(26هدية لل) قصص تاريخية

1 يا فتية قد طلقوا الدنياللمطلوبينوسناء لنا علم ودماؤكمشهداء أنكم أحسب شهداءغرباء دينهم في ومثالكمالبكا لي وحق أبكيكم شهداءاألعداء بها رحلهم حط قدجزيرة ربوع تبكيكم شهداء يبكيكم شهداء الدهناء والربى وطيبة بدرتبكيكم قبا المصاب ذا من وبكاؤهاأحمد مظلة تبكيكم شهداء

دماء مضوا كانوا إن شهداء

بجسومهمأحياء بفعالهم فهم عنا

الذل ثياب خلعوا قد شهداءقد

حلوا العلياء دونه مكانا

الله بحق صدعوا قد شهداءفي

خشى أمر علماء به صدعا

الجهالء وقضاتها الخنا فئةقتلتهم وقد قتلوا قد شهداء خيانة رفضوا قد شهداء

دينهمبيضاء محجة النبي دين

الجبناء نـامت ال حييتمنفوسهم در لله فـتية ياالنجباء غـابت لما للهنجابة النفوس بذلوا فـتية يا

التضحيات في تاريخهاأمة مشاعر أحيوا فتية ياضياء

ووالء براءة تكون ماذابدمائهم سطروا قد فتية ياوالحسناء الغيداء تفتنهمولم الدنيا طلقوا قد فتية يا

وراء العامـلين ألجر لكمسنة أفـضل والله سنيتمفضالء يا الخير في أسوة ياشعرة فيكم كنت قد ليتني يا

أحسبكم الفردوس نلتم قدأال

أيا طوبى لكم طوبىسعداء

الرحمات فسقتكممن والغفران

هطالء ديمة كريم رب

ا فـتية يا روحه تنـهش والفهدنايف رآهم لماألدواء

الذعر من مالمحه صارتالذي

حرباء وكأنه به يسري

السعود آل تفرحوا البعرضهم

عمالء يا التلفاز شاشة في

بلهاء يا الناس الغالم أحياكما جيل بعرضهم فليحيينالغراء األمة تعود حتىينثني لن سيفه تقلد جيل

الزليطني. الله عبد أبي شعر من- 11

2

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الظلماء تلكم عنا وتزاحوأرضنا القبلتان تعود حتىبناء يعاد ألن األوان آنقد اإلسالم فتية ولبوا هبواالشهداء ولتهنأ اللقا صدقربكم يراكم ألن األوان آن

الرحيم الرحمن الله بسمالمقدمة

لهم وأوضح سبيال مرضاته إلى المتقين لعباده سهل الذي لله الحمد له فأقروا له عبيدا واتخذهم دليال عليها الرسول إتباع وجعل الهداية طرق

3

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين بروح وأيدهم اإليمان قلوبهم في وكتب وكيال دونه من يتخذوا ولم بالعبودية أقام الذي لله والحمد رسوال وبمحمد دينا وباإلسالم ربا بالله رضوا لما منه األمة هذه واختص كفيال المرسلين سنن ببيان يكون من الفترات أزمنة في خالفهم من وال خذلهم من يضرهم ال الحق على طائفة فيها تزال ال بأنه

إلى ضل من يدعون قبيال حربهم على الثقالن اجتمع ولو أمره يأتي حتى ويحيون العمى أهل الله بنور ويبصرون األذى على منهم ويصبرون الهدى إلبليس قتيل من فكم قيال وأقومهم هديا الناس أحسن فهم الموتى بكتابه

في مبتدع ومن هدوه قد رشده طريق يعلم ال جاهل ضال ومن أحيوه قد رموه قد الحق بشهب الله دين مرضاته وابتغاء الله في جهادا لحججه وبيانا في فحاربوا وجناته رضوانه ونيل لديه للزلفى وطلبا وبيناته العالمين على البدعة ألوية عقدوا الذين المستقيم وصراطه القويم دينه عن خرج من الله

على واتفقوا الكتاب في واختلفوا الكتاب وخالفوا الفتنة أعنة وأطلعوا وهو أحمده بديال منه غيره وارتضوا ظهورهم وراء ونبذوه الكتاب مفارقة

له رب ال أنه يعلم من استعانة وأستعينه وقضاه قدره ما كل على المحمود لقبول اختاره ممن عليهم أنعم الذين سبل وأستهديه سواه له إله وال غيره من وأستغفره عطاياه من بالمزيد كفيل والشكر واشكره وارتضاه الحق

وسيئات نفسي شر من بالله وأعوذ وهداه القلب بين تحول التي الذنوب األهواء من به وأعتصم وخطاياه بذنوبه ربه إلى فار عبد استعاذة عملي

وأشهد نزيال وبحماه معتصما به أصبح من خاب فما المضلة والبدع المردية وأتحملها الشاهدين مع بها أشهد شهادة له شريك ال وحده الله إال اله ال أن

حلله ما الحالل أن وأشهد الدين ليوم عدة الله عند وأدخرها الجاحدين عن الله وأن فيها ريب ال آتية الساعة وأن شرعه ما والدين حرمه ما والحرام

أن وأشهد القبور في من يبعث المرتضى ونبيه المصطفى عبده محمدا يوحى وحي إال هو إن الهوى عن ينطق ال الذي المصدوق الصادق ورسوله

أرسله أجمعين العباد على وحجة للسالكين وحجة للعالمين رحمة أرسله السبل وأوضح الطرق أقوم إلى به فهدى الرسل من فترة حين على

وسد بحقوقه والقيام وتبجيله وتوفيره وتعظيمه طاعته العباد على وافترض له ورفع صدره له فشرح طريقه من إال ألحد يفتح فلم الطرق جميع إليه

به وفتح الغي من به وأرشد العمى من به وبصر الجهالة من به وعلم ذكره أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا راد عنه يرده ال الله بأمر قائما يزل فلم غلفا بعد األرض برسالته أشرقت أن إلى صاد عنه يصده ال الله إلى داعيا

في الشمس سير دعوته وسارت شتاتها بعد القلوب وتألفت ظلماتها به وأتم الدين به الله أكمل فلما والنهار الليل بلغ ما دينه وبلغ األقطار كرامته من األعلى الرفيق إلى ونقله به استأثر المؤمنين عباده على النعمة

المحجة على تركها وقد األمة ففارق جناته أعلى من األسنى األرفع والمحل آله وعلى عليه الله فصلى الهالكين من كان من إال عنها يزيغ ال التي البيضاء

4

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين عليهم مقيمة نواألرضي تالسماوا بدوام دائمة صالة الطاهرين الطيبين.. بعد أما ، تحويال وال عنهم انتقاال تروم ال أبدا

إليهم الكئيب الواقع هذا تغيير عاتقهم على حملوا الذين المجاهدين فإلى أقول: إليهم الناس يتخطفهم أن يخافون األرض في مستضعفون قليل وهم

سنة يوقفها أن أحد يستطيع ال تمضي الله وسنة نفسه يعيد التاريخ إن الله لسنة تجد ولن قبل من خلوا الذين في الله )األحزاب:تبديال62) لين سنت إال ينظرون فهل الله لسنت تجد فلن األو تبديال

الله لسنت تجد ولن قد التي الله سنة( 43اآلية )فاطر: من تحويال الله لسنة تجد ولن قبل من خلت قد من سنة (23)الفتح: تبديال

لسنتنا تجد وال رسلنا من قبلك أرسلنا وبما ،( 77)االسراء: تحويال تحكم التي الكافرة األنظمة هذه وقلب التغيير على عزمتم قد أنكم

كئيب الواقع أن الحسبان في تضعوا أن بد فال المسلمين كافرة أنظمة جدا العالم تمأل وأحزاب وفرق والموارد والشيوخ واإلعالم المال تملك متسلطة منهزمة إلى مبتدعة إلى ضالة إلى كافرة وأحزاب فرق بين ما اإلسالمي

عاشوا قد والمسلمون .....الخ واإلستعباد الذل هذا تحت متطاولة عقودا صلى محمد أسالفكم سار وكما التغيير جيل وأنتم هزيمة جيل بحق فهم واقع في أتوا فقد فسيروا عليهم الله رضوان وصحابته وسلم عليه الله

كئيب أن وجل عز الله بفضل فاستطاعوا للبشرية مزرية وأوضاع أيضا والطغيان والظلم الكفر وجه في واحد رجل وقفة يقفوا وأن واقعهم يقلبواتوا العرب جزيرة فتحوا معدودة سنوات وفي ثم اإلسالم دولة أركان وثب

من تمتد اإلسالم بدولة وإذا قرن نصف من أقل وفي للعالم فاتحين اتجهوا والصين والسند الهند غربا. واألندلس األقصى المغرب إلى شرقا

فطوردوا الطريق مشاق على نفوسهم وطنوا بل فراغ من ذلك يأت لم العاقبة كانت ثم وأموالهم أهلهم وبين بينهم وفرق وقتلوا وسجنوا وعذبوا

الله بإذن نهجهم على الصحابة أحفاد فأنتم نفسه يعيد التاريخ هو وها لهم التبعات كل على فاصبروا متبعون التغيير في ولطريقتهم سائرون

النكوص من حذار فحذار الله بإذن قريب والنصر تواجهونها التي والمشاق أسوة الله رسول في لكم كان لقدالثبات الله وأدعو التبديل أو

الله وذكر اآلخر واليوم الله يرجو كان لمن حسنة ا كثيرا * ولم وصدق ورسوله الله وعدنا ما هذا قالوا األحزاب المؤمنون رأى إال زادهم وما ورسوله الله إيمانا رجال المؤمنين من* وتسليما

من ومنهم نحبه قضى من فمنهم عليه الله عاهدوا ما صدقوا بدلوا وما ينتظر ( .23:21( )األحزابتبديال

أول اإلسالم جاء الدين(: )يوم )هذا كتاب في الله رحمه قطب سيد يقول الكرة وواقع العربية، الجزيرة واقع ضخم واقع وجهه في وقف مرة

قيم وجهه في ووقفت وتصورات؛ عقائد وجهه في األرضية!.. وقفت

5

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين مصالح وجهه في ووقفت وأوضاع؛ أنظمة وجهه في ووقفت وموازين؛ وعصبيات..

العربية الجزيرة في الناس واقع وبين جاء يوم اإلسالم بين المسافة كانت عليها يريدهم التي النقلة وكانت سحيقة، هائلة مسافة األرضية، الكرة وفي

بعيدة... بعيدة من وألوان المصالح؛ من وأشتات التاريخ؛ من أحقاب الواقع تسند وكانت كلها وتقف القوى؛ بتغيير يكتفي ال الذي الجديد؛ الدين هذا وجه في سدا واألخالق والتقاليد، والعادات والموازين، والقيم والتصورات، العقائد

واألوضاع، األنظمة يغير أن ىعل ويصر كذلك يريد والمشاعر... إنما قيادة انتزاع على يصر واألرزاق. كما األموال وتوزيع والقوانين، والشرائعاإلسالم!. وإلى الله إلى ليردها والجاهلية، الطاغوت يد من البشرية

الذي الجديد الدين هذا أن الزمان ذلك في كان من لكائن قيل أنه ولو كلها، األرض قوى تسنده الذي الهائل، الواقع ذلك وجه في كله، هذا يحاول

من قرن نصف من أقل في الواقع هذا سيبدل الذي وهو سينتصر، الذي هوواالستنكار! واالستهزاء السخرية إال القول هذا لقي لما الزمان،

ليخليه مكانه، عن تزحزح ما سرعان الضخم، الهائل الواقع هذا ولكن ليخرجها البشرية مقادة الجديد القائد تسلم ما الجديد. وسرعان للوافد

اإلسالم!. راية تحت الله، بشريعة ويقودها النور، إلى الظلمات من يبدو الذي هذا وقع كيف ويسحقهم الواقع يبهرهم من تقدير في مستحيالواألوضاع؟!. األمور يزنون وهم ثقله، وسلم....أن عليه الله صلى الله عبد بن واحد. محمد رجل استطاع كيف كلها العربية الجزيرة وجه في األقل على أو كلها، الدنيا وجه في وحده يقف منشأ في كلهم العرب سادة قريش وجه في األقل على أو ؟ األمر أول في

واألنظمة والموازين والقيم والتصورات، العقائد تلك وأمام الدعوة؟ كله؛ هذا ويبدل كله، هذا على ينتصر ثم والعصبيات، والمصالح واألوضاع،

الجديد؟ والتصور الجديد، المنهج أساس على الجديد، النظام ويقيم ولم وعواطفهم، مشاعرهم يداهن ولم وتصوراتهم، عقائدهم يتملق لم إنه

لهم يقول أن أمر يتمكن... انه حتى يتمسكن وقيادتهم.. لم آلهتهم يهادنالقوى: جميع عليه تتألب مكة، في وهو األولى، األيام منذما عابدون أنتم *وال تعبدون ما أعبد * ال الكافرون أيها يا قل

* لكم أعبد ما عابدون أنتم *وال عبدتم ما عابد أنا * وال أعبد( . ) الكافرون دين ولي دينكم

عبادتهم، عن وعبادته دينهم، عن دينه افتراق لهم يعلن بأن يكتف فلم ييئسهم أن كذلك أمر فيها. بل لقاء ال كاملة مفاصلة هذا في ومفاصلتهم

ما عابد أنا وال : عليهم المستقبل. فكرر في اللقاء هذا إمكان من األمر، هذا في المفاصلة ... وباطراد أعبد ما عابدون أنتم *وال عبدتم

. دين ولي دينكم لكم : فيه التقاء ال الذي

6

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين له أن بادعاء يبهرهم لم كذلك وهو وال بشرية غير مزايا وال سريا، سلطانا الله خزائن عندي لكم أقول ال قل لهم: يقول أن أمر بل سرية موارد

إلي يوحى ما إال أتبع إن ملك إني لكم أقول وال الغيب أعلم وال. (50)األنعام: تتفكرون أفال والبصير األعمى يستوي هل قل على ينتصر حين يتبعونه، لمن والمغانم بالمناصب الوعود يوزع ولم

في القبائل على نفسه يعرض النبي إسحاق: "كان ابن قال مخالفيه إليكم، الله رسول إني فالن، بني "يايقول: الحج موسم الموسم تعبدون ما تخلعوا وأن شيئا، به تشركوا وال تعبدوه أن يأمركم

بي، وتصدقوا بي تؤمنوا وأن األنداد، هذه من دونه من .به" بعثني ما الله عن أبين حتى وتمنعوني

فدعاهم صعصعة، بن عامر بني أتى الزهري: أنه إسحاق: وحدثني ابن قال له: بيجرة يقال منهم رجل نفسه. فقال عليهم وعرض وجل، عز الله إلى العرب! ثم به ألكلت قريش من الفتى هذا أخذت أنى لو فراس: والله بن

من على الله أظهرك ثم أمرك، على بايعناك نحن إن له: أرأيت قال يشاء". حيث يضعه لله قال: " األمر بعدك؟ من األمر لنا أيكون خالفك،

لغيرنا؟ األمر كان الله أظهرك فإن للعرب، نحورنا له: أفتهدف قال: فقالعليه"... بأمرك! فأبوا لنا حاجة ال

ذلك قهر على الواحد الرجل ذلك قوى كيف وقع؟ الذي وقع إذن كيف الواقع؟

هذا في يعمل ال أنه أعلن تتكرر. فقد ال خارقة بمعجزة يقهره لم إنه الذي وقع للخوارق.. إنما لطلبهم واحدة مرة يستجب ولم بخارقة؛ الحقل

إليها. واستجابوا بها الناس أخذ كلما تتكرر دائمة سنة وفق وقع الواقع وراء من تعامل ألنه المنهج، هذا غلبة من وقع الذي وقع لقد

ال هائل، ضخم أسلفنا كما رصيد المكنون. وهو الفطرة رصيد مع الظاهري اتجاه في ويطلق ويوجه، ويجمع يستنقذ حين الظاهري؛ الركام هذا يغلبه

مرسوم! وكانت البشرية، ضمير على ترين والمحرفة الفاسدة المعتقدات كانت وعقولهم الناس تصورات تزحم كما الكعبة فناء تزحم الزائفة اآللهة

اآللهة هذه كواهل على تقوم واالقتصادية القبلية المصالح . وكانت وقلوبهم الناس، حياة في أوضاع ومن وكهانة، سدانة من وراءها وما الزائفة، والكهنة السدنة وإعطاء العباد؛ بين األلوهية خصائص توزيع من مستمدة

الحياة!!! مناهج ووضع للناس، االشتراع حق ال التي الفطرة الله. ويخاطب إال اله بال كله الواقع هذا يواجه اإلسالم وجاء

لها تعرف التي وصفاته وخصائصه الحق، بربهم الناس ويعرف الله إال إلها أغير قلتعالى: الله . قال والركام األنقاض تحت من فطرتهم تعرفها

ماوات فاطر وليا أتخذ الله يطعم وهو واألرض الس يطعم وال أسلم من أول أكون أن أمرت إني قل المشركين من تكونن وال

7

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين يصرف * من عظيم يوم عذاب ربي عصيت إن أخاف إني * قل الله يمسسك * وإن المبين الفوز وذلك رحمه فقد يومئذ عنه بضر له كاشف فال شيء كل على فهو بخير يمسسك وإن هو إال

أي * قل الخبير الحكيم وهو عباده فوق القاهر * وهو قدير هذا إلي وأوحي وبينكم بيني شهيد الله قل شهادة أكبر شيء

آلهة الله مع أن لتشهدون أئنكم بلغ ومن به ألنذركم القرآن قل أخرى ا بريء وإنني واحد إلـه هو إنما قل أشهد ال م م

( .19: 14 . ) األنعام تشركون دون من تدعون الذين أعبد أن نهيت إني قل سبحانه: ويقول

قل الله وما إذا ضللت قد أهواءكم أتبع ال * قل المهتدين من أنابي من بينة على إني إن به تستعجلون ما عندي ما به وكذبتم ر

الحكم عندي أن لو * قل الفاصلين خير وهو الحق يقص لله إال أعلم والله وبينكم بيني األمر لقضي به تستعجلون ما

الغيب مفاتح * وعنده بالظالمين يعلمها ال في ما ويعلم هو إال ورقة من تسقط وما والبحر البر يعلمها إال ظلمات في حبة وال

األرض رطب وال يابس وال بين كتاب في إال الذي * وهو ماكم ليقضى فيه يبعثكم ثم بالنهار جرحتم ما ويعلم بالليل يتوف

* وهو تعملون كنتم بما ينبئكم ثم مرجعكم إليه ثم مسمى أجل أحدكم جاء إذا حتى حفظة عليكم ويرسل عباده فوق القاهرته الموت وهم رسلنا توف طون ال * ثم يفر موالهم الله إلى ردوا

الحق يكم من * قل الحاسبين أسرع وهو الحكم له أال من ينج تدعونه والبحر البر ظلمات عا هـذه من أنجانا لئن وخفية تضراكرين من لنكونن يكم الله * قل الش نها ينج ثم كرب كل ومن م

من عذابا عليكم يبعث أن على القادر هو * قل تشركون أنتم يلبسكم أو أرجلكم تحت من أو فوقكم بأس بعضكم ويذيق شيعا

ف كيف انظر بعض :56 ) األنعام يفقهون لعلهم اآليات نصر65.)

الواقع ركام وراء من يخاطبها الذي القديم، الصوت إلى الفطرة واستمعت الجديدة الدعوة وانتصرت الواحد إلهها إلى العريض.وثابت التيه الثقيل،في

الثقيل! الواقع على الجميع ووقف الناس الناس يعبد أن واحد.امتنع إله إلى الناس ثاب وعندما الواحد لإلله الرؤوس كل انحنت يوم البعض بعضهم أمام الرؤوس رافعي واألجناس المتفاضلة، الدماء أسطورة عباده. وانتهت فوق القاهر

والسلطان... والحكم الشرف ووراثة المتفاضلة،؟ هذا وقع كيف ولكن

مادية وعنصرية، طبقية مصالح وراءه اجتماعي، واقع هناك كان لقد حولها. من األرض في وسائد العربية، الجزيرة في سائد ومعنوية. واقع

8

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين والرازحين يسأمونه، ال به المنتفعين ألن أحد، اعتراض محل ليس واقعينكرونه!. ال تحته لنفسها "الحمس" وتفرض نفسها تسمى قريش كانت وتقاليد حقوقا

الناس يقف حين بالمزدلفة الحج في العرب. وتقف لسائر ليست جميعا على يفرضونها اقتصادية منافع االمتيازات هذه على بعرفات! ويقيمون

مون سائر يشترونها مالبس في إال بالبيت يطوفوا أال عليهم العرب. فيحت عراة؟ بالبيت طافوا وإال قريش؟ من

اختالف على القائمة بالتفرقات تعج الجزيرة حول من كلها األرض وكانتوتفاضلها... واألجناس الدماء

اإليراني المجتمع كان بين والحرف. وكان النسب اعتبار على مؤسسا صلة. بينها تصل وال جسر، عليها يقوم ال واسعة هوة المجتمع طبقات منهم أحد يشتري أن العامة على تحظر الحكومة وكانت أو ألمير عقارا

الذي بمركزه واحد كل يقتنع أن الساسانية السياسة قواعد من كبير. وكان غير حرفة يتخذ أن ألحد يكن فوقه. ولم لما يستشرف وال نسبه، منحه

يولون ال إيران ملوك لها. وكان الله خلقه التي الحرفة من وظيفة وضيعا بعض على بعضها متميزة طبقات كذلك العامة وظائفهم. وكان تميزا

المجتمع. في محدد مركز واحد لكل وكان واضحا، الهي. دم عروقهم في يجري أنه يدعون فارس ملوك األكاسرة وكانت ويرونهم بألوهيتهم، األناشيد وينشدون كآلهة، إليهم ينظرون الفرس وكان لسانهم، على اسمهم يجري ال البشر، وفوق االنتقاد، وفوق القانون، فوق

لهم أن ويعتقدون مجلسهم؛ في أحدهم يجلس وال إنسان كل على حقا أموالهم فضول من ألحد يرضخون ما عليهم. وأن حق إلنسان ،وليس للناس وليس استحقاق، غير من وتكرم، صدقة هو فإنما نعمهم وفتات والطاعة. وخصصوا السمع إال قبلهم بيتا فكانوا ـ الكياني بيت هو ـ معينا

الخراج. وهذا ويجبوا التاج، يلبسوا أن الحق وحدهم ألفراده أن يعتقدون فيهم يتنقل الحق كابر، عن كابرا وال ظالم، إال ذلك ينازعهم ال جد، عن وأبا

ال المالك، البيت في وبالوراثة بالملك يدينون نذل،. فكانوا دعي إال ينافسهم عنه يرون وال بدال، به يبغون األسرة هذه من يجدوا لم . فإذا محيصا كبيرا عليهم ملكوا يجدوا لم وإذا طفال بعد ملكوا فقد امرأة عليهم ملكوا رجال

بن خسرو زاد "فرخ وملك سنين سبع ابن "أردشير" وهو "شيرويه" ولده ابنة كذلك وملكت كسرى بنت بوران وملكوا طفل أبرويز" وهو كسرى عليهم. يملكوا أن ببالهم يخطر دخت" ولم لها: "أزرمى يقال ثانية كسرى

أو كبيرا، قائدا "جابان" وغيرهما. ألنهم "رستم" و مثل رؤسائهم، من رئيساالملكي!. البيت من ليسوا باإلنسان. اإلنسان يصنع ما وأبشع اعنف من الهند في الطبقات نظام وكان

البرهمية، الحضارة الهند في ازدهرت قرون بثالثة المسيح ميالد "وقبل سياسي مدني قانون فيه وألف الهندي، للمجتمع جديد مرسوم فيها ووضع

9

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين وأصبح عليه، اتفق رسميا، قانونا وهو ومدنيتها، البالد حياة في دينيا، ومرجعااآلن: "منوشاستر"... المعروف

متميزة. وهي: طبقات أربع إلى األهالي القانون هذا "يقسمالدين. ورجال الكهنة : طبقةالبراهمة ـ1 الحرب : رجالشترى ـ2 والتجارة. الزراعة : رجالويش ـ3. الخدمة : رجال شودر ـ4

القانون: هذا "منو" مؤلف ويقول من وشترى فمه، من البراهمة العالم لمصلحة خلق قد المطلق القادر "إن

فرائض لهم أرجله! ووزع من والشودر أفخاذه، من وويش سواعده لآللهة. النذور تقديم "ويد" أو تعليم البراهمة العالم. فعلى لصالح وواجبات وتقديم والتصدق الناس، "الشترى" حراسة الصدقات. وعلى وتعاطي

"ويش" رعي الشهوات. وعلى عن "ويد" والعزوف ودراسة النذور "لشودر" والزراعة. وليس "ويد" والتجارة وتالوة بخدمتها والقيام السائمة

الثالث!. الطبقات هذه خدمة إال امتيازات البراهمة طبقة القانون هذا منح "وقد باآللهة. ألحقتهم وحقوقا العالم في ما وان الخلق، ملوك وهم الله، صفوة هم البراهمة : إن قال فقد مال من يأخذوا أن ولهم األرض، وسادة الخالئق أفضل فانهم لهم، ملك هو

ماله وكل شيئا، يملك ال العبد ألن شاءوا ما جريرة غير من شودر عبيدهم رجل المقدس( هو ويد" )الكتاب "رك يحفظ الذي البرهمي وأن لسيده في حتى للملك يجوز وأعماله: وال بذنوبه الثالثة العوالم أباد ولو له، مغفور

منهم يأخذ أو جباية، البراهمة من يجبي أن والفاقة االضطرار ساعات اشد برهمي استحق وان جوعا، يموت أن بالده في لبرهمي يصح وال إتاوة،فيقتل!. غيره أما رأسه، يحلق أن إال للحاكم يجز لم القتل، دون وشودر( ولكنهم )ويش الطبقتين فوق كانوا فان الشترى " أما

عمره من العاشرة في هو الذي البرهمي بكثير. فيقول: "منو" إن البراهمةولده!. الوالد يفوق كما ،ةمائ ناهز الذي الشترى يفوق القانون هذا بنص الهندي المجتمع في "المنبوذون": فكانوا شودر " أما

بأن القانون الكالب. فيصرح من وأذل البهائم، من أحط الديني المدني بغير ثواب أو اجر لهم وليس البراهمة، بخدمة يقوموا أن شودر سعادة "من يدخروا أو ماال، يقتنوا أن لهم وليس ذلك البراهمة! وإذا يؤذي ذلك فان كنزا وإذا يده، قطعت به ليبطش عصا أو يدا برهمي إلى المنبوذين من أحد مد

يجالس أني المنبوذين من أحد هم وإذا رجله، فدعت غضب في رفسه إذا البالد. وأما من وينفيه يحرمه أو إسته، يكوي أن الملك فعلى برهميا سقى يعلمه أنه ادعى لسانه. وإذا فيقتلع سبه، أو بيد، مسه زيتا فائرا

من والبومة. ورجل والغراب والوزغ والضفدعة والقطة الكلب قتل وكفارة!!!". سواء المنبوذة، الطبقة

10

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين يوفره الذي الترف، أساس على فقامت الشهيرة الرومانية الحضارة أما أساس األشراف! وعلى من الباقي للربع العبيد، من سكانها أرباع ثالثة

الكريمة الطبقات والعبيد. وبين السادة بين القانون نصوص في التفرقةوالوضيعة:

الشهيرة: القانونية جوستنيان مدونة في جاء كريمة بيئة من كان إن فعقوبته عذراء، أو مستقيمة أرملة يستهو " ومن

من والنفي الجلد فعقوبته ذميمة بيئة في كان وإن ماله، نصف مصادرةاألرض".

الواقع هذا كان وبينما الفطرة يخاطب اإلسالم كان كلها، األرض في سائدا وكانت تعرفه وال كله هذا تنكر التي الواقع. الفطرة ركام تحت من

الثقيل. الواقع هذا من أقوى اإلسالم لنداء الفطرة استجابة للناس يقول سبحانه الله إلى الفطرة استمعت إنا الناس أيها يا: جميعا

وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم إن لتعارفوا وقبائل شعوبا( .13اآلية )الحجرات: منأتقاكم الله عند أكرمكم

حيث من أفيضوا ثم : خاصة لقريش يقول سبحانه إليه واستمعت(.199اآلية )البقرة: من الناس أفاض

ربكم إن الناس أيها جميعا: "يا للناس يقول الله رسول إلى واستمعت اتقاكم الله عند أكرمكم إن تراب من وآدم آلدم كلكم واحد أباكم وان واحد، وال أبيض على ألحمر وال عربي، على لعجمي وال عجمي، على لعربي وليس". بالتقوى إال فضل أحمر على ألبيض

قريش.. اشتروا معشر "ياخاصة: لقريش يقول إليه واستمعت ال مناف عبد بني ويا شيئا، الله من عنكم أغنى ال أنفسكم،

الله من عنكم أغني أغني ما المطلب، عبد بن عباس يا ، شيئا من شئت ما سليني محمد بنت فاطمة يا شيئا، الله من عنك

عليه. متفقشيئا" الله من عنك أغني ال ، مالي الواقع ركام عنها وأزاحت المستجاب، النداء إلى الفطرة استمعت القابلة المطردة، الله سنة وفق وقع ما اإللهي.. ووقع المنهج مع وانطلقت

حين. كل في للوقوع اقتصادها يقوم وعليه العربية، الجزيرة في السائد هو الربوي النظام وكان

ضيقة. حدود في فردية معامالت مجرد كانت أنها أحد يحسبن وال األساسي اليمن ومع الصيف، رحلة في الشام مع ضخمة تجارة لقريش قامت فقد قريش. وال أموال رؤوس التجارة هذه في توظف وكانت الشتاء رحلة في

غزوة في المسلمون لها ترصد التي سفيان أبي قافلة أن ننسى أن يجوز بعير ألف تحوي كانت منها، خير هو ما لهم الله وقسم منهم، أفلتت ثم بدر،

ال محدودة، فردية معامالت مجرد الربا كان بالبضائع! ولو موسوقة نظاما المفزعة الحملة هذه سبحانه الله من استحق ما االقتصادية للحياة شامال

11

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين عليه الله صلى الرسول من الحملة تلك متابعة وال القران، في المتكررةحديثه!. في وسلم

كان عليها، يقوم الذي االقتصاد وهذا التجارية، الحركة وهذه األموال، هذه البالد اقتصاديات تجمعت الربوي. وفيه النظام أساس على كله يقوم تقريبا هم اقتصادها المدينة. وأصحاب في الحياة تقوم كانت فكذلك البعثة، قبيل

اليهود!. اقتصاد قاعدة اليهود. والربا واقعا هذا وكان البالد!. حياة عليه تقوم اقتصاديا

بدله ويعرض الجارم؛ الظالم األساس هذا ينكر اإلسالم.. جاء جاء ثم . والتكافل والتعاون الحسن والقرض الزكاة آخر: أساس أساسا

ا والنهار بالليل أموالهم ينفقون الذين فلهم وعالنية سر ربهم عند أجرهم عليهم خوف وال * الذين يحزنون هم والبا يأكلون الر يقومون ال يطان يتخبطه الذي يقوم كما إال من الش بأنهم ذلك المس با مثل البيع إنما قالوا البيع الله وأحل الرم با وحر به من موعظة جاءه فمن الر سلف ما فله فانتهى ر خالدون فيها هم النار أصحاب فأولـئك عاد ومن الله إلى وأمره

با الله * يمحق دقات ويربي الر والله الص ار كل يحب ال * أثيم كف الذين إن آمنوا الحات وعملوا الص الة وأقاموا الص كاة وآتوا الز

ربهم عند أجرهم لهم عليهم خوف وال أيها * يا يحزنون هم وال الذين آمنوا الله اتقوا با من بقي ما وذروا ؤمنين كنتم إن الر * م لم فإن تفعلوا ن بحرب فأذنوا فلكم تبتم وإن ورسوله الله م

أموالكم رؤوس تظلمون ال عسرة ذو كان * وإن تظلمون وال وأن ميسرة إلى فنظرة * تعلمون كنتم إن لكم خير تصدقواا نفس كل توفى ثم الله إلى فيه ترجعون يوما واتقوا كسبت م

وهم . يظلمون ال األساس من واشمأزت فيه هي مما خير الله دعوة أن الفطرة ووجدت األوضاع في االنتقال مشقة ومع عليه الربوي النظام يقوم الذي الهابط

أقوى الفطرة استجابة كانت فقد الناس، حياة عليها تقوم التي االقتصادية ما الجاهلية. وكان اللوثة تلك من المسلم المجتمع وتطهر ، الواقع ثقل من

تحت من فانتفضت الفطرة دعيت كلما تتكرر التي الله سنة كان. وفقواألنقاض!. الركام

تحت من وانتفاضها للواقع، الفطرة مغالبة من الثالثة األمثلة بهذه ونكتفي أنشأته الذي الخارجي الواقع على وانتصارها واألنقاض، الركام

والتقاليد... األوضاع وواقع والتصور العقيدة واقع تمثل الجاهليات... وهي ال من يراه الذي الواقع ألوان أقوى والتعامل... وهي االقتصاد وواقع

ال التي الساحقة الحقيقة هو وكأنه الفطرة، وقوة العقيدة، قوة يدركونعقيدة!. وال لفطرة بها قبل

12

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين مستسلما يقف لم اإلسالم إن ولكنه الواقع هذا أمام اليدين مكتوف عاجزا القوي أساسه على الفريد، السامق بناءه مكانه وأقام بدله، أو ألغاه،

العميق. سنة وفق حدث ما حدث فقد أخرى مرة يحدث أن يمكن مرة حدث وما

الفطرة رصيد على البناء ذلك قام وقد خارقة معجزة وفق وال جارية، اتجاهه في ويطلقه ويوجهه، ، ويجمعه الرصيد، هذا يستنقذ من لكل المدخر

الصحيح. في استقر بما الصحيح، االتجاه هذا على أقدر تكون قد اليوم والبشرية

المعارضة. أقسى واجه الذي األول، المد ذلك آثار من حياتها وفي تاريخهااآلثار..(. أعمق بعده من وخلف طريقه، في انساح ثم

المطلوبين محب كتبهاألزدي جندل أبو

هـ10/11/1424 الطواغيت وأبصار أسماع عنه الله صرف

وأذنابهم

يترقب خائفا يخرج السالم عليه موسى الله نبي

13

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين

وسلم عليه الله صلى موسى قصة أخذت نصيبا عز الله كتاب من كبيرا من وكان ...الخ فرعون مواجهة إلى وبعثته شبابه إلى طفولته منذ وجل أخبره من جاءه حين ومالئه فرعون من هروبه قصة القصص تلك بين

خرج بل يستسلم فلم األمنية فرعون أجهزة أروقة في تتم التي بالمؤامرة وبقي فتزوج فيها أموره الله ويسر مدين تلقاء واتجه المدينة من مباشرة

وجل عز الله بعثه ثم سنوات ثمان من أكثر وهو األجل تم أن إلى فيهاا منكم ففررت وعلما حكما له ووهب ربي لي فوهب خفتكم لم الدروس من فيها والقصة ( 21 ) الشعراء المرسلين من وجعلني حكما اإلسالمية األمة لواقع الجذري التغيير يريد من كل يحتاجه ما والعبر

: وجل عز الله يقول ، يعيشونها التي الذل وطأة من بالمسلمين والنهوضن رجل وجاء إن موسى يا قال يسعى المدينة أقصى م المأل

منها * فخرج الناصحين من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون ب خائفا ني رب قال يترق ا الظالمين القوم من نج ه * ولم توجبيل سواء يهديني أن ربي عسى قال مدين تلقاء ا الس ورد * ولم

ة عليه وجد مدين ماء ن أم دونهم من ووجد يسقون الناس م يصدر حتى نسقي ال قالتا خطبكما ما قال تذودان امرأتينعاء فقال الظل إلى تولى ثم لهما * فسقى كبير شيخ وأبونا الر

تمشي إحداهما * فجاءته فقير خير من إلي أنزلت لما إني رب لنا سقيت ما أجر ليجزيك يدعوك أبي إن قالت استحياء علىا القوم من نجوت تخف ال قال القصص عليه وقص جاءه فلم

استأجرت من خير إن استأجره أبت يا إحداهما * قالت الظالمين على هاتين ابنتي إحدى أنكحك أن أريد إني * قال األمين القوي

أريد وما عندك فمن عشرا أتممت فإن حجج ثماني تأجرني أنالحين من الله شاء إن ستجدني عليك أشق أن ذلك * قال الص

ما على والله علي عدوان فال قضيت األجلين أيما وبينك بيني ( . 28 : 20 ) القصص وكيل نقولاحين فرعون : )فأرسل الله رحمه كثير ابن يقول موسى, فأخذ ليقتلوا الذب موسى يطلبون هينتهم على يمشون األعظم الطريق في فرعون رسل المدينة, أقصى من موسى شيعة من رجل يفوتهم, فجاء أن يخافون ال وهم

فاختصر الفتون من فأخبره, وذلك موسى إلى سبقهم حتى طريقا موسى ....فخرج له ذلك, وليس قبل بالء يلق ولم مدين نحو متوجها أن ربي عسى قال: وجل, فإنه عز بربه ظنه حسن إال علم بالطريقبيل سواء يهديني ا الس ة عليه وجد مدين ماء ورد * ولم ن أم م بذلك يعني تذودان امرأتين دونهم من ووجد يسقون الناس

؟ الناس مع تسقيان ال معتزلتين خطبكما لهما: ما غنمهما, فقال حابستين

14

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين فسقى حياضهم فضول من نسقي وإنما القوم نزاحم قوة لنا قالتا: ليس ماء الدلو في يغترف فجعل لهما الرعاء, فانصرفتا أول كان حتى كثيرا

وقال: بشجرة فاستظل السالم عليه موسى أبيهما, وانصرف إلى بغنمهما فقير خير من إلي أنزلت لما إني رب سرعة أبوهما واستنكر

بغنمهما صدورهما بما لشأنا, فأخبرتاه اليوم لكما بطانا, فقال: إن حفال كلمه فدعته, فلما موسى تدعوه, فأتت أن إحداهما موسى, فأمر صنع

علينا لقومه وال لفرعون ليس الظالمين القوم من نجوت تخف قال: ال خير إن استأجره أبت ياإحداهما: مملكته, فقالت في سلطان, ولسنا

لها: ما قال أن على الغيرة فاحتملته األمين القوي استأجرت من حين الدلو في منه رأيت فما قوته فقالت: أما ؟ أمانته وما قوته ما يدريك أر لنا, لم سقى نظر فإنه األمانة منه, وأما السقي ذلك في أقوى قط رجال

فلم رأسه صوب امرأة أني علم له, فلما وشخصت إليه أقبلت حين إلي الطريق, لي وانعتي خلفي لي: امشي قال رسالتك, ثم بلغته حتى يرفعه

قالت, الذي به وظن وصدقها أبيها عن أمين, فسري وهو إال هذا يفعل فلم تأجرني أن على هاتين ابنتي إحدى أنكحك أن لك له: هل فقال

أشق أن أريد وما عندك فمن عشرا أتممت فإن حجج ثمانيالحين من الله شاء إن ستجدني عليك على فكانت ففعل ؟ الص منه, عدة سنتان وكانت واجبة سنين ثمان موسى الله نبي

فأتمها عدته عنه الله فقضى (.عشرا موسى إلى يجيء رجل)اآليات: هذه حول الله رحمه قطب سيد ويقول

بالهرب , وينصح به فرعون قوم من المأل ائتمار , يحذره المدينة أقصى منن رجل وجاءحياته: على إبقاء المدينة من يسعى المدينة أقصى م

إن موسى يا قال من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون المأل. الناصحين

مشيئتها , لتتم المطلوبة اللحظة في تسفرالله( )قدرة القدرة يد إنها !

والمقربون وحكومته حاشيته رجال , وهم فرعون قوم من المأل عرف لقد فهي. الخطر بشبح فيها أحسوا أنهم شك من . وما موسى فعلة أنها إليه

ظاهرة فهي . وإذن إسرائيل لبني , واالنتصار والتمرد الثورة طابعها فعلة يشتغل أن استحقت ما عادية قتل جريمة كانت . ولو التآمر تستحق خطيرة

أنه . األرجح المأل من واحدا القدرة يد . فانتدبت والكبراء والمأل فرعون بها في ذكره جاء , والذي إيمانه يكتم الذي فرعون آل من المؤمن الرجلن موسى إلى ليسعى انتدبته غافر سورة جد في المدينة أقصى م

إن الملك: رجال يبلغه أن قبل , ليبلغه ومسارعة واهتمام المأل. الناصحين من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون

منها فخرج ب خائفا ني رب قال يترق . الظالمين القوم من نج

15

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين . التوفز االنفعالية الشخصية في الواضحة السمة نلمح أخرى ومرة إلى , والتطلع الله إلى بالطلب المباشر , التوجه معها . ونلمح والتلفت عنده األمن , وترقب المخافة في حماه إلى , وااللتجاء ورعايته حمايته

ني ربوالنجاة: . الظالمين القوم من نج مزود , غير فريدا , وحيدا يترقب , خائفا المدينة من خارجا السياق يتبعه ثما وهداه: عونه طالبا إليه ; والتوجه مواله على باالعتماد إال ه ولم توج

بيل سواء يهديني أن ربي عسى قال مدين تلقاء . الس السالم عليه موسى شخصية ونلمح فريدا وحيدا الطرق في مطاردا

. مسافات الحجاز وشمالي الشام جنوبي في مدين اتجاه في الصحراوية خائفا المدينة من خرج , فقد استعداد وال زاد , ال مترامية , وأبعاد شاسعة , وخرج يترقب ولم يتزود , ولم يتلبث , لم الناصح الرجل بنذارة منزعجا

, له , مستسلمة ربه إلى متوجهة نفسه هذا جانب إلى . ونلمح دليال يتخذبيل سواء يهديني أن ربي عسى هداه: إلى متطلعة . الس

األمن من فترة بعد المخافة قلب في السالم عليه موسى نجد أخرى ومرة . ونجده والنعمى والطراءة الرفاهية من بل وحيدا األرض قوى من مجردا

الظاهرة , مكان كل في عنه , ويبحثون وجنده فرعون , يطارده جميعا هناك وحمته رعته التي اليد . ولكن طفال منه ينالوه لم ما اليوم منه لينالوا الطريق يقطع ذا هو فها. أبدا ألعدائه تسلمه , وال هنا وتحميه ترعاه

ا: بالسوء الباطشة اليد إليه تمتد ال حيث إلى , ويصل الطويل ورد ولمة عليه وجد مدين ماء ن أم دونهم من ووجد يسقون الناس م

يصدر حتى نسقي ال قالتا خطبكما ما قال تذودان امرأتينعاء فقال الظل إلى تولى ثم لهما * فسقى كبير شيخ وأبونا الر

. فقير خير من إلي أنزلت لما إني رب مجهود وهو إليه . وصل لمدين ماء إلى الطويل الشاق السفر به انتهى لقد

, المروءة ذات النفس إليه تستريح ال مشهد على يطلع هو . وإذا مكدود يوردون الرجال الرعاة وجد السالم عليه موسى , كنفس الفطرة السليمة ورود عن غنمهما تمنعان امرأتين هناك ; ووجد الماء من لتشرب أنعامهم

المرأتان تسقي , أن السليمة والفطرة المروءة ذوي عند . واألولى الماء. ويعينوهما الرجال لهما يفسح , وأن أوال بأغنامهما وتصدرا

, وهو , ليستريح المكدود , المسافر المطارد الهارب موسى يقعد ولم يسألهما للمرأتين تقدم . بل للمعروف المخالف المنكر المنظر هذا يشهد

؟. خطبكما ما قال الغريب: أمرهما عن عاء يصدر حتى نسقي ال قالتا . كبير شيخ وأبونا الر

. إنه الورود عن لغنمهما وذودهما وتأخرهما انزوائهما سبب على فأطلعتاه يقدر ال كبير شيخ . وأبوهما رجال الرعاة وهؤالء امرأتان , فهما الضعف

وفطرته السالم عليه موسى نخوة ! وثارت الرجال ومجالدة الرعي على كما, أوال للمرأتين ليسقي . تقدم نصابه في األمر إلقرار . فتقدم السليمة

16

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين , وال يعرفها ال أرض في غريب . وهو الشهامة ذوو الرجال يفعل أن ينبغي استعداد وال زاد بال طويل سفر من قادم مكدود . وهو ظهير وال فيها له سند

عن به يقعد ال كله هذا . ولكن يرحمون ال أعداء خلفه , من مطارد . وهو الذي الطبيعي الحق , وإقرار والمعروف النجدة و المروءة دواعي تلبية

. لهما فسقى : النفوس تعرفه بقوته يشي . كما الله عين على صنعت التي النفس هذه بنبل يشهد مما التي نفسه قوة . ولعلها الطويل السفر إعياء في وهو حتى ترهب التي

الناس يتأثر . فإنما جسمه قوة من أكثر رهبته الرعاة قلوب في أوقعت . والقلوب األرواح بقوة أكثر

الظل إلى تولى ثم وأن وحر قيظ أوان كان األوان أن إلى يشير ما , إلي أنزلت لما إني رب فقال ... والحر القيظ ذلك في كانت السفرة

. فقير خير من العريض الظل إلى , ويأوي بجسمه البليل المادي الظل إلى يأوي إنه

أنزلت لما إني رب وقلبه: . بروحه المنان الكريم الله . ظل الممدود وحيد إني . رب فقير إني . رب الهاجرة في إني رب فقير خير من إلي

ك فضلك إلى إني . رب ضعيف إني . رب . محووج فقير وكرمك ومن , اآلمن الحمى إلى والتجاءه القلب هذا رفرفة التعبير خالل من ونسمع والهمس القريبة المناجاة . نسمع والظليل , والظل الركين والركن أنزلت لما إني رب العميق: , واالتصال الرفيق , واالنعطاف الموحي

. فقير خير من إلي يعجل حتى المناجاة مشهد في السالم عليه موسى مع نستغرق نكاد وما

تسارع السماء , كأنما بالفاء التعبير في , معقبا الفرج بمشهد السياق. الغريب الضارع للقلب فتستجيب

يدعوك أبي إن قالت استحياء على تمشي إحداهما فجاءته . لنا سقيت ما أجر ليجزيك

من استجابة الكبير الشيخ دعوة ! إنها لنداه ويا لقربه الله: ويا فرج يا على والجزاء والكرامة لإليواء دعوة. الفقير موسى لدعوة السماء

على تمشي : جاءته وقد إحداهما تحملها: . دعوة اإلحسان تلقى حين النظيفة العفيفة الفاضلة الطاهرة الفتاة مشية استحياء

. استحياء على. الرجال في دعوة إليه لتنهي . جاءته إغواء وال تبجح وال تبرج وال تبذل ما غير في

يدعوك أبي إن بقوله: القرآن , يحكيه وأدله وأخصره لفظ أقصر ; ال والوضوح والدقة اإلبانة الحياء فمع لنا سقيت ما أجر ليجزيك السليمة النظيفة الفطرة إيحاء من كذلك . وذلك والربكة والتعثر التلجلج

والحديث الرجال لقاء عند بفطرتها تستحي القويمة . فالفتاة المستقيمة الذي . االضطراب تضطرب ال واستقامتها بطهارتها لثقتها , ولكنها معهم. تزيد , وال المطلوب بالقدر وضوح في تتحدث ; إنما ويهيج ويغري يطمع

17

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الدعوة لغير المجال يفسح , وال عليه يزيد فال المشهد هذا السياق وينهي الشيخ وبين بينه اللقاء مشهد إذا . ثم موسى من , واالستجابة الفتاة من

النبي شعيب أخي ابن . وقيل: إنه اسمه على ينص لم . الذي الكبير. يثرون اسمه . وإن المعروف

ا القوم من نجوت تخف ال قال القصص عليه وقص جاءه فلم. الظالمين

الطعام إلى حاجة في كان ; كما األمن إلى حاجة في موسى كان فقد إلى جسمه حاجة من أشد كانت األمن إلى نفسه حاجة . ولكن والشراب

ال الوقور: الشيخ قول اللقاء مشهد في السياق أبرز ثم . ومن الزاد , الطمأنينة قلبه في ليلقي قصصه على به يعقب لفظ أول فجعلها تخف

فال الظالمين القوم من نجوت وعلل: بين . ثم باألمان ويشعره . ضرار وال بأذى فيها لمن يصلون , وال مدين على لهم سلطان

إحداهما : )قالتالسليمة المستقيمة األنوثة صوت المشهد في نسمع ثماألمين(. القوي استأجرت من خير إن استأجره أبت يا

, ومن الماء على الرجال مزاحمة , ومن الغنم رعي من تعانيان وأختها إنها تتأذى . وهي الرجال أعمال تزاول التي للمرأة منه بد ال الذي االحتكاك

عفيفة ; امرأة بيت إلى تأوي امرأة تكون أن ; وتريد كله هذا من وأختها العفيفة . والمرأة والمسقى المرعى في الغرباء بالرجال تحتك ال مستورة

, وال الرجال لمزاحمة تستريح , ال الفطرة , السليمة القلب النظيفة الروح. المزاحمة هذه من الناشئ للتبذل

قوته من . رأت أمين قوي ذاته الوقت في وهو طريد غريب شاب ذا هو وها . والغريب غريب . وهو لهما ويسقي الطريق له فيفسحون الرعاء يهابه ما

حين والنظر اللسان عف يجعله ما أمانته من . ورأت اشتد مهما ضعيف مؤنة وأختها ليكفيها باستئجاره أبيها على تشير . فهي لدعوته توجهت . المال على , أمين العمل على قوي . وهو والتبذل واالحتكاك العمل

هذه في تتلعثم ال . وهي سواه ما على أمين هكذا العرض على فاألمين , النفس بريئة . فهي والتهمة الظن سوء تخشى , وال تضطرب وال اإلشارة تعرض وهي تجمجم وال تتمتم , وال شيئا تخشى ال ثم ; ومن الحس نظيفة

. أبيها على اقتراحها الحجر . كرفع موسى قوة دالئل من المفسرون رواه ما لكل حاجة وال

أكثر أو أربعون أو عشرون إال ـ قالوا فيما ـ يرفعه ال وكان البئر يغطي الذي وسقى فنحاهم يسقون الرعاء كان , إنما مغطى يكن لم . فالبئر أقل أو

. الرعاء مع لهما سقى , أو للمرأتين خلفي للفتاة: امشي قوله من أمانته دالئل عن رووه لما كذلك حاجة وال

مشى أن بعد هذا لها قال أنه . أو يراها أن خوف الطريق على ودليني , ودفع له داعي ال تكلف كله . . فهذا كعبها عن ثوبها الهواء فرفع خلفها

18

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين , وهي الحس نظيف النظر عفيف السالم عليه . وموسى لها وجود ال لريبة . وامرأة رجل لقاء عند التكلف هذا لكل تحتاجان ال واألمانة , والعفة كذلك

! اصطناع وال تكلف بال البسيط العادي التصرف في تنضح فالعفة موسى ونفس الفتاة نفس من أحس . ولعله ابنته القتراح الشيخ واستجاب

متبادلة ثقة , وميال فطريا سليما حين واألمانة . والقوة أسرة لبناء , صالحا تفسد لم التي السليمة الفتاة طبيعة إليه تهفو شك ال رجل في تجتمعان

وهو الغايتين بين الرجل . فجمع الله فطرة عن تنحرف ولم تلوث ولم ويرعى يخدمه أن مقابل في ابنتيه إحدى يزوجه أن موسى على يعرض. به يلزم ال منه تفضل فهو عشر إلى زادها . فإن سنين ثماني ماشيته

تأجرني أن على هاتين ابنتي إحدى أنكحك أن أريد إني قال أشق أن أريد وما عندك فمن عشرا أتممت فإن حجج ثمانيالحين من الله شاء إن ستجدني عليك . الص ولعله تحديد غير من ابنتيه إحدى الرجل عرض وصراحة بساطة في وهكذا

قلبها بين والثقة التجاوب وقع التي , وهي محددة أنها أسلفنا كما يشعر كان يخجل ال نكاحا يعرض . فهو التواء وال تحرج غير في . عرضها الفتى وقلب

يدعو ما , وال يخجل ما هذا في وليس بيت وإقامة أسرة بناء . يعرض منه في يشاهد مما والتكلف , والتصنع بعيد من واإليماء والتردد التحرج إلى

باطلة مصطنعة لتقاليد , وتخضع الفطرة سواء عن تنحرف التي البيئة ودينه خلقه يرتضي لمن التقدم من األمر ولي أو الوالد , تمنع سخيفة هو وكيله أو وليه أو الزوج يكون أن ; وتحتم قريبته أو أخته أو البنته وكفايته

! المرأة فيه الذي الجانب من العرض يجيء أن يليق ال , أو يتقدم الذي يلتقون والفتيات الفتيان أن المنحرفة البيئة هذه مثل مفارقات ومن

نية وال خطبة ما غير في لبعض بعضهم ويتكشفون ويختلطون ويتحدثون , المصطنع الخجل , فيهبط النكاح يذكر أو الخطبة تعرض حين . فأما نكاح

! واإلبانة والبساطة المصارحة وتمتنع المتكلفة الحوائل وتقوم

صلى الله رسول عهد على الرجال على بناتهم يعرضون اآلباء كان ولقد يرغب من أو النبي على نفسها تعرض النساء كانت بل وسلم عليه الله , ال جميل وأدب ونظافة صراحة في هذا يتم . كان منهم تزويجهن في

على حفصة ابنته عن الله رضي عمر . . عرض حياء وال كرامة معه تخدش عليه الله صلى النبي أخبر , فلما فاعتذر عثمان وعلى فسكت بكر أبي

خير هو فيمن نصيبا لها الله يجعل أن , عسى خاطره طيب بهذا وسلم رسول على نفسها امرأة وعرضت وسلم عليه الله صلى تزوجها . ثم منهما

رجال . فزوجها يشاء ممن يزوجها أمرها والية إليه . فألقت لها فاعتذر الله. صداقها هذا فكان إياهما , علمها القرآن من سورتين إال يملك ال

ويقيم بيوته يبني اإلسالمي المجتمع سار والوضاءة البساطة هذه وبمثل. التواء وال تصنع وال جمجمة وال تلعثم ما غير . في كيانه

19

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين العرض ذلك موسى على فعرض موسى صاحب الكبير الشيخ صنع وهكذا يجده أن الله بمشيئة ; راجيا العمل في يتعبه وال عليه يشق أال إياه واعدا

التحدث في جميل أدب هو . و ووفائه معاملته في الصالحين من موسى من بأنه يجزم , وال نفسه يزكي ال . فهو الله جانب وفي النفس عن

. الله لمشيئة هذا في األمر , ويكل كذلك يكون أن يرجو . ولكن الصالحين الله: , وأشهد ودقة كذلك وضوح ; في العقد وأمضى العرض موسى وقبل

والله علي عدوان فال قضيت األجلين أيما وبينك بيني ذلك قال .وكيل نقول ما على

, وال اللعثمة , وال فيها للغموض مجال ال التعاقد وشروط العقد مواضع إن الشيخ عرض ما , على العقد , ويبرم العرض موسى يقر ثم . ومن الحياء

ما هذا يقرر . ثم الشروط من عدوان فال قضيت األجلين ويوضحه: )أي في عدوان , فال عشرا أتممت أو سنوات ثماني قضيت علي(. . سواء

اختيار الثمانية على ; فالزيادة العشر تحتيم في عدوان , وال العمل تكاليف . . وكيل نقول ما على واللهبين بالعدل الموكل الشهيد . فهو

. وكيال بالله . وكفى المتعاقدين , ووضوح فطرته استقامة مع تمشيا البيان هذا السالم عليه موسى بين

. وهو والبيان والوضوح الدقة في المتعاقدين بواجب , وتوفية شخصيته أخبر الله رسول أن روي . فقد فعل كما األجلين بأفضل يوفي أن ينوي

" . وأطيبهما أكثرهما قضىأنه:" من أمن ; وقد حميه بيت في المقام السالم عليه بموسى اطمأن وهكذا

. . فلندع كان الذي هذا كان الله علم في مقدرة . ولحكمة وكيده فرعون فيها السياق سكت . فقد تنقضي حتى طريقها في تمضي الحلقة هذه اآلن. .( . الستار وأسدل الحد هذا عند )خطوة السالم عليه موسى نقل بقدرته الله أن الله رحمه قال أن إلى

كان أن مند خطوة اليم في به . ألقت الحلقة هذه حتى المهد في رضيعا كنف في لينشأ امرأته قلب في المحبة عليه . وألقت فرعون آل ليلتقطه

نفسا منهم ليقتل أهلها من غفلة حين على المدينة به . ودخلت عدوه منها بالخروج وينصحه ليحذره فرعون آل من المؤمن بالرجل إليه وأرسلت مطارد وحيد وهو مدين إلى مصر من الصحراوي الطريق في وصاحبته

السنوات هذه ليأجره الكبير بالشيخ . وجمعته استعداد وال زاد غير على. . التكليف فيتلقى بعدها ليعود . ثم العشر

النداء , قبل والتجريب التلقي , ومن والتوجيه الرعاية من طويل خط هذا تحت االندفاع . وتجربة والتدليل والحب الرعاية . . تجربة التكليف وقبل الخوف . وتجربة واالستغفار والتحرج الندم , وتجربة الحبيس الغيظ ضغط

ورعي الخدمة وتجربة والجوع والوحدة الغربة . وتجربة والفزع والمطاردة شتى من الضخمة التجارب هذه يتخلل . وما القصور حياة بعد الغنم

20

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين , واإلدراك والخواطر , والخوالج المتباينة , والمشاعر الصغيرة التجارب. والحكمة العلم من أشده بلغ حين الله آتاه ما جانب . . إلى والمعرفة

إلى صاحبه ; يحتاج والتبعات الجوانب متعدد شاق ضخم تكليف الرسالة إن العملي الحياة واقع في والتذوق والمعرفة واإلدراك التجارب من ضخم زاد

. والضمير للقلب وتوجيهه , ووحيه اللدنية الله هبة جانب , إلى رسالة عدا ـ بشر تلقاه تكليف أضخم تكون قد بالذات موسى ورسالة

, المتجبر الطاغية فرعون إلى مرسل فهو ـ وسلم عليه الله صلى محمد , وأقدمهم زمانه في األرض ملوك أعتى , وأثبتهم عرشا , وأعرقهم ملكا

, وأشدهم حضارة . األرض في واستعالء للخلق تعبدا مذاقه استمرأوا حتى الذل كؤوس من شربوا قد قوم الستنقاذ مرسل وهو

حتى البشرية الفطرة يفسد . والذل طويال دهرا واستكانوا عليه , فمردوا االشمئزاز ومن والتطلع والجمال الخير من فيها بما ; ويذهب وتتعفن تأسن

شاق عمل ءكهؤال قوم . فاستنقاذ والدنس والرجس والنتن العفن من. عسير

صورتها , وفسدت عنها ; انحرفوا قديمة عقيدة لهم قوم إلى مرسل وهو ; وسالمة ببراءة الجديدة العقيدة تتقبل خامة قلوب هي . فال قلوبهم في شاقة القلوب هذه مثل . ومعالجة القديمة عقيدتها على باقية هي وال

مشقة المهمة تزيد واالنحرافات والرواسب فيها . وااللتواءات عسيرة. وعسرا

. فألول األساس من إلنشائها , بل أمة بناء إلعادة مرسل اختصار في وهو . رسالة , تحكمها خاصة حياة , له مستقال شعبا إسرائيل بنو يصبح مرة

. عسير شاق ضخم عمل األمم وإنشاء نموذج , فهي القصة بهذه الكريم القرآن عناية كان المعنى لهذا ولعله عقبات من العمل هذا يعترض , وما دعوة أساس على أمة لبناء كامل

. وعراقيل وتجارب وانطباعات انحرافات من يعتوره . وما وداخلية خارجية نشأ التي القصور حياة بين لتفصل جاءت فقد العشر السنوات تجربة فأما العسيرة وتكاليفها الدعوة في الشاق الجهد وحياة السالم عليه موسى فيها

. على تلقيها خاصة , وظالال خاصة , وتقاليد خاصا جوا القصور لحياة وإن

والشفافية واإلدراك المعرفة من النفس هذه تكن مهما بها وتطبعها النفس , والواجد والفقير الغني فيهم الناس من لجماهير معاناة . والرسالة الطيب ; وفيهم والخشن , والمهذب والوسخ النظيف , وفيهم والمحروم

. . والجزوع , والصابر والضعيف القوي . وفيهم والشرير والخير والخبيث ولبسهم وشربهم أكلهم في خاصة عادات . . وللفقراء وفيهم وفيهم

, وطريقة للحياة تصورهم , وطريقة لألمور فهمهم , وطريقة ومشيهم تثقل العادات . . وهذه مشاعرهم عن تعبيرهم , وطريقة وحركتهم حديثهم

يكادون ; وال القصور في تربوا الذين ومشاعر المنعمين نفوس على

21

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الفقراء هؤالء قلوب تكن , مهما وعالجها معاناتها على فضال رؤيتها يطيقون لهم تفسح ال معاداته وطبيعة مظهرهم , ألن للصالح مستعدة بالخير عامرة

! القصور أهل قلوب في أهل . . وقلوب أحيانا والشظف والتجرد المشقة من تكاليفها وللرسالة

والدعة الخفض من اعتادته بما للتضحية مستعدة تكن مهما ـ القصور في معاناتها عند والمشقة والحرمان الخشونة على طويال تصبر ال ـ والمتعة

تنقل ( التيبقدرته الله شاء: الصحيح) القدرة ...فشاءت الحياة واقع ; الحياة تلك من نفسه اعتادته مما تخفض أن السالم عليه موسى خطى

يكون أن في النعمة يستشعر تجعله , وأن الرعاة مجتمع في به تزج وأن . والجوع والمشقة والمطاردة الخوف , بعد والمأوى القوت يجد غنم راعي

من التأفف , وروح والفقراء الفقر من االشمئزاز روح حسه من ينزع وأن جهلهم على االستعالء ; وروح وسذاجتهم وخشونتهم وأخالقهم عاداتهم في به تلقي . وأن وتقاليدهم عاداتهم ومجموعة هيئتهم ورثاثة وفقرهم

على , ليمرن صغيرا األمواج خضم في به ألقت ما بعد كبيرا الحياة خضم. . يتلقاها أن قبل دعوته تكاليف

مرانتها , وأكملت تجاربها السالم عليه موسى نفس استكملت أن فلما القدرة يد , قادت الغربة دار في األخيرة التجربة , بهذه ودربتها

أخرى مرة ( خطاهواصطفائه واختياره بقدرته الله قاد:الصحيح) , وعمله رسالته , ومجال وقومه أهله , ومقر رأسه مهبط إلى به عائدة . فما يتلفت خائفا طريدا وحيدا مرة أول سلكها التي الطريق به سالكة

والخبرة والمرانة التدريب ? إنها الطريق ذات في والذهوب الجيئة هذه بأمر قومه خطى موسى فيه سيقود الذي . الطريق الطريق بشعاب حتى في ولو غيره على يعتمد ال , حتى وخبرته الرائد صفات يستكمل . كي ربه

الصغيرة في يقودهم رائد إلى حاجة في كانوا . فقومه الطريق ريادة القدرة فقدوا ; حتى والتسخير والقسوة الذل أفسدهم أن , بعد والكبيرة

. والتفكير التدبير على بقدرته الله أعده , وكيف الله عين على موسى صنع كيف ندرك وهكذا(. التكليف لتلقي

22

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين

بمصر لقومكما تبوءا أن بيوتا واجعلوا قبلة بيوتكم

لموسى آمن فماتعالى: الله يقول ية إال على قومه من ذر في لعال فرعون وإن يفتنهم أن وملئهم فرعون من خوف

كنتم إن قوم يا موسى * وقال المسرفين لمن وإنه األرض فعليه بالله آمنتم سلمين كنتم إن توكلوا م الله على * فقالوا ربنا توكلنا نا الظالمين للقوم فتنة تجعلنا ال من برحمتك * ونجءا أن وأخيه موسى إلى * وأوحينا الكافرين القوم لقومكما تبو بمصر بيوتا قبلة بيوتكم واجعلوا الة وأقيموا ر الص وبش

. (87: 83 )يونس المؤمنين السالم عليه بموسى يؤمن لم أنه تعالى الله: )يخبر رحمه كثير ابن يقول

إال الساطعات والبراهين القاطعات والحجج البينات اآليات من به جاء ما مع ومن منه وخوف وجل على الشباب وهم الذرية من فرعون قوم من قليل كان الله لعنه فرعون ألن الكفر من عليه كانوا ما إلى يردوهم أن ملئه رعيته تخاف ومهابة سطوة له وكانت والعتو التمرد في مسرفا عنيدا جبارا لموسى آمن فما عباس بن عن العوفي قال شديدا خوفا منه ية إال ذر فإن قاليفتنهم أن وملئهم فرعون من خوف على قومه من

فرعون قوم من إسرائيل بني غير أناس من لموسى آمنت التي الذرية خازنه وامرأة فرعون وخازن فرعون آل ومؤمن فرعون امرأة منهم يسير لموسى آمن فما قوله في عباس بن عن طلحة أبي بن علي وروى إالية وقتادة والضحاك عباس بن وعن إسرائيل بني يقول قومه من ذر

قوله في مجاهد وقال القليل الذرية ية إال أوالد هم قال قومه من ذر جرير بن واختار آباؤهم ومات الزمان طول من موسى إليهم أرسل الذين لعود فرعون قوم من ال إسرائيل بني من أنها الذرية في مجاهد قول

األحداث بالذرية أراد ألنه نظر هذا وفي المذكورين أقرب على الضمير آمنوا كلهم إسرائيل بني أن فالمعروف إسرائيل بني من وأنهم والشباب وصفته نعته يعرفون كانوا وقد به واستبشروا السالم عليه بموسى

أسر من به سينقذهم تعالى الله وأن المتقدمة كتبهم من به والبشارة يجد فلم الحذر كل حذر فرعون هذا بلغ لما ولهذا عليه ويظهرهم فرعون

و األذى أشد فرعون آذاهم موسى جاء ولما شيئا عنه من أوذينا قالوا عدوكم يهلك أن ربكم عسى قال جئتنا ما بعد ومن تأتينا أن قبل

فكيف هذا تقرر وإذا تعملون كيف فينظر األرض في ويستخلفكم من خوف على إسرائيل بنو وهم موسى قوم من ذرية إال المراد يكون

23

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين بني في يكن ولم يفتنهم أن قومهم وأشراف أي وملئهم فرعون قوم من كان فإنه قارون سوى اإليمان عن يفتن أن منه يخاف من إسرائيل بحباله متعلقا به متصال فرعون إلى طاويا كان لكنه عليهم فبغى موسى

من الملك وعظم فرعون إلى عائد وملئهم قوله في الضمير إن قال ومن وإن أبعد فقد مقامه إليه المضاف وإقامة فرعون آل بحذف أو اتباعه أجل في يكن لم أنه على يدل ومما النحاة بعض عن حكاهما قد جرير بن كان كنتم إن قوم يا موسى وقالتعالى: قوله مؤمن إال إسرائيل بني

فعليه بالله آمنتم سلمين كنتم إن توكلوا م الله على * فقالوا ربنا توكلنا نا الظالمين للقوم فتنة تجعلنا ال من برحمتك * ونج إسرائيل لبني قال أنه موسى عن مخبرا تعالى يقول الكافرين القوم

فعليه بالله آمنتم كنتم إن قوم يا سلمين كنتم إن توكلوا أي م يتوكل ومن عبده بكاف الله أليس عليه توكل من كاف الله فإن

والتوكل العبادة بين تعالى الله يقرن ما وكثيرا حسبه فهو الله علىحمن هو قل عليه وتوكل فاعبده تعالى كقوله وعليه به آمنا الر

وأمر وكيال فاتخذه هو إال إله ال والمغرب المشرق رب توكلنا نعبد إياك متعددة مرات صلواتهم كل في يقولوا أن المؤمنين تعالى الله

ذلك إسرائيل بنو امتثل وقد نستعين وإياك توكلنا الله على فقالوا ربنا وتسلطهم بنا تظفرهم ال أي الظالمين للقوم فتنة تجعلنا ال فيفتنوا الباطل على ونحن الحق على ألنهم سلطوا إنما أنهم فيظنوا علينا عن وغيره نجيح أبي بن وقال الضحى وأبي مجلز أبي عن روي هكذا بذلك

فرعون قوم فيقول عندك من بعذاب وال فرعون آل بأيدي تعذبنا ال مجاهد الرزاق عبد وقال بنا فيفتنوا عليهم سلطنا وال عذبوا ما حق على كانوا لو

ربنا مجاهد عن نجيح أبي بن عن عيينة بن أنبأنا للقوم فتنة تجعلنا النا وقوله فيفتنونا علينا تسلطهم ال الظالمين خلصنا أي برحمتك ونج

الحق كفروا الذين أي الكافرين القوم من وإحسان منك برحمة أن وأخيه موسى إلى وأوحينا عليك وتوكلنا بك آمنا قد ونحن وستروه

بمصر لقومكما تبوءا بيوتا قبلة بيوتكم واجعلوا الة وأقيموا الصر فرعون من إسرائيل بني إنحائه سبب تعالى يذكر المؤمنين وبش هارون وأخاه موسى أمر تعالى الله أن وذلك منهم خالصهم وكيفية وقومه المفسرون واختلف بيوتا بمصر لقومهما يتخذا أي يتبوأ أن السالم عليهما

تعالى قوله معنى في عن وغيره الثوري فقال قبلة بيوتكم واجعلوا عباس بن عن عكرمة عن خصيف أن أمروا قال قبلة بيوتكم واجعلوا إبراهيم عن منصور بن عن أيضا الثوري وقال مساجد يتخذوها )واجعلوا قال وكذا بيوتهم في يصلوا أن فأمروا خائفين كانوا قبلة( قال بيوتكم أسلم بن زيد بن الرحمن وعبد والضحاك أنس بن والربيع مالك وأبو مجاهد قبل من البالء بهم اشتد لما أعلم والله هذا وكأن أسلم بن زيد وأبوه

أيها ياتعالى: كقوله الصالة بكثرة أمروا عليهم وضيقوا وقومه فرعون

24

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الذين آمنوا بر استعينوا الة بالص الله رسول كان الحديث وفي والص اآلية هذه في تعالى قال ولهذا داود أبو أخرجه صلى أمر حزبه إذا قبلة بيوتكم واجعلوا الة وأقيموا ر الص أي المؤمنين وبش

اآلية هذه تفسير في عباس بن عن العوفي وقال القريب والنصر بالثواب مع صالتنا نظهر أن نستطيع ال السالم عليه لموسى إسرائيل بنو قالت قال

بيوتهم يجعلوا أن وأمروا بيوتهم في يصلوا أن لهم تعالى الله فأذن الفراعنة مجاهد وقال القبلة قبل إسرائيل بنو خاف لما قبلة بيوتكم واجعلوا مساجد بيوتهم يجعلوا أن أمروا الجامعة الكنائس في يقتلوا أن فرعون من

بن سعيد وقال والضحاك قتادة قال وكذا سرا فيها يصلون الكعبة مستقبلة جبير بعضا(. بعضها يقابل أي قبلة بيوتكم واجعلوا

على ليرفع هنا الستار الظالل: )يسدل في الله رحمه قطب سيد ويقول ! . وهذا شيوخهم من ال القوم شباب من قليل وهم معه آمن ومن موسى. المقصودة القصة عبر إحدى بني من لموسى وانضمامهم إيمانهم أظهروا الذين أن النص هذا ويفيد

. وأن اإلسرائيلي الشعب مجموعة , ال الصغار الفتيان هم كانوا إسرائيل موسى اتباع عن وردهم فتنتهم من يخشى كان الفتيان هؤالء من , خوفا

الذين , واألذالء أصحاب عند المصالح ذوي قومهم كبار وتأثير فرعون ذا فرعون كان . وقد إسرائيل من وبخاصة سلطة صاحب بكل يلوذون كان , كما وجبروت ضخمة سلطة , حد عند يقف , ال الطغيان في مسرفا

. قاس إجراء من يتحرج وال الحق على , ويثبتها القلوب , ويطمئن المخاوف يرجح إيمان من بد ال وهنا فعليه بالله آمنتم كنتم إن قوم يا موسى وقالإليه: تنحاز الذي

سلمين كنتم إن توكلوا . . م إلى يضاف الذي القوة . وعنصر ومقتضاه اإليمان داللة الله على فالتوكل

. وقد وأثبت أقوى هي فإذا الطاغي الجبروت أمام الضعيفة القلة رصيد هذا مقتضى الله على التوكل . وجعل واإلسالم اإليمان موسى لهم ذكر

خالصة له النفس إسالم , ومقتضى الله في االعتقاد . . مقتضى وذاك... يريد بما والعمل

نبيهم: لسان على اإليمان لهتاف المؤمنون واستجاب الله على فقالوا. توكلنا

ربنابالدعاء: الله إلى توجهوا ثم ومن للقوم فتنة تجعلنا ال. . الظالمين

القوم يمكن أال به مقصود الظالمين للقوم فتنة الله يجعلهم بأال والدعاء أن على دليل بالله المؤمنين من تمكنهم أن القوم , فيظن منهم الظالمين هذا ! ويكون المؤمنون وهزم انتصروا ولذلك أصح هم عقيدتهم استدراجا

يعصمهم أن الله يدعون . فالمؤمنون ضاللهم في ليلجوا وفتنة الله من لهم

25

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين أصرح الثانية . واآلية الظالمين الستدراج ولو عليهم الظالمين تسلط منناالمطلوبة: النتيجة في . الكافرين القوم من برحمتك ونج

من برحمته ينجيهم , وأن الظالمين للقوم فتنة يجعلهم أال الله ودعاؤهم على أدل هو . بل به والتقوي الله على االتكال ينافي , ال الكافرين القوم

يثبت , ولكن البالء يتمنى ال . والمؤمن الله إلى واالعتماد باالتكال التوجه. اللقاء عند

آمن من , وإيمان األولى الجولة بعد االنتظار فترة , وفي التميز هذا وعقب إسرائيل لبني يتخذا أن هارون وإلى إليه الله , أوحى بموسى خاصة بيوتا

وتنظيمهم لفرزهم , وذلك بهم الوقت في مصر من للرحيل استعداداالله: بنصر , واالستبشار نفوسهم , وتزكية بيوتهم تطهير ; وكلفهم المختار

ءا أن وأخيه موسى إلى وأوحينا بيوتا بمصر لقومكما تبو قبلة بيوتكم واجعلوا الة وأقيموا ر الص . . المؤمنين وبش

. وهما النظامية التعبئة جوار إلى الروحية التعبئة هي وتلك ضروريتان معا يستهين . ولقد والمشقات المعارك قبيل , وبخاصة والجماعات لألفراد

, تنبئ اللحظة هذه إلى تزال ما التجارب , ولكن الروحية التعبئة بهذه قوم يد في الحربية األداة , وأن المعركة في األول السالح هي العقيدة بأن

تساوي ال العقيدة الخائر الجندي شيئا . الشدة ساعة في كثيرا , أسوة فيها لها ليكون المؤمنة العصبة على الله يعرضها التي التجربة وهذه

يجد وقد. خالصة إيمانية تجربة , فهي إسرائيل ببني خاصة ليست عمت , وقد الجاهلي المجتمع في مطاردين يوم ذات أنفسهم المؤمنون

الحال كان وكذلك البيئة , وأنتنت الناس , وفسد الطاغوت وتجبر الفتنة: أمور إلى الله يرشدهم وهنا الفترة هذه في فرعون عهد على

العصبة وتجمع ـ ذلك في أمكن ما ـ وشرها وفسادها بنتنها الجاهلية اعتزال , وتنظمها , وتدربها وتزكيها , لتطهرها نفسها على النظيفة الخيرة المؤمنة

. لها الله وعد يأتي حتى فيها . تحس مساجد المسلمة العصبة بيوت واتخاذ الجاهلية معابد اعتزال

صحيح نهج على لربها عبادتها فيها ; وتزاول الجاهلي المجتمع عن باالنعزال ذاتها بالعبادة ; وتزاول . الطهور العبادة جو في التنظيم من نوعا

يكون أن وملئه فرعون من يئس , وقد ربه إلى السالم عليه موسى واتجه إليه . اتجه صالح لهم يرجى , وأن بقية فيهم بقيت قد تكون , وأن خير فيهم إزاءهما , تضعف والزينة المال يملكون , الذين وملئه فرعون على يدعو

. . الضالل , وإلى والمال الجاه أمام التهاوي إلى , فتنتهي الكثيرين قلوب قلوب على يشد , وأن األموال هذه يدمر أن يدعوه ربه إلى موسى اتجه وقالالدعاء: الله . فاستجاب إيمان ينفعهم ال حيث إال يؤمنوا فال أهلها

زينة ومأله فرعون آتيت إنك ربنا موسى الحياة في وأمواال ربنا الدنيا واشدد أموالهم على اطمس ربنا سبيلك عن ليضلوا

26

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين قلوبهم على فال حتى يؤمنوا قد * قال األليم العذاب يروا فاستقيما دعوتكما أجيبت الذين سبيل تتبعآن وال . يعلمون ال

زينة ومأله فرعون آتيت إنك ربنا ينشأ الدنيا الحياة في وأمواال في النعمة مظهر يحدثه الذي باإلغراء , إما سبيلك عن الناس إضالل عنها

قادرين فيجعلهم ألصحابه المال يمنحها التي بالقوة . وإما اآلخرين نفوس شك ال المفسدين أيدي في النعمة . ووجود إغوائهم أو اآلخرين إذالل على

يزعزع هذه أن تدرك أن بالله يقينها من يبلغ ال التي القلوب من كثيرا ليست كذلك , وأنها واختبار ابتالء النعمة الله فضل جانب إلى قيمة ذا شيئا

عامة في المشهود الواقع عن هنا يتحدث . وموسى واآلخرة الدنيا في. الناس

وسائل من المضلة الباغية القوة , ولتجريد اإلضالل هذا لوقف ويطلب , بها والذهاب بتدميرها األموال هذه على الله يطمس , أن واإلغراء البغي يؤمنوا فال قلوبهم على الله يشد بأن دعاؤه . أما أصحابها بها ينتفع ال بحيث , ومن القلوب هذه صالح من يئس من دعاء , فهو األليم العذاب يروا حتى

قسوة الله يزيدها بأن . دعاء إنابة أو توبة لها يكون أن حتى واستغالقا حلول عند اإليمان , ألن اإليمان منهم يقبل لن , وعندئذ العذاب يأتيهم

. اإلنسان باختيار حقيقية توبة على يدل , وال يقبل ال العذابدعوتكما أجيبت قد قالاألمر وقضي اإلجابة لها ....كتبت .فاستقيمااألجل: يأتي حتى هداكما وعلى طريقكما ....في تتبعآن وال

الذين سبيل ..يعلمون ال على , ويقلقوا والتدبيرات الخطط في , ويترددوا علم غير على فيخبطوا ضلوا هم أم الهادي الطريق في يسيرون كانوا إن يعرفوا , وال المصير(. السبيل

من ربكم لكم ينشر الكهف إلى فأووا حمته ر

قيم الكهف أصحاب أن حسبت أمتعالى: الله يقول كانوا والر من آتنا ربنا فقالوا الكهف إلى الفتية أوى * إذ عجبا آياتنا من

في آذانهم على * فضربنا رشدا أمرنا من لنا وهيئ رحمة لدنك لما أحصى الحزبين أي لنعلم بعثناهم * ثم عددا سنين الكهف

بربهم آمنوا فتية إنهم بالحق نبأهم عليك نقص نحن أمدا لبثوا رب ربنا فقالوا قاموا إذ قلوبهم على * وربطنا هدى وزدناهم

27

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين ماوات دونه من ندعو لن واألرض الس قلنا لقد إلها إذا * شططا بسلطان عليهم يأتون لوال آلهة دونه من اتخذوا قومنا هؤالء

ن أظلم فمن بين الله على افترى مم اعتزلتموهم * وإذ كذباحمته من ربكم لكم ينشر الكهف إلى فأووا الله إال يعبدون وما ر

ن لكم ويهيئ أمركم م رفقا ( .16:9 . ) الكهفم أصحاب قصة عن تعالى الله من إخبار الله: )هذا رحمه كثير ابن قال

أمفقال: ذلك بعد بسطها واالختصار, ثم اإلجمال سبيل على الكهفقيم الكهف أصحاب أن محمد يا يعني حسبت آياتنا من كانوا والر

أمرهم ليس أي عجبا السموات خلق فإن وسلطاننا قدرتنا في عجيبا وغير والكواكب والقمر الشمس وتسخير والنهار الليل واختالف واألرض

يشاء ما على تعالى, وأنه الله قدرة على الدالة العظيمة اآليات من ذلك جريج ابن قال الكهف, كما أصحاب أخبار من أعجب شيء يعجزه وال قادرقيم الكهف أصحاب أن حسبت أم مجاهد عن آياتنا من كانوا والر

ذلك. من أعجب هو ما آياتنا من كان يقول: قد عجباقيم الكهف أصحاب أن حسبت أم عباس ابن عن العوفي وقال والر والكتاب والسنة العلم من آتيتك يقول: الذي عجبا آياتنا من كانوا إسحاق: ما بن محمد والرقيم, وقال الكهف أصحاب شأن من أفضل

والرقيم, الكهف أصحاب شأن من أعجب العباد على حججي من أظهرت الفتية هؤالء إليه لجأ الذي الجبل, وهو في الغار فهو الكهف وأما

من قريب واد عباس: هو ابن عن العوفي فقال الرقيم المذكورون, وأما غار فهو الكهف الضحاك: أما وقتادة. وقال العوفي عطية قال أيلة, وكذا

بنيانهم, ويقول كان مجاهد: الرقيم الوادي, وقال اسم الوادي, والرقيم في الرحمن عبد قال(...وقال أن كهفهم......)إلى فيه الذي الوادي بعضهم: هو

الظاهر هو مرقوم. وهذا قرأ: كتاب الكتاب, ثم أسلم: الرقيم بن زيد بن يقال مرقوم, كما بمعنى فعيل جرير, قال: الرقيم ابن اختيار اآلية, وهو من

إلى الفتية أوى إذأعلم. وقوله: جريح, والله قتيل, وللمجروح للمقتول رشدا أمرنا من لنا وهيئ رحمة لدنك من آتنا ربنا فقالوا الكهف

عنه يفتنوهم لئال قومهم من بدينهم فروا الذين الفتية أولئك عن تعالى يخبر حين , فقالوا قومهم عن ليختفوا جبل في غار إلى فلجأوا منهم فهربوا لدنك من آتنا ربنا بهم ولطفه رحمته تعالى الله من سائلين دخلوا

وهيئ قومنا عن وتسترنا بها ترحمنا رحمة عندك من لنا هب أي رحمة هذا أمرنا من لنا وقدر أي رشدا أمرنا من لنا عاقبتنا اجعل أي رشدا

رشدا" عاقبته فاجعل قضاء من لنا قضيت "وما الحديث في جاء رشدا, كما يدعو كان أنه الله رسول عن أرطأة بن بسر حديث من المسند وفي

الدنيا خزي من كلها, وأجرنا األمور في عاقبتنا أحسن اللهم"".اآلخرة وعذاب

28

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين .... بالحق نبأهم عليك نقص نحن القصة بسط في شرع اهاهن من وأهدى للحق أقبل الشباب, وهم وهم فتية أنهم تعالى فذكروشرحها,

كان , ولهذا الباطل دين في وانغمسوا عتوا قد الذين الشيوخ من للسبيل قريش, من المشايخ شبابا, وأما ولرسوله تعالى لله المستجيبين أكثر

عن تعالى أخبر القليل. وهكذا إال منهم يسلم ولم دينهم على بقوا فعامتهم آذان في كان أنه مجاهد: بلغني شبابا, وقال فتية كانوا أنهم الكهف أصحاب تقواهم, فآمنوا وآتاهم رشدهم الله الحلق, فألهمهم يعني القرطة بعضهم هدى وزدناهم هو إال إله ال أنه بالوحدانية, وشهدوا له اعترفوا أي بربهم

ذهب ممن وغيره كالبخاري األئمة من واحد غير وأمثالها اآلية بهذه استدل وزدناهمتعالى: قال وينقص, ولهذا يزيد وأنه وتفاضله اإليمان زيادة إلى

وقال تقواهم وآتاهم هدى زادهم اهتدوا والذينقال: كما هدىا الذين فأم وقال: يستبشرون وهم إيمانا فزادتهم آمنواع إيمانا ليزدادوا ذلك. على الدالة اآليات من ذلك غير إلى إيمانهم م

أعلم, مريم, فالله بن عيسى المسيح دين على كانوا أنهم ذكر وقد دين على كانوا لو بالكلية, فإنهم النصرانية ملة قبل كانوا أنهم والظاهر

لهم, وقد لمباينتهم وأمرهم خبرهم بحفظ اليهود أحبار اعتنى لما النصرانية أن عباس ابن عن تقدم منهم يطلبون بالمدينة اليهود أحبار إلى بعثوا قريشا أن إليهم وسلم, فبعثوا عليه الله صلى الله رسول بها يمتحنون أشياء

على هذا الروح, فدل القرنين, وعن ذي خبر هؤالء, وعن خبر عن يسألوه النصرانية, دين على متقدم وأنه الكتاب أهل كتب في محفوظ أمر هذا أن

أعلم. واللهماوات رب ربنا فقالوا قاموا إذ قلوبهم على وربطنا وقوله الس

ومفارقة ومدينتهم قومهم مخالفة على تعالى: وصبرناهم يقول واألرض من واحد غير ذكر والنعمة, فإنه والسعادة الرغيد العيش من فيه كانوا ما

وسادتهم, الروم ملوك أبناء من كانوا أنهم والخلف السلف من المفسرين خرجوا وأنهم السنة في مجتمع لهم وكان قومهم أعياد بعض في يوما

والطواغيت, ويذبحون األصنام يعبدون البلد, وكانوا ظاهر في فيه يجتمعون بذلك الناس يأمر وكان ، دقيانوس له يقال عنيد جبار ملك لهم لها, وكان

هؤالء ذلك, وخرج لمجتمعهم الناس خرج إليه, فلما ويدعوهم عليه ويحثهم بصيرتهم, بعين قومهم يصنع ما إلى وقومهم, ونظروا آبائهم مع الفتية ينبغي ال لها والذبح ألصنامهم السجود من قومهم يصنعه الذي هذا أن عرفوا

من يتخلص منهم واحد كل واألرض, فجعل تالسماوا خلق الذي الله إال وحده منهم جلس من أول ناحية, فكان عنهم ويتبرز منهم وينحاز قومه

اآلخر عنده, وجاء إليها فجلس اآلخر فجاء شجرة ظل تحت أحدهم, جلس يعرف اآلخر, وال وجاء اآلخر إليهم, وجاء فجلس اآلخر إليهما, وجاء فجلس

اإليمان. على قلوبهم جمع الذي هناك جمعهم اآلخر, وإنما منهم واحد

29

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين البخاري رواه الذين الحديث في جاء كما سعيد بن يحيى حديث من تعليقا األرواح: " الله رسول قالت: قال عنها الله رضي عائشة عن عمرة عن

"اختلف منها تناكر وما ائتلف منها تعارف مجندة, فما جنود رسول عن هريرة أبي عن سهيل حديث من صحيحه في مسلم وأخرجه

أحد كل جعل أنه الضم, والغرض علة يقولون: الجنسية , والناس الله أصحابه عن عليه هو ما يكتم منهم قال حتى مثله أنهم يدري منهم, وال خوفا

إال عنهم وأفردكم قومكم من أخرجكم ما إنه قوم يا والله أحدهم: تعلمون رأيت والله فإني أنا آخر: أما بأمره, فقال منكم واحد كل , فليظهر شيء

وال وحده يعبد أن يستحق الذي باطل, وإنما أنه فعرفت عليه قومي ما بينهما, وقال وما واألرض السموات خلق الذي الله هو شيء به يشرك

على كلهم توافقوا كذلك, حتى اآلخر كذلك, وقال لي وقع والله اآلخر: وأنا واحدة, فصاروا كلمة لهم صدق, فاتخذوا واحدة, وإخوان يدا يعبدون معبدا بين فاستحضرهم ملكهم إلى بأمرهم فوشوا قومهم بهم فيه, فعرف الله عز الله إلى ودعوه بالحق عليه, فأجابوه هم وما أمرهم عن فسألهم يديه

قاموا إذ قلوبهم على وربطنابقوله: عنهم تعالى أخبر وجل, ولهذاماوات رب ربنا فقالوا دونه من ندعو لن واألرض الس ولن إلها

قال باطال, ولهذا لكان ذلك فعلنا لو أبدا, ألنا هذا منا يقع ال أي التأبيد لنفي قلنا لقدعنهم: إذا أي شططا باطال اتخذوا قومنا هؤالء وبهتانا

على أقاموا هال أي بين بسلطان عليهم يأتون لوال آلهة دونه من إليه ذهبوا ما صحة دليال واضحا ن أظلم فمن صحيحا على افترى مم الله إن ذلك, فيقال قولهم في كاذبون ظالمون هم يقولون: بل كذبا

بنزع وتوعدهم, وأمر وتهددهم عليهم أبى بالله اإليمان إلى دعوه لما ملكهم أمرهم في لينظروا قومهم, وأجلهم زينة من عليهم كان الذي عنهم لباسهم بهم, الله لطف من هذا عليه, وكان كانوا الذي دينهم عن يرجعون لعلهم الفتنة, من بدينهم والفرار منه الهرب إلى توصلوا النظرة تلك في فإنهم منهم العبد يفر أن الناس في الفتن وقوع عند المشروع هو وهذا على خوفا أحدكم مال خير يكون أن "يوشك الحديث في جاء , كمادينه بها يتبع غنما

تشرع الحال هذه الفتن" ففي من بدينه يفر القطر ومواقع الجبال شعف الجماعات ترك من بها يفوت عداها, لما فيما تشرع وال الناس عن العزلة

الله قومهم, واختار من والهرب الذهاب على عزمهم وقع والجمع, فلما وما اعتزلتموهم وإذقوله: في بذلك عنهم وأخبر ذلك لهم تعالى

عبادتهم في بأديانكم وخالفتموهم فارقتموهم وإذ أي الله إال يعبدون الله, ففارقوهم غير لكم ينشر الكهف إلى فأووابأبدانكم, أيضا

حمته من ربكم ئ قومكم من بها يستركم رحمة عليكم يبسط أي ر )ويهي فيه أنتم أمركم( الذي من لكم رفقا أي م ذلك فعندبه, ترتفقون أمرا

خرجوا أظهرهم بين من قومهم إليه, ففقدهم فأووا الكهف إلى هرابا فعل كما خبرهم عليه الله وعمى بهم يظفر لم أنه الملك, فيقال وتطلبهم

30

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين من المشركون , وجاء ثور غار إلى لجأ حين الصديق , وصاحبه محمد بنبيه النبي قال عليه, وعندها يمرون أنهم مع إليه يهتدوا فلم الطلب في قريش

إلى نظر أحدهم أن لو الله رسول قوله: يا في الصديق جزع رأى حين ثالثهما الله باثنين ظنك ما بكر أبا يا: " ألبصرنا, فقال قدميه موضع

تعالى: قال ؟" وقد الذين أخرجه إذ الله نصره فقد تنصروه إال لصاحبه يقول إذ الغار في هما إذ اثنين ثاني كفروا إن تحزن ال

وجعل تروها لم بجنود وأيده عليه سكينته الله فأنزل معنا الله الذين كلمة فلى كفروا عزيز والله العليا هي الله وكلمة الس أصحاب قصة من وأعجب وأعظم وأجل أشرف الغار هذا فقصة حكيم(.الكهف

بربهم آمنوا فتية إنهم الظالل: ) في الله رحمه قطب سيد ويقولقلوبهم على وربطنا. أمرهم يدبرون كيف بإلهامهم هدى وزدناهم

باإليمان . معتزة عرفت الذي الحق إلى , مطمئنة راسخة ثابتة هي فإذا . والثبات العزم على تدل حركة . . والقيامقاموا إذ اختارت الذي

ماوات رب ربنا فقالوا )لن كله الكون هذا رب . . فهوواألرض السدعو قلنا . )لقد شريك بال واحد إلها(. . فهو دونه من ن شططا(. . إذا

. الصواب عن وحدنا الحق وتجاوزنا الذي المنهج , ويستنكرون فيستنكرونه قومهم عليه ما إلى يلتفتون ثم

لوال آلهة دونه من اتخذوا قومنا هؤالءالعقيدة: تكوين في يسلكونه. . ؟بين بسلطان عليهم يأتون

له , وبرهان إليه يستند قوي دليل لإلنسان يكون أن االعتقاد طريق هو فهذا على الكذب , ألنه الشنيع الكذب فهو . وإال والعقول النفوس على سلطان

ن أظلم فمنالله: الله على افترى مم . . ؟كذبا . . تلعثم وال فيه تردد , ال حاسما صريحا واضحا الفتية موقف يبدو هنا وإلى استنكار في . أشداء إيمانهم في , أشداء أجسامهم في , أشداء فتية إنهم

. . قومهم عليه ما , وال االلتقاء إلى سبيل . فال المنهجان , واختلف الطريقان تبين ولقد

إلى رسال ليسوا . إنهم بالعقيدة الفرار من بد . وال الحياة في للمشاركة يتلقاه ما , ويتلقوا إليها ويدعوهم الصحيحة بالعقيدة فيواجهوهم قومهم لهم حياة , وال كافر ظالم وسط في الهدى لهم تبين فتية هم . إنما الرسل

كذلك يطيقون ال , وهم بها وجاهروا عقيدتهم أعلنوا هم إن الوسط هذا في التقية سبيل على اآللهة من يعبدون ما , ويعبدوا ويراودهم القوم يداروا أن

أن إال لهم سبيل . فال كشف قد أمرهم أن . واألرجح لله عبادتهم ويخفوا أجمعوا . وقد الحياة زينة على الكهف يختاروا , وأن الله إلى بدينهم يفروا

الله إال يعبدون وما اعتزلتموهم وإذبينهم: يتناجون فهم أمرهم

31

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين حمته من ربكم لكم ينشر الكهف إلى فأووا ن لكم ويهيئ ر م أمركم رفقا . . م

الذين الفتية . فهؤالء المؤمنة القلوب شأن في العجب ينكشف وهنا زينة من . ويتجردون أهلهم , ويفارقون ديارهم , ويهجرون قومهم يعتزلون الخشن الضيق الكهف إلى يأوون الذين . هؤالء الحياة ومتاع األرض

ظليلة الرحمة هذه . ويحسون الله رحمة يستروحون . هؤالء المظلمحمته من ربكم لكم ينشر. ممتدة فسيحة تلقي ينشر ولفظة ر

وسيع رحيب فسيح فضاء الكهف . فإذا واإلنفساح والبحبوحة السعة ظالل واللين بالرفق , وتشملهم ظاللها وتمتد خيوطها وتتسع الرحمة فيه تنتشر

, وإن لترق الصلدة الجدران , وإن لتنزاح الضيقة الحدود . . إن والرخاء. واالرتفاق والراحة والرفق الرحمة , فإذا لتشف الموغلة الوحشة

. . اإليمان إنه تعارف التي والمدلوالت واألوضاع القيم قيمة ? وما الظواهر قيمة وما

القلب جنبات في آخر عالما هنالك ? إن األرضية حياتهم في الناس عليها والرفق الرحمة تظلله . عالما بالرحمن , المأنوس باإليمان المغمور

والرضوان(. واالطمئنان

األنبياء خاتم البشرية خير مطاردة والمرسلين

التاريخية األحداث أعظم من الهجرة حدث أن يجد للتاريخ القارئ إن الكفر ضد الجهاد تشريع بدأ وبه اإلسالم أمة تاريخ به ارتبط والذي

مطاردين مستضعفين من للمسلمين الكبير التحول حصل وبه والكافرين امتدت ثم النبوية المدينة في اإلسالم دولة نواة ونشأت فاتحين أقوياء إلى

وتعالى سبحانه الله أمر فقد ومغاربها األرض مشارق إلى اإلسالم دولة والمرسلين األنبياء خاتم إلى فأتى المدينة إلى مكة من بالخروج محمدا مع ورتب متقنع وهو معتاد غير وقت في عنه الله رضي الصديق بكر أبي لخروجه المناسب والساتر الغطاء واتخذ الخروج عملية الصديق بكر أبي

هذا وفي مكانه ينام عنه الله رضي طالب أبي بن علي وجعل هذا واختفائهيت الهادي وأستاجر خدعة والحرب للعدو خداع )المهرب( وتمت الخر.... مكة في تدور التي األخبار لتوصيل التنسيق عملية الذين بك يمكر وإذوجل: عز الله يقول يقتلوك أو ليثبتوك كفروا

.الماكرين خير والله الله ويمكر ويمكرون يخرجوك أو , مكة في كان بما التذكير الظالل: )إنه في الله رحمه قطب سيد يقول المستقبل في واليقين بالثقة ليوحي . وإنه الموقف , وتبدل الحال تغير قبل

32

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين كان . . ولقد ويأمر به يقضي فيما وحكمته الله قدر تدبير إلى ينبه ; كما معرفة الحالين , يعرفون مرة أول القرآن بهذا يخاطبون الذين المسلمون

, وما القريب الماضي بهذا يذكروا أن يكفي . وكان وذاق ورأى عاش الذي أمن من فيه وما الواقع الحاضر مواجهة ; في وقلق خوف من فيه كان

الله صلى الله برسول ومكرهم المشركين تدبير من كان . . وما وطمأنينة ! منهم النجاة مجرد , ال عليهم غلبة من إليه صار ما مواجهة في وسلم عليه حتى ويحبسوه وسلم عليه الله صلى الله رسول ليوثقوا يمكرون كانوا لقد

مطرودا منفيا مكة من ليخرجوه ; أو منه ويتخلصوا ليقتلوه ; أو يموت فتية المنكر ذلك يتولى أن ; على قتله اختاروا ثم كله بهذا ائتمروا ...ولقد

قتال عن هاشم بنو ; ويعجز القبائل في دمه ; ليتفرق جميعا القبائل من! األمر وينتهي بالدية , فيرضوا كلها العرب

الجريري عثمان , أخبرني معمر , أخبرنا قالرزا عبد أحمد:حدثنا اإلمام قالبك يمكر وإذقوله: في عباس ابن , أخبره عباس ابن مولى مقسم , عن

فأثبتوه أصبح بعضهم: إذا . فقال بمكة ليلة قريش ... قال: " تشاورت بعضهم: بل . وقال اقتلوه بعضهم: بل وقال ـ النبي يريدون ـ بالوثاق

على عنه الله رضي علي ; فبات ذلك على نبيه الله . فأطلع أخرجوه المشركون . وبات بالغار لحق حتى النبي وخرج الله رسول فراش

رد عليا رأوه ; فلما إليه ثاروا أصبحوا فلما النبي يحسبونه عليا يحرسون ! أدري ? قال:ال هذا صاحبك , فقالوا: أين مكرهم عليهم تعالى الله

, فمروا الجبل في , فصعدوا عليهم اختلط الجبل بلغوا ; فلما أثره فاقتصوا نسج يكن لم هنا دخل , فقالوا: لو العنكبوت نسج بابه على , فرأوا بالغار

" . ليال ثالث فيه . . فمكث بابه على العنكبوتهذه: العنكبوت نسج رواية عن والنهاية البداية في الله رحمه كثير ابن ]قال فم على العنكبوت نسج قصة في وري ما أجود من وهو حسن إسناد )وهذا([. الله حماية من وذلك الغار

الماكرين خير والله الله ويمكر ويمكرون يرسمها التي والصورة حين . . ذلك التأثير عميقة . . صورةالله ويمكر ويمكرونتعالى: قوله

ويمكرون ويدبرون ويتذاكرون يتآمرون , وهم قريش ندوة للخيال تتراءى! يشعرون ال وهم كيدهم ويبطل بهم , يمكر , محيط ورائهم من . . والله

هؤالء . . فأين مفزعة صورة ذاته الوقت في , وهي ساخرة صورة إنها , الجبار الله . . قدرة القادرة القدرة تلك , من المهازيل الضعاف البشر?(. محيط شيء بكل , وهو أمره على , الغالب عباده فوق القاهر

وتعالى: سبحانه ويقو الذين أخرجه إذ الله نصره فقد تنصروه إال لصاحبه يقول إذ الغار في هما إذ اثنين ثاني كفروا إن تحزن ال

وجعل تروها لم بجنود وأيده عليه سكينته الله فأنزل معنا الله الذين كلمة فلى كفروا عزيز والله العليا هي الله وكلمة السحكيم

33

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين تعالى: اآلية: )يقول هذه حول الله رحمه كثير ابن يقول أي تنصروه إال إذ نصره تولى كما وحافظه وكافيه ومؤيده ناصره الله فإن رسوله تنصروا الذين أخرجه المشركون هم لما الهجرة عام أي اثنين ثاني كفروا

منهم فخرج نفيه أو حبسه أو بقتله بن بكر أبي وصاحبه صديقه بصحبة هاربا في خرجوا الذين الطلب ليرجع أيام ثالثة ثور غار إلى فلجأ قحافة أبي

يطلع أن يجزع عنه الله رضي بكر أبو فجعل المدينة نحو يسيروا ثم آثارهم ويثبته يسكنه النبي فجعل أذى منهم الله رسول إلى فيخلص أحد عليهم

أحمد اإلمام قال " كماثالثهما الله باثنين ظنك ما بكر أبا ياويقول: " قال: قلت حدثه بكر أبا أن أنس عن ثابت أنبأنا همام حدثنا عفان حدثنا قدميه إلى نظر أحدهم أن الغار: لو في ونحن وسلم عليه الله صلى للنبي

ثالثهما" الله باثنين ظنك ما بكر أبا قال: فقال: "يا قدميه تحت ألبصرنا عليه سكينته الله فأنزلتعالى: قال , ولهذا الصحيحين في أخرجاه

أبي على وقيل القولين أشهر في الرسول على أي عليه ونصره تأييده أي سكينة معه تزل لم الرسول قالوا: ألن وغيره عباس ابن عن بكر, وروي

لم بجنود وأيدهقال: ولهذا الحال بتلك خاصة سكينة تجدد ينافي ال وهذا الذين كلمة وجعل المالئكة أي تروها فلى كفروا الله وكلمة الس

الله وكلمة الشرك كفروا الذين بكلمة يعني عباس ابن قال العليا هي عنه الله رضي األشعري موسى أبي عن الصحيحين الله. وفي إال إله ال هي

رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة يقاتل الرجل عن الله رسول قال: سئل العليا هي الله كلمة لتكون قاتل منفقال: " الله سبيل في ذلك أي

وانتصاره, انتقامه في أي عزيز والله" وقوله: الله سبيل في فهو في حكيم بخطابه بالتمسك ببابه, واحتمى الذ من يضام ال الجناب منيع

وأفعاله(. أقواله عن تخلف من مؤنبا تعالى والنهاية: )يقول البداية في الله رحمه ويقول كما ومظفره ومؤيده ناصره الله فان أنتم تنصروه إال الرسول مع الجهاد صاحبه غير معه ليس هاربا مكة أهل من كفروا الذين أخرجه إذ نصره

وقد أي الغار في هما إذ اثنين ثاني قال ولهذا غيره ليس بكر أبي وصديقه ألن وذلك عنهما الطلب ليسكن أيام ثالثة فيه فأقاما الغار إلى لجأ

سائر من مذهب كل طلبهما في ذهبوا تقدم كما فقدوهما حين المشركين حتى آثارهما واقتصوا اإلبل من مائة أحدهما أو ردهما لمن وجعلوا الجهات جعشم بن مالك بن سراقة لقريش األثر يقتص الذي وكان عليهم اختلط

الغار باب على يمرون وجعلوا فيه هما الذي الجبل فصعدوا تقدم كما ذكر ...... وقد لهما الله من حفظا يرونهما وال الغار لباب أرجلهم فتحاذى

ههنا من جاءونا : لو النبي قال ذلك قال لما بكر أبا أن السير أهل بعض وإذا اآلخر الجانب من انفرج قد الغار إلى الصديق فنظر هنا من لذهبنا حيث من بمنكر ليس وهذا جانبه إلى مشدودة وسفينة به اتصل قد البحر

34

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين شيئا نثبت ولسنا ضعيف وال قوي بإسناد ذلك يرد لم ولكن العظيمة القدرةأعلم(. والله به قلنا سنده حسن أو صح ما ولكن أنفسنا تلقاء من

ثور جبل في بغار بكر وأبو الله رسول لحق أيضا: )ثم الله رحمه ويقول ثقف شاب غالم وهو بكر أبي بن الله عبد عندهما يبيت ليال ثالث فيه فمكثا

يسمع ال كبائت بمكة قريش مع فيصبح بسحر عندهما من فيدلج لقن أمرا عليهما ويرعى الظالم يختلط حين ذلك بخبر يأتيهما حتى وعاه إال به يكادان يذهب حين عليهما فيريحها غنم من منحة بكر أبي مولى فهيرة بن عامر ينعق حتى ورضيعهما منحتهما لبن وهو رسل في فيبيتان العشاء من ساعة

الثالث(. الليالي تلك من ليلة كل في ذلك يفعل بغلس فهيرة بن عامر بها الله رسول بخروج بلغني فيما يعلم ولم إسحاق ابن الله: )قال رحمه وقال

أما بكر أبي وآل الصديق بكر وأبو طالب أبي بن علي إال خرج حين أحد الودائع الله رسول عن يؤدي حتى يتخلف أن أمره الله رسول فان علي شيء عنده أحد بمكة وليس الله رسول وكان للناس عنده كانت التي

إسحاق ابن قال وأمانته صدقه من يعلم لما عنده وضعه إال عليه يخشى خوخة من فخرجا قحافة أبي بن بكر أبا أتى الخروج الله رسول أجمع فلما جبل بثور غار إلى عمدا إسحاق: ثم ابن ......قال بيته ظهر في بكر ألبي

ما لهما يتسمع أن الله عبد ابنه الصديق بكر أبو وأمر فدخاله مكة بأسفل من اليوم ذلك في يكون بما أمسى إذا يأتيهما ثم نهاره فيهما الناس يقول إذا عليهما يريحها ثم نهاره غنمه يرعى أن مواله فهيرة بن عامر وأمر الخبر

معهم نهاره قريش في يكون بكر أبي بن الله عبد فكان الغار في أمسى يأتيهما ثم بكر وأبي الله رسول شأن في يقولون وما به يأتمرون ما يسمع

مكة أهل رعيان في يرعى فهيرة بن عامر وكان الخبر فيخبرهما أمسى إذا أبي بن الله عبد غدا فإذا وذبحا فاحتلبا بكر أبي غنم عليهما أراح أمسى فإذا عليه يعفى بالغنم أثره فهيرة بن عامر أتبع مكة إلى عندهما من بكر

تأتيهما عنها الله رضي بكر أبي بنت أسماء إسحاق: وكانت ابن .........قال الله رسول خرج ولما أسماء قالت يصلحهما بما أمست إذا الطعام من

هشام بن جهل أبو فيهم قريش من نفر أتانا بكر وأبو وسلم عليه الله صلى بكر أبي ةابن يا أبوك فقالوا: أين إليهم فخرجت بكر أبي باب على فوقفوا

وكان يده جهل أبو قالت: فرفع أبي أين والله أدري قالت: قلت: ال فاحشا انصرفوا. ثم قرطي منها طرح لطمة خدي فلطم خبيثا حدثه أباه أن الزبير بن الله عبد بن عباد بن يحيى إسحاق: وحدثني ابن قال أبو احتمل معه بكر أبو وخرج الله رسول خرج قالت: لما أسماء جدته عن معه بها فانطلق درهم آالف ستة أو درهم آالف خمسة معه كله ماله بكر

ألراه إني فقال: والله بصره ذهب وقد قحافة أبو جدي علينا قالت: فدخل لنا ترك قد إنه أبة يا قالت: قلت: كال نفسه مع بماله فجعكم قد خيرا كثيرا

قالت: وأخذت ماله يضع أبي كان الذي البيت في كوة في فوضعتها أحجارا هذا على يدك ضع أبة فقلت: يا بيده أخذت ثم ثوبا عليها وضعت ثم فيها

35

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين فقد هذا لكم ترك قد كان إذ بأس فقال: ال عليه يده قالت: فوضع المال اسكن أن أردت ولكن شيئا لنا ترك ما والله وال لكم بالغ هذا وفي أحسنبذلك(. الشيخ يحكي وهو العباد خير هدي في المعاد زاد في الله رحمه القيم ابن يقول رسول أصحاب المشركون رأى المدينة: )لما إلى مكة من النبي هجرة

واألموال واألطفال الذراري وساقوا وحملوا، وخرجوا، تجهزوا، قد الله حلقة أهل القوم وأن منعة، دار الدار أن وعرفوا والخزرج، األوس إلى

عليهم فيشتد بهم، ولحوقه إليهم الله رسول خروج فخافوا وبأس، وشوكة منهم والحجا الرأي أهل من أحد يتخلف ولم الندوة، دار في فاجتمعوا أمره،

هم وحضرهم أمره، في ليتشاوروا كبير شيخ صورة في إبليس وشيخهم ولي فأشار الله رسول أمر فتذاكروا كسائه، في الصماء مشتمل نجد أهل من فرق جهل: قد أبو قال أن إلى يرضاه، وال يرده والشيخ برأي، منهم أحد كل من نأخذ أن قال: أرى ؟ هو قالوا: ما عليه، وقعتم قد أراكم ما رأى فيه لي قريش من قبيلة كل غالما نعطيه ثم جلدا، نهدا فيضربونه صارما، سيفا

ق واحد، رجل ضربة ذلك بعد مناف عبد بنو تدرى فال القبائل، في دمه فيتفر الشيخ: فقال ديته، إليهم ونسوق كلها، القبائل معاداة يمكنها وال تصنع، كيف

قوا الرأي، والله هذا الفتى، در لله عليه، واجتمعوا ذلك، على قال: فتفر ال أن وأمره بذلك، فأخبره وتعالى، تبارك ربه عند من بالوحي جبريل فجاءه

الليلة. تلك مضجعه في ينام فيها يأتيه يكن لم ساعة في النهار نصف بكر أبى إلى الله رسول وجاء

عا، الله، رسول يا أهلك هم " فقال: إنماعندك من أخرجله: " فقال متقن يا بكر: الصحبة أبو " فقالالخروج في لي أذن قد الله إنفقال: " وأمي بأبي بكر: فخذ أبو " فقالنعم: " الله رسول فقال ؟ الله رسول".بالثمن: " الله رسول فقال هاتين، راحلتي إحدى وأمر قريش من النفر أولئك واجتمع الليلة، تلك مضجعه في يبيت أن عليا

يكون أيهم ويأتمرون بياته، ويريدون ويرصدونه، الباب صير من يتطلعونه فجعل البطحاء، من حفنة فأخذ عليهم الله رسول فخرج أشقاها، يذر

سدا أيديهم بين من وجعلنايتلو: وهو يرونه، ال وهم رؤوسهم، على فهم فأغشيناهم سدا خلفهم ومن رسول ومضى ، يبصرون ال

رجل، وجاء ليال، بكر أبى دار في خوخة من فخرجا بكر، أبى بيت إلى الله وخسرتم، قال: خبتم قالوا: محمدا، ؟ تنتظرون فقال: ما ببابه، القوم ورأى

وقاموا أبصرناه، ما قالوا: والله التراب، رؤوسكم على وذر بكم مر والله قد وعقبة العاص، بن والحكم جهل، وهم: أبو رؤوسهم، عن التراب ينفضون

ضر معيط، أبى بن ة الحارث، بن والن األسود، بن وزمعة خلف، بن وأمي فلما الحجاج، ابنا ومنبه ونبيه خلف، بن وأبى لهب، وأبو عدى، بن وطعيمة عليه الله صلى الله رسول عن فسألوه الفراش، عن على قام أصبحوا،به. لي علم فقال: ال وسلم،

36

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين العنكبوت وضرب فدخاله، ثور، غار إلى بكر وأبو الله رسول مضى ثمبابه. على وكان الليثي، أريقط بن الله عبد استأجرا قد وكانا هاديا بالطريق، ماهراما ذلك، على وأمناه قريش، من قومه دين على وكان راحلتيهما، إليه وسل

القافة، معهم وأخذوا طلبهما، في قريش وجدت ثالث، بعد ثور غار وواعداهعليه. فوقفوا الغار، باب إلى انتهوا حتى ما إلى نظر أحدهم أن لو ؛ الله رسول قال: يا بكر أبا أن الصحيحين ففى ثالثهما، الله باثنين ظنك ما ؛ بكر أبا يافقال: " ألبصرنا قدميه تحت

فوق كالمهم يسمعان بكر وأبو النبي " وكانمعنا الله فإن تحزن ال فهيرة بن عامر وكان أمرهما، عليهم عمى سبحانه الله ولكن رؤوسهما،

عليهما يرعى فإذا بالخبر، يأتيهما ثم بمكة، يقال ما ويتسمع بكر، ألبى غنماالناس. مع سرح السحر كان

جراب، في سفرة لهما ووضعنا الجهاز، أحث عائشة: وجهزناهما قالت الجراب، به فأوكت نطاقها، من قطعة بكر أبى بنت أسماء فقطعتتها األخرى وقطعت فصير النطاقين. لقبت: ذات فلذلك القربة، لفم عصاما

الغار، إلى الله رسول قال: خرج عمر عن مستدركه في الحاكم وذكر له فطن حتى خلفه، وساعة يديه، بين ساعة يمشى فجعل بكر، أبو ومعه

فأمشى الطلب، أذكر ؛ الله رسول له: يا فقال فسأله، ، الله رسول كان لو ؛ بكر أبا يافقال: " يديك بين فأمشى الرصد، أذكر ثم خلفك، فلما بالحق، بعثك والذي ؟" قال: نعمدوني بك يكون أن أحببت شيء الغار، لك أستبرىء حتى الله رسول يا بكر: مكانك أبو قال الغار إلى انتهى

الجحرة، يستبرىء لم أنه ذكر أعاله في كان إذا حتى فاستبرأه، فدخل، رسول يا قال: انزل ثم الجحرة أستبرىء حتى الله رسول يا فقال: مكانك

الطلب، نار عنهما خمدت حتى ليال ثالث الغار في فمكثا فنزل، الله، بن عامر بكر أبو وأردف فارتحال، بالراحلتين، أريقط بن الله عبد فجاءهما

يصحبهما، وتأييده تكلؤهما، الله وعين أمامهما، الدليل وسار فهيرة،وينزلهما. يرحلهما وإسعاده

واحد كل دية بهما جاء لمن جعلوا بهما، الظفر من المشركون يئس ولماوا فلما ، أمره على غالب والله الطلب، في الناس فجد منهما، بنى بحي مر فقال: الحي على فوقف الحي، من رجل بهم بصر قديد، من مصعدين مدلج

رأيت لقد إال أراها ما أسودة بالساحل آنفا باألمر ففطن وأصحابه، محمدا الظفر من له سبق وقد خاصة، له الظفر يكون أن فأراد مالك، بن سراقة

حاجة طلب في خرجا وفالن، فالن هم فقال: بل حسابه، في يكن لم ما من بالفرس لخادمه: اخرج وقال خباءه فدخل قام ثم قليال، مكث ثم لهما، به يخط عاليه وخفض رمحه، أخذ ثم األكمة، وراء وموعدك الخباء، وراء

وأبو ، الله رسول قراءة وسمع منهم قرب فلما فرسه، ركب حتى األرض ؛ الله رسول بكر: يا أبو فقال يلتفت، ال الله ورسول االلتفات، يكثر بكر

37

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين فرسه يدا فساخت الله رسول عليه فدعا رهقنا، قد مالك بن سراقة هذا لي، الله فادعوا بدعائكما، أصابني الذي أن علمت فقال: قد األرض، في

وسأل فأطلق، ، الله رسول له فدعا عنكما، الناس أرد أن على ولكما وكان أديم في بأمره بكر أبو له فكتب كتابا، له يكتب أن الله رسول ، الله رسول له فوفاه بالكتاب، فجاءه مكة، فتح يوم إلى معه الكتاب

لنا حاجة فقاال: ال والحمالن، الزاد عليهما وعرض "،وبر وفاء يوموقال: "ا عم ولكن به، الطلب، في الناس فوجد ورجع كفيتم، فقال: قد الطلب، عن

النهار أول وكان ههنا، ما كفيتم وقد الخبر، لكم استبرأت يقول: قد فجعل وآخره عليهما، جاهدا لهما(. حارسا على االستعالء ظالله: )إن في التوبة آية حول الله رحمه قطب سيد ويقول

حياة فهو الكريم اإلنساني للوجود إثبات النفس ضعف وعلى األرض ثقلة إعدام للخوف االستسالم األرض إلى التثاقل وإن للحياة العلوي بالمعنى الروح حساب وفي الله ميزان في فناء . فهو الكريم اإلنساني للوجود

. لإلنسان المميزة الله نصرة , على يعلمونه الذي التاريخي الواقع من المثل لهم الله ويضربيشاء: من يؤتيه الله عند من , والنصر والء وال منهم عون بال لرسوله إال

الذين أخرجه إذ الله نصره فقد تنصروه هما إذ اثنين ثاني كفروا لصاحبه يقول إذ الغار في الله فأنزل معنا الله إن تحزن ال

الذين كلمة وجعل تروها لم بجنود وأيده عليه سكينته كفروافلى . .حكيم عزيز والله العليا هي الله وكلمة الس

بمحمد قريش ضاقت حين ذلك الغاشمة القوة تضيق , كما ذرعا دائما لها تملك , ال الحق بكلمة عليها تطيق , وال دفعا , به , فائتمرت صبرا

إليه , وأوحى ائتمرت ما على الله ; فأطلعه منه تتخلص أن وقررت , فخرج بالخروج , وأعداؤه عدة وال جيش , ال الصديق صاحبه من إال وحيدا

وصاحبه: الرسول مشهد يرسم والسياق ظاهرة قوته إلى , وقوتهم كثرالغار في هما إذ .

نفسه على ال يجزع عنه الله رضي , والصديق يتعقبون إثرهما على والقوم , يقول الحبيب صاحبه إلى فيخلصوا عليهما يطلعوا أن صاحبه على ولكن أنزل وقد . والرسول قدميه تحت ألبصرنا قدميه إلى نظر أحدهم أن له:لو أبا ياله:" فيقول قلبه من ويطمئن روعه من , يهدئ قلبه على سكينته الله?" . ثالثهما الله باثنين ظنك ما بكر

الله صلى , والرسول جانب في كلها المادية , والقوة العاقبة كانت ماذا ثم بجنود الله عند من المؤزر النصر ? كان مجرد منها صاحبه مع وسلم عليه

وجعلوالصغار: والذل كفروا للذين الهزيمة . وكانت الناس يرها لم الذين كلمة فلى كفروا . الس

38

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين هي الله وكلمةنافذة: قوية منتصرة العالي مكانها في الله كلمة وظلت. . العليا

. المعنى في أقوى بالرفع القراءة . ولكن بالنصب الله وكلمة قرئ وقد طبيعة العليا هي الله فكلمة التقرير معنى تعطي ألنها تصيير , بدون وأصال

في النصر يقدر حكيم أولياؤه يذل ال عزيز . والله معينة بحادثة متعلق. يستحقه لمن حينه

يعيده أن على قادر ; والله ولكلمته لرسوله الله نصرة على مثل ذلك الواقع من مثل . وهو ويتباطأون يتثاقلون الذين غير آخرين قوم أيدي على

!(. دليل إلى الله قول بعد حاجة في كانوا إن

الله رضي الله رسول صحابة مطاردة الحبشة إلى وهجرتهم عنهم

الواحد إال األمر أول في له يستجب لم اإلسالم إلى ودعا النبي بعث لما له المستجيب وكان ، قبيلة كل من الواحد بعد ، وقبيلته عشيرته من خائفا

وكان ، وجل عز الله في ذلك على صابر وهو منه وينال ، األذى غاية يؤذى إلى بدينهم ويهربون مشرد كل يشردون مستضعفين ذاك إذ المسلمون

وكان ، المدينة إلى هاجروا ثم مرتين الحبشة إلى هاجروا كما النائية البالد اإلسالم في الداخلون فكان ، يقتل من ومنهم الله في يعذب من منهم المهاجرون المعاد: )فانحاز زاد في الله رحمه القيم ابن يقول غرباء حينئذ في بعثت بذلك، قريش علمت فلما آمنين، النجاشي أصحمة مملكة إلى

بلدهم من وتحف بهدايا ، العاص بن وعمرو ربيعة، أبى بن الله عبد أثرهم بعظماء إليه وشفعوا عليهم، ذلك فأبى عليهم، ليردهم النجاشي إلى

في يقولون هؤالء إليه: أن فوشوا طلبوا، ما إلى يجبهم فلم بطارقته، عيسى إلى المهاجرين فاستدعى الله، عبد يقولون: إنه عظيما، قوال

قال عليه، الدخول أرادوا فلما طالب، أبى بن جعفر ومقدمهم مجلسه، فأعاده استئذانه، يعيد له لآلذن: قل فقال الله، حزب عليك جعفر: يستأذن

جعفر عليه فتال ؟ عيسى في تقولون قال: ما عليه دخلوا فلما عليه، صدرا النجاشي " فأخذكهيعص" سورة من عيسى زاد فقال: ما األرض من عودا

قال: نخرتم، فقال: وإن عنده، بطارقته فتناخرت العود، هذا وال هذا علىكم من بأرضي، سيوم فأنتم اذهبوا م سب في )والسيوم: اآلمنون غر

أعطيتموني للرسولين: لو قال لسانهم( ثم ذهب من دبرا من يقول: جبالمقبوحين(. ورجعا هداياهما، عليهما فردت أمر ثم إليكما، أسلمتهم ما ذهب

39

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين قال عنه الله رضي طالب أبي بن جعفر أن أحمد اإلمام مسند في وجاء للنجاشي ، علينا وشقوا وظلمونا قهرونا قريش: ) فلما مع حالهم واصفا

ورغبنا ، سواك من على واخترناك ، بلدك إلى خرجنا ، ديننا وبين بيننا وحالوا(. الملك أيها عندك نظلم ال أن ورجونا جوارك في عزيزة فإنها جعفر رواية والنهاية: )فأما البداية في الله رحمه كثير ابن قال قريش قال: بعثت أبيه عن جعفر بن الله عبد ....عن عساكر ابن رواها جدا

النجاشي إلى سفيان أبي من بهدية الوليد بن وعمارة العاص بن عمرو إلينا فادفعهم وسفهائنا سفلتنا من ناس إليك صار قد عنده له: ونحن فقالوا

قال: قلنا: هؤالء يقول فقال: ما إلينا قال: فبعث كالمهم اسمع حتى قال: ال إلينا بعث الله وإن األوثان يعبدون قوم هؤالء فقال وصدقناه به فآمنا رسوال

قال: قالوا: ال دين عليهم فقال: فلكم قالوا: ال لكم هم النجاشي: أعبيد لهم هؤالء العاص: إن بن عمرو فقال عنده من قال: فخرجنا سبيلهم فخلوا

قولي مثل عيسى في يقولوا لم قال: إن تقول ما غير عيسى في يقولون أشد الثانية الدعوة فكانت إلينا فأرسل نهار من ساعة أرضي في أدعهم لم

هو قلنا: يقول مريم بن عيسى في صاحبكم يقول قال: ما األولى من علينا لي فقال: ادعوا قال: فأرسل البتول عذراء إلى ألقاها وكلمته الله روح بن عيسى في تقولون فقال: ما منهم ناس فأتاه الراهب وفالن القس فالن األرض من شيئا وأخذ النجاشي قال تقول فما أعلمنا فقالوا: أنت مريم

نعم قالوا أحدا قال: أيؤذيكم ثم هذا لمث هؤالء قال ما عيسى عدا قال: ما قلنا قال: أيكفيكم ثم دراهم أربعة فأغرموه منهم أحدا آذى من مناد فنادى

له: إن قلنا بها وظهر المدينة إلى الله رسول هاجر فلما قال فأضعفها ال وقد عنهم حدثناك كنا الذين وقتل المدينة إلى وهاجر ظهر قد الله رسول

بما صاحبك قال: أخبر ثم وزودنا فحملنا قال: نعم فردنا إليه الرحيل أردنا الله رسول وأنه الله إال إله ال أن أشهد معكم صاحبي وهذا إليكم صنعت

رسول فتلقاني المدينة أتينا حتى جعفر: فخرجنا قال لي يستغفر له وقل بقدوم أم أفرح خيبر بفتح أنا أدري ماقال: ثم واعتنقني الله

جعفر النجاشي: هذا رسول فقال جلس ثم خيبر فتح ذلك ووافق جعفر وشهد وزودنا وحملنا وكذا كذا بنا فعل فقال: نعم صاحبنا به صنع ما فسله

رسول فقام لي يستغفر له لي: قل وقال الله رسول وأنك الله إال إله ال أن المسلمون: فقال للنجاشي اغفر اللهم مرات ثالث دعا ثم فتوضأ الله

صاحبك فأخبر النجاشي( انطلق رسول )أي للرسول جعفر قال ثم آمينغريب(. حسن عساكر ابن قال ثم الله رسول من رأيت بما ديارهم من أخرجوا عنهم الله رضي الله رسول صحابة إذن هم فها

وسافروا والمشاق المخاطر وركبوا واختفوا وهاجروا وطوردوا وأموالهم في وبقي الحبشة إلى ذهب من فمنهم البحر وركبوا بل الطويلة المسافات

في إال يعودوا ( ولمالسياسي باللجوء اليوم يسمى) النجاشي جوار إلى هاجر من طويلة( ومنهم سنوات الحبشة في مكثوا )أي خيبر عام

40

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين امتدحهم ولذا الدين هذا أجل من ودياره وماله أهله وترك النبوية المدينة ديارهم من أخرجوا الذين المهاجرين للفقراءبقوله: الله

يبتغون وأموالهم ن فضال الله م ورسوله الله وينصرون ورضواناادقون هم أولئك قبلهم من واإليمان الدار تبوؤوا *والذين الصا حاجة صدورهم في يجدون وال إليهم هاجر من يحبون م أوتوا م

شح يوق ومن خصاصة بهم كان ولو أنفسهم على ويؤثرون. المفلحون هم فأولئك نفسه

تعالى يقولالله: رحمه كثير ابن قال الفقراء حال مبينا ديارهم من أخرجوا )الذين أنهم الفيء لمال المستحقين

يبتغون وأموالهم ن فضال الله م ديارهم من خرجوا أي ورضوانا ورسوله الله وينصرون ورضوانه الله مرضاة ابتغاء قومهم وخالفواادقون هم أولئك هم وهؤالء بفعلهم قولهم صدقوا الذين هؤالء أي الص تعالى قال ثم المهاجرين سادات لألنصار مادحا وشرفهم فضلهم ومبينا

والذينتعالى: فقال الحاجة مع وإيثارهم حسدهم , وعدم وكرمهم قبل من الهجرة دار سكنوا أي قبلهم من واإليمان الدار تبوؤوا

بعدي الخليفة عمر: وأوصي منهم. قال كثير قبل وآمنوا المهاجرين كرامتهم, وأوصيه لهم ويحفظ حقهم لهم يعرف أن األولين بالمهاجرين

باألنصار محسنهم من يقبل قبل, أن من واإليمان الدار تبوءوا الذين خيراأيضا. ههنا البخاري رواه مسيئهم عن يعفو وأن

أنفسهم وشرف كرمهم من أي إليهم هاجر من يحبونتعالى: قوله حدثنا يزيد أحمد: حدثنا اإلمام قال بأموالهم ويواسونهم المهاجرين يحبون قدمنا قوم مثل رأينا ما الله رسول يا المهاجرون قال: قال أنس عن حميد

أحسن وال قليل في مواساة أحسن عليهم المؤنة كفونا كثير, لقد في بذال ما ال" كله. قال باألجر يذهبوا أن خشينا لقد حتى المهنأ في وأشركونا

الوجه. هذا من الكتب في أره " لملهم الله ودعوتم عليهم أثنيتم سعيد بن يحيى عن سفيان حدثنا محمد بن الله عبد البخاري: حدثنا وقال أن األنصار النبي دعا قال الوليد إلى معه خرج حين مالك بن أنس سمع قال مثلها المهاجرين من إلخواننا تقطع أن إال ال البحرين. قالوا لهم يقطع

به " تفردأثرة سيصيبكم فإنه تلقوني حتى فاصبروا ال إما" شعيب أخبرنا نافع بن الحكم البخاري: حدثنا الوجه. وقال هذا من البخاري

بيننا اقسم األنصار قال: قالت هريرة أبي عن األعرج عن الزناد أبو حدثنا الثمرة. في ونشرككم المؤنة النخيل, قال: ال. فقالوا: أتكفوننا إخواننا وبين

صدورهم في يجدون وال مسلم دون به وأطعنا. تفرد قالوا: سمعناا حاجة م أنفسهم في يجدون وال أي أوتوا م فيما للمهاجرين حسدا

والرتبة. الذكر في والتقديم والشرف المنزلة من به الله فضلهم الحسد يعني حاجة صدورهم في يجدون وال البصري الحسن قال

ا م ومما زيد ابن قال إخوانهم. وكذا أعطى فيما يعني قتادة قال أوتوا م

41

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين عبد قال: حدثنا حيث أحمد اإلمام رواه ما المعنى هذا على به يستدل قال: كنا أنس عن الزهري عن معمر حدثنا الرزاق الله رسول مع جلوسا

من رجل " فطلعالجنة أهل من رجل اآلن عليكم يطلعفقال: " الغد كان الشمال, فلما بيده نعليه علق قد وضوئه من لحيته تنطف األنصار

كان األولى, فلما المرة مثل الرجل ذلك ذلك, فطلع مثل الله رسول قال على الرجل ذلك أيضا, فطلع مقالته مثل الله رسول قال الثالث اليوم في العاص بن عمرو بن الله عبد تبعه الله رسول قام األولى, فلما حاله مثل

أن رأيت ثالثا, فإن عليه أدخل ال أني فأقسمت أبي حيت ال فقال: إني"نعم". قال فعلت تمضي حتى إليك تؤويني

يره فلم الثالث الليالي تلك معه بات أنه يحدث الله عبد أنس: فكان قال الليل من يقوم حتى وكبر الله ذكر فراشه على تقلب تعار إذا أنه غير شيئا خيرا, فلما إال يقول أسمعه لم أني الله: غير عبد قال الفجر لصالة يقوم

بيني يكن لم الله عبد يا عمله, قلت أحتقر أن وكدت الثالث الليالي مضت مرات ثالث لك يقول الله رسول سمعت هجرة, ولكن وال غضب أبي وبين

المرات, الثالث أنت " فطلعتالجنة أهل من رجل اآلن عليكم يطلع" عمل, كبير تعمل أرك به, فلم فأقتدي عملك ما ألنظر إليك آوي أن فأردت

وليت رأيت, فلما ما إال هو قال: ما الله رسول قال ما بك بلغ الذي فما من ألحد نفسي في أجد ال أني غير رأيت ما إال هو فقال: ما دعاني

المسلمين أحسد وال غشا الله: عبد إياه. قال الله أعطاه خير على أحدا والليلة اليوم في النسائي تطاق, ورواه ال التي وهي بك بلغت التي فهذه على صحيح إسناد به, وهذا معمر عن المبارك ابن عن نصر بن سويد عن

أنس, عن رجل عن الزهري عن وغيره عقيل رواه لكن الصحيحين شرطأعلم. فالله في يجدون والتعالى: قوله في أسلم بن زيد بن الرحمن عبد وقال

ا حاجة صدورهم م في وتكلم المهاجرين, قال أوتوا مما يعني أوتوا م فقال ذلك في الله فعاتبهم األنصار في تكلم من بعض النضير بني أموال

من عليه أوجفتم فما منهم رسوله على الله أفاء وماتعالى: على والله يشاء من على رسله يسلط الله ولكن ركاب وال خيل تركوا قد إخوانكم إن: " الله رسول قال: وقال قدير شيء كل

قطائع, فقال بيننا أموالنا " فقالواإليكم وخرجوا واألوالد األموال همقال: " ؟ الله رسول يا ذاك " قالوا: وماذلك غير أو: " الله رسول " فقالوا:الثمر وتقاسمونهم فتكفونهم العمل يعرفون ال قوم كان ولو أنفسهم على ويؤثرونتعالى: الله. وقوله رسول يا نعم

أنفسهم حاجة على المحاويج يقدمون أي حاجة يعني خصاصة بهمذلك. إلى احتياجهم حال في قبلهم بالناس ويبدءون

جهد الصدقة أفضلقال: " أنه الله رسول عن الصحيح في ثبت وقد ويطعمونتعالى: الله وصف الذين حال من أعلى المقام " وهذاالمقل

42

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين تصدقوا هؤالء فإن حبه على المال وآتىوقوله: حبه على الطعام به, ضرورة وال إليه حاجة لهم يكون ال به, وقد تصدقوا ما يحبون وهم

هذا أنفقوه, ومن ما إلى وحاجتهم خصاصتهم مع أنفسهم على آثروا وهؤالء : الله رسول له ماله, فقال بجميع عنه الله رضي الصديق تصدق المقام

ورسوله, الله لهم عنه: أبقيت الله رضي " فقال؟ ألهلك أبقيت ما" منهم فكل اليرموك يوم وأصحابه عكرمة على عرض الذي الماء وهكذا

الماء, فرده إلى يكون ما أحوج مثقل جريح صاحبه, وهو إلى بدفعه يأمر يشربه ولم آخرهم عن ماتوا حتى الثالث إلى وصل فما الثالث إلى اآلخروأرضاهم. عنهم الله رضي منهم أحد

حدثنا أسامة أبو حدثنا كثير بن إبراهيم بن يعقوب البخاري: حدثنا وقال رجل قال: أتى هريرة أبي عن األشجعي حازم أبو حدثنا غزوان بن فضيل

فلم نسائه إلى الجهد, فأرسل أصابني الله رسول يا فقال الله لرسول رحمه الليلة هذه يضيف رجل أال: " النبي شيئا, فقال عندهن يجد فقال أهله إلى الله, فذهب رسول يا فقال: أنا األنصار من رجل " فقامالله

إال عندي ما شيئا, فقالت: والله تدخريه ال الله رسول ضيف المرأته: هذا فأطفئي فنوميهم, وتعالي العشاء الصبية أراد الصبية. قال: فإذا قوت

الله رسول على الرجل غدا ثم الليلة, ففعلت بطوننا ونطوي السراج "وفالنة فالن من ـ ضحك أو ـ وجل عز الله عجب لقدفقال: "

خصاصة بهم كان ولو أنفسهم على ويؤثرونتعالى: الله وأنزل طرق من والنسائي والترمذي ومسلم آخر موضع في البخاري رواه وكذا طلحة بأبي األنصاري هذا تسمية لمسلم رواية وفي غزوان بن فضيل عن

عنه. الله رضي من أي المفلحون هم فأولئك نفسه شح يوق ومنتعالى: وقولهوأنجح. أفلح فقد الشح من سلم بن الله عبيد عن الفراء قيس بن داود أخبرنا الرزاق عبد أحمد: حدثنا قال

فإن والظلم إياكمقال: " الله رسول أن الله عبد بن جابر مقسم, عن من أهلك الشح فإن الشح القيامة, واتقوا يوم ظلمات الظلم

"محارمهم واستحلوا دماءهم سفكوا أن على حملهم قبلكم كانبه. قيس بن داود عن القعنبي عن فرواه مسلم بإخراجه انفرد زهير عن الحارث بن الله عبد عن مرة بن عمرو عن وشعبة األعمش وقال

الظلم اتقوا" الله رسول قال: قال عمرو بن الله عبد عن األقمر بن ال الله فإن الفحش القيامة, واتقوا يوم ظلمات الظلم فإن كان من أهلك فإنه والشح التفحش, وإياكم وال الفحش يحب

ففجروا, بالفجور فظلموا, وأمرهم بالظلم قبلكم, أمرهم شعبة طريق من داود وأبو أحمد " ورواهفقطعوا بالقطيعة وأمرهم الليث به, وقال مرة بن عمرو عن األعمش, كالهما طريق من والنسائي

عن يزيد أبي بن صفوان عن صالح أبي بن سهيل عن الهاد بن يزيد عن

43

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين يجتمع اليقول: " الله رسول سمع أنه هريرة أبي عن الجالح بن القعقاع يجتمع أبدا, وال عبد جوف في جهنم ودخان الله سبيل في غبار

عبد قلب في واإليمان الشح أبي, حاتم: حدثنا أبي ابن " وقالأبدا بن جامع عن المسعودي المبارك, حدثنا ابن سليمان, أخبرنا بن عبدة حدثنا عبد أبا فقال: يا الله عبد إلى رجل قال: جاء هالل بن األسود عن شداد

قال: ؟ ذاك الله: وما عبد له هلكت, فقال قد أكون أن أخاف إني الرحمن المفلحون هم فأولئك نفسه شح يوق ومنيقول: الله سمعت

ذلك الله: ليس عبد شيئا, فقال يدي من أخرج أن أكاد ال شحيح رجل وأنا أن القرآن في الله ذكر الذي الشح القرآن, إنما في الله ذكره الذي بالشحالبخل. الشيء وبئس البخل ذاك ظلما, ولكن أخيك مال تأكل أبي عن جبير بن سعيد عن الرحمن عبد بن طارق عن الثوري سفيان وقال فرأيت بالبيت أطوف قال: كنت األسدي الهياج شح قني يقول: اللهم رجال لم نفسي شح وقيت إذا له, فقال: إني ذلك, فقلت على يزيد ال نفسي الله رضي عوف بن الرحمن عبد الرجل أفعل, وإذا ولم أزن ولم أسرق

إسحاق, حدثنا بن محمد جرير: حدثني ابن جرير. وقال ابن عنه. رواه عياش, حدثنا بن إسماعيل الدمشقي, حدثنا الرحمن عبد بن سليمان

عن مالك بن أنس عن جارية بن يزيد عمه عن األنصاري جارية بن مجمع الضيف وقرى الزكاة أدى من الشح من برىءقال: " الله رسول

".النائبة في وأعطى لنا اغفر ربنا يقولون بعدهم من جاؤوا والذينتعالى: وقوله

للذين غال قلوبنا في تجعل وال باإليمان سبقونا الذين وإلخوانناحيم رؤوف إنك ربنا آمنوا يستحق ممن الثالث القسم هم هؤالء ر

لهم التابعون ثم األنصار ثم المهاجرون وهم الفيء مال من فقراؤهمابقون براءة آية في قال كما بإحسان لون والس المهاجرين من األو

ضي بإحسان اتبعوهم والذين واألنصار عنهم الله ر عنه ورضوا الجميلة وأوصافهم الحسنة آلثارهم المتبعون هم بإحسان لهم فالتابعون الكريمة اآلية هذه تعالى: في قال والعالنية, ولهذا السر في لهم الداعون

يقولون بعدهم من جاؤوا والذين قائلين أي لنا اغفر ربنا أي غال قلوبنا في تجعل وال باإليمان سبقونا الذين وإلخواننا

بغضا حيم رؤوف إنك ربنا آمنوا للذين وحسدا ما أحسن وما ر الذي الرافضي أن الكريمة اآلية هذه من الله رحمه مالك اإلمام استنبط

به الله مدح بما اتصافه نصيب, لعدم الفيء مال في له ليس الصحابة يسب باإليمان سبقونا الذين وإلخواننا لنا اغفر ربنا قولهم في هؤالء

حيم رؤوف إنك ربنا آمنوا للذين غال قلوبنا في تجعل وال (.ر أهم فيها تبرز صادقة صورة ظالله: )هي في الله رحمه قطب سيد ويقول

. وأموالهم ديارهم من إخراجا ... أخرجوا للمهاجرين المميزة المالمح في وعشيرتهم قرابتهم من والتنكر واالضطهاد األذى الخروج على أكرههم

44

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين وأموالهم ديارهم تاركين خرجوا الله... وقد ربنا يقولوا أن إال لذنب ال مكةن فضال يبتغون فضله في الله على اعتمادهم ورضوانا الله م

أنهم مع . . وهم حماه إال لهم جناب , وال سواه لهم ملجأ . ال ورضوانه قليلون مطاردون في وسيوفهم ...بقلوبهمورسوله الله ينصرون

ادقون هم أولئكاألوقات.. وأضيق الساعات أحرج قالوا ...الذينالص في الله مع صادقين . وكانوا بعملهم , وصدقوها بألسنتهم اإليمان كلمة الحق مع . وصادقين اتبعوه أنهم في رسوله مع . وصادقين اختاروه أنهم! الناس ويراها األرض على تدب منه صورة كانوا أنهم فيإليهم هاجر من يحبون قبلهم من واإليمان الدار تبوؤوا والذين

ا حاجة صدورهم في يجدون وال م أنفسهم على ويؤثرون أوتوا م هم فأولئك نفسه شح يوق ومن خصاصة بهم كان ولو

... المفلحون . هذه لألنصار المميزة المالمح أهم تبرز صادقة وضيئة صورة كذلك وهذه

بالفعل وقعت أنها , لوال آفاق إلى , وبلغت بصفات تفردت التي المجموعة خيال صاغها قد عليا ومثال مجنحة ورؤى طائرة أحالما الناس , لحسبها

. . محلققبلهم من واإليمان الدار تبوؤوا والذينيثرب الهجرة دار . . أي .

اإليمان فيها تبوأوا . كما المهاجرين قبل األنصار تبوأها وقد الرسول مدينة موقف يصور ما أقرب . وهو ظالل ذو تعبير . وهو ودار لهم منزل . وكأنه فيه تعيش الذي ووطنهم ونزلهم دارهم كان . لقد اإليمان من األنصار يثوب , كما له ويطمئنون إليه , ويثوبون أرواحهم إليه , وتسكن قلوبهم. الدار إلى ويطمئن المرء

ا حاجة صدورهم في يجدون وال إليهم هاجر من يحبون م أوتوا ماألنصار استقبال كحادث جماعيا حادثا كله البشرية تاريخ يعرف . . ولم

المشاركة . وبهذه السخي البذل . وبهذا الكريم الحب . بهذا للمهاجرين لم أنه ليروى . حتى األعباء واحتمال اإليواء إلى التسابق . وبهذا الرضية

اإليواء في الراغبين عدد . ألن بقرعة إال أنصاري دار في مهاجر ينزل صدورهم في يجدون وال! 1المهاجرين عدد من أكثر عليه المتزاحمين

ا حاجة م بعض في مفضل مقام من المهاجرون يناله . . مماأوتوا م شيئا أنفسهم في يجدون , فال الفيء كهذا به يختصون مال , ومن المواضع

ظالل يلقي . مماحاجةيقول: . إنما ضيقا وال يقول: حسدا . وال هذا من. أصال شيئا تجد , فال لقلوبهم المطلقة والبراءة لصدورهم الكاملة النظافة

مع يقفون الذين أين العرب؟ جزيرة أهل يا واإليمان الدار تبوأوا الذين فأين 11 الدين؟ هذا أجل من يضحون الذين أين محنتهم؟ في الغرباء المجاهدين

أنفسكم من الله فأروا كبير واألنصار المهاجرين وأبناء الصحابة أحفاد في أملنا إنخيرا.

45

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين خصاصة بهم كان ولو أنفسهم على ويؤثرونعلى . . واإليثار له البشرية تشهد لم بما األنصار إليها بلغ . وقد عليا قمة الحاجة مع النفس لمألوف خارقة بصورة حالة كل وفي مرة كل في كذلك . وكانوا نظيرا. وحديثا قديما البشر

المفلحون هم فأولئك نفسه شح يوق ومنشح الشح . . فهذا . . الصور من صورة في بذل الخير . ألن خير كل عن المعوق . هو النفس

عند الحياة في . وبذل الجهد في . وبذل العاطفة في . وبذل المال في بذل مرة يهم وال يأخذ أن دائما يهم شحيح الخير يصنع أن يمكن . وما االقتضاء

, الخير عن المعوق هذا وقي , فقد نفسه شح يوق . ومن يعطي أن. معناه حقيقة في الفالح هو . وهذا كريما باذال معطيا إليه فانطلق

الذين وإلخواننا لنا اغفر ربنا يقولون بعدهم من جاؤوا والذين قلوبنا في تجعل وال باإليمان سبقونا إنك ربنا آمنوا للذين غالحيم رؤوف . . ر

مالمح أهم تبرز . وهي الواعية الرضية النظيفة الثالثة الصورة وهذه جميع في اإلطالق على المسلمة األمة خصائص أخص تبرز . كما التابعين. واألزمان األوطان

عند بعد جاءوا قد يكونوا ولم ـ واألنصار المهاجرين بعد يجيئون الذين هؤالء الحقيقة وفي الله علم في جاءوا قد كانوا , إنما المدينة في اآلية نزول

نفوسهم سمة ـ والمكان الزمان حدود من المطلق العلم هذا في القائمة الذين لسلفها كذلك ولكن لذاتها , ال المغفرة طلب في ربها إلى تتوجه أنها

وجه على آمنوا للذين الغل من القلب براءة طلب ; وفي باإليمان سبقوا , الله برأفة الشعور . مع اإليمان رباط معهم يربطهم , ممن اإلطالقحيم رؤوف إنك ربناالرأفة: , وتلك الرحمة بهذه , ودعائه ورحمته . .ر الوضيئة وصورتها المسلمة األمة هذه طبيعة النصوص تلك وراء من وتتجلى

األمة هذه أول تربط التي الوثيقة القوية اآلصرة . تتجلى الوجود هذا في . وشعور وتعاطف وتواد وتكافل تضامن , في بأولها , وآخرها بآخرها

; والنسب والجنس والمكان الزمان تتخطى التي العميقة القربى بوشيجة , فيذكر الطويلة القرون خالل المشاعر , تحرك القلوب في وحدها وتتفرد

أشد , أو الحي أخاه يذكر , كما المتطاولة القرون بعد المؤمن أخاه المؤمن . ويمضي الخلف حساب السلف . ويحسب وحب وكرامة إعزاز , في

السلف آثار على الخلف . صفا الزمان مدار على واحدة وكتيبة واحدا السير تغذ الله راية , تحت األوطان واختالف , الكريم األفق إلى صعدا. الرحيم الرؤوف الواحد ربها إلى متطلعة

للبشرية مثال وأكرم أرفع تمثل ; كما قائمة حقيقة , تمثل باهرة صورة إنها تقرن حين أتمها على ووضاءتها كرامتها تبدو . صورة كريم قلب يتصوره

الشيوعية بها وتبشر تمثلها التي اللئيم والهدم الذميم الحقد صورة إلى مثال

46

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين في , وينخر الصدور في ينغل الذي الحقد . صورة ماركس كارل إنجيل في أممها , وعلى السابقة البشرية أجيال , وعلى الطبقات , على الضمير

والمؤمنين اإليمان . وعلى الذميم الطبقي الحقد تعتنق ال التي الحاضرة! دين وكل أمة كل من

ترفع صورة ظل وال لمسة , وال سمة وال لمحة في بينهما التقاء ال صورتان . صورة دركاتها أدنى إلى بها تهبط ; وصورة مراقيها أعلى إلى البشرية

والعشيرة والوطن والجنس والمكان الزمان وراء من األجيال تمثل طريقها في صاعدة متعارفة متوادة متكافلة مترابطة متضامنة والنسب

, وصورة الحقد من القلوب , طاهرة الغل من الصدور , بريئة الله إلى والدغل والدخل بالحقد بعضا بعضهم يلقي متناحرين أعداء البشرية تمثل

. فالصالة الصالة يقيمون المعبد في وهم . حتى وااللتواء والخداع والغش للكادحين المال رأس ينصبه فخا إال ليس كله , والدين أحبولة سوى ليست

!في تجعل وال باإليمان سبقونا الذين وإلخواننا لنا اغفر ربنا

حيم رؤوف إنك ربنا آمنوا للذين غال قلوبنا . .ر . وإنه كريمة لقافلة . وإنها اإليمان دعاء هو . وهذا اإليمان قافلة هي هذه

كريم(. لدعاء

47

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين

جهادية عملية بعد صحابيين مطاردة قصة قريش لشريعة أنفسهما تسليم وعدم

)السمحة(!!!

سرية عمرو بن أميةقال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: ) : قال الواقدي: حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه وعبد الله بنالضمري

أبي عبيدة عن جعفر بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري وعبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عوف وزاد بعضهم على بعض

قالوا: كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: ما أحد يغتال محمدا فإنه يمشي في األسواق فندرك ثأرنا فأتاه رجل من العرب

فدخل عليه منزله وقال له: إن أنت وفيتني وخرجت إليه حتى أغتاله فإني هاد بالطريق خريت معي خنجر مثل خافية النسر قال: أنت صاحبنا

وأعطاه بعيرا ونمقه وقال: اطو أمرك فإني ال آمن أن يسمع هذا أحد فينميه إلى محمد قال األعرابي: ال يعلمه أحد فخرج ليال على راحلته

فسار خمسا وصبح ظهر الحي يوم سادسه ثم أقبل يسأل عن رسول اللهحتى أتى المصلى فقال له قائل: قد توجه إلى بني عبد األشهل فخرج

األعرابي يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد األشهل فعقل راحلته ثم فوجده في جماعة من أصحابه يحدث فيأقبل يؤم رسول الله

إن هذا الرجل قال ألصحابه: مسجده فلما دخل ورآه رسول الله فوقف وقال أيكم ابنيريد غدرا والله حائل بينه وبين ما يريده

:أنا ابن عبد المطلب فذهب ينحني علىعبد المطلب فقال له رسول كأنه يساره فجبذه أسيد بن حضير وقال: تنح عن رسولرسول الله

وجذب بداخن إزاره فإذا الخنجر فقال: يا رسول الله هذا غادرالله فأسقط في يد األعرابي وقال: دمي دمي يا محمد وأخذه أسيد بن حضير

اصدقني ما أنت وما أقدمك فان معه : يلببه فقال له النبي قالنفعك الصدق وإن كذبتني فقد اطلعت على ما هممت به

48

(26هدية لل) قصص تاريخية

فأخبره بخبر أبي سفيان وما جعلوأنت آمناألعرابي: فأنا آمن قال: للمطلوبين قدله فأمر به فحبس عند أسيد بن حضير ثم صارا من الغد فقال:

قال: وما هو فقال:أمنتك فاذهب حيث شئت أو خير لك من ذلك فقال أشهد أن ال إلهأن تشهد أن ال إله إال الله وأني رسول الله

إال الله وأنك أنت رسول الله والله يا محمد ما كنت أفرق )أخاف( من الرجال فما هو إال أن رأيتك فذهب عقلي وضعفت ثم اطلعت على ما

هممت به فما سبقت به الركبان ولم يطلع عليه أحد فعرفت أنك ممنوع وأنك على حق وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان فجعل النبي

فخرج من عنده ولم يسمع له بذكريتبسم وأقام أياما ثم استأذن النبي لعمرو بن أمية الضمري ولسلمة ابن أسلم بنوقال رسول الله

فإن أصبتما منهأخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب حريش: قال عمرو: فخرجت أنا وصاحبي حتى أتينا بطن يأجج فاقتاله 1 غرة

دنا بعيرنا وقال لي صاحبي: يا عمرو هل لك في أن نأتي مكة فنطوف فقي بالبيت سبعا ونصلي ركعتين فقلت: أنا أعلم بأهل مكة منك إنهم إذا

وا أفنيتهم ثم جلسوا بها وإني أعرف من الفرس األبلق فأبى أظلموا رش علي فانطلقنا فأتينا مكة فطفنا سبعا وصلينا ركعتين فلما خرجت لقيني

معاوية بن أبي سفيان فعرفني وقال عمرو بن أمية: واحزناه فنذر بنا أهل مكة فقالوا: ما جاء عمرو في خير وكان عمرو فاتكا في الجاهلية فحشد

وهرب عمرو وسلمة وخرجوا في طلبهما واشتدوا فيأهل مكة وتجمعوا وباتواالجبل قال عمرو فدخلت في غار فتغيبت عنهم حتى أصبحت

يطلبوننا في الجبل وعمى الله عليهم طريق المدينة أن يهتدوا له فلما كان ضحوة الغد أقبل عثمان بن مالك بن عبيد التيمي يختلي لفرسه

حشيشا فقلت لسلمة بن أسلم إذا أبصرنا أشعر بنا أهل مكة وقد انفضوا عنا فلم يزل يدنو من باب الغار حتى أشرف علينا قال: فخرجت إليه

فطعنته طعنة تحت الثدي بخنجري فسقط وصاح فاجتمع أهل مكة فأقبلوا بعد تفرقهم ورجعت إلى مكاني فدخلت فيه وقلت لصاحبي: ال

تتحرك فأقبلوا حتى أتوه وقالوا: من قتلك؟ قال عمرو بن أمية الضمري فقال أبو سفيان: قد علمنا أنه لم يأت لخير ولم يستطع أن يخبرهم

بمكاننا فإنه كان بآخر رمق فمات وشغلوا عن طلبنا بصاحبهم فحملوه فمكثنا ليلتين في مكاننا حتى سكن عنا الطلب ثم خرجنا إلى التنعيم

فقال صاحبي: يا عمرو بن أمية هل لك في خبيب بن عدي ننزله فقلت له: أين هو قال: هو ذاك مصلوب حوله الحرس فقلت: أمهلني وتنح عني فان خشيت شيئا فانح إلى بعيرك فاقعد عليه فأت رسول الله صلى الله

ثم استدرت عليه 2 ودعني فإني عالم بالمدينةعليه وسلم فأخبره الخبر الجديدة الطبعة في الله بإذن أضيفه لعلي االغتياالت مشروعية على آخر دليل وهذا 1

االغتيال(. سنة إحياء على األبطال المجاهدين )تحريض لكتاب يكون أن الجهادية بالعمليات يقوم لمن مهم درس هذا في 2 تتم التي بالمدينة عالما

العملية. فيها

49

(26هدية لل) قصص تاريخية

حتى وجدته فحملته على ظهري فما مشيت به إال عشرين ذراعا حتىللمطلوبين استيقظوا فخرجوا في أثري فطرحت الخشبة فما أنسى وجيبها )يعني

صوتها( ثم أهلت عليه التراب برجلي فأخذت طريق الصفراء فأعيوا ورجعوا وكنت ال أدري مع بقاء نفسي فانطلق صاحبي إلى البعير فركبه

وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأقبلت حتى أشرفت على الغليل غليل ضنجنان فدخلت في غار معي قوسي وأسهمي وخنجري

فبينما أنا فيه إذ أقبل رجل من بني الديل بن بكر أعور طويل يسوق غنما ومعزى فدخل الغار وقال: من الرجل فقلت: رجل من بني بكر فقال:

وأنا من بني بكر ثم اتكأ ورفع عقيرته يتغنى ويقول: دين أدين ولستحيا دمت ما بمسلم فلست

المسلمينا

شر فقتلته إليه قمت نام فلما أقتلك أن ألرجو أني نفسي: والله في فقلت إذا الطريق في أسهلت فلما هبطت حتى خرجت ثم قط أحد قتلها قتلة

أحدهما فأبى فقلت: استأسر األخبار يتجسسان قريش بعثهما رجالن ثم وثاقا استسلم( فشددته )أي استأسر اآلخر ذلك رأى فلما فقتلته فرميته يلعبون وهم األنصار صبيان أتى المدينة قدمت فلما النبي إلى به أقبلت

فأخبروه النبي إلى الصبيان فاشتد عمرو يقولون: هذا أشياخهم وسمعوا يضحك وهو النبي رأيت فلقد قوسي بوتر إبهامه ربطت قد بالرجل وأتيته

البيهقي رواه أيام بثالثة عمرو قدوم قبل سلمة قدوم وكان بخير لي دعا ثم مكان دفن فلعله جسدا وال رمة له ير لم خبيبا أهبط لما عمرا أن تقدم وقد

ابن على هشام ابن استدركها إنما السرية وهذه أعلم والله سقوطه بن عمرو رفيق أن عنده لكن لها الواقدي سياق من بنحو وساقها إسحاق

الحمد(. ولله أعلم فالله صخر بن جبار السرية هذه في أمية

50

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين

بن )مسلم المسرف من الصحابة اختفاء أيام ثالثة المدينة أباح عقبة( حين

سادات من جمع اختفى أيام ثالثة عقبة( المدينة بن )مسرف أباح حين والمغارات الكهوف بعض إلى بعضهم وذهب عليهم الله رضوان الصحابة

وأذنابهم للصليبيين وسنوات وشهور أسابيع العرب جزيرة أباح بمن فكيف دماء استباحة إلى وصلوا حتى مكان كل في المسلمين وقتل لمطاردة

لهؤالء يحق أال واألكاذيب التهم بهم وألصقوا والمدينة مكة في المجاهدين أن إلى األنظار عن ويغيبوا الله رسول بصحابة يقتدوا أن األخيار الشباب

؟!. عنده من أمر أو بالفتح الله يأت عام في الحرة وقعة عن وأسى بحرقة يتحدث وهو الله رحمه كثير ابن قال

بن مسلم أباح عقبة: )ثم بن ومسرف معاوية بن يزيد فيها فعله وما هـ63 ما سوء شيخ من الله قبحه عقبة بن مسرف السلف فيه يقول الذي عقبة من خلقا خيرا وقتل خيرا الله جزاه ال يزيد أمره كما أيام ثالثة المدينة أجهله

وانتهب وقرائها أشرافها ما على عريض وفساد شر ووقع منها كثيرة أمواال كان وقد سنان بن معقل صبرا يديه بين قتل ممن فكان واحد غير ذكره

بسببه عليه فنقم غليظا كالما يزيد في أسمعه ولكن ذلك قبل صديقه عبد وابنه الحكم بن مروان بين يمشى فجاء الحسين بن بعلي واستدعى

بين جلس فلما به أوصاه يزيد أن يشعر ولم أمانا عنده بهما له ليأخذ الملك الشام من معه حمل عقبة بن مسلم كان وقد بشراب مروان استدعى يديه مروان شرب بالشراب جيء فلما بشرابه له يشاب فكان المدينة إلى ثلجا مروان وكان أمانا بذلك له ليأخذ الحسين بن لعلى الباقي أعطى ثم قليال

51

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين يده في اإلناء أخذ قد عقبة بن مسلم إليه نظر فلما الحسين ابن لعلي موادا بهما لتأمن هذين مع جئت له: إنما قال ثم شرابنا من تشرب له: ال قال

قال ثم يشربه وال يده من اإلناء يضع ال وجعل الحسين بن على يد فارتعدت شئت له: إن قال ثم عنقك لضربت بك أوصاني المؤمنين أمير أن له: لوال

كفي في الذي فقال: هذه بغيرها لك دعونا شئت وإن فاشرب تشرب أن معه فأجلسه فاجلس ههنا إلى عقبة: قم بن مسلم له قال ثم فشرب أريد شغلوني هؤالء وإن بك أوصاني المؤمنين أمير له: إن وقال السرير على بدابته فأمر والله إي فقال فزعوا أهلك الحسين: لعل بن لعلى قال ثم عنك

بن بعمرو استدعى ثم مكرما منزله إلى رده حتى عليها حمله ثم فأسرجت أهل ظهر إن له: إنك فقال أمية بنى مع خرج يكن ولم عفان بن عثمان ثم المؤمنين أمير ابن أنا قلت الشام أهل ظهر وإن معكم أنا قلت المدينة

كبيرة. لحية ذا وكان يديه بين لحيته فنتفت به أمر من وجدوا من يقتلون أيام ثالثة المدينة عقبة بن مسلم وأباح المدائني قال

بن مسلم إلى المرية عوف بنت سعدى فأرسلت األموال ويأخذون الناس كذا بمكان إلبلنا يتعرضوا ال أن أصحابك فمر عمك بنت له: أنا تقول عقبة فقالت: أنا امرأة وجاءته أوال إبلها بأخذ إال تبدؤوا ال ألصحابه فقال وكذا

وقال: أعطوه عنقه فضربت لها فقال: عجلوه األسارى في وابني موالتك حتى النساء على ووقعوا ابنك في تتكلمي حتى يقتل ال أن ترضين أما رأسه قال أعلم والله زوج غير من األيام تلك في امرأة ألف حبلت إنه قيل

من امرأة ألف حسان: ولدت بن هشام قال: قال قرة أبى عن المدائني سادات من جماعة اختفى وقد زوج غير من الحرة وقعة بعد المدينة أهل

في غار إلى فلجأ الخدري سعيد أبو وخرج الله عبد بن جابر منهم الصحابة فقصدني سيفي انتضيت رأيته فلما قال الشام أهل من رجل فلحقه جبل باثمي تبوء أن أريد إني قلت ثم سيفي فشممت قتلي على صمم رآني فلما

قال: ذلك رأى فلما الظالمين جزاء وذلك النار أصحاب من فتكون وإثمك نعم قلت الله رسول قال: صاحب الخدري سعيد أبو قلت: أنا أنت من

وتركني. فمضى أبايع فقال بايع له فقال المسيب بن بسعيد مسلم إلى وجيء المدائني قال فخلى مجنون إنه رجل فشهد عنقه بضرب فأمر وعمر بكر أبى سيرة على

قاال: لما التميمي إسحاق وأبى القرشي الله عبد عن المدائني وقال سبيله بعثمان عمر ابن فقال والصبيان النساء صاح الحرة يوم المدينة أهل انهزم الزهري قال: سألت المدينة أهل من شيخ عن المدائني قال الكعبة ورب

المهاجرين من الناس وجوه من سبعمائة قال الحرة يوم القتلى كان كم آالف عشرة وغيرهم وعبد حر من أعرف ال وممن الموالى ووجوه واألنصار

وانتهبوا وستين ثالث سنة الحجة ذي من بقين لثالث الوقعة وكانت قال األربعاء يوم الحرة وقعة معشر: كانت وأبو الواقدى قال أيام ثالثة المدينة روى قال(...وقد أن وستين.....)إلى ثالث سنة الحجة ذي من بقيتا لليلتين

52

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين على بمكة هاتف هتف الحرة أهل قتل قال: لما المدائني عساكر....عن ابنيسمع: جالس الزبير وابن الليلة تلك مساء قبيس أبى

والصالح العبادة أولواالقانتون والصائمون

الفالح إلى السابقونالمحسنون المهتدونالصباح الجحاجحة منوالبقيع بواقم ماذا

والصياح النوادب منويحهنن يثرب وبقاعوالسماح المهابة ذوىالخيار بنوا الخيار قتل

راجعون. إليه وإنا لله فإنا أصحابكم قتل هؤالء الزبير: يا ابن فقال ثالثة المدينة يبيح أن عقبة بن لمسلم قوله في فاحشا خطأ يزيد أخطأ وقد

الصحابة من خلق قتل من ذلك إلى انضم ما مع فاحش كبير خطأ وهذا أيام زياد بن الله عبيد يدي على وأصحابه الحسين قتل أنه تقدم وقد وأبنائهم

ماال النبوية المدينة في العظيمة المفاسد من أيام الثالثة هذه في وقع وقد بن مسلم بإرسال أراد وقد وجل عز الله إال يعلمه ال مما يوصف وال يحد

بنقيض الله فعاقبه منازع غير من أيامه ودوام وملكه سلطانه توطيد عقبة أخذ وأخذه الجبابرة قاصم الله فقصمه يشتهيه ما وبين بينه وحال قصده أليم أخذه إن ظالمة وهى القرى أخذ إذا ربك أخذ وكذلك مقتدر عزيز

شديد. موسى بن الفضل ثنا الحارث بن الحسين حدثنا صحيحه في البخاري قال رسول قال: سمعت أبيها عن وقاص أبى بن سعد بنت عائشة عن الجعد ثنا

الملح ينماع كما انماع إال أحد المدينة أهل يكيد اليقول: " الله المديني القراظ الله عبد أبى حديث من مسلم رواه " وقدالماء في

أحد يريد القال: " الله رسول أن وقاص أبى بن سعد عن دينار واسمه الملح ذوب أو الرصاص ذوب النار في الله أذابه إال بسوء المدينة

سعد عن القراظ الله عبد أبى طريق من لمسلم رواية " وفىالماء في أذابه بسوء المدينة أهل أراد منقال: " الله رسول أن هريرة وأبى عياض بن أنس حدثنا أحمد اإلمام "وقالالماء في الملح يذوب كما الله

الله رسول أن خالد بن السائب عن يسار بن عطاء عن خصيفة بن يزيد ثنا الله لعنة وعليه الله أخافه ظلما المدينة أهل أخاف منقال: "

صرفا القيامة يوم منه الله يقبل ال أجمعين والناس والمالئكة بن إسماعيل عن حجر ابن على عن وجه غير من النسائي " ورواهعدال وال

بن الرحمن عبد بن الله عبد بن الرحمن عبد عن خصيفة بن يزيد عن جعفر أخبره الخزرج بن منجوف بن خالد عن يسار بن عطاء عن صعصعة أبى

بن يزيد عن حازم أبى بن العزيز عبد عن الحميدي رواه وكذلك فذكره عن حماد عن عربي بن حبيب بن يحيى عن أيضا النسائي ورواه حصيفة

خالد ابن عن يسار بن عطاء عن مريم أبى بن مسلم عن سعيد بن يحيى

53

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين شريح بن حيوة وهب: أخبرني ابن وقال فذكره النبي أصحاب من وكان قال: خالد بن السائب عن يسار بن عطاء عن بكر أبى عن الهاد ابن عن

الله أخافه المدينة أهل أخاف منيقول: " الله رسول سمعت ثنا الدارقطني " وقالأجمعين والناس والمالئكة الله لعنة وعليه

أبو ثنا جعفر بن الحميد عبد بن سعيد ثنا أبى ثنا القاسم بن أحمد بن على محمد عن األنصاري أنيس بن الله عبد بن يزيد بن الله عبد بن يحيى زكريا وقد الحرة يوم أبينا مع قاال: خرجنا الله عبد بن جابر ابني الرحمن وعبد يخيف أحد وهل أبة فقلنا: يا الله رسول أخاف من فقال: تعس بصره كف

هذا أهل أخاف منيقول: " الله رسول فقال: سمعت الله رسول على يده ووضع هذين بين ما أخاف فقد األنصار من الحي".جبينه

استدل وقد وإسناده لفظا العزيز عبد بن سعد به الدارقطني: تفرد قال وهو معاوية بن يزيد لعنة في الترخيص إلى ذهب من وأمثاله الحديث بهذا

أبو والقاضي العزيز عبد بكر وأبو الخالل اختارها حنبل بن أحمد عن رواية في الجوزي بن الفرج أبو لذلك وانتصر الحسين أبو القاضي وابنه يعلى

فيه وصنفوا آخرون ذلك من ومنع لعنته وجوز مفرد مصنف يجعل لئال أيضا سوء من عنه صدر ما وحملوا الصحابة من أحد أو أبيه إلى وسيلة لعنة

ذلك مع كان إنه وقالوا واخطأ تأول أنه على التصرفات إماما واإلمام فاسقا الخروج يجوز بل العلماء قولي أصح على فسقه بمجرد يعزل ال فسق إذا

الحرام الدماء وسفك الهرج ووقوع الفتنة إثارة من ذلك في لما 1عليه واحدة كل مما ذلك وغير وغيرهن النساء مع الفواحش وفعل األموال ونهب

هذا. يومنا إلى تقدم مما جرى كما فسقه أضعاف الفساد من فيها جرى وما المدينة أهل خبر بلغه لما يزيد أن من الناس بعض يذكره ما وأما

فانه شديدا فرحا بذلك فرح وجيشه عقبة بن مسلم من الحرة عند عليهم قتالهم فله غيره عليهم وأمروا طاعته عن خرجوا وقد اإلمام أنه يرى كان لسان على بذلك أنذرهم كما الجماعة ولزوم الطاعة إلى يرجعوا حتى

من الصحيح في جاء وقد تقدم كما عقبة بن ومسلم بشير بن النعمان فاقتلوه بينكم يفرق أن يريد جميع وأمركم جاءكم ما وأما كان من كائنا

وقعة في الزبعري ابن بشعر واستشهاده ذلك في الشعر من عنه يوردونهفيها: يقول التي أحد

وقع من الخزرج جزعشهدوا ببدر أشياخي ليت

األسل

فهو البواح الكفر وأما فسق إذا اإلمام في هنا الله رحمه كثير ابن كالم أن الحظ 1 يعزل المسألة هذه في وصريحة واضحة الشرعية والنصوص وأعظمها فتنة أكبر

له فليتنبه( وليس للجواز وليس للوجوب القدرة )وشرط القدرة مع عليه ويخرج........الخ. أمان وال عهد وال بيعة وال ظفر قالمة على والية

54

(26هدية لل) قصص تاريخية

عبد في القتل واستمربركها بفنائهم حلت حينللمطلوبيناألشل

من الضعف قتلنا قدأشرافهم

فاعتدل بدر ميل وعدنا

بعض زاد وقد فيها الروافض

فقال:نزل وحي وال جاءه ملكفال بالملك هاشم ليت

يكن لم وإن الالعنين ولعنة عليه الله فلعنة معاوية بن يزيد قاله إن فهذا يزيد ترجمة في وسيذكر عليه به ليشنع عليه وضعه من على الله فلعنة قاله والقبائح األفعال من يعانيه كان وما فيه قيل وما عنه ذكر وما معاوية بن

إال الحسين وقتل الحرة وقعة بعد يمهل لم فانه اآلتية السنة في واألقوال ( قديرا عليما كان إنه وبعده قبله الجبابرة قصم الذي الله قصمه حتى يسيرا

. لم إني : )اللهم وفاته عند قال عقبة بن مسلم أن الله رحمه كثير ابن قال

أحب الله رسول محمدا وأن الله إال إله ال أن شهادة بعد قط عمال أعمل ذلك بعد النار دخلت وإن اآلخرة في عندي وأجزى المدينة أهل قتل من إلي أتبعه ثم الواقدي قاله فيما بالمسلك ودفن الله قبحه مات ثم لشقي إني منه خلت ليلة عشرة ألربع األول ربيع في بعده فمات معاوية بن بيزيد الله عباده فوق القاهر قهرهم بل وأملوه رجوه مما بشيء الله متعهما فما

(. يشاء ممن الملك ينزع من منهم ونزعه الملك وسلبهم

55

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين من سنة 12 لمدة وهربه جبير بن سعيد الثقفي يوسف بن الحجاج

على الثقفي يوسف بن )المبير( الحجاج ثقيف بني فاسق انتصر أن بعد عليه الخروج على األشعث ابن ساند من كل من اإلنتقام أراد األشعث ابن الله: )لو رحمه العزيز عبد بن عمر فيه قال الذي الباطش الظالم وهو

لرجحنا(. بالحجاج وجئنا بخبيثها أمة كل جاءت في الله أهلكه النبالء: )الحجاج أعالم سير في الله رحمه الذهبي عنه وقال

وتسعين خمس سنة رمضان وكان كهال ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سافكا للقرآن وتعظيم وبالغة وفصاحة ودهاء ومكر وإقدام شجاعة ذا وكان للدماء

بالكعبة الزبير البن وحصاره الكبير تاريخي في سيرته سوء من سقت قد العراق على واليته ثم الحرمين ألهل وإذالله بالمنجنيق إياها ورمية

إلى للصلوات وتأخيره له األشعث ابن وحروب سنة عشرين كله والمشرق عرى أوثق من ذلك فإن الله في نبغضه بل نحبه وال فنسبه الله استأصله أن

في توحيد وله الله إلى وأمره ذنوبه بحر في مغمورة حسنات وله اإليمان واألمراء(. الجبابرة ظلمة من ونظراء الجملة

أعالم سير في الله رحمه الذهبي عنه فقال الله رحمه جبير بن سعيد أما الشهيد المفسر المقرئ الحافظ اإلمام هشام ابن جبير بن النبالء: )سعيد

األعالم(. أحد الكوفي موالهم الوالبي األسدي الله عبد أبو ويقال محمد أبو األسدي جبير بن والنهاية: )سعيد البداية في الله رحمه كثير ابن عنه وقال

أكابر من المكي الكوفي الله عبد أبو ويقال محمد أبو موالهم الوالي العلوم وأنواع والفقه التفسير في اإلسالم أئمة من كان عباس ابن أصحاب

عن وروي الصحابة من خلقا رأى وقد الله رحمه الصالح العمل وكثرة الصالة في القرآن يقرأ كان إنه يقال التابعين من خلق وعنه منهم جماعة

فيقرأ لقعدة الكعبة في يقعد وكان تامة ختمة والعشاء المغرب بين فيما ختم أنه عنه وروى الكعبة جوف في ركعة في قرأها وربما الختمة فيها

الثوري سفيان وقال الكعبة في ليلة في الصالة في ونصفا مرتين القرآن وجه على وما جبير بن سعيد مات لقدقال: أبيه عن ميمون بن عمرو عن

ابن مع خرج من جملة في وكان علمه إلى محتاج وهو إال أحد األرض كان ثم أصبهان إلى سعيد هرب الحجاج ظفر فلما الحجاج على األشعث

دخل وربما للحج ومرة للعمرة مرة مرتين مكة إلى سنة كل في يتردد ال كان ألنه يتحدث ال بخراسان وكان بها فحدث األحيان بعض في الكوفة عندي ما يهمني مما إن يقول وكان هناك العلم من شيء عن أحد يسأله

الحجاج من مختفيا الحال هذا في واستمر أخذوه الناس أن وددت العلم من الحجاج(. إلى مكة من القسري خالد أرسله ثم سنة عشرة ثنتي من قريبا

56

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين )أي القراء قيام فإن اختفاؤه طالالسير: ) في الله رحمه الذهبي يقول

إلى بسعيد ظفروا وما وثمانين اثنتين سنة في كان الحجاج العلماء( على(. الحجاج فيها الله قلع التي السنة وتسعين خمس سنة رحمه جبير بن سعيد والنهاية: )مقتل البداية في الله رحمه كثير ابن قال بن الحجاج هـ( قتل95 سنة )أي السنة هذه جرير: وفي ابن قال الله

نفقات على جعله قد كان الحجاج أن ذلك سبب وكان جبير بن سعيد يوسف ابن خلعه فلما الترك ملك رتبيل قتال إلى األشعث ابن مع بعثه حين الجند

وأصحابه األشعث بابن الحجاج ظفر فلما جبير بن سعيد معه خلعه األشعث فلما إليه يبعثه أن نائبها إلى الحجاج فكتب أصبهان إلى جبير بن سعيد هرب إلى لجأ إنه ثم ويحج سنة كل في يعتمر كان ثم منها هرب سعيد بذلك سمع على أشار من فأشار القسري الله عبد بن خالد وليها أن إلى بها فأقام مكة

مفر وال أفر مما الله من استحييت لقد والله سعيد فقال منها بالهرب سعيد العزيز عبد بن عمر بدل حيان بن عثمان المدينة على وتولى قدره من

الحجاج إلى العراق من األشعث ابن أصحاب من بالمدينة من يبعث فجعل سعيد مكة من عنده من فعين القسري الوليد بن خالد منه فتعلم القيود في ابن وطلق دينار بن وعمرو جبر بن ومجاهد رباح أبي بن وعطاء جبير بن

بمكة أن يخبره الوليد إلى أرسل الحجاج إن ويقال حبيب أهل من أقواما من ألنهما دينار بن وعمرو عطاء عن عفا ثم إليه بهؤالء خالد فبعث الشقاق

يصل أن قبل الطريق في فمات طلق فأما الثالثة بأولئك وبعث مكة أهل ابن سعيد وأما الحجاج مات حتى السجن في زال فما فحبس مجاهد وأما.....الخ( الحجاج يدي بين أوقف فلما جبير

خلكان البن األعيان وفيات كتاب من ولكن جبير بن سعيد حوار هنا وأنقليقول: ) الله رحمه

أسمك؟ : ماالحجاج قالجبير. بن : سعيدسعيد

كسير. بن شقي أنت : بلالحجاجمنك. باسمي أعلم أمي كانت : بلسعيد

أنت. وشقيت أمك : شقيتالحجاجغيرك. يعلمه : الغيبسعيد

تلظى. نارا بالدنيا لك بد : الالحجاجإلها. التخذتك بيدك ذلك أن علمت : لوسعيد

محمد؟. في قولك : ماالحجاجالهدى. وإمام الرحمة : نبيسعيد

النار؟.. في هو أم الجنة في علي, أهو في قولك : ماالحجاجأهلها. فيها, عرفت من وعرفت دخلتها : لوسعيد

الخلفاء؟. في قولك : ماالحجاج

57

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين بوكيل. عليهم : لستسعيدإليك؟. أعجب : فأيهمالحجاج

لخالقي. : أرضاهمسعيدللخالق؟. أرضى : فأيهمالحجاج

ونجواهم. سرهم يعلم الذي عند ذلك : علمسعيدتصدقني. أن : أحبالحجاج

أكذبك. لن أحبك لم : إنسعيدتضحك؟. لم بالك : فماالحجاج

النار!!. تأكله طين, والطين من خلق مخلوق يضحك : وكيفسعيدنضحك؟. بالنا : فماالحجاج

القلوب. تستو : لمسعيديديه. بين والياقوت, فجمعه والزبرجد باللؤلؤ الحجاج أمر ثم

وإال فصالح القيامة يوم فزع به لتتقي هذا جمعت كنت : إنسعيد قال الدنيا من شيء في خير أرضعت, وال عما مرضعة كل تذهل واحدة ففزعة

وزكا. طاب ما إال.سعيد بكى بالناي ونفخ بالعود ضرب والناي, فلما بالعود الحجاج دعا ثم

اللعب؟. أهو يبكيك؟ : مافقال الصور, في ينفخ يوم عظيما يوما فذكرني النفخ الحزن, أما : هوسعيد قال يوم تبعث الشاة فمن األوتار حق!! وأما غير من قطعت فشجرة العود وأما

القيامة!!.سعيد. يا : ويلكالحجاج قال

الجنة. وأدخل النار عن زحزح لمن ويل : الفقالأقتلك؟. قتلة أي سعيد يا : اخترالحجاج قال

في مثلها الله قتلك إال قتلة تقتلني ال فوالله لنفسك أنت : اخترفقالاآلخرة.

عنك؟. أعفو أن : أتريدقالعذر. وال لك براءة فال أنت الله, وأما فمن العفو كان : إنفقال

بذلك الحجاج فأخبر ضحك خرج فاقتلوه, فلما به : اذهبواالحجاج قالإليه. فردوهأضحكك؟. : ماوقالعليك. الله وحلم الله علي جرأتك من : عجبتفقال

فبسط. بالنطع فأمر: اقتلوه.وقال مسلما حنيفا واألرض السموات فطر للذي وجهي : وجهتسعيد فقال

المشركين. من أنا وماالقبلة. لغير به : وجهواالحجاج قالالله. وجه فثم تولوا : فأينماسعيد قال

58

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين وجهه. على : كبوهالحجاج قالأخرى. تارة نخرجكم ومنها نعيدكم وفيها خلقناكم : منهاسعيد قال: اذبحوه.الحجاج قال محمدا وأن له شريك ال وحده الله إال اله ال أن فأشهد أنا : أماسعيد قال تسلطه ال القيامة, اللهم يوم بها تلقاني حتى مني ورسوله, خذها عبدهبعدي(. يقتله أحد على له ذكر لما الحجاج أن بسنده: )بلغني السير في الله رحمه الذهبي وذكر إليه أرسل جبير بن سعيد من عشرين في أحوص بن المتلمس يسمى قائدا عنه فسألوه صومعته في براهب هم إذا يطلبونه هم فبينما الشام أهل

يناجي ساجدا فوجدوه فانطلقوا عليه فدلهم فوصفوه لي فقال: صفوه عليهم رد ثم صالته بقية فأتم رأسه فرفع وسلموا فدنوا صوته بأعلى

قالوا: اإلجابة من بد قال: وال فأجبه إليك الحجاج رسل فقالوا: إنا السالم فقال الراهب دير إلى انتهى حتى معهم وقام عليه وأثنى الله فحمد البد

فإن فقال: اصعدوا قالوا: نعم صاحبكم أصبتم الفرسان معشر الراهب: يا فقالوا: ما يدخل أن سعيد وأبى ففعلوا الدير حول يأويان واألسد اللبوة مشرك منزل أدخل ال ولكن قال: ال منا الهرب تريد وأنت إال نراك أبدا

يصرفها ربي معي إن ضير قال: ال تقتلك السباع فإن ندعك ال قالوا: فإنا األنبياء من أنا قال: ما األنبياء من قالوا: فأنت تحرسني حرسا ويجعلها عني

على به أثق ما الراهب: فليعطني قال مذنب الله عبيد من عبد ولكن أعطي قال: إني يريد ما الراهب يعطي أن سعيد على فعرضوا طمأنينة فرضي الله شاء إن أصبح حتى مكاني أبرح ال له شريك ال الذي العظيم هذا عن السباع لتنفروا القسي وأوتروا لهم: اصعدوا فقال بذلك الراهب

وأوتروا صعدوا فلما لمكانكم الصومعة في الدخول كره فإنه الصالح العبد به تحككت سعيد من دنت فلما أقبلت األسد( قد )أنثى بلبوة هم إذا القسي

ربضت ثم به وتمسحت رأى فلما كذلك يصنع األسد وأقبل منه قريبا ففسر رسوله وسنن دينه شرائع عن فسأله إليه نزل وأصبحوا ذلك الراهب

ويقبلون إليه يعتذرون سعيد على القوم وأقبل فأسلم كله ذلك سعيد له الحجاج حلفنا سعيد يا فيقولون وطئه الذي التراب ويأخذون ورجليه يديه

شئت بما فمرنا إليه نشخصك حتى ندعك ال رأيناك نحن إن والعتاق بالطالق بلغو حتى فساروا لقضائه راد وال بخالقي الئذ فإني ألمركم قال: امضوا

قد أجلي أن أشك ولست وصحبتكم بكم تحرمت سعيد: قد فقال واسطا عذاب وأذكر ونكير لمنكر واستعد الموت أهبة آخذ الليلة فدعوني حضرأصبحتم فإذا القبر

عين بعد أثرا تريدون بعضهم: ال فقال تريدون الذي المكان بيننا فالميعاد عنه تعجزوا فال األمير جوائز واستوجبتم أمنكم بلغتم بعضهم: قد وقال باألسد عبرة لكم أما ويلكم الراهب أعطى ما بعضهم: يعطيكم وقال

ولم يأكل ولم لونه واغبر رأسه وشعث عيناه دمعت قد سعيد إلى ونظروا

59

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين ليتنا األرض أهل خير فقالوا: يا وصحبوه لقوه يوم منذ يضحك ولم يشرب عند اعذرنا بك ابتلينا كيف طويال ويال لنا الويل إليك نسرح ولم نعرفك لم

قال: ما يجور ال الذي والعدل األكبر القاضي فإنه األكبر الحشر يوم خالقنا البكاء من فرغوا فلما في الله علم من سبق لما وأرضاني لكم أعذرني

لن فإنا وكالمك دعائك من زودتنا لما بالله كفيله: أسألك قال والمجاوبة وكساءه ومدرعته رأسه فغسل سبيله فخلوا ذلك ففعل أبدا مثلك نلقى الصبح عمود انشق فلما واللهف بالويل ينادون كله الليل محتفون وهم

معه وآخر الحجاج إلى به وذهبوا معه وبكوا فنزلوا الباب فقرع سعيد جاءهم العجب منه وعاينا قالوا: نعم جبير بن بسعيد الحجاج: أتيتموني فقال فدخال

( ) لسعيد فقال المتلمس فخرج علي فقال: أدخلوه عنهم بوجهه فصرف سعيد قال اسمك فقال: ما عليه فأدخل السالم عليك وأقرأ الله أستودعك

ابن أوردها التي القصة كسير............وأورد بن شقي جبير: قال: أنت بنخلكان(.

وقال أخذ قال: لما هند أبي بن داود سيره: )عن في الله رحمه أيضا أنا كنت وسأخبركم: إني مقتوال إال أراني قال: ما جبير بن سعيد الحجاج

فكال الشهادة الله سألنا ثم الدعاء حالوة وجدنا حين دعونا لي وصاحبان الدعاء حالوة عند اإلجابة أن رأى فكأنه قال أنتظرها وأنا رزقها صاحبي

عدوه عامل وال يكترث ولم للقتل ثبت الشهادة فضل من علم قلت: ولماتعالى(. الله رحمه له المباحة بالتقية

60

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الله رحمه الهاشمي الحارث بن الله عبد الحجاج من يهرب

الحارث بن هالل عبد : )أن النبالء أعالم سير في الله رحمه الذهبي ذكر عليه الله صلى النبي حياة في ولد )ببة( والذي الملقب الهاشمي نوفل ابن

الله صلى النبي إلى أمه به أتت تابعي ثقة سعد: هو ابن وسلم......قال من هاربا وخرج قال له ودعا فيه في فتفل عليها دخل إذ وسلم عليه

بن محمد ابن الرحمن عبد فتنة عند الحجاج من خوفا عمان إلى البصرة ثالث سنة عبيد: مات أبو وقال وثمانين أربع سنة في بعمان فمات األشعث الستة الكتب في وحديثه الثمانين أبناء من الذهبي( كان قلت: )أي وثمانين

يحدث الحديث كثير وكان أبي بنت هانئ وأم أمية بن صفوان عن أيضاحزام(. بن وحكيم طالب

أشهر ثمانية يختفي الله رحمه الشعبي عبيد بن المختار من

الله رحمه الشعبي النبالء: )أن أعالم سير في الله رحمه الذهبي ذكر(. عبيد بن المختار من هاربا أشهر ثمانية المدينة في أقام

عن يتوارى الله رحمه البصري الحسن ابنته جنازة تشييع يستطع ولم الحجاج

رحمه البصري الحسن أن النبالء أعالم سير في الله رحمه الذهبي ذكر ظل الله الخروج على يقدر فلم ماتت له ابنة أن لدرجة الحجاج من متواريا

كانقال: البناني ثابت )فعن بذلك سيرين ابن فأناب جنازتها لتشييع الحسن لي يقول أن رجاء إليه فبادرت له بنت فماتت الحجاج من متواريا

سيرين بن محمد إلى لي: اذهب قال ثم نحيبه ارتفع حتى فبكى عليها صل أحدا( سيرين بابن يعدل ال أنه الحقائق جاء حين فعرف عليها ليصل له فقل

. معمر عن الرزاق عبد والنهاية: )روى البداية في الله رحمه كثير ابن وقال الحجاج بموت أخبر أنه أبيه عن طاووس ابن عن وفاته تحقق فلما مرارا

غير العالمين( وروى رب لله والحمد ظلموا الذين القوم دابر قال: )فقطع وكان تعالى لله شكرا سجد الحجاج بموت بشر لما الحسن أنواحد: أبي بن حماد وقال سنته عنا فأذهب أمته اللهم وقال فظهر مختفيا

وقال الفرح من بكى الحجاج بموت النخعي إبراهيم أخبرت سليمان: لما قال: سليمان بن صالح ثنا شيخ أبي بن سليمان ثنا خيثمة أبي بن بكر أبو

هذا مرضه في الحجاج السجن: يموت ألهل الحارث بن الربيع بن زياد قال

61

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين السجن أهل ينم لم الليلة تلك كانت فلما وكذا كذا ليلة في جلسوا فرحا رمضان شهر من وعشرين سبع ليلة وذلك الناعية يسمعوا حتى ينظرون

السنة هذه من شوال في وقيل رمضان من بقين لخمس ذلك كان وقيل ذاك إذ عمره وكان سنة الجماعة عام كان مولده ألن سنة وخمسين خمسا

وأجرى قبره وعفى بواسط مات بسنة قبلها وقيل بسنة بعدها وقيل أربعينأعلم(. والله ويحرق ينبش لكيال الماء عليه

من ويهرب يفر الله رحمه الثوري سفيان العباسي الخليفة

استخلف النبالء: )قال: لما أعالم سير في الله رحمه الذهبي ذكر خاتمه خلع عليه دخل الله( فلما رحمه )الثوري سفيان إلى بعث المهدي األمة هذه في فاعمل خاتمي هذا الله عبد أبا وقال: يا إليه به فرمى

المؤمنين أمير يا الكالم في وقال: تأذن بيده الخاتم فأخذ والسنة بالكتاب آمن أني على قال: أتكلم قال: نعم المؤمنين أمير له: يا قال لعطاء قلت

قال: فغضب أسألك حتى تعطني وال آتيك حتى إلي تبعث قال: ال قال: نعم أصحابه به حف خرج فلما قال: بلى أمنته قد كاتبه: أليس له فقال به وهم

فاستصغر والسنة بالكتاب األمة في تعمل أن أمرك وقد منعك فقالوا: ما وخرج عقولهم إنما إهانتهم أخاف ليس قال سفيان وعن البصرة إلى هاربا

للسلطان أر لم سيئة سيئتهم أرى فال كرامتهم أخاف إال مثال ضرب مثال للكلب قال: عرفت الثعلب لسان على وسبعين نيفا دستانا

وال الكلب أرى ال أن من خيرا دستان منها والخديعة( ليس )الدستان:المكريراني(.

إلى فخرج سفيان سعد: طلب بن محمد الله: )قال رحمه الذهبي وقال فأعلم طلبه في مكة على وهو إبراهيم بن محمد إلى المهدي فنفذ مكة

أبعث حتى فاظهر القوم إتيان تريد كنت محمد: إن له وقال بذلك سفيان وأمر محمد وطلبه سفيان فتوارىقال: فتوار وإال إليهم بك فنادى مناديا

ألهل يظهر ال بمكة متواريا يزل فلم وكذا كذا فله بسفيان جاء من بمكة سفيان أخت قال: بعثت الحناط شهاب أبي وعن يخافه ال ومن العلم

فسألت فقدمت وخشكنان كعك فيه بمكة وهو سفيان إلى معي بجراب فوجدته فأتيته الحناطين يلي مما الكعبة عند قعد لي: ربما فقيل عنه

كما علي يسلم ولم المساءلة تلك يسائلني فلم عليه فسلمت مستلقيا فاستوى بجراب معي بعثت أختك فقلت: إن أعرفه كنت وقال: جالسا أذق لم أيام ثالثة فلي تلمني ال شهاب أبا فقال: يا ذلك في فكلمته بها عجل إلى خرج بمكة الطلب من خاف فلماسعد: ابن قال فعذرته ذواقا فيها

62

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين بينه وفتح جواره إلى حوله ثم سعيد بن يحيى منزل قرب ونزل البصرة(. منه ويسمعون عليه يسلمون البصرة أهل بمحدثي يأتيه فكان بابا وبينه

من يهرب الله رحمه الفرج بن أصبغ المحنة أيام المعتصم

الذي الفرج بن أصبغ عن النبالء أعالم سير في الله رحمه الذهبي ذكر عبد أبو وعالمها المصرية الديار مفتي الكبير اإلمام بقوله: )الشيخ وصفه

أعلم من فقال: كان معين ابن ...... ذكره المصري موالهم األموي الله فيها خالفه ومن مالك قالها متى مسألة مسألة يعرفها مالك برأي الله خلق أجل كان حاتم أبو وقال سنة صاحب ثقة الله: أصبغ عبد بن أحمد وقال

صالح بن عثمان بن يحيى يونس: كان بن سعيد أبو وقال وهب ابن أصحاب عبيدا للمسجد يشترون أمية بنو كان المسجد عبيد أوالد من يقول: هو وكان أولئك أوالد من فأصبغ يخدمونه ذكر .... وكان والنظر بالفقه مضطلعا قال: عفير بن سعيد فسبقه طاهر بن الله عبد األمير مجلس في للقضاء أبي عن صالح بن عثمان بن يحيى عن قديد بن الحسن بن علي وحدثني كان أنه البويطي يعقوب بإحضار أمر حين طاهر ابن مجلس في حاضرا ألنفسكم لترتادوا جمعتكم إني لنا قال: فقال مصر شيوخ أول فكان قاضيا

األمير الله فقال: أصلح الزهري ضمرة ابن تكلم ثم بكير بن يحيى تكلم من العلماء: بعض قال الحكاية باقي وذكر الورع العالم الفقيه الفرج بن أصبغ

والربيع المزني سمعت الفقيه نصر وقال: أبو أصبغ مثل مصر أخرجت ما الله علمك مما علمنا له فنقول الشافعي قدوم قبل أصبغ نأتي يقوالن: كنا

الحكم عبد بن الله عبد من أفقه الله: أصبغ عبد بن مطرف قال تعالى مباعدة الحكم عبد وابن أصبغ بين قال: كان حدثه عمن قديد بن علي وذكر اللسان خبيث أصبغ كان وزير ابن وقال بالبهتان اآلخر يرمي أحدهما وكان المحنة في إليه ليحمل أصبغ في المعتصم كتب قديد ابن قال صاعقة كان

الشاعر: الجمل يقول ذلك وفي بحلوان واختفى الله رحمه فهرب

في حقبة أصبغ وطويتبيته

البيوت جدر فسترنهالستر

النساء مقاعدة خرقاوجموعه برجاله أبدلتهالخدر

مرط وفضل النقاب أخذلحاجة الظالم مع أراد فإذا( المعجر

63

(26هدية لل) قصص تاريخية

إلى يخرج ال الله رحمه حنبل بن أحمدللمطلوبين الواثق هلك حتى غيرها إلى وال صالة

حنبل بن أحمد أن الله رحمه الجوزي البن أحمد اإلمام مناقب في جاء الواثق الخليفة أيام القرآن خلق مسألة في بعقيدته صدع حين الله رحمه بالء ذلك في وابتلي بن إبراهيم قال الواثق مات حتى االختفاء قرر عظيما لي أطلب قال .. ثم أيام ثالثة حنبل بن أحمد عندي اختفى: ) هاني موضعا ! فإذا . فقال: إفعل الله عبد أبا يا عليك آمن إليه. قلت: ال أتحول حتى

له وطلبت ، أفدتك فعلت الله رسول لي: اختفى قال خرج فلما موضعا الرخاء في الرسول يتبع أن ينبغي ليس ، تحول ثم أيام ثالثة الغار في

( . الشدة في ويترك فلمقال: ) الواثق حياة في أحمد اإلمام اختفاء شأن في حنبل رواية وفي الله عبد أبو يزل سنة أو أشهر بعد منزله إلى عاد ثم ، القرب في مختفيا البيت في يزل ولم خبره طفئ لما غيرها وال الصالة إلى يخرج ال مختفيا

. الواثق هلك حتى بقية الله عبد أبو فاختفىالنبالء: ) أعالم سير في الله رحمه الذهبي وقال أبو يزل ولم الخزاعي نصر بن أحمد وقتل الفتنة تلك وكانت الواثق حياة هلك حتى غيرها إلى وال صالة إلى يخرج ال البيت في مختفيا الله عبد

ابن أوردها التي هاني ابن إبراهيم قصة الله رحمه الذهبي ( وذكرالواثقالجوزي.

محمد بن محمد القاضي لي الميموني: قال الله: )قال رحمه الذهبي وقال سحرا لهم أدعو الذين الستة أحد أحمد: أبوك لي الشافعي: قال إدريس بن

من توارى حيث الله عبد أبو قال: كان النيسابوري هانئ بن إبراهيم وعن ، ال قال: وكنت عجبا أمرا العبادة في اجتهاده من وذكر عندي السلطان

واحتجم(. واحدا يوما وأفطر العبادة على معه أقوى

الله رحمه البربهاري علي بن الحسن فهرب حبسه أرادوا

النبالء: أعالم سير في الله رحمه البربهاري عن الله رحمه الذهبي قال البربهاري خلف بن علي بن الحسن محمد أبو اإلمام القدوة الحنابلة )شيخ كان الفقيه الئم(. لومة الله في يخاف ال األثر إلى داعية بالحق قواال

64

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الفراء: بن الحسين أبو الله: )قال رحمه فقال المبكية اختفائه قصة وذكر يغلظون المخالفون وكان الدين في ومقامات مجاهدات للبربهاري كان حبسه أرادوا ةمائ وثالث وعشرين إحدى سنة ففي عليه السلطان قلب

مقلة ابن الوزير الله فعاقب البصرة إلى وحملوا أصحابه كبار وأخذ فاختفى اجتاز أنه فبلغنا أصحابه وكثر وزادت حشمته إلى البربهاري الله وأعاد

سمعها حتى ضجتهم فارتفعت أصحابه فشمته فعطس الغربي بالجانب الراضي قلب توحش المبتدعة تزل لم ثم فاستهولها بالحال فأخبر الخليفة

وتوفي فاختفى البربهاري أصحاب من اثنان يجتمع ال بغداد في نودي حتى توزون أخت بدار فدفن ة مائ وثالث وعشرين ثمان سنة رجب في مستترا

من هي فنظرت وحده عليه صلى الخادم وعنده كفن لما فقيل: إنه مآلن البيت فرأت الروشن فخافت عليه يصلون بيض ثياب في رجاال(. يفتح لم الباب أن فحلف الخادم وطلبت

من يهرب الله رحمه النابلسي بكر أبوالعبيديين

الله رحمه النابلسي النبالء أعالم سير في الله رحمه الذهبي وصف الرملي سهل بن احمد بن محمد بكر أبو الشهيد القدوة بقوله: )اإلمام

وصلبوه عبيد بنو سجنه الحافظ ذر أبو .........قال النابلسي بابن ويعرف يسلخ: وهو يقول ويقول: كان ويبكي يذكره الدارقطني سمعت السنة على

الكتاب في ذلك كان ( . 6 اآلية من )األحزاب مسطورا بن الفرج أبو قال: )قال العبيدية من مرات هرب الله رحمه أنه وذكر

وكان النابلسي ربك أبا مصر صاحب تميم ألبي القائد جوهر الجوزي: أقام أسهم عشرة الرجل مع كان قلت: إذا أنك له: بلغنا فقال األكواخ ينزل قلت: إذا بل هذا قلت قال: ما تسعة وفينا سهما الروم في يرمي أن وجب فيكم العاشر يرمي وأن بتسعه يرميكم أن وجب أسهم عشرة معه كان

ثم فشهره اإللهية نور وادعيتم الصالحين وقتلتم الملة غيرتم فإنكم أيضا الزاهد الصالح العبد األكفاني: توفي ابن قال فسلخه يهوديا أمر ثم ضربه

دمشق إلى الرملة من هرب المغاربة قتال يرى كان النابلسي بن بكر أبو إلى وأرسله خشب قفص في وجعله الكتامي محمود أبو متوليها فأخذه القصة وذكر أسهم عشرة معي أن لو القائل قالوا: أنت وصل فلما مصر

وحشي فسلخ اخبرني الصوفي زياد بن احمد بن معمر قال وصلب تبنا الله يذكر فكان الوجه بلغ حتى رأسه مفرق من سلخ ربك أبا أن الثقة

فقضى قلبه موضع بالسكين فوكزه السالخ فرحمه الصدر بلغ حتى ويصبر كان أنه الثقة وأخبرني عليه كبير الدهر صائم والفقه الحديث في إماما

القرآن قراءة جسده من يسمع كان سلخ ولما والخاصة العامة عند الصولة

65

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين والضحى التراويح وأبطل الرديء المذهب وأظهر بالشام المغربي فغلب وكان ثالث سنة النابلسي وقتل الظهر في بالقنوت وأمر الرملة رئيس نبيال

مصر: قدم لما يعانده ممن شريف وقيل: قال دمشق من فأخذ فهرب دنياك وسالمة ديني سالمة على لله قال: الحمد سالمتك على لله الحمد

الدين العبيدية هؤالء قلب ما يوصف الالذهبي(: قلت: )القائل لبطن ظهرا ابن حكى الصحابة وسبوا والشام مصر على ثم المغرب على واستولوا وهو صلب بعدما النابلسي بن ربك أبا النوم في رأى المصري: أنه السعساع

فقال: بك الله فعل فقال: ما هيئة أحسن في

االنتصار بقرب وواعدنيعز بدوام مالكي حباني في بعيش انعم وقالإليه وأدناني وقربني

جواري

الخاتمة والذين المطاردين المجاهدين إلخواني أقول الرسالة هذه ختام في

قدواتكم هم فها عليه أنتم ما على أثبتوا والغرب الشرق طواغيت يطلبهم مر على والصالحين والعلماء والتابعين والصحابة والمرسلين األنبياء من

بقوله: اإليمان كتاب تحت صحيحه في الله رحمه البخاري بوب وقد التاريخ رضي الخدري سعيد أبي حديث وأورد الفتن( من الفرار الدين )من باب مال خير يكون أن يوشك" الله رسول قالقال: أنه عنه الله

بدينه يفر القطر ومواقع الجبال شعف بها يتبع غنم المسلم".الفتن من

66

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين والدين اإليمان من أنه الطواغيت من والفرار اإلختفاء أن على يدل وهذا وطريقة منهج يكون وكيف البعض يظنه كما والخور الجبن من ..وليس والصالحين والعلماء والتابعين والصحابة والمرسلين األنبياء وخورا؟؟!. جبنا

الباري( )فتح المسمى البخاري لصحيح شرحه في الله رحمه رجب ابن قال إال الحديث في وليس ؛ الدين من الفتن من الفرار أن على البخاري : )بوب مال خير الغنم جعل لما لكن ؛ الفتن من بدينه يفر من بفضل اإلشعار واإلسالم اإلسالم خصال من الفعل هذا أن على دل الحال هذه في المسلم

الدين(. هو ويقول رحمه الله فر رسالة )كشف الكربة في وصف أهل الغربة(:

وهم الفرارون بدينهم من الفتن ، وهم النزاع)هؤالء أخص أهل الغربة ، وهم بين أهل اآلخرةمن القبائل الذين يحشرون مع عيسى عليه السالم

أعز من الكبريت األحمر ، فكيف يكون حالهم بين أهل الدنيا ، وتخفىحالهم غالبا على الفرقتين كما قال :

بظل دهري عن تواريتجناحه

وليس دهري ترى فعينييراني

؟ اسمي ما األيام تسأل ولودرت لما

عرفن ما ؟ مكاني وأينمكاني

ومستضعفون ، وستكثرون قليل اليوم أنتم المطاردون المجاهدون أيها بعز لإلسالم والمستقبل لكم العاقبة إن بيده نفسي ووالذي ، وستقوون

ذليل بذل أو عزيز ا وأهله اإلسالم به الله يعز عز الكفر به الله يذل وذال الرعيل على يمتن وهو وتعالى سبحانه الله بقول وأذكركم فاصبروا وأهلهسبحانه: يقول حالكم مثل حالهم كان والذي األول أنتم إذ واذكروا الناس يتخطفكم أن تخافون األرض في مستضعفون قليل

.تشكرون لعلكم الطيبات من ورزقكم بنصره وأيدكم فآواكم عليهم, نعمه على المؤمنين عباده تعالى الله: )ينبه رحمه كثير ابن يقول

رهم قليلين كانوا إليهم, حيث وإحسانه فقواهم خائفين ومستضعفين ، فكث , فأطاعوه واستشكرهم الطيبات من فرزقهم عالة وفقراء ، ونصرهم بمكة مقامهم حال المؤمنين حال كان وهذاأمرهم. ما جميع وامتثلوا بالد سائر من الناس يتخطفهم أن يخافون مضطهدين مستخفين قليلين

, قوتهم وعدم لقلتهم لهم أعداء ورومي, كلهم ومجوسي مشرك من الله إليها فآواهم المدينة إلى الهجرة في لهم الله أذن حتى دأبهم ذلك يزل فلم

وبذلوا بأموالهم وغيره, وواسوا بدر يوم ونصروا آووا أهلها لهم وقيض السدوسي دعامة بن قتادة , قال رسوله وطاعة الله طاعة في مهجهمتعالى: قوله في الله رحمه في مستضعفون قليل أنتم إذ واذكروا

عيشا, ذال, وأشقاه الناس أذل العرب من الحي هذا , قال: كاناألرض بطونا, وأعراه وأجوعه شقيا, عاش منهم عاش ضالال, من وأبينه جلودا

67

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين نعلم ما يأكلون, والله وال يؤكلون النار في ردي منهم مات ومن من قبيال أشر كانوا يومئذ األرض أهل حاضر فمكن باإلسالم الله جاء حتى منهم منزال

به وجعلهم الرزق في به ووسع البالد في به الناس رقاب على ملوكا منعم ربكم فإن نعمه على الله فاشكروا رأيتم ما الله أعطى وباإلسالم

الله(. من مزيد في الشكر الشكر, وأهل يحب قبلها التي واآليات اآلية هذه حول نفيس كالم الله رحمه قطب ولسيد سلوك وأن الله سبيل في بالجهاد والرسول لله اإلستجابة إلى تدعو والتي

يكن لم استضعاف وقت في الله رحمه عاش وقد الحياة هو الطريق هذا حين اليوم اإلسالم أمة به تمر الذي والتخطف المطاردة ير ولم جهاد فيه

أيها ياالله: رحمه الجهاد( يقول )طريق الحقيقية الحياة طريق سلكت الذين آمنوا سول لله استجيبوا يحييكم لما دعاكم إذا وللر

* تحشرون إليه وأنه وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا فتنة واتقوا الذين تصيبن ال ة منكم ظلموا خآص الله أن واعلموا العقاب شديد ستضعفون قليل أنتم إذ * واذكروا األرض في م

ن ورزقكم بنصره وأيدكم فآواكم الناس يتخطفكم أن تخافون م.تشكرون لعلكم الطيبات

بكل الحياة إلى دعوة . . إنها يحييهم ما إلى يدعوهم إنما الله رسول إن. . الحياة معاني , وبكل الحياة صور

الجهل أوهاق من , وتطلقها والعقول القلوب تحيي عقيدة إلى يدعوهم إنه لألسباب المذل الخضوع , ومن واألسطورة الوهم ضغط ; ومن والخرافة أو للعبد والمذلة الله لغير العبودية , ومن القاهرة والحتميات الظاهرة

. . سواء للشهوات بصدورها وتكريمه اإلنسان تحرر ; تعلن الله عند من شريعة إلى ويدعوهم

; ال مواجهتها في متساوين صفا كلهم البشر , ووقوف وحده الله عن قوم , وال جنس في جنس , وال أمة في طبقة , وال شعب في فرد يتحكم

كلهم ينطلقون . . ولكنهم قوم في شريعة ظل في متساوين أحرارا. العباد رب الله صاحبها

من ; يطلقهم للتصور , ومنهج للفكر , ومنهج للحياة منهج إلى ويدعوهم خالق وضعها التي الضوابط في , المتمثلة الفطرة ضوابط إال قيد كل

من البانية الطاقة تصون التي الضوابط ; هذه خلق بما , العليم اإلنسان اإليجابي النشاط عن تكفها وال تحطمها وال الطاقة هذه تكبت ; وال التبدد. البناء

بدينهم , والثقة ومنهجهم بعقيدتهم واالستعالء والعزة القوة إلى ويدعوهم من ; وإخراجه بجملته اإلنسان لتحرير كلها األرض في , واالنطالق وبربهم له وهبها التي العليا إنسانيته ; وتحقيق وحده الله عبودية إلى العباد عبودية

! الطغاة منه , فاستلبها الله

68

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين األرض في سبحانه الله ألوهية , لتقرير الله سبيل في الجهاد إلى ويدعوهم هؤالء ; ومطاردة المدعاة العبيد ألوهية ; وتحطيم الناس حياة وفي

إلى يفيئوا ; حتى وسلطانه وحاكميته سبحانه الله ألوهية على المعتدين الموت أصابهم إذا . حتى لله كله الدين يكون ; وعندئذ وحده الله حاكمية

. حياة الشهادة في لهم كان الجهاد هذا في معاني بكل الحياة إلى دعوة وهو الرسول إليه يدعوهم ما مجمل ذلك

. الحياة واقعي . منهج مستسرة عقيدة مجرد , ال كاملة حياة منهج الدين هذا إن

صورها كل في الحياة إلى دعوة هو ثم . ومن وتترقى ظله في الحياة تنمو في كله هذا يجمل القرآني . والتعبير ودالالتها مجاالتها كل . وفي وأشكالها

الذين أيها ياموحية: قليلة كلمات آمنوا سول لله استجيبوا إذا وللر. . يحييكم لما دعاكم

سبحانه الله كان ; وإن مختارين طائعين له استجيبوا قهركم على قادرا أراد لو الهدى على

..وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا بين يحول. . اللطيفة القاهرة للقدرة مخيفة رهيبة صورة من لها ويا

ويحتجزه القلب هذا على ; ويستحوذ قلبه وبين بينه فيفصل وقلبه المرء قلبه وهو شيئا منه يملك ال . وصاحبه يريد كما , ويقلبه شاء كيف , ويصرفه

! جنبيه بين الذي رهيبة صورة إنها التعبير , ولكن القرآني النص في القلب ; يتمثلها حقا

في اإليقاع هذا , ووصف القلب هذا في إيقاعها تصوير عن يعجز البشري! والحس العصب

. الدائم , واالحتياط الدائم , والحذر الدائمة اليقظة تستوجب صورة إنها وكل فيه هاجسة كل من ; والحذر ولفتاته وخفقاته القلب لخلجات اليقظة

والهواتف للمزالق الدائم ; واالحتياط انزالقا يكون أن مخافة ميل في القلب هذا يقلب أن مخافة سبحانه بالله الدائم . . والتعلق والهواجس

. . دفعاته من دفعة , أو غفالته من غفلة , أو سهواته من سهوة دعاء من يكثر المعصوم الله رسول وهو الله رسول كان ولقد " . . فكيفدينك على قلبي ثبت القلوب مقلب يا اللهمربه:"

?! معصومين وال مرسلين غير , وهم بالناس إليها يخلو حين كيانه في رجفة المؤمن لها ; ويجد حقا القلب تهز صورة إنها

; الجبار القاهر قبضة في , وهو جنبيه بين الذي قلبه إلى , ناظرا لحظات! ويسير جنبيه بين يحمله كان , وإن شيئا منه يملك ال وهو

الذين أيها يايناديهم: وهو آمنوا الذين على يعرضها صورة آمنواسول لله استجيبوا . . يحييكم لما دعاكم إذا وللر

وعلى يريد كان لو الهدى على يقهركم أن على قادر الله لهم: إن ليقول ; يكرمكم سبحانه , ولكنه الدعوة هذه إليها يدعوكم التي االستجابة

69

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين بها تعلو إرادة ; وعن األجر عليها تنالون طواعية عن لتستجيبوا فيدعوكم المسمى الخلق بهذا الله ناطها التي األمانة مستوى إلى وترتفع إنسانيتكم اإلرادة , وأمانة الواعية الخالفة ; وأمانة المختارة الهداية . . أمانة باإلنسان

. ومعرفة قصد عن المتصرفةتحشرون إليه وأنهمحشورون ذلك بعد . وأنتم يديه بين . . فقلوبكم

يدعوكم هذا مع . وهو آخره في وال دنيا في . ال مفر منه لكم . فما إليه. المقهور العبد استجابة , ال المأجور الحر استجابة لتستجيبوا

في , والتراخي الحياة دعوة تلبية , وعن الجهاد عن القعود يحذرهم ثمكان: صورة أية في المنكر تغيير

فتنة واتقوا الذين تصيبن ال ة منكم ظلموا خآص الله أن واعلموا العقاب شديد ستضعفون قليل أنتم إذ * واذكروا األرض في م

ن ورزقكم بنصره وأيدكم فآواكم الناس يتخطفكم أن تخافون متشكرون لعلكم الطيبات

في بالظلم منها لفريق تسمح التي . . والجماعة البالء أو والفتنة: االبتالء في تقف وال للحياة ومنهجه الله شريعة نبذ الظلم وأظلم صوره من صورة

أن تستحق . . جماعة المفسدين على الطريق تأخذ ; وال الظالمين وجه ال إيجابي تكافلي منهج . . فاإلسالم المفسدين الظالمين بجريرة تؤخذ

أن على فضال) يشيع والمنكر والفساد الظلم عن القاعدون يقعد أن يسمح العبيد ألوهية وتقوم تنكر الله ألوهية يروا أن ; بل يتبع ال الله دين يروا

الفتنة من الله يخرجهم أن يرجون ذلك بعد هم . ثم ساكتون ( وهم ! مقامها! طيبون صالحون ذاتهم في هم ألنهم ; واألموال األنفس في التكاليف الناس تكلف الظلم مقاومة كانت ولما أول القرآن بهذا تخاطب كانت التي المسلمة العصبة يذكر القرآن عاد فقد , ينالها الذي األذى من كان , وبما عددها وقلة ضعفها من كان بما مرة

رزقا ورزقها وأعزها هذا بدينه الله آواها . . وكيف يظللها الذي والخوف عن . وال الله رسول إليها يدعوها التي الحياة عن إذن تقعد . . فال طيبا

وحماها: , وأعطاها الله بها أعزها , التي الحياة هذه تكاليف إذ واذكرواستضعفون قليل أنتم الناس يتخطفكم أن تخافون األرض في م

ن ورزقكم بنصره وأيدكم فآواكم ...تشكرون لعلكم الطيبات م ال كي ; واذكروه يحييكم لما يدعوكم الرسول أن لتستيقنوا هذا اذكروا الضعف أيام . . اذكروا وأشكاله صوره كل في الظلم مكافحة عن تقعدوا

يدعوكم أن , وقبل المشركين قتال إلى الله يوجهكم أن , قبل والخوف صرتم كيف انظروا . . ثم كارهون وأنتم الشوكة ذات الطائفة إلى الرسول

. مرزوقين مأجورين منصورين أعزاء بها انقلبتم التي المحيية الدعوة بعد! لفضله شكركم على فتؤجروا لشكره ليؤهلكم الطيبات من الله يرزقكم أن تخافون والخوف: والقلق والضعف للقلة حيا مشهدا التعبير ويرسم

. . الناس يتخطفكم

70

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين تبصر العين لتكاد , حتى الفزع , والترقب الوجل التربص مشهد وهوعة , والحركات الخائفة بالسمات تمتد . . واأليدي الزائغة , والعيون المفز! وتوجس ارتقاب في المسلمة ; والقلة للتخطف

والمتاع الطيب والرزق والنصر والقوة األمن إلى المفزع المشهد هذا ومن بنصره وأيدكم فآواكمحماه: إلى آواهم الذي الله ظل , في الكريم

ن ورزقكم . . الطيبات م. . تشكرون لعلكمفيؤجروا: ليشكروا لهم الله توجيه ظل وفي اآلمنة الحياة لصوت يستجيب ال , ثم البعيدة النقلة هذه يتأمل الذي ذا فمن

يشكر ال الذي ذا من . . ثم الكريم األمين الرسول . . صوت الغنية القوية , ولكل عليه معروضان وذلك المشهد , وهذا وآالئه ونصره إيوائه على الله

? وإيحاؤه إيقاعه منهما بما يذكرون . . كانوا وذاك المشهد هذا يعيشون كانوا إنما القوم أن على

في القرآن لهذا كان ثم . . ومن وحاضرهم ماضيهم في حالهم من يعرفون. . المذاق ذلك حسهم

واقع في الدين هذا إنشاء إلعادة اليوم تجاهد التي المسلمة والعصبة تذوقت , وال بالمرحلتين مرت قد تكون ال ; قد الناس حياة وفي األرض

كانت . ولئن كذلك الحقيقة بهذه لها يهتف القرآن هذا . . ولكن المذاقينستضعفون قليل أنتم إذتعالى: قوله في تعيش إنما اليوم في م

. . الناس يتخطفكم أن تخافون األرض ; وأن الله رسول إليها يدعوها التي الحياة لدعوة تستجيب أن لها فأولى حققه الذي , موعوده المسلمة للعصبة الله , موعود وثقة يقين في تترقب , وتصبر طريقه على تستقيم عصبة لكل بتحقيقه , ووعد األولى للعصبة

بنصره وأيدكم فآواكمتعالى: قوله تنتظر . . وأن تكاليفه علىن ورزقكم . تشكرون لعلكم الطيبات م

الله ووعد الخادع الواقع ظواهر مع ال الصادق الله وعد مع تتعامل إنما وهي(. ! واقع كل يرجح الذي المسلمة العصبة واقع هو

71

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين

الفهرسالصفحةالعنوان

طلقوا قد فتية ياالدنيا....................................

.

2

................................ المقدمة...................

4

يخرج السالم عليه موسى الله نبييترقب.............. خائفا

13

ءا أن بمصر لقومكما تبو بيوتا قبلة......... بيوتكم واجعلوا

21

ربكم لكم ينشر الكهف إلى فأوواحمته............... من ر

25

األنبياء خاتم البشرية خير مطاردة............. والمرسلين

29

رضي الله رسول صحابة مطاردة الحبشة إلى وهجرتهم عنهم الله

..................................................

35

عملية بعد صحابيين مطاردة قصة أنفسهما تسليم وعدم جهادية قريش لشريعة

)السمحة(........................

43

المسرف من الصحابة اختفاء المدينة أباح عقبة( حين بن )مسلم

أيام ثالثة........................................

46

سنة12 لمدة وهربه جبير بن سعيد يوسف بن الحجاج من

الثقفي.................................................

50

55 رحمه الهاشمي الحارث بن الله عبد

72

(26هدية لل) قصص تاريخية

للمطلوبين الحجاج... من يهرب الله ثمانية يختفي الله رحمه الشعبي

عبيد.... بن المختار من أشهر55

يتوارى الله رحمه البصري الحسن تشييع يستطع ولم الحجاج عن

جنازةابنته.....................................

.

55

يفر الله رحمه الثوري سفيانالعباسي.. الخليفة من ويهرب

56

يهرب الله رحمه الفرج بن أصبغالمحنة.... أيام المعتصم من

56

يخرج ال الله رحمه حنبل بن أحمد هلك حتى غيرها إلى وال صالة إلى

الواثق...........................................

57

رحمه البربهاري علي بن الحسنفهرب... حبسه أرادوا الله

58

يهرب الله رحمه النابلسي بكر أبوالعبيديين........... من

58

الخاتمة..................................................

60

73