¶T µ¶¶ A.²GÔ>AŸGkÒGV zy{z ¡ 555

5

55W

55

¶¹¶µ¤xÏ

×Ï϶} ¶·

Á¶¶£¶} ¶¶ ÏÏ x

Ö A¹aA‚G‡ yy

z{y

zy5WWV

555

¡~5

5

¶¶·¶ ¶

µ ¶¶}¶µ ¶

¶ Ï Ï Ï Ï Ï ÏÏ

¶T µ¶¶ A.²GÔ>AŸGkÒGV zy{z ¡ 555

5

55W

55

¶¹¶µ¤xÏ

×Ï϶} ¶·

Á¶¶£¶} ¶¶ ÏÏ x

Ö A¹aA‚G‡ yy

z{y

zy5WWV

555

¡~5

5

¶¶·¶ ¶

µ ¶¶}¶µ ¶

¶ Ï Ï Ï Ï Ï ÏÏ

اإلدارة: ٠١٠٠٦٧١٤٧٦٨ المبيعات: ٠١١٢٠٠٠٤٦٤٦

٢٠١٤/

١٤٣٥هـ /٢٠١٤م

رقم اإليداع

الطبعة األولى

y

¶T µ¶¶ A.²GÔ>AŸGkÒGV zy{z ¡ 555

5

55W

55

¶¹¶µ¤xÏ

×Ï϶} ¶·

Á¶¶£¶} ¶¶ ÏÏ x

Ö A¹aA‚G‡ yy

z{y

zy5WWV

555

¡~5

5

¶¶·¶ ¶

µ ¶¶}¶µ ¶

¶ Ï Ï Ï Ï Ï ÏÏ

&$Àä+k&<tDÎs¥e yy

y V¡~4WV

zyyy ì

طيف البرعي د بن عبد الل د. محمأبو حمزة المهاجري

م له راجعه وقدفضيلة الشيخفضيلة الشيخ

العظيم عبد سعيد فــريــدد. أحــــمــــد د. السنوسي أنــور د. الشيخ أ. حسين أبو بكرأ. مـــاهـــرالشيخ أ. شحاتة صقر ــــن ــــي أم د.

اإلسكندرية أبو سليمان ش عمرأمام مسجد الخلفاء الراشدين٠١٠٠٦٧١٤٧٦٨ - ٠١١٢٠٠٠٤٦٤٦

اإلسكندرية مصطفى كاملبجوار مسجد الفتح اإلسالمي٠١٠٠٥٠١٣١٥١ - ٠١٠٩٤٥٥٥١٥٧

توزيــع

التثبت من ا2خبار والقضاء على الشائعات

إعتراف بالفضل والجميل ألهل الفضل الجميل الحمد هللا علي نعمائه كما نحمده علي امتحانه وابتالئه، والحمد له سبحانه ج بعد الكرب، فالحمد الحمد له علي ما أحصيناه نب وأن فر أن أمهلنــا بعد الذ

له وعلي شر نقصيه. وما ال نحصيه، والحمد له علي خير نحصكر لك ربنا عدد األنفاس وعدد األناس وعدد الخير النازل فالحمد لك والشمل في ــاعات واللحظات وعدد حبات الر منــك والباس، والحمد لك عدد الســكر عدد ــماوات،، الحمد لك والش الفلوات وعدد الكواكب واألجرام في السما دقت قلوب العابدين وعدد ما انهمر من دموع الخاشــعين وعدد ما ســال من دمــاء المجاهدين، الحمد لك ربنا في األزل والحمــد لك لم يزل والحمد لك عــدد ما حمدك حامد وبــذل، ربنا ال نحصي ثناء عليك، وال يكفي رجاء إليك، فجميع الحمد إليك ال يكفي، وما كان من حمدي إليك ال يشفي، فالحمد لك ين، اللهم لك ليــن، والحمد لك في اآلخرين، والحمد لك إلي يوم الد في األوالحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد ما وسع عفوك

وعظيم غفرانك.ــالم علي ســيد الخلــق أجمعين الهــادي بموعــود ربه إلي ــالة والس والصينا بمشــيئة ربنا قنا وال صل ي لواله ما اهتدينا وال تصد صراطــه المســتقيم، والذوفضلــه ومنه وكرمه علينا، وبعد، فإن هذه الكلمات حق لكل من نســبت إليه، ولــكل من كان له فضل وجميل ال أســتطيع جزاؤه عليــه، فلجميعهم في عنقي اهــم بحبيبنا المصطفي في ـة، عســي اهللا أن يتقبل منا ومنهــم وأن يجمعنا وإي منـ

أعلي درجات الجنة.

٥

التثبت من ا2خبار٦

أسأل اهللا ۵ أن يجزي كل من أسهم بقليل أو كثير في هذا العمل المتواضع كل خير وهم كثر وجميعهم من الفضالء المشهود لهم بالعلم والورع. أعترف ده برحمة واسعة وأن ال بفضل والدي رحمه اهللا علي وأســأل اهللا ۵ أن يتغم أواه من ظلمات القبر يريــه مقعــده في أعلي جنان الخلد في قبــره وأن يحفظنا وإيوكربات يوم القيامة وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناته فقد ترك لنا حمال ــرعي وأســأل اهللا أن يعينني علي ة بتركته وميراثه الش ثقيال وقد أقام علي الحج

القيام بها خير قيام وهو المستعان.كتور ســعيد عبد العظيم -حفظه ــيخ الد ــكر إلي فضيلة الش ه بالش ثم أتوجــرعية اهللا- علي اآللية التي ســمح بها فضيلته لمراجعة واعتماد المصنفات الشكتور أحمد فريد – حفظه يخ الد التي تعرض لفضيلته. وجزا اهللا خيرا فضيلة الشي طالما أثقلت عليــه واحتملني ألجل خروج هــذا العمل إلي النور. اهللا- الــذنوسي – حفظه اهللا- خيرا كثيرا كتور أنور الس يخ األستاذ الد وجزا اهللا فضيلة الشي بذله فضيلتــه في تتبع ما ورد في وأجــزل له العطاء علــي المجهود الكبير الذكتور يخ الد هذا العمل حرفo حرفo إهماال وإعجامo. وجزا اهللا خيرا فضيلة الشوجــدي غنيم – حفظه اهللا- علي ما بذل من وقت وجهد في مراجعة بعض هذا العمــل والتعليــق عليه بالفوائد الغنيــة والنكات الملية رغم مــا يواجهه فضيلته من تضييق وتغريب عســي اهللا أن يجزيه خيرا عن اإلســالم والمســلمين. وجزا ل من سطر في ــيخ المعلم حســين أبي بكر – حفظه اهللا- أو اهللا خيرا فضيلة الشل من خبر به وعلم، وجزاه خيــرا علي ما بذله من وقت هــذا العمل بالقلــم وأود صقر – حفظه ــيخ شــحاتة محم ثمين وجهد أمين. وجزا اهللا خيرا فضيلة الشاهللا- علــي عنايتــه ومراجعته القيمــة رغم ضيق الوقت لديه، بــارك اهللا فيه وفي

وقته وجهده.

٧ والقضاء على الشائعات

كتور أمين ماهر بهجات ب الد يخ المؤد وشــكر خاص لشــيخي فضيلة الش– حفظــه اهللا- علي عنايته الكبيرة وفضائله الكثيــرة وخدماته الوفيرة وعلي ما

قام به ما قام به ووساطته في الخير ألجل مراجعة هذا العمل واعتماده من قبل كتور سعيد عبد العظيم – حفظه اهللا-. يخ الد فضيلة الش

ــيخ العالمة o حتي نعــرف لفضيلة الش وال يكــون االعتــراف بالفضــل تامث أبــي إســحق الحوينــي – حفظــه اهللا وأمــد لنا فــي عمــره- فضائله المحــدومناقبــه ومجهوده في هذا العمل وفي غيره، فكل مــن له عناية بعلوم الحديث ــن هم خارجها- إنما هــم عيال عليه والمصطلــح - فــي داخل مصر وكثير ممالم – حفظه اهللا- ــيخ بدر الس والفضل ال محال موصول إليه. وكذا لفضيلة الشــؤون اإلســالمية واألوقاف بالمملكة عوة واإلرشــاد بوزارة الش عضو هيئة الدل من طلبت العلم علي يديه وله علي فضل يســتديم ة، وهو أو ــعودي العربية السد يخ الحبيب المتقن محم ــكر لفضيلة الش ه بالش إلي يوم ألقي اهللا ۵. كما أتوجي له بن إسماعيل بن عبد العزيز – حفظه اهللا- الباحث في علوم الحديث والذي أعتز بكوني من تالمذته وأسأل اهللا ۵ أن كبير األثر في منهجي العلمي والذ

يجزيه عنا خير الجزاء وأن ينفع به اإلسالم والمسلمين. وفــي معرض حديثنا عن االعتراف بالفضل ألصحاب الفضل ال يمكن أن ي بذله شــيخي الحبيب علــي مصطفي –حفظه اهللا- في أغفل الجهد الكبير الذــيخ ة، وكذا أخي الحبيب فضيلة الش مراجعــة الكتــاب والتعليق عليه بفوائد جمي فــاق جهده جهد د بن عبد الفتــاح المنوفي – حفظه اهللا- والذ كتــور محم الدتصنيف هذا المصنف فقد سعي سعيo حثيثo ألجل مراجعة هذا العمل عند عدد ــيخ شريف بن حسنين – حفظه اهللا- مدير من األشــياخ. وكذا أخي الحبيب الش

كتور أحمد فريد علي ما بذل من وقت وصبر ومتابعة. يخ الد أعمال فضيلة الش

التثبت من ا2خبار٨

ــكر إلي الناشــر وإلي كل من كان له دور في ســبيل إخراج ه بالش كما أتوجهذا العمل، عســي اهللا أن ينفع به، وأســأل اهللا ۵ أن يجزينا وإياهم خير الجزاء نيا واآلخرة وأن يرزقنا جميعــo اإلخالص في القول والعمل وأن يتقبله فــي الد

منا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كتبهد بن عبد اللطيف البرعي محم

أبو حمزة المهاجري

٩ والقضاء على الشائعات

╝

كتور يخ الد مة فضيلة الش مقدسعيد عبد العظيم حفظه اهللا

ان علــي صفيه من خلقه ــالم األتم الة والس الحمــد هللا رب العالمين والصد رســوله ونبيه عليه أفضل وخليله المصطفــي المبعوث رحمة للعالمين محم

الة وأتم التسليم، وبعد الص يقــول اهللا ســبحانه وتعالــي: ﴿/ 0 1 2 3 4 5 6 بنــا يؤد وهنــا [الحجــرات:٦]، ﴾? > = < ; : 9 8 7ربنــا كيف نتثبــت من األنباء حتي ال يصاب أحد بجهالــة، فيكون مدعاة للندم، وما هذا إال لكون األمر جلل. وقال ســبحانه وتعالي بعدما أقســم بآيات غالظ

º ¹ ¸ ¶ µ﴿ :ــد بآيات شــداد أتبعها ســبحانه وتعالي وتوعأ « ¼ ½ ¾﴾ [الطــور:١١-١٢]، والخوض هنا انغماس في القول والتجر oد علي هذا األمــر وأعد له عذاب علــي تكراره دون أن يعقله، فســبحان من شــد

ô ó ò ñ ð ï î í ì ë ê é è﴿ :۵ شــديدا. وقــد قــالســبحانه فجعــل ــر:٤٢-٤٥]، ث [المد ö õ مض ü û مظ جع ﴾

رك األسفل من النار. وتعالي مسلك هؤالء الددا ويمنعنا ملسو هيلع هللا ىلص أن نشيع عنه خبرا كاذبo حيث قال ملسو هيلع هللا ىلص: «من كذب علي متعمث بحديث ــالم: «من حد الة والس ـار»(١)، وقال عليه الص أ مقعده من النـ فليتبــوحيــح من حديث أنــس بن مالــك ڤ (١٠٨) كتاب العلم- بــاب إثم من رواه البخــاري فــي الص (١)فظ من طريق أ مقعده من النار». وله بهذا الل د علي كذبا، فليتبو كذب علي النبي ملسو هيلع هللا ىلص، بلفظ: «من تعمالمغيــرة بن شــعبة ڤ (١٢٩١) كتاب الجنائز- باب ما يكره من النياحــة علي الميت، بزيادة «إن فظ من حديث = حيح بهــذا الل مة الص له. ومســلم في مقد كذبــا علــي ليس ككــذب على أحد»في أو

التثبت من ا2خبار١٠

ث يري أنه كذب فهــو أحد الكاذبين»(١)، وقال ملسو هيلع هللا ىلص: «كفي بالمرء كذبo أن يحدبكل ما سمع»(٢).

ثه عن رجل وجــاء رجــل إلي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيــز ڤ يحديخــوض في عرضه فقال له اإلمام: «إن كنت كاذبo فأنت فاســق جئت بنبأ وإن ع حد ــاء بنميم أو أنــك تتوب»(٣). وغلظ المشــر از مش كنــت صادقــo فأنت همالشــائعات ووصفها بأمر االفتــراء وجعله ثمانين جلدة في اإلســالم. حتي في جوع ع ضوابــط لألربعة شــهود وجعل الر نا وضع المشــر أمــر الحكم علي الز

=أبي هريرة ڤ ٣ (٣) باب تغليظ الكذب علي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص.واية عن حيح من حديث المغيرة بن شــعبة ڤ، بــاب (١) وجوب الر مة الص رواه مســلم فــي مقد (١)حــه األلباني في صحيح الثقــات وترك الكذابيــن والتحذير من الكذب علي رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص. وصح

غير وزيادته (٦١٩٩) (٢/ ١٠٦٦) ط المكتب اإلسالمي. الجامع الصحيح مــن حديث أبي هريرة ڤ ٥ (٥) باب النهــي عن الحديث بكل مة الص (٢) رواه مســلم فــي مقدغير وزيادتــه (٤٤٨٢) (٢/ ٨٢٧) ط المكتب حه األلبانــي في صحيح الجامع الص ما ســمع. وصح

اإلسالمي.ا ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد (٣) روي ابن عســاكر نحوه في تاريخ دمشــق (٣٦/ ٣٧٣)، قال: «لمام هذا غالم شاب وال علم الملك دمشــق ولم يكن في بني أمية ألب منه في حداثة ســنه قال أهل الشله باألمور وسيسمع منا، فقام إليه رجل فقال: أصلح اهللا األمير، عندي نصيحة. فقال له: ليت شعري ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت مني إليك؟قال: جار لي عاص متخلف عن نفره. قيت ربك وال أكرمت أميرك وال حفظت جوارك، إن شــئت نظرنا فيما تقول فإن فقــال لــه: واهللا ما اتكان صادقــo لم ينفعك ذلك عندنا وإن كنت كاذبo عاقبناك وإن شــئت أقلناك. قال: أقلني أصلح اهللا األمير. قال: اذهب حيث ال يصحبك اهللا، واهللا إني ألراك شــر جندك رجال. ثم قال: يا أهل دمشــق د بن ســالم قال: ســعى ســاع إلى ابن أما أعظمتم ما جاء به هذا الفاســق. وله (٧٣/ ٢٠٥) عن محمعباس برجل فقال: إن شئت نظرنا فيما قلت، فإن كنت كاذبo عاقبناك، وإن كنت صادقo مقتناك، وإن أحببــت أقلنــاك. قال: هذه، ط دار الفكــر. وعزاها صاحب اإلحياء لعلي بــن أبي طالب (٣/ ١٥٧) ســانين، فقال: وروي عن علي رضي اهللا عنه أن رجال ســعى إليه برجل فقال التحذير من كالم ذي اللا قلت فإن كنت صادقo مقتناك وإن كنت كاذبo عاقبناك وإن شئت أن نقيلك له: يا هذا نحن نسأل عم

أقلناك. فقال: أقلني يا أمير المؤمنين، ط دار المعرفة.

١١ والقضاء على الشائعات

يفقــد األربعة التثبت من الخبر، أي أن الحكم في الحدود من ثوابته التثبت من الخبر.

ومن مطلع كالمي هذا أستدل بمليء في أن المنهج اإلسالمي في أحكامه دق فــي القول واليقين في الخبر علي أســاس ال تشــوبه منــا الص وضوابطــه علشــائبة، ومــن ال يعلم ذلك يرجع إلي كيفية وصول كتــاب اهللا إلي أيدينا وكيف ة وهــو كالم نبينا ملسو هيلع هللا ىلص كيف نــزل علي نبينا، والنصــف الثاني من تراث هذه األمتواتر إلينا، وكيفية التثبت من أقوال النبي ملسو هيلع هللا ىلص، وال يعلم هذا األمر إال أصحاب

صنعة التصنيف والتخريج وأهل المصطلح.د ربنا ســبحانه وتعالي من تتبع عورات أخيه وجعل جزاءه بأن اهللا ا توع لمرر ســبحانه وتعالي قائم علي فضيحتــه، هذا لعلمه ســبحانه وتعالي بعظم الضي يقــع علــي المجتمع مــن تتبع تلك العــورات وإشــاعة األخبــار الكاذبة الــذالتي من شــأنها إفســاد المجتمع وإشــاعة الفاحشــة بين المؤمنين والتشــكيك ها صــور لعملة واحدة. ولعل فــي معتقدات الناس والتســفيه من قول الغير، كلالمنشغل بعلم الحديث يعلم مقدار األحاديث الموضوعة والمكذوبة والتي ال ــت بين أقوال أشــرف الخلق أجمعين، وكيف أنها أصل لها والباطلة التي اندس

ة من تلك الكلمات. نة النبوي ر الس ح، وتطه أفنت األعمار حتي تنق أدعو اهللا أن تكون هذه الوريقات التي رتبت في هذا الكتاب نواة ومشــكاة لمن يســير في درب الحق وطريق الهدايــة والتثبت ألجل الحق واليقين، وآخر ــالم علي من أرســل رحمة الة والس دعوانــا أن الحمــد هللا رب العالميــن والص

للعالمين.يخ سعيد عبد العظيم الش

التثبت من ا2خبار١٢

╝

كتور يخ الد مة فضيلة الش مقدأحمد فريد حفظه اهللا

ي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير الحمد هللا الذن الكتاب حمــة، وضم لل، وأفاض عليهم النعمة وكتب علي نفســه الر مــن الزعوة هم بالد ــالم فعم ي كتبه أن رحمته ســبقت غضبه، دعا عباده إلي دار الس الذة منه عليهم وعدال، وخص بالهداية والتوفيق من شــاء نعمة ومنة وفضال، حجفهــذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم، وذلك فضله يؤتيه من يشــاء واهللا ذو

الفضل العظيم. وأشــهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شــريك له شــهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن ال غني به طرفة عين عن فضله ورحمته، وال مطمع له في الفوز بالجنة دا عبده ورســوله وصفيه والنجاة من النار إال بعفوه ومغفرته. وأشــهد أن محمة ــالكين وحج ة للس وخليله، أرســله رحمــة للعالمين وقــدوة للعاملين ومحجة البيضاء، اء والمحج ته علي الواضحة الغــر علــي العباد أجمعين. وقد تــرك أماغبون عن هديه وســلك أصحابه وأتباعه علي أثره إلي جنات النعيم، وعدل الرإلي صراط الجحيم، ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حيي عن بينة، وإن اهللا فنا د اهللا ۵ وعر لســميع عليم، فصلي اهللا ومالئكته وجميع عباده عليه كما وح

م تسليما. به ودعا إليه وسلا بعد، ثم أم

د عبد اللطيف البرعي «المنهج كتور محم حت كتاب األخ الحبيب الد فقد تصفم فيه – ــائعات» وقــد تكل اإلســالمي فــي التثبت من األخبار والقضاء علي الش

١٣ والقضاء على الشائعات

م عن تحريم الكذب ادقين ثم تكل دق وثواب الص حفظــه اهللا- عن وجوب الصجل دق هو أصل اإليمــان وال يزال الر وجــزاء الكاذبين، وال شــك فــي أن الصحابة ڤ ادقين، وقــد كان الص دق حتــي يكتب من الص ي الص يصــدق ويتحردق ـاس، وقد مدح اهللا ۵ المهاجريــن الكرام بالص لكمــال إيمانهم أصدق النـ

« ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ﴿ وقــال: B﴿ :[الحشــر:٨]، وقــال ﴾ µ ´ ³ ²± ° ¯ ® ¬م – حفظه I H G F E D C﴾ [التوبــة:١١٩]. ثم تكلاهللا- عن معني الخبر وشــروط قبوله تمهيدا لموضوع كتابه وهو في بيان كيفية ق من األخبار ــائعات، ثم ختم بلب الكتاب وهو في وجــوب التحق انتشــار الشة إلي موضوع الكتاب حيث ــائعات، وال شك في حاجة األم والقضاء علي الشر»، ر تقر ــائعات، وكمــا يقولون «الخبر إذا تكــر ج للش أن اإلعالم الفاســد يروات حتي وقــد كان هتلر الزعيم النازي يأمر من معه بأن يكذب الكذبة عشــر مرة دق وتربية األم قها هو، فما أحوجنا إلي ضوابط لنقل األخبار وإشاعة الص يصد

دق في األقوال واألحوال واألعمال. علي الص أســأل اهللا تعالــي أن يتقبــل من أخي الحبيــب كتابه وأن يرزقه يــوم القيامة

زخره وثوابه وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب العالمين.

كتبه أحمـــــد فريــــد

التثبت من ا2خبار١٤

╝

يخ مة فضيلة الش مقدنوسي حفظه اهللا أ.د. أنور الس

رئيس قسم اللغة العربية كلية التربية- جامعة دمنهور

، ووعدد الحق، الحمــد هللا، يقص الحق وهــو خير الفاصلين، قوله الحــقدق دق، ولســان الص ــدق ومقعد الص ، جعــل للمؤمنين قدم الص وخبــره الحق

دق. أ الص ومبوــدق وجعله ي بالص ي وص ــادق األمين، الــذ ــالم علي الص ــالة والس والص

الهادي إلي البر والجنة، ونهي عن الكذب وجعله سبب الفجور. وبعد فإن اإلرجاف واإلفك والخوض مع الخائضين داء قديم، اســتعمله

Æ Å﴿ :ــالم ومن معه الحاشــرون عند فرعون ليقولوا عن موســي عليه الس g f ﴿ :ين قالوا له ــعراء:٥٤]، وهو فعل مــأل فرعون الذ È Ç﴾ [الش

m l k j i h﴾ [األعــراف: ١٢٧]، بــل فعــل فرعــون

نفســه حين قال عن موســي: ﴿ ( * + , - . / 0 1 2 3﴾ [غافر:٢٦]، وهو فعل المنافقين والمرجفين في مدينة رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، وال يــزال هــو داء العصر الذي يمــأل دوائر المخابرات واإلعالم، ويفســد دين

ة. ة، وبالد العالم بعام الناس ودنياهم في بالد المسلمين بخاصه أو اء كل وكل مهمــوم بأمر المســلمين يســأل: كيــف نقضي علي هذا الــدد عبــد اللطيف البرعي بعضــه؟وكان من هؤالء المشــغولين بذلــك األخ محمـف هذا البحــث ثم جائنــي يطلب النصيحــة والمشــورة والمراجعة ي صنـ الــذيني له رجاله، وأن عملي فقنا علي أن المحتوي العلمي والد للمنهج واللغة، فات

١٥ والقضاء على الشائعات

ينحصر في جوانب المنهج، وبعض مالحظات لغوية. وقد قرأت هذا الجزء الخاص بـ «المنهج اإلسالمي في التثبت من األخبار ــائعات» ووجدت فيه جهدا مشــكورا فــي التنظير للقضية أو والقضاء علي الشة، وفي ة العلمية من مصادر عد ي التأصيل للموضوع، وفي جمع الماد ما يســملها في شرح معني الخبر وأنواعه وشروط قبوله، تقسيم الكتاب إلي مباحث: أوــائعات: معناها وكيفية انتشــارها، وفي خطرها، وثالثها في ناقل وثانيها في الش

الخبر وشروطه، وفي دقائق الخبر وصيغه، وكيفية الترجيح بين األخبار.ر صحيح ــة عاليــة واطــالع جيــد وتصــو وجهــد الكاتــب يــدل علــي همــلفي الحريص للموضــوع، وقد نصحتــه أال يكتفي بهذا التنظير ذي الطابع السحيــح، وأن يحاول تطبيــق ذلك علي الواقــع المعاصر بضرب علــي النقل الص

األمثلة من الوقائع واألخبار.ين مثل هذا الجهد، ولو أن ص في علم الد ولو أن لكل مســلم غير متخصة لكانت النتائج أعظم والخطوات عوة واألم هذه الجهود اجتمعــت لخدمة الد

إلي التمكين أسرع.وإني ألدعو لصاحب العمل بالتوفيق والثبات وحسن الجزاء.

نوسي د. أنور الس

التثبت من ا2خبار١٦

╝

يخ المعلم مة فضيلة الش مقد حسين أبو بكر حفظه اهللا

راسات اإلسالمية مدير معهد أم المؤمنين للدوخبير اللغة العربية بالتربية والتعليم

زق ــلطان القديم والر حيم، ذي الس حمن الر الحمــد هللا رب العالميــن، الرليم والعقل العميم، وصل اللهم علي نبيه الكليم، ذي المقام الكريم والقلب السهات المؤمنين وعلــي أصحابه المهتدين الفهيــم، وصل اللهم علــي أزواجه أم

وعلي أتباعه المقتدين.. وبعد،د بن عبد اللطيف البرعي فإني قد قمت بمراجعة كتاب األخ الحبيب محمــائعات» مراجعة «المنهج اإلســالمي فــي التثبت من األخبار والقضاء علي الشة وشــرعية، فوجدت أنه من األهمية أن يقتني وأن يقرأ قراءة متأنية لما فيه لغويمن دراســة ووعي كامل لمرض عضال من األمراض التي انتشــرت فأســقمت رتها عن ركب ة والحضارة وأخ تنا وأقعدتها عن المضي قدمo في درب العز أمــائعات وإذاعة الــكاذب من األخبار زورا دارة أال وهو انتشــار الش م والص التقدوبهتانــo التي تؤدي إلي اإلضــرار بالمجتمع بل والتقاتل علي أحقر األســباب

جوع إلي الجاهلية المقيتة. والرـف تعالج هذا المــرض معالجة دقيقة ة الكتاب التــي أوردها المصنـ فمــادنة والمعقول من واء الناجع استنادا للمنقول من الكتاب والس وتســتطب له بالدريعة وأصولها. كما أن مصنفه – جزاه اهللا خيرا- ساق عبارته بأسلوب علوم الشي يجب اقي الذ رائق يأخذ بألباب القاريء إلي المعاني المفيدة واألســلوب الر

١٧ والقضاء على الشائعات

جع البسيط غير م منه طالب العلم، حيث مال إلي استخدام أسلوب الس أن يتعلo علي طالب هل الممتنع. فكان حق المتكلف في غير موضع من كتابه فحاز الســي به في خطبه ودروســه العلمية ألن ذلك يأخــذ بقلب القاريء العلــم أن يتأسرع وطرائقه في التخلص ين وإلي اللجوء لتعاليم الش امع إلي حب هذا الد والســي وانتشر في كل طبقات ي قد تفش ماته والذ من هذا المرض واالبتعاد عن مقدرع ــرعي وإلي االلتزام بتعاليم الش المجتمع حتي فيمن ينتســبون إلي العلم الش

إال من رحم اهللا وعصمه. لذا أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب ودراســته وأن يضيفوه إلي مكتباتهم لينتفعوا به وليكن صدقة جارية لصاحبه ومن بعده لما فيه من جهد جهيد وعلم أصيــل اجتهد فيه المصنف حتي أخرجه في صورة ســلفية رائعة، وآخر دعوانا

أن الحمد هللا رب العالمين.

كتبهيخ حسين أبو بكر الش

التثبت من ا2خبار١٨

╝

يخ مة الش مقد شحاتة صقر حفظه اهللا

ي أمر المســلمين بالتثبت فقال: ﴿ / 0 1 2 3 الحمــد هللا الذ4 5 6 7 8 9 : ; > = < ? ﴾ [الحجرات:٦]، ي أمر م الذ ــد صلي اهللا عليه وعلي آله وســل ــالم علي نبينا محم ــالة والس والصائعات فقال صلي اهللا عليه وعلي آله وسلم: ر من نشر الش دق وحذ ي الص بتحر

ث بكل ما سمع» [رواه مسلم]. «كفي بالمرء كذبo أن يحدم االعتــداء علي عرض المســلم أو دمــه أو ماله، ويضع إن اإلســالم يحــرائعات المغرضة التي تطعن في عرض التدابير الكافية لحماية المجتمع من الش

c b a ` _ ^ ] \﴿ :المســلمين بغيــر حــق فقــال تعالــي s r q p o n m lk j i h g f e dــائعات الكاذبــة آثارهــا ـور:٤-٥]، وللش z y x w v u t } ﴾ [النـ

رة علي المجتمعات حيث تجد من ثمرتها: المدماالعتقادات الفاســدة، والطعن في عرض األبرياء والبريئات، وهدم األسر

الكريمة، وانتشار الهزيمة النفسية في قلوب أبناء المجتمع. وبين يديك أخي القاريء كتاب «المنهج اإلسالمي في التثبت من األخبار ــد بن عبد اللطيف البرعي كتور/ محم ــائعات» كتبه األخ الد والقضاء علي الشــائعات وطرق التثبــت والقضاء عليها وذلك من خالل تطبيق يبين فيه خطر الش

علم مصطلح الحديث.

١٩ والقضاء على الشائعات

د فأسأل اهللا ۵ أن ينفع به كاتبه وناشره وقارئه، وصل اهللا علي سيدنا محموآله وصحبه وسلم.

وكتبهد صقر شحاتة محم

٢١ رمضان ١٤٣٤ هجرية

التثبت من ا2خبار٢٠

╝

مة د. أمين ماهر حفظه اهللا مقدأصول تربية وعلم نفس- جامعة األسكندرية

م علي خير خلقه المبعوث رحمة أحمد اهللا رب العالمين، وأصلي وأسلوأتم الة الص أفضل عليه د محم سيدنا المتقين، وإمام الهدي نبي للعالمين، وأتباعه وأصحابه وأزواجه آله علي وبارك م وسل اللهم وصل التسليم،

ا بعد، أجمعين، ثم أمنفيسة مفادها أن اإلنسان بطبيعته د رائدو علم النفس أن هناك حقيقة يؤكشغوف بالجديد من األخبار وعجائبها فيصدق من الوهلة األولي ما يسمعه. وأنه ال يتريث حتي يتبين من صدقها ثم ينقلها ويشيعها بين الناس علي أساس أنها حقائق ومسلمات ال تقبل الجدل، ولذلك فإنه من الواجب شرعo وعقال

التثبت من األخبار.دة التركيب وأن الحالة النفسية للفرد ة معق كر أن النفس البشري الجدير بالذد هذا ر بالتفكير والنقد، ولذلك عند سماع أي خبر فإن اإلنسان يرد دائمo ما تتأثينشره قد ي تردده سوف يكون وسيلة للتثبت من الخبر الذ الخبر ظنo منه أن ا أنه قد يسأل من هم ليسوا أهال للتثبت من الخبر، وهذا تتبع د منه، وإم بال تعم oأيض الناس لعورات تتبع وهذا ق المحق بدور يقوم أنه ا وإم الناس، لعورات ق من األخبار علي اختالف أنواعها ونشر ما ة في التحق لوجود جهات مختصضعاف من البعض oأيض وهناك المطلوب. عن زائد ع توس بال منها يصلح البحث إلي يدفعهم ي الذ النفسي النقص حاالت من يعانون ين الذ النفوس عن أوجه القصور والثغرات في حياتهم بغرض إثبات أن اآلخرين لديهم نفس

٢١ والقضاء على الشائعات

ن لديهم غبة النفسية لديهم. وهناك آخرون مم النقص، وذلك يسبب إشباعo للرن يشيعون األخبار بغرض االنتقام. عدوان ورغبة االنتقام مم

النبي وكالم أخبار جمعوا ن مم الحديث علماء علي oلزام كان لذلك للحديث وجامع مصنف كل أن فنجد يجمعون، فيما النظر قوا يدق أن ملسو هيلع هللا ىلص ة والمرفوعة منها بعام لقبول األخبار وقواعد لديه وأصوال oقد وضع شروطة أئم جميع أن فنجد تها. صح من ق والتحق منها والتثبت ة بخاص ملسو هيلع هللا ىلص للنبي ند وعدالة وضبط ة الحديث شروطo منها اتصال الس الحديث يشترطون لصحة، ولكل منهم تفصيل في تطبيق وإسقاط تلك ذوذ وعدم العل واة وعدم الش الراوي قية بين الر ند بثبوت الل روط، فاإلمام البخاري رحمه اهللا قيد اتصال الس الشماع ولو في حديث واحد، كما أنه كان يحتج في كتابه وشيخه والتصريح بالسن هم في يوخ مم بقة االولي من أصحاب الش حيح بمن هم في الط الجامع الصo بهم ويعلق ج لهم محتج بط واإلتقان، فكان يخر أعلي درجات الحفظ والضيوخ وهم أهل ضبط وإتقان بقة الثانية من أصحاب الش بأحاديث من هم في الطارتفع ي الذ هو لشرطه البخاري وإحكام األولي. بقة الط دون ولكن oأيضشرط كان بينما .۵ اهللا كتاب بعد كتاب أصح ليكون المصنف هذا بقيمة ا كان لإلمام البخاري حيث اكتفي بالمعاصرة مع اإلمام مسلم أوسع قليال مملديه وفي تطبيقه، قية إلثبات اتصال اإلسناد وهذا هو حد الصحيح إمكان اللبقة األولي والثانية من أصحاب وقد احتج اإلمام مسلم بأحاديث من هم في الط

بقة الثالثة. ق بأحاديث من هم في الط يوخ وعل الشن لم يجمع علي تركه، وكذا وكذا أخرج الترمذي األحاديث في سننه عمنته أبو داود قد عمد إلي تخريج المشهور من الحديث وقال: حسبي أن ما ضمواء بين أهل واة علي الس كتابي هو من المشاهير. فرأي أن اشتهار الحديث والر

التثبت من ا2خبار٢٢

ة واعتبار الخبر. وكذلك كان لجميعهم وذلك العلم والنقل حد من حدود صحمن ق للتحق خادمة علوم نشأت فقد ثم ومن الحصر. ال المثال سبيل علي

جال وأحوالهم ومصطلح الحديث. األخبار كعلم الجرح والتعديل والرا مم التثبت في القويم المنهج هذا يطبقون القديم في حابة الص كان وقد ق بأقوال النبي ملسو هيلع هللا ىلص، ومثال علي دون حينما يتعل يرد لمسامعهم من أخبار ويشدذلك ما كان من عمر بن الخطاب مع أبي موسي األشعري ڤ في ما ورد في حديث االستئذان ثالثo، فقد روي البخاري في صحيحه في كتاب االستئذان، في كنت قال: ڤ الخدري سعيد أبي عن oثالث واالستئذان التسليم باب مجلس من مجالس األنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت قلت: منعك؟ ما عمر-: – أي فقال فرجعت، لي يؤذن فلم عمر ثالثا، على استأذنت ثالثا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «إذا استأذن أحدكم سمعه أحد أمنكم ببينة، عليه لتقيمن واهللا فقال: فليرجع» له يؤذن فلم ثالثا من النبي ملسو هيلع هللا ىلص ؟ فقال أبي بن كعب: واهللا ال يقوم معك إال أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال ذلك. فها هو عمر بن ة حديث رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، وقد أثبت ي والتتبع لصح الخطاب كان شديد التحرڤ الخدري سعيد أبو وافقه حينما ڤ األشعري موسي أبي نقل ة صح

علي نقل ذات الحديث.نت تضم والتي د ملسو هيلع هللا ىلص محم الخلق سيد سيرة عديدة في أمثلة وردت وقد ا، ة إذا ما أصابت عرضo أو ضمنت حد كيفية وفقه التثبت من األخبار وبخاصإقامة حد النبي ملسو هيلع هللا ىلص بن مالك ڤ وسؤاله ماعز قدوم ة وتجلي ذلك في قصالحصين ڤ بن بريدة حديث من في صحيحه مسلم روي فقد عليه، نا الزفقال: رني، طه رسول اهللا، يا فقال: ، النبي ملسو هيلع هللا ىلص إلى مالك بن ماعز جاء قال:

٢٣ والقضاء على الشائعات

«ويحك، ارجع فاستغفر اهللا وتب إليه»، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: رني، فقال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «ويحك، ارجع فاستغفر اهللا وتب يا رسول اهللا، طهرني، فقال النبي إليه»، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول اهللا، طهرك؟» فقال: ابعة، قال له رسول اهللا: «فيم أطه ملسو هيلع هللا ىلص: مثل ذلك حتى إذا كانت الرنى، فسأل رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «أبه جنون؟» فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: من الزفقال قال، خمر، ريح منه يجد فلم فاستنكهه، رجل فقام خمرا؟» «أشرب وسيلة علي وهذا مثال فرجم. به فأمر نعم، فقال: «أزنيت؟» رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: ة، ة المحتف أخري من وسائل التثبت من الخبر وهي عن طريق القرائن واألدلأن أراد ملسو هيلع هللا ىلص النبي ولكن الفاحشة، بفعله وأقر ڤ مالك بن ماعز جاء فقد ة ما أقر به ماعز، فذهب إلي البحث عن قرائن يحجب وجودها يتثبت من صحا تثبت النبي إقامة الحد عليه مثل ما ذكر من الجنون ولعب الخمر برأسه، فلمة الخبر المتمثل في ملسو هيلع هللا ىلص من انتفاء الموانع أمضي إقامة الحد المترتب علي صح

إقرار ماعز علي نفسه.ل إال بعد نزول فعلم التثبت من األخبار قديم ظهوره بين الناس، غير أنه لم يؤصالم الة والس اإلسالم، وظهر ذلك في كالم ربنا جل وعال وفي سلوك نبينا عليه الص

بعهم في دربهم. ة األعالم، وقد أفلح من ات وفي منهج صحابته الكرام واألئمة فهذا العلم – علم التثبت من األخبار- هو قطرة من سيل لنهر منبعه النبوبه يقتدي oسلوك العمل هذا يجعل أن اهللا ۵ أدعو األنبياء. خاتم ة أم ومصبه موا له وعاونوه خير وعلمo ينتفع به، وأسأل اهللا أن يجزي صاحب العمل ومن قد

م تسليمo كثيرا. د وعلي آله وصحبه وسل الجزاء، وصل اللهم وبارك علي محم

د. أمين ماهر

التثبت من ا2خبار٢٤

مـــة الكتـــاب ومنهجه العلمي مقد إن الحمد هللا نحمده ونســتعينه ونســتغفره، ونعوذ باهللا من شــرور أنفســنا ل له ومن يضلل فال هادي له، وأشهد أن وسيئات أعمالنا، من يهده اهللا فال مض

دا عبده ورسوله.. ال إله إال اهللا وحده ال شريك له وأشهد أن محم﴿ 4 5 6 7 8 9 : ; > = < ?﴾ [آل عمران: ١٠٢].

/ . - , + * ) ( ' & % $ # " ! ﴿0 21 3 4 5 6 7 98 : ; > = <﴾ [النساء: ١].

¢ ¡ ے ~ } | { z y x w v u ﴿£ ¤¥ ¦ § ¨ © ª » ¬ ®﴾ [األحزاب: ٧٠، ٧١].

ــبع واألراضين.. جامع ــماوات الس الحمــد هللا رب العالميــن.. خالق السين.. دين يف صعيد واحد إلي يوم الد ار والمؤمنين المتقين الموح ار الفج الكف

د النبي م وبارك علي نبينا وحبيبنا وســيدنا وقدوتنا محم وصل اللهم وســلحمة من مالك الملك وخالق الخلق ادق األمين.. حامل الهداية والر ي الص األم

إلي الناس والجنة أجمعين..هات المؤمنين.. وعلي أصحابه م وبارك علي أزواجه أم وصل اللهم وســل

ين وبعد، لين الميامين بإحسان إلي يوم الد وأتباعه الغر المحج فــإن أمة من األمم لكي تســطر بكوادرها وأبنائهــا يف كتب التاريخ مجدا.. امها ومحكوميها وفودا وحشــدا.. قي بحك ولكي تدخل من أبواب العظمة والروا ولكــي تنالهم األلســنة بالثناء إذا ما صاروا أثرا جماعة وفردا.. ولكي يســتقر oعليهــم أن يظهروا حق oمان من أقســامه الباقي خلــدا.. كان لزام يف ذاكــرة الز

٢٥ والقضاء على الشائعات

oماء ومن تحت أرجلهم سالم ل عليهم بركات من الس ا علموا رشدا.. فتتنز ممعليهم وبردا..

واهللا سبحانه وتعالي لم يخلق الخلق ليجعل بقائه غاية.. ولم يل إنسان آخر إال ألهم القصــد وأعطي بين يديه راية.. فمن فطن وكانت له بالمقاصد دراية.. ســار علي مقتضاها وحفر بيديه علي أحجار ميقاته حكاية.. واهللا جل وعال لم

F E D C ﴿ :يتــرك خلقه همال.. بل خلقهم وقد أملــي لهم قولهاريــات: ٥٦]، فبيــن لهم القصد وأوضــح لهم الهدف.. ولكي ال H G ﴾ [الذيظن ظان أن يف األمر ســعة وأن القصد من الخلق ما هو إال أمر لحظي ال يلبث اني من اإلنس والجان ولكي أن ينسي وأن أصل التكليف ال يدرك القاصي والدال يري أحد أن هناك مفرا من التكليف ومن الحســاب فإن اهللا ســبحانه وتعالي

Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ﴿ :قــال يف محكم التنزيلË﴾ [يونس: ١٤]، فإن من قبلكم قد تســلل إلي عقولهم أنهم ال يبعثون وال هــم علي النار ســيعرضون فما خافوا اهللا عز وجل وعاثوا يف األرض مفســدين اية فعاشوا ة وألقوا الر وظنوا أنهم غير محاســبين، فنســوا لقاء ربهم ونسوا الغايلوا شيئo يف دنياهم أو أخراهم.. حياتهم ونسوا مماتهم فنزلوا قبورهم وما حصرنا اهللا ســبحانه كل ذلك واهللا يســمع ويري وهو علي ما يعملون شــهيد.. فحذــبيل معرضين.. كما أنه ســبحانه وتعالي من أن نكون أمثالهم غافلين وعن الس

وتعالي ال يتســلل إليه نســيان حاشــاه جل يف عاله ويقول: ﴿ ! " # $ ﴾ë ê é è ﴿ :[طــه: ٥٢]، وقــال تعالــي ﴾, + * ) ( '& % o[مريم: ٦٤]، فاهللا عز وجل قد خلقنا وكان حســابه لنا علي ما اقترفته أيدينا حتم

مقضيا.ــة حال أو علي نيا علي أي ــا كان األمــر كذلك لم يكن أمــر البقاء يف الد ولم

التثبت من ا2خبار٢٦

إطالقــه هكــذا مقصدا، وإنمــا ما عليه البقــاء والفناء هو ما وجــب أن يكون لنا مات التي تقوم بها مرصدا وموعدا. ولذلك كان لإلســالم عناية شــديدة بالمقوــعوب وتعيــش عليها البالد ين وينتشــر، وتنهض بها الش ــة وينتصــر بها الد األمــام يف تاريخ أمتنا المنصورة بإذن ويمــوت عليها العباد.. فلم يكن يومo من األي oربها «كم يعيش اإلنسان؟» أمر ذي بال وإنما كان «عالم يعيش اإلنسان؟» دومر اإلنسان سنينo طويلة وعاش حياة مديدة.. وكيف ؤال.. فكيف إذا عم هو السة عقودا أو قرونo عديدة.. غير أن حياته وحالها لم تكن علي شــيء إذا قامت أم

وكانت حياة بليدة. ثم جاء اإلســالم وأرســي لنــا قواعد ومبــادئ وأصوال عليها تقــوم األمم ي بها الحيــوات وتحلو بها الحياة وتعلو قيمتها وعليها ــعوب وتزك وتنهض الشيكون الممات.. وهذه المبادئ واألصول إنما هي أصل أصيل وركن شديد من اء ومن هذه المبادئ اإليمان الخالص باهللا تعالي ريعة اإلسالمية الغر أركان الشعلي الوجه الذي أمر به سبحانه، واإليمان بمالئكته وبكتبه ورسله واليوم اآلخر ــرعية ة ويعلو شــأنها بإظهار العبادات الش ه.. كما تقوم األم والقدر خيره وشــرته من صالة وصيام وزكاة وصدقة د علي هوي والتــي تبين عقيدة المجتمع وتؤكوحج وعمرة واالحتكام لشــرع اهللا وســتر للمرأة وغيرها من العبادات التي ال يخطئ حكم الناظر إلي فاعليها بأنهم قوم مسلمون.. كما أن فقه المعامالت يف ين وإنما هو من األسباب التي بعث نبي الهدي اإلســالم من أوثق عري هذا الدإلرســائها وتقريرها بين الناس ســواء كانوا من المســلمين أو مــن غيرهم، فقد م مــكارم األخــالق»، ويف رواية»صالح قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «إنمــا بعثت ألتمدق األخــالق»(١)، لذا فقد عمد اإلســالم إلي نشــر وإرســاء خلق العــدل والص(١) صحيــح: رواه البخــاري يف «األدب المفــرد» (٢٧٣) (ص ٧٤) بــاب حســن الخلــق بلفظ:»إنما=

٢٧ والقضاء على الشائعات

عي يف م والس الم والتبس حمة واإليثار والود واإلخاء والتكافل والس والوفاء والرحاجــات الناس والعفو، كما أعطي اهتمامo بالغo بالجوانب التي تعني بحماية حيحة للنصر ين وتذود عنــه فكان من مبادئه األخذ باألســباب الص حيــاض الدة، هذا مع ة وبأس وتنميــة لروح الجهــاد يف قلوب ونفوس شــباب األم مــن قــوين عوية وهي التي يلقي علي عاتقها عبء نشــر هذا الد عدم إغفال األســس الدــن ذلك من حكمــة ولين ورفق وموعظة حســنة يف جنبــات األرض ومــا يتضم

يانات المغايرة واألفكار المخالفة. وأصول الجدال مع أصحاب الدها نهضت وقامت ة من األمم األخذ بهذه القواعد بحق فمتي اســتكملت أمنيا، فــإذا ما هــي فرطــت يف جميعهــا – أي المباديء وأقامــت مــن حولهــا الداقط من األصول والمهمل ــقوط علي قدر الس والقواعد- أو يف إحداها كان السة عــن مبادئها ازدادت ما تخلت األم من المباديء والمنســي مــن القواعد، وكلقربo مــن الهاوية، وكان ســقوطها موجعــo ولســقوطها دوي وازدادت العودة الل والخســران صعوبة ة واألوبة من طريق الض إلــي طريق الحــق ومنهاج النبو

فر بعيدا جهيدا وصار القصد عزيرا. واستحال السة مات التي ال تســتقيم حياة األم م مــن هذه المقو وإذا مــا نظرنــا يف كل مقوــنة، فقد أوصانا اهللا ۵ ة كثيرة من الكتاب والس الحة إال بها وجدنا عليه أدل الصيف كتابه العزيز وعلي لسان رسوله الكريم الذي ال ينطق عن الهوي باالستمساك بمنهاج اهللا تبارك وتعالي واالستقامة علي طريقه وسلوك سبيله، هذا إذا ما كانت

غايتنا هي تحقيق العبادة هللا سبحانه وتعبيد العباد له عز وجل.ــدق والتثبت من ــماحة والهدي الص ومــن المباديء التــي أتي بها دين الس

أقوال الناس ومن أفعالهم.حــه األلباني في صحيــح األدب المفرد ــم صالحــي األخالق» ط دار الحديــث. وصح = بعثــت ألتم

ليل. (٢٠٧/ ٢٧٣) (ص ١١٨) ط مكتبة الد

التثبت من ا2خبار٢٨

دق... فالصل الذي ابط األو هــو أصل أصيل وركن ركين يف حياة المســلم.. وهو الضم الطولي دق هو بمثابة ذراع التحك يجب أن يربط داخل المسلم بخارجه، فالصيف عالقــة المــرء بربه ۵.. كما هو الحال يف عالقته برســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص فيما يتعلق باألوامــر والنواهــي ومراقبة النفس، وهو من آكد العوامــل واألخالق المنظمة لعالقة المسلم مع سائر الخلق من تطبيقه القلبي والعملي لعقيدة الوالء والبراء، ل هذا الخلق بحق يف عالقة المسلم بوالديه وزوجه وأوالده هذا إلي جانب توغوأهــل قرابتــه وجيرانه وزمالئه يف العمل وأصدقــاءه وحتي من ال يعرفهم ومن دق يف جميع هذه المعامالت أســاس وركن ال يجب ال يمتــون لــه بصلة. فالص

إغفاله وال إنكار دوره العظيم يف صالح دنيا المسلم ودينه.دق منيت بالهزيمة وبليت بجميع أنواع الباليا ة حرمــت خلق الص ما أم فأيزايا من الفقر والجدب والغالء، وانتشر بها البغض والتخوين ورمي الناس والردق لم. كما ينتشــر بيــن الناس قرائن غياب الص بالباطل والغيبة واإلفتراء والظمــن نفاق وغلو وعدم االعتراف بالفضل واختالط أنســاب األعمال والفضائل . فغياب ــكوت علي الفســاد والباطل وعن الحــق ــدع بالحق والس وعــدم الصــدق يف مجتمع هــو رأس كل بلية.. وأصل كل خطية.. وســبب لغياب كل الص

نصرة من اهللا ومعية.ادقين يف بالد المسلمين شديد األثر علي دق والص هذا وقد كان لغياب الصالبالد والعباد، وما اســتبيحت بيضة المســلمين إال بذنوبهم وببعدهم عن شرع اهللا ۵ ومنهاجه وسنة رسوله ملسو هيلع هللا ىلص، وإنما ذلك من سنن اهللا يف خلقه فقد قال ۵ Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å ﴿ التنزيــل: محكــم يف

٢٩ والقضاء على الشائعات

" ! Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î# $ %& ' ) (﴾ [طــه:١٢٤-١٢٦]، وذكر اهللا الذي أنزله إنما هو شــرعه ۵ وعدم اإلعــراض عنه إنما يكــون إيمانo به وتصديقo لــه والعمل به تطبيقــo وتنفيذا وتحكيمه يف شــؤون الحيــاة جميعها. لذا فإن غيــاب أصل من ــدق واألمانة من حياة المســلمين كان له اصــول المعامالت يف اإلســالم كالصة اإلســالم ت أم أعظم األثر يف االنتكاســة التي يعيشــها مســلمو اليــوم، وما مردق يف هذا الزمــان وقد انزوي واختفي، بضائقــة أو قاصمــة قط إال ورأيت الص

رة للمشهد دائما. وعلي النقيض فإن الكذب والخيانة والنفاق هي المتصدائعات هو من الباليا التي دائمo ما تقترن وانتشار األكاذيب واألغاليط والشزايا المســلمين إال بأوقــات ضعف المســلمين وانتكاســتهم، وال تزيد هذه الرة ونصرة وأســبابهما. ي لديهم من قو ضعفo ووهنo وفتورا، وتقضي علي ما تبقــمل وتفت يف عضدها ق الش ة اإلســالمية فتفر ــائعات عملها يف األم وتعمل الشة وجماعاتها وتضعــف من ســواعدها، فتعمل علي زرع التناحر بين أفــراد األمية يف فتطعن يف نواياهم وســرائرهم، بل وتطعن يف شــرفهم ويف إســالمهم بالكل

كثير من األحايين.دق وندرك مــا له من أهمية قصوي ر قيمة الص هــذا وإذا أردنــا حقo أن نقدائعات فيكفي أن بة علي األخبار الكاذبة والش يف حياة األمم، ونعي اآلثار المترتنعلم أن هناك عقائد كاملة وأديانo منحرفة قد قامت علي مبدأ الكذب والمواراة افضة فها لفظ كما هو الحال مع عقيدة الر المذمومــة التي ال يقيدها قيد وال يعرة ابن سبأ المنسوخة الممسوخة، يعة الذين يعودون بأصول ديانتهم إلي يهودي الشوهــذه العقيدة القائمة علي الكــذب واالفتراء والبهتان وتزوير الحقائق ونشــر ادقة الكذب وفعل بها األفاعيل، وكان تنا الص ل ما أعمل يف أم ائعات هي أو الش

التثبت من ا2خبار٣٠

ا ســاعد هذه العقيدة الفاسدة علي إنفاذ مخططاتها يف بالد اإلسالم وإعمال ممائعات واألخبار وء يف قلوب ونفوس وعقول المسلمين إثارة الش أثرها بالغ السامo ومحكومين سواء بسواء. وقد ساعد ة اإلســالمية حك الكاذبة بين أفراد األما يسمعون وعدم علي مثل هذا الغزو الفكري العقائدي عدم تثبت المسلمين ممة ما ينقل إليهم من أخبار ومــا يصل إليهم من معلومات بحثهــم عــن مدي صحماء الكثير ا أدي إلي فتن عظيمة وقعت يف بالد المســلمين ســالت لها من الد مم

ة إال باهللا العلي القدير. وضل بسببها من الخلق عدد غفير وال حول وال قو وهــا نحن أوالء اآلن يغتاب بعضنا بعضا حتي صــار يبغض بعضنا بعضا، ه يســمع ما ل أن يســمع عن اآلخر وال يســمع منه عل وقد أمســي المرء منا يفضدق غرضــo يقتفي وال قــد يصيــب غيــره ويثلج صــدره، فما صار الحــق والصــقيمة هو المبتغي غايــة تقصد، ولكن ما تهــواه القلوب المريضة والنفوس السوالمرتقــب وهو المنشــود. فينطق أحدنا علي اآلخر بالحكــم بال اكتراث وبال ، وكأن أعراض المسلمين قد أصبحت مستباحة، وكأنا تتبع للحقائق وال تقصلت علينا، وكأن الرقيب العتيد نحيا بال رقيب وال حسيب، وكأن أقوالنا ما سجقــد مل من كتابة أفعالنا وأقوالنا يف صحائفنــا، وكأننا لن نرجع إلي ربنا يومo ال مرد منه فيحاسبنا علي ما اقترفت جوارحنا من خير وبر وسوء وإثم. أترانا ظننا

ة إال باهللا. أن ألسنتنا لن توردنا المهالك وال حول وال قوة ا كان الحال كما نري جميعo فقد استعنت باهللا ۵ وجمعت لعوام األم ولمائعات هم قطوفo يســيرة تعيننا وإياهم علي القضاء علي الش اإلسالمية وخواصالتي باتت من األمور المعتادة والملموســة شــديدة التوغل يف حياة المســلمين ق من صدق طة تساعد يف التحق اليوم، ورأيت أن أسوق إليهم طريقة يسيرة مبسهــا والتوقف عن األخبــار وكذبهــا ومعايير قبولهــا وبناء األحــكام عليها أو رد

٣١ والقضاء على الشائعات

ائعات يف إصدار األحكام حيالها، حتي ال ينتشر الكذب واألخبار الكاذبة والشحيحة يف مواطنها مجتمعاتنا المســلمة، وحتي نستطيع أن نســقط األحكام الصم والفالح ونكتة بيضاء المناسبة والمالئمة لتكون بذلك خطوة علي طريق التقداكم بهذه ة اإلسالمية الذي أصبح مربادا، واهللا أسأل أن ينفعني وإي في قلب األم

الكلمات النافعات بإذن اهللا وأن يرزقني وإياكم اإلخالص يف القول والعمل.حابة في غزوة أحد حينما ــيرة ما كان من بعض الص ذكر ابن هشــام في السماة فقال ألميرهم عبد ماة أمر النبي ملسو هيلع هللا ىلص لهم بأال ينزلوا من علي جبل الر خالف الراهللا بن جبير: «انضح الخيل عنا بالنبل، ال يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا ماة أمر رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ا خالف جل الر فاثبت مكانك ال نؤتين من قبلك»(١)، فلم وخالفوا أمر أميرهم عبد اهللا بن جبير ونزلوا بعد أن ظنوا أن الحرب قد وضعت ن المســلمين من رقاب المشــركين ليشــاركوا المسلمين أوزارها وانتهت بتمكفــي جمع المغانــم، وإذا بالقائد المحنك خالد ابن الوليــد ڤ - وكان إذ ذاك ماة عن مواقعهم أعلي الجبل، مشركا- يلتف في بعض فرسانه وقد رأي تخلي الرماة وقتلهم وعلي رأســهم أميرهم عبد اهللا بن جبير ڤ، ففاجــأ من بقي من الروباغــت جيش المســلمين مــن جهة الخلــف وهم منشــغلون بجمــع الغنائم، ون من المشــركين ضربات ال ــة المعركة وأمســي المســلمون يتلق فانقلبــت دفا، وخلص بعضهم – أي المشركين- قريبo من ا وال منها بد يســتطيعون لها صده وكســرت رباعيته وشج رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وأصابته منهم حجارة حتي وقع لشــقها له مشركو قريش. وأشيع ريف وســقط في حفرة أعد رأســه وأدمي وجهه الشحابة إال أن بين المســلمين أن رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص قد قتــل، فما كان من بعــض الصثني تركوا أســلحتهم وعافوا القتال وجلسوا في أماكنهم. يقول ابن هشام: وحد

حابة للتراث. ة البن هشام ( ١٠٩٠) (٣/ ١١) غزوة أحد، ط دار الص يرة النبوي (١) الس

التثبت من ا2خبار٣٢

ــار، قال: «انتهى أنس حمن بن رافع أخو بني عدي بن النج القاســم بن عبــد الربــن النضر، عم أنس بن مالك، إلــى عمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد اهللا، في رجال من المهاجرين واألنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلســكم؟قالوا: قتل رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص؛ قال: فماذا تصنعــون بالحياة بعده؟قومــوا فموتوا على ما

مات عليه رسول اهللا»(١).ا د الفاتح للقســطنطينية، فكان مم ــلطان محم خون حصار الس وذكر المؤرا فقد تأتي له ذلك ا بر ا وبحرا، أم ذكروه أن الفاتح أراد أن يحاصر القسطنطينية برــا من جهة البحر فكان المدخل يo محكمo وقويo، أم وضــرب عليها حصارا بر oهبي، وكان هــذا الخليج مغلق ي القرن الذ إلــي المدينــة عبر خليج ضيق يســمفن العثمانية من دخول الخليج ة تمنع الس ة ضخمة قوي بواســطة سلســلة حديديي د الثاني الذ لطان محم لسلة. فقفزت إلي فكر الس وال سبيل إلي كسر هذه الســد وهي أن يقوم ــب بعــد بالفاتح فكــرة عجيبة تنم عــن ذكاء حاد وعقل متوق لقا ثم يتم إنزالهــا في الخليج وبذلك يتجــاوزون عائق ــفن العثمانية بــر بنقل الســلطان البي ذلك قائال: وأمر الس كتور علــي الص ــة. يذكر الد لســلة الحديدي السيت في ســاعات قصيــرة، وأتي بألواح من دت األرض وســو د الثاني فمه محمد بطريقة يسهل حم ثم وضعت علي الطريق الممه يت والش الخشب دهنت بالز، حيث فن من البسفور إلي البر ت الس ها. ثم يقول: وجر فن وجر بها انزالق السيت مسافة ثالثة أميال حتي وصلت سحبت علي تلك األخشاب المدهونة بالزيلة من ن العثمانيون في تلك الل هبي، وتمك إلــي نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي علــي حين غفلة من ســحب أكثر من ســبعين ســفينة وإنزالها في القرن الذــفن بأشــرعتها المرفوعة تســير وســط العدو. ويقول: ولقد كان منظر هذه الس

حابة للتراث. (١) السيرة النبوية البن هشام (١١٣٠) (٣/ ٣٧) غزوة أحد، ط دار الص

٣٣ والقضاء على الشائعات

الحقول – كما لو كانت تمخر عباب البحر- من أعجب المناظر وأكثرها إثارة ودهشة. ثم قال بعد ذلك: ظهر اليأس في أهل القسطنطينية وكثرت اإلشاعات والتنبؤات بينهم، وانتشــرت شــائعة تقول: «ستســقط القســطنطينية عندما تري

سفن تمخر اليابسة»(١). ويروي أن جيش المســلمين بقيادة عمرو بن العاص ڤ حاصروا حصن نوا من فتحه، فأرسل عمرو إلي أمير بابليون قرابة ســبعة أشــهر من غير أن يتمكن به من اقتحام الحصن المؤمنيــن عمر بن الخطاب طلب منه مددا لكــي يتمكه عمر بأربعة آالف من الجنــد علي رأس كل ومغالبــة النصــاري بداخله، فأمــدألف منهم رجل بألف فارس. ثم أنه يروي أن عمرا نظر في أسباب تأخر النصر ا ثم نظر في حال الجند فوجد أنهم قد أهملوا في سنة االستياك فأمرهم به. فلمنظر جند النصاري من خلف أســوار الحصن ومن شرفات قالعه وجدوا آالف ون الجند يســتاكون بأعواد الخشــب فهالهم ما يرون وظنوا أن المســلمين يحدأســنانهم ألجل التهامهم، وحالما انتشر هذا الخبر بين جند النصاري، سارعت

معنوياتهم في الهبوط واعتلت قلوبهم قبل أبدانهم فكانت الهزيمة(٢).نيا في الحديث إلي د بن إســماعيل البخاري إمام أهل الد قدم اإلمام محما نيسابور فخرج الناس يستقبلونه علي مراحل من األرض، يقول اإلمام مسلم: لمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليo وال عالمo فعل به أهل نيسابور قدم محمد بن يحيى في مجلســه: من ما فعلوا به، اســتقبلوه مرحلتين وثالثة. فقال محم

البي (ص ٨٦،٨٧) ط د الص كتور علي محم قوط للد ولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب الس (١) الددار ابن الجوزي.

ة أصال غير أنني لم أقف لها علي أصل ولكن نذكرها لالستئناس والتمثيل (٢) ذكر البعض أن لهذه القصال لالستدالل.

التثبت من ا2خبار٣٤

د بن يحيى د بن إسماعيل غدا فليســتقبله. فاستقبله محم أراد أن يســتقبل محمد بن يحيى: ال تســألوه عن ــة العلماء، فنــزل دار البخاريين، فقال لنا محم وعامشييء من الكالم، فإنه إن أجاب بخالف ما نحن فيه، وقع بيننا وبينه، ثم شمت بنــا كل حــروري، وكل رافضــي، وكل جهمــي، وكل مرجئ بخراســان. قال: ا كان ار، فلم ــطح والد د بن إســماعيل، حتى امتأل الس فازدحم الناس على محمفــظ بالقرآن، فقال: أفعالنا اليــوم الثاني أو الثالث، قام إليه رجل، فســأله عن اللمخلوقــة، وألفاظنا مــن أفعالنا. فوقع بينهم اختالف، فقــال بعض الناس: قال: ار، لفظي بالقرآن مخلوق، وقال بعضهم: لم يقل، حتى تواثبوا، فاجتمع أهل الد

وأخرجوهم.ا ــيرازي قال: ســمعت بعض أصحابنا يقول: لم روى أحمد بن منصور الشة قدم أبو عبد اهللا بخارى نصب له القباب على فرســخ من البلد، واســتقبله عامر ك راهم والس نانير والد أهل البلد حتى لم يبق مذكور إال استقبله، ونثر عليه الدهلي إلى خالد بن د بن يحيى الذ الكثير، فبقي أيامo. قال: فكتب بعد ذلك محمــنة. فقرأ كتابه على أهل جل قد أظهر خالف الس أحمد أمير بخارى: إن هذا الر

بخارى، فقالوا: ال نفارقه، فأمره األمير بالخروج من البلد، فخرج(١).ــة النذير جاء فيها وفــي أثناء الحرب العالمية الثانية نشــرت مقالة في مجلد هتلر» ي نفسه «محم عيم النازي أدولف هتلر قد أسلم وسم قول الكاتب أن الزاه اهللا تعالــي من محاوالت االغتيال. مة ولذا نج ة المكر c إلي مك وذهــب حاجوعلي إثر ذلك خرجت المظاهرات والوقفات تســاند وتبارك مجهودات هتلر د ــعارات التي تقول «اهللا حــي والحاج محم د دخوله مصر وانتشــرت الش وتؤيهبي [ترجمة اإلمام البخاري]، (ص ٢٣٩، ٢٤٢) ين الذ سير أعالم النبالء لإلمام الحافظ شمس الد (١)

فا. مكتبة الص

٣٥ والقضاء على الشائعات

هتلر جاي»(١).را خبرا عجيبo يقضي بأن نهاية العالم ستكون في يوم هذا وقد انتشــر مؤخ٢٠١٢/١٢/٢١ وقد اســتند القائلون بهذا القــول إلي بعض األثار الواردة من ا جعل ة األمريكية الجنوبية مم حضارة األنكا التي كانت تنتشــر في غــرب القارة علي شــراء ول األوروبية والغربية وغيرها يقبلون بشــد كثيرا من الناس في الدنهم مــن العيش أثنــاء االختباء في المــؤن والمعونــات التي يظنون أنها ســتمك

راديب والمالجيء لحين انتهاء أحداث دمار العالم. الســطور الفائتة يتبين لنا وجود عامل مشــترك من خالل ما اســتعرضنا في الساربة في القدم واألصالة وقريبة العهد بنا، أال وهو بين جميع تلك األحداث الضة يتبين انتشــار صنف خبيث من األخبــار بين فئة معينة من الناس، وفــي كل مرــديد عن لمعاين الحدث ومن وقف عليه من بعده كذب ذلك الخرب وبعده الشــد ملسو هيلع هللا ىلص لم يقتل في أحد بل عاش حتي أقام اهللا ســبحانه وتعالي ــة، فمحم ح الصــة وال تثبت، وال التهم الجند ة فتية ال تكاد تقف أمامها أم بــه دولة اإلســالم قويون أســنانهم المســلمون النصــاري حين دخلوا عليهــم الحصن وال كانوا يحدــة وعلماء أهل ابتــداء، وال قــال البخاري بخلق القــرآن وال خالف فيه قول أئمــنة والجماعة، وال وجد قول في كتاب وال لسان يقول بسقوط القسطنطينية السوما لذلك من عالقة بســفن تمخر اليابســة، وال أســلم أدولف هتلر وال حج بل هزم في الحرب وانتحر ومات كافرا علي الظاهر من حاله واهللا أعلم، وال انتهي

العالم في الميعاد المزعوم ومازالت الحياة باقية إلي أن يشاء اهللا تعالي.

ة النذير (العدد ٣٠/ ٤ ذي القعدة ١٣٥٧ هـــ)، لم أقف علي عين المقال نظرا (١) نقــال عــن مقال بمجلة ولكني وقفت علي عدد من المقاالت التي عزت الخبر إليها، وسواء أكان الخبر في لقدم عدد المجل

فه من نتائج ال ألصل وضعه ومقتضي حكايته. ض لما خل سياق الحكاية أو االفتراض فإننا سنتعر

التثبت من ا2خبار٣٦

تها غــم مــن كذب جميع هــذه األخبار واألقــوال وثبوت عــدم صح وبالروبعدها عن الحقيقة فإننا ال نستطيع إنكار ما كان لكل منها من تأثير شديد علي أرض الواقــع وعلي مجريات األمور وعلي األحداث الجارية في وقتها. فعلي حابة ترك غــم مــن أن نبي اهللا ملسو هيلع هللا ىلص لــم يقتل في غــزوة أحد إال أن بعــض الص الرا مر ــالح وتخلي عن القتال في ســبيل اهللا وظن أن األمر قد انتهي، حتي لم السزهم علي القتال ولم يقل لهــم إن الخبر مكذوب بهــم أنس بن النضــر ڤ حفغم من أن المسلمين يستعملون أعواد ربما ألنه لم يكن يعلم هو نفسه. وعلي الرنة ومن أجل نظافة األسنان ال من أجل إحدادها ألكل واك من أجل إقامة الس السعب قد دب في نصاري حصن بابليون ومنوا بهزيمة نفسية لحوم الناس فإن الر

ت للنصر الحقيقي للمسلمين بدخول الحصن. مهدــلطان الفاتــح نقلت في البــر بتخطيط ذكي غم من أن ســفن الس وعلــي الرومهــارة منقطعــة النظير وال عالقة لهــا بقدرات جان وال غيرهــم فإن المفاجأة أفقدت البيزنطيين صوابهم وظنوا أنهم أمام عمل ليس لبني البشــر عليه سبيل، روا للفتح قبل وارتعــدت فرائصهــم وأيقنوا الهزيمــة ورأوها قبل وقوعها وقــدغم من أن اإلمــام البخاري لم يقل بخلق القــرآن فإنه طرد من أوانــه. وعلي الردة حياته، ورغم أن هتلر لم يدخل في اإلســالم نيســابور وخرج منهــا بليل مهدــوارع من ولم يحج بالتبعية فإن المســلمين في مصر هتفوا له وخرجوا إلي الشأجلــه، ورغــم أن العالم لم ينته فإن كثيرا من الناس في مختلف أنحاء العالم قد

ت نفسها لنهايته. أعدــرورة أن تكــون األخبار مكذوبة لكي ال يتغير شــيء وتبقي إذا ليــس بالضغ للتغيير وال األوضــاع واألحوال علــي حالها بال جديد يطرأ عليها إذ ال مســوا ســبق يتبين لنا أن الخبــر وإن كان كاذبo فإنه قد ر لحدوث رد فعل، بل مم مبــر

٣٧ والقضاء على الشائعات

حيحة يؤدي إلي أن تنقلب األمور رأســo علي عقب، وأنه ليســت األخبار الصمة في وجهتها، بل كة لمجريات األمــور والمتحك ادقــة وحدها هي المحر الصــديدة والتبعات الخطيرة ما ال إن من األخبار الكاذبة ما يكون لها من اآلثار الش

ة. ادقة ولو كانت مصيري يكون للكثير من األخبار الصــرورة علي صدقــه في األصل، إذا فإعمــال الخبــر وتأثيــره ال يعتمد بالضبــل يعتمد علي مدي تصديق الناس له ومدي انتشــاره بينهم، فالخبر إذا انتشــر وكان له تأثير علي أرض الواقع فالجميع سوف يقر بصدقه بدليل إعماله ونفوذ oي نفع المسلمين كون رسول اهللا حي نتائجه وإن كان في األصل كاذبo. فما الذــالح وعزوفهم لــم يقتل وهــم ال يعلمون؟هل منعهم كونه حيo من تركهم للسعــن مواصلــة القتال؟، مــاذا نفع نصــاري حصــن بابيليون كون المســلمين لم وا أسنانهم من أجل أن يأكلوهم؟هل منعتهم تلك الحقيقة الغائبة عنهم من يحدأن يســلموا للمسلمين ويقنعوا بالهزيمة؟، ماذا نفع أهل سمرقند كون البخاري ون ون في إجالله وتعظيمه ويكف لم يقل بخلق القرآن؟هل جعلهم ذلك يســتمرعن أذاه وطلبه؟ماذا نفع أهل مصر كون هتلر لم يسلم علي األصل؟هل منعهم

عاء له بظهر الغيب بالنصر؟ وارع والد ذلك من االحتشاد له في الشقة فإنها لم تغن شيئo ولم تمنع الخبر الكاذب إذا رغم أن الحقائق ثابتة ومتحقــائعات من االنتشــار واإلعمال في البالد والعباد. ومن هنا تتبين لنا خطورة الشد كونها كاذبة ســينفي ذلك عملها أو واألخبار الكاذبة وخطأ من يعتقد أنه لمجرنها من قلب موازين األمور ائعات لها من التأثير ما يمك قدرتها علي التأثير. فالشرأســo علي عقب، فبها تزال أمم وتســتقر أخري، وتهزم جيوش وتنتصر غيرها

ائعات. وكثيرا ما تغير وجه التاريخ وتغيرت خريطة العالم بسبب انتشار الشــد ذلك، فلننظر واألمثلــة التــي ضربناها من واقعنــا القديم والحديث تؤك

التثبت من ا2خبار٣٨

ــائعات في هزيمة جيش المســلمين في غــزوة أحد وكادت كيف أســهمت الشــائعات بهزيمة لت الش أن تتســبب في إبادتهم واســتئصال شأفتهم، وكيف عجائرة النصاري في حصن بابليون والبيزنطيين في مدينة القسطنطينية وجعلت الدــائعات صدور العلمــاء بعضهم علي بعض رغم ما عليهــم، وكيف أوغرت الشائعات- في غيرهم، يتميزون به من حكمة وفطنة وورع فكيف بعملها – أي الشهاتهم وأســاليبهم في ياســي وتوج ــائعات ســلوك الناس الس وكيف غيرت الشة أفعالهم فيما يتعلق ة األمر الذي يبدو جليo في رد مواجهــة األحداث المصيريبموقــف النازي هتلر ضد اإلنجليز والفرنســيين وكذا في ســلوك الناس بقرب

د لهم. نهاية العالم في يوم حدــائعات فيــه ســطوتها وتضرب ونحــن اليــوم نعيش فــي زمان تفرض الشتنا اإلســالمية والعربيــة، فهي تمثل اليد بمعاولهــا علي كل جانب وركن في أمالطولــي للحكومات الفاســدة واأليادي العابثــة، وهي معاول الهــدم وعوامل تنا اإلســالمية ليــل نهار. ولخطر جعية التي يعملها الغرب في أم ــف والر التخلراسة والتي تهدف ائعات واألكاذيب فقد استخرت اهللا ۵ في عمل هذه الد الشــائعات التــي تعصــف بمجتمعاتنا اإلســالمية وذلك من إلــي القضاء علي الشي يبحث بشكل رئيسي ريعة اإلسالمية والذ خالل االستفادة من أحد علوم الشي هذا ة األخبار وصدقها من كذبها وهو علم مصطلح الحديث، ويسم في صح

التطبيق بمنهج نقد األخبار.ي أســير بمقتضاه في هــذا المصنف هو بيــان كيفية فمنهجــي العلمــي الذــرعية وذلك بشكل تطبيقي حياتي، وهذا المنهج اإلفادة من علوم األصول الشمين أو المتأخريــن قد أفرد له مصنفــات أو عكف عليه لــم أر أحدا مــن المتقدبشــكل مستقل ســوي في فوائد نجدها متناثرة هنا وهناك. وعلوم األصول هي

٣٩ والقضاء على الشائعات

نــوع مــن أنواع العلوم التــي تمثل القاعــدة لغيرها، فهي تختــص بوضع قواعد وضوابط واشــتراطات من شــأنها أن تقيم غيرها من العلــوم والتي يطلق عليها علــوم الغايــة بينما يطلق علي علــوم األصول مصطلح «علــوم اآللة» أو «علوم

اآلالت».ي رعية والذ ومثال علي ما ذكرنا «علم الفقه» فهو نوع من أنواع العلوم الشرعية نة إلقرار األحكام الش رعية من الكتاب والس ة الش يختص بالبحث في األدلالمختلفة. وعلم الفقه هو من علوم الغاية ولكنه ال يقوم إال علي أصول وقواعد ي هو من علوم اآللة. ي بعلم أصول الفقه الذ رها له نوع آخر من العلوم يسم يوفوابط واالشــتراطات ي يختص بوضــع الض وعلــم أصول الفقــه هو العلم الــذالمختلفة التي يمكن لألصولي أن يستخدمها الستنباط األحكام ومن ثم إدراج تلــك األحــكام في علم الغاية مــن ذلك وهو علم الفقه. فعلــم أصول الفقه هو ي يبحث في ضوابط الوجوب واالســتحباب والكراهة والتحريم والجواز الــذوفــي شــروط االجتهاد والمجتهــد وفي كيفية اعتبار الناســخ والمنســوخ وفي ترتيب مراتب اإلدراك وكيفية اعتبارها في إســقاط األحكام وغير ذلك كثير من وابط الالزمة الســتنباط واســتخراج األحــكام الفقهية المختلفة القواعد والض

والتي نقرأها جميعo في كتب علم الفقه.ي يتناول ومثــال آخر علي علــوم الغاية هو علــم الحديث وهو العلم الــذــرعية التي تتناولها تلك األحاديث والمأثور من أقوال النبي ملسو هيلع هللا ىلص واألحكام الشاألدعيــة وجانب كبير من ســيرته ملسو هيلع هللا ىلص وتتناول أيضo جانبo مــن قصص األنبياء oذا العلم كان لزام ــابقة. ولكن لكي يقوم مثل ه ســل ومن أخبار األمم الس والرأن يعتمــد علي نوع آخر من علوم اآللــة واألصول وهو علم مصطلح الحديث ل اعتبار الحديث وأنه من قول رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ابتداء ي عليه يعو وهو العلم الذ

التثبت من ا2خبار٤٠

ة نسبته إلي قائله. ة الحديث وفي صح أم ال، فهو علم يبحث في صح وكما ذكرت قبال أن منهجي العلمي يعتمد علي االستفادة من تلك العلوم – علــوم األصــول واآللة- في حياتنا والبحث في كيفيــة تطبيق بعض قواعدها

وضوابطها التي من شأنها أن تغير من سلوكنا وتعامالتنا لكي تكون أكثر موافقة ريعة. وهنا يجدر بنا اإلشارة إلي ثالث ملحوظات ارع ولمقصود الش لمراد الش

ة: هامأوال: علوم األصول أو ما يصطلح علي أنها علوم اآلالت يمكن االستفادة منهــا وتطبيقهــا في حياة اإلنســان وفي مناح شــتي منها، بل إننا نطبــق كثيرا من نتها تلك العلوم غير أننا نحتاج إلي صقل لهذا التطبيق وإلي القواعــد التي تضمي يؤدي اشدة بهدف الوصول إلي التطبيق األمثل الذ معرفة أساليب التكييف الرريعة اإلسالمية. فعلم بدوره إلي االرتقاء بسلوك اإلنسان وموافقته لمقاصد الشأصول الفقه ال يخدم علم الفقه فحســب، بل إن علم أصول الفقه يحتوي علي وابط واالشتراطات التي تخدم اإلنسان وتحكم سلوكاته كثير من القواعد والضبط المباشــر بين هذا وأحواله، غير أن تســميته بأصول الفقه تأتي فقط لبيان الر

العلم وبين علم الفقه، وهكذا.ثانيc: علوم األصول واآلالت هي علوم جامدة تتميز بثبات شديد وال يمكن الطعن فيها بســهولة، فثبات علوم الغاية من فقه وحديث وعقيدة وغيرها يرجع في األســاس إلي اســتناد تلك العلوم إلــي علوم األصول والتــي تتميز بالثبات ة حديث أو اعتقاد واالستقرار. فإذا ما طعن طاعن في حكم شرعي أو في صحولــم نســتطع أن نرد ذلك الحكــم أو الحديث أو االعتقاد إلــي أصل يقوم عليه ــا إذا رددناه إلي أصل فإن ذلك الطعن يســقط فحينئــذ يكــون للمطعن وجه، أمبب في وابط األصولية. والس لعدم قدرته علي الثبات في مواجهة القواعد والض

٤١ والقضاء على الشائعات

ثبات علوم األصول واآلالت هو أنها ترد في قواعدها وضوابطها واشتراطاتها إلــي العقل وإلي المحســوس دائمo، ليس هذا فحســب بل ترجــع قواعد تلك العلــوم في غالبها إلــي المحكمات التي يتفــق عليها الجميع والمحسوســات نها تلــك العلوم تلقي الظاهــرة التــي ال مرية فيها، لــذا فإن القواعد التــي تتضمع معتقداتهــم ولغاتهم وأفكارهم، ـاس علي تنو القبــول من مختلف أطياف النـمــا ازداد قــدر التوافق بينهــم ازداد التفافهم واســتقرار عقولهــم علي تلك وكلنتهــا علوم األصول. فإن علوم األصول تســتمد وابط التي تضم القواعــد والضتها وقدرتها علي التطبيق العملي في حياة األمم واألفراد من كونها تستند إلي قوثوابــت عقلية يجمع عليها الناس علي اختالف ثقافاتهم وألســنتهم ودياناتهم، الالت علي أن دين اإلســالم هو ديــن رباني فطري عقلي وهــذا من أوضح الد

ليم والتفكير القويم. يستقيم مع فطرة اإلنسان ومع العقل السبقات والمســتويات ثالثــc: فإنني قد طالعت أحوال الناس في مختلف الطالثقافيــة فــي مجتمعاتنا فلم أجد فيهم من حاول االســتفادة مــن تلك العلوم – oوألم oعلوم األصول- في شيء من حياته العلمية التطبيقية، وما سبب لي خزني دفعني إلي تبني هذا اإلتجاه التربوي هو ــيء الذ شــديدين في هذا األمر والشأن المعنيين بدراســة علوم األصول أنفسهم لم يستفيدوا منها شيء في حياتهم ــرعية لم تقتصر علي التطبيقية، بل إن تلك الغفلة العلمية التطبيقية الحياتية الشــرعي والمبتدئين والمتواضعين فحســب، بل طال ذلك صغــار طلبة العلم الشمة منها، فما ــرعي بمختلف مســتوياتهم ال ســيما المتقد الخلل طلبة العلم الشين لم تسبق لهم دراسة هذه األنواع من العلوم ولم يجدوا بالنا بعوام الناس الذمن يســوق إليهم فوائدها وقواعدها المستنبطة بأســلوب تربوي تطبيقي عملي ة والتطبيق العملي. فكم راسة النظري في إطار أكاديمي متماسك وكأنه منهج للد

التثبت من ا2خبار٤٢

مــن دارس ألصول الفقه راعي شــروط االجتهاد واتخاذ القرارات في شــؤون م ما لديه من مدخالت كاألخبار والمعلومات علي مراتب حياته، وكم منهم قسباع واالجتهاد وعرف موقعه اإلدراك لديه، وكم منهم راعي مراتب التقليد واالتجــال قد أخضع مــن كل منهــا؟، وكم من دارس لعلــوم مصطلح الحديث والروابط العقليــة المعتبرة في قبــول األخبار ما يســمع أو يقــرأ من أخبار إلــي الضها؟وكــم مــن دارس لعلــوم العربية قد راعي اســتخدامه أللفــاظ العموم أو رداللة ــياق والد والخصــوص وضوابط الخروج مخرج الغالب والمقتضي والس

ة في حديثه؟وغير ذلك كثير. ة والعرفية واالصطالحية والمجازي اللغوي لــذا فــإن منهجي في هذا البحث علي إســقاط ما يمكن االســتفادة منه في هذا العلم الجليل علي األخبار التي نســمعها ونتناولها اليوم ومن ذلك شروط رة فيه، روط التي يجب أن تكون متوف الخبر المقبول من حيث ناقل الخبر والشالالت التي يمكن االســتعانة بها في الخبــر ذاته للحكم علي والعالمــات والدتــه أو كذبه. ويعد هذا البحث تطبيقo عمليo من تطبيقات علم المصطلح، صحفموضوع علم مصطلح الحديث في األصل وسبب نشأته هو تمييز ما ثبت من ا لم يثبت. ثم تال ذلك العديد من التطبيقات األخري قول وفعل رســول اهللا ممالتــي أجراها العلماء علي مــر العصور والتي تبحث بشــكل عملي وعلمي في

كيفية االستفادة من هذا العلم في أمور أخري.ل ما طبقوه هو إســقاط أصول علم مصطلح الحديث علي ســيرة فكان أوالم. وتبع ذلك الة والس رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وما كان من أحداث في عهده عليه الصحابة والتابعين وإثبات نســبة كل تطبيــق قواعد هذا العلم علي قبول أقوال الصعر إلي قول إلي صاحبه، كما اســتخدمت أصول هذا العلم في إثبات بعض الشة األخبار من ق من صح ناظميــه. ومن تطبيقات علــم مصطلح الحديث والتحق

٤٣ والقضاء على الشائعات

عدمها إثبات نســبة الكتب إلي مصنفيهــا والمحوذات العينية إلي مالكيها، وقد قيل قديمo في مثل هذا الشأن: «األسانيد أنساب الكتب»(١). فقد لجأ الباحثون قــون إلــي كثير من أصول هــذا العلم مع غيره إلثبات النســبة والملكية والمحق

سواء أكان ذلك لقول أو فعل أو كتاب أو غرض عيني. ونقول إننا نتناول في هذا البحث تطبيقo آخر من تطبيقات علم المصطلح تها ة األخبار التي يتناولها الناس اليوم ليل نهار وتحقيق صح وهو التأكد من صحرورة أن يطابق التطبيق األصل الموضوع عليه، وصدقها من كذبها. وليس بالضــة لم تكن وقت بــل قد يطــرأ التغيير علي التطبيــق إذا لزم ذلك وإذا أحدثت علاعتماد األصل، فنســبة الكتب إلي أصحابها واألغراض إلي مالكيها تستند إلي أصول في علم المصطلح من وجود سند وروايات للكتب وشواهد ومتابعات علــي هذه النســبة وتلــك الملكية، ومــع ذلك فإن نســبة الكتب إلــي أصحابها واألغراض إلي مالكيها ليســت تمامo بتمام كإثبات نســبة الحديث إلي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وذلــك أن إثبــات الحديث يجري علي أصل وضــع علم المصطلح له، بينما إثبات الكتب إلي أصحابها واألغراض إلي مالكيها تجري مجري التطبيق

العملي - في مجال مختلف- علي األصل.ة في ذات األصــل وتباينها في فــاق تطبيقات عد ومــن جملــة ما ذكر في اتحمن خلف فــي حديثه في كتور نجم عبــد الر اإلســقاط والتطبيــق ما ذكــره الدالفــارق البين فــي تطبيق علم المصطلــح علي األحاديــث المرفوعة للنبي ملسو هيلع هللا ىلص

د بن عبد ة منهم أبو العال محم (١) ذكــر تلــك المقولة الحافظ في «الفتح» (١/ ٦). وحكاه من بعده عدالرحمــن المباركفوري في تحفة األحوذي بشــرح جامــع الترمــذي (١/ ٣) ط دار الكتب العلمية. والكتانــي في فهرس الفهارس واألثبات ومعجم المعاجم والمشــيخات والمسلســالت (١/ ٨٢)

مة فتح الباري عن بعض مشايخ الحافظ»، ط دار الغرب اإلسالمي. قال: «وفي مقد

التثبت من ا2خبار٤٤

ة عري حابة والتابعين وفي المقاطع الش وعلي غيرها من المرويات من أقوال الصواألخبار والحوادث التاريخية وكيف أن منهج النقد ألحاديث الحالل والحرام يختلف عنه في أحاديث الترغيــب والترهيب وفضائل األعمال، فقال فضيلته: د اقتضي وضع شروط ثين ومعيارهم في القبول والر «وال شك أن منهج المحدــة لنقد األحاديث وفرزهــا وتمييزها وموازيــن حازمة وصارمــة، وهي ضروريلمعرفة صحيحها من سقيمها، وموصولها من مرسلها، ومرفوعها من موقوفها، وكشف عللها وآفاتها. وهذا المنهج ال تصمد أمامه اآلثار والمرويات التاريخية ــعرية. فإنه قد وقع التســاهل عند ة والمقاطع الش ة والتربوي هدي والنصــوص الزدوا في ــلف فــي رواية وتناقل مثــل هذه األنواع مــن المرويات، ولم يتشــد الس

قبولها وروايتها.ا لشيخ اإلسالم ابن تيمية – مازال الحديث وقد وقفت علي كالم نفيس جديته: «قول أحمد ه لجاللته وأهم حمن خلف- نســوقه بنص كتور نجم عبد الر للددنا فى األســانيد وإذا جــاء الترغيب بــن حنبــل «إذا جــاء الحالل والحرام شــدوالترهيب تســاهلنا فى األســانيد»وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث ى ال عيف فى فضائل األعمال ليس معناه إثبات اإلســتحباب بالحديث الذ الضيحتج به فإن اإلســتحباب حكم شــرعى فال يثبت إال بدليل شرعى، ومن أخبر ين عــن اهللا أنــه يحب عمال من األعمال من غير دليل شــرعى فقد شــرع من الدمــا لم يأذن به اهللا كما لــو أثبت اإليجاب أو التحريم، ولهذا يختلف العلماء فى ين المشروع، وإنما مرادهم اإلستحباب كما يختلفون فى غيره بل هو أصل الدا يكرهه اهللا بنص أو ا يحبــه اهللا أو مم ا قد ثبت أنه مم بذلــك أن يكــون العمل ممدقة والعتق واإلحسان إلى الناس عاء والص إجماع كتالوة القرآن والتسبيح والدوكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك فإذا روى حديث فى فضل بعض األعمال

٤٥ والقضاء على الشائعات

المســتحبة وثوابها وكراهة بعــض األعمال وعقابها فمقاديــر الثواب والعقاب وأنواعــه إذا روى فيهــا حديــث ال نعلم أنــه موضوع جازت روايتــه والعمل به بمعنــى أن النفس ترجو ذلــك الثواب أو تخاف ذلك العقــاب، كرجل يعلم أن ب ق نفعه وإن كذ التجــارة تربــح لكن بلغه أنها تربــح ربحo كثيرا فهذا إن صــده، ومثال ذلك الترغيب والترهيب باإلســرائيليات والمنامات وكلمات لم يضرا ال يجوز بمجرده إثبات حكم ــلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو ذلك مم السشــرعى ال إســتحباب وال غيره ولكن يجــوز أن يذكر فى الترغيــب والترهيب ــرع فإن ذلك ينفع وال ة الش والترجيــة والتخويف، فما علم حســنه أو قبحه بأدليضــر وســواء أكان فى نفــس األمر حقo أو باطــال، فما علم أنــه باطل موضوع لــم يجز االلتفات إليه فإن الكذب ال يفيد شــيئo وإذا ثبــت أنه صحيح أثبتت به ة فى كذبه، األحــكام وإذا إحتمل األمريــن روى إلمكان صدقه ولعــدم المضروأحمد إنما قال: إذا جاء الترغيب والترهيب تســاهلنا في األسانيد. ومعناه: أنا ذين يحتج بهم. نروي في ذلك باألســانيد وإن لم يكن محدثوها مــن الثقات الفــي ذلك قــول من قال: يعمــل بها في فضائــل األعمال إنما العمــل بها العمل كر واالجتناب لما كره فيها من الحة مثل التالوة والذ بمــا فيها من األعمال الصــذي رواه البخاري ــيئة. ونظير هذا قــول النبي ملسو هيلع هللا ىلص في الحديث ال األعمــال السثوا عن بني إســرائيل وال حرج عــن عبد اهللا بن عمرو: «بلغوا عني ولو آية وحدـار» مع قوله ملسو هيلع هللا ىلص فــي الحديث أ مقعده من النـ دا فليتبــو ومــن كــذب علــي متعمص بوهم» فإنه رخ قوهم وال تكذ ثكم أهل الكتاب فال تصد حيــح: «إذا حد الصفــي الحديــث عنهم ومــع هذا نهى عــن تصديقهــم وتكذيبهم فلو لــم يكن في د ص فيه وأمر به ولو جاز تصديقهم بمجر التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخخبــار لما نهى عن تصديقهــم؛ فالنفوس تنتفع بما تظــن صدقه في مواضع. اإل

التثبت من ا2خبار٤٦

عيفة تقديــرا وتحديدا مثل صالة في وقت نت أحاديث الفضائل الض فــإذا تضممعين بقراءة معينة أو على صفة معينة لم يجز ذلك؛ ألن استحباب هذا الوصف وق فقال: ال المعين لم يثبت بدليل شرعي بخالف ما لو روي فيه من دخل الســوق مســتحب لما فيه من ذكر اهللا إله إال اهللا كان له كذا وكذا فإن ذكر اهللا في الســجرة بيــن الغافلين كما جاء في الحديث المعروف «ذاكر اهللا فى الغافلين كالشا تقدير الثواب المروي فيه فال يضر ثبوته ــجر اليابس»(١)، فأم الخضراء بين الش: «من بلغه عن اهللا ذي رواه الترمــذي وال عــدم ثبوته وفــي مثله جاء الحديث الشــيء فيه فضل فعمل به رجــاء ذلك الفضل أعطاه اهللا ذلــك وإن لم يكن ذلك كذلــك»(٢)، فالحاصل: أن هذا الباب يروى ويعمل بــه في الترغيب والترهيب ال في االســتحباب ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على

.(٣)« رعي ليل الش الدحمن قائال: «والحق أنني أميل إلي سحب كتور نجم عبد الر ويســتطرد الدــات الموقوفــة والمقطوعــة واألخبار ثيــن في النقد إلــي المروي منهــج المحدعيفــة والموضوعة ٦٧١ ا وأورده فــي سلســلة األحاديــث الض ــيخ األلبانــي ضعيــف جــد (١) قــال الشين، ي يقاتل عن الفار (١٢٠/٢) طبعــة دار المعــارف، وأورده بلفــظ «ذاكر اهللا في الغافلين مثل الــذريب». ي قد تحات ورقه من الض جر الذ جرة الخضراء في وسط الش وذاكر اهللا في الغافلين مثل الش

لي المصنوعة (٢١٤/١) ط دار المعرفة، بلفظ «من بلغه عن اهللا ــيوطي في الآل (٢) موضوع: أورده السفضل شيء من األعمال يعطيه عليه ثوابo فعمل ذلك العمل رجاء ذلك الثواب أعطاه اهللا ذلك الثواب o». والفتني في تذكــرة الموضوعات نقال عن المقاصد بلفظ: «من بلغه عن وإن لــم يكن ما بلغه حقاهللا شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانo به ورجاء ثوابه أعطاه اهللا ثواب ذلك وإن لم يكن كذلك»في سنده عيف بحســن الظن متــروك وله شــواهد (ص ٢٨) كتــاب العلم- باب روايــة الحديث والعمل بالضفإنــه ينفع ولو بالحجــر، ط الهند ١٩١٦م. والخطيب البغدادي في تاريــخ بغداد (٢٩٣/٨) ترجمة عيفة : «موضوع»في سلســلة األحاديث الض خالــد بن حيــان، ط دار الكتــب العلمية. وقال األلبانــي

والموضوعة (٤٥١) (١/ ٦٤٧) ط مكتبة المعارف.ريف. ع الملك فهد لطباعة المصحف الش (٣) مجموع الفتاوي (١٨/ ٦٥-٦٨) لشيخ اإلسالم ابن تيمية، ط مجم

٤٧ والقضاء على الشائعات

ة ما دامت وصلتنا مســندة، فإن حضور ــعري ة والمقاطيع الش هدي التاريخيــة والزإســنادها يســاعد في فحصها وتقييمها». ويقول فضيلتــه: وأري من الجدير أن كتور أكرم العمري بخصوص هــذه القضية فإنه في غاية أنقــل كالم أســتاذنا الدرعية قة بالحديث والعلوم الش الجودة والموضوعية: «ونظرا ألن المصادر المتعلوايات واألسانيد، فالبد من تحكيم قواعد والتاريخ اإلسالمي معظمها يسرد الروايات التي ال وايات مــع عدم التخلي عن الر علمــاء المصطلح في نقد هذه الروايات ة الحديثيــة، ففي األبحاث التاريخيــة تعتبر الر ح تصل إلي مســتوي الصوايات واألخبار المسندة من طرق رواة ال يبلغون مستوي الثقات أفضل من الرم بنقدها وفحصها ن من التحك غير المســندة، ألن فيها ما يدل علي أصله ويمك

ند. بصورة أفضل من األخبار الخالية من السريعة فالبد من االعتماد فيها علي راسات المتصلة بالعقيدة والش ا في الد أمعيفة منها، وستســلم في هذا حيحة ونقد وبيان الض وايــات واألحاديــث الص الرثين تكفــي لبيان العقيدة واحكام الجانب أحاديث صحيحة علي شــرط المحدثين أولوا األحاديث عناية كبيرة وأحاطوا رواتها بدراســة ــريعة، ألن المحد الشلهــا وأدائها، فــإذا طبقــت قواعدهم علي دقيقــة واســعة، واهتموا بطــرق تحم

ة واإلتقان. ق الحديث فهي أهل لذلك لما بلغته من الدــة الحديثية في قبــول األخبار التاريخيــة التي ال تمس ح ــا اشــتراط الص أموايات ــف كبير، والخطر الناجم عنــه كبير، ألن الر العقيدة والشــريعة ففيه تعسنها أســالفنا المؤرخون لــم تعامل معاملــة األحاديث بل تم التاريخيــة التي دول التســاهل فيها، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستشكق واالنقطاع. يــاع والتمز د الحيرة والض ا يول ة ســحيقة بيننــا وبين ماضينا مم هوإن تاريــخ األمم األخري مبني علي روايــات مفردة ومصادر مفردة في كثير من

التثبت من ا2خبار٤٨

نهم ة تمك لونها وفق معايير نقدي وايات فقط ويحل حلقاته، وهم ينقدون متون الرمن الوصول إلي صورة ماضيهم لعدم استعمال األسانيد في رواياتهم التاريخية

ة اإلسالمية. ت بها األم ألن األسانيد اختصوايات ثين في نقد أســانيد الر لكــن ذلــك ال يعني التخلي عن منهج المحدوايات المتعارضــة، كما أنها خير التاريخية فهي وســيلتنا إلي الترجيــح بين الرة عن اإلطار العام ــاذ معيــن في قبول أو رفض بعــض المتون المضطربة أو الشتنا، ولكن اإلفادة منها ينبغي أن تتم بمرونة آخذين بعين االعتبار لســير تاريخ أمنها وايات التاريخيــة، وأن األولي نالت من العناية ما يمك أن األحاديــث غير الر

ارمة»(١)(٢). مود أمام قواعد النقد الص من الصــروط التي وضعها العلماء للحكم علي األخبار ا ســبق أن الش ويتضح مم oروط وإسقاطها تبع ة ولكن ما يختلف ويتغير هو تطبيق هذه الش ثابتة ومســتقرحيح ق منه. لذا فإننا نقول أن إســقاط شــروط الحديث الص لطبيعة ما يتم التحقــائعات التي نتناولها اليوم ما هو إال تطبيق ال تشــترط له تمام علي األخبار والشالمطابقــة، بل نأخذ مــن األصل ما كان ممكن التطبيق ونترك ما ال يوافق وما ال قه من األخبار يعتمد يمكن تطبيقه أو االســتفادة منه. وعلــم المصطلح في تحقرنا بشكل منطقي في أمثل علي أصلين وهما اإلســناد والمتن، ونحن إذا ما تفكق من األخبار اليوم فلن نجد طريقة أمثل وال أكثر ننا من التحق طريقة حديثة تمكريقة المثلي األولي ولنا إتقانo من النظر في رجال الخبر وطبيعته وتلك هي الطكتور أكرم العمري (ص ٢٦- ٢٧). قلت: ورد ذلك في كتاب دراسات تاريخية (١) دراسات تاريخية للدة العلمية، ط مــع تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات (ص ٢٦- ٢٧) خامســo: نقد الماد

الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة.نيا (ص ٤١- ٤٦) ط. دار كتور نجم عبد الكريم علي كتاب العيال للحافظ ابن أبي الد مة الد (٢) من مقد

ابن القيم.

٤٩ والقضاء على الشائعات

ق من األخبــار اليوم وبين علم المصطلح عالقة فيها أســوة، فالعالقة بين التحقوثيقة بينة واضحة جلية بعكس ما قد يظنه البعض.

ــيخ مصطفي بن العــدوي – حفظــه اهللا- في إحدي وقــد قــال فضيلــة الشرع للقضاء ائعات وضرورة العودة إلي ضوابط الش دروسه معلقo علي خطر الشحابة ائعات حتي في أوساط الصالح، ومن أحسن من الص عليها: قد تنتشر الشفــي حادثتي اإلفك وطالق النبي لنســائه، فما أحوجنا أن نعيش حياتنا اســتنادا بانية التي توافق العقــل وال تناقضه وإنما يهرع إليها لتلــك القواعد الشــرعية الر

كل ذي عقل راجح.لها ل إلي اآلخر، فأو ين أحدهما موص ويهــدف هذا الكتاب إلي أمرين هامتها من كذبها، ف علــي صح ق من األخبــار وكيفية التعر التعريــف بثقافــة التحقوالثانــي كيفية نشــر هــذه الثقافة بين الناس اليوم واســتغاللها فــي القضاء علي

تنا واستنفذت من قواها الكثير. ائعات التي أنهكت أم الش oبتها ترتيب ــمت هذا الكتاب إلي ثالثة مباحث بعد التمهيد، رت هذا وقد قسله إلي ثانيــه وثانيه إلي ثالثه وذلــك حتي آخره. وكما تأصيليــo منطقيــo يقود أوــائعات باســتخدام ثقافة ئيســي هو القضاء علي الش ذكــرت آنفــo أن الهدف الرق من األخبار ومنهجية نقدها التي تعتمد علي إســقاط شــروط الحديث التحقحيــح من علم مصطلح الحديث علي األخبار التــي نتناولها اليوم، لذا فقد الصــائعات ومنها جعلــت البــاب الثالث واألخيــر لتناول وســائل القضاء علي الشــائعات لم يكن لنا بد ــق من األخبار. ولكي نعرف كيفية القضاء علي الش التحقي ــائعات الباب الثاني الذ ال، فجعلت للش ــائعات أو ف علي ماهية الش من التعرــائعات لغــة واصطالحo وأقســامها وعوامل انتشــارها وغير يتنــاول معني الشــة وخصائص ــائعات هي نوع مــن أنواع األخبار له ســمات خاص ذلــك. والش

التثبت من ا2خبار٥٠

ة ثــم بعد ذلك ف علي األخبــار بصفة عام دة، فكان مــن األولي أن نتعــر محــدنتنــاول نوعــo منها بعــد أن نكون قد ألممنا بشــيء عن أصلهــا، فجعلت الباب مة غة واالصطالح وأقســام األخبار ومقد o باألخبار ومعناها في الل ل خاص األوا كان الكــذب آفة األخبار وكان فــي علم المصطلح وشــروط قبول الخبر. ولمدق في األخبــار والكذب ــدق طبيبها فقد آثــرت البدء بالحديــث عن الص الصة لذلك التمهيــد، وكنت قد أفردت فيها بشــيء من االختصار واالقتصــار كتتم كبيرا شــامال جامعــo لكثير من الفوائد دق والكذب بابo مســتقال لكل من الصقبــل أبواب الكتــاب المذكورة آنفo غير أن جل أســاتذتنا وعلمائنا قد أشــاروا ة فتين وذلك لرواج مضمونيهما لدي العام بعدم تقديم الحديث عن هاتين الصــواء، وضمانo لعدم اإلطالة علي القاريء الكريم بشــيء هو ة علي الس والخاصا يورث الملل خول في أصل ما وضع الكتاب من أجله مم لديه مســتقر قبل الدمت من مختصر فإن فيه الكفاية وأولينا ما ويقطع األمــل. فاقتصرت علي ما قد

تاله مزيد عناية، فجاء ترتيب أبواب الكتاب وفصوله علي النحو اآلتي:ل: بــاب يف األخبار. * الباب األو

• فصل يف الخبر ومعناه.• فصل يف أنواع الخبر.

• فصل يف شروط قبول األخبار.ائعات. * الباب الثاني: بــاب يف الش

ائعات ومعناها. •فصل يف الشائعات وعوامل انتشارها. • فصل يف كيفية انتشار الش

ائعات وعملها. •فصل يف خطر الش

٥١ والقضاء على الشائعات

ائعات. ق من األخبار والقضاء علي الش * الباب الثالث: بــاب يف التحق• فصل يف ناقل الخبر وشروطه.• فصل يف دقائق الخبر وصيغته.

• فصل يف كيفية الترجيح بين األخبار.ائعات. • فصل يف عوامل القضاء علي الش

ة غيرة والهام وقد عمدت بفضل اهللا ۵ إلي االهتمام ببعض الجوانب الصفي ذات الوقت والتي قد يغفلها كثير من المصنفين ال سيما وإن كان المصنف صغيرا، وتلك التحســينات من شــأنها أن تســاعد في زيادة القيمة العلمية التي يخرج بها المصنف وهي دليل علي إتقانه وحسن العناية به واالهتمام بخروجه

بأفضل رسم مستطاع ومن ذلك:شكل ما ورد في المصنف من نصوص ونقوالت لغيرنا وإن كانت غير -١مشــكلة في األصل مع شــكل ما كان من كالمنا وبسطنا. وشكل الحروف كان ــا يعاب في الماضي فهــو من محدثات الكتابة في العربيــة فكان المتقدمون ممة للخطأ فقد تتشابك وتختلط الحروف والعالمات. يرونه زيادة بال طائل ومزلباعة- اشــدين للط بع بدار الخلفاء الر د عبده – قيم الط ثني الشــيخ محم وقد حدن نقل عنهم ين من يكره ذلك أيضo – أي شكل الحروف- ومم أن من المتأخرم – حفظه اهللا- وأرجع د بن إســماعيل المقد ذلك فضيلة الشــيخ الدكتور محمــكل- زائدا ــكل وهو في األصل – أي الش ذلك إلي ضرورة وجود خطأ في الشــيخ من اعتراض علي شــكل الحروف عن أصل الكتابة. أقول أن ما أورده الشحيح أن الحاجة تمســي ت نســبة االعتراض إليه- بل الص ليس بجيد – إن صح

ة له يومo بعد يوم. ويمكن تناول األمر تناوال موجزا في بعض نقاط: ماس

التثبت من ا2خبار٥٢

األولــي: أن شــكل الحــروف وإن كان محدثo وليس مــن أصل المكتوب فــإن اإلهمــال وعدم نقط الحــروف كان كذا أصال فيما مضــي، ثم صار نقيض ة من ينطق بالعربية وغيرهم من أصحاب ذلك وهو اإلعجام أصال وعمل به كافســانين فأكثر، وإنما تم اعتماد ما كان محدثo ســلفo كأصل الحقo لضرورة الل

وحاجة إليه. ريف اليوم قد استقر علي كال المحدثين الثانية: وهي أن رسم المصحف الشــكل واإلعجــام وذلــك حفاظo علي ســالمة القــراءة والحفــظ وحفظه من الش

التصحيف والتحريف عن غير قصد فضال علي أن يكون بقصد. الثالثــة: أن العرب قديمo ما كانوا يلحنــون إال فيما ندر فما كانت حاجتهم ة، كما أن شــكل الحروف لم يستقر أصال إال بعد نشوء علمي ــكل ماس إلي الش

ران في زمن علي بن أبي طالب ڤ. رف وهما متأخ النحو والصــه قديمo طريقة ابعــة: أن مــن األســباب الباعثة علي نقد اإلشــكال وذم الركتابــة المصنفات وغيرها وأدوات الكتابة المســتخدمة، فلــم تكن لديهم أقالم ا، ويقــف علي ذلك من له ة جد قــة بل كانت الكتابة شــاق معبــدة وال أوراق منماطالع علي شــيء مــن المخطوطات القديمــة، لذا فإن إشــكال الحروف يزيد فحات تســويدا، فتختلط العالمات بما قبلها وبعدها وفوقها األمر تعقيدا والصوتحتها وتمســي الحــروف مظلمة مزدحمة والكلمات غامضة كأنها طالســم. عها واألوراق وأحجامها فضال عن الحواســب ر األقالم وتنو ا اليوم فمع توف أمم ية وال النقد والذ عوبة وال الحذر بذات األهم اآللية فلم يصبح األمر بذات الص

رجة. بذات الدالخامســة: أن إحتمال ورود الخطأ في اإلشــكال ال يكفي لمنعه مطلقo بل هو يســتدعي مزيد حرص وعناية بما يســطر ويشــكل، فيكون ما خرج مشكال

٥٣ والقضاء على الشائعات

ما زاد الخطأ قل ا خرج مشــكال بخطأ وفي كالهمــا خير وكل بال خطأ أكمل ممالكمال والعكس بالعكس.

ادســة: هي هل الــكالم الغير مشــكل أفضل من الكالم المشــكل كثير السم الغير مشــكل علي المشــكل كثير الخطأ ألن عدم الخطــأ؟، هنا يمكننا أن نقدة وخطئo بــدون حمله علي الخطأ، اإلشــكال يترك كيفية النطــق للقاريء صحــا اإلشــكال مع الخطأ ففيــه حمل لغيــر المتقن علــي القراءة بالخطــأ ويكثر أمص عليه القراءة وفي ذلك انتقاص لقيمة وجودة ا ينغ اشتباه وتعقيب المتقن مم

المصنف.ق إلي شــكل الحروف فإن الخلل ــابعة: أنه وإن كان الخطأ والبد متطر السق ال محالة إلي ما هو أهم من ذلــك، بل إن الخلل قد والقصــور والخطأ يتطــرق إلي المناهج الحياتية واإلسالمية وال يكون ذلك سببo وال ذريعة للتوقف يتطر

عن العمل بها، ولكن يكون ذلك مدعاة إلصالحها وتسديدها وسد ثغراتها. ة إلي ضرورة من يقوم بعبيء إشــكال الثامنــة: أن نظرة للواقع تشــهد وبقواء والقيام بدور المرشــد لمن ال يحســن، فــإن كان العرب الحــروف عن القــرقديمــo ال يلحنــون إال نادرا ففي يومنا هذا هم يلحنون لحنo فاحشــo إال قليل، وأقصد بالقليل هنا هم من ال يلحنون لحنo فاحشo وإال فالكل يلحن حتي أهل ــجية ي يخرج بالس االختصاص – وإن كان لحنهم قد يقتصر علي المنطوق الذية اإلشكال مع بذل الجهد فيه وليد اللحظة دون المكتوب- ومن هنا كانت أهم

واالعتناء به واهللا أعلم.ــور من القرآن مــع أرقام اآليات بجانــب المنقول من إيراد أســماء الس -٢القــرآن الكريم في أصــل المتن ال في الهوامش بخالف ما قــد يعمد إليه بعض فحة وهذا ما ال نستحسنه، جين من تخريج اآليات بالهوامش أسفل الص المخر

التثبت من ا2خبار٥٤

فليــس تخريــج األحاديــث والنقوالت كتخريــج اآليات، فتخريــج األحاديث ة منهــا التطويل وإيراد والنقــوالت ال يســتطاع إيراده فــي أصل المتن لغيــر علبعة وغير ذلك كما أن ذلك قد يقدح واية وذكــر المصدر والط الفروقــات في الرذلــك فيما يختص فــي الوحدة الموضوعيــة لما يرد في المتــن، وليس األمر كبآيــات الكتــاب الحكيم، كما أن االنتقــال من المتن إلي الهامــش فقط لمعرفة ــورة ورقم اآلية فيه تشــتيت وتضييــع للوقت بال ضــرورة بخالف ما إســم الس

لألحاديث والنقوالت.االهتمــام بتخريــج األحاديث المنســوبة إلي النبــي ملسو هيلع هللا ىلص تخريجo يليق -٣ال كمــا هو في كتب التخريج بالحــال فال هو مقتصرا بشــكل مخل وال هو مطو

عف. ة والض ح مع بيان درجتها من الصمــا قمنا بتخريجه من أحاديــث في صحيحي البخاري ومســلم لم ننبه -٤ة علي ة من اجتماع األم ة والخاص ته لما هو معلوم ومشتهر عند العام علي صح

قبول ما جاء في كتابيهما واعتبارهما أصح الكتب بعد كتاب اهللا ۵.ة مــا قمنا بتخريجه لغيرهمــا نبهنا علي درجته وأوردنا قــول أحد األئم -٥ين وغالبo مــا كان اعتمادنا المعتبريــن في التصحيــح والتضعيف مــن المتأخرــيخ شــعيب مة ناصر الديــن األلباني، ثم علي أقوال الش فيهــا علــي كتــب العال

األرناؤوط.اعتنينــا في تخريجنــا لألحاديث واألقوال بذكر اســم الكتاب المنقول -٦حيحين مع االعتناء بذكر إســم مصنفه مع عنــه كامــال ال مختصرا عدا فــي الص

رط فهو قليل. إسم أبيه وجده وكنيته ولقبه وما قصر عن هذا الشحرصنــا عند ذكرنا «رواه البخــاري»أو «رواه مســلم»أن نقول بعدهما -٧جاه إنما يكون فــي أصل صحيحيهما حيح»وذلك لإلشــارة أن ما خر «فــي الص

٥٥ والقضاء على الشائعات

ــا ال يعتني به كثير حيــح مصنفات، وهذا مم ال فــي غيرهمــا ولكليهما غير الصن يشــتغل بالتخريج اعتمادا منهما علي عرف أهل التخريج أن قولهم «رواه مما يقع في صحيحيهما، وهذا وإن كان مطروقo وغير البخاري أو مســلم»فهو مم

منكرا فإنه يظل قصورا في التوثيق.بعة التي وقعت اعتنينــا في تخريجنا لألحاديث والنقوالت أن نذكر الط -٨فحة والجزء أو رقم الحديث أو جميعهم، لنا واعتمدنا عليها، مع ذكر رقم الصا يندرج تحته هــذا المنقول، وقد نقتصر مــع ذكر الفصــل أو الباب والكتاب مم

جوع إلي األصل للقاريء. علي بعض ذلك إذا أمنا سهولة الربعــض المصادر لم نذكر لها طبعــة وهي التي لم نقابل نقلنا منها بأصل -٩

ر الحصول علي طبعة معتمدة وهذا قليل. لها مطبوع نظرا لتعذــمة إلي أقســام عدة من لة مقس ١٠- اعتنينا اعتناء كبيرا بذكر المراجع مفصكتب متون الحديث إلي شروح الحديث إلي لغة ومعاجم إلي فقه وأصول إلي بناه علي حروف غيــر ذلك، وما أوردنا من مراجع تحت كل قســم منها فقــد رتبنا مصــادره علي ما هو معتبر عند المعجــم عدا في قســم متون الحديث فقد رت

علماء الحديث وعلي ما هو الئق. oال ذكر الكتاب ثم إســم مصنفه متبوع ١١- عنــد ذكر المراجع أوردنــا أوــر مــع بيان إن كان معاصرا، ثم أوردنا إســم دار بعــام ميالده وعام وفاته إن تيسار ثم إسم الطباعة التي اعتمد نقلنا عليها متبوعة بإسم المدينة التي تقع فيها الدــام» كأصل و«ســوريا ولبنان»فرع، و ولة، مع التنبيه إلي اعتبارنا بإســم «الش الدــعودية» لها فرع، ولذلك غرض وقصد قد يلهمه الناقد. «الحجاز»أصل و «السبعة المذكورة وقــد قصدنا جميع المراجع ثــم أتبعنا ذلك بعــدد المجلدات للطبقولنا «مجلد» وإن لم يكن كذلك توحيدا للوصف، ثم أتبعنا ذلك بعام صدور

التثبت من ا2خبار٥٦

بعة ورقمها، ثم بإسم من قام بالتحقيق والمراجعة إن وجد. الط١٢- مــا كان من مرجع لم نقابل بــه نقلنا نبهنا علي ذلك بقولنا «ولم أقابل

نقلي بأصل مطبوع».

داد.. فهو ولي ذلك ومواله.. واهللا أسأل اإلخالص والتوفيق والس

راجي مغفرة ربهد بن عبد اللطيف البرعي محم

أبو حمزة المهاجري يوم الجمعة، الخامس من شهر ذي القعدة لسنة ١٤٣٣ هـ

٥٧ والقضاء على الشائعات

دق حياة األخبار وآفتها الكذب الصنيا، مادي لم يكتب اهللا سبحانه وتعالي الكمال علي شيء في هذه الحياة الدن ســكن السماوات كان أو معنوي، فالكمال المطلق له ســبحانه دون غيره ممo علي اهللا أن يجعل أحوال ا ال نعلمه. وكان حق أو أو األرض أو ما سواهما ممالناس دول، وأمورهم سجال، ولم يكتب جل وعال الثبات علي شيء فاإليمان ة عف مر ته حتي يعود في الض يزيد وينقص، واإلنســان يولد ضعيفo ثم تزداد قوأخــري، وكــذا كانــت القصواء ناقة رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ال تســبق حتي ســبقتها ناقة نيا إال أعرابــي فقــال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «حق علــى اهللا أن ال يرتفع شــيء مــن الدوضعه»(١)، وكما قيل «ما طار طير وارتفع إال كما طار وقع». فال كمال في هذه نيا والبد لكل شــيء من آفة يختص بها ويحط بها قدره، فالجسم آفته الحياة الدبهات والنكت. المرض والتعب، والمال آفته البخل والحسد، والقلب آفته الشمــات ودعائم من جنســها ولها آفات وكــذا هــو الحال مع األخبــار فإن لها مقوا كان دق ومواتها فــي آفة الكذب. ولم مــن أضدادهــا، فاألخبار حياتها في الصــب عليها أمرنا به وكان من خالل ة األخبار وما يترت ــدق من معتبرات صح الصــا كان الكذب مــن موبقات األخبــار وما يترتب علــي تصديقها كل ولــي، ولمــطور القالئل القادمة والعمــل بهــا نهينا عنه وكان مــن ذالل كل ردي. وفي الس

سنتناول خلقي الصدق والكذب بشيء من االختصار واهللا المستعان.

* * *ــير- باب حيح من حديث أنس بن مالك ڤ (٢٨٧٢) كتاب الجهاد والس (١) رواه البخــاري في الص

ناقة النبي ملسو هيلع هللا ىلص.

التثبت من ا2خبار٥٨

دق واجب شرعي الصــدق هو أحد األخالق الفاضلة الحميدة والذي يدخل يف غير باب من الصرع اإلسالمي بمختلف فروعه من فقه ومعامالت ومن عقيدة وإيمان أبواب الشدق مع دق يف باب العقيدة الص دق المراد، ومن أمثلة الص وذلك تبعo لنوع الصاهللا ۵ ومداره علي تمكين اإليمان من القلب والتسليم إلي اهللا جل وعال بحق واستيفاء مقتضيات اإليمان باهللا من اإليمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسني ــماوية وصفاته العال مع اإلتيان بلوازم ذلك من اإليمان بالمالئكة والكتب السه. فما سل واألنبياء جميعo واليوم اآلخر والقدر خيره وشر لة واإليمان بالر المنزدق مع اهللا ۵ منحصرا قط يف منزلة المراقبة، بل يسبق ذلك إلي أصل كان الصدق يدخل يف دق يف الفقه والمعامالت كثيرة فالص اإليمان ومنشــئه. وأمثلة الصأبواب التجارة والغيبة والنميمة والمعامالت مع الخلق أجمعين والحديث مع ــلم ويف وقت وجــة والمداهنــة والمواراة ويف عالقاتنا مع المشــركين يف الس الز

الجهاد وغيرها كثير.دق وعمل علي تنميته يف نفوس وقد عني اإلســالم بالحث علي خلق الصالمسلمين وتربية الناشئة عليه وتزكية النفوس به، وذلك من خالل الترغيب فيه ادقين وصفاتهم ومآالتهم ومــا ينتظرهم من أجر عظيم.. كما وعــد مناقب الصق بنقيضه من الكذب وقرائنه من خداع ونفاق وذلك حث أيضo علي عدم التخلبالترهيب من هذه الموبقات والتي ينتظر مرتكبها موطأ من أســوأ المواطيء يف

نيا قبل اآلخرة. الددق من الفضائل التي يجب أن يربي عليها الناشئة المسلم من نعومة والص

٥٩ والقضاء على الشائعات

ك به حتي يف الحوالك والهوالك، ولعل أظفاره، كما يجب الحرص علي التمسة دق هو استباحة الكذب ولو لمر من أخطر األمراض التي يصاب بها خلق الصور والبهتان واالفتراء واحــدة والتي تفتح بابo عظيمــo من أبواب الكذب والــزوالنفاق ال يســتطيع المرء حجب نقمه وال صد سهامه وال النجاة من خذالنه.. ة واحدة مسقطo للمروءة جارحo للعدالة والتي تذهب لذا كان الكذب ولو لمر

بال رجعة يف قانون البشر وإن تاب العبد وآب واستغفر لذنبه وتاب اهللا عليه.جال وهو أشرف الفضائل وزين كل قائل وشرف كل صائل.. وهو زينة الرلل ة الكمال وخير الخالل وشيمة األبطال.. وهو من الخلق أرفعه ومنه للز وحل

يت أسمعه ومن أبواب النجاة أوسعه. أدفعه ومن الصدق من أخالق الفطرة، وهي جملة األخالق التي فطر اهللا الناس ويعد الصــاعة، وقيل إن الفطرة هي القدر ــالم وحتي قيام الس عليها من لدن آدم عليه السمان أو المكان، ل وال يتغير بتغير الز ماوية ال يتبد المشترك يف جميع األديان السر دين سماوي أو شريعة دق، فال يتصو فمنها قيم ومباديء خلقية ومعنوية كالصدق عماد لها وأصل ــرائع التي أرســل بها األنبياء والمرســلون إال والص من الشدق، ه إنما يكون علي الص من أصولها بل نســتطيع أن نقول أن مدار اإليمان كلدق لبنة من لبنات دق أوال، فالص ها ال يكون إال علي الص ومدار المعامالت كلالوحــي اإللهــي وهو تربة االيمــان يف القلب والتي بدونها ال ينبــت وال يطمئن

القلب باإليمان وال يستضيء بنوره وال تزدهر به سواه من حميد األخالق.ادق يتصف بالكثير وهو صفة جامعة لحسن الخالل، فدائمo ما نجد أن الصمن األخالق الحميدة من وفاء وحســن معاملة وشجاعة ورجاحة عقل وصفاء ة واضح البيان حاضر البرهان ملهم ن الحج ادق يكون ملق ريرة، كما أن الص الس

المنطق سالم الجنان يبيت غالب مأمون الجانب.

التثبت من ا2خبار٦٠

دق صفة فطرية وســمة جبلية يجدهــا كل من كانت له غــم من أن الص بالررعية رع لم يزل يأت بها ضمن التكاليف الش نفس سوية وسريرة زكية، إال أن الشها.. وذلك أن التي كلف اهللا سبحانه وتعالي بها عباده لإلتيان واإلنتهاء عن ضدتها ر بعوامل خارجية قد تؤدي إلي طمرها وانعدام هوي ليمة النقية تتأث الفطرة السيتــه تعلو فوق الكثير من خالل دق وأهم ا كان قدر الص وطمــس معالمها.. ولمدق الفطــرة ال ســيما العملية منها فإن اهللا ســبحانه وتعالي لم يتــرك فرضية الصعة قاطعة، حتي أن وصف ل عليها بطرق متنو غائبــة عن العباد، إنما أمر بها ودلة وذلك لكي اته قد ورد يف كتاب اهللا مائة وتســعo وعشــرين مر دق بمشــتق الص

ليل ويمسي البرهان واضحo للعيان. ة ويتجلي الد تستبين الحجــدق كخلق حميــد من أنه دليــل علي اإليمان، وتأتــي أهميــة وجوب الصــدق والنفاق عالمته الكذب، فمن كان إيمانه فكمــا قيل أن اإليمان عالمته الصكامــال البد وأن تجده صادقــo فبينهما عالقة طردية، فإذا ما قل الصدق يف قلب العبد قل معه اإليمان بذات القدر. وأعلي درجات اإليمان هي اإلحســان وهي ائم بمعية اهللا سبحانه وتعالي ومراقبة اهللا ۵ يف جميع األحوال، اإلحســاس الدواإلحسان كما قال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «أن تعبد اهللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه دق وكماله مع اهللا ۵ ومع رجة العالية إال بتمام الص يراك»(١)، وال تتأتي هذه الددق مع اهللا ۵ أو مع نفســه لم يصــل أبدا لدرجة النفــس، فمــن لم يكن تام الص

اإلحسان ويكون إيمانه علي قدر صدقه.ــدق صفة من صفات اهللا تعالي، وقد ورد هــذا المعني يف غير آية من فالص

U T S R Q P O N M ﴿ :كتــاب اهللا ۵، فقــال تعالــيحيح (٥٠) كتاب اإليمان- باب سؤال جبريل النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن اإليمان واإلسالم رواه البخاري في الص (١)حيح ٥ (٩) كتاب اإليمان- باب بيان اإليمان واإلسالم ــاعة. ومســلم في الص واإلحســان وعلم الس

واإلحسان، ط دار إحياء الكتب العربية. كالهما من حديث أبي هريرة ڤ.

٦١ والقضاء على الشائعات

﴾d c b a ` _ ^ ] \[ Z Y X W V Ö Õ Ô Ó ﴿ :[آل عمــران:٩٤-٩٥]. وفــي قــول اهللا تبــارك وتعالــي ﴾å ä ã â á àß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø ×[األحــزاب:٢٢]، قال ابن كثير: «قال ابن عباس ڤ وقتادة: يعنون قوله تعالي في

±° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ ﴿ سورة البقرة Â Á À¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²ر وســارت األقدار علي Å Ä Ã ﴾ [البقرة:٢١٤]»(١)، فوقع قضاء اهللا كما قد

مثل ما وضعها اهللا ۵ وأخبر بها فجاء قضاءه صدقo ال يزيغ.دق- من صفات األنبياء والمرســلين، فما جاء رســول كمــا أنه – أي الصدق وجهان إال وقــال لقومه: ﴿$ % & '﴾ [األعــراف:٦٨]، واألمانة والصلعملة واحدة قرينان مؤتلفان ال يختلفان. وكذا قال ســبحانه وتعالي يف وصف

ــالم: ﴿1 2 3 54 6 7 8 9 : ; إســماعيل عليــه الس>﴾ [مريم:٤٥].

الم أصدق الخلق لسانo وحاال وفعاال، فمن الة والس وقد كان نبينا عليه الصدق قد اختلطت بدماء الحبيب الحاشــر ملسو هيلع هللا ىلص منا أن صفة الص ــواهد التي تعل الشخول يف دين اإلســالم جهرا. ل موقف دعا رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص فيه قريشــo للد هو أوفا ذات يوم، فقال: «يا صباحاه، عــن ابن عباس ڤ، قال: صعد النبي ملسو هيلع هللا ىلص الصفاجتمعت إليه قريش، قالوا: ما لك؟قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم بنا عليك قوني؟» قالوا: بلى(٢). ويف رواية قالوا: ما جر يكم أما كنتم تصد أو يمس

(١) تفسير القرآن العظيم البن كثير (األحزاب/ ٢٢) (٦/ ٣٥١)، ط دار الكتب العلمية.حيح من حديث ابن عباس ڤ (٤٨٠١) كتاب التفسير- باب قوله تعالي: (٢) رواه البخاري في الص

﴿ Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ ﴾ [سبأ:٤٦].

التثبت من ا2خبار٦٢

بنا عليك إال صدقا(٢). كذبo(١). ويف رواية عند البخاري قالوا: ما جرقوا من اإليمان هــذا وقد أمر اهللا ســبحانه وتعالي عباده المؤمنين بــأن يحقغايته وأن يعملوا بمقتضي هذا اإليمان وذلك بجعلهم وقاية بينهم وبين عذاب لوا تلــك المنزلة – أي منزلة التقوي- كانوا يف زمرة اهللا وغضبــه، فإنهم إن حص ﴾I H G F E D C B ﴿ :۵ ادقيــن، فقال الصادقين} أي لم يجعل [التوبــة:١١٩]، وهنــا لم يقل اهللا ۵ {اتقوا اهللا تكونوا مع الصبة علي مرتبة التقوي خبرا فيكون األمر لإلرشــاد تبعo لسياق دق مترت منزلة الصــن اهللا ۵ أورد جملة مآل التقوي الــكالم بيد أن هذا هو المــراد من اآلية، ولكادقين} وذلــك للتأكيد علــي المعني بلفــظ فعــل األمر فقــال {وكونوا مــع الصدق ليســت فضال لمــن أدركها إنما هي واجبة علي وللتأكيد علي أن مرتبة الصعباده ال سيما المؤمنين منهم، فوردت هذه الجملة باستخدام فعل الطلب وهو آكد أســاليب اإللزام والوجوب. كما أن اســتخدام أســلوب األمــر مع العطف التقريــري التأكيــدي يف اآلية لم يزل عنها صبغة اإلرشــاد فــكان هذا أمر من اهللا لة ۵ إلرشــاد المؤمنين إلي ما يصلح أخراهم وأمرا لهم بلزوم التقوي الموصيقين فهــي فضل لمن ارتقي بــه عمله وهي د ــا منزلة الص ادقيــن. أم لمنزلــة الصة حتي من المؤمنين، إنما هي منزلة يحشر منزلة ال تنبغي للكسالي ضعاف الهمة هداء، رجالها لهم مواصفات ربانية خاص أصحابها يوم القيامة مع األنبياء والشخالصة، فلم يوردها اهللا سبحانه وتعالي يف اآلية الكريمة ألن الحكم بالوجوب حيح (٤٩٧١) كتاب التفسير- سورة ﴿ Z Y X ] \ ﴾ باب (١). (١) رواه البخاري في الص﴾ Q P O ﴿ :حيح ٣٥٥ (٢٠٨) كتاب اإليمان- باب في قوله تعالي ومسلم في الص

عراء:٢١٤]، ط دار إحياء الكتب العربية. [الشحيح من حديث ابن عباس ڤ (٤٧٧٠) كتاب التفســير- ســورة الشعراء، (٢) رواه البخاري في الص

.﴾ Q P O ﴿ :باب قوله تعالي

٦٣ والقضاء على الشائعات

ادقين واهللا أعلم. ال يدور عليها إنما يدور حول منزلة الصادقين فقــال تعالي: ﴿ ! " # $ % وقــد أثني اهللا ۵ علي الص 6 5 4 3 2 10 / . - , + * )( ' & D C B A@ ? > = < ; : 9 8 7ــي بعهده F E﴾ [األحــزاب:٢٣-٢٤]، فوصــف اهللا ۵ مــن عاهــد اهللا فوفــر كما وقاتل حتي قتل يف ســبيل اهللا أو أن المنية لم تأته بعد غير أنه ينتظرها ليبشجولية ون لمقام الر ــر إخوانه من قبل، وصفهم بقوله {رجال} أي المســتحق بشــo، كما أنه بقوله {مــن المؤمنين} فقد نفي اهللا ســبحانه بكمالها اســتحقاقo تام

دق عن غير المؤمنين. جولة والص وتعالي صفتي الر ÕÔ Ó Ò Ñ Ð Ï Î ﴿ :وقال اهللا جل في عاله يف موضع آخر ﴾è ç æ åä ã â á à ßÞ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Öدق هنا هو صدق الحال ــدق صفة النفع، والص [المائــدة:١١٩]، فقد أثبت اهللا للصوالمقــال واألفعــال، ثم أعقب ۵ هذه القاعدة ببيــان ماهية النفع المقصود أال ـة الخلد بما فيها من نعيم مقيم مصحــوب برضي من اهللا عز وجل، ثم وهــو جنـفة باأللف والالم ذكر اهللا ۵ أن هذا هو الفوز العظيم، فجاءت كلمة الفوز معرابتــداء إلفــادة اإلطالق فهذا هو الفــوز مطلقo ال حد له وال قصــور غير أن كل فــوز غيره قاصر مقطوع غير تام، ثم وصف هذا الفوز بالعظيم لمزيد بيان قدره

.oه البعض فوزا ومتاع نيا الذي يعد ولقطع األمل عن تمني غيره من متاع الدــدق وفضله ث عن الص ومــن أشــهر األحاديث يف هذا البــاب والتي تتحديته ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد اهللا بن مسعود ڤ عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص وأهمجل ليصدق دق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الر قــال: «إن الص

التثبت من ا2خبار٦٤

يقا....» (١)، والبر هو إســم جامع لكل أنواع الخير وقد قيل أن حتــى يكون صدغ درجة البر يف األقوال دق هو المبل البر الجنة. فبين رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أن خلق الصجل الذي غ الجنة. ثم ذكر النبي ملسو هيلع هللا ىلص أن الر واألفعال واألحوال والتي بدورها تبلدق يف أحوالــه جميعo ال يزال علي تلك الحال حتــي يكتبه اهللا عنده اعتــاد الص

.oيق صدادقيــن ثوابo عظيمo وورد يف هــذا من اآلثار يف هــذا وقــد وعد اهللا ۵ الصادقين وكيــف أنهم هم د بذلــك وعــد اهللا ۵ للص ــنة الكثيــر ليتأك القــرآن والس

Ó Ò Ñ Ð Ï Î ﴿ : الوارثــون وهــم المفلحــون. يقول اهللا عز وجــل æ åä ã â á à ßÞ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö ÕÔ & % $ # " ! ﴿ تعالــي: وقــال [المائــدة:١١٩]. ﴾ è ç 7 6 5 4 3 2 10 / . - , + * )( ' E D C B A@ ? > = < ; : 9 8

F ﴾ [األحزاب:٢٣-٢٤].

* * *

فــظ (٦٠٩٤) كتاب األدب- باب قوله تعالــي: ﴿يا أيها الذين حيح بهذا الل (١) رواه البخــاري فــي الصادقين (١١٩)﴾ [التوبــة: ١١٩] وما ينهي عن الكذب. ومســلم في قــوا اهللا وكونوا مــع الص آمنــوا ات

دق وفضله. لة واآلداب- باب قبح الكذب وحسن الص حيح ١٠٣ (٢٦٠٧) كتاب البر والص الص

٦٥ والقضاء على الشائعات

الكذب محرم شرعاما نجد ء من األخــالق، وهو صفة قبيحــة قل ــي الكــذب هو من جملة الســاري يف مجتمعاتنا، را مقبوال عند الخلق قياســo علي العرف الفاســد الس له مبراء عدا را مقبوال علي اإلطالق يف ظل شــريعتنا اإلســالمية الغر وال نجــد له مبريف مواطــن بضوابط وشــروط وقيــود. والكذب مــن أظهر مســقطات المروءة والمذهبــات بماء الوجه، يجلــب لصاحبه العار ويجر عليه غيــر المحمود من فــات، ويحيطه بغير المشــرق من العقبــات، ويصبغــه بغيــر المرغوب من الصر به بات عريانا، ومن نطق به نطق خذالنا، من اعتقد النجاة به الهاالت. من تدثهلك، ومن أقام به قامته برك، إسم جامع لكل معاني النقص، ودليل دامغ علي

صفة الجبن والنكص. ــوء والكــذب ال يدل علي نفســه وفقط، ولكن صاحبه من كل صفات السالتقــط، ففيه تجد مثواها ويف قلبه تجتمع، فال تــكاد تجد فيه خيرا وال به تنتفع، وال يكون فخار أحد وال به يرتفع. والكذب داء عضال صاحبه سقيم، بئس الند ــان هو كما هو بئس الحميم، ال يقام له وزن وال ترفع له قامة، يتظاهر برفعة الشوهــو مذلول الهامة، تجد له من كل ســوء كفل، ولــه يف كل مأثمة نفل، لم يضر اه، ولم ير أمام ناظره منجي سواه. العبد شيء كإياه، ولم يصب قلب عبد إال وهفر وما هو ر قالب، يستعين به مظنة للظ وء وعاء وجسده للش اب للس فقلب الكذ

ة وشنارا، وال يكون له إال خزيo وخسارا. بغالب، ال يجلب لصاحبه إال معرفيه ــرت فــك إذا ــئ ــي ش ـــا والجمالوم لــلــمــروءة ــأذهــب بفيه خير ال الذي الكذب جــالمن الــر ــن م بالبهاء ــد ــع وأب

التثبت من ا2خبار٦٦

والمعــروف بالكــذب ال يكون له غير شــيطانه قرين، بيتــه أوهي من بيت اب العنكبوت وهو يظنه عرين، قدره عند الناس هزيل ويظنه كذبo سمين. والكذليس له يف قلوب العباد نصيب، فال يزداد منهم قربo بزعمه وال محبتهم يصيب، فالكذب قدح مخز وشــرب مشين، يحسبه الجاهل والمنافق شرفo وكاسo من

معين.فات ما يماثلها ومايتفق والكذب صفة تستجلب علي المتصف بها من الصاللة واألصل، فنجد أن من مثيالت الكذب معها وما يعتمــد منها علي ذات الدفات تعتمد علي القول الخيانــة وخلف الوعد ونقض العهد، فجميع هــذه الصأو الفعل علي خالف المعهود أو المتفق عليه، لذا فإن جميعها يعتبر صورة من ور والبهتان صــور الكذب العملي والفعلي. ومن صور الكــذب أيضo قول الزوهما من أســوأ وأشنع صور الكذب لما فيهما من ضياع للحقوق ورمي الناس ي عليهــم وانتهاك حرماتهــم وأعراضهم بدون وجه بالباطــل وظلمهــم والتعدحق. ومن صوره – أي الكذب- اليمين الغموس الباطلة التي يلجأ إليها الناس ــرع مبيحo وال بــدون داع يف جميع أحوالهم فمثل هذه اليمين لم يجعل لها الشمناطo مســتبيحo إال يف مواطن اإلكراه وخشــية الهلكة وتلف النفس وال يكون ر بها لنفسه إال بسؤال أهل العلم ذلك إال بضوابط وشــروط ليس ألحد أن يتعذ

اسخين فيه. ين والر المختص فالكذب صفة مقيتة قد جبل اإلنسان علي نبذها وفطر علي استقباحها، غير نوب واآلثام والفتن والبعد عن طريق اهللا المســتقيم مان وكثرة الذ أنه بتقادم الزرورات ومنهاج رســوله الكريم أصبح الكذب من القبائح الغير مستقبحة والضــرعية وبال حاجة لــة، فلم يعد أحد يــري يف الكذب عند الحاجة غير الش المحلاب جســد بــال رأس، فهو شــرعية أو غيرهــا بأس، ولــم يعد أحد يري أن الكذ

٦٧ والقضاء على الشائعات

يف الحقيقــة رجــل قد مات قلبه، وكيف ال يموت قلب إنســان ال يخشــي عاقبة .oحمن وال لعقابه حساب الكذب وال يحسب لغضب الر

م علي اإلطــالق ال يختلــف علي فالكــذب قبيــح مقبــح لصاحبــه ومحــرــريرة، وهو من المعلوم من ســوء الخلق ذلك اثنان مســتقيمي الفطرة نقيي الس oــنة وســنعرض بعض ة علي تحريمه كثيرة من الكتاب والس ــرورة، واألدل بالض

طور القالئل القادمة بإذن اهللا تعالي. منها يف السســان، فقد ــا كان الكــذب مــن أخطــر آفات القلــوب وأيســر آفات الل ولمنيا ه ومن مغبته يف الد ــرع الحنيف بتحذير العباد من خطورته ومن شر اعتني الشواآلخرة، وكيف أنه ال تســتقيم حياة عبد بالكذب وإن اســتقام ظاهرها، وكيف أن معتــاد الكذب هو إنســان ال يمت للواقع بصلة وكل تفاصيــل حياته يطولها ا كان للكذب . ولم ــك يب والش يــف والخديعة والكــذب ويحلق حولها الر الزض بنيانها وتهدم أساساتها وتزعزع الثقة آثار عاملة يف األمم والمجتمعات تقويبة فيها، كمــا أنها تؤدي بصورة مباشــرة ــك والر يف قلــوب األفــراد وتزرع الشل علي الناس لضياع الحقوق وإقامة الحدود بالباطل وانتهاك األعراض والتقوبما ليس فيهم حتي يصبح البريء متهمo حتي يثبت هو عكس ذلك، ولهذا كان افع للناس علي ترك الكذب واســتقباحه شــرعيo إلي جانب لزامo أن يكون الد oمان فما يكون مســتقبح كونه فطريo ألن فطر الناس تتغير وتنطمس بمرور الزليمة قديمo قد ال يكون مستغربo يف وقت الحق، ومستنكرا لمخالفته الفطر الســق التغيير بالمروءة غيــر أن هذا وإن كان مقبــوال يف حدود وإطار عام إذا ما تعلـه ال يكــون مقبوال يف الفطر وما جبل اإلنســان عليه، ال ســيما وعالماتهــا ولكنـأن الفطــرة هي بمثابة تشــريع إلهي قد فرض علي بنــي آدم وهو ثابت باختالف ل يف فطرة المرء هو أخطر بكثير من التغير األزمان واألديان. لذا فالتغير والتحو

التثبت من ا2خبار٦٨

ما ــرع الحنيف بهذه القضية أي يف قواعد وضوابط المروءة، ولهذا فقد اعتني الشد األمم ولو كانت مســلمة اعتنــاء وبينها أعظــم بيان لما لوجودها من خطر يهد

ويف غيابها – أي مشكلة الكذب- تصلح حياة األمم ولو كانت كافرة.دهم بشــديد العذاب وقــد ذم اهللا ســبحانه وتعالي الكذب وأصحابه وتوع

È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À﴿ :فــي غير موضــع من كتابه فقــال تعالــي Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ ÐÏ Î Í Ì Ë ÊÉ ﴾ç æ å ä ã â á à ß ÞÝ Ü Û Ú Ù

[األعراف:٣٧]، وقــال ۵: ﴿ 4 5 6 7 8 9 :; > = ب بال دليل كذبo يؤدي إلي كفره < ﴾ [البقــرة:٣٩]، فذكــر اهللا ۵ أن من كذ

فهو من أهل النار خالدا فيها.ر من مغبة الوقوع يف مثل ريفة التي تحذ ة الش دت األحاديث النبوي وقد تعدــرعية واألخالقية الجســيمة، ولم هــذا الجرم ومــن ارتكاب هذه المخالفة الشته وللناس أجمعين حدود أقوالهم وضوابط يأل النبي ملسو هيلع هللا ىلص جهدا لكي يبيــن ألممالفظهــم وقيــود مناطقهم، وكيــف أن الكذب هو الباب الواســع المؤدي إلي شــرور عديدة وآثام مختلفة الوطء. واألحاديث الــواردة يف ذم الكذب والنهي عنه وإثبات تحريمه صريحة ال اشــتباه فيهــا بل إن معناها ومرادها من اإلحكام ق أحد بجواز ارتكابــه كيفما ارتأي ووقتما امتحن، فليس بمكان حتي ال يتشــد

للكراهة سبيل علي الكذب بل إن التحريم هو الحكم الذي ال خالف فيه.اكم والكذب فإن الكــذب يهدى إلى الفجور وإن قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «إيى الكذب حتى يكتب عند جل ليكــذب ويتحر الفجــور يهدى إلى النار وإن الردق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة دق فإن الص ابا وعليكم بالص اهللا كذ

٦٩ والقضاء على الشائعات

يقا»(١). وقال دق حتــى يكتب عنــد اهللا صد ى الص جــل ليصــدق ويتحر وإن الروايا روايا الكذب وال يصلح من الكذب جد وال ابن مســعود ڤ: «إن شــر الره قول رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: اللة علي قبح الكذب كل هــزل»(٢). وكان فيما ورد يف الدث بالحديث ليضحك به القوم فيكــذب، ويل له ويل له»(٣). «ويــل للذي يحــدى يوما ورســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص قاعد فى بيتنا وعــن عبــد اهللا بن عامر أنه قــال دعتنى أمفقالت ها تعال أعطيك. فقال لها رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص «وما أردت أن تعطيه». قالت أعطيــه تمــرا. فقال لها رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص «أما إنــك لو لم تعطه شــيئا كتبت عليك

كذبة»(٤). وقد ذكر النبي ملسو هيلع هللا ىلص أن الكذب عالمة من عالمات النفاق، وذلك الشــتراك ة عدم تطابق الظاهر مع الباطــن أو الظاهر مع المخفي، الكــذب والنفــاق يف علاب فبيــن النفاق والكذب عموم وخصوص، فإن كل منافق كاذبo وليس كل كذ

(١) سبق تخريجه.براني في المعجم األوسط في حديث طويل (٧٨٧١) (٨/ ٣١)، ط دار الحرمين. فظ الط (٢) رواه بهذا اللفظ الوارد بمعناه البخاري في األدب المفرد (٣٨٧) باب ال يصلح الكذب، وأورده مقتصرا علي اللط دار الحديث. وأحمد في مســنده (٣٨٩٦)، قال شــعيب األرناؤوط: «إســناده صحيح علي شرط حه األلباني في صحيح األدب المفرد (٢٩٩/ ٣٨٧) سالة. وصح ســة الر مسلم»(٧/ ١٠)، ط مؤس

ليل. (ص ١٥٣)، ط مكتبة الدــم بكلمة يضحك بها هد- باب فيمن تكل ــنن بهذا اللفظ (٢٣١٥) كتــاب الز (٣) رواه الترمــذي فــي السحيحين الناس، ط شركة ومطبعة مصطفي البابي الحلبي وأوالده. والحاكم في المستدرك علي الص(١٤٢) (١/ ١٠٨) كتاب اإليمان، ط دار الكتب العلمية. كالهما من حديث بهز بن حكيم عن أبيه غير ــنه األلباني في صحيح الجامع الص ه وهو بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ڤ. وحس عن جد

وزيادته (٧١٣٦) (٢/ ١١٩٩)، ط المكتب اإلسالمي.ة. نن (٤٩٩١) كتاب األدب- باب في التشديد في الكذب، ط المكتبة العصري (٤) رواه أبو داود في السســالة. من طريــق عبد اهللا بن عامر بــن ربيعة ڤ. ســة الر وأحمــد في مســنده (١٥٧٠٢)، ط مؤس

غير وزيادته (١٣١٩) (١/ ٢٨٢)، ط المكتب اإلسالمي. نه األلباني في صحيح الجامع الص وحس

التثبت من ا2خبار٧٠

منافق. قال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «ثالث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم ث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»(١). أنه مسلم من إذا حد

وعلي قدر الكذب يكون العقاب، فليس الكذب يف أصل اإليمان كالكذب نيا، وليس ين كالكــذب يف أمور الد يف غيــره، وليــس الكذب يف أمر من امور الدالكــذب علي اهللا ورســوله كالكــذب علي من ســواهما من بني البشــر، وليس ــة كاملة، وليس الكــذب علي واحد كالكــذب علي مجموعة كالكذب علي أمالكــذب يف معرض االضطرار كالكذب مع العمد وســبق اإلصــرار. فكل نوع مــن أنواع الكذب له قدره وله خطورته وعليه يحاســب المــرء كل بما اقترفت

M LK J I H G F﴿ :يــداه، ال يزيد جــزاءه وال ينقص، يقول تعالــيU T S R Q P O N﴾ [النساء:٤٠].

نيــا قبل اآلخرة، فإن غيــر أن الكاذبيــن يعانون ويجــدون آثار كذبهم يف الداهللا يكــره الكــذب ويبغضه ويكره الكاذبيــن، واهللا ۵ إذا أبغض عبــدا كتب له البغض والنفور يف قلوب عباده وأســخطهم عليه، قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «إن اهللا إذا أحــب عبدا دعــا جبريل فقال: إني أحــب فالنo فأحبه، قــال فيحبه جبريل. ــماء. ــماء فيقــول: إن اهللا يحب فالنــo فأحبوه. فيحبه أهل الس ثــم ينادي يف السقــال ثم يوضع له القبول في األرض. وإذا أبغــض عبدا دعا جبريل فيقول: إني ــماء: إن اهللا يبغض أبغض فالنo فأبغضه. فيبغضه جربيل، ثم ينادي في أهل السل مثال فالنــo فأبغضوه. فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في األرض»(٢)، فاألو oادق والثاني مثال الــكاذب علي كل حال. فالكاذب تجده ممقوت المؤمــن الصحيح ١٠٩ (٥٩) كتاب اإليمان- بــاب بيان خصال المنافق. أحمد في مســنده رواه مســلم فــي الص (١)

سالة. كالهما من حديث أبي هريرة ڤ. سة الر (٩١٥٨)، (١٠٩٢٥)، ط مؤسلة واآلداب- حيح من حديث أبي هريرة ڤ ١٥٧ (٢٦٣٧) كتاب البر والص (٢) رواه مســلم في الص

باب إذا أحب اهللا عبدا حببه إلي عباده، ط دار إحياء الكتب العربية.

٧١ والقضاء على الشائعات

ـاس ليس بعزيز عليهم ينفــرون منه وال يعترض لــه أحد بخير وال يف قلــوب النـ. وقال اإلمــام مالك رحمه اهللا تعالــي: «ال يقبل خبر الــكاذب في حديث بشــرالناس وإن صدق في حديث رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص. وسئل شريك بن عبد اهللا فقيل له: دا أأصلي خلفه؟قال: ال»(١). وإن كان يا أبا عبد اهللا، رجل ســمعته يكذب متعمالة خلف الكاذب أم ال، في كالم شــريك نظر من الناحية الفقهيــة يف جواز الصجر إال أن حديثــه لــم يكن يف معرض الجواز من عدمه ولكنه كان يف معرض الزعل هذا الكاذب يرتدع ويتوب وال يعود لمثل ما أخذ عليه وعرف منه، وهكذا نعــرف كيــف كان يعامل الــكاذب أو من عرف عنه الكذب مــن الناس وهذا يف

نيا غير ما سيلقاه بين يدي ربه يف اآلخرة نسأل اهللا العفو والعافية. الدا يحصي يف هذا هــذا ومــا ورد يف أمر الكذب وبيان قبحه وحرمتــه أكثر مما قال ســيد المرســلين عليه أفضل الجزء الصغير، وإنما أردنا أن نذكر قبســo ممالة وأتم التسليم. ومن أراد زيادة يف هذا المبحث وما قيل فيه فعليه بشرحنا الصدق ــدق والكــذب «المختصــر النافــع في خلقــي الص المختصــر لخلقــي الصــآمة، ومن رام والكــذب» فإن بــه ما لم نورده هنا خشــية اإلطالة والتكرار والســير، وبإذن اهللا نشــرع فــي أصل الكتاب ولبه يادة فعليه بكتب األخالق والس الز

واهللا المستعان.

* * *

د مطيع الحمداوي. يخ عبد الكريم محم نة للش (١) األخالق والتزكية في رحاب الكتاب والس

التثبت من ا2خبار٧٢

باب في األخبـــارــدق أو الكذب، وإن ق بنســبته إلي الص األخبــار هــي كل قول كان لــه تعلذائل. فما أمكن ــدق لمــن جوامع الفضائل كمــا أن الكذب من جوامــع الر الصدق أو وســمه بالكذب فهو من قبيل الخبر وهو ضرب من ضروب وصفه بالصفتيــن والخصلتين من خصــال األخبار األخبــار. وقــد اكتفينا بذكــر هذين الصوذلك الشتمالهما ضمنo علي غيرهما كثير، فكل صفة منهما ال يمكن أن تنفرد

فات المشابهة. وحدها وال أن تحلق بعيدا عن مثيالتها وقريناتها من الصســان فحســب، ولكنه خلق دال دق خلق حميد ال يتعلق بجارحة الل فالصدق سمت ك أو ســكت وسكن، فالص علي حال المرء ســواء أنطق لسانه وتحربه، ومن كان صادق اللسان غلب عليه صدق الجنان، قه أو تكذ والجوارح تصددق قرن بالوفــاء.. ولم يكن له نحو الوعــود جفاء، ومن مأل ومــن اشــتهر بالصدق ــدق قلبــه اســتبان له الحق واســتقام علي دربــه. ومن كان لــه من الص بالصابغة، اللة البالغة.. ورزق النعم الس امغة.. وأوتي الد ة الد ن الحج نصيب وافر لقجال، حسن المآل، هادي البال، طيب الفال، حميد وصادق المقال هو سيد الرادق الخالل، كالمه زينة وصمته هيبة، له الحق مالزم فال شــك وال ريبة، والصلعت علي ما يف قلبه لقلت هذا ما دق مــع اهللا منهم، لو اط مــع الخلق أولي بالصادق له من جوامع أريتــه من ظاهره قبــال.. ولوجدت فيه خيرا كثيرا ونبال، فالصنيا واآلخرة الخيــر الكثير.. وله قدر عند خالقه والخلق كبير.. وهو الغني يف الد

وإن كان ظاهره فقير..ة وسمت فات.. وجامع المنكرات.. وعالمة الخس ا الكذب فهو شين الص أمجال طبع.. النذالة والوضاعة.. ودليل الكساد وسوء البضاعة.. ما كان يومo للر

٧٣ والقضاء على الشائعات

ة قدم نبع.. مورد آســن ترده الكالب وال يرده سبع.. ثمرة وهو لكل ســوء ومزلة.. دافع ر والمضر ة.. جالب للش فاسدة وبضاعة كاسدة. والكذب لصاحبه معرجال.. نفوســهم مرضي صاحبي اعتالل.. ة.. مريدوه أشــباه الر للخير والمســريانة.. خائن للعهود مضيع ة الد اب بالخيانة.. واشتهر بالفسق وقل قد عرف الكذن منه عز للوعود.. ال يتوب أبدا وإذا تاب يعود.. وهو للقلب شر داء.. إذا تمككاة واء.. وأجلب علي القلب صنوف البالء.. وأتي علي ما فيه من أسباب الز الدوالنماء.. والذي يعيش بالكذب فحياته زور.. ال ينمو له زرع وقلبه أرض بور.. نيا خير وال يف اآلخرة من حور.. فكفي بصاحب الكذب ســوءا ل يف الد ما حص

ن عاش له.. أنا مم وفضيحة أن يوصف به.. عافانا اهللا منه صفة وبردق والكذب من آفات اللســان لشــمولهما عن ض لغير الص فإنننا لن نتعرــريرة ونقاء القلب وهو دليل علي الوفاء دق دليل علي صفاء الس غيرهما، فالصؤية واستقامة القلب واللسان علي صراط مستقيم، وشــهادة الحق ووضوح الرل وهو عالمة مراقبة اهللا تعالي والخشية ــجاعة وحسن التوك وهو دليل علي الشور والنفاق وخلف العهود ا الكذب فهو خلق شــامل للخيانة وقول الــز منــه، أممــة للغيبة والنميمــة والبهتان، ــر وهــو مقد وعــدم صفــاء الجانب وإضمار الشــدع بالحق وهو دليل علي والكذب مصحــوب بالجبن وعدم القدرة علي الصنفس مريضة وعقل ســقيم يســتخف بالمعاصي غير مبال بغضب اهللا وال يراقبه دق خلق ال يأتي إال بخير وال يصاحبه من يف شــيء. فإذا ما شــئنا فلنقل أن الصفــات إال أزكاهــا وأرفعها، والكذب ال يأيت إال بشــر وال يصاحبه إال أخبث الص

فات وأدناها.. الص وقد عنينا بالحديث عن أقوم صفة للنفس والجوارح وأخبث صفة تصيب د من ســان والجوارح ألنهما من أهم ما يعنينا يف مبحث األخبار وكيفية التأك الل

التثبت من ا2خبار٧٤

تها وكيفية تحليل األخبار والترجيح بينها يف حال التعارض، كما أن دراسة صحــائعات ــدق والكذب من أهم وآكد األســاليب التي تعين علي محاربة الش الص

امة.. يئة الهد والكف من انتشارها ومن ثم التقليل من آثارها الساكرة فإذا ما علمنا أن كل شــيء له من جنســه داء، فالعقل داءه الهوي والذعر داءه العجب ــهوات واليد داءها البطش والش داءها النسيان والقلب داءه الشوالمال داءه النكران والفقر داءه الكفران فكذا إن لألخبار واألقوال داء تفت فيها o إن آفة األخبار الكذب. وتنقــض قوامها وتهد أعمدتها وأركانها، وقد قيل حقفاحتمال الكذب يمرض األخبار ويســقم األقــوال ويهدم بناء الكلمات ويبعثر ل أحكامها ويوهم بمرادها، فلوال حروفها ويغير مقاماتها ويزيف حقيقتها ويضلفاع عنها وإلثباتها رأس، ولكن الكــذب ما كان باألخبار بأس، وما ارتفعت للدره فعالم يكون الخبر نيا نعيم مطلق ليس به ما يعك شــاء اهللا أال يكون يف هذه الددق ليس فيه ما يناقضه، وإذا قضــي اهللا مطلق صدق الخبر والمقال مطلــق الصفبما يجادل المجادلون ويشــيع الناقمون ويراءي المنافقون ويكابر المشركون ويحارب المخالفون ويشــيعوا يف األرض فساد المفسدون. فبقاء الكذب كآفة ر بتكذيبه وتدليسه وإنكاره، ته والش لألخبار هو بمثابة بقاء الحرب بين الخير بأدلوبقاء الكذب كمرض يسقم الخبر هو بقاء لذوي األلباب الذين يقومون باألمم وينهضــون بها ويحللون ما بين أيديهم من معطيات تحليال منطقيo ويســقطون ام الذين ال يكادون يفقهون األحكام إســقاطo مالئمo ذكيo.. كما أنه بقــاء للعوة وال وعي.. فوجود الكذب كآفة حديثــo يتناقلوه أو يبتدعوه بال بصيرة وال روينيا وهو صنف من صنوف االبتالء بانية يف هذه الحياة الد نن الر للخبر هي من السل االبتالء إلي بالء، وشتان ــائعات تحو حتي إذا ما فشــي الكذب وانتشرت الش

بين االبتالء كاختبار وامتحان يجتاز وبين البالء كعقوبة وسخط قد ال يرفع..

٧٥ والقضاء على الشائعات

فه قدامي ونبدأ الحديث بإذن اهللا تعالي بمبحث يف الخبر ومعناه وكيف عرالعلمــاء وما قالوا عنــه ثم نتبعه بآخر يف أنواعه وتقســيماته ثم يف شــروط قبول

ها علماء المسلمين علي مر العصور.. الخبر كما وضعها وأقرفصل في الخبر ومعناه:

الخبــر مصــدر من الفعل الماضــي خبر أو خبر أو خبــر، يقول ابن منظور: ن تستخبر. قال ابن والخبر بالتحريك واحد األخبار، والخبر ما أتاك من نبإ عمســيده: الخبر النبأ والجمع أخبار وأخابير جمع الجمع. قوله «وخبرت باألمر»

أي علمته، وخبرت األمر أخبره إذا عرفته على حقيقته. وخبــره بكذا وأخبره نبأه، واســتخبره ســأله عن الخبر وطلــب أن يخبره، ويقال تخبرت الخبر واســتخبرته، وتخبرت الجواب واســتخبرته واالستخبار ــؤال عــن الخبر وفي حديــث الحديبيــة أنه بعث عينo مــن خزاعة والتخبــر السف يقال تخبر الخبر واســتخبر إذا سأل عن األخبار يتخبر له خبر قريش أي يتعر

ليعرفها. ورجل خابر وخبير عالم بالخبر والخبير المخبر.ــيء، ه العلم بالش والخبــر والخبر والخبرة والخبرة والمخبرة والمخبرة كلتقــول: لي به خبر وقد خبره يخبره خبرا وخبرة وخبــرا واختبره وتخبره، يقال: مــن أين خبــرت هذا األمر؟أي من أيــن علمت؟، وقولهم: ألخبــرن خبرك أي

ق الخبر الخبر(١). ألعلمن علمك، يقال: صددق والكذب ث به قوال أو كتابة وقول يحتمل الص والخبــر ما ينقل أو يحدلذاتــه (٢). والخبر: ما أتــاك من نبأ، أخبرته وخربتــه، والجميع األخبار. ورجل

ة / خ ب ر] (٤/ ٢٢٧)، ط دار صادر. (١) لسان العرب البن منظور [مادعوة. ة / خ ب ر] (ص ٢١٥)، ط دار الد (٢) المعجم الوسيط [ماد

التثبت من ا2خبار٧٦

خبر: كريم الخبر. وهو يتخير األخبار (١). فلفــظ الخبر مــن محكم األلفاظ وأشــهر الكلمات ال يخفــي معناها علي أحد وال يختلط مرادها بغيرها من الكلمات والمعاني، فهي كلمة مشــتهرة بين ي ينقل ة ال اشــتباه فيها وهو – أي الخبر- كما أســلفنا النبأ الذ ــة والعام الخاصفظ علي األصــل، إذ من اإلمكان ويحمــل منطوقo كان أو مكتوبــo ويكون باللورتين علي غير ما اعتاد أن ينقــل خبر يف تصاوير أو إشــارات ولكن هاتيــن الص

. الناس يف الغالب األعمالفرق بين الخبر والنبأ:

وهنــاك بعــض الكلمــات ذات المعاني المشــابهة والتي مــن الممكن أن وابــط، مثل كلمة «نبأ» فعلي ظ والض تنــوب عن مراد الخبر ولكن ببعض التحفاف والقرطبي مخشــري يف الكش فظ فإن الخبر هو النبأ وبذلك قال الز عموم اللص والبغدادي يف خزانة األدب والفارابي يف يف تفســيره وابن ســيده يف المخص

لسان األدب وابن منظور يف لسان العرب.فظين فظ ودالالته ســنجد فروقo بين الل ولكــن إذا ما نظرنا إلــي حقيقة اللغوية: الفرق قال بها بعض أهل العلم ومن ذلك ما قاله العسكري يف الفروق اللبيــن النبــأ والخبــر: أن النبأ ال يكون إال لإلخبــار بما ال يعلمــه المخبر، ويجوز أن يكــون المخبــر بما يعلمه وبما ال يعلمه، ولهذا يقال تخبرني عن نفســي وال ا ا عندي وال تقول تنبئني عم يقال تنبئني عن نفســي، وكذلك تقول تخبرني عمعنــدي، وفي القرآن ﴿ g f e d c b ﴾ [األنعام:٥]، وإنما اســتهزءوا بــه ألنهم لم يعلموا حقيقته ولو علموا ذلــك لتوقوه، يعني العذاب وقال تعالى

ة / خ ب ر]. احب ابن عباد [ماد غة للص المحيط يف الل (١)

٧٧ والقضاء على الشائعات

﴿7 8 9 : ; >= < ? ﴾ [هـــود:١٠٠]، وكان النبي صلى م لم يكن يعرف شيئo منها، وقال علي بن عيسى: في النبأ اهللا عليه [ وآله] وسلمعنى عظيم الشــأن وكذلك أخذ منه صفة النبي صلى اهللا عليه [ وآله ] وســلم،

ده اهللا-: قال أبو هالل - أياج في ج ولهذا يقال ســيكون لفالن نبأ وال يقال خبر بهذا المعنى، وقال الزقوله تعالــى ﴿ h g f e d c b﴾ [األنعام:١٠٠]، أنباؤه تأويله،

والمعنى سيعلمون ما يؤول إليه إستهزاؤهم.أن. قال أبو قلنا - أي العسكري- وإنما يطلق عليه هذا لما فيه من عظم الشــيء أيضo قد يكون بغير حمل النبأ عنه، تقول هذا األمر هالل: واإلنباء عن الش

ينبئ بكذا وال تقول يخبر بكذا ألن اإلخبار ال يكون إال بحمل الخبر(١).ي له شــأن عظيم، ومنه اشــتقاق الفــرق بيــن النبأ والخبــر: النبأ: الخبر الذ

v u t﴿ :ة، ألن النبي مخبر عن اهللا تعالى ويدل عليه قوله تعالى النبــو E﴿ :[القصــص:٣]، وقولــه تعالــي ﴾| { z y x wK J I H G F﴾ [ص:٢١]، وقوله تعالي: ﴿! " # $

% & ﴾ [النبأ:١-٢]، فوصفه بالعظمة وصف كاشف عن حقيقته (٢).

ق بينهما بعض، وقال كة الخبر وهما مرتادفان، وفر بيدي: النبأ محر قال الزاغب: النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن. وال يقال للخبر نبأ الرى عن الكذب، ه أن يتعر ن هذه األشياء الثالثة ويكون صادقo، وحق حتى يتضمنه معنى الخبر يقال: أنبأته بكذا، كالمتواتر وخبر اهللا وخرب الرســول ملسو هيلع هللا ىلص ولتضم

بي هالل العسكري (ص ٤١) الفرق بين النبأ والخبر، ط دار العلم والثقافة. غوية أل (١) الفروق اللســة بي هالل العســكري (ص ٥٢٩) الفــرق بين النبأ والخبر (٢١٣٤)، ط مؤس ــة أل غوي (٢) الفــروق الل

ابقة. يادة ليست في الطبعة الس النشر اإلسالمي، والز

التثبت من ا2خبار٧٨

نه معنى العلم يقال: أنبأته كذا. قال: وقوله تعالى: ﴿2 3 4 5﴾ ولتضمه أن يتوقف [الحجرات: ٦] اآلية، فيه تنبيه على أن الخرب إذا كان شــيئا عظيمo فحق

ته على الظن حتى يعاد النظر فيه (١). فيه، وإن علم وغلب صح إذا يمكــن أن نقــول إن مــا يدخل تحت بحثنــا هذا هو الخبــر كأصل لهذا ــق من األخبار وهي ككلمة ال ا النبأ فال يســتخدم غالبo إال يف الموث المبحث أم

دة. تستخدم يف حياة العرب اليوم إال يف نطاق ضيق ولدالالت محد وهنــاك بعــض الكلمــات األخــري من ذات صنــف المقروء والمســموع ة والحكاية ق وتثبت كالقص والمنطوق من الكالم والذي يحتاج كالخبر إلي تحقة أحداث ن من عد وهما مترادفتان وهما صنف من أصناف الخبر يتميز بأنه يتكوة أو الحكاية دق وبعضها الكذب كما تحتمل القص متراكبــة يحتمل بعضها الص

ذات االحتماالت إجماال.ة أو الحكاية أو غير ذلك من المصطلحات، وداللة الخبر أعم من داللة القصة، رورة أن يكون كل خبر قص ة فيها خبر أو أكثر بينما ليس بالض وذلك أن كل قصة يرتبط ارتباطo وثيقo قديمo بالخرافات كمــا أن الموروث القصصي عند العامــمر أكثر من ارتباطها بالوقائــع واألحداث والمواقف الحقيقية، وحكايات السة ل عليــه وال يبني عليــه أحكام هام ة عنــد الناس ال يعو فنجــد أن مــردود القصق كثيرا للحكم ــة، لذا فلن نتطر ــة وال يتخذ بناء عليها قرارات مصيري أو مصيريــة المبهمة إال أن يكون موقفo واقعيo باشــتراط لمــا يندرج تحت مبحث القص

ضرورة تعليق حكم عليه أو اعتماد موقف حياله. ومــن صنوف الكالم التي تدخل تحت قســم األخبــار الحديث، والجمع

ة / ن ب أ] (ص ٤٤٣، ٤٤٤) ط دار الهداية. بيدي [ماد (١) تاج العروس من جواهر القاموس للز

٧٩ والقضاء على الشائعات

أحاديــث، والحديث والخبــر يترادفان يف كثيــر من األحايين غيــر أن الحديث غــوي يحمل معني الخبر ة الناس وفي معناه الل في اســتخدامه العرفــي عند عام

الحاضر غير المنقول، فإذا ما نقل الحديث صار خبرا ورواية.غة ويف عرف الناس، كانــت هذه الكلمات عــن تعريف الخبر بمعانيه يف اللرعية ها العلماء يف مباحثهم الش ولكن الخبر له أيضo معان شرعية اصطالحية أقرض إن شــاء اهللا تعالي لمعني ــق بضبط نقل الكالم واألخبار وســنتعر فيمــا يتعلالخبــر يف االصطــالح يف المبحث القــادم عن أنواع الخبر لمــا بينهما – المعني

االصطالحي للخبر وأنواع األخبار- من صلة قريبة وعالقة وطيدة.فصل في أنواع الخبر:

والخبر له أقســام كثر بحســب العامل وبحسب المقصود من معني الخبر، غويين ض فيما يلي من سطور لبعض أقســام الخبر تبعo الصطالح الل وســنتعر

ته وكذبه. ثين وتبعo للحكم بصح واصطالح المحدأنواع الخبر في اصطالح اللغويين:

دق والكذب عند ة أي التي تنقل خبرا يحتمــل الص تنقســم الجمــل الخبريغة والبالغة إلي ثالثة أقســام، وســتتبين فائدة هــذا المبحث الجليل في أهل اللــق من األخبــار والترجيح فيما ض لصيغة الخبر فــي مبحثي التحق أثنــاء التعــر

بينها.١- الخبر االبتدائي:

ة دات، أي أن الجملة الخبري والخبر االبتدائي هو الخبر الخالي من المؤكــن أي أداة مــن أدوات التأكيد، وســمي ابتدائيــo ألن المخاطب يكون ال تتضم

نه الخبر، أي أن القائل يبتدئه بالكالم. ي تضم هن من الحكم الذ خالي الذ

التثبت من ا2خبار٨٠

ة حمن الميداني: «األصل في الجملة الخبري مة عبد الر يخ العال ويقول الشدات، حيــن ال يكون حال مثبتــة كانــت أو منفية أن يؤتــى بها خالية مــن المؤكهــن، ليس في المخاطــب يســتدعي تأكيد الخبر لــه، وذلــك إذا كان خالي الذم الخبر عوامل شــك أو إحجام عن قبول أخباره. ويحســن في نفســه ضد مقددات، ومن األمثلة قول اهللا ۵ ة مؤك ابتــداء اإلخبار بالخبر إيراده غير مقترن بأي

O N M L K ﴿ :ل ما أنزل عليه من تنزيل في سورة العلق لرســوله في أو ﴾b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S R Q Pدات، لعدم وجود ة في هذا النص خالية من المؤك [العلــق:١-٥]، فالجمل الخبري

اعي إلى اقترانها بما يقتضي تأكيدها»(١). الد Z Y X W V U ﴿ :ومثال الخبر االبتدائي قوله تعالي] \ [ ^ _ `d c b a﴾ [آل عمران:١٣٦]، فهذه ــن أي أداة مــن أدوات التوكيد، هذا مــع التنبيه علي أن جملــة خبريــة لم تتضمــة ال تحتاج إلي أدوات توكيــد لكي تزيد ــنة النبوي القــرآن الكريم وصحيح السدق وال تقتضي غير نها، إنما هي ال تحتمل غير الص مصداقية األخبار التي تتضم

دق والكذب. التسليم كما سيأيت يف أنواع الخبر من حيث الصوقال المتنبي:

وتأتي على قدر الكرام المكارمعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ن من أدوات التوكيد شيء، ابق فإنه لم يتضم عر الس وكذا األمر يف بيت الش

ي الجملة الخبرية بالخبر االبتدائي. فتسم: ٢- الخبر الطلبي

حمن حســن حبنكــة الميداني (١/ ١٧٨) ــيخ عبد الر (١) البالغة العربية أسســها وعلومها وفنونها للشامية. ار الش التأكيد وعدمه في الجملة الخبرية، ط دار القلم- الد

٨١ والقضاء على الشائعات

ن ة التي تتضم وهــو ثاني أنواع الخبر يف علم البالغة، وهــو الجملة الخبريدا واحدا علي األقل أو ما يقتضيه حال المخاطب، وســبب تســميته بالخبر مؤكيخ لبي وذلك الحتياج المخاطب وطلبه لتأكيد الخبر له، ويف ذلك يقول الش الطحمن الميداني رحمه اهللا: «وحين يكون لدى المخاطب شك في الخبر، عبد الرأو عوامــل شــك أو إحجام عن قبول الخبر، فإن حاله تكون حال طالب يســأل ة د صح ــة مقترنة بما يؤك ة الخبر، فيحســن أن يؤتى له بالجملة الخبري عن صحك لديه دات يالئم نســبة التشــك مضمــون الخبر، ويؤتى فيها بمقدار من المؤك

وعوامل اإلحجام عن قبوله الخبر. oة حسن في الكالم إيراده مقترن ك واإلحجام غير قوي فإذا كانت عوامل الشــك وقويت عوامل رفض قبول ما زاد الش دات من درجة دنيا. وكل ببعض المؤكدات فيه، بمقدار حالة نفس الخبــر، كان من بالغة الكالم الخبري زيــادة المؤكك منذ ــاك منزلة الشاك إذا بدت عليه أمارات الش ل غير الش المخاطب. وقد ينز

بداية التلويح له بالخبر»(١).ومثال ذلــك قول اهللا ۵: ﴿ ¼ ½ ¾ ﴾ [المرســالت:١٦]، فهنا جاءت {ألم} بأســلوب اســتفهامي يفيد اإلســتنكار لموقف الكافرين والتقرير بحقيقة ر فــي نفــوس المخاطبين فهم ليــن متقر ليــن، ألن أمــر إهالك األو إهــالك األوين علي الحقيقة فإنهم قد أنزلوا يعلمونه وال ينكرونه ولكنهم وإن لم يكونوا شاكاك بتكذيبهم لما أنزل اهللا ۵ علي رسوله ملسو هيلع هللا ىلص، فاحتاجوا إلي أنفســهم منزل الشد لهم ويعيد إلي أذهانهم الحقيقة التي كانوا علي وشــك نســيانها أســلوب يؤك

وإغفالها.اعر حافظ إبراهيم: ومثال آخر قول الش

حمن حســن حبنكــة الميداني (١/ ١٧٩) ــيخ عبد الر (١) البالغة العربية أسســها وعلومها وفنونها للشامية. ار الش لبي، ط دار القلم- الد ة: اإلخبار الط التأكيد وعدمه في الجملة الخبري

التثبت من ا2خبار٨٢

ــا ــه ــددت أع إذا مـــدرســـة األعراقاألم طيب cشعب أعــددت يب عب الط ــرط وتعليق إعداد الش ت بأســلوب الش ة تأكد فهذه جملة خبريدا األعــراق علــي إعــداد األم إعــداد جيــدا ابتــداء. وكــذا يف قولــك «إن محمــك دت بإن إلزالة الش د غير أنها أك قادم»فهذه جملة قد حملت خبر قدوم محم

ه. وإحالل اليقين محل: ٣- الخبر اإلنكاري

ة اإلنكار ة تقتضي وجودها شد دات عد ن من المؤك ي يتضم وهو الخبر الذحمن الميدانــي رحمه اهللا: ــيخ عبــد الر والتكذيــب وعدم التصديق. يقول الش«وحين يصل المخاطب إلى حالة اإلنكار ورفض قبول الخبر، يكون من بالغة فض دات التي تالئــم حالة اإلنكار والر الكالم الخبــري وجوب اقترانه بالمؤكل غير المنكر منزلــة المنكر إذا ة. وقــد ينز فــي نفس المخاطب به ضعفo وشــد

بدت عليه أمارات اإلنكار»(١).ج اإلتيان بــأدوات التوكيد مة ثالثــة أمثلة علي تــدر ــيخ العال ثم ســاق الشل يف قوله ــة تبعo لقدر اإلنــكار ورد الخبر، فذكر المثــال األو يف الجمــل الخبريتعالــي: ﴿! " # $ % & ' ) (﴾ [ق: ٣٦]، فذكر أنه قد جــاء يف تمييز «كم» الخبرية حرف الجر «من» يف قوله {من قرن} وذلك للتأكيد د واحــد. قلت ويمكــن أن نضيف علي ما ذكر أن «كــم» وإن كانت وهــذا مؤكة يف هذا المقام فإنها تفيد التنبيه واإلقرار بالخبر وذلك أنها زائدة الستقامة خبريا ينتفــي عنه القطع بالتوكيــد كأن نقول المعنــي بدونهــا أو بإحاللهــا بغيرها مم{نحن أهلكنا قبلهم من قرن}، كما أن المعني يستقيم لو لم تكن «من» يف تمييز حمن حســن حبنكــة الميداني (١٧٩/١) ــيخ عبد الر (١) البالغــة العربية أسســها وعلومها وفنونها للش

امية. ار الش ة: اإلخبار اإلنكاري، ط دار القلم- الد التأكيد وعدمه في الجملة الخبري

٨٣ والقضاء على الشائعات

د ثان، كما أن قوله ﴿&﴾ بعد قوله ﴿%﴾ فيه تأكيد «كم» الخبرية، فهذا مؤكــد ثالث، والقول معنــوي أيضo الســتقامة المعني بدونهــا أي {هم} وهذا مؤكد ة والبطــش ال تأكيدا لإلهالك فالر ــد بــأن ورود كلمة {هم} إنما هي تأكيد للشدات جميعها أتت يف سياق واحد ويف جملة واحدة لتأكيد ذات ؤك يكون بأن المدات تلحق المعنــي وهو آية اهللا يف اإلهالك ويســتعان علي إقرار المعنــي بمؤك

م للمعني واهللا أعلم. بأصل الجملة وأخري بالمتميخ بقوله تعالي: ﴿ . / 0 1 2 3 4 5 6 7﴾ ثم مثل الشاخلة علي قوله ﴿1﴾ مع «من» التي ــيخ أن زيادة «من» الد [ص:٣]، فقال الشدان. أقــول وإذا أضفنا إليهما األســلوب هــي تمييــز «كم» الخبرية فهــذان مؤكم التقريري المستفاد من استخدام الفعل الماضي «أهلكنا» وإضافته إلي المتكل

دات في هذه الجملة تكون ثالثة كسابقتها واهللا أعلم. ة المؤك فإن عدة بقصد إقامة دات في الجملة الخبري يخ مثاال علي زيادة المؤك وأضاف الشبين فضال عن ليل واإلقنــاع وقطع الطريق أمام المنكريــن والمكذ ــة والد الحج

µ ´³ ² ± ° ¯ ® ¬ ﴿ :ين، قولــه تعالــي ــاك الشــدات في اآلية ــيخ الجليل ثالثة مؤك ¶ ¸﴾ [يونــس: ١٣]، فذكــر الشي مــن معانيه التحقيق، الكريمــة وهي الم االبتــداء يف «لقد»، وحرف «قد» الذويؤتــى بــه للتأكيد، وإدخال حــرف «من» على لفظ «قبلهم» مــع أن الكالم يتم بدونها. أقول وأضيف إلي ذلك أسلوب التعليق في اآلية الكريمة وذلك بتعليق . إهــالك مــا كان قبلهم من قرون علي ما اقترفوا من ظلــم بعدما تبين لهم الحقوإن كان اللغويون يرون أن أســلوب التعليق يخرج عن كونه أداة تأكيد صريحة فــإن التعليق حتمــo يف محل إقرار في نفس القائل ال ســيما إذا ورد بزمن ماض

التثبت من ا2خبار٨٤

د باإلقرار – وهو ما عليه يدور نوع الخبر لذا فإن اعتبار أســلوب التعليق كمؤكريحة أمر دات- وبالتبعية ألدوات التوكيد الص وهو نوع ضعيف من أنواع المؤك

معتبر عندنا واهللا أعلم.ة ألنه رب من ضروب تقســيم األخبار فائدة هام هذا ولإلطالة في هذا الضل الحقo تبعo ألســلوب الخبر وصيغته والكلمات كما أشــرنا سابقo وســنفصــدات أم ال باإلضافة إلي عوامــل أخري خارجة المســتخدمة فيه وهل بــه مؤكــة الخبر من كذبه ومن ثم إســقاط الحكم عــن صيغة الخبر ســيتم ترجيح صح

المناسب عليه.دق والكذب: أنواع الخبر من حيث الص

دق والكذب لذاته، كما ذكرنا سالفo أن الخبر من الكالم هو ما يحتمل الصدق أو أن نصمه بالكــذب لذاته أي بغض النظر أي أننــا نســتطيع أن نصفه بالصنوسي مكاتبة، قال: كتور أنور الس ــيخ األستاذ الد ثني فضيلة الش عن قائله. وحد«وقولهم لذاته» في علم البالغة معناه: بغض النظر عن قائله، وهو احتراز منهم ا في علم – أي أهل اللغة- لئال يوصف القرآن مثال بأن قائله صادق أو كاذب، أمالحديث فالبد من صدق القائل أو الحكم عليه بالكذب. انتهي. لذا فإن القرآن س يحتوي علي جملة من األخبــار المقطوع بصدقها الكريــم كتاب إلهي مقــدق لصدق قائلها من عدمه حاشــاه ســبحانه يقينo لذاتها وذلك لعدم جواز التطردق ـاس يحتمل الص ا الخبــر في كالم النـ ــدق، أم ه إال الص بــل ال يجــوز في حقوالكــذب لذاته كوجه من وجــوه النقد والحكم علي الخبر مــع االعتناء بحال ذيلــة. وهذا المبحث دق والفضيلــة أو الكذب والر القائــل بــه وموقعه من الصمــن المباحــث الجليلة يف علمي أصــول الفقه ومصطلح الحديث، وســنتناوله

٨٥ والقضاء على الشائعات

طور القادمة بإذن اهللا تعالي. باختصار وإيجاز يف الس:c١- الخبر المقطوع بصدقه مطلق

ادق يقينo جازمo بغير احتمال كذبه ته هو الخبر الص الخبــر المقطوع بصحته إلي أصلين: مطلقo، ويرجع الخبر المقطوع بصح

ــرعية التي ال خالف علي ١- أصــل نقلي: وهــو ما نقل إلينا من األمور الشد حيحة يف كتاب اهللا تعالي وصحيح سنة نبيه محم يتها، وتتمثل األخبار الص حج

الم. الة والس عليه الص فال خالف وال شــك وال ظــن وال ريب أن القرآن الكريــم كالم اهللا تعالي ته يقين جازم وخاتــم كتبه إلــي الجن واإلنس صحيح مطلقo، واالعتقــاد بصحة بإجماع. وكما هو الحال واجــب، واالنحراف عن هذا المعتقــد ناقل عن الملل يقــال يف الجزء، وما ه يكون الحال مع ســوره فما يقــال يف الك مــع القــرآن كلــورة الواحــدة صغيرها وكبيرهــا يقال يف اآليات بــل ويف الكلمات يقــال يف السوالحــروف، وإنكار آية من القــرآن أو كلمة واحدة أو جحودهــا كإنكار القرآن ر أن اهللا ســبحانه وتعالي يذكر يف كتبه ة أيضo. فال يتصو ــه وهو ناقل عن المل كلدق نتها هذه الكتــب تحتمل الص ة غير الحــق أو أن األخبار التي تضم ــماوي السدق وال يوجب إال والكذب، حاشــاه ســبحانه بل كل ما أخبر ال يحتمل إال الص

التسليم المطلق والعلم اليقيني.ة كصحف ــماوي بيد أن الحال يف القرآن يختلف عن ســابقيه من الكتب السالة إبراهيم وإدريس وتوراة موسي وإنجيل عيسي عليهم جميعo وعلي نبينا الصبون الغاوون كتب أنبيائهم وذلك بشهادة ف المفسدون المكذ الم. فقد حر والس

3 2 1 0 / . - , ﴿ تعالــي: فقــال ،۵ اهللا

التثبت من ا2خبار٨٦

عــاله: ﴿ 7 8 9 جــل يف وقــال [النســاء: ٤٦]، ﴾5 4 H G FE D C B A @ ? > = < ; :O N M L K J I ﴾ [البقــرة:٧٩]، وقــال ۵: ﴿ ! " 7 6 5 4 3 2 1 0 /. - , + * ) ( ' & % $ #8 9 :; > = < ? @﴾ [األنعــام: ٩١]، وقــال تعالي:

Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´﴿Ç Æ Å Ä Ã Â ﴾ [البقــرة:٧٥]، فتواتــرت األخبــار واآليــات ابقة لما أنزل ماوات بتحريف األمم الس المحكمات من لدن رب األرض والس

عليهم من ربهم. k j i h g ﴿ :بينمــا قال اهللا ۵ بشــأن حفظــه للقرآن الكريــم m l ﴾ [الحجــر:٩]، يقــول اإلمــام عبد اهللا بــن عمر البيضاوي يف تفســيره: يــادة والنقــص بأن جعلنــاه معجزا «﴿m l k ﴾ أي مــن التحريــف والزق ســان أو نفي تطر مباينo لكالم البشــر بحيث ال يخفى تغيير نظمه على أهل اللل له»(١). وام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنز الخلل إليه في الدل التوراة، ووكل حفظها : «نز قال أبو العباس الفاسي في تفسيره: قال القشيريلوا، وأنزل القرآن، فوا وبد إلى بني إســرائيل، بما استحفظوا من كتاب اهللا، فحروأخبــر أنه حافظه، فال جرم أنه كتاب عزيز، ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من اء هي ائه، فقلوب القر خلفه. ويقال: إنه أخبر أنه حافظ القرآن، وإنما يحفظه بقر

خزائن كتابه؛ وهو ال يضيع حفظة كتابه، فإن في ذلك تضييع كتابه»(٢).

(١) أنــوار التنزيل وأســرار التأويل لإلمام القاضي عبد اهللا بــن عمر البيضاوي [الحجر: ٩] (ص ٣٤٤-٣٤٥) ط دار الفكر.

وفي د بن المهدي الفاســي الص بي العباس أحمد بن محم (٢) البحر المديد في تفســير القرآن المجيد أل

٨٧ والقضاء على الشائعات

j i h g f e d c ﴿ :القرآن الكريم oوقال جل يف عاله واصف لــت:٤٢]، وهــي من اآليات المحكمات البينات p o n m lk﴾ [فصل القرآن وهو الحافظ لــه من التحريف ومن يف أن اهللا ســبحانه وتعالي هــو منز

Õ Ô Ó Ò Ñ﴿ :دخــول الباطل إليــه. كما قال تعالي يف موضــع آخرÞ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö ﴾ [القيامــة:١٧-١٩]، يقــول ابن كثير: «هذا يه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر تعليم من اهللا ۵ لرســوله ملسو هيلع هللا ىلص في كيفية تلقإلى أخذه، ويســابق الملك في قراءته، فأمره اهللا ۵ إذا جاءه الملك بالوحي أن ــره ألدائه على الوجه ل اهللا له أن يجمعــه في صدره، وأن ييس يســتمع لــه، وتكفحــه. فالحالة األولــى جمعه في ــره ويوض ي ألقــاه إليــه، وأن يبينه له ويفس الــذ

صدره، والثانية تالوته، والثالثة تفسيره وإيضاح معناه»(١).وروي مسلم يف صحيحه وغيره من حديث عياض بن حمار المجاشعي ڤ أنه قال: أن رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص قال ذات يوم في خطبته «أال إن ربي أمرني أن أعلمكم مني يومي هذا.......... وقال – أي اهللا سبحانه وتعالي- إنما ا عل ما جهلتم مم oال يغســله المــاء تقرؤه نائم oبعثتــك ألبتليــك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابويقظان....» (٢)، يقول القاضي عياض: «فيحتمل أن يشــير إلى أنه أودعه قلبه، هاب بالغسل، ويحتمل ل عليه حفظه، وما فى القلوب ال يخشى عليه الذ وســه

كتور حسن عباس زكي. (ت ١٢٢٤ هـ) (٣/ ٧٩) [الحجر: ٩]، ط الد(١) تفسير القرآن العظيم البن كثير [القيامة: ١٦-١٩] (٤/ ٤٤٩) ط دار الفكر.

نيا فات التي يعرف بها في الد (٢) رواه مسلم ٦٣ (٢٨٦٥) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها- باب الصــنن الكبــري (٨٠١٧) (٧/ ٢٧٩) كتاب فضائل فظ له. والنســائي يف الس أهــل الجنة وأهل النار واللسالة. وأحمد يف مسنده (١٧٤٨٤) سة الر القرآن- باب (٤٩) قراءة القرآن علي كل األحوال، ط مؤس

سالة. سة الر (٣٢/٢٩) ط مؤس

التثبت من ا2خبار٨٨

هر، فكنى عن هذا بهذا اللفظ»(١)، أن يريد اإلشارة إلى حفظه وبقائه على مر الددور ال ــيوطي: «كتابo ال يغســله المــاء أي محفوظo فــي الص وقــال اإلمام الس

مان»(٢). هاب بل يبقى على ممر الز ق إليه الذ يتطرته بال ي صح نســبته إلي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أيضا مقطوع بصح كما أن الخبر الذــنة من جملة حفظ اهللا سبحانه وتعالي شــك وال أدني ريب، وذلك أن حفظ السين وضمان منه سبحانه وتعالي لبقاء التشريع اإلسالمي ما بقيت األرض. لهذا الددق ألنه يرتكز علي شهادة اهللا سبحانه وتعالي وكالم النبي ملسو هيلع هللا ىلص ال يحتمل غير الص

له بذلك إذ قال يف محكم التنزيل: ﴿% & ' ) ( * + , - . / 0 1 2 3 4 5 6 7 8 ﴾ [النجم:٢-٥]، فكل ما أخبر به النبي ملسو هيلع هللا ىلص

ين والغيبيــات هو محض وحي من اهللا ســبحانه وتعالي ال ــق بأمر الد فيمــا يتعل a `﴿ :۵ لقــول اهللا oــالم، وذلــك مصداق الة والس اجتهــادا منــه عليــه الص h﴿ :[المائــدة:٩٩]، وقال تعالي ﴾k j i h g f ed c b

وري: ٤٨]. r q p o nm l k j i﴾ [الشة واية والتي أوردها البيهقي يف دالئل النبو واقــرأ معي أخي الكريم هذه الرــابقة وعدم حفظ اهللا ق علي تحريف الكتب الس والتي تســوق إلينا واقعــة تصدلها بينما حفظ اهللا ســبحانه وتعالي القرآن الكريم بحفظه وبموعوده ونشهد أننا واية. يقول: أخبرنا أبو الحســن علي قيــن وإن لم ترد مثل هــذه الر بذلــك مصدد ثنا أبو علي عيســى بن محم بــن عبد اهللا بن إبراهيم الهاشــمي ببغداد قال: حدم شــرح صحيح مســلم للقاضي أبي الفضل عياض اليحصبي (٨/ ٣٩٥) كتاب الجنة (١) إكمال المعلنيا أهل الجنة وأهل النار، ط دار الوفاء. فات التي يعرف بها في الد وصفــة نعيمهــا وأهلها- باب الصــيوطي (٦/ ٢٠١) ٦٣ (٢٨٦٥) ين الس ــاج لإلمام جالل الد يبــاج علي صحيح مســلم بن الحج (٢) الدفات التي يعرف بهــا أهل الجنة وأهــل النار، ط دار ـة وصفــة نعيمها وأهلها- بــاب الص كتــاب الجنـ

ان. بن عف

٨٩ والقضاء على الشائعات

بــن أحمــد بن عمر بــن عبد الملك بــن عبد العزيــز بن جريج الطومــاري قال: ثنا الحســن بن فهم قال: ســمعت يحيى بن أكثم يقول: «كان للمأمون وهو حدأميــر إذ ذاك مجلس نظر، فدخل في مجلس الناس رجل يهودي حســن الثوب ا أن م فأحســن الكالم العبــارة، قال: فلم ائحة، قال فتكل حســن الوجه طيب الرض المجلس، دعاه المأمون فقال له: إســرائيلي؟قال: نعم. قال له: أســلم تقــوا كان حتــى أفعل بــك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائــي، فانصرف، فلمض ا أن تقو م على الفقه، فأحسن الكالم. فلم بعد ســنة جاءنا مسلمo قال: فتكلالمجلــس دعــاه المأمون فقال له: ألســت صاحبنا باألمس؟قــال له: بلى، قال: فما كان ســبب إســالمك؟قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه ، فعمــدت إلى التــوراة. فكتبت ثالث األديــان، وأنــا مع ما تراني حســن الخطـي، وعمدت إلى نســخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيســة فاشــتريت منـاإلنجيل، فكتبت ثالث نســخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشــتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثالث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها يادة والنقصان، رموا بها فلم ا أن وجدوا فيها الز حوها، فلم اقين، فتصف إلى الوريشــتروها فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا ســبب إسالمي، قال يحيى نة، فلقيت سفيان بن عيينة، فذكرت له الحديث بن أكثم: فحججت في تلك السفقــال لي: مصــداق هذا في كتاب اهللا ۵، قال: قلت: فــي أي موضع؟قال: في قــول اهللا ۵ في التــوراة واإلنجيل بما اســتحفظوا من كتــاب اهللا فجعل حفظه كر وإنا له لحافظون فحفظه اهللا ۵ لنا الذ إليهم فضاع، وقال عز وجل إنا نحن نز

علينا فلم يضع(١). هذا وقد نقل القرآن الكريم إلينا متواترا فهو يف أعلي درجات التواتر التي ال

ة للبيهقي (١٥٩/٧- ١٦٠) ط دار الكتب العلمية. (١) دالئل النبو

التثبت من ا2خبار٩٠

يعرف مثلها لكتاب آخر علي وجه األرض منذ بدء الخليقة، فقد نقلته األجيال ن يلونهم، وقد حاول عن األجيال ونقله مئات الماليين من الحفظة لمثلهم مميخ الحويني بعض الجهالء الناقمين تحريف القرآن ولكن هيهات، سمعت الشحفظــه اهللا يقــول: القرآن - الحمــد هللا- محفوظ ال يســتطيع أحــد أن يزيد فيه بيان من حرفــا واحدا، وال أن يضع نقطــة، ولو فعل ذلك لرد عليــه ماليين الصن أحاديث رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص فهي ة والتي تتضم ــنة النبوي ا الس جنبات العالم(١). أمأيضo محفوظة يف الجملة، ألن يف حفظها حفظo لشــعائر اإلســالم ومناســكه، نة كانت غير محفوظة فال معني كيف ال وهي بمنزلة المبين للقرآن، ولو أن السال أوجه ويحتاج إلي تفســير وتقييد حينهــا لحفظ القرآن ذاتــه، ألن القرآن حمــريفة. غيــر أن العلماء الجهابذة ــنة الش وتخصيص وتفصيل وهذا هو عمل السض األوائل قد وضعوا ضوابط لقبول حديث رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص والعمل به، وسنتعر

ط بين اإلجمال والتفصيل يف الفصل القادم. لهاإن شاء اهللا تعالي بتوسته ٢- أصل عقلي: وهــو األصل الثاني الذي إليه مرد الخبر المقطوع بصحمطلقo، وهو الذي وافق العقل والمنطق والفطرة بال خالف معروف سواء كان مس تشرق من ناحية المشرق وتغرب من الناحية له شاهد من النقل أم ال، كالشـار تحرق علــي األصل، وكالــكل أكبر من الجــزء، وكاإلثنين األخــري، وكالنـ

به. ا ال يسع أحدا أن ينكره أو يكذ ضعف الواحد وغيرها مم:c٢- الخبر المقطوع بكذبه مطلق

oابق ويدور أيض د من النوع الس رب من األخبار يكون علي الض وهذا الضحول أصلين:

ــيخ الحوينــي المســموع علــي كتــاب مختصــر علــوم الحديث البــن كثيــر [المحاضرة (١) شــرح الشاألولي].

٩١ والقضاء على الشائعات

١- أصــل نقلــي: وهي األخبار التــي تخالف قــول اهللا ســبحانه وتعالي أو صحيح وصريح ســنة النبي ملسو هيلع هللا ىلص، حتــي وإن كان ظاهره عكس ذلك. مثال علي ذلــك قول رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «تــداووا عباد اهللا فإن اهللا ســبحانه لــم يضع داء إال وضــع معه شــفoء، إال الهرم»(١)، فإن جاء أحد وقطــع أن المرض الفالني ليس لــه دواء مطلقo بال تقييد فهذا قول كذب محض وهو غير صحيح، فليس معني واء بعد أن اهللا ســبحانه وتعالي لم ل إلي الد أن العقل البشــري القاصر لم يتوص

يوجده. Z Y X W V U T S ﴿ :۵ يقــول اهللا وعندمــا ] \ [ ^ _﴾ [آل عمران:٥٦]، وهذا وعد ووعيد من اهللا ۵ بأنه ســيدخل الذين كفروا به وبآياته وبرســاالته نار جهنم وأن مصيرهم إلي عذاب أبــدي. فإذا ما خالف هذا االعتقاد أحد وقال أن الذين كفروا ســيدخلون الجنة

ته. فقوله كذب صريح لمخالفته نصo شرعيo مقطوعo بصحه وكذلــك قــول النصــاري بــأن المســيح عيســي ابــن مريــم –عليــه وعلــي أمــالم- قد صلب وقتــل، فهذا الكالم كذب مطلقo وذلــك لمخالفته قول اهللا ۵: الس

جــل يتــداوي، ط المكتبة - بــاب فــي الر (١) رواه أبــو داود فــي ســننه (٣٨٥٥) (٣/٤) كتــاب الطــب- باب ما جــاء في ــنن (أســامة بن شــريك) (٢٠٣٨) كتــاب الطــب ــة. والترمــذي فــي الس العصريواء والحــث عليــه، بلفظ: «نعم، يا عبــاد اهللا تداووا، فإن اهللا لــم يضع داء إال وضع له شــفاء، أو الــدقــال: دواء إال داء واحدا»قالــوا: يا رســول اهللا، وما هو؟قــال: «الهرم»«، ط شــركة ومكتبة مصطفي فظ البابــي الحلبــي. وابن ماجــة (٣٤٣٦)، كتاب الطب- باب ما أنزل اهللا داء إال أنزل له شــفاء، واللســة له، ط دار الحديث. وأحمد في مســنده (أســامة) (١٨٤٥٤)، (١٨٤٥٥)، (١٨٤٥٦)، ط مؤسسالة. والبيهقي يف الجامع لشعب اإليمان بألفاظ مختلفة (١٤٣٦) (٣/ ١٠٨) الخامس عشر من الرشــعب اإليمان- باب في تعظيم النبي ملسو هيلع هللا ىلص وإجالله وتوقيره، وله من طريق عبد اهللا بن مســعود ڤحه األلباني في صحيح لفية بالهند. وصح ار الس ياض والد شد بالر (٥٥٥٥) (٨/ ١٠١) ط مكتبة الر

غير وزيادته (٢٩٣٠) (ص ٥٦٥) ط المكتب اإلسالمي. الجامع الص

التثبت من ا2خبار٩٢

Q PO N M L K J I H G F E D C B A @ ﴿d c b a﴾ [النســاء:١٧٥]، _ ] \ [ Z Y XW V U T S Rــالم قد ب قولهم بأن المســيح عليه الس فاشــتملت اآليــة الكريمة علــي نقطتين تكذلها أن اهللا سبحانه وتعالي قد ذكر صراحة أنهم لم يقتلوه ولم يصلبوه ولم صلب، أويترك النفي علي هذا بل بين لهم موطن الخلل وهو أن الذي صلب فقتل إنما هو آخر قد شــبه عليهم، ولذلك قال {وما قتلوه يقينا} فأزال مرتبة اليقين عن إدراكهم حيال حة مطلقo. الوجه الثانــي وهو أن اهللا ۵ هــذا األمر لبيــان أن قولهم ال يحتمــل الصك ثم مرتبة الظن وكالهما ال يقطع نقل تصديقهم ألمر صلب المسيح إلي مرتبة الشة العظيمة تهما إال بقرائن ودالئل وال يحتج بأدلتهما يف مثل هذه األمور العقائدي بصحأن كقولهم إن المسيح قد صلب. وسنذكر الحقo بإذن اهللا تعالي مراتب اإلدراك الش

ق من األخبار. ديدة يف مبحث التحق يتها الش ألهم٢- أصــل عقلــي: وتنــدرج تحتهــا األخبار التــي تخالف العقــل والمنطق مس ح من النقل أم ال، كأن يقول أحد أن الش والفطرة سواء أكان له شاهد أو مرجتشرق من جهة المغرب علي األصل، فهذا القول محض كذب لمخالفته العقل وشــواهده مــن النقــل، أو أن النار ال تحرق علي األصــل، أو أن الجزء أكبر من

الكل وهكذا. يقول اإلمام الغزالي: «القسم الثاني من األخبار ما يعلم كذبه، وهى أربعة: ل: ما يعلم خالفه بضرورة العقل، أو نظره، أو الحس والمشاهدة أو أخبار األوــتة المذكــورة. الثاني: ما التواتــر، وبالجملــة ما خالــف المعلوم بالمدارك الســة. فإنه ورد ــنة المتواترة وإجماع األم ـص القاطع من الكتاب والس يخالــف النـح بتكذيبــه جمع كثير ة. الثالــث: ما صر بــo هللا تعالى ولرســوله ملسو هيلع هللا ىلص ولألم مكذيســتحيل في العــادة تواطؤهم علــى الكــذب. إذا قالوا: حضرنا معــه في ذلك

٩٣ والقضاء على الشائعات

ابع: ما سكت الجمع الكثير عن الوقت فلم نجد ما حكاه من الواقعة أصال. الركوت ث به مع جريان الواقعة بمشــهد منهم، ومع إحالة العادة الس نقله والتحدواعى على نقله. وإلحالة العــادة اختصاصه بحكايته. وقال ر الد عــن ذكره لتوفرورة أو ال على كذب الخبر خمســة: وهــو منافاته لما علــم بالض القرافــى: الدليــل القاطع أو فيما شــأنه أن يكــون متواترا ولم يتواتــر، وكقواعد النظــر أو الدواة أو كتبهم بعد لهما جميعo، كالمعجزات أو طلب في صــدور الر ــرع، أو الش

استقراء األحاديث فلم يوجد»(١).ا التي يعلم كذبها: فمنها: ما يعلم ين الجزري: «وأم ويقول اإلمام مجد الددق. ومنها: ما يعلم كذبه ضرورة واســتدالال، عقليo وسمعيo، كما قلنا في الصه كذبــه بأمر راجع إلــى الخبر وكيفية النقل، بأن ينقل نقــال خفيo ما كان من حقين أو العــادة أو كليهما على نقله، رت دواعي الد أن ينقــل نقال ظاهرا، وقد توفــرائع، أو عــن حادثة وقعت في بلــدة عظيمة، أو معجزة كالنقــل عن أصول الشــا التي ال يعلم صدقها وال كذبها، فهــي أخبار اآلحاد، ال يجوز أن األنبيــاء. وأم ،oها كذب هــا كذبo، ألن العــادة تمنع في األخبــار الكثيرة أن يكــون كل يكــون كلها صدقــo، ألن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال: مــع كثــرة رواتها واختالفهــم، وال أن يكــون كلواة، وحذفوا أحاديث بــوا جماعة من الر ة كذ «ســيكذب علي بعدي» وألن األم

كثيرة علموا كذبها فلم يعملوا بها»(٢).دق والكذب: ٣- الخبر الذي يحتمل الص

(١) المســتصفي من علم األصول لإلمام أبي حامد الغزالي (٢/ ١٦٧-١٦٨) الباب الثاني في تقســيم ف، ط شــركة األخبــار إلي ما يجــب تصديقه وإلي ما يجب تكذيبه وإلي ما يجب التوقف فيه، بتصر

باعة. رة للط المدينة المنود الجزري (١٥٨/١) ط ين المبارك بــن محم ســول لإلمام مجد الد (٢) جامــع األصــول يف أحاديث الر

ح، مكتبة دار البيان. مكتبة الحلواني، مطبعة المال

التثبت من ا2خبار٩٤

نف يشمل سائر األخبار بمختلف أنواعها والتي ليس عليها دليل وهذا الصرع أو العقل بنفي أو إثبات، وتدخل يف هذه األخبار ما يخبر به أهل نقلي من الشــابقة واألنبياء والمرســلين الكتــاب من اليهود والنصاري من أحوال األمم الس

ا لم يخبرنا عنه القرآن الكريم أو رسولنا ملسو هيلع هللا ىلص. فيهم مم oغوي للخبر والذي ســقناه سلف ويطابق هذا النوع من األخبار التعريف اللرب من األخبار هو ما دق والكذب لذاته. وهذا الض وهو الكالم الذي يقبل الصيعتريه الكذب بصفة دائمة، وهو ما قصده العلماء بقولهم «آفة األخبار الكذب»، oوهو ما عليه يدور موضوع هذا الكتاب و عليه ســيكون حديثنا مستقبال حكم

د والقبول وترجيحo وبناء األحكام عليه. بالري لنا أن نذكر معني الخبر وأقســامه والفرق بينه وبين ما شابهه هذا وقد تبقمــن مصطلحات عنــد علماء الحديث، وقد آثــرت أن أذكــره يف الفصل القادم

ة ارتباطه به واهللا المستعان. لشدفصل في شروط قبول األخبار:

روط التي وضعها العلماء ض للش ويف هذا الباب إن شــاء اهللا تعالي ســنتعروالباحثــون المجتهــدون ســابقo لحمايــة وصيانــة أحاديــث رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، وســنتناولها بشيء من االختصار والتيســير ألنه مبحث عظيم ذو شأن ويحتاج ننا ســنلقي ضــوءا علي هذه فــات الســتيعابه، ولك وحــده إلــي مصنفات ومؤل oوابط حتي نأخذ منها ما ينفعنا وما نستطيع نحن أن نطبقه عملي ــروط والض الش

حيح علي الخبر بصدقه أو كذبه. إلسقاط الحكم الصعلم مصطلح الحديث: نشأته والغاية منه:

كان رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص يجلــس بيــن أصحابــه يف مجالــس التعليــم والوعــظ

٩٥ والقضاء على الشائعات

واإلرشاد والتلقين فيعلمهم أمور دينهم ويشير عليهم يف أمور دنياهم، وكان وال حابة رضوان اهللا ماوات واألرض. وكان الص يزال قوله ملسو هيلع هللا ىلص معظمo ما بقيت السo ويعملون بأمره وينتهــون عن نهيه كما يفعل عليهــم يحفظون قولــه حفظo تامحابة يتناقلون أقوال النبي ملسو هيلع هللا ىلص فيما المحب مع أحب الخلق إلي قلبه. وكان الصهم واحد غ بعضهم بعضا، فقد كانوا كنســيج واحد وجســد واحد هم بينهم ويبل

وكانوا علي قلب رجل واحد. ويف ذلك يقول عمر بن الخطاب ڤ: «كنت أنا وجار لي من األنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ينــزل يومــا وأنزل يوما، فــإذا نزلت جئته بخبــر ذلك اليوم مــن الوحي وغيره، وإذا نــزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي األنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شــديدا........ الحديث»(١)، وفيــه أن عمر بن الخطاب ڤ لــم يكن يجالس الة ونحوها، فــكان يتناوب مع جاره النبــي ملسو هيلع هللا ىلص كل يوم غير بعــض أوقات الصعتبــان بن مالك ڤ – وقيل غيره- وينقل كل واحد منهما لصاحبه ما كان من أقوال وأفعال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص يف نوع فريد من أنــواع التواصي بالحق والقول به

وحب العلم والخير للغير كحبه للنفس. ثــم كان بــدء ظهور التابعين وهــم الذين آمنوا باهللا ۵ وبرســوله ولم يروه حابة وحديثي العهد باإلســالم ــالم وكان جلهم من أبناء الص الة والس عليه الصوم الذين دخلوا يف اإلســالم بعــد الفتوحات يف مــن العــرب أو من الفرس والرحابة رضوان اشدين وبدايات الخالفة األموية. وقد حمل الص زمان الخلفاء الر

حيــح (٨٩) كتــاب العلم- باب التنــاوب في العلم. ومســلم ٣٤ (١٤٧٩) (١) رواه البخــاري فــي الص ﴾ j i h ﴿ :كتــاب الطــالق- باب في اإليــالء واعتزال النســاء وتخييرهــن وقوله تعالــي

[التحريم:٤].

التثبت من ا2خبار٩٦

اهللا عليهــم علــي عاتقهــم هم إيصال ديــن اهللا ۵ إلي من أتــي بعدهم ولم يروا ـاس وكان الخلفــاء واألمراء يبعثــون بهم إلي النبــي ملسو هيلع هللا ىلص، فكانوا يجالســون النـالبلــدان التي فتحتها الجيوش اإلســالمية ليعلموا أهلها تعاليم اإلســالم ولكي قــوا الغاية التي من أجلها خلقنا اهللا والتي من أجلها شــرع اهللا الجهاد وهي يحقلمات تحقيــق عبادة اهللا ۵ يف األرض وإخراج الناس من عبادة العباد ومن الظ

إلي عبادة رب العباد حيث النور.حابة جميعهم ــنة والجماعة أن الص ر لدي أهل الس وكمــا هو معلوم ومتقرلهم اهللا ســبحانه وتعالــي وعالجهم معالجــة ربانية لكي يكونوا عــدول، أي عدلنبيهــم خيــر صحبة ومن بعــده خير حاملي رســالة وقد كانوا رضــي اهللا عنهم لوب من كذب وخيانة وأرضاهم جميعo، فلم تكن بينهم من آفات النفوس والقة جمعاء، وأتقي ونقض عهود وما شابه ذلك، بل كانوا أطهر قوم عرفتهم البشريــماء، وأنقي ثغور وألســنة أوردت الماء، فظل صافيo نقيo لم تهم الس رجال أظلاخلين يف اإلســالم ر علي من جاء بعدهم. ولكن مع كثرة الد ــد يتغير شــربه فيكة والمجوســية، وازديــاد أعــداد حديثي العهــد بالجاهليــة والنصرانية واليهودياختلــط بالمســلمين من العرب من هو عليهم حاقد فأظهر اإلســالم وهو يبطن ن دخل اإلسالم الكفر ليكيد لإلسالم وأهله ولكي يحقن دمه ويحفظ ماله. وممنه أعجمي ال يحسن العربية فينطق الكالم علي غير من كان مخلصo مقتنعo ولك oمنه وغفلة، وكان منهم ومن العرب أيض oصورته وينقله علي غير وجهه غلط

o أو معني أو كالهما. ابط لكالمه نص ء الحفظ غير الض سي فــكان لذلــك أثر غيــر محمود يف نقل ســنة النبــي ملسو هيلع هللا ىلص، فكثر الغلــط وكثر االفتــراء وانتشــر الكذب وخشــي العلماء - مــن حملة العلــم والحديث- أن ية، وهذا ين بالكل يؤدي ذلك إلي ذهاب سنة رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ويف ذلك ذهاب للد

٩٧ والقضاء على الشائعات

ين من رجال يحملونه ويحمونه ألن هذا إنما يعد بع ولكن البد للد محــال بالطد اهللا ســبحانه بة علي تعه ين وهي تابعة ومترت من األســباب األرضية لحفظ الدين. يقول عاصم األحول رحمه اهللا: «عن ابن سيرين قال: لم وتعالي بحفظ الدوا لنا رجالكم فينظر إلى ا وقعت الفتنة قالوا سم يكونوا يسألون عن اإلسناد فلم

نة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فال يؤخذ حديثهم»(١). أهل الســاظ مــن العلماء المشــهود لهــم بالتقوي فنهــض لذلــك الجهابــذة والحفبط واإلتقان، نهضوا لكــي يدافعوا وينافحوا والمــروءة والورع والحفــظ والضا هو أجنبي عنها ليظل اإلسالم كما وعد عن سنة رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ويحفظوها عمابق وقضائه النافذ وبما قيض لهذا الدين من ة دينo محفوظo بقدره الس رب العزدور ويف المخطوطات ووعــوه فأزالوا عنه كل تصحيف رجــال حفظوه يف الص

وتحريف وضعيف. oوألجــل ذلك وضع علماء المســلمين األوائل ضوابط وقواعد وشــروط محكمــة لقبول الحديث وذلــك للعمل به واالحتجاج به يف مختلف المســائل ة رائع سماوي ة. ولم يعرف دين من األديان وال شــريعة من الش الفقهية والعقائديكانت أو وضعية وثنية أو حضارة من الحضارات القديمة أو الحديثة علمo قط يناظر أو يكافيء أو – حتي- يتميز بشــبهه ولو عن بعد بعلم مصطلح الحديث ــة األعالم المســلمون يف منتصــف القرن الثانــي الهجري، الــذي وضعه األئمــنة إلينا روا قواعد هذا العلم وضبطوها وعملوا جاهدين علي نقل نبع الس فحــر

صافيo كما كان بعهد صحابة رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص.ا ســبق نســتطيع أن نقول أن علم مصطلــح الحديث موضوعه البحث فممين ....... إلي آخر الترجمة، ط مة صحيحه (ص ١٥) باب بيان أن اإلسناد من الد (١) رواه مسلم يف مقد

بعة األولي. دار إحياء الكتب العربية، الط

التثبت من ا2خبار٩٨

يف األحاديث وتقســيمها إلي صحيح مقبــول يعمل به وضعيف مردود ال يعمل ق من األخبار فهو لب بــه. وال يخفي أن لهذا العلم عالقــة أكيدة بمبحث التحقمــراد هذا العلم وعين فؤاده، كيف ال وإنما بضاعة علم المصطلح هي األخبار واألقــوال. ولم يقتصر علــم المصطلح علي جهود العلمــاء يف تحقيق صحيح حابــة والتابعين ة أقــوال الص ق إلثبــات صح األحاديــث مــن ضعيفها بــل تطرة نســبة هذه األقــوال إليهم، بل وحتي كتبهم، ومن جاء من بعدهم ومدي صحق من مصدره قبل فمــا كانت غاية هــذا العلم إال لرد كل قول إلي قائلــه والتحقإصــدار األحكام وتكوين اآلراء وصياغة األفكار صيانة لحقوق الخلق وصيانة

ألعراضهم وحفظo لمقاماتهم وأقدارهم.ــروط التي وضعها علماء المسلمين األوائل وقبل أن نشــرع يف عرض الشة وضعفo وعرضها علي واقعنا اليوم وكيف نســتطيع للحكم علي األقوال صحأن نســتفيد منهــا يف الحكــم علي األخبار والترجيــح فيما بينها نذكــر يف عجالة سريعة أقوالهم وتقسماتهم يف الخبر وما يعنيه يف مصطلحهم وما هو الفرق بين

الخبر والحديث واألثر.الفرق بين الحديث والخبر واألثر:

ض إن شــاء اهللا تعالــي إلي المعنــي االصطالحي فــي هــذا المبحــث نتعرلكل من هذه المصطلحات التي اســتخدمها علماء الحديث والمصطلح، ولن ض للمعنــي اللغوي لهــا وإال فالحديث لغــة هو الكالم علــي معني وهو نتعــرضــد القديــم علي آخر، واألثر هو العالمة وهكذا، وهو ما ليس له كبير فائدة يف

دراستنا لهذا المبحث. ذكــر بعض العلماء أن الحديث والخبــر واألثر إنما تحمل ذات المعني ال

٩٩ والقضاء على الشائعات

حابة فــرق بينها، فيقال لــكالم النبي ملسو هيلع هللا ىلص حديثo أو خبرا أو أثــرا وكذا كالم الصوالتابعيــن ومن جــاء بعدهم. أقــول أن هذا التعريــف إنما هو موافــق لتعريف اللغوييــن علي األصل فكل من المصطلحات الثالثــة يطلق علي الكالم الذي قيــل عــن صاحبــه ســواء أكان حيo أو ميتــo. وهــذا التعريف يأتي مــن المعني االصطالحي العام الذي ال تفصيل فيه وال ترجيح. والمعني االصطالحي العام يتميــز دائمo بقبوله من علمــاء الفنون األخــري، أي أن الفقهاء يف حديثهم عن الحديث يعتبرون مصطلحي الخبر واألثر بال تفصيل بينها وذلك ألنهم ليســوا لين فالتفصيل ليس بمراد لهم ولكن المعني االصطالحي من أهل الفن المتأص

رون واهللا أعلم. العام يكفيهم وكذلك النحاة والمفسا أهل الحديث فلديهم يف هذا األمر تفصيل، فلكل كلمة من هذه الكلمات أممعني اصطالحي خــاص له مدلوله الذي ال يجزيء غيره عنه عند بعضهم وقد يجــري مجري االصطالح الخاص لديهم. فمــن العلماء من يقول أن الحديث هو ما ثبت عن رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية حابة والتابعين دون غيره، والخبر واألثر هو ما كان لغير رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص من الص

ومن أتي بعدهم. ومنهــم مــن يقول أن الحديث هو مــا كان لرســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أو لغيره واألثر والخبر لغيره فقط. واألمر فيه ســعة، وقد قيل ال مشــاحة يف االصطالح أي أنه يه آخرون إسمo آخر طالما أن كال ي أقوام شيئo إسمo ما ويسم ال بأس بأن يسمالتســميتين تحمالن وجهo مقبوال وبشــرط أن يعــرف كالهما – أي الفريقان-

مقصود اآلخر ومراده، فال بأس بذلك.

التثبت من ا2خبار١٠٠

مته: «وموجود في اصطالح الفقهاء الخراســانيين الح يف مقد قال ابن الصحابي من تعريف الموقوف باســم األثــر»(١)، والموقوف هو ما نســب إلي الصالح بعد أن نقله: «هذا قول أو فعل، وعلق الحافظ ابن حجر علي قول ابن الصافعي ڤ في مواضع، واألثر في األصل: العالمة والبقية قد وجد في عبارة الشـووي عن أهل الحديــث أنهم يطلقون األثــر علي المرفوع وايــة، ونقل النـ والرافعي على ركشــي: «وساعدهم في ذلك كالم الش والموقوف معo»(٢). وقال الزحابــة والحديث على قول ما اســتقر فيه فإنــه غالبo يطلق األثر علــى كالم الصالنبــي ملسو هيلع هللا ىلص وهو تفريق حســن ألن التفــاوت في المراتب يقتضــي التفاوت فيما حابة األثر ــرع الخبــر وللص يترتب على المراتب فيقال لما نســب لصاحب الشوللعلمــاء القول والمذهــب، ونبه النووي في مختصره علــى أن أهل الحديث

هم يطلقون األثر على المرفوع والموقوف»(٣). كلحابي وال ــابع: الموقوف: ومطلقه يختص بالص وقال ابن كثير: «النوع السذي يســتعمل فيمن دونه إال مقيدا وقد يكون إسناده متصال وغير متصل وهو الالح إلى الخراسانيين ثين أيضا أثرا وعزاه ابن الص يه كثير من الفقهاء والمحد يسم

ون الموقوف أثرا»(٤). أنهم يسمالح: «وقال أبو القاسم الفوراني منهم فيما بلغنا عنه: الفقهاء وقال ابن الصالح) (١/ ٢٤٨، ٢٤٩) مة ابن الص ابع: معرفة الموقوف. معرفة أنواع علوم الحديث (مقد النوع الس (١)

ط مكتبة ابن تيمية، ــابع: الموقوف، ط الح (١/ ٥١٣) النوع الس (٢) الحافظ ابن حجر العســقالني في النكت علي ابن الص

الجامعة اإلسالمية.ــابع: الح (١١٥) (١/ ٤١٧)، النوع الس مة ابن الص ركشــي في النكت علي مقد ين الز اإلمام بدر الد (٣)

لف. الموقوف، ط أضواء السي الباعث الحثيث، (٤) الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث بتعليق أحمد محمد شــاكر المســم

ابع: الموقوف، ط دار الكتب العلمية. (ص ٤٥) النوع الس

١٠١ والقضاء على الشائعات

حابة ڤ» يقولون «الخبر» ما يروي عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص، و «األثر» ما يروي عن الصي كثيــر من العلماء الكتاب ــق ابن كثير علي هذا فقال: «ومن هذا يســم (١). وعل

ــنن واآلثــار) للطحاوي، ــنن واآلثــار) ككتابي (الس الجامــع لهــذا وهذا (بالسوالبيهقي وغيرهما واهللا أعلم»(٢).

وقال الحافظ ابن حجر: «الخبر عند علماء هذا الفن مرادف للحديث»(٣)، سول ملسو هيلع هللا ىلص، أقول: وأفضل التقســمات وأرجحها لدي أن الحديث هو ما كان للرحابة والتابعين وتابعيهم باشــتراط وأن األثــر هــو ما كان لمن جاء بعده من الصمــان، والخبر هو أعــم هذه المصطلحات وأشــملها انقضــاء األجل وســبق الزحابة وأقوال التابعين ــن كالم النبي ملسو هيلع هللا ىلص وأفعاله وتقريره وكذلك الص فهو يتضموتابعيهــم وغيرهــم ومن أتي بعدهم بدون اشــتراط انقضــاء األجل. هذا وكما ة التــي يتتبعها ها مــن األمور االجتهادي ذكرنــا أنه ال مشــاحة يف االصطالح وكل

العلماء لتيسير أمور التفصيل لديهم.شروط قبول الحديث والخبر للعمل به:

ا كثر الكذب وانتشــر، وتواجد فئة من واضعي األحاديث علي رســول لمحيح وخشوا اغترار الفقهاء عيف منها بالص اهللا ملسو هيلع هللا ىلص خشــي العلماء اختالط الضبهــا وأن يبنوا عليهــا أحكامo فضال عن اغتــرار العوام بهــا، فعمدوا إلي وضع شروط صارمة وضوابط محكمة لقبول الحديث من قائله وراويه. وعمدوا إلي ــابع: معرفــة الموقوف، ــالح) (١/ ٢٤٩) النوع الس معرفــة أنــواع علــوم الحديث (مقدمــة ابن الص (١)

ط مكتبة ابن تيمية الجامعة.ي الباعث الحثيث، (٢) الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث بتعليق أحمد محمد شــاكر المســم

ابع: الموقوف، ط دار الكتب العلمية. (ص ٤٦) النوع الس(٣) الحافــظ ابن حجر العســقالني في نزهة النظر في توضيح نخبة الفكــر في مصطلح أهل األثر، (ص

٣٥) الفرق بين الخبر والحديث، ط مكتبة الملك فهد الوطنية.

التثبت من ا2خبار١٠٢

عيــف وتنقية الثابت حيح من الض المــوروث مــن األحاديث فقاموا بتمييــز الص oكان ســبب oمتقن oفريدا محكم oخيل المردود، فأنشــأوا علم المقبــول مــن الدره وأقــام له رجــاال يحملونه علي عواتقهــم لحماية أرضيــo يســره اهللا ۵ وقديء الذي لحق بما خال ين اإلســالمي من التزييف والتحريف والتشــويه الش الد

ة. من شرائع سماوي قبــل أن نشــرع يف اســتعراض شــروط قبــول الحديث يجــب أن نعرف أن

ذان يقوم عليهما: ن من جزئين هما عموداه الل الحديث يتكولة للمتن، أي جال الموص ــند: أو سلسلة اإلســناد وهي سلســلة الر • الس

واة والناقلين للكالم جيال بعد جيل بأسمائهم وأسماء آباءهم. مجموعة الر• المتن: هو ما تنتهي إليه سلســلة اإلسناد، أي هو نص الكالم الذي قيل

واة. وتناقلته سلسلة الرومبتدأ نظر الناقد إنما يكون لإلســناد، فإذا استوفي اإلسناد شروطه وصار صحيحــo عندها يتجاوز الناقد إلي المتن لينظر فيه ويف مدي مالءمته ومطابقته ار: قــال يحيى بن د بــن عبد اهللا بن عم لمــا ثبــت عن رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص. قال محمسعيد – أي القطان-: «ال تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى اإلسناد، فإن وا بالحديث إذا لم يصح اإلسناد»(١). أي أنه ال ينظر صح اإلسناد، وإال فال تغتر

ة. ح إلي متن الحديث وكالمه قبل أن ينظر إلي إسناده ورجاله ويقطع له بالصحيح نســتخلصها من ــروط التي وضعها العلماء لقبول الحديث الص والشي حيــح هو الذ الح وغيــره: «الحديث الص تعاريفــه التــي منها ما قالــه ابن الصا ابط إلي منتهاه وال يكون شاذ ابط عن العدل الض يتصل إسناده بنقل العدل الضهبــي (٦/ ٤٠٣) [ترجمة يحيي بن ســعيد القطان]، ط ين الذ (١) ســير أعــالم النبالء لإلمام شــمس الد

فا. مكتبة الص

١٠٣ والقضاء على الشائعات

حيح أنه المتصل ــال»(١). وكذا ضبطه ابن كثير فقال: «فحاصل حد الص وال معلابط عن مثله حتي ينتهي إلي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أو إلي منتهاه سنده بنقل العدل الضة قادحة»(٢)، ال بعل ا وال مردودا وال معل من صحابي أو من دونه وال يكون شــاذهبي: «هو ما دار على: رين. وقال اإلمام الذ وعليه استقر االصطالح عند المتأخعدل، متقن، واتصل ســنده. فإن كان مرسال، ففي االحتجاج به اختالف. وزاد ة. وفيه نظر على مقتضى نظر الفقهاء، ذوذ، والعل أهل الحديث: سالمته من الشــالم من ته إذا: المتصل، الس فــإن كثيرا مــن العلل يأبونهــا. فالمجمع على صح

ة. وأن يكون رواته: ذوي ضبط، وعدالة، وعدم تدليس(٣)». ذوذ، والعل الشة الحديث إذا من هذين التعريفين نســتخلص أن العلمــاء قد وضعوا لصح

خمسة شروط هي:واة. ٢-عدالة الر ند. ١- إتصال الس

ذوذ. ٤- عدم الش واة. ٣- ضبط الر٥- عدم العلة.

ــروط ــطور القادمة بــإذن اهللا تعالي كل واحد من هذه الش وســنذكر يف السق بشــيء من االختصار واالقتصار علي ما نســتطيع أن ننتفع به يف مبحث التحق

من األخبار يف واقعنا الحالي.ند: ١-إتصال الس

الح (١/ ٧٠-٧١) ط مكتبة ابن تيمية الجامعة. (١) معرفة أنواع علم الحديث البن الصد شاكر (ص ٢٢)، النوع (٢) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث البن كثير بشرح أحمد محم

حيح، ط دار الكتب العلمية. األول: الصحيح، هبي (ت ٧٤٨) (ص ٢٤) الحديث الص ين الذ (٣) الموقظة يف علم مصطلح الحديث لشــمس الد

ط دار البشائر اإلسالمية.

التثبت من ا2خبار١٠٤

تنتقل األخبار بطبيعتها - يف الغالب منها- من فم إنســان إلي أذن آخر، ثم ن لدينا بما يعرف برجال اإلسناد من فم هذا اآلخر إلي أذن ثالث وهكذا. فيتكو

واة الذين يروون المتن وما انتهي إليهم من اإلسناد. أو سلسلة الر والمقصود باتصال الســند هو أن يكون كل راو قد ســمع هذا الحديث من اوي يقول سمعت ل المعتبرة. أي أن الر قائله مباشــرة بوسيلة من وسائل التحميه ويقول فالن هذا ســمعه من فالن وهكذا حتي هذا الحديث من فالن ويســمجال الذين ينتهــي الســند إلي قائــل الحديث. وبهذا نكــون قد عرفنا جميــع الر

تناقلوا هذا الحديث حتي وصل إلي آخر راو. ويفقد هذا الحديث شرط االتصال ويوصف باالنقطاع يف سلسلة اإلسناد اوي الثالث مثال ن هو فوقه، أي أن الر إذا وجــد راو لم يرو الحديــث حقيقة عماوي الثالث لم اوي الثاين حقيقة بل كان بينهما راو آخر ولكن الر لم يرو عن الر oي العلماء هذا الحديث منقطع يذكــره قاصــدا أو أنه ال يعلمه أصال، فهنا يســم

ند. اقطين من اإلسناد ومكانهم يف الس ة أنواع تبعo لعدد الس وله عدعيفة ويعــد العلماء هذا النوع الذي عرف انقطاع ســنده من األحاديث الضــاقط من اوي الس التــي ال يعمــل بها علــي األصل، وذكروا ســبب ذلــك أن الرابo أو فاسقo أو مبتدعo أو غير ذلك من اإلســناد وهو غير معروف قد يكون كذكون يف صدقه وقبــول خبره وأنه لم يكذب فات التي تجعل العلماء يتشــك الص

هذا الحديث علي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أو علي قائله.واة: ٢- عدالة الر

ــرط الثاني من شــروط قبول الحديث، اوي أو ناقل الخبر هو الش عدالة الروالعدالة هي صفة مالزمة للعبد تحمله علي التقوي والورع والبعد عن أسباب

١٠٥ والقضاء على الشائعات

الفســق وخوارم المروءة. فمن شــهد له بالعدالة فقد انتفــت عنه حتمo صفات قطات وارتكاب المحظورات، وتستوي مات والتزام الس الفسق وانتهاك المحرنوب وصغارها، إذا أضيف إلي األخيرة الجهر مع اإلصرار ومن يف ذلك كبائر الذنيا واآلخرة أكثر ر علي قدر صاحبها ومكانته يف الد نوب تؤث المعلوم أن كبائر الذنوب ه فإن كبار الذ ق بقبــول الخبر من رد ــا تفعل صغائرها، غير أنه فيما يتعل مموصغارها علي الوصف الي ذكرنا تســقطان عدالة المرء ســقطة واحدة ال يقبل

معها خبره.يــخ ابن عثيمين رحمه اهللا: «والعدل يف األصل هو االســتقامة، يقول الش إذا كان الطريق مستقيمo ليس فيه اعوجاج، يقال: هذا طريق عدل، أي مستقيم. ومثله العصا المستقيمة يقال لها عدلة، هذا هو األصل. لكنه عند أهل العلم هو جل يف ين والمروءة. فاستقامة الر ــخص يقتضي االســتقامة يف الد وصف يف الش oي عدالة. وعلي هذا فالفاسق ليس بعدل ألنه ليس مستقيم دينه ومروءته تســميف دينــه، فلــو رأينا رجال قاطعــo لرحمه فليس بعدل ولــو كان أصدق الناس يف نقله ألنه غير مستقيم يف دينه، وكذلك لو وجدنا شخصo ال يصلي مع الجماعة

وهو من أصدق الناس فهو ليس بعدل، فما رواه ال يقبل»(١).ــة الحديث والفقه قــال اإلمام أبو عمرو بن الصــالح: «أجمع جماهير أئمعلى أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدال ضابطo لما يرويه. وتفصيله: أن يكون مســلمo، بالغo، عاقال، ســالمo من أســباب الفســق وخوارم المروءة ث من ث من حفظه، ضابطــo لكتابه إن حد ــل، حافظo إن حد ظــo غير مغف متيق

كتابه»(٢).(١) شرح المنظومة البيقونية يف مصطلح الحديث البن عثيمين (ص ٢٢) ط دار العقيدة.

الح (١/ ٥٥٩) النوع الثالث والعشــرون: مة ابن الص (٢) معرفــة أنــواع علوم الحديث المعــروف بمقد

التثبت من ا2خبار١٠٦

وال يكفي البراءة من الفســق ومظاهــر العصيان والفجور فقط لكي يحكم اوي بتمام العدالة وكمالها بل يجب عليه أيضo أن يكون ســالمo من خوارم للرالمروءة غير متلبس بإحداها. والمروءة هي صفة ترتفع بقدر المرء وتظهر حسن د دينه وتصقلــه وقد قيل يف تعريفها الكثير وحاصل ذلك أنها خلقــه ونبله وتجوصفــة تحمل صاحبها علي رعاية العرف وعدم مخالفته. وقيل هي صفة تحمل مراعاتها علي محاســن األخالق وجميل العادات. وقــال ابن منظور: المروءة ة والحرفة. وســئل هي كمــال الرجولية. وقيل لألحنف: ما المروءة؟قال: العفــر أمرا وأنت تســتحيي أن تفعله جهرا(١). آخــر فقــال: المروءة أال تفعل في السوقــال صاحب تاج العروس في المــروءة: وقيل صيانة النفس عن األدناس وما

يشين عند الناس والسمت الحسن وحفظ اللسان وتجنب المجون(٢). وضوابــط المــروءة وعالماتها تختلف من زمان إلــي زمان ومن مكان إلي آخر. فما يعد خارمo للمروءة عند قوم ال يعد خارمo لها عند آخرين، وما كان يف زمان مضي من أضدادها فقد يكون موافقo لها مســتقبال. ومثال ذلك أن األكل رقــات كان يعد من خوارم المروءة قديمo يف ديار المســلمين، ــرب يف الط والش

ولكنه اآلن أمر منتشر وغير مستنكر وهكذا.واة: ٣- ضبط الر

اوي كسابقيها رها وإثباتها يف الر روط المطلوب تواجدها وتوف وهو من الشبط هو اإلحكام واإلتقان، وهو أن يؤدي اوي أو ناقل الخبر. والض هو ضبط الر

معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد روايته ط مكتبة ابن تيمية الجامعة .(١) لسان العرب البن منظور (١/ ١٥٤- ١٥٥) [مادة / م ر ء]، ط دار صادر.

ة / م ر ء]، ط بيدي (١/ ٤٢٧) [مــاد بي الفيــض مرتضي الز (٢) تــاج العــروس مــن جواهر القاموس ألمطبعة الهداية ومطبعة حكومة الكويت.

١٠٧ والقضاء على الشائعات

نه كما سمعه بدون زيادة وال نقصان وال اوي ما ســمعه من شــيخه أو من ملق الرة الحفظ وســرعة بط إنما يكون علي قو تحريف أو تغيير يف المعني. ومدار الضي اوي حال االستماع والتلق البديهة واالهتمام واالكتراث لما يقال ونشــاط الراوي ألن يكون ضابطo ومتقنا ها عوامل تؤدي بالر واية واإللقــاء، فكل وحال الر

لما يقول ويروي.ال وأداء. ي يحفظ ما روى تحم يخ ابن عثيمين رحمه اهللا: «هو الذ يقول الشــيخ للحديث، فال تكاد تخرج كلمة مثل: أن يكون نبيهo يقظo عند تحديث الش

ل. يخ إال وقد ضبطها وحفظها وهذا هو التحم من فم الشث بما سمعه ا األداء: فأن يكون قليل النسيان، بحيث أنه إذا أراد أن يحد أمبــط في الحاليــن في حال اه كمــا ســمعه تمامo، فالبــد من الض ــيخ، أد مــن الش

ل، وحال األداء. التحمل، أو أن يكون بط هو: أن يكون اإلنســان لديه غفلة عنــد التحم وضــد الض

كثير النسيان عند األداء»(١).بط إلي قسمين هما ضبط صدر وضبط كتاب وذلك م العلماء الض وقد قسأس أو محفوظo مكتوبo، غير أن هذا التقســيم تبعــo لنــوع الحفظ إن كان يف الرق من األخبار ألن غالب األخبار المنقولة تكون لن ينفعنا كثيرا يف مبحث التحقنه ليحفظه لديه بل يقوله ما نجد أحدا سمع خبرا أو قرأه فدو شفاهة باللسان وقلمباشــرة أو ينقله كما وجده مكتوبo ال ســيما بعد انتشــار أجهزة الحاسب اآللي

ها. ل نقل األخبار كتابة بدون مجهود حفظ لنص ا سه ممذوذ: ٤- عدم الش

(١) شرح المنظومة البيقونية يف مصطلح الحديث البن عثيمين (ص ٢٤، ٢٥) ط دار العقيدة.

التثبت من ا2خبار١٠٨

ــروط المــراد انتفاءها عن ل الش حيح وأو وهــو رابع شــروط الحديث الصذوذ هو الخروج عن المألوف ومخالفة المعهود. وقد الحديث ليتم قبوله. والشة لعل مــن أوضحها قولهم: هو ومخالفة فــه علماء المصطلح بتعريفات عد عرالثقــة لمن هو أوثق منه. ومعني ذلك أن يروي رجل صادق موثوق فيه خبرا أو حديثo يخالف رواية من هو أكثر ثقة منه وضبطo. فيكون عندنا خبران وكالهما ي رواية ان ال يجتمعان، فتسم نهما متضاد دق والثقة ولك عن رواة يتسمون بالص

ة. األقل ثقة رواية شاذــاذ من الحديث مــن أصعب وأكثر المباحــث وعورة يف علم ومبحث الشاظ الذين م فيه غير العلماء المتقنين والجهابذة الحف مصطلح الحديث وال يتكل

أفنوا عمرهم يف دراسة علم الحديث.ة: ٥- عدم العل

ــرط الخامس واألخير من شــروط قبول الحديث والثاني المراد انتفاء وهو الشة هي ســبب غامض يقدح ــقم، وقال العلماء أن العل ة هي المرض والس وصفه. والعلــة الحديث مع أن الظاهر ســالمته منها. لذا فهو ســبب خفــي ال يظهر لجميع يف صحالباحيثــن والناقدين وال يعرفه كثير من العلماء، إنما يطلــع عليه الجهابذة منهم وهم ن اختلط الحديث بلحمهم وعظمهم مان بأمثالهم مم ما يجود الز أفراد من العلماء قل

وأفنوا أعمارهم يف مدارسة الحديث ومطالعة علله.رب من شــروط الحديث كثيرا ألنــه يخضع لنظرة ض لهذا الض ولــن نتعرة الناقــد وقدرتــه علــي التحليل وقــد ال يتفق اثنان علي شــروط وضوابــط العلق أمر تحقيق ة عندمــا يتعل بــع يف زماننا هذا خاص وكيفيــة اعتبارها، وأعني بالطاألخبار بالعوام، ولكن ســنكتفي يف حينها بذكر بعض العوامل التي من شــأنها

١٠٩ والقضاء على الشائعات

ح عدم مصداقية الخبر. أن ترجثنــا يف هــذا البــاب عــن ماهية الخبــر ومعنــاه ومفرداته وأقســامه عند تحدثنــا عن علم مصطلح دق، ثم تحد غوييــن ومن حيث اتصافــه بالكذب والص اللحيح ضنا ســريعo إلي شروط قبول الحديث الص الحديث وفائدته بإيجاز وتعروابط يف ــروط والض الــذي يحتج بــه تمهيدا لمعرفــة كيفية االســتفادة بهذه الشتحقيقنا لألخبار التي يتناقلها الناس وتتناقلها وكاالت األنباء ومواقع التواصل ل إلي منهج عملي للقضاء علي انتشــار االجتماعي، ومن ثم نســتطيع أن نتوص

ائعات يف مجتمعنا واهللا المستعان. الش

* * *

التثبت من ا2خبار١١٠

ــائعـات بــاب في الشة.. ة.. وتصاب باألزمات وتلقي منها شــد تعتــري األمم من األمــراض عدعف والهزال.. تتداعي فيها المقاومة وتنأي عن النزال.. وتمر بمراحل من الضة يف ضعفها.. فتزيد من سقوطها وتفت يف عضدها.. وتجتمع القواصم علي األمــماء.. ــوء بغيث من الس ة إال إذا قام لها العلماء.. فأبدلوا مطر الس وال تبــرأ األمفوا المة ووص فوا طريق الس اء.. فعر بوا عن أماكن الخلل وكشفوا موطن الد ونق

واء.. لها الدة المريضة عالمات.. وعلي سقمها دالالت.. تعرف بها حقيقة هذا وإن لألمالحال.. ويغني ظهورها عن المقال.. فيدرك الخلل كل عاقل.. ويري المرض ائعات واألخبار المغلوطة.. كل بصير.. وإن من مظاهر ســقم األمم انتشار الشوتداول الناس لها بال حذر وال حيطة.. فتســري يف المجتمع ســريانا.. وتجري بيــن الخالئــق جريانــا.. فال هــي أغنت وال خلفت ســمينo بل تركــت الحكيم حيرانــا.. فالكاذب من األخبار إنما هو بالء ينــزل علي األمم.. باب يدخل منه

فح وتترك لغيرها القمم.. ة إلي الس الجهل وترتد عنه الهمم.. تهوي باألمائعات عيشo هنيئo.. وال طعمت من ثمار الحكمة ة يف ظل الش وما عاشت أمــائعات والحضــارة ثمرا مريئo.. وال هي خطت خطوة لألمام.. مع ما تلقيه الشــة وحاضرها قد رماها شــر رام.. يف صدرهــا مــن ســهام.. تغتال مســتقبل األمرها م األمم وتحض ــائعات بذور الفتن.. جالبات المحن.. وإنما يقاس تقد فالشة ســري الكذب يف ســبلها فال ــائعات فيها.. فــال خير يف أم بمقــدار انتشــار الشاب منشيها.. وناقلها ــائعات ثمرة والكذ قها وال هي تنتقيها.. فالش األخبار تحق

١١١ والقضاء على الشائعات

ابة ال عقل فيها.. م لها جاهــل كالد ذو بضاعــة عفنة والنجس ماليها.. والمســلة محتضرة والموت راميها.. فتغدو األم

ــر فينا ويف تهــا وكيف تؤث ــائعات ومــا تعني وكيف تكتســب قو مــا هي الشتنــا وكيف تنتشــر بيننا... هذا ما ســنتناوله يف هذا البابإن شــاء اهللا تعالي واهللا أم

المستعان.ائعات ومعناها: فصل في الش

ــائعات جمع مؤنث ســالم ومفردها شــائعة، ومصدرها من شيع يشيع الش oوشيوع oوشــيعان oوشياع oيقول ابن منظور: وشــاع الشــيب شــيع .oشــيوعه م وتشيع يب والمصدر ما تقد ق، وشــاع فيه الش وشــيعوعة ومشيعo: ظهر وتفركالهما استطار، وشاع الخبر في الناس يشيع شيعo وشيعانo ومشاعo وشيعوعة يء: أطاره فهو شــائع: انتشــر وافترق وذاع وظهر، وأشاعه هو وأشــاع ذكر الشـاس معناه: قــد اتصل بكل وأظهــره، وقولهــم هذا خبر شــائع وقد شــاع في النـاعة: أحد فاســتوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض، والشما رجل أشاع على رجل عورة ليشينه بها» األخبار المنتشــرة وفي الحديث: «أيقته أي أظهــر عليــه ما يعيبه، وأشــعت المال بين القوم والقدر فــي الحي: إذا فر

ر وشعت به: إذا أذعت به(١). فيهم. وأشعت الســيء الذي انتشــر إذا فالمعني اللغوي لكلمة شــائع ومؤنثها شــائعة هو الش

ق وذاع واشــتهر. ومــن ذلك قول اهللا تعالــي: ﴿ ~ ے ¡ ¢ £ وتفــر ° ¯® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ق بني إســرائل يف األرض ± ² ³﴾ [القصــص:٤]، أي أن فرعون قد فر

ة / ش ي ع ]، ط دار صادر. (١) لسان العرب البن منظور (٨/ ١٩١) [ماد

التثبت من ا2خبار١١٢

قة ومتناثرة ثم إنه قد تخير طائفة منهم أو أكثر وجعلهم جماعات وطوائف متفر Æ Å ﴿ :۵ قول اهللا oل بهم ويعمل فيهم التعذيب والتشــريد. وأيض لينــك Ö Õ ÔÓ Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Çد الذين يحبون أن تشــيع الفاحشة يف × Ù Ø ﴾ [النور:١٩]، فاهللا ۵ توع

الذين آمنوا أي تنتشر فيهم وفيما بينهم.ــائعة خبر غير ثابــت يتناقله الناس يقــول جبران مســعود في معجمه: «الشــائعة خبر في ظرف من الظروف»(١). ويقول األســتاذ عبد الغني أبو العزم: «الشــائعة يف تعريف آخر ة ذائــع بين الناس»(٢). وقيل أن الش ح ال أســاس له من الصائعة: الخبر ينتشر وال تثبت مشابه: «اإلشــاعة: الخبر ينتشر غير متثبت منه، الشد ينتشر بين فيه»(٣). وأيضo: «إشاعة هي خبر مكذوب غير موثوق فيه وغير مؤك

الناس»(٤).ا أن تكون ائعات إذا ومفردها شائعة هي األخبار التي تنتشر وتذيع وإم فالشيها، وهــذا التعريف للفظ غيــر ثابتة يف نفســها أو لم يتثبــت منها ناقلهــا أو متلقــائعات إنما هو بحسب المعني العرفي للكلمة ال للمعني االصطالحي كما الشنة ذكر البعض، ذلك أن مصدر شيع علي اختالف مصادره لم يرد يف الكتاب والســائعة يف االصطالح ق وانتشــر فيكون بذلك معني الش إال بمعنــي اشــتهر أو تفرــا إضافة الكذب ق. أم يوع واالنتشــار والتفر غة وهو الذ موافقــo لمعناهــا يف اللريعة والغلط وعدم التثبت لمعني الكلمة إنما هو يف العرف، وقد اعتبر علماء الش

ين]، ط دار العلم للماليين. ائد لجبران مسعود (ص ٤٥٩) [حرف الش (١) معجم الرين: شائعة]. (٢) معجم الغني لعبد الغني أبو العزم [حرف الش

عوة. ة / ش ا ع]، ط دار الد (٣) المعجم الوسيط (ص ٥٠٣) [مادة / ش ي ع]، حمــد مختار عمــر (٢/ ١٢٥٧) (٢٩٤٣) [مــاد غــة العربيــة المعاصــرة أل (٤) معجــم الل

ط عالم الكتب.

١١٣ والقضاء على الشائعات

وه لما استقر عند الناس من ثبوت معناه واشتهاره ولكن هذا هذا التعريف وأقرال يعني أنه تعريف اصطالحي شرعي أصيل ولكنه تعريف اصطالحي مجازي

ثبت باإلقرار ال باألصل واهللا أعلم.ــائعات بما لها من ــائعة والتي توســم بصفة الش وقد نظرت يف األخبار الش

صيت خبيث فوجدت أنها تنقسم إلي ثالثة أقسام:ائعات التي ال أصل لها: ١- الش

ة مطلقo وترتكز ح وهي األخبار المنتشرة التي ال يكون لها نصيب من الصعلي كذب محض وال أصل لها علي أرض الواقع، وهي أخبار مختلقة ومكذوبة ومفتــراة. وهــذا النوع من األخبار ال يصدر يف العــادة إال لغاية معلومة وغرض مقصــود ويراد منها تحقيق هدف بعينه، فكما نقول اليوم أن هذه األخبار تكون

د. مكذوبة مع سبق اإلصرار والترصة والكذب: ح ائعات المختلطة بين الص ٢- الش

وهي األخبار التي تنتشر وتذيع بين الناس ولها أصل تبني عليه وتستند إليه وتعتمــد عليــه إذا ما واجهت هذه األخبار تكذيبo أو تشــكيكo، ولكن ال يكون الخبر بجملته صادقo، فقد أدخل عليه ما ليس من أصله، وهذا األصل وإن كان ــدق إال أنه يضفي مصداقية علــي الخبر ويجعل غير ال يمنــح الخبر مطلق الصقونه ويضعونه بمثابة المتثبت وغير المكترث ومن ليس لديهم وعي كاف يصد

دق. األخبار الغالبة الصــائعات ينقســم بدوره تبعo لطريقة اختالط أصل الخبر وهذا النوع من الش

ته والغرض من خلطه إلي قسمين: بالمكذوب من تتمــائعات المختلطة المقصودة: وهــو أن يعمد فرد أو جهة ما إلي معلومة الش

التثبت من ا2خبار١١٤

أو خبــر ابتدائــي فيضيفون إليه ما ليس منــه بغرض التعمية علــي الناس أو غير ذلــك من األهداف واألغراض التــي ال تدرك إال بإعادة صياغــة الخبر ليخرج يادة عــن حــدود أصله الثابت إلي معني آخر أوســع أو أضيق بحســب عمل الز

الكاذبة فيه.نف من األخبار تميز بها اثنان من أخبث خلق اهللا قاطبة، صنفان وهذا الصل فهــم جنس يهــود، يقول اهللا ۵ نــف األو ــا الص ملعونــان يف قــدر اهللا ۵، أم ﴾i h g f e d c b ﴿ :فــي محكــم التنزيــل[البقرة:٤٢]، والمعني يف اآلية الكريمة من المعاني المحكمات يف القرآن الكريم، م فه باأللف والال فنهي اهللا جل يف عاله بني إســرائيل مــن أن يخلطوا الحق وعراالستغراقية وكذلك الباطل ليشمل ذلك كل أنواع الحق وجميع أنواع الباطل. ق دونه من تلبيس الح ا كانوا يتعم يقــول ابن كثير: «يقول تعالى ناهيo لليهود عمبالباطــل، وتمويهــه بــه وكتمانهم الحــق وإظهارهــم الباطل. وقــال – أي ابن اك، عن ابــن عباس ﴿ e d c b﴾ ال ح كثير-: ولهــذا قال الضدون دق بالكذب»(١). فذكــر أن اليهود كانوا يتعم تخلطوا الحــق بالباطل والصنف الثاني هم خلــط الحــق بالباطل وهم يعلمون أي الحق وأي الباطــل. والص

n m ﴿ :۵ ارهم وفيهم يقــول اهللا يــن هم مــردة الجــن وكف ــياطين الذ الش |{ z y x w v u t s r q p oــياطين قبــل بعثــة :٨-٩]، وكانــت الش { ~ ے ¡ ¢ £ ¤﴾ [الجــني اهللا أمرا وحملته ــماء األولي حتي إذا قض النبي ملسو هيلع هللا ىلص تأخذ لها مقاعد تحت الســياطين وخلطته بأخبار كاذبة ولقنته ته تلك الش المالئكة ليجعلوه قيد التنفيذ تلقي: ــد الكهنــة ليجيبــوا بها أهل الجهل والجاهلية. يقول ابن كثير: «كما قال الس

(١) تفسير القرآن العظيم البن كثير [البقرة: ٤٢] (٨٤/١) ط دار الفكر.

١١٥ والقضاء على الشائعات

ــماء تحرس إال أن يكون في األرض نبــي أو دين هللا ظاهر، فكانت لــم تكن السنيا، يســتمعون ما ــماء الد د ملسو هيلع هللا ىلص قد اتخذت المقاعد في الس ــياطين قبل محم الش

ماء من أمر»(١). يحدث في الس وقــد وردت أحاديــث تخبرنا بذلك منها قول عائشــة ڤ: «ســأل ناس ان، فقال لهم رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: ليســوا بشيء. فقالوا: يا رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص عن الكهo، قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: تلك ــيء يكون حق ثون أحيانا الش رســول اهللا فإنهم يحدجاجة فيخلطون فيها ها في أذن وليه قر الد الكلمة من الجن يخطفها الجني فيقر

أكثر من مائة كذبة»(٢).ي ســألهم فيه رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص عن ويف حديــث عبــد اهللا ابن عباس ڤ الذالم: الة والس ماء ما يقولون فيه وفيه يقول النبي عليه الص النجم إذا هوي في الس«ولكــن ربنا تبــارك وتعالى اســمه إذا قضى أمرا ســبح حملة العرش ثم ســبح نيا ثم قال ــماء الد يــن يلونهم حتى يبلغ التســبيح أهل هذه الس ــماء الذ أهل السين يلون حملة العــرش لحملة العرش ماذا قال ربكم؟فيخبرونهم ماذا قال، الذنيا ماء الد ماوات بعضo حتى يبلغ الخبر هذه الس قال: فيســتخبر بعض أهل السمع فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون به فما جاءوا به على وجهه فتخطف الجن السفهو حق ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون»(٣). أي أنهم ال ينقلون الحق علي وجهه

بل يأتون به وينقصون منه أو يزيدون فيه كذبo من عند أنفسهم.ائعات المختلطة غير المقصودة: وهي األخبار التي انتشرت بين الناس الش

: ٨-٩] (٤/ ٤٣٠) ط دار الفكر. (١) تفسير القرآن العظيم البن كثير [الجنفظ له، - باب الكهانة. ومسلم ١٢٣ (٢٢٢٨) والل حيح (٥٧٦٢) كتاب الطب (٢) رواه البخاري في الص

ان، ط دار إحياء الكتب العربية. الم- باب تحريم الكهانة وإتيان الكه كتاب السان، من ــالم- باب تحريــم الكهانة وإتيــان الكه حيح١٢٤ (٢٢٢٩) كتاب الس (٣) رواه مســلم فــي الص

حديث ابن عباس ڤ ط دار إحياء الكتب العربية.

التثبت من ا2خبار١١٦

ائدة عن ولهــا أصل صحيح ولكــن اختلطت بها بعض المعلومــات الكاذبة الزيادة هــو إرادة الكذب ابتداء أو األصــل أو المخالفــة له، ولكن لم يكن وجه الزاختــالق األمر أو إيهام الناس بمعني غيــر صحيح، أو صرف أذهانهم إلي وجه

مراد بقرينة تدخل علي أصل الخبر تنقله من أصل معناه إلي آخر.نــف مــن األخبار يحصــل نتيجة عــدم ضبط األلفــاظ عند نقل وهــذا الصواة أو الناقلين يروي الخبر بأسلوبه هو واآلخر يزيد فيه كلمة ل الر األخبار، فأوران يف رة يف المعنــي والثالث يضيف كلمتين قــد تؤث واحــدة قد تكون غيــر مؤثالمعنــي ثم يأتي رابع ليدخــل رأيه يف الخبر بال توضيح فيدل ظاهر الكالم علي أن رأيه هذا من أصل الخبر وليس زائدا عنه وهكذا. فنجد يف آخر األمر أن عدم يان إلي تغيير الخبر بشــكل جزئي قة يف نقل الخبر وعدم ضبط ألفاظه قد يؤد الدفيبقي علي جزء من الحقيقة فيه أو بشكل كلي فال يبقي منه أصل علي اإلطالق

.oه اختالق بل استحال كلائعات التي ال يعرف صدقها من كذبها: ٣- الش

ق منها أو التثبت فيها، فال يعرف إن كان لها وهي األخبار التي لم يتم التحقنف أصــل قــد بنيت عليه أم ال وهل زاد أحد علي أصلها شــيئo أم ال. وهذا الصــه صادقo ال كذب ــدق المطلق أي أن يكون الخبر كل مــن األخبــار يحتمل الصه كاذبo مختلقo ال صدق فيه، كما يحتمل الكذب المطلق أي أن يكون الخبر كلة ح دق النســبي وهي األخبار التي لها من الص فيه وال وجه له، كما يحتمل الصدق دائمــo ما يكون يف أصــل الخبر والكذب نصيــب وكذا من الكــذب، والص

يكون فيما أضيف إليه الحقا. إذا ال تكفي صفة الكذب يف الخبر لكي يعتبر شــائعة، إذ البد من ضابطين

١١٧ والقضاء على الشائعات

ق بين يوع واالنتشــار والتفر ل هو الذ ابط األو ــائعة وحصرها. الض لتعريف الشالناس، فلو أنك أخبرت واحدا خبرا صحيحo كان أم كاذبo ثم وقف هذا الخبر يوع واالنتشــار، وهذا عند هذا الحد فال يعتبر حينئذ شــائعة ألنه فقد شــرط الذائع. رط مأخوذ من المعني اللغوي لمعني شائعة وهو المشهور المنتشر الذ الشا أن يكــون الخبر مكذوبo وقد علم ابط الثاني العتبار الخبر شــائعة فإم ا الض أمفة مأخوذة ا أن يكون غير مثبت أي لــم يتثبث منه أحد، وهذه الص ذلــك منه وإممن المعني العرفي لكلمة شائعة أي معناها المشتهر بين الناس وإن كانت تعني ا غير المثبت فليســت يف ثقافة ة الناس الخبر المنتشــر المكــذوب، أم عنــد عام

ة لعدم اطالعهم علي مباديء تحقيق األخبار وأصولها. الكثير من العامفناها بضابطيها ينطبق عليها وصف رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص يف ــائعات كما عر والشؤيا التي رآها رســول الحديــث الطويل الذي رواه ســمرة بن جندب ڤ يف الرث بالكذبة فتحمل عنه اب يحد ذي رأيته يشــق شــدقه فكذ ا ال اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وفيه: «أمجل كذب في حتــى تبلغ اآلفــاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة»(١)، فهذا الرقولــه أي أخبــر كذبo وحملت كذبتــه في أرجاء األرض أي ذاعت وانتشــرت.

رح والتحليل إن شاء اهللا تعالي. ض للحديث في مكانه بالش وسنتعرائعات: فصل في كيفية انتشار الش

ائعات كما هو مأخوذ من إسمها - وكل ابق أن الش كما ذكرنا يف الفصل السيوع واالنتشار بين الناس ولو أنها فقدت شــيء له من إسمه نصيب- تتسم بالش

ي بهذا اإلسم ابتداء. هذا شرطo لم تكن لتسمة لذلك، بور إذا ــائعات ال تنمو إال يف بيئة مريضــة وأرض خصبة معد والش

حيح (١٣٨٦)، كتاب الجنائز. (١) رواه البخاري في الص

التثبت من ا2خبار١١٨

ــائعات وســائل تنتقل بها وعوامل دق. وللش ما اســتجديناها لتنبت الحق والصتساعد علي انتشــارها وتؤدي إلي اتساع رقعة اشتهارها. وهذان المبحثان هما

أهم ما سنتناوله يف هذا الفصل إن شاء اهللا تعالي.ائعات: مراحل انتشار الش

ــائعات تســري ســريعo وتتغلغل يف المجتمع بســرعة وليــس معني أن الشة البد منها هائلة وعلي نطاق واســع - وهذه طبيعتها- أنهــا ال تمر بمراحل عدج يف أربع تها. فكل خبر أذيع وخرج إلي الوجود البد وأن يتدر وإن قصرت مد

مراحل حتي يصل إلي كونه شائعة تقليدية، هذي المراحل هي:١- مرحلة اإلبالغ واإلعالم:

ــائعة، وهذه المرحلة هي منبع الخبر وهي أولي المراحل التي تمر بها الشومصــدره. وكما ذكرنا من قبل أن ليس كل خبر يذاع يقصد به أن يكون شــائعة ل يف إحدي مراحله إلي شائعة. ويف هذه المرحلة يمكن بعد ذلك ولكنه قد يتحوية تبعo للغرض القائم ية أو أن يكون كاذبo بالكل للخبر أن يكون صحيحo بالكل

دق والكذب. خلف إذاعته. كما أنه يمكن أن يكون خبرا مختلطo بين الصل شــخص عنده علــم بالخبر إلقاء إلي الذي ومرحلة اإلبالغ تكون من أويليــه. ومن الممكن أن يكون المخاطب يف هذه المرحلة فردا واحدا أو جماعة يزيد عددها وينقص بحسب الوسيلة المستخدمة يف اإلبالغ، حتي أن المخاطب ة عوامل قد يكون المجتمع بأكمله. وترجع تلك الخطوات يف تحديدها إلي عدمنها الغرض من إذاعة الخبر والبيئة المخاطبة ووســيلة اإلبالغ واســتراتجيات

ق بطبيعة الخبر تختلف كثيرا باختالف الحال. دة تتعل أخري متعد٢- مرحلة التلقي والتحصيل:

ة هــي ثاني مراحــل الخبر مــرورا إلي كونه شــائعة، وهــذه المرحلة خاص

١١٩ والقضاء على الشائعات

ــي والمخاطب، وعليها عامل كبير يف اإلبقاء علي طبيعة الخبر كما هي، بالمتلقته وتغييــر وجهته إلي وجهة أخري غير التــي قيل من أجلها. وقد أو تحويــل دفا ســماعo بلقية مع القدرة علي إدراك قرائن ة إم ي اإلنســان الخبر بطرق عد يتلقالحال أو سماعo بال لقية واإللمام بالقرائن يكون أضعف من سابقه أو قراءة.

ل إلمكان تمييز قرائن الحال ل والثالث أوثق الثالثة، فــاألو والطريــق األواوي أو نبرة صوت تعين علي المصاحبة إللقاء الخبر من تعبيرات علي وجه الرته من ا الثالث فيســتجلب قو تمييــز تثبتــه من الخبر وصدقه فيــه أم غير ذلك. أمجوع إليه عند الحاجــة واإلتيان بتمامه كونــه مقــروءا محفوظ النص يمكــن الر

ه كما أخبر. ونصنوسي مكاتبة معلقo علي كتور أنور الس ــيخ األســتاذ الد ثني فضيلة الش حدذلــك بقوله: أحيانــo يقرأ القاريء فيفهم خطأ، فينشــر ما فهــم، لذلك البد من القراءة علي شــيخ ال سيما صاحب النص نفسه. انتهي. والكالم له توجيه جيد معتبــر فقــراءة الخبر من نــص وإن كان منضبطo صالحــo ال تكفي بل البد وأن يات الخبر وجزئياته، وذلك أن غالب األخبار ال يصاحبها فهم جيد وإدراك لكلماع، بل يتم نقل معني يها عن طريق القراءة أو الس ها سواء كان تلق يتم نقلها بنصــماع المباشــر من مصدر الخبر أوثق من قرائته الخبر وما فهم منه، لذا كان الس

وأتقن وأضبط.ياغة وإعادة الترتيب: ٣- مرحلة الص

ل الخبر إلي شــائعة وأخطرها علي اإلطالق، ففي وهي ثالث مراحل تحوــائعات وتنمو وتكون والدتها الحقيقية. فكم من ن أكثر الش هــذه المرحلة تتكورا لهــا - عند قائلها- أن ــائعات ولم يكن مقد أخبار لم يكن لها أن توســم بالش

التثبت من ا2خبار١٢٠

ل مجراها تمامo يف هذه ن تحو رب الخبيث من األخبار ولك تكــون من هذا الضالمرحلة الحرجة.

ل ومن يليه ي األو ائعات المتلق ل هذه المرحلة من مراحل والدة الش ويتحماوي ل متلق له لقــرب عهده بالر ين، وقد ال يتــم تحريف الخبر عند أو مــن متلقما تنوقل الخبر ياغة والترتيب كل ل، وإنما تزيد نســبة التحريف وإعادة الص األومن أناس إلي آخرين. فيزداد الخبر تشــويهo وخروجo عن أصله وســياقه الذي

ل أمره. خرج فيه أوة منها طريقته يف ي إلــي عوامل عد وترجــع إعادة صياغة الخبر لدي المتلقي قد ي الخبر وفهمه ابتداء ومســتوياته الثقافية والتعليمية وإذا ما كان المتلق تلقر منه لخلق ســمع خبرا آخر لــه عالقة تربط بين الخبرين فيدمــج بينهما يف تصوصورة أشمل ورؤية أوضح، وقد يدرج يف الخبر رأيه الخاص وترجيحه ويسوق ي إلي آخر بــدوره فيصنع ذلــك علي أنه مــن أصل الخبر. ثم ينقــل ذلك المتلقمثلمــا صنع وهكذا حتي يخرج الخبر عن أصلــه ويدخل رويدا رويدا يف نطاق

ائعات. الشيوع: ٤- مرحلة النشر والذ

ين ــائعات وتعتمد علي اتســاع رقعة المتلق وهــذه أخــر مراحل تكوين الشاوي ر الر ما تأخ واة وكل رون من الر والناقلين، وأبطــال هذه المرحلة هم المتأخاتسعت رقعة االنتشار وذاع الخبر أكثر فأكثر وقل التثبت من الخبر وغلب بعده رة والتي تمثل عن أصل روايته، كما أنه من المعتاد يف مثل هذه المرحلة المتأخــائعات أن نجد أكثر من روايــة لنفس الخبر، وذلك مرحلة النضج بالنســبة للشات ويف مراحل مختلفة بين ثقافــات متباينة وأمزجة ة مــر أنــه قد تم صياغته عدة أوجه وقد تكــون جميعها علي غير متضاربــة حتي يصبــح للخبر الواحد عــد

١٢١ والقضاء على الشائعات

حقيقة الخبر التي خرج بها يف باديء األمر.ل إلي شــائعة وتســري وباكتمال هذه المراحل األربع يكون الخبر قد تحو

هذه المراحل علي أي شائعة سواء كان أصلها حقيقيo أو كان غير ذلك.يــن لمثل هذه ف علي أصنــاف الناس من المتلق كذلــك ينبغي لنــا أن نتعرة، فإن رد الفعل تلقاء سماع األخبار يتفاوت من ــائعات واألخبار بصفة عام الشكاء والثقافة ة منها مســتوي الــذ شــخص إلــي آخر تفاوتo كبيرا تبعo لعوامل عدة بطبيعة الخبر ات الخاص ة وقدر اإللمــام باألحداث الجارية والمســتجد العامومســتوي التعليــم والمســتوي اإلجتماعــي والوظيفــي والقــرب أو البعد عن مالبســات الخبر وتمتعه بطريقــة التفكير المنطقي من عدمهــا، هذا إلي جانب اتية وغير ذلك من العوامل التي مرجعيته التي تبني عليها جل حياته وقناعاته الذ

ي الخبر وكيفية التعامل معه. ر مباشرة علي تلق تؤث وعندما ننظر يف المجتمع الذي نعيش فيه ســنجد الكثير من كل صنف من د قيمة المجتمع األصناف التي سنســتعرضها اآلن بــإذن اهللا تعالي، ولكن تتحدة بتفاوت نســبة تواجد هذه أي العــام وقدر الوعي الذي تتمتع به األم وقيمــة الرمــا زادت العقول النيرة التي تتميز بتحليل منطقي لألحداث األصناف فيه، فكلــعب وكلما ة مقبولة زاد الوعي بين أفراد الش واألخبــار بمرجعية واضحة ســويفة بقة المثق ة، وعلي النقيض إذا ما تضاءلت أعداد هذه الط أي العام قو ازداد الــرة تثقيفo بناء فســينعكس هذا األمر علي مســتوي الوعي العام الذي تعيشــه األممها. ر كثيرا علي قراراتها يف مختلف المجاالت وعلي مسيرة تقد وبالتالي فيؤث

ائعات: أنواع تلقي األخبار والش

ي يهم لألخبــار إلي أربعــة أصناف تبعo لنــوع التلق ـاس يف تلق وينقســم النـوهي:

التثبت من ا2خبار١٢٢

١- التلقي النقدي:ــائعة ي من كان لديه معرفة بموضوع الش ـي هذا النوع مــن أنواع التلق ويتبنـد حكمه وتســاعده علي تحليل وعنده من المعلومات والمعطيات كفاية لتســديها حقائــق ووقائع. وهذا الخبــر تحليــال منطقيo مبنيo علي أســس وقواعد تقونــف غالبo ما يتميز بــذكاء يف التفكير وترتيب يف اســتعراض جوانب الخبر الص

يته. يته وإنزاله منزلته بال مبالغة وال انتقاص من أهم وإعطائه أهم٢- التلقي العاطفي:

ي كثــرة وقد يأتــون يف المكانة نف من أصنــاف التلق وأصحــاب هــذا الصالثانية من حيث نســبتهم يف مجتمع كالمجتمع المصري مثال، غير أن أعداد من ي تزداد يف بعض األوقات التي تســاعد فيها بعض يتبني مثل هذا النوع من التلقة والتي تجعلهم علي اســتعداد ام الظروف واألحداث علي تشــكيل نفســية العته د أنه قد وافــق عندهم رغبــة حتي ولو كان الخبــر برم لقبــول أي خبــر لمجــرمكذوبــo أو حتي غيــر مقبول عقال. وعلــي النقيض فإنهم قــد يقطعون بكذب د أنهم قد وجدوا يف أنفســهم رغبة شديدة يف عدم خبر واســتحالة حدوثه لمجر

ة قاطعة يف كلتا الحالتين. تصديق الخبر بغير ما أدلة والتي تقوم علي بب وراء ذلك هو تركيبة المجتمع النفسية بصفة عام والسة التي تربي عليها أبناء هذا المجتمع أســس عاطفية ترجع إلي األساليب التربوية الثقافة وضعف ي إلي قل جيال بعد جيل. وأيضo يعزي هذا األســلوب يف التلقي القــدرة علي التفكير المنطقي المرتب والمســبب، كما تزيد مــن حجم التلقال يف التأثير العاطفــي الظــروف التي قد تمر بهــا البالد والتي لها دور كبيــر وفعة وميلهم الفطري لتصديق ما يحبون وتكذيب ما ينفرون منه. علي نفسية العام

١٢٣ والقضاء على الشائعات

٣- التلقي المحايد:ي عند األشــخاص الذين ليــس لديهم قدرة نف من التلق ويكــون هذا الصكبيرة علي النقد والتحليل من أجل استخراج الحقيقة من بين حروف الخبر، كما ائعات ــخص العاطفي الذي يروح ويجيء مع األخبار والش أنه أيضo ليس بالشة يمتلكها بين يديه. ل تصديقــo وتكذيبo تبعo لهواه وما يمليه عليه قلبه بــدون أدــائعات وهو من أقل ــف كثيرا عند الش فمثــل هذا النوع من األشــخاص ال يتوقاألصنــاف نقــال لها، وإذا قــام بنقلها غالبo ما يكون أســلوب نقلــه غير مكترث ــائعة غالبo بأســلوب التمريــض ال التصريح، وغيــر دقيــق ويملي الخبر أو الش

ض إن شاء اهللا تعالي لألسلوبين والفرق بينهما يف الباب القادم. وسنتعر٤- التلقي األعمي:

ــابقة وهــذا النوع قمت بإضافتــه وتعريفه باإلضافة إلي األنواع الثالثة السمها علماء االجتماع والباحثين فيه لما رأيت فيه من فروق قد فها وقس والتي عرة. ي العاطفي ولكنهــا في ذات الوقت فروق جوهرية هام تكــون دقيقة عن التلقي علي اإلطالق وأكثرهم انتشارا يف البلدان الفقيرة ويعتمد وهو أسوأ أنواع التلقعيفة وكثير من غير العامالت الت الض أساسo علي غير المتعلمين وذوي المؤهي فهم الخبر ومالبســاته أو ـوع من أنــواع التلق من النســاء. وال يشــترط هذا النـي نف من أصناف الناس يتلق إدراك معانيه المباشــرة أو غير المباشرة. فهذا الصور بال ضبط لأللفاظ أو المعاني الخبر بال أدني وعي وبال فهم وينقله بشتي الصبقة هي أكثر الطبقات ته خارج عن حدود إدراكه المعتــاد، وهذه الط فاألمــر برمــائعات – أي نقال لها ال اختالقا- وهي تأتــي يف المرحلة األولي من نشــرا للش

حيث التكوين العددي يف مجتمع يماثل مجتمعنا المصري.

التثبت من ا2خبار١٢٤

ائعات: وسائل انتشار الشيوع، وقد ائعات البد لها من وسائل وطرق لإلنتشار والذ ولكي تنتشــر الشل تكون الوسائل مشروعة أو غير ذلك ويرتبط هذا ارتباطo وثيقo بالمسؤول األوــائعة والــذي يكون يف مرحلة اإلبالغ واإلعــالم وهي المرحلة عن اختالق الشــائعات. كما ترتبط أيضo مشروعية الوسائل من األولي من مراحل انتشــار الش

ائعة ونشرت. ها بالغرض الذي من أجله أشيعت الش ضدائعات: ١- دور الفرد يف نشر الش

ــائعات فهو يمثــل القاعدة يعــد الفرد من أبلغ وأقوي وســائل انتشــار الشــائعات يف ذيوعهــا ويراهن عليهــا المغرضون العريضــة التــي تعتمد عليها الشائعات ونشرها لت البدء بدور الفرد يف ترويج الش ائعات. وقد فض ومختلقو الشائعة إال أن تأثير األفراد غم من أن هناك من هو ألصق منه ألصل ومصدر الش بالرائعة شهرتها وشيوعها ة األفراد والتي تستمد الش يف نشرها عظيم ال سيما أن عامل ي العاطفي واألعمــي وهما اللذان يعو منهــم إنما يكونــون من أصحاب التلقدة وذلك إلحــراز الهدف المراد ــائعة علي صــور متعد عليهما أكثر يف نشــر الش، كما أن الحديث منهــا. فالفــرد يعد آلة للحديــث ال تتوقف وال تكل وال تمــلئيســة وأســلوب وتبادل الكالم بالنســبة ألفراد المجتمع يمثل حلقة الوصل الرالتعبيــر األساســي لديهم، فإن اإلنســان إذا ما جلس إلي أهل بيتــه أو زار بعض ث إليهم وأطال الحديث وإذا ما ذهب إلي عمله أو جلس يف إحدي أقاربه تحدوسائل المواصالت أو ارتاد المحال واألسواق فعل مثل ذلك، لذلك فإن الفرد ائعات من جملتها، يمثل طاقة هائلة كوســيلة من وسائل انتشــار األخبار، والش

ة منها: ائعات أنواع عد وناقلو الش

١٢٥ والقضاء على الشائعات

ق مــن أهدافه عــدو: وهــو يريــد الكيد للبــالد والهــالك للعباد، ولكــي يحقينيــة ما يرغب فإنه يعتمــد اعتمادا كبيرا ياســية والد ة والس ة والعســكري االقتصاديســات كاملــة ليس لها ــائعات والذي تقام من أجله مؤس علــي ســالح ترويج الشرة وكيفية نشــرها في المجتمع. وهذا ــائعات المؤث وظيفة إال البحث في نوع الشالعدو قد يكون عدوا خارجيo معلومo أو داخليo مدفونo وأساليب كل منهما في اخلي ال يسع الخارجي وهكذا. ائعات تختلف فبعض ما يسع العدو الد نشر الش

ي ضنا له مــرارا قبل ذلــك يف حديثنا عن التلق نف تعر جاهــل: وهــذا الصياغة وإعادة الترتيب، وهــو الذي لم يتلق األعمــي والعاطفي، ويف مرحلــة الصل نصيبo شافيo من الثقافة وال يتحلي بأسلوب قدرا كافيo من التعليم ولم يحصالتفكيــر المنطقــي والتحليل الموضوعي، كما أنه ال يحســن جمع المعلومات وتوفيــر المعطيات التي عليها تبني األحكام وتنســج األفكار وتقام اآلراء. وال ــائعات كســابقه العدو ألن الترويج ج للش نف يرو نســتطيع أن نقول إن هذا الصــائعة بعينها لتحقيق غبة يف نشــر الش ية وهما الر يحتاج إلي عاملين يف غاية األهمائعة ومعرفة أصلها والمدخالت هدف بعينه والفهم والعلم واإللمام بأبعاد الشر يف أفراد ائدة عليها ومعرفة الغرض من ذيوعها وانتشــارها، وهذا ما ال يتوف الز

ائعات. نف من ناقلي الش هذا الصصاحب مصلحة وحاجة: ونجــد أن بعض أصحاب المصالح والحاجات نا نلمس هذا ــائعات التي تخدم مصالحهم وتحميها. ولعل جون لبعض الش يروة وذلك بتناول أخبار عن غلو يف أســعار ق بالجوانب االقتصادي ة فيما يتعل بشــددة األمر الذي يجعل الناس يقبلون علي شرائها سلعة معينة بعد فترة زمنية محدبكثرة وهذا يســمح للتجار أن يزيدوا يف األثمان وأن يبالغوا فيها وأن يمارســوا ياسات ضنا لمثل هذه الس ائعات وقد تعر لعبة االحتكار القذرة من خالل نشر الش

التثبت من ا2خبار١٢٦

ــلع الغذائية والحديد البغيضة والتي ال تمت إلســالمنا بصلة يف العديد من السنوات القليلة الفائتة. واألسمنت األمر الذي لمسه الكثير يف خالل الس

ومــن األمثلة علي األخبــار الموضوعة قديمo ألجــل المصلحة والحاجة اج اللخمي علي النبي ملسو هيلع هللا ىلص حين روي عن د بن الحج الحديث الذي وضعه محمحذيفة ڤ أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال إن جبريل أطعمني الهريســة يشد بها ظهري لقيام اج اللخمي يبيع الهريســة فبارت تجارته وقلت د بن الحج يل(١). وكان محم اللل، ومثل ذلك الكثير من الموضوعات، ل علي رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ما تقو زبائنه فتقواث علي سائر البقول كفضل البر علي الحبوب، وكقولهم: كقولهم: فضل الكرالباذنجان شــفاء من كل داء والباذنجان لما أكل له، وغير ذلك كثير. وإنما هذا من أخطر أنواع الكذب قاطبة لقول النبي ملسو هيلع هللا ىلص: «إن كذبا علي ليس ككذب على

أ مقعده من النار». دا، فليتبو أحد من كذب علي متعمــائنة إلي فة الش جبــان: وقد يلجــأ بعض األفــراد الذين يتميــزون بهذه الصة أســباب منهــا عدم قدرتهم علي ــائعات وقد يكون ذلك لعد إطالق بعض الشوم فيقومون بنشــر بعض المواجهــة المباشــرة وخوفهم من مالقاة الجزاء أو اللي علي الناس أو المعنيين لكي ال يكون الحق ــائعات التي من شأنها أن تعم الشبرانــي يف المعجم األوســط (حذيفــة) (٦٥٩٦) (٦/ ٣٥٠) بهــذا اللفظ، ط دار (١) موضــوع: رواه الطوائد ومنبع الفوائد (حذيفة بن اليمان ڤ) (٧٩٩٣) (٥/ الحرميــن. وأورده الهيثمــي يف مجمع الزاج الجمحي د بن الحج براني في األوســط، وفيه محم ٣٨) باب باب في الهريســة، وقال: «رواه الطذي وضع الحديث»، ط دار الكتاب العربي. وكذا أورده المناوي يف فيض القدير شرح الجامع وهو الارقطني عن جابر غيــر (٨٦) (١/ ٩٩-١٠٠) وقــال: «وبينه – أي صفــة المأكول- في خبــر الد الصالة. انتهى، ى بها على الص د بها على ظهري وأتقو وابن عباس مرفوعo: أطعمني جبريل الهريسة أشين فيه جزءا ذكر ف الحافظ ابن ناصــر الد ا بل أل هبــي: وهو واه. وقال بعضهــم: ضعيف جد قــال الذسيسة عن أخبار الهريسة»، ط دار المعرفة. وأورده األلباني في سلسلة اه رفع الد فيه أنه موضوع ســم

ة (٦٩٠) (٢/ ١٣٣) ط مكتبة المعارف. ء في األم ي األحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها الس

١٢٧ والقضاء على الشائعات

oيف مؤاخذتهم بما فعلوا. وقد يكون فعل بعض الجبناء ذلك استباق oظاهرا جلينف من ائرة ســتكون عليهم، وينضم إلي هذا الص ألحداث يتوقعون فيها أن الدحوا اخــل الذين ال يســتطيعون أن يصر ــائعات أعــداء البالد يف الد جي الش مروبعدائهم حقيقة ويدركون يف ذات الوقت أن أمرهم مكشــوف للجميع فيلجأون

لمثل هذه الطرق ألجل التعمية والحماية.ائعات: ٢- دور اإلعالم المرئي والمقروء يف نشر الش

يحتــل قطاع اإلعــالم يف يومنا هذا دورا بارزا ال ينكــره أحد يف التأثير علي األفكار فيصنعها ويغيرها ويطمســها ويقلبها رأســo علي عقب كما يشاء لما له يطرة علي عقول الناس وتوجيههم يف شتي االتجاهات. من قدرة كبيرة علي السهم علي اإلطالق المرئي لزيادة ا مرئي أو مســموع أو مقروء وأشد واإلعالم إمع وســائله ق طبقة عريضة من المجتمع به وتنو رات فيه ويليه المقروء لتعل المؤثهاته وأفكاره، ثم يأتي اإلعالم المســموع يف المرتبة األخيرة من واختالف توجــائعات ق بنشــر الش ة فيما يتعل ة وبصفة خاص ـاس بصفة عام حيــث التأثير يف النـة يف خالل العقود األخيرة نتيجة لغزو المرئيات والفضائيات لتقلص دوره بشد

لحياة المجتمعات.ــائعات يف جانبين رئيســين، ق بنشــر الش وتتمثــل خطورة اإلعالم فيما يتعلل هو سعة االنتشار التي تتمتع بها وسائل اإلعالم سواء المرئية أو المقروءة األووما لديها من وســائل جذب مختلفة والتــي تكفل التفاف الناس حولها وتعمل علــي إبهار نفوســهم وأعينهــم تمهيدا لهم لقبــول كل ما يبث عليهــا من أخبار وشــائعات. الجانب الثاني هو اقتراب وســائل اإلعالم المرئيــة والمقروءة من ــائعات، فهــي تعتمد يف األصل علي جمع المعلومات من مصادر األخبار والش

التثبت من ا2خبار١٢٨

مصادرها واألخبار من ألســنة قائليها، لذا فإن وســائل اإلعــالم تعتبر من أوائل ة مراحل من أجل انتشار الخبر ي األخبار من مصادرها غير أنها ال تمر بعد متلقوذيوعــه بــل يكفيهــا أن تذيعه علي قنواتها أو أن تنشــره يف صحفهــا ومجالتها لينتشر ويذيع هكذا يف وقت قصير وبال مجهود علي عكس الحال إذا ما اعتمد

ائعات علي األفراد. نشر الش واقتــراب وســائل اإلعــالم من مصادر األخبــار يجعلها شــريكة لها – أي ــاس مصــادر الخبــر إذا اختلقته- يف حال انتشــار أخبــار كاذبة، فموقعها الحسيه تجعلهم أكثر الحلقات عرضة للتواطؤ والخطيــر بين مصادر الخبر وبين متلقائعات بما يخدم مصالحها أو مصالح مصادرها وهذا والمساعدة علي نشر الش

ية. يانة أو غابت بالكل مير وإذا قلت الد دق والض ر الص إذا لم يتوفرون وغالب وســائل اإلعالم إن لــم يكن جميعها وبجميــع أنواعها يتصوأنهم إذا ما أذاعوا خبرا وعزوه إلي قائله فقد أزاحوا عن كواهلهم عبء االتهام ــائعات ألنهم ذكروا أن عهدة صــدق هذا الخبر من عدمــه علي قائله بنشــر الشــهير «من أسند فقد أحال» أي أن من أسند كالمه واعتمادا منهم علي القول الشإلــي غيره فقــد أحال صدق الــكالم وكذبه علي مــن أحيل إليه وهــذا وإن كان اســة والتي معتبــرا بقيــود وضوابط إال أنه ال يصلــح البتة في مثل األمور الحسة كمــا أن ذلك ال يصلح فــي مثل زمان ة والخاص تعــرض ليــل نهار علــي العامالفتن الذي نعيش فيه اليوم، فإن الخبر إذا ذاع وانتشر مع إحالته وكان كاذبo فقد لبيات قبل اكتشاف حقيقة كونه كذبo وقبل يئة والس يخلف الكثير من اآلثار السق منه. وهم –أي أرباب اإلعالم- يعلمون أن هذا ال يجعلهم ذوي إتمام التحقمصداقية وشــفافية يف النقل وموضوعية يف تناول األحداث واألخبار وإنما هم يف الحقيقة يســتغلون جهل الناس بحقيقة ومالبسات الخبر وبعدهم عن أصله

١٢٩ والقضاء على الشائعات

ة األخبار والترجيح ق من صح ة علي التحق كما يستغلون عدم قدرة غالبية العامفيما بينها لينشــروا مــا يريدون ويذيعون مــا يرغبون متعللين أنهــم إنما ينقلون ــائعات. األخبــار مــع ذكرهــم لقائلها وأن ذلك يعفيهم من مســؤولية نشــر الشــذاجة والغبــاء بمكان ألن األصل يف ناقل الخبــر غير المتثبت فيه وهذا من السوا من فــات أولي بالعوام الذين لم يتلق أنــه جاهل وفيه حمق ورعونة وهذه الصالوعــي والتفكير المنطقي والتحليل المحايد وأصول التواصل وتناقل األخبار ة الناس الذين نصيبــo، فبهذا تكون وســائل اإلعالم قد ســاوت بينها وبيــن عامال يقعــون عادة تحت طائلة اللوم عند نشــرهم لألخبــار بجهل، غير أنهم – أي وســائل اإلعالم- يذكــرون مصدر الخبر ظنo منهم أنهــم بهذا يخدعون الناس بإضفائهــم مصداقيــة كاذبــة عليهــم، والحقيقــة أنهم شــركاء أصيلون يف نشــر

ائعات واختالقها يف كثير من األحايين. الشائعات: ٣- دور مواقع التواصل االجتماعي يف نشر الش

ائعات رة لنشر األخبار والش را كوسيلة مؤث ومن الوسائل التي أضيفت مؤخنوات األخيرة المنصرمة مواقع التواصل االجتماعي والمنتديات وتبادلها يف السبكة العنكبوتية لتبادل المعلومات (اإلنترنيت). وكما ومختلف المواقع علي الشــبكة العنكبوتية ــيئات نصيب فإن الش أن كل شــي تقريبo له من الحســنات والسكذلــك تســري عليها تلك القاعدة، ومن المعلــوم أن فوائدها كثيرة أكثر من أن تحصي ويف كل المجاالت كما أن مساوئها أخطر من أن تهمل أو تتغافل. ومن الة عنها يف نواح شــتي ويعنينا هنا قابة الفع ــبكة العنكبوتية غياب الر ســيئات الش

بكة. منها األخبار والمعلومات التي يتم تناقلها علي صفحات تلك الشــائعات ونشــرها ــبكة العنكبوتيــة يف مجــال نقل الش وتتمثــل خطــورة الش

التثبت من ا2خبار١٣٠

ة ألفراد بقــات العمري ة نقاط، منها أنها تنتشــر انتشــارا هائــال بين كل الط يف عــدبكة العنكبوتية لجمع المعلومات ة سنوات كان استخدام الش المجتمع، منذ عدــطة والتي يمثلها ة المتوس بقة العمري والتواصل من خاللها أمرا يقتصر علي الطال يف المجتمع يف نشر المعلومات باب وهو قطاع ال يستهان به وهو جزء فع الشــة من صغير وتبادلهــا، ولكــن اليوم عم هذا النشــاط مختلــف المراحل العمريوفتي وكبير وشــمل أيضo طبقات أوســع من المجتمع فلم يعــد األمر مقتصرا ــعب الفقير علــي طبقة اجتماعية بعينها بل أصبح األمر متاحo لجميع فئات الش

ط الحال والغني. منها والمتوســبكة العنكبوتية لعوام الناس ر اســتخدام الش من النقاط الخطيرة أيضo توفر ملكة التفكير األكاديمي لــدي الغالبية العظمي، هذا ما إذا أضفنا مــع عدم توفــبكة العنكبوتية ليس لهم اتصال مباشر بمصدر الخبر أن معظم مســتخدمي الشوال عندهــم علم بأصلــه فيتناقلون األخبار كما هي، كل هــذا يجعل من جميع

ائعات. بكة العنكبوتية يف نطاق الش األخبار المتداولة علي الشبكة العنكبوتية ية وهذه النقطة تختص بها الش كما أن هناك نقطة يف غاية األهمائعات، وهي إمكانية بشــكل واضح وجلي دون سائر وسائل اإلعالم ونشر الشنسبة أي قول أو أي فعل ألي أحد، وتكمن خطورة هذا األمر في صعوبة التثبت ا يغير خريطة الواقع بشــكل كلي ويزيد من عملية مــن صــدق الخبر أو كذبه ممة يصعب د ائعات والحقائق بش د منظومة الش التعمية بشكل كبير فيؤدي إلي تعقجوع إلــي الحق ورد الحق إلي أصحابه واألقوال إلي قائليها معهــا بعد ذلك الر

وهكذا.

١٣١ والقضاء على الشائعات

ائعات: العوامل المساعدة علي انتشار الشائعات مراحل تمر بها حتي تصل إلي حقيقة كونها شائعة، وكما كما أن للشأن لها وســائل تنتقــل من خاللها من المصدر إلي المجتمــع بمختلف طوائفه، ائعات وانتشارها وقبول فإن هناك العديد من العوامل التي تساعد علي نمو الشرة النتشــار رورة أن تكون جميع العوامل متوف ذيوعهــا بين الناس. وليس بالضــائعات بــل يكفي بعضهــا، وهذا األمــر يختلــف ويتباين باختــالف طبيعة الشر ــائعات تحتاج لكي تنتشــر إلــي عوامل ال يلــزم أن تتوف ــائعة، فبعــض الش الش

ق المستوي المطلوب من اإلنتشار. ائعات لتحق لغيرها من الشــائعة أن تنتشر وتذيع بين كل طبقات المجتمع وأن يسمع بها وال يلزم للش

دد تنقسم إلي قسمين: ائعات بهذا الص اني، فالش القاصي والدة: ١- شائعات خاص

دة من المجتمع وال ائعات التي تنتشر يف بيئة معينة أو بين فئة محد وهي الشائعة ال يدخل تنتقل إلي غيرها من الفئات نظرا ألن الخبر الذي تحمله تلك الشة ة الناس داخــل المجتمع. فمثال نجد أن شــائعة خاص يف دائــرة اهتمامــات كافبضريبــة معينــة قد قيل إنهــا فرضت علي بعض أنــواع المصانع فــال نجد لهذه ة الناس وال عند من يمتهنون مهنo ليس لها عالقة بالمجال ائعة أثرا عند عام الشـادي االجتماعــي الفالني قيــل إنه اتخذ بعــض اإلجراءات ناعــي أو أن النـ الصــائعة وجودا خارج أســوار ة باألعضاء فلن تجد لمثل هذه الش اخلية الخاص الد

هذا النادي ألنه ال شأن لغير أعضائه بها وهكذا.ة: ٢- شائعات عام

ــائعات التي تلقي انتشــارا وذيوعo بين أغلــب طبقات المجتمع وهي الش

التثبت من ا2خبار١٣٢

ائعات وفئاته مع اختالف مستوياتهم واهتماماتهم، وغالبo ما تتعلق مثل هذه الشة ــائعات االقتصادي ه ومثال علي ذلك الش بأمور مشــتركة بين أفراد المجتمع كلــلع واحتكارهــا وزيادتها ونقصانها يف األســواق التــي تتناول غالء أســعار الســائعات الطائفية التي وكذلك شــائعات الوقود وما شــابه. وكذلك األمر يف الشعب من المسلمين والمسيحيين، ق بالمشــكالت التي تحدث بين أفراد الش تتعلئاســية والبرلمانية ــق باالنتخابــات الر ياســية التي تتعل ــائعات الس وكذلــك الش

وقرارات الحكومات وما شابه. oة هو أنهــا تهم جميع أفــراد المجتمع تقريب ــائعات العام والــذي يميز الشوتقابــل شــغفo واهتمامــo لديهم بمعرفــة حقيقة هــذه األخبار والجديــد منها ون بمواكبة التطورات بشأن هذه الموضوعات التي البد أن تكون شائكة ويهتمائعة محل اهتمام مختلف فئات يكثر فيها القيل والقال. وال يكفي أن تكون الشيوع ما هــو متوقع لها ولكن هناك عوامل أخري تســاعد ــعب لتلقــي من الذ الش

ائعات وتعمل علي زيادة انتشارها وزيادة خصوبة بيئتها منها: علي انتشار الشة الوعي: ١- انتشار الجهل وقل

ها ــوام وأعدي األعداء وأشــد ة الط يعــد الجهل مصيبــة المصائــب وطامــعوب ونكوصها ئيســية يف تخلف األمــم وتراجع الش كيــزة الر وطئــo، وهو الرة وفشا فقد كتبت نهايتها بغير حروف م. وإذا ما انتشر يف أم وتوقف مسيرة التقدعت مرارته بغير كأس ونحرت مستقبلها بغير نصل. والجهل أنواع كثيرة وتجرo بغير المتعلمين فقط، بل يمتد إلي جميع وضروب وال يشترط أن يكون خاص

فيعة. رجات العلمية الر لوا الد الناس حتي وإن حصصي، فعدمه غير مطلوب وليــس الجهل الذي نعنيه هنــا هو الجهل التخص

١٣٣ والقضاء على الشائعات

ص العدد الكافي لســد ة، بل يكفي يف كل تخص وال مــراد يف عموم وأفــراد األما الجهل الذي يعنينا ص وال يضر جهل البقية به. أم ة من هذا التخص حاجــة األماجح وتواري ة الوعــي وضحالة التفكير وغياب العقــل الر هنــا هو الخاص بقلشد، وهو الذي قد يضرب يف أي طبقة من طبقات المجتمع مع حقيقة وقوعه الري ما يكفي من التعليم المناسب وذلك أقرب وهو بقات التي ال تتلق أكثر يف الطة الوعي وعدم كفاءة التعليم- أوجب بطبيعة الحال، واالقتــران بينهما – أي قل

وأكثر مشاهدة.ة الوعي قصور العقل عن اإلدراك الكلي المحيط بالمعطيات ويصاحب قل oوعدم القدرة علي التفكير بشــكل منطقي ممنهــج مثمر بل يكون التفكير غالببصورة عشــوائية ال ترتيــب فيها وال إعمال للعقل بشــكل بناء يســاعد صاحبه اء علي اتخاذ القرارات وإصــدار األحكام بطريقة احترافية مثلي. ومثل هذا الدا العضــال إذا مــا وجد يف مجتمع وكثــر المتصفون به فإنه يمثــل بيئة خصبة جدا إذا مــا زاد الوعي ــائعات وانتشــارها علي أوســع نطاق ممكــن، وأم لنمــو الشوانتشــر ورفع الجهل وزالت من علي العقول الغشــاوات فإن هذا إنما يعد من

ائعات والحد من انتشارها. أنجع الطرق لمواجهة خطر الش٢- غياب المعلومات الكافية:

مــن المعلــوم ومن المنطقي أن إســقاط األحــكام وإتخاذ القــرارات البد دة وذلك شــأن لزوم لهما من معرفة ســابقة ومعلومات حاضرة ومعطيات مؤكر المعلومات الكافية حول ا يف حالة عدم توف واب وألجل مجانبة الغلط. أم الصته أو كذبه غيــر ممكن علي األصل الخبــر الوارد فإن هذا يجعــل اإلقرار بصحكمــا يــؤدي ذلــك بناقل الخبر إلــي أن ينقلــه كما ســمعه وإن كان كذبــo أو أن

التثبت من ا2خبار١٣٤

ــدق واإلقرار أو الكذب يجتهــد ويعمــل عقله فيه فيرويه في إحدي مناطي الصواإلنكار.

ر المعلومات الكافية حول موضوع الخبر يؤدي به إلي أن ينتشــر فعدم توفة صور من ذات بغيــر إطــار خارجي يحكمه، كما يؤدي ذلك إلي استنســاخ عدوايات-. د إلحداها – أي الر الخبر لتذيع جميعها بال دال علي الحقيقة أو مؤكــا يزيــد األمــر صعوبــة عــدم وجــود قرائن وشــواهد يمكــن اســتخدامها وممه في حال غياب معلومات عن أصل الخبر. ــة الخبر من ضد حات لصح كمرجق دت صــوره المتداولة وصعب التحق مــا زاد الخبر غموضo ووحشــة تعد فكل

منه.ق من األخبار: ٣- غياب ثقافة التحق

وغياب هذا النوع من الثقافة إنما هو من جملة الجهل وضرب من ضروب ل الذي هو له أصل. وإفــراد هذه النقطة ــة الوعــي، فهو فرع من العامــل األو قلصهــا ولزوم ــائعات ولزيادة تخص كــر لعظيم شــأنها يف مجــال انتشــار الش بالذق من األخبار ــائعات. وثقافــة التحق ث عن األخبار والش حضرتهــا حينما نتحدد علي ها، إنما يلزم المتالكها تلقين أصول هذا الفن والتعو ليقة كل ال تتأتي بالس

إعمال الفكر به. ولكــي نقــر بوجــود هذا النوع مــن الثقافة يف المــرء البــد وأن نلمس لديه ل هو اعتمــاده لهذه الثقافة ابتداء، أي أصليــن ال يغني أحدهما عن اآلخر، األوتــه وال يقر به وال يبنــي عليه أحكامo إال د له صح أنــه ال يقبــل الخبــر إال إذا تأكإذا أشــرق جانبــه، ففكر التثبت مســتقر في عقلــه ومنه ينطلق وبــه ينطق، وهذا ايف. واألصل الثاني هو امتالكه ر الوعي الك األصــل إنما يكون غالبo نتاجo لتوف

١٣٥ والقضاء على الشائعات

مات والخطوات العملية والتي تعينه علي ألدوات التثبت ومفاتحه وهي المقوتحقيــق عملية التثبت وإنفاذها وتطبيقها علي ما يــرد عليه من أخبار، وال تتأتي هذه األدوات إال بالتلقين ألصول هذا الفن الســتقالله – أي الفن- كأصل من

صة. رعية وعلم من علوم اآللة المتخص أصول العلوم الشــائعات ام األمان الذي يمنع انتشــار الش وتعتبــر ثقافة التثبت بحق هي صمــد المنيــع أمــام مبتدعي األخبــار وناقلي ويحــد مــن ذيوعها وهــي حائط الصائعات، بينما غياب هذا العامل يسمح بمرور األخبار بال تنقية وال تمحيص الشفتمر – أي األخبار- بمراحلها جميعo حتي تصبح شائعات بدون أن يعوق هذه

ائرة قاطع. المسيرة عائق وال أن يقطع هذه الد٤- الظروف التي تمر بها البالد وتأثيرها علي نفوس العباد:

ــائعات وتنمو كما وهــذا العامــل إنما يمثل الوســط الــذي تنضج فيــه الشرع. ويتمثل هــذا العامل يف بــات األرض بيئــة صالحة لنمو الــز تجعــل المخصاالضطرابات والقالقل التي تمر بها البالد والمشــكالت واألزمات التي تدخل ة إذا كانت هذه األزمات ما تأثير خاص ر علي نفوس أفــراد المجتمع أي فيهــا فتؤث

ة مع النشاطات اليومية ألفراد هذا المجتمع. ة وتتالحم بقو د تتميز بالشة يف إنتشار وذيوع أنواع ويظهر تأثير هذه الظروف التي تعيشها البالد خاصة والتي يتبين للناظر تأثيرها علي جميع طبقات المجتمع وفئاته، ائعات العام الشياسية واألمنية والتي سبق وأشرنا إليها من قبل عند ة والس كاألزمات االقتصادي

ة. ائعات العام الحديث عن الشوفي أوقات األزمات وانتشــار المشكالت الكبيرة تشيع بين الناس ظاهرة القلــق والترقب وتكون الجموع يف تقص مســتمر للجديد مــن األخبار أمال يف

التثبت من ا2خبار١٣٦

الحصــول علي بارقــة أمل أو إطاللة من نور يؤدي بهذا الظالم إلي أن ينقشــع، لــذا فــإن أي خبر ينمو فــي مثل هذه البيئــة ويتنامي إلي مســامع الناس ال يلبث أن ينتشــر كانتشار النار يف الهشــيم، ويكثر حوله القيل والقال وتأيت التحليالت لة له. وهذا األمر ــرة لهذا الخبــر ومعل والتأويالت من كل حدب وصوب مفسة ة من األمم خاص ياســية التي تمر بها أي أم ة يف ظل األزمات الس ملموس بشــدياســية المتناحــرة والمتصارعة والتي ينفرد فــي وجود العديد من الكيانات السياســية كل منها بخبر مختلف وتحليل مغاير ومخالف لغيرها من الحركات الس

األخري وهكذا.يني والورع: ٥- غياب الوازع الد

وادع وأبلغ الحواكم ــد الر وابط وأوثق العري وأش يــن هو من أقوي الض الدمــات وانتهاك الحرمات للنفــس، فهو الذي يمنع اإلنســان مــن ارتكاب المحريــن ظهر الفســاد وظهرت واإلتيــان بالمخزيــات من األمور، فــإذا ما غاب الدالل واستشــري الطالح، وإذا ما التجاوزات وارتكبت المهلكات وانتشــر الض

ين والورع. ين فإن الفساد يكون علي قدر ما فقد من الد قل الدور والبهتان يــن لهــو الوازع علي ترك الكــذب واالفتراء وقول الــز وإن الدين هو والغيبــة والنميمة وإهانة الخلق واالنتقاص مــن حقوقهم وقدرهم. والدالــذي يراقــب أقوال العباد وأفعالهــم، فهو الذي يحمل المــرء علي قول الحق دق ويري في ور والباطل، وهو الــذي يجعل العبد يحيــي بالص وتــرك قــول الزالكــذب موت قلبه وانتكاس حالــه، وهو الذي يجعل العبــد إذا نطق قال خيرا وإال فليصمــت فيكون خيرا لــه، وهو الذي يجعل العبد ال يخوض في أعراض مــن يعــرف ومن ال يعرف، وهــو الذي يجعل العبــد إذا تناول خبــرا ال يكذب

١٣٧ والقضاء على الشائعات

ل علي الخلــق وال يتناول األقوال إال بحق لــه ما ليس فيه وال يتقو فيــه وال يحموبحكمة.

يني أو قل وجنبت مراقبة اهللا ۵ فسنجد أن موبقات ادع الد ا إذا غاب الر أمعــون عن نقل ـاس ال يتور األقــوال واألفعــال قد انتشــرت واستشــرت وأن النـائعات واختالقها والتأكيد علي حدوثها ووقوع أحداثها بدون دليل وبدون الشوجــه حق، وإنما فقط ما يتبعــون إال الهوي وما ترغــب يف تصديقه النفس وإن لم ة إنما يكون دافعo للظ يني عند أفراد األم افع الد كان كذبo وافتراء، فغياب الد

ع عن نشر األكذيب. ل علي الخلق وعدم التور والتقوحات: ٦- األدلة والقرائن المتداخلة التي ال تعرف من بينها مرج

ة منفصلة واألخبار في غالب األحيان ال تأتي منفردة بل تأتي مع قرائن وأدلق عن أصل الخبر. وقد ال يستطيع اإلنسان - وإن كان ذا عقل راجح- أن يصدة والقرائن المصاحبة للخبر به لذاته، ولكن مع وجود بعض األدل الخبــر أو يكذة أحد الوجهين صدق ح كف حقة له قد يستطيع اإلنسان أن يرج ابقة أو الال أو الس

الخبر أو كذبه.ة ذاتها إلي تثبت ولكــن في كثير من األحايين قد تحتاج هذه القرائن واألدلة لكي يصح االحتجاج بها واالعتماد عليها يف ترجيح صدق الخبر وإثبات صحة قة به مجموعة من األدل أو كذبه. وعلي وجه آخر فقد تأتي مصاحبة للخبر ومتعلوالقرائــن التي تربطها ببعضها البعــض عالقة تضاد ومخالفة، فيضيع الحق بين ق ذات الخبر بين ها آخرون، فيتفر ة، ويعتمد بعضها قوم ويعتمد ضد هذه األدلة ق عليه وكل له تفســير وقرائن وأدل ب له ومن مصد فئــات المجتمع فمن مكذة والقرائن حول الخبر الواحد من العوامل علي ما تبناه من قول. فتضارب األدل

التثبت من ا2خبار١٣٨

ة ال يعرف لها المســاعدة علي عدم وضوح الحق ونشــر الخبر علي وجوه عــدأصل وال فصل.

راعات بين الفرق والجماعات: ب والص ٧- التعصب ائعات هو التحز ومن أقوي األسباب المشاهدة والملموسة الختالق الشراع بين طوائــف المجتمع المختلفة من أهم العوامل ــتات، فالص ق والش والتفرــة إذا كان جل تلك ــائعات وانتشــارها، وبخاص ل عليهــا في نمو الش التــي يعونيا وال يراقبون اهللا ســبحانه وتعالي الفرق يتنافســون في مجال من مجاالت الدياضية عهــا أو المجاالت الر ة علي تنو في شــيء كما في المجــاالت اإلقتصاديياســية التي ال فائدة من ورائها علي اإلطالق. وكذلك األمر في المجاالت السفنجد أن األحزاب المختلفة يتربص بعضها ببعض ويشيع كل حزب األكاذيب والفضائــح عن األحــزاب المنافســة والمخالفة له. وهكذا يكــون األمر حينما ه نيا كل هم نيا وال يري اآلخرة في شــيء، فتصبح الد يتنافس اإلنســان علــي الدويقاتل دونها قتاال شرســo بال أخالق وال مروءة وال اعتبارات، وهذا هو شــأن

نيا بعيدا عن صراط اهللا المستقيم. الحياة الدــائعات وترويجهــا بهدف الحــط من قدر ومــن األمثلة علــي اختالق الشبي المذاهب الفقهية، فما كان من بعض هؤالء المنافس ما كان من بعض متعصإال أن وضع أحاديث علي خصمه كما فعل أحد غالة المذهب الحنفي فنســب تــي رجل يقال له حديثــo إلي رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص كذبo وافتــراء فقال: «يكون في أمتــي رجل يقال له تي مــن إبليس، ويكون في أم محمــد بــن إدريس أضر علي أمتي»(١)، وكذلك ما أشاعه بعض الفسقة تي هو ســراج أم أبو حنيفة هو ســراج أمحاح والمشــاهير (٢٦٦) (١/ ٢٨٣) باب في فضائل (١) رواه الجوزقاني في األباطيل والمناكير والصافعي، وقال: «هذا حديث موضوع باطل، ال أصل له من كالم رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، وال أنس بن مالك = الش

١٣٩ والقضاء على الشائعات

د بن إسماعيل البخاري اإلمام يقول من المعتزلة – ليس جميعهم- من أن محمباللفظيــة أو بخلق القرآن، واإلمام ما قالها ولكن هذا الخبيث أذاع ونشــر تلك ة وعلماء أهل ــائعة إعماال للفتنة وإلشــاعة الفرقة بين المســلمين وبين أئم الشــحناء بين اإلمام محمد بن ــنة والجماعــة وهو ما كان بعدها حيث دبت الش السهلي من جهة وبيــن اإلمام البخاري واإلمام مســلم من جهة أخري، يحيــي الذــب لمنهجه منحــرف عن جادة وكل هــذا بســبب شــائعة أطلقهــا خبيث متعص

واب. الص ومــن األمثلــة البينة أيضــo والتي تبين إلــي أي مدي قد تــؤدي الخالفات ــائعات واألكاذيب في حق المخالفين ما المذهبية إلي اللجوء إلي اختالق الشــيعية في حق أهل اإلسالم: يقول شيخهم الصادق – يانة الش قاله أحد رموز الد oوهــو ليس كذلك فكالمه وتقيتهم من أظهر نواقض اســمه- الموســوي معلقــيعية- تشبه ما نسبوه لنبينا يانة الش اد – أحد رموز الد ج علي رواية منســوبة للسف بحق ــجاد يجيز كل تصر األعظم صلي اهللا عليه وآله وســلم: «إن اإلمام السهم ــوء بحق أهــل البدع.. مــن قبيل البراءة منهم وســبهم وترويج شــائعات السوالوقيعة والمباهتة، كل ذلك حتي ال يطمعوا في الفســاد في اإلسالم وفي بالد وء المســلمين وحتي يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يســمعون من كالم الس

عنهم»(١).

ث بــه، وال عبد اهللا بن معــدان رواه. وإنما هو مــن موضوعات أحمد بن عبــد اهللا الجوباري أو حــد =اعان خبيثان»، ط ابــان وض ، وأحمــد ومأمون كالهما كذ مــن موضوعات مأمون بن أحمد الســلمية بالهند. وأورده األلباني في سلســلة عوة التعليمية الخيري ســة دار الد ياض ومؤس ميعــي بالر دار الص

ة (٥٧٠) (٢/ ٤٢) ط مكتبة المعارف. يء علي األم عيفة والموضوعة وأثرها الس األحاديث الضوســري (ص ١٩٥)، ط مكتبة اإلمام ــيخ عائض بن ســعد الد (١) نقــال عــن كتاب ابن تيمية واآلخر للش

البخاري.

التثبت من ا2خبار١٤٠

ة واالجتماعيــة وغيرها من ياســية واالقتصادي فالخالفــات المذهبية والسة إذا ما ــائعات عنــه خاص أظهــر أســباب الكذب علــي المخالف واختالق الشــب علي العقول وأســقم الهوي غابــت التقــوي وتواري الورع وســيطر التعصالقلوب وأعمت الغشــاوة األبصار وصم صوت الباطل اآلذان وزكمت رائحة

الل األنوف. الضائعات وعملها: فصل في خطر الش

ل كونها ائعات كما ذكرنا مرارا ترتكز حقيقة أمرها علي أصلين، األو والشية أو علــي أقل تقدير لم يتــم التثبت منهــا، واألصل الثاني أخبــارا كاذبــة بالكلهو انتشــارها وذيوعها بيــن الناس. والكذب هو قول مفســد في ذاته ويزيد من ها ال خير ائعات شر كل ة وطأته ذيوعه وانتشاره بين الخلق. والش خطورته وشــدة وأبنيتها، وهي مســمار يف نعش فيهــا، وهي معــول هدم في جميع صروح األمــائعات من ذنوب وآثام اللسان وهو الذي يورد يانة. فالش ــتر والد الفضيلة والسه الهلكة ويدفعه ه يورد المجتمع كل صاحبه المهالك إذا لم يمســكه عليه، ولعل

ة الهاوية الخلقية التي ال قرار لها. دفعo إلي حافعوب بأفرادها ــائعات إنما هي نوع من الكذب الجماعي تمارسه الش والشــائعات من ائف. الش وإعالمهــا تحت غطاء مــن اإلباحة المتهالكة والجواز الزــائعة متهم ق بهــا وارتبطت بــه، فمختلق الش الجنايــات التــي يدان كل مــن تعلــريرة وعدم بالكذب المحض والتضليل والتزوير وســوء النوايا وعدم نقاء السصفاء القلب كما أنه متهم بالتآمر والخيانة والقصد بإلحاق األذي وإشاعة الفتنة ــائعة أيضo ال يســلم من االتهام ســاته. وناقل الش بين أفراد المجتمع وبين مؤســالف ه إليه ذات االتهام الس ــائعة فيوج والتشــكيك، فإن كان تابعo لمختلق الش

١٤١ والقضاء على الشائعات

ة الناس د ناقل للخبر وليس له غرض في ذاته كحال عام ا إن كان مجر كر، أم الذة. رات األم فإنه متهم بالجهل والغباء واإلضرار غير العمد بمقد

ــائعات ــريف عن الش وإليكــم بعض أقوال علمائنا ودعاتنا في األزهر الشــيخ عضو مجمع البحوث اإلســالمية: كتور عبد الفتاح الش وخطرها. يقول الدإن المجتمع يعاني في الوقت الحالي الكثير من المشاكل والقضايا التي حدثت ين ولذلك انتشــرت أمراض ــك بالد نتيجة تراجع القيم واألخالق وعدم التمسيات والتكالب القلوب وحل االنحراف واإلدمان وكل ذلك بسبب طغيان المادد كيان واســتقرار ــائعات من تلــك القضايا التي أصبحت تهد نيا، والش علي الدخصي بين الناس المجتمع، ولها الكثير من األسباب التي تكمن في العداء الشة ح د الحقد والغيرة ويدفع البعض لنشــر أقاويل ال أســاس لها من الص ل ا يو ممــائعات نتيجة الخــالف المذهبي والفكري، لتشــويه اآلخرين، أيضo تظهر الشــعي لضرر اآلخرين حتي يظهر من ــرفاء والس وكذلك حب الظهور وابتزاز الشد مــن كل العيوب، وفي هذا قال اهللا ــائعات أمام الناس أنه مجر يطلــق تلك الش

g f e d cb a ` _ ^ ] \ [ Z﴿ تعالــي: u t s r q po n m l k j i hــائعات من أكثــر المخاطر y x w v ﴾ [النســاء:٨٣]، فنشــر الشــائعات في ظل نفوس ال والمهالــك التي تصيب الفــرد والمجتمع، وتظهر الشتعــرف معنــي اإليمان وقلوب ال تعــرف الخوف مــن اهللا ۵، ألن من يطلقون ــرفاء وتشــويه صورتهم في ــائعات يســعون لالنتقام من األبرياء والش تلك الشالمجتمع ولدي ذويهم أو الحصول علي منافع شخصية علي حساب اآلخرين دون النظــر لألضــرار النفســية واالجتماعيــة الكبيرة التي تصيــب ضحايا تلك ــفقة حمة والش نيا وغياب الر ــات والتكالب علي الد ي ــائعات، فطغيان الماد الش

التثبت من ا2خبار١٤٢

ــائعات ين تعد من األســباب التي جعلت الش ـاس والبعد عن الد مــن قلوب النـي يصيب المنافقين وهذا واضح تنتشــر في المجتمع نتيجة مرض القلوب الــذ

^ ] \ [ Z YX W V U T S ﴿ :في قول اهللا تعاليــائعات التي يطلقها مرضــي القلوب نتيجة _﴾ [البقــرة:١٠]، وظهرت الشين يتنافســون مهمــا كان المــردود من هــذا التنافس، ي أصــاب الذ الحقــد الذد من األخبار التي يتناقلها الناس حتي ال نقع في ظلم األبرياء ولذلك يجب التأك

ــرفاء وفي هذا قول اهللا تعالي: ﴿ / 0 1 2 3 4 5 6 والش7 8 9 : ; > = < ?﴾ [الحجــرات:٦]، كما يجب عدم ائعات بل العمل علي عدم انتشارها بل وحصارها في أضيق الحدود ترديد الش

Å Ä Ã Â Á ﴿ :حتي ال يكثر من ينشــرها، وهذا جلــي في قول اهللا تعاليÑ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É ÈÇ Æ﴾ [اإلسراء:٣٦].

لم ظلمات كتور حامد أبو طالب األســتاذ بجامعــة األزهر: الظ ويقــول الدمo بين عباده، ومن أشد لم علي نفسه وجعله محر م اهللا الظ يوم القيامة ولقد حرســول ملسو هيلع هللا ىلص يقول في لم أن يرمي اإلنســان األبرياء بما ليس فيهم، والر أنــواع الظــريف: «وأيما رجل أشــاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء الحديث الشنيا كان حقo على اهللا تعالــى أن يدنيه يوم القيامة في النار حتى يشــينه بها في الدة أطلقها ت بيت النبو يأتي بإنفاذ ما قال»(١)، وفي التاريخ اإلســالمي شــائعة مسة في القرآن أحد المنافقين وهو عبد اهللا بن أبي بن سلول وقد وردت تلك القصغير (٢٩٦٦) (٣/ ١٤٥) ط دار المعرفة. (١) ضعيف: أورده المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصسالة. سة الر ال في سنن األقوال واألفعال (٤٣٨٣٧) (١٦/ ٣٨) ط مؤس والمتقي الهندي يف كنز العمــهود، وقال: فيه من لم أعرفه، ط وائد ومنبع الفوائد (٤/ ٢٠١) باب في الش والهيثمــي يف مجمع الزفه رداء. وضع براني يف المعجم الكبير من حديث أبي الد دار الكتاب العربي. وقالوا جميعo رواه الط

غير وزيادته (٢٢٣٦) ط المكتب اإلسالمي. األلباني يف ضعيف الجامع الص

١٤٣ والقضاء على الشائعات

ــيدة عائشــة ڤ حزنت الكريم تحت عنوان حادثة اإلفك وعندما علمت السحزنo شــديدا وعبرت عن هــذا الحزن كما جاء في البخــاري بقولها: «وبكيت يومــي ال يرقأ لي دمــع وال أكتحل بنوم فأصبح عندي أبــواي وقد بكيت ليلتين لت على فراشي ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي. ثم قالت ڤ: ثم تحوئني اهللا ولكن واهللا ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا وألنا أحقر وأنا أرجو أن يبرم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص في نفسي من أن يتكلئني»(١). هذا ما كانت تشــعر به زوجة رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وبنت فــي النوم رؤيــا تبريــق ڤ بعد أن أشــاع عنها المنافقون مــا هي بريئة منه ولقــد نزل القرآن د الصالكريم ببراءتها في ست عشرة آية من سورة النور وبدأت هذه اآليات بقول اهللا تعالي: ﴿ ! " # $ % &' ) ( * +, - . / ﴾ [النور: ١١]، ون في ظلمهم ويعتدون علي الحقوق ويتســببون عن وكثيــر من الناس يســتمر

É È ﴿ :هم ال يدركون قول اهللا تعالي قصــد في اإلضرار بالغير ولعل ﴾ Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê[إبراهيم:٤٢]، ولهذا فاإلســالم يدعو الناس للبعد عن الظلم حتي تســتقيم الحياة ة بين أفراده، ولعل ويعيــش المجتمع في تراحم وتعاون نتيجة العالقــات القويــا يفعلونه وهذا في الظالميــن يدركــون أيضo أن اهللا ســبحانه وتعالي مطلع عم

Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ﴿ :قــول اهللا تعالــي Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï ÎÍ Ì Ë Ê É Èä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù ﴾ [يونس:٦١]، كما أن اإلنسان ه ائعات التي تشو المســلم ال يرضي لنفســه أن يظلم اآلخرين ويطلق عليهم الشهادات- باب تعديل النساء حيح من حديث عائشة ڤ (٢٦٦١) كتاب الش (١) رواه البخاري في الص

.oبعضهن بعض

التثبت من ا2خبار١٤٤

ســول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص قال: «المســلم من سلم ر علي حياتهم ألن الر صورتهم وتؤثالمسلمون من لسانه ويده»(١).

كتور أحمد كريمة األســتاذ بجامعة األزهر: الفتنة خطرها شديد ويقول الدــرفاء وتنشــر رر باألبرياء والش وشــرورها كبيــرة وال حدود لها ألنها تلحق الضســول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص كان يســتعيذ من الفتنة. ــكوك وعدم الثقة بين الناس والر الشفعن أم المؤمنين عائشــة ڤ أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص كان يدعو في صالته: «وأعوذ بك مــن فتنــة المحيا وفتنــة الممات»(٢)، ومن أشــد أنواع الفتن الوقيعــة بين الناس ــرفاء واالفتراء عليهــم بالباطل ــائعات حــول الش ونشــر األخبــار الكاذبة والشنيــا واآلخرة، لتشــويه صورتهــم لدي النــاس، كل هذا له عقاب شــديد في الدنيا ومعروفo بسوء ي ينشــر الفتن بين الناس يكون منبوذا في الد ــخص الذ فالشث كــذب وإذا ســول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص قــال: «آية المنافق ثــالث إذا حد الخلــق والر

] \ [ Z﴿ :وعــد أخلــف وإذا اؤتمــن خــان»(٣). وقــال اهللا تعالــي

حيح من حديث عبد اهللا بن عمرو ڤ (١٠) كتاب اإليمان- باب المســلم (١) رواه البخاري في الصحيح من حديث جابر بن عبد اهللا ڤ ٦٥ من ســلم المســلمون من لســانه ويده. ومســلم في الص(٤١) كتــاب اإليمــان- باب بيــان تفاضل اإلســالم وأي أمــوره أفضل. وله من حديث أبي موســي األشعري ڤ ٦٦ (٤٢) ذات الكتاب والباب، بلفظ: «قلت يا رسول اهللا: أي اإلسالم أفضل؟قال:

... الحديث»، ط دار إحياء الكتب العربية.ــالم. ومســلم في عاء قبل الس فظ له (٨٣٢) كتاب األذان- باب الد حيح والل (٢) رواه البخاري في الصحيح ١٢٩ (٥٨٩) كتاب المساجد ومواضع الصالة، بلفظ: «من فتنة المحيا والممات»، ط دار الصإحيــاء الكتب العربية. كالهما من حديث عائشــة ڤ. وأحمد في مســنده مــن حديث ابن عباس ڤ (٢١٦٨)، ولــه من طريق أبي هريرة ڤ (٢٣٤٢)، وله من حديث عائشــة ڤ (٧٢٣٧)

سالة. ط دار الرحيح ١٠٧ حيح (٣٣) كتاب اإليمان- باب عالمة المنافق. ومســلم في الص (٣) رواه البخــاري فــي الص(٥٩) كتاب اإليمان- باب بيان خصال المنافق، ط دار إحياء الكتب العربية. كالهما من حديث أبي

هريرة ڤ.

١٤٥ والقضاء على الشائعات

m l k j i h g f e d cb a ` _ ^ ﴾y x w v u t s r q po nدها أن يراعي اهللا عز وجل ي ينقل األخبار ويرد ــخص الذ [النســاء:٨٣]، فعلي الشمت أمام مــا ال يعرف وقــد ورد هذا في ويتقــي اهللا فيمــا يقــول وأن يلتــزم الصسول ملسو هيلع هللا ىلص: «من ضمن لي ما بين لحيته ورجليه ضمنت له الجنة»(١)، حديث الرــائعات تؤدي لوجــود فتنة في فعلــي كل إنســان مســلم أن يتريث ألن تلك الشســول ملسو هيلع هللا ىلص: يبة بين الناس، وقد قال الر ــك والر المجتمــع وتؤدي لحالة من الشدت ث بكل ما سمع»(٢)، ومن اآليات القرآنية التي أك «كفى بالمرء إثما أن يحد

« ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ ﴿ :ذلــك قــول اهللا تعالــي oــائعات وهو يعلم مســبق ج الش ي يرو ـور:١٦]، وحكم الذ ﴾ [النـ ® ¬فســادها أنه بذلك قد إرتكب خيانة في حــق المجتمع توجب مجازاته بالعقوبة

قاق- باب حفظ اللسان. حيح من حديث ســهل بن ســعد (٦٤٧٤) كتاب الر (١) رواه البخاري في الصاني وض الد برانــي يف المعجم األوســط (٤٩٨١) (٥/ ١٧٢) ط دار الحرمين. وله في الر ورواه الطــار. وأبو يعلي برانــي (٧٥٦) (٢/ ٤٧) ط المكتب اإلســالمي ودار عم غيــر للط إلــي المعجــم الصالموصلي في مســنده ٨٨ (١٨٥٥) (٣/ ٣٨١)، ٣٤٤ (٢١٠٩) (٤/ ٨٤) مســند جابر بن عبد اهللا، شد. وابن ط دار المآمون للتراث. والبيهقي يف الجامع لشعب اإليمان (٤٥٧١) (٧/ ٧) ط مكتبة الرل ة منهــا (٥/ ٦٢) «من يتكف عبــد البــر يف التمهيد لمــا في الموطأ من المعاني واألســانيد بألفاظ عدــؤون اإلســالمية لــي بما بين لحييه وما بين رجليه وأضمن له الجنة»، ط وزارة عموم األوقاف والشثني المغيرة بن ســقالب قال بالمغرب. جميعهم غير البخاري من حديث الوليد بن شــجاع قال حد

أخبرنا معقل يعني ابن عبيد اهللا العبسي عن عمرو بن دينار عن جابر به.مة صحيحه من حديث أبي هريرة ڤ ٥ (٥) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، (٢) رواه مسلم في مقدبلفظ: «كفي بالمرء كذبo ...»، ط دار إحياء الكتب العربية. وابن حبان في صحيحه (٣٠) (ص ١١٧) في مت وحفظ اللسان مة، ط دار المعرفة. والبيهقي يف اآلداب (٣٦٩) (ص ١٢٣) باب فضيلة الص المقدغير ح األلباني الحديث في صحيح الجامع الص سة الكتب الثقافية. وصح ا ال يحتاج إليه، ط مؤس عموزيادته بلفظ «إثمo» (٤٤٨٠) (٨٢٧/٢)، وبلفظ: «كذبo» (٤٤٨٢) (٨٢٧/٢) ط المكتب اإلسالمي.

التثبت من ا2خبار١٤٦

ا في اآلخرة فعقابه أشد وأبقي ويغلظ دها القانون أم التي يحكم بها القضاء وحد. ائعة أشد ما كان ضرر الش هذا العقاب كل

ية دار العلوم جامعة ــريعة بكل ســوقي أســتاذ الش د الد كتور محم ويقول الدــائعات تحــدث فرقة وإنقســامo داخل المجتمع ألنهــا تؤدي إلي القاهرة: الشد داخل المجتمع، ولذلك كوك بين الناس وعدم وجود ثقة فيما يترد انتشار الشائعات تؤدي لوجود خالف وتشتت في اآلراء بين أفراد المجتمع مما يحدث فالشائعات، وكل ذلك يحمل ين أطلقت عليهم تلك الش إنقســامo حول األبرياء الذفي طياته الكثير من األضرار التي تصيب المجتمع ألن نشــر الفرقة واإلنقســام ين ال يعد فاحشــة تصيب المجتمع ويتسبب فيها أصحاب القلوب المريضة الذيخافون اهللا وال يدركون أن اهللا سينتقم منهم لظلمهم وفسادهم وهذا واضح في

Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å ﴿ :قول اهللا تعاليـور:١٩]، واإلســالم حرص علي Ù Ø × Ö Õ ÔÓ Ò Ñ﴾ [النـحماية حقوق األفراد ودعا لإللتزام بها واحترامها طالما أنها ال تتعارض مع القيم والمباديء اإلسالمية، ومن حق كل إنسان أن يخفي أسراره ويحتفظ بها لنفسه ســول ملسو هيلع هللا ىلص: ويســتعين بالكتمان عند قضــاء أمور الحياة وهذا ليس عيبo قال الر «اســتعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محســود»(١)، دقات (٢/ ٦٨- يوطي يف الآلليء المصنوعة يف األحاديث الموضوعة- باب الص (١) موضوع: قال الس

ثنا ثور بن يزيد، عــن خالد بن ــار، حد ثنا ســعيد بن ســالم العط ــد بن خزيمة، حد ثنــا محم ٦٩): حدمعدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «اســتعينوا على نجــاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود». سعيد كذاب، قال البخاري: «يذكر بوضع الحديث»، ط دار الكتب العلمية. ة اإلرسال أو التهام راو في خالله عدا طريق واحد وهو عن يخ األلباني جميع طرقه لعل ف الش وضعبير د بــن المنكدر عن عروة بن الز ف عن محم د بن مطر حمن الجرجاني عن محم ســهل بــن عبد الرعن أبي هريرة مرفوعo، وقال: «فالحديث بهذا اإلســناد جيد عندي واهللا أعلم»، سلســلة األحاديث

حيحة (١٤٥٣) (٣/ ٤٣٨)، ط مكتبة المعارف. الص

١٤٧ والقضاء على الشائعات

عيفة فيســعون لكــن هذا في الكثير من األحيان ال يرضي أصحاب النفوس الضــائعات عليهم، كمــا أن مصلحة المجتمع لمتابعــة أخبار اآلخرين وإطالق الشســول ملسو هيلع هللا ىلص كان يأمر أصحابه بأن يجهروا تكمــن في تحقيق األمن ألفراده، والر

p ﴿ :ا وأال يخافوا في الحق لومة الئم. المولي ۵ قال بقول الحق وإن كان مرz y x w v u t s r q } | { ~ے ¡ ســول ملسو هيلع هللا ىلص في الحديث ¢ £ ¤ ¥ ﴾ [البقــرة:١٥٩]، وقــد قال الرريف ــاكت عن الحق شــيطان أخرس»(١) ويوضح الحديث الش ــريف: «الس الشي رر الذ ي ينصف به بريئــo ويرفع عنه الض أن اإلنســان عليــه أن يقول الحق الذقيقة ق يساعد علي كشف الح ــائعات عليه كما أن قول الح ــه نتيجة نشر الش مســرفاء، والبد من المواجهة حتــي ال تحدث فرقــة بين الناس حول األبرياء والشهب في أخبار من ذهب: د العماد الحنبلي في شذرات الذ (١) ليس بحديث: فقد قال عبد الحي بن محم«ومن كالمه - يعني الحسن بن علي النيسابوري-: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس» (٥/ ٤٠)،

اج (٢/ ٢٦) كتاب ط دار ابن كثير. كما نســبه إليه النووي في المنهاج شــرح صحيح مسلم بن الحجه من اإليمان، مت إال عن خيــر وكون ذلك كل يف ولزوم الص اإليمــان- بــاب الحث علي إكرام الضاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان ق نقال عن أبي القاسم القشيري قال: «وسمعت أبا علي الداق النيسابوري الشافعي المتوفى سنة ست ق سة قرطبة. وعلى هذا فلعل أبا علي الد أخرس»، ط مؤس

م بهذه الجملة. ل من تكل وأربع مائة هو أووقــال ابن تيمية يف مجموع الفتاوي: «قال اهللا تعالى: ﴿" # $ % & ' ) = < ; : 98 7 6 5 4 3 2 1 0/ . - , + * )<? @ I H G F E D C B A ﴾ [النســاء:١٣٥]، يقــال: لوى يلوي لســانه: ــاكت عن الحق شــيطان أخرس» (٢٨/ ١٧)، ؛ فإن الس عراض: أن يكتم الحق فيخبر بالكذب. واإلــريف. ثم أتبعه تلميذه ابــن القيم يف قول ذات المقولة: ــع الملك فهد لطباعة المصحف الش ط مجم«وأي ديــن وأي خيــر فيمن يرى محارم اهللا تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وســنة رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص م بالباطل شيطان ناطق، وهل يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان؟شيطان أخرس، كما أن المتكلين؟» أعالم ذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فال مباالة بما جرى على الد ين إال من هؤالء ال بلية الدة بحسب مرتبته، ط دار الكتب العلمية. عين عن رب العالمين (٢/ ١٢١) فصل هللا علي كل أحد عبودي الموق

التثبت من ا2خبار١٤٨

ــائعات حتي تظهر والوضوح واإليجابية ومد يد العون لمن أطلقت عليهم الشلم عنهم. الحقيقة التي تنصف األبرياء وترفع الظ

ــيخ محمود عاشور وكيل األزهر األسبق وعضو مجمع ويقول فضيلة الش oريعة اإلسالمية تحرص علي بناء اإلنسان بناء أخالقي البحوث اإلسالمية: الشوأن يكــون صادقo في كل أفعالــه وأقواله حتي يصبح مفيدا لنفســه ومجتمعه، والمســلم عليــه أال ينطــق إال صدقــo ألنــه يعــرف أن الكلمــة إذا خرجت وإن كانت كلمة ســوء فهو محاسب عليها، كما أن اإلنســان عندما يستقيم ويتعامل

j﴿ :وهذا قول اهللا تعالي oبالحســني مع الناس فإن اهللا ۵ يجعل له مخرجم ســول الكريم ملسو هيلع هللا ىلص قال: «إنما بعثت ألتم o n m l k﴾ [الطالق:٢]، والرمكارم األخالق»(١)، وقال أيضo ملسو هيلع هللا ىلص: «المســلم من ســلم المسلمون من لسانه ــائعات تنتشر في ظل إنحدار المباديء واألخالق ويده»(٢)، ومعني ذلك أن الش

(١) صحيــح: رواه البخــاري فــي األدب المفــرد (٢٧٣) باب حســن الخلق، ط دار الحديــث. وأحمد oبقات الكبــري مرفوع ســالة. وابن ســعد في الط في مســنده (٨٩٠٢) (١٤/ ٥١٢) ط مؤسســة الر(١/ ١٥١)، ذكر مبعث رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وما بعث به، بلفظ: «صالح األخالق»، وله مرسال (١/ ١٥٢) حيحين (٤٢٢١) بلفظ: «حسن األخالق»، ط دار الكتب العلمية. والحاكم في المستدرك علي الصم صالح ة، بلفظ: «بعثــت التم تي هــي دالئل النبــو (٢/ ٦٧٠) ومــن كتــاب آيات رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص الجاه»، ط دار الكتب العلمية. وابن األخالق»وقال: «هذا حديث صحيح على شــرط مســلم ولم يخروري عســاكر في تاريخ دمشــق (١٩/ ٢٥٢)، ترجمة (٢٣٢٥) زيد بن أحمد بن علي أبو العالء الصنن الكبري (٢٠٧٨٢) (١٠/ ٣٢٣) األصم، بلفظ: «صالح األخالق»، ط دار الفكر. والبيهقي في السهادات- باب بيان مكارم األخالق ومعاليها، بلفظ: «مكارم األخالق»، دار الكتب العلمية. كتاب الشد بن عجالن، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ڤ جميعهــم مــن طريق محممرفوعo عدا مرسل ابن سعد فإنه من طريق أنس بن مالك بلغ به. قال األلباني في سلسلة األحاديث

الصحيحة: «وهذا إسناد حسن»(٤٥) (١/ ١١٢) ط مكتبة المعارف.(٢) رواه مســلم ٦٥ (٤١) كتــاب اإليمان- باب بيان تفاضل اإلســالم وأي أمــوره أفضل، ط دار إحياء

سالة. الكتب العربية. وأحمد في مسنده (٦٥١٥) ط دار الر

١٤٩ والقضاء على الشائعات

ائعة تعني أن هناك أمرا ال يجب أن يشاع ينية لدي الناس، فالش وتراجع القيم الدــرفاء واألبرياء لكن أصحاب النفوس المريضة والقلوب التي حتي ال يضر الشال تعرف اإليمان تدفعهم شهواتهم لنشر تلك األقاويل حبo في الظهور وتهديدا ائعات تدخل كثيرا من الحزن والخوف علي قلوب رفاء وال يدركون أن الش للشا يترتب عليه إحداث خلل األبرياء وتكون ســببo في عدم الثقة في اآلخرين ممائعات كبير في العادات والقيم التي يجب أن توجد في المجتمع المسلم، فالشســلوك معيب في نظر اإلســالم ألنهــا تحدث نتيجة خلل فــي القيم واألخالق ي يطلقها، وقد أرشد علماء اإلسالم أن األمر لو كان به تسع خص الذ لدي الشوء ووجه واحد علي الخير فاألمر يحمل علي محمل وتســعون وجهo علي السالخير، لكن هذا ال يرضي ضعاف النفوس فيسعون إلطالق األقاويل التي تضر بالناس وتنتقل تلك األقاويل من شخص آلخر وكل شخص يضيف لها الكثير

ة. (١) (٢). ح د شائعة كبيرة ال أساس لها من الص حتي تتول

ة» ــائعات ســرطان يف قلب األم (١) أقوال العلماء جميعهم نقال عن مقال أ. نادر أبو الفتوح بعنوان «الشقمية، بتاريخ ٢٦ مارس عام ٢٠١٠، مــع اعتنائنا باألحاديث واآليات الواردة يف بجريــدة األهرام الر

المقال والتعليق عليها.ن يشــتهرون ــريف مم (٢) هــذا وينبغي أن ننبه أن استشــهادنا ببعض أقوال من ينتســبون إلي األزهر الشــنة والجماعة في األصول والفروع ال يعد تعديال لهم أو اعتبارا بعوار مذهبهم ومخالفتهم ألهل السا األصل فهو ما تربينا عليه وتربي لحالهم ومنهاجهم، بل إن إيراد أقوالهم هنا له عندنا أصل وفرع، أمن د أنه خرج مم تنا وعلماؤنا وهو اإلنصاف في قبول رأي المخالف وعدم إنكار الحق لمجر عليه أئمال يتفــق معنا فــي منهجنا، ونحن قد نذهب إلي أبعــد من ذلك في إقرارنا وموافقتنــا لبعض ما يقوله بعض النصاري والمشــركين واالســتدالل ببعض ما يقولون حتي أننا قــد نصفهم أحيانo باإلنصاف والتفكير الحيادي – النســبي- فإذا كان هذا مشــاهدا فاإلقرار لغيرهم من المسلمين أولي. فمنهجنا ة فيما ــنة وأقوال العلمــاء واألئم ه يرجع إلــي عرض ما قيل علي الكتاب والس فــي قبــول الكالم ورد، فإن وافق قبلناه وإال رددناه علي صاحبه. والفرع هو أن هذي األقوال وردت رعي ليل الش يوافق الدة فآثرنا أن نورده كامال بال = في مقال واحد يتميز بالوحدة الموضوعية وحسن العرض وانتقاء األدل

التثبت من ا2خبار١٥٠

ويقــول أيضo فضيلة الشــيخ مصطفي العدوي – حفظــه اهللا- في معرض ها اإلخوة ائعات ونشرها في زمان الفتن: «في الفتن أي حديثه عن خطر تناول الشائعات ائعات، ألن الش منا وإياكم- احذروا من ترويج الش – نســأل اهللا أن يســلــائعات والقالقل والتناقل – تناقل توهن وتضعف وتصيب الناس بالخور. الشد الفتن، ألــم تروا أن إبليس يوم األقــوال بال بينــة وال تثبت- يوهن القوي ويولأحد صاح صيحة في وسط الجموع «أي عباد اهللا أخراكم» فاجتلدت الطائفتان وقتــل فــي هذه الفوضي اليمان والــد حذيفة بن اليمان وكان مســلمo يقاتل مع المســلمين، ففي صراخ إبليس ومع الفوضــي التي حدثت يوم أحد والتناديات ــيف، وحذيفة يقول: والتداعيــات ســقط اليمان فــي األرض وهموا إليــه بالســائعات توهن، أبي أبي يا عباد اهللا. فما اســتطاع أن يدركهم إال وقد قتلوه. فالشوالحــرب اإلعالمية والعياذ باهللا ســبيل أهل النفاق، وقد تنتشــر شــائعات واهللا

f e d cb a ` _ ^ ] \ [ Z﴿ ويقــول: يأمرنــا t s r q po n m l k j i h gy x w v u﴾ [النساء:٨٣]، فإذا حدثت نازلة تثبت يا أخي ــد أن الخبر مثال صحيح، ال تثبت ال تنشــر، وبعد أن تتثبت وتتأك مــن الخبر، أوحيحــة التي نعرفها هــل كل خبر صحيح ينشــر؟، ال أبــدا هناك من األخبار الص

ونهملها حتي ال تؤذي الناس»(١). هذا وســنكتفي بما ذكر من أقوال بعــض العلماء المعاصرين الذين عاينوا رة علــي المجتمعات ــائعات حال اســتفحالها وانتشــار آثارهــا المدم تأثير الشن خالفنا في المنهج، إال أننا انتقاص مع التنبيه من جانبنا علي منهجنا في اإلستدالل بأقوال الغير مم =تي ال يتفقن معنا في المنهج أيضo لكي أيضo لم نورد قوال ألحد المنتسبين إلي األزهر من النساء الال

ي أمثال هؤالء بإيرادنا ألقوالهم بكثرة واهللا من وراء القصد. ال يظن القاريء أننا نزكف يسير. يخ مصطفي العدوي بعنوان «النجاة من الفتن» بتصر (١) من محاضرة صوتية للش

١٥١ والقضاء على الشائعات

ماوات المفتوحة والبث الفضائي واألفراد علي حد سواء، ال سيما يف زمان السبكة العنكبوتية يف وبعد أن أصبح العالم كقرية صغيرة بعد انتشــار استخدام الش

التواصل والحصول علي المعلومات ونقل األخبار يف كل بقاع األرض.ــائعات علي حياة األمم، وكيف ا ســبق يتضح لنا مدي ســوء تأثير الش وممفوح بعد أن كانوا يومo يف القمم. وكيف أن تأثيرها عوب إلي الس أنها تهبط بالشالتدميــري لم يقف عنــد فرد أو أفراد أو حتي قطاع مــن المجتمع، بل قد تطول ه بجميع فئاته وطبقاته لتعمل فيه من الفرقة ائعات اآلثمة المجتمع كل أيدي الشغبة وإشــاعة الفتنة ونشر مشاعر البغض والكراهية وحب االنتصار للنفس والرامة التي لم تكن لتنتشــر ميمة واألفكار الهد يف االنتقام وغيرها من األخالق الذo فســري بت بالكاذب من األخبار فأنبتت نبتo ســام إال يف بيئة قد رويت وخصين الواحد فتناحروا وتصارعوا عاف في عروق أبناء الوطن الواحد والد م الز السوكل منهم يحسب أنه يحسن صنعo وهذه هي الحال وقت وقوع البالء ووجود

ائعات وانتشار الفتن. الش وفي الباب القادم بإذن اهللا تعالي سنخطو معo خطوة خطوة في طريقنا إلي ائعات والكاذب من األخبار والحد من انتشارها يف مجتمعاتنا القضاء علي الشادق من الكاذب وكيف ف علي الخبر الص المسلمة، وسنعرف سويo كيفية التعر

ح بين الوارد من األخبار واهللا المستعان والموفق. نرج

* * *

التثبت من ا2خبار١٥٢

باب في التحقق من األخبار والقضاءائعات علي الش

ــائعات ســنعتني يف هذا الباب بــإذن اهللا تعالي ببيان كيفية القضاء علي الشامة علي ــلبية والهد ا يؤدي إلــي وقــف تأثيراتهــا الس والحــد مــن انتشــارها ممالمســتويين الفردي والمجتمعي. ويعتمد هذا الباب علي ثالث ركائز أساســية ــائعة، ومنها ما ق بناقل الخبر ومصدره أي العنصر البشــري يف الش منهــا ما يتعلة ــواهد المصاحبة لــه والقرائن واألدل ــق بالخبر ذاته من حيث صيغته والش يتعلعليــه ويتبع هذيــن المبحثين آخر يف كيفية الترجيح بيــن األخبار يف حال وجود التعــارض، ثم يأتي العنصر األخير الذي يعتني بخطوات عديدة يف الطريق إلي

ائعات بمنظور إسالمي فريد. القضاء علي الشــائعات من أخطــر الحروب د األحمد: «الش ــيخ ناصر بــن محم يقول الش oــة، واألوبئــة النفســية، بل من أشــد األســلحة تدميــرا، وأعظمها وقع المعنويت ظاهرة اجتماعيــة عالمية، لها وتأثيــرا، وليس من المبالغة في شــيء إذا عــدة، وأنها جديرة بالتشخيص والعالج، خطورتها البالغة على المجتمعات البشريي واالهتمام الســتئصالها والتحذير منهــا، والتكاتف للقضاء ــة بالتصــد وحرية، التي هي ة في األم وح المعنوي على أســبابها وبواعثها، حتى ال تقضي على الرعماد نجاح األفراد، وأســاس أمن واســتقرار المجتمعــات، وركيزة بناء أمجاد

عوب والحضارات. الشــرة للمجتمعات ــائعات مــن أخطــر األســلحة الفتاكــة والمدم تعتبــر الشواألشــخاص. فكــم أقلقت اإلشــاعة مــن أبرياء، وكــم حطمت اإلشــاعة من

١٥٣ والقضاء على الشائعات

ائعات في جرائم، مت اإلشــاعة من وشائج، وكم تســببت الش عظماء، وكم هدكت اإلشاعة من عالقات وصداقات، وكم هزمت اإلشاعة من جيوش، وكم فك

رت اإلشاعة في سير أقوام؟. وكم أخول ام ورؤســاء الد ك ول تهتم بهــا، والح ــائعات فإننــا نرى الــد لخطــر الشة في ر وحدات خاص يرقبونهــا معتبرين إياها، بل إن كثيرا من دول العالم تســخأجهزة اســتخباراتها، لرصد وتحليل ما يبث وينشر من اإلشاعات، بانين عليها عاتهــم لبعض األحداث. وال نكون مبالغين إذا قلنا بأن اإلشــاعة ربما تقيم توق

دوال وتسقط أخرى.ــائعات وجــدت حيث وجد والمســتقرئ للتاريــخ اإلنســاني يجد أن الشاإلنســان، بل إنها عاشــت وتكاثرت في أحضــان كل الحضــارات، ومنذ فجر ــائعة تمثل مصدر قلق في البناء االجتماعي، واالنتماء الحضاري التاريخ والش

عوب والبيئات»(١). لكل الشائعات به ال من ذلك يتضح لنا أن إشــاعة األخبار يف أي مجتمع ونشــر الشــائعات يتم نشرها بمنهجية وتخطيط محكم يأتي من قبيل المصادفة، بل إن الشمن مختلف الجهات لكي تؤتي ثمارها المسمومة كما ينبغي وكما هو مراد لها. ــائعات ومعرفة صة لتتبع الش ــس جهات متخص وكما أن بعض الحكومات تؤسسات مصادرها ومالحقتها بغرض القضاء عليها، فإن بعض الحكومات والمؤســائعات والعمل علي نشرها صة يف اختالق الش أيضo يكون لديها أجهزة متخصعلــي النطاق المرغوب فيه باحترافية شــديدة، وقد تكون هــذه األجهزة ظاهرة كما هو الحال يف وسائل اإلعالم المرئية والمقروءة أو غير ظاهرة أي خفية من ائعات» بتاريخ ١٤٢٦/٢/٨ هـ من د األحمد بعنوان «خطر الش ــيخ ناصر بن محم غة للش (١) خطبة مفر

سمي. يخ الر علي موقع الش

التثبت من ا2خبار١٥٤

ساتها الذين يتميزون بالعمالة ولة ومؤس خالل بعض المســؤولين يف أجهزة الدــعب إلــي جانب الكثيــر من العمــالء الميدانيين الذين ينتشــرون بين أفراد الشائعات وقياس مدي االتقدم يف نشرها والقرب أو البعد إلشــاعة الفتنة ونشر الش

ائعات. عن إحراز الهدف الذي من أجله نشرت تلك الشــائعة ال يتم التعامــل معها يف بــاديء األمر علي لــذا يجــب أن ننــوه أن الشته فإن كان كونها شائعة، بل يتم التعامل معها علي أنها خبر يراد التثبت من صحة التي ائعات من األمور الهام رنا أنه شــائعة. والقضاء علي الش صحيحo وإال قردة وخطوات علمية مدروسة ال تتم بعشــوائية، بل البد لها من استيراتجية محدائعات باحترافية ي للش وتخطيط مبني علي أصول وقواعد راسخة، ليكون التصد

مماثلة الختالقها ونشرها.ــوء علي ــطور القالئــل القادمــة بــإذن اهللا تعالي ســوف نلقي الض ويف السر ما إذا كانــت األخبار الخطــوات العمليــة والتــي من خاللها نســتطيع أن نقــرــة أو أنها علي النقيض من ذلك، وكيفية ح دق والص الــواردة إلينا تميل إلي الص

التعامل معها وكيفية بناء األحكام عليها واهللا المستعان.فصل في ناقل الخبر وشروطه:

اوي أو ن مــن جزئين رئيســين هما الر ـا قد ذكرنا ســالفo أن الخبر يتكو كنـالمخبــر أو ناقــل الخبــر، وصيغة الخبر الذي هو ســياق وســباق ولحاق. وكل ته وسالمته من النواقد د من صح جزء من جزئي الخبر له أصول وضوابط للتأكضنا لها باختصار يف باب األخبار وكيف أن علماء المسلمين والقوادح، وقد تعراألفذاذ األفراد قد وضعوا لذلك قواعد وضوابط صارمة ألجل حفظ سنة رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، وكيف أن تلك القواعد قد جري العمل بها يف التأكد من نسبة كل قول

١٥٥ والقضاء على الشائعات

لقائله وحتي يف نسبة الكتب واألغراض العينية لصاحبيها. ويف هذا الفصل بإذن اهللا تعالي سنســتعرض معo كيفية تطبيق هذه القواعد ا بع يختلف عم ــروط وكيفية إســقاطها علي واقعنا الحالي الذي هــو بالط والشمضي اختالفo شــديدا في كل شيء، وما هي الجزئيات التي نستطيع أن نستفيد بهــا ومــا ال يمكن أن نطبقه منها وما إذا كان هنــاك بعض اإلضافات التي يمكن مان وتغير حال الناس اهنة مع مراعــاة تغير الز أن نذكرهــا لمواكبة األوضاع الر

عنه يف قديم.ــند بنقل ذكــر العلمــاء أنه لكــي يقبل خبر ناقــل البد وأن يكون متصل الســروط ابط عن مثله إلي منتهاه من غير شــذوذ وال علة. فأي هذه الش العدل الضها ال د فيها وأي ها يمكننــا أن نقارب ونســد يمكننــا العمــل بها يف هــذه األيام وأي

سبيل لنا يف تطبيقه .ند: ل: اتصال الس التطبيق األو

واة الذين يتناقلــون خبرا ما، ذكرنا أن سلســلة اإلســناد هــي مجموعة الــرذا حتي يصل الخبر إلي آخر فأحدهــم يخبر به ثانيo والثاني يخبر به ثالثــo وهكجال الذين ند هو معرفة جميع الر رجل ســمعه. والهدف من تحقيق اتصال السق من أحوالهــم والحكم علي تناقلــوا الخبر بعضهــم إلي بعض تمهيــدا للتحقرطين الثاني والثالث أهليتهم يف نقل الخبر المقبول من حيث عرضهم علي الش

واة. واة وضبط الر وهما عدل الردا قال أخبرين علــي أن حمزة أخبره أي إذا مثلنــا بالمثــال التالــي: أن محمل من قال الخبر هــو طلحة وآخر من أنه ســمع طلحة يقــول كذا وكذا.... فــأود وحمــزة وعلي تناقال الخبر لكــي يصل من طلحة وصــل إليــه الخبر هو محم

التثبت من ا2خبار١٥٦

لها عند طلحة وآخرها عند ي سلسلة اإلسناد، أو لسلة تسم د، هذه الس إلي محمدا ســمع من ــد. والغــرض من إثبات اتصال الســند هو التأكد من أن محم محمعلي مباشــرة بال واســطة بينهما وكذلك علي سمع من حمزة بال واسطة بينهما د مثال وبين علي وكذلــك حمزة مع طلحة. فإذا ما كان هناك واســطة بين محمد قاصدا فهنا يحدث انقطاع يف سلسلة اإلسناد ألن ولم تذكر أو لم يذكرها محمدا قال أخبرني رجل ولم واة لم يذكر اســمه. وكذلك لــو أن محم هناك أحد الرجل سمع عليo .... إلي آخر اإلســناد، فهذا أيضo يلحق صفة ه أن هذا الر يســماالنقطــاع – العرفي وليس االصطالحي- بسلســلة اإلســناد، ويمكن أن نطلق

د أخبر عن رجل لم يذكر إسمه فهو مجهول. عليه انقطاعo باإلبهام ألن محم يقــول الحاكــم النيســابوري: «عبــد اهللا بــن المبــارك يقــول: اإلســناد من ين، ولوال اإلســناد لقال من شــاء ما شــاء، قال أبو عبد اهللا – أي الحاكم- : الدفلوال اإلســناد وطلب هذه الطائفة له وكثــرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار ن أهل اإللحاد والبدع فيه بوضع األحاديث، وقلب األسانيد، اإلســالم، ولتمك

ت عن وجود األسانيد فيها كانت بترا»(١). فإن األخبار إذا تعراوي ومعرفته ألن نســتطيع معرفــة حاله من حيث ية تســمية الر وتأتــي أهما إذا كان غير موجود أو غير معروف النســب فكيف لنا أن بط، أم العدالــة والضد ل نســتطيع أن نســتطلع حال كل من محم د من حاله.. ففي اإلســناد األو نتأكــد من حال وعلــي وحمــزة وطلحة ولكن يف اإلســناد الثاين ال نســتطيع أن نتأكجــل ألنه مجهول لنا ال نعرف له إســمo وال نســبo. وتتمثل خطــورة جهالة الرــقط التــام – أي عدم ذكــره علــي اإلطــالق- أو بالتنويه له اوي ســواء بالس الــرل نوع من أنواع علم الحديث ط جمعية معرفة علوم الحديث للحاكم النيســابوري (ص ٦) ذكر أو (١)

دائرة المعارف العثمانية.

١٥٧ والقضاء على الشائعات

بوصف كرجل أو واحد في أنه من الممكن أال يكون أهال لنقل الخبر المقبول ال أو ذو ذاكرة ضعيفــة ال تحتفظ باألخبار علي أصلها ابo أو مغف فقــد يكون كذبع فإن وهكذا، فيؤدي ذلك إلي خروج الخبر علي غير صورته الحقيقية. وبالطق بقول رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ية الخبر، فما تعل خطورة هذا األمر تزيد وتنقص تبعo ألهم

ة وصرامة علي خالف غيره وهكذا. يعامل بشدــرط علي األخبار التــي يتناولها ولكــن هــل يمكننا أن نطبــق مثل هذا الشي جميع من تناقل الخبر منذ منشــئه ـاس هذه األيام؟هــل يمكن لنا أن نســم النـ

بط؟.... وحتي وصوله إلينا لكي نضعهم يف ميزان العدالة والضرط مستحيل هذا أمر بعيد وشديد التعقيد، ويمكن أن نقول أن مثل هذا الشن الحــدوث والتطبيق يف وقتنا الحالي، ألن سلســلة اإلســناد قديمo كانت تتكويف العــادة مــن ثالثــة أفراد إلي إثنتي عشــر فــردا وجميعهم يف غالــب األحايين ــا يف وقتنا نعــة وهي تدويــن الحديــث وروايته. أم كانــوا يشــتغلون بــذات الصن من مئات أو آالف األشخاص من جميع الحالي فإن سلســلة اإلسناد قد تتكوق منهــم - هذا إذا ما بقــات واالهتمامات والذين يســتحيل التحق الفئــات والطكانوا معروفين يف األصل-. لذا ســنجد أن سلســلة اإلســناد مليئة بالمجهولين خص واالنقطاع سمة رئيسية لها، بل إننا يف أغلب األحيان لن نعرف سوي الشالذي أخبرنا بالخبر، وإذا زاد علمنا قليال فســيكون لدينا علم بالذي أخبره هذا

الخبر فقط.ــرط علي وجهــه وذلك لطبيعة ونظــرا لعــدم مقدرتنــا علي تطبيق هذا الشر وســائلها فإننا ســنكتفي يف عنايتنا بناقل الخبر وحاله ائعات وتطو انتشــار الشؤال علي من أخبر به ف من خالل الس بمن أخبرنا به مباشرة ولو استطعنا أن نتعرخص الذي أخبرني فسيكون ذلك حسنo نسبة إلي القدر المتاح يف التطبيق، الش

التثبت من ا2خبار١٥٨

x w ﴿ :ه (١)، ويقــول اهللا ۵ يف محكم التنزيل ه ال يترك كل فمــا ال يدرك كلz y ﴾ [التغابن: ١٦]، ويقول رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما

استطعتم»(٢)، وعلي قدر المستطاع سنمضي.واة: التطبيق الثاني: عدالة الر

ين ــرط ينقســم إلي قسمين هما اســتقامة الد وقد ذكرنا ســابقo أن هذا الشين يلزم منها البعد عن أسباب الفسق وانتهاك واالتفاق والمروءة. فاستقامة الدنوب واآلثام والجهر بالمعصية. واالتفاق والمروءة يلزم المحارم واقتراف الذجولية منها اعتبار العرف ما لم يخالف شرع اهللا ۵ والتحلي بصفات كمال الر

م مع المحافظة علي مراعاة الحال. والبعد عن أسباب االنتقاص والذث أن يكون مسلمo ال يدعو إلى بدعة، يقول الحاكم: «وأصل عدالة المحد oوال يعلــن مــن أنواع المعاصي ما تســقط بــه عدالته، فإن كان مــع ذلك حافظثين»(٣). ويقول الحافــظ ابن كثير: «وتثبت لحديثــه، فهي أرفــع درجات المحدة»(٤)، أي اوي باشــتهاره بالخير والثناء الجميل عليــه أو بتعديل األئم عدالــة الر

الح واالستقامة. بشهادتهم له بالصتها: ة أشياء نذكرها علي ترتيب شد اوي عد وتقدح يف عدالة الر

ها أن تكون يف عبادة وفيما (١) هي قاعدة أصولية فقهية وليست بحديث عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص ولها ضوابط أهمريعة اإلسالمية. حيحة عليها من مقاصد الش يرضي اهللا ۵، والتثبت من األخبار إلسقاط األحكام الص

ــنة- باب االقتداء بســنن رسول حيح (٧٢٨٨) كتاب االعتصام بالكتاب والس (٢) رواه البخاري في الصة في العمر، ط - باب فرض الحج مر فظ له. ومســلم في صحيحه (١٣٣٧) كتاب الحج اهللا ملسو هيلع هللا ىلص والل

دار إحياء الكتب العربية ١٩٥٥ م، كالهما من حديث أبي هريرة ڤ.(٣) معرفة علوم الحديث للحاكم النيســابوري (ص٥٣) ط جمعية دائرة المعارف العثمانية، ذكر النوع

الثامن عشر من علوم الحديث.(٤) الباعث الحثيث شــرح اختصار علوم الحديث للحاكم بشــرح العالمة أحمد شاكر (ص ٨٨) ط دار

الكتب العلمية.

١٥٩ والقضاء على الشائعات

يــن وأهله؛ فال ــرك: ألنهما من أعظــم موجبات العداء للد الكفــر والش .١دق. تقبل رواية صاحبهما مهما كان عليه من الص

سول أو في حديث الناس، وبأي نية الكذب: ســواء كان في حديث الر .٢يكون، وهو شر أنواع الجرح يف العدالة.

ذي يكون فســقه الفســق: وهــو العصيان والتــرك ألمراهللا، والفاســق ال .٣جرحــo فــي العدالة هو: المجاهــر بارتــكاب المعاصي الكبيــرة والمصر على

غيرة، والمتهاون بالواجبات والفرائض. الصين، أو أنها االعتقاد يف شــيء بأنه البدعــة: وهي إحداث ما ليس من الد .٤

رع لم يرد بإثباته (١). ب إلى اهللا والثواب، مع أن الش دين يوجب العمل به التقر وهناك أيضo من الجنايات التي يعتبرها العلماء االتهام بالكذب والجهالة راح هــام بالكذب لن يزيد من األمر شــيئo ألن الكذب الص علــي أنواعها، واالت

موجود بكثرة وكذلك الجهالة بجميع أنواعها.روط علي ناقلي األخبار اليوم فكيف سيكون إذا ما أردنا أن نطبق هذه الشة مع انتشار جميع عوامل القدح يف ه؟خاص ذلك؟هل ســيتم قبول خبرهم أم رد

مان. بع فإن المروءة ساقطة عن كثير من العباد يف ذلك الز يانة وبالط الد الكافــر كفــرا أصليــo كالمالحدة والبوذييــن وعبدة األصنــام والبقر وغير ة يستوون مع أهل الكتاب من اليهود ــماوي يانات المختلقة غير الس ذلك من الدــرع األخبار ــرع،ومن صلب أمور الش والنصــاري إذا ما نقلوا خبرا يف أمور الشياســية والتشــريعية، فهــؤالء قولهم يرد ة والس التي تعنــي بالجوانب االقتصاديمطلقo وال اعتبار له طالما أنه يمس أمرا استيراتيجيo يف حياة المسلمين. وذلك ل شرط من شروط األداء – أي اإلخبار ونقل الحدث- فإذا أن اإلســالم هو أو

ف. اهدي بتصر يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (١) الفصول يف مصطلح حديث الر

التثبت من ا2خبار١٦٠

ــخص علي غير دين اإلسالم وقت نقله للخبر فال يعتد بقوله، ولكن ما ظل الشأخــذ قوله فــي االعتبار بدون تصديــق أو تكذيب أمر آخر له ضوابط وشــروط

ق لها يف حينها إن شاء اهللا تعالي. سوف نتطربوهم وقولوا: قوا أهــل الكتاب وال تكذ وقد قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «ال تصد﴿4 5 6 7 8﴾ [البقرة: ١٣٦]»، حينما كان أهل الكتاب يقرءون التوراة سالم(١)، ومن المعلوم أن عدم اإلقرار ــرونها بالعربية ألهل اإل بالعبرانية، ويفسواء يمنع من إسقاط األحكام وال يمنع من ترجيح دق أو الكذب علي الس بالصوا خبر الفاســق كما ســنري الكــذب ألنه أولــي وأحــوط. وإذا كان العلماء ردــيوطي يف شــرحه علي الحقــo فمــن األولي رد خبــر الكافر. ويقول اإلمام الستقريــب النواوي: «فال يقبل كافر ومجنون مطبق باإلجماع»(٢)، ويعلق األســتاذ نشــأت كمــال المصري علي ذلك فيقــول: «فال يقبل من كافر باإلجماع ســواء أعلــم من دينه االحتراز عن الكذب أم لــم يعلم، وال يعقل أن تقبل روايته، ألن يف قبولها تنفيذا لقوله علي المسلمين، وكيف تقبل رواية من يكيد لإلسالم، ثم إن اهللا ۵ أمرنا بالتوقف في خبر الفاســق والتثبت فيه، فإذا كان هذا موقفنا من

الفاسق فمن األولي أن ترد رواية الكافر»(٣). ولكن قد يقبل خبر الكافر من أهل الكتاب أو غيرهم إذا جاء من طريق آخر حيــح (٧٥٤٢) كتاب التوحيــد- باب ما يجوز من تفســير التــوراة وغيرها (١) رواه البخــاري فــي الص﴾ K J I H G F E﴿ تعالــي لقــول اهللا بالعربيــة وغيرهــا كتــب اهللا مــن

[آل عمران:٩٣]، من حديث أبي هريرة ڤ.يوطي (ص ٢١٦) (النوع الثالث والعشرون) ط اوي يف شــرح تقريب النواوي لإلمام الس (٢) تدريب الر

دار العقيدة.ـوع الثالث والعشــرون) طـ. دار اوي لنشــأت كمال المصــري (ص ٢١٦) (النـ (٣) حاشــية تدريــب الــر

العقيدة.

١٦١ والقضاء على الشائعات

ة خبر المسلم ن يقبل خبره ويكون قبول خبر الكافر حينها شاهدا علي صح ممــة بمفرده. كما أنه يقبــل إن كان الخبر فيما يخص ح وال يصح أن يســتقل بالصائكة. كما أننا اليوم ال يلزم األمور الحياتية والمعيشــية بعيدا عن المجاالت الشة أســباب منها أننــا لم نعدم أبناء لنــا أن نعتمــد روايات أهل الكتاب مطلقo لعدليبيين ل إلي اليهود والص ادقين لنعزف عنهم ونتحو جلدتنا من المســلمين الصلنأخذ األخبار منهم فضال عن اعتمادها والتسليم لها وبناء األحكام عليها، كما أن عدم اســتقرار األوضاع الطائفية وقت األزمات والمحن وانتشار الفتن تزيد ده من كثير مــن الناس وأهل الكتــاب أولي برد الخبر مــن قابلية الكــذب وتعم

ة تمحيصه يف ذلك من غيرهم. وشداب فإن خبره ال يقبل ويرد وإن تاب وإن كان كذبه علي الناس ال ــا الكــذ أمعلي أحاديث رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص. يقول ابن عبد البر األندلســي: «عن بشر بن عمر قال: ســألت مالك بن أنس عن رجل فقــال: هل رأيته في كتبي؟قلت: ال. قال: ــد قول مالك رحمه اهللا أنــه ال يؤخذ عن ا يؤي لــو كان ثقــة لرأيته في كتبى. ومماب في أحاديــث الناس وإن لم يكن يكذب في حديث رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ما الكــذاق عن معمر عن موســى الجندي قال: رد رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص شهادة ز رواه عبد الررجــل فــي كذبة كذبها. قال معمــر: ال أدرى أكذب على اهللا أو على رســوله أو اب كذب على أحد من الناس»(١). ويقول عبد اهللا بن المبارك: «من عقوبة الكذذي أن يــرد عليــه صدقــه»(٢). وقال ابن مهــدي: قلت - أو قيل- لشــعبة: من الد بن عبد البر (١) التمهيــد لما يف الموطأ من المعاني واألســانيد ألبي عمر يوســف بن عبد اهللا بــن محم

ؤون اإلسالمية بالمغرب. النمري األندلسي (١/ ٦٨)، ط وزارة عموم األوقاف والشواية للخطيب البغدادي (ص ١١٧) (باب في أن الكاذب في غير حديث رســول (٢) الكفاية يف علم الر

م ترد روايته) ط الهند لناشرها دائرة المعارف العثمانية. اهللا صلي اهللا عليه وآله وسل

التثبت من ا2خبار١٦٢

وايــة عنه؟قال: «إذا أكثر عــن المعروفين ما لم يعرف مــن المعروفين يتــرك الرواية أو أكثــر الغلط أو تمادى في غلط مجتمع عليه فلم يتهم نفســه عند مــن الرا ســوى من وصفت فأروي عنهم»(١). اجتماعهم على خالفه أو يتهم بكذب أمجل المتهم بالكذب، والرجل كثير وقال ابن مهدي: «ثالثة ال يحمل عنهم، الر

الوهم والغلط، ورجل صاحب هوي يدعو إلي بدعة»(٢).ي يف منظومته: وقال يوسف الغز

ــهــم ــرد الــمــت ــف ــن ــم ـــر ال ـــب التهموخ بأقوى cمتروك وه سمدا تعم إن اب الكذ هدى(٣)والواضع قد من على ة بمر ولو

اهدي يف بعض من ترد روايتهم: يخ حافظ ثناء اهللا الز وقال الشمتهــم بالكذب: هو من ثبــت كذبه في حديث الناس واشــتهر أمره بذلك.

وروايته مردودة على اإلطالق. نادقة ، ســواء بقصد ســيئ كوضع الز اب: هو من ثبت كذبه على النبي الكذوالمبتدعــة أحاديــث للتحريــف والتشــويه، أو بقصــد حســن كمــا نقــل عــن عاة وضــع أحاديث في الفضائــل. وروايته مــردودة على وفيــة والد بعــض الص

اإلطالق(٤).ــيخ حاتم العوني في بعض من ال تقبل روايته: «من عرف بعدم ويقول الشالعدالة: وهو الفاسق، بل والكافر. وهو مردود باإلجماع. وحديث الفاسق غير

اب والمتهم بالكذب»(٥). عف ال يعتبر به، كحديث الكذ ل شديد الض المتأوعفاء الكبير للعقيلي (١/ ١٣)، ط دار الكتب العلمية. (١) الض

ابق (١/ ٨)، ط دار الكتب العلمية. (٢) المصدر السي المدني. (٣) نظم الفريدة يف المصطلح ليوسف الغز

اهدي. يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (٤) الفصول يف مصطلح حديث الرريف (ص ١٣) ط دار عالم الفوائد. يخ حاتم بن عارف العوني الش (٥) خالصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل للش

١٦٣ والقضاء على الشائعات

اب والمتهم بالكذب ثين علي رد حديث الكــذ فجمهــور العلماء والمحدمطلقــo مــع تفصيل عند بعضهم فيمــا إذا كان الكذب علي النبــي أو علي غيره اب واشــتهرت توبتــه، ولكن اليــزال الجمهــور علي رد وفيمــا إذا تــاب الكــذروايتيهمــا مطلقــo وهو األرجــح واألحوط لحماية حديث رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص من

الكذب واالفتراء. ولكن كيف يكون أمرنا اليوم وقد انتشــر الكذب بين الناس بجميع صوره وأنواعــه، مــن كذب علــي الخلق يف جميــع معامالتهم إلي كذب علي رســول oاهللا ملسو هيلع هللا ىلص وإلي الكذب علي اهللا ســبحانه وتعالــي، بل أن الناس قد جعلوا أنواعوها هم مة وال مســتهجنة وأطلقوا عليها أســماء سم من الكذب حالال غير محروآباؤهــم ما أنــزل اهللا بها من ســلطان كالكذب األبيض أو الكــذب الحالل أو

الكذب النافع. أقول إن من عرف اشــتهاره بالكذب فال هوادة في رد خبره، وهذا مشــتهر دق ومعمول به بين الناس، فإنهم إذا عرفوا أن فالنo أو صديقo لهم ال يقول الصحوا ث به وال يعتمــدون قوله وإن لم يصر يف العــادة فإنهــم ال يكترثون لما يحدا إذا ما جاء الخبر من مجهول الحال فال يعرف حال صدقه وكذبه فإن بذلك. أمب حتي يرد دليل أو شــاهد أو ذ ق وال يك التوقــف يف قبــول خبره أولي فال يصدتين، لتســاوي نســبة كال االحتماليــن، وإذا ما قال قائل ح إحدي الكف قرينة ترجره بأننا بصدد إننا بهذا سنقوم برد الكثير من األخبار الواردة إلينا بل غالبها، فأذكــائعات وذيوعها يف المجتمعات المسلمة ولن يتم ي لظاهرة انتشــار الش التصدعo أن نسم هذا األمر إذا قمنا بالتسليم لكل أحد ال نعرف حاله بصدق خبره تور

خبره بالكذب احتماال. والجهالــة بمفردها توجب التوقف يف خبــر المخبر وعدم العمل بمقتضي

التثبت من ا2خبار١٦٤

د صدقه، فإذا ما أضيف لذلك انتشار آفة الكذب الخبر إال إذا وجدت قرينة تؤكور والبهتان واأليمــان الكاذبة وخيانــة العهود وخلــف الوعود فإن وقــول الــز

التوقف في خبر مجهول الحال أوجب وآكد.اوي أو ناقل الخبر هي فات التي تنفي العدالة من الر فة الثالثة من الص والصمات صفة الفسق، وهي صفة ذميمة يتلبس بها صاحبها إذا ما ارتكب من المحرما عرف عنه أو اشــتهر به، وأســوأ الفســق الجهر بالمعصية فإنه يســقط العدالة مطلقــo ويجعل صاحبه متروك الحديث. وللعلماء تفصيل يف أمر الفســق فمنه ر وهو علي ر ويكون ذلك باســتحالل المعاصي ومنها ما ليــس بمكف نــوع مكف

ة من صغائر وكبائر مع اعتبار المجاهرة بالمعصية. درجات عدــيخ حافظ ثناء الدين: «الفســق: وهو العصيــان والترك ألمراهللا، يقول الشذي يكون فسقه جرحo في العدالة هو: المجاهر بارتكاب المعاصي والفاسق الغيــرة، والمتهــاون بالواجبات والفرائــض. وقال: الكبيــرة والمصــر علــى الصذي لم يعرف إال عن راو متهم بالكذب، أو الفســق، المتــروك: هو الحديــث ال

أو فاحش الغلط»(١). وقــد قــال اهللا ۵ يف كتابــه العزيــز: ﴿ / 0 1 2 3 4 5 يقــول [الحجــرات:٦]، ﴾? > = < ; : 9 8 7 6الحافــظ ابن كثير: «يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاســق ليحتاط له، لئال يحكم بقولــه فيكــون في نفس األمر كاذبــا أو مخطئo، فيكون الحاكــم بقوله قد اقتفى باع سبيل المفسدين، ومن هاهنا امتنع طوائف من وراءه، وقد نهى اهللا ۵ عن اتالعلمــاء مــن قبول رواية مجهول الحال الحتمال فســقه في نفس األمر، وقبلها ق الفسق ألنه آخرون ألنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاســق، وهذا ليس بمحق

اهدي. يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (١) الفصول يف مصطلح حديث الر

١٦٥ والقضاء على الشائعات

ــيخ عبد اهللا بن عمر البيضاوي: «وتنكير الفاسق مجهول الحال»(١). ويقول الشوالنبأ للتعميم، وتعليق األمر بالتبين على فســق المخبر يقتضي جواز قبول خبر

العدل من حيث إن المعلق على شيء بكلمة إنعدم عند عدمه»(٢).ــليمان تعليق ثري علي هــذه اآلية فيقول: «بين ــيخ فهد بن ناصر الس وللشا اهللا وجوب التبين من األخبار حال ورودها من الفاسق وذلك ألن األحوال إمقبول الخبر أو رد الخبر أو التثبت فيه، هذه هي األحوال الثالثة بالنسبة لإلنسان إذا جاءتــه أخبــار هــذا تأديب من اهللا لعبــاده إذا جاءهم خبر من الفاســق بأن ال عوا عوا في ماذا؟يتبادر إلى ذهن كثير من الناس أن ال يتسر عوا ولكن يتسر يتسره أيضo يعني عوا فــي قبوله وال في رد فــي قبوله نقول ليس هذا فقط بل ال يتســرقت فقد يكون الخبر كاذبo وإن رددت فقد ب ألنك إن صد ق وال تكــذ ال تصــد

يكون الخبر صادقo فانظر إلى تأديب اهللا لعباده . وفي قراءة أخرى: {إن جاءكم فاســق بنبأ فتثبتوا} والمعنى واحد أي تثبتوا مــن الخبر. ولكن لماذا نتثبت في خبره؟قال ســبحانه: {أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، أي أمرناكم أن تتثبتوا في خبر الفاسق حتى ال ع فتصبحوا تصيبــوا قومo وأنتم تجهلون أحوالهم فيقع ما يقع نتيجة هذا التســر

لكم في هذا األمر. في حسرة وندامة على تعجع في قبول األخبار فحينئذ هذا األدب البد أن يلتزم به اإلنســان وأال يتســروإذا نظرنا إلى أحوال الناس اليوم وجدنا الكثير منهم يطير بالخبر من أي إنسان فتــراه يقول فيه كــذا وكذا فيأخذ الخبــر على محمل الجد وعلــى أنه صدق ثم

(١) تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير [الحجرات: ٦] (٣٠٨/٤) ط دار الفكر.د البيضاوي ين أبــو الخير عبد اهللا بن عمر بــن محم ــيخ ناصر الد (٢) أنــوار التنزيل وأســرار التأويل للش

[الحجرات: ٦] (ص ٦٨٣)، ط دار الفكر.

التثبت من ا2خبار١٦٦

يزداد األمر ســوءا إذا قام اإلنســان بنشر خبر الفاســق فقد تندم إذا عملت بخبر بت الخبر ثم تبين الفاســق قبل التبين ثم تبين لك أنه خبر كاذب، أو تندم إذا كذ

لك أنه صادق.وهذا الندم من وجوه:

ندامة على تصديق الخبر الكاذب. .١

ادق. ندامة على تكذيب الخبر الص .٢.oقت فيه ما لم يكن صحيح ي صد ندامة لسوء الظن بالمسلم الذ .٣ندامة فيما سعى به اإلنسان من نشر هذا الخبر الفاسد بين الناس. .٤

ـاس عملــوا بمقتضى هــذه اآلية لحصــل بذلك مصالــح منها: ولــو أن النـــاق ألن الفاســق إذا علم أن الناس ســيتبينون مــن الخبر أقلع وقف هؤالء الفس

عن الكذب.من فوائد اآلية:

وجوب التثبت في خبر الفاسق. .١ذم الفاسق ألنه لم يقبل خبره إال بعد التثبت. .٢

التحذير من الفسق. .٣أن خبر الفاسق ال يرد وال يقبل. .٤

ل قبل التثبت. ذم التعج .٥يء مع الجهالة. ل في قبول الخبر قد يفعل الش أن المتعج .٦

ل ولم يتبين ل أو رد وتعج أن المعتمد على خبر الفاســق إذا قبله وتعج .٧سوف يندم(١).

ليمان. يخ فهد بن ناصر الس (١) تفسير سورة الحجرات للش

١٦٧ والقضاء على الشائعات

موه ل العلماء إدراجه مفردا وقد والكذب نوع من أنواع الفســق ولكن فضعلي أصله وهو الفســق فهو من جملته وذلك أن الكذب مسقط للمروءة يف كل ســان وألصقها به زمــان ومــكان وال تزال التهمة بــه بالجهالة وهو آكد آفات اللوهــو أكثر المعاصي ارتباطo باإلخبار، ويف ذلك يقول اإلمام الحافظ ابن حجر العسقالني: الطعن يكون بعشرة أشياء، بعضها يكون أشد في القدح من بعض،

بط . ق بالعدالة، وخمسة تتعلق بالض خمسة منها تتعل ولــم يحصل االعتنــاء بتمييز أحد القســمين من اآلخــر لمصلحة اقتضت د على سبيل التدلي؛ ألن ذلك، وهي ترتيبها على األشد فاألشد في موجب الراوي في الحديث النبوي بــأن يروي عنه صلى ا أن يكــون: لكذب الر عــن إم الطدا لذلــك. أو تهمته بذلــك؛ بأن ال يروى م ما لــم يقله متعم اهللا عليــه وآله وســلذلك الحديث إال من جهته، ويكون مخالفo للقواعد المعلومة، وكذا من عرف ، وهذا بالكــذب فــي كالمه، وإن لم يظهر منــه وقوع ذلك في الحديــث النبويل. أو فحــش غلطــه؛ أي: كثرته. أو غفلته عن اإلتقان. أو فســقه؛ أي: دون األول عموم وخصوص مطلق، ا ال يبلغ الكفر. وبينــه وبين األو بالفعــل والقول مم

.(١)« ل لكون القدح به أشد في هذا الفن وإنما أفرد األوا ســبق يتضح لنا أن الفاســق ال يرد خبره مطلقo وال يقبل مطلقo إنما وممــف فيــه لحين التثبت منه ثم يقر فتبني عليه األحكام أو يرد فال يعتبر بحال. يتوقابقة من كفر أو كذب أو فات الس أقول والحاصل أن كل من تلبس بصفة من الصرعية ال يقبل بحال وال يعتبر وال ينظر فسق فقوله وخبره فيما يخص األمور الشا يف األمور ــرك، أم إليه مع التشــديد وبيان اإلنكار والتغليظ يف حالة الكفر والش(١) نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر للحافظ ابن حجر العسقالني (ص ١٠٦-

اوي وأسبابه، ط مكتبة الملك فهد الوطنية. ١٠٧) فصل الطعن في الر

التثبت من ا2خبار١٦٨

يلــة والتي تتعلق بجميــع طبقات المجتمــع وفئاته الحياتيــة وأخبار اليــوم واللياســة والمعامــالت واألحــداث الجارية فإن وطوائفــه كمــا يف بعض أمور السد ظاهرا والتوقف باطنo، أي أن يظهر اإلنسان األصل يف جميع من ســبق هو الراب والفاســق أنه قد رد خبره ولم يقبلــه يف الظاهر وهذا من قبيل للكافــر والكذاب عن كذبه وإشعار الكافر بانعدام الثقة جر ورد الفاسق عن فسقه وكذا الكذ الزة واحدة وإن كان صادقo لما ق ولو لمر مطلقــo واجب كي ال يطمــع يف أن يصديف هذا من مفسدة عظيمة ال تخفي علي أحد من تربص أعداء دين اهللا عز وجل ة اإلســالم. ولكن يجب علي اإلنســان فيما يتعلق باألخبار الحياتية الواردة بأممــن هذه األصناف أن يتوقف اإلنســان فيها باطنo وال يحكــم عليها بالقبول أو قة ــة المصاحبة أو القرائــن المتعل ــق منها باألدل د يف قرارة نفســه حتي يتحق الــر

ن يوثق يف دينه وعدالته. بالخبر أو بورود الخبر من طريق آخر مم ثم يأتي الحديث عن المبتدع وهو الذي يستحدث يف دين اهللا ما ليس منه، وقــد اختلف العلماء قديمo وحديثo يف قبول خبره علي ثالثة أقوال هي القبول روط د بانتفائها. ومن الش د مطلقo والتفصيل أي القبول بشروط والر مطلقo والرموا البدعة رة، وهنا قد قس التي افترضوها لقبول خبر المبتدع أال تكون بدعته مكفــرة. فصاحب البدعة ــقة وبدعة مكف ــرط إلي قســمين: بدعة مفس تبعo لهذا الشــقة يقبل رة ال يقبل خبره مطلقo وإن لم يقل بكفره، ومقترف البدع المفس المكفعه عن الكذب واشــترط بعضهم خبره إذا لم يكن داعيo لها وإذا عرف عنه تور

أن يتابعه أحد المقبول خبرهم من غير المبتدعة وغير ذلك.حمن المعلمي: البدعة التي جــرت عادتهم بالبحث ــيخ عبــد الر يقول الشعن صاحبها عند الــكالم في العدالة هي البدعة في االعتقاديات وما بني عليها oرب من البدعة أن يكون جرح أو ألحق بها. وأهل العلم مختلفون في هذا الض

١٦٩ والقضاء على الشائعات

ة تلك المقالة، ال النظر فــي أدل ي يظهــر لي أنه ينبغي أو فــي عدالة صاحبه والذجــل وأحوال عصــره وعالقته بها، فإن غلــب على الظن بعد ثــم في أحوال الري أنه ال يخلو إظهاره تلك المقالة عن غرض دنيوي: اإلبالغ في التثبت والتحرــه أن يطرح، مــن عصبيتــه، أو طمع في شــهرة، أو حــب دنيا، أو نحو ذلك فحقوكذلك إن احتمل ذلك احتماال قويo بحيث ال يغلب على ظن العارف به تبرئته

ا ذكر. مم، وأنــه حريص على اه إليهــا اجتهــاده، وابتغــاؤه الحــق وإن ظهــر أنمــا أدــنة فال ينبغــي أن يجرح بمقالته، بل إن ثبتت باع الكتاب والس إصابة الحق في اتين، يه، نظر في درجته من: العلم، والد عدالته فيما ســوى ذلك، وضبطه، وتحر oرجة في ذلك احتج به مطلق ي، والتثبت فإن كان عالي الد الح، والتحــر والص

ا يوافقها لموضع التهمة(١). وإال فقد قبل منه ما ال يوافق مقالته، ويتوقف عمويقــول اإلمام الحافــظ ابن دقيق العيد: «أنا نرى أن مــن كان داعية لمذهبه واية عنــه، إهانة له وإخمادا بــo له، متجاهرا بباطلــه، أن تترك الر المبتــدع متعصلبدعتــه، فإن تعظيم المبتدع تنويــه لمذهبه به. اللهم إال أن يكون ذلك الحديث م مصلحة حفظ الحديث على مصلحة غير موجود لنا إال من جهته، فحينئذ تقد

إهانة المبتدع»(٢). ويقــول الحافظ ابــن كثير رحمــه اهللا تعالي: «المبتدع إن كفــر ببدعته، فال ت أيضo، وإن لم إشــكال في رد روايته. وإذا لم يكفر، فإن اســتحل الكذب ردحمن بن يحيي المعلمي (ص ٤٠-٤١) الفصل التاسع في يخ عبد الر (١) االستبصار يف نقد األخبار للش

المبتدع، ط دار أطلس.عفاء، ط (٢) االقتراح يف بيان االصطالح للحافظ ابن دقيق العيد (ص ٤٣٣) الباب الثامن في معرفة الض

دار العلوم.

التثبت من ا2خبار١٧٠

ق بين كونه داعيــة أو غير داعية؟في يســتحل الكذب، فهــل يقبل أو ال؟أو يفــراعية وغيره، ي عليه األكثرون التفصيــل بين الد ذلك نــزاع قديم وحديث. والذ، وقد حكى ابن حبان عليه االتفاق، فقال: ال يجوز افعي وقد حكي عن نص الش

.(١)«oتنا قاطبة، ال أعلم بينهم فيه خالف االحتجاج به عند أئمذي ال مته: «اختلفوا في قبــول رواية المبتدع ال الح يف مقد ويقــول ابن الصر في بدعته. فمنهم من رد روايته مطلقا؛ ألنه فاســق ببدعته، وكما اســتوى يكف

ل. ل وغير المتأو ل يستوي في الفسق المتأو ل وغير المتأو في الكفر المتأون يســتحل الكذب في نصرة ومنهــم مــن قبل رواية المبتدع إذا لم يكن مممذهبه أو ألهل مذهبه، سواء كان داعية إلى بدعته أو لم يكن، وعزا بعضهم هذا افضة؛ ألنهم ، لقوله: «أقبل شهادة أهل األهواء إال الخطابية من الر افعي إلى الشور لموافقيهم». وقال قوم: «تقبــل روايته إذا لم يكن داعية، ــهادة بالز يرون الش

وال تقبل إذا كان داعية»، وهذا مذهب الكثير أو األكثر من العلماء.ــافعي ڤ خالفا بيــن أصحابه في قبول رواية وحكى بعض أصحاب الشا إذا كان داعية فال خالف بينهم في عدم المبتدع إذا لم يدع إلى بدعته، وقال: أم

قبول روايته.اعية ة الحديث: «الد وقال أبو حاتم بن حبان البستي أحد المصنفين من أئم

تنا قاطبة، ال أعلم بينهم فيه خالفا». إلى البدع ال يجوز االحتجاج به عند أئمــائع عن ل بعيد مباعد للش وهــذا المذهــب الثالث أعدلهــا وأوالها، واألو

عاة(٢). واية عن المبتدعة غير الد ة الحديث، فإن كتبهم طافحة بالر أئمد شاكر (ص ٩٤) يخ أحمد محم (١) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث البن كثير بشرح الش

النوع الثالث والعشرون: معرفة من تقبل روايته ومن ال تقبل، ط دار الكتب العلمية.حمــن (٥٨٤/١-٥٨٦) (النوع ين أبــو عمــرو عثمان بــن عبــد الر ــالح لتقــي الد مــة ابــن الص (٢) مقدالثالــث والعشــرون: معرفــة صفة مــن تقبل روايته ومــن ترد روايتــه)، ط مكتبة ابن تيميــة الجامعة.

١٧١ والقضاء على الشائعات

والتفصيــل يف ذلــك كثيــر وال مجال لــه يف بحثنا هذا ويرجــع ذلك إلي أن جــل األمة اإلســالمية قــد لزمت جانــب االبتــداع يف كل شــؤونها وأمورها – ــرعية منها- حتي أن البدع صارت للمســلمين دينo غير دين اإلســالم أعني الشالنقي الذي أنزل علي رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص. ويقترن مع ســلوك الناس سبيل االبتداع oجهلهم بكون أفعالهم مبتدعة لجهلهم بأصول دينهم ابتداء وهذا يتنافي نســبيعوة للبدعــة، فالذي يدعو لبدعته غالبo ما يكــون علي دراية بها تأصيال مــع الدتنا يف وتفصيال حتي تكون دعوته لها علي وجه مقبول. إذا فأصل االبتداع يف أم

ل صاحبه لكي يدعو لها – أي البدعة-. مان يقوم علي الجهل وال يؤه هذا الز وعلــي هذا فإن أقرب اآلراء يف قبــول أو رد خبر المبتدع هو القبول لذيوع البدعة وانتشارها بين الناس بجهل منهم بحقيقتها إال إذا اتفق الفسق أو الكذب وعرفــا أو عرف أحدهما يف شــخص مبتــدع فهنا يكون هو قد جني علي نفســه ه والتوقف فيه باطنo لمعرفة ولزم رد خبره ظاهرا كما أسلفنا من قبل لردعه ورد

صدقه من كذبه.ــق بمراعاة األعراف المعمــول بها والبعد عن ــا المروءة وهي التي تتعل أمأســباب االنتقاص واالســتهجان ما لم تخالف شــرع اهللا يف قليل أو كثير – ألنه نوب والمعاصي تســقط المروءة إن كانــت من الكبائر وكذا ر أن الذ مــن المتقررت كما أن الجهر بالمعصية كبيرها وصغيرها يسقط المروءة غائر إذا ما تكر الصغم والجهر يف ذاته من الكبائر- فلن يكون لها كبير اعتبار يف مبحثنا هذا علي الرمن أنها كانت تشــغل المشــتغلين بالحديــث قديمo فيمن تؤخــذ روايته وحتي

القضاة فيمن تؤخذ شهادته.قنا من األخبار وحديثنا عن ويرجــع عدم اعتبارنا لمبحــث المروءة يف تحقة عوامل، منهــا أن المروءة تختلف صفــة مــن نقبل قوله وصفة من نــرد إلي عد

التثبت من ا2خبار١٧٢

مان، ضوابطهــا وعالماتهــا من زمان إلي آخر ومن مكان إلي آخــر وإن اتفق الزفهــي تتغيــر بتغير الحال، فما كان يعــد من خوارم المروءة قبــل ألف عام قد ال يعــد منها اليوم بل قــد يكون مطروقo ومعموال به بال أدني بأس أو اســتنكار أو استهجان. أمر آخر وهو أن ضابط المروءة وما يعد منها وما يعد منقصo لها قد ا يف زماننا هذا وال نــكاد نجد اتفاقo علي صفــة من صفاتها أصبــح واســعo جدــة وإن تجاوروا يف ة والخاص أو ناقــض مــن نواقضها واختلفت فيهــا آراء العاممان فلــم يعد لها تعريف مســتقيم وال صفة مميزة حتي المــكان وتقاربوا يف الزرورة مان حتي العمل بما هو معلوم منها بالض أنها كادت أن تندثر يف مثل هذا الزمن شــهامة ونجدة ورجولة، فال نكاد نجد نحن شــيئo من ذلك. كما أن انتشار لت من شــأن ة اإلســالمية قل الكــذب والمعاصــي والموبقــات بين أفــراد األمة مليئة بالمعاصي المروءة ومراقبتها واالهتمام بوجودها أو غيابها، ذلك أن األمة ســاقطة ال محالة – أي يف هذه األيام- كما أنه من ــداد فمروءة األم واآلثام الشســيبحث عن المروءة وهي فضل بينما تنتهك محارم اهللا بشتي األشكال، وإلي

اهللا المشتكي.ا سبق أن نخلص إلي بعض النقاط المبدئية التي قد تساعدنا إذا نستطيع ممها، ومع مزيد علي قبول نســبة صغيرة من األخبار الواردة إلينــا والتوقف يف جلن إن شــاء اهللا تعالي من ها ســنتمك عــرض لعوامل وضوابط قبول األخبار وردزيادة نسبة القطع يف األخبار وتقليل المتوقف فيها. ونستطيع أن نجمل ما سبق

يف نقاط:دق الح والتقــوي والص خبر المســلم البالغ العاقل المشــهود لــه بالص .١والبعد عن أســباب الفســق وخوارم المروءة يقبل مطلقــo ويعمل به حتي يأتي

ح ضد ذلك. دليل يرج

١٧٣ والقضاء على الشائعات

اب والفاســق خبرهم مردود مطلقo إذا مــا تعلق باألمور الكافــر والكذ .٢الشرعية.

اب والفاســق يرد خبرهم ظاهــرا ويتوقف فيه باطنo إذا ما الكافر والكذ .٣تعلق باالمور الحياتية.

المبتدع إذا ما ســلم من الفســق الظاهر ولم يعرف عنه فســق خفي وقد .٤دق فإن خبره يقبل ويعمل به. شهد له بالص

رة وإن لم يقل بكفره أو بصفة الكذب أو إذا ما تلبس المبتدع ببدعة مكف .٥.oفإنه يرد خبره ظاهرا ويتوقف فيه باطن oعرف عنه الفسق ظاهرا أو باطن

رورة اعتباره واألخذ بمقتضاه حتي وإن ــف يف الخبر ال يعني بالض التوق .٦ح صدقه بعد ذلك ولذلك ضوابط سنذكرها يف حينها إن شاء اهللا تعالي. ترج

واة: التطبيق الثالث: ضبط الرابط الــذي إذا ما وجد ــابق هو الض واة كمــا ذكرنا يف الباب الس وضبــط الراوي الخبر ي الــر بــط هو أن يتلق اوي أحكــم المتن وضبط، والض ــر يف الــر وتوفيــه تمامo كما ســمعه بــدون زيــادة أو نقصان ــن ســمع ويؤد مــن شــيخه أو مموابط ابط من أهم وأدق الض وبــدون تحريف يغير المبني أو المعنــي. وهذا الضــائعات واألخبار المتضاربــة وهذا ألن التي من شــأنها أن تحد من انتشــار الشياغة وإعــادة الترتيب فتنحرف عن غالــب األخبــار تتغير صيغتها يف مرحلة الصة ووجوه مختلفة تتباين فيما ن منه – أي الخبر- أشــكال عد أصل الخبر وتتكولة بأصل الخبر ومنها شــديد البعد عنــه الذي أعمل فيه بينهــا فمنها قريــب الص

ة. التحريف بشدر يف اكرة التي تؤث ة الذ اوي لألخبار يعتمد اعتمادا رئيسيo علي قو وضبط الر

التثبت من ا2خبار١٧٤

اكرة هي ملكة يهبها ة الذ سرعة استحضار الخبر بلفظه بدون غلط أو خلط. وقواهللا ســبحانه وتعالي لمن يشاء من عباده وأصلها الهبة وليس االكتساب غير أنه ر استعداد من الممكن تنميتها والعمل علي صقلها بشرط وجود أصل لها وتوفران كثيرا بالعوامل اكرة وســرعة الحفظ يتأث ة الذ فطري يســاعد علي ذلك. وقوة الخارجية وبالبيئة التي يولد فيها اإلنسان، فقديمo كان لدي العرب حافظة قويوذاكرة ال يتفلت منها شــيء وذلك لحاجتهم إليها لعدم وجود وسائل للتدوين والكتابة، فالكتابة علي األحجار وجلود الحيوانات وســعف النخل أمر يف غاية عوبة، كما أن الكتاب والعارفين بالكتابة والعاملين بها كانوا لدي ة والص المشقعر والفصاحة وال يستطيع أن جل ال يشق له غبار يف الش العرب قلة، فقد تري الريكتب. فكان العرب يستعيضون قديمo عن الكتابة والتدوين بملكات أوجدها

اكرة وسرعة الحفظ. ة الذ اهللا ۵ فيهم من قور أدوات الكتابة من أقالم مختلفة األشكال وصحائف مان وتوف وبتقادم الزلينة الحال بدأ الناس ينصرفون عن بذل الجهد يف الحفظ لسهولة التدوين، فلم يبذل المرء ســاعة يف الحفظ بينما يســتطيع أن يســتعيد الخبــر يف لحظة واحدة اكرة والحفظ وكذلك ســلبت نته؟. فترك الناس جل االعتماد علي الذ مــن مدوـاس وكثر الغلط يف منهــم تلك الملكة. فبدأ بذلك انتشــار ســوء الحفظ بين النـــة إلي تقييم ا دعا علماء األم بــط واإلتقان في القــول مم النقــل وظهر عدم الضة حافظتهم، فأطلقوا علي ة تبعo إلتقانهم وقو واة وتقسيمهم إلي درجات عد الربط معo كقولهــم رجل ثقة، رجل ثبت ة علي العدالة والض بعضهــم كلمــات دالأو متقن أو حافظ، ثم إنهم وصفوا من كان عدال ولكن قل ضبطه وحفظه قليال نهم جعلــوه – أي الحديث- يف درجــة أدني من ــدوق وقبلــوا حديثه ولك بالصحديث الثقــات. وإليك أخي الحبيب بعض مصطلحات أهل العلم فيما يتعلق

١٧٥ والقضاء على الشائعات

ة الحفظ: بط وقو بالضبط واإلتقان، والعدالة عبارة الثقة: هو من جمــع بين العدالة وتمام الض .١ــرك والبدعة دق واألمانة والتقوى، وســالمته من الش اوي الص عــن مالزمة الــراوي وإتقانه: ســماعه والفســق والفجــور وخوارم المــروءة. والمراد بضبط الرد اويــة كمــا يجب، وفهمه لهــا فهمo دقيقo، وحفظه لها حفظــo كامال ال ترد للر

ماع إلى وقت األداء. ه من وقت الس فيه، وثباته على هذا كلــذي يتقن لما يحفظــه في صدره مــن األحاديث بحيث ابــط: هو ال الض .٢ذي كتب واب متى شــاء روايتها، أو حافظ على كتابه ال رهــا على وجه الص يتذك

اته، وصانه من المحو والتحريف والتلف ونحوها. فيه مرويبط. ة الض ابط نفسه مع زيادة قو المتقن: هو الض .٣

ة. ابط في أعلى درجات القو الثبت: هو العدل الض .٤الحافظ: هو من حفظ مائة ألف حديث متنo وإسنادا على رأي. .٥

اوي الذي اختل ضبطه أو سقطت عدالته. عيف: هو الر الض .٦ذي فســد نظام عقله بســبب مــرض أو ضــرر أو كبر المختلــط: هــو ال .٧ســن ونحوهــا، أو ضاعــت كتبه فلم يقــدر على أداء مــا أراد روايتــه على وجه

واب(١). الصا واية مم اكرة وســوء الحفظ يورث الغلط يف النقل ويف الر ثم إن ضعف الذعف علي يؤدي إلي انتشــار الخبر علي غير حقيقته ويساعد علي تحريفه، والض

ة أجملها العلماء يف المراتب اآلتية: درجات عدســوء الحفــظ: وهو النســيان، أو عدم القــدرة على أداء مــا حفظه عند .١

حاجته إليه.اهدي. يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (١) الفصول يف مصطلح حديث الر

التثبت من ا2خبار١٧٦

وايات على غير وجهها كالتغيير كثرة الغلط: وهو اإلكثار من ســياق الر .٢يادة والقلب ونحو ذلك فيها. والز

كثرة الغفلة: والغفلة هي التســاهل في ســماع الحديث أو إسماعه كأن .٣ث مــن أصل غير ــماع، أو أن يحد ا يقرأ يف مجلس الس ينــام، أو يشــغل بالــه عم

مقابل، أو غير صحيح.ا يخالف به اوي من رواية األحاديــث مم كثــرة المخالفة: بأن يكثر الــر .٤

ا أومنكرا. الثقات، فيصير حديثه ألجل المخالفة شاذاوي االختالط: وهو فســاد العقل وعــدم انتظام األقوال واألفعال يف الر .٥اته بســبب مرض أو ضرر أو شــيخوخة، أو ذهاب كتب؛ فيعجز عــن أداء مروي

واب(١). على وجه الصثين تفصيل كثير في هذه المســالة وكيف يحكمون علي وللعلماء والمحدابق نعتهم، وهذا لن ينفعنا كثيرا في محاوالتنا إلسقاط حديث كل واحد من الســق من األخبار المتداولة اليــوم، وذلك ألن الناس في هــذه القواعد علي التحقي عندهم سرعة الحفظ، اكرة وينم ي لهم الذ زماننا هذا قد ابتعدوا عن كل ما يقوبــل قد ظهرت مــن األمراض الكثيــر ما يذهــب بالعقل ويجهــد الفكر ويودي ــد التأثير علي اكــرة ويضعفها. وكان لظهور الحاســبات اآللية بأنواعها أش بالذاعتماد الناس علي ذاكرتهــم وحافظتهم، فأصبحوا يركنون إلي اآللة ويهرعون إليها تيســيرا علي أنفســهم واتكلوا عليها – أي الحاسبات- في الحصول علي اكــرة وبطء الحفظ ا زاد من ضعف الذ األخبــار والمعلومات واســترجاعها مملوك وال فضل فيه لعربي علي أعجمي. وأصبح جل الناس يشتركون يف هذا الســبكة العنكبوتية ا زاد من عدم الحاجة إلي الحفظ انتشــار األخبار علي الش ومم

اهدي. يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (١) الفصول يف مصطلح حديث الر

١٧٧ والقضاء على الشائعات

وهي غالبo ما تكون مكتوبة – أي األخبار- فال حاجة إذا لحفظها وقد حفظت بغير جهد وال نصب.

ــبب ال نســتطيع أن نرد خبــر المخبر افتراضo منا أنــه قد ال يكون لهذا السة بط واإلتقان الشــتراك عام ضابطــo لحديثــه وألننا ال نعلم حاله من حيث الض

تهم في ذلك. ونخلص من هذا التطبيق بالنقاط التالية: الناس وخاصــة األخبار المكتوبة ال تخضع لهــذا النوع من أنواع التطبيق العملي عام .١عــف تبعo لهذا المبحث، ة أو الض ح علــي تقييــم األخبار وال يحكم عليها بالصر في المكتوب كما أنها ال تخضع لضبط الكتاب ألن له ضوابط وأحواال ال تتوف

من األخبار.اكرة لمــرض أو إذا مــا عــرف عن إنســان ناقــل للخبــر أنه ضعيــف الذ .٢ن ال يعاني نفس ه مم لســجية فخبره يرد وال يعتبر حتي يأتي من طريق آخر بنص

النقص.إذا جــاء الخبر من شــخص مجهول حال ضبطه وإتقانــه فإنه يقبل حال .٣عدلــه ويرد حال كفره أو كذبه أو فســقه علي التفصيل الــذي ذكرناه يف التطبيق

الثاني.فصل في دقائق الخبر وصيغته:

ق من وجودها وابط التي يجب أن نتحق ابق عن الض ثنا يف الفصل الس قد تحدوابط علي أرض ا إذا كنا نســتطيع تطبيق هــذه الض يف راوي وناقــل الخبــر وعمروط الواقع وإلي أي مدي. ويف هذا الفصل بإذن اهللا تعالي سنستعرض معo الشوابــط التي يجــب أن نبحث عنها يف الخبر ذاتــه أي يف متنه، وما يمكن أن والض

روط علي أرض الواقع. له منها وما مدي قدرتنا علي إسقاط هذه الش نحص

التثبت من ا2خبار١٧٨

ن الجملة من ة، وتتكــو ن األخبار من جملة واحــدة أو من جمل عد تتكــوة كلمــات أو من كلمة واحدة. فالحاصل أن الكلمة هــي وحدة بناء الجملة عــدوهــي وحدة بنــاء الخبر كما أن الخلية هي وحدة بناء الجســم والصخرة وحدة ما فــظ الموضوع لمعني، فأي غة هي الل بنــاء الجبل. والكلمة كمــا قال علماء اللن من حــرف أو أكثر. وبما أن األخبار لفــظ لــم يفد معني فليس بكلمة وإن تكون من كلمات فكان لزامo علينا أن نعير هذه الكلمات اهتمامo بالغo إذا ما تتكــو

اجح. ته ومعناه الر د من دق أردنا أن نقيم الخبر ونتأك يقول ابن مالك يف ألفيته:

عـم ــول ــق وال كلمة يــؤمواحـــده قـد كـــــالم بها ــمــة ــل وكيادة يف يادة يف المبني تــؤدي إلي الز غة واألصــول: الز وكمــا يقــول أهل اللن من ثالثة كلمات البد وأن تختلف إذا ما أضيفت المعني، فالجملة التي تتكوغة لزيادة نة من أربع كلمات، فال سبيل يف الل لها كلمة أخري لتصبح الجملة مكوائدة إلي تغير رورة أن تؤدي الكلمة الز كلمة بدون زيادة يف المعني. وليس بالضكامل يف المعني أو إلي المخالفة، بل قد تؤدي إلي المغايرة فحســب، وحاصل ديد علي سياق الحديث. لذلك فقد استمد هذا أن الكلمة لها ثقلها وتأثيرها الش

ية الكلمة يف سياقها. يته من أهم هذا المبحث الخاص أهمــطور القادمة إن شــاء اهللا تعالي إلي بعــض النقاط التي ض يف الس وســنتعرة ألفاظ الخبر وكيف نســتطيع أن نســتفيد منهــا يف إصدار حكم علي ق بدق تتعل

دق والكذب. الخبر من حيث الصصيغة الخبر تبعc للتصريح به أو التمريض:

دق أو ة والص ح من الوسائل التي تساعدنا علي إدراك موقع الخبر من الص

١٧٩ والقضاء على الشائعات

يغة التي ورد بها والكلمات التي اعتمد عليها، فكما قلنا عف والكذب الص الضية يف الجملة، وعلي هذا فــإن تراكيب جملة أن كل كلمــة لها مدلول ولهــا أهمالخبر أو جمله قد ترشــدنا إلي صدق الخبر أو إلي كذبه، وكذا اإلسلوب الذي ه. ألقي به الخبر علي مسامعنا فقد نستخلص منه صدق المخبر أو كذبه أو شك

ا أن يرد وجميــع األخبار التي ترد إلينا تكون بإحدي هاتيــن الطريقتين، إمالخبــر تصريحــo أو تمريضــo فما هــو التصريــح والتمريض ومــا يقتضيانه من

عف علي األخبار.... ة والض ح األحكام بالص١- األخبار الواردة بصيغة التصريح (الجزم أو التحقيق):

ــتر التصريح هو غاية البيان واإليضاح وهو اصطالحo ضد التعريض والسوالمــواراة والمداراة والمواربة، فهو إتيان األمر علي وجهه واإلخبار به بصيغة د أو إلي ما هو دونه. يقول ابن منظور: «وفي حديث ال تحتمل التحويل إلي الضح قيل وما التصريح؟قال: ابن عباس سئل متى يحل شراء النخل؟قال حين يصرة ه بال مشق »(١)، أي حينما يستبان حلو الثمر من مر حين يســتبين الحلو من المر

ل. دق يف القول بال مداراة ومن غير تجم راحة وهي الص وال عناء. ومنه الص إذا خالصة القول أن صيغة التصريح هي صيغة يأتي بها الخبر علي وجهه ن. وتتميــز صيغ التصريح ــامع علي التصديــق والتيق ــدا بألفاظ تحمل الس مؤكبالجزم والقطع وتكون يف غالب األمر باستخدام إحدي الحواس الخمس كقول قت، فهذه الكلمات تفيد أحدهم: رأيت أو سمعت أو شممت أو لمست أو تذوة الحدث. وقد ال يصاحب الخبر أي من القطع بالحدوث ومطلق الثقة من تتم

ألفاظ الحواس وتفيد التصريح أيضo كقولهم: جاء زيد.ة / ص ر ح]، ط دار صادر. (١) لسان العرب البن منظور (٢/ ٥١٠) [ماد

التثبت من ا2خبار١٨٠

ضنا ة علي ثالثــة ضروب قد تعر وتأتــي صيغــة التصريح يف الجمل الخبريلهــا في باب األخبار من قبل، أوالها الخبــر االبتدائي وهو الخبر الوارد بصيغة دات كقولهــم: جاء زيد، فهي جملــة حملت خبرا وهو التصريــح مــن غير مؤكأن زيــدا قد جاء بأســلوب فيه تصريح بالقدوم بــال مواربة وال احتمال ضد ولم تصاحب جملة الخبر أي من أدوات التوكيد. وهذا النوع هو أقل أنواع التصريح

.oة وإثبات قوفال وممتحن منصور حمنوالحق الر سنة فهذي تعجب

لبي وهو الخبر الوارد بصيغة التصريح مع دخول الن£وع الثاني هو الخبر الطي. وورود ــك عند المستمع أو المتلق د واحد أو أكثر بما يكفي لمغالبة الش مؤكــك علي أداة التوكيــد هنــا إلضفاء مزيد مصداقيــة علي الخبر وقطع طريق الشث له لإلقناع المســتمع، لذا فإننــا نلحظ أن التوكيد لم يأت إال لحاجــة المتحدوحاجة المســتمع لــه لالقتناع. ومثال ذلك قولهم: لقد جــاء زيد، أو إن زيد قد جــاء، فهنــا زاد عن نظيــره يف الخبر االبتدائــي ورود بعــض أدوات التأكيد مثل ـوع من أنــواع التصريح آكد من ســابقه ويقتضي «لقــد» و «إن و قــد». وهذا النـالتصديــق إذا ما ســلم راويه من أســباب الطعن والجرح كالكفــر أو الكذب أو

.oالفسق كما ذكرنا سلفنواهل ماح والر ذكرتك مني وبيض الهند تقطر من دميفلقد

ة النوع الثالث هو الخبــر اإلنكاري وهو الخبر الوارد بصيغة التصريح بعد، ويستعان ك د الش دات التي تكفي لمغالبة اإلنكار والتكذيب ال مجر من المؤكدات ونوع أقوي وأبلغ تأكيدا رب من األخبار بعدد أكبر مــن المؤك يف هــذا الضث مع من هو معروف منهــا. ويحتــاج إلي هذا النوع من األخبار يف أثنــاء التحدة تكون من شأنها أن تظهر بإنكاره أو تكذيبه للمخبر وذلك إلضافة مصداقية قوي

١٨١ والقضاء على الشائعات

علي رغبة المستمع يف المخالفة. ومثال ذلك قولهم: واهللا إن زيد لقادم، أو واهللا ة وتأكيدا زائدا ما علمت منه إال خيرا، فهنا جاء القســم ليســبغ علي الجملــة قو» أو االســتثناء. وهذا النوع من د آخر وهو «إن ا يف النوعين األوليين مع مؤك عمدق والتصديق من سابقيه وإن كانوا جميعo يشتركون يف أنواع الخبر أدعي للص

أهليتهم للقبول.ــة كثير كقول ورقة بن نوفل لرســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: ــنة النبوي ومثــال ذلك من السي كان يأتي موسى وإنك لنبي ي نفسي بيده إنه ليأتيك الناموس األكبر الذ «والذبن ولتقاتلن ولتنصرن ولئن أنا أدركت ذلك ألنصرنك ة ولتؤذين ولتكذ هذه األمــابقة أدوات التوكيد بدءا بالقسم ثم ت يف الجمل الس د نصرا يعلمه اهللا»(١)، فتعددت بعد ذلك الم التوكيد ونــون التوكيد لتقرير م يف «ليأتيــك» وتعد » والــال «إن

ة النبي ملسو هيلع هللا ىلص. ولتأكيد ذات المعني وهو نبوق ومثال آخر عندما ســأل رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص بعد صالة الفجر من منهم تصديق أبو د ا أجاب الص علي مســكين وتبع جنازة وعاد مريضo وأصبح صائمo فلمي نفســي بيده ما جمعهن بكر باإليجاب عليهن جميعo قال له النبي ملسو هيلع هللا ىلص: «والذالة فــي يوم واحد إال مؤمــن وإال دخل بهــن الجنة»(٢)، فجمع النبــي عليه الص

حيح ٢٥٢ (١٦٠) كتاب حيح (٣) كتاب بدء الوحي. ومســلم في الص (١) أصلــه عنــد البخاري في الصاإليمان- باب بدء الوحي إلي رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص، ط دار إحياء الكتب العربية. ورواه البيهقي في دالئل ريعة (٢/ ١٤٩) جماع أبواب المبعث- باب مبتدأ البعث والتنزيل ة ومعرفة أحوال صاحب الش النبوفظ له، ط دار الكتب اه، والل جر وتصديق ورقة بن نوفل إي وما ظهر عند ذلك من تسليم الحجر والش

العلمية. وإنما أوردنا رواية البيهقي لتعاقب أدوات التأكيد فيها بخالف ما للبخاري ومسلم.، ط دار إحياء دقة وأعمال البر كاة- باب مــن جمع الص حيح (١٠٢٨) كتاب الز (٢) رواه مســلم في الصفظ له، ط مكتبة ابن براني يف المعجم الكبير (٧٨٢٦) (٨/ ٢٤١) والل الكتب العربية ١٩٥٥ م. والط

تيمية.

التثبت من ا2خبار١٨٢

ة ــالم يف الحديــث قســمo واســتثنائين لتأكيد صفــة اإليمان للعبــد المؤدي والسبه للجنة.

٢- األخبار الواردة بصيغة التمريض:يغة الثانية من صيغ األداء أو من صيغ اإلخبار، والتمريض مأخوذ وهي الصة والعافية ويعني السقم وعدم استقامة الحال، وهو ح من المرض وهو ضد الصيت هذه أقرب إلي معني اإلمراض ال إلي حســن القيام علي المريض. وقد سميغــة بالتمريــض ألن ناقــل الخبر قد عمد إلــي إضعاف لفظــه وإلنزاله عن الصياق عمدا ة فكأنما أمرض الس ح مستوي الجزم والقطع لعدم اإليهام بمطلق الصعف وأن ة كما ال يفيد مطلــق الض ح ــياق ال يفيد مطلــق الص حتي يشــعر أن الس

األمر بين بين واهللا أعلم. يقول ابــن منظور: «والتمريض فــي األمر التضجيع فيــه وتمريض األمور توهينهــا وأن ال تحكمها وريح مريضة ضعيفة، وليلــة مرضت أظلمت ونقص ــك ومنه قوله نورهــا وليلــة مريضة مظلمة ال تــرى فيها كواكبها، والمرض الش

تعالى ﴿ U T S ﴾ أي شك ونفاق وضعف يقين»(١).عيف ــيخ طاهر الجزائري: «تنبيــه: إذا أردت نقــل الحديث الض يقــول الشبغيــر إســناد فال تقل فيه قال رســول اهللا كذا أو فعل كذا إلشــعار ذلــك بالجزم بــل قل فيه روي عن رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال كذا أو فعــل كذا أو بلغنا عنه كذا أو تي ال تشــعر يغ ال جــاء عنه كذا أو روى بعضهم عنه كذا وما أشــبه ذلك من الصته وضعفه وخــالف ذلك منكر عند عيف ما يشــك في صح بالجــزم. ومثل الضوم. قال النووي في مقدمة شرح صحيح البخاري: قال القوم يستحق صاحبه اللثين وغيرهم إذا كان الحديث ضعيفo ال يقال فيه قون من المحد العلمــاء المحق

ة / م ر ض]، ط دار صادر. (١) لسان العرب البن منظور (٧/ ٢٣١-٢٣٢) [ماد

١٨٣ والقضاء على الشائعات

قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أو فعل أو أمر أو نهى أو حكم وشــبه ذلك من صيغ الجزم ث أو نقل أو أفتى وكــذا ال يقــال روى أبو هريــرة أو قال أو ذكر أو أخبر أو حــدوشــبه ذلــك وكذا ال يقــال ذلك في التابعين فمــن بعدهم فمــا كان ضعيفo فال عيف بصيغة التمريض يقال فيه شيء من ذلك بصيغة الجزم وإنما يقال في الضفيقــال روي عنــه أو نقل أو ذكــر أو حكي أو يقال أو يــروى أو يحكى أو يعزى oأو حســن oأو جــاء عنــه أو بلغنا عنه. قالــوا وإذا كان الحديث أو غيره صحيحه أن صيغة الجزم تقتضي عــن المضاف إليه فيقال بصيغة الجزم ودليل هــذا كلته عــن المضاف إليه فال يطلق إال فيما صح وإال فيكون في معنى الكاذب صحا تركه كثير من الناس من المصنفين في الفقه والحديث عليه وهذا التفصيل مم

وغيرهما ومن غيرهم»(١).ــط لصيغة التمريــض: «صيغة ــريف في شــرح مبس ــيخ حاتم الش يقول الشالتمريــض: هــي التي ليس فيهــا جزم؛ كأن يقــول: روي، قيل، ذكــر عن فالن. إذا: صيغــة الجزم هي في الغالب تكون طبعــo بصيغة المبني للمعلوم، وصيغة التمريــض تكــون بصيغــة المبني للمجهــول. هل صيغــة التمريض تــدل على ة، وقــد يكون عدم التضعيــف؟، لــو قلنا تدل علــى عدم الجزم فهــي كلمة عامعف، وقد ال تكــون كذلك، قد يكون مــراده فقط اللة علــى الض الجــزم مــع الدته من الجزم بنســبة هذا بيان أن هذا الحديث غير متثبت منه أو يريد أن يبرئ ذمحيح هو هذا األخير أن صيغة التمريض ال تدل وحدها الحديث إلى قائله والص

على التضعيف»(٢).

مشــقي (٢/ ٦٦٨- ٦٦٩)، ط مكتب ــيخ طاهــر الجزائــري الد (١) توجيــه النظــر إلي أصول األثر للشالمطبوعات اإلسالمية بحلب.

ريط الثاني. ريف، الش يخ حاتم الش نة ومناهج مصنفيها»للش غ بعنوان «مصادر الس (٢) درس صوتي مفر

التثبت من ا2خبار١٨٤

الح لــم يقل إن صيغــة التمريض ال يقــول الحافظ العراقــي: «إن ابن الص.(١)«oحيح أيض عيف بل فى كالمه أنها تستعمل فى الص تستعمل إال فى الض

حيح فاذكــره بصيغة الجــزم ويقبح فيه ــا الص ــيوطي: «أم ويقول اإلمام السعيف صيغة الجزم»(٢). صيغة التمريض كما يقبح في الض

يغة الثانية وهي صيغة التمريض ويقول الحافظ ابن حجر العسقالني: «والصة إلى من علق عنــه لكن فيه ما هو صحيــح وفيه ما ليس ح ال تســتفاد منهــا الص

بصحيح»(٣).ا سبق إلي أن األخبار التي ترد إلينا بصيغة التمريض ال الجزم إذا نخلص ممرورة علي كذبه، غير أنها توحي ة الخبر كما قد ال تدل بالض ال يستفاد منها صح

ا يؤدي بنا إلي التوقف يف تلك األخبار. ة الخبر مم بعدم التسليم المطلق لصحة نقاط: ا سبق يف عد ص الفائدة مم ويمكننا أن نلخ

صيغــة التصريح أو الجزم تقتضــي التثبت يف الخبر والعلم بــه ويحكم لها يغة- إذا سلم ناقلها أو راويها من الكفر دق – أي األخبار الواردة بهذه الص بالص

والكذب والفسق والجهالة والجهل.ــدات وقد يصاحب صيغــة التصريح والجزم قد تكون بغير اســتخدام مؤكي د أو أكثر تبعــo لحاجة المخبر لإلقناع وتبعــo لحجم إنكار المتلق الخبــر مؤك

وعدم قبوله للخبر.

ل: معرفة ـوع األو الح للحافــظ العراقــي (١٤١/١) (النـ مة ابــن الص (١) التقييــد واإليضــاح شــرح مقدحيح من الحديث) ط مكتبة ابن تيمية الجامعة. الص

ــيوطي (ص ٢١٤) (النوع الثاني والعشــرون: اوي يف شــرح تقريــب النواوي لإلمام الس (٢) تدريــب الرالمقلوب) ط دار العقيدة.

مة فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقالني (ص ٢٠) ط اري مقد (٣) هدي السيان للتراث. دار الر

١٨٥ والقضاء على الشائعات

دات علي تها – ألن ليس جميع المؤك دات وزادت قو مــا زاد عدد المؤك كلة- زاد اقتضاء الخبر لتثبت قائله منه. و درجة واحدة من الق

األخبــار الواردة بصيغة التمريض – أي المبني للمجهول عادة- ال تقتضي ــف فيها ســواء كان المخبر عــدال وغير العــدل أولي ــة وال ضعفــo ويتوق صح

ه. ض بل ورد بالتوقف يف خبره الممرذوذ: ابع: عدم الش التطبيق الر

ة، وهو ح ابع من شــروط قبول الخبر والحكم عليــه بالص ــرط الر وهو الشروط التي يجب نفيها عن الخبر بعكس ما سبق من شروط ل من الش رط األو الشة أشهرها وأكثرها قبوال وجب إثباتها يف الخبر. وشذوذ الخبر علي تعريفات عدلــدي أهل صنعة الحديث أنه مخالفة الثقــة لمن هو أوثق منه، أي أنه إذا ما نقل رجل مشــهورة عدالتــه وضبطه خبرا علي صــورة معينة ثم إن أوثــق منه وأكثر ل عدالــة وضبطــo نقل ذات الخبــر ولكن علي صــورة مخالفة لمــا رواها األو

ة. ل للخبر رواية شاذ فعندئذ نقول أن رواية األويقول الحافظ العراقي في ألفيته:الثقه يخالف ما ذوذ الش قهوذو حق افعي فالش الــمــال فيه

اذ افعي رحمه اهللا: ليس الش كتور ماهر ياســين الفحل: «قال الش ويقول الد oأن يروي الثقة حديث : ــاذ من الحديث أن يروي الثقة ما ال يروي غيره، إنما الش

يخالف ما روى الناس»(١).

ــافعي: الحاكم فــي معرفة علــوم الحديــث: ١١٩، والخليلي في اإلرشــاد ١٧٦/١، (١) رواه عــن الشــافعي ــنن واآلثــار ٨١/١-٨٢، والخطيب في الكفاية. قلت: روي قول الش والبيهقي في معرفة السـوع الثامن والعشــرين من علــوم الحديث: الحاكــم فــي معرفــة علوم الحديــث (ص ١١٩) ذكر النـــاذ من الحديث أن يروي الثقة مــا ال يرويه غيره، هذا = وايات بلفظ: «ليس الش ــاذ من الر معرفــة الش

التثبت من ا2خبار١٨٦

ين وكسرها - غة: المنفرد، يقال : شذ يشذ ويشذ - بضم الش اذ في الل والشجل: إذا انفرد عن أصحابه. وكذلك كل شيء أي: انفرد عن الجمهور، وشذ الرا يشذ عن األصول، وكلمة . ومنه: هو شاذ من القياس، وهذا مم منفرد فهو شاذ

ة… وهكذا(١). شاذي ــذوذ هــو مخالفــة الثقة لألوثــق حفظo أو عددا، وهــذا هو الذ إذن: الشــاذ أنه اســتقر عليه االصطالح(٢)، قال الحافظ ابن حجر: يختار في تفســير الشــاذ من الحديث، ط جمعية ــاذ أن يروي الثقة حديثo يخالف فيه الناس، هذا الش ليس بشــاذ، إنما الش =ــنن واآلثار (١/ ١٤٣-١٤٤) رقم (١٦٩) باب دار المعارف العثمانية. وكذا البيهقي في معرفة السواية وما يســتدل بها علي خطأ الحديــث، ط دار قتيبة، دار الوعــي، دار الوفاء. وكذا أورده انتقــاد الركتور ماهر ياســين، (١/ ٣٩٥) فظ الوارد عند الد الح في علوم الحديث بذات الل أبــو عمرو بن الص، ط مكتبــة ابن تيميــة الجامعة. وأورده الخطيــب البغدادي ــاذ ـوع الثالث والعشــرون: معرفة الش النـــواذ ورواية واية (ص ١٤١) باب ترك االحتجــاج بمن غلب علي حديثه الش فــي الكفايــة في فــن الرالمناكير والغرائب من األحاديث، بلفظ مغاير لما سبق، ط الهند- دائرة المعارف العثمانية. وأورده شــد. ، ط مكتبة الر ــاذ الخليلي في اإلرشــاد في معرفة علماء الحديث (١٧٦/١) باب في معرفة الشحاح تاج اللغة ه في الص (١) الصحاح ٥٦٥/٢، وتاج العروس ٤٢٣/٩. قلت: ليس ما ذكر الكاتب بنصاد الجوهري الفارابي غير حروف يســيرة، (٢/ ٥٦٥) وصحاح العربية ألبي نصر إســماعيل بن حمه في تاج العــروس من جواهر ــين، ط دار العلــم للماليين. وليس هــذا بنص ال- فصل الس بــاب الــذة / ش ذ ذ] (٩/ بيدي، ولكن نقل الكاتب بعضــه [ماد د الز د بــن محم القامــوس ألبــي الفيض محم

٤٢٣-٤٢٤)، ط التراث العربي لمطبعة حكومة الكويت.لهما: وهو ما ذكر الحاكم النيســابوري أن الشاذ هو ــاذ تعريفين آخرين، أو (٢) وإنما قلنا هكذا؛ ألن للشي ينفرد به ثقة مــن الثقات، وليس له أصــل متابع لذلك الثقة. معرفــة علوم الحديث: الحديــث الــذــاذ وقد أورده فــي كتابه معرفة علــوم الحديث بلفظ ١١٩. قلــت: هــو تعريف الحاكم للحديث الشد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة»(ص ١١٩) ــاذ فإنه حديث يتفر ا الش «فأموايات، ط جمعية دائرة المعارف اذ من الر ذكر النوع الثامن والعشرين من علوم الحديث: معرفة الشــاذ هو الح في معرفة علوم الحديث بلفظ: «أن الش العثمانيــة. وأورد قــول الحاكم أبو عمرو ابن الصد به ثقة مــن الثقات وليس له أصــل بمتابع لذلك الثقة»(١/ ٣٩٥) (النوع الثالث عشــر: ي يتفــر الــذ) ط مكتبة ابن تيمية الجامعة. = اذ معرفة الش

١٨٧ والقضاء على الشائعات

ي يخالف رواية من هو أرجح منه(١). الذواة يختلفون في ثــم إن مخالفة الثقة لغيره من الثقات أمــر طبيعي إذ إن الرلهم األحاديث عن شيوخهم إلى ظهم وتثبتهم من حين تحم مقدار حفظهم وتيقحيــن أدائها. وهذه التفاوتات الواردة في الحفــظ تجعل الناقد البصير يميز بين ة من ــاذ واية المختلــف فيها من غير المختلف فيها، والش وايــات، ويميز الر الر

المحفوظة، والمعروفة من المنكرة»(٢).ا في د، أم غــة التفر ــذوذ معناه في الل ــيخ حمزة المليباري: «الش ويقــول الشاالصطــالح فقد اختلفوا قديمo في تحديــد مدلوله، غير أنهم اتفقوا في الحكم oــاذ: هو ما رواه الثقة مخالف ــيخ حافظ ثناء اهللا: «الش »(٣). ويقول الش د عليه بالرــاظ ي عليــه حف وثانيهمــا: وهــو مــا حــكاه الحافــظ أبــو يعلــى الخليلــي القزوينــي مــن أن الــذ =ــاذ مــا ليــس لــه إال إســناد واحد يشــذ بذلك شــيخ ثقــة كان أو غيــر ثقــة، فما كان الحديــث أن الشعــن غيــر ثقــة فمتــروك ال يقبــل، ومــا كان عن ثقــة يتوقف فيــه وال يحتــج به. اإلرشــاد ١٧٦/١-علمــاء معرفــة فــي اإلرشــاد كتابــه فــي ــاذ الش للحديــث تعريفــه الخليلــي أورد قلــت: .١٧٧شــد. وأورده أبــو عمــرو ابــن ، ط مكتبــة الر ــاذ الحديــث (١/ ١٧٦-١٧٧) بــاب فــي معرفــة الشــابق، ط مكتبة ابــن تيميــة الجامعة. ـوع الس ــالح فــي علــوم الحديــث (٣٩٦/١) فــي ذات النـ الصــاذ .......» إنما الح ٦٥٣/٢-٦٥٤. قلت: قوله «يختار في تفســير الش (١) النكــت على كتاب ابن الصالح فهمo فــي النكت (٣٩٥/١) (النوع الثالث عشــر: عــزاه اإلمــام ابن حجر ألبي عمــرو ابن الصالح ح ابن حجر بموافقته لما ذهب إليه ابن الص ) ط مكتبة ابن تيمية الجامعة. وقد صر معرفة الشــاذاوي من هو أرجح منه» في نزهة ، فقال في معناه االصطالحي: «مــا يخالف فيه الر ــاذ في تعريف الشالنظــر فــي توضيح نخبة الفكر فــي مصطلح أهل األثر. وكان من األولــي أن يذكر الحافظ ابن حجر ــاذ وهو عيف في حد الحديث الش اوي الض اوي المخالف غيره مقيدا بكونه ثقة حتي ال يدخل الر الر

ما ليس بمقصوده رحمه اهللا تعالي.كتور ماهر ياسين الفحل والتعليقات له أيضo، وما كان لنا فأوردته بعد (٢) اختالف الثقة مع الثقات للد

قولنا «قلت». كتور حمزة بن عبــد اهللا المليباري (ص ٥٢) مبحث ــيخ الد (٣) الحديــث المعلول قواعد وضوابط للش

، ط المكتبة الملكية – دار ابن حزم. اذ الحديث الش

التثبت من ا2خبار١٨٨

لما رواه األوثق منه، مع عدم إمكان الجمع»(١).ق بوجود روايتين أو أكثر لراويين ذوذ يف األخبار يتحق إذا يف الجملة فإن الشبط غير أنهم يتفاوتون يف هاتين الصفتين أو رواة جميعهم يتمتعون بالعدالة والضوايات روايات ي رواية أوثقهم مطلقo رواية محفوظة ويطلق علي باقي الر فتسمقة ائعات وانتشار األخبار الكاذبة وغير المحق ضنا لمبحث الش ة وعند تعر شــاذفإننــا نلحظ وجود مثــل هذا الخلل كثيــرا يف األخبار المتداولــة والمنقولة ليل نهار، بل إنه يكاد يكون من النادر أن نجد خبرا قد انتشر وأذيع علي وجه واحد د األوجه وتختلف األلفاظ وتتباين المعاني، وهذا ما ســنتناوله يف فقط بل تتعدالمبحث القادم بإذن اهللا تعالي مع اســتنباط الفوائد والخطوات العملية يف حال

وايات وتباينها. اختالف الردها: ياغة وتعد توحيد الص

oبت ترتيب دا رت وكما ذكرنا أن األخبار ما هي إال كلمات أفادت معني محددقيقــo يكفل لها إفادة المقصود وإصابة المنشــود، فإذا مــا اختلف ترتيب تلك ا وضع له الخبر يف األصل، لت بغيرها فإن المعني قد ينحرف عم الكلمات أو بدة االنحراف. وال يستوي الحكم علي وبقدر هذا التغيير واالختالف تكون شــداألخبــار بعد اختالف أصل ألفاظهــا مطلقo، بل من األخبار ما تظل علي حالها حتــي بعد تغييــر األلفــاظ، وبعضها ما يختلــف يف المعني ولكــن اختالفo غير ر تغيير األلفاظ بها تأثيرا ر كثيرا علي أصل الخبر، ومنها ما يؤث جوهــري وال يؤثشــديدا يضر بالمعني بصورة واضحة، ومن األخبــار ما يؤدي اختالف ألفاظها

ها وإنكار أصلها. إلي إثبات ضداهدي. يخ حافظ ثناء اهللا الز سول للش (١) الفصول يف مصطلح حديث الر

١٨٩ والقضاء على الشائعات

واية بالمعني: ١- الره وأصل اوي الحديــث أو الخبر ثم ينقله ال بــذات نص وهــي أن يســمع الراوي لفظه ولكن ينقل معناه ومفاده وما عرف منه وذلك بأسلوب آخر اختلقه الرواية بالمعني لصعوبة الحفظ بحيث ال يغير من المعني األصلي شيئo. وتكون الرواة إلي اإلخبار بالمعني وبالمفهوم لديهم وعــدم ضبط األصل فحينها يلجأ الر

.oوحديث oياغة. وهذا أمر مشتهر قديم بعد إعادة الصا رأى بعض ة: ولم حمن بن يحيي المعلمي: «قال أبو ري يخ عبد الر يقول الش، ووجدوا أنهم ال يســتطيعون أن حابــة أن يرووا للناس مــن أحاديث النبي الص

يأتوا بالحديث عن أصل لفظه استباحوا ألنفسهم أن يرووا على المعنى(١)».حمــن بن يحيــي المعلمي-: «أنــزل اهللا تبارك ــيخ عبد الر أقــول – أي الشريعة، ية، فاقتضت حكمته ورحمته أن يكفلهم الش ة أم ريعة في أم وتعالى هذه الشل سبحانه أن يرعاها ــر لهم. وتكف فهم حفظها وتبليغها، في حدود ما يتيس ويكلــاعة. ومن تدبر األحاديث في فظ إلى قيام الس بقدرتــه ليتم مــا أراده لها من الحة لألســتاذ محمود أبو رية [كتاب سوء وضرار عليه من المآخذ جملة وفيرة ــنة النبوي (١) أضواء علي السواية ريــن علي الر مين والمتأخ وهــو غير معتمــد لدينا وإنما أوردنــا قوله لبيان إقرار كثير مــن المتقديخ المعلمي ه ومدحه سواء ولذا أوردنا جواب الش ن ذم ة فيها فهو مم بالمعني وال اعتبار لطعن أبي ريزوا ة من جهالة وســوء]. قلت: وقوله «اســتباحوا ألنفســهم»يعني أنهم جو علــي ما ذهب إليه أبو ري، وإنما نبهنا علي واية بالمعني ورأوا أنه ال بأس بها ال أنهم نقلوها من حال الحرمة إلي حال الحل الرذلك ألن لفظ «اســتباحوا ألنفسهم»يشــعر بعدم جواز األصل ويســتخدم عرفo في وصف تحريف واية بالمعني كان بضوابط لديهم أحكام اهللا ۵ ونقلها من مقام إلي آخر، كما أن قوله باستباحتهم الرواية عنه ملسو هيلع هللا ىلص مطلقــo مخافة عدم فظ بــل إن بعضهم امتنع عــن الر وليــس علــي إطالقه كما يشــعر اللواية ومن روي منهم بغير النص الوارد أي بالمعني اإلتيان بنص الحديث وآثر بعضهم اإلقالل من الرة علي النقل بالمعني مخافة الوقوع ال بين ذلك وقال «بنحوه»«أو كما قال»أو غير ذلك من األلفاظ الد

في التدليس أو شبهه، واهللا أعلم].

التثبت من ا2خبار١٩٠

إنــزال القــرآن على ســبعة أحرف ومــا اتصل بذلك، بــان لــه أن اهللا تعالى أنزل ر تعليم جبريل للنبي ملسو هيلع هللا ىلص لتمام ســبعة القــرآن على حرف هــو األصل، ثم تكــرائدة عبارة عن أنواع مــن المخالفة في بعض ــتة الز أحــرف، وهذه األحرف السل بدون اختــالف في المعنى - والمراد باالختالف األلفــاظ للفظ الحرف األو

T S R Q P O ﴿ :فــي المعنى هو االختــالف المذكور في قــول اهللا تعالىا أن يدل أحــد الحرفين على معنى X W V U﴾ [النســاء:٨٢]، فأم، فليس باختالف بهذا المعنى- واآلخر على معنى آخر وكال المعنيين معo حقنه ذاك شــيء من ذاك نه ذا وما لق ن أصحابه فيكون بين ما يلق فكان النبي ملسو هيلع هللا ىلص يلقن، وضبطوا ذلك في صدورهم فظ، فحفظ أصحابه كل بما لق االختالف في اللنوه الناس، ورفع الحرج مع ذلك عن المسلمين، فكان بعضهم ربما تلتبس ولقا يحفظه أو يشــق عليه النطق بها فيكون له أن يقرأ بمرادفها. فمن عليه كلمة ممذلك ما كان يوافق حرفo آخر ومنه ما ال يوافق، ولكنه ال يخرج عن ذاك القبيل، حابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو وفي فتح الباري: " ثبت عن غير واحد من الصص فيه لــم يكن مســموعo له "(١). فهذا ضرب محدود من القــراءة بالمعنى رخ

ألولئك».(٢)وايــة بالمعنى في ــيخ طــارق بن عــوض اهللا: «وتقع أيضــo الر ويقــول الشي له به، بل بالمعنى الذ ي تحم اوي بالمتن ال بلفظه الذ ث الر المتــون، فقد يحدفهمه منــه، وقد يختصره أيضo، فيرويه بلفظ مختصــر، يرى هو أنه يؤدي نفس (١) قلــت: ورد ذلــك فــي فتح الباري بشــرح صحيــح البخاري للحافــظ ابن حجــر (٨/ ٦٤٤) كتاب يان فضائل القرآن- باب أنزل القرآن علي سبعة أحرف، حديث رقم (٤٩٩١)، (٤٩٩٢)، ط دار الر

للتراث.حمن يخ عبد الر لل والتضليل والمجازفة للش نة من الز (٢) األنوار الكاشفة لما يف كتاب أضواء علي الس

بن يحيي المعلمي، (ص ٧٥-٧٦)، ط عالم الكتب.

١٩١ والقضاء على الشائعات

ل، وليــس كذلك، فقد يكــون لفظه يه لفظ الحديــث المطو ي يؤد المعنــى الــذــيخ إلي غرض من روي بالمعني واية»(١)، فأشــار الش أعم أو أخص من لفظ الر

ومفهومه وبين أن األمر ليس مطلقo بل له ضوابط وشروط.واية بالمعني قد اختلف يف جوازها العلماء قديمo وحديثo وانقســموا والرية عندما كان د بشــروط، ولكن كان لهذا شــديد أهم د ومعارض ومؤي إلــي مؤيرة كما ســبق وذكرنا متعلقo بحديث النبي ملسو هيلع هللا ىلص وعندما كانت ملكة الحفظ متوفام فإن أكثــر األخبار تعتمد ا يف مثل هــذه األي واية بالمعنــي، أم مــا يغني عــن الرته وسرعته، فصار عوال الناس يف نقل واية بالمعني إذ انعدم الحفظ ودق علي الر

األخبار علي المعني والمفهوم والمستقر لديهم.ثكم بالحديث كما سمعناه ما يقول اإلمام سفيان الثوري: «لو أردنا أن نحد oاح: «إن لم يكن المعنى واسع حدثناكم بحديث واحد»(٢). وقال وكيع بن الجرفظ فقد هلك الناس»(٣). وقال ابن سيرين: «كنت أسمع الحديث من عشرة؛ الل

واية ــواهد والر ــيخ طــارق عــوض اهللا (ص ١٦٩) مبحث الش (١) اإلرشــادات يف تقويــة األحاديث للشبالمعني، ط مكتبة ابن تيمية.

واية على المعنى من واية، باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الر اظ، والكفاية في علم الر (٢) تذكرة الحفقوني. ثكم كما ســمعت فال تصد ــلف. وعن ســفيان الثوري أيضo أنه قال: إن قلت لكم إني أحد السثنا كما ســمعت، فأجابه سفيان: ال واهللا ما إليه سبيل وما كما جاء أن البعض قال لســفيان الثوري حدــابق). قلت: أورد أقوال ســفيان الثالثة الخطيب واية، الباب الس هــو إال المعنى (الكفاية في علم الرواية فــي الموضع المذكور (ص ٢٠٩) ط الهند- دائــرة المعارف العثمانية. فــي الكفاية في علم الربقة الخامسة من الكتاب: سفيان بن سعيد اظ (١/ ٢٠٥) الط هبي في تذكرة الحف وأورده الحافظ الذ

بن مسروق اإلمام، ط دار الكتب العلمية.ين القاسمي في كتابه د جمال الد ين القاسمي. قلت: أورده محم د جمال الد (٣) قواعد التحديث لمحمقواعــد التحديــث من فنــون مصطلح الحديــث (ص ٢٢٣) مبحث رواية الحديــث بالمعني، ط دار ــيوطي واية بالمعني، وكذا الس غير للترمــذي- باب الر إحيــاء الكتب العربية. وأصلــه في العلل الصــادس والعشــرون: صفة رواية = اوي في شــرح تقريب النواوي (ص ٣٣١) النوع الس في تدريب الر

التثبت من ا2خبار١٩٢

ثكم ة: «إنا ال نســتطيع أن نحد مختلــف والمعنى واحــد»(١). وقال عمرو بن مرالحديث كما ســمعناه، ولكن عموده ونحوه»(٢). وقال ابن بكير: «ربما سمعت »(٣)(٤) والحاصل ثنا بالحديث فيكون لفظه مختلفo بالغداة وبالعشي مالكo يحدر واية بالمعني مقبولة طالما لم يترتب عليها مفســدة أو ضرر أو غلط يؤث أن الرسلبo علي المعني المنشود ألصل الخبر، وإذا كان هذا مقبوال ومعموال به عند ــرع بضوابط محكمــة فإن العمل به يف اظ فيما يتعلق بالش ة الحف كثيــر من األئم

وابط قليال. ت الض األمور الحياتية أولي وأدعي للقبول حتي وإن خفيغة المغير للمعني دون التأثير علي جملته: ٢- إختالف الص

غم من أن ــورة من صور تغير صيغة الخبر، نجــد أنه علي الر ويف هــذه الصصيغة الخبر قد تغيرت عن األصل إال أن هذا التغير يكون طفيفo وسطحيo وال ر علي حقيقة الخبــر ومضمونه الجوهري والذي يدور حوله الخبر بأكمله، يؤثــكليات والكماليات وبعض التفاصيل التي ال وإنمــا يكون التغيير يف بعض الشخاوي ــخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث لإلمام الس الحديث، ط دار العقيدة. وأورده الس =

واية بالمعني، ط مكتبة دار المنهاج. (٣/ ١٢٧) باب الر(١) جامع بيان العلم وفضله، باب األمر بإصالح اللحن والخطأ في الحديث البن عبد البر. قلت: أورده ابن عبد البر في الموضع المذكور برقم (٤٦٤) (٣٤٤/١) ط دار ابن الجوزي. وكذا الخطيب في الكفاية فظ مختلف»، واية (ص ٢٠٦) بلفظ: «كنت أسمع الحديث من عشرة، المعني واحد والل في علم الرلف، ط الهند- دائرة المعارف العثمانية. واية علي المعني من الس باب ذكر من كان يذهب إلي إجازة الر

لف للخطيب واية على المعنى من الس واية، باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الر (٢) الكفاية في علم الرواية في الموضــع المذكور (ص ٢٠٨) ط البغــدادي. قلــت: رواه الخطيــب في الكفاية في علــم الر

الهند- دائرة المعارف العثمانية.ــابق. قلت: رواه الخطيــب في الموضع المذكور (ص ٢٠٩) ط واية، الباب الس (٣) الكفايــة في علم الر

الهند- دائرة المعارف العثمانية. د ر اإلســالمي يحيي محم واية بالمعني» للمفك ــني والر (٤) األقوال الواردة نقال عن مقال «الحديث الس

ين» إال ما كان منها بعد قولنا «قلت»فهو لنا. نته «فهم الد والتعليقات له من مدو

١٩٣ والقضاء على الشائعات

ية والتي لم تكن لتالحظ سواء بعد االختالف أو قبله. تتسم باألهماظ ة والحف وقد لوحظ ذلك أيضo يف الكثير من األحاديث الواردة عن األئموكبار رواة الحديث، ومثال ذلك اختالف بعضهم في تعداد جند المسلمين في غــزوة بدر الكبــري فمنهم من قال كانوا ثالثمائة وثالثة عشــر رجال ومنهم من قال خمســة عشــر ومنهم من قال سبعة عشــر. فتعداد الجيش علي اختالفه بين واية وحقيقة وايات ألجله ألنه فضل عن أصل الر واة ال يمثل خطئo قد ترد الر الرمضمونها والتي منها أن قريشــo أتت في ألف رجل والمســلمون كانوا ثالثمائة وايات ــر بمختلف الر وبضعة عشــر رجال، وقد زاد يف عــدم قابلية المعني للتأثا يؤدي إلي ترسيخ الفكرة العامة والمضمون ة قربها من بعضها البعض مم شــد

واية. الحقيقي للرة وبألفاظ وكــذا الحال يف واقعنــا اآلن فإننا نجد أن خبرا يرد بروايــات عدر علي حقيقة الخبر ومضمونه وإنما الخالفات مختلفة ولكنها يف الحقيقة ال تؤثوايــات تطــول حواف الخبــر وســياقه الفرعــي بينما يظل أصــل الخبر بيــن الرا يعد تأكيدا علي وايات مم ومضمونه يف قالب ثابت مســتقر وذلك يف جميع الرواية طحية الباهتة فيه. والواقع أن الر أصله مع إمكانية التغافل عن الفروقات الس

بالمعني وسوء الحفظ هما من أعم وأشهر األسباب للوقوع يف هذا الغلط.يغة المغير للمعني جملة وتفصيال: ٣- اختالف الص

ورة من صــور التغيير يف صيغــة الخبر من أخطــر وأخبث وتعــد هــذه الصي الكذب والتضليل. ومن هذا النوع من أنواع ور ألنها تندرج تحت مســم الصن، فإذا ما انتشر – أي الخبر- علي تلك ائعات وتتكو ياق تنبت الش التغيير يف السالحال من الخطأ صار شــائعة. ويأتي هــذا االختالف يف صيغة الخبر عن أصله

التثبت من ا2خبار١٩٤

ــائعات يف الباب الثاني غير ا جهال كما ســبق وذكرنا يف مبحث الش ا عمدا وإم إمأن كال وجهي التحريف ينتجان فتنة ويعمالن أثرهما البغيض يف المجتمع.

ويتبايــن قدر هذا االختــالف تباينo كبيرا تبعo لطبيعــة الخبر والغرض من إحداث هذا التحريف، فقد يكون التحريف جزئيo بحيث يتناول جزءا من الخبر ف فيه بالكلية ولكن يكون هذا القدر مــن التحريف مؤثرا علي الخبر وال يحــربأكملــه. وقــد يكون التحريف شــديدا فيتناول جميع أو أغلــب جزئيات الخبر .oتمام oصغيرها وكبيرها فيغير معالمه ويعيد تشــكيله بحيث يبدو خبرا مختلفد تمامo وهذا يحتاج بل إنه يف بعض األحايين يكون تغيير صيغة الخبر إلي الضد مطلق من األخــالق الحميدة والفضائل، إلــي جرأة كبيــرة علي الكذب وتجرحo يف قلب رب من التحريف والتغيير يكون أدعي وأشــد تبج فإن مثل هذا الضالحقائــق وتلبيــس الباطل بثياب الحق والمجــاوزة يف التعمية علي الخلق، وما ور والبهتان مثل ما رب من الــز نعــرف زمانo هو أكثر اســتحقاقo لمثل هذا الضــنة من حديث أبي هريرة قال: قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: نعيش اليوم، وقد ورد يف السب فيها ق فيهــا الكاذب ويكــذ اعــة يصد «إنهــا ســتأتي على الناس ســنون خدويبضة» قيل: ن فيهــا األمين وينطق فيها الر ــادق ويؤتمن فيها الخائن ويخو الصــة»(١). فقلب الحقائق وإثبات ــفيه يتكلم في أمر العام ويبضة؟قال: «الس وما الراألضداد وإنكار األصول ســمة من ســمات هذا العصر، فتحريف صيغة الخبر o بغرض التعمية وإثارة الفتنة هو أمر شــائع ومنتشر يف يومنا تحريفo جذريo تام

ة إال باهللا. هذا وال حول وال قومــان، ط دار الحديث . ة الز (١) رواه ابــن ماجــة يف ســننه (٤٠٣٦) (٣/ ٤٣٢) كتــاب الفتن- باب شــدحيحين سالة. والحاكم في المستدرك علي الص فظ له، ط مؤسسة الر وأحمد يف مسنده (٧٩١٢) واللحه األلباني في (٨٤٣٩)، (٨٥٦٤)، ط دار الكتــب العلميــة. جميعهم من حديث أبي هريرة. وصح

. غير وزيادته (٣٦٥٠) (١/ ٦٨١) ط المكتب اإلسالمي صحيح الجامع الص

١٩٥ والقضاء على الشائعات

التطبيق الخامس: وجود العاضد عند االحتياج إليه: قد ذكرنا سالفo أن شروط قبول الخبر كما وضعها علماء هذا الفن خمسة oــرح والتطبيق، غير أن بعض العلماء زاد شــرط ضنا لها بالش شــروط، وقد تعرا يعني وجود شــواهد للخبر سادســo وهو وجود العاضد عند االحتياج إليه ممــده وتؤازره. ولكن جمهور علمــاء الحديث قد اعترضوا ومتابعــات عليه تعض oابط ولم يعتبروه وذلك ألنه يقتضي رد خبر الواحد وإن كان ثبت علــي هذا الض

ا يؤدي إلي رد جملة من أحاديث النبي ملسو هيلع هللا ىلص. طالما لم نجد له متابعo ممتنا اليوم فســنجد أننا في أشــد الحاجة إلي ولكننــا إذا مــا نظرنا إلي حال أمة ة والقبول. ولذلك أسباب عد ح ابط لكي يرتقي بالخبر إلي مرتبة الص هذا الض

منها:تنــا اليوم، فالفتــن تضرب فــي أطنابها * الواقــع المريــض الذي تعيشــه أم

والمحن تعصف بأركانها.* انتشــار اآلفات بيــن الناس اليوم من كــذب وشــهادة زور وخيانة وغيبة ونميمــة وحقد وحســد وغيــر ذلك من الآلثــام واألمراض النفســية واإليمانية ا يجعل الحصــول علي تواتر يــة مم ين بالكل باإلضافــة إلــي بعد الناس عــن الدــرعي صاف هو ضرب من ضروب المحال إذ إن عدم االنضباط العرفي واالش

والعلمي هو السائد بين الناس.ة اإلسالم، فأعداء الخارج ال اخل بأم * تربص أعداء اإلسالم بالخارج والديألون جهدا في الضرب عليها إلســقاطها وإعمال الخراب في جنباتها، وأعداء ي بأسماء المسلمين رين والمالحدة ومن تســم اخل من العلمانيين والمتحر الد

وتزيي بزيهم وهو ليس منهم في شيء سواء كان واضح النفاق أم ال.راعات والنزاعات بين الفصائل المتناحرة واألحزاب المتنافســة في * الص

التثبت من ا2خبار١٩٦

ر بيئة مناســبة لتبــادل االتهامات والتخوين واختالق األخبار كل قطر والتي توفائعات. والش

ا يجعل ع وســائل اإلخبــار واإلعالم وانتشــار رقعتهــا وذيوعهــا مم * تنــواألخبار تنتقل بســهولة ويسر وســرعة من أقصي األرض إلي أقصاها، ويترتب علــي ذلك حتمية ورود األخبار من أكثر من مصــدر في غالب األحايين وعدم اقتصارهــا علي مصدر واحد، فإذا تفرد أحد األشــخاص أو الهيئات بخبر دون

ك واحتمال اختالق هذا الخبر. يبة والش غيره فحينئذ يكون ذلك مدعاة للر ومــن هذا يتضــح لنا أن األخبار اليوم ال يمكن التســليم لها إال إذا كان لها شــاهد قــوي علــي أرض الواقــع أو إذا ما أتت مــن أكثر من طريــق أو جهة مع اشــتراط اختالف المصدر لما ســبق ذكره من أسباب، وإن خبر الواحد المنفرد ة إذا لم يوافق الواقع في شيء أو إذا اليوم لهو من العجائب والمنكرات وبخاصي ليس له عاضد يقويه وبه يقوم ال يعتبر لم يقم له دليل يســتند إليه. فالخبر الذ

ز منه واهللا أعلم. واألولي التحرفصل في كيفية الترجيح بين األخبار:

اللة علــى المطلوب مع الحين للد يقــال فــي الترجيح أنه اقتران أحــد الصتعارضهمــا بما يوجب العمــل به وإهمال اآلخــر(١)، أي أن الترجيح يكون بين أمريــن أو حكميــن أو وصفين أو خبرين كالهما محتمــل التصديق، له وجه يف الحق وصالح لإلســتدالل بــه، ولكن أحد هذين األمرين قــد اقترن بما يوجب ل والحكم العمــل به مــع خلو اآلخــر من قرينــة مماثلــة فيكون العمــل بــاألو

له أوجب.ابعة في الترجيحات، ط د اآلمدي (٤/ ٢٩١) القاعدة الر (١) اإلحكام يف أصول األحكام لعلي بن محم

ميعي. دار الص

١٩٧ والقضاء على الشائعات

وإذا مــا قمنا بتطبيق هذه القاعــدة األصولية علي مبحثنا يف تحقيق األخبار ليــزداد تعريف الترجيح وضوحــo، فإننا إذا ما افترضنا أننا أمــام خبرين أو أكثر ة ومختلفة يف المعني اختالفo ال يمكن معه الجمع بينها وال يمكن وهي متضادرة ق معo بوجه من الوجوه، ولكن إمكانية حدوث كل منها منفردة متوف أن تتحقوقابلة لالســتعاب، فهنا يف هذه الحال البد لنا من البحث عن بعض العالمات ــر يف األخبــار الــواردة علــي غير التــي تصاحــب أحــد هــذه األخبــار وال تتوفة ح كف هــذا الوجه، بحيث تكون هــذه العالمات واألمارات من شــأنها أن ترجدق ة والص ح خبــر من األخبار وتوجب العمــل بمقتضاه بعد أن حكم لــه بالص

ولغيره بالكذب. وال يتم الترجيح إال بين متســاويين رأســo برأس ال يمكــن الجمع بينهما، فإذا أمكن الجمع بين الخبرين بوجه من الوجوه بحيث يكون مقبوال فال مكان للترجيــح. وكذلــك ال ترجيــح بين عام وخــاص وال بين كل وجــزء، أي أنه ال يمكــن إجــراء عملية الترجيح بيــن خبر يف الجملة وبين جزء مــن أجزائه إال أن

. رورة إسقاط الحكم علي الكل يكون الجزء يقتضي بالضحات حقيقية ــة ومرج والترجيــح المعتبر لــه ضوابط وقيود ويبني علي أدلوشــواهد واقعية ملموســة ال علي أهــواء أو ظنون أو افتراضــات ال وجود لها طور القادمة بإذن اهللا ة غيرها. ويف الس ح كف وال تقوم بنفســها فضال علي أن ترجة علي الترجيح وغلبة الظن المقننة ال تعالي سنســتعرض معo بعض العوامل الد

والمقبولة.١-رواية العدل ضد رواية المجروح:

حات لدينا هــي العدالة إذا ما تقابلت مــع الجرح، فإذا جاءنا أولــي المرج

التثبت من ا2خبار١٩٨

خبر من رجلين أحدهما مشــهورة عدالته واســتقامته وجزم بالخبر وجاءنا آخر بخبــر مخالف أو بــذات الخبر ولكن جري عليه التغييــر وكان مجروح العدالة ، ومشهورا عنه ذلك إذا ما تلبس بكفر أو فسق أو كذب أو عرفنا عنه إضمار شر

ل العدل علي الثاني المجروح. ح صدق األو فإننا نرج وإذا ما انفرد العدل بروايته يف مقابلة جماعة يستوون يف الجرح كأن يكونوا جميعo من المشركين أو يشتهر عنهم أنهم ينتمون إلي جماعة أو حزب وما إلي ــة الواحد العدل علي ــريعة يف معامالته، فهنا ترجح كف ذلــك ال يرتكن إلي الش

تهم جميعo ويوزن بهم وبأكثر منهم إذا كانوا علي شاكلتهم. كفا إذا ما خالفت رواية العدل المنفرد رواية أو خبر جماعة فيهم المجروح أمــدول فإن رواية الجماعة ترجح بشــرط اختالف العدول والمجروحين يف والعلوا منه الخبر، وذلك لضمــان عدم حدوث تغرير بالعدول المصــدر الذي حصة يف اآلراء التي بواســطة المجروحين المصاحبين لهم، ويتضح هذا األمر بشــدل للمســتقصي ولمن تتناقلها الجماعات واألحزاب. وفي مثل هذه الحال يفضق من الخبر أن يبحث عن أصل الخبر عند عدول أكثر حتي إذا يرغــب يف التحقحه وإذا ما خالفوه إلي خبر مــا وجد ما عندهم يوافق ما قالــه العدل المنفرد رج

حه وبني عليه حكمه. العدول والمجروحين رج وإذا مــا خالــف خبر عــدل آخر مثلــه يف العدالة وال فضــل ألحدهما علي حات أخري ســتأتي تباعo إن ــرط وينظر يف مرج اآلخــر فإنه يتوقف يف هذا الش

شاء اهللا تعالي.ابط ضد رواية الواهم: ٢- رواية الض

ماع حات لدينا هي ملكة ضبط األخبار والمسموعات حين الس ثاني المرج

١٩٩ والقضاء على الشائعات

ي ة والتحر ق وحيــن األداء أو اإلخبار، فإذا ما جاءنــا خبر من رجل معروف بالديادة والنقصان يف ما يخبر به والعناية باأللفاظ ومدلوالتها وقد اشــتهر بعــدم الزــح علي آخر عرف م ومرج وقد اســتوفي مع ذلك شــرط العدالــة فإن خبره مقدعنــه عدم العناية الفائقة باأللفاظ أو كثرت روايتــه بالمعني أو كثر إدراجه لرأيه خصي و تحليله للخبر ضمن ألفاظ الخبر حتي كأن التحليل جزء أصيل منه الشم علي – أي الخبــر-، وكذلك فإن خبر الثاين الذي ال يعتني كثيرا باأللفاظ مقدر خبر الواهم والمشــهور بكثرة النســيان وعدم المتزن عقله ومــن به مرض يؤثعلــي حضــور عقله وإعمال فكره كمتالزمة النســيان (الزهايمــر) أو األمراض ابط بع فإن خبر الحافظ الض ماغ وخاليا العقل، وبالط ر علي ســالمة الد التي تؤث

لحفظه أولي بالترجيح. oوحفظ oن هــم أقل منــه ضبط ابط المتقــن جماعة مم إذا مــا خالــف الضــديد والنســيان ولكنهــم لم يصلوا لمرحلــة الوهم أو االختالط أو التردي الشم عليه إذا مــا كان معني خبرهم واحدا أو متقاربo مع الواضــح، فإن خبرهم يقديهم جميعo الخبر من ــماع لضمان عدم تلق ي والس اختالف مصادرهم في التلق

أحدهم وهو غير ضابط يف األصل.ة): ٣- رواية الجماعة ضد المنفرد (الكثرة ضد القل

واة، فإذا ة الترجيح بين األخبــار يعتمد علي عدد الر ليــل الثالث من أدل الدرجة من ورد لنــا خبــران ال يمكن الجمــع بينهما وقد اتفق الجميــع يف ذات الدم ة ورواية الجماعة تقد بط فــإن رواية الكثرة ترجح علي رواية القل العدل والضي فإن هذا يكون أبلغ علــي رواية المنفرد. وإذا اختلفت مصــادر الكثرة يف التلقــيخ رضا أحمد يف الترجيــح غيــر أن الكثــرة مع العدالة فيهــا الكفاية. يقول الش

التثبت من ا2خبار٢٠٠

ة على استحالة االختالق»(١). صمدي: «الكثرة قرينة قوي والعدالة شــرط لقبول رواية الكثرة، ويســتدل علي عدالة الكثرة باستقامة ــيعة رنا أن خبرا روته كثرة من الش المجتمــع والبيئة المحيطة بهم، فلو أننا تصومثــال أو أهل الكتاب أو جماعة من حزب ال يعتبر شــرع اهللا يف معامالته خالف ــنة والجماعة المشــهود لهم بالعدالة ولكنهم قلة، آخر وكان رواته من أهل السرط ة العدول علي الكثرة غير العدول كما سبق وأشرنا يف الش ة القل فهنا ترجح كف

بط ال يساميهما وال يساويهما شيء. ل ألن العدالة والض األو oة من من هم أكثر منهم عدال وضبط وكذلك إذا خالف كثرة من العدول قلبط م علي رواية الكثرة لتباينهم يف العدالة والض ة تقد وأوثق منهم فإن رواية القل

اللذين إن اجتمعا ال يعدلهما شيء.ق من األخبار: التواتر وقيمته في التحق

التواتــر لغة هــو التتابع بكثرة، ومنــه قول اهللا ســبحانه وتعالي: ﴿ ( * ــق التتابــع ثيــن حينمــا يتعل + , ﴾ [المؤمنــون:٤٤]، وفــي اصطــالح المحد

باألخبــار كطريقــة من طــرق روايتها يكــون التواتر هو أن يــروي الخبر جماعة كثيــرة تحيــل العادة تواطئهم علــي الكذب وأن ينتهي إلي حــس وذلك في كل ند. وهذا يعني أنه لكي يكون الحديث أو الخبر متواترا البد أن يقوم طبقات السواة عن آخرين يتميزون بالكثرة أيضo، وأال يكون هناك بنقله جمع غفير من الرمجــال لإلتفاق فيما بينهم علي اختالق الحديث أو الكذب فيه كأن يكونوا من جماعــة واحــدة أو حزب واحد أو غير ذلك، وأن ينتهي هذا اإلســناد إلي حس واة رأينا أو سمعنا أو شممنا وال تقبل فيه صيغة التمريض كأن يقول الجماعة الر

يخ رضا أحمد صمدي. اللة، التاريخ، المنهج للش ثين... الد (١) اإلسناد عند المحد

٢٠١ والقضاء على الشائعات

اللة بل البد فيه من التصريــح. والخبر المتواتر يقتضي العلم اليقيني قطعي الدــالف ــروط المعتبرة الس اجح، فــإذا ما نقل إلينا الخبر متواترا علي الش علــي الرته والعمل به. فهل األخبار التي نســمعها ليل ذكرها فإنه يقتضي التســليم بصحدق وهل يوجب سماعها نهار يصدق عليها وصف التواتر وهل تكون مظنة للص

قبولها والعمل بمقتضاها؟....ــابقة العهد ال كر والس ــالفة الذ أقــول أن صفــة التواتــر المعتبرة بهيئتها السوجــود لهــا اآلن تقريبo إال فيما نــدر وال يكاد يوقف عليه فــي خبر من األخبار

وذلك لعدة أسباب وهي:ال: من شــروط التواتر في األخبار أن ينقلها الجمع عن الجمع بحيث * أوواة لذات الخبر عن العدد المعتبــر للحكم علي الخبر بالتواتر. ال يقــل عدد الرــة مصادر األخبار، فإنك عوبة ويرجع ذلك إلي قل وهــذا أمــر إثباته في غاية الصفة ولكن جميعهم قد قــد تجد ألف شــخص ينقلون خبرا معينo علــي ذات الصأخذوه من جريدتين أو ثالث قنوات فضائية، فعدد األلف يصلح العتبار التواتر ولكــن عدد اإلثنيــن أو الثالثة ال يصلحان مطلقo العتبــار الخبر متواترا. وهذا ــائع في أخبار اليوم فإن الناس جميعo يتناقلون األخبار فيما بينهم حتي هو الشيبلغــوا آالفo كثيرة تروي عن آالف كثيرة عن آالف كثيرة، ولكنك إذا ما بحثت عن أصل الخبر فلن تجد إال عددا محدودا من المصادر ال يكفي العتبار التواتر واة للخبر كثرا فحسب في نقل الخبر، فالعبرة في التواتر ال تقتصر علي كون الربل البد وأن تشــمل كثــرة المعاينين للخبر أصالة، فــإذا تناولنا حدثo معينo فال يكفــي أن يتناقلــه ألف من األشــخاص بل يجب أن يتناقله هــذا العدد عن عدد ن رأوا الحدث بأعينهم أو ســمعوه بآذانهم وهكــذا حتي الوصول إلي كثيــر مممصــدر الخبر. وهذا من األمور المنتفية في حق األخبار اليوم ويرجع ذلك إلي

التثبت من ا2خبار٢٠٢

رجوع الناس إلي عدد محدود من المصادر التي تنشــر الخبر علي نطاق واسع أن العظيم. يوع واالنتشار الش اعتمادا علي كونها مرئية أو مقروءة ولها من الذ

، وإنما تحال * ثانيc: غالب األخبار التي يتناقلها الناس ال تنتهي إلي حس ،oأو سمع يقين o ن شاهد حق ق مم ي والتحق للمجهول في آخر المقال بعد التقصي فتجــد أن الجميع يــروي بصيغة الجزم واليقين والتصريــح ولكن عند التقصواية ل إلي صيغة التمريــض والر ــند تجــد أن صيغة الخبــر تتحو والعلو في الســك واإلحالة علي مجهول حتــي أنك ال تري أحدا فــي آخر المطاف علــي الشرأي بعينــه بل إن الجميع قد ســمعوا من أشــخاص ســمعوا أن أشــخاصo قيل ل ي رأي وعاين وعليه يعو لهــم ...... وهكذا، فال تكاد تجــد العدد المعتبر الذ

أصل الخبر.واة علي * ثالثــc: أن مــن شــروط اعتبــار التواتــر أن يســتحيل تواطؤ الــرالكذب وذلــك لضمان عدم اتفاقهم علي اختالق الخبر واالتفاق علي نشــره. ومثال علي ذلك إذا ما أتانا الخبر متواترا تواترا معتبرا بشــروطه في تقديم علي يق في اإلمامــة والخالفــة وكان رواة د بــن أبي طالــب ڤ علي أبي بكــر الصافضة، فهل يعتبــر بتواتر الخبر حينها؟.... الجواب ال.. الخبــر جميعهم من الرواة الذين يتفقون في االعتقاد ال يعتبر بتواتره وذلك لوروده من عدد كبير من الرياســية خبرا دون المذهبــي وكذلك الحــال إذا ما روي حزب من األحزاب السك دت به دون غيرهم، ويزيد الش غيرهم أو جماعة من الجماعات خبرا ما وتفرة الخبر إذا ما وافق هوي عند رواة هذا الخبر ووافقهم علي مذهبهم أو في صحالمة من الكذب واالختالق أن يكون ر به شرط الس رأيهم. فالبد للخبر كي يتوفرواتــه من فصائل مختلفة ال يجمعها غــرض يتعلق بأصل الخبر وهذا هو ما ال

٢٠٣ والقضاء على الشائعات

ر في جل األخبار التي يتناقلها الناس هذه األيام، فإنك إذا ما تتبعت فصيال يتوفمــن الفصائــل أو طبقة من طبقات المجتمع فســتجدها تنقل أخبــارا لها صورة دة وصبغة معروفة تختلف عن غيرها حتي أنك تســتطيع االســتدالل علي محد

ناقل الخبر من طبيعته.* رابعc: انتشار اآلفات واألمراض في المجتمع من كذب وتخوين وصراع علــي عــرض زائل، فإن الكذب قد أصاب كل أحــد إال من رحم اهللا تعالي، لذا ين ادقين العدول الذ عوبة بمكان أن تجد خبرا جل رواته مــن الص فإنــه مــن الصيقبل قولهم وخبرهم، بل إن جلهم من المردود خبرهم أو المســتور حالهم إذا

بط. م العدالة والمروءة والض ما ارتقوا في سلق والتثبت من األخبار وشروط ضبط *خامسc: انتشار الجهل بثقافة التحق

ا يســتحيل يها- وآدائها – أي اإلخبار بها- مم لها - أي تلق األخبار وكيفية تحمفة وعين زم العتبار التواتر يروي الخبــر علي ذات الص معــه أن تجد العــدد الالفة، فستجد الهيئة، بل إنك لن تجد عشــرة أشخاص يروون خبرا علي ذات الصل تفصيــال لن تجده عند اآلخريــن وهكذا، بل إنك قــد تجد روايات عنــد األوتناقــض أصــل الخبر أو تناقــض وتنافي جزءا منــه، وهذه الروايــات من جملة

التواتر، وعليه فيكون التواتر منتقضo ال اعتبار له.عوبة ال اعتبار له، فال لذا فإن التواتر في نقل األخبار اليوم أمر في غاية الص oة أو ألكثر وجوب واة لذات الخبر فالتواتر معلول ومنتقض لعل يغرنــك كثرة الريقتضيــه العقــل ويفرضه الواقع والمشــاهد من أحوال الناس، لــذا فإن الحكم بالقبــول علي الخبر المتواتر ظاهرا ال يصح وإنما يرجع الحكم علي الخبر من

وابط والقواعد المعتبرة المعمول بها في أي خبر واهللا أعلم. خالل الض

التثبت من ا2خبار٢٠٤

٤- رواية األكثر دراية ضد األقل دراية (األكثر جهال):راية، ابع لدينــا من ضوابط الترجيــح هو العلم واإللمــام والد ابــط الر الض oم علــي األقل علم فاألكثــر علمــo واألرجح عقــال واألعمق فهمــo خبره مقدة إذا ما افتقد إلي رجحان العقل وعمق التفكير والمنطقية وإلمامo ودراية خاص

يف التحليل.رايــة لهــا عالمــات ودالالت ومنها درجــات، أوالها مطلــق الخبرة والدنين وبتقادم العمر والتي تنير البصيرة يف كثير من راية المكتسبة علي مر الس والداألحيــان وتجعل األمور واضحة جلية ال التبــاس فيها وتأتي مع الخبرة ومرور من. العالمة الثانية هي المســتوي الثقافي والتعليمي لناقل الخبر ولهما دور الزاتية بارز ال ينكره أحد يف رجاحة العقل وأسلوب التفكير ومنها أيضo قدرته الذق من األخبــار. العالمة الثالثة والتي لها تأثير شــديد علي مصداقية علــي التحقالخبــر اعتمــادا علــي دراية ناقله هــي القرب والبعــد عن مصدر الخبر ورأســه ا ال شــك فيه أن القرب من مصــدر الخبر يجعل وموقــع الحــدث وصفته، فمماإلنســان أكثــر دراية وإلمامo وإحاطة بالخبر وبأصله بــل ويكون أقدر من غيره مo علي من ماته ومالبســاته فيكون خبره مقد علي معرفة مســببات الخبر ومقد

هم دونه يف القرب من مصدر الخبر ومنه أبعد.رايــة واإللمام بالخبر اهتمامات ناقل الخبر الة علي الد ومــن العالمات الدــة مضمــون الخبــر وموضوعه عنــده، فمن المشــاهد أن اإلنســان يتقن وأولويم مــا يهــوي ويحفظ ما ترنو إليه نفســه ويضبــط ما كان علي أولي درجات ســلا ق. أم بط والتحق اهتماماتــه، فمثــل هذا يغلب علي روايته للخبر اإلتقــان والضمن كان يروي خبرا وهو يف الحقيقة غير مهتم به، بل يرويه علي ســبيل الحكاية بط واإلتقان وعدم االكتراث أو ملء الفراغ أو غير ذلك فإنه يغلب عليه عدم الض

٢٠٥ والقضاء على الشائعات

راية بالخبر ومالبساته هي واية. وعالمة أخري تدل علي الد لحجم الغلط يف الرثنا عنها فإن اإلخبار بصيغة التصريح والجزم صيغة اإلخبار به والتي سبق وتحدراية وتدل عليهما، وعلي النقيض فإن استخدام صيغة تشــعر بالتثبت وتمام الدراية وقد توهــم بانعدام ــة الد التمريــض والتعريــض تدل علــي عدم التثبت وقل

العلم بالكلية.ر إحداها أو أكثر يف الالت واجتماعها أو توف وال يكفــي مع وجود هذه الدق مراقبة ر العدالة وتحق المخبــر أن يكون خبره مقبوال مطلقo، بل البــد من توفرين الذين يظن بهم رجحان فين والمفك اهللا ۵، وإال فإننا نري أن كثيرا من المثقشد وكثيرا من القريبين ألماكن األحداث ومصادر األخبار إنما العقل وغلبة الرارة الفتنة من خالل نشر األكاذيب ائعات وإث هم أبواق تعمل بذاتها علي نشر الش

مان. هادة بغير الحق والتعمية علي الخلق وهم كثير يف هذا الز والش ٥- موافقة الخبر للواقع:

حات علي صدق الخبر أو علي كذبه مدي موافقة ــرات المرج ومن المؤشي الخبر بجهالة بل البد وأن يكون الخبــر للواقع، فالناظر الناقد الحاذق ال يتلقله فيه نظر، والبد من أن يضع له الميزان، وموافقة الخبر لما هو معلوم ومشتهر جاحة ــابغات علي صدقــه، فليس مــن الحكمة وال مــن الر الالت الس من الــدي اإلنســان خبرا ليس له علــي أرض الواقع نصيب والفصاحة يف شــيء أن يتلقي خبرا أن ال علي من تلق قه ويعمل بمقتضاه، بل يجب أو وال عالمة ثم هو يصد

ينظر هل له محل ينزله وهل له من وجه يحمل عليه فيقبل وإال فال. ولنــا يف حديث اإلفك عبرة ودروس يف هذه العالمة، تقول عائشــة ڤ: ودعا رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص على بن أبى طالب وأســامة بن زيد حين اســتلبث الوحى

التثبت من ا2خبار٢٠٦

ا أســامة بن زيد فأشــار على رســول يستشــيرهما فــى فراق أهله - قالت - فأمذى يعلم فى نفســه لهم مــن الود فقال ــذى يعلــم من بــراءة أهله وبال اهللا ملسو هيلع هللا ىلص بالا على بن أبى طالــب فقال لم يــا رســول اهللا هم أهلــك وال نعلم إال خيــرا. وأميضيق اهللا عليك والنســاء ســواها كثير وإن تســأل الجاريــة تصدقك - قالت - فدعــا رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص بريــرة فقــال: «أى بريرة هل رأيــت من شــىء يريبك من ذى بعثك بالحق إن رأيــت عليها أمرا قط أغمصه عائشــة». قالت له بريــرة: والاجن ــن تنام عــن عجين أهلهــا فتأتى الد عليهــا أكثر مــن أنها جارية حديثة السفتأكله - قالت - فقام رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص على المنبر فاســتعذر من عبد اهللا بن أبى بن سلول - قالت - فقال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وهو على المنبر: «يا معشر المسلمين مــن يعذرنى من رجل قــد بلغ أذاه فى أهل بيتى فواهللا مــا علمت على أهلى إال خيــرا ولقــد ذكروا رجال ما علمت عليه إال خيــرا وما كان يدخل على أهلى إال معى»، وقالت أيضo ڤ: وكان رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص سأل زينب بنت جحش زوج النبــى ملسو هيلع هللا ىلص عن أمــرى: «ما علمــت أو ما رأيــت». فقالت: يا رســول اهللا أحمى

سمعى وبصرى واهللا ما علمت إال خيرا(١). وفــي روايــة قالت عائشــة ڤ: «ولقد دخل رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص بيتى فســأل اة جاريتى فقالت: واهللا ما علمت عليها عيبا إال أنها كانت ترقد حتى تدخل الشفتــأكل عجينهــا - أو قالت خميرهــا-. فانتهرها بعض أصحابــه فقال: اصدقى رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص حتى أسقطوا لها به. فقالت: ســبحان اهللا، واهللا ما علمت عليها ذى جل ال هــب األحمر. وقد بلغ األمر ذلك الر ائغ على تبر الذ إال مــا يعلم الص

F E D C B﴿ حيح (٤٧٥٠) كتاب الت£فســير- باب قولــه تعالي (١) رواه البخــاري في الصحيح ٥٦ (٢٧٧٠) كتــاب التوبة- باب في ـور: ١٢]. ومســلم في الص I H G ﴾ [النـ

فظ له. حديث اإلفك وقبول توبة القاتل من حديث عائشة ڤ والل

٢٠٧ والقضاء على الشائعات

. قالت عائشة: وقتل قيل له فقال: سبحان اهللا واهللا ما كشفت عن كنف أنثى قطريف أن أسامة بن زيد وجارية عائشة شهيدا فى سبيل اهللا»(١). ففي الحديث الشا قيل يف حق عائشــة من االفتراءات ڤ قد ســمعوا ما ســمع الناس جميعo ممولكنهم عقلوا الخبر ونظروا فلم يجدوا له محال وال شاهدا فعائشة هي من هي

ته. يق فال يستقيم خبر هذا مضمونه وهذه ماد د وأبوها الصا ان وأم ذين تكلموا به مسطح وحمنة وحس وقالت عائشة ڤ: «وكان الذى تولى كبره ذى كان يستوشــيه ويجمعه وهو ال المنافق عبد اهللا بن أبى فهو الوحمنــة»(٢)، فانظر أخي إلي مســطح بن أثاثة بن عباد بــن المطلب وحمنة بنت ــان بن ثابت فإنهــم قد تلقوا الخبر ولم يتثبتوا منــه بل ولم يبحثوا جحش وحسلــه عن مقتضي وعــن محل ولكنهم أخــذوه علي محمل الحق فــكان منهم أن ا عبد اهللا بن أبي رأس المنافقين فكان خاضوا يف األعراض بال بينة وال تبين. أمج لهذا هــو مــع مكانتــه يف قومه – قبل هجرة النبي ملسو هيلع هللا ىلص- وشــرف نســبه المــروالبهتان العظيم. فانظر أخي إلي خطورة عدم التثبت فقد أدي بجماعة من خيار سول ملسو هيلع هللا ىلص ان بن ثابت شاعر الر حابة من أمثال مسطح والذي شهد بدرا وحس الصكر مع من قطع لــه بالنفاق وعرف به إلــي أن صاروا يقرنــون – ظاهرا- في الذ

واشتهر عنه.ن من وكمــا يقــال فإن الكالم ســياق وســباق ولحاق، أي أن الــكالم يتكومة وتلحق به خاتمــة والبد من الترابط بيــن أجزاء الكالم مضمــون تســبقه مقد

حيح ٥٨ (٢٧٧٠) كتاب التوبــة- باب في حديث اإلفك وقبول توبة القاتل من (١) رواه مســلم في الصحديث عائشة ڤ.

حيح ٥٨ (٢٧٧٠) كتاب التوبــة- باب في حديث اإلفك وقبول توبة القاتل من (٢) رواه مســلم في الصحديث عائشة ڤ.

التثبت من ا2خبار٢٠٨

oمعتبرا، وكذلــك الخبر، فالخبر يحمل مضمون oالثالثــة ليكون الكالم مفهومد الخبر وما يشــهد ما وســباقه الواقع ومقتضاه وما يحمل عليه، ولحاقه ما يؤكي الخبر منها فهنا يفقد الخبر جزءا كبيرا لــه، فإذا ما فقد أحد هــذه األجزاء وعرــي إذ ال يوجد ما يربط الخبر مــن مصداقيته ويصبــح مفتقدا للقبول لدي المتلق

بأرض الواقع ويثبت خطاه عليها.ة اذ ي باألفكار الش واألخبار التي تخالف الواقع وال نجد لها محال إنما تسمألنها قد خرجت عن المعهود وليس لها مردود وليس يشــهد لها شــيء. وهذه صورة من صور اعتالل الخبر وسقمه، وكما عرفنا من تعريف الحديث أنه البد ة ذوذ عل ة القادحة، والش ــذوذ والعل لكي يقبل ويعمل به أن يكون خاليo من الشفهو مــن جملتها ولكن أختص باإلفــراد والتقديم لبيان خطورته وانتشــاره من بين سائر العلل. فعدم وجود محل للخبر يعتبر شذوذا ومن جملة العلل. يقول اوي ــذوذ ليس محصورا في مخالفة الر كتور حمزة المليباري: «الش ــيخ الد الشــنة ألوثــق منــه، بل معناه أوســع من ذلك، بحيث يشــمل مخالفة الحديث للس

الثابتة، أو إجماع العلماء، أو الواقع التاريخي، أو العملي، أو الحديثي»(١).واهد للخبر: ٦- تعاهد الش

حات التي يمكننا أن نســتعين بها وأن نبحث عنها لكي نحكم ومن المرجــواهد ليســت من جنــس الخبر وال ــواهد. والش ة وكذبo الش علــي الخبــر صحمــن أصلــه وإنما هي معطيــات خارجة عن الخبر ولها داللــة تتفق مع مضمون ــاهد هنا أن يروي أحــد خبرا فيأتي ــد معنــاه. أي أننا ال نقصد بالش الخبــر وتؤكآخــر فيــروي ذات الخبــر ولكننا نقصد أن يــروي أحد خبرا فيأتــي آخر فيروي كتور حمــزة بن عبد اهللا المليبــاري (ص ٢٤) في ــيخ الد مين والمتأخرين للش (١) الموازنــة بيــن المتقد

بعة الثانية، ط دار ابن حزم. مة الط مقد

٢٠٩ والقضاء على الشائعات

ل، وهذا ة الخبر األو خبرا مختلفo بحيث يشــهد معناه أو بعض معناه علي صحواهد صورا ــاهد بشيء من التبسيط، وإال فإن للش هو المعني االصطالحي للشــواهد فالعالقة ــة تدخل المتابعات كنوع من الش غوي دة كما أن داللتها الل متعــدبينهما خصوص وعموم ولكــن التعريف االصطالحي الخاص بأهل الحديث

ريعة- هو ما ذكرنا. – وليس االصطالحي العام لعلماء الش

ــاهد يعتبر ويؤخذ به إذا كان ــواهد تكون يف المتن أي أن الش وقد قيل أن الشرورة علي أصل الخبر وحقيقته، وذلك بأن يشهد له بوجه وليس بالض مضمونه داال

اهد أصل الخبر وال أن يشهد له من جميع الوجوه واهللا أعلم. أن يطابق الشواهد يف تقوية األحاديث واألخبار جملة من أقوال وما يدل علي اعتبار الشمة الترغيــب والترهيب: «وقد ال أهــل العلــم والحديث. قال المنــذري يف مقداوي المختلف فيه فأقول إذا كان رواة إســناد الحديث ثقات وفيهم من أذكر الراختلف فيه: إســناده حسن أو مســتقيم أو ال بأس به ونحو ذلك حسبما يقتضيه حال اإلســناد والمتن وكثرة الشــواهد»(١). وقال المعلمي: «وكذلك ابن ســعد قون مــن كان من التابعين أو أتباعهم وابن معين والنســائي وآخرون غيرهم يوثإذا وجدوا رواية أحدهم مســتقيمة بأن يكون له فيما يروى متابع أو شــاهد»(٢). كتور عبد الغني مزهر : «أما تصحيح الحديث لموافقته لألصول فقد ويقول الدد بظاهر القرآن أو موافقة ى إذا تأي ثين أن الحديث يتقو ر أن من قواعد المحد تقر

شاهد صحيح له»(٣). ــواهد يف الترجيح ويف إســقاط األحكام إذا فمن جملة ما قيل أن اعتبار الشالمناســبة علي األخبار واألقوال أمر مشــتهر ومعمول بــه ومقبول عقال كما أنه

كتور عبد الغني بن أحمد جبر مزهر. (١) أصول التصحيح والتضعيف للدابق. (٢) المصدر الس

كتور عبد الغني بن أحمد جبر مزهر. (٣) أصول التصحيح والتضعيف للد

التثبت من ا2خبار٢١٠

مشــاهد من خالل تناوالتنا لألخبار يف حياتنا اليومية غير أن العلماء قد وضعوا لها شروطo وقيودا، ولكن يكفينا هنا أن نقول أن ما يجري علي أصل الخبر من ــاهد العتباره والعمل به يف الترجيح. شــروط لقبوله البد وأن نسقطها علي الشأي أنــه لــو جاءنا رجل بخبر نريد أن نتثبت منه فبحثنا عن شــاهد يؤيده فوجدنا اهد عند رجل قد اشتهر بالكذب أو الفسق، فهل هنا يسوغ لنا أن نعتمد هذا الشد أنه ليس من أصل الخبر المراد التثبت منه؟، الجواب م به لمجر اهد وأن نسل الشاهد لكي يعتد به ويبني عليه وإال فالتوقف يف الحكم علي ال، فالبد أن يقبل الش

ل أولي لحين إمكانية الترجيح بإحدي الوسائل األخري. الخبر األو ٧- تعاقب المتابعات علي الخبر:

ــواهد فبينهما خصوص وعموم كما ســبق والمتابعــات هي من جملة الشا اصطالحo فقد ذكرنا أن كال منهما قســم مســتقل بذاته عند ـا، هذا لغة، أم وبينـبعض العلماء وهذا مبحث واسع ال مجال له يف تناولنا لكليهما. والمتابعة كما ه يكون ثابتــo بينما يتغير المخبر به، ــند أي أن متن الخبر ونص قيــل تكون يف الس

ا يفيد التأكيد. ل علي نفس الخبر مم فيكون المخبر الثاني قد تابع المخبر األو وال يمكــن أن يســتقل عامــل المتابعــة وحيــدا كدليل علــي الترجيح وإال ة وأحيانo بصيغة واحدة، وكل ل بين الناس بصيغ عد ائعات من شأنها التنق فالشوايات تعد من قبيل ة، فكل هذه الر يغ يتناقلها من الناس عد صيغــة من هذه الصــائعة يف نهايــة المطاف. إذا المتابعــات غيــر أن األمــر لم يخرج عن وصف الشحيح ة الخبر الص ل بها علي صح البد من ضابط للمتابعات لكي نستطيع أن ندلة شــائعة كاذبة. وليس هذا يف المتابعات فحسب ل بها علي صح بدال من أن ندلوابط ح يعتمد علي مزيد خبر يقوم علي العامل البشــري. والض بــل يف كل مرج

٢١١ والقضاء على الشائعات

ر لنا الحكم علي ناقل الخبر من عدالة يف المعمول بها هي التي من شأنها أن تيسة وحفظ وعدم جهالة ولو أضيف إلي ذلك اختالف ين ووفرة يف المروءة ودق الدالمتابع يف مصدره أو قربه من مصدر الخبر فهنا تكون المتابعة معتبرة ومعموال ــيعة قد تابعوا أحدا رة مثل بعض الش اب أو مبتدع بدعة مكف بها، فلو أن ألف كذة بل قــد يؤدي تردي حال المتابــع إلي إضعاف حظ علــي خبــر ما، ما زادوه قو

ة. ح الخبر من الصف يف الخبر مع أخذ الحيطة والحذر: التوق

قد نجد أنفسنا يف كثير من األوقات بل ال أبالغ لو قلت في غالب األحايين عف ــة أو الض ح مضطريــن إلــي التوقف يف األخبــار وعدم الحكــم عليها بالصر المعطيات ق منها باســتخدام الخطوات العملية لذلك، وعدم توف ر التحق لتعذدق أو الكذب حات المحكمات التي تعيننا علي إثبات الص الالزمــات والمرجة يف الخبر. ولكن المشــاهد أن المرء إذا لم يســتطع أن يحكم علي الخبر بصحوال ضعف فإنه يركن إلي األقرب لهواه وما يميل إليه قلبه ويعتمد ذلك الحكم حــات المعتبرة يف وتلــك النتيجــة، وكأن هوي النفس وميــل القلب من المرجحo وال يســتدل بميلــه وركونه إلي الحكــم علي األخبار، وهــو ال يصلح مرج

أي شيء. وال تكمــن الخطــورة يف تصديق الخبر أو تكذيبه فحســب، بل إن األخطر ن رأيo ويســقط حكمo بناء علي حكمــه علي الخبر مــن ذلك أن اإلنســان يكوعف، وقد يكون لــه رد فعل عملي أو قولي يتخذ تبعo للحكم ــة أو بالض ح بالصة الخبر يته ال تتوقف عند اعتماد صح الذي أصدره سلفo. فخطورة األمر وأهم

من عدمها ولكنها تمتد إلي ما يلي ذلك من تبعات وعواقب.

التثبت من ا2خبار٢١٢

وهدفنا من دراســة واســتعراض هذه المباحث المترابطــة واحدا تلو اآلخر oأو ضعيف oصادق oــد منه إن كان صحيح ق من الخبر والتأك ليــس فقط هو التحقــائعات والحد من انتشــارها وما كاذبــo، ولكن هدفنا األكبر هو القضاء علي الشدة التي تأتي ها المتعد ــائعات ومضار يترتب علي ذلك من الوقاية من أخطار الشق من علــي األخضر واليابــس وال تخلف وراءهــا غنيمة وال ســمينة. إذا فالتحقاألخبار يخلف فائدة يف ذاته وموضوع الفائدة هو الخبر والحكم عليه وتعقبه فائدة

ائعات. ق من األخبار إال خطوة يف طريق القضاء علي الش بفوائد، فما التحق لــذا فــإن تغليب الهوي وحــظ النفس يف الحكــم علي األخبــار حال عدم ة أخري إلي العمل علي الئل والبراهين يعيدنا مر ننــا من الحكم عليهــا بالد تمكتها، وندور في دوائر وحلقات مفرغة وهذا ال نشــر األخبار بال دليل علي صحائعات، وتكون فتنة الحكم علي األخبار قد يفيد أبدا يف مبحث القضاء علي الشائعات، ومحبة تصحيح األخبار وتكذيبها بت علي وجوب ردع انتشــار الش تغلوإعمال العقل فيها قد انتصرت يف أنفسنا علي ضرورة إنقاذ المجتمع من مفاسد ائعات التي ال تحصي – أي المفاسد- وليس هذا هو المقصود من دراستنا الش

ق من األخبار وكيفية االستفادة منها. لطرق التحقق إلي كيفيــة التعامل مــع األخبار حال لذلــك كان مــن الواجب أن نتطــرابط األخير الذي يمكن أن نلجأ تها، وما هــو الض ق من صح عــدم إمكاننا التحقنا علي المخرج إليــه لنضبط أمر الحكم علي األخبار وهــل من بصيص نور يدلن اآلمن من هذا النفق المظلم؟، متي يسوغ لنا أن نحتاط من الخبر وإن لم نتمكمن التثبت منه؟، ومتي ال يضيرنا من األمر شــيء إن تركناه بال تثبت علي حال

التوقف األولي؟.ة ح فــي حــال التوقف يف األخبار وعــدم البت يف مضمونها مــن حيث الص

٢١٣ والقضاء على الشائعات

عــف فإنــه يكون أمامنــا طريقان ال أري لهمــا ثالثا، هذا إذا مــا بقي هدفنا والضــائعات والمساعدة علي عدم ة من خطر الش ي نجعله نصب أعيننا وقاية األم الذ

انتشارها بالباطل وبجهالة:د مكفوال: ١- إذا كان المتلقي معنيc والر

ه بذاته ق به ويخص ي معنيo أي أن الخبر متعل ويقصــد بقولنــا إذا كان المتلقويقصده بشخصه وصفته، والتضييق في التعيين أولي كأن يقصد بالخبر شخص د مكفول أنه بإمكان هذا بعينه أو جماعة أو حزب بإســمه. ويقصد بقولنا أن الرا ز مم المعين اتخاذ التدابير واالحتياطات التي من شــأنها أن تســاعده في التحرد يكون مكفوال بضابطين أوالهما القدرة . والر ورد يف مضمــون الخبر إن صحد كأن يكون المعني رعي في الر واالستطاعة علي اإلتيان به، وثانيهما الحق الش

د علي مضمون ما ورد يف الخبر. ال للر أيo كانت صفته مخوــا إذا كان الخبــر مطلقo علي عمــوم الناس فليس لهــم أن يحتاطوا وأن أمقه صراحة بأستار أقوام يقصدون يأخذوه يف االعتبار لعدم التثبت منه ولعدم تعللذواتهــم، فالخبر حينها يكون علي اإلجمال، وإذا ما نحن اعتبرنا اإلجمال في ــكوك وسرنا خلف كل كل شــيء ما ســلمنا من االفتراضات واالفتراءات والشد علي مضمون لة بالر ناعــق. وإذا كان الخبــر يقصد جهة بعينها ولم تكــن مخوة فإنه ليس علي جميــع من عناهم الخبر أن د هم قل الخبــر أو أن المكلفيــن بالريعتبــروا له ألنــه ليس لهم من األمر شــيء، فيكون اعتبار الخبــر وبناء األحكام

عليه قد انتشر يف دائرة أوسع من المرغوب فيها. إذا فضابطا اعتبار الخبر – أي أخذه يف االعتبار واالحتياط له- مع التوقف د، وال يستقيم االعتبار بدونهما أو بدون فيه أن يجتمع التعيين والقدرة علي الر

أحدهما، وإال فالتوقف أولي.

التثبت من ا2خبار٢١٤

د مقدورا: ٢- إذا كان المتلقي غير معين أو لم يكن الر وهــذا إذا كان الخبــر ال يعني أناســo أو جهة بعينها وإنمــا كان خبرا يتيه يف عموم الخلق ال يصيب أحدا بذاته. أو أن الخبر قد أصاب قومo بعينهم أو جهة د علــي مضمون هذا الخبر، بإســمها ولكن لم يكــن مكفوال لجميع أفرادها الرــة وبغير متخذي بــل كان مكفوال ألعيان فيهــم دون بقيتهم، فهنا األولي بالعامدود أن يتوقفــوا مطلقo يف الخبــر وال يســقطوا عليه القــرارات ومعتمــدي الــرة وأن ــائعة وقتلها في مهدها خاص أحكامo وال يعتبروه ألن ذلك أدعي لوأد الشين وأولي تناولهــا وإعمال الفكر فيها وإســقاط األحكام عليها من غير المختصاألمــر – أي أولــي أمرها والمعنييــن بمضمونها- إنما يعد من قبيل المســاعدة

ائعات وهو األمر الذي أردنا الوقاية منه يف باديء األمر. علي نشر الش وبالمثال يتضح المقال، لو أن خبرا قد انتشر مفاده أن سلعة اللحوم سوف ة الخبر د من صح ـاس التأك ة النـ عف قريبo ولم يســتطع عام يزيــد ثمنها إلي الضمــن كذبــه، فمــاذا عليهم أن يفعلوا وما هــي الجهة التي يحق لهــا أن تتوقف يف

ز منه واالستعداد له؟. الخبر مع التحرة الناس أن يتوققوا يف الخبر وال يبنوا عليه أحكامo ألن الخبر قد علــي عامة بها إجمال كبير يشــير إلي اإلبهام أكثــر ما يدل علي اإليهام صــدر بصورة عاميادة م في أســعار اللحوم بالز ل إليهم أمر التحك ة ال يخو واإللهام، كما أن العامز من هذا الخبــر إن صح بتوفير بهــا أو النقصــان، وليس في اســتطاعتهم التحرة مثل ــواب هاهنا أال يعتبر العام فضــل مال أو غير ذلك يف الغالب األعم، فالص

هذا الخبر ويتوقفوا فيه بال تصديق وال تكذيب وال تناول له بينهم.راعة ة بهــذا األمر مثــل وزارة الز ــا بالنســبة للجهات المعنيــة والمختص أموالمجــازر التابعــة لها وجهاز حماية المســتهلك علي ســبيل المثــال فإنها من

٢١٥ والقضاء على الشائعات

ف لــة بالتصر ـوع من األخبار وهــي الجهات المخو الجهــات اللصيقة بهذا النـنها مــن اتخاذ قرارات من شــأنها شــرعo وقانونــo وعندها من اآلليــات ما يمكة ن هذه الجهات من إثبات صح تجاوز هذه األزمة إن صح الخبر. فإن لم تتمكز منه في الخبــر من كذبه فإنها تتوقف فيه ولكنها تأخذه يف االعتبار ألجل التحر

ة للوقاية من عواقبه. ته وإلعداد العد حال صحرورة كتمانه وعدم نشــره والحد من ذيوعه والتوقف يف الخبر يقتضي بالضته من كذبه فما الفائدة واإلخبــار به. فإذا ما توقف المــرء في خبر ال يدري صحة من وراء اإلخبار به مع التصريح بعدم الوقوف علي حقيقته. قد يكون المرجوذلــك من عالمات األمانة يف نقل األخبار وإعذار النفس من نشــر األخبار التي تحتمــل الكذب بــال بيان وتوضيح، ولكــن ليس األمر كذلك إذا مــا نظرنا إليه قة كما تضم ائعات والتي تضم األخبار غير المحق برؤية تعني بالقضاء علي الشتها من كذبها مع بيان حالها هو األكاذيب. فانتشــار األخبار التي ال تعرف صحد ع ببيان عدم التأك ائعات وإثارة البلبلة يف المجتمعات، والتذر من قبيل نشر الشمن ثبوتها إنما هو عذر قبيح وذنب مبيح. وليس هذا بآخر الممكن في إســقاط ائرة علي األلســنة وضوابط جزئيات علــم مصطلح الحديث علــي األخبار الدقنا اهللا له من اجتهاد حتي قبولها وردها ولكننا راعينا الممكن فيها بحسب ما وفد والتعنت في قبول األخبار واألقوال نجمع بين الممكن وبين البعد عن التشــد

واهللا المستعان.ائعات: فصل في العوامل المعينة علي القضاء علي الش

وهذا الفصل إنما يمثل ثمرة نجنيها بعد أن اســتعرضنا سويo أزكي فضائل ائعات وما ثنا يف األخبار وأقسامها والش اللسان وأخبث مســاوئه، وبعد أن تحد

التثبت من ا2خبار٢١٦

ق من الخبر، ففي هذا الفصل مجموعة من الفوائد والعبر والتي لها وكيف نتحقــائعات ومن ثم القضاء علي مصدر من شــأنها أن تعيننا علي مقاومة انتشار الشللقالقــل ومعــول من معاول الهدم التي ال تعرف رحمة وال شــفقة، ال تميز من ف علي وجودها من آثار هدمها ومن الفوضي تصيب وال كيف أصابت، ويتعريار وتزول فها خلفها، فتأتي علي الدنيا وهي عمار فتخلف دمارا يف الد التي تخل

.oوالقحط عدم oواليابس قحط oعنها وقد أضحي األخضر يابسد بن ناصــر األحمــد: «واعلموا أن دينكم اإلســالمي ــيخ محم يقــول الشــائعات قاصــدا من ذلك حيح لمواجهة أخطار الش الحنيــف رســم المنهج الصمانات الواقية، والحصانات الكافية بناء المجتمع المسلم المتماسك فأقام الضالتــي تحول دون معاول الهــدم والتخريب، ومســتنقعات الترويج والتأليب أن ــالح، فتتناثر حبات ــر عليه في غفلــة من أهل الوعــي والص ل إليــه أو تؤث تتســلي لعاتيات عقده الناصح، وتتشــتت لبنات بنائه المحكم، فال يقوى على التصدالعواصــف والفتــن، وتالطمات أمواج المحن، فيوشــك أن تغرق ســفينته، أو ح بها بعيدا عن روخ والخروق، فتطو حيح، أو تحدث فيه الش£ يتغير مسارها الص

المة، وساحل النجاة. شاطئ الســائعات تربية النفوس على وإن مــن أولى الخطوات في مواجهة حرب الشالخــوف مــن اهللا، والتثبت فــي األمور، فالمســلم ال ينبغي أن يكــون أذنo لكل ة الموضوعية، ق والتبين، وطلب البراهين الواقعية، واألدل ناعق، بل عليه التحقيــن يعملون خلف ــواهد العملية، وبذلك يســد الطريق أمام األدعياء، الذ والشتور، ويلوكون بألسنتهم كل قول وزور، ضد كل مصلح ومحتسب وغيور. الس

ائعات في أربعة د طريقة التعامل مع الش ها المســلمون: نســتطيع أن نحد أي

٢١٧ والقضاء على الشائعات

ة في طريقة تعاملها مع ة اإلفك، التي رسمت منهجo لألم نقاط مستنبطة من قصاعة. ة شائعة إلى قيام الس أي

م المســلم حســن الظــن بأخيه المســلم، قال اهللا النقطــة األولــى: أن يقد ﴾M L K J I H G F E D C B ﴿ :تعالى

[النور:١٢].ليل البرهاني على أية إشاعة يسمعها، النقطة الثانية: أن يطلب المسلم الد

كما قال تعالى: ﴿ S R Q P O ﴾ [النور: ١٣].ث بما ســمعه وال ينشــره، فإن المســلمين لو لم النقطة الثالثة: أن ال يتحد

ة إشــاعة، لماتت في مهدها قــال اهللا تعالى: ﴿ ¡ ¢ £ ¤ مــوا بأي يتكل µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥

¶ ¸ º ¹ ﴾ [النور:١٦-١٧].ابعة: أن يرد األمر إلى أولى األمر وال يشيعه بين الناس أبدا، وهذه النقطة الرة، والتي لها أثرهــا الواقعي، قال اهللا تعالى: ة في كل األخبــار المهم قاعــدة عام

i h g f e d cb a ` _ ^ ] \ [ ﴿ v u t s r q po n m l k j

y x w﴾ [النساء:٨٣].ائعات بهذه األمور األربعة، فإنه يمكن أن إذا يا عباد اهللا، إذا حوصرت الش

بة عليها بإذن اهللا ۵ "(١). يئة المترت تنتهي آثارها السد وال بإشاعة ويقول حسن البنا: «إن اإلشاعة واألكاذيب ال يقضي عليها بالرمثلها، ولكن يقضي عليها بعمل إيجابي نافع يستلفت األنظار ويستنطق األلسنة

، فتحل اإلشاعة الجديدة وهي حق مكان اإلشاعة القديمة وهي باطل». بالحقائعات». د األحمد بعنوان»خطر الش يخ ناصر بن محم غة للش (١) خطبة مفر

التثبت من ا2خبار٢١٨

ف ســويo علي بعــض العوامل المعينة ومــن خالل النقاط القادمة ســنتعرــائعات وكيفية العمل علي الحــد من ذيوعها في علــي التغلب علي انتشــار الش

مجتمعاتنا المسلمة واهللا المستعان.ق من األخبار: ١- التحق

م ق من األخبــار الواردة إلينا بشــتي الطرق والوســائل من أه ويعــد التحقائعات والحد من انتشارها. وكما ذكرنا من العوامل يف مبحث القضاء علي الشائعات أم لم ق من األخبار مطلوب في ذاته سواء تعلق األمر بالش قبل فإن التحقصــور يف تحقيق األخبار يته حينما يؤدي الق ــق بها، ولكن قطعo تــزداد أهم يتعلتها إلي انتشــار األكاذيــب واالفتــراءات بين أفــراد وهيئات ــد مــن صح والتأك

ة الواحدة. األمدق والكــذب، لذا كان واألخبــار كمــا ذكرنا من صفاتهــا أنها تحتمل الصق من مطابقتها للحقيقة قبــل العمل بمقتضاها لزامــo علينا التثبت منهــا والتحقوابط والنقاط التي عرضناها وإسقاط األحكام عليها، ويكون هذا من خالل الض

ل والثاني من الباب الثالث. سلفo يف الفصلين األو ٢- عدم نقل األخبار إال بعد التثبت:

وتأتــي هــذه الخطوة بعــد مرحلة التثبــت من الخبر والوقــوف علي درجة ته، وال يخرج نقل األخبار بعد التثبت عن ثالثة أحوال: صح

دنــا أن الخبر صحيح صــادق: ويف هذه الحال يجــوز لنا أن ننقله إذا مــا تأكوأن نخبــر به غيرنا إذا ما اقتضت الحــال وإذا ما أحتيج لذلك ورأينا ضرورة أو مصلحة يف اإلخبار به كما يف التحذير من خطر أو ســوء أو التحريض علي خير الح العام وال يكون إال بالحكمة أو بــر أو مصلحة. ويكون ذلك مع مراعاة الص

٢١٩ والقضاء على الشائعات

شــد، فكم من أخبار صادقة جلبت ســوءا الفتقار الحكمة في التبليغ أو يف والرته أولي من نشــره، أســلوب اإلخبــار فهنا يكون كتم الخبــر وعدم نقله مع صحوفــي األمر ســعة تبعo لمــا يلحق من مصالح ومفاســد. ويجــب الحرص علي ي أدرك به تجنبo للتحريف إتقان صيغة الخبر وصفته ونقله علي ذات وجهه الذ

والتصحيف.دنا أن الخبر مغلــوط كاذب: وهنا ال يجوز بوجه من الوجوه نقل إذا مــا تأكها والعالقة الخبر وإشاعته بين الناس قريبين كانوا أم بعيدين، فأمر القرابة وضدق بنشر األخبار ال قيمة له، فإن الخبر إذا ما خرج عنك لقريب وبعدها فيما يتعلأو لبعيد فسوف ينتشر ويذيع. وال يتم نقل الخبر المكذوب إال يف حدود ضيقة والبــد وأن يكــون مصحوبo ببيــان كذبه والتنبيــه علي ذلك، وتكــون مثل هذه رف إلي ما غير د علي االفتراءات أو لبيان ســالمة العرض والش النقوالت يف الر

ذلك من األسباب التي تؤدي إلي بيان الحق ومحق الباطل.إذا لــم يتبين لنا صــدق الخبر من كذبــه: وهذه هي الحالــة الثالثة والتي ال ب علينا ة الخبر أو خطئه، وهي المرحلة التي يتوج نســتطيع فيها أن نقطع بصحة وال ضعف. وهذا النوع من األخبار أن نتوقف فيها يف الخبر وال نقطع له بصحية لعدم اســتطاعة بيــان صدقه أو كذبه حين يجــب التوقف عن اإلخبار به بالكلاإلخبــار بــه، مع عدم حصول الفائدة من اإلخبار بــه مع ذكر عدم الوقوف علي ــائعات بجهالة وبنية ظاهرها تــه، فإنما ذلك من قبيل العمل علي نشــر الش صحنهــا وإن صدقت فال تصلــح من العمل ما كان فاســدا. ومرد هذه ــالمة ولك السثنا عن هذا المبحث يف الفصل الماضي ز وقد تحد األخبار إلي االعتبار والتحر

وضوابطه وأولوياته. وكما أن التثبت من األخبار مطلب وهدف يف ذاته فإن هدفنا في هذا الكتاب

التثبت من ا2خبار٢٢٠

غبة م علي الر ائعات والحد من انتشارها وهذه المصلحة تقد هو القضاء علي الشق من الخبر ونقله إلي الغير. لذا فليس كل خبر يعرفه اإلنسان ويسمعه في التحقث بكل ث به ويقول، ويف ذلك يقول النبي ملسو هيلع هللا ىلص: «كفى بالمرء كذبo أن يحد يحدث ما سمع»(١)، وفي لفظ عن عمر موقوفo: «بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما ســمع»(٣)، بــكل ما ســمع»(٢)، وفي لفظ: «كفى بالمــرء إثما أن يحدام: «ألن األحاديث التي يســمعها المــرء ال ريب أن يقول األســتاذ ســعيد اللحبعضها كاذب أو فيه بعض الكذب فهو بذلك ينقل الكذب وناقل الكذب يحمل دق والكذب أربع أصابع هي المسافة بين األذن وزر نقله. وقديمo قيل بين الصوالعين فليس قول المرء (سمعت) كقوله: (رأيت) فإن الثانية (آكد) وأقرب إلى ر، فليس كل ما يســمعه اإلنسان الحقيقة»(٤). وهذا أمر منطقي ومعقول ومتصوائعات إذن، وال تنتشر من أخبار تكون صدقo وإال فمن أين تأتي األكاذيب والشث ائعات إال إذا غلب الكذب علي المرويات، لذا فإن اإلنسان إذا حد تلك الشبكل ما يســمع أو معظمه فسوف يقوده ذلك إلي اإلخبار باألكاذيب شاء أم أبي مة صحيحه (ص ١٠) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، ط دار إحياء الكتب (١) رواه مسلم يف مقدحه األلباني فــي صحيح الجامع بعــة األولي ١٩٥٥ م، مــن حديث أبي هريــرة. وصح العربيــة- الط

غير وزيادته (٤٤٨٢) (٢/ ٨٢٧) ط المكتب اإلسالمي. الصابقة من بعة الس مة صحيحه (ص ١١) باب النهي عن الحديث بكل ما ســمع، الط (٢) رواه مســلم يف مقد

حديث عمر بن الخطاب وعبد اهللا بن مسعود موقوفo عليهما.مة صحيحه من حديث أبي هريــرة ڤ ٥ (٥) باب النهي عن الحديث بكل ما (٣) روه مســلم فــي مقدســمع، بلفــظ: «كفي بالمرء كذبــo ...»، ط دار إحياء الكتب العربية. وابــن حبان في صحيحه (٣٠) مــة، ط دار المعرفــة. والبيهقــي يف اآلداب (٣٦٩) (ص ١٢٣) بــاب فضيلــة (ص ١١٧) فــي المقدسة الكتب الثقافية. وصححه األلباني في صحيح ا ال يحتاج إليه، ط مؤس مت وحفظ اللسان عم الص

غير وزيادته (٤٤٨٠) (٢/ ٨٢٧) ط المكتب اإلسالمي. الجامع الص(٤) األســتاذ ســعيد اللحــام في تعليقه علــي مصنف ابن أبي شــيبة (٦/ ١٢٥) كتــاب اآلداب- من كره

ث بكل ما سمع، ط دار الفكر (لم أقف عليها). جل أن يحد للر

٢٢١ والقضاء على الشائعات

ة الخبر أو كذبــه. ومن هنا تأتي حكمة ق من صح حتــي ولــو حرص علي التحقنهــي النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن نقل كل ما يســمع، وتزداد خطورة هــذا النقل إذا ما تعلقت المرويات بكالم النبي ملسو هيلع هللا ىلص أو تعلقت بأحكام شــرعية فإن المفســدة تزداد وقد ي علي حقوق المسلمين بسبب نقل قول تنتهك بعض حرمات اهللا تعالي ويتعد

شرعي ال يثبت. ٣- معرفة مكانة المرء من اإلدراك:

رة ة يف هذه األزمان المتأخ وهــذي من أعظم المصائب التــي بليت بها األمم بالحديــث وهو ال يدري ما يعــرف منه وال القدر وهــو أن اإلنســان بات يتكلالذي عنده، فنجد رجال يتكلم يف موضوع ما ويسترســل فيه وهو يف الحقيقة ال يعلم عنه شــيئo وليس عنده من العلم شــيء، وقد يكون عنده شيء يسير ولكنه ـاس علي تحديد د النـ ا يحتمل. ويرجــع ذلك إلي عدم تعو ينزلــه قدرا أكبــر ممث إنســان يف أمر ما البد مدركاتهــم لمعرفة مواقعهم من الحقيقة، فعندما يتحدوأن يكــون لديه معلومات ومدخالت لكي يســتطيع أن يكون لديه مخرجات، oفإذا مــا انعدمت المدخــالت والمعلومات فالبد أن تنعــدم المخرجات أيضفبينهمــا عالقة طردية، بينما المشــاهد هو انعدام المعلومــات والمعطيات عن أمر من األمور عند شــخص من األشــخاص في حيــن أن حديثه طويل وكالمه كثير وإنك لتعجب من أين أتي بمثل هذا الكالم وعالم بني حديثه، ثم تجد أنه له لقول مثل ليــس علي شــيء أو أن له قدرا ضئيال من المعلومات التــي ال تؤه

ما قال. وعالج هذا الخلل يكمن يف معرفة اإلنسان حقيقة علمه يف كل أمر يعرض لــه، واألمور تتباين فيما بينها، فاإلنســان قد يكــون جاهال يف أمر ما وليس عنده

التثبت من ا2خبار٢٢٢

o منه شــيء، بينما يكون عالمo يف أمر آخر وله فيه باع، ونجده يف أمر ثالث شــاكواب فيه وهو ذات اإلنســان ولكن أحواله ال يســتطيع أن يضبط الخطأ من الصي بمراتب اإلدراك. وإذا ما علم عت وهكذا، وهو ما يسم مع العلم تغيرت وتنواإلنسان حقيقة موقعه من إدراكه لما يحيط به فسيساعده ذلك علي إتقان حديثه

ا ال يعرف. ومعرفة حدوده واإلقدام علي ما يعرف واإلحجام عمفوا جميعها ووضعوا وقــد وضع علماء األصول لإلدراك مراتب ســتة، عرــرعية غة ودالالتها الش لهــا ضوابــط وحــدودا وتعريفات تبعــo لمعانيهــا يف اللــرعية نذكرهــا بكثير مــن االختصار والتبســيط وإال فهي من أكبر المباحث الشيف أصــول الفقه والتــي يترتب عليها قواعد عديدة يف اســتنباط األحكام الفقهية

ة. ولألصوليين فيها تقسيمات وتصنيفات عدط ألصول الفقه: «العلم: يخ ابن عثيمين رحمه اهللا يف شرحه المبس يقول الشل أكبر من الجزء، ــيء على ما هو عليه إدراكo جازمo؛ كإدراك أن الك إدراك الش

وأن النية شرط في العبادة.ى «الجهل ية ويســم ــيء»؛ عــدم اإلدراك بالكل فخــرج بقولنــا: «إدراك الشالبســيط»، مثل أن يسأل: متى كانت غزوة بدر؟فيقول: ال أدري. وخرج بقولنا: ى «الجهل «علــى ما هــو عليه»؛ إدراكــه على وجه يخالــف ما هو عليه، ويســمــنة الثالثة من ــب»، مثل أن يســأل: متى كانت غــزوة بدر؟فيقول: في الس المركــيء إدراكo غير جازم، الهجــرة. وخــرج بقولنــا: «إدراكo جازمــo»؛ إدراك الشى ذلك ي أدركه، فال يســم بحيــث يحتمــل عنــده أن يكون على غيــر الوجه الذاجح ظن والمرجوح وهم، وإن ح عنده أحد االحتمالين فالر علمــo. ثم إن ترج

.(١)« تساوى األمران فهو شكد بن صالــح العثيمين رحمــه اهللا (ص ١١) مبحث العلم، ــيخ محم (١) األصــول مــن علم األصول للش

ط دار اإليمان.

٢٢٣ والقضاء على الشائعات

يخ للعلم يتضح لنا أن مراتب اإلدراك هي: ومن تعريف الش

أ. العلم أو اليقين:رة عند علماء األصول، وهو تة المتقر هي أولي مراتب اإلدراك وأشمل الســيخ له يف ــيء علي ما هو عليه إدراكo جازمo. وقد ســبق تعريف الش إدراك الشــابقة. فالعلم هو المعرفة بحقيقة األمر بدالالت وبراهين من شــأنها الفقرة السأن تنفــي صفة الجهــل عن صاحبها. وللعلماء تقســيم يف العلــم فمنه ضروري ال يحتــاج إلــي براهين، ومنه نظــري أي يحتاج إلي نظر واســتدالل غير أن هذا التقســيم لن يفيدنا كثيرا في االستفادة من أصل تعريف العلم يف مبحثنا هذا في

ائعات. القضاء علي الشــرورة الجهل التــام، ولكن العلــم واليقين وعــدم العلــم ال يقتضــي بالضيقتضيان انتفاء الجهل بدرجاته و عدم القطع من شك وظن ووهم. ويف مبحث ــرورة كإدراك أن ق العلــم يف غالب األمــر بنوعه المعلوم بالض األخبــار ال يتعلق بنوعه النظري مس تشرق من المشرق، بل يتعل الكل أكبر من الجزء أو أن الشالئل والبراهيــن. أي أننا ال والــذي يحتــاج إلي نظر واســتدالل واإلثبــات بالدد العلم وال أن نشــهد ألنفسنا أو لغيرنا بالعلم بدون معرفة يمكننا أن نطلق مجر

اهدة له بذلك. ة علي علمه والش ال اطعة الد ته القاطعة وبراهينه الس أدلـوع من أنــواع اإلدراك فائدتان، األولــي هي النظر يف ويســتفاد من هذا النـراوي الخبــر والمخبر بــه وهل هو من أهل العلم يف موضوع الخبر بحيث يقبل ــص والعلم وهنا تهم ومن غير أهل التخص ـاس وعام خبــره أم أنــه من جملة النـــف يف خبــره وال ننقله عنه لغيرنــا. والفائدة الثانية هي الحكم علي أنفســنا يتوقين يف موضوع بالعلم أو بغيره عند سماع خبر ما، فإذا كنا من أهل العلم المختص

التثبت من ا2خبار٢٢٤

الئل ما يدل علــي امتالكنا لهذا العلم حينها يمكننا أن الخبــر وفي أيدينا من الدا إن لم نكن من نعمل العقل في موضوع الخبر وإحكامه ونصب الميزان له، أما ال أهل العلــم فحينها يكون حكمنا قاصرا وإلمامنــا بموضوع الخبر قاصر مم

لنا إلي نقل الخبر بفطنة وحكمة وإدراك تام. يؤهة كما يف قوله تعالي: ﴿ _ وهذا العلم ورد يف كتاب اهللا يف مواضع عد` i h g f e d c b a ﴾ [األعراف:٦٢]، فعلم األنبياء هم اهللا ۵ ــماء ومــا أمد اه ودل عليــه الوحي من الس علــم يقينــي وهبهــم اهللا إيق إليه جهل دهم بها. فهذا النوع مثال من أنواع اإلدراك ال يتطر من معجزات وأيوال ظن وال وهم وال شــك. وقد وردت صفة العلم هللا ســبحانه وتعالي يف كثير ي بإسم العليم غير أن هذا العلم الخاص من المواطن في كتابه جل وعال وتسمله مناط مختلف ومقتضي بعيد تمامo في الكم والكيف عن العلم الذي نقصده

تة. م عنه الحقo بعد االنتهاء من مراتب اإلدراك الس هنا وسنتكل ب. الجهل البسيط:

وهــو ثاني مراتب اإلدراك وهو ضد ســابقه إذ إن الجهل البســيط هو عدم د. ولكن عدم اإلدراك ية، وهو عدم معرفة أي شــيء عن أمر محد اإلدراك بالكلــة، فكم من الناس ال يعرفون أي شــيء د ليســت هي الطام ية لشــيء محد بالكلعن آالف األمور المحيطة بهم كما أن اإلدراك المطلق لكل شيء غير مطلوب كمــا أنه يف األصل غير ممكن وهو ممتنــع يف حق العباد مصداقo لقول اهللا ۵: وكفــي ألهلــه ة معــر والجهــل [اإلســراء:٨٥]، ﴾Î Í Ì Ë Ê É ﴿بالجهــل عيبo أن ينكره كل أحد، والجهــل الذي هو عار علي صاحبه ويقبح به ة حيلة وضعف رورات والبديهيات والجهل المشوب بغباوة وقل هو جهل الض

٢٢٥ والقضاء على الشائعات

عقل وكذا الجهل المختلط بكبر، والجاهل يعلم، وقد قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «يا هه في ه، ومن يــرد اهللا به خيرا يفق هــا الناس، إنما العلــم بالتعلم، والفقه بالتفق أي

ين، وإنما يخشى اهللا من عباده العلماء»(١). الد فإذا ما ورد خبر من أحد معروف جهله رد عليه ولم يعتد به ولم ينقل، كما أنــه البد لنا أال نقوم بنقل شــيء مــن األخبار عن أمور نجهلهــا وال نعرف عنها عي ة الكبري فهو الجاهل الذي يد ا الطام شيئo فإن ذلك يزيد الجهل قبحo. وأم

العلم وهذه هي المرتبة الثالثة.ب: ج. الجهل المرك

ب وهــذه المرتبة هي أقبح مراتــب اإلدراك قاطبة وذلك ألن الجهل المركيء علي وجه يخالف ما هو عليه. أي أن األمر هنا ال يقتصر علي هو إدراك الشن لإلنســان رأي أو يظن أنه ر حتي يكو ــيء بل يتطــو جهل اإلنســان بحقيقة الشيحــوز معلومة وهــي مغلوطة وهو يعتقد فيها ويظن أن عنــده بها علم. ويتضح ب بسؤالك رجال عن أمر ما، فيقول لك الفرق بين الجهل البسيط والجهل المركا إذا أجابك ية. أم «ال أدري» فهذا جهله بســيط وقد شهد بانتفاء العلم عنه بالكلث عــن علمه وبدأ يجيب وهو يف الحقيقة قد وقــال «األمر كذا وكذا» وبدأ يحدــب ألنه ال يدري وهــو جاهل في واب بإجابتــه، فهذا جهله مرك حــاد عــن الص

برانــي فــي المعجم الكبير بهذا اللفظ (٩٢٩) (١٩/ ٣٩٥) ط مكتبة ابن تيمية. ويف إســناده (١) رواه الطحيح يف كتاب العلم- باب (١٠) العلم مجهــول، ولفــظ {إنما العلم بالتعلم} رواها البخاري في الصــح األلباني د: ١٩]. وصح قبــل القــول والعمــل لقــول اهللا تعالــي ﴿á à ß Þ Ý Ü ﴾ [محمه» (٣٤٢) لفــظ: «إنما العلــم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشــر يوقحيحة وشــيء مــن فقهها وفوائدها، ط مكتبــة المعارف. وتتمته (١/ ٦٧٠) سلســلة األحاديث الصن، أو استقســم، أو رجــات العال، وال أقــول لكم الجنة: مــن تكه «ثــالث مــن كن فيه لم يســكن الدبراني فــي المعجــم األوســط (٢٦٦٣) (٣/ ١١٨) ط دار الحرمين. ه مــن ســفر تطيــر» رواه الط رد

التثبت من ا2خبار٢٢٦

ا أنــه كان يعرف الجواب الخاطيء ويظنه األصل بحقيقة ما ســئل عنه ولكن إمال بخطأه في الجــواب ثم تلقينه الجواب صحيحــo وهذا يحتــاج إلي إخباره أونه يستكبر أن يظن به الجهل ا أن يكون جاهال وهو يعلم ذلك ولك حيح. وإم الصويري عليه فأجاب بمــا ال يعرف عامدا وهذا يحتاج إلي تعريفه وإقناعه بجهله

واب. وتكذيب خبره ثم إخباره بالص cيــومــ الحكيم ــار ــم ح ـــال أركبق كنت هر الد أنصف لو ــط ــي ــس ــــل ب ــــاه ـــــنـــــي ج ــبألن وراكــــبــــي جـــاهـــل مــرك

ــابقين يشــكو أنه هو المقود والمركوب يف حين أن فالحمار يف البيتين السعي أنه حكيم جهله بسيط فهو فقط ال يدري بينما صاحبه الذي يركبه والذي يدب شد بمكان إنما هو في الحقيقة جاهل مرك جحان والر زمانه وأن عقله من الرظنا علي عبارة { لو يظــن أنه يعلم ويقول بعلم وهو فــي األصل جاهل، مع تحف

هر } لما فيها من مخالفة شرعية. أنصف الدم بما ال يعرف ســواء ــب في أن صاحبه يتكل وتأتــي خطورة الجهل المركنف غالبo ما نجد أن حديثه مليء تبعo لســجية أو عامدا بالخطأ، ومثل هذا الصباألكاذيــب والمغلوطات، وهو يمثل حجر األســاس يف تشــويه األخبار ونقل ــائعات واختــالق األخبار الكاذبــة. وتفيدنا هــذه النقطة فــي أمرين كما يف الشافعة ة العلم الش ي منه الخبر وهل هو عالم به بأدل سابقتيها، األول هو فيمن نتلقــابق جاهل ال يعلم شــيئo البتة وإنمــا ينقل خبرا نف الس المقبولــة أم أنــه كالصده فقط، أم أنه كصاحبنا هــذا طبع علي الجهل يف ال يــدرك معنــاه وأبعاده ويــردة قوله وإال ليل علــي صح عي عكس ذلــك فمثل هذا يأتي بالد األصــل وهو يدرد عليــه ما يقول. والفائدة الثانية هي حال المرء حين حيازة المعلومة واعتناق الفكرة واســتقبال الخبر، فيســأل نفسه هل عنده علم حقيقي بموضوع الخبر أم

٢٢٧ والقضاء على الشائعات

ل لــه للتكلم يف مثل هــذه األمور ليس أنــه يعلــم يف قرارة نفســه أن العلم المؤها ينبغي. فــإذا ما أدرك أن ما ل بجهل أكثر مم ث فيهــا ويتوغ بحوزتــه وهو يتحديمتلك من علم إنما هو محض خطأ وأنه ليس علي شــيء يف الحقيقة فال ينبغي ل من صحيــح المعلومات ث بما عنده حتــي يحص لــه علــي اإلطالق أن يحــدــيء. ب إلي مرتبة العلم بالش ــة واألخبــار ما ينقله من مرتبة الجهل المرك واألدلب يحمل بين طياته العديد من اآلفات واألمراض والمستقبحات والجهل المركــد والقــول بغيــر علــم، ويقــول اهللا ۵ مــن األفعــال ومنهــا الكــذب المتعم

يف كتابــه العزيز: ﴿ } | { ~ ے ¡ ¢ £ ¤ ¥¦ § ¨ © ª » ¬® ¯ ° ± ² ³ ´﴾ [األعــراف:٢٨]، فهم قالوا علي قوا قولهم بفعلهــم الفواحش واآلثام، ثم عاتبهم اهللا وذلك اهللا مــا لم يقل وصدوا باعتقادهم أنه ۵ أمرهم بفعل الفواحش وقد انتقلوا لوا عليه وأقــر بأنهم تقوا زادهم قبحo إلي قبحهم. فهم نقلوا عن من مرحلة القول إلي مرحلة فعلها مم

اهللا سبحانه وتعالي خبرا مغلوطo وهم فيه معتقدون وبه يقولون وبه يعملون.م يخ صالح آل طالب: «ومن مذموم الخوض فيما ال يعني التقح يقول الش

بجهــل فــي مســائل العلــم، ﴿ 3 4 5 6 7 8 9 : ; > = ــم فــي غير فنه أتــى بالعجائــب، ورحم اهللا < ? ﴾ [لقمــان:٢٠]، ومــن تكلــيوطي إذ يقول: «لو ســكت من ال يعرف لقل الخالف»(١). ويقول اهللا ۵: الس ﴾Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É ÈÇ Æ Å Ä Ã Â Á ﴿[اإلســراء:٣٦]، يقــول ابــن كثير: «قال علي بــن أبي طلحة، عن ابــن عباس يقول: د بن ال تقــل. وقــال العوفي عنــه: ال ترم أحدا بما ليس لك به علــم. وقال محمور. وقال قتادة: ال تقل: رأيت، ولم تر، وسمعت، ولم الحنفية: يعني شهادة الز

يخ صالح آل طالب بعنوان «من حسن إسالم المرء». غة للش (١) خطبة مفر

التثبت من ا2خبار٢٢٨

ه. ومضمون ما ذكروه: تسمع، وعلمت، ولم تعلم؛ فإن اهللا سائلك عن ذلك كلم والخيال»(١). ي هو التوه أن اهللا تعالى نهى عن القول بال علم، بل بالظن الذ

مين أن ال يقولوا إال افعي رحمه اهللا: «فالواجب على العال يقول اإلمام الشم فيه منه مــن حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمســك عن بعض ما تكلــالمة له إن شاء اهللا»(٢). وقال اإلمام ابن لكان اإلمســاك أولى به وأقرب من السخالء فيها وهــم من غير أهلها، حــزم: «ال آفــة على العلوم وأهلهــا أضر من الدرون أنهم يصلحون»(٣). فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفســدون ويقدة، فإنه ينهي عن م بجهل وبما يخالــف األئم وقــال اإلمام ابن تيميــة: «فمن تكلال»(٤). ومن هنا يتضح ب على اإلصــرار، كما يفعل بأمثاله من الجه ذلك ويؤدب إنما هو من ي هــو نوع من أنواع الجهــل المرك لنــا أن الــكالم بغير علم والذ

بات. أسوأ المراتب وأزل الدركات وأخطر المعق: د. الظن

ــيء مع احتمال ضد مرجوح. ف األصوليون الظن بأنه إدراك الش وقــد عروهــو أن يغلــب علي اعتقاد المرء أمــر مع عدم قدرته علي القطــع بما يعتقد أو ة علي ما يقول غير أن هناك وجهــo يجعل كالمه مقبوال ومحموال إقامــة الحجدق، غير أن هــذا االعتقاد ال يخلو من ضــد ولكن أضعف يف علــي غالــب الصه أكبر من نفعه وال تبني عليه القبــول واإلثبات. والظن يف جملته مذموم و ضــر

(١) تفسير القرآن العظيم البن كثير [اإلسراء: ٣٦] (٣/ ٣٩) ط دار الفكر.افعي (١٣١، ١٣٢) (ص ١٠٤) ط دار العقيدة. د بن إدريس الش سالة لإلمام محم (٢) الر

ير يف مداواة النفوس لإلمام ابن حزم الظاهري (ص ٩١) رقم (٣٨) فصل في العلم، (٣) األخالق والسط دار ابن حزم.

ــع الملك فهــد لطباعة (٤) مجمــوع الفتاوي لشــيخ اإلســالم اإلمــام ابــن تيميــة (٢٢/ ٢٢٧) ط مجمريف. المصحف الش

٢٢٩ والقضاء على الشائعات

ة الئــل والبراهين علي صح أحــكام، فهو يعد وجهــo غير مكتمل من وجوه الدأي. ومعني الظــن يعبر عنه أحيانo بقولهــم: قولي صواب يحتمل الخبــر أو الرة كي يعتد ــواب. والظن له ضوابط عــد الخطــأ، وقــول غيري خطأ يحتمل الصة ق إلي هذا األمر لشــد جوع إليــه ولكننا لن نتطــر بــه ولكــي يقبل إعمالــه والرث عن خصوصيته كما أننا لن نتطرق إلي حســن الظن وســوئه، ولكننا ســنتحدــنة، - يف الكتاب والس ــة وما قيل عنــه – أي الظن مرتبــة الظــن ودالالتها العام

يo وإلقاء. وتأثيره يف األخبار تلق يقــول اهللا ۵ يف محكــم التنزيــل: ﴿ ! " # $ % & ' ) ( * + ﴾ [الحجــرات: ١٢]، يقــول ابــن كثيــر: «يقــول تعالــى ناهيــo عباده ، وهو التهمة والتخــون لألهل واألقارب والناس المؤمنيــن عن كثيــر من الظن ،oفليجتنب كثيرا منه احتياط ،oمحض oه؛ ألن بعض ذلك يكون إثم في غير محلوروينــا عــن أمير المؤمنين عمر بــن الخطاب، ڤ، أنه قــال: وال تظنن بكلمة خرجــت من أخيك المؤمن إال خيرا، وأنت تجد لها في الخير محمال»(١). وقد

اكم والظن فإن الظن أكذب الحديث»(٢). نهي النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن الظن فقال: «إيتها ة مقطوع بصح فكان ذم الظن والنهي عنه ألجل أن الظن ال يقوم علي أدلبــل يقوم علي افتراضات ورؤي قد تصيــب وقد تخطيء ويف خطئها ومجانبتها ــواب أذي للمســلمين وضياع لحقوقهم، فإذا كان الكــذب والخطأ يقع يف للصالــكالم عــادة فإن وقوعهما يف الــكالم المبني علي الظن أولــي وأكثر احتماال.

(١) تفسير القرآن العظيم البن كثير [الحجرات: ١٢] (٤/ ٢١٢) ط دار الفكر.حيح (٥١٤٣) كتاب النكاح- باب ال يخطب علي خطبة أخيه حتي ينكح أو (٢) رواه البخــاري في الصس لة واآلداب- باب تحريم الظن والتجس حيح ٢٨ (٢٥٦٣) كتاب البر والص يدع. ومســلم في الص

والتنافس والتناجش ونحوها، وغيرهما من حديث أبي هريرة.

التثبت من ا2خبار٢٣٠

W V ﴿ :ية يف قوله تعالي وقد ســاق اهللا ســبحانه وتعالي قاعدة يف غاية األهمb a ` _ ^ ] \ [Z Y X ﴾ [يونــس: ٣٦]، فمهما انتشــرت الظنون فســتظل ظنونo تقبل الخطأ وال يلبث الحق أن يظهر فتنقشــع تلك الظنون التي ة قطعية تســمح ببقائها. يقول اإلمام البغــوي يف قوله تعالي: ال تقــوم عليهــا أدل{إن الظن ال يغني من الحق شــيئا}: وقيل: ال يقوم مقام العلم(١). فالعلم والظن ليل والبرهان مقامــان مختلفان ومرتبتان متفاوتتان، فشــتان بين ما قــام عليه الد

. وما أخذ بغلبة الظنحابــة وتعلمــوا علــي يد رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أن الظن ســوء يف ــا علــم الص ولممجمله خافوا علي أنفسهم الوقوع فيه وآثروا االبتعاد عن كل موطن من مواطن المظنات، فها هو أبو العالية ڤ يقول: «كنا نؤمر أن نختم على الخادم ونكيل دوا خلق سوء أو يظن أحدنا ظن سوء»(٢). وقال سلمان ها كراهية أن يتعو ونعد»(٣). ففي ذلك حفظ الفارسي ڤ: «إني ألعد العراق على خادمي مخافة الظن

للمال ورعايته وتأديب للخدم وتربيتهم علي األمانة ودفعo لسوء الظن بهم. I H GF E D C B A @ ? > = < ; ﴿ :يقول اهللا تعالي Q P O N ML K J ﴾ [الجاثية:٤٥]، وقول المشركين هذا من أمثلة االعتماد علي الظن واالتكاء عليه وبناء األحكام تبعo له بدون أن يكون لديهم من العلم

الالت وناصع البراهين. لهم إلي االستدالل بصالح الد نصيب يؤهد الحسين بن مسعود البغوي [يونس: ٣٦]، (١) معالم التنزيل المعروف بتفسير البغوي لإلمام أبي محم

(٤/ ١٣٣) ط دار طيبة.، ط دار (٢) رواه البخــاري يف األدب المفــرد (١٦٧) باب (٨٨) من ختم علي خادمه مخافة ســوء الظن

ليل. حه األلباني في صحيح األدب المفرد (١٢٤/ ١٦٧) (ص ٨٤) ط مكتبة الد الحديث وصح، ط دار الحديث، (٣) رواه البخاري يف األدب المفرد (١٦٨) باب (٨٩) من عد علي خادمه مخافة الظنحه األلباني في صحيح األدب المفرد (١٢٥/ ١٦٨) (ص ٨٤)، وقال: «العراق: بضم العين وصح

ليل. ي أكل لحمه»، ط مكتبة الد جمع عرق، العظم الذ

٢٣١ والقضاء على الشائعات

.(١)« ف بن عبد اهللا ڤ: «احترســوا من الناس بســوء الظن وقــد قال مطــره قاء ســوء الظــن إذ إن مدار األمر كل م بوجوب ات وال تعــارض بين قوله وما تقدليل، فكمــا أننا ال يجوز لنــا أن نظن بأحد ســوءا إال بدليل قاطع علــي إيــراد الدواضــح جلي فليس من الحكمة أن نقبــل كالم أي أحد بال دليل يحوزه علي ما ليل أولي بالتقديم ي األخبار التي ال يقوم عليها الد قال، فكان ســوء الظن يف تلقمن حســن الظن بها وهذا أنفع للتثبت وأقل ضــررا من قبول األخبار بال دالئل اوي للخبر من خالل د من ثقة الر تها. ومن هنا يجب علينــا أن نتأك ــح صح ترجة المقبولة التي يجب أن يسوقها بين يدي يغة التي يخبر بها ومن خالل األدل الصالخبر لكي يقبل، كما يجب علينا أن نزن أنفسنا لنعلم حقيقة الخبر الذي نحمل د ظــن يغلب علينا اللــة أم أنهما مجر أي الذي نعتقد وهــل هما قطعيا الد والــر

وتهواه نفوسنا وتميل إليه عقولنا. هـ. الوهــــم:

ــيء ــيء مع احتمال ضد له راجح، أي أنه اعتقاد للش والوهم هو إدراك الشليل عليه أو انعدامه مع احتمال وجود ضد له أولي بحيازة مع العلم بضعف الدليل إنما هو ضرب من ليل. ونقــل األخبار التي تقوم علي الوهم وغياب الد الد

ائعات. العبث واإلفساد ونشر صريح لألكاذيب والش: ـــك و. الش

ــيء مع وهو آخر مراتب اإلدراك المعتبرة عند األصوليين، وهو إدراك الش

ف بــن عبــد اهللا ڤ (٢٠٤١٦) كتاب آداب ــنن الكبــري موقوفــo علــي مطر (١) رواه البيهقــي يف السالقاضي- باب االحتياط في قراءة الكتاب واإلشــهاد عليه وختمه، وقال: «وروي ذلك عن أنس بن ا»، مالــك مرفوعــا». وضعف األلباني رفعه وقال في ضعيف الجامع الصغيــر وزيادته: «ضعيف جد

(١٨٢) (ص ٢٧) ط المكتب اإلسالمي.

التثبت من ا2خبار٢٣٢

ة وال رجة من القو ة اإلثبات والنفي علي ذات الد احتمال ضد مساو. أي أن أدلك علي األخبار ة. وينطبق الش يمكن القطع بين االحتمالين لتســاويهما في القوالتي نســمعها ليل نهــار وهي توافق بعض الواقع من وجــه وال توافقه من آخر، والتوقف فيها هو أســلم األمور وأوالها. وإذا كان الظن وهو الذي يعتمد علي ة حيازة دليل ال يرقي لدليل العلم واليقين ال يقبل يف األصل إال إذا ارتقت األدلني ويتوقف فيه فإنه من األولــي واألحري أن يرد القول للقطــع فيرد القــول الظة واإلثباتات، وكما ة ضعفهما من جهــة األدل ــك أو الوهم لشــد القائم علي الش

د يقتضيان الكتمان وعدم اإلخبار والنشر. ذكرنا سابقo أن التوقف والر أقــول أن هناك مرتبة ســابعة من مراتــب اإلدراك وال يعتمدها األصوليون ــرعية ة باســتنباط األحكام الش وذلك ألنها ليســت مــن مراتب اإلدراك الخاصته وهــي أقواها علي اإلطالق وهي مرتبة ولكنهــا درجة من درجات العلم وقواإلحاطة. واإلحاطة هي كمال العلم وتمامه وهي أشمل من العلم واليقين ألن ا اإلحاطة العلــم يقتضي المعرفة بشــيء ما وإدراكه إدراكo جازمo فحســب، أمته واإلحاطة بــكل ما كان له عالقة بــه من قريب ــيء بأدل فهــي معرفــة ذات الشيات ن اإلحاطــة المعرفة الكاملــة بالجزئيات والكل أو بعيــد كل بأدلتــه، فتتضمم بــه يف مرتبــة العلم. ــيء المســل والملحقــات إلــي جانــب المعرفة بذات الش

واإلحاطة نوعان:إحاطــة إلهيــة: وهي ما يختــص به ســبحانه وتعالي من العلم، ولــذا ذكرنا ب ســابقo أن علم اهللا ســبحانه وتعالي إنما هو إحاطة في األصل وعلم ال يتسر، وإنما هو علم تام بكل شيء وجد أو لم يوجد، علم إليه شك وال وهم وال ظن

ه زمن وال مكان وال يستوعبه شيء من المخلوقات. ال يحد

٢٣٣ والقضاء على الشائعات

~ } | { zy x w v u t s ﴿ :يقول تعالــي ﴾ á à ß Þ Ý ﴿ عــاله: يف جــل ويقــول [النســاء:١٢٦]، ے﴾

ê é è ç æ å ä ã â á à ﴿ :لــت:٤١]، ويقول جل جاللــه [فصí ì ë ﴾ [الطالق:٦٥]، فاهللا سبحانه وتعالي ليس عالمo عليمo فحسب بل

إن علمه محيط بكل شيء سبحانه.إحاطة بشرية: وهو القدر من العلم الذي أذن اهللا سبحانه وتعالي لبني آدم به وهو أقصي ما يبلغون، وهو تمام العلم بما يتفق مع مراد اهللا، وكمال المعرفة إذا ما قورنت بعلم سائر الناس، وهذا مشاهد فإننا نري رجال عالمo وآخر أكثر منه ما ازداد ـاس عياال عليه، فكل ة علوم حتي أصبح النـ علمــo وثالث قد أحاط بعدعلم المرء زادت إحاطته، غير أنها ال تخرج عن القدر الذي أذن به اهللا ســبحانه ﴿ « ¼ ½ ¾ ¿ Â Á À ﴾ [البقــرة:٢٥٥]، يقــول ۵: وتعالــي. فإحاطة اهللا ۵ مطلقة ال حدود لها بينما إحاطة البشر فهي إحاطة مقيدة بمشيئة

اهللا تعالي وبحدود العقل الذي أودعه اهللا جل وعال يف بني البشر. إذا نستفيد من هذا المبحث تقويم األخبار الواردة وذلك بالنظر إلي أصحابها ق بهذا الخبر. كما وناقليهــا وأي نــوع من أنواع اإلدراك قد اختص به فيمــا يتعلنســتفيد منــه أيضo معرفة موقعنا مــن إدراك األخبار الــواردة إلينا والمعلومات المحازة لدينا واألفكار واآلراء المسيطرة علينا، وهل نحن محيطون بموضوع ق لملحقاته، نون من عين الخبر دون التطر الخبر معرفة وإلمامo أم عالمون متيقك أو الوهم، أم أننا نجهل أم أن علمنا للخبر وتناولنا له علي سبيل الظن أو الشماهيــة الخبر وال نعرف شــيئo عنه وهكــذا. فمعرفة المــرء لموقعه من اإلدراك يحكم قوله ويضبط لفظه ويســقط حديثه إســقاطo صحيحــo، ويف الجملة فإن كل ما اعتمد علي ظن أو شــك أو وهم أو جهل بنوعيه من خبر أو رأي أو فكر

التثبت من ا2خبار٢٣٤

ا ائعات، أم ث به، هذا ما إذا أردنا حقيقة القضاء علي الش ال يجوز نقله أو التحدث به مع ة فيجوز نقله والتحد ل ر األد ما قام علي اإلحاطة والعلم واليقين مع توف

ق من األخبار. وابط التي تناولناها سابقo يف مبحث التحق مراعاة الضباع: ٤- االنتقال من مرحلة التقليد إلي مرحلة االت

ــطور القالئــل القادمة بعلم ث عنها يف الس تختــص المراحل التي ســنتحدق يف شــرحها وســنذكرها بشــيء من أصــول الفقــه أيضo، لــذا فإننــا لــن نتعماالختصــار واالقتصار علي الجوانب التي من الممكــن أن ننتفع بها في مبحثنا ــائعات والحد من انتشارها ونري كيف يمكننا إسقاط هذا عن القضاء علي الشــرعية. ينقسم التقســيم األصولي علي أرض الواقع فيما ال يتعلق باألحكام الش

رعية إلي ثالثة أقسام: يهم وتتبعهم وتقريرهم لألحكام الش الناس في تلق أ. التقليد:

ة تعريفات تجتمع كلها يف أن التقليد هو قبول ف األصوليون التقليد بعد عرة أو من غير معرفة دليله. ويخرج من قولنا {قول الغير} قــول الغيــر من غير حج من هذه قــول اهللا ســبحانه وتعالي وقول رســوله ملسو هيلع هللا ىلص وإجماع العلمــاء ألن كالــة ال يحتاج إلي دليل بل إن هذه األقــوال تعتبر دليال في حد ذاتها األقــوال حج

وهي تقتضي التسليم واالستجابة والمبادرة إلي االئتمار به. ويقــول ابــن حزم: «التقليد هو ما اعتقده المرء بغيــر برهان صح عنده»(١). وقال أيضo: «ألن التقليد علي الحقيقة إنما هو: قبول ما قاله قائل دون النبي ملسو هيلع هللا ىلص ة علي تســميته تقليدا»(٢). ويقول ابن ي أجمعت األم دون برهــان، فهــذا هو الذادس والثالثون في إبطال التقليد، ط دار اإلحكام يف أصول األحكام البن حزم (٦/ ٦٠) الباب الس (١)

اآلفاق الجديدة.ابق (٦/ ١١٦) ط دار اآلفاق الجديدة. (٢) المصدر الس

٢٣٥ والقضاء على الشائعات

: اء: «التقليــد ال يفضي إلي معرفة وال يقع به العلــم»(١). وقال ابن عبد البر الفــرــرع «قــال أبــو عبد اهللا بــن خويز منــداد البصري المالكــي: التقليد معناه يف الشباع ما ــريعة، واالت ة لقائله عليــه، وهذا ممنوع في الش جــوع إلــي قول ال حج الرة»(٢). وقال الخطيب البغدادي: «التقليد هو قبول القول من غير ثبــت عليه حجدليل»(٣). وللعلماء تقســيم وشــرح وتطويــل وتفصيل يف هــذا المبحث ولكن الــذي يعنينا هنا هو أصل التعريف الذي ذكرنا، وهــو أخذ الحكم بدون معرفة

ؤال عنه. ليل أو الس الدباع: ب- االت

فه األصوليون بأنه هو ــرعية، وقد عر ي األحكام الش وهو ثاني درجات تلقباع يف مســألة حضور ليل. ويظهر أن الفارق بين التقليد واالت معرفة الحكم بالدــؤال عنها. يقول ابــن عبد البر يف بيــان الفرق ــة ومعرفتهــا والس ليــل والحج الدباع هــو تتبع القائل علي ما باع، ألن االت بينهمــا: «والتقليــد عند العلماء غير االتة مذهبه، والتقليد أن تقــول بقوله وأنت ال تعرفه بــان لــك من فضل قوله وصح

وال وجه القول وال معناه»(٤). وليتضح الفرق بينهما نضرب مثاال، هب أن رجال ذهب إلي إمام ليستفتيه اء (٤/ ١٢١٨) كتاب الكالم د ابن الحســين ابــن الفر ة يف أصول الفقه للقاضي أبي يعلي محم (١) العــدكتور أحمد بن علي ســير فــي التقليــد، باب ما يســوغ فيــه التقليد وما ال يســوغ، تحقيق وتعليــق الد

المباركي.(٢) جامع بيان العلم وفضله البن عبد البر رقم (١٨٩٥) (ص ٩٩٣) باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين

باع، ط دار ابن الجوزي. التقليد واالته للخطيب البغدادي (٢/ ١٢٨) باب الكالم في التقليد ومايســوغ منه وما ال يســوغ، (٣) الفقيه والمتفق

ط دار ابن الجوزي.يانــات، ط دار ابن (٤) جامــع بيــان العلــم البن عبــد البــر (ص ٧٨٧) باب العبــارة عن حدود علــم الد

الجوزي.

التثبت من ا2خبار٢٣٦

هب؟، فقــال اإلمام: نصابه كذا في مســألة فقال: يا إمام ما هــو نصاب زكاة الذــائل ــيخ وانصرف، فحينئذ نقول أن هذا الس جل فتوي هذا الش وكــذا. فأخذ الرليل علي ما ا إذا ســأله: ما دليلك يا إمام علي ما أفتيتني به؟. فيقول: الد مقلد. أمائل متبع ألنه قد أقول هو حديث رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص كذا وكذا. فهنا نقول أن هذا السد قول اإلمام بال معرفة دليله وال إن كان ل فقد قل ا األو بعــه، أم ليل وات عــرف الد

مصيبo أم مخطئo يف فتواه وألزم هذه الفتوي يف عنق المفتي.ليل فقد غــاب العلم بالتبعية ليــل، وإذا ما غاب الد آفــة التقليد الجهل بالد

¶µ ´ ³ ² ± ﴿ :۵ ليل. يقول اهللا ألن العلم ال يقوم إال بالدــت اآليــة الكريمــة علــي أن ¸ º ¹ « ¼ ½﴾ [يونــس:٦٨]، فدلالعلم يقتضي اإلتيان بســلطان وبرهان عليه. يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية: «إن ة وال يقوم عليها، لذا ليل»(١). والتقليد ال يعتمد علي الحج العلم ما قام عليه الدليل فالكالم القائم علي التقليد ال يمكن أن ننزله مرتبة العلم واليقين لغياب الدولكــن قد يكون يف غيرها من المراتب التي ذكرناها ســلفo من ظن أو شــك أو

وهم أو حتي الجهل. نقــول أن الفائدة من عرض هــذا المبحث هو الحث علي نقل أنفســنا من ــرعية والتي يجب فيها باع، فكما هو الحال يف أمورنا الش مرحلة التقليد إلي االتليــل علي الحكم ال معرفة الحكم فحســب، فكذلك يجب أن يكون معرفــة الدليل، وال داعي لقبول الحال يف مختلف نواحي حياتنا، فال اعتبار بالخبر إال بالدالئل د من الد ة عليها والبراهين، فمن جاءنا بخبر مجر األخبار إال بعد ورود األدلوالحجج رددناه عليه، ويف هذا ارتقاء بالمستوي الثقافي لألفراد وتنمية للوعي ــع الملك فهد لطباعــة المصحف (١) مجمــوع الفتاوي لشــيخ اإلســالم ابن تيميــة (٦/ ٨٨٣) ط مجم

ريف. الش

٢٣٧ والقضاء على الشائعات

نها علي أال نقول شيئo خبرا كان د أنفســنا وأن نمر لديهم. كما أننا يجب أن نعوده وتوجب له ــة المقبولة ما تؤي أو معلومــة أو رأيــo أو فكرا إال وعندنا من األدلاالعتبار، وإال فليس لنا أن ننشر كالمo مرسال ال دليل عليه وال برهان، فهذا من فيه هو من يقول قوال o أن الس جملة امتهان العقل وعدم إعماله. وإني ألري حقرورة وال مورد للفراسة فيه وال ين أو العقل بالض ليس من جملة المعلوم من الد

يستطيع أن يقيم عليه دليال.ا المرتبة الثالثة هي مرتبة االجتهاد والتي ال يصل إليها إال األفراد القالئل أم

من العلماء وال مجال الستعراضها وال إلسقاط مضمونها في بحثنا هذا.حيح لداللة الكلمات: ٥- الفهم الص

حيح ائعات الفهم الص ومن الوسائل التي تساعد كثيرا علي القضاء علي الشلداللــة الكلمــات ومقامات الــكالم، وذلك أن هــذا العامل يقــف علي ثغر ال يجزيء عنه غيره، وفي غيابه شر كبير وبدونه يفتح باب من أبواب الفتن ويكسر ن حيح للكلمات ومدلوالتها ال يتمك ين. فبدون الفهم الص سيف من سيوف الدالمــرء من فهــم كالم اهللا ســبحانه وتعالي فهما صحيحo وال كالم رســوله ملسو هيلع هللا ىلص وهمــا – أي كالم اهللا ورســوله- أوثــق ما قيل وأصدق ما قيــل مطلقo، فإذا لم دق دق المطلق فكيف به في فهــم ما يداخله الص ن اإلنســان مــن فهم الص يتمك

والكذب؟!!.. وبدون فهم الكالم ومعرفة دالالته يخطيء المرء في فهم المراد وال يصيب حيح فينحــرف تأويله كما انحرف القصــد من ورائه ويســيء إنزاله المنزل الصي علي غير حقيقته اســتقر في العقل أيضo علــي غير حقيقته فهمــه، فإن مــا تلقومن ثم يختلف التأويل والتفســير. واألكثر خطــورة من هذا أن هذا الخلل في

التثبت من ا2خبار٢٣٨

خص فقط بل ينتقل إلي آخرين حينما ينقله إليهم، الفهم ال يتوقف عند هذا الشه علي غير حقيقته إلي أناس آخرين، فمن منهم كان وبهذا ســينقل الخبر المشوا من له وأخذه كما هو علي قدر تشــويهه وأم فهمه لأللفاظ ودالالتها جيدا تحمة فهمه ووعيه فسوف يزيد في تشويهه وتحريفه – أي الخبر- ل في قل شابه األو

عن أصله وحقيقته. ولذلــك أصــل عندنا في علم الحديــث والمصطلح، فإن مــن العلماء من اشــترط أن ينقــل الحديــث النبوي ويــؤدي بلفظه كما قاله رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص ولم ص في دوا كثيرا في ذلك، ومنهــم من رخ صــوا فــي روايته بالمعني وتشــد يرخواية بالمعني ولكن وضعوا لذلك شروطo وقيودا عديدة منها ما نحن بصدده الراوي عارفo بمــا يحيل المعني. يقول ابن ســيرين رحمه اهللا: وهــو أن يكــون الر«كنت أســمع الحديث من عشــرة، المعني واحد واأللفــاظ مختلفة»، ومبحث واية بالمعني مبحث ضخم ال يمكن اســتيفاء أصوله في ســطور، لذا فسوف الر

ق إليه فحسب. اء التطر نذكر الفائدة التي نخرج بها من جر إذا أراد المخبر أن ينقل الخبر بغير لفظه األصلي لعدم إتقان حفظ األصل لهما شرط خاص بناقل الخبر وهو أن مثال فالبد من وجود شرطين رئيسيين، أوة بينها غوي o بمعاني الكلمات والفروق الل يكون هذا اإلنســان متقنo للعربية ملمبحيــث ال يســتبدل كلمة بأخــري ظنo منه أنها تــؤدي ذات المعني بينما هي في ة وتركيب غوي اللة، كما ينبغي أن يكون عارفo بالتركيبات الل الحقيقة مغايرة الدالجمل وأنواعها والبالغة وأساليبها من كناية واستعارة وتشبيه، ويعرف الفرق بيــن داللــة الكلمة في المجــاز والحقيقة وما إذا كان المعني المــراد من ورائها ة التي يجب غوي ــo أو اصطالحيo أو عرفيo إلي غير ذلــك من المهارات الل لغويأن يتمتــع بها المرء إذا ما أراد أن ينقــل خبرا ما بغير أصل لفظه حتي ال يغير في

٢٣٩ والقضاء على الشائعات

ف وهو يظن أنه أتقنه وضبطه. ل فيه ويحر معناه وال يبدــره إنما يكــون في الخبــر ذاته – وهــو نتيجة ــرط الثانــي الواجــب توف الشل بعد ل- وهو أن يظل معنــي الخبر موافقo ومطابقــo لمعناه األو ــرط األو للشروايتــه بألفــاظ مختلفة، فال ينبغــي أن يختل معني الخبر ومــراده، بل البد وأن

يظل المعني ثابتo بال زيادة أو نقصان.واية بالمعني يقال أيضo فــي اختصار الخبر، فمن أراد أن ومــا يقال في الريقوم برواية ونقل الخبر مختصرا البد له من أن يعلم أصول االختصار وشروطه وضوابطــه هــذا إذا ما علمنا مــن أن أمر االختصار واالقتصار هــذا فن غاية في عوبة وال يحســنه أي أحد إال من كان متقنo لغيره من الفنون إتقانo شــديدا. الصــا غير المتقنيــن فال يجوز أن يختصروا األخبار عنــد روايتها وال أن يقتصروا أمل ألن اإلختصار حال عدم اإلتقان يخل علي بعض منها دون بعض ألمرين: األوبالمعني وينقل الخبر علي وجه غير تام ويخرجه عن أصله وحقيقته والمراد من وراءه، وتكون شــدة المخالفة بين أصل الخبــر ومختصره علي قدر االختصار ــن المختصر. واألمر الثاني هو أن المختصر قد يقع تحت شــبهة االتهام وتمكي علي إذا مــا أورد الخبر مختصرا فأبرز جزء منــه وأخفي آخر وذلك لكي يعمــي ويخبره بالحقيقة منقوصة لغرض في صدره وهذا ضرب من ضروب المتلقالكذب والتغفيل والتعمية علي المســتمع. وهذا النوع من االختصار تمارســه ا، فنجدهم وســائل اإلعالم المرئية والمقــروءة ليل نهار علي نطاق واســع جديقتطعــون األخبــار واألقوال لتزييــف الحقائق وتشــويه قائلهــا وألجل طمس

الحقائق وخداع المجتمع.ــائعات المحافظة علــي أصل الخبر لــذا فإن من عوامــل القضاء علي الشوايــة بالمعني أو عن طريق بــال تحريف أو تغيير ســواء كان ذلــك عن طريق الر

التثبت من ا2خبار٢٤٠

اختصــار الخبــر واالقتصار علي بعضــه دون بعض. وال تتأتي تلــك المحافظة غة التي يقال بهــا الخبر وبها ينقــل ويذاع حتي علــي أصــل الخبر إال بإتقــان الليســلم من التحريــف والتغيير والتبديل من حيث ال يــدري، ومن لم يكن لتلك

مت فهو له أنجي. ة ضابطo عارفo فاألولي أن يتحلي بالص غوي المهارات اللمت: ٦- التحلي بخلق الص

ــكوت عن قدرة علــي الكالم ويكون محمــودا إذا كان الصمــت وهو السمت من شــيم العقالء ومن خالل صمتــo عن ما ال يفيد وهو ما نعنيه هنا، فالصمت يلبس ثوب الوقار وإن مت نعمة إال األغبياء. والص الحكماء، وما حرم الصكان عن غير علم أو حكمة، فإن كان عن حكمة زان صاحبه وألبســه تاج الوقار وأنــزل عليــه المهابة ووهبه الخشــية يف قلوب الخلق – خشــية عن حق ال عن فات أرفعها مت يلزم صاحبه من الخالل أحسنها ومن الص باطل أقصد- والصيء الذي يحرم منه كل ثرثار يتكلم يف كل شيء ويف ومن األخالق حميدها الشامتون أقل الناس أخطاء وأحفظهم للســانهم وأبعد الناس عن كل وقــت. والص

فات ال يأتي إال بحميدها. الغيبة والفاحش من الكالم فإن حميد الصمت من شيم النبي ملسو هيلع هللا ىلص، فعن سماك بن حرب قال: قلت لجابر وقد كان الصمت قليل بن ســمرة: أكنت تجالس النبى ملسو هيلع هللا ىلص؟قال: نعم. قال: «كان طويل الصحك»(١). وقد روي عنه ملسو هيلع هللا ىلص بسند صحيح أنه قال: «من صمت نجا»(٢). وكان الض(١) حســن: رواه أحمد في مســنده (٢٠٨١٠)، قال شــعيب األرناؤوط: «حديث حسن»(٣٤/ ٤٠٦)، ريعة (١/ ٢٢٣-٢٢٤) ة ومعرفة أصحاب صاحب الش سالة. والبيهقي يف دالئل النبو ســة الر ط مؤسجمــاع أبــواب صفة رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص- بــاب ذكر أخبــار رويت في شــمائله وأخالقــه، ط دار الكتب غير وزيادته (٤٨٢٢) (٢/ ٨٧٣) ط المكتب ــنه األلباني في صحيح الجامع الص العلمية. وكذا حس

اإلسالمي.قائــق والورع- باب (٥٠)، = ــنن (٢٥٠١) أبواب صفة القيامة والر (٢) صحيــح: رواه الترمذي في الس

٢٤١ والقضاء على الشائعات

فيما قاله رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص لمعاذ ابن جبل ڤ: «أال أخبرك بمالك ذلك كله؟قال: قلت: بلى. قال: فأخذ بلســانه، وقال: أكبب عليك هذا. فقلت: يا رســول اهللا، ك يا معاذ، وهل يكب الناس في ــم به؟قال: ثكلتك أم وإنــا لمؤاخذون بما نتكل

النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إال حصائد ألسنتهم؟»(١).مت ســاكن ــالم: «متأنيo في كالمه كثير الص وقد قيل في إدريس عليه الساألعضاء إذا مشي أكثر نظره إلى األرض كثير الفكرة»(٢). كما أوصي النبي ملسو هيلع هللا ىلصذي نفســي بيــده ما عمل مت فوال قائــال: «عليــك بحســن الخلق وطــول الصــالم: «عليك بطول الة والس الخالئــق بمثلهما»(٣). كما قيل عن النبي عليه الصمــت إال يف خير فإنه مطردة للشــيطان عنك وعون لــك على أمر دينك»(٤). الص

ط شــركة ومطبعــة مصطفي البابي الحلبــي وأوالده. وأحمد في مســنده (٦٤٨١)، (٦٤٥٤)، وقال =ســالة. جميعهم من حديث عبد اهللا سة الر شــعيب األرناؤوط: «حديث حســن»(١١/ ١٩)، ط مؤسغير وزيادته (٦٣٦٧) (٢/ ١٠٨٩) ط حه األلباني في صحيح الجامــع الص بــن عمرو ڤ. وصح

المكتب اإلسالمي.ســان فــي الفتنة، ط دار (١) صحيــح: رواه وابــن ماجة (٣٩٧٣) (٣/ ٤٠٦) كتاب الفتن- باب كف اللحيحيــن (٣٥٤٨) (٢/ ٤٤٧)، كتاب التفســير- باب الحديــث. والحاكم يف المســتدرك علــي الصــجدة، ط دار الكتب العلميــة. والبيهقي فــي اآلداب (٣٦٧) (ص ١٢٢) باب في تفســير ســورة السحه األلباني في ســة الكتب الثقافية. وصح ا ال يحتاج إليه، ط مؤس ســان عم مت وحفظ الل فضيلة الص

غير وزيادته (٥١٣٦) (٢/ ٩١٣) ط المكتب اإلسالمي. صحيح الجامع الصين علي بن يوســف القفطي (ص ٥) حرف بي الحســن جمال الد (٢) أخبــار العلماء بأخيار الحكماء ألالم، الهمزة في أسماء الحكما (هكذا بدون همزة في آخرها كما في األصل)- إدريس النبي عليه الس

عادة. ط مطبعة السبراني في المعجم األوسط من حديث أبي ذر ڤ (٧١٠٣) ط دار الحرمين. وابن (٣) حسن: رواه الطــنه ســان (٥٥٤) (ص ٢٦١)، ط دار الكتاب العربي. وحس مت وآداب الل نيا في كتــاب الص أبــي الد

غير وزيادته (٤٠٤٨) (٢/ ٧٤٨) ط المكتب اإلسالمي. األلباني في صحيح الجامع الصا: رواه البيهقي في الجامع لشعب اإليمان من حديث أبي ذر ڤ (٤٥٩٢) (٧/ ٢١) (٤) ضعيف جدكوت عن كل ما ال يعنيه وترك الخوض فيه، = ا ال يحتاج إليه- فصل في فضل الس حفظ اللسان عم

التثبت من ا2خبار٢٤٢

كما ورد عن رســول اهللا بســند فيه ضعف: «أال أخبركم بأيســر العبادة وأهونها مت وحسن الخلق»(١). علي البدن؟الص

ا قيل فيه مت فــكان مم ــلف والخلــف كثيرا علي فضيلة الص وقد أثني السمت وعلي : «اســتعينوا علي الكالم بالص ــافعي مت-، قال اإلمام الش – أي الصاالســتنباط بالفكــر»(٢). وعن أبي ســعيد الخدري قال: «عليــك بتقوي اهللا فإنه رأس كل شيء. وعليك بالجهاد فإنه رهبانية اإلسالم، وعليك بذكر اهللا وتالوة مت ــماء وذكرك في أهل األرض. وعليك بالص القرآن فإنه روحك في أهل الس، فإنك تغلب الشــيطان»(٣). وقــال وهيب بن الورد: «قال حكيم من إال في حقمت، وواحدة في العزلة؛ الحكماء: الحكمة عشرة أجزاء، تسعة منهــا في الصمت علي شيء فلم أقدر عليه، فصرت إلي العزلة، قال: فأدرت نفســي من الصمت فحصلــت لــي التســعة»(٤). وقال أبــو نجيــح: «إن لقمان قال: إن مــن الص

حكمo، وقليل فاعله»(٥).

غير وزيادتــه (٢١٢٢) (ص ٣١٠) ط فــه األلباني فــي ضعيف الجامــع الص شــد. وضع ط مكتبــة الر =المكتب اإلسالمي.

ســان من حديث صفوان بن ســليم مرســال (٢٧) مت وآداب الل نيا في الص (١) ضعيف: رواه ابن أبي الدغير وزيادته (٢١٥٨) فه األلباني في ضعيف الجامــع الص (ص ٥٨)، ط دار الكتــاب العربــي. وضع

(ص ٣١٦) ط المكتب اإلسالمي.ة من التابعين- بي الفرج الجوزي (٢/ ٢٥٣) ذكــر المصطفين من طبقات أهل مك فوة أل (٢) صفــة الص

افعي، ط دار المعرفة. د بن إدريس الش بقة الخامسة- محم الطهبــي (٣/ ٤٠٦) ترجمــة أبي ســعيد الخدري ڤ، ين الذ (٣) ســير أعــالم النبــالء لإلمام شــمس الد

فا. ط مكتبة الصبي نعيم األصبهاني (٨/ ١٣٦) ترجمة وهيب بن الورد، ط مكتبة (٤) حلية األولياء وطبقات األصفياء أل

اإليمان.د بن إســحق الفاكهي رقــم (١٨٧٥) (٣/ ١٨)، باب ذكر هر وحديثه لمحم ــة يف قديم الد (٥) أخبــار مك

ة وطرائفهم ومن كان يجد في نفسه منهم ومزاحهم، ط دار خضر. ملحاء أهل مك

٢٤٣ والقضاء على الشائعات

ل ارثي يقول: «أو د بن النضر الح وقال يوســف بن أســباط: ســمعت محممت مت ثم االســتماع له ثم العمل به ثم نشــره»(١). وقيل: «عي الص العلم الصمت ســالمة وهو أحســن من عي النطق»(٢). وقال أبو القاســم القشــيري: «الصجال؛ كما أن النطق في موضعه أشــرف ــكوت في وقتــه صفة الر األصل، والس

الخصال»(٣).اعر: قال الخطفي بن بدر بن سلمة جد جرير الش

بنفسه العي إلزراء وصمت الذي قد كان بالعلم أعلماعجبت وإنما للعي ستر الصمت صحيفة لب المرء أن يتكلما(٤)ويف

مت يطــول، ولو بقينــا دهرا لن يزول، وهــو دون كل والحديــث عــن الصالرذائــل حائل، وضد كل خطيئة وذلل صائل، فطوبــي لمن كان به محلي ومن

كان لشرفه نائل.ــبت: «من طال صمته عظم عقله ورجح ويستدل ــيخ خالد الس ويقول الشا الثرثرة والكالم الكثير فإن ذلك يدل على على رجاحة العقل بطول الصمت أم

ة عقل صاحبه»(٥). خفــد الحارثي. وورد نحوه (١) رواه نعيــم فــي حلية األولياء وطبقات األصفيــاء (٨/ ٢١٢) ترجمة محمعن ســفيان الثوري (٦/ ٣٤٠) وســفيان ابن عيينة (٧/ ٢٨٤) أيضo، ط مكتبة اإليمان. ورواه عبد ــد بن النضر الحارثي ــمعاني المروزي في أدب اإلمالء واالســتمالء عن محم الكريم بن محمد السبهذا اللفظ (ص ١٤٣-١٤٤) فصل في آداب الكاتب: توقير مجلس المملي، ط دار الكتب العلمية.ــيخ األصبهاني (ص ٢٧٧)، باب د عبد اهللا األنصاري المعروف بأبي الش (٢) أمثال الحديث ألبي محماألمثــال التــي قالها أكثم بن صيفي الحكيم حين كتب النعمان بن خميصة البارقي إليه " مثل لنا مثاال

ار السلفية بالهند. نأخذ به "، ط الدة لإلمام النووي (ص ٣٤٢) كتاب حفظ اللسان، ط دار العقيدة. (٣) األذكار النووي

ــب بوكيع بــي البغدادي الملق ــد بن خلف بــن حيان بــن صدقة الض بــي بكر محم (٤) أخبــار القضــاة أل(ص ٦٥٦) ذكر قضاة بغداد وأخبارهم- ترجمة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، ط عالم الكتب.

بت. يخ خالد بن عثمان الس ر من سلسلة أعمال القلوب للش غ بعنوان التفك (٥) درس مفر

التثبت من ا2خبار٢٤٤

٧- عدم الخوض فيما ال يفيد:ســان وتكبله وتمنعه من نقل ونشــر كل ومن العوامل التي تكبح جماح اللل فيما ال ما وعاه صاحبه تربية النفس علي عدم القول إال بما يفيد وعدم التدخث فائدة من ورائه ويف ما ال يعني المرء. فهذه آفة من اآلفات أن نجد إنسانo يتحداء الخوض ويكثــر الحديث عن موضوع ال عالقة له به وال فائدة ترجي من جرفيه، وإنما كانت ممارســة الحديث هنا من قبيل المتعة وإرضاء شهوة الحديث ة وســوء اســتغالل ة الوعي والهم ــفه والفراغ وقل وتناقــل االخبــار ونتيجة للسز منه وعلــي كل مبتلي الوقــت وكل ذلــك مذمــوم يجب علي كل عاقــل التحر

فه والثرثرة. التوقف عن االنغماس يف هذا المستنقع اآلسن من النميمة والس وقيــل من كثر كالمه كثرت زالته وكثر اعتذاره للناس وأســفه علي نفســه وهــذا يف حــق من كان متكلمo حتــي يف ما يعنيه، فما بالنا بمــن كثر كالمه يف ما نــف من الناس يفيــد وفيمــا ال يفيد وفيمــا يعنيه ويف ما ال يعنيــه، فمثل هذا الصه أكثر وأولي. وقد قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «من حســن إســالم المرء الخطأ يف حقــالم: «عليك بحســن الكالم وبذل الة والس تركه ما ال يعنيه»(١). وقال عليه الصالطعام»(٢)، والكالم ال يكون حسنo إال إذا خال من الفحش والبذاءة وقصر عن هد- باب (١١)، ط مكتبة ومطبعة نن (أبي هريرة) (٢٣١٧) كتاب الز (١) صحيح: رواه الترمذي في الســنن (أبي هريــرة) (٣٩٧٦) (٣/ ٤٠٧) كتاب مصطفــي البابــي الحلبــي وأوالده. وابن ماجة في السســان في الفتنــة، ط دار الحديث. وابن حبان فــي صحيحه (٢٩٩) (ص ١٨٠) الفتــن- باب كف اللكتاب اإليمان- باب ما جاء في صفات المؤمنين، ط دار المعرفة. ومالك مرســال في الموطأ، رواية يثي (١٦٢٢) (ص ٥٣١) كتاب حســن الخلق- باب ما جاء في حســن الخلق، يحيــي بن يحيــي اللغيــر وزيادته (٥٩١١) (٢/ ١٠٢٧) ط حــه األلباني في صحيح الجامع الص فا. وصح ط مكتبــة الص

المكتب اإلسالمي.(٢) صحيح: رواه البخاري يف األدب المفرد (٨١١) (ص ١٩٨) باب كنية أبي الحكم، ط دار الحديث.

غير وزيادته (٤٠٤٩) (٢/ ٧٤٨) ط المكتب اإلسالمي. حه األباني في صحيح الجامع الص وصح

٢٤٥ والقضاء على الشائعات

ة وكان فيما يفيد ويف ما عني القائل والمســتمع. ة والكفاية المخل اإلطالة المملر رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص من عدم مراقبة المرء لحديثه ومــا يلفظ به فقال: «إن كمــا حذــم بالكلمة من رضوان اهللا ال يلقي لها بــاال، يرفعه اهللا بها درجات، العبــد ليتكلم بالكلمة من سخط اهللا ال يلقي لها باال يهوي بها في جهنم»(١) وإن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها فى النار أبعد ما بين المشــرق وعند مســلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتثبت فيها ينزل بها في والمغــرب»(٢). وفي رواية: «إن العبد ليتكلــالم: «من الة والس ا بين المشــرق والمغــرب»(٣)، وقال عليه الص ـار أبعد مم النـ

ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة»(٤).ي قيل فيه: قد ترك نفسه من ثالث ولنا يف رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أسوة حسنة والذيق د المراء واإلكثار وما ال يعنيه(٥). وروي أن عمر دخل يومo على أبي بكر الصســان وقول النبي ملسو هيلع هللا ىلص قاق- باب حفظ الل فظ له كتاب الر حيح (٦٤٧٨) والل (١) رواه البخــاري فــي الص

«مــن كان يؤمن باهللا واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت» وقوله تعالي: ﴿: ; > = < ? @ يثي- (١٨٠٢) A [ق:١٨] عن أبي هريرة مرفوعo. ومالك في الموطأ – رواية يحيي بن يحيي اللظ في الكالم عن أبي هريرة موقوفo، ط مكتبة (ص ٥٧٦) كتــاب الكالم- باب ما يؤمر به مــن التحفســة ــلطان، ط مؤس ســان عند الس فــا. والبيهقــي يف اآلداب (٣٧٣) (ص ١٢٤) باب في حفظ الل الص

الكتب الثقافية.ــم بالكلمة يهوي بها في قائق- باب التكل هــد والر حيح ٤٩ (٢٩٨٨) كتاب الز (٢) رواه مســلم فــي الص

النار، ط إحياء الكتب العربية.(٣) صحيــح: رواه ابن حبان (٥٧٠٨) (ص ١٥٢٤) كتاب الحظر واإلباحة- باب ذكر البيان بأن القائل مــا وصفنا قد يهوي في النار به مثل ما بين المشــرق والمغــرب، من حديث أبي هريرة ڤ، ط دار غير وزيادتــه (١٦٧٨) (١/ ٣٤٦) ط المكتب حه األلبانــي في صحيح الجامع الص المعرفــة. وصح

اإلسالمي.(٤) سبق تخريجه.

حابة البــن األثيــر (١/ ٣٣) ذكر صفته وشــيء من أخالقــه ملسو هيلع هللا ىلص، ط دار (٥) أســد الغابــة يف معرفــة الصالفكر.

التثبت من ا2خبار٢٤٦

وهــو يجبــذ لســانه فقال عمر: غفــر اهللا لك. فقال لــه أبو بكر: إن هــذا أوردني اعر: نيا واآلخرة. وقال الش الموارد(١)، أي مواطن الهلكة في الد

بأهله الكالم مــن القليل ممقوتإن كثيره وإن حــســن صموتما زل ذو صمت وما من مكثر يعاب ــا وم ــزل ي إال ة فض من ناطق ينطق كان الياقوت(٢)إن زانه در مت فالص

وقال آخر:كوت سالمة مت زين والس مكثاراالص تكن فال نطقت ــإذا فة مر سكوتك علي ندمت مرارا(٣)فإذا الكالم علي فلتندمن

وقيــل اجتمع أربعة ملوك فتكلموا فقال ملك الفرس: ما ندمت على ما لم ة وندمت على ما قلت مرارا. وقال قيصر: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني أقل مرم بكلمة ملكتها فإذا تكلمت بها ين: ما لم أتكل على رد ما قلت. وقال ملك الصت وإن لم م بكلمة إن رفعت ضر ن يتكل ملكتني. وقال ملك الهند: العجيب مم

ترفع لم تنفع. وكان بهرام جالســo ذات ليلة تحت شجرة فســمع منها صوت طائر فرماه

فأصابة فقال: ماأحسن حفظ اللسان بالطائر واإلنسان، لو حفظ هذا لسانه ما هلك. وقال على يثــي- (١٨٠٨) (ص ٥٧٧) كتاب ــأ – رواية يحيي بــن يحيــي الل (١) صحيــح: رواه مالــك فــي الموطفا. وابن حبان فــي الثقات (٢/ ١٧٢) ســان، ط مكتبة الص الــكالم- باب ما جــاء فيما يخاف من اللحه األلباني ــابعة من الهجرة- ذكر وصــف النبي ملسو هيلع هللا ىلص، ط دائرة المعارف العثمانيــة. وصح ــنة الس السفــي تحقيقه لمشــكاة المصابيح للخطيــب التبريزي (٤٨٦٩) (٣/ ١٣٦٥) ط المكتب اإلســالمي.ســة المعارف، ســان، ط مؤس حمد الهاشــمي (٢/ ٤٨٤) الباب العشــرون في الل (٢) جواهــر األدب ألوأورد ابــن حبان في روضــة العقالء ونزهة الفضالء البيتين الثانــي والثالث (ص ٤٦) ولكن بلفظ :

ة. دي نة المحم مت وحفظ اللسان، ط مطبعة الس «إن كان منطق ناطق»، ذكر الحث علي لزوم الصسة المعارف. حمد الهاشمي (٢/ ٤٨٤) الباب العشرون في اللسان، ط مؤس (٣) جواهر األدب أل

٢٤٧ والقضاء على الشائعات

مت تكون الهيبة. وقال عمرو بن العاص ڤ: رضي اهللا تعالى عنه: بكثرة الصواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتــل. وقال لقمان لولده: يا الــكالم كالــدبني إذا افتخر الناس بحســن كالمهم فافتخر أنت بحسن صمتك، يقول اللسان

كل صباح وكل مساء للجوارح كيف أنتن فيقلن بخير إن تركتنا(١).مــت إلــى أن يلزمه قــال أبــو حاتــم: «الواجب علــى العاقــل أن يلزم الصم فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء التكل

وأعظمهم بالء من ابتلى بلسان مطلق وفؤاد مطبق»(٢). يقــول اإلمام النووي: «بلغنا أن قس بن ســاعدة وأكثــم بن صيفي اجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟فقال: هي أكثر من ي أحصيته ثمانية آالف عيب، ووجدت خصلة إن اســتعملتها أن تحصى، والذ

ها، قال: ما هي؟قال: حفظ اللسان. سترت العيوب كل وروينــا عن أبي علي الفضيل بن عياض ڤ قال: من عد كالمه من عمله بيع: يا ربيع! افعي رحمه اهللا لصاحبه الر قل كالمه فيما ال يعنيه. وقال اإلمام الش

م فيما ال يعنيك، فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها. ال تتكلــجن من وروينــا عن عبد اهللا بن مســعود ڤ قال: ما من شــيء أحق بالسبع إن لم توثقه عدا عليك. وروينا عن ســان. وقال غيره: مثل اللسان مثل الس اللمت سالمة األســتاذ أبي القاسم القشيري $ في رســالته المشهورة قال: الصجــال؛ كما أن النطق فــي موضعه ــكوت في وقتــه صفة الر وهــو األصل، والسين أحمد األبشــيهي (ص ١٤٥) الباب الثالث يخ شــهاب الد (١) المســتطرف يف كل فن مســتظرف للشــهرة- ــعي بالنميمة ومدح العزلة وذم الش ســان والنهي عن الغيبة والس مت وصون الل عشــر في الص

ل، ط دار ابن الجوزي. الفصل األومت وحفظ (٢) روضة العقالء ونزهة الفضالء البن حبان البســتي (ص ٤٥) ذكر الحث علي لزوم الص

دية. نة المحم اللسان، ط مطبعة الس

التثبت من ا2خبار٢٤٨

اق ڤ يقول: من سكت عن الحق ق أشرف الخصال، قال: سمعت أبا علي الدــكوت فلما علموا ا إيثار أصحاب المجاهدة الس فهو شــيطان أخرس. قال: فأممــا فــي الكالم من اآلفــات، ثم ما فيه من حــظ النفس وإظهــار صفات المدح، والميــل إلى أن يتميز بين أشــكاله بحســن النطق وغير هذا مــن اآلفات، وذلك ياضة، وهو أحــد أركانهم في حكم المنازلــة وتهذيب الخلق، نعــت أرباب الر

ا أنشدوه في هذا الباب: ومماإلنسان أيها لسانك ــاناحفظ ــب ــع ث ــــه إن ـك يــلــدغــنـ ال لسانه قتيل من المقابر يف جعان(١)كم كانت تهاب لقاءه الش

ي جلس معه، وفي أحد األيام صادف الفيلسوف «سقراط» أحد معارفه الذف: سقراط، أتعلم ما سمعت عن أحد أقربائك؟. وقال له بتله

رد عليــه ســقراط قائال: «انتظر لحظة، قبــل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحانo صغيرا، ثم تابع قائال: «قبل أن تخبرني عن أحد أقاربي هذا لنأخذ لحظة د أن ما ســتخبرني به دق: هل أنت متأك ال: ميزان الص لنزن ما كنت ســتقوله، أوجل صحيــح مائة بالمائة أي: إنه حدث أمام عينك وعلمته علم اليقين؟. رد الر

قائال: «ال.. في الواقع لقد سمعت الخبر سماعا، ولكنه ...».يبة»: هل ما ب الميزان الثاني: «ميزان الط قال سقراط: «حسنo حسنo، لنجرجل: «ال، في ستخبرني به عن أقاربي شيء طيب أفرح به إذا سمعته؟»، قال الر ،«oحسن oلكن...». قال سقراط: «حسن ،oالواقع ما أظنه هو على العكس تماموتابع قائال: «إذا أنت تريد أن تخبرني شيئo سيئo عن أحد أقاربي هذا، كنت قد

سمعته ولم تره بعينك، صحيح؟».ســة المعارف. ســان، ط مؤس حمد الهاشــمي (٢/ ٤٨٤) الباب العشــرون في الل (١) جواهــر األدب ألة لإلمام النووي (ص ٣٤٣) كتاب حفظ اللسان غير أن البيت الثاني أورده بلفظ: كم واألذكار النووي

جعان، ط دار العقيدة. في المقابر من قتيل لسانه * قد كان هاب لقاءه الش

٢٤٩ والقضاء على الشائعات

ــعور باإلحراج، فأكمل ســقراط قائال: «حســنo حسنo، ما جل بالش بدأ الرزال بإمكانــك أن تنجــح فــي االمتحان؛ فهناك ميــزان ثالث: «ميــزان الفائدة»: جل:»في الواقع ال أظن أنه هل ما ســتخبرني به عن أقاربي ســيفيدني؟ «فرد الر

سيفيدك، ولكني...» تابــع ســقراط قائــال: «إذا كنت ســتخبرني بشــيء كنت قد ســمعته، ال هو بطيــب، وال بــذي فائدة بالنســبة لــي، بل قد يســبب لي األذى النفســي، فلماذا ــا كان ينوي قوله، جل مليo، ورجع عم ــر هذا الر تخبرنــي به من األصل؟». فكبب كان سقراط ة أخرى؛ لهذا الس ووعد سقراط بعدم العودة لمثل هذا األمر مر

ره الناس، ويضعونه في مكانة عالية. فيلسوفo يقدة إلي صاحبهــا فإن فيها عبرا وعظات ة نســبة هذه القص وتجــاوزا عن صحة، هذا وقد أعطي مثل سقراط هذا من الحكمة الكثير فأولي بنا أهل وفوائد جم

.oة وجوب اإلسالم أن نتميز بها وقد أمرنا بما ورد يف هذه القصــيخ هشام عبد القادر آل عقدة: وكما قيل: «على العاقل أن يكون وذكر الشبصيرا بزمانه، مقبال على شأنه، حافظo للسانه، ومن حسب كالمه من عمله قل كالمه إال فيما يعنيه»(١). وروى أبو عبيدة عن الحسن قال: «من عالمة إعراض : اهللا تعالــى عــن العبد أن يجعل شــغله فيما ال يعنيه»(٢). وقال ســهل التســتريق جامع العلوم (١) وروي مرفوعo: كان في صحب إبراهيم... وفي آخره وعلى العاقل...إلخ. قال محقا، جامع العلوم والحكم (٢٩٠/١). قلت: أورده ابن د: وإسناده ضعيف جد والحكم طارق بن موحرجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم في شــرح خمســين حديثo من جوامع الكلم (١/ ٢٩١)، ســالة، وقال ماهر ســة الر ا»، ط مؤس قال: شــعيب األرناؤوط: «وهو حديث مطول وهو ضعيف جدا»(١/ ٢٧٢)، ط دار ابن كثير. وأبو نعيم األصبهاني في حلية ياســين الفحل: «وإســناده ضعيف جد - األوليــاء وطبقــات األصفيــاء (١/ ١٦٧) ط دار الفكر، (٥٥١) (١/ ١٥٨) ذكر أبــي ذر الغفاري

مواعظه، ط مكتبة اإليمان.د (٢٩٤/١). قلت: أورده ابــن رجب الحنبلي في (٢) جامــع العلــوم والحكم بتحقيق طارق بــن الموح

سالة. سة الر جامع العلوم والحكم (١/ ٢٩٤) ط مؤس

التثبت من ا2خبار٢٥٠

دق»(١). وقال معــروف: «كالم العبد فيما ال م فيما ال يعنيــه حرم الص «مــن تكلحابــة في مرضه »(٢). ودخلوا علــى بعض الص يعنيــه خــذالن من اهللا عز وجــلووجهه يتهلل، فســألوه عن ســبب تهلل وجهه فقال: «ما من عمل أوثق عندي م فيما ال يعنيني، وكان قلبي ســليمo للمسلمين»(٣). من خصلتين: كنت ال أتكلق العجلي: «أمر أنا في طلبه منذ كذا وكذا ســنة لم أقدر عليه، ولست وقال موربتــارك طلبه أبدا. قالوا: وما هو؟قــال: الكف عما ال يعنيني»(٤). وقال عمرو بن

(١) حليــة األولياء (١٩٦/١٠). قلــت: روي القدر المذكور مضافo إلي غيره أبو نعيم في حلية األولياء وطبقات األصفياء (١٤٩٤٦) (١٠/ ١٧٦) ترجمة سهل بن عبد اهللا التستري، ط مكتبة اإليمان.

(٢) حليــة األولياء (٣٦١/٨)، ســير أعالم النبالء (٣٤١/٩). قلــت: رواه أبو نعيم األصبهاني في حلية األوليــاء وطبقات األصفياء (٨/ ٢٦١) ذكر معروف الكرخي، بلفظ: «خذالن من اهللا تعالى»ط دار هبي في ســير أعالم النبــالء، ترجمة معروف الفكــر، (١٢٦٩١) (٨/ ٣٥٢) ط مكتبة اإليمان. والذ

فا. الكرخي (٦/ ٤٨٢)، ط مكتبة الصحابي وهو أبو دجانة ســماك بن خرشــة ڤ وذكره في ى الص (٣) ســير أعالم النبالء (٢٤٣/١) وســمــير بلفظ: هبي في الس جامــع العلــوم والحكم ص١٣٨ هكذا دون تســمية الصحابي. قلت: رواه الذ«قــال زيد بن أســلم: دخل علي أبــي دجانة وهو مريــض، وكان وجهه يتهلل، فقيل لــه: ما لوجهك م فيما يعنيني، واألخري فكان يتهلل؟فقــال: ما من عمل شــيء أوثق عندي من اثنتين: كنــت ال أتكل

فا. قلبي للمسلمين سليمo»، ترجمة أبي دجانة األنصاري (٢/ ٣٥١) ط مكتبة الصهــد البــن المبــارك رقــم (٤١) ص١١، حليــة األولياء هــد لإلمــام أحمــد ص٣٧١، زوائــد الز (٤) الزق العجلي رحمة اهللا عليه، هد (١٧٦٢) (ص ٢٤٧) أخبار مور (٢٣٥/٢). قلت: رواه أحمد في الزبلفظ: «أمر أنا في طلبه منذ عشــرين ســنة فلم أقدر عليه ولســت بتارك طلبه أبدا قالوا: وما هو يا أبا هد ا ال يعنيني»، ط دار الكتب العلمية. وروي نحوه ابن المبارك في الز مــت عم المعتمر؟قــال: «الص، وال تكلمت ــاد، بلفظ: «ما امتألت غيظا قط قائق، باب في الورع- زيادات نســخة نعيم بن حم والرمت عشــر ســنين، ولقد ســألت ربي مســألة في غضب قط فأندم عليه إذا رضيت، ولقد تعلمت الصعاء بها، وما أحد يموت فأوجر عليه إال عشــر ســنين، فما أعطانيها، وما أيســت منها، وما تركت الدذي دعا ربه، فقال: «ترك ما ال يعنيني». وكذا رواه أبو نعيم األصبهاني أحببت أن يموت» فسئل ما الق العجلي (٢/ ٢٣٥) بلفظ: «لقد سألت اهللا حاجة = في حلية األولياء وطبقات األصفياء، ذكر مور

٢٥١ والقضاء على الشائعات

قيــس: «مر رجل بلقمــان والناس عنده، فقال له: ألســت عبــد بني فالن؟قال: ي كنت ترعــى عند جبل كذا وكذا؟قال: بلى، قــال: فما بلغ بك بلــى، قال: الذــا ال يعنينــي»(١). ثم يقول ــكوت عم مــا أرى؟قــال: صدق الحديث وطول الســيطان للخوض فيما ال يعنيك؛ ــيخ هشام: «فاحذر أخا اإلسالم مداخل الش الشــخص وتقويمه؛ حيث يوهمــك أن كل صغيرة ة تربية الش ولــو كان ذلــك بحجلك فيه، ا يعنيك، فتقتحم عليه ما يستثقل تدخ وكبيرة في خصوصيات أخيك مماعر يق حتى يضجر من صحبتك»(٢). وقد أحسن الش ويجد بســببه الحرج والض

حين قال:ه فإن كوت الس يعجبك كان قبلك األخياراإن يعجب كان قد ة مر سكوت علي ندمت مراراولئن الكالم علي ندمت فلقد ولربما سالمة كوت الس ــراراإن وض عــداوة الكالم زرع خاسر من خاسر ب تقر ــارا(٣)وإذا ــب وت خــســارة ــذاك ب زادا

كذا وكذا منذ عشــرين ســنة فما أعطيتها وال أيست منها» قال: فسأله بعض أهله: ما هي؟قال: «أن ال =أقول ما ال يعنيني»، ط دار الفكر، (٢١٨٦) (٢/ ٢١٦) ط مكتبة اإليمان.

(١) تهذيب األسماء واللغات (٧١/٢)، ونحوه في اإلحياء (١٢٢/٣). قلت: أورده النووي في تهذيب األســماء واللغات (٩٤) (٢/ ٧١) لقمان الحكيم، بلفــظ: «وقال أبو هريرة ڤ: مر رجل بلقمان ى كنت تراعينا بموضع كذا؟قال: بلى. قال: والناس مجتمعون عليه، فقال: ألســت العبد األسود الذفما بلغ بك ما أرى؟قال: صدق الحديث، وأداء األمانة، وترك ما ال يعنينى»، ط دار الكتب العلمية. ســان- باب ين (٣/ ١١٣) كتاب آفات الل وأورد نحو هذا األثر أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدا كفيت، وال الــكالم فيمــا ال يعنيك، بلفظ: «وقيل للقمــان الحكيم: ما حكمتك؟ قال: ال أســأل عم

أتكلف ما ال يعنيني»، ط دار المعرفة.د آل عقدة، وتخريج ما كتور أبي عاصم هشــام بن عبد القادر بن محم ــيخ الد ة للش (٢) مفســدات األخو

لف له أيضo، وما كان لنا زدناه بعد قولنا «قلت». ورد من أقوال السمت وحفظ (٣) روضة العقالء ونزهة الفضالء البن حبان البســتي (ص ٤٥) ذكر الحث علي لزوم الص

ة. التبار: الهالك. نة المحمدي اللسان، ط مطبعة الس

التثبت من ا2خبار٢٥٢

٨- مراقبة اهللا ۵ واالشتغال بما ينفع:خول يف غير وليس شــيء أدفــع للمرء عن الخوض يف أعراض الغيــر والدشــأنه من دوام مراقبة اهللا سبحانه وتعالي واستحضار معيته يف جميع األحوال. والحديــث عن التقوي يطــول ولكن نذكــره مختصرا ولمــن أراد المزيد فعليه

رين. مين والمتأخ تنا المتقد قاق الكثيرة لعلمائنا وأئم بكتب الر ومراقبة اهللا ۵ والتقوي هما شقائق ال يفترقان، فالتقوي هي نتيجة لمراقبة العبــد ربه، فهي جعــل وقاية بين العبد وبين غضــب اهللا ۵ وعذابه، وال يكون ا نهوا عنــه، وذلك في كل هــذا إال باالمتثــال ألوامر اهللا ورســوله واالنتهاء عمزمان ومكان وحال، وتلك هي مراقبة اهللا ۵. ومنزلة المراقبة هي بعينها منزلة اإلحســان التي هــي أعلي درجــات اإليمان، فعندما ســئل رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص عن حسان أن تعبد اهللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»(١). اإلحســان قال: «اإلز من اآلثام ومراقبة اهللا ۵ تحمل المرء علي البعد عن أســباب الفســق والتحرضنا ســان التي تعر دق والورع والتقوي. وآفات الل كما تحمله علي مالزمة الصمات وهي من لجملــة منهــا يف مختلف الفصول هي مــن جملة اآلثــام والمحرــيخ ســعيد بن علي القحطاني: مكبات الناس علي وجوههم يف النار. يقول الشابــع – أي مــن االســباب الباعثــة علي الغيبــة-: موافقة الجلســاء ــبب الر «السواألصحــاب، واألصدقــاء ومجاملتهم فيما هم عليه من الباطل؛ لكي يكســب رضاهــم حتى ولــو كان ذلك بغضــب اهللا ۵ وهذا من ضعــف اإليمان وعدم ــالم النبي ملسو هيلع هللا ىلص عن حيــح (٥٠) كتاب اإليمان- باب ســؤال جبريل عليه الس (١) رواه البخــاري فــي الصحيح ٥ (٩) كتاب ــاعة وبيان النبي ملسو هيلع هللا ىلص له. ومســلم في الص اإليمان واإلســالم واإلحســان وعلم الساإليمان- باب بيان اإليمان واإلســالم واإلحســان ووجوب اإليمان بإثبات قدر اهللا سبحانه وتعالي،

كالهما من حديث أبي هريرة ڤ.

٢٥٣ والقضاء على الشائعات

مراقبة اهللا ۵»(١).نوب ومن ضمنها: مراقبة اهللا تبارك وتعالى في يقول نبيل عطوة: عالج الذر لقاءه كل أفعالك فاعلم أن اهللا يراك حين تعصي فاجعل خشيته في قلبك وتذك

وماذا تقول له حين يحاسبك؟عاصيا اهللا ــراك ي كم عبد نيا وللموت ناسياأيــا حريصc علي الدحد والثري ويومc عبوسc تشيب فيه النواصياأنسيت لقاء اهللا واللألهلها ـــدوم ت نــيــا الــد أن ــو وباقيا(٢)ل cحي اهللا رسول لكان

ور والخوض يف ومراقبة اهللا توجب ترك الكذب والغيبة والنميمة وقول الزاألعراض مع الخائضين واالشتغال بسفاسف األمور عن معاليها. كما أن تقوي اهللا تعالي من أعظم أســباب حــدوث العلم وتحصيل الحكمــة، يقول اهللا ۵: ﴿ Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í ÌË Ê ﴾ [البقــرة:٢٨٢]، فجعــل اهللا جل وعال تقواه سببo يف استجالب بعض علمه فيما أذن به، وتعليم اهللا للعبد ليــس كتحصيل العبــد للعلم دون اتكال علي اهللا ۵، فتعليــم اهللا للعبد يقتضي

مصاحبة الحكمة للعلم، وإال فإن من العلم ما أضر صاحبه وأضر غيره.ــائعات وبعض ما ومــا ذكرناه من عوامل تســاعدنا علــي القضاء علي الشســيأتي الحقo إن شاء اهللا تعالي إنما هو من ثمرات مراقبة اهللا ۵، وتمام العلم

ل ويكتب، يقول ۵: ﴿ 1 2 3 4 5 بأن كل شــيء ينطقه المرء يسجA @ ? > = < ; : 9 8 7 6 ﴾ [ق:١٧-١٨]، فمــن رزق خلق

oكان أو كذب oق من األخبــار والعزوف عن نقل الكالم صدقــ ــدق والتحق الصل: ــيخ ســعيد بن علي بن وهب القحطاني، الفصل األو ــنة للش ســان يف ضوء الكتاب والس (١) آفات الل

الغيبة- المبحث السادس: األسباب الباعثة علي الغيبة.(٢) أنين المذنبين لنبيل عطوة.

التثبت من ا2خبار٢٥٤

ــكوت مع القدرة علي الكالم وشغل نفسه بما ينفعها فقد رزق خيرا كثيرا والسدا بالحكمة. وأوتي علمo مؤي

لل االشــتغال بما ينفع وترك ما ال ينفع ومــن زواجر النفس عن مواطن الزج: «نفســك إن لم تشــغلها د بن منصور الحال مــن األقوال واألفعال. قال محمنيــا ســاعة، فاجعلهــا طاعــة. والنفس إن لم تشــغلها شــغلتك»(١). وقيــل: «الدازي الواعظ: ا يحيي بن معــاذ الر بالطاعة شــغلتك بالمعصية». وقــال أبو زكري«ال تربح على نفســك بشــىء أجــل من أن تشــغلها في كل وقت بمــا هو أولى ســان ال يصمت، ام: «الفكر ال يحد والل اب عز بهــا»(٢). يقول الكاتب عبد الوهغائر. وإن لم نعملها والجوارح ال تســكن. فإن لم تشغلها بالعظائم شغلتها الصذيذ والهين، ونفورا عن . إن في الن£فوس ركونo إلى الل ر في الخير عملت في الشها وسسها ، ورض اق ، فارفع نفسك ما اســتطعت إلى النافع الش ــاق المكره والشعلى المكروه األحســن، حتى تألف جالئل األمور وتطمح إلى معاليها، وحتى فها مها التحليق تكره اإلســفاف. عر تنفــر عن كل دنية وتربأ عن كل صغيرة. علــية وحيــة العظيمة تحقر اللذات الحس ات الر ــذ . وأذقها الل ل العــز تنفر مــن الذ

الصغيرة»(٣).حمن الســلمي: «ومن ترك ما ال يعنيه د بن الحســين أبو عبد الر يقول محماشــتغل بما يعنيه»، وقال الحســن: «عليك بنفســك إن لم تشغلها أشغلتك»(٤). بر، ط دار ــكر- بيــان مظان الحاجة إلي الص بر والش ين للغزالي (٤/ ٧٣) كتاب الص (١) إحيــاء علوم الد

إحياء الكتب العربية.ــافعي (ص ٧٠) الباب ســالة القشــيرية لإلمام أبي القاســم عبد الكريم بن هوازن القشــيري الش (٢) الرــا يحيي بن معاذ ــريعة، أبو زكري ريقة وســيرهم وأقوالهم في تعظيم الش الثالــث: في ذكر مشــايخ الط

عب. سة دار الش ازي الواعظ، ط مطابع مؤس الرة المسلمون ٥٩٥/١. اشد نقال عن مجل د أحمد الر يخ محم قائق للش (٣) الر

د بن الحسين بن موسي السلمي، (ص ٢٨) تضييع األوقات = حمن محم بي عبد الر (٤) عيوب النفس أل

٢٥٥ والقضاء على الشائعات

ة القريحة وسرعة الخاطر يقول الماوردي: «ثم اجعل ما من اهللا به عليك من صحمصروفا إلى علم ما يكون إنفاق خاطرك فيه مذخورا، وكد فكرك فيه مشكورا». وقــد روى ســعيد بــن أبي هند عــن ابن عبــاس ڤ قال: قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص:ة والفراغ»(١). ونحن نســتعيذ باهللا ح «نعمتــان مغبون فيهما كثير من الناس الصمــن أن نغبن بفضل نعمته علينا، ونجهل نفع إحســانه إلينــا. وقد قيل في منثور بوة. وقال بعض البلغاء: «من أمضى يومه في غير الحكم: من الفراغ تكون الصســه أو علم له، أو خير أس له أو حمد حص اه، أو مجد أث حــق قضاه، أو فــرض أد

عراء: اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه». وقال بعض الششغال عليك الفراغ أهاج الفراغ(٢)لقد من البالء وأسباب

ا ا أن يشــغل ويســتغل يف فائدة وإم فالفــراغ ذو طرفيــن ال وســط لهما، فإمأن يشــغل بباطــل ومــا ال طائل مــن وراءه. ونقــل األخبار هو رياضــة البطالين والفارغيــن ويمارســونها حينما تكثر عليهم أوقات الفراغ، لذا كان الســتغالل ية عظمي. وشــغل اللسان هذه األوقات يف ما فيه نفع للمرء يف دنياه وأخراه أهمبذكــر اهللا تعالي ينأي به بعيدا عــن ذكر ما هو دونه فضال عن القبيح من األقوال

دق يف األقوال. دق يف األحوال يقود إلي الص والنقول، والصوانظر أخي إلي ما يقول رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «ال تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم

حابة. فيما ال يعنيه، ط مكتبة الص =ة والفراغ وأن ال عيش ح قاق- باب ما جــاء في الص حيح (٦٤١٢) كتاب الر (١) رواه البخــاري فــي الص

إال عيش اآلخرة.ــافعي، (ص ٥٥) الباب الثاني: د بن حبيب الماوردي الش ين لإلمام علــي بن محم نيــا والد (٢) أدب الد

أدب العلم- فصل في التعلم.

التثبت من ا2خبار٢٥٦

أنفقه، وعن جسمه فيم أباله»(١). كما قال النبي ملسو هيلع هللا ىلص: «اغتنم خمسا قبل خمس: تك قبل ســقمك، وغناك قبل فقــرك، وفراغك قبل شــبابك قبل هرمك، وصحــريفة تبين لإلنسان شــغلك، وحياتك قبل موتك»(٢). فمثل هذه األحاديث الشقيمة الوقت وقيمة الحياة وكيف أن اســتغالل األوقات جميعها قد يرتفع بقيمة الحياة عاليo، وانعدام اســتغالله – أي الوقت- أو اســتخدامه فيما ال يفيد إنما

يهبط بقيمة الحياة يف أسفل سافلين.ز من مواطن الكذب: دق والتحر ٩- التزام جانب الص

ــك ــائعات تمس واء للقضاء علي آفة الش ولعل من أنفع الحلول وأنجع الددق ولزوم جانبه وتمكينه مــن حياة المرء وجعله أصال من اإلنســان بخلق الصدق تجده ال د نفسه علي الص ي عو األصول التي تبني عليه الحياة. فاإلنسان الذ(١) صحيح: رواه الترمذي في ســننه من حديث أبي برزة األســلمي ڤ (٢٤١٧) (٤/ ٦١٢) كتاب قائق والورع- بــاب في القيامة، ط شــركة مكتبة ومطبعة مصطفــي البابي الحلبي صفــة القيامــة والرارمــي فــي ســننه مــن حديث أبي بــرزة األســلمي ڤ (٥٥٤)، وله مــن طريق معاذ وأوالده. والدــهرة والمعرفة، ط دار المغني للنشــر والتوزيــع. وابن أبي بــن جبــل ڤ (٥٥٦) باب من كره الشي بالكتاب المصنف في األحاديث واآلثار من حديث معاذ بن جبل ڤ شــيبة في مصنفه المســمبراني يف األوســط من حديث أبي برزة األسلمي (٢١٩١) (٣٤٦٩٤) (٧/ ١٢٥) ط دار التاج. والطرداء ڤ (٤٧١٠) (٥/ ٧٤) وفي مواضع أخر عن ابن مسعود (٢/ ٣٤٨)، وله من حديث أبي الدوابن عباس ڤ، ط دار الحرمين. وله في المعجم الكبير من حديث معاذ بن جبل ڤ (١١١)، حه األلباني ولــه من حديث ابــن عباس ڤ (١١١٧٧) (١١/ ١٠٢)، ط مكتبة ابــن تيمية. وصح

غير وزيادته (٧٣٠٠) (٢/ ١٢٢١) ط المكتب اإلسالمي. في صحيح الجامع الصر األمل وبادر بالعمل قبل (٢) صحيح: رواه البيهقي يف اآلداب مرسال (٩٨٨) (ص ٣٢٧) باب من قصســة الكتب الثقافية. وأبو عبد اهللا الحاكم موصوال من حديث ابن عباس ڤ بلوغ األجل، ط مؤسقاق، وقــال: «هذا حديث صحيح حيحيــن (٧٨٤٦) (٤/ ٣٤١) كتاب الر فــي المســتدرك علي الصحه األلبانــي في صحيح الجامع جــاه»، ط دار الكتب العلمية. وصح ــيخين ولم يخر على شــرط الش

غير وزيادته (١٠٧٧) (١/ ٢٤٣) ط المكتب اإلسالمي. الص

٢٥٧ والقضاء على الشائعات

نف يستطيع غيره وتجد الكذب ثقيال علي لسانه ال يكاد يجري، ومثل هذا الصدق ويعرف له فضله وفضائله وســيماه ومزاياه وال يرتضي ر الص من البشــر يقد

له بديال. ــائعات ألنها ال ــادق هــو أولي النــاس بالبعد عن نشــر الش واإلنســان الصادقون. فتراه – أي تخلــو أبدا من كــذب وتحريف وهو ما يتحرز من مثلــه الصــادق- ال يكاد ينطق بالكلمة إال إذا وجد لها أصــال معتبرا، فينطق بها وهو الصفة التي كانت بمثابة ب فتذهب مروءته وتذهب عنه الص يخشي أن ترد وأن يكذع علي رأسه الذي إذا خلعه انحط قدره وبخس ثمنه وخاب أمله. التاج المرص

دق يهدي إلى وعــن عبد اهللا بن مســعود ڤ عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قــال: «إن الصيقا....» (١)، جل ليصدق حتى يكون صد ـة وإن الر البــر وإن البر يهدي إلى الجنـــريف، فهناك تالزم بين ــطر من الحديث الش ل ما ورد في هذا الش وتعالــوا نتأميقــo، فأين موقع جل عنــد اهللا تعالي صد ـة وأن يكتب الر ــدق والبــر والجنـ الصائعات في جملة األصول ائرة، وأين يمكننا أن نصنف الش ائعات في هذه الد الشــائعات موضع قدم، كيف وهي ال تأتي إال بكل شــر بع ليس للش الســابقة. بالطــائعة ووجودها، فأينما يه يناقض الش دق وتحر ة، فالص وخراب ودمار علي األمدق ي الص حــل أحدهما ارتحل اآلخــر. ثم أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص ذكر أن المــرء إذا تحردق المالزم لــه والذي يري أثر ديق هــو كثير الص يقo، والص كتــب عنــد اهللا صده اهللا تعالي لها ــدق وفق ــدق عليه في كل حيــن، فإذا تتبع المرء مواطن الص الص

E D C B﴿ :حيح (٦٠٩٤) كتاب األدب- باب قول اهللا تعالي (١) رواه البخاري في الصحيح فظ له. ومســلم في الص I H G F﴾ [التوبــة:١١٩] ومــا ينهي عن الكذب واللدق وفضله، ط دار إحياء لة واآلداب- باب قبح الكذب وحسن الص ١٠٣ (٢٦٠٧) كتاب البر والصالكتب العربية. وابن حبان في صحيحه (٢٧٣) (ص ١٩٠) كتاب البر واإلحســان- باب ذكر رجاء

نيا، ط دار المعرفة. دق في الد وام علي الص دخول الجنان للد

التثبت من ا2خبار٢٥٨

يبة. ولم ينزله إال منزل صدق وحفظه من مواطن الكذب والرماته ولم ير بأسo بقليله فسوف يهديه اهللا ز من الكذب ومقد ا من لم يتحر أميبة لل والر وء والز أ مواطن الس ســبحانه وتعالي إلي كثيره بال ريب، وســوف يبوزه من نقمــة الكذب. فــإن رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص يقول في تتمــة الحديث لعــدم تحــراكــم والكذب فإن الكذب يهــدى إلى الفجــور وإن الفجور يهدى ــابق: «إي السابا»، فإننا ى الكذب حتى يكتب عند اهللا كذ جل ليكذب ويتحر إلى النار وإن الرطر من الحديث فسنجد تالزمo وتوافقo وعالقة إذا اســتعرضنا كلمات هذا الشــائعات ضرب من ضروب الكذب سواء علم ــائعات، فالش وثيقة بينها وبين الشامة علي كل منهما. كما كذبهــا أم لم يتثبت منها وذلك لترتب ذات اآلثــار الهدأن شيوع الشائعات في أي مجتمع هو عالمة من عالمات الفجور وداللة عليه، فإذا لم تكن الشــائعات عالمــة علي الفجور فعالم تــدل إذا؟!!.. أعلي صالح المجتمــع ووحــدة لحمته وطهــره ونقائه؟!!.. وقد أوضح رســولنا ملسو هيلع هللا ىلص أن من ابين كــذب واعتاد إتيان تلك الخطيئة فيكتبه اهللا ســبحانه وتعالي عنده من الكذوهم كثيري الكذب والذين يري الكذب علي وجوههم وفي أقوالهم وأفعالهم. ق إال ابين لن يوف نف والذي قضي اهللا ۵ بكتابتــه في زمرة الكذ ومثــل هذا الصائعات وحملها بهات وهو أولي الناس بتناول الش يبة والش لمواطن الكذب والردق وتربية الناشــئة علي هذا واالقتتــات عليهــا. لذا فإن تربية النفــس علي الصه من أبلغ الوســائل التي بها يتــم القضاء علي الخلــق الكريــم والتحرز من ضد

الشائعات.كون إلي منابر الفتن: ١٠- عدم الر

هيرة { من عاشر القوم أربعين يومo صار منهم }، كثيرا ما نسمع المقولة الش

٢٥٩ والقضاء على الشائعات

ة يرجع إلــي االعتياد بعادات الغير والتطبع بطباعهم ح وهي فيها شــيء من الصوإن لــم تكن لدينــا يف األصل، ولكن طول المالزمة لها تأثير كبير علي ســلوك د رؤية الغريب وســماع اإلنســان وهذا مشــاهد وبكثــرة يف حياتنا جميعo، فتعوما طالــت األيام. ونجد ــاذ من األفــكار تورث األلفة وعدم االســتغراب كل الشجل الذي قتل تســعة وتســعين نفســo ثم قتل العابد فأتم ة الر ذلك جليo يف قصبــه المائة، وعندما ســأل العالم العارف أخبــره بأن يترك البلــد التي يعيش فيها ويذهــب إلي بلد كذا فإن فيها قومo صالحين ليعبد اهللا معهم. لما كان أمر تركه لبلده حتميo إذا ما أراد التوبة؟ألنه قد اعتاد علي المعاصي يف هذه األجواء ويف مثل تلك األماكن، ثم إذا ما ذهب إلي بلد فيها قوم صالحون فإنه سيعتاد العبادة الح معهم. والمنكرات تبــدأ صغيرة فال ينكرها أحد حتي يعتادها الناس والص oفتكبــر وتزيــد ويعتادها الناس وهكذا، فكشــف الوجه للنســاء كان مســتقبحة، ثم خالــط الناس هذه الموبقة حتي را قط لحر فيمــا مضي، بــل لم يكن متصوأس حتي اعتاد الناس ذلك حتي وصلنا إلي ما اعتادوها، ثم جاء نزع حجاب الرض ج والعري. لذا فإن كثرة التعر فور والتبر نراه يف مجتمعاتنا المســلمة من الس

لشيء ما يورث االعتياد عليه.ق o ويصد حر }، وهذا حق ومثل آخر شهير يقول { طرق اآلذان أشد من السذلــك قــول النبي ملسو هيلع هللا ىلص: «إن من البيان لســحرا»(١)، فإن الكالم قــد يكون له تأثير

يثــي- (١٨٠٣) (ص ٥٧٦) كتاب ــأ – روايــة يحيــي بــن يحيــي الل (١) صحيــح: رواه مالــك يف الموطفا. وأبو عبد اهللا الحاكم في المســتدرك الكالم- باب ما يكره من الكالم بغير ذكر اهللا، ط مكتبة الصحابة- ذكر حيحيــن من حديث ابن عبــاس ڤ (٦٥٦٨) (٣/ ٧١٠) كتاب معرفــة الص علــي الصعمرو بن األهتم المنقري ڤ. وله من حديث أبي بكرة ڤ (٦٥٦٩) (٣/ ٧١٠) ذات الكتاب غيــر وزيادته (٢٢١٦) حه األلباني فــي صحيح الجامع الص والبــاب، ط دار الكتــب العلميــة. وصح

(٤٤١/١) ط المكتب اإلسالمي.

التثبت من ا2خبار٢٦٠

قوي يأسر به النفوس ويحوز به العقول ويميل به القلوب. لذا فإن العاقل الناقد ته من ال يزن الكالم بحالوته وال لطالوته وال ببالغته بقدر ما يزنه بما علي صحدالئــل وبراهين وما له من مؤيدات وما عليه من مآخذ. فكثرة طرق فكرة معينة تها بعد حين ولو كانت مستهجنة علي اآلذان بشكل مستمر يورث القناعة بصح

يف باديء األمر. وهذان األســلوبان من أســالب اإلقناع ولو بالباطل - المعاشــرة والطرق المســتمر علي األذن- تمارســهما منابــر الفتن يف كل زمان ومــكان، ولعل من هذه المنابر يف عصرنا هذا منبر اإلعالم بشــتي وســائله من مرئيات وســمعيات عوب ر يف وعي وثقافة الش ومقروءات، تمثل جميعها ســالحo خطيرا وجد مؤثن قناعاتهم وتغيــر أفكارهم وتطمس علي بصائرهــم، وال يكون هذا إال وتكــوماع لها ومتابعتها. وقد صدق وزير ض لمثل هذه المنابر ودوام الس بطول التعراإلعالم النازي جوزيف جوبلز إذ قال الدولف هتلر: «أعطني إعالمo بال ضمير، أعطيك شــعبo بال وعي». وليس هذا إال ألن إعالمه المضلل ال هم له إال نشــر األكاذيب واألباطيل وحشــو أدمغة الناس بمــا يريدونهم أن يعرفوه صدقo كان يف ويجعلونهم مدبرين عن هوا أفكار الناس تلقــاء الباطل والز أو كذبــo، فيوجنوات الفضائية التي ال ة مع انتشار الق دق، وهذا مشاهد بكثرة خاص الحق والص

م إلي جحيم. هم لها إال نشر الفتن واألكاذيب وتحويل حياة األمقك جل جوبلز نفســه هو من قال: «اســتمر يف الكذب حتي يصد وهــذا الرد من ابق ذكره «الطرق علي اآلذان أش الناس»، وهذا قريب من معني المثل السجل ومن سار علي شاكلته من القائمين علي أي منبر من منابر حر»، فهذا الر السث بالكذب والباطل الفتنة المنتشــرة يف بالدنا يعــرف ويعرفون أن كثرة التحــدة من اإلنكار واالســتهجان بداية ثم عــدم المباالة والتظاهر ســيمر بمراحل عد

٢٦١ والقضاء على الشائعات

oماع حتي يصل األمر لمرحلة القبول والتأييد حتي تصبح الكذبة واقع بعدم السر له شواهد، وينتهي األمر بأن ة وتزو حقيقيo وقد يكون ملموســo فتخلق له أدلــرورة والويل كل الويل لمن يكــون الخبر الكاذب من المعلوم من الواقع بالض

حاول االعتراض علي مضمونه أو التلويح ببطالنه.ــفاء الناجــع لهذا المرض العضــال هو تمام اإلعراض عــن مثل هذه والشية، فإذا ما ــماع لهم وال االلتفات لهــم بالكل ة وعدم الس ــة المضل ال المنابــر الضـاس عنهم جميعo فسيســأمون النباح حتمo، ولنــدع الكالب تعوي أعرض النـ

» º ¹ ¸ ﴿ :۵ كما تشــاء ولكن القافلة سيســتمر ســيرها. يقول اهللا Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ ﴾Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï ÎÍ Ì Ë[النســاء:١٤٠]، فهــذا هو الحــل األمثل ألفــراد األمــم الذين ال يملكــون من أمر ن يقول باطال وكذبo وزورا حتي القضاء وال إنفاذ أحكامه شيئo، اإلعراض عم oدقيق oإذا ما عاد إلي رشــده وأنصف ســمعنا له علي حذر وأقمنا لحديثه ميزانا لو وجد أمثال هؤالء لهم أتباعo ومن يستمع فقد كان عندنا متهمo من قبل. أمث ويكثر عدد إليهم فســيظل النباح مستمرا حتي يصير للمستمع فكرا كالمتحد

واب والحق واإلنصاف. ة الص النابحين والحائدين عن جادحف اهتمامo كي فالواجــب علي كل أحــد أال يعير هذه الفضائيــات والصال يســاعدهم علي نشــر هذه األكاذيب وكي ال يقرأ أو يســمع منها شــيئo يجد ق ما قيل أو مــا كتب أو ينقلــه إلي ثان فتأخــذ الكذبة يف قلبه، فيصــد لــه محــالض لمثل هذه ق الواعي حين التعر يوع. ويجب علي الناقد المدق ها من الش محلحف والفضائيات أن يطبق عليها شروط قبول األخبار األخبار التي تنشرها الصة منها أن وسيلة اإلعالم قد تكون ة وتدقيقo وحذرا ألسباب عد بشــكل أكثر دق

التثبت من ا2خبار٢٦٢

هــي مصدر الخبر ذاته ولها مصلحة من ترويجه وهذا مشــهور ومشــاهد بكثرة فنجد أن فضائية معينة تتبني فكرا وضعيo واحدا وتكون جل أخبارها تخدم هذا الفكــر وتصب يف مصلحته، وإنما قلت فكــرا وضعيo ألن هناك من الفضائيات ة اإلســالمية. كما ين واألم مــا تعرض فكرا ربانيo ســنيo قويمo ال يخدم إال الدأنــه لو حكــم ناقد بكذب أو تدليــس أو تضليل أحد أفراد هــذه القناة الواحدة، لزمه ذلك إلي إسقاط ذات الحكم علي جميع من فيها ابتداء حتي يثبت عكس ــيئة تعم» ة أن «الحســنة تخص والس ال ذلــك، وليس ذلك مصداقo للقاعدة الض

Ì Ë Ê ÉÈ Ç Æ Å Ä Ã﴿ : وال ما يخالف قــول اهللا عز وجلر عرفــo وبالدالئل القاطعــة والبراهين Î Í﴾ [األنعــام: ٤٦١]، فإنــه قــد تقــرــاطعة واآليات الناصعة أن مثل هذه القنوات تمثل سياســات بعينها فتنتقي السة من يعمل فيها ومن تســتضيفهم يف حواراتها وبرامجها وتكون علي نمط بشــدواحــد وألجل تحقيق هدف واحد يعمل الجميع عليه. لذا فإن إســقاط الحكم روري لــم ولكن من باب اإلدراك الض علــي الجميع ليس من باب التجني والظلحقائق األمور والتربص بأبواق الفتن وتحقيقo لقول رسول اهللا صلي اهللا عليه تيــن »(١)، ولطالما لدغنا إيثارا منا وســلم: « ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرحســن الظــن بالغير حتــي تفاقمت األوضــاع وصارت الحرب علي اإلســالم

وشريعته جهارا نهارا عيانo بيانo بال خجل وال حذر وال خوف.ائعات: جي الش ة علي يد مرو ١١- األخذ بقو

ائعات والعمل علي عدم انتشارها وهذه الخطوة يف ســبيل القضاء علي الش

تين. ومســلم حيح (٦١٣٣) كتاب األدب- باب ال يلدغ المؤمن من جحر مر رواه البخاري في الص (١)تين، ط دار قائق- بــاب ال يلدغ المؤمن من جحــر مر هد والر حيــح ٦٣ (٢٩٩٨) كتــاب الز فــي الص

إحياء الكتب العربية، كالهما من حديث أبي هريرة رضي اهللا عنه.

٢٦٣ والقضاء على الشائعات

هي من صميم مســؤولية الحكومات، فكمــا أن بعض الحكومات لديها أجهزة ــائعات وإثــارة البلبلة والقالقــل بين فئات المجتمــع لتحقيق ة لنشــر الش خاصال، كما ــريعة اإلسالمية أو ة بالباطل وهذا مخالف للش مصالح شــخصية ودنيويــرف والمروءة وقل مــا هم اليوم، فيجب أنه يخالف ضمير أي أحد يتســم بالشــائعات ب الش صة يف تعق أن يكــون لدي الحكومات اإلســالمية أجهــزة متخصجيها ومن يقف وراءهم وذلك من صميم وتتبع مصادرها ومعرفة أغراض مروحماية األمن القومي والقضاء علي الفتن والحروب الباردة بداخل المجتمعات

اإلسالمية.ــائعات أن تقوم كمــا يجــب علي الحكومــات ومن خالل أجهــزة تتبع الشقة ــرعة والد ي الس بتأكيــد أو نفــي أي خبــر ينتشــر يف أوســاط المجتمــع وتحرة أو الكذب مع تقديم ح ائعة وحقيقتها وموقعها من الص فافية يف عرض الش والشة والبراهين علي هذا التحليل واإليضاح حتي تكتســب مثل هذه األجهزة األدلمصداقيــة وقبوال لدي جموع المواطنيــن وليدركوا – أي المواطنون- أنهم لن ة أخري ولن تنال منهم ومن وحدتهم وترابطهم ولن ائعات مر يقعوا فريسة للش

ائعات- يف عرضه أو يف صيته أو يف ماله أو نفسه. تصيب أحدهم – أي الشائعات هو أمر حتمي جo للش كما أن اإلقرار بنظام رادع لمن ثبت أنه كان مروo يف وضع حد وإيجاد وضروري إذا ما كانت الحكومات اإلسالمية ترغب حقامة، فنظام الثواب للمحســن والعقاب للمسيء حل النتشــار هذه الظاهرة الهدــرائع والنظم، فلما ة الش ه كاف نظام مســتقر يف األفهام ومقبول لدي العقول وتقرمون األفكار ــائعات ليل نهار ويســم جون الش ال يطبــق هذا النظام علي من يروحناء دور ويوغرونها ويثيرون القالقل والفوضي وينشرون الش ويشــحنون الصو البغضــاء بيــن أفــراد وفئات وأوســاط المجتمعات المســلمة. فلــو أن أمثال

التثبت من ا2خبار٢٦٤

بين والعابثين يف حياة العباد وأخراهم - سببo ال قضاء- علموا أنه هؤالء المخرة ولتدبروا أمرهم قبل أن يقدموا علي روا ألف مر ة لفك ســيؤخذ علي أيدهم بقو

ب. مثل هذا الفعل المقيت المخررون ام والوالة الذين ال يدركون هذا جهال فهم مقص والحكومــات والحكا إذا تغافلوا وأودعوا لوا إليه ليسوا أهال، أم يف واجباتهم وفروضهم وهم لما وكنوا علي ذلك أنهم ال يســئلون وأنهم غير محاســبين فهم أصابعهــم آذانهــم وظها بل كانوا فيهــا راغبين الهين، عن خائنــون ألماناتهم لــم يأخذوا الوالية بحقر أمثال هؤالء الــوالة بحديثين أو نيا يســير باحثيــن. وأود أن أذك عــرض من الدثالثــة بال تعليق وال شــرح فالكالم بيــن جلي ال يحتاج إلي إيضــاح وال تبيان، ه يقول رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «ما من أمير عشرة إال يؤتى به يوم القيامة مغلوال، ال يفكــالم:»ما من أمير يلي أمر الة والس إال العدل، أو يوبقه الجور»(١)وقال عليه الصالمســلمين ثم ال يجهد لهم وينصح إال لم يدخل معهم الجنة»(٢)، وقال ملسو هيلع هللا ىلص يف مام راع الحديث المشــهور – عرفo-: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته اإل

ومسئول عن رعيته»(٣).

ســالة. والبيهقي ســة الر (١) صحيح: رواه أحمد في مســنده (أبي هريرة) (٩٥٧٣) بهذا اللفظ، ط مؤســنن الكبــري (٥٣٤٥) جماع أبواب صالة اإلمــام وصفة األئمة- باب كراهيــة الوالية جملة، يف السمــارة وكراهية تولي أعمالها لمن رأى من نفســه (٢٠٢١٥) كتــاب آداب القاضــي- بــاب كراهية اإلحه األلباني في صحيح الجامع ضعفا أو رأى فرضها عنه بغيره ساقطا، ط دار الكتب العلمية. وصح

غير وزيادته (٥٦٩٥) (٢/ ٩٩٣) ط المكتب اإلسالمي. الصحيح (١٤٢) كتــاب اإليمان- باب اســتحقاق الوالي الغاش لرعيتــه النار، من (٢) رواه مســلم فــي الص

حديث معقل بن يسار ڤ، ط دار إحياء الكتب العربية ١٩٥٥ م.فظ له. حيح (٨٩٣) كتــاب الجمعة- باب الجمعة في القري والمــدن، والل (٣) رواه البخــاري فــي الصحيح ٢٠ (١٨٢٩) كتاب اإلمارة- باب فضيلة اإلمام العادل وعقوبة الجائر والحث ومسلم في الص

ة عليهم كالهما من حديث ابن عمر ڤ. فق بالرعية والنهي عن إدخال المشق علي الر

٢٦٥ والقضاء على الشائعات

ــر أولو األمــر الحكمة القائلة: «لعن اهللا قومــo ضاع الحق بينهم»– وليتذكدعــاء ال تقريــرا- وإنما هذا من شــؤم إضاعة الحــق وإقرار الباطل مــع القدرة - ودحــض الباطل. نســأل اهللا ۵ أن يهدينا جميعo وأن علــي بيانــه –أي الحقنة وأن ي الحة المخلصة الد يهدي والة أمر المســلمين وأن يهيأ لهم البطانــة الص

عية لهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. عية ويصلح الر يصلحهم للر وقد قال رسول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «مثل القائم على حدود اهللا والواقع فيها كمثل قوم ذين في استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعالها وبعضهم أسفلها، فكان الوا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا أســفلها إذا استقوا من الماء مرخرقــا ولم نــؤذ من فوقنا، فــإن يتركوهم وما أرادوا هلكــوا جميعا، وإن أخذوا علــى أيديهــم نجــوا ونجوا جميعــا»(١)، فبين رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص أن الذيــن أصابوا ا أرادوا أن يســتجلبوا الماء قالوا لنخرق خرقــo يف نصيبنا – ــفينة لم أســفل الســفينة- حتي ال نــؤذي من فوقنا بتكرار المرور عليهم، ومثل رســول أي من الســفينة رغم أن إحضــار الماء يف ذاته اهللا ملسو هيلع هللا ىلص النتهــاك حدود اهللا تعالي بخرق السي لحدود اهللا، هنا مة ألنهــا اعتمدت علي تعد مباح غير أن الوســيلة كانت محرــفينة أن يأخــذوا علي أيديهم ويمنعوهم كان الواجب علي من هم يف أعلي السا كان األخذ علي من تلكم العمــل حتي ينجوا جميعo وإال هلكوا جميعo. ولمأيدي هؤالء واجب ألنهم أخطأوا يف الوسيلة رغم حل الغاية فإنه من باب أولي ــائعات واألكاذيب وذلك لحرمة الغاية والوسيلة األخذ علي أيدي مشيعي الشة جميعo، لــذا فإن األخذ علي يــد أمثال هؤالء ــفينة تحمل األم كلتيهمــا، والسة اآلراء أو ة ضرورة شــرعية وعقلية، وليس يف ذلك شــيئo من انتهــاك حري بقــوــركة- باب هل حيح (٢٤٩٣) من حديث النعمان بن بشــير ڤ، كتاب الش (١) رواه البخاري في الص

يقرع في القسمة؟واالستهام فيه.

التثبت من ا2خبار٢٦٦

ائعات وإثارة مصادرتها، واآلراء التي تبني ويقوم أساســها علي األكاذيب والشأي والتعبير المزعومين، والقضاء علي مثل هذه ة الر ي الفتن ال تدخل ضمن حرالبؤر المفتنة واجب شــرعي ووطني أصيل وضرورة عقلية ومنطقية أكيدة لمن

دق. كان يريد أن يرفع راية الحق وينصر منطق الص* * *

٢٦٧ والقضاء على الشائعات

ختامــــا

ة اإلســالم لكــي نكون يدا واحدة م نصيحة لي ولكل فرد يف أم وأخيــرا أقدائعات واألكاذيب التي هي بمثابة معاول هدم شديدة تنقض بناء ضد انتشار الشتنــا أن يتقــوا اهللا ۵ وأن يراقبوه جل وعال يف حركاتهم وســكناتهم وليعلموا أمواء أننا محاســبون علي كل ما نلفظه بألســنتنا ونقترفه بجوارحنا، ولنعلم أن الدرع اء العضال – األكاذيب- هو حفظ اللسان وتقييده بوثاق الش الناجع لهذا الدوضوابطه، وأخيرا يقول ابن عباس ڤ عندما أخذ بلســانه: «ويحك، قل خيرا تغنـم، أو أمسك عن سـوء تسلم»(١). ويقـول ابـن حبـان البستـي: «الواجب على مت إلى أن يلزمه التكلم، فما أكثــر من ندم إذا نطق، وأقل العاقــل أن يلــزم الصمن يندم إذا ســكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بالء من ابتلى بلسان مطلق

ق للحكمة». وفؤاد مطبق»(٢)، ويقول ابن المبارك: «اترك فضول الكالم توفعاء بال بينة هو قول زور ر أن الكذب شــر الحديث والمنطق، واالد ولنتذكعي وبهتان ومحض افتراء، قال رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص: «لو يعطي الناس بدعواهم الدعي عليــه»(٣)، فالدعاوي نــاس دماء رجــال وأموالهم ولكن اليمين علــي المدة ليل والحج والكالم المرسل ال يحتج به وال يجب أن نقيم له وزنo ولكن بالد

د بن إســحق الفاكهي (٢٧٠) (١٨٧/١) بــاب في ذكر هر وحديثــه لمحم ــة يف قديــم الد (١) أخبــار مككن والمقام، ط دار خضر. عاء بين الر الد

(٢) سبق تخريجه. Ã Â Á À ¿﴿ :حيح (٤٥٥٢) كتاب التفسير- باب قول اهللا تعالي (٣) رواه البخاري في الصحيح ١ (١٧١١) كتاب Ê É È Ç Æ Å Ä ﴾ [أل عمران: ٧٧]. ومســلم في الص

فظ لهما من حديث ابن عباس ڤ. عي عليه، والل األقضية- باب اليمين علي المد

التثبت من ا2خبار٢٦٨

د وعلي آله وصحبه والبرهــان يكون الحديث. وصلي اللهم علي ســيدنا محموسلم.

بــدعــواهــم ــاس الــن يعطي ــو جيل الش حرقة الخلي عي الد أســال اهللا سبحانه وتعالي أن يتقبل منا ومنكم صالح األعمال وأن يتجاوز ــد وعلي أزواجــه وأصحابه وأتباعه م علي محم عن ســيئها، وصل اللهم وســل

واجمعنا بهم في أعلي جنان الخلد اللهم آمين.

* * *

٢٦٩ والقضاء على الشائعات

المراجـــع

القرآن الكريم.

كتب التفسير:أنــوار التنزيل وأســرار التأويل لإلمام القاضي عبــد اهللا بن عمر البيضاوي (أوائل القرن •

ــام (لبنان)، ــابع- ٦٨٥ه وقيــل ٦٩١ه وقيــل ٧١٩ ه)، ط دار الفكر، بيروت، الش السمجلد واحد.

د بــن المهدي البحــر المديــد في تفســير القرآن المجيــد ألبي العبــاس أحمد بن محم •

كتور حسن عباس وفي (١١٦٢ه/ ١٧٤٨ م- ١٢٢٤ه/ ١٨٠٩)، ط الد الفاســي الصزكي، القاهرة، مصر، ١٤١٧ه، تحقيق أحمد عبد اهللا القرشــي رســالن، لم أقابل نقلي

بأصل مطبوع.ين أبي الفداء تفســير القرآن العظيم المعروف بتفســير ابن كثير لإلمام الحافظ عماد الد •

إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (٧٠٠ه- ٧٧٤ه)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، ق عليه بعة األولي، وضع حواشيه وعل لبنان، تسعة مجلدات، ١٤١٩ هه- ١٩٩٨ م، الط

ام (لبنان)، أربعة أجزاء. ين. و ط دار الفكر، بيروت، الش د حسين شمس الد محماء د الحسين بن مسعود بن الفر معالم التنزيل المعروف بتفسير البغوي لإلمام أبي محم •البغــوي (قيــل ٤٣٣ه، وقيل ٤٣٦ه- ٥١٦ م وقيل غير ذلك فــي كليهما)، ط دار طيبة قه ــدات، ١٤٠٩ ه، حق ــعودية)، ثمانية مجل يــاض، الحجاز (الس للنشــر والتوزيع، الر

د عبد اهللا النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليمان مسلم الحرش. ج أحاديثه محم وخرليمان، لم أقابل نقلي بأصل مطبوع. يخ فهد بن ناصر الس تفسير سورة الحجرات للش •

ريفة: نة النبوية الش كتب السحيح المختصر من أمور رســول اهللا ملسو هيلع هللا ىلص وســننه وأيامه المعروف الجامع المســند الص •

التثبت من ا2خبار٢٧٠

د بن إســماعيل بن إبراهيــم البخاري (١٩٤ه- بصحيــح البخاري ألبــي عبد اهللا محم٢٥٦ه)، ط دار الحديــث، القاهــرة، مصــر، مجلد واحــد، ١٤٣٢ه- ٢٠١١ م، ترقيم

د تامر. د فؤاد عبد الباقي، قراءة ومراجعة د/ محم وترتيب محماج بن مسلم حيح المعروف بصحيح مســلم ألبي الحسين مسلم بن الحج المســند الص •

القشــيري النيســابوري (٢٠٦ه- ٢٦١ه)، ط دار إحياء الكتب العربية (عيســي البابي بعة ــدات، ١٣٧٤ه- ١٩٥٥ م، الط الحلبــي وشــركاه)، القاهــرة، مصــر، خمســة مجلاألولــي، وقــف علي طبعــه وتحقيق نصوصــه وتصحيحــه وترقيمه وعد كتبــه وأبوابه غة خــادم الكتاب ة الل ق عليه شــرح اإلمــام النووي مع زيــادات عن أئم واحاديثــه وعل

د فؤاد عبد الباقي. نة محم والسد بن عيسي بن سورة الترمذي الجامع الكبير المعروف بسنن الترمذي ألبي عيسي محم •

(٢٠٩ه/ ٨٢٤ م- ٢٧٩ه/ ٨٩٢ م)، ط شركة ومكتبة مصطفي البابي الحلبي وأوالده، القاهرة، مصر، خمســة مجلدات، ١٣٩٥ه- ١٩٧٥ م، الطبعــة الثانية، تحقيق وتعليق د الثالث، د فؤاد عبد الباقي للمجل ل والثاني، ومحم دين األو د شاكر للمجل أحمد محم

ابع والخامس. دين الر وإبراهيم عطوة عوض لمجلجستاني األزدي (٢٠٢ه- ٢٧٥ه)، ســنن أبي داود ألبي داود سليمان بن األشعث الس •

ين د محيي الد ة، صيدا، بيروت، لبنان، أربعة مجلدات، تحقيق محم ط المكتبة العصريعبد الحميد.

حمن أحمد بن شــعيب بن علي النســائي (٤١٢ه/ ــنن الكبري لإلمام أبي عبد الر الس •

ــام (لبنان)، ١٢ مجلد، ســالة، بيروت، الش ســة الر ٨٢٩ م- ٣٠٣ه/ ٩١٥ م)، ط مؤسكتور عبد اهللا بن عبد المحســن التركي، م له الد بعة األولي، قد ١٤٢١ه- ٢٠٠١ م، الط

ج أحاديثه حسن عبد المنعم شلبي. قه وخر وأشرف عليه شعيب األرناؤوط، وحقد بن يزيد القزويني (٢٠٧ه- ٢٧٥ه)، ط دار سنن ابن ماجة للحافظ أبي عبد اهللا محم •

م كتبه ق نصوصه ورق الحديــث، القاهرة، مصر، أربعة أجزاء، ١٤٣١ه- ٢٠١٠ م، حق

٢٧١ والقضاء على الشائعات

ج أحاديثه وفهرســه دكتور د فؤاد عبد الباقي، وخر ق عليــه محم وأبوابــه وأحاديثه وعلهبي. د حسين الذ مصطفي محم

ــيباني (١٦٤ه- ٢٤١ه)، ط ــد بن حنبل الش مســند اإلمــام أبــي عبد اهللا أحمد بن محم •

بعة األولي، سالة، بيروت، لبنان، خمسون مجلد، ١٤٢١ ه- ٢٠٠١ م، الط ســة الر مؤسكتور عبد اهللا بن عبد المحسن التركي، المشرف علي المشرف العام علي إصدارها الدث شعيب األرناؤوط (١٩٢٨ يخ المحد تحقيقها وتخريج نصوصها والتعليق عليها الش

م- معاصر).ــأ لإلمــام مالــك بن أنــس بن مالــك بن أبي عامــر األصبحــي (٩٣ه- ١٧٩ه)، الموط •

فا، القاهرة، مصر، يثي (ت ٢٣٤ ه)، ط مكتبة الص برواية يحيي بن يحيي األندلســي الل١٤٢٢ه- ٢٠٠١ م، الطبعــة األولــي، اعتني بــه محمود بن الجميــل، وراجعه طه عبد

ؤوف سعد. الرد بــن حبان بــن أحمــد التميمي البســتي صحيــح ابــن حبــان لإلمــام أبي حاتــم محم •

الخرســاني (بضع وســبعون ومائتين مــن الهجــرة- ٣٥٤ ه/ ٩٦٥ م)، بترتيب اإلمام ين أبي الحسن علي بن بلبان بن عبد اهللا الفاسي (٦٧٥ ه- ٧٣٩ ه)، ط األمير عالء الدبعة األولي، ام (لبنان)، مجلد واحد، ١٤٢٥ه- ٢٠٠٤ م، الط دار المعرفة، بيروت، الش

يخ خليل بن مأمون شيحا. ج أحاديثه الش ق أصوله وخر حقد بن عبد اهللا الحاكم النيسابوري (٣٢١ حيحين ألبي عبد اهللا محم المستدرك علي الص •

ــدات، ه- ٤٠٥ ه/ ١٠١٤ م)، ط دار الكتــب العلميــة، بيــروت، لبنــان، خمســة مجلبعة األولي، دراسة وتحقيق مصطفي عبد القادر عطا. ١٤١١ ه- ١٩٩٠ م، الط

د عبــد اهللا بن عبد ارمي لإلمــام الحافظ أبي محم ارمــي المعروف بســنن الد مســند الد •

ارمــي (١٨١ ه- ٢٥٥ ه)، ط دار المغني للنشــر حمــن بــن الفضــل بــن بهــرام الد الرــدات، ١٤٢١ ه- ٢٠٠٠ م، ــعودية)، أربعــة مجل يــاض، الحجــاز (الس والتوزيــع، الر

اراني. بعة األولي، تحقيق حسين سليم أسد الد الط

التثبت من ا2خبار٢٧٢

براني لإلمام الحافظ أبي القاســم ســليمان بن غير للط اني إلي المعجم الص وض الد الر •

ــام (لبنان)- براني (٢٦٠ ه- ٣٦٠ ه)، ط المكتب اإلســالمي، بيروت، الش أحمد الطبعة األولي، ــدان، ١٤٠٥ه- ١٩٨٥م، الط ــام (األردن)، مجل ــان، الش ــار، عم و دار عم

د شكور محمود الحاج أمرير. تحقيق محمبراني (٢٦٠ ه- المعجــم األوســط لإلمام الحافظ أبي القاســم ســليمان بن أحمــد الط •

باعة والنشــر والتوزيع، القاهرة، مصر، عشــرة مجلدات، ٣٦٠ ه)، ط دار الحرمين للطد وأبي الفضل عبد ١٤١٥ ه- ١٩٩٥ م، تحقيق أبي معاذ طارق بن عوض اهللا بن محم

المحسن إبراهيم الحسيني.براني (٢٦٠ ه- المعجــم الكبيــر لإلمــام الحافظ أبي القاســم ســليمان بــن أحمــد الط •

ج قه وخر بعة الثانية، حق ــدا، الط ٣٦٠ه)، ط مكتبــة ابن تيمية، القاهرة، مصر، ٢٥ مجللفي. أحاديثة حمدي عبد المجيد الس

معرفة الســنن واآلثار ألبي بكر أحمد بن الحســين بن علي البيهقي (٣٨٤ ه- ٤٥٨ ه)، •

ام ط جامعة الدراسات اإلسالمية- كراتشي- باكستان، ودار قتيبة دمشق- بيروت، الشام (سوريا)- مصر، ودار الوفاء- (ســوريا- لبنان)، ودار الوعي- حلب- القاهرة، الشج ق أصوله وخر بعة األولي، وث دا، ١٤١٢ه- ١٩٩١م، الط المنصورة- مصر، ١٥ مجل

كتور عبد المعطي أمين قلعجي. ق عليه الد حديثه وقارن مسائله وصنع فهارسه وعلــنن الكبــري ألبي بكر أحمد بن الحســين بن علي البيهقــي (٣٨٤ ه- ٤٥٨ ه)، ط الس •

بعة الثالثة، تحقيق ام (لبنان)، ١٤٢٤ ه- ٢٠٠٣ م، الط دار الكتب العلمية، بيروت، الشد عبد القادر عطا، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع. محم

الجامع لشــعب اإليمان ألبي بكر أحمد بن الحســين بن علي البيهقي (٣٨٤ ه- ٤٥٨ •

عودية)، ١٤ مجلد، ١٤٢٣ ه- ٢٠٠٣ م، ياض، الحجاز (الس شــد، الر ه)، ط مكتبة الربعة األولي، أشرف علي تحقيقه وتخريج أحاديثه مختار أحمد الندوي. الط

ســة بكر أحمد بن الحســين بن علي البيهقي (٣٨٤ ه- ٤٥٨ه)، ط مؤس اآلداب ألبي •

٢٧٣ والقضاء على الشائعات

بعة ــام (لبنــان)، مجلد واحــد، ١٤٠٨ ه- ١٩٨٨ م، الط الكتــب الثقافية، بيروت، الشعيد المندوه. ق عليه أبو عبد اهللا الس األولي، اعتني به وعل

ــريعة ألبــي بكر أحمد بن الحســين بن علي ة ومعرفة أحوال صاحب الش دالئــل النبــو •

البيهقــي (٣٨٤ ه- ٤٥٨ ه)، ط دار الكتــب العلمية، بيروت، لبنان، ســبعة مجلدات، كتور عبد ق عليه الد ج حديثه وعل ق أصوله وخر ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، الطبعة الثالثة، وث

المعطي قلعجي.الكتــاب المصنف في األحاديث واآلثار المعروف بمصنف ابن أبي شــيبة لإلمام أبي •

د بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شــيبة العبســي (قيل ١٥٩ ه- ٢٣٥ بكر عبد اهللا بن محمام، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع. و ط دار ه)، ط دار الفكر، تحقيق األســتاذ ســعيد لحبعة األولي، ــام (لبنان)، ســبعة مجلدات، ١٤٠٩ ه- ١٩٨٠ م، الط التاج، بيروت، الش

تقديم وضبط كمال يوسف الحوت.د بن إســماعيل بن إبراهيم البخاري (١٩٤ ه- األدب المفــرد لإلمــام أبو عبد اهللا محم •

ــد واحد، ١٤٢٦ ه- ٢٠٠٥ م، تحقيق ٢٥٦ه)، ط دار الحديــث، القاهرة، مصر، مجلفريد عبد العزيز الجندي.

نيا البغدادي األموي د بن عبيد بن أبي الد كتاب العيال للحافظ أبي بكر عبد اهللا بن محم •

ــام، الحجــاز م القرشــي (٢٠٨ ه/ ٨٢٣ م- ٢٨١ ه/ ٨٩٤ م)، ط دار ابــن القيــم، الدق عليه قه وعل م له وحق بعة األولي، قد عودية)، مجلدان، ١٤١٠ ه- ١٩٩٠ م، الط (الس

حمن خلف. كتور نجم عبد الر الدمسند أبي يعلي الموصلي لإلمام الحافظ أحمد بن علي بن المثني التميمي الموصلي ( •

ام (سوريا)، ١٦ مجلد، ١٤٠٤ ٢١٠ ه- ٣٠٧ ه)، ط دار المأمون للتراث، دمشق، الشج أحاديثه حسين سليم أسد. قه وخر ه- ١٩٩٤ م، حق

ين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان وائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الد مجمع الز •

ام بن أبي بكر بن عمر الهيثمي (٧٣٥ ه- ٨٠٧ ه)، ط دار الكتاب العربي، بيروت، الش

التثبت من ا2خبار٢٧٤

ين القدسي. (لبنان)، عشرة مجلدات، ١٤١٤ ه- ١٩٩٤ م، تحقيق حسام الديــن بن قاضي ين علي بن حســام الد ــال في ســنن األقــوال واألفعال عالء الد كنــز العم •

خــان القادري المعــروف بالمتقي الهنــدي (٨٥٥ ه/ ١٤٨٠ م- ٩٧٥ه/ ١٥٦٧ م)، دا، ١٤٠٥ ه- ١٩٨٥ م، الطبعة ــام (لبنان)، ١٨ مجل سالة، بيروت، الش ســة الر ط مؤس

الخامسة.ين بن شــرف النووي (٦٣١ ا محيي الد األذكار من كالم ســيد األبرار لإلمام أبي زكري •

بعة ه- ٦٧٦ه)، ط دار العقيــدة، القاهرة، مصر، مجلد واحد، ١٤٢٧ه- ٢٠٠٦م، الطاألولي، تحقيق األستاذ أحمد أبو المجد.

د بن عبد اهللا الخطيب العمري التبريزي ين أبي عبد اهللا محم مشكاة المصابيح لولي الد •

ــام (غيــر مذكــور المولــد - ٧٤١ ه/ ١٣٤٠ م)، ط المكتب اإلســالمي، بيروت، الشد ناصر الدين األلباني. (لبنان)، ثالثة مجلدات، ١٣٩٩ ه- ١٩٧٩ م، تحقيق محم

د عادات المبارك بن محم ين أبي الس سول لإلمام مجد الد جامع األصول يف أحاديث الر •

الجزري المعروف بابن األثير الجزري (٥٤٤ ه- ٦٠٦ ه)، ط مكتبة الحلواني ومطبعة ــدا، ١٣٨٩ ه/ ١٩٦٩ م – ١٣٩٢ ه/ ١٩٧٢ م، ح ومكتبــة دار البيان، ١٢ مجل المــال

ق عليه عبد القادر األرناؤوط. ج أحاديثه وعل ق نصوصه وخر بعة األولي، حق الطكتب التحقيق والتخريج والفهرسة:

حاح والمشاهير ألبي عبد اهللا الحسين بن إبراهيم بن الحسين األباطيل والمناكير والص •

ميع للنشــر بــن جعفر الهمذاني الجوزقاني (غير مذكور المولد - ٥٤٣ه)، ط دار الصــة، الهند، عــوة التعليمية الخيري ــعودية)- ودار الد يــاض، الحجــاز (الس والتوزيــع، الرحمــن بن عبد الجبار كتور عبد الر ــدان، ١٤٢٢ ه- ٢٠٠٢ م، تحقيــق وتعليق الد مجل

الفريوائي.د بن طاهر بن علي الهنــدي الفتني (٩١٤ه- ٩٨٦ ه)، ط تذكــرة الموضوعــات لمحم •

اهرة، مصر. باعة المنيرية، الق الهند، ١٩١٦ م، وإدارة الط

٢٧٥ والقضاء على الشائعات

كتور أكرم دراســات تارخيــة مع تعليقــة في منهج البحــث وتحقيق المخطوطــات للد •

ضياء أحمد العمري (١٣٦١ ه/ ١٩٤٢ م- معاصر)، ط الجامعة اإلســالمية بالمدينة عودية)، مجلد واحد، ١٤٠٣ ه- ١٩٨٣ م. رة، الحجاز (الس رة، المدينة المنو المنو

ين األلباني د ناصر الد حيحة وشــيء من فقهها وفوائدها لمحم سلســلة األحاديث الص •

(١٣٣٢ه/ ١٩١٤ م- ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م)، ط مكتبــة المعــارف للنشــر والتوزيــع، ياض، الحجاز (السعودية)، سبعة مجلدات، ١٤١٥ ه- ١٩٩٥ م. الر

ين د ناصر الد ة لمحم ء في األم ــي عيفة والموضوعة وأثرها الس سلســلة األحاديث الض •

األلبانــي (١٣٣٢ ه/ ١٩١٤ م- ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م)، ط مكتبــة المعــارف للنشــر بعة بعة األولي للط ياض، السعودية، ١٤ مجلد، ١٤١٢ ه- ١٩٩٢ م، الط والتوزيع، الر

الجديدةين األلباني (١٣٣٢ ه/ د ناصــر الد صحيــح األدب المفــرد لإلمام البخاري بقلم محم •

عودية، مجلد ناعية، الس ليل، الجبيل الص ١٩١٤ م- ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م)، ط مكتبة الدابعة. بعة الر واحد، ١٤١٨ ه- ١٩٩٧م، الط

يــن األلباني (١٣٣٢ د ناصر الد غير وزيادته الفتــح الكبير لمحم صحيــح الجامــع الص •

ــام (لبنان)، ه/ ١٩١٤ م- ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م)، ط المكتب اإلســالمي، بيروت، الشبعة الثالثة. مجلدان، ١٤٠٨ ه- ١٩٨٨ م، الط

ين األلباني (١٣٣٢ ه/ د ناصر الد غير وزيادته الفتح الكبير لمحم ضعيف الجامع الص •

ام (لبنان)، مجلد ١٩١٤ م- ١٤٢٠ ه/ ١٩٩٩ م)، ط المكتب اإلسالمي، بيروت، الشواحد، ١٤١٠ ه- ١٩٩٠ م، الطبعة الثالثة.

فهرس الفهارس واألثبات ومعجم المعاجم والمشــيخات والمسلســالت لعبد الحي •

بن عبد الكبير الكتاني (١٣٠٢ ه- ١٣٨٢ ه)، ط دار الغرب اإلسالمي، بيروت، لبنان، كتور إحسان عباس. بعة الثانية، إعتناء الد ١٤٠٢ ه- ١٩٨٢ م، الط

ؤوف بن د المدعو بعبد الر غير لإلمام زين الديــن محم فيــض القدير شــرح الجامع الص •

التثبت من ا2خبار٢٧٦

تــاج العارفين بن علي بن زين العابدين المناوي القاهري (٩٥٢ ه- ١٠٣١ ه)، ط دار بعة الثانية. ام (لبنان)، ستة مجلدات، ١٣٩١ه- ١٩٧٢ م، الط المعرفة، بيروت، الش

حمن ين عبــد الر لــيء المصنوعــة فــي األحاديــث الموضوعــة لإلمــام جــالل الد الآل •

ــام (لبنان)، ثالثة ــيوطي (٨٤٩ ه- ٩١١ ه)، ط دار الكتــب العلميــة، بيروت، الش السحمن صالح بن ق عليه أبو عبد الر ج أحاديثه وعل ــدات، ١٤١٧ ه- ١٩٩٦ م، خــر مجل

د بن عويضة. محمنة: كتب شروح الس

م شــرح صحيح مســلم للقاضي أبي الفضل عياض بن موســي بن عياض إكمال المعل •

بتي اليحصبي (٤٧٦ ه/ ١٠٨٣ م- ٥٤٤ ه/ ١١٤٩ م)، ط دار الوفاء، المنصورة، السكتور يحيي بعة األولي، تحقيــق الد ــدات، ١٤١٩ ه- ١٩٩٨ م، الط مصــر، تســعة مجل

إسماعيل.حمن د بن عبــد الر تحفــة األحــوذي بشــرح جامــع الترمذي للحافــظ أبي العــال محم •

المباركفــوري (١٢٨٣ ه- ١٣٥٣ ه)، ط دار الكتــب العلمية- بيروت، لبنان، عشــرة بعة األولي. مجلدات، ١٤١٠ ه- ١٩٩٠ م، الط

د التمهيد لما يف الموطأ من المعاني واألســانيد ألبي عمر يوســف بن عبد اهللا بن محم •

ؤون بن عبد البر النمري األندلســي (٣٦٨ ه- ٤٦٣ ه)، ط وزارة عموم األوقاف والشحه قه وعلق حواشيه وصح اإلســالمية، المغرب، ٢٦ مجلد، ١٣٨٧ ه- ١٩٦٧ م، حقد عبد األســتاذ مصطفي بن أحمد العلوي مدير دار الحديث الحســنية، واألســتاذ محم

ؤون اإلسالمية. الكبير البكري الملحق بوزارة الشين جامــع العلوم والحكم في شــرح خمســين حديثo من جوامع الكلــم لإلمام زين الد •

حمــن بن أحمد بن رجب البغدادي الحنبلــي المعروف بأبي رجب أبــي الفرج عبد الرام (سوريا- لبنان)، الحنبلي (٧٣٦ ه- ٧٩٥ ه)، ط دار ابن كثير، دمشق- بيروت، الشكتــور ماهــر ياســين الفحل. و ط ــدان، ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، تعليــق وتحقيــق الد مجل

٢٧٧ والقضاء على الشائعات

بعة الثامنة، ام (لبنان)، مجلدان، ١٤١٩ ه- ١٩٩٩ م، الط سالة، بيروت، الش سة الر مؤستخقيق شعيب األرناؤوط وإبراهيم باجس.

حمن بن ين أبي بكر عبد الر اج لإلمام جــالل الد يبــاج علي صحيح مســلم بن الحج الد •

ان، الخبر، ــيوطي (٨٤٩ ه/ ١٤٤٥ م- ٩١١ ه/ ١٥٠٥ م)، ط دار ابن عف الكمال السقه وعلق بعة األولي، حق عودية)، ستة مجلدات، ١٤١٦ ه- ١٩٩٦ م، الط الحجاز (الس

عليه أبو إسحق الحويني األثري.فتــح الباري بشــرح صحيــح البخاري للحافــظ ابن حجــر أحمد بن علي العســقالني •

ــان للتــراث، القاهرة، مصر، ١٥ ي (٧٧٣ ه/ ١٣٧٢ م- ٨٥٢ ه/ ١٤٤٨ م)، ط دار الرد فؤاد ــم كتبه وأبوابــه وأحاديثة محم بعــة األولي، رق مجلــد، ١٤٠٧ ه- ١٩٨٦ م، الطين الخطيب، راجعه قصي محب عبد الباقي، قام بإخراجه وتصحيح تجاربه محب الد

ين الخطيب. الدين بن شــرف ا محيي الد ــاج لإلمام أبــي زكري المنهــاج شــرح صحيح مســلم بن الحج •

ســة قرطبة، الجيزة، مصر، ١٨ مجلد، ١٤١٤ ه- النووي (٦٣١ ه- ٦٧٦ ه)، ط مؤسبعة الثانية. ١٩٩٤ م، الط

المعــــاجم و اللغـــة واألدب والبالغة:البالغة العربية أسســها وعلومها وفنونها وصور من تطبيقاتها بهيكل جديد من طريف •

حمن حســن حبنكة الميداني (١٣٤٥ ه/ ١٩٢٧ م- ١٤٢٥ ه/ ــيخ عبد الر وتليد للشام ــامية، بيروت، الش ار الش ــام (ســوريا)، و ط الد ٢٠٠٤ م)، ط دار القلم، دمشــق، الش

(لبنان)، مجلدان، ١٤١٦ ه- ٢٠٠٦م.د الحســيني المعروف د بن محم تــاج العروس من جواهر القاموس ألبي الفيض محم •

بيــدي (١١٤٥ ه- ١٢٠٥ ه)، ط دار الهدايــة ومطبعــة حكومة الكويت، بمرتضــي الزدا، ١٤٠٧ ه- ١٩٨٧ م. أربعون مجل

ــيد أحمد بن إبراهيــم بن مصطفي جواهــر األدب فــي أدبيــات وإنشــاء لغة العرب للس •

التثبت من ا2خبار٢٧٨

ــام ســة المعــارف، بيــروت، الش الهاشــمي (١٨٧٨ م- ١٣٦٢ ه/ ١٩٤٣ م)، ط مؤسابعة والعشرون. بعة الس (لبنان)، مجلدان، ١٣٨٩ ه- ١٩٦٩ م، الط

اد الجوهري الفارابي غة وصحاح العربية ألبي نصر إســماعيل بن حم حاح تاج الل الص •

(ت ٣٩٣ ه)، ط دار العلم للماليين، بيروت، الشــام (لبنان)، ســتة مجلدات، ١٣٩٩ بعة الثانية، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار. ه- ١٩٧٩ م، الط

ــة ألبي هالل الحســن بن عبد اهللا بن ســهل العســكري (ت ٣٩٥ وقيل غوي الفــروق الل •

٤١١ وقيــل غيــر ذلك)، ط دار العلم والثقافة للنشــر والتوزيــع، القاهرة، مصر، مجلد د إبراهيم سليم. ق عليه محم قه وعل واحد، حق

ــد بن مكرم بــن منظور ين محم مة أبــي الفضل جمــال الد لســان العــرب لإلمــام العال •

ــام (لبنان)، خمســة األفريقي المصري (٦٣٠ ه- ٧١١ ه)، ط دار صادر، بيروت، الشعشر مجلد، ١٤١٤ه، اإلصدار الثالث.

غة ألبي القاســم إســماعيل بــن عباد بن العبــاس الطالقانــي المعروف المحيــط يف الل •

احب ابن عباد (٣٢٦ ه- ٣٨٥ ه)، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع. بالصام ائد لجبران مســعود (١٩٣٠ م- معاصر)، ط العلم للماليين، بيروت، الش معجم الر •

ابعة. بعة الس (لبنان)، مجلد واحد، ١٩٩٢ م، الطمعجــم الغنــي لعبــد الغنــي أبو العــزم (١٩٤١ م- معاصــر)، ولــم أقابل نقلــي بأصل •

مطبوع.ة ألبي هالل العسكري مع زيادات من غوي ة وبه كتاب الفروق الل غوي الفروق الل معجم •

سين سة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة المدر ــيد نور اهللا الجزائري، ط مؤس كتاب السســة ــيخ بيت اهللا بيات ومؤس بقــم، فــارس (إيران)، مجلد واحد، ١٤١٢ ه، تحقيق الش

النشر اإلسالمي، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع.غــة العربيــة المعاصــرة ألحمــد مختار عمــر (١٩٣٣ م- ١٤٢٤ ه/ ٢٠٠٣ معجــم الل •

م) وفريــق مــن الباحثين، ط عالم الكتب، القاهرة، مصــر، أربعة مجلدات، ١٤٢٩ ه-

٢٧٩ والقضاء على الشائعات

بعة األولي. ٢٠٠٨ م، الطل األصفهاني د بن المفض معجم مفردات ألفاظ القرآن ألبي القاســم الحســين بن محم •

اغب األصفهاني (ال يعرف مولده- ٥٠٢ ه/ ١١٠٨ م)، ولم أقابل نقلي المعروف بالربأصل مطبوع.

غــة العربية بالقاهرة ممثال فــي كل من إبراهيم المعجــم الوســيط قــام بتأليفه مجمع الل •

ة، عوة، اإلسكندري ار، ط دار الد يات وحامد عبد القادر ومحمد النج مصطفي وأحمد الزمصر.

ير والتراجم والرجال: كتب التاريخ والسبي البغدادي الملقب د بن خلف بــن حيان بن صدقة الض أخبــار القضاة ألبي بكر محم •

ــام (لبنــان)، مجلد بوكيــع (لم يذكــر مولــده- ٣٠٦ ه)، ط عالم الكتب، بيروت، الشام. د اللح واحد، مراجعة سعيد محم

ين علي بن يوســف القفطي أخبــار العلمــاء بأخيــار الحكماء ألبي الحســن جمــال الد •

ــعادة، القاهــرة، مصر، مجلد (٥٦٨ه/ ١١٧٢ م- ٦٤٦ ه/ ١٢٤٨ م)، ط مطبعــة السد أمين الخانجي الكتبي. يد محم واحد، ١٣٢٦ ه، عني بتصحيحه الس

د بن إســحق بن العباس هــر وحديثه لإلمام أبي عبــد اهللا محم ــة يف قديم الد أخبــار مك •

باعــة والنشــر ــي (٢١٧ ه- ٢٧٢ه وقيــل ٢٧٥ ه)، ط دار خضــر للط الفاكهــي المكــام (لبنان)، ســتة مجلدات، ١٤١٤ ه- ١٩٩٤م، الطبعة الثانية، والتوزيع، بيروت، الش

دراسة وتحقيق د. عبد الملك بن عبد اهللا بن دهيش.ين بن األثير أبي الحســن علي بــن أب الكرم حابة لعــز الد أســد الغابــة فــي معرفة الص •

ــام ــيباني الجزري (٥٥٥ ه- ٦٣٠ ه)، ط دار الفكر، بيروت، الش د الش د بن محم محم(لبنان)، ستة مجلدات، ١٤٠٩ ه- ١٩٨٩ م.

ــالم ألبــي بكر أحمد بــن علي بن ثابت الخطيــب البغدادي تاريــخ بغــداد أو مدينة الس •

ام (لبنان)، ٢٤ مجلد، ١٤٢٥ (٣٩٢ ه- ٤٦٣ ه)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، الش

التثبت من ا2خبار٢٨٠

بعة الثانية، دراسة وتحقيق مصطفي عبد القادر عطا. ه- ٢٠٠٤ م، الطها من األماثل واجتــاز بنواحيها من تاريــخ مدينة دمشــق وذكر فضلها وتســمية من حل •

وارديهــا وأهلهــا لإلمــام الحافظ أبي القاســم علي بن الحســن بن هبة اهللا بــن عبد اهللا ــام ــافعي المعــروف بابــن عســاكر (٤٩٩ ه- ٥٧١ ه)، ط دار الفكر، بيروت، الش الشبعة األولي، ــدا، ١٤١٥ ه/ ١٩٩٥ م – ١٤٢١ ه/ ٢٠٠٠ م، الط (لبنــان)، ثمانون مجل

ين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي. دراسة وتحقيق محب الدهبي (٦٧٣ ه- د بن أحمــد بن عثمــان الذ يــن محم تذكــرة الحفــاظ لإلمام شــمس الد •

ــام (لبنان)، خمســة مجلدات، ١٤١٨ ٧٤٨ه)، ط دار الكتــب العلميــة، بيــروت، الشا عميرات. يخ زكري بعة األولي، وضع حواشيه الش ه- ١٩٩٨ م، الط

ين بن شــرف النووي (٦٣١ ه- ا محيي الد تهذيب األســماء واللغات لإلمام أبي زكري •

ــام (لبنان)، أربعة مجلدات، قوبلت تلك ٦٧٦ ه)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، الشبعة علي نســخة عنيت بنشــرها وتصحيحها والتعليق عليها ومقابلة أصولها شــركة الط

ة. باعة المنيري العلماء بمساعدة إدارة الطد بن حبان بن أحمد التميمي البســتي الخرســاني (بضع الثقات لإلمام أبي حاتم محم •

وســبعون ومائتين من الهجرة- ٣٥٤ه/ ٩٦٥ م)، ط دائــرة المعارف العثمانية، حيدر د عبد كتور محم ــدات، ١٣٩٣ ه- ١٩٧٣ م، تحت مراقبــة الد آباد، الهند، عشــرة مجل

المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية.حليــة األوليــاء وطبقات األصفياء لإلمام الحافظ أبي نعيــم أحمد بن عبد اهللا بن أحمد •

بن إســحق األصبهاني (٣٣٦ ه- ٤٣٠ه)، ط مكتبة اإليمان، المنصورة، مصر، عشــرة د ــدات، ١٤٢٨ ه- ٢٠٠٧ م، الطبعــة األولــي، تحقيق عبد اهللا المنشــاوي ومحم مجلــام (لبنان)، ١١ د عبــد اهللا الهنــدي. و ط دار الفكر، بيروت، الش أحمــد عيســي ومحم

مجلد، ١٤١٦ ه- ١٩٩٦ م.بي ال ــد علي الص كتور محم ــقوط للد ولــة العثمانيــة: عوامــل النهضة وأســباب الس الد •

٢٨١ والقضاء على الشائعات

بعة (١٩٦٣ م- معاصــر)، دار ابن الجوزي، القاهــرة، مصر، ١٤٢٨ ه- ٢٠٠٧ م، الطاألولي.

هبي (٦٧٣ ه- د بن أحمد بــن عثمان الذ ين محم ســير أعــالم النبالء لإلمام شــمس الد •

ــد، ١٤٢٤ ه- ٢٠٠٣ م، الطبعة فــا، القاهــرة، مصــر، ١٥ مجل ٧٤٨ه)، ط مكتبــة الصد بن عيادي بن عبد الحليم. األولي، اعتني به محم

د عبد الملك بن هشــام الحميــري المعافري (ت ــة البن هشــام أبي محم ــيرة النبوي الس •

حابــة للتــراث، طنطــا، مصــر، خمســة ٢١٣ ه وقيــل ٢١٨ ه/ ٨٣٤ م)، ط دار الصة وفهارســه العلمية غوي ته الل بعة األولــي، أعد ماد ــدات، ١٤١٦ه- ١٩٩٥ م، الط مجل

ابولي. ار بإشراف د/ فتحي أنور الد قس م التحقيق بالدين أبي الفــالح بن العماد عبد هــب في أخبار من ذهب لإلمام شــهاب الد شــذرات الذ •

مشــقي (١٠٣٢ه- ١٠٨٩ ه)، ط دار د بــن أحمد العكري الحنبلي الد الحــي بن محمام (سوريا- لبنان)، عشرة مجلدات، ١٤٠٦ ه- ١٩٨٦ ابن كثير، دمشق- بيروت، الشقه ج أحاديثه عبد القادر األرناؤوط، وحق بعة األولي، أشــرف علي تحقيقه وخــر م، الط

ق عليه محمود األرناؤوط. وعلد القرشــي حمن بــن أبي الحســن علي بــن محم فــوة ألبــي الفــرج عبــد الر صفــة الص •

ام المعروف بابن الجوزي (٥١٠ ه/ ١١١٦ م- ٥٩٧ ه)، ط دار المعرفة، بيروت، الشق عليه محمود قه وعل بعة الثالثة، حق (لبنان)، أربعة مجلدات، ١٤٠٥ ه- ١٩٨٥ م، الط

اس قلعجي. د رو ج أحاديثه د. محم فاخوري، وخري (لم ــاد العقيلي المك د بن عمرو بن موســي بن حم عفــاء الكبير ألبي جعفر محم الض •

يذكــر مولده- ٣٢٢ ه)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، أربعة مجلدات، ١٤٠٤ كتور عبد المعطي أمين قلعجي. قه الد قه ووث بعة األولي، حق ه- ١٤٨٤ م، الط

د بن ســعد بــن منيع الهاشــمي موالهم البصري بقــات الكبــري ألبي عبد اهللا محم الط •

البغدادي المعروف بابن سعد (١٦٨ ه تقريبo- ٢٣٠ ه وقيل غير ذلك)، ط دار الكتب

التثبت من ا2خبار٢٨٢

بعة الثانية ــدات، ١٤١٨ه- ١٩٩٧ م، الط ــام (لبنان)، تســعة مجل العلمية، بيروت، الشد عبد القادر عطا. بعة األولي الكاملة)، دراسة وتحقيق محم (الط

كتب اآلداب واألخالق والرقائق:د مطيع الحمداوي يخ عبد الكريم محم نة للش األخالق والتزكية في رحاب الكتاب والس •

(١٣٥٤ ه/ ١٩٣٥ م- معاصر)، لم أقابل نقلي ألصل مطبوع.ذائل هد في الر ــير أو رســالة في مداواة النفوس وتهذيب األخــالق والز األخالق والس •

د علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري (٣٨٤ لإلمام أبي محمــد ــام (لبنــان)، مجل ه/ ٩٩٤ م- ٤٥٦ ه/ ١٠٦٤ م)، ط دار ابــن حــزم، بيــروت، الش

ق عليه عبد الحق التركماني. م له وعل واحد، تحقيق إيفار رياض، وراجعه وقدد بن حبيب الماوردي د بــن محم ين لإلمام أبي الحســن علي بن محم نيــا والد أدب الد •

ــافعي (٣٦٤ ه/ ٩٧٤ م- ٤٥٠ ه/ ١٠٥٨ م)، ط دار مكتبــة الحياة، مجلد واحد، الش١٩٨٦ م.

يخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني (١٣٧٢ نة للش آفات اللسان يف ضوء الكتاب والس •

ه- معاصر)، ولم أقابل أقابل نقلي بأصل مطبوع.لنبيل عطوة، ولم أقابل أقابل نقلي بأصل مطبوع. المذنبين أنين •

ة المســلمون ٥٩٥/١، ولم أقابل اشــد نقــال عن مجل د أحمد الر ــيخ محم قائق للش الر •

أقابل نقلي بأصل مطبوع.د بن حبان بــن أحمد التميمي روضــة العقــالء ونزهة الفضــالء لإلمام أبي حاتــم محم •

البســتي الخرساني (بضع وســبعون ومائتين من الهجرة- ٣٥٤ه/ ٩٦٥ م)، ط مطبعة ة، القاهرة، مصر، مجلد واحد، ١٣٦٨ه- ١٩٤٩ م، تحقيق وتصحيح دي ــنة المحم الس

د حامد الفقي. اق حمزة ومحم ز د عبد الر ين عبد الحميد و محم د محيي الد محمــيباني (١٦٤ ه/ ٧٨٠ م- ٢٤١ ه/ د بن حنبل الش هــد ألبي عبــد اهللا أحمد بن محم الز •

ام (لبنان)، مجلد واحد، ١٤٢٠ه- ١٩٩٩ ٨٥٥ م)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، الش

٢٨٣ والقضاء على الشائعات

الم شاهين. د عبد الس م، الطبعة األولي، وضع حواشيه محمحمن عبد اهللا بن المبارك بــن واضح الحنظلي المروزي قائق ألبــي عبد الر هــد والر الز •

ام (لبنان)، مجلد واحد، تحقيق (١١٨ ه- ١٨١ه)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، الشحمن األعظمي، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع. حبيب الر

نيا (٢٠٨ د بن عبيد بن أبي الد اللسان لإلمام أبي بكر عبد اهللا بن محم وآداب مت الص •

د ــام (لبنان)، مجل ه/ ٨٢٣ م- ٢٨١ ه/ ٨٩٤ م)، ط دار الكتاب العربي، بيروت، الشج أحاديثه أبو إسحق الحويني األثري. قه وخر واحد، ١٤١٠ ه- ١٩٩٠ م، حق

د بن الحسين بن موسي بن خالد السلمي (٣٣٠ حمن محم عيوب النفس ألبي عبد الر •

حابــة، طنطــا، مصر، مجلد واحــد، ١٤٠٨ ه- ١٩٨٧ م، ه– ٤١٢ ه)، ط مكتبــة الصيد. تحقيق أبي مريم مجدي فتحي الس

د آل عقدة كتور أبي عاصم هشــام بن عبد القادر بن محم ــيخ الد ة للش مفســدات األخو •

(١٩٦١ م- معاصر)، ولم أقابل أقابل نقلي بأصل مطبوع.كتب مصطلح الحديث وعلومه:

كتور ماهر ياسين الفحل (١٣٩٠ ه/ ١٩٧١م- معاصر)، اختالف الثقة مع الثقات للد •

لم أقابل نقلي بأصل مطبوع.ــمعاني أدب اإلمــالء واالســتمالء ألبــى ســعد عبــد الكريم بــن منصــور التميمي الس •

ــد واحد، ــام (لبنــان)، مجل (٥٠٦ه- ٥٦٢ ه)، ط دار الكتــب العلميــة، بيــروت، الشبعة األولي. ١٤٠١ ه- ١٩٩١ م، الط

يخ أبي معاذ طارق بن عوض واهد والمتابعات للش اإلرشادات يف تقوية األحاديث بالش •

د (١٩٦٣ م- معاصر)، ط مكتبة ابــن تيمية، القاهرة، مصر، مجلد واحد، اهللا بــن محم١٤١٧ ه- ١٩٩٨ م.

اإلرشــاد فــي معرفــة علماء الحديــث للحافظ أبي يعلــي الخليل بن عبــد اهللا بن أحمد •

عودية)، ياض، الحجاز (الس شد، الر الخليلي القزويني (٣٦٧ ه- ٤٤٦ ه)، ط مكتبة الر

التثبت من ا2خبار٢٨٤

د كتور محم بعة األولي، دراســة وتحقيــق وتخريج الد ثــالث مجلدات، ١٤٠٩ ه، الطسعيد بن عمر إدريس.

حمن بن يحيي المعلمي اليماني (١٣١٣ ه/ يخ عبد الر االستبصار يف نقد األخبار للش •

ياض، الحجاز (السعودية)، مجلد ١٨٩٤ م- ١٣٨٦ ه/ ١٩٦٦ م)، ط دار أطلس، الرنقيطي. د الش بعة األولي، تحقيق سيدي محم واحد، ١٤١٧ ه، الط

د رضا يخ المعتز باهللا أبي محم اللة، التاريخ، المنهج للش ثين... الد اإلسناد عند المحد •

أحمد صمدي (١٩٧٠ م- معاصر)، ولم أقابل نقلي بأصل مطبوع.كتور عبد الغني بن أحمد جبر مزهر، ولم أقابل نقلي أصــول التصحيح والتضعيف للد •

بأصل مطبوع.حاح االقتراح في بيان االصطالح وما أضيف إلي ذلك من األحاديث المعدودة من الص •

د بن علي بن وهب القشيري بن دقيق العيد (٦٢٥ه- ٧٠٢ ين محم ألبي الفتح تقي الدام (األردن)، مجلد واحد، ١٤٢٧ ه- ٢٠٠٧ ه/ ١٣٠٢ م)، ط دار العلوم، عمان، الش

وري. حمن الد كتور قحطان عبد الر بعة األولي، دراسة وتحقيق األستاذ الد م، الطالباعــث الحديث شــرح اختصار علوم الحديــث للحافظ ابن كثير (٧٠١ه- ٧٧٤ ه)، •

د شاكر (١٣٠٩ ه/ ١٨٩٢ م- ١٣٧٧ه/ ١٩٥٨ م)، ط دار الكتب تأليف أحمد محمبعة الثانية. د واحد، الط العلمية، بيروت، لبنان، مجل

حمن ين أبي بكر عبــد الر اوي يف شــرح تقريــب النواوي لإلمام جــالل الد تدريــب الر •

العقيــدة، دار ــيوطي (٨٤٩ ه/ ١٤٤٥ م- ٩١١ه/ ١٥٠٥ م)، ط الكمــال الس بــن بعة األولي، تحقيق أبي يعقوب نشــأت اإلســكندرية، مصــر، ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، الط

بن كمال المصري.حيم ين عبد الر الح للحافظ أبي الفضل زين الد مة ابن الص التقييد واإليضاح شرح مقد •

بعة العراقــي (٧٢٥ ه- ٨٠٦ ه)، ط مكتبــة ابــن تيميــة (الجامعة)، الجيــزة، مصر، الطق عليه أبو يعقوب ية وعل األولي، مجلدان، ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، قابله علي أصوله الخط

٢٨٥ والقضاء على الشائعات

الح. نشأت المصري، وهي متن ثان علي معرفة أنواع علوم الحديث البن الصمشقي (١٢٦٨ه- ١٣٣٨ ه)، يخ طاهر الجزائري الد توجيه النظر إلي أصول األثر للش •

ام (سوريا)، مجلدان، ١٤١٦ ه- ١٩٩٥ ط مكتب المطبوعات اإلسالمية، حلب، الشة. قة في بيروت)، اعتني به عبد الفتاح أبو غد بعة األولي (محق م، الط

كتور حمزة بن عبد اهللا بن أحمد المليباري يخ الد الحديث المعلول قواعد وضوابط للش •

ــعودية)، ودار مة، الحجاز (الس ة المكر (١٩٥٢ م- معاصــر)، ط المكتبــة الملكية، مكبعة األولي. ام (لبنان)، مجلد واحد، ١٤١٦ه- ١٩٩٦ م، الط ابن حزم، بيروت، الش

ــريف ــيخ حاتــم بن عارف العوني الش خالصــة التأصيــل لعلــم الجــرح والتعديل للش •

ــعودية، مة، الس ة المكر (١٣٨٥ه- معاصر)، ط دار عالم الفوائد للنشــر والتوزيع، مكبعة األولي. مجلد واحد، ١٤٢١ه، الط

د ين أبي عبد اهللا محم الح لإلمام بدر الد مة ابــن الص ركشــي وكتابه النكت علي مقد الز •

ياض، ــلف، الر ركشــي (٧٤٥ه- ٧٩٤ ه)، ط مكتبة أضواء الس بن عبد اهللا بن بهادر الزراســة بعة األولي، الد ــعودية)، ثالثــة مجلدات، ١٤١٩ه- ١٩٩٨ م، الط الحجاز (الس

د بال فريج. كتور زين العابدين بن محم والفهارس إعداد الدــيخ محمــد بن صالــح العثيمين شــرح المنظومــة البيقونيــة فــي مصطلح الحديث للش •

(١٣٤٧ه/ ١٩٢٩ م- ١٤٢١ه/ ٢٠٠١ م)، ط دار العقيــدة، القاهــرة، مصــر، جــزء بعة األولي. واحد، ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، الط

حمن د بن عبد الر ين محم فتح المغيث بشرح ألفية الحديث لإلمام أبي الخير شمس الد •

ياض، الحجاز خاوي (٨٣١ ه/ ١٤٢٨ م- ٩٠٢ ه)، ط دار المنهاج، الر د الس بن محمبعة األولي، دراسة وتحقيق د. عبد الكريم عودية)، خمسة مجلدات، ١٤٢٦ه، الط (الس

د بن عبد اهللا بن فهيد آل فهيد. حمن الخضير و د. محم بن عبد اهللا بن عبد الراهــدي (معاصر)، لم ــيخ حافــظ ثناء اهللا الز ســول للش الفصــول يف مصطلح حديث الر •

أقابل نقلي بأصل مطبوع.

التثبت من ا2خبار٢٨٦

د ين بن محم د جمال الد قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث ألبي الفرج محم •

مشــقي (١٢٨٠ه/ ١٨٦٦ م- ١٣٣٢ه/ ١٩١٤ م)، ط دار إحياء ســعيد القاســمي الدالكتب العربية (عيســي البابي الحلبي وشــركاه)، القاهرة، مصر، ١٣٨٠ ه- ١٩٦١ م،

د بهجة البيطار. بعة الثانية، تحقيق وتعليق محم الطوايــة للخطيــب البغدادي أحمد بــن عبد المجيد بن علــي بن ثابت الكفايــة يف علــم الر •

(٣٩٢ ه/ ١٠٠٢ م- ٤٦٣ ه/ ١٠٧١ م)، ط دائــرة المعــارف العثمانيــة، حيــدر آبــاء الدكن، الهند، مجلد واحد.

ين الح ألبي عمــرو تقي الد مة ابــن الص معرفــة أنــواع علــوم الحديث المعــروف بمقد •

هرزوري (٥٧٧ ه- ٦٤٣ ه)، ط مكتبة ابن تيمية (الجامعة)، حمن الش عثمان بن عبد الرية بعة األولي، مجلدان، ١٤٢٩ه- ٢٠٠٨ م، قابله علي أصوله الخط الجيزة، مصر، الطق عليه أبو يعقوب نشــأت المصري، وبحاشيته التقييد واإليضاح لما أطلق وأغلق وعلــالح للحافظ ابن حجر الح للحافظ العراقــي والنكت علي ابن الص مــن كالم بــن الص

الح للحافظ مغلطاي بن قليج. العسقالني وإصالح ابن الصد بن عبــد اهللا الحاكم النيســابوري األزدي معرفــة علــوم الحديــث ألبي عبــد اهللا محم •

(٣٢١ ه- ٤٠٥ه/ ١٠١٤ م)، ط جمعيــة دائــرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، يد معظم كتور الس الهند، مجلد واحد، اعتني بنشــره وتحقيقه والتعليق عليه األستاذ الد

ة بنغالة. عبة العربية واإلسالمية بجامعة دك حسين رئيس الشكتور ــيخ الد مين والمتأخرين في تصحيح األحاديث وتعليلها للش الموازنــة بين المتقد •

حمــزة بن عبد اهللا بن أحمــد المليباري (١٩٥٢ م- معاصر)، ط دار ابن حزم، بيروت، بعة الثانية. ام (لبنان)، مجلد واحد، ١٤٢٢ ه- ٢٠٠١ م، الط الش

د بن أحمد بن يــن محم الموقظــة في علم مصطلح الحديث لإلمام الحافظ شــمس الد •

ــام (لبنان)، هبي (٦٧٣ه- ٧٤٨ه)، ط دار البشــائر اإلســالمية، بيروت، الش عثمان الذة. بعة الثانية، اعتني به عبد الفتاح أبو غد مجلد واحد، ١٤١٢ ه، الط

٢٨٧ والقضاء على الشائعات

ين أحمد النظر في توضيح نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر للحافظ شــهاب الد نزهة •

د بن حجر العســقالني (٧٧٣ه/ ١٣٧٢ م- ٨٥٢ه/ ١٤٤٨ م)، ط بــن علي بــن محمبعة األولي، د واحد، الط وفهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، الحجاز (السعودية)، مجل

حيلي. ١٤٢٢ه- ٢٠٠١ م، تحقيق وتعليق د. عبد اهللا بن ضيف اهللا الري المدني. المصطلح ليوسف الغز الفريدة يف نظم •

الح للحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقالني (٧٧٣ه/ مة ابن الص النكت علي مقد •

بعة ١٣٧٢ م- ٨٥٢ه/ ١٤٤٨ م)، ط مكتبــة ابن تيمية (الجامعــة)، الجيزة، مصر، الطــق عليه أبو ية وعل ــدان، ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م، قابلــه علــي أصولــه الخط األولــي، مجل

الح. يعقوب نشأت المصري، وهو حاشية علي معرفة أنواع علوم الحديث البن الصكتب أصول الفقه:

د بن ســالم ين علــي بن أبــي علي بــن محم اإلحــكام يف أصــول األحــكام لســيف الد •

ياض، الحجاز ميعي، الر اآلمدي (٥٥١ه/ ١١٥٦ م- ٦٣١ه/ ١٢٣٣ م)، ط دار الصمة ق عليه العال بعة األولي، عل ــدات، ١٤٢٤ه- ٢٠٠٣ م، الط ــعودية)، أربعة مجل (الس

اق عفيفي. ز يخ عبد الر الشد علــي بن أحمد بن ســعيد بــن حزم اإلحــكام يف أصــول األحــكام لإلمــام أبــي محم •

األندلســي القرطبــي الظاهــري (٣٨٤ ه/ ٩٩٤ م- ٤٥٦ ه/ ١٠٦٤ م)، ط دار اآلفاق قها ــام (لبنان)، ثمانية أجزاء، نسخة مقابلة علي النسخة التي حق الجديدة، بيروت، الش

كتور إحسان عباس. م له األستاذ الد د شاكر، قد األستاذ أحمد محمد بن صالــح العثيمين (١٣٤٧ه/ ١٩٢٩ م- ــيخ محم األصــول من علم األصول للش •

بــع والنشــر والتوزيع، اإلســكندرية، مصر، ١٤٢١ ه/ ٢٠٠١ م)، ط دار اإليمــان للطق عليه أبو إســحق أشــرف بن صالح العشــري ج أحادثه وعل قه وخر ــد واحد، حق مجل

لفي. الســد بن خلف بن د بن الحســين بن محم ة يف أصــول الفقــه للقاضي أبي يعلي محم العــد •

التثبت من ا2خبار٢٨٨

ــعودية)، خمســة أجزاء، ١٤١٠ ياض، الحجاز (الس اء (٣٨٠ ه- ٤٥٨ ه)، ط الر الفــركتور أحمد بن علي سير ه الد ج نص ق عليه وخر قه وعل بعة الثانية، حق ه- ١٩٩٠ م، الط

المباركي، وهي رسالة دكتوراة له منشورة.ــه ألبي بكر أحمد بن علــي بن ثابت الخطيب البغدادي (٣٩٢ ه- ٤٦٢ الفقيــه والمتفق •

ــعودية)، مجلدان، ١٤١٧ ه- ١٩٩٦ ياض، الحجاز (الس ه)، ط دار ابــن الجوزي، الرحمن أحمد بن يوسف العزازي. قه أبو عبد الر بعة األولي، حق م، الط

د الغزالي الطوســي (٤٥٠ ه/ ١٠٥٨ المســتصفي من علــم األصول ألبي حامد محم •

عودية)، ة، الحجاز (الس باعة، جد م- ٥٠٥ ه/ ١١١١ م)، ط شركة المدينة المنورة للطكتور حمزة بن زهير حافظ. أربعة مجلدات، دراسة وتحقيق الد

أخري:ابن تيمية واآلخر: موقف ابن تيمية النظري والعملي، العقدي واألخالقي من المخالفين •وسري (معاصر)، ــيخ عائض بن ســعد الودعاني الد وموقف المخالفين من اآلخر للشط مكتبــة اإلمــام البخــاري، اإلســماعيلية، مصر، مجلد واحــد، ١٤٢٨ ه- ٢٠٠٧ م، كتور نعمان كتور عائــض القرني والد د عمارة والد كتور محم بعــة الثانية، تقديم الد الط

ائي واألستاذ جمال سلطان. امر السد الغزالي الطوســي (٤٥٠ه - ٥٠٥ ه)، د بن محم ين ألبي حامد محم إحياء علوم الد •ــدات، ١٤٠٢ه- ١٩٨٢ م، وبذيله ــام (لبنان)، خمســة مجل دار المعرفة، بيروت، الشكتــاب المغني عن حمل األســفار في األســفار فــي تخريج ما في اإلحيــاء من األخبار حيم بن الحسين العراقي. و ط دار إحياء الكتب ين أبي الفضل عبد الر للحافظ زين الد

العربية، القاهرة، مصر، أربعة مجلدات.د بن أبي بكر ين أبي عبد اهللا محم عين عن رب العالمين لإلمام شــمس الد أعالم الموق •بن أيوب بن ســعد المعروف بابن قيــم الجوزية (٦٩١ ه/ ١٢٩٢ م- ٧٥١ه/ ١٣٤٩ ــام (لبنان)، أربعة مجلدات، ١٤١٧ه- ١٩٩٦ م)، ط دار الكتب العلمية، بيروت، الش

٢٨٩ والقضاء على الشائعات

الم إبراهيم. د عبد الس ج آياته محم م، رتبه وضبطه وخرد بن جعفر بن حيان األنصاري المعروف د عبد اهللا بن محم أمثــال الحديث ألبي محم •لفية، بومباي، ار الس بأبي الشيخ األصبهاني (٢٧٤ه/ ٨٨٧ م- ٣٦٩ه/ ٩٧٩ م)، ط الدكتور عبد العلي عبد بعة الثانية، تحقيق الد الهند، مجلد واحد، ١٤٠٨ه- ١٩٨٧ م، الط

الحميد حامد.يخ لل والتضليل والمجازفة للش نة من الز األنوار الكاشــفة لما يف كتاب أضواء علي الس •ــلفية مــي اليمانــي (١٣١٣ه)، ط المطبعة الس حمــن بن يحيي بــن علي المعل عبــد الر

ام (لبنان)، مجلد واحد، ١٤٠٦ه- ١٩٨٦ه. ومكتبتها- عالم الكتب، بيروت، الشد بــن عبد البر النمري جامــع بيان العلم وفضله ألبي عمر يوســف بن عبد اهللا بن محم •

ــعودية)، مجلدان، األندلســي (٣٦٨ ه- ٤٦٣ ه)، ط دار ابــن الجوزي، الحجاز (السهيري. بعة األولي، تحقيق أبي األشبال الز ١٤١٤ ه- ١٩٩٤ م، الط

افعي (١٥٠ه- ٢٠٤ ه)، ط د بن إدريس بن العباس بن عثمان الش سالة لإلمام محم الر •بعة األولي، تحقيق دار العقيدة، القاهرة، مصر، مجلد واحد، ١٤٣٠ ه- ٢٠٠٩ م، الط

د شاكر. أحمد محمافعي (٣٧٦ ســالة القشــيرية لإلمام أبي القاســم عبد الكريم بن هوازن القشيري الش الر •ــد واحد، ١٤٠٩ ــعب، القاهــرة، مصر، مجل ســة دار الش ه - ٤٦٥ ه)، ط مطابــع مؤس

ريف. كتور محمود بن الش ه- ١٩٨٩ م، تحقيق اإلمام عبد الحليم محمود والدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية مجموع الفتاوي لشــيخ اإلســالم تقي الد •رة، ريف، المدينة المنو ع الملك فهد لطباعة المصحف الش (٦٦١ه- ٧٢٨ ه)، ط مجمحمن بن دا، ١٤١٦ه- ١٩٩٥ م، جمع وترتيب عبد الر ــعودية)، ٣٧ مجل الحجاز (الس

د. د بن قاسم وساعده ابنه محم محمد بن أحمد بن منصور ين أبي الفتح محم المســتطرف يف كل فن مستظرف لشــهاب الد •بن أحمد بن عيسي األشبيهي (٧٩٠ ه- ٨٥٢ ه)، ط دار ابن الجوزي، القاهرة، مصر،

التثبت من ا2خبار٢٩٠

بعة األولي. مجلد واحد، ٢٠١٠ م، الطدروس وخطب:

ــيخ صالــح آل طالب بعنوان»من حســن إســالم المرء» لــم تقع لي غة للش خطبــة مفر •

مسموعة.ــائعات» بتاريخ ــد األحمــد بعنوان»خطــر الش ــيخ ناصــر بــن محم غــة للش خطبــة مفر •

سمي، واإلمتداد: يخ الر ١٤٢٦/٢/٨ ه من علي موقع الش http//:alahmad.com/node409/

بت. يخ خالد بن عثمان الس ر من سلسلة أعمال القلوب للش غ بعنوان التفك درس مفر •

ــيخ الحوينــي المســموع علــي كتــاب مختصــر علــوم الحديث البــن كثير شــرح الش •

[المحاضرة األولي] من سماعاتي.يخ حاتم بن عارف العوني نة ومناهج مصنفيها»للش غة بعنوان»مصادر الس محاضرة مفر •

ريط الثاني، لم تقع لي مسموعة. ريف (١٣٨٥ ه- معاصر)، الش الشيخ مصطفي العدوي بعنوان»النجاة من الفتن»من سماعاتي. محاضرة للش •

ت ومدونات إلكترونية: مقالت ومجالنة «فرصة • مقال قصير: «اإلشاعة.. أسبابها، كيفية انتشارها، وطرق مواجهتها» علي مدو

باقية»، واالمتداد: www.phorsa.com\05\2011\اإلشاعة-أسباهبا-كيفية-انتشارها-وطرقد من مدونته ر اإلســالمي يحيي محم واية بالمعني»للمفك ــني والر • مقال «الحديث الس

ين»، واالمتداد: «فهم الد http//:www.fahmaldin.com/index.php?id371

ــة» بجريدة األهرام ــائعات ســرطان يف قلب األم • مقــال أ. نــادر أبو الفتوح بعنوان «الشقمية بتاريخ ٢٦ مارس ٢٠١٠، واالمتداد: الر

٢٩١ والقضاء على الشائعات

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx? Serial=110984

&eid=3498

ــة النذيــر (العدد ٣٠/ ٤ ذي القعــدة ١٣٥٧ هـ)، لم أقف علي المقــال نظرا لقدم • مجلعدد المجلة.

تم بحمد اهللا

٢٩٣ والقضاء على الشائعات

Aصفحةالموضوع

٥إعتراف بالفضل والجميل ألهل الفضل الجميل ......................

كتور سعيد عبد العظيم ..................................... مة الد ٩مقد

كتور أحمد فريد ........................................... مة الد ١٢مقد

نوسي ....................................... مة الدكتور أنور الس ١٤ مقد

ــيخ حسين أبو بكر .................................. مة فضيلة الش ١٦مقد

يخ شحاتة صقر ........................................... مة الش ١٨مقد

مة الدكتور أمين ماهر ............................................ ٢٠مقد

مـــة الكتـــاب ومنهجه العلمي ................................... ٢٤مقد

دق حياة األخبار وآفتها الكذب .................................. ٥٧الص

دق واجب شرعي ............................................... ٥٨الص

................................................. oم شرع ٦٥الكذب محر

٧٢باب يف األخبـــار .....................................................

٧٥فصل يف الخبر ومعناه ................................................

٧٩فصل يف أنواع الخبر .................................................

غويين ..................................... ٧٩أنواع الخبر يف اصطالح الل

دق والكذب ............................... ٨٤أنواع الخبر من حيث الص

٩٤فصل يف شروط قبول األخبار ........................................

٩٤علم مصطلح الحديث: نشأته والغاية منه .............................

التثبت من ا2خبار٢٩٤

٩٨الفرق بين الحديث والخبر واألثر ....................................

١٠١شروط قبول الحديث والخبر للعمل به ...............................

ــائعـات ................................................. ١١٠بــاب يف الش

ائعات ومعناها .......................................... ١١١فصل يف الش

ائعات ...................................... ١١٧فصل يف كيفية انتشار الش

ائعات ............................................. ١١٨مراحل انتشار الش

ائعات ....................................... ي األخبار والش ١٢١أنواع تلق

ائعات ............................................. ١٢٤وسائل انتشار الش

ائعات ............................. ١٣١العوامل المساعدة علي انتشار الش

ائعات وعملها ..................................... ١٤٠ فصل يف خطر الش

ائعات ................... ق من األخبار والقضاء علي الش ١٥٢باب يف التحق

١٥٤فصل يف ناقل الخبر وشروطه ........................................

١٧٧فصل يف دقائق الخبر وصيغته ........................................

دها ............................................. ياغة وتعد ١٨٨توحيد الص

١٩٦فصل يف كيفية الترجيح بين األخبار ...................................

ائعات ................. ٢١٥فصل يف العوامل المعينة علي القضاء علي الش

٢٢٣ مراتب اإلدراك ......................................................

............................................................. ٢٦٧الخاتمة

........................................................... ٢٦٩المراجـــع

........................................................ التفسير ٢٦٩كتب

ريفة ........................................... ة الش نة النبوي ٢٦٩كتب الس

٢٧٤كتب التحقيق والتخريج والفهرسة ...................................

٢٩٥ والقضاء على الشائعات

نة ................................................... ٢٧٦ كتب شروح الس

غـــة واألدب والبالغة ................................ ٢٧٧المعــــاجم و الل

جال .............................. ير والتراجم والر ٢٧٩كتب التاريخ والس

قائق ..................................... ٢٨٢كتب اآلداب واألخالق والر

٢٨٣كتب مصطلح الحديث وعلومه ......................................

٢٨٧كتب أصول الفقه ....................................................

٢٩٠دروس وخطب ......................................................

نات إلكترونية ............................... ت ومدو ٢٩٠مقالت ومجال

.............................................................. ٢٩٣فهرس

* * *