفرعي -1-3 44 ........................................................الداخليالعنوان -1-4

46 ................................................................ صياغة العنوان -2 46 .........................................................العنوان املفرد -2-1 46 ..........................................العنوان املفرد النكرة -2-1-1 54 .........................................العنوان املفرد املعرف -2-1-2 58 ........................................................العنوان املركب -2-2

59 ..............................................................مجلة امسية -2-2-1 62 ..............................................................مجلة فعلية -2-2-2 64 ..............................................................شبه مجلة -2-2-3

67 ............................................................ اختيار العنوان -3

67 ......................................................العنوان املعجمي -3-1

Page 335: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

108 ........................................................العنوان الداليل -3-2 124 ......................................................العنوان املتداخل -3-3

داللة العنوان: الفصل الثاين

131 ............................................................انزياح التركيب -1 131 ..........................................................االختيار -1-1 138 ..........................................................التركيب -1-2 170 ..........................................................االنزياح -1-3

173 .................................................................انزياح الداللة -2 176 ................املستوى العميق للعنوان املركزي/ املستوى السطحي -2-1 198 .............................النص/ العنوان الداخلي/ العنوان املركزي -2-2

تفاعالت العنوان و أفق التلقي : الفصل الثالث ............................................................وظائف العنوان -1

........................................الوظيفة التعيينية -1-1234

235 242 ..........................................الوظيفة الوصفية -1-2 250 ..........................................الوظيفة االغرائية -1-3

257 ................................................................الوظيفة الغائبة -2 258 .............................................الوظيفة الداللية 2-1 260 ..............................................الوظيفة التأويلية 2- 2 269 ...............................................الوظيفة التداولية 2-3

.........................................................انفتاح خطاب العنوان -3 ..............................العنوان اجلزائري و أفق التلقي -3-1

274

274 277 ..................خطاب العنوان على العتبات املرافقة انفتاح -3-2

281 ...........................................................النسق اللغوي -3-2-1 299 .........................................................النسق البصري -3-2-2

308 ..............الديوان انفتاح خطاب العنوان على خارج -3-2

Page 336: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

325 ...............................................................................خامتة .................................................................................ملحق

...............................................................املراجعقائمة املصادر و ..............................................................................فهرس

327

340 348

Page 337: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

Nom du document : الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة.docx Répertoire : I: Modèle : C:\Documents and Settings\kouider\Application

Data\Microsoft\Templates\Normal.dotm Titre : الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة Sujet : Auteur : serveure Mots clés : Commentaires : Date de création : 26/06/2012 02:55:00 N° de révision : 2 Dernier enregistr. le : 26/06/2012 03:07:00 Dernier enregistrement par : SWEET Temps total d'édition : 2 Minutes Dernière impression sur : 28/05/2012 01:03:00 Tel qu'à la dernière impression Nombre de pages : 336 Nombre de mots : 59,169 (approx.) Nombre de caractères : 325,430 (approx.)

Page 338: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺮﺋﺍﺰﳉﺍ ﺓﺪﻴﺼﻘﻟﺍ ﰲ … · : ﺚﻳﺪﳊﺍ ﰊﺮﻐﻟﺍ ﺪﻘﻨﻟﺍ ﰲ ﻥﺍﻮﻨﻌﻟﺍ -1 ﺮﺼﻋ ﻊﻣ ﺎﻗﻭﺎﺴﺗ

- مقاربة سيميائية -خطاب العنوان في القصيدة الجزائرية المعاصرة

ملخص البحثاالهتمام بالعتبات النصية من األمور الحديثة تنبهت لها المدرسة الفرنسية مع بدايات

العصر النهضة األوروبية الحديثة ومن أهم روادها هنري متران كلود دوشي وليوهلوك من خالل كتابه سمة العنوان الذي أبرز فيه الجهازالمفاهيمي للعنوان

معتمدا في ذلك على مرجعية سيميائية وكذلك إسهامات شارل كريفل من خالل كتابه إنتاج االثارة الروائية ،لتكتمل الرؤية المنهجية للعنوان مع جيرار جينيت حيث يجسد كتابه عتبات نظرة جديدة للتفاعالت النصية ،وما يهمنا من هذه التفاعالت هو النص

المحيط الذي يمثل فيه العنوان عنصرا مهما وموجها قرائيا.

أما عربيا فنشطت ترجمات هذا المصطلح وتعددت البحوث التي جعلت أساسها هضم الجهاز المفاهيمي لعلم العنونة كما نظمه ومنهجه جيرار جينيت في كتابه

عتبات.

وقد اعتمدنا مدونات شعرية لشعراء جزائريين وال سيما أن الشعر الجزائري عرف تحوال وتنوعا على مستوى التجربة الشعرية العربية الحديثة.

الكلمات المفتاحية:

العتبات النصية؛ النص المحيط؛ النص الفوقي؛ العنوان األساسي؛ العنوان الفرعي؛ المؤشر الجنسي؛ العنوان المركزي؛ النص المعنون؛ التأويل؛ انفتاح الداللة؛ انزياح

التركيب؛ وظائف العنوان؛ العتبات المرافقة؛ بنية العنوان التناصية.