www.nahda.ma 1 لحزب النهضة الميثاق الفكري

الفكريلميثاق ا

ما دامت الديمقراطية في أحد مبادئها األساسية تعني تدبير االختالف عن طريق تمجيد -1

التعددية، تظل األحزاب السياسية األداة الضرورية وإن لم تكن الوحيدة لتفعيل المبدأ

الديمقراطي.

إلرادة الشعبية بحكم من تداعيات هذا المبدأ، أن األحزاب السياسية تعتبر اآللية الوحيدة لعكس ا -2

الصالحية التي منحت لها في التمثيلية الشعبية وبحكم انفرادها بحق التنافس السلمي على

السلطة، وإن كان هذا الطرح محط شك وتساؤل ونقذ على ضوء ما أفرزته التجربة اإلنسانية

اسي كفاعل من بروز حركة المجتمع المدني كقوة تعبوية مأثرة واقتحام اإلعالم للمجال السي

وطرف في التوجيه المجتمعي.

من ضمن األسئلة المطروحة عن صواب حول هذه الصالحيات الممنوحة انفرادا إلى -3

األحزاب السياسية على ضوء ما أفرزته التجربة من انحرافات وانزالقات في تدبير واستغالل

األحزاب صالحية االنتداب الشعبي، يأتي السؤال المتعلق بالشرعية التي تستلهم منها تلك

االستحواذ على مهمة التمثيلية الشعبية وبواقعية تحقق هذه التمثيلية بصفة عامة.

وحيث أن ظهور األحزاب السياسية جاء بإيعاز ليبرالي مواكبا بصفة لصيقة ومتزامنة بروز -4

، دراميةالفكر االشتراكي، في إطار مواجهة فلسفية وفكرية وسياسية عنيفة وفي عدة أحيان

فإنها بالتأكيد تأثرت بشكل كبير بالظروف التي كانت وراء نشأتها.

ين دأومن ضمن إفرازات تلك المرحلة أن األحزاب السياسية ارتكزت في بنيتها على مب -5

أساسيين :

االنفراد بمهمة ترجمة مصالح الشرائح االجتماعية التي تعتقد الدفاع عن مصالحها إلى عمل -

للقيام بهذه المهمة مما واإليديولوجيةدون غيرها األدوات الفكرية سياسي باعتبارها تملك من

خلق سلم طبيعي لالضطالع بالمسؤولية داخلها،

تغليب هاجس الحياة بجميع األشكال الممكنة في مواجهة الصراعات ومحاوالت النسف التي قد -

تتعرض لها مما أدى إلى تقديس االنضباط والخضوع واالنصياع.

، عمدت األحزاب السياسية تاريخيا على تأسيس شرعيتها انطالقا من التمكن في هذا اإلطار -6

الفكري لقاداتها ومن قدرتها على فرض قوتها اإليديولوجية على المجتمع، مما اتخذ على

المستوى التنظيمي شكال هيكليا هرميا وممركزا يتميز باالنضباط الصارم وتنطلق فيه التحاليل

فوق، فيما تلعب التنظيمات القاعدية دور اآللة التنفيذية وتمنح والبرامج والقرارات من

الزعامة والمسؤولية بناء على الشرعية الفكرية أو على الشرعية النضالية التاريخية أو هما

معا.

مع فشل التجربة االشتراكية، تالشت المعتقدات الدغمائية في اإليديولوجيات، تاركة المجال -7

اإليديولوجيوزيع في المعتقدات السياسية حيث أخذت القيم مكان الحلم في المقابل إلى إعادة ت

ومؤدية إلى توسع دائرة البحث عن مشاريع وسبل سياسية جديدة، أكثر مالئمة لواقع

المجتمعات ولتعقد تناقضاتها، خاصة مع حلول العولمة وما أفرزته من مظاهر مجتمعية جديدة

ومن تشردم في المفاهيم.

www.nahda.ma 2 لحزب النهضة الميثاق الفكري

دت األسئلة حول معاني ومضامين مفاهيم كانت إلى وقت قريب محط إجماع فكري وفيما تعد -8

وفلسفي، عمقتها أكثر ظاهرة العولمة والثورة اإلعالمية وما أدتا إليه من تحوالت مجتمعية

هائلة، أجمعت اإلنسانية على يقين واحد القائل بأن الديمقراطية هي السبيل األفضل والوحيد

عوب ولتحقيق التعايش بينها.لتفادي استغالل الش

مع التطور اإلعالمي والتواصلي، توسعت كذلك دائرة التكوين والمعرفة والوعي وأضحى -9

الطلب يتعاظم على المساهمة والمشاركة في إبداء الرأي.

وفيما حاولت األحزاب السياسية مسايرة هذا التوجه، منخرطة في المطالبة بالديمقراطية في -11

على شكلها التنظيمي التقليدي الذي يغيب عنه الطابع الديمقراطي، مما المجتمعات، أبقت

جعلها في تناقض صارخ ووضعها في موضع مسائلة.

يعتبر ويؤمن حزب النهضة أن شرعية وجوده تبقى رهينة بنجاحه في رفع مثل هذه -11

التناقضات ولو أنه يعرف يقينا أن مشروعا من هذا الحجم يتطلب العزيمة والجهد والوقت وأنه

بالضرورة يندرج في مخطط تراكم التجارب.

اإلطار الحزبي والحداثة إن إشكالية التنظيم الحزبي تطرح على ضوء المهام التي يضطلع بها -12

تتطلب االجتهاد لصياغة هيكلة تنظيمية تساير التطور المجتمعي وتتالئم مع متطلباته.

باإلضافة إلى توجه فلسفي معين يستلهم منه كيانه الفكري، يقوم الحزب السياسي على ثالثة -13

مبادئ رئيسية :

تبادل،التفاعل الدياليكتيكي مع المجتمع في عملية تأثير دائم وم -

القدرة على استيعاب التناقضات المجتمعية لصياغة مشاريع سياسية تجيب عنها، -

التوفر على موارد بشرية مكونة ومؤهلة للقيام بالمهمتين السالفتين. -

إن التنظيم الحزبي آلية للقيام باألدوار المختلفة التي يضطلع بها الجهاز الحزبي وما المواعيد -14

عمل متواصل ومسترسل ومتفان تقوم به جميع أجهزة الحزب، وعلى االنتخابية إال تتويج ل

رأسها التنظيمات المحلية.

بالتالي، ال يكفي تأسيس تنظيمات محلية ما لم توضح من قبل كل المهام المرتبطة بها ونوعية -15

األعمال المنوطة بها وطريقة ضمان تجسيد تلك المهام والمنهجية المعتمدة لتكوين األجهزة

رة على نشاط التنظيم وكيفية ضمان إسهام الجميع في أنشطته.الساه

األساسي الذي اعتمده الحزب غني باألفكار وبالتدابير العملية الجريئة التي ظامال شك أن الن -16

تعلن بما ال يدع مجاال للشك عن اإلرادة الراسخة في إنشاء حزب سياسي من نوع جديد،

التي عرفها الفكر السياسي العالمي ويتعامل بنوع من يتفاعل بشكل إيجابي مع كل التطورات

البراغماتية مع التحوالت التي شهدها المجتمع المغربي.

ال يستطيع الحزب بلوغ مراميه دون زرعه لدى جميع أعضائه الشعور اليقين بالمساهمة في -17

المستويات، أطوار حياة الحزب. ولن يتأتى ذلك ما لم يتم اإلفساح المجال للمشاركة على جميع

مما يعني التوفر على هيكل ديمقراطي حقيقي.

وحيث أن الحاجز بين الديمقراطية والفوضى ضئيل للغاية، فال تستساغ أية ديمقراطية ما لم -18

تنبني على قواعد متينة وصلبة.

تقوم القواعد الديمقراطية التي يتبناها حزب النهضة على : -19

www.nahda.ma 3 لحزب النهضة الميثاق الفكري

دئ التي يقوم عليها الحزب،وحدانية وصدق اإليمان بالقيم والمبا -

التعاقد الذي يؤسس لجميع العالقات بين أعضاء الحزب والتشريع الذي يؤطر لها، -

التواصل الذي يمنح للجميع حق بلوغ األخبار والمعلومات والمعطيات، -

مقابل الحقوق الممنوحة للجميع، هناك الواجبات التي تخضع للمحاسبة، -

ا القانوني إلى التمثيلية وفي تسييرها للمراقبة من قبل هيئة كل هيئة تقريرية تخضع في تشكيله -

أعلى منها وفي مصيرها لحكم التصويت واالقتراع،

وتقوم المبادئ التنظيمية لحزب النهضة على: -21

االستقاللية التنظيمية، -

االستقاللية المالية، -

خدمة المواطنين والتكفل بمشاكلهم، -

الحيوية التنظيمية، -

اختيتتار المرشتتحين لالنتخابتتات الوطنيتتة وفتتق المستتاطير المحتتددة متتن طتترف االستتتقاللية فتتي -

األجهزة التقريرية للحزب.

يعتبر الحزب أن االنتماء له يخضع لقرار شخصي تتحكم فيه اعتبارات فكريتة وأخالقيتة معينتة -21

وبالتالي فإن مسطرة االنضمام للحزب تضم بالضرورة التزاما شخصتيا لصتاحب الطلتب. وفتي

صدد، ال تقبل االنخراطات الجماعية. هذا ال

يصدر المكتب السياسي نشرة داخليتة تعنتى باإلخبتار حتول المبتادرات التنظيميتة التتي يقتوم بهتا -22

الحزب وحول األنشطة ذات الصلة.