إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي حالة المغرب والجزائر دكتور عصام بن الشيخ

... - الجزائر والمغربحالة –الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي ج مقاربةماإد

المجتمع المدني والقطاع الخاص في صياغة المشروع التنموي المحلي المواطن، دور

صام بن الشيخع/ أ

1

[2013]

"الديمقراطية التشاركية في ظّل اإلصالحات السياسية واإلدارية في الدول المغاربية: "مخبر

قسم العلوم السياسية، كلية الحقوق والعلوم السياسية

جامعة قاصدي مرباح ورقلة

مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير جإدما

... -حالة الجزائر والمغرب –الشأن المحلي

المجتمع المدني والقطاع الخاص في صياغة المشروع التنموي المحليلمواطن، ادور

عصام بن الشيخ/ د

العلوم السياسية بقسم محاضر أستاذ

، الجزائرجامعة قاصدي مرباح ورقلة

12.06..2..00120.33: الهاتف

:البريد االلكتروني

Ouargla.dz-Ben.Echikh.Is@Univ

[2013]




2

[2013]

ادماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير

... -حالة الجزائر والمغرب –الشأن المحلي

ي صياغة المشروع التنموي المحليالمجتمع المدني والقطاع الخاص فالمواطن، دور

:خطة الدراسة

تمهيد -

"الديمقراطية التشاركية"مقاربة مفهوم حول ماهية و: أوال -

- حالة الجزائر والمغرب –مقتضيات إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية :ثانيا -

- حالة الجزائر والمغرب –تحديات تدبير الشأن المحلي : ثالثا -

دور الشركاء الجدد في تدبير الشأن و حراك التنموّي المحلّي،الصعوبات : رابعا -

–حالة الجزائر والمغرب –المحلي

المواطن - أ

.المجتمع المدني - ب

.القطاع الخاص - ت

الخاتمة -

[2013]




3

[2013]

ادماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن

... - الجزائر والمغربحالة –المحلي طاع الخاص في صياغة المشروع التنموي المحليالمجتمع المدني والقالمواطن، دور

:الملخص

استغالل ة ديالجدالمجتمعية تنموية تتيح للفواعل غاربية مقاربة سياسية واجتماعية تبنّت الدول الم

تمكين السلطة المحلية من تعزيز مساعي سياق في المنتخبة، المحلية جماعاتاقتسام السلطة بين الدولة وال

أصطلح على تسميته بمقاربة وباستخدام ماوتحريك عجلة التنمية المحلية، اذ القراردورها في اتخ

وهي ،Démocratie Participative/ Participatory Democracy" الديمقراطية التشاركية"

انطالقا من منظور إصالح معاصرة إلعمال وتجذير تطبيق مفهوم الديمقراطية،ال أحدث الصيغ المفاهيمية

بناءاتوتتميز هذه المقاربة بأنّها ترسي .ونقاط ضعفهاوتجاوز سقطاتها " الديمقراطية التمثيلية"نواقص

Décentralisation" الالمركزية اإلدارية" مثل مفهوم بعضها،مفاهيمية متسقة مع

Administrative ، شأن الذي يمنح استقاللية في تدبير ال" التوزيع العمودي للسلطات"تطبيق آلية ل يوه

الذي وهو توزيع مختلف عن التوزيع األفقي للسلطات –المحلي بعيدا عن وصاية السلطة المركزية،

، يهدف إلى التخفيف من أعباء الدولة، واالنتقال من المركز المهيمن والمغلق نحو -نتيسكيو وم فّصله

مجتمع المدني والقطاع فضاءات أرحب من التسيير الذي يتيح للفاعلين اإلجتماعيين من المواطنين وال

، حيث يتيح -والمساهمة والمشاركة والتمويل بالمبادرة –، المشاركة في عملية اتخاذ القرار ..الخاص

تجنّب االتصال بهؤالء الفاعلين الحصول على المعلومات وبناء اآلراء، لخلق تصورات ورؤى توافقية

، Citoyenneté/Citizenship" المواطنة"ة الفشل التنموّي، وتنتهي إلى إعالء قيمالجماعة المحلية

باعتبارها الدرب األكثر أمانا وسالمة لتجاوز مآزق االنسداد الديمقراطي في المجتمعات التي تعرف

درجة متقدّمة من التسيير العاجز والالحكامة في البيروقراطية اإلدارية والالرشادة في اختيار البدائل

.فافية وسوء تسيير الموارد المالية والطاقات البشريةوانعدام الشالتسييرية التنموية،

ها المركزي عبرورعلى تخلّي السلطة عن د" الديمقراطية التشاركية"يقوم المكمن القصدّي لمفهوم

التخفيف من عبء الوصاية السياسية واإلدارية، وفسح المجال للتعاطي مع فواعل مجتمعية جديدة

لخاص، وحتى المواطن، لتمكينه من الحصول على نصيب من التخلّي الشرعي كالمجتمع المدني والقطاع ا

للدولة عن سلطتها لصالح السلطة المنتخبة المحلية وشركائها من الفواعل االجتماعية واالقتصادية،

التي تقتضي جهدا كبيرا إلدماجها في التجربة " غير المنفتحة"والمساهمة في تحديث الجماعات المحلية

.الوطنية، والدولية والعالمية بعد ذلك/ة القوميةالتنموي

بير دلقد ظهرت فكرة االنتقال من التدبير المحلي الضيق للشأن المحلي، إلى ساحات أرحب نسبيا من الت

في التجارب اإلصالحية بعد إقرار العمل بالالمركزية اإلدارية األقاليميالمجالي والجهوي والترابي و

المناطق التي فرضت عليها محدداتها الجغرافية أو لمزمن الذي عرفته عديد العجز ا، لتعويض المغاربية

الحاجة زيادة الفقر ومشاكل مزمنة كوغيرها، التأخر التنموي والعجز عن تسيير ... المالية أو البشرية

... ي اء العقارعوالفساد المالي واإلداري وضيق الو والكوارث المناخية والطبيعية والندرة والتقّشف

، فأصبح من الضروري فسح المجال وتقديم الفرص لكي تدير المناطق شؤونها المحلية باالعتماد وغيرها

عن طريق مبادالتهم ومبادراتهم ،حاجتهم ليشبعواألفراد التي تفسح المجال لالقاعدية على األفكار التنموية

.دون تدّخل من المركز التسييرية

المحلي، المركزية والالمركزية، التشاركية، اإلصالح اإلداري، الجباية تدبير الشأن : الكلمات الدالة

.المحلية، التقطيع الترابي، سياسة القرب، التقطيع الجهوي

[2013]




4

[2013]

مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي إدماج

... - الجزائر والمغربحالة – غة المشروع التنموي المحليالمجتمع المدني والقطاع الخاص في صياالمواطن، دور

عصام بن الشيخ/ د

***********************************************************

:تمهيد

اإلصالح السياسي واإلداري الذي انتهى إلى في مسارخطت الدول المغاربية خطوات هامة

لتدبير الشأن التي تهدف إلى خلق آليات معاصرة المتكاملة، نظريةي عدد من المقاربات التبنّ

نون على تدبير شؤون حياتهم بطريقة لتعاطي مع المحكومين وجعلهم يتمرّ المحلي، وتنظيم ا

وبأقّل ،قدر من اإلشراك المجتمعي في اتخاذ القرار واالقتناع بهأكبر بحثا عن تحقيق ديمقراطية،

، ...، وفي ظّل أفضل مستويات الشفافية والنزاهةعلى السلطة والصراع درجة من العنف والفوضى

La Démocratieومن هذه المقاربات المعاصرة مقاربة الديمقراطية التشاركية

Participative/Participatory Democracy أصبح اعتمادها أكثر من ضرورة بعد التي

عابهم وتمكينهم من المساهمة في وظهور فواعل جدد أصبح من الواجب استي ة،تغيّر وظائف الدول

تدبير الشأن المحلّي العام، وإعادة صياغة العالقة بين الشركاء التنمويين على أساس التعاقد

تشريك المواطن في دمج وتعيد و والتشارك والتوافق، وفق رؤية جديدة تربط الدولة بالمجتمع

Re-Associating Citizens to Political Sceneالسياسيالمشهد 1

قوم بتعبئة الطاقات ت، و

توسيع عن طريف عبء الوصاية المركزية، من تخفيفبهدف الوالموارد وترشيد استثمارها،

ربط بين نيات السلطة األفقية والعمودية، قادرة على المنحتقاطعات تكون حتّى ،المشاركة الشعبية

ي إلى تقوية هياكل ، وتؤدّ اربط السلطة المركزية بالمواطن عموديألفقي، والمؤسسات على الخّط ا

داخل الجماعة المحلية، وبمساعدة ودعم من طير السياسي والمجتمعي للمواطنين الوساطة والتأ

..الجمعيات والنقابات واألحزاب ووسائل اإلعالم

منذ تسعينيات تقارير البنك العالمي الذي دعاأدبيات وفي الديمقراطية التشاركية مقاربة ظهرت

المجتمع هيئات ، عبر تبنّي مطالب "اإلدارة التنموية الجيّدة"أسس إلى اعتماد ماضيالقرن ال

عالمية حقوق اإلنسان، ومقاربة تحقيق الترابط بين من خالل، على المستوى المحليّ المدني

الديمقراطية المشاركاتية باعتبارها تصورا اقتصاديا قائما على حرية المبادرة الفردية، وكذا مبادئ

ومطالب مجتمعيةالحكم الرشيد، التي تكفل تحقيق أكبر قدر من الحاجات الالنزاهة وشفافية وال

.مقدّرة وبأقّل تكلفة ممكنة في أقصر مدة الواقع المحلّي،2

[2013]




5

[2013]

الفاعلين غير "مصطلح James Anderson يستخدم الباحث األمريكي جايمس أندروسون

المواطنين، األحزاب السياسية، وجماعات : دهم بـفي صنع السياسة العامة، ويحدّ " الرسميين

في مجال السياسة العامة واتخاذ " المواطن"ه غالبا ما يهمل الفرد المصالح، ويعتبر أندرسون أنّ

القرارات الهامة، وهو ما يفسر محدودية مشاركة المواطنين، رغم وجود ثقافة استماع إلى

ويرى أندرسون أّن الحكم المحلّي . اإلنتاجه لتوجيه المستهلك الغرض منها هو االطالع على رغبات

لسياسية اال تستقطب اهتمام كافة الشعب وأطيافه وأحزابه Micro-Politicsيسيّر بسياسة جزئية

وجمعياته، بل جزء منها فقط3

نظرا لحاجة المجتمعات اآلخذة في التطور السياسي واإلداري و.

، تزداد الحاجة إلى إصالح أنماط التسيير المحلي، ليتنموي خصوصا على الصعيد المحللتطور ال

كلما ازداد النظام البيروقراطي " :Samue. P. Huntingtonكما يقول صموئيل هنتغتون

فيبدأ باإلصالح، لكنه يصطدم بعوائق امتداد ،...أصبح بحاجة إلى توسيع المشاركة ،عصرنة

"السلطة تجاه المشاركة الجماعية4.

المجتمع المدني هيئاتكاالجتماعيين السلطوّي على المواطنين وبقية الفواعل النفتاح ا أصبحلقد

حالة ضرورة ملحة الستيعاب جميع أطياف المجتمع وإنهاء ،...الخواص والشركاء االقتصاديين

الذي منع العديد من الفواعل والالعبين السياسيين واالجتماعيين السلطويّ التهميش واإلقصاء

من المساهمة في تدبير الشأن المحلي العام، حيث تحولت على المستوى المحلّي ديين واالقتصا

تنطلق من اإلطار إلى عملية تفاعلية مستديمة، آليات الديمقراطية التشاركية باستخدام التنمية

ةناجعلتقديم حلول المحلي للمدينة وإشراك الساكنة والجماعة المحلية في عملية اتخاذ القرار،

المنتخبة مجالس الجماعة المحليةقرارات لة التراجع المستمر لثقة الناس في األحزاب، ولمشك5.

فقدان الثقة بين حّل مشكلة : "وتحاول أن تحقّق ما يسميه الباحث الجزائري دكتور قوي بوحنية

"(بالمنتخ )المواطن المحكوم المحليو ،(المنتَخب) الحاكم المحلي6.

، المنجي بوسنينةللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيد السابق عاموكما يقول المدير ال

التي يمكن أن ،قيمتان كونيان مشّكلتان لمقاربة الديمقراطية التشاركيةالديمقراطية والتنمية "

التي تؤّسس لخروج شرعي عن التمثيل ،"ديمقراطية الموجه الثالثة": نصطلح على تسميتها بـ

الكالسيكي نحو ديمقراطية شبه مباشرة، تسمح بمشاركة المواطنين في الحياة السياسية الديمقراطي

."انتظاراتهمنداءاتهم وواالقتصادية وزيادة اإلصغاء السلطوي للمواطنين واالستماع لحاجاتهم و7

على أن يكون ناتج اعتماد التخطيط تراهن ،الحديثة الدول فيالسلطة المركزية أصبحت لقد

استخدام مقاربة آنية واستكشافية وتنبؤية في نفس الوقت، للتماشي مع في الواقع المحلّي، تشاركيال

تنموية واجتماعية حقيقية، تمّكنها إنتاجيةوتوفير بيئة تساعده على تحقيق ،تطور حاجات المواطن

ثقافة ترسيخ ، وتساهم في نفس الوقت في ادي أيّة انفجارات اجتماعية محتملةتالفي وتفمن

إستراتيجية حّولت لذلك، Consolidation of Democracy ممارساتهاوتثبيت الديمقراطية

الالمركزية اإلدارية وإتاحة االستقاللية للسلطة المحلية وإعمال مقاربة الديمقراطية التشاركية على

إلى التخطيط التخطيط المركزي التنازلي الشامل، من القومّي المستوى المحلي، التخطيط التنموّي




6

[2013]

ص قادرا على تشخي التسيير المحليّ من جعل لسلطة المركزية ا حتى تتمكن، القاعدي التصاعديّ

عمل تتطور إلى أزمة سياسية معقدة، وت قد حاجات األفراد بطريقة منّظمة ال بالطريقة الفجائية التي

يادة عجز وتراكم مديونية ز: ية السالبة كـوواالجتماعية والتنمسياسية على تفكيك تعقيد الظواهر ال

السلطة التنفيذية للجماعات المحلية، إهدار الموارد والطاقات البشرية والعجز عن التوظيف

والتسبّب في زيادة نسب البطالة، بروز حاجيات اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة من قبل

ات غير الحضرية،المواطن، تدنّي اإلطار المعيشي للمواطن ومحيطه خاصة في األوساط والقطاع

Directوتفعيل الرقابة الشعبية المباشرة ، .... انعدام وتراجع أنماط ومظاهر الرفاه المجتمعي

Popular Censorship تآكل شرعية السلطة في تتحّول نفس هذه الظواهر إلى سبب قبل أن

، وتقوم بإسقاطه مثل كرة الثلج لتأتي على النظام السياسيالمحلية تكبر هذه المشكلة ف ،المركزية

. بالطرق غير العقالنية الممكنة

خطوات هامة في إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية، بدأت خطت المملكة المغربية لقد

، الذي كان له فضل االنتقال نحو التقسيمات تجاه التقطيع الترابي بتطبيق الالمركزية اإلدارية

إعالن الحكومة النية في هذه المساعي إلىفيما بعد، ثم انتهت اإلدارية الجهوية والترابية والمجالية

المجتمعيين باستخدام مقاربة ءصياغة العالقة بين الشركا يعيدتحقيق إصالح سياسي وإداري

ط مضمن ن "المواطن أساس التنمية"، حيث يصبح والتشريك عصرية تحقق الحكامة والرشادة

يحقّق تنموّي تحقيق تغيير في سبيل االجتماعي، قتصادي واالجديد من التسيير والتنظيم السياسي و

قات والموارد وترشيد ، وتصبح الحكامة وسيلة لتعبئة الطاعامالالمحلّي أنجح صور تدبير الشأن

صياغة العالقة بين أجهزة الدولة في يمقراطية التشاركية استخدام مقاربة الدحتى يفيد استخدامها،

توسيع القدرة المجتمعية على تحقيق مشاركة لضمان دوارها، ق بين أوالفواعل المجتمعية والتنسي

.في ظّل سيادة القانونوالمحاسبة و وشفافية عليا في التسيير ،فعالةرقابية شعبية تمارس مساءلة

يهدف السعي إلى تصحيح النموذج التدبيري والتسييري للفعل التنموي الجهوي في تجربة

تصويب أخطاء التسيير المرتكبة في الماضي، نتيجة انفصال النخبة المملكة المغربية، إلى

المسؤولة عن عملية التسيير، عن محيطها االجتماعي واالقتصادي والثقافي من جهة، وعدم سعيها

إلى التخفيف من انشغاالت وهموم المواطن من جهة أخرى، فتحّول االيمان بضرورة إعمال

الفعل التنموي " محور وصلب"المواطن إلى سياسية تريد جعلع الديمقراطية التشاركية في الواق

العمودي، بين الدولة والمجتمع، ويجنّب الحكومة / المحلّي، الذي يحقّق في النهاية، التواصل األفقي

حالة االضطراب والفوضى غير المتوقعة، عن طريق إذكاء وإشاعة مشاعر التضامن والتشاور

وقد أصبح يحّق للمواطن .نزيه والشفاف في تدبير الشأن المحليوالتعاون والفعل الجماعي ال

، إلدراج مقترحات في جدول أعمال الجماعة الترابية، "عرائض"المغربي أن يتقدّم بعريضة

إلى سبب لظهور مبادرة خصوصا بعد أن تحّول االحتجاج الترابي المحلي من أجل طلب التنمية،

صالح سياسي ينتهي إلى دستور جديد يمنح للسلطة المركزية من الدولة المغربية إلعالن إملكية

الحّق في اقتسام الصالحيات مع الملك، ومن هنا فقد أصبحت الدولة تشتغل من األسفل إلى األعلى،




7

[2013]

جعل ، جديد فة تنظيم ونمط تسييرلسبوصفها فالتقطيع الترابي، على أساس بعد اعتماد الجهوية

األولى يةداالقتصال مراحل التنمية المحلية من المرحلة يعلى تحواليوم تراهن المملكة المغربية

، ثم "التسيير التنفيذي المحلي" الثانية ريةاإلدا، إلى المرحلة "التخطيط االستراتيجي المركزي"

التي تعتبر مدخال تنمويا ديمقراطيا لتنظيم الصراع على و، األخيرة وهي األهمّ الوظيفيةالمرحلة

ومستجيبة للمطالب دائمة، فكلما كانت التنمية ومناصب الشغل على حركية المستوى المحلي،

المجتمعية، تمّكنت السلطة المركزية من إدارة الصراعات المجتمعية المحلية، باالعتماد على

سيخفّف عبء السلطة المركزية، ويزيد من ثقة ما الذاتية، وهو عات المحلية وإمكانياتها الجما

.المواطن لدى السلطة المحلية

7691قوانين سنّت سنة نظمتهامّرت البلدية والوالية على تجارب تسييرية الجزائر، فقد في أما

تها ضمن سياق اإلصالحات السياسية واإلدارية التي أقرّ 8112وأعيد صياغتها سنة 7661و

8177وشهدت بداية تنفيذها وتجسيدها في الواقع سنة الدولة الجزائرية8ز اإلصالح فيها تركّ يو ،

التي ،والدستورية لجماعات المحلية في إطار اإلصالحات التشريعيةلاستقاللية حول سبل تحقيق

مشكلة تداخل السلطات بين الوالي ورئيس لحّل ،تنطلق من توخي تعزيز الديمقراطية المشاركاتية

القرار التنفيذي المجلس الشعبي البلدي، حيث ال يزال الوالي الممثل الشرعي للحكومة وصاحب

النهائي، بعيدا عن المحاسبة والمساءلة حيث ال تستطيع المجالس الوالئية أن تبعد الوالي أو تقتسم

".السلطة المركزية"معه سلطاته وهامه، ألنّه غير منتخب ومعيّن من األعلى 9

المتزايدة اهيرية الجمفي تسيير المجالس الشعبية البلدية الناجم عن المطالب ّن التعقيدكما أ

الدخل ، التي تعتبرجباية البلديةالضعف الكبير ل في مقابلبالتنمية المحلية والتهيئة الحضرية،

يتطلب مشاريع استثمارية ضخمةالذي ، "التمويل الذاتي"الوحيد الذي ينقل البلدية إلى خانة

"السنوية للواليةإطار الميزانية في "، تجعلها دون حاجة لطلب إعانة من الدولة ودائمةليبقى .

، امتصاص البطالة وخلق مناصب شغلتحريك عجلة التنمية ولاألساس الطريق ،االستثمار وحده

زلة والحرمان من الفرص الع الدينامية الدائمة، للخروج من يفرض على الجماعات المحليةوهو ما

.لها إلى بلديات فقيرةحوّ التي يمكن أن تالتنموية

مجموعة من الباحثين المتخصصين في علم االستشراف االستراتيجي، وهم ميشال لقد كتب

في غوديه وفيليب دوران وعدد من الباحثين العرب أمثال وليد عبد الحي وقيس همامي وآخرون،

كتبوا عن جدوى إدماج مؤلفهم الشهير حول التخطيط االستراتيجي واالستشرافي في تهيئة األقاليم،

، من منطلق المنطق التشاركيةواالستشرافي ياغة الخطط والعمليات اإلستراتيجيةالمواطنين في ص

فيد في نقل رغبات وتطلعات المواطنين وخدمة حاجات المجتمع المحليالتي ت، والمقاربة التشاورية

اإلطار المنظم للتبادل مع القوى : "ما يسمىأطلقوا على هذه العملية وسياقها، ، وانطالقا من القاعدة

المجتمعيين يقوم على التبادلية والتشاورية، التي تسمح بإقحام أكبر قدر من الفاعلينو، "الحيّة

والسماح بحدوث تثاقف وتالقح ناجم بهدف إضفاء أكبر قدر من الشرعية على القرار العمومي،

خلق من أجلبين السلطة المحلية والشركاء المعنيين بالسياسية العمومية، اإلسهاماتعن تبادل

.عمل الجماعيفرص للتعاون وال10




8

[2013]

:التاليةالعلمية طرح اإلشكالية يمكن حصر البحث في هذه الدراسة في وبناء على ما تقدّم

هل تؤّسس مقاربة الديمقراطية التشاركية لشرعية مشاركة المواطن والمجتمع المدني

؟، وما هي أوجه التأثير االيجابية بيةفي الدول المغار والقطاع الخاص في تدبير الشأن المحليّ

والسلبية المتوقعة من إدماج الفواعل الجدد في المجتمع في تدبير الشأن المحلّي العام؟، وما هي

داري واعتماد الديمقراطية اإلصالح السياسي واإل واستشكاالت تطبيق ،وتجلياتها تمثالتها

.؟والمغربالجزائر تدبير الشأن المحلّي العام بالتشاركية في

ولإلجابة على هذا التساؤل المركزي، يمكن استخدام األسئلة الفرعية التالية لدعم العملية البحثية

:في الوصول إلى أهداف مساعدة متضمنة في نفس السياق البحثي

هل تحقّقت فرص تخفيف عبء الوصاية المركزية لصالح المجالس المنتخبة للجماعات المحلية

؟، وما والجمهورية الجزائرية عتماد مقاربة الديمقراطية التشاركية في المملكة المغربيةعلى إثر ا

.المغرب؟الجزائر ولسالبة في التسيير المحلي للشأن العام في اهو سّر استمرار األنماط

الجزائر وتونس من كيف تسبّبت مشكالت التسيير المحلّي في إحداث انسداد تنموّي في كّل

؟، وهل لهذا العجز والفشل التنموّي عالقة باإلنسداد الديمقراطي الذي خلقته الصراعات والمغرب

.بين القوى السياسية في هذه الدول؟

بتطبيق مقاربة الديمقراطية التشاركية والحكامة " المتزامن"ما سّر االقتناع الرسمّي المغاربي

دور أو تأثير -وتحديدا األوروبية –خارجية اإلدارية في تدبير الشأن المحلي؟، وهل للتدخالت ال

.في المطالبة باعتماد هذه المقاربة في إطار المشروطية العالمية؟

:ويمكن االستناد إلى الفرضيات العلمية التالية لتسهيل بحث الظاهرة المدروسة

المالية وأعبائهامن عبء وصايتها - وإجرائياعمليا –لة وال تخفّف الد :األولىالفرضية

إعانةعلها ال تنتظر ، الذي يجسوى عن طريق بحث الجماعة المحلية عن التمويل الذاتي ،المركزية

القتراض من البنوك، كما ال تكفي المبادرات المركزية بمسح ديون الجماعات المحلية، الدولة أو ا

.ألنها لن تساهم في حّل مشكلة العجز المالي للجماعة المحلية

فرص تخفيف عبء الوصاية المركزية لصالح المجالس المنتخبة ال تتحقّق :لثانيةالفرضية ا

التي تتيح اعتماد مقاربة الديمقراطية التشاركية إالّ عبر في الدول المغاربية، للجماعات المحلية

.مشاركة المواطن والمجتمع المدني وبقية الفواعل المجتمعية في تدبير الشأن المحلّي العام

تنظيم المطالب المجتمعية في مشاركة المواطن في عملية اتخاذ القرار ساهمت: الثالثة الفرضية

داخل المؤسسات الرسمية، لكنها ال يمكن أن تمنع المواطن من االنتفاض واالحتجاج إذا لم تتمكن




9

[2013]

ة سياسة الالمركزية اإلدارية والتشاركية من تحقيق القرب من المواطن، واقتسام السلطة بين الدول

.والمجتمع، لتجاوز االنسداد الديمقراطي والعجز التنموي

ال يمكن أن يؤدّي نجاح التشارك والتشاور المجتمعي إلى استمرار حالة : الفرضية الرابعة

الالحكامة والالرشادة والالشفافية، وال توجد أية دواع لحدوث تدخل خارجي يحاول فرض تطبيق

.كانت هذه األخيرة فاقدة للشرعية الّ إسلطة المركزية، والمقاربة التشاركية دون قناعة من ال

الديمقراطية "ومقاربة " الالمركزية اإلدارية"وتعتمد هذه الدراسة البحثية على بحث مفاهيم

كمفاهيم مركزية " اإلصالح السياسي واإلداري"و" الحكامة والرشادة اإلدارية"و" التشاركية

على المنهج التاريخي لدراسة الظاهرة في حالتها القبلية والبعدية لدراسة الظاهرة المبحوثة، وتعتمد

وضمن مجاليتها المنطقية، وتستخدم المنهج التحليلي ومنهج دراسة الحالة، باإلضافة إلى المقاربة

، من المستقبل القريب إلى الممكنة ااالحتمالية لدراسة مستقبالت الظاهرة المدروسة في مشاهده

. والبعيد المستقبل المنظور

The Participatory :"الديمقراطية التشاركية"مقاربة مفهوم حول ماهية و: أوال

Democracy/ La Démocratie Participative

اإلخبارتنطلق مقاربة الديمقراطية التشاركية من حّق المواطن في الحصول على فرصة

Les Collectivités Locales المحلية اعاتجمالمنتخبة لل واالستشارة والمشاركة في المجالس

، "Municipales/البلدية"على المستوى المحلي ومتابعة المشاريع المنجزة والمشاركة في تقييمها

اإلنصاتاالرتقاء بثقافة ،المحلية ماعاتلس المنتخبين في الجامجمن وتقتضي هذه العمليات

هيئات من طن، واالنفتاح على فواعل المجتمع واقتسام المسؤولية والمعرفة مع الموا ،والتفاعل

، وإشراك كّل من يمكن إدماجه من ساكنة المدينة من مجالس المجتمع المدني والقطاع الخاص

عن السلطوّي التخلّي وهي عمليات ترسي قيم، األحياء والشباب والنوادي والجمعيات وغيرها

اتخاذ القراربعملية االستئثار المركزي 11صالح الحتمّي للسياسة العامة أصبح أكثر أّن اإلحيث ،

الباحث علي خليفة كما قال –في ظّل االنهيار التام للمجتمع في مواجهة السلطةمن ضرورة

"السلطة أكثر من مطلقة، والمجتمع أكثر من عاجزال بدّ من اإلصالح، ألّن " –الكواري 12.

والمساهمة والتفويض التفاعليةرائية كامتيازات إجوما تضيفه من جاءت فكرة التشاركية لقد

، ...والمحاسبة والمراقبة والتقييم والمتابعة والتمويل والمبادرة والمشاورة المواطنية المباشرة

على المستوى المحلّي، فأعملت بغرض عزل ة التي كانت سائدةالبيروقراطي اتلتخلّص من الخيارل

التوزيع الحركية التي تضمن وحالت دون تحقيقية، التعقيدات اإلجرائية المعرقلة لألهداف التنمو

الشرعيةالمزيد ، إضافة إلى سعيها إلضفاءدالة االجتماعيةالعادل للثروة والع

Légitimité/Legitimity والمصداقيةCredibility/ Crédibilité على للقرارات المتخذة




10

[2013]

رقابة مسؤولة، و Accountability في ظّل مساءلةو المواطنين،المستوى المحلّي السترجاع ثقة

، يجعل المواطن محور التنمية، ويضمن لمجلس الجماعة المحلية Direct Censorshipمباشرة

.فعالية حقيقية في السياسة التنفيذية للجماعة المحلية

خلق آلية ت ألنّها، نفسهاالديمقراطية " دمقرطة" الديمقراطية التشاركية تستهدفن أيمكن القول

أساس يدة تسمح بمشاركة المواطن في عملية تشاورية داخل مجلس الجماعة المحلية، تقوم علىجد

وانطالقا من هذه المقاربة يمكن .Equal Opportunity/Rightsتكافؤ الفرص وتساوي الحقوق

، وفضاء نموذجيا لممارسة "مدرسة لتعلم الديمقراطية"أن نعتبر أّن الجماعة المحلية تمثّل

الديمقراطية "حيث أّن ،Communal Representationالتمثيل المحلي عن طريق اطية الديمقر

ويعود للسكان في هذا اإلطار .مبدأ أساسي من المبادئ التي تقوم عليها التنمية المحلية "المحلية

الحّق في االطالع على القرارات اإلدارية والصفقات العمومية والعقود واالتفاقيات التي تعقدها

لس المنتخبة للمجالس المحلية، كما يحّق لهم أيضا أن يقوموا بطلب أو تشكيل استشارات حول امجال

.القرارات التنفيذية المتخذة على المستوى المحليجدوى وشرعية

تحاول مقاربة الديمقراطية التشاركية أن ترّمم العجز الذي تفرضه نتائج العملية االنتخابية في

كون حّل معضلة المطلقة، إضافة إلى األغلبيةرأي وتناسب بالضرورة تال خلق مجالس تمثيلية

دون أن يكون له الحّق في متابعة القضايا وقتيّا وموسميّا، المواطن مستغال بصوته الذي أدلى به

واقعه اليومي بالنقد أو المساءلة والرقابة، حيث تحولت حقوق المواطن السياسية إلى التي تمسّ

ست حقوقا مستمرة ومباشرة تمكنه من نقد خيارات التدبير والتسيير يية موسمية ولحقوق انتخاب

.المحلي عن قرب

:، يقولويقدّم الباحث المغربّي يحي البوافي تعريفا للديمقراطية التشاركية

ه للمواطنين، يرّكز على إشراكهم هي عرض مؤسساتي للمشاركة، موجّ "

ة االختيارات الجماعية، تستهدف ضمان رقابة بطريقة غير مباشرة في مناقش

فعلية للمواطن، وصيانة مشاركته في اتخاذ القرارات، ضمن المجاالت التي

حياته اليومية عبر توّسل ترسانة من االجراءات تعنيه مباشرة وتمسّ

".العملية13

:فها الباحث الجزائري دكتور صالح زيانييعرّ كما

مرتبط بالمجتمع المفتوح مفهوم التشاركيةمفهوم المشاركة أو "

يسعى من أجل أساسي من مكونات التنمية البشرية، الديمقراطي وهو مكون

إنها تعنى بشكل مبسط أن يكون . تحقيقها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي

للمواطنين دورا ورأيا في صناعة القرارات التي تؤثر في حياتهم سواء بشكل

ويقوم هذا . ل مؤسسات شرعية وسيطة تمثل مصالحهممباشر، أو من خال




11

[2013]

النوع من المشاركة الواسعة على حرية التنظيم وحرية التعبير، وأيضا على

"قدرات المشاركة البناءة14.

: ويعّرفها الباحث الجزائري األمين شريط بأنّها

هي شكل أو صورة جديدة للديمقراطية، تتمثل في مشاركة المواطنين

، كما ...اشرة في مناقشة الشؤون العمومية واتخاذ القرارات المتعلقة بهم، مب

تعرف بأنّها توسيع ممارسة السلطة إلى المواطنين، عن طريق إشراكهم في

".الحوار والنقاش العمومي، واتخاذ القرار السياسي المترتب عن ذلك15

قاربة عصرية في التفكير النظري كما م ،أو التشاروية المباشرةليست الديمقراطية التشاركية

Representative "الديمقراطية التمثيلية"نواقص إشكاليةفقد تحدّث عن ،التطبيقفي هي

Democracy جون لوك Jean Locke الفيلسوف الفرنسي، حين ربط شرعية السلطة بشرعية

ة تتجاوز مجرد التصويت الرأي العام التي يؤّسسها المواطنون أنفسهم، والذين تناط بهم مسؤولي

تحدث عن الديمقراطية و. الختيار ممثليهم، إلى مراقبة نشاطاتهم ومحاسبتهم على أداءاتهم السياسية

صاحب فكرة ، Jean Jack Roussuauالتشاركية أيضا الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو

ية تقوم على فترة ، الذي يرى أّن الديمقراطية التمثيلDu Contrat Socialeالعقد االجتماعي

قصيرة من الحرية تمنح للمواطن أثناء عملية التصويت ثم يترك المواطن لإلهمال بوصفه مجّرد

حينما يعود المواطنون الساقطون في العبودية، غير ذوي حرية أو إرادة، ": ، وقال روسوناخب

ز المنحط في إعطاء يتحول الخوف إلى هتافات، فال تشور بعد، بل عبادة أو لعنة، وعلى هذا الطرا

"الرأي كان يسيّر السنات زمن األباطرة16

تحّول روسو إلى الدعوة إلى ما أطلق عليه لذلك ،

القائم " البراديغم الديمقراطي"، هذه الفكرة التي لم تكن سائدة آنذاك سيادة "الديمقراطية المباشرة"

Benjamin كونستان كما دعا لها الفيلسوف بنجمان" الديمقراطية التمثيلية"على فكرة

Constant17فدعا روسو إلى زيادة قوة الفرد وحمايته وإعادة الحرية له، عن طريق خلق .

حب تسمح له بالمشاركة المباشرة في تدبير الشأن المحلي العام، حتى تصبح فضاءات أر

ه الخاصة الديمقراطية التشاركية التفاعلية أداة لتحقيق التحول المجتمعي، وتحويل الفرد من مصلحت

التركيّ إلى المصلحة العامة، وتدمج المواطن في السياسة العامة للمجتمع، وهو ما يوّضحه الباحث

S. Ulas BAYARTAR ّالذي يشرح فيه رؤية جون جاك روسو النتقال المواطن في هذا النص

:نحو الفضاء المجتمعّي العام

"From this perspective, the participation of citizens to public

affairs is not only a political instrument of government, but a

principle of Social Transformation of 'will of all' to 'general

will' as well as of private persons to 'Citizens'… In other words,

Participatory Democracy represents more than a political order,




12

[2013]

it is a new kind of society in wich public affairs are integrated to

the affairs of the ordinary citizens"18.

أّن الديمقراطية التشاركية هي فضاء عام Hannah ARENDTكما تعتبر الباحثة هانا أرندت

يسمح فيه للمواطنين بتبادل األفكار واآلراء بإرادة حّرة تحقيقا للصالح الجماعي العام، حيث يجب

ها مصلحية ضيقة تحكم فردانية إلى سعادةال ديمقراطية إلى سعادة المجتمعهي العملية التأن تن

التي تجعل السياسية خاضعة لسيادة ،المصالح المادية المحضة والفائدة االقتصادية البحتة

تحقيق حيث أنّ ، والسيطرة األوليغارشية االقتصاديين ورجال األعمال وأصحاب المصالح والنفوذ

. سعادة هؤالء ال يمكن أن يؤدّي بالضرورة إلى سعادة المجتمع والمواطنين

، يمكن أن نعتبر التشريكللديمقراطية التشاركية "األرندتي"المفهوم انطالقا من و ،ومن هنا

التي تخرج Real Citizenshipلتحول المجتمعي إلى المواطنة الحقيقية األسلم لتحقيق االطريق

الفرد من انتمائه الضيّق إلى انتماء أعلى وأسمى، يجعل جهده وتفكيره في خدمة الجميع والكّل، بدل

نا والنفساأل19عن مسألة تحول المجالس Maurice Duvergerكما تحدّث موريس دو فرجيه .

المنتخبة إلى غرف تسجيل لما تقرره النخب التكنوقراطية التي تصادر القرار وتمنع مشاركة

وتجعل هذا الدور منوطا بالسلطة التنفيذية المحلية المنتخبة فقط دون المواطن في اتخاذ القرار،

.غيرها20

عن المفهوم انطالقا Alexis De-Toquville ث المفكر السياسي ألكسيس دو توكفيلتحدّ كما

في اختيار بدائله التنموية، وهو ما تحقّق سنة " تجسيد الحرية المحلية للمواطن"من أطروحته حول

ها األساسية، كأحد مبادئ "الحّق في التنميةّ "حين أقّرت لجنة حقوق اإلنسان باألمم المتحدة 7611

كما شهدت الواليات المتحدة . ليدخل العالم في مرحلة جديدة من مراحل تطور حقوق اإلنسان

األمريكية استخدام هذا المفهوم منذ ستينيات القرن الماضي، حين أتاحت الشركات األمريكية الحّق

اإلدارات القطاعية للعمال للمشاركة في اتخاذ القرار على مستوى اإلدارة المركزية، وعلى مستوى

السفلى، قبل أن يشهد هذا المفهوم عودته إلى االنتشار والتطبيق مع نهايات األلفية المنصرمة

الذي " سيادة البراديغم الديمقراطي"، على إثر وبدايات األلفية الثالثة الحالية، في جميع مناطق العالم

على االستبداد والتسلط في Self-Censorshipأشاع فكرة المحاسبة والمساءلة والرقابة الذاتية

..الحكم، بوصفه أعلى درجات وتمثالت الحكامة والرشادة السياسية

شهدت عدة دول في العالم تطبيق مقاربة الديمقراطية التشاركية في الميدان، وكانت معظمها لقد

The Municipalمن المجلس البلدي انطالقا المحلية ت إلى تحريك عجلة التنميةأدّ وأناجحة

Council/Conseille Municipale ، بلدية ففي تجربةMunicipality of Porto-Alégro

تخصيص ميزانية لالستثمار الخاص بالمدينة تمّ ،زيلبورتو أليغري بالبرامدينة 21

، وضعت رهن

ئل وندوات شعبية تطرح بين المواطنين أنفسهم مسا ورشاتتشكيل إشارة اقتراحات السكان للقيام ب

إعداد وتهيئة أحيائهم وتنمية محيطهم، والهدف من هذه السياسة هو ضمان الحضور الدائم




13

[2013]

المصلحة المحلية اختبار مدى صواب قراراتهم في تحقيقوومنتخبيه، للمواطن، لمراقبة ممثليه

العامة22إفريقياالهند والفيليبين وجنوب ناجحة في عدّة مدن في تضاف إليها تجارب.

23.

Démocratieالديمقراطية التداولية : لح على تسميتها في التجربة االنجليزية بـأصط

Délibérative الديمقراطية المحلية ، أما في ألمانيا فقد سّميت Démocratie Locale ، أما في

الديمقراطية التشاركية من منطلق " دسترة"يس اليساري هيوغو تشافيز على ئفنزويال فقد راهن الر

في تدبير وتستدعيهم للمساهمة االجتماعية، بأن تشارك المجالس المحلية المواطنين واألسرالعدالة

: على كافة األصعدةصياغة السياسات، تنفيذها، متابعتها، مراقبتها وتقييمها، والسياسة العمومية

.... اإلعالم التربوية، الصحية، الغذائية والتموينية، التجهيز، النقل، الخدمات العمومية، االتصاالت،

في القارة األوروبية بتأسيس هذه التجربة القائمة على ةاالسكندينافيكما قامت الدول . وغيرها

المسّماة الديمقراطية شبه الديمقراطية التشاركية منذ عدة عقود، إضافة إلى التجربة السويسرية

لجان لسكان في ت صندوقا لدعم مشاركة االتي أنشأ، وDémocratie Semi Directeالمباشرة

، Petition Groupأو تشكيل مجموعات موّكلة بتقديم العرائض مجالس األحياء والجمعيات

وسع للمواطن في تدبير الشأن المحلي العامتاحة الفرصة لمشاركة أإل24

" سياسة المدينة"، وتجربة

قراطية لمفهوم ديمقراطية القرب التي سميّت بالديم 8118قانون سنة قرارإ، بعد في فرنسا

مجالس المدينة التي تتيح لسكان المدن أن يشكلوا ، Démocratie de Proximitéالجوارية

.التنمية المحلية لللتعبير عن آرائهم حو 25

إنشاء مجالس للشباب واألطفال والنساء واألحياء إلىوانتهت معظم هذه التجارب عمليا

المواطنون حول ما يهمهم من قضايا التنمية التي والنوادي والمؤتمرات الشعبية التي يتشاور فيها

على أن يكون اختيار بعض المواطنين في المجالس المحلية تمس حياتهم اليومية، وتقاطع معظمها

صل المواطنون على تمرين يجعلهم يتح حتىعن طريق السحب العشوائي، ،للجماعات المحلية

قة تجعل المواطن فاعال في اتخاذ القرار بطريلهم يساهمون ، ويجعاوبون مع النهج الديمقراطيتجي

ال مجّرد يد تدلي يبة من واقعه اليومي المباشر،قرفي تدبير شؤون مدينه ال ومشاركا على الدوام

كما ساهمت هذه ، ، ويضيع صوتها على المستوى المركزي في السلطةبالصوت االنتخابي موسميا

شة والمقصاة أو المجموعات الممثلة تمثيال ناقصا مهمّ المقاربة في إعادة االعتراف وتمثيل الفئات ال

Underrepresented Groupsوإعادة دمجها مجددا في العملية السياسية.

استعانة قيادة السلطة التنفيذية بفريق في الدول السلطة المركزية العديد من قياداتكما تعرف

فريق من المستشارين يشكله Kitchen Cabinet كديوان داخل المطبخ السياسي ،من المستشارين

كثر قربا من واقع المجتمع والمواطن، بإمكانه األ تالقرارااتخاذ فيالذين يساعدون صانع القرار

، ويقلّل من هامش الخطأ أن يجنّبه األخطاء التسييرية الفادحة، واالضطرابات غير المتنبأ بها

Margin of Error كّل سياسة تنفيذية للسلطة المركزية المتوقع والدائم والمرتقب أثناء .




14

[2013]

تضّر بخيارات المجالس المنتخبة لكن وفي الجهة المقابلة، للديمقراطية التشاركية عدة سلبيات

تحويل مجموعات احتمالية منها، Strategic Planningاالستراتيجي يزوالتخطيط المرك

تواالستراتيجياط التنموية العمالقة على الخط راقد يوقعون ضر" ء جهالءارخب"المواطنين إلى

بسبب قصر منظور ،صناع القرارالخبراء بمعيّة السلطة ورسمها االتي سّطرته بعيدة المدى

لتنمية المحلية وضعف قدراتهم التشخيصية للظواهر، كما أنّها قد تنتهي إلى خلق خطط ال المواطنين

كرون دور الفواعل المجتمعية في أنفسهممواطنين يستقطبون المجتمع ويهيمنون على القرار ويحت

أو اإلضرار بشرعية السلطة المنتخبة The Transparencyويتسببون في نقصان شفافية التسيير

ر بين المواطنين صراعات وخالفات قد تؤدّي إلى ارتداد تظه ، كما قدوصورتها لدى المجتمع

لى احتمالية مجانبة المواطنين إرة، إضافة اطية التشاركية المباشتنموي ينتهي بفشل التجربة الديمقر

للموضوعية في حال تأسيس مصالح فئوية أو شخصية أو عشائرية وقبلية ضيقة، ناهيك عن

مثلي المجتمع المدني المشاركة الواسعة والمتزايدة لم متحجيم دور المنتخبين المحليين أمااحتمالية

الشديدة والزائدة Popular Mobilization الشعبوية ، أو بسبب الحركيةوالقطاع الخاص

، "، والتي تستهدف في النهاية تقليص سلطة الدولة على المستوى المحليلمجموعات المواطنين

، "شديد االنفتاح" وفقدان اإلدارة المركزية التحكم والسيطرة وحتى السيادة على الواقع المحلي

ة آلليات ايرة تنطلق من مفاهيم مغنتيجة تنامي الشعبوية السياسية التي تؤّسس لشرعيات جديد

الديمقراطية، عن طريق تنفيذ المطالب الشعبية دون اعتماد لوسائل االنتخاب والتصويت والتمثيل

والمحاسبة، وهي عمليات يكمن القصد فيها، في تجنيب الشعب مخاطر وتعقيدات الخيارات

.الشعبوية ومناحيها واتجاهاتها غير العقالنية26

اء إشراك المواطن في النهاية له مكمن قصدّي وغائّي، يتمحور حول دعم استقرار لكّن اقتض

الجماعة المحلية ومنعها من الوقوع في األخطاء التي تضيع عليها الفرص التنموية لإلقالع

االقتصادّي والتحديث االجتماعي انطالقا من القاعدة، ففي الدول المتقدّمة تصبح مجتمعات فقيرة

موارد القادمة من دول العالم الثالث، مجتمعات متقدّمة ومنتجة، لمجّرد أنّها تحولت إلى من ناحية ال

مدن تضّم مصانع منتجة تحقّقت فيها قدرة السلطة المركزية على التوفيق بين الفرص التنموية

والخطط اإلنتاجية المتالئمة مع طبيعة الجماعات المحلية من ناحية قدرتها على ممارسة نشاطات

وغيرها، وأتيحت فيها كّل ... وتكنولوجية ةبترو كيماويناعية أو فالحية وزراعية، سياحية، أو ص

الحرية للجماعة المحلية لكي تبدع وتتطور انطالقا من الواقع المحلّي، ومبادرة المواطن على

. المستوى القاعديّ

:-جزائر والمغرب حالة ال –مقاربة الديمقراطية التشاركية مقتضيات إدماج :ثانيا

السياسة العامة المحلية صياغةمقاربة الديمقراطية التشاركية وإدماجها في توظيف يدخل اختيار

ماعات مجالس الج تخذهافي سياق وإطار عملية اختيار البديل العقالني للقرارات اإلدارية التي ت




15

[2013]

لتنمية التي تتماشى ومطالب المدينة وتحريك عجلة اشؤون لتسيير المحلية على الصعيد المحلي

الخيارات بوصفها أنسب المفاضلة بين البدائل والحلول المتاحةوتعني عملية اتخاذ القرار الساكنة،

(اختيار البديل األفضل لحّل مشكلة عامةحيث يكون )التنموّي كيةالملغية للمشكلة المعيقة للحر27

،

ابها، حتى يصبح باإلمكان وضع أجندة وتحتاج هذه العملية إلى تشخيص دقيق للمشكلة وأسب

مأمورية الجماعة المحلية التي تراهن عليها الجماعة لتحويل الخطط والسياسات إلى قرارات

إدارية تنجم عنها وظائف وأدوار وعمليات تنفيذية فعالة في الميدان، تفسح المجال لمشاركة

. الفواعل غير الرسمية التي لم يكن ممكنا مشاركتها سابقا

يندرج التخطيط لتدبير الشأن المحلي في المملكة المغربية، ضمن مسلسل اإلصالحات الرامية

إلى تطوير نظام الالمركزية الترابية، الذي يتيح للجماعة المحلية أن تبقى على تواصل مع المجتمع

توحيد إرادتهم المحلي وأن تضمن عدم فقدان االتصال بالحياة اليومية للمواطن، وتمّكن السكان من

ومطالبهم تجاه حاجاتهم إلى تجسيد مشاريع تخدم مطالبهم، وتشّجعهم على مراقبة وتتبّع كيفيات

في اإلطالع وبكل شفافية على القرارات اإلدارية والصفقات بير الشأن المحلّي من منطلق حقّهمتد

المجلس المنتخب للجماعة العمومية والعقود واالتفاقيات التي تبرمها السلطة المحلية، وأن تحاسب

، واإلنصافالمحلية خصوصا حول مدى تحقيق النجاح التنموي، وتحقيق مبادئ العدالة االجتماعية

والتهميش وعدم التشاور مع المواطن وهيئات المجتمع المدني والقطاع اإلقصاءوتخفيض مشاعر

..الخاص

: شتراكي في المملكة المغربيةوبهذا الصدد يقول السيد عثمان الزياني من االتحاد اال

الجهوية الموسعة والديمقراطية التشاركية يمكن لهما السير في خط "

سلطة الممركزة التوازي نحو إحداث رجات تفكيكية ألوصال ونظمية ال

واالنتقال بها إلى فضاءات التقسيم والتوزيع بين الفواعل ،المغلقة/ المهيمنة

الدولة الحديثة وامالءات في ظل بروز نمط ،المدنيةالدولتية الجديدة وخاصة

،يساهم ،يشارك ،بثق معطى جديد كل من موقعه يبادروعليه ان ،العولمة

كلها استحداثات العصر الحديث لمواجهة التضخم والتفاقم على ،...يمول

".مستوى المتطلبات الحياتية والمجتمعية على تنوعيتها وتبايناتها28

الجزائر يعتبر عجز البلديات المادّي السبب الرئيس القتضاء الالنتقال إلى نمط أما في حالة

جديد من تدبير الشأن المحلّي، تصبح فيه البلدية منتجة ومعتمدة على التمويل الذاتي، دون االتكال

نفقات اخيل تغطي احتياجاتها من الدمتتوفّر على لبلديات التي الاالتام على إعانة ميزانية الدولة، ف

في مشكلة بلديات الوطن ما أوقع معظم، مضطرة لالستدانة العمومية ولطلب دعم البنوك العمومية

ما يمكن أن تصنعه من فرص ن ما تمتلكه من قدرات طبيعية ويتسيير لم تستطع أن توفّق فيها ب

تتوفر على أ التعاضد بين البلديات، حيث توجد بلديات مبدالجزائر ، على الرغم من اعتماد تنموية

سياحية وتجارية وصناعية وطبيعية وديمغرافية بشرية قوية حّولتها إلى مدن نموذجية، إمكانات




16

[2013]

تماد ر من قطاع تنموي باالعيرية بفضل قدرتها على تنمية أكثتنجح في أنماطها التسياستطاعت أن

زيادات مّطردة للنفقات تلالفقيرة والعاجزة، فقد تّم سجما في البلديات أ. على آليات التمويل الذاتي

" نظام المعادلة"وحسب . ن تصحب هذه النفقات زيادة في اإليرادات والمداخيلأالعمومية دون

، هناك صندوق بلدي للتضامن، يمول من الفاض السنوي (نظام المساعدة المالية ما بين البلديات)

ديات مع بعضها على لصندوق الجماعات المحلية، يسمح بمسح ديون البلديات أو تضامن البل

. الصعيد المالي

: ويقول الباحث الجزائري صالح زياني

إن القصور الذي الزم عملية التنمية السياسية في الجزائر خالل "

العقدين األخيرين يجد تفسيرا له من خالل طبيعة النموذج الديمقراطي الذي تم

تمده في تسيير الشأن نموذج الديمقراطية التمثيلية الذي الزلنا نع أن. األخذ به

فهذا النموذج قد استوفى .العام في الجزائر يتحمل جزءا مهما من هذا القصور

كل شروط نجاعته القانونية والسياسية ضمن مجتمعات تتميز بقدر كبير من

السياسي، وتحكمها ثقافة سياسية مبنية واالستقراراإلثني، واالنصهارالتالحم

في حين وبالرجوع إلى حالة المجتمعات . التمثيلعلى أسس التنافس والتداول و

النامية والناشئة التي تتميز باالنقسام المجتمعي، واالختالفات االثنية والعرقية

والسياسية ، وصعوبة االستقرار السياسي المصحوب بحاالت العنف والتمرد

أناالجتماعي فانه يكون من المنطقي أن يتم التفكير في نموذج بديل يمكن

."سميه بالديمقراطية المشاركاتيةن29

بلدية 7457لقد أمرت وزارة المالية الجزائرية بتنصيب مراقب مالي على مستوى كّل بلدية بين

عبر الوطن، لتسهيل الالجراءات البيروقراطية المعطلة لحركية التنمية المحلية، لكنها وضعت

بمداخيل البلدية، مثل الغّش الضريبي، بية التي أضرتلأيضا لمراقبة العديد من الظواهر الس

الضريبية، التهرب اإلعفاءات وكثرةالتجارة الفوضوية واألسواق الموازية غير الشرعية،

ندرة العقار، ضعف التمويل : عديدة تضّر التنمية المحلية، كـالضريبي، باإلضافة إلى ظواهر

الرسوم العقارية والرسوم األخرى ، ما يعني ضعف ...وصناعية وفالحيهمشاريع زراعية إلقامة

، وقد سبق لوزارة الداخلية أن تقدمت بمشرع وغيرها ...كرسم التطهير والرسم على النشاط المهني

، للبلدية لتمويل الخارجيالذي يجيز توفير موارد ل 7696و 7691قانون البلدية والوالية لسنتي

، يؤّكد أّن 7661ماي 11لوالية الصادر في كما تقدّمت وزارة الداخلية بمشروع قانون البلدية وا

والية هما الجهتان المسؤولتان عن تسيير وسائلهما المالية الخاصة، من الضرائب لالبلدية وا

والقروض والمساعدات والهبات المقدّمة من الدولة إلى الجماعات واإلعاناتوالرسوم والممتلكات

لجماعة المحلية إلى السلطة المركزية بوصفها الهيئة المحلية، كما أسندت مهمة توزيع الجباية على ا

المسؤولة عن المالية العامة للدولة، وهو نكوص إلى الوراء وتمسك بالمركزية اإلدارية، بررته




17

[2013]

فاستمر هذا . ة في جباية هذا النوع من الجبايةوزارة الداخلية بضعف كفاءة الهيئات المحلية المنتخب

، 8177سنة إصالحاتوزارة الداخلية بقانون البلدية الجديد في سياق إلى أن تقدمت المدّ والجزر،

التي أّكدت على منح استقاللية للبلديات في تدبير الشأن المحلي باالعتماد على التمويل الذاتي

لرفع ، حيث يتم تحصيل الضرائب على مستوى البلدية، (المداخيل التي يحّصلها القابض البلدي)

.مردودية البلديات

:-حالة الجزائر والمغرب – حليتحديات تدبير الشأن الم: ثالثا

مخطط "وضعت الحكومة المغربية مخططا لتحقيق التنمية المحلية أصطلح على تسميته

بهدف بحث المغربية، وزارة الداخلية ومقاصده رؤيتهقامت بتخطيط وترسيم ،"1022الجماعة

لية وتعبئة موارد احلية، وقد راهن على تفعيل دور اإلدارة المالتحوالت المستقبلية للجماعات الم

الجماعة وتحقيق احترافية في تدبير مرافق الجماعة ضمن ميدان التخطيط، وتحديث هيكلة اإلدارة

تبحث عن سبل ،من خالل تطوير نظام معلوماتي وآليات تدبير حديثة وعصرية في شكل ورشات

ية وتحقيق آليات للتأطير اإلداري األفضل للموارد البشرية تحقيق توظيف أمثل للكفاءات البشر

بير الممتلكات التي دالمتاحة أمام الجماعة المحلية، وتعبئة الموارد المالية بشكل أمثل عن طريق ت

"قانون تدبير الممتلكات"توفّر مداخيل للجماعات من خالل إعمال 30

الدالئل "، إضافة إلى توفير

يش مستمر لتدبير الشأن المحلّي، بعدما تأّكد للحكومة على إثر عمليات تفت قدر اإلمكان،" المسطرية

لى نقص اإللمام بالمساطرواسعة يعود سببها إتسييرية وجود اختالالت 31قات وروحدوث خ ،

، مؤثّرة على تحصيل الميزانية المالية السنوية المخصصة للجماعة المحلي، قانونية واضحة

وثيقة التي تقدّر للسنة المالية مجموع اإليرادات والنفقات الخاصة بالتسيير بأنّها ال عرف الميزانيةتو

وقد تم تعريفها في . 78. 17إلى غاية 17. 17والتجهيز خالل السنة المالية، التي تبدأ من تاريخ

الوثيقة التي يقّرر ويؤذن بموجبها مجموع تحمالت وموارد الجماعة ": القانون المغربي بأنّها

"المحلية32.




18

[2013]

دليل إدماج مقاربة النوع االجتماعي في ميزانية الجماعات خديجة الرباح، رشيدة الظاهري، دمحم الرحموني، : المصدر

، (8119ــ 8114الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، : ، الدار البيضاءUNIFEM: اليونيفام) FMAD بالمغرب المحلية

.78.ص

خالل فترة زمنية على أن يكون ناتج تطبيق الديمقراطية التشاركية راهنت المملكة المغربيةلقد

ثنائية التكامل بين المركز إتاحة فرص النجاح التنموي المحلي الذي يتأّسس على محددة،

، بعد تحصيل نتائج تفعيل تطبيق مبادئ (اقليم الجماعة المحلية" )المنطقة التربية" واألطراف

، المبادرة سياسية القرب والسياسات الجوارية، التشاور والتحاوراإلدارية، والرشادة الحكامة

، التي تعيد صياغة أنماط الهامةالسياسية واإلدارية األدوار األطر ووغيرها من ....والمساهمة

التقليدية التي كانت تلغي المواطن وبقية الفواعل المجتمعية من المؤسسات الجهوية الترابية التسيير

، نحو أطر أرحب تتيح وتقصيهم من عملية اتخاذ القرار.. ي والقطاع الخاص والمجتمع المدن

في اتخاذ القرار تامة ع والمتقدّم، وفي ظّل ديمقراطية سّ وللمواطن حركية في السياق الجهوي الم

وقد روعي االتساق المفاهيمي بين الجهوية الموّسعة وهذه المفاهيم . على المستوى المحلّي الترابيّ

، ال تخضعوأرحب خلق فضاءات تنموية أكبرتحويله إلى مقاربة شاملة تسعى إلى مة، وتمّ المتوائ

تجسيد مشاركة : "دهاامة تسييرية مفالهيمنة السلطة المركزية، لكنّها مطالبة بتحقيق حك أبدا

م ، بما يخد"تدبير الشأن المحلي العام على المستوى األفقيالمواطن في النقاش العمومي القائم حول

.التواصل العمودي مع السلطة المركزية في ناتجه النهائي

القانون المغرب بداية من الجهات اإلدارية وفق أدرج فيالنظام الجهوي الذي اعتماد ى أدّ لقد

ما جماعة محلية "الجهة" ، بوصفالتنصيص الدستوري ثّم أعيد تأكيده عبر 7617 الصادر سنة

سلطة التقرير األخيرة فقدان بسببما بين الجهات، التنموية اوتات التف عديد منإلى بروز ال أدّى

المكمن القصدّي من هذا االعتماد هو ضمان نّ إخطيط الجهوي للتنمية، وبالتالي فومركزية الت

.اعتماد التخطيط القاعدي التصاعدي بدل التخطيط المركزي التنازلي

لتقطيع اإلداري نحو الجهوية الموسعة والجهوية وقد وجدت المملكة المغربية حاجتها في إعادة ا

لي يعرقل نجاح الجماعة الترابية في تحريك عجلة التنمية على إاالنسداد ازديادالمتقدّمة، بسبب

والساكني البشريالتجانس ،التجانس الجغرافي: المستوى المحلي، فمن صفات الجماعة الترابية

Homogenous Population/Population Homogènes التمدّن والتهيئة الحضرية ،

وقد أشار الباحث المغربي عبد ... واالستقطاب التنموي، التجانس التاريخي، التجانس الديمغرافي،

الرحيم منار السليمي إلى وجود معيار جديد أصبح يستخدم في الدراسات الحديثة حول صفات

لرغم من كونه معيارا هّشا، لكنّه ااتفية، فبالجماعة الترابية، وهو التدفقات الحاصلة االتصاالت اله

مؤّشر على حدوث حركية تنموية بين مواطني الجهات والمناطق الترابية، كما أّن اختالف السمات

يؤّكد صوابية اللجوء إلى التقطيع الجهوي بعد التقطيع الترابي، فهناك مدن مستقطبة للتنمية

وآخر بشري دون أخرى، مدن حبيسة ومنعزلة والسياحة دون أخرى، ومدن لديها رأسمال مالي

وغيرها، مدن وتجارية وصناعية سياحية إمكاناتمقابل مدن منفتحة على السواحل والبحر ولديها




19

[2013]

، ومن ...مدن فقيرة ومجّرد مناطق عبور كقابل ،وفالحيهلديها تقنيات سقاية وسدود وإمكانات مائية

الجهات، بهدف تقليص الفوارق بين الجهات لضمان هنا جاءت مبادرة إنشاء صندوق التضامن بين

.التوزيع المتكافئ للموارد33

على إثر االحتجاج المحلّي 8177سنة ولقد ظهرت الحاجة إلى إعالن دستور جديد في المغرب

فحدثت االستجابة الملكية والحّق في التنمية، ،ل للثروةي، الذي يتمحور حول التوزيع العادالتراب

المجالية، حيث لكل تقطيع ترابي أو السيادة على الممتلكات لدستور الجديد، الذي يضمن بإعالن ا

كما يمنح الحّق للمواطن لإلطالع على المؤشرات والمعلومات .جالي سيادة على موراده ومقدّراتهم

ا التي تخّص واقع التنموّي المحلّي على المستوى الترابّي الضيّق والمستوى الجهوّي األكبر، كم

تمنح مقاربة الديمقراطية التشاركية للمواطن الحق في المشاركة في حضور جلسات مجلس

دكتور دمحم باحث المغربي وقد طرح ال. الجماعة الترابية، والتقدّم بمقترحات استشارية للمجلس

:حول تأثير التحول الدستوري في التنمية المحلية، حيث طرح التساؤالت التالية إشكاليةالغالي

، 8177ما مدى تحقيق الشرعية والمالءمة في التحوالت الدستورية لمغرب ما بعد حراك سنة

حيث تكون األعمال والسياسات والسلوكات مطابقة للقانون، وتكون األعمال والسياسات

وطرح كيفيات تحويل الدينامية التنموية إلى نجاح تنموي . والسلوكات مالئمة الحتياجات المواطن؟

مجلس استشاري للشباب والعمل "على رفاهية المواطن، ودرس حالة الشباب حيث يوجد ينعكس

، تسهر على -وليس قانونا تنظيميا –وهو هيئة مدنية دستورية ينظمها قانون عام " الجمعوي

يكون ناتج اعتماد ىتوالتنمية البشرية المستديمة، ح ضمان تحقيق المقاربة التشاركية والحكامة

التشاركية توسيع مشاركة الشباب في التنمية المحلية، وإدماج الشباب في العمل الديمقراطية

تحقيق تطوير في العناية وتحقيق تطوير مهني ومدرسّي وتعليم عصري ذو جودة، والجمعوّي،

، ...لألفراد مشاريع خدماتية ترفيهية تنّمي الطاقات اإلبداعية وانجاز والخدمات العالجية الصحية،

تجنّب وقوع احتجاجات تشّوش على سياسات التنموية في آخر المطاف، هذه الديناميةمن ويؤمل

السلطة المركزية، في الوقت الذي يمكن فيه للجماعة الترابية أن تستوعب هذه الصراعات عن

".التشاركية"طريق الحركية التنموية 34

ساء البلديات بفسح المجال أمام رؤالجزائرية أمر رئيس الجمهورية ، فقدفي حالة الجزائر اأمّ

المواطن ليتقدّم بأفكاره القاعدية من األسفل نحو السلطة المركزية في األعلى، وطلب الرئيس

استضافة ممثلي المجتمع المدني من الجمعيات من كل بوتفليقة من المجلس االقتصادي واالجتماعي

أقطار الوطن35

ية وفي مقدمها المواطن، الذي أصبح وفسح المجال أمام مشاركة الفواعل المجتمع،

.حسب نّص قانون البلدية الجديد أن يساهم في استقرار ونماء الجماعة المحلية بإمكانه

:الوالية والبلدية بأنّها ،يعّرف الباحث الجزائري دكتور قوي بوحنية




20

[2013]

تعرف الوالية بأنها جماعة المركزية ودائرة حائزة على السلطات المتفرقة "

لها هيئات ،ر على مطامح سكانهاتقوم بدورها على الوجه الكامل و تعبّ ،لدولةل

: هابأنّ 00/00قانون الويعرفها ،هيئة تنفيذية فعالةخاصة أي مجلس شعبي و

جماعة عمومية إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي و تشكل

".مقاطعة إدارية للدولة36

:نّهافتعرف بأالبلدية أما

وال يؤثر ,وهي تتمتع بالشخصية المعنوية ،ولةأول وحدة المركزية في الد"

قانون الفها و يعرّ . حل المجلس الشعبي البلدي في هذه الشخصية المقررة للبلدية

تتمتع بالشخصية المعنوية ، التي الجماعة اإلقليمية األساسية: اهبأنّ .00/0

."ني و تحدث بموجب قانواالستقالل المالو37

وإنشاء قطاعات إعادة النظر في الهياكل المحلية 8112وقد أقّر قانون البلدية الجديد سنة

بوصف البلدية و .لتهيئة المحيط المعيشي للمواطن ألف نسمة 811تجاوز عدد السكان حضرية كلّما

فقد أّكد قانون حلية، الكيان القاعدي الرئيس لتحصيل الموارد الجبائية المالية التي تدعم التنمية الم

العمل أّكد قانون البلدية الجديد على البلدية أنّها الجهة الرئيسية المسؤولة عن مواردها المالية، و

المجلس في السنتين األولى رئيسعلى استقرار المجالس الشعبية البلدية بمنع سحب الثقة عن

ر تسيير المرفق المحلي العام، كما تّم واألخيرة للعهدة االنتخابية ضمانا لديمومة البلدية واستمرا

تعديل طريقة االنتخاب التي يحدّد بواسطتها قيادة المجلس، عبر منح األفضلية للشباب والنساء في

إطار سياسة تمكين الجيل الثالث والنوع االجتماعي وإشراك المواطنين في صناعة القرار، كما

للتضامن ما بين اإلمكانيةت شغور منصبه، ومنح حدد قانون البلدية صالحيات رئيس البلدية وحاال

البلديات في ظّل وجود أهداف مشتركة بينها، بعد تأكيده استمرار المراهنة على الالمركزية

اإلدارية كخيار ال رجعة فيه، الهدف منه هو حّل مشكلة تدنّي اإلطار المعيشي للمواطن ومحيطه

.خاصة في الوسط الحضري

من مرسوم إنشاء المجلس االقتصادي واالجتماعي أّن لجنة السكان 87ادة ورد في الموقد

واالحتجاجات االجتماعية ترفع تقاريرها حول حاجات السكان ومستوى معيشتهم ونمط حياتهم

والسياسات التي تدير شؤون حياتهم، وهي حّق تكفله القوانين لهذا المجلس االستشاري، الذي

ارية محلية تابعة لها، تتولى رفع تقارير دقيقة حول مستويات العيش، يستطيع فتح فروع ومكاتب إد

، وهو ما يؤّكد أهمية تحوالت الجماعات المحلية وغيرها.... البطالة، الرعاية الصحية، الخدمات،

.وتأثير قدراتها التنموية على تخطيط السياسة العامة للدولة38

الشركاء الجدد في تدبير الشأن المحلي دور ، وصعوبات تدبير الشأن المحلي: رابعا




21

[2013]

:-حالة الجزائر والمغرب –

لقد أدّى الفشل التنموي الذي تسبّب فيه بعد السلطة المركزية عن المواطن، في صعود مظاهر

ات رابضاجات واالنتفاضات والمسيرات واإلوأشكال جديدة من الفوضى واالضطرابات واالحتج

سطح، وهي مظاهر لم يكن من السهل التنبؤ بحدوثها، حين كان الرهان السلطوّي إلى ال ...والعنف

مركزا على تنظيم هذه المطالب داخل المجالس التمثيلية من مجلس الجماعة المحلية إلى البرلمان

حصر هذه المطالب داخل المؤسسات، ي وضمن أطر العمل الحزبي والجمعوّي، تنظيما يحاول أن

لكّن ما حصل .اة المواطنية دون اإلنصات للهموم المزمنة لحالشرعية والمأسس حاول الربط بينوي

، "الربيع العربيثورات : "من احتجاجات اقليمية في عالمنا العربي في ما أصطلح على تسميته

تسبّب في جعل ورقة الشارع معطى يستحيل اهماله أو التقليل من قدرته على اسقاط الشرعية عن

.السلطة

تغيّر وظائف الدولة، أصبح للفواعل الجدد المجال للمساهمة والمشاركة في تدبير الشأن بعد

، منها ما هو من الفواعل صبح لهم دور بالغ األهمية في تسهيل تحريك العجلة التنمويةأالمحلي، و

Economic Playersومنها ما هو من الفواعل االقتصادية Political Playersالسياسية

:على الدور التنمويّ المرّكز

Le Citoyen/The Citizen: المواطن -2

نواة الجمعية وهوتقوم عليه السياسة العامة المحلية، فالمواطن مستهلك، هو فاعل أساسي

المركزية ثم المحلية،وهيئات المجتمع المدني، ونواة لقطاع الخاص، به وله تقوم السياسة العامة

التمثيلية، بل إتاحة فرصة اسة العامة المحلية ليس تجاوزا للخياراتوإشراكه في عملية صياغة السي

لمشاورة الطرف المتلقي للسياسة العامة، الذي يسمح التشاور معه ومحاورته بتفادي الفشل التنموي

التي تضيع الفرص التنموية على الساكنة، فالمواطن حسب الجيل الثالث من واألخطاء التسييرية

حتى يكتمل شعوره ة بحاجة إلى كافة الحقوق الحياتية المادية منها والمعنويةالمناظير الحقوقي

، وهي حقوق مترابطة وغير قابلة للتجزئة، عندما يحصل عليها المواطن، يكون قادرا على بالحرية

.تأدية واجباته من الخدمة العمومية

La Société Civile /The Civil Society: المجتمع المدني -1

Politicalوتأكيد الفاعلية السياسية اعل أساسي للنهوض باألعمال االجتماعية المحليةهو ف

Efficacy لمجتمع المحلي، ، خصوصا بعد أن تأكد دوره في معرفة حاجيات ومتطلبات اللمواطن

قدرته الفعالة على متابعة وصياغة وتنفيذ المبادرات التنموية التي و المواطننظرا الحتكاكه بواقع




22

[2013]

تقترب من مجتمع بقضاياه التي في تثقيف ال ة المجتمع المدني الهامةمساهمول مشاكل المجتمع، تح

من خالل التدبير العقالني للموارد والمشاريع التنموية في إدارة الشؤون المحلية دعمواقعه، و

ويعرفه . لدى المواطن The most Preferential إظهار األنماط التسييرية األكثر تفضيال

: لباحث الجزائري دكتور أمحند برقوقا

المجتمع المدني هو مجمل الجمعيات والوظيفية وغير السياسية، "

النشطة، والمبادرة، والمستقلة، والهادفة إلى تحقيق الصالح العام، في

".مجتمع معين أو عدد من المجتمعات39

ها الجماعة وتنظمها قيم ومصالح يشير المجتمع المدني إلى كل األنشطة التطوعية التي تمارسو

، وزيادة ترابطه وتماسكه Social Networkingيسعى من خاللها إلى تشبيك المجتمع مشتركة

، إضافة إلى يقدّمها المجتمع المدني لدعم الخدمات أو دعم التعليم أو دعم التنمية والصالح العام

، Conseils de Jeunesseب ، مجالس الشباConseils de Quartiersتشكيل مجالس لألحياء

تتولى مهام رفع اإلطار المعيشي والترفيهي للمواطن، Ateliers d’Habitantsوورشات السكان

ارسة ملمع المواطنون تحت أطرها المختلفة حيث يجتم .طريق التأثير في السياسة العامة ، عن...

الضغوط أو التأثير في عملية صنع القرار وصياغة السياسات40

الباحث مصطفى ويرى .

المواطنون يشاركون في صنع القرار من خالل المشاركة في النقاشات المناصيفي أنّه إذا كان

المحلية المتعلقة بالبرامج التي تهدف إلى تحسين ظروف حياتهم، فإّن مشاركة المجتمع المدني في

.ما معاتدبير الشأن العام المحلي قد تكون أتناء صياغة القرار أو في التنفيذ أو ه41

:ويشترط في هيئات المجتمع المدني جملة من الشروط األساسية يمكن أن نجملها في ما يلي 42

كيانات غير ربحية، لها استقاللية عن جميع الهيئات الرسمية العامة، ووحدات اإلنتاج -

.الفردية أو العائلية الخاصة

.تها وصالحهاقادرة على ممارسة أنشطة جماعية يعبّر من خاللها عن إراد -

ال تسعى أن تحّل محّل أجهزة الدولة، وال تقبل تولّي أّي من مهام الحكم، سواء على -

.المستويين المركزي أو المحليّ

الوطنية، ولعملها ونشاطاته طبيعة مدنية محضة، تدم من والقوانينخاضعة للتشريعات -

خاللها الصالح العام، دون تسييس أو ارتبط باألحزاب

مل هيئات المجتمع المدني في الدول المغاربية جانبا كبيرا من المسؤولية في نقل المواطن تتحو

، إلى The Apathy Voter الة االنتخابيةواالستقالة المدنية والالمبا" يةحالة السلبية السياس"من

عالقة الحدّ األدنى من النشاط السياسي واالقتصادي اإليجابي، خصوصا في حاالت اشتداد تأّزم ال

مع السلطة ووضوح حاالت اإلفراغ االجتماعي الحادّة، حيث أّن غياب المواطن عن النشاط




23

[2013]

السياسي العام هو مرحلة أساسية تؤدّي بالضرورة إلى فقدان الرأي العام توّجهه السياسي

عن األحزاب، في إعادة تمثيل " البديل الشرعي"واالجتماعي، لذلك تعتبر هيئات المجتمع المدني

، والهيئة األهم في ممارسة المحاسبة بالطرق اإلجرائية المثلى ،حليةملمواطن أمام السلطة الا

في المجال ، Public Funding/Public Financingوالمساءلة حول كيفيات تسيير المال العام

، لكنها تتلقى معظم مشكالتها بسبب المعوقات اإلدارية التي تفرضها السلطة المركزية أوالتنموي

.سلطة الجماعة المحلية43

أّن الفصل بين A. Gramsciيقول عالم االجتماع السياسي اإليطالي أنطونيو غرامشي

والمجتمع السياسي، ومن السلطات، ما هو في الحقيقة سوى تجسيد للصراع بين المجتمع المدني

مجرد آلية لتنظيم العالقة بين ّن الديمقراطية والدستورية ليسا هدفا في حدّ ذاتهما، بل هما أهنا نفهم

ساقطا "تشكيل برلمان أكثر ارتباطا بالمجتمع المدني ظّل رهانا إشكاليةاألفراد والسلطة، كما أّن

، ألّن السلطة عملت على تفكيك األطر المدنية للنضال المجتمعي، بسبب الدور األمني "بالتقادم

العنف "الحتكار السلطة ،"البحت"الذرائعي المبالغ، الذي يستمد شرعيته في النهاية، من المنطق

رأس المال : "لذلك أصطلح غرامشي على تسمية المجتمع المدني بمصطلح". الشرعي

، والمحّرك األساس لحسبة الديمقراطية"االجتماعي44.

:ويمكن تلخيص دور الجمعيات في دعم صياغة السياسة العامة

.أولويات لحكم، والقرب من الساكنة المساهمة في تحليل حاجات السكان، وتحديد -

.المساهمة في تعبئة الساكنة لتمكينها من المشاركة في تدبير الشأن المحلي -

.تقوية الديمقراطية التشاركية والمرافعة ورفع لعرائض حول مطالب السكان -

.مساءلة السلطة المحلية من جل تحقيق الحكامة والرشادة التسييرية -

.ع المشاركة والديمقراطية والحوار المجتمعيالتوعية والتحسيس وتوسي -

. المساهمة في مراقبة مدى تحقيق الشفافية في التسيير -

The Private Sector/ The Private Player :القطاع الخاص -0

كما يقول صاموئيل " يصلح للبالد General Motorsما يصلح لجنرال موتورز "

هنتنغتون45

بح إدماجه أكثر من ضرورة بعد فشل المؤسسات هو فاعل أص، فالقطاع الخاص

العمومية في تدبير المرافق العمومية عن طريق أنمط وتوجهات تسيير غير صائبة، فمنحت هذه

اآللية للشراكة مع القطاع الخاص فرصا حقيقية لتدبير المرافق المحلية عن طريق عقد االتفاقيات

االقتصاد المختلط، التدبير المفوض، عقود )اط من وخلق أنم الشرعي التي تسّهل الشراكة والتعاون




24

[2013]

ثر فعالية من ، حتى يعود تنفيذ السياسات التنموية المحلية من طرف القطاع الخاص، أك(االمتياز

Conflict of ، وبعيدا عن المزيد من الصراع المجتمعي وتضارب المصالح الناحية التنموية

Interests المصالح، أو سيطرة جماعات Interest Groups/ Stakeholder، والجماعات

.Leverage النفوذو Establishment Elits and Lobby الضاغطة

في الغالب، كانت السلطة مجّرد أداة لتكييف أدوار وأهداف نضال المجتمع المدني لتطويعه

جالّي، للحفاظ واحتوائه، بما يالئم طبيعة البنية االقتصادية، التي يحتاجها األفراد على وجه استع

، فتّم رهن نضال المجتمع المدني مجدّدا، وحصره في "اإلنسانية"على الحدّ األدنى من الخدمات

، في الوقت الذي كانت فيه مجّرد خيارات "تنموية"الدفاع عن الخيارات التي دعيت بأنّها

نتاج، الذي تقاس ، ألّن التجارة لم تكن مطلقا بديال عن الصناعة واإل"استهالكية ونهمية واضحة"

، لكن بهذا اإلطار اإلصالحي الجديد أصبح دور القطاع الخاص يتجاوز مجّرد "النمو"به نسبة

التي بإمكانها أن تنهض بالواقع ،Funding/Sponsoringالتمويل والرعاية عمليات الشراكة إلى

.واإلطار المعيشي للمواطن

والمتوسطة، التي تعتبر جيال جديدا من تجربة المؤسسات الصغيرة الجزائر وقد اعتمدت

القانونية م مساهمتها المؤسسات التي تواجه تحدي المساهمة في رفع نسبة النمو االقتصادي، وتنظّ

كشريك في العملية التنموية ثالثة قوانين هي قانون العمل والضرائب وحماية البيئة، في ظّل

، المجتمع والبيئة بطريقة ايجابية ش األفرادأن تنعكس على أنماط عي تراهن علىتنافسية عالية

.تساهم في توفير الحاجات التنموية المطلوبة من الجماعة المحلية46

:الخاتمة

توصلت هذه الدراسة البحثية إلى أّن القناعة الرسمية في كّل من الجزائر والمغرب قد تأكدت

الجمعيات، مع ذلك، فقد نتج عن تمكين نظريا، لكنها لم تتحقّق ميدانيا بسبب ضعف األحزاب و

السلطة المحلية من استقالليتها في اتخاذ القرار عن طريق اعتماد الالمركزية اإلدارية، ثّم اعتماد

المقاربة التشاركية، نتج عنهما تحّول نمط التسيير على المستوى المحلي، تحت غرض وهدف

تخفيف عبء السلطة المركزية مع مرور تحقيق توزيع عمودي للسلطات، بإمكانه أن يساهم في

.الوقت

مقاربة ولإلجابة على التساؤل المركزي لهذه الدراسة، فقد توصلت هذه العملية البحثية إلى أّن

لشرعية مشاركة المواطن والمجتمع المدني والقطاع قد أّسست وأرست الديمقراطية التشاركية

اإلصالح السياسي في نجاحتمثالتها تجلّتايجابية أوجه تأثيرب الخاص في تدبير الشأن المحليّ

، في جعل عجلة التنمية تعود إلى الحركية من في حالة الجزائر والمغرب الذي أعتمدواإلداري

.جديد بفضل هذا التطور على المستوى المحلّي العام




25

[2013]

ة المغربية مقاربة الديمقراطية التشاركية في المملككما توصلت الدراسة إلى أّن اعتماد

تخفيف عبء الوصاية المركزية لصالح لفرص قد ستهم بالفعل في خلق والجمهورية الجزائرية

من حاالت االنسداد التنموّي والفشل ، نتج عنها بداية التخلّصالمجالس المنتخبة للجماعات المحلية

الجدد في عملية التسييري على المستوى المحلي، بعد أن أصبحت التشريعات تبيح مشاركة الفواعل

اتخاذ القرار، بما يجنّب الجماعة المحلية الفشل التنموي واالضطرابات غير المتنبأ بها، نتيجة

ويمكن أن نعتبر أّن القناعة المغاربية المتزامنة بهذه . تهميش المواطن والجمعيات والقطاع لخاص

أن تحدث تحوالت عميقة في المقاربة قد كان نتيجة التعّرف على نماذج عالمية ناجحة، استطاعت

.المجتمعات المحلية التي لطالما عرفت بالعجز التنموي

:وتوصلت الدراسة إلى ما يلي

المواطن في الحصول على فرصة أّن اعتماد مقاربة الديمقراطية التشاركية تأكيد على حّق -

بعة المشاريع واالستشارة والمشاركة في المجالس المنتخبة للمجالس المحلية ومتا اإلخبار

المنجزة والمشاركة في تقييمها، وتقتضي هذه العمليات من مجالس المنتخبين في الجماعات

واقتسام المسؤولية والمعرفة مع المواطن، ،والتفاعل اإلنصاتالمحلية، االرتقاء بثقافة

.واالنفتاح على فواعل المجتمع من المجتمع المدني والقطاع الخاص

التعقيدات اإلجرائية المعرقلة غرض عزل لديمقراطية التشاركية جاء بأّن اعتماد مقاربة ا -

التوزيع العادل للثروة والعدالة الحركية التي تضمن وحالت دون تحقيقلألهداف التنموية،

.االجتماعية

تحاول مقاربة الديمقراطية التشاركية أن ترّمم العجز الذي تفرضه نتائج العملية -

.المطلقة األغلبيةرأي وتناسب بالضرورة تجالس تمثيلية ال االنتخابية في خلق م

اقتضاء إشراك المواطن، في النهاية له مكمن أّن اعتماد مقاربة الديمقراطية التشاركية و -

قصدّي وغائّي، يتمحور حول دعم استقرار الجماعة المحلية ومنعها من الوقوع في

.االقتصادّي والتحديث االجتماعي األخطاء التي تضيع عليها الفرص التنموية لإلقالع

هو توظيف مقاربة الديمقراطية التشاركية وإدماجها في صياغة السياسة العامة المحلية -

للقرارات اإلدارية التي تتخذها مجالس الجماعات ةل العقالنيائاختيار البدبغرض دعم

ية التي تتماشى المحلية على الصعيد المحلي لتسيير شؤون المدينة وتحريك عجلة التنم

.ومطالب الساكنة

هو فاعل أساسي للنهوض باألعمال االجتماعية المحلية وتأكيد الفاعلية المجتمع المدني -

السياسية للمواطن، خصوصا بعد أن تأكد دوره في معرفة حاجيات ومتطلبات المجتمع

.المحلي

فق المحلية عن فرص حقيقية لتدبير المرا يرجى من إدماجه خلقهو فاعل القطاع الخاص -

االقتصاد )وخلق أنماط من الشرعي طريق عقد االتفاقيات التي تسّهل الشراكة والتعاون

.(المختلط، التدبير المفوض، عقود االمتياز




26

[2013]

تخفّف الدولة من عبء يمكن أن ال وقد توصلت الدراسة إلى صحة الفرضية األولى، حيث

المحلية عن التمويل الذاتي، الذي يجعلها ال وصايتها المركزية سوى عن طريق بحث الجماعة

وتوصلت الدراسة إلى صحة الفرضية الثانية، حيث . من البنوك ألالقتراضالدولة أو إعانةتنتظر

لمجالس المنتخبة للجماعات المحلية في الدول المغاربية، إالّ عبر اعتماد تقوية لتتحقّق ال يكن أن

تتيح مشاركة المواطن والمجتمع المدني وبقية الفواعل مقاربة الديمقراطية التشاركية التي

.المجتمعية في تدبير الشأن المحلّي العام

مشاركة المواطن بإمكان كما توصلت الدراسة البحثية إلى صحة الفرضية العلمية الثالثة، حيث

مية، لكنفي تنظيم المطالب المجتمعية داخل المؤسسات الرستساهم أن في عملية اتخاذ القرار

االحتجاج إذا لم تتمكن سياسة الالمركزية من ممارسة حقّه في جهة أخرى من مشاركته لن تمنعه

اإلدارية والتشاركية من تحقيق القرب من المواطن، واقتسام السلطة بين الدولة والمجتمع، لتجاوز

.القائم االنسداد الديمقراطي والعجز التنموي

نجاح التشارك والتشاور ة الفرضية الرابعة، حيث ينتج عن كما توصلت الدراسة إلى صح

د إلى بإمكانها أن تقو، في تدبير الشأن المحليّ الحكامة والرشادة والشفافية ظهور أنماطالمجتمعي

.نماط جديدة من التسيير المحلّي الناجحتجاوز الفشل التنموّي نحو أ

في الدول ز المحلي للجماعات المحليةقد زاد من العجلكن، وبالرغم من كّل ما سبق، ف

، الوضع السياسي العام على مستوى القطر الواحد، وحالة الديمقراطية والحريات، المغاربية

والقدرة التنظيمية والتسييرية للحكومة ومدى قدرة المؤسسات التشريعية على حّل كافة العوائق التي

انتشار الفساد وانعدام المحاسبة والمراقبة على تنعكس على السياسة المحلية في مظاهر سالبة، نحو

المستوى المحلي، نتيجة ضبابية الرؤية وتداخل صالحيات صانعي القرار على المستوى المحلي،

وكيفيات التوفيق بين الفرقاء السياسيين داخل تشكيل المجالس المحلية، والبيروقراطية االدارية التي

ديد من المشكالت السياسية واإلدارية المتراكمة، ناهيك عن تعوق تحقيق األهداف التنموية، والع

س المتعّمد للقضايا اإلداري واإلصالح للشأن السياسي العام، وإعطائه طابعا إعالميا مسيّسا، يالتسي

.نظريا وتطبيقيا" التشاركّ "بعيدا عن التجسيد الحقيقي لمفهوم




27

[2013]

:الهوامش واإلحاالت

.ورقلة الجزائر، قسم العلوم السياسية، جامعة قاصدي مرباح محاضرأستاذ -

[email protected] :البريد االلكتروني

1 - S. Ulas BAYARTAR , Local Participatory Democracy… The Local Agenda

201 Project in Turkish Cities, Paris, Programme Doctorale de CEVIPOF,

Doctorat de Sociologie Politique, Institut d’Etudes Politiques de Paris,

(05/12/2006), p. 29.

2، "مقاربة في الحسبة الديمقراطية: دور المجتمع المدني في ترقية الحكم الراشد"أمحند برقوق، -

– 18. ص –، ص 8116جانفي ، 12: مركز الشعب للدراسات اإلستراتيجية، العدد: ، الجزائرالشعب

11.

3. المسيرة للنشر، دالدار : الدوحة( )عامر الكبيسي: ترجمة) صنع السياسة العامة جايمس أندرسون، ـ

.11 – 95. ص -، ص (ت

4الفكر : بيروت) (دسمية فلّو عبّو: ترجمة)، النظام السياسي لمجتمعات متغيرةصاموئيل هنتغتون، -

.742.ص ،(7661، 7.دار الساقي، ط الغربي الحديث،

5طيــة واالنتخابــات المؤسســة الدوليــة للديمقرا) تقييييم الديمقراطييية المحلييية فييي المغييربـــــــــــــــ، -

IDEA71. ، ص(ت. ، الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، د.

6مجلة " فساد المجالس المحلية المنتخبة وإصالح اإلدارة المحلية بالجزائر،"قوي بوحنية، : أنظر) -

((.8178)القاهرة، مؤسسة األهرام، الديمقراطية،

7العرب ، "في ظّل غياب األحزاب... غرب اليومجدوى الديمقراطية في م"ــ المنجي بوسنينة، -

.77. ، ص8111/ 77/ 71السبت . عدد: ، لندناألسبوعي

8 11المؤرخ في 61/12قانون رقم -: القوانين المعنية باإلصالحأنظر ) نفس المرجع السابقبوحنية، -

(.متعلق بالواليةال 7661أبريل 1المؤرخ في 61/16قانون -المتعلق بالبلدية 7661أبريل

9. عدد: ، الجزائرالشعب، "واقع وآفاق:اإلصالحات السياسية في الجزائر"ــ عّمار بوحوش،

78/11/7661) 11 – 19. ص –، ص.

البلدية الجزائرية في بعدها المؤسساتي، تصنّف في خانة المصنع المنتج، الذي تطبق عليه قوانين -

الواردة في القانون التجاري، والتي تفرض على البلدية المدينة للبنوك المؤسسات اإلنتاجية ومادة اإلفالس

.إعادة جدولة ديونها

mailto:[email protected]

mailto:[email protected]




28

[2013]

بلدية فقيرة بين 7712على الرغم من النجاح المحقّق في تقليص عدد البلديات الفقيرة في الجزائر من -

مع نهاية 7457ن بلدية من بي 571، إلى النصف تقريبا، أي 7666بلدية عبر الوطن قبل سنة 7457

، عن طريق آليات مسح الديون، حتى حولت البلديات العاجزة إلى بلديات معتمدة على التسيير 8178السنة

الذاتي، لكن انطالقا من تجربة جديدة تقّر مبدأ الديمقراطية التشاركية الذي سيتيح للمواطن الحّق في

ساهمة في اقتراح أفكار تنموية داخل المجالس المشاركة في مراقبة عملية صناعة القرار، وتتيح له الم

.الشعبية البلدية والوالئية المنتخبة10: تعريب) االستشراف االستراتيجي للمؤسسات واألقاليمميشال غوديه، فيليب دوران، قيس الهمامي، -

: نسالكونسرفاتوار الوطني للفنون والحرف ليبسور، تو LIPSOR: باريس( )وليد عبد الحي، سليم قاللة

مركز الدراسات التطبيقية واالستشراف، : ، الجزائرمخبر االبتكار االستشراف االستراتيجي والتنظيم

.746. ، ص(ت.د

11، العرب األسبوعي، "في ظّل غياب األحزاب... جدوى الديمقراطية في مغرب اليوم"ــ يحي بوافي،

.19. ، ص8116/ 16/ 11السبت . عدد: لندن

12السياسة العامة واإلصالح في ل، علي خليفة الكواري، عبد العزيز دمحم الدخيل، عبد المحسن هال -

. 79. ، ص(8171منتدى المعارف، منتدى التنمية، : بيروت) مجلس التعاون الخليجي

13 .مرجع سابقبوافي، -

14ة في تفعيل العمل الجمعوي لمكافحة الفساد وإرساء الديمقراطية المشاركاتي" ــ صالح زياني،

79) واقع وتحديات: رائالتحوالت السياسية إشكالية التنمية في الجز: الملتقى الوطني حول " الجزائر،

.كلية العلوم القانونية واإلدارة الشلف، –، جامعة حسين بن بوعلي (8112ديسمبر 71 –

15مجتمع المدني، ندوة البرلمان، ال: األسس واآلفاق... الديمقراطية التشاركية "ــ األمين شريط،

.59. ، ص8112، 19: عددالوزارة العالقة مع البرلمان، : ، الجزائرمجلة الوسيط، "الديمقراطية

16( عادل زعيتر: ترجمة)، 8. ط العقد االجتماعي أو مبادئ الحقوق السياسية،جون جاك روسو، -

-، ص (7664ائع اإلنسانية، اللجنة الدولية لترجمة الرو: مؤسسة األبحاث الدولية، األونسكو: بيروت)

.796 – 792. ص

17ع موق" التسيير الجماعي بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية،"بوخريص، فوزي -

: ، الرباط، على الموقع اإللكترونيتنمية

≤http://www.tanmia.ma/article.php3?id_article=19130&lang=fr≥

18 - BAYARTAR, Op. Cit., p.32 .

19 - Idem. , P. 34.

http://www.maghress.com/author?name=%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A

http://www.tanmia.ma/article.php3?id_article=19130&lang=fr




29

[2013]

20

.12.، صمرجع سابقاألمين شريط، -

21 .المرجع نفسه -

22 .السابقالمرجع ، بوخريص فوزي -

23- JOHN GAVENTA, Participatory Development or Participatory

Democracy?.... Linking Participatory Approaches to Policy and Governance,

Participatory Learning and Action , N. 50, (October 2004); p p. 150 – 159.

24 .مرجع سابقبوخريص، -

25 :، الموقع االلكترونيالمجتمع المدني و الديمقراطية التشاركية ،مصطفى المناصفي -

≤http://elmnasfi.canalblog.com/archives/2010/03/11/17197247.html≥


27دراسة حالة المجلس الوطني –دور المعلومة في رسم السياسة العامة في الجزائر "أحمد طيلب، -

، مذكرة ماجستير في العلوم السياسية، اختصاص التنظيم السياسي واإلداري، "–االقتصادي واالجتماعي

.71. ، ص(8111 – 8119: الموسم الجامعي)بن يوسف بن خدة، 1ائر جامعة الجز

28" اد تقاطعات بنائية ووظيفية،نحو إيج: الجهوية الموسعة والديمقراطية التشاركية "، عثمان الزيانيــ

: ، على الموقع اإللكتروني(8177 – 11 - 71)، الرباط، االتحاد االشتراكي

≤http://www.maghress.com/alittihad/125053≥

29 .مرجع سابق ــ صالح زياني،

30ديمقراطية خارج ... المحلية في تدبير الشأن المحلي بالمغربدور الحكامة "ــ محسن الندوي،

.77. ، ص8116/ 77/ 75السبت . عدد: ، لندنالعرب األسبوعي، "الشعارات


32دليل إدماج مقاربة النوع االجتماعي في ميزانية خديجة الرباح، رشيدة الظاهري، دمحم الرحموني، ـ

الجمعية الديمقراطية لنساء : ، الدار البيضاءUNIFEM: اليونيفام) FMADالجماعات المحلية

. 12. ، ص(8119ــ 8114المغرب،

33مستقبل : "يوم دراسي بعنوان ،"الجهوية المتقدّمة والجهوية الموّسعة،" عبد الرحيم منار السليمي، -

ة جامعة القاضي عياض مالليكلية العلوم الس "التنمية بجهة مراكش في ضوء المستجدات الدستورية،

(.8178مارس 17السبت )مركش،



http://www.maghress.com/alittihad/125053




30

[2013]

34

مجلس الشباب والعمل .. أي دور للمجتمع المدني في ضوء التحوالت الدستورية؟"، دمحم الغالي -

مستقبل التنمية بجهة مراكش في ضوء المستجدات : "يوم دراسي بعنوان، "الجمعوّي نموذجا،

(.8178مارس 17السبت )القاضي عياض مركش، ماللية جامعةكلية العلوم الس "الدستورية،

35تفعيل الديمقراطية التشاركية لبلوغ : الجلسات العامة حول منظمات المجتمع المدني"ب، . فضيلة -

. 18. ، ص(8177جوان 74األربعاء )، 747476: الجزائر، العدد الشعب،" الحكم الراشد،

36 .نفس المرجع السابق "صالح اإلدارة المحلية بالجزائر،فساد المجالس المحلية المنتخبة وإ"بوحنية، -


38 .875. ، صمرجع سابق، طيلب -

39 .11. ، صمرجع سابقبرقوق، -

40

دليل ... ،(ناتالي سليمان: ترجمة) Election Terminologyالمصطلحات االنتخابية ــــ،ــــــ ــــــ

Guide to Frequently Used Terms and Phrasesالمترجم للمصطلحات والعبارات الشائعة

Translator’s (NDI : ،8116المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية)88.، ص.

41 .مرجع سابق، المناصفي -

42 2001الفترة )تطور العالقة بين الحكومة والبرلمان في النظام السياسي الجزائري طارق عاشور، -

في العلوم السياسية، تخصص تنظيمات سياسية وإدارية، الجزائر، جامعة ، مذكرة ماجستير (1001 –

.774 – 775. ص –، ص (8116 – 8112: الموسم الدراسي الجامعي)الحاج لخضر باتنة،

43: ، الجزائرمجلة الوسيط، "العالقات مع البرلمان والمجتمع المدني في الجزائر"عبد الناصر جابي، -

.45. ، ص8112، 19: عددالان، وزارة العالقة مع البرلم

44 .11. ، صمرجع سابقبرقوق، -

45 .11. ، صمرجع سابقهنتغتون، -

46وزارة المؤسسات الصغيرة : الجزائر، 17. ط ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة الجزائرية،ـــــــــــــ، -

.55. ص، (8116)والمتوسطة والصناعات التقليدية،

Law

إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي حالة المغرب والجزائر دكتور عصام بن الشيخ