عن قسم الّدراسات والّتوثيقعن قسم الّدراسات والّتوثيق

أنور بن قدورأنور بن قدور

مقّدمـــة

0277جانفي 71 – 0272ديسمبر 71عاشت تونس إثر ثورة

مرحلة انتقالّية أولى صعبة ومخاضا عسيرا أفضى بفضل تضافر االتحاد العام الّتونسي جهود المجتمع المدني وفي مقّدمته

02ي في إلى إجراء انتخابات مجلس وطني تأسيس للشغلأوكلت إليه مهّمة صياغة دستور جديد. وتشّكلت 0277اكتوبر

حكومة تترّكب من الحزب األغلبي بالمجلس بمعّية حزبين آخرين كما انتخب المجلس رئيسا للجمهورية.

وبفضل ثورة الحرية والكرامة عرفت البالد إطالقا للحرّيات حافة وحرّية العاّمة وخاّصة حرّية الّرأي والّتعبير وحرّية الصّ

التنّظم وإقرار العفو الّتشريعي العام. لكن في مقابل ذلك ساءت األحوال االقتصادّية واالجتماعية فانكمش االستثمار الّداخلي والخارجي بسبب ترّدي األوضاع األمنية وانتشار ظاهرة العنف على يد مجموعات تّدعي "حماية" الّثورة وبروز خطاب سياسي

نسيين بين علمانيين ومؤمنين ومحاوالت تغيير ديني يقّسم التو النمط االجتماعي والحياتي للتونسيين.

وقد بلغت درجة االحتقان االجتماعي والسياسي أوّجها وأصبح فيفري 6الوضع ينذر بالخطر مع اغتيال الشهيد شكري بلعيد في

0272جويلية 02وبعده الشهيد محمد البراهمي في 0272ورية التونسية( وانتشار مجموعات إرهابية في )ذكرى قيام الجمه

واستهداف جنودنا البواسل وقد راح الجبال بالشمال الغربيضحّية الهجومات االرهابية عدد من الجنود وقّوات الحرس الوطني. مّما أدخل الحيرة في نفوس المواطنين خصوصا أمام

ا السلطة على القيام بمواجهة قوّية وحازمة إزاء هذ "عجز" االرهاب االجرامي.

الحوار الوطني

أمام هذا الوضع الخطير واالحتقان السياسي واالجتماعي الشديد هّب االتحاد العام التونسي للشغل إلنقاذ البالد متواصال في ذلك مع دوره التاريخي الوطني الذي الزمه منذ نشأته األولى. فدعا الفرقاء

ف من درجة التأّزم الّسياسي السياسيين إلى الجلوس والحوار للّتخفيواالتفاق على حلول من شأنها الخروج من الّنفق المظلم الذي

إليه األوضاع في البالد. ترّدتوبعد تلّكأ ومماطلة من بعض األطراف السياسية وبفضل توّحد مكّونات المجتمع المدني وتنظيم تحّركات احتجاجية سلمّية مطالبة

ى الجميع دعوة الّرباعي الّراعي برحيل الحكومة المؤقتة، لبّ للحوار الوطني )االتحاد العام التونسي للشغل واالتحاد الّتونسي للّصناعة والّتجارة والّصناعات التقليدّية والّرابطة التونسية للّدفاع عن حقوق االنسان والهيئة الوطنية للمحامين( الذي وضع خارطة

ج الحوار باالتفاقات التالية طريق للمرحلة االنتقالية المتبقية وقد توّ :

ويقضي االتفاق بضرورة صياغة القانون المساراالنتخابي،

االنتخابي وانتخاب الهيئة العليا المستقلّة لالنتخابات.ويقضي االتفاق بضرورة إنهاء صياغة المسارالتاسيسي،

الّدستور والّتوافق حول الفصول الخالفية أو ترحيلها إلى الحوار لتتوّصل األطراف الّسياسية المشاركة فيه إلى الّتوافق الوطني حولها.

، ويقضي االتفاق بتخلّي حكومة الترويكا الثانية المسار الحكومي لفائدة حكومة كفاءات مستقلّة ال يترّشح أعضاءها إلى االنتخابات.

جانفي 71وهو ما تّم فعال، إذ تّم الّتصويت على الّدستور في كومة الترويكا الثانية استقالتها لفائدة حكومة وقّدمت ح 0271

كفاءات تعّهدت بالعمل على إيجاد حلول عاجلة للّتدهور االقتصادي وتنظيم انتخابات حّرة وشّفافة بإشراف الهيئة العليا المستقلّة لالنتخابات وتقديم كّل الّدعم اللّوجستي والماّدي لها ومراجعة

ة الّتونسية باعتبار الوالءات الحزبّية الّتعيينات التي تّمت في اإلدار وذلك ضمانا لحياد مؤّسسات الدولة ونجاح االنتخابات.

من أجل انتخابات شّفافة ونزيهة

وتواصال مع هذا الّدور الوطني المتمّيز لالتحاد العام التونسي يخّية للشغل والذي مّكن بالدنا من الوصول إلى هذه المرحلة التار

إلجراء انتخابات تشريعّية ورئاسّية في كنف الشفافية والنزاهة والتنافس الشريف واحترام القانون، قّررت الهيئة االدارية الوطنية لالتحاد العام التونسي للشغل بعث مرصد نقابي لمالحظة االنتخابات وللّتوعية بحق وواجب االقتراع حرصا على ضمان

نسي بعيدا عن الضغوطات والتأثيرات التي حرّية وحق الّناخب الّتو االقتراع. من شأنها أن تمّس من مصداقية وشفافية عملّية

ولتكريس هذا القرار عهدت مهّمة تنفيذه إلى قسم الّدراسات والّتوثيق باالتحاد العام الّتونسي للّشغل والذي أصدر مذكرة حول

ين وخاصة من رصد المسار االنتخابي دعا فيها النقابيين المستقلاألساتذة والمعلمين وأعوان الصحة العمومية إلى المبادرة بالترّشح وبكثافة لإلشراف على مكاتب االقتراع بمختلف مناطق الجمهورية وخاصة في االرياف وإلى تكوين مرصد نقابي دائم لمالحظة االنتخابات يكون له امتداد في الجهات )اعتمادا على انتشار االتحاد

في شكل لتونسي للشغل في كافة الواليات والمعتمديات( العام افروع جهوية حيث يتكّون كل فرع من نقابيين مستقلّين يمّثل كّل واحد منهم المعتمدية التي يقطن بها وينّسقه أحد أعضاء المكتب

منّسق 01التنفيذي الجهوي للشغل في حصيلة نهائية تتمثل في ون مع المعهد العربي لحقوق عضو. وبالتّعا 061للفرع الجهوي و

االنسان والمجموعة العربية للتنمية والّتمكين الوطني، وقع تكوين مالئم ألعضاء الفروع الجهوية للمرصد في مجال رصد المسار االنتخابي وتكوين المكونين والمالحظين في مجال مالحظة

االنتخابات.

ت المادية نقابي فقط )نظرا لتواضع االمكانيا 421هذا وقد ترّشح ولضيق الوقت وهو ما يتوّجب العمل على تفاديه مستقبال خصوصا بمناسبة االنتخابات البلدية والمحلّية المقبلة( للقيام بمهّمة

في جّل 0271اكتوبر 06مالحظة االنتخابات التشريعية ليوم الجهات توّزعوا على مراكز ومكاتب اقتراع تّم اختيارها من

للمرصد. طرف الفروع الجهوية

نتائج مالحظة االنتخاباتتوّزع المالحظون النقابيون على مراكز ومكاتب االقتراع التي تّم انتقاءها على مستوى الجهات ودّونوا مالحظاتهم ليتّم اعتمادها في صياغة تقارير جهوية حول مالحظة االنتخابات التشريعية والمناخ

قد يكون شابها من نقائص أو إخالالت الذي أنجزت فيه وما وتعمير استمارة حول مكتب االقتراع وأخرى حول سير عمليات

االقتراع من قبل كل المالحظين.هذا وقد وّفق االخوة المنسقون الجهويون في إنجاز هذه التقارير في وقت وجيز نسبّيا معّبرين بذلك عن تحّمسهم لهذا العمل الهام

لوطني لالتحاد العام التونسي للشغل وحرصه ودفاعهم عن الدور اعلى الدفاع عن حق الناخب التونسي وحريته في اختيار ممثليه

ويستخلص من التقارير الجهوية المالحظات العامة التالية :

محــيط آمـن 1.4أجمعت جّل التقارير على االشادة بدور قوات االمن والجيش الوطنيين في تأمين محيط مراكز االقتراع وهو ما بعث الطمأنينة في نفوس الناخبين وصّد العديد من محاوالت االقتراب من هؤالء

بهدف التأثير عليهم بشكل أو بآخر.

ارتياح للمالحظين النقابيين 1.4رير ارتياح الناخبين لوجود مالحظين كما الحظت بعض التقا

نقابيين داخل مراكز ومكاتب االقتراع إذ أن ذلك يبعث في أنفسهم الطمأنينة حسب تعبيرهم لضمان حسن سير العملية االنتخابية ونزاهتها وهو ما يعكس وعي المواطن التونسي عموما بدور

االنتقال االتحاد العام التونسي للشغل في انقاذ البالد وانجاز هذا الديمقراطي السلمي.

نقائص في عمل هيئة االنتخابات 1.4وردت في التقارير بعض المالحظات تهّم بعض أعضاء مراكز ومكاتب االقتراع من حيث ضعف التكوين واإللمام بإجراءات عملّية االقتراع وبعدم حيادية البعض اآلخر أو محاوالت بعضهم

ن الختيار قائمات معّينة وقد تّم التأثير على المسنين أو األمييمجابهة هذا األمر في كثير من الحاالت من طرف الهيئة الفرعية

المستقلة لالنتخابات أو من طرف الناخبين أنفسهم.كما اشتكى عديد المالحظين والمراقبين من التأخير في عملّية إعداد شارات االعتماد من طرف الهيئة العليا المستقلة لالنتخابات وأوصوا بتدارك هذا األمر بمناسبة االنتخابات الرئاسية

( ولقد سّجل المالحظون عدم وضوح 0271نوفمبر 02) القائمات االسمية المعلّقة أمام المكاتب مما عّقد مسألة توجيه

الناخبين.وقد أعرب المالحظون الذين تنقلوا لمراكز التجميع بعد الفرز على

عن عدم تمكّنهم من متابعة عملية التثبت اعمستوى مكاتب االقترمن محاضر الفرز والعّد اليدوي وااللكتروني الذي اتبعته هذه المراكز واقترحوا تركيز شاشات عمالقة في المستقبل، حتى

يتسّنى لهم مواكبة ومالحظة االقتراع بصفة كاملة.هذا وسّجل بعض المالحظين النقابيين وجود حاالت قليلة مّمن

عّذر عليهم التصويت لعدم وجود أسمائهم بقائمات المسجلين في ت حين أنهم استظهروا بما يفيد قيامهم بالتسجيل في اآلجال القانونية.

كّل هذه النقائص يتعّين على الهيئة العليا المستقلة لالنتخابات تداركها في أقرب وقت بما يعّزر مصداقيتها واستقالليتها وشفافية

ة االنتخابية عموما.ونزاهة العملي

اخالالت وتجاوزات األحزاب 1.1

عاين المالحظون النقابيون وجود اخالالت وتجاوزات صادرة عن أحزاب سياسية في محيط مراكز االقتراع من خالل محاوالت التأثير على الناخبين واالقتراب منهم والحديث إليهم لحملهم على

اوالت الى داخل بعض اختيار قائمات بعينها وتواصل هذه المحمراكز االقتراع أمام المباالة من بعض رؤساء هذه المراكز أو

"تواطئهم".كما عمدت بعض هذه األحزاب إلى خرق الّصمت االنتخابي وترديد شعارات ورفع ملصقات وعالمات ممّيزة ألحزابهم في محيط مراكز االقتراع وقد تّم التصّدي للعديد من هذه الّتجاوزات

من طرف قّوات األمن أو من طرف الناخبين أنفسهم.سواء كما سّجل في بعض الجهات حاالت قليلة من التشنج والمالسنات الالأخالفية بين ممثلي عدد من األحزاب حول مراكز االقتراع، كما لوحظ استعمال الهواتف الجوالة لبعث ارساليات إلى الناخبين

تتضّمن رقم قائمة حزبية بعينها.

التوصياتهذا وقد تّضمنت بعض التقارير الجهوية توصيات تتعلّق بسير

في : العملّية االنتخابية عموما وتتمّثل بالخصوصدعوة الهيئة العليا المستقلة لالنتخابات وفروعها الجهوية إلى تدارك الّنقص الحاصل في تكوين وإلمام بعض أعضاء المكاتب

احل االقتراع والفرز.التثّبت والّتحقيق والمراقبين بإجراءات ومرفي عدم حيادية بعض أعضاء الفروع ومراكز ومكاتب االقتراع واستبدالهم وهو أمر أساسي لضمان شفافية ومصداقية عمل الهيئة .دعوة رؤساء المكاتب واألعضاء إلى حمل بطاقات اعتماد.منع

فتح الناخبين من حمل شعارات أحزابهم.منع مديري المدارس منمكاتبهم واستقبال الناخبين.تمكين المالحظين من شارات االعتماد في مّتسع من الوقت تفاديا لما قد يتسبب فيه التأخير من اضطراب وتشنج في العالقات بين المعنيين بالعملية االنتخابية.المنع البات لدخول مراكز االقتراع على غير العاملين والمالحظين والمراقبين

لشارات اعتماد من الهيئة العليا المستقلة الحاملينلالنتخابات.الّتنسيق الجّيد مع قوات األمن إلخالء محيط مراكز االقتراع من غير الناخبين المسجلين بتلك المراكز.عدم السماح ألكثر من ممثل لنفس القائمة بمكتب االقتراع.التعامل بصرامة مع

حاد العام التونسي كل حاالت خرق الصمت االنتخابي.دعوة االتللمرصد النقابي لمالحظة قاّرة للشغل الى بعث فروع جهوية

االنتخابات وأن تشمل المالحظة كامل المسار االنتخابي وإلى تكثيف الّتعاون مع المنظمات الحقوقية )الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق االنسان والهيئة الوطنية للمحامين...( لتحقيق الّتكامل

فر الجهود إلنجاح عملّية مالحظة االنتخابات.دعوة النقابيين وتظاإلى االقبال بكثافة على المشاركة في مالحظة االنتخابات وتلّقي التكوين المالئم للغرض.العمل على توفير االعتمادات الّضرورّية ووسائل النقل لتسهيل عمل المالحظين خاّصة في المناطق الريفية

عمل المرصد النقابي لمالحظة االنتخابات في او النائية.التعريف بوسائل االعالم إلبراز دور االتحاد العام التونسي للشغل في الدفاع عن مكاسب الثورة في الحرية والديمقراطية وحمايتها من كّل

انتكاسة أوتراجع.

خــاتمــةصد النقابي يتبّين لنا من خالل تقارير الفروع الجهوّية للمر

لمالحظة االنتخابات أّن مجمل النقائص واالخالالت والّتجاوزات المسجلة شملت بعض مراكز ومكاتب االقتراع وبالتالي لم يكن لها تأثير مباشر على نتائج عملّية االقتراع، لكن يتعّين تداركها والتصّدي لها لتجّنب انتشارها ومن ثّمة ضرب شفافية ونزاهة

االنتخابات.هذا وجب على الجمعّيات والمنظمات المعنية أو المختّصة في ل

مجال مراقبة االنتخابات أن تكّثف الّتعاون والّتنسيق فيما بينها مّما يمكنها من تغطية أكبر عدد ممكن من مراكز االقتراع والمسار

االنتخابي في جّل الّدوائر االنتخابية.الطيبة وحسن التعاون وفي األخير ال يسعنا إال التنويه بالعالقة

الذين سادا سواء بين الفروع الجهوية للمرصد والهيئات الفرعية المستقلة لالنتخابات أو بين المرصد النقابي لمالحظة االنتخابات

والهيئة العليا المستقلة لالنتخابات.