25
ر+ ا ™^ه1 27 I¡E‘L ا دور I¡E‘L ا دور* fiK ر%Ci‘ . جذاC& ،Id ا;pma&\ر إG™^ ذاC& .I¡E‘L ا›| { Ce أC:d إذاءلCeK أذاC ؟q أتCS در›{ C¡E fCL وتCCWL ازCLT ذاC& ،I{L اد |L ب0u ،IC IC™ I:e ّV ™^ه؟CdCd أC و،I{b& اI¡E‘L ا ™^هfi|K ™^ه LW ذاC& .رض+ ا ™^هGW َ و،Cًq أ’d وا;pma&\ر™, وE ،GeV و›{ لmW واتCCWL/ اr|E حCT ا‘دT& | ؟¡|L ا¡Fd Ii& اةC¡W ا¡‘ورةd ،CFm انC| رCدC ،C¡™:K I¡E‘L ا دور أن أم؟I¡w و ذ و‘وريp أj¡| اGe وI¡w و›{ لmW ا إن؟C™‘d:E ةC¡W ا؛I|l أوI¡w و‘دT Cً|u Me¡ ةC¡W ا؟v ذS أ ›E‘L ء؟fih .‘iF C دور¡ دي< ،²dCh لCT ،¡x{ 1‘d C إ؛| واعCeK/ ارقCY ءfih أةC¡W ا و؛ ةC¡W ا›| CK¡d ،j¡| اGe ‘دT& \|Le C ذا> أوتC¡pC‘ ااًّ\S ’{رCE ‘¡m تCCWL0 |\ادLd/ ا‘دT اًّ\S ‘¡PE .L@h C أوءCb¡ ا‘Y) اfiE‘ ذاC& Ce أe أن& ا أ،CًE0t أم’d C اءd إذن،رCTh+ ار،C™ ز+ ار،¡u ا؟رCY Cً@%¡h ةC¡W اMe¡ أة؟C¡W اfi|K ذاC و؟›E‘L أوfi™ C ءC¡h+ ا ™^هكCd أ WK C ورC+ ا م،T اوات،Ce ا د™‘ة،b& اتC{CT ا’E ‘ةLe& اركC|& اfi™ ةC¡W اء؛C¡~+ وا‘اء اfi™ ةC¡W وا.ةC¡W اiK C أC ،\ ا¡e C fi™ ةC¡W ا؛:L اfi™ ةC¡W ا؛+ واسCS+ واوف،CZ& ا اء،™+ ا ح،u ا،\eW ا™^ I¡Z اI¡\ اءC¡h+ اK Cًq أ \|Le Cً{ C .ةC¡W اfi™ ‘¡PE C ‘P وأC ™^ه. ازات،CT- اوج،bL O ،I¡w و\T ت،CCWL/ اr|E زCLT .v C ¡‘ةl V واI زاو’E{‘ ،’ ،’?CY x .)CE Fh أ‘P: ‘P أ‘¡m 3َO و،ً/Ct أGT و أم،C™‘d:E ةC¡W ا¡‘ورةd ›{ C\{CeK أنI¡E‘L ا دور إذن،.ةC¡W ا ؟C¡{ mW أنC I¡w وq أ›{ ،I ›{ C¡™:K ‘دT

فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

دور التربية –27 من 1فكر في هذه ا+مور ١۱

*دور التربية

ج. كريشنامــورتي

أتساءل فيما إذا سألنا أنفسنا يوما عن معنى التربية. &اذا نذهب إلى ا&درسة، &اذا نتعلم مواد متنوعة، &اذا نجتاز امتحانات ونتنافس فيما بيننا على درجات أفضل؟ ماذا تعني هذه التربية ا&زعومة، وما هو أساسها؟ هذه حقا مسألة هامة للغاية، ليس للط0ب وحسب، بل ول,هل وا&درس' أيضا، ولكل من يحب هذه ا+رض. &اذا نحتمل كل هذه

ا&شقة في سبيل التعليم؟ هل نفعل &جرد النجاح في بعض ا/متحانات والحصول على وظيفة؟ أم أن دور التربية هو تأهيلنا، مادمنا في ريعان الصبا، لفهم سيرورة الحياة

بأسرها؟ إن الحصول على وظيفة وكسب العيش أمر ضروري ولكن هل ذلك كل – شيء؟ هل نتربى من أجل ذلك فقط؟ الحياة ليست قطعا مجرد وظيفة أو صنعة؛ الحياة

شيء خارق ا/تساع والعمق؛ إنها سر1 عظيم، مجال شاسع، نؤدي فيه دورنا كبشر. فإذا كنا نستعد &جرد كسب العيش، سيفوتنا معنى الحياة ككل؛ وفهم الحياة أهم بكثير جدا من مجرد ا/ستعداد ل0متحانات لنصير بارع' جدا في الرياضيات أو

الفيزياء أو ما شئتم.

إذن، سواء كنا مدرس' أم ط0با، أليس من ا&هم أن نسأل أنفسنا &اذا نربي ا(خرين أو نتربى؟ وماذا تعني الحياة؟ أليست الحياة شيـئا خارقا؟ الطيور، ا+زهار، ا+شجار

ا&زدهرة، السماوات، النجوم، ا+نهار وما تحويه من أسماك هذه ا+شياء كلها هي – الحياة. والحياة هي الفقراء وا+غنياء؛ الحياة هي ا&عارك ا&ستمرة ب' الجماعات وا+جناس وا+مم؛ الحياة هي التأمل؛ الحياة هي ما نسميه الدين، كما أنها تشمل

أيضا تلك ا+شياء الدقيقة الخفية للذهن الحسد، الطموح، ا+هواء، ا&خاوف، – ا-نجازات، القلق. هذه كلها وأكثر منها بكثير هي الحياة. لكننا عموما نستعد لفهم زاوية واحدة صغيرة منها فقط. نجتاز بعض ا/متحانات، فنجد وظيفة، ثم نتزوج،

وننجب أطفا/، ومن ثم3 نصير أكثر فأكثر أشبه با(/ت. نظل خائف'، قلق'، مرعوب' من الحياة. إذن، هل دور التربية أن تساعدنا على فهم سيرورة الحياة بأسرها، أم

مجرد تأهيلنا على مهنة، على أفضل وظيفة يمكن لنا أن نحصل عليها؟

Page 2: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

ماذا سيحدث لنا جميعا عندما ننمو لنصير رجا/ ونساء؟ هل سألتم أنفسكم يوما ماذا ستفعلون عندما تكبرون؟ على ا+رجح ستتزوجون، وقبل أن تعرفوا أين أنتم، ستجدون

أنفسكم آباء وأمهات؛ وعندئذ ستتقيدون بوظيفة ما، أو با&طبخ، حيث ستذوون تدريجيا. أهذا ما ستكون عليه حياتكم أنتم؟ هل سألتم أنفسكم يوما هذا السؤال؟ أ/ يجب

عليكم أن تسألوه؟ إذا كانت أسرتك ثرية فقد تضمن لنفسك سلفا منصـبا جيدا نوعا ما، أو قد يدب5ر لك أبوك وظيفة مريحة، أو قد تصاهر أسرة غنية؛ لكنك هناك أيضا

ستتعفن وتفسد. أتدركون ذلك؟

بالتأكيد، / معنى للتربية بتاتا ما لم تساعدكم على فهم مدى الحياة الشاسع، بكل دقائقها، بجمالها الخارق، بأحزانها وأفراحها. قد تنالون شهادات، وقد يكون اسمكم

مسبوقا بسلسلة من ا+لقاب، فتتصيدون وظيفة مرموقة لكن ماذا بعد؟ ما فائدة هذا – كله إذا صار ذهنكم من جراء ذلك بليدا، خام0، غبيا؟ وإذن، أ/ يجدر بكم، مادمتم في ريعان الصبا، أن تبحثوا لتكتشفوا ما هو جوهر الحياة؟ ثم أليس دور التربية الحقيقي أن ينمي فيكم الذكاء الذي سيحاول أن يجد ا-جابة عن هذه ا&سائل كلها؟ هل تعلمون

ما هو الذكاء؟ إنه قطعا القدرة على التفكير الحر، من غير خوف، من غير صيغة جاهزة، بحيث تبدأ با/كتشاف بنفسك ما هو حقيقي، ما هو صحيح؛ لكنك إذا كنت خائفا فلن تكون ذكيا أبدا. إن أي شكل من أشكال الطموح، روحانيا كان أم دنيويا،

يولد القلق والخوف؛ لذا فإن الطموح / يساعد على إيجاد ذهن واضح، بسيط، مباشر،ومن ثم3 ذكي.

حقا إنه من ا&هم للغاية، كما تعلمون، أن تحيوا، مادمتم في ريعان الصبا، في بيئة / :خوف فيها. فأغلبنا، كلما تقدم بنا العمر، نصير خائف' نخاف من العيش، من فقدان الوظيفة، نخاف من التقاليد، نخاف مما قد يقوله الجيران أو الزوجة أو الزوج، نخاف

من ا&وت. أغلبنا لديه خوف بشكل ما أو بآخر؛ وحيثما يوجد الخوف / يوجد ذكاء. أفليس من ا&مكن لنا جميعا، مادمنا في ريعان الصبا، أن نكون في بيئة / خوف فيها،

بل با+حرى في جو2 من الحرية الحرية، / مجرد حرية أن نفعل ما يحلو لنا، بل حرية – فهم سيرورة الحياة بأسرها؟ الحياة حقا جميلة جدا، وهي ليست هذا الشيء القبيح الذي صنعناه نحن بها؛ و/ يمكن لك أن تقد5ر غناها، عمقها، فتنتها الخارقة، إ/ عندما

تثور على كل شيء على الدين ا&نظم، على التقاليد، على ا&جتمع الحالي العفن – – بحيث تكتشف بنفسك أنت، كإنسان، ما هو حقيقي. / أن تقل5د، بل أن تكتشف تلك –

هي التربية، أليست كذلك؟ من السهل جدا أن تمتثل &ا يأمرك به مجتمعك أو والداك ومدرسوك. هذه طريقة آمنة وسهلة للعيش؛ لكن هذه ليست الحياة، +ن فيها خوف،

تحل4ل، موت. الحياة هي أن تكتشف بنفسك ما هو حقيقي، وتراك / تستطيع أن تفعلهذا إ/ عندما توجد حرية، عندما توجد ثــورة داخلية مستمرة، في داخلك.

Page 3: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

لكنكم / تشج3عون على فعل هذا؛ / أحد يقول لكم أن تتساءلوا، أن تكتشفوا بأنفسكم ما هو ا´، +نكم إذا اتفق لكم أن تتمردوا صرتم خطرا على كل ما هو زائف. أهلكم وا&جتمع يريدونكم أن تعيشوا عيشة آمنة، وأنتم أيضا تريدون عيشة آمنة. والعيشة

ا(منة تعني عموما أن تعيشوا مقل5دين، ومن ثم3 في خوف. دور التربية قطعا هو مساعدة كل2 منا أن يعيش في حرية ومن غير خوف، أليس هذا دورها؟ وإيجاد جو2 /خوف فيه يتطلب قدرا كبيرا من التفكر من جانبكم، كما ومن جانب ا&علم أو ا&ربي.

أتعرفون ماذا يعني هذا أي شيء خارق هو إيجاد جو2 / خوف فيه؟ ويجب علينا أن – نوجد مثل هذا الجو، +ننا نرى أن العالم مشتبك في حروب / تنتهي؛ إنه عالم يقوده

رجال سياسة يسعون دوما إلى النفوذ؛ إنه عالم من ا&حام' ورجال الشرطة والجنود، عالم من الرجال والنساء الطموح'، كلهم يطلب ا&نصب ويتقاتل للحصول عليه. ثم

ا&علمون الدينيون مع أتباعهم؛ وهم أيضا يطلبون ]هناك القديسون ا&زعومون، الـگورو ] النفوذ وا&نصب، سواء في هذه الدنيا أو في ا(خرة. إنه عالم مجنون، مشوش تماما، يحارب فيه الشيوعي4 الرأسمالي، ويقاوم ا/شتراكي4 كليهما، وكل واحد يعادي أحدا آخر، كادحا للوصول إلى مكان آمن أو منصب نافذ أو رخاء. العالم تمز5قه معتقدات

متنازعة، تمييزات طائفية وطبقية، انقسامات قومية، وسائر أشكال الحماقة والقسوة – وهذا هو العالم الذي تربون على التكيف معه. إنكم تشج3عون على التكيف ضمن إطارهذا ا&جتمع الكارثي؛ أهلكم يريدونكم أن تفعلوا ذلك، وأنتم أيضا تريدون التكيف معه.

وا(ن، هل دور التربية هو مجرد مساعدتكم على ا/متثال لقالب هذا النظام ا/جتماعي العفن، أم هو منحكم الحرية الحرية ا&طلقة لتنموا وتخلقوا مجتمعا مختلفا، عا&ا –

جديدا؟ نحن نريد نيل هذه الحرية، ليس في ا&ستقبل، بل ا(ن وإ/ فقد ندم3ر جميعا. –ا من إيجاد جو2 من الحرية، بحيث يمكن لكم أن تحيوا وتكتشفوا بأنفسكم / بد3 لنا فور ما هو حقيقي، بحيث تصبحون أذكياء، بحيث تستطيعون مواجهة العالم وفهمه، وليس

مجرد ا/متثال له، بحيث تكونون داخليا، عمقيا، نفسيا، في ثــورة دائمة؛ +ن أولئك الثائرين دوما وحدهم يكتشفون ما هو حقيقي، وليس ا&رء الذي يمتثل أو يتبع تقليدا ما. فقط ح' تكون دائم ا/ستفسار، دائم الرصد، دائم التعلم، تراك تجد الحقيقة أو ا´ أو ا&حبة؛ لكنك / تستطيع ا/ستفسار والرصد والتعلم، / تستطيع أن تكون واعيا

وعيا عميقا، إذا كنت خائفا. لذا فإن دور التربية، قطعا، هو استئصال الخوف داخليا –، هذا الخوف الذي يدم5ر الفكر ا-نساني والع0قة ا-نسانية –وخارجيا على حد2 سواء

وا&حبة.

:سؤال إذا ثار جميع ا+فراد، أ/ ترى أن ذلك قد يؤدي إلى تفشي الفوضى في العالم؟

Page 4: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:كريشنامــورتي أصغوا إلى السؤال أو/، +ن من ا&هم جدا فهم السؤال، / مجرد :انتظار إجابة. السؤال هو إذا ثار جميع ا+فراد، أ/ يؤدى ذلك إلى حدوث فوضى في العالم؟ ولكن هل نظام ا&جتمع الحالي كامل أص0 بحيث تنجم الفوضى إذا ثار جميع

الناس عليه؟ أليست هناك فوضى ا(ن؟ هل كل شيء جميل، غير فاسد؟ هل يعيش الجميع حياة سعيدة، ممتلئة، غنية؟ أليس ا-نسان معاديا ل.نسان؟ أليس هناك طموح

وتنافس / يرحم؟ إذن فالعالم أص0 في فوضى ذلك أول شيء / بد3 من إدراكه. / – تأخذوا قضية أن هذا ا&جتمع مجتمع منظ3م كقضية مسل3م بها؛ / تنبهروا بالكلمات. فسواء هنا أو في أوروبا، في أمريكا أو في روسيا، العالم داخل في طور انحطاط.

:فإذا كنتم ترون هذا ا/نحطاط فأمامكم تحد2 والتحدي أمامكم هو أن تجدوا طريقة لحل5 هذه ا&شكلة العاجلة. وكيفية استجابتكم لهذا التحدي هامة، أليست كذلك؟ إذا استجبت للتحدي كهندوسي أو كبوذي، كمسيحي أو كشيوعي، تكون استجابتك عندئذ محدودة

للغاية وهى مثل عدمها. تستطيع ا/ستجابة استجابة تامة وم0ئمة فقط عندما / – يكون فيك خوف، فقط عندما / تفكر كهندوسي، كشيوعي أو رأسمالي، بل كإنسان كل5ي يحاول أن يحل هذه ا&شكلة؛ وأنت / تستطيع حلها ما لم تكن أنت نفسك في

ثــورة على الوضع كله، على الجشع الط3موح الذي يقوم عليه هذا ا&جتمع. عندما تكون أنت نفسك غير طموح، غير جشع، وغير متمسك بأمانك الشخصي، عندئذ فقط

تستطيع أن تستجيب للتحدي وتخلق عا&ا جديدا.

:سؤال الثــورة، التعلم، ا&حبة هل هذه ث0ث سيرورات منفصلة أم أنها تتم في آن –واحد؟

:كريشنامــورتي بالطبع ليست ث0ث سيرورات منفصلة؛ إنها سيرورة متكاملة. من ا&هم، كما ترون، اكتشاف ما يعنيه السؤال. هذا السؤال قائم على التنظير، / على الخبرة؛ إنه مجرد سؤال لفظي، عقلي، ومن ثم3 ف0 يصلح. إنسان / يعرف الخوف،

ثائر حقا، مجاهد /كتشاف ما يعنيه التعلم وا&حبة إنسان كهذا / يسأل إن كانت – سيرورة واحدة أو ث0ث سيرورات. إننا حاذقون جدا في استعمال الكلمات، ونظن أننا

بمجرد تقديم تفسيرات نكون قد حللنا ا&شكلة.

هل تعرفون ما يعنيه التعلم؟ عندما تتعلمون حقا، فأنتم تتعلمون طوال حياتكم، و/ يوجد أستاذ خاص بعينه تتعلمون منه. إذ ذاك تتعلمون من كل شيء من ورقة شجر ميتة، –

من طائر يحلق، من رائحة، من دمعة، من ا+غنياء والفقراء، من الباك'، من ابتسامة امرأة، من غطرسة رجل. إنكم تتعلمون من كل شيء، ومن ثم3 ليس هناك مرشد، و/. الحياة نفسها تغدو معل5مكم، وأنتم في حال تعل4م معلم روحي ]فيلسوف، و/ گورو ]

دائم.

Page 5: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:سؤال صحيح أن ا&جتمع الحالي قائم على الجشع والطموح؛ ولكن إذا لم يكن عندناطموح ألن نضمحل؟

:كريشنامــورتي هذا سؤال هام للغاية حقا، وهو يحتاج إلى انتباه كبير.

هل تعرفون ما هو ا/نتباه؟ فلنكتشف معا. في غرفة الصف، ح' تحدق خارج النافذة أو تشد شعر أحدهم، يأمرك ا&درس أن تنتبه. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنك لست

مهتما بما تدرس، فيرغمك ا&درس على ا/نتباه وهذا ليس انتباها بتاتا. ا/نتباه يأتي – عندما تكون مهتما بشيء ما اهتماما عميقا، +نك عندئذ تحب اكتشاف كل شيء عنه؛ عندئذ يكون ذهنك كله، كيانك كله، حاضرا. با&ثل، فإنك لحظة تدرك أن هذا السؤال –

إذا انعدم طموحنا ألن نضمحل؟ سؤال هام للغاية حقا، تراك تهتم وتريد اكتشاف –حقيقة ا+مر.

وا(ن، أليس ا-نسان الط3موح مدمرا نفسه؟ ذلك أول شيء / بد3 من اكتشافه، وليس السؤال عما إذا كان الطموح صوابا أم خطأ. أنظر حواليك، /حظ جميع الناس

الطموح'. ماذا يحدث عندما تكون طموحا؟ تفك5ر في نفسك فقط، أليس كذلك؟ تكون عديم الرأفة، تنح5ي غيرك من الناس +نك تسعى في تحقيق طموحك، تسعى في أن

تصير شخصا مهما، فتوجد بذلك في ا&جتمع النزاع ب' الناجح' وب' ا&تخل5ف' عن الركب، فتنشب معركة دائمة بينك وب' ا(خرين الساع' هم أيضا في الحصول على

ما تريد. فهل هذا النزاع منتج لحياة مبدعة؟ هل تفهم، أم أن هذا أصعب من أنتفهمه؟

هل تكون طموحا ح' تحب أن تفعل شيـئا من أجل ذاته؟ ح' تفعل شيـئا بكيانك كله، / +نك تبتغي الوصول إلى منصب ما، و/ لتحقق مزيدا من الربح، أو نتائج أعظم، بل

ببساطة +نك تحب أن تفعله في ذلك، / وجود للطموح، أليس كذلك؟ في ذلك، / وجود – :للتنافس فأنت / تصارع أحدا على ا&ركز ا+ول. أ/ ينبغي للتربية أن تساعدك على اكتشاف ما تحب حقا أن تفعله، بحيث إنك، من بداية حياتك إلى نهايتها، تعمل على

شيء تشعر أنه يستحق العناء وله بنظرك مغزى عميق؟ وإ/ فستكون بائسا بقية – عمرك. فما لم تكن تعرف ما تريد فعله حقا، يسقط ذهنك في رتابة بحتة ليس فيها إ/

الضجر وا/ضمح0ل وا&وت. لذلك فمن ا&هم للغاية أن تكتشفوا، مادمتم في ريعان صباكم، ما هو الشيء الذي تحبون حقا أن تفعلوه؛ وهذا هو السبيل ا+وحد إلى خلق

مجتمع جديد.

:سؤال في الهند، كما في معظم البلدان ا+خرى، تخضع التربية لرقابة الحكومة. فهلمن ا&مكن، في ظل ظروف كهذه، تنفيذ تجربة من النوع الذي تصفه؟

Page 6: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:كريشنامــورتي إذا لم تكن هناك مساعدة من الحكومة، ترى هل من ا&مكن &درسة من هذا النوع أن تنجو؟ ذاك ما يسأله هذا السيد. إنه يرى أن كل شيء في العالم بأسره يصير أكثر فأكثر خضوعا لرقابة الحكومات، رجال السياسة، أو الناس من ذوي النفوذ

الذين يريدون تشكيل أذهاننا وقلوبنا، يريدوننا أن نفكر بطريقة معينة. ا&يل السائد، سواء في روسيا أو في أي بلد آخر، هو نحو الرقابة الحكومية على التربية؛ وهذا

السيد يسأل عما إذا كان ممكـنا &درسة من النوع الذي أتكلم عليه أن تنشأ من دوندعم حكومي.

ا(ن، ماذا تقول أنت؟ أتدري، إذا اعتقدت أن شيـئا ما مهم، أنه يستحق العناء حقا، فإنك ستنذر له قلبك، بصرف النظر عن الحكومات وأحكام ا&جتمع وعندئذ سوف –

ينجح. لكن أغلبنا / ينذرون قلوبهم +ي شيء، ولهذا نطرح هذا النوع من ا+سئلة. إذاا حيويا أن عا&ا جديدا يمكن له أن يوجد، عندما يكون – – كنا أنت وأنا نشعر شعور

كل واحد منا في حالة ثــورة تامة، داخليا ونفسيا وروحيا، إذ ذاك سننذر قلوبنا – وأذهاننا وأجسامنا في سبيل إنشاء مدرسة ليس فيها شيء يسم3ى الخوف، بكل

منطوياته.

سيدي، إن أي شيء ثوري حقا يخلقه قلة يرون ما هو حقيقي وينذرون أنفسهم للحياة وفقا لتلك الحقيقة. لكن اكتشاف ما هو حقيقي يتطلب التحرر من التقليد، ما يعني

التحرر من ا&خاوف كلها.

*J. Krishnamurti, This Matter of Culture, Victor Gollancz Ltd, London, 1974, pp. 9-15.

مشكلة الحرية – 27 من 2فكر في هذه ا+مور

٢۲*مشكلة الحرية

ج. كريشنامــورتي

Page 7: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

أود أن أناقش معكم مشكلة الحرية. إنها مشكلة معقدة للغاية، تحتاج إلى دراسة وفهم عميق'. إننا نسمع ك0ما كثيرا يقال حول الحرية، الحرية الدينية وحرية فعل ا&رء ما

يحلو له أن يفعل. لقد كتب البحاثة في هذا كله مجلدات ضخمة. لكني أظن أننا نستطيع مقاربة ا&وضوع مقاربة بسيطة جدا ومباشرة، ولعل ذلك سيوصلنا إلى الحل

الحقيقي.

أتساءل فيما إذا توقفتم يوما لرصد الوهج الرائع في الغرب عند غروب الشمس، وه0ل القمر الخجول يطل من فوق ا+شجار؟ في تلك الساعة غالـبا ما يكون النهر هادئا جدا، :فينعكس عندئذ كل شيء على سطحه الجسر، القطار الذي يسير فوقه، القمر الحنون، وكما هي الحال ا(ن، مع اشتداد الظلمة، النجوم أيضا. هذا كله جميل للغاية. ولرصد شيء جميل ومشاهدته وإعطاء انتباهك كام0 إليه، / بد3 لذهنك من أن يكون خاليا من

ا/نشغا/ت، أليس كذلك؟ يجب على الذهن أ/ يكون مشغو/ بمشك0ت أو هموم أو تخمينات. إذ فقط ح' يكون الذهن هادئا للغاية تستطيع أن ترصد حقا، +ن الذهن

يكون عندئذ حساسا للجمال الخارق. ولعل هاهنا دلي0 إلى مشكلتنا مع الحرية.

وا(ن، ما معنى أن يكون ا&رء حرا؟ هل الحرية هي قضية أن تفعل ما يتفق له أن ي0ئمك، أن تذهب إلى حيث يحلو لك، أو أن تفكر فيما تشاء؟ هذا ما تفعلونه في كل ا+حوال. مجرد الحصول على ا/ستق0ل، هل يعني ذلك الحرية؟ أناس كثيرون في

العالم مستقلون، لكن قليلون جدا أحرار. الحرية تقتضي ذكاء عظيما، أ/ تقتضيه؟ أن تكون حرا هو أن تكون ذكيا؛ لكن الذكاء / يوجد بمجرد تمني الحرية، بل يوجد فقط

عندما تبدأ بفهم بيئتك كلها، بفهم ا&ؤثرات ا/جتماعية والدينية وتأثيرات ا+بوين والتقاليد التي تضي5ق عليك الخناق باستمرار. لكن فهم هذه ا&ؤثرات ا&ختلفة تأثير –

أبويك، حكومتك، ا&جتمع، الثقافة التي تنتمي إليها، تأثير معتقداتك، آلهتك وخرافاتك، تأثير التقاليد التي ترضخ لها من دون تفكير إن فهم هذه ا&ؤثرات كلها والتحرر منها –

:يتطلب نفاذ بصيرة عميق؛ لكنك في الغالب تستسلم لها +نك داخليا مرعوب تراك تخشى عدم الحصول على منصب جيد في الحياة؛ تخشى ما سوف يقوله رجل الدين؛ تخشى عدم ات5باع التقليد وعدم فعل الصواب. لكن الحرية في الحقيقة حالة ذهنية /

خوف فيها و/ إكراه، و/ دافع إلى الشعور با+من.

:أ/ يريد أغلبنا أن يشعروا با+مان؟ أ/ نريد أن يقال لنا كم نحن أناس رائعون، كم نبدو محـب3ب'، أو أي ذكاء خارق هو ذكاؤنا؟ فلو/ ذلك &ا وضعنا ألقابا قبل أسمائنا. –

تلك ا+شياء من هذا النوع تمنحنا ثقة بالنفس، إحساسا با+همية. نريد جميعا أننكون أناسا مشهورين وبمجرد أن نريد أن نكون ذوي شأن / نعود أحرارا. –

Page 8: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

أرجوكم أن تدركوا هذا، +نه الدليل الحقيقي إلى فهم مشكلة الحرية. فسواء في عالم، حيث العالم الروحي "رجال السياسة والنفوذ وا&ناصب والسلطة هذا، أو فيما يسمى " تتشوق إلى اكتساب الفضيلة أو النبل أو القداسة، بمجرد أن تريد أن تكون شخصية

مرموقة / تعود حرا. لكن الرجل أو ا&رأة الذي يرى عبثية هذه ا+شياء كلها ويكون قلبه بالتالي بريـئا، وبالتالي غير مدفوع بالرغبة في أن يصبح شخصية مرموقة شخص –

كهذا إنسان حر. إذا فهمتم بساطة ا+مر سوف تدركون أيضا جماله وعمقه الخارق'.

:وفي الحاصل، وضعت ا/متحانات لذاك الغرض بعينه &نحك منصـبا، لجعلك شخصية مرموقة. ا+لقاب وا&ناصب وا&عرفة تشجعك أن تكون ذا شأن. ألم تلحظ أن أبويك ومدرسيك يقولون لك إنك يجب أن تحص5ل شيـئا ما في الحياة، إنك يجب أن تكون

ناجحا مثل عمك أو جدك؟ أو تراك تحاول أن تقتدي ببطل ما، أن تكون مثل السادة ا&عل5م' أو القديس'؛ ومنه فأنت لست حرا أبدا. فسواء حذوت حذو سيد معل5م أو

قديس أو مدرس أو أحد أقاربك، أم التزمت تقليدا معيـنا، ينطوي هذا كله على طلب منجانبك بأن تكون ذا شأن؛ وفقط عندما تفهم هذا ا+مر حق فهمه توجد الحرية.

دور التربية، إذن، هو مساعدتك منذ الطفولة على أن / تقلد أحدا، بل أن تكون نفسك :طوال الوقت. وهذا شيء فعله صعب للغاية سواء كنت قبيحا أو جمي0، سواء كنت

ا، أن تكون ما أنت إياه دوما على أن تفهمه. أن تكون نفسك هو – حسودا أو غيور شيء صعب جدا، +نك تظن أن ما أنت إياه خسيس، وأنك إذا استطعت وحسب أن

تغي5ر ما أنت إياه إلى شيء نبيل سيكون هذا رائعا؛ لكن ذلك / يحدث أبدا. في ح' أنك إذا نظرت إلى ما أنت إياه فعليا، وفهمته، فإن في ذلك الفهم بعينه تحو/ جذريا.

وإذن فالحرية / تكمن في محاولتك أن تصير شيـئا مختلفا، و/ في فعل كل ما يتفق لك، بل گورو ]أن تشتهي فعله، و/ في ات5باع سلطة التقاليد أو أبويك أو معل5مك الروحي ]

في فهم ما أنت إياه من لحظة للحظة.

:وكما ترى، أنت / ترب3ى لهذه الغاية فتربيتك تشجعك أن تصير هذا الشيء أو ذاك –ـك شيء معقد جدا؛ إنها ليست فقط الكيان الذي نفسـ "لكن ذلك ليس فهم نفسك. إن "

يذهب إلى ا&درسة، يتشاجر، يلعب ألعابا، يخاف، لكنها أيضا شيء خفي، ليس ظاهرا. إنها ليست مرك3بة من كل ا+فكار التي تفكر فيها وحسب، ولكن أيضا من كل

ا+شياء التي وضعها ا(خرون والكتب والجرائد والقادة في ذهنك؛ ومن ا&مكن فهم ذلك كله فقط عندما / تريد أن تصبح شخصية مرموقة، عندما / تقلد، عندما / تتبع أحدا

ما يعني، حقا، عندما تكون متمردا على التقليد برمته الذي يحثك على أن تصير ذا– شأن. تلك هي الثــورة الحقيقية الوحيدة التي تؤدي إلى حرية خارقة. إن تنمية هذه

الحرية هي دور التربية الحقيقي.

Page 9: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

آباؤكم ومدرسوكم ورغباتكم الخاصة يريدونكم أن تتماهوا مع هذا الشيء أو ذاك من أجل أن تكونوا سعداء، آمن'. لكنكم، لكي تكونوا أذكياء، أ/ يجب عليكم أن تخترقوا

كل ا&ؤثرات التي تستعبدكم وتسحقكم؟

ا+مل في عالم جديد يكمن في أولئك منكم الذين يبدؤون في رؤية ما هو زائف ويتمردون عليه، ليس لفظيا وحسب، بل فعليا. ولذلك عليكم أن تطلبوا التربية الصحيحة؛

+نه فقط عندما تنمون في حرية تستطيعون أن تخلقوا عا&ا جديدا ليس قائما على التقاليد و/ مشك03 بحسب رغبة الفيلسوف الف0ني أو مزاجية مفكر مثالي ما. ولكن /

مجال للحرية مادمت تحاول فقط أن تصير شخصية مرموقة أو تقلد مثا/ نبي0.

:سؤال ما هو الذكاء؟

:كريشنامــورتي فلنغص في ا&سألة بتأن2 وصبر، ولنكتشف. ا/كتشاف ليس التوصل إلى نتيجة. / أدري إن كنتم تدركون الفرق. لحظة تتوصل إلى نتيجة حول ماهية

:الذكاء تكف عن كونك ذكيا. ذلك ما تفعله غالبية الناس ا+كبر سنا لقد توصلوا إلى :نتائج، وبالتالي كفوا عن كونهم أذكياء. وإذن فقد اكتشفتم في الحال شيـئا واحدا وهو

أن الذهن الذكي ذهن يتعلم تعلما مستمرا، و/ يستنتج أبدا.

هذا "ما هو الذكاء؟ أغلب الناس يكتفون بتعريف بماهية الذكاء. فهم إما يقولون : ، وإما يفضلون تفسيرهم الخاص؛ وذهن يكتفي بتفسير ما ذهن سطحي "تفسير جيد

للغاية، وبالتالي ليس ذكيا.

لقد بدأتم تدركون أن ذهـنا ذكيا ذهن / يكتفي بالتفسيرات، با/ستنتاجات؛ و/ هو ذهن يسل5م بمعتقد ما، +ن ا/عتقاد هو أيضا شكل آخر من ا/ستنتاج. الذهن الذكي هو ذهن دائم التقصي، ذهن يراقب، يتعلم، يدرس. ما يعني ماذا؟ ما يعني أن الذكاء يوجد فقط عندما ينعدم الخوف، عندما تكون مستعدا للتمرد، &عارضة البنية ا/جتماعية

برمتها، لكي تكتشف ما هو ا´، أو لتكتشف حقيقة أي شيء.

الذكاء ليس ا&عرفة. فحتى لو استطعت أن تقرأ كتب العالم كلها &ا أعطاك هذا ذكاء. الذكاء شيء حاذق للغاية، وليس له مكان يرسو فيه. إنه يوجد فقط عندما تفهم سيرورة

الذهن بكل5يتها / الذهن بحسب رأي فيلسوف أو معلم ما، بل ذهنك أنت. فذهنك نتاج – للبشرية جمعاء، وح' تفهمه، لست بحاجة +ن تدرس كتابا واحدا حتى، +ن الذهن يشتمل على معرفة ا&اضي بأسرها. وإذن، يوجد الذكاء مع فهمك نفسك؛ وتستطيع

فهم نفسك فقط في ع0قتك مع عالم الناس وا+شياء وا+فكار. الذكاء ليس شيـئا

Page 10: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

تستطيع اكتسابه، كالتعلم؛ إنه ينبثق مع التمرد العظيم، أي عندما ينعدم الخوف ما –يعني، حقا، عندما يكون هناك شعور با&حبة. فحيثما ينعدم الخوف توجد ا&حبة.

إذا كنت مهتما بالتفسيرات وحسب، أخشى أنك ستشعر بأني لم أجب عن سؤالك. فالسؤال عن ماهية الذكاء كالسؤال عن ماهية الحياة. الحياة هي الدراسة، اللعب،

الجنس، العمل، الشجار، الحسد، الطموح، الحب، الجمال، الحقيقة الحياة هي كل – شيء، أليست كذلك؟ ولكن، كما ترى، فإن غالبيتنا ليس لديهم الصبر الجاد والدءوب

&تابعة هذا التقصي.

:سؤال هل يمكن للذهن الفج أن يصبح حساسا؟

:كريشنامــورتي أصغ إلى السؤال، إلى ا&عنى وراء الكلمات. هل يمكن لذهن فج أن يصير حساسا؟ إذا قلت إن ذهني فج وأحاول أن أصير حساسا، فالجهد +صير

!حساسا بحد5 ذاته هو الفجاجة بعينها. أرجوك أن تدرك هذا. / تتعجب، بل عايـنه في ح' أنني، إذا أدركت أنني فج من غير أن أريد التغير، من غير أن أحاول أن أصير

حساسا، إذا بدأت أفهم ماهية الفجاجة، ورصدتها في حياتي من يوم ليوم، الطريقة – النهمة التي آكل بها، الفظاظة التي أعامل بها الناس، الغرور، التكبر، خشونة عاداتي

وأفكاري، عندئذ فإن هذا الرصد بعينه يحو5ل الـماهو جذريا. –

با&ثل، إذا كنت غبيا وقلت في نفسي إن علي أن أصير ذكيا، فالجهد +صير ذكيا هو مجرد شكل أعظم من أشكال الغباء؛ +ن ا&هم هو فهم الغباء. فمهما حاولت أن أصير

ذكيا فإن غبائي سيبقى. قد أكتسب ط0ء الثقافة السطحي، قد أتمكن من اقتباس الكتب أو ترديد مقاطع من كـت3اب عظام، لكني سوف أظل من حيث ا+ساس غبيا. لكني

إذا رأيت الغباء وفهمته كما يعـب5ر عن ذاته في حياتي اليومية، كيف أتعامل مع – خادمي، كيف أنظر إلى جاري، إلى الرجل الفقير، إلى الرجل الغني، إلى ا&وظف، –

إذ ذاك فإن ذلك الوعي نفسه يجلب تحطيم الغباء.

:جر5ب هذا بنفسك راقب نفسك وأنت تكلم خادمك، /حظ ا/حترام البالغ الذي تعامل به مسؤو/ حكوميا وقلة ا/حترام التي تبديها للرجل الذي ليس لديه شيء يعطيكه. عندئذ تبدأ باكتشاف مقدار غبائك؛ وفي فهم ذلك الغباء ذكاء، حساسية. لست مضطرا +ن

تصير حساسا. فا&رء الذي يحاول أن يكون ذا شأن امرؤ قبيح، غير حساس؛ إنهشخص فج.

:سؤال كيف يستطيع الطفل اكتشاف ما هو دون مساعدة أبويه ومدر5سيه؟

Page 11: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:كريشنامــورتي هل قلت إنه يستطيع، أم أن هذا تأويلك أنت &ا قلت؟ سيكتشف الطفلا عن نفسه إذا كانت البيئة التي يحيا فيها تساعده على فعل ذلك. إذا كان ا+بوان أمور وا&درسون مهتم' حقا بأن يكتشف الشخص الفتي ما هو، لن يجبروه على شيء، بل

سيوجدون له بيئة يتوصل فيها إلى معرفة نفسه.

لقد سألت أنت هذا السؤال؛ لكن هل هي مشكلة حيوية بنظرك؟ لو كنت تشعر شعوراا عن نفسه، وأنه / يستطيع أن يفعل هذا عميقا أن من ا&هم للطفل أن يكتشف أمور

مادامت تسيطر عليه سلطة ما، ألن تساعد في إيجاد البيئة الصحيحة؟ إنه مرة أخرىهيا نتشارك في حل "ا&وقف القديم إياه قل لي ماذا أفعل وسأفعله. نحن / نقول : : "ا+مر معا. مشكلة كيفية إيجاد بيئة يستطيع الطفل فيها تحصيل معرفة عن نفسه

قضية تخص الجميع ا(باء وا&درس' وا+طفال أنفسهم. لكن معرفة الذات / يمكن – فرضها، الفهم / يمكن ا-جبار عليه؛ وإذا كانت هذه مسألة حيوية بنظرك وبنظري،

بنظر ا(باء وبنظر ا&درس'، فإننا معا سوف ننشئ مدارس من النوع الصحيح.

:سؤال أخبرني ا+طفال أنهم رأوا في القرى بعض الظواهر العجيبة، كالتلـب4س، وأنهم خائفون من ا+شباح وا+رواح وما شابه. وهم يسألون أيضا عن ا&وت. فماذا ينبغي أن

يقال في هذا كله؟

:كريشنامــورتي في الوقت ا&ناسب سنتقصى ماهية ا&وت. ولكن، كما ترون، الخوف شيء عجيب. لقد أخبركم، أيها ا+طفال، آباؤكم وكبار السن عن ا+شباح ولو/ ذلك –

على ا+رجح &ا رأيتم أشباحا. لقد أخبركم أحدهم عن تلـب4س ا+رواح. أنتم أصغر من أن تدروا بتلك ا+مور. إنها ليست خبرتكم الشخصية، بل هي انعكاس &ا أخبركم به الكبار. والكبار أنفسهم غالـبا ما / يفقهون شيـئا عن هذه ا+مور؛ لقد قرأوا عنها في :بعض الكتب وحسب، ويظنون أنهم فهموها. وهذا يثير سؤا/ مختلفا تماما هل هناك

خبرة / يشوبها ا&اضي؟ إذا كانت الخبرة مشوبة با&اضي فهي مجرد استمرارللماضي، وبالتالي ليست خبرة أصيلة.

ا&هم هو أن على أولئك منكم الذين يتعاملون مع ا+طفال أ/ يفرضوا عليهم أضاليلهم، مفاهيمهم الشخصية عن ا+شباح، أفكارهم وخبراتهم الخاصة. هذا شيء من الصعب تفاديه، +ن الكبار يطيلون الك0م على كل هذه ا+مور غير الجوهرية التي / أهمية لها في الحياة؛ وبذا يلقنون ا+طفال تدريجيا قلقهم ومخاوفهم وخرافاتهم، وبالطبع يكر5ر

ا+طفال ما سمعوه. من ا&هم للكبار، الذين عموما / يفقهون شيـئا عن هذه ا+مور، أ/ يتكلموا عنها أمام ا+طفال، بل أن يساعدوا، بد/ من ذلك، في إيجاد مناخ يستطيع فيه

ا+طفال أن ينموا في حرية وب0 خوف.

Page 12: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

الحرية وا&حبة -27 من 3فكر في هذه ا+مور

٣۳

*الحرية وا&حبة

ج. كريشنامــورتي

ربما لم يفهم بعضكم كل ما قلت حول الحرية كل الفهم؛ ولكن، كما سبق لي أن أشرت، من ا&هم جدا أن تكونوا عرضة +فكار جديدة، لشيء لعلكم لم تتعو3دوه. رؤية أشياء الحياة الجميلة أمر حسن، لكنكم يجب كذلك أن ترصدوا أشياءها القبيحة أيضا،

ينبغي لكم أن تكونوا متيقظ' لكل شيء. با&ثل، ينبغي لكم أن تكونوا عرضة +شياء لعلكم / تفهمونها بعد تمام الفهم؛ فكلما تفكرتم في هذه ا+مور التي قد تصعب عليكم

نوعا ما وتدبرتموها، زادت قدرتكم على عيش حياة غنية.

:/ أدرى إن كان أحدكم قد لحظ، في الصباح الباكر، ضوء الشمس على سطح ا&ياه أية لطافة خارقة هي لطافته، وكيف تتراقص ا&ياه الداكنة، ونجمة الصبح تطل من فوق ا+شجار، تلك النجمة الوحيدة في السماء. أتراكم تلحظون أي شيء من ذلك أبدا؟ أم أنكم من ا/نهماك، من ا/نشغال بروتينكم اليومي، بحيث إنكم تنسون، أو لم تعرفوا

قط، كم هو غني جمال هذه ا+رض؟ هذه ا+رض التي علينا أن نعيش عليها جميعا. – فسواء سمينا أنفسنا شيوعي' أم رأسمالي'، هندوسا أم بوذي'، مسلم' أم

مسيحي'، سواء كنا عميا، عرجا، أم أصحاء وسعداء، فهذه ا+رض لنا. هل تفهمون؟ إنها أرضنا، / أرض سوانا؛ إنها ليست أرض الغني فقط، و/ هي ملك للحكام ذوي النفوذ أو +شراف ا-قطاعي' حصرا، بل هي أرضنا جميعا، أرضكم وأرضي. نحن نكرات، لكننا نحن أيضا نعيش على هذه ا+رض، وعلينا جميعا أن نعيش سوية. إنها عالم الفقراء بقدر ما هي عالم ا+غنياء، عالم ا+مي' وعالم ا&تعلم' على حد2 سواء؛

إنها عا&نا، وأرى أنه لفي غاية ا+همية أن نشعر بهذا وأن نحب ا+رض، / في بعض

Page 13: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

ا&ناسبات وحسب، كأن نحبها في صباح رائق، بل طوال الوقت. و/ يمكن لنا أن نشعربأنها عا&نا فنحبها إ/ ح' نفهم ماهية الحرية.

؛ فنحن / نعرف ما تعنيه حرية "ليس هناك في الوقت الحاضر شيء يليق به اسم " الحرية. نود أن نكون أحرارا، لكن جميع الناس، إذا لحظتم، ا&درس، الوالد، –

ا&حامي، الشرطي، الجندي، السياسي، رجل ا+عمال، يفعلون شيـئا ما، كل1 في – زاويته الضيقة، للحيلولة دون تلك الحرية. الحرية ليست مجرد فعل ما يحلو لك، و/ هي

القطيعة مع الظروف الخارجية التي تقيدك، بل فهم مشكلة ا/تكال في كليتها. هل تدرون ما هو ا/تكال؟ أنت متكل على أبويك، ألست كذلك؟ أنت تتكل على مدر5سيك، تتكل على الطباخ، على ساعي البريد، على الرجل الذي يأتيك بالل)، وهكذا دواليك. ذاك النوع من ا/تكال بوسع ا&رء أن يفهمه بسهولة إلى حد2 ما. لكن هناك نوعا من :ا/تكال أعمق بكثير / بد3 للمرء من فهمه قبل أن يقدر أن يكون حرا إنه اتكال ا&رء

على سواه من أجل سعادته. هل تدري ما يعنيه اتكالك على أحدهم من أجل سعادتك؟ إن مجرد اتكالك ا&ادي على سواك ليس هو ما يقيد بقدر ما هو اتكالك الداخلي، النفساني، الذي تستمد منه سعادة مزعومة؛ فح' تتكل على أحدهم بتلك الطريقة

تصير عبدا. إذا ظللت، وأنت تتقدم في العمر، متك0 عاطفيا على أبويك، على الزوجة، أو على فكرة ما، فبداية العبودية تكون موجودة معلم روحي ]أو الزوج، على گورو ]

سلفا. نحن / نفهم هذا مع أن غالبيتنا، و/سيما في ريعان الشباب، تتوق إلى –الحرية.

لكي نكون أحرارا / بد3 لنا من التمرد على صنوف ا/تكال الداخلي كافة؛ وليس بوسعنا أن نتمرد إذا لم نفهم &اذا نحن متكلون. فما لم نفهم صنوف ا/تكال الداخلي

كلها، ونفلت منها حقا، / نستطيع أن نكون أحرارا أبدا، +ن في ذلك الفهم وحده يمكن للحرية أن توجد. لكن الحرية ليست مجرد ردة فعل. هل تعرفون ما هي ردة الفعل؟ إذا

قلت لك شيـئا جارحا، إذا نعـت4ك بصفة قبيحة فغضبت مني، فتلك ردة فعل ردة فعل – ناجمة عن ا/تكال؛ وا/ستق0ل هو ا(خر مزيد من رد5 الفعل. لكن الحرية ليست ردة

فعل، وما لم نفهم ردة الفعل ونتجاوزها، لن نكون أحرارا أبدا.

ا، أو هل تدري ما يعنيه أن تحب أحدهم؟ هل تدري معنى أن تحب شجرة، أو عصفور حيوانا أليفا، بحيث تعتني به، تغذيه، ترعاه، مع أنه قد / يعطيك شيـئا في ا&قابل، مع أنها قد / تقدم لك الظل، مع أنه قد / يتبعك، أو يتكل عليك؟ أغلبنا / يحب على ذلك

النحو، ونحن / نعرف ما يعنيه ذلك بتاتا +ن حـب3نا مطو3ق دوما بالقلق، بالغيرة، بالخوف، ما مضمونه أننا نتكل داخليا على سوانا، نريد أن نكون محبوب'. نحن / –

نحب وحسب، ونكتفي بذلك، بل نطلب شيـئا لقاءه؛ وبمجرد أن نطلب نصير متكل'.

Page 14: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:وإذن فالحرية وا&حبة مت0زمتان. ا&حبة ليست ردة فعل إذا أحببتك +نك تحبني فهي مجرد مقايضة، سلعة تشترى في السوق؛ إنها ليست محبة. أن تحب هو أن / تطلب

شيـئا في ا&قابل، و/ أن تشعر حتى بأنك تعطي شيـئا ووحدها محبة كهذه تستطيع – :أن تعرف الحرية. لكنكم، كما ترون، / ترب3ون على هذا تعليمكم يقتصر على

الرياضيات والكيمياء والجغرافيا والتاريخ فحسب، +ن شغل آبائكم الشاغل هو مساعدتكم على نيل وظيفة مناسبة وعلى إصابة النجاح في الحياة. وإذا اتفق لهم أن

يكونوا من أصحاب ا&ال فقد يرسلونكم إلى الخارج، لكن كل قصدهم، مثلهم كمثل باقي الناس في العالم، هو أن يوفروا لكم الغنى والحصول على مكانة محترمة على

سل3م ا&جتمع؛ وكلما أمعنتم في الصعود تسببتم في مزيد من البؤس ل*خرين، +ن بلوغ تلك ا&كانة يضطركم إلى ا&نافسة، إلى عدم الشفقة. وهكذا يرسل ا(باء أبناءهم إلى

مدارس فيها الطموح والتنافس، لكنها تخلو تماما من ا&حبة؛ ولذلك فإن مجتمعاا مستمرا، يعاني صراعا دائما. ومع أن رجال السياسة كمجتمعنا يتدهور تدهور

والقضاة ونخبة القوم ا&زعوم' يتكلمون على الس0م، فإن ك0مهم / معنى له البتة.

و ا(ن، علينا، أنتم وأنا، أن نفهم مشكلة الحرية هذه في كل5يتها. / بد3 لنا من أن نكتشف بأنفسنا ما تعنيه ا&حبة؛ +ننا ما لم نحب لن نستطيع أبدا أن نكون مهتم'،

منتبه'، لن نستطيع أبدا أن نكون مبال'. هل تعرفون ما تعنيه ا&با/ة؟ كأن ترى حجرا حادا على درب تطؤه أقدام حافية كثيرة فتزيله، / +ن أحدهم طلب منك أن

تفعل، بل +نك تشعر بشعور سواك / هم3 من يكون، ولعلك لن تصادفه أبدا؛ كأن – تــزرع شجرة وترعاها، تنظر إلى النهر وتستمتع بامت0ء ا+رض، ترصد طائرا يحل5ق

وترى جمال طيرانه، تتصف بالحساسية وتكون منفتحا على هذه الحركة الخارقة ا&سماة بالحياة لحصول هذا كله / بد3 من الحرية؛ ولتكون حرا / بد3 لك من أن –

تحب. من دون محبة / توجد حرية؛ من دون ا&حبة، تكون الحرية مجرد فكرة / قيمة لها بتاتا. وإذن، فوحدهم الذين يفهمون ا/تكال الداخلي ويفلتون منه، ويعرفون،

بالتالي، ما هي ا&حبة، وحدهم هؤ/ء بوسعهم أن يكونوا أحرارا؛ وعلى أيديهم –وحدهم سوف تقوم حضارة جديدة، عالم مختلف.

:سؤال ما أصل الرغبة، وكيف أقدر أن أتخلص منها؟

:كريشنامــورتي إنه شاب يسأل السؤال ولم عليه له أن يتخلص من الرغبة أص0؟ – أتفهمون؟ إنه / يزال شابا، مفعما بالحياة، بالحيوية؛ فـلم عليه أن يتخلص من الرغبة؟ لقد قيل له إن التحرر من الرغبة من أعظم الفضائل، وإنه بالتحرر من الرغبة سيحقق

ما أصل الرغبة، "ا´ أو ذلك الشيء ا+سمى، مهما تكن تسميته؛ لذا تراه يسأل : "وكيف يمكن لي أن أتخلص منها؟ لكن الدافع إلى التخلص من الرغبة بعينه / يزال

جزءا من الرغبة، أليس كذلك؟ فالخوف في الواقع هو الذي يحض عليه.

Page 15: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

ما هو أصل الرغبة، مصدرها، بدايتها؟ ترى شيـئا جذابا، فتريده؛ ترى سيارة، أو قاربا، فتريد امت0كه؛ أو تراك تريد أن تبلغ منزلة رجل ثري، أو تصير سـن5ياسي

. هذا هو أصل الرغبة الرؤية، الـت3ماس، ومنه ينشأ ا-حساس، ومن :ناسكا زاهدا [ ] كيف أقدر "ا-حساس تتولد الرغبة. وا(ن، حا&ا تقر بأن الرغبة تجلب النزاع، تسأل :

"على التحرر من الرغبة؟ وإذن فإن ما تريده حقا ليس التحرر من الرغبة، بل الخ0ص من الهم5، القلق، الوجع الذي تسببه الرغبة. تراك تريد التحرر من ثمار الرغبة ا&ر3ة، /

من الرغبة ذاتها وهذا شيء هام جدا / مناص لك من فهمه. فلو أمكن لك أن تنتزع – من الرغبة الوجع، العذاب، الصراع، وسائر صنوف القلق وا&خاوف ا&صاحبة لها،

بحيث / يبقى منها إ/ اللذة، أتراك كنت تريد عندئذ أن تتحرر من الرغبة؟

مادامت باقية الرغبة في الكسب، في ا-نجاز، في الصيرورة، على أي مستوى كانت، فهناك حتما القلق، ا+سى، الخوف. فالطموح إلى الغنى، إلى أن نكون هذا أو ذاك، / يت0شى إ/ عندما نرى نتانة الطموح ذاته وطبيعته ا&فسدة. ولحظة نرى أن الرغبة في

النفوذ، أيا كان شكله، سواء كانت في نفوذ رئيس وزراء أو قاض أو كاهن أو گورو –، هي شر من حيث ا+ساس، تزول رغبتنا في أن نصير أصحاب نفوذ. – ]معلم روحي ]

لكننا / نرى أن الطموح مفسد، أن الرغبة في النفوذ شريرة، بل نقول، على العكس، إننا سوف نستعمل النفوذ للخير وهذا كله محض هراء. فالوسيلة الطالحة / يمكن –

:لها أن تستعمل أبدا لبلوغ غاية صالحة إذا كانت الوسيلة شريرة فالغاية ستكون شريرة هي ا+خرى. الخير ليس نقيض الشر؛ إنه يوجد فقط ح' يبطل ما هو شرير

تماما.

وإذن، إذا لم نفهم مدلول الرغبة بكل5يته، بنتائجها وعواقبها، فإن مجرد محاولة التخلصمن الرغبة / معنى له.

:سؤال كيف نقدر أن نتحرر من ا/تكال مادمنا نعيش في ا&جتمع؟

:كريشنامــورتي هل تعلم ما هو ا&جتمع؟ ا&جتمع هو الع0قة ب' ا-نسان وا-نسان، أليس كذلك؟ / تعق5د ا+مر، / تقتبس من كتب كثيرة؛ فك5ر فيه ببساطة شديدة، وسوف

ترى أن ا&جتمع هو الع0قة بينك وبيني وب' ا(خرين. الع0قة ا-نسانية هي التي تصنع ا&جتمع؛ ومجتمعنا الحالي مبني على ع0قة استحواذ، أليس كذلك؟ أغلبنا يريد

ا&ال، النفوذ، ا+م0ك، السلطة؛ على هذا ا&ستوى أو ذاك، نريد ا&كانة والجاه، وبذا بنينا مجتمعا استحواذيا. ومادمنا استحواذي'، مادمنا نريد مكانة وجاها ونفوذا وما إلى ذلك، فإننا ننتمي إلى هذا ا&جتمع، وبالتالي، نتكل عليه. لكن ا&رء، إذا لم يكن

Page 16: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

يريد أيا من هذه ا+شياء، وبقي ببساطة على ما هو عليه بتواضع عظيم، يكون عندئذخارجه؛ إذ ذاك يتمرد ا&رء على ا&جتمع ويفلت منه.

التربية حاليا لسوء الحظ تهدف إلى جعلك تنصاع لهذا ا&جتمع ا/ستحواذي، – – تدخل في قالبه، وتتكيف معه. ذاك كل ما يشغل بال أبويك ومدرسيك وما تنص عليه كتبك. فمادمت تنصاع، مادمت طموحا، استحواذيا، تفسد ا(خرين وتحطمهم في

. إنك تربى على الدخول محترما "سعيك لتحصيل ا&كانة والنفوذ، فأنت تعتبر مواطـنا " في قالب ا&جتمع؛ لكن ذلك ليس تربية، بل مجرد عملية تشرطك على ا/نصياع لنموذج ما. لكن الدور الحقيقي للتربية ليس أن تحولك إلى موظف أو قاض أو رئيس وزراء، بل

أن تساعدك على فهم بنيان هذا ا&جتمع العفن في كل5يته وتتيح لك فسحة النمو في حرية، بحيث تفلت منه وتخلق مجتمعا مختلفا، عا&ا جديدا. / مناص من وجود من يتمردون، ليس تمردا جزئيا، بل تمرد كل5ي على القديم البالي؛ فوحدهم أمثال هؤ/ء

الناس بوسعهم خلق عالم جديد عالم / يقوم على ا/ستحواذ، على النفوذ والجاه. –

هذا ليس با&ستطاع أبدا. فالطبيعة "بوسعي أن أسمع كبار السن بينكم يقولون : "البشرية هي ما هي، وأنت تقول ك0ما فارغا. لكننا لم نفكر قط في إبطال إشراط

الذهن الراشد، و/ في عدم إشراط الطفل. التربية قطعا ع0ج ووقاية في آن معا. أنتم، الط0ب ا+كبر سنا، مقولبون سلفا، مشروطون سلفا، طموحون سلفا؛ تراك تبتغي النجاح مثل أبيك، مثل الحاكم، أو أي واحد آخر. وإذن فدور التربية الحقيقي ليس

مساعدتك على إبطال إشراطك وحسب، بل وعلى فهم سيرورة الحياة هذه من يوم ليوم في كل5يتها، وذلك لكي تتمكن من النمو في حرية وتخلق عا&ا جديدا عا&ا يجب أن –

يكون مختلفا كل ا/خت0ف عن العالم الحالي. لسوء الحظ، فإن آباءكم غير مهتم' لهذا، و/ أساتذتكم، و/ عموم الجمهور. لذا / بد3 للتربية من أن تكون سيرورة تربية

للمربي وللطالب على حد2 سواء.

:سؤال &اذا يتعارك البشر؟

:كريشنامــورتي &اذا يتعارك الصبية الصغار؟ أنت أيضا تتعارك أحيانا مع شقيقك، أو مع الصبية ا(خرين هنا، أ/ تفعل؟ &اذا؟ أنت تعارك على لعبة. ربما أخذ صبي آخر

كرتك، أو كتابك، ولهذا تعارك. والراشدون يتعاركون للسبب نفسه بالضبط، إ/ أن لعبتهم هي ا&كانة أو الغنى أو النفوذ. إذا كنت تريد النفوذ، وكنت أنا أيضا أريد النفوذ، ترانا نتعارك، ولذلك تنشب الحروب ب' ا+مم. ا+مر على هذا القدر من

البساطة، إ/ أن الف0سفة والساسة ورجال الدين ا&زعوم' يعق5دونه. أتعرف، إنه لفن1 عظيم أن تتمتع بوفرة من ا&عرفة والخبرة، أن تعرف غنى الحياة، جمال الوجود، –

Page 17: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

الصراعات، الب0يا، الضحك، الدموع، وتحتفظ مع ذلك بذهنك بسيطا للغاية؛ وليس –بوسعك أن تتمتع بذهن بسيط إ/ ح' تعرف كيف تحب.

:سؤال ما هي الغيرة؟

:كريشنامــورتي تتضمن الغيرة السخط على أنت عليه وحسد ا(خرين، أ/ تتضمنهما؟ عدم قناعتك بما أنت إياه هو بالذات بداية الحسد. تريد أن تكون مثل واحد آخر يفوقك

معرفة أو جما/، أو عنده بيت أكبر، نفوذ أكثر، أو مكانة أفضل من مكانتك. أو لعلك تريد أن تكون أكثر فضيلة، تريد أن تعرف كيف تتأمل تأم0 أفضل، تريد أن تصل إلى ا´، تريد أن تكون شيـئا مختلفا عما أنت عليه؛ لذا تراك تحسد، تغار. إن فهمك ما أنت إياه أمر على قدر هائل من الصعوبة، +نه يتطلب تحررا تاما من كل رغبة في تغيير ما

أنت إياه إلى شيء آخر. فالرغبة في تغيير نفسك تولد الحسد والغيرة؛ في ح' أن فهمك ما أنت إياه يحدث تحو/ في ما أنت إياه. ولكن، كما ترى، تربيتك كلها تحثك أن

ا، فالغيرة / تكن غيور "تحاول أن تكون مختلفا عما أنت إياه. عندما تغار يقال لك : ا؛ لكن تلك ا&جاهدة بعينها هي جزء من "شيء فظيع. فتراك تجاهد كي / تكون غيور

الغيرة، +نك تريد أن تكون مختلفا.

الــوردة البديعة، كما تعلم، وردة بديعة؛ لكننا، نحن بني البشر، وهبنا القدرة على التفكير، وترانا نسيء التفكير. معرفة كيف نفكر تتطلب قدرا عظيما من النفاذ والفهم،

لكن معرفة ماذا نفكر فيه سهلة با&قارنة. تربيتنا الحالية تملي علينا ماذا نفكر فيه، لكنها / تعل5منا كيف نفكر، كيف نتعمق، نستكشف؛ وفقط ح' يعرف ا&درس، ناهيك

عن التلميذ، كيف يفكر، تكون ا&درسة جديرة باسمها حقا.

:سؤال &اذا / يرضيني شيء أبدا؟

:كريشنامــورتي طفلة صغيرة تسأل هذا السؤال، وأنا واثق من أنه لم يحضها على سؤاله أحد. إنها في ريعان عمرها، وتريد أن تعرف &اذا / تشعر بالرضا أبدا. فما

:قولكم، أيها الراشدون؟ هذا جنى أيديكم لقد أوجدتم هذا العالم الذي تسأل فيه طفلة صغيرة &اذا / يرضيها شيء أبدا. يفترض فيكم أنكم مربون، لكنكم / ترون مأساة

هذا ا+مر. إنكم تمارسون التأمل، لكنكم بليدون، منهكون، أموات في الداخل.

&اذا / يرضى البشر أبدا؟ أليس +نهم يطلبون السعادة، ظان5' أنهم، عبر التغيير الدائم، سيكونون سعداء؟ إنهم يتنقلون من عمل (خر، من ع0قة +خرى، من ديانة أو

إيديولوجيا +خرى، ظنا منهم أنهم، عبر حركة التغيير الدائمة هذه، سوف يجدون السعادة وإ/ فإنهم يختارون بقعة حياة منعزلة وينتنون فيها. القناعة قطعا شيء –

Page 18: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

مختلف تماما. إنها توجد فقط ح' ترى نفسك كما أنت من دون أية رغبة في التغير، من دون أية إدانة أو مقارنة، ا+مر الذي / يعني أن تكتفي بتقـب4ل ما ترى وتذهب –

للنوم. لكن الذهن، ح' يكف عن ا&قارنة والحكم والتقييم، فيكون بالتالي قادرا على رؤية الـماهو من لحظة للحظة دون أن يريد تغييره في ذلك ا-دراك بالذات يوجد –

ا+بدي.

:سؤال &اذا يجب علينا أن نقرأ؟

:كريشنامــورتي &اذا يجب عليك أن تقرأ؟ أصغ بهدوء وحسب. أنت / تسأل أبدا &اذا يجب أن تلعب، &اذا يجب أن تأكل، &اذا يجب أن تنظر إلى النهر، &اذا فيك قسوة، –

أم أنك تسأل؟ أنت / تتمرد وتسأل &اذا يجب عليك أن تفعل شيـئا ما إ/ عندما / تستحب أن تفعله. لكن القراءة، اللعب، الضحك، القسوة، الطيبة، رؤية النهر، السحب،

هذه كلها جزء من الحياة؛ وإذا كنت / تجيد القراءة، إذا لم تكن تحسن ا&شي، إذا– لم تكن قادرا على تقدير جمال ورقة الشجر، فأنت لست حيا. / بد3 لك من فهم الحياة في كل5يتها، / مجرد جزء صغير واحد منها. لذلك يجب عليك أن تقرأ، لذلك يجب أن

تنظر إلى السماوات، لذلك يجب أن تغني، وترقص، وتكتب القصائد، وتتألم، وتفهم، –فتلك كلها هي الحياة.

:سؤال ما هو الحياء؟

:كريشنامــورتي أ/ تشعر بالحياء ح' تقابل شخصا غريـبا؟ ألم تشعر بالحياء وأنت تسأل ذلك السؤال؟ أما كنت ستشعر بالحياء لو اضطــررت إلى الجلوس على هذه

ا&نصة، مثلي، وإلى مخاطبة جمهور؟ أ/ تشعر بالحياء، أ/ تشعر بشيء من ا/رتباك، فتود الوقوف ساكـنا، ح' تقع عيناك فجأة على شجرة بديعة، أو زهرة رقيقة، أو عصفور جاثم على عش5ه؟ أ/ ترى أنه أمر حسن أن تكون حييا؟ لكن الحياء بنظر

أغلبنا ينطوي على خجل بالنفس. عندما نقابل رج0 مرموقا إن وجد مثل هذا –كم هو مهم، كم هو مشهور، – "الشخص أص0 نصير خجل' بنفسنا. فترانا نفكر :

!"وأنا نكرة وبذا نستحي، بمعنى أننا نخجل بنفسنا. لكن هناك نوعا مختلفا منالحياء، وهو أن يكون ا&رء لطيفا حقا، حييا؛ وفي ذلك ليس هناك أي خجل بالنفس.

*J. Krishnamurti, This Matter of Culture, Victor Gollancz Ltd, London, 1974, pp. 23-31.

Page 19: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

ج. كريشنامــورتي -27 من 16فكر في هذه ا+مور

16

*تجديد الذهن

ج. كريشنامــورتي

ذات صباح، منذ بضعة أيام، رأيت جثمانا محمو/ في طريقه إلى ا&حرقة. كان ملفوفا بقماش أرجواني زاه، يترنح على إيقاع الفان' ا+ربعة الذين يحملونه. ترى ما نوع ا/نطباع الذي يتركه مشهد الجثمان فيك؟ أ/ تتساءل &اذا يوجد التلف أص0؟ تراك تشتري محركا جديدا من الوكالة، وفي غضون بضع سن' يبلى. والبدن أيضا يبلى؛ ولكن هل تراك تستفسر أكثر قلي0 لتكتشف &اذا يتلف الذهن؟ الجسم ميت / محالة، عاج0 أو آج0، لكن أغلبنا أصحاب أذهان ميتة سلفا؛ لقد جرى عليها التلف سلفا –

:فلماذا يتلف الذهن؟ الجسم يتلف +ننا نستعمله دوما، فيبلى الجهاز العضوي ا&رض، الحوادث، الشيخوخة، الطعام الرديء، البنية الــوراثية الضعيفة، هذه هي العوامل –

التي تسبب تلف الجسم وموته. لكن &اذا يتع' على الذهن أن يتلف، يشيخ، يتثاقل،يتبلد؟

ح' ترون جثمانا، ألم تتساءلوا يوما حول هذا ا+مر؟ فمع أن أجسامنا فانية / محالة، &اذا يتع' على الذهن أن يتلف أص0؟ ألم يخطر ببالكم هذا السؤال قط؟ إذ إن الذهن

:يتلف فع0 / نرى ا+مر عند كبار السن وحسب، بل عند الشباب أيضا نرى عند – الشباب سلفا كيف يصير الذهن متبلدا، ثقي0، عديم الحساسية؛ ولو استطعنا معرفة سبب تلف الذهن لربما اكتشفنا عندئذ شيـئا / يمس4ه الفناء حقا؛ وقد نفهم ما هي

الحياة ا+بدية، الحياة التي / نهاية لها، الحياة التي / تدخل في نطاق الزمن، الحياةأرصفة مخصصة لحرق [التي / تفسد و/ تتفسخ كالجثة التي تحمل إلى الـگهت

، فـتحرق ويلقى بالبقايا في النهر. ]الجثث على ضفاف الگـنگا

Page 20: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

وا(ن، &اذا يتلف الذهن؟ هل سبق لك أن تفكرت في ا+مر يوما؟ بما أنك في ريعان الصبا على افتراض أن والديك وا&جتمع والظروف لم تصي5رك بليدا سلفا فإن لديك – –

ذهـنا نضرا، متلهفا، محبا ل0ستفسار. تراك تريد معرفة &اذا وجدت النجوم، &اذا تموت الطيور، &اذا تتساقط أوراق الشجر، كيف تطير الطائرة النفاثة، وما أكثر ا+شياء –

!التي تريد معرفتها لكن ذلك الدافع الحيوي إلى ا/ستقصاء، إلى ا/كتشاف، – سرعان ما يخمد، أليس كذلك؟ يخمده الخوف، عبء ا&وروث، عجزنا الشخصي عن مواجهة هذا الشيء الخارق الذي يسمى الحياة. ألم تلحظ بأية سرعة تتحطم لهفتك

بكلمة جارحة، بإيماءة استخفاف، بالخوف من امتحان، أو بتهديد من أحد الوالدين؟ –ما معناه أن الحساسية تنح3ى سلفا والذهن يصي3ر بليدا.

والتقليد سبب آخر من أسباب الب0دة. فالتراث يجعلك تقل5د، عبء ا&اضي يدفعك إلى ا/نصياع، إلى التقيد بالقواعد؛ وعبر ا/نصياع، يشعر الذهن بالطمأنينة، با+مان، فيستقر في أخدود جيد التشحيم بحيث يستطيع أن يجري جريانا سلسا من غير

إزعاج، من غير أدنى رعشة شك. راقب الراشدين من حولك، وسوف ترى أن أذهانهم / تريد أن يكد5رها شيء؛ إنهم يريدون الس0م، وإن يكن س0م ا&وت. لكن الس0م

الحقيقي شيء مختلف كل ا/خت0ف.

ألم تلحظوا أن الذهن، ح' يستقر في أخدود، في قالب جاهز، مدفوع دوما بالرغبة في. إنه يريد أن يكون مطمئنا، / معلما روحيا ]ا+مان؟ لذلك فإنه يتبع مثا/، قدوة، گورو ]

يكد5ره شيء، ولهذا يقل5د. عندما تقرؤون في كتب تاريخكم عن قادة عظام، قديس'، محارب'، أ/ تجدون أنفسكم راغب' في محاكاتهم؟ / بمعنى أنه / يوجد في العالم –

أناس عظماء، لكننا نندفع بالغريزة إلى تقليد العظماء، فنحاول أن نتمثل بهم؛ وذلكعامل من عوامل التلف +ن الذهن عندئذ يضع نفسه في قالب.

وفوق ذلك، فإن ا&جتمع / يريد أفرادا أيقاظا، متوقدين، ثوري'، +ن أمثال هؤ/ء لن ينصاعوا للقالب ا/جتماعي ا&وضوع، وقد يحطمونه. ولذلك فإن ا&جتمع يسعى في احتجاز ذهنك في قالبه، وتشجعك تربيتك ا&زعومة على التقليد، على ا/ت5باع، على

ا/نصياع.

وا(ن، هل بوسع الذهن أن يكف عن التقليد؟ بعبارة أخرى، هل بوسعه أن يكف عنتشكيل عادات؟ وهل بوسع الذهن، الواقع سلفا في شرك العادة، أن يتحرر من العادة؟

الذهن هو نتاج العادة، أليس نتاجها؟ إنه نتاج ا&وروث، نتاج الزمن الزمن بوصفه – التكرار، بوصفه استمرارا للماضي. فهل بوسع الذهن ذهنك أنت أن يتوقف عن – –

التفكير بلغة ما كان، وبلغة ما سوف يكون، الذي هو حقا إسقاط &ا كان؟ هل بوسع

Page 21: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

ذهنك أن يتحرر من العادات ومن ابتكار عادات؟ لو تعمقت متبحرا في هذه ا&شكلة ستجد أن بوسعه ذلك؛ وعندما يتجدد الذهن من غير أن يشكل أنماطا وعادات جديدة، من غير أن يقع مرة أخرى في أخدود التقليد، يبقى عندئذ نضرا، فتيا، بريـئا، وبالتالي

قادرا على فهم /نهائي.

إن ذهـنا كهذا / يعرف ا&وت +نه لم تعد فيه سيرورة تراكم. إن سيرورة التراكم هي التي تنشئ العادة، التقليد؛ والذهن الذي يراكم ذهن يتلف، يموت. لكن ذهـنا / يراكم،

/ يلملم، بل يموت كل يوم، كل دقيقة، ذهـنا كهذا / يعرف ا&وت. إن حاله حال فضاء –/نهائي.

وإذن، ف0 بد3 للذهن من أن يموت عن كل ما &لم عن العادات كلها، عن الفضائل – ا&زيفة، عن كل ما اتكل عليه ليكفل له شعــوره با+مان. إذ ذاك / يعود واقعا في شباك

تفكيره. فالذهن، إذ يموت عن ا&اضي من لحظة للحظة، يصبح نضرا، وبالتالي /يمكن له أن يتلف أبدا أو أن يطلق موجة الظ0م.

:سؤال كيف يمكن لنا وضع ما تقوله لنا موضع التطبيق؟

:كريشنامــورتي تراك تسمع شيـئا تظنه صحيحا، فتريد أن تطـب5قه على حياتك اليومية؛ وبذا توجد فجوة ب' ما تعتقد وب' ما تفعل، أ/ توجد؟ تعتقد شيـئا، فتفعل شيـئا آخر. لكنك تريد تطبيق ما تعتقد، فتحصل هذه الفجوة ب' العمل والفكر؛ ومن ثم3 تسأل عن

كيفية سد5 الفجوة، عن كيفية الربط ب' تفكيرك وعملك.

وا(ن، عندما تتحمس لفعل شيء ما، تراك تهب4 لفعله، أ/ تفعل؟ ح' تريد الذهاب لل3عب بالكرة أو تفعل شيـئا آخر ما يهمك حقا، تراك تجد السبل والوسائل لفعله؛ إنك / تسأل

أبدا عن كيفية تطبيقه. إنما تفعله +نك متقد، +ن كيانك كله ذهـنا وقلـبا يكون فيه. – –

لكنك بخصوص هذه القضية ا+خرى صرت ماكرا للغاية، تعتقد شيـئا وتفعل شيـئا آخر.هذه فكرة ممتازة، أوافق عليها عقليا، لكنى / أدري ما أفعل حيالها، "تراك تقول :

"فرجاء قل لي كيف أضعها موضع ا&مارسة ما معناه أنك / تريد أن تفعلها بتاتا. – ما تريده حقا هو تأجيل العمل، +نك تستحب كونك حسودا بعض الشيء، أو شيـئا من، وتواصل الناس غيري كلهم يحسدون، فلم / أكون مثلهم؟ "هذا القبيل، فتراك تقول " :

حياتك كما في السابق وحسب. لكنك إذا كنت حقا / تريد أن تكون حسودا وترى، إذ ذاك تكف عن الحسد وتنتهي أفعى سامة ]حقيقة الحسد مثلما ترى حقيقة كوبرا ]

منه، و/ تسأل أبدا عن كيفية التحرر من الحسد.

Page 22: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

وإذن، فا&هم هو رؤية حقيقة الشيء، وليس التساؤل عن كيفية تنفيذه +ن سؤالك –ماذا علي "معناه حقا أنك / ترى حقيقته. عندما تصادف كوبرا على الطريق / تسأل :

"أن أفعل؟ إنك تفهم جيدا خطــورة ا+فعى فتتفاداها. لكنك لم تفحص أبدا عن كل مضام' الحسد حقا، إذ لم يكلمك عنه أحد قط أو تعمق معك فيه. لقد قيل لك إنك

يجب أ/ تكون حاسدا، لكنك لم تمعن النظر في طبيعة الحسد، لم ترصد أبدا كيف أن ا&جتمع وجميع ا+ديان ا&نظمة قائمة عليه، على الرغبة في أن تصير شخصا مرموقا.

لكنك لحظة تتعمق في الحسد وترى حقيقته حقا، تراه يت0شى على الفور.

كيف لي أن أقوم بذلك؟ سؤال أرعن، +نك عندما تكون مهتما حقا بشيء / "سؤالك " : تعلم كيف تقوم به، تراك تعمل ذهنك فيه، وسرعان ما تبدأ با/كتشاف. أما إذا تقاعست، ستظل على طمعك. لكنك دل3ني، أرجوك، على طريقة عملية للتخلص من الطمع "وقلت " : لو تحريت عن الطمع بذهن يقظ، من دون أي حكم مسبق، وإذا أعملت كيانك كله في

ا+مر، ستكتشف بنفسك حقيقة الطمع والحقيقة هي التي تحر5رك، / بحثك عن طريق –للتحرر.

:سؤال &اذا / تتحقق رغباتنا تحققا تاما أبدا؟ &اذا توجد دوما عقبات تمنعنا من فعلكل ما نتمنى؟

:كريشنامــورتي لو كانت رغبتك في فعل شيء ما رغبة تامة، وأعملت فيه كيانك برمته، إذ ذاك تنعدم – –من دون أن تطلب نتيجة، من دون أن تريد إشباعا أي دون خوف

:العقبات. توجد العقبة، التناقض، فقط ح' تكون رغبتك ناقصة، مشتتة تريد فعل الشيء، وفي الوقت نفسه تخشى أن تفعله، أو تريد مناصفة فعل شيء آخر. عدا عن

ذلك، هل باستطاعتك يوما تحقيق رغباتك تحقيقا كام0؟ هل تفهم؟ سوف أشرح.

ا&جتمع وهو الع0قة الجماعية ب' ا-نسان وا-نسان / يريدك أن تكون لديك رغبة – – تامة +نك، لو كانت لديك مثل هذه الرغبة، لغدوت مصدر إزعاج، خطرا على ا&جتمع.

، كالطموح والحسد، فهذه / ضير منها بتاتا ف,ن – محترمة !إنما يسمح لك برغبات " " ا&جتمع مؤلف من بشر حاسدين، طموح'، يصد5قون ويقل5دون، يقبل ا&جتمع الحسد والطموح والتصديق والتقليد، على الرغم من أن هذه كلها تشي بالخوف. فمادامت

؛ لكن لحظة تكون لديك رغبة محترم "رغباتك تتناسب مع النمط السائد فأنت مواطن " تامة، ليست من النمط السائد، تراك تصير خطرا. وإذن، فا&جتمع يتربص بك على

الدوام ليمنعك من أن تكون لديك رغبة تامة، رغبة تكون تعبيرا عن كلية وجودك، فـتحدثعم0 ثوريا.

Page 23: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

العمل النابع من الوجود مختلف كل ا/خت0ف عن العمل الناتج عن الصيرورة. العمل النابع من الوجود هو من الثورية بحيث إن ا&جتمع ينبذه ويهتم حصرا للعمل الناتج عنمحترم +نه يتناسب مع النمط السائد. لكن أية رغبة تعبر عن "الصيرورة، وهو عمل "

نفسها في العمل الناتج عن الصيرورة وهو شكل من أشكال الطموح / إشباع – – لها. لذا فإنها عاج0 أو آج0 تخذل، تعرقل، تحـبط، فننتفض على هذا ا-حباط بطرق

مؤذية.

هذه مسألة من ا&هم جدا أن تتعمق فيها +نك، وأنت تتقدم في العمر، ستجد أن رغباتك / تشـبع في الواقع أبدا. ففي ا-شباع ثمة دوما ظل من ا-حباط، وفي قلبك / توجد

أغنية بل صرخة. إن الرغبة في الصيرورة في أن تصير رج0 عظيما، قديسا – عظيما، هذا الشخص العظيم أو ذاك، / نهاية لها، وبالتالي / إشباع؛ إن ما تطلبه –

، ومثل هذه الرغبة مولدة دوما للكرب، للبؤس، للحروب. ولكن عندما ا+كثر "أبدا هو " يتحرر ا&رء من كل رغبة في الصيرورة، تستتب حالة وجود يكون العمل النابع منها مختلفا كل ا/خت0ف. إنها موجودة؛ وا&وجود / زمن له. إنه / يفكر بلغة ا-شباع؛

فوجوده بالذات هو إشباعه.

:سؤال أراني بليدا، لكن آخرين غيري يقولون إني ذكي. فأيهما يجب أن يؤثر في : رؤيتي أم قولهم؟

:كريشنامــورتي ا(ن، أصغ إلى السؤال في حرص شديد، في هدوء تام، / تحاول أن تجد إجابة. إذا قلت لي إني رجل ذكي، بينما أعلم في قرارة نفسي جيدا أنني بليد،

هل سيؤثر في3 ما تقول؟ سيؤثر إذا كنت أحاول أن أكون ذكيا، ألن يؤثر؟ عندئذ سأعجب بنفسي، متأثرا بم0حظتك. لكني إذا رأيت أن الشخص البليد ليس بوسعه

أبدا أن يكف عن ب0دته بمجرد محاولته أن يكون ذكيا، ماذا يحدث عند ذاك؟

قطعا، إذا كنت غبيا، وحاولت أ ن أكون ذكيا، سأظل على غبائي، +ن محاولتك أن تكون أو أن تصير شيـئا هي جزء من الغباء. قد يتفق للشخص الغبي أن يكتسب زركشة النباهة، وقد ينجح في بضعة امتحانات، فيحصل على وظيفة، لكنه بذلك /

تابعوا هذا، أرجوكم، فهو ليس بيانا على سبيل التهكم. لكن )يكف عن أن يكون غبيا. ) لحظة يعي ا&رء أنه بليد، غبي، وبد/ من أن يحاول أن يكون ذكيا يبدأ بالفحص عن

غبائه ويفهمه في تلك اللحظة بالذات تكون يقظة الذكاء. –

دونك الطمع. هل تعلم ما هو الطمع؟ إنه أكلك من الطعام أكثر من حاجتك، إرادتك أن تبز3 ا(خرين في ا+لعاب، إرادتك الحصول على مزيد من ا+م0ك، كسيارة أفخم من

سيارة غيرك. ثم تقول إنك يجب أن / تكون طماعا، فتتمرس على ال0طمع وهو أمر –

Page 24: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

سخيف حقا، +ن الطمع / يمكن له أن يتوقف بأن يحاول أن يصير /طمعا. لكنك إذا بدأت تفهم جميع منطويات الطمع، وبذلت ذهنك وقلبك -يجاد حقيقته، فأنت عندئذ حر1 من الطمع ومن نقيضه على حد2 سواء. إذ ذاك تكون حقا إنسانا ذكيا، +نك تتصدى

لـماهو و/ تقلد ما يجب أن يكون.

:وإذن، إذا كنت بليدا، / تحاول أن تكون ذكيا أو نبيها، بل افهم ما الذي يجعلك بليدا التقليد، الخوف، محاكاة أحدهم، اتباع قدوة أو مثال، هذه كلها تجعل الذهن بليدا. –

أما عندما تكف عن التبعية، عندما تتخلص من الخوف، عندما تكون قادرا أن تفكر بنفسك تفكيرا واضحا، أفلست عندئذ أ&ع البشر؟ لكنك إذا كنت بليدا، وحاولت أن –

تكون نبيها، فستنضم إلى صفوف أولئك ا&تبل5دين في نباهتهم.

:سؤال &اذا نتشاقى؟

:كريشنامــورتي إذا سألت نفسك هذا السؤال وأنت تتشاقى يكون السؤال عندئذ ذا مغزى، ذا معنى. لكنك ح' تغضب، على سبيل ا&ثال، تراك / تسأل أبدا &اذا أنت غاضب، أم أنك تفعل؟ إنك / تسأل هذا السؤال إ/ /حقا وحسب. فبعد أن تغضبما أغباني ما كان علي أن أغضب. في ح' أنك، لو كنت واعيا، حاضر "تقول ! " :

البديهة لحظة الغضب، دون أن تدينه، لو كنت حاضرا بكليتك عندما يطرأ الهيجان علىذهنك، سترى عندئذ بأية سرعة يت0شى.

يتشاقى ا+طفال في سن معينة ويجب أن يتشاقوا +نهم مفعمون طاقة وحيوية – – ونشاطا، و/ بد3 لهذه من أن تتفجر في شكل ما أو آخر. ولكن هذه ا&سألة، كما ترون،

مسألة معقدة حقا، +ن سبب التشاقي قد يكون الطعام الخاطئ أو قلة النوم أو الشعور بعدم ا+مان وما إلى ذلك. فإذا لم تفهم جميع العوامل الداخلة في ا&سألة حق فهمها، إذ ذاك فإن الشقاوة من جانب ا+طفال تصير تمردا ضمن ا&جتمع، ليس لهم

فيه من متنف3س.

؟ إنهم أطفال يفعلون أشياء مريعة من شتى الجانحون "هل تعلمون من هم ا+طفال " الصنوف؛ إنهم في حال تمر4د ضمن سجن ا&جتمع +نهم لم يساعدوا أبدا على فهم مشكلة الوجود في كليتها. ما أشد حيويتهم، وبعضهم خارق الذكاء، وتمردهم هو

ساعدونا على الفهم، على اختراق هذا ا-كراه، هذا ا/نصياع الرهيب. "طريقة للقول " : لذلك فإن هذه مسألة هامة للغاية بنظر ا&ربي، الذي تفوق حاجته إلى التربية حاجة

ا+طفال إليها.

Page 25: فكر في هذه الأمور - جدو كريشنامورتي

:سؤال تعودت شرب الشاي. يقول أحد ا&درس' إنها عادة سيئة، بينما يقول مدرسآخر إنها / ضير منها.

:كريشنامــورتي ماذا ترى أنت؟ نح5 مؤقـتا ما يقوله غيرك من الناس فقد تكون أقوالهم –يتعود شيـئا سلفا؟ – – "من قبيل الحكم ا&سبق وأصغ للسؤال. ما رأيك في فتى "

سواء كان شرب الشاي أو التدخ' أو التنافس على ا+كل، إلى ما هنالك. قد / يكون هناك ضير من الوقوع في شرك عادة فعل شيء وأنت في السبع' من عمرك أو

الثمان'، وإحدى قدميك في القبر؛ أما وأنك في مستهل عمرك، فإن تعو4دك شيـئا سلفا هو أمر فظيع، أليس كذلك؟ تلك هي ا&سألة ا&همة، / مسألة وجود ضير من شربك

الشاي أو /.

تراك ح' تتعود شيـئا، يكون ذهنك في طريقه سلفا إلى ا&قبرة. إذا فكرت كهندوسي أو كشيوعي أو ككاثوليكي أو كپروتستنتي، فإن ذهنك في طريقه سلفا إلى ا/نحطاط والتلف. أما إذا كان ذهنك يقظا، مستفسرا ليكتشف &اذا أنت واقع في شرك عادة معينة، &اذا تفكر بطريقة بعينها، إذ ذاك فإن ا&سألة الثانوية حول وجود ضير من

تدخينك أو شربك الشاي تغدو يسيرة ا&عالجة.

*J. Krishnamurti, This Matter of Culture, Victor Gollancz Ltd, London, 1974, pp. 117-124.