17
- 1 - لقديس أنبا مقار دير اة شيهيت بريعدللمسكونة بالن المسيح ادي كيف سيتى المسكينب م ا

كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

Page 1: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 1 -

دير القديس أنبا مقار برية شيهيت

كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل

األب متى المسكين

Page 2: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 2 -

كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدلكتاب: األب متى المسكيناملؤلف:

7991الطبعة األوىل : وادي النطرون. -مطبعة دير القديس أنبا مقار

اهرة.الق 0172صندوق بريد جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.

Page 3: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 3 -

(1)كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل

هل سيظهر احلمل الوديع بصورة الغاضب املنتقم ؟ -هل ستخرج كلمات اللعنة من فمه على اخلطاة، -

ويرتك عنه حنانه الذي غلب يوما من فرط تبارحيه، وغفر هلم حىت محاقة صلبه؟

ل تسرتيح أحشاء رمحته وهو يأمر بإبعاد اخلطاة عنه ه - إىل األبد؟

هل يتعذب اخلطاة عذاهبم األبدي وهو راض عن - ذلك كل الرضى؟

ت يبيعااة املساايح؟ ويااا لااه ماان إن كااان ااااواب علااى هااذا: نعاامت فهاال تغااح؟تغيااحو وإن كاااان ااااواب: ت فمياااف سااتتم كلماتاااه الااة قاهلاااا عاان الدينوناااة،

ادقة وأمينة ومستحقة كل قبول؟وهي ص أنـوار :

.7997خطاب أرسل ألحد اإلخوة عام ( نص 1)

Page 4: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 4 -

إن مسع أحد كالمي ومل يؤمن فأنا أدينه، ألين مل آت ألدين العامل بال «+ الكــ ألخلااص العااامل. ماان رذلاال ومل يقباال كالمااي فلااه ماان يدينااه، ...

(.27و 21:70)يو » الذي تكلمت به هو يدينه في اليو األخير.

Page 5: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 5 -

ىل العامل، حىت كل من يؤمن يب ميمث يف الظلمة.أنا قد جئت نورا إ «+

(21:70)يو » (1:72)يو » أنا هو الطريق واحلق واحلياة. «+ )ياااو » لـــي يـــدرككم ال ـــ .فساااحوا )يف الناااور( ماااا دام لمااام الناااور، «+

29:70) سيدين املسيح العامل حينماا ييايء احلاق الاذي يف الوصاية علناا ويساتعلن

كل القوى السالبية العقلية واملادياة اضاطرارا، ويبااد الشايطان: جهارا، فتتوقفتلااااك القااااوة املهيفااااة، جااااوهر المااااذب، الااااذي هااااو العاااادم املتسااااربل باخلاااادا .

وسيعمل يف هتيئة جو الدينونة ثالثة عوامل هامة جدا:إذ يف القيامااة نلاابس أجسااادا علااى غااح العامــا األ:ل: رفــع تــلزير الــ من

و تهول، تستقر فيها الانفس متحاررة مان كال عوامال اخلادا ، فساد، تفىن إمنا بوعي كامل وفائق على ما هو اآلن، وباألخص من جهة احليااة الساابقة، ومن جهة ما هو فوق الهمان بوجه عامت فرتتبط دقائق املاضي ببعيها ترابطاا

هلي.غح منفصل، فتظهر احلياة السالفة كلها حاضرة ومرئية يف نور احلق اإلالذي يتسلل إلينا هنا بعوامال الاهمن والتغياح، العاما الثاني: النسيان

يوجد هناك. فتصح املعرفة يف يقظة شااملة يشاوهبا أي ساهو تساببه عوامال خاادا الاانفس أو شاايخوخة الااوعي، فتنمشااف أمااام اإلنسااان كاال حياتااه بماال

ل فمرة صاغها عقلاه أعماهلا واجتاهاهتا ويدرك كل كلمة خرجت من فمه، وك وكل مشيئة سعت هلا نفسه وارتيى هبا ضمحهو

Page 6: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 6 -

بفاعلياة تتغلغال المياان العاما الثالث: اسـتع ن ا فـي م ـد تهوتـه البشااااري بااااأقوى مااااا فيااااه ماااان وعااااي، حيااااث تظهاااار لتاااادخل صاااااغرة يف ااااال المشااااف والتمحاااايص، فيهااااا يواجااااه كاااال إنسااااان احلااااق ذاتااااه يف مواجهااااة ا ،

عود يسترت شيء من كل ما عمل اإلنسان وقال.حبيث يوهباااذه العوامااال البالثاااة تبااادأ الدينوناااة يف جاااو مااان الاااوعي المامااال احلاضااار املتاادفق لماال دقااائق احلياااة السااالفة علااى ضااوء احلااق الماماال يف ا ، وحينئااذ تظهر أعمالنا وأقوالنا ومشيئاتنا على قياس احلاق المامال أماام حيارة القادير،

يف احلال مقدار قربنا منه أو احنرافنا عنهوفندرك قضاء المسيح:

واملسيح سيدين العامل باستحقاق فائق، ألنه هو احلق والنور واحلياة، فهو يأخاذ موقاف الاديان عاان اساتحقاق، ولايس اغتصااابا، ألن أعمالاه تشاهد لااه، وحياته البشرية أكملها على قياس كامال مان احلاق، فلام يعمال خطياة قاط ومل

جد يف فمه غشوو فهاو الناور الاذي مل تدركاه الظلماة، وجاوهر احليااة الاذي يو غلااب املااوت، وتهكيااة قيااائه قائمااة بشااهادة حياتااه وقيامتااهو هااذا ااوار كونااه كلمااة ا األ ا اخلاااالق الااذي ماااا ماان خليقاااة يف السااماء أو علاااى األرض إ

وتستمد منه دوام وجودها وجتديدها أو عدمها و واهلا.ناات حياااة املساايح الشخصااية كفيلااة بااأن تمااون دينونااة حبااد ذاهتااا، وإن كا

لااذلك فمداارد ههااوره لاان يطاااق بالنساابة للااذين جااد؟فوا عليااه وأهااانوه. كااذلك فااإن قداسااته الفائقااة ستصاابح وبااا ورعبااا علااى كاال الااذين مل يطيعااوا احلااق باال

أخيعوا أجسادهم وأرواحهم للنداسة.يف البعد عنه ولو بدخوهلا اخلنا ير )لاو وكما يلبت الشيايني أن يؤذن هلا

(، ألن يف ذلااااك كااااان راحااااة هلااااا أفياااال ماااان مواجهااااة قداسااااته، 01:7-29

Page 7: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 7 -

كااااذلك سااااتمون يلبااااة الااااذين جحاااادوه وا؟سااااوا ذواهتاااام، باإلحلااااا املتواصاااال للخااروج ماان حياارته، ألنااه ساايمون هلاام يف البعااد عاان القداسااة واحلااق والنااور

واحلياة، راحة أفيلوااااااار والشاااااايايني داااااارد ههااااااوره وهمااااااذا ساااااايدين املساااااايح األشاااااارار والفد؟

واستعالنه يف ده وقداساته، بالقساوة أو الغياب، وإمناا باساتعالن هوتاه املتياامن منتهاااى جاااوده وإحساااانه ورمحتاااه وحبااه وكالماااه اللاااني اللطياااف الاااذي

احتقره احملتقرون وداسوه وا دروا بقوله وصليبهو، فسيحل عليه يف ياوم القيااء فايحل احلاب أما ابن احلب والرمحة والسالم

والرمحااة والسااالم، وأمااا الااذين مل يماان هلاام حااب و رمحااة و سااالم، فسااو يرتد عنهم احلب والرمحة والسالم، بل و يعودون يطيقون هذه األمور، وحيل

7:0)رو » سخط وغيب، شدة وضايق «عوضا عن ذلك حتما وباليرورة ج ضمائرهم.( هو من صنع قلوهبم ونسي9و

وإذ يمون املسيح الديان يهال مبتسما يقولون له: ملاذا جئت لتعذبناوو وبينمااا هاام يف حياارة احلياااة يطلبااون املااوتوو والنااور البهاايج الااذي يشااع منااه يرعبهم ويهعدهم، ويسعون وراء الظلمة ويطلبون لو أن اابال تسقط عليهم

لس على العرشوأو أن اآلكام تغطيهم لرتحيهم من وجه اااوبينماااا تماااون الدينوناااة ياااوم فااار واساااتعالن أل ااااد ا ومرامحاااه الدهرياااة،

يصح هذا بعينه يوم غيب لألشرار يستطيعون الصمود فيه أو الوقو و رفع الحق عن األشرار:

وبينما اد احلق هنا يعارض نفساه عليناا ساهال رخيصاا، وامياع النااس يف ذا احلااق وكااأتم يتااذللون إلينااا مسااتعطفني لااو كاال حااني، ويتمااادى حاااملو هاا

نذوقااااااااه فنأخااااااااذه ألنفساااااااانا انااااااااا ونأخااااااااذه لنحيااااااااا بااااااااه، وبينمااااااااا يمااااااااادون

Page 8: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 8 -

يالحقوننااا يف كاال ممااان ويتفننااون يف تبمياات ضاامائر العصاااة واخلطاااة بماال وسيلة وكل لغة، حىت يندم اخلايىء قبل فوات األوانت اد هذا احلق ذاته يف

رعباة يطالاب بابمن تذلالتاه الساابقة، وكأمناا قاد خلاع يوم القياء يقف وقفاة م ثوب الشحاذة التنمري ليلبس ثوب القياء وجيلس ليدينو

عدااع علااى هااذا احلااق الااذي يقااف اآلن يف كاال وايااا الاادنيا، جيااذب إليااه القلوب با تيا واللني العظيم، كيف سيتوقف يوماا ليلابس وشاا قيااء

يلنيورض إممانياااة رفاااحل احلاااق يف هاااذا الااادهر لماااي إتاااا خدعاااة احلرياااة الاااة تعااا

ميتنااع هااذا احلااق عينااه وإىل األبااد علااى الرافيااني، حيااث يمااون الناادم والبماااء بال رجاء.

نماذج لشهود الحق:لقد سبق املسايح وأعلان أن األعماال الاة كاان يعملهاا يساتطيع مان ياؤمن

رتك املسيح به أن يعملها ويعمل أعظم منها بامسه بواسطة اآلب، وهمذا مل يالقديسون «احلق بال شاهد على مستوى احلق ذاته أو على مستوى الديان:

(. ومن أجل ذلك نفخ املسيح يف تالميذه مان 0:1كو 7)» سيدينون العامليف أورشااااليم ... والسااااامرة وإىل أقصااااى «روحااااه، فصاااااروا شااااهودا للحااااق:

(7:7)أ » األرض.(، وهمااذا 72:79)رؤ » وةرو النباا «وشااهادة يسااو هااي احلااق، وهااي

تلمااذ الرساال للحااق شااهودا يف كاال األرض. هااؤ ء هاام النماااذج الصاااحلة الااة ااااة عااان مياااني الاااديان شاااهودا للحاااق وماااادة حياااة لقيااااء الدينوناااة، ساااتوجد مهك؟وشااااهادهتم تمااااون بااااالمالم أو الجهااااان، ولماااان داااارد قيااااامهم ووجااااودهم

ممر؟مني عن ميني احلقو

Page 9: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 9 -

ندان بمقتضاها:األحكا التي سواألحمام الة سنقف لندان قتياها هي بذاهتا الة تتلى علاى مساامعنا كاال يااوم بااإعالن واضااح وبطاارق ووسااائل عدياادة متنوعااة. فملمااة ا املمتوبااة واملقااروءة تااأي إلينااا كاال يااوم غماال احلااق ترغيبااا وقياااء معااا، بقااوة اخاارة قااادرة

خيارتق كال أغلفاة العاامل الماذباة لتبلا مقتدرة كسيف ذي حدين يساتطيع أن القلب الذي يطيعها لو أرادو

وصورة املسيح مصلوبا تبميت متواصل للمدمنني على اخلطية والعصايان، فمأمنااااا ااسااااد املمااااهق علااااى الصااااليب يشاااار درس الدينونااااة بصاااامت رهيااااب يسااتطيع أن حيطاام األرض والسااماء، ألن ياان اخلطيااة اسااتلهم مااوت القاادوس،

مون عقاب من استهان بالبمنو؟فمم سيأمااااااا األنبياااااااء والرساااااال والشااااااهداء والقديسااااااون، فهاااااام النمااااااوذج املشاااااادع للمتشاااااممني، فقاااااد قااااادموا حيااااااهتم علاااااى ماااااذبح احلاااااب والطهاااااارة رخيصاااااة، واستهانوا بالعامل وااسد وداسوا كل قوة العدو املعاند، وعجوا هبدوء وضياء.

والالحقني والة تقع غت بصار كال والعج الة تذخر هبا أجيال السابقنيإنسااان ماان بااؤس اخلاااية، وسااعادة املااؤمن، وعاادم راحااة األشاارار وانهعاااجهم، وسااالم األباارار ويمااأنينتهم، واحتقااار املتعظمااني وتهكيااة املتواضااعني، وافتيااا كل السائرين يف يرق المذب واخلدا ، واا املتمسمني باحلق وا ستقامةت

-ن املالحظاااات الاااة يلمحهاااا اليااامح باااال عنااااء كااال هاااذه وألاااو غحهاااا ماااتقاااف اآلن يف هاااذا الااادهر تعلااان إعالناااا عااان صااادق كااال مواعياااد احلاااق والاااج والتعفااف. فااإذا أخااذنا هبااا وساارنا قتياااها، صااارت هااي ملتهااا عااهاء لنااا يف

ا هناك يف الدهر اآلي. الهمان احلاضر وإكليال معد

Page 10: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 10 -

وأمهلنااا وا درينااا بوعودهااا، فإننااا نفقااد عوتااا أمااا إذا تنمرنااا هلااا واسااتبقلناهاوكرامتهااا يف هااذا الهمااان، وتصااح هااي بااذاهتا مااادة للدينونااة املخيفااة والعقاااب

األبدي الذي يطاق. اتصال الدينونة بالحياة الحاضرة:

ليست الدينونة حالة منفصالة عان احلاضار، وكأتاا أعماال ماا بعاد املاوت. اااار؟ة أن

الدينونااااة تباااادأ تنسااااج خيويهااااا يف حياتنااااا منااااذ اآلن، ولماااان احلقيقااااة امل وتسدل علينا أقوالنا وأعمالنا ونياتنا لتسبقنا إىل هناك.

فالااااذي يقباااال إىل احلااااق ماااان اآلن، يبباااات احلااااق فيااااه وحياااارره، ويف الدينونااااة جيذبه إليه وحيميه ويشهد له.

بااا عاان والااذي ياارفحل احلااق هنااا يتعبااد للباياال قهاارا، ويف الدينونااة يصااح غري احلق و يستطيع أن يقبله أو يقرتب إليه بل ينشأ نفور متبادل.

فالذي يسح يف نور احلق، يتددد للمعرفة ويأخاذ مناذ اآلن مالماح صاورة (ت ويؤه؟ل للتبل، وتنفتح عيناه علاى 02:2خالقه يف الج وقداسة احلق )أ

نونة مالئمة الظالم: النور األبدي. أما يف الدينونة، فيلتحم بالنور ويتأهل لدي (وو2:1كو 7)» ألستم تعلمون أننا سندين مالئمة «

أمااا الااذين أحبااوا الظلمااة أكباار ماان النااور وارتبمااوا يف ملااذات هااذا الاادهر وشاااهوات البايااال، فاااإن عياااوتم فاااق أن تتحساااس ناااور احليااااة، وقلااايال قلااايال

، هاؤ ء يصاحون تنعمي أبصاار قلاوهبم فاال يعاودون ياارون احلاق و مييلاون إلياهيف يااوم الدينوناااة كااااألعمى مااريحل العاااني الاااذي يطيااق شاااعا الناااور، هاااؤ ء

يهربون إىل الظلمة اخلارجية.والااذي أحااب املساايح وقباال كلمااة احلياااة األبديااة يف هااذا الاادهر، يبباات يف املساايح، واملساايح يعلاان لااه ذاتااه، حيااث يبااذر فيااه بااذرة اخللااود ليصااح كمولااود

Page 11: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 11 -

و واحلااق، ويقااوم يف اليااوم األخااح ملااحاا التباال يف احلياااة الااة جديااد ماان الاار انبب؟ت منذ اآلن يف كيانهو

أمااا الااذي ا درى هنااا باحلياااة األبديااة، فيصاابح بالنساابة هلااا ميتااا، يماااد يصدق بوجودها، ويف الدينونة تعود تعمل فيه هاذه احليااة األبدياة واهبهاا

الالتائيةودينونااة هااي تممياال عااادل واسااتمرار يبيعااي لنااو احلياااة وهمااذا ناارى أن ال

الة سرنا فيها وصنعناها ألنفسنا سابقا يف هذا الادهر، إمناا بانتقاال فاائق مان األقل إىل األعظم، من نور الوصية إىل نعيمها.

موقف األشرار:حينماااا يقاااوم األشااارار للدينوناااة، يساااتيقة فااايهم وعاااي احليااااة الساااالفة باااال

عالن احلاق اإلهلاي باون واحاد. حينئاذ يصاحون يف رعاب عظايم نسيان مع اساتمن احلق الذي يبدأ يبمت رياءهم وكذهبم، ومن الناور الاذي يفياح أعمااهلم هم بانغماسااهم يف شااهواهتم الفاساادة، أمااا الاارو الااذي ويااوبخ ااساااهتم ويعااح

لماة كان يعمل فيهم لإلنذار والتبميت، فيبدأ يشاهد علايهم علناا أتام بناو ه وأو د لعنة، مدعوون للهالكو

وماااع أن ااااااالس علاااى العاااارش يااااهال هاااو اخلاااارو الودياااع القااااائم كأنااااه ماااذبو مااان أجااال اخلطااااة، واحلبياااب الاااذي تاااهال تنبعاااث مااان عينياااه الرمحاااة واملسرة واحلنان من أجل كل بل اإلنسان، إ أن رمحته يعود األشرار يرون

ياااائعة الاااة اناااجت عااادوا للتبميااات، حيمااال هلااام فيهاااا إ نوعاااا مااان الفااار الاستعالن غيب عظيم. أليسوا هم الذين أهانوا الرمحة يف من الرمحاة؟ لاذلك

ألن ااساهتم متنعهم من فهم يمف ون عن الصراخ يلبا للخروج من حيرته، احتمااااااااااااااااااااااااال البقاااااااااااااااااااااااااء يف حياااااااااااااااااااااااارة قدسااااااااااااااااااااااااه، ويطلبااااااااااااااااااااااااون بإحلااااااااااااااااااااااااا أن

Page 12: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 12 -

اخلارجية تمون حالة أكبر احتما مان ناور يؤذن هلم باخلروج، حيث الظلمةحياارته. أمااا هااو، فماان أجاال الرمحااة يااأذن هلاام بالااذهاب عنااه، حيااث الظلمااة

اخلارجية وصرير األسنان...وإن كاااان شاااعب إسااارائيل املختاااار مل يطاااق أن ينظااار وجاااه موساااى حينماااا خاارج ماان لاادن ا ، وقااد انعمااس نااوره اإلهلااي علااى وجهااه، فماام تمااون حالااة

ء الظلمة حينما يوجدون قسرا يف ال نور وجه ا الديان؟وأبناوإن كانت الشيايني قد صرخت من هول استعالن ا يف هيمل جسده اليااعيف، فماام تمااون حالااة أو د إبلاايس حينمااا يظهاارون أمااام ا يف ااده

كديان؟و وإذا كان إسرائيل الذي تقد؟س واستعد ملالقاة ا مل يساتطع مساا صاوتا واستعفى من المالم الذي أرعبه جدا، فمم تمون حالة اخلطاة وهم بعد يف ااساهتم، حينما يؤخذون بغتة، ويسمعون صوت ااالس على العرش؟

من أجل هاذا سايمون اساتعالن املسايح، حاىت وهاو يف حالاة اده، مرعباا جدا بالنسبة للذين مل يتوبوا وأخذهم املوت بغتة.

العقاب في الخلود:طبيعة الثواب : إن األبااارار سااايفرحون جااادا نظاااره حينماااا يااارتاءى يف اااده و اااد أبياااه ماااع مالئمتاااه، ألتااام ينظااارون إلياااه فاااحى كااال واحاااد وواحااادة نفساااه وقاااد انطبعااات

دنااس فيهااا و غياان أو شاايء ماان «صااورهتا علااى وجهااه، فتباادو ياااهرة ساانمون مبلااه مااىت أههاار «(، ألنااه ممتااوب أنااه 01:9)أ » مباال ذلااك

(. نعم، سيفر األبرار باحلق حينما يرون أمساءهم منقوشة على 0:2يو 7)»كفااااااااه، و جياااااااادون يف العبااااااااور إليااااااااه مانعااااااااا، إذ جتااااااااذهبم إليااااااااه بتااااااااه الااااااااة

Page 13: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 13 -

اقتنوها يف قلوهبم، و خيشون من ا قرتاب إليه ألناه يماون هلام جاراءة وقادوم وا الارو الاذي فايهموو وحينماا تتايقة باحلق، الذي آمنوا به واعتمدوا منه فناال

ضااامائرهم يف ناااور حيااارته ويف اساااتعالن حقاااه، حيساااون وكاااأن دم املسااايح قاااد ابتلااع اخلطيااة إىل فناااء، و جياادون يف ماضاايهم املمشااو إ ثوبااا مبي؟يااا يف دم اخلااااارو . ياااااذكرون تعااااادياهتم فيماااااا بعاااااد، و آثاااااامهم غساااااب. وكماااااا

م حينماااا يلداااون أعتااااب األبدياااة، يتالشاااى احلاااهن يتالشاااى الهماااان مااان كيااااتوالموبة والتنهد. وكما انفصل املسيح عن اخلطاة وصار أعلى من السموات،

وإن كناا نعار بعاد مااذا سانمون، إ «كاذلك سانمون حنان أيياا، ألناه (وو0:2يو 7)راجع » أننا متأكدون أنه مىت أههر سنمون مبله

دااة اسااتعالن حقااائق وأساارار اخللااود، يعااود ويف غماارة أفاارا األبديااة وهباإلنسااان يااذكر أشاااباه احلقااائق الاااة عاااش فيهااا ساااابقا، باال حيياااا يف قااوة احلاااق

احلاضر ماله وكأنه قد صار جهءا فيه.وحينمااا ياارى اإلنسااان البااار ذاتااه يف املساايح، يفقااد كيانااه كأنااه يتالشااى

املسايح حاالف فياه، فينطلاق بذاته، بل حيس كمن صار متحادا يف اده، وكاأنبااالفر يف تساابيح وشاامر ياادوم إىل األبااد. ع ياارى ااميااع مبلااه متامااا جيمعهاام الفر والتسبيح، مع أن كل واحد له يف املسيح بقدر ماا ناال، ألن فياه مناا ل كبااحة، ولمنهااا منااا ل متمااايهة يف ا ااد. ولماان كاال واحااد ياارى منهلتااه وكأتااا

وله اكتفاء يف ذاته، وامتداد ينتهي يف املسيح:احلظوة القصوى، فيصح اكتفاااء يف ذاتااه، ألنااه جيااد عااو ا يف شاايء، ألنااه ياارى أحاادا آخااار -

وكأناااه أعلاااى مناااه و مااان هاااو دون عناااه ... ألن املسااايح مياااأل المااال يف المااال (.72:2، 02:7ت أ 07:79كو 7)

Page 14: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 14 -

مصاادر احلااق الالتااائي أمااا امتاادادنا الااذي ينتهااي يف املساايح، فألنااه -الذي تتحد به النفس البشرية كامتداد األضعف يف األعظام، فتظال تمتساب من املعرفة للحاق إىل ما تاياة وتظال متتاد امتادادا يشامله تغياح، ألناه خلاو ماان الهمااان واملمااان، باسااتنارة متهاياادة يف احلااق، يمااون احلااق فيهااا عل؟تهااا وهااو

اا الانفس الساعيد. وبقادر ماا تناال مان احلاق تاهداد هو غايتهاا، وهاذا هاو ماح فرحاااا وتساااابيحا ولااان يمااااون متاااادادها يف احلاااق تايااااة، ولااان غااااس باحلرمااااان والعو حىت يف سعيها ومنوها يف احلاق، ألن كال درجاة تصال إليهاا تادفعها إىل

ما بعدهاوأماااا الاااذين أحباااوا الظلماااة أكبااار مااان الناااور، وأبغياااوا احلاااق، ومااااألوا اإلع والماااذب، فحينماااا يشخصاااون يف وجاااه السااايد القااادوس ويساااطع ناااوره وحقاااه

تنمشااف أسااتارها وتفتيااح أفمارهااا ويغشاااهم اخلااهي املريااع، -علااى قلااوهبم فحتااااد ون بعياااادا عاااان النااااور ويسااااتعفون ماااان رؤيااااا وجااااه احلبيااااب، والوجااااود يف حيااارته، ويماااون هلااام ماااا يريااادون، كماااا كاااان لاااألروا الندساااة قااادميا، حينماااا

وا أن يهربوا من وجهه ويدخلوا قطيع اخلنا ير بعيدا، فأذن هلم، رمحة مناه. يلبوسااايظل املسااايح هماااذا رحيماااا وإىل أباااد اآلبااادين، حاااىت وعلاااى أشاااد العصااااة املتمردين، ولمنها رمحاة غمال يف يياهتاا اختياار البقااء يف احلرماان بعيادا عناه،

مع النور واحلياة معه.عقابا أبديا للذين رفيوا قبول احلق والتولف وهمذا كما يلبت الشيايني أن يؤذن هلاا بالادخول يف قطياع اخلناا ير، إذ يف ذلك كان راحة هلاا، كاذلك ساتمون راحاة اخلطااة يف بماائهم، و يتعاهون إ بصرير أسناتم، و يرتاحون إ يف الظلمة بعيدا عن احلق والناور وحيارة

ااون يف يلبهااا، ألتااا سااتمون أكباار راحااة ا القاادير، لااذلك ساايطلبوتا، و يلح من عذاب احلق املستعلن هلم يف حيرة ا .

Page 15: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 15 -

قد خيتلط هنا )يف هاذا الادهر( احلاق بالبايال وتناتفخ أعماال الظلماة علاى أعماااال الناااور، ويياااطهد املتعظماااون املستياااعفني واملسااااكني باااالرو ، أماااا يف

، فال يعود حييا أصحاب احلق الدهر اآلي فستمون الفرقة وا نفصال األبديإ باااااحلق، ومااااا أألااااه ومااااا أسااااعده، و يعااااود حييااااا أصااااحاب الباياااال إ يف

البايل، وما أشقاه وما أتعسه.واحلياااة تصااح لألولااني حقااا مسااتعلنا يف ا ، بااال تايااة، وسااعادة يشااوهبا

أي تعطيل، ولآلخرين بايال وجهال مطبقا يشرق عليه نور.ذا الدهر ندرك خطاورة ومارارة الارفحل اإلهلاي العتياد أن يماون للمساتبيحني يف ه

واملساتبدين يف الدينوناة املهمعاة أن تماون، ونسااتطيع أن نادرك ذلاك إدراكاا صااحيحا دقيقا واعيا، ونستطيع أييا أن نتداركه قبل فوات األوان بإممانيات سهلة حاضارة،

خمااااير العنااااد والااارفحل بأوصاااا لاااذلك وضاااع املسااايح وصااااياه وغااااذيره، ووصااافنسااااتطيع أن حنسااااها اآلن وناااادركها حباسااااة احلااااق الااااذي فينااااا وبإحساسااااات املنطااااق

واليمح والقياس على كل فعل ورد فعل.ولماان كاال هااذه اإلممانيااات سااتهول تائيااا، عناادما نسااتدعى لنقااف أمااام

كرسي الديان، و تعود فرصة ملعرفة أو فرصة ختيار. :الخطايا: النار :الد:د

والنار والدود هي إحساسات نفسية وذهنياة تانعمس آ مهاا علاى ااساد غااح املائاات فيصاايبه منهااا مااا هااو أكباار ماان النااار املاديااة والاادود األرضااي. فااال النار تفارق اإلحساس و التصور، و الدود يمف عن تش أجسادهم غاح

املائتة.األمااار، ولمنهاااا حقاااائق ولاااو كانااات الناااار والااادود موضاااوعات مادياااة هلاااان

نفسااية داخليااة، كمااا حياادا يف هااذا الهمااان حينمااا يصاااب اإلنسااان باااانون،

Page 16: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 16 -

فإنه حيس بنار أو حي؟ات أو عقارب أو ميمروبات تنهش يف جسده، فيصرخ منهاااا بفاااه ألااايم، وحياااس بأوجاااا نفساااية وجسااادية معاااا، ويهااارب و مطااااردت

جااد شاايء أمامااه مباال هااذا، فااإتم وعناادما حياااول أقرباااؤه أن يقنعااوه أنااه يو يمونااون كمدااانني مااا حني عنااده، ألنااه حيااس هبااا إحساسااا قويااا مؤملااا، ويراهااا بعينياااه، ويشاااح إليهاااا بأصااابعه، ولمااان هيهاااات أن يهااارب منهااااو فهاااي تتعقباااه أينمااا سااار ولاان يعتقااه ماان صااراعه األلاايم إ املااوت ... ولماان لاايس مااوت يف

الدهر اآلي و أمل.يعيشااون يف هااذا العااامل بإحساااس شااديد ماان حنااو اخلطيااة وهااي كبااحون

وهااي تتمباال هلاام يف حااديث الناااس -تماااد تفااارقهم حلظااة حااىت أثناااء نااومهم اهلها ويف حديث الناس اادي، كأمنا يتحدثون عنهاا، وكاأن اامياع يشاحون

عليهم أتم خطاة.طماائن إلنسااان، واإلنسااان يف هااذه احلالااة يماااد يسااتقر يف ممااان، و ي

و يساااتمتع باااأي شااايء مااان خاااحات العاااامل المباااحة، وكاااأن العاااامل أصااابح هلااام جحيما يطاق يرى فيه أي خح أو حق. وهذه احلالة، ولاو أتاا مرضاية، لمنها صاورة قريباة للحالاة الاة سايواجهها اخلطااة يف الادهر اآليت فخطايااهم

هم وتتعقبهم.ستصح ماثلة أمامهم دائما، تسح أمام خلود األشرار:

ولاااايس لألشاااارار خلااااود خااااا غااااح اخللااااود العااااام. فاااااخللود هااااو الوجااااود، وسو يشرتك فيه كل ذي نفس خالدة مهما كان مقبو أو مرفوضا.

ولماان كمااا أن هااذا العااامل حيااوي السااعيد والبااائس، و ااس واحاادة تشاارق ماااان احلاضااار فااارق عليهماااات كاااذلك يف اخللاااود. ولمااان الفااارق باااني اخللاااود واله

يفياااااف، هاااااو وال الصااااااورة املتاااااأثرة بعوامااااال الااااااهمن والتغياااااح، وبقااااااء جااااااوهر

Page 17: كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل أبونا متى المسكين

- 17 -

األشياء واملخلوقات اخلالدة الة لن تتغح يبيعتها بهوال الهمان واملمان.فالعامل احلاضر صورة مادية غوي يف كياتا حقيقاة الوجاود، وساو يفقاد

هائلة، ليصح إىل الوجود غح املادي غاح العامل احلاضر صورته املادية املتغحة وال املتغح.

وخلود األشرار يمون امتدادا لوجاودهم احلااا، بميفياة ماا، ولمان بغاح الهائال والهائااف الاااذي أحبااوه وألفاااوه وعبااادوه. لااذلك ساااو يماااون وجااودهم خالياااا مااان

مسراهتم الة أوقفوا عليها كل رجائهم غشا وخداعا.(8591)