21
كتبه/ لزبادين عبد المجيد ا حسن ب[ينالقوانضعية وتير الولدسا ا فر ن في ك المبيقولال] 1 ينالقوانضعية وتير الولدسا ا فر ن في ك المبيقول ال بقلم: حسن بن عبد المجيدلزبادي اقول ال جمل ومين هوالقوانضعية وتير الولدساكم ا ن في ح المبي: لدساتير ا جميع كفر بها، عملال ر ف ، وك في ذلك لمشاركة واها ووضعها س ر ف ضعية، وك الو قة عليها، وكفررالموافت عليها، وكفولها بالتصويها أوقب ار إقر ر ف إليها، وك لتحاكم ا ر ف وكم الحجة بعد قياتعين إ ي، و عام ، وكفر ، مطلق نوع كفر ذلك بعضها، وكل ار إقرلبال الشرعية ا عد يم، وستد وخرج عن ملة اك وفعله، فقد ار ذل ن علم غة، فم- د ع تعالى ا- ، وإنلخاسرينن المشركين اله، وأصبح مل قد حبط عممسلمين، ب من اله منعم أن حيد، وإن زم التو م وعل ل الى،وع تعم وحج، ودعى إلى ا صلى وزكى، وصامسلمين أئمة ال. با لواجب وعليه فاى جملة تعال، وإن وافقت شرع ا ير متعينلدساتبراءة من تلك ا لقبل ي، و ءة من أصحابها متعين البراجوب تعالى، وود غير اها من عن ، وتفصي فرض، و عدل و هم صرف م بتوبة، إ عمل و هم علم ع يؤخذ، و نفل و عل ين ة، والد، وبراءة مؤصل مفصلةابلشقاء، وأسب ا ، وأصل ء الب م هم أ ى أنهلعقاب ا. رض،ة في اكم الوضعيلمحا أنواع ان جميعطلقة، م الم لتامة ا راءة الب علن ا ن وعليه فإنمية،سدين والشريعة الفقات ل من مواهما كان فيها الوضعية، من جميع دساتيرها ومنظمة والمذاهب الفكرية المعن جميع ا ومفقات من مواهما كان فيهالسالفة، مصرة وا ا دون ا من عبد ، ت كافرة غيتاطوا، و باطلة وآلهة ارها أربابامية، واعتبسلشريعة ا لا بي لبغضاءبدي العداوة وا ، ونكرها جملة وتفصي بها ون ر ا نكفى، وعليه فإن تعال، والتعامل معها من ال ، ونتبرأ دا ب ها أ وبي من تعامل معها، أو من ن كل ، وم أبدا عمل فيهاى ذلكهما ترتب عل، م أبداكرهان لم يغها، أو من حث عليها، أو م من سو عمل فيها، أون أعظم هو مكم الى غيرهعالى بالتحا ت فالشرك بافاسد، مطلقا، وإن الم ما ترتب مهي، وأنكر المائر، وأقبح الملكباسد، وأكبر المفا ا حاكم م حاكمك الم تل كانت سواء اكر، و شخصية أحواائية، أو، أو ج كانت مدنية سواء، و لية و أو د ية ف ر ، أو ع ية حل م وضعيةا،نفوسا و، بل أرواحا ل وق ذلك حق سبيلها، وإن ضاعت فيجأ إلي نل أو أسرية، و جدا وهام عاجل وإبراء وإعذار إنذار

القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

  • Upload
    -

  • View
    235

  • Download
    0

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

Page 1: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

1

الزبادي المجيد عبد بن حسن :بقلم القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين

:المبين في حكم الدساتير الوضعية والقوانين هو ومجمل القول

الوضعية، وكفر سنها ووضعها والمشاركة في ذلك، وكفرالعمل بها، كفر جميع الدساتير

وكفر التحاكم إليها، وكفر إقرارها أوقبولها بالتصويت عليها، وكفرالموافقة عليها، وكفر

إقرار بعضها، وكل ذلك كفر نوع، مطلق، وكفرعام، وال يتعين إال بعد قيام الحجة

عند -غة، فمن علم ذلك وفعله، فقد ارتد وخرج عن ملة اإلسالم، وال يعد الشرعية البال

من المسلمين، بل قد حبط عمله، وأصبح من المشركين الخاسرين، وإن -اهلل تعالى

صلى وزكى، وصام وحج، ودعى إلى اهلل تعالى،وعلم وعلم التوحيد، وإن زعم أنه من

.أئمة المسلمين

لبراءة من تلك الدساتير متعين، وإن وافقت شرع اهلل تعالى جملة وعليه فالواجب با

وتفصيال، ألنها من عند غير اهلل تعالى، ووجوب البراءة من أصحابها متعين، وال يقبل

وال نفل، وال يؤخذ عنهم علم وال عمل، إال بتوبة منهم صرف وال عدل، وال فرض

ى أنهم هم أس البالء، وأصل الشقاء، وأسباب مفصلة، وبراءة مؤصلة، والدين عل

.العقاب

وعليه فإننا نعلن البراءة التامة المطلقة، من جميع أنواع المحاكم الوضعية في األرض،

ومن جميع دساتيرها الوضعية، مهما كان فيها من موافقات للدين والشريعة اإلسالمية،

اصرة والسالفة، مهما كان فيها من موافقات ومن جميع األنظمة والمذاهب الفكرية المع

للشريعة اإلسالمية، واعتبارها أربابا وآلهة باطلة، وطواغيتا كافرة، تعبد من دون اهلل

تعالى، وعليه فإننا نكفر بها وننكرها جملة وتفصيال، ونبدي العداوة والبغضاء بيننا

عمل فيها أبدا، ومن كل من تعامل معها، أو من وبينها أبدا، ونتبرأ من التعامل معها، وال

عمل فيها، أو من سوغها، أو من حث عليها، أو من لم ينكرها أبدا، مهما ترتب على ذلك

ما ترتب من المفاسد، مطلقا، وإال فالشرك باهلل تعالى بالتحاكم الى غيره هو من أعظم

اكر، وسواء كانت تلك المحاكم محاكم المفاسد، وأكبر الكبائر، وأقبح المناهي، وأنكر المن

وضعية محلية، أو عرفية أو دولية، وسواء كانت مدنية، أو جنائية، أو أحواال شخصية

أو أسرية، وال نلجأ إليها، وإن ضاعت في سبيل ذلك حقوق لنا، بل أرواحنا ونفوسنا،

عاجل وهام جدا

إنذار وإعذار وإبراء

Page 2: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

2

شريع وحده، وحتى يرجعوا إلى أحكام اهلل حتى يؤمنوا باهلل الحاكم المشرع المتفرد بالت

.وتشريعاته وحده

:تفصيل ذلك وبيان أدلة وجوب الكفر بالطواغيتالحمد هلل وكفى، والصالة والسالم على عباده الذين اصطفى، وأشهد أال إله إال اهلل وحده،

ال شريك وال معبود بحق سواه، وال مشرع بصدق غيره، وال حاكم للخالئق سواه، وحده

.له، وأن محمدا عبده ورسوله، وال اتباع بإطالق لغيره، صلى اهلل تعالى عليه وسلم

قال اهلل تعالى محذرا لعلماء األمة خاصة، ثم لبقيتهم عامة، متوعدا إياهم من كتمان

:الحق، أو من التفريط في بيانه

ب، لتبيننه للناس ولا تكتمونه، فنبذوه وراء ظهورهم وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتا}

.[781: آل عمران]{ (781) واشتروا به ثمنا، قليلا فبئس ما يشترون

وبين سبحانه عاقبة معرفة الحق وفهمه والتفقه فيه، ثم مخالفته والعمل بما سواه، وأن -

من أسوأ أنواع التكذيب العملي الفعلي آلياته سبحانه، وإن لم يقصد التكذيب، أو ذلك

:يظهره، قال تعالى

وم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، كمثل الحمار يحمل أسفارا، بئس مثل الق}

.[6، 5: الجمعة]{ ( 5) لله، والله لا يهدي القوم الظالمينالذين كذبوا بآيات ا

:وقال تعالى في مثل ذلك الحال

ينواتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا، فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان، فكان من الغاو}

أخلد إلى الأرض، واتبع هواه،فمثله كمثل الكلب، .... لرفعناه بها، ولكنهولو شئنا ( 715)

إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا، فاقصص

ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا، وأنفسهم كانوا ( 716) هم يتفكرونالقصص لعل

{ ( 718) من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون( 711) يظلمون

.[718 - 715: األعراف]

جل من سوء صنيع اليهود والنصارى، وعاقبة موافقتهم، خاصة في ثم حذرنا عز و

تمييع األحكام الشرعية، وتضيع األصول األصلية، والتهاون في هدم القواعد الثابتة،

والتساهل في إسقاط األركان الركينة، من سائر أحكام الديانة، ومن مغبة تسمية األشياء

:بغير اسمها، فقال عز من قائل

ن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويقولون سمعنا وعصينا،واسمع غير م}

مسمع وراعنا، ليا بألسنتهم وطعنا في الدين، ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع

{ ( 66) كان خيرا لهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم،فلا يؤمنون إلا قليلاوانظرنا، ل

[.61، 66: النساء]

:وقال تعالى عنهم

عن مواضعه، ونسوا فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم، وجعلنا قلوبهم قاسية، يحرفون الكلم }

ثم سرعان ما كشف اهلل تعالى عوارهم، وفضح [. 71: المائدة]{ حظا مما ذكروا به

Page 3: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

3

سرائرهم عند رسوله الكريم، ومحذرا من مشابهتهم، في حيثيات لعنهم وتقسية قلوبهم

:قائال

ن في الكفر، من الذين قالوا آمنا بأفواههم، ولم يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعو}

تؤمن قلوبهم، ومن الذين هادوا، سماعون للكذب، سماعون لقوم آخرين لم يأتوك،

وتيتم هذا فخذوه، وإن لم تؤتوه فاحذروا، يحرفون الكلم من بعد مواضعه، يقولون إن أ

هر قلوبهم، ومن يرد الله فتنته، فلن تملك له من الله شيئا،أولئك الذين لم يرد الله أن يط

.[67: المائدة]{ ( 67) رة عذاب عظيملهم في الدنيا خزي، ولهم في الآخ

إثما من اآلثام، أو من يدعوا : ومن ذلك من يميع تلك األحكام العظام، فيكتفي بتسميها

لمقاطعتها دون أي بيان، يبين حكمها الكفري الصحيح للعيان، أو من ينكرها لمجرد أن

أو من يسميها وغيرها من في بعضها ما يخالف الشرع، ثم يقبلها إذا ما وافقت الشرع،

الكفريات وااللحاديات والدساتير بالشرعية، أو يشابهها بالشورى الشرعية، فكل ذلك من

خيانة األمانة والديانة، خاصة وقد عمت وعظمت بها البلوى، ونزل بها السخط

.والغضب، وحل بها الشؤم والعقاب

يخفى عليكم ما حل بديار ، إنه الفيا أيها المسلمون في مشارق األرض ومغاربها

المسلمين، خاصة بعد سقوط خالفتهم، وطول انقطاع منهم، عن إفراد ربهم تعالى،

بتشريع شريعتهم، وعن توحيده سبحانه في تقنين قوانينهم، وعن عبادته عز وجل بدسترة

لك قوانين كتابهم، وعن اتباع بنود هدي نبيهم، وما ترتب على ذ دساتيرهم، وعن تحكيم

من مفاسد عقائدية جمة، وضياع ألركان الدين، وفشو للفساد والبوار والمنكرات عامة،

خاصة في بعد المسلمين عن توحيد الحاكمية لربهم، وعن إفراد اإلتباع واالقتداء لنبيهم،

والقبول بطواغيتهم، فحل بالمسلمين ما حل باألمم ممن فاستبدلوا ذلك باإليمان أو الرضا

هم، من الذل والمهانة واالستضعاف، حتى أعمل السيف في كهولهم وذراريهم، سبق

وفتياتهم ونسائهم،وحرق قتالهم وجرحاهم أحياء، وسبيت رموزهم وأكابرهم، فسفكت

الدماء، واستبيحت األعراض، وفسدت األجيال، وهلكت األموال، وانتهبت الثروات،

المسلمين، فعاثوا في األرض فسادا، وكان وضاعت الديار، واستحوذ األعداء على بالد

من أشد ما أصاب المسلمين من هذه المحنة، هو ضياع دينهم الحنيف، وذهاب جوهر

توحيدهم لربهم الصحيح، واشرأبت أعناق الكفر، واستنسر البغاث، واستأسد الجرذان ،

ليد األمور واستفحل النعاج، وتغلب األراذل على األفاضل، واستمكن الكاغرون على مقا

في جميع بالد المسلمين، وأصبح حالهم أضيع من األيتام على مأدبة اللئام، بل ليس لهم

.على مأدبة اللئام مقام

:وعدم تأخير البيان عن وقت الحاجة، فنقول لذلك لزم التحذير،

أن توحيد اهلل تعالى صرح صريح ال يخدش وال يتجزأ، كما أن الكفر به تعالى كيان ال

وال يتشأل، فمن أنكرشيئا من توحيد اهلل تعالى، كتوحيده وإفراده وحده في سن يتبعض

القوانين، والتشريع، والحاكمية بين الخالئق، فقد كفر بتوحيد اهلل تعالى كله، وإن أثبت ما

أثبت منه، كذلك من أقر بشيء من الكفر، كإقراره بدساتير البشر الوضعية، فقد أقر

:لى موضحا ذلكبالكفر كله، قال تعا

Page 4: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

4

ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك، لئن أشركت ليحبطن عملك، ولتكونن من }

:وقال تعالى[. 65: الزمر]{ (65) الخاسرين

أي اسم ) الدين، ما( أي وهي للتبعيض أو للجنس) شرعوا لهم من!!!!! أم لهم شركاء}

لم يأذن به الله، ولولا كلمة الفصل لقضي( موصول بمعنى مطلق الذي، أي أيا من الذي

وكذلك اتخاذ الشركاء، مترتب في [. 17:الشورى]{بينهم، وإن الظالمين لهم عذاب أليم

.التشريع من الدين والنظام وفي كثيرهكل هذا على اطالقه، في قليل

:وكذلك الحكم بالردة، مترتب على قليل الموافقة في طاعتهم في بعض األمر، قال تعالى

لى لهمإن الذين ارتدوا على أدبارهم، من بعد ما تبين لهم الهدى، الشيطان سول لهم وأم{

والله يعلم - سنطيعكم في بعض الأمر - للذين كرهوا ما نزل الله - ذلك بأنهم قالوا( 15)

( .16) إسرارهم

لذا فإن اهلل تعالى قد حذر من قليل الشرك، ورتب العقوبة على مطلقه، أي بأي شيء

أي بمطلق الشرك، أي )، حي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتولقد أو}: منه، قائال

أي )، ليحبطن عملك، (بمجرد فعل بعضه، وليس بالشرك المطلق، أي ليس بفعل جله

وحده، أما المقر أي)، بل الله فاعبد( 65) ولتكونن من الخاسرين( بخسارة جميع أعمالك

وكن من ، (شيئا من الدستور، فهو عابد لغيره معه، وليس عابدا صافيا هلل وحده خالصا

أي ما عظموه وما خافوه حق تعظيمه )، وما قدروا الله حق قدره( 66) الشاكرين

، عا قبضته يوم القيامةوالأرض جمي، (وخوفه، لما أقروا قليال من الشرك بغيره

أي تنزه وتبرأ وخلص وتجرد وصفى ) والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى

] 61 – 65: الزمر]{ ( 61) عما يشركون( صفاؤه

بالكل، فهذا وكما أن القول بجواز إتيان بعض الكفر دون الكل، وأن ذلك ال يعني الكفر

قول عظيم، ومحدث في الدين، لم يأت به أحد من السابقين، وهو إيذان وتحريض على

.إتيان قليل الشرك، وما عظيم الكفر إال من مستصغر الذنب

أما القول بتسويغ قليل الشرك والكفر، دفعا ألكثره وأعظمه، فلم يأذن به اهلل تعالى، ولم

يسمى موحدا من فعل ذلك، أو حض على شيء من ذلك، أحد من الموحدين، وال يقل به

والقاعدة مقيدة بما لم يكن حراما، بغير إكراه أو ضرورة، فكيف بما يكون شركا، أي

، ما لم يكن (دفع أعظم الضررين بأخفهما، واختيار أيسر األمرين بأشدهما)قاعدة

اال اختار أيسرهما، ما لم يكن محرما، ويقيده فعله عليه السالم، وما خير بين أمرين

هو أعظم الضررين مطلقا، –قليله وكثيره –محرما، فكيف إذا كان شركا، ثم إن الشرك

وهو أشد المفسدتين قطعا، ألم تر أن اهلل تعالى أمر بالقتال وبذل األموال واألنفس، حتى

-----كله -----لص ال يكون هناك شرك في األرض، مطلقا، ويكون الدين المطلق الخا

:قال تعالى!! وليس بعضه ------هلل

أي حتى ال يكون أي مطلق من الكفر، أو أي مطلق من )، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}

لله، فإن }، (أي جميع الدين المطلق الخالص كله)، {ويكون الدين كله}، (الشرك

{ ( 13) فإن الله بما يعملون بصير}، (أي عن مطلق الشرك أو الكفر)، {اانتهو

.[64، 13: األنفال]

Page 5: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

5

فهؤالء وهؤالء، ماتركوا أصال من أصول الدين إال نقضوه، وما برحوا شجنة من الملة

ا إال وقطعوها، وما فتئوا ركنا من الحنيفية إال وهدموه، عمدوا إلى التوحيد ففصصو

مفاصله، وآمنوا بجله ، وشرعوا الكفر ببعضه، ونظروا إلى الشرك فقسموا أركانه،

فجعلوه أفكارا وآليات، فأنكروا أفكاره، وسوغوا آلياته، وعمدوا إلى عقيدة الوالء

والبراء، والمحاباة والمعاداة، والحب والبغض في اهلل تعالى، والتي هي من أوثق عرى

أواصرها، فآمنوا ببعضها، وسوغوا بعضها، فجعلوها في الحزب وفي اإليمان، فجزؤوا

الوطنية والقومية والنسيج الواحد، وأظهروا مخالفتها، وأعلنوا نقضها، بل وشرعنوا

محاباة الكافرين، ومواالة من عادى اهلل ورسوله وشاقهما، وعانقوا المجرمين من رؤوس

ن هلل ورسوله والمؤمنين، وممن يأنف الصليبيين المجرمين المفسدين، من المحاربي

العامة من مجالسهم، فضال عن معانقتهم، ورغم أن اهلل تعالى قد أظهر عوار عجلهم

به، وما برحوا يستعيذون ويستغيثون به، وما الديمقراطي، إال أنهم ال يزالون يستغيثون

ونذروا نذورهم إذا فتئوا يستعينون به، وما انفكوا يذبحون القرابين البشرية من أجله، بل

فازوا بها إليه، وعمدوا الى النصوص الخاصة بأهل الذمة من المحافظين على عهدهم،

فاضفوها إلى الصليبيين والصهاينة المعتدين، من الناقضين عهودهم، والمحاربين هلل

ولرسوله وللمؤمنين، ليل نهار، وماداموا وما انفكوا يستنصرون بهم، وعمدوا الى

آني األصيل، وهو الجزية المفروضة على أهل الكتاب المعاهدين، من األصل القر

الموفين بعهدهم، فزعموا انها كانت في الماضي، ثم هي اليوم قد انتهت، وحل محلها

الضرائب، وغير ذلك من التالعبات بالدين، عند من ال دين له وال علم، ونسوا أو

لوا، أنه لن يسقط الجزية عن أهل الكتاب، إال تناسوا، وجهلوا أو تجاهلوا، وغفلوا أو تغاف

معبود أهل الكتاب، عيسى بن مريم رسول اإلسالم، فيسقط الجزية عن أهل الكتاب،

ويقتل خنزيرهم، ويكسر صليبهم ورمز كذبهم وزورهم، ويفرض عليهم اإلسالم أو

ة أمور القتل، وال يقبل في ذلك جزية، ثم عمدوا إلى النصوص اآلمرة بطاعة وال

المسلمين، ممن يحكمون الناس بكتاب اهلل تعالى وسنة نبيه عليه السالم، والنصوص

الناهية عن الخروج عليهم، ثم أضفوها على والة الشر والكفر واإللحاد، من والة أمر

الشيوعية أو العلمانية أو الديمقراطية أو البعثية أو النصيرية العلوية الشيعية الملحدة

لطواغيت الطاغية، والتي تؤله غير اهلل تعالى، كعلي بن أبي طالب رضي وغيرهم من ا

اهلل تعالى عنه، وغيره كالناصرية أو القومية أو الوطنية أو العسكرية، من دون اهلل

تعالى، أو لوالة أمر الحكومات الصهيوصليبية، وغيرهم من والة أمور الشر والكفر

تعالى بمقاتلتهم حتى يقيموا دين اهلل تعالى، ومن الطواغيت التي أمر اهلل ٫والفساد

ووصفوا كل من خالف أمثال هؤالء الطواغت، بأنهم كفرقة ويحكموا بشرعه القويم، بل

الخوارج، التي تكفر بالمعصية، وتقاتل أهل اإلسالم، وتسالم وتوالي أهل الشرك

مداهنة السالطين والكفران، وهذا من التلبيس والتدليس، ومن الجهل المطبق، بل ومن

الفاسدين المفسدين، من طواغيت الفساد واإلفساد في األرض، ومن مواالت الصهاينة

والصليبيين أو الصفويين وغيرهم من الكافرين ضد المسلمين، وهذا من المخرجات عن

ديانة المسلمين، وهم بذلك يناصرون أهل الكفر والباطل والفساد واإلجرام، ويعادون

Page 6: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

6

اإليمان واإلسالم، وقد ظلوا على عجولهم تلك عاكفين، يسجدون لها، ويحاربون أهل

ويسبحون بحمدها، ويقدمون لها الصالة، أولئك هم المبددون لدينهم، والمحرفون لملة

إبراهيم، ورغم أن اهلل تعالى وحده الذي تولى تدمير عجلهم الديمقراطي، وإظهار

صحاب عجل السامري، حيث رجعوا وتابوا عوارهم، فليتهم اقتدوا بأسالفهم اليهود، من أ

ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا، قالوا لئن }: فقال تعالى فيهم وأنابوا من قريب،

.[763: األعراف]{ ( 763) لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا، لنكونن من الخاسرين

واهلل قد .... ن هؤالء ما برحوا عليه عاكفين، فتبا لهاتيك العقول العجول فإنهاغير أ

.مسخت على اآلتان

ولقد نشأت على أنقاض الخالفة اإلسالمية المباركة، أشياخ وأشباه علماء كثر، كان

أصلحهم حاال، هو ممن شاركوا في سقوط تلك الخالفة المباركة، خاصة في أوقات

واخر أطوارها، فقامت على أنقاضها أمم، وتفرقت دول، وأسست استضعافها، وفي أ

جماعات وفرق، أحسنهم ظاهرا، من كان يتظاهر بالدعوة إلى توحيد اهلل تعالى والعقيدة،

رغم أنهم لم يكونوا إال معاول حادة، من معاول الهدم لتلك الخالفة اإلسالمية المباركة،

بوا على اسقاطها، وهكذا استمر المستعمر ورغم ضعفها وسوء نهايتها، إال أنهم حار

الصهيوصليبي الصفوي في تفتيت ديار الخالفة في الشرق والغرب، وجعلها دويالت

.وأمما وأوطانا، كل حزب فيهم بما لديهم فرحون

وكانت نتيجة ذلك، أن نشأ في اإلسالم من ليس منه، أشباه علماء، وأنصاف طلبة علم،

العلم الصحيح حظ وال نصيب، اللهم إال التقليد األعمى لكل وأطياف أشياخ، ليس لهم من

.من رجالهم

:إلى ثالثة أصناف حتى آل مآلهم وصار مصيرهم اليوم

صنف ال يزال تابعا مخلصا ومقلدا متعصبا لمن سوغ وشرعن إسقاط خالفة -7-

-وتهم المسلمين، وامتطى في سبيل ترويج ذلك ظهر التوحيد الظاهري، حتى انطلت دع

على عقول الكثير من البسطاء والسذج -المزعومة والعارية عن حقيقة التوحيد والعقيدة

من أشياخ المسلمين، ممن لم يحسنوا قراءة تاريخهم المجيد، بله تاريخ عدوهم العنيد، وال

يزال هؤالء وهؤالء معاول هدم في أيدي الصهيوصليبية والصفوية، يهدمون بها ديار

وباسم العقيدة، وهم أبعد ..... وباسم التوحيد .... را بعد أخرى، وكل ذلك يتم المسلمين، دا

.الناس عن اصل التوحيد الصحيح وصريح العقيدة وجوهر اإلسالم

وهذا الصنف من األشياخ، هو ممن يرى تجريم أي عمل أو نشاط أو فعالية، من أعمال

لى النحو الجماعي أو الترتيبي أو المسلمين وأنشطتهم وفعالياتهم، وذلك إذا ما تمت ع

التنظيمي، ويرونه تحزبا وخروجا على ولي األمر، وفي سبيل ذلك تراهم يضفون كل

صفات وامتيازات ولي األمر الشرعي، والذي يحكم في الناس بكتاب اهلل تعالى، وعلى

، هدي نبيه صلى اهلل تعالى عليه وسلم، ويسوسهم بالسياسة الشرعية، ظاهرا وباطنا

داخليا وخارجيا، فتراهم يضفون كل تلك االمتيازات والحقوق على حكام متسلطين،

متصهينين أو مستغربين أو صفويين أو علويين نصيريين ملحدين، ممن عينوا من قبل

المحتلين المسقطين لخالفة المسلمين، فتراهم يحكمون الناس بحسب أحوالهم، فإما

Page 7: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

7

عية، أو بالعلمانية الفاصلة بين الدين والسياسة، أو يحكمونهم باالشتراكية الشيو

بالديمقراطية الصهيوصليبية الملحدة، والتي ال تقبل لها شريكا في الحكم، أو بغيرها من

االحكام الوضعية الالدينية، حتى إنهم ليضفون صفة ولي االمر على حكام االشتراكية

المؤلهة لغير اهلل ابتداء، حتى انهم والعلمانية والديمقراطية، بل والعلوية النصيرية

على الصليبيين المحاربين للدين، من حكام البالد .... ليضفون صفة ولي االمر أيضا

أيضا، بحجة انهم متسلطون بسلطة أو متغلبون بشوكة، .. ابتداء ..الصليبية الغربية

وإذا رأيت ،أومنتخبون بانتخاب، وغير ذلك من التلبيس والتدليس، والتفليس والتهليس

ثم، رأيت كثيرا من هؤالء المفتين المفلسين، وهم يتجرأؤن على الفتيا، فتراهم يصدرون

في سبيل ذلك العظيم من الفتاوى، في الحكم على من خرج عن طاعة هؤالء وهؤالء،

بأنهم هم الخوارج عن الدين، ولست أدري، من هو األولى بتلك األحكام؟

المسلمين، والتي ظلت أربعة عشر قرنا من الزمان، يترعرع من خرج على خالفة

من –أولئك –والة الشر المسلمون في عزتها، وتترفرف الرايات في توحيدها لربها، أم

.الخارجين عن خالفة المسلمين، والمحادين هلل ولرسوله وللمؤمنين

يد، وهكذا يكون فهم ال يمتون لولي االمر الشرعي بأي صلة، ال من قريب وال من بع

التلبيس والتدليس واإلفالس العقدي، من قبل الحكام واالشياخ والمفتين المفلسين، وهم

أولى الناس بالتقليد األعمى، والحزبية المقيتة من غيرهم، وهكذا تحكم الصهيوصليبية

الصفوية قبضتها على بالد المسلمين، بأولئك الحكام المتسلطين، وبتلك االشياخ

قين، ممن تجرأوا على الفتيا بغير علم، وجميعهم ال يحكمون بكتاب اهلل تعالى، وال المناف

بسنة نبيه عليه السالم، ورغم انه من المستقر في الديانة الحقة، أنه من الواجب على

جميع المسلمين المقاتلة والمجاهدة والمحاربة، بالنفس والنفيس، وبذل كل غالي

:ين كله، هلل الواحد القدوس، قال تعالىورخيص، حتى يكون الدين، والد

ون بصيروقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعمل}

ه ولا باليوم الآخر ولا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالل} :وقال تعالى [13: األنفال]{ (13)

ا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطو

[.13: التوبة]{ (13) الجزية عن يد وهم صاغرون

شباح، من المبددين لعقائدهم، والمحرفين لدينهم، األ فانظر إلى أحوال هؤالء األشياخ

وهم يدعمون هؤالء الطواغيت المشركين، والمتسلطين من قبل المحتلين

الصهيوصليبيين، لكيال تقوم لإلسالم الصحيح قائمة، وال يرفع للتوحيد الشامل الصحيح

.راية

م حجروا الدين على وطائفة أخرى من األشياخ وأشباه العلماء وطلبة العلم، إما أنه -1-

فضيلة من فضائله، أو حصروه على ركن من أركانه، كالدعوة إلى اهلل تعالى، أو كطلب

العلم الشرعي، أو التعبد والتنسك وتزكية النفس، أو الجهاد في سبيل اهلل تعالى، أو األمر

الجزء الذي يقومون –بالمعروف والنهي عن المنكر، أو غيره، ثم زعم هؤالء أن هذا

ثم لما عرضت هو الدين، ثم قاموا بتخطئة من عداهم من أهل الملة والديانة، -عليه

عليهم األديان والملل والمذاهب الفكرية والنظامية المغايرة لإلسالم، قاموا بامتطاء

Page 8: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

8

ظهرها، وتبني أنظمتها وشرائعها ودساتيرها، بزعم مرحلية الدعوة، أو أنهم سيجلبونه

.بعد ذلك راء ذلك،الخير والتشريع من و

كمطعمة األيتام من كد فرجها ،،،،،، لك الويل ال تزني وال تتصدقي

كمجلبة التمكين بالشرك تأته ،،،،،، لك الويل ال شرك وال تتمكني

فقاموا يسوغون للناس الكفر والشرك واإللحاد صنوفا وألوانا، فبدال من محاربتهم لتلك

لى محاربتها، أو كشف كفرها وإلحادها ومخالفتها للدين، أو الطواغيت، أو الدعوة إ

البراءة منها ومن أهلها، وتحذير األمة من شرها وشؤم عواقبها، أو اجتنابها، أو حتى

باختيار الخنوع بالصمت عنها، إن كان الضرر في بيانها متعينا متحتما، وذلك أضعف

اس إلى ذلك الكفر، ويرغبونهم في اإليمان، لكنك تراهم، وبئسما تراهم، يدعون الن

اتباعه، بزعم أن هذا هو المتاح اليوم، وأن المرحلية تقتدي ذلك، وانهم غير قادرين على

سواه، فيا سبحان اهلل الواحد األحد، وأي مرحلية من مراحل الدعوة النبوية المباركة،

!!ن تقترفهرضيت بالكفر، أو أقرته، أو سكتت عنه، بله أن تمتطي ظهره، أو أ

والمحرفون لدينهم، والمحدثون في االسالم ما ليس فيه، بل فهؤالء هم المبددون لمتهم،

.والمكذبون آليات اهلل تعالى باتباع ما سواها

وطائفة ثالثة، من أتباع أشباه العلماء أيضا، علموا حقيقة المؤامرة على الدين -1-

ة االسالم، فقاموا غير متقاعسين، وهبوا غير والتوحيد، وأدركوا حجم الخطورة على أم

متثاقلين، ونفروا غير معاجزين وال متعاجزين، للدفاع عما تبقى من الدين، نصرة للدين،

ودفاعا عن جناب التوحيد، غير أنهم فاتهم الكثير من صحيح االعتقاد، وحسن االتباع،

را وباطنا، فجادوا بكل غالي وإنك لتجدهم هم أقرب الثالثة، للحق والصدق المبين، ظاه

ورخيص، وبذلوا كل نفس ونفيس، دفاعا عن عرين التوحيد والدين، ورغم ما فاتهم من

الكثير، غير أن هذا هو جهد المقل، فما كان من الفئتين األوليين المفلسين، إال أنهم

ناصبوهم كل العداء، ووصفوهم بكل نقصاء، ووسموهم بكل عوراء، وكان أولى بهم أن

يسدوا خللهم، ويكملوا نقصهم، ويصححوا أخطاءهم في عقائدهم، وأن يجبروا كسرهم،

لكنهم إنشغلوا بتخريجهم من الدين والملة، فأخرجهما اهلل تعالى عن الصراط المستقيم،

فصاروا مثاال للمبددين، ونبراسا للمحرفين لملة إبراهيم، وأسوة للمشاققين لمنهج األنبياء

.ينوسائر المرسل

.وإلى هذا الحال، آل مآل المسلمين اليوم

ما وقعت مصيبة إال بذنب، ولن ترفع : وإنه من المعلوم ضرورة في دين المسلمين أنه

كذلك إال بتوبة من ذلك الذنب، غير أن هؤالء وهؤالء، من الفئتين األوليين، لم يزالوا في

.غيهم ضالين

ة تلك الدساتير الوضعية الكفرية، هو ومن الواضح في تلك الظروف أيضا، أن مقاطع

نوع من السلبية، وقد ال تكون المقاطعة كافية مع القدرة على اإلنكار، وأعظم أحوالها أنه

.أضعف اإليمان

كذلك الدعوة إلى المقاطعة مع عدم التفصيل في الحكم الشرعي على تلك الدساتير

ومن يشارك فيها، يعد كتمانا الوضعية الكفرية، وعلى من يصنعها، ومن يدعو إليها

Page 9: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

9

للحق مع القدرة على بيانه، فإذا ما كان كان هناك من يسوغه، ومن يشرعنه، ومن

يضفي عليه صفة الشرعية، ومن يفسي بوجوب إقراره، ومن يحث الناس على الهالك

.ادونه، فعندئذ يكون اإلثم متحتما، على كل من لم يبين أحكامها وجرم المشاركين فيه

وبعض الناس اليوم قد يحكم على تلك الدساتير بحسب أحوالها، فيحلها تارة، ويحرمها

تارة، يحلها إذا ما وافق بعضها الشرع، ثم يعود فينكرها لمخالفتها الشرع، وهذا تهوك

آخر، وتذبذب يقع الكثير من أهل الدعوة فيه اليوم، وهذه طامة ال تكاد تختلف عن

.سابقتها

وإال فالحق ال يتبعض، كما أن انكار الباطل ال يتبعض، فصفة التشريع وسن القوانين –

والتحليل والتحريم هلل وحده، والمنع والحظر من أخص خصائصه تعالى، والفسح

واإلباحة من أهم مهام اهلل تعالى، وتقنين القوانين حجر ال يفعله إال اهلل تعالى، ولم يسمح

حد سواه، ولم يأذن في سنها من دونه، ال لنبي مرسل، وال لملك أل -سبحانه –فيها

مقرب، وال لولي مجتبى، أن يتدخل في شيء منها، فمن شرع للناس دستورا، وإن كان

فهو شرك باهلل تعالى، وكفر بتفرده بالتشريع، وال –موافقا لشرع اهلل تعالى مائة بالمائة

ي البيان، وأعظم في اإليمان، وأبرأ للذمة من الفسق بد من تجريم من أقرها، وذلك أبلغ ف

والظلم والعصيان، وأنصح لألمة من الوقوع في الشرك باهلل تعالى والكفران، وأطهر من

أدران الكفر والشرك والعصيان، وأبرأ للديانة الحنيفية مما أحدث فيها، على أيدي عبدة

ء بمقاطعتها، أو اإلكتفاء بوصفها باإلثم أولى من االكتفا كل ذلك الهوى والنفس الشيطان،

.كبقية اآلثام

قال تعالى منذرا لعلماء األمة خاصة، ثم لبقيتهم عامة، محذرا إياهم من كتمان الحق، أو

تمونه وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تك}: من التفريط في بيانه

: آل عمران]{ (781) فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون

781].

:فيا أيها المسلمون جميعا

قفوا على مشاعركم هذه، واصبروا عليها، وموتوا دون التفريط فيها،

يه السالم، حيث أعلن البراءة والعداوة فأنكم على إرث، من إرث أبيكم إبراهيم عل

.والبغضاء، لكل ما يعبد ويتحاكم إليه من دون اهلل تعالى

:وعليه فإننا اتباعا نعلن

البراءة التامة المطلقة، من جميع أنواع المحاكم الوضعية في األرض، ومن جميع

دساتيرها الوضعية، مهما كان فيها من موافقات للدين والشريعة اإلسالمية، ومن جميع

األنظمة والمذاهب الفكرية المعاصرة والسالفة، مهما كان فيها من موافقات للشريعة

با وآلهة باطلة، وطواغيتا كافرة، تعبد من دون اهلل تعالى، اإلسالمية، واعتبارها أربا

وعليه فإننا نكفر بها وننكرها جملة وتفصيال، ونبدي العداوة والبغضاء بيننا وبينها أبدا،

ونتبرأ من التعامل معها، والعمل فيها أبدا، ومن كل من تعامل معها، أو من عمل فيها،

من حث عليها، أو من لم ينكرها أبدا، مهما ترتب على ذلك ما ترتب أو من سوغها، أو

من المفاسد، مطلقا، وإال فالشرك باهلل تعالى بالتحاكم الى غيره هو من أعظم المفاسد،

Page 10: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

10

وأكبر الكبائر، وأقبح المناهي، وأنكر المناكر، وسواء كانت تلك المحاكم محاكم وضعية

ولية، وسواء كانت مدنية، أو جنائية، أو أحواال شخصية أو أسرية، محلية، أو عرفية أو د

وال نلجأ إليها، وإن ضاعت في سبيل ذلك حقوق لنا، بل أرواحنا ونفوسنا، حتى يؤمنوا

باهلل الحاكم المشرع المتفرد بالتشريع وحده، وحتى يرجعوا إلى أحكام اهلل وتشريعاته

.وحده

:في إثبات فردانيته تعالى بالحكم والتشريع وحده، دون سائر الخالئقوقال تعالى *

قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السالم، وهو في محنة الضراء في سجنه وبالئه،

بادئا بأول وأهم درس، من دروس اإليمان وأصل الديانة، بدأ بتوحيد الحاكمية هلل عز

تعالى، في ربوبيته، وفي ألوهيته، وفي أسمائه وجل، والتي عليها مدار توحيد اهلل

.وصفاته، وأقواله وأفعاله وجميع أحواله، جل شأنه، وتقدست أسماؤه، وتنزهت آالؤه

وتوحيد حاكميته تعالى، ليس قاصرا على حدود وتعزيرات وقوانين عقوباتية، وإال فهذا

وشعائره سبحانه، خاصة فرع على أصل، فأصل حاكميته تعالى في أحكامه وتشريعاته

في ماهية ضوابط ربوبيته، وقوانين اإليمان بألوهيته، وبنود تفعيل أسمائه وصفاته،

ودساتير قيود اإلعتقاد في أقواله وأفعاله، وحدود ذلك كله وأحكامه، مبينا لهم معنى أس

ستقيمة، وما العبودية وأصل مقتضاها، ومظهرا لمعنى الديانة القويمة، ومنشأ الملة الم

بني عليه ذلك النظام المركزي البديع، ومنبع الشرائع الخلاقية المتينة، وينبوع التشريعات

الربوبية المعجزة، ومتى يقبل التدين به، ومتى يجتاز المؤمن حواجز اإليمان ولوائح

بعد ذلك بقية التقوى، وذلك تبيانا لحدود العباد وقوانينهم مع خالقهم تعالى، ثم يتفرع منه

.وحدوده وقوانين عقوباته، والتي تحدد وتضبط عالقات العباد مع العباد تشريعاته

يا صاحبي السجن، أأرباب متفرقون خير، أم الله }: قال تعالى على لسان الصدق -7-

( ما تتحاكمون إليه من دون حكمه تعالى: أي)، {ما تعبدون من دونه( 13) الواحد القهار

ه، أمرألا إلا أسماء سميتموها، أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان، إن الحكم إلا لل}

ولكن أكثر الناس لا يعلمون}( لمعتدلالقويم ا: أي)، {تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم

.سيأتي تفصيله بآخره[. 64، 13: يوسف]{ (64)

أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا }: وقال تعالى -1-

ن الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى وإذا جاءهم أمر م( 81) كثيرا

اتبعتم أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته ل

.[86 - 81: النساء ] {(81) الشيطان إلا قليلا

[. 61، 61: األنعام ]{ (61) ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}: وقوله تعالى -1-

وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون}: وقوله

. [ 14: صص الق]{ ( 14)

قل إني على بينة من ربي وكذبتم به، ما عندي ما تستعجلون به، إن }: وقال تعالى -6-

.[51: األنعام ]{ (51) الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين

الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا، فالحكم لله العلي الكبير ذلكم بأنه إذا دعي}

.[71، 71: غافر ]{ ( 71)

Page 11: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

11

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم، }: وقال تعالى -5-

نازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اآلخر، ذلك فإن ت

[.53: النساء]{ خير وأحسن تأويال

فجعل اهلل تعالى الحكم والقانون والفصل في التنازعات بين الناس إلى اهلل تعالى بقرآنه،

رسوله محمد صلى اهلل تعالى عليه وسلم بسنته الموحاة إليه، وأحكامه فيها، ولم وإلى

يجعل ذلك الحكم في موارد النزاع والشجار ألحد غير الكتاب والسنة، واللذين هما من

.عنده تعالى، مع تمام الخضوع والقبول والتسليم

حكرا عليه تعالى، فهو الذي وقد جعل سبحانه التشريع وسن القوانين وصياغة الدساتير،

:خلق، وهو الذي يقنن بما يعلمه عن من خلق، من عباده سبحانه

: األعراف ]{ (56) ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}: وقال تعالى -6-

56].

.[71: النحل ]{ (71) أفلا تذكرونأفمن يخلق كمن لا يخلق }: وقال تعالى -1-

فكما أنه الخالق وحده، المتفرد بذلك، فهو كذلك اآلمر والناهي وحده سبحانه، والواجب

.طاعة أمره، وهو المستحق للعبادة بأحكامه وتشريعاته دون كل ما سواه

لقوة المتين عز فالسيادة التامة والكاملة إذن تكون للسيد الحقيق، وهو الخالق الرزاق ذو ا

وأديان .وجل، وليست لشعب مخلوق، مخلوط الطباع ممزوج المزاج متعدد األفهام

هو المتفرد بالحكم بينهم، –عز من فاعل -وهذا من تمام رحمة اهلل تعالى بخلقه، وأنه

دون من سواه –والفصل في نزاعاتهم، بسعة علمه الذي يعلم السر وأخفى، ويعلم وحده

يصلحهم وما يصلح لهم، في ماضيهم وحاضرهم، وفي مستقبلهم وعاقبة أمرهم، ما -

فحكمته وعدله وإنصافه، يقتضي التشريع، وفصل النزاع بين مختلف أنواع مخلوقاته،

فهو اللطيف الخبير، وهو العليم الحكيم، وهو المنزه عن أي عيب وعن كل نقصان، وهو

ء البشر وحكام القضاء، من أي نقص ومن كل المقدس المترفع عن كل ما يعترى حكما

زلل، وهو المتعال عن كل ضعف أو عجز أوجهل أو خلل، وهو العادل المقسط، الجليل

.عن أي ظلم أو جنف، سبحانه سبحانه، جل وعال شانه

وما ذاك إال ليتحقق العدل واإلنصاف، ويعم الخير واإلسعاد، والرضا والهنا، والسكينة

احة القلوب، لخلقه أجمعين، بالتحاكم إلى خالق أحد، وحاكم صمد، والطمأنينة ور

.فيستجيبوا ألمره، ويسكنوا بحكمه ويرتضوا بقضائه

وهذا أيضا أحرى وأحق، للتواصل بين العباد ورب العباد، فهو الخالق العليم الخبير،

ه وأفعاله وصفاته فتتحقق العبودية واأللوهية والحاكمية هلل تعالى، وتتحقق في خلقه أسماؤ

.السامية لجنابه وعظمته، فهو الحكم العدل القسط، سبحانه هو أحكم الحاكمين

.وهذا هو الفصل في النزاع، والقطع في الخالف

وهذا هو المحقق لكلمة التوحيد، ال إله إال اهلل، أي ال معبود بحق إال اهلل، وال مشرع وال

وأن : أي –ومنها –اهلل، وأن محمدا رسول اهلل مقنن وال مسنن القوانين بين الخلق إال

.محمدا هو الحكم الفصل بين الخالئق من عند اهلل تعالى

وهذا هو الفاصل من اهلل تعالى بين الخالئق، فمنهم مؤمن ممتثل ألحكام الخالق، ومنهم

Page 12: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

12

.كافر ممتثل ألحكام مخلوقي الطواغت

فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمىومن أعرض عن ذكري }: وقال تعالى

.[715، 716: طه ]{ ( 715) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا( 716)

لك نجزي من أسرف ولم وكذ( 716) قال كذلك، أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى}

أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من ( 711)يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى

ولا كلمة سبقت من ول( 718) القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى

.[713 - 716: طه ]{ (713) ربك لكان لزاما وأجل مسمى

: فصل في ذم الطاغوت والطاغوتيي

ما يتحاكمون إليه من دون اهلل تعالى، سواء في ذلك كان : وطاغوت كل قوم هو)

حزبا أو محكمة أو مجلسا محليا أو دستورا أو عرفا أو سالفا أو نظاما أو: المتحاكم إليه

نيابيا أو عرفيا، أو مقعدا رئاسيا أو رئيسا أو ملكا أو أميرا أو قائدا، أو ضريحا أو صنما،

، واصفا أحوالهم بأحوال أهل الجاهلية والجاهليين، في التشريعات (أو منهجا أو مذهبا

:م الخالق تعالى القديروالتحاكم وسن القوانين والدساتير، ومشاققة أحكا

فإن }: قال اهلل تعالى وقد أمر نبيه أن يمتثل ذلك بنفسه كقدوة لكل حاكم فقال تعالى -8-

جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت

وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها ( 61) قسط إن الله يحب المقسطينفاحكم بينهم بال

إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ( 61) حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

م بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من ونور يحك

ومن كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا

. )66) لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف } :وقال تعالى -3-

والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم والأذن بالأذن والسن بالسن

. ]65 – 61: المائدة ]{ ( 65) بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون

ومن لم يحكم بما أنزل الله وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه }: وقال تعالى -74 -

.{)61) فأولئك هم الفاسقون

وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا : وقال تعالى -77-

ه ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الل

وا شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبق

( .68)م جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفونالخيرات إلى الله مرجعك

وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك : وقال تعالى -71-

فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا

( .63) كثيرا من الناس لفاسقون

{ (54)أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} :وقال تعالى -71-

.[54 - 61: المائدة ]

ال الذين أهواء تتبع وال فاتبعها، األمر من شريعة على جعلناك ثم}: تعالى اهلل قال -76-

Page 13: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

13

ولى والله بعض، أولياء بعضهم الظالمين وإن شيئا، الله من عنك يغنوا لن إنهم يعلمون،

[.73:الجاثية]{ المتقين

واتباع تعالى، حكمه عن اإلعراض في حذوهم، حذوا من وعاقبة أمرهم، عاقبة بين ثم

:تعالى فقال العلم، وطلبة واألئمة والعلماء، واألشياخ والرهبان، األحبار من دونه من

إلا أمروا وما مريم، ابن والمسيح الله، دون من أربابا ورهبانهم أحبارهم اتخذوا}-

[.17: التوبة]{ (17) يشركون عما سبحانه هو، إلا إله لا واحدا، إلها ليعبدوا

هدى إن ملتهمقل تتبع حتى النصارى وال اليهود عنك ترضى ولن}: تعالى اهلل قال -75-

وال ولي من الله من لك ما العلم من جاءك الذي بعد أهواءهم اتبعت ولئن الهدى هو الله

[.714:البقرة]{ نصير

لمن إذا إنك العلم من جاءك ما بعد من أهواءهم اتبعت ولئن}: تعالى اهلل قال -76-

[.765: البقرة]{ (765) الظالمين

من جاءك بعدما أهواءهم اتبعت ولئن عربيا حكما أنزلناه وكذلك}: تعالى اهلل قال -71-

[.11: الرعد]{ (11) واق ولا ولي من الله من لك ما العلم

أيا تعالى، اهلل به يأذن لم بما للناس يشرع من كل اتباع من - سبحانه – حذرنا لقد -78-

: ظالمين وسماهم شركا ذلك وسمى فاجرين، او صالحين شعوبا، أو أفرادا كان

لقضي الفصل كلمة ولولا الله، به يأذن لم ما الدين من لهم شرعوا!!!!! شركاء لهم أم}

– يعلم وهو – ذلك على مات فمن[. 17:الشورى]{أليم عذاب لهم الظالمين وإن بينهم،

ظنكم فما الجحيم، في الخالدين المشركين من - محالة ال - كان منه، متبرئا يتب، ولم

.ودينا خيرا منه سيجتلب دينا، للناس وجعله آية، للناس سيره بمن

وال ورعا وال إيمانا وليس ادعاء، به وتصديقهم زعما، به إيمانهم تعالى اهلل سمى ولقد

. اجتهادا

وما إليك أنزل بما آمنوا أنهم يزعمون، الذين إلى تر ألم}: مثلهم عن تعالى قال -73-

ويريد به، يكفروا أن أمروا وقد الطاغوت، إلى يتحاكموا أن يريدون قبلك، من أنزل

وإلى الله أنزل ما إلى تعالوا لهم قيل وإذا ،(64) بعيدا ضلالا يضلهم أن الشيطان

بما مصيبة أصابتهم إذا فكيف ،(67) صدودا عنك يصدون المنافقين رأيت الرسول،

الذين أولئك ،(61) وتوفيقا إحسانا إلا أردنا إن بالله، يحلفون جاءوك ثم أيديهم، قدمت

وما( 61) بليغا قولا أنفسهم في لهم وقل وعظهم، عنهم، فأعرض قلوبهم، في ما الله يعلم

الله فاستغفروا جاءوك، أنفسهم ظلموا إذ أنهم ولو الله، بإذن ليطاع إلا رسول من أرسلنا

[.66 - 64: النساء( ]66) رحيما توابا الله لوجدوا الرسول، لهم واستغفر

مع وحده، شرعه إلي بالتحاكم وقيده القواعد، من إيمانهم تعالى اهلل نقض ما سرعان ثم

جميع في بفردانيته واالعتزاز والرضى التسليم وتمام لحكمه، الصدر انشراح كامل

:لغيره التحاكم عاقبة في تعالى فقال األحيان،

أنفسهم في يجدوا لا ثم بينهم، شجر فيما يحكموك حتى يؤمنون، لا وربك فلا} -14-

[.65: النساء]{ (65) تسليما ويسلموا قضيت، مما حرجا

:تعالى اهلل دون من للهوى التحاكم من السالم عليه داود نبيه محذرا تعالى وقال

Page 14: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

14

فيضلك الهوى، تتبع ولا بالحق، الناس بين فاحكم الأرض في خليفة جعلناك إنا داوود يا}

الحساب يوم نسوا بما شديد، عذاب لهم الله سبيل عن يضلون الذين إن الله، سبيل عن

[.16: ص]{ (16)

:بالدين بالتكذيب لغيره عنه عدل أو تعالى، حكمه عن أعرض من كل واصفا تعالى وقال

[.8 ، 1: التين]{ (8) الحاكمين بأحكم الله أليس( 1) بالدين بعد يكذبك فما} -17-

بعد بالردة عليهم حاكما األمر، بعض في ولو لغيره التحاكم عاقبة في تعالى قال ثم

وهم: أي) اهلل نزل ما كرهوا للذين –( بعد يفعلوا ولم: أي) – قالوا أنهم لمجرد اإليمان،

– األمر بعض – في سنطيعكم ،(اهلل نزل ما حاربوا أو عادوا أو كفروا الذين من أهون

،(األمر كل في سنطيعكم قالوا ممن أهون فهم األمر، كل في وليس: أي)

ارتدوا الذين إن( 16) أقفالها قلوب على أم القرآن يتدبرون أفلا}: تعالى عنهم فقال -11-

بأنهم ذلك( 15) لهم وأملى لهم سول الشيطان الهدى، لهم تبين ما بعد من أدبارهم، على

( 16) إسرارهم يعلم والله - الأمر بعض في سنطيعكم - الله نزل ما كرهوا للذين - قالوا

أسخط ما اتبعوا بأنهم ذلك( 11) وأدبارهم وجوههم يضربون الملائكة توفتهم إذا فكيف

لن أن مرض قلوبهم في الذين حسب أم( 18) أعمالهم فأحبط رضوانه وكرهوا الله

[.13 - 16: محمد( ]13) أضغانهم الله يخرج

بل ويزكون، ويحجون يصلون ممن كانوا مذكورة، معينة فئة في النص هذا ورد وقد -

ومنهم}: تعالى قوله بين المعنيون وهم المنافقون، وهم اهلل، رسول مع للجهاد ويخرجون

أولئك آنفا قال ماذا العلم أوتوا للذين قالوا عندك من خرجوا إذا حتى إليك يستمع من

: تعالى قوله وبين[. 76،71: محمد]{ (76) أهواءهم واتبعوا قلوبهم على الله طبع الذين

رأيت القتال فيها وذكر محكمة سورة أنزلت فإذا سورة نزلت لولا آمنوا الذين ويقول}

( 14) لهم فأولى الموت من عليه المغشي نظر إليك ينظرون مرض قلوبهم في الذين

إن عسيتم فهل( 17) لهم خيرا لكان الله صدقوا فلو الأمر عزم فإذا معروف وقول طاعة

فأصمهم الله لعنهم الذين أولئك( 11) أرحامكم وتقطعوا الأرض في تفسدوا أن توليتم

- 14: محمد]{ (16) أقفالها قلوب على أم القرآن يتدبرون أفلا( 11) أبصارهم وأعمى

16 .]

(.15... ) ارتدوا الذين إن} اآلية بهذه ذكرهم ثم

: لهم بوصفه أعقبها ثم

لأريناكهم نشاء ولو( 13) أضغانهم الله يخرج لن أن مرض قلوبهم في الذين حسب أم}

، 13: محمد]{ (14) أعمالكم يعلم والله القول لحن في ولتعرفنهم بسيماهم، فلعرفتهم

ومواالة الكفر، وإبطان اإلسالم وإظهار األخالق، وسوء والشقاق النفاق مرض أي[. 14

الضعيف القلب من وتمكنه استفحاله، على الردة تترتب والذي والمجرمين، المفسدين

أنهم من الرغم مع ،.االسالم صالح اظهارهم رغم الملة، من الخروج يكون ثم اإليمان،

سرا، وفعلوه األمر، بعض في إليهم بالتحاكم الوعد ذلك وأسروا المواالة، تلك أخفوا

من ذميم كل وحللوا وسوغوا الكفر، من قبيح كل أعلنوا الذين من بأصحابنا، فكيف

... الشرك

Page 15: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

15

:وحكمها حالها،

أسرع هم والذين المنافقون، هم أنهم على يدل بعدها، ومن قبلها من اآليات فسياق إذن

الذين مع وتسامحا مالطفة الناس أكثر وهم وقربة، مودة والمشركين الكافرين في الناس

الطائفية الفتن تصيبهم أال على وحرصا الدوائر، تصيبهم أن خشية وأجرموا، كفروا

الناس، بين الدعوية أو اإلجتماعية مكانتهم على وحفاظا القومية، أو أوالوطنية أوالقبلية

أو بالتشددية أبدا يوصفوا ولئال والسلمية، والوسطية باإلعتدالية دائما يوصفوا وألن

أو دين، سالمة على الغيرة أما يعنيهم، ما جل هو هذا واإلرهاب، التطرف أو األصولية،

رب حاكمية أو والمغارب، المشارق إاله وأسماء صفات تنزيه أو العالمين، رب توحيد

.بال على حرص من يخطر ال قد فهذا الخالق، تشريعات أو والسماء، األرض

بسنده جرير ابن عنهم روى كما ،"النفاق أهل هم: "والضحاك عباس ابن قال وبهذا

اهلل أن وذلك الكتاب، أهل بصفة منها أشبه عندنا، النفاق أهل بصفة الصفة وهذه: "وقال

بعض في سنطيعكم}: اهلل نزل ما كرهوا للذين بقيلهم كانت ردتهم أن أخبر ثناؤه، جل

عليه اهلل صلى محمد بالتكذيب وصفهم في لكان الكتاب أهل صفة من كانت ولو ،{األمر

( البيان جامع".) قالوا ما قيلهم أجل من ارتدوا بأنهم عنهم الخبر من الكفاية، وسلم

(17/178.)

والتباعهم األمر، بعض في للمشركين لطاعتهم فهي والردة الوصف ذلك في السبب وأما

اهلل أحكام بعض لغير اختيارهم لمجرد الكره كان رضوانه، وكرههم اهلل، أسخط ما

اإللحاديين أطاع بمن فكيف قلوبهم، في يجدوه أو به، يصرحوا لم وإن تعالى،

للشرائع، والمعادين األرض، في المفسدين الدستوريين، والجمهوريين الديمقراطيين،

اسم وإلغاء اإلسالمي، والنظام الدين إسم تنحية ومع األمر، كل وفي للفضائل، والنابذين

والبيوت، والزوايا المساجد في عليه والحجر السياسي، عالمهم من المعبود الحق اإلله

اإلسالمي الحكم اسم وابعاد الجمهوري، والنظام الديمقراطي، اإلله باسم واستبداله

السيادة وإقصاء الوضعي، والقانون الدستور باسم واستبداله التشريعي، القرآني

للشعب المطلقة التشريعية السيادة تكون أن إلى المعبود، الخالق من المطلقة التشريعية

عليه المحافظة على والمعاهدة ذلك، على العام العلني القسم ثم له، شريك وال وحده،

بعض، فوق بعضها ظلمات. مخالفته وعدم به والعمل احترامه وعلى مطلقا،

وإلحادا، كفرا وأشد جرما، أكبر هو الناس، من األخير الصنف هذا أن ألعتقد وإني

صبغوا ما إذا السيما الكريمات، اآليات بتلك المعنيين المنافقين من مشاققة، وأظهر

بدين وتديينها شرعنتها على عملوا أو شرعية، بصبغة الدستورية الديمقراطية دعواتهم

بين ومطية مرحلتين، بين مرحلة جعلوها أو اإلسالم، باسم أسلمتها أو المسلمين،

الناعقة، المقلدة الجمهرة هذه حشد على تشريعاته، وجلب بالدين زايدوا أنهم أو مطيتين،

.الجاهلة الجاهلية األغلبية وتلك

تلك إلى السبق قصب حازوا فإنما الكريمات، اآليات بتلك والمعنيون األولى، الفئة أما

بعض في بطاعتهم تعالى، اهلل نزل ما كره لمن بإسرارهم حازوها، إذ الواضحة الردة

Page 16: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

16

النفاق فهذا. {إسرارهم يعلم واهلل} ،{األمر بعض في سنطيعكم}: سرا لهم وقولهم األمر،

.ساررهم فيمن

لحصر المقام يتسع ال قد آخر، حكم فله( األمر كل في بطاعتهم) جاهرهم من أما

ومن صنيعهم، سوء من وإياكم يسلمنا أن تعالى اهلل ونسأل جناياتهم، وعدد جرائمهم،

.عاقبتهم شؤم

دستوره واحترام به، والعمل ودينهم، نظامهم على المحافظة على مخلصا أقسم من وأما

.النقي المجال هذا في ذكرها يطهر ال أخرى، وحكاية أخرى، قصة فهذه وقانونه،

وخالف سلفها طريق عن وحاد وأصولها، نصوصها وخالف األمة، عصا شق من وأما

قصة فهذه وسفاحيها، لسفاكيها وافتى وسوغ ومجرميها، فجارها ووافق جماهيرها،

واحد، سفر في الحديث وهذا تدرج أن بها يليق ال أخرى،

.رجسها ويالئم جربها، ويناسب بجرمها، يليق آخر، سفر في تزوى أن بها حقيق بل

:هؤالء قصة في أصلها نجد وقد

كيف( 85) الخاسرين من الآخرة في وهو منه، يقبل فلن دينا الإسلام غير يبتغ ومن}

البينات وجاءهم.... حق الرسول أن وشهدوا... إيمانهم بعد كفروا... قوما الله يهدي

.... الله لعنة عليهم أن.... جزاؤهم أولئك( 86) الظالمين القوم يهدي لا والله!!!!!!

ولا..... العذاب عنهم يخفف لا.... فيها خالدين( .... 81) أجمعين والناس.... والملائكة

رحيم غفور الله فإن.... وأصلحوا.... ذلك بعد من تابوا الذين إلا( 88) ينظرون هم

الضالون هم وأولئك توبتهم تقبل لن كفرا ازدادوا ثم إيمانهم بعد كفروا الذين إن( 83)

افتدى ولو ذهبا الأرض ملء أحدهم من يقبل فلن كفار وهم وماتوا كفروا الذين إن( 34)

ونسأل[. 37 - 85: عمران آل]{ ( 37) ناصرين من لهم وما أليم ابعذ لهم أولئك به

.والغفران والعفو العافية ولكم لنا الرحمن اهلل

والتغني، الصوالح بظواهر وال واألماني، بالمزاعم وال بالتمني، اإليمان فليس وإال -

الصالح العمل وصدقه صادقا، اللسان به ونطق خالصا، القلب في وقر ما اإليمان ولكن

: تعالى قال النواقض، تنقضه ولم مبتدع، وال محدث غير متبعا

السوء، عمل لمجرد أي. ){به يجز سوءا يعمل من الكتاب، أهل أماني ولا بأمانيكم ليس}

وليا الله دون من له يجد ولا} ،(فاسدة أو كانت صالحة والنية، القصد بحال اعتبار دون

أنه أي){ مؤمن وهو أنثى أو ذكر من الصالحات من يعمل ومن( 711) نصيرا ولا

الجنة يدخلون فأولئك} ،(باإليمان والنية القصد سالمة العمل، صالح مع اشترط تعالى

القصد أخلص أي){ لله وجهه أسلم ممن دينا أحسن ومن( 716) نقيرا يظلمون ولا

{ حنيفا إبراهيم ملة واتبع} ،(العمل بصالح اإلحسان بشرط أي){ محسن وهو} ،(والنية

الله واتخذ} ،(اإلتباع بحسن مشروطان الصالح، العمل وإحسان اإلخالص أن أي)

محيطا شيء بكل الله وكان الأرض في وما السماوات في ما ولله( 715) خليلا إبراهيم

[. 716 - 711: النساء]{ (716)

:تعالى قوله في وكذلك

Page 17: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

17

يصلاها جهنم له جعلنا ثم نريد، لمن نشاء ما فيها له عجلنا العاجلة، يريد كان من}

الفاسدة النية تلك بعد عمله، في صالح على التعريج دون أي. ){(78) مدحورا مذموما

حسنت أذا وأما اآلخرة، حساب على أي اآلخرة، دون اصالحها على والعمل الدنيا بطلب

،:(فقال وشروطا ضوابط له فجعل قصده، وصلح نيته

سعيهم كان فأولئك..... مؤمن وهو..... سعيها لها وسعى... الآخرة، أراد ومن}

[.14 - 78: اإلسراء]{ ( 73) مشكورا

اإلحسان، لنا وحسن اإليمان، لنا وصفى اإلسالم، لنا سلم الذي هلل، والحمد اهلل سبحان ويا

.المتهوكين واجتهادات عقول من وحماه العابثين، عبث من دينه لنا وحفظ

الهدى، ظاهر مسنون مشروع صالح، عمل دون حسن، قصد يقبل فال وعليه

لفشو نظرا قصدناه إنما ذلك، في المسهب التفصيل من أوردنا ما أوردنا إذ وإننا -

من وانقطاع غفلة حين على انتشرت وحيث اآلمة، تلك في مجددا اإلرجاء ظاهرة

أن قبل تزببوا ممن األمة، في الرموز من طائفة ظهرت المتبعين، العاملين العلماء

سبيل، من الثمار تلك من لهم وليس بل يتحصرموا،

.زبيب في كذلك جني وال.... تحصرم في هنالك حظ فال

نعم: ويقول كفر، الفعل هذا أن نعلم نحن نعم: )قائال المأل على صراحة أحدهم فيعلن

لكننا تعالى، باهلل وشرك كفر الوضعية والدستورية وإلحاد، كفر الديمقراطية أن نعلم نحن

نحن، نفهمه الذي المعنى وعلى الحسن، المحمل على نأخذها نحن الكفر، ذلك نقصد ال

جميعا الناس أن ويكفي أفكارها، وندع آلياتها، نأخذ فنحن وآليات، أفكار لها وإنما

...إلخ...... ( واتباعها ظهرها امتطاء من حرج وال يكفي، هذا كفر، انها يعلمون

فرقة قالت حيث األولون، المرجئة أسالفهم به يأت لم بما العصر مرجئة جاءت وهكذا

كإيمان فإيمانه اإليمان، زعم من أي معصية، اإليمان مع يضر ال: قديما المرجئة

مع يضر ال قالوا وأقبح، أشد هو ما قالوا فقد المرجئة، معاصرة من خلفهم أما جبريل،

للدماء سفك اإليمان مع يضر وال الكفر، بعض اإليمان مع يضر وال كفر، اإليمان

صلواتهم مدار وعلى وسجدا، ركعا، مساجدهم، في وهم وال المسالمة، المسلمة الجماعية

معادات اإليمان مع كذلك يضر وال مشافيهم، في أحياء حرقهم كذلك يضر وال الخمس،

وسجن أعراضهم هتك أو مساجدهم، وحرق المسلمين جموع محاربة أو تعالى، اهلل دين

.ألخ... الكفر وكبائر المخازي عظائم من وغيرها بناتهم وأسر نسائهم،

والة صفات واإلجرام واإللحاد الكفر طواغيت على أضفوا ممن العصر، مرجئة هي هذه

والالدينية، اإلشتراكية كطواغيت فيهم، والمعادات والوالء الطاعة ووجوب األمر،

واإلثنى والنصيرية والعلوية الروافض، الصفوية وطواغيت الديمقراطية، وطواغيت

.....قولهم فعجب تعجب وإن..... بشوكة المسلمين على تغلبوا ألنهم عشرية،

جهال اشمئز جهله ومن ظالم، بكل جهيل جهوول جهل الحصارم، جنى يكون وهكذا

.األوادم

أردنا إن بالله يحلفون جاءوك ثم أيديهم قدمت بما مصيبة أصابتهم إذا فكيف}: تعالى قال

وعظهم، عنهم، فأعرض قلوبهم، في ما الله يعلم الذين أولئك( 61) وتوفيقا إحسانا إلا

Page 18: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

18

{ ... الله بإذن ليطاع إلا رسول من أرسلنا وما( 61) بليغا قولا أنفسهم في لهم وقل

[.66 - 61: النساء]

:تعالى قال انصهار، وال امتحان دون اإليمان يزعم من فيترك بالتمني، اإليمان وليس

قبلهم، من الذين فتنا ولقد( 1) يفتنون لا وهم آمنا يقولوا أن يتركوا أن الناس أحسب}

أن السيئات يعملون الذين حسب أم( 1) الكاذبين وليعلمن صدقوا، الذين الله فليعلمن

السميع وهو لآت، الله أجل فإن الله، لقاء يرجو كان من( 6) يحكمون ما ساء يسبقونا،

1: العنكبوت]{ ( 6) العالمين عن لغني الله إن لنفسه، يجاهد فإنما جاهد ومن( 5) العليم

- 6.]

أحدا ربه بعبادة يشرك ولا صالحا، عملا فليعمل ربه، لقاء يرجو كان فمن}: تعالى وقال

[.774: الكهف]{ ( 774)

الآخر، واليوم الله يرجو كان لمن حسنة، أسوة الله رسول في لكم كان لقد}: تعالى وقال

[.11 ، 17: األحزاب]{ ( 17) كثيرا الله وذكر

يتول ومن الآخر، واليوم الله يرجو كان لمن حسنة، أسوة فيهم لكم كان لقد}: تعالى وقال

[.6: الممتحنة]{ (6) الحميد الغني هو الله فإن

.تعالى رحمته من والحرمان ولعنته، غضبه يستوجب تعالى، باهلل والكفر

ذلك أعقب ثم مخالفته، وعدم احترامه أو بدستورهم العمل على مخلصا أقسم من أما -

الجهل على يدل ألنه القسم، من أقبح استثناء فهذا ،(اهلل شرع يخالف ال فيما: )بقوله

أو الجاهل هذا وحال تعالى، اهلل بشرع المركب المطبق العي عن ويكشف الجهول،

األصنام من وغيرها والعزى والالت هبل قدمي تحت يسجد من كحال المستهزيء،

على يقسم ثم اإللحادية، الديمقراطية أحوال من حاال أحسن حالها يكون والتي واألوثان،

من رأسه يرفع ثم احترامها، وعلى ونظامه ودينه وقوانينه وأحكامه الصنم ذلك اتباع

اهلل، سبحان فيا ،(اهلل شرع يخالف ال فيما: )قائال األصنام معبد في وهو الصنم، قدم تحت

عتباته، وأولى تعالى اهلل شرع فأبجديات وإال الدهر، من يوما تعالى اهلل شرع يفهم أهذا

أوالفكرية الحجرية األوثان تلك وينبذ ويقاطع ويعادي ويجحد، وينكر العبد يكفر أن

يكون أن أبى فإن وآليات، أفكارا وفعال، قوال وباطنا، ظاهرا وتفصيال، جملة الحطمية،

بدين عابث ساخر مستهزيء فهو ذلك، عليه وعظم وأبجدياته، تعالى اهلل بشرع جاهال

وصف عن بنا ينتهي ال قد والحديث وقواعده، ألصوله محرف له، مبدد أو تعالى، اهلل

.العظيم الجرم ذلك

اهلل لغير التحاكم في الهوى، اتباع وذم الهوى، إلى والتحاكم الهوى تعالى اهلل ذم وقد

:تعالى اهلل فقال آجال أو عاجال تعالى

ضلوا قد قوم أهواء تتبعوا ولا الحق، غير دينكم في تغلوا لا الكتاب أهل يا قل} -32-

[.11:المائدة]{ (11) السبيل سواء عن وضلوا كثيرا وأضلوا قبل، من

أتبع لا قل الله، دون من تدعون الذين أعبد أن نهيت إني قل}: تعالى اهلل وقال -32-

[.56: األنعام]{ (56) المهتدين من أنا وما إذا، ضللت قد أهواءكم،

Page 19: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

19

فلا شهدوا فإن هذا، حرم الله أن يشهدون الذين شهداءكم هلم قل}: تعالى اهلل قال -32-

بآياتنا، كذبوا: سماهم تعالى أنه أي) ،{بآياتنا كذبوا الذين أهواء تتبع ولا معهم، تشهد

الحق علموا ألنهم ولكن به، يصرحوا ولم يقصدوه، ولم التكذيب، يعلنوا لم أنهم رغم

إال وخالفوه، عنه حادوا ما وإال واإلعراض، التكذيب أصرح وهذا خالفه، وفعلوا

الراهن الوقت في ولو منه، اإلتباع في أنسب أو أصلح غيره أن الحال، بلسان إلقرارهم

الجواب عنه، تحد لماذا إذن صدقه، في يماري وال المخالف يعلمه مما ذلك وكل فقط،

الشر ويدفعون به، الخير سيجلبون أنهم لهم يسول الذي والشيطان، والنفس الهوى هو

وهم بالآخرة، يؤمنون لا والذين} ،(المحرمة الوسائل تبرر عندهم، الحسنة والغاية عنه،

وبالوالدين شيئا به تشركوا ألا عليكم، ربكم حرم ما أتل تعالوا قل( 754) يعدلون بربهم

[.757 ،754: األنعام]{ ...إحسانا

{ ( 755) ترحمون لعلكم واتقوا فاتبعوه، مبارك، أنزلناه كتاب وهذا}: آخره في قال ثم

[.756 ،755: األنعام]

فيهن، ومن والأرض السماوات لفسدت أهواءهم الحق اتبع ولو}: تعالى اهلل قال -63-

[.17: المؤمنون]{ (17) معرضون ذكرهم عن فهم بذكرهم، أتيناهم بل

ممن أضل ومن أهواءهم، يتبعون أنما فاعلم لك، يستجيبوا لم فإن}: تعالى اهلل قال -32-

[.54: القصص]{ (54) الظالمين القوم يهدي لا الله إن الله، من هدى بغير هواه اتبع

بما آمنت وقل أهواءهم، تتبع ولا أمرت، كما واستقم فادع فلذلك}: تعالى اهلل قال -32-

[.75: الشورى]{ (75... )كتاب من الله أنزل

سجنه في الضراء محنة في وهو السالم، عليه يوسف نبيه لسان على تعالى قال*

تشريعاته في وجل، عز هلل الحاكمية توحيد دروس من درس، وأهم بأول بادءا وبالئه،

القويم الدين لمعنى ومظهرا مقتضاها، وأصل العبودية أس معنى مبينا سبحانه، وشرائعه

أم خير، متفرقون أأرباب السجن، صاحبي يا}: به التدين يقبل ومتى المستقيمة، والديانة

حكمه دون من إليه تتحاكمون ما: أي) ،{دونه من تعبدون ما( 13) القهار الواحد الله

لله، إلا الحكم إن سلطان، من بها الله أنزل ما وآباؤكم، أنتم سميتموها، أسماء إلا}( تعالى

لا الناس أكثر ولكن}( المعتدل القويم: أي) ،{القيم الدين ذلك إياه، إلا تعبدوا أمرألا

[.64 ،13: يوسف]{ (64) يعلمون

تعالى، اهلل توحيد إلى يدعوا ومحنته، وبالئه ضرائه في الصديق يوسف حال وهذا

دخل لما أنه عنه ويقال الظن، به يساء فكيف تعالى، دونه من إليه يتحاكم ما بكل والكفر

من المفلسون فيتخذه وعليه تعالى، اهلل شريعة دون من بأحكامهم حكم الملك، دين

– وكال حاشا - النيابية، الطواغيت مجالس دخولهم في باطلهم على حجة الطاغوتيين

في شريعته على ثابتا محنته، في للتوحيد داعيا يكونا أن السالم عليه الغيور ليوسف

لما ثم تعالى، باهلل شركا وفعلهم تعالى، اهلل مع وشركاء أربابا سواها ما معتبرا سجنه،

– اللهم تعالى، باهلل بالشرك ويقر األرباب، بشرائع ويرضى يقنع حرا، ويصير له يمكن

ريبة ال الذي الحق لكن المخلصين، ورسله اهلل أنبياء على الفرى أشد من هذا فإن - غفرا

الناس بين ويحكم أموره في يتصرف كان السالم عليه الصديق المخلص يوسف أن فيه،

Page 20: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

20

بل الرضا، أبواب أوسع ومن الدين، من تعالى اهلل يرض ما وبحسب تعالى، اهلل بشريعة

قدره وعلو كرامته من إنه بل أبد، نفسه على الدون يقبل ال كريما، شريفا أبيا كان إنه

األكرم، األعز دينه في الدنية يقبل أنه يتصور فكيف دنياه، في الدنية يقبل لم السالم عليه

غير كريما، عزيزا بريئا منه يخرج أن إال أبى سجنه، من يخرج أن عليه عرض فلما

ربك، إلى ارجع قال الرسول جاءه فلما به، ائتوني الملك وقال} ريبة، ذي وال متهم

[.54: يوسف]{ (54) عليم بكيدهن ربي إن أيديهن، قطعن اللاتي النسوة بال ما فاسأله

أن إال ذلك يقبل لم وأمان، وأمن رفيعة مكانة ذا يكون أن عليه عرض لما أيضا، إنه ثم

ممكنا يكون وحتى ابتداء، األرض في تعالى اهلل ألمر يمكن وأن أوال، تعالى اهلل أمر يعز

تعالى ربه له شهد ولقد وجل، عز اهلل نصره فلذا تعالى اهلل ألمر ناصرا كامال، تمكينا

وحيثما يشاء، كيفما يتصرف كامال، تمكينا ممكنا كان أنه وبين سبيله، وزكى بذلك،

لدينا اليوم إنك قال كلمه فلما لنفسي، أستخلصه به ائتوني الملك وقال} : تعالى قال يريد،

.{(55) عليم حفيظ إني الأرض، خزائن على اجعلني قال( 56) أمين مكين

تسيير على قدرته من ونحوا كفاءته، من طورا لهم بين اعتماده، أوراق قدم لما أنه: أي)

فيه تخصص ما على الكاملة للوالية وأحقيته مؤهالته وقدم األمان، بر إلى األمور

فهذا األمانة، لتلك وحفظ علم من لديه بما فيهم البالد يحكم أن على قدير وأنه وأجاده،

على كانت والتي الخاصة، وشريعته الخاص، بعلمه فيهم للحكم سعى أنه على أيضا يدل

(.باطلة تشريعات من عندهم ما على يعتمد ولم آبائه، وملة ملته

ولا نشاء، من برحمتنا نصيب يشاء، حيث منها يتبوأ الأرض، في ليوسف مكنا وكذلك}

: يوسف( ]51) يتقون وكانوا آمنوا للذين خير الآخرة ولأجر( 56) المحسنين أجر نضيع

56 - 51.]

األرباب لشريعة يتحاكم ويوسف تعالى؟ اهلل عند معتبرا كامال تمكينا ذلك أيكون: أي)

وهوالذي تعالى، اهلل عند مقبوال ذلك أيكون!! العالمين رب اهلل شريعة ودون المتفرقين،

ذلك يسوغ أو!! المحسنين صفات من ذلك يكون أو!! وأحكامه تشريعاته على يغار الذي

(!!يتقون وكانوا آمنوا الذين سلوك في

[(.66: الحج]{ (66) الصدور في التي القلوب تعمى ولكن الأبصار تعمى لا فإنها}فــ

يا قالوا} بالعزيز، يلقب كان أيضا أنه كامال، تمكينا يوسف تمكين دالئل من كان ولقد -

: يوسف( ]18) المحسنين من نراك إنا مكانه أحدنا فخذ كبيرا شيخا أبا له إن العزيز، أيها

مزجاة ببضاعة وجئنا الضر وأهلنا مسنا العزيز، أيها يا قالوا عليه دخلوا فلما} [. 18

[. 88: يوسف]{ (88) المتصدقين يجزي الله إن علينا وتصدق الكيل لنا فأوف

بين قضائه من ضرب وهذا تعالى، اهلل بشريعة فيهم يحكم أيضا يوسف كان ولقد -

كنتم إن جزاؤه فما قالوا} السالم، عليه يعقوب أبيه بشريعة فيهم يحكم وهو إخوته،

{ (15) الظالمين نجزي كذلك جزاؤه، فهو رحله في وجد من جزاؤه قالوا( 16) كاذبين

[. 15 ، 16: يوسف]

العرش على أبويه ورفع}: آنذاك الملك عرش صاحب هو أيضا يوسف كان ولقد -

[. 744: يوسف] سجدا له وخروا

Page 21: القول المبين في كُفرِ الدساتير الوضعية والقوانين

[القول المبين في كفر الدساتير الوضعية والقوانين] حسن بن عبد المجيد الزبادي /كتبه

21

ذلكما} : أسره في ضرائه وفي سجنه، في ضرائه في القائل وهو عنها يحيد وكيف -

( 11) كافرون هم بالآخرة وهم بالله، يؤمنون لا قوم ملة تركت إني ربي، علمني مما

ذلك شيء، من بالله نشرك أن لنا كان ما ويعقوب، وإسحاق إبراهيم آبائي ملة واتبعت

السجن صاحبي يا( 18) يشكرون لا الناس أكثر ولكن الناس وعلى علينا الله فضل من

[. 13 ، 11: يوسف( ]13) القهار الواحد الله أم خير متفرقون أأرباب

بها يحكم وشريعته، بدينه السالم، عليه يوسف تمكين تمام وأدلة دالئل من ذلك فكل -

.يشاء كيف األرض في

ومن الصديق، يوسف ابنه لرؤيا السالم عليه يعقوب تأويل من كان، الذي هو وهذا -

وكذلك}: له قال حيث الموحدين، آبائه كحال يعقوب، آل وعلى عليه تعالى اهلل نعم

كما يعقوب، آل وعلى عليك، نعمته ويتم الأحاديث، تأويل من ويعلمك ربك، يجتبيك

[. 6:يوسف( ]6) حكيم عليم ربك إن وإسحاق، إبراهيم قبل من أبويك على أتمها

أشده بلغ ولما}: تعالى فقال أظفاره، نعومة منذ يوسف نبيه بحفظ تعالى اهلل تعهد لقد -

[.11: يوسف( ]11) المحسنين نجزي وكذلك وعلما، حكما آتيناه

وتضرعه بدعائه حياته العرش، ذو العزيز الممكن المخلص الصديق يوسف ختم ثم -

اإلسالم دين وهو األوحد، اهلل دين على ويتوفاه يثبته وأن خاتمته، يحسن أن تعالى لربه

السماوات فاطر الأحاديث، تأويل من وعلمتني الملك، من آتيتني قد رب}: قائال

{ (747) بالصالحين وألحقني مسلما، توفني والآخرة، الدنيا في وليي أنت والأرض،

[.741 ، 747: يوسف]

حسن بن عبد المجيد الزبادي: وكتبه

غفر اهلل تعالى له ولوالديه وللمسلمين

16 /1 /7615

27 /12 / 2013