41
ة ئ ي ب ل ل ة ئ ئ ا ن ج ل ا ة ماي ح ل ا ار ش شت م ل ا ور ت ك الد سامة / ا د ب ع ز ي ز لع ا ت ج ب ص ا ة ئ ض ق اذ ق ن7 ا ة ئ ي ب ل ا ل ك ش ت ي ص ق ا ات حدي تD شان ت7 الإ ي فD زن لق ا د دي ح ل ا، و ه ف ي الد ع ن ص ده بQ ئ لة ك ش م ث ي و ل ي ة ئ ي ب ل ا و ه و وحده ي الد ة ئ ل ع ها اذ ق ن7 ا، ا لد ث طل ت ئ ر عص ل ا اذم ق ل ا ة اف ق ن ده دي ح ق ل ط ي ها علي ة اف ق ن اء ق ن ل ا ة ئ ي ب ل ل ة ئ ئ ا ن ج ل ا ة ماي ح ل ا ة ئ i ض ق ت ج بi ص ا لة ك i ش م ده i بQ ئ ع نi ص ي دi و الi ه ف د ، i دي ح ل اD زن i لق ا ي فD انi ش ت7 الإ ات ديi ح ت يi ص ق ل ا ك i ش ت ة i ئ ي ب ل ا اذ i ق ن7 ا اi ه اذ ق ن7 ة ا i ئ عل ي دi ده الi وح وi ه و ة i ئ ي ب ل ا ث ي وi ل ي ة i اف ق ن اi ه علي قi ل ط ي ده i دي ح ة i اف ق ن اذم i ق ل ر اi عص ل ا ث ل ط ت ئ ا دi ، ل اء i ق ن ل اCulture of Permanence اعة i ض7 اD ة ذون i اي اح ب ت ح ا ي ة ري i ش لت ل ي ل اi ح ل ل ا i ن ج ل ا ي ف نD ن ا اi ه م وا ق ، و ر ي i ي غ ن ئ ام ر يi ل وا ةi ع راج م رi م الإ ث ل ط ت ئ رض ه الإ دi ه ي ف ري i ش لت س ا ن ح لء ا ا i ق ن ر م تi س ت ي لك ، و ةi اذم ق لل ا ا i ب ج الإ ي عل ةi زص لق ا ة i ئ ف ط غا ل ا ةi ط راي ل ا ة i وي ق ن و ةi ع نQ ت لط ا ةi داس ق ي ل7 ا وذهi ع ل ل وهi ع ذD ونi ك يD ن ا اi ه عل ا ،i ه ع م ة i ئ ق لإ ع و ةi ع نQ ت لط اD ن مD انi ش ت7 الإ ف i ق و م غا. ن م ج ر ش لت اD ن ي ب ها و ي يQ ب[1]

حماية البيئة

  • Upload
    -

  • View
    306

  • Download
    2

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الشيكة الجنوبية للدفاع عن حقوق الأنسان

Citation preview

Page 1: حماية البيئة

للبيئة الجنائية الحمايةالعزيز عبد أسامة/ الدكتور المستشار

فهو ، الجديد القرن في اإلنسان تحديات أقصي تشكل البيئة إنقاذ قضية أصبحت يتطلب لذا ، إنقاذها عليه الذي وحده وهو البيئة تلويث مشكلة بيده صنع الذي

البقاء ثقافة عليها يطلق جديدة ثقافة القادم العصر

 الحماية الجنائية للبيئة

 

إنقاذ البيئة تشكل أقصي تحديات اإلنسان في القرن الجدي��د ، فه��و أصبحت قضية ، ل��ذا يتطلب العص��ر الذي صنع بيده مشكلة تلويث البيئة وه��و وح��ده ال��ذي علي��ه إنقاذه��ا

، وقوامها أنCulture of Permanence  القادم ثقافة جديدة يطلق عليها ثقافة البقاء يفي الجيل الحالي للبشرية باحتياجاته دون إضاعة الفرص��ة علي األجي��ال القادم��ة ، ولكي يستمر بقاء الجنس البشري في هذه األرض يتطلب األمر مراجعة وال��تزام بتغي��ير موق��ف اإلنسان من الطبيعة وعالقت��ه معه��ا ، عله��ا أن تك��ون دع��وة للع��ودة إلي قداس��ة الطبيع��ة

وتقوية الرابطة العاطفية بينها وبين البشر جميعا.

[1]

Page 2: حماية البيئة

 تجاهلها يمكن ال قيمة أصبح البيئة على الحفاظ

إن احترام البيئة ال بد وأن ينب��ع من أس��اس إنس��اني يتمث��ل في دور اإلنس��ان في مراجع��ة وتغيير مواقفه حيال الطبيعة وعالقته معها ، وذلك من خالل قواعد متفق عليها تمثل الح��د

األدني لما يمكن أن يبذله الفرد في المجتمع في اإلسهام في الحفاظ علي تلك البيئة.

ذهب البعض إلي عدم مالءمة استخدام القانون الجنائي أداة لتقرير حماية البيئة وكثيرا ما علي أساس أن هذا الق��انون يواج��ه الس��لوك الف��ردي بينم��ا ينب��ع االعت��داء علي البيئ��ة من سلوك جماعي تراكمي أكثر مما ينتج عن سلوك ف�ردي ، وبالت�الي يك�ون الق��انون اإلداري وفقا لهذا الرأي هو األكثر مالءمة لتقرير هذه الحماي��ة ، فق��د م��ال ال��راجح من ال��رأي إلي

باعتب��اره غير ذل��ك مؤك��دا علي أن الق��انون الجن��ائي ه��و المن��وط بتقري��ر تل��ك الحماي��ة ، القانون الذي يعبر أصدق تعبير عن المصالح والقيم االجتماعية األساسية ويواجه المساس

.   [ 1 ] بها ، مما يتطلب اعتبار االعتداء علي البيئة جريمة يعاقب عليها القانون

 المجتمع في جوهرية لقيمة حماية البيئة حماية

وإذا كان القانون الجنائي- عموم��ا- يس��تهدف حماي��ة القيم الجوهري��ة للمجتم��ع والمص��الح األساس��ية لألف��راد ، س��واء ك��انت ه��ذه القيم أو المص��الح ج��ديرة في ذاته��ا بالحماي��ة ، أم

[2]

Page 3: حماية البيئة

اعتبرها المشرع ك��ذلك بالنظ����ر لجمل���ة إعتب����ارات معق����دة يق���دره���ا ه��و ، فق��انون العقوب��ات يحمي الح��ق في الحي��اة والح��ق في س��المة الب��دن )بتج��ريم القت��ل و الض��رب والجرح وإحداث العاهات( ، وكذا يحمي الشرف واالعتبار )بتجريم السب والقذف وإفشاء األسرار( ، وكذلك يصون الملكية الفردية )بتجريم السرقة والنصب وخيانة األمانة( ، فك��ل

، وإن كانت تمثل قي�����ما جوهري��ة ، ف��إن األم��ر ال يخل��و من حماي��ة بعض األمثلة السابقة القيم أو المصالح المعتبرة من وجهة نظر المشرع جديرة بالحماية بحسب ظروف الزمان

. [ 2 ]والمكان

  وبينما كانت الجرائم ال��تي يتض��منها الق��انون الجن��ائي يش��ترط أن تص��يب نوع��ا من الثب��ات واالس��تقرار ، وخاص��ة فيم��ا يتعل��ق بعناص��ر التج��ريم ، وهي م��ا ك��ان يطل��ق عليه��ا الجرائم الطبيعية التي ال تتغير بتغير الزمان والمكان ، لذا فقد وجدت مكانها الطبيعي في المدونة العقابية منذ زمن بعيد في معظم األنظمة القانونية ، بيد أن األمر جد مختلف فيما يتعلق بجرائم البيئة ذلك أن تلك الجرائم لم يكتش��ف ض��ررها إال في وقت ح��ديث نس��بيا ، فكل األنشطة التي تعتبر اعتداء علي البيئة مما يسبب مسئولية جنائية ، مسائل متغ��يرة ، تتوقف كثيرا علي ما يق��رره العلم واألبح��اث الحديث��ة ، وط��بيعي أن ج��رائم مث��ل تل��ك من

بيد أن ذلك ال يمنع من ضرورة احتوائه��ا الممكن أن تتغير في أي وقت وتحت أي ظروف] جنائيا ، وبذلك يكون المجال مفتوحا بشكل أكثر وضوحا في الق��وانين الجنائي��ة الخاص��ة

3 ] .

العلم يقرره لما تخضع متغيرة مسائل البيئة على االعتداء أنشطة

[3]

Page 4: حماية البيئة

  الحديثة واألبحاث

فعندما تتفاقم األخطار التي تهدد بيئة اإلنسان ، فال بد أن يتدخل الق��انون الجن��ائي لبس��ط وتك��ون محرك��ا لغرائ��زه الداخلي��ة، حمايته علي المجاالت ال��تي يحي��ا فيه��ا وبه��ا اإلنس��ان

العدائية التي تترجمها جوارح��ه في أعم��ال ع��دوان علي م��ا ع��داه من مخلوق��ات ، س��واء ، فبدون الج�زاء الجنائي لن تتحق�ق ألي [ 4 ]  كانت حيوانات أو نباتات أو حتي أشياء جامدة

من القوانين التنظيمية الفعالية الكافية لمواجه��ة كاف��ة أفع��ال االعت��داء علي ه��ذه القيم��ة. [ 5 ]األساسية من قيم المجتمع )البيئة(

 

وإذا كانت النظم القانونية تعهد لقواعد ق��انون العقوب��ات بحماي��ة الحق��وق الج��ديرة بالرعاية ذات األهمية االجتماعية فإن تدخل هذه القواعد بتجريم المساس بالبيئة المحيطة أص�بح أم�������را جوهري�ا وحتمي�ا نظ�را لألض�رار ال��تي يخلفه��ا التل�وث البي�ئي علي حق��وق اإلنسان ، لذا فق��د ذهب ال��راجح من ال��رأي ، وبح��ق ، إلي اعتب��ار ه��ذا الن��وع من األفع��ال يشكل إخالال بركيزة أولية للوجود االجتماع�ي في ذات��ه ، نظ��را لمساس��ه بالص��حة العام��ة

فرك�يزة ،  [ 6 ]  ألف�راد المجتم�ع ، ومن ثم وجب أن يت�دخل الق�انون الجن�ائي في حمايت�ه الب��د في س��بيل ص��يانتها علي نح��و فع��ال ، من أن يمت��د العق��اب ال إلي الوجود االجتماعي

السلوك المخل بها مباشرة فحسب ، وإنما إلي ك�ل س��لوك يع��د خط�وة في الطري�ق إلي. [ 7 ]ذلك اإلخالل المباشر

 

ولم��ا كن��ا ال ننتظ��ر من النص الجن��ائي- وليس من وظيفت��ه - أن يغ��ير أو يمح��و من ، تل��ك العوام��ل االجتماعي��ة أو االقتص��ادية أو الوجود األسباب و العوامل الدافعة لإلج��رام

النفسية أوالبيئية ، ألن النص الجنائي لم يوضع أصال لمكافح��ة ه��ذه العوام��ل ، ب��ل م��ا ق��د يترتب عليها من آثار إجرامية ، لذا فقد كان لزاما معالجة تدخل القانون الجنائي لمثل هذه العوامل بطريقة خاصة تضمن تحقيق اله��دف المنش��ود وه��و )توف��ير بيئ��ة مالئم��ة ص��الحة

، وذل�ك بتج�ريم الص�ور المختلف�ة لالعت�داء علي البيئ�ة ، حيث إن المش�رع [ 8 ] لحياة اإلنسان( غالبا ما يضطر إلي االعتم�������اد علي الجزاء الجنائي لض��مان اح��ترام المكلفين بالقواع��د

. [ 9 ]  بالمشاكل البيئية خطورة والمتعلقة القانونية ، وخاصة األكثر

 

[4]

Page 5: حماية البيئة

وبهذا يبدو دور القانون الجنائي كحارس لركائز الكي��ان االجتم��اعي وم��ربي مه��ذب  ، كما يأتي دوره في حماية البيئة بحسبانها أحد القيم المجتمعي��ة الجدي��دة [ 10 ]  للشعوب

التي برزت علي الساحة وال��تي أص��بحت ت��رقي علي غيره��ا من بعض القيم ال��تي يحميه��ا القانون الجنائي، فالحال هنا ال يتعلق بحق فردي أو حتى بحقوق مجموعة من األفراد، ب��ل أصبح يتعلق بح��ق الجماع��ة بأس��رها ، يمس أس��س بقائه��ا وش��رائط اس��تمرارها وعوام��ل

. [ 11 ]وجودها وتطورها

 

 اإلنسان حقوق من حق النظيفة البيئة

، والمتعل��ق  وتأكيدا لهذا االتجاه جاء قرار المجلس ال��وزاري األوربي لق��انون البيئ��ة         " البيئ��ةبمساهمة القانون الجنائي في حماية البيئ��ة ، حيث تقض��ي الم��ادة األولي من��ه أن

تشكل قيم������ة أساس���ية كالحياة أو الملكية الخاصة أو العامة ، لذلك يجب حماية البيئة بذات القدر في القانون الجنائي ، وبجانب القتل والس��رقة ، يجب أن يتض��من ك��ل ق��انون

. [ 12 ]عقوبات تجريما أو أكثر للتلوث ولألضرار واالنتهاكات األخري للطبيعة "  

وتنبغي اإلشارة إلي أن هذا القانون يتحلي بذاتية خاص�ة تنطب�ع علي نصوص�ه ، ل��ذا وذل��ك علي غ��رار العدي��د من ف��روع ق��انون العقوب��ات  "بقانون عقوبات البيئة " ، تسمي ، حيث ظه��ر التخصص الن�وعي ق�د امت�د إلي مي�دان الق�انون الجن�ائي  ، ذلك أن الحديثة

الق��انون الجن��ائي الض��ريبي ، والق��انون الجن��ائي لحماي��ة المس��تهلك ، والق��انون الجن��ائي   الق��ول بوج��ود الق�انون لألعمال ، والق�انون الجن�ائي الط�بي ، فإن�ه يب�دو من المقب�ول ،

وهو يعني بدراسة الظاهرة اإلجرامي��ة ال��تي تش��كل اعت��داء غ��ير مش��روع   الجنائي البيئي[5]

Page 6: حماية البيئة

علي البيئ��ة ، بالمخالف��ة للقواع��د النظامي��ة ال��تي تحظ��ر ذل��ك االعت��داء ، كم��ا يهتم ببي��ان. [13العقوبات المقررة لألعمال غير المشروعة من الناحية البيئية

ومرجع نشأة هذا الفرع من فروع الق��انون )الق��انون الجن��ائي البي��ئي ( إلي تغلغ��ل  الجزاء الجنائي في ق��وانين حماي��ة البيئ��ة ، ولق��د ك��ان موض��وع دور الق��انون الجن��ائي في حماية البيئة والطبيعة ضمن أعمال المؤتمر الثامن لألمم المتحدة لمنع الجريم��ة ومعامل��ة

، حيث نص أحد قرارات المؤتمر الخاصة علي أن " 1990 المجرمين الذي عقد في هافانا أن المؤتمر يدرك وجود حماية البيئة في حد ذاتها بمختلف مكوناتها بوصفها دعام��ة الحي��اة وقوامها.ومع الخشية من حدوث كوارث بيئية نتيجة االضطرابات في النظام األيكول��وجي ، يدرك ضرورة بذل جهود دولية مكثفة من أج��ل إنق��اذ البيئ��ة وحمايته��ا من الت��دهور ، فمن ال��واجب اتخ��اذ الت��دابير الالزم��ة في مي��دان الق��انون الجن��ائي إلي جان����ب التدابي�����ر

المنص������وص عليها في القانون اإلداري والمدني .

ويتأتي ذلك بإصدار قوانين جنائية وطنية تستهدف حماية الطبيعة والبيئة واألشخاص المهددين بتدهورهما ، أو بتعديل ما هو موجود من هذه القوانين من جهة ، وتنفي��ذ م��ا ه��و

. ويع��ني ه��ذا الق��انون بدراس��ة [ 14 ]قائم من قوانين تتعلق بحماية البيئة من جهة أخ��رى بالمخالفة للقواعد النظامية الظاهرة االجرامية التي تشكل اعتداء غير مشروع ضد البيئة

التي تحظر هذا االعتداء .

 

 الدولية الجنائية المحكمة شعار

الدور ال��ذي يمكن أن في المؤتمر التاسع لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين كما برز يضطلع به القانون الجنائي في حماية البيئة على الص��عيدين الوط��ني وال��دولي باعتب��ار أن

  البيئة تمثل قيمة أساسية يجب صيانتها ألهميتها االقتصادية كما يشار إلى أن اعتبار العبث بالبيئة في بعض صوره أضحى من قبي��ل ج��رائم الح��رب   

التي تستوجب تدخل المجتمع الدولي بأسره للتصدي لها ، فنجد أن نظام روم��ا األساس��ي للمحكمة الجنائي��ة الدولي��ة ق��د انتظم في مادت��ه الثامن��ة تحت عن��وان ج��رائم الح��رب في

والتي تجري علي أن " يكون للمحكمة اختص��اص فيم��ا يتعل��ق بج��رائم4()ب( /2الفقرة )[6]

Page 7: حماية البيئة

، وال سيما عندما ت��رتكب في إط��ار خط��ة أو سياس��ة عام��ة أو في نط��اق عملي��ة الحرب لغرض ه��ذا النظ��ام األساس��ي تع��ني ج��رائم (2 )     ارتكاب واسعة النطاق لهذه الجرائم

-.....................الحرب أ )ب( االنتهاكات الخطيرة األخرى للقوانين واألعراف الس��ارية على المنازع��ات الدولي��ة

المسلحة في النطاق الثابت للقانون الدولي ، أي فعل من األفعال اآلتية : � تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعي��ة في األرواح4       

أو عن إص��ابات بين الم��دنيين أو عن إلح��اق أض��رار مدني��ة أو إح��داث أث��ر واس��ع النط��اق وطوي��ل األج��ل وش��ديد للبيئ��ة الطبيعي��ة يك��ون إفراط��ه واض��حا بالقي��اس إلي المكاس��ب

. [ 15 ]العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة

 

وال يفوتنا أن نشير إلى أنه بالنسبة إلي االتجاه الذي غلب الق��انون الجن��ائي ك��أداة لتقري��ر حماية البيئة عن غيره من القوانين ، فقد ذهب إلي إخضاع هذه الحماية إلي أحكام خاص��ة قد ال تتفق مع األحكام العامة لقانون العقوبات في مجملها ، وهذه األحكام الخاصة تك��ون علي مستوى المسئولية الجنائي��ة أو علي مس��توى العقوب��ات و الت��دابير ، مم��ا ق��د يتطلب

.إضفاء ذاتية خاصة علي نصوصه

.12 ص د.أحمد فتحي سرور ، كلمته في المؤتمر السادس للجمعية المصرية للقانون الجنائي [ 1 ] ، ص2000في هذا المعني ، د.سليمان عبد المنعم ، النظرية العامة لقانون العقوبات ، دار الجامعة الجديدة للنشر ، [ 2 ]

18. .35 ، ص1985 د. نور الدين هنداوي ، الحماية الجنائية للبيئة ، دراسة مقارنة ، دار النهضة العربية ، [ 3 ]6د. محمد مؤنس محب الدين ، البيئة في القانون الجنائي ،ص [ 4 ] ، تقرير مقدم الي المؤتمر األول للقانونيين د. نور الدين هنداوي ، السياسة التشريعية واإلدارة التنفيذية لحماية البيئة [ 5 ]

6ص  1992المصريين عن الحماية القانونية للبيئة ، مجموعة أعمال المؤتمر ، فبراير .  172 ص د. عصام أحمد محمد ، الحق في بيئة مالئمة كأحد حقوق اإلنسان ، [ 6 ] د. رمسيس بهنام ، نظرية التجريم في القانون الجنائي ، معيار سلطة العقاب تشريعا وتطبيقا ، منشأة المعارف ، [ 7 ]

.20 ص1971 بحث منشور في مجلة الشرطة العدد د. محمد مؤنس محب الدين ، اإلرهاب الصامت ، االعتداء علي البيئة ، [ 8 ]

.210الخامس عشر، ص ،35د. سحر حافظ ، الحماية الجنائية للبيئة ، دراسة مقارنة ، بحث منشور في المجلة الجنائية القومية ، المجلد [ 9 ]

.2 ص العدد األول ، ، 1992.28د. رمسيس بهنام ، نظرية التجريم في القانون الجنائي ،ص [ 10 ] .11 ، ص1985د.نور الدين هنداوي ، الحماية الجنائية للبيئة ، دار النهضة العربية ، القاهرة [ 11 ]

]12[ C.E. Comite Europeen pour les Prolemes Criminels, la Contribution du Droit Penal a la protection de Lenvironnement,   puplication de C.E.,Strasbourg 1978,p12.

.27 ، ص  د. أحمد عبد الكريم سالمة ، قانون حماية البيئة [ 13 ] كما أضاف القرار أنه " ويجب أن تتضمن هذه التدابير ضمان قيام الهيئات العامة والخاصة التي تباشر أنشطة [ 14 ]

خطرة علي البيئة بوضع الشواغل البيئية ضمن أهدافها االقتصادية والمالية ، وأن تتخذ ما يلزم من إجراءات إلعادة البيئة ، إذا ما أصيبت بأضرار إلي حالتها األصلية ، كما يجب أن يتحقق االنسجام بين القوانين علي المستويين الوطني والدولي ، والسيما في البالد التي تنتمي إلي نظام أيدلوجي واحدسعيا إلي الوصول إلي أعلي المستويات في حماية

البيئة .. المادة الثامنة من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية [ 15 ]

[7]

Page 8: حماية البيئة

http://knol.google.com/k/dr-osama-abdelaziz/%D8%A7%D9%84%D8%AD: المصدر%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC

%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9/rdiijgelgcrh/33#

مبدأ إقليمية القانون الجنائي

إن من أهم الموضوعات التي تندرج تحت مسألة السيادة الوطنية هي س��يادة الدول��ة علي إقليمه��ا ورعاياه��ا ، والتي يمكن التعبير عنها في المجال الجنائي بالوالية القضائية علي م��ا ي��رتكب في إقليمه��ا من ج��رائم ، ويع��د هذا المبدأ من أهم ركائز االختصاص الجنائي في جميع أنظمة العدالة الجنائية ، ويسمي مب��دأ إقليمي��ة الق��انون

. [ 1 ]الجنائي ، ومؤداه سيادة قوانين الدولة الوطنية علي إقليمها واستبعاد أي قانون أجنبي آخر

 

[8]

Page 9: حماية البيئة

  ، ومبدأ اإلقليمية

 

هو المبدأ القائل بتط��بيق وس��ريان التش��ريع الجن��ائي الوط��ني علي الج��رائم المرتكب��ة علي إقليم الدول�ة دون المجني عليه سواء كان وطنيا أم أجنبيا ، وبص��رف النظ��ر أيض��ا عن أو غيرها بصرف النظر عن جنسية الجاني

المصلحة التي أهدرتها الجريمة ، ولو كانت تخص مصلحة دولة أجنبية ، فلمبدأ اإلقليمية ش��قان ، ش��ق إيج��ابي مؤداه وجوب تطبيق التشريع الجنائي علي ك��ل جريم��ة تق��ع في إقليم الدول��ة وال يج��وز ادع��اء تط��بيق تش��ريع

. [ 2 ]أجنبي علي هذا اإلقليم ، وشق سلبي مؤداه انحسار تطبيق التشريع الجنائي الوطني خارج إقليم الدولة

:وتقع الجريمة – أو تعتبر واقعة – علي إقليم الدولة في الحاالت اآلتية                  

:وقوع الجريمة بكامل ركنها المادي علي إقليم الدولة  

ويشمل الركن المادي عناصر ثالثة ، السلوك ، والنتيجة ، وما يربط بينهما من صلة سببية. 

تحقق أحد عناصر الركن المادي فحسب علي إقليم الدولة . 

حيث تعتبر الجريمة مرتكبة علي إقليم الدولة ولو تحققت النتيجة اإلجرامية في خارج اإلقليم .

تحقق جزء من عنصر السلوك علي إقليم الدولة  

وتمثل هذه الحالة مظهرا ملحوظا للتوس��ع في إعم��ال مب��دأ اإلقليمي��ة ، إذ يكفي وق��وع الس��لوك في  . [ 3 ]جزء منه في إقليم الدولة ولو تحقق باقي السلوك في دولة أخري

[9]

Page 10: حماية البيئة

ولقد كان من أهم النت��ائج الس��لبية لمب��دأ اإلقليمي��ة أن ب��اتت ال�دول تع�اني من ه�روب الجن��اة خ��ارج اقليمه�ا  مستغلة في ذلك سهولة عبور الحدود ، وما قد يحصلون عليه من حماية قضائية من خالل ال�دول ال�تي يف�رون

إليها السيما إذا حصلوا علي حق اللجوء السياسي في هذه الدول .

 

فأضحت الدول ال تستغني عن االتفاقي��ات ولقد انعكست هذه النتائج السلبية علي وسائل المالحقة القضائية ، الثنائية في تسليم المجرمين ونقل المحكوم عليهم خارج النطاق اإلقليمي للدول��ة ، س��يما في مج��ال الج��رائم التي نحن بصددها فهي جرائم ال حدود لها ، فجرائم تلوبث البيئ��ة علي نح��و م��ا ذكرن��ا هي ج��رائم تمت��د آثاره��ا لتعبر حدود الدولة التي ارتكبت فيها ، فقد يمارس النشاط الملوث في مكان وتتحقق النتيجة في مكان آخ��ر ، سواء كان هذا المكان في ذات الدولة أو في دولة أخري ، وهذه المالحظة عن االمتداد المك��اني للنتيج��ة دعت

الدول لحل هذه المشكلة ، وذلك بعقد االتفاقيات الدولية لتنظيم سبل مكافحة هذا النوع من اإلجرام .

بشأن الحماية الجنائية للوسط  مؤتمر هامبورج الطبيعي

" أن��ه1979المنعقد في سبتمبر من عام   [ 4 ] بشأن الحماية الجنائية للوسط الطبيعي قرر مؤتمر هامبورج   ال تستقيم األمور بمحاول��ة الحماب��ة الجنائي��ة للبيئ��ة علي المس��توي الق��ومي ، ولكن ال ب��د أن يتع��دي ذل��ك إلي المستوي الدولي لمواجهة كل ص��ور اإلض��رار بالبيئ��ة . وال�ذي يمكن ان يص��يب بالض��رر دوال أخ��ري غ��ير ال��تي

. مورس بها النشاط

 

 

[10]

Page 11: حماية البيئة

كما أوصي المؤتمر أيضا باعتبار جرائم البيئة التي تسبب ض��ررا بالغ��ا للحي��اة الطبيعي��ة من الج��رائم  الدولية وتقدر لها العقوبات الالزمة ، وتدخل ضمن اتفاقيات دولي��ة لحماي��ة البيئ��ة إلي ج�انب ض��رورة إيجاد نوع من التعاون الدولي في هذا المجال يتمثل في تب��ادل المعلوم��ات الهام��ة ومحاول��ة ح��ل أي

]  تنازع في القوانين المنظمة لحماية البيئة ، سواء علي مستوي القضاء الوط��ني أو القض��اء ال��دولي ، وه��ذا يع��د اعتراف��ا ص�����ريحا بفش��ل مب��دأ اإلقليم������ية وح��ده في مواجه��ة ج��������رائم تل��ويث [ 5

البيئة .وهو األمر الذي يصير معه األخذ بمبدأ اإلقليمية وحده في صدد المص��لحة المحمي��ة في ج��رائم تلويث البيئة أمرا غير كاف ، بل ينبغي أن تتكامل معه االتفاقيات الدولية في مجال تسليم المج��رمين

 . [ 6 ]ونقل المحكوم عليهم واتفاقيات االعتراف بالحكام الجنبية الصادرة في دول أخري

.17 ، ص2001عادل ماجد ، المحكمة الجنائية الدولية والسيادة الوطنية ، مركز الدراسات االستراتيجية باألهرام ، [ 1 ]

.96د.سليمان عبد المنعم ، النظرية العامة لقانون العقوبات ، مرجع سابق ، ص [ 2 ]

.98د. سليمان عبد المنعم ، النظرية العامة لقانون العقوبات ، مرجع سابق ، ص [ 3 ]

& وهو100 ، ص1985أنظر في ذلك بتفصيل ، د. نور الدين هنداوي ، الحماية الجنائية للبيئة ، دار النهضة العربية ، [ 4 ] التوصيات من العاشرة إلي السابعة عشر محاولة حل مشاكل الحماية الجنائية للبيئة من الوجهة  يشير إلي ما تضمنته

. Rev. sc :                                                                             الدولية & وأنظر أيضا التوصيات منشورة فيcrim.1980 P. 254  

.100 ، ص د. نور الدين هنداوي ، الحماية الجنائية للبيئة ، مرجع سابق [ 5 ]

[11]

Page 12: حماية البيئة

والجدير بالذكر أن المشرع المصري ال يعتمد علي مبدأ اإلقليمية وحده في قانون العقوبات بل يعتمد أيض�ا علي مب�دأ [ 6 ] العينية ، حبث حدد أيضا الجرائم التي تخضع للقانون المصري أيا كان مكان ارتكابها وجنسية مرتكبيها ، وذلك في الفق��رة الثانية من المادة الثانية من قانون العقوبات ، لكن= = ذلك شريطة أن تكون الجريمة المرتكبة ماسة بمص��الح أساس��ية

للدولة ، بيد أنه حدد الجرائم الماسة بالمصالح األساسية للدولة ، وبطبيعة الحال لم يكن من ضمنها جرائم تلويث البيئة

[12]

Page 13: حماية البيئة

البيئة   تلويث جرائم في المحمية المصلحة

             ، المجتمع في والجوهرية األساسية المصالح حماية إلي الجنائي القانون يهدفتمس معينة حاجات إشباع في ألهميتها وفقا وذلك ، خاصة أو عامة مصالح كانت سواء

باختالف والحاجات المصالح هذه تطور االعتبار في األخذ مع ، المجتمع كل وقيم أسسالضرر تجريمات وتتعدد ، واالجتماعية االقتصادية التغيرات ضوء في والمكان الزمان . بشرط تخل ال كسلوك كانت وإن والجريمة المعتبرة المصالح هذه قيمة بحسب والخطر

هذه من لشرط مكمل بظرف تمس القليل في فإنها ، المجتمع كيان شروط من جوهريللوجود أولية بركيزة إما إخاللها هو ، الجريمة في التجريم أساس أن دلك ومعني ، الشروط

الركيزة لهذه ومعززة مكملة بدعام�ة وإما . [ 1 ]   االجتماعي

أضير              البيئة تلويث جرائم في عليه مجني وجود إنكار يمكن ال أنه التأكيد وينبغيأو كان ،فرد عليه مجني علي دائما تنطوي الجرائم فهذه ، المشروع غير الفعل من مباشرة

تلك في عليه مجني بوجود االعتراف أن غير ، أخطارها به تحدق أو أضرارها تطاله ، جماعةالصور بعض في الجرائم هذه في عليه المعتدي الحق تحديد صعوبة ينفي ال ، . [ 2 ]الجرائم

[13]

Page 14: حماية البيئة

ركيزة باعتبارها ، للبيئة الجنائية الحماية أهمية علي المعاصر الجنائي الفقه استقر ولقد يوجد ال فالقانون ، الركيزة لهذه مكم���لة دعامة بالقليل أو االجتم���اعي للوج�����ود أساسية ألهدافه خدمة يكون أن يعدو ال فهو ، الجماعة لمصالح كخدمة وإنما لذاته أو ذاته في كغاية بوجه الجنائي للقانون فإن ، عام بوجه القانون أهداف هي هذه كانت وإذا ، عام بوجه وغاياته

خاص المصالح عن الدفاع في تتمثل ، عام بوجه القانون هدف من خصوصية أكثر أهدافا. [ 3 ]  الحيوية باألحري أو ، الجوهرية المصالح مجموعة بين من بالحماية الجديرة

شتي              صورا وتتخذ المحمية للمصالح القانونية الحماية أوجه طبيعة  وتتعدد بحسبقانون كل يحميها التي المصالح بسبب البيئية الحماية وأشكال صور وتتعدد ، المصالح هذهحمايته خالل من البيئة حماية أوجه تتعدد الجنائي القانون وفي ، أغراض من يستهدفه وما

للمصلحة تناوله في محتدما زال ما الجنائي الفقه أن بيد ، بالتجريم المعنية للمصالحلذا ، عديدة فلسفية اعتبارات من ذلك في لما ، البيئة علي االعتداء تجريم في المحمية

البيئة حماية هي التجريم غاية بأن ينادي الذي الرأي إلي األول المبحث في نعرض فلسوففي تكمن المحمية المصلحة بأن القائل الرأي إلي الثاني المبحث في نعرض ثم ، ذاتها

به سيرد الذي النحو علي السابقتين النظر وجهتي سنع���������رض لذا ، اإلنسان حمايةالمبحثين . هذين

األول المبحث البيئة  

              ، معين لموضوع القانوني التنظيم كفالة هو ، معينا غرضا بالنص الشارع يستهدف نصوصا فيضع ، بالرعاية كفيال الشارع رآه الحقوق من حق كفالة الجنائي النص ويستهدف

. ولقد المحمية المصلحة عليه نطلق أن يمكن ما هو الحق ذلك ، عليه يعتدي من تعاقبالبيئة جرائم في الضحية هي ذاتها البيئة باعتبار اآلراء بعض اآلخر   نادت البعض ذهب بينما ،

البعض ورأي اإلنس�ان علي اعت�داء ج�رائم هي البيئ�ة ج�رائم اعتب�ار ض�حية   إلي بال ج�رائم ]   أنه�ا4 ] .

[14]

Page 15: حماية البيئة

األول لالتجاه وحيوان  ووفقا ونبات بحار وأرض وهواء ماء من المختلفة بعناصرها فالبيئة ، إلي المشرع يسعي التي األساسية المصلحة وأن ، الجنائية الحماية موضوع هي وخالفهقيم من كقيمة ذاتها البيئة هي البيئي بالتلوث الخاصة التجريم نصوص بمقتضي حمايتها

اإلنس�ان عن منفص�لة ، على   [ 5 ]المجتم�ع اإلنس�ان وج�ود على وجوده�ا فى س�ابقة أنه�ا ب�ل ، . األرضية الكرة سطح

إلي              للبيئة والمادية الطبيعية العناصر تشمل واسعة بمفاهيم الكثير عرفها وحيثالممتلكات عن يميزها مما ذلك وغير وثقافية مادية وغير مادية قيم من تحوي ما جانب

الشخص�ية الجس�دية الس�المة في الف�رد وحق�وق العام�ة والص�حة أن�ه [ 6 ]  العام�ة ، رأيهم وفي ، الغالب في كشخص اإلنسان علي أصلية بصورة يدل الضحية مصطلح تخصيص كان إذا

الطبيعية والبيئة ككيان المجتمع مثل اإلنسان غير ليشمل امتداده من اليمنع فهذا ، األعماإلنسان حقوق من شأنا أقل البيئة حقوق أو المجتمع حقوق فليست ، باإلنسان تحيط التي

حياته في به يقوم الذي الهام الدور إلي السموم  بالنظر أن الوقائع سجلت أن وبعدالبيئة علي واالعتداء العبث استمر إذا بالزوال اإلنسانية الحياة تهدد باتت . [ 7 ]والتلوثات

[15]

Page 16: حماية البيئة

مكوناتها أحد حماية إلي تسعي قاعدة أمام البيئة قانون عن الحديث يكون الرأي لهذا ووفقاإزالته�ا أو ت�دميرها بمعارض�ة أو األض�رار بتف�ادي تحس�ين  ،�   [ 8 ]  س�واء إلي أيض�ا تس�عي كم�ا

يمكن أو الصناعية المنشآت تحدثها التي المضار واتقاء ، بها باالرتقاء ونوعيتها المعيشة إطارحماية عام بوجه أو الكيماوية المواد وكذا النفايات أو األيونية اإلشعاعات عن تنشأ أن

البيولوجي التوازن علي واالبقاء والطيور والنبات الحيوانات علي والحفاظ الطبيعةتلك مواجهة يمكن وبذا ، التدهور أسباب جميع من الطبيعية الموارد علي والمحافظة

العلمي والتقدم الحضارة تركت الذي العشرين القرن رتبها التى تلك سيما ، األخطارلحياتهم، مالئمة طبيعية بيئة في العيش في المجتمع أفراد مصلحة وهي ، عليه بصماتهاالسالمة في حقه عناصر وعلي اإلنسان أنشطة جميع علي ومخاطره التلوث من خالية

. [ 9 ]  الجسدية

البيئية القوانين تكتفي فال ، اآلمر القانون طابع يأخذ البيئي القانون أن ذلك علي والدليلالبيئة بإعادة القانون يطالبه بل ، بالبيئة أحدثها التي األضرار نتيجة غرامة بدفع الجاني بإلزام ملكا ليست بل ، للدولة ملك ولكنها الفرد ملك ليست البيئة إن حيث ، عليه كانت ما إليملك البيئة لتصبح أيضا المفهوم هذا يتطور واليوم ، القادمة لألجيال ملك وإنما فقط للدولة

وما " " ، واحدة دولة كله العالم أن اآلن يرفع الذي الشعار أن حتي ، كله اإلنساني للمجتمعإلي الوطني المستوي البيئي القانون مفهوم تعدي فلقد ، المفهوم هذا إلي وصلنا قد دمنا

العالمي المستوي إلي بل ، الدولي . [ 10 ]   المستوي

[16]

Page 17: حماية البيئة

جرائم   اعتبار إلي ارتكنوا فقد حمايتها يمكن ضحية تكون أن البيئة علي ينكرون الذين أماض�رر ج�رائم ال خط�ر ج�رائم يش�عرون  ،   [ 11 ]  البيئ�ة ال األش�خاص بعض أن إلي اس�تنادا

الماء في ملوثات من يتجرعونه وما ، طبيعية بيئات من فيه يعيشون ما األضرار بخطورةتحديد صعوبة أن اآلخر البعض يري ولكن ، لحياتهم ضرورية كمقومات والغذاء والهواء

وجودها ينفي وال يمنع ال التلويث جرائم في . [ 12 ]الضحية

الثاني المبحثاإلنسان

[17]

Page 18: حماية البيئة

باعتبار الجنائية بحمايتها البشري العنصر باحتواء العصور أقدم منذ التشريعات اهتمتالفق�ري وعم�وده المجتم�ع أس�اس يرت�د [ 13 ]  اإلنس�ان وإلي�ه ، ومحوره�ا التنمي�ة ص�انع وه�و ،

. [ 14 ]عائدها

نصوص              تربط وبالتالي ، الجنائية للحماية محورا ، االتجاه لهذا وفقا اإلنسان ويمثلزاوية من التلوث تجرم فهي ثم ومن ، اإلنسان وصحة التلوث بين رئيسي بشكل القانون

وراء من المشرع غاية فإن النظر لهذا ووفقا ، لإلنسان العامة والسالمة الصحة علي تأثيرهالمقصود باعتبار يبرز والذي ، جماعة أو كفرد اإلنسان حماية هي البيئة تلويث أفعال تجريم

البيئي بالتلوث الخاص التجريم نص يوفرها التي الجنائية . [ 15 ]بالحماية

[18]

Page 19: حماية البيئة

            

فهو  البيئية الجريمة في هوالفاعل الإنسان كان إذا وأنه ، [ 16 ]  وجودها سبب أخري قيمة أية تستمد منه الذي المركز هو الفرد بأن القائلـــون به نادي الذي المبدأ من الاتجاهات تلك انطلقت ولقد. الإنسان صحة لحماية مباشــرة غير وسيلة كأنها البيئة حماية تصور إلي الاتجاه هذا ويقود الضحية أيضا أم عاجلا . [ 18 ]  خاص بوجه والجنائية عام بوجه القانونية الحماية هدف هو فالإنسان ، ورفاهيته الإنسان بقاء علي تأثيرها مدي من أهميتها تستمد حمايتها علي القانون يعمل التي الاجتماعية القيم وأن ، [ 17 ]  الجرائم منع في الأثر أعظم لها يكون المخاطبة هذه لعل والضحية الفاعل أنه علي الإنسان نخاطب أن المنطق من بل ، آجلا

الخالصة :عليه   المعتدي للحق المختلطة الطبيعة

الجنس              عن منفصال كيانا باعتبارها ، التاريخ مر علي ، البيئة إلي ينظر كان ما دائمااألرض . لكوكب المتدهورة الحالة عن ، جزئيا ، مسئولة اإلنفصالية النظرة وهذه ،البشري

جزء سوي يمثل ال البشري الجنس أن إلي ببطء يتنبه بدأ المجتمع أن الحظ حسن ومناألرضية الكرة وجه علي العمالقة البيئية المنظومة من جدا . [ 19 ]   صغير

[19]

Page 20: حماية البيئة

الوسط   حماية هي البيئة قانون في المحمية المصلحة أن البعض رأي فقد استعرضنا وكماالطبيعي التوازن اختالل إلي تؤدي قد التي األنشطة من اإلنسان فيه يعيش الذي الطبيعيالمصلحة أن أي ، عليها للقضاء يؤدي أو ، اإلنسانية الحياة بتدهور يهدد ،بشكل القائم

فى رأيهم في تتحصل البيئة قانون في اآلخر  المحمية البعض يري بينما ، ذاتها البيئة حمايةاإلنسانية والحياة اإلنسان حماية وهو أال ، ذلك من أبعد و أسمي بهدف الحماية تلك أن

القانون وأن ، البشر بني لحماية إال شرع ما الذي القانون ألهداف العظمي الغاية بحسبانهماحقوقه وصيانة اإلنسان علي للحفاظ إال الحماية تلك فالتتأتي آخر شيء أي لحماية شرع إذا

صورها . أفضل في اإلنسانية الحياة تلك استمرار أجل من

[20]

Page 21: حماية البيئة

جماعية مصلحة حماية تعكس ، البيئة حماية بأن القول إلي البعض قادت الصعوبة  هذهعلي ) ( ) الحفاظ العامة والمصلحة الفردية والسالمة الصحة الفردية المصلحة فيها تختلط

إلي ( البع�����ض ذه���ب وقد ، القادم���ة األجي����ال وحقوق للدولة الطبيعية الثروة مصادرالبيئ���ة سالمة )                       اعتب����ار Environment Integrity ) التراث   عناصر من

، الحاضرة األجيال إلي باإلضافة القادمة لألجيال تراثا تمثل حيث لإلنسانية مم���ا المشتركحق���وق من اعتب����ارها إلي وانت�هي ، والتل��وث االستنفاد من حمايت�����ها يستلزم صار

)  الملكية Property rights ) بالملكية الخاصة التقليدية األفكار عن البديل الجديد بالمفهومالفوضوية القديمة الملكية كمفاهيم  . [ 20 ]   الخالصة

                 أوال حماية فهي ، مزدوجة الحماية بأن القائل الرأي مع ونحنوالتي للبيئة األيكلوجية للوظائف ثانيا وهي البيئة حماية خالل من لإلنسان

( ماء الطبيعة مكونات حماية تستهدف التي القواعد من مجموعة تتضمن ) والطيور والنباتات الغابات مثل عناصر من عليه تشتمل بما وأرض وهواء

، إليها وما الجوفية والمياه مكونات  والحيوانات لحماية تدخل قد المشرع وأنالحياة استمــــرار في لضرورتها وإنما لذاتها حمايتها يستهدف ولم البيئةطريق عن إال تحقيقه يمكن ال ما وهو ، والمستقبل الحاضر في اإلنســانية

ة األيكلوجـي ائف الوـظ ة ه  حماـي حياـت في ــان اإلنســـــــ ا معـه ــل يتفاعـ تي ]  اـل21 ] .

ص. [ 1 ] ، الجنائي القانون في التجريم نظرية ، بهنام رمسيس .20د

ص. [ 2 ] ، الجنائي القانون في البيئة ، الدين محب مؤنس محمد   .22د

ص. [ 3 ] ، السابق الجنائي،المرجع القانون في البيئة ، الدين محب مؤنس محمد .23د

الضحية [ 4 ] علم أنصار مع بالغة صعوبة االتجاه هذا شكل اإلجرام Victimologie وقد يستعصي Criminologieوعلماء بما . ( بحث ، البيئة علي االعتداء ، الصامت اإلرهاب ، الدين محب مؤنس محمد د اإلجرام من المانعة العوامل تقوية علي

العدد ، الشرطة بحوث بمجلة ص 1999،يناير 15منشور إلي( 216، يشير وهو ،

 R.Kessler ; A victimless Crimes analysis ; criminal law bulletin vol.16 no:2 , 1980 p.131

، عليه الضوء إلقاء في الدولية المحافل بدأت حين ، القرن هذا ختام في واسعا اهتماما الجريمة ضحايا علم ولقداحتلمن التي السلبيات معالجة وسبل ، الجريمة في عليه المجني دور تكشف أن الممكن من التي الدراسات نطاق وتوسيع

. األساسية المبادئ سكر، الصمد عبد د اإلجرامي العمل إدارات في الجناة دور لتسهيل الضحايا فيها يساهم أن الممكنالشرطة لعلوم العربية المجلة ، العام األمن مجلة في منشور بحث ، دعمها في الشرطة ودور ، الجريمة ضحايا لحماية

الشرطة ( .168العدد عيد بمناسبة تذكاري عدد

ص. [ 5 ] ، سابق مرجع ، الجنائي القانون في البيئة ، الدين محب مؤنس محمد .186د

ص. [ 6 ] ، اإلنسان حقوق كأحد مالئمة بيئة في الحق ، محمد أحمد عصام .19د[21]

Page 22: حماية البيئة

ص. [ 7 ] ، سابق مرجع ، البيئة علي االعتداء ، الصامت اإلرهاب ، الدين محب مؤنس محمد .215د

[ 8 ] .، البيئة تلويث ،جرائم الهريش صالح فرج ص  د ، سابق   &74مرجع

. ، السعودية العربية المملكة في وتطبيقاتها ، للبيئة الجنائية الحماية ، بكير توفيق سلوي د ، أيضا الرأي هذا أنصار في وأنظر ، العربية النهضة .67ص 2001دار

اإلنسان. [ 9 ] حقوق كأحد مالئمة بيئة في الحق ، محمد أحمد عصام ص   د ، سابق مرجع ،192.

]10[ R.Kessler ; A victimless Crimes Analysis ; Criminal Law bulletin ,op.cit. p.131. 

. ص ، سابق مرجع ، الصامت اإلرهاب الدين، محب مؤنس محمد د في إليه . 215مشار

الموضع. . [ 11 ] ذات ، السابق المرجع ، الدين محب مؤنس محمد د

من [ 12 ] الغترة في هامبورج مدينة في المنعقد العقوبات لقانون عشر الثاني الدولي المؤتمر أعمال 22 – 16مجموعة .1979سبتمبر

[ 13 ] .،، النووية للطاقة السلمية لإلستخدامات الجنائية المسئولية البارودي، محمد مرفت .136د

طبعة. [ 14 ] ، المعارف دار والتنمية والبيئة اإلنسان ، القصاص الفتاح عبد محمد ص 2000د ،33.

البيئة. [ 15 ] تلويث جرائم ، الهريش صالح فرج ص  د ، سابق مرجع ،68.

الجنائية. [ 16 ] العلوم دبلوم طلبة علي ألقيت ،محاضرات والعقاب التجريم في وأثره الفلسفي الفكر ، سالمة محمد مأمون د ، القاهره جامعة الحقوق ص 1997بكلية ،27.

ص. [ 17 ] ، سابق مرجع ، البيئة علي االعتداء ، الصامت اإلرهاب ، الدين محب مؤنس محمد .224د

ص. [ 18 ] ، سابق مرجع ، النووية للطاقة السلمية لالستخدامات الجنائية المسئولية ، البارودي محمد ميرفت .120د

ص [ 19 ] ، سابق مرجع ، حولنا من البيئة ، واجنر   .19ترافس

ص. [ 20 ] ، سابق مرجع الجنائي، القانون في البيئة ، الدين محب مؤنس محمد .95د

المركز. [ 21 ] ، القومية الجنائية المجلة في منشور مقال ، ، مقارنة دراسة ، للبيئة الجنائية الحماية ، حافظ محمد سحر دمارس ، األول العدد ، والثالثين الخامس المجلد ، والجنائية االجتماعية لبحوث ص 1992القومي ، البيئة عن خاص عدد ،3 -4

والنتيجة السلوك بين السببية صلةاإلجرامية

البيئة تلويث جرائم في    يرتبط السلوك اإلجرامي في جرائم تلويث البيئة بنتيجة محظورة تسبب إخالال أو تغييرا

الخطر كنتيجة  أو في البيئة أو الوسط الطبيعي ) مائي ، هوائي ، غذائي (، ويترتب الضرر من مس��ببات الس��لوك اإلنس��اني وبم��ا يح������دثه ه��ذا الس������بب من اختالل في الت��وازن الفطري الطبي���عي أو النوعي بين مختلف عناص������ر ومكون��ات البيئ��ة ، وإذا ك��ان ال��ركن المادي للجرائم الماسة بالبيئة يتكون من أفعال تطال أيا من عناصرها أو أك��ثر ب��التلويث ،

[22]

Page 23: حماية البيئة

فإنه يشترط للقول باكتمال هذا الركن لعناصره أن تنسب هذه النتيج��ة إلي ذل��ك النش��اط . [ 1 ]   المادي الصادر عن فاعله ، بمعني أن يكون بين النتيجة والنشاط المادي صلة سببية

 

 

واألصل أن الضرر الواق��ع ينس��ب إلي الفاع��ل كلم��ا أمكن إلنس��ان ع��ادي في مث��ل ظ��روف الفاع��ل أن يحي��ط بالعوام��ل الس��ابقة علي فعل��ه أو المعاص��رة إي��اه وأن يتوق��ع

، فيعد الفاعل سببا للضرر ولو كان يجهل هذه العوام��ل أو ك��ان يتوق�ع العوامل الالحقة له]  النتيجة الالحقة منها متي كان في وسع شخص عادي أن يعلمه��ا أو يتوق�ع ه��ذه األخ��يرة

2 ] . 

 

 

صلة السببية صعوبة ما إذا كان سلوك الجانى هو العامل وال يثير بحث الوحيد الذى أدى إلى النتيجة ، وهو ما يفــترض كفايتــه إلحــداثها ، وتوصــف

Causaliteبالسببية المباشرة  السببية في هذه الحالة directe غــير أنـه ، كثيرا ما يحدث أال يكون سـلوك الجـانى سـببا مباشـرا فى حـدوث النتيجـة ، ويتحقق ذلك إذا كان هذا السلوك غير كاف بمفــرده إلحــداثها ،ولكنــه يــؤدى إليها بسبب تــدخل عوامــل أخــرى مســتقلة عنــه وتتضــافر معــه بحيث يمكن

. [ 3 ]  القطع بأنه لوال تدخل هذه العوامل ماحدثت النتيجة 

[23]

Page 24: حماية البيئة

وجوهر فكرة السببية تحديد معيار الصلة ال��تى ترب�ط بين واقع�تين ، فتجع��ل من             خالف فى الفق��ه ، ك��ان موض��ع  السائغ القول بأن أحدهما سبب لألخ��رى ، وه��ذا التحدي��د

فمنهم من قال بنظرية السبب المباشر ومضمونها أال يسأل الفاعل عن النتيجة إال إذا كان ، ومنهم من قال بالمساواة بين جمي��ع العوام��لنشاطه هو السبب المباشر لها كما قدمنا

تق��وم بين��ه وبين النتيج��ة عالق��ة س��ببية ، ال��تى س��اهمت فى إح��داث النتيج��ة ، فك��ل منها يقتضى الق��ول ب��أن عالق��ة الس��ببية تق��وم بين وتطبيق ذلك على القانون – فى نظرهم –

إح��داثها ول��و ك��ان نص��يبه فى فعل الجانى والنتيجة اإلجرامية إذا ثبت أنه عامل ساهم فى المساهمة محدودا ، وشاركت معه فى ذلك عوامل تفوقه فى األهمي��ة على نح��و ملح��وظ

.]L'equivalence des condition    ]4 وهو ما يسمى بنظرية تعادل األسباب 

ومنهم من ذهب إلى التفرقة بين عوامل النتيجة اإلجرامية واالعتداد ببعضها دون البعض اآلخر ، ومؤداها أنه ال يكفى إعتبار سلوك ما سببا فى النتيجة أن يكون قد ساهم فيها بنصيب ما على نحو ما تذهب إليه نظرية تعادل األسباب ، وإنما يلزم فضال عن ذلك أن يكون هذا السلوك مما يؤدى إلى النتيجة وفقا للمجرى العادى لألمور فتعد عالقة السببية متوافرة بسببين السلوك والنتيجة ولو ساهمت معه فى إحداثها عوامل أخرى سابقة عليهأو متعاصرة معه أو الحقة له ما دامت هذه العوامل مألوفة ومتوقعة طبقا لما يحدث فى الحياة عادة ، أما حيث يتضافر مع سلوك الجانى فى إحداث النتيجة عامل شاذ غير مألوف فأنه ينفى عالقة الس�����ببية بينها وبين س����لوك الجانى الذى ال يم����كن تبع����ا أن تقتص����ر فى مس���ئوليته حد الش����روع فى الجريمة على ف�����رض توافر القص����د

La cause   (ما يسمى ) بنظ�����رية السبب المالئم ،وه���������������ذا الجنائى لدي�هadequate   [5].

[24]

Page 25: حماية البيئة

 

ومنهم من قال بض��رورة التمي��يز بين الج��رائم العمدي��ة وغ��ير العمدي��ة ، وإس��تلزام  عالقة السببية المباشرة فى النوع األول واالكتفاء بالسببية غير المباشرة فى النوع الثانى

[ 6 ] . 

والراجح فى رأينا القول ب�أن معي��ار الس��ببية ه��و اإلعت�داد بالس��بب ال��ذى ل��واله م��ا تحققت النتيجة فهناك من العوامل ما قد يتدخل زمنيا فى التسلسل السببى فى إحداثها ،  بيد أنه ال يكون له ثمة أثر فعال فى إحداثها ، فكيف يمكن اعتب��اره س��ببا لوقوعه��ا ، وه��و

مجرد حادث تزامن معها فقط ولم يكن له أى دخل فى إحداثها .

.78. محمد مؤنس محب الدين ، البيئة في القانون الجنائي ، مرجع سابق ، ص [ 1 ].564، ص  ، مرجع سابق  د. رمسيس بهنام ، النظرية العامة للقانون الجنائي [ 2 ][ 3 ] Naguib Hosni : le lien de causalite en Droit penal ( paris . 1952 , imp.umiversite de caire 1955.

. 171مشار إليه في ، د. عمر السعيد رمضان ، شرح قانون العقوبات ، القسم العام ، مرجع سابق ، ص وأنظر أيضا د. رمزى رياض عوض ، نظرية النتيجة المتجاوزة القصد ، دراسة مقارنة ، رسالة دكتوراه ، كلية الحقوق

.69جامعة القاهرة ص وهو يشير إلى 289د. محمود نجيب حسنى ، شرح قانون العقوبات ، القسم العام ، مرجع سابق ، ص [ 4 ]

Guter Spendel : Die Kausalitatsffrmel der Bedingungsthearie fur Handlumgs deliket           ) 1948 ( s.2 .173د. عمر السعيد رمضان ، شرح قانون العقوبات ، القسم العام ، مرجع سابق ، [ 5 ] 172أنظر فى ذلك ، د. عمر السعيد رمضان ، مرجع سابق ، [ 6 ]

[25]

Page 26: حماية البيئة

شخصية مبدأ و البيئة على االعتداء جرائمالجنائي القانون

تقديم العقوبة شخصية مبدأ

المعنوي الشخص مسئولية واالعتباري الطبيعي الشخصين بين المسئولية في التضامن مبدأ

الجنائية المسئولية مجال في الفقه أرساها التي النظريات

: تقديم

) في مبدأ شخصية العقوبة (:

األصل : كقاعدة عامة ، ال يسأل عن الجريمة إال اإلنسان بحســبانه الشــخص الوحيــد الــذي     يتوافر لديه عنصرا المسئولية .وذلك إعماال لمبدأ شخصية العقوبة المعترف به على مســتوى

) شــرعية الجـرائم والعقوبــات ( ، الفقه الجنائية والــذي يعـد نتيجــة طبيعيـة لمبــدأ الشــرعية والذي ينص على أنه ال جريمة وال عقوبة إال بناء على نص ، ومن نتائجه أال يسأل جنائيا سوى

اإلنسان الذي تسبب في الجريمة .

 

[26]

Page 27: حماية البيئة

مسئولية الشخص المعنوي:

ولئن كانت الجـرائم ضــد البيئـة يمكن أن تقـترف بواسـطة مجموعـة أو جمعيـة أو شـخص     معنوي أو أحد األشخاص العامة بل وعن طريــق اإلدارة ، ويظهــر ذلــك بوضــوح في األنشــطة االقتصـادية والتجـارية التي تباشر علي نطاق واسـع بواســطة تلـك الشـركات والمشـروعات واألشخــــــاص وآليات النقل البري والبحري ، فإنه ليس مــا يمنــع من إســناد المســـــــئولية الجنائية لمدراء هذه المجموعات القانونية إلي جانب مسئولية الشــخص المعنــوي ذاتــه ، وإن أتت العقـــوبة الــتي يواجـــــه بهــا كــل منهم مغــايرة علي نحــو يتفــق مــع طبيعتــه ، فالمــدير يســـــــاءل عما اقترفــه من جــرائم باســـــــــم ولمصلــــــــــحة الشــخص المعنــوي رغــــــم عــــــدم اســـــتفادته منها شخصيا ، وهي قد تكــون عن جــرائم عمديــة أو خطئيــة ، ومن ثمــه القــوانين يسأل عن تعمده الجريمة في الحالة األولي ولتقصيره عنعدم مراعاة ما تقضي ب

. [ 1 ]واللوائح في الحالة الثانية ولعدم قيامه بواجب الرقابة علي مرءوسيه

 

المصانع عن الناتج الهوائية البيئة تلوث

ــتي تقــترف باســمه ــه وأعضــائه ال ــوي فيســأل عن جــرائم تابعي أمــا الشــخص المعنــة علي ــه الالزم ــط رقابت ــدم بس ــارهم ، وع ــن اختي ــأ في حس ــلحته عن الخط ولمص تصرفاتهم ومسالكهم الــتي أفضــت إلي أحــــــد الجــرائم البيئيــة ، ويعــاقب الشــخص المعنوي بمــا يالئم طبيعتــه من العقوبــات ، فذاتيــة المشــروع الجمــاعي تعــد الفكــرة

. [ 2 ]   المالئمة لمساءلة الشخص معنوي جنائيا في مجال الجرائم البيئية

[27]

Page 28: حماية البيئة

وعلي ذلك فقد يري أنــه قــد أصــبح من الضــروري التخلي جزئيــا عن مبــدأ شخصــية العقوبــةبالمعني التقليدي الذي كان دارجا من قبل والتعامل مع هذا المبدأ من منظور نفعي بحت .

 

 المخلفات تسرب عن الناتج المائية البيئة تلوث

:مبدأ التضامن في المسئولية 

ونري أن القانون المصري قد بدأ يأخذ بمبدأ يؤكــد هــذا القــول ، وهــو مبــدأ التضــامن في    ــد المسئولية ، والذي كان من الطبيعي أن يثور الحديث عنه في مجال المسئولية المدنية ، بي أن المشرع المصري قد أقر هذا المبدأ في مجال اســتحقاق الغرامــات الجنائيــة ، وهنــا تمتــدالمسئولية التضــامنية لهـذه العقوبــة ممــا يعــد خروجــا ســافرا علي مبــدأ شخصــية العقوبــة .

 

في ذلك حيث شهد القرن التاسع عشــر تغــيرا في كما كان لتعدد المدارس الجنائية دور هام حيث كــان الفقــه يــدور في ثالثــة المعتقــدات ومناقشــات حاميــة حــول القــانون واألخالق ،

: نظريات

[28]

Page 29: حماية البيئة

 

النظريات التي أرســاها الفقــه في مجــال المسئولية الجنائية :

:األولي هي النظرية األخالقية

أخالقيــا وهي التي تحصر هدف القانون الجنائي في عقــاب المــذنب وتبرئــة غــير المــذنب     حيث يتعادل اإلثم القانوني في مفهوم هذه النظرية مع اللوم األخالقي باعتبــار هــذا األخــير

شرطا ضروريا وكافيا للمسئولية .

ــل بين القــانون     ــادت بالفص ــدما ن ــية عن ــورة الفرنس ــة أن الث والحقيق واألخالق وأصبح ليس بالضرورة أن كــل مــا هــو غــير أخالقي أن يكــون غــير

 قانوني ، فقد أدي ذلك الفصل إلي نتائج عدة أهمها :

فقد أصبح الخطأ القانوني و الذي  : الفصل بين الجريمة والخطأ-1            كان يتماثل مع الخطـأ األخالقي قبـل ذلـك ) في القـانون الكنســي ( مجــرد فعل يشير إليه النص القانوني دون حاجة ألن يكون في أساسه شعورا لدي مرتكبه بالخطأ بعد أن كان في حقيقته ليس سوي انعكاسا للنظــرة الدينيــة للخطيئة التي تستوجب التكفير والتوبة ، أو كما كنــا نســميه باإلذنــاب الــذي

، وأصبح من الجرائم التنظيميــة أو كمــا تســمي  يعد أكبر معبر عن الخطيئة  ،  delit purement legaux بالجرائم القانونية المحضة ، ما يتفوق كثيرا

ــة ــا األخالق المطلق علي الجرائم الطبيعية التي تتكون من أفعال تنهي عنه مما ســاعد علي محــو شــعور العامــة بــاإلثم  السائدة في كل زمان ومكان ،

حــال ارتكــابهم لتلــك الجــرائم الــتي ال تمثــل قيمــة مــا في الضــمير العــام لإلنسانية ، علي عكس ما كان الحال في الجــرائم الطبيعيــة ، وهــو ذاتــه مــاــوي أي أودي بعد ذلك إلي خلق جرائم مادية بحتة دون خطــأ ، دون ركن معن

دون إذناب.

فكما انفصل الخطأ عن الجريمــة  :ثانيا ظهور الشخص المعنوي- ٢             فقــد كــان من الطــبيعي أن تنســب الجــرائم إلي أشــخاص قــد ال يكــون من

، كالشــخص  السهل التسليم بخطئها أو بتوافر مفــاهيم اإلذنــاب في حقهــا. المعنوي

[29]

Page 30: حماية البيئة

:أما الثانية فهي نظرية الشرعية الجامدة 

والتي كانت تري عدم مد نطاق قانون العقوبــات خــارج النص الموضــوع ، وإال تــرتب علي     اإلثم القــانوني واللــوم ذلك المساس بقانون العقوبــات وكــانت تــذكر االرتبــاط الحتمي بين

األخالقي تأسيسا علي أن العقل المذنب شرط ضروري الحــترام مبــدأ الشــرعية بينمــا يمثــل اللوم األخالقي شرطا غــير كــاف للمســئولية ، ومن ثم يتعين تفســير قاعــدة التجــريم وفقــا لقاعدة لزوم الركن المعنوي للجريمة ، وبالتالي فإن اســتبعاد ذلــك الــركن حــل خــاطئ ليس ألنه ينطوي علي عقاب البرئ ولكن ألن ذلك يخالف مبدأ الشرعية ألنـه يسـمح بالعقـاب علي

فعل لم يدرك فاعله وقت إتيانه أنه يشكل جريمة .

: أما النظرية الثالثة فهي النظرية الوضعية

. [ 3 ]كانت تبحث عن غرض المشرع بغض النظر عن أي اعتبار أخالقي  وهي تلك التي        

بحث [ 1 ] ، تجاهها الليبي التشريع وموقف بالبيئة اإلضرار مجال في والجزاءات الجنائية المسئولية مشكالت ، بكار حاتمص سابق مرجع ، الجنائي للقانون المصرية للجمعية السادس المؤتمر أعمال مجموعة في . 267منشور سعي ثبت وقد

الثالث العالم دول إلي الملوثة التكنولوجيا لنقل الجنسيات المتعددة الشركات .  بعض الحرب ، الحميد عبد هاني أحمد د ، العدد ، الدفاع بمجلة منشور مقال ، سبتمبر 170البيئية .33ص  ، 2000  ،

مرجع [ 2 ] المؤتمر، أعمال مجموعة ، المجرمين ومعاملة الجريمة لمكافحة التاسع الدولي للمؤتمر المقدم المصري التقريرص ، .8سابق

خطأ. [ 3 ] بدون الجنائية والمسئولية المادية الجرائم ، بالل عوض أحمد ص  د ، سابق مرجع بعدها 33، وما

[30]