1

د. يوسف محمد الصواني

أستاذ العلوم السياسية، جامعة طرابلس، ليبيا

التحديات األمنية للربيع الع$$ربي: من اص$$الح المؤسس$$ات الى مقاربة جديدة لألمن

تمهيد:

يكشف تاريخ العالقات الدولية المعاصرة عن الكثير من الدروس التي تم في مجال األنتقال الديمقراطي بشكل عاماستخالصها من التجارب الدولية

بشكل خاص. لقد تميزت هذه التجارب بمستوياتإصالح القطاع األمنيو او بما جرى الصراعات التي عاشتدول مختلفة من الفاعلية والنجاح في ال

عقب سقوط جدار برلين. ولعل الشمولي الحكم في الدول التي تخلصت من الدول التي عاشت واصيبتسجل النجاح في ما يمكن استخالصه هو ان

ورواندا هو خليط من النجاح والفشل وانالصراعات، كأفغانستان والعراقب كانت افغانستان والعراق ألسباب عديدة تقدمان أسواء نموذج لعل ابرز بينما مظاهره فيما نراه اليوم من وضع امني غير مستقر في هذين البلدين

أكثر إيجابية. اظهرت تجربة الدول الشيوعية السابقة نجاحات ان الدرس األهم الذي يمكن استخالصه من التجربة العالمية المقارنة هو ان

المدى علىقد يغدو مستحيالاألمن واألمان اوال ثم السالم األجتماعيتحقيق يكتسب شرعيته من القانون وتقوم فاعليتهنظام أمنياقامة من دون الطويل

عالوة الحقوقعلى اداء ملتزم به في الممارسة العملية وبما يكفل احترام لذلك فأن التجربة. على تميزه بالشفافية وخضوعه للمحاسبة والمسئولية

العالمية المقارنة توضح بجالء انه ال وجود لمقاربة او حلول شاملة او جامعة مانعة تنطبق على كل الحاالت وتناسب جميع األوضاع وتستجيب لمختلف

طة طريق أويخرالتحديات في سياقاتها المتعددة. ليس هناك ما يمكن وصفه ي قابل للتطبيق برنامج عمل ان عملية األصالح األمني شأنها. بدون تمييزعالميا

في ذلك شأن الدمقرطة والتنمية األقتصادية محتاجة ألن تأخذ في األعتبار دروس التجربة العالمية واألسترشاد بأفضل الممارسات العالمية غير ان

والثقافةالديناميات السياسية الهائل في تنوعالنجاح مرهون بمراعاة ال السياسية والتجربة الخاصة بكل بلد. ان تمكن اية مقاربة من ابسط حظوظ

ووعيديمغرافيةالتوفيق هو ادراك الدور الحاسم لألوضاع األقتصادية وال

2

وتدبرالنتائج المترتبة على اختالف الطريقة التي تم بها األطاحة بالحكم بما تكون ما اشبه قمعية ادوارا االمنية المؤسسات مارست حيث الدكتاتوري

1.المنظمة الجريمة عصابات به تقوم

لذلك فأن هذه المساهمة تتناول التهديدات او التحديات المرتبطة بعملية التحooول من النظم التسooلطية الى نظم ديمقراطيooة والمخooاطر او التهديooدات الكامنة في عملية األنتقال كمoا تعoالج التهديoدات األمنيoة الoتي تواجههoا بلoدان الربيع العربي بشكل عام وتحلل الديناميات والسooياقات المختلفooة الooتي تمثooل محددات لهذه التهديدات وآفاقها المستقبلية. وتنطلق المساهمة من ان هنooاك تحooديات تتجooاوز مooا تooرتب على الربيooع العooربي وهي تتصooل جوهريooا بعوامooل استراتيجية واقتصادية وديموغرافية. وبينما تتنooاول المسooاهمة هooذه التهديooدات في اطارها العام فأن التركيز ينحصooر أساسooا ببلooدان المغooرب العooربي ومصooر حيث تمثل اقليما مترابطا تتحكم فيه ديناميات مشتركة بين اقطاره التي تتooأثر ايضا بما يجري في بلدان افريقية مجاورة خاصة في ظل ما تشooهده ليبيooا من حالة انفالت أمني وغياب واضح لمظاهر سلطة فاعلooة وهooو مooا لooه انعكاسooات تتجoاوز الحoدود. ان مواجهoة التحoديات األمنيoة ال يتم فقoط بمقاربoة اصooالح او اعادة هيكلة المؤسسات األمنية او العسكرية بقooدر مooا تتعلooق بمقاربooة جديooدة لألمن وعالقة الدولة بمكونات األمن األنساني الذي يعتمد على ادراك للعوامooل المختلفة بما فيهooا امن الفooرد والجماعooات ضooمن سooياقات البيئooة األقليميooة او

العالمية. هناك صعوبات نظرية ومنهجية وعملية ومنذ البدء ال بد من األعتراف بأن

أيضا في تحديد التهديدات واألخطار األمنية. وتنجم هذه الصooعوبات من أن أهم أثر مباشر للربيع العربي هو أحداث تغير وتحول في النسق الناظم لمسooتويات التفاعoل والتحليooل المختلفoة. على المسooتوى المحلي تخضooع عمليooات صooناعة القرار السياسي ألعادة صooياغة تمooر بعمليooة تنooافس وصooراع حيث مooبررات أو مسوغات القوة او القدرة تمر بعملية تحول وانتقال جذري. تكشف التطooورات ايضا ضبابية في هooرم العالقooة بين المراكooز الحضooرية والooدواخل وبين المركooز واألطراف وهو ما يتجلى بصورة اكثر وضوحا في ليبيا. هذه العالقooات هي على قدر كبير من األهميooة والحساسoية في صoياغة محooددات التغيoير ومحتoواه وان1

Omar Ashour, Finishing the Job: Security Sector Reform After the Arab Spring, http://www.worldpoliticsreview.com/articles/12980/finishing-the-job-security-sector-reform-after-the-arab-spring

3

كانت أكثر تooأثرا بمooيزان القooوى األقليمي الooذي يتooأثر بالمقابooل بالتضooارب بين الجماعات المنتشرة عooبر الحooدود واألرتباطooات والتقاطعooات الooتي تقooوم بينهooا

وخاصة في مناطق الحدود. هذا يرتبط بمستوى آخر من الصعوبات التي تتصل بتقدير اآلثار المحتملة المتوسطة والبعيدة المدى لألنتفاضات في الooدول المجooاورة مooع بooروز منooاداة ومطooالب أقليooات كooالتبو، الطooوارق واألمooازيغ بحقooوق وامتيooازات. المسooألة األخooرى الهامooة الooتي تتحكم في تقooدير التهديooدات او األخطooار األمنيooة هي ان هناك خيطا رفيعا للغاية بين اإلرهooاب واألعمoال اإلجراميooة حيث يبooدو األرتبooاط وثيقا بينها وتعتمد انشطتها على بعضها اعتمادا متبادال حيث التعاون بين مهربي المخدرات وأعضاء تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي في مجاالت جمع األموال وفرض األتاوات على القوافooل التجاريooة كمooا شooهدت الفooترة الماضooية تصاعدا في أعمال الخطف التي قام بها وسطاء محليون بتوجيه وقيooادة أمooراء

2القاعدة.

لقد قاد تجاهل النظم الدكتاتورية لألمن اإلنساني وتركيزهooا على مقاربooة واقعية فجة لألمن وسياساته، إلى إسقاط هذه النظم عندما تعرضت شooرعيتها للتحدي من قooوى التحooول السياسooي واألقتصooادي. لقooد أدت المقاربooة األمنيooة السابقة المعتمدة على أمن الدولة والنظام إلى إنتاج عالقة سلبية الطooابع مooع المواطنين الoذين تعرضooوا باسoتمرار ألنتهoاك حقoوقهم ومن ثم إلحoاق الضoرر

.بأمنهم اإلنساني وهو ما أدى إلى تآكل شرعية وأمن الدولة والنظام معاالتحول في ميزان القوى ومصالح الفاعلين

يبدو واضحا أن الربيع العربي كان نقطة تحول جوهري في ميزان القوى اإلقليمي. في السابق كان هذا النظooام يعتمooد في تعريفooه وقواعooده وتفاعالتooه على مستوى الفاعلين التقليديين أي الدول. اليوم نجد أننا أمooام فooاعلون جooدد من غير الدول كالجماعات المسلحة الغooير خاضooة للدولooة وعصooابات الجريمooة المنظمة واألذرع المسلحة ألثنيات وأقليات عالوة على تواجooد تنظيم القاعooدة، وهو ما يجعل ميزان القوى عرضة للتبدل إذ تلعب ديناميات السياسة الداخليooة في كل بلooد دورا يجعooل األمooر أكooثر تعقيooدا. لooذلك نجooد أن العوامooل المتعلقooة2 Laurence Aida Ammour, new security challenges in North Africa after the Arab Spring, http://www.gcsp.ch/Regional-Capacity-Development/Middle-East-North-Africa/Publications/GCSP-Publications/Policy-Papers/New-Security-Challenges-in-North-Africa-after-the-Arab-Spring

4

"بالنموذج" "االيديولوجيا" و"االقتصooاد" و" األثنيooة" يجooري توظيفهooا بقooدر كبooير ومتزايد لتعظيم مواقع الفاعلين. في هذه الوضعية المتسمة بالسيولة إلى حooد كبير تلجأ كل األطراف اإلقليمية أو الخارجيooة أو العooابرة لإلقليم إلى السooيطرة

وزيادة قدرتها على التأثير. وفيما ال ينبغي تجاهل استراتيجيات اطراف دولية مختلفooة تسooتخدم كooل الوسائل لمضاعفة دورها اإلقليمي سoواء بمحاصoرة أو الحoد من التهديoدات أو توسيع دائرتها فإن الحلooول المناسooبة هي الooتي تنبooع من اإلقليم بمooا يسooتجيب لمراعاة اعتبارات الديناميات السياسية الداخلية في الدولة ومصooالح األطooراف جميعا. ينبغي ان تتضمن الحلول معالجة األحتمooاالت المختلفooة ألثooارة نزاعooات وبروز القضايا الترابية او الحدودية وهو ما اتضح في حالة ليبيا والجزائooر وليبيooا ومصر حتى اآلن والذي يزيد تنوع وتعدد الفاعلين من آفاق تطورهooا الخطooيرة. يجري هذا في بيئة وسياق ما يمكن وصفه بالحرب الباردة العربية الثانية الooتي انتجها الربيع العربي الذي قسم المنطقة مجموعة دول يمكن وصooفها بالثوريooة ومجموعة ثانية هي الدول األصالحية والمجموعة الثالثة هي دول اقooوى ولكنهooا

3مضادة للتغيير او هي دول الثورة المضادة.

هذا السياق األقليمي لن يكون محفooزا على اصooالح النظم والمؤسسooات األمنية والقضائية والحقوقية وتأسيس ثقافة جديدة تعتمooد القيم الديمقراطيooة. ان انعكاسات هذه الحرب الباردة تبدو واضحة للعيان من خالل ما تشهده دول الربيع العربي من تهديدات وتحديات وعدم استقرار امني ينتج عن الصراع بين قooوى سياسooية وحزبيooة ترتبooط بالخooارج وهooو مooا يooبرز في انشooطة السooلفية

واألتجاهooات السياسooية او الحزبيooة المواجهooة لهooاوالقاعدة الجهادية والحركات وهو ما يجعل الدولة ومؤسساتها محل تساؤل لناحية الشooرعية وخاصooة تحooدي شرعية تفردها بالحق في استعمال العنooف او القooوة وتحقيooق األمن. هنooا يooبرز بوضوح تحدي جماعات سلفية وخاصooة في تooونس وليبيooا للسooلطات األنتقاليooة ورفض الميليشيات المسلحة الخضوع لها رغم حooرص السooلطات على مغازلooة هذه الجماعات. يتضooح هooذه ايضooا في مصooر حيث المنooاداة بooل المباشooرة في تشooكيل جماعooات شooرطية او ميليشooيات امنيooة تابعooة ألحooزاب اسooالمية فيمooا

للعنف السلفي الذي تسعى السooلفيةتنتشرفي البلدان الثالثة مظاهر مخيفة المريكي السلم معهد ن صادر خاص تقرير األوسط، والشرق افريقيا شمال في االمني القطاع تحول سدرا، مارك 3

?http://www.rsgleb.org/modules.php البحثية، الخدمات مجموعة موقع على ومنشورname=News&file=article&sid=276

5

ذلoك من الحججغيرلواالجهادية إلى إرسائه بتعلة حمايoة الoدين اإلسoالمي .الواهية

عملية الدمقرطة المتضمنة بالضرورة اصالح قطاع االمن والقضاء ونظامإن جديد والعملاجتماعيعقد العدالة تمس بالضرورة ايضا الحاجة الى صياغة

اعادة صياغة العالقة بين المجتمع والدولة ضمن رؤية شاملة ال بد انعلى . ان ذلك شرط ومقدمة اساسية األعلىإلى من األسفل تشمل دورا للناس

تدعم كل ذلك ثقافة عامة شعبية ألستعادة الثقة او بنائها كما هو شرط لوجود تخفيض يسهم بفعالية فيبتمكين المجتمع المدني من لعب دور منتج ومثمر

جيوإستراتيجية ال يخفى على احد األهمية ال.عالقة التوتر بين الدولة والمجتمع للمنطقة على الضفة الجنوبية للمتوسط وفي عمق افريقيا لذلك كانت

لذلكلفاعلين.للعدد من االمصالح المتنافسة لكثير منوستظل دائما ميدانا ل ال بد من التنبيه الى احتماالت تأثر األصالح بالمساعدة الخارجية المعبرة عن

عملية اصالحعلى لتأثيرمحاولة ا إن االقتصادية للدول األجنبية.لمصالح ا وقامتالتي لديها كليبيا غنية بالنفط وخاصة في دولة القطاعات األمنية

وامنية سيكون خطيرا على كيف تنظر األطرافمشتريات دفاعيةوستقوم ب المعنية لألمر والذي يمكن ان يصنف كامبريالية جديدة يؤجج ايضا الصراع

4.السياسي األيديولوجي الداخلي الربي$$ع الع$$ربي و التهدي$$دات األمني$$ة المرتبط$$ة باألنتق$$ال

الديمقراطي: منطلقات أساسية

خالل المرحلooة األنتقاليooة طائفooة التهديooدات أو األخطooار األمنيooة شooملت ليبيا في تلك المتعلقة بالدولة ككيان كمooا هooو األمرواسعة من المسائل بعضها

والحالة الهشة التي تمر بها وغيooاب المؤسسoات القooادرة على القيooام بمهامهooا تشooمل التهديoدات والتحoديات5وتعرضها، من ثم، لخطر التحول لدولة فاشoلة.

ايضooا مooا يتصooل بالصooراع األهلي الooذي يجooد تعبيراتooه او تمثالتooه في صooراعات مناطقية أو قبلية كما في ليبيا أيضا وان كان ما جرى بسيناء المصرية يقooع في ذات السياق تقريبooا. يتضooح هooذا كooذلك في الصooراعات السياسooية أو الحزبيooة4 Eberhard Kienle, the security implications of the Arab Spring, http://www.gcsp.ch/Regional-Capacity-Development/Publications/GCSP-Publications/Geneva-Papers/Research-Series/The-Security-Implications-of-the-Arab-Spring

http://carnegieendowment.org/files/Fulltext.pdf كارنيغي، مؤسسة ليبيا، شرق في األمن بناء تحدي ويري، فريدريك 5

6

وااليديولوجية التي، ورغم إعالن اطرافهoاعن االلooتزام بالديمقراطيooة ، اختooارت ساحة للصراع تجاوزت قيم الديمقراطية وقواعدها لتجooر المجتمعooات كمooا في مصر وتونس وليبيا على السواء إلى دائooرة اسooتقطاب طooائفي أو منooاطقي أو ديني أو جهوي. أن انهيار مؤسسات الدولة وعلى األخص ما حدث في ليبيooا، أو تعرضها لضغط سياسي وشعبي عرضها للضooعف والشoلل شoبه التooام كمooا في مصر وتونس، يتضمن أكثر من تهديد أمني. غير ان المسألة األخطر هي ان مooا يحدث في بلد ما له تأثيراته المباشرة وغير المباشooرة وتooداعيات متنوعooة على البلدان المجاورة التي هي ليست في وضooع مالئم للتعامooل مooع التحooديات كمooا

ينبغي. لذلك فأنه وفي الوقت الذي تظل ليبيا في حاجة ماسة إلى إثبات الدولة أو السلطات االنتقالية لشرعيتها وسيطرتها على مصادر العنف والقوة أحooدثت األزمة الليبية أيضا أزمات وتحديات وأخطارا أمنية ذات أبعooاد تجooاوزت المحلي لتطال البلدان المجاورة لتزيد من هشاشة األوضاع وتضاعف التهديدات األمنية في كل دولة على حدة وفي المنطقة بكاملها. اننا نقرأ يوميا عن ما ترتب على انهيooار المؤسسooة العسooكرية واألمنيooة في ليبيooا من انتشooار السooالح وتهريبooه ألغراض سياسية عالوة على تجارته غيرالشرعية التي تزيد من خطورة التهديد الooذي تمثلooه جماعooات متشooددة إضooافة إلى مooا تتضooمنه مسooألة الهجooرة غooير الشرعية من أخطار وتهديooدات متواصooلة جعلت األتحooاد األوربي يعقooد لقooاءات

6متواصلة استجابة لجرس األنذار لبحث هذه التداعيات على فضاءه واعضاءه.

واذا ما تمت األستفادة من شبكات الترابط القائمooة بين البلooدان العربيooة المعنية وتم التدبر بحكمة مناسبة فلن تتخفى المعالجات وراء اجندات سياسية فأن تدابير معالجة التهديدات األمنية ال بد وأن تooدرك الثمن الباهooظ لألسooتمرار

المتوسط، حوض في األمنية التحديات جبريل، محمود 6https://www.facebook.com/notes/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A

%D9%84/%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-

%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA

%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA

%D9%88%D8%B1-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-/347036062031869

7

في مقاربooة أمنيooة او بوليسooية او ذات أهooداف سياسooية انتهازيooة. ال بooد من األعتراف بأهمية وأولوية األمن اإلنساني الذي يضع الشooعب أو النooاس أوال وأن أمنهم هو جزء ال يتجزأ من أمن الدولooة او األمن القooومي الooذي يرتبooط بooاألمن اإلقليمي والعالمي أيضا. أن مفهوم األمن بعد نهاية الحرب البادرة أصooبح أكooثر شooموال ويقooوم على العنصooر اإلنسooاني كمقيooاس وحooاكم لألمن فooالفرد أصooبح معيارا لألمن ومرجعا للمقاربة األمنية وهو ما يتحدى فكرة سمو أو تفوق مركز

المؤسسة العسكرية في إطooار التنظooير لألمن. ومooع وجooود اختالفooات–الدولة بشأن تحديد المقصود باألمن اإلنساني إال أن هنooاك اتفاقooا بتكاملooه مooع حقooوق اإلنسان وتمكينه وشموله لدائرة واسعة من المقومات تطooال االقتصooاد، األمن البدني، البيئة وغيرها من التهديدات التي قد يواجههooا البشooر كooأفراد وكأعضooاء

في وحدات اجتماعية مختلفة وفي مقدمتها الدولة. إن دراسة أسباب ثورات الربيع العربي وما ترتب عنها تبين لنا الحاجة إلصالح

ذات المؤسسات التي دعمت النظم الدكتاتورية التي استهدفها الربيع العربي باإلسقاط. إن القيام بعمليات اإلصالح والتغيير يختلف من حالة إلى أخرى إذ

بينما هناك أهمية راسخة للجيش في مصر فإن البوليس وقوات األمن هي التي تتفوق في تونس بينما تبرز المليشيات المسلحة كأهم فاعل أو دينامية

في ليبيا. وفي كل الحاالت فأن ذلك يتصل بالجهد المضني الالزم ألحداث غيرالتغير في الممارسات في هذه المستويات المختلفة من األمن والعسكرة. انه من المفيد ان يتم التنبه الى ان اية عملية اصالح ستكون محفوفة بالمخاطر

والتعرض للمقاومة السلبية او المباشرة لقادة المؤسسات او افرادها اذا أقتصرت على الغاؤها اة تسريح منتسبيها. ان أهم شروط النجاح ان يتم إشراك المسئولين

بالقطاعات االمنية والعسكرية في صياغة االستراتيجيات الوطنية والتخطيط المتعلق بمستقبل هذه المؤسسات. ال شك ان اشراكا من هذا النوع سيمهد

الطريق بأن يقوم هؤالء وخلفائهم في المستقبل بالدور المناسب في دعم التحول الديمقراطي وبالتالي المشاركة في دعم الجهود والمبادرات الرامية لتحقيق ذلك

7بما يقتضيه النظام الديمقراطي.

التهديدات األقتصادية

إن سooوء األحooوال االقتصooادية يسooاهم في مضooاعفة التحooديات األمنيooة الناجمة عن التغيرات السياسية االجتماعيooة وزيooادة حooدة األخطooار الoتي كooانت

( رينيه وريكاردو الصواني يوسف 7 الربيع) تحرير األنتفاضة: الريمونت منتدى السياسي، واألصالح والثورة العربي2013 بيروت المعارف،

8

موجودة سابقا في اإلقليم. وبأستثناء ليبيا التي تتوفر على قدرات مالية تمكنها من األستجابة ألمالءات حياة السكان فأن مصر وتونس تواجooه صooعوبات جمooة ومشكالت ال حصر لها على جبهة األقتصاد. قدر من المشكلة له صooلة مباشooرة بطبيعة ما ورثته النظم الجديدة لكنooه ايضooا متصooل بعooدم القooدرة على صooياغة سياسات اقتصادية مغايرة لتلك التي لعبت دورا اساسooيا في ايقooاد نooار الثooورة اصال وهو ما يعبر عنه تماما قيام الشاب التونسي عادل الخذري بأحراق نفسooه

بشooارع الحooبيب بورقيبooة بالعاصooمة تooونس في مشooهد2013 مooارس 13يوم وهو ما أطلق شooرارة الثooورة2010يستحضر ما قام به محمد البوعزيزي في

ضد نظام بن علي. ان هذه األوضاع تقود إلى إحداث ضooبابية بشooأن امتooدادات وحدود التحوالت الجارية وهذا في مجمله يجعل عملية االسooتقرار أكooثر تعقيooدا محليا وإقليميا. وبينما جعل الربيع العربي كل بلد منشغلة بهمومها الداخليooة وال

النظم الجديدة خاصة لنزعتها اإلسالموية ولتقاربهاتفكر فيما يمكن عمله معا فان تفكر في تصميم استراتيجيات جديدة وبنooاء تحالفooات جديooدة علىينبغي ان الحزبي

ال تنتصر فقط للمصالح الحزبية او األيديولوجية التي تجمعها. أسس مختلفة ال يبooدو في األفooق مoا يبشoر بحooل مشooكالت البطالoة والنمooو البطيءمع ذلك

وكooلوتزايooد العجooز في الميزانيooات وتooدهور الحسooابات الجاريooة وتسooارع التضooخم . هذا مooع تواصooل مظooاهر حالoة الاليقين على المسoتوياتمساؤي اقتصاد الريع أيضا

السياسية واالقتصooادية والماليooة وتزايooد معooدالت اإلنفooاق وانخفooاض اإليooرادات ممooا وضاعت على ليبيا فرص األستفادة من عشooراتاضطر مصر وتونس الى األستدانة

المليارات من الدوالرات في تحقيق اعادة األعمار والتنمية وسط تقارير واعترافooات ان هذا يتصooل تمامooا8.لمسئولين عن الفساد واألختالسات وهدر الميزانيات الضخمة

ooط بooني يرتبooاع األمooالح القطooاديالتطور بالحاجة الى ادراك ان تطوير واصooاالقتص ريتطوايضا. ذلك ان هذه العملية تتضمن انفاقا حكوميا كبيرا بال شك وخاصooة ل

او اعoooادة اعمoooار وتأهيoooل مؤسسoooات األمن الoooتي تعرضoooتالبoooنى التحتية للتدميرجزئيا في مصر وتونس وتعرضooت للتooدمير الكلي تقريبooا في ليبيooا. كمooا يتضمن األصالح عملية توظيف او تشغيل الطاقات البشرية وهي تعooزز من دور

من بين مؤسسoات الدولoة يسoتوعب مئoات اآلآلفمشغل رئيس هذا القطاع ك من السكان. تثير عملية اصالح القطاع األمني بعدا آخر يتصل بأسباب الثورات ذاتهooا ولكنooه ذو اهميooة اقتصooادية ايضooا. لقooد عooبرت المؤسسooات األمنيooة في

المشكلة: الربيع اقتصاد مبروك، محمد انظر، العربي الربيع اقتصادات عن 8 والحل العربي

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1004187&eid=1310

9

السابق عن هيمنة مقاربooة مركزيooة هي جooزء من مركزيooة تجooاهلت المحليooات على جميع المستويات وهمشت األطراف. لذلك فان التحدي هو المزاوجة بين

مؤسسooاتاهميooة ودور ال تتجاهليكليoات وطنيooة مركزيةامن وطooني جديooد به.حكم على المستوى المحليالوآليات

التهديد الديموغرافي:

تشترك بلدان الربيع العربي في مواجهة األخطار والتهديدات النابعة من إن هooذه الooدول تشooترك في أن بناهooا السooكانية9طبيعooة بناهooا الديموغرافيooة. % من سكان مصر هم من الشباب وفي تooونس60تتميز بسيطرة فئة الشباب )

%( وهي لooذلك تواجهooه55-50% وهي في ليبيooا مooا بيم 52تبلooغ النسooبة احتماالت عالية من الصراع األهلي ومن ثم فرصooا أقooل من الحوكمooة الديمقراطيooة اذا لم تتمكن النخب المسيطرة من األستجابة لألنعكاسات والتمثالت العميقة األثر

لهذه البنى. يتصل ذلك بقدر او آخر بالقدرة على معالجooة السooقف او المسooتوى العالي من التوقعات الooتي نجمت عن الثooورات وايضooا عن الوعooود البراقooة الooتي اطلقتهooا

القoooوى السياسoooية الجديoooدة دون ادراك لحقيقoooة وابعoooاد اطoooراف المعادلoooة مع ذلك فإنه ال بد من اإلقooرار بooأن التحooديات الooتي تواجههooا دول10األقتصادية.

الربيع العربي كالنمو الديموغرافي، بطالة الشباب، ضعف أو فشل مؤسسات الحوكمة والحاجة الى هياكل وبنى أمنية تقمع مثلما تحمي، تحديات وتهديدات حقيقيooة وخطooيرة بحيث أن مجooرد التقooدم في مجooال الديمقراطيooة وحقooوق اإلنسooان ال يمكن أن تقooدم اتوماتيكيooا حال لهooذه المشooكالت بمooا يحقooق األمن واالسooتقرار. أن القيooام بإصooالح مؤسسooات األمن وإجooراء االنتخابooات يمكن أن يشكل مقدمة لتوترات سياسooية جديooدة مooا لم يتم إبالء اهتمoام مناسoب لهooذه

التهديدات الكلية الطابع. تحديات اعادة بناء المؤسسات

بداية ال بد من األشارة لحقيقة او ظاهرة تشoترك فيهoا بلoدان الربيoع العoربي قوات األمن في كل الدول تتسم بالتعقد الشديد فيما تبقى هياكلهooا وبناهooاوهي ان

التنظيمية والسoلطوية غoير واضoحة وهoو أمoر يجعoل اإلصoالح أكoثر صoعوبة بالتعقoد9 Barry Mirkin, demographics in a region in transition, http://www.arab-hdr.org/publications/other/ahdrps/AHDR%20ENG%20Arab%20Spring%20Mirkinv3.pdf

( الريمونت وريكاردو الصواني يوسف 10 (، بيروت، المعارف، منتدى والثورة، واألصالح االنتفاضة: العربي الربيع تحرير2013

10

الشديد فيما تبقى هياكلها وبناها التنظيمية والسلطوية غير واضooحة وهooو أمooر يجعooل من المهم ايضooا األشooارة الى الطبيعooة السياسooية المركبooةاإلصالح أكثر صعوبة.

لعملية اصالح األمن فهذه ترتبooط بشoكل وثيooق بأصooالح المؤسسooات وبالثقافooة األمنية بها ولدى منتسبيها مثلما تتصل بالثقافة العامة. ويجدر التأكيد ايضا على الترابooط المحكم بين هooذه األبعooاد وتلooك المتصooلة بأصooالح النظooام القضooائي

ان هooذا يooبين عمoق التحooدي الحقيقي الooذي تتضooمنه ايooة11والعدالة األنتقاليooة. عملية اصالح امني التي ال بد وان تتحدد بالطريقooة والشooروط واألهooداف الooتي ينطوي عليها تحقيق عدالoة انتقاليooة في ذات الoوقت الoذي يجoري فيoه اصooالح

عمليooةاألمن او التقرير بشان ايالء األولوية ألحد الهدفين مooع مراعooاة ان لكooل وهooو مooا يحكم مصooير السooلم وخاسooرون محتملooون وخاسooرون، فooائزون سياسooية

. ان مسألة العدالة االنتقالية هي بال شك اكثر تعقيooدااألجتماعي في هذه البلدان القطooاع إصooالح من انتقاليooة وان لم تكن جooزءا مما يبدو وهي ليست مجرد ادارة

تعقيدا مما يبدو للوهلة االولى. نحو اكثر ترتبط به على فهي األمني ان العدالة األنتقالية وثيقة الصلة بالسلم األهلي وبما يعرف بالمصالحة الوطنية وهو

الصعبة المباشرة ليطال ليس فقط المسooائل العاطفيooة بooل المسائل حل ما يتجاوز مؤسسooات الدولooة ، وخاصooة تطهير الرغبة في بين موازنة يتضمن ايضا الحاجة الى

فاسooدون او مرتبطooون أفooراد المناصooب الرئيسooية والحيلولooة دون احتاللهooا من قبل مooا قooد تتضooمنه سياسooات وبين القooديم، او اجرامية ضمن النظام بممارسات قمعية

تتوسع في هذا االتجاه. لذلك فأن هنooاك خطooرا ظooاهرا في تعميم العooزل السياسooي أقلية خلق على فئooات واسooعة بشooكل غooير محooدد وفضooفاض ومooا يحملooه من آفooاق

عكسooي، أثر له سooيكون االنتقooام رائحة منه تفooوح شيء جديدة ذلك ان أي مظلومة كما قد يعرض البالد الى خسارة خدمات اعooداد كبooيرة من القooادرين بمooا يooؤثر سooلبا

12.الرئيسية. الخدمات تقديم على على قدرة الدولة

ان الحاجة اكيدة وظاهرة خاصة في ليبيا للقيooام بأصooالحات تتضooمن تصooميم وتنفيooذ بooرامج تooدريب لرجooال االمن حooتى يصooبحوا قooادرين على القيooام بمهooامهم بشooكل احترافي وقانوني . التدريب ال بد وان يتضمن تطوير القooدرة على القيooام بتحقيقooات حقيقيةاضooافة الى العمooل الفعلي المباشooر على جعooل حميooع السooجون تحت ادارة

الوحدة دراسات مركز االنتقالية، العدالة عن النقاشية للحلقة مقدمة ورقة األنتقالية، العدالة بنيوب، شوقي محمد 11منشورة ،غير 2013يونيو بيروت ، العربية

المريكي السلم معهد ن صادر خاص تقرير األوسط، والشرق افريقيا شمال في االمني القطاع تحول سدرا، مارك 12?http://www.rsgleb.org/modules.php البحثية، الخدمات مجموعة موقع على ومنشور

name=News&file=article&sid=276

11

وسيطرة وزارة العدل. وتبين الخبرة في ليييا الحاجة الى تدريب المحامين والقضooاة على الoدفاع عن مoوكليهم. وتبقى احoد المسoائل األساسoية لإلصoالح القيoام بعمليoة واسعة لحصر وتصooنيف وتقooييم مجموعooة القooوانين والتوجيهooات المؤسسooية لتحديooد مدى مالئمتها وقدرتها على توفooير المعooايير الدوليooة وانهooا تتضooمن مooا يكفي لتقooديم حماية كافية لحقوق األنسان في ذات الوقت الذي توفر صالحية للمؤسسات األمنيooة ضمن القانون. وبقدرما يبooدو اصooالح مؤسسooات العدالoة في ليبيooا ضooروريا فooان من الحكمة تجنب اآلثار السلبية الناجمة عن اخضاع الهيئة القضooائية لسياسooات اللحظooة وتصفية الحسابات بحجج العزل السياسي لمن يعرفooون بooأزالم النظooام السooابق. ان هooذا ضooروري بالooذات في الooوقت الooذي يجooري فيooه العمooل ألنتخooاب هيئooة صooياغة

الدستور. إن إصالح او إعادة بناء المؤسسات العسكرية واألمنية هو التحooدي األساسooي

الذي يواجه ليبيا بشكل خاص وخطير وهو الخطوة الoتي ال تسoبقها أيoة خطoوة أخرى لضمان النجاح في أرساء قواعد النظام الooديمقراطي. لكن ذلoك يعتمoد بدرجة كبيرة على توفير والتحسين من فرص التعليم والتدريب والعمل وخاصة للشباب. إن النظام الديمقراطي لن يتحقق في غياب الooدعامتين المooذكورتين: االقتصooاد واألمن. إن ذلooك يجعooل الحاجooة لتطooوير قooدرات هooذه المؤسسooات الحرفية وتقوية نظم الضبط واإلدارة والمراقبة والمحاسبة حتى يمكنها العمooل بمسooؤولية في ظooل نظooام يتجooه للديمقراطيooة. وال شooك أن مجمooل العمليooة االنتقاليooة في بلooدان الربيooع العooربي مرهooون بالتقooدم في مواجهooة وتجooاوز التهديدات األمنيooة القائمooة والمحتملooة. إن ذلooك يحتooاج بالتأكيooد إلى سياسooات تختلف بين هذه الدول بحسب األوضاع القائمة الooتي نتجت أيضooا عن الطريقooة التي تم بها إسقاط النظم الدكتاتوري في كل منها. كما ال ينبغي تجاهل أهميooة األرتباط بين نجاح األصooالح ومooدى قooدرة دول المنطقooة على تطooوير مقاربooات وسياسات مناسبة للتعامل مع جيرانها ونزع فتيل التوتر من النزاعات اإلقليمية

13وهو ما يعني ضرورة العمل على الحيلولة دون تحولهم إلى أعداء.

، الح$$رب األهلي$$ة، أم اس$$تدعاءالفوضىليبي$$ا: في األم$$ني التحدي التدخل األجنبي؟

للسياقات األقليمية السياقات الكونية وأعادة األعتبار : زمن الربيع العربيالمغرب العربي ، الصواني يوسف 13 ، ورقة مقدمة لمنتدى الجزيرة السنوي السابع، والمحلية

http://www.aljazeera.net/news/pages/f3511539-8794-45b4-8fd6-e17f5f130b24

12

ش$$$بهت"نيوي$$$ورك ت$$$ايمز" الوض$$$ع االم$$$ني في ليبي$$$ا بص$$$راع الكت$$$ائبأن زعم$$$اء والح$$$رب االهليةأب$$$ان الميليش$$$يات في لبن$$$ان

ا إلقطاعيات لها حكم شبه ذاتي. ان هناكهحولوالمسلحة المليشيات و الصورة التي رسمتها الصحيفة األمريكية منعناصرواقع وتماثال بين ال

ادوارا تتص$$ل بالس$$الح و يمارسونكتائب المسلحةفالعديد من زعماء ال م$$ع ض$$رورة واهمي$$ة التم$$يز بين الث$$واربالم$$ال وبالسياس$$ة مع$$ا. و

الحقيقيين الذين أمتش$$قوا الس$$الح للث$$ورة وحماي$$ة للبالد وحقيق$$ة ان يتناق$$لمعظمهم اما انظم لمؤسسات الدول$$ة او ع$$اد للحي$$اة المدني$$ة،

في الس$$يطرةجموع$ات المس$$لحة التنافس بين ق$ادة الم الناس قصص على مص$$ادر ال$$ثروة المالي$$ة ومق$$درات للدول$$ة وفي األنتم$$اء لق$$وى

.سياسية اودعمها عالوة على تشكيل احزاب وحركات سياسية

تش$$كيل مج$$الس عس$$كريةعلىكان لتش$$جيع المجلس األنتق$$الي في المن$$اطق ودعمه$$ا بالم$$ال بطريق$$ة غ$$ير خاض$$عةوكت$$ائب مس$$لحة

ب$$دعم وجماع$$ات مس$$لحةكت$$ائب كل منطقة بللقيود والرقابة ان اصبح بينم$$ا ظه$$رت ايض$$ا جماع$$ات مس$$لحة مرتبط$$ةالمجلس االنتق$$الي

بالعصابات مستغلة المناسبة وغياب اية سلطة فاعل$$ة تحتك$$ر اس$$تخدام تش$$كيلتم الحد من الس$$الح اوجمع$$ه ازداد تداول$$ه و بدل.هكذاالسالح.

زاد من البالد من حكم الق$$$ذافيفص$$$ائل جدي$$$دة بع$$$د اعالن تحرير اك$$ثر تمس$$كا بال$$دوروا ص$$بح فألحراسة او األمن لاللجؤ اليهما تشجيعه

الجديد بع$$د ان ت$$ذوقوا طعم الق$$وة والمزاي$$ا او بالحص$$ول على ام$$وال بالت$$$أخر في الوض$$$ع س$$$وءا زادت الحكوم$$$ة االنتقالي$$$ة .وممتلك$$$ات

تنفيذبرامج ذات رؤية ألدماج الثوار والمس$لحين واكتفت بتنفي$ذ ب$رامج ص$رف مب$الغ مالي$$ة للمس$لحين ال$ذين ب$داوا يفرض$ونريعية توزيعي$ة ب

وجودهم ويهددون الحكومة ويرغمونها في احيان كث$$يرة على الرض$$وخ أو بالدعوة لنظام أمتي$$ازات يعي$$د لألذه$$ان ممارس$$ات نظ$$املمطالبهم

.القذافي في تمييز مؤيديه عن باقي الشعب

تبدو الوضعية األمنية في ليبيا مفتوحة ومعرضة لكل االحتماالت مع تزايد احتماالت الفشل في مواجهة المليشيات التي تعكس تحدي األطooراف للمركooز على أكثر من مستوى كما تعبر عن رغبة في ادامة مرحلة الثورة وتأجيooل بنooاء

إن14الدولoة والتمسoك بالشoرعية الثوريoة ومoا تتضoمنه من اوضoاع اسoتثنائية. النجاح سيعتمد بشكل حاسooم على القooدرة على نooزع سooالح الميلشooيات ودمج

خريطة: دولة عليان، راشد طارق ، في مناسبا تحليال انظر 14 ليبيا في المسلحة الجماعات انتشار الميليشيات

13

الثوار ضمن مؤسسات الدولة المدنية أو العسكرية واألمنيooة بحسooب األحooوال. مصooر وتooونس لن تقooدرا على مواجهooة تهديooداتها مooا لم تتوصooل المؤسسooات األمنية والعسكرية إلى رؤية وتنتج قناعة واضooحة بالعمooل في مجتمooع هooو اآلن أكثر حرية من ذي قبooل مثلمooا يرتبooط األمooر بضooرورة ادراك القooوى السياسoية الفاعلة بأن األستمرار في تجييش الرأي العام ضد هذه المؤسسات وان حقooق غايات حزبية او سياسية مؤقته فأنه يحمل في طياته خطرا اعمooق يتجooاوز ايooة

15انتهازية سياسية.

ليبيا: التهديد األمني يتجاوز الحدود

بقدر ما ساعد التدخل األجنooبي الليبooيين في التخلص من نظooام القooذافي فلقد فتح أيضا الباب على مصراعيه إلثارة نزاعات وصراعات قديمة من جديد. يصدق هذا بشكل واضح على السياقات الداخلية وفي تأجيج األنقسooام واعاقooة العدالة األنتقالية والمصالحة الوطنية لكنه يبرز ايضooا على المسooتوى األقليمي. ذلك أن إسقاط نظام القذافي هز ميزان القوى الذي كان قائما بمooا من شooأنه إحداث تغييرات في الخريطة الجيوسياسية لجنooوب المتوسooط والسooاحل. هooذا

األطراف وفتح آفاقooا جديooدة لهooا في–التغيير أدى ألعادة إبراز معضلة المركز ليبيooا والبلooدان األفريقيooة المجooاورة الooتي تجتاحهooا تجooارة المخooدرات والسooالح والبشر عالوة على األعمال اإلرهابية كاألختطاف وهجمooات تنظيم القاعooدة في بالد المغرب اإلسالمي. لقد قادت الحooرب في ليبيooا إلى إعooادة تأكيooد الهويooات االثنية المطالبة بالحقوق السياسية والتمثيل والعدالة االجتماعية وهو ما يتصooل في بعض جوانبه بالدور الذي كانت تلعبooه ليبيooا والقooذافي شخصooيا في تحريooك النزاعooات في الصooحراء باسooتخدام األقليooات في اإلقليم ألغooراض التهديooد أو اإلسكات مثلما كان األمر مع التوارق والتبooو. لooذلك نجooد أن صooراعات قديمooة تطفو على السطح اآلن عبر عمليات التعبئة وتحريooك السooكان الطooامحين في المشاركة وفي تجاوز ما عانوه من تهميش. ان غياب الدعم الذي كooان يقدمooه القذافي لجماعات أثنية وقبائل ومناطق مجاورة التي كانت تعتمد على الooدعم

http://rcssmideast.org/reviews/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8D.html

عهد ) – تقريرا 2013 مارس 13 عدد في بوست الواشنطن صحيفة نشرت 15 سياسات المسلح ليبيا شباب عنوان تحت) ، البالد تحاصر والفساد، اإلقتصادية -http://www.washingtonpost.com/business/libyas-militarized-youth القذافي

gadhafi-era-economic-policies-corruption-besiege-economy/2013/03/13/c1b785b8-8c0a-11e2-af15-99809eaba6cb_story.html

14

المباشooر واالسooتثمارات الليبيooة، يجعooل هooذه الجماعooات الدائمooة التمooرد أكooثر استعداد لذلك وهو موقف يتعزز بفعل ما تواجهه من مخاطر وصooعوبات وفقooر وانعدام ألبسط مقومات األمن الغذائي والهبوط الحاد في مستوى معيشة هذه

16الجماعات وما نتج عنه من ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل حاد أيضا. أدى الربيooع العooربي كمooا تooرجم في الحالooة الليبيooة إلى تمكن جماعooات إرهابية عابرة للحدود أيضا من التمتع بالتأثير االيديولوجي والقوة الماديooة وهooو ما سمح للقاعدة بالذات بالتفكير وربما القيام عمليا بجعل أفريقيا مركooزا لهooا. لقد قاد االنهيار األمني في ليبيooا إضoافة إلى مooا واجهتooه القاعoدة في آسoيا من نكسات إلى إعطاء منطقة المغرب العربي أهمية خاصة الرتباطها مع السooاحل وغرب أفريقيا وإستغالل القاعدة لذلك ألعادة ترتيب شبكتها في هذه المناطق واستغالل األوضاع الحالية وخاصة في ليبيا. لقد بينت التقارير خاصة بعد حادثooة القنصلية األمريكية في بنغازي ومقتل السفير األمooريكي كريسooتوفر سooتيفنس وحادثة مركب الغاز الجزائري أن عooددا من قooادة القاعooدة يتواجooدون في هooذا البلد ويستغلون الفرص القائمة للتبادل والعمل المنظم والooدعم بين تنظيمooات القاعooدة في ليبيooا، نيجريooا، الصooومال، مooالي وأخooيرا في كامooل غooرب أفريقيooا

وصوال لخليج غينيا.خاتمة

تشترك ليبيا مع أقطار عربية اخرى في مواجهة تحديات عدم االسooتقرار والتوتر االجتماعي والخوف من االنحدار للعنooف، العجooز االقتصooادي واالنقسooام

تؤكooد تقooارير كثooيرة على17السياسي والديني وأنهيار السلم األجتماعي برمته. االخطار المحدقة بالمنطقة وهو ما يبرز الحاجة لرؤية اكثر عمقooا وشooموال بمooا يتجاوز الجوانب الشكلية او التقنية ألصالح مؤسسات االمن. يمكن هنا األشooارة

نشره المعهد األمريكي للسالم يستشرف مستقبل المنطقooةالى ما جاء في تقرير : وعود وكثير من المخاطر". يقرر الكاتبooان2013بعنوان "الشرق األوسط في عام

16 Ricardo René Larémont, After the Fall of Qaddafi: Political, Economic, and Security Consequences for Libya, Mali, Niger, and Algeria, http://www.stabilityjournal.org/article/view/sta.bq/90

حول مؤشرات كلفة عدم تفعيل اتحاد المغرب العربي، انظر، فوزي بن دريدي" التكلفة األجتماعية لعدم تجسيد 17 المغرب العربي"، في، مصطفى المرابط وآخرون، تكلفة عدم انجاز مشروع األتحاد المغاربي، الدار العربية للعلوم

59-54، ص 2011ناشرون ومركز الجزيرة للدراسات، بيروت،

15

سيشهد تحooديات أكooبر بكثooير ممooا سooبق "فooالثورات العربيooة مهooدت2013أن عام الطريق النقسام سياسي أعمق، ومشاكل اقتصادية أكبر، وانعدام أمني خطooير. ومoا

18".يزيد من تأزم وضع المنطقة هو عدم ظهور حلول وشيكة في األفق

ضمن هذه السياقات تطل تحديات أخرى تتعلق بمسائل الحكم والعدالة والمصالحة بشكل عام في كل الooدول دون اسooتثناء. ان النجooاح في األسooتجابة للتحديات والتهديدات األمنية لن يتحقق بمجرد اصالح او اعادة بناء المؤسسات االمنية والعسكرية بمستوياتها المختلفة على مooا لooذلك من اهميooة واضooحة. ان اكبر تهديooد في الواقooع يتصooل بالفشooل في عooدم التوصooل الى توافقooات حooول التوجهات والمسoائل الرئيسoية المتصoلة باألنتقoال الoذي يبoدو مهooددا بأسoتمرا األنتهازيooة السياسooية ألطooراف اللعبooة الداخليooة. ان احooد اهم محooددات النجooاح يتعلق بالتنبooه لمooا يبooدو من صooراع على الهويooة بين من يوصooفون باإلسooالميين بأطيoooافهم المتعoooددة والعلمoooانيين وبسoooعي لممارسoooات سياسooات األقصoooاء واألستبعاد و التهميش على نطاق واسع وهو ما يضooعف القooدرة على خلooق أي إجماع بشأن التغيير السلمي وروافعه األساسية من انتقال ديمقراطي وإصooالح لمؤسسات األمن ومصالحة وطنية والعدالة االنتقالية وآلياتهooا. فقooط اذا مooا تم

ان تلعب في القطooاع األمooني تجريتغييرات مراعاة هذه األعتبارات يمكن ألية األمد الطويل. على ليحقق اهدافهلربيع العربيل معززا دافعا دور

http://rcssmideast.org/reviews/%D8%A7%D9%84%D8%AA في منشورة للتقرير عربية ترجمة انظر 18%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D9%85%D8%AA

%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9.html