33

مجلة غراس - العدد الأول

Embed Size (px)

DESCRIPTION

العدد الأول لمجلة غراس العلمية الصادرة عن مؤسسة نقطة

Citation preview

Page 1: مجلة غراس - العدد الأول
Page 2: مجلة غراس - العدد الأول
Page 3: مجلة غراس - العدد الأول

ĉĊ�ĬĿí�ô�Ŕăîøøijí

شــهدت األعــوام األخــرية تقلبــات مناخيــة كبــرية والتــي أثــرت عــىل حيــاة كثــري مــن الــدول والشــعوب، وبالتأكيــد، مل تكــن املنطقــة العربيــة مبنــأى عنهــا حيــث شــهدت الكثــري مــن عمليــات التقلــب املناخــي، الــذي أثــر عليهــا بشــكل مبــارش.

كــام نعلــم جميعــا، فــإن تحديــد املشــكلة وأســبابها هــو بدايــة الحــل. ولكــن فيــام يتعلــق بالبيئــة فتحديــد املشــكلة وتحديــد ماهيتهــا يحتــاج إىل الرجــوع لدراســات علميــة ســابقة. أو إجــراء دراســات حديثــة إذا كانــت الظاهــرة جديــدة أو خاصــة مبنطقــة بيئيــة معينــة. إال أن معظــم الدراســات

املنشــورة يف هــذا املجــال ال تــزال بلغــات غــري عربيــة مــام يــؤدي اىل نقــص يف الفهــم لهــذا املجــال الحيــوي، ومــن هنــا جائــت فكــرة املجلــة.

حاولنــا يف هــذا العــدد تســليط الضــوء عــىل أهــم مــا يوجــه العــامل عامــة، واملنطقــة العربيــة خاصــة. وذلــك مــن خــالل إســتعراض بعــض التجــارب العربيــة يف تحســني الظــروف البيئيــة واســتغالل الطاقــات النظيفــة التــي ال تؤثــر عــىل البيئــة.

وإميانــا منــا بــدور الشــباب العــريب يف صنــع مســتقبل افضــل وشــعورنا الدائــم ان الشــباب العــريب مل يحــظ بفرصتــه كاملــة لتقديــم جميــع مــا لديــه يف املجــاالت املختلفــة، تعمدنــا ان تكــون هــذه املجلــة شــبابية بالكامــل. بحيــث يكــون الكتــاب واملحــررون واملصممــون والعاملــون يف شــتى املجــاالت

فيهــا كلهــم مــن فئــة الشــباب التــي بــات دورهــا يكــرب ويأخــذ أطــر اشــمل خــالل الفــرتة الحاليــة.

هــذه هــي التجربــة األوىل ملجلــة بيئيــة متخصصــة يف هــذا املجــال، حاولنــا ان نجمــع فيهــا املتخصصــني يف علــوم عــدة وربــط هــذه العلــوم بالبيئــة وباملقابــل مل نعتمــد عــىل املــادة العلميــة الدســمة يف كل صفحــات املجلــة، إذ أننــا أفرغنــا مكانــا لخواطــر بيئيــة ومقــاالت رسيعــة لتــالءم رشيحــة

أكــرب مــن القــراء مــن القــراء.

ــي أو أي مــن ــة يف املجــال البيئ ــر علمي ــاالت أو تقاري ــه أي دراســات أو مق ــوي، ولدي ــاع يف هــذا التخصــص الحي ــه ب ــع مــن لدي ــو جمي كــام ندعــا. ــامم املناســب عربي ــع يف مجــال مل يحــظ باإلهت ــدة الجمي ــم الفائ ــك لتع ــة وذل ــداد القادم ــا يف األع ــا أن يشــاركنا به التخصصــات املرتبطــة به

إســتوحينا إســم املجلــة ”غــراس“ مــن غــرس أشــتال األشــجار، فالغــرس بدايــة الحيــاة للشــجرة تــورق بعدهــا وتزهــر فيســتفيد منهــا كل مخلــوق ويرس بهــا الناظــر. وهــذه املجلــة غــرس جديــد يف عــامل بيئــي جديــد نســعى إليــه.

Page 4: مجلة غراس - العدد الأول
Page 5: مجلة غراس - العدد الأول
Page 6: مجلة غراس - العدد الأول

k�Œŋ�îŃ�����āîœĎĿí�ôķîģ

ــا الحــايل ليــس وليــد اللحظــة، إن كل اخــرتاع يف عرصنإمنــا هــو نتــاج تطــورات وتعديــالت عــرب مختلــف األزمنــة، كــام أن أغلــب االخرتاعــات التــي عرفتهــا تعيشــه علمــي لــرتف نتاجــا ليســت البرشيــة ــال ــام يق ــرضورة، فك ــة وال ــا الحاج ــات، وإمن املجتمع

االخــرتاع». أم «الحاجــة

إن طاقــة الريــاح أصبحــت اآلن مــن متطلبــات العــرص ورضورة لحفــظ الحيــاة عــىل وجــه األرض بعــد أن أصبــح التلــوث خطــرا ال يبقــي وال يــذر. بالتأكيــد ــل ٣٠٠٠ ــاح قب ــة الري ــرض طاق ــو غ ــذا ه ــن ه مل يكســنة قبــل امليــالد. لقــد كان هــذا النــوع مــن الطاقــة ــة أول مــن ــا وكانــت الحضــارة الروماني موجــودا حينهاســتعملها ألغــراض عــدة، إذ كانــت تنصــب عــىل أســطح بعــض املنــازل الطينيــة مروحــات موصولــة عــرب عامــود خشــبي مبطحنــة للحبــوب، بحيــث كانــت هــذه األخــرية تــدور بفعــل قــوة الريــاح التــي متــر عــرب

ــة. املروح

ــة ــتهالك الطاق ــن اس ــري م ــم التوف ــة يت ــذه الطريق بهــل أو ــن أن يعمــل عام ــدال م ــة، فب ــة والحيواني البرشيــة ــاح كفيل ــت الري ــة كان ــر الطاحون ــىل تدوي ــة ع دابــدة حتــى بهــذا األمــر. وال زالــت بعــض املطاحــن خال Volubilis – عرصنــا هــذا، خاصــة يف مدينــة وليــيلــتقر ــي اس ــرب، والت ــط املغ ــع وس ــي تق ــة الت الرومانيــالد. مل يكــن ــل ٣٠٠٠ ســنة مــن املي ــان قب ــا الروم فيهــد ــاح، فق ــة الري ــتغل طاق ــن اس ــم م ــان وحده الرومــل ــة يف املالحــة، إذ كانــت خــري بدي اســتعملها الفراعنللتجديــف، فعــوض أن يتــم اســتنزاف طاقــة العــرشات مــن الرجــال يف التجديــف بالقــوارب البحريــة، تــم

ــع. ــة للدف ــة طبيعي ــاح كطاق ــوة الري ــتعامل ق اس

الهــدف الســابقني املثالــني خــالل مــن نســتخلص الــذي مــن أجلــه تــم اســتعامل طاقــة الريــاح يف العصــور القدميــة. يف عرصنــا الحــايل يتــم اســتغالل ــام ــري ع ــكل كب ــف بش ــداف تختل ــاح أله ــة الري طاقذكــر ســابقا. فقــد أضحــت مخزنــا مهــام للطاقــة ــا ــة إىل أنه ــة. باإلضاف ــا للبيئ ــا وفي ــة، وصديق الكهربائيال تحتــاج لجهــد تصنيعــي كبــري باملقارنــة مــع نظرياتهــا مــن مصــادر الطاقــة األخــرى، فاملروحــة التــي تعمــل عــىل توفــري الطاقــة تتكــون مــن ثــالث أجــزاء رئيســية: أولهــا التوربينــات أو الطاحونــة الهوائيــة املوجــودة بأعــىل املروحــة، والتــي تصطــدم مبــارشة بالريــاح، حيــث تحــول طاقــة هــذا التــامس مبــارشة نحــو املولــد املوجــود بأســفل املروحــة وهــو املكــون الثــاين الرئييس. تتــم عمليــة التحويــل عــرب العامــود الواصــل بــني ــون ــود املك ــذا العام ــرب ه ــد، ويعت ــات واملول التوربين

ــة. ــكل املروح ــم يف هي ــث امله الثال

مــن الجديــر بالذكــر أن األمريــيك «شــارلز بــراش» هــو مــن اخــرتع الشــكل األول لطاقــة الريــاح املولــدة ــة يف ــو األمريكي ــة اوهاي ــك يف والي ــاء. وكان ذل للكهربــارلز ــت مروحــة «ش ــرن التاســع عــرش. كان أواخــر القبــراش» تولــد الطاقــة الكهربائيــة لـــ ٣٥٠ مصبــاح ١٢ يف منهــا جــزء تخزيــن إىل إضافــة ومحركــني، بطاريــة. وكان طــول املروحــة يصــل إىل ١٧ مــرتا، كــام ــارشة ــن ١٤٤ شــفرة تصطــدم مب ــا م وصنعــت لوحاتهبالهــواء، و تنتــج ١٢ كيلــو واط مــن الطاقــة الكهربائيــة.

٦ | مجلة غراس

Page 7: مجلة غراس - العدد الأول

�ŜŔŀķ�śç����ùŎŀ÷�ś�āîœĎĿí�ôķîģ

إن مــن أهــم مميــزات طاقــة الريــاح أنهــا تنتمــي إىل صنــف الطاقــة املتجــددة، أي أنهــا تنتج الطاقة بنفســها ولنفســها، و تكــون بذلــك قــد اختــرصت الطريــق يف إنتــاج الطاقــة بأقــل التكاليــف وأقــل الخســائر البيئيــة. إذ أن الطريقــة التــي تنتــج بهــا طاقــة الريــاح ــنوات ــة س ــىل البيئ ــر ع ــات توف ــا املروح ــع به أو تصنعديــدة مــن التلــوث. وذلــك ألن إنتــاج طاقــة الريــاح يــأيت بعمليــة طبيعيــة ال تتدخــل فيهــا اليــد البرشيــة، إذ تتــوزع أشــعة الشــمس بكيفيــة غــري متكافئــة حــول ســطح األرض، وبذلــك تتعــرض منطقــة دون أخــرى لهــذه األشــعة، ويتأثــر الهــواء املوجــود بتلــك املنطقــة بحــرارة الشــمس، فيصبــح هــو أيضــا ســاخنا. وبذلــك ــىل، ألن ــو األع ــرية نح ــة كب ــواء برسع ــذا اله ــع ه يرتفــارد، ــواء الب ــا مــن اله ــواء الســاخن هــو أخــف وزن الهــها. ــول نفس ــا دوران األرض ح ــك أيض ــاعد يف ذل ويســأيت كتــل ــد ارتفــاع الهــواء الســاخن نحــو األعــىل ت عنــة الحــرارة لتمــأل ــث درج ــه مــن حي ــل من ــة أق هوائيــذا ــة، وبه ــة الرسع ــا قوي ــك ريح ــكل ذل ــه، ويش مكانيكــون أي جســم موجــود يف املــكان الــذي تحصــل فيــه رضــا لالصطــدام بقــوة ريــاح كبــرية، هــذه العمليــات معــا املــراوح التــي تولــد الطاقــة الكهربائيــة. ونقصــد هنوتعــد البحــار واألرايض املنخفضــة املناطــق هــي األكــرث تعرضــا لريــاح قويــة الرسعــة، فيــام يكــون العكــس يف

ــال. ــات والجب مناطــق الغاب

نســتنتج مــن ذلــك أن طاقــة الريــاح ال تســتعمل فيهــا ــات ــا مخلف ــس لديه ــاحنات، ولي ــر وال الش آالت الحفغازيــة أو برتوليــة أو نوويــة، كــام أنهــا ال تحتــاج ــاء ــة يف إنش ــوال طائل ــتثامر أم ــر وال إىل اس إىل التكرياملصــايف إلعــادة تكريرهــا، فهــي بــكل بســاطة نظيفــة

.لكــن رغــم كل مــا مييــز طاقــة الريــاح عــن غريهــا مــن مــوارد الطاقــة، إال أن هنــاك العديــد مــن املشــاكل والســلبيات التــي تؤثــر عــىل اســتهالك النــاس لهــا هــذه احــدى فيهــا. لالســتثامر تشــجيعهم وعــىل املشــاكل هــي أن الطاقــة الكهربائيــة التــي تنتجهــا ــتهلك عــىل الفــور، وإن طواحــني الهــواء يجــب أن تســب ــه هــو األفضــل. فأغل ــا إال أن ــر إجباري مل يكــن األمهــذه الطاحونــات يكــون موصــوال بشــكل مبــارشة مــع أجهــزة الســتهالك الطاقــة الكهربائيــة ســواء يف املنــازل أو الــرشكات أو غريهــا، لذلــك يكــون مــن الصعــب تخزيــن فائــض الطاقــة يف بطاريــات. كــام أن هــذا ــي أن ــرى، وه ــكلة أخ ــارشة مبش ــة مب ــه عالق ــر ل األمــاح ال تكــون متوفــرة بشــكل مســتمر أو مســتقر، الريــام ــرى، م ــارة أخ ــدم ت ــارة وتنع ــوة ت ــر بق ــي تتوف فه

ــن. ــة التخزي ــؤدي اىل صعوب يعــىل تؤثــر التــي االخــرى املهمــة املشــاكل مــن عــدم هــي الريــاح، طاقــة اســتعامل نجاعــة خســائر يـــسبب مــام الريــاح، سـرعـــة اســتقرار كبــرية للمســتثمرين يف هــذا املجــال. ففــي أملانيــا

عــىل ســبيل املثــال ال الحــرص، دفعــت رشكــة للتأمــني ــا عــن ١٠٠٠ طاحونــة ريــاح ــا مالي ســنة ٢٠٠٦ تعويضتعرضــت ألعطــاب بســبب قــوة الريــاح و تغــري رسعتهــا بــني الفينــة و األخــرى. باالضافــة اىل ذلــك، فــإن أماكــن مــن للعديــد يعرضهــا الهــواء طاحونــات تواجــد ــر يف ــا يف البح ــال تواجده ــات، فمث ــاكل والصعوب املشميــاه شــديدة امللوحــة يــرض بهيكلهــا. كــام أن الرسعــة الهائلــة للريــاح يف البحــر تـــشكل عائقا أمام املهندســني

ــة. ــم شــفرات الطاحون يف طريقــة تصمي

أمــا آخــر املشــاكل التــي تواجــه محبــي اســتعامل طاقة الريــاح هـــو أن توليــد الطاقــة الكهربائيــة عــن طريــق طاقــة الريــاح يتطلــب توفــر محطتــني، واحــدة خاصــة بالحقــل الــذي تنصــب عليــه املروحــات، ومحطــة أخــرى للطــوارئ تقــوم بتوزيــع الطاقــة الكهربائيــة يف حالــة توقــف الريــاح أو توقــف املروحــات عــن العمــل، ــة بحيــث تفــرض اســتثامر وهــذه طبعــا مشــكلة ماديأمــوال أكــرث ألنتــاج الكهربــاء بواســطة هــذه الطاقــة.

٧ | مجلة غراس

Page 8: مجلة غراس - العدد الأول

�ïĎİńĿí��ŒñĎĬĿí�łĿîĬĿí�Œij�āîœĎĿí�ôķîģ

�ÒîÿċŎńŇ

تعــد الــدول العربيــة حديثــة العهــد بالطاقــة املتجددة، ليــس مــن حيــث املعرفــة، ولكــن مــن حيــث التطبيــق ــأت ــة أنش ــدول العربي ــن ال ــد م ــتعامل. فالعدي واالسهيئــات ولجــان منــذ عــرشات الســنني مــن أجــل ــا ــة املتجــددة والعمــل به ــل الطاق العمــل عــىل تفعيعــىل نطــاق أوســع. ومــن بــني تلــك البلــدان جمهوريــة مــرص العربيــة، إذ عملــت عــىل تشــكيل «هيئــة الطاقــة ــك ــم ذل ــن رغ ــنة ١٩٨٦، لك ــددة» س ــدة واملتج الجديــة، خاصــة ــا يف مصــادر الطاق ظلــت مــرص تعــاين نقص

ــا. ــة منه الكهربائي

مــع بدايــة األلفيــة الثالثــة اشــتغلت العديــد مــن الــدول العربيــة عــىل اســتثامر مبالــغ ضخمــة يف مجــال ــاح، خاصــة مــع تنامــي اســتعامل األجهــزة طاقــة الريالتكنولوجيــة- حواســيب، تليفزيــون...- يف جــل املنــازل ــرى ــادر أخ ــرية إىل مص ــة كب ــد حاج ــام ول ــة، م العربيــا. ــا، وأقــل رضرا بيئي للطاقــة، تكــون أقــل تكلفــة ماديلذلــك بــدأ العمــل عــىل نصــب مــراوح طاقــة الريــاح يف العديــد مــن األماكــن عــىل امتــداد األوطــان العربيــة، وبطــرق مختلفــة، فهنــاك مــن فضــل نصــب هــذه ــاك ــة املفتوحــة، وهن املروحــات يف املناطــق الصحراويــن ــاك م ــال، وهن ــايل الجب ــوق أع ــا ف ــام بنصبه ــن ق م

ــا عــىل ناطحــات الســحاب! فضــل نصبه

عــىل ســبيل املثــال دولــة البحريــن هــي أول دولــة يف ــىل ــا ع ــد جزئي ــحاب تعتم ــة س ــيدت ناطح ــامل ش العطاقــة الريــاح، حيــث تــم تطبيــق هــذه التقنيــة عــىل مركــز البحريــن العاملــي للتجــارة، أو بــرج الطاقــة كــام يلقــب. باالضافــة اىل البحريــن، تعتــرب مــرص مــن إحــدى الــدول العربيــة املهتمــة بطاقــة الريــاح، حيــث قامــت منــذ ســنة ٢٠٠١ بنصــب حقــول للطاقــة عــىل امتــداد ٨٠ كيلومــرت مربــع يف منطقــة الزعفرانــة عــىل ســاحل البحــر األحمــر، إضافــة إىل ٦٤ كيلومــرت مربــع غــرب املنطقــة املشــار إليهــا، مــزودة بطــرق ومســاكن خاصــة بالعاملــني يف تلــك الحقــول. كــام أن مــن املتوقع ــا ــدة قريب ــة املتح ــارات العربي ــة اإلم ــف دول أن تكشعــن مخططــات عديــدة للمدينــة الجديــدة «مصــدر»، عــن كيلومــرت ٣٠ حــوايل بعــد عــىل تقــع والتــي العاصمــة أبــو ظبــي، والتــي قــد تســتعمل فيهــا طاقــة ــة ــار أن هــذه املدين ــاح بشــكل واســع، عــىل اعتب الري

ــامل. ــدن الخــرضاء يف الع ــدى أوىل امل ــد إح تع

قــد يطــول رسد التجــارب العربيــة يف مجــال طاقــة الريــاح، لــذا ســنتخذ منوذجــا واحــدا لنلقــي عليــه الضــوء، و ذلــك لعــدة أســباب أبرزهــا حداثــة تأسيســه،

ــرب ــاح باملغ ــة الري ــوذج طاق ــه من إن

٨ | مجلة غراس

Page 9: مجلة غراس - العدد الأول

îŔĸœĎijç�Œij�āîœĎĿí�ôķîĤĿ�ľĸă�ĎòĻã��ïĎİńĿí

مــن يوليــو شــهر يف املغربيــة اململكــة عمــدت ــارة ــاح يف الق ــل ري ــرب حق ــالق أك ــنة ٢٠١٠، إىل أط ساملندمــج تقديــم «الربنامــج تــم حيــث اإلفريقيــة، رت بـــ ٣١ مليــار ــد املغــريب لطاقــة الريــاح» بكلفــة قـدرهــم مغــريب، أي مــا يعــادل ٤٠ مليــون دوالر أمريــيك. تـــقع املنطقــة التــي تــم تشــييد الحقــل عليهــا– بكلفــة ٧٥٠ مليــون درهــم مغــريب (٧٥ مليــون دوالر)- يف أقــىص الشــامل الغــريب للمغــرب بالقــرب مــن مدينــة ــرب ــن أق ــدة م ــد واح ــي تع ــاحلية، والت ــة الس طنج

ــي. ــد اإلفريق ــىل الصعي ــا ع ــدن إىل أوروب امل

لقــد ظهــر جليــا، يــوم تدشــني املحطــة، الحكمــة ــار هــذا املــكان. إذ كانــت املنطقــة الكامنــة وراء اختيــاح يف ــذه الري ــتفيد ه ــة، إذن س ــاح القوي ــج بالري تعــني ــب املرشف ــرب، وبحس ــة أك ــم طاق ــىل ك ــول ع الحصر ارتفــاع نســبة إنتــاج طاقــة عــىل املــرشوع يـقـــدالـــرياح باملغــرب مــن ٢٨٠ ميغــاواط منــذ تدشــني محطــة طنجــة، إىل ٢٠٠٠ ميغــاواط ســنة ٢٠٢٠. مــام ــرب، ــة باملغ ــدان الطاق ــة إىل مي ــة قوي ــيعطي دفع سإىل اململكــة حاجيــات تقليــص يف سيســاهم كــام الطاقــة املســتوردة، حيــث ســيوفر املغــرب مــا يقابــل ٢ ر أن متثــل مليــون مقابــل طــن مــن البــرتول. كــام يـقـــدــدرة ــوع الق ــن مجم ــة م ــددة ٤٢ باملائ ــة املتج الطاقالكهربائيــة املنشــأة يف أفــق ســنة ٢٠٢٠. بحيــث ســيتم ــادل ٢٦ ــا يع ــو م ــنويا، وه ــاواط س ــاج ٦٦٠٠ جيغ إنت

ــرب ــايل للمغ ــي الح ــاج الوطن ــن اإلنت ــة م باملائ

كــام ويشــمل هــذا املــرشوع، إقامــة ١٦٥ مولــدا هوائيا، ــزا ــح ومرك ــاس الري ــات لقي ــع محط ــة، أرب ١٦٥ دعاملتفريــغ الطاقــة الكهربائيــة. كــام همــت األشــغال ــة أربعــني كيلومــرت ــالت وتهيئ ــم مــن الكاب ــد ٦٠ كل ممــن املســالك. وستســاهم محطــة طنجــة لوحدهــا مبــا يناهــز ٢٥٠ ميغــاواط، أي بنســبة ٢٫٥ باملائــة مــن الطلــب الوطنــي عــىل الطاقــة. كل هــذا باالضافــة اىل ــه سيـجـنـــب اململكــة ــة مهمــة، حيــث أن ــد بيئي فوائانبعــاث مــا يناهــز تســعة ماليــني طــن ســنويا مــن ثــاين

ــون. ــيد الكرب أوكس

ويذكــر أن املغــرب قــرر أيضــا إنشــاء خمــس محطــات أخــرى يف كل مــن: طنجــة ٢ (١٥٠ ميغــاواط)، الكديــة البيضــاء بتطــوان (٣٠٠ ميغــاواط)، تــازة (١٥٠ ميغــاواط)، تســكراد بالعيــون (٣٠٠ ميغــاواط)، بوجــدور (١٠٠ ميغــاواط). كام يوفــر املغــرب محطــات أخــرى يف حقــل عبــد الخالــق الطريــس (٥٠ ميغــاواط)، الفــارج (٣٠ ميغــاواط) بتطــوان، أموجــدول (٦٠ ميغــاواط) بالصويــرة، طنجــة ١ ظهــر ســعدان (١٤٠ ميغــاواط) و٧٢٠ ميغــاواط يف مرحلــة التطويــر

بــكل مــن طرفايــة، أخفنــري، بــاب الــواد بالعيــون، حاومــة وجبــل خــالدي بتطــوان.

خالصــة القــول، إن طاقــة الريــاح تبقــى واحــدة مــن األوليــات التــي تســعى إليهــا الــدول التــي تحمــل الهـــم البيئــي لشــعبها، إضافــة إىل مســاهمة هــذه الطاقــة يف تخفيــض تكلفــة الكهربــاء. لكــن ال ميكــن إلقــاء الالمئــة بشــكل أكــرب عــىل الحكومــات لعــدم اســتعاملها لهــذه الطاقــة، بــل يجــب النظــر أيضــا إىل انعــدام «ثقافــة الطاقــة املتجــددة» لــدى الشــعوب العربيــة بشــكل خــاص، عكــس مــا نجــده عـنـــد معظــم الــدول املتقدمــة. فبحســب اســتطالع الــرأي ــرأي العــام وبحــوث الســوق الفرنــيس، يــوم ٢٨ أبريــل ٢٠٠٥، الــذي نــرشه معهــد لويــس هــاري الســتطالعات الفــإن ٩١ باملئــة مــن املواطنــني الفرنســيني يؤيــدون اســتعامل طاقــة الريــاح، كــام نــرش نفــس املعهــد ســنة ٢٠٠٨ أن ٦٢ باملئــة مــن الفرنســيني يؤيــدون نصــب مروحــة هوائيــة عــىل بعــد أقــل مــن كيلومــرت واحــد مــن منازلهــم، وهــذا

يظهــر حجــم الوعــي الشــعبي بالطاقــة املتجــددة والحفــاظ عــىل البيئــة.

زق اللــه وال تعثــوا يف األرض مفســدين) اآليــة ٦٠ ســورة بــوا مــن ر ختامــا يقــول اللــه تعــاىل : (كلــوا وارشــه ــر علي ــي يؤج ــة واجــب دين ــك يكــون الحفــاظ عــىل هــذه الطاق ــا وبذل البقــرة. فاإلفســاد يف األرض حــرام رشع

اإلنســان املســلم، فلنحافــظ عــىل بيئتنــا

��úĄòĿí�čĉîĜŃ

كتاب: الحياة بدون برتول، جريوم بونالدي وأوليفيري نوفيل، دار النرش بلون، طبعة فرباير ٢٠٠٧.

كتاب: دليل الطاقة الخرضاء باملنازل، باولو بريو، دار النرش األرايض الحية، طبعة أكتوبر ٢٠٠٦ .كتاب: معارك الطاقة، جون ماري شوفاليي، دار النرش جاليامرد، طبعة أكتوبر ٢٠٠٤.

التقريــر الصــادر عــن وكالــة املغــرب العــريب لألنبــاء، الرســمية املغربيــة بتاريــخ: ٢٨ – ٦ – ٢٠١٠ حــول «حقــل الطاقــة الريحيــة بطنجــة».

معهد لويس هاري الستطالعات الرأي العام و بحوث السوق الفرنيسwww.masdar.ae :موقع مدينة مصدر اإلمراتية

www.moee.gov.eg :موقع وزارة الكهرباء و الطاقة املرصيةhttp://www.marefa.org : موقع املعرفة

http://www.abrajoman.com : موقع أبراج عامن

٩ | مجلة غراس

Page 10: مجلة غراس - العدد الأول

őčíĎĄĿí�đîòøăśíýŜĬĿí�ľòē�ičîûá�iïîòēã

ŒŀŔăĎĿí�ôŔĿîİĿí���Íōŗí�ôĸŀĄĿí��<î¶ÿċŎńŇ�Ņîńī�ôňĤŀē>

ــرث ــن أك ــراري م ــاس الح ــرة اإلحتب ــرب ظاه تعتالظواهــر الطبيعيــة تأثــريا عــىل جغرافيــة كوكــب األرض، وتســتلزم دراســتها وجــود أســس معرفيــة ــا واحــدة مــن عــىل عــدة مســتويات؛ ذلــك ألنهأعقــد الظواهــر الطبيعيــة والتــي تناولهــا العلــامء بحــذر شــديد، وهــم إىل اآلن بــني الشــك واليقــني.

�ŐĿç�ýîøĄœ�IJœĎĬ÷��őčíĎĄĿí�đîòøăříôķĉ

يعــرف البعــض اإلحتبــاس الحــراري بأنــه: «زيــادة تدريجيــة يف درجــة حــرارة أدىن طبقــات كنتيجــة بــاألرض؛ املحيــط الجــوي الغــالف لزيــادة انبعاثــات الغــازات الدفيئــة منــذ الثــورة الصناعيــة وحتــى اآلن». يف الواقــع، إننــي مــع ــاس ــأن اإلحتب ــة ب ــا الكاتب ــي أوردته ــة الت الجزئيالغــازات النبعــاث «نتيجــة هــو الحــراري الدفيئــة منــذ الثــورة الصناعيــة ...»، إذ أن هــذه ــا الغــازات هــي موجــودة أصــال يف الطبقــة الدنيمــن الغــالف الجــوي؛ وهــي التــي تحفــظ الحيــاة ــالق ــل إط ــن األفض ــك، م ــر األرض. لذل ــىل ظه عــا اللفــظ؛ ــا أطلقن ــا دمن ــد م التعريــف دون تقييأي أن نقــول: «هــو الزيــادة التدريجيــة يف درجــة حــرارة أدىن طبقــات الغــالف الجــوي املحيــط الغــازات انبعاثــات لزيــادة نتيجــة بــاألرض؛

الدفيئــة».

أمــا مكتــب األرصــاد الجويــة األســرتايل فقــد عرف اإلحتبــاس الحــراري بقولــه: «هــو عمليــة طبيعيــة نســبية تحــدث آثــارا ملموســة يف تشــكيل منــاخ األرض»، أي أنهــا موجــودة عــىل الغــالف الجــوي فقــط لــيك تســمح لإلنســان ولغــريه مــن الكائنات

الحيــة البقــاء عــىل قيــد الحيــاة.

�óîŔă���őčíĎĄĿí�đîòøăří�ŅŎļœ�îŃĊňī للغــازات الدفيئــة املســببة لالحتبــاس الحــراري دور هــام يف تدفئــة ســطح األرض لــيك تكــون صالحــة للحيــاة، فبدونهــا قــد تتــدىن درجــة ــت ــة تح ــطح األرض إىل ١٥-١٩ درج ــرارة س الحالصفــر. إذ تقــوم هــذه الغــازات بامتصــاص جــزء مــن األشــعة تحــت الحمــراء املنبعثــة مــن ســطح ــا األرض نتيجــة انعــكاس األشــعة الســاقطة عليهمــن الشــمس، وتحتفــظ بهــا يف الغــالف الجــوي لــألرض لتحافــظ عــىل درجــة حــرارة األرض يف وصــف نســتطيع وبالتــايل الطبيعــي معدلهــا هــذه الظاهــرة بأنهــا الضامــن األول الســتمرارية

ــب. ــذا الكوك ــاة يف ه الحي

k��ôĿĉŗíō�iőčíĎă�đîòøăí��ôńŌøĿíإىل يشــري مــا هنالــك أن العلــامء يــرى تقــدم ملحــوظ يف درجــات الحــرارة العامليــة املســجلة منــذ ١٠٠ عــام تقريبــا، وبــأن معدالتهــا ــة ــر محتمل ــئ مبخاط ــام ينب ــا م ــى تدريجي تتنامتحــدق بــاألرض. هــذه األدلــة منهــا مــا هــو علمــي ال يلحظــه ســوى املراقبــون والعلــامء، ــومات ــة، والرس ــكال البياني ــن األش ــي تتضم والتالتوضيحيــة، رصدتهــا الــوكاالت املتخصصــة يف العــامل، ومنهــا مــا هــو ملمــوس يف حيــاة العامــة،

ــواء. ــد س ــىل ح ــراء ع ــاء والفق األغني

١٠ | مجلة غراس

Page 11: مجلة غراس - العدد الأول

ــذوب يف كل ــد ي ــة: أن الجلي ــذه األدل ــرز ه ــن أب ومالشــاميل القطبــني يف خاصــة فيــه، يوجــد مــكان والجنــويب. بالتــايل هــذا ســيؤدي منطقيــا إىل عــدد ــوازن ــع، بالت ــيخل، بالطب ــة، وس ــكالت البيئي ــن املش م

املوجــود حاليــا يف الطبيعــة.

ــف ــات والعواص ــاد الفيضان ــك، ازدي ــة اىل ذل اضافحــول العــامل؛ وذلــك بســبب «الخلــل يف توزيــع درجات الحــرارة عــىل ســطح األرض؛ ألن اللــه ســبحانه وتعــاىل يــرصف الريــاح عــىل ســطح األرض بحكمــة بالغــة، فهــو قــد خلــق نظامــا ثابتــا للكــون فــإن اختــل ــواء ــطح األرض، س ــىل س ــرارة ع ــات الح ــع درج توزيبارتفاعهــا أو انخفاضهــا بدرجــات كبــرية؛ اختــل نظــام ــدأ تكــون العواصــف ــاح عــىل األرض، ويب ــع الري توزي

ــة». ــع العاصف ــري والزواب واألعاص

ــة يف عــدد ــاد فــرتات الجفــاف الطويل واخــريا، ازديواتســاع كالصومــال. األفريقــي، القــرن بــالد مــن ــة اىل ــامل، اضاف ــرب الع ــا ع ــرة به ــق املتأث ــة املناط رقعــات ــاع يف درج ــن االرتف ــة ع ــق الناتج ــار الحرائ انتشالحــرارة بغــض النظــر عــن املســببات األخــرى، هــذا عــدا مواســم الشــتاء القــارس التــي تــزداد ســوءا مــع

الســنوات.

�àî��ńŀĬĿí�ıŜ��øćí��őčíĎ��ĄĿí�đî��òøăří�Œ��ij�ô��ńĸŇ

ــذه ــا يف ه ــا واضح ــة اختالف ــامء الطبيع ــف عل اختلالقضيــة، ولــكل فريــق منهــم أدلتــه التــي قــد تبــدو يف معظمهــا مقنعــة يف بــادئ األمــر، لكنهــا تتبــدد تبــدد ســحابة الصيــف مبجــرد مقارنــة بعضهــا بالحقائــق العلميــة، أو إرجــاع البعــض اآلخــر إىل الواقــع، وبعضهــا يدحضهــا القــرآن الكريــم جملــة وتفصيــال إمــا بالنــص

أو التفســري املوثــوق بــه. وقــد قمــت – بعــد متابعــة دقيقــة – بتفنيــد هــذه اآلراء املتشــعبة، وتبويــب اعتبــارات اإلختــالف، إذ إنهــا ــا مــن حيــث – كــام وجــدت – قــد تتفــق فيــام بينه

الــرأي؛ لكنهــا تختلــف مــن حيــث اإلعتبــار.

�ĽŎ��ă�àî��ńŀĬĿí�àíčá�Ī��Ŕńÿ�Ě��Ĉŀœ�Ģ��ŔĤĈ÷ô��üăîòĿí�IJ��ŔňĜ÷�ņ��ŃiőčíĎĄĿí�đî��òøăří

مــن خــالل ما ســبق اســتنتجت بــأن ظاهــرة اإلحتباس ــق، ــض الحقائ ــل وبع ــودة بالفع ــي: موج ــراري ه الحوليــس كلهــا، مهولــة فعــال؛ كقــول بعــض العلــامء مــن ــد ســيذوب يف غضــون ٥-٧ ســنوات#، وهــي أن الجلينتيجــة للســلوك اإلنســاين املتوحــش تجــاه مــا ســخره اللــه تعــاىل لــه مــن خــريات؛ وإن فــرست بــأي تفســري ــا – ســبب للكــوارث. إذن فهــي علمــي، وهــي – علميــرة ــالف النظ ــن باخت ــد لك ــبب يف آن واح ــة وس نتيج

التفســريية التــي تعطــي األمــر بعــدا آخــر.

ــة ــق العلمي ــك اآلراء والحقائ ــني تل ــة ب ــان العالق ولبيالتــي تــم التوصــل إليهــا؛ نســتعرض اآلن مجموعــة مــن آراء العلــامء حــول الظاهــرة وخلفياتهــا السياســية، ــة ــم قل ــوا بأنه ــن وصف ــة، والذي ــة والعلمي االقتصاديتتبنــاه الــذي اآلخــر الــرأي مخالفــة عــىل تجــرؤ

األغلبيــة :

ــايئ ــاد الجيوفيزي ــة االتح ــون يف منظم ــن باحث ١- أعلــد ســاهم ــخ ق ــل التأري ــا قب يف واشــنطن أن إنســان ميف رفــع درجــة الحــرارة بســبب حرقــه لألشــجار، وقتــل ــوازن ــة الت ــاهم يف عملي ــي تس ــات الت ــض الحيوان بعالبيئــي. األمــر الــذي يــؤدي إىل تربئــة القامئــني بعمليات يحرقــه الــذي األحفــوري والفحــم الوقــود حــرق ــرة ــن ظاه ــة م ــورة الصناعي ــة الث ــذ بداي ــان من اإلنس

ــراري. ــاس الح اإلحتبــق ــي ينطل ــة الت ــامء يف الخلفي ٢- يشــكك بعــض العلمنهــا القائلــون بــأن ســبب اإلحتبــاس الحــراري الرئيــس ــكلة ــذه املش ــون إن ه ــان، فيقول ــطة اإلنس ــو أنش هــا يجــذب االســتثامرات الهائلــة#، باتــت مرشوعــا ربحي

ــا الشمســية وغريهــا. كمصانــع تصنيــع الخالي

١١ | مجلة غراس

Page 12: مجلة غراس - العدد الأول

أن ،Bjørn Lomborg لومــربوغ بيــورن يقــول -٣ــاس قــد تعرضــوا ســابقا ملوجــات مــن اإلشــاعات «النــق وارتطمــت هــذه ــا بالتصدي ــد قابلوه ــة، وق العلميــر، ــا ذك ــع دون أن يحــدث م اإلشــاعات بصخــرة الواقــط ــوب النف ــأن نض ــر بش ــا ذك ــال، م ــبيل املث ــىل س عــامل ــة الع ــت نهاي ــي توقع ــك الت ــام ٢٠٠١، أو تل يف عبدخولــه إىل عــرص جليــدي جديــد مشــابه ملــا حــدث

ــنني. ــذ آالف الس منأن دون حرارتهــا درجــة ترتفــع األرض هــي وهــا ندخــل هــذا العــرص املذكــور، إذن فاإلحتبــاس الحــراري

ــة. ــاعات العلمي ــذه اإلش ــرة ه ــن دائ ــرج م ال يخ

٤- البعــض دلــل عــىل أن مــا يحــدث هــو مــن قبيــل كواكــب كل تشــمل الحــرارة درجــات يف ارتفــاع املشــرتي، بلوتــو، «املريــخ، الشمســية: املجموعــة درجــة ارتفــاع اآلن تشــهد كلهــا وغريهــا، زحــل، الحــرارة، اذن مــا هــو أثــر اإلنســان هنــاك؟ هــذا ناجــم ــا قبــل ألــف عــن أن الشــمس اآلن أشــد إشــعاعا منه

ــام». ع٥- إن احــد املدعــني أن هــذه الظاهــرة موجــودة ينــادي الــذي جــور#، آل هــو، بتهويلهــا وقامــوا ــا ــدة اقتصادي ــة الصاع ــدول النامي ــان ال ــرضورة حرم بوإحــراق الصناعــة مــن والصــني، كالهنــد وبقــوة؛ ــة ــية إنتكاس ــة؛ خش ــة النووي ــر الطاق ــود وتطوي الوقمناخيــة، مشــابهة ملــا نعارصهــا اآلن، قــد تحصــل خــالل الســنوات القادمــة#. وبالتــايل نســتطيع الجــزم، حســب قــول هــؤالء، بــأن اإلحتبــاس الحــراري، ال يــرض ــا بســبب وجــود مــن ســوى الــدول املتقدمــة اقتصاديــاري ــا التج ــس مركزه ــة ويناف ــا العاملي ــدد مكانته يه

املتفــوق.

٦- واخــريا، إن بعــض مــا رسب مــن كواليــس قمــة كوبنهاجــن املناخيــة ٢٠٠٩ أيــد رأي هــؤالء العلــامء؛ إذ إن أحــد قراصنــة اإلنرتنــت قــد اقتحــم الجهــاز الرئيــيس ملركــز متخصــص يف األبحــاث البيئيــة (إيســت أنغيــال) والــذي أظهــر أن العلــامء قــد تالعبــوا بأرقــام البيانــات ــاس الحــراري ــار أن ظاهــرة اإلحتب ــات إلظه واإلحصائي

أســوأ وأخطــر مــام هــي عــىل أرض الواقــع.

بيــد أن مــا اعتمدتــه اللجنــة املناخيــة الدوليــة التابعــة لألمــم املتحــدة هــو أن اإلحتبــاس الحــراري أمــر قائــم ــر ــي تقري ــامل؛ فف ــامم الع ــى باهت ــأن يحظ ــر ب وجدي«مــا جــاء: ٢٠٠٨/٢٠٠٧ لعــام البرشيــة التنميــة ــج ــك يف النتائ ــريون إىل الش ــني يش ــض املعلق ــزال بع ياملســتقبلية كذريعــة الســتجابة محــدودة ملــا نشــهده ــاخ، لكــن مثــل هــذه النقطــة املبدئيــة مــن تغــري املنغــري صحيحــة، فعــىل الرغــم مــن وجــود العديــد مــن العوامــل واألمــور غــري املعروفــة وغــري املؤكــدة، كــون ــة والخطــر ال مــع ــاخ يتعامــل مــع االحتاملي علــم املنأمــور مؤكــدة ويقينيــة، إال أننــا إذا كنــا نهتــم برفاهيــة أطفالنــا وأحفادنــا، فحتــى هــذه املخاطــر الضئيلــة لألحــداث الكارثيــة تســتحق منهجــا وقائيــا يقــوم عــىل

ــدأ التأمــني. مب

إن انعــدام اليقــني ســواء ســلبا أو إيجابــا ميكــن أن يــؤدي إىل مخاطــر أعظــم مــام ندركــه ونتوقعــه حاليــا. ــر ــة لخط ــتجابة عاجل ــاخ اس ــري املن ــا تغ ــب من ويتطلــكايف: يواجــه طرفــني ال يتمتعــان بالنفــوذ الســيايس الفقــراء العــامل وأجيــال املســتقبل. ونقطــة البدايــة بالنســبة لنــا هــي انــه مــن املمكــن االنتصــار يف املعركة ــا، ألن ــرص فيه ــب ان ننت ــل ويج ــاخ، ب ــري املن ــد تغ ضالعــامل ال يفتقــد للمــوارد املاليــة وال للقــدرات التقنيــة ــلنا يف ــة. وإذا فش ــوات الالزم ــاذ الخط ــل اتخ ــن أج ممنــع تغــري املنــاخ فســيكون ذلــك بســبب عجزنــا عــىل

ــاون». ــىل التع ــية ع ــجيع اإلرادة السياس تش

ــي ــاط ه ــن نق ــاله م ــم رسده أع ــا ت ــع؛ إن م يف الواقــة، ــاء العاملي ــه الصحــف ووكاالت األنب أهــم مــا تتداوللكــن الســبب األبــرز يف رأيــي وراء كل هــذا التشــعب ــري؛ ــات النظــر هــو ســبب واحــد فقــط ال غ يف ووجهأال وهــو: غيــاب املرجعيــة العلميــة لعلــامء الطبيعــة، والتــي تتمثــل أصــال يف الفهــم الدقيــق والعميــق لنواميــس الكــون وقوانينــه، والتــي بهــا يتــم اختصــار الجهــد والوقــت واملــال؛ وذلــك ال يتــم إال عــرب توســيع ــأن لهــذا الكــون خالــق ــة اإلنســانية ب املــدارك الفكريإن حرماتــه عــىل ويغــار حــدوده، بإقامــة يــرىض

ــت. انتهك

ــك ــر، وذل ــق اآلخ ــا الفري ــكك بنواي ــق يش إن كل فريــة أو سياســية توســعية، ــة تجاري عــىل أســس اقتصاديوأرى أن كال الطريقــني يلتقيــان عنــد نقطــة واحــدة أال وهــي الرباغامتيــة التــي رشبــت مــن جســد اإلنســانية

وخــريات الكــون، وارتــوت حتــى الثاملــة.

�đčĊň��ē�iÑí�àî��ė�Ņç�ô��ŃĉîĸĿí�ô��ĸŀĄĿí�Œ��ij�îŌñîò��ēãō�ióĎ��ŋîĨĿí�ʼnČ��ŋ�ùōĊ��ă�ô��ŔĿá�Ī��Ń�iô��ĬŔòĤĿí�Ī��Ń�ïîò��ēŗí�ʼnČ��ŋ�ľ��īîĴ÷ō

�ô��ŔńĿîĬĿí�î��ŋčîûá�Ğ��Ĭñ�ô��ēíčĉ

١٢ | مجلة غراس

Page 13: مجلة غراس - العدد الأول

ĉĊĀøÎí�ôķîĤĿíôœčîòįç�ľŔńÿ

ســجلت االرصــاد الجويــة يف الســنوات االخــرية ارتفاعــا كبــريا يف درجــات الحــرارة، مــام جعلنــا نشــعر بهــذا الفــرق يف حياتنــا اليوميــة. إن الســبب يعــود جزئيــا اىل أن البــرش مــا زالــوا، حتــى اآلن، يعتمــدون عــىل مصــادر الطاقــة التــي تشــكل خطــرا كبــريا عــىل البيئــة. ومــا يزيــد األمــر خطــورة هــو ازديــاد تعــداد الســكان بشــكل ملحــوظ مــام يــؤدي، يومــا بعــد يــوم، ــاع درجــات الحــرارة، ــا: ارتف ــادة يف االســتهالك واإلرساف، ومــن هن إىل زي

التلــوث، ظاهــرة االحتبــاس الحــراري ومشــاكل أخــرى

اضــف اىل ذلــك أن الرسعــة يف اإلنتــاج تــزداد بوتــرية عاليــه حتــى أصبحــت كلمــة «رسعــة» مــن املــايض، أي أن األمــر اليــوم ال يقتــرص عــىل الرسعــة فحســب، بــل إنــه عــرص الســباق يف شــتى مجــاالت الحيــاة. لهــذا الســبب أصبــح إيجــاد الحلــول للمشــاكل الناجمــة عــن هــذا الســباق أمــر يف منتهى ــي، ــا اىل االبداع ــادي منه ــدى الع ــول ان تتع ــذه الحل ــىل ه ــة. ع األهمي

خاصــة تلــك املتعلقــه باســتغالل الطاقــة املتجــددة بطــرق ناجعــة.

١٣ | مجلة غراس

Page 14: مجلة غراس - العدد الأول

ľĄĿíō�ôŀļĘńĿíإن املشــكلة يف اســتعامل الوقــود األحفــوري إلنتــاج ــا ــب، إمن ــي فحس ــرضر البيئ ــىل ال ــرص ع ــة ال تقت الطاقهنــاك مشــكلة أعمــق تكمــن يف محدوديــة كميــة هــذا ــي ــا يعن ــإن نفاذه ــايل ف ــود يف باطــن األرض، وبالت الوق

ــاة بشــكل كامــل. توقــف الحي

ــوة ــه وبق ــوم أن يتج ــامل الي ــاول الع ــبب يح ــذا الس لهاىل توفــري واســتغالل مصــادر الطاقــة املتجــددة- وهــي متجــددة طبيعيــة مصــادر مــن مســتمدة طاقــة ــواء، الشــمس، حــرارة الشــمس، ــل: اله ومســتدامة، مث

ــن األرض. ــرارة باط ــاه، ح ــة املي حرك

وتوفــري إلنتــاج الحلــول إيجــاد محــاوالت تظهــر الطاقــة البديلــة والنظيفــة بأشــكال متعــددة، مثــل: زرع الطواحــني الهوائيــة، تركيــب الخاليــا الضوئيــة، ــة، ــاقط املائي ــة املس ــة، طاق ــة الحي ــة الكتل ــري طاق توفطاقــة حــرارة باطــن األرض، طاقــة حركــة األمــواج واملــد والجــزر، طاقــة فــرق درجــات الحــرارة يف أعــامق ــن ــري م ــر الكث ــة اىل تطوي ــار، باالضاف ــات والبح املحيطالتقنيــات لتحويــل املصــادر املتجــددة إىل طاقــة بديلــة

ــط. للنفوعــىل هــذا االســاس وضــع اإلتحــاد األورويب خطــة مســتقبلية لتوفــري واســتغالل الطاقــة املتجــددة بحيــث أن تشــكل الطاقــة البديلــه ٢٠٪ مــن مصــادر إنتــاج

الطاقــة املحــيل يف ســنة ٢٠٢٠.

قبــل الحديــث عــن الطاقــة املتجــددة وخصائصهــا، ــذي ــايس ال ــة األس ــدر الطاق ــرق أوال ملص ــد أن نتط ال بــة. ــة األحفوري ــوم، وهــو الطاق ــه العــامل الي يعتمــد علييعــود تكــون الطاقة األحفوريــة اىل العصــور الجيولوجية القدميــة، أي منــذ أكــرث مــن ٦٥٠ مليــون ســنة. ويقــال أنهــا تكونــت مــن بقايــا الكائنــات الحيــة، الحيــواين منها والنبــايت، التــي دفنــت تحــت األرض وتعرضــت للضغــط ــج ــا لينت ــام أدى اىل تحلله ــنني م ــني الس ــرارة ملالي والح

لدينــا: الغــاز الطبيعــي، البــرتول والفحــم الحجــري.

ــوري، ــود األحف ــود بالوق ــوع مــن الوق يســمى هــذا النوهــو غــري قابــل للتجــدد، ومخزونــه محــدود يف باطــن األرض، أي انــه قابــل للنفــاذ، ألن تكونــه يف األســاس ــوري ــود األحف ــرب الوق ــنني. يعت ــني الس ــاج اىل مالي يحتــة، عــىل الرغــم ــاج الطاق ــوم الوســيلة الرئيســية إلنت اليمــن ارتفــاع اســعاره واألرضار الجمــة التــي يلحقهــا

ــة. بالبيئ

هــذا يعنــي أن اعتــامد العــامل عــىل الوقــود األحفــوري ســوف يقــل تدريجيــا يف الســنوات القادمــة، ولــن تطول العمليــة حتــى ننتقــل مــن االعتــامد الكامــل عــىل الوقــود األحفــوري إىل االعتــامد عــىل الطاقــة املتجــددة.

õíĐŔńŃō�ĚëîĜć��óĉĊĀøńĿí�ôķîĤĿí إن من أهم خصائص الطاقة املتجددة أنها:

١. متوفرة يف معظم دول العامل.٢. مصــدر محــيل ال ينتقــل، ويتــالءم مــع واقــع تنميــة

ــة واحتياجاتهــا. ــة والريفي املناطــق النائيــة ــىل الصح ــظ ع ــة، وتحاف ــوث البيئ ــة وال تل ٣. نظيف

ــة. العامــد ــري مــن اإلســتخدامات، وذات عائ ــة يف كث ٤. اقتصادي

اقتصــادي كبــري.ــب ــعر مناس ــا وبس ــتمرار توافره ــامن اس ــن ض ٥. ميك

ــم. ومنتظ٦. ال تحــدث أي ضوضــاء، وال تــرتك أي مخلفــات ضــارة

تلــوث البيئــة.٧. تحقــق تطــورا بيئيــا، اجتامعيــا، صناعيــا وزراعيــا عــىل

طــول البــالد وعرضها.ــا ــن تصنيعه ــدة وميك ــري معق ــات غ ــتخدم تقني ٨. تس

ــة. ــدول النامي ــا يف ال محلي

عــىل الرغــم مــن كل هــذه املميــزات إال أن املحــاوالت ــق، ــة الطري ــت يف بداي ــا زال ــة م ــة البديل ــاج الطاق إلنتومــا زالــت األفــكار تتولــد، باالضافــة اىل محــاوالت ــتفادة ــددة لالس ــر طــرق متع ــني تطوي ــامء والباحث العلمــن املصــادر الطبيعيــة. إن طيــف األفــكار واإلبداعــات أي لحداثتــه. نظــرا املجــال هــذا يف جــدا واســع الــرشكات تحتكــره مل جديــده اســاليب تطويــر ان ــزال ــا ي ــال م ــل إن املج ــد، ب ــرية بع ــات الكب واملؤسسمفتوحــا امــام االنســان البســيط ليفكــر ويطــور ويطبــق

ــة. ــه اليومي ــىل حيات عإن زيــادة الوعــي ألهميــة الطاقــة البديلــة، وامكانيــات تطويــر اســاليب اســتغاللها لتصبــح بديــل كيل للوقــود ــاة ــؤولية ملق ــة ومس ــألة محوري ــي مس ــوري، ه األحفوعــىل أوال والتعليــم الرتبيــة جهــاز عاتــق عــىل جمعيــات حاميــة البيئــة ثانيــا. حيــث أنــه، برأيــي، مــن الواجــب دمــج مــواد متعلقــة بالطاقــة البديلــة يف ــراد ــة لألف املناهــج الدراســية ويف النشــاطات الالمنهجيــل ــون الجي ــى يك ــك حت ــدريس. وذل ــار امل ــارج االط خــث ــتمرارية البح ــة اس ــام بأهمي ــي ت ــىل وع ــادم ع القــتفادة ــىل لالس ــرق املث ــريا اىل الط ــل أخ ــر، لنص والتطوي

ــع. ــة للجمي ــا الطبيع ــي تهديه ــا الت ــن الهداي م

١٤ | مجلة غراس

Page 15: مجلة غراس - العدد الأول

١٥ | مجلة غراس

óčōĊ��Ŀ�Ķ��Ĕňœ�ô��ŔìŔòĿí�ô��ēĊňŌĿí�Ī��ńøĀŃ�Ķ��œĎij�ô��ìŔòĿí�IJ��ŔĸüøĿí�ô��ŀńă�ņ��ńğ�ô��ŔòœčĊ÷

عقــدت ســلطة جــودة البيئــة بالرشاكــة مــع فريــق مجتمــع الهندســة ــي» ــف البيئ ــارات التثقي ــس ومه ــن دورة «أس ــاء األول م ــة اللق البيئي

ــق. ــا الفري ــي أطلقه ــي الت ــف البيئ ــة التثقي ــن حمل ضم

وافتتــح املهنــدس «بهــاء األغــا»- القائــم بأعــامل رئيــس ســلطة جــودة البيئــة- اللقــاء بكلمــة تحــدث فيهــا عــن الواقــع البيئــي يف قطــاع غــزة، والتحديــات املحيطــة بــه، وســط حضــور متطوعــني مــن فريــق مجتمــع الهندســة البيئيــة، وطــالب مــن قســم الهندســة البيئيــة بالجامعــة

اإلســالمية، وعــدد مــن املهتمــني.

وضمــن هــذا اللقــاء ألقــت أ.»رنــا ادعيــس» مــن اإلدارة العامة للتوعيــة والتعليــم البيئــي مــادة تدريبيــة عــن أساســيات ــان ــادة استحس ــت امل ــث نال ــي، حي ــف البيئ ــادئ التثقي ومب

ــم. ــدورة وإعجابه ــاركني يف ال املش

ــدة ــرى عدي ــن أخ ــد ضم ــاط واح ــي نش ــدورة ه ــذه ال إن هيســعى فريــق مجتمــع الهندســة البيئيــة لتطبيقهــا والتنســيق

ــة يف نــرش الوعــي البيئــي والتثقيــف. لهــا، رغب

ويف نهايــة اللقــاء تقــدم فريــق مجتمــع الهندســة البيئيــة بجزيــل الشــكر والعرفــان لســلطة جــودة البيئــة، ورئيــس اإلدارة العامــة للتوعيــة والتعليــم البيئــي فيهــا املهنــدس «زيك زعــرب» وجميــع العاملــني يف الدائــرة عــىل الجهــود التــي

ــاء. ــاح اللق ــا إلنج بذلوه

ــاون ــة يســعى للتع ــة البيئي ــع الهندس ــق مجتم ــر أن فري يذكــة ــة املهتم ــة والحكومي ــات األهلي ــن املؤسس ــد م ــع العدي مــراد ــدى أف ــة ل ــة البيئي ــة الثقاف ــي وتنمي ــي البيئ ــرش الوع بن

ــطة. ــن األنش ــد م ــذ العدي ــع لتنفي املجتم

Page 16: مجلة غراس - العدد الأول

àîķĊěã�ņļňĿ�…�îŔÿŎŀňļøĿíō�ôìŔòĿíŁŎŋĎñ�ôńĔñ

هــل أنتــم ممــن يســكن هــذه البيئــة الخــرضاء ويحافــظ عليهــا، أم أنكــم ممــن يحــاول العبــث بهــا

وتشــويه جاملهــا؟ال تقلقــوا، فالكــون رغــم كل يشء جميــل، لكــن، مــا

املانــع أن يكــون أجمــل؟ــال، هاتــف ــا حاســوب شــخيص، هاتــف نق ــكل من لــا ــائل التكنولوجي ــن وس ــابه م ــا ش ــة وم أريض، طابعــا أو الحديثــة التــي ال غنــى عنهــا، ســواء كنــت طالبموظفــا. وإن كنــت هــاو ملتابعــة التكنولوجيــا وآخــر ــن ــام م ــك حت ــتتابع ذل ــك س ــة فإن ــا التقني تطوراته

ــا. ــي تطرحه ــزة الت ــالل األجه خ

لكــن يتوجــب علينــا أن نقــف قليــال ونســأل أنفســنا: كيــف أثرنــا؟ ومــاذا قدمنــا لبيئتنــا مــن خــالل هــذه ــوراء لنســأل ــا؟ نرجــع خطــوة واحــدة لل التكنولوجيســؤاال أهــم: هــل تؤثــر التكنولوجيــا ســلبا عــىل البيئــة؟ اإلجابــة عــىل هــذا الســؤال واضحــة، بالطبــع

ــا. ــر ســلبا، رغــم كل إيجابياته تؤث

k�ĺĿċ�IJŔĻ

ــا ــلبية للتكنولوجي ــار الس ــض اآلث ــك بع ــأعرض علي سعــىل البيئــة وســأتخذ جهــاز الكمبيوتــر وتصنيعــه منوذجــا. ولكــن قبــل ذلــك يجــب أن نعــرف مــا هــي ــا: ــط بن ــي تحي ــة الت ــن البيئ ــان م ــاك نوع ــة، هن البيئــي: ــا ه ــة بنوعيه ــف البيئ ــيد. وتعري ــي واملش الطبيعكل متكامــل يشــمل إطارهــا الكــرة األرضيــة، أو كوكــب الحيــاة، ومــا يؤثــر فيهــا مــن مكونــات الكــون األخــرى.إن محتويــات اإلطــار البيئــي ليســت جامــدة بــل دامئــة التفاعــل، مؤثــرة ومتأثــرة، كــام أن اإلنســان نفســه واحــد مــن مكونــات البيئــة ويتفاعــل معهــا هــو اقرانــه مــن البــرش. لقــد ورد هــذا الفهــم الشــامل عــىل لســان الســيد «يوثانــت» األمــني العــام لألمــم املتحــدة ــا، نســافر ســوية عــىل ــا، شــئنا أم أبين ــال: «إنن حــني قظهــر كوكــب مشــرتك، وليــس لنــا بديــل معقــول ســوى ــة نســتطيع نحــن ــه بيئ ــا لنجعــل من أن نعمــل جميعــا أن نعيــش فيهــا حيــاة كاملــة آمنــة». وهــذا وأطفالنيتطلــب مــن اإلنســان، العاقــل الوحيــد بــني صــور الحيــاة، أن يتعامــل مــع البيئــة برفــق ويســتثمرها دون

ــري. ــالف أو تدم إت

البيئــة مكونــات للطبيعــة، اإلنســان فهــم ولعــل ــاد ــن إيج ــه م ــا ميكن ــام بينه ــة في ــات املتبادل والعالقــن ــال م ــاة األجي ــه وحي ــل لحيات ــع أفض ــر موق وتطوي

ــده. بع

لقــد أســفر التطــور التكنولوجــي الــذي يشــهده العــامل ــت ــرية، وصف ــة خط ــكلة بيئي ــور مش ــن ظه ــا، ع حاليمــن قبــل العلــامء املعنيــني بالقنبلــة البيئيــة املوقوتــة، اإللكرتونيــة املخلفــات معــدالت زيــادة يف متثلــت التــي يدفــع االنســان مثنهــا مــن صحتــه ودمــار البيئــة

ــه. املحيطــة ب

إن لهــذه املخلفــات أثــر مدمــر الحتوائهــا عــىل مــواد ســامة كالزئبــق والرصــاص التــي ترتســب يف الرتبــة ــا ــب خطره ــة، اىل جان ــة للزراع ــري صالح ــا غ وتجعله

ــات. ــوان والنب ــان والحي ــة االنس ــىل صح ع

١٦ | مجلة غراس

Page 17: مجلة غراس - العدد الأول

ــم ــع لألم ــث تاب ــق بح ــا فري ــام به ــة ق ــادت دراس وأفــر شــخيص ــون كمبيوت ــأن أكــرث مــن ٨٥ ملي املتحــدة بالقليلــه االعــوام يف النفايــات عــداد يف أصبحــت الســابقة، ومــن املتوقــع ارتفــاع العــدد اىل ٥٠٠ مليــون ــخاص ــني األش ــدد مالي ــا يه ــو م ــل. وه ــام املقب يف الع

ــة. ــواء والرتب ــاء واله ــوث امل ــراء تل ــمم ج بتس

ــدة ــم املتح ــع لألم ــث التاب ــق البح ــب فري ــد طال وقببــذل جهــود عامليــة لتقليــل االثــار الســلبية التــي

تخلفهــا أجهــزة الكمبيوتــر عــىل البيئــة.

ــث ــق البح ــة فري ــت دراس ــك، أوضح ــة اىل ذل باإلضافكمبيوتــر جهــاز انتــاج إن املتحــدة لألمــم التابــع عــادي يتطلــب عــرشة أضعــاف وزن الجهــاز مــن مــواد ــواد ــري، وأضافــت أن معظــم امل ــود حف ــة ووق كيامويــاهم يف ــوري يس ــود األحف ــامة، وأن الوق ــة س الكياموي

ــراري. ــاس الح ــرة االحتب ظاه

ويقــول تقريــر جامعــة األمــم املتحــدة ٢٠٠٤ م أن قرص ــاال ــف جب ــر يخل ــزة الكمبيوت ــرتايض ألجه ــر االف العممــن النفايــات. بحيــث يتــم دفــن هــذه النفايــات بعــد ــب ــا، يف أغل ــاد تدويره ــة أو يع ــع خاص ــك يف مواق ذلــام ــة، م ــيئة اإلدارة يف دول نامي ــز س ــان، يف مراك األحي

يتســبب يف أخطــار صحيــة كبــرية.

ولهــذا يطالــب فريــق البحــث بــرضورة إعطــاء كل مــن مســتخدمي ومنتجــي الكمبيوتــر يف مختلــف أنحــاء العــامل حوافــز أكــرب لتحديــث أو إعــادة اســتعامل أجهزة

الكمبيوتــر القدميــة بــدال مــن التخلــص منهــا.

ôŔòŀē�čîûá

مــع تقلــص أحجــام أجهــزة الكمبيوتــر وارتفــاع كفاءتهــا يتوقــع البعــض انخفاضــا يف الــرضر البيئــي الــذي متثلــه هــذه األجهــزة، إال أن الدراســة تقــرتح أن النقيــض هــو الصحيــح.

واكتشــفت الدراســة أن صنــع جهــاز كمبيوتــر بــوزن ٢٤ كيلــو جــرام يحتــاج إىل ٢٤٠ كيلــو جــرام عــىل األقــل ــة. أضــف إىل ذلــك ١٫٥ طــن ــو جــرام مــن املــواد الكياموي ــد بالطاقــة، و٢٢ كيل مــن وقــود الحفريــات للتزويمــن امليــاه، كــام أن نظــام «ســطح املكتــب» يســتهلك وزن ســيارة رياضيــة مــن املــواد قبــل حتــى أن يغــادر

الجهــاز املصنــع.

اىل جانــب ذلــك، تضيــف الدراســة أنــه مــن املمكــن أن يتعــرض العــامل يف هــذه املصانــع ملخاطــر صحيــة يف ــل مانعــات اللهــب، واملعــادن ــة، مث ــر. ألن املــواد الكياموي ــة العمــر االفــرتايض ألجهــزة الكمبيوت ــة ونهاي بدايالثقيلــة مبــا فيهــا الرصــاص والكادميــوم، متثــل خطــرا عــىل عــامل املصانــع . كــام انــه يف حالــة دفــن نفايــات

الكمبيوتــر بالقــرب مــن املــوارد املائيــة فــان ذلــك يشــكل خطــرا عــىل مســتخدمي تلــك املــوارد.

١٧ | مجلة غراس

Page 18: مجلة غراس - العدد الأول

ــره ــب اىل ظاه ــث املقتض ــذا البح ــرق به ــوف ننتط ســة مهمــه مــا لبثــت أن غــزت عاملنــا العــريب بــكل بيئيأقطــاره وباتــت بدرجــة مــن التوغــل واالنتشــار يف ــام ــكل ع ــني بش ــن املواطن ــا نح ــح علين ــا يل ــا م بالدنوالشــباب ومحبــي البيئــه بشــكل خــاص اىل االلتفــات ــدر ــه و ق ــا بجدي ــه ومعالجته اىل هــذه املســألة امللحاالمــكان ألســتدراك مــا ميكــن إســتدراكه قبــل أن

ــني. ــا نادم ــا فوتن ــىل م ــيس ع ــوت االوان ومن يفــر, هــذه الظاهــره كــام تعلمــون هــي ظاهــرة التصحوهــي تعــد مــن أخطــر الظواهــر الطبيعيــه املحدقــه االحتبــاس ظاهــرة جانــب اىل املســتقبليه ببيئتنــا الحــراري وأعراضهــا, وتعــد الــدول العربيــة بحكــم ــذه ــة له ــق عرض ــرث املناط ــن أك ــرايف، م ــا الجغ موقعهــة ذات ــق الجاف ــن املناط ــا م ــك كونه ــره وذال الظاه

ــة. ــة الهش ــة البيئي األنظم

هــى «التصحــر» ظاهــرة �Ď��ĄĜøĿí �IJ��œĎĬ÷ــاج إيل ــة اإلنت ــة وعالي تحــول مســاحات واســعة خصبــة وهــذا ــة والحيواني ــاة النباتي مســاحات فقــرية بالحيراجــع إمــا لتعامــل اإلنســان الجائــر معهــا أو للتغــريات املناخيــة, و يعتــرب التصحــر مشــكلة عامليــة تعــاىن منهــا العديــد مــن البلــدان يف كافــة أنحــاء العــامل. ويعــرف عــىل أنــه تناقــص يف قــدرة اإلنتــاج البيولوجــي لــألرض ــذي ــدل ال ــة باملع ــة األرايض املنتج ــور خصوب أو تدهيكســبها ظــروف تشــبه األحــوال املناخيــة الصحراويــة. لذلــك فــإن التصحــر يــؤدى إيل فقــدان الرتبــة الفوقيــة ثــم فقــدان قــدرة األرض عــىل اإلنتــاج الزراعــي ودعــم

الحيــاة الحيوانيــة والبرشيــة فيهــا.ويؤثــر التصحــر تأثــريا مفجعــا عــىل الحالــة االقتصاديــة ــاردات ــل إىل ملي ــارة تص ــؤدي إىل خس ــد ي ــالد؛ فق للبوزيــادة الزراعيــة املحاصيــل يف ســنويا الــدوالرات أســعارها، ويف كل عــام يفقــد العــامل حــوايل(٦٩١) كيلومــرت مربــع مــن األرايض الزراعيــة نتيجــة لعمليــة ــة ــرة األرضي ــث أرايض الك ــوايل ثل ــام ح ــر، بين التصح

ــة. ــة عام ــر بصف ــة للتصح معرض

ا مالمئــا لتكثيــف حرائــق وكذالــك يخلــق التصحــر جــوــوط ــن الضغ ــد م ــام يزي ــاح، م ــارة الري ــات وإث الغابالواقعــة عــىل أكــرث مــوارد األرض أهميــة أال وهــو املــاء World) وحســب تقريــر الصنــدوق العاملــي للطبيعــةحــوايل األرض فقــدت (Wide Fund for Natureــني ســنتي ١٩٧٠م ــا ب ــة م ــا الطبيعي ٣٠٪ مــن موارده

و١٩٩٥م.

k�ʼnĎŋîĨĿí�ʼnČŋ�ïîòēã�ŒŋîŃ�iÒîňĔăتعــود أســباب التصحــر اىل أن هنــاك جملــة مــن وتتشــابك تتداخــل والبرشيــة الطبيعيــة العوامــل للعوامــل فبالنســبة التصحــر، ظاهــرة لتســبب ــع معظــم ــا؛ إذ تق ــاخ دورا هام ــة يلعــب املن الطبيعيالبــالد العربيــة يف النطاقــات الجافــة وشــبه الجافــة؛ إذ إن ٩٥٪ مــن األرايض تحصــل عــىل أقــل مــن (٤٠٠) ملم مــن األمطــار ســنويا، يف حــني أن النســبة الباقيــة فقــط ــا ــنويا، وعملي ــم س ــن (٤٠٠) مل ــرث م ــا أك يســقط فيهاملفرطــة الحساســية تعــاين العربيــة البــالد فــكل تجــاه التصحــر، إضافــة إىل ذلــك املواســم الجافــة التــي تحــدث مــن ســنة إىل أخــرى تســاهم يف إشــاعة

ــر. ــروف التصح ظــا ــام وجدن ــه ع ــر بوج ــباب التصح ــا إىل أس وإذا نظرنأنهــا تنقســم إىل مجموعتــني رئيســيتني مــن األســباب:

�ôŔĬŔòĤĿí�ıōĎĨĿí�ņī�ôĀ÷îŇ�ïîòēã��śōãويقصــد باألســباب الطبيعيــة، التغــريات املناخيــة التــي

حصلــت خــالل فــرتات زمنيــة مختلفــة، ســواء تلــكالجيولوجيــة العصــور خــالل حصلــت التــي تلــك ــاري ــكل الصح ــور وتش ــي أدت إىل ظه ــة، والت القدميالتــي غطــت مســاحات واســعة مثــل الصحــراء الكــربى العربيــة، الجزيــرة يف الخــايل والربــع إفريقيــة، يف وعــىل الرغــم مــن أن نشــوء وتكويــن هــذه الصحــاري قــد اكتمــل منــذ فــرتات زمنيــة بعيــدة، إال أن تأثريهــا

ــاورة. ــق املج ــىل املناط ــا ع ــزال قامئ ال يــك ــا تل ــد به ــة، فيقص ــة الحديث ــريات املناخي ــا التغ أمالتــي حدثــت يف املــايض القريــب مــن حــوايل عــرشة عمليــة يف مهــام دورا لعبــت والتــي ســنة، آالف ــأن هــذه ــة، علــام ب ــان الرملي التصحــر وتكويــن الكثبالتغــريات املناخيــة الحديثــة مل تكــن ســلبية يف جميــع ــا. ــل يف بعــض املناطــق كان التغــري إيجابي املناطــق، ب

�ïîòēśí�ʼnČŋ�łŋãومن�

- تناقــص كميــات األمطــار يف الســنوات التــي يتعاقــب فيهــا الجفــاف .

ــايل ــر ، وبالت ــن التبخ ــل م ــايت يقل ــاء النب ــر الغط - فقيقلــل مــن هطــول األمطــار ، كــام أنــه يعــرض الرتبــة

ــا. ــن خصوبته ــل م ــراف ويقل إىل لالنجــا ــهول ، ونقله ــاح والس ــل الري ــة بفع ــراف الرتب - انج

ــرى . ــع أخ ــا إىل مواض ــن مواضعه م

١٨ | مجلة غراس

Page 19: مجلة غراس - العدد الأول

��ıíĎĀŇśí�ōã�ôœĎĬøĿí��وهــي تــآكل الرتبــة الزراعيــة ونقلهــا بفعــل العوامــل املناخيــة وخاصــة الريــاح وامليــاه ، وهــي ظاهــرة طبيعيــة موجــودة منــذ األزل ، ولكــن زاد من شــدتها يف العــرص الحديــث اتبــاع معامــالت زراعيــة غــري واعيــة مثــل الرعــي الجائــر وإزالــة الغابــات عــىل نطــاق

ــبة . ــري مناس ــات غ ــع يف أوق واسوتعــد التعريــة يف املناطــق الجافــة وشــبه الجافــة أداة ــة ، ــة الزراعي ــف الرتب ــا تجري ــراء ، أم ــدوث الصح حفهــو ببســاطة عمــل تخريبــي مــن فعــل اإلنســان غــري

الواعــي .

��ôŔŀŃĎĿí�ŅîòüļĿí�IJăď��تحتــل حركــة الكثبــان الرمليــة وطمرهــا لــألرايض املنتجــة املجــاورة أبســط أنــواع التصحــر ، ولكنهــا ــم ــن ث ــة ، وم ــرس مالحظ ــورا واألي ــرث ظه ــع أك بالطبــري ( زحــف ــا كانــت الســبب يف شــيوع تعب ــدو أنه يبــريا مــن ــا كب ــان جانب الصحــراء ) وتغطــي هــذه الكثب

الصحــاري .لــألرايض دامئــا تهديــدا الرمليــة الكثبــان ومتثــل املزروعــة ، وكذلــك للطــرق واملســتقرات البرشيــة. ــب ــا يرتت ــريا م ــال كث ــة بالرم ــاح املحمل ــام أن الري كعليهــا أرضار كبــرية بالزراعــات ، كــام تؤثــر عــىل صحــة

الحيــوان واإلنســان .

�ŒŇîĔŇří�ġîĘňĿí�ņī�ôĀ÷îŇ�ïîòēã��ÒîŔŇîû وميكــن أن تعــود هــذه األســباب إىل الزيــادة الكبــرية يف عــدد الســكان، والتــي رافقهــا زيــادة يف االســتهالك، ــك ــي، أدى ذل ــادي واالجتامع ــور االقتص ــك التط وكذلإىل زيــادة الطلــب عــىل املنتجــات الزراعيــة، هــذه العوامــل دفعــت اإلنســان إىل زيــادة اســتغالله للموارد الطبيعيــة، والتــي جــاء يف غالــب األحيــان بشــكل غــري مرشــد، إضافــة لذلــك فقــد بــدأ نشــاط اإلنســان مؤخرا ميتــد إىل املناطــق الهامشــية ذات النظــام البيئــي غــري

املســتقر والهــش.

�ïîòēśí�ʼnČŋ�ņŃōــه ــة باجتثاث ــات الطبيعي ــىل النبات ــان ع ــدي اإلنس تعــة ، وخاصــة يف املناطــق ــا إىل أراض زراعي لها،وتحويله

ــية. الهامشــآت ــا إىل منش ــة بتحويله ــىل األرايض الزراعي ــدي ع تعســكنية وصناعيــة وغريهــا ، باإلضافــة إىل عمليــات التعديــن الواســعة ، ومــا ترتكــه مــن أثــر عــىل األرايض الظاهــرة هــذه وتعــرف لهــا املجــاورة الزراعيــة

ــاري). ــر الحض ــم (التصح باســــــ

�ľŋ�kʼnĎŋîĨĿí�ʼnČŋ�ņŃ�ĊĄĿí�ŐĿí�ľŔòĔĿí�îŃkŅíōśí�õîij

ــدم ــابقا، أن ظاهــرة التصحــر قدميــة ق ــا س ــد ذكرن لقالتاريــخ، وتفاقمهــا يف العقــود األخــرية مــن القــرن املــايض كان بســبب غيــاب التــوازن البيئــي الطبيعــي بــني عنــارص البيئــة املختلفــة. وذلــك نتيجــة لالســتثامر الجائــر وغــري املرشــد للمــوارد الطبيعيــة حتــى وصلــت األحيــان بعــض ويف الخطــر، مرحلــة إىل األمــور

ــا. تجاوزتهأمــام هــذا الواقــع، كان البــد مــن أن تــدرك الجهــات ــام باتخــاذ اإلجــراءات ــة خطــورة املوقــف والقي املعنيالظاهــرة هــذه مــن بالحــد الكفيلــة والوســائل والوصــول يف مرحلــة متقدمــة إىل إيقافهــا، مــع إيــالء املناطــق التــي تدهــورت األهميــة الكافيــة إلعــادة

ــا. تأهيله

لحســن الحــظ مل يفــت األوان بعد،ومــا زال هنــاك مــا ميكــن اســتدراكه ولكــن ليســت هنــاك حلــول ســحريه أو حلــول مــن عــامل اخــر، فالحــل الوحيــد هــو تكاتفنــا كمســؤولني وكأفــراد فاعلــني يف املجتمــع ومهتمــني ــه والبحــث ــة املجتمــع كاف ــا ,اىل توعي مبســتقبل بيئتنــذا ــىل ه ــاء ع ــره للقض ــه واملبتك ــول الخالق ــن الحل عــارها,حيث ــن إنتش ــد م ــل للح ــىل االقل ــره وع الظاهبطبيعــة الحــال مل تنشــأ هــذه الظاهــرة دفعــة واحــدة، بــل كان ظهورهــا بهــذا الحجــم نتيجــة لرتاكــامت ــة خــالل التعامــل غــري املناســب مــع املــوارد الطبيعيفــرتة طويلــة مــن الزمــن وبالتــايل فــإن معالجــة هــذه ــول ــل، وال توجــد حل ــاج إىل وقــت طوي املشــكلة يحتــراءات ــاذ اإلج ــدء باتخ ــب الب ــن يج ــا، لك ــة له رسيعاألوليــة التــي تحــد مــن تســارع هــذه الظاهــرة، ومــن ــدى ــىل امل ــا ع ــة ملكافحته ــط الالزم ــع الخط ــم وض ث

ــد. البعي

١٩ | مجلة غراس

Page 20: مجلة غراس - العدد الأول

�ņļń��œ�Œ��øĿí�ôŔēî��ēŗí�éĉîò���ńĿí�ņŃō�ôĄijîļńĿ�ľńī�ĢĤć�ĪğŎĿ�îŌñ�ĉîėĎøēśí�ôŔĿōĊĿí�õíĎń÷æńĿí�ðĔă�ĺĿċōiĎĄĜøĿí

��ĺĿČñ�ôŔňĬńĿí

وتطبيقهــا، املتاحــة العلميــة املعــارف اســتخدام -العاجلــة اإلصالحيــة اإلجــراءات تنفيــذ يف خاصــة واملجتمعــات النــاس وتوعيــة التصحــر، ملقاومــة

بالتصحــر. املتأثــرة ــىل ــك، ع ــة بذل ــات املعني ــة الجه ــع كاف ــاون م - التع

ــدويل. ــي وال ــري، اإلقليم ــيل، القط ــد املح الصعيــا ــة مب ــوارد الطبيعي ــتخدام امل ــيد اس ــني وترش - تحســة مناســبة آخذيــن بعــني يضمــن اســتدامتها ومردودياالعتبــار إمكانــات وقــوع فــرتات جفــاف يف بعــض

ــا. ــاد عليه ــن املعت ــرث م ــق أك املناطاألرايض، الســتخدام متكاملــة بإجــراءات القيــام -بحيــث تضمــن إعــادة تأهيــل الغطــاء النبــايت، وخاصــة ــاص ــكل خ ــتفادة بش ــع االس ــية، م ــق الهامش للمناط

ــة. ــع البيئ ــة م ــة املتأقلم ــواع النباتي ــن األن م- يجــب أن تكــون خطــة عمــل مكافحــة التصحــر، ــارة عــن برنامــج عمــل ملعالجــة مشــكلة التصحــر عب

ــا. ــة جوانبه ــن كاف م- يفــرتض أن تهــدف اإلجــراءات املتخــذة إىل تحســني ظــروف معيشــة الســكان املحليــني املتأثريــن بالتصحر، ــي تضمــن عــدم لجــوء ــة الت وإيجــاد الوســائل البديلهــؤالء الســكان إىل تأمــني حاجاتهــا بطــرق تســاهم يف

عمليــة التصحــر. - عــىل الجهــات املعنيــة بهــذا الشــأن إصــدار القوانــني الخاصــة بحاميــة املــوارد الطبيعيــة بأنواعهــا املختلفــة،

وتطبيــق هــذه القوانــني بشــكل فعــال وجــاد

�ôŔŀŋŗí�õîńĨňńĿíō�ĉíĎijŘĿ�ĉŎĘňńĿí�čōĊĿí��ĎĄĜøĿí�ôĄijîļŃ�Œij

تنميــة يف املجتمــع قطاعــات كافــة مشــاركة إن القــدرات املحليــة والوطنيــة، رشط أســايس يف تحقيــق ــة ــة واملحافظ ــن جه ــتدامة م ــة املس ــة الوطني التنميــة مــن جهــة أخــرى، طبعــا مــن عــل املــوارد الطبيعيــدد دور ــة تح ــل واضح ــرتاتيجية عم ــع اس ــالل وض خــار ــة، مــع األخــذ بعــني االعتب كافــة القطاعــات األهليللمبــادرات كافيــة مســاحة تــرك عــىل أو الرتكيــز ــات ــذه القطاع ــا ه ــوم به ــن أن تق ــي ميك ــة الت الذاتيوإلعطــاء فكــرة أكــرث وضوحــا يف هــذا املجــال، أي دور

املجتمعــات األهليــة يف مكافحــة التصحــر.

ــذا ــىل دور األرسة يف ه ــد ع ــن التأكي ــد م ــك الب وكذلــارك ــث تش ــرأة)، حي ــة األرسة (امل ــة رب ــال وخاص املجــي، ــل الزراع ــة والعم ــال يف الزراع ــكل فع ــرأة بش املودورهــا يف حاميــة األرض والبيئــة واملــوارد الطبيعيــة. واإلنتاجيــة، الحيويــة املــرأة أدوار لتعــدد ونظــرا ماديــا وانســانيا، فإنهــا تعــد املســؤولة األوىل يف نطــاق ــدى ــي ل ــي البيئ ــرش الوع ــة ن ــي مهم ــن تبن األرسة عأوالدهــا وأفــراد أرستهــا وترســيخ القيــم واملفاهيــم وتجســيدها يف املامرســات والتــرصف الــذي يهــدف ــرأة يف ــىل دور امل ــا. ويتج ــة وموارده ــة البيئ إىل حاميتعميــق الوعــي لــدى أفــراد أرستهــا يف مجــاالت عــدة، منهــا: منــع التحطيــب وقطــع األشــجار، التعامــل ــال ــق، يف مج ــال الحرائ ــة، يف مج ــات البيئي ــع امللوث ماســتهالك امليــاه وعــدم تلوثهــا، ترشــيد االســتهالك، وغــري ذلــك الكثــري مــن األمــور التــي ميكــن أن تســاهم

ــا. ــن خالله ــا األم واألرسة م به

�ņ��Ń �Ċ��ĄŀĿ �ʼnĎ��ļøòŃ �Ŋ��ŔÿŎŀňļ÷ �ĵĎ��ģ�Ď��ĄĜøĿí �óĎ��ŋîħ

ســنتحدث هنــا عــن بعــض املشــاريع التكنلوجيــه ــا ــض أنه ــيظن البع ــه األوىل س ــي للوهل ــه الت األبداعيمــن وحــي الخيــال العلمــي, لكــن هــذه الطــرق مــن املمكــن أن تكــون حــال ملشــكلتنا باملســتقبل البعيــد إذا

ــح. طــورت بالشــكل الصحي

١- طريقــة «قذائــف البــذور» أو مــا يســمى بــال : SeedBombing

ــذور ــرش الب ــد هــذه الطريقــه عــىل ن بحيــث تعتمــا عــىل ــر بواســطة قذفه ــدده بالتصح يف املناطــق املهشــكل قذائــف مــن طائــرات زراعيــه بشــكل عشــوايئ, هــذه القذائــف تحتــوي عــىل االالف مــن البــذور ــوالت ــذه الكبس ــدف ه ــوالت, وه ــوده يف كبس املوجهــو توفــري املــواد العضويــه واملــاء التــي تحتــاج اليهــا البــذره يف أول مراحــل منوهــا حتــى تتمكــن مــن نــرش جذورهــا والبحــث عــن املــاء وعــن هــذه املــواد بنفســها كــام تتميــز هــذه الكبســوالت بكونهــا مكونــه ــري. ــت قص ــه بوق ــل يف الرتب ــه تتحل ــواد عضوي ــن م م

ــه, ــذه الطريق ــلبيات له ــن الس ــري م ــاك الكث ــن هن لكأهمهــا التكلفــه املرتفعــه وعــدم مالمئتهــا للكثــري مــن املناطــق لطبيعــة االرض الرافضــه للزراعــه وكذالــك

ــه. ــتوى الدول ــىل مس ــل ع ــه اىل تدخ الحاج

٢. طريقــه بيولوجيــه مبتكــره للحــد مــن زحــف bacillus ــوع ــن ن ــا م ــىل بكتريي ــد ع ــراء, تعتم الصحpasteurii بحيــث تقــوم هــذه البكترييــا بتحويــل ــل ــه, والجمي ــه صلب ــور رملي ــوه اىل صخ ــال الرخ الرمبهــذه الطريقــه أنــه بأمكاننــا تصميــم شــكل الصخــور وذالــك أهدافنــا تالئــم بحيــث الناتجــه النهائيــه لبنــاء حاجــز صخــري عــىل طــول الحــد الفاصــل بــني ــه التــي الصحــراء املتقدمــه واالرايض الســكنيه املأهول

ــف. ــذا الزح ــد ه ــت تهدي ــع تح تقهــذه الطريقــه ابتكرهــا الطالــب الجامعــي ماجنــوس ــدن والحاصــل ــه يف لن ــه املعامري ــن الرابط الرســون مــىل ــام ٢٠٠٨ ع ــزة «Next Generation“ ع ــىل جائ ع

هــذا االبتــكار.ويؤمــن الرســون وفريــق العمــل أن بأمــكان هــذه ــه بجانــب الطريقــه جلــب الكثــري مــن الفوائــد البيئيوقــف زحــف الصحــراء, ومــن هــذه الفوائــد, الحفــاظ ــات ــاظ عــىل النبات ــه والحف ــه ومظلل عــىل االرض رطبوالحيوانــات يف موطنهــا الطبيعــي باالضافه اىل تحســني

ــني. الظــروف املعيشــيه للســكان املحلي

٢٠ | مجلة غراس

Page 21: مجلة غراس - العدد الأول

�ôŔĔĴňĿí�ôĄĜĿíō�ôìŔòĿíŒñĎĬĿîñ�ôńŔŀă

ôŔĔĴŇ�ôĄě���ôŔĄě�ôìŔñأســاس عــىل الســلوكية عاداتــه اإلنســان يختــار الــرىض النفــيس الــذي يحصــل عليــه باملقابــل، لكــن هــل ســبق أن فكرنــا نحــن البــرش فيــام إذا كان

أســلوب حياتنــا ســالحا ذو حديــن؟

مــع تســارع النمــو االقتصــادي أصبــح االهتــامم بالبيئــة هامشــيا، حتــى أن بعــض الباحثــني اعتــرب أن اهتــامم اإلنســان بالتنميــة االقتصاديــة قطــع صلتــه ببيئتــه فقــل وعيــه بــاالرضار الناجمــة عــن الحركــة الصناعيــة املتســارعة. لكــن يف مطلــع ســبعينات ــن ــو م ــة يطف ــامم بالبيئ ــدأ االهت ــايض ب ــرن امل القــث يف ــة تبح ــات علمي ــرت دراس ــث ظه ــد، حي جديعالقــة اإلنســان ببيئتــه، أي مــدى تأثــره بهــا وتأثــريه جعلــت نتائــج إىل الدراســات وخلصــت عليهــا، ــج ــع برام ــلوكياته ويض ــر يف س ــد النظ ــان يعي اإلنســة ــاط التنمي ــاط يف أمن ــيع االنضب ــل تش ــط عم وخط

ــراد. ــاة األف ــاليب حي ــة وأس االقتصادي

�ôœĉîńĿí�ôìŔòĿí�čōĉō�ŒìŔòĿí�ĒĴňĿí�łŀī��ŒŇîĔŇří�ĹŎŀĔĿí�ôīîňě�Œij

ظهــر علــم النفــس البيئــي بوصفــه: دراســة علميــة لتأثــري البيئــة بجميــع أشــكالها عــىل ســلوك اإلنســان. ــوم ــي يق ــال الت ــلوك: «كل األفع ــا بالس ــد هن ونقصــه ــري داخل ــا يج ــوع م ــة إىل مجم ــرد إضاف ــا الف بهــة ــريات الفيزيقي ــذه املث ــة له ــن اســتجابات ضمني ممــن إفــرازات غدديــة. حيــث يتــم قيــاس احساســات كشــدة املثــريات، بهــذه تأثرهــا ومــدى الفــرد اإلضــاءة مثــال، الضغــط، الضوضــاء... لتفســري العالقــة

ــه.» ــني اإلنســان وبيئت ــة ب التفاعلي

أن إىل املجــال هــذا يف النفــس علــامء توصــل املحتــوى البيئــي يلعــب دورا أساســيا يف صناعــة الســلوك اإلنســاين، ولطاملــا اعتــرب املحيــط املضطــرب أحــد املســببات األساســية لإلضطرابــات النفســية، ــث ــدن حي ــة يف امل ــق، خاص ــك القل ــن ذل ــر م نذكاإلكتظــاظ يف األماكــن العامــة، هــواء يحمــل أبخــرة ــامة، ــازات الس ــبعة بالغ ــالت املش ــيارات والحاف السوالتــي مــن شــأنها تغيــري كيميائيــة الجســم، فيفقــد هــذا األخــري توازنــه، لتنتــج عــن فــوىض الهرمونــات

ــام. ــيس، األرق وغريه ــق النف ــوادر القل ــك ب تل

مــن بــني أهــم امللوثــات املوجــودة يف الهــواء مــادة الرصــاص، التــي أثبــت أنهــا تقلــل مــن تكويــن الهيموغلوبــني يف الجســم وتحــل محــل الكالســيوم يف أنســجة العظــام كــام اتضــح أنهــا مــن بــني مســببات

ــال. ــدى األطف ــيل ل ــف العق التخل

ــل ــي ال تق ــات الت ــن امللوث ــري م ــذا الكث ــىل ه زد عخطــورة والتــي تســبب مشــاكل صحيــة مــن شــأنها

ــرد. ــة للف ــة العقلي ــر عــىل الحال أن تؤث

��ðŔĜŇ�àîğŎĠŀĿتؤثــر الظــروف املحيطــة إىل حــد كبــري عــىل رسعــة ونوعيــة الســلوك اإلنســاين، وقــد ينظــر إىل هــذا ــاج لتفاعــل متغرييــن: املتغــري األول هــو األخــري كنتاإلنســان، بهــا يتصــف التــي الصفــات مجمــوع اســتعداداته وقدراتــه، إضافــة إىل بعــض االســتجابات العقليــة واالنفعاليــة مثــل: اآلراء واملعتقــدات... أمــا ــل مواصفــات موقــف اإلنســان، ــاين فيمث املتغــري الثالظــروف البيئيــة املحيطــة بــه أثنــاء قيامه بالســلوك، ونذكــر يف هــذا الســياق الدراســات املقدمــة يف ضــوء ــدأ ــي ب ــرشكات، الت ــع وال ــل يف املصان ــروف العم ظــة عمــل ــا بغــرض الحصــول عــىل نوعي ــامم به االهتتتــامىش والنمــو االقتصــادي، وبالتــايل التحكــم يف مواصفــات موقــف اإلنســان للحصــول عــىل ســلوك

عمــيل أفضــل.يف هــذا الســياق تســبب الضوضــاء، إذا اســتمرت لفــرتة طويلــة عــىل وتــرية واحــدة، قلقــا وتوتــرا ــا قــد يتســبب يف اضطرابــات حــادة يف املــزاج عصبي(األرسة مجتمعــه يف الفــرد فاعليــة عــىل تؤثــر

والعمــل).

الطبيعيــة، الحيــاة تدمــري عــن النظــر بــرصف يعتــرب التلــوث البيئــي الــذي هــو يف الحقيقــة نتــاج األخطــار أبــرز للتكنولوجيــا، الــيسء لإلســتعامل املهــددة للســالمة النفســية والجســدية لإلنســان، لــذا وجــب املوازنــة بــني الســلوكيات التــي تحقــق الــرىض واعتبــار الدائــم، الــرىض حســاب عــىل الفــوري ــا فقــط بــل رضورة الحفــاظ عــىل البيئــة ليــس واجب

ــيا. ــديا ونفس ــة جس ــاة صحي ــان حي ــن لإلنس تضم

٢١ | مجلة غراس

Page 22: مجلة غراس - العدد الأول

٢٢ | مجلة غراس

Page 23: مجلة غراس - العدد الأول

٢٣ | مجلة غراس

Page 24: مجلة غراس - العدد الأول

٢٤ | مجلة غراس

Page 25: مجلة غراس - العدد الأول

٢٥ | مجلة غراس

Page 26: مجلة غراس - العدد الأول

٢٦ | مجلة غراس

Page 27: مجلة غراس - العدد الأول
Page 28: مجلة غراس - العدد الأول

ــع ــي تق ــدر الت ــة مص ــز مدين ــم مرك ــابقة تصمي ــز األول يف مس ــامري LAVA باملرك ــم املع ــة التصمي ــازت رشك فــدة. ــة املتح ــارات العربي ــة اإلم ــي بدول ــار أبوظب ــن مط ــرب م بالق

ــل ــمس، لتظل ــاع الش ــرة تب ــرة زه ــن فك ــتوحاة م ــة مس ــة عمالق ــالت متحرك ــة مبظ ــز املدين ــيتميز مرك ــث س حيالســاحات واألماكــن العامــة يف مركــز املدينــة صباحــا، بجانــب امتصاصهــا لحــرارة الشــمس، ثــم تغلــق عــىل نفســها

مســاءا إلطــالق الحــرارة التــي امتصتهــا!

٢٨ | مجلة غراس

Page 29: مجلة غراس - العدد الأول

مدينــة أول هــي مصــدر مدينــة ــات يف ــون والنفاي ــن الكرب ــة م خاليالعــامل! كــام أنهــا أول مدينــة كاملــة تعمــل بالطاقــة الشمســية! وتــأيت ــادرة واعــدة جــدا تحمــل ضمــن مبــاة عــىل كوكــب ــادرة «الحي اســم مب

ــد». واحعــامل يف تتلخــص مبــادرة وهــي ــعيدة ــاة س ــاس حي ــه الن ــش في يعيــة ــرد بحص ــع كل ف ــة، ويتمت وصحيوهــو األرض، مــوارد مــن عادلــة ــاز، ــة مصــدر بامتي ــا تحققــه مدين مولنتحــدث باألرقــام لنســتوعب هــذه

النقطــة :إىل مصــدر» «مدينــة ســتحتاج -نحــو ٢٠٠ ميجــاواط مــن الطاقــة ٨٠٠ مــن أكــرث مقابــل النظيفــة، ــة ــة تقليدي ميجــاواط بالنســبة ملدين

بنفــس الحجــم!- وســتحتاج املدينــة إىل حــوايل ٨٠٠٠ مــرت مكعــب مــن ميــاه التحليــة

ــا يوميمــرت ٢٠٠٠٠ مــن بأكــرث مقارنــة ملدينــة بالنســبة يوميــا مكعــب

! يــة تقليدتوليــد محطــة عــىل وســتحتوي ــية ــة الشمس ــل بالطاق ــاء تعم كهربــا ــر مياهه ــادة تكري ــيتم إع ــام س ك

والزراعــة. الــري يف لتســتخدم

عــىل املدينــة هــذه وســتمتد وستتســع كيلومــرتات، ٦ مســاحة

ــدر ــة تق ــمة، بتكلف ــف نس لـــ٥٠ ألبـــ٢٢ مليــار دوالر، كــام أنهــا ســتكون مقــرا لكــربى رشكات الطاقــة البديلــة

يف العــامل.وســيتم تخصيــص ٣٠٪ مــن مســاحة و٢٤٪ للســكن، مصــدر» «مدينــة ملنطقــة األعــامل واألبحــاث، و١٣٪ فيهــا مبــا التجاريــة للمشــاريع الصناعــات الخفيفــة، و٦٪ لـــ «معهد مصــدر للعلــوم والتكنولوجيــا»و١٩٪ و٨٪ واملواصــالت، للخدمــات

والثقافيــة. املدنيــة للفعاليــات

يذكــر أنــه وعــىل الرغــم مــن أن ــة الـــ٦ ســنوات ــا قراب ــة أمامه املدينبــدأت أنهــا إال إنجازهــا ليتــم ــة، ــة املختلف ــز العاملي ــد الجوائ حصــة ــازت «مدين ــو ٢٠٠٧، ف ــي يوني ففاألوىل العامليــة بالجائــزة مصــدر» «جمعيــة مــن النظيفــة للطاقــة مدينــة يف «٢١ أتالنتيــك ترانــس ــازل الســويرسية. ويف ســبتمرب مــن بالعــام نفســه، حصلــت املدينــة عــىل ــتدامة» ــام املس ــة الع ــزة «مدين جائ«يورومــوين جوائــز حفــل خــالل العامليــة يونــج» آنــد وإرنســت

املتجــددة“. للطاقــة

٢٩ | مجلة غراس

Page 30: مجلة غراس - العدد الأول

ــم ــة، وت ــني الصيني ــة تيانج ــع يف مدين ــرت مرب ــاحة ٣٠ كليوم ــىل مس ــد ع متتــا ــون منوذج ــراين لتك ــط العم ــوربانا للتخطي ــة س ــطة مجموع ــا بواس تصميمه

ــددة ــة املتج ــىل الطاق ــة ع ــتعتمد املدين ــث س ــتقبل، حي ــة يف املس ــدن الصيني للمالنظيفــة لتوفــري احتياجاتهــا مــن الطاقــة، فضــال عــن تغطيتهــا بأكملهــا مبناطــق خــرضاء

ــاين نفســها! متتــد حتــى عــىل املب

ســيتم إقامــة تلــك املدينــة عــىل بعــد ١٠ دقائــق مــن قلــب منطقــة تيانجــني الصناعيــة، وتــم اختيــار هــذه املدينــة ألن تيانجــني تعــد أكــرب قاعــدة صناعيــة ومركــز تجــاري يف شــامل الصــني.

ــىل ــكان ع ــؤالء الس ــجيع ه ــيتم تش ــخص، وس ــتيعاب ٣٥٠,٠٠٠ ش ــىل اس ــادرة ع ــدة ق ــة الجدي ــتكون املدين ســيارات. ــدد الس ــل ع ــة لتقلي ــالت عام ــىل مواص ــم ع ــامد ٩٠٪ منه ــالل اعت ــن خ ــة م ــات الكربوني ــل االنبعاث تقلي

ôňœĊŃÅ��Ā��ŇîŔ÷

��ô��Ŕň��Ŕ�ĜĿíĪĔø÷�àíĎĠć�ôŔŀòĸøĔŃ�ôňœĊŃ

��ĚĈė����i�����Ŀ���������������������������������

٣٠ | مجلة غراس

Page 31: مجلة غراس - العدد الأول

وكأي مدينــة خــرضاء ســيعتمد ذلــك املــرشوع عــىل وســائل تكنولوجيــة نظيفــة مثــل الطاقــة الشمســية وطاقــة الريــاح، وســيتم إعــادة تدويــر ميــاه األمطــار بجانــب تحليــة ميــاه البحــر.

ينــدرج هــذا املــرشوع تحــت مفهــوم يســمى التنميــة املســتدامة ، والــذي ميكــن تعريفــه ببســاطة عــىل أنــه تلبيــة احتياجــات األجيــال الحاليــة دون اإلرضار بقــدرة األجيــال القادمــة عــىل تلبيــة احتياجاتهــا ، ولنســتوعب أهميــة ذلــك االتجــاه لنســتحرض ــار للمعايــري ــة دون أي اعتب ــذ املشــاريع االقتصادي ــر وتنفي ــة يف املــايض والحــارض حيــث يتــم تطوي ــة االقتصادي صــورة التنميالبيئيــة، فكانــت النتيجــة هــي اســتنفاذ مــوارد الكوكــب وتلويثــه كــام نشــهد يومــا بعــد يــوم لدرجــة أننــا بتنــا نتســاءل عــام

ســيتبقى لألجيــال القادمــة مــن مــوارد كوكبنــا األساســية كاملــاء والهــواء النظيــف!.

٣١ | مجلة غراس

Page 32: مجلة غراس - العدد الأول
Page 33: مجلة غراس - العدد الأول