الحدية ] [ :ال النيوكالسيكية مدرسة

ألنها الكالسيكية، للمدرسة امتدادا المدرسة هذه تعتبرلكنها و االقتصادي، للنشاط كمنطق باللبيرالية تؤمن

في : هما و أال مهمتين نقطتين في عنها تختلفيعتبر . لذلك القيمة نظرية و التحليل طريقةمدرسة بمثابة الحدية، المدرسة االقتصاديون

حديثة " هذه ". New Classicsكالسيكية ظهرت لقد وسنة جامعات ثالث مستوى على هذا. 1871المدرسة و

كارل : هم و اقتصاديين مفكرين ثالث طريق عنبالنمسا -Carl Mengerمانجر " ولراس- فيWALRASو

- " جيفنس ستالي و بسويسرا Jevons Stanlayلوزانفيما . المفكرين من عدد تالهم ثم بانجلترا بكامبردج

المدرسة هذه منها انطلقت التي المبادئ من و بعد،يلي : ما إلى اإلشارة يمكن

خالل- من تتحدد المواد قيمة أن يعتبرالحديونأجل من المنفق العمل خالل من ليس و منفعتهاقيمة عن تزيد سلعة قيمة أن آخر، بمعنى إنتاجها،

أكبر للمستهلكين بالنسبة منفعتها ألن أخرى، سلعةفان . إذن، صحيح العكس و الثانية المادة أو السلعة من

بمنفعتها النيوكاليسك، إلى استنادا تتحدد المواد قيمة . هي لهم، بالنسبة الحدية المنفعة و بالعمل ال الحدية

السلعة من وحدة آخر استهالك عن المترتبة المنفعة . نشير. و للتناقص تخضع المنفعة هذه و المستهلكة

محل السلعة بندرة تتحدد المنفعة هذه أن إلىعلى. اعتمادا الحدية، النظرية استطاعت قد و االعتبار

و الماء قيمة تنخفض لماذا تفسر أن الندرة مفهومقيمها ارتفاع رغم مثال، الشمس و الهواء

 االستعمالية .البحث- في الحدي لألسلوب المدرسة هذه استعمال

قبل األسلوب هذا ريكاردو استعمل لقد و االقتصادي، - بالريع " المعروفة نظريته في ".la renteالحديين

مستغلة أرض آخر أو الحدية، األرض أن أعتبر بحيث

بمعرفة الحدي البحث يتعلق أي الريع، مصدر هينقول عندما ذلك على مثال األخيرة، الوحدات معطياتالسعر نقول عندما و عمل، آخر أجر فهو الحدي، األجر

وحدة . آخر سعر به، فنقصد الحدي،الحدية . إنتاجيتها على تتوقف اإلنتاج عناصر مكافأة

عن بعيد مجرد، اقتصاد إطار في يتم الحدي التحليلأو اقتصادي مجتمع على ينطبق الذي و العادية الحياة

التي عقالنية، قوانين و ألحكام خاضع اقتصادي، رجلالمصلحة قصد يومية بتصرفات للقيام تدفعه

الذي االقتصادي الرجل ذلك آخر، بمعنى أو الشخصية، , في يعمل و جهد أقل ببذل نفع أكبر لتحقيق يسعى

التامة . المنافسة إطارحيث- تحليلهم، في للرياضيات الحديين استعمال

الفرنسي " االقتصادي نظرية استعمل من أول كانواسنة" المعنون 1838كورنو كتبه أحد في جاءت التي و

الثروات" ". لنظرية الرياضية المبادىءالمدرسة آراء و أفكار تطور دراسة يمكن و

أو ] [ روادها أكبر آراء خالل من ، الحدية النيوكالسيكيةرأسهم : عل و اتجاهاتها

- - مانجر كارل النمساوية المدرسة

جاء- 1 التي التحاليل كل برفضها المدرسة هذه تتميز . الذين المؤلفين بين من اشتهر لقد و الكالسيك بها

و أسماء ثالثة النمساوية المدرسة هذه إلى ينتمونهي :

منجر- في: Carl Mengerكارل المفكر هذا اهتمسنة فيينا في صدرت التي بنظرية 1871دراساته

ال الخيرات أن يرى فهو القيمة، نظرية و الخيراتمنفعة قابلتها اذا اال ملموس، وجود لها يكون أن يمكن

لها . بشرية حاجة  أو: قسمين إلى الخيرات يقسم فهو المنطلق هذا من و

اقتصادية ] [ خيرات و كالهواء، مجانية حرة خيراتالخيرات] [ . هذه قيمة أما كالسلع بقيمة مربوطة

يعطيها التي األهمية درجة حسب رأيه حسب فتقاسالمستهلك .

بافرك- " الطريقة": Bohm Bawerkبون نفس استعمل " نظرية " على أكثر ركز لكنه و ، مانجر استعملها التي

النمو محور بمثابة األخير هذا اعتبر حيث المنظم، . به يتمتع لما نظرا البشري التقدم قائد و االقتصادي

. اإلطار، هذا في و شخصية خصال من المسير هذا " و " الربح بين التفرقة ضرورة إلى بافراك بوم تطرق

. أما بالتنظيم خاص عائد الربح أن أساس على الفائدة. بالرأسمال خاص عائد فهي الفائدة

فيزر- :VON WISERفونآخر انتاج أي االنتاج، لعوامل الحدية باإلنتاجية اهتم

مثال كالعمل، ، األموال رؤوس من مستعملة وحدةبمعرفة ألنه ضروري، شىء االنتاجية هذه قيمة معرفة

انتاج . كل داخل االنتاج عوامل من عامل كل نسبة: لوزان. مدرسة ب

المفكرين أعمال في المدرسة هذه تتمثل- ولراس " ليون فرنسي" Léon Walrasاالقتصاديين

- بريتو " فيلفريد االيطالي و ".Vilfredo Paretoاألصلولراس – بعدة: Léon Walrasليون المفكر هذا اشتهر

نظرية : و القيمة و المبادلة نظرية أشهرها أعمال،فانه . األولى، نظريته يخص فيما العام التوازن حول

و الندرة ظاهرة بين تداخل عن تنشأ المبادلة أن يعتبرالظاهرتين فان آخر، بمعنى أو المنفعة، ظاهرة

أيضا يرى كما المادة، قيمة تحديد في هاما دورا تلعبانيتوسطه كبيرة سوق عن عبارة االقتصادي المحيط أن

اإلنتاج خدمات يشترون الذين المنظمون يسيره أو ] هذا] } خالل من أن ، عمال رأسماليون، فالحون،

يحدث النشاط لهذا التلقائي أو العفوي التعاملمحددات . تدخل خالل من بالطبع، هذا العام التوازن

الطلب . و العرض في المتمثلة و السوق" : " . ستانلي- يعد جيفنس ستانلي كامبردج مدرسة ج

النيوكالسيك Stanlay Jevonsجيفنس – الكتاب من

المدرسة] [ بدراستهم دشنوا الذين الثالثة الحديينفي . الماركسيين الكالسيكيين انتقد لقد و الحدية

العمل . هو القيمة مصدر أن قولهم- مارشال " ألفريد يعد و Alfred Marshallكما أكبر من

في يجمع أن استطاع ألنه الحديين، المفكرين أنضج. النيوكالسيك و الكالسيك به جاء ما كل واحدة فرضية

فكرة . بين فجمع القيمة و األسعار بقضية أهتم بحيث : . القيمة أن قالوا فاألولون الحديين و الكالسيكيين

أسس على أي اإلنتاج، كلفة أساس على تحددالمنفعة،. هو مصدرها أن قالوا، اآلخرون و موضوعية

" " . ،فانه مارشال أما ذاتية أسس على تتحدد أن أيأو القيمة، تحديد في دورا الظاهرتين، لكلتا أن يرى

بمفرده، السعر تحدد التي هي التكاليف هل باألحرى، . بالتأكيد، لكن و بمفردها تحدده التي هي المنفعة أمالسعر . تحديد في بقسط يساهم كليهما أن

أن القول يجدر دقة، أكثر بصفة النقطة هذه لتوضيح ومن عامل أي معرفة في معتبر دور له الفترة تحديد

. في أما السعر تحديد في تأثير له العاملين هذينفتلعب طويلة، الفترة فيها تكون التي المرحلة

لتغير نتيجة السعر، تحديد في األساسي الدور التكلفةعلى تساعد جديدة تقنيات ظهور و التقنية المعطيات

العرض يجعل الذي الشىء التكاليف، من التقليلألفريد . " استطاع كما السعر تحديد في األول العنصر

األسعار" أو السعر تحديد كيفية لنا يقدم أن مارشال . قدم من أول يعد كما آخر الى سوق من تختلف التي

األسواق هذه اختالف أساس على لألسعار عامة نظريةتتميز أسواق الى المنافسة، فيها تكثر أسواق من

المنحصرة ] [ . االحتكارية بالصبغة

الكنزية :6- النظرية

االقتصاديات مست التي االقتصادية األزمة دفعت لقدسنة في كينز ] 1929الرأسمالية مينار Johnبجون

Maynard Keynes 1883-1946 ]األزمة هذه تفسير الىو " للنقود العامة النظرية عنوان يحمل له كتاب في

سنة " ألفه االستخدام و .1936الفائدةشديدة انتقادات بتوجيه دراسته كينز مينر بدأ لقد و

. االنتقادات هذه تلخيص يمكن و الكالسيكية للنظريةالتالية : النقاط في

تعرض- بامكانية يؤمنون ال الكالسيك كان لقد . االقتصاد أن اعتقادهم و للبطالة الرأسمالي االقتصاد

ستكون فانها بطالة، به سادت ان و الرأسماليقانون تأثير تحت بسرعة، امتصاصها سيتم و ، مؤقتة

االقتصادي الواقع لكن العاملة، اليد طلب و عرضاألطروحة . هذه أبطل ، الحديث

النقود- فان ، التبادل عملية خالل أنه الكالسيك أعتبرالحقيقة، يغطي حجاب مجرد هي و محايدة، تكون

عملية ] أخرى بسلع تبادلها يتم السلع فكأنماأعتبر [. حيث ذلك، من العكس يرى كينز لكن المقايضة

االقتصاد . في خطيرا دورا تلعب النقود أنتحليل- على يقوم الكالسيكي االقتصادي التحليل

اجراء ضرورة كينز يرى بينما الجزئية، األفراد تصرفاتاالقتصادي . النشاط لمجموع شامل تحليل

تدخل- يرفض الكالسيكي الليبيرالي المذهب كانضرورة كينز يرى بينما االقتصادية، الحياة في الدولةمستوى رفع و الكامل التشغيل لضمان الدولة، تدخل

الطلب .

للبطالة- : الكنزي  التفسير

بين الممتدة الفترة خالل الرأسمالية عرفت 1810لقدو 1929و االقتصادي النشاط بركود تميزت أزمات عدة

. يعتقدون الكالسيك كان لقد و البطالة نسبة ارتفاعاألزمات هذه تجاوز الرأسمالي االقتصاد بامكانية

و الدولة تدخل بدون حرا االقتصاد ترك لو العابرة،األزمة . أن إال األجور تحديد في العمال نقابات

لسنة إذ 1929االقتصادية ، المزاعم هذه أبطلترغم عالية مستويات إلى البطالة نسب ارتفعت

األجور . انخفاضاألجور انخفاض أن الكالسيك، عكس على كينز يرىالخدمات، و السلع على العمال طلب نقص الى يؤدي

و انتاجهم تخفيض الى المنتجين يضطر الذي األمرالذ العمال عدد ، 1تقليص جهة من هذا يشغلونهم، ين

األجور المستثمرين توقع أن نجد أخرى جهة منباستثمارات القيام تأجيل الى سيدفعهم ، مستقبال

بتسريح يقومون قد و األجور انخفاض أمل على جديدةعمالهم . من جزء

ينتقل البطالة مشكلة من الكالسيك موقف انتقاد بعدالحلول اقتراح و المشكلة هذه معالجة الى كينز

. مستوى أن كينز يرى االطار هذا في و لها الناجعةيتححد . األخير هذا و االنتاج بمستوى يتحدد التشغيل

يتكون . و السلع على الفعال الكلي الطلب بمستوىو االستهالك سلع على الطلب من الكلي الطلب

و ] التجهيزات اآلالت، االستثمار سلع على الطلباألولية [ . المواد

فهو. 1 االستهالكية، السلع على الطلب يخص فيماتحدد نفسية بعوامل و المستهلكين بدخل يتحدد

الزيادة . أن كينز الحظ لقد و انفاقهم مستوىبالكامل تقريبا توجه الضعيفة الدخول في الحاصلة

في ] [. لالستهالك الحدي الميل ارتفاع االستهالك الىأو يوجهون ال فانهم المرتفعة، الخول أصحاب أن حين

دخلهم في زيادة كل من محدودة نسبة اال يخصصون . مداخلهم زيادة من األكبر الجزء أما االستهالك الى

. انكماشي عنصر هو االدخار و االدخار الى توجه فانهاما . يوجد لم اذا و االستهالكي الطلب تقلص الى يؤدي

األمر فان االستهالك، مستوى في النقص هذا يعوضعدد تقليص و انتاجهم تقليص الى بالمنتجين سيدفع

. ال لذا البطالة نسبة ارتفاع في يتسبب مما العمال،خالل , من اال االستهالك في النقص تعويض يمكن

االستثماري . الطلب زيادةعن. 2 يصدر االستثمارية السلع على الطلب ان

على . يقدم ال منظم أو مقاول كل و المستثمرينمينار . يعبر و أرباح تحقيق ضمن اذا اال االستثمار،

المال . لرأس الحدية الكفاية بمصطلح ذلك عن كينزمن مبلغ استثمار على يقدم لن الرأسمالي أن بمعنى

] أرباحه ] أن ضمن اذا اال ، مثال عتاد شراء المالعلى المدفوع الفائدة سعر من أكبر أو أعلى ستكونتكون . عندما االضافي االستثمار لهذا الموجه القرض

سعر من أكبر الجديد المال لرأس الحدية الكفاية . و مجديا سيكوم االستثمار فان القروض، على الفائدة

بعوامل المال لرأس الحدية الكفاية تتحددداخل] المنافسة و االستثمارات حجم موضوعيةباالضافة [ ، األرباح تناقص الى تؤدي التي االقتصادالمستثمرين بتوقعات المرتبطة النفسية العوامل الى

و ] التفاؤل االستثمار فترة خالل سيحدث ،بما التشاؤم [ .

التشغيل مستوى و اإلنتاج مستوى فان هكذا و . فزيادة السلع على الكلي الطلب بمستوى يتحددان

أرباح زيادة إلى يؤدي السلع على الكلي الطلبو. ] التشغيل زيادة إلى يدفعهم ما هو و المنتجين

صحيح [ .  العكسفي انكماشية حالة يمثل االدخار فان ، ذلك جانب الى

و . االنتاج مجموع تصريف على القدرة عدم و الطلبتم اذا اال ، يستمر أن االقتصادي للنشاط يمكن ال

تحول . اذا اال يتم ال األمر هذا االنتاج كل تصريفالتي السلع من الفائض يمتص استثمار الى االدخار

. االستثمار كان فاذا المستهلكين حاجة عن تزيدعند ثابتين التشغيل و االنتاج بقي االدخار، يساوي

فان . االدخار عن االستثمار زاد اذا اما المستوى نفسقل . لو أما سيزيد التشغيل و االنتاج مستوىتناقص سيسبب ذلك فان االدخار، عن االستثمار

التشغيل . و االنتاج

داخل يتحقق الذي التشغيل مستوى أن كينز يرى والتشغيل مستوى هو بالضرورة يكون لن المجتمع

مساويا ] االستثمار يكون عندما يتحقق الذي الكاملالى [ بكامله بالضرورة يتحول ال االدخار ألن ، لالدخار

نتيجة االستثمار، مجاالت ضيق بسبب استثمار،عن المال لرأس الحدية الكفاية انخفاض و للمنافسة

و . . المستثمرين تشاؤم بسبب كذلك و الفائدة سعرعند سيتحددان التشغيل و االنتاج مستوى فان ثم من

يكون و الكامل، التشغيل مستوى من أقل مستوىالبطالة . من معين مستوى هناك حتما

التي السلبية اآلثار من الرأسمالي النظام لحماية وجزء عن بالتنازل كينز مينار يطالب بالبطالة ترتبط

في الدولة تدخل الى الدعوة و االقتصادية الحرية منالطلب مستوى من الرفع أجل من ، االقتصادية الحياةرفع . يتم و االستثماري و االستهالكي بنوعيه الكلي

المداخيل توزيع باعادة االستهالكي الطلب مستوىالميول و المنخفضة الدخول أصحاب لصالح

الخدمات تقديم الى اضافة ، المرتفعة االستهالكيةالدخل ذوي و للفقراء منخفضة بأسعار أو مجانا

فيمكن . االستثماري، بالطلب يتعلق فيما أما الضعيفبمشاريع نفسها الدولة قيام طريق عن تشجيعه

و القروض على الفائدة سعر تخفيض استثمارية،األسعار . ارتفاع لمنع االحتكارات محاربة

بها كذلك وناقشت الكثيرة عنها قرأت فكرية لمراحل ماتعة مقاله ) كانت , ) االقتصادية الفكرية المدارس تلك بأن يقال والحق الكثير

يربط الذي الشمولي باالقتصاد تؤمن ال وتوجهات أفكار من تنطلقالحياة عصب هو الذي االقتصاد وبين المختلفة الدولة مكونات بين

بالنظريات االقتصادي التوازن تحقيق المستحيل من أصبح فلذلكلعدم sنظرا تذبذبات في صناعها أضحى بل والمضطربة المتضادة

المجتمعات تلك ضحية كانت الذي التوازن ذلك تحقيق على القدرة. الشاذة والتوجهات األفكار تلك من الكثير عانت التي

االقتصادية األزمة حقيقة معنا بأسره والغرب نشهد األن tنحن وهاالمدارس تلك من استنباطه ممكن حل ال أنه على برهنت والتي

الحكماء وصرحا أجمعوا بل العصرية النظريات حتى وال الفكريةيدعوا كان الذي االسالمي االقتصاد في يكمن الحل بأن منهم والعقالء

من أكثر قبل البشر سيد صنع 1400إلى من ليس بالتأكيد وهو سنةيجتاح .. االسالمية االقتصاد سنشهد هل السؤال ويبقى البشر

االقتصاد اساس ليكون الفكرية والمدارس النظريات بتلك وينسفتهتم سوف األول العالم جامعة قبل جامعتنا وهل ؟ الدول تلك في

والكنزية الكالسيكية المدرسة بدل اإلسالمي االقتصاد بتدريسالله!! بإذن آمله ما هذا وغيرها؟

العقل االقتصادي " هو بطبيعته" عقل جدلي" فهو" في حالة جدل وتفاعل دائم مع حركة التاريخ وحركة

المجتمع. يتأثر هذا العقل بتطورات النظم االقتصادية والسياسية واأليدلوجيات المختلفة. ولذا نجد أن "العقل االقتصادي" قد شهد تقلبات فكرية

عنيفة, عبر مسيرته الطويلة منذ تأسيس علم االقتصاد الحديث على أيدي أعالم المدرسة

الكالسيكية"آدم سميث, ريكاردو, ماركس, ستيورات مل". ثم جاءت االنعطافة الكبرى على أيدي

م(, بأطيافها1780المدرسة"النيو-كالسيكية") المختلفة, التي أكد�ت على حرية األسواق والفردية

sفي السلوك االقتصادي. وكانت بدورها انعكاسا للنزاعات الفلسفية" النفعية", التي تقوم على

تعظيم "المنفعة" "والربح", باعتبارهما يمثالن جوهر السلوك االقتصادي "الرشيد", في ظل تجليات العقل

االقتصادي" النيو-كالسيكي". وجاءت "الكينزية" )

م( كرد فعل على أزمة الكساد الكبير الذي ألم1936 م(,1930-1929باالقتصادات الرأسمالية المتقدمة )

وإعادة االعتبار إلى النظرة الكلية لألشياء والسلوك الكلي لالقتصاد الوطني, في ضوء فشل النظريات

النيو كالسيكية, التي كانت تنادي بأن العودة إلى التوازن تتم تلقائياs دونما تدخل من الدولة ) أو راسم

السياسة االقتصادية(. وللخروج من حال الكساد الكبير, نادت "الكينزية" والمدارس " ما بعد الكينزية" بدور نشيط للدولة إلعادة التوازنات الكلية لالقتصاد

الوطني. وتعمقت تأثيرات ونفوذ تلك المدرسة على" العقل االقتصادي", غداة الحرب العالمية الثانية, وحتى نهاية الستينيات, في محاولة جادة إلحياء االهتمام بقضايا مركزية مثل "التراكم" و"توزيع

الدخل", تلك القضايا التي اهتم بها العقل االقتصادي في زمن المدرسة الكالسيكية. ثم جاءت الموجة

اللبرالية الجديدة العاتية "الريجانية-التاتشرية", نسبة إلى رونالد ريجان في الواليات المتحدة ومارجريت تاتشر في بريطانيا منذ منتصف السبعينيات, ونتج

عن ذلك صعود المدارس النقودية)ميلتون فريدمان( واللبرالية الجديدة)التي تستلهم"فردريك هايك"(,

واستمرت تلك الموجة حتى نهاية التسعينيات, حيث بدأت الموجة تنكسر, وأخذ "العقل االقتصادي" يبحث

عن توليفة فكرية جديدة. وال شك في أن علم االقتصاد يمر بأزمة عميقة في اللحظة الراهنة باعتباره علماs اجتماعياs. ولقد سبق أن نبه عالم

( فيOscar Langeاالقتصاد الكبير الراحل أوسكار النج( مؤلفه المهم "االقتصاد السياسي" إلى أن علم

االقتصاد إذا طغت عليه األساليب الكمية, التي ال تخدم رسم السياسة االقتصادية والفهم االجتماعي

للواقع االقتصادي, فسوف يتحول إلى فرع من فروع علم بحوث العمليات, ويتم تصفيته كعلم اجتماعي.

هروب من القضايا األساسية والمالحظ أن هناك, منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات, نزعة متزايدة لعدم التصدي للقضايا األساسية في مجال: التوزيع

والتراكم والتوظيف, على النحو الذي ألحت عليه العديد من المدارس االقتصادية الحديثة:" المدرسة

الكينزية", " وما بعد الكينزية",و"المدرسة الريكاردية الجديدة", وكذا "الماركسيون الجدد". إذ تراجع نفوذ

تلك المدارس في الدوائر األكاديمية, لتحل محلها المناهج المتأثرة بالمدرسة النقودية, والمعالجات

النيو كالسيكية الحديثة, انعكس ذلك بشكل واضح في نوعية الكتابات االقتصادية, التي يتم منحها "جائزة

نوبل في االقتصاد" خالل السنوات األخيرة, باستثناء منح جائزة نوبل لالقتصادي الهندي الكبير آماريتا

(, عن دراساته حول الفقرAmartya Senرسن) والمجاعات, وإشكاليات التنمية بوجه عام. وقد رافق

تلك التطورات تصفية علم"اقتصاديات التنمية", كفرع مستقل ومهم من فروع علم االقتصاد, ذلك

الفرع الذي شهد عصره الذهبي خالل حقبتي الخمسينيات والستينيات. فلقد تم تصفية فرع

"اقتصاديات التنمية" في الجامعات الغربية, باعتباره فرعا مستقالss من فروع المعرفة االقتصادية, وتم

تجزئته إلى موضوعات جزئية تندرج تحت مسميات عدة: اقتصاديات الزراعة, واقتصاديات سوق العمل, بحيث يفقد الوحدة الكلية والجدلية بين كل عناصره

ومكوناته. كذلك رافق تلك الموجه الجديدة مغاالة في استخدام أساليب االنحدار اإلحصائي بين المتغيرات

االقتصادية, دون االهتمام بشكل جدي� بعالقات

السببية الحقيقية, التي تربط بين تلك المتغيرات, وال سيما عالقات السببية الدائرية, التي تعبر عن جوهر

العالقات االقتصادية ذات التأثير المتبادل بين المتغيرات. كما اختفت تقريباs الدراسات الخاصة

باألدوات الكمية للتوجيه والتخطيط االقتصادي, التي ",Planometricsكان يطلق عليها فيما قبل فرع الـ:"

وذلك نتيجة انحصار دور الدولة في توجيه العملية االقتصادية, واالعتماد المتزايد على آليات السوق.

وفي المقابل, ازدهرت فروع جيدة في علم االقتصاد, تتواءم مع صعود الجناح المالي في قيادة

مسيرة الرأسمالية العالمية منذ بداية الثمانينيات, وأصبحت الفروع األكثر ازدهاراs وبروزاs هذه األيام

المالي, ومشتقاته.هي: االقتصاد مساهمات مضيئة وهكذا, وفي ظل تلك االنعطافات الجديدة, نجد أن مساهمات

مضيئة في علم االقتصاد قد تحو�لت إلى مجرد هوامش في الكتب المدرسية لعلم االقتصاد الحديث, ومثال ذلك

المساهمات المهمة لألستاذين: ميشل Michealكاليشتكي وجوزيف شتانيدر)

Kaleckiو Joseph Steinderحول ) ديناميكيات النظام الرأسمالي وأزمات

pieroركوده, ومساهمات بيرو سرافا )Sraffaحول نقد األساس التحليلي )

للفكر النيو كالسيكي والتحليل الحدي عموماs, كما جاء في مؤلفة المهم "

إنتاج السلع بواسطة السلع " الصادر م, وذلك المؤلف الكبير الذي1960عام

أثار ضجة كبرى في حينه حول نقد نظريات الثمن والتوزيع ورأس المال كما جاءت في الفكر النيوكالسيكي.

كذلك نالحظ أن اإلشارات تجيء ضعيفة وعابرة للمساهمات النقدية للمدرسة"

ما بعد الكينزية" حول قضايا التوزيع والنمو, على النحو الذي حفلت به

مساهمات االقتصاديين الكبار: جون روبنسون ونيكوالس لويجي وكالدور

وNicolas Kaldor وJohn Robinsonباسينتي )Passinetti Luiguiذلك بالرغم من أن .)

تلك المساهمات قد شك�لت نقلة معرفية مهمة في التحليل االقتصادي المعاصر.

النزعات المتصارعة إن الناظر المتفحص لحركة الفكر االقتصادي

العربي, يمكن له التمييز –على الصعيد الفلسفي- بين ثالث نزاعات تتصارع

في ثناياه: النزاعات المادية التاريخية, والنزاعات المثالية الطوباوية,

والنزاعات الوضعية المنطقية . وبشكل أكثر صراحة, يجب االعتراف بأن العديد

من الكتابات واألفكار االقتصادية يصعب عزلها عن التيارات الفكرية المتصارعة

في كل حقبة تاريخية. ولذاو البد من تفسير وفهم الكتابات كل حقبة

تاريخية. ولذاو ال بد من تفسير وفهم الكتابات االقتصادية العربية, منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, ضمن السياق

التاريخي العام الذي وردت فيه تلك الكتابات. فقد انشغل الفكر االقتصادي العربي, مثله في ذلك الفكر االقتصادي

في بلدان العالم الثالث, بمشكالت التحرر االقتصادي , والرغبة في الخروج

من التخلف, وإحداث عملية تنمية شاملة, وتحقيق تحويل جذري في

عالقات اإلنتاج في المجتمع. بيد أن المميزة إلشكالية الفكر االقتصاديالسمة

العربي هي محاولة وضع تصورات حلول لتلك المشكالت في إطار السعي المخطط

والدءوب نحو هدف التوحيد القومي واإلنماء التكاملي, باعتباره اإلطار والوعاء التاريخي الذي يسمح بحل تلك المشكالت

حالs ناجزاs وعلى أسس مستدامة. ومن األهمية بمكان, تحديد الدور الذي لعبته

المدارس الفكرية الوافدة من الخارج كروافد مهمة في تكوين الفكر االقتصادي العربي بأشكاله الراهنة. إذ أنه من الصعب

إنكار أن هناك تأثيراs واضحاs لمدارس وتيارات الفكر االقتصادي المعاصر على (1كتابات االقتصاديين العرب, وال سيما )

( المدرسة2المدرسة الكينزية. ) ( المدرسة3النيوكالسيكية. )

(4 )0البنائية)األمريكية-الالتينية(, المدرسةالماركسية. وقد كان للنظرية

العامة لكينز تأثير واضح على الفكر االقتصادي العربي, إذ وجد عدد كبير من االقتصاديين العرب في التحليل الكينزي

إطاراs أكثر حيوية وأكثر مالئمة لتحليل مشاكل الواقع االقتصادي العربي) وال سيما مشاكل التخلف وعدم التشغيل

والتعبئة الكامل للطاقات البشرية واإلنتاجية(, بالمقارنة مع التحليل

النيوكالسيكي الذي يهتم بالوصول إلى نوع من التوازن العام في ظل حال افتراضية

في ظل فروضمن "المنافسة الكاملة", ساكنة وغير واقعية. ولهذا نجد صدى واضحاs للتفكير والرؤية الكينزية في

عدد من المؤلفات المهمة لالقتصاديين العرب. وتأكيداs على أهمية أدوات

التحليل الكينزي المستندة إلى التغيرات, التي تطرأ على حجم الطلب

الفعلي" أو الفعال", يقول د. رفعت المحجوب) مصر( في مقدمة مؤلفة عن

" الطلب الفعلي في البلدان النامية"الصادر في الستينيات من

القرن الماضي": "ال نعتقد أن نظرية اقتصادية ما قد عكست تطور الفكر

االقتصادي, وتطور السياسة االقتصادية ومشكلة الحرية والتدخل مثلما عكست كل ذلك نظرية الطلب الفعلي لكينز".

أزمة الفكر االقتصادي بيد أن األهم من ذلك هو التأثير الخفي والقوي للفكر

الكينزي, والذي نلمسه في ثنايا العديد من المؤلفات االقتصادية العربية, التي

يصعب حصرها هنا. وبالرغم من أن الجانب األعظم من الكتابات, قد تبن�ى بعض أدوات التحليل الكينزي في إطار

تحليالت النمو والتنمية, دون رؤية نقدية للنهج الكينزي في تحليل االستثناءات

مثل: مقال األستاذ إبراهيم كبة )العراق(, والمعنون "الكنزية كمنهاج

اقتصادي للرأسمالية المنظمة", والمنشور بمجلة الثقافة الجديدة,"عدد

م". ومن ناحية1960أغسطس-سبتمبر أخرى, نالحظ أن استخدامات

االقتصاديين العرب لمقوالت وأدوات التحليل "النيوكالسيكية" ظلت واسعة النطاق, ولكن دون وعي كاف بعناصر

الضعف المنهجي في البناء التحليلي"النيوكالسيكي" للقيمة

والتوزيع. ولعل من بين النزر اليسير من الكتابات االقتصادية العربية, التي

تصد�ت لقضايا المنهج في علم االقتصاد مقال د. عبد الرزاق حسن) مصر( عن "

المثالية والمادية في التحليل

االقتصادي", والمنشور بمجلة مصر م"1953المعاصرة "القاهرة, أكتوبر

كذلك د. محمد سليمان حسن )العراق( في مؤلفه األخير قبل وفاته, المعنون"

االقتصاد السياسي: الرأسمالية واالشتراكية" الذي تصدى لعدد من

القضايا النظرية والمنهجية المتعلقة بديناميات النمو والتنمية في ظل

الرأسمالية واالشتراكية" الذي تصدى لعدد من القضايا النظرية والمنهجية

المتعلقة بديناميات النمو والتنمية في ظل الرأسمالية واالشتراكية, باالستناد

ألعمال االقتصاديين البولنديين البارزين أوسكار النجه ومايكل كاليتسكي. وقد

لخص د. محمد سليمان حسن أزمة الفكر االقتصادي العربي المعاصر على

النحو التالي" يعاني الفكر االقتصادي في البالد العربية, تناقضاs شديداs بين ما يtنقل على األغلب من الفكر االقتصادي

األجنبي نقالs غير هادف, وال تركيبي على الصعيد النظري, وبين الواقع

االقتصادي, من جهة , وبين ما يكتب من وصف للمشكالت االقتصادية الحية على

صعيد االقتصاد الوصفي, وما تفتقر إليه هذه المشكالت من تحليل نظري

عيني يميط اللثام عن قوانين حركتها العامة وتطورها الخاص من الجهة األخرى". فكر السلطات الرسمية

وهناك العديد من الشواهد والدالئل, التي تشير إلى أن الفكر االقتصادي

العربي قد أصبح,منذ نهاية السبعينيات, أقرب إلى فكر"السلطات الرسمية". إذا

ما قورن بحقبتي الخمسينيات والستينيات. وليس هناك من شك في

أن ظروف انتكاس النضال التحرري والوحدوي العربي غداة حرب يونيو

م, من ناحية, وإغراء األموال1967 النفطية, واألعمال االستشارية الخاصة من ناحية أخرى, قد ساعدا على هجرة

العديد من االقتصاديين العرب من المواقع الفكرية التحررية والنضالية إلى مواقع "مؤسسية" شبه رسمية

س وتنظر للسياسات وللتصورات تكر� الرسمية حول مستقبل العمل العربي

المشترك, وأشكال وصيغ التعاون واالندماج االقتصادي العربي, دون طرح

إلشكالية" االقتصاد السياسي", التي تعوق عمليات اإلنماء التكاملي اإلنمائي

على الصعيد العربي. المتغيرالمعلوماتي وعلى صعيد أكثر عمومية, لم يستوعب

"العقل االقتصادي العربي" بعد دور"المتغير المعلوماتي", وتداعياته على الحياة االقتصادية واالجتماعية

وأنماط السلوك االقتصادي. ويضاف إلى ذلك أن "العقل االقتصادي

العربي", لم يواكب التطورات الحديثة ( في مناحيComplexityحول"التعقد")

حياتنا االقتصادية واإلنسانية بشكل عام, فظل قانعاs بالتفسيرات المبسطة,

والميكانيكية أحياناs, لوقائع الحياة االقتصادية. وكذلك ظل" العقل

االقتصادي العربي" أسير تخصصية الضيق, وينأى عن تداخل المجاالت

المعرفية المهمة, واللصيقة بحقله المعرفي "االجتماع, السياسة,

األنثربولوجيا, التاريخ". التي دونها يفقد "العقل االقتصادي" القدرة على

الفهم الجدلي للظواهر االقتصادية. ولذا فإنه دون إقامة الجسور مع

الفروع المعرفية المجاورة. لن يحقق القدر المطلوب من" التخصيب

المتبادل",الذي يساعد على رفع مستوى التحليل والتنبؤ. كما نالحظ أن

"العقل االقتصادي" عموماs, في تجلياته النيوكالسيكية المحدثة, يظل باألساس"

عقالs أيدلوجياs", يتحدث عن المنافسة الكاملة في عصر االحتكارات, والتوازن في عصر "الالتوازنات", وحرية االختيار

وه فيه " للمستهلك في وقت تتش� تفصيالت المستهلكين", بفضل سطوة

اإلعالن في ظل العولمة. هو كذلك عقل يمجد كفاءة األسواق الحرة, في

وقت يعايش الجميع ما يطلق عليه األدبيات" فشل األسواق". ولهذا يميل"

العقل االقتصادي" عموماs إلى التجريدباs من مواجهة مشاكل المبالغ فيه, تهر�

الواقع االقتصادي المعقد. وبعبارة أخرى, " هو عقل يحاول أن يخضع الواقع لمفاهيمه, ال أن يخضع هذه

لحقائق هذا الواقع