16
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟـﺠـﺯﺍﺌـﺭ ﺠـﺎﻤـﻌـﺔ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻜﻠﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺒﺤﺜﻴﺔ ﻭﺭﻗﺔ: ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ: ﺍﻻ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻭﺘﺜﻤﻴﻥ ﺴﺘﻐﻼل ﺍﻻﺴﻼﻤﻲ ﺘﺼﺎﺩﻱ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻴﻭﺴﻑ ـ ﺴﻨﺎﺭ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ٢٠٠٧

استغلال وتثمين-الموارد-البشرية-في-الفكر-الاقتصادي-الإسلامي-–-د.-يوسف-الفكي-عبد-الكريم-حسين

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جـامـعـة الـجـزائـر كلية العلوم واالقتصادية وعلوم التسيير

:ورقة بحثية مقدمة للملتقي الدولي الثالث حول

واقع التنمية البشرية في إقتصاديات البلدان اإلسالمية :بعنوان

تصادي االسالميقستغالل وتثمين الموارد البشرية في الفكر االا

يوسف الفكي عبد الكريم حسين مهورية السودانمحاضر بجامعة سنار ـ ج

م ٢٠٠٧ سبتمبر

- ٢ -

المقدمة

اإلنسانية واإلشباع الطبيعي للحاجات ،إلنتاج وا موارد البشرية لفكر االقتصادي اإلسالمي ا م ال يق

، فحفـظ نتها من العبث واإلسراف والتبذير صياعلى تنظيم الحياة اإلقتصادية و وعمل اموضوعي اتقييم

ا حسب منطق النظام الوجـودي ا في دائرة نشاطهما المقرر لهم مالجهد البشري والثروة البشرية ليوظفه

الموارد األحاديث والنصوص اإلسالمية بشكل يؤكد إحترام العمل ويساعد على تعبئة تواردت لذا .العام

.إلنتاجية ومكافحة الكسل والبطالةة اإلنسان ا طاق مستوىتوظيفها لرفعالبشرية و

نـصوصا ظل الفكر اإلقتصادي اإلسالمي من جوانب اكثيرتأتي أهمية البحث من أن :أهمية البحث

حتاج إلي فت، في القرآن الكريم وفى كتب الحديث والتاريخ والدراسات الفقهية اإلسالمية بثوثةومفاهيم م

.تعالجها ضمن المصطلح واإلسلوب اإلقتصادي الحديثلضوعاته وموه مفرداتعرضدراسة حديثة ت

اإلسالمي لدى كثيـر مـن المفكـرين الفكر اإلقتصادي كثير من جوانب وضوح عدم: مشكلة البحث

فهـذه الورقـة . يدعو إلسـتغاللها ال ن الموارد البشرية وثم ال ي مما دعاهم إلي اإلعتقاد بأنه ،المثقفينو

.نب المهمتحاول توضيح هذا الجا

إلي اسـتغالل أن الفكر االقتصادي اإلسالمي دعا ينطلق البحث من فرض أساسي وهو :فروض البحث

. دورها في النشاط االقتصاديتثمينالموارد البشرية و

. يتبع البحث المنهج اإلستنباطي:منهج البحث

:يتكون البحث من محورين أساسيين، هما :هيكل البحث

- ٣ -

. بالموضوع مفاهيم أساسية في الفكر االقتصادي اإلسالمي ذات صلة يتناول:المحور األول

، وتتفرع منه نقطتـان تثمين وإستغالل الموارد البشرية في الفكر االقتصادي اإلسالمي : المحور الثاني

.حث الفكر االقتصادي اإلسالمي علي طلب العلـم وحث الفكر االقتصادي اإلسالمي علي العمل، : هما

تائج والتوصياتإضافة إلي الن

مفاهيم أساسية في الفكر االقتصادي االسالمي ذات صلة: المحور األول

ذات الصلة بموضـوع بعض المفردات رؤية الفكر االقتصادي اإلسالمي ل وهذا المحور يتناول

قـة لها عال بأنإلعتقاده، االشباعو الحاجة -اإلنتاج -العمل :اآلتيةحث المفردات االورقة وقد إختار الب

. بإيجازا والفقرة التالية تتناوله.مباشرة بموضوع البحث

إنتاج ما يؤدي إلى إشباع ي يبذله اإلنسان من أجل تحصيل أو الجهد الحركي الذ هو الطاقة أو :العمل -١

حاجة معينة مفالحاجة إذن هي اإلفتقـار إلـى الـسلع . اجة هي الفقر إلى الشيء مع محبته الحو .لةلح

ـ اجة كما قد تكون حاجة مادية ، والح اإلحساس بالرغبة إليها لخدمات مع وا ام واللبـاس ، كالحاجة للطع

.)١( ، كالحاجة إلى األمن والمعرفةية، تكون كذلك حاجة فكرية ونفسوالعالج ووسائل النقل

أن هـذه المنـافع والخيـرات و، االقتصادية الموارد من مرحلة اإلنتاج واإلنتفاع العمل يمثل ف

ة في الطبيعة ال يمكن اإلستفادة منها إال بعد تفاعلها مع الجهد البشري لتحصيلها وأخذها أخـذا الموجود

تكييفها وتحويلها مـن ، أو من النهر وأخذ الماء ، وقطع األخشاب من الغابة، كالصيدمباشرا من الطبيعة

، كمـا ، والتكييف إلنسان عن طريق التصنيع والتطوير صورة إلى أخرى أكثر مالءمة ومناسبة لحاجة ا

- ٤ -

، واألجهـزة والمـوارد األدوات الكهربائية ووسائل النقل، و المصنعة كاألقمشة هي الحالة في كل السلع

.)٢( الطبية

هو أن اإلنسان وحدة حياتيـة ، ومن ثم الموارد البشرية، إن مفهوم اإلسالم عن الطاقة البشرية

منافع تقوم هي ذاتيا بتوفيرها وصيانة نفسها بإسـتعمال قائمة بذاتها لها حاجاتها من الخدمات والسلع وال

.)٣(إلنتاج اعناصر اقة المخزونة فيها بالتفاعل مع الط

أي المـورد (على هذه النظرة يتوقف تشجيع اإلنتاج ودفع العامل والمباشر الفعلـي لإلنتـاج

تتحقق العدالـة اإلقتـصادية ، وبذا دية واألدبية في اإلنتاج وتحسينه إلى توظيف كل طاقته الما )البشري

والتجاوب مع منطق الحكمة اإللهية في العالقة بين طاقة اإلنسان والطبيعة واإلنتـاج والتملـك ففـي

.وغير ذلك، كالنبات والماء والنفط والشمس والحديد والحيوان عة طاقات وإمكانات إنتاجية هائلةالطبي

اإلنتـاج بإمكانها أن تتفاعل مع عناصـر ظيمةروحية نفسية عقلية وحركية ع في كيان اإلنسان قوى و

ألن ،ن كل إنسان يعيش على هـذه األرض ع، وأن تبعد الفقر والجوع والحرمان فتوفر الحاجة للجميع

ير لـوازم الحيـاة اهللا سبحانه وتعالى قد جعل في كل إنسان من القدرة والطاقة ما يمكنـه مـن تـوف

.ومستلزمات العيش

لة محل ي إيجادها من أجل إشباع حاجة لخدمات التي قد يساهم الجهد البشري ف هو السلع وا :اإلنتاج -٢

، ة يتجسد في إنتاج السلع والخـدمات فتكييف الطاق. ما قد يكون خدمة، كوهذا اإلنتاج قد يكون سلعة . ما

، كل منهم يكيف طاقته من أجل إشباع حاجة معينة ألن العمـل هـو فالطبيب والنجار والعامل والحمال

- ٥ -

ع إشـبا األولية من أجل توفير سلعة ماديـة، أو لجهد أو القوة البشرية التي تتفاعل مع مختلف العناصر ا

.)٤( والعالج الطبي والقصيدة الشعرية،حاجة فكرية أو نفسية، كالكرسي والقميص والكتاب

: الحاجة واإلشباع -٣يه لكان وجـوده عبثـا ال لحاجة إل، ولو ال ااجه وإيجاده، السبب في إنتتعتبر الحاجة إلى الشيء

.، وقد حرم اإلسالم العبث د والمال والوقت اإلنساني الثمين، والسعي من أجله تضييعا للجهمبرر له

وقد عبر القرآن الكريم عن هذا التحريم بصيغة اإلستنكار الذي وجهه إلى أولئك الذين يبنـون

وكما حرم القـرآن بنقـده . )٦(]نون بكل ريع آية تعبثون أتب[ :فقال )٥(لعبث واللهو واإلسرافويشيدون ل

ن هنالـك مبـرر معقـول لهـذا الالذع هذا العبث وهو تضييع الجهد والمال والوقت من دون أن يكو

ه ال وكلوا واشربوا وال تسرفوا إن [ .الحاجةإشباع ستعمال الزائد عن اإل، وهو اإلتالف، حرم اإلسراف

ينرفسالم بح٧(]ي(.

، الثروة البـشرية ، وحفظ العبث هذا نسانية بتحريم ابي على توازن الحياة اإل ثر إيج األوال يخفي

هـو دعـوة . وغير ذلك وهذا التحريم لإلسراف والعبث في المأكل والملبس والزينة والسكن واإلنفاق

.)٨(لة أي الحاجة واإلشباعقيق التوازن بين طرفي المعاد، وتحم وضبط موازنة الحياة اإلقتصاديةللتنظي

ى حد اإلشباع دونما نقـص وبذا نظر اإلسالم إلى الحاجة البشرية كحقيقة يجب اإلستجابة لها إل

وال تجعـل [ .)٩(]والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما [ :أو إسراف، قال تعالى

.)١٠(]يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا

- ٦ -

، المادية سلعالمنها الخدمات أو وقد أقر اإلسالم إشباع الحاجات اإلنسانية بمختلف أنواعها سواء

الحاجات الفكرية والنفسية كاآلداب والفـن اب واللباس والسكن أو لطعام والشر كالعالج الطبي والتعليم وا

.)١١(والزينة ووسائل الترويح

بين الحاجـة واإلنتـاج هكذا يجعل اإلسالم الحاجة أساسا لإلنتاج واإلنفاق واإلستهالك ليوازن

ـ ، فيتالفى األخطار اإلقتصادية واألخالقية الك واإلستهالك ، ويربـي ذيرامنة في العبث واإلسراف والتب

.الفرد والمجتمع على اإلعتدال واإلستقامة السلوكية واألخالقية

:اإلشباع الشاذ ال يعبر عن الحاجة

، ا ونظام حياتها المناسـب لتكوينهـا عندما نظر اإلسالم إلى اإلنسان كوحدة حياتية لها حاجاته

اإلشباع الالزمة لـسد ، وأباح له طرق المرتبطة إرتباطا فعليا بكيانه إعترف له أيضا بحاجاته الطبيعية

.تلك الحاجات

إنطالقا من هذا المفهوم إعتبر التشريع اإلسالمي كل إشباع خارج عن هذه الحاجات الطبيعيـة

نظام الحياة ال يعبر عن حاجة ن، وتعبيرا منحرفا ع من حاالت الشذوذ النفسي والغريزي لإلنسان حالة

ي يعاني منـه ذ ال ، ولكنه تنفيس ملتوي يعبر عن اإلنحراف ونظام حياته رتبط بتكوين اإلنسان أساسية ت

. من الناس معين صنف

، لذلك عمد إلى تحـريم اإلنتـاج والتـداول واإلسـتهالك تنظيم وقانون ضبط و م رسالة اإلسال

فمنـع ،والقمار واإلحتكـار والربـا تستجيب لحاالت اإلنحراف المرضي، كالخمر إلنتفاع بكل سلعة وا

- ٧ -

بذل الجهود وإنشاء المؤسسات التي توفر الظروف المشجعة علـى إيجـاد إنتاج األدوات والخدمات أو

وبقاء هذه الظواهر الشاذة ألن اإلنسان بتكوينه الطبيعي السليم ال يحتاج إلى خمر وال إلى القمار يجـب

عـيش فـي خمـول ، لي اآلخرين أن يعمل ويكسب ال أن يتخذ القمار واإلحتكار وسيلة إلقتناص جهود

.وترهل

عمل اإلسالم على تنظـيم إلنتاج واإلشباع الطبيعي للحاجات بهذا التقويم الموضوعي للحاجة وا

، فحفظ الجهد البـشري والثـروة البـشرية نتها من العبث واإلسراف والتبذير الحياة اإلقتصادية وصيا

.لعاما حسب منطق النظام الوجودي اليوظفها في دائرة نشاطهما المقرر لهم

وال يخفى على أحد منا ما لإلنتاج واإلستهالك الشاذ وما للعبث واإلسراف من دور في تضييع

، فهنالك آالف المليارات تصرف فـي شري فيما يضر ويعرض كيانها للخطر الثروة البشرية والجهد الب

رية مـة البـش فت فـي خد ة وظ فلو أن هذه الثروة المضاع .والعبث وفي القمار والرقص والخمر اللهو

١٢(جائع وال فقير على سطح هذه األرض، لما بقى حاجة اإلنسانيةالهت إلشباع ووج(.

: تثمين وإستغالل الموارد البشرية في الفكر االقتصادي اإلسالمي:المحور الثاني

أمـا ، سالمي علي العمل دي اإل احث الفكر االقتص األولي، :يتفرع من هذا المحور نقطتين هما

. بيانهما بإيجازيأتىوفيما . سالمي علي طلب العلمحث الفكر االقتصادي اإل فهيالثانية

- ٨ -

العملسالمي علي االقتصادي اإلحث الفكر :النقطة األولي

قدس اإلسالم العمل وكرم العاملين والمنتجين وأعتبره شرفا وجهادا وصورة معبرة عـن ذات

، وبالعمل يتطـابق مـع دعـوة سالة اإلعمار في األرض نسان ر ، فبالعمل يؤدي اإل دهاإلنسان وإستعدا

هو أنشأكم مـن األرض واسـتعمركم فيهـا [ :ى اإلعمار واإلصالح في األرض، قال تعالى القرآن إل

[)١٣(.

اإلنتـاج واضـحا فـي اإلسالم للجهد البشري كعنصر يدخل في عمليـة وتثمين وجاء تشجيع

فـإذا [: الىقال تع .)١٤(]رزقه وإليه النشورفامشوا في مناكبها وكلوا من [: قال تعالى :النصوص اآلتية

.)١٥(] وابتغوا من فضل اللهقضيت الصلاة فانتشروا في الأرض

المـشي (طيع أن نـستنتج أن تين أنفـا نـست ، والتأمل الواعي في اآليتين الوارد وبإمعان النظر

، وبذل الجهد هما الوسيلة في تحصيل خيرات األرض وإشباع أي السعي ) نتشار في ربوع األرض واإل

ومناكب األرض هي أنحاؤها العريضة الممتـدة وآفاقهـا .)١٦(ن الكريمتان الحاجات كما أوضحت اآليتا

للبشر منه بالنشاط المحـدود بـالتخوم أفقا وراء أفق، أي أنه يجعل الواقع كله ميدان عمل وال يرضي

.)١٧(المحلية

العمل ويحارب الكسل واإلتكاليـة ويـدعو ن ويثمعلى اإلسالم يحث ، وإنطالقا من هذه الدعوة

، وقد ات الحياة وإعمار األرض وإصالحها إلى الجد وبذل الجهد من أجل تحصيل الرزق واإلنتفاع بطيب

ل إلـى لفاؤه أروع األمثلة في الجد وممارسة العمـل والنـزو وخ لى اهللا علية وسلم ص ضرب الرسول

- ٩ -

ـ ميدان الحياة تنكروا ، فلم يستخفوا الخمول بالعمل ولم يحتقروا العاملين بل كرموا العمل والعاملين وإس

ضرب من ضروب العبادة وتحقيق إلرادة هو ، ألن العمل في عرف اإلسالم الخمول واإلتكالية والكسل

.)١٨( الحياة وفق مشيئته تبارك وتعالىض والسعي لبناءوحكمته في األر اهللا

من حيـث ا جعل إشباع الحاجات الشخصية واجب األوامر والتوجيهات ولكي يحقق اإلسالم هذه

لـذا منعـت الـشريعة ( عن الكسب ومباشرة العمل بنفسه ، لكي ال يتوانى األساس على اإلنسان نفسه

ا خرجوا للكسب ولم يحصلوا علـى ، إال إذلى الكسب والعملين عاإلسالمية إعطاء الزكاة للفقراء القادر

ين معه فـي عالقـة فإن هو عجز عن توفير حاجته كاملة إنتقلت مسئولية هذه الحاجة إلى الداخل ∗)شئ

إشباع الحاجات الـضرورية و، فإذا تعذر النهوض بمسئولية الكفالة هذه النفقة والتكافل، كاألباء واألبناء

.)١٩( إلى المجتمع والدولة اإلسالميةيةإنتقلت المسئول

واإلنتاج نستعرض جملة مـن النـصوص إستغالل الموارد البشرية إهتمام اإلسالم ب نبينولكي

الحـضارة ءوالمواقف التي تؤكد حرص اإلسالم عليهما وحثه على تنمية الثروة إلعمار األرض وإنما

ـ واإلستمتاع بطيبات الحياة وإسعاد اإلنسان وربط ك شكور إلـى اهللا ل ذلك برباط اإليمـان والتوجـه ال

قـال كما .)٢٠(]فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله [: وقال تعالى ،سبحانه

.)٢١(]ا من رزقه وإليه النشور هو الذي جعل لكم الأرض ذلوال فامشوا في مناكبها وكلو [: تعالى

. ومابعدها٥٥٦م، ص ١٩٩٣، الطبعة الحادية والعشرون، مؤسسة الرسالة، ٢ جيوسف القرضاوي، فقه الزكاة،.د: لمزيد من التفصيل أنظر ∗

- ١٠ -

وقد تواردت األحاديث والنصوص اإلسالمية بشكل يؤكد إحترام العمل ويـساعد علـى تعبئـة

، السببين الرئيـسيين إلنتاجية ومكافحة الكسل والبطالة توظيفها لرفعة طاقة اإلنسان ا البشرية و الموارد

صلى اهللا عليه ول النبي األحاديث ق ونذكر من هذه . )٢٢(عيمافي وجود الفقر واإلنحطاط المادي واإلجت

لب الـرزق العبادة سبعون جزءا أفضلها ط ): (ص (لهقو. )٢٣( ) على الناس ∗هألقى كل ملعون من : (وسلم

..........م،هؤنافا من أمتي ال يستجاب لهم دعا أن أص : (كذلك قوله عليه الصالة والسالم .)٢٤( )الحالل

، عبـدي : ول اهللا عز وجل له فيق رب أرزقني، وال يخرج وال يطلب الرزق، : في بيته ويقول رجل يقعد

بينـي ، فتكون قد أعزرت فيما ب والضرب في األرض بجوارح صحيحة ألم أجعل لك السبيل إلى الطل

قترت عليـك، ، فإن شئت رزقتك وإن شئت وبينك في الطلب التباع أمري، ولكيال تكون كال على أهلك

.)٢٥( ) غير معزوز عنديوأنت

، شـعارات تدفعة إلى مستوى الجهاد والعبـادة ولم تكن هذه األقوال الرائعة التي تقدس العمل و

في أذهان الحفاظ بل هي أسس ومبادئ تشريعية وأخالقية تقوم ال قيلت لتحفظ في بطون الكتب أو وأقوا

علـى هـديها حـضارة ، وتشاد المعاشيةلحياة على قواعد عقائدية وإيمانية وضعت ليقوم عليها بناء ا

عن العمل والمال والثروة وإعمار األرض وإصالح الحياة ه، ويتكون على هداها مفهوم اإلنسان المسلم

.رمثير الموملئها بمظاهر النشاط وإعطاء الخ

.أي نقل معيشته ∗

- ١١ -

، فمارسـوا األعمـال ية فـي سـاحة العمـل لمفكار حقيقة عوقد جسد عظماء اإلسالم هذه األ

وا مـن فنفما أ . وا الكثير من األعمال تطبوا ومارس أيديهم فحرثوا األرض وسقوا الزرع وإح واألشغال ب

ء لم يعـدوا ، ألن هؤالء العظما في أعين الناساكان متواضعا بسيط، وما ترفعوا عليه وإن عمل حالل

وإدامـة لة الكـسب ، وفهموا العمل المباح وسـي بل عرفوا قيمة اإلنسان في ذاته ،ضعتهع العمل أو نو

.)٢٦(، ليكونوا قدوة لألمة المسلمة التي أراد اهللا لها أن تكون أمة منتجة معطاءةالحياة وإنعاشها

ـ ، ما كان يمارسه الرسول لتاريخية الحية للعبرة واإلقتداء ولعل خير الشواهد ا لى اهللا عليـه ص

س النخيـل فـي وغـر ، وممارسته الزراعة ورعي الغنم في حياته قبل النبوة من عمل التجارة وسلم

، لنفـسه )عليه الـسالم (أجير النبي موسى ن الكريم عن ت آومثلها أيضا ما رواه القر . المدينة أيام النبوة

من األنبياء كانوا مـن ، وأن كثير)عليه السالم(شعيب نبي اهللا في بيت ثمان سنوات يشتغل فيها أجيرا

. نوح نجارا، وداؤود حدادا مثال، حيث كان ذوي الحرف

االسالمي علي طلب العلمدي ااالقتصحث الفكر :النقطة الثانية

الجهل وقلة الخبـرة بأسـاليب ألنحث الفكر االقتصادي اإلسالمي علي طلب العلم والتأهيل،

مـل دورا مهمـا اإن لهذا الع. الطبيعة وطاقات اإلنسان الخالقة عدم اإلنتفاع بخيرات يؤدي إلي اإلنتاج

العلم واإلنتفاع بخيرات حث اإلسالم المسلمين على طلب ف، حاجة والفقر قلة اإلنتاج وتزايد ال في وفعاال

فقـد ورد فـي الحـديث . )٢٧(لخبرة والتمرس في العمل والتنظيم ، واإلستفاده منهما بإكتساب ا الطبيعة

تعبئـة طاقـة وبهذه الطريقة المتقنة عمل اإلسالم علـى )٢٨( )المحترف المؤمن بحن اهللا ي إ:(الشريف

- ١٢ -

تـاج وتـوفير ، وتسخير خبراته الفنية والعملية من أجل زيـادة اإلن دية والنفسية والفكرية اإلنسان الجس

ذما لمن ال يحب تنمية الثروة مـن الكـسب الحـالل آخر حديث، حتى ورد في الحاجة وتنمية الثروة

فقد جاء في . أهيل وإكتساب المهارات ، وال يكون ذلك إال بالت اجات الح إشباعوزيادة إيراده على النفقة و

بـه ∗فيكو ل به رحمه صوي نهيقضي به دي ف جمع المال يمن ال ال خير في (:األثر قول سعيد بن المسيب

. على أهمية الثروة وضرورة تنميتها بزيادة العمل واإلنتاج الحاللهذا القولوبذا أكد .)٢٩( )وجهه

طاقـات سـتغالل من أجل إ ةنقت وم ةسالمي متوازن اإلاالقتصادي وهكذا كانت خطوط المنهج

. وحشدها في ساحات العمل واإلنتاجاإلنسان

:النتائج والتوصيات

. توضح ذلكاآلتيةتوصل الباحث إلي عدد من النتائج والتوصيات، والفقرة

:النتائج: أوال

عب ستوي، بحيث وصياغةجمع ودراسة وتحليل وإستنتاج يحتاج إلي الفكر اإلقتصادي اإلسالمي إن -١

. المعاصرةكل مشكالت اإلنسان اإلقتصادية

دحول إستغالل وتثمين المواروتحليل دقيق رؤية اقتصادية واضحة لفكر اإلقتصادي اإلسالميل -٢

. البشرية

.أي يشبع بها حاجته ∗

- ١٣ -

:التوصيات: ثانيا

ستوعب كل ي بحيث الفكر االقتصادي اإلسالميجمع ودراسة وتحليل وإستنتاج وصياغةيجب -١

.، خاصة موضوع إستغالل وتثمين الموارد البشرية المعاصرةمشكالت اإلنسان اإلقتصادية

ين دراسة األفكار والمفاهيم اإلقتصادية والمالية في اإلسالم دراسة حديثة لمسم المفكرين ال يجب علي -٢

تعالجهـا ضـمن المـصطلح واإلسـلوب و مفردات الفكر اإلقتصادي اإلسالمي وموضـوعاته عرضت

.قتصادي الحديثاإل

:الهوامش

م، ص ١٩٩٠ مطبعة معراج، طهران، مؤسسة البالغ، العمل واإلنتاج في اإلسالم، الطبعة الثانية، -١

٧.

.١١المرجع السابق، ص -٢

.١٤المرجع السابق، ص -٣

.٨المرجع السابق، ص -٤

.١٨ -١٦المرجع السابق، ص -٥

.)١٢٨( اآلية رقمالشعراء سورة -٦

.)٣١(رقم اآلية األعراف سورة -٧

.١٩مرجع سابق، ص مؤسسة البالغ، -٨

- ١٤ -

.)٦٧(اآلية رقم الفرقان سورة -٩

.)٢٩(اآلية رقم اإلسراء سورة -١٠

.٢٠مؤسسة البالغ، مرجع سابق، ص -١١

.٢٣ -٢١المرجع السابق، ص -١٢

.)٦١( اآلية رقمهود سورة -١٣

.)١٥(اآلية رقم لملك سورة ا-١٤

.)١٠(اآلية رقم الجمعة سورة-١٥

.١١، مرجع سابق، ص مؤسسة البالغ-١٦

علي علي عبد الرسول، المبادئ االقتصادية في اإلسالم، دار الفكر العربي، الطبعة الثانية، . د -١٧

.١٦م، ص ١٩٨٠

.٢٥مؤسسة البالغ، مرجع سابق، ص -١٨

.٢٦المرجع السابق، ص -١٩

.)١٠(اآلية رقم الجمعة سورة -٢٠

.)١٥(اآلية رقم الملك سورة-٢١

.٣٠م، ص ١٩٩٠ مؤسسة البالغ، التوزيع االقتصادي في اإلسالم، مطبعة معراج، طهران، -٢٢

.٧٢، كتاب المعيشة، ص٥ الكليني، الفروع من الكافي، ج-٢٣

- ١٥ -

.٦٨ المرجع السابق، ص -٢٤

.٦٧ المرجع السابق، ص -٢٥

.٢٩ -٢٨ مرجع سابق، ص مؤسسة البالغ، -٢٦

.٣١سابق، ص المرجع ال -٢٧

حمد وعبد طارق عوض اهللا م: بو القاسم سليمان بن أحمد الطبري، المعجم األوسط، تحقيقأ -٢٨

.٣٨٠ ، ص ٨هـ، ج ١٤١٥ مصر ، - القاهرة ،، دار الحرمينالمحسن إبراهيم الحسيني

ن، لبنا - بيروت،دار الفكرجمهرة األمثال، ،الشيخ األديب أبوهالل العسكري -٢٩

.٢١٧، ص ١م، ج ١٩٨٨/هـ١٤٠٨

:المراجع

. القرآن الكريم-١

. السنة النبوية-٢

حمد وعبد طارق عوض اهللا م: بو القاسم سليمان بن أحمد الطبري، المعجم األوسط، تحقيقأ -٣

. هـ١٤١٥، ٨ مصر ، ج - القاهرة ،، دار الحرمينالمحسن إبراهيم الحسيني

/هـ١٤٠٨، ١ن، ، جلبنا - بيروت،دار الفكرهرة األمثال، جم ، الشيخ األديب أبوهالل العسكري-٤

.م١٩٨٨

.، كتاب المعيشة٥الكليني، الفروع من الكافي، ج -٥

- ١٦ -

علي علي عبد الرسول، المبادئ االقتصادية في اإلسالم، دار الفكر العربي، الطبعة الثانية، . د -٦

.م١٩٨٠

.م١٩٩٠لثانية، مطبعة معراج، طهران، البالغ، العمل اإلنتاج في اإلسالم، الطبعة امؤسسة -٧

.م١٩٩٠مطبعة معراج، طهران، مؤسسة البالغ، التوزيع االقتصادي في اإلسالم، -٨

مؤسسة الرسالة، يوسف القرضاوي، فقه الزكاة، الجزء الثاني، الطبعة الحادية والعشرون، . د-٩

.م١٩٩٣