شجاعة القيادة

شجاعة القيادة

تأليف:بيل هايبلز

ترجمة:نكلس نسيمأمجد أنور

وجدي وهبة

محتويات الكتاب

٧ ................................................................................................................................ المقدمة

الفصل األول: مخاطر القيادة .......................................................................................... ٩

٢٥ .................................................................................. الفصل الثاني: أقوى أسلحة القائد

٤٧ ....................................................................................... الفصل الثالث: القيادة المنجزة

تحويل الرؤية إلى عمل

٦٩ ........................................................... الفصل الرابع: تكوين فريق يحلم بالملكوت

المجتمعات القريبة من قلب القائد

٩١ .................................................................................... الفصل الخامس: تحديات المال

اختبار مدى همة القائد

الفصل السادس: تطوير القادة الواعدين ..................................................................... ١٢١

عندما يكون القادة في أفضل حاالتهم

١٣٩ .................................... الفصل السابع: اكتشف وطور أسلوبك الخاص في القيادة

السبيل إلى قيادة عالية التأثير

١٦١ ......................................................................... الفصل الثامن: الحاسة السادسة للقائد

مصادر اتخاذ القرار

١٨٣ ....................................................................................... الفصل التاسع: فن قيادة النفس

قائد ٣٦٠ درجة

١٩٩ ............................................................................................ الفصل العاشر: صالة القائد

«شكلني يا الله وطوعني لكي أبلغ أقصى طاقتي كقائد»

٢١٣ ................................................................................ الفصل الحادي عشر: طريق القائد

مسيرة حية مع الله

٢٢٩ ...................................................................... الفصل الثاني عشر: تنمية روح الصمود

البقاء في المضمار

٦

٧

مقدمة

انتظرت ثالثين سنة كي أكتب هذا الكتاب. وقد قمت أثناء هذه الفترة بتأليف الكثير

تجاه بها شعرت التي الحماسة بنفس منهما أي تجاه أشعر لم أني غير الكتب، من

هذا الكتاب. ثم إن الكلمات واألفكار التي تمتليء بها الصفحات التالية ليست مجرد

حياتي. بهما اتسمت اللذين والولع النشاط تمثل إنها بل لي، بالنسبة مجردة مفاهيم

وقد سبق لي أن قدمت بعضا من مادة هذا الكتاب في بعض المؤتمرات وورش العمل.

غير كتاب، شكل في معا األحاديث هذه جمع إغراء انتابني السنوات هذه وطوال

أنني خلصت في النهاية إلى أني لم أكن مستعدا تماما ألقدم للمجتمع المسيحي على

المستوى األشمل كتابا يتناول أهمية الموهبة الروحية الخاصة بالقيادة. وفي كل مرة

ويلوكريك بكنيسة بتحد أواجه كنت الكتابة، أبدأ ألن مهيأ أنني فيها أعتقد كنت

كميونتي أعرف منه أني لم أكن كذلك. وكنت المرة تلو األخرى أشعر بتأكيد الروح

القدس لي: «تحل بالصبر يا بيل».

والسبب في أن هذا الكتاب كان في حاجة إلى «فترة توقف» لمدة طويلة مرده أني

من األولى السنوات في أني ثم للكتابة. كافية بدرجة أتهيأ أن إلى حاجة في كنت

من به أتمتع كنت لما مساو والحساسية الحكمة من بقدر أتمتع أكن لم خدمتي

الجراءة والحسم، ولذلك أسرعت بجمع قائمة بأخطاء القيادة التي تستحق أن تخصص

لها صفحة في موسوعة جينيس. غير أنني - بنعمة الله - كنت محاطا ببعض من الناس

نضجنا وقد تعلمي. أثناء معي المغامرة لمواصلة استعداد على كانوا الذين المحبين

كلنا معا من خالل عملية استغرقت ثالثة عقود تقريبا.

احتفلت منذ بضعة أشهر مضت بعيد ميالدي الخمسين وكان حدثا حفزني على مزيد

من التأمل بأكثر مما كنت أتوقع. ونتيجة لفحص خبراتي الماضية والحاضرة كقائد،

أنني توصلت إلى أن ماتعلمته بعد تخرجي عن القيادة، على مدى ثالثين سنة - وذلك من

خالل مدرسة الحياة الواقعية في الكنيسة المحلية التي خدمت فيها. هذه السنين من

الخبرة أعدتني للكتابة عن األهمية االستراتيجية للموهبة الروحية الخاصة بالقيادة.

٨

ولست أقصد بهذا اإلشارة إلى أنني قد «تخرجت». ألني سأكون تلميذا بشكل دائم،

أن حقا أشعر لكنني بالقيادة. األمر يتعلق حين أنمو، أن أجل من دائما وسأكافح

وعلى تعلمته. ما في آخرين تالميذ أشارك ألن الوقت حان إنه يقول القدس الروح

والمقدرة العمل لوصف التالية الكتاب فصول في جهدي قصارى بذلت فإني ذلك

نظريات عن كتابا هذا وليس عمله. القادة على يجب بما الخاص والمجال الطبيعية

القيادة، بل باألحرى عن ممارسة القيادة التي اختبرت فعال.

زيادة على التعليم أو الحكومية، والوظائف األعمال، مجال في القادة عمل وإذا

كفاءتهم عن طريق قراءة هذا الكتاب فهذا أمر طبيعي. ولكني لم أكتبه أساسا لهم.

وفي النهاية فإنه على الرغم من أن عملهم قد يكون مهما للغاية، فإن الغاية التي كرسوا

لها مهاراتهم في القيادة تفتقر إلى شيء واحد وهو القدرة على تغيير العالم. أما الذي

يثيرني فهو االنخراط مع قادة الكنائس المحلية، ذلك العتقادي أن الكنيسة المحلية

هي رجاء العالم. وأني أعتقد في قرارة نفسي أنه لدى قادة الكنائس المحلية إمكانية أن

يكونوا أقوى قوة مؤثرة على كوكب األرض. ذلك ألنهم إذا فهموا هذه الحقيقة وتصرفوا

على هديها، يمكن للكنائس أن تصبح المراكز الخالصية، وهذا ما كان يسوع يريده

ال، والعبادة المبدعة، والمجتمع األصيل، والكرازة المؤثرة، والخدمة لها. والتعليم الفع

المفرحة، كلها تتكاتف معا لتجديد قلوب وعقول الساعين والمؤمنيين على حد سواء،

وتقوية العائالت، وتغيير المجتمعات، وتغيير العالم. وهنا هو ما أرجوه من كتابة هذا

الكتاب - أن يبدأ الرجال والنساء ممن يتمتعون بموهبة القيادة الروحية في أن يقودوا

بنشاط وفرح وفاعلية في كنائسهم المحلية في كل مكان، وأن تصبح الكنيسة، بنعمة

تقوى ال قوة تكون أن تكون: أن يجب كما المخلصين، المسيح خدام وقيادة الله

عليها حتى أبواب الجحيم.

٩

الفصل األول

مخاطر القيادة

الحطام وسط وقفت العالمية، التجارة مركز برجي على الهجوم من أيام عشرة بعد

أكثر من واحدة عن الناجمة اآلثار استغرقتني وقد تماما، األنقاض أزيلت أن بعد

الحوادث المرعبة التي عرفها التاريخ.

في صباح الحادي عشر من سبتمبر سنة ٢٠٠١، وهو الصباح الذي غير العالم، أصبحت

هو الموت وكان رهائن. أية اإلرهابيون يأخذ ولم حرب. منطقة بنيويورك مانهاتن،

في العاديين الناس من الموتى عدد بلغ فقد ذلك وعلى قدموه، الذي الوحيد الخيار

ذلك اليوم ثالثة آالف نسمة، لقى معظمهم حتفه دون أن تتاح له أية فرصة حتى لوداع

أخير.

الحادث، موقع في بجولة للقيام دعوني الذين نيويورك مدينة موظفو أخذني وقد

وقادوني عبر نقاط التفتيش إلى «جهنم»، وهي المنطقة التي تحيط مباشرة بالبرجين

اللذين انهارا. وفي الظالل القاتمة للرافعات الضخمة التي كانت تنقل ببطء المعادن

وعمال الموقع، في المنتشرة الحجارة وسط ينقبون اإلنقاذ عمال كان المحطمة،

في يتحركون العمال كان يد. إلى يد من باألنقاض المليئة األجولة يمررون اإلطفاء

صمت، ويصغون - كما عرفت - أمال في سماع أصوات - أية اصوات، للناجين.

ستبقى هذه الدقائق التسعون معي بقية حياتي وال يمكن للكلمات أو شاشات التلفاز

ثالثين وطوال الدقائق. هذه خالل رأيته الذي الهائل الدمار حجم حقيقة تصور أن

دقيقة لم أستطيع أن أنطق سوى بكلمتين هما: «هذا مريع».

وكنت أردد هذه العبارة المرة تلو األخرى. ولقد تخيلت أن البرجين الشاهقين قد غاصا

في أكوام من الحجارة تصلح لعمل سور حول ملعب كرة قدم كبير. وصورتي الذهنية

نحن التي للحالة بالنسبة الحقيقة أن غير الكفاية، فيه بما ومأساوية كبيرة كانت

بصددها كانت مأساوية أكثر من ذلك مائة مرة. كان الحطام يغطي مساحة ميل مربع.

فقد أزيل العديد من الكتل السكنية في المدينة من الوجود. إحدى البنايات األصغر

١٠١٠

حجما التي انهارت كانت تتكون من أربعين طابقا، والعديد من المباني األكبر حجما،

التي مازالت باقية عندما كنت هناك، كانت قد تصدعت بشكل فظيع فلزمت إزالتها.

تحطمت اآلخر، والبعض واجهته. دمرت الفيدرالي أوكالهوما مبنى يشبه كان وما

نوافذه. وقد تملكني الذهول ووقفت مصدوما لفداحة ما حدث في ذلك اليوم.

وكررت ثانية قولي «هذا مريع» عندما شاهدت اإلخالص الذي أبداه عمال االنقاذ، حيث

أن الكثيرين منهم ظلوا يحفرون حتى بعد مرور عشرة أيام على الحادث، وكنت ترى

الدماء تغطي أيديهم، كما كانت أقدامهم متقرحة، وذلك ألن أجسادهم كانت قد دفنت

تحت أكوام من الركام وهم يقاومون الحريق. وكيف لي أن أصف ما كنت عليه وأنا

معهم، فيما كنت أنظر إلى عيونهم وأرى كيف أنهم بشجاعتهم جمعوا بين اإلرهاق التام،

والعزم الذي ال يلين. كان هناك المئات والمئات من هؤالء العمال. وقد وجدت نفسي في

حيرة بالغة بين أمرين: الرغبة في أن أصيح فيهم قائال: «أرجوكم. توقفوا، أنتم في أشد

الحاجة إلى الراحة، ويجب عليكم العودة إلى بيوتكم». إال أنني في ذات الوقت كنت

أريد أن أربت على ظهر كل واحد منهم وأقول له: «ال تستسلم، ألني لو كنت تحت

أكوام هذا الدمار، كنت سأحتاج إلى شخص مثلك يقوم بالحفر لكي ينقذني.

لم يسبق لي أن اشتركت في الحرب، ولذلك لم أر على اإلطالق رجاال ونساء كهؤالء.

لم أر على اإلطالق أناسا كانوا في عداد الموتى بينما يسيرون على أقدامهم، وبرغم

أنسى لن ذلك. خالف شيء عمل بوسعهم يكن لم ألنه األشالء وسط يسيرون ذلك

هذا إطالقا. إن أناسا كهؤالء يشرفون اإلنسانية، وهم يذكروننا بأنه ال زال بمقدورنا أن

نكون أبطاال. وفي وقت الحق من ذلك اليوم، أخذت بسيارة إلى مكان معين ال يبعد

واألصدقاء العائالت كانت حيث اإلنقاذ، جهود فيه تجرى الذي المكان عن كثيرا

مئات بطول عجل على أقيمت إعالنات لوحة على أحبائهم صور بوضع يقومون

األقدام بموازاة الرصيف. وفيما كنت انظر إلى الصور المكدسة جنبا إلى جنب من

أعلى اللوحة إلى أسفلها قلت ثانية: «هذا مريع». ال يمكن أن ندع رجاال ونساء أطفاال

يعيشون في ظل هذه النوعية من الحسرة والحزن.

أربع لمدة وكانوا وذهابا. جيئة المكان يذرعون ذويهم فقدوا الذين الناس كان

١١

اآلمال تداعبهم المدينة شوارع في هدى غير على يهيمون يوم كل ساعة وعشرين

في أن - شخصا ما يمكن أن يقول لهم شيئا ما عن أب، أو ابنة أو صديق، فقدوه في

الحادث. ولم تكن هناك وسيلة يستطيعون بها مواصلة حياتهم، ذلك أنهم لم يقدروا

أن يأكلوا أو يناموا. ولم يكن بمقدورهم العودة إلى بيوتهم دون حصولهم على بعض

المعلومات، أو على خبر ما، أو قدر من الوضوح. وكان تشبثهم هذا أمرا مفهوما. فماذا

عساهم يفعلون غير ذلك، وإذا كان أحد أفراد عائلتي - ليني أو شونا أو تود - أو أي من

أصدقائي ضمن أولئك المفقودين تحت األنقاض، كنت سأفضل الشيء نفسه. وكنت

سألصق صورهم في جميع أجزاء ذلك الجدار، وكنت سأمسك بالناس وال أتركهم إذا

يفعلوا أن بعد إال األمل من بصيصا أو صغيرة معلومة تقديم باستطاعتهم أنه عرفت

وكأني شعرت فيه، أقيم الذي الفندق إلى لتعيدني أجرة سيارة استوقفت وفيما ذلك.

سأصرخ ثانية «هذا مريع» في محاولة إلماطة اللثام عن الحقيقة المرة، بأن كل هذا

األلم، وهذه المحرقة الجماعية، ليس السبب فيها كارثة طبيعية أو حتى حادثا غريبا،

بل جاءت نتيجة خطط مرسومة، وضعها إخوة لنا في اإلنسانية، فهذا الدمار، لم يأت

زوبعة أو إعصار، أو فيضان بسبب يحدث ولم أرضية. كتلة تحرك أو زلزال، نتيجة

وضعها التي للخطط مباشرة نتيجة كانا بي المحيطين والدمار الموت إن بل عاتية،

حتى قلوبهم الحقد ومأل المتطرفة، السياسية المعتقدات عليهم سيطرت أناس بدقة

أنهم إذا كانوا يشاهدون التغطية اإلخبارية للحدث على شاشة التلفاز كانوا يهنئون

بعضهم بعضا ويقفزون فرحا.

صحت ثانية: «هذا مريع. ال يمكن للشر أن يستفحل بهذه الطريقة. وبغض النظر عن

يمكن ال خلفه الذي للشر الهائل الحجم فإن بي، المحيط المشهد حقيقة فهم عدم

التغاضي عنه. لكن األمر العجيب حقا، هو أنه بينما الرماد يحترق ويدخن دون لهب

العبارة صدى كان وفيما قوي. بأمل شعرت يغمرني، الحزن كان وفيما حولي، من

ا اآلن فقد األليمة «هذا مريع» يتردد في ذهني، وقد كررتها عشرة آالف قبل ذلك. أم

جاءت تتسم بقدر من اإللحاح والعجالة. الكنيسة المحلية هي رجاء العالم. الكنيسة

المحلية هي رجاء العالم. وقد كان بوسعي أن أرى ذلك بكل وضوح.

١٢١٢

التي الكثيرة الرائعة والمؤسسات المنظمات إسهامات من أقلل أن أقصد ولست

أفراد وكان المنطقة. انتاب الذي البؤس خضم في ومحبة خير بأعمال قامت

الصليب األحمر يقدمون قفازات عمل وقناعات للتنفس، وجوارب جديدة، وأحذية

الشواء لتقديم األرصفة على موائد تقيم فكانت المطاعم أما الساق. طويلة نظيفة

المسكرة غير المشروبات مصانع أصحاب أما اإلنقاذ. لعمال مجانا واألطعمة

الخيرية والجمعيات المؤسسات أما إنتاجهم. من كبيرة تبرعات يقدمون فكانوا

الضحايا. لعائالت الدوالرات من الماليين بمئات البنوك في أمواال تودع فكانت

المؤكد ومن األعمال. هذه بكل األمريكيون يفتخر أن ويجب األموال. وتدفقت

أني شخصيا فخور بذلك.

مانهاتن مدينة وسط في الستار خلف يجري كان أعمق مستوى على عمال ولكن

الجمعيات إلى الكنائس من ومتطوعين كثيرون رعاة انضم ففيما األيام. تلك خالل

الخيرية في جهد مشترك لتدبير االحتياجات البدنية والمادية، إال أنهم ذهبوا إلى أبعد

ومثلي مثلك العاديين المسيح أتباع أن ذلك بكثير. ذلك من أبعد إلى بل - ذلك من

كانوا يجلسون في المطاعم والمكاتب، وأماكن اإليواء المؤقتة، يواجهون بشجاعة

وحساسية االهتمامات النفسية العميقة، من خالل األحاديث مع األفراد، والمجموعات

الصغيرة، ومشاركة الناس في البكاء، والصالة، واالستماع إليهم، ومعانقتهم، وتهدئتهم.

عنها تتحدث لم التي القصة هي تلك مستمرة. وبصفة اليوم طوال يحدث ذلك كان

شبكة إلى إطالقا طريقه يعرف لم الذي الفيلم من الجزء هذا وكان اإلعالم، وسائل

األخبار. ومع أن مؤسسات الرائعة كثيرة كانت تدبر االحتياجات الخارجية للناس، إال

أن الكنيسة كانت هناك لكي تعمل العمل الوحيد التي هيأت هي وحدها لعمله: وهو

تقديم الشفاء للنفوس التي تعاني من جراح عميقة.

كا ن لهذا االختبار، ومازال، تأثير قوي علي، ذلك أنه يؤكد أيضا القناعات التي كانت

تنمو في داخلي طوال الثالثين سنة الماضية - بأن للكنيسة مهمة تتفرد بها، وعليها أن

تحققها على كوكب األرض، وأن مستقبل مجتمعنا يعتمد - وإلى حد كبير - على ما إذا

كان قادة الكنيسة قد فهموا تلك المهمة وقاموا بتعبئة شعوب كنائسهم على أساسها.

١٣

وكلنا رجاء في أال تتكرر على اإلطالق أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة ٢٠٠١.

خسائر أو أخرى، عنف وأعمال أخرى، مأساوية أحداث هناك ستكون أنه غير

نورا المسيح يسوع كنيسة ستكون هل الله. قلب تحزن كما قلوبنا، تحزن أخرى

ساطعا ليضيء في مثل هذا الظالم؟

لكن انتظروا. إنني أسابق نفسي. دعوني أستعيد تشغيل شريط ذكرياتي وأبدأ ببداية

اختباري مع الكنيسة.

جمال الكنيسة:بينما جزأين. إلى حياتي قسم أنه حتى جدا قويا أمرا اختبرت السبعينات أوائل في

إلكمال وذلك الجديد العهد لدراسة دراسية بحلقة التحقت الكلية في طالبا كنت

إنها العقل. تجمد مملة تكون وأن البد الدراسة هذه أن أظن وكنت تخصصي. مواد

الوحيد التحدي أن من يقين على كنت بالتأكيد. المقدس؟ للكتاب مطلوبة دراسة

الذي ستقدمه لي هذه الدراسة هو تحدي محاولة البقاء مستيقظا أثناء الدراسة.

مريحة جلسة واتخذت الخلفي، الصف في مقعد في المعتاد بحقي تمسكت وفيما

هناك أن بخلدي يدور يكن لم - مطويتان وذراعاي ممدودتان، ساقاي - مسترخية

كمينا روحيا في انتظاري. وقرب نهاية المحاضرة، وحين اعتقدت أنه قد حان الوقت

ينته لم األمر أن يعلن بيليزكيان جيلبرت د. باألستاذ إذا وأنصرف، أوراقي أجمع أن

غرفة في مشاعره وأعلن القراءة. منضدة وترك مذكراته، أغلق وإذ الحد. هذا عند

مليئة بطلبة في سن العشرين ال يعتريهم الشك.

إن حتى لله بالكامل المخلصين المؤمنين من مجتمع هنا كان الطلبة، «أيها قال:

حياتهم معا كانت عامرة بقوة الروح القدس». في هذه الزمرة من أتباع المسيح كان

حياتهم وشاركوا أقنعتهم خلعوا لقد فطرية. محبة بعضا بعضهم يحبون المؤمنون

مع بعضهم البعض. كانوا يضحكون ويبكون ويصلون ويرنمون ويخدمون معا في

شركة مسيحية حقيقية.

أن إلى أقل لديهم كان الذين أولئك يشاركون كانوا أكثر لديهم كان الذين «أولئك

١٤١٤

أزالت بطريقة معا ينتمون الناس وكان واالقتصادية. االجتماعية الحواجز زالت

فوارق الجنس والتفرقة العنصرية، وكانوا يتقبلون االختالفات الثقافية.

ونقرأ في األصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل أن مجتمع المؤمنين هذا، أي الكنيسة،

تتسم كانت بها. أعجبوا أنهم حتى للحياة جدا جميلة رؤية المؤمنين لغير قدمت

لنا وتقول مقاومتها. يستطيعوا لم إنهم حتى الشديدة والفاعلية واالبتكار بالجراءة

بيلزيكيان د. وكلمات يخلصون». الذين الكنيسة إلى يضم الرب «وكان :٤٧ اآلية

غير المكتوبة كانت مرثاة بقدر ما كانت حلما، كانت تطلعا حزينا الستعادة كنيسة

القرن األول. ولم يسبق لي أن تصورت إطالقا رؤية آسرة أكثر من تلك الرؤيا. والواقع

إنني في ذلك اليوم لم أر الرؤية فقط، بل تملكتني تماما. وعلى حين غرة، اغروقرقت

عيناي بالدموع، وصحا قلبي بهذه الكلمات:

تساءلت، أين ذهب ذلك الجمال؟

لماذا ال تظهر تلك القوة في الكنيسة المعاصرة؟

هل سيرى المجتمع المسيحي ذات يوم أن تلك القوة قد تحققت ثانية؟

ومنذ ذلك اليوم أصبحت رهينة للصورة القوية، للحلم الذي ورد في األصحاح الثاني

من سفر أعمال الرسل ورسم في حجرة الدراسة بالكلية. وفي األسابيع والشهور التي

إقامة من تمكننا لو ماذا تفارقني: ال األسئلة كانت األولى المحاضرة تلك أعقبت

أن أمكن أورشليم في حدث ما أن لو ماذا العشرين، القرن في لله حقيقي مجتمع

يحدث في شيكاغو، مثل هذه الحركة من قبل الله سوف يغير هذا العالم ويدخلنا إلى

العالم التالي. كنت شخصا هالكا، وقع تماما في أسر رؤية واحدة عن الجمال الكامن

في الكنيسة المحلية. وفي سنة ١٩٧٥ أدت بي هذه الرؤية مع حفنة من الزمالء إلى أن

نقيم كنيسة ويلو كريك كميونتي. واآلن، وبعد نحو ٣٠ سنة، مازالت الرؤيا تأسر

انتباهي وتشعل حماسي وتطلب كامل جهدي.

قوة الكنيسة:اإلنسان. قلب تغيير على القدرة المحلية الكنيسة لجمال الكبرى المظاهر بين من

١٥

وإني ألتذكر على وجه الدقة أين كنت عندما رأيت بوضوح حاجة العالم إلى هذه

في ذلك كان المفهوم. هذا قبول على إني «حرضت» القول وبوسعك المغيرة. القوة

منتصف الثمانينات. وقد كنت خارج البالد لبضعة أسابيع في مهمة خاصة، وكنت في

طريق عودتي إلى الواليات المتحدة عن طريق سان جوان، بورتوريكو. ولما كنت

االتصال إلعادة لهفة في وكنت الرحلة، معظم CNN اإلخبارية القناة نطاق خارج

USA» بالعالم ألعرف ما حدث أثناء غيابي. وعلى ذلك اشتريت نسخة من صحيفة

األخبار والتهمت الصحيفة، وفردت مقعدي، تحت القهوة قدح ووضعت «Today

التهاما.

وعندئذ بدأت الفوضى. ذلك أن صبيين صغيرين (أعتقد أنهما أخوان) بدآ الشجار معا.

ويبدو أن أكبرهما كان في سن السابعة أو الثامنة، أما األصغر فكان في سن الخامسة

تقريبا. راقبتهما لثوان قليلة من أعلى الصحيفة وتضايقت إلى حد ما بسبب الفوضى

كنت التي العالم، مستوى على الهامة بالمعلومات بمقارنتها أنه غير فيها. تسببا التي

منهمكا في قراءتها، فإن المشادة الطفولية بين أخوين ال تستحق أن نبالي بها. فاألوالد

هم األوالد في كل مكان، ثم استأنفت قراءتي.

الولد أن الجلي من وكان صحيفتي. خفضت طـاخ. طـاخ، صـوتا: سمعت ذلك وبعد

األكبر قد صفع للتـو الولد األصغر صفعة قـوية على وجهه. فانخرط بالبـكاء، وبدأ

خد هذا الطفل يتورم. وبكل توتر أمعنت النظر في الجمهور، بحثـا عن الشخص الكبير

المسـئول عن هذين الولدين، الشـخص الكبير الذي كان بوسعه إيقـاف هذا العنف.

وعندئذ حدث صوت لن ينساه أحدنا لمدة طويلة، وقد دفع هذا الصوت كل من كان

في منطقة البوابة إلى الصمت. كان صوت قبضة قوية توجه ضربة ساحقة إلى وجه

شخص ما. وفيما كان الولد الصغير ال يزال يبكي من اللكمة األولى، التفت نحوه الولد

األكبر ولكمه ثانية والواقع أنه أوقع الولد الصغير على األرض.

ولكن، المزدحم. الجمهور في وصحت قمت تقبله. أستطيع أن من أكبر هذا وكان

دون رد. وفيما أسرعت نحو الولدين، قام ذلك القوي وأمسك الصغير من شعره وأخذ

يضرب وجهه باألرض.

١٦١٦

سمعت اإلعالن الذي يدعونا إلى ركوب الطائرة لكني كنت قد غضبت كثيرا نتيجة

هذا العنف ولذلك تخليت عن مهمتي. وأمسكت الولد األكبر من ذراعه وأبعدته عن

الولد األصغر، ثم أمسكت بهما بحيث أبعدت كال منهما عن اآلخر بقدر ما استطعت.

وقد مددت أحد ذراعي إلى الصبي الذي لطخت الدماء وجهه، وبذراعي اآلخر حاولت

مأساة بيدي أمسك أنني أعرف وكنت عينيه. في القتل نية كانت الذي اآلخر إيقاف

إنسانية.

في هذه اللحظة جاء وكيل شركة الطيران إلي وقال: «إذا كنت أنت السيد هاييل، فعليك

أن تصعد إلى الطائرة في الحال ألنها في سبيلها إلى اإلقالع اآلن، وعلى مضض، تركت

شركة مندوب مناشدا وصحت البوابة، عبر واندفعت متعلقاتي، وجمعت الولدين،

الطيران قائال: «أبعد هذين الولدين عن بعضهما، من فضلك. وعليك أن تجد والدهما».

التأثر غاية في وكنت مقعدي، على العثور وحاولت الطائرة إلى مضطربا دخلت

بالعنف الخاصة واألصوات المناظر ذهني عن أبعد أن أستطع ولم للتو. حدث مما

التركيز. أستطع لم ولكن مقاال أقرأ أن وحاولت للرياضة مجلة تناولت رأيته. الذي

أفالم من يكون أن وتمنيت سيعرض الذي الفيلم ألعرف الطائرة مجلة وتفحصت

األسرة ليلهيني عما حدث.

أنظف أن أحاول بأال يخبرني القدس الروح أن أحسست أنتظر كنت فيما أني غير

الحقيقة هذه ودع مضامينه، في وتأمل رأيته. فيما «فكر لي: وقال بسرعة. ذهني

تستحوذ على قلبك.

عن ذهني في األفكار تزاحمت رأيت، فيما النظر أمعن أن أختار أن تعمدت وفيما

حياة الولد األكبر. وتساءلت أين كان والدهما. وما هي نوعية االختبار الذي اكتسباه

من المدرسة. وهل هناك أحد في حياته يقدم له المحبة واإلرشاد والرجاء. وماذا يخبيء

الذي فما الثامنة، سن في وهو الضرب في قبضته يستخدم كان وإذا المستقبل. له

الرصاص؟ طلقات أم السكاكين، سيستخدم هل عشرة؟ الثامنة سن في سيستخدمه

وأين سينتهي به األمر؟ في بيت لطيف مع زوجة صالحة ووظيفة مرضية؟ أم في زنزانة

في السجن؟ أم في قبر وهو في سن مبكر؟

١٧

كتبت لقد الطفل. هذا حياة مسار يغير قد فيما أفكر أن القدس الروح حفزني ثم

حقا جيدين وكانوا الحكومي الجهاز أعضاء انتخبنا إذا أنه في وفكرت، الخيارات.

ويصدرون تشريعات جديدة، ربما يساعد ذلك مثل هذا الطفل.

ولكن هل ستفعل ذلك؟ أرجو أال تسيء فهمي. فإني أعرف أن ما تفعله الحكومات مهم

جدا. فإصدار التشريعات من أجل خير المجتمع عمل نبيل ويستحق اإلشادة به. غير

أن السياسيين، مهما كانت أهدافهم مخلصة، ال يستطيعون عمل شيء خالف ذلك.

كل العاصمة واشنطن إلى أتوجه كنت التسعينات، عقد أثناء سنوات ثماني ولمدة

المنتخبين الموظفين كبار أعلى من السلطة مراكز أهم على القائمين لمقابلة شهر

في بالدنا. وما اكتشفته لم يكن مدى القوة التي يتمتع بها هؤالء الناس، بل ما اكتشفته

تنظيم إعادة هو حقيقة عمله يمكنهم ما وكل حقوقهم. محدودية مدى هو حقيقة

أن يستطيعون وال إنسان. قلب يغيروا أن يستطيعون ال فهم الحياة. ملعب عالمات

يشفوا نفسا جريحة. وال يمكنهم تحويل الكراهية إلى محبة. وليس بمقدورهم تحقيق

التوبة، والمغفرة، والمصالحة، والسالم. وال يستطيعون أن يصلوا إلى جوهر مشكلة

الصبي الذي رأيته في المطار، والماليين اآلخرين ممن هم على شاكلته.

لقد كتبت كل خيار آخر خطر على بالي، وفكرت فيما يمكن تقديمه. فرجال األعمال

الناس يعلموا أن يمكنهم العقالء والمعلمون للناس، الوظائف يقدموا أن يمكنهم

معرفة نافعة عن العالم. أما برامج مساعدة الذات فبوسعها تقديم وسائل فعالة لتعديل

كل الذات. فهم على تساعد أن يمكنها المتقدمة السيكولوجية واألساليب السلوك.

ا؟ هذه أمور طبيعية. ولكن هل يمكن ألي منها أن تغير قلب اإلنسان حق

عمل تستطيع التي هي له، يؤسف الذي الكوكب هذا في فقط واحدة قوة أن اعتقد

وتشفي العار، وتزيل الخطية تقهر التي المحبة المسيح، يسوع محبة قوة إنها ذلك.

وهذا - وأخيرا المحطمة، األحالم وتصلح األعداء، بين المصالحة وتحقق الجروح

أمر أساس - تغير العالم، تغير حياة واحدة في كل مرة.

المحبة لهذه األساسية الرسالة أن معرفتي فهو يوم كل قلبي على يستحوذ الذي أما

المغيرة قد أوكلت إلى الكنيسة. وهذا مفاده - من الناحية الواقعية الخالصة - أن مستقبل

١٨١٨

العالم إنما هو في أيدي شعوب الكنيسة المحلية ممن هم مثلك ومثلي. إنها الكنيسة

وأنوارها التي تضيئ بها العالم. وبدون الكنائس العامرة بقوة الله، التي تساعدها على

نشر الصالح والسالم والمحبة والفرح في العالم، سينتشر الحرمان، ويمأل الشر العالم.

ولكن ليس من المفروض أن تكون األمور على هذا النحو، ذلك أنه بوسع مجتمعات

تتعب ال ذلك. عمل بوسعها نعم التاريخ. مجرى تعكس أن المتنامية القوية اإليمان

نفسك بالتطلع إلى وضع آخر. الكنيسة هي الحل.

إمكانات الكنيسة:المشاكل إلى تشير صورة كان جوان سان مطار في رأيته الذي البشع المشهد ذلك

ذكرني الطائرة في جالسا كنت فيما لي القدس الروح وتحفيز عالمنا. تكتنف التي

بأن قوة الله المغيرة هي الحل لتلك المشكلة. وفي وقت ما بعد هذه الرحلة، أعطيت

صورة حقيقية لإلمكانات المذهلة لهذه القوة. كنت قد انتهيت للتو من تقديمي رسالة

نهاية األسبوع في كنيسة «ويلو»، وكنت أقف في الردهة أتحدث مع بعض الناس.

فإذا بزوجين شابين يتقدمان نحوي، ويضعان بين ذراعي طفلتهما وطلبا مني أن أصلي

من أجلها.

أن شعرت وجهها. تغطي كانت التي البطانية األم فأزاحت الطفلة، اسم عن سألت

ركبتي بدأتا تخوران. وشعرت بأني ساقع مغشيا علي ، ولو لم يسندني األب لسقطت

لم أليما منظرا كان للغاية. بشعة بطريقة مشوها طفال ذراعي بين كان األرض. على

يسبق لي أن رأيت مثله في حياتي. ذلك أن الجزء األوسط من وجهها الصغير كن غائرا

إلى الداخل. فكيف كانت تتنفس، هذا لم أكن أعرفه. وكل ما استطعت قوله هو: آه يا

عزيزتي ... قالت األم: «اسمها إيملي». وقد أضاف الوالد: «لقد قيل لنا أنه لم يتبق لها

في الحياة سوى ستة أسابيع، ونريدك أن تصلي من أجل أن تعرف وتشعر قبل أن تموت

أننا كنا نحبها». وبالكاد استطعت أن أهمس قائال: «هيا نصلي». واشتركنا في الصالة

معا من أجل إميلي. وفيما أعدتها لوالديها، سألتهما: «هل هناك أي شيئ نستطيع عمله

لكما، هل هناك من طريقة يمكننا ككنيسة أن نخدمكما بها أثناء هذه الفترة؟

١٩

أجاب الوالد بكلمات ال تزال تذهلني، فقد قال: «بيل. إننا على ما يرام. إننا حقا على

ما يرام. لقد كنا في مجموعة محببة صغيرة لسنوات، وكان أعضاء مجموعتنا يعرفون

أن هذا الحمل ستكون له مضاعفات. وقد كانوا في بيتنا في الليلة التي بلغتنا فيها هذه

األخبار، كما كانوا في المستشفى يوم والدة إميلي. وقد ساعدونا على تقبل األمر كله،

بل إنهم قاموا بتنظيف بيتنا، وكانوا يعدون لنا طعامنا عندما عدنا بإميلي إلى البيت، وهم

يصلون من أجلنا بشكل مستمر ويزوروننا عدة مرات كل يوم. بل إنهم يساعدوننا في

زوجاتهم مع آخرون أزواج ثالثة تقدم مباشرة ذلك وعقب إميلي». لجنازة اإلعداد

وأحاطوا بإميلي ووالديها. وقال أحد أعضاء المجموعة: «إننا نحضر دائما الكنيسة معا

كمجموعة». وكانت صورة لن أنساها مدى الحياة، مجموعة متماسكة تماما من إخوة

وأخوات محبين يبذلون كل ما في وسعهم للتخفيف من أقوى ضربة يمكن أن تصيب

اإلنسان في هذه الحياة. وبعد صالة للمجموعة توجهوا جميعا إلى ردهة الكنيسة».

سيذهبون؟ أين وإلى العائلة؟ هذه ستكون «أين نفسي: سألت انصرافهم وبعد

إلى يرقى ما يوجد ال الكنيسة؟ بدون المحزن األمر هذا مع سيتعاملون وكيف

الوصف، عن يجل بها وما صحيح، نحو على تعمل عندما المحلية الكنيسة مستوى

في الجريح وتشفي الحزانى، تعزي فهي لها. حدود ال وإمكاناتها مذهلة، وقوتها

كما للحائرين، الحق وتقدم إليها، يسعون لمن الجسور تبني وهي المجتمع، سياق

وتحرر اإلدمان، قيود وتحطم للمنسيين، ذراعيها وتفتح للمحتاجين، موارد تقدم أنها

المقهورين، وتقدم االنتماء للمهمشين في العالم. ومهما كانت هناك قدرة على إلحاق

اآلالم باإلنسان، فإن قدرة الكنيسة أعظم من ناحية الشفاء والكمال.

مما أكثر تكون تكاد المحلية الكنيسة إمكانية فإن هذا، يومنا حتى األمر زال وما

توجد وال بل الكنيسة، تضارع األرض على منظمة هناك وليس استيعابه، يمكنني

مؤسسه يمكن القول بأنها قريبة منها.

حيوية الكنيسة: ال شيء يقارب الكنيسة، إذا كانت الكنيسة تعمل على نحو صحيح. ولكن «إذا» هذه

٢٠٢٠

الفجوة تجاهل أستطع لم الثمانينات، منتصف في السفر من أكثرت وعندما كبيرة.

وتفتح وتزدهر أغراضها تحقيق أجل من تعمل كانت التي الكنائس بين القائمة

ذراعيها للمساكين، وتعمل من أجل إيجاد مؤمنين أقوياء، يهتمون بالفقراء، ويرفعون

مبادراتها حيث الفشل، وشك على وكإنها تبدو التي وتلك - الحياة في المنكسرين

فاشلة، يبدو أنها ال تؤثر في أحد.

االزدهار أم الفشل، في كل مكان أذهب إليه، أجد نفسي أتساءل: ما الذي يحدث الفرق؟

ما هو مفتاح حيوية الكنائس المكافحة؟ وإني أعرف أن جمال الكنيسة وقوتها يتدفقان

من الله ويعتمدان على بركته، غير أن على مستوى بشري أكثر، ما هي األمور المشتركة

بين الكنائس الناجحة؟ هل هو الموقع؟ يقول الخبراء في نمو الكنيسة إن الموقع من

أنه األخرى تلو المرة أكتشف أني غير الرأي، هذا في معهم وإني الحاسمة، األمور

توجد كنائس ناجحة في أماكن لم يكن يتوقع أحد أن تنجح فيها كنيسة.

تجعلها مجتمعات وسط في تقع أيرلندا، شمالي في نامية حيوية كنائس زرت ولقد

فترة في عظة ألقيت وقد «المتاعب». المحليون السكان يسميه لما دائما تتعرض

في الفقيرة المدينة سوويتو، مدينة قلب في تقع ناجحة كنيسة في ماضية بسيطة

وعلى العنصري، الفصل سياسة نهاية قبل بالثورة تغلي كانت التي أفريقية، جنوبي

جانب آخر، في أماكن مثل نيويورك بيتش، كاليفورنيا حيث الجميع ينعمون بالغنى،

قد يساورك االعتقاد بأنهم لم يشعروا إطالقا بحاجتهم إلى الله، رأيت كنائس تمتليء

بالناس الذين تشتعل قلوبهم بالوالء للمسيح، في حي غني، أو في حي هادئ أو في حي

مزقته الحرب، أو في حي استوائي أو في جبال األلب، أو في مزدحم مدني، أو في جنة

الكنيسة حيوية في يؤثر الموقع أن يبدو أمريكي، غير أو أمريكي قروية، هادئة

بأقل كثيرا مما يعتقده معظمنا. حسنا، قلت في نفسي، ربما تكون الطائفة هي العامل

الحاسم. وربما أستطيع اكتشاف طائفة معينة لها ركن في السوق. غير أن سفرياتي لم

تؤكد هذا. فقد عرفت كنيسة أنجليكانية (أسقفية) في المملكة المتحدة تضم أعدادا

كبيرة من الناس كل سنة، وكنيسة أسقفية من كانسس سيتي اشترت منذ فترة قريبة مائة

فدان نتيجة لنموها، وكنيسة لوثرية في فينكس تستخدم مواردها لتسديد احتياجات

٢١

كانت وسواء ومبتكرة. رائعة بطرق السن كبار من والمواطنين العمل عن العاطلين

الكنيسة معمدانية، أو إصالحية، أو إنجيلية حرة، فهذا ال يهم، ذلك أنني في داخل كل

طائفة، وخارجها، اكتشفت كنائس ناجحة.

نموذجية إمكانات من فيها وما المباني تكون فقد الطائفة، أو الموقع يكن لم وإذا

هي مفتاح النجاح. ولكن كال، من المؤكد تماما أن األمر ليس كذلك. ففي الحظائر

والمسارح، والفنادق والمقطورات الكبيرة - في كل نوعية يمكن تخيلها من المباني

اكتشفت كنائس قد حققت نجاحا رائعا.

قلت في نفسي، لعلي تغاضيت عن عنصر واضح. ربما يكون مفتاح النجاح للكنائس

هو الوعظ الرائع، غير أني لست مضطرا إلى النظر إلى أبعد من الواليات المتحدة لبيان

زيف هذه النظرية. وعلى الرغم من أن الكثير من الكنائس التي تركز بشكل أساسي

على الوعظ تجتذب جماهير كثيرة، إال أن تأثيرها على المجتمع يكاد ال يذكر، ذلك

أن الكنيسة تغص بالحاضرين لمدة ساعة يوم األحد، لكنها تظل خالية بقية األسبوع.

وفي معرفة، ويزدادون المريحة، مقاعدهم في البقاء إلى يميلون العظات ومحترفو

التجديد حاالت وتكون بهم. المحيط المجتمع في انخراطهم يتناقص الوقت نفس

بنية وجود لعدم ضحال يكون المجتمع، واختبار قليل، االقتصاد نشاط ألن نادرة

تحتية من مجموعات صغيرة. فالجسد تتم تغذيته وإشباعه في إطار تعليمي مشترك،

ولكن هذ هو كل ما يحدث.

ال، ذلك أن الكنيسة تذوي ولست أرمي إلى التقليل من شأن أهمية التعليم والوعظ الفع

بدونهما. فإن التعليم والوعظ الجيدين ال يضمنان حيوية الخدمة. وربما هناك مفاتيح

أخرى لحيوية الكنيسة بوسعي أن أبين زيفها أيضا، ولكن إذا كنت شخصا يفتقر إلى

الصبر، أود أن أقفز إلى خالصة القول، وهو: الشيء المشترك بين الكنائس المزدهرة

هو أنها تحت قيادة أناس يمتلكون ويستخدمون موهبة القيادة التي من الروح القدس،

وعندما أجد تأثيرا كبيرا في أي كنيسة على نمط ما جاء في أعمال ٢، فإني اكتشف

أيضا جماعة صغيرة من اإلخوة واألخوات يقدمون باتضاع وبروح الصالة، والرؤية،

واإلستراتيجية، واإللهام، الذي أعطى القدرة لكنيسة بأكملها أن تأتي بثمرها بغزارة.

٢٢٢٢

من أهمية أكثر القيادة موهبة أن أعتقد أني معناه ليس ذلك أن تعرف، أن وأرجو

المواهب األخرى. بل إن الموضوع ببساطة هو أن األشخاص الذين يتمتعون بموهبة

فرصا آلخرين تتيح ونظم باستراتيجيات يتقدموا ألن فريد بشكل مؤهلون القيادة

الستخدام مواهبهم بأقصى درجة من الفاعلية. القادة يرون الصورة الكبيرة ويعرفون

كيف يساعدون اآلخرين على أن يجدوا مكان خدمتهم في إطار هذه الصورة.

وعلى مر السنين قابلت نوعيات مختلفة من القادة. البعض كانوا في سن متأخرة، في

حين أن البعض اآلخر كانوا من الشباب، والبعض كانوا من خريجي الجامعات، في

من خبرات لديهم والبعض الرسمي، التدريب إلى يفتقرون كانوا كثيرين أن حين

في ناجحة كنيسة أعرف وإني التجارة، عالم من جاءوا واآلخرون الثانوي التعليم

تيجوانا، بالمكسيك، يقودها طبيب، وفي روكفورد بإلينوي، قام أحد سماسرة البورصة

بتكوين فريق كان نواة إلقامة كنيسة، كذلك هناك طبيب أسنان من نيوجرسي فعل

عرفوا أنهم هو القادة هؤالء كل بين يربط الذي المشترك والخيط نفسه. الشيء

بفاعلية، واستخدموها لله، وأخضعوها بتنميتها، وقاموا القيادة بموهبة يتمتعون أنهم

والنتيجة؟ كنائس ناجحة.

تاريخ القيادة ١٠١:قادة ناجحة خدمة كل وراء أن اكتشاف من الدهشة تتملكني أن يجب كان ما

يتسمون بالشجاعة وروح الخدمة. وطوال التاريخ، عندما كان الله يريد أن يبدأ عمال

جديدا، كان يختار قائدا شجاعا ويكلفه بمهمته القيادة، وفي العهد القديم اختار قادة

مثل موسى، داود، نحميا وأستير. وفي العهد الجديد اختار أشخاصا مثل بطرس وبولس.

وفي األزمنة القريبة عندما كان شعب كنيسة متمرد في حاجة إلى دعوته ثانية للعودة

جون لوثر، مارتن أمثال من قادة يستخدم الله كان وإرساليته، الحقيقي إيمانه إلى

كالفن، وجون ويسلي، لكي يكونوا الرواد المحفزين على التغيير.

وكتبت الصيفية الدراسية العطلة أثناء صغير مطعم في جلست سنوات عشر منذ

أيدي في أساسا يكمن مستقبلها العالم. رجاء هي المحلية الكلمات: «الكنيسة هذه

٢٣

قادتها». وألول مرة، أدركت أنه من وجهة النظر البشرية سوف تتحدد نتيجة الدراما

الخالصية التي قدمت على كوكب األرض بواسطة مدى قيام الكنيسة بواجبهم على

وجه حسن، فهناك كنائس كثيرة مليئة بأناس مخلصين موهوبين أتقياء يحبون تدعيم

مواهبهم الروحية لكي يؤثروا في العالم من أجل ربحه للمسيح، والسؤال هو: «هل

وينمونها بجدية؟ يستخدمونها سوف القيادة مواهب أعطوا الذين والنساء الرجال

بالكامل؟ ويستخدمونها بشجاعة، حتى يمكن للمستعدين والموهوبين من المؤمنين

في كنائسهم أن يعملوا معا إلحداث فرق في العالم. وما جاء في رومية ١٢: ٨ يقول لمن

يتمتع بموهبة القيادة منا إنه من األفضل لنا أن نجلس ونسجل مالحظاتنا، وإنه يجدر

بنا أن نقود «باجتهاد»، لماذا؟ ألن الكنيسة، عروس المسيح، التي يعتمد عليها المصير

األبدي للعالم، تعتمد - وتزدهر أو تفشل - وإلى حد كبير- على أساس كيفية قيادتنا

أعماق إلى تصل وتجعلها ثانية السابقة العبارة تقرأ أن فالرجا قائدا، كنت وإذا لها،

فكرك. كما أرجوك أن تعرف أيضا أني ال أكتب عن القيادة من أجل أن أبرز ببساطة

األساسية فالقاعدة القيادة، على منصبا ليس الرئيسي اهتمامي أن ذلك الهبة، هذه

على أني غير أعمال «٢». في جاء ما أساس على تقوم التي الكنيسة هي لي بالنسبة

ينهض أن إلى الكامل الخالصي غرضها إلى إطالقا تصل لن الكنيسة أن تامة قناعة

الرجال والنساء ممن لديهم موهبة القيادة ويتولونها فعال.

والناس الذين أعطوا موهبة خارقة للقيادة عليهم أن يخضعوا أنفسهم تماما لله، وعليهم

أن يطرحوا رؤى قوية، تقوم على أساس كتابي وترمي إلى مجد الله، ويتوجب عليهم

أن يقيموا فرقا فعالة ومحبة، يكون هدفها واضحا. وينبغي عليهم أن يشعلوا غيرة أتباع

المسيح ليقدموا لله ما هو أفضل، وأن يصروا بكل عزيمة قوية على أن ..

الكرازة باإلنجيل

استرداد الضال

خدمة الفقراء

ضم المتروكين للمجتمع

وأن ينسبوا فضل ذلك كله لله

٢٤٢٤

ويخبرنا الكتاب المقدس وبدقة بما سيحدث إذا عمل القادة ما دعاهم الله إلى عمله

يفعل كان الشرير، «الذي أما الظالم. قوى تدمر وسوف به القيام موهبة وأعطاهم

تحقق وسوف االستسالم، على يجبر فسوف جدا، طويلة ولمدة العالم في يريد ما

الكنيسة الغرض الخالصي الذي أوجدها المسيح من أجله.

لست أعرف شيئا عنك، غير أني أفكر في العالم الذي تعيش فيه - وهو عالم يظهر الشر

نفسه فيه بطرق تتحدى الخيال، حيث األطفال الصغار في المطارت يحطم كل منهم

وجه اآلخر، وحيث يبث المخبولون الرعب في قلوب األبرياء - ال يسعني سوى أن

الة. وأي أسلم نفسي بل وبحماسة أكبر لكنيسة يسوع المسيح الجميلة، القوية، الفع

الكنيسة إن بنعمته؟ الله وهبني التي القيادة مواهب فيه استخدم أن أود آخر مكان

هي رجاء العالم!

٢٥

الفصل الثاني

أقوى أسلحة القائد

لست في حاجة ألن تكون من زمرة االنتقاديين لتشعر بشيء من الشك حين يشرع

أحدهم في الحديث عن تغيير العالم. وحتى لو كنت توافق على أن العالم مقبل على

بعض التغييرات الكبرى، فلعلك تعتبر أن فرص مثل هذا التغيير واهية، ولكن عندما

- يحدث؟ قد ما يعرف الذي ذا من حسنا، - ملهما القائد ويصبح حلما، الله يدعم

وعلى سبيل المثال، في سنة ١٧٤٤ قام قائد اسمه جون آدمز، وأعلن بشجاعة رؤيته

عن أمة جديدة، واتحاد من ثالث عشرة دولة مستقلة عن البرلمان وعن ملك إنجلترا.

ورغم أن كلماته كانت غريبة جدا، إال أنها تحققت، وفي غضون سنتين من إعالنه

المستقبلي، برزت الواليات المتحدة األمريكية إلى الوجود.

وفي عام ١٧٨٩ وقف وليام ويلبرفورس أمام البرلمان البريطاني وبكل فصاحة صاح من

أجل اليوم الذي لن يباع فيه الرجال والنساء واألطفال مثل حيوانات المزرعة. وفي كل

سنة طوال الثماني عشرة سنة التالية كان مشروع القانون الذي يتقدم به يلقى الهزيمة،

ولكنه واصل حملته دون كلل أو ملل ضد تجارة العبيد، وأخيرا، في سنة ١٨٣٣، وقبل

وفاته بأربعة أيام، وافق البرلمان على مشروع قانون يلغي تجارة الرقيق بشكل تام.

أن وأعلنا رايت، وأورفايل ويلبر هما، أخوان قام عشر، التاسع القرن أواخر وفي

عصر الطائرات قد بدأ، وأعقب ذلك عشر سنوات من التجارب المخيبة لآلمال، غير

طائراتهما قامت حين التاريخ رايت األخوان دخل ١٩٠٣ سنة ديسمبر ١٧ في أنه

عصر ولد كارولينا، نورث هوك، كيتي في مليئ شاطئ من باإلقالع الصغيرة

الطيران.

فورد، هنري واسمه النشطاء الصناعة رجال أحد وقف العشرين، القرن أوائل وفي

أمام عماله البسطاء وأقسم بأن يجعل االنتقال بالسيارة أمرا متاحا للعائلة األمريكية

العادية، وقد أثار كالمه هذا الضحك والسخرية، غير أنه بعد ذلك بخمس عشرة سنة

٢٦٢٦

فحسب، كانت الماليين من سيارات فورد طراز «T» تشترى وتباع بمبلغ ال يتعدى

٢٩٠ دوالرا فقط للسيارة.

وفي أربعينات القرن العشرين، رأى شاب إنجيلي اسمه بيللي جراهام حلما تقليديا.

فقد رأى هو وبعض من زمالئه في الكلية أن مالعب كرة القدم المكدسة بالمشاهدين

البعيدين عن الله يمكنها أن تمتليء بالكرازة باإلنجيل. وبداية من تلك السنة، استمع

٢١٠ ماليين شخص إلى بيللي جراهام وهو يعظ أمامهم مباشرة، في حين أن أكثر من

بليون شخص سمعوا د. جراهام يكرز باإلنجيل عن طريق التلفاز والمذياع. ومن ذا

االبن على درجات مارتن لوثر كينج وقف د. حين ،١٩٦٣ سنة أن ينسى يمكن الذي

لعالم صورة ورسم العاصمة، واشنطن في بلينكولن الخامس التذكاري النصب سلم

ال يعرف تحيزا وال كراهية وال تفرقة عنصرية.

لدي حلم بأنه سيأتي يوم يعيش فيه أطفالي األربعة في أمة ال يحكم فيها على أساس

بقسوة، اغتياله تم كينج د. أن من الرغم وعلى شخصيتهم، بمضمون بل بشرتهم لون

إال أن حلمه تحقق وما زال حيا، وبعد ذلك بأربعين سنة، كان حلمه يقود أمتنا حيث

سقطت الفوارق العنصرية. وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن بالسرعة التي كان معظمنا

يتمناها.

في دراسة حجرة أمام بيليزيكيات جيلبرت د. وقف سنوات، بعشر ذلك وبعد

كنا سنة، وعشرين بسبع ذلك وبعد ناجحة. كنيسة بإقامة وحلم الكليات إحدى

حين كاألطفال نصرخ زلنا ما - كريك ويلو كنيسة بدأت التي الحفنة - نحن

ويلو في اليوم نراه شيء كل إن القول المبالغة من وليس كلماته. قوة نتذكر

وليد كان كريك ويلو جمعية في األخرى الكنائس من اآلالف وفي كريك،

«االنتقادي حتى أنه وسترى كهذه، قائمة اعمل بالعاطفة، المليئة كلماته إلهام

يعيشون الذي العالم تغيير بوسعهم الملهمين القادة أن يدرك وأن البد الشكوك»

عن وعوضا العالم، تغيير إمكانية في بالتشكيك نفسك تزعج ال ذلك وعلى فيه.

المشترك األمر هو وهو: «ما بالموضوع صلة أكثر سؤاال تطرح أن يمكنك ذلك،

القادة؟» هؤالء جميع بين

٢٧

أمضى األسلحة لتغيير العالم: الرؤيةجوهر نفس في هي والرؤية آسرة، رؤية هو القادة هؤالء فيه يشترك الذي األمر

القيادة، انزع الرؤية من قائد ما، تكون بذلك قد نزعت قلبه وقلبها. إن الرؤية هي

الوقود الذي يشعل حماس القادة، وهي الطاقة التي تخلق العمل، وهي النار التي تلهب

رغبة األتباع، وهي الدعوة الواضحة التي تدعم الجهود المركزة سنة بعد سنة وجيال

بعد جيل حيث يقدم الناس عبادة مستمرة لله. جاء في سفر األمثال ٢٩: ١٨ «بال رؤيا

من يتمكنون وال التركيز، يستطيعون ال الحالة هذه في أنهم ذلك الشعب». يجمح

رؤيا يفقد بال بنفسي - هذا لمست ولقد أحالمهم. وراء السعي أو أهدافهم، تحقيق

الناس الحيوية التي تجعلهم يشعرون أنهم أحياء.

وحين رؤيتها. لها قيادة هو الكنائس تحتاجه الذي الوحيد الشيء إن أقول ولست

رعاتها، إلى تلجأ تراها ضعفت، قد معنوياتها أن أو باإلحباط، محلية كنيسة تشعر

وفنانيها، وشعبها الذي لديه موهبة الرحمة، من أجل موجة جديدة من التشجيع، وحين

موهوبين، مديرين إلى تلجأ نجدها جيدة، وإدارة جيد تنظيم إلى الكنيسة تحتاج

وتقول لهم: «اعملوا شيئا للقضاء على هذه الفوضى». وحين تحتاج إلى تنوير نراها

تلجأ إلى أناس موهوبين في مجال التعليم.

لها يخفق رؤية الملكوت، وتقدم الله، لمجد رؤية إلى الكنيسة تحتاج حين ولكن

القلب، فإنها تلجأ إلى قادتها. ذلك ألن الله وضع في ترسانة القائد سالحا قويا وفعاال

اسمه الرؤية. والهدف من هذا الفصل هو حل تعقيدات الرؤية حتى نتمكن نحن القادة

من إطالق قوتها. هذه هي النقطة التي يبدأ عندها تغيير العالم.

كيف يتلقى القائد «الرؤية»:أن غير أيضا. وأنت التعاريف عشرات سمعت لقد الرؤية. معنى نحدد دعونا أوال،

أفضل ما توصلنا إليه من ناحية تعريف واضح هو: «الرؤية هي صورة للمستقبل تولد

رغبة شديدة».

وبالنسبة لهنري فورد كانت الرؤية هي صورة المستقبل الذي تستخدم فيه عربة من طراز

٢٨٢٨

T أمام رصيف كل جزار، وخباز، وصانع شمعدانات. وبالنسبة لدكتور مارتن لوثر كنج،

كانت صورة المستقبل الذي يلعب فيه طفالن أحدهما أسود واآلخر أبيض، ويجلسان معا

بغض النظر عن لون بشرة كل منهما. وتخيل دكتور بيلي جراهام آالفا من الشعب المتمرد

وقد عاد لكي يؤمن بالمسيح ويثق فيه بينما ينشد فريق الكورال ترينمة: «كما أنا».

من تزيد المستقبل عن منهم كل صورة كانت األشخاص، هؤالء من لكل وبالنسبة

نبضات قلوبهم، وتعدو عقولهم بسرعة. ما هي الصورة التي تفعل ذلك بالنسبة لك؟ هل

هي صورة أطفال يتضورون جوعا وقد تم إطعامهم وحمايتهم في بيئة آمنة؟ هل هي

صورة أناس مشردين وقد وجدوا مأوى، أو النساء اللواتي تعرضن لإليذاء وقد وجدن

مكانا آمنا؟ هل هي صورة الكنائس الميتة التي تختبر التجديد؟ هل هم أناس كانوا

في حيرة واهتدوا إلى اإليمان؟ هل هم أناس علمانيون وجدوا فرص خدمة نافعة؟ هل

تفكر في الناس الذين يعانون الوحدة وقد وجدوا لهم صحبة في المجتمعات الصغيرة،

أو في الفنانين الذين اهتدوا أخيرا إلى استخدام الموهبة المعطاة لهم من الله في خدمة

الكنيسة. هل هذه هي الصورة التي تفرحك؟ أعتقد أنه توجد صور كثيرة تولد المحبة

بقدر ما أن هناك قادة كثيرون.

لهذا ولدت:حين يعطي الله في النهاية وضوحا لحياة قائد ما، هنا يتغير كل شيء. وتبدأ األقنعة في

السقوط، وفيما يلي التدج النموذجي:

تجعل التي الصورة المستقبل، في الحياة تغيير صورة يرى الرؤية، القائد يرى أوال،

الكتاب قراءة نتيجة تكون ربما الرؤية لهذه رؤيته أن يرى وقد بسرعة، يدق قلبه

المقدس، أو نتيجة سماعه قصة مثيرة عن تغيير الحياة. وقد تأتي نتيجة أن يرى بنفسه

الرغم وعلى الله، من مباشر كتوجيه تأتي األحيان بعض وفي قلبه، في له تألم أمرا

من ذلك، فمن األرجح، أن يرى اإلنسان الرؤية من خالل مشاهدته أو اختباره عمال

من أعمال الله سبق أن عمله شخص آخر. إن رؤية هذا الشكل من الخدمة قد تشعل

استجابة داخلية ال يمكن ببساطة تجاهلها.

٢٩

وبدون تردد يقول القائد: «أعتقد أنه باستطاعتي أن أقدم حياتي من أجل هذا، وأعتقد

أنني ربما أكون قد ولدت من أجل هذا». وأحيانا تأتي الرؤيا على شكل ظهور إلهي،

في الحال - نعم - إنها هناك. وفي بعض األحيان تأتي مجزأة قطعة قطعة على مدى فترة

طويلة، مثل لغز محير، يتضح معناه في النهاية.

غير أنه في وقت معين يرى القائد بوضوح الرؤية التي يريده الله أن يراها.

وعندئذ، يتولد الشعور بالرؤية، تذكر تعريفنا العملي: «الرؤية صورة للمستقبل تنتج

فرحا».

إنها للمستقبل. صورة مجرد ليست إنها هكذا؟ قوية الرؤية يجعل الذي ما ولكن،

الطاعة أو الفرح الذي تثيره في عمق القلب. وهذا المستوى من الطاقة أو الفرح يجب

اختباره لكي يفهم تماما.

منذ ثالثين عاما تقريبا، فيما كان دكتور «ب»، يطرح رؤيته للحياة في مجتمع يعمل

في اختبرته أن لي يسبق لم نحو على جدا قوية بعاطفة شعرت كتابي، أساس على

حياتي، ذلك أنني في بعض األحيان كنت أشعر بفرح عظيم، وفي أوقات أخرى شعرت

الفصل في زمالئي أمام الوقوف أريد كنت وأخرى، آونة وبين أبكي. أن أود وكأني

بها؟ تشعروا أن يمكنكم أال ترونها؟ أال هي، ها منكم، واحد كل وأصرخ: «لينتبه

والتي الله، رسمها التي الخالصية الوسيلة إنها العالم، رجاء هي المحلية الكنيسة إن

يتوقف عليها مصير العالم كله. وعلى ذلك ألغ خططك التي وضعتها لمستقبلك واعمل

شيئا مهما بحياتك التي تعيشها مرة واحدة. استثمرها من أجل المسيح وكنيسته». لقد

مرت عقود، لكن المشاعر التي ولدتها هذه الكلمات أجدها حقيقية بالنسبة لي اليوم

على النحو الذي كانت عليه في غرفة الدراسة بالكلية.

وحتى يومنا هذا، إذا وضعت جهاز مراقبة الصور التليفزيونية على صدري، أثناء قيام

شخص بالحديث عن جمال الكنيسة وقوتها أو إمكانياتها، فإنه يومض ويعطي إشارة

تقول: «خطر، خطر، خطر»، وبعد مرور كل هذه السنوات لم تخب جذوة المحبة،

بل على النقيض من ذلك، إنها تزداد كثافة، وقد علمت باالختبار أن الرؤى المعطاة من

الله لها قوة آسرة وتأثير دائم.

٣٠٣٠

دعني أثابر فحسب في الكنيسة المحلية:وقبلت بفخر شعرت وقد كريك، ويلو جمعية رعاة أحد دعاني قريب، عهد منذ

قصير، بوقت كلمتي إللقاء دوري يحل أن وقبل االحتفال، يوم مساء وفي دعوته،

عمرها معظم قضت إنها وقالت قصتها، عن لتتحدث المنصة إلى امرأة توجهت

بعيدة عن الله، واتسمت رحلة حياتها بالتشوش والفسوق وانكسار القلب، ثم قالت:

«غير أنه دعاني شخص لهذه الكنيسة، وشعرت بأني مقبولة هنا، وعلى ذلك واصلت

المجيء. وكانت الخدمات مبتكرة للغاية، والعظات ذات صلة بالموضوع حتى أنه لم

يكن أمامي سوى االستماع. وعندما سمعت اإلنجيل وعرفت أني محبوبة على الرغم

من تمردي وخطيتي» - ثم حدثتنا عن اختبار خالصها ونموها الروحي، واشتراكها في

مجموعة صغيرة، واكتشافها موهبتها الروحية وتنميتها.

جسد حياتها تغيير اختبارها ألن ذلك مذهوال، كنت مقعدها، في جلست وعندما

أمامي صورة حملتها في قلبي طوال سنوات عديدة.

عيني يغلف ضبابا وكأن أشعر ما حد إلى وكنت مباشرة، الخدمة بعد إليها توجهت

عندما شكرتها من أجل كلماتها، وكان قلبي يصيح: «لقد جسدت ما تمثله حياتي كلها،

وكنت على استعداد ألن أعطي كل ما أملك لكي أسمع قصة واحدة مثل قصتك.

بعد ذلك بعدة أسابيع تلقيت دعوة من شعب كنيسة كان يحلم بشراء أرض. لقد وقع

وإذ ثمنها. لدفع المال على الحصول سوى يتبق ولم المنشودة األرض على اختيارهم

لجمع أقيم الذي الغداء حفل في التكلم على وافقت وحماستهم، رؤيتهم ألهمتني

التبرعات. وأثناء الجزء األول من البرنامج، أخذ أعضاء الكنيسة الميكروفون وتحدثوا

عما تعنيه كنيستهم بالنسبة لهم. وبعد ذلك اشترك شعب الكنيسة فيما كانوا يتقدمون

لألمام بمشروع البناء الخاص بهم.

وفيما كنت أستمع، تذكرت مغامرات ويلو األولى حينما كنا نحلم بشراء أرض وإقامة

أول مبنى لنا.

النص أنسى أن لي يقول القدس الروح بأن شعرت كلمتي، إلقاء وقت جاء وعندما

المكتوب. لذلك تركت مذكراتي جانبا وقضيت العشرين دقيقة التالية في حث الناس

٣١

فحسب. ناشدتهم: « أعطوا حياتكم لهذا، قدموا كل ما تستطيعون من مال، وارفعوا

األبدية طوال ألنكم تعطوا، أن يجب ما كل أعطوا صلوات. من تستطيعون ما كل

ستنظرون إلى الخلف من فوق أكتافكم وتشعرون بسعادة أنكم فعلتم هذا».

الكنيسة راعي زوجة قامت مقعدي، إلى عدت القلبية مناشدتي من انتهيت وعندما

وكانت تجلس إلى جواري على المائدة وربتت بلطف على كتفي وكأنها تقول: «هل

أنت على ما يرام؟ هل تحتاج شيئا؟ هل تطلب رقم النجدة؟».

المستمر إعجابي نتيجة داخلي في ثارت التي المشاعر عمق أشرح كيف أعرف لم

بالكنائس التي أقيمت على نمط ما جاء في أعمال «٢». وال أستطيع أن أحصي كم مرة

سقطت على ركبتي بعد أمسية خدمة في ويلو أو في أي مكان آخر، وقلت لله: «ليس

شيء آخر فعل ذلك بي، من الجلي أني ولدت من أجل هذا». هل بوسعك أن ترى كيف

أن الرؤية والمحبة مرتبطتان معا بشكل ال يمكن قصمه في حياة القائد؟ إنك ستعرف

هذا عندما يعطيك الله رؤية. سوف ترى ذلك بوضوح وتشعر بعمق.

محبة القائد معدية:إلى تؤدي أنها ذلك لرؤاهم، محبتهم وتقويهم تحفزهم الذين وحدهم ليسوا القادة

نمو الشعب بقوة، وفي كل مرة أسمع فيها قائدا يتحدث عن رؤية تمجد الله وتتسم

عهد ومنذ ال. أم ذلك أردت سواء نشاطا ازددت وقد نفسي أجد واإلخالص بالمحبة

برامج مديرة بيتشي، نانسي قامت للفنون، كريك ويلو مؤتمر نهاية وعند قريب،

االبتكار الخاصة بنا - بتقديم رؤيتها لجمهور الفنانين الذين حضروا المؤتمر، وبكل

الله. ملكوت امتداد أجل من مهاراتهم وتنمية مواهبهم، استخدام على حثتهم محبة

«اطرحوا أنفسكم ومواهبكم الفنية في الكنيسة المحلية». ثم قالت: «ال تستردوا أي

شيء ثانية».

وإذ لم أستطع حضور تلك الجلسة، شاهدت بعد أسبوع تسجيال لها في مكتبي.وكان

من شأن وضوح رؤية نانسي وعمق محبتها أن جعلتني أرغب في تبني نفس الرؤية.

واضطررت إلى منع نفسي من العودة إلى بيتي واإلسراع إلى العلية إلحضار جيتاري

٣٢٣٢

ذي االثني عشر وترا. ولحسن الحظ أن الحكم األفضل هو الذي ساد (ما من كنيسة

من تولده وما الرؤية قوة هي هذه ولكن، الموسيقي)، إسهامي من تستفيد أن يمكن

محبة.

وال يجب على القادة أن يعتذروا إطالقا لقوة شعورهم الذي يصاحب رؤاهم المعطاة

من الله. وأعد الله القادة الختبار تطلعهم ورغبتهم، ومسيرتهم بكل عمق، وأن يعبروا

عنها بالكامل، وحين يفعلون هذا، فإنهم يشجعون آخرين.

تحمل المسؤلية:وبناء على ذلك، أوال: يرى القادة الرؤية، وبعد ذلك يشعرون شعورا عميقا جدا بهذه

الرؤية لدرجة أنهم يلهمون اآلخرين. أما الخطوة التالية في هذا التدرج فهي أن يتحمل

القادة مسئولية الرؤية، ويتملكونها.

يقول الرسول بولس في أعمال ٢٠: ٢٤: "ولكنني لست أحتسب لشيء وال نفسي ثمينة

عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع). فما معنى ما يقوله

بولس؟ أعتقد أنه يقول: «من اللحظة التي تلقيت فيها رؤيتي من الله، أصبح تحقيق

ا كان جدول أعمالي الشخصية فقد هذه الرؤية له األولوية دون منازع في حياتي، وأي

بنفس الرؤيا هذه مع بولس تعامل وقد الله». من تلقيتها التي األوامر أمام تراجعت

القدرة التي يستطيعها أي قائد آخر - حتى مماته - وحين يطلب الله من القادة، رغم

جدول أعمالهم، تحقيق الرؤى التي أعطاهم إياها، فإنه يعرف أنهم لو قاموا بذلك فلن

الله أعطاها التي الرؤى أكثر من البعض فإن ذلك، من الرغم وعلى إطالقا. يأسفوا

رأوها ما مكان في القادة بعض ألن لماذا؟ وماتت، وذوت، وهنت، قد إثارة لإلنسان

وشعروا بها لكنهم لم يكونوا على مستوى الشجاعة المتالكها أو العمل على أساسها،

ففشلوا في اتباعها، ومن ثم لم تتحقق.

أمانة إنها لها، ثمن ال الرؤى الله. بقلب ذلك يفعله ما أتخيل أن سوى أستطيع وال

ر مقدسة من الله يجب التعامل معها بجدية، أما تبديد رؤية ما، فهذا خطية بالغة، فك

الله». يا لك شكرا قال: «ال، جراهام بيلي أن لو عالمنا شكل إليه سيؤول كان فيما

٣٣

والرؤية تبدو مكلفة جدا، إني أود مهمة أسهل». تخيل تغيير الحياة الذي ما كان له أن

يحدث إطالقا لو كان تشاك كولسون - الذي بدأ مشروع «أصدقاء المساجين» - قد

قال: «لماذا أهدر وقتي مع زمرة من أناس لم يتكيفوا مع المجتمع، ومع مجرد مجرمين

ليس لديهم ما يقدمونه لي، أفضل مزايا ممارسة القانون بعيدا عن هؤالء».

تأمل ما كان يمكن أن يضيع لو أن بوب بيرس مؤسس «World Vision» قد قال: «دع

األطفال الجياع يموتون جوعا، وعموما ما الذي بوسع رجل واحد أن يعمله؟»

وإذ اقتربت من البيت، تملكتني رجفة عندما فكرت فيما يمكن أن تكون عليه حياتي

وقلوب عقول بتغيير الخاصة الله، من له المعطاة الرؤيا تجاهل دكتور «ب» أن لو

طلبة الكلية بتحفيزهم على إقامة كنا ئس محلية. أرجو أال يفوتك هذا، إذا كان الله

قد أعطاك رؤيا تتعلق بالملكوت، وإذا رأيتها وشعرت بها بوضوح، فمن األفضل لك

أن تتحمل مسئوليتها، ومن األفضل لك أن تعطيها حياتك، فهذا هو السبب في أن الله

جعلك قائدا، فهذه هي دعوتك الفريدة، وهذا ما سنحاسب عليه كلنا في يوم ما.

زيادة قدرة القائد على التقبل إلى أقصى حد:يتعلق فيما وضوح على الحصول قدرتهم عدم أحبطهم قادة إلى تحدثت ما كثيرا

استلموا الذين القادة بقصص قصصهم قارنت وعندما الله. من لهم المعطاة بالرؤية

رؤية واضحة من الله، اكتشفت عددا من «حاالت القلب» التي يبدو أنها تصل بقدرتنا

على سماع واستالم رؤية من الله إلى أقصى درجة. لذلك فإني اآلن حين أتحدث مع

قائد متردد أو ال يرى رؤيته واضحة، فإني أطرح األسئلة التالية:

هل أخضعت نفسك بالكامل لله؟

خطة يبارك أن تسأله هل أو لحياتك، رؤيته لك يكشف أن الله من طلبت هل

سبق لك أن أعددتها؟ علينا أن نأتي إلى الله بأيدي خالية وقلب مفتوح ونسأله: «ما

هي رؤياك بالنسبة لحياتي؟».

هل صمت؟

هل صليت؟

٣٤٣٤

هل تحليت بالهدوء وانتظرت الله في سكون؟

هل تخلصت من النماذج الخاظئة في حياتك؟

هل أكثرت من القراءة؟ وهل سافرت كثيرا؟ وهل أطلعت على خدمات متنوعة

الله أعطاها التي الرؤى من متنوعة لتشكيلة نفسك عرضت هل العالم؟ حول

آلخرين حتى يمكن أن تلهمك الخيارات المتنوعة؟ إذا لم تكن قد فعلت ذلك،

فاخرج واعمل ذلك اآلن، وانظر ما يعمله الله.

ويعد تلقي رؤيا من الله شيئا روحيا عميقا، كما يعد شيئا عمليا عميقا، كما يعد وحيا

العمل أيضا يتضمن كما مستعدا، قلبك يجعل الذي الداخلي الهادئ العمل يتضمن

الخارجي النشط المتعلق باالستكشاف واالختبار. ويتوجب على القراء أن يكرسوا

أنفسهم لبذل الجهد واثقين من أن نظامهم الروحي، وعملهم الشاق سيكافآ برؤيا تثير

حماستهم وتلهم اآلخرين.

انقل الرؤيا عن طريق تجسيدك لها:ينقلها أن هو له بالنسبة التالي التحدي فإن ويمتلكها، ما رؤية القائد يتلقى أن بعد

ولكن يروها؟ أن اآلخرين مساعدة القائد يستطع لم إذا الرؤية فائدة وما آلخرين،

كيف؟ كيف ينقل القائد الرؤية على أفضل وجه؟

بتجسيدها، والعيش فيها عمليا.

يذكر أن الرئيس األمريكي السابق جيمي كارتر، فعل هذا، بل وهذا ما فعله كل قائد

رأيته. فبعد انتهاء فترة رئاسته، كان يتمنى أن يتبنى األمريكيون الرؤية الخاصة بتدبير

بيوت جيدة للفقراء، وبدال من أن يمأل الدنيا ضجيجا عن طريق الميكروفونات، قام

هو وزوجته روزالين، واشتريا مطارق وبدأوا يدقون المسامير إلنشاء مؤسسة هابيتات

لخدمة البشرية، وبعد شهور من تجيسد الرؤيا، وبعد أن رأته األمة كلها وهو يدق

بالمطرقة، وذلك في نشرات األخبار المسائية - بعد ذلك، شرع يقدم األحاديث عن هذا

المشروع، وقد استمع الناس إليه، وكيف ال يستمعون إلى رجل تصلب جلد يديه نتيجة

تجسيده الصورة التي غرسها الله في ذهنه؟

٣٥

أي إليه ينضم لم لو أنه وضوح بكل أظهر رؤيته، بتجسيد كارتر جيمي قيام إن ثم

شخص آخر، فإنه وحده سيجعل من رؤيته واقعا ملموسا في الحياة. ونحن جميعا ننقل

رؤيتنا بكل قوة عندما نستطيع أن نواجه أصدقاءنا واألتباع المحتملين اآلخرين وجها

تتفضل لو وأتمنى الرؤيا، هذه تحقيق أجل من حياتي أقدم لهم: «إني ونقول لوجه

بمساعدتي، غير أنه حتى لو لم تفعل ذلك، فإني سأقوم بعمل ما دعاني الله إلى عمله،

وبطريقة أو بأخرى، سوف أعمل على تحقيق هذه الرؤيا».

ولعل هذا هو السبب في أني أحب ترنيمة: «صممت أني أتبع يسوع». ثم إن الشطر التالي

يقول: «ولو تركني كل خالني .. أتبع يسوع بال رجوع». وعندما أترنم بهذه الكلمات،

تجدني أرنمها بقوة هائلة، ذلك أني أؤمن بكل كلمة وردت فيها.

يأتون أثناءها العاملون كان «ويلو»، إنشاء على سنة وعشرين سبع مرور وبعد

ويرحلون، يأتون والشيوخ ويرحلون، يأتون اإلدارة، مجلس وأعضاء ويرحلون،

بسبب معظمهم رحيل وكان ويرحلون، يأتون والمتبرعين، العلمانيين القادة وكبار

آخرون وهناك متقلب. مجتمع فرضها وقد تجنبها يمكن ال التي المحزنة التحوالت

هؤالء رحيل نتيجة من وكان شديدا، حزنا وأحزنني لي بالنسبة أليما رحيلهم كان

وهؤالء أن مرت بي أشد حاالت الشعور بالوحدة في حياتي. لماذا؟ ألن فقدان هؤالء

دائما اإلحباط لي يسبب كان رؤيتي في يشاركونني كانوا الذين المتحمسين الناس

وخيبة األمل - بل وكان في بعض األحيان يسبب لي رعبا شديدا، وكنت أتساءل: «كيف

أستطيع أن أواصل الرؤية بدون هذا الشخص؟

غير أنني لم أعد أطرح على نفسي هذا السؤال بعد ذلك، وبعد العديد من األيام التي

قضيتها في قلق وتوتر، األمر الذي كان يحرمني من النوم حتى ساعات متأخرة من الليل،

توصلت إلى وضوح تام فيما يتعلق بهذا الموضوع. ذلك أنني بنعمة الله، اعتزم وبكل

إصرار أن أواصل الرؤية التي استأمنني الله عليها، مهما كانت الصعاب، وبغض النظر

عمن يأتي ومن يرحل. ثم إني لم أسمح آلراء اآلخرين أن تؤثر في التزامي لدعوة الله

في حياتي: سواء كانت «ويلو» تحقق نجاحا، وكنت ألقي دعما حماسيا، أو كانت

تتعثر وتتخبط وانتهى بي األمر إلى أن أكون وحدي. على الرغم من هذا كله، فإني

٣٦٣٦

سأواصل الرؤية، «برغم أني وحدي إال أنه يتوجب علي االستمرار». لقد دعيت إلى

هذه الرؤية، ويجب أن أجسدها، وهذا أمر خاص بين الله وبيني.

الرؤية»، يجسد «من وتستحق بل تتطلب مؤسسة وكل فريق، وكل كنيسة، وكل

ر، تضار شخص من شأن قيم حياته والتزاماته أن يجسد هذه الرؤية. إذا أصابه الضر

الرؤية. وقد فعلت األم تريزا هذا بالنسبة لراهباتها، كانت تعيش في أحياء الفقراء،

وتحمل المحتضرين بين ذراعيها. وكانت تفعل هذا حتى وفاتها، وإذا أراد الناس أن

يعرفوا ما الذي ترمي إليه رؤيتها، ليس عليهم سوى أن يراقبوها ليوم واحد.

وشعبك يريد منك هذه النوعية من القيادة. كان شعب كنيسة ويلو يحتاجون ذلك مني،

ويريدون أن يروني أجسد هذه الرؤية، وال بد أن يروني وأنا أعيشها في حياتي، كل يوم.

انقل الرؤية بأسلوب واحد لواحد:أي لواحد، واحد طريقة هي األهمية)، (بحسب الرؤية لنقل الثانية الطريقة

لالنضمام تالميذه دعا فعندما األسلوب، هذا يسوع اتبع ما وكثيرا لشخص. شخص

حدة، على منهم واحد كل مع يتحدث كان بالملكوت، الخاصة رؤيته إلى

وتتبعني؟». شيء كل تترك «هل ويقول: عينيه في واحد كل إلى ينظر وكان

وحين يجلس واحد يكون قد جسد رؤيته في مكان انتظار السيارات، أو ينظر عبر

رؤية ويعطي خفيفة، نقل لشاحنة الخلفي الباب على يجلس أو مطعم، في المائدة

لشخص آخر - بأسلوب واحد لواحد - فال بد وأن تكون هناك قوة خفية وراء ذلك.

سوى عليك وما ذلك، على يصرون فعالية، حياتي في عرفتهم الذين القادة وأكثر

الخاصة المقابالت من عشرات سترى ألنك بهم، الخاصة المواعيد جداول مراجعة

المقابالت هذه وأثناء والعشاء، والغداء اإلفطار ساعات على مواعيدها وزعت وقد

بكل يطلبون ذلك، وبعد رؤيتهم، بشرح وحب، عناية بكل المتمرسون القادة يقوم

شجاعة من األفراد أن ينضموا إليهم.

واألمر يتطلب شجاعة بالفعل، فليس من السهل عمل ما أطلق عليه «الطلب الكبير».

وكل قائد يعرف األلم الناجم عن تخلي صديق أو زميل عن حلمه أو أن يتساءل عن

٣٧

هذا يحدث مرة كل وفي القادة، ألفضل بالنسبة حتى يحدث ما هذا رؤيته. صحة

يشعر القادة بأنه يشبه الرفض، لكن القادة على أية حال في حاجة إلى السؤال، «فريد،

هل يمكن أن تساعدنا؟».

سالي، بوسعنا االنتفاع من خبرتك، فرانك، نحن في حاجة إلى شيء بوسعك أن تقدمه

لنا، دان، نريدك أن تنضم إلى مجلس اإلدارة، ماري، لدي وظيفة قيادية شاغرة، وأعتقد

أنك تصلحين لها».

وأحيانا نجد أن «طلبنا الكبير»، يحتاج إلى التخلي عن وظيفة مربحة في السوق من

أجل خدمة أجرها أقل، أو االنتقال من مدينة يحبها، أو يقبل تحديا يوسع من مواهبهم

هذا يتضمنها التي بالتضحية االعتراف القادة على ويتوجب يعتقدون، مما بأكثر

تصلي أن بوسعك هل البسيط، باألمر ليس اطلبه الذي األمر هذا أن األمر، «اعرف

أن ويجب الله، يد في القرار يكون أن أجل من سأصلي وإني أجله؟ من فحسب

يكون القائد مستعدا ألن يثق في الله ويترك له التصرف في األمر، غير أنه ال يتعين

علينا أن نسمح للخوف من الرفض أن يثنينا عن الطلب.

نقل الرؤية عالنية:كلها، للكنيسة عنها والحديث عالنية، طرحها هي الرؤية نقل في األخيرة الخطوة

دقيقة صياغة وضع على القادة يرغم ألنه الخوف يولد تحد وهذا برمته، الفريق أو

لمناشداتهم، وقد يكون أيضا محطما لألعصاب ألن كل قائد يعرف أن الكلمات التي

يريد أن يقولها قد تقابل برد فعل سلبي، وفي حين أنه من الصعب جدا التعامل مع المعارضة

بأسلوب واحد لواحد، فإن األصعب من ذلك بمراحل يكون في حالة اشتراك مجموعة،

مع وجود احتمال حقيقي بحدوث انشقاق. هذا هو السبب في أن بعض القادة يختنقون

ويقررون عدم اإلقبال على هذه المخاطرة، أو الحديث عن الرؤية، وال يلونون الصورة

التي تنتج المحبة، وهم - وعن قصد - يبتعدون عن طريق األذى ويذعنون للوضع الراهن

- وهذا كله لتجنب األلم المحتمل، ويا لها من مأساة، فالكل يخسر عندما تظل الرؤية

الخاصة بالكنيسة غامضة، والجميع يدفعون الثمن عندما يفتقر القائد إلى الشجاعة.

٣٨٣٨

أهمية ما يحدث وراء الستار:قبل اإلجماع على وللحصول جهة من القائد شجاعة لدعم طريقة أقترح دعوني

يشكلون الذين كل معا القائد يجمع أوال، أخرى. جهة من عالنية، الرؤية طرح

والشيوخ، العلمانيين، والقادة العاملين، كبار للكنيسة: العليا القيادة فريق

والشمامسة، إلخ. ثم يقول لهذه المجموعة: «من حق شعبنا أن يكون األمر واضحا

عمله نعتزم ما يعرفوا أن إلى حاجة في وهم الله»، لنا أعطاها التي للرؤية بالنسبة

كما يعرفوا إلى أين نتجه، وعلى ذلك دعونا نجتمع صباح كل يوم سبت في األسابيع

أن الله يريدنا أين إلى - القدس الروح إرشاد تحت - معا ونفكر التالية، الثمانية

الكنيسة. هذه نقود

التصور، يعطينا أن الله من ونطلب ،«٢» أعمال في جاء ما بدراسة نبدأ وسوف

واألفكار، والكلمات التي تجذب االنتباه إلى الرؤية التي أعطاها لكنيسته، وعندما

نقدمها عالنية نكون قلبا واحدا وفكرا واحدا، آملين أن يتقبلها بقية شعب الكنيسة.

إذا لم يستجب البعض لهذه الرؤية، بوسعنا أن نتحدث معهم الواحد تلو اآلخر - و

كل واحد على حدة - وأن نعطيهم وقتا للتفكير في التغييرات المحتملة، ولو قرروا

بعد ذلك أال ينضموا إلينا، فعلينا أن نثق في أنه توجد كنائس أخرى قد يجدون فيها

راحتهم، غير أنه علينا أن نصل إلى إجماع في الرأي بالنسبة للقيادة حتى يمكننا أن

العالم مستوى على الكنائس مئات رأيت ولقد ممكنة، رؤية وأقوى أوضح نقدم

تتقوى بهذه العملية. وعلى الرغم من أن ذلك يتطلب استثمارا كبيرا بالنسبة للوقت

كبيرة، ستكون الفائدة أن غير الطريق، في الصعوبات بعض تبرز وقد والجهد،

بالنسبة الوضوح لها ويتوفر كلها، القيادة فيه تتحد الذي اليوم يأتي أن من والبد

لهذه الرؤية. عند ذلك، فإن القائد المختص عليه أن يوصل الرؤية لشعب الكنيسة

تشمل فسوف العملية، بقيادة حقا الله قام إذا و والقوة، المحبة من إطار في بأسره،

غير على نسير نعد لم الناس: «أخيرا، يقول وسوف الكنيسة، حماسة الرؤية هذه

نحو معا نتحرك أن في الحرية لنا وأصبحت وهدف، نهج، لنا أصبح فقد هدى،

مستقبل من أجل مجد الله».

٣٩

تذكر أن «من؟»، «متى؟»، أمران مهمان:اسمحوا لي أن أقدم بعضا من األفكار األخرى فيما يتعلق بتقديم الرؤية عالنية، إن

الشخص اختيار أن أعني وبهذا أهميته، له الشخص عن السؤال أي «من» السؤال

فجميعنا كريك، ويلو لكنيسة وبالنسبة أهميته. له أمر الحديث إللقاء المناسب

يتعلق حين أنه غير التعليم، فريق أو القيادة، لفريق بالنسبة سواء تماما ملتزمون

ليتحدث «ليلة كريك ويلو كنيسة شعب أمام سيقف الذي الشخص باختيار األمر

الرؤية»، ويوضح ما الذي نرمي إليه وإلى أين سنتجه، فنحن ال نتصرف عشوائيا، ذلك

على المشرف الشخص وهو به، المعترف العملية قائد مسؤلية من هذا أن نعتقد أننا

الفريق، والكنيسة، أو الجمعية.

وفي «ويلو» أنا الذي أقوم بذلك، وحدث مرات كثيرة أن اقترحت على الشيوخ وعلى

فريق اإلدارة أن نوكل لشخص آخر تحمل هذه المسئولية، لكنهم لم يسمحوا لي حتى

الشخص أنت يا «بل»، مهمتك تذكيري: «إنها إلى يسرعون وكانوا كالمي، بإكمال

وسماع رؤية إلى نحتاج الذي الشخص وأنت البداية، من الرؤية جسدت الذي

واختبار محبته مرارا وتكرارا. ويحتاج شعب الكنيسة إلى معرفة أنك ال تزال ملتزما

بهذا الحلم، وراغبا أن تسخر وقتك وجهدك من أجله. يجب على الكنائس أن تفكر

في هذا وتنهج النهج السليم.

انطالق، نقاط توجد خبرتي، أساس وعلى أهميته. أيضا له السؤال «متى؟»، كذلك

ونقاط وصول بالنسبة لكل فصل من فصول الخدمة التي تحتاج تقريبا إلى حديث عن

الرؤية، وفي الواليات المتحدة األمريكية، وال سيما في الغرب األوسط، موسم الخدمة

عيد بمناسبة قصيرة إجازة هناك وتكون ديسمبر، حتى سبتمبر من يكون ما كثيرا

بعد باإلجازة. المتعلقة والمناسبات والسفر، العائلة، على الناس يركز حيث الميالد،

ذلك يبدأ الفصل الثاني من يناير حتى آخر يونيو، أما الشهور من يوليو حتى أغسطس،

وهي شهور اإلجازة الرئيسية بالنسبة لألمريكيين، فتواجهنا بركود طبيعي مؤقت في

سنة وبدأت االعتبار، في الفصول هذه أخذت ذلك، وعلى للخدمة. الدافعة القوة

الخدمة الجديدة بحديث عن الرؤية في مطلع شهر سبتمبر. كما أنني في شهر يناير،

٤٠٤٠

في ألقيته وقد كريك». ويلو كنيسة بعنوان: «روح الرؤية عن آخر حديثا ألقيت

إطار خدمات نهاية األسبوع، ألني أردت من الجميع ومن بينهم من يسعون لالنضمام،

أن يعرفوا من نكون، وإلى أين يقودنا الله؟ وقد رميت إلى أن أقدم لهم لمحة عن روح

كنيسة ويلو.

تقدم التي الجديدة الخدمات وأثناء بأسبوعين، ذلك وبعد هذا، الناس أحب وقد

وسط األسبوع، عقدنا «ليلة الرؤية» الرسمية، حيث تحدثت ثانية عن الرؤية بقدر

كبير من التفاصيل. وحين كان يطرح علي السؤال عن عدد المرات التي يجب أن تتم

القادة أذكر كنت كنيسة، في أو جمعية في سواء الرؤية في عالنية فيها المشاركة

دائما بأن الرؤية «تتسرب»، ويعتقد معظم القادة أنهم إذا مألوا الناس بالرؤية مرة،

تتسرب، فالرؤية بالمرة، صحيحا ليس هذا ولكن األبد. إلى النحو هذا على سيظلوا

حتى من أفضل األشخاص، ذلك أن متطلبات الحياة اليومية تدفع عقولهم إلى االرتباك

تدريجيا، ويضعف التزامهم، وتفتر قلوبهم.

االستعداد أهبة على ويكونون الرؤية، تسرب دائما يراقبون المتمكنون والقادة

ال القادة معظم أن هي، والحقيقة ضروريا. ذلك يكون عندما الرؤية طرح إلعادة

وال التزامهم، وهن إذا أتباعهم على باللوم ويلقون كاف، بشكل الرؤية يطرحون

يدركون أنهم تهاونوا إلى حد ما في دورهم الخاص بطرح الرؤية.

يحتاج الناس لمعرفة األساسيات:وما بسيطـا، األمر ليكن الرؤية: من العلنية بالناحية تتعلق أخرى صغيرة نصيحـة

أقوله هنا قد يثير قدرا من الجـدل، لكني فكرت كثيرا في هذا األمـر. يكتب الكثير

جدا في هذه األيام عن الفـروق الفنية بين الرؤية، واإلرسـالية، والهدف، األمر الذي

يشعر معه بعض القـادة أنهم مضطـرون إلى أن تكون لديهم تعاريف مفصـلة لكل

منها. لعدة سـنوات، حـاولنا نحن أيضا أن نحدد هذه الفـروق، غير أن األمـر تولد عنه

في النهاية قدر من االرتباك أكثر مما تولد عنه من وضوح. كان النـاس يقولون: «ما هي

رؤيتنا؟». كنت أعتقد أن هذه حرفتنا، كال، كانت هذه مهمتنا، ولقد اسـتسلمت.

٤١

القاعدة هذه يتذكروا أن القادة على يتوجب الفوضى، من النوعية هذه ولتجنب

على الناس مساعدة هو الهدف يكون عالنية الرؤية القائد يطرح عندما البسيطة.

معرفة وقتهم، وتذكر «األساسيات».

بوسعك أن تسمي ذلك رؤية، أو هدفا، أو مهمة، أو أي شيء آخر. ولكن الناس يفضلون

أن يكونوا قادرين على االنصراف قائلين: «نحن نعرف الشيء األساس». وفي كنيسة

«ويلو كريك»، كان الشيء األساس دائما هو «أن يتحول غير المتؤمنين إلى أتباع

مخلصين تماما للمسيح». ولست أريد على اإلطالق من أي شخص في ويلو، أن ينتابه

أي غموض بالنسبة لهذه النقطة.

يقول بيتر دروكر يجب أن يكون الشيء األساس مناسبا ألن يطبع على التي شيرت،

للتكرار، قابال يكون أن األفضل ومن واضحا. يكون أن األفضل من أنه معناه وهذا

أن العادي العلماني الشخص يستطيع التي األقوال نوعية من يكون أن األفضل ومن

يقولها بأقل قدر من التعب. وإذا كان يشكل فقرة كاملة فمن المحتمل أال يكون قابال

أننا في السبب هو هذا تذكرها. فيمكن محكمة العبارة تكون أن ويجب للتكرار.

تمسكنا بالكلمات القليلة التي توصلنا إليها منذ سبع وعشرين سنة وهي: «تحويل غير

المؤمنين إلى أتباع مخلصين تماما للمسيح».

الرؤية تزيد الطاقة وتدفع الناس نحو العمل:يبدو أن أمامنا الكثير من العمل - صياغة صحية للتجمع؟ لعلك تقرأ هذا وتتعجب -

بعد كل هذا الجهد - من أن أي شيء سيكون مختلفا حقا؟ وهذا سؤال له ما يبرره، ما

الذي سيتحسن إذا كنت واضحا بالنسبة للرؤية الخاصة بنا، وفرضتها على شعبي؟

دعني أصيغ السؤال على هذا النحو. معظم الكنائس عامرة بأناس رائعين طيبيبن (من

المؤكد، أفضل من بعض منا نحن القادة). لكن الحياة لها طريقتها في أن تسلب منهم

حيويتهم. فالعمل، واألوالد، والمسئوليات، والضغوط المالية تتحالف معا لكي تشكل

عليهم أعباء بدنية وعاطفية. وفي النهاية يبدأون في الشعور بأن الحياة أصبحت بالنسبة

لهم كطاحونة قاصمة للظهر. وآخر شيء يريدونه هو إضافة الخدمة في الكنيسة إلى

٤٢٤٢

قائمة األعباء التي عليهم القيام بها، غير أن رؤية منشطة، وتعمل من أجل مجد الله

بمقدورها أن تغير كل هذا. وقد رأيت هذا يحدث مرات عديدة في كنيسة ويلو. وقد

رأيت ذلك يحدث ثانية منذ عهد قريب جدا.

تقابلت مع شاب تردد على عشرين جهة، وقال لي كيف أصبحت حياته مملة، وكان

يتسكع في «ويلو»، ولكنه لم يستقر في أي مكان، وحدث أن سمع سو ميللر - مديرة

خدمة األطفال في الكنيسة - وهي تطرح رؤيتها عن الخدمة لألطفال. وسمعها تقول

ثم المسيح، إلى تقودهم وأن وتحبهم، األطفال تخدم أن ورائع نبيل أمر أنه كيف

وتنميتهم. األطفال لتربية حياتهم تقديم على الناس حثت وقد اإليمان، في تنميهم

والرؤية التي طرحتها عن قيمة األطفال اشعلت حماسة هذا الشاب نحو العمل. وهو

اآلن متطوع ملتزم في بروميس الند، وهي خدمة األطفال.

ولقد التقيت به مصادفة بعد شهر من لقائنا األول وكان وجهه يشع بريقا. كان قادرا

على وصف األطفال الثمانية الذين في مجموعته الصغيرة في بروميسالند. كان يعرف

أسماءهم، وعائالتهم، وقصصهم، وأصبحت حياته اآلن أبعد ما تكون عن الملل.

وقد حدث الشيء نفسه منذ فترة بسيطة عندما تقابلت مصادفة مع زوجين في الردهة التي

خارج مكتبي. وقد قاال: «كنا في ويلو لعدة سنوات، كنا نحضر ولكننا لم نكن نعمل أي

شيء خالف ذلك. ولكننا سمعنا قائدا في خدمة المجموعات الصغيرة يطرح رؤية عن قيمة

المجتمع، وما الذي يعنيه أن نستثمر حياتنا في رعاية مجموعة صغيرة من األشخاص».

ليصبحا التدريب في انخرطا أنهما حتى الرؤية هذه سماعهما فور نشاطا امتآل لقد

قيادتنا حول اآلن حياتنا «تدور قاال: حيوية وبكل صغيرة، لمجموعة قائدين

لمجموعتنا الصغيرة، وهذا هو أهم شيء نعمله، إنه أمر مثير جدا».

هذه هي قوة الرؤية، إنها تولد طاقة تدفع الناس إلى العمل. وهي تضع الكبريت على

الوقود الذي يحمله معظم الناس في قلوبهم ويتلهفون إلى إشعاله. غير أننا نحن القادة

يجب علينا االستمرار في إشعال هذه الثقاب عن طريق رسم صورة آسرة للملكوت.

الباعثة الشرارة هذه توفر التي الوحيدة الموهبة هي القيادة موهبة إن للقول ونعود

للنشاط، من أجل الكنيسة. وعلى ذلك علينا أن نعمل ذلك على وجه صحيح.

٤٣

الرؤية تزيد الملكية:النتيجة الثانية لطرح الرؤية بفاعلية هي "الملكية المتزايدة". ومن مخاوفي المتعلقة

بالرؤية أنه في يوم ما سيسمع قادتنا - أعضاء مجلسي اإلدارة والشيوخ، وفريق اإلدارة،

والقادة العلمانيون - عن «ليلة رؤية» تعقد قريبا، وسوف يتساءلون ويقولون: «لو كنا

هناك، لسمعنا ذلك».

معها يتجاوب فلن ويلو، على الرؤية طرح أعيد عندما أنني هي الحقيقة ولكن

المحتم من لكن لهم، رؤية رؤيتنا من ويتخذوا ويستجيبوا، فحسب، جدد أناس

لتجدد ستعود طويلة، لمدة أكتافها «ويلو» على حملت التي األمنية المجموعة أن

بعد أقف حيث المحنكون إلي يأتي األحيان من كثير ففي حماسة. بكل التزامها

الخدمة، ويقولون: «سجل أسماءنا لمدة سنة أخرى، بوسعك أن تعتمد علينا. وتجدني

أشد حماسا بما نعمله معا ككنيسة أكثر مما شعرت به في أي وقت قبل ذلك. وليس

بوسعي أن أتحمل فكرة ضياع أي جزء من العمل، وال رؤيتهم للصورة الواضحة ثانية

بعمق إحساسهم بالملكية.

وبعد حديث عن الرؤية منذ فترة بسيطة مضت حدث أن واحدا من مؤسسي ويلو

- وهو رجل سبق له أن رأى وسمع كل شيء - اقترب مني ووضع إصبعه على صدري

قائال: «بل، إنهم سيخرجونني من هنا في صندوق» وترجمتها: «إني سأعطي بقية حياتي

في خدمة رؤية هذه الكنيسة، ولن أذهب إلى أي مكان آخر، ولن أفقد حماستي. وإذا

وبوسعك سأبقى هنا حتى النهاية. المعركة، فلن أترك هذه الخدمة. ذلك أني اشتدت

. ومثل هذا االلتزام ما هو إال نتيجة من نتائج طرح الرؤية بفاعلية. االعتماد علي

الرؤية تقدم التركيز:وهناك فائدة ثالثة لطرح الرؤية وهي أنها تساعد على التركيز. ثم إن التفاصيل الواضحة

ا عم واضحا تصريحا - ضمني وبشكل - أيضا تقدم عمله معينة كنيسة تعتزم عما

معينة، ال تعتزم عمله. وبتعبير آخر، كل رؤية يتم طرحها تتضمن أنشطة ضرورية

لكنها تستبعد أيضا عشرات من األنشطة األخرى التي تشتت الجهود، وهذه تستبعد

٤٤٤٤

أنشطة قد تكون جيدة في حد ذاتها. غير أنها إذا لم تكن لها عالقة بالرؤية الخاصة

بكنيسة ما، فإن القيام بهذه األنشطة سيكون ضرره أكثر من نفعه. وليس هناك شيء

يعطل عمل الكنيسة الخالصي أسرع، من محاولتها عمل كل شيء لكل الناس، ذلك أنه

من غير الممكن ألية كنيسة أن تقوم بهذا كله بمفردها.

مدرسة إقامة إطالقا يحاولوا لم لماذا المرات مئات ويلو في الكنيسة قادة سئل

مسيحية. وظل ردنا هو هو لم يتغير: إننا لم نشعر أبدا أن الله قد حفزنا على أن نسلك

ذلك الطريق.

وإذا كان األمر كذلك، نكون قد استطعنا أن نركز وبقوة على الكرازة والتلمذة، وقد

أحسسنا بكل وضوح أنهما األقرب إلى هدف الرؤية التي أعطاها الله لنا.

والرؤية الواضحة تعطي صورة آسرة عن المستقبل، وتمكننا من أن نقول: «نحن نعرف

غايتنا، ولن يغرينا أي شيء في أن نبتعد عن الطريق الذي يأخذنا إليها، فلن يلهينا شيء».

والقادة الذين يدركون أهمية تحويل رؤية الكنيسة الجماعية إلى واقع ملموس، سوف

يرفضون بشكل قاطع كافة نوعيات المنافسة األخرى، لماذا؟ حتى يمكنهم في يوم

من األيام أن يسمعوا هذا القول: «لقد أخلصتم للرؤية التي أعطيتها لكم، ولم تخرجوا

عن الطريق الصحيح. ولقد وصلتم إلى الغاية الفريدة التي كنت أريدها لكنيستكم.

حسنا فعلتم، إنكم تستحقون الثناء.

الرؤية تسهل عملية تداول القيادة:وملكية متزايدة، طاقة هي: بوضوح الممحددة الرؤية نتائج فإن ذلك وعلى

أخيرة نتيجة أذكر أن لي اسمحوا كئيبا، أكون أن ودون متزايد. وتركيز متزايدة،

حول الصدام تقلل أنها وهي الكنيسة، أجل من للرؤية واضحة صورة لرسم

القيادة. تداول

ولن أكون راعيا لكنيسة ويلو كريك إلى األبد، فمعدل وفيات اإلنسان ما زال يحوم

لهذه بالنسبة استثناء أكون لن أنني في شك ال وإني المائة، في المائة نسبة حول

أعظم من أنه معرفة إلى جميعا نحتاج ذلك وعلى أنتم. تكونوا ولن بل اإلحصائية.

٤٥

واضحة رؤية لها نقدم أن هو للكنائس، نقدمها أن القادة نحن يمكننا التي الهدايا

ويلو في الشيوخ فيه يبدأ الذي اليوم ويأتي وفاتنا. بعد حتى قائمة تظل الله تمجد

كريك البحث عن الراعي التالي. وأتوقع تماما أنهم يتقدمون للمرشحين قائلين: «ها

الشيء هو وهذا ويلو. في الحب تولد التي الصورة هي ها ويلو. إليه ترمي ما هو

األساس الذي أوكل الله إلينا عمله.

أتباع إلى المؤمنين غير تحويل وهو حماسة، بكل نأخذه التزام لدينا كنيسة نحن

بالطاقة، تمدنا التي فهي الرؤية، هذه في متحدون ونحن للمسيح. تماما مخلصين

ونحن نمتلكها، ونعطيها كل تركيزنا. وعلى ذلك، إذا كانت رؤيتنا متوافقة مع رؤيتك،

وإن قادك الله ألن تصبح الراعي التالي، فكل ما عليك عمله هو أن تأخذ هذا المكان

وتحافظ على العمل وتواصله معنا من أجل المستقبل».

ألن تكون هذه طريقة رائعة لتسليم عصا القيادة، وتخدم عروس المسيح على نحو

ما ولكن، الجديد؟ القائد تعيين فترة أثناء حتى الرؤية، ندعم أن استطعنا إذا جيد.

الذي يحدث في غالبية الكنائس؟ الذي يحدث هو أنه كل أربع أو خمس سنوات،

الكنيسة وأعضاء جديد. راع يأتي عندما ٪٩٠ بنسبة الرؤية في تغيير هناك يكون

الذين مر عليهم وقت طويل يعرفون جيدا «أن هذا أيضا سوف ينقضي». وال عجب

مجلس عضوية في نظل ويقولون: «لن األيدي مكتوفي يقفون النهاية في أنهم في

يكون أن المحتمل فمن تعنيه ما نفهم أن قبل وحتى الرؤية، هذه وجود مع اإلدارة

لهذا بالنسبة جادين نكون بأن أنفسنا نتعب ولماذا المكان. هذا في جديد شخص

بسبب االنخراط بعدم نفسها تلزم بأكملها كنائس شعوب رأيت لقد األمر».

القول أستطيع وال الرؤية. تغيير من يتبعها ووما هذه الرعاة سياسة من إحباطهم

ألومهم. بأني

غير أنه ليس من الضروري أن يكون األمر على هذا النحو، فكما أن الرؤية الواضحة

تولد النشاط، وتزيد الملكية، وتوفر التركيز، فإنه يمكنها أيضا مساعدة الكنائس على

الحفاظ على قوة سير العمل وفعاليته أثناء العملية الحساسة الخاصة بنقل عصا القيادة

من فريق إلى الفريق التالي.

٤٦٤٦

نتيجة مكتوبة على الوجوه:منذ بضع سنوات مضت طلبت من فريق تشغيل الفيديو أن يسجل على شريط فيديو

جزءا من خدمة المعمودية حيث تم تغطيس مؤمنين جددا من البالغين. وبترنيمة كتبها

أحد مرنمينا حيث استخدمت كخلفية موسيقية، ابتكر فريق الفيديو فيلما بطريقة

الفيديو كليب مدته ثالث دقائق، األمر الذي جعل من االحتفال، أروع احتفال مؤثر

لحفل تغيير الحياة شهدته في حياتي.

وقررت أن أعرض شريط الفيديو في الحفل السنوي لعيد الميالد المجيد الذي نقيمه

كلمة وألقيت وقفت رائعة، غداء بوجبة تمتعنا وبعد المديرين. ولمجلس لشيوخنا

لسنة هنا بالخدمة لتفضلكم بالشكر لكم أتقدم أن أود األصدقاء، «أيها فيها: قلت

أخرى. وأريدكم أن تعرفوا مدى تقديري العظيم ومحبتي الفائقة لكم. ولقد قلت إن

أعظم هدية بوسعي تقديمها لكم هذه الليلة هي صورة مرئية عن الشيء األساس الذي

نرمي إلى تحقيقه. وعلى ذلك أرجوكم أن تعودوا إلى الجلوس والتمتع بما ستشاهدونه

في الدقائق القليلة التالية».

وبالنظر إلى أنه سبق لي أن رأيت شريط الفيديو هذا أثناء عملية اإلعداد، لذلك توفرت

لي الفرصة ألتفرس وجوه قادتنا الكبار. أولئلك الرجال والنساء الذين ولسنوات طويلة

باستطاعتكم كان أنه لو أود وكنت عادية. غير بأمانة الثقيلة الخدمة أعباء تحملوا

رؤية الطاقة، والفرح، والتصميم، والشعور باإلنجاز واضحة على وجوههم.

هو هذا قائلة: «نعم، ترنم صامتة جوقة تشكل كانت قلوبهم بأن اعتقاد ويساورني

هدفنا األساس، وهذا ما دعانا الله إلى عمله، وهذا ما نريد أن نحرص عليه بقية حياتنا».

وبعد انتهاء عرض شريط الفيديو، نظر كل منا إلى عيون اآلخرين التي كانت الدموع

تملؤها، وأمضينا عدة دقائق ونحن ننعم بصمت مبارك، وقد غمرتنا من جديد رؤية الله

وهي القيادة، فرق أجلها من تعيش التي اللحظات من تلك كانت لكنيستنا. بالنسبة

لحظة ال يمكن أن تنجم إال عن طريق رؤية واضحة كالبلور.

الكنيسة قوة يطلق الذي السالح وهي قائد. أي ترسانة في سالح أقوى هي رؤية.

بفاعلية.

٤٧

الفصل الثالث

القيادة المنجزة

تحويل الرؤية إلى عمل

ذلك، من الرغم وعلى الشديد. الحماس تثير سلعة مثل الرؤية وعرفنا، سبق كما

توضيح من إثارة أكثر يكون قد واحد شيء هناك ال، الفع الناضج للقائد فبالنسبة

واقعة. حقيقة إلى الرؤية تحويل هو: الشيء هذا الله. مجد أجل من رؤية وطرح

وأرجو أن تسامحوني إذا بدا ذلك أمرا بديهيا، ولكني تقابلت مع عدد كبير من القادة

الروح بقوة ويحاولوا، أكمامهم عن يشمروا أن على الرؤية طرح يفضلون الذين

القدس، تحقيقها.

هذه النوعية من القادة تفقد في نهاية المطاف مصداقيتها. ولم يسبق لي على اإلطالق

ما إلى الفريق تحفيز وعلى للرؤية، بالنسبة الحماسة على يحافظ قائدا عرفت أن

تقدما، نحرز لقواته: «نحن النهاية في يقول أن على قادرا يكون أن دون نهاية، ال

فالحلم الذي كنا نحلمه، والصالة التي كنا نصليها، وصورة المستقبل التي كانت تلهب

حماستنا، كل هذا قد تحقق. ونحن ال ننفخ في رماد فحسب».

والقائد الذي ليس بمقدوره أن يشير إلى تقدم حقيقي سيضطر في النهاية ألن يجيب

على سؤال محرج يطرحه أحد أفراد الفريق. ياصاحب الرؤى العظيم، متى سنحصل

على داللة تشير إلى أننا نقترب من غايتنا؟ ومثل هذا السؤال يجب أن يشكل تحذيرا

بالنسبة للقائد الذي لن يتحمل زمالءه في الفريق إلى ما ال نهاية مجرد طرح الرؤية

فقط. ذلك أنهم يحتاجون إلى أن يروا نتائج.

األمر يتطلب أكثر من حديث حماسي آخر: مرة الرؤية تطرح أن ببساطة هو النتائج تحقيق إلى السبيل أن القادة بعض يعتقد

واثنين وثالثا. وهم على قناعة بأنهم إذا ما واصلوا الحديث فحسب عن الحلم وركزوا

٤٨٤٨

على هذا الحلم، ودفعوا الناس إلى مواصلة التفكير والصالة، وحفزوهم على الحلم،

الرؤية أن يجدون الجميع يستيقظ وحين مشرق، صباح وذات تلقائيا. يتحقق فقد

بكاملها قد تحولت إلى حقيقة أمام عيونهم. ها هي المهمة قد أنجزت.

وقصص وشعارات، حماسي، حديث مجرد من أكثر يتطلب الرؤية تحقيق ولكن

عاطفية، وشرائط فيديو تهز القلب.

لقد استغرقني األمر ما يقرب من سبع وعشرين سنة ألتوصل إلى هذه الحقيقة، ولكني

على بينة من ذلك اآلن. وهناك فرق كبير بين القيادة التي تطرح الرؤية، والقيادة التي

تحققها على أرض الواقع. هل هذا ينطوي على مبالغة؟

ولكي أشرح هذا، دعني أوضح األمر باستخدام قصة مالحية، والواقع قد يبدو مثل كثير

من القصص المالحية. وفيما كنت أتعلم دروس القيادة، بشكل أساسي في الكنيسة،

إذا بي أواجه تحديا كقائد في نشاطي الترفيهي المحبب، وهو سباق القوارب. وإبان

فصول الصيف القليلة الماضية توفرت لي فرصة العمر الخاصة بالمالحة. وقد سمح لي

أحد أصدقائي من رجال األعمال أن أدخل مركبه الشراعي الذي يساوي نصف مليون

السباق زوارق تكن ولم متماثلة. أخرى يخوت سبعة ضد للزوارق سباق في دوالر

في أملكه كنت الذي الزورق من - تكلفة وأكثر بل - فحسب بكثير أكبر هذه

ذلك الحين، لكنها كانت تدار بواسطة أفضل المالحين المحترفين في العالم. وكنت

أعرف أن المالحين الذين معي وقائدهم (الذي هو أنا) أقل تفوقا وبدرجة كبيرة من

المنافسين، غير أنه بعد إضافة عدد قليل من المالحين ذوي الخبرة إلى طاقمنا أصبحنا

على قناعة بأننا مستعدون أن نتغلب على هؤالء الكبار.

وفي عشية ما قبل السباق خرجنا لنتدرب. وقد ألقيت حديثا حماسيا قلت فيه شيئا من

هذا القبيل: «لعل معظمنا لن تتاح له إطالقا فرصة أخرى مثل التي منحت لنا في نهاية

وكل للمالحة. أمريكا كأس على الحاصلين من منافسينا من والعديد األسبوع. هذا

زورق من المنافسين به من يجيدون إدارة الدفة وكذلك األساليب التكتيكية. وأمامنا

الرؤية عن حديثي وواصلت الممتازين. أفضل منافسة بمقدورنا أنه لنثبت فرصة

فكان حديثا ملهما للغاية.

٤٩

مع وللتأقلم للتدرب، ميتشجان بحيرة إلى عظيم، أمل ويحدونا توجهنا، ذلك، وعلى

الزورق. ولم يسبق ألحدنا أن أبحر إطالقا على مثل هذا الزورق ذو التقنية المعقدة،

ولكننا حاولنا أن نسيطر على عملنا عكس الريح بسرعة تامة، وإذ كان األدرينالين

اه الريح، ورفعنا الشراع المثلث الضخم. كان يوما عاصفا يتدفق فينا، تحولنا إلى اتج

في بحيرة ميتشجان، وقبل أن ينقضي وقت طويل كنا نركب األمواج التي كانت تبسط

مالءات من الرذاذ على جانبي بدن السفينة.

وإذ تشجع الجميع بقوة وإثارة هذه األحداث، ارتفعت معنوياتهم، وكنا نشجع بعضنا

أمريكا كأس من المتغطرسين هؤالء بها نخرج التي الكيفية عن ونتحدث البعض

لسباق الزوارق. ومنذ هذه النقطة، لم تكن لدينا أية مشكلة تتعلق بثقتنا بأنفسنا.

اتجاه نغير أن حاولنا تقريبا، عقدة ثالثين إلى وصلت رياح ظل وفي ذلك، وبعد

الشراع المثلث الضخم من أحد جوانب الزورق إلى الجانب اآلخر. وقد تطلب هذا

هذا تطلب حجما. األصغر زورقنا في إطالقا عهدناه أن لنا يسبق لم جماعيا عمال

ضبط توقيت معقد وتنسيقا بالغا بين أعضاء الفريق الثالثة عشر. وكان أمرا طيبا أننا

قد تدربنا جيدا وأصبحنا مستعدين تماما للمنافسة.

لكن محاولتنا األولى لتغيير اتجاه الشراع الضخم لم تكن على ما يرام. وتذكرنا منظر

الطائرة التي تتحطم. وفي منتصف الطريق أفسدنا كل شيء. ولم تنجح المحاولة الثانية

التدريب انتهاء وعند العشرين. حتى أو العاشرة، أو الرابعة، أو الثالثة وال بل أيضا،

في ذلك اليوم، لم نكمل محاولة واحدة ناجحة لتغيير االتجاه. وكان موعد السباق هو

اليوم التالي.

كنت البسيط، التدرب من بمزيد للقيام السباق مكان إلى التوجه وقبل الصباح، في

بصدد اتخاذ قرار قيادي مهم جدا. وكان أمامي خيار أن ألقي حديثا آخر عن الرؤية،

نخرج هيا لهم قلت ثم نفسيا، إعدادا وأعدهم معنوياتهم من وأرفع أشجعهم لكي

ونهزم هؤالء المغرورين ونخرجهم من سباق أمريكا للزوارق. وكان بوسعي أن ألقي

بمقدوري كان ...... أو هذا. ينجح أن وآمل نيرانهم على العاطفي الوقود من المزيد

أن أتخذ نهجا مخالفا تماما. وقد اخترت هذا النهج األخير. لقد جمعت المالحين معا

٥٠٥٠

وقلت لهم. لن أقول حديثا حماسيا هذا الصباح. وأعتقد أننا جميعا نعرف أن هذه فرصة

العمر بالنسة لنا. وال أظن أن أحدا منا يعوزه االلتزام والحماسة بالنسبة لهذا السباق.

وما علينا القيام به في هذا التدريب المختصر هو أن نتعلم كيف ننفذ بعض المناورات

األساسية القليلة. ولذلك علينا أن نجلس ونتكلم في هذا الموضوع. وحتى قبل أن نغادر

حوض السفن، دعونا نتحدث عن الدور الذي يقوم به كل واحد بالنسبة لتغيير اتجاه

نعمل بروح الفريق بشكل أفضل، وكيف نكرر أية الضخم، وكيف الشراع المثلث

عملية، وإذا لم نستطع القيام بذلك، بوسعنا أن نودع السباق. أما بالنسبة لي أنا فلست

مستعدا لعمل ذلك.

مع شيئا يعمل أن - مهارة مني أكثر شخص وهو - فريقنا في مالح أفضل سألت ثم

أن منه وطلبت كمالحين. عملهم بدء منذ له تعرض قد معظمهم يكن لم المالحين

يحدثنا عن عملية تغيير اتجاه الشراع المثلث الضخم خطوة خطوة حتى قبل أن نرفع

الشراع.

حوض في ومازلنا دوالر، مليون نصف ثمنه سباق زورق في نحن، فها ذلك، وعلى

السفن وإلى جوار فرق المحترفين في سباق كأس أمريكا، نراجع الدروس األولية في

المالحة. وببطء، وترو، كما لو كنا أكثر المالحين غباء.

وقد واصل درسه: «واآلن، حين نغير اتجاه المركب من الجانب األيسر إلى الجانب

األيمن، هكذا تكون النتيجة. وقد تحدث مع كل واحد عن العملية كلها خطوة خطوة.

وبعد ذلك جعلنا نتدرب على كل خطوة. وكرر ذلك حتى حفظنا المناورة تماما.

وإذ اقترب موعد السباق، خرجنا من الميناء، وعندما اقتربنا من مصد األمواج رفعنا

شعرنا وقد الزورق. اتجاه لتغيير فعلية مناورة عمل وطلبنا الضخم المثلث الشراع

بارتياح عظيم عندما تم تنفيذ المناورة على أفضل وجه. ثم قمنا بمحاولة ثانية وثالثة.

وخالصة القول، فطوال السباق كله، لم نخطئ في تغيير اتجاه الشراع المثلث الضخم.

وليس معنى قولي هذا أن آداءنا كان عظيما في المنافسة. الذي أقصده أن أولئك البحارة

لكن السباق، خسرنا لقد فعال. مجيدين كانوا الزوارق لسباق أمريكا كأس حاملي

تعلمت درسا له قيمته في القيادة نفعني جدا منذ ذلك الحين. وهو أنه في أوقات معينة

٥١

يحتاج الناس إلى أكثر من الرؤية. هم يحتاجون إلى خطة، وإلى توضيح تفصيلي عن

كيفية االنتقال إلى الواقع.

تعديل الرؤية بخطة إستراتيجية:استثمرنا في ويلو جهدا فائقا في محاولة اكتشاف كيفية عمل هذا في كنيسة تعمل

على أساس ما جاء في أعمال «٢».

والواقع أننا في منتصف التسعينات قررنا بصفة رسمية وضع خطة إستراتيجية والعمل

على تنفيذها.

خطة وضعت أن لي يسبق لم أنه ذلك الصدد، هذا في مشكلة واجهنا أننا غير

أيام في الخدمة أثناء في وال الخدمة، دخولي قبل عملي أيام في ليس إستراتيجية،

شبابي، وال طوال السنين التي قضيتها في ويلو، ولكني كنت أشعر أنه ال بد من وضع

هذه الخطة، غير أني لم أكن أعرف كيفية وضعها. ومن حسن الطالع، أنني استطعت

في واسعة خبرة له كانت الذي هوكنز، جريج التنفيذي، القس على بقوة أعتمد أن

هذا المجال. وعلى مدى فترة ستة شهور قام هو وفريقه بعملية كانت تتضمن من بين

أمور أخرى تعديل رؤيتنا.

العاملين، مع االجتماعات من شهور عدة وبعد األساس»، بفحص «األمر بدأنا وقد

ومجالس اإلدارة، والشيوخ، وكبار القادة العلمانيين، انتهينا إلى أن الله ما زال يدعونا

غير تحويل ويلو: بداية منذ عمله إلى دعانا الذي األساس الشيء نفس عمل إلى

المؤمنين إلى أتباع مخلصين تماما للمسيح.

غير أننا شعرنا أيضا بضرورة تعديل رؤيتنا، وال سيما فيما يتعلق بأمور القيادة الداخلية،

رؤيتنا إطار في عليها التأكيد يجب نواح ثالثة نبرز أن قررنا مطولة، مناقشة وبعد

األوسع.

التأكيد األول كان على الكرازة. وقررنا أنه بالنسبة للسنوات الخمس التالية علينا أن

نركز بنشاط على ربح أكبر نسبة من الناس في شيكاغو وذلك بواسطة اإلنجيل.

على نشجع أن وعلينا كنيستنا. لمؤمني الروحي النضج على كان الثاني والتأكيد

٥٢٥٢

الروحي، والنمو المجتمع، قيم رفع طريق عن وذلك للمسيح الكامل اإلخالص

واالشتراك الكامل في حياة الكنيسة.

خارج ومعرفتنا، أنفسنا، من المزيد استشعار قررنا فقد الثالث، للتأكيد بالنسبة أما

الذين أولئك تخدم أوسع، خدمات وتأملنا كريك. ويلو كنيسة مجتمع جدران

الكنائس المحلية في جميع جمعية ويلو كريك التي تخدم يعيشون في فقر. وعلى

أنحاء العالم أن تتزعم هذا االتجاه.

وباعتبارنا كنيسة صغيرة، فقد أبلينا بالء حسنا في إطار بيان واسع. غير أنه من أجل

جعل الكنيسة ناضجة كان علينا أن نضيف تعريفا أكبر وتركيزا إستراتيجيا أكثر لهذا

البيان العريض.

كل قامت محتملة، بيانات مسودة وصياغة والمناقشة االجتماعات من شهور وبعد

سنوات. لخمس إستراتيجية خطة على بالتوقيع لنا التابعة القيادة هيئات من هيئة

وعند هذه النقطة اعتقدنا أننا جاهزون لتقديم الخطة في اجتماع يضم كافة العاملين

وشعب الكنيسة.

ولكن شيئا ما أخبرنا أننا لم ننته بعد، فإننا لم نكمل مهمتنا. وشعرنا بأن روح الله يحفزنا

على وضع أهداف معينة إلى جانب رؤيتنا المعدلة.

وضع أهداف متوازنة:أهداف أية وضعنا قد نكن لم ويلو لكنيسة األولى سنة للعشرين بالنسبة اعتراف:

محددة. وظللنا نركز على رؤيتنا، ورأينا آالفا من الناس يتغيرون. وبالتالي لماذا نربك

أنفسنا بأهداف أخرى؟ غير أنه فيما كنا نصلي من أجل ذلك، أحسسنا باتجاه جديد

نكون أن نرجو التي الكنيسة إطالقا نصبح لن أننا إلى وخلصنا القدس، الروح من

عليها في نهاية السنوات الخمس دون وجود أهداف محددة تساعدنا على تحقيق هذا

الغرض.

من المزيد ونستثمر النضوج. على مؤمنينا ونساعد الكرازة. على نركز سوف نعم،

التي الطاقة من وكم المعينة؟ األهداف كانت ماذا ولكن الكنيسة. خارج مواردنا

٥٣

يجب أن نخصصها لكل هذه األهداف؟ وما هي النسبة المئوية من مواردنا التي يجب

أن تذهب خارج جدران كنيسة ويلو؟ وما الذي يساعدنا على أن نحافظ على توازنا،

ووحدتنا وصحتنا في السنوات القادمة؟

المتوازنة. غير الكنائس من الكثير ورأيت العالم، أنحاء جميع إلى سافرت لقد

البعض يقوم بالكرازة بفاعلية كبيرة، دون تلمذة مؤمنين جدد. وكنائس أخرى تجدها

عظيمة من ناحية التعليم والوعظ، ولكنها تتجاهل قيمة المجتمع وال تفعل شيئا حيال

المجموعات الصغيرة. وتركز بعض الكنائس على كل من الكرازة والتلمذة، ولكنها ال

تأبه بتوفير احتياجات المتألمين، وال تعتني بالفقراء.

تتبعه كانت الذي الكامل االتزان من قربا سنزداد ننمو فيما أننا من التيقن نود وكنا

كنيسة سفر األعمال ٢.

ستة أهداف صعبة وجريئة - أسلوب ويلو:ولكن، كيف نعرف إذا ما كنا نتحرك نحو تحقيق هذه الرؤية إذا لم نكن قد وضعنا

عالمات على الطريق تبين إلى أين وصلنا في الطريق إلى تحقيق الغاية؟ كيف يمكن أن

نسجل مدى تقدمنا؟ وألول مرة خالل عشرين سنة بدأت أوساط قيادتنا تفكر، وتصلي،

مع تتناغم أهداف ستة على اتفقنا ولقد محددة. أهداف وضع عملية بشأن وتصارع

التأكيدات اإلستراتيجية الثالثة التي وضعناها.

األهداف كانت كبيرة! كبيرة بدرجة تبعث على الخوف. في كتابه «بني ليبقى» يتحدث

جيم كولنز عن األهداف الكبيرة الصعبة الجريئة. ولقد قررنا أن تكون أهدافنا كبيرة بما

فيه الكفاية بحيث تحتاج إلى عمل الله الخارق للطبيعة. وأردنا أن نضع أهدافا تجعلنا

نركع دائما أمام الله.

شعب أخبرنا الليل، من متأخر لوقت صالة وجلسات االجتماعات، من مزيد وبعد

كنيستنا بأهدافنا التي تتضمنها خطة خمسية.

ولكي نصل إلى «تأكيدنا األول» الخاص بتقديم اإلنجيل إلى مزيد من الناس في منطقة

شيكاغو، فقد وضعنا هذا الهدف:

٥٤٥٤

زيادة عدد الذين يحضرون إلى الكنيسة في نهاية األسبوع في الخدمات األربع -١

زيادة سيتطلب العدد هذا أن نعرف وكنا ألفا. عشرين إلى ألفا عشر خمسة من

أعداد المقاعد الالزمة.

وإلنجاز «التأكيد الثاني» الخاص بالعمل على نضج المؤمنين، ركزنا على األهداف

التالية:

كان الحين ذلك وفي .٪١٠٠ بنسبة الصغيرة المجموعات في االشتراك يكون أن -٢

نصف من يحضرون في نهاية األسبوع يحضرون المجموعات الصغيرة، ولم نكن

قانعين بذلك. وكنا نأمل أنه في حالة وصول شعب الكنيسة بنعمة الله إلى عشرين

ألفا، فإن جميعهم سيتمتعون باالشتراك في المجموعات الصغيرة.

إلى ٤٠٠٠ من األسبوع وسط في الجديد» «المجتمع لخدمات الحضور زيادة -٣

عميق تعليم بعد وخميس، أربعاء كل مساء تنعقد التي الخدمات وهذه .٨٠٠٠

وعبادة مشتركة، إذ أنهما من العناصر الضرورية للنمو الروحي.

اجتماعات يحضروا أن المحتمل من الذين آالف الثمانية من واحد كل تشجيع -٤

معناه وهذا الكنيسة. في بالكامل مشاركين أعضاء يصبحوا أن األسبوع نصف

الخدمة، نواحي بعض في والتطوع منظمة، نمو عملية في سيشترك فرد كل أن

والمساهمة المالية في عمل الرب.

خارج وإمكاناتنا ومعرفتنا، أنفسنا، باستثمار الخاص الثالث للتأكيد وبالنسبة

جدران ويلو، فقد وضعنا األهداف التالية:

أن يقوم ٤٠٠٠ من أعضائنا بخدمة الفقراء على األقل مرة في السنة. وهذا قد يعني بناء -٥

بيوت باالشتراك مع مؤسسة هابيتات لألعمال الخيرية، أو العمل مع أحد شركائنا

في الخدمة في وسط مدينة شيكاغو، أو القيام بمهمة قصيرة األمد في المكسيك أو

جمهورية الدومينيكان. وبالنظر إلى كوننا ال نعرف حقا ما الذي نتوقعه بالنسبة لهذا

الموضوع، فإننا وضعنا هذا الرقم بطريقة عشوائية هذا الرقم.

زيادة عدد الكنائس المحلية والدولية التي تخدمها جمعية ويلو كريك من ١٤٠٠ -٦

إلى ٦٠٠٠ كنيسة.

٥٥

اكتشاف األبطال:إعالن أهدافنا بشكل علني دفعنا إلى الصالة بحماسة متجددة، وقد شعرنا أننا بالنسبة لهذه

األهداف كلها، نواجه تحديا، كما كنا نشعر بالعصبية واإلثارة. وأصبحنا ندرك أكثر من

ذي قبل أنها كانت في واقع األمر أهدافا كبيرة وصعبة وجريئة. وقد حدث هذا عندما

أدركنا أننا في حاجة إلى اتخاذ خطوة أخرى كبرى، إذا كنا نريد تحقيق هذه األهداف.

وفيما يتعلق بقيادتنا، فقد طرحت عليهم هذا السؤال: «من منكم يريد أن يكون بطال

ألحد األهداف؟ من منكم يرغب أن يكرس الخمس السنوات القادمة من حياته لقيادة

فريق لتحقيق أحد هذه األهداف؟

قال أحد القادة: «إن قلبي يتلهف على الكرازة، وإني على استعداد ألن أقوم بالقيادة

في هذا المجال.

فيه يكون الذي اليوم يأتي أن إلى هنا الكرازة حرارة درجة برفع نفسي ألزم وسوف

عدد الحاضرين في الكنيسة في نهاية األسبوع ما يقرب من عشرين ألف شخص».

وقد أخذ آخر على عاتقه التحدي الخاص بأهداف المجموعات الصغيرة. وتحمل آخر

مسئولية أهداف «المجتمع الجديد» الذي يعقد في وسط األسبوع. وسرعان ما أصبح

لدينا بطل لكل من األهداف الستة التي سبق أن وضعناها.

وبدأت اإلثارة تعرف طريقها. وأتذكر أني ذات ليلة قلت لكبار قادتنا: «هل بوسعكم

هذه بالفعل حققنا إذا اآلن من سنوات خمس بعد ويلو عليه ستكون الذي ما تخيل

األهداف بمعونة الله وبجهودنا المكثفة؟ سنكون مجتمعا مؤمنا يتسم بالنجاح، والنمو،

والعمق، والتوازن، والعمل بما يتمشى مع الكتاب المقدس، وهو مجتمع لم ير أحد منا

مثيال له على اإلطالق. ومن ذا الذي يرفض أن يكون جزءا من مشروع كهذا؟»

طاقة جديدة، إثارة جديدة. ويلو تنطلق من جديد:وضعنا الخطة اإلستراتيجية في يناير سنة ١٩٩٦. ولقد طرحتها بوضوح كامل لشعب

الكنيسة، وكنت أشعر بالتجاوب يتزايد. وعلى غرار كبار القادة، قال الشعب: «لنبدأ

هذه المغامرة، دعنا نذهب، واعتمد علينا. سوف نقوم بواجبنا». كان هذا أمرا مثيرا.

٥٦٥٦

وفيما كانت الشهور تمر، كنت أبتهج بالنتيجة التي يبدو أن بيان تصحيح الرؤية قد

لنا حققها. وسرعان ما أصبحت من كبار مشجعي األهداف والتقدم الملموس. وقد عد

خطتنا الخمسية لتحقيق األهداف وجعلها لمدة سنة واحدة وبدأنا نحافظ على التقدم.

حسب نسير نحن النواحي: «نعم، بعض عن القول بمقدورنا كان سنة، مضي وبعد

الخطة تماما، ونحقق أهدافنا، بمعونة الرب».

ولكننا رأينا أيضا أننا متأخرين في بعض النواحي. األمر الذي أدى إلى تدعيم النقاش

هي ما هذا. عن نتحدث «دعونا سيقولون: األهداف وأبطال القادة. اجتماعات في

المشكلة؟ هل وضعنا أهدافا غير واقعية؟ أم أننا ال نصلي بحماسة كافية؟ أو ال نفكر

بوضوح كاف؟ نحن نتحدث عن اإلمكانية الخالصية التي تتمتع بها الكنيسة. علينا أن

نفكر معا، والتوصل إلى ما يجب عمله».

وقد مضت سنين منذ أن أطلقت هذه الطاقة في أوساط القيادة في ويلو. ولقد أحببت هذا.

وشجعته. وقد تشكلت اإلدارة إلى مستوى جديد تماما. وقد اجتمعنا على عجل لعمل أي

شيء بمقدورنا عمله للتأكد من أن األهداف الستة قد أنجزت معا في ذات الوقت. وتأكدنا

من سهولة اتصال األبطال الستة بالقيادة العليا واستخدام إمكانيات الكنيسة. وبدأ الشيوخ

يقدمون معونتهم ويتتبعون مدى تقدمنا، وبدأ مجلس اإلدارة يناقش كيفية تدبير الموارد

المالية، والتسهيالت لمساعدتنا على تحقيق هذه األهداف الستة.

وكنت أشعر بالجهد الفائق والتعاون التام الذي كنا نبذله معا وبشكل نادر ما كنت

ألمسه في قيادة الكنيسة من قبل. وقلت في نفسي: «إنه ألمر ممتع أن يكون لدينا رؤية

معدلة، وأهداف واضحة، وأبطال للهدف. لقد رفعنا من مستويات الطاقة واإلصرار

واإليمان. فما الذي بوسعنا أن نعمله - كقادة - أكثر من ذلك؟

شيء ناقص:وكما تبين، المطلوب أكثر من ذلك بكثير.

عنه التعبير يصعب بقلق أشعر بدأت الخمسية، الخطة من شهور ستة مضي بعد

ما أفضل كان وللشيوخ، اإلدارة لفريق ذلك أشرح أن حاولت وعندما بالكلمات.

٥٧

ما إلى نتوصل لم أننا ما ناحية من فيه: «يبدو قلت غامض تقييم هو قوله استطعت

ألربعة بالنسبة إليه نصبو ما حققنا لقد كلها، الثمانية لألهداف بالنسبة عمله ينبغي

أو خمسة منها فقط. فاإلنجاز يتفاوت بين جهة وأخرى وال يصل في بعضها إلى الحد

المأمول».

وكانوا يقولون: «بيل، من الذي لم يحقق المطلوب؟ وما هي القسم الذي أخفق في

تحقيق ما كان مأموال؟».

وكنت أرد قائال: «لست متأكدا. ولكني أود التعرف على هذا األمر، وأحتاج إلى

معونتكم. لنقم بهذا معا».

كان يتوجب علي أن أكون أمينا، وكانت هذه فترة عصيبة لنا جميعا في القيادة العليا

األسئلة من الكثير ويطرح شيء، كل في نفسه يقحم ممال شخصا كنت ويلو. في

يمارس عاد قد هو ساخرين: «ها ويتهامسون أعينهم يغمضون اآلخرون كان فيما

هوايته».

وحدث ذات ليلة، فيما كنت في المطبخ في بيتي، أن انتابتني حالة من اليقظة وكأنني

من إجازة في كانت الكلية، في الطالبة شونا ابنتي أن والحاصل، غفوة. في كنت

الدراسة، وقد دعت خمسا أو ستا من صديقاتها لتناول طعام الغذاء. وكنت واقفا في

المطبخ أتجاذب معهن أطراف الحديث حين شرعت إحداهن تحدثني عن الكيفية

التي أتت بها إلى المسيح، من خالل خدمتنا للمدارس الثانوية المسماة «خدمة الطلبة»

- ألنها قدمت ألبنائي مساعدة فوق الوصف - وعلى ذلك لم تأخذني دهشة لدى سماعي

عن تأثيرها على هذه الفتاة.

استطردت تقول إنها كانت تذهب إلى كلية في الخارج في شرق البالد. ولما سألتها

إلى أي كنيسة كانت تذهب وهي هناك - وقد توقعت منها أن تقول إنها كانت تشترك

ويلو جمعية عليها تشرف التي الكنائس إحدى في حتى وربما محلية، كنيسة في

كريك. ولكنها لم تقل هذا، بل قالت: «لم أكن أذهب إلى الكنيسة هناك».

ولقد ظننت أنها ربما كانت تجد صعوبة في االنتماء إلى كنيسة تقليدية بعد أن عرفت

المسيح في ويلو. ولذلك قلت ربما أنها كانت في فترة انتقالية وأنها تحتاج إلى بعض

٥٨٥٨

الوقت لتجد كنيسة أخرى. ولكني أضفت قائال: «غير أنه توجد الكثير من الكنائس

العظيمة هناك، وإني على يقين من أنك ستجدين ضالتك».

قالت: «ال أعتقد أن هذا هو بيت القصيد. إني لم أكن إطالقا جزءا من كنيسة ويلو

أي إذا قلت: «حقا، الطلبة». جماعة «خدمة إلى توجهت أني عملته ما كل كريك.

كنيسة كنت تحضرين عندما كنت في المدرسة الثانوية؟»

اعترفت قائلة: «لم يسبق لي إطالقا أن ذهبت إلى الكنيسة».

قلت: «أعتقد أني تهت تماما في هذه المحادثة. قلت إنك كنت تحضرين جماعة

«خدمة الطلبة» لمدة أربع سنوات». ابتسمت قائلة: «فعال، هذا صحيحح، لقد

عرفت المسيح هناك، وتمت تلمذتي هناك، وتعلمت أن أخدم هناك، ولم يسبق لي أن

سمعت إطالقا عن «كنيسة مجتمع ويلو كريك».

اللهجة بنفس تتسم كانت التي األحاديث بعض تذكرت حين قلبي نبضات زادت

وقد جرت منذ عهد قريب بيني وبين األعضاء في أروقة ويلو. فقد سألوني: «كيف

تسير األمور بالنسبة لويلو؟» ولماذا لم تقولوا: «كيف تسير األمور بالنسبة ألهدافنا؟

أليست أهداف ويلو من أهدافكم؟»

فعلى لي. بالنسبة وضوحا األمر زاد هذه» الرضا عدم في «حالة تفكيري زاد وكلما

مدى السنين تغيرت بعض األمور في الكنيسة، دون أن يكون لي علم بها، لقد تطورت

المبادئ ضوء على ويعمل واحدة، هوية له وثيق، بشكل مترابط مجتمع من ويلو

الكتابية، إلى اتحاد ال مركزي، متعدد الهوية للخدمات الفرعية، والرابطة بينها ليست

التي الفرعية الخدمة هو ويلو عن حقا يعرفونه ما كل للكثيرين، وبالنسبة قوية.

ينتمون إليها. حتى العاملين أنفسهم، كان الكثيرون منهم مرتبطين بقوة بالقسم الذي

يعملون فيه أكثر من ارتباطهم بالكنيسة ككل.

هذا هو السبب في أننا ال نبدو جميعا من أصحاب الفكر الواحد. ألننا لسنا كذلك.

والمشكلة هنا، هي أنه لم تكن كل خدمة فرعية ملتزمة كما هو مطلوب منها بأهداف

النمو الروحي التي سبق أن اتفقنا عليها ككنيسة.

وقد قلت لفريق القيادة التنفيذي: «نحن في حاجة إلى أكثر من بيان عن الرؤية المعدلة.

٥٩

نحتاج إلى أهداف واضحة، وأبطال للهدف لتحقيق اإلمكانية الخالصية الكاملة التي

تتمتع بها هذه الكنيسة. نحن في حاجة إلى أن نربط كل عضو من العاملين، ممن يعمل

كل أو بعض الوقت، بخطتنا اإلستراتيجية، كما أننا في حاجة إلى إعادة تدريب كل

واحد كي يشعر بمسئولية عن مستقبل الكنيسة ككل، وليس عن األقسام المعنية التي

ينتمون إليها فقط. وبعد ذلك قد نبدأ في التركيز على النواحي الثماني كلها.

وافق فريق القيادة التنفيذي على ذلك، ولكن لم يكن معنى هذا أن المشكلة ستحل

بسهولة. كنت أدرك أنه سيكون علينا أن نعمل بشكل مختلف عما فعله طاقم المالحين

المثلث الشراع اتجاه تعديل في فشلنا عندما الزوارق سباق في معي كانوا الذين

الضخم - ذلك أنه علينا الرجوع إلى األساسيات.

أساسيات الكنيسة: التخطيط.البد لنا من أن نقول لهيئة العاملين: هذه كنيسة، ونحن كيان واحد، ونشكل مجتمعا

الكوكب حول كلها تدور الكواكب من مجموعة ولسنا كتابي، أساس على يعمل

األم. وبتعبير آخر، «هذا ما جاء في أعمال «٢».

وهذا هو معنى أن نكون كنيسة. وهذا ما يتوجب علينا عمله لكي نكون عروسا متألقة

للمسيح. وعلينا جميعا أن نشترك في هذا التحدي الخاص بالتخطيط. وكيف ندعي أننا

أعضاء في جسد واحد ما لم نأخذ نفس االتجاه ونعمل من أجل نفس األهداف؟

وما لم نتكاتف معا، سوف تتدهور صحة ويلو شيئا فشيئا - وبمرور الوقت تذوي ثم

تموت. وال يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك».

كنت أتمنى لو كان بوسعي القول أن تكاتف العاملين جاء بسالسة مثل عملية تحويل

اتجاه الشراع الذي تمرن عليه فريق مالحينا، لكن األمر لم يحدث على هذا النحو.

ذلك أن بعض العاملين الذين عملوا بطريقة استقاللية لمدة عشر سنوات أو أكثر لم

يرحبوا كثيرا بتعديل خطط الخدمة الفرعية ليضعوا مزيدا من الطاقة للتحدي األكبر

الخاص بالكنيسة. شعر البعض بأننا نغير القواعد وسط المباراة، ومن ناحية ما، كان

هذا ما حدث فعال.

٦٠٦٠

ولسنوات كثيرة قمنا بتعيين العاملين، وأعطيناهم الميزانيات، وقلنا لهم: «اذهبوا وأقيموا

خدمة خاصة بالبالغين، وأقيموا خدمة للشباب، وأقيموا خدمة لتقديم الموسيقى. تمعوا

بنشاطكم». غير أن البعض منهم كانوا يأخذون اتجاهات مختلفة تماما عن الكنيسة

جميعا يكونوا لم أنهم غير مهمة، أعمال في منخرطين جميعا كانوا بينما عام بوجه

عليها اتفقنا أن سبق التي األهداف تجاه دائم بشكل الناس يحركون خدماتهم في

ككنيسة. وبعض الخدمات الفرعية، لم تكن لديها خطط معينة لمساعدة الناس على

أو الصغيرة المجموعات في أواالشتراك الروحية، في األمور االشتراك بشكل أكثر

في الخدمة كمتطوعين، أو مساعدة الفقراء. وكيف يسعنا أن نتوقع من شعب الكنيسة

يتمسكون ال الفرعية الخدمات قادة كان إذا االتجاهات هذه في يتحرك أن ككل

بناء في بنصيب جميعا نشارك ألن الوقت حان قلنا: «لقد عندما أنه غير القيم؟ بهذه

العاملين معظم لكن قليال. الوضع وساء للبعض. الكالم هذا يرق لم ككل، الكنيسة

كانوا متفاهمين وتقبلوا األمر بارتياح. أما البعض اآلخر، فكان األمر بالنسبة له يمثل

طريقا طويال وصعبا، بل أكثر طوال وصعوبة من المتوقع على اإلطالق. وقد استغرق

أن معرفة على الجميع لمساعدة والمناقشات باالجتماعات مليئة كثيرة شهورا األمر

اتحاد الخدمات الفرعية ليس باألمر الكتابي وال هو باألمر المتوقع له البقاء.

رسم خط في الرمال:عندما قلت إن الطريق طويل وصعب، كنت أعني ما أقول. وقد سبب لي هذا ضعطا

عاطفيا شديدا. وقد اضطررت في أحد اجتماعات العاملين أن ألجأ إلى اقتباس قول لجاك

غليظ - المتعجرف إليكتريك، جنرال لشركة السابق التنفيذي العام المدير وبليش

المنزوي البوذي الكاهن يكون أن للقائد فيها يتسنى ال أوقات تأتي إنه قال القلب.

االهتمام كثير المتوازن المعتدل، الشخص تكون أن بمقدوري ليس خاص. ركن في باآلخرين، والذي توضح لهم السياسة. بل ال بد وأن تكون على حافة الجنون.١

هذا ما سيطر على حالتي العاطفية في هذه الظروف، لقد نفد صبري تماما من محاولة

1 Robert Slater, Jack Welch and the GE Way (New York: McGraw Hill, 1999), 42.

٦١

أن التزم الهدوء وأكون عقالنيا. وعند نقطة حاسمة، وبعد قضائي عدة شهور اتحدث

للعاملين عن عملية التخطيط، قلت لهم أخيرا: «لقد مضى الوقت الذي كنت أستطيع أن

أكون فيه هادئا رابط الجأش بالنسبة لعملية التخطيط هذه. ذلك أن مستقبل ويلو كله

متوقف عليها. وإني مصر على أننا سننضم إلى الخطة اإلستراتيجية لهذه الكنيسة التي

باركها الله. هذا قراري األخير. وإذا شعر أحدكم أن ليست لديه رغبة في االنضمام

لتنفيذ هذه الخطة، فله حرية العثور على خدمة في كنيسة أخرى وبوسعه أن يدعمها

تماما. وأرجو أال يغضب هذا الموضوع أحدا. إننا نعيش يوما جديدا هنا».

وإني كنيسة. كقائد وضعي في السلطة استخدام إلى لجأت أن إطالقا لي يسبق ولم

ذلك. خطورة مدى وأعرف السلطة. استخدام سوء بشأن يسوع تحذيرات أعرف

ولكني أعرف أنه تأتي أوقات البد وأن يتصرف فيها القائد بشدة. وقد يأتي وقت يكون

فيه موضوع ما قد أصبح في عالم النسيان وعلى القائد أن يتخذ اإلجراء الالزم.

وعلى ذلك قلت لفريق العاملين: «إني ال أطلب مشاركتكم على غير رغبتكم في هذه

الخطة. وإني أطلب منكم التزاما ١٠٠٪ بأن تصلوا وتعملوا وتخدموا من أجل تحقيق

هذه الخطة.

إنها خطة تتطلب وقتا بنسبة ١٠٠٪. وإذا لم يكن بمقدوركم تقديمه أو ال ترغبون في

ذلك، فقد حان الوقت لرحيلكم. نحن في حاجة لمشاركة الجميع لنعمل بأقصى طاقتنا

ككنيسة».

في ذلك اليوم توقف عدد من العاملين عن حمل صورتي في حافظة نقودهم. غير أن

الثناء العظيم كان من نصيب الزمالء األعلى مني لتكاتفهم وإعادة توجيه كل شخص،

وكل وظيفة، وكل قسم في الكنيسة ليعكس التزاما تاما نحو تحقيق رؤيتنا.

المشاركة في المسئولية بالنسبة للكل:في واجهناها التي األعباء أكثر من واحدة تتضمن التي التحديات بين من هذا كان

حياتنا في كنيسة ويلو طوال حياتنا. ولكننا تمسكنا بها بإصرار ال يلين، ولم أندم على

ذلك. وفي تلك األيام كان لكل شخص من العاملين نصيبه من المجازفة في األهداف

٦٢٦٢

الشاملة التي تسعى الكنيسة إلى تحقيقها. وكان كل واحد من العاملين يتحمل مسئولية

مساعدة الكنيسة لتحقيق خطتها اإلستراتيجية. وكل قسم في الكنيسة كان يغذي الشعلة

الذين بأولئك األسبوع نهاية في نقدمها التي خدماتنا نمأل أن يمكننا حتى الكرازية

يسعون إلى معرفة المسيح. وكل قسم في الكنيسة كان يرفع قيمة المجتمع ويجذب الناس

إلى مجموعات صغيرة. وكل قسم في الكنيسة كان يحث الناس على حضور خدمات

«المجتمع الجديد» التي كانت تقدم وسط األسبوع، لكي يصبحوا أعضاء مشاركين في

الكنيسة، وليخدموا الفقراء. وليخدموا الكنائس في جميع أنحاء العالم.

والشيوخ، بأكمله اإلدارة فريق أمام ليحضروا قسم كل من قادة اآلن نحضر ونحن

وذلك مرتين في السنة لتقديم عروض رسمية تبرز تقدم القسم الخاص بهم، وما بذلوه

من جهود في مساعدة الكنيسة على تحقيق أهدافها اإلجمالية. وهذه االجتماعات التي

وكنت أيضا. البهجة تبعث على كانت ولكنها جدا، مكثفة تكون أيام ثالثة تستمر

أعود دائما إلى بيتي من هذه الجلسات وأنا في غاية السرور.

جاء في رسالة بولس الرسول األولى ألهل كورنثوس ١٤: ٤٠ عن الكنيسة: «ليكن كل

شعوري دون اآلية هذه أقرأ أن أخيرا وبمقدوري ترتيب». وبحسب بلياقة شيء

باإلثم. وأتذكر أني كنت جالسا في سيارتي مستغرقا في التفكير، بعد الجولة األولى

من العروض التي قدمها القسم الذي انتمي إليه. «أخيرا نحن نقدم قيادة رائعة هنا».

وليس األمر مجرد طرح للرؤية، وحديث حماسي، وشعارات، وقيادة تستند إلى القوة.

بل قيادة تركز على تنفيذ المهمة المطلوبة.

مأساة عصرية:كانوا القادة من كثيرين أن الحظت وقد كثيرة، كنائس زيارة امتياز الله أعطاني

نربح «سوف ويقولون: شعوبهم أمام يقفون وكان الرؤية. طرح في إثارة يجدون

العالم». وبعد ذلك قمت بزيارة هذه الكنيسة بعد ثالث سنوات ولكن لم يكونوا قد

ربحوا واحدا من المباني المجاورة، وال حتى رصيف مشاة. والتغيير الوحيد هو أنهم

كانوا أسوأ حاال. وهذه مأساة في الملكوت.

٦٣

عاما ثالثين منذ بزيارتها قمت أن سبق كنيسة في جنازة حضرت بسيطة فترة منذ

مضت. وفيما كنت جالسا في مقعد خلفي لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير مليا

في تاريخ هذه الكنيسة. ومما استطعت أن أراه، أن هذه الكنيسة لم تشهد سوى تغيير

قليل خالل الثالثين سنة. وعلى أساس إعالن كان داخل جيب خشبي في ظهر المقعد

الذي أمامي، مازالت هناك خدمة صباحية يوم األحد، حيث كان ١٧٥ شخصا يمألون

الحزن مدى عن أخبركم أن بمقدوري وليس الكنيسة. في الموجودة المقاعد ثلثي

السكان على طرأت شخص آالف عشرة تبلغ زيادة أن عرفت عندما غمرني الذي

المحيطين بموقع الكنيسة مباشرة، وذلك زيادة عما كان عليه عددهم منذ ثالثين عاما

قلت تغيير. أي عليه يطرأ لم أنه يبدو األسبوع نهاية خدمة حضور أن غير مضت،

أنهم لو جذري بشكل ستتغير حياتهم كانت الذين الناس أين إلهي، نفسي: «يا في

حضروا إلى الكنيسة؟ وما الذي حدث خالل هذه السنوات؟ ومن الذي يقدم رسالة

الرجاء لهؤالء الناس؟ ومن الذي يحاول أن يربح الجيران؟ وزمالء العمل واألصدقاء

الذين هم بعيدون عن الله؟

تساءلت، ما السبب؟، هل اكتفى الناس الطيبون في هذه الكنيسة بهذا التأثير الضعيف

على مجتمعهم؟ لماذا سمحوا لهذه الكنيسة بالفشل في استخدام إمكانياتها؟ أعتقد أن

وضعوا قد الكنيسة قادة أن عرفت لو كهذه. مواقف في أفضل كان ربما شعوري

الله إلى بحرارة يصلون وكانوا لتنفيذها، جهدهم قصارى وبذلوا طموحة، خططا

طالبين بركته. غير أنه لسبب ما، فشلوا تماما في تحقيق أهدافهم. هنا، كنا سنلمس أن

جهدا أمينا قد بذل. ولكن هذه حالة نادرة.

أن يسعدهم المخلصين، المؤمنين من مجموعة هناك تكون األحيان، من كثير وفي

عليهم يجب ما فحسب عرفوا إذا قوي، تأثير لها يكون أن على كنيستهم يساعدوا

وقد المريحة، مقاعدهم في يجلسون تجدهم ذلك وعلى يعرفون. ال ولكنهم عمله.

األبواب من يمرون القسوس من طويال صفا أمامهم يرون حيث اإلحباط تملكهم

الدوارة، كل منهم مخلص لله، وعلى استعداد للدراسة والوعظ، غير أنه ليس من بينهم،

الموهبة) له شخص بينهم من يكن لم ربما تدريبه (أو أو حثه تم من يبدو، ما على

٦٤٦٤

لممارسة القيادة، وهؤالء الناس الطيبون، ومئات اآلالف غيرهم ممن هم على شاكلتهم

الصالة في دراسات وحضروا المقدس. الكتاب ودرسوا الكنائس، في موجودون

رغبتهم إن جهودهم. وينسق ويعبئهم، يلهمهم من هناك يكن لم ولكن والكرازة.

الكنيسة مأساة أن أعتقد وأني تماما. أحبطت قد المسيح أجل من فرق إحداث في

الكبرى في زماننا هي فشلها في معرفة أهمية الموهبة الروحية في القيادة. ويبدو لي

أن نسبة من الرعاة على مستوى العالم هم الذين يمارسون الموهبة الروحية للقيادة،

وتنظيم الكنيسة حولها، ويوزع أعضاء الكنيسة على الخدمات الخاصة بها. والنتائج

من ناحية نمو الكنيسة والتأثير الروحي على مستوى العالم تدعو لألسف.

ويجب أن نفهم ما هو تأثير عدم ممارسة مواهب القيادة على الملكوت. وما جاء في

الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ١٧ يذكر قادة الكنيسة بأنهم سوف يعطون حسابا عما فعلوه

بمواهب القيادة. ومن الجلي أن تكون هناك نتائج سلبية عند إهمال أية موهبة روحية.

ولماذا إذا عزل أولئك الذين يتمتعون بموهبة القيادة في هذه الفقرة؟ أعتقد أن ذلك مرده

أن عواقب إهمال موهبة القيادة هي عواقب وخيمة، وذلك عندما يفشل أولئك الذين من

بيننا ممن يتمتعون بمواهب القيادة في ممارسة القيادة بفاعلية، ألن ذلك له تأثيره على

الكنيسة المحلية بكاملها، ناهيك عن الذين ال يذهبون إلى الكنيسة في مجتمعنا.

تنشط التي المحركة الموهبة هي القيادة موهبة أن تفهم أن الكنيسة على ويجب

للقيادة الروحية بالموهبة يتمتعون والذين األخرى. المواهب كل وتقوي وتوجه

والمديرون يرعوا أن والرعاة يعلموا أن المعلمون فيها يستطيع بيئة لدعم مدعوون

على منغلقة الكنيسة وتصبح األخرى، المواهب تضعف ذلك، وبدون يديروا، أن

نفسها وعاجزة. وينتهي األمر بغير المؤمنين إلى أن يقطعوا تذكرة ذهاب دون عودة

وال توقف إلى جهنم. هذا هو السبب في أنني أبرز ثانية ما قاله الرسول بولس بمحبة

للقادة: «إذا كانت لديكم موهبة القيادة .... فقودوا».

ما معنى أ ن تكون قائدا مجتهدا:كنت لسنوات عديدة أحاول مساعدة الناس على معرفة أهمية موهبة القيادة الروحية.

٦٥

قدرتهم ينموا ألن أنفسهم يكرسون الملكوت في القادة جميع أن هو أرجوه ما وكل

على القيادة. وجميع القادة في حاجة إلى أن يكافحوا بصفة مستمرة من أجل أن يرفعوا

قدرتهم القيادية إلى المستوى التالي، مهما كان األمر صعبا. نحن في حاجة ألن تكون

لدينا الرغبة في الخروج من نطاق راحتنا بما تعودنا عليه، وأن نتعلم مهارات ونظما

جديدة، بل ونخضع لعملية إعادة التدريب. وأود أن أطلب منا جميعا - نحن القادة - أن

نضع أنفسنا على طرق نمو مكثف، وأن نقرأ ونتأمل، ونسافر ونسعى للتدرب، ونبحث

عن معلمين، وأن نبدأ بحثا ال يتوقف عن أفضل نماذج القيادة التي يمكننا أن نجدها.

وإني أطلب من القادة أن يتواضعوا حتى يستطيعوا أن يتعلموا. وإني أطلب منا جميعا

- نحن القادة - أن نتحلى بشجاعة كافية ألن نطبق أفضل النظم بطرق سليمة وبتوجيه

الناس بعض أن أعرف وإني فيه. الله وضعنا للقيادة موقع أي في القدس الروح من

يشعرون بتردد بالنسبة لهذه النقطة. وأعتقد أنه «سؤال مشروع» عما إذا كان هذا ما

عمله الروح القدس في يوم الخمسين، حيث أعطى حياة وقوة للكنيسة وكلفها بتغيير

العالم. هل كان في فكر الله أهداف وتخطيط إستراتيجي لخدمة إرسالية الكنيسة؟

أم أننا نفرض أمور العالم وممارساته على العالم الروحي، بينما ال مكان لها فيه؟ وهل

للروح الخارقة القوة الستخدام إستراتيجي بتخطيط نخاطر القيادة على بتركيزنا

القدس خارج الكنيسة؟

هذه أسئلة لها أهميتها. وعلى القادة أن يقرروا ويحددوا موقفهم تجاه هذه الموضوعات،

بكل نحاول أن علينا أنه وكيف تامة. بجدية واإلدارة القيادة موضوع نأخذ وكيف

اجتهاد تحويل الرؤية إلى حقيقة في الكنيسة. وهل يجب علينا أن نحلم فقط ونلقي

بخطب حماسية ونترك بقية األمور لله؟ أم يجب علينا أن نعمل بجد من أجل تحقيق

نتائج مرضية؟

أسئلة صعبة في كلية التجارة بجامعة هارفارد:في كنت فريد. وضع في مضت سنوات بضع منذ األسئلة هذه أتناول أن علي كان

كلية التجارة بجامعة هافارد للدفاع عن دراسة عن وضع ويلو كريك كان قد أعدها

٦٦٦٦

جيم ميالدو - وهو اآلن رئيس جمعية ويلو كريك - غير أنه في ذلك الحين كان طالبا

بكلية التجارة بجامعة هارفارد. وبعد رؤية مدى االهتمام الذي نوليه لعمليات القيادة

واإلدارة في ويلو، رفع أحد الطلبة يده، وسألني:

«ال أعتقد أنه يجب عليك أن تخلط بين أفضل ممارسات القيادة واألمور الروحية».

الخاص التدريب هذا كل مع بالراحة أشعر ال الحقيقة في «إني قائال: استطرد ثم

بالقيادة، وتطويرها، والعمل من أجل النتائج على النحو الذي لمسته في ويلو. وإني

أعتقد أنه عندما يتعلق األمر بالله، والعالم الروحي والكنيسة، يجب أال تتدخل، ارفع

يدك عن هذا األمر، واترك األمور تجري في أعنتها، ودع األمر لله. هذا ما أعتقده».

تفرست في الوجوه المترقبة في المدرج المتعدد الصفوف وبسرعة تضرعت إلى الله

ثانية انتباهي ركزت ثم جيدا». هذا أشرح أن على ساعدني يارب، «أرجوك قائال:

بذاك الذي يتحداني وقلت له: «الواقع أني أجد األمر مثيرا للغاية أن تكون أنت هنا في

واحدة من أفضل الكليات في تاريخ التعليم، حيث تتعلم أحدث وأعظم نظم القيادة

واإلدارة حتى يمكنك بعد تخرجك من هنا أن تنضم إلى شركة تجارية لتساعدهم على

تحقيق نجاح عظيم في صناعة وبيع الصابون، أو المعلومات والبرامج. وال يوجد في

هذا األمر ما يشين. ذلك أنه بوسع الناس االستفادة من استخدام هذه األشياء، وعلى

ذلك عليك أيضا أن تبذل كل ما بوسعك لتوفرها لهم. ومع ذلك فهذه مجرد أشياء. وهي

لن تغير حياة أي إنسان بطريقة عميقة ومؤثرة، وهي لن تغير العالم، أو تحدد المصير

األبدي ألي شخص.

«وما يتعين عليك فهمه هو أن البعض منا نحن قادة الكنائس يعتقدون اعتقادا راسخا

أن بحق نؤمن فنحن حقا. بهذا نؤمن ونحن العالم. رجاء هي المحلية الكنيسة أن

رسالة توصيل مهمة إليها وأناط المجتمع في الله أوجدها التي الوكالة هي الكنيسة

محبة المسيح المغيرة. ونحن نؤمن أن الكنيسة تتعامل مع أعمق احتياجات اإلنسان.

ونحن نؤمن أنه بمقدور الكنيسة قيادة الناس إلى طريقة جديدة تماما للحياة والمحبة

والخدمة، ومن ثم فإنه باستطاعتنا تغيير المجتمع. «كما أنك في حاجة إلى أن تعرف

أن البعض منا، نحن قادة الكنيسة، يعيشون يوميا وهم يعرفون أن المصير األبدي للناس

٦٧

في مجتمعنا أمر معلق. هذا هو السبب في إصرارنا على أن تكون رؤانا صحيحة، وأن

نعيش على أساس قيمنا، وأن نضع إستراتيجيات فعالة. ونحن على قناعة حقيقية بأنه

نضفي وأن معنا العاملين صفوف نوحد أن المهم من وأنه أهدافنا. تحقيق المهم من

الفعالية على إمكاناتنا. ونحن نعتقد أن نجاح كنائسنا أو فشلها يؤثر بشكل مباشر في

حياة الناس هنا في هذا العالم وكذلك في األبدية. ونحن نؤمن بهذا في عمق أعماقنا.

وعلينا مسئولية توضيح ذلك».

وواصلت كالمي: «هذا هو السبب في أننا ال نتوانى عن تعلم وتطبيق أفضل المبادئ

بحسب ما يقودنا الله في كنائسنا. وكيف لنا أن نعمل خالف ذلك، الكنيسة هي رجاء

العالم».

ساد الهدوء التام في تلك الغرفة. وفي وقت الحق فكرت في هذه اللحظة. إذا كنت أؤمن

حقا أن الكنيسة هي رجاء العالم فإن لهذا تأثيراته الضخمة على موهبتي الروحية في

القيادة. ألنه لسبب ما، أعطاني الله هذه الموهبة، وأنا لم أطلبها إطالقا بل وال أستحقها.

فالله األوامر. من واضحة بمجموعة جاءت ولكنها هائلة، بدرجة بها أتمتع ولكني

يقول لكل قائد ما يقوله لي: «عليك أن تقود بكل اجتهاد وبأقصى ما تستطيعه. وعليك

اقرأ. فيك. وضعتها التي القيادة إمكانية من ذرة كل األقصى الحد إلى تضاعف أن

حد أقصى إلى الموهبة هذه تنمي أن عليك والعالم. الكنيسة أجل من تعلم. ادرس.

ممكن في حياتك».

هل كان يسوع ال يبالي؟يبدو األمر حادا لدرجة ما؟ وإذا كنت تعتقد هذا، دعنا نلقي نظرة على الكيفية التي

قيادته. في يواجهه كان الذي للتحدي بالنسبة - األعظم القائد - يسوع بها تصرف

ألبي». ما في أكون أن «يجب لوالديه: قال عمره من عشر الثانية في كان فعندما

المجالت وليقرأوا لعب، من شاءوا ما اآلخرون األطفال «ليلعب آخر: وبتعبير

الفكاهية. أما بالنسبة لي. فلدي عالم يجب علي أن أغيره. وهذا عمل جاد وخطير».

لقد أذهلني حقيقة أنه وصف األمر بأنه عمل.

٦٨٦٨

وبعد ذلك بسنوات، حين بدأ خدمته بشكل رسمي، كانت لديه رؤية واضحة. كانت

لديه خطة إستراتيجية لمدة ثالث سنوات تضمنت اختيار اثني عشر تلميذا وتطوير

الدوائر من تحركت بحيث وضعها أحسن كرازية خطة لديه وكانت إمكاناتهم.

أقاصي إلى ثم السامرة ثم اليهودية ذلك وبعد أورشليم، أوال، الخارج: إلى الداخل

وضع إنه تقول أن وبوسعك محددة. تكليفات ألتباعه يسوع أعطى وقد األرض.

توصيفا للمهمة.

ويكافئهم. عليهم يطري كان حسن، نحو على مهامهم يؤدون تالميذه كان وحين

بها يؤدوا أن يجب التي الطريقة لهم ويبين يواجههم كان يفشلون، كانوا وعندما

يسوع يكن ولم المرة. هذه أفضل بشكل ولكن ثانية، بها للقيام يرسلهم ثم مهامهم.

وحبه للضال، محبته أن ذلك الملكوت. بناء لموضوع بالنسبة أنملة قيد ولو يتهاون

طوال أبيه عمل عاتقه على أخذ ذلك وعلى أمره، زمام عليه يتملكان كانا للكنيسة

عاش حين كان كما تماما اليوم، يبالي ال يسوع أن أعتقد وال الصليب. إلى الطريق

بالجسد على األرض. وأعتقد أنه يتوقع من قادة الكنيسة اليوم أن يبذلوا قصارى جهدهم

لبناء كنائس ناجحة. وال ننسى أنه قال ليس لنا أن نعمل بمفردنا. بل أوصى بأن يعطينا

قائد أعظم هو الذي يسوع غرار على - أننا غير يساندنا. وأن والقدرة، المواهب،

روحي على اإلطالق شاهده هذا العالم - نحتاج إلى أن نكون جادين بالنسبة «لعمل

والنظام الصالة، إلى يحتاج العمل بهذا القيام أن نتذكر أن وعلينا السماوي». أبينا

الروحي، واالعتماد على الروح القدس - وممارسة القيادة على أفضل وجه. إنه اتفاق

أن يساعدنا الروح القدس في هذا العمل المشترك بيننا. كما أننا في حاجة أيضا ألن

نتقبل ما قد نطالب بدفعه ثمنا لتكريس حياتنا لبناء ملكوت الله. هذا ما فعله يسوع.

هل بوسعي أن أقولها صراحة؟ لقد حان الوقت لقادة الكنائس أن يقودوا بالفعل. وقد

حان الوقت بالنسبة لنا ألن نكون في عمل أبينا السماوي، ونبذل كل جهد، وأن نتكل

عليه، وأن نقوم بواجبنا حقا كقادة.

٦٩

الفصل الرابع

بناء فريق األحالم للملكوت

المجموعات قريبة من قلب القائد

كانت تلك المكالمة من نوعية المكالمات التي ال تنسى إطالقا. جاءت صوت المتكلم

هامسا «لقد رحل، ونحن نعرف كيف أن جدول أعمالك مشحون للغاية، كما نعرف

المسافة التي يجب قطعها لكي تأتي، ولذلك ال يتوقع أحد حضورك الجنازة، غير أننا

قلنا إنه يتوجب إطالعك على األمر».

وفي الحال، اتصلت هاتفيا بمساعدتي جين، التي تعرف كيف تنجز أعمالها الكثيرة

األرملة جوار إلى نقف لين، وزوجتي كنت يومين، غضون وفي سحرية. بطريقة

الشابة لواحد من أول العاملين في ويلو كريك.

ر جسده وقضى لم يكن توم قد تخطى األربعين من عمره، غير أن مرض اللوكميا دم

قبل أنني غير الحزينة. عائلته أواسي وسيلة عن أبحث تجدني واآلن، حياته. على

أن أجد كلمات التعزية المناسبة، إذا بزوجته تحتضنني وتقول في هدوء: «بيل، أنت

تعرف أن توم لم يعتبر نفسه حيا على اإلطالق إال حينما كان عضوا في فريق العمل

في ويلو كريك؛ فهذه الفترة كانت أروع سني حياته».

وبعد انتهاء مراسيم العزاء، إذا بشقيق توم يتنحى بي جانبا، ويعبر عن أفكار مماثلة

حيث قال: «لم يسبق لي أن تقابلت معك إطالقا، لكني أريدك أن تعرف فحسب أنه

من وجهة نظري كأخ، كانت فترة عمل توم في كنيستك هي أفضل سني حياته. ولم أره

إطالقا أسعد حاال مما كان عليه حاله في تلك الفترة. ولم أره أكثر إثارة أو يشعر بأنه

حقق ذاته سوى في الفترة التي كان فيها ضمن فريق عمل ويلو.

أخي توم الحزن: «كان غمره وقد الكلمات هذه وقال ذراعي، من جذبني ذلك بعد

الوحيد. وإني أشكرك ألنك ضممته إليكم، وأشكرك للحب الذي غمرته به، وأشكرك

لما كنت تقدم له من نصح. كما أشكرك ألنك وفرت له مكانا ينتمي إليه».

٧٠٧٠

وفي طريق العودة إلى بيتي، نظرت عبر نافذة الطائرة، وأدركت من جديد، أية ميزة أن

يكون اإلنسان جزءا من فريق تسود أفراده المحبة واالتحاد، والعمل بكل حب ونشاط.

وشعرت بسعادة أن استطاع توم أن يختبر هذه األمور. وقد رجعت بذاكرتي إلى السنوات

وضع في ويساعد بأفكاره، يشارك ويلو في المكاتب أحد إلى فيها يجلس كان التي

الخطط، يثير حماسة اآلخرين، كما يثير اآلخرون حماسته وذلك في إطار فريق ناجح

وقوي وفعال. وقلت في نفسي: كم من أناس يذهبون إلى القبر دون أن يختبروا ذلك؟

وكم من قادة الكنيسة. والرعاة، والعلمانيين المخلصين يخدمون لسنوات دون أن يلمسوا

ثالثة العمر من يبلغ الذي ابني «تود» كان الصادقة؟ المشاعر هذه األيام من يوم في

وعشرين عاما، يسمعني معظم فترات حياته وأنا أعلم وأعظ عن فكرة عمل المجموعة.

وقد شاهدني وأنا أتولى القيادة وأقوم بالخدمة في فرق كثيرة ومختلفة حول الكنيسة.

غير أنه كان ال بد وأن يختبر هذا بنفسه لكي يفهم سبب شدة حماسي لهذا األمر. وفي

العام الذي تركنا فيه ليلتحق بالكلية في جنوبي كاليفورنيا، بدأ يحضر جمعية كنيسة

ويلو كريك التي لم تكن بعيدة عن كليته. وفي غضون أشهر قليلة أصبح تود عضوا في

فريق القيادة الخاص بخدمة الشباب في هذه الجمعية.

وذات ليلة، وفيما كان في البيت أثناء إجازة الربيع، صعد - في وقت متأخر من تلك

يعمل الذي الفريق هو ما اآلن أبي يا أفهم لي: «إني وقال مكتبي حجرة إلى الليلة -

من أجل المجتمع» وأعرف أن األمر أكثر من مجرد العمل مع أناس آخرين، إنه قضاء

الحياة «بعمق» مع بعضنا البعض فيما نخدم معا، والفارق كبير بين الحالتين.

سعدت كثيرا لدى سماعي هذه الكلمات من ابني. وياليت المزيد من القادة يميزون

الفرق بين «مجرد العمل بين أناس آخرين»، و «قضاء الحياة بعمق مع بعضنا البعض

فيما نخدم معا». وممارسة هذا النهج األخير يمكن أن يحسن من درجة حرارة العالقات

بالنسبة لكل مجموعة قيادة كنسية في العالم.

ثالثة نماذج من فرق المجموعات:منذ عدة سنوات مضت، دعيت إلى واشنطن العاصمة لحضور االحتفال الذي سيقام

٧١

مبنى امتأل «وقد الكونجرس من الذهبية الشرف ميدالية جراهام بيللي د. لتسليم

الكابتيول بالعشرات من موظفي الحكومة وعدد من قادة العالم. وكان االحتفال وطنيا،

فخما ومشرفا للغاية. وعندما وقف د. جراهام لتسلم وسامه، نظر إلى الجائزة ثم قال

بهدوء: «الواقع أن هذا الوسام ليس لي إنما لفريقنا. لقد بقينا معا لمدة خمس وأربعين

سنة، وبدون كل واحد من هؤالء األعضاء لما كانت حياتي على النحو الذي هي عليه

اآلن، إني أدين لهم بالكثير». ثم ذكر األسماء، واحدا تلو اآلخر ممن شكلوا جوهر

على للسيطرة كبيرا جهدا يبذل كان بأسمائهم ينطق كان وفيما الكرازية. خدمته

عواطفه.

ولكني مع ذلك، لم أكن قد فهمت تماما مدى تقدير د. حراهام وزمالئه للفريق، إلى أن

حدث في وقت الحق أن سعدت بزيارته في بيته في مونتريت، بنورث كارولينا. قادني

إلى أسفل التل وأشار إلى البيوت التي بناها على مقربة منه بعض من أعضاء فريقه. ويبدو

أن خمسا وأربعين سنة من بقائهم معا لم تكن كافية لهذا الفريق الذي كان متماسكا

للغاية. وحتى عندما اقتربوا من نهاية حياتهم، كانوا يريدون أن يظلوا معا، يهتم كل

منهم باآلخر ويدعمه، على غرار ما كانوا يعملونه أثناء سني خدمتهم، ولقد تأثرت كثيرا

بالتزامهم بالبقاء معا حتى النهاية. كما أن الرب يسوع يقدم لنا أيضا نموذجا للقائد الذي

كون فريقا متماسكا متحابا. ومع اقتراب نهاية حياته على األرض وقع حدث كان له

مع قربهم ثم العلية في معا فريقه جمع لتسليمه، السابقة الليلة أن ذلك خاص؛ تأثير

بعض بقوله: «إني أشتاق لتناول هذا الطعام معكم»، ثم كسر الخبز وأعطاهم عصير

العنب ليشربوه. وكانت تعليماته بالنسبة للمستقبل واضحة: عليهم أن يواظبوا على هذه

الممارسة ليتذكروه «معا». فكر في هذا: أول مرة تمارس فريضة العشاء الرباني كانت

اختيارا للفريق. وكان من المفترض أن يستمر اختيارا يتم بواسطة فريق.

كنيسة في متماسكة فرق خدمة في لمشاركتي للغاية محظوظا نفسي أعتبر وإني

مجتمع ويلو كريك. وقد مضى على عالقة بعض منا مدة ثالثين سنة تقريبا (بما في

اء والضر اء السر معا اختبرنا وقد ويلو). في الخدمة قبل كشباب الخدمة أيام ذلك

والتي ألفت بين قلوبنا معا.

٧٢٧٢

في الليلة التي أعقبت احتفال ويلو بمرور عشرين سنة على إنشائها، وجدت طريقة

األصدقاء، أحد سخاء خالل فمن لهم؛ تقديري مدى الناس لهؤالء بها أبين لكي

لقضاء الكاريبي جزر إلى الكنيسة مؤسسي من أزواج بأربعة أبعث أن استطعت

سبعة أيام. وبعد التمتع بالسباحة، والتنزه بالقوارب، والتمشي على الشاطئ كل يوم،

أيام ونتذكر العشاء طعام تناول في نتشارك كبيرة مائدة حول األمسيات نقضي كنا

حياتنا التي قضيناها معا.

وما من أحد سينسى إطالقا تلك األمسيات. كنا نضحك ونبكي. وكانت كل أكلة تمتد

إلى وقت متأخر من الليل، حيث كنا نتبادل الحكايات ونتشارك الذكريات. وفي الليلة

األخيرة قال أحدهم: «أود فحسب أن تعرفوا جميعا أني أريد أن أصل إلى سن الشيخوخة

معكم. فال يحاول أحد منكم أن يتركنا. وفي يوم من األيام أريد أن نكون جميعا في

رواق معا نشرب ونمرح إلى أن يأخذنا الله إلى بيتنا. أود أن أموت مع هذا الفريق».

وفيما توجهت إلى فراشي ألخلد إلى النوم في تلك الليلة، وجدتني أقول لنفسي: «هذا

أمر طيب حقا».

وعندما وصلت إلى سن الخمسين فحسب، كنت قد أمضيت كثيرا من الوقت أفكر

أمرهما يهمني شيئان الواقع في يوجد أنه وأدركت لي. بالنسبة ضروري هو فيما

أمر وهذا حياتي، بقية الله إرشاد أطيع أن أريد أوال، . عائلتي على عالوة بالفعل،

أساسي. غير أنه فضال عن ذلك، أود أن أعمل ما أمر به الله في مجتمع حقيقي مع أناس

أحبهم ويحبونني.

إن بملئها». الحياة لي «تحققت قد تكون الضروريان األمران هذان يتحقق وحين

«فريق األحالم» يعني أن أحب الناس من قلبي بينما نخدم معا، وأن يحبني الناس أيضا

من قلوبهم، إنها حالة تشبه التمتع بقطعة من السماء هنا على األرض.

ال ينبغي ألي قائد أن يفوته هذا:غير أنه فيما أكتب هذا ينتابني إحساس من الحزن، لماذا؟ ألني أعرف تماما أن كثيرين

من القادة لم يختبروا أبدا ثراء الخدمة طوال الحياة التي أصفها، وال حتى عندما كانوا

٧٣

من األشخاص العاديين، بل وحتى عندما يقصدون أن يصبحوا من األعضاء العاملين

في الكنيسة، وال حتى بعد أن يصبح بعضهم من القادة الكبار.

يا لها من خسارة أال تعرف أبدا سر الحل المعطى من الله والذي يأتي لفريق خدمة،

كان في حيرة وألم وإحباط تام بالنسبة لما بدا له أنها عقبة ليس لها حل. ويا لها من

خسارة أال تسمع أحد أعضاء فريق كان يعرف عنه الجبن وهو يقول بشجاعة حفزه

عليها الروح القدس: «إني أعرف أن هذه تبدو كفكرة غبية، ولكن ماذا لو أننا .....».

إلى األجسام وتتمايل العيون، تشرق فيما حولك من إلى تنظر أال خسارة من لها ويا

األمام، حين يقول أحد أعضاء الفريق: «إنها فكرة رائعة....».

ثم إنه، يا لها من خسارة جسيمة أن يفوتك ما حدث حين تزهر بذرة فكرة كانت قد

رويت بأفكار من الفريق، وقد ترعرعت أخيرا وأصبحت خطة رائعة للخدمة. وكم هو

أمر محزن أال ينظر أعضاء الفريق إلى الماضي وقد أخذتهم الدهشة، فيقول أحدهم:

«هل تتذكرون عندما تدخل الله؟ هل تتذكرون متى ولدت هذه الفكرة؟ وهل بمقدوركم

أن تتذكروا كل ما حدث منذ ذلك الحين؟ وهل تصدقون أننا سنعمل ذلك معا؟

هذه لحظات مقدسة، لحظات تجعلك تخر على ركبتيك شكرا لله لما عمله من خالل هذا

الفريق المتواضع الذي أنت جزء منه. ال ينبغي ألي قائد أن تفوته مثل هذه اللحظات.

منذ سنوات قليلة سافر أحد أعضاء فريق جمعية ويلو كريك إلى ألمانيا لكي يخدم

دون يعمل لنا التابع األلماني كريك ويلو فريق أخذ وصولنا وقبل ويدربهم. الرعاة

كلل أو ملل لدعم المؤتمر. وكانت االستجابة هائلة حتى إننا في النهاية عقدنا مؤتمرين

متتابعين بدال من مؤتمر واحد.

ولكي تعقد مؤتمرا واحدا لمدة ثالثة أيام في بلد أجنبي حيث ينبغي أن توصل للمستمع

كل كلمة عن طريق المترجمين، يصل فيه الفريق إلى حالة تشبه فقدان الوعي، فإن

هذا في حد ذاته يعد تحديا، غير أنه في تلك السنة، فإنه فور أن انتهى المؤتمر األول،

كان علينا أن ننقل معدات الصوت واإلنارة إلى موقع آخر حتى يكون بمقدورنا أن نبدأ

أن هو قوله يمكن ما وأقل أيام. ثالثة الذي يستمر التالي المؤتمر ساعات ثالث بعد

األمر كان مرهقا.

٧٤٧٤

رسالة كل تقديم وأصبح اإلرهاق. غاية في بالفعل كنا الثاني المؤتمر نهاية وقرب

يشكل تحديا كبيرا، وكل ترنيمة أصبح الترنم بها تحديا أكبر. وعلى ذلك عندما كان

الفريق يجتمع معا قبل كل جلسة أو بعدها، كنا نبذل كل ما في وسعنا لنشجع بعضنا

البعض ونرفع من روحنا المعنوية. وأثناء إحدى الجلسات الختامية، رنم فريقنا ترنيمة

قديمة:

لو صار حبرا كل يم وورق كل الفلك وكل عشبة قلم والكل في النسخ اشترك ما كتبوا

ما وصفوا محبة الحبيب فاقت سمت فاضت طمت مقدارها عجيب

محبة الله سمت ما قاسها عقل فطين

فوق النجوم ارتفعت ونزلت للهالكين

إذ أذنب كل البشر فداهم الرحيم

فداهم اشتراهم بدمه الكريم

اشكروا ذا الحب السني

حب جرى عزيز

حييت إذ غسلني

دم ذاك القدير

لو صار حبرا كل يم

وورق كل الفلك

وكل عشبة قلم

والكل في النسخ اشترك

ما كتبوا ما وصفوا محبة الحبيب

فاقت سمت فاضت طمت مقدارها عجيب

محبة الله سمت ما قاسها عقل فطينفوق النجوم ارتفعت ونزلت للهالكين.٢

ما كل باذال أعماقه، عمق من يترنم منشد كل كان الترنيمة من األخير الجزء وعند

2 “The Love of God,” F.M. Lehman, copyright 1917, renewed 1945 by Nazarene Publishing House.

٧٥

تبقى له من قوة. وإذا استخدمنا تعبيرا رياضيا، لقد بذلوا كل قوتهم في ساحة النزال.

وعندما انتهوا من الترنيم، ساد على المكان صمت القبور، لم يصفق أحد، ولم يتحرك

صمت في شخص وخمسمائة آالف ثالثة وعددنا جلسنا فقد أحد، يتكلم ولم أحد،

رهيب، وقد كنا محاصرين بمحبة الله.

باإلثارة يشعرون الناس كان وفيما الجمهور. وصرفت المنصة إلى توجهت وأخيرا،

وقد الله. مع بمفردي فيه أكون أن أستطيع مكان عن ألبحث ذهبت تام، هدوء في

قدرة قلبي غمرت وقد منحنية، ورأسي المسرح، خلف خالية غرفة ركن في وقفت

الله وعظمته. ومرت عدة دقائق على هذا الحال، غير أنني أدركت حينئذ أنني لم أكن

بمفردي، لقد تجمع أعضاء الفريق من حولي ورؤوسهم منحنية. وعندما رفعنا رؤوسنا

معا. - بقوة الله يستخدمنا أن - طيب أمر «هذا واحد: فكر في نشترك كنا جميعا

والكثيرون منا خدمنا ونحن في هذا الفريق لمدة عشرين سنة. ولقد عرفنا أنه ما كان

ألحد منا أن يختبر بمفرده اللحظة التي تشاركنا فيها للتو. وأننا - عندما كنا معا، نعمل

بروح الفريق بإلهام من الله وبقوة من عنده، في هذه الحالة فقط، استطعنا أن نتمتع

من الكثير ولدي ثراء، حياتي ذكريات أكثر من واحدة وهذه الرائع. االختبار بهذا

هذه االختبارات مما يتعذر علي حصره.

وهذه كهذه. مقدسة بلحظات فريقه مع يتمتع أن كنيسة قائد لكل أتمنى كم

أن معنى هو وهذا األوقات. أصعب في حتى لذيذا الكنيسة عمل تجعل االختبارات

أتباعي «ليت قائال: كهنتنا رئيس بإعتباره صلى الذي يسوع، حلم الواقع في نعيش

يكونون واحدا يارب».

حدد هدف الفريق:تتم التي الخدمة من النوعية هذه إلى آخرين قادة أمام أشرت أني لو قاسيا أكون

في إطار الوحدة إذا لم أكن مقتنعا بكل قوة أن كل قائد يستطيع بناء فريق األحالم

الفريق هذا مثل بناء على القدرة تعد القدس، الروح بقوة أنه والواقع للملكوت.

عنصرا معياريا في صرة الموهبة الخاصة بالقائد.

٧٦٧٦

والخطوة األولى في تكوين فريق األحالم ما هي أن يتحدد الغرض من هذا الفريق،

وأعني تحديده بأقصى درجة من الدقة. وأرجو أن تغفروا لي لذكري هذا األمر بكل

ألننا في بعض األحيان ال ننسى إال أكثر األمور وضوحا.

عندما قررت ألول مرة أن أجمع معا فريقا لسباق القوارب الشراعية، إذا بشخص كان

يساعدني، يطرح علي سؤاال في غاية األهمية: «هل تخطط للسباق على سبيل التسلية

أم على مستوى المنافسة؟ هل ترمي إلى مجرد الفوز بالسباقات المحلية، أم تريد أن

تقطع الطريق بأكمله للوصول إلى القمة ثم تحاول الفوز ببطولة قومية؟

إني طرحت عليك هذا السؤال ألنك إذا كنت تريد سباقا من أجل التسلية فحسب، فإنه

بوسعك أن تكون الفريق من الخالة إيثل، وابن العم إدي، وبودي عامل البار - أما إذا كنت

تريد دخول السباق على أعلى مستوى في المنافسة، عليك البحث عن مالحين أكفاء.

نوعية أعرف حتى دقة بكل الفريق تكوين من الهدف أحدد أن على أجبرني لقد

الناس الذين أبحث عنهم.

أما اآلن، فعندما يخبرني رعاة كنائس بأنهم في سبيلهم إلى جمع فريق للقيادة، فإن ردة

فعلي إزاء هذا هو أن أطرح قليال من األسئلة التوضيحية: «أية نوعية من فريق القيادة؟

وما هو غرضه؟ هل سيكون من أجل مساعدتك في الوعظ؟ أم من أجل إيجاد سياسة

وإقامة أراضي لشراء أم المتمردين؟ الكنيسة أعضاء تقويم أجل من أم للكنيسة؟

المباين؟ وإني أطرح هذه األسئلة ألني أعرف أن هذه المهام المختلفة تماما قد تتطلب

يحددوا أن القادة على ويجب للغاية. المتباينة والمهارات المواهب ذوي من أناسا

بدقة بالغة طبيعة الفريق وهدفه. وما الذي نريد أن ينجزه هذا الفريق المحدد؟

العناصر الثالثة الختيار أعضاء الفريق:أعضاء إلختيار واضح معيار وضع هي الحلم تحقيق فريق بناء في التالية الخطوة

معين مركز كل لشغل األمر إليه يحتاج الذي الشخص نوعية ما للفريق. بعينهم

ألهميتها. وذلك معينة وخصائص سمات عن البحث من لنا فالبد الفريق؟ في

حين سئل جون وودين مدرب كرة السلة األسطوري ما هي السمات األساسية الثالث

٧٧

الموهبة، الموهبة، ببساطة: أجاب للفريق، المرشحين األعضاء في عنها يبحث التي

فريق لتكوين مناسبا كان ربما وودين وضعه الذي المعيار أن حين وفي الموهبة.

لكرة السلة، إال أنني أعتقد أن هناك ما هو أكثر من هذا بكثير مما يجب أخذه في

االعتبار عند تجميع فريق األحالم للملكوت.

مجتمع إلى انضمامهم المتوقع الفريق أعضاء في توفره إلى أتطلع بما أشارك دعوني

كنيسة ويلو كريك، وجمعية ويلو كريك، وتقوم عملية اختياري على عناصر أساسية

ثالثة هي: الشخصية، ثم الكفاءة، وأخيرا التناغم معي ومع بقية أعضاء الفريق. وبعد

تجربة معايير مختلفة لالختيار عبر عدة سنوات، قررت االستقرار على هذه العناصر

الثالثة وبحسب الترتيب الذي ذكرت به.

وظيفة إلى أو يساعدونني، الذين المتطوعين بفريق أضمه شخص عن أبحث وبينما

مدفوعة األجر، كنت أذكر نفسي: الشخصية أوال. وما أعنيه بهذا هو أني أحتاج إلى

أن أثق في مسيرة الشخص مع المسيح. وإني في حاجة ألن أعرف أنه من األشخاص

الملتزمين بالضوابط الروحية. وإني في حاجة لرؤية دليل على أمانته، وقابليته للتعلم،

عطاء يقبل وأن عمله، في باألخالق والتمسك عليه، االعتماد وإمكانية واتضاعه،

اآلخرين.

ولقد اآلن. ذلك أفعل ولكني الكفاءة، على للشخصية دائما األولوية أعطي أكن لم

تعلمت أنه في العمل الكنسي يمكن بين آن وآخر قبول افتقار بسيط في الكفاءة. غير

أن العيوب في النواحي األخالقية تتسبب في مشاكل لها عواقب بعيدة المدى. وسوء

الشخصية يولد عدم ثقة وتباعد بين أعضاء الفريق. كما أنه يثبط أيضا من عزم القائد

عندما يتعلق األمر باستثمار الوقت والطاقة العاطفية في عضو الفريق هذا على وجه

التحديد. ومن الطبيعي أنه، إذا لم يتعامل القائد بحكمة مع عضو الفريق المعوج، فإنه

في هذه الحالة قد يفقد احترام أعضاء الفريق اآلخرين.

قد يختلف معي قادة آخرين من حيث معايير اختيار أعضاء الفريق. أما بالنسبة لي

قد اإلبحار عن أخرى قصة هناك األخالقية. للناحية األولوية أعطي فإني شخصيا،

يكون من شأنها أن توضح السبب.

٧٨٧٨

في أحد المواسم، كان فريقا ينقصه أحد البحارة، ولذلك دعونا بحارا جديدا لالنضمام

إلى فريقنا. وكان يفتقر إلى الكفاءة، غير أنه بمرور الوقت، أصبحت أخالقه موضع

حديثنا. أوال، كان شخصا متغطرسا. وكان حين يتقابل مع شخص ما، فإن عبارته التي

يقدم بها نفسه: «اسمي دون. وتطلق علي النساء لقب «دون الخطير». ولقد اعتقدت

أن البحارين من أعضاء فريقنا الثابتين قد تملكهم الغيرة لدى سماعهم هذا.

ما يبتعد عن الحقيقة. وبعد ذلك بدأ يتأخر في وبمضي الوقت الحظنا أن دون كثيرا

في يتسبب بهذا بأنه يشعر أو يعتذر أن يحاول وال دائمة، وبصفة التدريب حضور

مضايقة اآلخرين. وحين بدأت األشياء الصغيرة تختفي من المركب، أدركت أن هناك

مشكلة كبرى ستظهر قريبا. وبدأ اآلخرون يقفلون على محافظهم في سياراتهم بدال من

تركها في الدرج األعلى في مطبخ السفينة كما اعتادوا وضعها دائما. وأخيرا اضطررت

أن اتخذ إجراء ما. كان دون الخطير بحارا هائال، ولكن أخالقه كانت في غاية السوء.

األمر يتعلق حين كبحار عملي عن الكنيسة في العمل يختلف ال نظري وجهة من

بموضوع األخالق. وقد اعتدت أن أعتقد أنني إذا اكتشفت عضوا محتمال في الفريق

أتقبل كنت أخالقه، في البسيطة العيوب بعض به أن غير الكفاءة، غاية في كان

كفاءته على أن أصلح العيوب التي في شخصيته بمرور الوقت. وبإعتبار أني متفائل

من زمرة وسط سليمة، كنسية بيئة في الشخص هذا كان إذا أنه أعتقد كنت دائما،

أناس أتقياء، يعتبرونه مسئوال، فإن هذا األسلوب سينجح في الناهية.

وأواجهها. بالهزيمة، االعتراف إلى اضطررت التفاؤل من سنة ثالثين بعد أنه غير

خمسا بالفعل أمضى قد يكون أساسي بدور القيام أجل من يتقدم بالغ شخص وكل

وعشرين، أو خمسا وثالثين سنة في عملية تكوين شخصيته. ولن يتغير الكثير عقب

ذلك. ولذلك تجدني أبحث عن الشخصية التي تكونت بشكل إيجابي. (من الجلي أنه

أخالق تتناغم كي وقتا سيتطلب األمر أن نعرف أن علينا جديد مسيحي يتلمذ حين

ذلك الشخص مع صورة المسيح. ولكن هذا موضوع مختلف تماما، فحين نتكلم عن

عن نتحدث ال األحيان، معظم في فإننا معين، حلم أجل من للقيادة فريق تكوين

مسيحيين جدد.

٧٩

المرشح، شخصية لمعرفة جهد بكل أعمل االختيار عملية أثناء تراني ذلك وعلى

وأتحرى عن أخالقه، وأتحدث باستفاضه مع أناس يعرفون هذا الشخص معرفة جيدة.

وأتفحص كل ما له عالقة بأخالقه. ألنه من األفضل بالنسبة لي أن أتعرف على عيوبه

اآلن بدال من أن أرغم فريقا بأكمله أن يتعرفوا عليها في وقت الحق.

وما الذي يتعين علي عمله إذا ما بدأ عضوا أساسي في الفريق يطهر بعض العيوب في

الحال، في الشخص هذا مع وأتكلم المشكلة. معرفتي فور أتصرف إني شخصيته؟

منه (أو أطلب ثم للمشكلة. األصلية األسباب اكتشاف من معا نتمكن أن أمل على

منها) أن يواجهها، ويعترف بها، وأن يتغير بمعونة الله. وفي كثير من األحيان تراني

أقترح أيضا الحصول على مشورة مسيحية.

غير أنه إذا كان هناك نموذج من التنافر المستمر، تجدني أطلب عادة من هذا الشخص

أن يترك الفريق. وإني أعرف أن هذا قد يبدو إجراء مفرطا في التشدد، ولكني تعلمت

أنه يكاد يكون من غير الممكن بالنسبة ألي فريق أن يحقق هدفه حين ينخرط أحد

أعضائه في العملية الصعبة المتعلقة باإلصالح األخالقي.

للتجديد خطة معا شيوخنا يضع الفريق، يترك أن ما، شخص من يطلب كان وحين

المسيحية، المشورة تقديم باستمرار والتوصية المالية، المساعدة وتقديم الروحي،

ونحن نريد أن نرى أخالق الشخص وقد تغيرت من خالل عمل الله، ولكننا تعلمنا أن

التغييرات الجوهرية في الشخصية نادرا ما تتغير إذا ظل الشخص في هيئة العاملين

الخاصة بهم، أو في موقع تطوعي. وفي األيام األولى من توليتي القيادة، كنت أتذرع

بصبر بالغ للغاية فيما يتعلق بالغلطات الصغيرة في األخالق، إذ كان يحدوني األمل بأن

«األمور سوف تتحسن». ولكني أعرف اآلن أن هذا ال يحدث في العادة. وعلى القائد

أن يتخذ إجراء ما - وكلما أسرع كان أفضل.

بعد األخالق تأتي الكفاءة:المعيار الثاني لالختيار هو الكفاءة. وال أعتذر عن التدقيق بقوة في هذه الناحية. ذلك

أن الله من أطلب ثم عليه. العثور يمكنني الكفاءة من مستوى أعلى في أبحث أن

٨٠٨٠

على وتنقت تطورت، قد الروحية مواهبه تكون شخص على العثور في يساعدني

مدى سنين كثيرة. وإذا كنا نبحث عن شخص لينضم إلى فريق التدريس، كنت أطلب

ومن للغاية، قوية تدريس مواهب له شخص على العثور على يساعدنا أن الله من

المؤكد أن يكون شخصا أكثر مني موهبة كمدرس. ومنذ عدة سنوات مضت، حين

أضفنا مدرسا جديدا لمنتصف األسبوع، سررت كثيرا لدى اكتشافي أنه مدرس أروع

مما كنت أتوقع. وما زلت أشكر الله ألنه أرسل لنا «جون أورتبرج».

إدارية مواهب له شخص عن أبحث كنت للعمليات، مدير عن أبحث كنت وإذا

هائلة وسجل ممتاز في األداء. ولكني أدركت منذ سنوات مضت أنني لو لم أكن قد

بدأت في أن أحيط نفسي بأناس بارزين حقا لكنت قد غرقت في التحديات الخاصة

بقيادة ويلو، أما اآلن فكلما ألقيت نظرة حول الطاولة أثناء اجتماعات فريق اإلدارة

الخاص بنا، أرى من يحمل ماجستير في إدارة األعمال من جامعة هارفارد، ومن يحمل

الفلسفة، في دكتوراة يحمل ومن استانفورد، جامعة من األعمال إدارة في ماجستير

وأنا – الماجستير حملة من والعديدين المنخفضة، الدرجات ذوي من وشخصين

الوحيد الذي يفتقر تماما إلى أوراق اعتماد.

قال لي بيتر دروكر ذات مرة – وكتبه في اإلدارة هي األكثر رواجا – أن أعضاء الفريق

الذين كنت أبحث عنهم في ذلك الوقت لم يكونوا على األرجح من التعساء أو العاطلين.

«إذا عثرت على شخص بدت مؤهالته جيدة، ولكنه (أو لكنها) غير سعيد، أو بدون

عمل، كن حريصا جدا. ذلك أن نوعية األشخاص الذين تبحث عنهم من المحتمل أنهم

يقدمون إسهامات ضخمة، ويسجلون أرقاما قياسية في مكان آخر – ومن المحتمل أن

يكونوا في غاية السعادة، وكل من يعملون معهم يحبونهم. عليك أن تسعى وراء هذه

النوعية. ابحث عن الكفاءة التي تم التأكد منها.

وكانت هذه نصيحة قيمة ما زلت أتممها حتى يومنا هذا وهي تردد صدى قول الرسول

بولس الذي يصر في ١تيمو ٣: ١٠ على أن الشمامسة الجدد يجب أن «يختبروا أوال».

ولذلك عليك أن تبحث أوال عن األخالق الممتازة، وبعد ذلك دقق كثيرا عندما يتعلق

األمر بالكفاءة.

٨١

العنصر الثالث هو «التناغم»الفريق أعضاء مع وكذلك معي العالقة في التناغم «التناغم»، هو الثالث العنصر

كتاب «مدير تأليف في اشترك الذي – بالنشارد كيني نصحني وقد أيضا. اآلخرين

لدقيقة واحدة The One-Minute Manager» أال أدعو إطالقا أي شخص إلى فريقي

ال يكون له تأثير إيجابي علي لحظة دخوله (دخولها) إلى مكتبي.

قائال: تحديته وقد ما. حد إلى فيها مبالغ نصيحة هذه أن البداية في اعتقدت ولقد

هو أحتاجه ما فكل الجولف؛ لعبة في زميل عن أبحث ال أني كيني يا «الحظ

شخص قادر على أن يعمل بأمانة في كنيستنا. حدث هذا من سنوات كثيرة مضت،

عدا وقتي (ما من كبيرا قدرا أقضي ألني لماذا؟ التناغم. بمبدأ آمنت فقد اليوم، أما

الوقت الذي أقضيه في إعداد العظات) وسط فريق. وفي كل لحظة من العمل طوال

أو اإلدارة، مجلس أو الشيوخ، فريق مع االجتماعات مائدة حول أجلس النهار

،WCA فريق التعليم، أو فريق وضع البرامج، أو فريق قيادة جمعية ويلو كريك

أو فريق المؤتمر الدولي. وفي كل عام أمضي مئات الساعات في دوائر صغيرة أعمل

أقول كيف أعرف ولست بالملكوت. الخاصة التحديات مع للتعامل آخرين مع

مع التواجد حقا أحب كنت لو مفيدا يكون األمر لكن دبلوماسية، بطريقة هذا

األخالق ناحية من متساويين للوظيفة مرشحان هناك كان إذا ولذلك الناس. هؤالء

والكفاءة، سأعطي موافقتي على الشخص الذي تتناغم شخصيته وطباعه مع أعضاء

الفريق اآلخرين ومعي أنا أيضا.

وأعترف بهذا دون أية مسحة من االعتذار. ومن بين أسباب اتباعي هذه السياسة في

قيامي بالخدمة هذه األيام هي أنني أخيرا، وبعد ثالثة عقود تقريبا من عملي في بناء

الفرق، أجد أن جميع فرق القيادة الكبرى قد شكلت على أساس المعايير التي كنت

أصفها. وفي جميع فرقنا، لدينا أفراد على مستوى رفيع من األخالق وكقادة نادرة، وقدرة

مثل أشعر يوم كل للعمل أتوجه حين تحبه؟ أال يمكن الذي فما التناغم. على رائعة

الطالب الذي يقضي العطلة الدراسية.

لكن دعوني أذكركم ثانية أني استغرقت ثالثين سنة للوصول إلى هذه النقطة. ولذلك، إذا

٨٢٨٢

كنت تقود كنيسة عمرها أربع سنوات وليس لديك فريق أحالم لتحقيق الملكوت، فال

تيأس. ونصيحتي هي: ابق في المضمار، ولكن ارفع مستوى االختيار»

ال تتجاهل شعبك:الذين المتميزين األشخاص هؤالء أجد أين السؤال هذا وآخر حين من علي يطرح

ألحقهم بالعمل معي. وقد تكون إجابتي مدعاة للدهشة. إن خمسة وسبعين في المائة

وكفاءتهم أخالقهم، حسن أثبتوا أشخاص وهؤالء ويلو. من مباشرة جاءوا قادتنا من

وتناغمهم مع زمالئهم عندما كانوا يخدمون في المواقع التطوعية في خدماتنا.

ورغم وضوح أن أهمية اإلعداد الداخلي لقادتنا من الداخل يعد أفضل طريقة نتبعها

الكنائس كمعظم – تجدنا أوقات تأتي األحيان بعض ففي األحالم، فرق لتكوين

جدراننا خارج من رئيسية مراكز يتولون من عن البحث إلى حاجة في – األخرى

هي كريك ويلو جمعية في عضوا اإلنسان كون فوائد بين من أنه اكتشفنا ولقد –

تراهم مؤتمرات، في معا الكنائس قادة يجتمع وحين توفرها. التي الكثيرة الفرص

باستمرار يتكلمون أو يستمعون عن أشخاص مرشحين لالنضمام إلى فريق العمل ممن

يشاركونهم رؤيتهم وقيمهم.

الخارج، من أشخاصا فائقة وبعناية نستخدم كنا حين أننا هو اعتبرناه الذي واألمر

كان نجاحنا أقل من خمسين في المائة، فيما يتعلق بإيجاد عالقة عمل مثالية طويلة

األمد. غير أنه عندما كنا نختار العاملين من داخل ويلو أو من جمعية ويلو كريك،

كانت النسبة ترتفع بشكل كبير. والدرس واضح: اختر العاملين من الداخل كلما كان

ذلك ممكنا.

لتعزيز األداء، ابدأ بالقائد:يطرح أن عندئذ عليه أعضاءه، ويختار الفريق، من الغرض القائد يحدد أن بمجرد

السؤال المهم فعال: ماذا سيتطلب األمر لكي يصل هذا الفريق إلى أقصى إمكاناته؟ ما

هي مواصفات القائد التي ينبغي أن تتمثل في لكي يتحقق هذا؟

٨٣

لم أبال مطلقا بالنصيحة التي تقول إن الفرق يمكن أن تدير نفسها بنفسها، أو أن تدار

بواسطة مديرين بالتناوب. ولكني أؤيد بقوة أولئك الذين يعتقدون أن أكثر العوامل

حسما في أداء الفرق هو فعالية القائد المعين بكل وضوح.

ويحتاج كل فريق إلى قائد من نوعية ممتازة، ويكون مطلوبا منه أن:

يحافظ على تركيز الفريق على مهمته.

األماكن في المناسبة المواهب لديهم الذين المناسبين، األشخاص أن من يتأكد

المناسبة.

أن يصل بإسهام كل عضو في الفريق إلى أقصى مداه.

الفاقد نسبة وتظل مرتفعة المعنوية الروح تظل حتى بعدل األعباء يوزع

منخفضة.

تسهيل التواصل حتى يظل كافة أعضاء الطريق ملمين بالمعلومات أوال بأول.

يعمل تقييما لمستوى الروح الجماعية داخل الفريق ويعمل على رفع مستواها.

هذه تحديات جسام. وأعتقد أنه من السذاجة المبالغة االعتقاد بأنه يمكن للفرق أن

تزدهر بدون قائد يركز على استغالل الوقت والطاقة لتحقيق هذه األهداف.

لبناء المجموعة، استخدم تدريبات تقوم على العمل الجماعي:بمناسبة اإلشارة إلى السذاجة كنت في أوائل فترة خدمتي أفترض أن المجتمع «وليدة

ينجم وأن فالبد معا، العمل في كافيا وقتا الفريق أعضاء قضى إذا وأنه الصدفة»،

منذ اكتشفت فقد ذلك، ورغم بالتعاون. تتسم هادفة عالقات النهاية في ذلك عن

يتحققان ما نادرا والوحدة الحميمة بالصداقة العميق اإلحساس أن مضت، سنوات

تلقائيا والواقع أن من بين أكثر األدوار أهمية والتي يقوم بها القائد هي أن يقود أعضاء

الفريق إلى خبرة أعمق لالنتماء إلى مجموعة.

المجموعة. روح تقوية تدريبات استخدام هي ذلك لعمل الة الفع الطرق بين ومن

لتشجيع وآخرين أنا استخدمتها التي التدريبات بعض أذكر دعني هذا، قيمة ولبيان

نماذج انتماء أعمق في فرق ويلو.

٨٤٨٤

المقعد الساخن:منذ عدة سنوات مضت، اصطحبت مجموعة من العاملين في الفريق مكونة من خمسة

عشر عضوا إلى معسكر كنيستنا في شبه جزيرة ميتشجان العليا. وكنا في فترة ما بعد

الظهر كل يوم نجلس على شكل دائرة فوق ظهر قارب يطل على نهر جميل. وفي وسط

الدائرة نضع كرسيا أطلقنا عليه «المقعد الساخن» وكل منا – الواحد تلو اآلخر – يأخذ

أعضاء يطرحها األسئلة من سلسلة ويجيب الساخن المقعد على الجلوس في دوره

الفريق اآلخرون:

وفي الثاني؟ والثلث حياته؟ من األول الثلث في واجهته إحباط أكبر كان ماذا

الفترة األخيرة.

من أكثر شخص محب بشكل مفرط في حياتك؟

تتضمن أن ضرورة على أكدنا وقد العاشر؟ الصف قبل حققته إنجاز أعظم ما

األسئلة بعضا من تلك التي تركز فحسب على حب االستطالع.

أين تقضي إجازة مدتها ثالثة أسابيع إذا لم تكن النقود عائقا؟

من بين جميع الناس، من الذي تريد أن تتناول معه طعام غداء الساعة الثالثة دون

غيره، ولماذا؟

وبعض ساعات. أربع أو ثالث بين ما استمرت الساخن المقعد جلسات من والعديد

إلى تؤدي القول: «المعرفة على أوافق إني لسنوات. بذاكرتنا عالقة ستظل اإلجابات

المحبة». وأنه من غير الممكن أن تنصت إلى تأمالت أحد أعضاء الفريق الصادرة من

قلبه دون أن تجذب إلى عالقة أعمق من هذا الشخص.

ما الذي تريد أن يكتب على شاهد قبرك؟هذا أعضاء من عضو كل أعطيت اإلدارة، بفريق خاص منتجع وفي قريبة فترة منذ

الفريق فرخا من الورق المقوى مرسوما عليه شاهد قبر. وبعد ذلك، كنت أطلب من

أعضاء الفريق، الواحد تلو اآلخر أن يغادر الغرفة فيما يشترك الباقون معا في كتابة

كلمة قصيرة على شاهد قبر الشخص الذي ينتظر في الخارج.

٨٥

وكان الهدف هو معرفة جوهر عضو الفريق الذي كنت نركز عليه. وحين كان يتم

االتفاق بيننا على شاهد قبر مناسب، كنا نكتب كلماتنا بشكل أنيق للغاية على شاهد

قبر ذلك الشخص. وبعد ذلك ندعوه (ندعوها) للعودة إلى الغرفة ونقول: «نحن بالطبع

ال نأمل أن تموت قريبا، ولكن إذا حدث ذلك، فها هو ما سنتذكره عنك». ونقرأ بصوت

وكانت الشخصية. تعليقاتهم الفريق أعضاء ويضيف الشخص، ذلك قبر شاهد عال

المحبة والعاطفة في الغرفة واضحة تماما.

تجاه طريقي أشق وبدأت القبور شواهد جمعت هذه، االستجمام فترة انتهاء وبعد

مقلب النفايات. لقد انتاب الفزع الفريق فاقترح أحدهم أن نضعها في براويز حتى

في تبين أنه غير يمزح، كان أنه اعتقدت وقد مكتبه. في يعلقها أن منا لكل يمكن

النهاية أن هذا هو ما عملناه جميعا. وإذا زرت ويلو ستجدها معلقة بكل فخر. وكلما

دخل أحدنا مكاتب اآلخرين ويرى الشواهد، نتذكر تلك األمسية غير العادية.

كان شاجال سيحب هذا:وفي منتجع آخر، قادنا جريج هوكنز – الراعي التنفيذي – في تدريب ثبت أنه مصدر

تحد مواجهة في أنفسنا وجدنا الذين اإلدارة، فريق في الذين نحن لنا بالنسبة تنمية

فني. فقد طلب منا أن نرسم صورة عن حالة «أنفسنا». وهل بوسعك أن تتخيل شخصا

مثلي أصف حالة نفسي بفرشاة الرسم؟

غير أننا جميعا عملنا هذا. وبعد ذلك، جلسنا حول نار تطقطق، وقام كل منا بشرح معنى ما

رسمه. البعض كانت صورا تفيض بالحيوية وغنية باأللوان، والبعض اآلخر كان قاتما إلى

حد ما. قال أحدهم: «من الجلي، طبقا لصورتي، إني ال أحسن علمي اآلن. وهذا وقت صعب

للغاية في حياتي». وهذا فتح لنا بابا لسماع ما كان يزعج عضو الفريق هذا. وهذا هو تماما

ما كانت ترمي إليه كل هذه التدريبات: وهي فتح أبواب تساعدنا أن نعرف ونعرف.

احمل اإلناء والمنشفة: منذ سنوات مضت قامت مديرة برامجنا نانسي بيتش بإدارة تمرين مؤشر بصفة خاصة

٨٦٨٦

مع فريق فنانيها. وبعد قراءة ما جاء في يوحنا ١٣، الفقرة التي تتحدث عن قيام يسوع

بغسل أرجل تالميذه، قامت تنسي وفريقها وحملوا بالفعل آنية ماء ومناشف، ثم غسل

كل منهم أرجل اآلخرين، ونحن مكلفون بمسئولية على نفس القدر من األهمية، وهي

أن نكون بناة مجتمع ثابتين. وآمل من كل قائد كبير يقرأ هذه الكلمات أن يأخذ هذه

المسئولية على محمل الجد.

دعم أداء الفريق بوضع أهداف واضحة: للسامعين وجريئة صعبة كبيرة أهداف وضع مؤيدي كبار من أني ذكرت أن سبق

تتسم أن يجب أنها ذلك كبيرة» كونها من أكثر تكون أن يجب األهداف «ولكن

واضحة، أهداف وبدون يعمل». يقاس، صحيح: «ما القديم والمثل أيضا. بالوضوح

الحيرة فريسة تقع وأخيرا، الطاقة، وتفقد الوقت، تهدر ألنها الفرق معظم تتعثر

واالرتباك.

في جاء لما - صياغتي بحسب مباشرة_ السماء إلى صعوده قبل - يسوع الرب قال

مت ٢٨: ١٩-٢٠، «حسنا أيها الفريق، ها هو الهدف: اذهبوا إلى العالم كله واكرزوا

باالنجيل، وقودوا كل رجل، امرأة، طفل، إلى اإليمان _ثم اعملوا على تنشئتهم بتعلمهم

عملوه ما وهذا اذهبوا». هيا. مستعدون، أنتم هل به. أمرتكم ما كل يحفظوا أن

بالفعل.

من تكليفا تلقوا أنهم هو عقب على رأسا العالم بقلب التالميذ قيام أسباب بين ومن

أعظم قائد في العالم، مع أكثر األهداف وضوحا وإثارة وهو: خالص العالم من خالل

خدمة الكنيسة.

فرق كافة مع الجلوس علينا ينبغي يسوع. عمله ما يعملوا أن الكنيسة قادة وعلى

الكنيسة، ونضع لها أهدافا واضحة، مثيرة، من أجل مجد الله. وبعد ذلك يتطلب األمر

منا أن نلهم أعضاء الفريق أو يشمروا عن ساعديهم ويبتكروا. وعلينا أن نحثهم على

تحقيق أجل من جهدهم قصارى يبذلوا وأن تماما، يتعاونوا وأن والصالة، الصوم،

األهداف من أجل مجد ذاك الذي نحمل اسمه.

٨٧

وفيما تعلمنا أن نعمل ذلك في ويلو، رأينا قوى هائلة يطلق لها العنان. ومنذ عهد قريب

حدثا تبتكروا أن عليكم الهدف: بهذا لها، التابع البرمجة قسم بيتش نانسي كلفت

قويا نابضا بالحياة، عرضا فنيا رائعا يمكن من خالله تقديم رسالة اإلنجيل لعدد كبير

من الناس الذين ال يذهبون إلى الكنيسة في مجتمعنا.

األحداث أحد فريقها ابتدع الواضح، الهدف هذا حفزهم وإذ قيادتنا، وتحت

الكرازية المبتكرة الذي لم يسبق أن أقدم مثله لمجتمعنا. وقد مألنا قاعة المحاضرات

العامة عشر مرات بآالف من الناس الذين سمعوا الحق عن يسوع المسيح. لكن هذا

كله بدأ بالتكليف بهدف واضح، إني ال أمل مطلقا من مشاهدة فرق ترقى إلى مستوى

نشطة قيادة يتطلب األمر نعم، الله. مجد أجل من هدف بتحقيق الخاص التحدي

الفريق أعضاء وتلهم خلفها، الناس تحشد ولكي مناسبة، أهداف لوضع عادية غير

بتحقيقها. لكن دعوني أذكركم، الناتج عظيم، وأبدي.

عزز أداء الفريق بمكافأة اإلنجاز:قادة وبعض العمل. في حسنا بالء تبلي التي الفرق القائد يكافئ أن ينبغي وأخيرا،

غامضا يكن لم يسوع لكن المجتهدين. مكافأة ناحية من مترددين تراهم الكنيسة

المخلصين المؤمنين وعد األحيان من كثير في أنه ذلك المكافآت، لمفهوم بالنسبة

بمكافأة عظيمة «في هذه الحياة وفي الحياة األبدية».

يعملون كانوا الذين ألولئك بالنسبة واالعتراف المديح بولس الرسول كال وكثيرا

باجتهاد في الكنيسة المحلية. وكان في بعض األحيان ينهي رسائله بأسماء األشخاص

بجهود عالنية االعتراف المهم من أنه رأى أنه الجلي ومن تكريمهم. يريد الذين

الناس الذين عملوا بتعب من أجل الرسالة. بل إنه قال أن أناسا معينين يجب أن يتلقوا

مكافآت مضاعفة وذلك إلخالصهم في أدائهم.

أما في ويلو، فنحن كثيرا ما نعترف بالجهود غير العادية ألعضاء الفريق وذلك بإعادة

صياغة كلمات الرسول بولس في فيلبي ٢: ٢٩. وفي ذلك النص ينصح بولس قادة كنيسة

فيلبي بأن يقدموا التكريم ألعضاء معينين في الكنيسة. وعلى ذلك عندما نريد تقدير

٨٨٨٨

الجهود البارزة لشخص ما، أو لفريق بعينه، كثيرا ما ندعوهم إلى الوقوف أمام كافة

العاملين أو الكنيسة ونقول لهم، بصوت واحد: «نحن نقدم لكم كل التكريم. دائما

إلى األمام». ثم نهتف لهم بقوة.

وإذا كنت في ريب من فعالية هذا النهج، فإني أدعوك ببساطة أن تجربه في وقت ما.

ثم إننا نعتقد أيضا أنه من المهم االعتراف بل ومكافأة جهود آالف المتطوعين الذين

األبطال وهم لخدمتنا. الفقري العمود يكونون فإنهم ويلو، في المسيح يخدمون

تنميتها. أجل ومن فعالة، خدمتنا لتظل واجتهاد كد بكل يعملون الذين المجهولون

والعاملون الذين يتقاضون أجرا يعرفون أننا سنتعرض لمشكلة كبرى بدونهم. وعلى

ذلك، فقد قررنا منذ سنوات تقدير إسهاماتهم عن طريق إقامة أمسية سنوية لتكريم

المتطوعين في إطار خدمات العبادة التي تقام في منتصف األسبوع.

حمراء سجاجيد فعال نبسط سنة كل وفي به. نؤمن لكي بأعيننا هذا نرى أن وعلينا

عند كل المداخل الكبرى لمبانينا. والبالونات تحف جانبي كل سجادة حمراء، ويقف

العاملون عند كافة األبواب.

وحين ينزل المتطوعون من عرباتهم، يسيرون فوق السجاجيد الحمراء ويهتف لهم فريق

عمل ويلو كريك «أهال بكم. نحن سعداء أن تكونوا ضمن الفريق. ونحن نحييكم».

البالونات يريون دخولهم فور أنهم غير المبنى. دخولهم قبل حتى يحدث كله وهذا

احتفال إال هي ما كلها الخدمة وهذه لهم. تكريما العاملون أقامها التي والزينات

للمتطوعين في كنيستنا. وإني أبذل كل ما في وسعي ألقدم عظة تتضمن رسالة تكميل

التكريم والمديح لكل متطوع.

وبعد الخدمة، ندعو الجميع لحفل استقبال رائع يتضمن الطعام والموسيقى وغير ذلك

الكثير يتطلب هذا إن نفسك في تقول كنت وإذا باالحتفاالت. الخاصة األمور من

من الوقت والمال، فإنك على صواب. ولكننا نقول أن المردود هائل، وبوسعك أن تسأل

أحد متطوعي ويلو.

سوى أريد ال حياتي، من النقطة هذه عند فإنني الفصل، هذا بداية في ذكرت وكما

أمرين: أن أطيع إرشاد الله، وأن أعمل ذلك مع أناس أحبهم.

٨٩

منذ بضعة أشهر مضت أقام زمالئي في الفريق احتفاال بمناسبة عيد ميالدي الخمسين.

وتضمنت المناسبة بالطبع الحديث المخلص الذي يقال دائما في مثل هذه المناسبات

الليلة، تلك في أيضا رائعة لحظات هناك كانت أنه غير طويل. بعمر األمنيات عن

تلك وفي معا. قضيناها عقود ثالثة من يقرب ما ذكريات في تشاركنا حين وذلك

الليلة، وفيما كنت في طريقي آلخر قسطا من النوم، قلت في نفسي: «إني أغنى رجل

الذي األمر الله، من واضحة دعوة لدي كثيرون. قادة به يحلم ما فلدي العالم؛ في

يشعرني دائما بالفرح، كما أنه لدي فريق يضم أروع الناس الذين قابلتهم في حياتي

ليشاركوني هذه المغامرة.

أخبروني أيها القادة، هل هناك ما هو أروع من ذلك؟

٩٠٩٠

٩١

الفصل الخامس

التحدي الخاص بالموارد

اختبار معدن القائد

من بين كل تحديات القيادة، كان التحدي الوحيد الذي كنت أقل استعدادا له هو ما

أصبحت أطلق عليه «التحدي الخاص بالموارد». وكان علي أن أتعلم درسا قاسيا بأني

ما لم أكن مستعدا لإلشراف على جمع الموارد، فإن عمر كنيستنا سيكون قصيرا، ذلك

أنها ستموت جوعا بسبب نقص التمويل.

الوظائف من الكثير تعلمت الشباب، خدمة في قضيتها التي الثالث السنوات أثناء

التقليدية للقيادة: طرح الرؤية، تكوين الفريق، حل المشاكل، وضع الهدف_ غير أنه

بالنظر إلى أننا كنا في خدمة من الخدمات الفرعية لكنيسة غنية، لم أشعر بالمرة بأي

قلق إزاء الجوانب المالية، ذلك أن الكنيسة كانت تتكفل باحتياجاتنا المالية، وكانت

لتغطية سخية ميزانية تضع وكانت نفقات، أية دون والمعدات بالتجهيزات تمدنا

نفقات الخدمة، فضال عن مرتب ألواجه احتياجاتي الشخصية.

كله هذا تغير كريك، ويلو مجتمع كنيسة لنبدأ الكنيسة هذه تركنا عندما أنه غير

جذريا. والواقع أنه بين عشية وضحاها اضطررت إلى أن أواجه الحقيقة المرة: ليست

لدينا أية موارد أو معدات، وال ميزانيات للخدمة، وال مرتبات. واألسوأ من هذا كله،

لم يكن يوجد أحد تشكو إليه. لم يكن لدينا شعب! والفكرة التي كانت تسيطر على

خيالي والخاصة ببناء كنيسة على نمط ما ذكر في أعمال ٢ قد أعمتني عن الحقائق

المرة الخاصة بالتمويل.

أما الذي عقد األمور، فهو أننا كنا بالفعل قد أعلنا عن تاريخ بدء الصالة في كنيستنا

مكان عن تعلن التي اإلعالنية النشرات ووزعت الدعوات، وجهنا لقد الجديدة،

اجتماعنا بمسرح ويلو كريك، في باالتاين. وسبق أن شكلنا فرق الموسيقى والخدمة.

كما استأجرنا مكاتب للعاملين معنا.

٩٢٩٢

المال، من كبيرة مبالغ إلى حاجة في أننا وأدركت إال دقائق خمس سوى تمض لم

والبد أن يكون ذلك على وجه السرعة.

محصلة أن إال األحوال، هذه مثل في العادة هي كما والذعر للخوف أستسلم لم

سوى أعرف أكن لم الحين ذلك وفي معينة. خطة إلى توصلي في تمثلت تفكيري

طريقة واحدة مضمونة لجمع المال. ولذلك إذ توصلت إلى فكرتي من أيام العمل الذي

يوم في ثم الطماطم. من قفص ومائتي ألفا طلبت ذلك وعلى عائلتي، به تقوم كانت

الثانوية المدرسة طلبة مجموعة من طلبت ١٩٧٥ سنة أغسطس شهر أيام من سبت

_ممن كانوا يشكلون المجموعة األساسية في الفريق الذي نبدأ به أن يبيعوا أقفاص

الطماطم في البيوت. المؤسف أنني لم ألحظ الحدائق الخلفية في البيوت والتي كانت

سنتا وعشرين خمسة بسعر طماطم بعنا قد كنا اليوم نهاية ومع بالطماطم، مليئة

مشاكلنا حل من تمكنا وبذلك الدوالرات، من آالف عدة جمعنا ذلك، ومع للقفص.

التفكير، في مستغرق وأنا الفراش إلى ذهابي وأتذكر تقريبا. أسبوع ولمدة المالية،

وكنت أقول لنفسي «لن نستطيع بيع الطماطم يوم السبت من كل أسبوع، ولست أعتقد

أن مشكلة المال هذه سوف تنتهي. وكان من األفضل بالنسبة لي أن أفكر فيما يعنيه

حقا أن أكون المشرف الرئيسي على عملية جمع المال.

ذكريات ترتبط بالمال:ارتبطت معظم ذكريات خدمتي في أواخر السبعينات بالتعامل مع افتقار ويلو إلى المال،

ومن بين زمالئنا األوائل كان هناك موسيقي اسمه ديف هولمبو. ولم يكن ديف عبقريا

مبتكرا فحسب، بل كانت له عادة غريبة في العمل، فقد كان يخصص ثماني وأربعين ساعة

أسبوعيا ينسخ فيها بكل اجتهاد نوتة ألحان موسيقية وأجزاء أوركسترالية، وكل ذلك بخط

اليد. وذات يوم _ودون أن يخبرني_ طلب بعض األقالم الخاصة التي يستخدمها الموسيقيون

لهذا الغرض، وحين وجدت الفاتورة غير المتوقعة بمبلغ تسعة عشر دوالر، وهي ثمن هذه

األقالم على مكتبي، توجهت إلى مكتب ديف وقلت له: «ديف، أنك تقتلنا، ألنه ليس

بمقدورنا تحمل ثمن أقالم كهذه، وعليك إيجاد طريقة أخرى لكتابة هذه النوتة.

٩٣

للقيام تساعدهم طراز أحدث على كمبيوترات لديهم ويلو في األيام هذه موسيقيو

بعملهم، غير أننا في تلك األيام كنا نعيش في حالة مالية سيئة حتى إن ١٩ دوالرا كانت

مبلغا كبيرا جدا بالنسبة لنا.

خاص، مبنى لدينا يكن لم لما إذ االنتاج، متطوعي مع مشابهة مواجهة اجتزت

آخر، إلى مكان من نتنقل باستمرار كنا فقد مناسباتنا، جميع فيه نقيم أن نستطيع

بالمدارس مختلفة قاعات إلى كريك، ويلو مسرح _من فيها ننتقل مرة كل وفي

نقيم أن علينا كان المحلي_ إليكس نادي إلى وحتى بل والكافتيريات، الثانوية

في المعدات كل تكون أن بعد مكان، كل وفي والضوء. الصوت معدات نحل ثم

خاص نوع من كابالت على المواد كل يسجلوا أن المتطوعين على كان موضعها،

فكها ثم التركيبات من الكثير نعمل أننا إلى وبالنظر الناس. عليها يعترض ال حتى

دون أيضا وهذا بالعلبة، التسجيل شرائط طلب في األتناج عمال يبدأ ذلك بعد

بذلك. إخباري

الضغوط أصبحت جدا، قليلة إعانة تلقينا عندما معينة، أسبوع نهاية عطلة وبعد

ثقيال عبئا تشكل المشكلة هذه كانت وإذ تحمله. أستطيع مما بكثير أكثر المالية

علي، دخلت المبنى المستأجر الذي كنا نستخدمه لخدمة منتصف األسبوع والحظت

مدى إفراط أفراد المسرح المتطوعين في استخدام شريط التسجيل، أال يعرفون كم

ثمن هذا الشريط؟

صرخت فيهم غاصبا.

للغاية، مكلفا شريطا تهدرون أنتم شباب لهم: «يا وقلت معا المتطوعين استدعيت

للحام بأكمله الشريط إلى تحتاجون ال إنكم ثم أموال، أي الكنيسة لدى وليس

أن منكم واحد كل من أطلب اآلن، منذ جديدة: قاعدة لهم وأصدرت واحد. كابل

يقسم الشريط نصفين، هكذا ...». ثم عرضت عليهم فكرتي التي توفر النفقات وذلك

بطريقة مؤثرة بقدر إالمكان.

ومازلت أتذكر تعبيرات وجوههم التي تدل على الصدمة. وقد حاول أحدهم أن يتذمر

«حسنا، حسنا» ، ربما اعتقدوا أني قد فقدت عقلي.

٩٤٩٤

وفيما يلي لقطة أخرى من تلك السنوات: المكتب الوحيد الذي استطعنا تحمل إيجاره

كان من األسمنت الخالص. وعندما أردنا سجادة كان علينا أن نشتريها بأنفسنا. وهذا

ما عملناه، حيث قمنا بشراء أرخص سجادة أمكننا العثور عليها، وعندما قدمت طلب

الشراء قلت لصاحب المحل أننا قد ال نستطيع سداد الثمن دفعة واحدة.

في أنكم وأعرف فيكم، أثق وإني كنيسة، أنكم «حسنا، وقال: كريما رجال كان

مسيس الحاجة إليها. ادفعوا ما تقدرون عليه، وفي أي وقت تستطيعون ذلك».

وبعد ذلك بشهر، وصلت الفاتورة. وأتذكر المبلغ تماما، فقد كان ٩٧٣ دوالرا. وبالنظر

من كومة فوق الفاتورة وضعت فقد اللحظة، تلك في نقود أية لدينا تكن لم أنه إلى

الفواتير األخرى غير المسددة. وعندما اتصل بي صاحب المحل بعد ذلك بعدة أسابيع

يطلب السداد، ذكرته بأنه سبق له أن وافق على السداد بالتقسيط.

رد قائال: «نعم، هذا صحيح، ولكن، هل بوسعكم سداد أي شيء اآلن؟

له وكتبت بمكتبي، العلوي الدرج إلى يدي ومددت اآلن. سأفعله ما له: «هذا قلت

شيكا بمبلغ خمسة دوالرات، وأرسلته إليه بالبريد.

وعندما وصله الشيك، اتصل بي في الحال، وسألني: «ما هذا؟ هل تمزح؟»

رددت عليه، وأنا أشعر بحرج وقلت له: «كال، ولكني أعدك بأني سأرسل لك خمسة

أسبوع كل دوالرات خمسة له أبعث وظللت فعلته، ما وهذا أسبوع». كل دوالرات

حتى قمت بسداد المبلغ بكامله. وبعد ذلك بثالثة عقود تقريبا، مازلت أشعر بغصة في

حلقي كلما مررت بسيارتي من أمام متجر السجاد هذا.

دفع إلى حافة االنهيار:ويلو جمعية بدأنا أننا وهو لنا، بالنسبة الموارد مسألة تعقيد إلى أدى واحد شيء ثمة

بطلبة من المدارس الثانوية والجامعات. وقليلون، من كانت لهم وظائف نظامية، وعلى

ذلك كان لدينا الكثير مما نقدمه من وقت وجهد، ولكن لم يكن لدينا ما نقدمه من نقود.

وكنت أعرف أننا لو لم نبدأ في جذب بعض الكبار ممن لديهم دخول معقولة، فسوف

نصل إلى حالة اإلفالس. وعلى ذلك شرعت أصلي بحرارة من أجل هذا الموضوع.

٩٥

بدا حقيقي راشد شخص األعمال_ رجال من أنه بدا - شاب جاءنا - أحد يوم وذات

وكأنه له وظيفة حقيقية. كان الشاب يبدو عاديا. حلته مناسبة (لم يكن أحد منا يمتلك

حلة). وبمجيئه ارتفعت آمالي إلى عنان السماء.

بعد الكنيسة، تحدثنا قليال، ثم قال: «إني في الحقيقة، أحب هذه الكنيسة. هل بوسعي

أن أدعوك لتناول طعام العشاء معي هذا األسبوع؟

أجبته دون تردد: «بكل تأكيد». وكنت على ثقة من أن صلواتي قد استجيبت.

اللون، فضية كاديالك طراز من سيارة في للعشاء معه اصطحبني قليلة، أيام وبعد

وأخبرني للغاية، مكلف مطعم إلى اصطحبني وقد قدما. وعشرون ثمانية طولها

بطريقة عارضة أنه بوسعي أن أطلب أي شيء أريده. وإذا كان سني في ذلك الحين

ثالثا وعشرين سنة فقد بلعت كبريائي وطلبت طلبا كبيرا.

وفيما كنا نتناول طعام العشاء بدأ يطرح أسئلة عن الكنيسة، وقال أخيرا فيما وصل الحلو

كخاتمة للعشاء: «إني حقا أحب كنيستكم الجديدة، هل يمكنني أن أقدم أية مساعدة؟»

هذه هي الفرصة التي كنت أحتاجها، فقلت: «يارجل، بوسعك أن تساعد بكافة الطرق

ثم سألني بطريقة مباشرة باألكثر: «ما هي أكبر حاجة تحتاجون إليها؟»

أجبته: «حسنا، إني أعرف أنك جديد، وربما قد ال ترغب في أن تسمع عن مشاكلنا،

ولكننا في أزمة مالية. أعني، في كل أسبوع نكون على شفا اإلفالس في غضون أسبوع.

ذلك أنه ليس من بيننا من له مرتب. وقد قدمنا من قبل مدخرات حياتنا. ولست أعرف

كم أسبوعا يتبقى لنا قبل أن نغلق أبوابنا».

بوسعي أنه قائال: «أعتقد الثقة عن تنم بابتسامة أجاب عندما عظيم بارتياح شعرت

مساعدتكم إزاء هذه المشكلة. فلم يسبق لي إطالقا أن قدمت شيئا ألية كنيسة، لكني

عن أرسلها سوف عطية األسبوع هذا مني تتوقع أن يمكنك ولذلك كنيستكم أحب

طريق البريد».

ولقد عشت كل يوم من أيام األسبوع التالي وأنا اتوقع شيئا عظيما. وكنت كل صباح

أسرع إلى صندوق الخطابات على أمل أن أجد خطابه. وأخيرا، وقرب نهاية األسبوع،

وصل هذا الخطاب. قلت في نفسي، ها هو الخطاب، لقد وصل قارب اإلنقاذ، وبكل

٩٦٩٦

لهفة فتحت الخطاب ... واكتشفت أن بداخله شيكا بعشرة دوالرات. كدت أفقد وعي.

ولعدة أيام كان علي أن أحارب أفكارا جسدية عن تخريب عربته الكاديالك الفضية.

إن تحدي المال كان يدفعني إلى حافة االنهيار.

منحدر تعليمي حاد وضروري:سرعان ما أجبرت على التعامل بجدية مع حقيقة أنه من وجهة نظر اإلنسان فإن القائد

الرئيسي يعد مسئوال عن تدبير وجمع الموارد للمؤسسة بكاملها. ذلك أن القائد عليه أن

يجمع المال من أجل العاملين، ومن أجل برامج الخدمة، ومن أجل نفسه وعائلته أيضا.

شأن وهذا - أموال جامعي يكونوا ألن مستعدين غير الذين ألولئك بالنسبة - وهذه

معظم رعاة الكنائس - تعد حقيقة مروعة.

ذات مرة، سألني المفكر الالهوتي د. س. سبرول كم من الخدمة أعتقد أنه بمقدوري عملها

مقابل مائة دوالر. اعتقدت أنه ينتظر مني إجابة الهوتية عميقة، غير أنه قبل أن أتمكن

من التفكير في إجابة، إذ به يجيب على السؤال بنفسه: «إنك تستطيع عمل ما قيمته مائة

دوالر». لقد كان يوضح ببساطة حقيقة أن الخدمة المثمرة تحتاج إلى موارد مالية.

كن الهوتيا بقدر ما تريد، لكن الكنيسة لن تصل إطالقا إلى كامل إمكانياتها لتحقيق

رسالة الخالص إال إذا بدأ نهر الموارد المالية يتدفق نحوها. وسواء أعجبك هذا أو لم

يعجبك، إنه من مهمة القائد أن يوجد ذلك النهر وأن يديره بحكمة. وكلما أدرك القائد

ذلك بسرعة كان أفضل.

والهدف الذي ترمي إله بقية هذا الفصل هو مساعدة القراء على إكتساب المهارات

المطلوبة ليصبحوا مشرفين على جمع الموارد المالية.

يقوم لكي يفهمها أن قائد كل على يجب التي األساسية الحقائق ببعض أبدأ وسوف

بهذا الدور بنجاح.

الحقيقة األولى عن المال: الله هو المعطي الرئيسي للثروة.يملك فتقول: «إنه للغاية رائع بشكل الله موارد تصف لألطفال قديمة ترنيمة هناك

٩٧

الله يشير ١٢ :٥٠ مزمور وفي منجم». كل في التي والثروة تل، ألف على المواشي

نفسه إلى هذا الموضوع بقوله: «ألن لي المسكونة وملؤها». وبتعبير آخر: موارد الله

غير محدودة.

شعب من ما شخصا بأن االعتقاد فخ في يقعون الكنيسة قادة من كثيرين أن غير

الناس كذلك. ليس األمر ولكن الكنيسة. تحتاجه لما الرئيسي المورد يمثل الكنيسة

ذلك. عن األساسين المسئولين ليسوا ولكنهم اإلمداد، في الله يستخدمها قنوات هي

ألن الله وحده هو الذي يتحكم في تدفق نهر المال الذي نحتاجه.

والقادة في حاجة إلى أن يفهموا أيضا أن الله ليس قادرا فقط على المساعدة، بل إنه

في واقع األمر يتلهف للقيام بذلك. والكنيسة هي عروسه، وهي عطيته للعالم. وما من

أحد يريد أن يرى الكنيسة وقد توفرت لها اإلمكانيات المناسبة أكثر مما يريد الله

نفسه. لقد تعلمت هذا الدرس في فترة حرجة من فترات نمو ويلو. ذلك أننا في أواخر

االجتماعات لمبنى ضخم مشروع تنفيذ بصدد كنا العشرين القرن من السبعينات

العامة الرئيسي. وفي مبادرة إيمانية ثورية، التزمنا بمليوني دوالر زيادة عن ميزانيتنا،

وهي ميزانية كانت قد أرهقتنا إلى أبعد الحدود. وكان الشعب قد قدم في واقع األمر

كل ما كان عليه أن يقدمه. بل إن عدة مئات من الشعب، فضال عن ليني وأنا، ومعظم

فريق العمل أيضا حصلنا على قروض من البنك للمحافظة على استمرار المشروع.

أقصى إلى البطالة نسبة وزادت األمريكية. المتحدة الواليات اقتصاد انهار وفجأة،

ال األمور أن فيه أعتقد بدأت الذي الوقت وفي .٪٢١ إلى الفائدة معدل وارتفع حد،

يمكن أن تتجه إلى ما هو أسوأ، إذا بأكبر متبرع لكنيستنا يتركنا. وكان هذا هو الرجل

الذي كنا نعتمد عليه جميعا في أن ينقذنا إذا تدهورت األمور. حدث هذا عندما كان

علي أن أحدد - وبصفة قاطعة - الفرق بين القناة، ومصدر اإلمداد الرئيسي.

حقا، كانت لطمة قاسية أن نفقد أكبر المتبرعين. غير أني أدركت أن ترك هذا المتبرع

البعيدين، إلنقاذ الكنيسة بناء إلى الله دعانا لقد تركها. قد الله أن يعني ال كنيستنا

وكانت كل مشاعري تحدثني بأنه مازال معنا، ومازال يشجعنا، ومازال المورد الرئيسي

لنا، وكل ما علينا هو أن نواصل مسيرتنا بإيمان.

٩٨٩٨

أخبرت أعضاء مجلس اإلدارة الذين سيطرت عليهم حالة من الهلع أن الله مازال على

العرش، ومازال لديه الكثير، وأنه ربما يكون بالفعل قد بحث عن قنوات جديدة يرسل

قد اإلدارة مجلس أعضاء معظم أن إلى وبالنظر موارد. من نحتاجه ما خاللها من لنا

ساندونا في الحصول على قروض مصرفية بضمان بيوتهم، لذلك كان اهتمامهم كبيرا

بما «قد يفعله الله» على وجه الدقة.

وفي األشهر التي أعقبت هذه األزمة كانت لدينا ميزة رؤية كيف أن الله يعمل من

أجلنا بطريقة قوية. فلم يمدنا بموارده بغزارة عبر قنوات جديدة فقط، بل ما حدث

أن المتبرع الكبير الذي كان قد تركنا عاد إلينا ثانية. وأخذ يساعدنا من الناحية المالية

وكثير من النواحي األخرى منذ ذلك الحين. والدروس المستفادة من مثل هذا الموقف

ال يمكن أن تنسى بسرعة.

سينعم القادة بقدر أفضل من النوم ليال إذا ما آمنوا حقا بهذا المبدأ الرئيسي. فالموارد

األكبر لكل ما نحتاجه في هذا العالم هو الله الذي تعد رغبته في أن يرى كنيسته قد

بنيت أكبر من رغبتنا. ولديه الكثير.

الناس يحب الصحيحة الظروف في - المال عن الثانية الحقيقة العطاء:

والمشرف الرئيسي على جمع المال يجب عليه أن يبدأ بافتراض أن الناس لديهم ميل

إلى العطاء. فكر في هذا: االفتراض البديل هو أن الناس في الواقع طماعون، بخالء

يكرهون العطاء. وهذا االعتقاد من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى فعاليات مدمرة في

النهج الذي يتبعه القائد في جمع المال. ذلك أن القائد (أو القائدة) الذي يعتقد أن مهمته

هي انتزاع الدوالرات من الناس الذين يرفضون بإصرار تقديمها، سوف يدفعه هذا إلى

وضع إستراتيجية لجمع المال عن طريق التالعب وهذا ال يولد سوى الخطية.

جمع وعملية _ الكنائس يدمر الوقت وبمرور الناس، يؤذي األسلوب هذا ومثل

أنه جازما أعتقد وإني بها. يقوم لمن بالنسبة سلبيا اختبارا تشكل أن يجب ال المال

إذا ما قدمت الفرصة الصحيحة للملكوت وبالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب

٩٩

ولقد عظيم. بسخاء الدعم وسيكون مفرحة النتيجة ستكون المناسبين، ولألشخاص

شهد العالم كله هذا المبدأ عقب أحداث الحادي من سبتمبر_ حيث جمعت ماليين

الدوالرات لعائالت الضحايا على الرغم من أن البالد كانت تعاني من ركود مخيف.

كنت دائما أحاول التعامل مع عملية جمع المال في كنيستنا من منظور إيجابي يعامل

الناس باحترام. وقد حددت هدفي على النحو التالي: أن أقدم ألشخاص رائعين فرصا

رائعة لالستثمار في الملكوت، إذا كان الله قد وجههم نحو ذلك. ومن ذا الذي بوسعه

أن يجادل بالنسبة لنهج كهذا؟

الحقيقة الثالثة عن الموارد: خدمة جمع المال تبين حقيقة شخصية القائد بأكثر مما يفعله أي تحد آخر.

إني أتساءل كم قائد يسردون القصص الوهمية بين حين وآخر عن شخصية مثل بيل

مصدر سيكون هذا أن البد كنيستهم. حساب في مليارات بضعة ضخ الذي جيتس

دون قاطعة بصورة الموارد تحدي مع التعامل يتم سوف كذلك؟ أليس غامرة، نشوة

التمويل يتوفر وبهذا بالفوائد، حساب في كلها المنحة استثمار ويمكن رجعة.

للكنيسة بشكل دائم. وهذا يعطي القائد قدرة ليواصل رسالته من ناحية طرح رؤيته،

وتكوين الفرق، وهذا أمر يشعر شعب الكنيسة باالرتياح أيضا، ويستطيع الشعب أن

حمالت معمعة في الدخول دون والخدمة الروحية مواهبهم اكتشاف على يركزوا

الوكالة ووضع أساليب لجمع التبرعات.

أال يبدو الوضع وكأننا في السماء؟

لست متأكدا من هذا. والواقع، أني متأكد تماما من أنه لو عرض بيل جيتس أن يحول

مليار أو ملياري دوالر إلى خزائن ويلو، سوف أرفض هذا العرض (ربما بكل تواضع قد

أقبل مائة مليون، ولكن من ناحية المليارات، فهذا ما لن أقبله. ذلك أن لي شكوكي).

مرتبطة هائلة روحية منافع توجد أنه بالفعل أؤمن أني فهو للمنحة رفضي سبب أما

بضرورة أن أواجه تحديات تتعلق بالموارد. وفي بعض األحيان أتلقى طلبات عاجلة

من رعاة شبان. وهم يكتبون لي قائلين: «بل، لقد زرنا ويلو، ورأينا أن كنيستك لديها

١٠٠١٠٠

عدة مئات اآلالف من الدوالرات زيادة في الميزانية، ونحن في وسط السنة فحسب،

ولكنها بنقصانها، حتى تشعروا لن وأنتم دوالر؟ ألف بمائة شيكا لنا كتبت لو ماذا

ستريح كنيستنا من ضغوط كبيرة تواجهها».

كما أتلقى مئات من نوعية هذه الطلبات، وأرد عليها جميعا بنفس الطريقة. «إن نفس

الضغط الذي تشعر به اآلن هو الشيء الذي يريد الله استخدامه ليدفعك أنت وشعبك

إلى مستويات أعلى من االلتزام والثقة».

قاسيا. أكون أن أحاول ال بالرفض. «وإني الرد عليه قام الذي األساس في أتوسع ثم

من يكن لم الكنيسة لهذه األولى األيام في أنه فحسب تعرفوا أن أريدكم إني بل

المعجزات عمل على القادرة وقوته ونعمته، الله صالح في ثقتي يعمق أن شيء شأن

مثلما استطاعت الضغوط المالية التي كنا نواجهها كل أسبوع، وهي من نفس نوعية

الضعوط التي تواجهونها اآلن. أرجو أال تقللوا من قيمة النمو الروحي الذي سيتحقق

فيكم وفي كنيستكم، إذا ما واجهتم هذه التحديات المادية.

فوائد تحمل األوقات الصعبة:يعد البيت الذي تربيت فيه، بكافة المعايير، بيتا غنيا. غير أنني عندما تركت العمل

بتجارة العائلة، رأى والدي أنه يجب أن أرحل صفر اليدين. وهذا ما حدث فعال. ولذلك

عندما بدأنا _ليني وأنا_ كنيسة ويلو لم تكن لدينا أية نقود. ولم يكن بمقدور الكنيسة

كنت ولذلك تقريبا، سنوات ثالث لمدة هكذا الوضع استمر وقد مرتبا، تعطينا أن

أعمل في الليل بسوق المنتجات بوتر ستريت وسط مدينة شيكاغو، أما ليني، فكانت

بيتنا في شخصين استضفنا كما الفلوت، آلة على العزف في خصوصية دروسا تعطي

الذي كان يضم حجرتين للنوم حيث عقدنا معهما اتفاقا ماليا دقيقا لسداد مقابل الطعام

نصلي وكنا الثالجة. فوق يضعها كان النقود بعض يكسب أحدنا كان وحين والنوم.

كل يوم من أجل توفر نقود كافية حتى آخر الشهر لكي نسدد اإليجار.

وسرنا على هذا النظام لمدة ثالث سنوات ولم يحدث أن تأخرنا مطلقا في سداد اإليجار

في موعده.

١٠١

كذلك لم تفتنا وجبة طعام واحدة، بفضل األصدقاء المجهولين الذين كانوا بين وقت

البيت شرفة في البقالة من حقيبة يتركوا أن على يحثهم الله بأن يشعرون وآخر

لكان لوالها والتي المستعملة األثاث قطع بعض آخرون أناس أعطانا ولقد األمامية.

البيت في الحقيقة خاليا. ولم يسبق لي من قبل أن كنت في عالقة اتكال على الله فيما

يتعلق بالنقود واالحتياجات الضرورية اليومية.

وحدث ذات مرة في أثناء هذه الفترة العصيبة أن صديقا قديما كان يعمل على ثقابة

ضغطية لمدة ثماني ساعات في اليوم، وكان يحصل على أدنى أجر، ومع ذلك أعطاني

بعض النقود. وقد تأثرت بكرمه تأثرا بالغا. وألول مرة اختبرت شخصيا الفكرة المذكورة

هذا من واألهم بل الله. عائلة في المتبادل االتكال عن تتحدث التي ،٢ أعمال في

كله، فقد قضى ذلك على كبريائي. وهذا هو شخص كانت عائلته تعيش في الجانب

الفقير من مدينة ميتشجن، في حين أنني نشأت في الجانب الغني. واألن، أصبحت أنا

الشخص الذي يحتاج إلى معونة.

وفي سنوات الشح هذه، وجدت الله أمينا تماما ورائعا وعجيبا بصفة دائمة، ووجدته

أعظم من يحفظ مواعيده. وأعتقد أن هذا االقتناع ما كان ليتأصل في نفسي بأية وسيلة

أخرى. والشح يمكن أن ينتج ثمرا روحيا مذهال. وبعد ذلك بثالثة عقود تقريبا، كنت

أواصل االعتماد على سنوات الكفاح األولى هذه عندما كنت أعلم عن مدى جدارة الله

أمرا اختباريا لي بالنسبة الله أمانة جعلت السنوات تلك أن ذلك فيه. ثقتنا نضع ألن

وليس مجرد نظرية. وأثناء أيام التحدي هذه، كان الشعب في ويلو يتعلم هذه الدروس

معي جنبا إلى جنب، وحينما اشترينا األرض في البداية وأقمنا عليها المباني، كنا نصلي

معا على نحو لم يسبق لنا أن عملناه من قبل. أصبحت لنا اجتماعات منزلية. وكنا نصوم،

والكثيرون منا أفلسوا تماما. وكان الناس يبيعون السيارت، المجوهرات، إلخ. وقد قوي

إيماننا وأصبحنا مرتبطين بعضنا ببعض بشكل لم نعهده من قبل على اإلطالق.

وفي فبراير سنة ١٩٨١، أقمنا أول خدمة صالة في أمالكنا، وذلك في قاعة المحاضرات

العامة الخاصة بنا. وقبل الخدمة وجهت الدعوة إلى األعضاء األساسيين الذين ضحوا

بالكثير جدا، ووثقوا في الله تماما لكي ننضم معا في قاعة المحاضرات العامة قبل أن

١٠٢١٠٢

نفتح األبواب لبقية أعضاء الكنيسة. ولن أنسى هذا المشهد مدى الحياة، وقد احتشد

العشرات من المؤمنين معا في مجموعات صغيرة، وكان كل منهم يحيط اآلخر بذراعيه،

ويصيحون كاألطفال. لقد جعل الله المستحيل ممكنا. وبقوته اإللهية الخارقة حرك

جبل الموارد. ولن يعود أحد منا على اإلطالق إلى ما كان عليه سابقا.

منذ بضع سنوات ماضية، وفي الذكرى العشرين لتأسيس ويلو، أقمنا وليمة للمؤسسين

مدرج من األولية الخطوة هذه اتخاذ على ساعدونا الذين شخص الثالثمائة لتكريم

وباعوا استدانوا، الذين هم األشخاص وهؤالء بنا. الخاصة المباني حتى المحاضرات

سياراتهم، وتحملوا الكثير من أجل تمويل إقامة أول مبنى لنا. في تلك الليلة ألقيت كلمة

في المجموعة. وعندما تفرست في وجوههم ارتسمت أمام عيني ذكريات كرمهم البالغ

إلى درجة شعرت معها أنني أذنبت في حقهم، ولذلك قلت: «إني أشعر باألسف حقا لطلبي

منكم أن تقدموا هذه التضحيات التي ال تصدق أثناء تلك السنوات األولى».

وبعد ذلك، قام عدد من المؤسسين وقالوا لي: «ال تعتذر أبدا لدعوتنا إلى تقديم التضحيات

لشيء أصبح يعني لنا الكثير والكثير. فنحن نعرف تماما أن الله قد استخدمنا لعمل بيت

لويلو كريك. إن هذا يعد كما لو أننا أعطينا نوط الشرف طوال حياتنا».

من أخرى جهات إلى الكنيسة موارد تدبير أبطال من الكثيرون نقل السنين، وعبر

البالد بسبب أعمالهم، لكنهم مازالوا مرتبطين بعائلة ويلو. وكلما سمعوا كيف أن الله

بدور قاموا أنهم لمعرفتهم سرورا يمتلئون العالم أنحاء جميع في كنيستنا استخدم

مهم في حدوث هذا األمر، ألنهم كانوا من أوائل القنوات التي استخدمها الله إلتاحة

الموارد للكنيسة.

وأعضائها الكنيسة قادة تحمل مدى يختبر شيء من ما ثانية: أقولها أن لي واسمحوا

من بدال الكنيسة قادة على يتوجب ذلك وعلى بالتمويل، الخاص التحدي من أكثر

المالية، بالموارد الخاص التحدي يقبلوا أن اليانصيب، وربح السريعة، المحاوالت

وذلك عن طيب خاطر وبكل شجاعة وأمل. ويجب أن نتيح لضغوط الندرة أن تعلمنا

كل ما نستطيع تعلمه عن الله، وعن الشعب، وعن أنفسنا.

وإذا ترسخت فينا هذه الحقائق األساسية، فإننا سنستطيع مواصلة المسيرة. والمبادئ

١٠٣

الخمسة التالية الخاصة بجمع الموارد وتخصيصها تقوم على أساس الحقائق األساسية

ومن الشخصية، الخبرة من سنة ثالثين واقع من - بشدة مقتنع وإني ذكرها. السابق

مالحظة قادة آخرين- بأن الذين يطبقون هذه المبادئ الخمسة سيرون نهرا من الموارد

يتدفق في الكنيسة المحلية لمجد الله.

الموارد المالية ومبدأ التعليم:إلى المنتسبين غير من أصدقائي أحد قام كريك، ويلو من األولى األيام بداية مع

الكنيسة بقبول اإليمان وبدأ يحضر الكنيسة. وبعد إحدى خدمات العبادة في كنيستنا

سألني قائال: «ما هي طريقة التعامل مع صندوق التقدمات؟»

ونظرا لعدم معرفتي قصده من هذا، سألته ما الذي يعنيه بهذا. قال: «لست أعرف كل ما

يتعلق بهذا الموضوع. من الذي من المفترض أن يعطي؟ وكم مرة؟ وما المبلغ المفروض

تقديمه؟

وقد ساعدني سؤاله على إدراك أهمية مبدأ التعليم.

يفترض معظم القادة أن كل من يأتي إلى الكنيسة يعرف فكر الله من ناحية النواحي

المالية. لكن الحقيقة هي أن الكثيرين ليس لديهم فكرة على اإلطالق بالنسبة للمبادئ

شعب يعلموا أن والمعلمين القادة على ولذلك المسيحية. المالية لإلدارة األساسية

نشوة تقديم تأخذهم بأموالهم وأخيرا أن يكرموا الله يتوقعوا منهم أن كنيستهم قبل

الدعم المالي للكنيسة.

وقد ساعدني سؤاله على إدراك أهمية مبدأ التعليم.

يفترض معظم القادة أن كل من يأتي إلى الكنيسة يعرف فكر الله من ناحية النواحي

المالية. لكن الحقيقة هي أن الكثيرين ليس لديهم فكرة على اإلطالق بالنسبة للمبادء

األساسية لإلدارة المالية المسيحية. ولذلك يتعين على القادة والمعلمين أن يعلموا شعب

نشوة تقديم تأخذهم بأموالهم وأخيرا أن يكرموا الله يتوقعوا منهم أن قبل كنيستهم

الدعم المالي للكنيسة.

وإني أقترح بقوة على قادة الكنيسة ومعلميها أن يقدموا سلسلة من أسبوعين أو ثالثة

١٠٤١٠٤

أسابيع كل سنة يتحدثون فيها عن المبادئ الكتابية للتعامل مع المال ... وفي الواليات

المتحدة األمريكية يعد شهر يناير هو الوقت النموذجي لهذا، ألنه الوقت الذي يقوم

فيه معظم الناس بإعادة التفكير في ميزانياتهم الشخصية. أما في البالد األخرى، فقد

يكون هناك وقت في السنة أكثر مناسبة لتنفيذ هذا االقتراح.

وفي سلسلة الوكالة هذه، يتطلب األمر القيام بتوضيح أن اكتساب المال أمر حسن،

في حين أن االستدانة أكثر من الالزم أمر سيئ. وعلينا أن نشرح لهم أن أتباع المسيح

مدعوون إلى أن يعيشوا طبقا لمواردهم، وأن يقدموا حدا أدنى قدره ١٠٪ من دخولهم

إلى عمل الله في كنيستهم المحلية، وأن يقدموا مضحين للفقراء بحسب تحضيرات

الروح القدس.

وكل من المؤمنين والطالبين في حاجة إلى من يذكرهم بطريقة التعامل الكتابية مع

النقود، وذلك مرة على األقل كل سنة. أما في ويلو، فنحن نتجاوز بكثير عمل تذكرة

بكيفية الخاصة السلسلة وعقب سنة، كل من يناير شهر وفي السنة. في واحدة مرة

التعامل مع المال، نقيم ورشة عمل لتخطيط الميزانية كمتابعة لنفس الموضوع. وفي

كل سنة يقضي مئات من الناس نصف يوم السبت يتعلمون فيه كيف يضعون ميزانية

تمجد الله.

تقدم وهي السليم» العملي «الفهم عليها يطلق ناجحة فرعية خدمة أيضا ولدينا

لتتفق المالية أمورهم ترتيب يحاولون الذين ألولئك الشخصية والنصيحة التدريب

والمبادئ الكتابية. والمتطوعون في خدمة «الفهم العملي السليم» يعملون على مدار السنة ويساعدون مئات من شعب كنيستنا.٣

الخاصة النظم أوالدهم يعلمون الذين هم قليلين آباء فإن األمر، في فكرت وإذا

عن بالمرة_ توجد ال _وقد الدراسات من وقليل هذه، أيامنا في المالية بالترتيبات

هذا الموضوع تقدم في المدارس الثانوية والكليات. فأين نتوقع أن يتعلم الناس هذه

المعلومات الهامة؟

وإذا كان األمر يتطلب دليال على أن الموضوعات المالية خارجة عن السيطرة، فكل

3 For more information about Good $ense, or to purchase the Good $ense Ministry kit, visit www. GoodSenseMinistry.com.

١٠٥

ما علينا عمله هو إلقاء نظرة على اإلحصائيات الخاصة بالديون. ذلك أن اإلحصائيات

أن وبعد سبت، يوم وفي دوالر. هو٨،٣٠ المتحدة الواليات في الدين معدل أن تبين

عمره من الثالثينات بداية في شاب نحوي تقدم اإلستدانة، أخطار عن درسا ألقيت

بطاقة استخدمت لقد اليوم. عنهم تحدثت الذين الناس ضمن من «وأنا لي: وقال

االئتمان الخاصة بي ولم أنظر إليها على أنها مشكلة. ولقد قررت اليوم أن أذهب إلى

البيت وأمزقها، وأبدأ في سداد أقل دفعة شهرية حتى ينتهي األمر تماما».

سألته: «ما المدة التي يستغرقها هذا األمر بحسب ما تعتقد؟»

رد معترفا: «لست أعرف. ذلك أن ديني كبير جدا، بل أنه أكثر قليال من المعدل القومي

الذي ذكرته. لكني ملتزم بالقيام بذلك. وسوف ألتزم بهذه الخطة حتى النهاية».

وفي اليوم التالي قمت ببعض الحسابات بالنسبة لدين قدرة ٨،٣٠ دوالر، فإن ذلك يستغرق

مبلغا المضافة الفائدة وستكون السداد. يتم حتى السنة ونصف سنة، وثالثين أربع

إجماليا قدره ١١،٣٦٧،١٤ دوالر، وسيصبح إجمالي المبلغ المدفوع ١٩،٦٦٧،١٤ دوالر.

.(www.cardweb.com اإلحصائيات مأخوذه من)

كنا وإذا األموال. إدارة بسوء المرتبط األلم عن فكرة أية لديهم ليس الناس ومعظم

بصفتنا قادة نحب تابعينا بحق، علينا تعليمهم وتوجيههم نحو الحرية المالية. ليس من

العدل أن نتوقع من أناس غارقين في األلم بسبب المال أن يكونوا قنوات لموارد الله.

الموضوع، عليك هذا بها تتناول التي الكيفية عن واضحة فكرة لديك تكن لم وإذا

الحصول على كتب أو شرائط تسجيل للقادة الذين أحسنوا القيام بذلك، أو االلتحاق

هذا تتناول كيف تتعلم بأن لشعبك مدين وأنت الموضوع. هذا تتناول بدراسات

الموضوع بكل وضوح وحكمة.

الموارد المالية ومبدأ المعلومات:اللياقة عندما تكن تنقصني لم العامة في ويلو المحاضرات لقاعة أثناء األيام األولى

يتعلق األمر بموضوع المال. وأعتقد أنه من بين أكبر أخطائي أنني فشلت في إعطاء

الشعب معلومات كافية.

١٠٦١٠٦

حدث ذات مرة أن وجدت عجزا كبيرا في الميزانية األسبوعية حتى إنني لم أر في واقع

بالنسبة أو للكنيسة بالنسبة سواء المالية، األزمة هذه من الخروج في أمل أي األمر

لنا، ليني وأنا شخصيا، ولذلك قررت القيام صباح ذات يوم أحد، أني سأعلن أمام شعب

الكنيسة كله أنني سأبتعد لفترة ما، ذلك أني لم أعد أستطيع مواجهة الضغوط المالية

الخاصة بهذه الكنيسة». وعلى ذلك البد أن أبتعد للتفكير في هذا األمر، وإني لست

متأكدا من موعد عودتي. ويبدو أنه لم يكن أحد سواي يهتم بهذا الموضوع. وبهذا

العرض الرائع للقيادة، نزلت من على المنصة. وفي غضون ثوان قليلة وجدتني محاطا

بما ال يقل عن ثالثين شخصا، كانوا جميعا يقولون معا. «نحن لم نكن نعرف. لماذا لم

تخبرنا؟ ولماذا ال تسمح لنا بالمساعدة. نحن نحب هذه الكنيسة. ونريد أن نشترك في

الحل.

بطرح فعال المهتمون األشخاص هؤالء بدأ القاعة، درجات أسفل احتشدوا وإذ

حصيلة تكون أن يجب المالية: «كم الكنيسة حالة عن جدا الذكية األسئلة بعض

القرارات؟ يتخذ ومن المبالغ؟ هذه إنفاق يتم بالتحديد وأين األسبوعية؟ التقدمات

ومن يخطط للميزانية المستقبلية؟ وكيف يمكن معالجة األمر؟ في ذلك اليوم حصلت

على درس عاجل عن مبدأ المعلومات. الناس يريدون أن يعرفوا. ومن حقهم ذلك. فهم

لن يستطيعوا المعاونة ما لم يعرفوا.

يوجد ال أنه وأعني الكنيسة، شعب أمام شيء كل أعرض أن قررت اليوم ذلك ومنذ

الكتاب سياسة اتبعنا ولذلك المالية، األمور في السرية اللتزام معقول سبب أي

المفتوح.

مجلس وضعها التي الميزانية الكنيسة لشعب أعلن الرؤيا» في «ليلة سنة، كل وفي

المديرين. كما أني استخدم كثيرا من الوسائل البصرية ألوضح أين نحن ككنيسة؟

هناك ليس أنه كما عليها، والرد لألسئلة وقتا أتيح ثم المستقبل. في نتجه أين وإلى

مفصل بيان على الحصول شخص أي بوسع ذلك على وعالوى سؤال. أي على حظر

بالكامل يوضح بالكامل موضع صرف كل بنسي قدم لكنيسة مجتمع ولو كريك.

ألن لماذا؟ المالية. النواحي كافة عن تماما اإلفصاح على أصر إني القول وبوسعك

١٠٧

أي شيء خالف ذلك يولد الشك، وما من شيء يوقف صنبور الموارد المالية أكثر من

الشك. وإذا لم يكن هناك شيء تخفيه، فما الداعي إذا إلى السرية؟ لماذا ال تعلن األمر

بكل وضوح؟ وفي ويلو، ال يوجد شيء واحد نخجل منه، وال يوجد شيء نحتاج إلى

إخفائه. وإني وبكل قوة، أنصح قائد كل كنيسة أن يعمل بنفس هذا األسلوب.

المال ومبدأ اللمسة الرقيقة:األمور تأخذ أن يعني: الرقيقة اللمسة ومبدأ المبدأ. هذا عن سمعوا قد الناس معظم

ببساطة.

وقد علمتني التجارب أن أكبر عدو لعملية جمع التبرعات هو التعقيد. وعندما أسمع

عن كنائس تحاول تنظيم حمالت جمع تبرعات متعددة ومتزامنة، أشعر وكأني أصيح

عملية في التعقيد أسلوب بنفسي، لمسته ومما الطريقة». بهذه تتصرفوا محذرا: «ال

جمع التبرعات من بين أكثر الطرق الفعالة في صد الناس. فهذا األسلوب ليس مربكا

فحسب، بل ويدعم القول بأن الكنيسة ال تشبع من جمع التبرعات وال تقنع.؟؟؟

هذه في والمتبعة التبرعات بجمع الخاصة االستراتيجيات نصف بأن مقتنع وإني

يعلمنا وال بنفسي. ألمسه ما هذا لكن هذا، لقولي آسف وإني كتابية. غير الكنائس

البنجو لعبة أو الفطائر بيع طريق عن الكنيسة تمويل يجب بأنه المقدس الكتاب

(وهي من ألعاب الحظ والمقامرة). وإني ال أشعر بأسف حقا لقولي هذا.

والناس في ويلو في حاجة لفهم مجموعتين فقط في األرقام. األولى المنح األسبوعية

نطبع أسبوع كل في ونحن الفعلية. األسبوعية المنح مقابل في الميزانية بحسب

خدمات أثناء بتوزيعها نقوم أسبوعية نشرة في الحقيقية واألرقام الجارية الميزانية

منتصف األسبوع. وبهذه الطريقة يمكن لكل عضو أن يراقب أعمالنا بدقة.

بتحدي المرتبطة فهي يتتبعها، أن ويلو شعب يريد التي الثانية األرقام مجموعة أما

نهاية العام. ذلك أننا في كل سنة، فيما يقترب عيد الشكر، وعيد الميالد، نستعرض أمام

شعب الكنيسة االحتياجات الخاصة لفروعنا الداخلية، والفرع الدولي لجمعية ويلو

كريك. وقد نطلب من شعب الكنيسة أن يقدم أيضا تبرعات إضافية لشراء عقار، أو

١٠٨١٠٨

لبرامج البناء. وأثناء هذه المناسبة السنوية التي تستغرق ستة أسابيع، نقدم هدفا ماليا

محددا، ونخطر شعب الكنيسة كل أسبوع عن مدى تقدمنا نحو هذا الهدف، ولكننا ال نمط في العملية لعدة شهور، ثم إننا نبذل قصارى جهدنا لنحافظ على بساطتها.٤

للمارسات بالنسبة الرقيقة» «اللمسة مبدأ أيضا أطبق أني أضيف أن لي واسمحوا

من نشرة أو اإلدارة، بمجلس خاصا تقريرا استلمت فإذا المالية. بالتقارير الخاصة

القسم المالي ال أستطيع أن أفهمها، كنت أقوم بإعادتها وأذكرهم بأني راعي لكنيسة

ال بأني االعتبار في آخذين لي يفسروها أن منهم وأطلب قانونيا، محاسبا ولست

أفهم في الحسابات. ثم إنني إذا لم أستطع فهمها، فكيف أستطيع أن أخبر عنها شعب

الكنيسة؟ وكيف سيكون موقفي أثناء فترات س، ج التي تتضمن في كثير من األحيان

استفسارات مالية؟ فالتعقيدات تقتل حين يتعلق األمر بالنواحي المالية.

الموارد المالية ومبدأ التنظيم االستراتيجي:في كل كنيسة تقريبا يوجد أناس مبتلون بالغنى. ومما يؤسف له أن معظم القادة ال

يعرفون كيف يقيمون عالقة مع هؤالء األشخاص.

كوسيلة عنهم يبتعدون إنهم حتى األثرياء يخشون الكنائس رعاة من والكثيرون

إلخفاء شعورهم باالفتقار إلى الشعور باألمان. وهناك آخرون يحافظون بكل دقة على

حيادهم بالنسبة لألغنياء والفقراء لدرجة أنهم يتجنبون األغنياء مثلما يتجنبون الوباء.

يسرعون الشخصية_ مواعيدهم جدول إطار يقومون _في آخرون هناك ذلك، ومع

إلى التعرف على األثرياء على أمل أن يتلقوا منهم الكثير ألنفسهم، وربما القليل من

أجل الكنيسة. غير أنه عاجال أم آجال، يكون على كل قائد أن يقرر كيف ستكون

ذات أناس مع أتقابل كنت السنين مدى على فإني لي، بالنسبة أما باألثرياء. عالقته

ثروات كبيرة، ألحثهم على اإلسهام في مشروعات الكنيسة. وإذا كانوا بعيدين عن

الله، أحاول أن أقودهم إلى عالقة شخصية مع الرب يسوع المسيح كي ينالوا الخالص

على مساعدتهم أحاول روحيا، ناضجين يكونوا لم وإذا الناس. سائر مع أفعل كما

4 In November of 2000 we did our first ever three - year Capital Campaign. The details of this are available on Defining Moments Tape: Capital Campaign # DF 0102.

١٠٩

النضج. وإذا كانوا يعانون الوحدة، أشجعهم على االنضمام إلى مجموعة صغيرة حتى

فإني الهامش، على هم من كانوا إذا أما المسيحي. المجتمع يختبروا أن يستطيعوا

أساعدهم على اكتشاف مواهبهم الروحية حتى يصبح بمقدورهم االنخراط تماما في

عمل الكنيسة. وخالصة القول، أحاول أن أتلمذهم. وفي غضون ذلك، أذكرهم أيضا

بكلمات يسوع الذي قال:

«..... من أعطي كثيرا يطلب منه كثير».

زادت كلما هي األثرياء للمسيحيين األساسية رسالتي كانت السنين مدى وعلى

لهم أشرح متفتحين، وجدتهم وإذا الملكوت. تجاه األثرياء مسئولية زادت الثروة

بالعطاء، الخاصة الموهبة لديهم األغنياء كل) وبعض (وليس القول. هذا معنى أيضا

لكن قليلين هم الذين يفهمون المضامين المتعلقة بهذه الموهبة. وأخبرهم أن الكتاب

المقدس يعلمنا أن موهبة العطاء تجد تحديا حينما نربح أمواال كبيرة ويكون علينا

أن نعيش بتعقل ونفيض بأكبر ما يمكن من العطاء على عمل الله في هذا العالم (انظر

رومية ١٢: ٨).

«لقد لهم: ويقولون العطاء بموهبة يتمتعون الذين األغنياء ينصحوا أن القادة على

أعطاكم الله هذه الموهبة لسبب. فأنتم مسئولون عن تنمية هذه الموهبة واستخدامها

بشكل كامل، مثل مسئوليتي أنا أيضا بالنسبة للموهبة التي أعطاها لي الله».

منذ سنوات كثيرة مضت، كنت أتبادل الحديث مع رجل في ويلو كان على حد قوله

يتمتع بالموهبة الروحية الخاصة بالعطاء. وكان قد سبق له أن قال لي متفاخرا إنه ال

يضطر للعمل إال لمدة يوم واحد أو يومين كل أسبوع، وأنه يقوم يلعب الجولف بقية

وقته. وإذ حفزني الروح القدس سألته ما إذا كان قد طور من موهبته الخاصة بالعطاء

حتى تصل إلى ذروتها. وقلت له إني أعيش في ظل شعور غامر تقريبا بمسئولية عن

المواهب الثالث التي أعطاها الله وهي القيادة، والكرازة، والتعليم. وشرحت له مدى

لهفتي أن أسمع إطراء من الله: «حسنا يا بيل، إنك أحسنت تماما استخدام المواهب

الروحية التي أوكلتك عليها. حسنا فعلت».

ثم حولت التحدي ناحيته، وسألته هل هو على استعداد ألن يتعامل مع موهبته الروحية

١١٠١١٠

بجدية تامة مثلما أفعل أنا مع مواهبي؟ في الحقيقة قبل هذا التحدي وبدأ يعطي أكثر

في عني يبحث كان األخيرة، العشر السنوات وطوال األسبوعية. العشور من بكثير

لخدمتنا مخصص كبير بمبلغ مصرفي شيك به ظرفا ويعطيني الميالد أعياد عشية

الخاصة بربح اآلخرين للمسيح. قال لي: «طالما كنت أمينا بالنسبة لمواهبك، سأظل

أمينا لمواهبي. نحن في هذا معا أيها األخ». وسوف أكتب إليه وأشكره ألنه تعامل مع

موهبته بجدية.

من بين مهام القادة مساعدة الناس الذين يمتلكون الموهبة الروحية الخاصة بالعطاء

على أن يشاركوا في الخدمات، وأن يعرفوا أنهم مسئولون أمام الله فيما يتعلق بالكثير

الذي أعطى لهم.

وفي كل مرة أستطيع فيها مساعدة شاب غني على أن يتحرر من طغيان الطمع الذي

يستعبده حتى يصبح بمقدوره (أو بمقدورها) أن يخصص أمواال ألمور أكثر أهمية،

تمت الذين وأولئك للغاية. مهم بشيء للقيام استخدمني قد الله بأن أشعر تجدني

تلمذتهم وتحفيزهم على أن يستخدموا مواهب العطاء الخاصة بهم بوسعهم أن يعملوا

خيرا عظيما بقية حياتهم.

منذ فترة قريبة تسلمنا واحدة من أعظم العطايا التي تلقيناها في تاريخ كنيستنا. وقد

أعطاها شخص رأى ما الذي تعمله جمعية ويلو كريك من ناحية تدريب القادة على

مستوى العالم األمر الذي حفزه على العطاء. وقد استأذنته أن أقرأ ما كتبه في الورقة

المصاحبة لعطيته.

هي ما ألعرف عيني الله فتح الماضية، الثمانية األشهر طوال

نفسه الوقت وفي به. تقوم الذي العمل من الهدف وما ويلو،

كان الله يعلمني ما كان في غاية الوضوح لك لمدة طويلة، بأن

الكنيسة المحلية هي حقا رجاء العالم.

هذه يمولون الذين أولئك من واحد إلى توجهت ذلك وعلى

.WCA المرحلة من تطور جمعية ويلو كريك

وكانت هذه فرصة العطاء التي كنت أتلهف على الحصول عليها.

١١١

أن يرى شكل بأي واستخدامها عظيم بفرح الهبة هذه تقبل

سيحقق أعظم فائدة للملكوت.

هناك الكثيرون من أمثال هذا الشخص الذي كتب هذه الكلمة، أناس يتمتعون بموهبة

العطاء، ويتلهفون على الحصول على فرصته لكي يعطوا من أجل شيء يؤمنون حقا

به. وكل ما كان يحول دون فاعلية الكثيرين منهم هو أنهم لم يتلمذوا، ولم يدعهم أحد

إلى االشتراك في الخدمة، ولم يحثهم أحد على أن يتعاملوا مع موهبتهم بجدية. أيها

القادة، إن من واجبنا القيام بذلك.

المال ومبدأ الرؤية:لست أدري ما إذا كنت قد الحظت ذلك في يوم من األيام، غير أن أناسا قليلين جدا،

هم الذين يتحمسون لتمويل االحتياجات الدنيوية. وال ألومهم على ذلك. وإذا كانوا

مثلي، سيرغبون في استثمار أموالهم المحدودة في رؤية أعظم بكثير من سداد فواتير

أجهزة، إعادة تخزين المؤن، أو صيانة آلة النسخ الخاصة بالكنيسة. وهم لن يقدموا

فرقا ستحدث أنها من يتأكدوا لم ما الميالد، عيد عشية تقدمة في السنوية عطيتهم

هائال في العالم. إنهم يريدون أن يعرفوا أن نقودهم التي ربحوها بعرق جبينهم سوف

تستعمل لتمويل خدمة حقيقية تؤثر في أناس حقيقيين.

أثناء حملة ويلو الكبرى التي شنت منذ فترة بسيطة مضت، قمنا _أنا وزوجتي_ بكتابة

أكبر شيك في حياتنا. وقد قدمنا الشيك بفرح وحماسة عظيمين. لماذا؟

ألن اإلثارة قد غمرتنا حقا من ناحية الخير الذي ستحققه منحتنا. وكنا نعرف أن جزءا

منها يضمن تكاليف استراتيجية الخدمة المحلية، والتي تنفع آالفا من الناس في منطقة

الناس من مزيدا تخدم الموسعة ويلو خدمات سيجعل والبعض الكبرى، شيكاغو

الذين يعيشون في ظروف الفقر، والباقي سيتيح لجمعية ويلو كريك تدريب المزيد

من قادة الكنائس على مستوى العالم.

ونحن نعرف هذا ألن القيادة في ويلو طرحت رؤية واضحة عن مستقبل ويلو. وكانوا

يقولون حكايات، ويعرضون صورا، ويكتبون ترانيم. وحين جاء وقت كتابة الشيك

١١٢١١٢

الخاص بنا، كان سبب إحباطي الوحيد هو أنه لم يكن باستطاعتنا عمل المزيد.

وهذا هو مبدأ الرؤية في تطبيقه.

أجل من عطايا يقدمون بل آخرين، ألناس أو للمؤسسات عطايا يقدمون ال والناس

صور لرسم وقت بتخصيص هذا يعرفون الذين القادة يقوم وحين الرؤى. تحقيق

وليد سيأتي هذا فإن الملكوت خير هو لما تصور صياغة على ومساعدتهم للناس،

جهود جماعية، وبعد ذلك يكون الناس أحرارا في تقديم أموالهم بفرح. وعلى وجه

العموم، كلما كانت الرؤية عظيمة، زادت عظمة العطاء.

منذ عهد قريب كنت أحث شخصا جديدا في مجتمعنا على تقديم مساعدة لجمعية

ويلو كريك. وبالنظر إلى أنه لم يكن يعرف شيئا عن الخدمة التي تقوم بها الجمعية،

فبكل حكمة أخذ وقتا ليسأل ما الذي سنعمله على وجه الدقة بنقوده. وفيما كنا نتناول

طعام العشاء، عرفته برؤيتنا.

قلت له: هدفنا مساعدة كل كنيسة على وجه كوكب األرض للوصول إلى أقصى حد

على تعلموا قادة بواسطة تقاد الكنائس نرى أن نريد الخالص. لرسالة خدمتها في

أيدي معلمين، وتدار بواسطة مديرين. نريد مساعدة قادة الكنائس على وضع رؤى

وقيم واضحة حتى يستطيعوا ربح البعيدين عن المسيح في مجتمعاتهم وقيادتهم نحو

النضج الروحي. ونحن حتى آخر نسمة في حياتنا نريد مساعدة عروس المسيح على

أن تصبح قوة حتى إن قوى الجحيم لن تقوى عليها».

وعندما أنهيت حديثي إذ به يتعجب قائال: «هذا عمل ضخم».

قلت له: «من المؤكد أنه كذلك، ونحن في حاجة إلى مستثمرين من الكبار ليحولوا

أن يريدك الله كان إذا ما وتعرف تصلي أن يمكنك هل حقيقة. إلى الرؤية هذه

تساعدنا؟»

صلى، وقد حفزه الله على أن يضع بعضا من أمواله لتدعيم رؤيتنا. ولكن ما الذي كان

للكنائس الترنيم لفرقة جديدة مالبس تدبير هي رؤيتنا أن أخبرته أني لو سيحدث

أجل من فقط الموجودة الكنائس لمقاعد جديدة وسائد لعمل أو غيبوبة، في التي

أولئك المقتنعين فعال. وأحسب أن مثل هذه الرؤية ما كان لها أن تؤثر فيه إطالقا. ذلك

١١٣

أن الناس يحبون أن يعطوا للرؤى التي تأسر القلوب، وللرؤى العظيمة التي تمجد الله،

والتي تعد بإحداث فرق كبير في العالم.

بأنكم الناس تعرف أن عليك المحلية، للكنيسة المال بجمع تقوم فعندما ذلك، وعلى

تقيمون شيئا يمثل رجاء العالم. اطرح رؤى مثيرة، وممتدة تمجد الله. وارسم صورا رائعة

في أذهان الناس. ثم صل بحماسة وكن مستعدا، ألن الناس سيعطون أكثر مما تعتقد.

وقبل أن أختم هذا الفصل، أود أن أقدم بعض الخطوط اإلرشادية لتدبير تمويل أجور

العاملين في الكنيسة.

الموارد الالزمة للعاملين: مبدأ العدالة في المقابل المادي:

يقول يسوع في لوقا ١٠: ٧ إن الفاعل مستحق أجرته. وتوصي هذه اآلية قادة الكنيسة

بضرورة أن يحصل العاملون على أجور عادلة. فالذين يخدمون الكنيسة بأمانة يجب

أن تدفع لهم أجورهم طبقا لذلك.

لكنيسة كفاءة ذات عليا قيادة لتقديم نحتاجهم الذين األشخاص منزلة أن رأيي في

المستقبل سوف تجبر معظم شعوب الكنائس على إعادة النظر في برامج األجور بشكل

شامل. وقد دفعنا مبدأ عدالة المقابل المادي للقيام بذلك منذ وقت قريب في ويلو.

بالكفاءة يتسمون أشخاص لدينا أنه إلى انتهينا لدينا، للعاملين تقييم إجراء بعد

والتقوى، ويعملون بال كلل من أجل الملكوت ولكن المقابل المادي الذي يحصلون

عليه ال يتناسب مع أهمية وعظمة اسهاماتهم.

وعلى ذلك قمنا بتكليف لجنة لألجور لتفحص بدقة نظام األجور برمته إلى أن يهبنا الروح

القدس ارتياح تجاه هيكل عادل لألجور. ورغم أن األمر استغرق سنة تقريبا، فإن الشيوخ،

ومجلس المديرين كانوا محقين في اعتقادهم بأننا مدينون للعاملين معنا بعمل تقييم دقيق

وما ينجم عن ذلك من زيادة الرواتب.

موارد العاملين: مبدأ الثور غير المكمم:يمكن نحن، ألمورنا وبالنسبة دراسه». في الثور تكم ٤ «ال :٢٥ تث في الله يقول

١١٤١١٤

ما لعمل يحتاجونها التي األدوات العاملين أعط التالي: النحو على اآلية هذه صياغة

تطلب منهم عمله.

حصول على مسئول فهو الموارد، جمع عملية على المشرف هو القائد أن وباعتبار

عماله على ما يحتاجونه ألداء أعمالهم على وجه حسن. والسبيل الوحيد لتحقيق هذا

هل إنتاجك؟ لتضاعف تحتاجه الذي «ما الصحيحة. األسئلة تطرح أن هو الهدف

هل للخدمة؟ إضافية مصاريف إلى تحتاج هل المبنى؟ في أوسع مكان إلى تحتاج

لبعض مساعد كمبيوتر؟ أجهزة التدريب؟ من مزيد أم أفضل؟ أجهزة إلى تحتاج

الوقت؟

والعاملون في حاجة إلى أن يعرفوا أن المشرف على عملية جمع المال يبذل كل ما في

وسعه ليأتي باألدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح.

حدث ذات مرة في األيام األولى لويلو أن مدير الموسيقى شعر بإحباط شديد. كان

بعضا ان عن فضال بالكهرباء، يعمل متهالك بيانو على العبادة خدمات كل يقدم

لوحة على يدق سمعته أن يوم ذات وحدث يقتله. اإلحباط كاد تالفة. مفاتيحه من

المفاتيح محاوال إصالح مفتاح معين، وكان يصرخ قائال: «إن هذا ضرب من الجنون،

موسيقى عمل مني يتوقع أن ألحد يمكن وكيف اآلن. بعد هذا أتحمل أن أستطيع ال

جيدة بهذا البيانو الخردة؟

أن عرفت عندما ولكن المخصوصة، أقالمه بأن ضرورة بعدم مقتنعا مازلت كنت

البيانو في وضع متهالك، خرجت من مكتبي وتوجهت إلى مكان عمله الصغير وقلت

سأحاول حل مشكلة البيانو. وبناء فريق الترانيم، كتابة الموسيقى له: «إذا واصلت

أعطني فحسب قليال من الوقت».

ولم يكن لدينا بالطبع أية نقود من أجل البيانو، وكنا ندفع أقساطا ٥٫٠٠ دوالر لسجادة

يستطيع ال شيء إلى حاجة في زميال لدي إن «يارب، قائال: صليت لهذا، المكتب.

غيرك تدبيره. أرجوك يارب تدخل في األمر».

ولليني لي دعوة الكنيسة شعب من جديدة عائلة وجهت أسابيع بضعة بعد

ووجدته بهم، الخاصة المعيشة حجرة دخلت معهم. العشاء لتناول زوجتي

١١٥

أنظر وظللت بالكبير. ليس حجمه األسود، باللون مطلي المع، _بيانو هناك

رغم البيانو، عن سؤاال أطرح وجيزة فترة كل وكنت العشاء، فترة طوال إليه

البيانو؟» هذا تمتلكون وأنتم متى «منذ الموسيقى. عن يكن لم الحديث أن

وبعذ ذلك، وبكل ذكاء قلت: «هل يعزف عليه أحد أم أنه لمجرد الزينة؟ انتبهت ليني

للوضع وبدأت تركلني بقدمها من تحت المائدة.

وأخيرا، وفي نهاية األمسية، قال مضيفنا كل ما اعتاد أن يقوله الشيوخ لرعاة الكنائس

الشباب المكافحين: «إذا كان هناك شيء بوسعنا عمله من أجلكم ...» وقبل أن يكمل

ليني كادت هذا». مثل بيانو بيانو، إلى حاجة في تفكير: «نحن دونما قلت عبارته،

تصاب باإلغماء. وارتسمت على وجهها صدمة كأنها تقول: «ال أستطيع أن أصدق هذا.

إنا لن أستطيع أن أصحبه معي إلى أي مكان».

غير أنه بعد مرور أسبوع اتصل بي ذلك الشخص الذي كان قد استضافنا على العشاء

وقال إنه وزوجته قد ناقشا الموضوع، وأنه يسعدهما أن يتبرعا بالبيانو للكنيسة. لقد

فضال أن يقود البيانو الجميل الخاص بهما الناس إلى العبادة بدال من أن تتراكم عليه

األتربة في غرفة المعيشة.

ولن أنسى إطالقا ذلك اليوم الذي استأجرا فيه شخصا متخصصا بنقل البيانو، الذي قام

بتسليم هذا البيانو الجميل لمكتب الكنيسة. والنظرة التي ارتسمت على وجه ديف حين

عبر البيانو عتبة المكتب عبرت عن كل شيء. لم يكن هو شاكرا لنعمة الله التي وفرت

له احتياجه الموسيقي بهذه الطريقة العجيبة فقط، بل شكرني بعمق الهتمامي البالغ

بحاجته، األمر الذي أدى إلى إيجاد اآللة التي ستساعده على مضاعفة تأثير خدمته.

دعم إلى تؤدي وأن بد ال للعاملين الالزمة اآلالت لتوفير القائد يبذلها التي والجهود

بقدرة القائد إيمان تعمق أنها كما الفريق. بين الوطيدة والصالت المعنوية الروح

الله على تدبير احتياجات العامة. في المرة تلو األخرى رأيت الله يفتح كوى السماء

ليمدنا بكل ما يخطر على البال من أدوات لتعزيز تأثير فريق العاملين لدينا.

موارد العاملين: مبدأ الكرامة المضاعفة:

١١٦١١٦

ألولئك مضاعفة كرامة تعطي أن الكنيسة من بولس الرسول يطلب ٧ :٥ ١تيمو في

معناه: هذا الحاضرة وبلغتنا حسن. نحو على والتعليم القيادة بمهام يقومون الذين

يبهج الذي ما تعرف أن وعليك الضربات. من األساسيين الالعبين تحمي أن «عليك

قلوبهم، ثم وفره لهم مهما كان األمر».

تمتلك ويلو فريق عمل مذهل. وبمضي السنوات، وتطبيقا لمبدأ الكرامة المضاعفة،

عملت بالتعاون مع الراعي التنفيذي على توفير عشرات الهبات للكرامة المضاعفة،

على سبيل المثال: وقت إضافي لإلجازات، عالوات عالية مناسبة، فرص رائعة للسفر،

خيارات تدريبية غير عادية. وأتطلع بصفة مستمرة ألعطي كرامة مضاعفة للعاملين

الذين أكملوا موسما رائعا من الخدمة، أو حققوا هدفا ملحا وفريدا.

وال أريد فقط أن أوفر تمويال لخدمات األعضاء فقط. بل أريد أن أوفي باحتياجات

نفوسهم. وهذا هو سبب تطبيقي لمبدأ الكرامة المضاعفة.

دفع مقابل مادي للرعاة: مبدأ الحكمة.تأخذ الناس في كثير من األحيان حيرة بالغة فيما يتعلق بموضوع تقديم مقابل مادي

لراعي الكنيسة. وبعض الناس يتذكرون في الحال أن الرسول بولس كان يعمل خياما

الناس، هؤالء من جدا والكثيرون األوائل. المسيحيين على ماليا عبئا يمثل ال حتى

اسم عليهم أطلقهم الذين من هم للكنيسة اإلدارة مجالس في غالبا تراهم الذين

«مهووسو الخيام». هم يريدون من راعي كنيستهم أن يصنع أجمل الخيام، وينام في

خيمته ويموت في خيمته، أعتقد أنك فهمت ما أرمي إليه.

بأقوال وعاظ الذين يؤمنون بالخيمة، يأتي أولئك المهووسين تناقض صارخ مع وفي

الكنيسة راعي بأن النوعية هذه من الخدام يؤمن التليفزيون. شاشة على االزدهار

هو إنما الحساب، هذا يناسب بمظهر ويظهر البنك، في ضخما حسابا يمتلك الذي

يحقق مجدا لله وللكنيسة. والنتيجة هي رواتب للرعاة وغطرسة تدعو إلى الخزي.

تقع معظم مجالس إدارات الكنيسة تقع في مكان ما بين هذين النقيضين، بل ومعظم

رعاة الكنائس تأخذهم الحيرة مثل أي شخص آخر. فهم من ناحية، يعتقدون أنه من

١١٧

واجبهم تحمل بعض اآلالم من أجل المسيح. ثم إن معرفتهم أن القادة الروحيين الذين

كانوا قبلهم والذين سفكت دماؤهم بالفعل من أجل امتداد الملكوت تعد حقيقة تجعل

تضحياتهم تبدو تافهة عند المقارنة بينهم. وعلى صعيد آخر، فإن األوالد يحتاجون إلى

مصاريف، وفرامل السيارة تحتاج إلى تغيير، وسقف البيت تتسرب منه المياه. فكيف

يمكن لرعاة الكنائس مواجهة هذه األعباء بدون مرتب معقول؟

يسمى الكنيسة لراعي راتب بدفع يتعلق فيما أقترحه أن أود الذي الوحيد المبدأ

«إرشاد الحكمة» وهو مأخوذ بصفة مباشرة من فم يسوع حيث قال: «فكونوا حكماء

كالحيات وبسطاء كالحمام» (مت ١٠: ١٦).

وهذا المبدأ يحث كل من هو مشغول بمناقشة موضوع الرواتب بأن يمارس رجاحة

بمرتب المتعلقة المتغيرات كل بعناية تقيم أن معناه وهذا القديمة. والحكمة العقل

مدى هو وما العاملين؟ حجم وما الكنيسة؟ شعب حجم هو ما الكنيسة: راعي

المسئولية؟ وكم سنة من الخدمة األمينة قدمها للكنيسة؟ هل أظهر تحسنا متواصال في

القيادة والوعظ؟ هل هناك احتياجات عائلية خاصة؟ ويمكن للقائمة أن تستمر.

صراحة، سيتكلمون القدس الروح من الممتلئين الناس أن المبدأ هذا ويفترض

مائدة حول الجالسون يصل حتى الموضوعات هذه عن بناءة وبطريقة وبمحبة،

المناقشة (ومن ضمنهم راعي الكنيسة) إلى قرار باإلجماع، وحتى يستطيع كل واحد

أن يقول بأمانة: «لقد طلبنا معا حكمة الله، ونعتقد أنه قادنا إلى هذا القرار». والهدف

هو الوصول إلى إجراء كاف _وليس مخزيا_ لتدبير إحتياجات الراعي، بحيث يلقى

قبول الشعب سواء داخل الكنيسة أو خارجها.

سنة، والعشرين السبع طوال للغاية. شخصية بمالحظة الفصل هذا اختتم أن وأود

الشيوخ من جدا طيبة معاملة لقيت كريك، مجتمع لكنيسة راعيا فيها كنت التي

باستطاعتهم يكن لم الكنيسة، إقامة من األولى السنوات وفي المجلس. أعضاء ومن

أن يعطوني راتبا، وكان هذا األمر يحزنهم. وفيما أصبحت الكنيسة قوية من الناحية

المالية، فقد بدأوا بكل سرور يكافئونني على أساس مبدأ الحكمة.

وعالوة على مرتب مناسب، كانت كنيسة ويلو تتولى النفقات الصحية والعالج، كما

١١٨١١٨

وضعت برنامجا كريما عند وصولي إلى سن اإلحالة على المعاش. كما أعطيت مكانا

كافيا للعمل، والكتب والمراجع التي كنت أحتاجها لتحضير العظة، فضال عن فرص

التدريب لمساعدتي على النمو كمعلم وقائد. في واقع األمر، فإنه على ما أتذكر في

أي وقت كنت أطلب شيئا يعزز خدمتي، كان هذا الطلب يلقى قبوال.

العاملين أدعو أن يمكنني حتى صغير، نفقات حساب أعطيت ذلك، على وعالوة

والقادة العلمانيين إلى العشاء تعبيرا عن تقديري لجهودهم. (كانوا يراقبون حساب

النفقات هذا كالصقور، ولم يكن قد زيد طوال خمس عشرة سنة، لكنه موجود اآلن).

كما وفروا لي وسيلة انتقاالت جيدة من خالل اتفاق مع متجر محلي للسيارات. كما

عينوا لي أفضل مساعد تنفيذي في العالم لمساعدتي في عمل ما أريد عمله.

وأخيرا، اإلجراء الذي ربما كنت أقدره بأكثر من أي إجراء آخر، وهو اإلجازة السنوية

الصيفية للدراسة. منذ سنوات مضت، بدأت بأسبوع واحد سنويا، أما اآلن، فإني عادة

ما أحصل على إجازة من الخدمة لمدة تصل تقريبا إلى ثمانية أسابيع كل صيف. وأثناء

والبريد والفاكسات الهاتفية، المكالمات بواسطة الخدمة قيادة أواصل الفترة هذه

مواعيدي جدول ولكن العمل، فرق مع الموقع خارج واإلجتماعات اإللكتروني،

للقراءة، الوقت من كبيرة فسحة ويترك كبيرة، درجة إلى ينخفض بالعمل الخاصة

واالستجمام، والعالقات. وهذا الوقت الذي أقضيه بعيدا ال يشحن فحسب بطارياتي

أعظم بين من أنه عرفت متأخر بإدراك ولكن فقط، والروحية والبدنية النفسية

محبة أسباب بين من بأن تماما مقتنع وإني العائلية. حياتي أفادت التي اإلسهامات

أطفالي الكبار لله والكنيسة، ومحبتهم لنا -أنا وليني- واآلخرين هو أنه في كل صيف

أثناء طفولتهم كانت كنيسة ويلو تتيح لنا وقتا نقضيه معا في االسترخاء كعائلة.

ذلك األرض. وجه على سعادة الكنيسة رعاة أكثر أنني أشعر أنني هو قوله أود وما

أزيد أن على يحفزني كان السنوات تلك طوال بها عوملت التي العناية مستوى أن

من كميات الوقت والطاقة التي أقدمها للكنيسة. أليس هذا ما كان يجب أن يكون؟

إني أتطلع إلى اليوم الذي يلقى فيه كل رعاة الكنائس نفس المعاملة التي تلقيتها، وأن

يشعروا بنفس العرفان والتحفيز الذي كنت أشعر أنا به.

١١٩

ال القادة أيها هو: األساسي الخط أن أعتقد الفصل؟ هذا أوجز أن يمكنني كيف

يوسع الرب دعوا منه. وتعلموا فيه. استغرقوا بالموارد. الخاص التحدي من تخشوا

تخومكم باستخدامه. وعندئذ، احلموا معي باليوم الذي يتدفق فيه نهر موارد ليصب

في الكنائس المحلية في جميع أنحاء العالم لكي ينتعش عمل الله.

١٢٠١٢٠

١٢١

الفصل السادس

تنمية قادة واعدين

عندما يكون القادة في أفضل حاالتهم

مكان في االنتظار هو تروقني التي الخدمات أكثر من أن أجد الحاضر، الوقت في

مميز مع عشرة آخرين من قادة الكنيسة نصارع مع تحديات القيادة. وكثيرا ما أميل

إلى أن أطرح سؤاال أثناء تلك المناقشات وهو: ”متى يكون القادة في أفضل حاالتهم؟“

من الكثير لوجود جزئيا يرجع وهذا مشتعلة، حوارات السؤال هذا يولد ما ودائما

اإلجابات المقبولة.

عادة ما يبدأ أحد الجالسين باقتراح أن القادة يكونون في أفضل حاالتهم عندما يقومون

األهداف ويضعون الفرق ويبنون الله تمجد التي الرؤى فيشكلون – القيادة بمهام

ويحلون المشكالت ويزيدون الموارد. يتألق القادة حينما يقدمون نموذجا للقيادة.

وبسرعة يقوم شخص آخر بتذكير المجموعة أن القيادة تتضمن أكثر من مجرد مهارات

ظاهرة، إذ يجب أن تظهر الشخصية أيضا. عندما يكشف القادة عن سمات مثل الجدارة

بالثقة ورجاحة التفكير والتواضع وروح الخدمة والثبات عبر فترة طويلة من الوقت،

وعندما يبرهنون على أنهم ال يضطربون في األزمات، ذلك هو الوقت الذي يكون فيه

القادة في أفضل حاالتهم.

الروحي المكون هو شيء أي من أكثر يهم ما أن ليضيف آخر صوت يظهر هنا

حينما الله. مع بالتوافق يعملون حينما حاالتهم أفضل في القادة يكون القيادة. في

إلرشاداته، ومصغين بسلطانه، معترفين السماوي، اآلب أمام باتضاع يسجدون

خاضعين لقيادته، ثم يطيعون إرشاده بشجاعة، هذا هو الوقت الذين يكون فيه القادة

في أفضل حاالتهم.

وعندما ترتفع درجة حرارة النقاش في الغرفة بما يكفي، أدخل أنا وأطرح رأيي فأقول:

”أعتقد أن القادة يكونون في أفضل حاالتهم حينما ينشئون قادة آخرين من حولهم.

١٢٢١٢٢

أو دعنا نعبر بأسلوب آخر: يكون القادة في أفضل حاالتهم عندما يخلقون ثقافة قيادة

من حولهم“.

عندما أرى قائدا تتحرك حواسه الستشعار القادة الواعدين، أو حينما أرى قائدا أكبر

سنا يستثمر الوقت والطاقة في تدريب وتمكين قائد أصغر سنا، عندئذ أدرك أنني أرى

القيادة في أفضل حاالتها.

أؤمن أيضا بأنه يجب على القادة أن يجعلوا هذا ضمن أهم أولوياتهم. لماذا؟ ألن القادة

للمعلمين يمكن ال قيادة. ثقافة وخلق آخرين قادة تنمية يستطيعون من هم وحدهم

القيام بذلك، وال المدير يستطيع ذلك. كذلك وال من لهم أحشاء رحمة. فالقادة وحدهم

هم من يستطيعون مضاعفة تأثير القيادة من خالل تنشئة المزيد من القادة.

فكر في هذا األمر. عندما ال يكتفي القائد بتنمية قدراته القيادية وحدها، بل يشجع

يتضاعف سوف الملكوت تأثير فإن اآلخرين، للقادة القيادية المواهب كذلك

ويتنامى من حياة هذا الشخص إلى اآلخرين من حوله. وهذا ينتج المزيد والمزيد من

الثمار أكثر مما يمكن أن تحققه أي إنجازات فردية في القيادة. وسوف يدوم تأثير هذا

القائد لعدة أجيال آتية. هل ترى اآلن السبب الذي يجعلني أعتبر أن تنمية القائد لقادة

آخرين يجعله في أفضل حاالته؟

من تراثا خلفه ويترك القيادة ثقافة القائد يخلق كيف أشرح أن الفصل هذا في أود

القادة المدربين جيدا.

تنمية القيادة تتطلب وجود رؤية:ال يمكن تحقيق شيء بهذا القدر من األهمية بدون رؤية؛ إذ من المحال أن يحدث

تنمية للقيادة عن طريق الصدفة. لكن ذلك يحدث فقط عندما يكون لدى بعض القادة

ضخ في يفكر عندما قلبه نبض يتضاعف وعندما ذلك، تحقيق ألجل مشتعلة رؤية

تيار متدفق من القادة ذوي الكفاءة.

فيه يقع الذي الفخ في وقعنا ويلو، في القيادة تنمية عن واضحة رؤية نضع أن قبل

الكثير من الكنائس، وهو فخ االحتياجات العاجلة. فطوال عدة سنوات، تركزت كل

١٢٣

الكرازي والحدث القادمة، للخدمة العاجلة التحديات مواجهة نحو جهودنا تقريبا

لإلنشاءات القادم والبرنامج الفقراء نحو الخدمة في للتوسع القادمة والجهود القادم

في الكنيسة وهلما جرا. ونادرا ما كنا نتوقف ونمضي وقتا كافيا في التفكير في قادة

المستقبل. كيف سنعرفهم ونحدد من هم؟ ومن الذي سيقوم بتنميتهم؟ وهل سيكونون

مستعدين لمواجهة تحديات المستقبل؟

صدقوني حينما أقول إنه في المنظمات ذات السرعة والكثافة العالية - ومعظم الكنائس

التي أعرفها في جمعية ويلو كريك وفي الثقافات الكنسية األخرى التي تتالءم تماما

مع هذا الوصف – دائما ما تأتي تنمية القيادة في ذيل قائمة األولويات إال إذا قام القادة

الناضجون بإعادتها عمدا إلى قمة قائمة األولويات.

يمثل هذا األمر غاية كبرى نسعى للوصول إليها اآلن في ويلو. فرغم أننا طورنا أخيرا

الرؤية. هذه امتالك من مبكرة مرحلة في مازلنا فإننا القيادة، لتنمية واضحة رؤية

عنها بعيدين مازالوا آخرون هناك بينما قلوبهم؛ بكل يعتنقونها الكبار القادة فبعض

ال ”إزعاج عبارة المستشارين من خارجية مجموعة استخدمت ومؤخرا اآلن. حتى

غنى عنه“ في وصف نظرة كثيرين من أعضاء فريق عملنا لتنمية القيادة. ومع أنه كان

من المحبط لنا أن نسمع أن هؤالء الناس يرون تنمية القيادة باعتبارها إزعاجا، إال أن

حقيقة أنهم يعتبرونها أمرا ضروريا تمثل خطوة في االتجاه الصحيح.

منذ عدة سنوات مضت كنت أتذكر مع قائد المجموعات الصغيرة لدينا بشأن االحتفال

السنوي العشرين لويلو، والذي عقد في المركز االتحادي في وسط مدينة شيكاغو.

فقال لي: ”ألن يكون أمرا عظميا لو جاء اليوم الذي صار لدينا فيه عدد كبير من قادة

المجموعات الصغيرة لدرجة أننا اضطررنا الستخدام المركز االتحادي لعقد الملتقى

السنوي لقادة المجموعات الصغيرة؟ هل يمكن أن تتخيل أن يكون لدينا ٢٠٠٠٠ قائد

للمجموعات الصغيرة؟“ بالنسبة لي، كان مثل هذا التصور كمن يحقنني بجرعة مكثفة

من األدرينالين.

القادة من كبيرة مجموعة لديها كانت لو الكنيسة ستمتلكها التي القوة مدى تخيل

ذوي الكفاءة في كل مجاالت خدمتها، من المجموعات الصغيرة وحتى خدمة األطفال

١٢٤١٢٤

والبناء الروحي. غير أن هذا لن يتحقق إال عندما يتشكل لدى القادة رؤية شاملة. ونحن

في ويلو أمامنا طريق طويل حتى يأتي اليوم الذي نحتاج فيه إلى المركز االتحادي

لكي نعقد فيه ملتقى قادة المجموعات الصغيرة ولكن علينا أن نبحث في كل سنة عن

مكان أكبر لكي يستضيف مجموعتنا من القادة التي تتنامى وتتزايد بشكل دائم. ومن

يدري، فربما بعد عشر أو خمس عشرة سنة من تنمية القيادات، ربما نقضي يوما أو

اثنين في المركز االتحادي الذي صنع فيه الالعب الشهير مايكل جوردن تاريخ كرة

السلة.

وضع هو التالي والتحدي األولى. الخطوة سوى ليس الرؤية خلق فإن بالطبع،

لوضع تفكيرنا ولتحفيز فعلي. واقع إلى الرؤية هذه تحويل من تمكننا استراتيجية

مثل هذه الخطة، دعوني أطرح سؤاال: كل انتهى بك األمر وقد أصبحت قائدا؟

لهذا السؤال إجابات عديدة، ولكن في حديثي مع الكثير من القادة وجدت نفسي أمام

لتنمية عملية استراتيجية لوضع األساس لنا توفر األفكار هذه أساسية، أفكار ثالث

القيادات.

شخص اكتشف إمكاناتنا الكامنةسواء كنت تتذكر ذلك أم ال، فعلى األرجح أنه في نقطة ما في ماضيك الحظ شخص

شيئا ما في أسلوب كتابتك ربما لم تكن حتى تعرف أنت بوجوده. لكن هذا الشخص

وضع يده على كتفك، وقال لك: ”أعتقد أنك يمكن أن تكون قائدا“.

بالنسبة لي، كان هذا الشخص هو أبي. فقد كنت في ذلك الوقت مجرد صبي صغير،

يتعمد كان داخلي في الكامنة القدرة هذه على يبني ولكي قائد. أنني أخبرنا لكنه

أن يلقي بي في مواجهة كل أنواع التحديات، والمواقف شديدة الخطورة، حتى وأنا

تستطيع سوف قائد، ”أنت لي: دائما الحاسمة كلماته كانت وقد جدا. صغير بعد

عمل ذلك“. في الحقيقة اعتقدت أن هذا مجرد عذر أو مبرر يتذرع به لكي يتجنب

تدريبي على أي شيء. كان أسلوبه في تنمية قدراتي القيادية يعتمد على القذف بي

في منتصف حمام السباحة ثم الهتاف قائال: ”إما تعوم أو تغرق!“

١٢٥

وبعد ذلك بسنوات، كان يوجد مدير معسكر مسيحي وقد رأى في أيضا قائدا واعدا

فوضعني على مسار تدريبي متسارع بأن جعلني أقود القادة اآلخرين بينما كنت بعد

في سن المراهقة. وأتذكر أنه قد انتابني الشك إزاء تقييمه لي. وسألته لماذا يعتقد أن

القادة اآلخرين الذين يبلغ عمرهم ضعف عمري سوف يوافقون على اتباع إرشاداتي.

فقال لي: ”بيل، إن القيادة ترتبط بالقدرة أكثر من العمر. أنت تمتلك الكفاءة في القيادة

والناس من كل األعمار سوف تتبع توجيهاتك“. وقد أفادتني تلك النصيحة كثيرا جدا

في ذلك الصيف وكانت تخطر على بالي كثيرا في أوائل فترة خدمتي في ويلو.

ارجع بفكرك إلى الوراء. أليس هذا هو ما حدث معك في البداية؟ ألم يقم شخص ما

باكتشاف إمكانات القيادية الكامنةثم طلب منك أن تهب لمواجهة التحدي؟

شخص ستثمر فيناالفكرة الشائعة الثانية التي يحددها القادة في الرحلة نحو القيادة هي أن شخصا كان

عمل من أيضا هو بداخلنا المحتملة القيادة رأى شخص أول كان ربما فينا. يستثمر

فينا. التطوير بعمل قام من هو الطريق أثناء في آخر شخص ربما أو تطويرنا. على

ولكننا جميعا وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ألن شخصا آخر بنى فينا ودربنا وأرانا كيف

نقود.

رؤيته كانت الذي بلزيكيان، جيلبرت الدكتور زميلي كان مضت سنوات منذ

المتكاملة للكنيسة هي أول ما جذبني إلى الخدمة، قد صار أيضا ناصح مخلص لي في

القيادة. فقد علمني عن القيادة الخادمة وعن استخدامات (وأخطار) القوة، وعن إدارة

األزمات، وعن كيفية خلق إجماعا في داخل الفرق. كثيرا ما كنت أفكر أين كنت

سأصير كقائد لو أنني لم أتعلم هذه الدروس الثمينة في وقت مبكر من خدمتي.

لقد وجدت أن جميع القادة الفعالين الذين تقابلت معهم كان باستطاعتهم اإلشارة إلى

شخص في الماضي ضحى بالوقت والطاقة لكي يطورهم وينميهم كقادة. إن العطية

الثمينة التي وهبها لنا هؤالء األشخاص ال تقدر بثمن وعلينا أال نتعامل معها على أنها

أمر مفروغ منه.

١٢٦١٢٦

السيارات جراج عبر أسير كنت الكنيسة، في العمل من طويل يوم عقب ومؤخرا،

توقفت حتى وقدتها سيارتي فدخلت بلزيكيان. د. بعيد من ورأيت سيارتي. نحو

إلى جانبه. وقلت له: ”لقد كنت مجرد صبي صغير حينما وافقت على مقابلتي عقب

الدراسة في كلية ترنتي. كنت مجرد صبي عندما وجهت لي الدعوة لكي أزورك في

بيتك وأعددت لي طعاما كثيرا وتكلمنا لساعات وساعات عن الكنيسة. كنت مجرد

صبي عندما سمحت لي أن أتصل بك في ساعات متأخرة من الليل عندما أمر بمشكلة

في قيادتي. لكن االستثمار الذي وضعته في صنع تغييرا في حياتي.“

فابتسم وقال لي: ”آه، أنت مازلت مجرد صبي! لكن شكرا لك!“

نحتاج إلى أن نتذكر ونكرم األشخاص الذي وضعوا هذا االستثمار الذي ال يقدر بثمن

في تنمية مهارتنا القيادية. وبعد ذلك نحتاج أيضا إلى أن نجعل هذه الذكريات تدفعنا

ألن نقوم بنفس الدور في حياة قادة آخرين.

شخص أوكل إلينا مسئولية:يذكر الكثير من القادة عنصرا مشتركا ثالثا عندما تسألهم كيف أصبحوا قادة، وهي

أن شخصا تحمل المخاطرة وقال: ”تول دفة القيادة. أعتقد أنك مستعد ألن تجرى بها

فلدي المنصب. هذا خذ فيها. ستنجح أنك أؤمن فأنا الوظيفة. هذه تول الفوز. نحو

ثقة أن باستطاعتك أن تمأله.“ واألمر المشجع أنهم قدموا بعض التدريب حينما كنا

نضع أقدامنا على أولى الخطوات وبقوا معنا وقتا كافيا لكي نطمئن إلى أننا سننجح.

ويقول يديهم في المسئولية دفة ما شخص يضع أن إلى قادة يصيرون ال القادة لكن

لهم ”انطلقوا!“

وبالتالي فإنه يجب على خطة تنمية القيادات أن تتضمن هذه المراحل الثالث:

اكتشاف القادة الواعدين -١

االستثمار في تنمية القادة الواعدين -٢

إسناد المسئولية للقادة الواعدين -٣

١٢٧

خطة الرب يسوع لتنمية القيادات:من خالل ما قرأته في الكتاب المقدس، أعرف أن الرب يسوع تحرك عبر هذه المراحل

الثالث بينما كان يعلم تالميذه وغيرهم من القادة الواعدين. فأوال، دعنا نفكر في كيفية

اختياره لتالميذه. فهو لم يقل فقط ”هذا هو خط نهاية السباق، وسوف أختار أول اثني

عشر شخصا يعبرونه.“ لم يكن هذا هو ما حدث، لكنه اختار تالميذه بعناية. وصرف

وقته وصلى بحرارة قبل أن يختارهم. لقد علم أنه في المستقبل غير البعيد، سوف يسلم

قيادة كنيسة العهد الجديد لهم. كان عليه أن يتأكد أنه اختار أشخاصا قادرين على

تحمل هذه المسئولية.

وبعد أن اختار الرب يسوع تالميذه كلهم، انتقل بسرعة شديدة إلى وقت مكثف من

االستثمار في حياتهم. فقضى وقته معهم، وعلمهم، وقدم لهم الغذاء الروحي، وتحداهم،

وحفزهم، ووبخهم، وألهمهم.

مراحل من الثالثة المرحلة إلى انتقل حان، قد الوقت أن علم عندما شهور، بعد ثم

تنمية القيادة، فوثق فيهم ووضع على كاهلهم مسئولية الخدمة الحقيقية ودربهم لكي

يكونوا فعالين في خدمتهم.

وقد نجحت خطته وحققت نتائج مبهرة.

أكثر كانوا الكنيسة قادة أن لو العالم هذا في الكنيسة تأثير عن أتساءل أحيانا

اهتماما بتنمية القيادات. فربما ظهر قادة يقومون بمزيد من الخدمات تسدد المزيد

الناس تغييرا روحيا، وانصلحت أحوال الكثير من من االحتياجات، واختبر المزيد

من الزيجات واألسر، وازدادت الموارد التي توزع على الفقراء. هل يمكنك أن تتخيل

هذا كله؟ في غضون عشرين عاما، يمكن أن يصير العالم مكانا مختلفا.

لكن هذا لن يحدث إال إذا كرسنا أنفسنا للبحث عن قادة واعدين وعملنا على تنميتهم

وتطويرهم.

في عنها أبحث التي الشخصية سمات أستعرض أن التالية القليلة الصفحات في أود

القادة الواعدين.

١٢٨١٢٨

السمة الضرورية األولى: التأثيردائما ما يتمتع القادة الواعدون بقدرة فطرية على التأثير في اآلخرين. حتى لو لم يكن

لديهم اتجاه متعمد لقيادة الناس، فإنهم يمارسون تلقائيا تأثيرا على من حولهم.

تحديد يمكنني حتى طويلة لفترة الناس من مجموعة مع التواجد إلى أحتاج لست

الرجال والنساء الذين لديهم تأثير على بقية المجموعة. إذ يبدو واضحا أفكار من هي

التي تجذب اهتمام اآلخرين، واقتراحات من هي التي تصير أوامر نافذة، وحكمة من

هي التي تلقى االحترام األكبر.

عن أبحث ما دائما فإنني لذا التأثير. على بالقدرة جوهرها، عمق في القيادة، ترتبط

أشخاص لديهم القدرة على التأثير في من حولهم.

السمة الثانية: الشخصيةيفتقر الكثير من األشخاص الذين يتمتعون بالتأثير إلى الشخصية الالزمة لتوظيف هذا

التأثير بشكل بناء أو مسيحي. بمجرد أن أميز شخصا لديه تأثير، أحاول دائما أن أتأكد

في واألمانة التعلم وقابلية واالستقرار والتواضع بالصدق يتمتع الشخص هذا أن من

وكالته على هذا التأثير. وألنني عادة ما أبحث عن قادة للكنيسة، فإنني أرغب في رؤية

لسلطان والتكريس القدس للروح والخضوع الله، مع الحياة في األمانة على دليل

كلمة الله.

فإني الراسخة، والشخصية التأثير من كال يمتلك أنه يبدو شخص مع أتقابل عندما

أكثف بحثي عن بقية السمات الثالث األخرى.

السمة الثالثة: المهارات البشريةيتضمن تعريفي ”للمهارات البشرية“ الحساسية ألفكار اآلخرين ومشاعرهم، والقدرة على

اإلصغاء – وأنا أقصد اإلصغاء الفعلي – ألفكار اآلخرين. إنني أبحث عن أشخاص يهتمون

بإخالص باآلخرين، وينظرون إلى اآلخرين باعتبارهم أكثر من مجرد وسيلة لبلوغ غاية.

منذ عدة سنوات مضت كنت أتناول الغذاء مع رجل كان متوقعا له من الكثيرين أن

١٢٩

جميع من أكثر أدهشني الذي األمر ديزني. لشركة الجديد التنفيذي الرئيس يصير

يصغي فهو التواصل؛ مستوى على ومهاراته استعداده كان المؤثرة القيادية مهاراته

جيدا ويمدح بقية أعضاء الفريق بحرارة. ويقدم كل البراهين على قدرته على اجتياز

أي اختبار لذكاء التواصل بدرجة امتياز.

يجب أن يتمتع كبار القادة بالمهارات البشرية. فيجب أن يكونوا قادرين على التواصل

مع عدد كبير من األشخاص، وأن يتعاملوا مع األشخاص ذوي السمات الشخصية غير

لديهم قادة عن أبحث ما دائما فإنني لذا الذات. تقدير ونقص القوة، وقضايا المعتاد،

مهارات بشرية متطورة بشكل جيد.

السمة الرابعة: الدافعيةاتخاذ فكرة إزاء باالرتياح ويشعرون العمل نحو موجهين أشخاص عن أيضا أبحث

زمام المبادرة. هؤالء هم نوعية الناس الذين تراهم في المطعم ويكونون أول من يقول:

”دعونا نطلب الطعام، دعونا نبدأ العمل.“

فريقه مع العشاء لتناول إليه ألنضم كبرى لشركة التنفيذي الرئيس دعاني مرة ذات

من كبار الموظفين التنفيذيين. واختار مطعما أسعاره باهظة وحجز غرفة خاصة. هذا

تمتع المطعم المبهر بكل مقومات الطعام الفخم، بما فيها النادل شديد التأنق. ويبدو

المطعم تاريخ عن مطولة خطبة في فبدأ األسير، جمهوره فينا رأى النادل هذا أن

وتجديداته الحديثة وعن خبرة العشاء الرائعة التي نوشك التمتع بها.

شعرت أن الرئيس التنفيذي كان قد أوشك على القفز من النافذة. فقد كان هذا العشاء

مجرد فقرة من بين خمس فقرات يجب االنتهاء منها في تلك الليلة. وأخيرا لم يستطع

أن يحتمل األمر أكثر من ذلك. فأوقف الحملة الدعائية للنادل وقال له: ”معذرة، أعتذر

عن مقاطعتك، لكننا في عجلة من أمرنا. أرجو منك أن تذهب إلى المطبخ وتحضر لنا

أي شيء ساخن حتى يمكننا أن نأكل اآلن فورا. أعرف أن كل أصناف الطعام رائعة

هنا، لذا ال يعنيني كثيرا ما الذي ستحضره طالما يمكنك أن تحضره بسرعة. أشكرك

جزيل الشكر.“

١٣٠١٣٠

لم يكن هذا الرئيس يحاول أن يكون فظا، لكنه لم يرغب في جعل طول خبرة العشاء

اتخذ فقد لذا الليلة. هذه في بها االهتمام يجب التي الفقرات بقية على تطغي هذه

تصرفا سريعا. وقرر المبادرة بعمل تغيير في الخطط. إنني ال أقترح أن ثمة أي شيء

هذه تكون أن يمكن مالئما الوقت يكون فعندما المطولة؛ العشاء خبرات مع خطأ

الخبرات رائعة. فكرتي هي أن القادة الجيدين يتخذون الخطوات لتنفيذ األمور.

الحارة في وقته معظم يقضي العمل نحو الموجه الشخص تجد المرور، حركة في

التي يمكن التجاوز فيها. وفي السوبر ماركت يكونون هم األشخاص الذين يجذبون

البقالة من الرفوف بسرعة شديدة ألنهم يريدون االنتهاء من هذه المهمة لكي ينتقلوا

إلى شيء آخر أكثر أهمية من التسوق.

كثيرا ما أخبر األشخاص الذين يمكن أن يكونوا أعضاء في فريق العمل في ويلو أنني

ال أبحث عن مصابيح قدرتها ٥٠ وات وال ٧٥ وات. بل أبحث عن مصابيح ١٠٠ وات

ال الدافعية. هو عنه أتكلم ما لذلك. األمر استدعى إذا الليل طوال تعمل أن يمكنها

أتكلم عن أناس لديهم الكثير جدا من الطاقة حتى أنهم يشحنون هذه الطاقة لآلخرين

دون حتى أن يبذلوا جهدا في ذلك.

عمل في مكثرين متزعزعين غير راسخين ٥٨. ”كونوا :١٥ ١كو هي المفضلة آيتي

الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطال في الرب“. أبحث عن قادة لديهم الدافعية

الضرورية لإلكثار من عمل الرب. وعندما أجد مثل هؤالء األشخاص، أجد في داخلي

حماسة شديد الستثمار وقتي وطاقتي في تطويرهم.

السمة الخامسة واألخيرة: الذكاءعندما أقول إنني أبحث عن الذكاء، ال أعني بالضرورة أنني أبحث عن شخص عبقري

القادة في عنه أبحث ما وإنما الذكاء، قياس اختبارات في درجة أعلى على حاصل

مع العادية والبراعة الذكاء لديهم أشخاص عن أبحث البديهة. سرعة هو الواعدين

نوعية الذكاء الذهني الالزم للتعامل مع الكثير من المعلومات وفحصها فيها، ومراعاة

عن أبحث فإني كذا الصحيح. القرار اتخاذ يستطيعون عام وبشكل البدائل، جميع

١٣١

شخص لديه عقل فضولي تواق إلى التعلم يمكنه أن يتعلم وينمو على المدى الطويل،

وهذا ما أسميه المرونة الفكرية.

والدافعية التواصل مهارات والشخصية التأثير – للقيادة الخمسة المؤشرات هذه

والذكاء – أوردتها على سبيل المثال ال الحصر. ورغم ذلك فهي تمدنا بإطار جيد للتقييم

محاولة في أبدأ معظمها، أو السمات هذه كل لديهم أشخاصا أجد وعندما المبدئي.

تدبر طرق لضم هؤالء األشخاص إلى عالمي حتى أستطيع تعميق معرفتي بها والتحقق

من انطباعاتي األولية. إذا وجدت أنهم يتمتعون بما أبحث عنها، عندئذ أبذل قصارى

جهدي لكي أضع أقدامهم على طريق التطوير والتنمية في أسرع وقت ممكن.

واآلن دعنا نلقي نظرة على بدء قيامك بخطة تنمية للقيادة.

المرحلة األولى: سجل قائمة بأهم خمس سمات حسب تقييمكلتنمية خطتك وتعديل ضبط في سيساعدك أنه أعتقد بأمر القيام عليك أقترح دعني

القادة لكي تكون مالئمة لموقفك. أوال: حدد السمات المهمة بالنسبة لك في اختيار

القادة الواعدين، لماذا ال تأخذ القائمة التي اقترحتها أنا وتعقد اجتماعا خاصا مع فريق

القيادة عندك؟ وقرروا معا ما إذا كانت المعايير التي وضعتها أنا مناسبة لحالتكم. قم

بتعديل القائمة بأي إضافات أو حذف يقرره فريقك. يهدف من هذا التدريب بالنسبة

لك ولفريقك أن تؤسسوا المعيار الذي سوف يساعدك في التعرف على القادة الواعدين

من حولك.

بعد ذلك، أقترح عليك أن تفعل ما فعلناه مؤخرا في اجتماع فريق اإلدارة. باالستعانة

برسم بياني، كتبنا الكلمات التالية ”القادة الواعدون في ويلو“ على أعلى لوحة ورقية

األشخاص بأسماء الفارغة الصفحة يملئوا أن الفريق أعضاء من طلبنا ثم ضخمة.

الذين لديهم إمكانات قيادية كبيرة. وفي غضون نصف ساعة، كان لدينا عدة صفحات

تملؤها أسماء مقترحة لقادة واعدين. وخالل الساعة التالية تناقشنا حول الطرق التي

تحقيق على لمساعدتهم التطوير طريق على األشخاص هؤالء وضع على تساعدنا

كامل طاقاتهم وإمكاناتهم القيادية.

١٣٢١٣٢

المرحلة الثانية: استثمر في القادة الواعدينقدرات لديهم الذين األشخاص تمييز في وتبدأ سمات خمس أهم تحدد أن بمجرد

التطوير مرحلة هي وهذه االستثمار. هي التالية الخطوة تكون للقيادة، وإمكانيات

أو التدريب المتعمد.

بالطبع، تظل كيفية عمل ذلك بأقصى فعالية دائما سؤاال محل جدل في نظريات تنمية

القيادة في وقتنا الحالي. وقد قرأت عشرات الكتب حول هذا الموضوع ووجدت أن

منهج حسب مصممة للقيادة تنمية بعملية ينادي البعض يختلفون. أنفسهم الخبراء

موضوع: ”ضعهم في فصل دراسي. وعلمهم القيادة.“

الذي الدراسية. والفصول إياك فارغ. كالم ”هذا يقولون: آخرون خبراء وهناك

نحتاجه هو عملية إشراف. فالقادة يحتاجون إلى تدريب على أرض الواقع.“

ذوي من الواعدين القادة حدد ”فقط قائلين: ينصحونا آخرون خبراء هناك ويبقى

اإلمكانات المرتفعة، وأعطهم بعض المهام لكي يقوموا بها، وسوف يكتشفون ما الذي

ألق فقط أبي؛ أسلوب هذا (كان خارجية.“ مساعدة أية دون قائدا تكون أن يعنيه

بالطفل في الماء ودعه يتدبر أمره بنفسه!)

وبينما تختلف نظريات تطوير القادة، فإن هناك أمرا أكيدا: أنه البد من وجود قائد

لكي يتم تطوير قائد آخر: فالقادة يتعلمون بشكل أفضل من القادة.

فأسألهم: القادة. لتطوير برنامج في أشارك أن مني الناس يطلب عندما أتردد ما عادة

”كيف سوف يتم عمل هذا البرنامج؟“ فإذا ردوا علي باألسلوب التقليدي – سوف نأتي

بالدكتور فالن لكي يعلمنا عن القيادة“ – فأقول لهم نفس ما أقوله ألي شخص آخر.

فالن الدكتور ألن البرنامج هذا في المشاركة في يرغبوا لن الجيدين القادة ”معظم

ليس قائدا. إنه مجرد معلم. ربما يكون معلما رائعا، لكنه في الواقع لم يتول من قبل

أحد يقدمها نظرية مجرد من أكثر يريدون الحقيقيون القادة قيادية. مسئولية أي

المعلمين. إنهم يريدون أن يلتفوا حول القادة اآلخرين الذين يعيشون هذه الخبرة في

الواقع العملي.“

لكي يصير القادة الواعدون ناضجين وحكماء وفعالين في قيادتهم، فإنهم يحتاجون

١٣٣

بعدة هذا يحدث أن ويمكن معهم. والتفاعل محنكين قادة من بالقرب الوجود إلى

بالنسبة يسوع الرب زمن في الشائع من كان يحدث. أن المهم لكن مختلفة، طرق

للقادة الخاضعين للتدريب أن يتبعوا ببساطة القائد المحنك الذي يسير معهم. وكانوا

يتكلمون معا ويسيرون معا ويأكلون طعامهم معا، وينامون في خيام متقاربة. كانوا

يقضون شهورا، وأحيانا سنوات، في التدريب. وقد كان هذا يتيح لهم اعتناق رؤية

القائد المحنك ومبادئه بطرق تخدمهم بقية أيام حياتهم.

ومع أن هذا األسلوب في تطوير القادة كان بدائيا وشديد االستهالك للوقت، إال أنه

كان شديد الفعالية. وإنني غير واثق إذا كان هناك أسلوب أفضل على مدار القرون

األسلوب هذا جعلت العمل ونماذج المعاصر الحياة أسلوب لكن الوقت. ذلك منذ

يبدو، على المستوى السطحي، غير قابل للتطبيق. ولكن الحقيقة أنه ال يوجد بديل عن

االستثمار الشخصي. فاألكثر نضجا في القيادة بيننا يجب أن ينظموا حياتنا بطريقة

يمكننا اتباعها بمرور الوقت لكي نستثمر في الجيل التالي من القادة. إنها مسئوليتنا.

ونحن نعرض الكنيسة والعالم للخطر إذا لم نتعامل مع هذه المسئولية بمنتهى الجدية.

لقد صدمت حينما علمت أن جاك والش رئيس مجلس اإلدارة السابق لجنرال إلكتريك،

قضى ٣٠٪ من وقته يقوم بعملية تطوير القادة الواعدين في جنرال إلكتريك. ٣٠٪.

في مقابالتي وأحاديثي مع كبار قادة الشركات في جميع أنحاء البالد، تعجبت حينما

علمت كم حجم الوقت الذي يكرسونه لتنمية القيادات.

جيم ميالدو، رئيس جمعية ويلو كريك كان دائما متذمرا فيما يتعلق بهذا األمر. لقد

والقادة الرعاة مراقبة في وقتي من المزيد الستثمار دعوته في ومتشددا قاسيا كان

ضعف تكريس قررت األخيرة السنوات ففي ولذلك أكبر. إمكانيات لديهم الذين

سنويا أيام ١٠ حوالي أكرس أنا وحاليا الشأن. هذا في أقضيه كنت الذي الوقت

لمراقبة المجموعات الخاصة بقادة الكنيسة الواعدين.

في كل يوم من هذه األيام المخصصة للمراقبة واإلشراف أتقابل مع مجموعة مكونة من

١٠ أو ١٢ قائد. وال يكون هناك برنامج يجب اتباعه بدقة. أشاركهم في البداية ببعض

الدروس القليلة عن القيادة التي تعلمتها عبر خدمتي. ثم أفتح حوارا للمناقشة، ونقضي

١٣٤١٣٤

بقية اليوم في محاولة مساعدة بعضنا البعض على التغلب على التحديات التي نواجهها في

القيادة.

طوال تستمر التي اإلشرافية الجلسات هذه من واحد قيادة فبعد أبدا. يفشل ال هذا

للملكوت. بالنسبة للغاية قيم بإسهام قمت بأني مقتنع وأنا بيتي أرجع ما دائما اليوم

يقرأها جيم أن لدرجة للغاية مؤثرة تكون ما كثيرا التقييمات، إلينا ترجع وعندما

لي، ولفريقه ولمجلس إدارة جمعية ويلو كريك لتذكير الجميع بأهمية تنمية القادة.

جلسات اإلشراف والمراقبة هذه تعد من أهم األحداث.

القادة في المحنكون القادة يستثمر كيف حول يدور كبير جدل هناك بالطبع

القادة. من صغيرة مجموعة بمراقبة أنا) أفعل (كما القادة بعض يبدأ فقد الواعدين.

يعلم قد البعض المراقبة. حاالت في يستخدم لكي منهجا يضعوا قد آخرون وهناك

ويكتب المزيد عن موضوع القيادة.

ولكن أيا كان ما نختار عمله، فإن هناك حقيقة أساسية تقف راسخة: القادة يتعلمون

الفرص يقدموا أن المحنكين القادة مسئولية هي هذه القادة. من يتعلمونه ما أفضل

مستعدين ويكونوا يتدربوا أن القادة من التالي الجيل يتمكن حتى الضرورية

لتحديات المستقبل.

المرحلة الثالثة: كلف القادة الواعدين ببعض المسئولياتأسأل خبراء تنمية القادة عن أفضل محفز لنمو القائد وسوف يجيبونك جميعهم بعبارة

يواجه أن دون كقائد ينمو أن يستطيع من يوجد ال شيئا.“ يقود ”اجعله واحدة:

التحديات الفعلية للقائد في الواقع العملي.

قال: حينما اللحظة حانت فيهم، واستثمر الواعدين قادته يسوع الرب حدد أن بعد

لحظة إنها الحاسمة. اللحظة إنها العمل. وقت حان حقائبكم. واحزموا ”استعدوا

النجاة أو الهالك.“

لم يرغب يسوع في التقليل من شأن التحدي الذي أعطاه ألتباعه. هل تذكر كلمته في

متى ١٠: ١٦؟ ”ها أنا أرسلكم كغنم وسط الذئاب“. ما الذي قصده يسوع بهذا؟ ”هذا

١٣٥

هو التحدي الحقيقي. المخاطر موجودة، وإمكانية الفشل قائمة بقوة. وأنا لن أحميكم

من كل المخاطر. عليكم أن تتولوا أنتم القيادة.“ وهذا ما فعلوا بحق.

إليك الفكرة الرئيسية: عندما حددنا القادة الواعدين، وعندما قمنا ببنائهم، وتدريبهم

وإعدادهم بصورة كافية، يجب علينا عندها أن نسند إليهم القيام بمسئوليات حقيقية.

يجب علينا أن نمنح القادة الواعدين عصا مهمة للملكوت – وليس مجرد مهمة سهلة

أنك يشعرون يجعلهم شيء يتسارع؛ نبضهم يجعل شيء وإنما – ضعيف تحدي أو

تثق بهم، وتقدرهم وتحترمهم؛ شيء سيجعلهم يقعون على ركبتهم ويصرخون طالبين

معونة الله؛ شيء سيتطلب منهم أن يقدموا أفضل ما عندهم.

الحقيقة هي أننا بصفتنا قادة نعايش تحديات كبرى! إننا نتوق إلى أهداف الملكوت

على ينطبق ال هذا لكن لتحقيقها. جهدنا قصارى ونبذل وراءها نلهث تجعلنا التي

غير القادة؛ فهم بشكل عام يفضلون التعامل مع أدنى مستوى من التحديات؛ فهذه هي

طبيعتهم. ولكن القادة يرغبون في نوعية مسئوليات الملكوت التي تطالبهم ببذل كل

ما لديهم.

أي شيء أقل من هذا يعد مثبطا للهمم. لذا فالبد أن نمنح قادتنا الواعدين إثارة فرص

القيادة التي تنطوي على تحديات كبيرة.

الكفاءة ذوي من للكنيسة خدام مع أتقابل العالم، عبر فيه أسافر مكان كل في

وهذا قيادية؛ بإمكانات ينضحون الخدام هؤالء الخدمة. على الغيورين والعلمانيين

أمر يظهر جليا للجميع. ولكن الكثير من هؤالء األشخاص يحجمون عن مواجهة أي

تحديات جسيمة قد تواجه الملكوت. أتأملهم حينما أتكلم عن القيادة فأرى في عيونهم

شخصا أن لو قائلين: ”آه.. به يفكرون الذي ما وأعرف المألوفة. التواقة النظرة تلك

يكتشفني ويستثمر في، لو أن شخصا يدربني، لو أن شخصا يمنحني الفرصة - أنا واثق

أن حياتي ستحدث اختالفا. أعرف أنني كنت سأستطيع أن أقود شيئا يستحق القيادة.

وكنت سأفعل كل ما بوسعي لكي أقود بكفاءة. آه.. لو أن شخصا يمنحني الفرصة.“

كنت أتحدث عبر التليفون مؤخرا مع أحد أصدقائي وهو رجل أعمال فقال لي: ”كنت

دعوتني أنك بيل يا فيك أقدره ما وأكثر الصباح. هذا في أجلك من لله الشكر أرفع

١٣٦١٣٦

ويلو. في سنوات لعدة االحتياطي دكة على جلست فقد اللعبة. ساحة إلى للدخول

لكنك دعوتني لكي أقوم بتمرين اإلحماء وبدأت في إعداد نفسي. وفي النهاية منحتني

مسئولية حقيقية في ملكوت الله. وأنا أحببت ذلك. لذا فقد وددت أن أقول لك اليوم...

شكرا ألنك سمحت لي بالدخول في اللعبة. أراك قريبا.“ وأقفل السماعة.

لقد ظلت هذه المكالمة تجول بخاطري لفترة طويلة.

نقدم عندما كقادة حاالتنا أفضل في نكون وأنتم أنا هذا: افهموا رجاء القادة أيها

إلى نقف عندما المتدربين؛ القادة لهؤالء الله ملكوت تخدم التي والفرص التحدي

جانب هؤالء القادة الذين يتطورون ونشجعهم؛ حينما نساعدهم على حل المشكالت

ونصلي ألجلهم؛ وعندما ندربهم على المستويات المرتفعة من الكفاءة والفعالية. هذا

هو الوقت الذي نكون فيه في أفضل حاالتنا كقادة.

ما يحافظ على طاقتي القيادية:األمر الذي يحفزني كقائد أكثر من أي شيء آخر هو أن أرى القادة الذين ساعدتهم

يحلقون كقائد رائعين في ملكوت الله. أحب أن أرى األشخاص الذين استثمرت فيهم

من وقتي وطاقتي، وأبصر ثمارهم وتأثيرهم وأمجد الله فيهم.

سو ميلر واحدة من الشخصيات التي تمألني بالدافعية والتحفيز لالستمرار في تنمية

القيادات. كانت سو مدرسة سابقة في مدرسة عامة، ثم التحقت بفريق عملنا منذ عدة

سنوات لكي تقود خدمة األطفال في ويلو باسم ”أرض الموعد“. فبعد أن دربت سو

تولت للغاية، متقدما منهجا وطورت الموعد أرض خدمة في المتطوعين من المئات

قيادة حركة عالمية مكرسة لخدمة األطفال. ومنذ عدة شهور، حضرت جلسة كانت

سو تعلم فيها ثالثة آالف شخص من العاملين في مجال خدمة األطفال من جميع أنحاء

في حدث الذي التطور أتأمل الغرفة آخر في الظليل المكان في واقفا كنت العالم.

حياة سو كقائدة.

هكذا، يغمرني الحماس بنفس القوة حينما أفكر في أشخاص مثل جون راسموسن. فقد

كان أحد رجال األعمال في كنيستنا، وكان يعتقد أنه ليس لديه الكثير ليقدمه. لكني

١٣٧

رأيت فيه شيئا مختلفا. لذلك فقد قضيت بعض الوقت معه، وعملت على تدريبه وشجعته

لكي يثق أن الله منحه مواهب. وفي النهاية تولى قيادة برنامج ويلو للبناء الذي تضمن

مشاهدة كانت الدوالرات. من الماليين وعشرات المربعة األمتار من اآلالف مئات

جون وهو يقود بفعالية وابتهاج واحدة من أجمل خبرات حياتي في الفترة األخيرة.

وبعد ذلك البد أن أتكلم عن مديرة برنامجنا نانسي بيتش. تقابلت مع نانسي عندما كان

على فريدة قدرة لديها أن فاكتشفت الثانوية المدرسة في سنة عشرة خمس عمرها

القيادة. وعبر السنين رأيتها تبني مجتمعا من الفنانين في ويلو ومن ثم تلهم الفنانين في

جميع أنحاء العالم الستخدام مواهبهم لبناء الكنيسة.

ما الذي يبقي حماسي وحيويتي كقائد؟ أن أرى محاميا يتخلى عن عمله المربح لكي

ماهر رجل ورؤية العالم. وحول ويلو في هنا الصغيرة المجموعات في ثورة يقود

وإنعاش الكنيسة في والقوالب يتخلى عن عمله من أجل إحياء في صناعة األدوات

ألمانيا، ورؤية خريج عبقري جديد من جامعة هارفارد قسم إدارة أعمال يكرس حياته

لتجديد الكنيسة في جميع أنحاء العالم من خالل قيادة جمعية ويلو كريك.

ال شيء يجعلني في أفضل حاالتي مثل هذا. بالطبع مازلت أستمتع بتحدي القيام بمهام

القيادة بنفسي. ولكن كلما زاد عمري، زاد تفهمي ألهمية الفرصة والمسئولية الموضوعة

علي لكي أساعد قادة آخرين على إيجاد طريقهم وبلوغ أقصى إمكاناتهم.

الجيل التالي من القادة الواعدين:الواعدين بطريقة من القادة التالي وضع الله على قلبي مؤخرا أن أتواصل مع الجيل

بين للعمل يدعوها الله بأن شعرت الكلية في شاونا ابنتي تخرج فبعد جدا. شخصية

هي تقابلت شهور عدة ومنذ ويلو. بكنيسة الثانوية المدرسة خدمة في الطالب،

وقضوا طالب. آالف خمسة يضم ملتقى ألول التخطيط أجل من بيتنا في وفريقها

فترات وترتيب الترفيهية، األنشطة تنظيم أجل من والصالة التخطيط في ساعات

العبادة، وإعداد تعليم مالئم للطالب.

وعندما حان وقت الملتقى، كان عمل الله بينهم واضحا؛ إذ تغيرت حياة مئات الطالب،

١٣٨١٣٨

وشهد كثيرون منهم عن مدى تأثرهم، وبدأت العديد من العالقات تنشأ وتتعمق.

وبعد الملتقى، قادت شاونا سيارتها ١٦٠ ميل حول بحيرة ميتشجن ألجل غرض واحد

وهو أن تأتي إلى كوخنا لكي تخبرني بكل ما حدث. اغرورقت عيناها بالدموع وهي

وتذكرت اختبرته. الذي ما جيدا أدرك كنت بينهم. يعمل الله كان كيف لي تصف

بوضوح شعور قائد شاب عندما يدرك كم كان أداة في يد الله. أتذكر بوضوح طبيعة

الشعور عندما ترى ما خططت له وقد تحقق بصورة أفضل مما يمكنك أن تتخيل أو

هذا أن كيف بوضوح أتذكر واقتدار. بقوة تعمل كانت القدير الله يد ألن تتمنى،

يمكن أن يصهر قلب قائد شاب.

مازال اختبار عمل الله من خالل مواهبي القيادي يهزني من أعماقي من وقت آلخر.

ولكن رؤية األمر نفسه يحدث مع ابنتي... ورؤيتي لها تحلق في السماء... ورؤيتي

للجيل التالي من القادة يبسطون أجنحتهم ويبدأون في التحليق عاليا هو أمر يفوق كل

أوصافي ويصل بي إلى أفضل ما في القيادة.

نواجهه أن أرجو فإنني القادمة، السنوات في الكنيسة يواجه الذي التحدي كان أيا

بثقة وبإدراك أننا نمتلك ما يكفي من الحكمة لكي نستثمر في الجيل التالي من القادة.

ال يوجد شيء يمكن للقادة المحنكين القيام به يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من ذلك.

مهما كان طبيعة العمل الذي نقوم به، المهم أن نخلق ثقافة بناء القيادات. يجب علينا

الملكوت، لهم مسئوليات في ونسند الواعدين، ونستثمر فيهم، نتعرف على القادة أن

وندربهم لكي يكونوا فعالين. وبعد ذلك يمكننا أن نختبر جميعنا متعة وبهجة رؤيتهم

يحلقون عاليا.

هذا سيكون هو اختبار القيادة في أفضل حاالتها.

١٣٩

الفصل السابع

اكتشف وطور أسلوبك الخاص في القيادة

السبيل إلى قيادة قوية التأثير

باحت مالمح وجهه بمكنونات قلبه. عندما ربت بيدي على كتفه وقلت: ”أرى طاقات

هز بأن فأجابني لك“. الله وهبها التي القيادة إمكانيات تنمي أن عليك فيك. القيادة

رأسه دون أن ينطق بكلمة، حتى وهو يبتسم من مجرد إمكانية ذلك. أعتقد أن بإمكاني

تصور السبب وراء استجابته المتأزمة. فبحسب فكره أن القائد هو شخص يقف بثقة

أمام حشد من الجماهير وينشر الرؤية ويحفز الجموع. إنه شخص ولد ليزدهر في

عين الناس. وببساطة هو ال يعتقد أن هذه األوصاف تنطبق عليه.

وبالفعل هذه األوصاف ال تنطبق عليه. ولكني لم أخطأ في فهمي له. فهو بالفعل قائد.

عبر السنوات تعلمت أن القيادة لها وجوه عديدة. هذا الرجل الذي رأيت فيه إمكانيات

من شيوعا األكثر النوع ذلك عن القيادة في مختلف نوع ببساطة لديه كان القيادة

به الخاص القيادة نوع بدأ الوقت، وبمرور به. نفسه يقارن كان الذي القيادة أنواع

تأثير صاحب علمانيا قائدا وصار كنيسته، في قيادية احتياجات من يناسبه ما يجد

كبير في الكنيسة.

معين“ عنوانه ”بوق متميز كتاب موضوع المختلفة القيادة أنواع أو أساليب كانت

بقلم جاري ويلز. ويصف ويلز في هذا الكتاب األنواع المختلفة من القيادة ويضع

بشكل هائل تأثير بعينهم القادة لبعض كان التاريخ عبر أنه كيف تشرح نظريات

غير معتاد ألن أسلوبهم الخاص في القيادة كان في غاية التناغم مع احتياج بعينه في

المجتمع.

على سبيل المثال، يذكر ويلز أنه عندما يحتاج جزء معين من المجتمع أن ينطلق حرا

من نير الظلم، هنا يتم استدعاء قائد راديكالي – هذا هو القائد الذي يصنع التحول.

في الثقافة األمريكية، تعد هاريت توبمان قائدة قديرة. فقد كانت من العبيد لكنها

١٤٠١٤٠

الهاربين للسود المرشدين أو القادة أنشط من واحدة وصارت الهروب، استطاعت

الذين كانوا يختبئون في أنفاق السكك الحديدية. وكانت تعرف باسم ”موسى“ تقديرا

لدورها الكبير وكان لها تأثير كبير ألن أسلوب قيادتها توافق مع حاجة المجتمع فيما

سبق للتحرير، حيث كان المجتمع يحتاج إلى قائد / قائدة لديه من الشجاعة ما يكفي

العتناق هدف التحرير واإلعتاق للعبيد المظلومين.

ما نوعية القائد التي تلبي تماما حاجات المجتمع الديمقراطي التعددي مثل المجتمع

األمريكي؟ يؤكد ويلز أن أشخاصا مثل لي إكوكا أو نورمن شورسكوف – وهم القادة

الذين لهم أسلوب استبدادي في القيادة – سيجلبون الكثير من األزمات لهذا المجتمع.

تدريجيا يشكل أن يمكنه شخص هو أكثر األمريكي المجتمع يناسب ما ولكن

إجماعا بين الناس عبر قاعدة عريضة من الناخبين وفي النهاية يشكل تحالفا اتحاديا.

شعبية على يحوزون وروزفلت ولينكولن واشنطن مثل أشخاصا جعل ما هو وهذا

مع تماشى القيادة في أسلوبهم أن حيث للغاية، فعالين قادة صاروا أنهم حتى كبيرة

المجتمع التعددي المتشابك.

يشدد ويلز على أنه في أوقات الحروب يبرز أسلوب القيادة العسكري باعتباره أفضل

األساليب؛ ولذلك فإن نابليون يعلو إلى القمة. وفي أوقات الصراع اإليديولوجي الشديد،

يكون أفضل من يخدم األمة هو القائد المفكر الذي يستطيع أن يساعد المجتمع على

القائد على ومثال المجموعة. مستوى على المعقدة القضايا جميع وتمحيص التفكير

بعد انتخب الذي مجتمعيا والناشط المسرحيات كاتب هافيل، فاكالف المفكر

انهيار الكومنولث رئيسا لتشيكوسلوفاكيا وفيما بعد رئيسا لجمهورية التشيك، والذي

خدم كمركز قوى أخالقية وقيمية في إصالح سياسات الدولة.

إليها توصلت قد كنت مالحظة يدعم القيادة نحو واتجاهه المبهر ويلز مدخل إن

بأساليب المختلفون القادة يأتي ما فكثيرا عديدة. سنوات منذ الكنيسة قادة بشأن

قيادة مختلفة جذريا. وكما أستطيع أن أميز، فإنهم يكون لهم القيادة كموهبة روحية،

لكنهم يعبرون عن هذه الموهبة بطرق عديدة ومتنوعة.

مع األخرى األساليب من أكثر تتناسب معينة قيادة أساليب هناك ذلك، على عالوة

١٤١

ذوي من القادة أن يوم بعد يوما تتزايد قناعة لدي الملكوت. في محددة احتياجات

كبيرة بموهبة يتمتعون لكونهم فقط ليس تأثير لهم يكون ما كثيرا العالي التأثير

الخدمة. في معينة احتياجات مع تماما يتناغم القيادة في أسلوبهم ألن أيضا ولكن

ويأتي بعد ذلك أن اكتشاف وتنمية أساليب القيادة المتفردة يعتبر مفتاحا رئيسيا آخر

لفعالية القيادة.

وبينما تقرأ هذا الفصل، أشجعك أن تحاول تحديد أسلوبك في القيادة أو نوعية القيادة

وأعضاء أنت أنك كيف فكر ثم فريقك. في اآلخرين القادة وأسلوب بك الخاصة

فريقك يمكن أن يكون لكم تأثير أكبر من خالل التوفيق بين أساليبكم المختلفة مع

احتياجات محددة للقيادة في كنيستكم.

١- أسلوب القيادة صاحب الرؤيةما يميز القائد صاحب الرؤية أنه يتمتع بصورة واضحة في ذهنه لما يمكن أن يحمله

المستقبل. مثل هذا القائد يمتلك رؤى قوية ويكون لديه حماس ال يكل لتحويل هذه

الرؤى إلى واقع فعلي.

لكي شخص وكل شخص أي إلى خجل بال يتقدمون الرؤى أصحاب من القادة

مثاليون قادة هم عنها. ويكتبون رؤيتهم، عن يتحدثون فهم رؤيتهم. في يشاركهم

وعرضوها برؤيتهم تمسكوا إذا بأنهم قلوبهم بكل ويؤمنون باإليمان قلوبهم يمتأل

بوضوح كاف وباستمرارية كافية فإنها ستصير حقيقة ملموسة. وليس من السهل أن

يحبط هؤالء القادة أو يستسلمون. ومن يقول لهم إن هذا ال يمكن أن يحدث يمألهم

بالطاقة والحماس الداخلي أكثر إلثبات عكس ذلك. إنهم يستجيبون للمعارضة بمزيد

من النشاط واإلصرار على النجاح. ضعهم في مقدمة القوات وسوف تجدهم ينشرون

الرؤية في كل ما يحيط بهم.

القادة أصحاب الرؤى قد يتمتعون أو ال يتمتعون بالقدرة الطبيعية على تكوين فرق

وترتيب المواهب ووضع األهداف أو تنظيم التقدم تجاه تحقيق رؤيتهم. ولكي يكون

هذا القائد أكثر فعالية على المدى الطويل فسوف يتوجب عليه إما أن يجد أشخاصا

١٤٢١٤٢

آخرين يمكنهم المساعدة وإما أن يعمل بجهد كبير لتنمية المهارات التي لم تتوافر

لديه بشكل طبيعي. ولكن هناك أمرا واحدا أكيدا: وهو أنهم يحملون الرؤية، وهم

للموت االستعداد لديهم فإن كذا معهم، يعتنقوها لكي الناس ويشجعون ينشرونها

سعيا لتحقيق هذه الرؤية.

هل تعرف أي شخص لديه أسلوب قيادة صاحب رؤية؟ هل هذا الشخص هو أنت أم

شخص آخر في فريقك؟

٢- أسلوب القيادة التوجيهياألهمية. شديد لكنه اإلعجاب، من الكثير على التوجيهي القيادة أسلوب يحصل ال

تكمن قوة هذا النوع من القيادة في قدرة القائد المتميزة والموهوبة من الله الختيار

الطريق الصحيح للمنظمة حينما تقترب من تقاطع حاسم. ما الذي أعنيه بهذا؟

في الكنيسة أو اإلدارة أو المنظمة تبدأ فيها التي النقطة تلك هو الحاسم التقاطع

نركز هل جذري؟ لتغيير الوقت حان أم مسيرتنا في نستمر أن علينا ”هل التساؤل:

ق ونحسن الخدمات الموجودة على النمو أم التماسك؟ هل نبدأ خدمات جديدة أم نعم

بالفعل؟ هل نبني مباني جديدة أم نجدد المباني القديمة؟ هل نبدأ خدمة معاصرة أم

نحدث خدماتنا التقليدية؟ هل حان الوقت لجلب بعض الموظفين الجدد أم يمكننا أن

نستمر مع المجموعة التي سارت معنا المشوار منذ فترة؟ أي طريق علينا أن نتخذه؟“

تلك هي مجموعة من القضايا التوجيهية وهي ضخمة، إنها ضخمة جدا لدرجة أنها تشل

حركة الكنيسة أو الخدمة. غير أن القائد الذي له أسلوب توجيهي يكون قادرا على

ومناطق وقوتها ورسالتها المنظمة قيم بعناية ر يقد أن ويمكنه البدائل. جميع فحص

ضعفها ومواردها وموظفيها وانفتاحها على التغيير. وبحكمة غير عادية، يقود القائد

التوجيهي الكنيسة أو الخدمة في االتجاه الصحيح.

يعد هذا األسلوب في القيادة شديد األهمية ألن األخطاء في هذه التقاطعات الرئيسية

يمكن أن تدمر المنظمات. وفي العهد القديم، نرى أنه بعد فترة قليلة من موت سليمان،

صار ابنه رحبعام ملكا. وفورا واجه الملك الجديد أول تقاطع حاسم في حياته الملكية.

١٤٣

إذ جاء ممثلون عن الشعب في مملكته وطلبوا منه تخفيف األعباء المفروضة عليهم.

حيث كان الملك سليمان قد زاد األعباء والعمل الشاق عليهم لدرجة أنهكت قواهم.

فهل سيفعل رحبعام األمر ذاته؟

عندما تشاور رحبعام مع مشيريه، حصل على نصيحة مختلطة. فبينما نصحه المشيرون

من الكبار الحكماء أن ييسر الحال على الشعب، إال أن الشباب قالوا له: ”زد األعباء

عليهم“ ولألسف فقد استمع إلى صوت الشباب فارتكب خطأ جسيما في ذلك التقاطع

الحاسم، وهذا مزق مملكته.

تقاطع واحد، موقف واحد، ولكن النتيجة يمكن أن تكون ثقيلة جدا على الكنيسة أو

الخدمة في هذه النقطة الحاسمة.

يكونون وربما ال. وربما المنظمة في عالية بمكانة التوجيهيون القادة يتمتع ربما

قادرين على الوقوف في مقدمة الناس والتفوق في القيادة العامة وربما ال أيضا. ولكن

أسلوبهم المتفرد يشكل أهمية فائقة إلسهامهم بشكل عام.

هناك شخصان في مجلس اإلدارة في مؤسستنا أحرص دائما أن استشيرهم على انفراد قبل

أن اتخذ أي تحرك في أي تقاطع حاسم. ومع أنني أثمن قيمة رأي كل عضو في المجلس،

إال أنني أشعر بعدم الراحة تماما عند التحرك لألمام في أي قضية مهمة إذا لم يعطني هذان

الشخصان الضوء األخضر للتقدم. وقد حدث مرتين أثناء السنوات المبكرة من قيادتي،

وقبل أن أعي مقدار اإلسهام الكبير الذي يقدمه هذا النوع من القيادة، أني اخترت أن

أتحرك بشكل يتعارض مع حكم هذين الرجلين. وفي المرتين، دفعت المؤسسة الثمن

غاليا. ومن وقتها تعلمت أن أذعن لرأي هذين القائدين المحنكين.

واألمر المدهش أن كال من هذين القائدين ال يشعران بالراحة في التحدث علنا. وال

إنهما التوجيه، في عمالقان ولكنهما للقيادة. األخرى العالمات من الكثير يظهران

اثنان من األبطال السريين في ويلو.

٣- أسلوب القيادة االستراتيجي

القادة االستراتيجيون لديهم قدرة منحها لهم الله أن يأخذوا رؤية مثيرة ويقسموها إلى

١٤٤١٤٤

سلسلة من الخطوات المتعاقبة والتي يمكن تحقيقها. إن هذه الموهبة في القيادة تتيح

للمنظمة أن تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق رسالتها.

ير لم إذا ولكن العمل، على وتحثهم تلهمهم، فهي الناس، لدى الحماسة تثير الرؤى

الناس تقدما نحو تحقيق هذه الرؤى فسوف يتوصلون إلى أن الشخص صاحب الرؤية

مجرد حالم متوهم، وسرعان ما ستنهار معنوياتهم ويتخلون عن هذه الرؤية.

لكل يمكن للتحرك خطة يصيغون فهم االستراتيجي التوجه أصحاب من القادة أما

شخص أن يفهمها ويشترك فيها. ثم يتحدون أعضاء الفريق لكي ينفذوا هذه الخطة.

وتراهم يقولون: ”ال تقلق. يمكنك فقط أن تسير بحسب الخطة الموضوعة. تعال إلى

الخطوة خذ وغدا األولى. الخطوة تأخذ لكي اليوم تعمله أن يجب ما واعمل العمل

الثانية، ثم الثالثة وهكذا. استمر على الخطة وسوف تصل إلى الهدف.“ وهذا ما يحدث

تحت قيادة القائد االستراتيجي: إذ في النهاية تقود الخطة إلى تحقيق الرؤية.

تعمل المنظمة في الفرعية المجموعات يجعل لكي االستراتيجي القائد أيضا يكافح

بشكل متناسق ومتناغم مع بعضها البعض حتى تكون كل طاقة المنظمة مركزة نحو

تحقيق الرؤية.

وكما سبق أن ذكرت، في منتصف التسعينات شعرت بالحاجة لتطوير خطة استراتيجية

خمسية لويلو. غير أني علمت أنني لست القائد الذي يمكنه أن يوجه هذه الجهود.

الراعي من طلبت فقد لذا استراتيجيات. كواضع يكفي بما قويا لست ألني لماذا؟

التنفيذي لدي وهو جريج هوكينز أن يترأس هذه الجهود ألنه أقوى قائد استراتيجي

في فريقنا. ولم ينجح جريج فقط في تطوير وتقديم الخطة، لكنه أدارها ونظمها حتى

تكتمل كذلك. لم يكن هناك في فريقنا من هو أفضل لكي يقوم بهذا الدور.

شديد االستراتيجي المكون هذا يوفر شخص إلى منظمة وكل كنيسة كل تحتاج

األهمية ضمن فريق القيادة.

٤- أسلوب القيادة التنظيميالمدير“ أو المنظم ”القائد تعبير فإن بالقيادة، تتعلق التي الكتابات بعض بحسب

١٤٥

تمييزا يضعون القيادة في الخبراء بعض ألن وذلك لفظيا. تناقضا بداخله يحمل

واضحا بين ما يفعله المديرون وما يفعله القادة. وكثيرا ما يقال ”القادة يفعلون الشيء

الصحيح، بينما المديرون يفعلون األشياء بطريقة صحيحة“. وأنا أتفق مع وجود بعض

التمايزات المحددة التي كثيرا ما ترسم بين المديرين والقادة. ولكن عند اإلشارة إلى

أسلوب القيادة التنظيمية، فأنا أصف هنا قائدا لديه القدرة على تنظيم الناس والعمليات

والموارد من أجل تحقيق الرؤية

مراقبة عن عميق برضا يشعر وهو الفوضى. تنظيم فكرة وراء يهرول المنظم القائد

وإصالح أي عملية ويحفز أعضاء الفريق بأن يؤسس عالمات مالئمة على الطريق

نحو الغاية التي نسعى للوصول إليها.

تدبير على قادرين غير يكونون رؤى أصحاب قادة من كم هو المدهش األمر

التوجيهيين القادة عدد كم أيضا والمدهش المالية. واألمور والتنظيم الناس أمور

الواقع في والموارد والتنظيم الخطط وضع عن يعجزون الذين واالستراتيجيين

أو آجال أقول: ”إن ما كثيرا ويلو، في القيادة دوائر حول المنظمة. أهداف لتحقيق

المؤسسة!“ هذه كل إدارة مسئولية يتولى أن آخر شخص على يتوجب سوف عاجال

ألننا دائما ما كنا نتمتع بوفرة في القادة أصحاب الرؤى والتوجيهيين واالستراتيجيين

ونقص في القادة التنظيميين، إذ لدينا ميل للخروج بالكثير من األفكار التي ال يوجد

من لديه القدرة أو الرغبة في تحقيقها.

النارية األحاديث يطلق الذي القائد بعكس االنتباه التنظيمي القائد يأسر ما نادرا

االستراتيجية الخطط يضع أو الحاسمة القرارات يتخذ الذي القائد ذلك أو الملهمة

ويطبقها. ولكن في عالم التطبيق العملي اليومي، يتوجب وجود شخص يدير وينظم

الناس والتقدم لتحريك المؤسسة نحو أهدافها.

لدى تقدير متزايد للقادة التنظيميين. هذه األيام، أراقب باستمرار الناس الذين يمكنهم

تقديم هذه المساهمة في القيادة سواء للكنيسة أو لجمعية ويلو كريك.

أعتقد أن يوسف في العهد القديم كان قائدا تنظيميا ممتازا. وكذلك كان نحميا. فقد

نجح هذان الرجالن في تنظيم وتنفيذ مهام ضخمة.

١٤٦١٤٦

٥- أسلوب القيادة التحفيزيفهم الحاضر؛ العصر لومبارديز فينس هم التحفيزي القيادة أسلوب ذوي من القادة

ال القائد وهذا العمل. فريق حماسة على للحفاظ الله لهم منحها قدرة يمتلكون

يتحرك وهو البريق“ من الخالية والعيون المرتخية ”األيدي عن البحث عن يكف

بسرعة لحقن النوعية الصحيحة من اإللهام لهؤالء الذين هم في أشد الحاجة إليه. إنهم

يمتلكون إحساسا متحمسا تجاه من يحتاج إلى التقدير العام ومن يحتاج فقط لكلمة

تشجيع على انفراد. ويبدو أنهم يعلمون بالضبط متى سوف يحصل أحد أعضاء الفريق

بالضرورة على تزكية أو تحرك في المكتب أو تغيير في اللقب أو فرصة للتدريب.

يرى بعض القادة المدخل التحفيزي على أنه أسلوب قيادة غير مهم. ولكن من الخطأ

أعمل أن سعيدا فسأكون فريق في وكعضو األسلوب. هذا قيمة من التقليل الفادح

مع شخص حامل رؤية قليل الفولت، أو دعوة سيئة عرضية عند تقاطع أو زلة مؤقتة

في الفعالية التنظيمية، إذا كان القائد الذي أرجع إليه سوف يحفزني باستمرار ويلهب

لي ويقول بإنجازاتي، بتقدمي ويحتفل ويبتهج بداخلي ما أفضل عزيمتي، ويخرج

إنني كنت عنصرا مهما في تحقيق غايتنا.

سوف أتبع قائدا مثل هذا حتى إلى الموت!

تركيزهم. ويفقدون يتعبون فريقنا أعضاء أفضل حتى أنه التحفيزي القائد يدرك

وأحيانا يختبر رفاقنا الذي نعتمد عليهم بشدة جنوحا عن الرؤية أو يبدأون في التساؤل

إذا ما كان ما يفعلونه أمرا جديرا باالهتمام سواء من الله أو من اآلخرين أيضا.

ال يشعر القادة التحفيزيون بالمرارة أو األلم عندما تنهار المعنويات بل أنهم يرونها

فرصة لكي نحلم بطرق جديدة لتحفيز ورفع معنويات كل أعضاء الفريق.

كان الرب يسوع يحفز تالميذه دائما، فقد غير اسم سمعان وأكرمه بأن يكون بطرس

الصخرة الذي ستبنى الكنيسة عليه. كما كان يحفز أتباعه بوعود بالثواب والمكافأة

في هذه الحياة وفي الحياة القادمة.

هل تعلم ما الذي يرغبه الكثير من أعضاء الفرق أكثر من أي شيء آخر؟ إنهم يرغبون

في قضاء ساعة أو ساعتين مع قائدهم حينما ال يكون هناك شيء ملح أو عاجل. إنهم

١٤٧

كشخص وليس لهم مماثل كإنسان قائدهم مع للتواصل عارضة فرصة في يرغبون

الخدمة. مشاغل من وهرب تالميذه يسوع الرب أخذ ما كثيرا أمره. تحت يعملون

وكان يقول لهم: ”ليس اآلن وقتا لصعود الجبل بل للراحة عند سفحه. لذا دعنا نستريح

نرجع ثم لنصطاد نذهب دعونا معا. للتمشية لطيفة أمسية ستكون أو ”الليلة قليال.“

ونطهي العشاء على الشاطئ.“ هل يمكنك أن تتخيل إلى أي حد كان التالميذ يبتهجون

بتلك األوقات؟

كذلك فإن الرب يسوع كان يحفز تالميذه من خالل الطريقة التي يدربهم بها. فبعد

أن يراقبهم كان يرسلهم اثنين اثنين للقيام بالخدمة بين الناس. وعندما عادوا أخذهم

يسوع وسألهم عما اختبروه وقدم لهم تعليقاته. ثم كان ليقول لهم شيئا مثل: ”أريد أن

أدعوكم أصدقاء لي. أعرف أن هذه الطريقة ليس هي الطريقة التقليدية غير الشخصية

التي تتبع في مثل هذه المواقف، ولكن هذه هي الطريقة التي أريدها أنا. دعنا نفكر

صداقة من يسوع لهم يقدمه لما التحفيزية القوة تخيل واحدة.“ كأسرة بعضنا في

ومحبة.

التحفيزيين القادة أكثر من واحدا إنجوي، مؤسسة رئيس ماكسويل، جون يعتبر

ونحن معا، مؤتمر في وأنا جون نشترك حينما معي زوجتي تمزح ما كثيرا فعالية.

على الطريق تقول لي: ”آه ال! سوف ترجع إلينا بجرعة فائقة من األدرينالين.“ وعندما

أتصل بها في الليل من الفندق، دائما ما تسألني: ”حسنا، إلى أي حد تمتعتما بوقتكما

اليوم؟“

ودائما ما أكون سعيدا بأن أبلغها: ”لقد تمتعنا كثيرا جدا يا ليني.“ وبشكل جزئي تأتي

هذه المتعة من مدى إلهام كل منا لآلخر.

وبينما أستعد للحديث في المؤتمر، أحيانا يهمس جون في أذني: ”هذه ستكون أفضل

محاضرة تلقيها في حياتك.“ أو يصلي من أجلي قائال: ”يا الله تقدم ببيل إلى بعد جديد

كليا في هذا الصباح.“ وكثيرا ما أصلي أنا نفس الطلبة ألجله.

وذات مرة اتخذ جون مدخال تحفيزيا متميزا. إذ أصبت بالمرض في إحدى رحالتنا معا،

وكنت أصارع مع حمى شديدة وغثيان. ووجدت أريكة في مؤخرة غرفة االجتماعات

١٤٨١٤٨

فاستلقيت عليها، متمنيا أن أمضي بقية اليوم والنصف المتبقين هناك. غير أن جون وأنا

شعرنا أن الحديث الذي كنت أخطط إللقائه مهم جدا ويجب على الجميع سماعه.

ولمعرفته بعدم قدرتي على التراجع عن المواجهة، ركع جون بجانب األريكة وهمس

ولكن الختامية... الكلمة هذه بإلقاء لك تسمح ال لدرجة مريض أنك ”أعتقد لي:

ال تقلق، يمكنني أن أتعامل مع األمر من أجلك ... عليك فقط أن تتدثر جيدا بالبطانية

وتستريح... وسوف أعد كلمة ألقولها وأريحك من هذا الموقف.“

وجاء ردي بصورة فورية. ”ابتعد عني. إنني أفضل أن أسقط من المرض وأموت قبل أن

أسمح لك بذلك!“

إن جون المحفز العظيم – يلتوي في بعض األوقات – لكنه يظل نفس القائد المحفز

الرائع ال يتغير.

لقد لفريقك. تعمله ما قيمة من تقلل أن إياك القادة، من النوعية تلك من كنت إذا

وهبك الله قدرة خاصة. فلنستخدمها!

٦- أسلوب القيادة الرعويبعمق الفريق أعضاء ويحب ببطء فريقا يبني امرأة أو رجل هو الرعوي القائد

ويغذيهم بلطف ويدعمهم باستمرار ويصغي لهم بصبر ويصلي من أجلهم باجتهاد.

إن هذا النوع من القادة يجذب أعضاء الفريق إلى خبرة مجتمعية ثرية تجعل قلوبهم

تبدأ في الفيض بإرادة صالحة تمألهم بالطاقة والنشاط لتحقيق رسالتهم.

وبينما يميل القادة أصحاب الرؤية إلى اجتذاب الناس بسبب الطبيعة الجذابة لدعوتهم،

فإن القادة الرعويين يميلون إلى اجتذاب الناس معا تقريبا بغض النظر عن ما يدعون

إليه. بمعنى آخر، يميل القادة الرعويون إلى رعاية وتغذية جماعة من الرعية بشكل

شامل للغاية وعميق للغاية حتى إنه عندما يتعلق األمر بالقضية أو الدعوة تجد أعضاء

الفريق كثيرا يقولون: ”ال يهم ما يدعو إليه كثيرا. يمكننا أن نعمل معا لتحقيق الرسالة

راعينا، على ونحافظ متحدة كجماعة نستمر أن يمكننا فطالما الله، بها شرفنا التي

سوف نستطيع أن نحقق كل المطلوب.“

١٤٩

هو حقا يهم ما ولكن الرؤية. نطاق يتسع أن يمكن الرعوي القائد قيادة تحت

ديناميكية المجموعة.

من أتباع مجموعة معا جمع بالقيادة، عمله بداية في داود، أن ٢٣ ٢صم في نقرأ

المرفوضين والمتمردين. ثم بنى فيهم بعمق ورعاهم بمحبة غامرة. وفي ذات ليلة، أثناء

عطشان أنه ذكر داود أن حدث الفلسطينيين، أعدائهم مع الكثيف الصراع من فترة

ويشتاق لماء من آبار بيت لحم. واستجابة لشوق داود، وبغير علم منه، زحف ثالثة

من أعضاء فريقه خلف صفوف العدو، مخاطرين بحياتهم، لكي يحضروا لداود ماء

من آبار بيت لحم. لقد جعلتهم المحبة العميقة التي غمرهم بها داود يرغبون في رد هذه

المحبة والخدمة مرة أخرى إليه.

عندما قدموا الماء إلى داود، حرك ذلك مشاعره بشدة، مدركا أن هؤالء الرجال خاطروا

فقال: الماء. يشرب أن رفض إنه حتى محتدمة مشاعره كانت لقد ألجله. بحياتهم

.(١٧ بأنفسهم“ (اآلية خاطروا الذين الرجال دم هذا ذلك. أفعل أن رب يا لي ”حاشا

بمعنى آخر، ”ال أستطيع أن أشرب الماء الذي خاطر الرجال بحياتهم لجلبه!“ بدال من

ذلك، يخبرنا الكتاب المقدس عن داود ”بل سكبه للرب“ (اآلية ١٦). ال أستطيع إال أن

ولكن أيضا إلهه بعظمة ليس فقط كانت احتفاال أن تقدمة داود أفكر في ذلك على

بمحبة فريقه.

يجب على القادة أن يتذكروا أنه على الرغم من وجود الكثير من الناس الذين تستحثهم

القضايا وينتظرون لكي ينجذبوا إلى رسالة بواسطة قائد صاحب رؤية، فهناك أيضا

الكثير من األشخاص الذين يعانون جوعا اجتماعيا ويحتاجون إلى من يرحب بهم في

فريق أو مجموعة حيث يمكن أن ينالوا الغذاء والمحبة. وقتها فقط سوف يحفزون

لإلجابة على دعوة القضية. بدون الرعاية الحانية سوف يتراجعون، ولكن إذا حصلوا

على رعاية محبة فسوف يتبعون بابتهاج أية غاية للملكوت بتكريس وإخالص.

ر ما يفعلونه ألجل الملكوت. فربما لن يتفوقوا في هل تعرف أي قادة رعويين؟ ليتنا نقد

تكوين الرؤى أو وضع الخطط االستراتيجية وتنفيذها، ولكن قدرتهم المتميزة على

رعاية الناس تتيح لهم إحداث اختالف هائل في رؤية ملكوت الله.

١٥٠١٥٠

٧- أسلوب القيادة القائم على بناء الفريقالقائد الباني للفريق يعرف الرؤية ويفهم كيف يحققها، ولكنه يدرك أنها ستحتاج إلى

فريق من القادة والعاملين إلنجاز هذا الهدف. يتمتع بناة الفرق ببصيرة ثاقبة ليروا في

الناس ما يتيح لهم أن يجدوا ويطوروا الشخص الصحيح الذي لديه قدرات صحيحة

والسمات الصحيحة والكيمياء الصحيحة مع أعضاء الفريق اآلخرين. كما يعلم القائد

وألجل الصحيح المكان في األشخاص هؤالء مثل يضع كيف الفريق بناة في الجيد

األسباب الصحيحة، ومن ثم إطالقهم لكي يحصدوا النتائج الصحيحة.

باني القائد يقول عندها المالئمة، المواقع في المناسبين األشخاص وضع يتم عندما

الفريق للفريق المختار: ”أنتم تعلمون ما نحاول عمله. وتعرفون القسم الذي تتحملون

إدارتكم. في باجتهاد اعملوا انطلقوا! هيا لذا، رسالتنا. ضمن تنفيذه عن المسئولية

وتواصلوا مع شركائكم في العمل. وقوموا بعمل. وانجزوا هذه المهمة!“

األكبر دافعه يكون الفريق باني أن للفريق الباني والقائد الراعي القائد بين الفرق

هو الفهم الواضح للرؤية من خالل الرغبة في تغذية وبناء الجماعة. وبالطبع فإن بناء

بناة من القادة لدى المتميزة القوة نقطة لكن للمجموعة، بناء يتضمن ما دائما الفرق

الفرق هي أنهم لديهم تحصين قوي على االستراتيجية وبصيرة حادة في الناس تجعلهم

يقومون بتعيينات دقيقة للموظفين في األدوار القيادية الحساسة.

إن القادة الموهوبين في بناء الفرق قد يتمتعوا بمهارة إدارة هذه الفرق وقد ال يتمتعوا

بهذه المهارة. في الحقيقة، الكثير منهم يرون أن اإلدارة ليست هي باألمر المهم على

باألعمال ويقومون الصحيحة المواقع في الصحيحة األشخاص كان فإذا حال؛ أي

الصحيحة ألجل األهداف الصحيحة، فإن هؤالء الناس سوف يحققون أهدافهم سواء

كان هناك من يشرف عليهم أم ال.

عندما تولى فيليب جاكسون تدريب فريق شيكاغو لكرة السلة أثناء السنوات المجيدة،

كان يمثل هذا األسلوب القائم على بناء الفريق. إذ اختار األشخاص الصحيحة للقيام

بأدوار محددة وكان واضحا في توقعاته منهم: ”يا مايكل جوردن عليك أن تحرز ٣٠ أو

٤٠ نقطة في المبارة وتقود وتلهم زمالءك في الفريق. وأنت يا دنيس رودمان، عليك أن

١٥١

تأتي بعشرين هجمة مرتدة في هذه المبارة وتحدث فوضى في عقول الفريق المنافس.

مرتدة، هجمات ١٠ وتصنع نقطة، ١٥ تسجل أن فعليك بيبن سكوتي يا لك وبالنسبة

الالعب على بنفسك تلقي أن فقط عليك لونجلي لوك يا وأنت قوي. دفاع وتلعب

العمالق لدى الفريق المنافس. وأنت يا رون هاربر، عليك أن توقف أفضل العبيهم،

من تخرج أن البد كوكوك، توني يا أنت وأخيرا وسكوتي. لمايكل الكرة تعطي ثم

الملعب وتجلس على الدكة لتشعل حماسة الفريق.“

أفضل مع تتناسب التي الصحيحة باألمور للقيام الصحيحة األشخاص على العثور

مهاراتهم هي السمة المميزة ألسلوب القيادة القائم على بناء الفريق.

أصبح قد أنه أعتقد أنني إال القيادة، في الخاصة أساليبي ذكر أعارض أني حين وفي

واضحا اآلن أنني أحب بناء الفرق. فطوال حياتي في القيادة كنت مندفعا نحو هدف

عظيم لي يجلب مما جزءا إن قبل، من ذكرت وكما للملكوت. أحالم فريق تكوين

هو أن أعرف أنني في البهجة وتقريبا طاقة غير محدودة في هذه النقطة من حياتي

طريقي لتحقيق هذا الحلم.

استثنائيين. أشخاصا يعتبروا ويلو في التعليم مسئوليات يشاركوني الذين المتصلون

فإن كذلك مذهلة. فرق جميعهم والرقص الدراما وفريق الموسيقى فريق أن كما

فريق إدارة ويلو ومجلس المديرين والشيوخ إلى جانب مجلس اإلدارة وفريق كبار

القادة التحاد ويلو كريك – جميعهم فرق أحالم لملكوت الله.

ميتشجن، في هفين جنوب في المطاعم أحد في الفصل هذا أكتب كنت وبينما

تدفقت الدموع من عيني على خدين وفكرت: ال يوجد ما يساوي تجميع فريق أحالم

للملكوت ومشاهدته وهو يحلق عاليا إلى آفاق أعلى وأعلى من التأثير. ال استطيع أن

أنت بداخلك ينبض وربما صدري. داخل في ينبض الفرق باني قلب إن هذا؛ أنكر

أيضا.

٨- أسلوب القيادة التعهديهذا األسلوب يتمتع بلمحة متفردة. إذ أن القادة التعهديين قد يمتلكون أي من أساليب

١٥٢١٥٢

القيادة األخرى، ولكن ما يميز هؤالء القادة عن القادة اآلخرين أنهم يعملون بأقصى

طاقتهم في حالة البداية األولى. فإذا لم يتمكن هؤالء القادة من الوالدة المستمرة لشيء

جديد فإنهم سرعان ما يبدأون في فقدان طاقتهم. وبمجرد أن تنطلق المغامرة، وبمجرد

وتتطلب معقدة األمور تصبح أن وبمجرد ومستمرة، ثابتة إدارة الجهود تستلزم أن

مناقشات ال تنتهي عن السياسات واألنظمة والضوابط، عندها معظم القادة التعهديين

يفقدون الحماسة والتركيز وأحيانا الثقة.

في تلك اللحظة يبدأون في إلقاء نظرة على السياج ويتساءلون إذا كان هذا هو الوقت

المناسب لبداية شيء جديد. ربما يشعرون بالذنب الشديد من فكرة ترك الخدمة أو

المنظمة أو اإلدارة التي كان هم من أسسوها، ولكن في النهاية يكون عليهم أن يواجهوا

الحقيقة: إذا لم يكن باستطاعتهم والدة شيء جديد كل عدة سنوات، فإن شيئا بداخلهم

سوف يبدأ في االحتضار والموت. هذا ببساطة هو أسلوبهم. وهو مهم في الملكوت.

أعتقد أن الرسول بولس كان قائدا تعهديا. فقد كان رائدا ومؤسسا للكنائس في مناطق

لم يكن اسم يسوع معروفا فيها. وبعد تأسيس هذه الكنائس كان ينقل المسئولية فيها

المحددة، الكلمات بهذه نفسه يصف لم ربما إدارتها. يمكنهم آخرين أشخاص إلى

بها يخدم أن يمكنه وكيف الله من موهبة يمتلك أنه عرف أنه الواضح من ولكن

الملكوت بأقصى حد ممكن.

يوجد قادة تعهديون في ويلو يبدأون خدمات، ويهتمون بتنميتها لفترة، ثم يعلنون أنه

قد حان الوقت لشخص آخر أن يتولى المسئولية عنها. وما نعرفه بعد ذلك، أن هؤالء القادة

نفسهم يبدأون خدمات جديدة، ونحن نندفع لكي نجد أشخاصا يكملون المسيرة مع

هذه الخدمات أيضا بعدهم. في بعض األوقات كان علي أن أرسل إنذارات، ”ممنوع بداية

خدمات جديدة!“ حيث صار من الالزم أن ندعو بعض األفراد من خارج فريق عملنا

ألنهم ال يستطيعون مقاومة إغراء بداية خدمات جديدة. وكان علينا في النهاية أن نقول

لهم: ”اذهبوا إلى مكان آخر يمكنكم فيه أن تبدأوا ما ترغبون فيه من خدمات“. ”إننا

نحتاج إلى خمسة عشر من القادة المنظمين لتوفير االستقرار والنمو للخدمات التي قمتم

بتأسيسها. وآخر شيء نحتاجه اآلن هو خدمة في بداية نموها!“

١٥٣

ولكن إلى أي مدى سيضرب الضعف الملكوت لو أن هؤالء القادة التعهديين كفوا عن

األحالم الجديدة والبداية لخدمات ومغامرات جديدة.

٩- أسلوب القيادة القائم على إعادة البناءبإعادة المهتم القائد فإن جديدة، محاوالت يبدأ أن التعهدي القائد يحب حين في

البناء والهيكلة يكون في أفضل حاالته في البيئات التدويرية. هذا القائد لديه موهبة

من الله تمكنه من النمو واالزدهار في ظل تحدي الدخول في مواقف عسرة ومليئة

بالمشاكل - مثل فريق فقد رؤيته، أو خدمة ضل الناس طريقهم فيها، أو إدارة تحاول

أن تتحرك إلى األمام بال إستراتيجية - وقلبها رأسا على عقب، ولسان حال هذا القائد

يقول: ”هذا يوم سعدي، علي أن أبدأ إعادة البناء وترتيب هذه الفوضى.“

يحفر هؤالء القادة بحماس منقطع النظير الكتشاف الرسالة األصلية والسبب الذي أدى

واالستراتيجية الموظفين حالة تقييم بإعادة يقوموا كما الرسالة. هذه عن لالنحراف

مع أعضاء الفريق لمساعدتهم على تمييز موضع وتكرارا والقيم. وهم يتقابلون مرارا

الخطأ وماذا ينبغي أن يكون عليه الحال بعد ذلك. ثم يحثون أعضاء الفريق على العمل.

والنشاط القوة وبعث والتوفيق الترميم أعمال البناء بإعادة المهتمون القادة يحب

في اإلدارات أو المنظمات المتعثرة والمنهارة. ولكن عندما يعود كل شيء إلى مساره

الصحيح ويبدأ في العمل بطريقة منضبطة، هنا قد يكون لديه الدافع لالستمرار في

هذه الخدمة أو قد يتركها. بعض هؤالء القادة يشعرون بالرضا والقناعة باالستمرار مع

واالستمتاع بثمار عملهم، ولكن الكثيرين غيرهم يفضلون البحث عن إدارة أخرى أو

منظمة أخرى تحتاج إلى اإلصالح. وعندما يجدون واحدة يتحمسون للغاية للبدء في

العمل معها. ويقولون: ”أدعوك للنظر نحو قافلة الملكوت التي تحطمت. إذا استطعت

أن أضع يدي على كل هذه الكتل من المعادن الخردة، أعرف أنني أستطيع أن أحولها

إلى شيء عظيم لخدمة الله.“

لم أكن واعيا بأسلوب القيادة هذا إلى أن مر حوالي ١٥ سنة في الخدمة في ويلو. عند

١٥ لمدة كبيرة بمعدالت نمو حدث أن فبعد كبيرا. تحديا نواجه كنا النقطة، هذه

١٥٤١٥٤

سنة، بدا أن جميع أنظمتنا تتهاوى في لحظة واحدة. حتى أن الرمز الذي استخدمناه

لوصف حاالتنا في تلك الفترة كان أننا بنينا بدون أن نعي مبنى مكونا من ٢٠ طابقا على

إال لفترة، متماسكا ظل المبنى أن ومع فقط. طوابق ١٠ من أكثر تحتمل ال أساسات

أنه اآلن وأمام أعيننا، بدأت البنية التحتية في االنهيار. وبدأت الخدمة الفرعية تتعثر

الواحدة تلو األخرى.

في ذلك الوقت انضم إلى فريق العمل معنا قائد ذو موهبة كبيرة. وصرت كلما ازددت

أن في يرغب يكن لم أنه الوحيدة المشكلة لكن له. محبتي زادت عليه التعرف في

يبدأ أي شيء، أو يرعى أي شيء، أو يدير أي شيء لفترة طويلة. لكني شعرت بقوة أن

هذا الشخص بداخله قائد كبير. ولذلك، فمع عدم معرفتنا كيف يمكننا أن نستفيد منه

المشكالت بعض على التعرف في لمساعدتنا بتعيينه قمنا أننا إال األمور، هذه بغير

في بعض اإلدارات المتعثرة للغاية. وبعد مرور عشر سنوات، نقف في رهبة وإجالل

أمام ما حققه هذا الشخص في إعادة بناء بعض الخدمات الرئيسية في ويلو - الخدمة

الرعوية، خدمة األطفال، البرمجة وأمور أخرى كثيرة. صار هذا الرجل أسطورة في

ويلو دون حتى أن يؤسس خدمة واحدة أو يقود أي شيء لمدة طويلة. ونحن نقول:

”آه يا إلهي“ في كل مرة نراه يسير في ردهات ويلو، وندرك أن قدرته على إعادة بناء

أنقذت بعض أهم خدماتنا االستراتيجية من الموت النهائي.

إنني أؤمن أن الله وضع قادة مهتمين بإعادة البناء في كل كنيسة. ومهمتك ومهمتي أن

نجدهم ونوجههم للعمل.

١٠- أسلوب القيادة المشيد للجسورعلى الرغم من وجود أساليب قيادة أخرى يمكن ذكرها، إال أنني، نظرا ألهداف هذا

الكتاب، أود أن أختم بهذا األسلوب المشيد للجسور. وفي حين يطلق الكاتب جاري

أسلوب أنا أسميه السياسي، أو االنتخابي ”األسلوب اسم األسلوب هذا على ويلز

القيادة المشيد للجسور ألنني أشير إليه خارج نطاق اإلطار السياسي.

تعمل التي الخدمات مثل الكبيرة المنظمات في مهمة بإسهامات القادة هؤالء يقوم

١٥٥

بقدرة يتمتعون ألنهم التعليمية والمؤسسات والطوائف الكنيسة عن مستقل بشكل

واحدة. قيادة مظلة تحت المختلفة المجموعات من واسع نطاق جمع على فريدة

وهذا يتيح للمنظمات المركبة أن تظل مركزة على غاية واحدة.

المرونة هي العمل هذا إلى للجسور المشيدين القادة يجلبها التي المتميزة الموهبة

الهائلة. إنهم يشبهون الدبلوماسيين الذين يمتلكون قدرة ملهمة بشكل خارق للطبيعة

للتفاوض وإقامة التسويات. وهم يمتلكون موهبة خاصة في اإلصغاء والفهم والتفكير

خارج اإلطارات التقليدية. ولكن فوق كل شيء آخر، فإن مشيدي الجسور يعشقون

التحدي المتواجد في مهمة الجمع بين المجموعات المتباينة من الناس.

المقربين واألصدقاء األسرة بأعضاء القائد يحاط ما عادة الرائدة المغامرات في

إلى حسن بشكل األمور جميع وتسير المثيرة. الجديدة رؤيته في يشاركونه الذين

الجدد األشخاص يجلب حيث العمل. ابتدأت التي المجموعة عدد يتضاعف أن

في الجدد األشخاص هؤالء كل ومالئمة دمج يمكن كيف للقيادة. جديدة تحديات

داخل المجموعة األصلية؟ ماذا يحدث حينما يتوجب تقسيم مجموعة القيادة؟ كيف

أن المرشد للقائد يمكن كيف المجموعة؟ ديناميكة من األقصى الحد على تحافظ

يتفاعل مع كل هؤالء األشخاص؟

من مجموعات من مكونة كبيرة مسيحية منظمة أو ضخمة كنيسة قيادة تخيل اآلن

الخدمات المختلفة المحددة بدقة. الكثير من جماعات المصالح الخاصة ال يهتمون

كثيرا بالرؤية العامة للخدمة التي تجمعهم كلهم. لكنهم ببساطة يريدون التأكد من

أن مصالحهم واهتماماتهم الخاصة حاضرة في هذه الخدمة.

تكلمت مع أحد الرعاة مؤخرا كان يعاني من ضيق شديد. فقال لي: ”أشعر أنني أكاد

أجن. ففريق الترانيم يريد مصمم جديد ألزيائهم ومجموعة الشباب يريدون صالة

مليون لخدمتها ترسل أن فتريد المرسلي العمل إدارة أما الرياضية. لأللعاب جديدة

دوالر أخرى، وتريد خدمة األطفال المزيد من الغرف إلقامة الدروس فيها. ويريد

فريق اإلنتاج آالت جديدة ويريد كبار السن ترانيم مطبوعة بحروف كبيرة. وهناك

غيرهم الكثير أيضا لديهم مطالب واحتياجات.

١٥٦١٥٦

إن تنوع هذه المطالب والسرعة التي يريدونها بها أربكته. فبدأ يرى كل من هذه الخدمات

الفرعية وكأنها أعداء له. ولسان حاله يشكو قائال: ”ال أستطيع أن أعيش حياتي بهذه الكيفية.

ال أستطيع أن أحتمل أن يتم تقسيمي وجذبي في كل هذه االتجاهات العديدة.“

وبينما كنت أستمع إليه أدركت أن هذا الرجل لم يكن مكانه الطبيعي أن يقود منظمة

كبيرة ومركبة. فالقيادة في مثل هذه البيئة لن يكون في صالحه وال في صالح العمل؛

وعلى األغلب ستكون خبرة سيئة بالنسبة له. ولزيادة قدرته القيادية سيتوجب عليه

على األغلب أن يتحرك نحو موقف أقل تعقيدا.

يواجهون عندما طاقتهم أقصى في يكونون الجسور مشيدي القادة فإن المقابل، في

تحدي التوحيد بين الجماعات ذات المصالح المختلفة وتسديد احتياجاتهم المتنوعة.

المختلفة الفرعية الخدمات رؤساء مع انفراد على يتقابلوا أن يمكنهم القادة هؤالء

لفهم أهدافهم وظروفهم. وبعد بناء عالقات ثقة، يحاول القادة المشيدون للجسور أن

يعيدوا شحذ الرؤية لدى كل القادة الفرعيين، ويتفاوضوا معهم إلى أن تصير أهدافهم

عاملة بتناغم مع الرؤية والرسالة العامة الشاملة للمنظمة الكبيرة.

مختلفة، مجموعة لكل مؤثرا نصيرا يصير أن إلى للجسور المشيد القائد يهدف

توجد بطريقة المجموعات هذه كل جهود وتركيز توحيدهم في ينجح النهاية وفي

موقفا فيه يكسب جميع المشاركين. يعمل مشيد الجسور هذا من خالل مساعدة كل

احتياجات مع يتالقوا أن بإمكانهم أن وإدراك صحة أكثر منظور لتنمية مجموعة

الخدمات الفرعية واإلسهام كذلك في تحقيق الرسالة الشاملة للخدمة.

إن التعامل مع األمور المركبة هو نقطة قوة القائد المشيد للجسور. لذا يجب أن يكون

هذا القائد على رأس أي منظمة كبيرة.

أربع خطوات الكتشاف وتنمية أسلوبك في القيادةالخطوة األولى في تحديد أسلوبك الخاص في القيادة هو مراجعة أوصاف األسلوب

التي قمت بعرضها في هذا الفصل. فربما تجد نفسك متوائما مع أحد هذه األساليب

أو مع البعض منها.

١٥٧

بعد أن قمت بتحديد أسلوبك أو أساليبك، شارك بما اكتشفته مع أشخاص لديهم معرفة

بأسلوبك في القيادة. اسألهم إذا كانوا يتفقون مع ما توصلت إليه. إذ يمكن أن يكون

التقييم الذاتي مربكا، لذا فمن المهم أن تطلب الرأي من أشخاص آخرين.

ثانيا، يجب عليك أن تقرر إذا ما كان أسلوبك مالئما لوضعك الحالي في القيادة. وهذه

قد تكون عملية دقيقة ويحتمل أن تسبب بعض األلم، ولكن من المهم للغاية أن تميز

إذا ما كانت مواطن قوتك في القيادة تتالءم فعال مع الدور الذي يتوقع أن تقوم به. على

سبيل المثال، إذا كنت قائدا تعهديا في كنيسة عمرها مائة عام وهي ليس لديها اهتمام

ببدء أي شيء جديد على اإلطالق، فربما ينتهي بك الحال بتدمير شامل لك وللخدمة.

وإذا كنت قائدا تنظيميا في منظمة تكاد تتهاوى نتيجة لنقص في الرؤية، فسوف تجد

بعض أمامك يكون الحالتين، وفي تقوده. أن يمكنك شيء أي بال النهاية في نفسك

القرارات الصعبة التي يتوجب عليك أن تتخذها.

سيكون فيها المواقف من العديد شك بال هناك أن تعرف: أن عليك يجب ولكن

أسلوبك في القيادة متالئما تماما مع االحتياجات القائمة بالفعل. والتحدي الذي يكون

أمامك هو تحديد ما إذا كنت اآلن في مثل هذا النوع من المواقف.

كفريق عليكم فريقك. في شخص لكل القيادة أسلوب تحديد هي الثالثة الخطوة

كل يكون أين ومناقشة القيادة أسلوب توصيفات قراءة خالل من هذا تحددوا أن

شخص مرتفعا وأين ينخفض. وهناك سببان يكمنان وراء حاجتك لفهم أسلوب قيادة

كل عضو في الفريق. أوال، هذا يساعدك للتأكد أن كل عضو في الفريق يتماشى مع

ن هذا العضو من تحقيق أقصى فائدة ممكنة طريقة القيادة المطلوبة حاليا والتي تمك

في فيها نقص يوجد التي القيادة وظيفة هي ما تحدد أن لك يتيح هذا ثانيا، للخدمة.

سواء القادم، الوقت في تضيفه أن عليك ينبغي الذي القيادة أسلوب هو وما فريقك

كعضو دائم في الفريق أو كضيف مساهم ومشارك.

إنني أعتقد أن هناك بعض أساليب القيادة ال يمكن ألي منظمة أن تستمر بدونها، ولدي

منظمة، فكل األمر. بهذا وعيهم عدم بسبب تعاني المنظمات من الكثير أن قناعة

سواء كانت كنيسة أو كلية أو جامعة أو مستشفى أو عمل اقتصادي، تحتاج إلى قائد

١٥٨١٥٨

رؤية تغذيها ال التي المنظمات أما بوضوح. الرؤية هذه يوصل أن يمكنه رؤية له

آسرة فإن مصيرها الموت بكل تأكيد في نهاية األمر.

كذلك تحتاج كل منظمة إلى استراتيجية قابلة للعمل بها. فإذا لم يتواجد أي شخص في

فريقك يمكنهم أن يضع خطة واضحة المعالم خطوة بخطوة تهدف لتحويل الرؤية

إلى حقيقة واقعية، فمن األفضل لك وقتها أن تبحث عن قائد استراتيجي لديه الرغبة

في االنضمام إليكم أو تعين مستشارا يمكنه أن يساعدك. إذ لن تحقق أي تقدم دون

وجود شخص يمكنهم دائما أن يوفر الخبرة والمعرفة في هذا المجال.

ربما تعتقد أن فريقك باستطاعته أن يعمل بشكل جيد بدون وجود القائد الذي يسهم

بالمساندات التحفيزية والرعوية، ولكن ربما تحتاج إلى إعادة التفكير في هذا األمر.

إذ يحتاج كل فريق إلى شخص موهوب في رفع الروح المعنوية للناس.

الخطوة األخيرة هي أن تكرس نفسك ليس فقط لتنمية أقوى أسلوب قيادة لديك ولكن

أيضا لتنمو في المناطق التي بها قدر من الضعف لديك. أعلم أن هناك جدال بهذا الشأن.

إذ يقول بعض الخبراء: ”انس ضعفك، عليك فقط أن تركز على مواطن القوة لديك.“

ولكني أختلف مع هذا الرأي.

وإليك السبب: مهما كان القادة أقوياء في أسلوب القيادة الخاص بهم تحديدا، إال أن

قدرتهم من النهاية في يقلل سوف ضعفهم فيها يكمن التي للمناطق الكلي التجاهل

على القيادة.

على سبيل المثال، أنا ضعيف في أسلوب القيادة التنظيمي. ولكني أشكر الله أني قادر

عشرة حوالي هناك ذلك، ومع ويلو. في التنظيمية المسئوليات معظم تفويض على

العشرة األشخاص هؤالء عمل أنظم أن علي ويتوجب لي. تقريرا يقدمون أشخاص

متضاربة أهداف نحو العمل في فسيبدأون بذلك أقم لم وإذا المهارة. من ما بدرجة

ومتداخلة وينتهي الحال بارتباك وإحباط. وفي النهاية تبدأ العالقات في التأزم والتأذي.

وبالتالي فمن أجل مصلحة الكنيسة، يجب علي أن أتحمل المسئولية من أجل تحسين

مهاراتي التنظيمية بغض النظر عن أسلوبي المفضل في القيادة.

فسوف التحفيزي، القيادي أسلوب في بانخفاض تتصف قائدا كنت إذا آخر: مثال

١٥٩

تخدم أعضاء فريق بشكل أفضل بأن تتعلم كيف تحفز وتلهم أعضاء الفريق. لماذا؟

ألنهم يستحقون ذلك. بغض النظر عن مقدار التشجيع والتحفيز الذي يحصلون عليه

من اآلخرين في مواقف وظروف أخرى، إال أنهم يحتاجون إلى الحصول على مقدار

معين من التشجيع والتحفيز منك مباشرة.

لذا، فإليك مرة ثانية اقتراحي من أجل خلق موائمة بين أساليب القيادة وبين االحتياجات

المؤسسية من أجل تحقيق قيادة ذات تأثير مرتفع.

حدد أسلوب أو أساليب القيادة الخاصة بك. -١

في الحالي لوضعك مالئما القيادة في أسلوبك كان ما إذا ومميزا محددا كن -٢

القيادة.

حدد أسلوب القيادة الخاص بكل عضو في فريقك. واحرص على أن تجعل كل -٣

هناك كان ما إذا وقرر الصحيح القيادة احتياج مع تماما متالئما يكون شخص

فجوات في القيادة في فريقك تحتاج إلى مألها.

التزم دائما بأن تطور أساليب القيادة التي تجيدها وأن تنمو في أساليب القيادة التي -٤

أنت أضعف فيها.

أدعوك أن تعمل على تنفيذ هذه االقتراحات. عندما يتم توجيه القائد إلى أفضل مكان

مناسب له بحيث تتناغم مواطن القوة في قيادته بشكل كامل مع االحتياجات المحددة

للكنيسة أو للمنظمة يمكن أن يكون لهذا القائد تأثير هائل. وتحت قيادته يمكن أن

تتحرك القوات، وتتحقق الغايات، ويتقدم الملكوت بصورة لم نعهدها من قبل.

١٦٠١٦٠

١٦١

الفصل الثامن

الحاسة السادسة للقائد

مصادر اتخاذ القرار

عريضة شهرة السادسة» «الحاسة بعنوان فيلم اكتسب مضت سنوات خمس منذ

على مستوى العالم، حتى أن الناس كانوا يتشاجرون في الزحام للحصول على تذكرة

لدخول دور السينما لمشاهدته. وكانت قصته تتحدث عن صبي كانت له قدرة غريبة

على رؤية وفهم ما ال يستطيع أن يراه أو يفهمه اآلخرون. وأشهر ما جاء على لسان

الصبي ومازال الناس يتذكرونه عبارة قال فيها: «إني أرى الموتى».

غير أن أحد القساوسة قال لي: «هذا أمر ال يدعو للدهشة، ألن هذا يحدث بالنسبة

لي عندما اجتمع بأي شماس. أما في السينما فاألمر كله مجرد خيال. وعندما يتحدث

الناس عن «الحاسة السادسة»، فإنهم بذلك يشيرون إلى عمل يتسم بالتبصر واإلدراك

يتجاوز ما هو عادي وطبيعي.

من كثير في قيادتها تحت الذي الفريق يبدو امرأة أعرف فإني المثال، سبيل وعلى

األحيان على أنه يفوق أي أحد آخر في الحجرة. وكان فريقها بين آونة وأخرى يتذمر

ضد اإلتجاه الذي تحتاج المؤسسة أن تأخذه مستقبال. وكل شيء يبدو مبهما ومربكا.

وبعد ذلك إذا بهذه البوصلة البشريةن التي كانت تستمع بهدوء طوال الوقت إذا بها

تقترح إتخاذ إجراء معين. ويفكر أعضاء الفريق مليا في الفكرة التي طرحتها لمدة

ويقولون: عليها، موافقتهم على عالمة رؤسهم يهزون تراهم ثم دقيقتين، أو دقيقة

أنفسهم في يفكرون وكانوا رائعة. فكرة هذه بالطبع، الصحيحة. الفكرة هي «هذه

قائلين: «كيف توصلت إلى ذلك؟ من أين تحصل على هذه األفكار؟ وما الذي يميزها

عنا؟

وكأنه األمر ويبدو بالمستقبل. التنبؤ على قدرة لهم أن يبدو قادة أعرف وإني

العادية. بالسرعة بقينا يراه الذي الفيديو شريط أحداث مقدما يروا أن بمقدورهم

١٦٢١٦٢

ويبدو أنهم يتمتعون بمقدرة خاصة على اإلحساس بمضاعفات القدرات الحالية على

الواقع المستقبلي.

الجوهرة موقع يعرفوا أن على فريدة بقدرة يتمتعون أنهم على القادة بعض ويبدو

الوحيدة المتأللئة المدفونة في منجم من المشاكل. وفي الوقت الذي ترى فيه اآلخرين

أحد أي يستطيع ال ما ويرون هيابين، غير القادة هؤالء أن نجد محبطين، مرتبكين

غيرهم أن يراه. ذلك أنهم يرون إحتمالية إلنفراج األزمة في خضم الكارثة.

وهناك قادة آخرون بوسعهم أن يروا إمكانية القدرة على القيادة في أشخاص ال يرى

معظمنا فيهم أي رجاء. وما يبدو للناس في الظاهر أنهم يراهنون على جواد خاسر ال

محالة، غير أنه يتبين في النهاية أنهم كانوا على صواب. ونظل كلنا كمشاهدين فيما

يحلق الشخص الذي اختاروه عاليا في مجال القيادة.

فكيف نفسر هذه القدرة الخارقة التي يتمتع بها بعض القادة؟ هل تأتي تلقائيا مع الهبة

يتمتع وهل مصدرها؟ نعرف أن دون ما يوم في تظهر أم بالقيادة؟ الخاصة الروحية

بعض القادة حقا بقدرة كبيرة على التخمين؟ أم أن كافة القادة يتمتعون بهذه المقدرة

بشكل متساو. وهل يمكن تنميتها؟

وأرجو أن تسمحوا لي بتوضيح الحافز الذي دفعني إلى التفكير في الجانب التخميني

فيه يتخذ أن المحتم من كان حنث العاملين لهيئة إجتماع في كنت لقد القيادة. في

عدد من القرارات الهامة.

وكان العاملون اآلخرون ينتظرون بلهفة صدور هذه القرارت. حتى يستطيعوا متابعة

تشكل كادت الطباعة ومواعيد تقترب، كانت النهائية المواعيد أن ذلك خدماتهم.

مأزقا.

وعلى الرغم من األهمية البالغة التي نسبت لبعض هذه القرارات، إال أنني لم أجد من

بينها ما كان يتسم بصعوبة بالنسبة لي. وكل ما عملته هو أنني استمعت ببساطة لكل

اقتراح وطلبت بعض المعلومات من المستشارين والزمالء الذين كانوا حاضرين معنا

والذين هم موضع ثقتي.

حكمة يعطيني أن القدس الروح من طالبا صمت في أصلي اإلجتماع طوال وكنت

١٦٣

بحسب ما يعلمنا به الرسول يعقوب (انظر يع ١: ٥). وبعد ذلك، وقرب نهاية اإلجتماع

اتخذت ما شعرت أنه القرارات المناسبة.

ويقول ضلوعي، في بمرفقه يلكمني القدامى العاملين بأحد إذا اإلجتماع، وبعد

مازحا: «هذا األمر كان مجرد تسلية بالنسبة لك، أليس كذلك. لقد رأيتك تفعل هذا

منذ سنوات، وهذا ليس عدال فحسب. لقد جعلت األمر يبدو سهال للغاية». وفيما كان

أنك هو بالغثيان يصيبني الذي األمر مبتسما: «أما وقال إلي التفت باإلنصراف، يهم

في كثير من األحيان تكون على صواب. ولكن هذه المحادثة دفعتني إلى التفكير في

عملية اتخاذ القائد لقراراته. إلى أي مدى يعتمد فيها حقا على التخمين؟

دراسة قراري - تحويل األمر إلى عملية:طوال الثالثين يوما التالية، حاولت عمل تجربة لم يسبق لي أن عملتها قبل ذلك. كنت

صغيرا_ أم كان قياديا _كبيرا قرارا فيها اتخذ مرة كل وفي صغيرة، بمفكرة احتفظ

سواء جاء بعد تفكير دقيق أو كرد فعل _كنت أسجله في هذه المفكرة.

كنت ألني ذلك حدة. على قرار لكل تقييما أجري كنت يوما، الثالثين إنتهاء وبعد

وكنت لي. بالنسبة القرار إتخاذ عملية تشكل كانت التي العناصر أحدد أن أريد

أحاول فهم ما يشاع عن «الحاسة السادسة» للقادة.

دعني أعطيك أوال ما توصلت إليه، ثم بعد ذلك سأذكر التفاصيل. أعتقد أن القادة الموهوبين

روحيا، يقيمون بمضي الوقت نظاما للقيمة وقاعدة لإلختبار يشكالن بحكمة كل قرار

الحق يتخذونه. وفيما يضيفون بكل عناية لقاعدة البيانات الشخصية هذه والخاصة بهم،

فإنهم بشكل تلقائي يزيدون معدالت إعتمادهم على الدراسة في القيادة.

حاسة ليست عادية غير وأفكارا حكمة الناجحين القادة يعطي ما فإن ذلك وعلى

ما رؤية على قدرتهم أن نجد باألحرى، بل للطبيعة. خارقا أمرا أو غامضة سادسة

القيم تبنيهم ناحية من بها التنبؤ يمكن التي النتيجة هي رؤيته في اآلخرون يفشل

عن مفاهيم تشكل التي العناصر من بإعتبارها القيم هذه إلى ونظرتهم الصحيحة،

الواقع والخيارات التي يتخذونها على أساس هذه المفاهيم.

١٦٤١٦٤

وقبل تجربة الثالثين يوما هذه، أكن قد فكرت كثيرا في المصادر التي تشكل العناصر

التي اتخذ القرار على أساسها. غير أنه بعد أن فكرت مليا في األمور التي كانت وراء

كل قرار اتخذته في الشهر الماضي، استطعت أن أتبين أن معظم قراراتي قامت على

أساس مصادر أربعة من قاعدة البيانات.

أول مصدر من قاعدة المعلومات: ما أعتقده.من مصدر أول وهو أعتقده» مبدأ «ما عمل كيفية به ألشرح توضيحا أقدم دعوني

قاعدة المعلومات.

بأحد يتعلق قرارا كان يوما، الثالثين فترة أثناء جاءتني التي القرارات بين فمن

الفرع ذلك في كبيرا قائدا أن ذلك كريك ويلو لجمعية التابعة الدولية المكاتب

قد ترك العمل لدينا وذلك ألنه أختار أن يعمل في مكان آخر، غير أنه قبل أن يتركنا

أن رتب وقد كبيرة، مالية التزامات عليها يترتب التي القرارت بعض اتخذ قد كان

الفرعي المكتب إلى األعمال رجال من عدد توجه وقد االلتزامات. هذه تصلني

الذي القائد ذلك ادعى وقد بها. القيام على تعاهدوا أعمال عن مستحقاتهم يطلبون

ترك وظيفته منذ فترة بسيطة مضت أنه دفع كل هذه المستحقات، غير أنه لم تكن

لهذا بالنسبة عمله يتوجب الذي ما سئلت وقد ادعاءه. تثبت مستندات أية هناك

ولم يطلبونه». ما كل وادفع جميعا. لهم ادفع لهم. ادفع فورا: « أجبت وقد الوضع.

يستغرق هذا القرار ثالث ثوان. بل ولم أحاول أن أصلي. وهذا القرار لم يكن يتطلب

فائقة. براعة

وإذا عاطفية، تجربة المال عن التخلي اعتبر فإني هولندي، رجل أنني إلى وبالنظر

كان هناك تساؤل من ناحية ما إذا كان يجب علي التخلي عنه أم ال، هنا يكون األمر

معينة قناعات بسبب سهال القرار هذا كان فقد ذلك، من الرغم وعلى سوءا. أكثر

أؤمن بها. وهذه القناعات تقع تحت بند «ما أعتقد» والذي يعد من بين العناصر التي

استند إليها في قيادتي وهي تشكل عملية اتخاذي القرار كل يوم.

هل بوسعي أن أشارك ببعض من هذه القناعات؟

١٦٥

١- إذا أكرمت الله في كل شيء فإنه سيكرمني: أعتقد أنني إذا بذلت قصارى جهدي ألكرم الله في كل ما أعمله، فإنه سيكرمني في

. وهذه ليست لوحة تزين الجدار. وليست قيادتي، وسوف يكرم الخدمة التي أوكلها إلي

فحسب األمر الصحيح روحيا لنكتبه للقادة المسيحيين. ذلك أنه أساس الحقيقة الثابته

في عمق قناعاتي والتي أحملها معي أينما ذهبت.

قائد أي إلنقاذ ويسرع المقدسة. بركته سيصب الله بأن راسخة قناعة على وإني

ذلك أيضا. صحيح العكس أن أعتقد وإني شيء. أي في الله يكرم أن دائما يحاول

أني أعتقد أنه إذا لم نكرم الله واتبعنا األساليب المختصرة في حياتنا، أو خدمتنا، أو

بالتهاون في أخالقيتنا، أو بعدم إطاعتنا لتحفيزات الروح القدس، علينا في هذه الحالة

أال نتوقع حصولنا على أي عون من السماء. ولكن الله، بنعمته، قد يمنحنا معونته، غير

أنه علينا أال نعتمد على ذلك.

ولقد تعلمت على مدى السنين أنني في حاجة حقا إلى عون من السماء لكي أعمل ما

أعتزم عمله. ثم إني لست بالقائد الجيد بما فيه الكفاية لكي أقوم بما كلفت به دون

تدخل إلهي. ذلك أني في أمس الحاجة إلى بركة الله. وعلى ذلك فإني كلما كان علي

اتخاذ أي قرار، تجدني أتخذ ما أعتقد أنه أكثر ما يكرم الله.

أن مقتنعا كنت لقد العاملين، مستحقات لدفع تأثيره لهذا كان ناحية أية من ولكن،

إكرام اسم الله كان متوقفا على الطريقة التي استجبنا بها إلدعاءات رجال األعمال.

من بدال أخرى مرة العاملين مستحقات دفع بإمكانية نخاطر أن لنا األفضل ومن

المخاطرة بعدم إعطائهم مستحقاتهم.

٢- الناس لها أهمية:وهذا كله، الكون هذا في فقط حقيقيا واحدا كنزا لله أن القول يمكن أنه أعتقد

عناصر في يدخل الذي الثاني األساسي اقتناعي فإن ذلك وعلى اإلنسان. هو الكنز

اتخاذي القرار هو أن اإلنسان مهم في نظر الله.

ويعلمنا الكتاب المقدس أنه إذا أظهرنا إحترامنا لمن يوليهم الله كل اهتمامه في هذا

١٦٦١٦٦

العالم _أي الناس_ عندئذ سيغمرنا هو بدوره برحمته واهتمامه (انظر ١صم ٢: ٣٠/ب؛

متى ٢٢: ٣٧-٣٩). وفي حسباني، أن جوهر كياني هو أنني على قناعة بأنني إذا أكرمت

الناس وأحسنت معاملتهم، فإن الله سيغمرني ومن أقودهم بفضل من عنده وعلى ذلك،

الله اضع فإني اتخاذه علي الذي القرار عناصر بين من عنصرا اإلنسان يكون حين

أيضا في حسباني. وحين أعرف أن قرارا علي اتخاذه، وأن هذا القرار يمس مصلحة

الصحيح. القرار إلى أصل حتى أطول وقتا واستغرق كثيرا أتريث فإنني ما، شخص

وقد قلت لشيوخنا، وألعضاء المجلس أنني إذا كنت سأقع في خطأ، فإن ذلك سيكون

لصالح الناس وخيرهم. وإني أفضل أن أقف في يوم ما أمام الله والمأخذ الذي علي هو

أني كنت رحيما أكثر من الالزم،

٣- الكنيسة المحلية هي رجاء العالم:وعلى أساس ما عرفته حتى اآلن، فإن هذا المعتقد األساسي الثالث هو المفضل عندي.

ذلك أني أعتقد من كل كياني أن الكنيسة المحلية هي رجاء العالم.

ومعظم الناس يفترضون عن خطأ أنني أدقق في كل شيء. ولكني لست كذلك. ويمكن

فال فيها. أدقق ال كثيرة، أمورا هناك أن ذلك أصدقائي. أقرب من ذلك عن التحري

أبالي كثيرا بالمطاعم التي أذهب إليها أو األنشطة المسائية التي سأنخرط فيها. ولست

أهتم بالمالبس أو السيارات، أو أثاثات البيت أو أن أكون «مناسبا تماما من الناحية

من يهمني وال الجهد، أو الفكر من كثيرا السياسية النواحي أولى وال اإلجتماعية».

الذي سيربح كأس العالم.

ولكنك إذا سألتني بشأن تدقيقي من ناحية الكنيسة، إذا فإنني مذنب بهذا اإلتهام. وإني

أعترف صراحة أنني آخذ بمنتهى الجدية أي قرار تكون له آثار هامة بالنسبة لستقبل

الكنيسة، أو وحدتها، أو فاعلية كنسية ويلو، أو بشكل متزايد على الكنيسة األساسية،

ومثل التعبير المفضل لدى أحد مالحي المركب الخاص بنا: «إني بالنسبة لهذا الموضوع

كفأر أمام قط عنيد». وإني أبذل كل ما في وسعي للتأكد من أن الكنيسة تقاد على نحو

حسن، وأن القرارات التي تتخذ بشأنها هي قرارات تم اتخاذها بكل عناية وحكمة.

١٦٧

ملحوظة جانبية: لو كنت ستترك كل شيء يتخذ مجراه الطبيعي ...الرجاء السماح لي بملحوظة جانبية موجزة.

فيما كثيرة مشاقا يتحملون المسيحيين بعض أن كيف فهم في صعوبة وجدت لقد

يختص بالقرارت المشتركة _يعقدون اجتماعات استراتيجية ال نهاية لها، ويستأجرون

لخمس التنبؤات يقرأوا أن بعد إال يهدأون وال باهظة، نفقات يتكلفون مستشارين

التي الكنيسة على تأثيرها لها بقرارات األمر يتعلق وحين ذلك، ومع قادمة، سنوات

يحضرونها، تجد أن هؤالء األشخاص أنفسهم قد اتسموا بالسلبية وعدم المباالة. وربما

أو الكنيسة، في كشيوخ أو اإلدارة، مجلس في كأعضاء للكنيسة خبرتهم يقدمون

كرؤساء لمشروع خاص. وفرص التأثير القوي للمتطوع في معظم الكنائس هي فرص

رجال العالية (من الكفاءات وذوي الموهوبين األشخاص هؤالء لكن محدودة، غير

ونساء) يفضلون تخصيص كل دقيقة من وقتهم، وكل ذرة من طاقتهم وخبرتهم، للعالم

المشترك. وأنا ال أفهم معنى لهذا، ولعلي لن أفهمه إطالقا.

وفي بعض األحيان تتملكني رغبة في أن أقول ألمثال هؤالء المسيحيين، «انصتوا». إن

كل ما يهمكم بالنسبة ألي عمل تعملونه هو المال فقط إنه ال يستحق كل الهم الذي

يولده فيكم. وهو ال يستحق أن يحرمكم من النوم ليال، ويصيبكم بالقرح.

والكنيسة المحلية هي رجاء العالم ألنها الوحيدة التي توصل لنا الرسالة التي يمكن أن

تؤثر على مصير الشخص األبدي. وإذا كنا نعتقد ذلك حقيقة فلماذا ال نريد أن نضع

التي المحلية الكنيسة خدمة في للعمل ونسخرها القرار، إتخاذ على قدراتنا أفضل

دعانا الله إليها، سواء كنا قساوسة أم من رجال األعمال؟ وفي بعض األحيان يتصل بي

عضوا جديدا في مجلس اإلدارة في يوم إجتماع المجلس، ويسألني عن جدول أعمال

تلك الليلة. وعادة ما تكون هذه شفرة معناها: «األمور سيئة جدا في العمل. إني أفكر

في التخلف عن حضور اإلجتماع هذه الليلة».

ومع أني أهتم دائما بالتحديات التي توجد في أوساط أعضاء مجلسنا _لقد نشأت في بيت

رجل أعمال، ولقد تمتعت بصفة عامة بالساعات التي قضيتها في مناقشات موضوعات

ذات عالقة بالعمل مع أعضاء المجلس _المتمرسون ال يكلفون أنفسهم مشقة اإلتصال

١٦٨١٦٨

بي إلبالغي أنهم سيتخلفون عن حضور المجلس. وهم يعرفون أن ردي سيكن بعبارة لن

يخرج معناها عن، «إني آسف الرتباك األمور في العمل إلى هذا الحد. لنصل اآلن عن

التحديات التي تواجهكم. ولكن ال تنسوا أن آالفات في كنيسة ويلو كريك يحتاجون

إلى حضوركم الله، وأنتم منتعشين، مصلين، وعلى إستعداد ألن تقدموا كل طاقاتكم

وقدرتكم اإلبداعية في مواجهة التحديات التي تؤثر في مستقبل الكنيسة».

، وحين يتعلق األمر بإتخاذ ولست أعتقد أن تفكيري بالنسبة لهذا الموضوع سيتغير في

قرارات تتعلق بالكنيسة، من الخطورة اإلستخفاف بهذا الموضوع.

حسنا، بوسعنا اآلن أن نعود إلى الموضوع الرئيسي.

ما هي معتقداتك األساسية؟هل تعرف معتقداتك األساسية التي تشكل العناصر التي على أساسها تتخذ قراراتك؟

عندما حاولت أن أصل إلى بذور معتقداتي األساسية، اعتقدت أنني سأجدها على طرف

لساني. لكن هذا ما لم يحدث. لقد اضطررت أن أضع ساقي على مكتبي ومفكرتي وأن

أصلي لعدة ساعات قبل أن أتمكن من الوصول إلى قناعاتي العميقة التي تشكل أسس

اتخاذي لقراراتي. ومن أجل المراجعة، سوف أذكرها ثانية.

١- أكرم الله في كل شيء وسوف يكرمك.

٢- الله يهتم بالناس.

٣- الكنيسة المحلية هي رجاء العالم.

وبمقدوري تماما أن استخرج رابعا وخامسا وسادسا إذا واصلت التنقيب، غير أنه من

لكن األساسية. الثالثة معتقداتهم على يتعرفوا أن القادة لمعظم بالنسبة المستحسن

عليكم أن تحذروا المعتقدات الخاطئة. وتأكدوا من أن معتقداتكم تقوم على أساس

كتابي. وإذا لم تكن كذلك فقد تشكل خطورة على القرارت التي تتخذها.

هل تتذكر القائد الذي ذكر في لوقا ١٨؟ وفي هذا المثل يصف يسوع القاضي الظالم

الذي كان يضايق امرأة أرملة.

وقد ذكر في اآلية ٢ أن هذا القاضي كان «ال يخاف الله وال يهاب إنسانا». أو بعبارة

١٦٩

أخرى، لم يكن يهتم بأن يكرم الله في حياته اليومية. وقال ببساطة: «سأتخذ القرارات

التي في صالحي». أما بالنسبة لموقف الله من هذه القرارات فهذا أمر ال يهمني إطالقا».

وعالوة على ذلك فإنه كان ال يحترم الناس». وإذا كان للناس أهمية عند الله، إال أنه

ال أهمية لهم عندي».

نوعيات جميع إلى تفضي كانت خاطئة معتقدات أساس على تتخذ قرارته وكانت

تتخذها التي القرارات في يؤثر سوف حق أنه نفسك أعماق في تعتقد وما الفساد.

طوال حياتك القيادية.

وإذا كنت قد اتخذت بعض القرارت الخاطئة، وإذا كنت تسبب الفوضى في كنيستك،

أو في عملك، أو في عائلتك، عليك أن تأخذ وقتا لتسأل فيه نفسك: «ما الذي يجري

ربما السيئة؟ القرارت هذه أساسها على تتخذ التي الخاطئة المعتقدات هي ما هنا؟

يكون الوقت قد حان إلعادة وضع المعتقدات الجوهرية التي تتبعها في حياتك.

اآلخرين القادة أن أعرف ما هو: بياناتي لقاعدة الثاني المصدر سيعملونه:

، وفيما قمت لقد تملكتني الدهشة إلى حد ما عند اكتشاف قاعدة بيانات ثانية تؤثر في

تقييم قراراتي التي اتخذتها أثناء الثالثين يوما المذكورة، ولقد دهشت إذا اكتشفت أن

الكثير من قراراتي أتخذت على أساس ما كنت أعتقد أن قادة آخرين ممن احترمهم

سوف يعملونه إذا ما كانوا في نفس الموقف الذي كنت أواجه.

حكمة مني أكثر أعتبرهم ممن والنساء الرجال من «هم اآلخرون القادة وهؤالء

وموهبة، أو يفوقوني خبرة. والبعض من هؤالء القادة المحنكين هم أناس أعرفهم تمام

المعرفة، وهم من األصدقاء الشخصيين المقربين، ومن المعلمين الذين قضيت معهم

بهم تأثرت الذين القادة بعض أن حقا للدهشة يدعو الذي األمر أن إال طويال. وقتا

على بهم التقيت أن لي يسبق لم أشخاصا كانوا يوما الثالثين فترة أثناء قراراتي في

اإلطالق. لقد تعلمت منهم من على بعد وذلك من خالل أحاديثهم وأشرطة التسجيل

أو الكتب الخاصة بهم.

١٧٠١٧٠

وأثناء فترة التأمل هذه، كتبت نوعيات القرارات التي على مكتبي ثم قارنت بينها وبين

المعلم الذي تناول هذه النوعية من أساليب إتخاذ القرار. وكان إختبارا رائعا.

استشارة معلم مختص بتقييم المخاطرة:كبيرة. مخاطرة تتضمن قرارت عن بيانات زمالئي مني يطلب األحيان من كثير في

أما الفكرة، عن التخلي رفضوا فإنهم كبير، لربح احتماال هناك أن إلى وبالنظر

. إلي أتوا ولذلك بالشلل. جميعا أصابتهم فقد كبيرة خسارة تضمنت التي المخاطرة

، عند تقييمي للمخاطرة فهو أبي. وعلى الرغم من أنه قد أما أكثر المعليمن تأثيرا في

ألي اتخاذي في تؤثر مازالت قيادته فإن وفاته، على سنة وعشرون خمس انقضت

قرار. كان واحدا من أكثر الناس الموهوبين الذين عرفتهم فقد كان موهوبا في اتخاذ

ما أسميه المخاطرة المحسوبة.

وتوجد جمع نوعيات من يحبون القيام بالمخاطرة، فمن ناحية، يوجد الذين يركبون

ما وعادة متكرر، بشكل المزرعة ترهن التي النوعية من مفرط، بشكل المخاطر

ينتهي بهم األمر بأن بخسارتهم للمزرعة. وعلى الطرف اآلخر هناك على النفيض من

ذلك، القادة الذين يكرهون المخاطرة، ولن يقدموا على أية مجازفة إذا كانت حياتهم

تعتمد عليها.

ولم يكن أبي يشبه أيا من هاتين النوعيتين. فقد كان يتبع فكرا ثابتا ومستمرا بالنسبة

ألعماله األساسية، لكنه ال يمانع في القيام بمجازفة بين آونة وأخرى. وفيما كنت أنمو،

اعتاد أن يقول لي: «بيلي، إذا لم تقبل على المجازفة مرة بين حين وآخر، لن تتعلم على

اإلطالق شيئا جديدا، وسوف تصبح الحياة مملة للغاية بالنسبة لك».

وحين يأخذ الطيارون طيارة جديدة، ويطيرون بها الختبارها، فإنهم بهذا يقبلون على

مخاطرة». وكان أبي يؤمن بالمخاطرة، وكان له بصيبه منها. كان يختبر أفكارا جديدة

جديدة. منتجات ويجرب الجديدة، لإلستراتيجيات اختبارات ويجري العمل، في

وقد أقبل على عدد معين من المخاطر سواء بالنسبة للناس، أو بالنسبة لالستثمارات.

النهاية وفي هائال. مكسبا ورائها من وكسب صالحه في المجازفات بعض وجاءت

١٧١

خسر خسارة فادحة. غير أنه عندما كان يتعرض لخسارة نتيجة فشل مخاطرته، كان

يحدثني عن الدروس التي تعلمها، وعن المتعة التي شعر بها أثناء المغامرة. وكان يقول:

«إن ما خسرته هو النقود، وهذه ليست نهاية العالم».

يبدو وكان مجازفاته. إحدى من الناس امتعض إذا اإلطالق على يزعجه يكن ولم

إنه له يقولون الناس كان وحين السلبية. المواقف أصحاب يقوله عما أذنيه سد وقد

عريضة بابتسامة هذا يتقبل كان جديدة مغامرة أو مجازفة في التفكير الجنون من

حقيقة جميعا نكتشف وسوف حق. على آمن: «لعلكم داخلي موقف من ويجيبهم

األمر في غضون شهور قليلة، أليس كذلك؟ غير أنه لم يسمح إطالقا آلراء أقرانه أن

يتسمون الذين المجازفين من يكن لم أنه ذلك المخاطرة. تقييم على قدرته في تؤثر

باإلهمال، وما كان أيضا ممن يمقتون المجازفة. لقد كان يعتقد فحسب أن المجازفة

المحسوبة بين آونة وأخرى دائما تبقيه على طريق النمو.

وأن محسوبة، بمخاطرة القيام «ويلو» كنيسة قررت مضت، قليلة سنوات منذ

ذلك وعلى الموضوع، هذا عن الكثير نعرف نكن ولم أكسيس اسمها خدمة تقيم

استأجرنا بعض العاملين، وأقمنا بعض الصلوات، وبدأنا المشروع. ويوجد في الوقت

من وهي الخدمة. هذه من ينتفعون عاما، وعشرين ثمانية إلى عشر ثمانية الحاضر

أكثر الخدمات إثارة في كنيستنا. وإني لسعيد حقا ألننا قمنا بهذه المجازفة. وكما سبق

جمع محاولة قررنا عندما أخرى بمجازفة حديثا قمنا أننا سابقة، فصول في وذكرت

قد كنا مليونا عشرين جانب إلى سائلة، أمواال منها خمسين - دوالر مليون سبعين

ادخرناها من قبل_ إلنشاء المباني التي سنحتاجها مستقبال، ومع ذلك فإن هذا المشروع

كان يتضمن قدرا كبيرا من المخاطرة. ولكن الله بارك جهودنا بدرجة عظيمة. وإني

أشعر بسعادة إلقدامنا على هذه المجازفة.

ونجن اآلن بصدد اإلقدام على مجازفة أخرى مع مراكز الخدمة اإلقليمية التابعة لنا.

ونحن ال نعرف عن قيام هذه المراكز بعملها على نحو حسن، وأنها قد تفشل, غير أنه

بالنظر إلى أننا نؤمن بأنها مجازفات محسوبة قادنا إليها الروح القدس، فقد قررنا أن

نستثمر فيها عمالة وموارد.

١٧٢١٧٢

وفيما يلي ما أود قوله: بعض القادة يسرفون في القيام بالمخاطرات، وهم بذلك يضرون

قد والمشكلة الالزم. من بأكثر ويجازفون المجازفة، من يكثرون فهم كنائسهم.

كلما أنه زمالءهم ويقنعون المزرعة، رهن بأسلوب يخاطرون من هناك أن تكون

زادت المخاطرة كان ذلك أفضل.

لم أنهم ذلك تماما, المجازفة يكرهون آخرون، قادة هناك ذلك، من النقيض وعلى

يقدموا على أية مجازفة في حياتهم. وربما هناك من يهمس في آذانهم قائال: المخاطرة

أمر سيء. فإذا فشلتم، سينتهي أمركم». من الذي يقيم مخاطرتك؟ هل تعرف؟ هل حان

الوقت لتستعرض قائمة معلميك؟ ربما يكون قد حان الوقت لتعيين بعض المستشارين

الجدد الذين قد يرفعون أو يخفضون من مستوى إقدامك على المخاطرة وذلك طبقا

إلحتياجك؟

استشارة معلمين فيما يتعلق بتقييم اآلراء: من بين أكثر الموضوعات تعقيدا والتي واجهتها في كنيسة ويلو هو كيفية التعامل مع

العاملين من ذوي اآلداء الهابط. وفور أن أعرف أني مقدم على اتخاذ قرار يتعلق بهذا

الموضوع، تجدني في غاية اليقظة. لماذا؟ ألن هذا األمر يتضمن أشخاصا، وكما سبق

القول، فإ، من بين قناعاتي أن الناس هم أعظم كنوز الله. وبناء على ذلك، لم استخف

إطالقا بهذه الموضوعات. وأثناء المحادثات التي تتناول مستوى آداء العاملين، تجدني

أجلس في صمت، أتأمل مليا تعاليم اللذين شكال وإلى حد بعيد تفكيري بالنسبة لهذا

الموضوع. من هما؟ يسوع ثم بيتر دروكر - وبهذا الترتيب طبعا.

أجرته» مسـتحق «القـاعل يسـوع: قول المناقشـات تلك أثنـاء ذهني على ويتردد

(لوقا ١٠: ٧)، وما يفهم من هذا هو أن صاحب العمل الذي يتلقى من العامل لديه خدمة

فعالة قيمة ومستمرة عليه أن يقدم له أجرا مناسبا، وعليه أن يكرم هذا العامل. وعلى

الرغم من ذلك، فإن نفس هذا التعليم يستشف منه أنه إذا لم يتلق صاحب العمل خدمة

فعالة، قيمة، ومستمرة من العامل، هنا ال يستحق هذا العامل أجرته كاملة. وال يعطى

أجرا، أو على األقل يجب تخفيض هذا األجر.

١٧٣

قال لي بيتر دروكر ذات مرة: «بيل، عندما يتعلق األمر بالعاملين الذين يتلقون أجورا،

حتى العاملين في الكنيسة، فإن اآلداء الهابط يعد أمرا غير مقبول».

آداءه عامال لدينا أن سمعي إلى يتنامى كان عندما ذلك، وعلى إطالقا هذا أنسى ولم

هابط، كنا نتصرف بسرعة، وندعو األمر باسمه: «غير مقبول».

ولكننا، نسرع عندئذ إلى معرفة السبب في سوء اآلداء. هل عدم لياقته للعمل، أم أن

بالنسبة واقعية غير توقعات أو أهداف لدينا هل التدريب؟ كفاية عدم مرده األمر

لهذا الشخص؟ هل كانت إدارتهما سيئة، حيث لم يكن التدريب، والرقابة، أو اإلدارة

ذوي من العاملين من عدد يوجد كان إذا أنه هي والحقيقة إليها. يحتاج كان التي

األداء الضعيف قد يكون من الحصافة فحص مستوى أداء رئيسهم لمعرفة ما إذا كانت

المشكلة تتعلق بالقيادة وال تتعلق باألداء السيء ألحد العاملين.

تتعلق سيئة نماذج مرده العاملين ألحد السيء األداء كان إذا ذلك، من الرغم وعلى

بالعمل، أو موضوعات تتعلق بالسلطة، أو عدم األمانة، أو كسل، يجب أن ننبه العامل

إلى ذلك بال تردد، مع وضع خطة إلصالح هذا على نحو من السرعة.

شهور عدة بعد حدث لو أنه غير األوضاع. هذه تصحيح من نتمكن أن نأمل ونحن

من الجهد الخالص من كال الجانبين أن العامل ظل غير قادر على تقديم خدمة فعالة،

قيمة ومستمرة للكنيسة، فالبد وأن يتبع ذلك محادثات أشد صرامة. وإذا لم تؤد هذه

هذا فصل يتم أن الحالة هذه في المرجح من فإنه الموضوع، حسم إلى المحادثات

العامل.

دعم أي تقديم مع مناسبا، تعويضا له نقدم وأن البد عامل، فصل إلى نضطر وحين

مناسب له في هذه الفترة اإلنتقالية. غير أن المعاملة الحسنة ليست معناها التغاضي

عن الحق لكي نكون لطفاء، ولتجنب المحادثات غير المريحة أو القرارت الصعبة.

وحسن المعاملة ليس معناه اإلبقاء على عامل ال يؤدي عمله بشكل كاف. وإنها لحقيقة

أن «الفاعل مستحق أجرته»، غير أنه ما لم يؤد العمل المطلوب منه بشكل صحيح، ال

تطبق هذه القاعدة. فاألداء الهابط أمر غير مقبول.

تعليمية.وعند مجموعة في بالعاملين خاصة موضوعات عن اتحدث مرة ذات كنت

١٧٤١٧٤

نقطة معينة قام قس عجوز وبدأ يهز رأسه ويقول: «أنت تتحدث وتجعل األمر يبدو

وكأننا نفصل حقا من الخدمة أي عامل يسبب المتاعب.

هذا على الموضوع أطرح أن كنت إذا ما أعرف لست «حسنا، قائال: عليه رددت

النحو من الشدة، ولكن أقول لك أنه بمقدورنا عمل ذلك في نهاية األمر، وسنعمله».

قال: «إني ال أستطيع إطالقا عم لذلك»ز

سألته: «لماذا ال تستطيع؟.

العاملين. أحد نفصل أن لنا بالنسبة تقريبا الممكن غير من تجعل قواعد نتبع «ألننا

والواقع أنه ليس بمقدوري فصل القس الذي يعمل معي مهما كان السبب.

مشكلتي. وليست مشكلتك أنها سعيد وإني - مشكلة هذه ... «حسنا قائال: أجبته

وواصلت كالمي ألقترح ضرورة إعادة النظر في السياسات الخاصة بشئون العاملين.

وإني أرى أن الكثير من الكنائس، وقادة الكنائس، في حاجة إلى القيام بذلك. ويجب

الخاص القرار باتخاذ يتعلق فيما تتبعها التي السياسة يضع الذي من بالسؤال: البدء

األشخاص من هم هل تعرفهم؟ هل أجورا. يتقاضون الذين العاملين وإدارة بتعيين

المناسبين؟ وهل حان الوقت إلجراء تغيير؟

استشارة معلمي األفاضل: يتضمن الكتاب المقدس الكثير مما ذكره عن قيمة الفضيلة، وعلى ذلك اعتبرناها من

بين القيم العشر الكبرى التي تتمسك بها كنيستنا. ونحن نعبر عن ذلك بقولنا: «الفضيلة

تكرم الله وتلهم الناس».

وعندما يكون علي اتخاذ قرار يتعلق بقيمة الفضيلة تراني أفكر في اثنين من رجال

سنوات، عدة منذ وفاته قبل وكان برنس». هو «أيد أحدهما ميتشجان. في األعمال

القوة المحركة وراء مؤسسة «بررنس كوربوريشن».

من _وهما الهولنديان الرجالن هذان وضعها التي التميز) (أو الفضيلة ومستويات

المسيحيين التابعين للكنائس اإلنجيلية المصلحة وذلك في المصانع التابعة لهما وفي

حياتهما الشخصية، كانت دائما مبعث إلهام لي. وفي كثير من اإلحيان، عندما يتحتم

١٧٥

كان لو أتمنى لنفسي: «كنت أقول تجدني الفضيلة بمستوى يتعلق قرار اتخاذ علي

بمقدوري اإلتصال اآلن «بريك ديفوس»، لكي استرشد برأيه. ثم أفكر في الخيارات

التي سبق أن آتخذها هذان الرجالن في أوضاع مماثلة طوال تلك السنوات. ذلك أن

اإلجراءات التي آتخذاها في الماضي تساعدني على اإلسترشاد بها في اتخاذ قرارات

في أيامنا هذه. ومن يعمل ذلك بالنسبة لك؟ هل لديك شخص يمكن آتخاذه قدوة من

ناحية الفضيلة واإلمتياز؟

الرجوع إلى العوامل التي ترفع الروح المعنوية:كثيرا ما أتذكر صديقي جون ماكسويل، الذي أشرت إليه في الفصل األخير، وذلك

عندما أحاول رفع الروح المعنوية للعاملين في كنيسة «ويلو». وعندما أرى تراخيا في

بعض العاملين أطرح ببساطة على نفسي هذا السؤال: «ما الذي يفعله جون اآلن؟» ثم

أتذكر ما رأيته يعمله مئات المرات في أوضاع أخرى عندما كان يرى الناس يحاربون

اإلحباط. كان يحيطهم بذراعه ويشكرهم لوجودهم في الفريق. وكان يستمع إليهم

أجل من ثانية ثالثين لمدة القلب من صالة يقدم ثم همومهم. يصفون فيما بصبر

تشجيعهم. وبعد انصرافه، كنت تجد أن روحهم المعنوية قد ارتفعت حقا.

وإن لم تكن قد عرفت هذا بعد، بالروح المعنوية من األمور الهامة جدا. وبحسب رأيي،

فإن اآلالف من شعوب الكنيسة في جميع ربوع العالم تعاني من «التحفيز السيء».

مذكرة تلقوا مرة آخر عن التدريب مؤتمرات في الكنيسة متطوعي أسأل أحيانا

مثل: «لم شيئا الرد يكون ما وكثيرا العاملين. مراقب أو كنيستهم راعي من تشجيع

أتلق مذكرة تشجيع إطالقا. إني أخدم منذ عشرين عاما ولم أتلق أبدا إطراء شخصيا

من أي شخص من القياديين. وإني على ثقة من أنهم يقدرون عملي، ولكن الواقع أنه

لم يقل لي أحد منهم ذلك».

ونحن - على مستوى القادة - علينا أن يكون آداؤنا أفضل من ذلك. فالعاملون المخلصون

يستحقون منا عبارات اإلطراء والتشجيع بصفة منتظمة.

ونحاول األخيرة. السنوات في ويلو كنيسة في الخصوص بهذا تقدما أحرزنا ولقد

١٧٦١٧٦

تقديم عبارات الشكر طوال السنة، غير أنه عالوة على ذلك، فإننا ننتهز فترات معينة

لنقول للعاملين معنا في إجتماع عام «شكرا لكم» على غرار ما نفعله في «اإلحتفال

السنوي بالمتطوعين». وكما سبق وذكرت في فصل سلبق، أصبح لهذا األمر في الواقع

أهمية كبرى. ونحاول كل سنة أن نعمل شيئا مختلفا لتكريم العاملين معنا المتطوعين

الذين يعملون بدون أجر.

ومنذ عهد قريب، قمنا بمبادرة مبتكرة «في إحتفالنا» ذلك أننا أثناء خدمة «المجتمع

الجديد» التي تقام في وسط األسبوع، قمنا بعمل طابور من مئات المتطوعين وقلدنا

الذي بالدور بيتش ونانسي جون أورتبرج وقام الصغيرة. المدن تقيمه الذي الموكب

في والتكريم التشريف بمراسم يقومون وكانوا لي. وكاتي ريجيسيس يؤديه كان

هذه وقوف أثناء وذلك مجموعة، أي بها تقوم مختلفة خدمة أي ويصفان الحفل،

المجموعة في صف على خشبة المسرح. كان المتطوعون يلوحون بالرايات، وكان

التطوعين وصور تصرخ، الموسيقى كانت كما ويهللون، لهم يهتفون الحاضرون

أثناء قيامهم بالعمل تعرض على شاشات عرض كبيرة.

ما. حد إلى سخيفة تبتدو العرض طابور فكرة أن المشتركين ألحد قلت ذلك، وبعد

وأنا سنة عشرة ثماني انقضت «لقد لي: قال الشخص هذا أن أدهشني مما أنه غير

متطوع هنا وإني أحبه، وسوف اشترك فيه سواء شاهدني أحد أو لم يشاهدني. غير

أنه علي أن أعترف، أنني عندما أرى الكنيسة كلها تهتف لي ولزمالئي من المتطوعين،

التي األفكار تلك من بالكثير تأتي أن بوسعك وحسب، أقول دعني ،... أشعر كنت

تبدو لك سخيفة. ولكنها أفكار جيدة بالنسبة لي».

مهمة فمن المعنوية، الروح هذه تضعف وعندما كبير. شأن لها المعنوية والروح

من لهذا؟ مثالي كنموذج تراه الذي من رفعها. على ويعمل ذلك، يكتشف أن القائد

كانوا سواء المعنوية روحهم من ويرفع الناس يشجع كيف يعرف أنه تعرف الذي

من العاملين أو من المتطوعين؟ دعهم يؤثرون في قراراتك المتعلقة بموضوع الروح

المعنوية إن فعلت ذلك، ستدخل السرور على العاملين معك سواء كانوا ممن يأخذون

أجرا أو من المتطوعين.

١٧٧

وبوسعي أن أتحدث عن قادة آخرين كثيرين كان لهم تأثيرهم علي عند اتخاذ قراراتي.

فبالنسبة للقرارات الالهوتية، لدي د. بيلزيكيان. ولدي العديد من المشتركين اآلخرين

سأحقق كنت وما والعالقاتية والسيكولوجية المالية، النواحي في يساعدونني ممن

شيئا لوال الحكمة التي يقدمها لي هؤالء الناس. وماذا لو لم يكن لديك معلمون في بعض

هذه النواحي؟ في هذه الحالة، وصيتي هي أن تقرأ كثيرا وبشكل موسع، وأن تحاول

يمكنها ومبادئ بأناس سيعرفك وهذا آخرين. قادة مع ممكن وقت أطول تقضي أن

وبشكل تدريجي أن تكون من العناصر التي تعتمد عليها في اتخاذ قراراتك اليومية.

للمستشارين الداخلي الجوهر على تتعرف أن على الله سيساعدك الوقت، وبمضي

الذين بوسعهم أن يقدموا لك أفضل مساعدة من ناحية اتخاذ قرارات تمجد الله.

المصدر الثالث لبياناتي: األلم.الخدمة خطط لتعزيز العمل فريق أعضاء مكتبي إلى يأتي األحيان من كثير في

أثناء أقاطعهم فإني البالغة، ولدهشتهم األحيان، بعض وفي أدعمها. أن يريدون التي

الموضوع». هذا خارج اعتبروني الكفاية. فيه ما سمعت أقول: «لقد حيث كالمهم

ولذلك إقناعي. ممحاولتهم في يواصلون ثم فمن أمزح، إني يعتقتدون كانوا وإذا

فحسب». يحدث لن هذا إن حياتي. أثناء وليس «كال، بقولي: ثانية أقاطعهم

عند ذلك، يدركون إني جاد. وإذا سألوا: «لماذا»؟ قد أرد عليهم بقول مثل: «لقد جربنا

هذا األمر نفسه منذ خمس عشرة سنة. وقد كنا نعتقد أننا أذكياء، لكننا تلقينا صدمة

أيضا. صدمنا ولكننا مضت سنوات عشرة منذ الثانية للمرة ذلك حاولنا وقد شديدة.

ومنذ ثالث سنوات خلت أخذنا سبيال آخر، ولكننا صدمنا حقا. وعلى ذلك فقد تجاوزنا

مدى ما يمكن أن نتحمله من الصدمات. وإني أتفهم السبب في أن اقتراحك يبدو لك

جيدا، وهو يبدو لنا أيضا. لكنه ليس جيدا. ولذلك فقد كنت أعني تماما ما قلته بأن

بين ومن تنساها. أن سوى عليك ما ولذلك تحدث، ولن ميتة». الفكرة «ولدت هذه

مزايا الخبرة أنها تقدم قادة محنكين لكل منهم «ملف خاص باأللم» وذكريات قاسية.

المحتمل األلم مستوى معرفة على القادة تساعد الملف هذا تضمنها التي والدروس

١٧٨١٧٨

الكامن في أية فكرة جديدة. وإذا كان المستوى مرتفع أكثر من الالزم، فإن صفارات

اإلنذار بالخطر الخاصة بها ستدوي عاليا، ويعرفون أن عليهم أن ينزعوا القابس. أما

ويتلقون طائشة مجازفات على يقدمون فمازالوا خبرة واألقل سنا، األصغر القادة

الصدمات الناجمة عن ذلك.

قدمت عندما ،WCA ب السنوي القيادة قمة مؤتمر وفي مضت، سنوات عدة منذ

_باعتبارها التجاوب» الكفاءة، «الشخصية، الثالثة: اإلختيار عناصر مرة ألول

الثالث. السمات هذه من حال بأي تضحوا «ال قلت: العاملين، اختيار أساس

أما تستطيع، ما بقدر األفضل وانتق األعلى، اختر بالكفاءة، األمر يتعلق وحين

يتناغم الشخص أن من التأكد عليك (الكيمياء) التجاول بعنصر يختص فيما

«لقد بالقول: المحاضرة هذه اختتمت وقد الحاليين». الفريق أعضاء مع تماما

من الكثير في سببا وكنت بل رأيت، ولقد الكفاية، فيه ما الضربات من تلقيت

المذكورة». الثالث السات معرفة_ _وعن حال بأي انتهك ولن الدماء. سفك

وبعد هذه القمة كتب لي، وتحداني، العديد من رعاة الكنائس بخصوص هذه السمات.

وعندما تلقيت خطاباتهم ابتسمت فحسب، ووضعتهما في الملفات. ولست أحاول أن

أكون مغرورا. غير أن األمر المتيقن، أنه بعد ذلك ببضعة شهور، تلقيت خطابا ثانيا

مما أهمية أكثر تكون قد الشخصية أن بغباء اعترف وقد القساوسة. هؤالء أحد من

اعتقده في بداية األمر. وواصل يصف قصة العاملين الفظيعة التي تكشف أخيرا في

كنيسة، وقد أنهى خطابه بهذه العبارة: «إني لن أتهاون ثانية فيما يتعلق بسمة الشخصية

عند اختيار أي قائد».

وكتب آخر يقول: «إني أكره فكرة قبول أو رفض شخص ما على أساس مدى تناغمه

مع أعضاء الفريق الموجود فعال _أو ما يطلقون عليه الكيمياء. ولذلك، وعلى الرغم من

«حد» واضح لشخصيته، فقد أضفت مقاوال محليا على قدر كبير من الكفاءة للجنة

البناء الخاصة بنا. وفي غضون عدة أشهر حاول أن يستقطب كل من في اللجنة وتغيير

فعاليات الفريق. وإني أواجه مشكلة كبيرة، فلقد استعنت بالكثيرين من المتطوعين

األفذاذ، ولم يتم من المبنى إال منذ صفه فحسب».

١٧٩

وكان ردي على رعاة الكنائس هؤالء على النحو التالي: «إني أشعر بما تعانونه من آالم.

ولدي الكثير جدا من مما يؤلمني. وال يوجد سوى شيء واحد يمكن عمله في أوقات

كهذه: «تعلموا من أخطائكم».

واأللم معلم قوي، وهو عنصر رائع في عملية اتخاذ القرار.

وقعت لسبب ما في إغراء لأللم حيثما أذهب وإذا وإني آخذ معي ملفا غير مكتوب

ارتكاب شيء مما يتولد عنه األلم، هنا أسأل نفسي إذا كنت أريد حقا أن أتلقى ضربة

قوية على رأسي ثانية. وهل أنا حقا في حاجة إلى إضافة المزيد من األلم إلى حياتي؟

هل حدث ذات مرة وأن جلست إلى نفسك وحاولت وضع قائمة «بأشد عشرة آالم» في

بعض األحيان عند مشاهدتنا جلسات مع رعاة الكنيسة، نجلس معا بعد تناول طعام

الغداء ونتبادل الحديث عن الدروس التي تعلمناها نتيتجة األلم. وأحيانا، ومن خالل

سمعت وقد اإلطالق. على ثانية نعمله لن الذي الشيء نصف هزلية ظريفة تفاصيل

بعض المهازل.

العائلة». كبيرة حماتي أجعل بأن ذلك بعد إطالقا أسمح «لن األشخاص: أحد قال

العجائب عن إطالقا ذلك بعد يتحدث ضيف واعظ ألي أسمح آخر: «لن قس وقال

والمعجزات عندما أكون في إجازة».

أما قس معروف عنه أنه مستهتر قال: «لن أقول ثانية لراقص العبادة: «ارتد ما بعجبك

عندما تشاء عندما ترقص في خدمة الصباح. إنها غلطة كبرى.

وكانت هذه قصصا حقيقية. كانت عامرة باأللم. غير أنها من الناحية األخرى، كانت

تعد من المصادر القيمة للمعلومات.

ونحن كقادة يتوجب علينا أن نحتفظ بملفات لمثل هذه القصص ونرجع إليها بين آونة

وأخرى حتى ال نجلب على أنفسنا ألما ال داعي له، أو نخرب كنائسنا، وذلك بتكرار

الدروس إلى ننتبه أن شريطة فعاال، معلما يكون أن لأللم ويمكن الماضي. أخطاء

القاسية ونتعلم منها.

يصير الحكماء «المساير ٢٠ :١٣ أمثال في جاء لقد األلم. عن أخيرة كلمة وثمة

في بما اآلخرين، اختبارات من سنتعلم فإننا حكماء كنا إذا آخر وبتعبير حكيما».

١٨٠١٨٠

ذلك آالمهم. وهذا سبب آخر في أنه من المهم للغاية أن نجتمع مع قادة آخرين ونسأل:

«ما الذي ينجح معك، وما الذي ال ينجح؟ من أين تأتيك الضربات؟ أما السبب في أنني

يتعلم أن آمل كنت ألني خدمتي في ارتكبتها التي األخطاء أخفي أن قط أحاول لم

قادة آخرون من أخطائي ويجنبون شعبهم األلم الذي سببته أنا لكنيسة ويلو.

مصدر أخير للبيانات: الروح القدس.والتدريب قيمة. لنا المتوافرة البيانات مصادر أكثر بعيد، حد إلى القدس، والروح

اإلعجاب. إلى يدعو أمر مهاراتنا وشحذ الحسنة. األمور من وتعلمها القيادة على

وطلب المشورة الحكيمة أمر مفيد. وتطوير عقولنا البد منه. أما األمر األساسي فهو

أننا نسلك باإليمان وليس بالعيان. وهناك بعد للقيادة خارق للطبيعة، ال يمكن أن يتوفر

لنا إال باستماعنا بمثابة للورح القدس.

وحدث في إحدى شهور «ديسمبر» أن فريق وضع البنامج كان يلوي ذراعي من أجل

إقرار الموضوع الخاص بسلسلة نهايات األسبوع خالل شهر يناير التالي. وعلى أقضية

لوحدي في خلوة حتى أستطيع أن أفكر وأصلي وأطلب إرشادا من الله. وبالنظر إلى

أني تلقيت تحفيزا بالنسبة لسلسلة نهاية األسبوع، شعرت أن الروح القدس سيهمس

في أذني قائال: «بيل، عليك أن تعظ خالل شهر يناير هذا عن المحبة». وبالنظر إلى

أنني راسخ في اإليمان، فقد رددت بروحي: «البد وأنك تمزح. العظة عن المحبة تعد

موضوعا مقحما بالنسبة لشهر يناير.

فالناس في حاجة إلى أن يبدؤا حياة جديدة في يناير: السير باستقامة، والتخلص من

الديون، واالبتعاد عن الخطية، والنمو في الرب. وهناك العديد من الموضوعات التي

تصلح «للوعظ» في يناير _لكن المحبة ليست من بينها.

ذلك وبعد واستسلمت. البيضاء الراية ورفعت أخيرا، أنهكني القدس الروح لكن

بعدة أسابيع بدأت سلسلة بعنوان: «المحبة على مستوى الخريج». ومنذ اللحظة التي

فتحت فيها ضمن أول حلقة من هذه السلسلة كان من الجلي أن روح الله كان يعمل

طوال الوقت. فقلت في نفسي: «إن حدثا كبيرا يحدث هنا».

١٨١

وكانت من أكثر السلسالت التي القت إقباال منقطع النظير في السنوات األخيرة، ومنذ

ذلك الحين بدأت الكنائس تستعملها في جميع أنحاء العالم. وفي كل مرة كنت أسمع

هذه أن وأتذكر باالتضاع، أشعر كنت السلسلة، هذه من تستفيد كنيسة عن فيها

كنت وفيما الله. من واضح بتحفيز بل عادي، رعوي بفكر مسوقة تكن لم الرسائل

أتطلع إلى ما يزيد عن ثالثين سنة من القيادة المسيحية في الماضي، بوسعي أن أتذكر

بسهولة عشرات من القرارات التي جعلتني أبدو ذكيا، غير أنه لم يكن لها في الغالب

ذلك، من بدال القرارات، تلك إن بل عقلي. في الذكاء بآليات أو بفكري عالقة أية

كانت لها عالقة تامة بإرشاد الروح القدس.

١٨٢١٨٢

١٨٣

الفصل التاسع

فن قيادة النفس

قائد الدرجة ٣٦٠

وأربعة رفيعة سوداء وإبرة مستديرة بيضاء وواجهة فضية حقيبة ذات بوصلة تخيل

،E شرق ،S جنوب ،N أحرف وضع كل منها على زاية ٩٠ درجة من األخرى – شمال

غرب W. في أي اتجاه يسير فكر القادة بفطرتهم في كل مرة تتردد كلمة «قيادة»؟

جنوبا.

قل كلمة «القيادة» وستجد أن معظم أفكار القادة تتجه نحو األشخاص الذين يسيرون

الواحد هدفهم أن يفترضون القيادة مؤتمرات إلى يذهبون وعندما رعايتهم. تحت

والوحيد هو: تحسين قدراتهم على قيادة اآلخرين الذين استأمنهم الله على قيادتهم.

جنوبا. نعم، إنها أقرب فطرة لدى القائد.

غير أن األمر الذي ال يدركه كثيرون أنه لكي يقود القائد فعليا البد أن يكون قادرا

على القيادة في جميع االتجاهات - شماال، وجنوبا، وشرقا، وغربا.

فمثال، يجب أن يكون القائد الناجح قادرا على القيادة شماال، بمعنى أولئك الذين فوقه.

فمن خالل العالقات والتأثير يستطيع القادة الناجحون قيادة األشخاص الذين يشرفون

ونقل والصالة العالقات خالل من كريك ويلو في به أقوم مما كبير فقدر عليهم.

مجلس وهم علي، سلطة لديهم الذين أولئك على بلطف التأثير محاولة هو الرؤية

اإلدارة والشيوخ.

كما يجب أن يتعلم القادة الفعالون كيف يقودون شرقا، في سياق مجموعات األقران.

مع مكسب مكسب مواقف ونصنع الجانبي المستوى على نقود كيف نتعلم لم فإذا

الزمالء، فمن الممكن أن يتدهور وعي الكنيسة بأكملها.

لهذا، على القائد أن يتعلم كيف يقود باالتجاه األسفل واألعلى وكذلك االتجاه الجانبي.

ولكن ربما تحدي القيادة الذي غالبا ما يغفل هو االتجاه األوسط.

١٨٤١٨٤

من يمثل أكبر تحد لقيادتك؟

شعب على ملكا يصبح أن المزمع داود، أن نجد .٣٠ ١صم في جاء ما تأمل أنت.

داود عهد حداثة ورغم المعركة. في جنوده قيادة يتعلم مازال يافعا قائدا إسرائيل،

فإن الله يمنحه نعمة، فينتصر في معظم المعارك. وبعد أن يعود مع جنوده من إحدى

معسكرهم وهاجموا حولهم التفوا قد العدو جنود أن يكتشفون بلدته إلى الجبهات

ودمروه وخطفوا النساء واألطفال وحرقوا جميع ممتلكاتهم.

البد أن هذا يوم سيئ بالنسبة ألي قائد، ولكنه لم ينته بعد. شعر جنود داود باإلرهاق

والغضب والقلق الشديد على عائالتهم، فتذمروا على الله. وأخيرا، أذاعت مجموعة

منهم القول بأنهم لم يعودوا يحتملون قيادة داود. تصوروا أن داود مسئول عن المأساة

بالكامل، فقرروا أن يرجموه.

يحدد قرارا يتخذ الفور وعلى بقيادته. تتعلق عنيفة أزمة فجأة يواجه داود أن وبدا

الجهة التي ينبغي أن يوجه إليها طاقته القيادية. من هم األكثر احتياجا إليها؟ هل هم

جنوده؟ قادة الجنود؟ فصيلة المتمردين؟

ماذا كانت إجابته؟ ال أحد مما سبق.

قبل نفسه يقود أن يحتاج جوهرية: حقيقة العصيبة اللحظة هذه في داود يكتشف

أن يقود أي شخص آخر. فإذا لم تستقم األمور في داخله فلن يستطيع تقديم الكثير

لفريقه. لهذا، انفرد بنفسه، وهناك «وأما داود فتشدد بالرب إلهه» (١صم ٣٠: ٦). عندئذ

فقط يحاول شحذ همة فريقه إلنقاذ أسرهم وما تبقى من ممتلكاتهم.

استوعب داود أهمية قيادة النفس. ورغم ندرة مناقشة هذا األمر، فال شك في أنه يمثل

جزءا أساسيا في القيادة. فكيف يمكن ألي منا أن ينجح في قيادة اآلخرين إذا كانت

روحه ذائبة داخله أو شجاعته خائرة؟

المحنك القيادة خبير وضع تفكيري. أربكت مقالة أطالع كنت ببعيد وقت منذ

من كل في يستثمرونه الذي والجهد الوقت يحسبوا بأن القادة أمام تحديا هوك دي

االتجاهات التالية: قيادة األشخاص الذين تحت رعايتهم (جنوبا S)، قيادة األشخاص

،(E شرقا) المكافئ المستوى على الذين األشخاص قيادة ،(N شماال) فوقهم الذين

١٨٥

عشرين من أكثر مدى على القيادة عن ويكتب يفكر كان وألنه أنفسهم. وقيادة

في شديدة رغبة تملكتني فقد األعمال، عالم مشاهير من تكريما نال أنه كما عاما

االستفادة من حكمته.

ماذا كانت نصائحه؟ «ينبغي أن تشغل قيادة النفس ٥٠٪ من وقتنا وطاقة أفضل قدراتنا.

والروحية واألدبية األخالقية الجوانب تجنب نستطيع ال فإننا بذلك نقوم وعندما

للقيادة».٥ صعقني تعليقه. هل قصد ما قاله حقا؟ هل حقا ينبغي أن نخصص ٥٠٪ من

واألسفل األعلى االتجاه في القيادة بين األخرى الـ٥٠٪ وتقسيم أنفسنا، لقيادة وقتنا

إنهاء أستطع لم إني حتى اقترحهما اللتان المئويتان النسبتان أزعجتني والجانبي؟

المقالة، فطويتها ووضعتها في درج مكتبي لكي أعطي فرصة لنفسي حتى يتأمل ذهني

أفكاره على مدى عدة ساعات.

مبيعا األكثر الكتاب مولف جولمان، دانيال بقلم مقالة قرأت األفكار أتأمل وبينما

”الذكاء النفسي“. منذ إصدار هذا الكتاب أمضى جولمان وقتا كبيرا في تحليل سبب

صغر نسبة القادة الذين يحققون أقصى طاقاتهم، بينما يعجز معظم القادة عن تحقيق

المتوقع منهم.

وماذا كانت النتائج التي توصل إليها؟ يتوقف االختالف (البد أنك خمنت ذلك) على

قيادة النفس، وهو يسميها ”انضباط شخصي نفسي“. يرى جولمان أن القادة يظهرون

أو الشديدة المعارضة رغم القيادة على يثابرون حينما النفس ضبط من النوع هذا

اإلحباط الكاسح؛ أي حينما يرفضون االستسالم في أوقات األزمات؛ عندما يتمكنون

من إبعاد األنا؛ وعندما يواصلون التركيز على رسالتهم وال تشتتهم أولويات اآلخرين.

يؤكد جولمان أن القادة المتميزين يميزون أنفسهم ألنهم يعرفون ”نقاط قوتهم، وأوجه

نفسي في قلت باألرقام، المؤيدة جولمان بيانات أطالع وبينما وضعفهم“٦ قصورهم

”ربما النسبتان المئويتان اللتان ذكرهما دي هوك ليستا سخفا إلى هذا الحد!“

الرب نشاط مدى تتذكر هل مرقس. إنجيل من األولى الخمسة األصحاحات تذكر

والصوم والصالة للتأمل خصصه بوقت تبعه أنه وكيف الخدمة في المكثف يسوع

5 From “The Art of Chaordic Leadership,” Leader to Leader (Winter 2000), 226 From “The Emotional Intelligence of Leaders,” Leader to Leader (Fall 1998), 22.

١٨٦١٨٦

واالنفراد بنفسه؟ اعتاد يسوع تكرار هذا النسق طوال خدمته. ونعبر عن هذا بأسلوبنا

فنقول إن الرب يسوع كان يمارس فن قيادة النفس. كان يعرف أنه يحتاج إلى تذكير

بانتظام السعي إلى يسوع احتاج إن بل له. السماوي اآلب محبة ومدى بهويته نفسه

التشتيت، وإبعاد مسارها، عن إرساليته ابتعاد وتجنب دعوته وضوح على للمحافظة

واإلحباط، والتجربة.

هذه هي قيادة النفس، وال أحد – وأقصد ما أقوله - يستطيع أن يقوم بهذا العمل نيابة

األمر، واقع في السهل. باألمر ليس وهو بمفرد، قائد كل يؤديه أن ينبغي وإنما عنا،

يؤكد دي هوك أنه نظرا لصعوبة األمر فإن معظم القادة يتجنبون القيام به. نحن نميل

إلى محاولة إما إلهام اآلخرين أو التحكم في سلوكهم بدال من القيام بالمهمة الشاقة

وهو تأمل النفس والنمو الداخلي.

منذ عدة سنوات استقال أحد القادة المؤمنين من الخدمة. وجاء وصف المأزق الذي

تعرض له في مقالة منشورة: ”لقد غاص كحجر، مضروب ومحترق وغاضب ومكتئب،

ال نفع لنفسه وال نفع ألحبائه“. عندما كتب هذا الراعي أخيرا عن تجربته، قال: ”في

أناس حياة من أخرى موجة ها الليل. في النوم أجد أن أستطيع أعد لم األمر، آخر

محطمين تأتي إلى الكنيسة فتجد لنفسها المرفأ اآلمن، ولكني ال أجد بعد في داخلي

محبة كافية لهم. وصار الغضب في داخلي ينمو أكثر فأكثر. كثيرون يتساءلون عما

من انهرت أني ببساطة الحقيقة ولكن إيمان، أزمة أواجه أني ويعتقدون لي، حدث

الداخل“.

على األرجح أن دي هوك يقصد أنه فشل في امتحان قيادة النفس. كان من األفضل له

كان البد والتأمل وإعادة التقييم. وقتا إلعادة ترتيب األوراق أن يستقطع قبل انهياره

هذا أن جولمان دانيال يوضح مسيحية. مشورة يطلب أو الراحة من قسطا يأخذ أن

الشخص فقد ما يسمى بـ ”االنضباط الشخصي النفسي“، ودفع في النهاية ثمنا باهظا.

نيابة حكيمة مشورة لي يحملون أشخاص ثالثة إلي فيه جاء الذي اليوم أنسى لن

من تاريخ ويلو كريك األولى سنة العشرون لي: ”يا بيل، تنقسم قالوا الكنيسة. عن

أواخر في مرة باعترافك: وهي كقائد أوضاعك أفضل في فيها تكن لم حقبتين، إلى

١٨٧

السبعينات، ومرة أخرى في أوائل التسعينات. وتوضح األرقام أن ويلو كريك دفعت

الكثير نظير تعثرك القيادي، وقد كلفنا األمر جميعا أكثر مما تعرف“.

ثم قالوا كلمات لن أنساها: ”أفضل هدية يمكن أن تقدمها لألشخاص الذين تقودهم

هنا في ويلو هي ذات سوية مفعمة بالطاقة خالية من األنانية تماما ومركزة. وال أحد

يستطيع أن يحقق هذا في حياتك سواك. األمر متروك لك كي تتخذ قرارات سليمة

تستطيع من خاللها أن تكون في أفضل حاالتك“. وأثناء حديثهم، كان الروح القدس

يقول: ”إنهم محقون، يا بيل، إنهم محقون“.

بقيادة تتعلق أسئلة عدة بانتظام نفسي على أطرح فإن األمر أهمية أعرف وألني

النفس.

هل دعوتي أكيدة؟في هذا الشأن أنتمي إلى المدرسة القديمة، فإن أؤمن بأن كل من دعي عليه اسم يسوع

المسيح يحمل دعوة سواء كان راعيا أو علمانيا. ينبغي أن نستسلم تماما ونضع أنفسنا

ما أخدم؟ أن تريدني أين يارب؟ رسالتي هي منا: ”ما كل يسأل أن يجب الله. أمام

الدور الذي تريد مني أن أقوم به في سيناريو ملكوتك العظيم؟

هل تتذكر ما قاله بولس الرسول على دعوته؟ ”ولكنني لست أحتسب لشيء وال نفسي

ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع“ (أع ٢٠:

٢٤). لم يكن لدى بولس أولوية أعظم من إتمام الخدمة التي أعطاها له الله.

إنه امتياز وبركة عظيمة أن نحصل على دعوة من الله القدوس، فهي تمنح حياتنا تركيزا،

فتزيد طاقتنا وثقتنا. كما أن معرفتنا بأننا موكلون بإتمام عمل مهمة تضفي معنى وهدفا

لحياتنا اليومية. ولكننا ال نستطيع االستفادة بهذه المزايا إذا حافظنا على يقين دعوتنا.

بدأت أفهم في السنوات األخيرة أن دوري أن أفعل ذلك. لهذا، فإني أسأل نفسي بانتظام

”يارب، هل مازلت تدعوني أن أكوني راعي كنيسة ويلو كريك ومساعدة الكنائس حول

العالم؟ عندئذ أتلقى تأييدا إلهيا يعيد تأكيد الدعوة، فأقول لنفسي: ”إذن، هيا بنا. دعونا

نتجاهل كل عوامل التشتيت واإلغراءات، ونحرق جسور الرجعة ونواصل المسيرة!“

١٨٨١٨٨

إذا دعيت لتكون قائدا فإن عليك مسئولية المحافظة على يقين دعوتك، فاطلب بقلب

منفتح تأييد الله. فإن لم تتلق هذا التأييد، فلتتوقف كي تفهم ما يحاول الله أن يخبرك

به. وإذا تلقيت بالفعل تأييد الله المستمر لدعوتك، فاعمل كل ما يمكنك عمله إلبقاء

تركيزك عليها. علقها على ثالجتك، ثبتها داخل إطار وضعها على مكتبك، ولكن األهم

أن تضعها نصب عينيك.

هل رؤيتي واضحة؟كيف يمكن أن أقود اآلخرين إلى المستقبل بينما صورة المستقبل مهزوزة أمام عيني؟

في كل عام نقيم ليلة رؤية في ويلو كريك. هل تعرف من بدأ إقامة هذه الليلة؟ أنا.

وهل تعرف إلى من أقيم هذه الليلة في المقام األول؟ أنا. وهل تعرف لماذا؟ ألن ليلة

الرؤية تجبرني على إعادة استيضاح رؤيتي لويلو.

في رأيي أن كل قائد يحتاج إلى ليلة رؤية بشكل منتظم. وفي تلك الليلة نقول: ”هذه

صورة المستقبل التي نؤمن أن الله أعطاها لنا، هذا ما سنفعله، وهذا هو السبب الذي

ألجله سنفعله، وهذه هي الطريقة التي سنفعله بها. وإذا صلينا كلنا بحرارة وتشابكت

هذا مثل في وأفضل مختلفة كنيستنا فسنكون رسالتنا، على تركيزنا وأبقينا أيدينا

الوقت من العام القادم“.

نجري في ويلو استعدادات كبيرة ليلة الرؤية. فقبل أسابيع من عقد ليلة الرؤية يعقد

على الرئيسية األفكار نكتب ثم المستقبل. خطط لمناقشة اجتماعات القادة كبار

جداول دوارة وأجهزة كمبيوتر محمولة (البتوب)، وبعد ذلك نقوم بتنقيحها وتوزيعها

المسودات هذه أجل من الصالة في ساعات منا كل ويمضي مسودات. صورة في

اقتراب ومع تريده؟“ ما هذا هل ”يارب، نسأل: وأخيرا المقدس. الكتاب ودراسة

توقيت ليلة الرؤية يزداد وضوحها. أنا أول من يصر على إتباع هذه الخطوات في كل

تمام أمامي واضحة الرؤية تكون أن إلى أحتاج الرئيسي الراعي بصفتي ألني عام

الوضوح.

١٨٩

هل حماسي ملتهب؟هل تساءلت من قبل عن المسئول عن إبقاء حماس القائد؟ البد أنك خمنت اإلجابة.

هذا هو أحد أساسات قيادة النفس.

رغم تسافر ”لماذا أحدهم: سألني الماضية السنة في الشيوخ اجتماعات أحد في

ونائية صغيرة كنائس في للتحدث أسبوع كل من الجمعة يوم مساء في انشغالك

للمساعدة في جمع تبرعات لها أو تدشين مبان جديدة؟ لماذا تفعل ذلك؟“

كانت إجابتي: ألن هذا يبقي حماسي ملتهبا.

تدشين في كاليفورنيا في الكنائس إحدى ساعدت قد كنت أني قبل من أوضحت

إلى األخوة أحد اصطحبني الجديدة اجتماعاتهم قاعة دخولي وأثناء الجديد. مبناها

جميع عليها حفر الخرسانة من بقعة ليريني السجادة ورفع الفسيح المدخل ركن

األعضاء الرئيسيين في الكنيسة أسماء عائالتهم وأصدقائهم البعيدين عن الله. وعندما

الكنيسة أعضاء يقف شهر كل في واآلن بسجادة. غطوها اللينة الخرسانة يبست

خالصهم. أجل من بلجاجة ويصلون ألحبائهم المحفورة األسماء فوق الرئيسيون

أوضحت للشيوخ أن الذهول انتابني طوال رحلة عودة إلى شيكاغو.

السبت يومي أفضل بشكل فوعظت حماسي، وألهمت الكنيسة تلك ألهبتني لقد

أدرك بدأت هذا. الجمعة يوم مساء بها قمت التي الزيارة لتلك التاليين واألحد

أن البد كان لهذا، ويلو. كنيسة إلى ينتقل لكي ملتهبا حماسي يصير أن ضرورة

أبقيه ملتهبا. فإذا كانت مساعدة الكنائس المتعثرة في مساء الجمعة من كل أسبوع

سيبقي حماسي ملتهبا، فمن األفضل أن أفسح مكانا في جدول التزاماتي كي أجعل

هذا إحدى أولوياتي.

بي ينتحي األحيان بعض في كريك. ويلو جمعية خالل من المؤتمرات مئات نعقد

جانبا رعاة كبار لكنائس ناجحة ويهمس الواحد منهم قائال: ”ينبغي أن آتي إلى هنا

مرة أو مرتين سنويا لكي أبقي ناري مشتعلة فحسب“. ويبدو أنهم يشعرون باإلحراج

من كثرة ترددهم على ويلو، كما لو كانت عالمة على الضعف.

قصارى فلتبذل ملتهبا. حماسك تبقي أن ومهمتك قائد، ”إنك منهم: للواحد أقول

١٩٠١٩٠

جهدك، اقرأ كل ما يمكن أن تقرأه، واذهب إلى أي مكان لتبقي حماسك ملتهبا، وال

تعتذر ألحد“.

هل أنمي مواهبي؟سؤال مفاجئ: ما أهم ثالث مواهب روحية تمتلكها؟ إذا لم تستطع أن تذكرها بنفس

السرعة الذي تردد بها اسمك وعنوانك ورقم هاتفك، فإني أميل أن أقول لك: ”تحتاج أن

تعيد حساباتك!“ قبل أن تكتب لي رسالة تخبرني فيها بأني تركت انطباعا سيئا عندك،

فالبد أن أخبرك بأنه حينما يتعلق األمر بهذه المسألة فإني أعاني من اختالل في حاسة

التعاطف، وربما أحتاج إلى دواء أو الجلوس على كرسي المعالج النفسي، ولكني ال

القادة يعرف أن يجب الروحية. مواهبهم تجاه المشوشين القادة مع تقريبا أتعاطف

المواهب المعطاة لهم ويميزون ترتيبها.

من موهبة كل تنمية عن الله أمام مسئولون القادة جميع أن المقدس الكتاب يعلمنا

مواهبهم حتى يبلغوا قمة طاقاتهم الكامنة.

لقد أوكلك الله على ثالث مواهب، بينما أعطي البعض خمس أو ست أو سبع مواهب.

ليس لدي سوى ثالث مواهب - وهي القيادة والتبشير والتعليم - ولكني أعلم أن الله

دعاني لتنميتها واستثمارها بأقصى قدرة. لهذا السبب أقرأ كل ما يقع تحت يدي ويتعلق

بتلك المواهب وألتصق بقدر اإلمكان بأشخاص أفضل مني في هذه الجوانب.

ال أنسى لوهلة أني سأقف يوما ما أمام الله ليحاسبني عن كيفية تنمية ما أوكلني عليه.

من جانب كل في أمانتي على مدحه أنال أن حقا أريد الوقت ذلك يأتي وعندما

جوانب تميزي.

زمالئي القادة، هل تضعون أمام أنفسكم تحدي تنمية مواهبكم بأقصى قدراتكم؟ هذا

أمر تفرضه علينا قيادة أنفسنا.

هل شخصيتي خاضعة للمسيح؟تتطلب القيادة أيضا سلطة أدبية؛ فالتابعون ال يثقون إال بالقادة الذين يظهرون أعلى

١٩١

مستويات النزاهة. فلن يتبع الناس قائدا يعاني من قصور أخالقي لفترة طويلة. ففي

كل مرة تقبل المساومة في شخصيتك فإنك تقبل مساومة في القيادة.

بعض تعاون عدم بسبب قيادته في باإلحباط فريقنا من واحد أصيب فترة منذ

ألكتشف أقسامه في األوضاع أراقب بدأت إلشرافه. يخضعون الذين األشخاص

سبب المشكلة. عندئذ اتضحت الصورة، قال أحدهم: ”إنه يحدد موعد اجتماعات،

”في آخر: وقال به“. يتصل بمن االتصال يعيد ما ”نادرا آخر: وقال يأتي“. ال ولكنه

أغلب األحيان ال نعرف مكان تواجده“.

حددت موعد اجتماع مع ذلك القائد وتأكدت من آراء زمالئه في الفريق، ثم نظرت

إليه مباشرة وقلت: ”دعونا نكون صرحاء، عندما تخبر زمالءك بأنك ستكون في مكان

معين في وقت معين وتتأخر أو ال تحضر، فهذه مسألة ترتبط بالشخصية. عندما تعد

غير بأنهم لآلخرين انطباعا يعطي فهذا ذلك، تهمل ولكنك االتصال، ستعاود أنك

مهمين. وعندما ال يعرف زمالؤك مكان تواجدك أثناء ساعات العمل، فهذا يقلل من

ثقتهم بك. إنك تحتاج إلى تسوية هذه األمر وإال سنضطر إلى استبعادك“. عرفت على

الفريق يضر فهذا بالشخصية، تتعلق مسائل في المساومة قبلت إذا أنه السنين مدى

كله وأخيرا يدمر رسالته.

ذلك أريد ال أنا القضية؟ ويضر المعنوية الحالة يحطم قائدا يكون أن يريد من

بالتأكيد. لهذا، أردد بانتظام ترنيمة روري نوالند أثناء أوقات خلوتي مع الله:

يا روح الله، املك علي

املك على جسدي وفكري ونفسي

ضع أصبعك على أي شيء ال يرضيك

أي شيء يحزنك.يا روح الله، املك علي.٧

على من تقع مسئولية صيانة شخصية القائد؟ إنها مسئولية القائد نفسه بالطبع.

7 Rory Noland, “Holy Spirit Take Control,” Ever Devoted Music, 1984.

١٩٢١٩٢

هل أخضع كبريائي؟نقرأ في ١بط ٥: ٥ ”ألن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة“. هل

تفهم ما يقصده بطرس الرسول؟ أمامنا اختيار بصفتنا قادة. هل نريد مقاومة من الله

في قيادتنا أم أننا نريد نعمة؟

إذا كنت بحارا، فأنت تعرف مدى صعوبة اإلبحار في اتجاه معاكس للريح، كما أنك

تعرف مدى روعة وراحة اإلبحار في اتجاه الريح. ما يقصده بطرس الرسول هنا ”أي

الطريقين تختار؟ هل تريد اإلبحار عكس الريح أم معها؟ إذا تسربلت بالتواضع، فإن

نعمة الله ستحملك. أما إذا كنت متكبرا، فإنك تبحر عكس الريح.

هل تريد أن تعرف أفضل طريقة الكتشاف ما إذا كان الكبرياء هو الدافع المحرك

وراء قيادتك؟

اسأل. اسأل زمالءك في الفريق. اسأل أعضاء مجموعتك الصغيرة. اسأل شريك حياتك.

اسأل الشيوخ في كنيستك أو أعضاء لجنتك. اسأل أصدقاءك: ”هل لديكم أي شعور

بوجود روح كبرياء في قيادتي؟ هل تنطوي أقوالي على روح غطرسة؟“ إذا لم تكن

قادرا على طرح مثل السؤال، فعلى األرجح أنك تعاني بالفعل من مشكلة الكبرياء،

وال ضير في ذلك مادمت تحب اإلبحار عكس ريح عنيد. ولكن كم أنه من األفضل أن

تكون ذا روح متواضع وتسير محموال من الله.

إذا كنت تعاني من مشكلة الكبرياء، فال تتجاهلها. صل طالبا معونة الروح القدس.

قصارى افعل المشورة. مقدمي أحد بزيارة قم حكماء. شخصيين قادة مع تحدث

جهدك لتخضع كبرياءك، هذه مهمتك.

هل أتغلب على خوفي؟على يحزن الذي الراعي أسأل أحيانا الحركة. شل في الخوف يتسبب أن يمكن

يترددون الذين الشركات قادة وأسأل تغييرا؟“ تدخل لم ”لماذا كنيسته: خمول

السياسيين القادة وأسأل الخطوة؟“ هذه تأخذوا لم ”لماذا جديد: منتج تقديم في

الذين يطيلون الكالم عن قضايا يزعمون أنهم يتبنونها بقوة: ”لماذا لم تتخذوا موقفا

١٩٣

حركة يشل الخوف خائف“. ”ألني األحيان أغلب في اإلجابة وتأتي جماهيريا؟“

ويحيدهم. القادة

صدقني، لست بعيدا عن السماح للخوف بأن يعبث بقراراتي. أتذكر صباح أحد أيام

سنة ٢٠٠٠ حينما اتضح لي أننا نحتاج إلى بدء مشروع بناء بميزانية ٧٠ مليون دوالر.

قد اإلدارة وفريق اإلدارة ومجلس الشيوخ وكان واضحة، للمستقبل رؤيتنا كانت

وقعوا على المشروع، وتبقت الخطوة األخيرة في المعادلة وهو أن أمتلك شجاعة بدء

المرحلة الجماهيرية من المشروع. ولكن أتعلم ما الذي دار في ذهني؟ في اللحظة التي

تطلق فيها حملة مشروع بميزانية ٧٠ مليون دوالر تكون قد قطعت على نفسك خط

الرجعة، وصار األمر إما للنجاح أو للفشل .اكتشفت أن كل ما عملنا ألجله على مدى

المصداقية كل أيضا وهكذا المحك، في صار الماضية والعشرين الخمس السنوات

التي حققتها كنيستنا في المجتمع وكذلك في العالم. لهذا، شل الخوف مشروع البناء.

ماذا لو تبقى على المبلغ ٢٠ مليون دوالر؟ لماذا نعرض ويلو إلى ذلك اإلحباط؟ نحن

نسير بمفردنا. نحن ننمو ونعمد ألف شخص كل عام، ويمكن ألية خطوة خاطئة أن

تنسف كل شيء. لماذا نتحمل إذن هذه المخاطرة؟

قيادتي. يتهدد بأن للخوف سمحت لقد أفعله: ما معينة مرحلة في أدركت ولكني

ذكرت نفسي بتلك اآلية الصغيرة التي جاءت في ١يو ٤: ٤ ”ألن الذي فيكم أعظم من

الذي في العالم“. سألت نفسي: هل تحدث إلي الله؟ هل أوضح إرشاده لي؟ هل سيظل

عانيت، األمر؟ ينجح لم إذا حتى السماء إلى سأذهب هل فشلت؟ إذا حتى يحبني

ولكني أخيرا وجدت الشجاعة للتحرك بإيمان.

على القائد مسئولية التعامل مع الخوف لئال يهدد رسالته.

هل تتهدد مسائل داخلية قيادتي؟اختبر جميعنا جروحا وخسائر وإحباطات في الماضي، وقد ساهم هذا االنكسار في

تشكيلنا - أو تشويهنا - لنصل إلى ما نحن عليه اليوم. يضحكني الشخص الذي يقول: ”مسائلي

الشخصية ال تؤثر علي“ أو من يقول: ”ال شيء في ماضي يؤثر في حياتي الحاضرة“.

١٩٤١٩٤

إن القادة الذي يغفلون واقعهم الداخلي غالبا ما يتخذون قرارات غير حكيمة تترتب

عليها عواقب وخيمة بالنسبة لألشخاص الذين يقودونهم. وفي أغلب األحوال ال يدرك

هؤالء القادة بالتمام الدوافع وراء مثل هذه القرارات. ال يدرك بعض الرعاة أن صراعهم

بأكملها الكنيسة استعباد إلى تسعى قرارات التخاذ يدفعهم بالعظمة الشعور مع

وحصرها في جدول أعمال غير الجدول اإللهي، وإنما أعمال نابعة مباشرة من حاجة

أولئك القادة إلى الشعور بالعظمة والمكانة مقارنة بآخرين.

بينما يعاني قادة آخرون من مرض عضال يتمثل في رغبتهم في إرضاء اآلخرين. ففي

كل أسبوع يجرون استطالع للرأي ليقفون على تقييم الناس لهم ثم يتصرفون بموجب

هذه التقييمات.

أنا سلبيا؟ كنائسنا تتأثر ال حتى وحسمها الداخلية أمورنا معالجة عن المسئول من

وأنت.

أمضيت أوقات طويلة في مكتب أحد مقدمي المشورة المؤمنين. ومازلت على اتصال

بشخصين مؤمنين يقدمان المشورة، وأحتفظ حتى هذا اليوم بقائمة من األسئلة عن الجوانب

المربكة في داخلي. أسئلة مثل: لماذا قلت هذا؟ لماذا تسلطت على ذلك الشخص؟ لماذا

تصرفت بلين في هذا الموقف رغم االحتياج للحزم؟ إنني مسئول عن فحص هذه األمور مع

صديق، أو موجه روحي، أو مشير مؤمن. هذا ما تتطلبه قيادة النفس.

هل إيقاعي مستقر؟التسعينيات، أوائل في النفسي االنهيار على أوشكت قد كنت أني قبل من ذكرت

(أو االستدامة مبدأ أفهم لم النفس. قيادة أمارس أكن لم إني أقول أن ويكفي

االستمرارية). لهذا، كنت أخاف من مشاعري، واستنزفت مواهبي الروحية، ودمرت

جسمي، وأهملت عائلتي وأصدقائي، وصار بيني وبين توقف الخدمة قيد أنملة.

أتذكر أني جلست في أحد المطاعم وكتبت: ”إن اإليقاع الذي أعمل به عمل الله يدمر

“. وبينما مازلت في ذلك المطعم أحنيت رأسي فوق كراستي وغرقت في عمل الله في

البكاء.

١٩٥

وبعد أن استغرقت في األفكار المحزنة قلت: يارب ماذا يحدث لحياتي؟ شعرت الروح

ما مضغ على يجبرك من رأسك؟ إلى المسدس يصوب من بيل، لي: ”يا يقول القدس

هناك هل االرتباطات؟ في اإلفراط إلى يدفعك الذي من المضغ؟ على طاقتك يفوق

تعيش يجعلك الذي من الله؟ سوى ورضاه تأييده على الحصول في ترغب شخص

الحياة بهذا األسلوب؟ كانت اإلجابة أسوأ من البكاء، بل كانت محطمة.

يكن لم كما إيقاعي، مشكلة في سببا أمامهم مسئوال كنت الذين الشيوخ يكن لم

أنا كنت وإنما األصدقاء، أو أسرتي أو العاملين أو اإلدارة مجلس فيها السبب

المشكلة.

جلست بمفردي في ذلك المطعم الرخيص في ساوث هيفين، بمتشيجن، وقد جن جنوني

ألن لم أستطع أن أشير بإصبع االتهام إلى أي شخص باعتباره المسئول عن إرهاقي وتبلد

مشاعري. كم أنه شعور فظيع أال تجد من توجه له اللوم، وأنه لكي تكتشف الشرير

في الحكاية ليس عليك سوى أن تنظر في المرآة.

الحقيقة التي ينبغي أن نقبلها جميعا هي أن الشخص الوحيد الذي بإمكانه أن يضع لنا

عاما عشر خمسة طوال اآلخر بعد شهر مدى على أنفسنا. نحن هو استدامة برنامج

أعماقي وفي سيطرتي. نطاق خارج حياتي وكانت الالزم من أكثر بأنشطة ارتبطت

كنت أتساءل: ”لماذا ال يعمل الشيوخ من أجل إنقاذي؟ لماذا ال ينقذني األصدقاء؟ أال

يرى الناس أني أحتضر؟

خطة وضع عن مسئول إنني بالحقيقة: أذني في النفس قيادة صوت همس وأخيرا،

لالستدامة وااللتزام بها كل يوم. وبالفعل تمكنت في النهاية من تحديد أسلوب القيام

بذلك، واآلن، بعد مرور اثنتي عشر عاما، أستطيع القول بأمانة إن إيقاعي في الحياة

وفي الخدمة مستديم وإني أكثر سعادة من أي وقت مضى في حياتي.

أشعر باالمتنان على إيقاعي األكثر واقعية ليس فقط من أجلي وإنما من أجل زوجتي

أيضا. نصير قادة ساذجين إذا اعتقدنا أن نستطيع العيش بإيقاع غير صحي بدون إيالم

أقرب الناس إلينا. لما كانت لين مخلصة في تكريسها لخدمة الكنيسة المحلية، فقد

بذلت قصارى جهدها دائما لدعم عملي في ويلو وكذلك أسفاري المحلية والدولية.

١٩٦١٩٦

ولكن عدم التوازن في حياتي جعل دعمها لي مهمة أضخم مما ينبغي؛ فانتهى بها األمر

قلص مما واألسرية المنزلية المسئوليات من الالزم من أكبر بعدد بمفردها تقوم بأن

إلى حد كبير الوقت والطاقة المتوفرة لها كي تنمي مواهبها وخدمتها.

قبول منهم أنتظر أن أستطيع ال أني مني إدراكا ألبنائي وقتي تكريس أتعمد كنت

والد غائب، ولكن مثلي مثل عدد هائل من الرعاة توقعت من زوجتي أن تتفهم وتقبل

االلتزاماتي المفرطة لـ“عمل الله“. وكانت هذه غلطة، وعثرة في طريق قيادة النفس.

عانى زواجنا كما هي الحال مع أي زواج وقع فريسة ضغط اإليقاع المجنون.

غير أننا تخطينا هذه الفترة بنعمة الله. نحن اآلن نفرح بالروابط القوية القائمة بيننا

هي الخوالي“ ”األيام فإن لنا بالنسبة عالقتنا. تجدد في وكذلك الكبار أبنائنا وبين

اليوم، والمستقبل يبدو مشرقا.

القادة، أيها أعمالي. جدول على أسيطر لم لو المستوى هذا إلى لنصل كنا ما ولكننا

ما“ ”شخص وجود ضرورة وهم عنكم تنفضوا أن يجب أقوله: لما أصغوا أرجوك

إلنقاذكم؛ فوضع إيقاع مستدام لحياتك كقائد هو مسئولية تقع بجملتها عليك وحدك،

فلتقم بها، فحياتك، وخدمتك، وزواجك، وأسرتك، كل هذه األمور تعتمد عليها.

هل محبتي لله وللناس في ازدياد؟هل ذكرت نفسك مؤخرا بالشخص الذي تقع عليه مسئولية إشعال جذوة محبتك؟ هل

هذه هي مسئولية الكنيسة؟ هل هو دور شريك حياتك؟ هل هي مجموعتك الصغيرة؟

كال؛ إنه دورك ودوري أن نحرص على زيادة محبتنا لله ولآلخرين، وال أحد يستطيع

أن يقوم بهذا الدور نيابة عنا.

يخصص الفصل ١١ لموضوع تعميق عالقة محبتنا مع الله، لهذا فإني أود في الصفحات

محبة وهو: المحبة، تحدي من الثاني الجزء على أركز أن الفصل هذا من الختامية

اآلخرين.

إذا كان صحيح حسبما زعمت في الفصل الثامن أن البشر هم أعظم كنوز الله، فالبد

أن يصبحوا أيضا أعظم الكنوز بالنسبة لنا. وإذا كانوا أعظم كنوز بالنسبة لنا، فينبغي

١٩٧

أن تفيض قلوبنا بالمحبة تجاههم. والبد أن يكون عمل الكنيسة في جوهره عمل يقدمه

أناس محبون كما أحبهم الله.

ال اآلخرين تجاه قلبي في ما أن فيها أدركت حياتي من مرحلة في وصلت أني غير

ينمو، وإنما ينكمش. لم تكن محبتي لآلخرين تزيد وإنما تنقص.

رغم ما يبدو من غرابة في ما سأقوله فإني أقيس عادة حجم قلبي بما يحدث في األيام

بعد اعتدت طويلة سنوات مدى على السنوية. الصيفية الدراسية إجازتي من األولى

نهاية موسم حافل بالنشاط في الخدمة في ويلو أن أسافر مع أسرتي إلى مدينة صغيرة

”أنا يقول: حالي لسان وكأن المدينة، تلك في بالناس أهتم أكن ولم الصيف لقضاء

إن أقول أن يحزنني انشغالي“. موضع لستم أنتم شيكاغو، مكتب في عطائي بذلت

قلبي كان صغيرا في تلك الفترة.

حاولت تبرير المباالتي، ولكني أدركت أن غير محق، لهذا قررت إجراء عدة تعديالت

تنظيمية للحياة في الخدمة أثناء العام في محاولة لوقاية قلبي من االنكماش وروحي من

أسبوع، كل انفراد على أقضيها فترات مخصصا منتظمة إجازات أخذ بدأت التقسي.

ومضيفا لوجبات قراءاتي المزيد من الكتب الذي تضع أمامي تحديات روحية أعمق.

قاربي حيث المرفأ إلى تتبعني إجازتي من أيام بضعة مرور وبعد سنوات عدة منذ

شاب كان قد سمعي أني راع. كان في الخامسة والعشرين من عمره، خرج مؤخرا من

السجن محمال بقدر ال بأس به من المشكالت. بعد أن حكى لي عن مشكالتي طلب

مني في جرأة المشورة والمال وأي شيء يمكن أن أعطيه إياه.

شعرت حقا أنه يتمنى بصدق إحداث تغييرات في حياتي لهذا أصغيت إليه في صبر

الليلة تلك من متأخر وقت في إليك“. وسأرجع األمر بفحص لي له: ”اسمح قلت ثم

االحتماالت جميع يواجه الشاب لها: ”هذا قلت به. أشعر ما للين أوضح أن حاولت

وربما ماضيه، في ارتكبها التي األخطاء بسبب سيعاني أنه األرجح فعلى السلبية.

سيواصل الوقوع فيها. ولكن ربما إذا قدم له أحدهم القليل من المساعدة، فمن الممكن

أن يحقق قدرا من التقدم اإليجابي. دعينا نفعل شيئا له“.

يؤسفني الفكرة. أيدت أنا أني أدهشني ما وإنما فكرتي، لين تؤيد أن يدهشني لم

١٩٨١٩٨

االعتراف بمدى صدمتي إزاء العاطفة التي فاضت في قلبي تجاه هذا الشاب. هكذا مر

وقت طويل منذ أن أنهيت موسما طويال للخدمة وقد صار لدي قدر كاف من الطاقة

يمكنني من االهتمام حقا بمأساة إنسان آخر.

ساعدناه ثم الحالية، األزمة في لمساعدته المال من صغيرا مبلغا له قدمنا وهكذا،

من أكثرت ما. حد إلى مستقرا دخال له وفرت مؤقتة عرضية وظائف على للحصول

من نوعا الصيف ذلك في معه التعامل كان صديقين. وصرنا الصيف أثناء مقابلته

مرات أذني في القدس الروح همس لي. بالنسبة الذاتية القيادة نطاق على االنتصار

ومرات: ”أنت تنمو يا بيل. وقلبك يزداد اتساعا. فإلى األمام!“

ال أرغب في أن يعود قلبي إلى االنكماش مرة أخرى. وقد زاد إصراري اآلن عن ذي

قبل على مواصلة اتساع أفقي طوال الجزء المتبقي من رحلة قيادتي. فما الجدوى من

لله محبتي من وطاقتي وقراراتي وأفكاري مهاراتي تنبع لم إن مؤمنا قائدا أكون أن

ولآلخرين؟

ترى ما هو حال قلبك؟ إذا واصلت السير في الطريق الذي أنت فيه، فهل سيواصل

قلبك االتساع بامتداد خدمتك؟ أم أن حدودك ضيقة؟ هل تهرول مسرعا لدرجة أنك

حينما تصل إلى خطوط فاصلة عريضة تجد أن اإلنهاك قد حطمك؟ عليك تغيير ما

ينبغي تغييره، واتبع سلوكيات تنظم حياتك وتمنحك فرصة تحقيق االمتياز في القيادة

واالمتياز في المحبة.

مهما ولكن وغربا. وشرقا وجنوبا شماال االتجاهات: جميع في يتعلم أن القائد على

حققت من إنجازات على مدى هذه االتجاهات فال جدوى منها إن لم تكن قويا في

الوسط. فإذا أربكتك قراءة هذا الفصل، فلتقرأه مرة أخرى. اسأل نفسك األسلة التي

طرحتها عليك في هذا الفصل. ضع أمام روح الله دعوتك ورؤيتك وحماسك ومواهبك

الله دع وقلبك. نشاطك وإيقاع الداخلية وأمورك ومخاوفك وكبرياءك وشخصيتك

في كفاءة لتكتسب تحتاجها التي الخطوات بكل قم ثم، حياتك. عن الحقيقة يعلن

أهم جانب في القيادة، وهو قيادة النفس.

١٩٩

الفصل العاشر

صالة القائد

«يا الله شكلني وطوعني لكي أبلغ أقصى طاقتي كقائد»

تعد األوقات التي قضيتها بمفردي في قارب من أغنى األوقات التي قضيتها مع الله. ذات

عن األفكار بعض أستعرض وبدأت متشيجن، بحيرة ضفة على القارب أرسيت يوم

عليه أنا مما أفضل قائدا أكون أن أريد الله، فكتبت: «يا الكامنة. القيادة إمكاناتي

اآلن. ال أريد أن أقف أمامك في يوم ما وأضطر أن أعترف بأني ضيعت الفرص التي

أعطيتني إياها. أريد أن أنمي مهاراتي القيادية لكي أبلغ قمة إمكاناتي الكامنة. ولكني

أحتاج إلى مساعدتك. أرجوك وجه نموي وعلمني في الطريق الذي أسلكه».

قادة حياة لمراجعة يقودني القدس الروح أن شعرت الصالة، هذه أكتب وبينما

مفضلين لدي في العهدين القديم والجديد. وبعد أن تأملت حياة هؤالء الرجال والنساء

تتجلى أن أجل من أصلي بدأت قياداتهم، في الحسنة المقومات وحددت المتنوعين

نقاط قوتهم بصورة أعظم في حياتي».

«يارب هبني أن أكون مثل داود»أول قائد خطر ببالي هو الملك داود. وأحد األسباب التي تجعله من القادة المفضلين

بالنسبة لي طوال الوقت هو تفاؤله. وفي ذلك اليوم على القارب صليت: «هبني يا الله

تفاؤل داود. أريد قدرته على رؤية ما يمكن أن يحدث وسط الزحام».

تحقيق إلى إيمانه على القائم تفاؤله ودفعه القيادة، عباءة داود لبس األول اليوم منذ

إنجازات لله لن يجرؤ قادة أكثر حذرا على التفكير بها. آمن داود إيمانا عميقا بقوة

يتمكن ولم إعاقته، من قاتل ملك يقو ولم إخافته، في يفلح لم عمالقا إن حتى الله

أعداء سفاحون من هزيمته. سار داود بثقة في كل اتجاه أوضحه الله له متوقعا إعالن

النعمة والقوة طوال الطريق.

٢٠٠٢٠٠

قلت في نفسي: «آه، يا رب أحتاج إلى مزيد من هذا بينما أقود».

ظل تفاؤل داود القائم على إيمانه قويا حتى في أضعف لحظاته. وعندما سقط أخالقيا مع

بثشبع وضرب الله ابنه البكر بالمرض، تمسك باألمل. فارتمى على وجهه، وصام وصلى

ستة أيام وست ليال. لم يستطع تجاهل االحتمال الضعيف بأن يعفو الله عن ابنه الوليد.

ولكن كما تعرفون، فإن الله لم يعف عن الطفل؛ إذ مات.

وعندما سئل داود فيما بعد عن السبب الذي جعله يصلي ويصوم، قال: «لما كان الولد

حيا صمت وبكيت ألني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب ويحيا الولد» (٢صم ١٢: ٢٢).

إن قلب داود المتفائل ينبض بقوة بهذه الكلمات.

«من يعلم، ربما يرحم الرب».

«من يعلم، ربما يستخدم الله قوته ليدافع عني».

«من يعلم، ربما يفاجئني الله بشيء فائق للطبيعة».

يتوقع المتفائلون أن يختبروا عظمة الله ومحبته حتى حينما يواجهون ظروف حالكة

الظلمة.

أحتاج إلى هذا النوع من التفاؤل، أولسنا جميعا نحتاجه؟

فهم أيضا، فينا التفاؤل من النوع ذلك يروا أن إلى نقودهم الذين األشخاص يحتاج

محاصرون بكم منتظم من التشاؤم كل يوم. فهم يتلقون نفس الرسالة التشاؤمية من

في وليس سوءا، وتزداد سيئة «األمور الجرائم: تقارير أو المجالت أو التليفزيون

األفق أي شعاع نور. ليس ما يدعو لألمل».

يحتاج الناس إلى أن يسمعوا قائدا لديه معتقدات تقوم على إيمان يقول: «لحظة. يمكن

أن تتحسن األمور. تستطيع قوة المسيح أن تغير حياة البشر. ويمكن أن تريح رحمة الله

من األلم. من الممكن هزيمة الخطية. تستطيع الكنيسة رد هجوم أبواب الجحيم».

في أعقاب هجوم ١١ سبتمبر والركود الذي تاله، كنت أصلي كل يوم: «هبني يا رب

تفاؤل داود. ساعدني أن أتذكر أنك حي وقوي وكريم ورحيم. ساعدني أن أؤمن أبعد

وفي حياتي في جديدة بطريقة العمل على وقادر وترغب مستعد بأنك الشك من

كنيستي وفي العالم.

٢٠١

اآلخرين أرفع ساعدني باألمل. اآلخرين يلهم قائدا أكون حتى داود، مثل «اجعلني

احتجنا أقودهم الذين األشخاص أو أني تصادف فإذا اإليمان. على يقوم تفاؤل إلى

روح داود اإليجابية، فقد حان هذا الوقت».

هل تحتاج أن تصلي هذه الصالة.

«يارب هبني أن أكون مثل يوناثان»كان من الطبيعي بعد أن تأملنا داود أن ننتقل إلى شواهد كتابية عن يوناثان، صديق داود

المخلص. ولما كان والد يوناثان هو الملك شاول، فقد كان يوناثان وليا مباشرا للعهد.

كما أنه كان قائدا شابا نبيها وموهوبا. غير أن وضعه في الحياة لم يكن مبهرا كوضع

قلبه. وعندما تأملت يوناثان صليت قائال: «هبني يا الله قدرة يوناثان على المحبة».

يوناثان محبة صغرهما في داود تلقى المحبة. تقديم على عظيمة بقدرة يوناثان تمتع

الصادقة رغم أنه كان من الممكن أن ينظر يوناثان له باعتبارها مصدر خطر لميراثه.

غير أن يوناثان لم يضح قط بعالقته مع داود ليحمي مستقبله؛ بل بالعكس إذ وضع قلبه

على طبق وأهداه إلى داود.

مذبح على بالشركة قائدا أكون أن أريد ال صليت: «يارب قاربي في اليوم ذلك في

قضية الملكوت. ال أريد أن أستغل اآلخرين. ال أريد أن أنظر للناس باعتبارهم أدوات.

أريد قلبا مثل قلب يوناثان؛ يمتلك قدرة عظيمة على تقديم المحبة». إذا صار لي قلب

مثل قلب يوناثان، لن أضطر فيما بعد إلى أن أقلق إزاء انكماش القلب الذي تحدثت

عنه في الفصل السابق.

هو للتلمذة الحاسم االختبار أن علمنا يسوع الرب بأن آلخر وقت من نفسي أذكر

اختبار المحبة، والمقياس الذي ستقيم على ضوئه حياتي وقيادتي هو مقياس المحبة.

وعندما أفكر بوضوح أدرك أني أفضل أن أعرف بأني رجل محبة ال رجل رؤية، وأفضل

يتذكرني أن أفضل استراتيجية. خطط رجل ال محبة رجل باعتباري إلي ينظر أن

اآلخرون باعتباري رجل محبة ال باعتباري شخصا حقق الكثير من األهداف.

وفي ذلك اليوم بدأت أصلي بلجاجة: «هبني يا الله قدرة يوناثان على المحبة».

٢٠٢٢٠٢

«يارب هبني أن أكون مثل يوسف»نزاهة، من تمتع لما بطال وأعتبره يوسف، إلى أفكاري تطرقت الصالة واصلت وإذ

فصليت «هبني يا الله قداسة يوسف الشخصية».

ال يمكن وصف صعود يوسف إلى كرسي السلطة والنفوذ إال بأنه صعود سريع. وغالبا

ما يؤدي الصعود بهذه الطريقة إلى كبرياء وافتراض أن المرء يمثل استثناء للقواعد.

نعلم جميعا أن النفوذ يغري على الفساد. لعلك باعتبارك قائدا شعرت بالفعل بجذوره

الفاسدة تنشب في جسدك.

ولكن يوسف لم يسمح للنفوذ بأن يفسده، فنعرف مما يخبرنا به الكتاب المقدس أنه

حتى عيب بال ظل وقد الجنسي. واإلغراء السياسية والفضائح المالي الفساد تجنب

النهاية.

مقدسة وكالة باعتبارها قيادته إلى نظر أنه أعتقد يوسف؟ نزاهة مفتاح كان ماذا

سيقدم عنها ذات يوم حسابا لله. في رأيي أن يوسف عاش في حقبة حيث كان الوعي

النجاح أراد إذا األخالقية السلطة من مرتفع بمستوى التمتع القائد على بأنه اليومي

في القيادة. تنبع السلطة األخالقية من قلب خاضع بالتمام، وذهن غير ملوث، وضمير

حافظ وقد أخالقية سلطة إلى يؤدي النزاهة من بنوع يوسف تمتع الله. أمام طاهر

عليها طوال حياته.

أحتاج إلى هذا النوع من النزاهة. يحتاج من يتبعون قيادتي إلى الثقة في أنني لن أتورط

في أمر سيئ، وأني لن أعيش حياة مزدوجة، وأني لن أتالعب في سجل المصاريف وأني

لن أتبع قيم العالم، وأني لن أخضع للتجارب. يحتاج الناس أن يكونوا واثقين في ثقتي.

ولكن أعرف أن السبيل الوحيد الذي يقي من االنزالق إلى الفساد هو أن أمثل أمام الله

كل يوم من حياتي وأصلي من أجل قوته المانحة للقدرة.

تحضرني ترنيمة تصف حياتي على نحو أدق مما وصفته:

أميل إلى الجنوح، يا رب أشعر بذلك.

أميل إلى ترك اإلله الذي أحبه.٨

8 «Come, Thou Fount of Every Blessing» by John Wyeth and Robert Robinson.

٢٠٣

أبغض هذه الروح الجانحة والمتمردة التي تطفي في داخلي من وقت آلخر، ولكني ال

ويجب حقيقية وهي موجودة إنها معها. التعامل برفض االكتفاء أو تجاهلها أستطيع

أن أعترف بها. عندئذ البد أن أقاومها باستخدام جميع الممارسات الروحية. وأعترف

أن هذه الممارسات يمكن أن تصبح مرهقة، ولكني أدرك قيمتها، لهذا فإني أتمسك بها

كما يتمسك من يقاوم الغرق بطوق النجاة.

أحتاج إلى االلتزام بقضاء وقت يومي بمفردي حتى أستطيع سماع صوت الله حتى إذا

كانت متطلبات يومي تصرخ إلي كحيوانات جريحة.

أحتاج إلى تدريب نفسي على أن أكون مسئوال أمام األشخاص الذين في حياتي الذين

يمتلكون شجاعة تمكنهم من إخباري بالكلمات الصعبة التي أحتاج إلى سماعهاز

ولما كنت أقضي جزءا كبيرا جدا من حياتي أمام الكاميرات واألضواء، فإني أحتاج

إلى القيام بأعمال خدمة سرية بشكل منتظم وأن أتعهد أمام الله وأمام نفسي بأال تجد

هذه األعمال الحسنة طريقها إلى األمثلة اإليضاحية التي تضرب أثناء العظات.

روحية وتدريبات وممارسات تقوية عناصر من يلزم ما اكتشاف قائد كل على

للتغلب على ميله للتشتت. كما أنها مضيعة للوقت أن يقارن القائد ضوابطه الروحية

بأي شخص آخر، فالبد أن يكيف كل قائد نظامه حسب شخصيته.

في ذلك اليوم صليت: ”آه، يارب أريد أن أتمم مهمتي كما أنهى يوسف مهمته بدون أن

أجلب على اسمك اللوم. أرجوك هبني نزاهة يوسف“.

أعتقد أن الكثير من القادة يحتاجون إلى أن يصلوا هذه الصالة. فهل تحتاج أنت أن

تصليها؟

”يارب هبني أن أكون مثل يشوع“ثم صليت ”يارب، هبني حسم يشوع“. في رأيي أن أسمى لحظة عاشها يشوع حينما

فنعبد وبيتي أنا تعبدون...أما من اليوم ألنفسكم وهتف: ”فاختاروا شعبه أمام وقف

الرب“ (يش ٢٤: ١٥).

يرتبط جانب كبير من القيادة باتخاذ قرارات سليمة ودعوة اآلخرين إلى اتخاذ هذه

٢٠٤٢٠٤

ثم الحياة، في رئيسية قضايا بشأن مطلق يقين إلى القادة يتوصل أن يجب القرارات.

يدعوا تابعيهم إلى فعل الشيء نفسه.

هذا ما فعله يشوع. إذا كان يشوع يقود كنيستك أو كنيستي، لطرح رؤية تكرم الله

في المستقبل ثم قال: ”حسن، سمعتم الخطة، واآلن حان وقت اتخاذ القرار. ينبغي أن

تقرروا ما إذا كنت معنا أو ال ألن هذا القطار سيغادر المحطة“.

”أيها كرازية: رسالة كل ختام في لقال كنيستي، أو كنيستك يقود يشوع كان إذا

بخطاياكم ستعترفون فهل آجال. أو عاجال سواء قرارا تتخذوا أن ينبغي الطالبون،

لوثته الذي العالم لهذا تجلى محبة عمل أعظم ستتجاهلون أنكم أم النعمة؟ وتنالوا

الخطية؟ يجب أن تتخذوا قراراكم. عليكم أن تحددوا اختياركم عاجال أو آجال“.

لو كان يشوع هنا لطلب من مؤمني كنائسنا أن يتخذوا قرارات جريئة بشأن العضوية

والتطوع واالنضمام إلى المجموعات الصغيرة والوكالة وحل الصراعات. آمن يشوع

بأنه ال أحد يتوه إذا سار حسب إرشاد الله، وعلى الشعب أن يختاروا اتباع الله. وهذا

إيماني أيضا، فعلى البشر اتخاذ قرارات محسوبة، عليهم اتخاذ قرارات صعبة وغالبا

ما تكون مكلفة. وفي أغلب األحيان يكون القادة هم العوامل المحفزة التخاذ هذه

القرارات البطولية.

لقد تزايدت المسئولية الملقاة علينا بصفتنا قادة بأن نقود الناس إلى نقاط اتخاذ قرارات

بشأن قضايا ترتبط بالحياة. يجب أن نذكر الناس بأن الحياة ليست لعبة كما أنه ينبغي

عدم االستهانة بالنمو الروحي. فالقضايا التي تدور حولها حياتنا وخدمتنا قضايا تتعلق

باألبدية ومن ثم فهي جديرة بقدر من القرارات الحاسمة.

وبينما أتأمل يشوع ذلك اليوم أثناء تواجدي على القارب صليت: ”يارب، هبني حسم

يشوع، فأنا في حاجة إليه!“ وربما تحتاجه أنت أيضا.

”يارب هبني أن أكون مثل أستير“يارب، صليت: ”آه قصتها، تأملت أن بعد باالهتمام؟ الجديرة الشابة هذه تتذكر هل

هبني شجاعة أستير“.

٢٠٥

لما كان جمال أستير السبب في دفعها إلى نحو موقع القيادة أكثر من مهاراتها القيادية،

فقد انتهى بها األمر لتقف في مفترق طرق في مصير شعبها - ومصيرها أيضا. لم تكن

تستطيع المخاطرة بحياتها بأن تدافع عن قضية شعبها أمام ملك خطير، كما أنها لم تكن

تستطيع حماية مكانتها وتجاهل كارثة توشك أن تقع. هل تتذكرون ماذا فعلت؟ بعد أن

طلبت من قومها اليهود أن يصلوا ويصوموا من أجلها لمدة ثالثة أيام وثالث ليال، قالت:

”وهكذا أدخل إلى الملك خالف السنة فإذا هلكت هلكت“ (أس ٤: ١٦). تغامر أستير

بكل شيء ”سأفعل الصواب...وإذا هلكت هلكت“. كانت مستعدة ألن تفقد مكانتها

ومنصبها وامتيازاتها وأمانها بل وحياتها لكي تقوم بما دعاها الله للقيام به.

”فإذا هلكت هلكت“.ولكن شجاعتها لم تنتج عن تهور جنوني، كما من الواضح أنها لم تكن بسبب إفراط

قيما هناك بأن آمنت أستير أن األمر في ما كل وإنما التستيرون، هرمون إفراز في

معينة تستحق العيش من أجلها، ك ما تستحق الموت من أجلها.

وفي بعض األحيان عندما أتأمل الضعف الذي صارت عليه الكنيسة في أنحاء العالم،

أجد نفسي أفكر في أنه لكي يحدث تجديد للكنيسة ينبغي أن يبدي جيل كامل من

القادة شجاعة أستير. سيكون عليهم أن يهتفوا: ”كفى..إنه يوم جديد. هناك واقع جديد

الكتاب من قربا أكثر أسلوب - جديد بأسلوب الكنيسة سنعيش نعيشه. أن ينبغي

الذي اعتدناه األسلوب عن وإبداعا لآلخرين اتساقا وتقديرا أكثر أسلوب المقدس،

من قبل. وإذا فقدنا في محاولتنا هذه سمعتنا أو مكانتنا أو أماننا، فلنفقدها. علينا أن

نقوم بما دعانا الله للقيام به - فإذا هلكنا هلكنا.“

تتحقق ال ولكنها الكنيسة لتجديد عظيمة فرصا أرى حينما األحيان بعض في أتألم

في الملحة الرغبة نفسي في أقاوم أخرى أحيان وفي القيادة. شجاعة غياب بسبب

اإلمساك بخناق قائد ما ألسأله: ”متى ستضع بصمتك؟ هل تنتظر عمرا آخر؟ هل تنتظر

تجسدا آخر لتتم أخيرا ما وهبك لعمله؟ متى ستبدأ القيادة بشجاعة؟“

أحيانا أريد أن أتوسل لراع ما: ”أرجوك تصرف بصورة أكثر حسما وإال تنحى جانبا

٢٠٦٢٠٦

ليفعل ذلك غيرك. افعل هذا أو ذاك، ولكن ينبغي أن يقود هذه الكنيسة شخص يتحلى

بالشجاعة.

أتمنى أال أبدو كمن يفتخر بنفسه حينما أقول هذا. سيصدمك أن تعرف كثرة المرات

التي صليت فيها معترفا بجبني ونقص شجاعتي القديمة. أرتجف حينما أتذكر كم من

الويالت التي تسبب فيها لويلو بسبب افتقادي ما تحلت به ملكة شابة بوفرة - أال وهو

الشجاعة!

في أغلب األحيان أتردد في القيام بتصرف شجاع ألني ال أريد أن أخاطر بسنوات من

العمل. وأحيانا أقول لنفسي: ”لقد خاطرت بما يكفي. وال أريد المزيد من المخاطرة.

ال أريد أن أضغط على نفسي مرة أخرى“.

فإذا ... الصواب قالت ”سأفعل التي أستير أتذكر أن أحاول هذا، أفعل حينما ولكن

هلكت هلكت“.

إني في حاجة إلى شجاعة أستير، كما يحتاج إليها قادة كثيرون منا.

”يارب هبني أن أكون مثل سليمان“األسطورية وحكمته سليمان في فكرت مختلفين، قادة في التأمل واصلت وإذ

وصليت: ”آه يارب، ليتك تمنحني قدرا من حكمة سليمان“.

ونساء رجاال لوجدت القادة، معظم يبديه الذي الهادئ الوقار وراء ما إلى دلفت إذا

يهجرهم النوم في أغلب األحيان على فراشهم في الليل وهم يتقلبون على جمر عدم

المناسب التوقيت هو هذا هل اإلجابات: عسرة أسئلة أشباح أذهانهم تطارد اليقين،

هل حين؟ إلى تستقر األمور وترك الهدوء وقت أنه أم جديدة خطة تنفيذ في للبدء

هذا الوقت المناسب إللهام الناس أم أنه وقت كلمة توبيخ؟ هل هذا الوقت المناسب

إلتاحة فرصة لعضو جديد في فريق العمل كي يثبت قدراته أم أنه الوقت المناسب

لمساعدته في إيجاد مكان آخر يخدم فيه؟

يتساءل الناس من حين آلخر عما يمكن أن يطلبوه في الصالة من أجلي. وتكاد تتطابق

لكي صل أرجوك بالحكمة. أتحلى أن أجل من صل ”أرجوك مرة: كل في إجابتي

٢٠٧

تصطبغ قيادتي بصبغة الحكمة السماوية البصيرة. أرجوك صل من أجل أن أفهم فكر

الله نحو كل أمر“.

وفي كل عام يتزايد إدراكي للتداعيات الخطيرة لقيادتي لويلو أو اتحاد ويلو كريك

نختار أن لنا فكيف االتجاه. يحددوا أن القادة من الناس يتوقع مسارها. عن بعيدا

المسار الصحيح بعيدا عن حكمة الله؟

إنني في مسيس الحاجة لحكمة سليمان، وأنت تحتاجها أيضا.

”يارب، هبني أن أكون مثل إرميا“بعد ذلك تأملت صدق مشاعر إرميا. عندما تعثرت خدمت إرميا سكب إحباطه أمام

الله. وعندما ساءت األمور، وتجاهل الشعب تعليمه، وعندما بدا أن الشرير صارت له

اليد العليا، لم يتبن إرميا روح التهكم كما لم ينزلق إلى المرارة، وإنما عبر عن مشاعره

الله ترك ثم المستقبل، من والخوف بالوحدة بشعوره اعترف نادر. بصدق الحقيقية

يجبر قلبه الكسير.

وتوضح السجالت األرضية أن خدمة إرميا لم تسر على ما يرام طوال حياته. ورغم هذا

فقد ظل مخلصا لدعوته. لم ينكر إحباطه، وإنما ألنه لجأ لله وسط هذا اإلحباط وفتح

قلبه الستقبال قوة وتشجيع سماويين، فقد استطاع االنتقال من اليأس إلى األمل. ورغم

إحباطاته وتوقعاته التي خابت في حياته وخدمته، فإنه لم يفقد قط ثقته في أمانة الله.

إحسانات من تنسى: ”إنه ال كلمات الله عن كتب ٢٢-٢٣ :٣ إرميا مراثي سفره ففي

الرب أننا لم نفن ألن مراحمه ال تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة أمانتك“.

اعتدت التفوق في وضع ”قناع“. فعندما كانت تسوء أحوال الخدمة أو أعاني إحباطات

في حياتي، كنت أعرف ما ينبغي أن أقوله ومدى اتساع ابتسامتي التي ينبغي أن أظهرها

إلقناع الناس بأن كل شيء يسير على ما يرام. ولكن بمرور الوقت أدركت أن إقناع

اآلخرين بأن كل شيء على ما يرام أسهل من إقناع قلبي بذلك. أدركت أنه ال عالقة

بين األمل والثقة في الله الذي تحلى بهما إرميا وارتداء ”قناع“. فهذا األمل وهذه الثقة

يحالن فقط في قلب من يعترف بقلبه الكسير أمام الله ويدعه يلمسه بيده الشافية.

٢٠٨٢٠٨

إرميا“، مشاعر صدق هبني يصلوا ”يارب، أن يحتاجون منا كثيرين أن كم أتساءل

حتى نستطيع اختبار أمانة الله الحقيقية.

”يارب هبني أن أكون مثل نحميا“نحميا من أعظم القادة المذكورين في العهد القديم. رغم أننا نتعلم دروسا كثيرة من

قيادة نحميا، فإن أهم ما كنت في حاجة إلى تعلمه هو التزامه باالحتفال بالنجاح.

٥٢ مدى على أورشليم أسوار بناء في العمل مواصلة بعد القصة. تعرفون أنكم البد

أن منهم أراد المخلصين. العاملين لجميع عظيما احتفاال نحميا أقام توقف، بال يوما

يسبحوا وأن البعض، بعضهم اجتهاد يكرموا أن منهم أراد معا. أنجزوه بما يستمتعوا

الله على تعضيده إياه أثناء جهادهم البطولي في البناء. وتستفيض الكلمة المقدسة في

وصف مدى عظمة هذا االحتفال بالتحديد.

العمل بأن ذكرني إذ بالنجاح؛ باالحتفال يتعلق فيما أعلى مستوى أمامي نحميا وضع

التي المستمرة والخدمة مملة. وكنائس مملين أشخاصا يخلق راحة دون المستمر

تخلو من االحتفال تعد معادلة إلرهاق البشر واستنزاف فرحهم. علينا بصفتنا قادة أال

باإلنجاز لالحتفال مناسبات إلقامة التخطيط نتعمد أن نحتاج هذا. بحدوث نسمح

أثناء وضع أهداف مؤسساتنا وإنجازها.

تنظيم لتابعيهم المعنوية الروح على المحافظة القادة بها يستطيع التي السبل من

على اليوم ذلك في الشاق. العمل فترات لتتخلل الله تمجد منعشة قوية احتفاالت

أتذكر أن وساعدني االحتفاالت. أهمية أنسى أال اجعلني «يارب، صليت القارب

االحتفال كما فعلت مع إرميا».

عادة صار وقد المياه. على ويلو في الجيدة االحتفاالت بعض أقمنا اليوم ذلك منذ

بين فرق خدمتنا أن نختتم كل مؤتمر كبير بحدث احتفالي يذكرنا كم أنه امتياز أن

نقوم بما نقوم به وأن نقوم به مع أناس نحبهم. في بعض األحيان نؤجر مطاعم بأكملها

ونحن الضحك نتشارك الليل. من متأخر وقت حتى والمشروبات بالطعام ونستمتع

فائقة الله بنعمة البعض بعضنا ونذكر الكواليس، وراء تدور التي القصص نحكي

٢٠٩

بعضنا نشجع متوقعة، غير ومشكالت كبيرة تحديات لنجتاز تساعدنا التي التصور

البعض ويشكر كل منا اآلخر على ما قدم من إسهام. وفي وسط هذه الحالة المعنوية

المرتفعة نشعر فجأة أن أعباء الخدمة وصعوباتها قد أصبحت هينة.

أيها القادة، هل نظمتم أي احتفاالت مؤخرا؟

”يارب هبني أن أكون مثل بطرس“بعد التفكير في نحميا، عبر ذهني إلى الرسول بطرس في العهد الجديد. يتناول الكتاب

بطرس في أن ورغم بطرس. لقيادة والقبيحة والمظلمة المشرقة الجوانب المقدس

الكثير من الصفات التي نحتاج إلى تجنبها بصفتنا قادة، ففيه أيضا ما يثير اإلعجاب.

وعندما أتأمل استعداد بطرس للتقدم والبدء في العمل أصلي: ”يارب، هبني أن أكون

قائدا يعرف أهمية أخذ زمام المبادرة“.

ومع أن بطرس ينتقد على خوفه وغرقه حينما بدأ يسير فوق الماء، أال يستحق الثناء فقد

كان التلميذ الوحيد الذي خرج من القارب؟ التلميذ الوحيد الذي أخذ زمام المبادرة.

صحيح أن بطرس أعلن التزامات شفهية، ولكنه لم يستطع الوفاء بها دائما. ولكنه كان

من أول كان بالمرة. يتكلم الذي عشر االثني التالميذ بين من الوحيد التلميذ أحيانا

بإكرام المبادرة زمام أخذ أنه كما انتظاره، طال الذي المسيح هو يسوع بأن يجاهر

الرب بهذا اللقب.

وبالطبع كلنا نعرف أنه أفرط قليال في حماسه في جثسيماني وقطع أذن شخص. غير

أن بطرس لم يكن يستطع البقاء ساكنا دون أن يعمل شيئا وهو يشاهد مخلصه وصديقه

يلقى القبض عليه ظلما. كان البد أن يفعل شيئا!

قادة أن أالحظ آلخر، وقت من بمبادرات القيام أقاوم فمازلت نشاطي، ثورة رغم

تنهار. أو كنائسنا تنجرف بينما مكاتبنا خلف نختبئ ذلك. يفعلون آخرين كنائس

أو نجلس في المقاهي نحلل وننتقد غيرنا من القادة الذين خرجوا ليخاطروا. بالتأكيد

اختالف. إحداث يحاولون األقل على ولكنهم آلخر، حين من األمور سيفسدون

فكم نحن باألولى مثل بطرس ننضم إلى من يأخذون زمام المبادرة من أجل الملكوت

٢١٠٢١٠

محاولين أن يصنعوا شيئا جديدا ويسيروا في طرق تجعل العدو ينقلب على عقبيه.

كم باألولى أن نصلي جميعا طالبين جرأة بطرس في أخذ زمام المبادرة.

”يارب، هبني أن أكون مثل بولس“عندما بولس؟ الرسول قيادة عن قصيرة صالة اليوم ذلك في أصلي ال كيف وأخيرا

تأملت بولس، صليت: ”يارب، هبني تركيز بولس؟“

مدى على (الكثافة). التركيز مفهوم استيعاب خاصة بصفة شيكاغو أهل يستطيع

سنوات كان بإمكاننا الجلوس في المقاعد األمامية لمشاهدة واحد من أبرز الرياضيين

ليشكاغو تركه الذي فالتراث جوردون. مايكل وهو: المحترفة، الرياضة تاريخ في

تفوق أسباب أهم أن غير المدهشة. الرياضية قدرته أو المتميزة مهارته على يتفوق

األخالقية، قيمه التصور، الفائق تركيزه هو المحترفين الرياضيين سائر عن مايكل

تنافسيته، دافعه للفوز.

كان تركيز مايكل قويا لدرجة أنها رفعت مستوى جميع زمالئه في الفريق إلى أعلى.

في أغلب األحيان يمكنك أن تالحظ مع تقدم المباراة كيف أن الفريق المنافس يبدأ

متأخر وقت وفي الهوادة. يعرف ال الذي مايكل ضغط تحت والذوبان الذبول في

”لن واضحة: رسالته كانت المباراة، على سيطرته مايكل يفرض الرابع الشوط من

يقف أمامي أحد. لن يتنازل هذا الفريق عن الفوز“. عادة لم يكن يقتصر مصير الفرق

األخرى على الهزيمة بل سوء الحالة المعنوية أيضا.

يعد الرسول بولس الشخص الوحيد الذي أعرف أنه تبع المسيح ويضاهي تركيزه على

المسيح تركيز مايكل جوردون على كرة السلة. عندما تقرأ أحداث حياة بولس تتضح

جليا تركيز إخالصه:

سعيي بفرح أتمم حتى عندي ثمينة نفسي وال لشيء أحتسب لست ”ولكنني

والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع ألشهد ببشارة نعمة الله“ (أع ٢٠: ٢٤).

ولكني أفعل شيئا واحدا...إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى”

نحو الغرض ألجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع“ (في ٣: ١٣، ١٤)

٢١١

(٢كو ١٢: ١٥) “وأما أنا فبكل سرور أنفق وأنفق ألجل أنفسكم”

واحدا ولكن يركضون جميعهم الميدان في يركضون الذين أن تعلمون ”ألستم

يأخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا“ (١كو ٩: ٢٤)

الجهاد جاهدت ”قد حياته نهاية قرب رددها التي الشهيرة الكلمات هي وها

الحسن أكملت السعي حفظت اإليمان“ (٢تيمو ٤: ٧-٨).

وأخيرا يوجه كلماته ألتباع المسيح على مدى القرون التالية، فيقول: ”قد وضع

لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل

لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا“ (٢تيمو ٤: ٨ب)

الرسول بولس من الكلمات هذه أسمع عندما السعي! أكمل اإليمان! حفظ جاهد!

في حياتي. التركيز هذه من المزيد أتمنى تتغلب علي. التي المشاعر ألقاوم أصارع

ساعدني تركيزي. على ألحافظ ساعدني صليت: ”يارب، اليوم ذلك في القارب وفي

ألثبت عيني على جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. ساعدني ألجري في أهم

الذي ذاك لمجد السباق في ألربح ساعدني قوة. من أوتيت ما بكل العالم في سباق

جاهدت أني موقنا حياتي نهاية إلى أصل كي ساعدني األبد. إلى السماء في سأعبده

الجهاد الحسن بكل ذرة قوة في، وأني أكملت الخدمة التي ائتمنت عليها، وأني حفظت

اإليمان ولم أقبل فيه مساومات“.

إن شوق قلبي أن أنال إكليال ال يفنى بقدر ما اشتاق مايكل جوردون إلى إكليل يفنى.

فوقها يقفز التي بالحواجز مقارنة يقاس ال بما أعلى الملكوت في القفز حواجز إن

هي المكافأة أن غير أبدية، تبعيات سباقنا لنتيجة أن كما المحترفون، الرياضيون

األبدية.

أعتقد أنه قد حان الوقت ألن نطلب جميعا المزيد من التركيز. ال أقصد هنا االنشغال

في اآلن رأيكم ما بولس. الرسول تركيز ويشبه الله يكرم موجه تركيز وإنما النهم،

القيادية، العزيمة من بقدر كررها الرسول؟ بولس كلمات مرددين ونصلي نجثو أن

كررها حتى تترسخ الكلمات في ذهنك.

”ليست حياتي ثمينة عندي، كل ما أفعله أني أتمم مهمتي التي أعطاها لي الرب“

٢١٢٢١٢

”أفعل شيئا واحدا وهو أن أتقدم نحو جائزة دعوة الله العليا في المسيح يسوع“

”سأنفق وأنفق من أجل الكنيسة“

”الحياة لي هي المسيح والموت ربح“

”في السباق فائز واحد. وعندما أجري في السباق، فإني أجري لكي أربح“

”لقد جاهدت الجهاد الحسن، وأكملت السعي، وحفظت اإليمان“

”آه يارب، هبني أن أكون مثل بولس. امنحني تركيزه حتى أنال قوة روحك القدس

وقوة وسط المعركة وشجاعة لكي أحتمل“

ليت صلواتنا تشكل حياتنا، وليت نعمة الله ترفعنا نحو ملء إمكاناتنا القيادية.

٢١٣

الفصل الحادي عشر

طريق القائد

مسيرة مفعمة بالحيوية مع الله

ما مدى أهمية المكون الخارق من القيادة، أي «دور الله»؟ فضال عن موهبة القيادة،

آخر شيء هناك هل الخبرة، سنوات عن وفضال المطلوبة، والمواهب والمهارات

نحتاجه بصفتنا قادة؟ هل حقا من المهم أن يسير القادة في اتحاد مفعم بالحيوية مع

الرب يسوع المسيح.

تكشف دراسة ١كو ١٣ على ضوء هذا السؤال جانبا جديرا باالهتمام:

بدون اآلخرين قدت ولكني والمالئكة الناس بألسنة متكلما رؤيا طرحت إذا

محبة الله في قلبي،

فإني أشبه هاتفا محموال يرن أو أسوأ من ذلك،

إذا كانت لدي موهبة القيادة، وكان بإمكاني تحديد االتجاه،

وبناء الفرق، ووضع األهداف،

ولكني لم أظهر لطف المسيح أو

لم أنسب للمسيح الفضل في إنجازاتي،

فإن كل إنجازاتي لن تساوي شيئا

في نظر الله.

إذا تبرعت براتبي للفقراء، أو مكان وقوف سيارتي في الكنيسة ألحد المتدربين

الصيفيين أو سلمت أجسام الشمامسة الذين يساعدونني لتحرق،

ولكني أهملت التواصل والعمل بأسلوب ذاك الذي أحمل اسمه،

ففي النهاية، لن يساوي الكل شيئا.

الحياة القريبة المتواضعة مع المسيح ال تفشل أبدا، فهي تقوي القلب،

وتوجه اإلرادة، وتضع حدود للذات، وتنقي الدوافع.

٢١٤٢١٤

إنها ال تفشل أبدا.

عندما كنت قائدا شابا، مستقال، مشغوال عن الصالة،

كنت سببا في تحطيم األمور، واإلساءة إلى كل شخص تبعني.

أما اآلن فقد بلغت النضج وتخليت عن طرقي الطفولية...

وصرت أفعل ذلك على نحو أقل إلى حد ما!

وها اآلن تتبقى هذه األمور الثالثة:

اإليمان بتبعية الله في جرأة،

الرجاء لمواصلة التقدم حينما يخور قلبي،

والمحبة التي تغني قلوب أولئك الذين أقودهم.

المسيرة وهو وحيد مصدر من تنبع التي المحبة – المحبة هي أعظمهم ولكن

الهادئة القريبة اليومية مع المسيح.

أعظم مواهب القائد: قلب خاضع بالتمامجميعنا نعرف كلمات المسيح التي جاءت في يو ١٥: ٥: «أنا الكرمة وأنتم األغصان الذي

يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير». يذكرنا وعده بأننا إذا بقينا قريبين منه، سيؤيد قيادتنا

بقوة وإبداع وشجاعة وكل ما نحتاجه لكي نحمل ثمرا لمجد الله. ولكني مازلت أقابل قادة

كنسيين من جميع أنحاء العالم يصارحونني سرا وبنبرة هامسة بأنهم لم يستطيعوا قط إقامة

عالقة قريبة ومستمرة ومفعمة بالحيوية مع يسوع المسيح أو لم يستطيعوا مواصلتها.

إنهم يخبرونني بمدى شعورهم بالخزي حينما يصف قادة آخرون ممارساتهم المستمرة

اآليات حفظ أو اليوميات كتابة أو الصالة أو الصوم أو الخلوة فترة مثل للتدريب

الكفاءة بعدم الخاصة اعترافاته القادة هؤالء من الواحد ينهي ما وغالبا الكتابية.

عيبا أم الشخصية في معينا قصورا أعاني هل معين؟ عيب في «هل سؤاال بطرحه

روحيا؟ لماذا أعجز عن إقامة مسيرة حية مع المسيح ومواصلتها؟»

في أغلب األحوال أخبرهم بأنهم ربما لم يكتشفوا قط طريقهم الروحي - أي وسيلتهم

الفريدة للتقدم إلى األمام نحو اتحاد حي مع المسيح.

٢١٥

بدأت أالحظ منذ سنوات االختالف الشاسع بين الطرق الذي يسلكها قادة مختلفون

في قائمة صياغة فبدأت التنوع، أذهلني وقد الله. مع مسيرتهم في احتراما لهم أكن

ذهني بكافة األساليب المختلفة. عندئذ عثرت بالصدفة على كتاب بعنوان «مسارات

في التفكير من لمزيد دفعني مما توماس، جاري بقلم Sacred Pathways مقدسة

هذا الموضوع. أقترح بقوة أن يخصص كل القادة مكانا في مكتباتهم لالحتفاظ بهذا

الكتاب العميق والمفيد.

الله. إلى خاص بقرب فيها تشعر غربة إلى المؤدية األبواب المقدسة الطرق تشبه

ما ومزيج شخصياتهم واختالف القادة اختالف بقدر الروحية الطرق وتختلف

الطرق (المسارات) هذه من عدد مناقشة الفصل هذا في وأود مواهب. من يتمتعون

مع عالقته في الحياة بث يعيد وبهذا طريقه أو مساره قائد كل يحدد أن أمل على

الله.

المسار التواصلي (القائم على العالقات)مع عالقتهم في النجاح األشخاص بعض تحقيق صعوبة مدى قبل من الحظت هل

المسيح حينما يفعلون ذلك بمفردهم؟

كما تزعجهم، وهي انفرادي، حبس بمثابة األشخاص لهؤالء بالنسبة الخلوة فترة إن

أنهم يشعرون باالختناق. بالنسبة لهم تبدو الدراسات الكتابية التي تتم على انفراد مثل

واجبات منزلية مضنية وال تؤدي سوى إلى قدر ضئيل من النمو. فالجلوس منفردا في

خدمة عبادة يكفي إلفساد التجربة بأكملها والخدمة منفردا مصير أسوأ من الموت.

بشعر األشخاص الذين يجيدون االتصال مع الله باألسلوب القائم على العالقة بنوع

من الملل الروحي حينما يسيرون مع الله بمفردهم.

ولكن امزج جرعة كبيرة من العالقة في حياتهم مع الله وشاهد ما سيحدث! سرعان

ما تجد هؤالء األشخاص ينجحون روحيا. وعندما يصلون مع مجموعة يشعرون بقوة

بحضور الله، يكاد يكون حضورا ماديا. وعندما يدرسون الكتاب المقدس مع إخوة

مؤمنين بالمسيح حارين في الروح، تغنى حياتهم ويلتهب حماسهم. وعندما يعملون

٢١٦٢١٦

معا في فريق، تصير الخدمة أعظم متع الحياة بالنسبة لهم. وعندما يسبحون الله مع

الجماعة، يتضاعف ثقل عبادتهم.

األمر واضح، فمسارهم الرئيسي مع الله يقوم على العالقات. وعندما يدرك هؤالء القادة

ويستثمرونه، يبدأون في النجاح روحيا بطرق لم يكونوا ليحاولوا طرقها بمفردهم.

القادة هؤالء بنى إذا سيحدث ماذا كثيرين. قادة على ينطبق الوصف هذا أن أعتقد

خطط تكوينهم الروحي الشخصي على هذه الحقيقة؟

أعرف راعيا اعتاد تأنيب نفسه بال رحمة ألنه ال يقضي وقتا كافيا في خلوته. واألمر

الغريب أيضا أنه في كل مرة ينجح في قضاء وقت بمفرده لفترات طويلة، فإنه يكتئب

ويعبس إذ تمأل أفكار سوداوية ذهنه. ورغم أنه يقضي خلوته بغرض أن يتواجد أمام

الله، فإن التجربة لم تفشل قط في إحداث انتكاسة روحية له.

ثالثة أو شخصين يصطحب بأن مشكلته حل يحاول أن فترة منذ عليه اقترحت

أشخاص في لقاءاتهم الروحية. نطقت النظرة التي بدت على وجهه: هل هذا مسموح؟

قضاء على القدرة بأن مقتنعا كان النحو؟ هذا على روحي لقاء يكون أن يصلح هل

في ولكن الروحي؟ للقاء الحقيقي االختبار هو الروحية الخلوة من طويلة فترات

في العالقة على يقوم مساره ألن الروحي لإلحباط سببا التركيبة هذه كانت حالته

المقام األول. أما اآلن فإذ يدعوا آخرين لالنضمام إليه في لقاءاته الروحية، فهو ينمو

بقوة كما يشجع اآلخرين في نموهم الروحي.

عدم على نفسه يؤنب ظل أنه لو القائد يفقدها أن الممكن من كان بركة من لها يا

إجادته قضاء وقت الخلوة. وهكذا، فعلى مسار التواصل يواصل اكتشاف القرب من

الله، ذلك القرب الذي طالما اشتاق إليه.

المسار الفكري (العقالني)البد الذين األشخاص أولئك هم العقالني المسار في يزدهرون الذين األشخاص إن

الواحد يجلس عندما مهما. روحيا تقدما يحرزوا أن قبل بالكامل تتشبع أن لعقولهم

يفكر تجده اختباراتهم، أشخاص فيها يقدم عبادة خدمات في األشخاص هؤالء من

٢١٧

أين ولكن وحسنة، جيدة كلها المشجعة القصص هذه المضمون؟ «أين نفسه في

أني فيه، بالتفكير يستمتع عقلي شيء إلى الالهوتي؟ أحتاج المضمون أين الجوهر؟

أموت هنا!»

يطالعوا أن دون الصباحية خلوتهم فترات قضاء األشخاص هؤالء مثل يستطيع ال

مرجعين أو ثالثة مراجع تفسيرية لكتبهم المقدسة. وتجدهم حيثما ذهبوا يحملون

عدة كتب توسع آفاق العقل. إنهم ينجذبون إلى الفصول والحلقات الدراسية واللقاءات

الخاصة التي تتحدى فكرهم. لماذا؟ ألنهم يعرفون أن قلوبهم لن تتبنى القضية ما لم

تتشبع عقولهم بالحق.

ولكن عندما يحدث هذا، فما من شيء يستطيع أن يعوق هؤالء األشخاص! عندما أدرك

وعندما الله، سيادة عقيدة كالفن جون استوعب وعندما اإلنجيل، حق لوثر مارتن

أدرك تشاك كولسون العظمة العقلية لنظرة المسيحية للعالم - لم يستطع شيء أن يقف

أمامهم.

فإن بالكامل، عقولهم اقتناع بمجرد فإنه النحو، هذا على األشخاص يتحرك ولكن

ربما أنه أعتقد كالصوان. صلبة معتقداتهم وتصير ذلك بعد تأتي وإرادتهم قلوبهم

سلك بولس الرسول المسار العقالني؛ إذ كان تغيير العالم من وجهة نظره يعتمد على

«تجديد الذهن» (رو ١٢: ٢). كان بولس الرسول سريعا في مخاطبة الجانب التواصلي

في الطبيعة اإلنسانية وبدا من الواضح أن هذا قائم على اقتناعه بأنه بمجرد أن يصير

عقل اإلنسان ملكا لله، فإن كل األمور تلي ذلك. اربح المناقشة العقلية، وستكون قد

حسمت األمر.انتصار!

قابلت قادة كثيرين يشعرون بالذنب إزاء ميلهم لألمور العقلية، وهم ال يرغبون في

أن يعرف أحد أنهم يتسللون ويطالعون أمورا عميقة من حين آلخر بل ويشعرون أن

قضاء وقت أطول من الالزم في البحث والدراسة أمر يتنافى مع كونهم «قادة». ولكن

في حقيقة األمر أنهم إذا لم يواصلوا إيجاد تحديات أمام عقولهم، فعلى األرجح أنهم

سيصابون بجفاف روحي.

حينما أفكر في القائد الذي يسلك المسار العقالني يخطر ببالي المعلم والمؤلف لي

٢١٨٢١٨

ستروبل. كان قد أجرى أبحاثا في المسيحية على مدى عامين كاملين قبل أن يستطيع

سنوات بعد واآلن قلبه. يفتح أن قبل عقله يقتنع أن البد كان المسيح. أمام االنحناء

من قبوله اإليمان فإنه يقرأ الالهوت وعلم اآلثار والفلسفة والتاريخ على سبيل الترفيه،

فهي أمور تغذي نفسه.

عندما انضم لي إلى فريق عملنا، كان يندفع إلى مكتبي في حماس ألن عالم آثار ما في

مكان من الشرق األوسط اكتشف اكتشافا يرى لي أنه سيخزي أي شخص يشك. اعتاد

أن يهتف «الدليل دامغ! فكيف لشخص يمتلك عقال أن يؤمن بخالف ذلك؟»

اعتدت أن أكتفي باالبتسامة.

ولكني أعتقد أنه يوم أن يكف لي عن توسيع أفقه الفكري سيكون اليوم الذي تبدأ فيه

حياته الروحية في الخمول. هذا هو مضمون المسار العقالني.

إذا كان لديك توجه عقالني مثل لي، فلتكف عن االعتذار وابدأ في وضع خطة صياغة

على سيطرأ ما والحظ فكرك كل من الله فلتحب فكرك. تطوير على تركز روحية

اتحادك اليومي به.

المسار الخادمبعض األشخاص ال يبدو أنهم يتابعون مسارهم الروحي والشعور بالقرب من الله ما لم

يعملوا بهدوء واجتهاد في كروم الملكوت. وإذا قسمنا الناس بين فئتي أصحاب قول

وأصحاب فعل، فهؤالء األشخاص هم أصحاب فعل.

إنهم يقرأون الكتاب المقدس ويصلون ويحضرون خدمات العبادة مثل بقيتنا. ولكن

إذا سألت الواحد منهم عن الوقت الذي يشعر فيه أنه أقرب إلى الله أو أغنى األوقات

فال المسيح، في والحياة والفرح بالتركيز فيها يشعرون التي الفرص أهم أو الرحية

أو الالهوت» أدرس «حينما أو الصالة» «أثناء بقوله سؤالك يجيب أن منه تتوقع

أخدم. فسيجيب «عندما إجابته، في األمانة التزم فإذا تعبدية». ترنيمة أرنم «عندما

عندما أتطوع للعمل بالخدمة. عندما أعرف أني أساعد على إنجاز عمل الله».

يتسم واحد من أعضاء مجلس إدارتنا في ويلو بالمسار الخادم، فالخدمة تشغل حيزا

٢١٩

أساسيا في عالقته مع الله حتى إنه تقاعد في سن مبكر وانتقل للعيش في منزل بالقرب

من الكنيسة، وهو يتطوع عدة أيام في كل أسبوع للعمل في مبنى الكنيسة. وعندما

تسأله لماذا يفعل ذلك، يكتفي باالبتسام ويقول: «ألني ال أشعر بالقرب من الله بالقدر

الذي أشعر به حينما أصير أداة في يده تخدم اآلخرين في الملكوت».

في أحدى خدمات المعمودية التي جرت مؤخرا رأيته يجلس وسط الجمع يبكي لدى

رؤية مئات المؤمنين الذين تجددوا حديثا. كان يعلم أن لخدمته دورا في خطة الفداء

اإلجمالية. فإذا حرمته من الخدمة، فإنك تكون بذلك أغلقت مساره إلى الله.

إذا كنت ممن يشعرون بأنك أقرب إلى الله حينما تقوم بشيء من أجله، فلتكمل في

أتوقع ثم ومن الخدمة، على يقوم الروحية للصياغة برنامج فلتضع الخدمة. مسار

حدوث طفرة في إدراكك لحضور الله.

المسار التأمليبإيقاع السير يفضلون الذين المؤمنين بعض دائما هناك كان الكنيسة تاريخ عبر

ترتبط بالتزامات أعمالهم جداول بملء اآلخرون المؤمنون يسعد فبينما مختلف.

في ارتباطاتهم يراقبون المخلصين المؤمنين هؤالء فإن خدمة، فرص أو بالعالقات

تدقيق متجنبين تحت أي ظروف االنشغال الذي يرونه حولهم. فألسباب قد ال يدركونها

بالتمام يرون أن طاقات اآلخرين تستنزف بالعالقات واألنشطة، أما هم فيستطيعون

قضاء وقت يكاد يكون غير محدود في الخلوة. أعط الواحد منهم كتابا مقدسا وعمال

أدبيا جيد المستوى، وقصيدة شعر، وجريدة، وستجده مختفيا على مدى أيام.

ينتعش هؤالء األشخاص إذا ساروا في المسار التأمي، فبالنسبة لهم الوجود منفردا مع

الله يكفي. لذا، تجدهم يمضون ساعات في التأمل في صالح الله كما أن لديهم قدرة

هائلة على الصالة والعبادة الفردية. تحركهم بوصلة روحية حساسة كما أنه بإمكانهم

إدراك تحركات الله حيثما ذهبوا.

األحيان بعض في يشعرون المتأملين أن الرائع المسار لهذا السلبي الجانب أن غير

بأنهم ال يسيرون على نفس إيقاع بقية جماعة المؤمنين، فحساسيتهم تجعلهم يتعاملون

٢٢٠٢٢٠

بمنتهى الجدة مع أمور ال يتعامل معها اآلخرون بهذا القدر من الجدية. إنهم يالحظون

المؤمنين جماعة في لآلخرين يمكن كيف ويتساءلون الطبيعي العالم في الجمال

أن يمروا بجواره دون حتى أن يبطئوا لتأمله.في أغلب األحيان يقومون بدور ضمير

اإليمان فيدعوننا إلى القيام بخدمات شمولية وقائمة على المحبة. إنهم يتأملون أعداد

البشر الذين يتألمون في العالم ويتساءلون لماذا المهتمون قليلون جدا. تغلب عليهم

وهم يساعدوننا في التركيز على ما ينبغي أن تكون عليه المثالية، في معظم األحيان

حياة الملكوت.

بعض في يبدوا أن الممكن من غني. داخلي عالم أصحاب المتأملون يكون ما عادة

ورغم خالقة. أفكارا األحوال معظم في يحملون واقعيا ولكنهم مرتبكين، األوقات

أن هؤالء األشخاص قد يبدون بعيدا عن إيقاع بقيتنا، فإنهم من يلحنون الترانيم التي

تلهب قلوبنا أو يؤلفون الكتب التي تمدنا بأفكار جديدة عن الله.

إذا كنت تعرف أشخاصا من النوع التأملي، فلتتواصل معهم بحرص بالغ. يظن القادة

غير الناضجين عادة أن الشخص المتأمل يضيع الوقت بأفكاره المتعمقة، بل ويود أن

يقول له: «اختر شيئا لتنشغل به! فهناك أمور كثيرة يمكن القيام بها. هيا بنا». غير أن

القائد الناضج يتفهم أن الشخص المتأمل يحتاج إلى قضاء وقت كبير بعيدا عن التيار

العام، ويحتاج إلى حماية حياته الفكرية، وستؤدي تأمالته في النهاية إلى شيء رائع

سيبارك الكنيسة بأكملها.

أن يحتاجون النعمة. من مزيدا أنفسهم منح إلى مسارهم في التأمليون القادة يحتاج

اآلخرون اعتبر إذا حتى الهادئ التأمل في طويلة ساعات بقضاء ألنفسهم يسمحوا

المؤدي الباب لهم تمثل الساعات هذه ألن وذلك غريب، أو مناسب غير أمرا ذلك

لحضور الله.

مسار الناشطأقصى يبلغون إنهم فائقة. بسرعة جهد أقصى الناشطون يبذل المتأملين بخالف

سعادتهم وهم في حالة من التوتر العصبي ويلهثون في محاولة اللتقاط أنفاسهم. ولكي

٢٢١

يشحذوا همتهم يحتاجون – بل ويستمتعون – بالمناخ المفعم بالتحدي الذي يدفعهم

يبلغون حينما الله إلى يكون ما أقرب بأنهم ويشعرون إمكاناتهم. حدود أقصى إلى

هذه الحافة، بل إنهم في حقيقة األمر يشعرون بقرب شديد إلى الله حتى إنهم يدعون

اسمه بصدق شديد: «آه يارب، آه يارب، آه يارب».

يميل آخرون إلى الخوف ممن يسلكون المسار الناشط، إذ يبدو أن هؤالء الناشطين

ينجزوه أن يمكن مما أكثر الملكوت أجل من بعمل القيام طلب على يواظبون

بالفعل. ويبدأ المشاهدون السطحيون في الشعور باألسى من أجلهم بل وقد يحاولون

مساعدتهم في الخروج من مأزقهم إلى أن يدركوا أن الناشطين يحبون أن يعيشوا هذا

النوع من الحياة.

يختار الناشطون المؤمنون إيقاعا سريعا، فال أحد يصوب مسدسا لرؤوسهم، كما أنه

ال أحد حشر صاروخا في مالبسهم وتركه لينفجر؛ فهم ليسوا ضحايا، وإنما يعشقون

ركوب الصواريخ. ضع في قطار سريع وسيجدون سبيال لمضاعفة سرعته.

كانت ما حذرا. كن القدرات؟ بهذه قادة أهل حينما خطأ ارتكب الله أن تظن فهل

كنيسة يسوع المسيح لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم بدون بعض هذه الشخصيات التي

شهدها ماضيها. اقرأ عن جون ويزلي. كان الرجل مهووسا بالخدمة. اقرأ عن جورج

الذي مودي إليك ثم حياته. طوال تخور قوته كادت حتى بنفسه يعظ ظل وايتفيلد:

ظل معاصروه يتساءلون كيف يتأتي لشخص واحد أن يفعل كل ما فعله.

المنابع من تدفقوا الله من دعوة تلقوا الذين والنساء الرجال هؤالء من عشرات إن

وعلى موتهم. يوم حتى أوامره تلقوا أن يوم منذ سرعة بأقصى واندفعوا الصخرية

امتداد الطريق كان بمثابة شرارة لكل أنواع أعمال الملكوت. اسأل شخصا ناشطا عن

الوقت الذي يشعر فيه بأنه األقرب إلى الله وسيجيب «عندما أتحرك معتمدا على قدر

من اإليمان وأرفرف وسط النسيم العليل. عندما تبلغ المعركة ضد الشر أقصى شراسة

بأن الناشط الشخص يغرم اإللهي». التدخل هو النصرة في الوحيد الرجاء ويصير

يقول «أشعر بأني أقرب ما يكون إلى الله حينما تستنزف مني آخر قطرة من قدراتي

أنهار عندما أو الملكوت. لخدمة عادلة قضية أجل من والروحية والمادية النفسي

٢٢٢٢٢٢

على الوسادة في الليل وأقول: «إليك يا إلهي أقدم نفسي بجملتها، أفضل ما عندي، آخر

قطرة لدي».

هذا أمر طيب بالنسبة للناشطين. لست أعرف الكثير عن هذا ألنه مساري الرئيسي.

(مفاجأة! مفاجأة!) صدقني لست أنادي بالجنون، إذ يكفي ما مضى من الجنون. ولكن

بعض الناشطين يشعرون بالذنب من أجل طاقتهم الفائقة التي يقدمون بها على الخدمة.

وهؤالء أنصحهم بأن يقبلوا الطبيعة التي خلقهم بها الله ويستثمروا مسارهم. تعال إلى

حضرة الله حتى إذا كان جسمك يحترق من النشاط، إنه يعرف طبيعتنا ويستمتع بنا

بالكامل، صدق هذا!

مسار اإلبداعدعونا نتناول أناسا يميلون إلى النمو والتواصل مع الله عن قرب بأفضل صورة حينما

األشجار وعاشقو الطبيعة محبو هم األشخاص هؤالء بالطبيعة. محاطين يكونوا

ومناصرو اللون األخضر. هؤالء أناس تنبعث فيهم الحيوية من رؤوسهم حتى أخمس

أقدامهم في كل مرة تحيط بهم ورعة الطبيعة سواء تمثلت في جبال أو صحاري أو

سهول أو غابات أو محيطات أو شواطئ.

الله؛ بحضور إدراكهم يزيد األشخاص لهؤالء بالنسبة الطبيعة البيئة وسط التواجد

الذين األشخاص يرى فمثال مباشرا. روحيا مغزى الطبيعة من يستقون ما غالبا فهم

أمانة صخرة ثبات لفكرة تجسيدا الضخمة الصخرية التشكيالت في الجبال يحبون

الله أو شخصه الذي ال يتغير. وقد يسير محبو الصحاري في حرارة الشمس الحارقة

في منتصف اليوم إلى واحة توفر لهم الظل والماء واإلنعاش، وهناك قد يجدون تعزية

وانتعاشا روحيا إذ يتذكرون بوعد الله بأن يرد نفوسنا العطشى المعتمة.

اسأل شخصا يحيا في مسار اإلبداع عن أكثر وقت يشعر فيه بالقرب من الله، ولن تجد

أن األمر محير بالنسبة له. اسأله عن المكان الذي يفضل أن يقضي فيه فترات خلوته،

وأكثر مكان يستمتع فيه بمجموعة صغيرة من اإلخوة واألخوات، وأفضل مكان يحب

أن يتأمل فيه حياته لفترة، وسيجيبك: «بالقرب من الطبيعة». ينبغي أال نندهش من هذا

٢٢٣

بالمرة نظرا ألن الله خلق رجال وامرأة ووضعهما في جنة. لهذا، فاألمر بالنسبة لهؤالء

األشخاص بمثابة عودة إلى الجذور.

تخيل ماذا يمكن أن يحدث إذا وضع فعليا شخص يمتلك هذه السمات برنامجا للصياغة

الروحية يتيح له مضاعفة مساحة الوقت التي يقضيها في الطبيعة إلى ثالثة أضعاف.

ماذا لو إذا انتقل إلى موقع مختلف يستطيع أن يعيش فيه على نحو أكثر قربا من العالم

أنه مدركا إجازاته برامج من جزءا الطبيعة جعل لو ماذا خلقه؟ في الله أبدع الذي

بذلك لن يريح وينعش جسده فقط وإنما نفسه أيضا؟ أعتقد أن هذا البرنامج من شأنه

الله لحضور إدراكه في زيادة الطبيعة مسار يسلك الذي للشخص تقريبا يضمن أن

في حياته.

مسار التعبدمنذ اإليمان قبل أنه ورغم أخرى. والية من األعمال مجال في قائدا مؤخرا صادقت

حضور على اعتاد قد كان قليلة. سنوات منذ إال العبادة حقا يفهم لم فإنه طفولته،

كنيسة واحدة معظم سنوات بلوغه، ومع ذلك فرغم خبرة العشرين سنة بأكملها إال

أنه يشعر بالفراغ. كان قد نما في المعرفة بالتعليم في كنيسته، ولكن رغم امتالء ذهنه،

فقد كان قلبه خاويا.

وذات صباح دعاه أحد األصدقاء لزيارة كنيسة على الجانب اآلخر من المدينة. كانت

الكنيسة التي ينتمي إليها هذا الصديق تتبع العبادة «في الروح»، بل إنها كانت تتعبد

في غريبة ظاهرة القلب فراغ من عانى الذي صديقي اختبر الروح. من كبير بقدر

تلك الكنيسة. على مدى األسابيع األولى كان يهتف مثل الطفل طوال خدمة العبادة. لم

يكن يدري بالتحديد ماذا يجري من حوله.

ولكن أخيرا بدت األمور تتضح له. توصل إلى أن قلبه كان يعاني عطشا لعبادة تكرم

وهو ما اختبره أخيرا، بدا األمر وكأن سدا انهار داخله وتدفقت موجة جديدة لعمل

الروح القدس في حياته.

وأخيرا انضم إلى كنيسة مثل الكنيسة التي زارها مع صديقه. كان البد أن يفعل ذلك. وفي

٢٢٤٢٢٤

هذه األيام كلما شعر بحنين ألن يشعر بحضور الله، وكلما واجه قرارا مهما يجب اتخاذه

وأراد أن يتأكد من اتخاذه القرار السليم أو كلما امتأل قلبه وأراد أن يفيض بالتسبيح لله،

فإنه يأخذ نصف دستة أسطوانات تعبدية مدمجة ويخرج في رحلة طويلة بسيارته. ومن

حين آلخر يتوقف على أحد جانبي الطريق حينما يطغى عليه حضور الله وال يعود قادرا

على القيادة. الشك أن العبادة هي مساره األساسي نحو الله.

من الكثير كاتب داود انتهجه الذي الرئيسي المسار بأن الزعم بإمكاني أنه أعتقد

المزامير لالقتراب إلى الله هو العبادة. هل تتذكر ما كتبه؟

باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.

باركي يا نفسي الرب وال تنسي كل حسناته.

الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك.

الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة.

الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك

باركوا الرب يا مالئكته

باركوا الرب يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته

كل نسمة فلتسبح الرب هللويا

مز ١٠٣: ١-٥ب، ٢٠-٢١؛ ١٥٠: ٦

وأكثرها الله من بالقرب داود فيها شعر التي األوقات أكثر كانت العبادة أن أعتقد

المسار هذا لديهم إذ داود الكنيسة قادة من كثيرون يشبه الحياة. بجوهر شعورا

نهم الدخول التعبدي. فإذا كانوا حكماء، فإنهم سيضعون برنامج صياغة روحية يمك

كثيرا إلى روح العبادة.

يمكنك الذي ما الروحية، المسارات عن األفكار بعض لديك تكونت أن بعد واآلن

القيام به لتحقق مزيدا من التقدم في مسارك؟

أوال، حدد مساركذكرت سبعة مسارات ولكن القائمة جاءت على سبيل األمثلة ال الحصر. فمثال يورد

٢٢٥

“Sacred Pathways جاري توماس عدة مسارات أخرى في كتابه ”مسارات مقدسة

أن يمكن منها وكثير ذكرتها التي المسارات بين متنوعة دقيقة فروقا يناقش كما

يكون مفيدا بالنسبة لبعض القراء. أظن أنك على األرجح كنت تحاول تحديد المسار

ولكن مسار من أكثر إلى تميل أن الممكن من أنه بالتأكيد يناسبك. الذي الروحي

الميل قاوم تحذير: كلمة أوجه أن أود ولكن رئيسي. مسار لديهم األشخاص معظم

لعقد مقارنة بين مسارك ومسارات اآلخرين، وكذلك قاوم افتراض صحة المسار الذي

تتمناه لنفسك. هذا ما أسميه غيرة في المسار.

مسار إلى انتمائي أميز أن استطعت مرة، ألول توماس جاري كتاب قرأت عندما

عبر كثيرين ومثل األمل. بخيبة أصبت باإلثارة الشعور من بدال ولكن الناشط،

القرون اعتبرت أن المتأملين هم من يحملون أعباء الملكوت الثقيلة؛ فهم األشخاص

الذين يفكرون ويؤلفون الكتابات العميقة. قلت في نفسي ”سأضطر أن أعيش بقية

حياتي في زمرة واحدة مع المهوسين بالملكوت. لماذا لم أكن أشبه أولئك األشخاص

الروحيين بحق - مثل هنري نوين، توماس ميرتون، القديس يوحنا الصليبي؟ (أعرف

عن هؤالء األشخاص بفضل قراءة زوجتي المتأملة باستمرار عنهم).

ولكن كلما تمعنت في األمر، شعرت أن الله يقول لي: ”بيل، كف عن التفكير بهذا

األسلوب. إذا أردت أن أجعلك مثل الشخص المتأمل الكالسيكي، لكنت قد أعددتك

لذلك، ولكني لم أفعل“. وبالفعل أدركت ذلك في أعماقي، فلست راهبا بأي حال من

األحوال. ولن أصبح أبدا أحد السواح الروحيين في الصحراء. أفضل أن أحلق بالطائرة

فوق الصحراء بسرعة تقترب من سرعة الصوت ألصل إلى وجهتي وأضع تحديات أمام

قادة الكنائس تدفعهم للتخلي عن المقاعد األخيرة وتولي زمام القيادة.

مقاعدهم عن للتخلي الطالبين أمام تحدي ووضع ويلو إلى العودة في أرغب ثم

الخلفية والدخول إلى الملكوت. عندئذ أود أن أضع تحديا أمام المؤمنين لكي يتخلوا

عن مقاعدهم الخلفية والبدء في العمل. من المرجح أن اآلباء المتوحدين في الصحراء

لم يستخدموا حتى تعبير المقاعد الخلفي

حسنا، هذه بالتحديد طبيعتي، وهكذا طبيعتك. فدعونا نتفق على أال نقارن بين بعضنا

٢٢٦٢٢٦

البعض أو نفرض على أنفسنا قوالب مسبقة. ليقبل كل منا المسار الذي يقربه أكثر إلى

الله ويكون شاكرا عليه.

ثانيا، استثمر في مساركجربه. فإذا أدخلك المسار التواصلي (القائم على العالقة) إلى مستويات جديدة من

تساعدك التي واألنشطة الصداقة بأنواع حياتك امأل به. فلتتمسك الروحي، النمو

لتنمو.

يغذي الفكري الغذاء كان وإذا الله، من بالقرب للشعور الخدمة ساعدتك فإذا

نفسك، أو إذا كان أي من المسارات األخرى يساعدك على التركيز الواضح على الله

- فلتمارسه! وإذ تفعل ذلك، فستجد أنك تؤسس عالقة أعمق مع الله أقوى من أي وقت

مضى.

ثالثا، احترم جميع المسارات األخرىجرب من حين آلخر كافة المسارات األخرى حتى إذا كانت بعض المسارات تمثل

الذين فاألشخاص للنمو. فرصا تتيح المسارات جميع ألن لماذا؟ لطاقاتك. توسيعا

يتبعون المسار الخادم ينبغي أن يقرأوا بشكل دوري مادة مغذية للفكر ألنها ستعزز

وقت من التأملي المنهج ويحاولون أنفسهم الناشطون يهدئ أن ينبغي لله. فهمهم

آلخر. رغم غرابة هذا المسار في البداية بالنسبة لي، فقد استفدت منه أكبر استفادة.

وعلى المتأملين الخروج من حين آلخر من أماكنهم المنعزلة ويخدمون مع األشخاص

الذين يميلون إلى التواصل، فإنهم سيرحبون بهم بأحضان مفتوحة. لكي تحقق أقصى

قدر من النمو الروحي، فلتستثمر في أفضل السبل الذي تستطيع بها التواصل مع الله،

ولكن ابدأ أيضا في اختبارها مع اآلخرين.

أخيرا، ساعد اآلخرين على تحديد مساراتهموكنائسهم فرقهم في األشخاص مساعدة في حيويا دورا يلعبوا أن القادة يستطيع

٢٢٧

حتى يستطيعوا تحديد مساراتهم. وعندما يبدأ الذين تقودهم في فهم أنه يوجد مسار

حياتهم سيمضون فإنهم أقرب، بصورة المسيح مع التواصل من يمكنهم األقل على

يشكرونك.

تحت المتطوعين والقادة القيادية فرقنا سارت إلى سيحدث الذي االختالف وتخيل

ينتج، أن يمكن الذي الثمر تخيل المسيح. يسوع مع حي اتحاد لهم أشخاص قيادة

نمثل جميعا كنا إذا تنطلق أن يمكن التي والقوة يفيض، أن يمكن الذي واإلبداع

بانتظام في حضرة الله وقوته من خالل المسار الذي صممنا ألجله. ستصير الكنيسة

عندئذ قوة ال تقوى عليها أبواب الجحيم!

٢٢٨٢٢٨

٢٢٩

الفصل الثاني عشر

تنميــة روح صمــود

البقـــــاء في المضمــــار

إذا أتيح لك أن تطرح أهم سؤال يلح عليك وبمجرد التلويح بعصا سحرية تتلقى إجابة

مؤكدة، فماذا سيكون سؤالك؟» هكذا بدأت مؤخرا اجتماعا توجيهيا مع خمسة من

الرعاة المتقدمين بالغي التأثير.

أدهشتني ردودهم. كنت أظن أن هؤالء القادة الكنسيين المحنكين سيطرحون أسئلة

عن بناء فريق العمل، أو تحسين الوعظ والتعليم، واستيضاح الرسالة والقيم، أو جمع

التبرعات.

ولكن كانت أهم القضايا الملحة بالنسبة لهؤالء الرعاة جميعا هي الصمود. سأل أحدهم:

«كيف أستمد القوة لمواصلة المسيرة أمام ثقل الضغوط التي تواجهني في الكنيسة؟»

وسأل آخر: «هل يمكن استمرار حياتي في الخدمة على المدى البعيد؟ هل أستطيع أن

أفعل ما أفعله على مدى خمسة وعشرين عاما أخرى؟» مزح أحدهم عن أن انهياره

سيسبق شعوره باإلرهاق.

ورغم الناجح الكنسي العمل من سنوات أمضوا إذ خدمتهم قمة القادة هؤالء يمثل

ذلك فهم يصارعون مع نفس القضية: هل سأستطيع مواصلة دعوتي؟ هل سأبلغ خط

النهاية؟

األعوام مدى فعلى المشترك؛ خوفهم يدهشني أن المفترض من يكن لم أنه أعتقد

أكثر من واحدة االستدامة كانت ويلو في األولى عشر التسعة أو عشر الثمانية

المخاوف إلحاحا بالنسبة لي أيضا. اقتربت بشدة مرات كثيرة من ترك العمل الكنسي

كنت الذي النحو على العيش مواصلة أستطيع ال أني قلبي أعماق في أدركت ألني

مسار أعدل كيف أعرف لم أني بلة الطين زاد وما الطويل. المدى على به أعيش

خدمتي لكي تنجح - أو حتى إذا كان باإلمكان أن تنجح.

٢٣٠٢٣٠

يوم في سأنهار أني أعني مستمر؟ األمر هذا «لماذا لنفسي: أقول كنت أني أتذكر

ما على أي حال، فلماذا ال أنهار اآلن؟ فإذا انتظرت، سيزداد وقع ذلك االنهيار. وكلما

زاد وقع ذلك االنهيار، وزاد عدد األشخاص الذين يتضررون، فلماذا إذن أواصل هذا

الجنون؟

هل األمر يسير على ما يرام أو ينتظر وقوع كارثة؟عندما كنت فتى صغيرا، اعتدت وأصدقائي أن نفك العجالت المعدنية من الزالجات

الزالجات هذه بحمل نقوم ثم األبالكاش. من رقيقة خشبية ألواح في ونثبتها التالفة

المصنوعة باأليدي على أعناقنا ونصعد إلى أعلى تل في المدينة ونأخذ نفسا عميقا ثم

نقفز.

سننا؛ في أطفاال يناسب األمر كان التل نزول في الياردات من األولى المئات أثناء

الزالجات اكتساب مع ولكن المنطقة. أنحاء عبر تتردد وهتافاتنا صرخاتنا وتسمع

ال الزالجات المخيفة: الحقيقة نتجاهل نعود وال فجأة األصوات تصمت السرعة

تحتوي على فرامل. ال يمكن تجنب ما يوشك أن يحدث وكنا جميعا ندرك ذلك. ولكي

نتجنب أن نلقى مصرعنا كنا نقفز من فوق األلواح، والسؤال المهم هنا: أين سنهبط

- هل في منطقة من األعشاب أم على بقعة من األسفلت؟

ألعلك تتعاطف معنا في مأزقنا؟

كنا نسعى إلى السرعة أكثر فأكثر أثناء التزحلق من فوق التل، غير أننا نخشى حقيقة

أنه كلما زادت سرعتنا، زاد األلم الناجم عن السقوط. وهكذا، على مدى هبوطنا من

فوق التل تتنازعنا حقيقتان: السرعة أمر جيد! ولكن العظام المحطمة أمر سيئ!

وهكذا كان بعضنا يتخذ قرارات أكثر حكمة من البعض اآلخر.

يتفهم قادة الكنائس حقيقة تعارض الوقائع. فتجد راعيا يشمر عن ساعديه ويبدأ في

بناء كنيسة. يبدأ طالبو الرب في المجيء إلى المسيح وسرعان ما ينمون. يبدأ األشخاص

في االنضمام إلى مجموعات صغيرة واكتشاف مواهبهم الروحية ويبدأون في خدمة

الفقراء. جميع المؤشرات تتجه إلى أعلى، وهذا أمر جيد ومثير وملهم. ولكن عندئذ

٢٣١

الضغوط معدالت وتبدأ اإليقاع، ويتصاعد االرتفاع، في والمباني الميزانية تبدأ

والمسئوليات والضغط في االرتفاع أكثر فأكثر.

وتبدأ في الشعور بأن حياتك تخرج عن نطاق سيطرتك. فإذا واصلت السرعة االرتفاع،

فستضطر إلى القفز، وربما لن يكون هبوطك مريحا للغاية. ويتجلى أمام عينك تصور

السقوط واالحتراق: فكلما زادت سرعتك، زاد وقع سقوط، وكلما زاد وقع سقوط، زاد

عدد األشخاص الذين يتأذون.

إذا زاد إيقاع حياتك للدرجة التي جعلت شعورا بقرب وقوع كارثة يحل محل الشعور

بإثارة خدمة المسيح، فمرحبا بك وسط الجمع. إن جميع القادة الكنسيين الذين أعرف

والجحيم، السماء واقعية اإلدراك تمام ويدركون لله، خدمتهم في حقا جادون أنهم

ويحبون عروس المسيح محبة صادقة، ويؤمنون حقا بأن الكنيسة المحلية هي رجاء

العالم كادوا جميعا أن يتساءلوا عن مدى ما يمكن أن يصمدوا قبل وقوع «شيء فظيع».

حتى المستقبل من بالفزع شعورهم من بشدة انزعجوا الكنيسة قادة بعض أن كما

الشدائد وطأة تحت الصمود الممكن من هل محوريا: سؤاال يطرحون صاروا إنهم

المرتبطة ببناء كنيسة منتصرة؟

وإني أرد على أي قائد كنسي يتساءل عن استمرارية الخدمة هي نعم، وبقوة! إذا قمت

باألمر بالطريقة السليمة، فبإمكانك أن تصمد، بل وبإمكانك أن تنجح. وهذا ينطبق

عليك أنت أيضا! وحتى في وضعك!

مدرسة الصمود العلياخمسة حتى أو أعوام عشرة منذ الثقة هذه بمثل الصمود عن أسئلة ألطرح كنت ما

أعوام. ولكني اليوم أستطيع أن أنادي به اليوم من فوق قمم الجبال. قد صرت في غاية

االقتناع بأن الله قادر على مساعدة كل منا لتتميم ما دعانا لعمله. كما أؤمن بقوة بأنه

سينقلنا إلى ما هو أكثر من الصمود، نحو االستمتاع، وإلى ما هو أكثر من التحمل،

نحو االنتصار، هذا إذا كنا مستعدين الكتساب قدر قليل من التعلم.

لهذا، اسمح لي بأن أضمك إلى مدرسة الصمود العليا.

٢٣٢٢٣٢

الطريق األول: اجعل دعوتك أكيدة وحافظ على تركيزكالنهاية، حتى المواصلة أردت إذا ولكن ١٠١ فصول من يعد أكيدة دعوتك جعل إن

ما على مساعدتك إلى يهدف الذي الفصل هذا في الموجودة المادة تجيد أن فيجب

دعاك الله لعمله في هذا العمل. ويقوم هذا المنهج على ما جاء في ٢تيمو ٤: ٥ب حيث

يقول بولس الرسول ”تمم خدمتك“.

تمم خدمتك – ال أكثر وال أقل.

ماذا يعني بولس الرسول بقوله ”تمم خدمتك“؟

في بها تحلم التي الخدمة وليس بها، الله كلفك التي المحددة الخدمة تتمم أن يعني

عن بالمسئولية الشعور تمنحك التي الخدمة وال بالعظمة، شعورك نوبات من نوبة

خالص العالم بأكمله، وال الخدمة التي تجبرك عن مخالفة االستعداد الذي خلقك الله

حياتك على والقلق الخوف فيسيطر إيمانك ملء عن تبعدك التي الخدمة وال عليه،

اليومية.

تمم خدمتك؛ تلك الخدمة التي تنبع من روح صادقة من التواضع والخضوع؛ الخدمة

هذا في الفداء منظومة إطار في الله به كلفك الذي المحدد الدور مع تتماشى التي

العالم، الخدمة التي تتناسب مع ما لديك من مواهب روحية وميول ومواهب، الخدمة

التي تتناسب مع ملء اإليمان الذي أعطاك الله إياه.

تمم خدمتك.

إن القادة المؤمنين الذين تحدثت معهم كانوا ممن تحملوا شرف مسئولية الخدمة على

يرجعون ال األحيان أغلب في وهم عاما، أربعين أحيانا أو ثالثين أو عشرين مدى

استمرارهم إلى أشياء معينة قاموا بها وإنما إلى األشياء العديدة التي لم يقوموا بها. وعندما

أهنئهم بإنجازاتهم الكثيرة، يسرعون فيذكرونني بكم األشياء التي لم ينجزوها، فيقول

الواحد منهم ”لو عرفت كم فرص الخدمة التي رفضتها، فعلى األرجح أنك لن تهنئني!“

غير أن هؤالء القادة يعتبرون من أكثر القادة الذين أعرفهم من حيث الحكمة. إنهم

أن يعرفون كما التركيز، على المحافظة هو القيادة مواصلة إلى السبيل أن يعرفون

أثمن شيء يمتلكه القائد هو إرادة ”الرفض“، كما يعرفون أن هذه اإلرادة تحتاج إلى

٢٣٣

أن يمكن وإنما نبيلة، القضية كانت مهما الفرصة لهم أتيحت مرة كل في ممارسة

تجعلهم يحيدون عن المهمة التي كلفهم الله بإنجازها. لقد تعلم الواحد منهم أن يقول

”ال، فهذه ليست دعوتي، هذه ليست مهمتي. أنا واثق أن السماء كلفت شخصا ما بعمل

ذلك، ولكنه لست أنا“.

علقت إمكاناتي، نطاق توسيع مع أصارع كنت بينما العصيبة الفترات إحدى أثناء

مدى على وهكذا، كلمة ”ال“؟ من تفهمه ال جزء تقول: ”أي بابي على شهيرة عبارة

العام بأكمله كان كلما دلف أحدهم من الباب وقال لي: ”يا بيل، تحتاج أن تفعل هذا،

اقرأها. الالفتة؟ هذه ترى ”هل وأقول: الباب إلى أشير بأن أكتفي فإني ذاك...“ أو

دعوتي األساسية أن أكون راعي كنيسة محلية. فإذا سألتني هل أنا ملتزم ببناء مجتمع

هي فاإلجابة إلينوي، بوالية بارينجتون، ساوث في المقدس الكتاب بموجب يعمل

نعم. أما بالنسبة ألي سؤال آخر، فاإلجابة هي ال“.

شعرت في السنوات األخيرة بالدعوة لمحاولة كنائس أخرى. لهذا، فإن دعوتي الملحقة

هي خدمة اتحاد كنائس ويلو كريك. أما فيما يتخطى هذه الرؤية فإجابتي المعتادة

لقاءات أقيم ال شركات. عن نيابة أتكلم وال إداري. عشاء حفالت أقيم ال هي ”ال“.

أو اإلنجيل، رسالة لنشر قوافل أو الزواج، لمشورة األسبوع نهاية ولقاءات للرجال،

رحالت لألراضي المقدسة.

وبقدر اليسير. النذر باستثناء طريق في تأتي التي الفرص كافة أرفض احترام بكل

المستطاع من األدب، أوضح للشخص الطالب أن ما يطلبه مني ال يتماشى مع دعوتي

الالزمة الطاقة من سيحرمني فهذا مني، يطلبه فيما طاقتي استثمرت فإذا األساسية.

لعمل ما كلفني الله بعمله، وهذا ما ال أريده أن يحدث.

وتممنا تركيزنا على حافظنا إذا بأننا الله وعد على بقوة االتكال قادة بصفتنا نحتاج

الثاني األيام أخبار في نقرأ إلهنا! هو هذا الصمود. على القوة سيمنحنا فإنه دعوتنا،

١٦: ٩ ”ألن عيني الرب تجوالن في كل األرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه“.

الله فإن لحياته، الله دعوة بالكامل القائد أطاع إذا أنه لي بالنسبة تعني اآلية وهذه

سيؤيده بقوة إلتمام تلك الدعوة.

٢٣٤٢٣٤

في أحلك أوقاتي حينما كنت أشعر برغبة في أخذ قفزة عمالقة، كنت أعتمد دائما على

إيماني الراسخ بأن المهمة التي كلفني بها الله قابلة لالستمرار - إذا سعيت لتحقيقها

بصورة صحيحة. كنت دائما على يقين تام بأن الله يعلم ما يفعله وهو ال يعبث بحياتي.

لهذا، حينما كانت حياتي تبدو وكأنها تهوى، فإني أحاول البحث عن شيء ربما أقوم

به بطريقة خاطئة. بالطبع كان هناك دائما فرصة لإلصالح.

أحد األسباب األخرى التي حالت دون تركي الخدمة حتى في أحلك األوقات أني لم

أشأ قط خيانة ذاك الذي منحني الحياة والخالص والوعد باألبدية. ظلت كلمات بولس

تنسحب. ال خدمتك. تمم تقريبا: عاما ثالثين مدى على مسامعي في تتردد الرسول

خيارا ليس االنسحاب ألن الخدمة في حياتك الستدامة عمله ينبغي ما اكتشف

مطروحا.

المكان في أنا هل الدعوة: عن أسئلة مؤمنون قادة علي طرح السنين مدى على

المناسب؟ هل تعتقد أني أقوم بالعمل المناسب؟ هل أعدني الله للقيام بهذا؟ هل تعتقد

أن الله يدعوني إلى االنتقال إلى تحد جديد؟ وكانت إجابتي المعتادة: ”لماذا تسألني

أنا؟ هذا سؤال توجهه إلى الروح القدس. عليك أن تفعل الشيء نفسه الذي يجب أن

أفعله للحصول على إجابة واضحة بشأن هذا األمر المتعلق بالدعوة: لتفتح قلبك أمام

الروح القدس وقل له: ”يارب لتكن قائد حياتي. أنت هو الفخاري، وأنا الطين. عرفني

طريقك. تكلم يارب فإن عبدك سامع“.

الله فإن ذلك، فعلت فإن القدس. الروح على االعتماد هذا قائد كل يتعلم أن يجب

سيؤكد دعوتك، وسيمنحك اليقين في دعوتك القوة التي تحتاجها للثبات.

على القادرة الشجاعة تنمية خالل من الصمود الثاني: الطريق التغيير

آفاقك سيوسع الطريق وهذا للصمود. العليا المدرسة في ٢٠١ مستوى طريق هذا

أيضا عليك سيتحتم المعتادة. األوضاع في لتختاره تكن لم نحو على تنمو ويجعلك

هذا منهج يستمد المعتادة. األوضاع في لتواجهها تكن لم نفسك من أجزاء مواجهة

٢٣٥

الفصل مادته من كلمات بولس الرسول في ١تيمو ٤: ١٦ ”الحظ نفسك والتعليم“. فيما

يلي صياغتي التوضيحية لهذه اآلية: ”افحص نفسك وافحص حياتي. ثم غير ما تحتاج

إلى تغييره لتخفيف عبئك ومساعدتك لتحقيق النجاح في دعوتك“.

أصوات مثل الفطرة السليمة، أليس كذلك؟

إذا تحدثت إلى قادة لم يعودوا في مضمار السباق، فسوف يقر عدد مدهش منهم عن

استحياء ”كنت في حاجة إلى أخذ مزيد من الوقت المستقطع. ليتني شاركت حمل

ليتني الراتب. في زيادة طلبت ليتني تساعدني. فرق بتكوين قمت ليتني الوعظ.

حصلت على مزيد من التدريب. ليتني قمت بتعديل جدول أعمالي اليومي. كنت في

حاجة إلى قائد شخصي. ليتني التحقت بمجموعة للمساءلة. ليتني حصلت على قدر

من المشورة. ليتني مارست رياضة الجولف“.

قصص ألشخاص لم يتغيرواكان أخالقية. ورطة في وقع شهير راع مع مرة ذات تناولته الذي اإلفطار أنسى لن

اهتمامي الوحيد أن أصير أخا بالنسبة له وأعرفه بأنه مهم بالنسبة لله.

في ذلك الصباح جلست مقابله في المطعم وسألته: ”كيف تعول أسرتك؟“

هز كتفيه وقال في نبرة مليئة بالحزن: ”لعلك تعرف أن األسرة تركتني“.

هذه نفسك تعول إذن فكيف أعرف. أكن لم هذا. سماع هدوء: ”يؤسفني في قلت

الفترة؟“

حاول صياغة الكلمات، ولكنها توقفت في حلقه. وأخيرا تنهد قائال: ”أبيع أحذية“. ثم

دفن وجهه بين يديه وانتحب.

بدون أية إساءة لبيع التجزئة، ولكن هذا القائد لم يكن مدعوا لبيع أحذية للقدمين. لقد

أمضى سنوات طويلة في حب التحدي واإلثارة والشبع الذي شعر به كقائد للكنيسة.

ولكن في ذلك الصباح وعلى مائدة اإلفطار أدرك أنه لن يستأنف مهامه الرعوية مرة

أخرى. وبعد أن استرد رباطة جأشه، بدأ يستعرض قائمة طويلة من التعديالت التي

ما زاد أن نتيجة مختلفة جذريا. غير إلى أن يجريها في حياته ليصل به كان أحرى

٢٣٦٢٣٦

عمق ألمه في ذلك الصباح أنه فكر في إجراء تلك التغييرات منذ سنوات، ولكنه لم

يفعلها.

عندما أسأل قادة تسببوا في حرمان أنفسهم من الخدمة عن سبب عدم إجراء تغييرات

تجعل حياتهم أكثر استمرارا، فإن اإلجابة التي كثيرا ما أسمعها هي: ”لم تواتني الجرأة.

لم أكن شجاعا. لم أرد أن أضايق أحد. كنت أعرف أن تقييم اآلخرين لي سيتراجع.

كنت أخشى أن يعتقد الناس أني غير ملتزم أو أني أرفض االحتمال والتضحية. لم أرد

أن أجعلهم يعتقدون أني ال أجيد التعامل مع الفريق“.

إذا مختلفة بطريقة به القيام بإمكانهم كان عما األشخاص هؤالء مثل أسأل وعندما

أتيحت لهم البدء من جديد، فإن أسمع اإلجابة نفسها في كل مرة: ”سأفحص حياتي

حيثما تقف السفن أترك عندئذ استمراري. فرص لزيادة الالزمة التغييرات وأجري

ينبغي. ومن المرجح أن سأثير ضيق بعض األشخاص وبعض المناقشات الحادة، ولكني

على األقل كنت سأستمر في الخدمة حتى اليوم“.

يتمنى هؤالء األشخاص لو أنهم فعلوا األمور بطريقة مختلفة.

ال أعرف رأيك في. فربما أبدو من بعيد غير متقبل للنقد، ولكني لست كذلك. في واقع

وزواجي حياتي أحطم كدت لقد اآلخرين. استياء تجاه كبيرة حساسية لدي األمر

وخدمتي وحالتي الصحية بسبب عدم رغبتي في المخاطرة بتعرضي لعدم رضا الناس

عني. وال أبالغ إذا قلت إن أكثر النقاط حساسية بالنسبة لي هي: عمل شيء يدفع الناس

إلى التشكيك في استعدادي لدفع ثمن كوني تابعا مكرسا للمسيح.

تغيير إيقاع حياتيفي أوائل الثمانينيات لم أعرف راعيا يأخذ إجازات صيفية للدراسة. لم يكن هذا األمر

معروفا في دوائري. ولكني أدركت أني في حاجة إلى أخذ قسط من الراحة. أتذكر

أني ذهبت إلى الشيوخ وأوضحت لهم أن السنوات السبع األولى التي قضيتها في ويلو

أخذت مني الكثير. فبعد أن كنا مجرد حفنة صغيرة من شباب المدرسة الثانوية صرنا

معظمه عمل وفريق مؤجرة مبان في الترشيد على قائمة ميزانية ظل في آالف عدة

٢٣٧

من المتطوعين. كما أن الصعاب المتراكمة التي ارتبطت بهذا تركتني مستنزفا نفسيا

ومنهكا جسديا. كان السبيل الوحيد الذي رأيت أنه يساعدني على الخروج من هذا

النفق هو إيجاد مكان أختبئ فيه عدة ساعات بعيدا عن الكنيسة أستطيع أن أصطحب

فيه أسرتي لبضعة أسابيع قليلة حتى أعيد استجماع قوتي.

كنت أتوقع تأييدا فوريا لطلبي اإلجازة، ولكني لم أحصل عليه. وال أنسى نظرة التردد

فقد وبأسرتي، بي بحق مهتمين كانوا أنهم فرغم الشيوخ؛ عيون في شاهدتها التي

تنفيذ إطار في كنا الفترة. تلك أثناء القيادي دوري أهمية مدى أيضا يدركون كانوا

الكنيسة وشعب قليال، المال وكان الدوالرات، من ماليين عدة يتكلف مشروع

يشعرون بالفعل بضخامة حجم التحدي. كان الشيء الوحيد الذي سيتسبب فيه غيابي

هو زيادة األوضاع سوءا. غير أن الشيوخ أدركوا أني أوشك على االنهيار تماما، لهذا

كانوا بالحكمة (والنعمة) التي جعلهم يمنحوني إجازة لمدة ثالثة أسابيع.

بعد أن أخبرت الكنيسة بنيتي على أخذ إجازة، تلقيت خطابا الذعا من أحد األشخاص

ونخدم نضحي أن إلى وتدعونا الكنيسة أمام تقف نفسك؟ تظن ”من الكنيسة: في

ونعطي – ثم تهرع إلى أقرب شاطئ. هل تعد نفسك استثناء لقانون التكريس؟ أعمل

في شركتي منذ خمسة عشر عاما وهل تعرف عدد أيام إجازتي السنوية؟ عشرة أيام

فقط. مازلت راعيا في بداية حياته ورغم ذلك تأخذ إجازة صيفية لمدة ثالثة أسابيع؟

كفى عبثا!“ وهكذا استمرت نبرته.

انهرت، واستندت على كرسي مكتبي ذي الصرير وشعرت بالدوار.

بدأت فكرة إلغاء إجازتي التي كنت في مسيس الحاجة إليها تراود ذهني. وتفجر في

داخل كبرياء جسدي حتى إني بدأت أفكر في مواصلة العمل حتى الموت. قلت في

نفسي: ”سأريك. أتريد أن ترى التكريس؟ سأجاهد إلى أن أصل إلى القبر أو مستشفى

المجانين ... أيهما أوال. سيثبت هذا للجميع إثباتا قاطعا أن تكريسي حقيقي!

ولكن بعد مرور عدة ساعات هيمنت على ذهني أفكار أكثر اعتداال. فمزقت خطابه

وعدت إلى منزلي للمساعدة في االستعداد إلجازتي.

ومهدت وخدمتي، أسرتي أنقذت الثالثة األسابيع هذه أن األرجح على مبالغة بدون

٢٣٨٢٣٨

االستمرار على ساعدتني وأبنائي زوجتي مع أقضيها سنوية إجازة ألخذ الطريق

لمدى ما يزيد عن عشرين عاما. أستطيع أن أقول بأمانة إني ما كنت سأواصل خدمتي

الرعوية لوال تلك اإلجازات الصيفية، ولما استمرت أسرتي تلك الفترة. غير أن استجماع

الشجاعة ألخذ تلك اإلجازة األولى كان من أصعب األمور التي قمت بها في حياتي.

بالمناسبة بعد بضعة أسابيع من عودتي من تلك اإلجازة األولى، جاء إلي الشخص الذي

أرسل ذلك الخطاب (مازلت أعتبره بمثابة مرسل المتفجرات في ويلو) ليتحدث معي في

قاعة االجتماعات. قال لي: ”هل تتذكر ذلك الخطاب الحقير الذي كتبته؟ كنت في حالة

مزاجية سيئة في ذلك اليوم. وكنت في حاجة إلى التنفيس عن غضبي. أتمنى أال تكون

أخذت ما جاء فيه على محمل الجد، وأتمنى أن تكون قد قضيت إجازة رائعة“.

نفسي: في قلت اليوم ذلك في المنزل إلى عودتي طريق في السيارة قيادة وأثناء

كدت أحطم حياتي بسبب خطاب واحد من شخص لم يقصد ما كتبه. كم أن األمر

مخيف!

المستوى على شهير ومؤلف سابق راع مع العشاء أتناول كنت سنوات مرور بعد

الدولي تسببت اختياراته األخالقية في حرمانه من الخدمة. تتطابق قصته تقريبا مع

قصتي باستثناء أن الشخص الذي طلب منه عدم أخذ إجازة كان شماسا في كنيسته.

وعندما قوبل طلب هذا القائد بالرفض، لجأ إلى تلك النبرة التنافسية: سأريكم إلى أي

من درجة إلى نفسه أوصل وأخيرا المحموم، إيقاعه واصل وهكذا، تكريسي، مدى

اإلنهاك جعلت انهياره األخالقي أمرا يكاد يكون حتميا.

يا لها من مآساة للملكوت كله.

ولكن ال داعي لألحداث أن تسير على هذا النحو. صحيح أن اتخاذ قرارات صعبة تزيد

نستطيع ولكننا الشجاعة. من كبيرا قدرا يتطلب أمر الرعوية الخدمة استمرار من

اتخاذ تلك القرارات بل وعلينا اتخاذها.

تغيير أسلوبك في للخدمةفي أوائل التسعينيات وصلت إلى نقطة انهيار أخرى. كان حمل الخدمة في ويلو قد

٢٣٩

في خدمات وأربع األسبوع منتصف في عبادة خدمتي في أعلم كنت يرهقني. بدأ

العطالت األسبوعية ناهيك عن خدمات اإلجازات، واجتماعات فريق العمل، ولقاءات

تنقضي تقريبا اليومية اليقظة أوقات جميع وكانت الكنيسة. قادة ومؤتمرات القادة،

الخدمات أجل من والصالة الرسائل وكتابة التعبدية الخدمات أجل من الدراسة بين

التعبدية وتقديم هذه الخدمات وتحديد الدروس المستفادة من تقديم تلك الخدمات.

وبدأت أنظر لنفسي وكأني ماكينة تقديم عظات، بل وكنت أمزح مع أبنائي: ”أحتاج

كلفكم مهما بالخدمة. يليق شيئا افعلوا العظات. في أستخدمها لكي األمثلة بعض

األمر افعلوه - حتى إذا طردتم من المدرسة. أريد مادة فحسب!“

ولكني أدركت أخيرا أن طاحونة الوعظ التي تطحنني لم تعد موضع مزاح؛ فقد كانت

تستنزفني نفسيا وروحيا. وبدأت أرتعب من مجرد أن تخطر ببالي فكرة تلقي تكليف

آخر. بدأت تستهويني فكرة العودة إلى السوق بل وبدأت أستمتع ببضعة عروض من

أصدقاء في مجال العمل قبل أن أدرك أن ما وراء هذا كله: اإلفراط في التعليم.

لم يغير الله دعوته؛ فمازالت لدي الغيرة الشديد على الكنيسة المحلية. كنت مقتنعا

طوال يوم كل أني فكرة أحتمل أعد لم أني األمر في ما كل للعالم. األمل بأنها بعد

عمري الباقي أني سأبتعد ولو لفترة أقصاها ثالثة أيام عن تقديم عظة جديدة تماما.

لهذا، قررت في يوم من األيام أن أنتقل إلى حل المشكلة وصليت إلى الله كي يهبني

إبداعا. كنت على مدى ساعات قد قمت بصياغة اقتراح حول مفهوم التعليم من خالل

الفريق. كانت الفكرة تقول بأن أقيم فريقا من الرجال والنساء الذين يمتلكون موهبة

التعليم الروحية. ثم أدربهم إلى المدى الذي ال يعود الشخص الذي يعلم في أية مناسبة

يمثل مشكلة بالنسبة لشعب ويلو. كان االقتراح يقضي بأن أقود الفريق وأقوم بمهام

مشاركة بأن شعرت أني غير التعليم. من بجزء القيام وواصل مني، المطلوبة التعليم

العبء هو السبيل الوحيد الذي يجعلني أواصل الخدمة.

أسرعت بالفكرة إلى بعض أصدقائي من الرعاة ومستشاري الكنيسة. ولكن ما صدمني

فالكنائس الفكرة. هذه تنجح ”لن حذروني: الفكرة. استنكروا تقريبا الجميع أن

السيما الكبيرة منها تحتاج إلى متكلم واحد“. وقال آخرون: ”المنبر حق يقتصر على

٢٤٠٢٤٠

الراعي الرئيسي. والمشاركة ستتسبب في حدوث كارثة“. تلقيت تعليقات سلبية من

جميع السلطات الكنسية المحترمة التي تحدثت معها عن األمر. وعندما ناقش شيوخ

كنيستنا الفكرة أحبطتهم آراء الخبراء. ولكنهم كانوا يدركون أني كنت أنهار سريعا

ولم تعد لدينا آراء أخرى مطروحة. لهذا، طلبت معونة الله وعقدنا العزم على تنفيذ

الفكرة.

االستجابة كانت الخدمة، أعباء مشاركة في وبدأنا التعليم فريق شكلنا وعندما

هذا من سواه. أسمع أن أريد وال عاما. ١٥ مدى على بيل سوى أسمع ”لم متوقعة:

الشخص الجديد؟ ما الذي جعله يصعد إلى هناك بينما يجلس بيل في الصف األمامي؟“

وعقدت المقارنة التي ال مفر منها بل وانخفض الحضور حينما كان معلمون معينون

يقدمون سلسلة خدمات مرتين أسبوعيا، ولكننا واصلنا المسيرة، وثابرنا على تدريب

المعلمين الجدد والصالة من أجل أن يمنح الله الشعب نضجا.

بعد مرور عشرة أعوام ال نشعر بأي ندم تجاه فكرة التعليم بواسطة الفريق. ولم يقتصر

األمر على قبول شعبنا لها، وإنما تبنوها. وأشك في أن أي شخص في كنيسة ويلو يود

العودة إلى أيام المتكلم الوحيد.

الحلول في يفكر متعمدا تفكيرا يتطلب االستمرار أن أخرى مرة هنا أقصده ما

والشجاعة النتهاج أساليب جديدة حينما تواجه رفضا. في أغلب األحوال يبدو الثمن

باهظا ولكنه في نهاية األمر يستحق العناء.

إجراء تغييرات شخصية صعبةمن أصعب التغييرات التي اضطررت إلجرائها هو تغيير شخصي. وقد ارتبط هذا التغيير

بي أكثر من ارتباطه بالكنيسة. كان تعديال لعالمي الداخلي. كان بعض من أصدقائي

بالتأكيد أرفض. كنت ولكني متخصص مؤمن شخص مشورة طلب على يشجعونني

أسرتي سمعة على أخشى كنت ولكني التردد، في السبب من جزءا الكبرياء كان

وكنيستي. كنت أخشى أال يفهم الشعب األسباب التي دفعتني لطلب المساعدة.

ولكني أخيرا قررت الذهاب، وبالتأكيد بدأ مكتبي في غضون أسابيع من أول ميعاد

٢٤١

في تلقي مكالمات من أماكن مختلفة عبر البالد بل ومن أنحاء العالم: ”هل حقا يعاني

بيل هيبلز من انهيار نفسي؟“ فيجيب مساعدي: ”إنه يقابل مشيرا مؤمنا بشأن مسائل

أن ”سمعنا أو انهار!“ أنه سمعنا لقد ”حسن، المتكلم: فيرد الشخصي“ بنموه تتعلق

زواجه ينهار“.

في المتمثل ذاته حد في الصعب التحدي صعوبة من اإلشاعات هذه سماع زاد

الجلوس في غرفة انتظار في مكتب مشير مؤمن متخصص. ولكن كان في األمر أمور

كثيرة معرضة للخطر. أدركت أنه ما من سبيل آخر لمواصلة قيادة كنيستنا وتعليمها

وتنميتها بينما في داخلي أشياء كثيرة محطمة وتموج في داخلي. كان البد أن أمضي

صعوبة ورغم الخدمة. في البقاء أردت إذا نفسي أشالء جمع إعادة في الوقت بعض

تلك الفترة، فبدون األفكار التي تلقيتها والشفاء الذي اختبرته من خالل المشورة لما

التسعينيات فترة بقية اختبرتها والتي بالفرح، المليئة الخدمة إلى الوصول استطعت

واأللفية الجديدة.

لضمان أجريته كبير تغيير كل أن هي أخرى مرة عليها التركيز أود التي الفكرة

استمرار الحياة في الخدمة كان حرجا وصعبا ومؤلما. فقد كانت المجازفة بالتعرض

الستياء الناس وإيذاء الكنيسة من األمور الواقعية والمخيفة بشدة. شعرت أكثر من

مرة أني في تمام الثقة من نحو صحتي.

دعونا أشير إلى مثال آخر لمأزق مكافأة المخاطرة. بعد أشهر من المواعيد طلب مني

أكثر نشاطي يجدد أيها وأحدد أمارسه الذي الترفيه أنواع كافة أتأمل أن المشير

ولماذا.

قلت له: ”ال يتطلب األمر تأمال، أستطيع القول بسهول إني ال أقوم بشيء على سبيل

الترفيه“.

بعد أن تغلب المشير على دهشته قال لي: ”بيل، ينبغي أن تبدأ على الفور“.

مع أتسابق كنت طفال كنت عندما جديد. من تراودني اإلبحار فكرة بدأت عندئذ

قوارب صغيرة بصحبة والدي، وفي فترة حداثتي كنت أمضي فترات الصيف في مدينة

Ann صغيرة تقع على ساحل بحيرة متشيجن حيث تعلمت اإلبحار بالسفينة آن جيل

٢٤٢٢٤٢

في اشتراها قد والدي كان قدما وأربعين خمس إلى طولها يصل سفينة وهي Gail

األنشطة أكثر كبير حد إلى اإلبحار رياضة كانت المحيط. عبر بها وأبحر أيرلندا

قلبية نوبة إثر والدي مات حينما فجأة تركتها ولكني طاقتي. تشحذ التي الترفيهية

وبيعت سفينة آن جيل.

عن وإحجامي اإلبحار لرياضة حبي لمدى المشير إصغاء من أسابيع عدة بعد

تلك مزاولة إلى العودة من خوفي وراء الحقيقة انتزاع بلطف استطاع استئنافها،

الرياضة. وما تفوهت به أدهشني أنا أيضا. قلت له: ”إذا حدث واشتريت قارب إبحار،

فسوف تلتقط بعض المجالت صورا له وتجعله يبدو وكأنه ضعف حجمه. وستسميه

”يختا“ ويحولون األمر إلى فضيحة كبيرة، عندئذ ستضطر كنيسة ويلو وقادتها إلى

فيها يمكنني التي األيام ولت لقد برمته! األمر انس لهذا، ... األمر هذا مع التعامل

مزاولة رياضة اإلبحار“.

هز المشير رأسه وقال: ”أشعر أنك تتخذ قرارك من منطلق الخوف. صحيح أن بعض

احتماال هناك أن وصحيح لقارب، راع امتالك فكرة على يوافقون ال قد األشخاص

لصدور تقارير إعالمية تشوه الحقيقة، ولكنك إذا كانت آراء اآلخرين تشغلك حقا،

ر في موقفك حينما تجد نفسك في مشغل نسيج وأنت في سن األربعين“. فك

بصورة حياتك في النشاط يبث ترفيهي لعمل التخطيط إلى حاجة في أنت ”بيل،

منتظمة إذا أردت أن تحافظ على صحتك على المدى البعيد؛ فهكذا خلقك الله. أقترح

البحث وتبدأ اإليمان جانب إلى المعادلة هذه في الخوف جانب من االنتقال عليك

عن قوارب!“

بعد عدة أشهر اشتريت أنا ولين قاربا مستعمال يبلغ طوله خمسا وثالثين قدما وأجريت

وعلى أتخيلها. أكن لم بهجة حياتي إلى القارب هذا أدخل شاملة. إصالح عملية له

لمزاولة ويلو كنيسة شعب من أفرادا فيها أصطحب مرة كل في كنت السنين مدى

من الكتلة هذه ”أترون وأقول: إليه أشير فإني القارب، إلى ونصل اإلبحار رياضة

الفايبرجالس (الزجاج الليفي)، لقد أنقذت خدمتي!“ وهذا ما فعلته من بعض األوجه.

في أغلب األوقات التي أقضيها وقتا منفردا على متن القارب أشعر وكأن الله يبتسم في

٢٤٣

وجهي، أشعر وكأنه يقول لي: ”بيل، أنت أكثر من مجرد آلة تقوم بالخدمة، أنت ابني.

لقد صنعتك ووهبتك أن تحب الرياح والمياه وحركة األمواج. وعندما تكون على متن

هذا القارب وتبحر وتحب حياتك، فإني أبتسم أيضا - وابتسامتي تمأل السماء“.

وفي داخلي أرتجف حينما يخطر ببالي الحال الذي كان من الممكن أن أكون عليه

اليوم لو لم أسمح لنفسي بالعودة إلى مزاولة رياضة اإلبحار من جديد.

واآلن، وبينما أقف على مشارف عقدي السادس وبعد مرور ثالثين عاما من الخدمة،

تبدو حياتي أكثر قابلية لالستمرار عن أي وقت مضى. ومن النقطة التي أقف عندها

وطاقتي جمة، سعادة تمنحني األسرية وعالقاتي وزواجي مشرقا. مستقبلي يبدو

للخدمة والحياة تتزايد في داخلي، وحماسي الموجه للكنيسة العالمية ينمو، ومحبتي

لله وللعبادة وللبعيدين عن الله تزيد كل عام عن سابقه.

الذي الحياة نوع أيضا هو هذا وأحبه. بل الحياة من النوع هذا أواصل أن أستطيع

طالما تمنيت أن يختبره كل قائد كنسي. في يو ١٠: ١٠ يصف الرب يسوع هذا النوع

من الحياة بأنه ”حياة أفضل“. كم أشتاق إلى اليوم الذي ال يكتفي فيه رعاة الكنائس

وقادتها بأن يعظوا بهذه الكلمات لآلخرين وإنما يتخذوا قرارات صعبة منظمة للحياة

تجعل من هذه الكلمات وصفا لخبرتهم اليومية.

كيف تتعامل مع األشياء التي ال تستطيع تغييرها؟في كل مرة أشجع القادة على تغيير كل ما يستطيعون تغييره لجعل الحياة أكثر قابلية

لالستمرار، أدرك أن هناك بعض األشياء التي ال يستطيعون تغييرها. فما الحل؟ أعرف

رعاة قادتهم دعوتهم إلى بناء كنائس في مناطق تعاني فقرا مدقعا أو صراعات عنصرية

إلى يحتاج بحياتهم المحيطة الظروف تغيير أن األرجح على الحروب. مزقتها أو

وتصدر أي تغيير تقاوم طوائفهم كنسيين آخرين قادة أعرف إذن؟ الحل فما أجيال.

قرارات متصلبة ورجعية، فما الحل؟

عانى بولس الرسول من حالة مرضية مزعجة وصفها بأنها ”شوكة“، ورغم أنه صلى إلى

معرفتي زادت وكلما منها. يتخلص لم أنه الواضح من ولكن يزيلها، أن أجل من الله

٢٤٤٢٤٤

بقادة مسيحيين آخرين، زاد اقتناعي بأننا جميعا تقريبا نعاني ظرفا مزعجا واحدا على

األقل نعجز عن تغييره - شوكة تجبر كال منا أن يلجأ يوميا إلى الله طالبا ”يا رب، عالج

األمر. إنه يؤلمني اليوم من جديد. بالنسبة لحياتي أنا ال أفهم لماذا ال تزيل هذا األمر.

ولكن عدم فهمي ألنك هو الله وأنا هو أنا. لهذا، فإني أضع ثقتي فيك في يوم جديد“.

وابك اصرخ إحباطك، عن عبر عنها، الله مع تحدث شوكة؟ مع تتعامل كيف

نعمتي“ ”تكفيك الرسول بولس بكلمات أخيرا تمسك ولكن لذلك. اضطررت إن

(٢كو ١٢: ٩).

أحد السبل األخرى التي يمكنك التعامل بها مع شوكة ما هو أن ترفض النظر إلى بقية

”يا وتصلي قصيرة مراحل إلى حياتك تقسم وإنما زمني، أحادي منظور من حياتك

ساعة وعشرين أربع مدى على قوتك إعانة في أثق أن هو إليه أحتاج ما كل رب،

الغد مع الشمس...سنتعامل غروب حتى الشوكة هذه أحتمل لكي ساعدني أخرى.

حينما يأتي“.

اإليمان يبني فهو سنين؛ مدى على اتبعته فقد ينجح، األسلوب هذا أصدقائي،

والشخصية، وينمي اعتمادا حقيقيا على الله (وهو أمر إيجابي)، كما يزيد ثقتنا في

أننا نستطيع التحمل على المدى الطويل.

الطريق الثالث: الصمود من خالل اكتشاف أشخاص آمنينالدرس التالي هو طريق مستوى ٣٠١ ٣٠١ Level في المدرسة العليا للصمود، وبصراحة

شديدة يعد هذا الدرس جزءا من المنهج الذي ال يجرؤ معظم القادة المسيحيين على

االقتراب منه.

ويبنى هذا الدرس على ما جاء في غل ٦: ٢ ”احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا

ناموس المسيح“. عندما أتقابل مع قادة ظلوا يقودون بحماس لفترة طويلة، فإنهم عادة

الذات على االتكال من فيه انتقلوا الذي الوقت عن بياني) (بتفصيل يخبرونني ما

واالستقاللية إلى أشخاص يعتمدون اعتمادا كبيرا على المجتمع. وعادة ما يتحدثون عن

نقطة انهيار حينما بلغ إحباطهم ذروته بينما بلغ يأسهم أدنى درجاته . ولكن في اللحظة

٢٤٥

التي أوشكوا فيها أخذ خطوة مصيرية قرروا أن يقولوا كلمة بسيطة: ”ساعدني“. قال

الواحد منهم لشخص يثق به ”أرجوك ساعدني. هذه المشكلة تحطمني، وال أستطيع

التعامل معها بمفردي. البد أن يساعدني أحد في حمل هذا العبء“.

لمجموعة قال بأسا األرض هذه على عاش قائد أقوى هو الذي يسوع الرب إن حتى

بعض معي مكث هال الموت. درجة إلى جدا حزينة ”نفسي أصدقائه: من صغيرة

منكم؟ هال بقيتم معي؟ هل يمكنكم أن تساعدوني؟“ (مت ٢٦: ٣٨ - بتصرف).

كلنا علينا األمر نهاية وفي آمنين. ألشخاص باحتياجه طواعية يسوع الرب اعترف

بصفتنا قادة أن نحتذي بمثاله؛ فقابلية االستمرار تفرض ذلك.

أي من أكثر العالقات عالم في في خلط يتسبب الكنسي العمل بأن يقر من أول أنا

نكون وأن بعضا، بعضنا نحب أن مؤمنين بصفتنا منا المتوقع فمن آخر. عمل مجال

أخوة وأخوات، ونصلي من أجل بعضنا البعض، ونقدم الدعم والرعاية لبعضنا البعض.

ولكن خذ قائدا كنسيا جانبا واسأله األسئلة التالية: ”هل لديك حقا شخص آمن تستطيع

اللجوء إليه في أوقات الشدة؟ هل لديك شخص تستطيع أن تعترف له بأفكارك حول

ترك الخدمة؟ هل هناك شخص تستطيع االعتراف له بالخطايا التي تواصل الهرب منها

وقد صارت تطاردك من جديد؟ هل هناك شخص تستطيع أن تثق به لدرجة تكفي بأن

تخبره بأي شيء؟“

أدعوك أن تطرح هذه األسئلة على مئات القادة المسيحيين وستجد أن نسبة مزعجة

منهم سيحملقون ناظرين إلى أسفل ويقولون: ”كال“. قد يقول الواحد منهم أن لديه

شريك صالة أو أنه يشارك بشكل منتظم في إحدى المجموعات الصغيرة، ولكن عدد

قليل جدا من قادة الكنائس يستطيعون تخيل التواصل مع مجموعة قليلة من األصدقاء

على نحو يتسم بالخصوصية الشديدة.

وهذا األمر يقلقني بشدة، فال أريد أن أتنبأ بالسوء، ولكني أخشى أن عددا كبيرا من

يلزموا لم ما الملكوت قيادة صفوف من مأساوية وبصورة سيختفون الكنائس قادة

أنفسهم باكتشاف أناس آمنين واالعتماد على تلك العالقات. لم تصمم قلوبنا للتعامل

صغيرة بمجموعة االلتصاق إلى نحتاج وإنما وصدماتها، الخدمة شدائد مع بمفردها

٢٤٦٢٤٦

من األشخاص الذين يستطيعون مساعدتنا على تحمل األعباء الثقيلة لحياتنا.

عرفت مؤخرا عن قائد مسيحي ذي مكانة مرموقة تم استقصاؤه نهائيا بسبب مشكلة

أخالقية. كنت معه مباشرة قبل أن تصير مشكلته عالنية. لم أكن أعرف المشكلة التي

كان يواجهها، ولكني شعرت أن في حياته مشكلة. طرحت عليه بضعة أسئلة تدقيقية

إلى حد ما في محاولة لجعله يصارحني، ولكن كان من الواضح أنه لم يكن مستعدا

استنكر ولكنه مسيحي، مشير إلى للجوء استعداده عن تمعن في سألت األمر. لهذا

اقتراحي واعتبرني مبالغا.

قال لي: ”أنا بخير“. وبهذا، أغلق باب النقاش.

إلى اضطررت سخط عبارة ورددت رأسي هززت سقوطه، خبر وصلني عندما

االعتراف بها فيما بعد. كم من القادة الذين سنفقدهم قبل أن نقر باحتياجنا للجوء إلى

العالقات اآلمنة؟

الكنسي العمل صعاب لمواجهة الكافية القوة أملك ال أن السنين بمرور تعلمت

بمفردي، ففضال عن دعم زوجتي وأوالدي أحتاج إلى دعم أصدقاء قريبين. أحتاج إلى

دائرة صغيرة من األخوة واألخوات الذين أستطيع أن أناقش معهم التجارب التي أتعرض

لها لئال أسقط أمامها. أحتاج إلى بضعة أشخاص آمنين أستطيع أن أشاركهم ما أشعر

به من إحباط حتى ال تصير مشاعري مسمومة. أحتاج إلى بضعة أشخاص في حياتي

يردون لي صدى النعمة حينما أفسد األمور وأشعر بأني غير صالح لالستخدام.

كم أن قبول عمل النعمة من بشر مثلنا أمر قوي. تعلمت أن أقبل نعمة الله منذ سنوات

طويلة، ولم يكن من الممكن أن تستمر خدمتي أو حياتي لوالها. غير أن رؤية القبول

في عيني شخص يمنح النعمة أعترف إليه بخطية قبيحة تعد خبرة ال تنسى أيضا، وكل

قائد في حاجة إليها.

لهذا، دعوني أعلن التحدي مرة أخرى: أيها القائد، أرجوك ابحث عن أشخاص تستأمنهم.

قد يستغرق األمر سنوات - وهذا ما حدث معي - ولكن ال تدع اإلحباط ينال منك في

بحثك. واصل الصالة والبحث واثقا أن الله سيرسل لك الشخص المناسب. عثورك على

هذا الشخص يمكن أن يحدد مدى صمودك أو عدمه.

٢٤٧

الدرس األخير: الصمود بمنظور أبديكيف وعنوانه ”تعلم سهال، يكون لن العليا الصمود مدرسة في الدرس هذا أن أؤكد

تعيش بمنظور أبدي“، ويرتبط بطبيعة الزمان.

حول متنوعة موانئ على بالقارب المرور علينا صيف كل في بمثال: أوضح دعوني

فعلى األوسط الغرب من تكن لم إذا للقوارب. سباق إطار في الكبرى البحيرات

األرجح أنك ال تعرف مدى حجم بحيرة متشيجن؛ إذ يبلغ عرضها مائة ميل بينما يبلغ

طولها من الشمال إلى الجنوب ثالثمائة ميل.

وهكذا، تترجم رحلة المائة ميل بسرعة ست أو سبع عقدات على قارب شراعي إلى

رحلة تستغرق اثنتي عشرة ساعة. في أكثر من مرة لم أكن أقطع ربع المسافة في بحيرة

متشيجن إال وتعرضت لنوبات البرق والعواصف الرعدية والرياح العاصفة. عادة ما

أقوم بالرحالت بمفردي وهو ما أفضله، غير أن المخاطرة تتعاظم حينما تسوء األحوال

الجوية. وفي أكثر من مرة واجهت ظروفا جعلتني أتساءل عما إذا كنت سأنجح في

الوصول إلى الضفة األخرى.

ذهني شتات أجمع آجال أو عاجال ولكني الشديد، التوتر األوقات هذه على يغلب

منظور وثيقة، معرفة أعرفه منظور إنه متشيجن. لبحيرة آخر بمنظور نفسي وأذكر

برحالت قمت وقد حدثا كنت حينما الطيران رخصة على حصلت الجوي. المالح

عبر أنحاء بحيرة متشيجن على متن طائرات خاصة مئات المرات.

يتيح الطيران فوق بحيرة متشيجن على مقعد الطيار منظورا مختلفا تماما للبحيرة؛ إذ

تنضغط المسافات وتتضاءل األخطار. تصل إمكانية الرؤية عادة على متن الطائرة إلى

فاألمواج البحيرة. أبعاد جميع رؤية كاف ارتفاع على يمكنك ولذا، األميال، مئات

أية تستطيع أعلى. من وأليفة صغيرة ستبدو عنف في ما قارب جسم تضرب قد التي

طائرة سريعة نقلك من ضفة ألخرى في بحيرة متشيجن في غضون بضعة دقائق بل إن

طياري الطائرات النفاثة يصفون عبور بحيرة متشيجن بأنه ”تخطي المستنقع“

لهذا، عندما أعبر بالقارب بحيرة متشيجن وأجد أني أواجه ظروفا سيئة، فإني أحاول

طائرة قمرة من مشكلتي إلى أتطلع أني وأتصور موقفي. إلى الطيار نظرة استحضار

٢٤٨٢٤٨

نفاثة خاصة تنطلق على ارتفاع ٢٥ ألف قدم، وأتخيل المنظر من أعلى وأقول لنفسي:

ها هو الشريط الساحلي على الضفة األخرى يبدو من بعيد. ها هو الميناء واضح في

مجال رؤيتي. ها هي األمواج تبدو قيد السيطرة.

صدق أو ال تصدق، تمكنني هذه النظرة من الصمود، فأستطيع مواصلة الرحلة. وهكذا،

ينمو إيماني بأني سأنجح بالفعل، هذا بافتراض أني ثابرت. ولكني أحتاج هذا المنظور

اآلخر ليمنحني األمر ويجدد من عزمي. لعلك تفهم اآلن مغزى كالمي.

كان أبطال اإليمان المسيحي عبر تاريخ الفداء ينظرون دائما إلى صعوبة صراعاتهم

الوقتية على ضوء األبدية. فنرى بولس الرسول يقول في ٢كو ٤: ١٧ ”ألن خفة ضيقتنا

الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا“. يشير بولس الرسول في هذه اآلية إلى أنه

حينما يبدو أن صعاب الحياة تغمرنا نحتاج إلى أن نفكر أسلوب الطيارين ال البحارة.

من الحياة رؤية معنى هو هذا وسطها. من ال أعلى من األمواج إلى ننظر أن نحتاج

منظور أبدي.

منظور من رؤيتها بولس على كان التي الوقتية“ ضيقتنا ”خفة هي ما وبالمناسبة،

... متحيرين ... ”مكتئبين اآلية لهذه السابقة اآليات في الضيقة هذه يورد الطيار؟

مضطهدين ... مطروحين“ ولكنه يقول ”ال نفشل“ (٢كو ٤: ٨، ١٦).

معدن من مصنوعا كان هل المحن؟ هذه تحمل الرسول بولس استطاع كيف ترى

كيف تعلم ألنه جميعها هذه بولس تحمل فقد بالضرورة؛ ليس ومنك؟ مني أفضل

يعيش بمنظور أبدي. تعلم كيف ينظر إلى شدائد الحاضر من منظور أوسع أفقا ذكره

بأن الميناء ليس ببعيد.

وكما صمد بولس نستطيع نحن أن نصمد إذا كان لدينا المنظور السليم.

على مدى أكثر من عشرين عاما كان شعار حياتي كلمات تلك اآلية التي سطرها بولس

الرسول: ”كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن

تعبكم ليس باطال في الرب“ (١كو ١٥: ٥٨). أي: مهما كانت الصعوبات، ومهما طالت

العاصفة، ومهما أظلمت الظروف وأصبحت مخيفة، ومهما اشتدت الريح وتالطمت

األمواج، فلتختر طريق الشجاعة. كن راسخا. ال تتزعزع. اصمد.

٢٤٩

خالصة ما يقصده بولس الرسول: ”اعقد العزم مقدما أنك لن تستسلم أبدا. اعقد العزم

مقدما بأنك ستواصل اإلكثار في عمل الرب مهما تعالى صوت األلم. اعقد العزم مقدما

والقيادة والرعاية والتلمذة باإلنجيل والمناداة والخدمة والثقة التقدم ستواصل بأنك

ونقل الرؤية لآلخرين“. هذه هي القيادة الشجاعة.

ولكن ما هي المكافأة؟ إنها معرفتك بأن ”تعبكم ليس باطال في الرب“

من المنظور األبدي ليس الميناء وال المكافأة اإللهية وال السماء أشياء بعيدة!

في يوم ما سنقف وجها لوجه أمام ابن الله الذي لم يتخل قط عن دعوته إلتمام الفداء،

تعاليمه تعرضت حينما يستسلم ولم يعمله ما أكمل شخص أمام لوجه وجها سنقف

لم الذي ذاك بهم، وثق الذين أتباعه عنه تخلى حينما يستسلم لم الذي ذاك لالنتقاد،

يستسلم حينما سخروا منه وضربوه وبصقوا عليه، ذاك الذي لم يستسلم حينما دقت

أوردته من الكفارة دم يتدفق بينما يستسلم لم الذي ذاك ورجليه، يديه في مسامير

لينسكب على التراب تحت الصليب.

سباقه وجرى بالتمام خدمته أنجز حينما إال األخيرة كلماته يسوع الرب يقل ولم

بالكامل، وقد قالها بنبرة قوية ”قد أكمل. أتممت عملي اآلن. أنجزت ما طلب مني أبي

السماوي إنجازه. صمدت طوال الطريق حتى النهاية وقد أكملت خدمتي“.

عندما نقابل المسيح شخصيا، أعتقد أننا سنرغب جميعا في أن نقول له ”يارب يسوع

إلى طريقك في تنسحب لم ألنك نشكرك خدمتك. أتممت ألنك نشكرك المسيح،

أسرتي، ورعيت حياتي، غيرت الغفران، لي واشتريت صمدت ألنك الصليب،

وعضدت كنيستي، وغيرت عالمي، وختمت على مصيري األبدي“.

يسوع يارب قدوتك ”وبفضل أيضا نضيف أن قادة بصفتنا جميعا نستطيع أن أتمنى

ومعونتك، أتممت خدمتي أيضا“.

كم سيكون احتفالنا في هذه اللحظات! كم سنكون سعداء بأننا لم نستسلم.

البقاء في المضمارمنذ بضعة أشهر قضى مرض شرس على واحد من أقرب أصدقائي، وإني ألهدي هذا

٢٥٠٢٥٠

الكتاب له. وبينما أكتب هذه الكلمات أقاوم نهرا من الدموع. كان جون راسموسين

أخا ومرشدا وشريكا في رياضة اإلبحار ورفيقا في الجندية وخادما وكاتم أسرار وكان

بحق واحدا من أبرز األشخاص الذين عرفتهم طوال حياتي.

قبل موته بيومين جثوت بالقرب من فراشه وأخبرته آلخر مرة بأني أحبه من كل قلبي

وأني سآراه على الضفة األخرى. مد يده بصعوبة وأعطاني هدية كان قد أعدها لي.

فتحت بعناية الصندوق الملفوف فوجدت بوصلة بحرية جميلة مصنوعة من الفضة.

حياتك كانت بيل، ”يا قائال: لي همس وسخائه، مشاعره رقة على أعترض أن وقبل

إلهاما التجاه حياتي. فمنذ أول يوم تقابلنا فيه استخدمك الله ليعرفني كيف أنه يمكن

أن يكون لحياتي هدف ومعنى ومهما حاولت أن أشكرك فال أستطيع أن أفيك“.

ثم همس: ”اقرأ المكتوب على ظهر البوصلة“. قرأت والدموع في عيني ثالث كلمات

محفورة على السطح الفضي: ”ابق في المضمار“. بعد أن قرأت تلك الكلمات صعدت

إلى الفراش واحتضنت جون بضعة دقائق، ثم صليت من أجله.

بعد ذلك بيومين مات جون. كانت الخدمة في جنازة جون من أصعب خدمات العبادة

التي قمت بها. ولكني سأحتفظ بهديته األخيرة مثل ممتلكات أرضية قليلة أخرى.

ابق في المضمار. ابق في المضمار. ابق في المضمار.

إذا فعلت هذا، وإذا فعلنا كلنا هذا بصفتنا قادة، فسنربح اليوم لمجد ذاك الذي دعي

اسمه علينا.

٢٥١

Willow Creek Association

Vision, Training, Resources for Prevailing Churches

واحد وهو ناجحة، محلية كنيسة بناء في ومساعدتك لخدمتك المرجع هذا صمم

تنشره الذي ،® Willow Creek Resources خط يقدمها للخدمة عديدة أدوات من

.Zondervan بالتعاون مع دار نشر زوندرفان Willow Creek Association

تأسست Willow Creek Association (WCA) في عام ١٩٩٢ لخدمة عدد متنامي من

الكنائس من مختلف الطوائف والتي تلتزم بمساعدة األشخاص غير المترددين على

عن حاليا WCA أعضاء عدد يزيد للمسيح. مخلصين تابعين يصير لكي الكنائس

١٠٫٥٠٠ من مختلف أنحاء العالم وينتمون إلى أكثر من ٩٠ طائفة.

تمثل جمعية ويلو كريك WCA حلقة الربط بين القادة المسيحيين الذين يتشابهون

من حيث الفكر والرؤية االستراتيجية والتدريب والموارد لكي تساعدهم على بناء

يلي فيما الفداء. رسالة إلكمال طاقاتها أقصى لبلوغ ة مصمم تكون ناجحة كنائس

بعض األمثلة ألسلوب WCA في إنجاز هذا الهدف.

يستمر سنوي حدث اليوم: - ٢ أع في جاء ما بمفهوم ناجحة كنائس بناء :A٢

Willow Creek Community Church لمدة يومين ونصف يوم يعقد في كنيسة

لبناء الرامية االستراتيجيات بحث بغرض إلينوي بوالية بارينجتون، ساوث في

واكتشافات المؤمنين وبنيان الله عن الباحثين إلى الوصول تستطيع كنائس

ابتكارات وطفرات من كنائس Acts 2 Churches حول العالم.

قمة القادة - مؤتمر يعقد مرة في كل عام ويستمر نصف يوم ويهدف إلى تبصير

وتأهيل مؤمنين بمواهب القيادة ومسئولياتها. يبث المؤتمر على الهواء مباشرة في

ويلو كريك وكذلك عبر القمر الصناعي لما يزيد عن مائة مكان عبر أمريكا

الشمالية. وقد صمم هذا الحدث لزيادة فعالية قيادة الرعاة وفريق الخدمة وقادة

الكنائس المتطوعين والمؤمنين في الميدان.

٢٥٢٢٥٢

كما WCA مؤتمرات عن موضوعات قيادية محددة – على مدار العام تستضيف

و كريك لويلو الرئيسي المقر في سواء – والتدريبات المؤتمرات من متنوعا

الكنائس قادة وتستهدف - العالم حول أو المتحدة الواليات أنحاء أو Offsite

والمتطوعين في موضوعات محددة في مجال الخدمة - مثل الكرازة، المجموعات

المتطوعون، المرأة، الطالب، األطفال، الفنون، والتعليم، الوعظ الصغيرة،

الوكالة، توفير الموارد، إلخ.

إمداد الكنائس بمراجع للخدمة تكون موضع - ® Willow Creek Resources

المواهب الروحي، التشكيل الكرازة، القيادة، مثل مجاالت في ومجربة ثقة

األطفال، خدمة الطالب، خدمة الوكالة، الصغيرة، المجموعات الروحية،

استخدام الفنون والدراما، اإلعالم، الموسيقى المعاصرة، وموضوعات أخرى.

تشمل خصومات هائلة في األحداث – WCA مزايا عضوية جمعية ويلو كريك

كريك ويلو مراجع جميع على ٪٢٠ وخصم ،WCA تعقدها التي التدريبية

Defining للقادة الشهرية اإلذاعية والصحيفة ،® Willow Creek Resources

Members-Only قسم إلى والدخول الفصلية، Willow ومجلة ،Moments

على شبكة WillowNet، والمراسالت الشهرية، فضال عن مزايا أخرى. كذلك

تحصل الكنائس المشتركة خصومات متميزة وخدمات خاصة من خالل شركاء

الخدمة لـ WCA الذين يتزايد عددهم - اختيار مقدمي الخدمة – وتوفير متوسط

مبلغ ٥٠٠ دوالر سنويا حسب مستوى المشاركة.

العضوية، المراجع، المؤتمرات، حيث من WCA بـ يختص عما محددة لمعلومات

والخدمات األخرى يمكن االتصال بـ:

Willow Creek Association

٦٠٠١١-٣١٨٨ Barrington, IL ,٣١٨٨ P.O. Box

٨٤٧-٧٦٥-٥٠٤٦ :Fax ,٨٤٧-٥٧٠-٩٨١٢ :Phone

www.willowcreek.com

٢٥٣

Rediscovering Church The Story and Vision of Willow Creek CommunityChurchLynne and Bill Hybelsشهدتها التي النمو في للطفرة صريحة قصة Rediscovering Church كتاب يعد

Willow Creek Community Church فمن ١٠٠ عضو يجتمعون في قرية باالتين،

ألف ١٥ يبلغ الذي األحد يوم في الحالي الحضور عدد إلى سينما دار في بإلينوي،

والفلسفة وصراعاتها كريك ويلو بدايات لين وزوجته هيبلز بيل يحكي شخص.

وراء نجاحها واالستراتيجيات التي جعلتها نموذجا لنمو الكنيسة.

يتناول الجزء األول من الكتاب، وقد قامت لين هيبلز بكتابته، السنوات األولى لكنيسة

ويلو كريك والقصص الشخصية وراء واحدة من أبرز قصص الكنيسة في هذا القرن.

ويلقي هذا الجزء نظرة أمينة لتعامالت الله مع نقاط قوة شعبه ونقاط ضعفهم صانعا

كنيسة من المؤمنين لهم أثر عظيم على مجتمعهم من أجل المسيح.

في النصف الثاني من الكتاب يساعدك بيل هيبلز على تطبيق نقاط قوة فلسفة الخدمة

في ويلو كريك على رسالة كنيستك. فبدءا من بيان الرسالة إلى تنمية القيادات واتخاذ

قرارات مالية صائبة والتعامل مع النمو في هذا كله يركز بيل أن الله يريد بناء كنيسته

المسيح جسد ويكون متألم عالم مع يتالمس لإليمان وملتزما فعاال مجتمعا لتكون

بطرق واقعية وملموسة.

يستعين هذا الكتاب بخبرات ويلو كريك ليوضح كيف يمكن لمجموعة من المؤمنين

يستطيع نموذجا كريك ويلو قصة تمثل وقيمها. ورؤيتها ومنهجها رسالتها بلورة أن

كل من األفراد والكنائس الرجوع إليه لالستزادة باإللهام والتشجيع وكوسيلة للكشف

عن النمط الفريد لرسالتهم وخدمتهم.

يمكنك شراء نسخة من مكتبتك المفضلة!

Zondervan

www.zondervan.com