يمــــالجح ةـــمملكرـالمعاص ربيـالع عرــالش يــف ةـــدراس

ـــــنموذج ايةــالحك ) ( ا

-2-

:unecriv@net.sy E-mail: االلكتروني البريد aru@net.sy

اإلنترنت شبكة على العرب الكتاب اتحاد موقعhttp://www.awu-dam.o rg

كلش للفنان: تميم الغالف تصميم

-3-

مـحــــفــــوظـة كافة الحقوق الـكـتـاب التـحــاد

الــعـرب

رضوان محمد

يمــــالجح ةـــمملك ربيـالع عرــالش يــف ةـــدراس

رـالمعاصـــــنموذج ايةــالحك ) ( ا

-4-

العرب الكتاب اتحاد منشورات من2001- دمشق

-5-

-6-

توطئةالشعر حكاية

من وصلنا ما أقدم من القيس- وهي امرؤ أشعار رسخت فقد التعبير، لنا جاز إذا األولى، العربية القصيدة الشعر- بنية

الصفة. اكتمال من القصيدة إليه انتهت لما متبلورة صورة كانت وخضعت أزمنة، استغرقت سابقة، كثيرة محاوالت أن يؤكد وهذا

في األول الشعري الشكل إلى وصلت حتى متشابكة، لمؤثراتالتطوري. سياقها ما فترة سوى يغطي ))الجاهلي(( ال التراث من وصلنا ما إن

الميالدي. السابع القرن مطلع حتى الخامس القرن منتصف بين والوثائق اليونانية، والكتابات األثرية االكتشافات أكدت فقد

في مبكرة وحضارات وإمارات ممالك ثمة كانت أنه القديمة، وإن التاريخية- حتى الحقيقة وهذه وعرضها، العربية البالد طول

تفسير عن عزلها يمكن األسطورة- ال على بعضها أسست والطقوس والشعر، اللغة، كظواهر العربية، الحياة ظواهر

المدهش، الجميل، - والشعر1األولى صورها في االجتماعية الحياة مستوى على الضوء ))الجاهلية(( يلقي في قرأناه الذي

بعد الشعر، ذلك بها صيغ التي العربية اللغة ومكانة االجتماعية، جديدة آفاق إلى بعد االنطالق- فيما ثم والتفاعل، بالتبلور أخذ أن

خالد ككيان توجها الذي العظيم، القرآن في ذروتها وصلتاألزمنة. كل على يتعالى العربية القصيدة في المتحقق الشعري الشكل ذلك إذا

يكن ))الجاهلية(( لم أو تلقائيا اإلنسانية اإلرادة خارج جاهزا ألوان لمختلف متواصلة سلسلة من حلقة كان بل العربية، العربي لإلنسان االجتماعية التجربة داخل اللغوي، والنمو الصراع ولغة الشاعر موهبة بين التوازن من شكل خلق عبر القديم،

وانفعاالت. وقد وطقوس وقيم أفكار من تحمله بما المجتمع الدقيقة والوصفية التعبيرية صوره في التوازن، هذا تحقق

سمي الذي العربي، للمجتمع هذا تحقق بـ: الجاهلي؛ خطأ النابغة القيس، امرئ جانب - إلى2كثيرين شعراء لدى التوازن

عنترة مثل الفرسان والشعراء طرفة- األعشى- زهير، وتأبط الشنفرى، الورد، بن عروة مثل الصعاليك والشعراء

شرا... الخ.

-7-

نواة خلقوا للمعارك، ووصفهم للبطولة تمجيدهم وفيبعد. فيما االكتمال لها يتح لم ملحمية، ألصداء

مع بالشعر االحتفاء يخفت لم لو هذا يحدث أن يمكن كان أدانت جديدة وكونية اجتماعية بمعطيات اإلسالم ظهور

وأحكامه، القرآن بأفكار انبهارها عبر عليها ))الجاهلية(( وحملتوأعجزته. العربي العقل بهرت التي

الشعر أفقد ما، إهمال ما، وانفصال تحول حدث ذلك عند األطالل على فاستكان به، االهتمام فقد ألنه وتطوره، امتداده

شكله حدود في يستخدمه أن إال اإلسالمي الشاعر أمام يعد ولم ألغراض منها قليل وفي وعظية، دينية ألغراض عليه، المتعارف

والرثاء. المدح توالت، التي العصور طوال مغلقة التطور احتماالت وظلت

مغاير بعالم االحتكاك بفعل األندلس، في منه برز ما باستثناءالثقافات. متعددة أخرى حضارية آفاق واكتشاف الشعراء من عدد األندلسيين قبل برز فقد ذلك إلى إضافة

طريق على هامة كعالمات اإلسالمي، العربي االزدهار عصور في من واالنفالت التجديد لهم يتح لم المضمون- وإن في التجديد عمق ربيعة(( الذي أبي بن ))عمر مثل القديم، الشكل سيطرة والذي سابقة ضئيلة جذور لها كظاهرة الشعري والقص الحوار

خمرياته. وابن النواس(( في ))أبو الفنية. كذلك بشخصيته تفرد والفلسفية، الكونية تأمالته في والمعري مزاجه، في الرومي

يسبق لم تجديدي، نحو على الشعرية الصورة خلق في والمتنبي أنفاسهم أضافوا ممن كثيرون وغيرهم الشعر، في برز أن له

غبار وسط فبرز العربي، الشعر إلى الخاصة الوجدانية وتأمالتهم الزمني المدى على المقلدين الشعراء من مئات خيولهم

الطويل. الشعري اإلحياء حركة برزت قرونا، دام سبات بعد ثم

الطويل القهر مقبرة من العربي المجتمع بعث لحركة كاستجابة عزل الذي العثماني، الظلمات عصر من الخروج - ومحاولة3

الحياة. نور عن عليها وما األرض الروح إلى طريقهم المصلحون والقادة الفكر رواد وجد وكما

المتخلفة.. والقيم المزيف، التاريخ ركام تحت المتدثرة العربية في العربي الشعر إحياء إلى طريقهم الشعراء أولئك وجد

القصيدة نضارة استعادة القديمة- األولى- قلبا بانتمائها وقالبا المأثورة.. حكمها وإلى الهاربة، والظباء واإلبل األطالل، إلى

معان. من هنالك ما آخر وإلى حماسها، بكل استقبلتهم التي األدبية الفترة أن إال شاعرا

كانت آخر، بعد بأن يوحي وذكي، جريء إلحساس مخاضا وعنترة، والمتنبي القيس امرئ ومحاكاة الشكلي االستقرار القصيدة، الرضي.. في والشريف يتالءم يعد لم ومضمونا، شكال

العتيق الظاهري االستقرار إطار كسر الذي العصر، وروح مكتشفات إلى طامحة ونظمها، ومفرداتها بأفكارها للقصيدة

-8-

قادمة حديثة حضارية ومعالم آفاق ظل في نوعية نقلة أو جديدة،المنطقة. إلى

الطبقة مثقفي من قلة لدى يتبلور بدأ اإلحساس هذا إن وممن العالمية، والفنون باآلداب صالتهم عمقوا ممن الوسطى،

المحيط الواقع قلق شفيف وإحساس شديد بعنف عليهم انعكسومآسيه. تناقضاته بكل بهم،

))الديوان((- أصحاب برز القلقة، التراكمية الظالل هذه عبر وحارة جادة دعوة - حاملين5أبولو- وشعراء المهجر، - وأدباء4

التقليدية القصيدة حدود تتخطى نوعية شعرية قفزة إلى ذاته عن مطلقة بحرية يعبر أن للشاعر يتاح حيث إلى الشائعة،

االجتماعي. إطاره داخل الفردي وكيانه أول عن التعبير- عبرت صح المدرسة- إن هذه أو االتجاه هذا

الحركات هذه نجحت العربي. وقد شعرنا في التقليد على ثورة درجة إلى والذم والطعن االستغراب صعوبات وسط بالفعل، بالتدريج استطاعت أنها التراث. غير على والتآمر بالخيانة االتهام الثوري الرومانسي االتجاه وخلق التقليد على التمرد ترسيخ

من الشاعر فيه تحرر الذي االتجاه العربية. ذلك للقصيدة المعجمية واللغة الصارمة، العمودية ومن االتباعية األغراض

الذهنية المحفوظة. والصور اختيار إلى التقريرية.. جانحا الذاتية حياته من موضوعاته البحور، من المجزوء مستخدما

القوافي، والمقاطع،.. يغير الجرس ذات الحية، بمفرداته مكونا تتخطى جديدة، كوحدة المتماسكة الوجدانية صورة الغنائي،

بعد. فيما بأكملها القصيدة وحدة إلى أو المقطع، إلى البيت الرومانسية القصيدة تدرجت وهكذا عن التعبير في فنيا

بالواقع، وإحساسه الشاعر بذات ارتبطت التي الفكرية أبعادها من والتخفف البحث في الروحي استقراره وعدم وعذاباته مضامين لمتطلبات تلبية للقصيدة، القديم الشكل ظواهرجديدة. ينمو الشعري وبالعمل بالفن الوعي كان نفسه الوقت في االحتكاك عبر خالق، إنساني كإبداع المحلية، الحدود خارج ويتأكد

فيها برزت ظروف ظل والتفاعل.. في والترجمة، واالطالع القصيدة فيها كانت وقومية، ووطنية إنسانية موضوعات مستنفذة الحماسية، طاقتها تفقد الكالسيكية، وبقايا الرومانسية

اللفظية. الخطابية قدرتها بمغادرة توحي أخرى تجديد حركة أمام مهد ذلك كل

نفسها بمفرداتها عنها مستعيضة الفراهيدي، بحور القصيدة إلى المصطنعة، القوافي وراءها المتنوعة(. مخلفة )التفعيالت

حركته في للواقع، جديدة رؤية عبر المتنوعة التلقائية، القافية بالمنظار وال الثابت، الذهني بالمنظار وتطوره- ليس وامتداده تتقصى متطورة، واعية برؤية المنكفئ- وإنما الهارب العاطفي داللتها تكتسب حيث الفن- إلى وتكثفها- بقدرة الواقع جزئياتالفاعلة. اإليجابية

-9-

الحداثة لحركة أسس الجديد- الذي االتجاه هذا استند الواقع، ألبعاد الكاشفة الحية الرؤية بعد- على فيما المعاصرة بمختلف وصراعاته النامية، ولظواهره الجوهرية، وعناصره

يتطرق لم جديدة شعرية وأغراض موضوعات أشكالها. فنشأت -بكل والقصة، والمسرحية، قبل، من العربي الشعر يلجها أو لها

جانب إلى الذاتية، والسير الفنية- واألساطير أبعادها التوغل إلى باإلضافة اليومية، بتفاصيلها االجتماعية الموضوعات

وغيرها. والطبقية.. وغيرها والقومية الوطنية القضايا في استجابة هو حقيقته في القصيدة شكل تحديث كان لقد بين التالؤم فيه يتحقق فني بناء عبر وتدفقه، الواقع لحركة العمل مضمون تشكل التي الجديدة والرؤية الجديد الشكلالفني. استمرت بل الحد، هذا عند تتوقف لم التجديد حركة أن إال

سيزدحم لمستقبل مؤسسة تجربتها، وتعميق وجودها تحقيق في واألسلوب والشكل البنية حول واالختالل التعبير وحرية بالتجارب

التجربة حققته مما ذلك واإليقاع. وغير والموسيقى واللغةتعثر..!. أو تطور من إليه وصلت وما الجديدة الشعرية

وعاصفة حينا، هادئة تتصاعد، تزال ال النقدية والمعارك أحيانا أو المدرسة هذه ذاك أو الجيل ذاك. هذا أو الشكل هذا أبناء بين

بطريقة وأسانيده حججه يقدم االتجاهات هذه من تلك. وكل على يدل إنما شيء على هذا دل واتجاهه. وإن رأيه فيها يدعم

اآلن. وحتى اإلحياء حركة منذ وثرائها الشعرية التجربة خصوبة وال فيها للنقاش مجال ال والتي الثابتة الموضوعية الحقيقة لكن

الحركة أن هي بصحتها التشكيك أو حولها، االختالف يمكن التاريخي التطور مسار عبر تاريخية ضرورة الجديدة الشعرية

بكل الشعرية التجربة مقدمتها وفي خاص، بشكل والفني العام،الخالقة. اإلبداعي، تجلياتها التعثرات كل رغم خطت، قد الجديدة الشعرية إن

))القصيدة(( نحو هامة خطوات العربي، الشعر في واإلشكاالت الواحد البيت شعر القرن، هذا أربعينات إلى الشعر، كان أن بعد

أبيات مجموعة من تتكون التي القصيدة داخل المستقل، التجزيئي، الشكل هذا إن اآلخر، عن منها كل يستقل مبعثرة، زمن في نشأ قد الواحد، البيت ذات القصيدة بناء في المفكك ذلك وكان والالكتابة الشفوي الحفظ تعبيرا عن مشروعا، خفيا

وقد الفن، هذا فيها نشأ التي االجتماعية والظروف البيئة حالة الخارجي إيقاعها القصائد، تلك حفظ في السامع يساعد كان

الشعر في التجديد حركات جاءت لذا المستقل، والبيت العالي واجتماعية سياسية ظروف من نابعة تاريخية ظاهرة العربي، العربي اإلنسان وجدان في ملموس تحول عن عبرت وثقافية،

إلى البيت من الخروج- ليس حلم صياغة وعن المعاصر، أعتاب على والمراوحة والجهل التخلف عصر من القصيدة- بل

أن بعد خاصة مشرقة، مستقبلية رؤية الحياة.. إلى إلى الماضي، تحررها في هامة إنجازات العربية، الوطني التحرر حركة حققت

-10-

لتبدأ الثانية، الكونية الحرب بعد القديم؛ االستعمار أشكال من االستقالل بعد والمهام المراحل وأعقد أصعب من جديدة مرحلة

نوع من معاناة فجرتا أساسيتين قضيتين في الوطني. تتلخص آخر وقلقا وهما: الجديدة القصيدة عن البحث في مسوغا

منذ العربي الوطن أصابت التي والتخلف، التجزئة -قضيةاآلن. حتى الميالدي عشر الخامس القرن مطلع

انسحابه القديم االستعمار بها توج التي فلسطين -قضية بالدنا. لتظل من العسكري ينز جرحا حلمنا نهارات في أسود دما

أن من أجدر كانت التي والروحية المادية طاقاتنا ويبتز العربي، والحضاري، العلمي والتقدم والتنمية التطور سبيل في توظف

يكون يكاد الذي الحلم تحقيق أجل من الدولة اآلن: بناء مستحيال واإلنسان الحضارة صنع في القوية- المشاركة الواحدة العربية

زمن. منذ كانت كما واجتماعية، سياسية إرهاصات المعاناة تلك فجرت ومثلما

فجرت العربي، المجتمع في جديدة وفنية ثقافية إرهاصات أيضا وكسرت المألوف، على تمردت شعرية وبنى أشكال عنها نتجت

قرونا. وأطلقت العربي الشعر أسر الذي الحديدي القفص عوالم ترتاد جديدة فضاءات في لتحلق أسارها من القصيدة

ولتخلق العصور عبر العربية الشعرية التجربة في مجهولة كانت فجرت جديدة، إشكاليات نفسه، الوقت في صراعا بين إيجابيا

المستقبل- في أخرى اتجاهات منهما رئيسين- سيتفرع اتجاهينالفنية. القصيدة لبنية ذاك، أو التيار هذا رؤية حول

الفكرية النقدية، المعارك تلك فإن أمر، من يكن ومهما شاعر أي عن الفنية أهميتهم تقل ال شعراء لنا قدمت والفنية، الشعر قيمة من االنتقاص دون اآلفاق، شهرته جابت عالمي،

الجانب في وعظمتهم والمحدثين األقدمين العرب والشعراءالعربية. للقصيدة المعاصر التقليدي تخفت مستمرة، تزال ال المعركة أن غير كلما تتجدد ثم حينا

والفلسفية العلمية تدعي حيثيات بالجرة(( وظهرت الكوز ))دق الحركة واقع أن ترى العربي، المجتمع تحليلها في أحيانا،

الواقع مع نقيض على الشعرية- هو والحداثة الشعرية،ر الفني اإلبداع المتخلف. وإن ال التقليدية التغيير أشكال وتغي

يلحظوا لم هؤالء وكأن الحياة، في حقيقي تحول من إال يأتيان العربي- المجتمع على طرأ الكبير. الذي الشامل التغيير ذلك والبياتي، السياب وحتى الفراهيدي منذ أدونيس، إلى وصوال

ودرويش. العرب/ المبدعين على لكان صدقت، لو األفكار هذه مثل إن

الحديدي، القفص ذلك تحطيم يؤجلوا خاصة/ أن الشعراء المتخلف الواقع تغيير يتم حتى التقليدية، التعبير وأشكال تغييرا الحداثة. نحو المتطورة التعبير أشكال استيعاب على قادرا عن يعبرون القاصرة الرؤية هذه أصحاب أن اعتقادي وفي العربي اإلنسان على يستحيل لجهلهم: أنه مفرطة، سذاجة

-11-

نحو االنطالق ثم الثابتة، وقوالبه الماضي قيود كسر دون التطور بناء في جديدة، جديدة. ومشاركة ومعطيات جديدة، آفاق متقدم

والديمقراطية التعبير حرية تسوده مدني لمجتمع ومتطوروالقانون.

متساو وبشكل واحدة دفعة يأتي ال العربي المجتمع تطور إن أمر وهذا بينها، تفاوت هناك سيظل بل الحياة، مجاالت كل في

الواحد. المجتمع داخل الالمتساوي التطور قانون خالل من يتضح بين انفصام حدوث إلى فيؤدي شديدا، التفاوت هذا يكون وقد

الشعر. عن الجمهور عزلة وبالتالي والجمهور، الشاعر الجديدة لألفكار حدث كما مؤقت، بشكل يحدث قد ذلك لكن

ان المبتكرة والطروحات شتى في العربية النهضة عصر بداية إبوالفلسفة. الفكر مجاالت والدعوة الجامدة، وقوالبه بالماضي الواعي غير التمسك إن

التضليل هو واالبتكار، اإلبداع مواجهة في تكريسه إلى المستمرة في الثقافية السلفية ترتكبه الذي التجهيل بعينه. واستمرار اآلثم بعصره المحكوم اإلنسان هذا يستطيع ال العربي. إذ اإلنسان حق ويتخفف القيد، يكسر لم ما الجديدة الحياة شروط يستوعب أن

رحاب في يسير وتجعله تطوره تعيق قوالب من تحجر مما رياح وجه في مغلقة نوافذه والقلب. يرى العقل محاصر العصر

شعرية. مقطوعة كتابة يحاول وهو حتى جديدة وتيارات

الهوامش الخلق وملحمة )اإلسالم كتابه الربيعو(( في علي ))تركي الباحث -يشير1

وعالقتها العربية اللغة في المعنى داللة أهمية إلى واألسطورة(، دراسات تشير يقول: ))... كذلك إذ الواقع مع التعامل في المدهشة

تقدمة كان أنه على الجاهلية في )وأد( البنات إلى أخرى إلله وقربانا في وذلك الصحراء رمال في تداس الموؤودة كانت ))ود(( حيث القمر يأتي سوف القمر أن الجاهليين اعتقاد إليه. المقربة الضحية فيتقبل ليال ))ود(( أن اللغة. إذ على دراسات تقديم من تنطلق الدراسات وهذه عينه الجذر من مشتقان التضحية عملية هو الذي والوأد القمر، هو الذي

على هنا تطلق الكلمة أن هذا وأد/ ويعني /ود، ملتصقين جذرين من أو من اشتق قد المعبود، إلى به نتقرب الذي الفعل /ود/ وأن المعبود

ومن الرمل في الطفلة دس على /وأد/ للداللة الفعل لنا اسمه. فكانوالمعبود. به المضحى العبد بين المودة تنشأ ذلك بعد

إال تفهم، ال ثالث كلمات المعبود مع قربى أي مودة، وأد- ثم ثم إن-ود،.11تعبدية(( ص وحدة داخل أخذت إذ

محمد الشاعر لها وقدم العربي- اختارها الشعر من -الجمهرة- مختارات2/.1985/ دمشق الثقافة األول- وزارة الجواهري- الجزء مهدي

/ رائد1904-1838/ البارودي سامي محمود بـ اإلحياء حركة - تمثلت3 مجددا فتحت شعرية كعبقريات وغيرهما وحافظ شوقي لظهور وممهداواألسلوب. الشكل في العربي للشعر بعد فيما جديدة آفاق

محمود عباس أصدره الذي النقدي الكتاب إلى )الديوان( نسبة - جماعة4 الشاعر إليهما /- ويضاف1921/ عام المازني القادر العقاد- و- عبد

أخرى جماعة إرهاصات أولى الجماعة هذه شكري- كانت الرحمن عبد"أبولو". جماعة التجديد. هي إلى تطمح

-12-

اختياره بعد البارزين: شوقي/ مات أعضائها /- من1932أبولو- / - جمعية5 طه- محمود ناجي- علي مطران- إبراهيم أيام/ -خليل بأربعة لها رئيسا االتجاهات مختلف الجمعية شادي- وضمت أبو زكي رامي- أحمد أحمد

مبادئها: أهم والمذاهب. ومن األدبية والتياراتالشعر. عالم في الفنية النهضات -مناصرة1 الشعراء مستوى -ترقية2 أدبيا عن والدفاع وماديا، واجتماعيا

كرامتهم. قبش- الحديث- أحمد العربي الشعر ))تاريخ كتاب يراجع للتوسع

/.246-233/ ص/1971/ النوري- دمشق مؤسسة

أو المقدمة في الكتاب- سواء متن في الشعراء أسماء ورود : إنتنويه أو فنية اعتبارات ألي يخضع معنا-.. ال سيمر كما الترتيب أو الدراسة

ترتيب حيث من أو األسماء ذكر حيث من اإلطالق، على غيرهاالدراسات.

-13-

الشعرية الحكاية

المفهوم: آ-فيللتنوع- قابل -مفتتح

الشعر في الجديدة األشكال عن البحث مسألة ستبقىتفاصيلها. بكل الشعراء تقلق التي المؤرقة المسائل من العربي أدواته أمام اللقب/ يقف هذا يستحق /الذي الشاعر إن

الخلق عملية ليحقق- عبر والمتعددة المعقدة الفني- شكال يالئم شعريا الفكر مجال في أكبره، الجهد من تجربته.. باذال مألوف عالم والالوعي.. في الوعي عالم في والعاطفة،وخلق. وصراع معاناة عملية المحصلة في إنها ومتخيل...،

خاصة// تبقى الشعر //في التجديد مسألة أن شك وال األشكال أصبحت أن بعد الشاعر، لدى األساسي الهاجس المركبة العصر تجارب استيعاب عن عاجزة التقليدية الشعرية

االلكترونيات عالم في المخيف التكنولوجي والتطور والمعقدة، االتصال ووسائل المدمرة واألسلحة والفضاء والمعلوماتية

البشرية. المخيلة فاقت التي السريعة الشخصية تكوين في ساهمت الجديدة العوالم هذه كل

حالة إلى حالة من بها واالنتقال والمجتمع، الفرد لدى اإلنسانية، ثابتة، وغير معقدة تناقضية ظروف عبر وسريع، هش بشكلأخرى. معوال عن البحث باتجاه قلق.. تدفعها حالة في تجعلها ليست جديدة وأشكال بنى عن البحث مسألة فإن لذا

ضرورية بل فقط، مشروعة الضرورة، حدود أقصى إلى أيضا أو اعتباطية، رغبة وفق تتحقق البحث عملية أن يعني ال وهذا الفن. على قسري بشكل لشاعرا يفرضه ميكانيكي تشكيل وفق

يتحدد فالشكل تماما، العكس على بل جدلية قوانين وفق أساسا تنطلق معينة، أبعادها بكل للشاعر الفردية التجربة من أوال

والثقافية، الحياتية المؤثرات وبمجمل العصر بمعطيات مرورااألخرى. الحضارية

ذات عبر شيء كل قبل تمر الفني الخلق عملية أن إال -14-

خالل من متميزة.. ومكتسبة فردية خصائص حاملة الشاعر، مطلق- بشكل تلقائية ليست فهي لذا لديها، المكدسة التجربة

ليست أنها كما الرومانسيين، بعض يرى كما للحظة انعكاسا الخارجي، العالم تعكس بليدة مرآة الشاعر من جامدة.. تجعل

السطحية القشرة سوى ترى ال وبالتالي ليست هي له.. أيضا الهلوسات من أطر ضمن صوفية، أو ميتافيزيقية عملية

تلتقي بؤرة هي بل السحرية..، السرية. الشعوذات واألحاجي بالذاتي.. والخاص بالالوعي.. والموضوعي الوعي عناصر فيها

النهاية في لتحقق بالعام، عمال إبداعيا ينسخ لم تماما، جديدا مبتكرة وإضافة له، جديدة خلق عملية إنه عنه، ينقل ولم الواقع

إال ينطبق ال واإلنساني. وهذا الفني التراث إلى تضاف ةقخالالعظيم. الشعر على

المعقدة التطور لحركة واستجابة المفاهيم هذه من انطالقا عن النظر واالقتصادي- بغض والسياسي االجتماعي الواقع في

وجزر- شهدت مد بين به األخرى والمفارقات التطور هذا ماهية غنى العربي أدبنا في الحديثة القصيدة من تشهده لم وتنوعا

التي الطفيليات تلك عليها تؤثر أو أصالتها تفقد أن دون قبل، سلبية، آثار من أحدثته ما رغم تالشت، أطرافها.. ثم على نمت القصيدة لشكل الشعرية الحداثة معنى واستيعاب فهم في

المضمونية. الفكرية وآفاقها الفنية وبنيتها في برزت التي الجديدة األشكال من هي الشعرية والحكاية

الفنية، شروطها مستكملة والمعاصر، الحديث العربي الشعر الشعر حركة تطور مجرى في هامة قفزة تقدم أن واستطاعت

الحديثة القصيدة العربي. وأغنت بحيث وتعبيرية، فنية أبعادا وأضافت المألوف اخترقت جديدة تطورية مرحلة في جعلتها كشفا فنيا المعاصرة. للقصيدة جديدا

الذاتية في السقوط من القصيدة تجنب الشعرية فالحكاية وتكسبها المطلقة، والغنائية المنغلقة، يتيح موضوعيا، بعدا

/الحياتية/ بشكل والعاطفية الفكرية قيمه عن التعبير للشاعر موح، العمومية في االنزالق تجنبها كما التقريرية، عن بعيدا

تجربة على تتسلقال إنها الميتافيزيقي؛ والتجريد– والغموض تستخدمها بل القاص، فالعنصر للشعر، الفنية للمتطلبات وفقا

يمتلك القصصي- الحكائي- ال كفعل ينمو مستقال.. بل وجودا لتصبح للقصيدة، الفني التكوين ضمن داخلي.. يتدفق شعري الحكاية عنصرا فصله يمكن ال بحيث المكونة، عناصرها من هاما

الشعري. الكيان مجموع عن القصة. فن على تتطفل أن لها يجوز ال الشعرية فالحكاية لذا

والقصة الشعر تسقط سوف كهذه محاولة أية وأن كفن.. معا ينبغي الذي هو هنا الشعر ألن ذلك الهراء؛ من نوع إلى لتتحول

المتنوعة المقطعية األشكال الفكرة.. عبر القصة.. أو يخلق أن يكتسب والصور.. الخ. وهكذا الشعرية.. واإليقاع للموسيقى

في الشعري التشكل من قيمته للحكاية السردي العنصرالمعاصرة. الحداثة بمعنى الحديثة، القصيدة

-15-

/الحكاية/، القصيدة إلى الشعر يلجأ حيث الحالة، هذه وفي مفيدة تكون قد الزائدة- التي التفصيالت كافة إهمال ينبغي عنصر على النثرية- والتشديد للقصة الفني البناء في وهامة على يعتمد القصيدة. فالشعر تكوين في كأساس القصة

للحكاية، المتعددة العناصر مالحقة على وليس التكثيف، عليها تحرص التي التفاصيل على تحرص ال الشعرية فالحكاية

أو المحكم المنطقي التسلسل على وال النثرية، القصة عادة عادة تقتصر . بل(1)النفسية مالمحهاو الشخصيات أبعاد تحديد مستخدمة والموحية، الخاطفة واللمحات السريعة اإلشارة على

أو اجتماعية، فكرية، دالالت عبر والتاريخ واألسطورة الرمزمحورية. موضوعات من ذلك غير أو فلسفية،

الشعرية- المحور الحكاية الشخصية- في تحتل ما وغالبا واألفكار األحداث من مجموعة هـحول تدور الذي المركزي

والبياتي.. ودرويش أدونيس عند ذلك سنلحظ والرموز- كما قدرات تمتلك الواحدة المركزية الشخصية أن وغيرهم- إذ

بطولية وموقفا فكريا التراجيدي بالبطل تذكر متميزا، وأخالقيا إلى اإلشارة الملحمي- مع األدب في الكالسيكي- أو األدب في

تصور فالملحمة بينهما؛ والفني السردي البناء في االختالف حشدا ضخما في وتغرق والحياة الشخصيات من وعريضا الشاعر فيها يظل متعددة، فرعية وأحداث تفاصيل عن متواريا وال السرد، خالل من وجوده نتحسس أن نستطيع ال أو األنظار،

الشعرية الحكاية نجد بينما فكرة، أو حدث أي في نفسه يزج نتاجها- على كل في يكن لم األحيان- إن معظم في ترتكز

عبرها الشاعر يجسد نموذجية، شخصية وأخالقية فكرية قيماالشعري. الفعل ومجرى تتفق مصيرية وخصائص وجمالية بعد الجديدة، األشكال صياغة في الشاعر قدرة تبرز هنا من

لديه. الفردية التجربة استقراء عبر اكتشفها قد يكون أن والحياتية الفكرية ومضامينها خبراته ذلك في مستخدما

ميكانيكية. أو افتعال دونما التكنيكية. والنظرية نستطيع الشعرية الحكاية لمفهوم السريع العرض هذا بعد

الشعر في التعبيرية وأدواتها المميزة، مالمحها نشخص أن على الفنية أصولها من الكثير في استندت إذ الحديث، العربي الشعري التراث وعلى جهة، من العالمي لألدب الضخم التراثأخرى. جهة من والفلكلوري العربي تحقق لم أنها إال عموما تطورا الموروث استخدام في كبيرا

العربي فالشاعر نقيصة؛ ليست وهذه خالق، بشكل الشعبي عبر الشعرية الحكاية بنموذج مرة ألول التقى قد الحديث والجمالي الفني البناء في وتأثره العالمي لألدب دراسته

ت.س فأعمال النخاع، حتى شعرنا هز الذي الحديثة، للقصيدة باوند/ وناظم /لوركا/ وعازرا أعمال جانب إلى الشعرية إليوت

في المعالم واضحة مؤثرات لهم كان ممن حكمت/ وغيرهم.86مندور- ص د. محمد الشعر، -فن)?(1

-16-

أعمالهم في تبرز العربية- ))هؤالء الشعرية الحركة تطور حد إلى تصل ومتنوعة، مختلفة بمستويات الشعرية الحكايةإليوت-. اليباب- لـ األرض في المعقد- كما التكنيك

في ستخدمونهاي التي الدرامية العناصر أن القول ويمكن تتأتى قصائدهم معظم الحكائية العناصر قيمة من أساسا

.(1)بالذات(( العربي لألدب التاريخي التراث مكانة تجاهل يمكن ال أيضا

الحكائي األداء بعناصر يطفح الذي والفلكلوري، الكالسيكي والمعاصر الحديث العربي شعرنا في الحكاية أن والقصصي. إال

تكن لم كان ما بقدر رئيسي بشكل األدبي الموروث لهذا امتدادا التمرد عملية عبر الظاهرة ومالمحه سطوته العالمي للشعر

العربية. للقصيدة الكالسيكي الشكل على الحكاية وبين األدبي الموروث بين الضعيفة، القناة هذه إن

صروح عبر وتمتد تتسع أن الحديث.. يجب أدبنا في الشعرية الكالسيكي األدب مجال في العربي للفكر الضخم التراث

يمنح التاريخي. وهذا الحضاري الشعبي.. والموقف والفلكلور الشاعر عنصرا حكائيا في جديدة خلق عملية على يساعده هاما

الحديثة. التعبيرية واألدوات والموضوعات واألساليب األشكال األداء عناصر بآخر أو بشكل وجدت العربي، شعرنا ففي راسخة كأشكال تنمو أو تتطور لم أنها والملحمي. إال القصصي

األغراض ذات القصيدة داخل وجدت بل أساسية، كسمات أو قصيدة الكالسيكية العربية القصيدة كون بسبب ذلك المتعددة،

األداء عناصر فيها الذاتي. وتضعف األداء عليها يغلب غنائية، في الغنائي. فالحكاية الشاعر صوت فيها ويعلو الموضوعي،

والتكثيف التركيز تعتمد لم الكالسيكية العربية القصيدة أشبه بطريقة قدمت والمفردات. بل العبارة في واالقتصاد

إلى الثانوية. واللجوء التفاصيل نحو لميلها وذلك الروائي باألداء للحدث. العشوائي النمو وإلى زمنيا، التاريخي التسلسل الغنائي العنصر وطغيان واالستعارة، التشبيه في واإلسراف

تبدو للحكاية. إذ والرمزية اإليحائية العناصر والتقريري. وضعف خارج عاطفية فكرية. أو دالالت إلى يفتقر حدث مجرد الحكاية

الضخم، الشعري تراثنا في كثيرة ذاتها. واألمثلة الكلمات حدود ال تكاد وهي ))الجواهري(( نبك(( حتى ))قفا من تحصى.. بدءا الشعرية الحكاية في الحدث الكالسيكيين. بينما العمالقة آخر

يمتلك قسطا موحية دالالت تمنحه والرمز، الشفافية من وفيرا فضاء خارج وقوية، المجردة. الصورة عن النص... بعيدا

اللغة في واالقتصاد التكثيف على وترتكز والمؤطرة؛ المنغلقة ثقيل لغوي حشو إلى يتحول الذي الزائد، الوصف عن واالمتناعالحكاية. القصيدة جسد في ومبتذل

تـــــامر- مجلة الشـــــعرية((- فاضل للحكاية جديد ميالد -))نحو)?(1ــــــــــــــــــــــــاني /- العـــــــــــــــــــــــــدد1968/ اآلداب الـث

/.24ص/ -17-

تبدو العربي التراث الشعبية(( في الشعرية ))الحكاية أن إال تقتصر ال وهي جوانبها؛ من كثير في وناضجة ومتنوعة متميزة

وهي النثرية، والحكاية السيرة تشمل بل الشعبية، الحكاية على تخطو تبدو وتكاد الشعبية، الشعرية الحكاية مع جنب إلى جنبا

ألسنة على وصلتنا التي واألقاصيص الحكايات في معها متداخلة الهاللي، زيد أبو قصص ومنها والناسخين، والمغنين الرواة

اليمن، ووضاح يزن، ذي بن وسيف سالم والزير وعنترة وحمزة وسيرتهم، هالل بن وتغريبة وليلة، ليلة ألف وحكايات من ضخم تراث إلى الهمة.. الخ. إضافة ذات واألميرة البهلوان، وقصص واألسطورة الخرافة على اعتمدت التي الحكايات االمبراطورية في الثورية والحركات والمتصوفة، القرآن،

إثراء في تجاهله، يمكن ال غنى مصدر كلها وهي اإلسالمية.. الخ للشعر جديدة وأساليب أشكال وخلق الشعرية، الحكاية وتطوير أكثر وأنها خاصة المعاصر، أدبنا في العربي الناس بحياة التصاقا

والحرية السعادة نحو وتطلعاتهم ومشاكلهم، وهمومهم البسطاءاإلنسانية. والعدالة تغني أن الشعرية الحكاية بمستطاع أنه اعتقادي وفي

أمامه وتفتح المعاصر العربي الشعر تأصيل نحو واسعة آفاقا الغنائي للشعر التقليدية األشكال بمستطاع ليس الحداثة، تجربة

الغنائي الشعر بإفالس نحكم أن بمعنى ليس ولكن توفيرها، األشكال قمة في الشعرية الحكاية نماذج وسقوطه- معتبرين التجربة على المنفتحة أشكاله عبر الغنائي المعاصرة- فالشعر

الشعرية األشكال بين بارزة مكانة يحتل يظل الواسعة اإلنسانيةفيه. كتب الذي الزمن عن النظر بغض المعاصرة، وتطورها الشعرية، الحكاية والدة فإن العموم، وعلى

كحقيقة برزت قد والمعاصر، الحديث أدبنا في الجوانب المتعدد فيما إال الحديث للشعر والدارسون الباحثون يتناولها فنية- لم

تخطو أن استطاعت والجمالية. إذ الفكرية قيمتها - لها(1)ندر اتخذت وقد األمام، إلى المبدعين، الشعراء من العديد يد على الفنية- رغم قيمتها من زادت متعددة، وأساليب أشكاال

الطريق فتح محدوديتها- في واسعا االتجاه هذا لترسيخ رحبا الظاهرة شكل يتجاوز أن ينبغي إذ المعاصر، شعرنا في وتطويرهورسوخا. قوة أكثر آخر، شكل إلى الطارئة وفكرية فنية أبعاد من تحمله بما الشعرية، الحكاية إن حملت مهما الناس، بين االنتشار على هائلة قدرة تمتلك وشعبية

بعض بغموض أو الحداثة بمفهوم تتعلق وإشكاليات تعقيدات من في األساس هو القصصي العنصر يبقى حيث النص، جوانبالناس. لدى الشاملة اإلدراك عملية

ألهمية تنبهوا أن بعد المحدثين، الشعراء معظم استطاع وقد ماهية عن البحث أعــثر- أثنــاء لم أنــني إلى اإلشــارة من بد -ال)?(1

باسـتثناء للمفهــوم؛ الفنية الجــوانب بعض الشعرية- إلنــارة الحكاية الشــعرية((- مصــدر للحكاية جديد ميالد ))نحو المتمــيزة الدراسة

كبرى. استفادة منها استفدت سابق- وقد -18-

يقدموا القصصي.. أن العنصر بعضها شكل متميزة، أعماال تحوال فنيا الصبور- كأعمال.. عبد المعاصر العربي الشعر في بارزا دنقل- سعيد درويش- أدونيس- أمل السياب- البياتي- محمود

حاوي.. الخ. وخليل الحيدري يوسف- بلند مصاف في الالحقة المرحلة شعراء أعمال من العديد ويقف

لدراسة منفردة وقفة منها كل يستحق التي الهامة، األعمال تلك الشعرية الحكاية عن متطور فني الشعرية(( كشكل ))القصة

العنصر تناول أن إال وغيرهم، الشعراء أولئك من كل لدى ناضجة فنية بمستويات يكن الشعرية.. لم الحكاية في القصصي

للحكاية الحقيقية األبعاد إدراك عدم إلى ذلك ويعود تماما، والوقوع الحديثة الشعرية التجريد متاهات في أحيانا

لها. ضرورة ال التي الغنائية، في واإلغراق والتعتيم الميتافيزيقي، يول لم الشعراء بعض أن كما اهتماما أو زائدا إلثراء متميزا

مؤقتة عرضية كحالة أعمالهم في ظهر بل التعبيري، الشكل هذا عندها يتوقفوا لم النمط هذا في جديدة آفاق عن للبحث طويال

الحداثة في جديدة أشكال خلق على القدرة يمتلك الذي أخرى، شعرية حداثيات وراء يلهث بعضهم راح فقد الشعرية، الثقافية منابعها لها أخرى، وآداب مجتمعات في إياها مقلدا

أو الشعر على نقيصة ليس وهذا بها، الخاصة والحضارية حوله يجري ما فهم سبيل في ملحة ضرورة هو الشاعر. بلواستيعابه.

في دخلوا أنهم هو الشعراء ألولئك الجديد المأزق أن إال تابعين فأصبحوا األوروبية الحداثة لتيارات العشوائي التقليد إطار

جهة، من لها الشعر في المتطورة الشعرية التجربة على وعبئاآخر. بحث الموضوع أخرى. ولهذا جهة من العربي،

الصبور- نموذجا:- عبد - صالح1 في ظهرت التي المبكرة، الجميلة، الشعرية الحكايات من - التي1–زهران(( ))شنق قصيدة الحديث، العربي شعرنا

كبيرة عناية وتستحق ناجحة شعرية حكاية تكون أن استطاعت الفلكور عناصر تستقطب أن استطاعت أنها أولها عوامل، لعدة

في استشهد الذي الشعبي بالبطل متمثلة الشعبية، والبطولة ثانيا- استوعبت– أنها كما اإلنكليز ضد نضاله ))دنشواي(( في

التفاصيل عن واالبتعاد للحدث، الدرامي النمو متقن، بشكل *الفنية الشروط أهم والتقريرية. محققة الخطابة، ومفردات

الحدث الشاعر لنا يقدم الحديثة. إذ الشعرية الحكاية لبناء أمثال الكبار، الشعراء ببساطة تتسم وبطريقة فائقة، ببراعة

إلى العــالم أمين محمــود المصــرية/ أشــار الثقافة /في كتــاب في* ولم للشــعر، الحــديث الفــني الشــكل مع يتالءم كمضمون القصيدة مع تعامل إنما الفــني، وبنائها الشــعرية الحكاية لمســألة يتطــرق/.94ص/ الجديدة الثقافة - دار1989-3فقط. ط كحادثة القصيدة

-19-

األداء من النوع هذا في برعا لوركا- اللذين– حكمت ناظم.**الفني

في يريد، ماذا معرفة من المتمكن ببساطة الحكاية تبدأ النفسي المناخ تهيئة تذكرنا وهي المقبل، المأساة لجو تمهيدا

الشعبيين: الرواة بأسلوب هنا زهران ))كان غالما

مولد واألب سمراء أمهوسامة وبعينيهحمامة الصدغ وعلىسالمه زيد أبو الزند وعلى

كالكتابة. نقش الوشم وتحت سيفا، ممسكاقرية.. "دنشواي"(( اسم

إنه الشــعبي، بطله الشــاعر يقدم والشفافية، البساطة بهذه الممتلئين البسطاء من واحد اعتزازا واالنتماء، بالنفس، واعتدادا وتحديا ــا الصــدغ ")على و الحيــاة، وحب والوداعة بالطيبة معجون

حمامة"(.. "نقش الزند على المحفورة والنقوش الصورة هذه إن

زخرفية قيمة تحمل وال للغي، أو للزينة كالكتابة" ليست المدى. فما وواسعة عميقة ورموز دالالت ذات تجريدية. إنها

الصدغ على الحمامة نقش وما والسالم، الحرية إلى توق إال التاريخي واالنتماء الشعبي، للبطولة رمز إال سالمة زيد أبو سيف

أن الغزاة. كما ضد الشعبي الكفاح لمواصلة لها. ودعوة ليصبح الضيق مفهومه من يخرج "دنشواي" اسم للوطن رمزا

كله. ارتباطه "زهران" عبر لمصير فائقة ببراعة الشاعر ويمهد

من استشهاده ثم ومن الوطن بقريته المناخ أجلها. موفراالقصيدة: داخل ينمو الذي التصاعدي، التراجيدي

زهيره زهران قلب في ))ونمتالحياة ماء من خضراء ساقهاقبله((. تصنع التي كالنار أحمر تاجها

شب األليف.. الطيب.. الذي زهران على بالتعرف يبدأ قويا بالشعر.. وفرح ويولع الغناء، الحب. ويعشق يعرف فهاهو الحياة الوطن" ساقها اسمها زهرة القلب في الزمن مع فنمت الدنيا،

الحياة((. ماء من خضراء وثقيل.. ورهيب، مرير أسود واقع على يتفتح وعيه أن إال يمسخون الذين الغزاة الوطن(( إنهم قريته في شيء كل يدوس

الجميلة: واألشياء القيم كل السوق أرض في زهران ))مر يوما

سابق/. /مصدر الشعرية للحكاية جديد ميالد نحو*** -20-

تحرق التي رالنا ورأى حقالطفال(( تصرع التي النار ورأى

جديدة معان– والتحدي الغضب )عبر زهران قلب في فتنموالحياة: مع للتعامل

شجيره زهران قلب في ))ونمتالحياة طين من سوداء ساقهاحقال(( تحرق التي كالنار أحمر فرعها

إلى األخضر اللون واالستبداد، القمع ظل في– يتحول هكذا واألطفال: الحقول تحرق نار إلى قبله تصنع التي والنار أسود،الوطن. ومستقبل والحياة الفرح معنى

المتعددة.. التي والدالالت الجميلة، والرموز الصور هذه إن "عبد عنها يعبر يعبر واالنفالش. إنما التقريرية عن الصور" بعيدا الذي زهران، قلب في الشعبي. والتحدي الغضب تصاعد عن كان بإباء الرفض،.. يتقدم بمعنى شعبي تحد هو للحياة، صديقا

الحياة. في جميل شيء كل تحرق راحت التي النار ليطفئ هذا إزاء والخنوع الذل ويأبى الصمت يرفض فزهران

الصماء" التي "المحن هذه إزاء المدمرة والوحشية االنتهاك، بالحياة، مفعم بقلب الحياة. فتقدم تغرق تكاد الغزاة متحديا

–النيران" "مشعلي واإلنسان: والحب األرض عن دفاعا زهران ))كان للحياة صديقاالحياة تجتاح النيران ورأى

كفا األنجم إلى زهران مدلطفا.. يسأل ودعا

الدماء في حقد ربما.. سورةالسماء((. النار على استعدى ربما

الذي األرض، البسيط.. ابن النقي، اإلنسان، غضب إنه مجرى وفي القاسية، المعاناة عبر واالضطهاد، الظلم ضد ينفجر

موقف من يتحول فزهران الثورية للحركة المعقدة التجربة الذي المندفع الثوري موقف الخارجي.. إلى والمراقب الساذج

حياة//. وعيناه زهران //مات النهاية حتى يسير تمرده في عبر الحكاية للقصيدة الدرامية الذروة يبلغ هنا والشاعر

التحول هذا تحقيق في البارع والنجاح وتطويره، الحدث تنمية الهامشي.. الحيادي، الفرد حالة من البطل وعي في النموذجي،

.*الفاعل البطل حالة إلى الكامنة والنبيلة، الصادقة الثورية عنصر واحد بآن يكشف إنه

واألطفال األرض يعشقون الذين البسطاء، الناس أعماق فيللمستقبل. الواعية للثورة هائل احتياطي إلى فيتحولون والحياة ولم الحدث، ذروة عند بالتوقف يكتفي ال الصبور عبد أن إال

سابق. مصدر– الشعرية للحكاية جديد ميالد نحو* -21-

التجربة معايشة مهمة للقارئ يترك ليس هذاوالنهاية. حتى ذاتيا ومسطحة. صريحة ميلودارميه في سقط قد الشاعر أن يعني

تحمل هنا فالصورة إليها أضافت أخرى ودالالت رموزا أبعادا القمع أساليب ولمعنى جهة، من االستشهاد لمعنى جديدة،أخرى: جهة من الممارسة والقهر والقتل

جاؤوا.. والغيالن السكة على النطع ))وضعالحياة وأعداء مسرورا، السياف وأتى

الحياة ألحباب الموت صنعواالوديع(( زهران رأس وتدلى

نقل في الشاعر، به يفاجئنا الذي الغنائي االنشداد لكن فسحة للقارئ يترك أن دون– زهران استشهاد عن تفاصيل

يكن للتأمل- لم حقق أنه ضروريا. إال تداخال عناصر بين بارعا الغنائي األداء وعناصر للحكاية الموضوعية القصصي األداء

الذاتي: تأتدم لم يومها من ))قريتي الدموع إال

الصديع الركن إلى تأوى يومها من قريتيالحياة..(( تخشى يومها من قريتي

الشاعر، يدعو الجريح، الغنائي، الصوت، هذا انتفاضة عبر الخوف رفض إلى والفكري، الفني الوعي من رفيع بمستوى

على االنفتاح إلى دعوة الذات. إنها على واالنغالق والسلبية،المجيد: اإلنساني والكفاح الحياة،

زهران ))كان للحياة صديقاحياة وعيناه زهران مات

*الحياة؟(( تخشى قريتي فلماذا

وجه في مدوية الشاعر صرخة تنطلق التساؤل هذا قلب من واالستسالم الصمت الحياة- صديق– زهران طريق إلى مشيراسلوكه. الحياة أبناء كل على ينبغي الذي الطريق للحكاية مبكر كنموذج للقصيدة، السريع العرض هذا بعد

الصبور عبد عند نكتشف والمعاصر الحديث أدبنا في الشعرية مع التواصل تحقيق في الشعرية للحكاية التعبيرية القدرة إدراك ويستطيعون التلقي، في صعوبة يجدون ال حيث الناس، /يحكيها/ لهم التي والحياتية الكفاحية بالتجربة صلتهم معنى

الذي الطيب الشعبي.. البسيط البطل "زهران"، عن الشاعر أن يمكن رمز إلى فتحول الحياة، أجل من توما الحياة، عشقزهران. أمثال الطيبين البسطاء من أي يتمثله

معظم "الحيــاة" في كلمة ردد الشــاعر أن إلى اإلشــارة من البد*ــادل القصــيدة ومفاصل مقــاطع الشــهادة لمعــنى موضــوعي كمع

في الشــاعر رافق– فلســفي فكــري موقف عن النــاتج والتضــحية، للــراهن االستســالم والمســرحية- يــرفض الشــعرية أعماله معظمالحياة. المستقبل.. إلى إلى ويدعو

-22-

الصورة وخلق التجربة، تجسيد في الصبور عبد قدرة إن /الحكاية على أضفت متكاملة، وحدة في والبصرية، الحسية

غنى أكسبتها جذابة، القصيدة/ بساطة الرمز في وتنوعاالمعنى. وشفافية والبساطة الوضوح إلى يميالن والداللة؛ أفضل من زهران" هي "شنق أن اإلطالق على يعني ال وهذا عالم إلى للدخول تمهيدي كنموذج– تناولتها لكنني األمثلة،أخرى- لسببين: وحكايات آخرين شعراء

كما الحديث الفن هذا بواكير أهم من : لكونهااألولسابقا. ذكرت

الشعرية، الحكاية في بنائية أهمية ذات : لكونهاوالثاني والفكرية، الفنية أبعادها لبك الشعرية، الحداثة معنى فيها يتجلى ملموس بنجاح قدمت حيث فيه، نشأت الذي الزمن إطار ضمن

مستعينة أصيلة تراثية تعبيرية أدوات برع القصصي العنصر النثرية– الشعبية الحكاية في القصصي السرد بأدوات

جذاب.. استقطابي. بشكل الشعبية بالسيرة والشعرية- أوالشعبيين: الرواة وحكايا وليلة ليلة بألف يذكرنا

جميلة لزهران زفت أن كان ياما ))كان زهران أنجب أن كان ياما كان وغالما غالماطويله((.. لياليه مرت أن كان ياما كان

الكبــير.. اإلنســاني الــدفء هــذا العفويــة.. وبمثل هــذه بمثل قصــيدته الصــبور عبد لنا الشعبية. قــدم الرواية روح في الموغلالرائدة. "شنق وبعد قبل جاءت، التي األخرى الشعرية األعمال أما

تحمل كانت زهران" فقد بعض لدى ومتطورة متعددة أشكاال الحكاية تراوح لم إذ المضمار هذا في المحدثين الشعراء وأساليب أشكال إلى تجاوزته بل معين شكل عند الشعرية الكتابة حرية لممارسة شاسعة مساحات الشاعر منحت متنوعة، جديدة- آفاق خلق النثر" في "قصيدة قدمته ما منها– الشعرية

القصة.. أو إلى الحكاية إطار من ونوعية فنية نقلة عبراألقصوصة.

الشعرية الحكايةوالتنوع اآلفاق - ب

الطوفان- دنقل: وحكاية -أمل2 األعمال بعض برزت المحدثين، الشعراء أعمال تقصي عبر دنقل- أمل الغني- باستثناء المضمار هذا في القليلة الشعرية لموضوعاته الفقري العمود تشكل لديه الشعرية فالحكاية النهاية في لتشكل وأفكاره، الشعرية جزءا البنية في أساسيا

التفعيلة، وتنوع والتقطيع، البداية حيث من لقصيدة،ل الفنية

-23-

كما أخرى تفاصيل عن واإلحجام التفاصيل، بعض في والدخول في الهامة القصائد من -وهي2–نوح" ابن مع خاصة "مقابلة فيخاصة. وقفة تستحق بحيث المجال هذا

واحدة قصيدة يكتب لم دنقل لأم إن حكاية نفسه وفي إال بالحكايا الممتلئة الشعب روح إنها ما؛ واقعة أو ما، قصة ما،

الشاعر يستلهمها التي التاريخية، واألساطير الشعبية عن تعبيرا الواقع مشكالت في النخاع حتى غارق وشعبه. فهو عصره هموم

وإفرازاته. معطياته بكل المعاصر دنقل" يتطلب "أمل عند الشعرية الحكاية تناول فإن لذا تعامال متفردا، يكون يكاد معها، خاصا األدب مفهوم من انطالقا

ليس تغييرها. لكنه بهدف االجتماعية الواقع لعالقات كانعكاس انعكاسا يفسره- وليس أن للبعض يحلو كما– آليا يتشابه انعكاسا يتم انعكاس هو األيديولوجية. إنما الثقافة ماهية تحدده ما مع

الصورة بين جدلية عالقة على قائم باللغة جمالي تشكل عبر والداللة

هذا خصوصية عبر التناقضات كشف على والموضوع. قادرالخالق. الفن إنتاج األساسي ميزانها ذاك، أو الشاعر– الفنان إن العملية تجتاحه ذلك- حين غير أو كان شاعرا

أو محددة غير ما بلحظة، تبدأ مستمرة، عملية اإلبداعية- وهي تمرد، حالة في ثم الواقع، مع صراع حالة في معلومة- يدخل العالقة لتلك وعيه يحكم والمتفردة الخاصة لحساسيته نظرا

اإلبداعية. العملية في الجدلية القصيدة نص سأورد ذكرت مما وانطالقا ثم البداية في كامال

القصيدة. قراءة في أخرى مرحة إلى انتقلنوح((- ابن مع خاصة -))مقابلة

نوح! طوفان جاء ...… … …

تغرق المدينة شيئا.. فشيئاالعصافير، تفر

يعلو والماء البريد- - مبنىتالحواني– البيوت درجات علىالبنوك

المعابد- أجولة–الخالدين( )أجدادنا التماثيلالقمح-

الوالية- دار– السجن بوابة– الوالدة مستشفياتالحصينة. الثكنات أروقة

تجلو.. العصافيررويدا..رويدا..

الماء، على اإلوز ويطفو -24-

األثاث.. يطفوطفل.. ولعبة

حزينه أم وشهقةالسطوح! فوق يلوحن والصبايا

نوح طوفان جاءالسفينة. نحو يفرون الحكماء هاهم

األمير- المرابون- خيل سائس– المغنونالقضاة قاضي

وملوكه!(-…)المعبد راقصة– السيف حامل

شعرها انتشلت عندما )ابتهجتالمستعار(

السالح- شحنات مستورد– الضرائب جباةالصبوح! األنثوي سمته في األميرة عشيق

نوح طوفان -جاءالسفينه نحو يفرون الجبناء هاهمكنت.. بينما

المدينه شباب كانالجموح المياه جواد يلجمونالكتفين على المياه ينقلون

الزمن ويستبقونالحجارة سدود يبتنون

والحضارة الصبا مهاد ينقذون علهمينقذون.. الوطن! علهم

السكينة حلول قبل– الفلك سيد بي صاح …روح!" فيه تعد بلد.. لم من "أنج

خبزه.. طعموا لمن قلت: طوبىالحسن الزمان في

المحن..؟ الظهر.. يوم له وأدارواوقفنا الذين نحن– المجد ولنا

أسماءنا( الله طمس )وقدالدمار.. نتحدىيموت ال جيل إلى ونأوى

الشعب!( )يسمونهالنزوح الفرار.. ونأبى نأبى

… … … … -25-

… … … …الجروح نسجته الذي قلبي كانالشروح نتهعل الذي قلبي كان

المدينة بقايا اآلن- فوق– يرقدعطن نم وردة

هادئا"ال" للسفينة قال أن بعد

الوطن! وأحب… أجرى قد القصيدة من األخير المقطع أن التنويه من البد هنا األعمال طبعة تلحظها لم واضحة جوهرية تعديالت عليه الشاعر-:1985العودة/ بيروت/ /دار عن الصادرة للشاعر الكاملة

السكينة حلول قبل…))روح فيه تعد لم بلد من أنج الزمان في خبزه طعموا لمن قلت.. طوبى

الحسنالمحن يوم الظهر له وأداروا

أحياءنا نحمي وقفنا الذين نحن– المجد ولناالمياه جياد نتحدى

الجموح البربري وسلطانهاالجروح نسجته الذي قلبي كانالشروح لعنته الذي قلبي كان

اآلن يرقدالمدينة بقايا فوقعطن من زهرةهادئا

"ال" قال أن بعدللسفينة

*الوطن(( وأحب

- - - - ماض.. يجري حدث وقوع عن تنبئ القصيدة -افتتاحية1

وحضوره الماضي الفعل دالالت تحمل فعلية، بجملة استحضارهمعا: آن في الشاعر ومخيلة بذهن

نوح". طوفان "جاء أن يعني فعلية، جملة الكاتب أو الشاعر يستخدم وحين

* /د.سـيد أورده– ظـبي أبو تلفزيـون في الشاعر مع حوار عن ))نقالص/– المســـتحيل لؤلـــؤة عن البحث كتابـــه: -في البحـــراوي- في

((.1988الجديد- بيروت- الكتاب /- سلسلة201 -26-

هناك لسان على الفعل حركة هـتتناول يقع، أو وقع، قد ام حدثا طوفان أن إلى تشير هذا بتكوينها والجملة الشاهد، أو الراوي

وقع قد حدث نوح حركة لكن الماضي.. البعيد، الزمن في فعال العنوان، لنا يوحيه /الحكاية/ وما الشعري النص داخل الفعل وليس الراهن، الزمن في جرت نوح ابن مع المقابلة أن تشي ليست القصيدة، فالحكاية وبالتالي بالمقابلة عالقة أية لنوح يخلو القصيدة من الثاني التاريخية. فالمقطع للحادثة رصدا تماما المضارعة األفعال على يعتمد بينما الماضي، الفعل من

على األوز تفر.. ويطفو تغرق.. والعصافير المتعددة: //المدينةالسطوح.. إلخ//. فوق يلوحن الماء.. والصبايا

نوح الزمن. فطوفان لعبة /الحكاية/ في القصيدة تدخل هنا ومفردات األمكنة، ودالالت األسماء طبيعة لكن القدم في ضارب في وحاضرة معاصرة طبيعة القصيدة، محور في الواردة الحياة الوالدة- البنوك- مستشفيات– البريد والواقع: ))مبنى الذهنالثكنات- إلخ((. السجن- أروقة بوابة

للفعل استخدامه رغم– الثالث المقطع في نتلمس ثم لها القديم. وليس التاريخ في الحاضرة األسماء المضارع- طبيعة

تنتمي الذي الزمن دالالت تحمل كمفردات بالراهن عالقة السيف- راقصة القضاة- حامل قاضي– إليه: //الحكماء

بمفرداته الراهن الزمن يعود الرابع المقطع في المعبد-((. ثم الصبا- المدينة- مهاد السفينة- شباب– المعاشة: ))الجبناء

الوطن.. الخ((. الحركة صراع عبر األزمنة تداخل نكتشف أن لنا يتيسر هكذا الحكائي- القصصي- لدى الفن عناصر من هام كعنصر والتحول،

دنقل، أمل فن معها تعامل فنية وبنى أشكال من مستفيدا لديه. وطوره الشعرية الحكاية فن أثرى والرواية. مما القصة يكون يكاد بشكل الصبور وعبد السياب بعد ما مرحلة في كثيفا

في ليس لديه يوسف- فالزمن وسعدي ودرويش وأدونيس وإنما فحسب، الفعل وقوع زمن تحديد الحركة مدى أيضا

الشعري، للنص يمنحها التي بالراهن العالقة والحيوية.. حيويةوالفنية. الفكرية ودالالتها رموزها النهاية في لتكتسب

التي /الحكاية/ األسطورة إلى القصيدة عنوان -يشير2 أخرى شعوب أساطير وفي "التوراة" و"القرآن"، في وردتجلجامش/. /أسطورة النهرين بين ما وبالد الهند مثل كثيرة

الداللة نوح- على طوفان في كما– األساطير تلك ركزت وقد واضح- في بشكل يرمز الذي الطوفان توجت التي األخيرة

تكوين بداية األرض. أو على للحياة جديدة بداية األسطورة- إلى هو للحياة، الجديدة الوالدة رمز هو السديم. وبالتالي من العالم"الكافرين". من حفنة شرور من البشرية، من نيرة حفنة إنقاذ

نسف قد دنقل أمل القصيدة/ أن /في سنكتشف أننا غير هي تماما، أخرى داللة إلى وحولها لألسطورة، الرمزي المعادل

من هاربة، ولت العصافير حتى والفزع، والخراب الهدم داللة

-27-

وجه على شيء كل أغرق المدمر.. الذي الطوفان هذا رهبة البريد- البنوك- التماثيل األرض: ))البيوت- الحوانيت- مبنى

الوالدة.. القمح- مستشفيات المعابد- أجولة– الخالدين ألجدادناالوالية.. الخ((. دار

أن القصيدة لنا تشي ثم جزءا حركة يرصد منها كبيرا البشر وحركة الطوفان يبدأ الذي *القرآني النص على معتمدا يذكره لم نوح- الذي ابن وذكر الناجية، السفينة بوصف مباشرة

الطوفان: حركة وصف في بالتفاصيل الحافل**التوراتي النصاألرض/-: على قائم الله- بالطوفان- كل محى /كيف

على يدب كان جسد ذي كل الجبال. فمات //فتغطت والتي الزحافات وكل والوحوش والبهائم الطيور األرض. من

الناس((. وجميع األرض على تزحف كانت من السفينة إلى صعدوا والذين نوح ىسو يبق ولم

الرمز في المفارقة عبر– يرى الشاعر أن "الطاهرين". غير– هم: الجبناء الطوفان في الموت من الناجين والداللة- أن

القضاة الخيل- المرابون- قاضي المغنون- سائس– الحكماء الضرائب- المعبد- جباة السيف- راقصة /ومملوكه/ -حامل

األنثوي.. الخ((. سمته في األميرة األسلحة- عشيق مستوردو وفكرية اجتماعية دالالت من تحمله بما الرموز، هذه كل

وتعترف الشرور، من الطيبين البشر إنقاذ فكرة تنفي وسياسية، الطبيعة في األضداد وصراع التناقض بوحدة خفي بشكل

واألسطورة، الشاعر بين فلسفية فكرية مفارقة عبر والبشر، الراهنة. الخراب حركة على للتدليل إياها مستخدما مع وتداخل التحام حركة /الحكاية/ عبر القصيدة تبنى هكذا

نكتشفها المعاصر، الواقع شيئا نوح من طوفان حركة في فشيئا بصفة للحياة- للحضارة المكونة المادية األشياء تغرق حركة آخر،

كمقدمة الشمولي، بمعناه الغزو يمثل هنا عامة. فالطوفان المعنى نقيض على والسياسي؛ والثقافي االجتماعي للخراب من البشرية إنقاذ يمثل /الطوفان" الذي لألسطورة الدالليوالشرور. والفساد المهانة

عالية بدرجة تحفل التي– القصيدة أجزاء بعض جاءت لذلك رصد في الحكاية بناء الخارجي- الموضوعي- لتعزز الرصد من

ومعاناة موقف /الذاتي/ على الداخلي وانعكاسه الحدث حركة الخارجي- الصراع حركة الراهن. فالتحمت الزمن في الشاعر

الطبقية الشاعر المجتمع- برؤية الطوفان- وحركة طغيان أي مع تماثل الذي للشاعر، الفكري الموقف الطوفان- مع هذا إزاء

وجذر أساس هو وهذا والتمرد، النزوح، نوح" برفض "ابن موقف يفسر ما وهذا وغايتها، الحكاية القصيدة ضمير استخدام أيضا الصراع حالة عبر المتكلم، "ابن /الفعل/ متخذا له. نوح" قناعا أدونيس، لدى سنرى /كما التراثي، القناع خصائص فيه تحققت

/.47 حتى36/ اآلية من– هود سورة*السابع. التكوين: اإلصحاح التوراة- سفر**

-28-

بها يتوحد فنية البحث- كتقنية هذا من آخر مكان في والبياتي الشاعر أيديولوجي. تمردي موقف عن للتعبير تماما الشاعر أن إلى اإلشارة تجدر وهنا التراث من يتخذ ما كثيرا

الشخصيات أن مالحظة مع قصائده، من كثير في ويتبناه قناعا، متمردة، قلقة، شخصيات الغالب في "قناعا" هي يختارها التي

فكرة تمثل عناصر سلطوية؛ وليست وانقالبية، مناوئة وعناصر العبسي- عنترة– اليمامة "زرقاء العربي التراث في الرفض

نواس.. الخ- وسبارتاكوس األشعري- أبو موسى المتنبي- أبوالعالمي. التراث من

المالحظ ومن التراثية، الشخصيات هذه من كل أن أيضا قدم بأخرى- بعضها أو بطريقة أجلها من يناضل قضية، صاحب

معادية شخصيات الغالب في قضيته- وهي أجل من حياته فردية هامة- شخصيات مالحظة جميعا- وهذه أنها غير للسلطة، ثورية- باستثناء حالة إلى تصل لم لذلك جماعية، وليست

والتقاليد، السلطة مع فكري تناقض حالة إلى سبارتاكوس- أو الراهن عصرنا في اكتسب تمردها أن رغم شك وال عظيمة، قيما

التمرد منطق مع ينسجم الشخصيات لهذه الشاعر اختيار أن.*حياته طيلة دنقل أمل تبناه الذي المطلق

أن يمكن دنقل أمل عند الماضي إلى الحنين -إن3 ذهنه، في الكامن األعلى، المثل عن البحث هاجس لنا يفسر

نحي إنه المعاصرة، الحياة عن والغائب المجتمع إلى دائما البسوس- ال اليمامة- حرب زرقاء– قصائده من كثير في البدائي

القصية-.. المدينة السيف- حكايا انتظار تصالح- الخيول- فيالخ.

ليس– دنقل أمل لدى أخرى ميزة إلى يقودنا وهذا متفردا ولعله أكثر-، أو آخر نص على نص اعتماد )التناص(: أي بها- هي

خصائص أهم أحد هو "دنقل" وبالتالي شعر في أساسية ميزة الذين الشعراء كبار عند برز حيث المعاصر، العربي الشعر

جديدة ومضامين وأسلوب شكل عن البحث وقلق هم يحملون أحد -وهو القناع، أو التناص، من ويتخذون العربية، للقصيدة

التناص-، أشكال عنه اإلفصاح يستطيعون ال عما للتعبير منطلقابه. راإلجها أو

دنقل، أمل قصيدة عناصر أبرز هو التناص فإن المعنى وبهذا *** والقرآن**"التوراة" في ورد أسطوري نص على اعتمد حيث

ميزة تماما- وهذه مختلف– ذكرت كما– الشاعر موقف لكن يعتبر فكري، نقيض على فهو نفسه، التناص داخل أخرى

كل يحمل لغزو استعماري اجتياح بمثابة معنا مر كما الطوفانــة- دار األعمــال ملحق– الشــاعر مع الحــوار راجع* العــودة- الكامل

سابق. مصدرالطوفان. يخص / فيما9-8-7/ اإلصحاح– التكوين سفر**ــود" اآلية "سورة / وكذلك120-119/ الشعراء" اآلية "سورة*** / ه

/.47 ولغاية36 -29-

يحمل يكن لم المدمر الطوفان وهذا والخراب؛ الموت معاني البشرية فالتجربة التوراتية، باألسطورة سوى اإلنقاذ معنى يوما والقمع والقهر والفساد الشرور من تعاني تزال ال التاريخ عبر

في البشرية المخيلة كفاية عنه تعبر أن تستطع لم مما والجوع.*الراهن عصرنا

"الفلك"؛ إلى يصعد لم نوح" الذي "ابن الشاعر اختار لذلك للرفض كمعنى التوراتي، النص في وجود له يكن لم والذي

والتمرد. حركية نرصد أن نستطيع سبق ما على -تأسيسا4

حركية فيه تطغى متواصل بصراع تبدأ /الحدث/ فهي القصيدة في يتوازنان ثم النفسي الداخلي، حركية على الوصفي، الخارج

االنقالبي موقفها عن تعلن فكرية رؤية الوسط. عبر المقاطعالطوفان. لمفهوم الرافض الرفض حالة عن يعبر النهاية، وحتى القصيدة امتداد أن غير لهذا اإليجابي المعنى إلى االنتقال يستطيع ال الذي السلبي

فوق اآلن -.. يرقد الجروح نسجته الذي قلبي : /كانرفضال "ال" قال أن عطن- بعد من زهرة عطن- أو من وردة المدينة

بدء بعد يشير األعزل، الرافض هذا /..، الوطن وأحب للسفينة،الطاغية،: الفرد، عودة إلى التمردية، الحالة وانحسار الطوفان

…بلد من انج– السكينة حلول الفلك" قبل سيد بي //صالحروح//. فيه تعد لم

معا، والصمود الهزيمة معالم القصيدة جسد في نجد هكذا /فهو الوطن للسفينة.. وأحب نوح/: ال /بن الشاعر قال فقد

يحلو كما– الرفض موقف من جدوى الال فكرة ينسف بذلك المفارقة تلك الشاعر لتجنيب ذلك، يفسروا أن الدارسين لبعض

إليه ترمز وما باألسطورة يتعلق فيما القرآني النص مع الفكرية لجأ لما المفارقة تلك فلوال الشرور؛ من البشرية إنقاذ في

أحدثه الذي الخراب عن للتعبير األسطورة استخدام إلى الشاعر إلى الشاعر يدعو الراهن. الذي الواقع في الجديد، الطوفان

تغييره: ثم عليه والتمرد رفضه أسماءنا-.. الله طمس وقد– وقفنا الذين نحن– المجد //لنا

الشعب- نأبى يموت- يسمونه ال جبل إلى الدمار- ونأوي نتحدى تغيب زمني فاصل فارغ، مقطع يأتي ثم النزوح-((، ونأبى الفرار

حدوث على داللة الحياة؛ ومعالم واألسماء الكائنات فيه وأعجز الفكر الزمن من لوهلة ألغى الذي العنيف، الطوفان المقطع في الصدمة من الشاعر يصحو ثم الكالم، عن اللسان الحركة /الحكاية/ بانتصار القصيدة قلبي".." لتنتهي "كان األخير

القصيدة/ عبر األخيرة المحور في بامتياز تتوضح التي الداخلية إلى الشاعر يخلص فيها. إذ الدرامي المحور على الذات سيطرة اختياره الخفية. ثم معاناته في تتمثل التي الصادقة تجربته

لؤلـــؤة عن )البحث كتـــاب )التنـــاص( يراجع فكـــرة في للتوسع*سابق. المستحيل( مصدر

-30-

عليه يصر الذي الرافض، للموقف قصائده. معظم في دائما القناع. أو التناص فكرة على معتمدا زمن بدء إلى ترمز واضحة داللة القصيدة في فالطوفان

خراب من يعنيه كان القصيدة- وما زمن االقتصادي- في االنفتاح الحزن يسكنه دنقل، أمل مثل لشاعر بالنسبة للوطن ودمار

رغم والتمرد والرفض معا، والعدمية والحلم معا، والصخبوأخرى. لحظة بين يباغته قد الذي موته بحتمية إيمانه

الشعراء من كغيره– دنقل أمل أن إلى التنويه من البد أخيرا الحكاية مفهوم تؤطر التي القيود ألفة كسر المجددين

أو مكان، في الثبات يمكن ال حيث – الشعر في الكالسيكي الحركة في المستمر والتجريب التجدد من السيل هذا تجاهل

لعناصرها نوح/ حاملة /ابن مع حكايته فجاءت العربية، الشعرية زال وما …األخرى والفنون والرواية للقصة حدث الجديدة. كما

يحدث.-أدونيس:3

قريش" بصقر "المقنع الحكاية في برزت التي الهامة، الفنية المؤشرات من

يستمر-، ولم – بداياته في أدونيس قدمه ما المعاصرة الشعرية الصقر- في هام- كما ملحمي نفس البدايات تلك في برز حيث

-،3الصقر- وتحوالت دون بالتفاصيل، الشيء بعض مولعا التفاصيل تلك أن غير القصصي، العنصر تكثيف على االعتماد

جسد على متطفلة وليست زائدة، ليست أدونيس يقدمها التي نجدها ما قل جمالية، نفحة تضفي ولعلها /الحكاية/، ةدالقصي

اآلخرين. لدى وقدرته العربية، اللغة أسرار معرفته جانب إلى فأدونيس

يقدم ال منها، استقر ما خلخلة على كالما طفيلية مفردة أو زائدالها. عمل ال صيغة أو

استطاع الشعرية، اللغة أدونيس خلخل وكما يخلخل أن أيضا بموهبته ويفتح المفاهيم، من الفذة- كثيرا في جديدة آفاقا للحكاية التقليدي منها: الشكل المعاصر، العربي الشعر

السرد قصد- لغة دون أو قصد عن– منها نزع الشعرية. حيث الدرامي الرومانسي والموقف الهادئ الزمن وانسياب الحكائية،

اإلبداعية همومه رأس في يشغله فأدونيس الشخصية، رسم في من مألوفة- تنبع غير جديدة بدالالت وشحنها القصيدة، فنية

تؤديها التي الوظيفة ومن فيه، تستخدم الذي الكلي السياق هذا يتحقق وال ضمنه، القصيدة تكون حين إال تتداخل تاما، شيئا

شكل أي– الكل من معناه يأخذ منها جزء كل أن بحيث وتتقاطعكلها. القصيدة هو القصيدة

الشعري/ أدونيس عالم إلى الدخول يمكن ورصالت هذا ضمن /صقر سيرة التاريخي- عبر– التمردي- الصوفي-األسطوري -31-

/في تشكل التي الملحمية الذاتية السيرة وتحوالته/. هذه قريش اإلطالق. ألنها على الشعرية أدونيس أعمال صدورها/ ذروة زمن

الذات. مع والصدق التجلي لحظة في نفسه، أدونيس العودة بهدف التاريخية، الذات استعادة "الصقر" تتم ففي

الشخصية مع مندغمة معرفية عالقة تنشأ أن على التراث، إلى الداخل" الرحمن "عبد قصة تحكي فالقصيدة الهامة التاريخية مجد الستعادة المستميت وسعيه بغداد من فراره منذ وتغريبته،

له فوجد أمية لبني مضى لبني تابعة حلقة أضعف في منفذاأخيرا: عليها استولى األندلس- حيث العباس- في

الصدئات أبوابك مصاريع براري يا ))افتحيخطواتي ومملكتي خراجي، والفضاء ملكفتوحي أبني أتقدم ملكالجموح(( ص فوق لالمؤص الجليد هذا فوق

2جـ31 ومحكمة عالية، تقنية وعبر قريش" هذه، "صقر سيرة في

على أدونيس حافظ الملحمي، النفس ذات القصيدة بناء في "البعث" والتجدد عبر الثالثة، األزمنة تداخل في فنيال االرتقاء القصيدة هذه ارتقاء سبب أن الحقيقة وفي الحركة، وتواصل فكري. فقد ماهو مع شعري ماهو تفاعل في يكمن إنما وتفوقها، شعرية صورة إلى الفكرة يحيل أن فائقة بقدرة أدونيس استطاع

نالمسها: نكادالفرات: صوت صوت. أسمع يا رنينك ))غير

-قريش..دمشق من تشع لؤلؤة

واللبان.. الصندل يخبئهاالشرق عنه حدث ما أجمل

قريش من يبق -لمالرمح مثل النافر الدم غير.30الجرح(( ص غير يبق لم

والتحول الوجود والحياة.. رمز الحركة رمز هنا والفرات يدوي مستمر، هاجس إلى تحول الذي والتجدد األمل رمز الدائم،

مهيار في القصيدة- كما هذه "الصقر". وفي أعماق في من "القناع" كحالة استخدام إلى أدونيس الدمشقي- يلجأ

"الذي في البياتي استخدمها كالتي بالشخصية، االندغام حاالت في عامة ظاهرة تكون تكاد أدونيس لدى يأتي" لكن وال يأتي

الشاعر ظهر ،1 جـ األخير- الكتاب عمله في شعره- حتى مقنعا ويندغم والشخصيات، األشياء جلد تحت يدخل فهو بالمتنبي-،

معها اندغاما هي الشخصية تصبح حيث كامل، توحد حالة في كليا الشخصية مع أدونيس يتوحد الصقر، ففي نفسه، الشاعر توحدا

قريش لصقر أدونيس اختيار أن اعتقادي وفي كامال، يكون يكاد -32-

شرد فأدونيس الشخصيتين، بين الكبير التشابه من نابع وسيرته بقي لكنه قسرا، عنها واغترب دمشق، وطاردته اآلفاق، في الداخل، الرحمن عبد كان كذلك االحتراق، حتى لها عاشقا

يحمل وهو واغترب وتشرد برأسه، وطالبوا العباسيون، طارده /األندلس بني حتى وبغداد، دمشق إلى الجبال/، /يجرف حنينا غرناطة.. في مكانته رغم – الصقر دمشق/. وظل من الطالعة

دمشق. اسمها بلؤلؤة الفرات.. ويحلم صوت يسمع معا.. قلقة.. آن في ومتوحدة متناقضة شخصية أمام إننا وابن والحالج- وهيجل زرادشت فيها يحتدم وخالقة، متوترة ألدونيس/ -ضمن الثقافية اإلسالم- /المنابع وباطنيه عربي

فالحكاية لذلك(1)والكون الحياة وصيرورة والشر الخير معادلة بكافة مستقلة حكاية تكون أن عن خرجت لديه الشعرية مثال/، الصبور عبد عند رأيناها والموضوعية/ كما الفنية عناصرها

الشعرية في: الصورة األساسي أدونيس انشغال كان فقد وهو لديه، استثنائية قيمة اكتسبت التي واللغة الفني، والتشكيل

من ةيالشعر اللغة أخرجوا الذين المعاصرين الشعراء أهم من الزمن ذلك في السائدة المفاهيم على وتمرده المزمن، ركودها

أن الطبيعي فمن – المتمردة الشعرية تجربته يتابع يزال وال – عنصر تناول في – القالئل الكبار مع متفردا، أدونيس يكون وتحوالته الصقر– ففي الشعرية، الحكاية في والسرد القص والتوالد والتجدد، واالنبعاث الموت فكرة من الشاعر ينطلق

االنطالقة هذه ولكن الواحد، الشيء في التناقض عبر المستمر، الشبيهة االستالب من حالة عبر تبدو بل واحدة دفعة تتم ال

رآه، ذبح مشهد آخر بعد "الصقر" بغداد، غادر حيث بالموت،ألخيه: وكان

صاله". وال قبر وال غسل بال -"ماتوالفصول لألشياء وقلت

األجواء كهذه تواصليالفرات لي مدي ماء خليه كالزيتون أخضر دافقا30المسنون"ص تاريخي في العاشق دمي في

واالستعداد الترمد حالة الفينيق" في "طائر أن لو كما تماما الفرات الصقر غادر حيث الثانية للوالدة الواقع عذابات حامال

الرمل" في "يجرح إنه الصعب، المستقبل وأمنيات الخائب، طريق في األهوال ويرى البراري، النخيل.. ويفتح ويزرع القحط

على وليس واضحة، الرؤية كانت وإن عسيرة فالوالدة التحول، الصقر المعاناة: هذه يتحمل أن إال

تفيأت الشقوق "في – دراسة اليوسف ســامي د. يوسف – المعاصر العــربي الشــعر)?(1

من / وهو202-185/ / ص1980/ دمشق – العــرب الكتــاب اتحــادالمعاصر. الشعر دراسة في الهامة الكتب

-33-

الدقائق أحس كنتالقفار ثدي ضخأم

سرتأمضي السهم من أمضي والغبار الحصى عصرت

رمحي- مت ظل من أضيق األرض كانت في القطا هديت يء،صت كيف العقارب سمعتالمجاهل-

، أكثر باألرض تلبدت مت األرض- مت من صبراالريح كاهل على تب.. انكبصليت

33الحجار"ص حتى وشوشت ويشق الحصى عضي سيره، مذهلة.. يتابع بكفاءة يتمتع إنه الحياة وتبعث الصحاري، في المسافرة اإلبل وجلد بصبر البراري

يهيء إنه جديد، من ليبعث القمة، نحو يصعد وهو الصقر في والبراري والحجارة، الفرات، فوق الفينيق" لينثره "رماد

ولتزدهر: لتبعث الميتة، القاحلة،الفجيعة حيث التحول لبروج "صاعد

الرماد يساقط حيث34السندباد"ص وينطفئ النشيج يستيقظ حيث

الفصول تغيير على القدرة يمتلك أنه "الصقر" لو يتمنى ثم "حجر" كل من كالزيتون" ويجعل أخضر "ماء إليه الفرات ليمد

الشام فوق سحابة" تمطر الخصب حالة إلى والفرات" توقاتبخرت.. وضاعت.. التي األمجاد تلك ظل في والطمأنينة

الحلم عالم الداخلي، عالمه "الصقر" إلى يدخل هنا السريرة" يصنع "مدائن العروق" وفي "بادية في واألمنيات

المجهول، ويكشف الضحى يجتاح جديد، من بيديه تاريخه معرفة ويستزيد رماده: من الفينيق ليبعث وإصرارا

الخالق يأسه في متاهه، في "والصقراألعماق نهاية في الذروة على يبني

األعماق أندلسدمشق من الطالعة أندلس40الشرق" ص حصاد للغرب يحمل

ويمتزج الحكاية، في والشخصية والشاعر الزمن ويتداخل وتتعدد الراهنة، بالذات التاريخية والذات بالواقعي، األسطوري

بغداد التاريخية: من ودالالتها ورموزها، معطياتها حسب األمكنة أن الرجوع" بعد صيحة "هدأت حيث األندلس، إلى دمشق إلى

فيها يبث آخر، نوع من معاناة ليبدأ غرناطة، "الصقر" في استقرنح ينا أمية: بني من األوائل أمجاد إلى دمشق، إلى جارفا

-34-

الرجوع: صيحة "هدأت القرار في جارح -نغم بأرض ومالكيه جسمي -إن

*46بأرض"ص ومالكيه وفؤادي

فوق غريب أنه باالغتراب، إحساسه عبر يدرك، الصقر إن الذي المؤقت المجد هذا مجد، من له تحقق مهما غريبة، أرضجذور: له ليس

الرجوع صيحة "هدأتتجيب ال دمشق – أسألها

45الغريب"ص تنقذ ال إلى الثانية الوالدة مخاض عبر تتحول اآلن، البعيدة دمشق

ثابتة الصقر" الزمة "تحوالت في ترى ولهذا منه، ميئوس حلم والتسليم اليأس، من شيء على وتنطوي الدمع، فصل في تتكرر

نحو االنطالق ثم الرجوع/.. ومن صيحة الراهنة.. /هدأت بالحالة الموت/ حيث أبراج إلى /الصعود فصل في الجديدة الوالدة جدلية والفن، والفكر اللغة جدلية إلى عالية بفنية أدونيس يرتقيوالموت: الحياة

ياسمينه يصير حجر "من باألغاني األرض صمت يحبلالمدينة" وتولد

وأصبح التكوين، مرحلة إلى المخاض ةلرحم الصقر ويجتاز أو ثورة أو قصيدة إلى العصور.. ويحيلها يمزج كيف اآلن يعرف

(29)ص حلم األشياء تنكشف الحياة، القمة.. تخضر إلى الطريق وفي في تسرع الصباح.. والسحابة جبين الدموع جرار وتغسل لقد ،…الحياة نحو يتحرك شيء الخصوبة- كل حاملة سيرها،

الحكاية به بدأت الذي الموت بعد الجديدة، الوالدة تمت الصورة /فصل مع تدخل حيث القصيدة، من القديمة/ فصال

بالزمن الفلسفي التأمل فيها يمتزج إذ لحظاتها، وأبهى أجمل الصورة على المحمولة الصقر، تداعيات عبر والراهن الماضي الدرامية، الذروة إلى لتصل المتدفقة، واألخيلة الخالقة، الشعرية

المجد هذا بعد ذلك.. ماذا بعد فماذا والحياة، الموت جدلية عبرإنه: األندلسي..؟،

ولةلمح الفجر من وخيول ينتهي، "زمنالشكيمة

القديمة الصورة ترسمالصحارى" ص آخر الحزينة.. في الضفاف في

79قريش/ /صقر الداخل الرحمن عبد شعر من*

-35-

الحلم.. عالم في يدخله تاالمو إحياء في الصقر وهاجس النفي حالة عاش أن عصفور/ بعد رئة / في بغداد إلى لينقله

الهدم: والتجدد.. بعد الخلق قوة منه صنعت والتي هذه، المزمنبغداد إلى "جئتسجادة على أخطو

واألشجار الماء خيوط بينالبعيدة أغواري في أسيرالنار وجه ألبس

89الفراتية" ص األرض أستنطقالفراتية؟: األرض قالت فماذا

األحجار في "أسمع الفصول أغنيةتقول:.. ما أسمع

وطال نما، ر،ضاخ لزمنا-والحصون الجدران في أورق

العيون: والزمنربيعية أحجار قامات

93الفراتية.."ص الروح غابة في ةبالدائ الحركة إنه التوقف، يعرف ال التاريخ أن يعني وهذا

تمزج التي الصورة إنه والحياة، الموت جدلية في المستمرة األخير الفصل في خاصة بالفني، والفكري بالخيالي الواقعي وهذا *قبره على وشواهد الصقر مرثيات–األشجار" "فصل زوجة بصورة ينتهي بل مطلقا، للرثاء معنى أي يحمل ال الفصل الذي /طفلها المضيء التمزق في الصمت / في تنتظر حبلى

ولنكتشف سيولد، الخلق رمز إلى تحول وقد الصقر، أن أخيراالفينيق: طائر مثل الموت، يعرف ال والتجدد، والحركة

ألقى القبر، شق القبر، "وقيل: بعدوطار موته

اإلنسان، وطن أمومة/ في عن يبحثفقيرة زوجة وقيل: كانت

الصغيرة التلة وراء هنا حبلىوالنهار الليل وبينالمضيء التمزق / في الصمت في

يجيء" الذي الطفل تنتظرــيروت المجلد الكاملة األعمال في كاملة، القصيدة انظر* ــاني: ب الث

/.1985/ 2ط العودة دار -36-

وحدة وتحوالته" تشكل "الصقر أن القول يمكن أخيرا البحث في – ملحمية سيرة خلق طريق على متكاملة عضوية

إهمال دون والحياة، الموت جدلية عبر والوجود الذات عن الفني أدونيس عالم تشكل التي السيرة لهذه القصصي العنصر

ألسباب عليها يثابر لم شعرية ريادة تمنحه والتي معا، والفكرياآلن. بحثنا موضوع ليست *وفكرية فنية

البياتي الوهاب -عبد4

يأتي! يأتي.. وال الذي انتظار في - أبيض، غبار وثمة وجهه، على والمرارة الحزن من مسحة"*والمنفى" والطواف االرتحال بقايا من لعله

إنجازات البياتي حقق المتفردة، الشعرية مغامرته عبر قلب فمن للقصيدة، الفني والبناء الرؤية صعيد على باهرة

والعمق، باألصالة مفعمة قصائده ولدت المدهشة البساطة استقطرها المتنوعة، والرؤى والداللة، والرمز بالصورة موشاة واالغتراب، النفي حالة المعاناة.. من قلب من الشاعر

وتناقضاته، العالم هذا ومفارقات على وتمرده عصيانه معلنا واالستسالم والتعليب والسوقيه، االبتذال البحث هاجس حامال

للقصيدة جديدة آفاق عن والتاريخ.. بالترحال مسكونا تجربته يثري واألساطير وصخب وأعياده العالم هذا عن /بعيدا

الطيور مع وأرحل عصاي ليلة كل وساسته../ أحمل، تجارته في تعمل والكلمات تقع، إنسانية معجزة انتظار في المهاجرة،

الخيط هذا األمل، هذا اإلنسانية، الشرارة هذه لتهبني صمتها، وباهظة ثقيلة فالحرية قصائدي، فيه أكتب الذي الدخان من

.**ومحرقة/ الشعرية" لديه، الحكاية برزت المتنوعة المغامرة هذه عبر

أهم أحد وهي والمتشعبة، الغنية تجربته في متفردة كحالة بلغة الحكائي العنصر على ارتكزت فقد الشعرية، إنجازاته كـ معظمها في األخرى العناصر واستقاللية الشعري التكثيف العالء- عن أبي الحالج- محنة الظهيرة- عذاب في "الموت

والموت.. الخ" ومنها الحب – اليمن وضاح قصيدته: أيضا من بعيد حد إلى اقتربت ( التي4–يغني" كان الذي "الرجل

والداللة- والموقف الرمز – الشخصية اختيار زهران" في "شنق شــعر في القصــيرة القصــيدة "بنية كتــاب المجــال هــذا في يراجع*

/ العـــرب- دمشق الكتـــاب الشـــرع- اتحـــاد أدونيس"= د. علي أدونيس أن إلى الهامة اســتنتاجاته إحدى في يتوصل /- حيث1987

أكثر /بدأ غموضا المتــأخرة/ الشــعرية مراحله في والتــواء وتعقيــدا/.69ص/

ــال* ــ/ الطبعة - المقدمة1 مجلد – الكاملة األعم دار – الثالثة ص/هـ بيروت – العودة

/.49- ص/2 مجلد – الكاملة األعمال** -37-

للحكاية. فزهران.. الفني البناء وعناصر للشاعر، الموضوعي الحرية يحب أيضا، اموكالخي يغني، كان الذي الرجل ذلك مثل

حياته تقديم في يتوان ولم والحياة، زهران ومثلما لذلك، ثمنا يغني طهران أبواب على الشعبي، البطل ذلك كان للحياة، يغني

للحياة الذاكرة: في امالخي صوت مستحضرارأيناه طهران أبواب "علىرأيناه يغنيظنناه أخت يا الخيام، عمر406فاه" م- ص فاغر عميق، جرح جبهته على

تنامي عبر الشعبي، بطله شخصية تجسيد البياتي ويتابع الخيام" عمر واإليحاء.. حامال" صوت بالتكثيف الشعري، الحدثوالتحدي. الصمود على كداللة حكاية لنا- عبر يقدم البياتي إن مكثفة- بطال ثوريا.. أصيال البطل وهذا الشمولي، العام إلى الضيق، الخاص من به ينتقل ليس التنظيرات في العصر أوهام بعض يحمل وال أسطوريا

من الالجدوى فكرة أمام يتخاذل وال السياسية، والمماحكاتالتضحية.

يرتفع النقي.. البسيط.. العميق.. الذي الشعب ابن إنه ورصاص الجالدين، سياط بين صوته بسيطا- يغني.. القتلة.. نديا الحزن، يلفها التي وللمدينة الخيام- لإلنسان عمر صوت حامال بارعة.. شعرية وبلمسة الملكي، الحرس وجالدي العرش وظالم

صداه دوى الذي البارد، الموت صورة الشاعر يلتقط وبسيطة ومساربها، طهران ساحات في عصرنا، خيام صوت بذلك كاتما

الشهيد: طهران أبواب اآله- على فمه في واختنقت طلقة، و.. /دوت

رأيناه/ وفي للحدث، الدرامي العنصر ذروة إلى البياتي يصل هنا

الحالة ذروة بإحساس الحكاية القصيدة الشعرية.. مؤطرا الشعرية المقاطع بعض تكرار عبر بطولي.. تفاؤلي، محققا

صوت بينما والقمع، االستبداد ألنظمة صارخة إدانة بذلك ونشر الطلقات دوي برغم عاليا، الشعب- يدوي المغني- صوت

واإلرهاب: الرعبرأيناه طهران أبواب "علىالليل في الشمس يغنيوالله الموت يغنيفاه" فاغر عميق، جرح جبهته على

في عال فني وأداء درامية أصالة عبر – البياتي هنا ويحقق ما – القصيدة بناء في ورئيسي هام كجزء القص، عنصر تقديم الخوف زهران" باجتياز "شنق ختام في الصبور عبد حققه

-38-

والتطلع والرعب، باألمل. الحياة تورق كي الغد، نحو دائما الموت، على وتنتصر حدود عند تتوقف لم البياتي تجربة أن إال تضع أو معينة، سقفا نضجها تزداد- عبر راحت بل لها، شعريا رحيل، إلى رحيل من الغربة عوالم وتعقيدا- تجوب كثافة وتألقها لتشكل المجهول، ترتاد واألمكنة، األزمنة حصار وتفك عالما

اإلنسانية، تجربته عبر أصالته، يغادر لم شعريا، للمنابع مخلصا.*وصباه طفولته مالمح فيها تشكلت التي األولى األسطورة روح في كبير حد إلى موغل البياتي عالم إن

بابل وأطالل والفرات، دجلة ضفتي بين العريقة والحضارة تميزت لذا، الحياة، ممارسة في المدهشة وسومر.. وطقوسها

التجديد، باتجاه والمغامرة الحركة بحرية الشعرية تجربته يحاول فالبياتي على ويتمرد المستقرة، المفاهيم يكسر أن دائما والحياة، العالم سكونية واالكتشاف، اإلبداع حرية بذلك محققا وما جدا، والخاص الخاص، البياتي الشعر النهاية في ليشكل القصصي أو الحكائي العنصر الشعرية تجربته من هام جزء إال

لديه الشعرية الحكاية اتخذت فقد فنية وبنى متعددة، أشكاال الشعرية، الحكاية لبنية المستقلة العناصر تراع لم لكنها متنوعة، التدخل عدم أو النص، خارج أو حياديا، يكون أن يرفض فالبياتي

مشاغب الناحية هذه من فهو الحدث، وبنية القصة عنصر في وهو وممتع، وجميل، محنك، الحكاية تضمين إلى يميل أيضا

في القص عنصر الشعرية- أو الحكاية- حوارا عبر ثنائيا، أو داخليا لهذه أن شك وال الثالثة، وللضمائر الثالثة لألزمنة مثير تداخل

الحالج- والعنقاء- وغيرهما، عذاب في بنائي- كما دور الحواريات مسار على الدالة المكثفة، القصيرة الشعرية الجمل من فيه لما

الحدث: تزداد من مجموعة عبر الحكاية، القصيدة بناء في تألقا الحكاية لمضمون شمولية رؤيا النهاية في تشكل التي المحاور، التي والموضوعية، الذاتية عناصرها مزج خالل من ودالالتها،

شعرنا في القصيدة للحكاية الالحق التطور نقاط إحدى برتتعالمعاصر.

إن في تحول البياتي، لدى الحواري البناء هذا من قسما مكثف، بناء لديه- إلى الشعرية الحكاية األخيرة- وأقصد أعماله

ازداد بناء كليا. وأصبح الذات إلى وثقال.. وانقلب تعقيدا مثقال الدرامي البناء في الباطني الفلسفي والجدل األسطوري بالرمز

من جديدة حالة إلى النهاية في ينتقل الحديثة، للحالة أو للحدث، إليها والداخل الذات، عن المستقل المجرد، الخلق حاالت فيها يحل *األقنعة من مجموعة متقمصا محنة في مرهفة، روحا

القديمة الحضارات في يتوغل ثم المتنبي، وموت العالء أبيالمثيرة. وطقوسها

-ط2الكاملة- م البياتي- األعمال الوهاب الشعرية"- عبد "تجربتي*العودة- بيروت - دار3

الكتــاب صــبحي- اتحــاد الــدين د: محــيي البيــاتي شــعر في الرؤيا*ــرب- دمشق ــ ــ ــتي الهامة الكتب مقدمة في / وهو1986/ الع ــ ــ ال

البياتي. عن صدرت -39-

الغابرة المدن تواريخ وفي مالمحه، المتنبي وجه في يقرأ إنه في طروادة"- "الموت الجديدة"- حصار "نيسابور مدينته قصة

رفض" رهين في عصره هموم ويترجم غرناطة" .. الخ، "الحالج" قفامو وفي عنه، وعزوفه المحبسين" للعالم،

واستبدادها السلطة لزيف مجابهته في الشجاعة الذي منتظرابعد- فيما عندها يأتي": - سنتوقف وال يأتي

بين تتحول واألشياء، والرموز والشخصيات المعاني هذه كل متنوعة جديدة بنية منها يصوغ خصبة، مادة إلى البياتي يدي

أعماله معظم من عناصرها تخلو ال تكاد الشعرية، للحكاية بنى وابتكار استخدام أسلفت- إلى يلجأ- كما بذلك وهو الشعرية، الفنية البنية في رئيسي كعنصر الحكاية لتقديم متعددة،

تجربة المضمار، هذا في البياتي تجربة جاءت للقصيدة. لذا السرد تجاوزت المعاصر. فقد العربي الشعر في وفريدة ناضجة

الحسية الصورة خالل من وبلورته، القص عنصر لصالح الوصفي جزئيات بين المستمرة، الحديثة والحالة المتعددة، األبعاد ذات

يتفجر مكتمل، جسد إلى البياتي يدي بين تتحول التي القصيدة وعالقات دالالت منه تنبثق جمالي برداء ويتشح والحياة، بالفن

معناها عن وتخرج الكلمة حجم تفوق التعقيد، وشديدة متشابكة جديد فعل جديد.. إلى نبض إلى لتتحول المألوف، القاموسي

األزمنة بين المدهش والتقاطع التداخل عبر ورؤاه، رموزه يحمل ترافقهما المتنبي" لعنتان "موت ففي و"اللعنات"، واألصوات

ومتنوعة، متعددة زوايا من الرواية سرد تتبادل أصوات أربعة بينها فيما والتنقل األزمنة تداخل عبر الشاعر، قصة لنا تجسدمطلقة. بحرية

انصهر الحالج" فقد العالء" و"عذاب أبي "محنة في كذلك إلى والقناع، الوجه بين ناضجة توحد عملية في معهما الشاعر

بتناول يتفجر أن يفتأ ما الذات، من المؤقت االنعتاق درجة هذه، الوجداني التوحد عملية في وكأنه وهمومه، العصر مأساةمستمرة: وهي مزمنة المأساة لنا: أن يقول

المصباح انطفأ ما إذا الليل أوحش "ماالذئاب زمر الكادحين الجياع خبز .. وأكلتالذئاب وصائدوالصباح حديقة وخربتوالرياح واألمطار السوداء السحبالهضاب هذه فوق الخريف وأوحش

الزقوم شجر عروق في يدب وهو-147الضباب" ص خمائل في

2م عالقة على البياتي لدى الشعرية التجربة تنطوي المعنى بهذا

في تعمق الحالج، ومأساة الشاعر مأساة بين وجمالية، جدليةالعصر. بهموم اإلحساس وجداننا

-40-

رحلته في البياتي ويستمر في العالء أبي شخصية متقمصا فإذا واألفكار، الرؤى من الكثير في تشتركان والقصيدتان محنته

على واالحتجاج للرفض وسيلة عزلته من جعل قد العالء أبو كان دفع الشجاع، الصوفي الحالج، عزلة فإن األرضي، العالم فساد حياته الفساد. هذا لمجابهة ثمنا

وفنيته فرادته له القصيدتين من لكل الفني البناء أن إال المتطورة الشعرية الحكاية بناء في البياتي بها تميز التي العالية،

في المشتركة القواسم تعددت ولو حتى القصيدة، بنية في تشتركان القصيدتين أن من فبالرغم القصة، أو الحكاية موضوع

/لعب التقطيع عملية في دورا القصيدة/، الحكاية بناء في فنيا الدرامي النمو على الحالج" اعتمدت "مأساة أن نالحظ

تصاعد للحدث..، أن الشاعر يلبث ما التي الذروة نحو تدريجيا الخطابة من بشيء المأساة من الخروج بغية حدتها، يكسر

المسرحية:األشجار "ستكبر

األنوار هيكل في غد بعد سنلتقي لن يجف. والموعد لن المصباح في فالزيت

يفوت2م156تموت" لن والبذرة يبرأ، لن والجرح

من متعددة مجموعة من العالء" تتكون "أبي محنة لكن يبلور متتابع، بشكل رأسي- يتوالد ال أفقي، مسار عبر المواقف،

من فيه موقف على ينطوي هادئ، شعري نسق عبر المأساة المزمنة المأساة وجه عن يعبر بما وفلسفته العالء أبي حكمةالمعاصر: عالمنا في واإلنسان الشاعر يعيشها التي

الجنادب؟ هذه تغني "لمنالكواكب؟ هذه تضيء لمن األجراس هذه تدق لمن2 م161الناس"ص يمضي وأين

الشعرية- قد الحكاية تطور ومنه – الشعري البياتي عالم إن حقق إنجازا فنيا الفكر بين الناضجة الجدلية العالقة في هاما

ورؤى والحاضر، الماضي بين والخاص، العام بين والفن، نسجتها فنية بنية عبر واألسطوري الواقعي المستقبل. بين

عوالم منحته وخصبة، غنية كمادة البياتي، لدى المتفردة التجربة قديمة التاريخ، عبر اإلنسانية والمعاناة بالحياة متفجرة متعددة وحديثة، رهين الحالج- ومحنة المتنبي- وعذاب "موت من بدءا

الخيام المحبسين- ورحلة هاملت وكامي لوركا بـ مرورا العماد- ذات إرم ثم …وجيفارا …واإلسكندرية وسبارتاكوس،

السندباد مغامرات وأور.. إلى وغرناطة ونيسابور ودمشق وبابلوليلة.. إلخ". ليلة ألف من وأشياء بالحرية.. عالمه.. يحلم يبني أنقاضها، وعلى خاللها، من إنه

من تنهض "بابل" وهي رؤية إلى الشوق جنون ويجتاحه -41-

والعدالة. والحرية الحلم مدينة إلى احتراقها.. لتتحول يأتي "الذي المدهشة قصيدته في الذروة يبلغ البياتي أن إال

يأتي". وال في عاش الذي … الباطنية الخيام عمر لحياة ذاتية -سيرة

العصور كل تعني هنا والسيرة(#)يأتي، يأتي.. وال الذي منتظرا الذات عن البحث تعني الكبرى حقيقتها في وهي الحكاية..، كانت وهكذا الوجود، لهذا الشمولية الرؤيا وخلق والمعرفة،

البياتي، وجه في الخيام، سيرة يأتي. يأتي.. وال الذي منتظرا الشعرية، البياتي تجربة في القصوى ألهميتها ونظرا معها سنتوقف الذاتي الملحمي الشعري البناء في ولمكانتها

قليال. مقطع مقطعا. ولكل عشر ثمانية من القصيدة تتكون

استقالل لها قصيدة، يكون أن يمكن الحقيقة في وهو عنوان، زمني نسق في وصفية أو نفسية أو ةي"حدث حالة عن يعبر نسبي،

خارجية. أزمنة تداخل أو ترجيع دون متواصل، الموحش.. الحزين.. االنتظار جوهر العنوان من ويتضح

مضارع بفعل فيه، نحن مما والخروج الوالدة بداية "يأتي" معلنا أو شفيفة، كسحابة يمر بميالده.. إنه نحس نكاد وال يولد إنه

خفي، كوهج ذلك تعيد التي النفي حالة وهي يأتي"، "ال أنه إال أوراقنا الظلمة: /واحترقت إلى االنعدام، حالة إلى االنطالقطار/ المعطار- والعندليب الحديقة في الخضراء يوفر – يأتي لن أنه اليقين- في من الخالي النفي هذا لكن ذلك من والخوف االنتظار حالة عبر مجيئه، في األمل من ظالال

أوهاما، بنيناها التي اآلمال يأتي" فتستحيل وال قد.. "يأتي الذي في ثانية لتسقط جنوننا، اخترعها واليقين، الشك بين تتأرجحنيسابور. جحيم

الحكاية- القصيدة امتداد على – الحالة هذه تنسحب هكذايأتي" "يأتي.. وال الذي من والخوف والقلق االنتظار حالة

البياتي، سماه كما الباطني أو النفسي، الداخلي اإليقاع هذا يخلق سوف التي والرموز الصور كل في يعيش عميقا، توترا في ظلنوس مقطعا، عشر الثمانية مدار على القصيدة تقدمها هذا أن فجأة، شفتنك أن خشية القصيدة، طيلة متوجسين خوف في سراب مجرد كاذب.. أو حلم إلى يتحول قد يأتي الذي

المتصحرة؟! حياتنا مسيرة الماضي فنقرأ الغالف"، على "صورة بـ القصيدة تبدأ

رغم – تحلم بسعادتها الطفولة نرى ثم والمستقبل والحاضر في يبصق نيسابور لكن البعيدة الفاضلة نيسابور- بالمدينة جحيم في يحلم المخاض/ والقمر في وهي /وضاجعوها الغزاة وجهها تنهشه الغسق في المذعور الحوت/- /واألرنب ببطن بأس

- وهــذه2م الكاملة العــودة- األعمــال - دار"يــأتي وال يأتي " الذي #/.209ص/ الديوان مقدمة في البياتي دونها العبارة

-42-

يجر الكبيرة/- /ولوركا البحيرة في النهار الكالب/ /ويغرق واقفا يأتي.. والذي/خيام يا /كبرت الزمن يمر الميالد/ ثم في للموت

بعد: يأت لم أراه ،يأتي وال )يأتي أراه وال مقبال يداه لي تشير

( هالحيا تبدأ حيث يبدأ الذي الموت شاطئ من2م232ص الملوك أحذية الوحل.. تقبل في تمرغ الزمان كالب نرى ثم

تنتظر التي األرض باطن "في البذور بينما الخونة، والمارقين بين من والهواء"، للنور دربها عيونها".. وشقت النشور" فتحت

الكئيبة": الخرائب "هذه عشتار "لكنما الجدار على ظلت

التراب وجهها يعلو اليدين، مقطوعة2م238واألعشاب" ص والصمت

العالم محبوبته" عائشة" في عن "أورفيوس" يبحث نرى ثم ونرى المظلمة، السراديب تلك في عينيه من فتفر السفلي، يشتري المزاد" من في يباع السندباد يأتي طروبا؟" ثم عبدا والرموز، األصفر بالورق العجوز" الملتحي "الثعلب هذا الموت،

الخراب: األرض في ينشر عذراء ليلة كل "يفتضواألطفال النعاج يفترس

الشمطاء هذه ثدي يرضع بالعشاق يغدر

يضحك األعماق من مزهوا2م246السماء" ص حافره في يرفس

وتغرق هوميروس، وحفيد المغني، يموت النور، ويخفت األطالل فوق وطيبه.. وتنعب وروما بابل، وتختفي الحياة سفن

ذله في اإلنسان- يموت – العالم هذا وريث لنرى الغربان،بالمجان: كالكلب

عريان سوره حول "يحوممحرمة فاكهةمظلمة.. ربيع، بال ومدن

األعماق في المدفون العالم هذا "وريث يلهث الطريق قارعة على مهزوماغريق هالك وجه يحمل

-251أفاق" ص جائع، ككلب المقهى، في ينام2 م

-43-

الليل ويتحول والمغلوبة، الغالبة المدن، شوارع الظالم ويعم قيثارة- أصفر، كتاب الموتى، /جماجم فيها تراكمت مغارة إلى

هذه فوق بالدم مكتوبة عبارة، ميت، طير الحائط، على نقشالحجارة:

الكبير: العالم هذا أفراح "عديدةالمثير األزرق األبدي السماء عري

الخريف عذوبةالبحار في الفضي السمكالنار فوق الخسيس المعدنواألفكار" والنساء الفجر

الســماء، إلى أعيننا ونرفع ــا ــودة.. عن الكلمة عن بحث المفق الشــاحب البليد وجهها وتغسل نيسابور تضيء شرارة عن الفرح،

دم من ينبعث بــدأ النــور" الــذي "خيط وهج فــنرى المقهــور-، "في الفــــانون فالبشر عــــددهم؛ يحصى ال الــــذين الشــــهداء

الحياة: لعبة الظهيرة"/ يمارسوناإلنسان ليضيئوا: شرف ))يحترقون

يموت ال أن راكعا مهان(( منسحقا القوس القصيدة/ ليقفل /زمن دورته الزمن يكمل هكذا

تلك لتظل يأتي، يأتي.. وال الذي انتظار /األمل/ في النداء علىة، األمنية فتنحسر الممزقة، الصورة تلك أجزاء تتجمع لعلها حي والزيف الظلم جدار ويندك عنها، والموت الخراب ظالل

والفساد،:الممزقة الصورة هذي أجزاء جمعت )لوالمحترقة. بابل لقامت إذن

عشتار .. وابتسمتالقيثار تداعب سرير على وهي

شرارة الندلعت جمعت لو …المنهارة الهياكل هذه فياإلنسان. وولد…

األمواج وقرارة البحر زبد منر ومن األرض وجع من -262الزجاج( ص تكس

2م263 /الصورة على المبني القصيدة، هيكل نستخلص المعنى بهذا

اآلخر الوجه على األول- ويقابلها الغالف/ -المقطع على التي. *األخير قبل ما والظل/- المقطع /الصورة

التجربة عصـــارة رباعيـــات" وهي "تسع بعنـــوان األخـــير المقطع* بنــاء جــاءت الرباعيــات بالخيــام. وهــذه المقنع للشــاعر اإلنســانية

ــتقال.. لكنها ــدى مسـ ــيرة صـ ــام، الباطنية الذاتية للسـ ولتأخذ للخيـــهورة الرباعيات السيرة- صاحب بطل طبيعة من شكلها وقد المش

-44-

نحن/ الحياة.. هي الكون.. هي واحدة.. هي لصيغة صورتانعر سحر منا ينال حين مجتمعة اإلنساني/ نراها الوجود الش

وتعرجاتها القصيدة أجزاء في نتوغل حين والرؤى، والفلسفة، يأتي؛ يأتي.. وال الذي انتظار مرير- في صراع عبر– المتشابكة

العاصفة؛ كنذير الغاضبة الهادئة؛ الحزينة إيقاعاتها إلى صتنن تطير التي تلك للشاعر؛ الخالقة التجربة بطبيعة المتوترة العميق الفلسفي التأمل من حالة إلى الممزقة بأرواحنا

التي المتنوعة، الخصبة، الصور تلك عبر معا؛ والواقع لألسطورة تلبث ال الفرد، بصيغة إنسانية شخصيات خالل من نفسها تعرض

في كما المعاش، الواقع تالمس جماعية، رموز إلى تتحول أن شخصيات "الخيام- وعائشة- ولوركا- وسقراط" ثم شخصية القصيدة: "عشتار- في وغزيرة متنوعة، أسطورية تاريخية

شهريار- بوذا.. الخ". أوزوريس أورفيوس، الرمز في تذوب واألسطورية الواقعية الشخصيات هذه كل

باإلنسان، قسوتها- تشيد رغم– فالقصيدة المعاصر، االجتماعي السترداد وتستفزه والكوني، االجتماعي ذله في وهو حتى

ه أن وتحاول وجهه، عن والمهانة الذل غبار ومسح كرامته، تدل االنتظار.. حالة حالة من النور" لتخرجه "خيط بـ يمسك أين من

عبر يأتي؛ يأتي.. وال الذي واليقين.. بين الشك بين التأرجح مجموعة من المركب الزمن بفلسفة الوعي، حادة معادلة لنا لتقدم جميعها، تدخلت– واقعية "حكائية" أسطورية عناصر

عميقة.. ولدت معاناة نتاج الواقعي، الكوني، القلق من نزيفا في الحالة مكان تحدد التي باللحظة يمسك جعله الشاعر، لدى يأتي.. وال كالذي …والالنهاية الالبداية في الدافق الزمن تيار

يأتي. يغني له، ضفاف ال بزمن الوعي من النوع هذا أن شك وال

القصيدة، اجتاحت التي والفلسفي، الفكري التأمل حالة انطالقا في إشكالية يخلق مما له؛ نهاية ال الذي االنتظار حالة من

منا يتطلب وهذا بالحكاية، القصيدة هذه عالقة مدى عن التساؤل القصيدة؛ مع أخرى وقفة معطيات بكل وثرائها ألهميتها نظرا

وبنائها والفلسفية؛ الفكرية الرؤى تعدد العظيم: في الشعر عظيم، لشاعر ذاتية سيرة القناع- وعبر طريق عن– الملحمي

وألنها حكاية ضمن متعددة، وأساطير بحكايات زاخرة أيضا األوائل الرواد بين البياتي بها يتفرد فنية خصوصية ذات واحدة

المعاصرة. الشعري التجديد حركة في الزمن وأعني القصيدة، داخل الزمن إلى انطالقا.. أعود

أو رواية بدون سيرة أو حكاية يوجد ال الروائي- إذ أو الحكائي جمالي كنسيج والمضمون الشكل فيها يتداخل وأمكنة، أزمنة

الــوالدة. قبل التســعة الحمل أشهر إلى التسع الرباعيات عدد يرمز للســـيرة الفـــني الســـرد بنية عن زائـــدة حـــال. فهي أية وعلى

ورؤى أفكــار من تحملــه لما مســتقلة دراسة وتســتحق "الحكايــة"،ــفية ــون في تأملية فلس ــود الك ــاني، والوج ــذابات اإلنس العصر وع

المزمنة. وصراعاته -45-

والتفرد، النضج من عالية بدرجة القصيدة بناء في يبرز وفني، الحكائي- التقليدي،– الروائي الشكل عن يبتعد الشاعر جعل مما الخارجية، للعناصر وصفية بانسيابية األحداث تسلسل في

إلى القفز أو ماض إلى الرجوع دون حدثت، كما تتعاقب لحظة في بنائي تداخل عملية عبر حلم في الدخول أو مستقبل،

يأتي. وال يأتي الذي في كما اإلبداعي، الخلق عبر "يأتي"، للحاضر األساسية السمة نتلمس القصيدة في

القادم.. الناهض بوصول األمل فينا تبعث مستمرة، انتظار حالة حالة نتلمس ذاتها، اللحظة في لكننا، المحترقة، المدن رماد من

يأتي". "ال المحتومة النهاية وننتظر النفي، الزمن ازدواجية اللحظة، ازدواجية نعيش نحن إذن

داخل العمق شديدة وتداخالت مفارقات، سيخلق مما واشتباكه، استرجاع في سواء القصيدة، في الروائي الزمن اللعبة.. لعبة

فيه تتداخل حلم عبر أو المستقبل، استشفاف في أو الماضي،– األزمنة جميع "الصورة بـ ونهاية الغالف على صورة من بدءا

والظل"-. نقتطف الماضي: من صورا

البتار- يمزق بسيفه جواده على ))كانتحت القالع- تنهار وكانت– الكفار

2 م213الجياع(( العزل ضربات ثم دالالتها تحمل الصور وهذه الواقع-،– الحاضر من صورا

الحاضر. على أسقطت تاريخية بمرجعية وتتعلق الفكريةللمدينة- المساء مع عادت– السفينة ))لكنماالظهر الشحاذ- مقوس ظهرها فوق تحمل

العيون- المبقورة الجثث– عيون بالالملعون. الشارع هذا تسد

هنا من مروا الغزاة أخرى: )-كل صورة في ثمبنيسابور((

الغزاة //كل بغي الجحيم" إلى "نيسابور تتحول وهكذا المخاض- مدينة في وهي المجدور- وضاجعوها وجهها في بصقوا

أعمى إعدام- قمر مسدود- ساحة كئيبة. نفق ثرثارة- ضرائب الدود الوحل- يزحف في منهارة- غارقة الحوت-هياكل ببطن المحترفون غريقة- والساسة المجدور- نفاية وجهها على

المنهوك//. العالم هذا سادة التابوت- مع خشب ينجرون بالقمع تزخر الفجائعية،.. صور براهنيته الواقع، هو هذا

مكان// يضرب كل في والموت. //الموت والخراب على حصاراالريح//. قبض الجميع// والكل

الشاعر أن نلحظ المستقبل، رؤية نستشف أن قبل أننا غير صورة الغالف"؛ على "الصورة االفتتاحي المقطع نفس في يمهد

جواده صهوة على الفارس البتار؛ سيفه ممتشقا يأت لم تمهيدا -46-

الوجه ذلك وليغسل والهياكل، القالع تلك ليهدم بل عبثا، عن ولتخلع نيسابور، عن والخراب الكآبة وليمسح المجدور،

الغريقة. النفاية هذه من الحقيقة فتولد الرماد"، "عباءة كاهلهاامرأة-: فيها تنام محارة– بحر داخلها في //مغارة يرى إنه

دربها وشقت األرض، باطن في عيونها فتحت البذور -أرىوالحياة. للنور

إلى يعود آت، المستقبل.. كزمن إلى يشير التمهيد هذا إن بدايتها: منذ القصيدة في مستمر وهو انتظار، "يأتي" كحالة فعل

القذارة- وهذه– الثرثارة المدينة ذوائب لتغسلي السحابة //أيتهاويولدون-و: النسر بيضة يحطمون الفانون البشر

نيسابور الغيب بعين ))أرىالنسور..(( رأسها حول تحوم

رؤية إطار بالحاضر/ في /الماضي الزمن تداخل وعبر سيرة في الروائي الزمن بناء ليكمل الحلم يأتي مستقبلة،

االنتظار، حالة على تتكئ وفكرية حسية صور عبر الخيام، الفاضلة انتظار// المدينة في ونحن الدروب، في "فالفجر

جبينه// ثم رصيفها على يسند ولم الشحاذ يقف البعيدة// - /لم في "تنام النور" وبامرأة "حقول "الحديقة" و بالحقيقة// و يحلم

معلقة.. الخ. البكارة".. وجنائن ناضرة "صبية محارة" و التي والنفايات، والقذارة، األوبئة جميع من مطهر عالم إنه

"نظيف" يصنع فاضل مجتمع صورة إنها الواقع، في تلمسناهااألرض. على المفقود، فردوسه الثالثة- تأخذ األزمنة تداخل عبر– الحلم صورة لكن بعدا سيرة في الدرامي أو التراجيدي المحور هو رئيسا، نضاليا

البتار، بسيفه جواده على القصيدة- كان بداية الخيام: فمنذ– الكفار يمزق البعيدة، الفاضلة المدينة نحو كفاحه في متقدما زنبقا- اشتريت الخبز الطفولة- بثمن منذ كبيرة تضحيات باذال صنعت الدواء بثمن يقفز ثم البعيدة-؛ الفاضلة للمدينة منه تاجا األرحب.. إلى اإلنسانية التجربة زمن إلى الطفولة زمن من

نفسه األقدار" ليجد "حانة في //أنت العالم أرصفة على منفياتموت//. وال تحيا ال الغربة

صعب، امتحان أمام المنفي الخيام يوضع حرجة، لحظة وفي فيه يبدو السهم أصابك– الفاضلة المدينة إلى الوصول عن عاجزا– السماء بغبة تشاء، ما اإلناء- فعب في خيام- والخمر يا مفر فالاألقدار-. حانة في

داخلي صوت كان نيسابور، جحيم رغم منفاه، رغم لكنهاألعماق: من يناديه

انطفأت المجوس ))نارالفانوس فأوقدالفراشة عن وابحث

-47-

المسحور األخضر الظالم هذا في تطير لعلهاالنور ظالم واشربالزجاجة(( وحطم

والترحال// كبر الغربة سنوات //في الذي المنفي هذا إن فانتقلت وجهه، مالمح األقدار// وتجعدت //حانة في وشاب أرضع الذي النهر داخلك في احتضار// مات حالة إلى أحالمه

– الجواب العالم هذا المحاصر- فعبر المنفي هذا…نيسابور// فيستحضر اإلنسانية، بطوالت بكل عجزه يغذي أن يحاول

/الشاعر المقنع/ بطال له، شبيها الذي الشهيد هو ومهانا، عظيمايأتي". "يأتي.. وال االنتظار حالة من الخروج سبيل في دمه يقدم

"لوركا" في رموزه أحد يجد /الشهيد/، المقنع الشاعر إن يجر الذي في للموت واقفا المقاطع في لهذا الميالد- ممهدا

منها: متعددة برموز السابقة، المساء-، في الصيد كالب تجري الصحراء-وراءه في -الظبي

الصياد- قدم تحت الكالب- يموت المذعور- تنهشه األرنب ثم األوراد- بدمه مخضبا.222 ص

حالة في ليستمر الصفات بنفس– الرمز لوركا يبرز ذلك، بعد "العودة التاسع المقطع والشاعر- في الشهيدين بين التوحد منبابل": إلى

يموت أن اإلنسان ))معجزة إلى وعيناه واقفاالنجوم

*مرفوع وأنفه

األعداء حرائق به أودت أو مات إن القدر ضربات يتلقى وهو الليل يضيء وأن

2م237الغشوم(( التخصيص: إلى ينتقل ثم

لنيسابور ))فعدمخمور يا اآلخر، لوجهها

العمياء واآللهة الطغاة على وثر2 م242والقضاء(( بالمجان والموت

السيرة- القصيدة عبر– والمهانة والقلق العجز حالة ومن الخوف قلب الهزيمة.. في قلب في تنمو أخرى، حالة نتلمس

االنتصار: على التصميم هياألصفار// تدور وأن الريح نقبض نختار- أن أن بد // ال حالة إلى والهزيمة اليأس حالة من الخروج على اإلصرار إنهوالتضحية.. التمرد

ــاني التوحد حالة نالحظ* ــارة في هنا اإلنس ــزة عب ــان" "معج اإلنسجمعاء. البشرية قضية هي الحرية قضية أن إلى إشارة

-48-

تلك من والتخلص يأتي"؛ "ال الذي انتظار حالة إلنهاء تتراكم التي النفايات اآلتي القادم وصول وتعرقل يوم بعد يوما

الجميلة.. األشياء اليومية حياتنا تفاصيل في لتنمو إلينا؛ يأتي.. ذلك الفاضلة/- وال /المدينة يأتي الذي أجل اإلنسانية. من

البعيد. مسؤولية يولد الذي القلق، هذا مثل توفر حين– القصيدة إن ومستقبله- هي وحاضره ماضيه– اإلنسان مصير تجاه عظمى

حالة من والخروج التغيير، ضرورة نحو العميق الحافز تخلق التيواالنتظار. العجز

يحمل الثالث، مستوياته بكل بالزمن، الخاص اإلحساس إن يخلق الذي المسؤولية قلق رباطا – اإلنسان بين ينفصم ال متينا "الذي أجل من أشكاله، بكافة اإلنساني النضال إنسان- وبين أي

والسيرة الحكاية بين جمعت التي القصيدة يأتي"،.. تلك وال يأتي الكون تناولت ذاتية لسيرة ملحمي نفس عبر واألسطورة،

فيها البياتي كان أخاذة فلسفية برؤية بينهما، وما والمجتمع رائدا مجهولة.. يكتشفها، ذرى نحو ويتقدم يجرب ينفك ومبدعا. ال

.*الخالقة الشاعر بروح ويصيغهادرويش -محمود5

الحكاية وتضاريس المعاصرة الشعرية الحركة تتناول نقدية دراسة أية إن تتجاهل أن لها يمكن ال تطويرها وآفاق شاعرا كمحمود كبيرا

أي من يخلو ال شعره يكاد درويش،.. حيث مسامات من مسام حول تتمحور مصيرية فكرية خصوصية عبر اإلنساني، الوجودالفلسطينية. قضيته

الرائدة- ال الشعرية تجربته وغنى تنوع على– الشاعر فهذا الحب لنا يقدم وهو قضيته.. حتى عن بمعزل قراءته يمكن

غرناطة،.. األخير. وسقوط عرسه في األحمر والهندي بألوانه، بكل داخلها، من القضية تاريخ يكتب المعاني من بمعنى فهو

العودة حلم من ذلك في والحروب.. بما والموت النفي تفاصيل زعترها ورائحة بترابها وااللتصاق باألرض التشبث في والصمود، في األصدق المرجع يشكل الشعر هذا أصبح بحيث وبرتقالها،

العربي- فالشعر البقاء، على واألقوى المنطقة، تأريخ األكثر خاص- هو بشكل والفلسطيني الحدث تأريخ في تفاعال امرؤ منذ كله، التاريخ العربية.. عبر المنطقة بنزاهة.. في

درويش. محمود حتى القيس الشعر، عالم في درويش محمود تألق فإن ذلك، إلى إضافة

فيها بما العربي، الشعر في المعاصرة الشعرية التجربة يلخصــذه أنجــزت* ــرت الدراسة ه ــاة األدبي" قبل "الموقف في ونش وف

شهر. من بأقل الشاعر -49-

يشكل يزال وال درويش كان وفكرية فنية انعطافات من فنية انعطافة يقدم قصيدة كل في وكأنه، األساسية؛ عصارتها

ذلك، جانب إلى وهو العربية، القصيدة بناء في جديدة ومضمونية عبر وتطويرها الشعرية الحكاية تناول في الشعراء أغزر من

لديه القص عنصر يأخذ حيث الحكاية، للقصيدة البنائي التنوع القصيدة في مستقر غير يكون يكاد– قصيدته في آخر شكالوالفني. الفكري وغناه وخصبه تنوعه لكثر الواحدة المدهش؛ والتنوع العظيم بالفن حقا.. يضج صاخب عالم إنه

لم جديد، ألسلوب فاتحة تكون /الحكاية/ لديه القصيدة وتكاد بعد يكتشف –الكافيتيريا" في القهوة يشرب "سرحان من بدءا

األرض- يكون-قصيدة سوف ما الخبز- أعراس- "كان - قصيدة5 آخر الفضة-.. إلى وملهاة النرجس الزعتر- مأساة الجسر- أحمد

الحصان تركت لماذا– في قدمه ما .*وحيدا الشعبية الحكاية روح بين جمعت التي وغيرها، القصائد هذه

الفن به يتمتع ما الملحمي. وكل الشعر القص.. ونفس وروح فقد وبهاء، بشموخ االكتمال المس الذي العظيم.. الشمولي،

التي عن مميزة خصائص درويش لدى الشعرية الحكاية اكتسبت عنده اختفت الصبور" واآلخرين. حيث "عبد عند إليها تعرفنا الحكاية /مفهوم للمفهوم العام التصور أو التعريف حدود

وظهرت فنية، كثيرة عناصر الشعرية/ وسقطت منها بدال الذاتي فاختلط لديه، الشعرية للحكاية أخرى فنية تكوينات

القصصي والسرد الشعبي، بالفلكلوري والدرامي بالموضوعي المسرحي والحوار باألسطوري، والرمزي الملحمي، بالنفس

الداخلي.. بالمنولوج بين والمباشرة، الغنائية بين يجمع وشمولي، متطور بناء إنها ويمزج العصية، واإليحاءات والرموز الوجوه، المتعددة الداللة في يصب تصاعدي، نمو عبر بالواقع األسطورة فني بنسيج

التي الحكاية، للقصيدة الفنية الوحدة قناة في النهاية، ما كثيرا وتفاصيله أجزائها بكافة الملحمي البناء ومقومات سمات تحمل

ومشتقاتها. الثالثة، والضمائر األزمنة عبر المتداخلة، المترابطة، الصورة وخلق الفني، التجسيد على درويش قدرة إن

/الحكاية/ قصيدته على أضفت والسمعية- قد الحسية- البصرية بنائية تقنيات وفكرية.. عبر فنية دالالت وأكسبته عميقة، بساطة/ قبل ما– األولى الغنائية مرحلته من انتقل أن بعد خاصة عالية، أكثر جديدة مرحلة /- إلى1971 لم االنتقال وهذا وأصالة، عمقا

فيما تتعلق وحياتية فنية ضرورات من نابع هو بل مصادفة، يكن إدراكه ثم أوال، فلسطين وطنه من ونفيه الشاعر أعتقد: بخروج

تجربته عن التعبير على قادرة تعد لم الغنائية القصيدة بأن الفني هذا المشرد؛ شعبه بمأساة العميق وإحساسه المتطورة، الفنية

عشر "أحد* ــا ــهد آخر على كوكبـ ــدي خطبه– األندلسي المشـ الهنـــر..- حجر ــاني األحمـ ــيدة كل الميت.. الخ" في البحر في كنعـ قصـ

فاتحة تكــون وتكاد للحدث السردي البناء في خصوصية حكاية.. لهاجديد. ألسلوب جديدة

-50-

يأخذ الذي اإلحساس طبيعة وبسبب– عنه التعبير في آخر شكال العنصر يكتشف درويش راح ،…الصهيونية مع التاريخي الصراع بنية وفي التجربة، طبيعة في الهام والقصصي الحكائي

وتفاعلها الراهنة الحالة تجسيد على قدرة األكثر فكان القصيدة، والعالم جهة، من الفلسطيني للشعب التاريخية التجربة مع

البنى تتخذه الذي بالتوراة/، /المرتبط والخرافي األسطوري والسياسية العسكرية في لمنطلقاتها "اإلسرائيلية" مرتكزا

.*أخرى جهة من والممارسة الفكر الكافتيريا" في القهوة يشرب "سرحان قصيدة وتأتي

لتشكل منعطفا فنيا أدونيس لدى كما– درويش شعر في هاما يأتي"-، وال يأتي "الذي في البياتي وتحوالته- ولدى الصقر– في بتمردها اآلخرين تجارب عن تتميز الالحقة درويش تجربة أن إال

الخالقة، المتجددة بنائيتها.. لغتها القصيدة، شكل على المستمرالشعرية. الحكاية بناء في جديدة آفاق وفتح

الكون: في المبعثر الفلسطيني اإلنسان يلخص فسرحانومقتول. قاتل

عر القص بروح درويش يرسمه خارطة على معا، والش والرمز، الداخلي، والحوار الشعور تيار عبر المسلوب الوطن واألفكار الحسية الصور وتتقاطع تتداخل حيث المكثف، والسرد

لتخلق والمشاعر، مناخا ومرارة والضياع، اإلحباط من درامياالواقع.

القصيدة: في الحدث بنية تشكل التي هي الحالة هذه))يجيئون،

الله، سوى إله ال مطر، فاجأنا البحر، أبوابنافاجأنا

والحقائب سجادة، األرض هنا ورصاص، مطرغربه!

يجيئونالتي والظهور موعد، بال تأتي كواكب فلتترجلللسقوط مضطرة للخناجر استندت

حدث؟ وماذاطعم ال صوت، ال لون، ال اليوم، تعرف ال أنت

سرحان، يكبر سرحان، شكل.. يولد ال يشرب ويمزق قاتله، يرسم ويشكر، خمرا

يأخذ حين يقتله ثم صورته، شكال أخيرا2 م178 سرحان(( ص ويرتاح

الكاملة كنفاني- اآلثار الصهيوني/ -غسان األدب /في راجع للتوسع*/1ط بــيروت الطليعة - دار4جـ واإلجابة /الســؤال / وكتــاب1977

الثالث. دمشق- القسم– 1994 العرب الكتاب المستحيلة/ -اتحاد -51-

عملية في تمحــور الــذي مناخهــا، القصيدة ترسم البداية منذ هي هذه القتل وعملية فيه، سرحان للبطل خيار ال مزدوجة، قتل

وحــتى القصــيدة بداية منذ الحــدث في المتــدرج الــدرامي الخطنهايتها.

األميركية الرئاسة مرشح اغتال الذي الفلسطيني، فسرحان يدي على ليولد والواقع، الذاكرة عن كيندي" يختفي "روبرت أخذت القصيدة، داخل أسطورية أدبية كرمز.. كشخصية درويش

متعددة: -أحمد وسمات بأشكال قصائده، بعد- في فيما– تتوالد المتوسط-.. الخ- ساحل من األسير- الخروج الزعتر- عودة

القص في جديد نوع من فني تشكيل "سرحان" هي وقصيدة لها بداية ال تدريجي، بشكل والشخصية الحدث ترسم الشعري،

المزدوج" وهذا "القتل هو محدد فعل وسط تقوم إنها نهاية، وال من للخالص كأسلوب الحلم، إلى ويتوق الذاكرة، يثير الفعل

بالمستقبل.. بالحاضر، الماضي فيختلط المأساة، من الكابوس،فيه. للبطل خيار ال

للقصيدة ليس لذا األزمنة، اختالط في مستمرة حالة إنها لعقدة وجود يحسم.. وال حتى لصراع وجود ال إذ درامية، ذروةالوتيرة. بنفس مستمرة درامية حالة حل. إنها إلى تحتاج

الموضوعية. الخارجية العناصر جميع القصيدة لذا.. تحذف تتداخل وأصوات العنيف: صور الدرامي التوتر سوى يبقى وال

أبوك–البحر.. الثالثة: -/ أبوابنا الضمائر بين وتتقاطع.. متنقلة األمهات كفت يومها - ومن…اللصوص وجاء بالنصوص احتمى

الشهداء بأغالنا..- وخطى السماء نقيس صرنا الصلوات، عن -جلدي…والعدمية- بالضياع متهم الغزاة..- وسرحان تبيد

للوطن/- سجادة كل في مستمر والتشرد، والنفي القتل فالزمن.. زمن

يأخذ حين يقتله ثم صورته، يمزق قاتله، سرحان ويرسم األشياء، آخر. شكال األول المقطع في والتاريخ الحدث يلخص يكاد درويش إن

واستعمال والمتنوعة، المتداخلة النص حركة لكن القصيدة، من تبدأ أن للقصيدة يسمح النهاية، وحتى البداية منذ المضارع الفعل المأساة استمرار عن آخر ساطع تعبير انقطاع. وهذا دون ثانية

كم على سرحان ويكتب– يجيئون/الفلسطينية/: السرحانية حليبك- سرحان رضعت يقول حين يكذب معطفه- سرحان

ونوادي أرصفة يحمل الباخرة- وسرحان مطبخ في يضحك وفتاة- لغة من أكثر يعرف التذاكر- وسرحان حجز ومكتب

يشرب نسيتها- وسرحان جثة عن تفتش دم ةقطر وسرحان/.ويضيع …قهوته الفعل في الزمن استمرار لتؤكد القصيدة خاتمة تأتي ثم

وبشكل جديد، من الفلسطيني سرحان حكاية ولتبدأ المضارع،أخرى: كفاحية وبأبعاد آخر،

سرحان ))ويكتب ثم معطفه، كم على شيئا -52-

تهربمنقار الجريمة.. تهرب.. تأخذ ملف من ذاكرةطائر.2 م199عامر(( بن بمرج دم من قطرة وتزرع

ــدرامي الخط في البنائية الحالة تتبع إن للحـــدث، األفقي الـ وحــدة النهاية في تشــكل أساســية، عناصر ثالثة إلى يســتند نراه

العام مناخها في الحكاية، القصيدة لدى ولدت التي النفي حالة تفسير : هواألول العنصر-

مكان، كل في يرافقانه والتشرد، بالغربة اإلحساس سرحان، االستقرار، وعدم واالغتراب بالترحال توحي وصور مفردات عبر

والحقائب، السفر، ومكاتب الباخرة، ومطبخ والنوادي كاألرصفة تسحب أن يمكن سجادة إلى تتحول الفلسطينية األرض أن حتىقدميه. تحت من لحظة أية في

حليبك رضعت يقول حين يكذب ))وسرحان باخرة بمطبخ وتربى تذكرة، نسل من سرحان

تالمسه لم2 م180 سمك؟(( ص مياهك.- ما

الباخرة. مطبخ في يضحك ..))وسرحان القدس عن بعيد والطريق سائحة، يعانقوالناصرة

2 م184والعدمية. بالضياع متهم وسرحان أدى الذي المتردي الوضع تفسير : هوالثاني -العنصر

شتى في الفلسطينيين، باقي مع وتشرده سرحان غربة إلىاألرض. بقاع

السياسة، وخدع واألكاذيب والطغاة، الغزاة بوجود نحس إننا أو انفعال دونما درويش استخدمها المفردات، من جملة في

األسيوي- والبرلمان- والخادم والحرس، هتافية: كالشرطيوالتوصيات.. الخ. الخطابة- والبالغات ومنابر

ا ))سألناه: سرحان تساءلت عمفذهبنا قال: اذهبوا،

أعداءنا تزوجن اللواتي األمهات إلى ينادين وكن شيئا بأسمائنا شبيها

حرسا. الصدى فيأتي ينادين قمحا الصدى فيأتي حرسا ينادين عدال الصدى فيأتي حرسايافا ينادين

-53-

الصدى فيأتي حرساالصلوات. وصرنا عن األمهات كفت يومها ومن

2 م184-183بأغاللنا.(( السماء نقيس متعمد حذف في المأساة يلخص أن يحاول المقطع هذا

األمر حقيقة في هو الذي للحاضر واعية رؤية للتفاصيل. ضمن تمهد كمقدمة ورموزها، القصيدة دالالت في مستتر ماض

زمن– الزمن فيتحول الفعل، ثم والتاريخ، الذاكرة الستنهاض والمستقبل والحاضر الماضي بين التوحد من حالة القصيدة/ إلى

بواقع تتجسد القصيدة- بداية منذ– مضارع بفعل راهن.. مصاغا /اآلن بين يتأرجح غدا. أو اآلن. أو الفعل بوقوع يوحي كمؤشر

لحظة منذ القصيدة أن يؤكد ما والمستقبل. وهذا وغدا/ الحاضر زمنا، تبني تشكلها ومكانا توتر على يقوم سلفا، بنتائجه محكوما أو فيه، البت إلى بحاجة لصراع وجود ال حيث أفقيا، عنيف درامي يتنامى لحدث القصيدة إن المأساوية؛ ذروته إلى ليصل تدريجيا حرسا..! الصدى لها- فيأتي حدود ال التي المأساة ذروة تتناول محددة نتائجها والموت.. /نقيس والتشرد النفي في سلفابأغاللنا/ السماء

بالوطن.. باألرض. وبمجموع : خاصالثالث -العنصر ةالقصيد تشيد حيث النبيلة، اإلنسانية القيم الشعر من وطنا

الذهن في الوطن ويولد األرض فتتوحد الورق، على والحياة يشكل وحدوده، مالمحه، درويش محمود يرسم معا؛ والواقع

تحذفان وطني يا البحر على وموقعه: /نافذتان تضاريسه مدن عن القصيدة تسأل ثم قديم-جديد(، )حلم المنافي.. وأرجع

لإلقامة: وأمكنة وشوارع وعزلته األغاني )أخبرته مدينته في اختفت أخرى ))شوارع

بكل الجغرافيا لتتحول…مكان(-(( في غرفة له أن العيد ليلة رائحة والبحر- إلى والتراب. والجسد. والماء تضاريسها- الحصى

والوطن سرحان واإلنسان.. بين األرض بين جدلية كعالقة بن، حالة من الرغم على الحلم الذاكرة استنهاض ثم النفي، وأسباب

القتل: البن ))ورائحة جغرافيا

يد البن ورائحةينادي.. ويأخذ صوت البن ورائحةتعود( يوم )ذات ومئذنة صوت البن رائحة

المزاريب، مياه في تزغرد ناي البن ورائحةينكمش

الماء الصدى(( ويبقى يوما العالقة من الرفيع المستوى بهذا ارتباطه سرحان يؤكد هكذا

الدائم الحنين إنه الوطن، عن ارتباطها ينفك ال التي النبيلة في تزغرد ناي البن ورائحة اإلنساني، التواصل ولحظة

ومئذنة،.. الخ. ويد المزاريب.. وصوت -54-

جبهة نسيتها.. عن جثة عن تفتش دم قطرة وسرحان…نزفتها

إلى العودة على سرحان إصرار إلى تشير الصور هذه كل وثقافي تاريخي انتماء عالقة باألرض،.. إنها وااللتحام الوطن

محفورة تفاصيله: صور بكل وجود عالقة وجغرافي. إنها ونفسير البشر، وجدان في ووقعها ورونقها قدسيتها لها الذاكرة، في عب

والجسد، األرض تضاريس من مستمدة بمفردات درويش عنها المقبلة/ صورة والثورة واألرض بالوطن سرحان بتمسك توحي عامر.. والقمح.. بن جأريحا.. ومر والمطر.. وحقول البحر

الوطني.. الخ: والمسيح.. والعدالة.. والعلمتعزلوا أن الصعب ))مندمي كريات عن الفواكه عصير

وطني ولكنها … تجدوا أن الصعب من فارقا واحداالذرة حقل بين

2 م190 كفي(( ص تجاعيد وبين أن الفعل. يرى إطار إلى الحنين إطار عن سرحان يخرج هنا مستحيلة الحياة الدم.. وكريات الغذاء األرض. إنها عن بعيدا

الموت. والحياة. وبدونها.. يعني باألرض المصيرية اإلنسان لعالقة رائعة.. وخالقة صورة إنها

بها: االنصهار درجة إلى /الوطن/،وطني ))ولكنها

للجميع متسع والدم الحقيقة، في 191المقبال(( المطر يكسر ال الطباشير وخط

2م القادم، المطر هو الفلسطيني الدم أن الشاعر يعلن هنا

العدو، إليها واستند أقامها التي الواهية، الطباشير يمحو الذي شرايينها، عن تبحث التي الدماء قطرات فانهمار األرض، وستحياالبن.. حياة. رائحة جديد من وتبعث

واألرض سرحان بين الخالدة الجدلية العالقة هذه وعبر أسير كان ضاريتين" سرحان حربين يخوض نراه /الوطن/،197السالح" أسير وكان الحروب،

حائط على– السالم قتيل وكان الحرب، قتيل كان "سرحان الملكي- وحربك الحرس بأحذية الوطني العلم يصطدم السبي

198حربان(( حربان. حربك قاتلة صورة يتكلم. يرسم ال ))وسرحان

جديد، من تأخذ حين يقتلها ثم يمزقها، شكال

2 م198أخيرا..(( بالحياة تتعلق مآسي من أفرزته وما غربته يواجه أن عليه إن

-55-

المتكاثرين، الطغاة يواجه وأن الفلسطيني للشعب اليومية تقصف التي الخطابة، ومنابر الملكي، والحرس والشرطي،

المترهلة: السمينة بالحروف الغزاةكالمياه دم الطغاة، تكاثر الغزاة، فينا ))وتناسل

الشرطي وقبعة عم سورة غير تجففه وليس2 م183األسيوي..(( وخادمه مطبعة جرحك غريبا؛ تبقى السفينة، وتمضي

للبالغاتاألبجدية(( تنتصر والتوصيات. وباسمك

على العرب وللطغاة األجانب للغزاة صريحة تاريخية إدانة إنها في الفلسطيني الجرح من اتخذوا الذين الطغاة سواء. أولئك حد

مطية العربي، الجسد منحتهم مسوغا والتعسف بالحكم، االستمرار في رئيسا

بحرية الحق يعطيهم وهذا تحرير؛ دعاة /كونهم والطغيان، عن الطغاة هؤالء يتوان ولم شيء/؛ بكل التصرف الجرح ردم جوهر ليختفي واألوهام؛ واألكاذيب والشعارات البالغية بالخطب األرض تحرير في الحقيقي مساره عن الفلسطينية القضية

واإلنسان.الداخلي: سرحان عالم في يدوي الملح السؤال ويبقى

عبثا؟ صيحاتنا ))أتذهبعنقاء وتولد الخطوات، وتحترق نموت، يوم كل

ثانية(( لنقتل نحيا ثم ناقصة،- - - - -

عبوديتي؟! األغاني في – حريتي أعانق كيف … الوعي من عالية درجة إلى درويش محمود يرتقي هكذا

سرحان- مستوى شخصية عبر لنا، ليرسم– والفكري الفني للقضية، يكون أن ينبغي الذي الفهم كائن هو ما على متمردا والخروج النهوض وعوامل أسبابها– كلها المأساة خيوط جامعا

بأسرها. والقضية بأسرها، القصيدة هو فسرحان منها- بقبضته؛ عبر وتشير واأليديولوجيا، التفاصيل تختصر شخصية إن البطل، شخصية مالمح تحدد التي التوتر بحالة واختالطه السرد

كل وذكرت- صدى سبق كما– الشخصيات لكل صدى أنه القصيدة /في للقضية التفاصيل جميع الفلسطيني. إنه الشعب

صورته ويمزق قاتله، يرسم يكبر..، يولد.. ثم الحكاية/ فسرحان يأخذ حين ليقتله يضيع قهوته يشرب حين وسرحان آخر شكال

والطغاة والغزاة ،القتلة شكل جغرافيا" وبين " البن رائحة بين سرحان نرى ثم التضاريس؛ يتوسدون الذين ناهضا، شامخا نسيتها، جثة عن نزفتها، جبهة عن تفتش دم "قطرة عن يبحث

إنه أسيرا. وسجينا، السالم وقتيل الحروب "قتيل هذا سرحانبأغالله": والسماء األرض "يقيس قادم

سرحان ))ويكتب ثم معطفه، كم على شيئا -56-

ذاكرة تهربمنقار الجريمة.. تهرب.. تأخذ ملف من

طائر.2 م199عامر(( بن بمرج دم قطرة وتزرع

راهنة كحالة جديد، من لتبدأ القصيدة، خاتمة تأتي هكذا حكاية تنتهي أن دون القادم.. المستقبل، الزمن على مفتوحة

الشعب ملحمة إلى ستتحول التي سيرته سرحان.. قضيته، والتضحيات، النضال ألشكال الالحق التطور في الفلسطيني،

فيما مدهشة تجليات من الفن يمتلك بما درويش عنها عبر والتي *ذلك على كثيرة واألمثلة– بعد

أن القــول يمكن أخيرا أن يمكن ال درويش كمحمــود شــاعرا إلى بحاجة إنه واحد، مضموني فني جانب من واحدة، قراءة يقرأ

اطالعها وبســعة بذاتها، حصانتها تحمل ومتنوعة؛ متعددة قراءاتوثقافتها. ومعرفتها

هو ما هنا قدمته وما عالقتها في للقصيدة واحد جانب إال الجوانب / أما…/سرحان في تطورها وآفاق الشعرية بالحكاية

الحسية الصور وبناء الدرويشية، األخرى-الهامة- كاللغة وتعدده. والموقف اإليقاع تنوع جانب ذلك. إلى وغير والفكرية،

له أتعرض لم ذلك كل الخ؛ …والتاريخ األيديولوجيا، من بحدود إال(1)الدراسة. هذه تقتضيه ما

هو-فيما إذ وتفرد تخصص إلى يحتاج درويش محمود فشعر المعاصرة. وكأنه العربية الشعرية التجربة ذروة أزعم- يشكل

شيء. كل يكتب الشعر سقوط باالنعطافات. ينفي مليء شعري عالم إنهوأزمته.

يوسف.. - ))سعدي6الشعر..(( األمكنة- إلى كل المنفي-في

يظل يوسف، سعدي لدى الحكاية القصيدة بنية عن الحديث الشعرية، تجربته بدايات نرصد لم إن ناقصا رصدا مكثفا الشعري/القصص عالمه إلى العبور بوابة يكون وسريعا،

بالدراسة الجانب هذا يحظ لم يكن وإن الحكائي/ الزاخر؛ من يعد يوسف سعدي أن من الرغم قبل. على من والتحليل

ــال* ــود أعم ــيرة درويش محم ــرتقي األخ المتطــورة الحكاية بفن تير بالقص الممزوج الملحمي الفن عن فصلها يمكن ال لدرجة ــ والس

هذا. كل واألسطورية- فهي الشعبية والحكايات الشـــعر- نقد في كتـــاب: دراســـات إلى العـــودة يمكن -للتوسع)?(1

/1ط رشــد- بــيروت ابن خوري- دار الياس إلى121/ ص/1979ـ- 156./

-57-

الحركة في المجددين المعاصرين، العربية شعراء بين األوائلالشعرية.

الملتهبة المملكة بوابة "القرصان" عبر األولى مجموعته في الكالسيكيين، فحولها يحاكي الشعر، قاعة إلى اتجه ثم وأروقتها،

لغتهم، من معاصرة أكثر بلغة وبيانية، بالغية صور من ينوه بما من عدد يد على شاع الذي الشعري القص أسلوب على معتمدا التي الفترة إبان ومصر، وسوريا لبنان في العرب الشعراءالتفعيلة". "شعر الحر الشعر ظهور سبقت

ليست "القرصان" و"أغنيات لديه- في القصيدة كانت ذاته. على المغلق الشعري بالمقطع وتنتهي تبدأ(1)لآلخرين"

أن ومع ذاتها؛ الدورة يكرر جديد، شعري مقطع على لينتقل الصورة، إطار في"القرصان" إلكمال الحوار اعتمدت القصيدة في ثغرة أحدث مما مقنع، غير وصف إلى تحول هنا الحوار أن إاللديه. الحكائي القص أسلوب الثانية/ مجموعته بعد المرحلة تلك اجتاز ما سرعان هأن غير خلق نحو الشاعر يميل بدأ حيث لآلخرين/، ليست أغنيات

الدالة اللمحة ذات البسيطة، الصورة على تكوينها في معتمدا والرمز باإليحاء مفعمة اليومية، الحياة في األشياء تفاصيل بعيدا

والشباك، كالبيت، ومبالغتها؛ المبتذلة المقارنة أوصاف عن والخبز والزيت واألوراق والسوسن، والزهر والنخيل. الوردة

(2)والسجن.. الخ والشارع

حوله، مما ينطلق إنه والواقعية الفكرية عناصره ملتقطا العميقة، المجردة، الصورة تنتج التي العقلية الصياغة عن بعيدا يعيد هو بل هشاشتها؛ بكل لألشياء البصري النقل أو المبتذلة، والمكان، المرحلة، توثيق التوثيق؛ إلى أقرب بشكل صياغتها يوسف/. فجاء بن /األخضر يتخيلهم أو يعايشهم الذين والبشرأفكار. شعر يكون أن قبل كالرسم، وأمكنة، أشياء شعر شعره

عن تتخلى أن يمكن ال لديه، المستمرة االغتراب فحالة معظم إلى تسرب مزمن رحيل عبر والناس، واألشياء األمكنة

شعره في الخصوص وجه كله- وعلى نقل لم الشعري-إن نتاجه سعدي عند الحكاية القصيدة مكونات القصصي. فجاءت

إنها وهمية، ميتافيزيقية، ذهنية ملموسة. وليست واقعية مكونات متميزة- بصورة الداخلي عالمه عن التعبير مفهوم مع تتظافر

/…/سرحان في ودرويش وتحوالته، في-الصقر أدونيس عند كما ومشاعره أفكاره عن التعبير في متخذا شكال حسيا مشخصا/القناع/ أو اليومية. والحياة األشياء تفاصيل في مجسدا

مسارها عن خرجت قد عنده الشعرية الحكاية تكون وبذلكــدة- قصيدة عن عبارة /- وهي1952/ عام صدرت القرصان)?(1 واح

صــدرت لآلخــرين ليست و"أغنيــات الفــارابي الكاملة- دار األعمالــام ــائد تضم /- لكنها1953/ عـ ــام كتبت قصـ ــال1952/ عـ / األعمـ

/.1979الكاملة-/ المحسن- مجلة الفنية- فاطمة يوسف سعدي قصيدة "خصائص)?(2

/.1988" /20 حتى8/ )ص11البديل- العدد/ -58-

الموضوعي الموقف وهو عناصرها أهم أحد وأهملت التقليدي، كما الدرامي والبناء الحكائي السرد عملية في للشاعر المحايدزهران. شنق في الصبور عبد عند لمسناه الصبور عبد صالح عند الحكاية شكل انك فإن شكال موضوعيا متكامل تقليدي زهران"- كنموذج "شنق في محايدا عبد فيهم الشعراء- بما من غيره أن يالحظ الشعرية، للحكاية الحفاظ في قصائدهم من كثير في يتمكنوا أيضا- لم الصبور

بناء للحدث- في المحايد- كرواة الموضوعي الموقف على عملية داخل مشارك موقف إلى انتقلوا الحكاية. إنما القصيدة

لدى مدهشة تشخيص عملية في القناع، أو الحوار، أو السرد في وأدونيس، ودرويش الصبور وعبد البياتي عند كما البعض، من غيرهم عند كما وفنية، وفكرية، تاريخية شخصيات تناولهم

وتصويرها العربية، القصيدة تحديث في المساهمين الشعراء الحكاية أسلوب أخذ فقد يوسف، سعدي والفكري. ومنهم الفني منحى لديه األصوات بتعدد الحديثة القصة أسلوب نحو تطوريا

المشاركة "القناع" أو طريق عن الواحدة القصيدة في وتداخلها تداخلي بشكل الثالثة الضمائر عبر أو الداخلي، الحوار طريق عنتبادلي. أو

الذي بالمكان االرتباط شديد كان يوسف سعدي أن إال ومستمرة مؤقتة، لديه األمكنة كل يغادره. صارت أو فيه ثيمك واالغتراب. المكان على لديه القصيدة معا. فنشأت بآن فيه

في قصائده عناوين معظم فجاءت (1)األولى" السماء عن "بعيدا

صورته الشاعر منها استقى وبحار، وشوارع وأمكنة لمدن أسماءوجمالياته. المكان قيمة من الشعرية

المستمرة االغتراب حالة إلى يعود المكان في شغفه ولعللديه.

يمكن ال بما حيان، أبو التوحيدي عنها عبر التي الحالة تلكبالشعر: سوى آخر بقول منافسته

بالماء بني وطن عن نأى غريب وصف ))هذاوالطينف عن وبعد واللين.. الخشونة عهدهم له أال

فأين حظه وقل غربته طالت قد غريب عن أنت حبيبه من ونصيبه

إلى له سبيل ال غريب من أنت وسكنه! وأيناألوطان،

من الغريب بل االستيطان؟ على به طاقة وال غربته في هو

العـــرب- نقــرة الصـــقر- شط القصـــائد: جزيـــرة عنـــاوين من)?(1 الغــربي- أســوار زلـــالمن في السلمان- العمادية- غرناطة- نافــذة

عكا-. -59-

بعد بالمحنة وصفه نطق من الغريب غريب..،المحنة..

كان غاب وإن غائبا، كان حضر إن حاضرا ولم رأسه، مسقط عن يتزحزح لم بغري هذا عن يتزعزع

صار من الغرباء وأغرب أنفاسه، مهب غريباوطنه، في

كان من البعداء وأبعد (1)قربه(( محل في قريبا

اإلنساني حضوره يوسف سعدي أكد االغتراب تجربة وعبر منظر عبر بالوطن الصلة لصيق وظل المنفى شوارع في

خبرة التجربة تلك فأكسبته المتجدد، الشعري لهاجسه متحرك، بين الشعرية تجربته في النظر وإعادة البحث، قلق له أتاحت لبناء خاضعة لديه القصيدة كانت أن فبعد واآلخر؛ الحين

الشعرية: الصنعة وضرورات والوزن، القافية معماري، فضاء إلى ذلك بعد لآلخرين.." تحولت ليست "القرصان- أغنيات

صورة الفنية، بجمالياته أيضا، ومنضبط مفتوح وإيقاعا شعريا االمتالء ذلك /- فحققت1965/ مرثية قصائد من متنوعا- بدءاالشاعر. لذات والفكري الروحي

هذه مضامين أشكال في والفني الجمالي بالتنوع واالنسجامالمتميزة. التجربة قصصه بها اتسمت التي الميزة تلك اآلن، يعنينا الذي إنما فهو مؤطر؛ وغير منفتح، كمفهوم الحكاية مع المتداخلة الشعرية

في التجديد رموز قليل- أحد منذ ذكرت الجانب- كما هذا فيالمعاصر. العربي الشعر حركة

مدروس امتداد هو للكلمة، الحداثي بالمعنى لديه، فالتجديد ومتقن تناقضاته وكل وصراعاته الزمن لمعطيات تاريخيا

الشعرية على القصيدة يبني ال وإبداعا. فهو والحياتية- تراثا صلتها عن الجديد، الظاهرة قطع أساس على أو واه، أساس

واعيا؛ الفني ومعمارها القصيدة بتقنية إلمامه فجاء بالماضي؛ جانبه في والعالمية- وخاصة العربية– التاريخية ألبعادها ومدركا ومشاغله/ يوسف بن مجموعاته: /األخضر في المتنوع القصصي

الشمال نهايات األولى/. وتكاد السماء عن اإلفريقي/ بعيدا بتنويعاته الهام الجانب هذا تحمل كلها أعماله المختلفة. مستفيدا

أصل مع التعامل في النثرية القصة وتقنيات مقومات من والمكان، الزمان الحكاية/الحدث/ أو في الحنين هاجس حامال

مستمرين، وترحال غربة األولى. النور شهقة عن بعيدا بعدي رسخت القصصية مادته في الشعرية الصورة ولعل

اآلخر أحدهما ويلغى أحيانا، يتداخالن والمكان/، الحدث/الزمان في - تتداخل6الكبير- الوادي //عبور ففي أخرى، قصائد في

-195 الكاملــة، /- األعمــال7ص/ الكبيسي طــراد بقلم المقدمة)?(1/- بيروت.1979/ الفارابي - دار1977

-60-

القصيدة في الحوار يبرز يم متعددة، وأصوات ضمائر السرد األزمنة تداخل عبر الرحيل لحدث الدرامي الخط مصعدا الغربة وجع من حالة في الحاضر على إسقاطها ثم واألمكنة،الدامي:

…النخيل عن ))بعدنا النخيل تمنح القرى شمس هي ها من غابا

أحمر الريشأكواخنا: هي ها

لبغضائنا- وقود أو بها نستظل -سعفة األرض، تهبط كلها بها فكوخا. وتلقي كوخاللماء..(( األرض الرحيل لحدث تصويره ويستمر الطفولة: ذكريات حامال

أطفالنا: شعر لها نمد ))كناأطفالنا شعر سروة

بها.. امسكيها.. امسكينا تمحى الطباشير مثل المنازل أن غيرتمحى األرض من

تمحى الماء وفيوحيدين.. والسماء المدى بين نحن وها

175النخيل(( ص عن ..بعدنا سيدة أو األرض، أو الذات مع داخلي حوار إلى ينتقل ثمأخرى:

المنازل..؟ تذكرين ))هلالسفينة؟ غادرتها التي تلك -ال *أور في البحر حانة -ال *سمرقند في دارتي -176(( ……………………ال *

نهاية حتى الحوار ويستمر المنازل أمام المقطع.. متوقفا بقرطبة نسيت التي المكتئبة؛ الشريدة والوجوه المغلقة، قسرا. ترحل حين حقائبها اليوم تنسى األموية" كما "الشرفة

للنسيان: ذاكرة يحملون الناس وكأنالقصائد وكتاب متاعبنا نتناسى ))أو

المسافات المستحيل: تظل الفارس أيها ياالشواطئ تغور مقلتيك وفي تنأى،

رار. وهذا فيها فالحوافز تكتئب ال الش

-61-

176الحجار..(( السبيل لهذا اآلن يحدث أدونيس، "للصقر" لدى حدث ومثلما

صهوة يمتطي الذي الفارس يعبر ثم النخيل؛ عن الريح.. مبتعدا محققا-أي الشمال، خيول اقتحمتها التي برشلونة.. وغرناطة

قصيدة/ وبين الحكاية/بينها للقصة الجمالي التناغم الشاعر- ذلك عبر واحدة العربي لدى الرحيل حالة وتحوالته/ وكأن الصقر

إلى الرأس، مسقط إلى المبرح، الحنين حالة هي كما التاريخ،إليه. بالنسبة الكون منشأ األول، الوالدة مكان

من تبوأ مهما وفكره، صدره في تخمد ال التي الحالة تلكالوطن خارج وقمم مناصب

بعيدون أهلي إن …راية لي المسافات ))تصير الطير.. تحمل لي. وال أخبارهم الطير تحمل وال

177أخبارنا(( طقس إلى الطويلة، المسافات عبر الرحيل، يتحول هكذا

عنه يرحل حتى مكان في يحط أن ما الشاعر، حياة في يومي شعرية صورة الحالة هذه فمنحته آخر، لسبب ضيقا.. أو أو قسرا ألوان من ومفرداتها بالطبيعة جمالية عالقات عبر متحركةأخرى: وكائنات وروائح، وأصوات

القرطبي بابه في منزلها.. كان ))وغادرتصنوبرةس إذ العصافير نبض أسمع كنت نائمة تتنفالخفيضة.. أحسست والنجوم أفنانها بين178صباحا..(( تموت سوف العصافير أنرد ضــمائر وتتــداخل القصــيدة، في األصوات وتتعدد في الســ

ــاء ــة، حــتى محكمــا، يكــون يكــاد قصصــي، بن ــوال النهاي ــروح ل الاألول: الضمير بصوت األخير، المقطع في تبدت التي الخطابية

أشاء ما أقل ))...دعونيأشاء ما أكن دعونينجمة أعش أمت. أو دعوني

وحدها عريانة العشق فغرناطة180وحدها(( عريانة العشق غرناطة إن

الوجود مأساة بالمأساة، الدرامي الحس يتعمق هكذا عبر سعدي يقدمه والموت، والنفي بالرحيل المخضب اإلنساني

حياتنا وجزئيات تفاصيل على مبنية متحركة حسية شعرية صور منها، الجوهري تلتقط عالية بصرية برؤية المتحركة، اليومية شعرا، وصياغته الحدث أطراف التقاط في تحول نقطة لتشكل

وتفاصيلها. لتقول الجزئية الصور بكل تحيط شاملة صورة عبر لصور زائد تراكم أو اللغة في وإسراف لغو فكرتها. دون

وتفقدها الفنية بنيتها تثقل قد ومفردات الشعر معنى من شيئا مثل/ األوراق- قصائده من كثير في ذلك تجلى وروحه. وقد

-62-

خان عن جزائرية- تنويه- البحث استيطان- رسائل محاولة …الغربي- كابوس المنزل في اليومي- نافذة أيوب- العمل

الخ((. يتوجه ثم المطار، الغريب الرجل "كابوس" مثال: يصل ففي المورسيير، شارع10// في عتيق رطب قفند إلى مباشرة

الجرس- لكن الجزائر//-دق إحساس الباب!.. ثمة يفتح لم أحداوالضياع: والغربة باالرتباك عميق

الشارع على شيء الليلي المطر من ))كانالضيق

الجيرانيوم(( يئن كان الصغيرة الشرفات وعلى تزال ما العتمة جواب. كانت أخرى.. ال مرة الجرس يدق

"وثياب المطر والسكارى.. ورائحة والخمر التبغ رائحة تحملالحبيبة".

بالظالم. الحقيبة.. فتمتزج جلد إلى العتمة تتحول ثم يفتح وحده//.. وكأنه الباب يفتح ثالثة. //فجأة الجرس يدق

: //الممر نفسه//يتسلق تلقاء من في نفسه على يدور الممرالظالم//. الرطوبة ورائحة الظالم غير شيء الممر.. ال في معه ويدور

الثقيلة: المكان الحجر//. فيتحول فيها تآكل درجات على يرقى //ثم

الخوف. فيه تبعث سرية، غرف أو سرداب شبه إلى الظلمة فيالخوف. هو يصبح

الحقيبة.. ويسقط تسقط الحقيبة، نحو يد تمتد الظالم وعبر الغريب الرجل معها بدمائه، مضرجا من يظهر بعباءة. ال ملفوفاالحجري: السلم فوق تنوشان اللتين قدميه سوى جثته

المسافر ارتعاش ))وأمامالقديم الظالم وأمام

القتيل جسم كان…يتأرجح

العباءة اتساع كانيتأرجح..

مشقوقتين تنوشان، اللتين قدميه ..عن174الساللم(( حجار

الكابوس الكابوس- الجريمة. أو لهذا المفزعة الصورة هذه أخرى- جزئية صور معالمها إبراز في أسهمت الحقيقة،

أساسية أجزاء هي بل عنها تنفصل لوحة- ال في كالفسيفساءالجريمة: وقوع لوحة "المناخ" إلكمال تهيئة في

من يفرون الناس جعل الذي الرطب-المطر الفندق صراخ يغطي قد الذي الصاخب الجيرانيوم الشوارع- وصوت

-63-

تمثل التي يصرخ- الحقيبة أن له تهيأ ما إذا القتيل سببا رئيسا عن أخرى ناحية من وللتعبير جريمته، ارتكاب في القاتل إلغراء

الوجود مأساة تجاه الشاعر رؤية العبثي/الفلسفي/ في الجانبخاص. بشكل المزمنة مأساته وتجاه عام بشكل اإلنساني

في وغني ثري يوسف سعدي شعر في القص أسلوب إن وإيقاعاته؛ تنويعاته وتنوع والشخصية، بالحدث يهتم ما وغالبا الشعري، القصصي العمل في الدرامية التجربة لجأ ما ونادرا

لجأ القصصية. لكنه الشعرية صوره تكوين في األسطورة إلى القصة في للترميز، التاريخية الشخصيات استخدام إلى

القصائد من واحدة الكبير" هي الوادي "عبور الشعرية. ولعلالشعرية. يوسف سعدي مسيرة في المهمة ال القصيدة، هذه في التاريخية والشخصية الحدث إن

إنما ما.. هكذا؛ تاريخي بطل مشاعر استبطان على يقتصران سياق في بالماضي، الحاضر مزجت انتقادية فكرية رؤية هي

الهزيمة والغربة..، النفي موضوع هي لشخوص المكان، الداخل الرحمن عبد الشخصية، هذه كانت معا.. سواء واالنتصار

الماضي هو هنا فالماضي نفسه الشاعر "لوركا".. أو أو حالة التاريخي/كنموذج/ معا. عبر وللبطل للشاعر الشخصي

وتداخلها. األصوات وتعدد واألمكنة األزمنة في والتبادل التداعي أسلوب الشاعر استخدم القص، من األسلوب هذا جانب إلى

فاختيار ما؛ موقف عن للتعبير الشعراء، من كغيره "القناع"، من يوسف سعدي خلقه رجل يوسف" وهو بن "األخضر شخصية

ذاته. عن للتعبير مادة وجعله الناس عامة األولى قصيدته منذ الشاعر الشخصية هذه رافقت لقد

/- وكانت1972/ عام كتبها ومشاغله" التي يوسف بن "األخضر كلها" بقصيدتين "الليالي ديوانه في إليها عاد ثم لديوانه؛ عنوانا أيضا" ثم األخضر يوسف"- "عن بن األخضر مع هما: "حوار

قصيدة / في1979/ عام جديد من الشخصية هذه ظهرت"انغمار". األخضر عن وهي صمتا" أقل "قصائد ديوانه ضمن أيضا "من ديوانه / في1981/ يوسف" عام بن األخضر ثم"أوهام

الوردة". يعرف الشعر في "القناع"، الشخصية أن إلى اإلشارة من البد وهنا

المعاصرة. األدبية الفنون ابتكار من ليست العربي النثر في أو لسان على اإلنسان وضعها قديمة حكايات إلى تعود فهي

القمع وغيرها. نتيجة اإلسالمية الشعوب تراث في الحيوان، األسلوب أصبح وقد التعبير، حرية وخنق لنفس عصرنا في شائعا

"الخيام" في البياتي عند المثال سبيل على فنراه األسباب التي األقنعة من حكمت" و"الحالج.. والمعري" وغيرهم و"ناظم مر أدونيس- كما استخدم كذلك الشعرية، حالته عليها أسقط

الدرامي البعد الدمشقي-.. لتجسيد قريش- مهيار صقر– معنا سعدي الكبير" عند الوادي "عبور في الذات- كما حوار في

-64-

وأزمنتها. تنويعاتها اختالف يوسف" على بن يوسف- "واألخضر "سرحان الرائعة قصيدته في درويش محمود فعل كذلك

الحالج استخدم الذي الصبور عبد القهوة.." وصالح يشربالقصيدة. داخل الصراع ألداء ليلى، ومجنون في واحدة، شخصية على التنويع عبر يوسف سعدي إن بقي الذات مع حواره باستمرار. التجديد هاجس على مفتوحا

لخلق محاولة هو وقناعه، للشاعر قرين يوسف بن فاألخضر الدرامية. عبر بمكوناته الواقع، فهم من تقترب شعرية حالة

داخلها. الصراع وجدل تناقضاته، فهم في الذات، معاينة والترفع القوة من حالة األخضر يمثل األولى القصيدة فيوالنبوة:

شقتي يقاسمني ))نبيالمستطيلة الغرفة يسكن

والحليب.. قهوتي يشاركني صباح وكل168الطويلة(( الليالي وسر

وظل إلى يخضع كظله، به لصيقا أسرار له تعاليمه،.. كاشفااجتيازها: ينبغي التي الصعبة الحياة

يلبس ))كان قميصي يوما وألبس قميصه يوما برنسه غير يرتدي أن يحتد.. يرفض حين ولكنهالصوف..

واحدة دفعة يرفضنيالمزارع: يحرث كل ويدخل

يشتري أو سكرا168العالمة(( يقول أو

يوسف/ بن األخضر مع الثانية/حوار القصيدة في القناع لكن القرين. إنه شكوى إلى جوارحه بكل يصغي جليس إلى يتحول يتوقع أن دون نفسه: يحاورها فيه الشاعر يرى مرآة إلى يتحولجوابا:

المر األخضر ))سيدييوسف بن يا سيدي يا

بالرباط؟ حانة أغلقت إذا سواك لي من10النوافذ؟(( بالعراق أغلقت إذا سواك لي من

ــواره في ويســتمر ــذات مع ح ــرآة/، ال ــاع/ الم /القن مخضــبا المســاوم. عــبر الــزمن وفجيعة الحصــار، وقسوة الغربة بوحشة

مؤلمة: مازوشيةقرطبة في ))رأيتك

رسمنا حملت التي الجلود تبيع وكنت

-65-

وسمنا حملت التي والجلود10نرتديها(( التي والجلود

وبناء أخرى، حكاية في آخر، موقف إلى باألخضر ينتقل ثم سمي ما الشاعر فيها استخدم أخرى، قصيدة في آخر فني

النثر، بقصيدة ال فاألخضر(1)التفعيلة قصيدة مع جنب إلى جنبا أن أراد والفني، الشخصي مستويين، المحنة( على يعيش يزال

القصيدة- من في الملحوظة الوصايا تلك بها- عبر يمسك ويحيلها طرفيها، نسيجا الجماعة: صوت يمثل مركبا، فنيا

مهمة أمام يوسف بن األخضر هو ها ))حسنا، أكثر تعقيدا

. صحيح كان مما القصيدة يكتب حين أنه يظن يفكر قليال

عندما يسيرة تصبح الكتابة أن بمصيرها.. إاليستطيع

شيء. لحظة. رجفة. ورقة على التركيزعشب.. أيها يدري ال عشر وصايا أمام فهو اآلن أمايختار..

يبتدئ كله: كيف هذا من واألهم62مغلقة(( دائما. والبدايات مفتوحة النهايات

قواه، يفقد األرض، عن يوسف بن األخضر يبتعد عندما هكذا، الوزن.. بجناحين انعدام منطقة في يحلق طائر إلى يتحول

سائبين..! منفلتين والبدايات الرحيل، زمن في المفتوحة النهايات هذه أمام إنه

نفسه يجد الغربة..، شارع في الموصدة ما يقول أن عن عاجزا القصيدة، داخل وصايا حوار،.. إلى إلى العجز هذا فيتحول يريد،داخلية: لمقاطع عناوين بعضها جاء حيث

يضيق حين المنفى كلمات في تسكن ))-الالبيتبليت لو حتى األولى سترتك تقلب -ال

خاتمك عن الغالب الوطن تراب بين فلتبحثالمغلوبعر يبدو قد الشيخوخة -في أسود(( األبيض الش

62-65 استبطان حالة يوسف سعدي لدى الشعر يبقى هكذا التي القصائد حتى مجردة؛ ذهنية حالة يكون أن قبل للمشاعر

منحى تنحو أو المعرفية ذاتها على االنغالق إلى تعمد ال معرفيا الجديـــدة"- ديـــوان قصـــيدته يوسف بن رضـــاألخ كتب "كيف)?(1

/- دار1977-1952الشـــعرية/ األخـــيرة/- /األعمـــال /الســـاعة/ بيروت.1979الفارابي- /

-66-

موزها.ر لفك مفاتيح المتلقي أمام تضع بل الذهنية، منذ رافقه كهاجس الشعري التجريب في سعدي استمر لقد

والترحال. كان االغتراب فترة وطوال البدايات، عن يبحث دائما والحياة الشعر في جديدة سماء عالية. وبقلق بموهبة محصنا جانب إلى الشعري المسرح والفيلسوف. فجرب الباحث الفنان

القصيدة، القصة بناء في متعددة أساليب ثم الشعرية، الحكاية كنوع الحديثة، السينما تكنيك عن اإلفادة عن يغفل أن دون

الشعرية الصورة التقاط عبر(1)القصصي السرد بناء في لصيق وهذا الكاميرا، بعين الصورة التقاط في الحال هو البصرية/ كما

سعدي سبق من هناك أن غير العربي، الشعر في جديد األسلوب المالئكة- السياب- البياتي.. الخ- نازك أمثال إليه، يوسف الحديثة" في "السينما من سعدي لدى االستفادة وبرزت عبر والمرمزة، الموحية الشعرية، للصورة صياغته أسلوب واألمكنة، األزمنة تداخل واختيار المشاهد، اختزال مستخدما

الحالة أو الحوار إلى الدخول ولحظة الصمت، لحظات له، كثيرة قصائد في ذلك نلمس أن ويمكن الشعورية.. تصويرا،

الحصر- "حالة- ال المثال سبيل على األولى. منها أعماله ومنذ الوادي كلها" و"كابوس- عبور "الليالي مجموعة تلمس" من

نفس تحمل له ومشاغله" مجموعة يوسف بن الكبير- األخضراالسم.

في "شيخ بطله يالحق الشاعر "حالة" نرى قصيدة ففي العشرين- يستيقظ الصبح ساعات في دوما األولى". راصدا

"يمشط حركاته تفاصيل وينصت المذياع، مبلوال- ويدير شعرا -يختار للباكين، عال. كعب ذا ورديا- وحذاء قميصا

لدينا يكون ثم أبيض-"، وكتابا النتحار يمهد مأساويا، انطباعا من العشرين في وهو الشيخوخة عليه بدت الذي الرجل هذا

بدناء: أطفال المأجور- ثالثة العمل حيث غرفته العمر: "في أولهم: ال رأسه- ثالثهم: مزبلة في نفسه- ثانيهم: ضيع حتى يقرأ

بالفقراء". يحلم وإيحاءاتها، الصورة دالالت تحمل متحركة بصرية رؤية وعبر

موجع: تراجيدي بشكل وتنتهي الرجل هذا مأساة تتصعدالعشرين في شيخ يغلق مساء، ))كل

وينام شقته، وحيدا الليل/ تناول منتصف في استيقظ أمس،

موساه بيسراه وحز وريدا

لآلتين(( المذياع/ وانصت وأدارــة"- من بن المهدي ملف من "أوراق قصيدة وفي ديوانه برك

حركة الحــدث- عــبر حركة حســن". تمــتزج فــائق جدارية "تحت تــوحي صــور خالل والمكــان. من الكاميرا- بالزمان شــيئا فشــيئا

سابق. الكاملة- مصدر المقدمة- األعمال)?(1 -67-

والمقتول: القاتل حركات راصدة القتل، بحركية ظلت قهوته، شرب عن تأخر الصباح ))في

الفجر.. إلى بالضياء مغمورة الغرفة/ الجانبيةكان/ يقرأ؟ هل يرتدي رجل جاءه … مطريا.. تلفت معطفا

الذي هذا يخبئ العمارة.. ماذا واجتاز/ باب والجبن الخبز المعطف جاءه/أمس/ أيضا؟. أفي

خارج/ خارج/ خارج/ بين هو والبرتقالة؟. /ها أدركته.. حين المتطامن، العمارة/ والسلم باب

أتبعه((. أن عينيه/ قررت أبصرت الفني ببنائها تقترب فهي الوثائقية، القيمة عن النظر وبغض

وعرضها الحدث تصوير في الجديدة، السينما أسلوب من المالحقة وتفاصيل والمخبر، بركة"، بن "المهدي لشخصية

االغتيال: واالختطاف. ثم شاهدت كنت رجل هاجمني العمار باب ))عند

عينيه، ترتدي يد …المطار يوم خنجرا مغربيا

تهاجمني.. المغربي الصمت.. خنجره سوى لي يكن لمالطريق، يشق

حنجرتي..(( صخر إلى الحكائي-القصصي- شعره في يوسف، سعدي امتاز لقد للحوار- توظيفه وفي الدراما، عناصر تحريك على بقدرته

والوصف التراثية، واللغة والسينمائي- بالصورة، المسرحي الشعرية الحالة داخل يستحضرها التي الضمائر القصصي. وتعدد

الطرق الزنزانة- حانة واحد- صوت فصل في "حكاية في كما يوسف بن في-األخضر ثم(1)سمرقند إلى األربعة- الطريق

الخ... الكبير الوادي كلها- عبور ومشاغله- المسألة فيها يوغل الذكر، الكبير" األنفة الوادي "عبور قصيدته ففي

ينهض الذي الحلم!.. ذلك إلى منها الكابوس إلى أقرب بصورة الشاعر وذاكرة التاريخ ذاكرة من عن الرحيل حالة عبر معا

النخيل حيث فرق، غرناطة.. ال قرطبة- أو عن القرية/الوطن/ أو يختفي الذي والخصب رويدا، رويدا األليف: المكان عن مبتعدا

القرى شمس هي النخيل../ ها عن ))بعدنا النمل تمنح أحمر/ الريش من غابا

رقود أو بها، نستظل أكواخنا: -سعفة هي هالبغضائنا-/

األرض، تهبط كلها بها وتلقي فكوخا، كوخااألرض/ للماء../((

في الشــاعر /- اعتمد1972األفــريقي" / الشمال "نهايات ديوان)?(1المسرحي. والمشهد الحوار على القصائد هذه

-68-

في األولين الشعراء من يقترب المدخل هذا في وكأنه أن استطاع أنه القصيدة. غير بداية في األطالل، على الوقوف

خارج يتحرك حيث مضاعفة، قيمة ليمنحه الحداثة، روح فيه ينفخ بـ"أندلس المجسد الشخصي حاضره "األطالل" ليعبر دائرة،

وبين بينه حوار عبر الشخصي، الماضي إلى المندثرة"، العرب، امرأة، الماضي مستذكرا مشخصا دا الحياة تفاصيل في ومجس

مباشرة- بصوت بعدها سريعة.. ينتقل فنية بلمحات اليومية، للبطل، التاريخي الماضي الراوي- إلى رحيله عملية مشخصا

ويبقى مرغما؛ ملوكها آخر ورحيل اطة،نغر بسقوط القسري بما والحاضر، الماضي بين التنقل في التنوع، هذا بدقة ممسكا الذات صيغة من الشعري الخطاب لينتقل وهزائم، أمجاد من فيه

العبور. بمعنى حركة ترصد التي الجمع صيغة إلى المفردة…الرحيل؛ ثم االنتقال. ومن

فرادة أكثر الشعرية يوسف سعدي تجربة تظل هكذا، وتميزا سبقوه؛ من فن خالصة فيها القصة؛ أو الحكاية القصيدة بناء في عن يكف أن دون واالضطهاد.. والشعر..، الغربة طحنته لقد

روح من يخلو ال الشعري نتاجه كل ويكاد والرحيل؛ التجربة يكرس أن دون ما، والقص- بشكل الحكاية إطارا لنتاجه معينا

الكبار- الشعراء من كغيره يستحق، يوسف، سعدي إن الشعري، وأشكالها بمضامينها الغنية الشعرية، تجربته في والتعمق البحث

بروزها- زمن العربية-في الشعرية إلى أضافت التي البنائية، عنها.. وإلى البحث في االسترسال إلى تدعونا جديدة آفاقا والوعي اإلحساس بمتعة لنبدأ الممتع، الفني عالمها في الدخولنراه. وال نحسه ال كنا بشيء نراه. أو أو نحسه نكن لم بشيء يترك الذي الفن إنه ويوقظ والقلب، الذاكرة في وشمامعا. الفكر

السياب شاكر -بدر7العالم ومحنة الذات قلق بين

ثم من التالي، السؤال طرح من البد العنوان، هذا أمام السياب أهمية تكمن الدراسة: -أين هذه تقتضيه بما عليه اإلجابة

كسر في تكمن هل العربية؟ الشعرية الحركة تاريخ في اإلبداعية رؤيته في تكمن أم أسارها..؟ من القصيدة وإطالق الشعر قيود

الحياة إلى أقرب جديدة، شعرية لغة والفكرية.. عبر الفنية العصر روح عن التعبير على المبكرة قدرته في أم معا..؟، والفن

جديد..؟. شعري بأسلوب ذلك، كل حققت قد الشعرية السياب تجربة أن اعتقادي في

الشعرية األجيال على وتأثيره أهميته تكمن هنا ومن استثناء، وبال الشعر رواد من مجايليه على تأثيره وصل بل بعده، من أتت التي

العربي كان عام. فقد وبشكل الحقا بحق معلما رواد من ورائدا -69-

.*واالنقالبي الفني الشعرية. بمعناها الحداثة أمرين مراعاة من البد السياب، ريادة نتلمس يولك

السياب ظاهرة أهميتها: األول: دراسة على والتأكيد أساسيين، نشأ الذي االجتماعي وظرفها التاريخي إطارها ضمن اإلبداعيةمحددين. ومكان زمان فيه.. في

استجابة يولدوا لم الرواد، من ومجايليه السياب والثاني: إن لتطور استجابة جاؤوا عابرة،.. إنما فردية لنزعة أو ذاتية، لرغبة

وعلى مختلفة،/بمستويات العربي المجتمع على طرأ موضوعي ولتغيرات واالقتصادية واالجتماعية السياسية األصعدة جميع

.*العالم في والسياسية الجغرافية الخريطة شملت عالمية، هبت عاصف، زمن في الشعرية السياب والدة كانت لقد

شهد زمن في الشعري إبداعه فجاء الجهات كل من الرياح عليه– األصعدة جميع على عميقة، بنيوية تحوالت العربي المجتمع فيه

العناصر أهم من باعتبارها الثقافية البنية في تحوالت استلزمتالمجتمع. في المتوسطة الطبقة تشكيل في المميزة السياب أهمية برزت العاصف، الزمن ذلك قلب في

"الشعر كتبوا الذين أوائل من ألنه ليس مجدد، كشاعر التاريخية اإلبداعية اإلضافات من أهميته جاءت إنما الحر" فحسب،

الحداثة مسيرة في النوعي التحول بداية شكلت التي المميزة، من العربي الشعر إنقاذ جانب إلى بعد، فيما العربية، الشعرية

دام الذي التاريخي مأزقه السبات. من متواصلة قرونا صعيدي على تحققت والفكرية اإلبداعية السياب إضافة إن

الحركة إطــار عن يخــرج ال الدراســة، هــذه في الحداثة مفهــوم إن* ليست المعــنى بهــذا وهي وتنوعها، تطورها وآفاق العربية الشعريةشمولية.

ــربي المجتمع في فالحداثة ــوم/ ال كرؤية الع ــزال ومفه حــوار موضع تــرى الذين العرب، والكتاب المفكرين بين واختالف، ال أن بعضــهم ي

متعـــددة، وأوبئـــة أمـــراض من يعـــاني متخلـــف، مجمع في حداثة الحضـــارة ركب عن والتخلف التعليميـــة، واألمية الجهـــل، أخطرها

واإلبــــــداع الحركة في الجامحة التجديد رغبة أن العلمي.. إلخ. إال فجرت قد كانت العربية، الشعرية البنية مدلوله، في تجاوز، صراعا

ــاة ىبن إلى والفن. انتقل األدب في الرومانســية بكل المعاشة الحيــاريخي، ســياقه في الجدال عصر وبدأ وتفاصيلها، مستوياتها من الت

ــة، وبناه المجتمع في النظر إعادة إلى الدعوة ثم والبحث االجتماعي العــربي المجتمع على طــرأت هائلة أعقــاب في جديــدة كيانية عنالثانية العالمية الحرب بعد

ــرات خضم في الســياب -ظهر* الحــرب كــبرى: -نهاية سياســية تغي المنظومة فلســـــــطين- تشـــــــكل / -نكبة1945/ الثانية الكونية

االسـتعمار أشـكال وانحســار المســتعمرات واسـتقالل االشـتراكية والطبقيــة- ثــورة القومية المالمح ذو الثــوري، الوعي وتبلور القديم

جــانب - إلىوالقــومي.. الخ. الوطني النهوض /- حالة1952/ يوليو أعقــاب في التــاريخي مأزقه يعيش اليــزال العربي الشعر كان ذلك

عســيرة، فردية والدات عبر الحديث، العصر وفي االنحطاط، عصراألوائل. الرواد من معه ومن السياب ثورة جاءت حتى تتجذر، لم

-70-

شعبه، ومأساة العصر روح عن عبر فقد معا، والمضمون الشكل األكثر الحية، قواه وعن فيه، المحتدمة االجتماعية والتناقضات

وذلك المنشود، التغير إحداث على قادرة يراها كان التي طليعية، فتحت جديدة، عالية. وتقنيات بفنية حرية أمام رحبة آفاقا

أعماله في انعكس ما الالحق. وهذا وتطورها العربية، القصيدة-1945/ العراقي الشيوعي للحزب انتمائه مرحلة في اإلبداعية

قصائده، أهم السياب فيها قدم التي الواقعية / مرحلة1953 فنيا القبور.. الخليج- حفار على غريب– واألطفال وفكريا: -األسلحة ذروة بها بلغ المطر" التي "أنشودة الشهيرة رائعته إلى وصوال

الشعري. الكمال الذين الشعراء أوائل من السياب كان فقد ذلك جانب إلى الشعر لبس التي والمنبرية الخطابية من العربي الشعر خلصوا عباءتها الكبار، الشعراء محاوالت تستطع ولم طويلة؛ قرونا

إبراهيم- وحافظ– أمثال: شوقي تتجاوزها أن التجديدية، والرصافي، والزهاوي ومطران الجبل. بدوي إلى وصوال

ممن والديوان.. وغيرهم المهجر، شعراء حتى والجواهري،طويل. سبات بعد فاستيقظ روحه، بعض العربي للشعر أعادوا

العصر روح عن عبروا الكبار هؤالء أن من الرغم وعلى في فنشأ قديمة، وأشكال بأساليب ذلك قدموا إنما ومعطياته،

الشكل وبرز والمضمون، الشكل بين تناقض شعرهم من الكثير قيدا شعرية عبقرية من البد فكان حسناء؛ فاتنة معصم في ثقيال تراكم الذي القيد ذلك تكسر معينة- أن شروط ضمن تكونت–

في وريادته السياب أهمية تكمن هذا القرون. وفي صدأ فوقهالمعاصرة. العربية الشعرية الحركة القصيدة شكل خلخلة عند يقف لم السياب أن غير

خلخل إنما وبنيتها، الكالسيكية الشعرية، اللغة سكونية أيضا المعنى؛ وتكرار المفردات، واجترار االستعمال بالدة عنها ومسح

جديدة والثقافة. ولغة التجربة عالية شعرية بحساسية ذلك تعانق بسيطة، واضحة سلسة، نضرة، يديه، بين كالبراعم تفتحت لها يسمح بما عليها تعلو لكنها الصغيرة؛ بتفاصيلها اليومية الحياة

مجدها، لها وسحرها. فأعاد وإدهاشها ألقها على الحفاظ تحاصرها، كانت التي المحنطة، القواميس شوائب من وخلصها

أي وتصد العربية اللغة لبستان ويعيد وإبداعي، فني اقتحام السياب نضارته. فجاء رائدا الرؤيوية القصيدة صياغة في حداثيا

الدكتور يشير الملحمة/- كما عن البحث مرحلة /في المركبة األحداث المتعددة الشمولية، -القصيدة *عباس إحسان

الجزئي بين فيه التزاوج يتم مدهش، ملحمي بنفس واألصوات، اليومية الهموم تفاصيل بين والموضوعي، الذاتي بين والكلي، األخرى؛ والكائنات البشر بحياة تتعلق كونية ومشكالت الصغيرة

العمياء" و "المومس القبور" و "حفار المطر" و "أنشودة وما الحصر- سبيل على ليست– أمثلة الخليج" سوى على "غريب

/4وشــعره- ط حياته في الســياب- دراسة شاكر -بدر* / دار178ـ- /.215 حتى150الثقافة- بيروت- ص/

-71-

الحداثة حركة في الجديدة، الخلق عملية في السياب ريادة تؤكد فراغ. فقد من تأت لم هذه الخلق عملية لكن العربية، الشعرية

القرن: - بدايات منذ الشعرية التجربة رحم في تتهيأ كانت الشعرية والصورة اللغة في البارزة وإنجازاتهم المهجريين القصيدة في الشعري اإليقاع وتطوير الجديدة، والمضامين في جديدة لقصيدة تأسيس ومحاولة الجديدة، الرومانسية

ما.. حد إلى الشعري اإليقاع وكسر القديمة، الرؤية على التمرد تجلياتها بأبهى السياب تجربة ولدت المخاضات هذه وعبر–

بنضوج يشير الذي المطر"، "أنشودة ديوانه في اكتملت الفنية، الشعر في حقيقية ثورة بعد فيما ستخلق التي–التجربة..

السياب أدخل حيث والمضمون؛ الشكل صعيد على العربي تحولت التي اليومية التفاصيل من بحشد الحياة إلى القصيدة

فكرية. وأبعاد ودالالت رموز إلى القصيدة داخل إضافة أهم هي السياب بها تفرد التي الميزة هذه ولعل

/التمرد التجربة هذه أن إلى اإلشارة مع الحديث، العربي للشعر ولويس– حقي بديع عند السياب، قبل ظهرت الشكل/ قد على

شعر خلق يستطيعوا لم هؤالء ..؟! لكن باكثير، وأحمد عوض، شكل لتأخذ ترسيخها بهدف التجربة في يستمروا ولم حقيقي،

تأتي الريادية محاوالتهم العربي. لكن رعالش في حقيقية ثورة في القديمة للمفاهيم العشوائي التجاوز ناحية من أهميتها الشعر قصيدتها في المالئكة نازك محاولة جاءت العربي. أيضا

المنحى. هذا في "الكوليرا" لتصب وفجر الصدأ، تآكله الذي األمان صمام سحب السياب لكن

ال التي الثورة تلك الحديث، العربي الشعر في الحقيقية الثورة أخرى، ثورات تشعل أصداؤها تزال جميعها وهناك..، هنا وتمردا لهذه الدائم القلق والبحث الشعرية الحداثة مسار في تصب

إغفال يعني ال السياب. وهذا افتتحها التي المستمرة، اإلشكالية نازك-– الشعري الخلق عملية في اآلخرين الرواد مساهمات

الرواد أولئك عن السياب يميز ما لكن الصبور.. الخ، البياتي- عبد التاريخية- التي نشأتها إطار في نأخذها– المتميزة شاعريته في كثيرة عوامل ساهمت حياته وسيرة والدته من تكوينها- بدءا

العالمي، األدب في العظماء سير تشبه التي المأساوية مرورا تكوين في تتعلق متعددة ألسباب تألقه ذروة في وهو بانكساره واألب. األم من المبكر حرمانه نتيجة الطفولة، منذ شخصيته عدم جانب إلى ،*الشباب عز في وهو الحب من حرمانه وبالتالي

فتكونت والمادية/، /المثالية ازدواجيته بسبب الفكري وعيه تبلور البنية في ملموس ضعف جانب إلى مضطربة، شخصية لديه

// الغربية؛ الثقافة على المبكر السياب انفتاح وبالتالي الجسدية، ما شعره، في عربي شاعر ألي واضحة تأثيرات نلمس نكاد وال

محمود "علي بشعر قليلة لفترة تأثر إذ الرومانسية فترته عدا تأثيرات "شيللي" ثم كيتس" و "جون تأثيرات نلمس وإنما طه"،

الحقة. مما مرحلة سيتويل" في خاص. و"أديت "إليوت" بشكل/.90 إلى46/ ص سابق مصدر– عباس -د.إحسان*

-72-

تعرفه مرحلة**أخرى// مرحلة إلى السريع االنتقال إلى قاده ذهني، عالم بناء إلى دفعه مما لألسطورة، العميق واستيعابه

فكري، ذاته مع انسجاما عنها. ودفاعا تركزت الشعرية، السياب تجربة أن القول يمكن تقدم، مما

والفكري الفني الموقف يشكالن أساسيين، محورين علىللشاعر:

الداخلي العالم حول تمركز الذي الذات، األول: محور– للشاعر: الطفولة الموت. المرأة- المرض- وأخيرا

كتب للشاعر، الرومانسية فترة طوال امتدت المرحلة هذه ويمكن مفاجئا؛ ليس وهذا فنيا، قصائده بداياته- أضعف– فيها

كان السياب أن القول إرث نتيجة الفنية، ثورته تفجير من متهيبا النقدية، الضغوط ونتيجة جهة من والبيئة القديمة، الثقافة من

الشواف": "خالد الحميم صديقه عليه يمارسها كان التي اإلعداد لنفسه شاء من أن السن تلك في يرى خالد "كان على قصيدته تهيب. وبنى دون الصعوبة ركب الصحيح الشعري

قواف على قصيدته يبني ال بأن صديقه نصح واحدة. ولهذا قافية تأثرت لهلوا يقول: قد برد عليه مختلفة. فرد بنصائحك، كثيرا

موحدة إلى مختلفة قواف من قصائدي بعض أحول فأخذت.*القوافي"

الشيء للسياب األولى الشعرية المرحلة تضف لم وعموما شعرية لثورة الطريق مهدت التي القصائد بعض باستثناء– الكثير

القديم- اللقاء السوق– مثل: أساطير السياب عند حقيقية يختلف لم األخير- اتبعيني- نهاية..- ولعله شعراء عن كثيرا

تطفح التي للطفولة، الشعرية رؤيته في الرومانسية دائما النساء، تنازعته الذي واألب األم، حنان من خاصة بالحرمان،الحبيب.. إلخ. إلى ..والنظرة األبدية المبكرة: غربته غربته في تكمن السياب مأساة كانت

في األم بمثابة كانت التي جدته وعن أسرته، وعن أمه عن بين والواقع القيم بين صدام حالة يعيش جعله مما طفولته، فنية وقيم مثل عن البحث قلق لديه فولد والحاضر، الماضي

الثانية. المرحلة نتاج في بعد فيما ستبدو جديدة، واجتماعية تتمحور األولى، المرحلة في السياب ذات كانت لقد أساسا

وأساطير" تنبئنا "أزهار في قصائده معظم فجاءت المرأة، حول مستحيل؛ حلم إلى تحولت التي بالمرأة. تلك الشاعر تعلق عن لديه- الشعور هذا يعود يتحقق. وربما أن له يريد كاذب.. ال حلم

اللواتي وإلى أباه سلبته التي المرأة تلك والكراهية- إلى بالخيبةالمزيف: الكاذب، حبهن في خدعنه

أذكرها.. وتنساني؟ أظلأ))ــوة** ــراءة إلى -الســياب: دع ــدة- فاضل ق الســلطاني- مجلة جدي

/.28/ -ص1978 أيار9/ عدد البديلبعدها. / وما32م.ص- ص/– عباس -د.إحسان*

-73-

بالرقاد؟ تنعم وهي احتضار؛ شبه في وأبيتالثاني حبيبها عيون شعت

فؤادي الرؤى- أما على المسبلين ناظريها فيضلوعي في يهمس فيظل في يهمس هواي.. يظل خانت التي باسم*خشوع((

واإلحساس المرض هو المحور هذا في اآلخر الجانب مرة ذاته إلى األخيرة سنواته في السياب عاد فقد بالموت؛

أمه باختطاف طفولته في حاصره الذي الموت عاد حين أخرى، استفحل حين يموت أنه فأدرك الصغيرة؛ الراعية وحبيبته وجدته، كتبها وداع" التي "ليلة قصيدته الدواء. ولعل عجزه وأعلن الداء؛

التعبير في األصدق هي قليلة، بأشهر موته قبل الوفية لزوجتهأخيرا: عليه أجهز ثم داهمه، الذي القاتل األلم حالة عن

فيها لست فدنيا الباب، ))أوصدينظره عيني من تستأهل ليس

حسره؟ وأبقى.. أي تمضين سوف لك أتمنى **تعرفيها؟.. أال

السياب ريادة فيه تجلت الذي الثاني الثاني: المحور الشاعر الموضوع: -عالقة وأسلفنا- هو سبق كما– وعبقريته

فنيا- وفكريا، متماسكة وحدة في الذات، مع توحد وقد بالعالم المطر- غريب العظيمة: -أنشودة قصائده السياب خاللها كتب والموت- المخبر- المومس القبور- النهر حفار– الخليج على

القرية- األسلحة في آب- عرس شهر في العمياء- أغنيةجيكور.. إلخ. عن المتعددة واألطفال- وقصائده

بالموت اإلحساس يعد لم المرحلة هذه في قدرا شخصيا مثال- لدى– فالدعارة بأكمله، شعب إلى تحول إنما لديه،

الواقع معطيات عن ومعزولة مجردة نزوة ليست المومس، سائدة، واجتماعية اقتصادية، لظروف نتيجة هي إنما المعاش،

وأن استغالال ضعفه لحظات في اإلنسان على يمارس بشعا يولد مما وحاجته، وجهله، ما المجتمع- سمه فئات بين صراعا شئت: صراعا قاده ما وهذا ذلك؛ غير أو طبقيا، أو اجتماعيا ألسباب فصله إلى ثم العراقي الشيوعي الحزب إلى لالنتماء.*العراق خارج ونفيه متعددة،

العودة- / -دارة94وأساطير" ص/ أزهار الكاملة- "ديوان -األعمال*/.1971/ بيروت

/ -دارة649الجلي" ص/ ابنة "شناشــيل الكاملة- ديــوان -األعمال**/.1971/ العودة- بيروت

مصــدر– للسياب الكاملة لألعمال مقدمته في علوش ناجي -يقول*سابق- ص/مم:

ظهر قصـمت الـتي العميـاء" الشـعرة "المـومس قصـيدة كانت //لقد بدر كان القصيدة هذه البعير. ففي ــا".. ولقد "قوميا نشر أدى عربي

-74-

فترة في كتبت التي تلك هي السياب قصائد أجمل ولعل فجاء الستينات، بداية حتى للكلمة، الواسع بالمعنى التزامه،

"أنشودة ديوانه فنية وبقيم واللغة، الشعر بألق المطر" حافال وأنجزت العربية، الشعرية الحداثة حركة رسخت جديدة،

.**السيابية" "التجربة باكتمال الجديدة، القصيدة الريادة- مرحلة في– السياب لدى برزت المحور هذا ضمن

لبناء األخرى الفنية الشروط إلى إضافة– هامة أخرى ميزة تضاريس قصصي- ملحمي- -هي بنفس الجديدة القصيدة الخصيب- بويب- بيئة الجمالية- جيكور- أبو وبتجلياتها المكان

من انطلق إبداعي كمعطى وجغرافيا. وبشر، العراق: أمكنة "نسفت جديدة، لحساسية أسست محلية، خصوصية اعتبارات

في المكان جماليات فبرزت ذلك، قبل السائدة الحساسية تلك تكاد بشكل السياب، لدى والحسية البصرية الشعرية الصورة

وغيوم والندى النخيل ظالل والتراب، العشب رائحة منه تفوح الصغيرة األنهر متاهات األسماك، وصيادي المالحين إيقاع البحار،

البراري.. يخترق أو اهيلما يشق وهو السندباد رحلة واألغوار،.***الخ

الشاعر لدى ولد اإلطار هذا موروثا فيه تجمع قصصيا والحرب والحياة، الموت عن وأساطيره بأسراره الماضي،

يأس أو أمل من فيه بما المعاش الراهن على والخلود.. يسقطه الحلم.. األسطورة جيكور إلى القرية جيكور فتتحول قوة، أو

العماد.. أو ذات إرم هي التاريخ من القادمة والواقع: جيكور بابل، هي والنخيل، الشاي رائحة على الغسق في القادمة بغداد

عالم في له نهاية طويل. ال لسفر السراب مدينة تكون قد أو أيوب فيه وهمي.. سافر هي بالخالص. جيكور وحلمه آالمه حامال

لدى بالتالي وهي تموز، عن فيها عشتار تبحث األحزان مجمعأمي": "جيكور األبد إلى فقدها "األم" التي الشاعر

أجئها وإن أمي، ))تلك كسيحاوالترابا فيها، والماء أزهارها الثما

والغابا.. أعشاشا بمقلتي ونافضاضاعا.. حين وضاعت فيها، الصبي كان .. جنة

كنا، يوم عادت الخضر السنين أن لو ..آه

سياسيا//. واستقاله الشيوعيين عن انفصاله إلى القصيدة هذه-15/ ص خــوري الشعر" اليــاس نقد في "دراسات راجع -للتوسع**

/ بيروت.1979 /1ط رشد ابن / دار16-17 العــراقي للكــاتب صــدر الســياب شعر في المكان جماليات -عن***

الســياب" يــبين شــعر في المكــان "جماليــات كتــاب النصير ياسين قبل من المبــذول الجهد لــدى المكــان جماليــات أن الكــاتب. إال

إلى وأخضعها الكاتب حددها التي تلك من أرحب أبعاد ذات السياب عــبر المكــان، بجماليــات االســتمتاع فقدت بنيوية، هندسية تفاصيلجافة. رياضية طريقة

-75-

لقبلت ينيفت بعد نزل لم *رباعا..(( أو ثالثا

من كثير الوطن- في جيكور– "جيكور" الحلم حضور إن تضيئها التي األحاسيس خالل من يبرز كان السياب، قصائد

تشذبها المشاعر، تلك تضيع التي والثقافة /الحنين/، الذاكرة في كما الجديد، الفني الشكل إلى بها ترتقي ثم وتصقلها،القبور.. وحفار الخليج، على وغريب المطر، أنشودة

القمم إحدى القبور- تظل حفار األخيرة- قصيدة -وهذه1 بين جمع الذي الفني بنائها حيث من العربي، الشعر في البارزة مسرح /المقبرة/ إلى المكان ليتحول والمسرح، والقصة الحكاية

في اختلف المالمح، ثابتة غير تراجيدية شخصية عبر لألحداث، خلقها التي الشخصيات كتلك والدارسين؛ النقاد تفسيرها مسرحه- عطيل- هاملت، في شكسبير الباحثون واختلف– مثال

وسلوكها االجتماعية، وطباعها مالمحها وتفسير تحليلها، في.*السيكولوجي اإلنساني

المغيب لحظة المكان تصوير في قصيدته السياب يستهل بصرية، حسية، بطريقة حركية عبر بالموت إحساسه مقدماالتعبيري: السينمائي مشهده فيها يفتتح متكاملة

على الكثيب، كالحلم يغيم، األصيل ))ضوءالقبور

ــور ابنة شناشيل الكاملة- ديوان -األعمال* / ص– أمي الجلبي: جيك657-658./

يمثل القبــور حفار سابق- أن عباس- مصدر إحسان الدكتور -يرى* آخــرون /- ويــرى162ص/ اآلخــرين مــوت على يحيا الــذي الطاغية

هــذه في القبــور حفــار أن بالــذات، القصــيدة هــذه عن كتبــوا ممن ضــحية هو ما بقــدر الفاســد، االجتمــاعي النظام ضحية هو القصيدة

شــيء. حــتى بكل اإلحساس فقد رجل مأساة العارمة. إنها شهوته بــات وي. وذهب التفكــير عن عــاجزا ذلك من أبعد إلى البعض الســ

القبـــور حفـــار بشخصـــية فـــرأوا المعزولة الجمـــاهير آلالم رمـــزا تقرر ال اإلرادة، مسلوبة شيء، فعل يدها في ليس والمعطلة، حربا

سالما. تصنع وال أوحت التي هي السياب لدى االغتراب حالة أن يرى آخر تفسير وهناك فـاالغتراب نفسـه، الشـاعر سـوى القبــور حفـار وما بالقصيدة إليه

واحد.. بالموت واإلحساس واحد حفــار الســياب //يقــدم ســابق مصدر– مقدمته في علوش ناجي يقول

القبور ــذي األناني اإلنسان لذلك مثال لكي اآلخر يمــوت أن يتمنى ال طفيلي لكل رمز هــذا القبور وحفار المتعة، له يوفر ما على يحصل

يفكر ال حالة هو بل فردية حالة ليس أنه //ويـــــــــــــرى نفسهب إالــة، ــاك أن إذ اجتماعي ــدت طبقة هن ــاب على وتعيش ول ــوت حس م

عدد صالح" اآلداب "مدني القبور. ويقول حفار شأن شأنها اآلخرين السياب /: //ويندحر9-1972/ بعد القبــور، حفــار جلد تحت متواريــا

الكــاتب يقــدم تحصــى// /لم ال مــرات صــراحة شعره في اندحر أن جلد لبس قد السياب أن قناعة يزيدني ما هذا يتابع: //في أمثلة/ ثم

بعض "المخبر" إلسقاط جلد دخل قد كان مثلما قناعا، القبور حفارعليه..//؟. نفسه صور من

-76-

شموع بهتت كما أو اليتامى، ابتسم كما واه،ن يهوم الذكرى غيهب في دموع على ظله

الطيور، أسراب عليه تهب النائي والمدرجقديم بيت في كاألشباح السود، كالعاصفات

ساكنيه لترعب برزت**فيه(( ظلماء غرفة من

يفتح والليل واقفا، المشهد يتابع ثم أعمى، بابا وشباكا خرابا سدت فضاء وعلى قبور، وحفار وموتى مقابر على يطل بليدا،الموت. أشباح آفاقه

الصحراء الرتيب.. ورددت الموتى عويل في المكان وضجالصدى.

البهيم الليل يحدق– البعيد الطلل ))وتثاءبالبليد الخرب شباكه ومن األعمى بابه من

النعيب.. يملؤه والجورتيب، واعوال يأس في الصحراء، فتردد

المتالشيات..(( ص اصداءه544. عبر الموت لوحة رسم السياب يتابع جنائزي طقس وفي

من أيضا، الساحرات بعض فيها انتفضت عدمية، سوداوية رؤية سرب إلى وأومأت القاسية، الجافة أصابعها مدت الظالم، قلب فهرولت المضاء، األفق آخر في الغربان من باسطة إليها، طوعا

آخر وتمتص الفضاء، تلتهم قبور ديدان كأنها الموت، أجنحةالمساء: ضوء من قطرة

القبور ديدان ))فكأنالغريق الضوء وتشرب الفضاء لتلتهم فارت

النشور أزف وكأنما الموتى فاستيقظ الطريق على يلهثون عطاشا

!)) 544 والمــوت؛ للمقــبرة العــام المنــاخ وصف في الشــاعر ويوغل

خيــال، يلــوح فجــأة الموحشــات. ثم كالليــالي القبــور وظالم عن الظالم بعيــد. فينحسر من الشــاحب ضوؤه يتسرب وفانوس

القبور: حفار طويل. إنه ظلالخاملين، جباه من أبرد جامدتان، ))كفان

اللحود بعض في كان هراء حولهما وكأنركود في يهوم خاوية جوفاء مقلة في

ان السجين كالذئب جائعتان قاسيتان كفص/ المطــر"، "أنشــودة ســابق- ديــوان الكاملة- مصدر -األعمال**

543./ -77-

.545جدار.. (( في كشق وفم بين النبض، من والخاوي الكئيب، بوجهه القبور، حفار وبدا تعرفان وال فيهما، بريق ال يابستين، بعينين يحدق المقابر أنقاض

ا،ظمغتا ويصيح السماء وجه في يمناه يهز الدموع، قلة شاكياالمال: يأتيه أين من الموت يتوقف الموت. وحين.. أسبوع ))يا الطويل، كالعام مر طويل رب

انتظار.. في في الفم يفغر خاو، والقبرانتظار،

الغبار-(( ويطمره أحفره زلت ما وتجربة السياب باالندماج.. تجربة التجربتان تبدأ ذلك بعد

أمام وهزيمته الشاعر االنكسار.. انكسار زمن في القبور حفار حالة أعماقه في ولد مما والنساء.. والموت والمرض الجوع

تحمل للموت عارمة انتقامية.. وشهوة العدائية: من شيئا كان ))هل أنال وال السراب، إلى أحن إن عدال

تنام؟ أقدامي تحت أنثى وألف– الحنين إالمال؟ شح الجوانح في رغاب اتقدت أفكلماالحروب؟ هي فأين– الحروب في أسمع مازلت

في والضحايا والقذائف السنابل أين548الدروب..((

عبر المجهول، ومع الذات، مع الداخلي حواره في ويستمر بالهزيمة إحساس واألمنيات.. يرافقها واألفكار الصور تداعي يجد ال البشر. إذ لبني والكراهية بالحقد ممتزج النساء إلى سبيال

المال، أو القبور، عزرائيل. وحفار عبر الموت خالل من إالالمتشفي: العدائي، الخائب،

فيها.. عزرائيل لعل– تدور حرب عن ))نبئتقرانا على يمر فلن والنهار، يكدح الليل في

بساكنيها تضيق أن توشك وهي بالمدينة أو تركت ما هناك القاصفات أن نبئت مكانا

للقبور ! سوق الدمار.. فأي به وحل إالالنثير باللحم أسد هناك أني لو .. أواه

فيها ليس بالد نفسي.. في وجوع القبور جوعالرجال..(( عنهن غاب عذارى أرامل.. أو إال

549 في الكامنة القبور"، "حفار عند التخاذلية السلبية هذه بالد إلى التوجه ثم واالنكسار، بالهزيمة إحساسه بعد– الالشعور

هي بامرأة.. ما يحظى أن من يمنعه ما الرجال من فيها ليس إال قدرته وعدم والهزيمة، السياب. بالخيبة إلحساس خفي انعكاس

نراه لذا الصلبة الحياة دروب في والثبات المواجهة على باالندحار الشعور لحظة القادم بالموت فرحه في يستغرق

-78-

بالحياة. اإلحساس وانعدام النبيلة، اإلنسانية القيم وتدهورالآللي، كآالف الموتى، أعين تحدق ))حتى

كالعقود تنظم المدينة،.. ثم في شبر كل منويالي!(( ألعينها، فيا– الخراب األرض هذه في

549 عن تعبر والتعاسة، والخيبة بالحقد اإلحساس يتصاعد هكذا

شاعر من ما ألنه منها، بريئة السياب رؤية تكن لم مرضية، حالة التناقضات، من مجموعة عبر حياته عاش السياب مثل

عبر عدائي، قلق على كان لقد االستقرار، والذبذبات. وعدمالنهاية. حتى مرضية، تدميرية حالة

اآلخرين؟ موت بغير أعيش ))واخيبتاه! ألن. فكيف الموتى منة .. هي باألنام أشفق علي

وبالضرام بالحديد القذائف فلتمطرنهمالورود من ألزرعن تشب علي: لئن ..نذربالنقود أرصف بالدماء.. وسوف تروى ألفاحذاء بال الهجير في أركض المزار.. وسوف هذا

الجنود.. أحذية وأعد، بالدماء تلطخ وقد الرصيف وحل في وأخط

.. ألستبيح 550النهود!(( من عدادهن أعدادهن والتــدهور، الهزيمة ذروة المدمرة؛ المرضية الحالة ذروة إنها

الســـياب من الموقف األحاســـيس.. تجعل مـــوت حد إلى بلغت ــام له تفســير ال غامضــا ــاقض هو ما أم متن ــا "أنشــودة في تمامالمطر".

تحمل ال عدائية انتقامية بروح اإلحساس في التوحش هذا إن منذ واجهته التي المحن رغم السياب، حياة في مسوغاتهاأنفاسه. آخر وحتى الطفولة

القبور: حفار يقولالحزينة األم وأطرح الرمي الطفل ))وسأدفن

ثراه.. على الصخور بين551اللعينة(( أصابعي ثدييها بين أغرز ولسوف

القبور" لسلوكه "حفار مسوغات السياب يقدم ثم هذا الوحشي؛ المدمرة- بالذات- أحاسيسه عن مدافعا

القبور"؛ "حفار وسلوك صورة في والمنعكسة مسؤولية ملقيا اآلخرين على بالحياة، اإلحساس وانهدام العدائية، هذه مستخدما بناء تستحق وأفكار حسية وصور تفاصيل من فيه بما قصصيا

عندها: الوقوفالمتحضرين ترى ))أو

يذيع؟ وما يطير بما الحديد من المزدهين

-79-

شفيع أسفوا.. لي كما أسف فلن ادنأت مهماالقبور؛ حفار وليس الجناة هم ..والقاتلون

بالخمور، البغايا لي يلونون الذين وهموالنواح(( والمذابح، والحرائق، المجاعة، وهم

552 الملحمي الدرامي البناء تصعيد في السياب يستمر هكذا

جنائزي، لموكب مؤثر مشهد عرض في ذروته يبلغ القبور لحفار السينمائي التصوير وشفافية القصصي السرد ببراعة واصفا لشاعر يسبق لم العام؛ المشهد خالل من المعبرة وحركيته

ألن يدفعني ما وهذا شعرا؛ عنه أفصح أن السياب قبل عربيكامال: المشهد أقدم

في يدنو وهو يشهق وراح الجناز، ))وبداارتخاء،

الكئيب، الشفق يضيئها المتحجرات األوجهرياء، أو انفعال من الخافتات والغمغمات

غطاء يحجبه والنعشالمغيب اعتصر كأنما المترنحات ألوانهالضياء، واهي كوكب فيها وذاب قواه، فيهاالجديد، القبر فحصو التراب، انهال إذا حتى

المتعبات الظهور على الضئيل، األلق وتراعش تذر السماء مصابيح ..كانت كالضباب ضوءا

الموحشات القبور بينالقبور حفار والرمال. وكان الخرائب وعلى553الظالم..(( تحت دربه يأخذ الخطوات متعثر

إلى بها النقود.. ويركض يعد أجره، القبور حفار يقبض ثم الخوف يمأله يمضي، ثم خمر، زجاجة يأخذ خمارة، أقرب

الشاحبة، بالمصابيح منقط درب في والحذر، عن نفسه محدثا يحياه الذي اإلنساني الخواء هذا وشفتين يتأوه، نهد عن بعيدا

تهمسان في بصدري فوقهما "أشد وحلمتين حبا، يذوب نغماالموت. اشتهاء" حتى

مهزوم، رجل تخيالت عبر أمنيات، إنها القدرة متخاذل.. فقد بالفراش يحلم وسنان تعب" يعود "حارس المواجهة على

في حتى تفارقه ال القبور، حفار وظالل سمات لكن وزوجه، الكئيب/ إلى الشوق ساعة الرعيان/ وفي الشفق/ وعودة /زهرة

له تعيد مبهمات/، أغان النجاة. وإلى شواطئ كالضباب، شواطئبالحياة. اإلحساس يستفيق اإلنساني، الوعي عودة من لحظة وفي بألم مخضبا

الكابوسية. وأحالمه واندحاره، تخاذلهالبعيد الدرب وانفض بالنعوش، ))/أأظل/ أحلم

-80-

بالرجاء(( المظلل واليأس الشزراء، بالنظرة558

من الخالص إلى ولهفته توجعه في القبور حفار ويستمر المتعة منحته امرأة جثة فوق التراب ورعشة والنعيب الظالم النور ذلك إلى ولهفة توق داخله وفي النقود، من حفنة مقابل

تلو جنازة انتظار المدينة،.. في من /األمل/ المنقذ/ األقدم جنازة، وبين بينه المسافة تلك والعدمية. وكأن بالفراغ متعثرا

كتابة زمن في األقل اجتيازها. على يستحيل البعيد، النور ذلكالقصيدة.

بعيد، من تلمع وهي المدينة أنوار ))وتظلالقبور حفار ويظلالجديد القبر عن ينأى

وبالخمور!(( باللقاء، الخطوات.. يحلم متعثر562 متعدد القصيدة/القصة/ مفتوحا..، فضاء يظل هكذا

حول بآرائهم الدارسون وبهذا.. اختلف اإليحاءات.. والدالالت، تحملها.. وقد التي الجوهرية العناصر القصيدة. وماهية

السابقة- النص هوامش في تعليق دون اآلراء بعض استعرضنا هذه أهمية إلبراز حياة في وفكريا- وموقعها القصيدة- فنيا

منها شعره، في الغنية المرحلة تلك قصائد جانب السياب. إلىالمطر. "أنشودة

الحزب عن انفصاله بعد ينتقل،المطر" "أنشودة -في2 الموت فيها تحول التي التموزية، المرحلة إلى الشيوعي،

االنبعاث حالة فيه تكمن أسطوري، موت إلى لديه الواقعي"المسيح". "تموز" أو في ممثلة

من الجانب، أحادي يكن لم ،السياب لدى التحول آ-هذا المعاني، من بمعنى خالصة شعرية أو تجريدي كفن الشعر ناحية التحزب، بمعنى أيديولوجي- ليس فكري مضمون له كان إنما تقديم في تارة السياب يراه الكفاحي.. الذي بمعناه لكن

دم من تراق قطرة كل الشعب// في قبل من والفداء التضحية دم في جديد// وتارة مبسم انتظار في ابتسام هي العبيد،

"تموز". "المسيح" أو مالمح لرسم كمقدمة العشــتاري، بالرمز امتزج الموقف هذا

وصــورة الشــاعر، أبــدي: صــورة عنــاق في متالحمــتين صــورتينالوطن.

لمناخ شمولي نسق ملحمي.. عبر بنفس القصيدة تتحرك الملحمية الدراما بين يعلو الذي صوته الشاعر، ذلك مع ممتزجا

نحو للقصيدة، الملحمي البناء تصعيد أعاق وآخر. مما حيناالكتمال. ذاكرته على اشتغاله في تبدت هنا، السياب براعة لكن وتوجسات والصور، األحاسيس عبر وإبرازها لألمكنة الخصبة

-81-

يفتتح مختلف، فني شكل إلى بها االرتقاء ثم البدائية الطفولة التموزي الرمز تلبس ما سرعان شفافة بواقعية عبره القصيدة متنوعة، مناخات في والدخول الحدث، لنمو أساسي كمحرك

بينهما: المفارقة بالحاضر.. عبر الماضي تصلحر، ساعة نخيل غابتا ))عيناك الس

القمر عنهما ينأى راح شرفتان أوالكروم تورق تبسمان حين عيناك

نهر في األضواء.. كاألقمار وترقصه المجذاف يرج حر ساعة وهنا السالنجوم.." غوريهما، في تنبض كأنما

والخشوع- االبتهال من حالة في– بالشاعر بيخاط هكذا اآلن السياب يتذكرها التي العصية الحبيبة تكون قد امرأة، األم تكون وقد وئيدا؛ يبتعد والقمر االنتظار، شرفة في جالسة األبد. وقد إلى طفلها تغادر أن قبل الماضي، ذاكرة من القادمة

وبروق، وجوع، عشب من فيه ما العراق- بكل– البالد تكونمجتمعة. كلها المعاني هذه تكون للمطر. وقد وانتظار ورعود، التموزي الرمز إلى تحيلنا الطبيعة أمام الشاعر ابتهاالت إن

الفصول التجدد. فهي والتحول.. دائم الحركة دائم العشتاري، عناصر والضياء/ وهي والظالم والميالد /الموت تحوالتها، في

وغيوم وشجر وعصافير وضباب، وبحر المتجددة: نجوم الطبيعة األضداد، وتجاور بالتناقضات المليء الكوني التوازن وقمر.. هي

السمات أهم أحد بعد فيما ستصبح– والصور المفردات فيالشعرية-: السياب ريادة في البارزة

المطر؟ يبعث حزن أي ني))أتعلمانهمر؟ إذا المزاريب تنشج وكيفبالضياع؟ فيه الوحيد يشعر وكيف

كالجياع، المراق كالدم– انتهاء بال، المطر!(( هو– كالموتى كاألطفال، كالحب

باتجاه القصيدة في العامة الحركة ترسم الثنائية هذهالعشتاري. بالرمز وتنتهي تبدأ فهي الخصب الحياة.. باتجاه

حركة عبر ،القصيدة في األسطوري الرمز ب-يتحول "األم" إلى ومؤثر، شفيف قصصي بأسلوب فيها، الدرامي البناء الذاكرة. والمنبعثة في المتجددة وهي مبكرا، فقدها التي أمه كل والغيوم.. واألحالم.. ومع المطر مع الطفولة، أمكنة في

العروق: في نبضتزال ما والغيوم المساء، ))تثاءب

الثقال. دموعها من تسح ما تسح كأن ينام أن قبل يهذي بات طفالعام منذ أفاق التي– أمه بأن

-82-

السؤال في لج حين ثم يجدها، فلمتعود.." غد له: "بعد قالواتعود(( أن البد

موت إلى الطفولة ذكريات من القادم الموت يتحول هنا مستقل حقيقي حزن إلى األسطوري. ثم الرمز عن نسبيا المفصل إلى تعيدنا أخرى، درامية حركة فيه تبرز دائم، شفيف

المخضبة االبتهال حالة استمرار عبر الرمز، داللة في األساسي والقمع الجوع وطأة تحت العراق.. يئن والشكوى: إنه بالحزن

جوع. العراق والموت.. في العطاء عن تتوقف لم األرض أن ورغم عام مر "ما أنه إالجوع". فيه ليس والعراق

من مجموعة عبر الحدث ويتشكل القصيدة، تنمو هكذا داخل والتفاصيل- تنمو الرمز في– والتحوالت التداعيات المدى القصصي-الملحمي.. وذلك النفس ذلك لتشكل القصيدة الواقع. دون بظالل ممتزجة بشفافية األسطوري، للرمز الشاسع

نشيد في يتداخالن الرمز وظالل الواقع فحركة تكشفه؛ أن بعد فيما ليشكل القصيدة، في التحوالت مسار يرسم ملحمي

وذاكرة المنفى، وذاكرة الطفولة، ذاكرة عبر اكتمالها،الطفولة/: نقتطف: /ذاكرة السياسي؛

القمر!" من خاف إذا الطفل ))"كنشوةالكروم عرائش في األطفال "وكركر

الشجر" على العصافير صمت ودغدغت "كأن ينام:.." أن قبل يهذي بات طفال

في تغيم السماء كانت صغارا، كنا أن "ومنذالشتاء

…المطر(( ويهطلالمنفى/: /ذاكرة

دموع" من الرحيل، ليلة ذرفنا ))"وكمالمطر" يبعث حزن أي "أتعلمين

والمحار األجاج، الرمال،: رغوة "علىغريق بائس عظام من تبقى وماالردى" يشرب ظل المهاجرين منخليج.. بالخليج: "يا حي"أص

والردى، والمحار، اللؤلؤ، واهب ياالنشيج(( الصدى/ كأنه فيرجع

واالغتراب النفي حالة عن تعبير هو للقصيدة العام /المناخالقمع/ بمعنى

السياسي/: /ذاكرة

-83-

الرعود يذخر العراق أسمع ))أكادوالجبال،".. السهول في البروق ويخزنبشر" الحقول.. حولها في تدور "رحىنجوع..– الثرى يعشب حين عام "وكل

جوع" فيه ليس والعراق عام مر ماالرحيق" تشرب أفعى ألف العراق "وفي

الخليج في الصدر/ يرن "أسمعمطر..

المطر.. من قطرة كل فيوالعراة الجياع من دمعة ..وكلجديد مبسم انتظار في ابتسامة ..فهيالحياة". واهب الفتي الغد عالم ..في

/ ليسكلها القصيدة /في ج-المنفى بالنفي إحساسا موقف حصيلة وهو واقعي؛ نفي هو إنما فحسب، الداخلي فكرية بمعطيات هكذا يقدمه أن السياب استطاع سياسي،

في القصيدة على هيمن الذي الرمز إيقاع داخل جديدة وفنية ما. حالة عن للتعبير جديدة نافذة للشعر فتح مما أبعادها؛ جميع يكون أن دون أو التسطيح، درجة إلى مباشرا وعظيا أو تبشيريا

المراوحة. رومانسيا.. بمعنى– األسطوري الرمز استطاع الرائدة، القصيدة هذه ففي لنا يقدم وتحوالته- أن تداعياته بما الملحمي السرد من مزيجا

شكل القصيدة فيه منح وقصص. ومسرح، حكايات من فيه وبنائها القصيدة مسار رسمت التي الثنائية تلك عبر اكتمالها

شعورية حاالت في األضداد وتجاوز الشاعر، الفني: ثنائي اجتماعية عناصر من فيه ما بكل الواقع ثنائية إلى داخلية. إضافة

والعبيد. واألطفال والجوع، وسياسية: كالخصب، تاريخيةوعشتار.. إلخ. األم والمطر، والدم والجفاف والشعب

تتوضح الشعري السياسي ذاكرة من مستلة مفرداتالقصيدة: خاتمة في مرجعيته

والعراة الجياع دم من دمعة ))وكلالعبيد دم من تراق قطرة وكل

جديد. مبسم انتظار في ابتسام فهيدت حلمة أو الوليد فم على تور

الحياة. واهب الفتي، الغد عالم فيالمطر(( ..ويهطل

ويتبــادالن والواقع. يختلطــان الرمز بين العالقة تتداخل هكذااألدوار. شعورية، حاالت إلى يستجيب منفاه، في السياب إن

مصحوبة والتشتت، الضياع أحاسيس عليها تهيمن متداخلة، -84-

القادم. بالغد واألمل والتحدي بالنقمة جديدة المطر" انعطافة "أنشودة سجلت د-وكما

جاءت ،المعاصر العربي الشعر تاريخ في مرحلة في أيضا في الشاعر يشارك االجتماعي، الوعي في تاريخي تحول ،*تغييره قناعاته عن للتعبير، جديدة وسيلة عن البحث خلق حامال

قناعاته كانت فقد النهاية؛ إلى المستقرة غير الجديدة، الفكرية هي بعضها، عن وارتداده الثابتة، وغير المتحولة وآراؤه

تحمل إزاء الشاعر هذا حساسية لمدى الحقيقية المؤشرات في المفرطة، والفنية. وحساسيته الشعرية الريادة أعباء

االجتماعية الحياة في الجديدة التغيير أفكار رفض، أو استيعاب، المنفى في السياب موت وما والسياسية، طريدا سوى جائعا

والنكوص. االرتداد مراحل في االجتماعي، وعيه لمسار تتويج المطر" يتلمس "أنشودة قراءة من المرء ينتهي وحين

بمعناه ليس– يحكمها الذي األيديولوجي الفكر بوضوح، فكرة توحدها القيمي-،– الفكري بمعناه المتداول- بل السياسي التي والضمائر المتعددة بأصواتها األسطورية، االنبعاث

شاعرية عبر تنوعها في التوحد على القصيدة وقدرة تستخدمها، الشعر مملكة في وتفتح االتجاهات، جميع في تنهمر جارفة سوف واألحاسيس.. واألفكار، للرؤى جديدة، نوافذ العربي العربي الشعر تطور حركة في األولى اللبنة بعد، فيما تشكل، باتجاه الجحيم. مملكة إنها الحداثة. حقا

:الهوامش/1972 /1ط العودة الكاملة- بيروت- دار األعمال– الصبور عبد -صالح1 /2ط العودة واحد- بيروت- دار الكاملة- مجلد األعمال– دنقل -أمل2

1985//1971 /2ط العودة - بيروت- دار2م الكاملة األعمال– -أدونيس3 3ط لعودة دارا بيروت– 3 م2 م1م الكاملة األعمال– البياتي الوهاب -عبد4

/1979/ /2ط العودة دار– - بيروت2 م1م الكاملة األعمال– درويش -محمود5

1978.//.1979/ 1ط الفارابي الشعرية- بيروت- دار األعمال– يوسف -سعدي6/.1971 /1ط العودة الكاملة- بيروت- دار األعمال– السياب شاكر -بدر7

ضــمها الــتي القصائد مجموعة أن السياب لشعر الدارسون يجمع *

الشــعر تــاريخ في التحــول هذا مثل المطر" تحمل ديوانه" أنشودة/.110ص/المعاصر. العربي

-85-

أخرى: مراجعالمعاصر. العربي الشعر عباس: اتجاهات *د.إحسانالشعر. مندور: فن *د.محمدأين. إلى الحديث شكري: شعرنا *د.غاليالبياتي. شعر في صبحي: الرؤيا الدين *د.محي

الحلم. مدن إلى حافظ: الرحيل *د.صبريالمعاصر. العربي اليوسف: الشعر سامي يوسف* الشعر. أدونيس: زمن* الشعر. نقد في خوري: دراسات الياس* النص. عثمان: إضاءة اعتدال* - بيروت.72-70-68-67 اآلداب: سنوات مجلة* .1989-3ط المصرية الثقافة العالم: في أمين محمود– أنيس العظيم عبد* أجزء- سلسلة ثمانية– الخطيب كامل محمد الشعر: بإشراف نظرية*

.1996الثقافة- دمشق- العربية- وزارة النهضة وحوارات قضايا

-86-

-87-

المحتوى

5.....................................الشعر حكاية توطئة13.....................................الشعرية الحكاية13.........................................المفهوم: آ-في

13.............................................للتنوع- قابل -مفتتح19...............................الصبور- نموذجا:- عبد - صالح1

24.....................................والتنوع ب- اآلفاق24...............................الطوفان- دنقل: وحكاية -أمل233...........................قريش" بصقر "المقنع -أدونيس:340.يأتي! يأتي.. وال الذي انتظار - في البياتي الوهاب -عبد455........................الحكاية وتضاريس درويش -محمود564الشعر.. األمكنة- إلى كل المنفي-فييوسف.. - سعدي678........العالم ومحنة الذات قلق بين السياب شاكر -بدر7

85...............................................المحتوى

-88-

الوطنية األسد مكتبة في اإليداع رقم

/المعاصر العربي الشعر في دراسة: الجحيم مملكة الحكاية دمشق: اتحادرضوان- / محمد نموذجا – 2001 العرب، الكتاب

سم.20 ؛ ص99

- العنوان2م و ض ر811.9009- 1- رضوان3

مكتبة1567/8/2001ع- األسد

-89-