588
اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ـ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﺮﻗﻢ ﺎت ﻛـ ﻠـﻴـ ﺔ اﻵداب واﻟـﻠﻐـ: ..................... اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲđ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وآدا: .......... ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﻮﻳﺎت إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر إﻋـﺪاد اﻟﻄـﺎﻟﺐ ﺻﺎﱀ ﺧﺪﻳﺶ رزﻳﻖ ﺑﻮزﻏﺎﻳﺔ أﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ٢٠١٢ / ٢٠١٣ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺼﻔﺔ أ. د. ﺣﺴﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻨﺘﻮري ـ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ رﺋﻴﺴﺎ أ. د. ﺻﺎﱀ ﺧﺪﻳﺶ ﻋﺒﺎس ﻟﻐﺮور ـ ﺧﻨﺸﻠﺔ ﻣﺸﺮﻓﺎ أ. د. ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻮﺧﻠﺨﺎل اﻷﻣﲑ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ـ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻋﻀﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ أ. د. ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﻟﻴﺒﺎرﻳﺮ اﳊﺎج ﳋﻀﺮ ـ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻋﻀﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ أ. د. ﳛﻲ ﺑﻌﻴﻄﻴﺶ ﻣﻨﺘﻮري ـ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻋﻀﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ

ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﳝﺪﻟا ﺔﻳﺮﺋاﺰﳉا ﺔﻳرﻮﻬﻤﳉا … · - 1 - ﺔﻣﺪﻘﻣّ ،ﺺﻨﻟاوﱡ .ﺔﻴّﻧﺎﺴﻧﻹا ﺮﻫاﻮﻈﻟا

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

    قسنطينةـجامعة منتوري .....................: كــــلــيــــة اآلداب والـلغـــــــات الرقم

    ا الرقم التسلسلي ..........: قسم اللغة العربية وآدا

    بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه العلوم في اللغويات

    إعـداد الطـالب إشراف األستاذ الدكتور رزيق بوزغاية صاحل خديش

    أعضاء لجنة المناقشة

    ٢٠١٣ / ٢٠١٢السنة الجامعية

    الصفة الجامعة األستاذ رئيسا منتوري ـ قسنطينة حسن كاتب. د. أ مشرفا عباس لغرور ـ خنشلة صاحل خديش. د. أ

    عضوا مناقشا األمري عبد القادر ـ قسنطينة عبد اهللا بوخلخال. د. أ عضوا مناقشا احلاج خلضر ـ باتنة بلقاسم ليبارير. د. أ عضوا مناقشا منتوري ـ قسنطينة حيي بعيطيش. د. أ

  • اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

    جامعة منتوري ـ قسنطينة

    ....................: الرقم اتـلية اآلداب واللغـكا م اللغة العربية وـقس .........: الرقم التسلسلي آدا

    بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه العلوم في اللغويات

    إشراف األستاذ الدكتور إعداد الطالب صاحل خديش رزيق بوزغاية

    أعضاء لجنة المناقشة

    الصفة الجامعة األستاذ رئيسا منتوري ـ قسنطينة حسن كاتب. د. أ مشرفا خنشلةعباس لغرور ـ صاحل خديش. د. أ

    عضوا مناقشا عبد القادر ـ قسنطينةاألمري عبد اهللا بوخلخال. د. أ عضوا مناقشا احلاج خلضر ـ باتنة بلقاسم ليبارير. د. أ عضوا مناقشا ـ قسنطينةمنتوري حيي بعيطيش. د. أ

    2013 / 2012السنة الجامعية

  • - 1 -

    ّمقدمة ، ُّوالنص. ّيةظواهر اإلنسانال َّأهم اللغة كونل علوم اإلنسانَ اللسانيات قاطرةَ علمالدارسني من ٌكثري ّدُعَيـ

    رة ّون يف املراحل املتأخّل اللسانيِ من أجل ذلك عم؛ هذه العلومحمور يف ٌ للغة، معدودّ الطبيعيُمن حيث هو املظهر ةّا مبتغى اللسانيات النصيهذكان و ،ا أعمق لقوانينهٍ يف سبيل فهمّلنصعلى توجيه الوصف اللغوي حنو ظاهرة ا

    حمدود املمارسة اللغوية تقرتح خمزونا غري ّ ألن؛ احلصر نطاق عناًخارج يبقىاملقصد هذا ّعلى أن. وحتليل اخلطابديدة ال ميكن اختزاهلا لسانية جً معرفةفيها س تأمالت العلماءّتؤساليت ، ومن امللفوظات اليت تدخل يف فلك النص

    ة ّأمهيتها وثرائها، نسبيعلى ،ليت أمثرها البحث النصيهلذا كانت املعارف اللغوية ا ،ةّقليف مجلة من النواميس امل .منقوصة

    ة ّ املدلوليّقضيتا ّ اللسانيات حنو توصيف اللغة يف مظهرها الطبيعيُهّومن اإلشكاالت الرئيسة اليت أفرزها توج

    على مدى املدارس ، "F. De Saussure" "فردينان دي سوسري" بعد عليهمار الكالم ُهومان كثواملرجعية، مفا املشكالكوف األوىل القضيةأما .انتشار حماضراته يف أحناء العامل اللسانية اليت تلت لة؛ِّ امليزة األوىل للغة وعالماافال وجود للغة و لتوظيف ّ لإلطار الطبيعيً مالزمةً مسةاهبوصفف ةالثانية ّالقضيأما من دون مسة املدلولية، وعالما

    ة ّ مدلوليَ ظاهرةُرّ التأويل وتفسَ مسارُدّ حتدٍةّ مرجعيٍ من إحاالتٌّ تواصليٌ إذ ال خيلو موقفاللغة وهو التواصل؛ حيث ؛أمولهو م من االهتمام ما ُةّ الدراسات العربيعلى أمهية هذين املفهومني مل توهلماو. ّةاألشكال اللغوي

    ة من ميدانهّ املدلوليَمفهوم َ أخرجٌ، وهو منظورّ السيميائيّ على املنظور اإلجرائيغالباة ّ دراسات املدلوليْاقتصرتة، أو يف ّ األجنبيِة إال يف إطار ترمجة األحباثّ باملرجعي، كما أن هذه الدراسات مل حتتفيف اللسانيات ّاألصلي .ةّة يف املدارس الغربيّة والتداوليّلفوظيسانيات املّ اللِ تأصيلِحماوالت

    ُلّة، مقاربات تؤصّا ملثل هذه املقاربات العلميًل جماال خصبّ تشكًّةنات لغويّ اللغة العربية تقرتح مدوّغري أن

    ويف . أخرىمن جهة منهماّة لكلّ الكفاءة التوصيفيِفحصب، كما تسمح من جهة املدلولية واملرجعية ْمفهوميبقدر استغراقها للظواهر ْزة هلذه التأصيالت واملراجعات؛ إذ ّ متميًل القرآن الكرمي مادةّنات ميثّ املدومة هذهّمقد

    ة ّ ذاتيًنقدية ٍ، متاما كما تكتسب آلياتّالعلمية تهاّ اللغوية احلديثة شرعيُ النظريةُ تكتسب،اللغوية يف القرآن الكرمياية العامل وإحياء املوتى تتوفـَ حقائقنةِّاعة املتضمّس نصوص قيام الَّعلى أن .ّومنوهاترافق تطورها ِاتّ على آليُرّ

    ِعلمهادة والغيب، بني َّ الشْا جتمع بني عامليّ ذلك أ؛العنايةزة عن بقية النصوص تستحق ّ متميٍ ومرجعيةٍمدلوليةِوعلماإلنسان من أجل ذلك كانت.تالف بيئتهي على اخِّ يف سبيل إنتاج معىن توصيلي تبليغي يفهمه املتلق،اهللا ِ

    حىت وإن ،ة بالواقع واحلقيقةّ على عالقتها املرجعيًحمافظة، ّاإلبالغي للمعىن ًة منتجةّ أشكاال لغويُهذه النصوص . الغيب البعيدَ أخبارُ البشر إذ تنقلَ جتربةْجتاوزت

  • - 2 -

    ة يف ّة واملرجعيّ املدلوليْاهريت يسعى إىل معاجلة ظحيث، ّالسياق املعريف هذا البحث يف هذا ُ إشكالُيتموضع املعىن؟ ٍغري مألوفة ينقل أخبارا ٌّ غييبٌّكيف ينتج نص: اعة، من خالل استقصاء تساؤلني جوهرينيَّنصوص قيام الس

    فيفتح بابا أما التساؤل األول ؟ من جهة ثانيةبالواقع واحلقيقةو ،ي من جهةّ بتجربة املتلقوما عالقة هذه األخبارا يف األشكال اللغوية ذات الداللةة ّ وسائل املدلولياستكشافعلى ا من سياقات وعالمات غري ِّومتعل وآليا قا

    لغوية، وأما التساؤل الثاين فيفتح بابا على تصنيف اإلحالة يف تلك األشكال، ودور كل صنف يف ربط النص .ته يف النهايةّبالواقع اخلارجي وببناء مدلولي

    جيعل من مقاربة إحدامها مالمسة جلوهر ترابطا ظاهرتان مرتابطتانةّية واملرجعي املدلولّيف أن ّال شك

    الذي يتخذه كل من املصطلحني يف ميدان اللسانيات، أم بتوظيفهما ّق األمر باملفهوم النظاميّاألخرى، سواء أتعل .بعه من الدارسني والنقاد ومن ت"Michael Riffaterre " ميشال ريفاتريعندة ّاإلجرائي يف الدراسات السيميائي

    ّاعة حتديدا، ألنّ ما يكون يف نصوص القرآن الكرمي، ويف نصوص قيام السُعلى أن هذا الرتابط بني املفهومني أظهر غري احلقيقة، حىت وإن ُ ال ينقلّة املدلولية، كما أن هذا النصّ قمُ يف هذه احلالة هو البالغ، والبالغّغرض النصمة املرجعية ّ فال مناص من حماولة فهم عالقة الشكل اللغوي بالواقع بوصفها الس مألوفة،ري غائبة غًكانت حقيقة

    اعة يف القرآن َّ السُقيام: " على هذا األساس جاءت صيغة عنوان البحث كالتايلة؛ّزه عن النصوص األدبيّاليت متي ".هُّ ومرجعيتِّ النصُمدلولية: الكرمي

    الدارسني ُنها إعراضم :ا للدراسةًراء اختيار هذا اإلشكال املزدوج موضوع وٌكامنة من الدوافعٌة مجلةّمث

    اإلجراء على املقاربات ُة، واقتصارّمن خالل املقاربات التطبيقية واملرجعية ّ املدلوليْللسانيات عن فحص مفهوميية صيغت أساسا ومن األدب موضوعا، مع أن هذه املفاهيم اللسانًمنهجاالنقدية اليت اختذت من السيمياء

    ا األدبي من َفرّ فيما توهومني املف هذينُغموضومن الدوافع . ة وغري األدبيةّلتوصيف اللغة يف كل مستويا ها ومن.فاهيم ملواكبة تطور علوم اللسانة إىل حتديد تلك املّ الدارسني للعربيُمقاربات يف الرتمجات والنقول، وحاجة

    يف كشف ُسهما ت، إذ إّ للخطاب القرآينُ اليت أنتجها البحث اللغوي احلديثّة كثري من املفاهيم النظريُمناسبة يساعد على عن بقية األشكال اللغوية، كما أن اختيار القرآن مصدرا للدراسة قد ّ واملرجعيّزه األسلويبّجوانب متي

    ا، إذ ية احلديثة نقد الكفاءة التوصيفية للنظريات اللغو ها ُنسجامها مع نصوصه ميكن ومسبقدر اْمبفاهيمها ومقوال .الشمولبالعلمية و

    املدلولية واملرجعية يف ْمفهومي ُمنها حتديد: ةّ هذا البحث يسعى إىل حتقيق مجلة أهداف معرفيّكما أن نشوء قوانني ُ، ومنها معرفة كما يف بعدمها السيميائي اإلجرائيبعدمها النظامي أو األساسي يف ميدان اللسانيات

    ، ومنها تهّ النصوص الغيبية اليت تصف أحداثا عجيبة تفارق خربة املتلقي وتتجاوز مرجعيتشكل الداللة يفاملعىن و

  • - 3 -

    ة حتقق لدى القارئ صدق رسالته، ّوما فيه من خصائص مرجعيبيان ما للقرآن الكرمي من مزايا هذه القوانني، .ّه احلجاجيَوتعضد عنده جهاز

    ،ة خمتلفةّات لسانيّنظريل ٍ طرقرقْ يف مفَ قد متوضع البحثُإشكالكون برسم هذه التساؤالت واألهداف ي

    كثري من املنهج يف لّحتولقد . بتحقيق األهداف واإلجابة عن اإلشكاالتٌكفيلة وحيدة ٌال تظهر منها مقاربة يار منهج اختّدعهل ي ؛املدروس لموضوعل املنطقيةته ّعلى الرغم من تبعي للدراسةٍ إىل هدف األكادمييةاألحباث

    ؛ املنهجال منظاهرة المن إمنا تنطلق يف عملية البحثالعلوم ّ هذا السؤال هو أنالداعي إىل؟ ًّمعرفية ًحتمية دّحمدل ُا وحيدا يكفًا منهجُها وآلياُ، ال تستدعي من حيث طبيعت لسانيةةّخاصي من حيث هي ،فظاهرة املدلولية

    على ،يف النهاية على استحالة االستقرار و، االختيارصعوبةرية على أدلة كثومثة .استغراقها بالوصف والتحليل خمتلفةسانية قها مبرجعية لّتعلات املدلولية يف النص القرآين وّي آلُّعتنو، أمهها على وصف املدلوليةٍ قادرةٍفريدةنظرية

    لذلك كان لزاما و،غِّ كتاب مبل ذاته ألنهّ النصُبنية ذلك أن أصل املدلولية يف القرآن الكرمي ُبيان ويف كل مرة؛ة يف ّ اللغويُ العالماتُتتناغمقد و.ّ البنيوية ومقاربتها لداللة النصةّالدراسات النصي إىل َعلى البحث أن يلتفتة بدورها إىل ّارجي اخلُ الكائناتُلّذ ذاك تتحوإ و،ّ داالخطاباتها ّل بكليّتشكة يف الكون لّالقرآن مع اآليات املرئي

    ذا النّ النصُ مساحة معهاعّتتوسة، ّ وعالمات سيميائيٍلةِّؤوعناصر م ّ كما أن.سق من اللغة إىل السيمياءّ الدال . املعىن يف إنتاجادورهوص وّ تداخل النصَز أن نبحثلذلك جا و،ةّ من خواص حتقيق املدلوليّداخليالتناص ال

    يف تأويل ّمؤثر،بشكل ،ا تسهم معرفتنا ٍةّة خاصّ سياقات غري لغويِ أحيانا من منطلقّ النص القرآينّ يدلوقد .ّيداويل للوصف النصّموذج التّ الن أيضا إىليلجأ التوصيفهلذا معانيه، و

    ًل بعد كل هذه الفرضيات مجلة من الرؤى تشكل منهجا للدراسةَّتتحص ة ّة للكشف عن مدلوليّ بنيويٌ رؤية:ٌ ّ النصانسجام ـ لفهم "C. S. Peirce " بريس شارل للسيمياء عندّصلي سيميائية ـ باملعىن األٌرؤية، والنسق اللغوي

    بينها ّهل مثة رابط منهجي. يف تأويل النصّ اخلارجي السياقتأثرية مدى ة ملعرفّ تداوليٌرؤيةالقرآين مع العامل، وقد ساقنا للبحث، واملختار السؤال تستدعي مدارسة تلك املناهج يف ضوء املوضوع هذاعن؟ إن اإلجابة مجيعا

    .للدراسةهذا املطمح إىل حماولة استكشاف تلك اجملاالت من أجل حتديد أدوات مناسبة

    ٌشكل عدد القدمية بني و العربية واألجنبية، ؤلفاتعت بني املّا هلذا البحث، تنوّدراسات مرجعا ضروريال منّ ّ الدرس النظريُا مصادرّأم. مبوضوع هذا البحث ٍ أو من بعيدٍصل من قريبّ تتَت بتوصيف ظواهرّثة، واهتمواحلدي

    عن ت صدر"ةّكتابات فلسفي" اجملموعة يف " سندرس بريسشارل" ُ للمدلولية فتشتهر منها أحباثّواإلجرائيا لظاهرة املدلولية يف العالمات، ّ سلوكيًام تفسريّس فيها لعلم السيمياء وقدّ أس،منشورات دوفر بالواليات املتحدة

    وعالقتها "مدلولية القصيدة" أول مباحثه بدراسة ّ خص،"ميشال ريفاتري" للناقد الفرنسي "يمياء الشعرس" ُوكتاب

  • - 4 -

    فتوزعت بني كتب فلسفة اللغة ولسانيات التلفظ، ّرس املرجعيّ وأما مصادر الد.ةّباملفهوم التقليدي للمرجعي ،الصادر بلندن" Richards & Ogden" "تشارلزأغودن " و"لريتشاردز إيفور" "معىن املعىن"حيث يشتهر كتاب

    ْإذ أمهلت" فردينان دي سوسري"با على حماضرات ّ املرجع وعقَ فيه مفهومَالّأص يف دراسة اللغة، َ هذا العنصرْ .L" "لودويغ فتجنشتاين" و"P. Strawson" "بيرت سرتاوسن"و" G. Frege" "غوتلوب فرجيه" ُوكتابات

    Wedgenstein"حول اإلحالة" ْفات من مثل كتايبّ يف عدد من املؤلْعتُة بالواقع، وقد مج يف جمال عالقة اللغ" عبد القادر " َ وقد ترجم،"M I T" للتكنولوجيا "مساشوستس" من منشورات معهد "قراءات يف فلسفة اللغة"و

    ا ّ اليت أطةّ وأما الدراسات املرجعي".الداللة واملرجع"ة يف كتاب ّ عددا من هذه الدراسات إىل العربي"قنيين را كتاب ّأهممن ّامللفوظية فإن .E" " بنفنيستإميل" عند عليه كانت ماعماة ّ املرجعيَع دائرةّ وسٌمنتجاBenveniste" كاترين أركيوين" ُهو كتابو" "C. K. Orecchioni" مرجعا ُّ، وهو يعد"ّاملفوظية"املوسوم بـ

    .M" "ميشال بريي" يف تلك الدراسات كتاب ُحيث احلضور الدراسات امللفوظية املعاصرة، ويليه من ألغلبPerret" يف حنو النصُظّالتلف"املوسوم بـ ".

    فات املهتمة ّ من املؤلٌسانية العربية، فظهر عددّ يف الدراسات اللّ والتداويلّ امللفوظيانر االجتاهّوقد أث

    يف بناء النص " عنوانه "مرمي فرنسيس" ُكتابمثيل ة وعالقتهما باللغة، منها على سبيل التّبدراسة املرجع واملرجعي بداية ّة تأصيلية لتوجهات الدرس املرجعيّ فيه الباحثة قراءة نقديْأجرت ً وقد كان حبق دراسة جريئة ورائدة،"وداللته

    منشورات من"لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب" املوسوم بـ"ذهبية محو احلاج" َوكتاب ،"إميل بنفنيست"من ّ، ضم زيادة على تأصيل األفكار املرجعي"تيزي وزوب" "مولود معمري"امعة جبرب حتليل اخلطاب خم ًة دراسات تطبيقيةّ

    .على اللغة العربية

    مكتسبات َاستثمار حاولت ، علمناّ على حد،هناك دراسة وحيدة ّة العربية فإنّ اإلجرائيُأما املراجعا ّسالة ماجستري تقد القرآين، وهي رّة لتوصيف النصّامللفوظي اإلحالة " موسومة بـ "ياسني أمحد فوزي بين ياسني"م

    ُا ملفهوم اإلحالة وأنواعها، وكان حمورًنها الباحث أقسامّ، ضم باألردن"الريموك" نوقشت جبامعة "يف النص القرآينمان ّ لعوامل الز"عشرايتسليمان ال" ُ من ذلك االهتمام عرضٌ، وقريبً وخارجيةً اإلحالة داخليةُاهتمامه تصنيف

    ّ صراحة عن توظيفه آلليات التحليل املرجعيأفصح ْ يكن وإن مل،"اخلطاب القرآين"واملكان واخلطاب يف كتابه ً.

    َحبث لظاهرة املدلولية يستدعي ّالتفسري العلمي ّلكن، وّراسة هو علم داللة النصّه الداإلطار العام هلذإن البحث إىل ُ للعالمات والنصوص، وهذا ما يسوقّ البعد املرجعيبتحليل ال يتم إال ةّ املدلوليفهمة، ألن ّاملرجعي

    ا يف املقاربة النصية دجمها لدراسة املرجعية اللغوية، واليت ميكن ةّالتداولي / املقاربة امللفوظيةاعتماد ال من حيث أإلجرائية دت املقاربات اّواعد امللفوظية اليت قيق تعين حماولة جتاوز البقدر ما، للمنهج البنيويَ اخلضوعًضرورة تعين

  • - 5 -

    مح بدراسة النصوص يس، نوعا ما عن شروط منتجهٌّ مستقلٌ من حيث هو مفهوم،ّفالنص. يف حتليل اخلطابط يف األبعاد ّ من دون التور، عالقتها بالعاملُترسمو اليت حتكم إنتاجها للداللةحماولة فهم القوانني اللغوية القرآنية و

    .ظِّشخص املتلفل ٍّ أو مكاينٍّ زماينٍفوظية اخلاصة بتحديداملل

    إىل ّ ومن النظري، إىل اخلاصّ من العامُنتقلت ٌّمنهجية تدِمُتْ اع هذا الدراسةيف سبيل مقاربة إشكاليهدف ، "رؤية نقدية: استغراق الدراسة اللغوية للقرآن الكرمي" عنوانه ٌها مدخلَمَّ تقدٍ وفق ثالث أبواب،ّالتطبيقي

    جتاوز القرآن كمدونة يف حتليل اخلطاب، بالنظر إىل كثرة الدراسات اليت أقيمت إىل مراجعة الفكرة الداعية إىل .حوله

    األول : فصلنيّ ضم"ّ مصطلحيٌدرس: املدلولية واملرجعية يف اللسانيات" بـ ٌ موسومّ األول نظريُالباب

    ووصوال ، عند العربالفكرة العالقة بينهما انطالقا من تأصيل يف املفهومني ويفُ يبحث"النص واملدلولية"عنوانه أساسيا لبناء شرطا ّة يف املدارس اللسانية احلديثة، على أن الربط بني النصية واملدلولية يعدّإىل امتداداته االصطالحي

    من خاللهه الدراسة هذْ حاولت"املرجعية يف اللسانيات" أما الفصل الثاين فعنوانه .حتليل مقبول يف هذا البحث .ةّ إجرائيً املفهوم وعرضه على أوجهه املختلفة قبل اختاذه أداةَتأصيل

    ُيدرس األول: ثالثة فصولّضم " يف حمتوى قيام الساعةّ القرآينّة النصّمدلولي" عنوانه ّ الثاين تطبيقيُالباب

    نة قيام الساعة يف القرآن ّوص املتضمة اإلحصاء، أي دالالت األرقام احلاصلة من إحصاء اآليات والنصّمدلوليلمعىن املنتجة لة، أي األدوات ّ الثاين وسائل املدلوليُويدرس. ة والنوعية لإلحصاءّ مع بيان اخلصائص الكمي،الكرمي ُويدرس. ، والتناصّ، واالمتداد السيميائيّ، وبنية النصّالتماسك التداويل: اعة وهي أربعةّ نصوص قيام السيف

    آلية تشاكل اخلطاب األوىل هي: ةّن مبحثني لكل آليّرها، ويتضمّ وتفسَةّ املدلوليُ تشرحٍث آلياتالفصل الثالا دور التمثيل يف إثراء املعىن، والثانية هي فكرة البنية العامة للنص ٌ، ومتعلقّودورها يف تفسري إنتاج املعىن الغييب

    .ا تفاعل القضايا بشكل متناغم لبيان املعىنُومضمو

    ة ّاألول لبيان مرجعي: فصلنيّضم "ّمرجعية نصوص قيام الساعة"عنوانه أيضا ّ الثالث فتطبيقيُأما البابة املوضوع أو ّة لعناصر النص واخلطاب يف القرآن الكرمي، والثاين لبيان مرجعيّ وهو ميثل مقاربة تلفظي،التوصيل

    ة التلقي وهي املعرفة اليت يتقامسها ّاألول مرجعي على مبحثني، يتناول ًاحملتوى يف نصوص قيام الساعة مقسمة .تجربة اإلنسانل ُاملتجاوزة، ويعرض الثاين ملرجعية اخلرب وهي املعرفة الغيبية اخلالصة ّالقارئ مع النص

  • - 6 -

    من العوائق ٌقة جديرة بالدراسة، واجهها عددّ، شي هذا البحث، على صعوبتها وخماوفهاُكانت مسرية واليت مل يكن ، التعامل مع املعرفة اللسانية من مصادرها األجنبيةُا يف هذا املقام صعوبةعوبات نذكر منهّوالص

    ، "B. L. Whorf" " وورفبنيامني" عندة اللغوية ّ النسبيكفكرةللبحث مناص من العودة إليها لتأصيل األفكار، رومان " اللسانيات من أمثال دروا وكذلك األمر مع ،"بريسشارل "ـ ة لّ الكتابات الفلسفييف السيمياء فكرةو

    قدر اإلمكان على ُحرصت الدراسةفقد . "هاريسزليغ " و"بلومفيلدليونارد " و"سابريإدوارد " و"جاكبسونا األصلية الرجوع إىل ، من تشويه للحقائق يف املراجع املساعدة،ة النقلّ عمليّ ميس قداملًجتنبا ،تلك املصادر بلغا

    يف سبيل احلفاظ على حدود االقتباس بدقة ِبيان و، النقل املعنويبدال منحلريف قتباس االا على كما حرصت يف اللغات املصطلحات اجلديدةُعائقا آخر هو مشكلة هذا ما أثاركان و .األفكار على ما هي عليه يف مصادرها

    ا األصليُاليت مل تدخل بعدو األجنبية يف ميدان حتليل اخلطاب، ٌمعروف ٌأن يكون هلا مقابل بله ،ةّ إىل معاجم لغا القرآن الكرمييف و املدلولية يف العربية عامة حول ظاهرةة الدراسات اللسانية ّومن الصعوبات أيضا قل .ةّيف العربي يف نظريات القراءةة للغة، مع احنصار الدراسات امللفوظية وّهرة إىل الوظيفة املرجعي استناد هذه الظاِ وكيفية،اًحتديد

    ن ِّ املتضمّ القرآينّصات بناء الداللة يف النّ آليشرح عن ً قاصرةةَّفييوصت الاَهَكفاءتـ ، مما جعلألدبيةااملدونات . الغيبَأخبار

    ُها على مسرية البحث، لكنها مل حتُهذه الصعوبات وغريَّلقد أثرت إمتامه على الوجه السعي إىلل دونّ

    أستاذنا صاحل ُ لوال ملسة املتواضعةالنهائية على صورته أن يكتمللهه مل يكن ّعلى أنالذي هو عليه اآلن، ا األوىل فيهاّعنا على املضيّ وشج وأشرف عليها بصرب وحكمة، الدراسةَخديش، الذي رافق مسرية ، منذ بدايا

    .كر واالمتنانُّا جزيل الشّفله من

  • َّ الكرمي ـ مدلولية النص ومرجعيته ـ مدخلَّقيام الساعة يف القرآن َّاستغراق الدرس اللغوي للقرآن ـ رؤية نقدية ـ: ِّ ُ

    :ُمدخل

    الدراسة اللغوية للقرآن الكريمُاستغراق ّة نقديٌرؤية

    ﴿﴾

    85: اإلسراء

  • - 8 -

    ٌ هذا املدخل فكرة ُمنطلق ُ ُاستغراق الدراسة اللغوية امضمو األدبكثري من الدارسني للغة و شاعت بني

    ُ تقدمًل مدونةّ ال ميكن أن ميثحبيث ،ميلقرآن الكرل والظاهر .للمعرفة اللسانية ً جديدةإضافاتة هلا ّنا العلميُقاربات مّفرق بني دراسة ال ّ، دومنا تأمل يفناتَّد املدوُّوية منوط أساسا بتجد اللغة تقدم املعرفّ أنمبدأ حيكمها الفكرة هذا ّأن

    ّةالنقديبني الدراسات و، سواءاجلديدة على حدٍّو النصوص القدمية يف ىّتتجل من حيث هي ظاهرة إنسانية ،اللغةنات ّمدويف إطار جاوز إال ّ حبيث ال يكون هذا الت،ّصوص األدبيةّيف الن وجتاوز املألوف اإلبداعَتفسرياول اليت حتيها يف كل ل إلَّملتوصة النتائج اّ بنسبيّ العلمي القائلاملبدَأ هذه الفكرةتتجاهلأخرى ومن جهة .غالبا دةّمتجد

    ّمسعى معريف خاصة بعد، الكربىاهاُّتوجرت يف فلسفة العلم وّ أثاليت العلوم املادية سياق يفتبلور ٌ، وهو مبدأً النظرية آمال من وراء ذلك ءه يف توحيد قوانني الفيزياِ أيامَ أواخرAlbert Einstein"1" ألربت آينشتاين ِفشل

    ائياّيفسر اقانون عام َصياغة هذا اهلدف صعب املنال إن مل َ بلوغّأن بعدها َّتبنيْ، إذ 2لظواهر املادية تفسريا كليا و .هاّ تكشف احلقيقة كلوالمن من احلقيقة طرفا ُ تكشفٌةّ كل معارفنا نسبيّألنًيكن مستحيال،

    ًتعمية "R. Barthes"يه روالن بارت ِّ فكرة استغراق الدراسة اللغوية للقرآن تشبه ما يسمَّالظاهر أنو

    "mystification"،احلكم ناسبها انطالقا من أفكار مسبقة وثوبا ال ي الظواهر املدروسة َإلباسهي كلمة تعين وصلي الذي يعىن جاهزية األحكام وأسبقيتها على النظر أو هي أشبه باهلريمينوطيقا يف معناها األ،3ذلكعليها وفق

    ت من غري اللغوية اليت اختذ الدراسات اللغوية وثراء يف هذا املقام أن ية التعممصطلح منُما يقصد و،والفحصاليت تتضمن يف ثناياها أن القرآن و،)التعمية (سةَّاملؤس هذه احلالة الفكرية غري ْأحدثت هلا مصدراالقرآن الكرمي

    ال ن أجل مناقشة هذه الفكرة م و.ناتَّى من جتديد املدوَّلسانيات يتأت جتديد يف الَّأن كلو ،الكرمي مدروس لغوياو خصوصية القرآن الكرمي من حيث هو ،فلسفة اللسانياتو ، املدونةمبفهوم تتعلق نقاط مجلة مناص من عرض

    .مصدر للمعرفة :المدونة في النقد األدبي . 1

    ف يه الدارسون لوص االختالف يف طبيعة املنهج الذي يرتض هذاقد يظهر خمتلفة للمدونة، وٌمثة تعريفات ة بغية دراسة توزيع العناصر مثال يربطها بتسجيل اللهجات احلي"Zellig Harris "، فزليغ هاريساملادة اللغوية

    . لةَّى تسجيل املنطوقات للهجة واحدة وحتليل املادة املسجالتحقيق يف اللسانيات الوصفية ينص عل«: فيهااللغوية

    .اغته نظرية النسبيةحلديثة بعد صيمؤسس الفيزياء افيزيائي أملاين و) 1955 -1879( ألربت آينشتاين 1، ص 1980 أبريل : الطبعة الثالثة لبنان،، دار القلم بريوت.)قصة النظرية النسبية. (ألحدبالكون ا: عبد الرحيم بردحول جهود أينشتاين يف توحيد القوانني ميكن الرجوع إىل 2

    .7، ص 1992 ، دار اهلالل. إبراهيم فهميترمجة مصطفى). جالكون عند ستيفن هوكن(العبقري والكون : جون بوزلو و.269 / 265لس الكتب عامل املعرفة. ة حممد عصفورترمج. ) دريدامن ليفي سرتوس إىل(البنيوية وما بعدها : ن سرتوك جو3 .73، ص 1996 فيفري ، الكويتوطين للثقافة والفنون واآلداب، ا

  • - 9 -

    ا هوقات املسجلة تشكل مدونة املعطيات، وخمزون املنطوو وصف مضغوط لتوزيع العناصر التحليل املتعلق .1»إغالق املدونة قبل بداية التحليلبالطبع ال جيب . ضمنها

    ن اللغة إذا كان صحيحا أ« :يف إطار اللسانيات العامة بالقول "Olivier Soutet "فها أوليفيي سويتِّيعرو

    ، ميكننا أن نستنتج يب، كل ملفوظ حييل إىل مجلة حتتية كل حتقيق خطاَّهي جمموعة اجلمل املمكنة، وإذا أقررنا أنموعة امللفوظ ائمة كاملة ، فستكون لنا حظوظ معقولة يف إقامة قات احملققة فعليا يف جمتمع لساينأنه بأخذنا

    ا جمموعة ملفوظات مؤكدة .تقريبا للجمل املمكنة ن ال تكو .مدونة: هذا التصور للغة يعرفها، يف التطبيق، على أ، إذ ال وصف الفرنسية يف كثري من األحناء امللفوظات اليت تقعد أمثلة، كما قد توهم بذلكاملدونة أدبية بالضرورة

    ملثل ال جيب باو) النصوص التقنية، العلمية، القانونية اخل(انة لدى امللفوظات غري األدبية خذ املدونة مكَّبد أن تت .2»أحيانا ـ أن تتضمن ملفوظات شفوية ا واجب ذلكقد يكون ـ وة للمدونميكن: اخللط بني املدونة واللغة املكتوبة

    نات األدبية ليكون التوصيف اللساين أكثر استغراقا للظواهر َّففي هذا النص بيان للزوم جتاوز اإلطار احملدود للمدو .اللغوية

    تعريف ،هذا البحث يبتغيهامنها تلك اليت و،يناسب خمتلف املقاربات اللغوية أمشل تعريف ّعلى أن

    دف وصف أمنوذج لساينجمموعة ر« إذ يعرف املدونة بوصفها"A. J. Greimas "غرمياس .3»سائل معدة ا تربط لقاسم املشرتك بني هذه التعريفاتاو إىل معرفة قوانني اهلادفبني الوصف اللساين بني مفهوم املدونة و أ

    كل رها يف جمموعة من النصوص لتشُّ من الشروط الواجب توفقد أضاف غرمياس إىل هذا التعريف مجلةو .اللسانجلزء العالقة التعميمية انطالقا من ا: "Représentativité"التمثيلية : أوال: مدونة مناسبة لدراسة لسانية وهي

    ا على متثي جزذات املوضعد يف ِّ مع أنه يؤك،الذي هو املدونة إىل الكل وهو اخلطاب ل ئية أي مدونة وعدم قدر: "Exhaustivité"االستغراق : ثانيا .جهة أخرى خضوعها ملفهوم االنغالقهذا ما يؤكد من اخلطاب ككل، و

    ن املدونة َّ مبعىن أن تتضم، واحملتواة ضمنيا يف املدونةلة لهِّاستغراق األمنوذج املراد بناؤه بالنسبة لكلية العناصر املشكعوامل غري اللغوية مثل يتعلق ب"L’homogénéité"التجانس : ثاثال .لعناصر املشكلة لألمنوذج اللساينمجيع ا

    ، أي يف مجلة امللفوظات مطلوبة يف املدونة اللسانيةمعلوم أن مثل هذه الشروط و .4حجم التواصلاملتلفظ وموعة ، ألن ر الدارسني للمدونة األدبيةُّع تصو، وهي ال تتطابق متاما مبغرض وصف ظاهرة لغوية يف لسان ماا

    .لقراءة النقديةلمن حيث املبدأ، ٌ، صاحلّأي نتاج أديب

    1 Zellig Harris: Structural linguistics. Phoenix Books, the university of Chicago press, USA, 6th edition 1963, p 12. 2 Olivier Soutet: Linguistique. Quadrige / PUF, Paris, France, 2007, p 178 - 179 . 3 A. J. Greimas: Sémantique structurale. Recherche de méthode. Librairie Larousse, Paris, France, 1974 , p 142. 4 Ibid p 143 – 144.

  • - 10 -

    ؛ من اللسانيات، بوصفهما كائنني لغويني،النص أو مع اخلطابمقاربة يف ه َشرعيت ّ النقد األديبُّيستمد لسانيةفة التعامل مع هذا الكائن يستدعي معر هي اللغة، ون هاتنيألن طبيعة الكائن املدروس يف كل حالة م

    ا معرفة قائمة على املوضوعية يف التعامل مع الظاهرة املدروسةا معرفة علميةتوصف بأ يقول أندري ؛، مبعىن أس على مالحظة َّندما تتأسسمى الدراسة علمية عُتو. هي الدراسة العلمية للسان البشرياللسانيات « :مارتيين

    قد أثبت و.1»ئ العاطفية أو األخالقيةض املبادتنأى عن اقرتاح خيارات بني تلك احلقائق باسم بعاحلقائق و متثل قاطرة العلوم ، بدراستها ملشكلة الداللة، أن اللسانيات"علم الداللة البنيوي"يف أول كتابه املوسوم بـ غرمياس هناك فروق إذن بني اللسانيات . ظاهرة إنسانية على اإلطالقّأهمه أن اللغة َم قولَعْاحلقيقة اليت تد و،2 اإلنسانية

    ر يف ِّهي بعد كل هذا تؤثو.. وطبيعتها وطريقة مقاربتهاشروطهايف نظرة كل اختصاص إىل املدونة وبني النقد تؤثر وال الذي حنن بصدده ليغدو احلكم عليها مبنيا أساسا ا،مفهوم املدونة يف حد ذا هذه ن أبرز مو، على طبيعة ا

    :الفروق أمران اثنان

    الأوهلما يف سبيل وظيفته دراسة اللغة ٌ، فاللسانيات علم من هذين االختصاصنيٍّ لكل املعريفطبيعة ا اجلماليةأو اجلوانب النفسية أو االجتماعية مالمسة ّإجراء حتليلي غرضه ّفالغالب عليه أنه النقد أما، قوانينهامعرفة

    نه قراءة ختتلف ألذلك يوصف النقد يف أكثر األحوال ب، و األدبيف النص حبسب ما انتهت إليه مذاهبإن « ويف هذا يقول جون سرتوك ،3امل للعلمَّ تؤمن بوحدة احلقيقة اليت هي اهلدف الشدون أن ،باختالف القارئ

    إىل " التفسري"تد من هو لذلك مفهوم خصب مي املعاصر مقرتن باالكتشاف وإعادة إنتاج املعرفة، وراءةمفهوم القعن أمهية طبيعة باهر يكشف بوضوح و أمهية عن املوضوع املقروء،ُّقليؤكد أن الذات القارئة فيه ال ت والتأويل

    النصوص اإلبداعية عامةفهوم تكون النصوص الشعرية خاصة ويف ضوء هذا امل، واملعرفة اليت تصل القارئ بالنصذات لقابلة ملستويات متعددة من القراءة ختتلف باختالف ا" نصوصا مفتوحة"كثري من النصوص غري اإلبداعية و

    .4»القارئة وشروطها التارخيية

    ، تنطبق على العلوم اإلنسانية بني اللسانيات وبني النقدّ جوهريفارق، من حيث هي وصفة العلمية هذهاألعداد : فة معادلة كمعادلة أهل الرياضياتاملعر«: يقول عبد السالم املسدي، ما كما تنطبق على العلوم املاديةمتااهف عنده علمنا، وعاليم فيها هي ما وقامل ما الثقافة إال املنهجو. يل فيها هي ما نسعى إىل استدراكهالرموز ا

    1 André Martinet: Eléments de linguistique générale . Armand Colin , Paris, France, 1980 , p 6 . 2 A.J Greimas: Sémantique structurale. p 5.

    دف الفرنسية البحث عن املعىن ال فهم القواعد النة حتليل اخلطاب يف حقل اللغتوجهاتمن 3 يتعلق (يصدر حتليل اخلطاب عن علم داللة للمدونة «: إليها اللسانياتظامية اليت ة على الرغم من هذا فهو ال يندرج يف إطار البحث عن تعميم للنتائج ألن نتائجه متعلق. ) حىت ولو كانت تتألف من نص واحدانطالقا من مدونة) أو عدة معان(األمر ببلورة معىن

    هذا املربر األول للفرق بني و) Anne Condamines et autres: Sémantique et corpus. Lavoisier , Paris 2005, p 26( »فقط بذلك اخلطاب .حث يف خصوصيات مدونة بعينهابني حتليل اخلطاب الذي يب إىل تعميم النتائج وعلمية اللسانيات بسعيها

    لكتب عامل امل. شعرنا القدمي والنقد اجلديد: وهب أمحد رومية 4 .21، ص 1996داب ـ الكويت، مارس اآلس الوطين للثقافة والفنون وعرفة، ا

  • - 11 -

    اهيل إىل معاليمَّالذي نتوس هول و ...ل به لتحويل ا إذ ينتقل الفكر يف حقل الرياضيات من املعلوم إىل ا، يسلك ، وفيها كذلك الكسورالطرح والسطح والقسمة وفيها اجلمع و،ب على اإللزامَّ، ترتتليات حسابيةبعم

    اح وسط ها كان كمن رَّ، فإذا شققليل منها املستقيمالثقافية سبال أغلبها من امللتوي، والذهن يف املعادالت .1»املتاهات يبحث عن املفقود

    األوىل ظواهر مادية تدرس ْإذ، وم اإلنسانية هو املادة املدروسةالعلفرق األساس بني العلوم املادية والف

    ، املقاربة التوصيفية املستعملة على نوعطبيعة املادة املدروسة وعلى الرغم من تأثري نسانية،تدرس الثانية ظواهر إوعلى . ر الظاهرة مهما كانت طبيعتها إىل احلقيقة اليت تفسُ الوصول العلمية، يف النهاية، املقاربات كل أن هدفإال

    ا نسبية، ألإدراك حقيقة الظواهر اإلنسانية إىل َية بالقول أال سبيلجمال لتمييع العلوم اإلنسانهذا ليس هناك من العلوم ُمِسَال يالشوب يقدح يف إسقاط املقاربات وهذا ال احلقيقة، وَمنا يشوب املعرفةاالرتياب إذلك أن النسبية و

    ا علوم والعلم يقتضي الدق ا نسبية ومائعة، إ . واإلميان باحلقيقةةَّاإلنسانية بكو

    ؛طبيعة املدونةل ّاحملدد موضوع الدراسة هووالنقد الثاين بني اللسانيات و على الفرقّ هذه القضيةُحتيلعلى ،"La langue objet"اللغة املوضوع وتسميها اللغة من حيث هي موضوع دراسة فاللسانيات تنظر يف

    ر َّأما النقد فيدرس نصوصا خمصوصة تتوف، يةالعادبية أو العلمية أو ا يف النصوص األدايمستوا و جماالاختالفُتـتبع هذه وياق كالمه على مفهوم القراءة،قد ذكر طرفا منها جون سرتوك يف س و،"Littérarité"ة َّ األدبيعلى مسة ََُّ

    ، ألن تكون موضوعا للنقدًيات صاحلة مدونة يف اللسانُّ كلت ليسْمبعىن أن، ة يعين بالضرورة التبعية للمدونةالصف . ال تصلح أن تكون موضوعا للنقدنة تنتفي عنها صفة األدبيةَّ كل مدوّى هذا أنَّمؤدو

    كثري من اهتمام َّ حملبوصفها ، األدبيةأوجههي أحد و ،ّةالشعري من كالم جون سرتوك أنه يقصد ُالظاهر

    ا يفالعاملني يف نطاق احلداثة الفنيةالنقاد الالعقالنية و.نية الالعقالنية قلب الصورة الف، حيث جتد الشعرية حياتكم إىل حتّشعري تضع شروطا يف صياغة الرمز الْإذ البالغة القدمية يف املفروضة العقل قواعدالتحرر منهنا تعين

    ل الغزايل هذا املذهب يف كتابه املستصفى عند ّقد مثالوصول إىل الغرض من النص، و حىت يتسىن للقارئالعقل وإياك «: ذكر يف آخر كالمهفضمن وااللتزام املطابقة والت: اللفظ على املعىن وهي ثالثةلةكالمه على أصناف دال

    بطريق املطابقة والتضمن ُّ لكن اقتصر على ما يدلااللتزامأن تستعمل يف نظر العقل من األلفاظ ما يدل بطريق َرُّكل وسيلة التحر فنا فهي حتاول بألن احلداثة ترى يف الشعر و.2»ألن الداللة بطريق االلتزام ال تنحصر يف حدٍّ

    .6 / 5، ص ت عبد الكرمي بن عبد اهللا ، تونس، د تمؤسسا. اخللفيات املعرفيةحبث يف: ما وراء اللغة: عبد السالم املسدي 1 .25، ص 1413: الطبعة األوىل لبنان، بريوت،، الكتب العلميةدار. حتقيق حممد عبد السالم عبد الشايف. املستصفى يف علم األصول: أبو حامد الغزايل2

  • - 12 -

    جمرد التخلص من قيود البالغة القدمية من أجل إضفاء غموض على الغرض حىت يغدو النقد من سلطة العقل و .ًحبث عن معىن

    ، فمن األفكار اليت ينتقدها د الفرنسيني يف القرن الثامن عشررنا هذا مبوقف روالن بارت من النقاِّيذكو

    ْإذ ،Port royal"1"هي فكرة موروثة من حنويي بور رويال و،بصفة الوضوح يف اللغة الفرنسيةم عندهم اعتزازهٌوح عرضيرى أن هذا الوض زمان ومكان ّكنة الوجود يف أي ممميزة، فهو مالزمة يف اللغة وال ميكن أن يكون صفة ََ

    ك الشعرية صفة تالزم نوعا خاصا من وكذل. ظاهرة تتعلق بطبيعة املدونةهمبعىن أن، 2ليست خاصة بلسان معنيوحماولة قراءة هلذا تغدو و.ةَّالنمطيحتت طائل تقعمن خالل فعل القراءةيف املدونة تها مبجرد مالمسواملدونات،

    َاألدب القدمي بأمناط قراءة حمدثة َ ن أل.. جلهاز مفهومي غريب عن النصٍة إسقاطّ عملي، يف كثري من األحيان،ُُْ وجدت وجد النقدحيث ،فة يف األدبإمنا هي صة يف القراءة احلداثة ليست صف ُ.

    لفعل األديب من خالل ر اُّ مشكلة تطو"ما الشعرية" يف مقال "R. Jakobson "بسونرومان جاك طرحلقد

    :مث يقول يف النهاية... كز يف زمن مضى على موضوعات حمددة، كالقمر، والبحرية، حيث كان يرتطور موضوعهليس . ليس هناك نساء قبيحات"Karamazov"اعر اليوم كما هو احلال بالنسبة للعجوز كارامازوف بالنسبة لش«

    عر اليوم إذن مسألة املوضوع يف الش. هناك من ميت أو حي، من منظر طبيعي أو من فكر، خارج ميدان الشعريةا متغرية من زمان أنه من الصعب حتديد خصائص الشعر أل يف سياق ذلكيذكر و،3»صارت غري ذات موضوع

    .املدونة يف األدب ميكن أن متوت َّأنو ،ن املدونة األدبية ممكنة التجاوزمبا يوحي أ 4إىل آخر

    ،حتليل اخلطاب األديبمثلما هو حال املقاربة النقدية و ، عن ظاهرة اإلبداعنبنيهاإن املعرفة العلمية اليت ز اللغوي املخصوص ُّتفسري التميا تسعى يف كل األحوال إىل ، أي أٌعرفة متعلقة بنمط هذا اإلبداع وخصوصيتهم

    إىل خطاب من من نص إىل نص وَّذا التفسري يتغريه، وسمى بظاهرة األسلوبُ ما ي، أويف هذه املدونة أو تلك أن يكون القانونفرتض فيها أن تكون ثابتة وواحدة، و، أما املعرفة اللغوية اليت تسعى إليها اللسانيات فيخطاب

    ملتجددة ال تتعلق فاملعرفة اللغوية ا. ال يف القدمِوغُمهما كان خاصا أو ماللساين العام صادقا على كل لسان بشري م على فكرة البنية اللغوية من خالل َّإذا كان دي سوسري قد تكلجبدة املدونة وإمنا تتعلق جبدة وسائل البحث، و

    ا ثورة يف الفكر اللغوي ع"Rapports syntagmatiques"الروابط السياقية اإلنساين بصفة عامة، فإن هذه و لى أقدميا من لكن مل تتح لإلنسان ي ظهر قبل دي سوسري بآالف السنني، والفكرة كانت مضمرة يف كل لسان بشر

    . )René Descartes( مدرسة حنوية فرنسية متأثرة مبذهب العقالنية الذي بشر به ديكارت ) 1661 - 1637(بور رويال 1 .73ص . املرجع السابق: جون سرتوك 2

    3 R. Jakobson : Huit questions de poétique. Editions du seuil, Paris, France, 1977 , p 32. 4 Ibid, p 32.

  • - 13 -

    اليت ، بل إن املبادئ العامة للسانيات ا أتيح له يف مطلع القرن العشريناملوازنة املعرفية موسائل التحليل اللغوي و، هلذا ميكن القول بكل ته للمدونات السنسكريتية القدميةتوصل إليها دي سوسري كانت يف األصل من دراس

    .أن املدونة يف اللسانيات ال متوتاطمئنان

    :نة في اللسانياتَّالمدو . 2 ،كاملبذول يف سبيل ذل بعيد املنال مهما كان اجلهد ٌالتحليل هدف ظاهرة معينة بالدرس وُاستقصاء

    فقد ، قدميا وحديثاعند علماء اإلسالم ً بارزةًهذه القناعة اليت ترتدد أصداؤها يف كتب فلسفة العلم تأخذ مكانةو من يصار وال قنته إىل يسلك ال شامخ وطود قرار من له يدرك ال زخار حبر العلم « أن جالل الدين السيوطيذكر كيف سبيال ذلك إىل جيد مل إحصائه إىل الوصول رام ومن الوصو ذلك إىل يبلغ مل استقصائه إىل السبيل أراد ودائرة ومنبعها العلوم مفجر هلو القرآن كتابنا وإن ﴾﴿: خللقه خماطبا تعاىل قال وقد

    يستمد منه فن ذي لـك فرتى ّوغي هدي كل فيه انـوأب شيء كل علم وتعاىل سبحانه فيه أودع ومطلعها مشسهاا ألربتو ،1»يعتمد وعليه . آينشتاين حياته العلمية احلافلةهي النتيجة نفسها اليت ختم

    ، بوصفه أكرب "L. Hjelmslev "لويس يلمسليفو ،ًظاهرةمن أجل ذلك تسمى مادة البحث يف كل علم

    كتابه كما ورد يف الرتمجة الفرنسية ل"phénomène" اللسان ظاهرة ّد، يع عن علمية اللسانيات واستقالهلااملدافعنيإمنا يقصد به عند فالسفة و،اجلدة أو التفرد ا هاهن"الظاهرة"ُليس يقصد مبصطلح و .2"البنية األساسية للسان"

    باملوضوع ذاته فإن هذه إملامأنه مهما بلغنا من و، نسبيةٌ معرفةقيد الدراسة ٍالعلوم أن كل معرفة متعلقة مبوضوع مبا تبقى الظاهرة مع تقدم العلوم غري واضحة متام الوضوح، وًليها تبقى ناقصة وإن كانت صحيحةفة املتوصل إاملعر

    ولن تكتمل بعده نيات مل تكتمل كجهاز مفهومي مع فردينان دي سوسري،فاللسا. يوفر جماال متجددا لالكتشاف يضاف إىل ذلك كل الرتاث اللساين الذي ورثه ، العاملنية اليت يف أحناء املدارس اللساظهورالدليل على ذلك و

    الظاهرة اللغوية، فكلها إضافات تنمي معرفتنا حول عن احلضارات القدمية اهلندية واليونانية والعربيةاإلنسان .الكاملة املعرفة ّولكنها ال توفر

    هذه األخرية تتضمن مادة ن أل؛ الدرس اللغويَ قدمٌاملدونة قدميةالتارخيية بني الظاهرة اللغوية والعالقة و

    ظهور اللسانيات بوصفها نسقا معرفيا بداية الدرس اللغوي احلديث وُيرجعوامن عادة املؤرخني أن الدرس، وقد كان و. أن تكون مدونات للغات بائدةهي ال تعدو و،اف النصوص السنسكريتية القدميةمستقال إىل اكتش

    .4د ت ، ص : جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف، املدينة املنورة. حتقيق مركز الدراسات القرآنية. اإلتقان يف علوم القرآن: جالل الدين السيوطي 1

    2 Louis Hjelmslev : La structure fondamentale du langage. Traduit par Anne Marie Leonard, les éditions de minuit, Paris 1971, p 180.

  • - 14 -

    تكلم يف مفهوم املدونة وقيمتها املعرفية يف اللسانيات وشروطها أكثر منأصحاب املدرسة التوزيعية يف أمريكا هي التناقض، و التوسع حىت ال يقودنا الوصف املنهجي إىلكروا من ضمن ذلك شرطي االنسجام وذاملنهجية و

    اُالشروط نفسها اليت يف نطاقها مجع َت اللغة العربية واحتج ُّ ْ املدونة ، ولكنه مل يفرضوا على اإلطالق شرط جتديدُ .رةَكَلتكون املعرفة اللسانية مبت

    فق َّمن املتو. مصدرها يف الغالب املدونةة ستقاة من البحث اللغوي هي معرفة بقانون اللغُ معرفة مَّإن كل

    وليس معىن ،ة يف عمومهاّيدان نسبيعليه بني الدارسني يف تاريخ علم اللغة العام أن النتائج املتوصل إليها يف هذا املا نتائج خاطئة وهذا ا متثل جزءا من احلقيقة لكن أكثر ما تع أ فالقول باستغراق مدونة . كل احلقيقةالنيه أ

    أي أن العقل اإلنساين توصل إىل معرفة كل ، بنهاية الدرس اللغويَ القوليعينبعينها من خالل الدراسة اللغوية .ّالعلمي املوضوعيال يقبله البحث هذا ماوصفها وقوانني الظاهرة اللغوية و

    هذه نظرة نقدية ال و؛ايزةد نظريات لسانية متمِّ على أن اختالف النصوص يولّالقضيةنظر يف هذه ُقد ي و

    إنسانية ميكن أن يثمرهظاهرة ألن التجربة أثبتت أن كل ما يتعلق باللغة من حيث هي ؛تناسب البحث اللساينفاعلية اسب العلمية املتجددة أن تزودنا بوسائل درس أكثرمن شأن املك و،التأمل العميق يف مدونة واحدة

    ا أشكاال ، فاللغة ظاهرة واحدة تأخذ"ُقتلت حبثا"تساعدنا على بعث هذا التأمل يف مدونات قدمية قيل عنها أالصوت والصرف (نة فيما يسمى األنظمة الوظيفيةهذا االختالف الظاهر بني األلس و،)األحناء اخلاصة(خمتلفة .نني اللغة اإلنسانيةمعرفة قواليس إال مدخال إىل ) والنحو

    :مصدرا للبحث اللغويالقرآن الكريم . 3

    د على كثرة االستشها باملفهوم احلديث للمدونة، وًة مدونةمل يكن القرآن الكرمي فيما مضى من تاريخ العربي يف الدليل وإمنا كان أقرب إىل مفهوم ،ا لتلك العلوم أيضاللغة مل يكن مصدرابآياته الكرمية يف كتب النحو و

    هذه ،عدة اللغوية ال من أجل استنباطهاساق اآلية من أجل تأكيد القاُحيث ت، ة احلديثةّ املنهجياصطالحعو اللغة من شروط اجلمع نثر حبسب ما ارتضى جام العرب من شعر وَصدرا إال كالمالقاعدة اليت ال جتد هلا م

    ّعلى أن القرآن مثل، .وضوابطه التفسري وأصول الفقه،كعلميم الشرعية للعلو املصدر األول، التاريخ اإلسالمي يفّ الكرمي هذا النطاق الذي سلكه الدرس القرآين حىت تكون القناعة نقد يتجاوز تصور العلماء ملصدرية القرآو

    يف املسرتسل أيها رقدتك على أنبهك ينإف« : قال أبو حامد الغزايل كما علم،ّ كلُ مصدرَالكتاب لديهم أن مغمضا البحر ساحل على تطوف كم إىل ومجال ظواهر معانيه من املتلقف عمال القرآن دراسة خذَّاملت تالوتك أطايبها الجتناء جزائرها إىل وتسافر عجائبها لتبصر جلتها منت تركب أن لك كان ما أو ؟غرائبها عن عينيك

    إىل النظر بإدمانوجواهرها دررها عن احلرمان يف نفسك تعري ما أو ؟جواهرها بنيل فتستغين عمقها يف وتغوص

  • - 15 -

    عن يتشعب كما واآلخرين األولني علم يتشعب ومنه احمليط البحر هو القرآن أن بلغك وما أ ؟وظواهرها سواحلهاارهاسواحل .1»؟ البحر احمليط جداوهلا وأ

    لظاهر أنه من ا و، اللسانيات واملدونة يف األدبنة يفَّبني املدو يف بداية هذا املدخل أن هناك فرقا ُذكرخذ َّيتمفهوم اإلسقاط و، يةاإلسقاطها إىل ُاحتكام القرآن الكرمي حول الدراسات اجلديدة احملاذير اليت قد تطبع

    سابقة على معرفةتوظيف العاممعناه، واملوصوفةثل طريقة تعامل معينة مع املادة ميْإذمنهجيا بعدا فلسفيا وذا تعبري عن هلل" ّيل عنق النص"يستخدم الدارسون عادة عبارة و كشفها، وأحماولة فرضها واملوضوع املدروس س، ّ قد ألغى متاما وجود نص مقد،ربية يف تأصيالته الغ،علم اللسانيات احلديث إذا كانو. املسلك يف الدراسة

    ة التحفظ يف دراسة البتة علميميكنه أن يبطلإال أن هذا ال ، صهلريمينوطيقي القدمي املمجد للنر اُّجتاوز التصوو أن ال خيضع مادته لألهواءقط، ولقرآن فأية مدونة ال اذي يفرتض أن يرافق دراسة هذا التحفظ ال،القرآن الكرمي

    الكرمي حيثالنيب هذا التحفظ من األخالق اليت حض عليها وأو حملاولة فرض جهاز مصطلحي حديث عليه، .2»بغري علم فليتبوأ مقعده من النارمن قال يف القرآن «: لقا

    ُريه تعليقا على هذا احلديث نصه يف تفسُّقد نقل القرطيبو َّأن على احلديث هذا العلم أهل بعض فحمل«: ّ

    حلكمه أخطأ فقد فأصاب السلف أئمة عن يأخذه مل هواه يوافق قوال القرآن يف قال من ،اهلوى به ٌّمعين الرأي يسأل أن هذا ومعىن: عطية ابن وقال فيه والنقل األثر أهل مذاهب على يقف وال أصله يعرف ال مبا القرآن ىعل

    العلم قوانني هتواقتض العلماء قال فيما نظر دون برأيه عليه فيتسور وجل عز اهللا كتاب يف معىن عن الرجل كل ويقول معانيه الفقهاء حنوه والنحويون لغته اللغويون يفسر أن احلديث هذا يف يدخل وليس واألصول كالنحو

    على هذا كان .3»رأيه مبجرد قائال ليس الصفة هذه على القائل فإن ونظر علم قوانني على املبين باجتهاده واحد، ألن الدارس اللغوي ال يهدف إىل فرض ة ملحةالرجوع إىل القرآن لفهم الظاهرة اللغوية أمرا مشروعا بل ضرور

    . بل يسعى جاهدا إىل اكتشاف آليات اللسان يف نوع حمدد من النصوص،فكرة أو تأويل

    ، ألن قواعد اللغة العامة بوصفه مدونة لسانية أمهية بالغة؛ مقامنا هذا يكتسي الرجوع إىل القرآن الكرميويفكشف عن مع حماولة ال،توسيع املدونات قدر اإلمكانبتوصل إليها إال ُ ال ي،سانيات العامةاليت هي هدف الل

    على هذا فإن القرآن يوفر من جهة مادة لغوية حيسن الرجوع جوانب اللغة يف كل مقاربة لسانية، وجانب من

    .22 / 21، ص 1985 :الطبعة األوىل بريوت لبنان، ،وم دار إحياء العل.حتقيق حممد رشيد رضا القباين. جواهر القرآن: مد الغزايلأبو حامد حم 1 .199 ص 5 ج لبنان،دار إحياء الرتاث العريب ، بريوت، . وآخرينحتقيق أمحد حممد شاكر. اجلامع الصحيح : عيسى الرتمذيحممد بن 2 .66 ص1 ج ،1985 لبنان، ، بريوت دار إحياء الرتاث العريب. اجلامع ألحكام القرآن: حممد بن أمحد األنصاري القرطيب 3

  • - 16 -

    ا اخلفية يف إنتاج من جهة أخرى يكشف عن طاقة اللغة الستكناه نواميس اللغة اإلنسانية، وإليها اإلنسانية وآليا ."املدلولية واملرجعية"بحث وهي ورية يف هذا ال الثنائية احملاملعىن واإلحالة إىل العامل من خالل

    :ثخصوصية موضوع البح . 4

    ا،ًبناء على ما سبق ذكره ، املدونة يف اللسانياتُدُّتفر أبدعوا يف الذين َّالتاريخ يذكر أن، وّ ال يتعلق جبد حبث َ موضع، على قدمها،ناتهلذا كانت املدوو ، إمنا كان منطلقهم اللغات القدمية واألمريكيةاللسانيات األوربية

    :مسألتنيبالنظر إىل جتدد الرؤى املعرفية، يظهر هذا من خالل متجدد

    نظامها بوساطة جهازها املفهومي وميكنها، املتجددة اليت اللسانية املناهجهي و : الدراسةوسائلاألوىل هي على أن اللغات جل ذلك نؤكد من أ،اللغة مل تكن متاحة للدرس القدمي كشف جوانب غامضة من ،املصطلحي

    لعلمية ليس فهم النصوص بالنسبة لنا ألن اهلدف من الدراسة اً جمهولة، قياسا إىل فلسفة اللسانيات،البائدة تبقىاحلقيقي إن اهلدف الوحيد و«: كر فردينان دي سوسري يف حماضراتهإمنا هو وصف اللغة مثلما ذتفسريها، والقدمية و

    اللسانيات هو اللغة منظو ا ومن أجل ذا .1»ر إليها يف ذا

    كان و 2»عقالنية اليت تسمح بتحقيق هدف ماالعة من اخلطوات االستداللية وجممو«فإذا كان املنهج أو الوسائلرة تطوير تلك اخلطواتد املعريف يكون مثّ، فإن التجددف يف العلم هو الكشف عن احلقيقةاهل

    إن التغريات الثورية اليت «: دونة بطريقة التفكري يف املقدر تعلقهلق بالظاهرة بتطور العلم ال يتع، مثلما أن وتنميتهاعلوم اإلنسان ـ ال املعرفة ـ خاصة يف الفيزياء بل وأيضا يف الكيمياء والبيولوجيا و يف عامل 1890حدثت منذ عام

    الوقائع اجلديدة . كري يف الوقائعود إىل أمناط التفيعود الفضل فيها بنسبة كبرية إىل الوقائع اجلديدة بقدر ما يع البحث اليت ظهرت فيها ـ النسبية، نظرية الكم، ، أن جماالت كانت عديدة وهامة، ولكن املهم أكثربالطبع

    نرتبولوجيا ، األاإللكرتونات، العوامل، كيمياء البلورات، نظرية اجلينات، علم النفس اجلشطاليت، التحليل النفساينتطوير املنظومة االصطالحية الواصفة ف3»مبفاهيم جديدة جذريا اخل ـ اتسمت بدرجة كبرية ،الثقافية غري املؤسسة .ن دراسة علوم القرآن لظاهرة النصهذا ما نقرتحه يف امليدا يف تطوير معرفتنا حول الظاهرة وإذن ميكن أن يسهم

    ، تنأى عن اال ملوضوعات متعددةة الواحدة جمميكن أن تكون املدونْإذ ، الدراسةموضوعواملسألة الثانية هي

    توظف خبالف ذلك املكاسب اللسانية اليت ال يستغين كالتفسري واإلعجاز والبالغة، ومنط املوضوعات القدمية

    1 Ferdinand De Saussure : Cours de linguistique générale . PAYOT PARIS , 1984 , p 317 . 2 Jacqueline Russ : Les méthodes en philosophie. Armand Colin , Paris , 2e édition 2008, p 24. 3 Benjamin Lee Whorf : Language, Thought, and Reality. Edited by John B. Carroll. The MIT Press, Cambridge, Massachusetts, 6th Paperback printing, June 1971 , p 220.

  • - 17 -

    إمنا يقال ووصف، هلذا ال يصح أن يقال إن املدونة استغرقها ال املدلولية واملرجعيةعنها الدرس احلديث مثل ظاهريت .ع على املوضو،، إن صحذلك

    إمنا و، إىل معىن هذه اللغة أو غرضهاَل املراد من الدرس الداليل املتمركز حول اللغة املوضوع الوصوليسعلم [ل مؤسس هذه املادة برياإن «: غريو هذا يقول بيار مثليف و،م كيفية أداء هذه اللغة للمعىناملراد منه فه

    ا علم الدالالت]الداللة ن، وكيف حتددت مـعاين القوانني الذهنية للسا: ثـة أقساموقسمها إىل ثال عرفها على أُيف األصل مبعىن النص أو اخلطاب وإمنا تعىن ُهذه املباحث الثالثة ال تعىن و 1»ّ، وكيف تكون النحوالكلمـات

    ذا ال خترج عن ه"M. Bréal"، كما أن تعريفات علم الداللة اليت أوردها الدارسون بعد ميشال بريال بقانون املعىن .النطاق

    ، للسانيات بتجدد أطر الدرس اللغوي أن نتخذ هنا مثاال إجرائيا عن جتدد موضوعات علم اكما ميكن

    دراستهصاحل خديش يف بدء هذا املثال أوردهصفي من إطار اجلملة إىل النص، ومن خالل انتقال التحليل الو التقنيات اليت تستعملها ّدراسة أن نبنيإننا حناول من خالل هذه ال«: "اسرتاتيجيات اإلدالل يف القصة"

    يف كثري من ،وبالتايل فإننا جمربون. فها النص ضمن منظومته اخلاصةاللسانيات يف رصد الدالالت اليت يوظكت منهجها التحليلي ،األحيان على إعادة بعض األسئلة اجلوهرية اليت تطرح مدى صالحية اللسانيات اليت أ

    إن اللسانيات اليت ختدم حتليل النصوص «: و عن هذا التساؤل باإلجياب فيقولرجييب ديك. اجلملةيف وصف األحيان بإعطاء فإذا كانت اللسانيات تكتفي يف كثري من . »سانيات اليت خيدمها حتليل النصوصهي فقط الل

    ، لتحليلواصف خمتلف املدونات موضوع الدراسة تسهر على أن تكون هذه القوانني صاحلة لو والقوانني العامةا اخلاصة مما يسمح للسانيات بأن تثري قوانينها املنطقية، فإن النصوص تكشف باستمرار عن طبيعة انتظاما

    يكشف هذا النص عن التجديد الكامن يف صلب .2»ها من أمثلة تطبيقية يوفرها النصذلك بتقدمي ما يدعمووي إىل اإلطار توسع الوصف اللغ و،للجملةوي تتجاوز املفهوم النحوي النص بوصفه وحدة جديدة للدرس اللغ

    فالتجديد هنا ال يكمن يف املدونة بقدر ما يكمن يف تطور الرؤية . أو امللفوظ هو النصالطبيعي للتواصل ولنص غري حادث من ، إذ االنتقال من اجلملة إىل اتطور موضوع الوصف اللساين واللسانية للتجليات اللغوية

    لة كل النصوص اللغوية اليت استغرقها الدرس النحوي للجملة قابدد الرؤية العلمية، وجتدد املدونات وإمنا من جت . متجددّألن تكون موضوع درس نصي

    1 Pierre Guiraud : La sémantique . Presses universitaires de France. 6e édition 1969 , p 113 .

    النشر والتوزيع ، ، دار اهلدى للطباعة و، جامعة منتوري قسنطينةخمرب السرد العريب. جملة السرديات). ناول قهوتهالرئيس املدير العام يت(إسرتاتيجية اإلدالل يف قصة : صاحل خديش 2 .199، ص 2004 جانفي :، العدد األولعني مليلة

  • - 18 -

    دف إليه من توسيع إطار الوصف اللغوي للقرآن الكرمي ما ذكره دريس أباليل و يوافق هذا املسعى الذي ا تشكل اليوم. آن أوان نظريات النص«: بالقول واسعا يغطي ميادين خمتلفة، والعديد من جماالت حميطا إ

    يف البداية نريد أوال لفت انتباه القارئ إىل الدور املهم ملفهوم النص يف . البحث ومستويات التحليل املختلفةولكن اليوم تغري احلال، فقد :الوحيد املفضل لدى النحاة، املوضوع الذي طاملا أمهله لفائدة اجلملةاملسرح اللساين

    نفسه اليوم بوصفه معطى إذا كان النص يفرض ...ضاعفت االجتماعات، وزاد بكثري عدد الكتب واملقاالتتال الوحيد الذي تتواصل فيه دوريات علميةه يف ملتقيات وبدأت مناقشتمتميزا و ، فإن سبب ذلك كونه ا

    لكن و. اإلعالم اآليل، والسيمياء واهلريمينوطيقا، واألدب، واألسلوبية، وصصات من أصول خمتلفة كاللسانياتخت .1»كشاف كل الوجوه املتعلقة بالنصيةما من نظرية ميكنها أن تستأثر باست

    ؛ وحتديد الدالالتالقرآن الكرمي أكثر الكتب اليت أوالها الدارسون اهتمامهم يف جمال البحث عن املعاين و

    )29: ص( ﴾﴿: تعاىلبعد استشهاده بقول اهللاقال ابن كثري لماء الكشف عن معاين كالم فالواجب على الع« )24: حممد( ﴾ ﴿:قوله تعاىلو

    الداليل الدرس اللغوي وّ أنُ بيانالنُّقول من هذه املراد و2»ّ مظانه وتعلمه وتعليمهاهللا وتفسري ذلك وطلبه منُمثلما يسعى إىل ذلك علم التفسري على ما ذكر ابن كثري ، معىن النصحتديد ال يسعى إىلخاصة ُالغرضإمنا و،ُ

    .ّقرآين يف النص الاملدلولية واملرجعيةهي تضافر لغة حقيقة من حقائق الُ وصفيف البحث

    عن النص السماوي ، إىل يومنا، اليت رمسها اإلنسانالرؤى إىل تلك َ الذهاباألخرينقرتح يف على هذا قوفنا على آليات النص القرآين وحدها كفيلة بأن متنحنا املعرفة عن قدرة اللغة يف محل و، واحلقيقة ّبوصفه أفق كل

    يصف مكانة القرآن ووجوب نقل الدارمي حديثا لقد .ياة النص إىل نوع من احلترمجته و إىل ذلك األفقاإلنسان ستكون يقول وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول مسعت إين أما«: ال فيما رواه احلارث عن علي قمعاهدتهالعناية به و

    هو بينكم ما وحكم بعدكم ما وخرب قبلكم ما نبأ فيه، اهللا كتاب اهللا كتاب: قال؟ منها املخرج وما: قلت. فنت املتني اهللا حبل فهو اهللا أضله غريه يف اهلدى ابتغى ومن اهللا قصمه جبار من تركه من الذي هو باهلزل ليس لفصلا

    العلماء منه يشبع وال األلسنة به تلتبس وال األهواء به تزيغ ال الذي وهو املستقيم الصراط وهو احلكيم الذكر وهو: اجلن(﴾ ﴿ قالوا أن مسعته إذ اجلن ينته مل ذيال وهو عجائبه تنقضي وال الرد كثرة عن خيلق وال1(«3.

    1 Driss Ablali : La sémiotique du texte. Du discontinu au continu. L’harmattan , Paris 2003 , p 29.

    .9، ص م2000 :، الطبعة األوىل لبنان،دار ابن حزم ، بريوت. تفسري القرآن العظيم: أبو الفداء إمساعيل بن كثري 2 526ص ج 2، 1407 : الطبعة األوىل، لبنان،، بريوتدار الكتاب العريب. حتقيق فواز أمحد زمريل وخالد السبع العلمي. سنن الدارمي: عبد اهللا بن عبد الرمحان الدارمي 3 .)3331احلديث رقم (

  • - 19 -

    جمرد ال ا واحدا هو فهم الظاهرة اللغوية؟ ال خالف يف أن له هدفما هو اهلدف من البحث اللساين هي جتسيد ، من حيثهلذا فإن املدونة اللسانية و، أو حماولة لفهم معىن النص؛إلبداعبحث يف جوانب اال

    يكون ذلك يف وسائل ُ يطلب ذلك بقدر ما،جتاوز املألوففيها اجلدة و للمظهر اللغوي الطبيعي، ليس يشرتط .ّئنان بأننا ملا ندرس القرآن بعد هلذا ميكننا أن نقرر يف اطم،الدرس والتحليل

  • لَّ األوابَالب سانياتِّة في اللَّالمرجعية وَّالمدلولي

    ٌّ مصطلحيٌدرس

  • - 21 -

    ٌّية واملرجعية درس مصطلحي الفصل األولاملدلول: ّالباب األول ٌ ّ املدلولية والنص: َّ

    :تمهيد َ إعادةيقتضي ْن إما أ البحث اللساين، وهذا التحديد يف جمملهّة يف مستهلّة منهجيّ املصطلح أولويُحتديد

    اختالف َبيان، أو أن يعين للمصطلحيكون تأصياله يف بيئته العلمية اليت صدر منها فَدراستاملفهوم إىل أصله وب تعاضد دراسات َّأو ذاك يتطل هذا اهلدف ُحتقيقو. داللته على أوجهها املختلفةَقليبت مفهومه وحولالعلماء

    يل ُ التنقيب عن معامل الدرس الدال الدراسةيل باالهتمام يف مثل هذهىل أوجه التأصْو َأَّلعلو. ة ويف ميادين خمتلفةَّعد احملورية يف اللسانيات املعاصرة، غريها من املفاهيممني وكيفية حبثهم ملفاهيم اللغة والداللة واملعىن وملتقدِّعند العرب ا

    ال يذكرون ارس اللسانية الكربى خني لعلم الداللة يف املدِّل أن املؤرَّجَسُ هذا النوع من التأصيل عندما يُتتأكد أمهيةوم يف رب ولع من أعمال ا ذا بالشيئا ال من املعرفة اإلنسانيةإسهاما .هذا ا

    ا أو ةسوا يف الداللّ العرب أسّ أنُعمَّميكن الزال م أقاموا للداللة علما مستقال، نظريات قائمة بذا أ

    ما تعرضه النظريات الداللية ، أو تفوق،لكنهم مع ذلك اجتهدوا يف حبث مسائل علمية دقيقة تقارب أحياناولفايز الداية فضل السبق يف كالمه على هذه االجتهادات و. على فهم الظاهرة اللغويةمساعدةثة من وسائل احلدي

    كما استقر يف الدرس ،ة خاصة منه ما تعلق بدراسة العالقة بني مباحث علم الدالل"علم الداللة العريب"يف كتابه بني لعل اجلمعو . املصنفات والكتب القدميةلينا يفبني علوم العربية على اختالفها كما وصلت إ و،احلديث

    ْكفيل أن يالنصوص القدمية واحلديثة يف املوضوع الواحد ،للمفاهيم املوروثة عن األقدمنيكشف الفاعلية املعرفية ٌفصل التارخيي بني آراء هذا البحث على الحيرصمل هلذا. كملة املفاهيم اللسانية املبتكرة يف تمسامهتهامدى و

    مهما كان الزمن الذي تنحدر منه مبا توافر من أدلة معرفية الواحدة على خدمة الفكرةاحملدثني كحرصه والقدماءزفيتان إع يف صفحة واحدة نصوص الفارايب وهلذا أيضا ميكن أن جتتموالسياق املعريف الذي تبلورت فيه، و

    جلرجاين وبيار غريو ملقاربة الداللة ن تأتلف أفكار الشريف ا، كما ميكن أيةتودوروف لكي تشرح مفهوم املرجعا، و ِّ اللغة أهمُأن الغرض منها هو فهمرفة اللسانية هي معرفة إنسانية واحلاصل يف النهاية أن املعوآليا الظواهر ِ .اإلنسانية

  • - 22 -

    ٌّية واملرجعية درس مصطلحي الفصل األولاملدلول: ّالباب األول ٌ ّ املدلولية والنص: َّ

    ةَّالمدلولي وُّصالنَّ: لَّ األولْصَالف

    ﴿

    ﴾ 32 / 31 :البقرة

  • - 23 -

    ٌّية واملرجعية درس مصطلحي الفصل األولاملدلول: ّالباب األول ٌ ّ املدلولية والنص: َّ

    وم المدلوليةمفه: األولالمبحث

    ّ البحث ملفهومي املدلولية وُعرضَي حتديد ُّوليس هناك، لألسف، أي، هما العالقة بينحتديد َقصد ّالنصْ

    ر من كالم َّسعى إىل استخالصها قدر اإلمكان مما توفذه العالقة يف اللسانيات، لذلك سيجاهز جلوهر ها صلة م بينه اثننيمفهومنيُلولية يف الدراسات الغربية د املّاختذت فقد . ظاهرة منهما على حدةِّالدارسني على كل

    لغوية تذكره املعاجم الالذي يأخذ به اللسانيون وهو ظامي، وّأو الن َّ األصليَ املفهومتسميته ميكن أوهلما: وثيقةوحتليل سون يف حقل النقد اكتسبه املصطلح من خالل املقاربات اإلجرائية اليت مارسها الداروثانيهمااملتخصصة،

    دالالت إضافية خرجت به عن الغرض ّضم إال أنه ، عن األولًاصادرإن كان و،اخلطاب، وهذا املفهوم الثاين الداللة الذي كان، على مفهوم من ّالنظامي مصطلح املدلولية معناه ُّيستمد . علماء اللغةاألول الذي قصده

    ة مع مفهوم املرجع يف َّيك حال مصطلح املرجعكذل الظهور يف الدراسات اللغوية، وه إىل، أسبق مناألرجحثيق باملصطلح إىل ارتباطهما الوبالنظراملعىن الداللة وْة ملفهوميّ أوليً مقاربة املدلوليةُب فهمَّ هلذا يتطل،اللسانيات

    .املقصود حتديده هنا

    المعنى :المطلب األول :مفهوم المعنى . 1

    خمتار "ويف .1»ِىن كل شيء حمنته وحاله الذي يصري إليه أمرهمع«: "معىن"ملعىن اللغوي لكلمة جاء يف اَعىن«: "الصحاح ِيـعين أراد أي كذا بقوله َ ْ ًَعناية َ َومعىن .َِ ْ ُُومعناته الكالم َ ْ ال فرق بني ْالظاهر من هذا أن و،2»واحد َ

    َُومعىن كل شيء حمنته «: هُّ نصهلذا يذكر ابن منظور ما، ةّق بنتيجة اللفظ املرجوِّا متعلبني املقصد فكالمهعىن وامل ِِّْ ْ َُوحاله اليت يصري إليها أَمره وروى األزهري عن َأمحد بن حيىي قال املعىن والتفسري والتأويل واحد وعنـيت بالقول ْْ ََْ ٌ ِ َّْ َُ َ َ ُ ُكذا أَردت ومعىن كل كالم ومعناته ومعنيته مقصدهُ ِ ْ َ َ َ ََُِّْ ْ ُْ ٍ ّ َ«

    ل َّتوصُباملآل الذي يريفات هذه التعِّق يف كلِّفاألمر متعل .3املصري يف تعريف اخلليل، واإلرادة يف تعريف الرازي، : صوص السابقةُإليه من الشيء، وهو كما ذكر يف النُّ

    م ِّ املتكلبقصد على ارتباط املعىن بالقصد، وّق ضمين هذه املفاهيم اتفاِّيف كلو. واملقصد يف تعريف ابن منظور .ًخاصة

    .243ص 3، ج 2003 :، الطبعة األوىلدار الكتب العلمية، بريوت لبنان. محان هنداوي حتقيق عبد الر. كتاب العني: اخلليل بن أمحد الفراهيدي1 .467، ص 1995 مكتبة لبنان ناشرون بريوت، .حتقيق حممود خاطر. خمتار الصحاح: حممد بن أيب بكر الرازي2 .3147ص مصر،،القاهرة املعارف، دار .حتقيق عبد اهللا علي كبري وحممد أمحد حسب اهللا وهاشم حممد الشاذيل. لسان العرب: حممد بن مكرم بن منظور األفريقي3

  • - 24 -

    ٌّية واملرجعية درس مصطلحي الفصل األولاملدلول: ّالباب األول ٌ ّ املدلولية والنص: َّ

    لذي نعتمده اليوم يف علم املصطلح اللغوي اَ الدراسة اللغوية عند العرب أصلُّستمدَمن هذا املفهوم ت و على ّهذا التعريف يدل و.1»بِر املعىن من لفظ املخاطُّلفهم تصوا«: قال حممد عبد الرؤوف املناوي. الداللة

    ي املعىن العام الذنع ينحدر وهو تعريف اصطالحي، عىن فهو صور ذهنية متعلقة باللفظالطبيعة النفسية للمظر عن بغض الن، للفظًمسةصار لكن يبدو يف التعريف االصطالحي أن املعىنو. ذكرت املعاجم اللغوية كما تقدم

    هلذا نرى أن املفهوم االصطالحي الذي ذكره املناوي هنا ال خيتلف كثريا عن و ؛قصد املتكلم أو فهم السامعتمعنه الصورة الذهنية املرافقة التصور احلديث للمعىن يف اللسانيات من أ .للشكل اللغوي حبسب اتفاق ا

    روا عنها وذكر أن مفهوم