1
500 د: ـ العد2013 يناير03 مي�س ات م�ساج26 من ورث الدينيا أنت في الدن قرفاُ ومن ا فرض وصايته على من حاولُ عقل ي إعمال بتخذ منه موقفا. عقله وا أعمل* * * ديان؟تطور ا تن وتطور الفنوذا تا - ياتية،غيرات اتمل مع اتعاون ت الفنن - مع الثوابت.ديان فتتعامل ا أماعدالكون ما ثوابت في اهل توجد أي و- له؟ فكرة ال! قيقةممـ... في ا - تعاملى الدين عل إذن، يجب أن يقتصر ال- لها.ه لدنياله ويترك ا الشخصي مع ال* * * طويلةص الني بايوط ا أمس في أحد خط و تظهر منها ع نقبةُ جنب امرأة مُ جلستكسوة ا يدها سك فيُ تى ظفر إصبع. كانت حتنه قضمة خذت مُ أ»كوز درة مشوي« بقفاز أسودلم عن شيء أن أستعوبايل. أردت واحدة، واحييت أن نزولي واستلطريق ومكان يخص اي، فشجعها خلف وسألت رجدرتسألها، فاست أ الذيبتي عن سؤاليجا سارعة أدبي على ا غريبني لها، ويبدو أنها فهمت أنه لم أوجهي طوالفرغت لبلد_ فت حتى عن الاها وما تيسرحطة تذكر لي اسمق. في كل م الطري فيلطفية الها... كانت في غالومات عنع من ا.ء جميل فعكان في صوتها شيقيقة، و اي أن أحاول أنالنسبة لربة خرافية ب كانتلطيفةقطة اللذه الدثني في ه أتخيل وجه من اثنلعابر بني انساتواصل ا من النما أحدق في جبلعض، بي الب يعرفان بعضهمان القمة إلى السفح.لسواد موف با غامض ملف* * * م _شكس عديدة ورأيت انا زرت بلداره فيا غيزي ماليره في الهند غي_ فيً وأداء وغيره العربيغربد اره في ب أندونيسيا غي شكل رجلصر. كما أتذكرال في مطبيعة ا بوما حياة عمصيل ادين، بل شكل وتفا الذه الصورتج من كل ه صبيا.. وأستن كنتصر اليوم أقربن في م الدي رجال أن شكلارشر والشياطل اشكا صورات الطفولة لت.ء مخزي ومحزن فعم الرعب. شي في أف* * * ورةوميا بضرانا يني أزداد إقيقة أن اء، هؤجان اميساسم ل التصدي اليسواه والفطرة، ولة واليارهم أعداء اعتبا وا.نيدي أو كءنا كعلماني فقط أعدا* * * اجة إلى، فأشعر باتأسلمجوه ا أرى وني. غسل عي* * * البشر حاسبُ هو من ي وحدهلهن ال عندما كام ألطفسر شيوخ االهم، كان دو على أعمخرة بأنفسهم وبانوا مشغولثير. إذ كا بكيا وما فيها. وعندمانشغالهم بالدن أكثر من ار، انشغلواية تدفع لهم، وبالدوأت السعود بدلهم بدور اللقيان اس، ويريدون الناة ا بحياحيم هنا علىيق اق البشر و في حسابساب، يكون الدفع هنا اارض. طبعا طا ا هنا! بدوره* * * لبوذية حكاية مفادها أنت ادبيا في اجاورة كل عدةبلد اود إلى الد يعبر احا ف كل مرة يوقفه ضابطكبا حماره، وفيم را أيامار بدقة ف وا هوقوم بتفتيشهود ويد ا أو يستحق الضريبة، ما هو محظور يجد معهأعرف« :رتابة تقولضي ونظرته ا فيتركه يوما مادي يئا، وستقع في ب شيّ هرُ أنك ت أحيلبط الذيلضابل ا عديدة، تقا وبعد سنرات،ما، في إحدى احش مع الفعا على اذا كنت تخبرني: ماك أن بإمكاننا« : له فقالحميرا. كنت« :ح بكل بساطة. رد الف» ب؟ّ تهرمير ب اّ أهر* * * ديان، ازدراء اسمهاك تهمة امت هنادا ما جائزة لتكر هناكل يجب أن تكونقابفي ا فبر: على هذا ا صبح يوماُ نديان. مث ا نوبل جائزة علىنيوي ا الشيخ حصلمي في بولعلز العجاته اثبا ديان ا لتكربل. ا* * * من زمجرُ تمية. إس أصبحت معدتيلقلبيا لعلخيرة والكلمة ا بيرة. لكن ال زجاجةلحد. ا* * * ون الرشيد استدعى أحد حكي أن هارُ يرجل ما الده فقال عن درجة زهدين وسأله الزاهلصباح، ينتظر ا يلل ينام بال، أنه ح معناهتح... فقال ينف يتوقع أن يرمش جفنه وحرجلندهش ال. فا»ا أزهد منكأن« له الرشيدعروفضحك، إذ ا وتعجب من هذا الرد اء والشرابلنساويا محبا ل دنيلرشيد كان أن اأنت زاهد« : له الرشيدطرب. فقالت ال وحف فزاهد فيلفانية، أما أنا القصيرة الدنيا في ا طوال لهاي تعملبدية التة ايانة وا ا حياتك* * * هناك« :نيه شار ريعر الفرنسيلشال ا قالشاعر بيننان ا. لو كا» رازهمُ هم ب أناس يتقدم راز.ُ البناك أزمنة يتقدمهاقال: إن ه اليوم ل* * * منْ ابَ يب محفوظ. ج له يرحمه عمنا الادل مؤمنا. :ا قال خر ا م�صريليان ت�صكي كاتب وفنجان اميسورة التصدي لانا بضر أزداد إو�صف ليمود يخفيه سورية، ما كان ي ، فيً انكشف أخيرا من ضروبئفان الزارية وأمانهااتو أمن الديكت على حقيقتهاد انفقأ. ظهرت قً ّ دم ف، كأن العنً عنفا بوصفهالفاسد اادستبد ا سكينةلنظام لّ كارثي ، هو أثرً ، منهجياً را متكرً نظما محن ضحاياها، نن. غير أناسي والسيقتصادي امن.ب هو هذا ا أمن كاذّ ا نعلم أيّ ، كنلسابق اجساد ، واَ يق الدمي غرف التحق لقد رأينا فرفوسة اعخة، وافسوذ افخاحة، واشبو ا ةّ لويطراف ا بة، واَ رْ هَ كُ ء اعضار، واالبسطا بشر وإباءهم. البّ ت، وذلو ال. ورأيناشل حتى ال نختبر، على أجسادنا،ا أن لقد أتيح لنجهزةكومة باديثة اتورية الديكتا طبيعة ا تكاد الذياسيم السيلنظامنية: ذلك ا اقانونية.قية و له بنية سياسية حقو أن تكونتهاطة ليس لذاسلو شهوة الفعلي هنونه ال وقامعات،جتذه اا، في مثل هنه ، بل فحسب الدولة إلى لّ و وة، وتقدر أن الثر مصدررباح.ئل استثماري ها مشروع ااسي أو سيٍ تعالّ ة أياتوريلديكت ليس ل أن تكون لهاً وريا ليس ضر ، بلّ وقي فعلي حقٍ نكرةّ دار بأيُ أن تكن رفعة شخصية، حتىّ أيتساؤل يدفع إلى المر الذيدفة، اصا وليد ا أوٍ خ فيه ماضلنظام تاريثل هذا ا كان إذا اّ عمحظة التيلم ال نظا مستقبل. فهو يكاد أن يكون معارضةّ باختفاء كلمها وأمانها إ دواد هما ، مً لبشر جميعا، وجعل انوعيم ا وتعم شيء، كماّ نهم كل ،، متساوين تبايناتهم تكند رعايا شيء، مجر نهم وقراطية، بل في الدصيرهم. مّ كن التحك اسي، مستوى السيت حيا ه نظام يّ إنياسةود الس ه حدّ جتماعي، كما لو أن بل وا الفراغ وزمنه هو زهّ حيّ جتماع، كما لو أن واومة دة وزمن ب أمكن ز بّ حي« :لحظة هو النفعالوف، ذلك ا فهي ا هّ كل ا آلة ذلكّ أمى تعليم، و يحتاج إل ط، الذي، البسي العفوي يعرفاسي، و أو سيجتماعيبع ا ز بطاّ تمي يدة آنه شيء عن الوثني ي، و قوانائح أو لووف، ما يصنعوف، ثم اوف، ا د. اَ لْ وَ تْ سُ يم الغريب.لنظاة هذا ا حيا تراه ماّ د كلّ ر وولّ الذي تفج ذلك هو العنفً والهمجية: بدءاب القسوة من ضرون اع ا بالعصي من الضربذي انتقلمني ال اّ ل بائرات،لطااريخ وات الصوجما إلى القصف براطف والذبحبل واقاربي العنف ا باً ورا مر صوب منّ ر من كلا ينهم ً نتهاء والتقطيع، ا«مكارثية» العنصري ولطائفي التمييز ا خطاباتهم إلى التخوين وميلان والفنثقفه ا أشبالغاء. وا إعادة إنتاجوف، آلةجز انكسر حا ا حخيرت عنف هذا ا انف منّ ، لم يكن بدلنظام ا لدى أمهاتنا حتىً كان معروفا. ذلك عقالّ من كلاء من مصائبصيبة دهم مّ ام كل ، أمّ لواتي كن العظم. من اّ جيرهنله أن ي من النظام، يطل ال ذلك إلى غيرّ نتهي كل أجـــل أن ي ومـــندنية ا ثورة شعبنا نزال مـــــع ا وّ رجعة، كنا إلى حرب يريدهاويله قراطية، وضدو الدد جهلنا، ويزداهارسة سواا على يقوى منلدمار. وماقتل واا أمعنت بالرابح كلم ال بطرفها اّ الثورة إن بداية في«سلميةال» شعارُ هَ سَ كَ ع بها من مخاطر ومخاوف،ّ ما يحف وعي هو ته، والذيّ تركزة في قمم النظا لبنية اً نظرا ناته، ويحظىّ في مكوً شديداً حمابدي ت يزال يقتصادية وعسكريةعية واجتمايد قواعد ا بتأيثنية ا بفسيفسائه زّ تمي يٍ بلد في ى،ّ شتٍ غياب ز بّ تمي دة، كما يّ عقذهبية ائفية والطا وات بهي ذهبدني الذجتمع اهر اكل مظا ل كاملطلق.ن القمع ا عقود مه حتى في بعضج ذاتظام إنتاد الن هل أعا حرب؟ وما مقادير أنه نقيضه؟ ثورة أمن يزعم م إسقاطً اّ شهد؟ من يريد حق في انهما كل مون؟ تلك هيسلميربجيون أم الم؟ النظا ا موتها.رية أو حياة سويوم أسئلة اللة رير ، رئي�سجم �صوري كاتب وم�صاتجمة والدرال ل"ج�صور" »منا« اتورية الديكتُ دْ لِ ج ثائر ديب

أزداد إيمانا بضرورة التصدي للإسلاميين المجانين

Embed Size (px)

DESCRIPTION

مثاطع للكاتب والفنان التشكيلي المصري يوسف ليمود، نشرت في أسبوعية الوطن الآن المغربية

Citation preview

Page 1: أزداد إيمانا بضرورة التصدي للإسلاميين المجانين

م�ساجالتاخلمي�س 03 يناير 2013 ـ العدد: 500 26

ومن املقرفات في الدنيا أن من ورث الدين بال إعمال عقل يحاول فرض وصايته على من

أعمل عقله واتخذ منه موقفا.

* * *

- ملاذا تتطور الفنون وال تتطور األديان؟- ألن الفنون تتعامل مع املتغيرات احلياتية،

أما األديان فتتعامل مع الثوابت.ماعدا الكون في ثوابت أي توجد وهل -

فكرة الله؟- ممممـ... في احلقيقة ال!

- إذن، يجب أن يقتصر الدين على التعامل الشخصي مع الله ويترك الدنيا ألهلها.

* * *

أمس في أحد خطوط امليني باص الطويلة جلست جنب امرأة منقبة ال تظهر منها عني وال حتى ظفر إصبع. كانت تسك في يدها املكسوة بقفاز أسود »كوز درة مشوي« أخذت منه قضمة شيء عن أستعلم أن أردت واملوبايل. واحدة، أن واستحييت نزولي ومكان الطريق يخص أسألها، فاستدرت وسألت رجال خلفي، فشجعها الذي سؤالي عن إلجابتي املسارعة على أدبي غريب أنني فهمت أنها ويبدو لها، أوجهه لم طوال لي فتفرغت البلد_ عن حتى _رمبا الطريق. في كل محطة تذكر لي اسمها وما تيسر من املعلومات عنها... كانت في غاية اللطف في فعال. جميل شيء صوتها في وكان احلقيقة، كانت جتربة خرافية بالنسبة لي أن أحاول أن

أتخيل وجه من حتدثني في هذه اللقطة اللطيفة ال اثنني بني العابر اإلنساني التواصل من يعرفان بعضهما البعض، بينما أحدق في جبل

غامض ملفوف بالسواد من القمة إلى السفح.

* * *

بلدانا عديدة ورأيت اإلسالم _شكال زرت في غيره ماليزيا في غيره الهند في وأداء_ أندونيسيا غيره في بالد املغرب العربي وغيره بطبيعة احلال في مصر. كما أتذكر شكل رجل حني عموما احلياة وتفاصيل شكل بل الدين، الصور هذه كل من وأستنتج صبيا.. كنت أقرب اليوم مصر في الدين رجال شكل أن لتصورات الطفولة ألشكال الشياطني واألشرار

في أفالم الرعب. شيء مخزي ومحزن فعال.

* * *

احلقيقة أنني أزداد إميانا يوميا بضرورة هؤالء، املجانني لإلسالميني احلاسم التصدي واعتبارهم أعداء احلياة والله والفطرة، وليسوا

فقط أعداءنا كعلمانيني أو كالدينيني.

* * *

أرى وجوه املتأسلمني، فأشعر باحلاجة إلى غسل عيني.

* * *

عندما كان الله وحده هو من يحاسب البشر

ألطف اإلسالم شيوخ دور كان أعمالهم، على وباآلخرة بأنفسهم مشغولني كانوا إذ بكثير. وعندما فيها. وما بالدنيا انشغالهم من أكثر بدأت السعودية تدفع لهم، وبالدوالر، انشغلوا الله بدور القيام اآلن ويريدون الناس، بحياة على هنا اجلحيم وحتقيق البشر حساب في األرض. طبعا طاملا الدفع هنا، يكون احلساب

بدوره هنا!

* * *

أن مفادها حكاية البوذية األدبيات في فالحا يعبر احلدود إلى البلد املجاورة كل عدة يوقفه ضابط مرة كل وفي راكبا حماره، أيام احلدود ويقوم بتفتيشه هو واحلمار بدقة فال يجد معه ما هو محظور أو يستحق الضريبة، »أعرف تقول: املرتابة ونظرته فيتركه ميضي ما«. يوما يدي في وستقع شيئا، تهرب أنك وبعد سنني عديدة، تقابل الضابط الذي أحيل الفالح، في إحدى اخلمارات، املعاش مع على له: »اآلن بإمكانك أن تخبرني: ماذا كنت فقال الفالح بكل بساطة: »حميرا. كنت تهرب؟«. رد

أهرب احلمير«.

* * *

مادامت هناك تهمة اسمها ازدراء األديان، ففي املقابل يجب أن تكون هناك جائزة لتكرمي اخلبر: هذا على يوما نصبح مثال األديان. نوبل جائزة على احلويني الشيخ حصل لتكرمي األديان إلثباته اإلعجاز العلمي في بول

اإلبل.

* * *

من تزمجر إسالمية. أصبحت معدتي زجاجة بيرة. لكن الكلمة األخيرة والعليا للقلب

امللحد.

* * *

أحد استدعى الرشيد هارون أن يحكي الزاهدين وسأله عن درجة زهده فقال الرجل ما معناه، أنه حني ينام بالليل ال ينتظر الصباح، وحني يرمش جفنه ال يتوقع أن ينفتح... فقال الرجل فاندهش منك«. أزهد »أنا الرشيد له املعروف إذ املضحك، الرد هذا من وتعجب أن الرشيد كان دنيويا محبا للنساء والشراب زاهد »أنت الرشيد: له فقال الطرب. وحفالت في الدنيا القصيرة الفانية، أما أنا فزاهد في طوال لها تعمل التي األبدية واحلياة اجلنة

حياتك«.

* * *

»هناك شار: رينيه الفرنسي الشاعر قال برازهم«. لو كان الشاعر بيننا أناس يتقدمهم

اليوم لقال: إن هناك أزمنة يتقدمها البراز.

* * *

الله يرحمه عمنا جنيب محفوظ. جاب من اآلخر ملا قال: ال جتادل مؤمنا.

كاتب وفنان ت�صكيلي م�صري

أزداد إميانا بضرورة التصدي لإلسالميني املجانني يو�صف ليمود

يخفيه كان ما في سورية، أخيرا، انكشف أمن الديكتاتورية وأمانها الزائفان من ضروب العنف، كأن دمال قد انفقأ. ظهرت على حقيقتها عنفا بوصفها الفاسد االستبداد سكينة للنظام كارثي أثر منهجيا، هو متكررا، منظما االقتصادي والسياسي. غير أننا، نحن ضحاياه السابقني، كنا نعلم أي أمن كاذب هو هذا األمن. واألجساد الدم، التحقيق غرف في رأينا لقد املشبوحة، واألفخاذ املفسوخة، واألعني املرفوسة بالبسطار، واألعضاء املكهربة، واألطراف امللوية حتى الشلل. ورأينا املوت، وذل البشر وإباءهم.

أجسادنا، على نختبر، أن لنا أتيح لقد طبيعة الديكتاتورية احلديثة احملكومة باألجهزة تكاد ال الذي السياسي النظام ذلك األمنية: وقانونية. حقوقية سياسية بنية له تكون أن وقانونه الفعلي هو شهوة السلطة ليس لذاتها املجتمعات، هذه مثل في ألنها، بل فحسب، إلى الدولة حتول أن وتقدر الثروة، مصدر

مشروع استثماري هائل األرباح.

أو سياسي تعال أي للديكتاتورية ليس لها تكون أن ليس ضروريا بل فعلي، حقوقي أي رفعة شخصية، حتى ميكن أن تدار بأي نكرة التساؤل إلى يدفع الذي األمر املصادفة، وليد عما إذا كان ملثل هذا النظام تاريخ فيه ماض أو مستقبل. فهو يكاد أن يكون نظام اللحظة التي ال جتد دوامها وأمانها إال باختفاء كل معارضة مهما جميعا، البشر وجعل اخلنوع، وتعميم تكن تبايناتهم، متساوين، ال ألنهم كل شيء، كما في الدميوقراطية، بل ألنهم ال شيء، مجرد رعايا

ميكن التحكم مبصيرهم.السياسي، مستوى حتت يحيا نظام إنه السياسة حدود أنه لو كما واالجتماعي، بل الفراغ وزمنه أن حيزه هو لو كما واالجتماع، هو اللحظة: »حيز بال أمكنة وزمن بال دميومة«. االنفعال ذلك اخلوف، فهي كله ذلك آلة أما العفوي، البسيط، الذي ال يحتاج إلى تعليم، وال أو سياسي، وال يعرف اجتماعي يتميز بطابع لوائح أو قوانني، وال يثنيه شيء عن الوالدة آن

يستولد. اخلوف، اخلوف، ثم اخلوف، ما يصنع حياة هذا النظام الغريب.

ذلك هو العنف الذي تفجر وولد كل ما تراه األعني اآلن من ضروب القسوة والهمجية: بدءا باحلل األمني الذي انتقل من الضرب بالعصي والطائرات، الصواريخ براجمات القصف إلى مرورا بالعنف احلربي املقابل واخلطف والذبح والتقطيع، انتهاء مبا ينهمر من كل صوب من خطابات التمييز الطائفي العنصري و «مكارثية» أشباه املثقفني والفنانني وميلهم إلى التخوين

واإللغاء.حني انكسر حاجز اخلوف، آلة إعادة إنتاج النظام، لم يكن بد من انفالت عنف هذا األخير من كل عقال. ذلك كان معروفا حتى لدى أمهاتنا اللواتي كن، أمام كل مصيبة دهماء من مصائب

النظام، يطلنب من الله أن يجيرهن من األعظم.غير إلى ذلك كل ينتهي أن أجـــل ومـــن املدنية شعبنا ثورة مـــــع نزال وال كنا رجعة، الدميوقراطية، وضد حتويلها إلى حرب يريدها

من ال يقوى على ممارسة سواها، ويزداد جهلنا بطرفها الرابح كلما أمعنت بالقتل والدمار. وما إنا الثورة بداية في «السلمية» شعار عكسه ومخاوف، مخاطر من بها يحف ما وعي هو قمته، والذي ال املتركزة في النظام لبنية نظرا يزال يبدي تالحما شديدا في مكوناته، ويحظى وعسكرية واقتصادية اجتماعية قواعد بتأييد اإلثنية بفسيفسائه يتميز بلد في شتى، والطائفية واملذهبية املعقدة، كما يتميز بغياب كامل لكل مظاهر املجتمع املدني الذي ذهبت به

عقود من القمع املطلق.هل أعاد النظام إنتاج ذاته حتى في بعض من يزعم أنه نقيضه؟ ثورة أم حرب؟ وما مقادير إسقاط حقا يريد من املشهد؟ في منهما كل هي تلك السلميون؟ أم احلربجيون النظام؟

اليوم أسئلة حياة سورية أو موتها.

كاتب ومرتجم �صوري، رئي�س حترير جملة

"ج�صور" للرتجمة والدرا�صات

جلد الديكتاتورية »اآلمن« ثائر ديب