طيبة: وادى الملوك (الجزء الثانى) - وادى الملكات - مقابر األشراف - دير المدينة

وادى الملوك - الجزء الثانى

1 ق.م) رقم 1128 - 1136 (20مقبرة الملك رمسيس السابع من األسرة

بوادى الملوك. 1مدخل مقبرة الملك "رمسيس السابع" رقم

بوادى الملوك. 1لقطة من داخل حجرة الدفن لمقبرة "رمسيس السابع" رقم

8مقبرة الملك مرنبتاح رقم

بوادى الملوك. 8مدخل مقبرة "مرنبتاح" رقم

(مقبرة الملك "مرنبتاح") بوادى الملوك. 8الباب الخارجى للمقبرة رقم

". ويعتقد بعض العلماء أن "مرنبتاح" رمسيس الثانى هو ابن الملك المشهور "19الملك "مرنبتاح" من األسرة هو الفرعون الذى ذكر فى سفر الخروج (يرى د. لبيب حبشى األثرى المصرى العالمى أن فرعون سفر الخروج هو

" وخليفته "أمينوفيس الثانى"). تزين مدخل مقبرة "مرنبتاح" رسومات لـ"إيزيس" (زوجة تحتمس الثالث" The (أخت "إيزيس"). كما نقشت نصوص من "كتاب البوابات" Nephthys") و"نفتيس" أوزوريس"

Book of Gates متر داخل المقبرة حتى يصل إلى حجرة الدفن. 80 على جدران الممر الذى ينحدر بشدة مسافة

بوادى الملوك. 8نقوش بالهيروغليفية من داخل مقبرة "مرنبتاح" رقم

بوادى الملوك. 8لوحة حائطية داخل مقبرة الملك "مرنبتاح" رقم

م بـ"الدير البحرى". 1881مومياء الملك "مرنبتاح" عثر عليها سنة

16مقبرة الملك رمسيس األول رقم

. 19 بوادى الملوك الخاصة بالملك "رمسيس األول" من األسرة 16مدخل المقبرة رقم

بوادى الملوك، وهى لمشهد من القسم الثانى من "كتاب البوابات" وتصور 16لوحة حائطية من داخل مقبرة "رمسيس األول" رقم مجموعة من اآللهة تحمل عمودا طرفيه على شكل رأس ثور ويقف فوقه زوج من الثيران.

لوحة حائطية تزين حجرة الدفن داخل مقبرة "رمسيس األول"، وتصور "أوزوريس" (فى الوسط) مع اإلله "خنوم" الذى له رأس كبش التى تظهر على شكل حية. Nesertواإللهة "نيسيرت"

، ولذلك فإن مقبرته 19األسرة الملك "رمسيس األول" مؤسس 16سنتان فقط هما فترة حكم صاحب المقبرة رقم بسيطة ولها أقصر ممر دخول بين ممرات مقابر وادى الملوك، ولها حجرة دفن واحدة فقط شبه مربعة تحتوى على تابوت الملك المصنوع من الجرانيت القرنفلى اللون وهو مفتوح. وحجرة الدفن هذه هى الجزء الوحيد من المقبرة

" و"بتاح" و"أنوبيس" و"معات" أوزوريسالمزين، إذ تحليها رسومات تصور الفرعون فى حضرة آلهة مثل "Maat .وذلك على خلفية زرقاء أرجوانية

بوادى الملوك للطرف الشرقى (القدم) لتابوت الملك "رمسيس األول" المصنوع من 16لقطة من داخل حجرة الدفن فى المقبرة رقم الجرانيت.

11مقبرة الملك رمسيس الثالث رقم

مومياء الملك "رمسيس الثالث".

) فى وادى الملوك. 11الممر الهابط لمقبرة الملك "رمسيس الثالث" (رقم

) من أوسع وأكبر المقابر بوادى الملوك، وتتكون من أكثر من ممر والعديد 11" (رقم رمسيس الثالثتعد مقبرة "من الحجرات المزينة بلوحات رائعة مازالت ألوانها زاهية، ومنها لوحة ألثنين من عازفى الهارب يعزفون

لآللهة. الموسيقى

رسم لعازف على آلة الهارب منقول عن أحد اللوحات الحائطية بمقبرة "رمسيس الثالث".

34مقبرة الملك تحتمس الثالث رقم

بوادى الملوك. 34خريطة لمقبرة "تحتمس الثالث" رقم

" من أوائل الملوك الذين بنوا مقبرة ألنفسهم بوادى الملوك، وقد اختار لحفر مقبرته تحتمس الثالثكان الملك "مكانا مختفيا عن األنظار ومن الصعب الوصول إليه. كما احتوت مقبرته على العديد من الممرات لتضليل اللصوص. ولكن بالرغم من كل هذه االحتياطات نجح اللصوص فى الوصول إلى حجرة الدفن وسرقة محتوياتها. وقبل الوصول

اآللهة من 700إلى حجرة الدفن تقابل الزائر حجرة تستند على عمودين، وقد زينت حوائطهما بقائمة ألكثر من وأنصاف اآللهة. ثم نأتى بعد ذلك إلى حجرة الدفن وهى بيضوية الشكل مثل الخرطوشة، ويستند سقفها أيضا على

الدير عمودين يوجد بينهما تابوت الملك الفارغ المصنوع من الحجر الرملى األحمر. وقد عثر على مومياء الملك بـ"". البحرى

مومياوات لقردة عثر عليها بالقرب من مقبرة "تحتمس الثالث".

14 رقم Queen Tawsert/Sethnakhtمقبرة الملكة توسرت وست ناخت

بوادى الملوك لإللهين "حورس" (على اليسار برأس صقر) و"أنوبيس" (على اليمين برأس ابن 14مشهد من مقبرة "ست ناخت" رقم آوى) وهما يقدمان آيات االحترام والتقدير لـ"أوزوريس" الذى رسم مرة متجها بوجهه ناحية اليمين ومرة أخرى متجها ناحية اليسار.

وألن "أوزوريس" كان إله الموتى والعالم اآلخر عند قدماء المصريين، فقد صوروه على شكل مومياء.

كانت هذه المقبرة فى األصل خاصة بالملكة "توسرت" وهى زوجة الملك "سيتى الثانى"، ثم أخذ "ست ناخت" ق.م) المقبرة لنفسه ووضع بها تابوته المصنوع من الجرانيت. وقد زينت هذه المقبرة 1187 - 1190(حوالى

بمشاهد من "كتاب الموتى" و"كتاب البوابات" و"طقس فتح الفم".

وادى الملكات وكذلك بعض مقابر األمراء واألميرات من هذه الفترة 20، 19، 18إن وادى الملكات ترقد فى أرجائه ملكات األسر

مقبرة معظمها أصابها التلف. وهذا الوادى يقع فى الجنوب الغربى 70أيضا. ويبلغ عدد هذه المقابر حوالى أكثر من من جبانة "طيبة". ومن أهم المقابر وأفضلها من الناحية األثرية مقبرة الملكة "نفرتارى".

66مقبرة الملكة نفرتارى رقم

). 1904وادى الملكات - رسوم حائطية فى مقبرة "نفرتارى" (اكتشفت سنة

جولة فى مقبرة الملكة "نفرتارى" بوادى الملكات

"، ويبدو أنها كانت أحب الزوجات إليه، وصورتها رمسيس الثانىهى الملكة "نفرتارى" زوجة الملك المشهور "منحوتة ومصورة على الجدران. والملك "رمسيس الثانى" هو ثالث ملوك األسرة التاسعة عشرة وطال حكمه مدة

صان عاما. وهو الذى أنشأ عاصمة جديدة سماها "برعمسو" أى "دار رمسيس"، وغالبا كان موقعها قرب "67" بالشرقية اآلن، وذلك حتى يتابع الدولة المصرية فى حدودها من مصر حتى بالد الشام. وعموما هو أكثر الحجر

والتماثيل فى أرجاء مصر كلها. المعابدالفراعنة فى بناء وإنشاء

لوحة حائطية من مقبرة الملكة "نفرتارى" بوادى الملكات تصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج (لعبة "سينموت" Senmut .(

ويمكن النزول إلى مقبرة الملكة "نفرتارى" بسلم يؤدى إلى باب المقبرة الذى يليه سلم آخر يصل إلى قاعة متوسطة الحجم. فإذا ما وقف الزائر فى وسطها، سيجد يسارا إفريزا يرتفع نحو طول قامة الرجال تقريبا وفوق هذا

، وفى مناظر أخرى وهى لعبة شبيهة بالشطرنجاإلفريز حليت الجدران بنقوش جميلة تمثل هذه الملكة وهى تلعب تتعبد لمختلف اآللهة. أما فى الجدار الذى عن اليمين فيوجد باب يوصل إلى حجرة جانبية، زينت جدرانها بالنقوش

الجميلة الملونة، والمناظر الرمزية الجذابة التى تمثل الملكة وهى تتعبد لبعض اآللهة، ومن بينها سبع بقرات سمان وثور وهن رمز أمهات اآللهة، وباقى أجزاء هذه المقبرة مرمم.

مقبرة األمير آمون حبشف أو آمون حرخبشب

بوادى الملكات. 55خريطة لمقبرة األمير "آمون حرخبشب" رقم

" رمسيس الثالث، أحد أبناء "Amunherkhepshepهو األمير الصغير "آمون حبشف" أو "آمون حرخبشب" بوادى الملكات) فيها 55من األسرة العشرين، وقد مات هذا األمير وهو فى الثالثة عشرة من عمره. ومقبرته (رقم

نقوش جميلة مازالت محتفظة بألوانها الزاهية، ويتمثل فيها العطف األبوى فى اللحظات المؤثرة. فيشاهد الملك "رمسيس الثالث" وهو يقدم بنفسه ولده المتوفى إلى اآللهة، ويوصى به خيرا. وتحتوى هذه المقبرة على حجرة

متوسطة االتساع ثم باب يوصل إلى سرداب مستطيل يوصل بدوره إلى حجرة الدفن الصغيرة وبها التابوت الذى كان به رفات األمير الصغير.

وكانت والدة األمير "آمون" حبلى وقت وفاته، وفى حزنها أجهضت جنينها ودفنته مع "آمون"، حيث عثر على شهور بمقبرة األمير "آمون". 5مومياء لجنين عمره

مقبرة األمير "آمون حرخبشب" - لوحة تصور األمير وهو يتعبد لإلله "خنوم" (له رأس كبش).

مقابر األشراف (النبالء) مقبرة محفورة فى الصخر. ويتكون معظمها فى العادة من رحبة كبيرة، بها باب المدخل. 411وهى أكثر من

وسقفها محمول على أعمدة فى الغالب. ويليها دهليز يواجه المدخل وينتهى بمقصورة يوضع فيها تمثال الميت وأقاربه. ويوجد فى بعض األحيان غرفتان على جانبى الدهليز المذكور، كما كان يوجد فناء صغير أمام مدخل

المقبرة أعد لتقديم الضحايا والقرابين. أما النقوش التى كانت تتعاقب على جدار الرحبة فتمثل الميت وهو يقوم الدولة بأعماله المختلفة فى حياته األرضية، ولذا فإنها تلقى ضوءا على طريقة الحياة المصرية القديمة أيام

. أما النقوش التى فى الدهليز، فإنها تمثل فى العادة الطقوس الجنائزية. الحديثة

أحد مناظر مقابر النبالء.

ولما كان الحجر الجيرى الذى حفرت فيه هذه المقابر هشا ضعيفا، غطيت الجدران أوال بطبقة من الغرين تدهن بالجير ثم تجلى بعد ذلك بالنقوش واأللوان. وأهم المقابر الموجودة فى هذه المنطقة مقابر "نخت"، و"مننا"،

و"رح مى رع"، و"رع موزا"، و"سينوفر".

52مقبرة نخت رقم

رسم معمارى لمقبرة "نخت".

وتتكون األسرة الثامنة عشرة هذا كاتبا للمخازن فى عهد الملك "تحتمس الرابع" من Nakhtكان "نخت" (حيث يوجد nicheمقبرته من مدخل يوصل إلى صالة عرضية، توصل بدورها إلى صالة طولية، تنتهى بنيش

التمثال). والغرفة األولى فقط هى التى يوجد على جدرانها صور بديعة ال تزال محتفظة بجمالها.ومعظم هذه الصور تمثل الحياة الزراعية فى مصر القديمة من حرث األرض وبذر القمح وحصاده، وكذلك مناظر قطف العنب وعصره،

وصناعة النبيذ. كما توجد مناظر للصيد فى البر والبحر، ومناظر لمجالس الموسيقى والرقص.

69مقبرة مننا رقم

كان كاتبا للحقول الملكية فى عهد "تحتمس الرابع" أيضا. Mennaهذه المقبرة خاصة بشخص يدعى "مننا" من حرث الزراعةويظن الناس العامة أن مقبرته هى مقبرة وزير الزراعة ألن معظم مناظر هذه المقبرة تدور حول

األرض وبذر الحبوب، وزراعة الكتان وتمشيطه، ومناظر الحصاد، وبعض مناظر البحر والبر، كل هذا بإشراف "مننا".

100مقبرة رح مى رع رقم

"، و"أمنحوتب الثانى" من ملوك األسرة تحتمس الثالثإنها مقبرة الوزير "رح مى رع" الذى عاش فى عهد "، مهام وزراء ذلك العهدالثامنة عشرة. وترجع أهمية هذه المقبرة لما على حوائطها من نقوش تشرح بالتفصيل

فنرى الوزير تارة وهو يتسلم ضريبة األقاليم المختلفة، وتارة أخرى نراه وهو يرأس محكمة العدل ويفصل بين من نجارة، الصناعاتالناس بالعدل والقسطاس. وفى بعض المناظر األخرى نراه وهو يشرف بنفسه على مختلف

وحدادة، وصباغة الجلود ودبغها. كما نراه يشرف على أعمال المعابد وتشييدها، وإعداد الطوب الخاص بمبانيها.

وهذه المقبرة تتكون من فناء يتوسطه مدخل يوصل إلى صالة عريضة بها مدخل فى الجدار المواجه للداخل يوصل متر. والرسوم الموجودة على الجدران على جانب عظيم 30إلى دهليز طويل يمتد فى قلب الصخر لمسافة تزيد عن

من األهمية.

55مقبرة رع موزا رقم

. 55لوحتان من مقبرة "رع موزا" رقم

يشغل منصب حاكم "طيبة" ووزير فى عهد كل من "أمنحوتب الثالث" وبداية عهد Ramoseكان "رع موزا" ". وكانت هذه المقبرة غاية فى األهمية وذلك ألن مقبرة هذا الشخص "رع موزا" يعود تاريخها إلى أخناتون"

عصر "إخناتون"، وهى من أكبر وأهم مقابر الجبانة.

ونقوش هذه المقبرة جمعت بين نوعين مختلفين: األول يشمل المناظر الدقيقة المفصلة والمرسومة بالنقش البارز األسرة الثامنة عشرة. والقسم الثانى يشمل المناظر التى ترجع إلى فنعلى الحجرة من غير ألوان، وتمثل

"إخناتون" ومعظمها مصورة باأللوان فوق طبقة الجص.

96مقبرة سينوفر رقم

وهى أحد مقابر النبالء96مقبرة "سينوفر" رقم

(وهو من "طيبة") مشرفا على حدائق معبد "آمون" فى عهد الملك Sennoferعمل األمير "سينوفر" "أمنحتب (أمنوفيس) الثانى". وتزين سقف الحجرة الرئيسية لمقبرته تشكيالت من عناقيد العنب المتداخلة وهى فى غاية الوضوح، أما الحوائط واألعمدة المحيطة فمعظم المشاهد المرسومة عليها تصور األمير "سينوفر" مع

أخته.

دير المدينة

من الدولة الحديثة. وقد سكن 20 و19منظر عام لمنطقة "دير المدينة" حيث كانت توجد قرية للعمال والفنانين ترجع أساسا لألسرتين عصر هذه المنطقة أيضا رهبان من العصور األولى للمسيحية ولذلك سمى المكان بـ"دير المدينة". وتوجد بالمنطقة بقايا معبد من

كان مكرسا لإللهة "حتحور" واإللهة "معات" (على اليسار وفى وسط الصورة). وقد أنشأ العمال مقابر صخرية ألسرهم فى البطالمةجانب الجبل الغربى الذى يشرف على قريتهم والذى التقطت من فوقه هذه الصورة. كما اكتشفت األساسات الحجرية للبيوت التى كان

يسكنها هؤالء العمال (فى منتصف الصورة إلى اليمين). ومن هذه البيوت كان العمال يتجهون شماال إلى قمة الجبل الغربى، ثم إلى أسفل ليصلوا إلى وادى الملوك حيث كانوا يبنون ويزينون مقبرة الفرعون الحاكم.

بدير المدينة 1مقبرة الخادم سينيدجيم رقم

ق.م) عثر عليه فى مقبرة "سينيدجيم" بـ"دير المدينة" غربى "طيبة"، وهو مغطى 1250 (حوالى سنة 19كرسى يرجع إلى األسرة بالكامل بالطالء وغير متقن الصنع.

مقبرة الخادم "سينيدجيم" بـ"دير المدينة"

، وتتكون مقبرته بـ"دير المدينة" من حجرة واحدة 19األسرة خادما فى عهد Sennedjemكان "سينيدجيم" فقط، لكن الرسومات الحائطية بها تعد آية فى الروعة والجمال. ومن أجمل هذه الرسومات مشهد لقط يقتل ثعبانا،

ويمكن رؤية هذا المنظر أعلى مدخل حجرة الدفن.

لمحة عن الفكرة الدينية التى كانت سائدة فى عصر الدولة الحديثة تقول أن الملك حين يموت يسير مع اإلله "رع" أى الشمس الدولة الحديثةكانت الفكرة الدينية السائدة فى عصر

فى سفينته المقدسة طوال الليل، حيث تجتاز معه العقبات إلى المقبرة، التى ما هى إال صورة مصغرة للعالم السفلى بجميع أجزائه وسكانه. لذلك حفروا مقابر ملوكهم على شكل أنابيب مستطيلة ضيقة، على مثال ما تصوروه عن

الطريق المظلم الذى يسير فيه موكب الشمس فى رحلته الليلية التى توصل للعالم السفلى، ثم نقشوا على حوائط المقبرة صورا فريدة لموكب الشمس فى رحلته النهارية حول سماء الدنيا، ثم رحلته الليلية عبر العالم السفلى. وفى

تلك الرحلة يجتاز إله الشمس "رع" اثنتى عشرة منطقة فى هذا العالم، لكل منها باب تحرسه أفاع وآلهة وأرواح طيبة، وكانوا يمثلون على الحائط كيف يجتاز اإلله العظيم تلك المناطق واحدة بعد األخرى متخطيا عدة أخطار.

وكان الملوك يعتقدون أنه إذا مات أحدهم اتحدت روحه مع اإلله "رع" والزمته فى رحلتيه النهارية والليلية. وبذلك تتجدد حياتهم كلما أشرقت الشمس. ولكى تمر روح الميت بسالم فى صحبة مركب الشمس، كان الواجب أن تتلى

تعاويذ طويلة وصيغ خاصة أمام كل باب من أبواب تلك المناطق كى يفتح لها الطريق. وقد جمعت تلك التعاويذ فى عدة كتب منها كتاب "ما فى العالم السفلى" ثم كتاب "البوابات".. وتوجد كثير من نصوص هذين الكتابين على

جدران المقابر بوادى الملوك.

بعد الموت كانت األرواح - رجاال ونساء - تتجه إلى الوادى الرهيب، وهو على شكل نصف دائرة، رسبت على جوانبه صخور وجبال شامخة. وفى بطنه جرى نهر الدينونة (الحساب) المخيف. تلك كانت مملكة الظالم، فمياه

النهر عكرة داكنة تنبعث منها أبخرة خانقة ال يستنشقها إنسان ويعيش، وعلى طول مجراه مناظر مروعة يرتعش أمامها أشجع الشجعان. ولم يكن بد من أن تقطع األرواح هذا الطريق قبل ولوجها فردوس النعيم.

كان الوادى مقسما إلى اثنتى عشرة منطقة، يشير كل منه إلى ساعة من ساعات الليل البهيم، ومدخله محصن بأسوار مرتفعة وبوابات ضخمة يقوم على حراستها وحش دميم. وعلى شاطئ النهر وفى ثنايا الصخور كمنت

األفاعى ذوات األعين النارية والفحيح الذى يخلع القلوب، وأطلت الثعابين القاتلة من جحورها متربصة كلها بالحجاج، الذين لم تتهيأ لهم أسلحة النصر فى هذه الرحلة المريرة.

ولم يكن فى استطاعة الروح أن تجتاز الوادى المظلم بمفردها، لهذا كانت تتجمع األرواح حول المدخل الرئيسى، حتى إذا اقترب "رع" عند مغيب الشمس ازدحم األموات األرواح محاولين التسلق والدخول فى الزورق اإللهى،

وينجح عدد منهم فى الحصول على أمكنة فى القارب، أما الذين تنقصهم أسلحة البر ودرع الفضيلة، فتجرفهم الزحافات أو تبتلعهم المياه الحالكة، أو تلتهمهم أفواه التماسيح.

ثم يدخل الزورق، ويبدأ األموات رحلتهم فى ظل روح اإلله "رع". على أن ذلك لم يعفهم من مواجهة األعداء المنبثين على جانبى النهر، واألرواح الخبيثة التى تحاول أن تقلب الزورق وتحطمه بمن فيه. لكنهم استنادا على

ذراع "رع" يتمكنون من صد الوحوش الهائمة فى المناطق الخمس األولى. أما عند المنطقة السادسة حينما ينتصف الليل فال حول وال حيلة لإلله. بل أن "رع" يتخلى عنهم متنحيا مكانا قصيا، ويقفل وراءه الباب كى تواجه

رئيس القضاة وديان الموتى ... محكمة "أوزيريس" العظيمالروح مصيرها وحدها ... إنها

ردهة كبرى ينتظم على جانبيها اثنان وأربعون إلها ممثلين عدد اإلمارات فى المملكة المصرية، يجلس كل منهم على عرش عاجى مذهب، يتوسطهم "أوزيريس" المهيب فوق منصة تعلو تسع درجات، متربعا على عرش من

ذهب خالص، فى يده الصولجان وعلى رأسه تاج مصر المزدوج. وأمامه يأتى اإلله "أنوبيس" وازن القلوب بميزان الحق الدقيق (وأحد آلهة الموتى وحارس المقابر وكانوا يصورونه برأس ابن آوى)، ويضع فى إحدى كفتيه

ريشة العدل اإللهى، وبجانبه ينحنى "تحوت" حارس القانون ومسجل األحكام، ومن ورائه هوة سحيقة احتفرها زبانية الجحيم، ومنها يبرز تنين لعين، وقد كشف عن أنيابه منتظرا فرائسه بابتسامة ساخرة.

إنه لمشهد ترتعد له فرائص الروح حينما تدخل بهو المحكمة، فتغيم أمامها الصور، وتتراقص أشباح اآللهة، لكن القاضى األعظم يعطى فرصة، فيصبر حتى يستفيق الميت من الذهول. ثم تبدأ المحاكمة على الفور فتنهال األسئلة

على النحو التالى:

- هل ارتكبت جريمة أو نطق لسانك بالكذب؟

- هل غدرت بجارك شاهدا بالزور، أو قتلت أخاك عن عمد وإصرار؟

- هل أعطيت مجدا لآللهة، وهل أحببت قريبك كنفسك؟

وينتظر الرئيس قليال حتى يستعيد الميت هدوءه من هول الموقف، ويبدأ أعضاء المحكمة استجوابه فيما يكون قد ارتكبه من ذنوب وآثام، فيسألونه عن جرائم الكذب والسرقة والقتل والخيانة وشهادة الزور وإيذاء القريب

وعصيان اآللهة. ويجيب الميت "الروح" على هذه كلها إجابات مرضية مستعينا فى صياغتها بما تعلمه من كتبه المقدسة، وما تلقاه فى حياته من أفواه الكهان.

ثم تحين اللحظة األخيرة الحاسمة فور انتهاء االستجواب، لحظة قاسية ال يستخفى أثناءها سر، بل كل شئ مكشوف وعريان. فيتقدم "حورس" "قومندان" الحرس قابضا على الميت، ويخطو به نحو منصة الرئيس الذى يصدر

األمر بخلع قلبه الروحانى، فيتسلمه "أنوبيس"، ويضعه فى إحدى الكفتين مقابل ريشة الحق فى الكفة األخرى، ويراقب "تحوت" حركة الميزان بدقته المعهودة، كما يراقبها صاحب القلب الموزون فى رهبة وفزع، وهو يرى

بعينه شراهة الوحش النهم الرابض فى الحفرة من وراء. فإذا رجحت كفة القلب أو تساوت فى الثقل مع ريشة الحق فى الكفة الثانية، رضى عنه "أوزوريس" وسجله "تحوت" فى قائمة الفائزين.

ويا ويل من حذف اسمه من كشف المقبولين!

ويا ويل من غش اآللهة فيفضح غشه الميزان!

ويا عذاب من يوجد قلبه فى الكفة إلى فوق!

فال الدموع وال النحيب وال التوسل وال التوبة تشفع فيه اآلن، وسرعان ما يتقدم الحراس األشداء فيقودونه ويسوقونه إلى حيث يتلقفه الوحش الخبيث بين فكيه، ويمرق به داخل الهوة التى ال قرار لها، هائما بالروح أعواما

وأدهارا فى بحيرة من نار.

أما المكتوبون فى سفر الحياة فيخرجون من بهو المحكمة إلى الباب الخلفى، حيث ينتظرهم "رع"، ويحملهم معه فى قاربه إلى المنطقة السابعة فى وادى ظل الموت. ومن هنا تبدو أمامهم الرحلة أكثر سهولة وأخف عبئا، ألنهم نالوا قوة بعد اجتيازهم أقسى امتحان. فيعبرون منطقة بعد أخرى ساحقين أعداءهم دون كبير عناء، حتى يقتربوا

من آخر األقسام.

لكن أظلم ساعة فى الليل تسبق الفجر، وكان على األرواح أن تجتاز الخطر األخير الجاثم أمام زورق الزمان. فقد ربضت فى مصب نهر الدينونة أفعى هائلة الضخامة، بحيث لم تترك كتلتها مكانا للزورق ينفذ منه، وال من حولها

وال من فوقها، ولم يكن بد من أن يشق الزورق طريقه فى جوفها.

وعلى شدة ما انتاب المناطق السابقة من سواد حالك وعتمة عتماء، فإنها ال تقاس بهذه الظلمة الكثيفة فى بطن الحية الرقطاء - هذه الكثافة المظلمة يحتمل أن تتيه فيها الروح وهى على عتبة عالم النور، لو لم تكن قوة "رع"

حارسة ومسيجة من حولها.

وفى نهاية المطاف يظهر قبس من النور ضئيل، وبسرعة تزداد الخيوط توهجا وإشراقا. ثم تنفتح البوابة األخيرة على مصراعيها ويبرز منها الزورق الذى يطوى ماليين السنين سابحا فى نور الشمس الوضاء، فتستقبله اآللهة

بأناشيد النصر وأغاريد الفرح.

وعندما ينشر "اإلله" أشعته الذهبية حول األرض يشترك األضياف الذين حملتهم سفينة الزمان مع أجواق األرواح األبرار السابقين فى أغنية حلوة شجية، ترحيبا بدخول الفوج الجديد إلى حقل السالم فى فردوس النعيم.