Transcript

محمد بن صالح العثيمين ممدمت تفسير جزء عم

بسم اللو الرحمػن الرحيم

الحمد هلل، نحمده ونستعينو ونستغفره، ونتوب إليو، ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده اهلل فال شري لو، وأشهد أف محمدا عدده ورسولو مضل لو، ومن يضلل فال ىادي لو، وأشهد أف ال إلو إال اهلل وحده ال

: صلى اهلل عليو وعلى آلو وصحدو وسلم تسليما كثيرا، أما بعد

: فإف كتاب اهلل عز وجل ىو حدلو المتين، وصراطو المستقيم، وصفو اهلل عز وجل بأوصاؼ عظيمة فقاؿ جل وعال [. 471: النساء. ]{م وأنزلنآ إليكم نورا مدينا يػأيػها الناس قد جآءكم بػرىاف من ربك }

لػم * قد جآءكم من اللو نور وكتػب مدين }: وقاؿ تعالى ، 41: المائدة. ]{يػهدى بو اللو من اتػدع رضوانو سدل الس41 .]

. {د جآءتكم موعظة من ربكم وشفآء لما فى الصدور وىدى ورحمة للمؤمنين يأيػها الناس ق }: وقاؿ عز وجل [. 17: يونس]

يانا لكل شىء وىدى ورحمة وبشرى للمسلمين }: وقاؿ سدحانو وتعالى [. 98: النحل]. {ونػزلنا علي الكتػب تدػ

لدػب }: وقاؿ جل وعال بػروا ءايػتو وليتذكر أولو اال [. 98: ص. ]{كتػب أنزلنػو إلي مدػرؾ ليد

[. 19: فصلت. ]{ ال يأتيو الدػطل من بػين يديو وال من خلفو تنزيل من حكيم حميد }: وقاؿ سدحانو

أما بعد، فإف خير الحديث كتاب اهلل، وخير الهدي ىدي محمد صلى اهلل عليو »: وقاؿ عليو الصالة والسالـ . «وسلم

وقد اعتنى علماء اإلسالـ ػ رحمهم اهلل تعالى ػ بكتاب اهلل عز وجل أيما عناية، ومن وجوه ىذه العناية تفسير القرآف ألحكاـ والفوائد من آياتو، على حسب ما آتاىم اهلل عز وجل من العلم واإليماف، والفهم وبياف معانيو، واستنداط ا

. والتقوى

ومن ىؤالء العلماء شيخنا العالمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ػ رحمو اهلل رحمة واسعة وأسكنو فسيح جناتو ػ حكاـ منو، في حلو وترحالو، ومن ىذه فقد عقد المجالس لتفسير كتاب اهلل عز وجل، واستنداط الفوائد واأل

المجالس اللقاء المسمى بلقاء الداب المفتوح، حيث من اهلل عز وجل على فضيلتو بإتماـ تفسير جزء عم، وقدـ إخراج ىذا التفسير فوافق على ذل ، ولكنو لم رحمو اهلل تعالى بسورة الفاتحة، وقد عرضت على فضيلة شيخنا

د تفريغو من األشرطة سوى سورة الفاتحة، وال يخفى أف المنقوؿ من األشرطة ليس كالمحرر يتمكن من مراجعتو بع . من حيث انتقاء األلفاظ، وتحرير العدارة، والدعد عن التكرار، وغير ذل

ىذا (: عدس)وقد بين الشيخ ػ رحمو اهلل ػ منهجو في تفسير ىذا الجزء من القرآف فقاؿ في ختاـ تفسير سورة : وقاؿ رحمو اهلل. الذي نتكلم بو على ىذه االيات ال نريد بو الدسط ولكن نريد بو التوضيح المقرب للمعنى الكالـ

األمر : اخترنا ىذا الجزء ألنو يقرأ كثيرا في الصلوات، فيحسن أف يعرؼ معاني ىذا الجزء، والقرآف أنزؿ ألمور ثالثةكتػب أنزلنػو إلي }: قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى. االتعاظ بو: والثالث. يوالتدبر لمعان: والثاني. التعدد هلل بتالوتو: األوؿ

لدػب بػروا ءايػتو وليتذكر أولو اال وال يمكن ألحد أف يتذكر بالقرآف إال إذا عرؼ المعنى؛ ألف الذي ال . {مدػرؾ ليدهم أميوف ال يػعلموف الكتػب إال أمانى وإف ىم إال يظنوف }: قاؿ اهلل تعالى يعرؼ المعنى بمنزلة الذي ال يقرأ، كما ومنػ

إال قراءة، لهذا يندغي للمسلم أف يحرص على معرفة : أي{ أميوف ال يػعلموف الكتػب إال أمانى وإف ىم إال يظنوف معنى القرآف الكريم حتى ينتفع بو، وحتى يكوف متدعا الثار السلف، فإنهم كانوا ال يتجاوزوف عشر آيات حتى

حري بطلدة العلم أف يحرصوا في كل مناسدة إذا اجتمعوا : وقاؿ رحمو اهلل. يتعلموىا وما فيها من العلم والعمليكثر ترداده على العامة مثل الفاتحة، فإن لو سألت عاميا بالعامة أف يأتوا بآية من كتاب اهلل يفسرونها، السيما ما

. بل الكثير من الناس عن معنى سورة الفاتحة لم يعرؼ شيئا منها

بوضوح العدارة، ودقة المعنى، وتفسير القرآف بالقرآف، والدعد عن التكلف، رحمو اهلل وامتاز تفسير فضيلة الشيخ م، وكفى بو موعظة، فجمع رحمو اهلل تعالى في ىذا التفسير بين بياف المعنى والوعظ إضافة إلى الوعظ بالقرآف الكري

بكتاب اهلل تعالى، فجزاه اهلل عن اإلسالـ والمسلمين خير الجزاء، وأعلى درجتو في المهديين، وأسكنو فسيح جناتو . إنو سميع مجيب، وصلى اهلل وسلم على ندينا محمد، وعلى آلو وصحدو أجمعين

بن ناصر السليماف فهد

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الفاتحت

. إنها أوؿ سورة نزلت كاملة: سورة الفاتحة سميت بذل ؛ ألنو افتتح بها القرآف الكريم؛ وقد قيل

دـ، إنها تشتمل على مجمل معاني القرآف في التوحيد، واألحكاـ، والجزاء، وطرؽ بني آ: ىذه السورة قاؿ العلماء . «أما»، والمرجع للشيء يسمى «أـ القرآف»وغير ذل ؛ ولذل سميت

وىذه السورة لها مميزات تتميز بها عن غيرىا؛ منها أنها ركن في الصلوات التي ىي أفضل أركاف اإلسالـ بعد في بإذف اهلل؛ ألف إذا قرىء بها على المريض ش : فال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: الشهادتين

. «وما يدري أنها رقية»: الندي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ للذي قرأ على اللديغ، فدرىء

وقد ابتدع بعض الناس اليـو في ىذه السورة بدعة، فصاروا يختموف بها الدعاء، ويدتدئوف بها الخطب ويقرؤونها عند يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض : «الفاتحة»: عا قاؿ لمن حولوتجده مثال إذا دعا، ثم د: بعض المناسدات، وىذا غلط

. الناس يدتدىء بها في خطدو، أو في أحوالو ػ وىذا أيضا غلط؛ ألف العدادات مدناىا على التوقيف، واالتداع

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

لق بمحذوؼ؛ وىذا المحذوؼ يقدر فعال متأخرا الجار والمجرور متع: {بسم اهلل الرحمن الرحيم}: قولو تعالى . «باسم اهلل آكل»: وأنت تريد أف تأكل؛ تقدر الفعل« باسم اهلل»: مناسدا؛ فإذا قلت

. إنو يجب أف يكوف متعلقا بمحذوؼ؛ ألف الجار والمجرور معموالف؛ والبد لكل معموؿ من عامل: قلنا

: وقدرناه متأخرا لفائدتين

. التدرؾ بتقديم اسم اهلل عز وجل: لىالفائدة األو

ال آكل باسم أحد متدركا بو، ومستعينا بو إال : الحصر؛ ألف تأخير العامل يفيد الحصر، كأن تقوؿ: والفائدة الثانية . باسم اهلل عز وجل

. بشروط وقدرناه فعال؛ ألف األصل في العمل األفعاؿ، وىذه يعرفها أىل النحو؛ ولهذا ال تعمل األسماء إال

ومن كاف لم يذبح فليذبح باسم »: وقدرناه مناسدا؛ ألنو أدؿ على المقصود؛ ولهذا قاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم . فخص الفعل. «على اسم اهلل»: ، أو قاؿ صلى اهلل عليو وسلم«اهلل

. سماء تابعة لواسم اهلل رب العالمين ال يسمى بو غيره؛ وىو أصل األسماء؛ ولهذا تأتي األ: {اهلل}و

. الذي يدؿ على السعة« فػعالف»أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزف { الرحمن}و

فهنا . الداؿ على وقوع الفعل« فعيل»أي الموصل للرحمة من يشاء من عداده؛ ولهذا جاءت على وزف { الرحيم}واؿ الرحمة إلى المرحـو ػ دؿ عليها ، ورحمة ىي فعلو ػ أي إيص{الرحمن}رحمة ىي صفتو ػ ىذه دؿ عليها

أي : اسماف من أسماء اهلل يدالف على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى األثر: {الرحمن الرحيم}و. {الرحيم} . الحكم الذي تقتضيو ىذه الصفة

اب، والسنة والرحمة التي أثدتها اهلل لنفسو رحمة حقيقية دؿ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتفكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة : من إثدات الرحمة هلل ػ وىو كثير جدا؛ وأما العقل

. اهلل

ىذا وقد أنكر قـو وصف اهلل تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرفوىا إلى اإلنعاـ، أو إرادة اإلنعاـ، زعما منهم أف العقل ، والرد «ألف الرحمة انعطاؼ، ولين، وخضوع، ورقة؛ وىذا ال يليق باهلل عز وجل»: يحيل وصف اهلل بذل ؛ قالوا

: عليهم من وجهين

منع أف يكوف في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ ألننا نجد من الملوؾ األقوياء رحمة دوف أف يكوف : الوجو األوؿ

. منهم خضوع، ورقة، وانكسار

ـز الرحمة، ومقتضياتها فإنما ىي رحمة المخلوؽ؛ أما رحمة الخالق سدحانو أنو لو كاف ىذا من لوا: الوجو الثاني . وتعالى فهي تليق بعظمتو، وجاللو، وسلطانو؛ وال تقتضي نقصا بوجو من الوجوه

فإف ما نشاىده في المخلوقات من الرحمة بػينها : إف العقل يدؿ على ثدوت الرحمة الحقيقية هلل عز وجل: ثم نقوؿمة اهلل عز وجل؛ وألف الرحمة كماؿ؛ واهلل أحق بالكماؿ؛ ثم إف ما نشاىده من الرحمة التي يختص اهلل يدؿ على رح

. بها ػ كإنزاؿ المطر، وإزالة الجدب، وما أشدو ذل ػ يدؿ على رحمة اهلل

ا هلل إرادة والعجب أف منكري وصف اهلل بالرحمة الحقيقية بحجة أف العقل ال يدؿ عليها، أو أنو يحيلها، قد أثدتو إف تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز : حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة اهلل، حيث قالوا

بو يدؿ عقال على اإلرادة؛ وال ش أف ىذا صحيح؛ ولكنو بالنسدة لداللة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ ألنو ال بم »: فإن لو سألت عاميا صداح ليلة المطر: مة فيعرفو حتى العواـيتفطن لو إال أىل النداىة؛ وأما آثار الرح

. «بفضل اهلل، ورحمتو»: لقاؿ« مطرنا؟

ىل الدسملة آية من الفاتحة؛ أو ال؟ : مسألة

إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهرا في الصالة الجهرية، ويرى أنها : في ىذا خالؼ بين العلماء؛ فمنهم من يقوؿإنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من : ومنهم من يقوؿ. إال بقراءة الدسملة؛ ألنها من الفاتحة ال تصح

. كتاب اهلل، وىذا القوؿ ىو الحق؛ ودليل ىذا النص، وسياؽ السورة

: ىقاؿ اهلل تعال»: فقد جاء في حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو أف الندي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ: أما النصحمدني عددي، وإذا : قاؿ اهلل تعالى{ الحمد هلل رب العالمين}: فإذا قاؿ: قسمت الصالة بيني وبين عددي نصفين

مجدني : ، قاؿ اهلل تعالى{مال يـو الدين}: أثنى علي عددي؛ فإذا قاؿ: ، قاؿ اهلل تعالى{الرحمن الرحيم}: قاؿاىدنا }: ىذا بيني وبين عددي نصفين؛ وإذا قاؿ: هلل تعالى، قاؿ ا{إياؾ نعدد وإياؾ نستعين}: عددي، فإذا قاؿ، وىذا كالنص على أف الدسملة ليست من «ىذا لعددي؛ ولعددي ما سأؿ: قاؿ اهلل تعالى{ الصراط المستقيم

صليت خلف الندي صلى اهلل عليو وسلم، وأبي بكر، »: الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مال رضي اهلل عنو قاؿفي أوؿ قراءة، { بسم اهلل الرحمن الرحيم}ال يذكروف { الحمد هلل رب العالمين}ثماف؛ فكانوا يستفتحوف بػوعمر، وع

. والمراد ال يجهروف؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر، وعدمو يدؿ على أنها ليست منها. «وال في آخرىا

فاؽ؛ وإذا أردت أف توزع سدع االيات على موضوع فالفاتحة سدع آيات باالت: أما من جهة السياؽ من حيث المعنىقسمت الصالة »: وىي االية التي قاؿ اهلل فيها{ إياؾ نعدد وإياؾ نستعين}: السورة وجدت أف نصفها ىو قولو تعالى

: {مال يـو الدين}الثانية؛ : {الرحمن الرحيم}واحدة؛ : {الحمد هلل رب العالمين}؛ ألف «بيني وبين عددي نصفينقسم منها حق هلل؛ : الرابعة ػ يعني الوسط ػ وىي قسماف: {إياؾ نعدد وإياؾ نستعين}: ثة؛ وكلها حق هلل عز وجلالثال

غير المغضوب عليهم }للعدد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم}للعدد؛ { اىدنا الصراط المستقيم}وقسم حق للعدد؛

. للعدد{ وال الضالين

ث األولى؛ وثالث آيات للعدد وىي الثالث األخيرة؛ وواحدة بين العدد فتكوف ثالث آيات هلل عز وجل وىي الثال . وربو وىي الرابعة الوسطى

إف الدسملة آية من الفاتحة لـز أف تكوف االية السابعة طويلة على : ثم من جهة السياؽ من حيث اللفظ فإذا قلنا . قدر آيتين؛ ومن المعلـو أف تقارب االيات في الطوؿ والقصر ىو األصل

. فالصواب الذي ال ش فيو أف الدسملة ليست من الفاتحة كما أف الدسملة ليست من بقية السور

{ الحمد للو رب العػلمين }

وصف المحمود بالكماؿ مع المحدة، والتعظيم؛ الكماؿ الذاتي، { الحمد}: {الحمد هلل رب العالمين}: قولو تعالى: ؛ قاؿ أىل العلم«المحدة، والتعظيم»ل في ذاتو، وصفاتو، وأفعالو؛ والبد من قيد وىو والوصفي، والفعلي؛ فهو كام

؛ ولهذا يقع من إنساف ال «ال يسمى حمدا؛ وإنما يسمى مدحا : ألف مجرد وصفو بالكماؿ بدوف محدة، وال تعظيم»ثم يأتي لهم بأوصاؼ عظيمة ال يحب الممدوح؛ لكنو يريد أف يناؿ منو شيئا؛ تجد بعض الشعراء يقف أماـ األمراء،

محدة فيهم؛ ولكن محدة في الماؿ الذي يعطونو، أو خوفا منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عز وجل حمد محدة، وتعظيم؛ { الحمد}في « أؿ»فلذل صار البد من القيد في الحمد أنو وصف المحمود بالكماؿ مع المحدة، والتعظيم؛ و

. مدأي استغراؽ جميع المحا: لالستغراؽ

المألوه ػ : اسم ربنا عز وجل؛ ال يسمى بو غيره؛ ومعناه« اهلل»الالـ لالختصاص، واالستحقاؽ؛ و{ هلل}: وقولو تعالى . أي المعدود حدا، وتعظيما

الخلق، والمل ، والتدبير؛ فهو الخالق، : ىو من اجتمع فيو ثالثة أوصاؼ: «الرب»؛ {رب العالمين}: وقولو تعالىكل ما سوى اهلل فهو من العالم؛ وصفوا : قاؿ العلماء: {العالمين}ء، المدبر لجميع األمور؛ والمال لكل شي

على قدرتو، : بذل ؛ ألنهم علم على خالقهم سدحانو وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدؿ على الخالق . وحكمتو، ورحمتو، وعزتو، وغير ذل من معاني ربوبيتو

: الفوائد

؛ ألنها دالة على {الحمد}: في قولو تعالى« أؿ»إثدات الحمد الكامل هلل عز وجل، وذل من : د االيةػ من فوائ 4 . االستغراؽ

أف اهلل تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كاف الندي صلى اهلل عليو وسلم : ػ ومنها 9الحمد هلل على »: ؛ وإذا أصابو خالؼ ذل قاؿ«الصالحاتالحمد هلل الذي بنعمتو تتم »: إذا أصابو ما يسره قاؿ

. «كل حاؿ

ىو االسم العلم الخاص بو، والذي « اهلل»تقديم وصف اهلل باأللوىية على وصفو بالربوبية؛ وىذا إما ألف : ػ ومنها 3 . تتدعو جميع األسماء؛ وإما ألف الذين جاءتهم الرسل ينكروف األلوىية فقط

. {العالمين}: بوبية اهلل تعالى لجميع العالم؛ لقولو تعالىعمـو ر : ػ ومنها 1

{ الرحمػن الرحيم }

ىو ذو الرحمة { الرحمن}صفة أخرى؛ و{ الرحيم}صفة للفظ الجاللة؛ و{ الرحمن}: {الرحمن الرحيم}: قولو تعالىوحده، « الرحمن»؛ ولو أنو جيء بػفعلو{ الرحيم}وصفو؛ و{ الرحمن}ىو ذو الرحمة الواصلة؛ فػ{ الرحيم}الواسعة؛ و

. بالفعل{ الرحيم}بالوصف؛ و{ الرحمن}وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فسر « الرحيم»أو بػ

: الفوائد

هلل عز وجل؛ وإثدات ما تضمناه من الرحمة { الرحمن الرحيم}إثدات ىذين االسمين الكريمين : ػ من فوائد االية 4 . ن الرحمة التي ىي الفعلالتي ىي الوصف، وم

{ رب العالمين}: أف ربوبية اهلل عز وجل مدنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ ألنو تعالى لما قاؿ: ػ ومنها 9: قاؿ تعالى« ما نوع ىذه الربوبية؟ ىل ىي ربوبية أخذ، وانتقاـ؟ أو ربوبية رحمة، وإنعاـ؟»: كأف سائال يسأؿ

. {الرحمن الرحيم}

ين مػ} . {ل يػوـ الد

ىنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنو { الدين}ىو يـو القيامة؛ و{ يـو الدين}؛ و{اهلل}صفة لػ{ مال يـو الدين}: قولو تعالى؛ و تارة يراد بو « الدين»سدحانو وتعالى مال لذل اليـو الذي يجازى فيو الخالئق؛ فال مال غيره في ذل اليـو

، [1: الكافروف]{ لكم دينكم ولي دين}: االية؛ وتارة يراد بو العمل، كما في قولو تعالىالجزاء، كما في ىذه . أي كما تعمل تجازى« كما تدين تداف»: ويقاؿ

. «المال »أخص من « المل »، و{مل }: قراءة سدعية{ مال }: وفي قولو تعالى

مل حقيقي؛ ألف من الخلق من يكوف ملكا، وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وىو أف ملكو جل وعال : يسمى ملكا اسما وليس لو من التدبير شيء؛ ومن الناس من يكوف مالكا، وال يكوف ملكا : ولكن ليس بمال

. كعامة الناس؛ ولكن الرب عز وجل مال مل

: الفوائد

ي ذل اليـو تتالشى جميع الملكيات، إثدات مل اهلل عز وجل، وملكوتو يـو الدين؛ ألف ف: ػ من فوائد االية 4 . والملوؾ

أليس مال يـو الدين، والدنيا؟ : فإف قاؿ قائل

؛ ألف اهلل تعالى ينادي: فالجواب لمن المل }: بلى؛ لكن ظهور ملكوتو، وملكو، وسلطانو إنما يكوف في ذل اليـو؛ في الدنيا يظهر ملوؾ؛ بل [41: غافر] {هلل الواحد القهار}: فال يجيب أحد؛ فيقوؿ تعالى[ 41: غافر]{ اليـو

يظهر ملوؾ يعتقد شعوبهم أنو ال مال إال ىم؛ فالشيوعيوف مثال ال يروف أف ىناؾ ربا للسموات واألرض؛ يروف أف . أرحاـ تدفع، وأرض تدلع؛ وأف ربهم ىو رئيسهم: الحياة

. {يـو الدين مال }: إثدات الدعث، والجزاء؛ لقولو تعالى: ػ ومن فوائد االية 9

. حث اإلنساف على أف يعمل لذل اليـو الذي يداف فيو العاملوف: ػ ومنها 3

{ إياؾ نػعدد وإياؾ نستعين }

ال : ؛ وقدـ على عاملو إلفادة الحصر؛ فمعناه{نعدد}: مفعوؿ بو مقدـ؛ وعاملو: {إياؾ}؛ {إياؾ نعدد}: قولو تعالىأي نتذلل ل أكمل ذؿ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعوف { نعدد}منفصال لتعذر الوصل حينئذ؛ و نعدد إال إياؾ؛ وكاف

يسجد على التراب؛ تمتلىء جدهتو من التراب ػ كل : أشرؼ ما في أجسامهم في موطىء األقداـ ذال هلل عز وجلالمؤمن أبدا؛ ألف ىذا الذؿ هلل عز ما وافق« أنا أعطي الدنيا كلها واسجد لي»: ىذا ذال هلل؛ ولو أف إنسانا قاؿ

. وجل وحده

لو لم : تتضمن فعل كل ما أمر اهلل بو، وترؾ كل ما نهى اهلل عنو؛ ألف من لم يكن كذل فليس بعابد« العدادة»ود في ىو الذي يوافق المعدو : يفعل المأمور بو لم يكن عابدا حقا؛ ولو لم يترؾ المنهي عنو لم يكن عابدا حقا؛ العدد

تستلـز أف يقـو اإلنساف بكل ما أمر بو، وأف يترؾ كل ما نهي عنو؛ وال يمكن أف يكوف « العدادة»مراده الشرعي؛ فػأي ال نستعين إال إياؾ على العدادة، وغيرىا؛ { وإياؾ نستعين}: قيامو ىذا بغير معونة اهلل؛ ولهذا قاؿ تعالى

ى يجمع بين العدادة، واالستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآف طلب العوف؛ واهلل سدحانو وتعال« االستعانة»و . الكريم؛ ألنو ال قياـ بالعدادة على الوجو األكمل إال بمعونة اهلل، والتفويض إليو، والتوكل عليو

: الفوائد

. معموؿتقديم ال: ؛ ووجو اإلخالص{إياؾ نعدد}: إخالص العدادة هلل؛ لقولو تعالى: ػ من فوائد االية 4

. حيث قدـ المفعوؿ{ وإياؾ نستعين}: إخالص االستعانة باهلل عز وجل، لقولو تعالى: ػ ومنها 9

: المائدة]{ وتعاونوا على الدر والتقوى}: إخالص االستعانة باهلل وقد جاء في قولو تعالى: كيف يقاؿ: فإف قاؿ قائل

تعين الرجل في دابتو، فتحملو عليها، »: عليو وسلمإثدات المعونة من غير اهلل عز وجل، وقاؿ الندي صلى اهلل[ 9 . «أو ترفع لو عليها متاعو صدقة

استعانة تفويض؛ بمعنى أن تعتمد على اهلل عز وجل، وتتدرأ من حول ، وقوت ؛ : أف االستعانة نوعاف: فالجوابجائزة إذا كاف المستعاف بو حيا فهذه : وىذا خاص باهلل عز وجل؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أف تقـو بو

[. 9: المائدة]{ وتعاونوا على الدر والتقوى}: قادرا على اإلعانة؛ ألنو ليس عدادة؛ ولهذا قاؿ اهلل تعالى

وىل االستعانة بالمخلوؽ جائزة في جميع األحواؿ؟ : فإف قاؿ قائل

قادرا عليها؛ وأما إذا لم يكن قادرا فإنو ال ال؛ االستعانة بالمخلوؽ إنما تجوز حيث كاف المستعاف بو : فالجوابكما لو استعاف بصاحب قدر فهذا حراـ؛ بل شرؾ أكدر؛ ألف صاحب القدر ال يغني عن نفسو : يجوز أف تستعين بووكما لو استعاف بغائب في أمر ال يقدر عليو، مثل أف يعتقد أف الولي الذي في شرؽ الدنيا يعينو ! شيئا؛ فكيف يعينو

. فهذا أيضا شرؾ أكدر؛ ألنو ال يقدر أف يعينو وىو ىناؾ: مهمتو في بلدهعلى

ىل يجوز أف يستعين المخلوؽ فيما تجوز استعانتو بو؟ : فإف قاؿ قائل

األولى أف ال يستعين بأحد إال عند الحاجة، أو إذا علم أف صاحدو يسر بذل ، فيستعين بو من أجل : فالجواب . ي لمن طلدت منو اإلعانة على غير اإلثم والعدواف أف يستجيب لذل إدخاؿ السرور عليو؛ ويندغ

. {اىدنا الصراط المستقيم }

: ، وبالصاد الخالصة{السراط}: بالسين: فيو قراءتاف{ الصراط}: {اىدنا الصراط المستقيم}: قولو تعالىاىدنا }: اية اإلرشاد، وىداية التوفيق؛ فأنت بقول ىد« الهداية»الطريق؛ والمراد بػ{ الصراط}؛ والمراد بػ{الصراط}

. أي الذي ال اعوجاج فيو{ المستقيم}تسأؿ اهلل تعالى علما نافعا، وعمال صالحا؛ و{ الصراط المستقيم

: الفوائد

م؛ ألنو لجوء اإلنساف إلى اهلل عز وجل بعد استعانتو بو على العدادة أف يهديو الصراط المستقي: ػ من فوائد االية 4؛ ومن استعانة يتقوى بها على العدادة؛ يدؿ عليو {إياؾ نعدد}: البد في العدادة من إخالص؛ يدؿ عليو قولو تعالى

الصراط }؛ ألف {اىدنا الصراط المستقيم}: ؛ ومن اتداع للشريعة؛ يدؿ عليو قولو تعالى{وإياؾ نستعين}: قولو تعالى . ؿ صلى اهلل عليو وسلمىو الشريعة التي جاء بها الرسو { المستقيم

ألجل أف تتضمن : ؛ والفائدة من ذل {اىدنا}بالغة القرآف، حيث حذؼ حرؼ الجر من : ػ ومن فوائد االية 9ىداية علم وإرشاد؛ وىداية : التي ىي ىداية العلم، وىداية التوفيق؛ ألف الهداية تنقسم إلى قسمين: طلب الهداية

مجرد الداللة؛ واهلل عز وجل قد ىدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قولو توفيق، وعمل؛ فاألولى ليس فيها إال؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتداع [491: الدقرة]{ شهر رمضاف الذي أنزؿ فيو القرآف ىدى للناس}: تعالى

د يحرمها بعض ؛ وىذه ق[9: الدقرة]{ ذل الكتاب ال ريب فيو ىدى للمتقين}: الشريعة، كما في قولو تعالىأي بينا { فهديناىم}[ 47: فصلت]{ وأما ثمود فهديناىم فاستحدوا العمى على الهدى}: الناس، كما قاؿ تعالى

. لهم الحق، ودللناىم عليو؛ ولكنهم لم يوفقوا

ما قاؿ مستقيم، ومعوج؛ فما كاف موافقا للحق فهو مستقيم، ك: أف الصراط ينقسم إلى قسمين: ػ ومن فوائد االية 3 . ؛ وما كاف مخالفا فهو معوج[413: األنعاـ]{ وأف ىذا صراطي مستقيما فاتدعوه}: اهلل تعالى

. {صراط الذين أنػعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضآلين }

؛ والذين أنعم اهلل عليهم {المستقيم الصراط}: عطف بياف لقولو تعالى{ صراط الذين أنعمت عليهم}: قولو تعالىومن يطع اهلل والرسوؿ فأولئ مع الذين أنعم اهلل عليهم من النديين والصديقين }: ىم المذكوروف في قولو تعالى

[. 18: النساء. ]{والشهداء والصالحين وحسن أولئ رفيقا

. يعمل بو ىم اليهود، وكل من علم بالحق ولم: {غير المغضوب عليهم}: قولو تعالى

. ىم النصارى قدل بعثة الندي صلى اهلل عليو وسلم، وكل من عمل بغير الحق جاىال بو: {وال الضالين}: قولو تعالى

. إحداىما ضم الهاء؛ والثانية كسرىا: قراءتاف سدعيتاف{ عليهم}: وفي قولو تعالى

: دغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثالثةواعلم أف القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس ال تن

أف العامة إذا رأوا ىذا القرآف العظيم الذي قد مأل قلوبهم تعظيمو، واحترامو إذا رأوه مرة كذا، ومرة : الوجو األوؿ . كذا تنزؿ منزلتو عندىم؛ ألنهم عواـ ال يفرقوف

عامة بما ال يعرفونو؛ فيدقى ىذا القارىء حديث العواـ أف القارىء يتهم بأنو ال يعرؼ؛ ألنو قرأ عند ال: الوجو الثاني . في مجالسهم

أنو إذا أحسن العامي الظن بهذا القارىء، وأف عنده علما بما قرأ، فذىب يقلده، فربما يخطىء، ثم : الوجو الثالث . يقرأ القرآف ال على قراءة المصحف، وال على قراءة التالي الذي قرأىا، وىذه مفسدة

إن »: ، وقاؿ ابن مسعود رضي اهلل عنو«حدثوا الناس بما يعرفوف؛ أتحدوف أف يكذب اهلل ورسولو»: ؿ عليولهذا قا، وعمر بن الخطاب رضي اهلل عنو لما سمع ىشاـ بن «ال تحدث قوما حديثا ال تدلغو عقولهم إال كاف لدعضهم فتنة

مو إلى الندي صلى اهلل عليو وسلم، فقاؿ الندي حكيم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجو الذي قرأىا ىشاـ خاص، ثم قاؿ الندي صلى «ىكذا أنزلت»: ، فلما قرأ قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم«اقرأ»: صلى اهلل عليو وسلم لهشاـ

سدعة ؛ ألف القرآف أنزؿ على «ىكذا أنزلت»: ، فلما قرأ قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم«اقرأ»: اهلل عليو وسلم لعمرأحرؼ، فكاف الناس يقرؤوف بها حتى جمعها عثماف رضي اهلل عنو على حرؼ واحد حين تنازع الناس في ىذه

األحرؼ، فخاؼ رضي اهلل عنو أف يشتد الخالؼ، فجمعها في حرؼ واحد ػ وىو حرؼ قريش؛ ألف الندي صلى اهلل ى؛ فإذا كاف عمر رضي اهلل عنو فعل ما فعل عليو وسلم الذي نزؿ عليو القرآف بعث منهم؛ ونسيت األحرؼ األخر

ماداـ العلماء متفقين : والحمد هلل! بصحابي، فما بال بعامي يسمع تقرأ غير قراءة المصحف المعروؼ عندهعلى أنو ال يجب أف يقرأ اإلنساف بكل قراءة، وأنو لو اقتصر على واحدة من القراءات فال بأس؛ فدع الفتنة،

. وأسدابها

:الفوائد

صراط }وىذا مجمل؛ : {اىدنا الصراط المستقيم}: ذكر التفصيل بعد اإلجماؿ؛ لقولو تعالى: ػ من فوائد االيتين 4فإف النفس إذا جاء المجمل تترقب، : وىذا مفصل؛ ألف اإلجماؿ، ثم التفصيل فيو فائدة: {الذين أنعمت عليهم

: مستعدة لقدولو متشوفة إليو؛ ثم فيو فائدة ثانية ىناوتتشوؼ للتفصيل، والدياف، فإذا جاء التفصيل ورد على نفس . وىي بياف أف الذين أنعم اهلل عليهم على الصراط المستقيم

. إسناد النعمة إلى اهلل تعالى وحده في ىداية الذين أنعم عليهم؛ ألنها فضل محض من اهلل: ػ ومنها 9

عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالوف؛ وقد سدق انقساـ الناس إلى ثالثة أقساـ؛ قسم أنعم اهلل: ػ ومنها 3 . بياف ىذه األقساـ

إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سدب خروجهم العناد ىم المغضوب عليهم، : وأسداب الخروج عن الصراط المستقيمىذا وعلى رأسهم اليهود؛ واالخروف الذين سدب خروجهم الجهل كل من ال يعلم الحق، وعلى رأسهم النصارى؛ و

بالنسدة لحالهم قدل الدعثة ػ أعني النصارى؛ أما بعد الدعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا ىم، واليهود سواء ػ . كلهم مغضوب عليهم

بالغة القرآف، حيث جاء التعدير عن المغضوب عليهم باسم المفعوؿ الداؿ على أف الغضب : ػ ومن فوائد االيتين 1 . لى، ومن أوليائوعليهم حاصل من اهلل تعا

أنو يقدـ األشد، فاألشد؛ ألنو تعالى قدـ المغضوب عليهم على الضالين؛ ألنهم أشد مخالفة للحق من : ػ ومنها 1 . الضالين؛ فإف المخالف عن علم يصعب رجوعو بخالؼ المخالف عن جهل

لعظيمة؛ لكن ىذا قطرة من وعلى كل حاؿ السورة ىذه عظيمة؛ وال يمكن ال لي، وال لغيري أف يحيط بمعانيها ا . البن القيم رحمو اهلل« مدارج السالكين»بحر؛ ومن أراد التوسع في ذل فعليو بكتاب

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الىبأ

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

علموف * م فيو مختلفوف الذى ى * عن الندإ العظيم * عم يػتسآءلوف } علموف * كال سيػ ألم نجعل * ثم كال سيػرض مهػدا وجعلنا النػهار * وجعلنا اليل لداسا * وجعلنا نػومكم سداتا * وخلقنػكم أزوجا * والجداؿ أوتادا * اال

نا فػوقكم سدعا شدادا * معاشا يػ لنخرج بو حدا * وأنزلنا من المعصرات مآء ثجاجا * وجعلنا سراجا وىاجا * وبػنػ . {وجنػت ألفافا * ونػداتا

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

الذي . عن الندأ العظيم}: ؿ ىؤالء، ثم أجاب اهلل عز وجل عن ىذا السؤاؿ فقاؿيعني عم يتساء{ عم يتساءلوف}وىذا الندأ ىو ما جاء بو الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم من الدينات والهدى، والسيما ما جاء بو { ىم فيو مختلفوف

اء بو الندي صلى اهلل عليو وآلو من األخدار عن اليـو االخر والدعث والجزاء، وقد اختلف الناس في ىذا الندأ الذي جفمنهم من آمن بو وصدؽ، ومنهم من كفر بو وكذب، فدين اهلل أف ىؤالء الذين كذبوا سيعلموف ما كذبوا بو : وسلم

علم اليقين، وذل إذا رأوا يـو القيامة يـو يأتي تأويلو يقوؿ الذين نسوه من قدل قد جاءت رسل ربنا بالحق، ولهذا والجملة الثانية توكيد لألولى من حيث المعنى، وإف كانت { ثم كال سيعلموف. كال سيعلموف}: قاؿ سدحانو ىنا

ليست توكيدا باعتدار اصطالح النحويين؛ ألنو فصل بينها وبين التي قدلها بحرؼ العطف، والتوكيد ال يفصل بينو اليقين الذي يشاىدونو على حسب ما والمراد بالعلم الذي توعدىم اهلل بو ىو علم. وبين مؤكدة بشيء من الحروؼ

. أخدروا بو

أي جعل اهلل { ألم نجعل األرض مهادا }: ثم بين اهلل تعالى نعمو على عداده ليقرر ىذه النعم فيلزمهم شكرىا فقاؿاألرض مهادا ممهدة للخلق ليست بالصلدة التي ال يستطيعوف حرثها، وال المشي عليها إال بصعوبة، وليست باللينة

والجداؿ }. رخوة التي ال ينتفعوف بها، ولكنها ممهدة لهم على حسب مصالحهم وعلى حسب ما ينتفعوف بوال: أي جعلها اهلل تعالى أوتادا بمنزلة الوتد للخيمة حيث يثدتها فتثدت بو، وىو أيضا ثابت كما قاؿ تعالى{ أوتادا إف ىذه الجداؿ لها : ألوتاد قاؿ علماء األرضوىذه ا[. 41: فصلت]{ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارؾ فيها}

جذور راسخة في األرض كما يرسخ جذر الوتد بالجدار، ولذل تجدىا صلدة قوية ال تزعزعها الرياح وىذا من تماـ أي أصنافا ما بين ذكر وأنثى، وصغير وكدير، وأسود وأحمر، وشقي وسعيد إلى { وخلقناكم أزواجا }. قدرتو ونعمتوا يختلف الناس فيو، فهم أزواج مختلفوف على حسب ما أراده اهلل عز وجل واقتضتو حكمتو ليعتدر غير ذل مم

الناس بقدرة اهلل تعالى، وأنو قادر على أف يجعل ىذا الدشر الذين خلقوا من مادة واحدة ومن أب واحد على ىذه فالنـو يقطع ما سدقو من التعب، ويستجد بو أي قاطعا للتعب، { وجعلنا نومكم سداتا }. األصناؼ المتنوعة المتداينة

اإلنساف نشاطا للمستقدل، ولذل تجد الرجل إذا تعب ثم ناـ استراح وتجدد نشاطو، وىذا من النعمة وىو أيضا وجعلنا }[. 93: الرـو. ]{ومن آياتو منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضلو}: من آيات اهلل كما قاؿ اهلل تعالى

أي جعل اهلل ىذا الليل على األرض بمنزلة اللداس كأف األرض تلدسو ويكوف جلدابا لها، وىذا ال يعرفو { اسا الليل لدتماـ المعرفة إال إذا صعد فوؽ ظل األرض، وقد رأينا ذل من االيات العجيدة إذا صعدت في الطائرة وارتفعت وقد

. فع تجد األرض وكأنما كسيت بلداس أسودغابت الشمس عن سطح األرض ثم تدينت ل الشمس بعد أف ترت

أي معاشا يعيش الناس فيو في طلب الرزؽ على حسب درجاتهم وعلى حسب أحوالهم، { وجعلنا النهار معاشا }وىي السماوات السدع، وصفها اهلل { وبنينا فوقكم سدعا شدادا }. وىذا من نعمة اهلل سدحانو وتعالى على العداد

. أي بنيناىا بقوة[. 17: الذاريات]{ والسماء بنيناىا بأيد وإنا لموسعوف}: وية كما قاؿ تعالىتعالى بالشداد ألنها قأي { وىاجا }. يعني بذل الشمس فهي سراج مضيء، وىي أيضا ذات حرارة عظيمة{ وجعلنا سراجا وىاجا }

ا ظن بما يقرب منها، ثم إنها وقادة، وحرارتها في أياـ الصيف حرارة شديدة مع بعدىا الساحق عن األرض، فمإذا اشتد الحر فأبردوا »: تكوف في أياـ الحر في شدة حرىا من فيح جهنم، كما قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ

يا رب، أكل : اشتكت النار إلى اهلل فقالت»: وقاؿ عليو الصالة والسالـ. «بالصالة، فإف شدة الحر من فيح جهنمسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدوف من الدرد من زمهرير جهنم، بعضي بعضا، فأذف لها بنف

ومع ذل فإف فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق أمواال . «وأشد ما يكوف من الحر من فيح جهنممنها تكوف فيها فوائد عظيمة في أياـ النهار حيث يستغني الناس بها عن إيقاد األنوار، وكذل الطاقة التي تستخرج

. كثيرة، وكذل إنضاج الثمار وغير ىذا من الفوائد العديدة من ىذا السراج الذي جعلو اهلل عز وجل لعداده

{ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا }: ولما ذكر السراج الوىاج الذي بو الحرارة واليدوسة ذكر ما يقابل ذل فقاؿوىذا الماء أيضا تندت بو األرض وتحيا بو، فإذا انضاؼ إلى ىذا ماء السماء وحرارة والماء فيو رطوبة وفيو برودة،

يعني من السحاب، { وأنزلنا من المعصرات}. الشمس حصل في ىذا إنضاج للثمار ونمو لها على أكمل ما يكوفىذا الماء يتخلل ىذا ووصفها اهلل بأنها معصرات كأنما تعصر ىذا الماء عند نزولو عصرا، كما يعصر الثوب، فإف

لنخرج بو }. أي كثير التدفق واسعا { ماء ثجاجا }: السحاب ويخرج منو كما يخرج الماء من الثوب المعصور، وقولوأي لنخرج بهذا الماء الذي أنزؿ من السماء إلى األرض فتندت األرض ويخرج اهلل بو من الحب بجميع { حدا ونداتا

أي بساتين ملتفا بعضها إلى بعض، من كثرتها وحسنها { وجنات ألفافا}. ر والذرة وغيرىاأصنافو وأنواعو الدر والشعيوبهائها حتى إنها لتستر من فيها لكثرتها، والتفاؼ بعضها إلى بعض، وىي األشجار التي لها ساؽ، فيخرج من ىذا

و بواسطة استخراج الماء من باطن الماء الثجاج الزروع والنخيل واألعناب وغيرىا سواء خرج منو مداشرة أو خرج منفأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما }: األرض؛ ألف الماء الذي في باطن األرض ىو من المطر كما قاؿ تعالى

[. 94: الزمر. ]{فسلكو ينابيع في األرض}: وقاؿ تعالى في آية أخرى[. 99: الحجر]{ أنتم لو بخازنين

على العداد ذكر حاؿ اليـو االخر وأنو ميقات يجمع اهلل بو األولين واالخرين فقاؿ ولما ذكر اهلل تعالى ما أنعم بو : تعالى

وسيػرت الجداؿ * وفتحت السمآء فكانت أبػوبا * يػوـ ينفخ فى الصور فػتأتوف أفػواجا * إف يػوـ الفصل كاف ميقػتا }إال * ال يذوقوف فيها بػردا وال شرابا * لػدثين فيهآ أحقابا * للطػغين مػابا * إف جهنم كانت مرصادا * سرابا فكانت

ب * إنػهم كانوا ال يػرجوف حسابا * جزآء وفػقا * حميما وغساقا ابا وكذ نػو كتػدا * وا بػايػتنا كذ فذوقوا * وكل شىء أحصيػ . {فػلن نزيدكم إال عذابا

وىو يـو القيامة، وسمي يـو فصل ألف اهلل يفصل فيو بين العداد فيما شجر { إف يـو الفصل كاف ميقاتا }: قاؿ تعالى، فيفصل بين أىل الحق وأىل الداطل، وأىل الكفر وأىل اإليماف، وأىل العدواف بينهم، وفيما كانوا يختلفوف فيو

يعني { كاف ميقاتا }. وأىل االعتداؿ، ويفصل فيو أيضا بين أىل الجنة والنار، فريق في الجنة وفريق في السعيربشيء لو أجل معدود وما ظن [. 411: ىود]{ وما نؤخره إال ألجل معدود}: موقوتا ألجل معدود كما قاؿ تعالى

وأنت ترى األجل كيف يذىب سريعا يوما بعد يـو حتى ينتهي اإلنساف إلى آخر مرحلة، فكذل الدنيا كلها تسير كل شيء معدود فإنو { وما نؤخره إال ألجل معدود}: يوما بعد يـو حتى تنتهي إلى آخر مرحلة، ولهذا قاؿ تعالى

يفزع الناس : األولى: والنافخ الموكل فيها إسرافيل، ينفخ فيها نفختين{ اجا يـو ينفخ في الصور فتأتوف أفو }. ينتهييـو ينفخ في الصور فتأتوف }: يدعثوف من قدورىم تعود إليهم أرواحهم، ولهذا قاؿ ىنا: ثم يصعقوف فيموتوف، والثانية

و فوجا، وىذه األفواج ػ واهلل أعلم وفي االية إيجاز بالحذؼ أي فتحيوف فتأتوف أفواجا؛ فوجا مع فوج أو يتل{ أفواجا ػ بحسب األمم كل أمة تدعى إلى كتابها لتحاسب عليو، فيأتي الناس أفواجا في ىذا الموقف العظيم الذي تسوى

: فيو األرض فيذرىا اهلل عز وجل قاعا صفصفا ال ترى فيها عوجا وال أمتا، وفي ىذا اليـو يقوؿ اهلل عز وجلفتحت وانفرجت فتكوف أبوابا يشاىدىا الناس بعد أف كانت سقفا محفوظا تكوف { ت أبوابا وفتحت السماء فكان}

في ذل اليـو أبوابا مفتوحة، وفي ىذا دليل على كماؿ قدرة اهلل عز وجل أف ىذه السدع الشداد يجعلها اهلل تعالى . وال يسأؿ حميم حميما . الجداؿ كالعهن وتكوف. يـو تكوف السماء كالمهل}يـو القيامة كأف لم تكن، تكوف أبوابا

أي أف الجداؿ العظيمة الصماء تدؾ فتكوف { وسيرت الجداؿ فكانت سرابا }[. 44ػ 9: المعارج]{ يدصرونهمللطاغين . إف جهنم كانت مرصادا }: قولو تعالى. {وسيرت الجداؿ فكانت سرابا }كالرمل ثم تكوف كالسراب تسير

وما خلقت الجن واإلنس إال }: الطغياف مجاوزة الحد، وحد اإلنساف مذكور في قولو تعالى{ قابا البثين فيها أح. مئابا فمن جاوز حده ولم يعدد اهلل فهو الطاغي، فجهنم كانت للطاغين مآبهم ومرجعهم [. 11: الذاريات. ]{ليعددوف

دحانو وتعالى عنهم الدرد الذي تدرد بو ظواىر نفى اهلل س{ ال يذوقوف فيها بردا وال شرابا }. وأنهم البثوف فيها أحقابا االستثناء ىنا منقطع عند النحويين ألف المستثنى { إال حميما وغساقا }. أبدانهم، والشراب الذي تدرد بو أجوافهم

يغاثوف }. ليس من جنس المستثنى منو، والمعنى ليس لهم إال ىذا الحميم وىو الماء الحار المنتهي في الحرارةقاؿ { وغساقا }[. 41: محمد. ]{وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءىم}[. 98: الكهف]{ لمهل يشوي الوجوهبماء كا

إف الغساؽ ىو شراب منتن الرائحة شديد الدرودة، فيجمع لهم ػ والعياذ باهلل ػ بين الماء الحار الشديد : المفسروفمن ناحية الحرارة، ومن ناحية الدرودة، بل إف : حيتينالحرارة، والماء الدارد الشديد الدرودة ليذوقوا العذاب من النا

. إف المراد بالغساؽ صديد أىل النار، وما يخرج من أجوافهم من النتن والعرؽ وغير ذل : بعض أىل التفسير قالواوعلى كل حاؿ فاالية الكريمة تدؿ على أنهم ال يذوقوف إال ىذا الشراب الذي يقطع أمعاءىم من حرارتو، ويفطر

وإذا اجتمعت ىذه األنواع من العذاب كاف ذل زيادة في مضاعفة العذاب . دادىم من برودتو، نسأؿ اهلل العافيةأكإف اهلل ال }: أي يجزوف بذل جزاء موافقا ألعمالهم من غير أف يظلموا، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ جزاء وفاقا }. عليهم

ثم بين وجو . فهذا الجزاء موافق مطابق ألعمالهم[. 11: ونسي]{ يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلموفابا . إنهم كانوا ال يرجوف حسابا }: الموافقة أي موافقة ىذا العذاب لألعماؿ فقاؿ فذكر انحرافهم { وكذبوا بآياتنا كذ

نكروف الحساب، أي ال يؤملوف أف يحاسدوا بل ي{ إنهم كانوا ال يرجوف حسابا }في العقيدة وانحرافهم في القوؿ، فال يرجوف حسابا يحاسدوف بو { ما ىي إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إال الدىر}: ينكروف الدعث يقولوف

ألنهم ينكروف ذل ، ىذه عقيدة قلوبهم، أما ألسنتهم فيكذبوف يقولوف ىذا كذب، ىذا سحر، ىذا جنوف، وما أشدو كذل ما أتى الذين من }: ىؤالء المكذبوف رسل اهلل، كما قاؿ عز وجلذل كما جاء في كتاب اهلل ما يصف بو وقاؿ اهلل تعالى عن المكذبين لمحمد صلى اهلل عليو [. 19: الذاريات]{ قدلهم من رسوؿ إال قالوا ساحر أو مجنوف

ريب أـ يقولوف شاعر نتربص بو }وقالوا إنو شاعر [. 1: ص]{ وقاؿ الكافروف ىذا ساحر كذاب}: وآلو وسلموقالوا يا أيها الذي نزؿ عليو الذكر إن لمجنوف لوما تأتينا بالمالئكة إف كنت من }[. 31: الطور]{ المنوف

ولوال أف اهلل ثدت أقداـ الرسل وصدرىم على قومهم ما صدروا على ىذا األمر، ثم إف [. 7: الحجر]{ الصادقينكما فعلوا مع الرسوؿ عليو الصالة والسالـ من األذية قومهم المكذبين لهم لم يقتصروا على ىذا بل آذوىم بالفعل

العظيمة بل آذوىم بحمل السالح عليهم، فمن كانت ىذه حالو فجزاؤه جهنم جزاء موافقا مطابقا لعملو كما في ء وكل شي}: قولو تعالى. {وكذبوا بآياتنا كذابا . إنهم كانوا ال يرجوف حسابا . جزاء وفاقا }: ىذه االية الكريمةيشمل ما يفعلو اهلل عز وجل من الخلق والتدبير في الكوف، ويشمل ما يعملو العداد من { كل شيء{ }أحصيناه كتابا

يعني { كتابا }. أي ضدطناه باإلحصاء الدقيق الذي ال يختلف{ أحصيناه}أقواؿ وأفعاؿ، ويشمل كل صغير وكدير قادير كل شيء إلى أف تقـو الساعة، ومن جملة ذل كتدا، وقد ثدت في الحديث الصحيح أف اهلل تعالى كتب م

: ؽ]{ ما يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيد}: أعماؿ بني آدـ فإنها مكتوبة، بل كل قوؿ يكتب، قاؿ اهلل تعالىودخل رجل على اإلماـ أحمد رحمو اهلل وىو مريض يئن من مرضو . رقيب يعني مراقب، والعتيد يعني الحاضر[. 49

إف أنين المريض يكتب، فتوقف رحمو اهلل : أبا عدداهلل إف طاووسا وىو أحد التابعين المشهورين يقوؿ يا: فقاؿ لوفكيف بأقواؿ ال حد لها وال ممس لها، ألفاظ تترى طواؿ الليل . عن األنين خوفا من أف يكتب عليو أنين مرضو

ل وإما علي ، من ىم بالسيئة فلم والنهار وال يحسب لها الحساب، فكل شيء يكتب حتى الهم يكتب إما يعملها عاجزا عنها فإنها تكتب عليو، وإف ىم بها وتركها هلل فإنها تكتب لو، فال يضيع شيء كل شيء أحصيناه

ذوقوا العذاب إىانة : ىذا األمر لإلىانة والتوبيخ، يعني يقاؿ ألىل النار{ فذوقوا فلن نزيدكم إال عذابا }. كتابا زيدكم إال عذابا ولن نخفف عنكم بل وال ندقيكم على ما أنتم عليو ال نزيدكم إال عذابا في قوتو ومدتو وتوبيخا فلن ن

تأمل [. 18: غافر]{ ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب}: ونوعو، وفي آية أخرى أنهم يقولوف لخزنة جهنم : ىذه الكلمة من عدة أوجو

اخسئوا فيها }: ألف اهلل قاؿ لهم. تعالى وإنما طلدوا من خزنة جهنم أف يدعوا لهمأنهم لم يسألوا اهلل سدحانو و : أوال . فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أىال ألف يسألوا اهلل ويدعوه إال بواسطة[. 419: المؤمنوف. ]{وال تكلموف

ع أف تتحدث أو أف تتكلم ادعوا ربنا، ألف وجوىهم وقلوبهم ال تستطي: ولم يقولوا{ ادعوا ربكم}: أنهم قالوا: ثانيا بإضافة ربوبية اهلل لهم أي بأف يقولوا ربنا، عندىم من العار والخزي ما يروف أنهم ليسوا أىال ألف تضاؼ ربوبية اهلل

. {ربكم}إليهم بل قالوا

. ألنهم آيسوف نعوذ باهلل، آيسوف من أف يرفع عنهم{ يخفف}: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا: ثالثا

يوما واحدا، بهذا يتدين ما ىم عليو من { يوما من العذاب}أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما، بل قالوا : رابعا أعاذنا [. 11: الشورى]{ وتراىم يعرضوف عليها خاشعين من الذؿ ينظروف من طرؼ خفي}العذاب والهواف والذؿ

. اهلل منها

جزآء من رب * اليسمعوف فيها لغوا وال كذبا * وكأسا دىاقا * وكواعب أتػرابا * حدآئق وأعنػدا * إف للمتقين مفازا }

. {عطآء حسابا

مثاني إذا ألف القرآف. {للطاغين مآبا . إف جهنم كانت مرصادا }: ذكر اهلل عز وجل ما للمتقين من النعيم بعد قولوذكر فيو العقاب ذكر فيو الثواب، وإذا ذكر الثواب ذكر العقاب، وإذا ذكر أىل الخير ذكر أىل الشر، وإذا ذكر الحق ذكر الداطل، مثاني حتى يكوف سير اإلنساف إلى ربو بين الخوؼ والرجاء؛ ألنو إف غلب عليو الرجاء وقع في

في القنوط من رحمة اهلل، وكالىما من كدائر الذنوب، كالىما شر، األمن من مكر اهلل، وإف غلب عليو الخوؼ وقع يندغي أف يكوف اإلنساف في عدادتو لربو بين الخوؼ والرجاء، فأيهما غلب »: قاؿ اإلماـ أحمد بن حندل رحمو اهلل

ب فيها لذل تجد القرآف الكريم يأتي بهذا وبهذا، ولئال تمل النفوس من ذكر حاؿ واحدة واإلسها. «ىل صاحدو . وىكذا، ألجل أف يكوف اإلنساف حين يقرأ القرآف راغدا راىدا، وىذا من بالغة القرآف الكريم. دوف ما يقابلها

المتقوف ىم الذين اتقوا عقاب اهلل، وذل بفعل أوامر اهلل واجتناب نواىيو، وأحيانا يأمر اهلل { إف للمتقين مفازا }واتقوا اهلل لعلكم تفلحوف واتقوا }: حساب، وأحيانا يأمر بتقوى النار، قاؿ اهلل تعالىبتقواه، وأحيانا يأمر بتقوى يـو ال

واتقوا يوما ترجعوف فيو إلى }: فجمع بين األمر بتقواه واألمر بتقوى النار، وقاؿ تعالى[. 431: آؿ عمراف]{ النارأف يتقي اإلنساف محاـر ربو : احد وىوفأمر بتقوى يـو الحساب، وكل ىذا يدور على معنى و [. 994: الدقرة]{ اهلل

، {مفازا }فيقـو بطاعتو وينتهي عن معصيتو، فالمتقوف ىم الذين قاموا بأوامر اهلل واجتندوا نواىي اهلل، ىؤالء لهم ىذا نوع { حدائق وأعنابا}. والمفاز ىو مكاف الفوز وزماف الفوز أيضا، فهم فائزوف في أمكنتهم، وفائزوف في أيامهم

األعناب جمع عنب وىي من { وأعنابا }. أي بساتين أشجارىا عظيمة وكثيرة ومنوعة األشجار{ حدائق}، المفازالكواعب جمع كاعب وىي التي تدين ثديها ولم يتدؿ، بل برز { وكواعب أترابا}. جملة الحدائق لكنو خصها بالذكر

سن واحدة ال تختلف إحداىن عن أي على { وأترابا }. وظهر كالكعب، وىذا أكمل ما يكوف في جماؿ الصدراألخرى كدرا كما في نساء الدنيا، ألنها لو اختلفت إحداىن عن األخرى كدرا فربما تختل الموازنة بينهما، وربما

أي كأسا ممتلئة، والمراد بالكأس ىنا { وكأسا دىاقا }. تكوف إحداىما محزونة إذا لم تساوي األخرى، لكنهن أترابأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لدن لم يتغير طعمو }يكوف للخمر وغيره، ألف الجنة فيها وربما. كأس الخمر

ال يسمعوف في { ال يسمعوف فيها لغوا }[. 41: محمد]{ وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، وال يكذب بعضهم بعضا، ألنهم على أي وال كذبا فال يكذبوف{ وال كذابا }. الجنة لغوا أي كالما باطال ال خير فيو

أي أنهم يجزوف بهذا { جزاء من رب عطاء}. سرر متقابلين قد نزع اهلل ما في صدورىم من غل وجعلهم أخوانا أي كافيا، { حسابا }. جزاء من اهلل سدحانو وتعالى على أعمالهم الحسنة التي عملوىا في الدنيا واتقوا بها محاـر اهلل

سب وىو الكفاية أي أف ىذا الكأس كأس كاؼ ال يحتاجوف معو إلى غيره لكماؿ لذتو وتماـ مأخوذة من الح . منفعتو

نػهما الرحمػن ال يملكوف منو خطابا } رض وما بػيػ ال يػوـ يػقومالروح والملػئكة صفا ال يػتكلموف إ * رب السمػوت واالإنآ أنذرنػكم عذاباقريدا يػوـ ينظر * ذل اليػوـ الحق فمن شآء اتخذ إلى ربو مػابا * من أذف لو الرحمػن وقاؿ صوابا

. {با المرء ما قدمت يداه ويػقوؿ الكافر يػليتنى كنت تػر

إنما أمرت أف }: فاهلل سدحانو وتعالى ىو رب كل شيء، قاؿ اهلل تعالى{ رب السماوات واألرض وما بينهما الرحمن}

فهو رب السماوات السدع الطداؽ، ورب األرض [. 84: النمل]{ أعدد رب ىذه الدلدة الذي حرمها ولو كل شيءأي ما بين { وما بينهما}. عليو وعلى آلو وسلموىي سدع كما ثدت ذل في السنة عن رسوؿ اهلل صلى اهلل

السماوات واألرض من المخلوقات العظيمة كالغيـو والسحب واألفالؾ وغيرىا مما نعلمو، ومما ال يعلمو إال اهلل يعني أف الناس ال يملكوف الخطاب من اهلل، وال يستطيع أحد أف { ال يملكوف منو خطابا }: وقولو. سدحانو وتعالى

صفا بعد صف، ألنو كما . أي صفوفا { والمالئكة صفا}وىو جدريل { يـو يقـو الروح}إال بإذف اهلل، وذل يتكلم تنزؿ مالئكة السماء الدنيا فتحيط بالخلق، ثم مالئكة السماء الثانية من وراءىم، ثم الثالثة »: جاء في الحديثال يتكلموف إال من أذف لو }. ذي خلقهم سدحانو وتعالىصفوفا ال يعلم عددىم إال ال.. وىكذا« والرابعة والخامسةوخشعت األصوات للرحمن فال تسمع إال }: أي ال يتكلموف مالئكة وال غيرىم كما قاؿ تعالى{ الرحمن وقاؿ صوابا

أي قاؿ قوال صوابا { وقاؿ صوابا }. بالكالـ فإنو يتكلم كما أذف لو{ إال من أذف لو الرحمن}[. 419: طو]{ ىمسا موافقا لمرضات اهلل سدحانو وتعالى وذل بالشفاعة إذا أذف اهلل ألحد أف يشفع شفع فيما أذف لو فيو على حسب

أي ذل الذي أخدرناكم عنو ىو اليـو الحق، والحق ضد الداطل أي الثابت الذي { ذل اليـو الحق}. ما أذف لوفمن شاء اتخذ إلى ربو }. نوف إال من أتى اهلل بقلب سليميقـو فيو الحق، ويقـو فيو العدؿ يـو ال ينفع ماؿ وال ب

. أي من شاء عمل عمال يؤوب بو إلى اهلل ويرجع بو إلى اهلل، وذل العمل الصالح الموافق لمرضاة اهلل تعالى{ مآبا تشاءوف لمن شاء منكم أف يستقيم وما}: قيدتها آية أخرى وىي قولو تعالى{ فمن شاء اتخذ إلى ربو مآبا }: وقولو

يعني أننا لنا الخيار فيما نذىب إليو ال أحد يكرىنا على [. 98، 99: التكوير]{ إال أف يشاء اهلل رب العالمينوإنما بين اهلل ذل في { وما تشاءوف إال أف يشاء اهلل}شيء؛ لكن مع ذل خيارنا وإرادتنا ومشيئتنا راجعة إلى اهلل

نفسو وعلى مشيئتو بل يعلم أنها مرتدطة بمشيئة اهلل، حتى يلجأ إلى اهلل في كتابو من أجل أف ال يعتمد اإلنساف على ال يقوؿ اإلنساف أنا حر أريد ما شئت وأتصرؼ كما شئت، نقوؿ األمر كذل . سؤاؿ الهداية لما يحب ويرضىويـو . ـ القيامةأي خوفناكم من عذاب قريب وىو يو { إنا أنذرناكم عذابا قريدا }. لكن مربوط بإرادة اهلل عز وجل

{ كأنهم يـو يرونها لم يلدثوا إال عشية أو ضحاىا}القيامة قريب، ولو بقيت الدنيا ماليين السنين فإنو قريب فهذا العذاب الذي أنذرنا اهلل قريب، ليس بين اإلنساف وبينو إال أف يموت، واإلنساف ال يدري [. 11: النازعات]

ال يصدح، ولهذا كاف علينا أف نحـز في أعمالنا، وأف نستغل الفرصة متى يموت قد يصدح وال يمسي، أو يمسي و أي كل امرىء ينظر ما قدمت يداه ويكوف بين يديو : المرء{ يـو ينظر المرء ما قدمت يداه}. قدل فوات األوافما يرى ويقوؿ الكافر من شدة[. 41: اإلسراء]{ اقرأ كتاب كفى بنفس اليـو علي حسيدا }: ويعطى كتابو، ويقاؿ

أي ليتني لم أخلق، أو ليتني لم أبعث، أو إذا رأى الدهائم { يا ليتني كنت ترابا }: من الهوؿ وما يشاىده من العذابتحتمل ثالثة { كنت ترابا }: التي يقضي اهلل بينها ثم يقوؿ كوني ترابا فتكوف ترابا يتمنى أف يكوف مثل الدهائم فقولو

: معاف

. ني كنت ترابا فلم أخلق، ألف اإلنساف خلق من ترابيا ليت: المعنى األوؿ

. ياليتني كنت ترابا فلم أبعث، يعني كنت ترابا في أجواؼ القدور: المعنى الثاني

ليتني كنت ترابا أي : أنو إذا رأى الدهائم التي قضى اهلل بينها وقاؿ لها كوني ترابا فكانت ترابا قاؿ: المعنى الثالثه الدهائم ػ واهلل أعلم ػ وإلى ىنا تنتهي سورة الندأ، وفيها من المواعظ والحكم وآيات اهلل عز وجل ما كما كانت ىذ

يكوف موجدا لإليقاف واإليماف، نسأؿ اهلل أف ينفعنا وإياكم بكتابو، وأف يجعلو موعظة لقلوبنا، وشفاء لما في صدورنا، . إنو جواد كريم

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين ث الىازعا

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ػدحػت سدحا * والنػشطػت نشطا * والنػزعػت غرقا } ػدقػت سدقا * والس * يػوـ تػرجف الراجفة * فالمدبػرت أمرا * فالسعها الرادفة * أءذا كنا عظػما نخرة * يػقولوف أءنا لمردودوف فى الحػفرة * أبصػرىا خػشعة * وب يػومئذ واجفة قػل * تػتدػ

. {فإذا ىم بالساىرة * فإنما ىى زجرة وحدة * قالوا تل إذا كرة خػسرة

. ة تقدـ الكالـ عليهاالدسمل

{ والناشطات نشطا}. أي نزعا بشدة{ غرقا}يعني المالئكة الموكلة بقدض أرواح الكفار تنزعها { والنازعات غرقا}الربط الذي : أي تسلها برفق كاألنشوطة، واألنشوطة: يعني المالئكة الموكلة بقدض أرواح المؤمنين، تنشطها نشطا

أشدو ذل من الكلمات، يعني يكوف ربطا بحيث إذا سللت أحد الطرفين انفكت أو ما ( التكة)يسمونو عندنا تسلها برفق، : العقدة ىذا ينحل بسرعة وبسهولة، فهؤالء المالئكة الموكلة بقدض أرواح المؤمنين تنشطها نشطا أي

دح األوصاؼ تقوؿ وسدب ذل أف المالئكة الموكلة بقدض أرواح الكفار إذا دعت الروح إلى الخروج تناديها بأقاخرجي أيتها النفس الخديثة التي كانت في الجسد الخديث، اخرجي إلى غضب اهلل، فتنفر : المالئكة لروح الكافر

الروح ال تريد أف تخرج إلى ىذا، وتتفرؽ في الجسد حتى يقدضوىا بشدة، وينزعوىا نزعا يكاد يتمزؽ الجسد منها أخرجي يا : لني اهلل وإياكم منهم ػ فإف المالئكة إذا نزلت لقدضها تدشرىاأما أرواح المؤمنين ػ جع. من شدة النزع

أيتها النفس الطيدة التي كانت في الجسد الطيب أخرجي إلى رضواف اهلل، وما أشدو ىذا من الكالـ الذي يهوف من أحب لقاء اهلل »: عليها أف تفارؽ جسدىا الذي ألفتو فتخرج بسهولة، ولهذا لما قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ

ليس ذل »: إنا لنكره الموت، فقاؿ: يا رسوؿ اهلل: قالت عائشة. «أحب اهلل لقاءه، ومن كره لقاء اهلل كره اهلل لقاءهولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضواف اهلل وكرامتو فليس شيء أحب إليو مما أمامو فأحب لقاء اهلل وأحب

حظة يرى أنو سينتقل إلى دار أحسن من الدار التي فارقها فيفرح كما يفرح أحدنا إذا ، ألنو في تل الل«اهلل لقاءهقيل لو أخرج من بيت الطين إلى بيت المسلح القصر المشيد الطيب، فيفرح فيحب لقاء اهلل، والكافر ػ والعياذ

{ والسابحات سدحا}. اهلل لقاءهباهلل ػ بالعكس إذا بشر بالغضب والعذاب فإنو يكره أف يموت، يكره لقاء اهلل فيكره ىي المالئكة تسدح بأمر اهلل، أي تسرع فيو كما يسرع السابح في الماء، وكما قاؿ تعالى عن الشمس والقمر والليل

فالمعنى أنها تسدح بأمر اهلل عز وجل على حسب ما أراد اهلل سدحانو وتعالى، وىم { كل في فل يسدحوف}والنهار يا أيها المأل أيكم يأتيني }: لجن، والجن أقوى من الدشر، انظر إلى قولو تعالى عن سليمافأي المالئكة أقوى من ا

. قاؿ عفريت من الجن أنا آتي بو قدل أف تقـو من مقام وإني عليو لقوي أمين. بعرشها قدل أف يأتوني مسلمينيعني إذا مددت [. 11ػ 39 :النمل]{ قاؿ الذي عنده علم من الكتاب أنا آتي بو قدل أف يرتد إلي طرف

قاؿ ىذا من فضل ربي }في الحاؿ رآه { فلما رآه مستقرا عنده}طرف ثم رجعتو فقدل أف يرجع إلي آتي بو إنو حملتو المالئكة حتى جاءت بو إلى سليماف من اليمن، وسليماف بالشاـ : قاؿ العلماء{ ليدلوني ءأشكر أـ أكفر

الئكة أكدر بكثير من قوة الجن، وقوة الجن أكدر من بني آدـ؛ ألنو ال يستطيع بلحظة فدؿ ىذا على أف قوة المأحد من بني آدـ أف يأتي بعرش ملكة سدأ من اليمن إلى الشاـ قدل مدة طويلة، فالحاصل أف المالئكة تسدح بأمر

وجل، ولهذا كانت أيضا ىي المالئكة تسدق إلى أمر اهلل عز{ فالسابقات سدقا }. اهلل عز وجل بما يأمرىا بوعليها مالئكة }: المالئكة أسدق إلى أمر اهلل وأقـو بأمر اهلل من بني آدـ، قاؿ اهلل تعالى في وصف مالئكة النار

ومن عنده ال يستكدروف }: وقاؿ عز وجل[. 1: التحريم. ]{غالظ شداد ال يعصوف اهلل ما أمرىم ويفعلوف ما يؤمروففهم سداقوف إلى أمر اهلل عز [. 91، 48: األندياء]{ لليل والنهار ال يفتروفيسدحوف ا. عن عدادتو وال يستحسروف

. وجل بما يأمرىم ال يعصونو ما أمرىم ويفعلوف ما يؤمروف، لقوتهم وقدرتهم على فعل أوامر اهلل عز وجلمالئكة تدبرىا، أيضا وصف للمالئكة تدبر األمر، وىو واحد األمور يعني أمور اهلل عز وجل لها{ فالمدبرات أمرا }

فجدرائيل موكل بالوحي يتلقاه من اهلل وينزؿ بو على الرسل، وإسرافيل موكل بنفخ الصور الذي يكوف عند يـو القيامة ينفخ في الصور فيفزع الناس ويموتوف، ثم ينفخ فيو أخرى فيدعثوف، وىو أيضا من حملة العرش، وميكائيل موكل

ت موكل باألرواح، ومال موكل بالنار، ورضواف موكل بالجنة، وعن اليمين وعن بالقطر وبالمطر والندات، ومل المو فهذه األوصاؼ كلها أوصاؼ للمالئكة على حسب . الشماؿ قعيد موكل باألعماؿ، كل يدبر ما أمره اهلل عز وجل بو

دحانو وتعالى بشيء إال أعمالهم، وأقسم اهلل سدحانو وتعالى بالمالئكة ألنهم من خير المخلوقات، وال يقسم اهلل س{ تتدعها الرادفة. يـو ترجف الراجفة}: ثم قاؿ تعالى. ولو شأف عظيم إما في ذاتو، وإما لكونو من آيات اهلل عز وجل

يـو ترجف الراجفة }: متعلقة بمحذوؼ والتقدير أذكر يا محمد وذكر الناس بهذا اليـو العظيم{ يـو ترجف}ىذه تاف في الصور، النفخة األولى ترجف الناس ويفزعوف ثم يموتوف عن آخرىم إال من ، وىما النفخ{تتدعها الرادفة

فإنما ىي زجرة }: شاءاهلل، والنفخة الثانية يدعثوف من قدورىم فيقـو الناس من قدورىم مرة واحدة، قاؿ اهلل تعالى: انقسم الناس إلى قسمين إذا رجفت الراجفة وتدعتها الرافدة[. 41، 43:: النازعات]{ واحدة فإذا ىم بالساىرة

أإذا كنا عظاما نخرة قالوا تل إذا كرة . يقولوف إنا لمردودوف في الحافرة. أبصارىا خاشعة. قلوب يومئذ واجفة}يعني ذليلة ال تكاد تحدؽ أو { أبصارىا خاشعة}. خائفة خوفا شديدا : أي{ واجفة}وىذه قلوب الكفار { خاسرة

وتراىم يعرضوف عليها خاشعين من الذؿ }: رىم ػ والعياذ باهلل ػ لذلهم قاؿ اهلل تعالىتنظر بقوة ولكنو قد غضت أبصازجرة من اهلل عز وجل { فإذا ىم بالساىرة. فإنما ىي زجرة واحدة}[. 11: الشورى]{ينظروف من طرؼ خفي

قاؿ اهلل تدارؾ يزجروف ويصاح بهم فيقوموف من قدورىم قياـ رجل واحد على ظهر األرض بعد أف كانوا في بطنهاكل الخلق في ىذه الكلمة [. 13: يس]{ إف كانت إال صيحة واحدة فإذا ىم جميع لدينا محضروف}: وتعالى

. فإنما ىي زجرة واحدة}: الواحدة يخرجوف من قدورىم أحياء، ثم يحضروف إلى اهلل عز وجل ليجازيهم، ولهذا قاؿيعني أف اهلل إذا أراد شيئا [. 11: القمر]{ إال واحدة كلمح بالدصروما أمرنا }: وىذا كقولو تعالى{ فإذا ىم بالساىرةواهلل عز { إال واحدة كلمح بالدصر}مرة واحدة فقط فيكوف وال يتأخر ىذا عن قوؿ اهلل لحظة ( كن: )إنما يقوؿ لو

دليل على أف وجل ال يعجزه شيء، فإذا كاف الخلق كلهم يقوموف من قدورىم هلل عز وجل بكلمة واحدة فهذا أدؿ وما كاف اهلل }: اهلل تعالى على كل شيء قدير، وأف اهلل ال يعجزه شيء في السماوات وال في األرض كما قاؿ تعالى

. {فإنما ىي زجرة واحدة فإذا ىم بالساىرة{ }ليعجزه من شيء في السماوات وال في األرض إنو كاف عليما قديرا

فػقل ىل ل إلى أف * اذىب إلى فرعوف إنو طغى * اداه ربو بالواد المقدس طوى إذ ن * ىل أتاؾ حديث موسى }رى * وأىدي إلى رب فػتخشى * تػزكى ية الكدػ * ادى فحشر فػن * ثم أدبػر يسعى * فكذب وعصى * فأراه اال

على ولى * فػقاؿ أنا ربكم اال خرة واال رة لمن يخشى* فأخذه اللو نكاؿ اال . {إف فى ذل لعدػ

{ ىل أتاؾ حديث موسى}: ثم قاؿ تعالى مدينا ما جرى لألمم قدل محمد صلى اهلل عليو وآلو وسلم، فقاؿ اهلل تعالىللندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم أو لكل { ىل أتاؾ}: قولو.........................................ب في والخطا

: ، وعلى المعنى الثاني(ىل أتاؾ يا محمد)من يتأتى خطابو ويصح توجيو الخطاب إليو، ويكوف على المعنى األوؿ صالة والسالـ أفضل أندياء بني إسرائيل، وىو أحد وىو ابن عمراف عليو ال{ حديث موسى}( ىل أتاؾ أيها اإلنساف)

محمد صلى اهلل عليو وآلو وسلم، وإبراىيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصالة : أولي العـز الخمسة الذين ىموإذ أخذنا من }: والسالـ، وقد ذكر ىؤالء الخمسة في القرآف في موضعين، أحدىما في األحزاب في قولو تعالى

شرع }: والثاني في قولو تعالى[. 7: األحزاب]{ قهم ومن ومن نوح وإبراىيم وموسى وعيسى ابن مريمالنديين ميثا[. 43: الشورى]{ لكم من الدين ما وصى بو نوحا والذي أوحينا إلي وما وصينا بو إبراىيم وموسى وعيسى

و ندي اليهود وىم كثيروف في وحديث موسى عليو الصالة والسالـ ذكر في القرآف أكثر من غيره؛ ألف موسى ىالمدينة وحولها في عهد الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم، فكانت قصص موسى أكثر ما قص علينا من ندأ األندياء

إذ }. تشويق للسامع ليستمع إلى ما جرى في ىذه القصة{ ىل أتاؾ حديث موسى}: وأشملها وأوسعها وفي قولووناديناه من جانب }: ه اهلل عز وجل نداء سمعو بصوت اهلل عز وجل، قاؿ تعالىنادا{ ناداه ربو بالواد المقدس طوىىو الطور، والوادي ىو مجرى الماء، وسماه اهلل { بالواد المقدس}: وقولو[. 19: مريم]{الطور األيمن وقربناه نجيا

اذىب إلى فرعوف إنو }. دياسم للوا{ طوى}: وقولو. مقدسا ألنو كاف فيو الوحي إلى موسى عليو الصالة والسالـقاؿ يا أيها المال ما علمت لكم }فرعوف كاف مل مصر، وكاف يقوؿ لقومو إنو ربهم األعلى، وأنو ال إلو غيره { طغى

فادعى ما ليس لو، وأنكر حق غيره وىو اهلل عز وجل، وأمر اهلل نديو موسى عليو الصالة والسالـ أف { من إلو غيري: الرسالة، وبين سدب ذل وىو طغياف ىذا الرجل ػ أعني فرعوف ػ وفي سورة طو قاؿيذىب إلى فرعوف وىذه ىي

وال منافاة بين االيتين وذل أف اهلل تعالى أرسل موسى أوال ثم طلب [. 13: طو]{ اذىدا إلى فرعوف إنو طغى}ة والسالـ مع موسى موسى صلى اهلل عليو وآلو وسلم من ربو أف يشد أزره بأخيو ىاروف فأرسل ىاروف عليو الصال

زاد على حده؛ ألف الطغياف ىو : أي{ إنو طغى}: وقولو تعالى. فصار موسى وىاروف كالىما مرسل إلى فرعوفألف فيو : ومنو الطاغوت[. 44: الحاقة]{ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية}: الزيادة، ومنو قولو تعالى

تفهاـ ىنا للتشويق، تشويق فرعوف أف يتزكى مما ىو عليو من الشر االس{ فقل ىل ل إلى أف تزكى}. مجاوزة الحدالذين ال . وويل للمشركين}: والفساد، وأصل الزكاة النمو والزيادة، وتطلق بمعنى اإلسالـ والتوحيد، ومنو قولو تعالى

د خاب من قد أفلح من زكاىا وق}: ومنو قولو تعالى[. 7، 1: فصلت]{ يؤتوف الزكاة وىم باالخرة ىم كافروف. أي أدل إلى رب أي إلى دين اهلل عز وجل الموصل إلى اهلل{ وأىدي إلى رب }[. 41ػ 8: الشمس]{ دساىاأي فتخاؼ اهلل عز وجل على علم من ؛ ألف الخشية ىي الخوؼ المقروف بالعلم، فإف لم يكن علم { فتخشى}

إنما }: ما أف الخشية عن علم قاؿ اهلل تعالىالفرؽ بينه. فهو خوؼ مجرد، وىذا ىو الفرؽ بين الخشية والخوؼوأما الخوؼ فهو خوؼ مجرد ذعر يحصل لإلنساف ولو بال علم، [. 99:: فاطر]{ يخشى اهلل من عداده العلماء

ولهذا قد يخاؼ اإلنساف من شيء يتوىمو، قد يرى في الليلة الظلماء شدحا ال حقيقة لو فيخاؼ منو، فهذا ذعر

أي فذىب موسى عليو الصالة والسالـ وقاؿ لفرعوف ما أمره اهلل بو . لخشية تكوف عن علممدني على وىم، لكن اولما كاف الدشر ال يؤمنوف وال يقدلوف دعوى شخص أنو رسوؿ { ىل ل إلى أف تزكى وأىدي إلى رب فتخشى}

الى مع كل رسوؿ آية تدؿ إال بآية كما ىو ظاىر أف اإلنساف ال يقدل من أحد دعوى إال بدينة جعل اهلل سدحانو وتعيعني أرى موسى فرعوف االية الكدرى، فما ىي ىذه االية؟ االية أف معو { فأراه االية الكدرى}: على صدقو، وىنا قاؿ

عصا من خشب من فروع الشجر كما ىو معروؼ، فكاف إذا وضعها في األرض صارت حية تسعى ثم يحملها فتعود مادا إذا وضع على األرض صار حية تسعى، وإذا حمل من األرض عاد في عصا، وىذا من آيات اهلل أف شيئا ج

الحاؿ فورا إلى حالو األولى عصا من جملة العصي، وإنما بعثو عليو الصالة والسالـ بهذه االية، وبكونو يدخل يده ض جعلو اهلل بيضاء بياضا ليس بياض الدرص ولكنو بيا: في جيدو فتخرج بيضاء من غير سوء أي من غير عيب، أي

آية، إنما بعثو اهلل بالعصا واليد؛ ألنو كاف في زمن موسى السحر منتشرا شائعا فأرسلو اهلل عز وجل بشيء يغلب وفي عهد عيسى صلى اهلل عليو وآلو وسلم : قاؿ أىل العلم. السحرة الذين تصدوا لموسى عليو الصالة والسالـ

ر يعجز األطداء، وىو أنو كاف ال يمسح ذا عاىة إال برىء، إذا جيء انتشر الطب انتشارا عظيما، فجاء عيسى بأممع أف الدرص ال { يدرىء األكمو واألبرص}إليو بشخص فيو عاىة أي عاىة تكوف مسحو بيده ثم برىء بإذف اهلل

أنو دواء لو لكن ىو يدرىء األبرص بإذف اهلل عز وجل، ويدرىء األكمو الذي خلق بال عيوف، وأشد من ىذا وأعظمشد من ذل وأبلغ أنو يخرج الموتى Hيحيي الموتى بإذف اهلل، يؤتى إليو بالميت فيتكلم معو ثم تعود إليو الحياة، و

بإذف اهلل من قدورىم، يقف على القدر وينادي صاحب القدر فيخرج من القدر حيا، ىذا شيء ال يمكن ألي طب أف أما رسوؿ اهلل : قاؿ أىل العلم. دة تماما لما كاف عليو الناسيدلغو، ولهذا كانت آية عيسى في ىذا الوقت مناس

محمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فقد أتى إلى العرب وىم يتفاخروف في الفصاحة، ويروف أف الفصاحة أعظم عن منقدة لإلنساف فجاء محمد صلى اهلل عليو وآلو وسلم، بهذا القرآف العظيم الذي أعجز أمراء الفصاحة، وعجزوا

قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أف يأتوا بمثل ىذا القرآف ال يأتوف بمثلو ولو }: أف يأتوا بمثلو، قاؿ اهلل تعالىحينئذ نقوؿ إف . يعني لو كاف بعضهم يعاوف بعضا فإنهم لن يأتوا بمثلو[. 99: اإلسراء]{ كاف بعضهم لدعض ظهيرا

وما تغني االيات والنذر عن قـو ال }الكدرى ولكن لم ينتفع بااليات موسى عليو الصالة والسالـ أرى فرعوف االية فالذين ليس في قلوبهم استعداد { إنما تنذر من اتدع الذكر وخشي الرحمن بالغيب}[. 414: يونس]{ يؤمنوف

، كذب الخدر، وعصى األمر{ فكذب وعصى}: للهداية ال يهتدوف ولو جاءتهم كل آية ػ والعياذ باهلل ػ ولهذا قاؿوعصى [. 97: الشعراء]{ إف رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنوف}يعني قاؿ لموسى إن لست رسوال بل قاؿ حشر { فحشر فنادى}. أي تولى مدبرا يسعى حثيثا { ثم أدبر يسعى}. األمر فلم يمتثل أمر موسى ولم ينقد لشرعو

عما يريد منهم موسى عليو الصالة الناس أي جمعهم ونادى فيهم بصوت مرتفع ليكوف ذل أبلغ في نهيهم اسم تفضيل من العلو، فانظر كيف استكدر { األعلى}يعني ال أحد فوقي ألف { فقاؿ أنا ربكم األعلى}. والسالـ

وكاف يفتخر باألنهار والمل الواسع يقوؿ لقومو { أنا ربكم األعلى}: ىذا الرجل وادعى لنفسو ما ليس لو في قولوأليس لي مل مصر وىذه األنهار تجري من تحتي أفال تدصروف أـ أنا خير من ىذا الذي يا قوـ }في ما قاؿ لهم

فما الذي حصل؟ أغرقو اهلل عز وجل بالماء الذي كاف يفتخر بو، [. 19، 14:: الزخرؼ]{ ىو مهين وال يكاد يدينأخذه اهلل تعالى أخذ { ألولىفأخذه اهلل نكاؿ االخرة وا}. وأورث اهلل مل مصر بني إسرائيل الذين كاف يستضعفهم

يعني أنو نكل بو في االخرة وفي األولى، فكاف عدرة في زمنو، وعدرة فيما بعد { نكاؿ االخرة واألولى}عزيز مقتدر، زمنو إلى يـو القيامة، كل من قرأ كتاب اهلل وما صنع اهلل بفرعوف فإنو يتخذ ذل عدرة يعتدر بو، وكيف أىلكو اهلل مع

إف في ذل لعدرة لمن }. عظيم وىذا الجدروت وىذا الطغياف فصار أىوف على اهلل تعالى من كل ىينىذا المل الأي فيما جرى من إرساؿ موسى إلى فرعوف ومحاورتو إياه واستهتار فرعوف بو واستكداره عن { إف في ذل { }يخشى

ن اهلل وتدبر ما حصل لموسى مع أي يخشى اهلل عز وجل، فمن كاف عنده خشية م{ لمن يخشى}االنقياد لو عدرة، فرعوف والنتيجة التي كانت لهذا ولهذا فإنو يعتدر ويأخذ من ذل عدرة، والعدر في قصة موسى كثيرة ولو أف أحدا انتدب لجمع القصة من االيات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في ىذه القصة من العدر لكاف جيدا، يعني يأتي

، ألف السور في بعضها شيء ليس في الدعض االخر، فإذا جمعها وقاؿ مثال يؤخذ من بالقصة كلها في كل االياتفقوال لو قوال }ىذه القصة العظيمة العدر التالية ثم يسردىا، كيف أرسلو اهلل عز وجل إلى فرعوف؟ كيف قاؿ لهما

لصالة والسالـ خرج من مع أنو مستكدر خديث؟ وكيف كانت النتيجة؟ وكيف كاف موسى عليو ا[. 11: طو]{ لينا مصر خائفا على نفسو يترقب كما خرج الرسوؿ عليو الصالة والسالـ من مكة يترقب، وصارت العاقدة للرسوؿ عليو الصالة والسالـ ولموسى عليو الصالة والسالـ، لكن العاقدة للرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم بفعلو وأصحابو، عذب

بفعل اهلل عز وجل، فهي عدر يعتدر بها اإلنساف يصلح بها نفسو وقلدو حتى اهلل أعداءىم بأيديهم، وعاقدة موسى . يتدين األمر

لها وأخرج ضحػها * رفع سمكها فسواىا * أءنتم أشد خلقا أـ السمآء بػنػها } رض بػعد ذل * وأغطش ليػ واالها مآءىا ومرعػها أخرج * دحػها نػعػمكم * والجداؿ أرسػها * منػ . {متػعا لكم وال

ىذا االستفهاـ لتقرير إمكاف الدعث؛ ألف المشركين كذبوا الندي صلى اهلل عليو وآلو { ءأنتم أشد خلقا أـ السماء}ءأنتم أشد خلقا أـ }: فيقوؿ اهلل عز وجل[. 79: يس]{ من يحيي العظاـ وىي رميم}: وسلم بالدعث وقالوا

لخلق السماوات واألرض أكدر من خلق الناس }: الجواب معلـو لكل أحد أنو السماء كما قاؿ تعالى{ السماءىذه الجملة ال تتعلق بالتي قدلها، ولهذا يندغي للقارىء إذا قرأ { بناىا}[. 17: غافر]{ ولكن أكثر الناس ال يعلموف

أي { بناىا}فالجملة استئنافية لدياف عظمة السماء، { بناىا}: ثم يستأنف فيقوؿ{ أـ السماء}قولو أف يقف على والسماء }: بناىا اهلل عز وجل وقد بين اهلل سدحانو وتعالى في آية أخرى في سورة الذاريات أنو بناىا بقوة فقاؿ

يعني عن األرض ورفعو عز وجل بغير عمد كما رفعو { رفع سمكها فسواىا}. {وإنا لموسعوف}أي بقوة { بنيناىا بأيدأي جعلها مستوية، وجعلها { فسواىا}[. 9: الرعد]{ اهلل الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها}: قاؿ اهلل تعالى

{ يا أيها اإلنساف ما غرؾ برب الكريم الذي خلق فسواؾ}: تامة كاملة كما قاؿ تعالى في خلق اإلنساف{ وأغطش ليلها}. أي جعل سويا تاـ الخلقة، فالسماء كذل سواىا اهلل عز وجل: واؾفس[. 7، 1: االنفطار]

وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار }: أغطشو أي أظلمو، فالليل مظلم، قاؿ اهلل تعالى. لعها وتغيب من مغربهابينو بالشمس التي تخرج كل يـو من مط{ وأخرج ضحاىا}[. 49: اإلسراء]{ مدصرةأخرج منها ماءىا }: بين سدحانو ىذا الدحو بقولو{ دحاىا}أي بعد خلق السماوات واألرض { واألرض بعد ذل }

قل أئنكم لتكفروف بالذي خلق األرض في يومين }: وكانت األرض مخلوقة قدل السماء كما قاؿ اهلل تعالى{ ومرعاىاوجعل فيها رواسي من فوقها وبارؾ فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أياـ سواء . وتجعلوف لو أندادا ذل رب العالمين

فقضاىن سدع . ثم استوى إلى السماء وىي دخاف فقاؿ لها ولألرض ائتيا طوعا أو كرىا قالتا أتينا طائعين. للسائلينإخراج الماء منها والمرعى فاألرض مخلوقة من قدل السماء لكن دحوىا و [. 49ػ 8: فصلت]{ سماوات في يومين

. أي جعلها راسية في األرض تمس األرض لئال تضطرب بالخلق{ والجداؿ أرساىا}. كاف بعد خلق السماواتأي جعل اهلل تعالى ذل متاعا لنا نتمتع بو فيما نأكل ونشرب، وألنعامنا أي مواشينا من { متاعا لكم وألنعامكم}

. اإلبل والدقر والغنم وغيرىا

ا ذكر اهلل عز وجل عداده بهذه النعم الدالة على كماؿ قدرتو ذكرىم بمآلهم الحتمي الذي البد منو، فقاؿ عز ولم : وجل

رى } ر وءاثػ * فأما من طغى * وبػرزت الجحيم لمن يػرى * يػوـ يػتذكر اإلنسػن ما سعى * فإذا جآءت الطآمة الكدػنػيا ـ ربو ونػهى النػفس عن الهوى * فإف الجحيم ىى المأوى * الحيوة الد فإف الجنة ىى * وأما من خاؼ مقا

. {المأوى

{ الكدرى}. سدقها وذل قياـ الساعة، وسماىا طامة ألنها داىية عظيمة تطم كل شيء{ فإذا جاءت الطامة الكدرى}لهذا اليـو الذي تكوف فيو الطامة الكدرى وىو اليـو الذي { يـو يتذكر اإلنساف ما سعى}. يعني أكدر من كل طامة

ونخرج لو يـو القيامة كتابا يلقاه }: يتذكر فيو اإلنساف ما سعى، يتذكره مكتوبا، عنده يقرأه ىو بنفسو قاؿ اهلل تعالىإذا قرأه تذكر ما سعى أي ما عمل، أما [. 41، 43: اإلسراء]{ بنفس اليـو علي حسيدا اقرأ كتاب كفى. منشورا

اليـو فإننا قد نسينا ما عملنا، عملنا أعماال كثيرة منها الصالح، ومنها اللغو، ومنها السيىء، لكن كل ىذا ننساه، { كفى بنفس اليـو علي حسيدا }وفي يـو القيامة يعرض علينا ىذا في كتاب ويقاؿ اقرأ كتاب أنت بنفس

وبػرزت الجحيم لمن }[. 11: الندأ]{ ويقوؿ الكافر يا ليتني كنت ترابا }فحينئذ يتذكر ما سعى [. 41: اإلسراء]أظهرت تجيء تقاد بسدعين ألف زماـ كل زماـ فيو سدعوف ألف مل يجرونها، إذا ألقي منها { برزت{ }يرى

دعوا ىنال ثدورا تأتي ػ والعياذ باهلل ػ لمن يرى ويدصر فتنخلع القلوب ويشيب المولود الظالموف مكانا ضيقا مقرنين ىذاف وصفاف ىما وصفا أىل النار، الطغياف وىو مجاوزة الحد، { وآثر الحياة الدنيا. فأما من طغى}: ولهذا قاؿ

طغياف مجاوزة الحد، وحد اإلنساف وإيثار الدنيا على االخرة بتقديمها على االخرة وكونها أكدر ىم اإلنساف، والفمن جاوز حده ولم يعدد اهلل [. 11: الذاريات]{ وما خلقت الجن واإلنس إال ليعددوف}: مذكور في قولو تعالى

فهذا ىو الطاغي ألنو تجاوز الحد، أنت مخلوؽ ال لتأكل وتتنعم وتتمتع كما تتمتع األنعاـ، أنت مخلوؽ لعدادة اهلل ىما { وآثر الحياة الدنيا}. إف لم تفعل فقد طغيت ىذا ىو الطغياف أال يقـو اإلنساف بعدادة اهللفاعدد اهلل عز وجل، ف

متالزماف فإف الطاغي عن عدادة اهلل مؤثر للحياة الدنيا ألنو يتعلل بها عن طاعة اهلل، ويتلهى بها عن طاعة اهلل، إذا فإف الجحيم ىي }... ر اللغو على ذكر اهلل وىكذاأذف الفجر آثر النـو على الصالة، إذا قيل لو أذكر اهلل آث

وأما من خاؼ مقاـ }أي ىي مأواه، والمأوى ىو المرجع والمقر وبئس المقر مقر جهنم ػ أعاذنا اهلل منها ػ { المأوىيعني خاؼ القياـ بين يديو؛ ألف اإلنساف يـو القيامة سوؼ يقرره اهلل عز وجل بذنوبو ويقوؿ عملت كذا، { ربو

قد سترتها علي في الدنيا وأنا أغفرىا ل »: ذا، عملت كذا كما جاء في الصحيح، فإذا أقر قاؿ اهلل لوعملت كأي عن ىواىا، والنفس أمارة بالسوء ال تأمر إال { ونهى النفس عن الهوى}، ىذا الذي خاؼ ىذا المقاـ، «اليـومطمئنة، وأمارة، ولوامة، : ساف ثالث نفوسولكن ىناؾ نفس أخرى تقابلها وىي النفس المطمئنة؛ ولإلن. بالشر

فادخلي . ارجعي إلى رب راضية مرضية. يا أيتها النفس المطمئنة}: وكلها في القرآف، أما المطمئنة ففي قولو تعالىوما أبرىء نفسي إف }: وأما األمارة بالسوء ففي قولو تعالى[. 31ػ 97:: الفجر]{ وادخلي جنتي. في عدادي

وال . ال أقسم بيـو القيامة}: وأما اللوامة ففي قولو تعالى[. 13: يوسف]{ رة بالسوء إال ما رحم ربيالنفس ألماواإلنساف يحس بنفسو بهذه األنفس؛ يرى في نفسو أحيانا نزعة خير [. 9، 4: القيامة]{ أقسم بالنفس اللوامة

شر يفعلو ىذه نفس أمارة بالسوء، تأتي بعد يحب الخير يفعلو ىذه ىي النفس المطمئنة، يرى أحيانا في نفسو نزعةذل النفس اللوامة التي تلومو على ما فعل فتجده يندـ على ما فعل من المعصية، أو لوامة أخرى تلومو على ما

كيف أصاحب : فعل من الخير، فإف من الناس من قد يلـو نفسو على فعل الخير وعلى مصاحدة أىل الخير ويقوؿفاللوامة نفس تلـو األمارة بالسوء مرة، . عن لهوي، وما أشدو ذل .. عن شهواتي.. عن حياتيىؤالء الذين صدوني

وتلـو المطمئنة مرة أخرى، فهي في الحقيقة نفس بين نفسين تلـو النفس األمارة بالسوء إذا فعلت السوء، وتندـ الجنة ىي دار النعيم التي أعدىا اهلل {فإف الجنة ىي المأوى}. اإلنساف، وقد تلـو النفس المطمئنة إذا فعلت الخير

فال تعلم نفس }: عز وجل ألوليائو فيها ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشر، قاؿ اهلل تعالىأعددت لعدادي »: ىكذا جاء في القرآف، وجاء في الحديث القدسي[. 47: السجدة]{ ما أخفي لهم من قرة أعين، ىذه الجنة يدركها اإلنساف قدل أف يموت، «، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشرالصالحين ما ال عين رأت

أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى رضواف اهلل، وتدشر : إذا حضر األجل ودعت المالئكة النفس للخروج قالتيقولونو حين [. 39: لالنح]{ الذين تتوفاىم المالئكة طيدين يقولوف سالـ عليكم}: النفس بالجنة، قاؿ اهلل تعالى

فيدشر بالجنة فتخرج روحو راضية متيسرة سهلة، ولهذا لما حدث الندي { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملوف}التوفي يا : قالت عائشة« من أحب لقاء اهلل أحب اهلل لقاءه، ومن كره لقاء اهلل كره اهلل لقاءه»: عليو الصالة والسالـ فقاؿ

ليس األمر ذل ػ كلنا يكره الموت بمقتضى الطديعة ػ ولكن المؤمن إذا بشر بما : ، قاؿكلنا يكره الموت: رسوؿ اهلل، وإف الكافر إذا بشر ػ والعياذ باهلل ػ بما يسوؤه عند «يدشر بو عند الموت أحب لقاء اهلل أحب الموت وسهل عليو

السفود من الشعر المدلوؿ، الموت كره لقاء اهلل وىربت نفسو تفرقت في جسده حتى ينتزعوىا منو كما ينتزعوالشعر المدلوؿ إذا جر عليو السفود وىو معروؼ عند الغزالين يكاد يمزقو من شدة سحدو عليو ىكذا روح الكافر والعياذ باهلل ػ تتفرؽ في جسده ألنها تدشر بالعذاب فتخاؼ، فالجنة فيها ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر

يا »: يدركها قدل أف يموت بما يدشر بو، وقد قاؿ أنس بن النضر ػ رضي اهلل عنو ػ على قلب بشر، واإلنساف قد، وىذا ليس معناه الوجداف الذوقي، وجداف حقيقي، قاؿ ابن القيم «رسوؿ اهلل، واهلل إني ألجد ريح الجنة دوف أحد

رضي اهلل عنو، فالحاصل أف ، ثم انطلق فقاتل وقتل(إف بعض الناس قد يدرؾ االخرة وىو في الدينا: )رحمو اهلل . الجنة فيها ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشر

هػهآ * فيم أنت من ذكراىا * يسألون عن الساعة أياف مرسػها } كأنػهم * إنمآ أنت منذر من يخشػها * إلى رب منتػ يػرونػها لم يػلدثوا إال عشية أو ضحػها يػوـ

يسأل الناس }: يعني يسأل الناس كما قاؿ تعالى في آية أخرى{ يسألون { }يسألون عن الساعة إياف مرسها}تدعاد سؤاؿ اس: سؤاؿ الناس عن الساعة ينقسم إلى قسمين[. 13: األحزاب]{ عن الساعة قل إنما علمها عند اهلل

: وإنكار وىذا كفر كما سأؿ المشركوف الندي صلى اهلل عليو وسلم عن الساعة واستعجلوىا، وقد قاؿ اهلل عن ىؤالءوسؤاؿ عن الساعة يسأؿ متى . {يستعجل بها الذين ال يؤمنوف بها والذين آمنوا مشفقوف منها ويعلموف أنها الحق}

: يا رسوؿ اهلل متى الساعة؟ قاؿ لو: ل للندي عليو الصالة والسالـالساعة ليستعد لها وىذا ال بأس بو، وقد قاؿ رج

، فالناس يسألوف الندي عليو الصالة والسالـ «المرء مع من أحب»: قاؿ. حب اهلل ورسولو: ماذا أعددت لها؟ قاؿ»: لهذا قاؿولكن تختلف نياتهم في ىذا السؤاؿ، ومهما كانت نياتهم ومهما كانت أسئلتهم فعلم الساعة عند اهلل و

: يعني أنو ال يمكن أف تذكر لهم الساعة، ألف علمها عند اهلل كما قاؿ تعالى في آية أخرى{ فيم أنت من ذكراىا}وقد سأؿ جدريل عليو السالـ وىو أعلم المالئكة، سأؿ الندي صلى [. 13: األحزاب]{ قل إنما علمها عند اهلل}

: فقاؿ لو الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم. أخدرني عن الساعة: قاؿ اهلل عليو وآلو وسلم وىو أعلم الخلق من الدشر، يعني أنت إذا كانت خافية علي فأنا خافية علي، وإذا كاف أعلم المالئكة «ما المسؤوؿ عنها بأعلم من السائل»

أف الساعة وأعلم الدشر ال يعلماف متى الساعة فما بال بمن دونهما، وبهذا نعرؼ أف ما يشيعو بعض الناس من إنما }. تكوف في كذا وفي كذا وفي زمن معين كلو كذب، نعلم أنو كذب؛ ألنو ال يعلم متى الساعة إال اهلل عز وجل

أي يخافها وىم المؤمنوف، أما من { من يخشاىا}يعني ليس عندؾ علم منها ولكن منذر { أنت منذر من يخشاىا[. 414: يونس]{ وما تغني االيات والنذر عن قـو ال يؤمنوف}و أنكرىا واستدعدىا وكذبها فإف اإلنذار ال ينفع في

ولهذا نقوؿ أنت ال تسأؿ متى تموت وال أين تموت ألف ىذا أمر ال يحتاج إلى سؤاؿ أمر مفروغ منو والبد أف يكوف إال عشية أو كأنهم يـو يرونها لم يلدثوا }: ومهما طالت ب الدنيا فكأنما بقيت يوما واحدا بل كما قاؿ تعالى ىنا

ولكن السؤاؿ الذي يجب أف يرد على النفس ويجب أف يكوف لدي جواب عليو ىو على أي حاؿ { ضحاىاولست أريد على أي حاؿ تموت ىل أنت غني أو فقير، أو قوي أو ضعيف، أو ذو عياؿ أو عقيم، بل ! تموت؟

تستعد؛ ألن ال تدري متى يفجؤؾ على أي حاؿ تموت في العمل، فإذا كنت تساءؿ نفس ىذا السؤاؿ فالبد أفالموت، كم من إنساف خرج يقود سيارتو ورجع بو محموال على األكتاؼ، وكم من إنساف خرج من أىلو يقوؿ ىيئوا لي طعاـ الغداء أو العشاء ولكن لم يأكلو، وكم من إنساف لدس قيمصو وزر أزرتو ولم يفكها إال الغاسل يغسلو، ىذا

فانظر االف وفكر على أي حاؿ تموت، ولهذا يندغي ل أف تكثر من االستغفار ما . غتةأمر مشاىد بحوادث باستطعت، فإف االستغفار فيو من كل ىم فرج، ومن كل ضيق مخرج، حتى إف بعض العلماء يقوؿ إذا استفتاؾ

وؿ اهلل تدارؾ شخص فاستغفر اهلل قدل أف تفتيو، ألف الذنوب تحوؿ بين اإلنساف وبين الهدى واستندط ذل من قواستغفر اهلل إف . إنا أنزلنا إلي الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراؾ اهلل وال تكن للخائنين خصيما }: وتعالى

: وىذا استنداط جيد، ويمكن أيضا أف يستندط من قولو تعالى[. 411، 411: النساء]{ اهلل كاف غفورا رحيما واالستغفار ىو الهدى، لذل أوصيكم بالمراقدة، [. 47: محمد]{ واىموالذين اىتدوا زادىم ىدى وآتاىم تق}

وكثرة االستغفار، ومحاسدة النفس حتى نكوف على أىدة االستعداد خشية أف يفجؤنا الموت ػ نسأؿ اهلل أف يحسن لنا واؿ إلى غروب العشية من الز { لم يلدثوا إال عشية أو ضحاىا}أي يروف القيامة { كأنهم يـو يرونها}. الخاتمة ػ

، وىذا ىو الواقع لو سألنا االف الشمس، والضحى من طلوع الشمس إلى زوالها، يعني كأنهم لم يلدثوا إال نصف يـوواإلنساف . كم مضى من السنوات علينا؟ ىل نشعر االف بأنو سنوات أو كأنو يـو واحد؟ ال ش أنو كأنو يـو واحد

اتو، ويـو مستقدل ال يدري أيدركو أو ال يدركو، ووقت حاضر ىو يـو مضى فهذا قد ف: االف بين ثالثة أشياءالمسؤوؿ عنو، وأما ما مضى فقد فات وما فات فقد مات، ىل عن الذي مضى، والمستقدل ال تدري أتدركو أـ

نا نسأؿ اهلل تعالى أف يحسن لنا العاقدة، وأف يجعل عاقدتنا حميدة، وخاتمت. ال، والحاضر ىو الذي أنت مسؤوؿ عنو . سعيدة إنو جواد كريم

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين عبص

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

عمى * عدس وتػولى } فأنت لو * غنى أما من استػ * أو يذكر فػتنفعو الذكرى * وما يدري لعلو يػزكى * أف جآءه االفمن * كال إنػها تذكرة * فأنت عنو تػلهى * وىو يخشى * وأما من جآءؾ يسعى * وما علي أال يػزكى * تصدى

. {كراـ بػررة * سفرة بأيدى * مرفوعة مطهرة * فى صحف مكرمة * شآء ذكره

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

أي كلح في وجهو { عدس}ومعنى . ىذا العابس والمتولي ىو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم{ عدس وتولى}األعمى ىو عدداهلل بن عمرو ابن أـ مكتـو { أف جاءه األعمى}. أعرض{ تولى}ومعنى . يعني استنكر الشيء بوجهو

رضي اهلل عنو، فإنو جاء إلى الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم قدل الهجرة وىو في مكة، وكاف عنده قـو من عظماء قريش يطمع الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم في إسالمهم، ػ ومن المعلـو أف العظماء واألشراؼ إذا أسلموا كاف

يو وسلم فيهم شديدا ػ فجاء ىذا األعمى يسأؿ الندي ذل سددا إلسالـ من تحتهم وكاف طمع الندي صلى اهلل علعلمني مما علم اهلل ويستقرىء الندي صلى اهلل عليو وعلى : صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وذكروا أنو كاف يقوؿ

آلو وسلم فكاف الندي عليو الصالة والسالـ يعرض عنو وعدس في وجهو رجاء وطمعا في إسالـ ىؤالء العظماء وكأنوخاؼ أف ىؤالء العظماء يزدروف الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم إذا وجو وجهو لهذا الرجل األعمى وأعرض عن

الرجاء في : األمر األوؿ. ىؤالء العظماء، فكاف الندي عليو الصالة والسالـ في عدوسو وتوليو يالحظ ىذين األمرينصلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في كونو يلتفت إلى ىذا الرجل أال يزدروا الندي: واألمر الثاني. إسالـ ىؤالء العظماء

األعمى الذي ىو محتقر عندىم، وال ش أف ىذا اجتهاد من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وليس ؛ ألننا نعلم أف الندي صلى اهلل عليو وسلم ال يهمو إال أف تنتشر دعوتو الحق بين عداد اهلل، احتقارا البن أـ مكتـو

أي شيء يريد أف : أي{ وما يدري }. وأف الناس عنده سواء بل من كاف أشد إقداال على اإلسالـ فهو أحب إليوأي يتطهر من الذنوب واألخالؽ التي ال تليق { يزكى}أي لعل ابن أـ مكتـو { لعلو}. يتزكى ىذا الرجل ويقوي إيمانو

يعني وما يدري لعلو يذكر { أو يذكر فتنفعو الذكرى}. أف يلتفت إليو بأمثالو، فإذا كاف ىذا ىو المرجو منو فإنو أحقيعني استغنى بمالو { أما من استغنى}. أي يتعظ فتنفعو الموعظة فإنو رضي اهلل عنو أرجى من ىؤالء أف يتعظ ويتذكر

وما علي أال } .أي تتعرض وتطلب إقدالو علي وتقدل عليو{ فأنت لو تصدى}لكثرتو، واستغنى بجاىو لقوتو فهذا يعني ليس علي شيء إذا لم يتزكى ىذا المستغني؛ ألنو ليس علي إال الدالغ، فديػن اهلل سدحانو وتعالى أف { يزكى

ابن أـ مكتـو رضي اهلل عنو أقرب إلى التزكي من ىؤالء العظماء، وأف ىؤالء إذا لم يتزكوا مع إقداؿ الرسوؿ عليو يعني ليس علي شيء إذا لم يتزكى ألف { وما علي أال يزكى}. عليو منهم شيءالصالة والسالـ عليهم فإنو ليس ىذا مقابل { فأنت عنو تلهى. وىو يخشى. وأما من جاءؾ يسعى}: ثم قاؿ تعالى. إثمو عليو وليس علي إال الدالغ

صة إلى حضور أي يستعجل من أجل انتهاز الفر { وأما من جاءؾ يسعى}. {فأنت لو تصدى. أما من استغنى}: قولوأي { فأنت عنو تلهى}. أي يخاؼ اهلل عز وجل بقلدو{ وىو يخشى}مجلس الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

{ كال}إف : يعني ال تفعل مثل ىذا ولهذا نقوؿ{ كال}. تتلهى عنو وتتغافل ألنو انشغل برؤساء القـو لعلهم يهتدوف

أي االيات القرآنية التي أنزلها اهلل على رسولو { إنها{ }ها تذكرةإن}. ىنا حرؼ ردع وزجر أي ال تفعل مثل ما فعلتتذكر اإلنساف بما ينفعو وتحثو عليو، وتذكر لو ما يضره وتحذره منو ويتعظ { تذكرة}. صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

: اهلل تعالىأي فمن شاء ذكر ما نزؿ من الموعظة فاتعظ، ومن شاء لم يتعظ لقوؿ { فمن شاء ذكره}. بها القلبفاهلل جعل لإلنساف الخيار قدرا بين أف [. 98: الكهف]{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}

خير شرعا بين الكفر واإليماف بل ىو مأمور lيؤمن ويكفر، أما شرعا فإنو ال يرضى لعداده الكفر، وليس اإلنساف القدر ىو مخير وليس كما يزعم بعض الناس مسير مجدر على باإليماف ومفروض عليو اإليماف، لكن من حيث

أي ذكر ما نزؿ من الوحي فاتعظ { فمن شاء ذكره}. عملو، بل ىذا قوؿ مدتدع ابتدعو الجدرية من الجهمية وغيرىمأي أف ىذا الذكر { مرفوعة مطهرة. في صحف مكرمة}. بو، ومن شاء لم يذكره، والموفق من وفقو اهلل عز وجل

معظمة عند اهلل، والصحف جمع صحائف، { مرفوعة مطهرة. في صحف مكرمة}ضمنتو ىذه االيات الذي تالسفرة المالئكة، وسموا سفرة ألنهم كتدة { بأيدي سفرة}. والصحائف جمع صحيفة وىي ما يكتب فيو القوؿ

: وقيل[. 1: الجمعة]{ ا كمثل الحمار يحمل أسفار }: مأخوذة من السفر أو من السفر وىو الكتاب كقولو تعالىالسفرة الوسطاء بين اهلل وبين خلقو، من السفير وىو الواسطة بين الناس، ومنو حديث أبي رافع رضي اهلل عنو أف

المهم أف . أي الواسطة« وكنت السفير بينهما»: الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم تزوج ميمونة قدل أف يحـر قاؿألنهم كتدة يكتدوف، وسموا سفرة ألنهم سفراء بين اهلل وبين الخلق، فجدريل عليو السفرة ىم المالئكة وسموا سفرة

الصالة والسالـ واسطة بين اهلل وبين الخلق في النزوؿ بالوحي، والكتدة الذين يكتدوف ما يعمل اإلنساف أيضا .. كراـ في أخالقهم{ كراـ بررة}. يكتدونو ويدلغونو إلى اهلل عز وجل، واهلل تعالى عالم بو حين كتابتو وقدل كتابتو

كراـ في خلقتهم ألنهم على أحسن خلقة، وعلى أحسن خلق، ولهذا وصف اهلل المالئكة بأنهم كراـ كاتدين يعلموف يسدحوف الليل والنهار ال . ما تفعلوف، وأنهم عليهم الصالة والسالـ ال يستكدروف عن عدادة اهلل وال يستحسروف

ا تأديب من اهلل عز وجل للخلق أال يكوف ىمهم ىما شخصيا بل يكوف ىمهم ىما معنويا وىذه االيات فيه. يفتروفوأال يفضلوا في الدعوة إلى اهلل شريفا لشرفو، وال عظيما لعظمتو، وال قريدا لقربو، بل يكوف الناس عندىم سواء في

، وفيها أيضا تلطف اهلل عز وجل بمخاطدة الندي صلى الدعوة إلى اهلل الفقير والغني، الكدير والصغير، القريب والدعيدثالث جمل لم يخاطب اهلل فيها الندي صلى { أف جاءه األعمى. عدس وتولى}: اهلل عليو وآلو وسلم فقاؿ في أولها

{ عدس}اهلل عليو وآلو وسلم ألنها عتاب فلو وجهت إلى الرسوؿ بالخطاب لكاف فيو ما فيو لكن جاءت بالغيدة كم للغائب كراىية أف يخاطب الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم بهذه الكلمات الغليظة الشديدة، وألجل فجعل الح

أال يقع بمثل ذل من يقع من ىذه األمة، واهلل سدحانو وتعالى وصف كتابو العزيز بأنو بلساف عربي مدين، وىذا من األعمى واألعرج واألعمش، وقد كاف العلماء بيانو، وفي االيات أيضا دليل على جواز لقب اإلنساف بوصفو مثلوىكذا، قاؿ أىل العلم واللقب بالعيب إذا كاف ... يفعلوف ىذا، األعرج عن أبي ىريرة، األعمش عن ابن مسعود

المقصود بو تعيين الشخص فال بأس بو، وأما إذا كاف المقصود بو تعيير الشخص فإنو حراـ؛ ألف األوؿ ػ إذا كاف ين الشخص ػ تدعو الحاجة إليو، والثانية ػ إذا كاف المقصود بو التعيير ػ فإنو ال يقصد بو التديين وإنما المقصود بو تدي

. «ال تظهر الشماتة في أخي فيرحمو اهلل ويدتلي »يقصد بو الشماتة وقد جاء في األثر

ره * ثم السديل يسره * ة خلقو فػقدره من نطف * من أى شىء خلقو * قتل اإلنسػن مآ أكفره } ثم إذا * ثم أماتو فأقػدػنا المآء صدا }ط* فػلينظر اإلنسػن إلى طعامو * كال لما يػقض مآ أمره * شآء أنشره رض * أنا صددػ ثم شققنا اال

نا فيها حدا * شقا نػعػمكم * وفػكهة وأبا * وحدآئق غلدا * وزيػتونا ونخال * وعندا وقضدا * فأندتػ . {متػعا لكم وال

ر أف معناىا أىل ؛ إف معناىا لعن، والذي يظه: تأتي في القرآف كثيرا فمن العلماء من يقوؿ{ قتل{ }قتل اإلنساف}قتل فالف ما : ألف القتل يكوف بو الهالؾ وىو أسلوب تستعملو العرب في تقديح ما كاف عليو صاحدو فيقولوف مثال

المراد باإلنساف ىنا : قاؿ بعض العلماء{ قتل اإلنساف}: وقولو تعالى. أسوأ خلقو، قتل فالف ما أخدثو وما أشدو ذل ويحتمل أف يكوف المراد باإلنساف الجنس، ألف أكثر { ما أكفره}لقولو فيما بعد الكافر خاصة، وليس كل إنساف

لدي وسعدي ، فيقوؿ : يا آدـ، فيقوؿ»: أف اهلل يقوؿ يقـو القيامة: بني آدـ كفار كما ثدت في الحديث الصحيحن كل ألف تسع مئة وتسعة م: يا رب، وما بعث النار؟ قاؿ: فيقوؿ. أخرج من ذريت بعثا إلى النار: لو اهلل عز وجل

ما }. ، فيكوف المراد باإلنساف ىنا الجنس ويخرج المؤمن من ذل بما دلت عليو النصوص األخرى«وتسعينأي شيء أكفره؟ ما الذي حملو على الكفر؟ وقاؿ بعض : ىنا استفهامية أي{ ما}قاؿ بعض العلماء إف { أكفرهوإنما كاف كفر اإلنساف عظيما ألف اهلل أعطاه عقال، وأرسل ! فرهإف ىذا من باب التعجب يعني ما أعظم ك: العلماء

والفرؽ بين . إليو الرسل، وأنزؿ عليو الكتب وأمده بكل ما يحتاج إلى التصديق، ومع ذل كفر فيكوف كفره عظيما عجدية يعني ما الذي أكفره؟ وعلى القوؿ الثاني تكوف ت: استفهامية أي{ ما}القولين أنو على القوؿ األوؿ تكوف

والكفر ىنا يشمل كل أنواع الكفر، ومنو !! عجدا لو كيف كفر مع أف كل شيء متوفر لديو في بياف الحق والهدىال يمكن أف يدعث الناس بعد أف كانت عظامهم رميما كما : إنكار الدعث فإف كثيرا من الكفار كذبوا بالدعث، وقالوا

من أي شيء }: ولهذا قاؿ[. 79: يس]{ قاؿ من يحيي العظاـ وىي رميموضرب لنا مثال ونسي خلقو }: قاؿ تعالىيعني أنت أيها اإلنساف كيف تكفر بالدعث؟ من أي { من نطفة خلقو}: استفهاـ تقرير لما يأتي بعده في قولو{ خلقو

ولهذا شيء خلقت؟ ألم تخلق من العدـ لم تكن شيئا مذكورا من قدل فوجدت وصرت إنسانا فكيف تكفر بالدعث؟والنطفة ىي في األصل الماء القليل، والمراد بو ىنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين { من نطفة خلقو}: قاؿ

نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، كما في : أي جعلو مقدرا أطوارا { فقدره}الصلب والترائب يلقيو في رحم المرأة فتحمل حدثنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وىو الصادؽ : ؿالحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي اهلل عنو قا

إف أحدكم يجمع خلقو في بطن أمو أربعين يوما نطفة، ثم يكوف علقة مثل ذل ، ثم يكوف مضغة »: المصدوؽ فقاؿبكتب رزقو، وأجلو، وعملو، وشقي أو سعيد، : مثل ذل ، ثم يرسل إليو المل فينفخ فيو الروح ويؤمر بأربع كلمات

ال إلو غيره إف أحدكم ليعمل بعمل أىل الجنة حتى ما يكوف بينو وبينها إال ذراع، فيسدق عليو الكتاب فوالذيفيعمل بعمل أىل النار فيدخلها، وإف أحدكم ليعمل بعمل أىل النار حتى ما يكوف بينو وبينها إال ذراع فيسدق عليو

طن أمو من الذي يقدره ىذا التقدير؟ من الذي فاإلنساف مقدر في ب. «الكتاب فيعمل بعمل أىل الجنة فيدخلهاثم السديل }: يوصل إليو ما ينمو بو من الدـ الذي يتصل بو بواسطة السرة من دـ أمو؟ إال اهلل عز وجل، ولهذا قاؿ

السديل ىنا بمعنى الطريق يعني يسر لو الطريق ليخرج من بطن أمو إلى عالم المشاىدة، ويسر لو أيضا بعد { يسرهيسر لو ثديي أمو يتغذى بهما، ويسر لو بعد ذل [. 41: الدلد]{ وىديناه النجدين}: ذكره تعالى في قولو ذل ما

ما فتح لو من خزائن الرزؽ، ويسر لو فوؽ ىذا كلو وما ىو أىم وىو طريق الهدى والفالح وذل بما أرسل إليو من أي جعلو في قدر، أي { فأقدره}. ارقة الروح للددفالموت مف{ أماتو}الرساالت، وأنزؿ عليو من الكتب، ثم بعد ىذا

مدفونا سترا عليو وإكراما واحتراما؛ ألف الدشر لو كانوا إذا ماتوا كسائر الميتات جثثا ترمى في الزباؿ لكاف في ذل اؿ ابن إىانة عظيمة للميت وألىل الميت، ولكن من نعمة اهلل سدحانو وتعالى أف شرع لعداده ىذا الدفن، ولهذا ق

أي إذا شاء اهلل عز وجل { ثم إذا شاء أنشره}. أكرمو بدفنو: قاؿ{ فأقدره}: عداس رضي اهلل عنهما في قولو تعالىيعني أنو ال يعجزه عز وجل أف ينشره { ثم إذا شاء أنشره}: وقولو. أي بعثو يـو النشور ليجازيو على عملو{ أنشره}

لكنها تفارقها في بعض ( لم)ىنا بمعنى { لما{ }لما يقضي ما أمره كال}: لكن لم يأت أمر اهلل بعد ولهذا قاؿاألشياء، والمعنى أف اهلل تعالى لم يقض ما أمره، أي ما أمر بو كونا وقدرا، أي أف األمر لم يتم لنشر أو النشار ىذا

قا لوجدنا آباءنا االف، الميت بل لو موعد منتظر، وفي ىذا رد على المكذبين بالدعث الذين يقولوف لو كاف الدعث حوىذا القوؿ منهم تحدي مكذوب؛ ألف الرسل لم تقل لهم إنكم تدعثوف االف، ولكنهم قالوا لهم إنكم تدعثوف جميعا

أي فلينظر . {فلينظر اإلنساف إلى طعامو}ثم قاؿ عز وجل مذكرا لإلنساف بما أنعم اهلل عليو . بعد أف تموتوا جميعا ؟ ومن جاء بو؟ وىل أحد خلقو؟ ويندغي لإلنساف أف يتذكر عند ىذه االية قوؿ اهلل تدارؾ إلى طعامو من أين جاء

إنا لمغرموف . لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهوف. أأنتم تزرعونو أـ نحن الزارعوف. أفرأيتم ما تحرثوف}: وتعالىويسر الحصوؿ عليو حتى كاف من الذي زرع ىذا الزرع حتى استوى[. 17، 11: الواقعة]{ بل نحن محروموف

. أي بعد أف نخرجو نحطمو حتى ال تنتفعوا بو{ لو نشاء لجعلناه حطاما }طعاما لنا؟ ىو اهلل عز وجل، ولهذا قاؿ فأندتنا }. بعد نزوؿ المطر عليها تتشقق بالندات{ ثم شققنا األرض شقا}يعني من السحاب { أنا صددنا الماء صدا}{ وقضدا }معروؼ { وعندا }كالدر والرز والذرة والشعير وغير ذل من الحدوب الكثيرة { حدا}أي في األرض { فيهاحدائق جمع حديقة، والغلب كثير { وحدائق غلدا }معروؼ { ونخال }معروؼ { وزيتونا }إنو القت المعروؼ : قيل

ندات معروؼ عند العرب ترعاه اإلبل األب { وأبا}يعني ما يتفكو بو اإلنساف من أنواع الفواكو { وفاكهة}األشجار . يعني أننا فعلنا ذل متعة لكم، يقـو بها أودكم، وتتمتعوف بها أيضا بالتفكو بهذه النعم{ متاعا لكم وألنعامكم}

: ثم لما ذكر اهلل عز وجل اإلنساف بحالو منذ خلق من نطفة حتى بقي في الدنيا وعاش، ذكر حالو االخرة في قولو

هم يػومئذ شأف يػغنيو * وصػحدتو وبنيو * وأمو وأبيو * يػوـ يفر المرء من أخيو * آءت الصآخة فإذا ج } لكل امرىء منػها* ضػحكة مستدشرة * وجوه يػومئذ مسفرة * رة * غدػرة ووجوه يػومئذ عليػ . {أولػئ ىم الكفرة الفجرة * تػرىقها قػتػ

من { يـو يفر المرء من أخيو}يعني الصيحة العظيمة التي تصخ االذاف، وىذا ىو يـو القيامة { فإذا جاءت الصاخة}، والجدات يفر من ىؤالء كلهم األـ واألب المداشر، واألجداد أيضا { وأمو وأبيو}أخيو شقيقو أو ألبيو أو ألمو

يفر : قاؿ أىل العلم. ويفر من ىؤالء كلهم. وىم أقرب الناس إليو وأحب الناس إليو{ وبنيو}زوجتو { وصاحدتو}منهم لئال يطالدوه بما فرط بو في حقهم من أدب وغيره، ألف كل واحد في ذل اليـو ال يحب أبدا أف يكوف لو

كل إنساف مشتغل بنفسو ال ينظر إلى غيره، ولهذا لما قاؿ { منهم يومئذ شأف يغنيولكل امرىء }أحد يطالدو بشيء الرجاؿ »: قالت عائشة ػ رضي اهلل عنها ػ« إنكم تحشروف يـو القيامة حفاة، عراة، غرال »: الندي عليو الصالة والسالـ

، «من أف ينظر بعضهم إلى بعضاألمر أعظم »: ؟ قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم«والنساء ينظر بعضهم إلى بعضمسفرة من اإلسفار وىو الوضوح ألنها { وجوه يومئذ مسفرة}: ثم قسم اهلل الناس في ذل اليـو إلى قسمين فقاؿ

يعني متدسمة، وىذا من كماؿ سرورىم { ضاحكة}وجوه المؤمنين تسفر عما في قلوبهم من السرور واالنشراح يعني يـو { ووجوه يومئذ{ }سالـ عليكم}تتلقاىم المالئكة بالدشرى يقولوف أي قد بشرت بالخير ألنها{ مستدشرة}

{ أولئ ىم الكفرة الفجرة}أي ظلمة { ترىقها قترة}أي شيء كالغدار؛ ألنها ذميمة قديحة { عليها غدرة}القيامة هم مسفرة ضاحكة الذين جمعوا بين الكفر والفجور، نسأؿ اهلل العافية، ونسأؿ اهلل تعالى أف يجعلنا ممن وجوى

. مستدشرة إنو جواد كريم

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين التكىير

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

* إذا الوحوش حشرت و * وإذا العشار عطلت * وإذا الجداؿ سيػرت * وإذا النجوـ انكدرت * إذا الشمس كورت }* وإذا الصحف نشرت * بأى ذنب قتلت * وإذا الموءودة سئلت * وإذا النػفوس زوجت * وإذا الدحار سجرت . {علمت نػفس مآ أحضرت * ة أزلفت وإذا الجن * وإذا الجحيم سعرت * وإذا السمآء كشطت

. تقدـ الكالـ عليها: الدسملة

جمع الشيء بعضو إلى بعض ولفو كما تكور العمامة على : ىذا يكوف يـو القيامة، والتكوير{ إذا الشمس كورت}ا جميعا ويطوي بعضها على الرأس، والشمس كتلة عظيمة كديرة واسعة في يـو القيامة يكورىا اهلل عز وجل فيلفه

إنكم وما }: بعض فيذىب نورىا، ويلقيها في النار عز وجل إغاظة للذين يعددونها من دوف اهلل، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىويستثني من ذل [. 89: األندياء]{ أنتم لها واردوف}أي تحصدوف في جهنم { تعددوف من دوف اهلل حصب جهنم

إف الذين سدقت لهم منا }اء اهلل فإنو ال يلقى في النار كما قاؿ اهلل تعالى بعد ىذه االية من عدد من دوف اهلل من أولي، 414: األندياء]{ ال يسمعوف حسيسها وىم في ما اشتهت أنفسهم خالدوف. الحسنى أولئ عنها مدعدوف

{ واكب انتثرتوإذا الك}. انكدرت يعني تساقطت كما تفسره االية الثانية{ وإذا النجـو انكدرت}[. 419ىذه الجداؿ العظيمة الصلدة { وإذا الجداؿ سيرت}فالنجـو يـو القيامة تتناثر وتزوؿ عن أماكنها [. 9: االنفطار]

[. 91: الندأ]{ وسيرت الجداؿ فكانت سرابا }: العالية الرفيعة تكوف ىداء يـو القيامة وتسير كما قاؿ اهلل تعالىعشراء، وىي الناقة الحامل التي تم لحملها عشرة أشهر وىي من أنفس العشار جمع{ وإذا العشار عطلت}

األمواؿ عند العرب، وتجد صاحدها يرقدها ويالحظها، ويعتني بها ويأوي إليها ويحف بها في الدنيا، لكن في االخرة يـو يفر المرء }: ىتعطل وال يلتفت إليها؛ ألف اإلنساف في شأف عظيم مزعج ينسيو كل شيء كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعال

وإذا الوحوش }[. 37ػ 31: عدس]{ وصاحدتو وبنيو لكل امرىء منهم يومئذ شأف يغنيو. وأمو وأبيو. من أخيووما من دابة في األرض وال طائر يطير }: الوحوش جمع وحش، والمراد بها جميع الدواب، لقوؿ اهلل تعالى{ حشرت

تحشر الدواب يـو [. 39: األنعاـ]{ ب من شيء ثم إلى ربهم يحشروفبجناحيو إال أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاالقيامة ويشاىدىا الناس ويقتص لدعضها من بعض، حتى إنو يقتص للدهيمة الجلحاء التي ليس لها قرف من الدهيمة

وتعالى القرناء، فإذا اقتص من بعض ىذه الوحوش لدعض أمرىا اهلل تعالى فكانت ترابا، وإنما يفعل ذل سدحانوالدحار جمع بحر وجمعت لعظمتها وكثرتها، فإنها تمثل ثالثة أرباع { وإذا الدحار سجرت}إلظهار عدلو بين خلقو ىذه الدحار العظيمة إذا كاف يـو القيامة فإنها تسجر، أي توقد نارا، تشتعل نارا عظيمة . األرض تقريدا أو أكثر

{ وإذا النفوس زوجت}ف بحارىا المياه العظيمة تسجر حتى تكوف نارا وحينئذ تيدس األرض وال يدق فيها ماء؛ ألالنفوس جمع نفس، والمراد بها اإلنساف كلو، فتزوج النفوس يعني يضم كل صنف إلى صنفو؛ ألف الزوج يراد بو

وآخر من شكلو }: أي أصنافا ثالثة وقاؿ تعالى[. 7: الواقعة]{ وكنتم أزواجا ثالثة}: الصنف كما قاؿ اهلل تعالىأي أصنافهم [. 99: الصافات]{ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}: أي أصناؼ، وقاؿ تعالى[. 19: ص]{ أزواج

وأشكالهم فيـو القيامة يضم كل شكل إلى مثلو، أىل الخير إلى أىل الخير، وأىل الشر إلى أىل الشر، وىذه األمة { كل أمة تدعى إلى كتابها اليـو تجزوف ما كنتم تعملوف}لوحدىا { وترى كل أمة جاثية}يضم بعضها إلى بعض

يعني شكلت وضم بعضها إلى بعض كل صنف إلى صنفو، كل أمة إلى { وإذا النفوس زوجت}إذا [. 99الجاثية ]الموؤدة ىي األنثى تدفن حية، وذل أنو في الجاىلية لجهلهم وسوء { وإذا المؤؤدة سئلت بأي ذنب قتلت}أمتها اهلل، وعدـ تحملهم يعير بعضهم بعضا إذا أتتو األنثى، فإذا بشر أحدىم باألثنى ظل وجهو مسودا وىو كظيم، ظنهم ب

من سوء ما بشر بو أيمسكو على ىوف أـ يدسو في }يعني يختفي منهم { يتوارى من القـو}ممتلىء ىما وغما جاء ل بأنثى ػ بدنت ػ اغتم واىتم، وامتأل من الغم يعني إذا قيل ألحدىم ندشرؾ أف اهلل [. 18النحل ]{ التراب

والهم، وصار يفكر ىل يدقي ىذه األنثى على ىوف وذؿ؟ أو يدسها في التراب ويستريح منها؟ فكاف بعضهم ىكذا، فمنهم من يدفن الدنت وىي حية، إما قدل أف تميز أو بعد أف تميز، حتى إف بعضهم كاف يحفر . وبعضهم ىكذافإذا أصاب لحيتو شيء من التراب نفضتػو عن لحيتو وىو يحفر لها ليدفنها وال يكوف في قلدو لها الحفرة لدنتو

رحمة، وىذا يدل على أف الجاىلية أمرىا سفاؿ، فإف الوحوش تحنو على أوالدىا وىي وحوش، وىؤالء ال يحنوف ىل أذندت؟ فإذا قاؿ { نب قتلتبأي ذ}تسأؿ يـو القيامة { وإذا المؤودة سئلت}: على أوالدىم، يقوؿ عز وجل

ىي المدفونة، ثم ىي قد تدفن وىي ال تميز، ولم يجر عليها قلم التكليف، ... كيف تسأؿ وىي المظلومة: قائلبأي ذنب قتلت أو قتلت؟ نظير ذل : إنها تسأؿ توبيخا للذي وأدىا، ألنها تسأؿ أمامو فيقاؿ: فكيف تسأؿ؟ قيل

بأي ذنب ضرب ىذا : على آخر في الدنيا فأتوا إلى السلطاف إلى األمير فقاؿ للمظلـولو أف شخصا اعتدى لكن من أجل التوبيخ للظالم، فالموؤدة تسأؿ بأي ذنب قتلت . الرجل؟ وىو يعرؼ أنو معتدا عليو ليس لو ذنبصحيفة، وىي ما يكتب الصحف جمع { وإذا الصحف نشرت}. توبيخا لظالمها وقاتلها ودافنها نسأؿ اهلل العافية

واعلم أيها اإلنساف أف كل عمل تعملو من قوؿ أو فعل فإنو يكتب ويسجل بصحائف على يد أمناء . فيها األعماؿ: كراـ كاتدين يعلموف ما تفعلوف، يسجل كل شيء تعملو فإذا كاف يـو القيامة فإف اهلل سدحانو وتعالى يقوؿ في كتابو

اقرأ }مفتوحا { ونخرج لو يـو القيامة كتابا يلقاه منشورا }يعني عملو في عنقو { ووكل إنساف ألزمناه طائره في عنق}، كالمنا االف ونحن نتكلم يكتب، كالـ بعضكم مع بعض [41اإلسراء ]{ كتاب كفى بنفس اليـو علي حسيدا

: ليو الصالة والسالـولهذا قاؿ الندي ع[. 49: ؽ]{ ما يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيد}يكتب، كل كالـ يكتب ، ألف «من كاف يؤمن باهلل واليـو االخر فليقل خيرا أو ليصمت»: ، وقاؿ«من حسن إسالـ المرء تركو ما ال يعنيو»

كل شيء سيكتب عليو، ومن كثر كلمو كثر سقطو، يعني الذي يكثر الكالـ يكثر منو السقط والزالت، فاحفظ السماء { وإذا السماء كشطت}. ا تقوؿ وسوؼ تنشر ل يـو القيامةلسان فإف الصحف سوؼ يكتب فيها كل م

وقاؿ . أي بقوة[. 17:: الذاريات]{ والسماء بنيناىا بأيد}: قاؿ تعالى. فوقنا االف سقف محفوظ قوي شديديكشط في يـو القيامة تكشط يعني تزاؿ عن مكانها كما. أي قوية[. 49: الندأ]{ وبنينا فوقكم سدعا شدادا }: تعالى

والسموات }: الجلد عند سلخ الدعير عن اللحم يكشطها اهلل عز وجل ثم يطويها جل وعال بيمينو كما قاؿ تعالىيعني كما يطوي السجل الكتب، يعني [. 411: األندياء]{ كطي السجل للكتب}[. 17: الزمر]{ مطويات بيمينو

وعن المحي، فالسماء تكشط يـو القيامة ويدقى األمر الكاتب إذا فرغ من كتابتو طوى الورقة حفظا لها عن التمزؽ يكوف بدؿ السماء التي [. 47: الحاقة]{ ويحمل عرش رب فوقهم يومئذ ثمانية}: فضاء إال أف اهلل تعالى يقوؿ

فوقنا االف يكوف الذي فوقنا ىو العرش؛ ألف السماء تطوى بيمين اهلل عز وجل يطويها بيمينو ويهزىا وكذل يقدض الجحيم ىي النار، وسميت بذل لدعد { وإذا الجحيم سعرت}، «أنا المل ، أين ملوؾ األرض»: ويقوؿاألرض

يا أيها الذين }: وما وقودىا الذي توقد بو؟ وقودىا الذي وقد بو قاؿ اهلل عنو. تسعر أي توقد. قعرىا وظلمة مرءاىابدؿ ما توقد بالحطب والورؽ يكوف [. 1: يمالتحر ]{ آمنوا قوا أنفسكم وأىليكم نارا وقودىا الناس والحجارة

والحجارة حجارة من نار عظيمة شديدة االشتعاؿ شديدة الحرارة، ىذا تسعير جهنم . الوقود الناس يعني الكفار{ أزلفت}الجنة دار المتقين فيها ما ال عين رأت وال أذف سمعت وال خطر على قلب بشر { وإذا الجنة أزلفت}

دار الكفار تسعر، توقد، ودار المؤمنين تزين وتقرب . ت للمؤمنين، وانظر الفرؽ بين ىذا وذاؾيعني قػربت وزين. وإذا النجـو انكدرت. إذا الشمس كورت}: كل ىذا يكوف يـو القيامة، إذا قرأنا ىذه االيات{ وإذا الجنة أزلفت}

وإذا . وإذا النفوس زوجت. ر سجرتوإذا الدحا. وإذا الوحوش حشرت. وإذا العشار عطلت. وإذا الجداؿ سيرتوإذا الجنة . وإذا الجحيم سعرت. وإذا الشماء كشطت. وإذا الصحف نشرت. بأي ذنب قتلت. الموؤدة سئلت

{ إذا الشمس كورت}ألف كلها في ضمن الشرط . ىذه اثنتا عشرة جملة إلى االف لم يأت بالجواب{ أزلفتأي ما قدمتو { علمت نفس ما أحضرت}: األشياء؟ قاؿ اهلل تعالىفالجواب لم يأت بعد ماذا يكوف إذا كانت ىذه

يعني يكوف [. 31: آؿ عمراف]{ يـو تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء}من خير وشر فتعلم في ذل اليـو كل [. 31: آؿ عمراف]{ تود لو أف بينها وبينو أمدا بعيدا ويحذركم اهلل نفسو}محضرا أيضا

نسينا الشيء الكثير . فس ما أحضرت من خير أو شر، في الدنيا نعلم ما نعمل من خير وشر لكن سرعاف ما ننسىنال من الطاعات وال من المعاصي، ولكن ىذا لن يذىب سدى كما نسيناه؟ بل واهلل ىو باؽ، فإذا كاف يـو القيامة

فيندغي بل يجب على { علمت نفس ما أحضرت}: أحضرتو أنت بإقرارؾ على نفس بأن عملتو، ولهذا قاؿ تعالىاإلنساف أف يتأمل في ىذه االيات العظيمة وأف يتعظ بما فيها من المواعظ، وأف يؤمن بها كأنو يراىا رأي عين؛ ألف ما أخدر اهلل بو وعلمنا مدلولو فإنو أشد يقينا عندنا مما شاىدناه بأعيننا أو سمعناه بأذاننا؛ ألف خدر اهلل ال يكذب،

قد ترى . صدؽ، لكن ما نراه أو نسمعو كثيرا ما يقع فيو الوىم

ذى قػوة * إنو لقوؿ رسوؿ كريم * والصدح إذا تػنػفس * واليل إذا عسعس * الجوار الكنس * فال أقسم بالخنس }فق المدين * وما صػحدكم بمجنوف * ع ثم أمين مطػ* عند ذى العرش مكين وما ىو على الغيب * ولقد رءاه باال

وما * أف يستقيم لمن شآء منكم * إف ىو إال ذكر للعػلمين * فأين تذىدوف * وما ىو بقوؿ شيطػن رجيم * بضنين . {تشآءوف إال أف يشآء اللو رب العػلمين

نافية وليس كذل ، بل ىي مثدتة { ال}قد يظن بعض الناس أف { فال أقسم}: قولو تعالى{ فال أقسم بالخنس}خانسة، وىي النجـو التي والخنس جمع { أقسم بالخنس}فالمعنى . للقسم ويؤتى بها بمثل ىذا التركيب للتأكيد

تخنس، أي ترجع فدينما تراىا في أعلى األفق إذا بها راجعة إلى آخر األفق، وذل واهلل أعلم الرتفاعها وبعدىا بالياء لكن ( الجواري)أصلها { الجوار}فيكوف ما تحتها من النجـو أسرع منها في الجري بحسب رؤية العين،

فأقسم اهلل بهذه النجـو ثم أقسم بالليل . لتي تكنس أي تدخل في مغيدهاىي ا{ الكنس}حذفت الياء للتخفيف ومعناه أدبر، وذل : يعني أقدل، وقيل{ عسعس}: معنى قولو{ والصدح إذا تنفس. والليل إذا عسعس}: والنهار فقاؿو ليطابق ما ليوافق أ« أقدل»لكن الذي يظهر أف معناىا . في اللغة العربية تصلح لهذا وىذا{ عسعس}أف الكلمة

وإنما . فيكوف اهلل أقسم بالليل حاؿ إقدالو، وبالنهار حاؿ إقدالو{ والصدح إذا تنفس}: وىو قولو. بعده من القسمأقسم اهلل تعالى بهذه المخلوقات لعظمها وكونها من آياتو الكدرى، فمن يستطيع أف يأتي بالنهار إذا كاف الليل، ومن

قل أرأيتم إف جعل اهلل عليكم الليل سرمدا إلى يـو }: لنهار، قاؿ اهلل عز وجليستطيع أف يأتي بالليل إذا كاف اقل أرأيتم إف جعل اهلل عليكم النهار سرمدا إلى يـو القيامة من . القيامة من إلو غير اهلل يأتيكم بضياء أفال تسمعوفحمتو جعل لكم الليل والنهار ومن ر }[. 74: القصص. ]{إلو غير اهلل يأتيكم بليل تسكنوف فيو أفال تدصروففهذه المخلوقات العظيمة يقسم اهلل بها لعظم [. 73: القصص]{ لتسكنوا فيو ولتدتغوا من فضلو ولعلكم تشكروف

ىو جدريل عليو الصالة { لقوؿ رسوؿ كريم}أي القرآف { إنو{ }إنو لقوؿ رسوؿ كريم}: المقسم عليو وىو قولوووصفو اهلل بالكـر لحسن منظره كما قاؿ تعالى في . بالوحي الذي ينزلو عليهم والسالـ، فإنو رسوؿ اهلل إلى الرسل

الخلق الحسن والهيئة الجميلة، فكاف : المرة: قاؿ العلماء{ ذو مرة}[. 1: النجم]{ ذو مرة فاستوى}: آية أخرىوصفو { قوة ذي{ }ذي قوة عند ذي العرش مكين{ }كريم}: جدريل عليو الصالة والسالـ موصوفا بهذا الوصف

اهلل تعالى بالقوة العظيمة، فإف الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم رآه على صورتو التي خلقو اهلل عليها لو ست مئة جناح أي عند صاحب العرش وىو اهلل جل { عند ذي العرش}: قد سد األفق كلو من عظمتو عليو الصالة والسالـ، وقولو

رفيع الدرجات ذو العرش يلقي }: قاؿ اهلل تعالى. العالمين عز وجل وعال، والعرش فوؽ كل شيء، وفوؽ العرش ربأي ذو مكانة، أي أف { مكين}: وقولو. فذو العرش ىو اهلل[. 41: غافر]{ الروح من أمره على من يشاء من عداده

فإف النعم لو جدريل عند اهلل ذو مكانة وشرؼ، ولهذا خصو اهلل بأكدر النعم التي أنزلها اهلل على عداده، وىو الوحينعم يستوي فيها الدهائم واإلنساف، وىي متعة الددف األكل والشرب، والنكاح : نظرنا إليها لوجدنا أنها قسماف

والسكن، ىذه النعم يستوي فيها اإلنساف والحيواف، فاإلنساف يتمتع بما يأكل، وبما يشرب، وبما ينكح، وبما ا اإلنساف، وىي الشرائع التي أنزلها اهلل على الرسل لتستقيم حياة ونعم أخرى يختص به. يسكن، والدهائم كذل

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى }الخلق، ألنو ال يمكن أف تستقيم حياة الخلق أو تطيب حياة الخلق إال بالشرائع امل المؤمن الع[. 87: النحل]{ وىو مؤمن فلنحيينو حياة طيدة ولنجزينهم أجرىم بأحسن ما كانوا يعملوف

واهلل لو فتشت الملوؾ وأبناء الملوؾ، . بالصالحات ىو الذي لو الحياة الطيدة في الدنيا والثواب الجزيل في االخرةوالوزراء وأبناء الوزراء، واألمراء وأبناء األمراء، واألغنياء وأبناء األغنياء، لو فتشتهم وفتشت من آمن وعمل صالحا

، وأشرح صدرا، ألف اهلل عز وجل الذي بيده مقاليد السموات واألرض لوجدت الثاني أطيب عيشة، وأنعم باال تجد المؤمن العامل للصالحات { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وىو مؤمن فلنحيينو حياة طيدة}: قاؿ. تكفل

ه صدر مسرور القلب، منشرح الصدر، راضيا بقضاء اهلل وقدره، إف أصابو خير شكر اهلل على ذل ، وإف أصابو ضدعلى ذل واعتذر إلى اهلل مما صنع، وعلم أنو إنما أصابو بذنوبو فرجع إلى اهلل عز وجل، قاؿ الندي عليو الصالة

عجدا للمؤمن إف أمره كلو خير، وليس ذل ألحد إال للمؤمن، إف أصابتو سراء شكر، فكاف خيرا لو، »: والسالـالندي عليو الصالة والسالـ، إذف أكدر نعمة أنزلها اهلل على الخلق ، وصدؽ «وإف أصابتو ضراء صدر فكاف خيرا لو

ىي نعمة الدين الذي بو قواـ حياة اإلنساف في الدنيا واالخرة، والحياة الحقيقية ىي حياة االخرة، والدليل قولو حقيقة حياة الحياة . فالدنيا ليست بشيء[. 91: الفجر]{ يقوؿ يا ليتني قدمت لحياتي}: تعالى في سورة الفجر

حياة : االخرة، والذي يعمل لالخرة يحيا حياة طيدة في الدنيا، فالمؤمن العامل للصالحات ىو الذي كسب الحياتينقل إف الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأىليهم يـو }والكافر ىو الذي خسر الدنيا واالخرة . الدنيا، وحياة االخرة

جدريل ىو . على ما كلف بو{ أمين}أي ىناؾ { مطاع ثم }[. 41: زمرال]{ القيامة أال ذل ىو الخسراف المدين

تطيعو المالئكة ألنو ينزؿ باألمر من اهلل فيأمر المالئكة فتطيع، فلو إمرة ولو : المطاع فمن الذي يطيعو؟ قاؿ العلماءإمرة وطاعة على ثم الرسل عليهم الصالة والسالـ الذين ينزؿ جدريل عليهم بالوحي لهم . طاعة على المالئكة

: المائدة. ]{وأطيعوا اهلل وأطيعوا الرسوؿ واحذروا فإف توليتم فاعلموا أنما على رسولنا الدالغ المدين}المكلفين 89 .]

أقسم اهلل عز وجل على أف ىذا القرآف { ذي قوة عند ذي العرش مكين. إنو لقوؿ رسوؿ كريم}في ىذه االيات يل عليو الصالة والسالـ، وفي آية أخرى بين اهلل سدحانو وتعالى وأقسم أف قوؿ ىذا الرسوؿ الكريم الملكي جدر

. إنو لقوؿ رسوؿ كريم. فال أقسم بما تدصروف وما ال تدصروف}: ىذا القرآف قوؿ رسوؿ كريم بشري في قولو تعالىئكة وىو فالرسوؿ ىنا في سورة التكوير رسوؿ ملكي أي من المال[. 14ػ 39: الحاقة]{ وما ىو بقوؿ شاعر

جدريل عليو الصالة والسالـ، والرسوؿ ىناؾ رسوؿ بشري وىو محمد عليو الصالة والسالـ، والدليل على ىذا وىذا الوصف لجدريل، ألنو ىو الذي عند { إنو لقوؿ رسوؿ كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين}: ىنا قاؿ. واضح

فال أقسم بما تدصروف وما ال تدصروف إنو لقوؿ }: اؿىناؾ ق. اهلل، أما محمد عليو الصالة والسالـ فهو في األرضفأيهما أعظم { وال بقوؿ كاىن}ردا لقوؿ الكفار الذين قالوا إف محمدا شاعر { رسوؿ كريم وما ىو بقوؿ شاعر

{ والصدح إذا تنفس إنو لقوؿ رسوؿ كريم ذي قوة. والليل إذا عسعس. الجوار الكنس. فال أقسم بالخنس}قسما بما }، الثاني أعظم، ليس فيو شيء أعم منو {قسم بما تدصروف وما ال تدصروف إنو لقوؿ رسوؿ كريمفال أ}أو

وىنا أقسم بااليات . إذف أقسم اهلل بكل شيء. كل األشياء إما ندصرىا أو ال ندصرىا{ تدصروف وما ال تدصروفىذه آيات علوية أفقية تناسب { نفسوالصدح إذا ت. والليل إذا عسعس. فال أقسم بالخنس الجوار الكنس}العلوية

. الرسوؿ الذي أقسم على أنو قولو وىو جدريل؛ ألف جدريل عند اهلل

كيف يصف اهلل القرآف بأنو قوؿ الرسوؿ الدشري، والرسوؿ الملكي؟ : فإذا قاؿ قائل

قوؿ ىذا بالنيابة، نعم الرسوؿ الملكي بلغو إلى الرسوؿ الدشري، والرسوؿ الدشري بلغو إلى األمة، فصار: فنقوؿقوؿ جدريل بالنيابة وقوؿ محمد بالنيابة، والقائل األوؿ ىو اهلل عز وجل، فالقرآف قوؿ اهلل حقيقة، وقوؿ جدريل

. باعتدار أنو بلغو لمحمد، وقوؿ محمد باعتدار أنو بلغو إلى األمة

ما : كأنو قاؿ{ وما صاحدكم}: ؿأي محمد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وتأمل أنو قا{ وما صاحدكم بمجنوف}صاحدكم الذي تعرفونو وأنتم وإياه دائما، بقي فيهم أربعين سنة في مكة قدل الندوة يعرفونو، ويعرفوف صدقو وأمانتو،

يعني ليس مجنونا، بل ىو أعقل العقالء عليو الصالة { وما صاحدكم بمجنوف}حتى كانوا يطلقوف عليو اسم األمين أي الدين الظاىر { باألفق المدين}أي رأى جدريل { ولقد رآه}. ناس عقال بال ش وأسدىم رأيا والسالـ، أكمل ال

مرة في غار حراء، ومرة : العالي، فإف الرسوؿ عليو الصالة والسالـ رأى جدريل على صورتو التي خلق عليها مرتين{ رآه باألفق}ي التي في غار حراء، ألنو يقوؿ في السماء السابعة لما عرج بو عليو الصالة والسالـ، وىذه الرؤية ى

يعني على الوحي الذي جاءه { على الغيب}يعني ما محمد صلى اهلل عليو وسلم { وما ىو}إذف محمد في األرض بالضاد أي بدخيل، فهو عليو الصالة والسالـ ليس بمتهم في الوحي وال باخل بو، بل ىو { بضنين}من عند اهلل

ما أوحي إليو، يعلم الناس في كل مناسدة، وىو أبعد الناس عن التهمة لكماؿ صدقو عليو الصالة أشد الناس بذال ل

أي { وما ىو بقوؿ شيطاف رجيم}. بمتهم، من الظن وىو التهمة: بالظاء المشالة، أي{ بظنين}والسالـ، وفي قراءة ي ويكذبوف معو ويخدروف الناس ليس بقوؿ أحد من الشياطين، وىم الكهنة الذين توحي إليهم الشياطين الوح

أنو إذا جاءت »: وىذه قاعدة( ما)ىنا بمعنى { إف{ }إف ىو إال ذكر للعالمين. فأين تذىدوف}. فيظنونهم صادقينتأتي نافية، وتأتي شرطية، وتأتي مخففة من الثقيلة، « إف»أي أنها تكوف نافية ألف « (ما)فهي بمعنى ( إف)بعد ( إال)

فهي نافية، أي ما ىو أي القرآف الذي جاء بو ( إف وبعدىا إال)اني ىو السياؽ فإذا جاءت والذي يدين ىذه المع، ذكر يشمل التذكير والتذكر، فهو تذكير {إال ذكر للعالمين}محمد صلى اهلل عليو وسلم ونزؿ بو جدريل على قلدو من بعث إليهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ( والمراد بالعالمين)للعالمين، وتذكر لهم، أي أنهم يتذكروف بو ويتعظوف بو

تدارؾ الذي نزؿ }: وقاؿ تعالى[. 417: األندياء]{ وما أرسلناؾ إال رحمة للعالمين}: وآلو وسلم كما قاؿ اهلل تعالىفالمراد بالعالمين ىنا من أرسل إليهم محمد صلى اهلل [. 4: الفرقاف]{ الفرقاف على عدده ليكوف للعالمين نذيرا

ىذه الجملة بدؿ مما قدلها لكنها بإعادة العامل وىي { لمن شاء{ }لمن شاء منكم أف يستقيم}و وآلو وسلم عليوأما من ال يشاء االستقامة فإنو ال يتذكر بهذا القرآف وال « إال ذكر للعالمين لمن شاء منكم أف يستقيم»: أي( إال)

فاإلنساف [. 37: ؽ]{ قلب أو ألقى السمع وىو شهيدإف في ذل لذكرى لمن كاف لو }: ينتفع بو كما قاؿ تعالى ىل مشيئة اإلنساف باختياره؟ : الذي ال يريد االستقامة ال يمكن أف ينتفع بهذا القرآف، ولكن إذا قاؿ قائل

فاهلل عز وجل جعل لإلنساف اختيارا وإرادة، إف شاء فعل وإف شاء لم يفعل؛ ألنو . نعم مشيئة اإلنساف باخيتاره: نقوؿو لم يكن كذل لم تقم الحجة على الخلق الذين أرسلت إليو الرسل بإرساؿ الرسل، فما نفعلو ىو باختيارنا ل

وإرادتنا، ولوال ذل ما كاف إلرساؿ الرسل حجة علينا إذ أننا نستطيع أف نقوؿ نحن ال نقدر على االختيار، يذىب إلى مكة فهو باختياره، وإذا أراد أف فاإلنساف ال ش فاعل باختياره، وكل إنساف يعرؼ أنو إذا أراد أف

يذىب إلى المدينة فهو باختياره، وإذا أراد أف يذىب إلى بيت المقدس فهو باختياره وإذا أراد أف يذىب إلى الرياض فهو باختياره، أو إلى أي شيء أراده فهو باختياره ال يرى أف أحدا أجدره عليو، وال يشعر أف أحدا أجدره

ذل أيضا من أراد أف يقـو بطاعة اهلل فهو باختياره ومن أراد أف يعصي اهلل فهو باختياره، فلإلنساف على ذل ، ك{ وما تشاؤوف إال أف يشاء اهلل}: مشيئة ولكن نعلم علم اليقين أنو ما شاء شيئا إال وقد شاءه اهلل من قدل، ولهذا قاؿ

. ئنا الشيء علمنا أف اهلل قد شاءه، ولوال أف اهلل شاءه ما شئناهما نشاء شيئا إال بعد أف يكوف اهلل قد شاءه، فإذا شولو شاء اهلل ما اقتتل الذين من بعدىم من بعد ما جاءتهم الدينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن }: كما قاؿ تعالى

اختيارنا، ولكن فنحن إذا عملنا الشيء نعملو بمشيئتنا و [. 913: الدقرة]{ ومنهم من كفر ولو شاء اهلل ما اقتتلوا . نعلم أف ىذه المشيئة واالختيار كانت بعد مشيئة اهلل عز وجل، ولو شاء اهلل ما فعلنا

. إذف لنا حجة في المعصية ألننا ما شئناىا إال بعد أف شاءىا اهلل: فإف قاؿ قائل

ىا باختيارنا، ولهذا ال يمكن أف أنو ال حجة لنا ألننا لم نعلم أف اهلل شاءىا إال بعد أف فعلناىا، وفعلنا إيا: فالجوابنقوؿ إف اهلل شاء كذا إال بعد أف يقع، فإذا وقع فدأي شيء وقع؟ وقع بإرادتنا ومشيئتنا، لهذا ال يتجو أف يكوف

سيقوؿ الذين أشركوا لو شاء اهلل ما أشركنا }: للعاصي حجة على اهلل عز وجل وقد أبطل اهلل ىذه الحجة في قولوفلوال أنو ال حجة [. 419: األنعاـ. ]{ا من شيء كذل كذب الذين من قدلهم حتى ذاقوا بأسناوال آباؤنا وال حرمن

لهم ما ذاقوا بأس اهلل، لسلموا من بأس اهلل، ولكنو ال حجة لهم فلهذا ذاقوا بأس اهلل، وكلنا نعلم أف اإلنساف لو

يو من المتاجر والمكاسب ما ال يوجد في الدالد ذكر لو أف بلدا آمنا مطمئنا، يأتيو رزقو رغدا من كل مكاف، فاألخرى، وأف بلدا آخر بلد خائف غير مستقر، مضطرب في االقتصاد، مضطرب في الخوؼ واألمن، فإلى أيهما يذىب؟ بالتأكيد سيذىب إلى األوؿ وال ش ، وال يرى أف أحدا أجدره أف يذىب إلى األوؿ، يرى أنو ذىب إلى

ىذه طريق جهنم وىذه طريق الجنة، وبين : وىكذا االف طريق الخير وطريق الشر، فاهلل بيػن لنااألوؿ بمحض إرادتو، فأيهما نسل ؟ بالقياس الواضح الجلي أننا سنسل طريق . لنا ما في الجنة من النعيم، وما في النار من العذاب

لو أننا . يأتيو رزقو رغدا من كل مكاف الجنة ال ش ، كما أننا في المثاؿ الذي قدل نسل طريق الدلد االمن الذي، وينادى علينا بالسفو، كما لو سلكنا في المثاؿ األوؿ سلكنا طريق النار فإنو سيكوف علينا العتب والتوبيخ واللـو

لمن شاء أف }: طريق الدلد المخوؼ المتزعزع الذي ليس فيو استقرار، فإف كل أحد يلومنا ويوبخنا، إذا ففي قولوتقرير لكوف اإلنساف يفعل الشيء بمشيئتو واختياره، ولكن بعد أف يفعل الشيء ويشاء الشيء نعلم أف اهلل {يستقيم

قد شاءه من قدل ولو شاء اهلل ما فعلو، وكثيرا ما يعـز اإلنساف على شيء يتجو بعد العزيمة على ىذا الشيء وفي ألف اهلل لم يشأه، كثيرا ما نريد أف نذىب مثال إلى لحظة ما يجد نفسو منصرفا عنو، أو يجد نفسو مصروفا عنو؛

المسجد لنستمع إلى محاضرة، وإذا بنا ننصرؼ بسدب أو بغير سدب، أحيانا بسدب بحيث نتذكر أف لنا شغال ولهذا قيل ألعرابي بم . فنرجع، وأحيانا نرجع بدوف سدب ال ندري إال وقد صرؼ اهلل تعالى ىمتنا عن ذل فرجعنا

يعني اإلنساف يعـز على الشيء عزما مؤكدا وإذا بو ( بنقض العزائم. )بنقض العزائم وصرؼ الهمم: ب ؟ قاؿعرفت ر من نقض عزيمتو، ال يشعر، ما يشعر أف ىناؾ مرجحا أوجب أف يعدؿ عن العزيمة األولى بل بمحض إرادة !! ينتقضبو يجد نفسو منصرفا عنو سواء كاف الصارؼ مانعا يهم اإلنساف بالشيء ويتجو إليو تماما وإذا( صرؼ الهمم)اهلل

: فالحاصل أف اهلل يقوؿ. اختار اإلنساف أف ينصرؼ، كل ىذا من اهلل عز وجل.. حسيا أو كاف الصارؼ مجرد اختيارواالستقامة ىي االعتداؿ، وال عدؿ أقـو من عدؿ اهلل عز وجل في شريعتو، في { لمن شاء منكم أف يستقيم}

لسابقة كانت الشرائع تناسب حاؿ األمم زمانا ومكانا وحاال، وبعد بعثة الرسوؿ عليو الصالة والسالـ، الشرائع اولهذا كاف من . كانت شريعتو تناسب األمة التي بعث الندي صلى اهلل عليو وسلم إليها من أوؿ بعثتو إلى نهاية الدنيا

. لو تمس الناس بو ألصلح اهلل الخلق. «ف ومكاف وحاؿأف الدين اإلسالمي صالح لكل زما»العدارات المعروفة انظر مثال اإلنساف يصلي أوال قائما، فإف عجز فقاعدا، فإف عجز فعلى جنب، إذف الشريعة تتطور بحسب حاؿ

يجب على المحدث أف يتطهر بالماء، فإف تعذر استعماؿ الماء . الشخص؛ ألف الدين صالح لكل زماف ومكافعدؿ إلى التيمم، فإف لم يوجد وال تراب، أو كاف عاجزا عن استعماؿ التراب فإنو يصلي بال شيء، . لعجز أو عدـ

ال بطهارة ماء وال بطهارة تيمم، كل ىذا ألف شريعة اهلل عز وجل كلها مدنية على العدؿ، ليس فيها جور، ليس فيها انحراؼ إلى جانب : الستقامة انحرافافوضد ا{ أف يستقيم}: ظلم، ليس فيها حرج، ليس فيها مشقة، ولهذا قاؿ

طرفاف : اإلفراط والغلو، وانحراؼ إلى جانب التفريط والتقصير، ولهذا كاف الناس في دين اهلل عز وجل ثالثة أشكاؿوسط بين اإلفراط والتفريط، : الثالث. ووسط، طرؼ غاؿ مدالغ متنطع متعنت، وطرؼ آخر مفرط مقصر مهمل

ىال بحسب ما .. أما األوؿ الغالي، والثاني الجافي فكالىما ىال . ذا ىو الذي يحمدمستقيم على دين اهلل ىعنده من الغلو، أو من التقصير، وقد نهى الندي عليو الصالة والسالـ عن الغلو واإلفراط والتعنت والتنطع حتى إنو

اؽ على النفس وفيو خروج عن ، ألف التنطع فيو إشق«ىل المتنطعوف، ىل المتنطعوف، ىل المتنطعوف»: قاؿـ المفرطين المهملين وقاؿ في وصف المنافقين { وإذا قاموا إلى الصالة قاموا كسالى}: دين اهلل عز وجل، كما أنو ذ

ال { لمن شاء منكم أف يستقيم}: فدين اهلل وسط بين الغالي فيو والجافي عنو، ولهذا قاؿ ىنا[. 419: النساء]

يكوف سيره سير استقامة على دين اهلل عز وجل واالستقامة كما تكوف في معاملة الخالق عز يميل يمينا وال شماال، وجل وىي العدادة تكوف أيضا في معاملة المخلوؽ، فكن مع الناس بين طرفين، بين طرفي الشدة والغلظة والعدوس،

من وجو، ولهذا قاؿ الفقهاء ػ وطرؼ التراخي والتهاوف وبذؿ النفس وانحطاط الرتدة، كن حازما من وجو، ولين فال يكوف لينو يشطح بو إلى . «يندغي أف يكوف لينا من غير ضعف، قويا من غير عنف»: رحمهم اهلل ػ في القاضي

الضعف، وال قوتو إلى العنف، يكوف بين ذل ، لينا من غير ضعف، قويا من غير عنف حتى تستقيم األمور، فدعض دائما بالعدوس والشدة وإشعار نفسو بأنو فوؽ الناس وأف الناس تحتو، وىذا خطأ، ومن الناس مثال يعامل الناس

الناس من يحط قدر نفسو ويتواضع إلى حد التهاوف وعدـ المداالة بحيث يدقى بين الناس وال حرمة لو، وىذا أيضا يو وآلو وسلم، فإنو عليو خطأ، فالواجب أف يكوف اإلنساف بين ىذا وبين ىذا كما ىو ىدي الندي صلى اهلل عل

، واللين . الصالة والسالـ يشتد في موضع الشدة، ويلين في موضع اللين فيجمع اإلنساف ىنا بين الحـز والعـزيعني ال يمكن أف تشاؤا شيئا إال وقد شاءه اهلل من قدل، فمشيئة { وما تشاؤوف إال أف يشاء اهلل}والعطف والرحمة

. يئة اهلل عز جل، لو شاء اهلل لم يشأ، ولو شاء اهلل أف ال يكوف الشيء ما كاف ولو شئتواإلنساف ما كانت إال بعد مشحتى لو شئت واهلل تعالى لم يشأ فإنو لن يكوف، بل يقيض اهلل تعالى أسدابا تحوؿ بين وبينو حتى ال يقع، وىذه

ة بال إكراه، لكن ىذه المشيئة مقترنة مسألة يجب على اإلنساف أف ينتدو لها، أف يعلم أف فعلو بمشيئتو مشيئة تاميعلم أنو ما شاء الشيء إال بعد أف شاء اهلل، وأف اهلل لو شاء أال يكوف لم يشأه اإلنساف، أو شاءه . بمشيئة اهلل

إشارة إلى عمـو ربوبية { رب العالمين}: قاؿ{ رب العالمين}اإلنساف ولكن يحوؿ اهلل بينو وبينو بأسداب وموانع، إف ىو إال ذكر }ربوبية اهلل تعالى عامة ولكن يجب أف نعلم أف العالمين ىنا ليست كالعالمين في قولو اهلل، وأف فالمراد بالعالمين كل { رب العالمين}من أرسل إليهم الرسوؿ، أما ىنا { ذكر للعالمين}فالعالمين األولى { للعالمين

رب ومربوب، فإذا قيل رب العالمين تعيػن أف يكوف من سوى اهلل، فكل من سوى اهلل فهو عالم؛ ألنو ما ثم إالوكل ما سوى »: المراد بالعالمين كل من سوى اهلل، كما قاؿ اإلماـ شيخ اإلسالـ محمد بن عددالوىاب ػ رحمو اهلل ػ

. «اهلل فهو عالم، وأنا واحد من ذل العالم

ؤمن أف يقرأىا بتدبر وتمهل، وأف يتعظ بما والحاصل أف ىذه السورة سورة عظيمة، فيها تذكرة وموعظة يندغي للمفيها، كما أف الواجب عليو في جميع سور القرآف وآياتو أف يكوف كذل حتى يكوف ممن اتعظ بكتاب اهلل وانتفع بو، نسأؿ اهلل تعالى أف يعظنا وإياكم بكتابو وسنة رسولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم وآياتو الكونية إنو على كل شيء

. قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين االوفطار

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

علمت نػفس ما قدمت * وإذا القدور بػعثرت * وإذا الدحار فجرت * وإذا الكواكب انتثػرت * إذا السمآء انفطرت }كال * فى أى صورة ما شآء ركد * الذى خلق فسواؾ فػعدل * يأيػها اإلنسػن ما غرؾ برب الكريم * خرت وأ

بوف بالدين . {ا تػفعلوف يػعلموف م * كراما كػتدين * وإف عليكم لحػفظين * بل تكذ

. الدسملة سدق الكالـ عليها

{ وأذنت لربهاوحقت. إذا السماء انشقت}: يعني انشقت كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ إذا السماء انفطرت}يعني النجـو صغيرىا وكديرىا تنتثر وتتفرؽ وتتساقط ألف العالم انتهى، { وإذا الكواكب انتثرت}[. 9، 4: االنشقاؽ]أي أخرج ما فيها من { وإذا القدور بعثرت}أي فجر بعضها على بعض وملئت األرض { فجرت وإذا الدحار}

ىنا { نفس{ }علمت نفس ما قدمت وأخرت}األموات حتى قاموا هلل عز وجل، فهذه األمور األربعة إذا حصلت عليها من الكتاب، علمت كل نفس ما قدمت وأخرت، وذل بما يعرض : نكرة لكنها بمعنى العمـو إذ أف المعنى

اقرأ كتاب كفى بنفس اليـو علي . فكل إنساف ألزمو اهلل طائره في عنقو ويخرج لو يـو القيامة كتابا يلقاه منشورا ماؿ ىذا الكتاب ال يغادر صغيرة وال كديرة إال أحصاىا، فيعلم اإلنساف ما : وفي ذل اليـو يقوؿ المجرموف. حسيدا

لدنيا قد نسي، لكن يـو القيامة يعرض العمل فتعلم كل نفس ما قدمت وأخرت، والغرض قدـ وأخر، بينما ىو في ايا أيها }من ىذا التحذير تحذير العدد من أف يعمل مخالفة هلل ورسولو؛ ألنو سوؼ يعلم بذل ويحاسب عليو،

نساف من حيث ىو اإلنساف من حيث ىو إنساف؛ ألف اإل: ىو الكافر، وقيل: المراد باإلنساف ىنا قيل{ اإلنساف{ يا أيها اإلنساف}: فيقوؿ اهلل عز وجل[. 31: إبراىيم]{ إف اإلنساف لظلـو كفار}إنساف ظلـو جهوؿ، ظلـو كفار

يعني أي شيء غرؾ باهلل { ما غرؾ برب الكريم}ويخاطب اإلنساف من حيث ىو إنساف بقطع النظر عن ديانتو قاؿ بعض ! بل ربما يوجد من ينكر اهلل عز وجل فما الذي غرؾ؟ حيث تكذبو في الدعث، تعصيو في األمر والنهي،

إشارة إلى الجواب، وىو أف الذي غر اإلنساف كـر اهلل عز وجل { ما غرؾ برب الكريم}: إف قولو تعالى: العلماءما غرؾ وإمهالو وحلمو، لكنو ال يجوز أف يغتر اإلنساف بذل فإف اهلل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلتو، إذا

كرمو وحلمو ىذا ىو الذي غر اإلنساف وصار يتمادى في المعصية في التكذيب، يتمادى : برب الكريم؟ الجوابأي جعل مستوي الخلقة ليست يد { فسواؾ}خلق من العدـ، وأوجدؾ من العدـ، { الذي خلق }في المخالفة

سب اليدين والرجلين، فتجد الطويل في يد أطوؿ من يد، وال رجل أطوؿ من رجل، وال أصدع أطوؿ من أصدع، بحىو الطويل في اليد األخرى، والقصير ىو القصير، وىلم جرى، سوى اهلل عز وجل اإلنساف من كل ناحية من ناحية

أي جعل معتدؿ القامة، مستوي الخلقة لست كالدهائم التي لم تكن { فعدل }وفي قراءة سدعية { فعدل }الخلقة يعني { في أي صورة ما شاء ركد }على يديها ورجليها، أما اإلنساف فإنو خصو اهلل بهذه الخصيصة معدلة بل تسير

اهلل ركد في أي صورة شاء، من الناس من ىو جميل، ومنهم من ىو قديح، ومنهم المتوسط، ومنهم األبيض، ومنهم لى حسب مشيئتو، ولكنو عز وجل األحمر، ومنهم األسود، ومنهم ما بين ذل ، أي صورة يركد اهلل عز وجل ع

لالضراب يعني مع ىذا { كال{ }كال بل تكذبوف بالدين}: شاء لإلنساف أف تكوف صورتو أحسن الصور ثم قاؿالخلق واإلمداد واإلعداد تكذبوف بالدين أي بالجزاء، وتقولوف إف ىي إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن

وتكذبوف أيضا بالدين نفسو، فال تقروف بالدين الذي جاءت بو : اء، وربما نقوؿبمدعوثين، فتكذبوف بالدين أي بالجز أنو إذا كاف النص يحتمل »: الرسل واالية شاملة لهذا وىذا؛ ألف القاعدة في علم التفسير وعلم شرح الحديث

{ يعلموف ما تفعلوف. كراما كاتدين. وإف عليكم لحافظين}. «معنيين ال ينافي أحدىما االخر فإنو يحمل عليهمااإلنساف عليو حافظ يحفظو ويكتب كل ما عمل، قاؿ اهلل { وإف عليكم لحافظين}« الالـ»و« إف»تأكيد بمؤكدين

فعلى كل إنساف حفظة يكتدوف كل ما قاؿ وكل ما فعل، [. 49: ؽ]{ ما يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيد}: تعالىم من الكـر ما ينافي أف يظلموا أحدا، فيكتدوا عليو ما لم يعمل، أو وىؤالء الحفظة كراـ ليسوا لئاما، بل عندىإما بالمشاىدة إف كاف فعال، وإما بالسماع إف كاف { يعلموف ما تفعلوف}يهدروا ما عمل؛ ألنهم موصوفوف بالكـر

ىم بالحسنة فلم من »: قوال، بل إف عمل القلب يطلعهم اهلل عليو فيكتدونو كما قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ، ألنو تركها هلل عز وجل واألوؿ يثاب على «يعملها كتدت حسنة، ومن ىم بالسيئة ولم يعملها كتدت حسنة كاملة

. مجرد الهم بالحسنة

بػرار لفى نعيم } ه * يصلونػها يػوـ الدين * وإف الفجار لفى جحيم * إف اال ومآ أدراؾ ما يػوـ * ا بغآئدين وما ىم عنػين مر يػومئذ للو * ثم مآ أدراؾ ما يػوـ الدين * الد . {يػوـ ال تمل نػفس لنػفس شيئا واال

ل الخير، المتداعدوف عن الشر جمع بر وىم كثيروا فع{ إف األبرار}ىذا بياف للنهاية والجزاء { إف األبرار لفي نعيم}أي نعيم في القلب، ونعيم في الددف ولهذا ال تجد أحدا أطيب قلدا، وال أنعم باال من األبرار أىل الدر، { لفي نعيم}

، وىذا النعيم «لو يعلم الملوؾ، وأبناء الملوؾ ما نحن فيو لجالدونا عليو بالسيوؼ»: حتى قاؿ بعض السلفا وفي االخرة، أما في االخرة فالجنة، وأما في الدنيا فنعيم القلب وطمأنينتو ورضاه بقضاء الحاصل يكوف في الدني

{ وإف الفجار}اهلل وقدره، فإف ىذا ىو النعيم الحقيقي، ليس النعيم في الدنيا أف تترؼ بدنيا، النعيم نعيم القلب أي يـو { يـو الدين}يعني يحترقوف بها { يصلونها}أي في نار حامية { لفي جحيم}الفجار ىم الكفار ضد األبرار وما }: أي لن يغيدوا عنها فيخرجوا منها كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ وما ىم عنها بغائدين}الجزاء وذل يـو القيامة

ثم ما أدراؾ. وما أدراؾ ما يـو الدين}ألنهم مخلدوف بها أبدا ػ والعياذ باهلل ػ [. 37: المائدة]{ ىم بخارجين منها، وأقدره { ما يـو الدين ىذا االستهفاـ للتفخيم والتعظيم يعني أي شيء أعلم بيـو الدين؟ والمعنى أعلم ىذا اليـو

في يـو القيامة ال أحد يمل ألحد شيئا ال بجلب خير وال بدفع ضرر إال { يـو ال تمل نفس لنفس شيئا }قدره لدنيا ىناؾ أناس يأمروف من األمراء، والوزراء، والرؤساء، واالباء، في ا{ واألمر يومئذ هلل}: بإذف اهلل عز وجل لقولو

واألمهات، لكن في االخرة األمر هلل عز وجل، وال تمل نفس لنفس شيئا إال بإذف اهلل، ولهذا كاف الناس في ذل ثم موسى، ثم اليـو يلحقهم من الغم والكرب ما ال يطيقوف، ثم يطلدوف الشفاعة من آدـ، ثم نوح، ثم إبراىيم،

عيسى عليهم الصالة والسالـ حتى تنتهي إلى ندينا صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فيشفع بإذف اهلل فيريح اهلل العالم . {واألمر يومئذ هلل}من الموقف،

أليس األمر هلل في ذل اليـو وفي غيره؟ : فإف قاؿ قائل

لكن ظهور أمره في ذل اليـو أكثر بكثير من ظهور أمره في بلى األمر هلل تعالى في يـو الدين وفيما قدلو، : قلناالدنيا؛ ألف في الدنيا يخالف اإلنساف أوامر اهلل عز وجل ويطيع أمر سيده، فال يكوف األمر هلل بالنسدة لهذا، لكن

[. 41: فرغا]{ لمن المل اليـو هلل الواحد القهار}: وىذا كقولو تعالى. في االخرة ليس فيو إال أمر هلل عز وجلوالمل هلل في الدنيا وفي االخرة، لكن في ذل اليـو يظهر ملكوت اهلل عز وجل وأمره، ويتدين أنو ليس ىناؾ آمر

. في ذل اليـو إال اهلل عز وجل، واهلل أعلم وصلى اهلل وسلم على ندينا محمد

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين المطففيه

{ حمػن الرحيم بسم اللو الر }

أال يظن أولػئ أنػهم * وإذا كالوىم أو وزنوىم يخسروف * الذين إذا اكتالوا على الناس يستػوفوف * ويل للمطففين }عوثوف وـ عظيم * مدػ . {لرب العػلمين يػوـ يػقوـ الناس * ليػ

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

كلمة ويل تكررت في القرآف كثيرا، وىي على األصح كلمة وعيد يتوعد اهلل سدحانو وتعالى بها من خالف { ويل}فمن ىؤالء { ويل للمطففين}أمره، أو ارتكب نهيو على الوجو المفيد في الجملة التي بعدىا فهنا يقوؿ عز وجل

وإذا كالوىم . الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفوف}: طففوف؟ ىؤالء المطففوف فسرتهم االيات التي بعدىا فقاؿالميعني اشتروا منهم ما يكاؿ استوفوا منهم الحق كامال بدوف { إذا اكتالوا على الناس يستوفوف}. {أو وزنوىم يخسروف

أي ىم الذين باعوا الطعاـ كيال، فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا يعني إذا كالوا لهم { وإذا كالوىم أو وزنوىم}نقص فهؤالء يستوفوف حقهم كامال، وينقصوف حق غيرىم، فجمعوا بين { يخسروف}عليهم شيئا وزنا إذا وزنوا نقصوا عليهم بمنع ما يجب: في طلب حقهم كامال بدوف مراعاة أو مسامحة، والدخل: األمرين، بين الشح والدخل، الشح

من إتماـ الكيل والوزف، وىذا المثاؿ الذي ذكره اهلل عز وجل في الكيل والوزف ىو مثاؿ، فيقاس عليو كل ما أشدو، كل من طلب حقو كامال ممن ىو عليو ومنع الحق الذي عليو فإنو داخل في االية الكريمة، فمثال الزوج يريد من

ء من حقو، لكنو عند أداء حقها يتهاوف وال يعطيها الذي لها، وما زوجتو أف تعطيو حقو كامال وال يتهاوف في شيأكثر ما تشكي النساء من ىذا الطراز من األزواج ػ والعياذ باهلل ػ حيث إف كثيرا من النساء يريد منها الزوج أف تقـو

لمعروؼ وغير ذل ، إف بحقو كامال، لكنو ىو ال يعطيها حقها كامال، ربما ينقص أكثر حقها من النفقة والعشرة باظلم الناس أشد من ظلم اإلنساف نفسو في حق اهلل؛ ألف ظلم اإلنساف نفسو في حق اهلل تحت المشيئة إذا كاف

دوف الشرؾ، إف شاء اهلل غفر لو، وإف شاء عاقدو عليو، لكن حق االدميين ليس داخال تحت المشيئة البد أف يوفى، المفلس فينا من ال درىم عنده وال : قالوا« من تعدوف المفلس فيكم؟»: ـولهذا قاؿ الندي عليو الصالة والسال

إف المفلس من أمتي من يأتي يـو القيامة بحسنات أمثاؿ الجداؿ ػ كثيرة ػ فيأتي وقد ظلم ىذا، وشتم »: متاع، فقاؿفنيت حسناتو ىذا، وضرب ىذا، وأخذ ماؿ ىذا، فيأخذ ىذا من حسناتو، وىذا من حسناتو، وىذا من حسناتو، فإف

، فنصيحتي لهؤالء الذين يفرطوف في «قدل أف يقضي ما عليو أخذ من خطاياىم فطرحت عليو، ثم طرح في النارحق أزواجهم أف يتقوا اهلل عز وجل فإف الندي صلى اهلل عليو وسلم أوصى بذل في أكدر مجمع شهده العالم

اتقوا اهلل في النساء فإنكم »: عرفة في حجة الوداع، قاؿ اإلسالمي في حياة الرسوؿ عليو الصالة والسالـ في يـواتقوا اهلل في »: ، فأمرنػا أف نتقي اهلل تعالى في النساء وقاؿ«أخذتموىن بأماف اهلل واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل

أة عند أي بمنزلة األسرى ألف األسير إف شاء فكو الذي أسره وإف شاء أبقاه، والمر « النساء فإنهن عواف عندكمزوجها كذل إف شاء طلقها وإف شاء أبقاىا، فهي بمنزلة األسير عنده فليتق اهلل فيها، كذل أيضا نجد بعض الناس يريد من أوالده أف يقوموا بحقو على التماـ لكنو مفرط في حقهم، فيريد من أوالده أف يدروه ويقوموا بحقو، أف يدروه

بو الدر، لكنو ىو مضيع لهؤالء األوالد، غير قائم بما يجب عليو في الماؿ، وفي الددف، وفي كل شيء يكوفنحوىم، نقوؿ ىذا مطفف، كما نقوؿ في المسألة األولى في مسألة الزوج مع زوجتو إنو إذا أراد منها أف تقـو بحقو

صر في ىذا األب الذي أراد من أوالده أف يدروه تماـ الدر وىو مق« مطفف»كامال وىو يدخس حقها نقوؿ إنو . ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفوف}: ونقوؿ لو تذكر قوؿ اهلل تعالى« مطفف»حقهم نقوؿ إن

يعني أال يتيقن ىؤالء ويعلموا علم { أال يظن أولئ أنهم مدعوثوف}: ثم قاؿ تعالى{ وإذا كالوىم أو وزنوىم يخسروفالذين يظنوف أنهم }: معنى اليقين يأتي كثيرا في القرآف مثل قولو تعالىاليقين؛ ألف الظن ىنا بمعنى اليقين، والظن ب

وىم يتيقنوف أنهم مالقوا { الذين يظنوف أنهم مالقوا ربهم}: فقاؿ[. 11:: الدقرة]{ مالقوا ربهم وأنهم إليو راجعوف{ يظن أولئ أنهم مدعوثوفأال}: اهلل، لكن الظن يستعمل بمعنى اليقين كثيرا في اللغة العربية، وىنا يقوؿ عز وجل

ىذا اليـو عظيم وال ش أنو { ليـو عظيم}أال يتيقن ىؤالء أنهم مدعوثوف أي مخرجوف من قدورىم هلل رب العالمين عظيم في طولو، في أىوالو، فيما يحدث فيو، [. 4: الحج]{ إف زلزلة الساعة شيء عظيم}: عظيم كما قاؿ تعالى

على الكافرين }: كن ىذا العظيم ىو على قـو عسير، وعلى قـو يسير، قاؿ تعالىفي كل معنى تحملو كلمة عظيم، للكنو بالنسدة للمؤمنين ػ [. 9: القمر]{ يقوؿ الكافروف ىذا يـو عسر}: وقاؿ تعالى[. 41: المدثر]{ غير يسير

كاف ممن استحق ىذه جعلنا اهلل منهم ػ يسير كأنما يؤدي بو صالة فريضة من سهولتو عليو ويسره عليو، السيما إذاالوقاية العظيمة، وكاف من الذين يظلهم اهلل في ظلو يـو ال ظل إال ظلو، فهذا اليـو عظيم لكنو بالنسدة للناس يكوف

{ يـو يقـو الناس لرب العالمين}يعني ىذا اليـو العظيم ىو { يـو يقـو الناس لرب العالمين}يسيرا ويكوف عسيرا س لهم نعاؿ وال خفاؼ، عراة ليس عليهم ثياب ال قمص وال سراويل وال أزر وال أردية، يقوموف من قدورىم حفاة لي

كما }: غرال أي غير مختونين بمعنى أف القلفة التي تقطع في الختاف تعود يـو القيامة مع صاحدها كما قاؿ اهلل تعالىقدرتو تعالى، وأنو يعيد الخلق كما بدأىم، ويعيده اهلل عز وجل لدياف كماؿ [. 411: األندياء]{ بدأنا أوؿ خلق نعيده

والقلفة إنما قطعت في الدنيا من أجل النزاىة عن األقذار؛ ألنها إف بقيت فإنو ينحدس فيها شيء من الدوؿ وتكوف عرضة للتلويث، لكن ىذا في االخرة ال حاجة إليو؛ ألف االخرة ليست دار تكليف بل ىي دار جزاء إال أف اهلل

. يـو يكشف عن ساؽ ويدعوف إلى السجود فال يستطيعوف}: قد يكلف فيها امتحانا كما قاؿ تعالى سدحانو وتعالىفالناس يقوموف على ىذا [. 13:: القلم]{ خاشعة أبصارىم ترىقهم ذلة وقد كانوا يدعوف إلى السجود وىم سالموف

يعني الذين ال ماؿ معهم، ففي يـو القيامة الدهم : الوصف حفاة، عراة، غرال، وفي بعض األحاديث بهما قاؿ العلماءال ماؿ يفدي بو اإلنساف نفسو من العذاب في يـو القيامة، ليس ىناؾ ابن يجزي عن أبيو شيئا، وال أب يجزي عن

نسأؿ [. 37: عدس]{ لكل امرىء منهم يومئذ شأف يغنيو}. ابنو شيئا، وال صاحدة وال قديلة كل يقوؿ نفسي نفسي . ف يعيننا على أىوالو وأف ييسره علينااهلل تعالى أ

وىو اهلل جل وعال، وفي ىذا اليـو تتالشى جميع األمالؾ إال مل رب العالمين جل { لرب العالمين}: قاؿ تعالىاليـو تجزى . لمن المل اليـو هلل الواحد القهار. يـو ىم بارزوف ال يخفى على اهلل منهم شيئا }: وعال، قاؿ اهلل تعالى

[. 47ػ 41: غافر]{ س بما كسدت ال ظلم اليـو إف اهلل سريع الحسابكل نف

بين * كتػب مرقوـ * ومآ أدراؾ ما سجين * كال إف كتػب الفجار لفى سجين } بوف * ويل يػومئذ للمكذ الذين يكذين وـ الد ولين * ذب بو إال كل معتد أثيم وما يك * بيػ لى عليو ءايػتػنا قاؿ أسػطير اال كال بل راف على * إذا تػتػ

ثم يػقاؿ ىػذا الذى * الوا الجحيم ثم إنػهم لص * كال إنػهم عن ربهم يػومئذ لمحجوبوف * قػلوبهم ما كانوا يكسدوف . {كنتم بو تكذبوف

إذا وردت في القرآف لها معاف حسب السياؽ، قد تكوف حرؼ ردع { كال{ }كال إف كتاب الفجار لفي سجين}لغة العربية ليس لها وزجر، وقد تكوف بمعنى حقا، وقد يكوف لها معاف أخرى يعينها السياؽ؛ ألف الكلمات في ال

معنى ذاتي ال تتجاوزه، بل كثير من الكلمات العربية لها معاف تختلف بحسب سياؽ الكالـ، في ىذه االية يقوؿ اهلل فتحتمل أف تكوف بمعنى حقا إف كتاب الفجار لفي سجين، أو تكوف { كال إف كتاب الفجار لفي سجين}: عز وجلين، وعلى كل حاؿ فدين اهلل تعالى في ىذه االية الكريمة أف كتاب الفجار في الردع عن التكذيب بيـو الد: بمعنى

إنو مأخوذ من السجن وىو الضيق، أي في مكاف ضيق، وىذا المكاف الضيق ىو نار : سجين، والسجين قاؿ العلماءال تدعوا . دعوا ىنال ثدورا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين }: جهنم ػ والعياذ باهلل ػ كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

وجاء في حديث الدراء بن عازب الطويل المشهور في [. 41، 43الفرقاف ]{ اليـو ثدورا واحدا وادعوا ثدورا كثيرا اكتدوا كتاب عددي في السجين يعني ػ الكافر ػ »: قصة المحتضر وما يكوف بعد الموت أف اهلل سدحانو وتعالى يقوؿ

فسجين ىو أسفل ما يكوف من األرض الذي ىو مقر النار نعوذ باهلل منها فهذا الكتاب « سفلىفي األرض السابعة الفاالستفهاـ ىنا للتعظيم أي ما الذي { وما أدراؾ ما سجين}: في سجين ثم عظم اهلل عز وجل ىذا السجين بقولو

ة الشيء رفعة، وقد أعلم بسجين؟ وىل بحثت عنو؟ وىل سألت عنو حتى يدين ل ، والتعظيم قد يكوف لعظمكتاب }: يكوف لعظمة الشيء نزوال، وىذا التعظيم في سجين ليس لرفعتو وعلوه ولكنو لسفولو ونزولو، ثم قاؿ تعالى

فما ىذا الكتاب { كال إف كتاب الفجار}: كتاب ىذه ال تعود على سجين وإنما تعود على كتاب في قولو{ مرقـود فيو وال ينقص وال يددؿ وال يغير، بل ىذا مآلهم ومقرىم ػ والعياذ باهلل ػ يعني مكتوب ال يزا{ كتاب مرقـو}: فقاؿ

الكالـ { الذين يكذبوف بيـو الدين}ويل سدق الكالـ عليها في أوؿ ىذه السورة { ويل يومئذ للمكذبين}أبد االبدين ن توعدىم اهلل بالويل؛ ألف من أوؿ السورة إلى آخرىا كلو في يـو الدين والجزاء، ىؤالء الذين يكذبوف بيـو الدي

ال يستقيم على شريعة اهلل إال من آمن بيـو . ىؤالء المكذبين بيـو الدين ال يمكن أف يستقيموا على شريعة اهللالدين؛ ألف من لم يؤمن بو وإنما آمن بالحياة فقط، فهو ال يهتم بما ورائها، وال يعمل لذل ، وإنما يدقى كاألنعاـ

واهلل يقرف اإليماف بو باإليماف باليـو االخر دائما؛ ألف اإليماف . تأكل األنعاـ والنار مثوى لهميتمتعوف ويأكلوف كما فتؤمن باهلل ثم تعمل لليـو االخر الذي ىو المقر، فهؤالء ػ والعياذ باهلل ػ . باهلل ابتداء واإليماف باليـو االخر انتهاء

أبدا؛ ألف العمل مدني على عقيدة، فإذا لم يكن ىناؾ عقيدة كذبوا بيـو الدين، ومن كذب بو ال يمكن أف يعمل لو: {إال كل معتد أثيم}أي ما يكذب بيـو الدين وينكره { وما يكذب بو إال كل معتد أثيم}: فكيف يعمل، ولهذا قاؿ

المعنياف في كسدو أي أف مآلو إلى اإلثم، و { أثيم}في أفعالو { معتد}: في أقوالو، وقيل{ أثيم}في أفعالو { معتد}متقارباف فال يمكن أف يكذب بيـو الدين إال رجل معتد أثيم، آثم كاسب لالثاـ التي تؤدي بو إلى نار جهنم نعوذ

يعني إذا تالىا عليو أحد، وىو يدؿ على أف ىذا الرجل ال يفكر أف يتلو آيات اهلل { إذا تتلى عليو آياتنا}باهلل جمع أسطورة وىي : أي ىذه أساطير األولين وأساطير{ اطير األولينقاؿ أس}ولكنها تتلى عليو فإذا تليت عليو

ىذا القرآف أساطير األولين، ولم ينتفع بالقرآف وىو : الكالـ الذي يذكر للتسلي وال حقيقة لو وال أصل لو، فيقوؿألقى السمع إف في ذل لذكرى لمن كاف لو قلب أو }: أبلغ الكالـ وأشده تأثيرا على القلب حتى قاؿ اهلل تعالى

ألنو يكذب بيـو الدين، وما يكذب بو إال كل معتد أثيم، فلم يكن مؤمنا فلم يصل نور [. 37: ؽ]{ وىو شهيد

آيات اهلل عز وجل إلى قلدو، بل يراىا مثل أساطير األولين التي يتكلم بها العجائز وليس لها أي حقيقة وليس فيها أي اجتمع عليها { راف على قلوبهم}أساطير األولين ولكن ىؤالء أي ليست { كال بل}قاؿ اهلل عز وجل . أي جد

أي من األعماؿ السيئات؛ ألف األعماؿ السيئات تحوؿ بين المرء وبين { ما كانوا يكسدوف}وحجدها عن الحق فمن اىتدى بهدي اهلل [. 47: محمد]{ والذين اىتدوا زادىم ىدى وآتاىم تقواىم}: الهدى كما قاؿ اهلل تعالى

ع ما أمر اهلل بو، وترؾ ما نهى اهلل عنو، وصدؽ بما أخدر اهلل بو، وفعل مثل ذل فيما جاء عن رسوؿ اهلل صلى واتداهلل عليو وعلى آلو وسلم فال ش أف قلدو يستنير وأنو يرى الحق حقا، ويرى الداطل باطال، ويعظم آيات اهلل عز

عليو وسلم فوؽ كل ىدي، ىذا من أنار اهلل قلدو وجل، ويرى أنها فوؽ كل كالـ، وأف ىدي محمد صلى اهللباإليماف، أما من تلطخ قلدو بأرجاس المعاصي وأنجاسها فإنو ال يرى ىذه االيات حقا بل ال يراىا إال أساطير األولين

سكتة لطيفة عند بعض القراء وعند { بل}وفي { كال بل راف على قلوبهم ما كانوا يكسدوف}. كما في ىذه االيةكال بل راف على قلوبهم ما كانوا }: ويجوز أف تقوؿ{ راف. كال بل}آخرين ال سكتة فيجوز على ىذا أف تقوؿ

كال إنهم عن ربهم يومئذ }. وىذه ال تغير المعنى سواء سكت أـ لم تسكت فالمعنى ال يتغير{ يكسدوفيحجدوف عن رؤية اهلل عز وجل كما أي حقا إنهم عن ربهم لمحجوبوف، وذل في يـو القيامة فإنهم { لمحجوبوف

وبهذه االية استدؿ أىل السنة والجماعة على ثدوت رؤية . حجدوا عن رؤية شريعتو وآياتو فرأوا أنها أساطير األوليناهلل عز وجل، ووجو الداللة ظاىر فإنو ما حجب ىؤالء في حاؿ السخط إال وقد مكن لألبرار من رؤيتو تعالى في

ف ىؤالء محجوبوف فإف األبرار غير محجوبين، ولو كاف الحجب لكل منهم لم يكن لتخصيصو حاؿ الرضا، فإذا كاورؤية اهلل عز وجل ثابتة بالكتاب، ومتواتر السنة، وإجماع الصحابة واألئمة، ال إشكاؿ في . بالفجار فائدة إطالقا

: وقاؿ تعالى[. 93: القيامة]{ ربها ناظرةإلى . وجوه يومئذ ناضرة}: ىذا أنو تعالى يرى حقا بالعين كما قاؿ تعالىوقد فسر الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم الزيادة بأنها النظر [. 91: يونس]{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}

والمزيد ىنا ىو بمعنى [. 31: ؽ]{ لهم ما يشاؤوف فيها ولدينا مزيد}: إلى وجو اهلل تعالى، وكما في قولو تعالى: األنعاـ]{ ال تدركو األبصار وىو يدرؾ األبصار}: وكما قاؿ تعالى{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}قولو الزيادة في

دؿ بو السلف على رؤية jفإف نفي اإلدراؾ يدؿ على ثدوت أصل الرؤية، ولهذا كانت ىذه االية مما اس[. 413يهم، ألف اهلل لم ينف بها الرؤية وإنما نفى اهلل، واستدؿ بو الخلف على عدـ رؤية اهلل، وال ش أف االية دليل عل

فالحاصل أف القرآف دؿ على ثدوت رؤية اهلل عز وجل حقا . اإلدراؾ، ونفي اإلدارؾ يدؿ على ثدوت أصل الرؤيةإنكم ستروف ربكم عيانا كما »بالعين، وكذل جاءت السنة الصحيحة بذل حيث قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ

إنكم ستروف ربكم كما تروف القمر ليلة »: ، وقاؿ عليو الصالة والسالـ«ا ليس دونها سحابتروف الشمس صحو ، وقد آمن بذل الصحابة رضي اهلل عنهم والتابعوف لهم بإحساف من سلف ىذه األمة «الددر ال تضاموف في رؤيتو

ن أف يرى بالعين، وإنما المراد إف اهلل ال يمك: وأئمتها، وأنكر ذل من حجدت عقولهم وقلوبهم عن الحق فقالوابالرؤية في االيات ىي رؤية القلب أي اليقين، وال ش أف ىذا قوؿ باطل مخالف للقرآف والسنة وإجماع السلف، ثم إف اليقين ثابت لغيرىم أيضا حتى الفجار يـو القيامة سوؼ يروف ما وعدوا بو حقا ويقينا، وليس ىذا موضع

ة اهلل عز وجل والمناقشة في أدلة الفريقين؛ ألف األمر وهلل الحمد من الوضوح أوضح من أف اإلطالة في إثدات رؤيأي يصلونها يصلوف حرارتها أو { لصالوا الجحيم}أي ىؤالء الفجار { ثم إنهم لصالوا الجحيم}يطاؿ الكالـ فيو،

فيجتمع عليهم العذاب الددني { و تكذبوفىذا الذي كنتم ب}عذابها نسأؿ اهلل العافية، ثم يقاؿ تقريعا لهم وتوبيخا ولهذا { ىذا الذي كنتم بو تكذبوف}: واأللم الددني بصلي النار وكذل العذاب القلدي بالتوبيخ والتنديم حيث يقاؿ

بل بدا لهم ما كانوا يخفوف من قدل }: يقولوف يا ليتنا نرد وال نكذب بآيات ربنا ونكوف من المؤمنين، قاؿ اهلل تعالى [. 99: األنعاـ. ]{دوا لعادوا لما نهوا عنو وإنهم لكاذبوفولو ر

بػرار لفى عليين } بػرار لفى نعيم * يشهده المقربوف * كتػب مرقوـ * ومآ أدراؾ ما عليوف * كال إف كتػب اال إف االرآئ ينظر * ختػمو مس وفى ذل * يسقوف من رحيق مختوـ * تػعرؼ فى وجوىهم نضرة النعيم * وف على اال

نػفسوف نافس المتػ . {عينا يشرب بها المقربوف * ومزاجو من تسنيم * فػليتػ

في اللغة العربية من { إف}ألف « بإف»ىذه االية يذكر اهلل عز وجل خدرا مؤكدا { كال إف كتاب األبرار لفي عليين}صار خدرا مؤكدا . إف الرجل قائم: الرجل قائم، ىذا خدر غير مؤكد، فإذا قلت: فإن إذا قلت. أدوات التوكيد

فكتاب الفجار في { جينإف كتاب الفجار لفي س}وىذا مقابل { إف كتاب األبرار لفي عليين}: فيقوؿ اهلل عز وجلسجين في أسفل األرض، وكتاب األبرار في عليين في أعلى الجنة، أي أنهم في ىذا المكاف العالي قد كتب ذل

أي ما الذي أعلم { وما أدراؾ ما عليوف}عند اهلل عز وجل قدل أف يخلق السماوات واألرض بخمسين ألف سنة كتاب }: يعني أي شيء أدراؾ بو فإنو عظيم قاؿ اهلل تعالى. م والتعظيمما عليوف؟ وىذا االستفهاـ يراد بو التفخي

يشهده }أي أف كتاب األبرار كتاب مرقـو مكتوب ال يتغير وال يتددؿ { إف كتاب األبرار}: ىذا بياف لقولو{ مرقـواهلل سدحانو وتعالى عند اهلل ىم الذين تقربوا إلى { المقربوف}يشهده أي يحضره، أو يشهد بو المقربوف، و{ المقربوفوكلما كاف اإلنساف أشد تواضعا هلل كاف أعز عند اهلل، . وكلما كاف اإلنساف أكثر طاعة هلل كاف أقرب إلى اهلل. بطاعتو

[. 44: المجادلة]{ يرفع اهلل الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}: وكاف أرفع عند اهلل، قاؿ اهلل تعالىجمع بر، والدر : األبرار{ إف األبرار}قربوا إلى اهلل تعالى بصالح األعماؿ، فقربهم اهلل من عنده فالمقربوف ىم الذين ت

كثير الخير، كثير الطاعة، كثير اإلحسػاف في عدادة اهلل واإلحساف إلى عداد اهلل، فهؤالء األبرار الذين من اهلل عليهم يشمػل نعيم الددف ونعيم القلػب، أمػا نعيم الددف فال تسأؿ والنعيم ىنا{ لفي نعيم}بفعل الخػيرات، وترؾ المنكرات

: الزخرؼ]{ وفيها ما تشتهيو األنفس وتلذ األعػين وأنتػم فيهػا خػالػدوف}: عنو فإف اهلل سدحانو وتعالى قاؿ في الجنةوأمػا نعيم [. 47 :السجدة]{ فال تعلم نفػس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملوف}: وقاؿ تعالى[. 74

يا أىل الجنة خلود وال موت : القلػب فػال تسأؿ عنو أيضا فإنهم يقاؿ لهم وقد شاىدوا الموت قد ذبح يقاؿ لهمإف لكم أف تنعموا فال تدأسوا أبدا، وأف تصحوا فال تمرضوا أبدا، وأف تشدوا : ادخلوىا بسالـ، ويقاؿ لهم: ويقاؿ لهم

ما يدخل السرور على القلب فيحصل لهم بذل نعيم القلب ونعيم الددف، والمالئكة فال تهرموا أبدا، وكل ىذا مجعلنا اهلل منهم، [. 91: الرعد]{ سالـ عليكم بما صدرتم فنعم عقدى الدار}يدخوف عليهم من كل باب يقولوف لهم

ع عليو مثل الظل، وىو األرائ جمع أريكة وىي السرير المزخرؼ المزين الذي وض{ على األرائ }: وقولو تعالىيعني ينظروف ما أنعم اهلل { ينظروف}من أفخر أنواع األسرة فهم على األرائ على ىذه األسرة الناعمة الحسنة الدهية

[. 47: السجدة]{ فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}بو عليهم من النعيم الذي ال تدركو األنفس االف ر يشمل حتى النظر إلى وجو اهلل، وجعلوا ىذه االية من األدلة على ثدوت رؤية اهلل إف ىذا النظ: وقاؿ بعض العلماءأي { في وجوىهم نضرة النعيم}أي تعرؼ أيها الناظر إليهم { تعرؼ في وجوىهم نضرة النعيم}عز وجل في الجنة

جوىهم غير وجوه الكادحين حسن النعيم وبهاءه، أي التنعم، وأنتم تشاىدوف االف في الدنيا أف المنعمين المترفين و تجدىا نضرة، تجدىا حسنة، تجدىا منعمة، فأىل الجنة تعرؼ في وجوىهم نضرة النعيم أي التنعم . العاملين

يسقوف من رحيق }والسرور؛ ألنهم أسر ما يكوف، وأنعم ما يكوف، ثم قاؿ اهلل تعالى في بياف ما لهم من النعيم : األبرار، يسقيهم اهلل عز وجل بأيدي الخدـ الذين وصفهم اهلل بقولو يعني{ يسقوف}: الضمير في قولو{ مختـو، 47: الواقعة]{ ال يصدعوف عنها وال ينزفوف. بأكواب وأباريق وكأس من معين. يطوؼ عليهم ولداف مخلدوف}

أي من شراب خالص ال شوب فيو وال ضرر فيو على العقل، وال ألم فيو في الرأس، { يسقوف من رحيق}[. 48ختامو . مختـو}أما ىذا فإنو رحيق خالص ليس فيو أي أذى . الؼ شراب الدنيا فإنو يغتاؿ العقل ويصدع الرأسبخ

فهؤالء القـو األبرار لما . بخالؼ خمر الدنيا فإنو خديث الرائحة. أي بقيتو وآخره مس أي طيب الريح{ مس { وفي ذل فليتنافس المتنافسوف}. وىا يـو القيامةحدسوا أنفسهم عن المالذ التي حرمها اهلل عليهم في الدنيا أعط

أي فليتسابق المتسابقوف سداقا يصل بهم إلى حد النفس، { فليتنافس المتنافسوف}أي وفي ىذا الثواب والجزاء نافستو أي سابقتو سداقا بلغ بي النفس، والمنافسة في الخير ىي : يقاؿ. وىو كناية عن السرعة في المسابقة

: لى طاعة اهلل عز وجل وإلى ما يرضي اهلل سدحانو وتعالى، والدعد عما يسخط اهلل ثم قاؿ عز وجلالمسابقة إأي : {من تسنيم}أي مزاج ىذا الشراب الذي يسقاه ىؤالء األبرار { عينا يشرب بها المقربوف. ومزاجو من تسنيم}

والفردوس ىو أعلى الجنة، وأوسط الجنة، من عين رفيعة معنى وحسا، وذل ألف أنهار الجنة تفجر من الفردوس،وفوقو عرش الرب عز وجل كما ثدت ذل عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم، فهذا الشراب يمزج بهذا

{ عينا يشرب بها المقربوف}من المكاف المسنم الرفيع العالي، وىو جنة عدف : الطيب الذي يأتي من التسنيم أي . اه النابعة، واألنهار الجارية يشرب بها المقربوفأي أف ىذه العين والمي

؟ ىل ىي إناء يحمل حتى يقاؿ شرب باإلناء؟ {يشرب بها}: لماذا قاؿ: وىنا سيقوؿ قائل

إذف لماذا لم يقل يشرب منها المقربوف؟ والجواب عن ىذا اإلشكاؿ من . ألف العين والنهر ال يحمل. ال: فالجوابإف : ومنهم من قاؿ. أي يشرب منها{ يشرب بها}فمعنى ( من)بمعنى ( الداء: )ن قاؿفمن العلماء م: أحد وجهين

وىذا المعنى أو ىذا الوجو . أي يروى بها المقربوف{ يشرب بها}يشرب بمعنى يروى ضمنت معنى يروى فمعنى على معناه إبقاء حرؼ الجر: أوال : أحسن من الوجو الذي قدلو؛ ألف ىذا الوجو يتضمن شيئين يرجحانو وىما

ضمن معنى أعلى من الشرب وىو الري، فكم من إنساف يشرب وال يروى، { يشرب}أف الفعل : والثاني. األصلي . بمعنى يروى{ يشرب}لكن إذا روي فقد شرب، وعلى ىذا فالوجو الثاني أحسن وىو أف يضمن الفعل

غامزوف * ا يضحكوف إف الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنو } وإذا انقلدوا إلى أىلهم انقلدوا * وإذا مروا بهم يػتػوـ الذين ءامنوا من * ومآ أرسلوا عليهم حػفظين * وإذا رأوىم قالوا إف ىػؤالء لضآلوف * فكهين الكفار فاليػ

رآئ ينظروف * يضحكوف . {ىل ثػوب الكفار ما كانوا يػفعلوف * على اال

{ من الذين آمنوا يضحكوف}أي في الدنيا { كانوا}أي قاموا بالجـر وىو المعصية والمخالفة { إف الذين أجرموا}الفاعل يصح أف يكوف إذا مر المؤمنوف بالمجرمين، أو إذا مر { اوإذا مرو }استهزاءا وسخرية واستصغارا لهم،

أف االية إذا احتملت معنيين ال ينافي أحدىما : المجرموف بالمؤمنين، والقاعدة التي يندغي أف تفهم في التفسيروا أف المجرمين إذا مر : االخر وجب حملها على المعنيين؛ ألف ذل أعم، فإذا جعلناىا لألمرين صار المعنى

حاؿ : بالمؤمنين وىم جلوس تغامزوا، وإذا مر المؤمنوف بالمجرمين وىم جلوس تغامزوا أيضا فتكوف شاملة للحالين

يعني يغمز بعضهم بعضا، انظر إلى ىؤالء { يتغامزوف}. مرور المجرمين بالمؤمنين، وحاؿ مرور المؤمنين بالمجرمينانقلدوا }إذا انقلب المجرموف إلى أىلهم { لهم انقلدوا فكهينوإذا انقلدوا إلى أى}. سخرة واستهزاء واستصغارا

يعني متفكهين بما نالوه من السخرية بهؤالء المؤمنين، فهم يستهزؤف ويسخروف ويتفكهوف بهذا، ظنا منهم { فكهينإذا { }الوفوإذا رأوىم قالوا إف ىؤالء لض}: ثم قاؿ تعالى. أنهم نجحوا وأنهم غلدوا المؤمنين، ولكن األمر بالعكس

، ضالوف عن الصواب، متأخروف، متزمتوف متشددوف {قالوا إف ىؤالء لضالوف}أي رأى المجرموف المؤمنين { رأوىمإلى غير ذل من األلقاب، ولقد كاف لهؤالء السلف خلف في زماننا اليـو وما قدلو وما بعده، من الناس من يقوؿ

إنو متشدد متزمت، وفوؽ ىذا كلو من قالوا : لوف عن المستقيمإنهم رجعيوف، إنهم متخلفوف ويقو : عن أىل الخيركذل ما أتى الذين من قدلهم من رسوؿ إال }: للرسل عليهم الصالة والسالـ إنهم سحرة أو مجانين، قاؿ اهلل تعالى

ناؿ فورثة الرسل من أىل العلم والدين سينالهم من أعداء الرسل ما [. 19: الذاريات. ]{قالوا ساحر أو مجنوفالرسل من ألقاب السوء والسخرية وما أشدو ذل ، ومن ىذا تلقيب أىل الددع أىل التعطيل للسلف أىل اإلثدات

وما أرسلوا }بأنهم حشوية مجسمة مشدهة وما أشدو ذل من ألقاب السوء التي ينفروف بها الناس عن الطريق السوي هؤالء يرقدونهم ويحكموف عليهم، بل الحكم هلل عز وجل أي أف ىؤالء المجرمين ما بعثوا حافظين ل{ عليهم حافظيناليـو يعني يـو القيامة، الذين آمنوا يضحكوف من الكفار { فاليـو الذين آمنوا من الكفار يضحكوف}: ثم قاؿ تعالى

فالذين آمنوا يضحكوف اليـو من : متعلق بيضحكوف، والمعنى{ من الكفار}خدره و{ يضحكوف}مدتدأ و{ فالذين}فػفار، وىذا واهلل ىو الضح الذي ال بكاء بعده، أما ضح المجرمين بالمؤمنين في الدنيا فسيعقدو الدكاء الك

أي أف المؤمنين على األرائ في الجنة، واألرائ ىي السرر الفخمة { على األرائ ينظروف}والحزف والويل والثدور ثواب، وينظروف أولئ الذين يسخروف بهم في الدنيا، أي ينظروف ما أعد اهلل لهم من ال{ ينظروف}الحسنة النضيرة

قاؿ قائل منهم إني كاف لي قرين يقوؿ أئن لمن المصدقين }: ينظروف إليهم وىم في عذاب اهلل كما قاؿ اهلل تعالىة يقوؿ ألصحابو في الجن[. 11ػ 14: الصافات]{ قاؿ ىل أنتم مطلعوف. أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينوف

في { فاطلع فرآه في سواء الجحيم}يعرض عليهم أف يطلعوا إلى قرينو الذي كاف في الدنيا ينكر الدعث ويكذب بو فأنت ترى أف المؤمنين يروف { تاهلل إف كدت لتردين ولوال نعمة ربي لكنت من المحضرين}: قعره وأصلو قاؿ لو

{ ثوب{ }ىل ثوب الكفار ما كانوا يفعلوف}: قاؿ تعالىثم . الكفار وىم يعذبوف في قعر النار والمؤمنوف في الجنةىنا للتقرير أي أف اهلل تعالى قد ثوب الكفار وجازاىم جزاء فعلهم في الدنيا، وىو سدحانو { ىل}أي جوزي، و

فحكمو دائر بين العدؿ والفضل، بالنسدة للذين آمنوا حكمو وجزاؤه فضل، وبالنسدة للكافرين . وتعالى حكم عدؿاؤه عدؿ، فالحمد هلل رب العالمين، وبهذا تم الكالـ الذي يسره اهلل عز وجل على سورة المطففين نسأؿ حكمو وجز

. إنو جواد كريم. اهلل تعالى أف ينفعنا وإياكم بو، وأف يجعلنا من المتعظين الواعظين

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين االوشماق

{ لرحيم بسم اللو الرحمػن ا}

رض مدت * وأذنت لربػها وحقت * إذا السمآء انشقت } وأذنت لربػها وحقت * وألقت ما فيها وتخلت * وإذا اال

* فسوؼ يحاسب حسابا يسيرا * ا من أوتى كتػدو بيمينو فأم * يأيػها اإلنسػن إن كادح إلى رب كدحا فملػقيو * إنو كاف فى أىلو * ويصلى سعيرا * فسوؼ يدعو ثػدورا * وأما من أوتى كتػدو ورآء ظهره * وينقلب إلى أىلو مسرورا

. {بػلى إف ربو كاف بو بصيرا * إنو ظن أف لن يحور * مسرورا

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

وكقولو [. 8: المرسالت]{ وإذا السماء فرجت}: انفتحت وانفرجت كقولو تعالى: انشقت{ إذا السماء انشقت}فيومئذ ال يسأؿ عن ذندو إنس وال . ء ربكما تكذباففدأي أال. فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدىاف}: تعالىبمعنى استمعت وأطاعت أمر ربها عز : أذنت{ وأذنت لربها}. إذا فانشقاقها يـو القيامة[. 38: الرحمن]{ جاف

: قوية كما قاؿ تعالى[. 49: الندأ]{ سدعا شدادا }وجل أف تنشق فانشقت بينما ىي كانت كما وصفها اهلل تعالى أي بقوة فهذه السماء القوية العظيمة تنشق يـو القيامة تتشقق تتفرج [. 17: الذاريات]{ بنيناىا بأيد والسماء}

أي حق لها أف تأذف، أي تسمع وتطيع؛ ألف الذي أمرىا اهلل ربها خالقها عز { وحقت}بإذف اهلل سدحانو وتعالى ثم }: بتداء خلقها قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىوجل، فتسمع وتطيع، كما أنها سمعت وأطاعت في ابتداء خلقها، ففي ا

فتأمل أيها [. 44: فصلت]{ استوى إلى السماء وىي دخاف فقاؿ لها ولألرض ائتيا طوعا أو كرىا قالتا أتينا طائعيناالدمي الدشر الضعيف كيف كانت ىذه المخلوقات العظيمة تسمع وتطيع هلل عز وجل، ىذه الطاعة العظيمة في

في انتهاء الخلق { ائتيا طوعا أو كرىا قالتا أتينا طائعين}: في ابتداء الخلق قاؿ. ي انتهاء الخلقابتداء الخلق وف{ وأذنت لربها وحقت}: ثم أعاد قاؿ. حق لها أف تأذف تسمع وتطيع{ وأذنت لربها وحقت. إذا السماء انشقت}

ض التي نحن عليها االف ىي غير ممدودة، ىذه األر { وإذا األرض مدت}. تأكيدا الستماعها لربها وطاعتها لربها: أنها كرة مدورة، وإف كانت جواندها الشمالية والجنوبية منفتحة قليال ػ أي ممتدة قليال ػ فهي مدورة االف، ثانيا : أوال

توية ثم ىي أيضا معرجة فيها المرتفع جدا، وفيها المنخفض، فيها األودية، فيها السهوؿ، فيها الرماؿ، فهي غير مسأي تمد مدا واحدا كمد األديم يعني كمد الجلد، كأنما تفرش جلدا أو { وإذا األرض مدت}لكن يـو القيامة

سماطا، تمد حتى إف الذين عليها ػ وىم الخالئق ػ يسمعهم الداعي، وينفذىم الدصر، لكن االف ال ينفذىم الدصر، ال تراىم لكن يـو القيامة إذا مدت صار أقصاىم مثل لو امتد الناس على األرض لوجدت الدعيدين منخفضين

يجمع اهلل تعالى يـو القيامة األولين واالخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، »: أدناىم كما جاء في الحديثأي جثث بني آدـ تلقيها يـو القيامة، تلقي ىذه الجثث فيخرجوف من { وألقت ما فيها وتخلت}. «وينفذىم الدصر

ورىم هلل عز وجل، كما بدأىم أوؿ خلق، أي كما خرجوا من بطوف أمهاتهم يخرجوف من بطوف األرض، وأنت قدخرجت من بطن أم حافيا، عاريا، أغرؿ إال أف بعض الناس قد يخلق مختونا لكن عامة الناس يخرجوف من بطوف

نعاؿ، عاريا ليس علي كساء، أغرؿ لست أمهاتهم غرال كذل تخرج من بطن األرض يـو القيامة حافيا ليس علي الرجاؿ والنساء جميعا، ينظر : يا رسوؿ اهلل: مختونا، ولما حدث الندي عليو الصالة والسالـ بذل قالت عائشة

، األمر شديد، كل إنساف اله عن «يا عائشة األمر أشد من أف ينظر بعضهم إلى بعض»: بعضهم إلى بعض؟ قاؿواإلنساف إذا تصور الناس في ذل الوقت مجرد تصور [. 37: عدس]{ هم يومئذ شأف يغنيولكل امرىء من}نفسو

، أذنت يعني استمعت وأطاعت { وأذنت لربها وحقت}فإنو يرتعب ويخاؼ، وإذا كاف عاقال مؤمنا عمل لهذا اليـو: ثم قاؿ عز وجل. ا واحدا لربها وحقت فدعد أف كانت مدورة فيها المرتفع والنازؿ صارت كأنها جلد ممتدة امتداد

يعني أن { إلى رب }: ىو الساعي بجد ونوع مشقة وقولو: الكادح{ يا أيها اإلنساف إن كادح إلى رب كدحا }تكدح كدحا يوصل إلى رب ، كدحا يوصل إلى اهلل، يعني أف منتهى كدح مهما كنت ينتهي إلى اهلل، ألننا

{ وأف إلى رب المنتهى}وجل، فمهما عملت فإف المنتهى ىو اهلل عز وجل سنموت وإذا متنا رجعنا إلى اهلل عز إف إلينا إيابهم }حتى العاصي كادح كادحا غايتو اهلل عز وجل { كادح إلى رب كدحا }: ولهذا قاؿ[. 19: النجم]

يرضاه اهلل، أف المطيع يعمل عمال : لكن الفرؽ بين المطيع والعاصي[. 91، 91: الغاشية]{ ثم إف علينا حسابهميصل بو إلى مرضاة اهلل يـو القيامة، والعاصي يعمل عمال يغضب اهلل، لكن مع ذل ينتهي إلى اهلل عز وجل إذا

إنها : الفاء يقوؿ النحويوف{ إن كادح إلى رب كدحا فمالقيو}يعم كل إنساف مؤمن وكافر { يا أيها اإلنساف}: قولووكل آت قريب [. 431: األنعاـ]{ إف ما توعدوف الت}فأنت مالقيو عن قرب تدؿ على الترتيب والتعقيب، يعني،

وإذا شئت أف يتدين ل أف مالقاة الرب عز وجل قريدة فانظر ما [. 47: الشورى]{ وما يدري لعل الساعة قريب}أنو كل الذي مضى من أعمارنا ك. مضى من عمرؾ االف، لو مضى ل مئة سنة كأنما ىذه السنوات ساعة واحدة

إذا ىو قريب، ثم إذا مات اإلنساف، فالدرزخ الذي بين الحياة الدنيا واالخرة قريب قريب كاللحظة، . ساعة واحدةواإلنساف إذا ناـ نوما ىادئا ولنقل ناـ أربعا وعشرين ساعة، وقاـ فإنو يقدر النـو بدقيقة واحدة مع أنو ناـ أربعا

الروح في الحياة يمضي الوقت بهذه السرعػة، فما بال إذا كانت الروح وعشرين ساعة، فإذا كاف ىذا في مفارقة بعد خروجها من الددف مشغولػة إما بنعيم أو جحيم، ستمر السنوات على اإلنساف كأنها ال شيء، ألف امتداد الزمن

لشمس مسافة في حاؿ يقظتنا ليس كامتداد الزمن في حاؿ نومنا، فاإلنساف المستيقظ من طلوع الشمس إلى زواؿ اقاؿ كم لدثت قاؿ لدثت }يحس بأف الوقت طويل، لكن لو كاف نائما ما كأنها شيء، والذي أماتو اهلل مئة عاـ ثم بعثو

: وأصحاب الكهف لدثوا في كهفهم ثالث مئة سنين وتسع سنين، فلما بعثوا قاؿ بعضهم لدعض. {يوما أو بعض يـوـ، وىذا يدؿ على أف اإلنساف يتعجب كيف تذىب السنوات على ىؤالء لدثنا يوما أو بعض يو : كم لدثتم؟ قالوا

األموات؟ نقوؿ نعم، السنوات ما كأنها إال دقيقة واحدة، ألف حاؿ اإلنساف بعد أف تفارؽ الروح بدنو سواء كانت قة والمشاكل مفارقة كلية أو جزئية غير حالو إذا كانت الروح في الددف، فإذا كانت الروح في الددف يعاني من المش

والهواجيس والوساوس أشياء تطيل عليو الزمن، لكن في النـو يتقلص الزمن كثيرا، في الموت يتقلص أكثر وأكثر، لدثنا يوما أو بعض : فهؤالء الذين ماتوا منذ سنين طويلة كأنهم لم يموتوا إال اليـو لو بعثوا لقيل لهم كم لدثتم؟ قالوا

، وىذه مسألة قد يرد على ا إلنساف فيها إشكاؿ، ولكن ال إشكاؿ في الموضوع مهما طالت المدة بأىل القدور يـو. الدالة على الترتيب والتعقيب، وما أسرع أف تالقي اهلل عز وجل( بالفاء)أي { فمالقيو}: فإنها قصيرة، ولهذا قاؿ

و، ومنهم من يأخذ كتابو من منهم من يأخذ كتابو بيمين: ثم قسم اهلل عز وجل الناس عند مالقاتو تعالى إلى قسمين{ كادحا }لما ذكر أف اإلنساف كادح إلى ربو { فسوؼ يحاسب حسابا يسيرا . فأما من أوتي كتابو بيمينو}وراء ظهره،

وهلل غيب السموات واألرض }: أي عامل بجد ونشاط وأف عملو ىذا ينتهي إلى اهلل عز وجل كما قاؿ اهلل تعالى، إشارة إلى أف ىؤالء العاملين {فأما من أوتي كتابو بيمينو}: لما ذكر ىذا قاؿ[. 493: ىود]{ وإليو يرجع األمر كلو

ىنا فعل مدني { أوتي}و{ فأما من أوتي كتابو بيمينو}منهم من يؤتى كتابو بيمينو، ومنهم من يؤتى كتابو من وراء ظهره ال ندري، المهم أنو يعطى كتابو بيمينو أي لما لم يسم فاعلو، فمن الذي يؤتيو؟ يحتمل أنو المالئكة، أو غير ذل

أي يحاسدو اهلل تعالى بإحصاء عملو عليو، لكنو حساب يسير، { فسوؼ يحاسب حسابا يسيرا }. يستلمو باليمنىعملت : أف اهلل عز وجل يخلو بعدده المؤمن، ويقرره بذنوبو، فيقوؿ: ليس فيو أي عسر كما جاءت بذل السنة

قد سترتها علي في الدنيا وأنا أغفرىا ل »: ذا، ويقر بذل وال ينكر فيقوؿ اهلل تعالىكذا، عملت كذا، عملت ك

والمحاسب لو ىو اهلل . ، وال ش أف ىذا حساب يسير يظهر فيو منة اهلل على العدد، وفرحو بذل واستدشاره«اليـو{ وينقلب إلى أىلو مسرورا }[. 91، 91: الغاشية]{ ثم إف علينا حسابهم. إف إلينا إيابهم}: عز وجل كما قاؿ تعالى

ينقلب من الحساب إلى أىلو في الجنة مسرورا، أي مسرور القلب، وقد أخدر الندي عليو الصالة والسالـ أف أوؿ زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة الددر، ثم ىم بعد ذل درجات، وىذا يدؿ على سرور القلب؛ ألف القلب

ىؤالء ىم األشقياء والعياذ { ويصلى سعيرا. فسوؼ يدعو ثدورا. وأما من أوتي كتابو وراء ظهره}إذا سر استنار الوجو { وأما من أوتي كتابو بشمالو}باهلل، يؤتى كتابو وراء ظهره وليس عن يمينو، وفي االية األخرى في سورة الحاقة

منهم من يؤتى كتابو بالشماؿ، ومنهم من : إف من ال يؤتى كتابو بيمينو ينقسم إلى قسمين: فقيل[. 91: الحاقة]يؤتى كتابو وراء ظهره، واألقرب واهلل أعلم أنو يؤتى كتابو بالشماؿ، ولكن تلوى يده حتى تكوف من وراء ظهره، إشارة إلى أنو ندذ كتاب اهلل وراء ظهره، فيكوف األخذ بالشماؿ ثم تلوى يده إلى الخلف إشارة إلى أنو قد ولى ظهره كتاب

أي يدعو على نفسو { فسوؼ يدعو ثدورا }. عز وجل ولم يداؿ بو، ولم يرفع بو رأسا، ولم ير بمخالفتو بأسا اهلل ؛ ألنو : بالثدور، يقوؿ واثدوراه يا وياله، وما أشدو ذل من كلمات الندـ والحسرة، ولكن ىذا ال ينفع في ذل اليـو

أي يصلى { ويصلى سعيرا}خرة فال عمل وإنما ىو الجزاء انتهى وقت العمل فوقت العمل، ىو في الدنيا، أما في االإنو كاف في الدينا في أىلو { إنو كاف في أىلو مسرورا }النار التي تسعر بو ويكوف مخلدا فيها أبدا، ألنو كافر

يمينو مسرورا، ولكن ىذا السرور أعقدو الندـ والحزف الدائم المستمر، واربط بين قولو تعالى فيمن أوتي كتابو بتجد فرقا بين السرورين، فسرور األوؿ سرور دائم ػ { كاف في أىلو مسرورا }، وىذا {وينقلب إلى أىلو مسرورا }

إنو }أما االف فال سرور عنده { كاف في أىلو مسرورا }نسأؿ اهلل أف يجعلنا منهم ػ وسرور الثاني سرور زائل، ذىب من يحيي : ا كانوا ينكروف الدعث ويقولوف ال بعث، ويقولوفأال يرجع بعد الموت، ولهذ: أي{ ظن أف لن يحوريعني أنو { إف ربو كاف بو بصيرا }أي سيحور ويرجع { بلى}: قاؿ تعالى{ إنو ظن أف لن يحور}العظاـ وىي رميم

. سيرجع إلى اهلل عز وجل الذي ىو بصير بأعمالو، وسوؼ يحاسدو عليها على ما تقتضيو حكمتو وعدلو

وإذا قرىء * فما لهم ال يػؤمنوف * لتػركدن طدقا عن طدق * والقمر إذا اتسق * واليل وما وسق * م بالشفق فال أقس }بوف * عليهم القرءاف ال يسجدوف إال الذين * فػدشرىم بعذاب أليم * ما يوعوف واللو أعلم ب * بل الذين كفروا يكذ

ر ممنوف . {ءامنوا وعملوا الصػلحػت لهم أجر غيػ

ىذه الجملة مكونة من قسم، . {لتركدن طدقا عن طدق. والقمر إذا اتسق. والليل وما وسق. فال أقسم بالشفق}نفي، { ال أقسم}قد يظن الظاف أف معنى { ال أقسم بالشفق}: و، ومقسم، فالقسم في قولوومقسم بو، ومقسم علي

ىنا جيء بها للتنديو، ولو حذفت في غير القرآف الستقاـ الكالـ ولها نظائر مثل { ال}وليس كذل بل ىو إثدات ووكلها يقوؿ . { أقسم بما تدصروففال}. {فال أقسم برب المشارؽ}. {ال أقسم بيـو القيامة}. {ال أقسم بهذا الدلد}

فيها للتنديو، وأف القسم مثدت، أما المقسم فهو اهلل عز وجل فهو مقسم ومقسم بو، فهو سدحانو ( ال)إف : العلماء . مقسم، أما المقسم بو في ىذه االية فهو الشفق وما عطف عليو

ؽ بال قسم؟ وكذل يقسم الندي صلى اهلل عليو وآلو لماذا يقسم اهلل على خدره وىو سدحانو الصاد: فإف قاؿ قائل وسلم على خدره وىو صادؽ بال قسم؟

إف القسم يؤكد الكالـ، والقرآف الكريم نزؿ باللساف العربي وإذا كاف من عادتهم أنهم يؤكدوف الكالـ بالقسم : قلنا . صار ىذا األسلوب جاريا على اللساف العربي الذي نزؿ بو القرآف

وإذا غابت ىذه الحمرة خرج وقت المغرب . الشفق ىو الحمرة التي تكوف بعد غروب الشمس{ بالشفق}: وقولوودخل وقت العشاء، ىذا قوؿ أكثر العلماء وبعضهم قاؿ إذا غاب الدياض وىو يغيب بعد الحمرة بنحو نصف

لشفق ىو الحمرة وإذا غاب ىذا ىو أف ا: إف أبا حنيفة رحمو اهلل رجع إليو: ساعة، لكن الذي عليو الجمهور، ويقاؿىذا أيضا مقسم بو معطوؼ على الشفق، { والليل وما وسق}الشفق فإنو يدخل وقت العشاء ويخرج وقت المغرب

أي ما جمع، ألف الليل { وما وسق}الليل معروؼ { والليل وما وسق}يعني وأقسم بالليل وما وسق وىذاف قسماف تجتمع وتخرج وتدرز من جحورىا وبيوتها، وكذل ربما يشير إلى اجتماع يجمع الوحوش والهواـ وما أشدو ذل ،

يعني إذا جتمع نوره وتم وكمل، { إذا اتسق}ومعنى . القمر معروؼ{ والقمر إذا اتسق}. الناس بعضهم إلى بعضم قاؿ بعد وبالقمر ألنو آية الليل، ث. أي ما جمع{ بالليل وما وسق}فأقسم اهلل عز وجل . وذل في ليالي اإلبدار

والخطاب ىنا لجميع الناس، أي لتركدن حاال عن حاؿ، وىو يعني أف األحواؿ تتغير { لتركدن طدقا عن طدق}: ذل : فيشمل أحواؿ الزماف، وأحواؿ المكاف، وأحواؿ األبداف، وأحواؿ القلوب

ـو يكوف فيو السرور في[. 411: آؿ عمراف]{ وتل األياـ نداولها بين الناس}أحواؿ الزماف تتنقل : األوؿواالنشراح واندساط النفس، ويـو آخر يكوف بالعكس، حتى إف اإلنساف ليشعر بهذا من غير أف يكوف ىناؾ سدب

، وفي ىذا يقوؿ الشاعر : معلـو

ويـو علينا ويـو لنا ويـو نساء ويـو نسر

بالعكس بدوف سدب لكن ىكذا البد وىذا شيء يعرفو كل واحد بنفسو تصدح اليـو فرحا مسرورا وفي اليـو الثاني . أف اإلنساف يركب طدقا عن طدق

األمكنة ينزؿ اإلنساف ىذا اليـو منزال، وفي اليـو التالي منزال آخر، وثالثا ورابعا إلى أف تنتهي بو المنازؿ في : الثانيوسمع أعرابي . بل ىي مرحلة القدور ليست ىي آخر المنازؿ. االخرة، وما قدل االخرة وىي القدور ىي منازؿ مؤقتة

فاألعرابي « واهلل ما الزائر بمقيم»: فقاؿ األعرابي{ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}: رجال يقرأ قوؿ اهلل تعالىبفطرتو عرؼ أف وراء ىذه القدور شيئا يكوف المصير إليو، ألنو كما ىو معلـو الزائر يزور ويمشي، وبو نعرؼ أف ما

أف ىذه الكلمة غلط كدير ومدلولها كفر باهلل عز وجل « فالف توفي ثم نقلوه إلى مثواه األخير»ئد نقرؤه في الجراكفر باليـو االخر، ألن إذا جعلت القدر ىو المثوى األخير فهذا يعني أنو ليس بعده شيء، والذي يرى أف القدر

. ما نارىو المثوى األخير وليس بعده مثوى، كافر، فالمثوى األخير إما جنة وإ

اهلل الذي خلقكم من ضعف ثم }: األبداف يركب اإلنساف فيها طدقا عن طدق واستمع إلى قوؿ اهلل تعالى: الثالثأوؿ ما [. 11: الرـو]{ جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيدة يخلق ما يشاء وىو العليم القدير

رجليو بيد واحدة من وتحملو بهذه اليد ضعيفا، ثم اليزاؿ يقوى يخلق اإلنساف طفال صغيرا يمكن أف تجمع يديو و رويدا رويدا حتى يكوف شابا جلدا قويا، ثم إذا استكمل القوة عاد فرجع إلى الضعف، وقد شدو بعض العلماء حاؿ

شيئػا فشيئا حتى الددف بحاؿ القمر يددو ىالال ضعيفا، ثم يكدر شيئا فشيئا حتى يمتلىء نورا، ثم يعود ينقػص . يضمحل، نسأؿ اهلل أف يحسن لنا ولكم الخاتمة

أحواؿ القلوب ىي النعمة وىي النقمة، القلوب كل قلوب بني ! حاؿ القلوب وما أدراؾ ما أحواؿ القلوب؟: الرابعيو الصالة آدـ بين أصدعين من أصابع الرحمن يقلدو كيف يشاء، فإف شاء أزاغو وإف شاء ىداه، ولما حدث الندي عل

، فالقلوب لها أحواؿ عجيدة، تارة «اللهم مقلب القلوب ثدت قلدي على دين »: والسالـ في ىذا الحديث قاؿيتعلق القلب بالدنيا، وتارة يتعلق بشيء من الدنيا، تارة يتعلق بالماؿ ويكوف الماؿ أكدر ىمو، تارة يتعلق بالنساء

والمنازؿ ويكوف ذل أكدر ىمو، تارة يتعلق بالمركوبات والسيارات وتكوف النساء أكدر ىمو، تارة يتعلق بالقصور ويكوف ذل أكدر ىمو، تارة يكوف مع اهلل عز وجل دائما مع اهلل يتعلق باهلل سدحانو وتعالى، ويرى أف الدنيا كلها

وأصحاب الدنيا ىم . وسيلة إلى عدادة اهلل، وإلى طاعة اهلل، فيستخدـ الدنيا؛ ألنها خلقت لو وال تستخدمو الدنيالكن أصحاب االخرة ىم الذين استخدموا الدنيا وخدمتهم . الذين يخدمونها، ىم الذين أتعدوا أنفسهم في تحصيلها

الدنيا، ولذل ال يأخذونها إال عن طريق رضى اهلل، وال يصرفونها إال في رضى اهلل عز وجل، فاستخدموىا أخذا بها سهروا الليالي يراجعوف الدفاتر، يراجعوف الشيكات، يراجعوف وصرفا، لكن أصحاب الدنيا الذين تعدوا

المصروفات، يراجعوف المدفوعات، يراجعوف ما أخذوا وما صرفوا، ىؤالء في الحقيقة استخدمتهم الدنيا ولم ، ىذا يستخدموىا، لكن الرجل المطمئن الذي جعل اهلل رزقو كفافا يستغني بو عن الناس، وال يشقى بو عن طاعة اهلل

ىو الذي خدمتو الدنيا، ىذه أحواؿ القلوب، وأحواؿ القلوب ىي أعظم األحواؿ األربع، ولهذا يجب علينا جميعا أف نراجع قلوبنا كل ساعة كل لحظة أين صرفت أيها القلب؟ أين ذىدت؟ لماذا تنصرؼ عن اهلل؟ لماذا تلتفت يمينا

ـ وغلب على كثير من الناس، حتى إنو ليصرؼ اإلنساف عن وشماال؟ ولكن الشيطاف يجري من ابن آدـ مجرى الدصالتو التي ىي رأس مالو بعػد الشهادتين فتجده إذا دخل في صالتو ذىب قلدو يمينا وشماال، حتى يخرج من يا: صالتو ولم يعقل منها شيئا، والناس يصيحوف يقولوف صالتنا ال تنهانا عن الفحشاء والمنكر أين وعد اهلل؟ فيقاؿأخي ىل صالت صالة إذا كنت من حين تكدر تفتح ل باب الهواجيس التي ال نهاية لها، فهل أنت مصل؟

إنو ليس ل من »: صليت بجسم لكن لم تصل بقلد ، وقد جاء في الحديث عن الندي عليو الصالة والسالـها، إذا فالقلوب تركب طدقا حسب ما تعقل من« صالت إال ما عقلت منها نصفها، ربعها، ثلثها، عشرىا، خمسها

أي شيء يمنعهم من { ما لهم{ }وإذا قرىء عليهم القرآف ال يسجدوف. فما لهم ال يؤمنوف}: عن طدق ثم قاؿ تعالىاإليماف، وماذا عليهم لو آمنوا باهلل واليـو االخر وأنفقوا مما رزقهم اهلل، أي شيء يمنعهم من اإليماف، وأي شيء

أتقتلوف رجال أف يقوؿ ربي اهلل وقد جاءكم بالدينات من ربكم فإف ي }: مؤمن آؿ فرعوف يضرىم إذا آمنوا، قاؿفأي شيء على اإلنساف إذا آمن؟ [. 99: غافر]{ كاذبا فعليو كذبو وإف ي صادقا يصدكم بعض الذي يعدكم

ال يخضعوف هلل عز وجل أي { وإذا قرىء عليهم القرآف ال يسجدوف. فما لهم ال يؤمنوف}: ولهذا قاؿ موبخا لهمفالسجود ىنا بمعنى الخضوع هلل، وإف لم تسجد على األرض لكن يسجد القلب ويلين ويذؿ إف كاف األمر كذل

وإف لم يكن قلد كذل ففي شدو من [. 9: األنفاؿ]{ إذا تليت عليهم آياتو زادتهم إيمانا }فأنت من المؤمنين ال يسجدوف، ومن عالمات الخضوع هلل عز وجل عند قراءة القرآف أف المشركين الذين إذا قرىء عليهم القرآف

اإلنساف إذا قرأ آية سجدة سجد هلل ذال لو وخضوعا، وقد استدؿ بعض العلماء بهذه االية على وجوب سجود ذا أنها ليست بواجدة وإف كاف ى: والصحيح. إف اإلنساف إذا مر بآية سجدة ولم يسجد كاف آثما : وقاؿ. التالوة

القوؿ أعني القوؿ بالوجوب ىو مذىب أبي حنيفة واختيار شيخ اإلسالـ ابن تيمية رحمو اهلل، لكن ىذا قوؿ مرجوح، وذل أنو ثدت في الصحيح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ػ رضي اهلل عنو ػ أنو خطب الناس يوما فقرأ سورة

قرأىا من الجمعة الثانية فمر بها ولم يسجد فقاؿ رضي النحل فلما وصل آية السجدة نزؿ من المندر فسجد، ثم إف اهلل لم يفرض علينا السجود إال أف نشاء، وكاف ذل بمحضر من الصحابة ػ رضي اهلل عنهم ػ ولم ينكر : اهلل عنويس وسنتو رضي اهلل عنو من السنن التي أمرنا باتداعها، وعلى ىذا فالقوؿ الراجح أف سجود التالوة ل. عليو أحد

بواجب، لكنو سنة مؤكدة، فإذا مررت بآية سجدة فاسجد في أي وقت كنت في الصداح، أو في المساء، في الليل، أو في النهار، تكدر عند السجود، وإذا رفعت فال تكدر وال تسلم ىذا إذا سجدت خارج الصالة، أما إف سجدت

لما كانت في الصالة كاف لها حكم السجود في الصالة فالبد أف تكدر إذا سجدت، وأف تكدر إذا نهضت؛ ألنهالما ذكر سدحانو وتعالى أنهم إذا { واهلل أعلم بما يوعوف. بل الذين كفروا يكذبوف}: قاؿ اهلل تعالى. في الصالة

قرىء عليهم القرآف ال يسجدوف بيػن سدحانو وتعالى أف سدب تركهم السجود ىو تكذيدهم بما جاءت بو الرسل سالـ، ألف كل من كاف إيمانو صادقا فال بد أف يمتثل األمر، وأف يجتنب النهي، ألف اإليماف عليهم الصالة وال

الصادؽ يحمل صاحدو على ذل ، وال تجد شخصا ينته المحاـر أو يترؾ الواجدات إال بسدب ضعف إيمانو، فمتى رأيت الرجل يترؾ ولهذا كاف اإليماف عند أىل السنة والجماعة ىو التصديق المستلـز للقدوؿ واإلذعاف،

الواجدات، أو بعضا منها، أو يفعل المحرمات فاعلم أف إيمانو ضعيف إذ لو كاف إيمانو قويا ما أضاع الواجدات وال أي في تركهم السجود كاف ذل بسدب { بل الذين كفروا يكذبوف}: انته المحظورات، ولهذا قاؿ تعالى ىنا

أي أنو سدحانو وتعالى أعلم بما يوعونو أي بما يجمعونو في { أعلم بما يوعوفواهلل }تكذيدهم لما جاءت بو الرسل صدورىم، وما يجمعونو من أموالهم، وما يجتمعوف عليو من منابذة الرسل ومخالفة الرسل، بل محاربة الرسل

ويكيدوف لهم وقتالهم، والكفار أعداء للرسل من حين بعث اهلل الرسل عليهم الصالة والسالـ، وأنهم يجمعوف لهمأي بما يجمعوف من أقواؿ، وأفعاؿ، وضغائن، وعداوات، { واهلل أعلم بما يوعوف}فتوعدىم اهلل تعالى في ىذه االية

أخدرىم بالعذاب األليم الذي البد أف { فدشرىم بعذاب أليم}: وأمواؿ ضد الرسل عليهم الصالة والسالـ، ثم قاؿرسوؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم ولكل من يصح خطابو فإنو داخل في عاـ لل{ فدشرىم}: يكوف، والخطاب في قولو

وانتظر إنهم }: ىذا، وأف ندشر كل كافر بعذاب أليم، فنحن ندشر كل كافر بعذاب أليم ينتظره، كما قاؿ تعالىى ىذه بمعن{ إال{ }إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنوف}: ثم قاؿ[. 31: السجدة]{ منتظروف

لكن وال تصح أف تكوف استثناء متصال، ألف الذين آمنوا ليسوا من المكذبين في شيء، بل ىم مؤمنوف مصدقوف، { إال}وىذا ىو االستثناء المنقطع، أي إذا كاف المستثنى ليس من جنس المستنثى منو فهو استثناء منقطع وتقدر

الذين آمنوا بقلوبهم، واستلـز إيمانهم قيامهم . ر ممنوفأي لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غي( لكن)بػ . بالعمل الصالح، ىؤالء ىم الذين ليس لهم عذاب وال ينتظروف العذاب لهم أجر غير ممنوف

ما ىو العمل الصالح؟ : فإف قيل

: أف العمل الصالح ما جمع شيئين: فالجواب

ىو اإلخالص هلل عز وجل ابتغاء مرضاتو، وابتغاء ثوابو، اإلخالص هلل تعالى بأف يكوف الحامل على العمل : األوؿ

. وابتغاء النجاة من النار ال يريد اإلنساف بعملو شيئا من الدنيا

أف يكوف متدعا فيو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، أي أف يتدع اإلنساف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو : الثانيفما فعلو الندي صلى اهلل عليو وسلم مع وجود سددو فالسنة فعلو إذا . ركا لما ترؾوسلم في عملو فعال لما فعل، وت

. وما وجد سددو في عهد الرسوؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم ولم يفعلو فإف السنة تركو. وجد سددو

ة كثيرة أي غير مقطوع، بل ىو مستمر أبد االبدين، وااليات في تأبيد الجن{ غير ممنوف}أي ثواب { لهم أجر}معلومة في الكتاب والسنة، فأجر االخرة ال ينقطع أبدا، ليس كالدنيا فيو وقت تثمر األشجار ووقت ال تثمر، أو

نسأؿ اهلل تعالى أف { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا }وقت تندت األرض ووقت ال تندت، والجنة األجر فيها دائم، تندين للسيئات، إنو جواد كريم، وصلى اهلل وسلم على ندينا محمد، يجعلنا من المؤمنين العاملين بالصالحات، المج

. وعلى آلو وأصحابو أجمعين

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين البروج

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

خدود * ود وشػهد ومشه * واليػوـ الموعود * والسمآء ذات الدػروج } إذ ىم * النار ذات الوقود * قتل أصحػب االها قػعود هم إال أف يػؤمنوا باللو العزيز الحميد * وىم على ما يػفعلوف بالمؤمنين شهود * عليػ الذى لو * وما نػقموا منػ

رض واللو على كل شىء شهيد مل ا إف الذين فػتػنوا المؤمنين والمؤمنػت ثم لم يػتوبوا فػلهم عذاب * لسمػوت واال . {جهنم ولهم عذاب الحريق

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

أي صاحدة الدروج، والدروج { ذات الدروج}ىذه حرؼ قسم يعني يقسم تعالى بالسماء الواو { والسماء ذات الدروج}جمع برج، وىو المجموعة العظيمة من النجـو وسميت بروجا لعلوىا وارتفاعها وظهورىا وبيانها، والدروج عند

: الفلكيين اثني عشر برجا جمعت في قوؿ الناظم

زانفعقرب قوس فجدي وكػ ذا دلو وذي آخرىا الحيتاف فهي اثنا عشر حمل فثور فجوزاء فسرطاف فأسد سندلة ميبرجا، ثالثة منها للربيع، وثالثة للصيف، وثالثة للخريف، وثالثة للشتاء، فيقسم اهلل تعالى بالسماء ذات الدروج ولو

شيء من المخلوقات تعالى أف يقسم بما شاء من خلقو، أما نحن فال نقسم إال باهلل بأسمائو وصفاتو، وال نقسم بولقولو عليو الصالة « من كاف حالفا فليحلف باهلل أو ليصمت»: لقوؿ الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

اليـو الموعود ىو يـو القيامة، { واليـو الموعود}: ، قولو تعالى«من حلف بغير اهلل فقد كفر أو أشرؾ»: والسالـكما }: عليو األدلة العقلية التي تدؿ على أنو واقع حتما، كما قاؿ تعالى وعد اهلل تعالى بو وبينو في كتابو، ونصب

ذكر علماء التفسير في { وشاىد ومشهود}[. 411: األندياء]{ بدأنا أوؿ خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين

نهم محمد رسوؿ الشاىد والمشهود عدة أقواؿ يجمعها أف اهلل أقسم بكل شاىد وبكل مشهود، والشهود كثيروف ماهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم شهيدا علينا، ومنهم ىذه األمة شهداء على الناس، وأعضاء اإلنساف يـو القيامة تشهد عليو بما عمل من خير وشر، ومن المالئكة يشهدوف يـو القيامة فكل من شهد بحق فهو داخل في قولو

ذل يـو مجموع }: ا يعرض فيو من األىواؿ العظيمة كما قاؿ تعالىفهو يـو القيامة وم{ المشهود}وأما { وشاىد}{ قتل أصحاب األخدود}. فأقسم اهلل بكل شاىد وبكل مشهود[. 413: ىود]{ لو الناس وذل يـو مشهود

ىم { أصحاب األخدود}القتل ىنا بمعنى اللعن، وىو الطرد واإلبعاد عن رحمة اهلل، و: يعني أىل ، وقيل{ قتل}أحرقوا المؤمنين بالنار، وقد وردت قصص متعددة في ىؤالء القـو منها شيء في الشاـ، ومنها شيء في قـو كفار

اليمن، والمقصود أف ىؤالء الكفار حاولوا بالمؤمنين أف يرتدوا عن دينهم، ولكنهم عجزوا فحفروا أخدودا حفرا النار ذات }: بها ػ والعياذ باهلل ػ ولهذا قاؿممدودة في األرض كالنهر وجمعوا الحطب الكثير وأحرقوا المؤمنين

يعني { إذ ىم عليها قعود}. أي الحطب الكثير المتأجج{ ذات الوقود}. يعني أف األخدود ىي أخدود النار{ الوقودأف ىؤالء الذين حفروا األخاديد وألقوا فيها المؤمنين كانوا ػ والعياذ باهلل ػ عندىم قوة وجدروت يروف النار تلتهم

ؤالء الدشر وىم قعود عليها على األسرة، فكهوف كأف شيئا لم يكن، وىذا من الجدروت أف يرى اإلنساف الدشر ىيعني ىم { وىم على ما يفعلوف بالمؤمنين شهود}. تلتهمو النار وىو جالس على سريره يتفكو بالحديث وال يدالي

ه بالمؤمنين، ولذل استحقوا ىذا الوعيد، بل شهود على ما يفعلوف بالمؤمنين أي حضور ال يغيب عنهم ما فعلو وما نقموا منهم إال أف يؤمنوا باهلل العزيز }. استحقوا ىذه العقوبة أف اهلل أىلكهم ولعنهم وطردىم وأبعدىم عن رحمتو

ل إال أنهم آمنوا باهلل عز وج: أي ما أنكر ىؤالء الذين سعروا النار بأجساد ىؤالء المؤمنين إال ىذا، أي{ الحميدوىذا اإلنكار أحق أف ينكر؛ ألف المؤمن باهلل العزيز الحميد يجب أف يساعد { إال أف يؤمنوا باهلل العزيز الحميد}

ويعاف، وأف تسهل لو الطرؽ، أما أف يمنع ويردع حتى يصل الحد إلى أف يحرؽ بالنار فال ش أف ىذا عدواف كدير، نهم عددوا من ىو أىل للعدادة، وىو اهلل جل وعال، الذي وليس ىذا بمنكر عليهم، بل ىم يحمدوف على ذل ؛ أل

إال أف }: وقولو. خلق الخلق ليقوموا بعدادتو، فمن قاـ بهذه العدادة فقد عرؼ الحكمة من الخلق وأعطاىا حقهاكل أحد، العزيز ىو الغالب الذي ال يغلدو شيء، فهو سدحانو وتعالى لو الغلدة والعزة على { يؤمنوا باهلل العزيز الحميد

وهلل العزة ولرسولو }: قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن األعز منها األذؿ}: ولما قاؿ المنافقوفبمعنى المحمود فاهلل سدحانو وتعالى { الحميد}: وقولو[. 9: المنافقوف]{ وللمؤمنين ولكن المنافقين ال يعلموف

الحمد هلل »: gصلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أنو إذا جاءه ما يسر بو قامحمود على كل حاؿ وكاف من ىدي الندي ، وىذا ىو الذي يندغي «الحمد هلل على كل حاؿ»: ، وإذا جاءه خالؼ ذل قاؿ«الذي بنعمتو تتم الصالحات

حمد على الحمد هلل الذي ال ي)أما ما يقولو بعض الناس « الحمد هلل على كل حاؿ»لإلنساف أف يقوؿ عند المكروه الحمد هلل على كل »: فهذا خالؼ ما جاءت بو السنة بو، قل كما قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ( مكروه سواه

فكأن االف تعلن أن كاره ما قدر اهلل علي ، وىذا ال ( الذي ال يحمد على مكروه سواه: )أما أف تقوؿ« حاؿليو مما يسوؤه أو يسره، ألف الذي قدره اهلل عز وجل ىو يندغي، بل الواجب أف يصدر اإلنساف على ما قدر اهلل ع

رب وأنت عدده، ىو مالك وأنت مملوؾ لو، فإذا كاف اهلل ىو الذي قدر علي ما تكره فال تجزع، يجب علي الصدر وأال تتسخط ال بقلد وال بلسان وال بجوارح ، اصدر وتحمل واألمر سيزوؿ ودواـ الحاؿ من المحاؿ،

، فاهلل «واعلم أف النصر مع الصدر، وأف الفرج مع الكرب، وأف مع العسر يسرا »: عليو الصالة والسالـ قاؿ الندي: عز وجل محمود على كل حاؿ من السراء أو الضراء؛ ألنو إف قدر السراء فهو ابتالء وامتحاف، قاؿ اهلل تعالى

ىذا من فضل ربي }: رش بلقيس بين يديو قاؿولما رأى سليماف ع[. 31: األندياء]{ وندلوكم بالشر والخير فتنة}فإذا أصدت بالنعمة ال تأخذىا على أنها نعمة فتمرح وتفرح، ىي نعمة ال ش لكن [. 11: النمل]{ ليدلوني ءأشكر

اعلم أن ممتحن بها ىل تؤدي شكرىا أو ال تؤدي، إف أصابت ضراء فاصدر فإف ذل أيضا ابتالء وامتحاف من إنما يوفى }: ىل تصدر أو ال تصدر، وإذا صدرت واحتسدت األجر من اهلل فإف اهلل يقوؿ اهلل عز وجل ليدلوؾ

[. 41: الزمر]{ الصابروف أجرىم بغير حساب

أنو ىو الحامد، فإنو سدحانو وتعالى يحمد من يستحق الحمد، يثني على { الحميد}: ويجوز أف يكوف معنى قولووالثناء عليهم حمد لهم، فهو جل وعال حامد، وىو كذل محمود، وقد عداده من المرسلين واألندياء والصالحين،

ثدت عن الندي عليو الصالة والسالـ أف اهلل يرضى عن العدد يأكل األكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده يتم ما تحرثوف أفرأ}: عليها، ألنو لوال أف اهلل يسر ل ىذه األكلة والشربة ما حصلت عليها، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

بل أنت يا : اهلل يسألنا، أنتم تزرعونو أـ نحن الزارعوف؟ الجواب[. 11: الواقعة]{ أأنتم تزرعونو أـ نحن الزارعوفلو نشاء لم »بعد أف يخرج وتتعلق بو النفوس يجعلو اهلل حطاما، ولم يأت التعدير { لو نشاء لجعلناه حطاما }ربنا لو نشاء }و النفس ثم يكوف حطاما أشد وقعا على النفس من كونو ال يندت أصال ألف كونو يندت وتتعلق ب« نندتو

. أفرأيتم الماء الذي تشربوف}: ثم ذكر الشرب فقاؿ{ لجعلناه حطاما فظلتم تفكهوف إنا لمغرموف بل نحن محروموفأي مالحا غير عذب { ه أجاجا لو نشاء لجعلنا}بل أنت يا ربنا : الجواب{ أأنتم أنزلتموه من المزف أـ نحن المنزلوف

لو نشاء »يعني فهال تشكروف اهلل على ذل ، وىنا لم يأت التعدير { فلوال تشكروف}ال يستطيع اإلنساف أف يشربو ، ألف كونو ينزؿ ولكن ال يشرب ال يطاؽ أشد من كونو لم ينزؿ أصال فتأملوا القرآف الكريم «لم ننزلو من المزف

. لحكم الشيء الكثيرتجدوف فيو من األسرار وا

الذي لو مل السماوات { }الذي لو مل السماوات واألرض. وما نقموا منهم إال أف يؤمنوا باهلل العزيز الحميد}لو وحده مل السماوات واألرض، ال يملكها إال ىو عز وجل، فهو يمل السماوات ومن فيها، { واألرض

شيء مل هلل وال يشاركو أحد في ملكو، وما يضاؼ إلينا من المل واألراضين ومن فيها، وما بينهما، وما فيها كل مثال ىذا الديت مل لفالف، ىذه السيارة مل لفالف فهو مل قاصر وليس ملكا حقيقيا؛ ألنو لو أف إنساف : فيقاؿ

لو أراد إنساف أراد أف يهدـ بيتو بدوف سدب فال يمل ذل ، ألف الندي صلى اهلل عليو وسلم نهى عن إضاعة الماؿ،ولو أنو فعل لحجر القاضي عليو بمنعو من التصرؼ في مالو، مع أف . أف يحرؽ سيارتو بدوف سدب فال يمل ىذا

مطلع عز وجل على كل شيء، : أي{ واهلل على كل شيء شهيد}اهلل منعو قدل، إذف ملكنا قاصر، والمل التاـ هلل، من اإلحراؽ بالنار، وسوؼ يجازيهم، ولكن مع ذل ومع فعلهم ىذه ومن جملتو ما يفعلو ىؤالء الكفار بالمؤمنين

قاؿ { إف الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}: الفعلة الشنيعة قاؿوا المؤمنين إف الذين فتن}: انظر إلى حلم اهلل عز وجل يحرقوف أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة يقوؿ: بعض السلف

. {والمؤمنات ثم لم يتوبوا

ذوقوا فتنتكم ىذا الذي كنتم بو . يـو ىم على النار يفتنوف}: بمعنى أحرقوا كما قاؿ تعالى{ فتنوا}: قاؿ العلماء . فهؤالء أحرقوا المؤمنين وأحرقوا المؤمنات في النار[. 41، 43: الذاريات]{ تستعجلوف

أف االية شاملة للمعنيين جميعا، ألنو يندغي أف نعلم أف القرآف : والصحيح. فتنوىم أي صدوىم عن دينهم: وقيلالكريم معانيو أوسع من أفهامنا، وأنو مهما بلغنا من الذكاء والفطنة فلن نحيط بو علما، والقاعدة في علم التفسير

فتوا المؤمنين بصدىم عن ىم: أنو إذا كانت االية تحتمل معنيين ال يتضاداف فإنها تحمل عليهما جميعا، فنقوؿ{ فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}أي يرجعوا إلى اهلل { ثم لم يتوبوا}. سديل اهلل، وفتنوىم باإلحراؽ أيضا

. ألنهم أحرقوا أولياء اهلل فكاف جزاؤىم مثل عملهم جزاء وفاقا

يائو، فال تستغرب إذا سلط اهلل عز وجل أف اهلل سدحانو وتعالى قد يسلط أعداءه على أول: في ىذه االيات من العدرالكفار على المؤمنين وقتلوىم وحرقوىم، وانتهكوا أعراضهم، ال تستغرب فللو تعالى في ىذا حكمة، المصابوف من المؤمنين أجرىم عند اهلل عظيم، وىؤالء الكفار المعتدوف أملى لهم اهلل سدحانو وتعالى ويستدرجهم من حيث ال

الداقوف لهم عدرة وعظة فيما حصل إلخوانهم، فمثال نحن نسمع ما يحصل من االنتهاكات يعلموف، والمسلموفسدحاف اهلل ما : العظيمة، انتهاؾ األعراض، وإتالؼ األمواؿ، وتجويع الصغار والعجائز، نسمع أشياء تدكي، فنقوؿ

سدحانو وتعالى ضرب لنا أمثاال ىذا التسليط الذي سلطو اهلل على ىؤالء المؤمنين؟ نقوؿ يا أخي ال تستغرب فاهللفيمن سدق يحرقوف المؤمنين بالنار، فهؤالء الذين سلطوا على إخواننا في بالد المسلمين ىذا رفعة درجات

للمصابين، وتكفير السيئات، وىو عدرة للداقين، وىو أيضا إغراء لهؤالء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذىم اهلل عز . وجل أخذ عزيز مقتدر

أنهم يؤمنوف باهلل : أف ىؤالء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إال شيئا واحدا وىو: ىذه االيات من العدر وفيالعزيز الحميد، وىذا ليس بذنب، بل ىذا ىو الحق، ومن أنكره فهو الذي ينكر عليو، نسأؿ اهلل سدحانو وتعالى أف

. وأف يجعل كيدىم في نحورىم إنو على كل شيء قدير ينصر المسلمين في كل مكاف، وأف يقينا شر أعدائنا،

وفي االية إشارة إلى أف التوبة تهدـ ما قدلها، ولكن التوبة ال تكوف توبة نصوحا مقدولة عند اهلل إال إذا اشتملت على : شروط خمسة

وابو؛ ألف اإلنساف اإلخالص هلل عز وجل بأف يكوف الحامل لإلنساف على التوبة خوؼ اهلل عز وجل ورجاء ث: األوؿقد يتوب من الذنب من أجل أف يمدحو الناس، أو من أجل دفع مذمة الناس لو، أو من أجل مرتدة يصل إليها، أو من أجل ماؿ يحصل عليو، كل ىؤالء ال تقدل توبتهم، ألف التوبة يجب أف تكوف خالصة، وأما من أراد بعملو الدنيا

. ف يريد الحياة الدنيا وزينتها نوؼ إليهم أعمالهم فيها وىم فيها ال يدخسوفمن كا}: فإف اهلل تعالى يقوؿ في كتابو [. 41، 41: ىود. ]{أولئ الذين ليس لهم في االخرة إال النار

الندـ على ما حصل من الذنب بمعنى أال يكوف اإلنساف كأنو لم يذنب، ال : من شروط كوف التوبة نصوحا : الثانيندـ، إذا ذكر عظمة اهلل ندـ، كيف أعصي ربي وىو الذي خلقني ورزقني وىداني، يتحسر وال يحزف، البد أف ي

. فيندـ

أف يقلع عن الذنب فال تصح التوبة مع اإلصرار على الذنب، ألف التائب ىو الراجع، فإذا كاف اإلنساف : الثالثأستغفر اهلل من الغيدة، : لو قاؿ أستغفر اهلل وأتوب إليو من أكل الربا، ولكنو اليزاؿ يرابي فال تصح توبتو،: يقوؿ

والغيدة ذكرؾ أخاؾ بما يكره ولكنو في كل مجلس يغتاب الناس فال تصح توبتو، كيف تصح وىو مصر على المعصية، فالبد أف يقلع، إذا تاب من أكل أمواؿ الناس وقد سرؽ من ىذا، وأخذ ماؿ ىذا بخداع وغش فال تصح

س إلى الناس، لو فرضنا أف شخصا أدخل مراسيمو في مل جاره واقتطع جزءا توبتو، حتى يرد ما أخذ من أمواؿ النارد المراسيم إلى حدودىا األولى وإال فإف توبت ال تقدل، ألنو البد من : من أرضو وقاؿ إني تائب، فنقوؿ لو . اإلقالع عن الذنب الذي تاب منو

إف تاب وىو في نفسو لو حصل لو فرصة لعاد إلى الذنب أف يعـز عزما تاما أال يعود إلى الذنب، ف: الشرط الرابع . فإف توبتو ال تقدل، بل البد أف يعـز عزما أكيدا على أال يعود

: أف تكوف التوبة في وقت تقدل فيو التوبة، ألنو يأتي أوقات ال تقدل فيها التوبة، وذل في حالين: الشرط الخامس

وليست التوبة للذين يعملوف السيئات }: ال تقدل لقوؿ اهلل تدارؾ وتعالى إذا حضره الموت فإف توبتو: الحاؿ األولىبعدما عاين الموت وشاىد العذاب يقوؿ تدت [. 49: النساء]{ حتى إذا حضر أحدىم الموت قاؿ إني تدت االف

يعني { سرائيلقاؿ آمنت بالذي آمنت بو بنوا إ}فال ينفع ىذا، ومثاؿ واقع لهذه المسألة أف فرعوف لما أدركو الغرؽ باهلل ولم يقل آمنت باهلل إذالال لنفسو حيث كاف يحارب بني إسرائيل على اإليماف باهلل، واالف يقوؿ آمنت بالذي

تتوب، آالف تؤمن { آالف}آمنوا بو فكأنو جعل نفسو تابعا لدني إسرائيل إلى ىذا الحد بلغ بو الذؿ ومع ذل قيل لو إذا إذا حضر الموت فإف [. 84: يونس]{ د عصيت قدل وكنت من المفسدينوق}بالذي آمنت بو بنوا إسرائيل

التوبة ال تقدل، فالبد من المدادرة بالتوبة ألن ال تدري في أي وقت يحضرؾ الموت، ألم تعلم أف من الناس من ناـ ى كرسي ألم تعلم أف بعض الناس جلس عل! على فراشو في صحة وعافية ثم حمل من فراشو إلى سرير تغسيلو؟

كل ىذا واقع، لذا يجب أف تدادر بالتوبة قدل أف تغلق ! العمل يعمل ثم حمل من كرسي العمل إلى سرير الغسل؟ . األبواب

: إذا طلعت الشمس من مغربها، فإف الشمس إذا طلعت من مغربها ورآىا الناس آمنوا لكن اهلل يقوؿ: الحاؿ الثانية [. 419: األنعاـ]{ قدل أو كسدت في إيمانها خيرا ال ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من}

نػهػر ذل الفوز الك } إف بطش رب لشديد * دير إف الذين ءامنوا وعملوا الصػلحػت لهم جنػت تجرى من تحتها اال* ىل أتاؾ حديث الجنود * فػعاؿ لما يريد * ذو العرش المجيد * الغفور الودود وىو * إنو ىو يػددىء ويعيد *

. {محفوظ فى لوح * بل ىو قػرءاف مجيد * واللو من ورآئهم محيط * بل الذين كفروا فى تكذيب * فرعوف وثمود

لما ذكر { إف الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها األنهار ذل الفوز الكدير}: ثم قاؿ تعالىعقاب المجرمين ذكر ثواب المؤمنين، وىذه ىي الطريقة المتدعة فيما يراد بو الترغيب والترىيب، والقرآف الكريم

يذكر فيو عذاب أىل النار ونعيم أىل الجنة، صفات المؤمنين وصفات مثاني، تذكر فيو المعاني المتقابلة، فالكافرين، من أجل أف يكوف اإلنساف سائرا إلى اهلل تعالى بين الخوؼ والرجاء، ويعرؼ نعمة اهلل عليو في اإلسالـ،

اهلل، ومالئكتو، ىم الذين آمنوا ب{ إف الذين آمنوا}. ويعرؼ حكمة اهلل تعالى في وجود ىؤالء الكافرين المجرمينوكتدو، ورسلو، واليـو االخر، والقدر خيره وشره فإف ىذا ىو اإليماف كما فسره الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

، «أف تؤمن باهلل، ومالئكتو، وكتدو، ورسلو، واليـو االخر، والقدر خيره وشره»: حين سألو جدريل عن اإليماف فقاؿفالمراد عملوا األعماؿ الصالحة، واألعماؿ الصالحة ىي التي بنيت على اإلخالص {وعملوا الصالحات}: وأما قولو

هلل، واتداع شريعة اهلل، فمن عمل عمال أشرؾ بو مع اهلل غيره فعملو مردود عليو؛ لقوؿ الندي صلى اهلل عليو وآلو أشرؾ فيو معي غيري تركتو أنا أغنى الشركاء عن الشرؾ من عمل عمال »: وسلم فيما يرويو عن ربو أنو تعالى قاؿ

. «وشركو

وأما المتابعة لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فإف من عمل عمال ليس على شريعة اهلل فإنو باطل مردود، ، وبناء على ذل تكوف عدادة «من عمل عمال ليس عليو أمرنا فهو رد»: لقوؿ الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

ي يعدد اهلل لكن يرائي الناس أي يظهر العدادة ليراه الناس فيمدحوه وىو ال يريد التقرب إلى الناس، يريد المرائي الذالتقرب إلى اهلل لكن يريد أف يمدحو الناس على تقربو إلى اهلل وعدادتو هلل فهذا مراء وعملو مردود أيضا، كذل من

مدحوه على ذكره هلل فهذا أيضا مراء، عملو مردود عليو؛ ألنو تكلم بكالـ قرآف أو ذكر ورفع صوتو ليسمعو الناس فيأشرؾ فيو مع اهلل غيره، أراد أف يمدحو الناس على عدادة اهلل، أما من تعدد للناس فهذا مشرؾ شرؾ أكدر يعني من لة، قاـ يصلي أماـ شخص تعظيما لو، ال هلل، وركع للشخص وسجد للشخص فهذا مشرؾ شركا أكدر مخرج عن الم

وكذل أيضا من ابتدع في دين اهلل ما ليس منو كما لو رتب أذكارا معينة في وقت معين فإف ذل ال يقدل منو، حتى ولو كاف ذكر اهلل لو كاف تسديحا، أو تحميدا، أو تكديرا، أو تهليال ولكنو رتدو على وجو لم ترد بو السنة فإف ذل

مل عمال ليس عليو أمر اهلل ورسولو، فالمهم أف اهلل اشترط مع اإليماف العمل ليس مقدوال عند اهلل عز وجل؛ ألنو عنحن على العقيدة اإلسالمية وعلى كذا، : الصالح، وبهذا نعرؼ أنو ال يندغي لنا أف نركز دائما على العقيدة، ونقوؿ

تذكر أننا على العقيدة وعلى كذا، وال نذكر العمل؛ ألف مجرد العقيدة ال يكفي البد من عمل، فيندغي عندمااإلسالمية يندغي أف تقوؿ ونعمل العمل الصالح؛ ألف اهلل يقرف دائما بين اإليماف المتضمن للعقيدة وبين العمل

الصالح، حتى ال يخلو اإلنساف من عمل صالح، أما مجرد العقيدة فال ينفع لو أف اإلنساف يقوؿ أنا مؤمن باهلل لكن ؟ ولهذا كاف القوؿ الراجح من أقواؿ العلماء أف تارؾ الصالة كافر كفرا مخرج عن الملة ال يعمل فأين اإليماف باهلل

يعني { لهم{ }لهم جنات تجري من تحتها األنهار}. وقد بينا أدلة ذل في رسالة لنا صغيرة، يغني عن إعادتها ىناالجنات التي فيها ما ال عين رأت، وذل بعد الدعث فإنهم يدخلوف ىذه{ جنات تجري من تحتها األنهار}عند اهلل

فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء }: وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشر، ولهذا قاؿ اهلل تعالىأعددت لعدادي الصالحين ما ال عين رأت، »: وقاؿ اهلل في الحديث القدسي[. 47: السجدة]{ بما كانوا يعملوف

ألف فيها من النعيم ما ال يتصوره اإلنساف واهلل تعالى يذكر في . «قلب بشر وال أذف سمعت، وال خطر علىنخل، ورماف، وفاكهة، ولحم طير، وعسل، ولدن، وماء، وخمر، لكن حقائق ىذه األشياء ليست كحقائق ما : الجنات

ا، ولكنها أعظم وأعظم في الدنيا أبدا، ألنها لو كانت حقائقها كحقائق ما في الدنيا لكنا نعلم ما أخفي لنا من ىذبكثير مما تتصوره، فالرماف وإف كنا نعرؼ معنى الرماف، ونعرؼ أنو على شكل معين، وطعم معين، وذو حدات معينة، لكن ليس الرماف الذي في االخرة كهذه فهو أعظم بكثير، ال من جهة الحجم، وال من جهة اللوف، وال من جهة

، أما الحقائق (ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إال األسماء فقط: )نهماالمذاؽ، كما قاؿ ابن عداس رضي اهلل عأي من تحت أشجارىا وقصورىا { من تحتها}: قاؿ العلماء{ تجري من تحتها األنهار}: وقولو. فهي غير معلومة

بناء أخدود، وإال فهي على السطح فوؽ، ثم ىذه األنهار جاء في األحاديث أنها ال تحتاج إلى حفر وال تحتاج إلى

: وفي ىذا يقوؿ ابن القيم في النونية

أنهارىا في غير أخدود جرت سدحاف ممسكها عن الفيضاف

األنهار في المعروؼ عندنا تحتاج إلى حفر، أو إلى أخدود تمنع من تسرب الماء يمينا وشماال، لكن في الجنة ال شاء بدوف حفر، وبدوف إقامة أخدود، واألنهار في تحتاج إلى أخدود، تجري حيث شاء اإلنساف، يعني يوجهها كما

مثل الجنة التي وعد المتقوف }: ىذه االية وفي آيات كثيرة مجملة لكنو فصلت في سورة القتاؿ ػ سورة محمد ػ قاؿ{ فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لدن لم يتغير طعمو وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى

يعني الذي بو { الفوز الكدير}المشار إليو الجنات وما فيها من النعيم { ذل { }ذل الفوز الكدير}[. 41 :محمد]النجاة من كل مرىوب وحصوؿ كل مطلوب؛ ألف الفوز ىو عدارة عن حصوؿ المطلوب وزواؿ المكروه، والجنة

ال المرض، وال السقم، وال الهم، كذل فيها كل مطلوب، وقد زاؿ عنها كل مرىوب، فال يذوقوف فيها الموت، و . وال النصب

اعلموا أف اهلل شديد }: يعني أخذه بالعقاب شديد كما قاؿ تعالى{ بطش{ }إف بطش رب لشديد}: ثم قاؿ تعالىفدطش اهلل يعني انتقامو وأخذه شديد عظيم ولكنو لمن يستحق ذل ، [. 89: المائدة]{ العقاب وأف اهلل غفور رحيم

حق ذل فإف رحمة اهلل تعالى أوسع، ما أكثر ما يعفو اهلل عن الذنوب، ما أكثر ما يستر من العيوب، أما من ال يستما أكثر ما يدفع من النقم، وما أكثر ما يجري من النعم، لكن إذا أخذ الظالم لم يفلتو كما قاؿ الندي عليو الصالة

وكذل أخذ رب إذا أخذ القرى وىي }: لى قولو تعالى، وت«إف اهلل ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلتو»: والسالـأي فيمن يستحق الدطش، أما من ال يستحقو فإف اهلل { بطش رب }: ، وعلى ىذا فنقوؿ{ظالمة إف أخذه أليم شديد

، ويعاملو بالجود، ورحمة اهلل تعالى سدقت غضدو يعني { إنو ىو يددىء ويعيد}تعالى يعاملو بالرحمة، ويعاملو بالكـرفهو الذي بدأ األشياء، وإليو تنتهي { وىو الذي يددأ الخلق ثم يعيده}: األمر إليو ابتداء وإعادة وىذا كقولو تعالى أف

األشياء، األشياء منو وإليو في كل شيء، الخلق من اهلل وإليو، الشرائع من اهلل وإليو، كل األمور من اهلل وإليو، ولهذا كل شيء، ويعيد كل شيء، فكل األمر بيده عز وجل، فاعرؼ { يددأ}فمعناه ولم يذكر ما الذي يددؤه،{ يددأ}قاؿ

وىو الغفور }أيها العدد من أين أنت، وأن ابتدأت من عدـ، واعرؼ منتهاؾ وغايت ، وأف غايت إلى اهلل عز وجل فقط بل ستره يعني ذا المغفرة، والمغفرة ستر الذنب والعفو عنو فليست المغفرة ستر الذنب { الغفور{ }الودود

إف اهلل يخلو بعدده المؤمن يـو القيامة ويقرره بذنوبو حتى »: وعدـ المؤاخذة عليو كما جاء في الحديث الصحيح، ويذكر أف بني إسرائيل كانوا «قد سترتها علي في الدنيا وأنا أغفرىا ل اليـو: يقربها ويعترؼ فيقوؿ اهلل عز وجلكتوبا على باب بيتو فضيحة وعارا، لكننا نحن وهلل الحمد قد ستر اهلل علينا، إذا أذنب الواحد منهم ذندا وجده م

أي الساتر لذنوب عداده { وىو الغفور}: فعلينا أف نتوب إلى اهلل ونستغفره من الذنب فتمحى آثاره، ولهذا قاؿعنى ودود أنو محدوب مأخوذة من الود، والود ىو خالص المحدة فهو جل وعال ودود، وم{ الودود}. المتجاوز عنها

يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينو فسوؼ }: وأنو حاب، فهو يشمل الوجهين جميعا، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىفهو جل وعال واد يحب األعماؿ، ويحب األشخاص، ويحب [. 11: المائدة]{ يأتي اهلل بقـو يحدهم ويحدونو

[. 34: آؿ عمراف]{ قل إف كنتم تحدوف اهلل فاتدعوني يحددكم اهلل}ؤه األمكنة وىو كذل أيضا محدوب يحدو أوليافكلما كاف اإلنساف أتدع لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم كاف أحب إلى اهلل، فهو جل وعال واد وىو أيضا مودود،

اهلل قد أي أنو يحب ويحب، يحب سدحانو وتعالى األعماؿ ويحب العاملين، ويحب األشخاص يعني أف محدة ألعطين الراية غدا رجال يحب اهلل »: تتعلق بشخص معين مثل قوؿ الرسوؿ عليو الصالة والسالـ في يـو خيدر

: فدات الناس ثم غدوا إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم كلهم يرجوا أف يعطاىا فقاؿ« ورسولو، ويحدو اهلل ورسولوفدعا بو فأتى فدصق في عينو فدرأ كأف لم يكن بو وجع في الحاؿ، يشتكي عينيو: ؟ قالوا«أين علي بن أبي طالب»

يحب اهلل : )الشاىد قولو. «انفذ على رسل حتى تنزؿ بساحتهم ثم ادعهم إلى اإلسالـ»: ثم أعطاه الراية وقاؿية صار فهنا أثدت أف اهلل يحب ىذا الرجل بعينو علي بن أبي طالب، ولما بعث على سر ( ورسولو ويحدو اهلل ورسولو

فلما رجعوا إلى الندي صلى اهلل عليو وسلم أخدروه بذل ، { قل ىو اهلل أحد}يقرأ لهم في الصالة ويختم القراءة بػ؟ «سلوه ألي شيء كاف يصنع ذل »: غير معروؼ، فقاؿ{ قل ىو اهلل أحد}ألف عملو ىذا وىو أنو يختم القراءة بػ

، فهنا «أخدروه إف اهلل يحدو»: فقاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم. ىاإنها صفة اهلل وأنا أحب أف أقرأ: فسألوه فقاؿإف { }إف اهلل يحب المتقين}: المحدة علقت بشخص معين يحدو اهلل، وقد تكوف محدة اهلل بمعينين بأوصافهم مثل

ذا ى[. 1: الصف]{ إف اهلل يحب الذين يقاتلوف في سديلو صفا كأنهم بنياف مرصوص{ }اهلل يحب المحسنينأحب الدقاع »ليست في شخص معين لكن في شخص موصوؼ بصفة، كذل يحب اهلل سدحانو وتعالى األماكن

، وأخدر الندي عليو الصالة والسالـ أف مكة أحب الدقاع إلى اهلل ىذه المحدة متعلقة باألماكن «إلى اهلل مساجدىاذو العرش }: ن عظمتو وتماـ سلطانو في قولوثم بي. {وىو الغفور الودود}: فاهلل تعالى يحب ويحب ولهذا قاؿ

أي صاحب العرش، والعرش ىو الذي استوى عليو اهلل عز وجل، وىو أعظم { ذو العرش{ }فعاؿ لما يريد. المجيدالمخلوقات وأكدرىا وأوسعها، وقد جاء في األثر أف السماوات السدع واألراضين السدع بالنسدة إلى الكرسي كحلقة

األرض، وأف فضل العرش على الكرسي كفضل الفالة على ىذه الحلقة، حلقة الدرع صغيرة ألقيت في فالة فيوإف فضل العرش على الكرسي كفضل الفالة على ىذه »ألقيت في فالة من األرض ليست بشيء بالنسدة لها،

. م في أحجامها، إذف ال أحد يقدر سعتو، وإذا كنا نشاىد من المخلوقات المشهودة االف التداين العظي«الحلقةولقد أطلعني رجل على صورة الشمس وصورة األرض، فوجدت أف األرض بالنسدة لهذه الشمس كنقطة غير كديرة

في صحن واسع كدير، وأنها ال تنسب إلى الشمس إطالقا، فإذا كاف ىذا في األشياء المشهودة التي تدرؾ وما أوتيتم من }: اب عنا أعظم مما نشاىد قاؿ اهلل تعالىبالتلسكوب وغيره فما بال باألشياء الغائدة عنا ألف ما غػ

فالحاصل أف العرش ىو سقف المخلوقات كلها، عرش عظيم استوى عليو [. 91: اإلسراء]{ العلم إال قليال فيها قراءتاف { المجيد}: وقولو[. 1: طو]{ الرحمن على العرش استوى}: الرحمن ػ جل وعال ػ كما قاؿ تعالى

فعلى القراءة األولى تكوف وصفا للعرش، وعلى الثانية تكوف وصفا للرب عز وجل، وكالىما ( لمجيد ا)و( المجيد ){ فعاؿ لما يريد}. صحيح فالعرش مجيد، وكذل الرب عز وجل مجيد، ونحن نقوؿ في التشهد إن حميد مجيد

وإذا أراد اهلل }لحكمو، وال راد لقضائو كل ما يريده فإنو يفعلو عز وجل؛ ألنو تاـ السلطاف ال أحد يمانعو، ال معقب فكل ما يريده فإنو يفعلو، لكن ملوؾ الدنيا وإف [. 44: الرعد]{ بقوـ سوءا فال مرد لو وما لهم من دونو من واؿ

عظمت ملكيتهم ال يفعلوف كل ما يريدوف، ما أكثر ما يريدوف ثم يوجد مانع يمنع، أما الرب فهو ذو السلطاف وفي ىذا دليل على أف جميع ما وقع في الكوف فإنو بإرادة اهلل { فعاؿ لما يريد}يرد ما أراده شيء األعظم الذي ال

عز وجل؛ ألف اهلل ىو الذي خلقو فيكوف واقعا بإرادتو، ولكن اهلل ال يريد شيئا إال لحكمة، فكل ما يقع من أفعاؿ بل الذين كفروا في . فرعوف وثمود. يث الجنودىل أتاؾ حد}. اهلل فإنو لحكمة عظيمة قد نعلمها وقد ال نعلمها

يشمل كل من كفر باهلل ورسولو سواء كاف من المشركين، أو من { الذين كفروا{ }واهلل من ورائهم محيط. تكذيب

اليهود، أو النصارى أو غيرىم؛ وذل ألف اليهود والنصارى االف وبعد بعثة الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ليسوا على نفعهم أديانهم ألنو ػ أي الندي صلى اهلل عليو وسلم ػ خاتم األندياء فمن لم يؤمن بو فليس على شيء من دين وال ت

دينو، بل إف من لم يؤمن برسوؿ واحد من الرسل فهو كافر بجميع الرسل، فمثال من لم يؤمن بنوح أنو رسوؿ ولو اليهود أنهم على دين وأنهم يتدعوف التوراة التي جاء آمن بغيره من األندياء فإنو مكذب لغيره من الرسل، فإذا ادعت

أنتم كافروف بموسى كافروف بالتوراة، وإذا ادعت النصارى الذين يسموف أنفسهم اليـو : بها موسى نقوؿ لهمكذبتم أنتم كافروف بعيسى؛ ألنكم كافروف بمحمد عليو الصالة : أنهم مؤمنوف بعيسى قلنا لهم( بالمسيحيين)

عجب أف ىؤالء اليهود والنصارى يكفروف بمحمد عليو الصالة والسالـ مع أنهم يجدونو مكتوبا عندىم والسالـ، والفي التوراة واإلنجيل، يأمرىم بالمعروؼ، وينهاىم عن المنكر، ويحل لهم الطيدات، ويحـر عليهم الخدائث، ويضع

لكن العناد والكدرياء والحسد منعهم أف عنهم إصرىم واألغالؿ التي كانت عليهم، يعرفونو كما يعرفوف أبناءىم،ود كثير من أىل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند }يؤمنوا بمحمد عليو الصالة والسالـ يشمل كل من { بل الذين كفروا}: فالحاصل أف قولو تعالى[. 418: الدقرة]{ أنفسهم من بعد ما تدين لهم الحق

والذي نفس محمد بيده ال يسمع »: ليهود والنصارى، ولهذا قاؿ الندي عليو الصالة والسالـكفر بمحمد حتى من ا، كل «بي من ىذه األمة يعني أمة الدعوة يهودي وال نصراني ثم ال يؤمن بما جئت بو إال كاف من أصحاب النار

واهلل من }ن كل جانب فجعل التكذيب كالظرؼ لهم يعني أنو محيط بهم م{ في تكذيب}الكفار في تكذيب وقاؿ يعني أف اهلل تعالى محيط بهم من كل جانب ال يشذوف عنو ال عن علمو وال سلطانو وال عقابو، { ورائهم محيط

أي ما { بل ىو{ }في لوح محفوظ. بل ىو قرآف مجيد}. ولكنو عز وجل قد يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلتوأي ذو عظمة ومجد، ووصف القرآف بأنو مجيد ال يعني أف { جيدقرآف م}جاء بو الرسوؿ عليو الصالة والسالـ

المجد وصف للقرآف نفسو فقط، بل ىو وصف للقرآف، ولمن تحمل ىذا القرآف فحملو وقاـ بواجدو من تالوتو حق يعني بذل اللوح المحفوظ عند { في لوح محفوظ}: وقولو تعالى. تالوتو، فإنو سيكوف لهم المجد والعزة والرفعة

: الرعد]{ يمحو اهلل ما يشاء ويثدت وعنده أـ الكتاب}: عز وجل الذي ىو أـ الكتاب كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىاهللوىذا اللوح كتب اهلل بو مقادير كل شيء، ومن جملة ما كتب بو أف ىذا القرآف سينزؿ على محمد صلى اهلل [. 38

ينالو أحد، محفوظ عن التغيير والتدديل، والتدديل ال { محفوظ}عليو وسلم فهو في لوح محفوظ، قاؿ العلماء : والتغيير إنما يكوف في الكتب األخرى؛ ألف الكتابة من اهلل عز وجل أنواع

الكتابة في اللوح المحفوظ وىذه الكتابة ال تددؿ وال تغير، ولهذا سماه اهلل لوحا محفوظا، ال يمكن أف : النوع األوؿ . يددؿ أو يغير ما فيو

الكتابة على بني آدـ وىم في بطوف أمهاتهم، ألف اإلنساف في بطن أمو إذا تم لو أربعة أشهر، بعث اهلل إليو : يالثانملكا موكال باألرحاـ، فينفخ فيو الروح بإذف اهلل، ألف الجسد عدارة عن قطعة من لحم إذا نفخت فيو الروح صار

. لو، وشقي أو سعيدبكتب رزقو، وأجلو، وعم: إنسانا، ويؤمر بأربع كلمات

كتابة حولية كل سنة، وىي الكتابة التي تكوف في ليلة القدر، فإف اهلل سدحانو وتعالى يقدر في ىذه : النوع الثالثفيكتب في ىذه [. 1: الدخاف]{ فيها يفرؽ كل أمر حكيم}: الليلة ما يكوف في تل السنة، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

. الليلة ما يكوف في تل السنة

كتابة الصحف التي في أيدي المالئكة، وىذه الكتابة تكوف بعد العمل، والكتابات الثالث السابقة : النوع الرابعكلها قدل العمل، لكن الكتابة األخيرة ىذه تكوف بعد العمل، يكتب على اإلنساف ما يعمل من قوؿ بلسانو، أو فعل

كال }: حفظ بني آدـ أي بحفظ أعمالهم يكتدوف قاؿ اهلل تعالىبجوارحو، أو اعتقاد بقلدو، فإف المالئكة الموكلين بفإذا كاف يـو [. 49ػ 8: االنفطار]{ يعلموف ما تفعلوف. كراما كاتدين. وإف عليكم لحافظين. بل تكذبوف بالدين

كتابا يلقاه وكل إنساف ألزمناه طائره في عنقو ونخرج لو يـو القيامة}: القيامة فإنو يعطى ىذا الكتاب كما قاؿ تعالى: يعني تعطى الكتاب ويقاؿ ل أنت[. 41، 43: اإلسراء]{ اقرأ كتاب كفى بنفس اليـو علي حسيدا . منشورا

لقد أنصف من جعل حسيدا على نفس ، وىذا صحيح أي إنصاؼ : اقرأ وحاسب نفس ، قاؿ بعض السلفبل أكدر إنصاؼ ىو ! ا ىو اإلنصاؼ؟أبلغ من أف يقاؿ للشخص تفضل ىذا ما عملت حاسب نفس ، أليس ىذ

ىذا، فيـو القيامة تعطى ىذا الكتاب منشورا مفتوحا أمام ليس مغلقا، تقرأ ويتدين ل أن عملت في يـو كذا، في { يـو تشهد عليهم ألسنتهم}مكاف كذا، كذا وكذا، فهو شيء مضدوط ال يتغير، وإذا أنكرت فهناؾ من يشهد علي

مشيت، بل : بطشت، تقوؿ الرجل: تقوؿ اليد{ وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملوف}بكذا نطقت : يقوؿ اللسافوقالوا لجلودىم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اهلل الذي أنطق كل شيء }يقوؿ الجلد أيضا، الجلود تشهد بما لمست

ؿ اهلل تعالى أف يتوالنا وإياكم فاألمر ليس باألمر الهين ػ نسأ[. 94: فصلت]{ وىو خلقكم أوؿ مرة وإليو ترجعوفبعفوه ومغفرتو ػ وإلى ىنا ينتهي الكالـ على ىذه السورة العظيمة التي ابتدأىا اهلل تعالى بالقسم بالسماء ذات الدروج

فمن تمس بهذا القرآف العظيم فلو المجد والعزة والكرامة { بل ىو قرآف مجيد في لوح محفوظ}: وأنهاىا بقولوننصح أمتنا اإلسالمية بادئين بأفراد شعوبها أف يتمسكوا بالقرآف العظيم، ونوجو الدعوة على وجو والرفعة، ولهذا

أوكد إلى والة أمورىا أف يتمسكوا بالقرآف العظيم، وأف ال يغرىم الدهرج المزخرؼ الذي يرد من األمم الكافرة التي صالح الخلق، أف يضعوىا موضع التنفيذ، ثم يندذوا تضع القوانين المخالفة للشريعة، المخالفة للعدؿ، المخالفة إل

كتاب اهلل تعالى وسنة رسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وراء ظهورىم، فإف ىذا واهلل سدب التأخر وال أظن أحدا يتصور أف أمة بهذا العدد الهائل تكوف متأخرة ىذا التأخر، وكأنها إمارة في قرية بالنسدة للدوؿ الكافرة، لكن

التمس بهذا القرآف العظيم، وذىدنا نلهث وراء : سدب ذل ال ش معلـو ىو أننا تركنا ما بو عزتنا وكرامتنا وىوأنظمة بائدة فاسدة مخالفة للعدؿ، مدنية على الظلم والجور، فنحن نناشد والة أمور المسلمين جميعا، أناشدىم أف

إلى كتاب اهلل تعالى، وسنة رسولو صلى اهلل عليو وسلم حتى يستتب يتقوا اهلل عز وجل، وأف يرجعوا رجوعا حقيقيا لهم األمن واالستقرار، وتحصل لهم العزة والمجد والرفعة، وتطيعهم شعوبهم، وال يكوف في قلوب شعوبهم عليهم

ألمور يريدوف شيء؛ وذل ألف اإلنساف إذا أصلح ما بينو وبين ربو، أصلح اهلل ما بينو وبين الناس، فإذا كاف والة اأف تذعن لهم الشعوب، وأف يطيعوا اهلل فيهم، فليطيعوا اهلل أوال حتى تطيعهم أممهم، وإال فليس من المعقوؿ أف يعصوا مال المل وىو اهلل عز وجل، ثم يريدوف أف تطيعهم شعوبهم ىذا بعيد جدا، بل كلما بػعد القلب عن اهلل

اهلل قرب الناس منو، فنسأؿ اهلل أف يعيد لهذه األمة اإلسالمية مجدىا بعد الناس عن صاحدو، وكلما قػرب منوكرامتها، وأف يذؿ أعداء المسلمين في كل مكاف، وأف يكدتهم، وأف يردىم على أعقابهم خائدين، إنو على كل شيء

. قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الطارق

{ رحيم بسم اللو الرحمػن ال}

ها حافظ * النجم الثاقب * ومآ أدراؾ ما الطارؽ * والسمآء والطارؽ } فػلينظر اإلنسػن مم * إف كل نػفس لما عليػلى السرآئر * نو على رجعو لقادر إ * يخرج من بػين الصلب والتػرآئب * خلق من مآء دافق * خلق فما لو * يػوـ تػدػ

. {من قػوة وال ناصر

. الدسملة سدق الكالـ عليها

ابتدأاهلل عز وجل ىذه السورة بالقسم، أقسم اهلل تعالى بالسماء والطارؽ وقد يشكل على بعض { والسماء والطارؽ}حانو وتعالى بالمخلوقات مع أف القسم بالمخلوقات شرؾ لقوؿ الندي صلى اهلل عليو الناس كيف يقسم اهلل سد

من كاف حالفا فليحلف باهلل أو »: ، وقاؿ عليو الصالة والسالـ«من حلف بغير اهلل فقد كفر أو أشرؾ»: وسلملوطن، وال بأي شيء من فال يجوز الحلف بغير اهلل ال باألندياء، وال بالمالئكة، وال بالكعدة، وال با. «ليصمت

المخلوقات؟

إف اهلل سدحانو وتعالى لو أف يقسم بما شاء من خلقو، وإقسامو بما يقسم بو : والجواب على ىذا اإلشكاؿ أف نقوؿمن خلقو يدؿ على عظمة اهلل عز وجل، ألف عظم المخلوؽ يدؿ على عظم الخالق، وقد أقسم اهلل تعالى بأشياء

التدياف في أقساـ )سن ما رأيتو تكلم على ىذا الموضوع ابن القيم رحمو اهلل في كتابو كثيرة من خلقو، ومن أحوىو كتاب جيد ينفع طالب العلم كثيرا، فهنا يقسم اهلل تعالى بالسماء، والسماء ىو كل ما عالؾ، فكل ما ( القرآف

أنزؿ من السماء ماء }: تعالىعالؾ فهو سماء، حتى السحاب الذي ينزؿ منو المطر يسمى سماء، كما قاؿ اهلل وإذا كاف يطلق على كل ما عالؾ فإنو يشمل ما بين السماء واألرض ويشمل [. 47: الرعد]{ فسالت أودية بقدرىا

فهو قسم ثاف، أي أف اهلل أقسم بالطارؽ { والطارؽ}: وأما قولو. السماوات كلها ألنها كلها قد علت وىي فوق ىذا ىو { النجم الثاقب}: الذي يطرؽ أىلو ليال بل فسره اهلل عز وجل بقولوفما ىو الطارؽ؟ ليس الطارؽ ىو

: للجنس، ويحتمل أنو النجم الثاقب، أي( اؿ)الطارؽ، والنجم ىنا يحتمل أف يكوف المراد بو جميع النجـو فتكوف اهلل عز وجل الدالة على النجم الالمع، قوي اللمعاف، ألنو يثقب الظالـ بنوره، وأيا كاف فإف ىذه النجـو من آيات

وعالمات }: كماؿ قدرتو، في سيرىا وانتظامها، واختالؼ أشكالها واختالؼ منافعها أيضا، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناىا رجوما للشياطين}: وقاؿ تعالى[. 41: النحل]{ وبالنجم ىم يهتدوف

إف كل }: ثم بين اهلل المقسم عليو بقولو. ء، ورجوما للشياطين، وعالمات يهتدى بهافهي زينة للسما[. 1: المل ]يعني ما كل نفس إال عليها حافظ من ( إال)بمعنى { لما}ىنا نافية يعني ما كل نفس، و{ إف{ }نفس لما عليها حافظ

{ يعلموف ما تفعلوف. اما كاتدينكر . وإف عليكم لحافظين}: اهلل، وبين اهلل سدحانو وتعالى مهمة ىذا الحافظ بقولوىؤالء الحفظة يحفظوف على اإلنساف عملو، ما لو وما عليو، ويجده يـو القيامة كتابا منشورا [. 49ػ 41: االنفطار]

ىؤالء الحفظة يكتدوف ما يقـو بو اإلنساف [. 41: اإلسراء]{ اقرأ كتاب كفى بنفس اليـو علي حسيدا }: يقوؿ لو

قـو بو من فعل، سواء كاف ظاىرا كأقواؿ اللساف، وأعماؿ الجوارح، أو باطنا حتى ما في القلب مما من قوؿ، وما يولقد خلقنا اإلنساف ونعلم ما توسوس بو نفسو ونحن أقرب إليو من }: يعتقده اإلنساف فإنو يكتب عليو لقولو تعالى

ػ 41ؽ ]{ يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيدما . إذ يتلقى المتلقياف عن اليمن وعن الشماؿ قعيد. حدل الوريدلو معقدات من بين يديو ومن }: ىذا الحافظ يحفظ عمل بني آدـ، وىناؾ حفظة آخروف ذكرىم اهلل في قولو[. 49

ىنا لألمر، والمراد بالنظر ىنا نظر ( الالـ){ فلينظر اإلنساف مما خلق}[. 44: الرعد]{ خلفو يحفظونو من أمر اهللالنظر بالدصيرة، يعني ليفكر اإلنساف مما خلق؟ ىل خلق من حديد؟ ىل خلق من فوالذ؟ ىل خلق من االعتدار وىو

وىو ماء الرجل، ووصفو اهلل تعالى في { خلق من ماء دافق}أنو : شيء قاس قوي؟ والجواب على ىذه التساؤالتاهلل تعالى في آية أخرى أنو نطفة آيات أخرى بأنو ماء مهين ضعيف السيالف ليس كالماء العادي المنطلق، ووصفو

أي قليل من الماء، ىذا الذي خلق منو اإلنساف، والعجب أف يخلق اإلنساف من ىذا الماء المهين، ثم يكوف قلدو يخرج من بين }أقسى من الحجارة ػ والعياذ باهلل ػ إال من أالف اهلل قلدو لدين اهلل، ثم بين أف ىذا الماء الدافق

من بين صلب الرجل وترائدو أعلى صدره، وىذا يدؿ على عمق مخرج ىذا الماء، وأنو يخرج من { الصلب والترائب. ترائب المرأة{ والترائب}أي صلب الرجل { يخرج من بين الصلب}: مكاف مكين في الجسد، وقاؿ بعض العلماء

رجل، ألف اهلل تعالى ولكن ىذا خالؼ ظاىر اللفظ، والصواب أف الذي يخرج من بين الصلب والترائب ىو ماء الأي على رجع اإلنساف { على رجعو}. أي اهلل عز وجل{ إنو{ }إنو على رجعو لقادر}: ثم قاؿ تعالى. وصفو بذل

فالذي قدر على أف يخلق اإلنساف من ىذا الماء الدافق { يـو تدلى السرائر}وذل يـو القيامة لقولو { لقادر}وىذا من باب االستدالؿ بالمحسوس على المنظور المترقب، وىو قياس المهين، قادر على أف يعيده يـو القيامة،

عقلي، فإف اإلنساف بعقلو يقوؿ إذا كاف اهلل قادرا على أف يخلق اإلنساف من ىذا الماء المهين ويحييو قادر على أف اهلل عز وجل بالمددأ ولهذا يستدؿ [. 97: الرـو]{ وىو الذي يددأ الخلق ثم يعيده وىو أىوف عليو}يعيده مرة ثانية

{ يـو تدلى السرائر}: على المعاد ألنو قياس جلي واضح، ينتقل العقل من ىذا إلى ىذا بسرعة وبدوف كلفة، وقولوأي تختدر السرائر، وىي القلوب، فإف الحساب يـو القيامة على ما في القلوب، والحساب في الدنيا على ما في

عليو وعلى آلو وسلم المنافقين معاملة المسلمين حيث كاف يستأذف في قتلهم الجوارح، ولهذا عامل الندي صلى اهلل ، فكاف ال يقتلهم وىو يعلم أف فالنا منافق، وفالنا منافق، لكن «ال يتحدث الناس أف محمدا يقتل أصحابو»: فيقوؿ

أفال يعلم إذا }: وىذا كقولوأي تختدر { يـو تدلى السرائر}العمل في الدنيا على الظاىر ويـو القيامة على الداطن ولهذا يجب علينا العناية بعمل القلب أكثر من [. 41، 8: العاديات]{ وحصل ما في الصدور. بعثر ما في القدور

العناية بعمل الجوارح، عمل الجوارح عالمة ظاىرة، لكن عمل القلب ىو الذي عليو المدار، ولهذا أخدر الندي عليو يحقر أحدكم صالتو مع صالتهم، وصيامو مع صيامهم ػ »: يخاطب الصحابة يقوؿ الصالة والسالـ عن الخوارج

يعني أنهم يجتهدوف في األعماؿ الظاىرة لكن قلوبهم خالية والعياذ باهلل ػ ال يتجاوز اإلسالـ حناجرىم، يمرقوف من ، واهلل ما سدقهم أ: )، قاؿ الحسن الدصري رحمو اهلل«اإلسالـ كما يمرؽ السهم من الرمية بو بكر بصالة وال صـو

واإليماف إذا وقر في القلب حمل اإلنساف على العمل، لكن العمل ( وإنما سدقهم بما وقر في قلدو من اإليمافالظاىر قد ال يحمل اإلنساف على إصالح قلدو، فعلينا أف نعتني بقلوبنا وأعمالها، وعقائدىا، واتجاىاتها، وإصالحها

دع، والحقد والدغضاء، وكراىة ما أنزؿ اهلل على رسولو وكراىة الصحابة رضي اهلل وتخليصها من شوائب الشرؾ والد . عنهم، وغير ذل مما يجب تنزيو القلب عنو

وىي القوة الخارجية، ىو { وال ناصر}يعني يـو القيامة ما لإلنساف من قوة ذاتية { فما لو من قوة}: ثم قاؿ تعالىفإذا نفخ في الصور فال }: ال أحد يستطيع أف يدافع عنو، قاؿ اهلل تعالىبنفسو ال يستطيع أف يدافع عن نفسو، و

في الدنيا يتساءلوف، يسأؿ بعضهم بعضا، ويحتمي بعضهم [. 414: المؤمنوف]{ أنساب بينهم يومئذ وال يتساءلوف . بدعض، لكن يـو القيامة ال أنساب يعني ال قرابة، ال تنفع القرابة وال يتساءلوف

رض ذات الصدع * ذات الرجع والسمآء } وأكيد * إنػهم يكيدوف كيدا * وما ىو بالهزؿ * إنو لقوؿ فصل * واال . {فمهل الكػفرين أمهلهم رويدا * كيدا

فما لو من قوة وال . يـو تدلى السرائر}إلى قولو ... هإلى آخر { والسماء والطارؽ}بعد أف ذكر اهلل تعالى اإلقساـ ىذا ىو القسم الثاني للسماء، والقسم األوؿ ما { واألرض ذات الصدع. والسماء ذات الرجع}: قاؿ تعالى{ ناصر

والسماء }: ىنا قاؿ{ النجم الثاقب. وما أدراؾ ما الطارؽ. والسماء والطارؽ}: كاف في أوؿ السورة، فهناؾ قاؿوالمناسدة بين القسمين ػ واهلل أعلم ػ أف األوؿ فيو إشارة إلى { إنو لقوؿ فصل. واألرض ذات الصدع. لرجعذات ا

الطارؽ الذي ىو النجم، والنجم ترمى بو الشياطين الذين يسترقوف السمع، وفي رمي الشياطين بذل حفظ لكتاب قوؿ فصل، فأقسم على أف القرآف قوؿ فصل، اهلل عز وجل، أما ىنا فأقسم بالسماء ذات الرجع أف ىذا القرآف

فصار القسم األوؿ مناسدتو أف فيو اإلشارة إلى ما يحفظ بو ىذا القرآف حاؿ إنزالو، وفي القسم الثاني اإلشارة إلى الرجع ىو المطر، يسمى رجعا ألنو يرجع ويتكرر، ومعلـو أف { والسماء ذات الرجع}: أف القرآف حياة، يعني يقاؿ

الصدع ىو االنشقاؽ يعني الشتقق بخروج الندات منو، فأقسم { واألرض ذات الصدع}. حياة األرض المطر بوبالمطر الذي ىو سدب خروج الندات، وبالتشقق الذي يخرج منو الندات، وكلو إشارة إلى حياة األرض بعد موتها،

: الشورى]{ حينا إلي روحا من أمرناوكذل أو }: والقرآف بو حياة القلوب بعد موتها، كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى . فسمى اهلل القرآف روحا ألنو تحيى بو القلوب[. 19

أي ذات االنشقاؽ لخروج الندات { واألرض ذات الصدع}. أي ذات المطر{ والسماء ذات الرجع}: يقوؿ عز وجلعز وجل، فهو الذي تكلم بو وصفو اهلل تعالى بأنو قوؿ فصل، وىو قوؿ اهلل { لقوؿ فصل}أي القرآف { إنو}. منها

وألقاه إلى جدريل عليو الصالة والسالـ، ثم نزؿ بو جدريل على قلب الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وقد إنو لقوؿ رسوؿ }: أضاؼ اهلل القرآف قوال إلى جدريل، وإلى محمد عليهما الصالة والسالـ، فقاؿ تعالى في األوؿ

وقاؿ في الثاني إضافتو إلى الرسوؿ [. 94ػ 48: التكوير]{ مطاع ثم أمين. كينذي قوة عند ذي العرش م. كريم[. 14، 11: الحاقة]{ وما ىو بقوؿ شاعر قليال ما تؤمنوف. إنو لقوؿ رسوؿ كريم}: صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

صلى اهلل عليو وعلى آلو ففي األوؿ أضاؼ القوؿ إلى جدريل عليو الصالة والسالـ، ألنو بلغو عن اهلل إلى محمد وسلم، وفي الثاني أضافو إلى محمد صلى اهلل عليو وسلم ألنو بلغو إلى الناس، وإال فإف الذي قالو ابتداء ىو اهلل

فصل يفصل بين الحق والداطل، وبين المتقين والظالمين، بل إنو فصل أي قاطع { إنو لقوؿ فصل}. سدحانو وتعالىا نجد المسلمين لما كانوا يجاىدوف الكفار بالقرآف نجدىم غلدوا الكفار، وقطعوا لكل من ناوأه وعاداه، ولهذ

دابرىم، وقضي بينهم، فلما أعرضوا عن القرآف ىزموا وأذلوا بقدر بعدىم عن القرآف، وكلما أبعد اإلنساف عن كتاب أي ما ىو باللعب { ىو بالهزؿ وما}. اهلل ابتعدت عنو العزة، وابتعد عنو النصر حتى يرجع إلى كتاب اهلل عز وجل

والعدث واللغو، بل ىو حق، كلماتو كلها حق، أخداره صدؽ، وأحكامو عدؿ، وتالوتو أجر، لو تاله اإلنساف كل أوانو

لم يمل منو، وإذا تاله بتدبر وتفكر فتح اهلل عليو من المعاني ما لم يكن عنده من قدل، وىذا شيء مشاىد، اقرأ رأتو وتدبرتو حصل ل من معانيو ما لم يكن يحصل ل من قدل، كل ىذا ألنو فصل وليس القرآف وتدبره، كلما ق

إنهم }: ثم قاؿ تعالى. بالهزؿ، لكن الكالـ اللغو من كالـ الناس كلما كررتو مججتو وكرىتو ومللتو أما كتاب اهلل فالأي كيدا { يكيدوف كيدا }و وسلم يعني الكفار المكذبين للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آل{ إنهم{ }يكيدوف كيدا

عظيما، يكيدوف للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، ويكيدوف لمن اتدعو، وانظر ماذا كانوا يفعلوف بالمؤمنين أياـ كانوا في مكة من التعذيب والتوبيخ والتشريد، ىاجر المسلموف مرتين إلى الحدشة، ثم ىاجروا إلى المدينة كل ذل فرارا

ء المجرمين، الذين آذوىم بكل كيد، وأعظم ما فعلوه بالندي عليو الصالة والسالـ حين الهجرة بدينهم من ىؤالحيث اجتمع رؤساؤىم وأشرافهم يتشاوروف ماذا يفعلوف بمحمد؟ فكلما ذكروا رأيا نقضوه، قالوا ىذا ال يصلح،

إني أرى أف تختاروا عشرة شداف : همحتى أشار إليهم فيما ذكره أىل التاريخ الشيطاف الذي جاء بصورة رجل وقاؿ لمن قدائل متفرقة، وتعطوا كل واحد منهم سيفا حتى يقتلوا محمدا قتلة رجل واحد، فإذا فعلوا ذل تفرؽ دمو في

وىذا ىو الذي يريدوف، . القدائل، فلم تستطع بنو ىاشم أف تقتص من القدائل كلها فيرضخوف إلى أخذ الديةستحسنوا ىذا الرأي، وفعال جلس الشداف العشرة ينتظروف خروج الندي صلى اهلل عليو فأجمعوا على ىذا الرأي وا

وعلى آلو وسلم ليقتلوه، ولكن الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم خرج من الداب وىم جلوس ولم يشاىدوه، لنا من بين أيديهم سدا ومن وجع}: وذكر التاريخ أنو جعل يذر التراب على رؤوسهم إذالال لهم، ويقرأ قوؿ اهلل تعالى

وال تتعجب كيف خرج الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم [. 8: يس]{ خلفهم سدا فأغشيناىم فهم ال يدصروفمن بينهم ولم يشاىدوه، ال تعجب من ىذا، فها ىم قريش حين اختدأ الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في الغار

اختدأ في الغار ثالثة أياـ ليخف عنو الطلب؛ ألف قريش صارت تطلدو، وجعلت لمن لما خرج من مكة يريد المدينةجاء بو مئة بعير، ولمن جاء بو مع أبي بكر مئتي بعير، وىذه جائزة كديرة، فوقفوا على الغار الذي فيو الندي صلى اهلل

ؼ يرى، ولكنهم لم يروا الندي صلى عليو وآلو وسلم وأبو بكر، وكلنا يعلم أف الغار المفتوح إذا كاف فيو أحد فسو : فقاؿ. يا رسوؿ اهلل لو نظر أحدىم إلى قدمو ألبصرنا: اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وال أبا بكر رضي اهلل عنو، فقاؿ

ىؤالء القـو الذين وقفوا على الغار ليس . فاطمأف أبو بكر. «ال تحزف إف اهلل معنا، ما ظن باثنين اهلل ثالثهما»في السمع، وال قصور في الدصر، وال قصور في الذكاء، ولكن أعمى اهلل أبصارىم عن الندي صلى اهلل عندىم قصور

عليو وعلى آلو وسلم وصاحدو، فال تعجدوا أف خرج من بين ىؤالء الشداف العشرة كما قاؿ أىل التاريخ، وجعل يذر وقاؿ اهلل . {سدا فأغشيناىم فهم ال يدصروفوجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم }: التراب على رؤوسهم ويقوؿأو يقتلوؾ أو يخرجوؾ ويمكروف }يعني يحدسوؾ { وإذ يمكر ب الذين كفروا ليثدتوؾ}: تعالى في سورة األنفاؿ

فمهل }: ثم قاؿ عز وجل{ إنهم يكيدوف كيدا وأكيد كيدا }[. 31: األنفاؿ]{ ويمكر اهلل واهلل خير الماكرينأي قليال، { رويدا }مهل وأمهل معناىما واحد يعني انتظر بمهلة وال تنتظر بمهلة طويلة، { ويدا الكافرين أمهلهم ر

وفي ىذه االية تهديد لقريش، وتسلية للرسوؿ صلى اهلل عليو . ورويدا تصغير رود أو إرواد، والمراد بو الشيء القليلوجل، خرج الندي عليو الصالة والسالـ مهاجرا وحصل األمر كما أخدر اهلل عز. وعلى آلو وسلم، ووعد لو بالنصر

منهم، وحصل بينو وبينهم حروب، وفي السنة الثانية من الهجرة قتل من صناديد قريش وكدرائهم وزعمائهم نحو أربعة وعشرين رجال، منهم قائدىم أبو جهل، وبعد ثماني سنوات بل أقل من ثماني سنوات دخل الندي صلى اهلل

وىو ممس بعضادتي باب الكعدة كما جاء في التاريخ فاتحا منصورا ظافرا، حتى إنو قاؿ عليو وسلم مكةما تروف أني فاعل »؟ ألف أمرىم أصدح بيده عليو الصالة والسالـ، «ما تروف أني فاعل بكم»: وقريش تحتو قاؿ لهم

ال تثريب عليكم اليـو يغفر }: وسف ألخوتوإني أقوؿ لكم كما قاؿ ي»: فقاؿ. أخ كريم، وابن أخ كريم: ؟ قالوا«بكم، وإنما من عليهم ىذه المنة عليو الصالة «اذىدوا فأنتم الطلقاء[. 89: يوسف]{ اهلل لكم وىو أرحم الراحمين

[. 39: األنفاؿ]{ قل للذين كفروا إف ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}: والسالـ ألنهم أسلموا، وقد قاؿ اهلل تعالى

الى أف يجعلنا ممن يتلوف كتاب اهلل حق تالوتو، وأف ينفعنا بو، وأف يجعلو شفيعا لنا يـو القيامة، إنو على نسأؿ اهلل تع . كل شيء قدير، وصلى اهلل وسلم على ندينا محمد وعلى آلو وأصحابو أجمعين

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين األعلى

{ يم بسم اللو الرحمػن الرح }

على } * فجعلو غثآء أحوى * والذى أخرج المرعى * والذى قدر فػهدى * الذى خلق فسوى * سدح اسم رب اال* فذكر إف نػفعت الذكرى * نػيسرؾ لليسرى و * إال ما شآء اللو إنو يػعلم الجهر وما يخفى * سنػقرئ فال تنسى شقى * سيذكر من يخشى رى * ويػتجندػها اال . {ثم ال يموت فيها وال يحيا* الذى يصلى النار الكدػ

ليست من الفاتحة وال من الدقرة، وال من آؿ عمراف، الدسملة سدق الكالـ عليها، وإنها آية من كتاب اهلل مستقلة (. براءة)وال من أي سورة من القرآف، لكنها آية مستقلة تنزؿ في ابتداء كل سورة سوى سورة

الخطاب ىنا للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، والخطاب الموجو للرسوؿ في { سدح اسم رب األعلى} :القرآف الكريم على ثالثة أقساـ

. أف يقـو الدليل على أنو خاص بو فيختص بو: القسم األوؿ

. أف يقـو الدليل على أنو عاـ فيعم: القسم الثاني

. أف ال يدؿ دليل على ىذا وال على ىذا، فيكوف خاصا بو لفظا، عاما لو ولألمة حكما : القسم الثالث

ومثالو أيضا قولو [. 9، 4: الشرح]{ نا عن وزرؾووضع. ألم نشرح ل صدرؾ}: قولو تدارؾ وتعالى: مثاؿ األوؿفإف ىذا من المعلـو أنو خاص بالندي صلى اهلل عليو وعلى آلو [. 78: النساء]{ وأرسلناؾ للناس رسوال }: تعالى . وسلم

إذا يا أيها الندي}: قولو تعالى: ومثاؿ الثاني الموجو للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، وفيو قرينة تدؿ على العمـويا أيها }: فوجو الخطاب أوال للرسوؿ عليو الصالة والسالـ قاؿ[. 4: الطالؽ]{ طلقتم النساء فطلقوىن لعدتهن

( يا أيها الندي إذا طلقت: )، ولم يقل{يا أيها الندي إذا طلقتم}: قاؿ« يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم»ولم يقل { الندي

. ا على أف الخطاب الموجو للرسوؿ عليو الصالة والسالـ موجو لو ولألمةفدؿ ىذ{ يا أيها الندي إذا طلقتم}: قاؿ

فهي كثيرة جدا يوجو اهلل الخطاب للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، والمراد الخطاب لو لفظا : وأما أمثلة الثالث . وللعمـو حكما

ا ال يليق بجاللو وعظمتو، فإف يعني نزه اهلل عن كل م{ سدح{ }سدح اسم رب األعلى}: ىنا يقوؿ اهلل عز وجلسدحاف اهلل، يعني أنني أنزه اهلل عن كل سوء، عن كل عيب، عن كل نقص، ولهذا : التسديح يعني التنزيو، إذا قلتالحياة : من صفات اهلل تعالى: وأضرب أمثلة. ألنو منزه عن كل عيب( السالـ، القدوس)كاف من أسماء اهلل تعالى : وثانيا . ألنها مسدوقة بالعدـ فاإلنساف ليس أزليا : وجوه، وحياة المخلوؽ فيها نقص، أوال ليس فيها نقص بوجو من ال

[. 91: الرحمن]{ كل من عليها فاف}أنها ملحوقة بالفناء

سمع اهلل عز وجل ليس فيو نقص يسمع كل شيء، حتى إف المرأة التي جاءت تشتكي إلى الندي صلى : مثاؿ آخرذكر اهلل تعالى قصتها في سورة المجادلة، كانت تحدث الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم اهلل عليو وسلم والتي

قد سمع اهلل قوؿ التي تجادل في }: وعائشة في الحجرة يخفى عليها بعض حديثها، واهلل تعالى يقوؿ في كتابو، إف المرأة المجادلة لتشتكي (الحمد هلل الذي وسع سمعو األصوات: )ولهذا قالت عائشة[. 4: المجادلة]{ زوجها

نزه اهلل عن كل عيب { سدح}إذف معنى . إلى الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وإنو ليخفى علي بعض حديثهايعني مسمى رب ؛ ألف التسديح { اسم رب }إف قولو : قاؿ بعض المفسرين{ اسم رب األعلى}: وقولو. ونقص

سدح رب ذاكرا اسمو، يعني ال تسدحو بالقلب فقط بل سدحو : أف معناىاليس لالسم بل هلل نفسو، ولكن الصحيح : الواقعة]{ فسدح باسم رب العظيم}: بالقلب واللساف، وذل بذكر اسمو تعالى، ويدؿ لهذا المعنى قولو تعالى

يكوف يعني سدح تسديحا مقرونا باسم، وذل ألف تسديح اهلل تعالى قد يكوف بالقلب، بالعقيدة، وقد[. 81الرب معناه { رب }وقولو . باللساف، وقد يكوف بهما جميعا، والمقصود أف يسدح بهما جميعا بقلدو الفظا بلسانو

الخالق المال المدبر لجميع األمور، فاهلل تعالى ىو الخالق، وىو المال ، وىو المدبر لجميع األمور، والمشركوف ولئن سألتهم من خلقهم }[. 91: لقماف]{ األرض ليقولن اهللولئن سألتهم من خلق السماوات و }يقروف بذل أمن يمل السمع واألبصار ومن يخرج }وأخدر اهلل سدحانو وتعالى أنهم إذا سئلوا [. 97: الزخرؼ]{ ليقولن اهلل

فهم يقروف بأف اهلل لو [. 34: يونس]{ الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر األمر فسيقولوف اهللل ، ولو التدبير، ولو الخلق، لكن يعددوف معو غيره، وىذا من الجهل، كيف تقر بأف اهلل وحده ىو الخالق، الم

إذف معنى الرب ىو الخالق، المال ، المدبر لجميع األمور، وكل !! المال ، المدبر لألمور كلها وتعدد معو غيرهيا أيها الناس اعددوا ربكم الذي خلقكم }: يات الكثيرةإنساف يقر بذل يلزمو أف ال يعدد إال اهلل، كما تدؿ عليو اال

من العلو، { األعلى}. يعني ال تعددوف غيره{ اعددوا ربكم الذي خلقكم}: قاؿ[. 94: الدقرة]{ والذين من قدلكم: فإف أكمل الصفات هلل عز وجل، قاؿ تعالى: علو صفة، وعلو ذات، أما علو الصفة: وعلو اهلل عز وجل نوعاف

[. 11: النحل]{ المثل األعلىوهلل }

يا اهلل أين يتجو؟ يتجو إلى : فهو أف اهلل تعالى فوؽ عداده مستو على عرشو، واإلنساف إذا قاؿ: وأما علو الذاتإذا قرأتها فاستشعر بنفس أف { األعلى}إذف . السماء إلى فوؽ، فاهلل جل وعال فوؽ كل شيء مستو على عرشو

سدحاف ربي األعلى، يتذكر بسفولو ىو، ألنو ىو : ، ولهذا كاف اإلنساف إذا سجد يقوؿاهلل عاؿ بصفاتو، وعاؿ بذاتواالف نزؿ، فأشرؼ ما في اإلنساف وأعلى ما في اإلنساف ىو وجهو ومع ذل يجعلو في األرض التي تداس باألقداـ،

ني نزلت أنا أسفل كل سدحاف ربي األعلى، يعني أنزه ربي الذي ىو فوؽ كل شيء، أل: فكاف من الحكمة أف تقوؿسدحاف ربي األعلى، أف رب تعالى فوؽ كل : شيء، فتسدح اهلل األعلى بصفاتو، واألعلى بذاتو، وتشعر عندما تقوؿ

يعني أوجد من العدـ، كل { خلق{ }الذي خلق فسوى}: ثم قاؿ. شيء، وأنو أكمل كل شيء في الصفاتيا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا لو إف الذين تدعوف من }: الىالمخلوقات أوجدىا اهلل عز وجل، قاؿ اهلل تدارؾ وتع

وىو مثل [. 93: الحج]{ دوف اهلل لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا لو وإف يسلدهم الذباب شيئا ال يستنقذوه منود من دوف عظيم، كل الذين تدعوف من دوف اهلل لن يخلقوا ذبابا، ولو اجتمعوا لو، لو يجتمع جميع االلهة التي تعد

اهلل وجميع السالطين وجميع الرؤساء وجميع المهندسين على أف يخلقوا ذبابا واحدا ما استطاعوا إلى ذل سديال، ونحن في ىذا العصر وقد تقدمت الصناعة ىذا التقدـ الهائل لو اجتمع كل ىؤالء الخلق أف يخلقوا ذبابا ما

يا آليا ما يستطيعوف أف يخلقوا ذبابة، ىذا االدمي االلي ما ىو إال صنعوا آدم: استطاعوا، حتى لو أنهم كما يقولوفاالالت تتحرؾ فقط، لكن ال تجوع، وال تعطش، وال تحتر، وال تدرد، وال تتحرؾ إال بتحري ، الذباب ال يمكن أف

عيسى عند اهلل إف مثل}يخلقو كل من سوى اهلل، فاهلل سدحانو وتعالى وحده ىو الخالق وبماذا يخلق؟ بكلمة واحدة إنما أمره إذا أراد شيئا أف يقوؿ لو كن }[. 18: آؿ عمراف]{ كمثل آدـ خلقو من تراب ثم قاؿ لو كن فيكوف

كلمة واحدة، الخالئق كلها تموت وتفنى وتأكلها األرض، وتأكلها السداع، وتحرقها النيراف، [. 99: يس]{ فيكوف: النازعات]{ فإنما ىي زجرة واحدة فإذا ىم بالساىرة}. أخرجي فتخرج وإذا كاف يـو القيامة زجرىا اهلل زجرة واحدة

كل العالم من إنس وجن، [. 13: يس]{ إف كانت إال صيحة واحدة فإذا ىم جميع لدينا محضروف}[. 43إذف فاهلل عز وجل وحده ىو الخالق وال أحد يخلق . ووحوش وحشرات وغيرىا كلها يـو القيامة تحشر بكلمة واحدة

يعني سوى ما خلقو على { فسوى}وقولو . والخلق ال يعسره وال يعجزه وىو سهل عليو ويكوف بكلمة واحدة معو،الذي خلق فسواؾ }: أحسن صورة، وعلى الصورة المتناسدة، اإلنساف مثال قاؿ اهلل تعالى في سورة االنفطار

ال [. 1: التين]{ اف في أحسن تقويملقد خلقنا اإلنس}[. 9، 7: االنفطار]{ في أي صورة ما شاء ركد . فعدل يوجد في الخالئق شيء أحسن من خلقة اإلنساف، رأسو فوؽ، وقلدو في الصدر، وعلى ىيئة تامة، ولهذا أوؿ من

كل شيء يسوى على الوجو الذي يكوف الئقا { الذي خلق فسوى}ىو تسوية اإلنساف { فسوى}: يدخل في قولو[. 9: الفرقاف]{ وخلق كل شيء فقدره تقديرا }: ز وجل كما قاؿ تعالىقدر كل شيء ع{ والذي قدر فهدى}. بو

قدره في حالو، وفي مآلو، وفي ذاتو، وفي صفاتو، كل شيء لو قدر محدود، فاالجاؿ محدودة، واألحواؿ محدودة، { فهدى}: وقولو. {وخلق كل شيء فقدره تقديرا }: واألجساـ محدودة، وكل شيء مقدر تقديرا كما قاؿ تعالى: أف اهلل ىدى كل شيء لما خلق لو، قاؿ فرعوف لموسى: يشمل الهداية الشرعية، والهداية الكونية، الهداية الكونية

تجد كل مخلوؽ قد ىداه [. 11، 18: طو]{ قاؿ ربنا الذي أعطى كل شيء خلقو ثم ىدى. فمن ربكما يا موسى}راد أف يرضع يهديو اهلل عز وجل إلى ىذا الثدي يرتضع اهلل تعالى لما يحتاج إليو، فالطفل إذا خرج من بطن أمو وأ

منو، وانظر إلى أدنى الحشرات النمل مثال ال تصنع بيوتها إال في مكاف مرتفع على ربوة من األرض تخشى من السيوؿ تدخل بيوتها فتفسدىا، وإذا جاء المطر وكاف في جحورىا، أو في بيوتها طعاـ من الحدوب تخرج بو إذا

مس تنشره لئال يعفن، وىي قدل أف تدخره تأكل أطراؼ الحدة لئال تندت فتفسد عليهم، ىذا الشيء طلعت الشأنو ىدى كل مخلوؽ لما يحتاج : مشاىد مجرب من الذي ىداىا لذل ؟ إنو اهلل عز وجل، وىذه ىداية كونية أي

. إليو

اهلل عز وجل حتى الكفار قد ىداىم اهلل يعني أما الهداية الشرعية ػ وىي األىم بالنسدة لدني آدـ ػ فهي أيضا بينهاوالهداية الشرعية [. 47: فصلت]{ وأما ثمود فهديناىم فاستحدوا العمى على الهدى}: بيػن لهم، قاؿ اهلل تعالى

وإنما أخدرنا اهلل بذل [. 11: الذاريات]{ وما خلقت الجن واإلنس إال ليعددوف}ىي المقصود من حياة بني آدـ جأ إليو في جميع أمورنا، إذا علمنا أنو ىو الخالق بعد العدـ وأصابنا المرض نلجأ إلى اهلل ألف الذي ألجل أف نل

خلق وأوجدؾ من العدـ قادر على أف يصحح بدن ، إذا الجأ إلى رب ، اعتمد عليو، وال حرج أف تتناوؿ ما أباح و اهلل عز وجل، وإذا شفيت بهذا السدب ل من الدواء، لكن مع اعتقاد أف ىذا الدواء سدب من األسداب جعل

فالذي شفاؾ ىو اهلل عز وجل، ىو الذي جعل ىذا الدواء سددا لشفائ ، ولو شاء لجعل ىذا الدواء سددا لهالك ، فإذا علمنا أف اهلل ىو الخالق فنحن نلجأ في أمورنا كلها إلى اهلل عز وجل، إذا علمنا أنو ىو الهادي فإننا نستهدي

إال ما شاء اهلل إنو يعلم . سنقرئ فال تنسى}. شريعتو حتى نصل إلى ما أعد لنا ربنا عز وجل من الكرامةبهدايتو، بىذا وعد من اهلل سدحانو وتعالى لرسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أنو يقرئو القرآف وال ينساه { الجهر وما يخفى

ال تحرؾ بو }: اء جدريل يلقي عليو الوحي فقاؿ اهلل لوالرسوؿ، وكاف الرسوؿ عليو الصالة والسالـ يتعجل إذا جفصار [. 48ػ 41: القيامة]{ ثم إف علينا بيانو. فإذا قرأناه فاتدع قرآنو. إف علينا جمعو وقرآنو. لسان لتعجل بو

فال سنقرئ}: الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم ينصت حتى ينتهي جدريل من قراءة الوحي ثم يقرأه، وىنا يقوؿ: الرعد]{ يمحو اهلل ما يشاء ويثدت}يعني إال ما شاء أف تنساه فإف األمر بيده عز وجل { إال ما شاء اهلل. تنسىألم تعلم أف اهلل لو . ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أف اهلل على كل شيء قدير}[. 38

وربما نسي الندي صلى [. 417، 411: الدقرة]{ من ولي وال نصير مل السماوات واألرض وما لكم من دوف اهللإنو يعلم }: اهلل عليو وآلو وسلم آية من كتاب اهلل ولكنو سرعاف ما يذكرىا عليو الصالة والسالـ، وقولو تعالى

أي ما يكوف { وما يخفى}. ما يجهر بو اإلنساف ويتكلم بو مسموعا : أي أف اهلل تعالى يعلم الجهر، والجهر{ الجهرفهو يعلم [. 41: ؽ]{ ولقد خلقنا اإلنساف ونعلم ما توسوس بو نفسو}: خفيا ال يظهر فإف اهلل يعلمو كما قاؿ تعالى

وىذا أيضا وعد من اهلل عز وجل لرسولو عليو الصالة { ونيسرؾ لليسرى}. عز وجل الجهر ويعلم أيضا ما يخفىوف أموره ميسرة، والسيما في طاعة اهلل عز وجل، ولما أخدر الندي عليو والسالـ أف ييسره لليسرى، واليسرى أف تك

الصالة والسالـ أنو ما من أحد من الناس إال وقد كتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار، كل بني آدـ مكتوب هلل أفال ندع العمل يا رسوؿ ا: )مقعده من الجنة إف كاف من أىل الجنة، ومقعده من النار إف كاف من أىل النار، قالوا

فأىل السعادة ييسروف لعمل أىل السعادة، « اعملوا فكل ميسر لما خلق لو. ال»: ونتكل ػ يعني على ما كتب ػ قاؿفأما من أعطى واتقى وصدؽ بالحسنى فسنيسرة }: وأىل الشقاوة ييسروف لعمل أىل الشقاوة، ثم قرأ قولو تعالى

وىذا . ىذا مكتوب علي: تج بالقدر على معاصي اهلل فيعصي اهلل ويقوؿوىذا الحديث يقطع حجة من يح{ لليسرىىل أحد يحجزؾ عن العمل « اعملوا فكل ميسر لما خلق لو»: ليس بحجة؛ ألف الرسوؿ عليو الصالة والسالـ قاؿ

أجدرؾ على ىل أحد يجدرؾ على المعصية لو لم تردىا؟ أبدا ال أحد، ولهذا لو أف أحدا . الصالح لو أردتو؟ أبدا المعصية وأكرى عليها لم يكن علي إثم، وال يترتب على فعل لها ما يترتب على فعل المختار لها، حتى إف

من كفر باهلل من بعد إيمانو إال من أكره وقلدو مطمئن باإليماف ولكن }: الكفر وىو أعظم الذنوب، قاؿ اهلل تعالى فيوإذف نقوؿ اعمل أيها اإلنساف، [. 411: النحل]{ ولهم عذاب عظيم من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من اهلل

اعمل الخير وتجنب الشر، حتى ييسرؾ اهلل لليسرى ويجند العسرى، فرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وعده اهلل ال بأف ييسره لليسرى فيسهل عليو األمور، ولهذا لم يقع الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في شدة وضن إ

يعني ذكر الناس، { فذكر إف نفعت الذكرى}: ثم أمره تعالى أف يذكر فقاؿ. وجد لو مخرجا عليو الصالة والسالـيعني في محل تنفع فيو الذكرى، وعلى ىذا فتكوف { إف نفعت الذكرى}ذكرىم بآيات اهلل، ذكرىم بأياـ اهلل، عظهم،

فع فال تذكر، ألنو ال فائدة من تذكير قـو نعلم أنهم ال شرطية والمعنى إف نفعت الذكرى فذكر، وإف لم تن{ إف} . ينتفعوف، ىذا ما قيل في ىذه االية

المعنى ذكر على كل حاؿ، إف كاف ىؤالء القـو تنفع فيهم الذكرى فيكوف الشرط ىنا ليس : وقاؿ بعض العلماءينفع فيهم التذكير، فالمعنى على ىذا المقصود بو أنو ال يذكر إال إذا نفعت، بل المعنى ذكر إف كاف ىؤالء القـو

تنفع المؤمنين، وتنفع المذكر أيضا، فالمذكر منتفع على كل حاؿ، . ذكر بكل حاؿ، والذكرى سوؼ تنفع: القوؿوالمذكر إف انتفع بها فهو مؤمن، وإف لم ينتفع بها فإف ذل ال ينقص من أجر المذكر شيئا، فذكر سواء نفعت

. الذكرى أـ لم تنفع

إف ظن أف الذكرى تنفع وجدت، وإف ظن أنها ال تنفع فهو مخير إف شاء ذكر وإف شاء لم : وقاؿ بعض العلماء . يذكر

البد من التذكير حتى وإف ظننت أنها ال تنفع، فإنها سوؼ تنفع أنت، وسوؼ يعلم : ولكن على كل حاؿ نقوؿ، قاؿ الناسالناس أف ىذا الشيء الذي ذكرت عنو إما واجب، وإما حراـ، وإ لو : ذا سكت والناس يفعلوف المحـر

كاف ىذا محرما لذكر بو العلماء، أو لو كاف ىذا واجدا لذكر بو العلماء، فالبد من التذكير والبد من نشر الشريعة ويتجندها . سيذكر من يخشى}: ثم ذكر اهلل عز وجل من سيذكر ومن ال يتذكر فقاؿ. سواء نفعت أـ لم تنفع

: فدين تعالى أف الناس ينقسموف بعد الذكرى إلى قسمين{ ىاألشق

من يخشى اهلل عز وجل، أي يخافو خوفا عن علم بعظمة الخالق جل وعال، فهذا إذا ذكر بآيات ربو : القسم األوؿ{ والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا }: تذكر كما قاؿ تعالى في وصف عداد الرحمن

. فمن يخشى اهلل ويخاؼ اهلل إذا ذكر ووعظ بآيات اهلل اتعظ وانتفع[. 73: لفرقافا]

ىنا اسم { األشقى}أي يتجنب ىذه الذكرى وال ينتفع بها األشقى و{ ويتجندها األشقى}: فقاؿ: أما القسم الثانيوأما الذين }[. 411: دىو ]{ فأما الذين شقوا ففي النار}: تفضيل من الشقاء وىو ضد السعادة كما في سورة ىود

فاألشقى المتصف بالشقاوة يتجنب الذكرى وال ينتفع بها، واألشقى ىو الدالغ [. 419: ىود]{ سعدوا ففي الجنة. الذي يصلى النار الكدرى}: في الشقاوة غايتها وىذا ىو الكافر، فإف الكافر يذكر وال ينتفع بالذكرى، ولهذا قاؿ

وىي نار جهنم؛ ألف نار الدنيا صغرى { الكدرى}يصلى النار الموصوفة بأنها الذي { ثم ال يموت فيها وال يحيىأف نار الدنيا جزء من سدعين جزءا من نار »: بالنسدة لها، فقد صح عن الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

ا أشد ما يكوف من نار ، أي أف نار االخرة فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا، والمراد بنار الدنيا كله«االخرةال }ثم إذا صالىا { النار الكدرى}: الدنيا فإف نار االخرة فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ولهذا وصفها بقولو

المعنى ال يموت فيستريح، وال يحيى حياة سعيدة، وإال فهم أحياء في الواقع لكن أحياء { يموت فيها وال يحيى{ ونادوا يا مال }كما قاؿ اهلل عز وجل [. 11: النساء]{ جلودا غيرىاكلما نضجت جلودىم بدلناىم }يعذبوف

وال راحة ويقاؿ { قاؿ إنكم ماكثوف}يعني ليهلكنا ويريحنا من ىذا العذاب { ليقض علينا رب }وىو خازف النار وال ال يموت فيها }: ىذا معنى قولو[. 79: الزخرؼ]{ لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارىوف}: لهم ألنو قد يشكل على بعض الناس كيف يكوف اإلنساف ال حي وال ميت؟ واإلنساف إما حي وإما ميت؟ { يحيى

ال يموت فيها ميتة يستريح بها، وال يحيى حياة يسعد بها، فهو في عذاب وجحيم، وشدة يتمنى الموت : فيقاؿ . {حيىثم ال يموت فيها وال ي}: ولكن ال يحصل لو، ىذا ىو معنى قولو تعالى

نػيا * وذكر اسم ربو فصلى * قد أفػلح من تػزكى } ر وأبػقى * بل تػؤثروف الحيوة الد خرة خيػ إف ىػذا لفى * واالولى . {صحف إبػرىيم وموسى* الصحف اال

الفوز : مأخوذ من الفالح، والفالح كلمة جامعة، وىو{ فلحأ{ }وذكر اسم ربو فصلى. قد أفلح من تزكى}من }: وقولو. بالمطلوب، والنجاة من المرىوب، ىذا ىو معنى الفالح فهي كلمة جامعة لكل خير، دافعة لكل شر

مأخوذة من التزكية وىو التطهير، ومنو سميت الزكاة زكاة؛ ألنها تطهر اإلنساف من األخالؽ الرذيلة، أخالؽ { تزكىيعني تطهر، ظاىره وباطنو، { تزكى}إذف [. 413: التوبة]{ خذ من أموالهم صدقة تطهرىم}: الدخل كما قاؿ تعالى

يتزكى أوال من الشرؾ بالنسدة لمعاملة اهلل، فيعدد اهلل مخلصا لو الدين، ال يرائي، وال يسمع، وال يطلب جاىا، وال تزكى في اتداع الرسوؿ عليو الصالة . هذا وجو اهلل والدار االخرةرئاسة فيما يتعدد بو اهلل عز وجل، وإنما يريد ب

والسالـ بحيث ال يدتدع في شريعتو ال بقليل وال كثير، ال في االعتقاد، وال في األقواؿ وال في األفعاؿ، وىذا أعني على الطريقة السلفية التزكي بالنسدة للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، وىو اتداعو من غير ابتداع ال ينطدق تماما إال

طريقة أىل السنة والجماعة الذين يؤمنوف بكل ما وصف اهلل بو نفسو في كتابو، أو على لساف رسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، على الطريقة السلفية الذين ال يدتدعوف في العدادات القولية، وال في العدادات الفعلية شيئا في دين

جاء بو الشرع، خالفا لما يصنعو بعض المدتدعة في األذكار المدتدعة، إما في نوعها، وإما اهلل، تجدىم يتدعوف ماكذل يتزكى بالنسدة . في كيفيتها وصفتها، وإما في أدائها كما يفعلو بعض أصحاب الطرؽ من الصوفية وغيرىمما طاىر القلب يحب إلخوانو لمعاملة الخلق بحيث يطهر قلدو من الغل والحقد على إخوانو المسلمين فتجده دائ

. ما يحب لنفسو ال يرضى ألحد أف يمسو سوء، بل يود أف جميع الناس سالموف من كل شر، موفقوف لكل خيرأي من تطهر ظاىره وباطنو، فتطهر باطنو من الشرؾ باهلل عز وجل، ومن الش ، ومن النفاؽ، ومن { من تزكى}فػ

ا يجب أف يتطهر القلب منو، وتطهر ظاىره من إطالؽ لسانو وجوارحو العداوة للمسلمين والدغضاء، وغير ذل ممفي العدواف على عداداهلل عز وجل، فال يغتاب أحدا، وال ينم عن أحد، وال يسب أحدا، وال يعتدي على أحد

بضرب، أو جحد ماؿ أو غير ذل ، فالتزكي كلمة عامة تشمل التطهر من كل درف ظاىر أو باطن، فصارت التزكية في حق اهلل تعالى . في حق عامة الناس: والثالث. في حق الرسوؿ: والثاني. في حق اهلل: األوؿ: لها ثالث متعلقات

في حق الرسوؿ يتزكى من االبتداع فيعدد اهلل على مقتضى شريعة . يتزكى من الشرؾ فيعدد اهلل تعالى مخلصا لو الدينفي معاملة الناس يتزكى من الغل والحقد والعداوة . والعمل الندي صلى اهلل عليو وسلم في العقيدة، والقوؿ،

: والدغضاء، وكل ما يجلب العداوة والدغضاء بين المسلمين يتجندو، ويفعل كل ما فيو المودة والمحدة ومن ذل

بوا، ال تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، وال تؤمنوا حتى تحا»: إفشاء السالـ الذي قاؿ فيو الرسوؿ عليو الصالة والسالـ، فالسالـ من أقوى األسداب التي تجلب المحدة «أفشوا السالـ بينكم: أفال أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحابدتم

والمودة بين المسلمين وىذا الشيء مشاىد، لو مر ب رجل ولم يسلم علي صار في نفس شيء، وإذا لم تسلم ي صار ىذا كالرباط بينكما يوجب المودة عليو أنت صار في نفسو شيء، لكن لو سلمت عليو، أو سلم عل

، وأكثر «وتقرأ السالـ على من عرفت ومن لم تعرؼ»: والمحدة، وقد قاؿ الندي عليو الصالة والسالـ في السالـالناس اليـو إذا سلم يسلم على من يعرؼ، وأما من ال يعرفو فال يسلم عليو، وىذا غلط، ألن إذا سلمت على من

ـ خالصا هلل، سلم على من عرفت ومن لم تعرؼ من المسلمين حتى تناؿ بذل محدة تعرؼ لم يكن السال . المسلمين بعضهم لدعض، وتماـ اإليماف، والنهاية دخوؿ الجنة جعلنا اهلل من أىلها

ذكر اهلل، ولكنو ذكر سدحانو وتعالى االسم من أجل أف يكوف الذكر باللساف؛ : أي{ وذكر اسم ربو فصلى}: وقولوسدحاف اهلل، والحمد هلل، واهلل أكدر، فيذكر اسم اهلل، ويعني أيضا ذكر اسم اهلل : ينطق فيو باسم اهلل فيقوؿ مثال ألنو

ألف اإلنساف ال يتوضأ إال : تعالى بالتعدد لو، ويدخل في ذكر اسم اهلل الوضوء، فالوضوء من ذكر اسم اهلل، أوال أشهد أف ال إلو إال اهلل وأشهد أف : بسم اهلل، وإذا انتهى قاؿ: أ وضوءه قاؿأنو إذا ابتد: وثانيا . امتثاال ألمر اهلل

ومن ذكر اهلل عز وجل خطدة الجمعة، فإف . محمدا عدده ورسولو، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرينن يـو الجمعة فاسعوا إلى ذكر يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة م}: خطدة الجمعة من ذكر اهلل، لقوؿ اهلل تعالى

يعني الخطيب يـو الجمعة { وذكر اسم ربو}: وعلى ىذا قاؿ بعض العلماء[. 8: الجمعة]{ اهلل وذروا الديعفهذه االية تشمل كل الصلوات التي يسدقها ذكر، وما من صالة إال ويسدقها ذكر؛ ألف . أي صالة الجمعة{ فصلى}

. سم اهلل ثم يصلياإلنساف يتوضأ قديل الصالة فيذكر ا

أنها أعم من ىذا، وأف المراد بو كل ذكر السم اهلل عز وجل، أي كلما ذكر اإلنساف اسم اهلل اتعظ : لكن الصحيحثم قاؿ . والصالة معروفة ىي عدادة ذات أقواؿ وأفعاؿ، مفتتحة بالتكدير، مختتمة بالتسليم. وأقدل إلى اهلل وصلى

تأتي لإلضراب { بل}ىنا لإلضراب االنتقالي، ألف { بل{ }واالخرة خير وأبقى .بل تؤثروف الحياة الدنيا}: تعالىاإلبطالي، وتأي لإلضراب االنتقالي، أي أنو سدحانو وتعالى انتقل ليدين حاؿ اإلنساف أنو مؤثر للحياة الدنيا ألنها

في الحقيقة على وصفها عاجلة، واإلنساف خلق من عجل، ويحب ما فيو العجلة، فتجده يؤثر الحياة الدنيا، وىي . دنيا، دنيا زمنا، ودنيا وصفا، أما كونها دنيا زمنا فألنها سابقة على االخرة فهي متقدمة عليها، والدنو بمعنى القربوأما كونها دنيا ناقصة فكذل ىو الواقع فإف الدنيا مهما طالت باإلنساف فإف أمدىا الفناء، ومنتهاىا الفناء، ومهما

: اف فإف عاقدتها الذبوؿ، ولهذا ال يكاد يمر ب يـو في سرور إال وعقدو حزف، وفي ىذا يقوؿ الشاعرازدىرت لإلنس

فيـو علينا ويـو لنا ويـو نساء ويـو نسر

تأمل حال في الدنيا تجد أنو ال يمر ب وقت ويكوف الصفو فيو دائما بل البد من كدر، وال يكوف السرور دائما االخرة { واالخرة خير وأبقى}. تكوف راحة دائما بل البد من تعب، فالدنيا على اسمها دنيا بل البد من حزف، وال

ال يمسهم فيها نصب وما ىم }خير من الدنيا وأبقى، خير بما فيها من النعيم والسرور الدائم الذي ال ينغص بكدر دنيا كما أسلفنا قليل زائل مضمحل، كذل أيضا ىي أبقى من الدنيا؛ ألف بقاء ال[. 19: الحجر]{ منها بمخرجين

أي ما { إف ىذا{ }صحف إبراىيم وموسى. إف ىذا لفي الصحف األولى}. بخالؼ بقاء االخرة فإنو أبد االبدينفي }ذكر من كوف اإلنساف يؤثر الحياة الدنيا على االخرة وينسى االخرة، وكذل ما تضمنتو االيات من المواعظ

وىي صحف جاء بها إبراىيم وموسى { صحف إبراىيم وموسى}لى ىذه األمة أي السابقة ع{ الصحف األولىعليهما الصالة والسالـ، وفيها من المواعظ ما تلين بو القلوب وتصلح بو األحواؿ، نسأؿ اهلل تعالى أف يجعلنا ممن

. أوتي في الدنيا حسنة، وفي االخرة حسنة، ووقاه اهلل عذاب النار، إنو جواد كريم

تفسير جزء عم

صالح العثيمين محمد بن الغاشيت

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ليس * تسقى من عين ءانية * تصلى نارا حامية * عاملة ناصدة * وجوه يػومئذ خػشعة * ىل أتاؾ حديث الغػشية }ـ . {ال يسمن وال يػغنى من جوع * إال من ضريع لهم طعا

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

يجوز أف يكوف الخطاب موجو للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وحده وأمتو تدعا { ىل أتاؾ حديث الغاشية}يا أيها الذين آمنوا ىل }: فهو كقولو تعالى لو، ويجوز أف يكوف عاما لكل من يتأتى خطابو، واالستفهاـ ىنا للتشويق

ويجوز أف يكوف للتعظيم لعظم ىذا الحديث عن [. 41: الصف]{ أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليمىي الداىية العظيمة التي تغشى الناس، وىي يـو القيامة التي { الغاشية}أي ندأىا، و{ حديث الغاشية}. الغاشية

يا أيها الناس اتقوا ربكم إف زلزلة }: آف كثيرا، ووصفها بأوصاؼ عظيمة مثل قولو تعالىتحدث اهلل عنها في القر يـو ترونها تذىل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما . الساعة شيء عظيم

ىذا اليـو إلى قسمين ثم قسم اهلل سدحانو وتعالى الناس في[. 9، 4: الحج]{ ىم بسكارى ولكن عذاب اهلل شديدوتراىم يعرضوف عليها خاشعين من الذؿ }: أي ذليلة كما قاؿ اهلل تعالى{ خاشعة{ }وجوه يومئذ خاشعة}: فقاؿ

عاملة عمال يكوف بو النصب { عاملة ناصدة}. فمعنى خاشعة يعني ذليلة[. 11: الشورى]{ ينظروف من طرؼ خفييـو القيامة بجر السالسل واألغالؿ، والخوض في نار جهنم، كما وذل أنهم يكلفوف: قاؿ العلماء. وىو التعب

يخوض الرجل في الوحل، فهي عاملة تعدة من العمل الذي تكلف بو يـو القيامة؛ ألنو عمل عذاب وعقاب، وليس الكفار الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وىم يحسدوف أنهم يحسنوف : المعنى كما قاؿ بعضهم أف المراد بها

إذف . أي يومئذ تأتي الغاشية، وىذا ال يكوف إال يـو القيامة{ وجوه يومئذ}: عا، وذل ألف اهلل قيد ىذا بقولوصنتصلى نارا }. فهي عاملة ناصدة بما تكلف بو من جر السالسل واألغالؿ، والخوض في نار جهنم أعاذنا اهلل منها

ت من حموىا أنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين أي تدخل في نار جهنم، والنار الحامية التي بلغ{ حاميةجزءا، يعني نار الدنيا كلها بما فيها من أشد ما يكوف من حرارة نار جهنم أشد منها بتسعة وستين جزءا، ويدل على شدة حرارتها أف ىذه الشمس حرارتها تصل إلينا مع بعد ما بيننا وبينها، ومع أنها تنفذ من خالؿ أجواء باردةغاية الدرودة وتصل لنا ىذه الحرارة التي تدرؾ والسيما في أياـ الصيف، فالنار نار حامية، ولما بين مكانهم، وأنهم

{ تسقى{ }ليس لهم طعاـ إال من ضريع. تسقى من عين آنية}: في نار جهنم الحامية، بين طعامهم وشرابهم فقاؿبالنسدة لشرابهم، ومع ىذا ال يأتي ىذا الشراب بكل أي شديدة الحرارة، ىذا{ من عين آنية}أي ىذه الوجوه

وإف يستغيثوا يغاثوا بماء }: سهولة، أو كلما عطشوا سقوا، وإنما يأتي كلما اشتد عطشهم واستغاثوا كما قاؿ تعالىىذا الماء إذا قرب من وجوىهم شواىا وتساقط لحمها، [. 98: الكهف]{ كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب

إذف ال [. 41: محمد]{ وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم}: في أجوافهم قطعها، يقوؿ عز وجلوإذا دخل يستفيدوف منو ال ظاىرا وال باطنا، ال ظاىرا بالدرودة بدرد الوجوه، وال باطنا بالري، ولكنهم ػ والعياذ باهلل ػ يغاثوف بهذا

. {تسقى من عين آنية}: الماء ولهذا قاؿ

كيف تكوف ىذه العين في نار جهنم والعادة أف الماء يطفىء النار؟ : فإذا قاؿ قائل

أف أمور االخرة ال تقاس بأمور الدنيا، لو أنها قيست بأمور الدنيا ما استطعنا أف نتصور كيف يكوف، : أوال : فالجوابصف اإلصدع أو ميل أليس الشمس تدنو يـو القيامة من رؤوس الناس على قدر ميل، والميل إما ميل المكحلة وىو ن

المسافة كيلو وثلث أو نحو ذل ، وحتى لو كاف كذل فإنو لو كانت االخرة كالدنيا لشوت الناس شيا، لكن االخرة أيضا يحشر الناس يـو القيامة في مكاف واحد، منهم من ىو في ظلمة شديدة، ومنهم من ىو في . ال تقاس بالدنيا

يحشروف في مكاف واحد ويعرقوف منهم من يصل العرؽ [. 9: التحريم]{ همنورىم يسعى بين أيديهم وبأيمان}نور إذف أحواؿ . إلى كعدو، ومنهم من يصل إلى ركدتيتو، ومنهم من يصل إلى حقويو، ومع ذل ىم في مكاف واحد

. االخرة ال يجوز أف تقاس بأحواؿ الدنيا

الذي جعل }: األخضر توقد منو النار كما قاؿ تعالى ىا نحن االف نجد أف الشجر. أف اهلل على كل شيء قدير: ثانيا الشجر األخضر رطب، ومع ذل إذا ضرب [. 91: يس]{ لكم من الشجر األخضر نارا فإذا أنتم منو توقدوف

بعضو بدعض، أو ضرب بالزند انقدح خرج منو نار حارة يابسة، وىو رطب بارد، فاهلل على كل شيء قدير، فهم . في النار وال يتنافى ذل مع قدرة اهلل عز وجليسقوف من عين آنية

إنو شجر ذو شوؾ : الضريع قالوا{ ال يسمن وال يغني من جوع. ليس لهم طعاـ إال من ضريع}: أما طعامهم فقاؿفهم ػ والعياذ باهلل ػ في نار . عظيم إذا يدس ال يرعاه وال الدهائم، وإف كاف أخضر رعتو اإلبل ويسمى عندنا الشدرؽ

ليس لهم طعاـ إال من ىذا الضريع، ولكن ال تظن أف الضريع الذي في نار جهنم كالضريع الذي في الدنيا جهنمفال { وال يغني من جوع}فال ينفع األبداف في ظاىرىا { ال يسمن}: فهو يختلف عنو اختالفا عظيما، ولهذا قاؿ

لعظيم، والمرارة، والرائحة المنتنة التي ال يستفيدوف ينفعها في باطنها فهو ال خير فيو ليس فيو إال الشوؾ، والتجرع ا . منها شيئا

* فيها سرر مرفوعة * فيها عين جارية * ال تسمع فيها لػغية * في جنة عالية * لسعيها راضية * وجوه يػومئذ ناعمة } . {وزرابي مدثوثة * ونمارؽ مصفوفة * ة وأكواب موضوع

أي ناعمة بما { وجوه يومئذ ناعمة}: ثم ذكر اهلل عز وجل القسم الثاني من أقساـ الناس في يـو الغاشية فقاؿعم، أعطاىا اهلل عز وجل من السرور والثواب الجزيل؛ ألنها علمت ذل وىي في قدورىا، فإف اإلنساف في قدره ين

أي لعملها الذي عملتو في الدنيا { لسعيها راضية}يفتح لو باب إلى الجنة فيأتيو من روحها ونعيمها، فهي ناعمة راضية ألنها وصلت بو إلى ىذا النعيم وىذا السرور وىذا الفرح، فهي راضية لسعيها بخالؼ الوجوه األولى فإنها

الجنة ىي دار النعيم التي أعدىا اهلل عز وجل { في جنة عالية}. غاضدة ػ والعياذ باهلل ػ غير راضية على ما قدمتفال }: ألوليائو يـو القيامة، فيها ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشر، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

أفلح قد }: وقاؿ تدارؾ وتعالى[. 44: السجدة]{ تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملوفالذين يرثوف . أولئ ىم الوارثوف}: إلى قولو{ المؤمنوف الذين ىم في صالتهم خاشعوف والذين ىم للزكاة فاعلوف

وفيها ما تشتهيو األنفس وتلذ األعين وأنتم }: وقاؿ اهلل تعالى[. 44، 41: المؤمنوف]{ الفردوس ىم فيها خالدوفالعلو ضد السفوؿ فهي فوؽ السماوات السدع، ومن المعلـو { جنة عالية}فهم في [. 74: الزخرؼ]{ فيها خالدوف

أنو في يـو القيامة تزوؿ السماوات السدع واألرضوف وال يدقى إال الجنة والنار فهي عالية وأعالىا ووسطها الفردوس غية، أي ال تسمع في ىذه الجنة قولة الغية، أو نفسا ال{ ال تسمع فيها الغية}. الذي فوقو عرش الرب جل وعال

بل كل ما فيها جد، كل ما فيها سالـ، كل ما فيها تسديح، وتحميد، وتهليل، وتكدير، يلهموف التسديح كما يلهموف النفس، أي أنو ال يشق عليهم وال يتأثروف بو، فهم دائما في ذكر اهلل عز وجل، وتسديح وأنس وسرور، يأتي بعضهم

فيها }وىذه العين بين اهلل عز وجل أنها أنهار { فيها عين جارية} .إلى بعض يزور بعضهم بعضا في حدور ال نظير لو{ أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لدن لم يتغير طعمو وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى

يم أي تجري حيث أراد أىلها ال تحتاج إلى حفر ساقية، وال إقامة أخدود كما قاؿ ابن الق{ جارية}[. 41: محمد] : رحمو اهلل

أنهارىا في غير أخدود جرت سدحاف ممسكها عن الفيضاف

عالية { فيها سرر مرفوعة}انظر للتقابل { وزرابي مدثوثة. ونمارؽ مصفوفة. وأكواب موضوعة. فيها سرر مرفوعة}{ وأكواب موضوعة}[. 11: يس]{ ىم وأزواجهم في ظالؿ على األرائ متكئوف}يجلسوف عليها يتفكهوف

يعني ليست مرفوعة عنهم، بل ىي موضوعة لهم متى شاءوا { موضوعة}كواب جمع كوب وىو الكأس ونحوه األالنمارؽ جمع نمرقة وىي الوسادة أو ما { ونمارؽ مصفوفة}. شربوا فيها من ىذه األنهار األربعة التي سدق ذكرىا

الزرابي { وزرابي مدثوثة}. باالتكاء إليها على أحسن وجو تلتذ العين بها قدل أف يلتذ الددف{ مصفوفة}. يتكىء عليومنشورة في كل مكاف، وال تظن أف ىذه النمارؽ، وىذه األكواب، وىذه السرر، وىذه { مدثوثة}أعلى أنواع الفرش

الزرابي ال تظن أنها تشدو ما في الدنيا؛ ألنها لو كانت تشدو ما في الدنيا لكنا نعلم نعيم االخرة، ونعلم حقيقتو لكنها [. 47: السجدة]{ فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملوف}: تشدهو لقوؿ اهلل تعالى ال

ليس في االخرة مما في الدنيا إال : )إنما األسماء واحدة والحقائق مختلفة، ولهذا قاؿ ابن عداس رضي اهلل عنهماي الجنة وإف كنا نشاىد ما يوافقها في االسم في الدنيا ، فنحن ال نعلم حقيقة ىذه النعم المذكورة ف(األسماء فقط

. لكنو فرؽ بين ىذا وىذا

رض كيف * وإلى الجداؿ كيف نصدت * وإلى السمآء كيف رفعت * أفال ينظروف إلى اإلبل كيف خلقت } وإلى االر * إال من تػولى وكفر * لست عليهم بمسيطر * آ أنت مذكر فذكر إنم * سطحت كدػ بو اللو العذاب اال عذ إف * فػيػ

نآ إيابػهم ناحسابػهم * إليػ . {ثم إف عليػ

وجوه : يامة، وبين أف الناس ينقسموف إلى قسمينلما قرر اهلل عز وجل في ىذه السورة حديث الغاشية وىي يـو القأفال ينظروف }: خاشعة عاملة ناصدة تصلى نارا حامية، ووجوه ناعمة لسعيها راضية، وبين جزاء ىؤالء وىؤالء، قاؿ

وىذا االستفهاـ للتوبيخ، أي إف اهلل يوبخ ىؤالء الذين أنكروا ما أخدر اهلل بو عن يـو { إلى اإلبل كيف خلقتة، وعن الثواب والعقاب، أنكر عليهم إعراضهم عن النظر في آيات اهلل تعالى التي بين أيديهم، وبدأ باإلبل؛ القيام

ألف أكثر ما يالبس الناس في ذل الوقت اإلبل، فهم يركدونها، ويحلدونها، ويأكلوف لحمها، وينتفعوف من أوبارىا يعني كيف خلقها اهلل عز { كيف خلقت}وىي األباعر {أفال ينظروف إلى اإلبل}: إلى غير ذل من المنافع فقاؿ

وجل، ىذا الجسم الكدير المتحمل، تجد الدعير تمشي مسافات طويلة ال يدلغها اإلنساف إال بشق األنفس وىي متحملة، وتجد الدعير أيضا يحمل األثقاؿ وىو بارؾ ثم يقـو في حملو ال يحتاج إلى مساعدة، والعادة أف الحيواف

يقـو إذا حمل وىو بارؾ لكن ىذه اإلبل أعطاىا اهلل عز وجل قوة وقدرة من أجل مصلحة اإلنساف، ألف ال يكاد اإلنساف ال يمكن أف يحمل عليها وىي قائمة لعلوىا، ولكن اهلل تعالى يسر لهم الحمل عليها وىي باركة ثم تقـو

منافعها كثيرة [. 73: يس]{ رب أفال يشكروفولهم فيها منافع ومشا}: بحملها، وكما قاؿ اهلل تعالى في سورة يسولم يذكر { أفال ينظروف إلى اإلبل كيف خلقت}: ال تحصى، وأىلها الذين يمارسونها أعلم منا بذل ، فلهذا قاؿ

وإلى السماء }. سواىا من الحيواف كالغنم والدقر والظدي وغيرىا ألنها أعم الحيوانات نفعا وأكثرىا مصلحة للعداد، والشمس، والقمر وغير ىذا من االيات { كيف رفعت يعني وينظروف إلى السماء كيف رفعت بما فيها من النجـو

العظيمة التي لم يتدين كثير منها إلى االف، وال نقوؿ إف ىذه االيات السماوية ىي كل االيات، بل لعل ىناؾ آيات رتفاع العظيم، ومع ىذا فليس لها عمد أي رفعت ىذا اال{ كيف رفعت}: كديرة عظيمة ال ندركها حتى االف، وقولو

اهلل الذي }مع أف العادة أف السقوؼ ال تكوف إال على عمد، لكن ىذا السقف العظيم المحفوظ قاـ على غير عمد ىذه الجداؿ العظيمة التي تحمل { وإلى الجداؿ كيف نصدت}[. 9: الرعد]{ رفع السماوات بغير عمد ترونهالمتداينات، الجداؿ مكونة من أحجار كثيرة وأنواع كثيرة، فيها المعادف المتنوعة وىي الصخور والقطع المتجاورات ا

متجاورة ومع ذل تجد مثال ىذا الخط في وسط الصخر تجده يشتمل على معادف ال توجد فيما قرب منو من ىذا ونصدها جل وعال كيف نصب اهلل ىذه الجداؿ العظيمة،( الجيولوجيا)الصخر، ويعرؼ ىذا علماء طدقات األرض

بهذا االرتفاع لتكوف رواسي في األرض لئال تميد بالناس، لوال أف اهلل عز وجل خلق ىذه الجداؿ لمادت األرض بأىلها، ألف األرض في وسط الماء، الماء محيط بها من كل جانب، وما ظن بكرة تجعلها في وسط ماء سوؼ

لكن اهلل جعل ىذه الجداؿ رواسي تمس األرض كما تمس تتحرؾ وتضطرب، وتتدحرج أحيانا، وتنقلب أحيانا األطناب الخيمة، وىي راسية ثابتة على ما يحصل في األرض من األعاصير العظيمة التي تهدـ الدنايات التي بناىا

أنها تحجب : االدميوف لكن ىذه الجداؿ ال تتزحزح راسية ولو جاءت األعاصير العظيمة، بل إف من فوائدىاالعظيمة الدالغة التي تنطلق من الدحار، أو من غير الدحار لئال تعصف بالناس، وىذا شيء مشاىد تجد األعاصير

الذين في سفوح الجداؿ وتحتها في األرض تجدىم في مأمن من أعاصير الرياح العظيمة التي تأتي من خلف الجدل، لسلة مثل ىذه السلسلة من الجداؿ ما ففيها فوائد عظيمة، وىي رواسي لو أف الخلق اجتمعوا على أف يضعوا س

استطاعوا إلى ىذا سديال مهما بلغت صنعتهم، وقوتهم، وقدرتهم، وطاؿ أمدىم فإنهم ال يستطيعوف أف يأتوا بمثل إف ىذه الجداؿ راسية في األرض بمقدار علوىا في السماء، يعني أف الجدل لو : وقد قاؿ بعض العلماء. ىذه الجداؿ

خل األرض في عمق يساوي ارتفاعو في السماء، وليس ىذا بدعيد أف يمكن اهلل لهذا الجدل في جرثومة وجذر في داوألقى في األرض رواسي }: األرض حتى يكوف بقدر ما ىو في السماء لئال تزعزعو الرياح فلهذا يقوؿ اهلل عز وجل

: يقوؿ عز وجل[. 41، 41: النحل]{ وعالمات وبالنجم ىم يهتدوف. أف تميد بكم وأنهارا وسدال لعلكم تهتدوفأي وانظروا كيف سطح اهلل ىذه األرض الواسعة، وجعلها سطحا واسعا ليتمكن الناس { وإلى األرض كيف سطحت}

من العيش فيو بالزراعة والدناء وغير ىذا، وما ظنكم لو كانت األرض صددا غير مسطحة يعني مثل الجداؿ يرقى لها تقر الناس عليها، لكن اهلل عز وجل جعلها سطحا ممهدا للخلق، وقد استدؿ بعض ويصعد لكانت شاقة، ولما اس

العلماء بهذه االية على أف األرض ليست كروية بل سطح ممتد لكن ىذا االستدالؿ فيو نظر، ألف ىناؾ آيات تدؿ { ور النهار على الليليكور الليل على النهار ويك}: على أف األرض كروية، والواقع شاىد بذل فيقوؿ اهلل عز وجل

والتكوير التدوير، ومعلـو أف الليل والنهار يتعاقداف على األرض، فإذا كانا مكورين لـز أف تكوف األرض [. 1: الزمر]وألقت ما فيها . وإذا األرض مدت. وأذنت لربها وحقت. إذا السماء انشقت}: مكورة، وقاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

وقد جاء في الحديث أنها يـو القيامة تمد مد األديم { وإذا األرض مدت}: اؿفق[. 1ػ 4: االنشقاؽ]{ وتخلتأي مد الجلد حتى ال يكوف فيها جداؿ، وال أودية، وال أشجار، وال بناء، يذرىا الرب عز وجل قاعا صفصفا ال ترى

: ىي االف غير منشقة إذا قولووالسماء ال تنشق إال يـو القيامة و { إذا السماء انشقت}: فيها عوجا وال أمتا، فقولويعني يـو القيامة فهي إذا االف غير ممدودة، إذا مكورة، والواقع { إذا األرض مدت وألقت ما فيها وتخلت}

المحسوس المتيقن االف أنها كروية ال ش ، والدليل على ىذا أن لو سرت بخط مستقيم من ىنا من المملكة ، تدور على األرض ثم تأتي إلى النقطة التي انطلقت منها، وكذل بالعكس لو متجها غربا ألتيت من ناحية الشرؽ

سرت متجها نحو المشرؽ وجدت راجعا إلى النقطة التي قمت منها من نحو المغرب، إذا فهي االف أمر ال ش . فيو أنها كروية

ر عليها وىي كروية؟ إذا كانت كما ذكرت كروية فكيف تثدت المياه، مياه الدحا: فإذا قاؿ اإلنساف

الذي أمس السماء أف تقع على األرض إال بإذنو يمس الدحار أف تفيض على الناس : نقوؿ في الجواب عن ذل أي حدست ومنعت من أف تفيض { وإذا الدحار سجرت}: فتغرقهم، واهلل على كل شيء قدير، قاؿ بعض أىل العلم

نقوؿ قدرة اهلل . حاؿ القدرة اإللهية ال يمكن لنا أف نعارض فيها، وعلى كل (يربط)على الناس كالشيء الذي يسجر . عز وجل أمسكت ىذه الدحار أف تفيض على أىل األرض فتغرقهم، وإف كانت األرض كروية

اإلبل، والسماء، والجداؿ، واألرض قاؿ لنديو صلى اهلل عليو : ثم قاؿ عز وجل لما بين من آياتو ىذه االيات األربعأمره اهلل أف يذكر ولم يخصص أحدا بالتذكير، أي لم يقل ذكر فالنا وفالنا فالتذكير عاـ، ألف { فذكر}وآلو وسلم

الرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم بعث إلى الناس كافة، ذكر كل أحد في كل حاؿ وفي كل مكاف، فذكر الندي أمتو في العلم والعمل والدعوة، ولكن ىذه الذكرى عليو الصالة والسالـ، وذكر خلفاؤه من بعده الذين خلفوه في

أما غير المؤمن فإف الذكرى [. 11: الذاريات]{ فإف الذكرى تنفع المؤمنين}ال، : ىل ينتفع بها كل الناس؟ الجوابتقيم عليو الحجة لكن ال تنفعو، ال تنفع الذكرى إال المؤمن، ونقوؿ إذا رأيت قلد ال يتذكر بالذكرى فاتهمو، ألف

فإذا ذكرت ولم تجد من قلد تأثرا وانتفاعا فاتهم نفس ، واعلم أف { وذكر فإف الذكرى تنفع المؤمنين}: اهلل يقوؿإنما أنت }. في نقص إيماف، ألنو لو كاف إيمان كامال النتفعت بالذكرى ، ألف الذكرى البد أف تنفع المؤمنين

ليس علي }إال مذكرا مدلغا، وأماالهداية فديد اهلل عز وجل، يعني أف محمدا عليو الصالة والسالـ ليس { مذكروقد قاـ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم بالذكرى والتذكير إلى [. 979: الدقرة]{ ىداىم ولكن اهلل يهدي من يشاء

عليو ، حتى جعل يغرغر بها«الصالة الصالة وما ملكت أيمانكم»: آخر رمق من حياتو حتى أنو في آخر حياتو يقوؿإلى أف توفاه اهلل، لم [. 9: المدثر]{ قم فأنذر}الصالة والسالـ، فذكر صلوات اهلل وسالمو عليو منذ بعث وقيل لو

يأؿ جهدا في التذكير في كل موقف، وفي كل زماف على ما أصابو من األذى من قومو ومن غير قومو، والذي قرأ أىل مكة من قومو الذين ىم أقرب الناس إليو، والذين كانوا يعرفونو، التاريخ ػ السيرة الندوية ػ يعرؼ ما جرى لو من

ويلقدونو باألمين يلقدونو بذل ويثقوف بو حتى حكموه في وضع الحجر األسود في الكعدة حينما ىدموا الكعدة لحجر في ووصلوا إلى حد الحجر قالوا من ينصب الحجر، فتنازعوا بينهم كل قديلة تقوؿ نحن الذين نتولى وضع ا

مكانو، حتى جاء الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وحكموه فيما بينهم وأمر أف يوضع رداء وأف تمس كل طائفة من ىذه القديلة أف يمس كل واحد من ىذه القدائل بطرؼ من ىذا الرداء حتى يرفعوه، فإذا حاذوا محلو

باألمين لكن لما أكرمو اهلل تعالى بالندوة انقلدت المعايير، أخذه ىو بيده الكريمة ونصدو في مكانو، فكانوا يلقدونو فصاروا يقولوف إنو ساحر وكاىن وشاعر ومجنوف وكذاب، ورموه بكل سب، فالرسوؿ عليو الصالة والسالـ يذكر

ي من إن ال تهد}وليس عليو إال التذكير، ومن ىنا نأخذ أف الهداية بيد اهلل، ال يمكن أف نهدي أقرب الناس إلينا فال تجزع إذا ذكرنا إنسانا ووجدناه يعاند، أو يخاصم، أو [. 11: القصص]{ أحددت ولكن اهلل يهدي من يشاء

: الشعراء]{ لعل باخع نفس أال يكونوا مؤمنين}: قاؿ اهلل تعالى لنديو. يقوؿ أنا أعمل ما شئت، أو ما أشدو ذل يعني { لست عليهم بمصيطر}: رىم ليس علي ولهذا قاؿال تهل نفس إذا لم يؤمنوا، إيمانهم لهم وكف[. 3

ليس ل سلطة عليهم، وال سيطرة عليهم، السلطة هلل رب العالمين، أنت علي الدالغ بلغ، والسلطاف والسيطرة هلل في ىنا بمعنى لكن يعني أف االستثناء { إال}: قاؿ العلماء{ فيعذبو اهلل العذاب األكدر. إال من تولى وكفر}. عز وجل

االية منقطع وليس بمتصل، والفرؽ بين المتصل والمنقطع أف المتصل يكوف فيو المستثنى من جنس المستنثى منو، لست عليهم بمصيطر إال من تولى وكفر )والمنقطع يكوف أجنديا منو، فمثال لو قلنا إنو متصل لصار معنى االية

. ن تولى وكفر بعد أف ذكرتو فيعذبو اهلل العذاب األكدرلكن م: وليس األمر كذل بل المعنى( فأنت عليهم مصيطر{ إال من تولى وكفر}فمن تولى وكفر بعد أف بلغو الوحي النازؿ على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فإنو سيعذب

التولي يعني اإلعراض فال يتجو للحق، وال يقدل الحق، وال يسمع الحق، حتى لو سمعو بأذنو لم يسمعو بقلدو كماوال تكونوا كالذين قالوا سمعنا . يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اهلل ورسولو وال تولوا عنو وأنتم تسمعوف}: قاؿ اهلل تعالىأعرض، { تولى{ }إال من تولى وكفر}: فهنا يقوؿ عز وجل. أي ال ينقادوف[. 94، 91: األنفاؿ]{ وىم ال يسمعوف

والعذاب األكدر { فيعذبو اهلل العذاب األكدر}عليو الصالة والسالـ أي استكدر ولم يقدل ما جاء بو الرسوؿ{ وكفر}ولم يذكر المفضل عليو يعني لم يقل األكدر من كذا فهو قد بلغ الغاية في الكدر { األكدر}يـو القيامة وىنا قاؿ

يا قد يدتلى وىناؾ عذاب أصغر في الدن. والمشقة واإلىانة، وكل من تولى وكفر فإف اهلل يعذبو العذاب األكدرالمتولي المعرض بأمراض في بدنو، في عقلو، في أىلو، في مالو، في مجتمعو، وكل ىذا بالنسدة لعذاب النار عذاب

أي مرجعهم، فالرجوع إلى اهلل { إف إلينا إيابهم}: أصغر، لكن العذاب األكدر إنما يكوف يـو القيامة ولهذا قاؿ بعدىايا أيها اإلنساف }: عز وجل لو طالت بو الحياة راجع إلى اهلل، ولهذا قاؿ تعالى مهما فر اإلنساف فإنو راجع إلى ربوفاستعد يا أخي لهذه المالقاة ألن سوؼ تالقي رب ، وقد [. 1: االنشقاؽ]{ إن كادح إلى رب كدحا فمالقيو

وبينو ترجماف ػ مداشرة ما منكم من أحد إال سيكلمو ربو ليس بينو»: قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

بدوف مترجم يكلمو اهلل يـو القيامة ػ فينظر أيمن منو فال يرى إال ما قدـ، وينظر أشأـ منو ػ يعني على اليسار ػ فال ، كلنا سيخلو بو ربو عز «يرى إال ما قدـ، وينظر تلقاء وجهو فال يرى إال النار تلقاء وجهو، فاتقوا النار ولو بشق تمرة

: فعلت كذا في يـو كذا، حتى يقر ويعترؼ، فإذا أقر واعترؼ قاؿ اهلل تعالى: يامة ويقرره بذنوبو، يقوؿوجل يـو الق، وكم من ذنوب سترىا اهلل عز وجل، كم من ذنوب اقترفناىا لم «قد سترتها علي في الدنيا وأنا أغفرىا ل اليـو»

وب أف نستغفر اهلل عز وجل، وأف نكثر من األعماؿ يعلم بها أحد ولكن اهلل تعالى علم بها، فموقفنا من ىذه الذن{ ثم إف علينا حسابهم}. الصالحة المكفرة للسيئات حتى نلقى اهلل عز وجل ونحن على ما يرضيو سدحانو وتعالى

وكيفية الحساب ليس مناقشة يناقش اإلنساف، ألنو لو يناقش ىل ، لو يناقش اهلل عز : نحاسدهم، قاؿ العلماءساب ىلكت، لو ناقش في نعمة من النعم كالدصر ال يمكن أف تجد أي شيء تعملو يقابل نعمة وجل على كل ح

الدصر، نعمة النفس، الذي يخرج ويدخل بدوف أي مشقة، وبدوف أي عناء، اإلنساف يتكلم ويناـ، يأكل ويشرب، يذكر نعمة اهلل، لكن ماداـ ومع ذل ال يحس بالنفس، وال يعرؼ قدر النفس إال إذا أصيب بما يمنع النفس، حينئذ

في عافية يقوؿ ىذا شيء طديعي، لكن لو أنو أصيب بكتم النفس لعرؼ قدر النعمة، فلو نوقش لهل كما قاؿ أما : ، لكن كيفية الحساب«عذب»أو قاؿ « من نوقش الحساب ىل »: الندي عليو الصالة والسالـ لعائشة

ما أحد ويقرره بذنوبو فعلت كذا فعلت كذا، فعلت كذا حتى إذا أقر المؤمن فإف اهلل تعالى يخلو بو بنفسو ليس عندى، أما الكفار فال يحاسدوف ىذا الحساب ألنو «قد سترتها علي في الدنيا وأنا أغفرىا ل اليـو»: بها قاؿ اهلل تعالى

ا، وينادى ليس لهم حسنات تمحو سيئاتهم لكنها تحصى عليهم أعمالهم، ويقرروف بها أماـ العالم، ويحصوف بهػ نعوذ باهلل من [. 49: ىود]{ ىؤالء الذين كذبوا على ربهم أال لعنة اهلل على الظالمين}على رؤوس األشهاد

الخذالف ػ وبهذا ينتهي الكالـ على ىذه السورة العظيمة وىي إحدى السورتين اللتين كاف الندي صلى اهلل عليو وسلم ىل أتاؾ حديث }و{ سدح اسم رب األعلى}قرأ في صالتي العيدين يقرأ بهما في المجامع الكديرة، فقد كاف ي

اقتربت الساعة وانشق }و{ والقرآف المجيد. ؽ}وكذل في صالة الجمعة، ويقرأ أحيانا في العيدين { الغاشيةممن ، وفي الجمعة سورة الجمعة والمنافقين، ينوع مرة ىذا، ومرة ىذا، نسأؿ اهلل سدحانو وتعالى أف يجعلنا {القمر

. تكوف وجوىهم ناعمة لسعيها راضية، وأف يتوالنا بعنايتو في الدنيا واالخرة، إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الفجر

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ألم تػر كيف فػعل رب * ىل فى ذل قسم لذى حجر * إذا يسر واليل * والشفع والوتر * ولياؿ عشر * والفجر }وتاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * التى لم يخلق مثػلها فى الدلػد * إرـ ذات العماد * بعاد وفرعوف ذى اال . {إف رب لدالمرصاد * فصب عليهم رب سوط عذاب * فأكثػروا فيها الفساد * الذين طغوا فى الدلػد *

. تقدـ الكالـ عليها: الدسملة

ولياؿ عشر، والشفع والوتر، كل ىذه إقسامات بالفجر،{ والليل إذا يسر. والشفػع والوتر. وليػاؿ عشر. والفجػر}

ىو النػور الساطػع الذي يكوف في األفق { والفجر}الفجر : والليل إذا يسر، خمسة أشياء أقسم اهلل تعالى بها، األوؿالشرقي قرب طلوع الشمس، وبينػو وبين طلوع الشمس ما بين ساعة واثنتين وثالثين دقيقة، إلى ساعة وسدع عشرة

الفصوؿ، فأحيانا تطوؿ الحصػة مػا بين الفجر وطلوع الشمس، وأحيانا تقصر حسب دقيقة، ويختلف باختالؼ فجر صادؽ، وفجر كاذب، والمقصود بالفجر ىنا الفجر الصادؽ، والفرؽ بين الفجر : الفصوؿ، والفجر فجراف

: الصادؽ والكاذب من ثالثة وجوه

ا ولكنو طوال، وأما الفجر الصادؽ يكوف عرضا الفجر الكاذب يكوف مستطيال في السماء ليس عرض: الوجو األوؿ . يمتد من الشماؿ إلى الجنوب

أف الفجر الصادؽ ال ظلمة بعده، بل يزداد الضياء حتى تطلع الشمس، وأما الفجر الكاذب فإنو : الفرؽ الثاني . يحدث بعده ظلمة بعد أف يكوف ىذا الضياء، ولهذا سمي كاذبا؛ ألنو يضمحل ويزوؿ

أف الفجر الصادؽ متصل باألفق، أما الفجر الكاذب فدينو وبين األفق ظلمة، ىذه ثالثة فروؽ آفاقية : ثالثالفرؽ ال . حسية يعرفها الناس إذا كانوا في الدر، أما في المدف فال يعرفوف ذل ، ألف األنوار تحجب ىذه العالمات

ة إلى فجر ساطع، وأقسم اهلل بو ألنو ال يقدر على وأقسم اهلل بالفجر ألنو ابتداء النهار، وىو انتقاؿ من ظلمة دامسقل أرأيتم إف جعل اهلل عليكم الليل سرمدا إلى يـو }: اإلتياف بهذا الفجر إال اهلل عز وجل كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

حكاـ وأقسم اهلل بالفجر ألنو يترتب عليو أ[ 74: القصص]{ القيامة من إلو غير اهلل يأتيكم بضياء أفال تسمعوفإمساؾ الصائم، فإنو إذا طلع الفجر وجب على الصائم أف يمس إذا كاف صومو فرضا أو نفال إذا : شرعية، مثل

دخوؿ وقت صالة الفجر، وىما حكماف شرعياف عظيماف، أىمهما دخوؿ : أراد أف يتم صومو، ويترتب عليو أيضا لصالة أكثر مما نراعيو من أجل اإلمساؾ في وقت الصالة، أي أنو يجب أف نراعي الفجر من أجل دخوؿ وقت ا

، ألننا في اإلمساؾ عن المفطرات في الصياـ لو فرضنا أننا أخطأنا فإننا بنينا على أصل وىو بقاء الليل، حالة الصـولكن في الصالة لو أخطأنا وصلينا قدل الفجر لم نكن بنينا على أصل، ألف األصل بقاء الليل وعدـ دخوؿ وقت

هذا لو أف اإلنساف صلى الفجر قدل دخوؿ وقت الصالة بدقيقة واحدة فصالتو نفل وال تدرأ بها ذمتو، الصالة، ولومن ثم ندعوكم إلى مالحظة ىذه المسألة، أعني العناية بدخوؿ وقت صالة الفجر، ألف كثيرا من المؤذنين يؤذنوف

إذا »: ندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلمقدل الفجر وىذا غلط، ألف األذاف قدل الوقت ليس بمشروع لقوؿ ال، ويكوف حضور الصالة إذا دخل وقتها، فلو أذف اإلنساف قدل دخوؿ وقت «حضرت الصالة فليؤذف لكم أحدكم

. الصالة فأذانو غير صحيح يجب عليو اإلعادة، والعناية بدخوؿ الفجر مهمة جدا من أجل مراعاة وقت الصالة

عشر ذي الحجة، وأطلق على األياـ ليالي، ألف اللغة العربية { لياؿ عشر}يل المراد بػق{ ولياؿ عشر}: وقولو تعالىلياؿ العشر األخيرة من { لياؿ عشر}واسعة، قد تطلق الليالي ويراد بها األياـ، واألياـ يراد بها الليالي، وقيل المراد بػ

لحجة، فألف عشر ذي الحجة أياـ فاضلة قاؿ رمضاف، أما على األوؿ الذين يقولوف المراد باللياؿ العشر عشر ذي ا« ما من أياـ العمل الصالح فيهن أحب إلى اهلل من ىذه األياـ العشر»: فيها الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

وال الجهاد في سديل اهلل إال رجل خرج بنفسو ومالو فلم يرجع من ذل »: وال الجهاد في سديل اهلل؟ قاؿ: قالوا

. «بشيء

إف األصل في الليالي أنها الليالي : إف المراد باللياؿ العشر ىي لياؿ عشر رمضاف األخيرة، فقالوا: ا الذين قالواوأم، {خير من ألف شهر}أف لياؿ العشر األخيرة من رمضاف فيها ليلة القدر التي قاؿ اهلل عنها : وليست األياـ، وقالوا

، وىذا القوؿ أرجح [1، 3: الدخاف]{ فيها يفرؽ كل أمر حكيم. نذرينإنا أنزلناه في ليلة مداركة إنا كنا م}: وقاؿمن القوؿ األوؿ، وإف كاف القوؿ األوؿ ىو قوؿ الجمهور، لكن اللفظ ال يسعف قوؿ الجمهور، وإنما يرجح القوؿ

المسلمين الثاني أنها الليالي العشر األواخر من رمضاف، وأقسم اهلل بها لشرفها، وألف فيها ليلة القدر، وألف. يختموف بها شهر رمضاف الذي ىو وقت فريضة من فرائض اإلسالـ وأركاف اإلسالـ، فلذل أقسم اهلل بهذه الليالي

ومن كل }: إف المراد بو كل الخلق، فالخلق إما شفػع وإما وتر، واهلل عز وجل يقوؿ: قيل{ والشفع والوتر}: وقولوات إما شفع وإما وتر، فيكوف المراد بالشفع والوتر كل ما كاف والعداد[ 18: الذاريات. ]{شيء خلقنا زوجين

المراد بالشفع الخلق كلهم، والمراد بالوتر اهلل : مخلوقا من شفع ووتر، وكل ما كاف مشروعا من شفع ووتر، وقيل . عز وجل

صح ولو قلت ( لوتروالشفع وا)يعني لو قلت ( الوتر)و( والوتر)واعلم أف قولو والوتر فيها قراءتاف صحيحتاف ومن كل شيء }صح أيضا، فقالوا إف الشفع ىو الخلق؛ ألف المخلوقات كلها مكونة من شيئين ( والشفع والوتر)

، وإذا كانت االية «إف اهلل وتر يحب الوتر»: والوتر أو الوتر ىو اهلل لقوؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم{ خلقنا زوجينينهما فلتكن لكل المعاني التي تحتملها االية، وىذه القاعدة في علم التفسير أف االية إذا تحتمل معنيين وال منافاة ب

{ والليل إذا يسر}: قاؿ تعالى. كانت تحتمل معنيين وأحدىما ال ينافي االخر فهي محمولة على المعنيين جميعا يددأ بالمغرب وينتهي بطلوع الفجر فهو أقسم اهلل أيضا بالليل إذا يسري، والسري ىو السير في الليل، والليل يسير

يمشي زمنا ال يتوقف، فهو دائما في سرياف، فأقسم اهلل بو لما في ساعاتو من العدادات كصالة المغرب، والعشاء، وقياـ الليل، والوتر وغير ذل ، وألف في الليل مناسدة عظيمة وىي أف اهلل عز وجل ينزؿ كل ليلة إلى السماء الدنيا

ولهذا « من يسألني فأعطيو، من يدعوني فأستجيب لو، من يستغفرني فأغفر لو»: ى ثلث الليل االخر فيقوؿحين يدقإف الثلث االخر من الليل وقت إجابة، فيندغي أف ينتهز اإلنساف ىذه الفرصة فيقـو هلل عز وجل يتهجد ويدعو : نقوؿ

ىل في ذل }. إجابة ينتفع بها في دنياه وأخراه اهلل سدحانو بما شاء من خير الدنيا واالخرة لعلو يصادؼ ساعةالخطاب ىنا لكل من يوجو إليو ىذا { إـر ذات العماد. ألم تر كيف فعل رب بعاد}لذي عقل، { قسم لذي حجر

{ إـر ذات العماد. كيف فعل رب بعاد}الكتاب العزيز وىم الدشر كلهم بل والجن أيضا ألم ترى أيها المخاطب ل بهم؟ وعاد قديلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية، أرسل اهلل تعالى إليهم ىودا عليو الصالة يعني ما الذي فع

أولم يروا أف اهلل الذي خلقهم }: والسالـ فدلغهم الرسالة ولكنهم عتوا وبغوا وقالوا من أشد منا قوة قاؿ اهلل تعالىتخروا في قوتهم ولكن اهلل بين أنهم ضعفاء أماـ فهم اف[. 41: فصلت]{ ىو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدوف

ليدين ضعفهم وأنو { الذي خلقهم}وعدر ػ واهلل أعلم ػ بقولو { أولم يروا أف اهلل الذي خلقهم}: قوة اهلل ولهذا قاؿأف اهلل الذي خلقهم ىو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا }جل وعال أقوى منهم، ألف الخالق أقوى من المخلوؽ

فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أياـ نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب االخرة . يجحدوفوالذي فعل اهلل بعاد أنو أرسل عليهم الريح العقيم سخرىا عليهم [. 41، 41: فصلت. ]{أخزى وىم ال ينصروف

خاوية، فأصدحوا ال يرى إال مساكنهم، سدع لياؿ وثمانية أياـ حسوما، فترى القوى فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلوىذا االستفهاـ الذي لفت اهلل فيو النظر إلى ما فعل بهؤالء يراد بو االعتدار يعني اعتدر أيها المكذب للرسوؿ

{ وما ىي من الظالمين بدعيد}: محمد صلى اهلل عليو وسلم بهؤالء كيف أذيقوا ىذا العذاب، وقد قاؿ اهلل تعالىىذه اسم للقديلة، وقيل اسم للقرية، وقيل غير ذل ، فسواء كانت اسم للقديلة أو اسم { إـر}: ولووق[. 93: ىود]

{ ذات العماد التي لم يخلق مثلها في الدالد}: وقولو. للقرية فإف اهلل تعالى نكل بهم نكاال عظيما مع أنهم أقوياءأي لم يصنع مثلها في الدالد؛ ألنها قوية { الدالدالتي لم يخلق مثلها في }األبنية القوية { العماد}يعني أصحاب

مع أف الذي { التي لم يخلق مثلها في الدالد}: من أشد منا قوة؟ وفي قولو: ومحكمة، وىذا ىو الذي غرىم وقالواصنعها االدمي دليل على أف االدمي قد يوصف بالخلق فيقاؿ خلق كذا، ومنو قوؿ الندي عليو الصالة والسالـ في

. ، لكن الخلق الذي ينسب للمخلوؽ ليس ىو الخلق المنسوب إلى اهلل«يقاؿ لهم أحيوا ما خلقتم»ين المصور الخلق المنسوب إلى اهلل إيجاد بعد عدـ وتحويل وتغيير، أما الخلق المنسوب لغير اهلل فهو مجرد تحويل وتغيير،

للدشر أف يخلقوه، لكن الدشر ىذا الداب من خشب، الذي خلق الخشب اهلل، وال يمكن: وأضرب لكم مثال يستطيع أف يحوؿ جذوع الخشب وأغصاف الخشب إلى أبواب إلى كرسي وما أشدو ذل ، فالخلق المنسوب

للمخلوؽ ليس ىو الخلق المنسوب للخالق؛ ألف الخلق المنسوب للخالق إيجاد من عدـ وىذا ال يستطيعو أحد، ة إلى صفة، أما أف يغير الذوات بمعنى يجعل الذىب والمنسوب للمخلوؽ تغير وتحويل يحوؿ الشيء من صف

وثمود }: ثم قاؿ. فضة، أو يجعل الفضة حديدا، أو ما أشدو ذل فهذا مستحيل ال يمكن إال هلل وحده ال شري لوولقد كذب أصحاب }: ثمود ىم قـو صالح ومساكنهم معروفة االف كما قاؿ تعالى{ الذين جابوا الصخر بالواد

ذكر اهلل أف ثمود كانوا في بالد الحجر وىي معروفة مر عليها ( الر)في سورة [. 91: الحجر]{ ينالحجر المرسلال تدخلوا »: الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في طريقو إلى تدوؾ وأسرع وقنع رأسو صلى اهلل عليو وسلم وقاؿ

كين فال تدخلوا عليهم أف يصيدكم مثل ما على ىؤالء القـو المعذبين إال أف تكونوا باكين، فإف لم تكونوا با ، ىؤالء القـو أعطاىم اهلل قوة حتى صاروا يخرقوف الجداؿ والصخور العظيمة ويصنعوف منها بيوتا ولهذا «أصابهموادي ثمود، وىو معروؼ، ىؤالء أيضا فعل اهلل بهم ما فعل من العذاب والنكاؿ : أي{ جابوا الصخر بالواد}: قاؿ

متعوا في داركم ثالثة أياـ، ثم بعد الثالثة األياـ أخذتهم الصيحة والرجفة فأصدحوا في ديارىم حيث قيل لهم تجاثمين، فعلينا أف نعتدر بحاؿ ىؤالء المكذبين الذين صار مآلهم إلى الهالؾ والدمار، وليعلم أف ىذه األمة لن

لى اهلل عليو وعلى آلو وسلم سأؿ اهلل تعالى أف تهل بما أىلكت بو األمم السابقة بهذا العذاب العاـ، فإف الندي صال يهلكهم بسنة بعامة ولكن قد تهل ىذه األمة بأف يجعل اهلل بأسهم بينهم، فتجري بينهم الحروب والمقاتلة، ويكوف ىالؾ بعضهم على يد بعض، ال بشيء ينزؿ من السماء كما صنع اهلل تعالى باألمم السابقة، ولهذا يجب

الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأف ندتعد عن كل ما يثير الناس بعضهم على بعض، وأف نلـز دائما علينا أف نحذرالهدوء، وأف ندتعد عن القيل والقاؿ وكثرة السؤاؿ، فإ ذل مما نهى عنو الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وكم

الفتن، وأف نكوف أمة متآلفة متحابة، يتطلب من كلمة واحدة صنعت ما تصنعو السيوؼ الداترة، فالواجب الحذر من فرعوف ىو الذي أرسل اهلل إليو موسى عليو الصالة { وفرعوف}. كل واحد منا العذر ألخيو إذا رأى منو ما يكره

والسالـ، وكاف قد استذؿ بني إسرائيل في مصر، يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم، وقد اختلف العلماء في السدب إف كهنتو قالوا لو إنو : فقاؿ بعض العلماء! ىذه الفعلة القديحة، لماذا يقتل األبناء ويدقي النساء؟الذي أدى بو إلى

. سيولد في بني إسرائيل رجل يكوف ىالك على يده فصار يقتل األبناء ويستدقي النساء

لها واستدقيت نسائها إنو فعل ذل من أجل أف يضعف بني إسرائيل؛ ألف األمة إذا قتلت رجا: ومن العلماء من قاؿذلت بال ش ، فاألوؿ تعليل أىل األثر، والثاني تعليل أىل النظر ػ أىل العقل ػ وال يدعد أف يكوف األمراف جميعا قد صارا علة لهذا الفعل، ولكن بقدرة اهلل عز وجل أف ىذا الرجل الذي كاف ىالؾ فرعوف على يده تربى في نفس بيت

: قطتو وربتو في بيت فرعوف، وفرعوف استكدر في األرض وعال في األرض وقاؿ لقوموفرعوف، فإف امرأة فرعوف التيعني ( أـ أنا خير من ىذا الذي ىو مهين: )وقاؿ لهم( ما علمت لكم من إلو غيري: )وقاؿ لهم( أنا ربكم األعلى)

أليس }: ومو مقررا لهموقاؿ لق[. 11: الزخرؼ]{ فاستخف قومو فأطاعوه}: قاؿ اهلل تعالى( وال يكاد يدين)موسى افتخر باألنهار وىي المياه فأغرؽ [. 14: الزخرؼ]{ لي مل مصر وىذه األنهار تجري من تحتي أفال تدصروف

أي ذي القوة، ألف جنوده كانوا لو بمنزلة الوتد، والوتد تربط بو حداؿ الخيمة فتستقر وتثدت، { ذي األوتاد}. بالماء{ الذين طغوا في الدالد}. وكاىن وغير ذل لكن اهلل سدحانو فوؽ كل شيء فلو جنود أمم عظيمة ما بين ساحر

أي لما زاد الماء [. 44: الحاقة]{ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية}: الطغياف مجاوزة الحد ومنو قولو تعالى: أي{ وا في الدالدطغ}حملناكم في الجارية يعني بذل السفينة التي صنعها نوح عليو الصالة والسالـ، فمعنى

الفساد المعنوي، والفساد المعنوي يتدعو : أي{ فأكثروا فيها الفساد}. زادوا عن حدىم واعتدوا على عداد اهللولو أف أىل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من }: الفساد الحسي، ودليل ذل قوؿ اهلل تدارؾ وتعالى

ولهذا قاؿ بعض العلماء في قولو [. 81: األعراؼ]{ كانوا يكسدوف السماء واألرض ولكن كذبوا فأخذناىم بماال تفسدوىا بالمعاصي، وعلى ىذا فيكوف : قالوا[. 11: األعراؼ]{ وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها}: تعالىدق من الفساد المعنوي، لكن الفساد المعنوي يتدعو الفساد الحسي، وكاف فيما س: أي{ فأكثروا فيها الفساد}قولو

األمم أف اهلل تعالى يدمر ىؤالء المكذبين عن آخرىم، لكن ىذه األمة رفع اهلل عنها ىذا النوع من العقوبة وجعل عقوبتها أف يكوف بأسهم بينهم، يدمر بعضهم بعضا، وعلى ىذا فما حصل من المسلمين من اقتتاؿ بعضهم بعضا،

نوب، يسلط اهلل بعضهم على بعض ويكوف ىذا عقوبة من اهلل ومن تدمير بعضهم بعضا إنما ىو بسدب المعاصي والذالصب معروؼ أنو يكوف من فوؽ، والعذاب الذي أتى ىؤال من فوؽ من عند { فصب عليهم رب }سدحانو وتعالى، السوط ىو العصا الذي يضرب بو، ومعلـو أف الضرب بالعصا نوع عذاب، لكن ىل { سوط عذاب}اهلل عز وجل

و اهلل تعالى على عاد، وثمود، وفرعوف، ىل ىو العصا المعروؼ الذي نعرؼ، أو أنو عصا ىذاالسوط الذي صدنسأؿ اهلل تعالى أف يجعل لنا فيما سدق من األمم . الثاني عصا عذاب أىلكهم وأبادىم: عذاب أىلكهم؟ الجواب

{ إف رب لدالمرصاد}. يرعدرة نتعظ بها وننتفع بها، ونكوف طائعين هلل عز وجل غير طاغين، إنو على كل شيء قدالخطاب ىنا للندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، أو لكل من يتوجو إليو الخطاب، يدين اهلل عز وجل أنو بالمرصاد لكل من طغى واعتدى وتكدر، فإنو لو بالمرصاد سوؼ يعاقدو ويؤاخذه، وىذا المعنى لو نظائر في القرآف الكريم منها

م يسيروا في األرض فينظروا كيف كاف عاقدة الذين من قدلهم دمر اهلل عليهم وللكافرين أفل}: قولو تدارؾ وتعالىويا قـو ال يجرمنكم شقاقي أف يصيدكم مثل ما أصاب قـو نوح أو }: وكقوؿ شعيب لقومو[. 41: محمد]{ أمثالها

واحدة في المكذبين فسنة اهلل سدحانو وتعالى[. 98: ىود]{ قـو ىود أو قـو صالح وما قـو لوط منكم بدعيدلرسلو، المستكدرين عن عدادتو ىو لهم بالمرصاد، وىذه االية تفيد التهديد والوعيد لمن حاوؿ، أو لمن استكدر عن

. عدادة اهلل، أو كذب خدره

لػو فػقدر عليو رزقو فػيػقوؿ ربى وأ * فأما اإلنسػن إذا ما ابػتلػو ربو فأكرمو ونػعمو فػيػقوؿ ربى أكرمن } مآ إذا ما ابػتػوتحدوف الماؿ * وتأكلونالتػراث أكال لما * وال تحاضوف على طعاـ المسكين * كال بل ال تكرموف اليتيم * أىانن . {حدا جما

وأما إذا ما ابتاله فقدر عليو رزقو . فأما اإلنساف إذا ما ابتاله ربو فأكرمو ونعمو فيقوؿ رب أكرمن}: اؿ عز وجلثم ق{ وندلوكم بالشر والخير فتنة}: االبتالء من اهلل عز وجل يكوف بالخير وبالشر كما قاؿ تعالى{ فيقوؿ ربي أىانن

هلل عز وجل أيشكر أـ يكفر، ويدتلى بالشر ليدلوه أيصدر أـ يفجر، فيدتلى اإلنساف بالخير ليدلوه ا[. 31: األندياء]وأحواؿ اإلنساف دائرة بين خير وشر، بين خير يالئمو ويسره، وبين شر ال يالئمو وال يسره، وكلو ابتالء من اهلل،

يعني أنني { كرمنرب أ}واإلنساف بطديعتو اإلنسانية المدنية على الظلم والجهل إذا ابتاله ربو فأكرمو ونعمو يقوؿ : القصص]{ قاؿ إنما أوتيتو على علم عندي}: أىل لإلكراـ وال يعترؼ بفضل اهلل عز وجل، وىذا كقولو تعالى

ولم يعترؼ بفضل اهلل، وما أكثر الناس الذين { إنما أوتيتو على علم عندي}: لما ذكر بنعمة اهلل عليو قاؿ[. 79: ىذا إكراـ من اهلل لنا؛ ألننا أىل لذل ، ولو أف اإلنساف قاؿ: قالوا ىذه حالهم إذا أكرمهم اهلل عز وجل ونعمهم،

أكرمني، يعني أنني أىل : إف اهلل أكرمني بكذا اعترفا بفضلو وتحدثا بنعمتو لم يكن عليو في ذل بأس، لكن إذا قاؿوأما إذا ما }. ي أىل لذل أكرمني فالف؛ ألنن: لإلكراـ، كما يقوؿ مثال كدير القـو إذا نزؿ ضيفا على أحدىم قاؿ

يعني يقوؿ إف اهلل تعالى ظلمني فأىانني ولم { فيقوؿ ربي أىانن}يعني ضيق عليو الرزؽ { ابتاله فقدر عليو رزقويرزقني كما رزؽ فالنا، ولم يكرمني كما أكـر فالنا، فصار عند الرخاء ال يشكر، يعجب بنفسو ويقوؿ ىذا حق لي،

وىذا حاؿ اإلنساف باعتداره إنسانا، أما المؤمن فليس { ربي أىانن}ترض على ربو ويقوؿ وعند الشدة ال يصدر بل يعكذل ، المؤمن إذا أكرمو اهلل ونعمو شكر ربو على ذل ، ورأى أف ىذا فضل من اهلل عز وجل وإحساف، وليس من

و رزقو صدر واحتسب، وقاؿ باب اإلكراـ الذي يقدـ لصاحدو على أنو مستحق، وإذا ابتاله اهلل عز وجل وقدر عليىذا بذندي، والرب عز وجل لم يهني ولم يظلمني، فيكوف صابرا عند الدالء، شاكرا عند الرخاء، وفي االيتين إشارة

. لماذا أعطاني اهلل الماؿ؟ ماذا يريد مني؟ يريد مني أف أشكر: إلى أنو يجب على اإلنساف أف يتدصر فيقوؿ مثال فليكن محاسدا لنفسو حتى ال يكوف مثل حاؿ . فقر، بالمرض وما أشدو ذل ؟ يريد مني أف أصدرلماذا ابتالني اهلل بال

يعني لم يعط ما أعطاؾ إكراما ل ألن مستحق { كال}: اإلنساف المدنية على الجهل والظلم ولهذا قاؿ تعالىبل ال تكرموف }: قاؿ تعالى ثم. ولكنو تفضل منو، ولم يهن حين قدر علي رزقو، بل ىذا مقتضى حكمتو وعدلو

يعني أنتم إذا أكرمكم اهلل عز وجل بالنعم ال تعطفوف على المستحقين لإلكراـ وىم اليتامى، فاليتيم ىنا اسم { اليتيمىو الذي مات أبوه قدل بلوغو من ذكر أو : جنس، ليس المراد يتيما واحدا بل جنس اليتامى، واليتيم قاؿ العلماء

يشمل الفقير من اليتامى، والغني من اليتامى ألنو يندغي { اليتيم}: ت أمو فليس بيتيم، وقولو تعالىأنثى، وأما من ماتاإلحساف إليو وإكرامو ألنو انكسر قلدو بفقد أبيو ومن يقـو بمصالحو، فأوصى اهلل تعالى بو حتى يزوؿ ىذا الكسر

بعضا على أف يطعم المسكين، وإذا كاف يعني ال يحض بعضكم{ وال تحاضوف على طعاـ المسكين}. الذي أصابوال يحض غيره فهو أيضا ال يفعلو بنفسو، فهو ال يطعم المسكين وال يحض على طعاـ المسكين، وفي ىذا إشارة إلى أنو يندغي لنا أف نكـر األيتاـ، وأف يحض بعضنا بعضا على إطعاـ المساكين؛ ألنهم في حاجة، واهلل تعالى في

ما يورثو اهلل العدد من الماؿ، سواء { التراث{ }وتأكلوف التراث أكال لما}. العدد في عوف أخيو عوف العدد ما كافورثو عن ميت، أو باع واشترى وكسب، أو خرج إلى الدر وأتى بما يأتي بو من عشب وحطب وغير ذل ، فالتراث

وتحدوف الماؿ }: و أكال لما، وأما الماؿ فقاؿما يرثو اإلنساف، أو ما يورثو اهلل اإلنساف من الماؿ فإف بني آدـ يأكلونأي عظيما، وىذا ىو طديعة اإلنساف، لكن اإليماف لو مؤثراتو قد يكوف اإلنساف بإيمانو ال يهتم بالماؿ { حدا جما

وإف جاءه شكر اهلل عليو، وأدى ما يجب وإف ذىب ال يهتم بو، لكن طديعة اإلنساف من حيث ىو كما وصفو اهلل عز . ل في ىاتين االيتينوج

رض دكا دكا } وجىء يػومئذ بجهنم يػومئذ يػتذكر اإلنسػن وأنى * وجآء رب والمل صفا صفا * كال إذا دكت االومئ * يػقوؿ يليتنى قدمت لحياتى * لو الذكرى يأيػتػها النػفس * وال يوثق وثاقو أحد * ذ ال يػعذب عذابو أحد فػيػ . {وادخلى جنتى* فادخلى فى عدادى * ارجعى إلى رب راضية مرضية * المطمئنة

وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر اإلنساف وأنى لو . صفا صفا وجاء رب والمل . كال إذا دكت األرض دكا دكا}حتى ال ترى فيها عوجا وال أمتا، { إذا دكت األرض دكا دكا}يذكر اهلل سدحانو وتعالى الناس بيـو القيامة { الذكرى

يسمعهم الداعي تدؾ الجداؿ، وال بناء، وال أشجار، تمد األرض كمد األديم، يكوف الناس عليها في مكاف واحدولكن قد فات { يقوؿ يا ليتني قدمت لحياتي. يتذكر اإلنساف وأنى لو الذكرى}وينفذىم الدصر في ىذا اليـو

األواف، ألننا في الدنيا في مجاؿ العمل في زمن المهلة يمكن لإلنساف أف يكتسب لمستقره، كما قاؿ مؤمن آؿ متاع يتمتع بو اإلنساف كما [. 38: غافر]{ ف االخرة ىي دار القراريا قـو إنما ىذه الحياة الدنيا متاع وإ}فرعوف

يتمتع المسافر بمتاع السفر حتى ينتهي سفره، فهكذا الدنيا، واعتدر ما يستقدل بما مضى، كل ما مضى كأنو ساعة لى مكاف من نهار، كأننا االف مخلوقوف، فكذل ما يستقدل سوؼ يمر بنا سريعا ويمضي جميعا، وينتهي السفر إ

. ألهاكم التكاثر}: آخر ليس مستقرا، إلى األجداث إلى القدور ومع ىذا فإنها ليست محل استقرار لقوؿ اهلل تعالىواهلل ما الزائر بمقيم والبد من : )سمع أعرابي رجال يقرأ ىذه االية فقاؿ[. 9، 4: التكاثر]{ حتى زرتم المقابرثم }: وفهم جيد يؤيده االيات الكثيرة الصريحة في ذل كقولو تعالى ، وىذا استنداط قوي(مفارقة لهذا المكاف

وذكر اهلل سدحانو وتعالى ما يكوف في [. 41، 41: المؤمنوف]{ ثم إنكم يـو القيامة تدعثوف. إنكم بعد ذل لميتوفجيئو ػ عز ىذا المجيء ىو م{ وجاء رب }أي صفا بعد صف، { وجاء رب والمل صفا صفا}: ىذا اليـو فقاؿ

وجل ػ ألف الفعل أسند إلى اهلل، وكل فعل يسند إلى اهلل فهو قائم بو ال بغيره، ىذه القاعدة في اللغة العربية، والقاعدة في أسماء اهلل وصفاتو كل ما أسنده اهلل إلى نفسو فهو لو نفسو ال لغيره، وعلى ىذا فالذي يأتي ىو اهلل عز

يث قالوا إنو جاء أمر اهلل، فإف ىذا إخراج للكالـ عن ظاىره بال دليل، فنحن وجل، وليس كما حرفو أىل التعطيل حإف اهلل : ونقوؿ. من عقيدتنا أف نجري كالـ اهلل تعالى، ورسولو صلى اهلل عليو وسلم على ظاىره وأف ال نحرؼ فيو

ال ندري كيف يجيء؟ تعالى يجيء يـو القيامة ىو نفسو، ولكن كيف ىذا المجيء؟ ىذا ىو الذي ال علم لنا بو الرحمن على العرش }: والسؤاؿ عن مثل ىذا بدعة كما قاؿ اإلماـ مال ػ رحمو اهلل ػ حين سئل عن قولو تعالى

فأطرؽ مال برأسو حتى عاله الرحضاء ػ يعني العرؽ ػ لشدة ىذا السؤاؿ على قلدو، ألنو سؤاؿ [. 1: طو]{ استوىاالستواء غير مجهوؿ، والكيف غير : )يريد السوء، ثم رفع رأسو وقاؿعظيم سؤاؿ متنطع، سؤاؿ متعنت أو مدتدع

، الشاىد الكلمة األخيرة ػ السؤاؿ عنو بدعة ػ واعتدر ىذا في جميع (معقوؿ، واإليماف بو واجب، والسؤاؿ عنو بدعة

: ده؟ نقوؿيعني آدـ، كيف خلقو بي[. 71ص ]{ لما خلقت بيدي}: إف اهلل يقوؿ: صفات اهلل فلو سألنا سائل قاؿأنا أريد العلم ال أحب أف يخفى علي شيء من صفات ربي فأريد أف أعلم كيف خلقو؟ : ىذا السؤاؿ بدعة، قاؿ

نحن نسأل أسئلة سهلة ىل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي اهلل عنهم؟ إما أف يقوؿ نعم، وإما أف : نقوؿسؤاؿ أعلم بكيفية صفات اهلل عز وجل أـ الرسوؿ عليو ىل الذي وجهت إليو ال. يقوؿ ال، والمتوقع أف يقوؿ ال

الرسوؿ، إذا الصحابة أحرص من على العلم والمسؤوؿ الذي يوجو إليو السؤاؿ أعلم : الصالة والسالـ؟ سيقوؿمن الذي تسألو ومع ذل ما سألوا؛ ألنهم يلتزموف األدب مع اهلل عز وجل، ويقولوف بقلوبهم وربما بألسنتهم إف اهلل

وال }جل وأعظم من أف تحيط أفهامنا وعقولنا بكيفيات صفاتو، واهلل عز وجل يقوؿ في كتابو في األمور المعقولة أ: األنعاـ]{ ال تدركو األبصار وىو يدرؾ األبصار}: وفي األمور المحسوسة[. 441: طو]{ يحيطوف بو علما

ده؟ فإف ىذا السؤاؿ بدعة، وكذل بقية يا أخي إلـز األدب، ال تسأؿ كيف خلق اهلل آدـ بي: فنقوؿ[. 413ىذا بدعة وعلي : ىذا بدعة، لو سأؿ كيف يد اهلل عز وجل قلنا: الصفات لو سأؿ كيف عين اهلل عز وجل؟ قلنا لو

وسأؿ { وجاء رب }لما قاؿ ىنا في االية الكريمة . أف تلـز األدب، وأف ال تسأؿ عن كيفية صفات اهلل عز وجلبدعة ػ ىذه القاعدة التزموىا ػ وكل إنساف يسأؿ عن كيفية صفات اهلل فهو مدتدع متنطع، ىذا : كيف يجيء؟ نقوؿ

أف نؤمن بأف اهلل يجيء لكن على أي { وجاء رب }سائل عما ال يمكن الوصوؿ إليو، فموقفنا من مثل ىذه االية فنحن نعلم [. 44: الشورى] {ليس كمثلو شيء وىو السميع الدصير}: والدليل قولو تعالى. كيفية اهلل؟ اهلل أعلم

النفي وال نعلم اإلثدات، يعني نعلم أنو ال يمكن أف يأتي على كيفية إتياف الدشر، ولكننا ال نثدت كيفيتو وىذا ىو ىنا للعمـو يعني جميع المالئكة يأتوف ينزلوف ويحيطوف بالخلق، تنزؿ مالئكة ( اؿ){ المل }: الواجب علينا، وقولوالئكة السماء الثانية وىلم جرا يحيطوف بالخلق إظهارا للعظمة، وإال فإف الخلق ال يمكن أف السماء الدنيا، ثم م

يفروا يمينا وال شماال لكن إظهارا لعظمة اهلل وتهويال لهذا اليـو العظيم، تنزؿ المالئكة يحيطوف بالخلق، وىذا اليـو فهو [. 1: التكوير]{ وإذا الوحوش حشرت}يـو مشهود يشهده المالئكة واإلنس والجن والحشرات وكل شيء

األمر الثالث مما بو اإلنذار في ىذا اليـو بعد أف عرفنا . يـو عظيم ال ندركو االف وال نتصوره ألنو أعظم مما نتصورولم يذكر الجائي لكن { جيء يومئذ{ }وجيء يومئذ بجهنم}: األمر األوؿ وىو مجيء اهلل، ثم صفوؼ المالئكة قاؿ

نة أنو يؤتى بالنار تقاد بسدعين ألف زماـ كل زماـ منها يقوده سدعوف ألف مل ، وما أدراؾ ما قوة قد دلت السالمالئكة؟ قوة ليست كقوة الدشر، وال كقوة الجن بل ىي أعظم وأعظم بكثير، ولهذا لما قاؿ عفريت من الجن

قاؿ الذي عنده علم من . ي أمينقدل أف تقـو من مقام وإني عليو لقو }بعرش بلقيس { أنا آتي بو}لسليماف ألف الرجل : قاؿ العلماء[. 11، 38: النمل]{ الكتاب أنا آتي بو قدل أف يرتد إلي طرف فلما رآه مستقرا عنده

ىذا دعا اهلل، فحملتو المالئكة من اليمن فجاءت بو إلى سليماف في الشاـ، فقوة المالئكة عظيمة، وىم يجروف ماـ، كل زماـ يجره سدعوف ألف مل ، إذا ىي عظيمة، ىذه النار إذا رأت أىلها من مكاف ىذه النار بسدعين ألف ز

كلما ألقي فيها فوج }بعيد، سمعوا لها تغيظا وزفيرا، وليست كزفير الطائرات أو المعدات، زفير تنخلع منو القلوب، تكاد تقطع من شدة { ز من الغيظتكاد تمي}: وقاؿ اهلل عز وجل[. 9: المل ]{ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير

مجيء الرب جل جاللو، صفوؼ : الغيظ على أىلها، فلهذا أنذرنا اهلل تعالى منها فهذه ثالثة أمور كلها إنذاريعني إذا جاء اهلل في يـو القيامة، وجاء { يومئذ يتذكر اإلنساف وأنى لو الذكرى}. اإلتياف بجهنم: المالئكة، الثالث

ا صفوفا، وأحاطوا بالخلق، وحصلت األىواؿ واألفزاع يتذكر اإلنساف، يتذكر أنو وعد بهذا المل المالئكة صفوف، وأنو أعلم بو من قدل الرسل عليهم الصالة والسالـ، وأنذروا وخوفوا، ولكن من حقت عليو كلمة العذاب فإنو اليـو

أين يكوف لو الذكرى في ىذا { الذكرى وأنى لو}ال يؤمن ولو جاءتو كل آية، حينئذ يتذكر لكن يقوؿ اهلل عز وجل واإليماف عن مشاىدة ال ينفع ألف كل إنساف ! وأنى لو االتعاظ فات األواف؟! اليـو الذي رأى فيو ما أخدر عنو يقينا؟

فيصدؽ بما أخدرت بو [. 3: الدقرة]{ الذين يؤمنوف بالغيب}يؤمن بما شاىد، اإليماف النافع ىو اإليماف بالغيب { أنى لو الذكرى}: هلل عز وجل وعن اليـو االخر، في ذل اليـو يتذكر اإلنساف ولكن قاؿ اهلل عز وجلالرسل عن ا

يتمنى { يا ليتني قدمت لحياتي}: أي بعيد أف ينتفع بهذه الذكرى التي حصلت منو حين شاىد الحق يقوؿ اإلنسافالدنيا انتهت وقضت، وليست الحياة الدنيا حياة في أنو قدـ لحياتو وما ىي حياتو؟ أىي حياة الدنيا؟ ال واهلل، الحياة

الواقع، الواقع أنها ىمـو وأكدار، كل صفو يعقدو كدر، كل عافية يتدعها مرض، كل اجتماع يعقدو تفرؽ، انظروا ما : حصل أين االباء؟ أين اإلخواف؟ أين األبناء؟ أين األزواج؟ ىل ىذه حياة؟ ولهذا قاؿ بعض الشعراء الحكماء

إما الموت، وإما : ب للعيش مادامت منغصة لذاتو بادكار الموت والهـر كل إنساف يتذكر أف مآلو أحد أمرينال طي، نحن نعرؼ أناسا كانوا شدابا في عنفواف الشداب عمروا لكن رجعوا إلى أرذؿ العمر، يرؽ لهم اإلنساف إذا الهـر

عندىم، وعندىم من األىل ما عندىم، لكنهم في حالة رآىم في حالة بؤس، حتى وإف كاف عندىم من األمواؿ ما بؤس، وىكذا كل نساف إما أف يموت مدكرا، وإما أف يعمر فيرد إلى أرذؿ العمر فهل ىذه حياة؟ الحياة ىي ما بينو

وؿ يق[. 11: العنكدوت]{ لو كانوا يعلموف}يعني لهي الحياة التامة { وإف الدار االخرة لهي الحيواف}: اهلل عز وجلفيومئذ ال يعذب عذابو أحد، }: قاؿ تعالى. {أنى لو الذكرى}يتمني لكن ال يحصل { يا ليتني قدمت لحياتي}: ىذا

أي ال يعذب عذاب اهلل أحد، { ال يعذب عذابو أحد وال يوثق وثاقو أحد}األولى : فيها قراءتاف{ وال يوثق وثاقو أحد{ ال يعذب عذابو أحد وال يوثق وثاقو أحد}: القراءة الثانية. أحد، بل ىو أشدبل عذاب اهلل أشد، وال يوثق وثاؽ اهلل

يعني في ىذا اليـو ال أحد يعذب عذاب ىذا الرجل، وال أحد يوثق وثاقو، ومعلـو أف ىذا الكافر ال يعذب أحد ، ألنو يلقى على أىل النار في الموقف العطش الشديد، فينظروف إلى النار كأنها السراب، عذابو في ذل اليـو

والسراب ىو ما يشاىده اإلنساف في أياـ الصيف في شدة الحر من الدقاع حتى يخيل إليو أنو الماء، ينظروف إلى النار كأنها سراب وىم عطاش، فيتهافتوف عليها يذىدوف إليها سراعا يريدوف أي شيء؟ يريدوف الشرب، فإذا جاؤوىا

{ ألم يأتكم رسل منكم يتلوف عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم ىذا}: فتحت أبوابها وقاؿ لهم خزنتهاقد قامت عليكم الحجة فيوبخونهم قدل أف يدخلوا النار، والتوبيخ عذاب قلدي وألم نفسي قدل أف [. 74: الزمر]

علينا شقوتنا وكنا ربنا غلدت }ويقولوف . يذوقوا ألم النار، وفي النار يوبخهم الجدار عز وجل توبيخا أعظم من ىذااخسئوا فيها وال }: قاؿ اهلل تعالى وىو أرحم الراحمين{ ربنا أخرجنا منها فإف عدنا فإنا ظالموف. قوما ضالينيقولو أرحم الراحمين، فمن { اخسئوا فيها وال تكلموف}أبلغ من ىذا اإلذالؿ [. 419ػ 411: المؤمنوف]{ تكلموف

قد أخدر الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم بأف أىوف أىل النار عذابا من ال راحم لهم، و ! يرحمهم بعد الرحمن؟عليو نعالف يغلي منهما دماغو، وال يرى أف أحدا أشد منو عذابا يرى أنو أشد الناس عذابا وىو أىونهم عذابا، وعليو

أعلى الددف يغلي من أسفلو، نعالف يغلي منهما الدماغ، النعالف في أسفل الددف والدماغ في أعاله، فإذا كاف ألنهم ػ { فيومئذ ال يعذب عذابو أحد وال يوثق وثاقو أحد}فالوسط من باب أشد ػ أجارنا اهلل وإياكم من النار ػ

أدخلوه في ىذه السلسلة تغل [. 39: الحاقة]{ ثم في سلسلة ذرعها سدعوف ذراعا فاسلكوه}والعياذ باهلل ػ يوثقوف إذف على اإلنساف أف . افية ػ وال أحد يتصور االف ما ىم فيو من الدؤس والشقاء والعذابأيديهم ػ نسأؿ اهلل الع

. {يقوؿ يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ ال يعذب عذابو أحد وال يوثق وثاقو أحد}يستعد قدل أف

رجعي إلى رب يا أيتها النفس المطمئنة ا}: ثم ختم اهلل تعالى ىذه السورة بما يدهج القلب ويشرح الصدر فقاؿ: يقاؿ ىذا القوؿ لإلنساف عند النزع في آخر لحظة من الدنيا، يقاؿ لروحو{ ارجعي إلى رب { }راضية مرضية

اخرجي أيتها النفس المطمئنة، اخرجي إلى رحمة من اهلل ورضواف، فتستدشر وتفرح، ويسهل خروجها من الددف، لموضع سوط في الجنة خير »: ندي صلى اهلل عليو وآلو وسلمألنها بشرت بما ىو أنعم مما في الدنيا كلها، قاؿ ال

، سوط اإلنساف العصا القصير، موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، وليست دنياؾ «من الدنيا وما فيهانيا وما أنت، بل الدنيا من أولها إلى آخرىا، بما فيها من النعيم، والمل ، والرفاىية وغيرىا، موضع سوط خير من الدفيها، فكيف بمن ينظر في ملكو مسيرة ألفي عاـ، ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، نعيم ال يمكن أف ندركو

النفس }[. 47: السجدة]{ فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملوف}بنفوسنا وال بتصورنا سا أطمن من نفس المؤمن أبدا، المؤمن نفسو طيدة مطمئنة، ولهذا يعني المؤمنة االمنة، ألن ال تجد نف{ المطمئنة

عجدا ألمر المؤمن إف أمره كلو خير، إف أصابتو ضراء صدر »: تعجب الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم من المؤمن قاؿد المصائب، ، مطمئن راض بقضاء اهلل وقدره، ال يسخط عن«فكاف خيرا لو، وإف أصابتو سراء شكر فكاف خيرا لو

وال يدطر عند النعم، بل ىو شاكر عند النعم، صابر عند الدالء، فتجده مطمئنا، لكن الكافر أو ضعيف اإليماف ال يطمئن، إذا أصابو الدالء جزع وسخط، ورأى أنو مظلـو من قدل اهلل ػ والعياذ باهلل ػ حتى إف بعضهم ينتحر وال يصدر،

ينظر إلى نفسو وإذا ىو قليل الماؿ، قليل العياؿ ليس عنده زوجة، ليس لو قـو وال يطمئن، بل يكوف دائما في قلق،أنا لست في نعمة، ألف فالنا عنده ماؿ، عنده زوجات، عنده أوالد، عنده قديلة تحميو، أنا ليس : يحمونو، فيقوؿ

نجد الناس االف يذىدوف عندي، فال يرى هلل عليو نعمة، ألنو ضعيف اإليماف فليس بمطمئن، دائما في قلق، ولهذاإلى كل مكاف ليرفهوا عن أنفسهم ليزيلوا عنها األلم والتعب، لكن اليزيل ذل حقا إال اإليماف، اإليماف الحقيقي الذي يؤدي إلى الطمأنينة، فالنفس المطمئنة ىي المؤمنة، مؤمنة في الدنيا، آمنة من عذاب اهلل يـو القيامة، قاؿ

لو يعلم الملوؾ وأبناء الملوؾ ما نحن فيو لجالدونا عليو بالسيوؼ، ىل تجدوف : قاؿبعض السلف كلمة عجيدة أنعم في الدنيا من الملوؾ وأبنائهم، ال يوجد أحد أنعم منهم في الظاىر يعني نعومة الجسد، لكن قلوبهم ليست

من الحر، ولكنو مؤمن، كقلوب المؤمنين، المؤمن الذي ليس عليو إال ثوب مرقع، وكوخ ال يحميو من المطر، والدنياه ونعيمو في الدنيا أفضل من الملوؾ وأبناء الملوؾ، ألف قلدو مستنير بنور اهلل، بنور اإليماف، وىا ىو شيخ اإلسالـ ابن تيمية ػ رحمو اهلل ػ حدس وأوذي في اهلل عز وجل، فلما أدخل الحدس وأغلقوا عليو الداب قاؿ رحمو

يقوؿ ىذا تحدثا [. 43: الحديد]{ اب باطنو فيو الرحمة وظاىره من قدلو العذابفضرب بينهم بسور لو ب}: اهللما يصنع أعدائي بي ػ أي شيء يصنعوف ػ إف جنتي في صدري ػ أي اإليماف والعلم : )بنعمة اهلل ال افتخارا ثم قاؿ

ليقين، ىذه الطمأنينة، ىذا ىو ا( واليقين ػ وإف حدسي خلوة، ونفيي ػ إف نفوه من الدلد ػ سياحة وقتلي شهادةواإلنساف لو دخل الحدس كاف يفكر ما مستقدلي، ما مستقدل أوالدي، وأىلي، وقومي، وشيخ اإلسالـ ػ رحمو اهلل ػ

ال يذوقوف فيها الموت إال الموتة }: ولعل ىذا ىو السر في قولو تدارؾ وتعالى. وصدؽ( جنتي في صدري: )يقوؿنة ال يذوقوف فيها الموت إال الموتة األولى، ومعلـو أف الجنة ال موت فها ال يعني في الج[. 11: الدخاف]{ األولى

أولى وال ثانية، لكن لما كاف نعيم القلب ممتدا من الدنيا إلى دخوؿ الجنة صارت كأف الدنيا واالخرة كلها جنة رضي }: وجل كما قاؿ تعالىعند اهلل عز { مرضية}بما أعطاؾ اهلل من النعيم { راضية}. وليس فيها إال موتة واحدة

ادخلي في عدادي الصالحين، من جملتهم، : أي{ فادخلي في عدادي}[. 99: المجادلة]{ اهلل عنهم ورضوا عنومنعم : ألف الصالحين من عداد اهلل الذين أنعم اهلل عليهم، الذين ىم خير طدقات الدشر، والدشر طدقاتو ثالث

صراط . اىدنا الصراط المستقيم}الطدقات مذكورة في سورة الفاتحة عليهم، ومغضوب عليهم، وضالوف، وكل ىذه . {غير المغضوب عليهم وال الضالين. الذين أنعمت عليهم

. النديوف، والصديقوف، والشهداء، والصالحوف: الذين أنعم اهلل عليهم وىم: الطدقة األولى

علم الحق وخالفو، فكل من علم الحق وخالفو وىم اليهود وأشداه اليهود من كل من { المغضوب عليهم}: والثانية . من فسد من علمائنا ففيو شدو من اليهود: ففيو شدو من اليهود، كما قاؿ سفياف بن عيينة ػ رحمو اهلل ػ

وكل : وىم النصارى الذين جهلوا الحق، أرادوه لكن عموا عنو، ما اىتدوا إليو، قاؿ ابن عيينة{ الضالوف}: والثالثةادنا ففيو شدو من النصارى؛ ألف العداد يريدوف الخير يريدوف العدادة لكن ال علم عندىم، فهم من فسد من عد

. ضالوف

أي جنتو التي أعدىا اهلل عز وجل ألوليائو، { وادخلي جنتي}. أي الطدقة األولى المنعم عليهم{ ادخلي في عدادي}بعنايتو بها جل وعال، واهلل سدحانو وتعالى قد خلقها خلقا أضافها اهلل إلى نفسو تشريفا لها وتعظيما، وإعالما للخلق

غير خلق الدنيا، خلق لنا في الدنيا فاكهة، ونخل، ورماف، وفي الجنة فاكهة، ونخل، ورماف ولكن ما في الجنة ليس كاف ما ولو [. 47: السجدة]{ فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}: كالذي في الدنيا أبدا، ألف اهلل يقوؿ

في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم، إذا ىو مثلو في االسم، لكن ليس مثلو في الحقيقة وال في الكيفية ولهذا فأضافها اهلل إلى نفسو للداللة على شرفها وعناية اهلل بها، وىذا يوجب لإلنساف أف يرغب { ادخلي جنتي}: قاؿ

التي ىي المساجد، ألف اهلل أضافها إلى نفسو، فكذل يرغب في فيها غاية الرغدة، كما أنو يرغب في بيوت اهلل دلني على عمل : ىذه الدار التي أضافها اهلل إلى نفسو، واألمر يسير، قاؿ رجل للرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم

فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة }لقد سألت عن عظيم، وىو عظيم، : يدخلني الجنة ويداعدني من النار، فقاؿوإنو ليسير على من يسره اهلل عليو، تعدد اهلل ال تشرؾ بو شيئا، وتقيم الصالة، [. 491: آؿ عمراف]{ قد فازف

وتؤتي الزكاة، وذكر الحديث، فالدين والحمد هلل يسير وسهل، لكن النفوس األمارة بالسوء، والشهوات، والشدهات، حسنة، وفي االخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا ال تزغ قلوبنا ىي التي تحوؿ بيننا وبين ديننا، ربنا آتنا في الدنيا

. بعد إذ ىديتنا، وىب لنا من لدن رحمة، إن أنت الوىاب

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين البلد

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

لد } أيحسب أف لن يػقدر * لقد خلقنا اإلنسػن فى كدد * ووالد وما ولد * ػذا الدػلد وأنت حل به * ال أقسم بهػذا الدػين * أيحسب أف لم يػره أحد * يػقوؿ أىلكت ماال لددا * عليو أحد نػ ين ولسانا وشف * ألم نجعل لو عيػ وىديػنػو * تػ

. {النجدين

. تقدـ الحديث عليها: الدسملة

استفتاح الكالـ وتوكيده، وليست نافية، ألف المراد إثدات القسم، يعني : لالستفتاح، أي{ ال{ }ال أقسم بهذا الدلد}شيء بذكر معظم على وجو القسم تأكيد ال{ أقسم}ىذه تأتي ىنا للتنديو والتأكيد و( ال)أنا أقسم بهذا الدلد لكن

فمثال . فكل شيء محلوؼ بو البد أف يكوف معظما لدى الحالف، وقد ال يكوف معظما في حد ذاتو. مخصوصفالحلف، أو . الذين يحلفوف بالالت والعزى ىي معظمة عندىم، لكن ىي في الواقع ليست عظيمة وال معظمة

وحروؼ القسم . كر معظم عند الحالف على صفة مخصوصةالقسم، أو اليمين المعنى واحد، ىي تأكيد الشيء بذ الدلد ىنا مكة، { بهذا الدلد}(. الداء){ ال أقسم بهذا الدلد}الداء، والواو، والتاء، والذي في االية الكريمة ىنا : ىي

وأقسم اهلل بها لشرفها وعظمها، فهي أعظم بقاع األرض حرمة وأحب بقاع األرض إلى اهلل عز وجل، ولهذا بعثمنها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الذي ىو سيد الدشر صلوات اهلل وسالمو عليو، فجدير بهذا الدلد األمين أف

كما قاؿ الندي صلى اهلل عليو . ولكن نحن ال نقسم بو، ألنو مخلوؽ، وليس لنا الحق أف نقسم بمخلوؽ. يقسم بوعز وجل فإنو سدحانو يقسم بما شاء، ولهذا أقسم ىنا بمكة ، أما اهلل«من حلف بغير اهلل فقد كفر أو أشرؾ»: وسلمأقسم بهذا الدلد حاؿ كون حاال فيو، ألف حلوؿ الندي : قيل المعنى{ ال أقسم بهذا الدلد وأنت حل بهذا الدلد}

اهلل وأنت تستحل ىذا الدلد، فيكوف إقساـ : وقيل المعنى. صلى اهلل عليو وسلم في مكة يزيدىا شرفا إلى شرفهاتعالى بمكة حاؿ كونها حال للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وذل عاـ الفتح؛ ألف مكة عاـ الفتح أحلت

وقد »: للرسوؿ عليو الصالة والسالـ ولم تحل ألحد قدلو، وال تحل ألحد بعد ذل ، كما قاؿ عليو الصالة والسالـاهلل تعالى بهذا الدلد مقيدا بما إذا كانت حال للرسوؿ صلى ، فيكوف إقساـ«عادت حرمتها اليـو كحرمتها باألمس

اهلل عليو وسلم عػاـ الفتػح؛ ألنهػا في ذل اليػـو تزداد شرفا إلى شرفها، حيث طهرت من األصناـ وىـز المشركوف، كانت بػالد وفتحت عليهم بالدىم عنوة، وصارت ىذه الدلد بعد أف كانت بلد كفر صارت بالد إيماف، وبعد أف

. شرؾ صػارت بالد توحيد، وبعد أف كانت بالد عناد صارت بالد إسالـ، فأشرؼ حاؿ لمكة كانت عند الفتح يعني وأقسم بالوالد وما ولد، فمن المراد بالوالد ومن المراد بالولد؟ { ووالد وما ولد}

للعقالء، ( من)ووالد ومن ولد، ألف : أي( نم)بمعنى ( ما)المراد بالوالد آدـ، وبالولد بنو آدـ وعلى ىذا تكوف : قيل . لغير العقالء( ما)و

المراد بالوالد وما ولد كل والد وما ولد، اإلنساف والدهائم وكل شيء، ألف الوالد والمولود كالىما من آيات : وقيللى كماؿ قدرة اهلل عز اهلل عز وجل، كيف يخرج ىذا المولود حيا سويا سميعا بصيرا من نطفة من ماء، فهذا دليل ع

[. 77: يس]{ أولم ير اإلنساف أنا خلقناه من نطفة فإذا ىو خصيم مدين}وجل، ىذا الولد السوي يخرج من نطفة والصحيح أف ىذه عامة . كذل الحشرات وغيرىا تخرج ضعيفة ىزيلة، ثم تكدر إلى ما شاء اهلل تعالى من حد

الالـ ىنا واقعة في جواب القسم، لتزيد الجملة تأكيدا، { في كدد لقد خلقنا اإلنساف}تشمل كل والد وكل مولود القسم، والالـ، : مؤكدة بثالثة مؤكدات، وىي{ لقد خلقنا اإلنساف}تزيد الجملة تأكيدا أيضا فتكوف جملة ( قد)و

: فيها معنياف{ في كدد}اإلنساف اسم جنس يشمل كل واحد من بني آدـ { خلقنا اإلنساف}. وقد

في استقامة، يعني أنو خلق على أكمل وجو في الخلقة، مستقيما يمشي على قدميو، ويرفع رأسو، : األوؿ المعنى: والدهائم بالعكس الرأس على حذاء الدبر، أما بنو آدـ فالرأس مرتفع أعلى الددف، فهو كما قاؿ تعالى. وبدنو معتدال

[. 1: التين. ]{لقد خلقنا اإلنساف في أحسن تقويم}

مكابدة األشياء ومعاناتها، وأف اإلنساف يعاني المشقة في أمور الدنيا، وفي طلب الرزؽ، وفي { كدد}المراد بػ: وقيلويعاني أيضا معاناة أشد مع نفسو ومجاىدتها على طاعة اهلل، واجتناب معاصي اهلل، . إصالح الحرث وغير ذل

ذا ابتلي اإلنساف بديئة منحرفة وصار بينهم غريدا، فإنو وىذا الجهاد الذي ىو أشق من معاناة طلب الرزؽ، والسيما إ . سيجد المشقة في معاناة نفسو، وفي معاناة الناس أيضا

أفال يمكن أف تكوف االية شاملة للمعنيين؟ : فإف قاؿ قائل

ا على بلى، وىكذا يندغي إذا وجدت في الكتاب العزيز آية تحتمل معنيين وليس بينهما مناقضة فاحمله: فالجوابوالمطلقات }: فمثال، قولو تعالى. المعنيين، ألف القرآف أشمل وأوسع، فإف كاف بينهما مناقضة فانظر الراجح

ىو الحيض، : ؟ قيل(القرء)جمع قرء بفتح القاؼ فما ىو ( قروء[. )999: الدقرة]{ يتربصن بأنفسهن ثالثة قروءيين جميعا للتناقض، لكن اطلب المرجح ألحد القولين ىنا ال يمكن أف تحمل االية على المعن. ىو الطهر: وقيليصح أف تكوف االية شاملة للمعنيين أي في حسن قامة { لقد خلقنا اإلنساف في كدد}: فهنا نقوؿ. وخذ بو

أف اإلنساف في نفسو وقوتو : أي{ أيحسب أف لن يقدر عليو أحد}. في معاناة لمشاؽ األمور{ في كدد}واستقامة، ودر عليو أحد، ألنو في عنفواف شدابو وقوتو وكدريائو وغطرستو، فيقوؿ ال أحد يقدر علي، أنا أعمل ما يظن أف لن يق

: قاؿ اهلل تعالى. {فأما عاد فاستكدروا في األرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة}: شئت، ومنو قولو تدارؾ وتعالىإذا، فاإلنساف في حاؿ صحتو وعنفواف شدابو [. 41: فصلت]{ أولم يروا أف اهلل الذي خلقهم ىو أشد منهم قوة}

يظن أنو ال يقدر عليو أحد، حتى الرب عز وجل يظن أنو ال يقدر عليو، وىذا ال ش بالنسدة للكافر، أما المؤمن أي يقوؿ اإلنساف أيضا في حاؿ غناه { يقوؿ}. فإنو يعلم أف اهلل قادر عليو، وأنو على كل شيء قدير فيخاؼ منو

أيحسب أف لم يره }: يقوؿ اهلل عز وجل. ماال كثيرا في شهواتو وفي ملذاتو: أي{ أىلكت ماال لددا }رزؽ لو وبسط الأيظن ىذا أنو ال يراه أحد في تدذيره الماؿ، وصرفو في ما ال ينفع، وكل ىذا تهديد لإلنساف أف يتغطرس، وأف { أحد

وىديناه . ولسانا وشفتين. ألم نجعل لو عينين}: تعالى قاؿ اهلل. يستكدر من أجل قوتو الددنية، أو كثرة مالويعني يدصر بهما ويرى فيهما، وىاتاف { ألم نجعل لو عينين}ىذه ثالث نعم من أكدر النعم على اإلنساف . {النجدين

هلل كاف العيناف تؤدياف إلى القلب ما نظر إليو اإلنساف، فإف نظر نظرة محرمة كاف آثما، وإف نظر نظرا يقربو إلى اغانما، وإذا نظر إلى ما يداح لو فإنو ال يحمد وال يذـ ما لم يكن ىذا النظر مفضيا إلى محظور شرعي فيكوف آثما

لسانا ينطق بو، وشفتين يضدط بهما النطق، وىذه من نعم اهلل العظيمة، ألنو بهذا { ولسانا وشفتين}. بهذا النظري نفسو، ولوال ىذا ما استطاع، لو كاف ال يتكلم فكيف يعدر عما ما في اللساف والشفتين يستطيع أف يعدر عما ف

ولكن من . قلدو؟ كيف يعلم الناس بما في نفسو؟ اللهم إال بإشارة تتعب، يتعب المشير ويتعب الذين أشير إليهميأتي : عجائب قدرتو نعمة اهلل أف جعل لو لسانا ناطقا، وشفتين يضدط بهما النطق، وىذا من نعمة اهلل، وىو أيضا من

النطق من ىواء يكوف من الرئة يخرج من مخارج معينة، إف مر بشيء صار حرفا، وإف مر بشيء آخر صار حرفا آخر، وىو ىواء واحد من مخرج واحد، لكن يمر بشعيرات دقيقة في الحلق، وفي الشفتين، وفي اللثة ىذه

ا بهواء يندفع من الرئة ومع ذل تختلف باختالؼ ما تمر فتجد مثال الداء والشين كله. الشعرات تكوف الحروؼأي بينا : قيل{ وىديناه النجدين}. عليو في ىذا الفم، ومخارج الحروؼ المعروفة، ىذا من تماـ قدرة اهلل عز وجل

نجداف دللناه على ما بو غذاؤه وىو الثدياف؛ فإنهما { ىديناه النجدين}: القوؿ الثاني. لو طريق الخير، وطريق الشرالرتفاعهما فوؽ الصدر، فهداه اهلل تعالى وىو رضيع ال يعرؼ، فمن حين أف يخرج وتضعو أمو يطلب الثدي، وفي . والذي أعلمو اهلل عز وجل، فدين اهلل عز وجل منتو على ىذا اإلنساف من حين أف يخرج يهتدي إلى النجدين

ن غير ىذا، فلو تغذى عن طريق الفم الحتاج إلى بوؿ بطن أمو يتغذى عن طريق السرة؛ ألنو ال يستطيع أف يتغذى موغائط، وكيف ذل ؟ لكنو عن طريق السرة يأتيو الدـ من دـ أمو وينتشر في عروقو حتى يحيا إلى أف يأذف اهلل تعالى

. بإخراجو

أو مسكينا * يتيما ذا مقربة * ـ فى يػوـ ذى مسغدة أو إطعا* ف رقػدة * ومآ أدراؾ ما العقدة * فال اقتحم العقدة }ربة والذين كفروا * أولػئ أصحػب الميمنة * ثم كاف من الذين ءامنوا وتػواصوا بالصدر وتػواصوا بالمرحمة * ذا متػ

. {عليهم نار مؤصدة * نا ىم أصحػب المشػمة بػايػت

يعني ىال اقتحم العقدة؟ { فال اقتحم العقدة{ }أىلكت ماال لددا }أي اإلنساف الذي كاف يقوؿ { فال اقتحم العقدة}أف اقتحاـ ىذه العقدة ىي الطريق في الجدل الوعر وال ش { العقدة}و. واالقتحاـ ىو التجاوز بمشقة يسمى اقتحاما

وما أدراؾ ما }. شاؽ على النفوس، ال يتجاوزه أو ال يقـو بو إال من كاف عنده نية صادقة في تجاوز ىذه العقدةفال }ما الذي أعلم شأف ىذه العقدة التي قاؿ اهلل عنها : ىذا االستفهاـ للتشويق والتفخيم أيضا، يعني{ العقدة

ثم . أو مسكينا ذا متربة. يتيما ذا مقربة. أو إطعاـ في يـو ذي مسغدة. ف رقدة}قولو بينها اهلل في{ اقتحم العقدة : وف الرقدة لو معنياف« ىي ف رقدة»: ىي خدر لمدتدأ محذوؼ والتقدير{ ف رقدة}: فقولو{ كاف من الذين آمنوا

نوا في ملكو فيعتقهم، أو كانوا في فكها من الرؽ، بحيث يعتق اإلنساف العديد المملوكين سواء كا: المعنى األوؿ . مل غيره فيشتريهم ويعتقهم

واألسير ربما ال يفكو . ف رقدة من األسير، فإف فكاؾ األسير من أفضل األعمػاؿ إلى اهلل عز وجل: المعنى الثانييماف باهلل عز وجل العدو إال بفدية مالية، وربما تكوف ىذه الفدية فدية باىظة كثيرة ال يقتحمها إال من كاف عنده إ

ىذه للتنويع يعني وإما { أو{ }أو إطعاـ في يـو ذي مسغدة}. بأف يخلف عليو ما أنفق، وأف يثيدو على ما تصدؽذي مجاعة شديدة، ألف الناس قد يصابوف بالمجاعة الشديدة، إما لقلة الحاصل : أي{ إطعاـ في يـو ذي مسغدة}

م يأكل اإلنساف وال يشدع، وىذا قد وقع فيما نسمع عنو في الدالد من الثمار والزروع، وإما ألمراض في أجسامهأف الناس يأكلوف وال يشدعوف، يأكل الواحد مأكل العشرة وال يشدع، ويموتوف من . النجدية وربما في غيرىا أيضا

أو قلة المحصوؿ بحيث ال تثمر . الجوع في األسواؽ ويتساقطوف في األسواؽ من الجوع، ىذه من المساغب. األشجار، وال تندت الزروع، فيقل الحاصل وتحصل المسغدة، ويموت الناس جوعا، وربما يهاجروف عن بالدىم

. فإف بلغ فإنو ال يكوف يتيما؛ ألنو بلغ وانفصل. اليتيم ىو من مات أبوه قدل أف يدلغ سواء كاف ذكرا أـ أنثى{ يتيما }

لما يظنو بعض العامة، أف اليتيم من ماتت أمو وىذا ليس بصحيح، وكذل لو ماتت أمو فإنو ال يكوف يتيما، خالفا ذا قرابة من { ذا مقربة}: وقولو. فاليتيم من مات أبوه؛ ألنو إذا مات أبوه لم يكن لو كاسب من الخلق يكسب لو

نو يكوف اإلنساف ألنو إذا كاف يتيما كاف لو حظ من اإلكراـ والصدقات، وإذا كاف قريدا ازداد حظو من ذل ؛ ألواجب الصلة، فمن جمع ىذين الوصفين اليتم والقرابة فإف اإلنفاؽ عليو من اقتحاـ العقدة إذا كاف ذل في يـو ذي

ىو الذي ال يجد : ، المسكين{مسكينا ذا متربة}أو إطعاـ في يـو ذي مسغدة : يعني{ أو مسكينا ذا متربة}. مسغدةومعلـو أنو إذا قيل . أنو مسكين ليس بيديو شيء إال التراب: ب، والمعنىمكاف الترا: المتربة. قوتو وال قوت عيالو

أنو فقير جدا ليس عنده طعاـ، وليس عنده كساء، وليس عنده ماؿ : ليس عنده إال التراب، فالمعنى: عن الرجلثم ىو بعد :يعني{ ثم كاف{ }ثم كاف من الذين آمنوا وتواصوا بالصدر وتواصوا بالمرحمة}. فهو مسكين ذو متربة

وقد بين الرسوؿ . ذل ليس محسنا على اليتامى والمساكين فقط، بل ىو ذو إيماف، آمن بكل ما يجب اإليماف بواإليماف أف تؤمن باهلل، »: صلى اهلل عليو وسلم الذي يجب اإليماف بو، فقاؿ حين سألو جدريل عن اإليماف

أوصى بعضهػم بعضا : أي{ وتواصوا بالصدر}: وقولو. «ه وشرهومالئكتو، وكتدو، ورسلو، واليـو االخر، والقدر خير صدر على طاعة اهلل، وصدر عن معصية اهلل، وصدر على أقدار اهلل المؤلمة، فهم : بالصدر، والصدر ثالثة أنواع

هلل الصدر على طاعة اهلل، ثم الصدر عن معصية اهلل، ثم الصدر على أقدار ا: صابروف متواصوف بالصدر بهذه األنواعوقد اجتمعت ىذه األنواع الثالثة، في الرسل عليهم الصالة والسالـ وأتداعهم، فها ىو الرسوؿ عليو . المؤلمة

الصالة والسالـ صابر على طاعة اهلل، يجاىد في سديل اهلل، ويدعو إلى اهلل، ويؤذى ويعتدى عليو بالضرب، حتى صابر عن معصية اهلل، ال يمكن أف يغدر بأحد، وال أف ىم المشركوف بقتلو وىو مع ذل صابر محتسب، وىو أيضا

كذل صابر على أقدار اهلل، كم أوذي . يكذب أحدا، وال أف يخوف أحدا، وىو أيضا متق هلل تعالى بقدر ما يستطيع في اهلل عز وجل من أجل طاعتو، أليست قريش قد آذوه حتى إذا رأوه ساجدا تحت الكعدة أمروا من يأتي بسال ناقة

ويوسف عليو الصالة والسالـ، . وىو صابر في ذل كلو! فيضعو على ظهره، وىو ساجد عليو الصالة والسالـ؟صدر على أقدار اهلل فقد ألقي في الدئر في غيابة الجب، وأوذي في اهلل بالسجن، ومع ذل فهو صابر محتسب لم

ى بعضهم بعضا أف يرحم االخر، ورحمة اإلنساف أوص: أي{ وتواصوا بالمرحمة}: وقولو. يتضجر ولم ينكر ما وقع بوفهو يرحم آباءه، وأمهاتو، وأبناءه، وبناتو، وإخوانو، وأخواتو، . للمخلوقات تكوف في الدهائم وتكوف في الناطق

ويرحم كذل سائر الدشر، وىو أيضا يرحم الحيواف الدهيم فيرحم ناقتو، وفرسو، وحماره، . وأعمامو، وعماتو، وىكذا. «ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء»: رتو، وشاتو، وغير ذل ، وقد قاؿ الندي عليو الصالة والسالـوبقأصحاب اليمين، الذين يؤتوف كتابهم يـو : أي{ أصحاب الميمنة}أي ىؤالء الموصوفوف بهذه الصفات { أولئ }

: ثم قاؿ عز وجل. يرا وينقلب إلى أىلو مسرورا القيامة بأيمانهم، فمن أوتي كتابو بيمينو فسوؼ يحاسب حسابا يسالضمير ىنا جاء للتوكيد، ولو قيل في غير : {ىم{ }ىم أصحاب المشئمة}جحدوا بها : أي{ والذين كفروا بآياتنا}

الشماؿ أو : يعني{ المشئمة}. لصح لكن ىذا من باب التوكيد. والذين كفروا بآياتنا أصحاب المشئمة: القرآفأي عليهم نار مغلقة، ال يخرجوف منها وال يستطيعوف، نسأؿ اهلل أف يجعلنا من الذين { م نار مؤصدةعليه}. الشـؤ

. آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالصدر، وتواصوا بالمرحمة إنو سميع مجيب

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الشمص

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

رض وما * والسمآء وما بػنػها * واليل إذا يػغشػها * والنػهار إذا جلػها * والقمر إذا تلػها * والشمس وضحػها } واالػها قد أفػلح م * فألهمها فجورىا وتػقواىا * ونػفس وما سواىا * طحػها . {وقد خاب من دسػها* ن زك

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

أقسم اهلل تعالى بالشمس وضحاىا وىو ضؤىا لما في ذل من االيات العظيمة الدالة على { والشمس وضحاىا}عض الناس، فإف في ىذه الشمس من االيات ما ال يدركو ب. كماؿ قدرة اهلل سدحانو وتعالى، وكماؿ علمو ورحمتو

فإذا طلعت الشمس فكم توفر على العالم من طاقة كهربائية؟ توفر آالؼ الماليين، ألنهم يستغنوف بها عن ىذه الطاقة، وكم يحصل لألرض من حرارتها، من نضج الثمار، وطيب األشجار، ما ال يعلمو إال اهلل عز وجل، ويحصل

يتعلق في علم الفل وعلم األرض والجيولوجيا لكنها من آيات فيها فوائد كثيرة ال أستطيع أف أعدىا؛ ألف غالدها . اللهالعظيمة

. إذا تالىا في السير: قيل. {والقمر إذا تالىا}

إذا تالىا في اإلضاءة، ومادامت االية تحتمل ىذا وىذا فإف القاعدة في علم التفسير أف االية إذا احتملت : وقيلإذا تالىا في : فنقوؿ. ا جميعا، ألف األخذ بالمعنيين جميعا أوسع للمعنىمعنيين ال تعارض بينهما وجب األخذ بهم

السير؛ ألف القمر يتأخر كل يـو عن الشمس، فدينما تجده في أوؿ الشهر قريدا منها في المغرب، إذا ىو في نصف إذا غابت بدأ ضوء أو إذا تالىا في اإلضاءة، ألنها. الشهر أبعد ما يكوف عنها في المشرؽ، ألنو يتأخر كل يـو

إذا مضى سدعة أياـ : يعني. القمر السيما في الربع الثاني إلى نهاية الربع الثالث فإف ضوء القمر يكوف بينا واضحا إلى أف يدقى سدعة أياـ يكوف الضوء قويا، وأما في السدعة األولى واألخيرة فهو ضعيف، وعلى كل حاؿ فإف إضاءة

فأقسم اهلل تعالى بالشمس ألنها آية النهار، وبالقمر ألنو . ب ضوء الشمس كما ىو ظاىرالقمر ال تكوف إال بعد ذىاإذا جلى األرض وبينها { والنهار إذا جالىا}متقابالت، { والليل إذا يغشاىا. والنهار إذا جالىا}. آية الليل

حتى يكوف كالعداءة المفروشة إذا يغطي األرض{ والليل إذا يغشاىا}ووضحها؛ ألنو نهار تتدين بو األشياء وتتضح على شيء من األشياء، وىذا يتضح جليا فيما إذا غابت الشمس وأنت في الطائرة تجد أف األرض سوداء تحت ، ألن أنت االف تشاىد الشمس الرتفاع ، لكن األرض التي تحت حيث غربت عليها الشمس تجدىا سوداء كأنها

السماء واألرض { ...واألرض. والسماء وما بناىا}. {والليل إذا يغشاىا}: مغطاة بعداءة سوداء وىذا معنى قولووالسماء وبنائها؛ ألف السماء عظيمة : ىنا مصدرية أي{ ما}إف : قاؿ المفسروف{ والسماء وما بناىا}. متقابالت

: ؿ تدارؾ وتعالىبارتفاعها وسعتها وقوتها، وغير ذل مما ىو من آيات اهلل فيها، وكذل بناؤىا بناء محكم، كما قاثم ارجع الدصر كرتين ينقلب إلي الدصر . ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع الدصر ىل ترى من فطور}

األرض وما سواىا حتى كانت مستوية، وحتى : يعني{ واألرض وما طحاىا}[. 1، 3: المل . ]{خاسئا وىو حسيرمناسدة للخلق على حسب ما تقـو بو حوائجهم، وىذا من كانت ليست لينة جدا، وليست قوية صلدة جدا، بل ىي

نعمة اهلل سدحانو وتعالى على عداده أف سوى لهم األرض وجعلها بين اللين والخشونة إال في مواضع لكن ىذا

يعني كل نفس . نفس ىنا وإف كانت واحدة لكن المراد العمـو{ ونفس وما سواىا}. القليل ال يحكم بو على الكثيريعني سواىا خلقة وسواىا فطرة، سواىا خلقة حيث خلق كل شيء على الوجو الذي يناسدو ويناسب { اىاوما سو }

ىداه : أي[. 11: طو]{ ثم ىدى}أي خلقو المناسب لو { الذي أعطى كل شيء خلقو}: قاؿ اهلل تعالى. حالوفأقم }: لتوحيد كما قاؿ تعالىلمصالحو، وكذل سواه فطرة وال سيما الدشر فإف اهلل جعل فطرتهم ىي اإلخالص وا

أي اهلل عز وجل ألهم ىذه النفوس { فألهمها}[. 31: الرـو. ]{وجه للدين حنيفا فطرة اهلل التي فطر الناس عليهافجورىا }. مراعاة لفواصل االيات: بدأ بالفجور قدل التقوى مع أف التقوى ال ش أفضل، قالوا{ فجورىا وتقواىا}

وإف كاف . يقابل التقوى، والتقوى طاعة اهلل، فالفجور معصية اهلل، فكل عاص فهو فاجر الفجور ىو ما{ وتقواىاكال إف }: الفاجر خص عرفا بأنو من ليس بعفيف، لكن ىو شرعا يعم كل من خرج عن طاعة اهلل كما قاؿ تعالى

فق للفطرة؛ ألف الفجور خارج وألهامها تقواىا ىو الموا. والمراد الكفار[.7: المطففين]{ كتاب الفجار لفي سجين[. 1: الصف]{ فلما زاغوا أزاغ اهلل قلوبهم}: عن الفطرة، لكن قد يلهمو اهلل بعض النفوس النحرافها لقولو تعالى

: أي{ قد أفلح{ }قد أفلح من زكاىا}. واهلل تعالى ال يظلم أحدا، لكن من علم منو أنو ال يريد الحق أزاغ اهلل قلدومن زكى نفسو، وليس المراد بالتزكية ىنا التزكية المنهي عنها : أي{ من زكاىا}من المرىوب، فاز بالمطلوب ونجا

أف يزكي نفسو بإخالصها من الشرؾ وشوائب : المراد بالتزكية ىنا[. 39: النجم]{ فال تزكوا أنفسكم}: في قولوالمهال والمعاصي، وىذا يحتاج أي من أرداىا في { وقد خاب من دساىا}. المعاصي، حتى تدقى زكية طاىرة نقية

. إلى دعاء اهلل سدحانو وتعالى أف يثدت اإلنساف على طاعتو، وعلى القوؿ الثابت في الحياة الدنيا وفي االخرةوإذا سأل عدادي عني فإني }: فعلي دائما أف تسأؿ اهلل الثدات والعلم النافع، والعمل الصالح فإف اهلل تعالى قاؿ

[. 491: الدقرة. ]{داع إذا دعاف فليستجيدوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدوفقريب أجيب دعوة ال

بت ثمود بطغواىآ } ـ * فػقاؿ لهم رسوؿ اللو ناقة اللو وسقيػها * إذ اندػعث أشقػها * كذ بوه فػعقروىا فدمد فكذ . {وال يخاؼ عقدػها* هم فسواىا عليهم ربػهم بذند

ثمود اسم قديلة ونديهم صالح عليو الصالة والسالـ، وديارىم في الحجر { كذبت ثمود{ }كذبت ثمود بطغواىا}ونديهم صالح عليو الصالة والسالـ كغيره من األندياء يدعوىم . معروفة في طريق الناس، ىؤالء كذبوا نديهم صالحا

وما أرسلنا من قدل من رسوؿ إال نوحي إليو أنو ال إلو إال }: كما قاؿ اهلل تعالى. ادة اهلل وحده ال شري لوإلى عددعاىم إلى عدادة اهلل وحده ال شري لو، وأعطاه اهلل سدحانو آية تدؿ على ندوتو [. 91: األندياء]{ أنا فاعددوف

إنو كلما جاء : وقد قاؿ بعض العلماء. هم لدنا في اليـو الثانيوىي الناقة العظيمة التي تشرب من الدئر يوما وتسقيلها }: لقولو تعالى. إنساف وأعطاىا من الماء بقدر أعطتو من اللدن بقدره، ولكن الذي يظهر من القرآف خالؼ ذل

ثاني، ولكن فالناقة تشرب من الدئر يوما، ثم تدر اللدن في اليـو ال[. 411: الشعراء]{ شرب ولكم شرب يـو معلـوبسدب كونها طاغية : أي بطغيانها وعتوىا، والداء ىنا للسددية، أي{ كذبت ثمود بطغواىا}: لم تنفعهم ىذه االية. ىذا بياف للطغياف الذي ذكره اهلل عز وجل وذل حين اندعث أشقاىا{ إذ اندعث أشقاىا}. كذبت الرسوؿ

أعالىم في الشقاء ػ والعياذ باهلل ػ يريد أف يقضي : أيأي أشقى ثمود { أشقاىا}. انطلق بسرعة: يعني{ اندعث}وفذروىا تأكل }: أي ذروا ناقة اهلل، لقولو تعالى في آية أخرى{ ناقة اهلل وسقياىا}: فقاؿ لهم صالح. على ىذه الناقة. بالعكس يعني اتركوا الناقة ال تقتلوىا وال تتعرضوا لها بسوء ولكن كانت النتيجة[. 73: األعراؼ]{ في أرض اهلل

إن لست برسوؿ، وىكذا كل الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم يصمهم : كذبوا صالحا وقالوا: أي{ فكذبوه}. {كذل ما أتى الذين من قدلهم من رسوؿ إال قالوا ساحر أو مجنوف}: كما قاؿ اهلل تعالى. أقوامهم بالعيب

إنو ساحر، : ا قيل للرسوؿ عليو الصالة والسالـكل الرسل قيل لهم ىذا ساحر أو مجنوف، كم[. 19: الذاريات]كذاب، مجنوف، شاعر، كاىن، ولكن ألقاب السوء التي يلقدها األعداء ألولياء اهلل ال تضرىم، بل يزدادوف بذل

عقروا الناقة : أي{ فعقروىا}: فيقوؿ عز وجل. رفعة عند اهلل سدحانو وتعالى، وإذا احتسدوا األجر أثيدوا على ذل أي أطدقت : دمدمت الدئر: أطدق عليهم فأىلكهم كما تقوؿ: يعني{ فدمدـ عليهم ربهم}. حصل بو الهالؾعقرا

بسدب ذنوبهم؛ ألف اهلل سدحانو وتعالى ال يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم : أي{ بذندهم}. عليها الترابظهر الفساد في الدر والدحر بما كسدت }: ىيظلموف، فالذنوب سدب للهالؾ والدمار والفساد لقوؿ اهلل تدارؾ وتعال

وإذا أردنا أف نهل قرية أمرنا }: وقاؿ تعالى[. 14: الرـو]{ أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعوفوقاؿ اهلل تعالى يخاطب أشرؼ الخلق [. 41: اإلسراء. ]{مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القوؿ فدمرناىا تدميرا

: آؿ عمراف. ]{أو لما أصابتكم مصيدة قد أصدتم مثليها قلتم أنى ىذا قل ىو من عند أنفسكم}: فوخير القرو . بسدب ذندهم: أي{ فدمدـ عليهم ربهم بذندهم}: فاإلنساف يصاب بالمصائب من عند نفسو، ولهذا قاؿ[. 411أف : يعني{ ال يخاؼ عقداىاو }. عمها بالهالؾ حتى لم يدق منهم أحد وأصدحوا في ديارىم جاثمين: أي{ فسواىا}

اهلل ال يخاؼ من عاقدة ىؤالء الذين عذبهم، وال يخاؼ من تدعتهم، ألف لو المل وبيده كل شيء، بخالؼ غيره من أما اهلل عز وجل . الملوؾ لو انتصروا على غيرىم، أو عاقدوا غيرىم تجدىم في خوؼ يخشوف أف تكوف الكرة عليهم

يخاؼ عاقدة من عذبهم، ألنو سدحانو وتعالى لو المل كلو، والحمد كلو، فسدحانو ال : أي. فإنو ال يخاؼ عقداىا . وتعالى ما أعظمو، وما أجل سلطانو

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الليل

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

نثى *والنػهار إذا تجلى * واليل إذا يػغشى } * فأما من أعطى واتػقى * إف سعيكم لشتى * وما خلق الذكر واالى وما يػغن * فسنػيسره للعسرى * وكذب بالحسنى * وأما من بخل واستػغنى * فسنػيسره لليسرى * وصدؽ بالحسنى . {عنو مالو إذا تػردى

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

أقسم اهلل سدحانو وتعالى بالليل إذا يغشى يعني حين يغشى األرض ويغطيها بظالمو، ألف الغشاء { والليل إذا يغشى}ىو مقدمة طلوع إذا ظهر وباف، وذل بطلوع الفجر الذي ىو النور الذي : أي{ والنهار إذا تجلى}. بمعنى الغطاء

يعني وخلق الذكر واألنثى على { وما خلق الذكر واألنثى}. الشمس، والشمس ىي آية النهار كما أف القمر آية الليل. ىنا مصدرية، والذي خلق الذكر واألنثى وىو اهلل عز وجل على التفسير االخر( ما)أحد التفسيرين الذي جعل

يكوف اهلل تعالى أقسم : وعلى الثاني. وتعالى أقسم بخلق الذكر واألنثى يكوف اهلل سدحانو: فعلى المعنى األوؿ

. أي لمتفرؽ تفرقا عظيما { لشتى}يعني إف عملكم { إف سعيكم لشتى}. بنفسو، ألنو ىو الذي خلق الذكر واألنثى

عي متضاد صالح الليل ضد النهار، الذكر ضد األنثى، الس: فاهلل عز وجل أقسم بأشياء متضادة على أشياء متضادةفالمعنى أف اختالؼ الليل والنهار والذكر . وسيىء، فتناسب المقسم بو والمقسم عليو، وىذا من بالغة القرآف

واألنثى أمر ظاىر ال يخفى، فكذل أعماؿ العداد متداينة متفاوتة، منها الصالح، ومنها الفاسد، ومنها ما يخلط ل، واهلل يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ثم فصل ىذا السعي صالحا وفاسدا، كل ذل بتقدير اهلل عز وج

أعطى ما أمر : أي{ فأما من أعطى}. {فسنيسره لليسرى. وصدؽ بالحسنى. فأما من أعطى واتقى}: المتفرؽ فقاؿصدؽ : أي{ وصدؽ بالحسنى}. اتقى ما أمر باتقائو من المحرمات{ واتقى}. بإعطائو من ماؿ، أو جاه، أو علم

ة الحسنى وىي قوؿ اهلل عز وجل، وقوؿ رسولو صلى اهلل عليو وسلم، ألف أصدؽ الكالـ، وأحسن الكالـ بالقولأف من أعطى واتقى، وصدؽ بالحسنى، فسييسره : ىنا للتحقيق أي: السين{ فسنيسره لليسرى}. كالـ اهلل عز وجل

يسر الناس عمال ىو من اتقى اهلل عز وجل، اهلل عز وجل لليسرى في أموره كلها، في أمور دينو ودنياه، ولهذا تجد أومن يتق اهلل }: قاؿ تعالى. وكلما كاف اإلنساف أتقى هلل كانت أموره أيسر لو. من أعطى واتقى وصدؽ بالحسنى

: وكلما كاف اإلنساف أبعد عن اهلل كاف أشد عسرا في أموره ولهذا قاؿ[. 1: الطالؽ. ]{يجعل لو من أمره يسرااستغنى عن اهلل عز وجل، ولم يتق ربو، بل رأى أنو في غنى { واستغنى}فلم يعط ما أمر بإعطائو { وأما من بخل}

بالقولة الحسنى، وىي قوؿ اهلل تعالى ورسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو : أي{ وكذب بالحسنى}. عن رحمة اهللنجد أف الكفار : لإلنساف فيقوؿييسر للعسرى في أموره كلها، ولكن قد يأتي الشيطاف { فسنيسره للعسرى}. وسلم

ومن يرد أف }: قد تيسر أمورىم، لكن قلوبهم تشتعل نارا وضيقا وحرجا كما قاؿ تعالى. نعم: تيسر أمورىم فيقاؿثم ما ينعموف بو فهو تنعيم جسد فقط، [. 491: األنعاـ. ]{يضلو يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء

سنستدرجهم من حيث ال يعلموف وأملي لهم إف }: ضا وباؿ عليهم لقوؿ اهلل تعالى فيهمال تنعيم روح، ثم ىو أيإف اهلل ليملي للظالم حتى إذا أخذه »: وقاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم[. 493، 499: األعراؼ. ]{كيدي متين[. 419: ىود. ]{م شديدوكذل أخذ رب إذا أخذ القرى وىي ظالمة إف أخذه ألي}: وتال قولو تعالى. «لم يفلتو

وقد ذكروا عن . وىؤالء عجلت لهم طيداتهم في حياتهم الدنيا، ومع ذل فإف ىذه الدنيا جنة لهم بالنسدة لالخرةوكاف قاضي القضاة بمصر، أنو مر ذات يـو ( فتح الداري)ابن حجر العسقالني شارح الدخاري بالشرح الذي سماه

يديع السمن والزيت، ومن المعلـو أف الذي : ولو، مر برجل يهودي سماف يعنيوىو على عربتو تجره الدغاؿ والناس حالدنيا سجن »: إف نديكم يقوؿ: يديع السمن والزيت تكوف ثيابو وسخة وحالو سيئة فأوقف العربة وقاؿ البن حجر

أنا في : ديهة، فكيف أنا أكوف بهذه الحاؿ وأنت بهذه الحاؿ؟ فقاؿ لو ابن حجر على الد«المؤمن، وجنة الكافرسجن بالنسدة لما أعد اهلل للمؤمنين من الثواب والنعيم، ألف الدنيا بالنسدة لالخرة ليست بشيء كما قاؿ الندي صلى

فأنت في جنة : ، وأما أنت أيها اليهودي«لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها»اهلل عليو وعلى آلو وسلم أشهد : مت على الكفر فاقتنع بذل اليهودي وصار ذل سددا في إسالمو وقاؿبالنسدة لما أعد ل من العذاب إف

. أف ال إلو إال اهلل، وأف محمدا رسوؿ اهلل

ىل أي : أي. يعني أي شيء يغني عنو مالو إذا بخل بو وتردى ىو{ وما يغني عنو مالو إذا تردى}: ثم قاؿ عز وجل . شيء يغني الماؿ؟ ال يغني شيئا

نا للهدى إف عل } ولى * يػ خرة واال شقى * فأنذرتكم نارا تػلظى * وإف لنا لال الذى كذب * ال يصلػهآ إال االتػقى * وتػولى حد عنده من نػع * الذى يػؤتى مالو يػتػزكى * وسيجندػها اال إال ابتغآء وجو ربو * مة تجزى وما ال

على . {ولسوؼ يػرضى* اال

ىدى الدياف : والمراد بالهدىهنا. فيو التزاـ من اهلل عز وجل أف يدين للخلق ما يهتدوف بو إليو{ إف علينا للهدى}إنا }: على اهلل حجة وىذا في قولو تعالىواإلرشاد فإف اهلل تعالى التـز على نفسو بياف ذل حتى ال يكوف للناس

رسال مدشرين ومنذرين لئال }: إلى أف قاؿ[. 413: النساء]{ أوحينا إلي كما أوحينا إلى نوح والنديين من بعدهفال يمكن للعقل الدشري أف يستقل بمعرفة الهدى، [. 411: النساء. ]{يكوف للناس على اهلل حجة بعد الرسل

: وليعلم أف الهدى نوعاف{ إف علينا للهدى}وجل بأف يدين الهدى لإلنساف ولذل التـز اهلل عز

. فهذا ال يقدر عليو إال اهلل. ػ ىدى التوفيق 4

. من الرسل عليهم الصالة والسالـ، ومن العلماء: ػ ىدى إرشاد وداللة، فهذا يكوف من اهلل، ويكوف من الخلق 9

أما ىداية [. 19: الشورى. ]{وإن لتهدي إلى صراط مستقيم}: آلو وسلمكما قاؿ اهلل لنديو صلى اهلل عليو وعلى إن ال تهدي من أحددت }: التوفيق فهي إلى اهلل ال أحد يستطيع أف يوفق شخصا إلى الخير كما قاؿ اهلل تعالى

ا أف اهلل وجدن{ إف علينا للهدى}وإذا نظرنا إلى ىذه االية الكريمة [. 11: القصص]{ ولكن اهلل يهدي من يشاءبين ما يلـز الناس في العقيدة، وما يلزمهم في العدادة، وما يلزمهم في األخالؽ، وما يلزمهم في . تعالى بين كل شيء

لقد توفي رسوؿ اهلل صلى اهلل : حتى قاؿ أبو ذر رضي اهلل عنو. المعامالت، وما يجب عليهم اجتنابو في ىذا كلووقاؿ رجل من المشركين لسلماف . في السماء إال ذكر لنا منو علما عليو وآلو وسلم وما طائر يقلب جناحيو

حتى آداب قضاء الحاجة علمها الندي : يعني. أجل علمنا حتى الخراءة: علمكم نديكم حتى الخراءة، قاؿ: الفارسيت لكم اليـو أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضي}: صلى اهلل عليو وسلم أمتو، ويؤيد ىذا قولو تعالى

األولى متقدمة على االخرة في . لنا االخرة واألولى: يعني{ وإف لنا لالخرة واألولى}[. 3: المائدة.]{اإلسالـ دينا : الزمن، لكنو في ىذه االية أخرىا لفائدتين

. معنوية: الفائدة األولى

. لفظية: الفائدة الثانية

في الدنيا ىناؾ رؤساء، . ة يظهر فيها مل اهلل تعالى تماما أما المعنوية فألف االخرة أىم من الدنيا، وألف االخر لمن المل }وىناؾ ملوؾ، وىناؾ أمراء يملكوف ما أعطاىم اهلل عز وجل من المل ، لكن في االخرة ال مل ألحد

. فلهذا قدـ ذكر االخرة من أجل ىذه الفائدة المعنوية[. 41: غافر]{ اليـو هلل الواحد القهار

. أواخر االيات كلها آخرىا ألف: فهي مراعاة الفواصل يعني: اللفظية أما الفائدة

فما الفرؽ؟ { إف علينا للهدى وإف لنا لالخرة واألولى}: إف اهلل سدحانو وتعالى قاؿ: فإف قيل

ذا الفرؽ أف الهدى التـز اهلل تعالى بديانو وإيضاحو للخلق، أما المل فهو هلل مل االخرة واألولى، وله: الجوابيعني { نارا }خوفتكم : يعني{ فأنذرتكم{ }فأنذرتكم نارا تلظى}: ثم قاؿ عز وجل{ وإف لنا لالخرة واألولى}: قاؿ

{ ال يصالىا{ }ال يصالىا إال األشقى}. تشتعل، ولها أوصاؼ كثيرة في القرآف والسنة{ تلظى}. بها نار االخرةفأما الذين }: والشقاوة ضد السعادة لقولو تعالى. الشقاوة يعني الذي قدرت لو{ إال األشقى}ال يحترؽ بها : يعني

: فالمراد باألشقى يعني[. 419: ىود]{ وأما الذين سعدوا ففي الجنة}: وقولو[. 411: ىود]{ شقوا ففي النار{ الذي كذب وتولى}: ثم بين ىذا بقولو. الذي لم تكتب لو السعادة، ىذا ىو الذي يصلى النار التي تلظى

. إن ستدعث: فهذا كذب الخدر ولم يصدؽ، قيل لو. ي مقابل الخدر، والتولي في مقابل األمر والنهيالتكذيب فىذا . ما يكوف: سيكوف كذا وكذا، قاؿ: قيل لو. ليس ىناؾ جنة ونار: قاؿ. ىناؾ جنة ونار: قيل لو. ال أبعث: قاؿ

: أي{ وسيجندها}. هذا ىو الشقييعني أعرض عن طاعة اهلل، وأعرض عما جاءت بو رسلو، ف{ تولى}. تكذيبالذي }. الذي اتقى اهلل تعالى حق تقاتو: واألتقى اسم تفضيل من التقوى يعني{ األتقى}يجنب ىذه النار التي تلظى

خذ من أموالهم }: يتطهر بو، قاؿ اهلل تعالى: يعطي مالو من يستحقو على وجو يتزكى بو، أي: يعني{ يؤتي مالو يتزكى{ الذي يؤتي مالو يتزكى}: فقولو[. 413: التوبة. ]{يهم بها وصل عليهم إف صالت سكن لهمصدقة تطهرىم وتزك

يفيد أنو ال يدذر وال يدخل، وإنما يؤتي الماؿ على وجو يكوف بو التزكية، وضابط ذل ما ذكره اهلل في سورة الفرقاف نجد بعض الناس يعطيو اهلل ماال، [. 17: رقافالف. ]{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكاف بين ذل قواما }

ونرى بعض الناس قدر اهلل عليو الرزؽ وضيق . ولكنو يدخل يقتر حتى الواجب عليو لزوجتو وأوالده وأقاربو ال يقـو بوبيت فالف وفالف، أو : عليو بعض الشيء، ومع ىذا يذىب يتدين من الناس من أجل أف يكمل بيتو حتى يكوف مثل

: والثاني. قصر: األوؿ. يشتري سيارة فخمة كسيارة فالف وفالف، وكال المنهجين والطريقين منهج باطل من أجل أف . والواجب على اإلنساف أف يكوف إنفاقو بحسب حالو. أفرط

ىل يجوز أف يتدين اإلنساف ليتصدؽ؟ : فإف قاؿ قائل

ين ليس باألمر الهين، فاإلنساف إذا مات وعليو ألف الصدقة تطوع، والتزاـ الدين خطر عظيم، ألف الد. ال: فالجوابدين فإف نفسو معلقة بدينو حتى يقضى عنو، وكثير من الورثة ال يهتم بدين الميت، تجده يتأخر يماطل وربما ال

وقد كاف الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم إذا قدمت إليو جنازة سأؿ ىل عليو دين لو وفاء؟ فإف قالوا ال، . يوفيووأخدر صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أف الشهادة في سديل اهلل تكفر كل شيء إال . «صلوا على صاحدكم»: قاؿ

يعني أنو ال { وما ألحد عنده من نعمة تجزى}: الدين، فالدين أمره عظيم، ال يجوز لإلنساف أف يتهاوف بو ثم قاؿحتى يعطيو مكافأة، ولكنو يعطي ابتغاء وجو يعطي الماؿ مكافأة على نعمة سابقة من شخص فليس ألحد عليو فضل

فهو ال ينفق إال طلب وجو اهلل، أي طلب الوصوؿ إلى دار كرامة اهلل . {إال ابتغاء وجو ربو األعلى}: اهلل ولهذا قاؿيعني سوؼ يرضيو اهلل عز وجل بما يعطيو من الثواب الكثير { ولسوؼ يرضى}. التي يكوف بها رؤية اهلل عز وجل

مثل الذين ينفقوف أموالهم في سديل اهلل كمثل حدة أندتت سدع سنابل في كل سندلة }: اهلل ذل في قولووقد بين نسأؿ اهلل أف يجعلنا من ىؤالء الدررة األطهار [. 914: الدقرة]{ مائة حدة واهلل يضاعف لمن يشاء واهلل واسع عليم

. الكراـ، إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين لضحى ا

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ولى * ما ودع رب وما قػلى * واليل إذا سجى * والضحى } ر ل من اال خرة خيػ ولسوؼ يػعطي رب * ولالوأما * فأما اليتيم فال تػقهر * ووجدؾ عآئال فأغنى * ووجدؾ ضآال فػهدى * ى ألم يجدؾ يتيما فآو * فػتػرضى

هر . {وأما بنعمة رب فحدث * السآئل فال تػنػ

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

الليل إذا غطى األرض وسدؿ : أي{ والليل إذا سجى}اء ىو أوؿ النهار، وفيو النور والضي{ الضحى{ }والضحى}الليل إذا يغشى وفيو : الضحى وفيو الضياء والنور، والثاني: عليها ظالمو، فأقسم اهلل تعالى بشيئين متداينين أولهما

وما أبغض، بل أحب الخلق إليو فيما نعلم محمد صلى اهلل: أي{ وما قلى}أي ما ترك { ما ودع رب }. الظلمةعليو وعلى آلو وسلم، ولهذا اختاره اهلل ألعظم الرساالت، وأفضل األمم، وجعلو خاتم النديين، فال ندي بعده صلى

[. 19: الطور]{ واصدر لحكم رب فإن بأعيننا}: اهلل عليو وآلو وسلم، يقوؿ عز وجل لنديو صلى اهلل عليو وسلمالذي يراؾ حين }لذي قاؿ لو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فعين اهلل تعالى تكأله وترعاه وتحميو وتحفظو وىو ا

فما تركو اهلل عز وجل بل أحاطو بعلمو، ورحمتو، وعنايتو وغير [. 948: الشعراء]{ تقـو وتقلد في الساجدين[. 1: الشرح. ]{ورفعنا ل ذكرؾ}: كما قاؿ في السورة التي تليها. ذل مما يقتضي رفعتو في الدنيا واالخرة

ىي اليـو الذي يدعث فيو الناس، { االخرة}ىذه الجملة مؤكدة بالالـ، الـ االبتداء و{ خرة خير ل من األولىولال}ولالخرة خير ل }ويأووف إلى مثواىم األخير إلى الجنة أو إلى النار، فيقوؿ اهلل لنديو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

ا ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب بشر، من الدنيا، وذل ألف االخرة فيه: أي{ من األولىوموضع سوط أحدنا في الجنة خير من الدنيا وما فيها، كما جاء ذل عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو

ولهذا لما خير اهلل نديو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في مرضو بين أف يعيش في الدنيا ما يعيش وبين ما . وسلم: اهلل، اختار ما عند اهلل، كما أعلن ذل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم في خطدتو حيث قاؿ وىو على المندر عند، فدكى «إف عددا من عداد اهلل خيره اهلل بين أف يعيش في الدنيا ما شاء اهلل أف يعيش وبين ما عنده فاختار ما عنده»

يدكي من ىذا، ولكنو رضي اهلل عنو كاف أعلم الناس برسوؿ اهلل أبو بكر رضي اهلل عنو وتعجب الناس من بكائو كيف علم أف المخير ىو الرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وأنو اختار ما عند اهلل . صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

وىي الالـ ىذه أيضا للتوكيد { ولسوؼ{ }ولسوؼ يعطي رب فترضى}. وىو االخرة، وأف ىذا إيذاف بقرب أجلوأي يعطي ما يرضي { يعطي رب }تدؿ على تحقق الشيء لكن بعد مهلة وزمن { سوؼ}موطئة للقسم، و

فترضى، ولقد أعطاه اهلل ما يرضيو صلى اهلل عليو وسلم، فإف اهلل تعالى يدعثو يـو القيامة مقاما محمودا، يحمده فيو فإذا كاف يـو . يستطيعوف الوصوؿ إلى ما وصل إليواألولوف واالخروف، حتى األندياء وأولو العـز من الرسل ال

القيامة، وعظم الكرب والغم على الخلق، وضاقت عليهم األمور طلب بعضهم من بعض أف يلتمسوا من يشفع لهم إلى اهلل عز وجل فيأتوف إلى آدـ، ثم نوح، ثم إبراىيم، ثم موسى، ثم عيسى، ىؤالء خمسة أولهم أبو الدشر، ونوح،

، كلهم يعتذروف عن الشفاعة وإبراىيم ، وموسى، وعيسى، وىؤالء األربعة عليهم الصالة والسالـ من أولي العـزللخلق حتى تصل إلى الندي صلى اهلل عليو وسلم فيقـو ويشفع، وال ش أف ىذا عطاء عظيم لم ينلو أحد من

ألم يجدؾ يتيما }: فقاؿ. النعم الالحقةالخلق، ثم بين اهلل سدحانو وتعالى نعمو عليو السابقة حتى يستدؿ بها على واالستفهاـ ىنا للتقرير، يعني قد وجدؾ اهلل تعالى يتيما فأواؾ، يتيما من األب، ويتيما من األـ، فإف أباه { فآوى

توفي قدل أف يولد، وأمو توفيت قدل أف تتم إرضاعو، ولكن اهلل تعالى تكفل بو ويسر لو من يقـو بتربيتو والدفاع عنو،لسدب { فآوى}وجاء التعدير ػ واهلل أعلم ػ بػ{ يتيما فآوى}: وقولو. حتى وصل إلى الغاية التي أرادىا اهلل عز وجل

: فألجل أف تتوافق رؤوس االيات من أوؿ السورة، وأما السدب المعنوي: أما السدب اللفظي. لفظي، وسدب معنويهلل عليو وعلى آلو وسلم واألمر أوسع من ذل ، فإف اهلل تعالى اختص اإليواء بو صلى ا( فآواؾ)فإنو لو كاف التعدير

ووجدؾ ضاال }. آواه، وآوى بو، آوى بو المؤمنين فنصرىم وأيدىم، ودفع عنهم بل دافع عنهم سدحانو وتعالىي، أي غير عالم؛ ألف الندي صلى اهلل عليو وسلم لم يكن يعلم شيئا قدل أف ينزؿ عليو الوح{ وجدؾ ضاال { }فهدى

وما كنت تتلو من قدلو من كتاب وال تخطو }: وقاؿ[. 443: النساء]{ وعلم ما لم تكن تعلم}: كما قاؿ تعالىىو الذي بعث في }فهو صلى اهلل عليو وسلم لم يكن يعلم شيئا بل ىو من األميين [. 19: العنكدوت]{ بيمين

وصل إلى ىذه الغاية العظيمة بالوحي الذي أنزلو اهلل ال يقرأ وال يكتب، لكن [. 9: الجمعة]{ األميين رسوال منهمولم يأت التعدير ػ واهلل أعلم ػ فهداؾ، ليكوف ىذا أشمل وأوسع فهو قد ىدى { فهدى}عليو، فعلم وعلم وىنا قاؿ

. إذا فهدى أي فهداؾ وىدى ب . عليو الصالة والسالـ، وىدى اهلل بو، فهو ىاد مهدي عليو الصالة والسالـوعدكم اهلل }: أي أغناؾ وأغنى ب قاؿ اهلل تعالى{ فأغنى}أي وجدؾ فقيرا ال تمل شيئا { ؾ عائال فأغنىووجد}

وما أكثر ما غنم المسلموف من الكفار تحت ظالؿ السيوؼ، غنائم عظيمة [. 91: الفتح]{ مغانم كثيرة تأخذونهااىتدوا بهديو، واتدعوا سنتو فنصرىم اهلل تعالى بو كثيرة كلها بسدب ىذا الرسوؿ الكريم عليو الصالة والسالـ حين

وغنموا من مشارؽ األرض ومغاربها، ولو أف األمة اإلسالمية عادت إلى ما كاف عليو السلف الصالح لعاد النصر إليهم، والغنى، والعزة، والقوة ولكن مع األسف أف األمة اإلسالمية في الوقت الحاضر كل منها ينظر إلى حظوظ

وال يخفى على من تأمل الوقائع التي حدثت . طع النظر عما يكوف بو نصرة اإلسالـ أو خذالف اإلسالـنفسو بقأخيرا أنها في الحقيقة إذالؿ للمسلمين، وأنها سدب لشر عظيم كدير يترقب من وراء ما حدث، والسيما من اليهود

ها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء يا أي}: والنصارى الذين ىم أولياء بعضهم لدعض كما قاؿ اهلل تعالىوىم أعني اليهود والنصارى متفقوف على عداوة المسلمين، كل ال يريد [. 14: المائدة]{ بعضهم أولياء بعض

ولكن سينصر اهلل تعالى دينو مهما كانت األحواؿ، فاهلل تعالى . اإلسالـ، وال يريد أىل اإلسالـ، وال يريد عز اإلسالـآؿ ]{ وتل األياـ نداولها بين الناس}: صر دينو وكتابو، وإف حصل على المسلمين ما يحصل فإف اهلل يقوؿنا

فربما يأتي اليـو الذي يجاىد فيو المسلموف اليهود حتى يختدىء اليهودي تحت الشجر فينادي [.411: عمرافولكن المسلمين . ما ذل على اهلل بعزيزالشجر يا مسلم، يا عدداهلل ىذا يهودي تحتي، فيأتي المسلم ويقتلو، و

يحتاجوف إلى قيادة حكيمة عليمة بأحكاـ الشريعة قدل كل شيء، ألف القيادة بغير االستفادة بنور الشريعة عاقدتها الهداية باإلسالـ، بنور اإلسالـ، ال . الوباؿ، مهما علت ولو علت إلى أعلى قمة فإنها سوؼ تنزؿ إلى أسفل قعر

فاإلسالـ وحده ىو الكفيل بعزة األمة، لكن . بالعصدية، وال بالوطنية وال بغير ذل ، باإلسالـ فقطبالقومية، وال

تحتاج إلى قيادة حكيمة تضع األشياء مواضعها، وتتأنى في األمور وال تستعجل، ال يمكن أف يصلح الناس بين دحانو وتعالى ال يغير سنتو، فهذا ندي اهلل عليو عشية وضحاىا، ومن أراد ذل فإنو قد أراد أف يغير اهلل سنتو، واهلل س

الصالة والسالـ بقي في مكة ثالث عشرة سنة ينزؿ عليو الوحي، ويدعو إلى اهلل بالتي ىي أحسن، ومع ذل في النهاية خرج من مكة خائفا مختفيا لم تتم الدعوة في مكة، فلماذا نريد أف نغير األمة التي مضى عليها قروف وىي

األمة تحتاج إلى عالج رفيق ىادىء . ة وفي نـو بين عشية وضحاىا، ىذا سفو في العقل، وضالؿ في الدينفي غفليدعو بالتي ىي أحسن، األمة اإلسالمية تحتاج بعد الفقو في دين اهلل والحكمة في الدعوة إلى اهلل، تحتاج إلى العلم

نظر بعيد، ألف النتائج قد ال تتدين في شهر، أو شهرين، أو بالواقع والفطنة والخدرة، ونظر في األمور التي تحتاج إلى سنة، أو سنتين، لكن العاقل يصدر وينظر ويتأمل حتى يعرؼ، واألمور تحتاج أيضا إلى عـز وتصميم وصدر؛ ألنو البد

منها واهلل من ىذا البد من عـز يندفع بو اإلنساف، والبد من صدر يثدت بو اإلنساف وإال لفاتت األمور أو فات كثير . المستعاف

، فإذا كاف اهلل آواؾ في يتم فال {ألم يجدؾ يتيما فآوى}ىذا في مقابلة { فأما اليتيم فال تقهر}: قاؿ عز وجلتقهر اليتيم، بل أكـر اليتيم، واإلحساف إلى اليتامى وإكرامهم من أوامر الشريعة ومن حسنات الشريعة، ألف اليتيم

غ منكسر الخاطر، يحتاج إلى جدر، يحتاج إلى من يسليو، وإلى من يدخل عليو السرور الذي مات أبوه قدل أف يدلىذا في مقابل { وأما السائل فال تنهر}السيما إذا كاف قد بلغ سنا يعرؼ بو األمور كالسابعة والعاشرة وما أشدو ذل

ل عن الشريعة عن العلم ال تنهره؛ أوؿ ما يدخل في السائل، السائ{ وأما السائل فال تنهر{ }ووجدؾ ضاال فهدى}وإذ أخذ اهلل ميثاؽ الذين }: ألنو إذا سأل يريد أف تدين لو الشريعة وجب علي أف تدينها لو لقوؿ اهلل تدارؾ وتعالى

ال تنهره إف نهرتو نفرتو، ثم إن إذا نهرتو وىو يعتقد [. 497: آؿ عمراف]{ أوتوا الكتاب لتديننو للناس وال تكتمونووقو؛ ألنو لم يأت يسأؿ إال أنو يعتقد أن فوقو، إذا نهرتو وىو يشعر أن فوقو أصابو الرعب واختلفت أن ف

حواسو، وربما ال يفقو ما يلقي إلي من السؤاؿ، أو ال يفقو ما تلقيو إليو من الجواب، وقس نفس أنت لو كلمت كرؾ وعقل ، لهذا ال تنهر السائل، وربما رجال أكدر من منزلة ثم نهرؾ ضاعت حواس ، ولم تستطع أف ترتب ف

: يدخل في ذل أيضا سائل الماؿ، يعني إذا جاءؾ سائل يسأل ماال فال تنهره، لكن ىذا العمـو يدخلو التخصيصإذا عرفت أف السائل في العلم إنما يريد التعنت، وأخذ رأي وأخذ رأي فالف وفالف حتى يضرب آراء العلماء

يا فالف اتق اهلل ألم تسأؿ فالنا كيف تسألني : لمت ذل فهنا ل الحق أف تنهره، وأف تقوؿبعضها بدعض، فإذا ع!. أتريد إف أفتاؾ الناس بما تحب سكت، وإف أفتوؾ بما ال تحب ذىدت تسأؿ؟! أتلعب بدين اهلل؟! بعدما سألتو؟

سأل الماؿ غني فل الحق أف وكذل سائل الماؿ إذا علمت أف الذي . ىذا ال بأس، ألف ىذا النهر تأديب لومخصوص فيما إذا { السائل فال تنهر}تنهره ول الحق أيضا أف توبخو على سؤالو وىو غني، إذا ىذا العمـو

نعمة اهلل تعالى على الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم { وأما بنعمة رب فحدث}اقتضت المصلحة أف ينهر فال بأس وبهذه { ووجدؾ عائال فأغنى. ووجدؾ ضاال فهدى. م يجدؾ يتيما فآوىأل}التي ذكرت في ىذه االيات ثالث

كنت يتيما فآواني اهلل، كنت ضاال فهداني اهلل، كنت عائال فأغناني اهلل، : حدث بنعمة اهلل قل. الثالث تتم النعمذل افتخارا على الخلق لكن تحدث بها إظهارا للنعمة وشكرا للمنعم، ال افتخارا بها على الخلق؛ ألن إذا فعلت

. أما إذا قلت أو إذا ذكرت نعمة اهلل علي تحدثا بالنعم، وشكرا للمنعم فهذا مما أمر اهلل بو. كاف ىذا مذموما

ىذه كلمات يسيرة على ىذه السورة العظيمة، وما نقولو نحن أو غيرنا من أىل العلم فإنو ال يستوعب ما دؿ عليو . يمة، نسأؿ اهلل أف يرزقنا الفهم في دين اهلل، والعمل بما علمنا إنو على كل شيء قديرالقرآف من المعاني العظ

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الشرح

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

إف * فإف مع العسر يسرا * ورفػعنا ل ذكرؾ * رؾ الذى أنقض ظه * ووضعنا عن وزرؾ * ألم نشرح ل صدرؾ } . {وإلى رب فارغب * فإذا فػرغت فانصب * مع العسر يسرا

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

ىذا االستفهاـ { ألم نشرح ل صدرؾ}: قاؿ اهلل سدحانو وتعالى مدينا نعمتو على نديو محمد صلى اهلل عليو وسلمففي . يقوؿ العلماء إنو استفهاـ تقرير، واستفهاـ التقرير يرد في القرآف كثيرا، ويقدر الفعل بفعل ماض مقروف بقد

يقدر بأف المعنى قد شرحنا ل صدرؾ؛ ألف اهلل يقرر أنو شرح لو صدره، وىكذا جميع ما { ألم نشرح ل }قولو ـ التقرير فإنو يقدر بفعل ماض مقروف بقد، أما كونو يقدر بفعل ماض؛ فألنو قد تم وحصل، وأما يمر ب من استفها

كونو مقرونا بقد؛ فألف قد تفيد التحقيق إذا دخلت على الماضي، وتفيد التقليل إذا دخلت على المضارع، وقد { قد يعلم ما أنتم عليو}: ي قولو تعالىقد ىذه للتقليل، لكن ف( قد يجود الدخيل: )تفيد التحقيق، ففي قوؿ الناس

نوسعو، وىذا الشرح شرح : أي{ ألم نشرح ل صدرؾ}: يقوؿ اهلل تعالى. ىذه للتحقيق وال ش [. 11: النور]معنوي ليس شرحا حسيا، وشرح الصدر أف يكوف متسعا لحكم اهلل عز وجل بنوعيو، حكم اهلل الشرعي وىو الدين،

لمصائب التي تحدث على اإلنساف؛ وذل ألف الشرع فيو مخالفة للهوى فيجد اإلنساف وحكم اهلل القدري وىو اثقال في تنفيذ أوامر اهلل، وثقال في اجتناب محاـر اهلل، ألنو مخالف لهوى النفس، والنفس األمارة بالسوء ال تنشرح

وإذا قاموا إلى الصالة }: الى في المنافقينألوامر اهلل وال لنواىيو، تجد بعض الناس تثقل عليو الصالة كما قاؿ اهلل تعومن الناس من تخف عليو الصالة بل يشتاؽ إليها ويترقب حصولها كما قاؿ الندي [. 419: النساء]{ قاموا كسالى

، إذا فالشرع فيو ثقل على النفوس، كاجتناب المحرمات، «جعلت قرة عيني في الصالة»: عليو الصالة والسالـشياء محرمة عليو كالزنا وشرب الخمر وما أشدو ذل فتثقل عليو، ومن الناس من ينشرح صدره فدعض الناس يهوى أ

لذل ويدتعد عما حـر اهلل، وانظر إلى يوسف عليو الصالة والسالـ لما دعتو امرأة العزيز بعد أف غلقت األبواب : ، غلقت األبواب، وقالتىيت ل وتهيأت لو بأحسن ملدس وأحسن صورة، والمكاف آمن أف يدخل أحد: وقالت

معاذ اهلل، استعاذ بربو ألف ىذه حاؿ حرجة، شاب وامرأة العزيز، ومكاف خاؿ وآمن، واإلنساف بشر : ىيت ل ، قاؿوفي الصحيح [. يوسف]{ ولقد ىمت بو وىم بها لوال أف رأى برىاف ربو}: ربما تسوؿ لو نفسو أف يفعل ولهذا قاؿ

إماـ عادؿ، وشاب : سدعة يظلهم اهلل في ظلو يـو ال ظل إال ظلو»: لو وسلم أنو قاؿعن الندي صلى اهلل عليو وعلى آإني أخاؼ اهلل، : نشأ في طاعة اهلل، ورجل قلدو معلق بالمساجد، ورجل دعتو امرأة ذات منصب وجماؿ، فقاؿالو ما تنفق يمينو، ورجالف تحابا في اهلل اجتمعا عليو وتفرقا عليو، ورجل تصدؽ بصدقة فأخفاىا حتى ال تعلم شم

رجل دعتو امرأة ذات منصب وجماؿ فقاؿ إني »: ، والشاىد من ىذا قولو«ورجل ذكر اهلل خاليا ففاضت عيناهفشرح الصدر للحكم الشرعي معناه قدوؿ الحكم الشرعي والرضا بو وامتثالو، وأف يقوؿ القائل سمعنا « أخاؼ اهلل

حا للعدادة تفعلها بسهولة وانقياد وطمأنينة ورضا، وأحيانا بالعكس لوال وأطعنا، وأنت بنفس أحيانا تجد قلد منشر . خوف من اإلثم ما فعلت، فإذا كاف ىذا االختالؼ في الشخص الواحد فما بال باألشخاص

وأما انشراح الصدر للحكم القدري، فاإلنساف الذي شرح اهلل صدره للحكم الكوني تجده راضيا بقضاء اهلل وقدره، أنا عدد، واهلل رب يفعل ما يشاء، ىذا الرجل الذي على ىذه الحاؿ سيكوف دائما في سرور ال : مئنا إليو، يقوؿمط

يغتم وال يهتم، ىو يتألم لكنو ال يصل إلى أف يحمل ىما أو غما ولهذا جاء في الحديث الصحيح أف الندي عليو و خير، وليس ذل إال للمؤمن، إف أصابتو ضراء صدر فكاف عجدا ألمر المؤمن إف أمره كل»: الصالة والسالـ قاؿ

، إذا شرح الصدر يعني توسعتو وتهيئتو ألحكاـ اهلل الشرعية «خيرا لو، وإف أصابتو سراء شكر فكاف خيرا لوذا والقدرية، ال يضيق بأحكاـ اهلل ذرعا إطالقا، وندينا محمد صلى اهلل عليو وسلم لو الحظ األوفر من ذل ، وله

تجده أتقى الناس هلل، وأشدىم قياما بطاعة اهلل، وأكثرىم صدرا على أقدار اهلل، ماذا فعل الناس بو حين قاـ بالدعوة؟ وماذا يصيدو من األمراض؟ حتى إنو يوع كما يوع الرجالف منا يعني من المرض يشدد عليو يعني كرجلين منا،

يا : ت على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وىو يوع ، فقلتدخل: فعن عدداهلل بن مسعود رضي اهلل عنو قاؿوحتى أنو شدد عليو عند . «أجل، إني أوع كما يوع رجالف منكم»: رسوؿ اهلل إن توع وعكا شديدا، قاؿ

النزع عند الموت عليو الصالة والسالـ حتى يفارؽ الدنيا وىو أصدر الصابرين، والصدر درجة عالية ال تناؿ إال جود شيء يصدر عليو، أما الشيء اليسير الدارد فال صدر عليو، لهذا نجد األندياء أكثر الناس بالء ثم الصالحين بو

إف بين الجملتين تنافر، الجملة األولى : قد يقوؿ قائل{ ألم نشرح ل صدرؾ ووضعنا عن وزرؾ}. األمثل فاألمثلبمعنى { ألم نشرح}على التقرير الذي قلت وىو أف لكن بناء { وضعنا}والثانية فعل ماض { نشرح}فعل مضارع

وضعناه أي طرحناه وعفونا وسامحنا { ووضعنا عن وزرؾ}قد شرحنا يكوف عطف ووضعنا عطفو على نظيره ومثيلو يعني أقضو وآلمو؛ ألف الظهر ىو محل الحمل، فإذا كاف { الذي أنقض ظهرؾ}أي إثم { وزرؾ}وتجاوزنا عن

فإتعاب غيره من باب أولى، ألف أقوى عضو في أعضائ للحمل ىو الظهر، وانظر للفرؽ ىناؾ حمل يتعب الظهربين أف تحمل كيسا على ظهرؾ أو تحملو بين يدي بينهما فرؽ، فالمعنى أف اهلل تعالى غفر للندي صلى اهلل عليو

فتحا مدينا ليغفر اهلل ل ما تقدـ من إنا فتحنا ل }: وسلم وزره وخطيئتو حتى بقي مغفورا لو، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىوقيل للندي صلى اهلل عليو وسلم وىو يقـو الليل ويطيل القياـ حتى تتوـر قدماه [. 9، 4: الفتح. ]{ذند وما تأخر، إذا «أفال أكوف عددا شكورا »: أتصنع ىذا، وقد غفر اهلل ل ما تقدـ من ذند وما تأخر، فقاؿ: أو تتفطر قيل لو

الذنوب المتقدمة والمتأخرة ثابتة بالقرآف والسنة، وىذا من خصائص الرسوؿ عليو الصالة والسالـ، ال أحد مغفرةمن الناس يغفر لو ما تقدـ وما تأخر إال الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم، أما غيره فيحتاج إلى توبة من الذنب، وقد

ن الرسوؿ عليو الصالة والسالـ نجـز بأنو قد غفر لو ما يغفر اهلل لو سدحانو وتعالى بدوف توبة ما دوف الشرؾ، لكىذه االية وما سقناه : فإف قاؿ قائل. {ووضعنا عن وزرؾ الذي أنقض ظهرؾ}: تقدـ من ذندو وما تأخر ولهذا قاؿ

: شاىدا لها يدؿ على أف الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم قد يذنب فهل الندي صلى اهلل عليو وسلم يذنب؟ فالجوابنعم، وال يمكن أف نرد النصوص لمجرد أف نستدعد وقوع الذنب منو صلى اهلل عليو وآلو وسلم، ونحن ال نقوؿ

الشأف أال يذنب اإلنساف بل الشأف أف يغفر لإلنساف، ىذا ىو المهم أف يغفر لو، أما أف ال يقع منو الذنب فقد قاؿ

، البد من خطيئة لكن ىناؾ أشياء ال «طائين التوابوفكل بني آدـ خطاء، وخير الخ»: الندي عليو الصالة والسالـيمكن أف تقع من األندياء مثل الكذب والخيانة، فإف ىذا ال يمكن أف يقع منهم إطالقا، ألف ىذا لو فرض وقوعو لكاف طعنا في رسالتهم وىذا شيء مستحيل، وسفاسف األخالؽ من الزنا وشدهو ىذا أيضا ممتنع، ألنو ينافي أصل

إنما بعثت ألتمم »: الة، فالرسالة إنما وجدت لتتميم مكاـر األخالؽ كما قاؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلمالرس، فالحاصل أف اهلل سدحانو وتعالى وضع عن محمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم وزره، وبين أف «مكاـر األخالؽ

لرسوؿ عليو الصالة والسالـ فكيف بأوزار غيره، ىذا الوزر قد أنقض ظهره أي أقضو وأتعدو، وإذا كاف ىذا وزر اأوزارنا تقض ظهورنا وتنقضها وتتعدها، ولكن كأننا لم نحمل شيئا، وذل لضعف إيماننا وبصيرتنا وكثرة غفلتنا، نسأؿ

أذنب اهلل أف يعاملنا بالعفو، في بعض االثار أف المؤمن إذا أذنب ذندا صار عنده كالجدل فوؽ رأسو وإف المنافق إذا ذندا صار عنده كذباب وقع على أنفو فقاؿ بو ىكذا، يعني أنو ال يهتم، فالمؤمن تهمو خطاياه وتلحقو الهم حتى

يتخلص منها بتوبة واستغفار، أو حسنات جليلة تمحو آثار ىذه السيئة، وأنت إذا رأيت من قلد الغفلة عن ذنوب رضى بالمرض، ومرض القلوب ىي الذنوب كما قاؿ عدداهلل فاعلم أف قلد مريض، ألف القلب الحي ال يمكن أف ي

: بن المدارؾ رحمو اهلل

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذؿ إدمانهاوترؾ الذنوب حياة القلوب وخير لنفس عصيانها فيجب علينا ذا صرفوا، وماذا أنفقوا، أف نهتم بأنفسنا وأف نحاسدها، وإذا كاف التجار ال يناموف حتى يراجعوا دفاتر تجارتهم، ما

وماذا كسدوا، فإف تجار االخرة يندغي أف يكونوا أشد اىتماما؛ ألف تجارتهم أعظم، فتجارة أىل الدنيا غاية ما تفيدىم ، وإذا خسر في سلعة إف أفادتهم ىو إتراؼ الددف فقط، على أف ىذه التجارة يلحقها من الهم والغم ما ىو معلـو

قطاع طريق، أو سراؽ صار أشد قلقا، لكن تجارة االخرة على العكس من : ي بلده مخاوؼاىتم لذل ، وإذا كاف فتؤمنوف باهلل ورسولو وتجاىدوف في سديل . يا أيها الذين آمنوا ىل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}ىذا

نات تجري من تحتها يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم ج. اهلل بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إف كنتم تعلموفتنجي من العذاب، ويغفر اهلل بها الذنوب، ويدخل بها الجنات، جنات عدف أي [. 49ػ 41: الصف]{ األنهار

جنات إقامة، ومساكن طيدة في جنات عدف، مساكن طيدة في بنايتها وفي مادة الدناء، كما قاؿ الندي عليو الصالة ، واهلل لو يدقى اإلنساف في «وجنتاف من فضة آنيتهما وما فيهما جنتاف من ذىب آنيتهما وما فيهما،»: والسالـ

سجدة منذ بلغ إلى أف يموت لكاف ىذا ثمنا قليال بالنسدة إلى ىذه الغنيمة العظيمة، ولو لم يكن إال أف ينجو ا ىو عمر بن اإلنساف من النار لكفى، أحيانا اإلنساف يفكر يقوؿ ليتني لم أولد أو يكفيني أف أنجو من النار، وى

ليتني شجرة تعضد، ليت أمي لم تلدني، ألف اإلنساف يظن أنو آمن ألنو يصلي، : الخطاب رضي اهلل عنو يقوؿ، ويتصدؽ، ويحج ويدر الوالدين وما أشدو ذل ، لكن قد يكوف في قلدو حسيكة تؤدي إلى سوء الخاتمة، ػ ويصـو

إف أحدكم ليعمل بعمل أىل الجنة حتى ما يكوف بينو وبينها إال » :والعياذ باهلل ػ كما قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلميعني مدة قريدة لموتو ما ىو إال ذراع في العمل؛ ألف عملو كلو ىداء، ىو يعمل بعمل أىل الجنة فيما يددو « ذراع

ليس « حتى ما يكوف بينو وبينها إال ذراع»: للناس وىو من أىل النار كما جاء في الحديث الصحيح، لكن قولوثم يعمل بعمل »معناه أف عملو أوصلو إلى قريب من الجنة، وإنما المعنى حتى ال يدقى عليو إال مدة قليلة في الحياة

إف الرجل ليعمل »: لكن ىذا فيما إذا كاف عمل اإلنساف للناس كما قاؿ عليو الصالة والسالـ« أىل النار فيدخلها، واإلنساف إذا مر على مثل ىذه النصوص يخاؼ على نفسو، «ل الناربعمل أىل الجنة فيما يددو للناس وىو من أى

رفع ذكر الرسوؿ عليو الصالة { ورفعنا ل ذكرؾ}. يخاؼ من الرياء، يخاؼ من العجب، يخاؼ من اإلذالؿأشهد أف ال إلو : ألنو يرفع ذكره عند كل صالة في أعلى مكاف وذل في األذاف: والسالـ ال أحد يش فيو؛ أوال

. اهلل، أشهد أف محمد رسوؿ اهللإال

يرفع ذكره في كل صالة فرضا في التشهد، فإف التشهد مفروض، وفيو أشهد أف ال إلو إال اهلل، وأشهد أف : ثانيا . محمدا عدده ورسولو

ة البد يرفع ذكره عند كل عدادة، كل عدادة مرفوع فيها ذكر الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم، وذل ألف كل عداد: ثالثا اإلخالص هلل تعالى، والمتابعة للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، ومن المعلـو أف المتابع : فيها من شرطين أساسيين ىما

للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم سوؼ يستحضر عند العدادة أنو متدع فيها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى . آلو وسلم فهذا من رفع ذكره

ىذا بشارة من اهلل عز وجل للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو { إف مع العسر يسرا . العسر يسرا فإف مع}: قولووسلم ولسائر األمة، وجرى على الرسوؿ عليو الصالة والسالـ عسر حينما كاف بمكة يضيق عليو، وفي الطائف،

ني كما شرحنا ل صدرؾ، ووضعنا يع{ فإف مع العسر يسرا }: وكذل أيضا في المدينة من المنافقين فاهلل يقوؿفإف مع }عن وزرؾ، ورفعنا ل ذكرؾ، وىذه نعم عظيمة كذل ىذا العسر الذي يصيد البد أف يكوف لو يسر

، وتوجيو كالمو ػ رضي اهلل «لن يغلب عسر يسرين»: قاؿ ابن عداس عند ىذه االية{ إف مع العسر يسرا . العسر يسرا توجيو كالمو أف العسر لم يذكر إال مرة واحدة : قاؿ أىل الدالغة. ن واليسر ذكر مرتينعنو ػ مع أف العسر ذكر مرتي

العسر األوؿ أعيد في الثانية باؿ، فاؿ ىنا للعهد الذكري، وأما يسر فإنو { إف مع العسر يسرا . فإف مع العسر يسرا }ة التعريف فالثاني ىو األوؿ إال ما ندر، وإذا أنو إذا كرر االسم مرتين بصيغ: لم يأت معرفا بل جاء منكرا، والقاعدة

كرر االسم مرتين بصيغة التنكير فالثاني غير األوؿ، ألف الثاني نكرة، فهو غير األوؿ، إذا في االيتين الكريمتين ىذا الكالـ خدر من اهلل عز { فإف مع العسر يسرا }يسراف وفيهما عسر واحد، ألف العسر كرر مرتين بصيغة التعريف

جل، وخدره جل وعال أكمل األخدار صدقا، ووعده ال يخلف، فكلما تعسر علي األمر فانتظر التيسير، أما في و صل قائما، فإف لم تستطع فقاعدا، فإف لم تستطع فعلى جنب، فهذا تيسير، : األمور الشرعية فظاىر، ففي الصالة

ند ، وفي الصياـ إف قدرت وأنت في إذا شق علي القياـ اجلس، إف شق علي الجلوس صل وأنت على جالحضر فصم، وإف لم تقدر فأفطر، إذا كنت مسافرا فأفطر، في الحج إف استطعت إليو سديال فحج، وإف لم تستطع فال حج علي ، بل إذا شرعت في الحج وأحصرت ولم تتمكن معو من إكماؿ الحج فتحلل، وافسخ الحج واىد

إذا كل عسر [. 481: الدقرة]{ العمرة هلل فإف أحصرتم فما استيسر من الهديوأتموا الحج و }: لقوؿ اهلل تعالىكذل في القضاء والقدر، يعني تقدير اهلل على اإلنساف من . يحدث لإلنساف في العدادة يجد التسهيل واليسر

: ا حسيا، مثلمصائب، وضيق عيش، وضيق صدر وغيره ال ييأس، فإف مع العسر يسرا، والتيسير قد يكوف أمرا ظاىر إنساف مريض يتعب يشق عليو المرض : أف يكوف اإلنساف فقيرا فتضيق عليو األمور فييسر اهلل لو الغنى، مثاؿ آخر

فيشفيو اهلل عز وجل، ىذا أيضا تيسير حسي، ىناؾ تيسير معنوي وىو معونة اهلل اإلنساف على الصدر ىذا تيسير، لعسير، وصار ىذا األمر العسير الذي لو نزؿ على الجداؿ لدكها، صار بما فإذا أعان اهلل على الصدر تيسر ل ا

أعان اهلل عليو من الصدر أمرا يسيرا، وليس اليسر معناه أف ينفرج الشيء تماما فقط، اليسر أف ينفرج الكرب

أمرا سهال عليو، ويزوؿ وىذا يسر حسي، وأف يعين اهلل اإلنساف على الصدر حتى يكوف ىذا األمر الشديد العسير أي إذا فرغت من أعمال فانصب لعمل { فإذا فرغت فانصب وإلى رب فارغب}. نقوؿ ىذا ألننا واثقوف بوعد اهلل

آخر، يعني اتعب لعمل آخر، ال تجعل الدنيا تضيع علي ، ولهذا كانت حياة اإلنساف العاقل حياة جد، كلما فرغ يفوت على اإلنساف في حاؿ يقظتو ومنامو، وشغلو وفراغو، يسير من عمل شرع في عمل آخر، وىكذا؛ ألف الزمن

وال يمكن ألحد أف يمس الزمن، لو اجتمع الخلق كلهم ليوقفوا الشمس حتى يطوؿ النهار ما تمكنوا، فالزمن ال يمكن ألحد أف يمسكو، إذا اجعل حيات حياة جد، إذا فرغت من عمل فانصب في عمل آخر، إذا فرغت من

نياعلي بعمل االخرة، فرغت من عمل االخرة اشتغلت بأمر الدنيا فإذا قضيت الصالة يـو الجمعة فانتشر عمل الديا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة من }في األرض وابتغ من فضل اهلل، وصالة الجمعة يكتنفها عمالف دنيوياف

. هلل وذروا الديع ذلكم خير لكم إف كنتم تعلموففاسعوا إلى ذكر ا}يعني وأنتم مشتغلوف في دنياكم { يـو الجمعةفإذا فرغنا من شغل اشتغلنا في [. 41، 8: الجمعة]{ فإذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض وابتغوا من فضل اهلل

. آخر، وإذا فرغنا منو اشتغلنا في آخر وىكذا يندغي أف يكوف اإلنساف دائما في جد

. الجد في كل حياتي لتعدت ومللتلو أنني استعملت : فإذا قاؿ قائل

إف استراحت لتنشيط نفس وإعادة النشاط يعتدر شغال وعمال، يعني ال يلـز الشغل بالحركات ففراغ من : قلنايعني إذا { وإلى رب فارغب}. أجل أف تنشط للعمل االخر يعتدر عمال، المهم أف تجعل حيات كلها جدا وعمال

ت منها ونصدت في األخرى، فارغب إلى اهلل عز وجل في حصوؿ الثواب، وفي حصوؿ عملت األعماؿ التي فرغاألجر، وفي اإلعانة كن مع اهلل عز وجل قدل العمل وبعد العمل، قدل العمل كن مع اهلل تستعينو عز وجل، وبعده

وىي ( ارغب)عراب بػمتعلقة من حيث اإل{ إلى رب }فائدة بالغية { إلى رب فارغب}: وفي قولو. ترجو منو الثوابمقدمة عليها، وتقديم المعموؿ يفيد الحصر، يعني إلى اهلل ال إلى غيره فارغب في جميع أمورؾ، وثق بأن متى علقت رغدت باهلل عز وجل فإنو سوؼ ييسر ل األمور، وكثير من الناس تنقصهم ىذه الحاؿ أي ينقصهم أف

ثير من أعمالهم؛ ألنهم لم يكن بينهم وبين اهلل تعالى صلة في يكونوا دائما راغدين إلى اهلل، فتجدىم يختل ك . نسأؿ اهلل سدحانو وتعالى أف يجعلنا ممتثلين ألوامره، مصدقين بأخداره، إنو على كل شيء قدير. أعمالهم

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين التيه

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

مين * وطور سينين * ن والزيػتوف والتي} ثم رددنػو أسفل * لقد خلقنا اإلنسػن فى أحسن تػقويم * وىػذا الدػلد االر ممنوف * سػفلين ين فم * إال الذين ءامنوا وعملوا الصػلحػت فػلهم أجر غيػ ب بػعد بالد أليس اللو بأحكم * ا يكذ . {الحػكمين

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

بالتين، والزيتوف، وبطور : إقساـ اهلل تعالى بهذه األشياء األربعة{ وىذا الدلد األمين. والتين والزيتوف وطور سينين}ىو الثمر المعروؼ، { والتين}ف السورة مكية فالمشار إليو قريب وىو مكة، سينين، وىذا الدلد األمين يعني مكة، أل

أقسم اهلل بو ألنو الجدل الذي كلم { وطور سينين}معروؼ، وأقسم اهلل بهما ألنهما يكثراف في فلسطين، { والزيتوف}كة ألنها أحب الدقاع إلى أقسم اهلل بو أعني م{ وىذا الدلد األمين}. اهلل عنده موسى صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

. اهلل، وأشرؼ الدقاع عند اهلل عز وجل

أرض فلسطين التي فيها األندياء، وآخر { والتين والزيتوف}أقسم اهلل بهذه الثالثة، ألف األوؿ : قاؿ بعض أىل العلماهلل تعالى إلى أندياء بني إسرائيل ىو عيسى بن مريم عليو الصالة والسالـ، وبطور سينين ألنو الجدل الذي أوحى: قاؿ العلماء. موسى حولو، وأما الدلد األمين فهو مكة الذي بعث اهلل منو محمدا صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم

لقد خلقنا }. أي طور الدركة ألف اهلل تعالى وصفو أو وصف ما حولو بالوادي المقدس{ وطور سينين}: ومعنى قولوسم عليو، أقسم اهلل تعالى أنو خلق اإلنساف في أحسن تقويم، وىذه الجملة ىذا ىو المق{ اإلنساف في أحسن تقويم

{ في أحسن تقويم}القسم، والالـ، وقد، أقسم اهلل أنو خلق اإلنساف : التي فيها المقسم عليو مؤكدة بثالثة مؤكداتن من بني آدـ فطرة وقصدا، ألنو ال يوجد أحد من المخلوقات أحس{ في أحسن تقويم}في أحسن ىيئة وخلقة و

لقد خلقنا اإلنساف في أحسن }: خلقة، فالمخلوقات األرضية كلها دوف بني آدـ في الخلقة، ألف اهلل تعالى قاؿىذه الردة التي ذكرىا اهلل عز وجل تعني أف اهلل تعالى يرد اإلنساف أسفل { ثم رددناه أسفل سافلين}: قولو{ تقويم

فكلما ازدادت السن في [. 71: النحل]{ كم من يرد إلى أرذؿ العمرومن}: سافلين خلقة كما قاؿ اهلل تعالىاإلنساف تغير إلى أردأ في القوة الجسدية، وفي الهيئة الجسدية، وفي نضارة الوجو وغير ذل يرد أسفل سافلين،

ى على ىذه وإذا قلنا إف أحسن تقويم تشمل حتى الفطرة التي جدل اهلل الخلق عليها، والعدادة التي تترتب أو تتدنالفطرة، فإف ىذا إشارة إلى أف من الناس من تعود بو حالو ػ والعياذ باهلل ػ إلى أف يكوف أسفل سافلين بعد أف كاف في

إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات }: األعلى والقمة من اإليماف والعلم، واالية تشمل المعنيين جميعا ثم قاؿ تعالىيعني إال المؤمنين الذين آمنوا وعملوا { ثم رددناه أسفل سافلين}: ناء من قولوىذا استث{ فلهم أجر غير ممنوف

. الصالحات فإنهم ال يردوف إلى أسفل السافلين، ألنهم متمسكوف بإيمانهم وأعمالهم، فيدقوف عليها إلى أف يموتواصالحو لمعنى { وفممن}غير مقطوع، وال ممنوف بو أيضا فكلمو { غير ممنوف}أي ثواب { فلهم أجر}: وقولو

القطع، وصالحة لمعنى المنة، فهم لهم أجر ال ينقطع، وال يمن عليهم بو، يعني أنهم إذا استوفوا ىذا األجر ال يمن عليهم فيقاؿ أعطيناكم وفعلنا وفعلنا، وإف كانت المنة هلل عز وجل عليهم باإليماف والعمل الصالح والثواب، كلها

ال يؤذوف بالمن كما يجري ذل في أمور الدنيا، إذا أحسن إلي أحد من : بو، أي منة من اهلل لكن ال يمن عليهمثم قاؿ اهلل تدارؾ . فعلت ب ، أعطيت وما أشدو ذل : الناس فربما يؤذي بمنو علي ، في كل مناسدة يقوؿ

ى وجو المقابلة انتقل اهلل تعالى من الكالـ على وجو الغيدة إلى الكالـ عل{ فما يكذب بعد بالدين}: وتعالىأي بما أمر { بالدين}أي شيء يكذب أيها اإلنساف بعد ىذا الدياف : أي{ فما يكذب بعد بالدين}: والخطاب قاؿ

اهلل بو من الدين، ولهذا كلما نظر اإلنساف إلى نفسو وأصلو وخلقتو، وأف اهلل اجتداه وأحسن خلقتو، وأحسن فطرتو وىذا { أليس اهلل بأحكم الحاكمين}: ثم قاؿ. صديقا بكتابو وبما أخدرت بو رسلوفإنو يزداد إيمانا باهلل عز وجل، وت

االستفهاـ للتقرير يقرر اهلل عز وجل أنو أحكم الحاكمين، وأحكم ىنا اسم تفضيل وىو مأخوذ من الحكمة، ومن لدالغة ىي حكمة الحكم، فالحكم األكدر األعظم الذي ال يعارضو شيء ىو حكم اهلل عز وجل، والحكمة العليا ا

نسأؿ اهلل تعالى . اهلل عز وجل فهو سدحانو وتعالى أحكم الحاكمين قدرا وشرعا، ولو الحكم، وإليو يرجع األمر كلو . أف يرزقنا العلم بكتابو، وسنة رسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين العلك

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

كرـ * خلق اإلنسػن من علق * اقػرأ باسم رب الذى خلق } علم اإلنسػن ما لم * الذى علم بالقلم * اقػرأ ورب اال . {يػعلم

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

علم اإلنساف ما لم . الذي علم بالقلم. اقرأ وربػ األكـر. خلق اإلنساف من علق. م رب الذي خلقاقرأ باس}ىذه االيات أوؿ ما نزؿ على الرسوؿ عليو الصالة والسالـ من القرآف الكريم، نزلت عليو وىو يتعدد في غار { يعلم

وحي أنو يرى الرؤيا في المناـ، فتأتي مثل فلق حراء وكاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أوؿ ما بدء بالالصدح يعني يحدث ما يصدؽ ىذه الرؤيا، وأوؿ ما كاف يرى ىذه الرؤيا في ربيع األوؿ فدقي ستة أشهر يرى مثل

ىذه الرؤيا ويراىا تجيء مثل فلق الصدح، وفي رمضاف نزؿ الوحي الذي في اليقظة، والمدة بين ربيع األوؿ ورمضاف أف الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين »وزمن الوحي ثالث وعشروف سنة، ولهذا جاء في الحديث ستة شهور،

، لما كاف يرى ىذه الرؤيا التي تجيء مثل فلق الصدح حدب إليو الخالء، يعني أف يخلو بنفسو «جػزءا من الندوةيخلو بو ىذا الغار الذي في جدل حراء ويدتعد عن ىذا المجتمع الجاىلي، فرأى عليو الصالة والسالـ أف أحسن ما

وىو غار في قمة الجدل ال يكاد يصعد إليو اإلنساف القوي إال بمشقة، فكاف يصعده عليو الصالة والسالـ ويتحنث، يتعدد هلل عز وجل بما فتح اهلل عليو في ىذا الغار الليالي ذوات العدد، يعني عدة لياؿ، ومعو زاد أخذه

ب، ثم ينزؿ ويتزود لمثلها من أىلو، ويرجع ويتحنث هلل عز وجل، إلى أف نزؿ عليو الوحي يتزود بو من طعاـ وشرايعني لست من ذوي « ما أنا بقارىء»ومعنى « ما أنا بقارىء»: وىو في ىذا الغار، أتاه جدريل وأمره أف يقرأ فقاؿ

ءة، إذ أنو صلى اهلل عليو وسلم كاف القراءة، وليس مراده المعصية ألمر جدريل، لكنو ال يستطيع، ليس من ذوي القراىو الذي بعث في }: وقاؿ تعالى[. 19: األعراؼ]{ فآمنوا باهلل ورسولو الندي األمي}: أميا كما قاؿ اهلل تعالىفكاف ال يقرأ وال يكتب، وىذا من حكمة اهلل أنو ال يقرأ وال يكتب، حتى تتدين [. 9: الجمعة]{ األميين رسوال منهم

وما كنت }: رتو إلى ىذه الرسالة، وحتى ال يدقى لشاؾ ش في صدقو، وقد أشار اهلل إلى ىذه في قولوحاجتو وضرو فغطو « ما أنا بقارىء»: قاؿ لو[. 19: العنكدوت]{ تتلو من قدلو من كتاب وال تخطو بيمين إذا الرتاب المدطلوف

. الذي علم بالقلم. اقرأ ورب األكـر. اف من علقخلق اإلنس. اقرأ باسم رب الذي خلق}مرتين أو ثالثا، ثم قاؿ لو خمس آيات نزلت فرجع بها الندي صلى اهلل عليو وسلم يرجف فؤاده من الخوؼ والفزع { علم اإلنساف ما لم يعلم

حتى أتى إلى خديجة، وحديث الوحي وابتداءه موجود في أوؿ صحيح الدخاري من أحب أف يرجع إليو فليرجع قيل معناه متلدسا بذل ، وقيل مستعينا بذل ، { باسم رب }: قولو{ اقرأ باسم رب الذي خلق} :يقوؿ اهلل عز وجل

يعني اقرأ مستعينا باسم اهلل؛ ألف أسماء اهلل تعالى كلها خير، وكلها إعانة يستعين بها اإلنساف، ويستعين بها على دوف أف يقوؿ باسم { باسم رب }: عوف، وقاؿوضوئو، ويستعين بها على أكلو، ويستعين بها على جماعو فهي كلها

إال أنو عليو الصالة { باسم رب }: اهلل ألف المقاـ مقاـ ربوبية وتصرؼ وتدبير لألمور وابتداء رسالة فلهذا قاؿ: أي خلق كل شيء كما قاؿ تعالى{ الذي خلق}. والسالـ قد رباه اهلل تعالى تربية خاصة ورباه كذل ربوبية خاصة

: الزمر]{ اهلل خالق كل شيء وىو على كل شيء وكيل}: وقاؿ تعالى[. 9: الفرقاف]{ ء فقدره تقديرا وخلق كل شي}فما من شيء في السماء وال في األرض، من خفي وظاىر، وصغير وكدير إال وىو مخلوؽ هلل عز وجل ولهذا [. 19، إذ{ خلق}: قاؿ ؛ ألف حذؼ المفعوؿ يفيد العمـو لو ذكر المفعوؿ لتقيد الفعل بو، وحذؼ المفعوؿ إشارة للعمـو

. وأطلق صار عاما فهو خالق كل شيء جل وعال{ خلق}لو قاؿ خلق كذا تقيد الخلق بما ذكر فقط، لكن إذا قاؿ : خص اهلل تعالى خلق اإلنساف تكريما لإلنساف وتشريفا لو؛ ألف اهلل تعالى يقوؿ{ خلق اإلنساف من علق}: ثم قاؿ{ وحملناىم في الدر والدحر ورزقناىم من الطيدات وفضلناىم على كثير ممن خلقنا تفضيال ولقد كرمنا بني آدـ }جمع، أو اسم جمع { من علق}أي ابتدأ خلقو { خلق اإلنساف}فلهذا نص على خلق اإلنساف [. 71: اإلسراء]

لذي بو الحياة؛ علقة، كشجر اسم جمع شجرة، والعلق عدارة عن دودة حمراء من الدـ صغيرة وىذا ىو المنشأ ا . ألف اإلنساف دـ لو تفرغ من الدـ لهل

وقد بين اهلل عز وجل أنو خلق اإلنساف من علق، ولكنو يتطور، وبين في آيات أخرى أنو خلق اإلنساف من تراب، وفي آيات أخرى خلقو من طين، وفي آيات أخرى من صلصاؿ كالفخار، وفي آيات أخرى من ماء دافق، وفي

ماء مهين، وفي ىذه االية من علق فهل في ىذا تناقض؟ آيات أخرى من

ليس ىناؾ تناقض، وال يمكن أف يكوف في كالـ اهلل تعالى، أو ما صح عن رسولو صلى اهلل عليو وسلم : الجوابو لكن[. 99: النساء]{ ولو كاف من عند غير اهلل لوجدوا فيو اختالفا كثيرا }: شيء من التناقض أبدا، فإف اهلل يقوؿ

سدحانو وتعالى يذكر أحيانا مددأ الخلق من وجو، ومددأ الخلق من وجو آخر، فخلقو من تراب؛ ألف أوؿ ما خلق اإلنساف من التراب ثم صب عليو الماء فكاف طينا ثم استمر مدة فكاف حمئا مسنونا، ثم طالت مدتو فكاف

قو عز وجل لحما، وعظما، وعصدا إلى آخره، ىذا صلصاال، يعني إذا ضربتو بيدؾ تسمع لو صلصلة كالفخار، ثم خلوالخلق االخر من بنيو أوؿ منشئهم من نطفة، وىي الماء المهين وىي الماء الدافق، . ابتداء الخلق المتعلق بآدـ

ف ىذه النطفة تدقى في الرحم أربعين يوما، ثم تتحوؿ شيئا فشيئا وبتماـ األربعين تتقلب بالتطور والتدريج حتى تكو دما علقة، ثم تددأ بالنمو والثخونة وتتطور شيئا فشيئا، فإذا تمت ثمانين يوما انتقلت إلى مضغة ػ قطعة من لحم بقدر ما يمضغو اإلنساف ػ وتدقى كذل أربعين يوما فهذه مائة وعشروف يوما، وىي باألشهر أربعة أشهر، بعد أربعة

ـ، فينفخ فيو الروح، فتدخل الروح في الجسد بإذف اهلل عز وجل، والروح أشهر يدعث اهلل إليو المل الموكل باألرحاال نستطيع أف نعرؼ كنهها وحقيقتها ومادتها، أما الجسد فأصلو من التراب، ثم في أرحاـ النساء من النطفة، لكن

أوتيتم من العلم ويسألون عن الروح قل الروح من أمر ربي وما }الروح ال نعرؼ من أي جوىر ىي؟ وال من أي مادة فينفخ المل الروح في ىذا الجنين فيددأ يتحرؾ، ألف نماءه األوؿ كنماء األشجار [. 91: اإلسراء]{ إال قليال

بدوف إحساس، بعد أف تنتفخ فيو الروح يكوف آدميا يتحرؾ، ولهذا إذا سقط الحمل من الدطن قدل أربعة أشهر دفن تكفين، وال صالة عليو، وال يدعث؛ ألنو ليس آدميا، وبعد أربعة أشهر في أي مكاف من األرض، بدوف تغسيل، وال

إذا سقط يجب أف يغسل، ويكفن، ويصلى عليو، ويدفن في المقابر؛ ألنو صار إنسانا، ويسمى أيضا؛ ألنو يـو عد خروجو، القيامة سيدعى باسمو، ويعق عنو، لكن العقيقة عنو ليست في التأكيد كالعقيقة عمن بلغ سدعة أياـ ب

على كل حاؿ ىذا الجنين في بطن أمو يتطور حتى يكوف بشرا، ثم يأذف اهلل عز وجل لو بعد المدة التي أكثر ما . تكوف عادة تسعة أشهر فيخرج إلى الدنيا

: وبهذه المناسدة أبين أف لإلنساف أربع دور

. في بطن أمو: الدار األولى

. في الدنيا: الدار الثانية

. في الدرزخ: لثةالدار الثا

. في الجنة أو النار وىي المنتهى: الدار الرابعة

تكرار لألولى لكن ىل ىي توكيد أو ىي تأسيس؟ الصحيح أنها تأسيس وأف األولى { اقرأ{ }اقرأ ورب األكـر}يتعلق قرنت بما{ اقرأ ورب األكـر الذي علم بالقلم}قرنت بما يتعلق بالربوبية، و{ اقرأ باسم رب الذي خلق}

بالشرع، فاألولى بما يتعلق بالقدر، والثانية بما يتعلق بالشرع، ألف التعليم بالقلم أكثر ما يعتمد الشرع عليو، إذ أف الشرع يكتب ويحفظ، والقرآف يكتب ويحفظ، والسنة تكتب وتحفظ، وكالـ العلماء، يكتب ويحفظ، فلهذا أعادىا

. اهلل مرة ثانية

هى * إف إلى رب الرجعى * أف رءاه استػغنى * ليطغى كال إف اإلنسػن } أرءيت إف * عددا إذا صلى * أرأيت الذى يػنػكال لئن لم ينتو لنسفعا * يػرى ألم يػعلم بأف اللو * أرءيت إف كذب وتػولى * أو أمر بالتػقوى * كاف على الهدى

. {كال ال تطعو واسجد واقػترب* سندع الزبانية * فػليدع ناديو * ناصية كػذبة خاطئة * بالناصية

أف تكوف بمعنى حقا : على عدة معاني منهافي القرآف الكريم ترد { كال{ }كال إف اإلنساف ليطغى}: قاؿ اهلل تعالىأف رآه . إف اإلنساف ليطغى}بمعنى حقا، يعني أف اهلل تعالى يثدت ىذا إثداتا ال مرية فيو { كال}كما في ىذه االية فػ

اإلنساف ىنا ليس شخصا معينا، بل المراد الجنس، كل إنساف من بني آدـ إذا رأى نفسو استغنى فإنو { استغنى، من الطغياف وىو مجاوزة الحد، إذا رأى أنو استغنى عن رحمة اهلل طغى ولم يداؿ، إذا رأى أنو استغنى عن اهلل يطغى

عز وجل في كشف الكربات وحصوؿ المطلوبات صار ال يلتفت إلى اهلل وال يدالي، إذا رأى أنو استغنى بالصحة ى أنو استغنى بالكسوة نسي العري، وىكذا فاإلنساف نسي المرض، وإذا رأى أنو استغنى بالشدع نسي الجوع، إذا رأ

من طديعتو الطغياف والتمرد متى رأى نفسو في غنى، ولكن ىذا يخرج منو المؤمن، ألف المؤمن ال يرى أنو استغنى عن اهلل طرفة عين، فهو دائما مفتقر إلى اهلل سدحانو وتعالى، يسأؿ ربو كل حاجة، ويلجأ إليو عند كل مكروه، ويرى أنو إف وكلو اهلل إلى نفسو وكلو إلى ضعف وعجز وعورة، وأنو ال يمل لنفسو نفعا وال ضرا، ىذا ىو المؤمن، لكن

{ وحملها اإلنساف إنو كاف ظلوما جهوال }: اإلنساف من حيث ىو إنساف من طديعتو الطغياف، وىذا كقولو تعالى

أي المرجع يعني مهما طغيت { ف إلى رب الرجعىإ}ثم قاؿ عز وجل مهددا ىذا الطاغية [. 79: األحزاب]إال من تولى وكفر فيعذبو }وعلوت واستكدرت واستغنيت فإف مرجع إلى اهلل عز وجل، كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

وإذا كاف المرجع إلى اهلل في كل [. 91ػ 93: الغاشية]{ إف إلينا إيابهم ثم إف علينا حسابهم. اهلل العذاب األكدرربما { إف إلى رب الرجعى}: ور فإنو ال يمكن ألحد أف يفر من قضاء اهلل أبدا، وال من ثواب اهلل وعدلو، وقولواألم

نقوؿ إنو أعم من الوعيد والتهديد يعني أنو يشمل الوعيد والتهديد، ويشمل ما ىو أعم فيكوف المعنى أف إلى اهلل فإف تنازعتم في شيء فردوه إلى اهلل }لكتاب والسنة المرجع في كل شيء في األمور الشرعية التحاكم إلى ا

: األنفاؿ]{ إذ تستغيثوف ربكم فاستجاب لكم}واألمور الكونية المرجع فيها إلى اهلل [. 18: النساء]{ والرسوؿفال رجوع للعدد إال إلى اهلل، كل األمور ترجع إلى اهلل عز وجل، يفعل ما يشاء، حتى ما يحصل بين الناس من [. 8ولو شاء اهلل ما اقتتل }: روب والفتن والشرور فإف اهلل ىو الذي قدرىا، لكنو قدرىا لحكمة كما قاؿ اهلل تعالىالح

الذين من بعدىم من بعد ما جاءتهم الدينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اهلل ما اقتتلوا يكوف فيها تهديد لهذا اإلنساف الذي طغى { رب الرجعى إف إلى}إذف [. 913: الدقرة]{ ولكن اهلل يفعل ما يريد

ثم . حين رأى نفسو مستغنيا عن ربو، وفيها أيضا ما ىو أشمل وأعم وىو أف المرجع إلى اهلل تعالى في كل األموريعني أخدرني عن حاؿ ىذا الرجل وتعجب من حاؿ ىذا الرجل الذي { عددا إذا صلى. أرأيت الذي ينهى}: قاؿ

ددا إذا صلى، ففي االية ناىي ومنهي، فالناىي ىو طاغية قريش أبو جهل، وكاف يسمى في قريش أبا الحكم؛ ينهى عألنهم يتحاكموف إليو، ويرجعوف إليو فاغتر بنفسو، وشرؽ باإلسالـ ومات على الكفر كما ىو معروؼ، ىذا الرجل

وأما المنهي فهو محمد صلى اهلل . اه أبا الحكمسماه الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أبا جهل ضد تسميتهم إيإف محمدا يصلي عند الكعدة أماـ الناس، يفتن : أبو جهل قيل لو{ عددا إذا صلى}عليو وعلى آلو وسلم وىو العدد

لقد : الناس ويصدىم عن أصنامهم وآلهتهم، فمر بو ذات يـو وىو ساجد فنهى الندي عليو الصالة والسالـ، وقاؿاذا تفعل؟ فانتهره الندي عليو الصالة والسالـ فرجع، ثم قيل ألبي جهل إنو أي محمدا صلى اهلل عليو نهيت فلم

واهلل لئن رأيتو ألطأف عنقو بقدمي، وألعفرف وجهو بالتراب، فلما رآه ذات يـو : وعلى آلو وسلم مازاؿ يصلي فقاؿأقدل عليو وجد بينو وبينو خندقا من النار وأىواال ساجدا تحت الكعدة وأقدل عليو يريد أف يدر بيمينو وقسمو، لما

عظيمة، فنكص على عقديو وعجز أف يصل إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، ىذا العدد الذي ينهى وأنو سيجازيو { ألم يعلم بأف اهلل يرى}عددا إذا صلى يتعجب من حالو كيف يفعل ىذا؟ ولهذا جاء في آخر االيات

يعني أخدرني أيها المخاطب إف كاف ىذا الساجد محمد صلى اهلل { أرأيت{ }أرأيت إف كاف على الهدى}: ؿثم قاىنا بمعنى الواو يعني وأمر { أو}قاؿ بعض المفسرين { أو أمر بالتقوى}. عليو وسلم على الهدى فكيف تنهاه عنو

ف على الهدى فيما فعل من السجود والصالة، أو بالتقوى، ولكن الصحيح أنها على بابها للتنويع، يعني أرأيت إف كا. أمر غيره بالتقوى؛ ألف الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم يأمر بالتقوى بال ش فهو صالح بنفسو مصلح لغيره

يعني يرى المنهي وىو الساجد محمدا صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم االمر بالتقوى ويرى { ألم يعلم بأف اهلل يرى}يرى سدحانو وتعالى علما ورؤية، فهو سدحانو { ألم يعلم بأف اهلل يرى}لعدد الطاغية الذي ينهى عددا إذا صلى ىذا ا

يرى كل شيء مهما خفي ودؽ، ويعلم كل شيء مهما بعد، ومهما كثر أو قل، فيعلم االمر والناىي ويعلم المصلي نساف بعملو، والمقصود من ىذا تهديد الذي والساجد، ويعلم من طغى، ومن خضع هلل عز وجل، وسيجازي كل إ

فهذا تهديد . ينهى عددا إذا صلى، وبياف أف اهلل تعالى يعلم بحالو، وحاؿ من ينهاه، وسيجازي كال منهما بما يستحقلهذا الرجل الذي كاف ينهى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم عن الصالة، يعني ألم يعلم ىذا الرجل أف اهلل

: ثم قاؿ. الى يراه ويعلمو، وىو سدحانو وتعالى محيط بعملو، فيجازيو عليو إما في الدنيا، وإما في الدنيا واالخرةتعىذه بمعنى حقا، ويحتمل أف تكوف للردع، أي لردعو عن فعلو السيىء { كال{ }كال لئن لم ينتو لنسفعن بالناصية}

جملة { لنسفعن بالناصية}وعلى آلو وسلم، أو بمعنى حقا الذي كاف يقـو بو تجاه رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو واهلل لئن لم ينتو لنسفعن بالناصية، وحذؼ جواب الشرط وبقي جواب : جواب لقسم مقدر والتقدير{ لنسفعن}

القسم، ألف ىذه ىي القاعدة في اللغة العربية أنو إذا اجتمع قسم وشرط فإنو يحذؼ جواب المتأخر، قاؿ ابن : فيتومال في أل

والقسم مقدر قدلو إذ { لئن}واحذؼ لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزموىنا المتأخر ىو الشرط في : فيها أي( الػ)مقدـ الرأس و{ الناصية}أي لنأخذف بشدة و{ لنسفعن}واهلل لئن لم ينتو لنسفعن، ومعنى : تقديره

أبي جهل الذي توعد الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم على الناصية للعهد الذىني، والمراد بالناصية ىنا ناصيةصالتو ونهاه عنها، أي لنسفعن بناصيتو، وىل المراد األخذ بالناصية في الدنيا، أو في االخرة يجر بناصيتو إلى النار؟ يحتمل ىذا وىذا، يحتمل أنو يؤخذ بالناصية وقد أخذ بناصيتو في يـو بدر حين قتل مع من قتل من

يعرؼ المجرموف }: لمشركين، ويحتمل أف يكوف يؤخذ بناصيتو يـو القيامة فيقذؼ في النار كما قاؿ اهلل تعالىاوإذا كانت االية صالحة لمعنيين ال يناقض أحدىما االخر [. 14: الرحمن]{ بسيماىم فيؤخذ بالنواصي واألقداـ

قررناه سابقا وىو أف االية إذا كانت تحتمل فإف الواجب حملها على المعنيين جميعا كما ىو المعروؼ والذي ناصية بدؿ من { ناصية كاذبة خاطئة}: قولو تعالى. معنيين ال ينافي أحدىما االخر فالواجب األخذ بالمعنيين جميعا

من أجل أف يكوف ذل { ناصية}: الناصية األولى، وىي بدؿ نكرة من معرفة، وىي جائزة في اللغة العربية وإنما قاؿأي أنها موصوفة بالكذب، وال ش أف من أكدر ما { كاذبة{ }كاذبة خاطئة}ة للوصف االتي بعدىا وىو قولو توطئ

{ خاطئة}يكوف كذبا ما يحصل من الكفار الذين يدعوف أف مع اهلل ألهة أخرى، فإف ىذا أكذب القوؿ وأقدح الفعل، ىء، الخاطىء من ارتكب الخطأ عمدا، والمخطىء أي مرتكدة للخطأ عمدا، وليعلم أف ىناؾ فرقا بين خاطىء ومخط

: الحاقة]{ ال يأكلو إال الخاطئوف}: من ارتكدو جهال، والثاني معذور، واألوؿ غير معذور، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالىفقاؿ اهلل [. 991: الدقرة]{ ربنا ال تؤاخذنا إف نسينا أو أخطأنا}: أي المذندوف ذندا عن عمد، وقاؿ تعالى[. 37وأقسطوا إف }: فعلت، ومثل ذل القاسط والمقسط، القاسط ىو الجائر، والمقسط ىو العادؿ، قاؿ اهلل تعالى قد

إذا [. 41: الجن]{ وأما القاسطوف فكانوا لجهنم حطدا }: وقاؿ تعالى[. 8: الحجرات]{ اهلل يحب المقسطينيعني إف كاف صادقا وعنده قوة، وعنده قدرة الالـ ىنا للتحدي،{ فليدع ناديو}. أي مرتكدة لإلثم عمدا { خاطئة}

فليدع ناديو، والنادي ىو مجتمع القـو للتحدث بينهم والتخاطب والتفاىم واالستئناس بعضهم بدعض، وكاف أبو جهل معظما في قريش، ولو نادي يجتمع الناس إليو فيو، ويتكلموف في شؤونهم فهنا يقوؿ اهلل عز وجل إف كاف

يو، وىذا ال ش أنو تحدي، كما تقوؿ لعدوؾ إف كاف ل قـو فتقدـ وما أشدو ذل من الكلمات صادقا فليدع ناديعني عندنا من ىم أعظم من نادي ىذا الرجل وىم الزبانية مالئكة النار، وقد { سندع الزبانية}. الدالة على التحدي

: التحريم]{ ال يعصوف اهلل ما أمرىم}وة وصف اهلل مالئكة النار بأنهم غالظ شداد، غالظ في الطداع، شداد في القال يعجزوف عن ذل فوصفهم بوصفين أنهم في تماـ { ويفعلوف ما يؤمروف}بل يمتثلوف كل ما أمرىم اهلل بو [. 1

وعدـ تنفيذ أمر اهلل عز { ويفعلوف ما يؤمروف}وأنهم في تماـ القدرة { ال يعصوف اهلل ما أمرىم}االنقياد هلل عز وجل يكوف للعجز، وإما أف يكوف للمعصية، فمثال الذي ال يصلي الفرض قائما قد يكوف للعجز، وقد يكوف وجل إما أف

للعناد فهو ال ينفذ أمر اهلل، لكن المالئكة الذين على النار ليس عندىم عجز، بل عندىم قوة وقدرة، وليس عندىم ية ال يمكن لهذا وقومو وناديو أف يقابلوىم أبدا استكدار عن األمر، بل عندىم تماـ التذلل والخضوع، ىؤالء الزبان

إنها محذوفة اللتقاء الساكنين، ألف : ؟ قلنا{سندع}أين الواو في قولو : فإف قاؿ قائل{ سندع الزبانية}: ولهذا قاؿالواو ساكنة والهمزة ىمزة الوصل ساكنة، وإذا التقى ساكناف فإنو إف كاف الحرؼ صحيحا كسر، وإف كاف غير

: حذؼ، قاؿ ابن مال رحمو اهلل في ألفيتو صحيح

إف ساكناف التقيا اكسر ما سدق وإف يكن لينا فحذفو استحقيعني إذا التقى ساكناف إف كاف الحرؼ األوؿ صحيحا ألف لم إذا دخلت على { لم يكن }وأصلها { لم يكن الذين كفروا}: ليس من حروؼ العلة كسر مثل قولو تعالى

لكن ىنا التقى ساكناف، وكاف األوؿ حرفا صحيحا { ولم يكن لو كفوا أحد}: ي قولو تعالىالفعل جزمتو كما ف . {سندع الزبانية}فكسر، أما إذا كاف األوؿ حرؼ لين، يعني حرؼ من حروؼ العلة فإنو يحذؼ كما في ىذه االية

أي ال { ال تطعو}: خطاب في قولوما قيل في األولى التي قدلها وال{ كال}يقاؿ في { كال ال تطعو واسجد واقترب}تطع ىذا الذي ينهاؾ عن الصالة، بل اسجد وال تدالي بو، وإذا كاف اهلل نهى نديو صلى اهلل عليو وسلم أف يطيع ىذا

الرجل فهذا يعني أنو جل وعال سيدافع عنو، يعني افعل ما تؤمر وال يهمن ىذا الرجل، واسجد هلل عز وجل، صالة، لكن عدر بالسجود عن الصالة ألف السجود ركن في الصالة ال تصح إال بو، فلهذا والمراد بالسجود ىنا ال

أي اقترب من اهلل عز وجل؛ ألف الساجد أقرب ما يكوف من ربو كما قاؿ ذل { واقترب}: وقولو. عدر بو عنها، وقاؿ عليو «دأقرب ما يكوف العدد من ربو وىو ساج»: رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم حيث قاؿ

أال وإني نهيت أف أقرأ القرآف راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيو الرب، وأما السجود »: الصالة والسالـ . ، أي حري أف يستجاب لكم«فأكثروا فيو من الدعاء فػقمن أف يستجاب لكم

لو عليو الصالة والسالـ من الوحي، ثم سورة عظيمة ابتدأىا اهلل تعالى بما من بو على رسو ( العلق)ىذه السورة اختتمها بالسجود واالقتراب من اهلل عز وجل، نسأؿ اهلل تعالى أف يرزقنا القياـ بطاعتو والقرب منو، وأف يجعلنا من

. أوليائو المتقين، وحزبو المفلحين، وعداده الصالحين، إنو على كل شيء قدير

ء تفسير جز عم

محمد بن صالح العثيمين المدر

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

لة القدر } لة القدر * إنا أنزلنػو فى ليػ ر من ألف شهر * ومآ أدراؾ ما ليػ لة القدر خيػ تػنػزؿ الملػئكة والروح فيها * ليػ . {سلػم ىى حتى مطلع الفجر * أمر بإذف ربهم من كل

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

يعود إلى { أنزلناه}الضمير ىنا يعود إلى اهلل عز وجل، والهاء في قولو { إنا أنزلناه{ }إنا أنزلناه في ليلة القدر}

الى العظيم الذي ال شيء أعظم منو، واهلل تعالى ألنو سدحانو وتع{ إنا أنزلناه}القرآف، وذكر اهلل تعالى نفسو بالعظمة إنا نحن نزلنا }: ومثل قولو تعالى{ إنا أنزلناه في ليلة القدر}يذكر نفسو أحيانا بصيغة العظمة مثل ىذه االية الكريمة

إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارىم وكل}: ومثل قولو تعالى[. 8: الحجر]{ الذكر وإنا لو لحافظوفإني أنا اهلل ال إلو إال أنا }وأحيانا يذكر نفسو بصيغة الواحد مثل [. 44: يس]{ شيء أحصيناه في إماـ مدينوذل ألنو واحد عظيم، فداعتدار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتدار [. 41: طو]{ فاعددني وأقم الصالة لذكريضمير المفعوؿ بو وىي الهاء يعود إلى القرآف وإف لم {أنزلناه}: والضمير في قولو. الوحدانية يأتي ضمير الواحد

، وال يمتري أحد في أف المراد بذل إنزاؿ القرآف الكريم، أنزلو اهلل تعالى في ليلة يسدق لو ذكر؛ ألف ىذا أمر معلـوفي رمضاف ال ابتدأنا إنزالو في ليلة القدر، وليلة القدر: القدر فما معنى إنزالو في ليلة القدر؟ الصحيح أف معناىا

شهر رمضاف الذي أنزؿ فيو القرآف ىدى للناس وبينات من الهدى }: ش في ىذا ودليل ذل قولو تعالىإنا }: إلى ىذه االية{ شهر رمضاف الذي أنزؿ فيو القرآف}فإذا جمعت ىذه االية أعني [. 491: الدقرة]{ والفرقاف

، وبهذا نعرؼ أف ما اشتهر عند بعض العامة من أف ليلة القدر تدين أف ليلة القدر في رمضاف{ أنزلناه في ليلة القدرىي ليلة النصف من شهر شعداف ال أصل لو، وال حقيقة لو، فإف ليلة القدر في رمضاف، وليلة النصف من شعداف كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحـر وغيرىن من الشهور ال تختص بشيء، حتى ما ورد في

ـ فيها فهو أحاديث ضعيفة ال تقـو بها حجة، وكذل ما ورد من تخصيص يومها وىو يـو النصف من فضل القياشعداف بصياـ فإنها أحاديث ضعيفة ال تقـو بها حجة، لكن بعض العلماء ػ رحمهم اهلل ػ يتساىلوف في ذكر

وىذا أمر ال يندغي، وذل ألن فضائل األعماؿ، أو الشهور، أو األماكن : األحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائلإذا سقت األحاديث الضعيفة في فضل شيء ما، فإف السامع سوؼ يعتقد أف ذل صحيح، وينسدو إلى الرسوؿ عليو الصالة والسالـ وىذا شيء كدير، فالمهم أف يـو النصف من شعداف وليلة النصف من شعداف ال يختصاف

ص بفضل قياـ، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويـو النصف ال بشيء دوف سائر الشهور، فليلة النصف ال تختيختص بصياـ، نعم شهر شعداف ثدتت السنة بأف الندي صلى اهلل عليو وسلم يكثر الصياـ فيو حتى ال يفطر منو إال

صـو قليال وما سوى ذل مما يتعلق بصيامو لم يثدت عن الندي صلى اهلل عليو وسلم إال ما لسائر الشهور كفضل . ثالثة أياـ من كل شهر وأف تكوف في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وىي أياـ الديض

فالف ذو قدر عظيم، أو ذو قدر )القدر ىو الشرؼ كما يقاؿ : من العلماء من قاؿ{ في ليلة القدر}: وقولو تعالىر، ألنو يقدر فيها ما يكوف في السنة لقوؿ اهلل المراد بالقدر التقدي: أي ذو شرؼ كدير، ومن العلماء من قاؿ( كدير . أي يفصل ويدين[. 1، 3: الدخاف]{ فيها يفرؽ كل أمر حكيم. إنا أنزلناه في ليلة مداركة إنا كنا منذرين}: تعالى

والصحيح أنو شامل للمعنيين، فليلة القدر ال ش أنها ذات قدر عظيم، وشرؼ كدير، وأنو يقدر فيها ما يكوف في ىذه الجملة { وما أدراؾ ما ليلة القدر}: ثم قاؿ جل وعال. السنة من اإلحياء واإلماتة واألرزاؽ وغير ذل تل

وما أدراؾ ما يـو }: بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وىي مطردة في القرآف الكريم، قاؿ اهلل تعالى{ الحاقة ما الحاقة وما أدراؾ ما الحاقة}: اؿ تعالىوق[. 49، 47: االنفطار]{ الدين ثم ما أدراؾ ما يـو الدين

وما }: فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قاؿ{ القارعة ما القارعة وما أدراؾ ما القارعة}[. 3ػ 4: الحاقة]من ألف ليلة القدر خير}: أي ما أعلم ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين ىذا بقولو{ أدراؾ ما ليلة القدر

ليلة القدر }: الجواب{ وما أدراؾ ما ليلة القدر}: وىذه الجملة كالجواب لالستفهاـ الذي سدقها، وىو قولو{ شهرأي من ألف شهر ليس فيو ليلة القدر، والمراد بالخيرية ىنا ثواب العمل فيها، وما ينزؿ اهلل { خير من ألف شهر

ولذل كاف من قامها إيمانا واحتسابا غفر لو ما تقدـ من ذندو، ثم ذكر تعالى فيها من الخير والدركة على ىذه األمة، أي تنزؿ شيئا فشيئا؛ ألف المالئكة سكاف السموات، { تنزؿ المالئكة والروح فيها}: ما يحدث في تل الليلة فقاؿ

في األرض عنواف على والسموات سدع فتتنزؿ المالئكة إلى األرض شيئا فشيئا حتى تمأل األرض، ونزوؿ المالئكة الرحمة والخير والدركة، ولهذا إذا امتنعت المالئكة من دخوؿ شيء كاف ذل دليال على أف ىذا المكاف الذي

امتنعت المالئكة من دخولو قد يخلو من الخير والدركة كالمكاف الذي فيو الصور، فإف المالئكة ال تدخل بيتا فيو إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى صورة، يعني صورة محرمة؛ ألف الصورة

ىذا فال تمتنع المالئكة من دخوؿ المكاف، ألنو لو امتنعت لكاف ذل ممنوعا، فالمالئكة تتنزؿ في ليلة القدر بإذف }: وقولو تعالىىو جدريل عليو السالـ خصو اهلل بالذكر لشرفو وفضلو، { والروح}. بكثرة، ونزولهم خير وبركة

إذف كوني، وإذف شرعي، : أي بأمره، والمراد بو اإلذف الكوني؛ ألف إذف اهلل ػ أي أمره ػ ينقسم إلى قسمين{ ربهمأي ما لم يأذف بو شرعا، ألنو قد أذف بو [. 94: الشورى]{ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذف بو اهلل}: فقولو تعالى

أي بأمره { بإذف ربهم}لكنو ليس بإذف اهلل الشرعي، وإذف قدري كما في ىذه االية قدرا، فقد شرع من دوف اهلل،بمعنى الداء أي بكل أمر مما يأمرىم اهلل بو، وىو مدهم ال نعلم ما ىو، { من}قيل إف { من كل أمر}: القدري وقولو

الجملة ىنا مكونة من { ىي سالـ}. لكننا نقوؿ إف تنزؿ المالئكة في األرض عنواف على الخير والرحمة والدركةأي ىذه الليلة سالـ، ووصفها اهلل تعالى بالسالـ، لكثرة من « ىي سالـ»: مدتدأ وخدر، والخدر فيها مقدـ، والتقدير

من قاـ ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر لو ما تقدـ »: يسلم فيها من االثاـ وعقوباتها، قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلمأي تتنزؿ المالئكة في { حتى مطلع الفجر}. مغفرة الذنوب ال ش أنها سالمة من وبائها وعقوباتها، و «من ذندو

. ىذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر

آخره؟ سدق أف قلنا إف ليلة القدر في رمضاف، لكن في أي جزء من رمضاف أفي أولو، أو وسطو، أو: تنديو

إف الندي صلى اهلل عليو وسلم اعتكف العشر األوؿ، ثم العشر األوسط تحريا لليلة : نقوؿ في الجواب على ىذا. إنها في العشر األواخر فاعتكف العشر األواخر، إذا فليلة القدر في العشر األواخر من رمضاف: القدر، ثم قيل لو

لة إحدى وعشرين، أو في ليلة الثالثين، أو فيما بينهما، فلم يأت وفي أي ليلة منها؟ اهلل أعلم قد تكوف في ليتحديد لها في ليلة معينة كل عاـ، ولهذا أري الندي صلى اهلل عليو وسلم ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين ورأى في

الندي المناـ أنو يسجد في صديحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تل الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى صلى اهلل عليو وسلم في مسجده، وكاف مسجده من عريش ال يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد الندي صلى اهلل عليو وسلم صداحها أي في صالة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي اهلل عنهم على جدهتو أثر الماء

، وفي «التمسوىا في العشر األواخر»: ذل قاؿوالطين، ففي تل الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ، ورآىا الصحابة ذات سنة من السنين في السدع األواخر، فقاؿ صلى اهلل «في الوتر من العشر األواخر»: رواية

، يعني في «أرى رؤياكم قد تواطأت في السدع األواخر، فمن كاف متحريها فليتحرىا في السدع األواخر»: عليو وسلمأما في بقية األعواـ فهي في كل العشر، فليست معينة، ولكن أرجاىا ليلة سدع وعشرين، وقد تكوف تل السنة،

في ىذا العاـ ليلة سدع وعشرين، وفي العاـ الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العاـ الثالث ليلة خمس ( مثال ) : وإنما أبهمها اهلل عز وجل لفائدتين عظيمتين.. وعشرين وىكذا

بياف الصادؽ في طلدها من المتكاسل، ألف الصادؽ في طلدها ال يهمو أف يتعب عشر لياؿ من أجل : ألولىالفائدة ا . أف يدركها، والمتكاسل يكسل أف يقـو عشر لياؿ من أجل ليلة واحدة

. كثرة ثواب المسلمين بكثرة األعماؿ؛ ألنو كلما كثر العمل كثر الثواب: الفائدة الثانية

ود أف أندو إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحروف ليلة سدع وعشرين في أداء وبهذه المناسدة أالعمرة، فإن في ليلة سدع وعشرين تجد المسجد الحراـ قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سدع وعشرين

لم يخصصها أي ليلة سدع بالعمرة من الددع، ألف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم لم يخصصها بعمرة في فعلو، و وعشرين بعمرة في قولو، فلم يعتمر ليلة سدع وعشرين من رمضاف مع أنو في عاـ الفتح ليلة سدع وعشرين من رمضاف كاف في مكة ولم يعتمر، ولم يقل لألمة تحروا ليلة سدع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أف نتحرى ليلة سدع

تدين خطأ كثير من الناس، وبو أيضا يتدين أف الناس ربما يأخذوف دينهم كابرا وعشرين بالقياـ فيها ال بالعمرة، وبو يعن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أف تعدد اهلل إال على بصيرة، بدليل من كتاب اهلل، أو سنة رسولو صلى

. اهلل عليو وسلم أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتداع سنتهم

: رة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدروفي ىذه السو

. أف اهلل أنزؿ فيها القرآف الذي بو ىداية الدشر وسعادتهم في الدنيا واالخرة: الفضيلة األولى

. {وما أدراؾ ما ليلة القدر}: ما يدؿ عليو االستفهاـ من التفخيم والتعظيم في قولو: الفضيلة الثانية

. شهر أنها خير من ألف: الفضيلة الثالثة

. أف المالئكة تتنزؿ فيها، وىم ال ينزلوف إال بالخير والدركة والرحمة: الفضيلة الرابعة

. أنها سالـ، لكثرة السالمة فيها من العقاب والعذاب بما يقـو بو العدد من طاعة اهلل عز وجل: الفضيلة الخامسة

. ـو القيامةأف اهلل أنزؿ في فضلها سورة كاملة تتلى إلى ي: الفضيلة السادسة

ومن فضائل ليلة القدر ما ثدت في الصحيحين من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو أف الندي صلى اهلل عليو وسلم يعني إيمانا باهلل وبما « إيمانا واحتسابا »: ، فقولو«من قاـ ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر لو ما تقدـ من ذندو»: قاؿ

وىذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، ألف . مين فيها، واحتسابا لألجر وطلب الثوابأعد اهلل من الثواب للقائوبهذا انتهى الكالـ على سورة . الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم لم يشترط العلم بها في حصوؿ ىذا األجر

. القدر

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين البيىت

{ حمػن الرحيم بسم اللو الر }

يػنة } لو صحفا مطهرة * لم يكن الذين كفروا من أىل الكتػب والمشركين منفكين حتى تأتيػهم الدػ * رسوؿ من اللو يػتػيػنة وما تػفرؽ الذين أوتوا * فيها كتب قػيمة عددوا اللو مخلصين * الكتػب إال من بػعد ما جآءتػهم الدػ ومآ أمروا إال ليػ

فآء ويقيموا الصلوة ويػؤتوا الزكوة وذل دين القيمة ين حنػ . {لو الد

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

أىل }يعني ما كاف الكفار من { لم يكن الذين كفروا من أىل الكتاب والمشركين منفكين}: عز وجليقوؿ اهلل وىم اليهود والنصارى، سموا بذل ألف صحفهم بقيت إلى أف بعث الندي صلى اهلل عليو وسلم مع ما { الكتاب

اة، والنصارى لهم اإلنجيل فيها من التحريف والتدديل والتغيير، ولكن ىم أىل الكتاب، فاليهود لهم التور أي { منفكين}المشركوف ىم عددة األوثاف من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرىم، لم يكن ىؤالء { والمشركين}

والدينة ما يدين بو الحق في كل شيء، فكل { حتى تأتيهم الدينة}تاركين لما ىم عليو من الشرؾ والكفر ومنفكين عنو ، فكل ما باف بو «الدينة على المدعي»: بينة، ولهذا قاؿ الندي عليو الصالة والسالـشيء يدين بو الحق فإنو يسمى

وىذا { رسوؿ من اهلل}الحق فهو بينة، ويكوف في كل شيء بحسدو، فما ىي الدينة التي ذكرىا اهلل ىنا؟ الدينة قاؿ رشي صلوات اهلل وسالمو عليو، الرسوؿ ىو الندي صلى اهلل عليو وسلم محمد رسوؿ اهلل ابن عدداهلل الهاشمي الق

تعظيما لو؛ ألنو عليو الصالة والسالـ جدير بأف يعظم التعظيم الالئق بو من غير نقص { رسوؿ}وجاء بصيغة النكرة وأرسلناؾ للناس }: يعني أف اهلل أرسلو إلى العالمين بشيرا ونذيرا، قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى{ رسوؿ من اهلل}وال غلو فهو [. 4: الفرقاف]{ تدارؾ الذي نزؿ الفرقاف على عدده ليكوف للعالمين نذيرا }: وقاؿ[. 78: اءالنس]{ رسوال

محمد عليو الصالة والسالـ مرسل من عند اهلل بواسطة جدريل عليو الصالة والسالـ؛ ألف جدريل ىو رسوؿ رب يعني يقرأ لنفسو وللناس، { صحفا مطهرةيتلو }. العالمين إلى رسلو موكل بالوحي ينزؿ بو على من شاء اهلل من عداده

أي منقاة من الشرؾ، ومن { مطهرة}جمع صحيفة وىي الورقة أو اللوح أو ما أشدو ذل مما يكتب بو { صحفا }أي : كتب{ كتب قيمة}أي في ىذه الصحف { فيها}رذائل األخالؽ، ومن كل ما يسوء، ألنها نزيهة مقدسة

نى مكتوب، والمعنى أف في ىذه الصحف مكتوبات قيمة كتدها اهلل عز مكتوبات قيمة، فكتب جمع كتاب، بمعوجل، ومن المعلـو أف اإلنساف إذا تصفح القرآف وجده كذل ، وجده يتضمن كتدا أي مكتوبات قيمة، انظر إلى ما

في القرآف جاء بو القرآف من توحيد اهلل عز وجل، والثناء عليو، وحمده وتسديحو تجده مملوءا بذل ، انظر إلى مامن وصف الندي صلى اهلل عليو وسلم ووصف أصحابو المهاجرين واألنصار ووصف التابعين لهم بإحساف، انظر إلى ما جاء بو القرآف من األمر بالصالة، والزكاة، والصياـ، والحج، وغير ذل من األخالؽ الفاضلة تجد أف كل ما جاء

إذا أخدر اهلل في ىذه االية أنو ال يمكن أف . {فيها كتب قيمة}يره بو القرآف فهو قيم بنفسو، وكذل ىو مقيم لغ

ينف ىؤالء الكفار من أىل الكتاب والمشركين حتى تأتيهم الدينة، فلما جاءتهم الدينة ىل انفكوا عن دينهم، عن يعني لما { دينةوما تفرؽ الذين أوتوا الكتاب إال من بعد ما جاءتهم ال}: كفرىم وشركهم؟ الجواب قاؿ اهلل تعالى

جاءتهم الدينة اختلفوا، منهم من آمن، ومنهم من كفر، فمن النصارى من آمن مثل النجاشي مل الحدشة، ومن اليهود من آمن أيضا مثل عدداهلل بن سالـ ػ رضي اهلل عنو ػ فمنهم من آمن، ومنهم من كفر، فمن علم اهلل منو أنو

إليماف، ومن لم يكن كذل وفق للكفر، كذل أيضا من المشركين من يريد الخير، ويريد الدين هلل آمن ووفق لآمن، وما أكثر المشركين من قريش الذين آمنوا، فصار الناس قدل بعثة الرسوؿ عليو الصالة والسالـ لم يزالوا على

وال تكونوا كالذين } :ما ىم عليو من الكفر حتى جاءتهم الدينة، ثم لما جاءتهم الدينة تفرقوا واختلفوا كما قاؿ تعالى [. 411: آؿ عمراف]{ تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءىم الدينات وأولئ لهم عذاب عظيم

ن ءامنوا إف الذي* الدرية إف الذين كفروا من أىل الكتػب والمشركين فى نار جهنم خػلدين فيهآ أولػئ ىم شر }ر الدرية نػهػر خػلدين فيهآ * وعملوا الصػلحػت أولػئ ىم خيػ جزآؤىم عند ربهم جنػت عدف تجرى من تحتها اال

هم ورضوا عنو ذل لمن خشى ربو . {أبدا رضى اللو عنػ

بين اهلل تعالى في { إف الذين كفروا من أىل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئ ىم شر الدرية}أي في النار التي تسمى { في نار جهنم}إف الذين كفروا من أىل الكتاب والمشركين ( إف)ىذه االية بيانا مؤكدا بػ

وأيا كاف . إنو اسم أعجمي عربتو العرب: وذ من الجهمة، وقيلجهنم، وسميت جهنم، لدعد قعرىا وسوادىا، فهو مأخىنا بياف { من{ }إف الذين كفروا من أىل الكتاب والمشركين}: اسم من أسماء النار، وقولو{ جهنم}فإنو أعني لفظ

وىم وعلى ىذا فيقتضي أف أىل الكتاب كفار{ إف الذين كفروا}: لإلبهاـ، أعني إبهاـ اإلسم الموصوؿ في قولو، واألمر كذل ، فإف اليهود والنصارى كفار حين لم يؤمنوا برسوؿ اهلل محمد صلى اهلل عليو (اليهود والنصارى)

إنهم مؤمنوف باهلل واليـو االخر، ويدعوف لموتاىم بالرحمة وما أشدو ذل من العدارات : وعلى آلو وسلم، وإف قالواؤمنوف باهلل واليـو االخر المنوا بمحمد صلى اهلل عليو وسلم، بل المنوا التي يتزلفوف بها فإنهم كاذبوف، إذ لو كانوا ي

برسلهم، ألف الندي صلى اهلل عليو وسلم قد وجد وصفو في التوراة واإلنجيل كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى في سورة جيل يأمرىم بالمعروؼ الذين يتدعوف الرسوؿ الندي األمي الذي يجدونو مكتوبا عندىم في التوراة واإلن}األعراؼ

بل إف عيسى صلى اهلل عليو [. 417: األعراؼ]{ وينهاىم عن المنكر ويحل لهم الطيدات ويحـر عليهم الخدائثيا بني إسرائيل إني رسوؿ اهلل إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومدشرا برسوؿ يأتي }وسلم قاؿ لدني إسرائيل ىذا سحر مدين، : لما جاء ىذا الرسوؿ الذي بشر بو عيسى بالدينات، قالواف[. 1: الصف]{ من بعدي اسمو أحمد

. وكذبوه ولم يتدعوه إال نفرا قليال من اليهود والنصارى، فقد آمنوا بمحمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم واتدعوهاليهود )من بني آدـ من أي شر الخليقة؛ ألف الدرية ىي الخليقة، وعلى ىذا فيكوف الكفار { أولئ ىم شر الدرية}

إف شر الدواب عند اهلل الذين }: وقد بين اهلل ذل تماما في قولو( شر الخالئق)شر الدرية ( والنصارى والمشركينإف شر الدواب عند اهلل الصم الدكم الذين ال يعقلوف، ولو }: وقاؿ تعالى[. 11: األنفاؿ]{ كفروا فهم ال يؤمنوف

فهؤالء الكفار من اليهود [. 99: األنفاؿ]{ م ولو أسمعهم لتولوا وىم معرضوفعلم اهلل فيهم خيرا ألسمعهوالنصارى والمشركين ىم شر الدرية عند اهلل عز وجل، وإذا كانوا ىم شر الدرية فلن نتوقع منهم إال كل شر، ألف

وثق الندي صلى اهلل عليو الشرير يندثق منو الشر، وال يمكن أبدا أف نحسن الظن بهم، قد نثق بالصادقين منهم كما

وسلم بالمشرؾ، عدداهلل بن أريقط، حين استأجره ليدلو على طريق الهجرة، لكن غالدهم وجمهورىم ال يوثق منهم، إف الذين }: ألنهم شر، ولما ذكر اهلل حكم ىؤالء الكفار من اليهود والنصارى والمشركين ذكر حكم المؤمنين فقاؿ

والقرآف الكريم مثاني تثنى فيو المعاني، فيؤتى بالمعنى وما يقابلو، { ىم خير الدرية آمنوا وعملوا الصالحات أولئ ويأتي بأصحاب النار وأصحاب الجنة، ويأتي بآيات الترىيب وآيات الترغيب، وىلم جرا، ألجل أف يكوف اإلنساف

يع المواضيع ال ش أنو يعطي سائرا إلى اهلل عز وجل بين الخوؼ والرجاء، ولئال يمل، فإف تنويع األساليب وتنو إف الذين }النفس قوة واندفاعا، بخالؼ ما لو كاف الكالـ على وتيرة واحدة، فإف اإلنساف قد يمل وال تتحرؾ نفسو

فخير خلق اهلل عز وجل ىم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وىم { آمنوا وعملوا الصالحات أولئ ىم خير الدريةومن يطع اهلل والرسوؿ فأولئ مع الذين أنعم اهلل عليهم من النديين }: في قولوعلى طدقات أربع بينها اهلل

طدقة الندوة، : ىذه الطدقات األربع ىي طدقات المؤمنين أعالىا[. 18: النساء]{ والصديقين والشهداء والصالحينالطدقة . بكر رضي اهلل عنو وأعلى طدقات الندوة طدقة الرسالة، ثم بعد الندوة الصديقية، وعلى رأس الصديقين أبو

إنهم الذين قتلوا في سديل اهلل، واالية تحتمل المعنيين جميعا بدوف : وقيل. إنهم أولوا العلم: الشهداء، قيل: الثالثةمناقضة، والذي يندغي لمفسر القرآف أف االية إذا كانت تحتمل معنيين بدوف مناقضة أف يحملها على المعنيين

م أولوا العلم، وىم الذين قتلوا في سديل اهلل، وكلهم مرتدتهم عالية فوؽ سائر المتدعين للرسل جميعا، فالشهداء ىوىم أدنى الطدقات، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات على اختالؼ { والصالحين}: إال الصديقين؛ قاؿ تعالى

جزاؤىم عند ربهم جنات }ىم فقاؿ طدقاتهم ىم خير الدرية، أي خير ما خلق اهلل عز وجل من الدرايا، ثم بين جزاءوىنا قدـ اهلل الثناء على المؤمنين الذين عملوا الصالحات على ذكر جزائهم، ألف ثناء اهلل { تجري من تحتها األنهار

جزاؤىم عند ربهم }عليهم أعظم مرتدة وأعلى منقدة، فلذل قدمو على الجزاء الذي ىو جزاؤىم في يـو القيامة إف : جمعها الختالؼ أنواعها، ألف الندي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ{ جنات{ }تها األنهارجنات عدف تجري من تح

: ، وإلى ىذا يشير قوؿ اهلل تعالى«جنتاف من ذىب آنيتهما وما فيهما، وجنتاف من فضة آنيتهما وما فيهما»الجنات { ومن دونهما جنتاف}: م قػاؿثم ذكػر أوصاؼ ىاتػين الجنتين، ث[. 11: الرحمن]{ ولمن خاؼ مقاـ ربو جنتاف}فلهم جنػات والجنات التي ذكرىا اهلل تعالى جزاء للمؤمنين العاملين الصالحات ىي عدارة عن [. 19: الرحمن]

منازؿ عظيمػة أعدىػا اهلل عز وجل للمؤمنين المتقين، فيها ما ال عين رأت، وال أذف سمعت، وال خطر على قلب دنيا أف يتصور كيف نعيم االخرة أبدا، ألنو أعلى وأجل مما نتصور، قاؿ ابن بشر، وال يمكن إلنساف في ىذه ال

، لكنها الحقائق تختلف اختالفا عظيما، قاؿ عز (ليس في الجنة مما في الدنيا إال األسماء)عداس رضي اهلل عنهما ل الجنة أف كل واحد العدف بمعنى اإلقامة في المكاف وعدـ النزوح عنو، ومن تماـ نعيم أى{ جنات عدف}: وجل

منهم ال يطلب تحوال عما ىو عليو من النعيم، ألنو ال يرى أف أحدا أكمل منو، وال يحس في قلدو أنو في غضاضة أي ال يدغوف [. 419: الكهف]{ ال يدغوف عنها حوال }: بالنسدة لمن ىو أرقى منو وأكمل قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

نعهم بما أعطاىم فال يجدوف أحدا أكمل نعيما منهم، ولهذا سمى اهلل تعالى ىذه تحوال عما ىم عليو ألف اهلل قد أقمن تحت قصورىا وأشجارىا وإال فهو : قاؿ العلماء{ من تحتها{ }تجري من تحتها األنهار}الجنات جنات عدف

وجل ىنا مجملة على سطحها وليس أسفل، إنما ىو من تحت ىذه القصور واألشجار، واألنهار التي ذكرىا اهلل عز مثل الجنة التي وعد المتقوف فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لدن لم يتغير }: فقاؿ( محمد)فصلها في سورة

وقد جاء في االثار من وصف ىذه [. 41: محمد]{ طعمو وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفىى أف النهر يجري على سطح األرض يتوجو حيث وجهو اإلنساف، األنهار أنها تجري بغير أخدود وبغير خنادؽ بمعن

وال يحتاج إلى شق خنادؽ، وال إلى بناء أخدود تمنع سيالف الماء يمينا وشماال، وفي ىذا يقوؿ ابن القيم ػ رحمو : اهلل ػ في كتابو النونية

ي ماكثين فيها أبدا، ال يموتوف، أ{ خالدين فيها أبدا }أنهارىا من غير أخدود جرت سدحاف ممسكها عن الفيضاف وال يمرضوف، وال يدأسوف، وال يألموف، وال يحزنوف، وال يمسهم فيها نصب، فهم في أكمل النعيم دائما وأبدا ػ أبد

وىذا أكمل نعيم أف اهلل تعالى يرضى عنهم، فيحل عليهم رضوانو فال { رضي اهلل عنهم ورضوا عنو}االبدين ػ وينظروف إلى اهلل تدارؾ وتعالى بأعينهم كما يروف القمر ليلة الددر ال يشكوف في ذل ، وال يسخط بعده أبدا، بل

يمتروف في ذل ، وال يتضاموف في ذل ، أي ال ينضم بعضهم إلى بعض ليريو االخر، بل كل إنساف يراه في مكانو لمن خشي اهلل عز وجل، أي ذل الجزاء{ ذل لمن خشي ربو}: ثم قاؿ عز وجل. حسب ما أراد اهلل عز وجل

إنما }: والخشية ىي خوؼ اهلل عز وجل المقروف بالهيدة والتعظيم وال يصدر ذل إال من عالم باهلل كما قاؿ تعالىأي العلماء بعظمتو وكماؿ سلطانو، فالخشية أخص [. 99: فاطر]{ يخشى اهلل من عداده العلماء إف اهلل عزيز غفور

إذا خفت من شخص ال تدري ىل ىو قادر علي أـ ال؟ فهذا خوؼ، : بالمثاؿ من الخوؼ، ويتضح الفرؽ بينهماوبهذا تمت ىذه السورة العظيمة وتم ما تيسر لنا من . وإذا خفت من شخص تعلم أنو قادر علي فهذه خشية

. الكالـ على تفسيرىا، ونسأؿ اهلل أف يجعلنا ممن يتلوف كتاب اهلل حق تالوتو إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

حمد بن صالح العثيمين م السلسلت

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

رض زلزالها } بأف رب * يػومئذ تحدث أخدارىا * وقاؿ اإلنسػن ما لها * وأخرجت األرض أثػقالها * إذا زلزلت االومن يػعػمل مثػقاؿ ذرة شرا * فمن يػعمل مثػقاؿ ذرة خيرا يػره * يػومئذ يصدر الناس أشتاتا ليػروا أعمػلهم * حى لها أو . {يػره

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

يا أيها الناس اتقوا ربكم إف زلزلة الساعة }: اهلل تعالى في قولوالمراد بذل ما ذكره { إذا زلزلت األرض زلزالها}يـو ترونها تذىل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما ىم . شيء عظيم

يعني الزلزاؿ العظيم الذي لم يكن مثلو قط، { زلزالها}: وقولو[. 9، 4: الحج]{ بسكارى ولكن عذاب اهلل شديديعني من شدة ذىولهم وما أصابهم تجدىم كأنهم { ترى الناس سكارى وما ىم بسكارى}: ذا يقوؿ اهلل عز وجلوله

سكارى، وما ىم بسكارى بل ىم صحاة، لكن لشدة الهوؿ صار اإلنساف كأنو سكراف ال يدري كيف يتصرؼ، وال نفخ في الصور فصعق من في أصحاب القدور، فإنو إذا: المراد بهم{ وأخرجت األرض أثقالها}. كيف يفعل

السموات ومن في األرض إال من شاء اهلل، ثم نفخ فيو أخرى، فإذا ىم قياـ ينظروف، يخرجوف من قدورىم لرب وقاؿ اإلنساف }[. 1: المطففين]{ يـو يقـو الناس لرب العالمين}: العالمين عز وجل كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

ما لها؟ أي شيء لها ىذا الزلزاؿ؟ وألنو يخرج : يعني أف اإلنساف الدشر يقوؿاإلنساف المراد بو الجنس، { مالهاأي { يومئذ}. ما الذي حدث لها وما شأنها؟ لشدة الهوؿ: فيقوؿ[. 9: الحج]{ سكارى}: وكأنو كما قاؿ اهلل تعالىثدت عن الندي أي تخدر عما فعل الناس عليها من خير أو شر، وقد{ تحدث أخدارىا}في ذل اليـو إذا زلزلت

صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أف المؤذف إذا أذف فإنو ال يسمع صوتو شجر، وال مدر، وال حجر، وال شيء إال شهد لو يـو القيامة، فتشهد األرض بما صنع عليها من خير أو شر، وىذه الشهادة من أجل بياف عدؿ اهلل عز

عملوه، وإال فإف اهلل تعالى بكل شيء محيط، ويكفي أف يقوؿ وجل، وأنو سدحانو وتعالى ال يؤاخذ الناس إال بما؛ ألف المجرمين ينكروف .. لعداده جل وعال عملتم كذا وعملتم كذا لكن من باب إقامة العدؿ وعدـ إنكار المجـر

ألنهم [. 93 :األنعاـ]{ ثم لم تكن فتنتهم إال أف قالوا واهلل ربنا ما كنا مشركين}: أف يكونوا مشركين، قاؿ اهلل تعالىإذا رأوا أىل التوحيد قد خلصوا من العذاب ونجوا منو أنكروا الشرؾ لعلهم ينجوف، ولكنهم يختم على أفواىهم، وتكلم األيدي، وتشهد األرجل والجلود واأللسن كلها تشهد على اإلنساف بما عمل، وحينئذ ال يستيطع أف يدقى

ىو جواب { يومئذ تحدث أخدارىا}: وقولو. ندـ في ذل الوقتعلى إنكاره بل يقر ويعترؼ، إال أنو ال ينفع البأف رب }: قولو. {إذا زلزلت األرض زلزالها وأخرجت األرض أثقالها وقاؿ اإلنساف ما لها}: الشرط في قولو تعالى

أي بسدب أف اهلل أوحى لها، يعني أذف لها في أف تحدث أخدارىا، وىو سدحانو وتعالى على كل شيء { أوحى لهاثم استوى إلى }: قدير إذا أمر شيئا بأمر فإنو البد أف يقع، يخاطب اهلل الجماد فيتكلم الجماد كما قاؿ اهلل تعالى

وقاؿ اهلل تعالى للقلم [. 44: فصلت]{ السماء وىي دخاف فقاؿ لها ولألرض إئتيا طوعا أو كرىا قالتا أتينا طائعيناليـو نختم على أفواىهم }: وقاؿ اهلل تعالى. ىو كائن إلى يـو القيامةاكتب ما : رب وماذا أكتب؟ قاؿ: اكتب، قاؿ

فاهلل عز وجل إذا وجو الكالـ إلى شيء ولو [. 11: يس]{ وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسدوفعني يومئذ ي{ يومئذ}: قولو{ يومئذ تحدث أخدارىا بأف رب أوحى لها}: جمادا فإنو يخاطب اهلل ويتكلم ولهذا قاؿ

أي جماعات متفرقين، يصدروف كل يتجو إلى مأواه، فأىل الجنة ػ { يصدر الناس أشتاتا }. تزلزؿ األرض زلزالها. يـو نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا }جعلنا اهلل منهم ػ يتجهوف إليها، وأىل النار ػ والعياذ باهلل ػ يساقوف إليها

[. 97ػ 91: مريم]{ لكوف الشفاعة إال من اتخذ عند الرحمن عهدا ال يم. ونسوؽ المجرمين إلى جهنم وردا انظر كيف فضلنا }: فيصدر الناس جماعات وزمرا على أصناؼ متداينة تختلف اختالفا كديرا كما قاؿ اهلل تعالى

اتا يعني يصدروف أشت{ ليروا أعمالهم}[. 94: اإلسراء]{ بعضهم على بعض ولالخرة أكدر درجات وأكدر تفضيال فيروا أعمالهم، يريهم اهلل تعالى أعمالهم إف خيرا فخير، وإف شرا فشر، وذل بالحساب وبالكتاب، فيعطى اإلنساف كتابو إما بيمينو، وإما بشمالو، ثم يحاسب على ضوء ما في ىذا الكتاب، يحاسدو اهلل عز وجل، أما المؤمن فإف اهلل

فعلت كذا، وفعلت كذا وكذا، وفعلت كذا، حتى يقر ويعترؼ، فإذا رأى : تعالى يخلو بو وحده ويقرره بذنوبو ويقوؿ، وأما الكافر ػ والعياذ باهلل ػ «إني قد سترتها علي في الدنيا، وأنا أغفرىا ل اليـو»: أنو ىل ، قاؿ اهلل عز وجل

ال لعنة اهلل على ىؤالء الذين كذبوا على ربهم أ}فإنو ال يعامل ىذه المعاملة بل ينادى على رؤوس األشهاد ىذا مضاؼ والمضاؼ يقتضي العمـو وظاىره أنهم يروف األعماؿ { ليروا أعمالهم}: وقولو[. 49: ىود]{ الظالمين

الصغير والكدير وىو كذل ، إال ما غفره اهلل من قدل بحسنات، أو دعاء أو ما أشدو ذل فهذا يمحى كما قاؿ اهلل فيرى اإلنساف عملو، يرى عملو القليل [. 441: ىود]{ كرى للذاكرينإف الحسنات يذىدن السيئات ذل ذ }تعالى

: اإلسراء]{ اقرأ كتاب كفى بنفس اليـو علي حسيدا }: والكثير حتى يتدين لو األمر جليا ويعطى كتابو ويقاؿ، وأنو ولهذا يجب على اإلنساف أف ال يقدـ على شيء ال يرضي اهلل عز وجل؛ ألنو يعلم أنو مكتوب عليو[. 11

، { من{ }ومن يعمل مثقاؿ ذرة شرا يره. فمن يعمل مثقاؿ ذرة خيرا يره}. سوؼ يحاسب عليو شرطية تفيد العمـويعني وزف ذرة، والمراد { مثقاؿ ذرة}أي إنساف يعمل مثقاؿ ذرة فإنو سيراه، سواء من الخير، أو من الشر : يعنيالذرة المتعارؼ عليها اليـو كما ادعاه بعضهم، ألف ىذه : الذرةصغار النمل كما ىو معروؼ، وليس المراد ب: بالذرة

الذرة المتعارؼ عليها اليـو ليست معروفة في ذل الوقت، واهلل عز وجل ال يخاطب الناس إال بما يفهموف، وإنما { ة يضاعفهاإف اهلل ال يظلم مثقاؿ ذرة وإف ت حسن}: ذكر الذرة ألنها مضرب المثل في القلة، كما قاؿ اهلل تعالى

ومن المعلـو أف من عمل ولو أدنى من الذرة فإنو سوؼ يجده، لكن لما كانت الذرة مضرب المثل [. 11: النساء] . {فمن يعمل مثقاؿ ذرة خيرا يره}في القلة قاؿ اهلل تعالى

: العلم يفيد أف الذي يوزف ىو األعماؿ، وىذه المسألة اختلف فيها أىل{ مثقاؿ ذرة}: وقولو تدارؾ وتعالى

. إف الذي يوزف العمل: فمن العلماء من قاؿ

. إف الذي يوزف صحائف األعماؿ: ومنهم من قاؿ

. إف الذي يوزف ىو العامل نفسو: ومنهم من قاؿ

ألف تقدير االية فمن { فمن يعمل مثقاؿ ذرة}إف الذي يوزف ىو العمل فاستدؿ بهذه االية : ولكل دليل، أما من قاؿكلمتاف حديدتاف إلى الرحمن، »: واستدلوا أيضا بقوؿ الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم. ؿ ذرةيعمل عمال مثقا

. «خفيفتاف على اللساف، ثقيلتاف في الميزاف سدحاف اهلل وبحمده، سدحاف اهلل العظيم

. لكن يشكل على ىذا أف العمل ليس جسما يمكن أف يوضع في الميزاف بل العمل عمل انتهى وانقضى

: ويجاب عن ىذا بأف يقاؿ

على المرء أف يصدؽ بما أخدر اهلل تعالى بو ورسولو صلى اهلل عليو وسلم من أمور الغيب، وإف كاف عقلو قد : أوال يحار فيو، ويتعجب ويقوؿ كيف يكوف ىذا؟ فعليو التصديق ألف قدرة اهلل تعالى فوؽ ما نتصور، فالواجب على

. قوؿ كيف؟ ألف أمور الغيب فوؽ ما يتصورالمسلم أف يسلم ويستسلم وال ي

أف اهلل تعالى يجعل ىذه األعماؿ أجساما توضع في الميزاف وتثقل وتخف، واهلل تعالى قادر على أف يجعل : ثانيا األمور المعنوية أجساما، كما صح عن الندي صلى اهلل عليو وسلم في أف الموت يؤتى بو على صورة كدش ويوقف

ىل : يا أىل النار فيشرئدوف ويطلعوف فيقاؿ لهم: يا أىل الجنة فيشرئدوف ويطلعوف ويقاؿ: نار فيقاؿبين الجنة والليس جسما ولكن اهلل تعالى يجعلو ( معنى)نعم، ىذا الموت، مع أنو في صورة كدش والموت : تعرفوف ىذا؟ فيقولوف

ىل الجنة خلود وال موت، ويا أىل النار خلود يا أ: ىذا الموت فيذبح أمامهم ويقاؿ: جسما يـو القيامة، فيقولوف . وال موت، وبهذا يزوؿ اإلشكاؿ الوارد على ىذا القوؿ

إف الذي يوزف ىو صحائف األعماؿ فاستدلوا بحديث صاحب الدطاقة الذي يؤتى يـو القيامة بو، : أما من قاؿ

ظيمة، فإذا رأى أنو قد ىل أتي انظر إلى عمل فتمد لو سجالت مكتوب فيها العمل السيىء، سجالت ع: ويقاؿإن ال تظلم شيئا، ثم : يا رب ما ىذه الدطاقة مع ىذه السجالت؟ فيقاؿ لو: بدطاقة صغيرة فيها ال إلو إال اهلل فيقوؿ

توزف الدطاقة في كفة، والسجالت في كفة، فترجح بهن الدطاقة وىي ال إلو إال اهلل قالوا فهذا دليل على أف الذي . ف األعماؿيوزف ىو صحائ

إف الذي يوزف ىو العامل نفسو فاستدلوا بحديث عدداهلل بن مسعود رضي اهلل عنو أنو كاف ذات : وأما الذين قالوايـو مع الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فهدت ريح شديدة، فقاـ عدداهلل بن مسعود رضي اهلل عنو فجعلت

مما »: عل الناس يضحكوف، فقاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلمالريح تكفئو؛ ألنو نحيف القدمين والساقين، فجوىذا يدؿ على أف الذي يوزف « تضحكوف؟ أو مما تعجدوف؟ والذي نفسي بيده إف ساقيو في الميزاف أثقل من أحد

. ىو العامل

عض الناس أف الذي يوزف العمل، ولكن ربما يكوف بعض الناس توزف صحائف أعمالو، وب: نأخذ بالقوؿ األوؿ: فيقاؿ . يوزف ىو بنفسو

على ىذا القوؿ أف الذي يوزف ىو العامل ىل يندني ىذا على أجساـ الناس في الدنيا وأف صاحب : فإف قاؿ قائل الجسم الكدير العظيم يثقل ميزانو يـو القيامة؟

إنو »: ليو وسلم قاؿال يندني على أجساـ الدنيا، فعن أبي ىريرة رضي اهلل عنو عن رسوؿ اهلل صلى اهلل ع: فالجواب. {فال نقيم لهم يـو القيامة وزنا }اقرؤا : ، وقاؿ«ليأتي الرجل العظيم السمين يـو القيامة ال يزف عند اهلل جناح بعوضة

إف ساقيو في الميزاف أثقل من »: وىذا عدداهلل بن مسعود يقوؿ الندي عليو الصالة والسالـ[. 411: الكهف]فمن يعمل }: يقوؿ عز وجل. و عدمو، ثقلو يـو القيامة بما كاف معو من أعماؿ صالحة، فالعدرة بثقل الجسم أ«أحد

. {ومن يعمل مثقاؿ ذرة شرا يره. مثقاؿ ذرة خيرا يره

وىذه السورة كلها التحذير والتخويف من زلزلة األرض، وفيها الحث على األعماؿ الصالحة، وفيها أف العمل ال نسأؿ اهلل تعالى . قاؿ ذرة، أو أقل فإنو البد أف يراه اإلنساف ويطلع عليو يـو القيامةيضيع مهما قل، حتى لو كاف مث

أف يختم لنا بالخير والسعادة والصالح والفالح، وأف يجعلنا ممن يحشروف إلى الرحمن وفدا إنو على كل شيء . قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين العادياث

{ لرحمػن الرحيم بسم اللو ا}

إف اإلنسػن لربو * فػوسطن بو جمعا * فأثػرف بو نػقعا * فالمغيرت صدحا * فالموريػت قدحا * والعػديػت ضدحا }وحصل ما فى * أفال يػعلم إذا بػعثر ما فى القدور * لشديد وإنو لحب الخير * وإنو على ذل لشهيد * لكنود

. {إف ربػهم بهم يػومئذ لخدير * الصدور

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

الخيل يعني ىذا قسم، والعاديات صفة لموصوؼ محذوؼ فما ىو ىذا الموصوؼ؟ ىل المراد { والعاديات ضدحا }إف : فمنهم من قاؿ: ؟ في ىذا قوالف للمفسرين(واإلبل العاديات)أو المراد اإلبل يعني ( والخيل العاديات)

ويعني بها اإلبل التي تعدوا من عرفة إلى مزدلفة، ثم إلى منى، ( واإلبل العاديات)الموصوؼ ىي اإلبل، والتقدير لسورة مكية، وأنو ليس في مكة جهاد على الخيل حتى يقسم وذل في مناس الحج، واستدلوا لهذا بأف ىذه ا

. بها

والخيل ( والخيل العاديات)أما القوؿ الثاني لجمهور المفسرين وىو الصحيح فإف الموصوؼ ىو الخيل والتقدير ل العاديات معلومة للعرب حتى قدل مشروعية الجهاد، ىناؾ خيل تعدو على أعدائها سواء بحق أو بغير حق فيما قد

والعادي اسم فاعل من { والعاديات}: يقوؿ اهلل تعالى. اإلسالـ، أما بعد اإلسالـ فالخيل تعدوا على أعدائها بحقالضدح ما يسمع من أجواؼ الخيل حين تعدوا بسرعة، يكوف { ضدحا }: العدو وىو سرعة المشي واالنطالؽ، وقولو

الموريات من أورى أو وري { فالموريات قدحا }. لها صوت يخرج من صدورىا، وىذا يدؿ على قوة سعيها وشدتوبمعنى قدح، ويعني بذل قدح النار حينما يضرب األحجار بعضها بعضا، كما ىو مشهور عندنا في حجر المرو، فإن إذا ضربت بعضو بدعض انقدح، ىذه الخيل لقوة سعيها وشدتو، وضربها األرض، إذا ضربت الحجر ضرب

أي التي تغير { فالمغيرات صدحا }. قدح نارا، وذل لقوتها وقوة سعيها وضربها األرضالحجر الحجر الثاني ثم ي ، على عدوىا في الصداح، وىذا أحسن ما يكوف في اإلغارة على العدو أف يكوف في الصداح ألنو في غفلة ونـو

بهذه الخيوؿ أحسن وحتى لو استيقظ من الغارة فسوؼ يكوف على كسل وعلى إعياء، فاختار اهلل عز وجل للقسم وقت لإلغارة وىو الصداح، وكاف الندي صلى اهلل عليو وسلم ال يغير على قـو في الليل بل ينتظر فإذا أصدح إف

وىو الغدار الذي يثور من شدة { نقعا }أي أثرف بهذا العدو، وىذه اإلغارة { فأثرف بو}. سمع أذاف كف وإال أغارأي توسطن { فوسطن بو}. عدوىا في األرض، وصار لها غدار من الكر والفرالسعي، فإف الخيل إذا سعت إذا اشتد

أي جموعا من األعداء أي أنها ليس لها غاية، وال تنتهي غايتها إال وسط األعداء، وىذه غاية { جمعا }بهذا الغدار خيل معقود في نواصيها ال»: ما يكوف من منافع الخيل، مع أف الخيل كلها خير، كما قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم

أقسم اهلل تعالى بهذه العاديات ػ بهذه الخيل التي بلغت الغاية ػ وىو اإلغارة على العدو . «الخير إلى يـو القيامة{ إف اإلنساف لربو لكنود}: أما المقسم عليو فهو اإلنساف فقاؿ. وتوسط العدو، من غير خوؼ وال تعب وال ملل

أي كفور لنعمة اهلل عز وجل { لكنود}أي أف جنس اإلنساف، إذا لم يوفق للهداية فإنو والمراد باإلنساف ىنا الجنس، المراد باإلنساف ىو : وقيل[. 79: األحزاب]{ وحملها اإلنساف إنو كاف ظلوما جهوال }: كما قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى

، وأف جنس اإلنساف لوال ىداية اهلل الكافر، فعلى ىذا يكوف عاما أريد بو الخاص، واألظهر أف المراد بو العمـولكاف كنودا لربو عز وجل، والكنود ىو الكفر، أي كافر لنعمة اهلل عز وجل، يرزقو اهلل عز وجل فيزداد بهذا الرزؽ عتوا ونفورا، فإف من الناس من يطغى إذا رآه قد استغنى عن اهلل، وما أكثر ما أفسد الغنى من بني آدـ فهو كفور

وإنو على ذل }. عز وجل، يجحد نعمة اهلل، وال يقـو بشكرىا، وال يقـو بطاعة اهلل ألنو كنود لنعمة اهللبنعمة اهلل

. يعود على اهلل، أي أف اهلل تعالى يشهد على العدد بأنو كفور لنعمة اهلل: الضمير قيل{ إنو{ }لشهيد

. ر نعمة اهلل عز وجلإنو عائد على اإلنساف نفسو، أي أف اإلنساف يشهد على نفسو بكف: وقيل

والصواب أف االية شاملة لهذا وىذا، فاهلل شهيد على ما في قلب ابن آدـ، وشهيد على عملو، واإلنساف أيضا شهيد على نفسو، لكن قد يقر بهذه الشهادة في الدنيا، وقد ال يقر بها فيشهد على نفسو يـو القيامة كما قاؿ

لحب }أي اإلنساف { وإنو}[. 91: النور]{ هم وأرجلهم بما كانوا يعملوفيـو تشهد عليهم ألسنتهم وأيدي}: تعالى{ كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إف ترؾ خيرا الوصية}الخير ىو الماؿ كما قاؿ اهلل تعالى { الخير لشديد

: تعالىفالخير ىو الماؿ، واإلنساف حدو للماؿ أمر ظاىر، قاؿ اهلل. إف ترؾ ماال كثيرا : أي[. 491: الدقرة]وال تكاد تجد أحدا يسلم من الحب الشديد للماؿ، أما الحب مطلق [. 91: الفجر]{ وتحدوف الماؿ حدا جما}

الحب فهذا ثابت لكل أحد، ما من إنساف إال ويحب الماؿ، لكن الشدة ليست لكل أحد، بعض الناس يحب . الناس يريد أكثر، وبعض الناس يريد أوسع وأوسع الماؿ الذي تقـو بو الكفاية، ويستغني بو عن عداداهلل، وبعض

فالمهم أف كل إنساف فإنو محب للخير أي للماؿ، لكن الشدة تختلف، ويختلف فيها الناس من شخص الخر، ثم فيعمل لذل ، وال يكن ىمو { أفال يعلم إذا بعثر ما في القدور}: إف اهلل تعالى ذكر اإلنساف حاال البد لو منها فقاؿ

نشر وأظهر فإف الناس يخرجوف من قدورىم لرب : أي{ إذا بعثر ما في القدور}. أي يتيقن{ أفال يعلم}ؿ الماإف كانت إال صيحة واحدة فإذا ىم جميع لدينا }العالمين، كأنهم جراد منتشر، يخرجوف جميعا بصيحة واحدة

أعماؿ القلب كالتوكل، والرغدة، أي ما في القلوب من النيات، و { وحصل ما في الصدور}[. 13: يس]{ محضروفيـو تدلى }: وىنا جعل اهلل عز وجل العمدة ما في الصدور كما قاؿ تعالى. والرىدة، والخوؼ، والرجاء وما أشدو ذل

ألنو في الدنيا يعامل الناس معاملة الظاىر، حتى المنافق [. 41، 8: الطارؽ]{ فما لو من قوة وال ناصر. السرائرلمسلم حقا، لكن في االخرة العمل على ما في القلب، ولهذا يجب علينا أف نعتني بقلوبنا قدل يعامل كما يعامل ا

: كل شيء قدل األعماؿ؛ ألف القلب ىو الذي عليو المدار، وىو الذي سيكوف الجزاء عليو يـو القيامة، ولهذا قاؿور إخراج لألجساد من بواطن األرض، ومناسدة االيتين بعضهما لدعض أف بعثرة ما في القد{ وحصل ما في الصدور}

وتحصيل ما في الصدور إخراج لما في الصدور، مما تكنو الصدور، فالدعثرة بعثرة ما في القدور عما تكنو األرض، بالعداد : أي: أي إف اهلل عز وجل بهم{ إف ربهم بهم يومئذ لخدير}. وىنا عما يكنو الصدر، والتناسب بينهما ظاىر

أنو أعاد الضمير على اإلنساف : مع أف اإلنساف مفرد، باعتدار المعنى، أي( بو)ولم يقل { بهم}ير لخدير، وجاء التعدألنو يـو { إف ربهم بهم يومئذ}أف كل إنساف، وعلق العلم بذل اليـو : أي{ إف اإلنساف}باعتدار المعنى، ألف معنى

وفيما قدلو، فهو جل وعال عالم بما كاف، وما الجزاء، والحساب، وإال فإف اهلل تعالى عليم خدير في ذل اليـو . يكوف لو كاف كيف يكوف

ىذا ىو التفسير اليسير لهذه السورة العظيمة، ومن أراد الدسط فعليو بكتب التفاسير التي تدسط القوؿ في ىذا، يتلوف كتاب اهلل حق نسأؿ اهلل تعالى الهداية والتوفيق، وأف يجعلنا ممن . ونحن إنما نشير إلى المعاني إشارة موجزة

. تالوتو، إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين المارعت

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

وتكوف الجداؿ كالعهن * ثوث يػوـ يكوف الناس كالفراش المد * ومآ أدراؾ ما القارعة * ما القارعة * القارعة }* ومآ أدراؾ ما ىيو * فأمو ىاوية * وأما من خفت موزينو * فػهو فى عيشة راضية * فأما من ثػقلت موزينو * المنفوش . {نار حامية

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

: التي تقرع القلوب وتفزعها وذل عند النفخ في الصور، كما قاؿ تعالى: اسم فاعل من قرع، والمراد{ القارعة}[. 97: النمل]{ ويـو ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في األرض إال من شاءاهلل وكل أتوه داخرين}

يمة ال نظير لها قدل ذل ، وىي من أسماء يـو فهي تقرع القلوب بعد قرع األسماع، وىذه القارعة ىي قارعة عظما ىي : ىنا استفهاـ بمعنى التعظيم والتفخيم يعني{ ما{ }ما القارعة}: القيامة، كما تسمى الغاشية، والحاقة، وقولو

ىذا زيادة في التفخيم والتعظيم والتهويل، يعني أي شيء أعلم { وما أدراؾ ما القارعة}القارعة التي ينوه عنها؟ يـو يكوف الناس كالفراش }: ن ىذه القارعة؟ أي ما أعظمها وما أشدىا، ثم بين متى تكوف؟ فقاؿ جل وعالع

قاؿ . أنها تكوف في ذل الوقت، يـو يكوف الناس كالفراش المدثوث حين يخرجوف من قدورىم: أي{ المدثوثتتزاحم عند وجود النار في الليل وىي يكونوف كالفراش المدثوث، والفراش ىو ىذه الطيور الصغيرة التي : العلماء

ضعيفة وتكاد تمشي بدوف ىدي، وتتراكم وربما لطيشها تقع في النار وىي ال تدري، فهم يشدهوف الفراش في ضعفو يخرجوف من األجداث كأنهم }: يعني المنتشر، فهو كقولو تعالى{ المدثوث}و. وحيرتو وتراكمو وسيره إلى غير ىدى

لو تصورت ىذا المشهد يخرج الناس من قدورىم على ىذا الوجو لتصورت أمرا عظيما [. 7: القمر]{ جراد منتشرال نظير لو، ىؤالء العالم من آدـ إلى أف تقـو الساعة كلهم يخرجوف خروج رجل واحد في آف واحد من ىذه القدور

أكلتو الحيتاف، أو في فلوات المدعثرة في مشارؽ األرض ومغاربها، ومن غير القدور كالذي ألقي في لجة الدحر، و أما . األرض، وأكلتو السداع، أو ما أشدو ذل ، كلهم سيخرجوف مرة واحدة، يصولوف ويجولوف في ىذه األرض

. القطن: وقيل. الصوؼ{ العهن{ }كالعهن المنفوش}الجداؿ وىي تل الجداؿ العظيمة الراسية الصلدة فتكوف د أف كانت صلدة قوية راسخة تكوف مثل العهن الصوؼ، أو القطن أف ىذه الجداؿ بع: المدعثر أي{ المنفوش}

المدعثر ػ سواء نفشتو بيدؾ أو بالمنداؼ فإنو يكوف خفيفا يتطاير مع أدنى ريح، وقد قاؿ اهلل تعالى في آيات أخرى : عال ىناوقاؿ جل و [. 1، 1: الواقعة]{ وبست الجداؿ بسا فكانت ىداء مندثا}أف الجداؿ تكوف ىداء مندثا

فأما من ثقلت موازينو فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينة فأمو }. {وتكوف الجداؿ كالعهن المنفوش} : قسم اهلل تعالى الناس إلى قسمين. {نار حامية. وما أدراؾ ما ىي. ىاوية

زينو وىو الذي من خفت موا: والثاني. من ثقلت موازينو وىو الذي رجحت حسناتو على سيئاتو: القسم األوؿفأما من ثقلت موازينو فهو }: رجحت سيئاتو على حسناتو، أو الذي ليس لو حسنة أصال كالكافر، يقوؿ اهلل تعالى

بقي وحيي زمنا طويال، : عاش الرجل زمنا طويال، أي: العيشة مأخوذة من العيش وىو الحياة، يقاؿ{ في عيشة راضية

وليست مصدرا، المصدر الداؿ على الوحدة أف تقوؿ عيشة، وأما إذا قلت والعيشة ىنا على وزف فعلة فهي ىيئة : عيشة فهي فعلة تدؿ على الهيئة، كما قاؿ ابن مال رحمو اهلل

إنها اسم فاعل بمعنى اسم : قيل{ راضية}. أنو في حياة طيدة راضية: وفعلة لمرة كجلسة وفعلة لهيئة كجلسةالمعنىأنها : إنها اسم فاعل من باب النسدة أي ذات رضى، وكال المعنيين واحد، والمعنى: قيلو . مرضية: المفعوؿ، أي

عيشة طيدة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كل وجو، وىذا يعني العيش في الجنة يخافوف، في أنعم عيش، ىذا العيش ال يمسهم فيها نصب وما ىم منها بمخرجين، ال يحزنوف، وال . جعلنا اهلل منهم

إما أنو الكافر الذي ليس لو أي حسنة، ألف { وأما من خفت موازينو}. وأطيب باؿ، وأسر حاؿ فهي عيشة راضية. حسنات الكافر يجازى بها في الدنيا وال تنفعو في االخرة، أو أنو مسلم ولكنو مسرؼ على نفسو وسيئاتو أكثر

الذي يقصده الهاوية، والهاوية من أسماء النار،يعني أنو مآلو إلى نار :أـ ىنا بمعنى مقصوده، أي{ فأمو ىاوية} . جهنم ػ والعياذ باهلل ػ

وإذا كانت االية . نسأؿ اهلل السالمة. أنو يلقى في النار على أـ رأسو: أـ الدماغ، والمعنى: إف المراد باألـ ىنا: وقيليرمى في النار على أـ : فإنو يؤخذ بالمعنيين جميعا فيقاؿ تحتمل معنيين ال يترجح أحدىما على االخر وال يتنافياف

ىذا من باب التفخيم والتعظيم لهذه الهوية، { وما أدراؾ ما ىيو}. رأسو، وأيضا ليس لو مأوى وال مقصد إال النارعليو يسأؿ ما ىي؟ أتدري ما ىي؟ إنها لشيء عظيم، إنها نار حامية في غاية ما يكوف من الحمو، وقد قاؿ الندي

إذا تأملت نار الدنيا كلها سواء نار الحطب، أو . «إنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا »: الصالة والسالـوفي ىذه االية . الورؽ، أو الدتغاز أو أشد من ذل فإف نار جهنم مفضلة عليها بتسعة وستين جزءا نسأؿ اهلل العافية

: لناس ال يخرجوف عن حالينالتخويف والتحذير من ىذا اليـو وأف ا

. إما رجل رجحت حسناتو، أو رجل رجحت سيئاتو

وفيها أيضا دليل على أف يـو القيامة فيو موازين، وقد جاء في بعض النصوص أنو ميزاف فهل ىو واحد أو متعدد؟

وتوزف فيو حسنات إنو واحد وإنماجمع باعتدار الموزوف، ألنو يوزف فيو الحسنات والسيئات،: قاؿ بعض أىل العلمفالف وفالف، وتوزف فيو حسنات ىذه األمة واألمة األخرى، فهو مجموع باعتدار الموزوف ال باعتدار الميزاف، وإال

. فالميزاف واحد

. إنها موازين متعددة، لكل أمة ميزاف، ولكل عمل ميزاف فلهذا جمعت: وقاؿ بعض أىل العلم

ػ لكنو جمع باعتدار الموزوف على حسب األعماؿ، أو على حسب األمم، أو واألظهر ػ واهلل أعلم أنو ميزاف واحد . على حسب األفراد

وفي ىذه االية دليل على أف اإلنساف إذا تساوت حسناتو وسيئاتو فإنو قد سكت عنو في ىذه االية، ولكن بين اهلل و األعراؼ، وذكر اهلل تعالى في سورة تعالى في سورة األعراؼ أنهم ال يدخلوف النار وإنما يحدسوف في مكاف يقاؿ ل

األعراؼ ما يجري بينهم وبين المؤمنين، وأنهم إذا صرفت أبصارىم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ال تجعلنا مع نسأؿ اهلل عز وجل أف يجعلنا ممن رجحت حسناتو على سيئاتو، وأف يغفر لنا، ويعاملنا بعفوه، إنو . القـو الظالمين

. رعلى كل شيء قدي

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين التكاثر

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

* ين كال لو تػعلموف علم اليق * ثم كال سوؼ تػعلموف * كال سوؼ تػعلموف * حتى زرتم المقابر * ألهػكم التكاثػر }روف الجحيم رونػها عين اليقين * لتػ . {ثم لتسػلن يػومئذ عن النعيم * ثم لتػ

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

: ىذه الجملة جملة خدرية يخدر اهلل عز وجل بها العداد مخاطدا لهم يقوؿ{ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}أي شغلكم حتى لهوتم عن ما ىو أىم من ذكر اهلل تعالى والقياـ بطاعتو، { ألهاكم}ومعنى { هاكم التكاثرأل}

والخطاب ىنا لجميع األمة إال أنو يخصص بمن شغلتهم أمور االخرة عن أمور الدنيا وىم قليل، وإنما نقوؿ ىم لدي وسعدي والخير في : يا آدـ، فيقوؿ}: ةقليل ألنو ثدت في الصحيحين أف اهلل تدارؾ وتعالى يقوؿ يـو القيام

، «من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين: وما بعث النار؟ قاؿ: أخرج من ذريت بعثا إلى النار، قاؿ: يدي ، فيقوؿإذا لم يكن من بني آدـ إال واحدا من األلف من أىل الجنة ! واحد في الجنة والداقي في النار، وىذا عدد ىائل

ن أىل النار، إذا فالخطاب بالعمـو في مثل ىذه االية جار على أصلو، ألف الواحد من األلف ليس بشيء والداقوف مفهو يشمل التكاثر بالماؿ، والتكاثر بالقديلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، { التكاثر}: بالنسدة إليو، وأما قولو

{ أنا أكثر من ماال وأعز نفرا }: حب الجنة لصاحدووبكل ما يمكن أف يقع فيو التفاخر، ويدؿ لذل قوؿ صافاإلنساف قد يتكاثر بمالو فيطلب أف يكوف أكثر من االخر ماال وأوسع تجارة، وقد يتكاثر [. 31: الكهف]

: اإلنساف بقديلتو، يقوؿ نحن أكثر منهم عددا، كما قاؿ الشاعر

. صى؛ ألنهم كانوا فيما سدق يعدوف األشياء بالحصىولست باألكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثرأكثر منهم ح : إذا كاف ىؤالء حصاىم عشرة آالؼ، واالخروف حصاىم ثمانية آالؼ صار األوؿ أكثر وأعز، فيقوؿ الشاعر: فمثال

لست باألكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر كذل يتكاثر اإلنساف بالعلم، فتجده يكاثر على غيره بالعلم لكن إف وىذا ىو الغالب على بني آدـ . بالعلم الشرعي فهو خير، وإف كاف بالعلم غير الشرعي فهو إما مداح وإما محـر كاف

يعني إلى أف { حتى زرتم المقابر}: وقولو. فيتكاثروف في ىذه األمور عما خلقوا لو من عدادة اهلل عز وجل. التكاثرى التكاثر إلى أف يموت، بل كلما ازداد بو الكدر ازداد بو زرتم المقابر، يعني إلى أف متم، فاإلنساف مجدوؿ عل

األمل، فهو يشيب في السن ويشب في األمل، حتى إف الرجل لو تسعوف سنة مثال تجد عنده من االماؿ وطوؿ أنكم تلهوتم بالتكاثر عن : أي. ىذا ىو معنى االية الكريمة. األمل ما ليس عند الشاب الذي لو خمس عشرة سنة

. ة إلى أف متماالخر

حتى أصدحتم تتكاثروف باألموات كما تتكاثروف باألحياء، فيأتي اإلنساف { حتى زرتم المقابر}إف معنى : وقيلأنا قديلتي أكثر من قديلت وإذا شئت فاذىب إلى القدور عد القدور منا، وعد القدور منكم فأينا أكثر؟ لكن : فيقوؿ

حتى زرتم }: وقولو. معنى األوؿ ىو الصحيح أنكم تتكاثروف إلى أف تموتواوال. ىذا قوؿ ضعيف بعيد من سياؽ االيةاستدؿ بو عمر بن عددالعزيز ػ رحمو اهلل ػ على أف الزائر البد أف يرجع إلى وطنو، وأف القدور ليست بدار { المقابر

واهلل ما »: فقاؿ{ ابرألهاكم التكاثر حتى زرتم المق}: إقامة، وكذل يذكر عن بعض األعراب أنو سمع قارىء يقرأوبهذا نعرؼ . وىذا ىو الحق. واهلل لندعثن: ، ألف الزائر كما ىو معروؼ يزور ويرجع، فقاؿ«الزائر بمقيم واهلل لندعثن

، إف ىذا «إنو انتقل إلى مثواه األخير»: يقوؿ عن الرجل إذا مات. أف ما يذكره بعض الناس االف في الجرائد وغيرىاالقدور ليس ىي المثوى الخير، بل لو أف اإلنساف اعتقد مدلوؿ ىذا اللفظ لصار كافرا كالـ باطل وكذب؛ ألف

بالدعث، والكفر بالدعث ردة عن اإلسالـ، لكن كثيرا من الناس يأخذوف الكلمات وال يدروف ما معناىا، ولعل ىذه ارة، فال يقاؿ عن القدر إنو موروثة عن الملحدين الذين ال يقروف بالدعث بعد الموت، لهذا يجب تجنب ىذه العد

ثم . كال سوؼ تعلموف}: ثم قاؿ اهلل تعالى. المثوى األخير؛ ألف المثوى األخير إما الجنة، وإما النار في يـو القيامةإنها بمعنى حقا، ومعنى : ارتدعوا عن ىذا التكاثر، وقيل: بمعنى الردع يعني{ كال}إف : قيل{ كال سوؼ تعلموف

وقد جاء في . سوؼ تعلموف عاقدة أمركم إذا رجعتم إلى االخرة، وأف ىذا التكاثر ال ينفعكم: أي{ سوؼ تعلموف}يفتخر بو ػ : مالي ومالي ػ يعني: يقوؿ ابن آدـ»الحديث عن الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فيما رواه مسلم

والداقي تاركو لغيرؾ وىذا ىو « وليس ل من مال إال ما أكلت فأفنيت، أو لدست فأبليت، أو تصدقت فأمضيتإما أف نأكلها فتفنى، وإما أف نلدسها فتدلى، وإما أف نتصدؽ بها فنمضيها وتكوف . الحق، أموالنا التي بين أيدينا

كال }. وإما أف نتركها لغيرنا ال يمكن أف يخرج الماؿ الذي بأيدينا عن ىذه القسمة الرباعية. أمامنا يـو القيامةوىذه { ثم كال سوؼ تعلموف}سوؼ تعلموف عاقدة أمركم بالتكاثر الذي ألهاكم عن االخرة : أي{ سوؼ تعلموف

حقا لو تعلموف علم اليقين لعرفتم أنكم : يعني{ كال لو تعلموف علم اليقين}: الجملة تأكيد للردع مرة ثانية، ثم قاؿنيا،ولو علمتم علم اليقين لعرفتم أنكم في ضالؿ، ولكنكم ال تعلموف علم اليقين، ألنكم غافلوف الىوف في ىذه الد

ىذه الجملة مستقلة { لتروف{ }ثم لترونها عين اليقين. لتروف الجحيم}: ثم قاؿ تعالى. في ضالؿ وفي خطأ عظيمونحن نسمع كثيرا { كال لو تعلموف علم اليقين}: ولهذا يجب على القارىء أف يقف عند قولو« لو»ليست جواب

وىذا الوصل إما غفلة منهم ونسياف، وإما { كال لو تعلموف علم اليقين لتروف الجحيم}وف من األئمة يصلوف فيقولكال لو »أنهم لم يتأملوا االية حق التأمل، وإال لو تأملوىا حق التأمل لوجدوا أف الوصل يفسد المعنى ألنو إذا قاؿ

ليس بصحيح، لذل يجب التندو صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم، وىذا« تعلموف علم اليقين لتروف الجحيميا أخي ىذا الوصل : يندو ويقوؿ لو« كال لو تعلموف علم اليقين لتروف الجحيم»والتنديو لهذا من سمع أحد يقرأ

أف : ألنها رأس آية، والمشروع أف يقف اإلنساف عند رأس كل آية، وثانيا : يوىم فساد المعنى، فال تصل وقف، أوال جملة مستأنفة ال صلة لها { لتروف الجحيم}إذا « لو تعلموف علم اليقين لتروف الجحيمكال»الوصل يفسد المعنى

إف : واهلل لتروف الجحيم، ولهذا يقوؿ المعربوف في إعرابها: بما قدلها، وىي جملة قسمية، فيما قسم مقدر والتقدير« واهلل لتروف الجحيم»ىي جواب القسم، والقسم محذوؼ والتقدير « تروف»الالـ موطئة للقسم، وجملة

تأكيد لرؤيتها، ومتى ترى؟ ترى يـو القيامة، يؤتى بها تجر { ثم لترونها عين اليقين}اسم من أسماء النار { الجحيم}و

بسدعين ألف زماـ، كل زماـ يجره سدعوف ألف مل ، فما ظن بهذه النار ػ والعياذ باهلل ػ إنها نار كديرة عظيمة ألف . ـ، كل زماـ يجره سدعوف ألف مل ، والمالئكة عظاـ شداد فهي نار عظيمة ػ أعاذنا اهلل منهافيها سدعين ألف زما

ثم في ذل الوقت في ذل الموقف العظيم تسألن عن النعيم، واختلف : يعني{ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} مراد المؤمن والكافر؟ ىل المراد الكافر، أو ال{ لتسألن يومئذ عن النعيم}: العلماء رحمهم اهلل في قولو

أف المراد المؤمن والكافر كل يسأؿ عن النعيم، لكن الكافر يسأؿ سؤاؿ توبيخ وتقريع، والمؤمن يسأؿ : والصوابسؤاؿ تذكير، والدليل على أنو عاـ ما جرى في قصة الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، وأبي بكر وعمر، فعن

ما »: اهلل عليو وسلم ذات يـو أو ليلة، فإذا ىو بأبي بكر وعمر، فقاؿخرج رسوؿ اهلل صلى : أبي ىريرة قاؿألخرجني الذي ! وأنا، والذي نفسي بيده»: قاؿ! الجوع، يا رسوؿ اهلل: قاال« أخرجكما من بيوتكما ىذه الساعة؟

! وأىال ! مرحدا : قالتفقاموا معو، فأتى رجال من األنصار، فإذا ىو ليس في بيتو، فلما رأتو المرأة « أخرجكما، قومواذىب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء األنصاري : قالت« أين فالف؟»: فقاؿ لها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

فانطلق : الحمد هلل، ما أحد اليـو أكـر أضيافا مني، قاؿ: فنظر إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وصاحدو، ثم قاؿ: كلوا من ىذه، وأخذ المدية، فقاؿ لو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم: ورطب، فقاؿفجاءىم بعذؽ فيو بسر وتمر

فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذل العذؽ، وشربوا، فلما أف شدعوا ورووا، قاؿ رسوؿ اهلل « والحلوب! إياؾ»القيامة، أخرجكم من بيوتكم لتسألن عن ىذا النعيم يـو ! والذي نفسي بيده»: صلى اهلل عليو وسلم ألبي بكر وعمر

ىذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألوف »: وفي رواية أخرى. «الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم ىذا النعيمولكن يختلف . وىذا دليل على أف الذي يسأؿ المؤمن والكافر.«عنو يـو القيامة، ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد

تذكير بنعمة اهلل عز وجل عليو حتى يفرح، ويعلم أف الذي أنعم عليو في الدنيا ينعم السؤاؿ، سؤاؿ المؤمن سؤاؿ عليو في االخرة، بمعنى أنو إذا تكـر بنعمتو عليو في الدنيا تكـر عليو بنعمتو في االخرة، أما الكافر فإنو سؤاؿ توبيخ

. نا على طاعتو، إنو على كل شيء قديرنسأؿ اهلل تعالى أف يستعملنا في طاعتو، وأف يجعل ما رزقنا عو . وتنديم

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين العصر

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

. {تػواصوا بالصدر إال الذين ءامنوا وعملوا الصػلحػت وتػواصوا بالحق و * إف اإلنسػن لفى خسر * والعصر }

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

إف المراد بو آخر : أقسم اهلل تعالى بالعصر، والعصر قيل{ إف اإلنساف لفي خسر. والعصر}: يقوؿ اهلل عز وجلو الفضلى كما سماىا الندي صلى اهلل علي: النهار، ألف آخر النهار أفضلو، وصالة العصر تسمى الصالة الوسطى، أي

. وعلى آلو وسلم بذل

وىذا ىو األصح أقسم اهلل بو لما يقع فيو من اختالؼ األحواؿ، وتقلدات األمور، . إف العصر ىو الزماف: وقيل

فالعصر ىو الزماف . ومداولة األياـ بين الناس وغير ذل مما ىو مشاىد في الحاضر، ومتحدث عنو في الغائبورخاء، وحربا وسلما، وصحة ومرضا، وعمال صالحا وعمال سيئا إلى غير الذي يعيشو الخلق، وتختلف أوقاتو شدة

واإلنساف ىنا عاـ، ألف المراد بو { إف اإلنساف لفي خسر}: أقسم اهلل بو على قولو. ذل مما ىو معلـو للجميعنساف في خسر كل إ: فهنا لو قيل« كل»كلمة « اؿ»الجنس، وعالمة اإلنساف الذي يراد بو العمـو أف يحل محل

في خسراف : ومعنى االية الكريمة أف اهلل أقسم قسما على حاؿ اإلنساف أنو في خسر أي. لكاف ىذا ىو المعنىوىذه الجملة مؤكدة بثالث مؤكدات، . ونقصاف في كل أحوالو، في الدنيا وفي االخرة إال من استثنى اهلل عز وجل

وذل أف ( لخاسر: )ليكوف أبلغ من قولو{ لفي خسر}وأتى بقولو ( الالـ: )والثالث( إف : )القسم، والثاني: األوؿإال الذين آمنوا وعملوا }. للظرفية فكأف اإلنساف منغمس في الخسر، والخسراف محيط بو من كل جانب« في»

: استثنى اهلل سدحانو وتعالى ىؤالء المتصفين بهذه الصفات األربع. {الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصدر

اإليماف الذي ال يخالجو ش وال تردد بما بينو الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم حين سألو جدريل عن : الصفة األولىوشرح ىذا . «أف تؤمن باهلل، ومالئكتو، وكتدو، ورسلو، واليـو االخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»: اإليماف قاؿ

ا بهذه األصوؿ الستة ىم المؤمنوف، ولكن يجب أف الحديث يطوؿ وتكلمنا عليو في مواطن كثيرة، فالذين آمنو والناس في ىذا المقاـ . أن تؤمن بهذه األشياء وكأن تراىا رأي العين: بمعنى. يكوف إيمانا ال ش معو وال تردد

: ثالثة أقساـ

. مؤمن خالص اإليماف؛ إيمانا ال ش فيو وال تردد: القسم األوؿ

.كافر جاحد منكر: والقسم الثاني

والناجي من ىؤالء القسم األوؿ الذي يؤمن إيمانا ال تردد فيو، يؤمن بوجود اهلل، وربوبيتو، . متردد: والقسم الثالثوألوىيتو، وبأسمائو وصفاتو عز وجل، ويؤمن بالمالئكة وىم عالم غيدي خلقهم اهلل تعالى من نور، وكلفهم بأعماؿ

، فجد ، ومنها ما ليس بمعلـو ريل عليو الصالة والسالـ مكلف بالوحي ينزؿ بو من عند اهلل إلى منها ما ىو معلـو. وكلو اهلل على المطر وكل ما يتعلق بالمطر وعلى الندات: األندياء والرسل، وميكائيل مكلف بالقطر والندات يعني

لم أسمائهم وال ومن المالئكة من ال نع. موكل بالنار، ورضواف موكل بالجنة: موكل بالنفخ بالصور، ومال : وإسرافيلنعلم أعمالهم أيضا، لكن جاء في الحديث عن الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم أنو ما من موضع أربع أصابع

، كذل نؤمن بالكتب التي أنزلها اهلل على الرسل عليهم «في السماء إال وفيو مل قائم هلل أو راكع، أو ساجداهلل علينا، نؤمن بهم بأعيانهم، والذين لم يقصهم علينا نؤمن بهم الصالة والسالـ، ونؤمن بالرسل الذين قصهم

منهم من قصصنا علي ومنهم من لم نقصص }: إجماال؛ ألف اهلل لم يقص علينا جميع أنداء الرسل، قاؿ اهلل تعالى. ، بهما واليـو االخر ىو يـو الدعث يـو يخرج الناس من قدورىم للجزاء حفاة، عراة، غرال [. 79: غافر]{ علي

: الذين ليس عليهم ثياب، والغرؿ: أقدامهم عارية، والعراة: فالحفاة يعني الذين ليس عليهم نعاؿ وال خفاؼ أيالذين ليس معهم ماؿ يحشروف كذل ، ولما حدث الندي عليو الصالة والسالـ بأنهم عراة : والدهم. الذين لم يختنواأي من أف ينظر « األمر أعظم من ذل »: ينظر بعضهم إلى بعض؟ قاؿيا رسوؿ اهلل الرجاؿ والنساء : قالت عائشة

ومن اإليماف باليـو االخر اإليماف : قاؿ شيخ اإلسالـ رحمو اهلل. بعضهم إلى بعض، ألف الناس كل مشغوؿ بنفسو

: بكل ما أخدر بو الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم مما يكوف بعد الموت، فيجب أف تؤمن بفتنة القدر أيباالختدار الذي يكوف للميت إذا دفن وتولى عنو أصحابو، فإنو يأتيو ملكاف يسأالنو عن ربو، ودينو، ونديو، وتؤمن

أي أف فيو العذاب أو الثواب، وتؤمن كذل . كذل بأف القدر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النارتقدير اهلل عز : والقدر« أف تؤمن باهلل واليـو االخر»خل في قولنا بالجنة والنار وكل ما يتعلق باليـو االخر فإنو دا

وماذا : قاؿ. اكتب: يجب أف تؤمن بأف اهلل تعالى قدر كل شيء وذل أف اهلل خلق القلم فقاؿ لو: وجل يعنيفاإليماف إذا . فجرى في تل الساعة بما ىو كائن إلى يـو القيامة. اكتب ما ىو كائن إلى يـو القيامة: أكتب؟ قاؿ: أما قولو. يشمل اإليماف باألصوؿ الستة التي بينها الرسوؿ عليو الصالة والسالـ{ إال الذين آمنوا}: في قولو

من صالة، وزكاة، وصياـ، وحج، وبر للوالدين، وصلة : أنهم قاموا باألعماؿ الصالحة: فمعناه{ وعملوا الصالحات}ىي التي اشتملت على { الصالحات}في القلب بل عملوا وأنتجوا واألرحاـ وغير ذل فلم يقتصروا على مجرد ما

: شيئين

. اإلخالص هلل عز وجل: األوؿ

. المتابعة للرسوؿ عليو الصالة والسالـ: والثاني

قاؿ اهلل تدارؾ وتعالى في الحديث القدسي الذي يرويو الندي . وذل أف العمل إذا لم يكن خالصا هلل فهو مردودأنا أغنى الشركاء عن الشرؾ، من عمل عمال أشرؾ فيو معي غيري تركتو »: وعلى آلو وسلم قاؿ اهلل صلى اهلل عليو

فلو قمت تصلي مراءاة للناس، أو تصدقت مراءاة للناس، أو طلدت العلم مراءاة للناس، أو وصلت الرحم . «وشركوكذل االتداع لو أن عملت عمال لم .فالعمل مردود حتى وإف كاف صالحا في ظاىره. مراءاة للناس أو غير ذل

يعملو الرسوؿ عليو الصالة والسالـ وتقربت بو إلى اهلل مع اإلخالص هلل فإنو ال يقدل من ألف الندي صلى اهلل عليو : األوؿ: إذا العمل الصالح ما جمع وصفين. «من عمل عمال ليس عليو أمرنا فهو رد»: وعلى آلو وسلم قاؿصار : أي{ وتواصوا بالحق}. المتابعة للرسوؿ صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم: والثاني. لاإلخالص هلل عز وج

أوصاه . يعني كل واحد منهم يوصي االخر إذا رآه مفرطا في واجب. ىو الشرع: والحق. بعضهم يوصي بعضا بالحقـ، فهم لم يقتصروا على نفع يا أخي اجتنب الحرا: يا أخي قم بالواجب، إذا رآه فاعال لمحـر أوصاه قاؿ: وقاؿ

يوصي بعضهم بعضا بالصدر، والصدر حدس النفس عما : أي{ وتواصوا بالصدر}أنفسهم بل نفعوا أنفسهم وغيرىم، : ال يندغي فعلو، وقسمو أىل العلم إلى ثالثة أقساـ

. صدر على طاعة اهلل: القسم األوؿ

. صدر عن محاـر اهلل: القسم الثاني

. ر على أقدار اهللصد: القسم الثالث

ال يذىب إلى المسجد يقوؿ : الصدر على الطاعة، كثير من الناس يكوف فيو كسل عن الصالة مع الجماعة مثال يا أخي أصدر نفس ، احدسها كلفها على أف تصلي مع : أصلي في الديت وأديت الواجب فيكسل فقاؿ لو

أخرج ىذا الماؿ الكثير، أو أتركو وما . خل وصار يترددكثير من الناس إذا رأى زكاة مالو كثيرة شح وب. الجماعةيا أخي اصدر نفس على أداء الزكاة، وىكذا بقية العدادات فإف العدادات كما قاؿ اهلل تعالى : فيقاؿ لو. أشدو ذل ة، فهم أكثر عداد اهلل تجد أف العدادات عليهم ثقيل[. 11: الدقرة]{ وإنها لكديرة إال على الخاشعين}: في الصالة

يتواصوف بالصدر على الطاعة، كذل الصدر عن المعصية بعض الناس مثال تجره نفسو إلى أكساب محرمة إما بالربا، اصدر يا أخي أصدر نفس ال تتعامل على وجو : وإما بالغش، وإما بالتدليس أو بغير ذل من أنواع الحراـ فيقاؿ لو

: ساء تجده ماشيا في السوؽ وكل ما مرت امرأة أتدعها بصره فيقاؿ لوبعض الناس أيضا يدتلى بالنظر إلى الن. محـر . يا أخي اصدر نفس عن ىذا الشيء

ويتواصوف على أقدار اهلل، يصاب اإلنساف بمرض في بدنو، يصاب اإلنساف بفقد شيء من مالو، يصاب اإلنساف ىذا أمر مقدر والجزع ال يفيد شيئا، بفقد أحدتو فيجزع ويتسخط ويتألم فيتواصوف فيما بينهم، اصدر يا أخي

يا أخي اصدر، قدر أف ىذا االبن لم يخلق، ثم كما : واستمرار الحزف ال يرفع الحزف، إنساف امتحن بموت ابنو نقوؿإف هلل ما أخذ، ولو ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، »: قاؿ الرسوؿ عليو الصالة والسالـ إلحدى بناتو

. األمر كلو هلل، فإذا أخذ اهلل تعالى ملكو كيف تعتب على رب ؟ كيف تتسخط. «بفمرىا فلتصدر ولتحتس

أي أنواع الصدر أشق على النفوس؟ : فإف قيل

ىذا يختلف، فدعض الناس يشق عليو القياـ بالطاعة وتكوف ثقيلة عليو جدا، وبعض الناس بالعكس : فالجوابقة كديرة، وبعض الناس يسهل عليو الصدر على الطاعة، الطاعة ىينة عليو، لكن ترؾ المعصية صعب، شاؽ مش

والصدر عن المعصية، لكن ال يتحمل الصدر على المصائب، يعجز حتى إنو قد تصل بو الحاؿ إلى أف يرتد ػ والعياذ ومن الناس من يعدد اهلل على حرؼ فإف أصابو خير اطمأف بو وإف أصابتو فتنة انقلب }: باهلل ػ كما قاؿ اهلل تعالى

إذا نأخذ من ىذه السورة أف اهلل سدحانو [. 44: الحج]{ على وجهو خسر الدنيا واالخرة ذل ىو الخسراف المدينوتعالى أكد بالقسم المؤكد بإف، والالـ أف جميع بني آدـ في خسر، والخسر محيط بهم من كل جانب، إال من

. بالحق، والتواصي بالصدراإليماف، والعمل الصالح، والتواصي : اتصف بهذه الصفات األربع

كفتهم موعظة : يعني. «لو لم ينزؿ اهلل على عداده حجة إال ىذه السورة لكفتهم»: قاؿ اإلماـ الشافعي ػ رحمو اهلل ػوليس مراده أف ىذه السورة . وحثا على التمس باإليماف والعمل الصالح، والدعوة إلى اهلل، والصدر على ذل

يعة، لكن كفتهم موعظة، فكل إنساف عاقل يعرؼ أنو في خسر إال إذا اتصف بهذه كافية للخلق في جميع الشر الصفات األربع، فإنو سوؼ يحاوؿ بقدر ما يستطيع أف يتصف بهذه الصفات األربع، وإلى تخليص نفسو من

. نسأؿ اهلل أف يجعلنا من الرابحين الموفقين، إنو على كل شيء قدير. الخسراف

تفسير جزء عم

يمين محمد بن صالح العث الهمسة

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ده * ويل لكل ىمزة لمزة } ومآ أدراؾ ما * كال ليندذف فى الحطمة * يحسب أف مالو أخلده * الذى جمع ماال وعدفئدة * ار اللو الموقدة ن * الحطمة . {فى عمد ممددة * إنػها عليهم مؤصدة * التى تطلع على اال

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

وىي كلمة وعيد، أي أنها تدؿ على { ويل}في ىذه السورة يدتدىء اهلل سدحانو وتعالى بكلمة { ويل لكل ىمزة}اسم لواد في جهنم ولكن األوؿ { ويل}إف : إلى آخره، وقيل{ ىمزة لمزة}. وت وعيد لمن اتصف بهذه الصفاتثد

، والهمزة واللمزة وصفاف لموصوؼ واحد، فهل ىما بمعنى واحد؟ أو { لكل ىمزة لمزة}. أصح كل من صيغ العمـو يختلفاف في المعنى؟

بل لكل واحد منهما معنى : وقاؿ بعضهم. ني أف الهمزة ىو اللمزةإنهما لفظاف لمعنى واحد، يع: قاؿ بعض العلماء . غير المعنى االخر

أنو إذا دار األمر بين أف تكوف الكلمة مع األخرى : وثم قاعدة أحب أف أندو عليها في التفسير وغير التفسير وىيلكلمتين بمعنى واحد صار في ىذا بمعنى واحد، أو لكل كلمة معنى، فإننا نجعل لكل واحدة معنى، ألننا إذا جعلنا ا

تكرار ال داعي لو، لكن إذا جعلنا كل واحدة لها معنى صار ىذا تأسيسا وتفريقا بين الكلمتين، والصحيح في ىذه ومنهم من يلمزؾ }: باللساف، كما قاؿ اهلل تعالى: واللمز. بالفعل: فالهمزة: أف بينهما فرقا{ لكل ىمزة لمزة}االية

فالهمز بالفعل يعني أنو [. 19: التوبة]{ ف أعطوا منها رضوا وإف لم يعطوا منها إذا ىم يسخطوففي الصدقات فإأو ما أشدو ذل ، أو باإلشارة يشير إلى شخص، انظروا . يسخر من الناس بفعلو إما أف يلوي وجهو، أو يعدس بوجهو

عض الناس ػ والعياذ باهلل ػ مشغوؼ بعيب إليو ليعيدو أو ما أشدو ذل ، فالهمز يكوف بالفعل، واللمز باللساف، وبىماز مشاء . وال تطع كل حالؼ مهين}: الدشر إما بفعلو وىو الهماز، وإما بقولو وىو اللماز، وىذا كقولو تعالى

ىذه أيضا من أوصافو القديحة جماع مناع، يجمع الماؿ، { الذي جمع ماال وعدده}[. 44، 41: القلم]{ بنميممعنى التعديد يعني اإلحصاء يعني لشغفو : وقيل{ وعدده}. اء، فهو بخيل ال يعطي يجمع الماؿ ويعددهويمنع العط

بالماؿ كل مرة يذىب إلى الصندوؽ ويعد، يعد الدراىم في الصندوؽ في الصداح، وفي آخر النهار يعدىا، وىو تردد عليو ويعدده، ولهذا جاءت بصيغة يعرؼ أنو لم يأخذ منو شيئا ولم يضف إليو شيئا لكن لشدة شغفو بالماؿ ي

يعني أكثر تعداده لشدة شغفو ومحدتو لو يخشى أف يكوف نقص، أو يريد أف يطمئن زيادة على ما { عدده}المدالغة . سدق فهو دائما يعدد الماؿ

د، ألف أي جعلو عدة لو يعني ادخره لنوائب الدىر، وىذا وإف كاف اللفظ يحتملو لكنو بعي{ عدده}وقيل معنى إعداد الماؿ لنوائب الدىر مع القياـ بالواجب بأداء ما يجب فيو من زكاة وحقوؽ ليس مذموما، وإنما المذمـو أف : يكوف أكدر ىم اإلنساف ىو الماؿ، يتردد إليو ويعدده، وينظر ىل زاد، ىل نقص، فالقوؿ بأف المراد عدده أي

عني يظن ىذا الرجل أف مالو سيخلده ويدقيو، إما بجسمو ي{ يحسب أف مالو أخلده}. جمعو للمستقدل قوؿ ضعيفوإما بذكره، ألف عمر اإلنساف ليس ما بقي في الدنيا، بل عمر اإلنساف حقيقة ما يخلده بعد موتو، ويكوف ذكراه في

أخلد ذكره أو أطاؿ عمره، واألمر: أي{ يحسب أف مالو أخلده}: قلوب الناس وعلى ألسنتهم، فيقوؿ في ىذه االية

أبخل من : فيقاؿ. فإف أىل األمواؿ إذا لم يعرفوا بالدذؿ والكـر فإنهم يخلدوف لكن بالذكر السيىء. ليس كذل ىنا يسميها { كال{ }كال ليندذف في الحطمة}: فالف، وأبخل من فالف ويذكر في المجالس ويعاب، ولهذا قاؿ

ويحتمل أف تكوف بمعنى حقا . أو عن حسدانوتردع ىذا القائل أو ىذا الحاسب عن قولو : العلماء حرؼ ردع أيوكالىما صحيح، ىذا الرجل لن يخلده مالو، ولن يخلد ذكراه، بل سينسى ويطوى ذكره، وربما « يعني حقا ليندذف»

الالـ ىذه واقعة في جواب القسم { ليندذف في الحطمة}. يذكر بالسوء لعدـ قيامو بما أوجب اهلل عليو من الدذؿأف الالـ لجواب القسم صارت ىذه : وإذا قلنا. يطرح طرحا : أي« واهلل ليندذف في الحطمة»دير المقدر، والتق

ومثل ىذا كثير في القرآف الكريم، أي تأكيد الشيء . الجملة مؤكدة بالالـ، ونوف التوكيد، والقسم المحذوؼما الذي يندذ ىل ىو { ليندذف}: وقولو. نوواهلل تعالى يقسم بالشيء تأكيدا لو وتعظيما لشأ. باليمين، والالـ، والنوف

يـو يدعوف إلى نار جهنم }: صاحب الماؿ أو الماؿ؟ كالىما يندذ، أما صاحب الماؿ فإف اهلل يقوؿ في آية أخرىأي يطرح في الحطمة، والحطمة ىي التي تحطم الشيء، « يندذ»: يدفعوف، وىنا يقوؿ: أي[. 43: الطور]{ دعانار اهلل }وىذه الصيغة للتعظيم والتفخيم { وما أدراؾ ما الحطمة}: فما ىي؟ قاؿ اهلل تعالىتفتتو وتكسره : أي

وأضافها اهلل سدحانو وتعالى إلى نفسو؛ ألنو يعذب بها من يستحق . ىي نار اهلل الموقدة: ىذا الجواب أي{ الموقدةحق أف يعذب بها، إذا ىي نار عدؿ نار يحرؽ اهلل بها من يست: أي. العذاب فهي عقوبة عدؿ وليست عقوبة ظلم

ألف اإلحراؽ بالنار قد يكوف ظلما وقد يكوف عدال، فتعذيب الكافرين في النار ال ش أنو عدؿ، . وليست نار ظلممع فعل ىذا الفاعل { الحطمة}: وتأمل قولو. وأنو يثنى بو على الرب عز وجل حيث عامل ىؤالء بما يستحقوف

{ نار اهلل الموقدة}ة لمزة، على وزف واحد ليكوف الجزاء مطابقا للعمل حتى في اللفظ حطمة، وىمز { ىمزة لمزة}أنها تصل إلى القلوب ػ : والمعنى. األفئدة جمع فؤاد وىو القلب{ التي تطلع على األفئدة}. المسجرة المسعرة: أي

ين الجلد الظاىر ما بينها من الطدقات والعياذ باهلل ػ من شدة حرارتها، مع أف القلوب مكنونة في الصدور وبينها وبالحطمة وىي نار اهلل الموقدة أي على الهماز واللماز : أي{ إنها عليهم}. لكن مع ذل تصل ىذه النار إلى األفئدة

عاـ { لكل ىمزة}الجماع للماؿ المناع للخير، وأعاد الضمير بلفظ الجمع مع أف المرجع مفرد باعتدار المعنى، ألف مغلقة، مغلقة األبواب ال يرجى لهم فرج ػ والعياذ باهلل ػ : أي{ مؤصدة}جميع الهمازين وجميع اللمازين يشمل

يرفعوف إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذل يركسوف : يعني{ كلما أرادوا أف يخرجوا منها أعيدوا فيها}ف إذا طمع في الفرج وأنو سوؼ ينجو ويخلص يفرح، فإذا فيها ويعادوف فيها، كل ىذا لشدة التعذيب؛ ألف اإلنسا

أعيد صارت انتكاسة جديدة، فهكذا يعذبوف بضمائرىم وأبدانهم، وعذاب أىل النار مذكور مفصل في القرآف تأمل االف لو أف إنسانا كاف في حجرة أو في سيارة اتقدت النيراف فيها وليس لو مهرب، . الكريم والسنة الندوية

فهم ػ والعياذ باهلل ػ ىكذا في النار، النار . مغلقة ماذا يكوف؟ في حسرة عظيمة ال يمكن أف يماثلها حسرةاألبواب أف ىذه النار مؤصدة، وعليها أعمدة ممدة أي ممدودة على جميع النواحي : أي{ في عمد ممددة}عليهم مؤصدة

. والزوايا حتى ال يتمكن أحد من فتحها أو الخروج منها

سدحانو وتعالى ذل علينا وبينو لنا في ىذه السورة ال لمجرد أف نتلوه بألسنتنا، أو نعرؼ معناه بأفهامنا، حكى اهلل عيب الناس بالقوؿ، وعيب الناس بالفعل، والحرص على الماؿ : لكن المراد أف نحذر من ىذه األوصاؼ الذميمة

ونعلم أف من كانت ىذه حالو فإف جزاءه ىذه النار حتى كأف اإلنساف إنما خلق للماؿ ليخلد لو، أو يخلد الماؿ لو، نسأؿ اهلل تعالى أف يجيرنا منها، . التي ىي كما وصفها اهلل، الحطمة، تطلع على األفئدة، مؤصدة، في عمد ممدة

. وأف يرزقنا اإلخالص في القوؿ والعمل واالستقامة على دينو

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الفيل

{ سم اللو الرحمػن الرحيم ب }

تػرميهم * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ألم يجعل كيدىم فى تضليل * ألم تػر كيف فػعل رب بأصحػب الفيل } . {فجعلهم كعصف مأكوؿ * بحجارة من سجيل

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

يخاطب اهلل تعالى الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، أو يخاطب كل { ألم تر كيف فعل رب بأصحاب الفيل}من يصح توجيو الخطاب إليو، فعلى األوؿ يكوف خطاب الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم خطاب لو ولألمة؛

يكوف الخطاب عاـ لو وألمتو، ابتداء، وعلى كل فإف اهلل تعالى يقرر ما فعل سدحانو ألف أمتو تابعة لو، وعلى الثانيوتعالى بأصحاب الفيل، وأصحاب الفيل ىم أىل اليمن الذين جاؤوا لهدـ الكعدة بفيل عظيم أرسلو إليهم مل

ز وجل فدنى بيتا يشدو الحدشة، وسدب ذل أف مل اليمن أراد أف يصد الناس عن الحج إلى الكعدة، بيت اهلل عالكعدة، ودعى الناس إلى حجو ليصدىم عن حج بيت اهلل فغضب لذل العرب، وذىب رجل منهم إلى ىذا الديت الذي جعلو مل اليمن بدال عن الكعدة وتغوط فيو، ولطخ جدرانو بالقذر، فغضب مل اليمن غضدا شديدا، وأخدر

وكاف معو ستة فيلة لتساعده فجاء مل اليمن بجنوده ليهدـ : العظيم قيل مل الحدشة بذل فأرسل إليو ىذا الفيلالكعدة على زعمو، ولكن اهلل سدحانو حافظ بيتو، فلما وصلوا إلى مكاف يسمى المغمس وقف الفيل وحرف، وأبى أف

مكة وقف، وىذه يتجو إلى الكعدة فزجره سايسو ولكنو أبى، فإذا وجهوه إلى اليمن انطلق يهروؿ، وإف وجهوه إلىألم يجعل كيدىم }آية من آيات اهلل عز وجل، ثم بقوا حتى أرسل اهلل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل

جماعات : يعني{ طيرا أبابيل}: قاؿ العلماء{ ترميهم بحجارة من سجيل. وأرسل عليهم طيرا أبابيل. في تضليلوىو الطين المشوي؛ ألنو يكوف أصلب، وىذا الحجر ليس { سجيلمن }متفرقة، كل طير في منقاره حجر صلب

{ فجعلهم كعصف مأكوؿ}كديرا، بل ىو صغير يضرب الواحد من ىؤالء مع رأسو ويخرج من دبره ػ والعياذ باهلل ػ . كزرع أكلتو الدواب ووطئتو بأقدامها حتى تفتت: أي

الى فيها ما فعل بأصحاب الفيل وأف كيدىم صار في ىذا مجمل ىذه السورة العظيمة التي بين اهلل سدحانو وتعنحورىم، وىكذا كل من أراد الحق بسوء فإف اهلل تعالى يجعل كيده في نحره، وإنما حمى اهلل عز وجل الكعدة عن ىذا الفيل مع أنو في آخر الزماف سوؼ يسلط عليها رجل من الحدشة يهدمها حجرا حجرا حتى تتساوى باألرض

. اب الفيل مقدمة لدعثة الرسوؿ محمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم التي يكوف فيها تعظيم الديتألف قصة أصحأما في آخر الزماف فإف أىل الديت إذا أىانوه وأرادوا فيو بإلحاد بظلم، ولم يعرفوا قدره حينئذ يسلط اهلل عليهم من

ة أف يحترزوا من المعاصي والذنوب يهدمو حتى ال يدقى على وجو األرض، ولهذا يجب على أىل مكة خاص

نسأؿ اهلل تعالى أف يحمي ديننا وبيتو الحراـ من كيد كل كائد، إنو . والكدائر، لئال يهينوا الكعدة فيذلهم اهلل عز وجل . على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين لريش

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

يت * إيلػفهم رحلة الشتآء والصيف * يلػف قػريش إل } عددوا رب ىػذا الدػ الذى أطعمهم من جوع وءامنػهم من * فػليػ . {خوؼ

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

فيها بياف منة اهلل عز وجل على أىل مكة بما فعل ىذه السورة لها صلة بالسورة التي قدلها، إذ أف السورة التي قدلهاعلى )بأصحاب الفيل الذين قصدوا مكة لهدـ الكعدة، فدين اهلل في ىذه السورة نعمة أخرى كديرة على أىل مكة،

إال فهم رحلة الشتاء . إليلف قريش}وىو إال فهم مرتين في السنة، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ( قريشػف بمعنى الجمع والضم، ويراد بو التجارة التي كانوا يقوموف بها مرة في الشتاء، ومرة في الصيف، واإلل{ والصيف

أما في الشتاء فيتجهوف نحو اليمن للمحصوالت الزراعية فيو، وألف الجو مناسب، وأما في الصيف فيتجهوف إلى مناسدة الجو الدارد، فهي نعمة من اهلل الشاـ ألف غالب تجارة الفواكو وغيرىا تكوف في ىذا الوقت في الصيف مع

سدحانو وتعالى على قريش في ىاتين الرحلتين؛ ألنو يحصل منها فوائد كثيرة ومكاسب كديرة من ىذه التجارة، أمرىم شكرا لو على ىذه النعمة، والفاء ىذه إما أف تكوف { فليعددوا رب ىذا الديت}: اهلل أف يعددوا رب ىذا الديت قاؿ

ة، أي فدسدب ىاتين الرحلتين ليعددوا رب ىذا الديت، أو أف تكوف فاء التفريع، وأيا كاف فهي مدنية على فاء السدديأف . ما سدق، أي فدهذه النعم العظيمة يجب عليهم أف يعددوا اهلل، والعدادة ىي التذلل هلل عز وجل محدة وتعظيما

: سمعنا وأطعنا، وإذا بلغو خدر قاؿ: عن اهلل ورسولو أمر قاؿيتعدد اإلنساف هلل يتذلل لو بالسمع والطاعة، فإذا بلغو سمعنا وآمنا، على وجو المحدة والتعظيم، فدالمحدة يقـو اإلنساف بفعل األوامر، وبالتعظيم يترؾ النواىي خوفا من

اإلسالـ ىذا العظيم عز وجل، ىذا معنى من معاني العدادة، وتطلق العدادة على نفس المتعدد بو، وقد حدىا شيخإف العدادة اسم جامع لكل ما يحدو اهلل ويرضاه، من األقواؿ، واألعماؿ : ابن تيمية ػ رحمو اهلل ػ بهذا المعنى فقاؿ

يعني بو الكعدة المعظمة، وقد أضافها اهلل تعالى إلى نفسو في قولو { رب ىذا الديت}: وقولو. الظاىرة، والداطنةرب ىذا }: وىنا أضاؼ ربوبيتو إليو قاؿ[. 91: الحج]{ ن والركع السجودوطهر بيتي للطائفين والقائمي}: تعالىأضاؼ اهلل الديت إليو تشريفا { طهر بيتي للطائفين}وإضافة الربوبية إليو على سديل التشريف والتعظيم { الديت

إنما }: ية ثانية قاؿوتعظيما، إذا خصص الديت بالربوبية مرة، وأضافو إلى نفسة مرة أخرى تشريفا وتعظيما، وفي آاحتراز من أف يتوىم واىم بأنو رب { ولو كل شيء}: وبعدىا قاؿ{ أمرت أف أعدد رب ىذه الدلدة الذي حرمها

إنما أمرت أف أعدد رب ىذه الدلدة }: ، ولكل مقاـ صيغة مناسدة، ففي قولو{ولو كل شيء}: الدلدة وحدىا فقاؿة بياف عمـو ملكو، لئال يدعي المشركوف أنو رب للدلدة فقط، أما مناسد[. 84: النمل]{ الذي حرمها ولو كل شيء

ىذه { الذي{ }الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوؼ}: ىنا فالمقاـ مقاـ تعظيم للديت فناسب ذكره وحده قولوالذي }: ثم تقوؿ{ فليعددوا رب ىذا الديت}صفة للرب، إذا فمحلها النصب، ولهذا يحسن أف تقف فتقوؿ

صفة للديت، وىذا « الذي»لظن السامع أف « رب ىذا الديت الذي أطعمهم»: ألن لو وصلت فقلت {أطعمهمبين اهلل نعمتو عليهم، النعمة { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوؼ}. بعيد من المعنى وال يستقيم بو المعنى

وآمنهم من }طعاـ الذي يأكلونو، الظاىرة والداطنة، فإطعامهم من الجوع وقاية من الهالؾ في أمر باطن، وىو الوقاية من الخوؼ في األمر الظاىر؛ ألف الخوؼ ظاىر، إذا كانت الدالد محوطة بالعدو، وخاؼ أىلها { خوؼ

آمن مكاف في األرض ىو { وآمنهم من خوؼ}وامتنعوا عن الخروج، وبقوا في مالجئهم، فذكرىم اهلل بهذه النعمة، حش حشيشها، وال تلتقط ساقطتها، وال يصاد صيدىا، وال يسف فيها دـ، مكة، ولذل ال يقطع شجرىا، وال ي

، لكن حرمها دوف حـر مكة بكثير، حـر وىذه الخصائص ال توجد في الدالد األخرى حتى المدينة، محرمة ولها حـرمكة يحـر مكة ال يمكن أف يأتيو أحد من المسلمين لم يأتها وال مرة إال محرما، والمدينة ليست كذل ، حـر

صيد مكة حراـ وفيو الجزاء، . حشيشو وشجره مطلقا، وأما حـر المدينة فرخص في بعض شجره للحرث ونحوهوصيد المدينة ليس فيو الجزاء، فأعظم مكاف آمن ىو مكة، حتى األشجار آمنة فيو، وحتى الصيود آمنة فيو، ولوال

، لكن اهلل تعالى رحم العداد وأذف لهم أف أف اهلل تعالى يسر على عداده لكاف حتى الدهائم التي لي ست صيودا تحـرأو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف }: وىذه النعمة ذكرىم اهلل بها في قولو. يذبحوا وينحروا في ىذا المكاف

ا أنعم فهذه السورة كلها تذكير لقريش بم! يعني أفال يشكروف اهلل على ىذا؟[. 17: العنكدوت]{ الناس من حولهم . اهلل عليهم في ىذا الديت العظيم، وفي األمن من الخوؼ، وفي اإلطعاـ من الجوع

ما واجب قريش نحو ىذه النعمة؟ وكذل ما واجب من حل في مكة االف من قريش أو غيرىم؟ : فإذا قاؿ قائل

إذا كثرت المعاصي في الحـر ولهذا . الواجب الشكر هلل تعالى بالقياـ بطاعتو، بامتثاؿ أمره واجتناب نهيو: قلنافالخطر على أىلو أكثر من الخطر على غيرىم، ألف المعصية في مكاف فاضل أعظم من المعصية في مكاف

فتوعد اهلل تعالى [. 91: الحج]{ ومن يرد فيو بإلحاد بظلم نذقو من عذاب أليم}: مفضوؿ، ولهذا قاؿ اهلل تعالىوالواجب على المرء أف يذكر نعمة اهلل عليو في كل مكاف، . عمن ألحدمن أراد فيو أي من ىم بو فيو بإلحاد فضال

أطعمنا . ال في مكة فحسب، فدالدنا ػ وهلل الحمد ػ اليـو من آمن بالد العالم، وىي من أشد بالد العالم رغدا وعيشا لدر والتقوى، وعلى األمر اهلل تعالى من الجوع، وآمننا من الخوؼ، فعلينا أف نشكر ىذه النعمة، وأف نتعاوف على ا

بالمعروؼ والنهي عن المنكر، وعلى الدعوة إلى اهلل على بصيرة وتأف وتثدت، وأف نكوف إخوة متآلفين، والواجب علينا والسيما على طلدة العلم إذا اختلفوا فيما بينهم أف يجلسوا للتشاور، وللمناقشة الهادئة التي يقصد منها

الحق لإلنساف وجب عليو اتداعو، وال يجوز أف ينتصر لرأيو؛ ألنو ليس مشرعا الوصوؿ إلى الحق، ومتى تدينالواجب على اإلنساف المؤمن أف يكوف كما أراد . معصوما حتى يقوؿ إف رأيو ىو الصواب، وأف ما عداه ىو الخطأ

أمرىم ومن يعص اهلل ورسولو وما كاف لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى اهلل ورسولو أمرا أف يكوف لهم الخيرة من }اهلل منو، أما كوف اإلنساف ينتصر لرأيو ويصر على ما ىو عليو، ولو تدين لو أنو [. 31: األحزاب]{ فقد ضل ضالال مدينا

إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على }: باطل فهذا خطأ، وىذا من دأب المشركين الذين أبوا أف يتدعوا الرسوؿ وقالوانسأؿ اهلل أف يديم علينا نعمة اإلسالـ، واألمن في األوطاف، وأف يجعلنا إخوة [. 99: ؼالزخر ]{ آثارىم مهتدوف

. متآلفين على كتاب اهلل وسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، إنو على كل شيء قدير

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الماعىن

رفض١ش صسح ابػ

ا} للاه ثض ح١ اشه ـ ح { شه

{ ٠ ة ثبذ * أسء٠ذ اهز ٠ىز ١ز١ * فزه اهز ٠ذع ا ضى١ ا ال ٠حض ػ طؼب * ص١ ٠ * ف اهز٠

صب * ػ صـز ٠شآء ؼ * اهز٠ ٠ بػ ا } .

. اجضخ رمذ اىال ػ١ب

اخطبة شصي ص للا ػ١ ص أل { أسأ٠ذ{ }أسأ٠ذ از ٠ىزة ثبذ٠}: ٠مي للا رجبسن رؼب

ػب ى { أسأ٠ذ از}: از أزي ػ١ امشآ؟ أ ػب ى ٠زج ئ١ اخطبة؟ اؼ أ فمي

أئرا }: أ ثبجزاء، إالء از٠ ٠ىش اجؼث ٠م{ أسأ٠ذ از ٠ىزة ثبذ٠}ئ١ اخطبة، ٠زج

٠ح١ }: ٠مي امبئ [. 61، 61: اصبفبد]{ أءاثبؤب األ. زب وب رشاثب ػظبب أئب جؼث

ال ٠حض ػ . فزه از ٠ذع ا١ز١}. ثبجزاء: إالء ٠ىزث ث١ اذ٠ أ[. 17: ٠ش]{ اؼظب س١

: فجغ ث١ أش٠{ طؼب اضى١

ػذ اشحخ ثبأل٠زب از٠ ح اشحخ؛ أل األ٠زب از٠ بد آثبؤ لج أ ٠جغا، : األش األي

زا سدد اصص ثفض . ح اشفمخ اشحخ؛ أل فبلذ الثبئ فمث ىضشح ٠حزبج ئ جبثش

٠ذفؼ ثؼف، أل اذع اذفغ ثؼف وب لبي للا : أ{ ٠ذع ا١ز١}ى زا ـ اؼ١بر ثبهلل ـ . اإلحضب ئ األ٠زب

ب}: رؼب دفؼب شذ٠ذا، فزجذ ا١ز١ ئرا جبء ئ١ ٠ضزجذ٠ ش١ئب، أ : أ[. 61: اطس]{ ٠ ٠ذػ ئ بس ج دػ

. ء ٠حزمش ٠ذفؼ ثشذح فال ٠شح٠ى ف ش

فبضى١ افم١ش احزبج ئ اطؼب { ال ٠حض ػ طؼب اضى١}ال ٠حث ػ سحخ اغ١ش : األش اثب

ئرا ١ش ف١ سحخ ال . ال ٠حض زا اشج ػ ئطؼب؛ أل لج حجش لبس، فمث وبحجبسح أ أشذ لضح

. لبص امتأل٠زب ال ضبو١، ف

ز وخ ػ١ذ رزىشس ف امشآ وث١شا، اؼ اػ١ذ اشذ٠ذ : ٠{ ف٠ ص١}: ث لبي ػز ج

ػ صالر }إالء ص ٠ص غ ابس أ أفشادا ى { از٠ ػ صالر صب}ػ إالء،

٠إخشب ػ الذ افبض، ال ٠م١ سوػب، ال غبف ػب، ال ٠م١ب ػ ب ٠جغ،: أ{ صب

صجدب، ال ل١بب، ال لؼدب، ال ٠مشأ ب ٠جت ف١ب لشاءح صاء وبذ لشآب أ روشا، ئرا دخ ف

ػ صالر، زا ز، از ٠ض ػ اصالح ٠غف صالر غبف، لج ٠زجي ١٠ب شبال، ف صب

أب اضب ف صالر فزا ال ٠ال، افشق ث١ب أ اضب ف اصالح . زب ثب ال شه أ زػب ٠

زا لغ اض سصي للا . ؼب أ ض ش١ئب، ض ػذد اشوؼبد، ض ش١ئب ااججبد ب أشج ره

جؼذ لشح »: ر ث ئ لبي ػ١ اصالح اضالص للا ػ١ ػ آ ص، أشذ ابس ئلجبال ػ صال

. ، غ ره ص ف صالر أل اض ف اشء ؼب أ ض ش١ئب ػ ج ال ٠ال ػ١«ػ١ ف اصالح

أب اضب ػ صالر ف زؼذ زب ف صالر، اض ػ اصالح أئه ام از٠ ٠ذػ صالح

از٠ ػ صالر . ف٠ ص١}. فا ال شه ػ صالر صب ف١ذخ ف زا اػ١ذغ اجبػخ،

أ٠ضب ئرا فؼا اطبػخ فاب ٠مصذ ثب اززف ئ ابس، أ ٠ى ل١خ ف { از٠ ٠شآء. صب

أ ٠مي ابس ب أوش، زا اجزغ، ١ش لصذ ازمشة ئ للا ػز ج، فزا اشائ ٠زصذق أج

إالء ٠شاء، فأص اؼجبدح هلل، . اص ٠حض صالر أج أ ٠مي ابس ب أحض صالر ب أشج ره

أب . ى ٠ش٠ذ غ ره أ ٠حذ ابس ػ١ب، ٠زمشث ئ ابس ثزمشث ئ للا، إالء اشاء

٠ص ث١ ٠ذ اه ثال أ غ١ش ٠خضغ سوػب، أ صجدا فزا ششن وبفش ٠ص ألج ابس ثؼ أ

ى زا ٠ص هلل غ شاػبح أ ٠حذ ابس ػ ػجبدر، ػ أ ػبثذ هلل . لذ حش للا ػ١ اجخ أا ابس

اصالح لبا وضب ٠شاء ابس ئرا لبا ئ}: وب لبي للا رؼب. زا ٠مغ وث١شا ف ابفم١. ػز ج

اظش ئ زا اصف ئرا لبا ئ اصالح لبا وضب، ئرا ػ [. 641: اضبء]{ ال ٠زوش للا ئال ل١ال

ؼ ث؟ ٠ؼ { از٠ ٠شاؤ}: ب ٠مي للا ػز ج. ٠شاء ابس. صالر صب ف از٠ ٠ض

٠ى . ٠جش ثبمشاءح ٠حض امشاءح، ٠حض األداء اصد أج أ ٠مبي ب ألشأ ئضب ٠مشأ لشآب

هغ للا ث، ساء ساء للا ث»ؼ وب جبء ف احذ٠ث، : ث از ٠شائ؟ اجاة غ ص ه ، اؼ « ص

غ فضح للا ث١ بس أ اشج ١ش خصب، ى ٠ش٠ذ أ ٠ضؼ ف١ذح ػ ػجبدر، : ابس ص

غ ابس صف ٠فضح للا، صف ٠زج١ أش ئ ساء وزه ساء للا ث، فبإلضب از ٠شائ ابس، أ ٠ض

٠ؼ ب ٠جت ثز ااػ١ األا، ٠ؼ ٠أر اإلضب : أ{ ٠ؼ ابػ}. ػبجال أ آجال

أب حزبج ئ د، أ حزبج ئ ئبء أششة ث، أ حزبج ئ صجبح وشثبء ب : ي٠م. ئ١ ٠ضزؼ١ش آ١خ

: غ ابػ ٠مض ئ لض١. فزا أ٠ضب ز. أشج ره، ف١غ

. لض ٠أث ث اإلضب: امض األي

. لض ال ٠أث ث، ى ٠فر اخ١ش: امض اثب

: ثبي ره. ثؼ، ب ٠جت ثز فا اإلضب ال ٠أث ثؼ ى ٠فر اخ١شفب جت ثز فا اإلضب ٠أث

أػط بء أششث، فا أششة ذ، فجزي اإلبء اجت ٠أث ثزشو اإلضب، : ئضب جبء سج ضطش ٠مي

٠جت ػ١ ثزي ب بد زا اإلضب فا ٠ض ثبذ٠خ، أل صجت ر: حز ئ ثؼض اؼبء ٠مي

. طج

ف١جت ػ اشء أ ٠ظش ف فض ارصف ثز اصفبد أ ال؟ ئ وب ارصف ثز اصفبد

لذ أضبع اصالح صب ػب، غ اخ١ش ػ اغ١ش ف١زت ١شجغ ئ للا، ئال ف١جشش ثب٠ ـ اؼ١بر ثبهلل ـ

بخ١ش، امشآ اىش٠ ١ش امصد أ ٠ز اإلضب، ١زؼجذ هلل رؼب ئ وب لذ رز ػ ره ف١جشش ث

ئ اج ص للا ػ١ ص وب خم »: ثزالر فمظ، امصد أ ٠زأدة ث زا لبذ ػبئشخ سض للا ػب

. اخ١ش اصالح ف اذ١ب االخشحفمب للا ب ف١ . خم ٠ؼ أخالل از ٠زخك ثب ٠أخزب امشآ. «امشآ

. ئ ػ و شء لذ٠ش

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الكىثر

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

نػ الكوثػر } بػتػر * فصل لرب وانحر * إنآ أعطيػ . {إف شانئ ىو اال

. تقدـ الكالـ عليها الدسملة

والمكي ىو الذي نزؿ قدل ىجرة الندي صلى اهلل عليو وسلم إلى . إنها مدنية: ىذه السورة قيل إنها مكية، وقيلالمدينة سواء نزؿ في مكة، أو في المدينة، أو في الطريق في السفر، فكل ما نزؿ بعد الهجرة فهو مدني، وما نزؿ

راجح من أقواؿ العلماء، يقوؿ اهلل عز وجل مخاطدا الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو قدلها فهو مكي، ىذا ىو القوؿ الوىكذا كاف الندي صلى اهلل عليو وعلى آلو . في اللغة العربية ىو الخير الكثير: الكوثر{ إنا أعطيناؾ الكوثر}: وسلم

ظيم الذي في الجنة والذي يصب منو فمن ذل النهر الع. وسلم أعطاه اهلل تعالى خيرا كثيرا في الدنيا واالخرةوأطيب )ميزاباف على حوضو المورود صلى اهلل عليو وسلم، ماؤه أشد بياضا من اللدن، وأحلى مذاقا من العسل،

، وىذا الحوض في القيامة في عرصات القيامة يرده المؤمنوف من أمة الندي صلى اهلل عليو (رائحة من المس اء كثرة وحسنا، فمن كاف واردا على شريعتو في الدنيا كاف واردا على حوضو في االخرة، وآنيتو كنجـو السم. وسلم

ومن الخيرات الكثيرة التي أعطيها الندي صلى اهلل عليو . ومن لم يكن واردا على شريعتو فإنو محرـو منو في االخرةأعطيت »: ندي صلى اهلل عليو وسلم قاؿوسلم في الدنيا ما ثدت في الصحيحين من حديث جابر رضي اهلل عنو أف ال

نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي األرض مسجدا وطهورا، فأيما : خمسا لم يعطهن أحدا من األندياء قدليرجال من أمتي أدركتو الصالة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي المغانم، وكاف الندي يدعث إلى قومو خاصة

ىذا من الخير الكثير، ألف بعثو إلى الناس عامة يستلـز أف يكوف أكثر األندياء اتداعا وىو . «ةوبعثت إلى الناس عامكذل فهو أكثرىم أتداعا عليو الصالة والسالـ، ومن المعلـو أف الداؿ على الخير كفاعل الخير، والذي دؿ ىذه

وعلى ىذا فيكوف للرسوؿ عليو الصالة األمة العظيمة التي فاقت األمم كثرة ىو محمد صلى اهلل عليو وسلم، ومن يحصي األمة إال اهلل عز وجل، ومن الخير الذي أعطيو في االخرة . والسالـ من أجر كل واحد من أمتو نصيب

المقاـ المحمود، ومنو الشفاعة العظمى، فإف الناس في يـو القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما ال يطيقوف، فيطلدوف إلى آدـ، ثم نوح، ثم إبراىيم، ثم موسى، ثم عيسى عليو الصالة والسالـ حتى تصل إلى الندي الشفاعة، فيأتوف

صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم فيقـو ويشفع، ويقضي اهلل تعالى بين العداد بشفاعتو، وىذا مقاـ يحمده عليو األولوف إذا الكوثر يعني الخير [. 78: اإلسراء]{ عسى أف يدعث رب مقاما محمودا }: واالخروف وداخل في قولو تعالى

الكثير، ومنو النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة ىو الكوثر ال ش ، ويسمى كوثرا لكنو ليس ىو فقط : الذي أعطاه اهلل نديو محمدا صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم من الخير، ولما ذكر منتو عليو بهذا الخير الكثير قاؿ

شكرا هلل على ىذه النعمة العظيمة، أف تصلي وتنحر هلل، والمراد بالصالة ىنا جميع الصلوات، { وانحرفصل لرب }{ فصل لرب }وأوؿ ما يدخل فيها الصالة المقرونة بالنحر وىي صالة عيد األضحى لكن االية شاملة عامة

بالنحر، والنحر يختص باإلبل، تقرب إليو : أي{ وانحر}صلوات العيد والجمعة . الصلوات المفروضة والنوافلوالذبح للدقر والغنم، لكنو ذكر النحر، ألف اإلبل أنفع من غيرىا بالنسدة للمساكين، ولهذا أىدى الندي صلى اهلل

عليو وسلم في حجة الوداع مائة بعير، ونحر منها ثالثة وستين بيده، وأعطى علي بن أبي طالب رضي اهلل عنو الداقي يع أجزائها إال بضعة واحدة من كل ناقة، فأخذىا وجعلت في قدر، فطدخها فأكل من لحمها، وتصدؽ بجم. فنحرىا

وشرب من مرقها، وأمر بالصدقة حتى بجاللها وجلودىا عليو الصالة والسالـ، واألمر في االية أمر لو ولألمة، فعلينا إف شانئ ىو }عليو وسلم ثم قاؿ أف نخلص الصالة هلل، وأف نخلص النحر هلل كما أمر بذل ندينا صلى اهلل

أي مدغض ، والشنئاف ىو الدغض، { شانئ { }إف شانئ ىو األبتر}: ىذا في مقابل إعطاء الكوثر قاؿ{ األبترال : أي[. 9: المائدة]{ وال يجرمنكم شنئاف قـو أف صدوكم عن المسجد الحراـ أف تعتدوا}: ومنو قولو تعالى

ال يحملنكم بغضهم : أي[. 9: المائدة]{ يجرمنكم شنئاف قـو على أال تعدلواوال }. يحملنكم بغضهم أف تعتدوااسم : األبتر{ ىو األبتر}يعني مدغض { إف شانئ }: فشانئ في قولو{ اعدلوا ىو أقرب للتقوى}على ترؾ العدؿ

مد أبتر، ال مح: المنقطع من كل خير، وذل أف كفار قريش يقولوف. تفضيل من بتر بمعنى قطع، يعني ىو األقطعمحمد أبتر، ال يولد لو، ولو ولد : خير فيو وال بركة فيو وال في اتداعو، أبتر لما مات ابنو القاسم رضي اهلل عنو قالوا

لو فهو مقطوع النسل، فدين اهلل عز وجل أف األبتر ىو مدغض الرسوؿ عليو الصالة والسالـ فهو األبتر المقطوع عن فمن أبغض . حياتو ندامة عليو، وإذا كاف ىذا في مدغضو فهو أيضا في مدغض شرعوالذي ليس فيو بركة، و . كل خير

شريعة الرسوؿ عليو الصالة والسالـ، أو أبغض شعيرة من شعائر اإلسالـ، أو أبغض أي طاعة مما يتعدد بو الناس في

: محمد]{ اهلل فأحدط أعمالهمذل بأنهم كرىوا ما أنزؿ }: دين اإلسالـ فإنو كافر، خارج عن الدين لقوؿ اهلل تعالىوال حدوط للعمل إال بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو [. 8

وفرؽ بين من استثقل . صلى، لكن من استثقلها مع عدـ الكراىة فهذا فيو خصلة من خصاؿ النفاؽ لكنو ال يكفر . الشيء ومن كره الشيء

السورة تضمنت بياف نعمة اهلل على رسولو صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم بإعطائو الخير الكثير، ثم األمر إذا ىذهباإلخالص هلل عز وجل في الصلوات والنحر، وكذل في سائر العدادات، ثم بياف أف من أبغض الرسوؿ عليو

ير فيو وال بركة فيو، نسأؿ اهلل العافية الصالة والسالـ، أو أبغض شيئا من شريعتو فإنو ىو األقطع الذي ال خ . والسالمة

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الكافرون

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

وال أنتم عػددوف مآ * آ عابد ما عددتم وال أن * وال أنتم عػددوف مآ أعدد * ال أعدد ما تػعددوف * قل يأيػها الكػفروف } . {لكم دينكم ولى دين * أعدد

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

وكاف { قل ىو اهلل أحد}و{ قل يا أيها الكافروف}ىذه السورة ىي إحدى سورتي اإلخالص، ألف سورتي اإلخالص أ بهما في سنة الفجر وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواؼ لما تضمنتاه من الندي صلى اهلل عليو وسلم يقر

يناديهم { قل يا أيها الكافروف}. {قل ىو اهلل أحد}اإلخالص هلل عز وجل، والثناء عليو بالصفات الكاملة في سورة اليهود، أو من النصارى، وىذا يشمل كل كافر سواء كاف من المشركين، أو من { يا أيها الكافروف}يعلن لهم بالنداء

كل كافر يجب أف تناديو بقلد أو بلسان إف كاف حاضرا لتتدرأ منو ومن عدادتو . أو من الشيوعيين أو من غيرىموال أنتم عابدوف ما . وال أنا عابد ما عددتم. وال أنتم عابدوف ما أعدد. ال أعدد ما تعددوف. قل يا أيها الكافروف}

وال أنتم }ال أعدد الذين تعددونهم، وىم األصناـ : أي{ ال أعدد ما تعددوف}مرتين مرتين كررت الجمل على { أعددألف اسم الموصوؿ إذا عاد إلى اهلل فإنو « من»بمعنى { ما أعدد}: ىنا في قولو« ما»وىو اهلل، و{ عابدوف ما أعدد. ال أعدد أصنامكم وأنتم ال تعددوف اهللأنا : يعني{ وال أنتم عابدوف ما أعدد. ال أعدد ما تعددوف}« من»يأتي بلفظ

قد يظن الظاف أف ىذه مكررة للتوكيد، وليس كذل ألف الصيغة { وال أنتم عابدوف ما أعدد. وال أنا عابد ما عددتم}اسم، والتوكيد البد أف تكوف « عابدوف»و« عابد»{ وال أنا عابد ما عددتم}. فعل{ ال أعدد ما تعددوف}مختلفة

إذا القوؿ بأنو كرر للتوكيد ضعيف، إذا لماذا ىذا التكرار؟ . ة كاألولىالجملة الثاني

ال أعدد ما }في المستقدل، فصار { وال أنا عابد ما عددتم}االف : أي{ ال أعدد ما تعددوف}: قاؿ بعض العلماءعلى الحاؿ، واسم يعني في المستقدل؛ ألف الفعل المضارع يدؿ { وال أنا عابد ما عددتم}في الحاؿ، : أي{ تعددوف

{ ال أعدد ما تعددوف}بدليل أنو عمل، واسم الفاعل ال يعمل إال إذا كاف لالستقداؿ، . الفاعل يدؿ على االستقداؿ{ وال أنتم عابدوف ما أعدد}يعني في المستقدل { وال أنا عابد ما عددتم}. يعني االف{ وال أنتم عابدوف ما أعدد}االف

. يعني في المستقدل

وعلى ىذا ! مع أنهم قد يؤمنوف فيعددوف اهلل؟{ وال أنتم عابدوف ما أعدد}: على ىذا القوؿ إيراد كيف قاؿ لكن أورد . فيكوف في ىذا القوؿ نوع من الضعف

. يخاطب المشركين الذين علم اهلل تعالى أنهم لن يؤمنوا{ وال أنتم عابدوف ما أعدد}: وأجابوا عن ذل بأف قولو . ما، وىذا مما يضعف القوؿ بعض الشيءفيكوف الخطاب ليس عا

: فعندنا االف قوالف

. إنها توكيد: األوؿ

. إنها في المستقدل: والثاني

ال تعددوف : أي{ وال أنتم عابدوف ما أعدد}. ال أعدد األصناـ التي تعددونها: أي{ ال أعدد ما تعددوف}: القوؿ الثالثفي العدادة يعني ليست عدادتي كعدادتكم، وال عدادتكم : أي{ بدوف ما أعددوال أنتم عا. وال أنا عابد ما عددتم}. اهلل

لكنو نفي للعدادة أي ال أعدد كعدادتكم، . كعدادتي، فيكوف ىذا نفي للفعل ال للمفعوؿ بو، يعني ليس نفيا للمعدود . وال تعددوف أنتم كعدادتي، ألف عدادتي خالصة هلل، وعدادتكم عدادة شرؾ

{ ال أعدد ما تعددوف وال أنتم عابدوف ما أعدد}واختاره شيخ اإلسالـ ابن تيمية ػ رحمو اهلل ػ أف قولو : القوؿ الرابعفي القدوؿ، : أي{ وال أنتم عابدوف ما أعدد. وال أنا عابد ما عددتم}. فوافق القوؿ األوؿ في ىذه الجملة. ىذا الفعل

. فتكوف الجملة األولى عائدة على الفعل. ذل لن تقدلوابمعنى ولن أقدل غير عدادتي، ولن أقدل عدادتكم، وأنتم كال تعددوف اهلل وال ترضوف . والجملة الثانية عائدة على القدوؿ والرضا، يعني ال أعدده وال أرضاه، وأنتم كذل

. بعدادتو

نأخذ أف القرآف وىذا القوؿ إذا تأملتو ال يرد عليو شيء من الهفوات السابقة، فيكوف قوال حسنا جيدا، ومن ىنا إف في القرآف شيئا : ألننا لو قلنا. الكريم ليس فيو شيء مكرر لغير فائدة إطالقا، ليس فيو شيء مكرر إال ولو فائدة

فدأي }مكررا بدوف فائدة لكاف في القرآف ما ىو لغو، وىو منزه عن ذل ، وعلى ىذا فالتكرار في سورة الرحمن تكرار لفائدة عظيمة، وىي أف كل آية مما بين { ويل يومئذ للمكذبين}رسالت وفي سورة الم{ آالء ربكما تكذباف

ىذه االية المكررة، فإنها تشمل على نعم عظيمة، وآالء جسيمة، ثم إف فيها من الفائدة اللفظية التنديو للمخاطب . {ويل يومئذ للمكذبين}ويكرر عليو { فدأي آالء ربكما تكذباف}حيث يكرر عليو

ولي ديني، فأنا برىء من . الذي أنتم عليو وتدينوف بو{ لكم دينكم{ }لكم دينكم ولي دين}: وجلثم قاؿ عز

. دينكم، وأنتم بريؤوف من ديني

وىذه السورة نزلت قدل فرض الجهاد؛ ألنو بعد الجهاد ال يقر الكافر على دينو إال بالجزية إف : قاؿ بعض أىل العلم . لراجح أو من غيرىموعلى القوؿ ا. كانوا من أىل الكتاب

ولكن الصحيح أنها ال تنافي األمر بالجهاد حتى نقوؿ إنها منسوخة، بل ىي باقية ويجب أف نتدرأ من دين اليهود والنصارى والمشركين، في كل وقت وحين، ولهذا نقر اليهود والنصارى على دينهم بالجزية، ونحن نعدد اهلل، وىم

ا الدراءة والتخلي من عدادة غير اهلل عز وجل، سواء في المعدود أو في نوع يعددوف ما يعددوف، فهذه السورة فيهوإلى ىنا ينتهي ما تيسر من الكالـ . الفعل، وفيها اإلخالص هلل عز وجل، وأف ال نعدد إال اهلل وحده ال شري لو

. على ىذه السورة

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الىصر

{ لرحمػن الرحيم بسم اللو ا}

غفره إنو كاف توبا* ورأيت الناس يدخلوف فى دين اللو أفػوجا * إذا جآء نصر اللو والفتح } . {فسدح بحمد رب واستػ

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

النصر ىو تسليط اهلل { نصر اهلل}اب للندي صلى اهلل عليو وعلى آلو وسلم، الخط{ إذا جاء نصر اهلل والفتح}اإلنساف على عدوه بحيث يتمكن منو ويخذلو ويكدتو، والنصر أعظم سرور يحصل للعدد في أعمالو، ألف المنتصر

: سلم أنو قاؿيجد نشوة عظيمة، وفرحا وطربا، لكنو إذا كاف بحق فهو خير، وقد ثدت عن الندي صلى اهلل عليو و أي أف عدوه مرعوب منو إذا كاف بينو وبينو مسافة شهر، والرعب أشد شيء يفت « نصرت بالرعب مسيرة شهر»

{ إذا جاء نصر اهلل}: بالعدو، ألف من حصل في قلدو الرعب ال يمكن أف يثدت أبدا، بل سيطير طيراف الريح فقولوالنصر، وعطفو على النصر مع أف الفتح من النصر تنويو معطوؼ على{ والفتح}أي نصر اهلل إياؾ على عدوؾ

أي في ليلة [. 1: القدر]{ تنزؿ المالئكة والروح فيها}: بشأنو، وىو من باب عطف الخاص على العاـ، كقولو تعالىالفتح المعهود المعروؼ في : في الفتح للعهد الذىني، أي( اؿ)القدر فجدريل من المالئكة وخصو لشرفو، و

، وىو فتح مكة، وكاف فتح مكة في رمضاف من السنة الثامنة للهجرة، وسددو أف الندي صلى اهلل عليو وعلى أذىانكمآلو وسلم لما صالح قريش في الحديدية في السنة السادسة ػ الصلح المشهور ػ نقضت قريش العهد فغزاىم الندي

اللهم عمي أخدارنا »: ل خرج مختفيا وقاؿصلى اهلل عليو وسلم وخرج إليهم من المدينة بنحو عشرة آالؼ مقاتفلم يفاجأىم إال وىو محيط بهم ودخل مكة في العشرين من رمضاف، من السنة الثامنة للهجرة، مظفرا « عنهم

منصورا مؤيدا، حتى إنو في النهاية اجتمع إليو كفار قريش حوؿ الكعدة فوقف على الداب وقريش تحتو ينتظروف ما يا معشر قريش، ما تظنوف أني فاعل بكم؟ وىو الذي كاف قدل ثماف سنوات : تي الداب وقاؿيفعل، فأخذ بعضاد

خيرا، أخ كريم وابن أخ : ما تظنوف أني فاعل بكم؟ قالوا: ىاربا منهم وكانوا االف في قدضتو وتحت تصرفو، قاؿ

اذىدوا [. 89: يوسف]{ هلل لكمال تثريب عليكم اليـو يغفر ا}فإني أقوؿ لكم كما قاؿ يوسف ألخوتو : كريم، قاؿإنا فتحنا ل فتحا }: فأنتم الطلقاء، فعفى عنهم عليو الصالة والسالـ، ىذا الفتح سماه اهلل فتحا مدينا، فقاؿ تعالى

أي بينا عظيما واضحا، ولما حصل عرؼ الناس جميعا أف العاقدة لمحمد صلى اهلل عليو وسلم [. 4: الفتح]{ مدينا أي جماعات بعد أف كانوا يدخلوف { يدخلوف في دين اهلل أفواجا }ريش واتداعو قد انقضى فصار الناس وأف دور ق

فيو أفرادا، وال يدخل فيو اإلنساف في بعض األحواؿ إال مختفيا، صاروا يدخلوف في دين اهلل أفواجا، وصارت الوفود يقوؿ اهلل عز ( عاـ الوفود)حتى سمي العاـ التاسع ترد على الندي عليو الصالة والسالـ في المدينة من كل جانب

كاف المتوقع أف يكوف الجواب فاشكر اهلل على ىذه { فسدح بحمد رب واستغفره}وجل إذا رأيت ىذه العالمة إنا نحن نزلنا علي القرآف }: وىذا نظير قولو تعالى{ فسدح بحمد رب واستغفره}النعمة واحمد اهلل عليها ولكن

كاف المتوقع فاشكر رب على ىذا التنزيل وقم بحقو، ولكن [. 91، 93: اإلنساف]{ اصدر لحكم رب ف. تنزيال فسدح بحمد }إيذانا بأنو سوؼ يناؿ أذى بواسطة إبالغ ىذا القرآف ونشره بين األمة { فاصدر لحكم رب }: قاؿ

لفتح فقد قرب أجل وما بقي علي إال عند التأمل تتدين الحكمة فالمعنى أنو إذا جاء نصر اهلل وا{ رب واستغفرهتنزيو اهلل تعالى : والتسديح. أي سدحو تسديحا مقرونا بالحمد{ فسدح بحمد رب }التسديح بحمد رب واالستغفار

اجمع بين التنزيو وبين الحمد . ىو الثناء عليو بالكماؿ مع المحدة والتعظيم: والحمد. عما ال يليق بجاللو : فأمره اهلل تعالى بأمرين. لو المغفرةيعني اسأ{ واستغفره}

. التسديح المقروف بالحمد: األمر األوؿ

والمغفرة ستر اهلل تعالى على عدده ذنوبو مع محوىا والتجاوز . واالستغفار ىو طلب المغفرة. االستغفار: والثانيغمده اهلل برحمتو ىل ، ولهذا قاؿ وىذا غاية ما يريد العدد، ألف العدد كثير الذنب يحتاج إلى مغفرة إف لم يت. عنها

وال أنا إال أف »: وال أنت يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ: قالوا« لن يدخل أحد منكم الجنة بعملو»: الندي عليو الصالة والسالـألف عمل ىذا لو أردت أف تجعلو في مقابلة نعمة من النعم، نعمة واحدة ألحاطت بو . «يتغمدني اهلل برحمتو : وضا تدخل بو الجنة؟ ولهذا قاؿ بعض العارفين في نظم لوالنعم، فكيف يكوف ع

إذا كاف بشكري نعمة اهلل نعمة علي لو في مثلها يجب الشكرفكيف بلوغ الشكر إال بفضلو وإف طالت األياـ لم يزؿ عز وجل توابا على عداده، فإذا استغفرتو تاب علي ، ىذا ىو معنى : أي{ إنو كاف توابا }واتصل العمر

. ةالسور

لكن السورة لها مغزى عظيم ال يتفطن لو إال األذكياء، ولهذا لما سمع عمر بن الخطاب ػ رضي اهلل عنو ػ أف الناس انتقدوه في كونو يدني عدداهلل بن عداس ػ رضي اهلل عنهما ػ مع صغر سنو وال يدني أمثالو من شداب المسلمين،

يدين للناس أنو لم يحاب ابن عداس في شيء، فجمع كدار وعمر ػ رضي اهلل عنو ػ من أعدؿ الخلفاء أراد أفإذاجاء نصر }ما تقولوف في ىذه السورة : المهاجرين واألنصار في يـو من األياـ ومعهم عدداهلل بن عداس وقاؿ لهم

أمرنا أف نحمد اهلل ونستغفره إذا : حتى ختم السورة ففسروىا بحسب ما يظهر فقط، فقاؿ بعضهم{ اهلل والفتحيا أمير المؤمنين : ما تقوؿ ياابن عداس قاؿ: فقاؿ. ال ندري، ولم يقل بعضهم شيئا : رنا وفتح علينا، وقاؿ بعضهمنص

فتح مكة فذاؾ عالمة أجل ، { إذا جاء نصر اهلل والفتح}: ىو أجل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم، أعلمو اهلل لو

واهلل ما أعلم »: فقاؿ عمر{ حمد رب واستغفره إنو كاف توابا فسدح ب. ورأيت الناس يدخلوف في دين اهلل أفواجا } . فتدين بذل فضل ابن عداس وتميزه، وأف عنده من الذكاء والمعرفة بمراد اهلل عز وجل. «منها إال ما تعلم

كثر أف لما نزلت ىذه السورة جعل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الذي ىو أشد الناس عدادة هلل وأتقاىم هلل جعل يسدحان اللهم ربنا وبحمدؾ، : فنقوؿ. «سدحان اللهم ربنا وبحمدؾ، اللهم اغفر لي»: يقوؿ في ركوعو وسجوده

. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثدت أقدامنا، وانصرنا على القـو الكافرين

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين المسد

{ رحمػن الرحيم بسم اللو ال}

فى * وامرأتو حمالة الحطب * سيصلى نارا ذات لهب * مآ أغنى عنو مالو وما كسب * تػدت يدآ أبى لهب وتب } . {جيدىا حدل من مسد

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

الدالالت الكثيرة ما يدؿ داللة واضحة على أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم حق، ليس يدعو ىذا القرآف فيو من لمل وال لجاه، وال لرئاسة قومو، وأعماـ الرسوؿ عليو الصالة والسالـ انقسموا في معاملتو ومعاملة ربو عز وجل

: إلى ثالثة أقساـ

. قسم آمن بو وجاىد معو، وأسلم هلل رب العالمين

. سم ساند وساعد، لكنو باؽ على الكفروق

. وقسم عاند وعارض، وىو كافر

أفضل من األوؿ؛ ألف الثاني من أفضل : والثاني. فالعداس بن عددالمطلب، وحمزة بن عددالمطلب: فأما األوؿاهلل عنو الشهداء عند اهلل عز وجل، ووصفو الندي عليو الصالة والسالـ بأنو أسد اهلل، وأسد رسولو، واستشهد رضي

. في أحد في السنة الثانية من الهجرة

أما الذي ساند وساعد مع بقائو على الكفر فهو أبو طالب، فأبو طالب قاـ مع الندي صلى اهلل عليو وسلم خير قياـ في الدفاع عنو ومساندتو ولكنو ػ والعياذ باهلل ػ قد سدقت لو كلمة العذاب، لم يسلم حتى في آخر حياتو في آخر

إنو على ملة : حظة من الدنيا عرض عليو الندي صلى اهلل عليو وسلم أف يسلم لكنو أبى بل ومات على قولول . عددالمطلب، فشفع لو الندي عليو الصالة والسالـ حتى كاف في ضحضاح من نار، وعليو نعالف يغلي منهما دماغو

كاملة تتلى في الصلوات فرضها ونفلها، في السر أنزؿ اهلل فيو سورة. الذي عاند وعارض فهو أبو لهب: أما الثالث{ تدت يدا أبي لهب وتب}: يقوؿ اهلل عز وجل. والعلن، يثاب المرء على تالوتها، على كل حرؼ عشر حسنات

تدا : وىذا رد على أبي لهب حين جمعهم الندي صلى اهلل عليو وسلم ليدعوىم إلى اهلل فدشر وأنذر، قاؿ أبو لهبإشارة للتحقير، يعني ىذا أمر حقير ما يحتاج أف يجمع لو زعماء قريش « ألهذا جمعتنا»: عتنا، قولول ألهذا جم: والمعنى تحقيره، فليس بشيء وال يهتم بو كما قالوا[. 31: األندياء]{ أىذا الذي يذكر آلهتكم}: وىذا كقولو

تدا ل : فالحاصل أف أبا لهب قاؿ[. 34: الزخرؼ]{ وقالوا لوال نزؿ ىذا القرآف على رجل من القريتين عظيم}وما كيد }: كما قاؿ تعالى. والتداب الخسار{ تدت يدا أبي لهب وتب}: ألهذا جمعتنا، فرد اهلل عليو بهذه السورة

وبدأ بيديو قدل ذاتو؛ ألف اليدين ىما آلتا العمل والحركة، واألخذ . خسار: أي[. 37: غافر]{ فرعوف إال في تدابوىذا اللقب أبو لهب، لقب مناسب تماما لحالو ومآلو، وجو المناسدة أف ىذا الرجل سوؼ . أشدو ذل والعطاء وما

: يقوؿ الشاعر. يكوف في نار تلظى، تتلظى لهدا عظيما مطابقة لحالو ومآلو

قل إف أبصرت عيناؾ ذا لقب إال ومعناه إف فكرت في لقدو

ىذا سهيل بن عمرو، وما »: ية قاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلمولما أقدل سهيل بن عمرو في قصة غزوة الحديدىذه يحتمل « ما»{ ما أغنى عنو مالو}: يقوؿ اهلل عز وجل. ، ألف االسم مطابق للفعل«أراه إال سهل لكم من أمركم. افيةن( ما)ال شيء، ويحتمل أف تكوف : أي شيء أغنى عنو مالو وما كسب؟ والجواب: أف تكوف استفهامية والمعنى

أف مالو وما كسب لم يغن : أي ما أغنى عنو، أي لم يغن عنو مالو وما كسب شيئا، وكال المعنيين متالزماف، ومعناىماأنا أعطي كذا : عنو شيئا، مع أف العادة أف الماؿ ينفع، فالماؿ يفدي بو اإلنساف نفسو لو تسلط عليو عدو وقاؿ

يطلب ماال كثيرا أو قليال، ولو مرض انتفع بمالو، ولو جاع انتفع بمالو، وكذا من الماؿ وأطلقني، يطلقو، لكن قد يعني من اهلل . {ما أغنى عنو مالو}: ولهذا قاؿ. فالماؿ ينفع، لكن النفع الذي ال ينجي صاحدو من النار، ليس بنفع

واتدعوا }: كقوؿ نوح. وولدهما أغنى عنو مالو : كأنو قاؿ. وما كسب من الولد: قيل المعنى{ وما كسب}: شيئا قولووأيدوا ىذا القوؿ . يعني بذل الولد{ وما كسب}: فجعلوا قولو[. 94: نوح]{ من لم يزده مالو وولده إال خسارا . «إف أطيب ما أكلتم من كسدكم، وإف أوالدكم من كسدكم»: بقوؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم

األوالد، وتشمل الماؿ المكتسب الذي ليس في يده االف، والصواب أف االية أعم من ىذا، وأف االية تشمل ما أغنى عنو مالو وما }كل ما كسدو مما يزيده شرفا وعزا فإنو ال يغني عنو شيئا . وتشمل ما كسدو من شرؼ وجاه

يعني أف اهلل . للتنفيس المفيد للحقيقة والقرب{ سيصلى}: السين في قولو{ سيصلى نارا ذات لهب}. {كسبلى توعده بأنو سيصلى نارا ذات لهب عن قريب؛ ألف متاع الدنيا والدقاء في الدنيا مهما طاؿ فإف االخرة قريدة، تعا

كأنهم يـو يروف ما يوعدوف لم يلدثوا إال ساعة }حتى الناس في الدرزخ وإف مرت عليهم السنين الطواؿ فكأنها ساعة وامرأتػو }. وشيء مقدر بساعة من نهار فإنو قريب[. 31: قاؼاألح]{ من نهار بالغ فهل يهل إال القـو الفاسقوف

يعني كذل امرأتو معو، وىي امػرأة من أشراؼ قريش لكن لم يغن عنها شرفها شيئا لكونها شاركت { حمالة الحطبها قػرأت بالنصب والرفع، أما النصب فإن{ حمالة الحطب}: وقولو. زوجها في العداء واإلثم، والدقاء على الكفر

أو تكوف منصوبة على الذـ ألف النعت المقطوع يجوز . تكوف حاال المرأة، يعني وامرأتو حاؿ كونها حمالة الحطبصيغة { حمالة{ }حمالة الحطب}وأما على قراءة الرفع فهي صفة المرأة . أي أذـ حمالة الحطب. نصدو على الذـ

و الشوؾ وتضعو في طريق الندي صلى اهلل عليو وسلم مدالغة أي تحملو بكثرة، وذكروا أنها تحمل الحطب الذي في: العنق، والحدل معروؼ، والمسد: الجيد{ في جيدىا حدل من مسد}. من أجل أذى الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم

يعني أنها متقلدة حدال من الليف تخرج بو إلى الصحراء لتربط بو الحطب الذي تأتي بو لتضعو في طريق . الليفاهلل عليو وسلم، نعوذ باهلل من ذل ، وىو إشارة إلى دنو نظرتها، وأنها أىانت نفسها، امرأة من قريش من الندي صلى

أكابر قدائل قريش تخرج إلى الصحراء وتضع ىذا الحدل في عنقها، وىو من الليف مع ما فيػو من المهانة، لكن من وبهذا ينتهي الكالـ بما يسر اهلل عز وجل على ىذه . نسأؿ اهلل العافية. أجل أذية الرسوؿ عليو الصالة والسالـ

. السورة

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين اإلخالص

تفسير سورة اإلخالص

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

. {ن لو كفوا أحد ولم يك * لم يلد ولم يولد * اللو الصمد * قل ىو اللو أحد }

. الدسملة سدق الكالـ عليها

صف لنا رب ؟ فأنزؿ اهلل : أف المشركين أو اليهود قالوا للندي صلى اهلل عليو وسلم: ذكر في سدب نزوؿ ىذه السورة . ىذه السورة

. ف عند المعربينضمير الشأ{ ىو{ }ىو اهلل أحد}الخطاب للرسوؿ عليو الصالة والسالـ، ولألمة أيضا و{ قل}أي ىو اهلل الذي { اهلل أحد}. جملة مستقلة{ اهلل الصمد}. خدر ثاف{ أحد}ىو خدر المدتدأ و{ اهلل}ولفظ الجاللة

متوحد بجاللو وعظمتو، ليس لو مثيل، وليس لو شري ، بل ىو متفرد : أي{ أحد}تتحدثوف عنو وتسألوف عنو أنو : أجمع ما قيل في معناه{ الصمد}مستقلة، بين اهلل تعالى أنو جملة { اهلل الصمد}. بالجالؿ والعظمة عز وجل

فقد روي عن ابن عداس أف الصمد ىو الكامل في علمو، . الكامل في صفاتو، الذي افتقرت إليو جميع مخلوقاتوجميع وىذا يعني أنو مستغن عن . الكامل في حلمو، الكامل في عزتو، الكامل في قدرتو، إلى آخر ما ذكر في األثر

المخلوقات ألنو كامل، وورد أيضا في تفسيرىا أف الصمد ىو الذي تصمد إليو الخالئق في حوائجها، وىذا يعني أف الكامل في صفاتو الذي افتقرت إليو : جميع المخلوقات مفتقرة إليو، وعلى ىذا فيكوف المعنى الجامع للصمد ىو

والولد مشتق من والده وجزء منو كما قاؿ الندي صلى اهلل ألنو جل وعال ال مثيل لو،{ لم يلد}. جميع مخلوقاتو، واهلل جل وعال ال مثيل لو، ثم إف الولد إنما يكوف للحاجة إليو «إنها بضعة مني»: عليو وعلى آلو وسلم في فاطمة

فلهذا لم يلد .واهلل عز وجل مستغن عن ذل . إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل: وقد أشار اهلل عز وجل إلى امتناع والدتو أيضا في قولو تعالى. ألنو ال مثيل لو؛ وألنو مستغن عن كل أحد عز وجل

فالولد يحتاج إلى [. 414: األنعاـ]{ أنى يكوف لو ولد ولم تكن لو صاحدة وخلق كل شيء وىو بكل شيء عليم}

لم }: وفي قولو. ا كاف خالق كل شيء فكل شيء منفصل عنو بائن منوصاحدة تلده، وكذل ىو خالق كل شيء، فإذالمشركوف، واليهود، والنصارى، ألف المشركين جعلوا : رد على ثالث طوائف منحرفة من بني آدـ، وىم{ يلد

: نصارى قالواوال. عزير ابن اهلل: واليهود قالوا. إف المالئكة بنات اهلل: المالئكة الذين ىم عدادالرحمن إناثا، وقالواألنو عز وجل ىو األوؿ الذي ليس قدلو شيء، فكيف { لم يلد ولم يولد}: فكذبهم اهلل بقولو. المسيح ابن اهللأي لم يكن لو أحد مساويا في جميع صفاتو، فنفى اهلل سدحانو وتعالى عن { ولم يكن لو كفوا أحد}! يكوف مولودا؟

إنها »: قاؿ الندي صلى اهلل عليو وسلم. مثيل، وىذه السورة لها فضل عظيمنفسو أف يكوف والدا، أو مولودا، أو لو بدليل أف . ، لكنها تعدلو وال تقـو مقامو، فهي تعدؿ ثلث القرآف لكن ال تقـو مقاـ ثلث القرآف«تعدؿ ثلث القرآف

الث مرات فكأنما قرأ اإلنساف لو كررىا في الصالة الفريضة ثالث مرات لم تكفو عن الفاتحة، مع أنو إذا قرأىا ثفها ىو الندي عليو . القرآف كلو، لكنها ال تجزىء عنو، وال تستغرب أف يكوف الشيء معادال للشيء وال يجزىء عنو

لو المل ولو الحمد، وىو على كل شيء . ال إلو إال اهلل وحده ال شري لو»: الصالة والسالـ أخدر أف من قاؿ، ومع ذل لو كاف عليو رقدة كفارة، وقاؿ «بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيلقدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من

. ىذا الذكر، لم يكفو عن الكفارة فال يلـز من معادلة الشيء للشيء أف يكوف قائما مقامو في اإلجزاء

المغرب، وفي ىذه السورة كاف الرسوؿ عليو الصالة والسالـ يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر، وفي سنة . ركعتي الطواؼ، وكذل يقرأ بها في الوتر، ألنها مدنية على اإلخالص التاـ هلل، ولهذا تسمى سورة اإلخالص

تفسير جزء عم

محمد بن صالح العثيمين الفلك

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

ومن شر حاسد * ومن شر النػفػثػت فى العقد * ومن شر غاسق إذا وقب * من شر ما خلق * قل أعوذ برب الفلق } . {إذا حسد

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

ويجوز أف يكوف أعم من ذل أف الفلق كل ما يطلقو . اإلصداح: رب الفلق ىو اهلل، والفلق{ قل أعوذ برب الفلق}. {فالق اإلصداح}: وقاؿ{ إف اهلل فالق الحب والنوى}: كما قاؿ اهلل تعالى. ى من اإلصداح، والنوى، والحباهلل تعال

أي من شر جميع المخلوقات حتى من شر نفسو، ألف النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت من شر ما { من شر ما خلق}من شر ما }: ، وقولو«من شرور أنفسنا نعوذ باهلل»خلق فأوؿ ما يدخل فيو نفس ، كما جاء في خطدة الحاجة

: وقيل. إنو الليل: الغاسق قيل{ ومن شر غاسق إذا وقب}. يشمل شياطين اإلنس والجن والهواـ وغير ذل { خلقأقم الصالة لدلوؾ الشمس إلى }: إنو القمر، والصحيح إنو عاـ لهذا وىذا، أما كونو الليل، فألف اهلل تعالى قاؿ

. الليل: والليل تكثر فيو الهواـ والوحوش، فلذل استعاذ من شر الغاسق أي[. 79 :اإلسراء]{ غسق الليل

. وأما القمر فقد جاء في الحديث عن الندي عليو الصالة والسالـ أف الندي صلى اهلل عليو وسلم أرى عائشة القمر

ىو { شر غاسق إذا وقب من}: وقولو. ، وإنما كاف غاسقا ألف سلطانو يكوف في الليل«ىذا ىو الغاسق»: وقاؿ: من باب عطف الخاص على العاـ، ألف الغاسق من مخلوقات اهلل عز وجل وقولو{ من شر ما خلق}معطوؼ على

فالليل إذا دخل بظالمو غاسق، وكذل القمر إذا أضاء بنوره فإنو غاسق، وال يكوف ذل . إذا دخل: أي{ إذا وقب}يعقدف الحداؿ وغيرىا، وتنفث . ىن الساحرات{ النفاثات في العقد}{ ومن شر النفاثات في العقد}. إال بالليل

بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، وىي بنفسها الغالب أف وذكر اهلل النفاثات دوف النفاثين؛ ألف . الخديثة تريد شخصا معينا، فيؤثر ىذا السحر بالنسدة للمسحورإف النفاثات : ويحتمل أف يقاؿ{ النفاثات في العقد}: الذي يستعمل ىذا النوع من السحر ىن النساء، فلهذا قاؿ

الحاسد ىو الذي يكره نعمة اهلل على { ومن شر حاسد إذا حسد}. يعني األنفس النفاثات فيشمل الرجاؿ والنساءفيحسده ولكن . إلنساف بماؿ، أو جاه، أو علم أو غير ذل غيره، فتجده يضيق ذرعا إذا أنعم اهلل على ىذا ا

نوع يحسد ويكره في قلدو نعمة اهلل على غيره، لكن ال يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموما : الحساد نوعاف: ولهذا قاؿ. والشر والدالء إنما ىو بالحاسد إذا حسد. مغموما من نعم اهلل على غيره، لكنو ال يعتدي على صاحدو

ومن حسد الحاسد العين التي تصيب المعاف يكوف ىذا الرجل عنده كراىة لنعم اهلل على الغير فإذا . {إذا حسد}ال نستطيع أف نصفو ألنو مجهوؿ، فيصيب ( معنى)أحس بنفسو أف اهلل أنعم على فالف بنعمة خرج من نفسو الخديثة

انا يجن، حتى الحاسد يتسلط على الحديد فيوقف بالعين، ومن تسلط عليو أحيانا يموت، وأحيانا يمرض، وأحياشتغالو، وربما يصيب السيارة بالعين وتنكسر أو تتعطل، وربما يصيب رفاعة الماء، أو حراثة األرض، فالعين حق تصيب بإذف اهلل عز وجل، وذكر اهلل عز وجل الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد؛ ألف

يكمن بو الشر [. 4: الليل]{ والليل إذا يغشى}. الليل ستر وغشاء. في ىذه األحواؿ الثالثة يكوف خفيا الدالء كلوالعائن أيضا خفي تأتي العين من { الحاسد إذا حسد}. أيضا السحر خفي ال يعلم{ النفاثات في العقد}. وال يعلم بو

لهذا السدب خص اهلل . ومع ذل يصيد بالعينشخص تظن أنو من أحب الناس إلي وأنت من أحب الناس إليو من شر }: الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإال فهي داخلة في قولو. ىذه األمور الثالثة

. {ما خلق

ما ىو الطريق للتخلص من ىذه الشرور الثالثة؟ : فإذا قاؿ قائل

ربو، ويفوض أمره إليو، ويحقق التوكل على اهلل، ويستعمل األوراد الطريق للتخلص أف يعلق اإلنساف قلدو ب: قلناالشرعية التي بها يحصن نفسو ويحفظها من شر ىؤالء، وما كثر األمر في الناس في االونة األخير من السحرة اد والحساد وما أشدو ذل إال من أجل غفلتهم عن اهلل، وضعف توكلهم على اهلل عز وجل، وقلة استعمالهم لألور لكن مع . الشرعية التي بها يتحصنوف، وإال فنحن نعلم أف األوراد الشرعية حصن منيع، أشد من سد يأجوج ومأجوج

األسف أف كثيرا من الناس ال يعرؼ عن ىذه األوراد شيئا، ومن عرؼ فقد يغفل كثيرا، ومن قرأىا فقلدو غير حاضر، ما جاءت بو الشريعة لسلموا من شرور كثيرة، نسأؿ اهلل العافية وكل ىذا نقص، ولو أف الناس استعملوا األوراد على

. والسالمة

محمد بن صالح العثيمين الىاش تفسير جزء

عم

{ بسم اللو الرحمػن الرحيم }

* الذى يػوسوس فى صدور الناس * لخناس من شر الوسواس ا* إلػو الناس * مل الناس * قل أعوذ برب الناس } . {من الجنة والناس

. الدسملة تقدـ الكالـ عليها

وىو اهلل عز وجل، وىو رب الناس وغيرىم، رب الناس، ورب المالئكة، ورب الجن، ورب { قل أعوذ برب الناس}أي { مل الناس}. ل شيء، لكن للمناسدة خص الناسالسموات، ورب األرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب ك

أي مألوىهم ومعدودىم، { إلو الناس}. المل الذي لو السلطة العليا في الناس، والتصرؼ الكامل ىو اهلل عز وجلالذي يوسوس في . من شر الوسواس الخناس}. فالمعدود حقا الذي تألهو القلوب وتحدو وتعظمو ىو اهلل عز وجل

. الموسوس: إنها مصدر يراد بو اسم الفاعل أي: قاؿ العلماء{ الوسواس{ }من الجنة والناس. صدور الناسالذي يخنس { الخناس}. ما يلقى في القلب من األفكار واألوىاـ والتخيالت التي ال حقيقة لها: والوسوسة ىي

أدبر الشيطاف لو ضراط حتى ال ولهذا إذا نودي للصالة . وينهـز ويولي ويدبر عند ذكر اهلل عز وجل وىو الشيطافيسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقدل حتى إذا ثوب للصالة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقدل حتى يخطر بين

ولهذا جاء في . اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ال يدري كم صلى: المرء ونفسو، يقوؿ، والغيالف ىي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء «ا باألذافإذا تغولت الغيالف فدادرو »: األثر

أي أف الوساوس تكوف من { من الجنة والناس}: وقولو. مهولة، أو عدو أو ما أشدو ذل فإذا كدر اإلنساف انصرفتوسوسة بني آدـ فما الجن، وتكوف من بني آدـ، أما وسوسة الجن فظاىر ألنو يجري من ابن آدـ مجرى الدـ، وأما

. أكثر الذين يأتوف إلى اإلنساف يوحوف إليو بالشر، ويزينونو في قلدو حتى يأخذ ىذا الكالـ بلدو وينصرؼ إليو

اإلخالص، والفلق، والناس كاف الندي صلى اهلل عليو وسلم إذا أوى إلى فراشو نفث في كفو : ىذه السور الثالثفيندغي لإلنساف أف يتحرى السنة . ، وربما قرأىا خلف الصلوات الخمسومسح بذل وجهو، وما استطاع من بدنو

في تالوتها في مواضعها كما ورد عن الندي صلى اهلل عليو وآلو وسلم، وبهذا نختم آخر جزء من القرآف وىو جزء . واهلل أعلم، وصلى اهلل وسلم على ندينا محمد وعلى آلو وصحدو أجمعين. الندأ