13
1 ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ، ﺛﻢ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ، ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ، ﺍﻷﺻﻮﻟﻲ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ. ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻷﻋﻼﻡ، ﻭﺷﻬﺮﺗﻪ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﻁﻨﺎﺏ ﻓﻌﺐ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﺍﻹﺳﻬﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ. ﻭﻟﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻋﺎﺷﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺑﺤﺮﺍﻥ. ﻭﻗﺪﻡ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺑﺈﺧﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ، ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻴﻼء ﺍﻟﺘﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ. ﻓﺴﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﻳﻢ، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻴﺴﺮ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﻴﺮﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺭﺑﻠﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻼﻥ، ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺟﻲ، ﻭﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ. ﻭﻋﻨﻰ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻭﺳﻤﻊ" ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ" ﻣﺮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺘﺔ،ﻌﺠﻢُ ﻭﻣ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻷﺟﺰﺍء. ﻭﻗﺮﺃ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺨﻄﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺰﺍء، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺑﻲ ﻋﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺠﺎ. ﻭﺑﺮﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﻧﺎﻅﺮ. ﻭﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔً ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻮﻱ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ، ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﻔﻬﻤﻪ. ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺒﺮﺯ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺣﻜﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻭﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻛﺎﺑﺮﻫﻢ، ﻭﻣﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ، ﻭﺗﺄﻫﻞ ﻟﻠﻔﺘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ، ﻭﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻭﺃﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ،ً ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺃﻣﺪﻩ ﺑﻜﺜﺮﺓَْ ﺍﻟﻜ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ،ﻂءُ ﻭﺑ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ: ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﻔﻆً ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻴﻨﺴﺎﻩ. ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ. ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻮﻅﺎﺋﻔﻪ ﺑﻌﺪﻩ. ﻓﺪﺭﺱ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ. ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺑﻬﺎء ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﻛﻲ. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ، ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻞ. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺠﺎ، ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺫﻛﺮً ﺩﺭﺳﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻴﻢ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ. ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﻈﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ، ﻭﺃﺛﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪً ﺛﻨﺎءً ﻛﺜﻴﺮﺍ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ، ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﺑﺨﻄﻪ ﺩﺭﺳﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮﻳﺔ. ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ، ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺷﺮﻉ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻮﺭﺩ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻧﺤﻮ ﻛﺮﺍﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﺑﻘﻲ ﻳﻔﺴﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﻮﺡ، ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻴﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ.

ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

1

ابن محمد بن الخضر بن القاسم أبي بن هللا عبد بن السالم عبد بن الحليم عبد بن أحمد األصولي المفسر، الحافظ المحدث، المجتهد الفقيه، اإلمام الدمشقي، ثم الحراني، تيمية اإلطناب عن تغني وشهرته األعالم، وعلم اإلسالم شيخ العباس، أبو الدين تقي. الزاهد. أمره في واإلسهاب ذكره، فعب

والده به وقدم. بحران وستمائة وستين إحدى سنة األول ربيع عاشر اإلثنين يوم ولد

. وستمائة وستين سبع سنة البالد، على التتر استيالء عند دمشق، إلى وبإخوته

عساكر، بن والمجد عبد، وابن اليسر، أبي وابن الدايم، عبد ابن من بها الشيخ فسمع والشيخ األربلي، والقاسم الحداد، الخير أبي بن وأحمد الفقيه، الصيرفي بن ويحيى. كثير وخلق الحرجي، بن وإبراهيم عالن، بن والمسلم عمر، أبي بن الدين شمس

ال وما الكبير، الطبراني ومعجم الستة، والكتب مرات،" المسند" وسمع. بالحديث وعنى

العلوم على وأقبل األجزاء، من جملة بخطه وكتب بنفسه، وقرأ. واألجزاء الكتب من يحصى. صغره في

الدين زين والشيخ عمر، بيأ بن الدين شمس الشيخ وعن والده، عن واألصول الفقه فأخذ

ثم القوي، عبد بن سليمان على أياما العربية في وقرأ. وناظر ذلك، في وبرع. المنجا بن أصول وأحكم فيه، فبرز الكريم، القرآن تفسير على وأقبل. ففهمه فتأمله سيبويه، كتاب أخذ

الكالم علم في ونظر العلوم، من ذلك وغير والمقابلة، والجبر والحساب والفرائض، الفقه، الفضائل، هذه في ومهر وأكابرهم، رؤسائهم على ورد أهله، على ذلك في وبرز والفلسفة،

هللا وأمده أيضا، العشرين قبل من وأفتى سنة، العشرين دون وله والتدريس، للفتوى وتأهل إنه: واحد غير قال حتى النسيان، وبطء والفهم، اإلدراك وقوة الحفظ، وسرعة الكتب بكثرة

. فينساه شيئا يحفظ يكن لم

. سنة وعشرين إحدى حينئذ له وكان ذكره، المتقدم الدين، شهاب الشيخ والده توفي ثم. وستمائة وثمانين ثالث سنة أول في السكرية الحديث بدار فدرس. بعده بوظائفه فقام

بن الدين وزير الفزاري، الدين تاج والشيخ. الزكي بن الدين بهاء القضاة قاضي عنده وحضر

وهو. البسملة فيم عظيما درسا وذكر وجماعة، المنجا، بن الدين زين والشيخ. المرجل. كثيرا ثناء عليه وأثنوا الحاضرون، الجماعة وعظمه الناس، بين مشهور

بحيث الدين، تقي الشيخ تعظيمه في يبالغ الفزاري، الدين تاج الشيخ وكان: الذهبي قال أيام منبر على بالجامع والده مكان ذلك عقب جلس ثم. بالسكرية درسه بخطه علق إنه

المجلس في حفظه من يورد فكان. القرآن أول من وشرع العظيم، القرآن لتفسير الجمع،. الجمع أيام سنين عدة نوح، سورة في يفسر وبقي أكثر، أو كراسين نحو

Page 2: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

2

بعض فقام الصفات، من شيئا جمعة يوم الكرسي على ذكر: تسعين سنة وفي. ذلك يمكنهم فلم الجلوس، من منعه في وسعوا المخالفين،

في فعوتب الدين، تقي الشيخ اعتقاد على أنا: الخوي الدين شهاب القضاة قاضي وقال. الصحيح إال يقول ال فهو. كثيرة ومواده صحيح، ذهنه ألن: فقال. ذلك

ذلك ذكر. وأخي صاحبي، وهو ودعاءه، بركته أرجو أنا: المقدسي الدين شرى الشيخ وقال

. تاريخه في البرزالي

العلم من وازدياد علو في يزل ولم العشرين، دون من وإلتصنيف، الجمع في الشيخ وشرع. عمره آخر إلى والقدر

ثم الحراني، -نسبه وساق -الحليم عبد بن أحمد: شيوخه معجم في الذهبي قال

علما لعصر وفريد اإلسالم، وشيخ شيخنا الدين، تقي العباس، أبو الحنبلي الدمشقي،. المنكر عن ونهيا بالمعروف وأمرا لألمة، ونصحا وكرما إلهيا، وتنويرا وذكاء، وشجاعة ومعرفة،

ما وحصل والطبقات، الرجال في ونظر وخرج، وكتب طلبه، من بنفسه وأكثر الحديث، سمع إلى وخاطر سيال، بطبع معانيه دقيق في وغاص القرآن، تفسير في برع. غيره يحصله لم

فقل وحفظه، الحديث في وبرع. إليها يسبق لم أشياء منه واستنبط ميال، اإلشكال مواقع وقت له استحضاره شدة مع وصحابته، أصوله إلى معزوا الحديث، من يحفظه ما يحفظ من

والتابعين، الصحابة وفتاوى المذاهب، واختالف الفقه، معرفة في الناس وفاق. لدليل إقامة وفروعا، أصوال العربية وأتقن. عنده دليله بما يقوم بل بمذهب، يلتزم لم أفتى إذا إنه بحيث

على ونبه عليهم، ورد المتكلمين، أقوال وعرف العقليات، في ونظر. واختالفا وتعليال من الله ذات في وأوذي. براهين وأبهر حجج بأوضح السنة ونصر منهم وحذر خطئهم،

أهل قلوب وجمع مناره، هللا أعلى حتى المحضة، السنة نصر في وأخيف المخالفين، والنحل، الملل أهل من رجاال به وهدى أعداءه، وكبت له، والدعاء محبته على التقوى بل الشام، به أحيى طاعته، وعلى غالبا، له االنقياد على واألمراء الملوك قلوب وجبل

خيالئهم، في والبغي التتر حزب أقبل لما األمر أولى بتثبيت ينثلم كاد أن بعد واإلسالم، وهو كثيرة، ومحاسنه. صفحته وأبدى النفاق واشرأب المؤمنون، وزلزل الظنون، بال فظنت

رأيت ما إني: لحلفت والمقام، الركن بين حلفت فلو مثلي، سيرته على ينبه أن من أكبر. نفسه مثل رأى ما وأنه مثله، بعيني

بضع سنة كتبه ما الزملكاني، بن الدين كمال شيخنا العالمة الشيخ بخط قرأت وقد

ال أنه: والسامع الرائي ظن العلم من فن عن سئل إذا كان" تيمية ابن" اسم تحت وتسعين إذا الطوائف سائر من الفقهاء وكان. مثله يعرفه ال أحدا أن وحكم الفن، ذاك غير يعرف

تكلم وال منه، فانقطع أحدا ناظر أنه يعرف وال أشياء، مذهبهم في منه استفادوا جالسوه فيه واجتمعت أهله، فيه فاق إال -غيرها أو الشرع علوم من كان سواء -العلوم من علم في

. وجهها على االجتهاد شروط

صحيح الديانة، علوم في متبحرا إماما كان: المختصر معجمه في الذهبي وقال فارغا والكرم، الشجاعة بفرط موصوفا المحاسن، كثير الفهم، سيال اإلدراك، سريع الذهن،

والعمل وتدوينه العلم نشر غير في له لذة ال والجماع، والملبس المأكل شهوات عن. بمقتضاه

Page 3: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

3

من شيئا يقبل فلم الشيوخ، ومشيخة التسعين، قبل القضاة قضاء عليه عرض وقد: قلت. بخطه ذلك قرأت. ذلك

سؤاالت جواب في -الناس سيد ابن يعني -الحافظ اليعمري الفتح أبو ذكره: الذهبي قال يستوعب وكاد. حظا العلوم عن أدرك ممن ألفيته: فقال الحافظ، الدمياطي بن العباس أبي

مدرك فهو الفقه في أفتى وإن. رايته حامل فهو التفسير في تكلم إن حفظا، واآلثار السنن أوسع ير لم والملل بالنحل حاضر أو روايته، ذو علمه، صاحب فهو بالحديث ذاكر أو غايته،

مثله، رآه من عين تر ولم جنسه، أبناء على فن كل في برز. درايته من أرفع وال نحلته، من. نفسه مثل عينه رأت وال

خبرة وله: فيها وقال مطولة، ترجمة للشيخ الكبير تاريخه في الذهبي كتب وقد

والصحيح والنازل وبالعالي الحديث، بفنون ومعرفة وطبقاتهم، وتعديلهم، وجرحهم بالرجال، وهو يقاربه، رتبته العصر من أحد يبلغ فال يه، انفرد التي لمتوله، حفظه مع والسقيم،

الستة، الكتب إلى عزوه في المنتهى وإليه منه، الحجج واستخراج استحضاره، في عجيب. بحديث فليس تيمية ابن يعرفه ال حديث كل: يقال أن عليه يصدق بحيث والمسند،

فكتب ألوالده، يجيز أن سبتة صاحب منه التمس: باإلسكندرية معتقال كان ولما: وقــال

صحتها على والكالم بأسانيدها، أحاديث سبعة منها سطر، ستمائة من نحوا ذلك في لهم أسانيده وذكر. الحديث صناعة من له خضع المحدث فيه نظر إذا ما وعمل وبحث ومعانيها،

أو ثبت عنده يكون أن غير من حفظه، من كله ذلك عمك. العوالي على ونبه. كتب عدة في. يراجعه من

السنن متون وغالب الصحاح متون حفظه فأما. الحديث علم معرفة في عجيبا كان ولقد

. أصال ذلك في يدانيه من رأيت فما: والمسند

الدليل إقامة وقت -القرآن من اآليات استحضار من وله. إليه فمسلم التفسير وأما: قـــال التفسير، في إمامته ولفرط. فيه تحيز المقرئ رآه وإذا. عجيبة قوة -المسألة على بها

واحدا، قوال وينصر. عديدة أقواال ويوهي. المفسرين أقوال من كثير خطأ يبين. اطالعه وعظم أو الفقه، من أو التفسير، من والليلة اليوم في ويكتب. والحديث القرآن عليه دل لما موافقا

. أزيد أو كراريس أربعة من نحوا: واألوائل الفالسفة على الرد من أو األصلين، من

األحيان بعض في وكتب. ذلك من أزيد وهي. واحدة قعدة في" الحموية" كتب وقد: قلت. مجلد منه يبيض ما اليوم في

في طولى يد وله. اإليمان حقائق ومعرفة. القرآن فهم في دهره فريد الله رحمه وكان

. وقويمه ومعوجه. وسقيمه ذلك صحيح بين والتمييز. واألحوال المعارف على الكالم

واسم الكتاب ترجمة للشيخ" التحليل إبطال" كتاب على بخطه الزملكاني ابن كتب وقد. عظيما ثناء عليه وأثنى. عظيمة ترجمة له وترجم. الشيخ

: ذلك تحت أيضا وكتب

Page 4: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

4

الحصر عن جلت وصفاته لـه الواصفون يقول ماذا الدهـر أعجوبة بيننا هو قـاهـرة لـلـه حجة هو الفجر على أربت أنوارها ظـاهـرة للخلق آية هو

: ويقال -به واجتمع مصر الشيخ دخل لما -النحوي األندلسي حيان أبي الدين أثير وللشيخ

: أفحل وال منها خيرا أبياتا يقل لم حيان أبا إن

لـنـا الح الـدين تقـي رأينا لما

وزر مـالـه. فردا الله إلى داع صحبوا األولى سيما من محياه على

الـقـمـر دونه نور البرية خير حـبـرا دهـره منه تسربل حبر

الـدرر أمواجـه من تقاذف بحر شرعتـنـا نصر في تيمية ابن قام

مـضـر عصت إذ تيم سيد مقام

درسـت آثـاره إذ الـدين فأظهر

شرر له طارت إذ الشرك وأخمد أصخ الكتاب علم عن تحدث من يا

ينتـظـر كان قد الذي اإلمام هذا

اجتماعه عند -له قال العيد دقيق بن الدين تقي الشيخ أن: الشيخ عن الذهبي وحكى. مثلك يخلق بقي هللا أن أظن كنت ما: -لكالمه وسماعه به

عبد الحافظ إلى السبكي الحسن أبو القضاة قاضي العالمة كتبه كتاب في وجد ومما فالمملوك الشيخ في سيدي قول أما: المذكور الدين تقي الشيخ أمر في الذهبي الله

ذكائه وفرط. والعقلية الشرعية العلوم في وتوسعه. بحره وزخارة. قدره كبر يتحقق وقدره. دائما يقول والمملوك. الوصف يتجاوز الذي المبلغ ذلك من كل في وبلوغه. واجتهاده

ونصرة. والديانة والورع الزهادة من له الله جمعه ما مع. وأجل ذلك من أكبر نفسي في بالمأخذ ذلك من وأخذه. السلف سنن على وجريه. سواه لغرض ال فيه والقيام. الحق

. أزمان من بل. الزمان هذا في مثله وغرابة. األوفى

لم: يقول كان حتى عليه، والثناء الشيخ تعظيم في يبالغ: المزي الحجاج أبو الحافظ وكان. سنة أربعمائة منذ مثله ير

Page 5: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

5

من ير لم: فقال الشيخ؟ عن سئل أنه: الزملكاني ابن عن صحيح طريق من وبلغني خمسمائة من: قال أنه: ظنه وغالب. الناقل من الشك -سنة أربعمائة أو سنة، خمسمائة

. منه أحفظ

العارفون، المشايخ وكذلك جدا، تعظيمه في يبالغ الدين شرف الشيخ أخوه كان وكذلك إال معارفنا أسلمت ما: يقول كان أنه عنه ويحكى. قوام بن محمد هللا عبد أبي كالقدوة

. تيمية ابن يد على

وكان. منه أسن كان أنه مع له، وتتلمذ جدا، يعظمه كان الواسطي الدين عماد والشيخ. الصديقيين األمور بعض في قيامه ويناسب الكبار، األئمة مقام شارف قد: يقول

حقوقه، ويعرفهم واحترامه، بتعظيمه يوصيهم الشيخ أصحاب خواص إلى رسالة وكتب وخلقا وحاال وعمال علما الشيخ مثل فيها ير ولم اإلسالم، بالد أعيان طاف أنه: فيها ويذكر

. حرماته انتهاك عند تعالى، هللا حق في وقياما نفسه، حق في وحلما وكرما واتباعا، وعزما، علما وأصحهم عقدا، الناس أصدق: قال ثم .مرات ثالث بالله ذلك على وأقسم

محمد لنبيه اتباعا وأكملهم كفا، وأسخاهم وقيامه، الحق انتصار في وأعالهم وأنفذهم من وسننها المحمدية النبوة تستجلي من هذا عصرنا قي رأينا ما. وسلم عليه هللا صلى. حقيقة االتباع هو هذا أن: الصحيح القلب يشهد بحيث الرجل، هذا إال وأفعاله أقواله

األئمة بعض في كالمه الشيخ من أنكروا ربما أصحابه خواص من وجماعة هو كان ولكن

. ذلك ونحو واالنقطاع التخلي أهل في أو األعيان، األكابر

.تعالى هللا شاء إن للحق واالنتصار الخير، إال بذلك يقصد ال الله رحمه الشيخ وكان

ولم ويعظمونه، الشيخ يحبون كانوا: وفقهائهم وحفاظهم الحديث أهل أئمة من وطوائف الحديث أهل أئمة طريق هو كما الفالسفة، وال الكالم أهل مع التوغل له يحبون يكونوا

من العلماء هن كثير وكذلك ونحوهم، عبيد وأبي وإسحاق وأحمد كالشافعي المتقدمين، السلف أنكرها التي المسائل شذوذ ببعض التفرد له كرهوا والصالحين والمحدثين الفقهاء

. ذلك ببعض اإلفتاء من منعه أصحابنا من العدل قضاة بعض إن حتى بها، شذ من على

مجتهد، هو بعضه وفي فبحق، والمتزهدة الفضالء على حطه وغالب: الذهبي قال. عليه الحجة قيام بعد إال أحدا يكفر وال للخلق، العذر توسعة ومذهبه

وأمور ومقدمات، ببراهين لها واحتج السلفية، والطريقة المحضة، السنة نصر ولقد: قـــال

حتى عليها، هو وجسر وهابوا، واآلخرون األولون عنها أحجم عبارات وأطلق إليها، يسبق لم وهو وكابروه، وناظروه وبدعوه عليه، مزيد ال قياما والشام مصر علماء من خلق عليه قام

وسعة ذهنه، وحدة اجتهاده، إليه أداه الذي المر الحق يقول بل ،يحابي وال يداهن ال ثابت اإلدراك، وسرعة الفكر، وكمال الورع، من عنه اشتهر ما مع واألقوال، السفن في دائرته

. الله لحرمات والتعظيم الله، من والخوف

قوس عن رموه قد نوبة من وكم ومصرية، شامية ووقعات حربية، حمالت وبينهم بينه فجرى ثابت التوكل، قوي به، واالستعانة االستغاثة، كثير االبتهال، دائم فإنه هللا، فينجيه واحدة،

Page 6: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

6

العلماء من محبون اآلخر الطرف من وله. وجمعية بكيفية يدمنها وأذكار أوراد له الجأش، لنفعهم منتصب ألنه تحبه؛ العامة وسائر والكبراء، التجار ومن واألمراء، الجند ومن والصلحاء،

. وقلمه بلسانه ونهارا، ليال

في تعالى هللا أقامه ولقد. األبطال أكابر يتشبه وببعضها األمثال، تضرب فبها: شجاعته وأما -بالملك واجتمع وخرج، ودخل وطلع، وقعد وقام. بنفسه األمر أعباء والنقي. قازان نوبة

على وجراءته إقدامه من يتعجب قيجق وكان. وبوالي وبقطلوشاه، مرتين، -قازان يعني. المغول

على مثلي ينبه أن من أكبر وهو. حرب ليث كأنه حتى البحث، في تعتريه قوية حدة وله

نفس وقوة وشهامة، إقدام وله. له يغفر والله غالبا، تؤدة وعدم مداراة، قلة وفيه. نعوته. عنه هللا فيدفع صعبة، أمور في توقعه

يقوم وأخوه قليل شيء إال المعلوم من له وال تسري، وال يتزوج، ولم. وسط قليل نظم وله

منه، أكرم العالم في رأيت وما. الوقت غالب في عشاء وال غداء منهم يطلب وال بمصالحه، مع وقيام مروءة، وفيه. ذهنه في يدور أظنه وال يذكره، ال والدرهم، الدينار عن منه أفرغ وال

فرجيه،: الفقهاء كآحاد وملبوسه. له مال ال فقير وهو. مصالحهم في وسعي أصحابه،. مقصوص وشعره. الثمن ضعيف ومداس درهما ثالثين قيمة تكون وعمامة ودلق،

ال صالة بالناس ويصلي ناطقان، لسانان عينيه كأن المنكبين، بين ما بعيد القامة، ربع وهو

فربما جاء وإذا عنه، غاب أو سفر من يجيء لمن قام وربما. وسجود ركوعها من أطول تكون يسلم وإنما قط، ألحد ينحن ولم الرسوم، هذه من فارغ كأنه سواء، عنده الكل. له يقومون. مرات المحاورة في ويهينه مرة، جليسه يعظم وقد. ويبتسم ويصافح

مجيء عند السلطان يستنفر المصرية الديار إلى البريد على مرة الشيخ سافر وقد: قلت أهله، ونصرة الشام عن تخليتم إن: وقال الجهاد، آيات عليهم وتال السنين، من سنة التتر

وتال. سواكم بكم ويستبدل غيركم، ينصرهم من لهم يقيم تعالى هللا فإن عنهم، والذب وقوله" 38: محمد" "أمثالكم يكونوا ال ثم غيركم قوما يستبدل تتولوا وإن: "تعالى قوله

". 120: التوبة" "تضروه وال غيركم قوما ويستبدل أليما عذابا يعذبكم تنفروا إال: "تعالى

ذلك، فاستحسن -حينئذ القاضي هو وكان -العيد دقيق بن الدين تقي الشيخ ذلك وبلغ. الكالم هذا بمثل للسلطان الشيخ مواجهة من وتعجب االستنباط، هذا وأعجبه

. جدا يطول وشرحها فكثيرة،: الشيخ محن وأما

سب نصراني على قيامه بسبب قليال، بالشام السلطان نواب بعض مرة اعتقله وقد

أطلقهما ثم الفاروقي، الدين زين الشيخ معه واعتقل وسلم، عليه هللا صلى الرسول. مكرمين

على األسواق عليها ونودي جماعة، بها شنع: الصفات في" ويةالحم" المسألة صنف ولما

ولم الوالة، بعض للشيخ أنتصر ثم. الحنفية القضاة بعض جهة من يستفتى ال وأن قصبة،. األمر وسكن معه، من وبعض المنادي وضرب نائب، حينئذ البلد في يكن

Page 7: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

7

القضاة نائبة فجمع. السلطان بأمر معتقده عن بالسؤال وسبعمائة خمس سنة امتحن ثم

العقيدة" داره أحضر من الشيخ فبعث ذلك؟ عن وسأله الشيخ، وأحضر بالقصر، والعلماء على ذلك بعد. االتفاق ووقع معه، وبحثوا وحاققوه، مجالس، ثالث في فقرءوها" الواسطية

. كرها قاله من ومنهم طوعا، ذلك قال من فمنهم سلفية، سنية عقيدة هذه أن

على أنه لنا وتبين الشيخ، ساحة براءة قصدنا إنما: فيه السلطان من كتاب ذلك بعد وورد. السلف عقيدة

له يعقد ولكن معه، البحث يمكن ال أنه ورأوا الشيخ، أمر في الحيلة دبروا المصريين إن ثم

بيبرس: منهم ذلك في القائمون وكان. الشهادات عليه وتقام عليه، ويدعى مجلس، فطلب المالكية، قاضي مخلوف وابن المنبجي ونصر ذلك، بعد تسلطن الذي الجاشنكير،

سنة رمضان عشرين ثاني وهو -وصوله يوم ثاني له وعقد القاهرة، إلى البريد على الشيخ أنه المالكية، قاضي مخلوف ابن عند عليه وادعي بالقلعة، مجلس -وسبعمائة خمس

باإلشارة إليه يشار وأنه بذاته، العرش على وأنه وصوت، بحرف بالقرآن تكلم هللا إن: يقول. الحسية

-مالك مذهب على القتل إلى يشير -البليغ العزيز ذلك، على تعزيره أطلب: المدعي وقال لتخطب، جئت ما أسرع: له فقيل عليه، وأثنى هللا فحمد فقيه؟ يا تقول ما: القاضي فقال. تعالى هللا حمدت فقد أجب،: القاضي فقال تعالى؟ الله على الثناء من أأمنع: فقال

هو القاضي: فأشاروا في؟ الحاكم هو من: له الشيخ فقال. أجب: فقال الشيخ، فسكت إني: ومراده وغضب، في؟ تحكم كيف خصمي، أنت: مخلوف البن الشيخ فقال الحاكم،

فأقيم. عيها اآلخر على الخصمين أحد يحكم فكيف المسائل، هذه في متنازعان وإياك الجلوس، من يمكن فلم في، تحكم أن رضيت: وقال الشيخ، رد ثم أخواه، ومعه الشيخ فمنعه خروجهم، حال في عليهم الله ودعا ابتهل، الدين شرف الشيخ أخاه إن: ويقال

. الحق إلى به يهتدون نورا لهم هب اللهم: قل بل: له وقال الشيخ،

إلى سلطاني كتاب بعث ثم الفطر، عيد ليلة الجب إلى ونقلوا أياما، برج في حبسوا ثم عقيدته، عن بالرجوع -مذهبه أهل خصوصا -الناس وألزم الشيخ، على بالحط الشام

الجامع بسدة الكتاب قرئ ثم. واألسواق الجامع في بذلك ونودي والحبس، بالعزل والتهديد بعضهم خطوط وأخذ بعضهم، وحبس بالقاهرة، للحنابلة كثير أذى وحصل الجمعة، بعد

. العلم قليل الحراني قاضيهم وكان. بالرجوع

وتكلم والفقهاء، القضاة -بمصر السلطان نائب -سالر أحصر: ست سنة رمضان سلخ في ثم العقيدة، بعض عن بالرجوع ويلزم أمور، عليه يشترط أنه على فاتفقوا الشيخ، إخراج في

الرسول وتكرر الحضور، إلى يجب فلم ذلك، في معه وليتكلموا يحضره، من إليه فأرسلوا من فانصرفوا المجلس، عليهم فطال الحضور، عدم على وصمم مرات، ست ذلك في إليه. شيء غير

بذلك فأخبر الشيخ، من بدمشق السلطنة نائب إلى كتاب وصل السنة هذه آخر في ثم

هو وذكر. منه أشجع وال مثله، رأيت ما: وقال: عليه وأثني مجلسه، حضر ممن جماعة

Page 8: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

8

وال السلطانية الكسوة من شيئا يقبل ال وأنه تعالى، هللا إلى التوجه من: السجن في عليه. ذلك من بشيء تدنس وال السلطاني، األدرار من

مصر، إلى العرب أمير عيسى بن مهنا دخل وسبعمائة سبع سنة من األول ربيع في ثم

للشيخ وعقد ذلك، في استأذن أن بعد منه، الشيخ وأخرج السجن، إلى بنفسه وحضر. خير على وانفصلت الفقهاء، أكابر حضرها مجالس

فيها وألفاظا القول من مجمال بخطه لهم كتب الشيخ أن: وغيرهما والبرزالي الذهبي وذكر وأقام. دمشق إلى المجيء من وامتنع أطلق ثم بالقتل، وهدد خاف لما فيها، ما بعض

. خلق عليه ويجتمع العامة، والمجالس الجوامع في ويتكلم العلم، يقرىء بالقاهرة

إلى الشيخ وشكوا الصوفية، من كثيرة جماعة اجتمع المذكورة، السنة من شوال في ثم عطاء ابن عليه وادعى وغيره، عربي ابن من لكالمه مجلس له وعقد الشافعي، الحاكم عليه هللا صلى بالنبي يستغاث ال: قال أنه اعترف لكنه شيئا، منها يثبت ولم بأشياء، هذا في ليس: قال الحاضرين فبعض به، يتوسل ولكن العبادة، بمعنى استغاثة وسلم،. شيء

إلى رسالة فحضرت ذلك، على وعنفه أدب، إساءة هذا أن: جماعة ابن الحاكم ورأى

يقال ما له قلت قد: القاضي فقال ذلك، في الشريعة تقتضيه ما معه يعمل أن: القاضي. لمثله

الحبس، أو بشروط، باإلسكندرية، أو بدمشق، اإلقامة وهي أشياء، بين خيروه الدولة إن ثم

فأجابهم، عليه شرط ما ملزما دمشق، إلى السفر في أصحابه عليه فدخل. الحبس فاختار فقال الفقهاء، من جماعة بحضور القاضي عند وحضر الغد، في ردوه ثم البريد، خيل فأركبوه

التونسي واستناب له مصلحة وفيه: القاضي فقال. بالحبس إال الدولة ترضى ما: بعضهم له لنور فأذن شيء، عليه ثبت ما: وقال فامتنع، بالحبس، عليه يحكم أن له وأذن المالكي

تقتضيه ما وأتبع الحبس إلى أمضي أنا: الشيخ فقال فتحير، المالكي، الزواوي الدين الدولة ترضى ما: له فقيل لمثله، يصلح موضع في فيكون: المذكور الزواوي فقال المصلحة،

فيه أجلس الذي الموضع في وأجلس القاضي حبس إلى فأرسل الحبس، بمسمى إال جميع وكان. يخدمه من عنده يكون أن وأذن حبس، لما األعز بنت ابن الدين تقي القاضي

. المنبجي نصر بإشارة ذلك

المشكلة الفتاوى وتأتيه ويزورونه، الناس، ويقصده يستفتى الحبس في الشيخ واستمر. الناس وأعيان األمراء من

في فأخرجوه عليه، بالدخول يتظاهرون شرعوا ثم سرا، أوال عليه يدخلون أصحابه وكان

برج في فيها وحبس البريد، على اإلسكندرية إلى بالمظفر، الملقب الششنكير سلطنة إذا الحمام إلى ويخرج شاء، من هو ويمنع شاء، من عليه يدخل متسع، مضيء حسن صدور بذلك فضاقت مرة، غير وتفريقه بقتله األعداء وأرجف وحده، أخرج قد وكان شاء،

. المظفر سلطنة مدة اإلسكندرية في وبقي. له الدعاء وكثر وغيره، بالشام محبيه

Page 9: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

9

المنبجي، نصر شيخه وحمل المظفر، وأهلك وتمكن، السلطنة إلى الناصر الملك عاد فلما بإحضار بادر: بعضهم وعزل المظفر، لمداخلتهم القضاة على السلطان موجدة واشتدت

زائدا، إكراما السلطان وأكرمه وسبعمائة، تسع سنة شوال في مكرما القاهرة إلى الشيخ وأعيان والفقهاء والشاميين، صريينالم قضاة فيه حفل، مجلس في وتلقاه إليه، وقام

بحضورهم عليه وأثنى سويعة، ويستشيره يساره وبقي عليهم، إكرامه في وزاد. الدولة عن فصرفه القضاة، حق في به أمرهم في شاوره إنه: ويقال. وبينهم بينه وأصلح كثيرا، ثناء

في سعينا تيمية، ابن من أفتى رأينا ما: يقول كان مخلوف ابن وأن عليهم، وأثنى ذلك،. عنا عفا علينا قدر فلما. دمه

إليه، يترددون والناس بالقاهرة، الشيخ وسكن أشهر، بعد ثانية مرة بالسلطان واجتمع. وقع مما ويتنصل إليه يعتذر من ومنهم الفقهاء، من وطائفة والجند، واألمراء

أحد -البكري الفقيه أن: النبأ وصل عشرة، إحدى سنة شعبان وفي: الذهبي قال

معي احضر: وقال بأطواقه، ونتش عليه، ووثب بمصر، بالشيخ استفرد -للشيخ المبغضين فهرب الدولة، جهة من فطلب انملص، الناس تكاثر فلما دعوى، عليك فلي الشرع، إلى

. واختفى

الشيخ يمكنهم فلم البكري من االنتصار جماعة وأراد فتنة، ذلك بسبب ثار أنه: غيره وذكر .ذلك من

فضوله لكثرة لسانه، بقطع رسم ثم بقتله، السلطان هم البكري أن: مدة بعد واتفق

الشيخ وكان. العلم في بالكالم الفتوى من ومنع الصعيد، إلى فنفي فيه، شفع ثم وجراءته،. عامة مجالس في للناس ويجلس العلم، يقرئ المدة هذه في

التتر لكشف السلطان قدم لما الجهاد، بنية عشرة اثنتي سنة وإخوته هو الشام إلى قدم. المقدس البيت وزار عسقالن، من وفارقهم الجيش، مع فخرج. الشام عن

وخرج أصحابه، من وجماعة أخواه ومعه سنين، سبع فوق عنها غيبته بعد دمشق دخل ثم

العلم، إقراء من أوال، عليه كان ما على واستمر بمقدمه، الناس وسر لتلقيه، كثير خلق. ونفعهم الناس وإفتاء والحنبلية، السكرية، بمدرسة وتدريسه

الحلف مسألة في الفتوى من بمنعه السلطان من كتاب ورد: عشرة ثمان سنة في ثم

في ثم البلد في به ونودي ذلك، من ومنع السعادة، بدار مجلس له وعقد بالتكفير، بالطالق ذلك، من بمنعه السلطان كتاب وقرئ األول، كالمجلس أيضا مجلس له عقد عشرة سنة

. المنع تكيد على المجلس وانفصل المنع، بعد فتياه على وعوتب

ذلك ألجل حبس ثم. بالقلعة وحبس وعوتب ذلك، بسبب ثالث مجلس له عقد مدة بعد ثم كتم يسعني ال: ويقول بلسانه، يفتي مدة فأقام مطلقة، الفتيا من بسبب ومنع. أخرى مرة

. العلم

والصالحين، األنبياء قبور إلى السفر من المنع مسألة في الحيلة عليه دبروا: األمر آخر وفي وهم األهواء، أهل من طائفة بذلك وأفتى كفر، وذلك باألنبياء، التنقص ذلك من وألزموه

Page 10: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

10

بحبسه، األربعة مصر قضاة وأفتى المالكي اإلخناني القاضي رأسهم نفسا، عشر ثمانية. تعالى هللا رحمه مات وبها. وأشهرا سنتين دمشق بقلعة فحبس

جدا، كثيرة وجوه من المسلمين بإجماع باطل به عليه حكم ما أن: الله رحمه بين وقد

علماء من جماعة ووافقه لهم، المغفور المجتهدين خطأ ذلك في يخطئ بأنه جماعة وأفتى لالعتراض وجه ال أنه: أفتيا بدمشق المالكية شيخ الوليد أبي ابنا وكذلك. وغيرهم بغداد،. فيها القولين أحد ورجح المسألة، في العلماء خالف نقل وأنه أصال، قاله فيما عليه

هللا فتح ما ويذكر الرسائل، أصحابه إلى ويرسل ويصنفه، العلم يكتب القلعة في مدة وبقي

. الجسيمة واألحوال العظيمة، العلوم من المرة هذه في عليه به

العلم أصول ومن القرآن، معاني من المرة هذه في الحصن هذا في علي هللا فتح قد: وقال معاني غير في أوقاتي أكثر تضييع على وندمت يتمنونها، العلماء من كثير كان بأشياء، التالوة على فأقبل ورق، وال قلم وال دواة عنده يترك ولم الكتابة، من منع إنه ثم القرآن،

. والذكر والمناجاة والتهجد

هللا قدس تيمية ابن اإلسالم شيخ شيخنا سمعت: القيم بن الله عبد أبو شيخنا قال وقال: قال. اآلخرة جنة يدخل لم يدخلها لم من جنة الدنيا في إن: يقول ضريحه، ونور روحه،

ال معي، فهي رحت أين صدري، في وبستاني جنتي أنا بي؟ أعدائي يصنع ما: مرة لي. سياحة بلدي من وإخراجي شهادة، وقتلي. خلوة حبسي أنا تفارقني،

هذه شكر عندي عدل ما ذهبا القلعة هذه ملء بذلت لو: يقول القلعة في حبسه في وكان

. هذا ونحو -الخير من فيه نسبوا ما على جزيتهم ما: قال أو النعمة

ما عبادتك، وحسن وشكرك ذكرك على أعني اللهم: محبوس وهو سجوده، في يقول وكان. هللا شاء

. هواه أسره من والمأسور ربه، عن قلبه حبس من المحبوس: مرة وقال

باطنه باب، له بسور بينهم فضرب: "وقال إليه نظر سورها داخل وصار القلعة، إلى دخل ولما". 13: الحديد" "العذاب قبله من وظاهره الرحمة، فيه

الحبس من فيه كان ما مع قط، منة عيشا أطيب أحدا رأيت ما هللا وعلم: شيخنا قال

قلبا، وأقواهم صدرا، وأشرحهم عيشا، الناس أطيب ذلك مع وهو واإلرجاف، والتهديد الظنون، بنا وساءت الخوف بنا اشتد إذا وكنا وجهه على النعيم نضرة تلوح نفسا، وأسرهم وينقلب كله، ذلك عنا فيذهب كالمه، ونسمع نراه، أن إال هو فما أتيناه،: األرض بنا وضاقت

. وطمأنينة ويقينا وقوة انشراحا

من فأتاهم العمل، دار في أبوابها لهم وفتح لقائه، قبل جنته عباده أشهد من فسبحان. إليها والمسابقة لطلبها، قواهم استفرغ ما وطيبها ونسيمها روحها

تصانيفه ذكر

Page 11: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

11

مسير سارت. تنكر أن من وأعرف تذكر، أن من أشهر فهي: الله رحمه تصانيفه وأما

أحد يمكن فال الكثرة، حد جاوزت قد. واألمصار البالد بها وامتألت األقطار، في الشمس. ذكرها وال منها، المعروف لعد المكان هذا يتسع وال حصرها،

" االستقامة" كتاب مجلد،" اإليمان" كتاب: الكبار المصنفات أعيان أسماء من نبذة ولنذكر

تلبيس" كتاب مجلدات، أربع" الحموية الفتاوى على المصرية االعتراضات جواب" مجلدان" المصرية المحنة" كتاب كبار، مجلدات ست في ،"الكالمية بدعهم تأسيس في الجهمية. مجلدات سبع" المصرية الفتاوى" مجلد" اإلسكندرانية المسائل" مجلدان

في صنفها سنين سبع مدة في بمصر وهو كتبه" اإليمان" كتاب عدا ما التصانيف هذه وكل

أربع" والنقل العقل تعارض درء" كتاب أيضا، ورق لفة مائة من أكثر معها وكتب. السجن. كبار مجلدات

كتاب مجلد نحو الكتاب، هذا على الشريشي بن الدين كمال للشيخ أورده عما والجواب

لما الصحيح الجواب" مجلدات أربع" والقدرية الشيعة كالم نقض في النبوية السنة منهاج" مسألة عشر بضعة شرح" مجلد" للرازي المحصل أول شرح" مجلدان" المسيح دين بدل مسألة في البكري على الرد" كبير مجلد" المنطق على الرد" مجلدان" للرازي األربعين من

: قال من جواب" ،"الصفدية" مجلدان" الروافض نكسروا أهل على الرد" مجلد" االستغاثة جلد" األصبهاني عقيدة شرح" مجلد" الهالونية" مجلد" نفسانية قوى األنبياء معجزات إن في المحرر على تعليقة" مجلدات أربع نحو منه كتب. الدين موفق للشيخ" العمدة شرح"

على الدليل بيان" مجلد،" الرسول شاتم على المسلول الصارم" مجلدات عدة لجده الفقه مجلد" الجحيم أصحاب مخالفة في المستقيم الصراط اقتضاء" مجلد" التحليل بطالن

في الخوي على اعتراضا كتبها القسمة، من مسألة في مجلد" حفير مسألة في التحرير" ثالث" بالطالق الحلف مسألة في عليه اعترض من على الكبير الرد" فيها حكم حادثة

األخنائي على الرد" كبير مجلد لما" وإأليمان التطليق بين الفرقان تحقيق" كتاب مجلدات، يمكن فال: الفتاوى وأجوبة والصغار المتوسطة القواعد وأما. مجلد" الزيارة مسألة في

وأولياء الرحمن أولياء بين الفرقان" أشهرها ومن. وتفرقها وانتشارها لكثرتها بها، اإلحاطة الطالق بين الفرقان" لطيف مجلد" والبطالن الحق بين الفرقان" لطيف مجلد" الشيطان رفع" لطيف مجلد" والرعية الراعي إصالح في الشرعية السياسة" لطيف مجلد" واأليمان

. لطيف مجلد" األعالم األئمة عن المالم

وغرائبه مفرداته من نبذة ذكر

النعلين، على المسح جواز واختار ونحوه، الورد كماء المتعصرة، بالمياه الحديث ارتفاع اختار يجوز فإنه اآلخر، بالرجل أو باليد معالجة إلى الرجل من نزعه في يحتاج ما وكل والقدمين،

. القدمين مع عليه المسح عنده

وفعل ونحوه، البريد على كالمسافر الحاجة، مع يتوقف ال الخفين على المسح أن واختار. وتيسره النزع إمكان مع ويتوقف البريد خيل على المصرية الديار إلى ذهابه في ذلك

. ونحوها اللفائف على المسح جواز واختار

Page 12: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

12

حتى عمدا الصالة أخر كمن المعذور، عير حق لي الوقت فوات لخشية التيمم جواز واختار ذكر أو استيقظ من فأما. محدث وهو والعيدين الجمعة فوات خشي من وكذا. وقتها تضايق

. حقه في متسع الوقت ألن ويصلي، بالماء يتطهر فإنه: الصالة وقت آخر في

الحمام إلى النزول عليها شق أو البيت، في االغتسال يمكنها لم إذا المرأة أن واختار. وتصلي تتيمم أنها: وتكرره

من اإلياس لسن وال الحيضتين، بين الطهر ألقل وال ألكثره، وال الحيض ألقل حد ال أن واختار

. نفسها من امرأة كل تعرفه ما إلى راجع ذلك وأن. الحيض

وألن النوافل، مز يكثر بل. له يشرع وال. القضاء عليه يجب ال: عمدا الصالة تارك أن واختار. طهارة له يشترط ال التالوة سجود وأن وطويله، السفر وقت في يجوز القصر

وفاته ذكر

ثمان سنة القعدة ذي إلي وعشرين لمست سنة شعبان من القلعة في الشيخ مكث

إال يفجأهم ولم بمرضه، الناس اكثر يعلم ولم يوما، وعشرين بضعة مرض ثم وعشرين، وعشرين ثمان سنة القعدة، ذي عشري االثنين ليلة سحر في وفاته وكانت. موته

. وسبعمائة

بذلك، الناس فتسامع األبراج، على الحرس به وتكلم الجامع، منارة على القلعة مؤذن وذكر الغوطة أهل حتى القلعة حول واجتمعوا الناس، وأصبح منامه، في به أعلم وبعضهم أن شأنها من التي الدكاكين من كثيرا فتحوا وال شيئا، األسواق أهل يطبخ ولم والمرج،

. النهار أول تفتح

فعزاه القلعة، نائب إلى الصاحب فجاء البلد، عن غائبا السلطنة نائب وكان القلعة، باب وفتح ويثنون، يبكون أصحابه، من كثير خلق القلعة في الشيخ عند واجتمع عنده، وجلس به

ختمة، ثمانين القلعة دخال منذ والشيخ هو ختم أنه: الرحمن عبد الدين زين أخوه وأخبرهم في ونهر جنات في المتقين إن: "تعالى قوله إلى فانتهيا والثمانين، الحادية في وشرعا

". 55. 54: القمر" "مقتدر مليك عند صدق مقعد

وكان -الضرير والزرعي الصالحي، المحب بن هللا عبد: الصالحان الشيخان حينئذ فشرع ودخل الرجال، وخرج. القرآن ختما حتى الرحمن سورة من فابتداء -قراءتهما يحب الشيخ على ويساعد يغسله، من على واقتصروا خرجوا، ثم فشاهدوه الشيخ، أقارب من النساء

من يفرغ ولم وغيره، كالمزي العلم، وأهل الصالحين أكابر من جماعة وكانوا تغسيله،: القلعة بدركات عليه فصلى الجامع، إلى حولها وما بالرجال القلعة امتألت حتى غسله. والترحم عاءوبالد والثناء، بالبكاء حينئذ الناس وضج. تمام بن محمد القدوة الزاهد

الجامع امتأل قد وكان. نحوها أو الرابعة الساعة في دمشق جامع إلى الشيخ وأخرج

أعظم الجمع وكان. والفوارة الميادين إلى الساعات وباب البريد، وباب والكالسة، وصحنه، يحفظون والجند المقصورة، يلي مما الجنائز، موضع في الشيخ ووضع الجمعة، جمع من

Page 13: ترجمة ابن تيمية الواردة في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي

13

من أحد يتمكن ال مرصوصين، بل. صفوف غير على الناس وجلس الزحام، من الجنازة. توصف ال كثرة الناس وكثر. بكلفة إال والسجود الجلوس

صلوا ثم الظهر، وصلوا العادة، بخالف السدة، على الصالة أقيمت الظهر المؤذن أذن فلما بالديار الفزويني لغيبة الخراط بن الدين عالء الخطابة نائب اإلمام وكان الشيخ، على

فوق والنساء وتأسف، وتهليل وثناء، ودعاء بكاء في والناس به، ساروا ثم. المصرية بدمشق يعهد لم مشهودا، يوما وكان. أيضا ويبكين يدعين المقبرة إلى هناك من األسطحة

: صارخ وصرخ والمخدرات الضعفاء من القليل إال وحواضره البلد أهل من يتخلف ولم مثله،. ذلك عند كثيرا بكاء الناس فبكا. السنة أهل أئمة جنائز تكون هكذا

وصار وعمائمهم، مناديل نعشه على الناس وألقى الزحام، واشتد البريد، باب من وأخرج وهي كلها الجامع أبواب الناس وخرج. أخرى ويتأخر تارة، يتقدم الرؤوس، على النعش

الجنازة، خرجت ومنه الفرج، باب من المعظم كان لكن كلها، المدينة أبواب من ثم. مزدحمة. الخيل بسوق األمر وعظم الجابية، وباب النصر، وباب الفراديس، وباب

قبلها أو العصر وقت ودفن. الرحمن عبد الدين زين أخوه: هناك عليه الصالة في وتقدم ألف بستين: الرجال وحزر الصوفية، بمقابر هللا عبد الدين شرف أخيه جانب إلى بيسير بيننا" أحمد اإلمام قول بذلك وظهر ألف، عشر بخمسة والنساء ألف، مائتي إلى وأكثر،". الجنائز يوم البدع أهل وبين

ليال كثيرة، أياما قبره زيارة إلى الناس وتردد والمدينة، بالصالحية كثيرة ختمات له وختم

من كثيرة بقص والشعراء العلماء من كثير خلق ورثاه. صالحة كثيرة منامات له ورئيت ونهارا،. له وغفر ورحمه عنه الله رضي. لفقده المسلمون وتأسف متباعدة، وأقطار شتى، بلدان

. والصين اليمن في حتى والبعيدة، القريبة اإلسالم بالد غالب في الغائب صالة عليه وصلى ترجمان على الصالة" جمعة يوم عليه للصالة الصين بأقصى نودي أنه: المسافرون وأخبر". القرآن

بن عمر حفص أبو وكذلك مجلدة، في ترجمة له الهادي عبد بن هللا عبد أبو الحافظ أفرد وقد

هذا بتراجم يليق ما االقتصار وجه على هنا ذكرناها وإنما كراريس، في البغدادي البزار علي. الكتاب

تصانيفه، ومن الحديث، من واألئمة الحفاظ من خلق منه وسمع. كثيرا الشيخ حدث وقد

. بها حدث حديثا أربعين الواني ابن وخرج