ةــــة الشعبيـــة الديمقراطيــة الجزائريــالجمهوري ث العمميـو البحالعـالـي م ـيـمـوزارة التع

رانــهــة و ـــعــامـج كمية الحقوق و العموم السياسية

تجنيد األطفال في الحروب الداخمية ماــــرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العــــمذك

-نسانحقوق ال -

:تحت إشراف األستاذ الدكتور :من إعداد الطالبة

رئيسا وهران جامعة التعميم العالي أستاذ مصطفى تراري ثانياألستاذ

رامشرفا مقر وهران جامعة أ محاضر أستاذ د المطيف فاصمة عبتاذ األس مناقشا عضوا وهران جامعة أ محاضر أستاذ اخمف عبد القادر األستاذ

مناقشاعضوا وهران جامعة أ محاضر أستاذ بوسماحة نصرالدين األستاذ

1024-1023السنة الجامعية:

أعضاء لجنة المناقشة:

نهاري نصيرة فاصمة عبد المطيف

بسم اهلل الرحمن الرحيم

نوا لغ األطف ال منكم الحلم ف ليستأذب و إذا‹‹كذلك ،ذن الذين من قبلهمأكما است

‹‹حكيم لليمو اهلل،لكم آياته اهلل يبين

صدق اهلل العظيمور ( سورة الن95اآلية رقم )

رديـر و تقـشك

ــــــــد الــــــــ ا ــــــــتد و ال مــــــــن ،رمــــــــوذي ال يخيــــــــب مــــــــن ا ــــــــت دي كالحم .نعمو

أوال و أل تاذنا الفاضل و الوفاء أن أتقدم الشكر إنو لمن دوا ي األمانةالفضل الك ير في إخراج ىذا العمل إل النور الذي كان لو، المطيف الدكتور فاصمة د

.إذ حقق لنا ذلك حمما عيد المرام مدة إشرافو مينا ص ره و جيده الك يرين طوال وذلك

ان مثا ة الشمعة ك و مطان محمد الذي كما أتوجو الشكر الجزيل إل األ تاذ .طوال فترة الدرا ة التي أنارت در نا

األ اتذة الكرام الذين لم المقام أن أتقدم الشكر إل كل يفوتني في ىذا ال كما .العمميةاإلرشادات و النصائحي خموا مينا

ندا لمعمم و ذخرا ليم دمتم لنا و أقول توجو إل ىؤالء جميعا الشكرأ لمجزائر فخرا.و

داءــهاإل

ــــ ن ــــذ ن ــــ هــــ ا ال قــــل ال ــــ ز ــــك الفقــــد إن از ن ــــ ل ــــال ا ربن ــــ ال ب ر ــــا ل .عمي التازيقلم ئقين

إه ثقرة هد لى

رعــــ بــــ رة لــــى قــــن ، ب لتضــــفيا ا الــــدعم، قــــن إانــــدا نالــــيهق ب لفــــ ا الفنــــ ن ألنطف ثق ره ا لهرا عمى ال ن يا به ن فذ

.إبذ ا إقذ

ا قؤا رتهم لذ. اقل ندتهم خاتذ إليث رهم

إصدن ئذ ا إفب ئذ.إنرب ئذ، ، كل ع ئمتذ

قــن ب يــدالنــار ا لــى كــل قــن لــ هم قــن نريــ إا بفثــذ هــ اكــل قــن ترنــ إن يــر الت ييم ا الت دير.زذ إن يم ى

قائمة المختصراتالمختصرات باللغة العربية:-أ

ط: الطبعة -1

ص:الصفحة -2

ج:الجزء -3

ج ر:الجريدة الرسمية للجمهورية الشعبية الديمقراطية -4

ع:العدد -5

اإلدارية:مجلة العلوم القانونية و م ع ق إ -6

م:المادة -7

م ر:المرسوم الرئاسي -8

م ت:المرسوم التشريعي -9

المختصرات باللغة الفرنسية: -ب

1-p: Page

2-vol: Volume

3-N : Numéro

4-RICR : Revue international de la croix rouge

5-Op.cit : Ouvrage précédemment cité

6-Ed : Edition

مــقــدمـــــةال

1

ــــــــــــــةــدمـــــــــــــقــــــــــــــالمفمما ال شك فيو أحالميم،البشر و تتجدد أمال بني العالم،مع والدة كل طفل في أي مكان في

في إليوتتطمع الذيالمنشود األملو المستقبل، فيم صانعوه و ىم ثروات األمم ةأن الطفولة ىي نوا .المستقبل أىدافتحقيق

ه ذاىتماما و وعيا بضرورة تعزيز ى أثارعمى الصعيد الدولي قد اإلنسانو بما أن تطور حقوق و انطالقا من المبادئ التمييز، أنواعنوع من أيو تشجيعيا و احتراميا لمناس جميعا من دون الحقوق

األسرة أعضاء بجميع المتأصمة بالكرامة المتحدة التي يجسد فييا االعتراف األممالمعمنة في ميثاق أساسا لمحرية و العدالة و السمم ، و بصورة غير قابمة لمتصرف بيا البشرية بحقوقيم عمى قدم المساواة .العالمية اإلنسانو ضرورة حمايتيا جزءا ال يتجزأ من حقوق في العالم ، فقد باتت حقوق الطفل

في بعض المجتمعات عومموا كأنيم سمع األطفالنجد أن السالفة،العصور إلىأنو عند عودتنا إال من أساس أنيمالتصرف بأطفاليم عمى تعطي الوالدين حق كانت التشريعات القديمة إذ بيا،يتاجر

1الطفل. إلنسانيةممتمكات الوالدين من دون مراعاة

النظام السائد في تمك المجتمعات كان نظام السمطة األبوية فقد استمر حق األب بطرد أبنائو أن كما .قتميم كنوع من الييمنة عمييمأو بيعيم أو

بعض فقد كانت القدم، ذاألطفال و زجيم في النزاعات المسمحة من العالم ظاىرة تجنيدىذا و قد عرف -عمى سبيل المثال-أطفاليا بيدف جعميم جنودا في المستقبل، ففي مدينة "إسبارطة" المجتمعات تربي ا أجسادىم الضعيفة تحمل ىذ استطاعت فإذاوالدتيم يوضعون في مياه النير الباردة ، كان األطفال عند

فالموت يتحمموا ، و إدا لم يث يمكنيم أن يكونوا جنودا أشداء في المستقبلاستحقوا الحياة بحالوضع بعد فيما القادرين ال يجوز تربيتيم من حيث أن الحياة ال تميق إال باألقوياء إذ -برأي أىميم -أفضل ليم

2عمى أن يكونوا محاربين أشداء .

، 1بشرى سممان العبيدي ، االنتياكات الجنائية الدولية لحقوق الطفل ، منشورات الحمبي الحقوقية ، لبنان ، ط - 1

. 9، ص 0212 .11نفس المرجع، ص - 2

مــقــدمـــــةال

2

المعاصر بدءا من الحرب العالمية األولى ، نرى بأن السوفيات قد اضطروا ا نظرنا إلى التاريخ ذو إ قائديا عمى القتال إلى تجنيد األطفال ، كما أنشأ الحزب النازي منظمة تتولى تدريب األطفال جسديا و ع

، و أدين العراق و إيران لفتيان السالح ضد الجيش األمريكيا لفيتنام فقد حمل األطفالأما في حرب ا .الستخداميا األطفال في الحرب العراقية اإليرانية

شيدت حيث أما حاليا فباتت كل القارات تعرف بشكل ممحوظ ظاىرة تجنيد األطفال ففي إفريقيا استخدم إذ يبور ند سمحة في، حيث يستخدمون في النزاعات الم1أكبر عدد من األطفال المجندين

اذو مساعدين ، و إ كجنود مياجمين يفي بور نداألطفال طوال أربعة عشر عاما من الحرب األىمية إال أن قوات التحرير الوطنية مازالت تسوية إلىطفل مجند بعد التوصل 0222قد سرح حوالي كان

تحتفظ بعدد كبير من األطفال المجندين.

في متورطون الف األطفالآلمنع استخدام األطفال الجنود أن سيا فقد أفاد التجمع آ أما قارة األطفال، بورما ، حيث يعتقد أنو في بورما يوجد أعمى نسبة من الجنود أفغانستانالنزاعات المسمحة في

الجنود يوجدون في الجيش الوطني األطفالالساحقة من األغمبيةن نو في أي دولة من دول العالم ، إذ أم ، تعرضون لمتدريب القاسييعشرة حيث سن الحادية ابتداء اإلجباريحيث يفرض التجنيد البورمي

.نيضد المدني و لمتدخل في المعارك و يتورطون في أعمال ابتزاز

في و الف منيم في الحزب الشيوعي آ، الفمبين ، النيبال حيث انخرط اندونيسياا في اليند ، ذو ك العشر ، و خدموا في الخطوط الخمفية ، و تمقوا تدريبات عمى السالح األىميةإبان سنوات الحرب النيبال

تشرين الثاني لمجيش ، و حتى بعد أن وقعت اتفاقية سالم مع الحكومة في يكالموجستي عمو قدموا الد .ل ىدا الحزب يحتفظ بجنود األطفال، مازا 0222

طفل 1222، يوجد أزيد من 0220فحسب تقرير منظمة حقوق اإلنسان "ىيومن رايتس و وتش " الصادر عام - 1

جندي في كل نزاع مسمح إفريقي: 002222مازالوا يجندون في القوات المسمحة من أصل Bertil Lintner ,Birmanie, déserteurs en quête d’une trêve, Alternatives internationales,France ,N°47, Juin

2010 ,p69.

مــقــدمـــــةال

3

في لبنان فقد سجمت عمميات تجنيد إجباري في صفوف جيش لبنان الجنوبي التابع إلسرائيل إبان أما دمة اإللزامية جنوب لبنان بدءا من سن الثانية عشرة، و كان يتعرض من يرفض الخلاالحتالل اإلسرائيمي

.لإلبعاد مع عائمتو

من ابتداءإلى صفوف الجيش البريطاني االنضمامفقد سجمت القوانين البريطانية أوروبا،أما في و لكن لم يكن عشرة،بعد أخد موافقة أولياء أمور من ىم دون الثامنة نصف،عمر ستة عشرة سنة و

يسمح لمجنود دون الثامنة عشرة باالشتراك في العمميات الحربية.

سن أدنى لمدخول كعاما 12، فالقانون الكندي يحدد سن مريكا الشمالية، و بالنسبة ألأما في أمريكا .لمجيش النظامي

و يستطيع الطفل البالغ ستة عشرة سنة دخول الجيش األمريكي ، و لكن ال يشترك في المواجيات العسكرية بشكل مباشر ، إذ تعتمد الواليات المتحدة األمريكية طريقة التطوع االختياري، و يؤخذ موافقة

أن ، و قد سجمت منظمة مراقبة حقوق اإلنسان اصرين أو موافقة الممثل القانونيل عمى تطوع القاألىسنة كحد أدنى لمدخول لمقوات المسمحة مع 11الواليات المتحدة تشكل الخصم القوي بمواجية إقرار عمر

. أمريكيماليين عسكري 120من أصل الف عسكريآالعمم أنو ال يبمغ األطفال العساكر الثالثة

حة في مالمسطفل متورط بالنزاعات 11222فيقدر أن ىناك أكثر من ألمريكا الالتينية ، و بالنسبة في صفوف القوات المسمحة ن أو التسع سنوات الفتيات بعمر الثمايد الفتيان و كولومبيا حيث يتم تجن

.الجيش البوليفي فيتوظف أطفاال في سن الرابعة عشرة، أما في بوليفيا فمن المعروف أنيا ،الثورية

1.سنة 12ستراليا فإن السن القانوني لتوظيف األطفال في الجيش ىو أأما في

نخراط في صفوف الجيش أسباب عديدة قد تكون أىميا اقتصادية إذ االولعل ما يدفع باألطفال إلى القوات المقاتمة كي يتمكن من العيش في ظروف أفضل خصوصا االنخراط في صفوف قد يختار الطفل

نو أو ثقافية إذ بيئية و ىناك أسباب أخرى ، ا ما انضم إلييا ذبعد معرفتو بالمزايا المالية التي تقدم لو إن الحياة العسكرية في بالده وسيمة لالرتقاء و في كثير من األحيان ينخرط الطفل في صفوف المقاتمين أل

ين جندوا من قبل ،ذ، كذلك قد يدفعو إلى التجنيد ضغط أقرانو الالمجتمع و نيل مكانو و تقدير في

ص ،0221، 1ط لبنان، تحديات و حمول، منشورات الحمبي الحقوقية، استغالل األطفال، بسام عاطف الميتار، - 1(02- 02.)

مــقــدمـــــةال

4

و اتخاذ القرار الخاص الظروف قدرة الطفل عمى تقييم ما تؤثر قيم العائمة و المجتمع في و كثيرا المسمحة إلى عوامل متعددة باالنخراط في الحياة العسكرية ، كما قد يرجع سبب انخراط الطفل في القوات

قد تتمثل في طول زمن النزاع و كثرة األسمحة الخفيفة و رخص أثمانيا و قمة خبرة األطفال و سيولة 1السيطرة عمييم.

عديدة تمحق بالطفل إذ ااألطفال و الزج بيم في القوات المسمحة أخطار وكثيرا ما يترتب عمى تجنيد العسكرية يعرض سالمتو العقمية البدنية لمخطر شرة و تدريبو في المؤسسات أن تجنيده دون سن الثامنة ع

القصوى لممجندين ، الطاقات كما أن التدريب بالذخيرة و ممارستو تمارين قوة التحمل اليادفة إلى استنزاف سنة ، كما أنو 11ين تقل أعمارىم عن سن ذيشكالن خطرا عمى السالمة البدنية و العقمية لألشخاص ال

ين ينخرطون في القوات المسمحة ال يجدون فيم قوانين الحرب و عاداتيا و تقاليدىا ، و قد ذاألطفال الكاب مخالفات خطيرة في العمميات العسكرية ، فقد ثبت ارتكاب الجنود ه القوانين إلى ارتذيدفعيم جيميم بي

ا و الحرب األىمية في دارفور في و اليرسك و براوندي و رواند من الجرائم في البوسنة العديد فالاألطيصرفيم عن تربيتيم العائمية ، ففي الوقت األطفالتجنيد أنفي العراق ، كما األىميةالسودان و الحرب

يفيم الحياة بصورة واضحة ، ينشغل بالعمل العسكري الذي غالبا ما يكون في الذي ينشأ فيو الطفل و ف عممو إلى االنفصال عن الحنان و التربية العائمية وصمة أماكن بعيدة عن إقامة أسرتو ، فتدفعو ظرو

2الرحم ، وفقد مثل ىده األمور يؤثر بشكل كبير في نفسية الطفل المجند.

فأما الذاتية منيا ،ترجع أسباب اختيارنا ليذا الموضوع إلى أسباب ذاتية و أخرى موضوعية ذاليالعميق بالمآسي المؤلمة التي يعاني منيا األطفال المجندين في النزاعات المسمحة تأثرنافتكمن في

أفغانستان و رواندا إذ لم تكفيم األوضاع ،بورما ،الصومال ،كأطفال فمسطين ،خصوصا الداخمية منيافمرجعيا أما األسباب الموضوعية ،االقتصادية و االجتماعية المزرية بؤسا زادتيم ويالت الحروب قيرا

إلى خمو المكتبات الجزائرية من الدراسات المتعمقة بيذا الموضوع و اقتصار الدراسات المقدمة عمى في حين لم يتناول ،دراسات عامة شممت استغالل األطفال في النزاعات المسمحة الدولية بصورة عامة

.001،002ص بشرى سممان حسين العبيدي، المرجع السابق، - 1

، 0229،1األردن، ط دار الثقافة لمنشر و التوزيع، التطبيق ،حقوق الطفل بين النظرية و عروبة جبار الخزرجي، - 2 .000،001ص

مــقــدمـــــةال

5

المقاالت العممية و التي موضوع التجنيد إال عدد قميل من الباحثين في عدد محدود من البحوث و اقتصرت الكثير منيا عمى جوانب فرعية من الموضوع و لم تكن المعالجة شاممة.

لحق البراءة إذ سجل إىمال االنتياكو كذلك فيما يخص طبيعة الحروب التي يقع فييا مثل ىذا فإن التطرق إلى فعمى المستوى األوروبي ،دولي لمحروب الداخمية صاحبو إىمال فقيي دولي أيضا ليا

أما عمى المستوى العربي فالمكتبة العربية تشكو فقرىا الشديد ،جداموضوع الحروب الداخمية قميل لمعالجة مثل ىذه المواضيع .

و عمى حد عممنا فإن الدراسات المتخصصة في مجال تجنيد األطفال في الحروب الداخمية فيي و ال عربية تتخصص في ىذا ألننا لم نعثر عمى أي دراسة أجنبية ،في حدود بحثنا تكاد تكون منعدمة

المجال ماعدا بعض المؤلفات التي تتناول موضوع حماية األطفال أثناء النزاعات المسمحة و التي و من بين ىذه المؤلفات نجد المذكرة المقدمة من ،تخصص جزءا كبيرا منيا لمنزاعات ذات الطابع الدولي

و كذا مؤلف ، " المسمحة يم عميوة و التي تحمل عنوان "حماية األطفال أثناء النزاعاتطرف الباحث سمأما أثناء النزاعات المسمحة " األستاذ محمود سعيد محمود سعيد الذي حمل عنوان "حماية األطفال

عيمة عميمر ن بالنسبة لممقاالت العممية فنجد المقالتين العمميتين المتان تقدمت بيما كال من األستاذتينو مميكة أخام تحت عنوان "حماية الطفل أثناء النزاعات ، ""الطفل أثناء النزاعات المسمحة بعنوان

المسمحة".

و لقد كان لمقيام بيذه الدراسة أىدافا عديدة تتمثل أبرزىا في الوقوف عمى تمك المعاناة التي تشيدىا الطفولة إبان النزاعات المسمحة الداخمية، وكذا إبراز دور المجتمع الدولي في التخفيف من ىذه المعاناة

الرقابية، وأخيرا محاولة الييئاتمن سواء من خالل سنو لمختمف النصوص القانونية أو إنشائو لمعديد إثراء المكتبة العربية بمذكرة تعالج موضوع في غاية األىمية أال وىو تجنيد األطفال في حروب ال طالما

عصفت بالدول العربية بالدرجة األولى أال و ىي الحروب الداخمية لعميا تكون بعد ذلك أساسا لدراسات و بحوث مستقبمية.

فقد صادفتنا في إنجاز ىذه الدراسة العديد من الصعوبات ،مق بصعوبات البحثأما فيما يتعأىميا قمة المراجع القانونية سواء بالمغة العربية أو األجنبية المتخصصة في موضوع الحروب الداخمية

ية وىو ما جعمنا نستعين بما توفر لنا من مقاالت قانون ،بصفة عامة و بتجنيد األطفال فييا بصفة خاصةإضافة إلى المراجع العامة و المتخصصة في القانون الدولي اإلنساني و القانون ،تتناول ىذا الموضوع

و كذا غياب الوثائق القانونية المتعمقة بالمؤتمرات الدولية لمصميب األحمر ،الدولي لحقوق اإلنسان

مــقــدمـــــةال

6

ى ىذه الوثائق رغم أننا لم نتردد في ال أننا لم نحصل عمإ ،و التي تفيدنا جدا في إثراء موضوع البحث المجوء إلى كافة الوسائل لمحصول عمييا إال أننا و لألسف صعب عمينا التمكن منيا.

لما طرحتيا الممارسات و كان قيامنا بيذا البحث محاولة منا لإلجابة عمى عدة إشكاليات لطاو لعل اإلشكالية الرئيسية ،زاعات المسمحة و الواقعية حول واقع الطفولة و معاناتيا من جراء الن الدولية

في ماىية أبرز الجيود الدولية لحماية ىذه الفئة الضعيفة من أبشع تتمثلالتي تثيرىا ىذه الدراسة و ماىي أحكام وىي الحروب الداخمية ؟ قسوةالواقعة بحقيا و ىي التجنيد في أكثر الحروب االنتياكات

المسؤولية الجنائية التي قد تترتب عمييا ؟

في و تترتب عمى ىذه اإلشكالية عدة إشكاليات فرعية تتمثل أىميا في ماىية الجيود الدولية النصوص القانونية أم بإصدار األمرتعمق توفير الحماية ليده الفئة الضعيفة من البشر ؟ سواءمجال

أي شخص يجب أن تنسب المسؤولية الجنائية الدولية عن انتياكات إلىية ؟ و تفعيل دور الييئات الدول معا ؟ االثنينفي الحروب الداخمية أىو الدولة أم الفرد ؟ أم حقوق الطفل و تجنيده

و بالمزج بين كال من المنيج التاريخي و المنيج الوصفي و المنيج التحميمي حاولنا اإلجابة عمى ىده التساؤالت ، إذ اعتمدنا عمى المنيج التاريخي عندما كنا بصدد الوقوف عمى مدى التطور التاريخي

لحقوق الطفل في المحافل الدولية و مدى اعتراف المجتمع الدولي بيا .

زجنا بين كال من المنيج الوصفي و التحميمي عند تناولنا لدراسة أبرز النصوص القانونية كما قد م من التجنيد في الحروب الداخمية . األطفالو الييئات الدولية الفاعمة في مجال حماية

بفصل أسبقناىمافصمين إلىاعتمادا عمى خطة ثنائية تقسم البحث لك ذوكان استعمال كل كان البد منو لتوضيح المقصود الذيف فيو عمى تحديد تعريف لمصطمحات البحث و تمييدي تم الوقو

تناولنا فيو دراسة أىم الذيو األولو الحروب الداخمية تم أتبعناه بالفصل بمصطمح الطفل ، التجنيد ،الثاني فقد من التجنيد في الحروب الداخمية ، أما الفصل األطفالفي مجال حماية المبذولةالجيود الدولية

االنتياك و المتمثل في االستغالل البشع ا ذالمترتبة عمى مثل ىلممسؤولية الجنائية الدولية وتم تخصيصو الفرد من ةيتناول البحث في مسؤولية كل من الدول ذيال لمطفولة و تجنيدىا في النزاعات المسمحة و

ه المسؤولية و ما يترتب عمى قياميا من أثر.ذحيث أساس ى

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

7

ل التمهيديــــــــــــالفص

مفهوم الطفل و تجنيده في الحروب الداخمية آدـ ابنيكلعؿ الصراع بيف ،إف الحركب ك النزاعات المسمحة صفة مبلزمة لمبشر منذ القدـ

فبل تكاد ،فعمى مدار التاريخ اإلنساني ك الحركب ال تتكقؼ ،ك ىابيؿ ألبمغ دليؿ عمى ذلؾ قابيؿ تنتيي حرب حتى تندلع األخرل.

ك نظرا لآلثار الكارثية لمحرب عمى المجتمع اإلنساني قامت الجماعات الدكلية بكضع بعض .1القكاعد لمتقميؿ مف آثارىا خاصة عمى بعض الفئات كالنساء ك األطفاؿ

القكة المسمحة بيف الدكؿ بيدؼ استخداـك الحرب بالمعنى التقميدم ىي صراع عف طريؽ مصطمح النزاع المسمح بدال استخداـالشائع حاليا ىك االتجاهإال أف ،2التغمب عمى بعضيا البعض

إذ بدأ يتردد في كتابات فقياء القانكف الدكلي المحدثيف ك في بعض المعاىدات ،مف مصطمح الحربلتقميدم لـ تعد صالحة لمعالجة حاالت النزاع الدكلية ك ذلؾ لقناعتيـ بأف نظرية الحرب بمعناىا ا

حيث أف الحرب مقصكرة طبقا ليذا المعنى عمى حالة الحرب التي تنشأ بيف ،المسمح بكؿ صكرهككاف مف ،فنظرية الحرب تقـك ك تبدأ ك تنتيي عند الدكؿ ،دكلتيف أك أكثر مف أفراد الجماعة الدكلية

كلـ ،عمى معالجة الحركب بيف الدكؿ بمعناىا التقميدمنتيجة ذلؾ أف اقتصر مفيـك قانكف الحرب يتسع ليعالج صكرا أخرل مف النزاعات التي تتككف مف أعماؿ مماثمة لتمؾ المنازعات المسمحة غير

.3الدكلية

أبرز آثار النزاعات المسمحة غير الدكلية في العصر الحديث تمؾ األضرار مف ك لعؿ بشكؿ كبير ك تدكر في حمقة مفرغة تتأثرمما يجعؿ ىذه الفئة ،عمى األطفاؿ الجسيمة التي تخمفيا

جذريا بحماية ىذه الفئة مف ىذا العنؼ الذم يحيط بيا في مثؿ ىذه االىتماـلدا بدأ ،مف العنؼساكم لمنزاعات الداخمية في تمؾ المشاركة النشيطة لؤلطفاؿ النزاعات إذ كثيرا ما يتمثؿ الجانب المأ

، مصر، دار الجامعة الجديدة، منتصر سعيد حمكدة، حماية حقكؽ الطفؿ في القانكف الدكلي العاـ ك االسبلمي -1

.186ص ،1ط لبناف، المسمح ك القانكف الدكلي العاـ ،المؤسسة الجامعية لمدراسات ك النشر ك التكزيع, لنزاعا كماؿ حماد، -2

.10ص ،1997دراسة مقارنة بيف الفقو ، الحماية الدكلية لؤلطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة ،عبد العزيز أبك خزيمة ،يز مندكه عبد العز -3

(.69-67ص)2010،1 ط مصر،، دار الفكر الجامعي ،اإلسبلمي ك القانكف الدكلي العاـ

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

8

كيبدك ذلؾ راجعا لمعبلقات النفعية أك النقص في ،عماؿ الحربيةمف البنيف أك مف البنات في األسكاء .1الجنكد

ليذا بات التصدم لمفيـك الطفؿ ك تجنيده في الحركب الداخمية مسألة ضركرية يممييا الداخميةسنتطرؽ في ىذا الفصؿ إلى تعريؼ الطفؿ ك تجنيده في الحركب لذا ،مكضكع دراستنا ك إلى ماىية الحركب الداخمية التي أصبح يستغؿ فييا ك بشكؿ مخيؼ األطفاؿ ،) المبحث األكؿ(

)المبحث الثاني(. لمعاركياك يجندكف في الصفكؼ األمامية

المبحث األول

تعريف الطفل و تجنيده في الحروب الداخمية كىي بالتأكيد منتيية بدخكليا في مرحمة أخرل، اإلنسافمثؿ الطفكلة مرحمة عمرية مف حياة ت

يطمؽ عادة عمى الفترة مف حياة الصغار منذ ك مصطمح "الطفكلة" ،مف مراحؿ عمر اإلنساف المتتابعةالدكؿ تختمؼ فيما بينيا في تحديد ك ، الميبلد إلى أف يكتمؿ نمكىـ ك يصمكا إلى مرحمة النضج

تحديد الحد األقصى مف العمر الذم يتكقؼ عنده كصؼ الكائف أك باألحرل ،المقصكد بالطفؿفمف الدكؿ خاصة المتقدمة ،أك تمؾ المرحمة مف عمر اإلنساف المسماة بالطفكلة ،البشرم "بالطفؿ"

رغبة منيا في إسباغ ،مف يميؿ إلى إطالة المرحمة العمرية التي يطمؽ عمييا كصؼ الطفكلة ، منيا ك ىناؾ دكال أخرل ال تنحى ىذا المنحى ك تميؿ إلى تقصير المرحمة العمرية ، حماية كفيرة عمى الطفؿ

.2التي يعد مف يدخميا طفبل بسبب ظركؼ اجتماعية أك أكضاع اقتصادية أك مناخية أك غيرىا

كمع ابتكار أسمحة جديدة خفيفة الكزف ك سيمة االستعماؿ بات تسميح األطفاؿ أسيؿ ك أقؿ خاصة األطفاؿ دكف سف الثامنة عشرة في القكات المسمحة ،مضى حاجة لمتدريب مف أم كقت

المدنية ك مجمكعات متنكعة مف الجماعات ك الميميشات ك القكات الشبو العسكرية الحككميةبيـ في معظـ حيث تستخدـ الجماعات المسمحة األطفاؿ ألف التحكـ ،لمدكلة المسمحة غير تابعة

دكف األكامر يطيعكف خكؼ ك فاألطفاؿ يقكمكف بالقتؿ دكف ،األحياف أسيؿ مف التحكـ بالراشديف

، التخصص :القانكف الدكلي اإلنساني ،ة ماجستيرمذكر ، حماية األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة، سميـ عميكة - 1

.90ص، 2010-2009 ،قسـ القانكف العاـ ، كمية الحقكؽ ، جامعة الحاج لخضر بباتنة ،دار الفكر الجامعي، حقكؽ الطفؿ بيف الشريعة اإلسبلمية ك القانكف الدكلي، حسنيف المحمدم بكادم - 2

25ص، 2006،مصر

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

9

سكاء جندكا باإلكراه أـ انضمكا ،ك لؤلسؼ أكؿ ما يخسره ىؤالء األطفاؿ ىك طفكلتيـ ،تفكير ،أـ تطكعكا لدعـ قضية ما بصكرة نشيطة ، الجكع ك إلى الجماعات المسمحة لميرب مف الفقر

ك كثيرا منيـ لـ يتعد عمره ،ك كثيرا ما يتعرض ىؤالء إلى التجنيد أ ك االختطاؼ لضميـ إلى الجيكش .1العاشرة

ذلؾ بعد الجنكد كاألطفاؿ المقصكد بالتجنيد كتكضيح المبحث إلىكلذلؾ سنتطرؽ في ىذا .التعريؼ العممي ك القانكني لمطفؿ التعرض إلى

لتعريؼ الطفؿ )المطمب األكؿ( ك الثاني أكليماك سنتناكؿ كؿ ىذا في مطمبيف نخصص لتعريؼ التجنيد ك األطفاؿ الجنكد )المطمب الثاني(.

المطمب األول

لــــــــــــفـــــطـــــــــــــــريف الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتع

لكف عند إمعاف النظر يتضح عكس ذلؾ ،قد يبدك ألكؿ كىمة أف كضع تعريفا لمطفؿ أمرا يسيرا المناقشات الفقيية ك ألف تحديد المقصكد بمصطمح الطفؿ يتجاكز مجرد تحديد المدلكالت المفظية

اختبلؼ العمماء في كضع تعريؼ محدد لكممة "الطفؿ" لككف ك الدليؿ عمى ذلؾ ، ك الفترات العمريةكما قد اختمفكا في ، عديدة بسيككلكجيةمدلكليا مثقؿ باعتقادات ثقافية ك دينية مختمفة ك اعتبارات

ك مراحميا بسبب االختبلؼ الكبير بيف الثقافات ك المجتمعات عف دكر الطفؿ نظرتيـ إلى فترة الطفكلة في األسرة.

العممي المغكم كىذا المطمب مف الدراسة إلى كبل مف التعريؼ التعرض فيجدر بنا ليذا ي ثـ إلى معنى الطفؿ في كبل مف القانكف الدكلي العاـ ك التشريع الجزائرم ،لمطفؿ )الفرع األكؿ(

)الفرع الثاني(.

، 1،2011ط، األردف، ، دار الثقافة لمنشر ك التكزيعاإلنسانيحماية األطفاؿ في القانكف الدكلي ، فضيؿ طبلفحة - 1 .89،88ص

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

10

رع األولــــــــــــــــالف

العممي لمطفلالتعريف المغوي و

بدخكليا في عمرية مف حياة اإلنساف ك ىي ال محالة منتيية لما كانت الطفكلة تحتؿ مرحمة ك إذا كنا بصدد دراسة مكضكع تجنيد األطفاؿ في ،1مرحمة أخرل مف مراحؿ اإلنساف المتتابعة

إلى رؽ لذلؾ سنتط ،طفؿ لمك العممي زاما عمينا تحديد التعريؼ المغكمفانو يصبح ل ،الحركب الداخمية ا(.)ثاني تعريفو عند عمماء النفس ك االجتماع ثـ إلى ، )أكال( التعريؼ المغكم لمصطمح "الطفؿ"

أوال

التعريف المغوي لمطفل

فالصغير مف أكالد الناس ، شيءالصغير مف كؿ ،المغة بكسر الطاءفي يقصد بالطفؿ ك يقاؿ ك ىك يسعى إليا في أطفاؿ الحكائج أم في ،ك الدكاب يسمى طفبل ك كذا الصغير مف السحاب

.2طفؿلو ك أطفمت األنثى أم صارت ذات ك يقاؿ أتيتو ك الميؿ طفؿ أم في أك صغارىا

يؿ أف الطفؿ ماداـ فالكليد بو طفالة ك نعكمة حتى ق ،أصؿ لفظ الطفؿ مف الطفالة ك النعكمة ك قاؿ اهلل تعالى :"ىك ،ك األنثى ك المفرد ك الجمع الذكرك كممة طفؿ تطمؽ عمى ، 3رخصا أم ناعما

ك قاؿ تعالى ،( 5الحج :ثـ يخرجكـ طفبل.") ،ـ مف عمقة ث ،ثـ مف نطفة ،الذم خمقكـ مف تراب .4(31أك الطفؿ الذم لـ يظيركا عمى عكرات النساء" )النكر: :" أيضا

شيءك مف مجمكع ما تقدـ يتضح لنا أف كممة الطفؿ في المغة العربية تعني الصغير مف كؿ لؾ ك كذ ،طفؿاإلنساف مف الميبلد إلى البمكغ يرفصغ ،حدث سكاء كاف إنساف أك حيكاف أك نبات أك

مغة ففي ال ،كر ك األنثى ك الفرد ك الجماعة ذك يطمؽ عمى ال ،طفؿ أكؿ الميؿ طفؿ ك أكؿ النيارأما مرحمة الطفكلة في المغة العربية فيي الفترة ،كاف صغيرا عمى كؿ مفكممة طفؿ تطمؽ العربية

.5الزمنية منذ لحظة الميبلد حتى مرحمة البمكغ

.16ص حسنيف المحمدم بكادم، المرجع السابؽ، - 1، جامعة ليمى جمعي، حماية الطفؿ، دراسة مقارنة بيف القانكف الجزائرم ك الشريعة اإلسبلمية، رسالة دكتكراه, -2

. 9ص، 2006،2005ية الحقكؽ، قسـ القانكف الخاص،كىراف، كم ،2007 ،مصر أثناء النزاعات المسمحة، دار النيضة العربية، الحماية الدكلية لؤلطفاؿمحمكد سعيد محمكد سعيد، -3

.10ص .17ص ،2008مصر، ، فاطمة شحاتة أحمد زيداف، تشريعات الطفكلة، دار الجامعة الجديدة لمنشر - 4 .16ص ، ، المرجع السابؽ سعيد حمكدةمنتصر - 5

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

11

اـــــــــــــــــــــثاني

التعريف العممي لمطفل

لمتعػػرؼ عمػػى الجكانػػب النفسػػية المختمفػػة مفيػػـك الطفػػؿ االجتمػػاعلقػػد تنػػاكؿ عممػػاء الػػنفس ك فييػػا الطفػػؿ إلػػى رعايػػة خػػبلؿ المرحمػػة التػػي يحتػػاج التػػي تحػػيط باإلنسػػاف أك بالكػػائف الحػػي بكجػػو عػػاـ

الظػركؼ االجتماعيػة ك النفسػية المبلئمػة حتػى ك اىتماـ كبير لكػي ينمػك ك يكبػر فػي إطػار مػف ،خاصةاسػية ياىـ بشػكؿ فعػاؿ ك مػؤثر فػي جكانػب الحيػاة السيصبح في النياية شاب أك رجػؿ متػزف ك سػكم يسػ

كمػػػف تػػػـ يسػػػاىـ بػػػدكره المنشػػػكد ك المػػػأمكؿ فػػػي نمػػػك ، ك االقتصػػػادية لػػػببلده ك االجتماعيػػػة ك الثقافيػػػة .1ك تقدـ البشرية جمعاء ك رفعة ىذه الببلد

ك االجتماع في بحكثيـ المتعمقة بالطفؿ بكصفو ك ذكر ك عادة ما يقتصر عمماء النفس" في حيف يعرفو آخركف بأنو ،إال أف بعضيـ قد عرفو بأنو" قكة تنمك كحركة تمضي إلى األماـ ،مميزاتو

أك االنساف مف مرحمة االجتناف إلى مرحمة ،يانفسيا ك اجتماع ،لكائف النامي الذم لـ ينضج بيكلكجياا .المراىقة"

ني أف المراىؽ ال يعتبر طفبل رغـ نضجو لـ يكتمؿ كمية ك ىك ما يؤكده محمد ك ىذا يعفالطفؿ "إف المراىؽ يعتبر عمى عتبة النضج ك الرجكلة" أما عمماء االجتماع مصطفى زيداف بقكلو:

. عندىـ ىك االنساف "مف الميبلد إلى انتياء مرحمة المراىقة"

الممتدة مف االجتناف إلى بداية المراىقة أك مف ك ال تعتبر الطفكلة سكاء كانت في المرحمةالميبلد إلى انتياء المراىقة مرحمة ك احدة بؿ مراحؿ متنكعة لكؿ منيا خصائصيا ك متطمباتيا

نفسيا ك اجتماعيا. ،فيزيكلكجيا ،بيكلكجيا

–يككف ك اجتماعيا ال ، نفسيا ،إال أف اعتبار الطفؿ عمى أنو اإلنساف الذم لـ ينضج بيكلكجيا عتبر فاصبل لدل عمماء النفس تك ،تنتيي عندىا مرحمة الطفكلة -دكف االرتباط بسف معينة

كتقدر ىذه السف كأقصى حد بخمس ،ك االجتماع بيف الطفؿ ك األشخاص البالغيف غير األسكياء .2عشرة سنة بعدىا ال يمكف اعتبار الشخص طفبل

17نفس المرجع، ص - 1 .10،11ص المرجع السابؽ، ليمى جمعي ، - 2

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

12

رع الثانيــــــــــالف

التعريف القانوني لمطفل

،إف الطفؿ ك فقا لمعظـ المعايير القانكنية الدكلية ىك كؿ إنساف لـ يتجاكز الثامنة عشرة سنة 1معظـ بمداف العالـ السف القانكنية لمرشد أك البمكغ بثمانية عشرة عاما. تكقد حدد

لي العاـ )أكال(تحت عنكاف ىذا الفرع تعريؼ الطفؿ في كبل مف القانكف الدك سنتناكؿليذا ك تعريفو في التشريع الجزائرم )ثانيا(.

أوال

تعريف الطفل في القانون الدولي العام

عمؽ المسألة كتفيـ اإلنسانية مصير في الطفؿ يمعبو الذم الدكر الدكلي المجتمع أدرؾ لقد الدكلي القانكف أشخاص مف شخصا كاعتبره اىتماـ أحسف بالطفؿ اىتـ ىذا أجؿ كمف كخطكرتيا،

2عنيا. كتدافع كتظيرىا حقكقو لتذيع كاالتفاقيات كالمكاثيؽ اإلعبلنات لو فسخر ،العاـ

عمى الرغـ مف أف مصطمح الطفؿ قد كرد في العديد مف الكثائؽ الدكلية ك اتفاقيات ك أنو غيرحقكؽ بإعبلفمركرا ك 1924بدءا مف إعبلف جنيؼ لحقكؽ الطفؿ عاـ ،ك إعبلنات حقكؽ اإلنساف

االتفاقيات المتعمقة بالقانكف الدكلي االنساني. إضافة إلى، 1959الطفؿ عاـ

كذلؾ لـ تحدد ، إال أف معظـ ىذه الكثائؽ لـ تحدد عمى كجو الدقة المقصكد بيذا المصطمح .أك نياية مرحمة الطفكلة ،معظميا سف الطفؿ

ك بحاجتو ،الدكلية اىتمت بالطفؿ جماعةالذىب البعض إلى القكؿ بأف ك في ىذا المعنى إلى الحماية دكف البحث عف تعريؼ مجرد لو يضع حدكدا فاصمة بينو ك بيف الطكائؼ البشرية التي ال

.3يصدؽ عمييا ىذا الكصؼ

حقكؽ الطفؿ بيف المكاثيؽ الدكلية ك قانكف العقكبات الجزائرم، دراسة مقارنة، دار الجامعة الجديدة، شييرة بكلحية، - 1

.13ص ،2011مصر،جامعة أبك بكر بمقايد القكانيف المغاربية لؤلسرة، دراسة مقارنة، رسالة دكتكراه،زكية حميدك، .مصمحة المحضكف في - 2

.44، ص 2005،2004، كمية الحقكؽ، قسـ القانكف الخاص، بتممساف 14ص محمكد سعيد محمكد سعيد ،المرجع السابؽ، - 3

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

13

ك ىذا ما سنكضحو مف خبلؿ التطرؽ إلى تعريؼ الطفؿ في كبل مف القانكف الدكلي اإلنساني ك القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف.

:تعريف الطفل في القانون الدولي اإلنساني -1

لقد ذىب البعض في مناسبات عديدة إلى أف القانكف الدكلي اإلنساني يعتبر أف الطفؿ ىك بؿ قيؿ بأنو سكؼ يككف مف المناقض لذلؾ الفرع ،الشخص الذم لـ يبمغ خمسة عشرة سنة مف العمر

الطفؿ ىك الشخص الذم لـ يبمغ الثامنة عشرة. مف القانكف اعتبار

ك ىك األمر الذم ،إال أنو مف المبلحظ أف القانكف الدكلي اإلنساني ال يتضمف أم تعريؼ لمطفؿ يمكف رده إلى غياب التفاىـ المشترؾ بيف المندكبيف خبلؿ المفاكضات المبكرة حكؿ حد السف الذم

يتعيف اعتماده

يـ جرل تعمد عدـ النص عمى سف محدد في مختمؼ الصككؾ نإجماع بيك مف أجؿ الكصكؿ إلى غير أنو سيككف مف الخطأ مع ذلؾ أف نستنتج أف القانكف الدكلي ، القانكنية لمقانكف الدكلي اإلنساني

إذ تجدر اإلشارة ،القائـ يحكؿ دكف اعتبار أشخاص تجاكزكا الخامسة عشرة مف العمر أطفاال اإلنسانيك ذلؾ ، الرابعة تستخدـ أعمارا مختمفة عند تكفيرىا لمحماية الخاصة لؤلطفاؿة جنيؼ إلى أف اتفاقي

فتتراكح القكاعد المتعمقة ،القانكف لتمبيتيا في السياقات المختمفة كفقا لبلحتياجات المحددة التي يسعىباألطفاؿ دكف مركرا ، الكالدة الذيف يدخمكف ضمف حاالت الحضانة بسف الطفؿ بيف الرضع حديثي

ك األطفاؿ دكف الثانية ، السابعة عشرة مف العمر في حاالت أكضاع الرعاية الطبية في المستشفياتعشرة في حاالت أكضاع حمؿ لكحات تحقيؽ اليكية إلمكاف التحقؽ مف ىكيتيـ في حالة اقترافيـ عف

كضاع الحصكؿ عمى الخامسة عشر في أ ك األطفاؿ دكف ، عائبلتيـ بسبب القصؼ أك الفرار مثبلإمدادات اإلغاثة ك المقكيات المخصصة لؤلطفاؿ دكف الثامنة عشرة في حاالت الحماية إزاء العمؿ

عقكبة اإلعداـ.ك اإلجبارم

ما يستخدـ يككف بكسعنا أف نبلحظ أنو عند ،لمنصكص القانكنية بشأف ىذه الحاالتعند تحميمنا كفيما يتصؿ بالمعاممة التفضيمية ، سة عشرة سنة مف العمرالقانكف عبارة مثؿ عبارة األطفاؿ دكف الخام

فإف ، سنة 18يستخدـ القانكف عبارات مثؿ األشخاص الذيف يقؿ عمرىـ عف ، لؤلطفاؿ فكؽ ىذا السفلكنيا ال تستبعد في المقابؿ ، سنة 18بكجكد أطفاؿ فكؽ ىذه الصياغة تتجنب إمكانية االستنتاج اعتبار األشخاص دكف ىذه السف أطفاال.

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

14

تتضمف حماية األشخاص 1977مف البرتكككؿ اإلضافي األكؿ لعاـ 77فإف ـ ،إضافة إلى ذلؾ ك عميو فإف اعتبار أف األطفاؿ ىـ ، سنة ك ىـ األشخاص الذيف تعتبرىـ أطفاال 18الذيف لـ يبمغكا

مف تـ غير متسؽ مع ركح ك ،نة مف العمر سيككف ضارا بمصالح الطفؿس 15فقط مف ىـ دكف .1القانكف الدكلي اإلنساني

تعريف الطفل في القانون الدولي لحقوق اإلنسان: -2

ألكؿ مرة في المكاثيؽ الدكلية المادة األكلى مف االتفاقية الدكلية لحقكؽ الطفؿ لسنة كضعت لقدكؿ شخص لـ يتجاكز عمره الثامنة عشرة ما لـ يبمغ سف الرشد قبؿ ذلؾ تعريفا لمطفؿ عمى أنو 1989

.2بمكجب القانكف المنطبؽ عميو

:تكافر شرطيف يستكجب االتفاقية، ىذه بمكجب محميا طفؿ اإلنساف العتبار بالتالي ك

دكلي معيار يعتبر الذم ىذا الشرط كيتضمف ،" عشرة الثامنة يتجاكز لـ" عبارة في األكؿ الشرط يكمف :أمريف االتفاقية قررتو

األمر كيكمف ،عشرة الثامنة سف إلى يصؿ لـ ما طفؿ اإلنساف في اعتبار األكؿ األمر يتمثؿ .الثامنة عشرة سف تجاكز أك كصؿ إذا طفبل يعتبر ال اإلنساف أف في المخالفة، الثاني بمفيـك

المنطبؽ القانكف بمكجب ذلؾ قبؿ الرشد سف يبمغ لـ ما" عبارة في الثاني الشرط كيتمثؿ قبؿ بمده لقانكف طبقا الرشد يبمغ سف لـ ما طفؿ الكطني، المعيار ىذا حسب اإلنساف، يعتبرإذ ،"عميو كفقان الرشد سف تجاكز أك بمغ إذا طفبلن اإلنساف يعتبر ال المخالفة، كبمفيـك ،عشرة الثامنة يتجاكز أف

بمده. في عميو المنطبؽ لمقانكف

أخذت المادة لكف، حدا عمى شرط كؿ إلى نحتكـ أف لنا كاف لك البساطة غاية في األمر إف الذم األكؿ الشرط تكافر يجب طفبل يعتبر لكي فاإلنساف ،ما نكعا األمر عقد ما كىك معا بالشرطيف

سف الرشد بمكغ عدـ ىك الذم الثاني الشرط تكافر أك دكلي كمعيار عشرة الثامف سف تجاكز عدـ ىك الشرط أف أم، طفبلن اعتبر لما الشرطيف يستكؼ لـ فإف ، األكؿ الشرط تكافر عدـ عند كطني كمعيار ."ذلؾ قبؿ" عشرة الثامنة اإلنساف تجاكز عدـ حالة في فقط ألكؿ يضاؼ لمشرط الثاني

ار األكاديمية لمطبع ك النشر أحمد سي عمي, حماية األشخاص ك األمكاؿ في القانكف الدكلي اإلنساني، د - 1

.166،165ص ، 2011،2010ك التكزيع، . 164نفس المرجع ، ص - 2

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

15

: أمكر ثبلثة نستنتج ىذا عمى كبناء

الرشد يبمغ سف كلـ عشرة الثامنة يتجاكز لـ إذا طفبلن يعتبر اإلنساف أف في يتمثؿ األكؿ األمر عشرة خمسة العمر مف إنساف يبمغ أماـ كنا فمك ،عشرة الثامنة يتجاكز أف قبؿ بمده قانكف بمكجب

.طفبلن اعتبرناه ،(سنة 16 ) بالسادسة عشرة الرشد سف بمده قانكف حدد كقد (سنة 15)

سف لكنو بمغ عشرة الثامنة يتجاكز لـ إذا طفبلن يعتبر ال اإلنساف أف في يتمثؿ الثاني كاألمر مف يبمغ إنساف في تجد مثاليا الحالة كىذه ،عشرة الثامنة يتجاكز أف قبؿ بمده قانكف بمكجب الرشد فيذا (سنة16 ) عشرة بالسادسة الرشد بمده سف في القانكف حدد كقد (سنة 17 ) عشرة سبعة العمر

.طفبلن يعتبر ال الشخص

أيا يعتبر طفؿ ال فإنو عشر الثامنة يتجاكز الذم الشخص في تفسيره يجد الثالث األمر أما أف يجب ال الذم (سنة 19 ) عشرة التاسعة ابف مع الحاؿ ىك كما الرشد لسف بمده قانكف تحديد كاف

الرشد. لسف بمده قانكف تحديد كاف أيا طفبل نعتبره

ينبغي كبالتالي الثامنة عشرة يتجاكز لـ الذم لمشخص بالنسبة الكطني المعيار إتباع يتعيف إذف .طفبلن الرشد سف يبمغ لـ مف اعتبار بينما يجب طفبلن بمده، لقانكف كفقان الرشد، سف بمغ مف اعتباره عدـ

عدـ كبالتالي المعيار الدكلي إتباع فيتعيف عشرة، الثامنة تجاكز أك بمغ الذم لئلنساف بالنسبة أما .بمده قانكف في الرشد سف حد كاف طفبلن أيا عشرة الثامنة سف تجاكز أك بمغ الذم الشخص اعتبار

االتفاقية أف إال الكطني القانكف عمى الدكلي القانكف سمك مف بالرغـ أنو جميا ىنا نبلحظ .عشرة الثامنة اإلنساف بمكغ عدـ حالة في الكطني بالمعيار أخذت

مختمؼ بيف التكفيؽ أجؿ مف معا كالكطني الدكلي بالمعياريف أخد النص ىذا أف الظاىر ك عدد أكبر مصادقة لضماف الكطنية االتفاقية كالتشريعات أحكاـ بيف التناقض كتفادم الدكلية االعتبارات

.االتفاقية ىذه عمى الدكؿ مف

ما مع تماشيا يعتبر طفبل لمف أقصى كحد عشرة الثامنة سف النص اكاضعك اعتمد جية فمف جية كمف ، طفبل عشرة الثامنة لـ يبمغ الذم الشخص تعتبر التي فرنسا مثؿ العالـ دكؿ معظـ قررتو يعتبر لمف أقصى كحد الكطنية في التشريعات عميو المنصكص الرشد سف االتفاقية اعتمدت أخرل فييا يصبح التي كاليند عشرة الثامنة مف أقؿ سف حددت التي الدكؿ قررتو ما مع تماشيا طفبل

.عشرة الخامسة سف قبؿ أحيانا الزكاج ببمكغو سف راشدا الشخص

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

16

ممكنة مدة ألطكؿ بالحماية التمتع مف الطفؿ تمكيف أجؿ مف رقر الدكلي المعيار أف يبدك كؿ دكلة. خصكصيات احتراـ أجؿ مف الكطني المعيار قرر بينما

حددت التي كالجزائرطفبل، الشخص العتبار عشرة الثامنة مف أكبر سف تحدد التي الدكؿ أما فصياغة ، راشدا العشريف سف يبمغ لـ فييا مف يعتبر ال التي الياباف كأ ، 1 عشرة بالتاسعة الرشد سف .إشكاؿ أم ليا تثير ال المادة ىذه

ال أف االتفاقية في طرؼ دكلة كؿ عمى يتعيف أنو ىك مضى ما كؿ مف يستخمص كالذم .2بسف أقؿ الرشد سف حددت إذا إال لمطفؿ عشرة الثامنة عف تقؿ سنا تحدد

اـــــــــــــــــــــــــثاني

تعريف الطفل في التشريع الجزائري

الكقكؼ بإمكانناإال أنو ، الطفؿ,ب المقصكدفي الحقيقة لـ يحدد المشرع الجزائرم بنص صريح عمى ذلؾ مف خبلؿ المادة األكلى مف االتفاقية الدكلية لحقكؽ الطفؿ ك استقراء بعض نصكص القانكف

.3الجزائرم التي ليا عبلقة بالمكضكع

ك ليذا سنحاكؿ تعريؼ الطفؿ كفقا لمتشريع الجزائرم ك ذلؾ بتحديدنا لمرحمة الطفكلة سكاء في حدىا األدنى أك األقصى.

لمرحمة الطفولة في التشريع الجزائري:الحد األدنى -1

ما كىذا ، الطفكلة لمرحمة أدنى كحد الجنينية المرحمة عمكمان الجزائرم التشريع اعتمد لقد .األدنى الحد ليذا تعرضت التي لمقكانيف تطرقنا خبلؿ مف سنبينو

العقكبات. كقانكف األسرة كقانكف المدني القانكف التكالي عمى كىي

مف القانكف المدني الجزائرم. 40طبقا لممادة - 12

.13،14ص ،المرجع السابؽ ،سميـ عميكة - .12المرجع السابؽ ص ،ليمى جمعي -3

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

17

المدني: القانون -ا

فقرتيا في تنص التي 25 ـ في الطفكلة مرحمة مف األدنى لمحد 1المدني القانكف لقد تعرض بالحقكؽ يتمتع بأنو الثانية الفقرة في بينما تقضي حيا كالدتو بتماـ اإلنساف شخصية بداية عمى األكلىف اشترطت جنينا يزاؿ ال كىك المدنية .حيا كالدتو كا

فترة بداية بأف النص، ىذا في المقررة المدنية بالحقكؽ اإلنساف تمتع بداية خبلؿ نستنتج مف الجنينية. المرحمة مف ابتداء محدد الطفكلة

األسرة: قانون -ب

التي مف المكاد العديد خبلؿ مف الطفكلة مرحمة مف األدنى لمحد 2 األسرة قانكف تعرض لقد في الحؽ لمجنيف أف القانكف ىذا في مثبلن فنجد ،ال قبك تستمـز ال التي الحقكؽ بعض لمجنيف تثبت الميراث في كالحؽ 41 ـ بمكجب ألبيو ينسب في أف كالحؽ يمييا كما 40 ـ بمكجب النسب إثبات

.209 ـ في اليبة في كالحؽ 127 ـ بمكجب الكصية في كالحؽ 128 ـ بمكجب

العقوبات: قانون -ج

الطفكلة باقي مراحؿ شأف شأنيا تماما محمية 3 العقكبات قانكف في الجنينية المرحمة تعتبر جرمان اإلجياض تعتبر التي 310ك 309,308,306,304,301 المكاد خبلؿ مف كذلؾ األخرل عميو. يعاقب

.العقكبات قانكف فيالطفكلة لمرحمة األدنى الحد ىي الجنينية المرحمة أف نستنتج ىذا عمى بناء

1

لمعدؿ ا1975 أيمكؿ/سبتمبر 26 ؿ المكافؽ 1395 رمضاف 20 في المؤرخ 58 -75 رقـ األمر بمكجب الصادر - .2007مام 13المؤرخ في 05-07القانكف بمكجب

كالمعدؿ 1984 حزيراف/يكنيك/جكاف 9 ؿ المكافؽ 1404 رمضاف 9 في مؤرخ 11 84 قانكف بمكجب الصادر - 2 .09-05بمكجب األمر التشريعي رقـ 2005مام 4بتاريخ

المعدؿ 1966يكنيك)جكاف( 8 المكافؽ 1386 عاـ صفر 18 في المؤرخ 156 -66 رقـ األمر بمكجب الصادر - 3 .2009فيفرم 25المؤرخ في 01-09بمكجب القانكف رقـ

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

18

الطفولة في التشريع الجزائري: لمرحمة األقصى الحد-2

خركج سف فإف ،المرحمة الجنينية منذ الجزائرم، التشريع حسب تبدأ، الطفكلة مرحمة كانت إذا كالرشد سنة 18 ب المحدد الجزائي كالرشد الرشد السياسي سف بيف تتأرجح الطفكلة دائرة مف اإلنساف سنة كالرشد 19 ب المحدد الجيش في التجنيد كسف (الزكاج أم أىمية) األسرم كالرشد المدني

.بالحماية لمتمتع حد أقصى كىك سنة 21 ب المحدد االجتماعي

كىي ،األقصى الحد ليذا تعرضت التي القكانيف لنصكص عرضنا خبلؿ مف سنبينو ما كىذا الجزائية اإلجراءات التجنيد كقانكف كقانكف العقكبات كقانكف األسرة كقانكف المدني القانكف التكالي عمى

.الشباب حماية كالمراىقة كقانكف الطفكلة حماية كقانكف االنتخابات كقانكف

المدني: القانون -ا

كبذلؾ، لمرشد المدني سنان عشرة التاسعة سف األربعكف مادتو في المدني القانكف يعتبر .المدنية حقكقو لمباشرة أىبلن ليس السف ىذه يبمغ لـ الذم فالشخص

المدني في القانكف الطفكلة مرحمة مف الخركج سف بأف المادة ىذه نص قراءة نستخمص مف .عشرة التاسعة سف ىك الجزائرم

األسرة: قانون -ب

سف السابعة مادتو في األسرة لقانكف كالمتمـ المعدؿ 09-05 التشريعي رقـ األمر حددلقد أىمية مع تتكافؽ سنة عشرةبتسعة المحددة الزكاج أىمية فأصبحت ، كالمرأة الرجؿ مف لكؿ الزكاج .المدنية الحقكؽ مباشرة

.عشرة التاسعة محدد بسف األسرة قانكف في الطفكلة لمرحمة األقصى الحد أف نستنتج ىذا مف

العقوبات: قانون -ج

الثامنة سف يبمغ الذم الشخص أف عمى 51 إلى 47 مف المكاد في العقكبات قانكف ينص العامة لؤلحكاـ كيخضع بغيره أفعالو الضارة عف الجنائية المسؤكلية مكضع يككف كاممة سنة عشرة مددت قد نفسو القانكف مف 342 المادة أف إال ، إدراكو كاختياره الكتماؿ العقكبات قانكف في الكاردة جريمة في عميو المجني كضع في يككف عندما سنة عشرة التاسعة سف يبمغ لـ الذم اإلنساف حماية

.األخبلؽ فساد ك الفسؽ عمى التحريض

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

19

أفعاؿ يرتكب عندما طفبل يعتبر ال سنة عشرة الثامنة ابف أف المكاد ىذه نصكص مف يفيـ تحديد يعسر كبيذا ،الفسؽ عمى حيف يحرض عشرة التاسعة سف يبمغ لـ ما "طفبلن " كذلؾ كيعد مجرمة

عشرة. التاسعة سف أـ عشرة الثامنة سف ىك ىؿ العقكبات قانكف في الطفكلة مف الخركج سف

:الجزائري الجيش في التجنيد قانون -د

.سنة عشرة بالتاسعة التجنيد سف 1 الجيش الجزائرم في التجنيد قانكف لقد حدد

في التجنيد قانكف في لمرحمة الطفكلة األقصى الحد عشرة التاسعة سف يعتبر النص، ىذا عمى ابناء .الجيش

:الجزائية اإلجراءات قانون -ذ

الرشد لسف بالغا عشر، الثامنة تماـ بمغ مف 442 المادة في 2 الجزائية اإلجراءات قانكف يعتبر .الجزائي

.زمرة األطفاؿ مف خارج العمر ىذا بمغ مف اعتبار يجب النص، ىذا بمكجب

االنتخابات: قانون -ر

عشرة ثماني العمر مف بمغ جزائرم كؿ يعتبر ،3االنتخابات قانكف مف الخامسة لممادة طبقان .ناخبا سنة

.السف ىذا ببمكغ تنتيي الطفكلة أف المادة ىذه نص مف نستشؼ

والمراهقة: الطفولة حماية قانون -ز

يكممكا لـ القصر الذيف" أف عمى 4 كالمراىقة الطفكلة حماية قانكف مف األكلى المادة تنص أك حياتيـ كضع يككف أك لمخطر، تربيتيـ عرضة أك كأخبلقيـ صحتيـ كتككف عاما، كالعشريف الكاحد .التربكية" المساعدة ك الحماية لتدابير إخضاعيـ يمكف بمستقبميـ، مضرا سمككيـ

ك المعدؿ 1966 جكاف/يكنيك 8 ؿ المكافؽ 1386 صفر 18 في المؤرخ 155 -66 رقـ األمر بمكجب الصادر - 1

.3792نكفمبر 33المؤرخ في 301-74األمر رقـ بمكجب2

المعدؿ ك 1966 جكاف/يكنيك 8 ؿ المكافؽ 1386 صفر 18 في المؤرخ 155 -66 رقـ األمر بمكجب الصادر - .2006ديسمبر 24المؤرخ في 22-06بمكجب القانكف رقـ

3 .1997مارس 6المكافؽ ؿ 1417شكاؿ 27المؤرخ في 07-97 رقـ األمر بمكجب الصادر - 4

1972-02-10 في المؤرخ 72 -03التشريعي رقـ األمر بمكجب الصادر-

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

20

.ك العشريف الكاحد سف ىك لمطفكلة األعمى الحد بأف المادة ىذه نص مف نستنتج

الشباب: حماية قانون -س

حدثا. العمر مف عشرة الثامنة يبمغ لـ مف األكلى، مادتو في 1 الشباب حماية قانكف يعتبر

األقصى الحد ىك الثامنة عشرة سف أف عمى داللتو في تكضيح إلى يحتاج ال المادة ىذه نص إف .لمطفكلة

المرحمة الجزائرم منذ التشريع حسب تبدأ، الطفكلة مرحمة كانت إذا بأنو نقكؿ األخير في الجزائي كالرشد السياسي الرشد سف بيف تتأرجح الطفكلة دائرة مف اإلنساف خركج سف فإف، الجنينية الجيش في التجنيد كسف - الزكاج أىمية أم - كالرشد األسرم المدني كالرشد سنة 18 ب المحدد .بالحماية لمتمتع حد أقصى كىك سنة 21 ب المحدد االجتماعي كالرشد سنة 19 ب المحدد

المطمب الثاني

تعريف التجنيد و األطفال الجنود

عميـ ضحايا في جميع الحاالت أثناء النزاعات المسمحة مف نكاحي عديدة تجيعاني األطفاؿ أذل جسماني القتالية لما يمحؽ بيـ مف ك عمى جميع المستكيات، فيـ ضحايا مباشريف لؤلعماؿ

إذ يعتبر األطفاؿ أكثر عرضة لمتأثر فيـ األكثر تعرضا لؤلخطار الناتجة عف الحركب، ك معنكم،السمبي بالنزاعات المسمحة ككنيـ يندمجكف بسيكلة في التجنيد الطكعي لما ليذا العمؿ مف تأثير عمييـ

أك بسبب التأثير سكاء نتيجة الحاجة الخاصة كالفقر التي تدفعيـ إلى االنخراط في القكات المسمحة أك لجمب الماؿ ر االنتقاـ أك التحر المعنكم كالتأثر بالزم العسكرم ك بأىداؼ القتاؿ مف أجؿ

إف ىذه األسباب تؤدم إلى تكسع دائرة ضحايا النزاعات المسمحة ك الرجكلة،أك اإلحساس بالمسؤكلية .2بالنسبة لؤلطفاؿ نتيجة انخراطيـ ك تجنيدىـ في القكات المسمحة

1

1975-09-26المؤرخ في 75/65رقـ األمر بمكجب الصادر - جامعة نعيمة عميمر، الطفؿ أثناء النزاعات المسمحة، المجمة الجزائرية لمعمـك القانكنية ك االقتصادية ك السياسية، - 2

.311ص ،0030جكاف 00، 0030-00،الجزائر، العدد:كمية الحقكؽ الجزائر،

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

21

اذك ك )الفرع األكؿ( ليذا سنقؼ في ىذا الجزء مف الدراسة عمى تحديد المقصكد بالتجنيد .) الفرع الثاني(المقصكد باألطفاؿ الجنكد

الفرع األول

دــــــــيــــــــــــود بالتجنــــــــــــــالمقص

جنيد مف تجنيد أنكاع الت ذكرك كذا أكال( )متجنيد فرع إلى تحديد تعريؼ لفي ىذا ال سنتطرؽ إلزامي ك طكعي ك تجنيد مباشر ك غير مباشر في الحركب ) ثانيا(.

أوال

التجنيد تعريف

، ، ك جند الجنكد أم جمعيايقصد بالتجنيد عمكما اختيار أفراد لشغؿ أدكار مف نسؽ اجتماعي ما، فينبغي ت المعارضة أك المجاميع المقاتمةأك قكا 1ك يككف إما في القكات المسمحة النظامية "الحككمية"كؿ تجنيد فعمي ال يتضمف أم رسميات، كذلؾ ىك أال يفيـ التجنيد عمى أنو التجنيد الرسمي فقط بؿ

في ف صفكؼ القكات أك الجماعات المسمحة،في ىك أف يككف الطفؿ "ماديا" في التجنيد فالجانب الميـالقكات المسمحة إقميـ"عبارة يفيـ مف ( مف البرتكككؿ الثاني الممحؽ باتفاقيات جنيؼ1-1المادة )نص

كؿ القكات المسمحة بما فييا القكات التي قد ال يطمؽ عمييا في إطار بعض ،كطرؼ متعاقد ساـ" النظـ الكطنية "قكات نظامية" ك التي تشكؿ كفؽ التشريع الكطني .

اـــــــــــــثاني

واع التجنيدــــــــــــــــــــــأن

إما إلزاميا أك طكعيا ك إما مباشرا أك غير مباشر ك ذلؾ إف التجنيد في القكات المسمحة يككف ما سنحاكؿ تكضيحو فيمايمي:

الذيف يخضعكف إلى القكات المسمحة الحككمية "الحككمية" جميع األشخاص يقصد بأفراد القكات المسمحة النظامية - 1

ك ألكامرىا.

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

22

التجنيد اإللزامي و الطوعي: -ا

أك المكمؼ بالخدمة العسكرية اإللزامية فالمجند إلزاميا ،1إف التجنيد يككف إما إلزاميا أك طكعياىك الذم تفرض عميو الدكلة التي يحمؿ جنسيتيا ك الذم ىك أحد مكاطنييا فريضة تسمى "فريضة

الدـ" عند بمكغو سنا معينة، ك يمـز بأدائيا لمدة معينة ك يترؾ الخدمة بعد انتيائيا.

دتو بحيث تككف الخدمة أما المتطكع فيقصد بو مف تطكع لمخدمة العسكرية بمحض إراأفراد القكات ك المكرد الرئيسي في معيشتو، ك ىؤالء ال يطمؽ عمييـ " العسكرية بالنسبة لو مينة

ك ىناؾ ما يسمى" بأفراد القكات المتطكعة" ك ىـ مجمكعة مف المقاتميف تدربكا عمى ،النظامية" يطمؽ عمييـ أيضا "الميميشات "تحت إشراؼ الدكلة ك استخداـ السبلح ك القياـ بأعماؿ اإلغاثة

ك ىؤالء يتطكعكف لمقتاؿ إلى جانب أفراد قكات دكلتيـ الرسمية. أك " الجيش الشعبي"

التجنيد المباشر و غير المباشر: -ب

يككف بحسب القانكف الدكلي -الداخمية-األطفاؿ في النزاعات المسمحة غير الدكليةإف اشتراؾ فعمي أك اشتراؾ غير مباشر في األعماؿ العدائية.بنكعيف إما اشتراؾ مباشر

تنطكم عمى عبلقة سببية مباشرة بيف النشاط الذم فالمشاركة المباشرة في األعماؿ العدائية ك في الكقت الذم يباشر فيو ىذا النشاط ك حيثما يباشر ك الضربات التي يصاب بيا العدك

طابعيا أك ىدفيا إصابة أفراد القكات دؼ حربية التي يستييباشر، كيقصد مف ذلؾ األعماؿ ال معداتيا بصكرة مممكسة.ك المسمحة لمخصـ

أما المشاركة غير المباشرة فيي كؿ األعماؿ خبلفا لما دكر في المشاركة المباشرة كالبحث 2عف المعمكمات العسكرية ك تبميغيا ك نقؿ األسمحة ك التمكيف ك ما شابو ذلؾ.

بسيكلة مف حيث إف كممة التجنيد تشمؿ التجنيد اإلجبارم أك اإللزامي ك التطكعي االختيارم ىذا أمر يمكف فيمو - 1أنو بالرغـ مف الطابع االختيارم لمتطكع فإف فعؿ التجنيد الرسمي ثـ اإلدماج في القكات أك الجماعات المسمحة يظبلف

بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع أمرا ضركريا ك أف ىذا الفعؿ بالتحديد ىك ما يحظره القانكف الدكلي االنساني : .334السابؽ، ص

(337-335المرجع، ص)نفس - 2

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

23

رع الثانيــــــــــــــــــالف

نودـــــــال الجــــــــــــالمقصود باألطف

عمى الفتياف فقط بؿ الكثير مف لـ تعد مقصكرة إف ظاىرة استخداـ األطفاؿ في الحركب إلى تعريؼ التطرؽ الفتيات تـ الزج بيـ داخؿ ىذه الصرعات ليذا كاف لزاما عمينا في ىذا الفرع

الفتيات المجندات.التعرض لمشكمة ثـ األطفاؿ الجنكد

أوال

الجنود األطفال تعريف

مبادئ استنجدنا بتعريؼ فمقد كليذا "األطفاؿ الجنكد" يعرؼ ال اإلنساني الدكلي القانكف إف لـ شخص كؿ" بأنو الجندم الطفؿ يعرؼ كالذم لمطفكلة المتحدة األمـ منظمة اعتمدتو الذم الكاب النظامية المسمحة الجماعات في أك ةيالحككم المسمحةالقكات في كعضك سنة 18 عمره يتجاكز

1."المسمح الصراع مف حالة تكف لـ أك ىناؾ كانت سكاء القكات مرتبط بتمؾ أك النظامية، غير أك

ينطبؽ إذ مباشرة غير أك مباشرة كانت سكاء كالمشاركة السف عمى أساسا التعريؼ ىذا يعتمد كلكف العدائية، األعماؿ في المشاركة باألسمحة فقط ليس متنكعة مياـ يؤدكف الذيف األطفاؿ عمى يجرم الذيف حتى أك كالطبخ كاالستطبلع التجسس، كمياـ كالمتفجرات، األرضية األلغاـ زرع أيضا

.أخرل جنسية لغايات أك يستغمكف جنسيا استعبادىـ

أعمارىـ تتجاكز لـ األشخاص الذيف" بأنيـ األطفاؿ الجنكد مصطمح األكربية المفكضية تعرؼ كما 2."المسمح العسكرم الصراع في مباشر غير أك مباشر بشكؿ شارككا أف كسبؽ سنة 18

1 - Les Principes du Cap adoptés par l’UNICEF définissent un enfant soldat comme toute personne

âgée de moins de dix-huit ans qui est membre de forces armées gouvernementales ou d’un groupe armé

régulier ou irrégulier ou qui est associé à ces forces, qu’il y ait ou non une situation de conflit armé.

2 .90سميـ عميكة ، المرجع السابؽ ، ص -

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

24

اـــــــــــــــــــــــثاني

المجندات الفتيات مشكمة

في الصراعات المشاركيف األطفاؿ بيف مف "المرئيات غير الفتيات" عف نسمع ما كثيران المتحاربة األطراؼ ما تعترؼ نادرا األطفاؿ، الجنكد ثمث يمثمف المكاتي الفتيات، ألف المسمحة فتاة مجندة. 000 120 اليكـ عددىف تجاكز كقد ،بكجكدىف

األسمحة مباشرا بانتشار ارتباطا المجندات الفتيات ىذه عدد في اليائمة الزيادة كترتبط .التجنيد إلى منيف الكثير يدفع الحياة قيد عمى البقاء أف كما ، الصغيرة

صعكبة الظركؼ أك الصراع أثناء المعمـ األمف انعداـ إلى التجنيد ىذا سبب كيعكد كاالحتراـ، يكسب االعتراؼ الذم االجتماعي، المركز جاذبية أف كما ، كاالجتماعية االقتصادية

مف ىركبان المقاتميف إلى االنضماـ تقرر بعضيف أف بؿ الصغيرات، الفتيات بعض يحفز أف يمكف .مجتمعاتيف في عمييف تقتصر التي كالتبعية كضعية اإلقصاء مف لمخركج أك العائمي العنؼ

بدكف ليا ينبغي التصدم حقيقية مشكمة المسمحة النزاعات في المشاركات الفتيات مشكمة إذف بيذا المتعمقة القانكنية لمنصكص فالمتفحص ، أبعادىا يتناكؿ لـ الدكلي القانكف ألف إبطاء

الجنديات الفتيات لحماية تتطرؽ لـ الصمة القانكنية ذات الصككؾ بأف جميان لو يظير المكضكع، 1.األطفاؿ فئة إلى القانكنية مف الناحية ينتميف فيف مستقمة بصكرة

حماية القانكنية ليف مف التجنيد في الفصؿ المكالي مف دراسة نتناكؿ دراسة ال سكؼ كلذلؾ لؤلطفاؿ مف التجنيد في الحركب الداخمية. المخصصة الحماية ضمف

ث الثانيــــــــــالمبح

ماهية الحروب الداخمية مع انييار العديد مف الدكؿ ك ركاج تجارة األسمحة مطمقة العناف، أصبحت الحركب الداخمية

ىا في أكاخر القرف العشريف ساحات لفقداف اآلماؿ ك الطمأنينة اإلنسانية، ففي قارة إفريقيا ك حد، كانت أكثرىا داخمية ، ك كانت 1997كقعت أكثر مف ثبلثيف حربا لتعصؼ بتمؾ القارة منذ عاـ

.90سميـ عميكة، المرجع السابؽ، ص - 1

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

25

، ك في كاحدة مف أكثر 1996ىذه الحركب مسؤكلة عف مقتؿ ما يزيد عف نصؼ الكفيات في عاـ 1، بربع مميكف طفؿ.1994المآسي اإلنسانية ىكال، قدر عدد األطفاؿ الديف ذبحكا في ركاندا عاـ

ك التي قامت -الداخمية-مع تزايد انتشار ىده المجمكعة الكبيرة مف النزاعات غير الدكليةك معظميا عمى أساس قكمي أك ديني أك قبمي، سيؿ التأثير عمى األطفاؿ ك إجبارىـ عمى االنخراط

بحيث أصبحت مشاىدة األطفاؿ مدججيف باألسمحة في ،2أعماؿ القتاؿ ك التخريب ك التجسس في، كاف لزاما عمينا في ىده الدراسة الكقكؼ عمى ماىية ى ه ذمسارح ىده النزاعات مألكفة اليـك

الحركب التي عرفت انتشار كاسع النظير في الكقت الراىف.

األولالمطمب

الحروب الداخمية تعريف

ك ىي تمؾ المنازعات التي الدكلية يطمؽ عمى الحركب الداخمية المنازعات المسمحة غير ليست ليا صفة الدكلية ، ك التي تحدث داخؿ الدكلة مف دكف أف تتضمف عنصرا أجنبيا، ك تمثؿ المنازعات الداخمية إحدل السمات المشتركة لمعديد مف النزاعات في منقمب القرف الحادم

ك الثقافية ك السياسية، لتحريض ك العشريف مستغمة االختبلفات العنصرية ك العرقية ك الدينيةطائفة ضد أخرل، ك في مثؿ ىذه الظركؼ يرجح أف يستخدـ العنؼ ضد المدنييف بشكؿ خاص

.3كسبلح لمحرب

ك خصكصا فئة األطفاؿ منيـ، إذ كثيرا ما يضطر األطفاؿ إلى االلتحاؽ بالحركب الداخمية ليذا سنتعرض إلى تحديد تعريؼ ىذه ك التي أصبحت تشكؿ مسرحا لتجنيد ىؤالء األبرياء،

.الحركب سكاء بالمنظكر الفقيي )الفرع األكؿ( أك القانكني )الفرع الثاني(

1

،2011،1فضيؿ طبلفحة، حماية األطفاؿ في القانكف الدكلي اإلنساني، دار الثقافة لمنشر ك التكزيع، األردف، ط - .89،88ص

.111نفس المرجع - 2جرائـ الحرب كجرائـ العدكاف، دار الثقافة لمنشر كالتكزيع، ، 2سكعة القانكف الدكلي الجنائيسييؿ حسيف الفتبلكم، مك - 3

. 28ص، 2011، 1ط األردف،

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

26

رع األولـــــــــــــــالف

التعريف الفقهي لمحروب الداخمية

إف تحديد المقصكد بالحركب الداخمية ليس أمرا سيبل، ك يعد مف المسائؿ البالغة الدقة ك لذلؾ لـ يتفؽ الفقياء عمى تعريؼ جامع مانع ليا ك غمكض ىذا االصطبلح ك الصعكبة ،

السياسية لكؿ فقيو أدل إلى تعدد األساليب المتبعة لمكصكؿ إلى تعريؼ كاحد ك ارتباطو بالخمفية ك محدد ليا.

يشمؿ كافة صكر لاالصطبلح ك ظير بذلؾ اتجاىاف رئيسياف، اتجاه شمكلي يحاكؿ بسط ىذاضد الحككمة القائمة )أكال( ك اتجاه حصرم يضيؽ مفيكميا بصكرة يخرج فييا عف ىذا التمرد

.المفيـك طكائؼ مف التمرد يصعب استبعادىا عف مدلكؿ النزاع غير الدكلي )ثانيا(

أوال

المدلول الشمولي الموسع

في إبراز اتجاىيـ المكسع عند تحميميـ لمعبارة لقد كجد أنصار ىذا المدلكؿ فرصتيـ السانحة الثالثة المشتركة بيف اتفاقيات جنيؼ األربعة حيث ذىب العامة غير الكاضحة التي تضمنتيا المادة ه النزاعات إلى تبني التفسير الكاسع ليذالمكضكع ليذا الدكتكر صبلح الديف عامر في دراستو

تعد بمثابة النكاة التفاقيات حماية ضحايا الحرب ك التي اإلنسانية التي مبررا مكقفو بأف فكرة التفسير الكاسع ك تركت كجدت التعبير عنيا في صيغة دم مارتنز الشييرة تؤدم إلى األخذ بذلؾ

كال شؾ في منطقية ىذا التحميؿ نظرا ،لتحدد فييا الحاجة الدكلية عبارة النزاع المسمح غير الدكليحصرىا ك لذلؾ فإف يصعب الدكلي في تطكر مستمر ك لو أشكاؿ متعددةألف النزاع المسمح غير

استيعاب األنكاع الجديدة التي تزىر مستقببل عمى الساحة كضع تعريؼ محدد ليا يقؼ قاصرا عمىىذه العبارة خاضعة بصفة مستمرة لتفسيرات أعضاء الدكلية ك عميو فمف المستحسف أف تبقى

شريطة أف يغمب ىؤالء االعتبارات اإلنسانية عمى رات الحاصمة فيو الجماعة الدكلية لتكاكب التطك بينتك بدكره ك ىك في صدد تعميقو عمى محاكلة يذىبالحربية في تعريفاتيـ ك مقتضيات الضركرةلمنزاع المسمح غير الدكلي بأنو ينصرؼ إلى كؿ نزاع لكضع تعريؼ 1962لجنة الخبراء لعاـ

مف التنظيـ ك مف غير أف يككف ضركريا تتطمب األمكر التالية جماعي ك حد أدنىيتميز بطابع اعتبار معنى النزاع يستكلي المتمردكف عمى جزء مف اإلقميـ، ك بذلؾ يمكف مدة النزاع أك أف

المسمح غير الدكلي أكثر اتساعا مف مفيـك الحرب األىمية.

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

27

اـــــــــــــــــــــــــــــثاني

المدلول الحصري المضيق

إلى مسايرة العمؿ الدكلي كحصر اصطبلح النزاعات يذىب أنصار ىذا المدلكؿ المضيؽ في صكرة بعينيا مف صكر التمرد التي عدت األكثر عنفا بينيما جميعا المسمحة غير الدكلية

ك نقصد بذلؾ الحرب األىمية في معناىا الدقيؽ ك قد عرفيا البعض بأنيا كؿ كفاح مسمح ينشب أك إنشاء دكلة جديدة عف طريؽ عمى السمطة في الدكلة االستيبلءداخؿ حدكد دكلة ما، يسعى إلى

االنفصاؿ، ك قد أخد عمى ىدا التعريؼ أنو يغطي الحرب األىمية دكف أف يشمؿ باقي صكر أف ىذا التصكر ك التي ال تقبؿ ضراكة عنيا ك الكاقع ات المسمحة غير الدكلية األخرلاعالنز

العمؿ أكده ك الضيؽ لمنزاعات المسمحة غير الدكلية الذم أيده كثير مف الفقو الدكلي المعاصر

الدكلي مف خبلؿ قانكف جنيؼ تنقصو الكثير مف الدقة ك المكضكعية ذلؾ أف االصطبلح فمف غير المنطقي أكسع في مفيكمو ك داللتو مف الحرب األىمية التي ىي صكرة مف صكره

تعريؼ الكؿ بالجزء ك يظير ذلؾ مف تعريؼ الحرب األىمية حيث عرفيا البعض بأنيا العمميات في إطار دكلة كاحدة ك تكجد عندما يمجأ طرفاف متضاداف إلى السبلح داخؿ تجرلالعدائية التي

تقـك نسبة كبيرة مف المكاطنيف في الدكلة بحمؿ الدكلة بغرض الكصكؿ إلى السمطة فييا أك عندماإحدل صكر النزاعات السبلح ضد الحككمة الشرعية ، ك يتضح مف ذلؾ أف الحرب األىمية

إذ بمناسبتيا يبمغ ذركتو ك تتحمؿ مقتضيات يس مرادفا ليا ك أكثرىا عنفا المسمحة غير الدكلية ك لالكحدة الكطنية لقياـ مكاجيات بيف الجماعات المتمردة فيما بينيا أك ضد الحككمة القائمة بيدؼ

إلى السمطة أك إحداث تغيرات سياسية ك اجتماعية أك االنفصاؿ بشطر مف إقميـ الدكلة الكصكؿة جديدة، ك عمى ذلؾ ينبغي التمييز بيف الحركب األىمية ك حركب التحرر الكطني، دكلك تككيف

الحركب األىمية إلى أف تـ تدكيؿ حيث كادت تعد حركب التحرير الكطني لفترة طكيمة مف قبيؿ بحماية ضحايا في األكؿ التفاقيات جنيؼ ك الخاصاإلضاىذه النزاعات بمقتضى البرتكككؿ

الذم أضفى عمييا الصفة الدكلية كما يستتبع ذلؾ مف 1977الدكلية لعاـ النزاعات المسمحة أما الحرب األىمية فيي صكرة مف صكر النزاعات تطبيؽ جممة مف أحكاـ القانكف الدكلي اإلنساني

يضيؼ البعض مف الفقو الدكلي حالة ثالثة مف حاالت النزاع المسمح المسمحة غير الدكليةزاعات المسمحة المختمطة أك المدكلة ك ىي تمؾ النزاعات المسمحة غير الدكلية ك يطمؽ عمييا الن

أك دكؿ أخرل. المقترنة بالتدخؿ العسكرم األجنبي مف جانب دكلة

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

28

عمى تمؾ بينما يرل البعض أف مف المتعيف إطبلؽ كصؼ النزاعات المسمحة بيف الدكؿالنزاعات التي كانت تكصؼ بأنيا دكلية بينما يتعيف إطبلؽ كصؼ النزاعات المسمحة الداخمية

أما الطائفة الجديدة التي تتميز بخاصيتيف أحدىما سمبية عمى النزاعات غير ذات الطابع الدكليطابعا دكليا ك أىـ ك لكنيا تتخذفيي النزاعات المسمحة التي ليست بيف الدكؿ ك األخرل إيجابية

صكر ىذه الطائفة الجديدة ىي حركب التحرير الكطني ضد سمطاف االستعمار أك الحكـ األجنبي ينظر إلييا بكصفيا حركب أىمية كال تطبؽ عمييا قكانيف تمؾ الحركب التي كاف الفقو الدكلي

د حدث تحكؿ في كصفياإال حيف يحصؿ االعتراؼ لمثكار بكصؼ المحاربيف ك قك أعراؼ الحرب

القانكني بعد أف أصبحت غالبية الدكؿ أشخاص الجماعة الدكلية تنظر إلى الصراع مف أجاؿ في العديد مف تكصيات التحرير الكطني بكصفو مشركعا دكليا ك قد جرل التعبير عف ذلؾ

النزاعات كصفيا الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة كمف ىنا لـ يعد مف المناسب النظر إلى مثؿ تمؾ نزاعات داخمية بؿ بات مف المتعيف النظر إلييا بكصفيا نزاعات ذات طابع دكلي ك لكنيا تدكر

1بيف دكلة قائمة ك دكلة في طريقيا لمنشكء.

رع الثانيـــــــــــــــــــــالف

التعريف القانوني لمحروب الداخمية

يتسـ لي، ك يعكد ذلؾ إلى ككنيا صراعالقد ظمت الحركب الداخمية طكيبل خارج القانكف الدك لحكـ القانكف الداخمي.بالقكة بيف الحككمة ك المتمرديف أك الثكار مما يخضع

غير أف ىذا الصراع المسمح بيف القكات الحككمية الشرعية ك قكات المتمرديف أك الثكار بيدؼ بصفة المحاربيف، عندئذ تعتبر االستيبلء عمى السمطة، إذا حدث اعتراؼ ألحد الفريقيف المتنازعيف

2.الحرب الداخمية حربا في مفيـك القانكف الدكلي

ك لقد كضع تعريؼ لمحركب الداخمية في القانكف الدكلي تبنتو كبل مف اتفاقيات جنيؼ )أكال( ك البرتكككؿ االضافي الثاني)ثانيا(.

لمسمحة، دراسة مقارنة بيف الفقو عبد العزيز مندكه، عبد العزيز أبكخزيمة ،الحماية الدكلية لؤلطفاؿ أثناء النزاعات ا - 1

(.73 -70ص) ،2010، 1اإلسبلمي ك القانكف الدكلي العاـ، دار الفكر الجامعي ، مصر ، ط ،أىـ قكاعده، دار الجامعة الجديدةعصاـ عبد الفتاح مطر، القانكف الدكلي االنساني، مصادره، مبادئو ك -2

.11ص ،2008مصر،

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

29

أوال

التعريف القانوني في اتفاقيات جنيف

إخضاع النزاع غير الدكلي إلى الحد 1949ابراـ اتفاقيات جنيؼ األربع لعاـ لقد كاف مؤدل لثة المشتركة بيف ىذه األدنى مف مقتضيات االنسانية بقكة القانكف ك بمقتضى أحكاـ المادة الثا

االتفاقيات.

ك الذم في جممتيا األكلى عبارة "النزاع المسمح الذم ليس لو طابع دكلي" 3ك لقد أكردت ـ ع عمى أراضي أحد األطراؼ السامية المتعاقدة ك لـ تضع تعريفا لمنزاع المسمح غير الدكلي بؿ يق

مف ككنو ظاىرة مكضكعية، ك لكف يمكننا القكؿ ك بإيجاز أنو استقر عمى تعريفيا انطمقت أك بعض بأنيا تمؾ النزاعات التي تخكض فييا القكات المسمحة لدكلة ما مكاجية مسمحة مع فئة

الفئات في ترابيا الكطني.

تحديد 1949في المؤتمر الدبمكماسي عاـ ك لقد حاكؿ العديد مف مندكبي الدكؿ المشاركة ك لكف بالنزاع غير الدكلي إلدراجيا في تعريؼ محدد، بعض العناصر ك المعايير الخاصة

ممادة جاءت خالية مف ىذا التعريؼ.الصيغة النيائية ل

عدة كرد في شرح تمؾ المادة الصادر عف المجنة الدكلية لمصميب األحمرك مع ذلؾ فقد بشأف التكييؼ 1949التي أتيرت أثناء المؤتمر عاـ المداكالتتمؾ معايير أخدت في االعتبار .القانكني لمنزاع غير الدكلي

القكاعد ك أخيرا نشير إلى أف الفقرة الرابعة مف المادة الثالثة نصت صراحة عمى أف تطبيؽ ال يؤثر بأم حاؿ عمى الكضع القانكني ألطراؼ االنسانية في النزاعات المسمحة غير الدكلية

القاعدة القديمة القاضية باحتراـ سيادة الدكلة التي يقع النزاع النزاع، ك نجد بالتالي إعادة تأكيدخمسينيات ك حتى منذ الحركب الداخمية لجميع ال ك رغـ أىمية ىذا ك مكاكبتو .عمى أراضييا

لتغطية جميع الجكانب االنسانية لتمؾ النزاعات ك لذلؾ صيغت أحكاـ اليـك فانو لـ يكف كافيا .1977جديدة في البرتكككؿ اإلضافي الثاني لعاـ

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

30

اــــــــــــــــــــــــــــــــثاني

التعريف القانوني في البرتوكول اإلضافي الثاني

لقد جاء ىذا البرتكككؿ مكمبل لممادة الثالثة المشتركة ك نص صراحة عمى أف يطبؽ في الحاالت التي ال تشمميا النزاعات المسمحة الدكلية ك انما يطبؽ في النزاعات المسمحة التي تدكر

ك قكات مسمحة منشقة أك جماعات المتعاقدة بيف قكاتو المسمحة عمى إقميـ أحد األطراؼ الساميةمف مف السيطرة ما يمكنيا نظامية مسمحة أخرل تمارس تحت قيادة مسؤكلة عف جزء مف إقميمو .القياـ بعمميات عسكرية متكاصمة ك منسقة ك تستطيع تنفيد ىذا البرتكككؿ

أبقت عمى المادة الثالثة المشتركة دكف المساس اإلضافي البرتكككؿمف 1ك ىكذا نجد أف ـ 1بشرط تطبيقيا.

تجدر االشارة إلى أف العديد مف النزاعات الداخمية التي قد نشيدىا اليـك تخضع ك أخيراألحكاـ المادة الثالثة مف اتفاقيات جنيؼ فقط ألف الدكؿ التي تكاجييا ليست أطرافا في البرتكككؿ

.19772الثاني لعاـ

المطمب الثاني

صور الحروب الداخمية

إف عددا قميبل مف حركب اليـك يعد نزاعات دكلية تدكر حصريا بيف جيكشا كطنية محترفة، تيا تككفإال أف أغمبي الدكلية الزالت مستمرة في عدد مف مناطؽ العالـ ، النزاعاتك مع أف

3داخمية بيف حككمات ك جماعات مسمحة أك بيف عدة جماعات مسمحة متنافسة.

ليذا سنكتفي الحركب الداخمية في الكقت الحالي إلى تنكع صكرىا ك تعددىا، كلقد أدت كثرة في ىذا المطمب بالتطرؽ إلى أىـ صكرىا.

، مدلكؿ القانكف الدكلي االنساني، اعداد نخبة مف الخبراء الجزائرييف، المجنة الدكلية لمصميب األحمر، شريؼ عتمـ - 1

.30،31، ص 2008، 1طالجزائر، .213عصاـ عبد الفتاح مطر، المرجع السابؽ، ص - 2 .29سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص - 3

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

31

نجد الحركب األىمية ك االنتفاضة اليـكالتي باتت مألكفة ك لعؿ أبز صكر ىذه الحركب ك الثاني(. الفرعالشعبية )الفرع األكؿ(، الثكرة ك حرب العصابات )

األول الفرع

الحروب األهمية و االنتفاضة

الحركب األىمية لقد تميز العصر الراىف بكثرة الحركب الداخمية، فمنذ التسعينيات انتشرتسنتطرؽ في ىذا الفرع ك االنتفاضات الشعبية داخؿ الدكؿ ك السيما في الدكؿ الفقيرة منيا، ليذا

األىمية )أكال( ك االنتفاضة الشعبية )ثانيا( ك التي تعداف مف الدراسة إلى تعريؼ كبل مف الحركب أشير صكر ىذه الحركب ك أبشعيا.

أوال

الحروب األهمية

أكثر الحركب الداخمية اتساعا في الكقت الحاضر ك أقسى أنكاعيا، 1تعد الحركب األىميةفكؿ مف األطراؼ المتحاربة يسعى ك أفظعيا بشاعة ك تدميرا، فكؿ مف األطراؼ المتحاربة

لمتخمص مف الطرؼ اآلخر بشكؿ كامؿ، ليذا اىتـ القانكف الدكلي االنساني بيذا النكع مف الحركب ك يمكف أف نعرؼ الحركب األىمية بأنيا نزاع عسكرم مسمح ،بسبب ما يحممو مف تدمير كامؿ

لدكلة عندما يحصؿ تمرد أك عصياف قكات اك أخرل أك بيف يقع داخؿ الدكلة الكاحدة، بيف األفراد ، كما يمكننا كذلؾ تعريفيا بأنيا ذلؾ 2مسمح، ك تعد الحركب األىمية أقدـ مف الحركب األخرل

داخؿ الحدكد -بأكممو–كانا ك زمانا، ك الذم يدكر مك المدل الصراع المسمح كاسع النطاؽ كؿ منيا السيطرة أك جماعات منظمة ك مسمحة تستيدؼ الدكلية لدكلة بذاتيا ما بيف جماعتيف

فيما يتعمؽ بنظاـ الحكـ كتشكيؿ كمو ك فرض إرادتيا عمى الجماعات األخرلعمى اقميـ الدكلة 3الحككمة التي تتكلى قيادتو بعد انتياء الصراع المسمح.

، الحركب الدينية الفرنسية 1240-1130مف أشير الحركب األىمية في العمـ نذكر: الحرب األىمية في النركيج - 1

، الحرب األىمية 1921- 1917، الحرب األىمية في ركسيا 1865-1861، الحرب األىمية األمريكية 1562-1598، 1953-1950حرب األىمية الككرية ، ال1947، الحرب األىمية الباجكرية 1949-1937،1945-1928الصينية

، الحرب األىمية اليكغسبلفية 1990-1975، الحرب األىمية المبنانية 1970-1967الحرب األىمية النيجرية .2009-1991، الحرب األىمية الصكمالية 1991-2001

.30سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ ، ص - 2 .42،41، ص2007، 2دار المطبكعات الجامعية، مصر، ط محمد سامي عبد الحميد، قانكف الحرب، - 3

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

32

تطبؽ عمى لممعاىدات الدكلية الخاصة بحماية ضحايا الحرب التيك تخضع الحركب األىمية الدكليةإذ شممت المعاىدات (، الحركب الدكلية منذ الحرب العالمية الثانية ) المنازعات الدكلية،

، 1حكؿ النزاعات المسمحة الداخمية لضماف نكع مف الحماية لضحايا تمؾ المنازعاتبعض األحكاـ القانكف الجنائي ك ليس مف السيؿ أبدا تقرير متى تذىب مكاجية عنيفة داخؿ الدكلة أبعد مف

السبب في خضكع المنازعات الداخمية ا ينطبؽ عميو القانكف الدكلي ، ك المحمي لتصبح نزاعا مسمحلقكاعد القانكف الدكلي االنساني، ىك أف القانكف الدكلي ال ينظر إلى أصؿ النزاع المسمح أك إلى

.سببو، بؿ ينظر إلى آثاره اإلنسانية

أف القكاعد القانكنية بك إذا نظرنا إلى الحركب األىمية مف حيث المقاتميف ك نكع أسمحتيـ، نرل الدكلية التي تحكـ النزاعات الداخمية بصفة عامة تعد أقؿ تطكرا بكثير مف تمؾ المطبقة عمى

العرفي في تمؾ القكاعد المكجكدة في مبادئ القانكف النزاعات المسمحة بيف الدكؿ، ك التي تتثمؿلجكىرية ا، إضافة إلى تمؾ المبادئ 1949ك في المادة الثالثة المشتركة بيف اتفاقيات جنيؼ لسنة

المكجكدة في القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف ك المتعمقة بحماية ضحايا ىذه النزاعات، ك إف ميا قادرة عمى القياـ عمى جزء مف إقميـ الدكلة بحيث تجع سيطرت القكات المنشقة سيطرة كافية

ىي التي تنطبؽ 1977أحكاـ البرتكككؿ الثاني لسنة ففة، فإثمكك بعمميات عسكرية متكاصمة ك تتميز الحركب األىمية بعدة مميزات تتثمؿ أىميا :، 2 عمييا

يتمتع األشخاص الذيف يقكمكف بالحرب األىمية بالحماية الدكلية، كعند القبض عمييـ يعدكف أسرل -1 حرب.

.تخضع العمميات العسكرية في الحرب األىمية لقكاعد قانكف الحرب -2قد تعترؼ الدكؿ بحككمة الحرب األىمية ك تقدـ ليا المساعدات العسكرية ك المالية بصكرة -3

عمنية. 3إذا سيطرت قكات الحرب األىمية عمى جزء مف إقميـ الدكلة فإنو يخضع لسيطرتيا كسيادتيا. -4

ية، ففي جانفي إف األمـ المتحدة تحاكؿ في الكقت الحاضر التكفيؽ بيف الحككمات ك القكات التي تدير الحرب األىم - 1

ك مفاكضات ك ارساؿ كسيط األمـ المتحدة لمتكسط بيف الحككمة الككلكمبية ك جبية تحرير تأجرت لقاءا 2002ككلكمبيا، ككذلؾ عقد مفاكضات تحت اشراؼ األمـ المتحدة بيف الحككمة السكدانية ك" قكات جيش تحرير السكداف "في

حبل اليجد 2013يمي بعده سنة سكيسرا ، ك كذلؾ إرساليا إلى كبل مف السيديف ككفي عناف ك األخضر اإلبراى .30سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص لؤلزمة السكرية بيف الجيش السكرم ك قكات المعارضة السكرية:

. 31سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص - 2 نساني، دار الثقافة لمنشر ، القانكف الدكلي اال5عماد محمد ربيع، مكسكعة القانكف الدكلي سييؿ حسيف الفتبلكم، - - 3

.86، ص 1،2007ط ك التكزيع،األردف،

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

33

اـــــــــــــــــــــــثاني

ة الشعبيةــــــــــــاالنتفاض

الشعبية المسمحة في العديد مف مدكنات القانكف لبلنتفاضةلقد كردت مبلمح المركز القانكني ، 1868عاـ ك مشركع القانكف الدكلي لمفقيو بمنتشيمي 1863، منيا مشركع ليبير عاـ الدكلي

1 .1949جنيؼ عاـك اتفاقيات 1929ك مشركع اتفاقية جنيؼ عاـ

مطة ك يمكف تعريؼ االنتفاضة عمى أنيا تمؾ المقاكمة الشعبية العفكية غير المنظمة ضد الستعتبر مسمؾ كطني لمتخمص مف جكر ك ظمـ االحتبلؿ األجنبي، فمقد القائمة أك ضد االحتبلؿ ، ك

االنتفاضة ككسيمة أسيمت الثكرات التي حصمت في أكركبا في تحفيز شعكب أكركبا باستخداـ لمحصكؿ عمى حقكؽ الجماىير.

ك ىي التي تدفعيا بإحدل الطريقتيف تتمثؿ األكلى في االنتفاضة العفكية ك تحدث االنتفاضة األحداث دكف استعداد مف قبؿ جية منظمة، أما الثانية فيي االنتفاضة المنظمة التي ليا بصكرة

االنتفاضة ككضع القكاعد المنظمة لتنظيميا، مسبقة بحيث تتكلى قيادة منظمة كضع أساليب ك أف تككف ك لكي تعد الحركة انتفاضة فإنو ينبغي أف يشترؾ فييا مجمكعة كبيرة مف الشعب 2شاممة لجميع القكل السياسية ك االجتماعية ك أف ال تقتصر عمى حزب أك فئة معينة.

ح المدنيكف لمدفاع عف أرض الكطف ، ك يبرز ك تظير االنتفاضة الشعبية المسمحة عندما يسمالذم يدفع السكاف المدنييف لمتصدم مف خبلؿ ىذا أف عنصر االنتفاضة ىك الدفاع عف الكطف،

بأنيا عمميات قتاؿ ضد االحتبلؿ ك المشاركة مع القكات المسمحة النظامية، ليذا فقد قيؿ عنيا أنيا المسمحة النظامية دفاعا عف المصالح الكطنية أك تقـك بيا عناصر كطنية مف غير أفراد القكات

القكمية ضد قكل أجنبية سكاء كانت ىذه القكات تعمؿ في اطار منظـ يخضع إلشراؼ ك تكجيو سمطة قانكنية أك كاقعية أك كانت تعمؿ بناء عمى مبادرتيا الخاصة.

.37سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص - 1، 2009، 1عركبة جبار الخزرجي، حقكؽ الطفؿ بيف النظرية ك التطبيؽ، دار الثقافة لمنشر ك التكزيع، األردف، ط - 2

.317ص

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

34

أصدرت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة قرارا بكضع المبادئ 1973ديسمبر 13 ك بتاريخ األساسية المتعمقة بالمركز القانكني لممقاتميف الذيف يكافحكف لمسيطرة االستعمارية ك األجنبية

ك النظـ العنصرية ك تضمف القرار ما يأتي:

ب ضد السيطرة األجنبية االستعمارية تعد منازعات إف المنازعات المسمحة المتعمقة بكفاح الشعك -1 مسمحة دكلية.

ة ك األجنبية ك النظـ يمنح الذيف يؤسركف مف المقاتميف الذيف يكافحكف السيطرة االستعماري -2مركز أسرل الحرب ك تككف معاممتيـ متفقة مع أحكاـ اتفاقية جنيؼ الخاصة بمعاممة العنصرية ك

19491أسرل الحرب لعاـ قا لنظاـ المحكمة الجنائية الدكلية فإف المنازعات الداخمية تكصؼ بأنيا تمؾ المنازعات ك طب

، أما أعماؿ الشغب ك التظاىر فبل تعد مف المنازعات 2المسمحة، أم التي يستخدـ فييا السبلح الداخمية.

، 1929ك انتفاضة 1920نيا انتفاضة كمف االنتفاضات المعركفة االنتفاضة الفمسطينية م

3. 2000ك أخيرا انتفاضة 1936، انتفاضة 1935، انتفاضة 1933انتفاضة

بعنكاف المبادئ األساسية 28المتخذة في الدكرة 1973-12-13( المؤرخ في 3103قرار الجمعية العامة ) يراجع - 1

المتعمقة بالمركز القانكني لممقاتميف الذيف يكافحكف السيطرة االستعمارية ك األجنبية ك النظـ العنصرية، منشكرات األمـ .28المتحدة لمدكرة

)ق( 2تنطبؽ الفقرة نظاـ ركما األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية عمى ما يأتي:"مف 8نصت الفقرة )ك( مف ـ - 2عمى المنازعات المسمحة غير ذات الطابع الدكلي ك بالتالي فيي ال تنطبؽ عمى حاالت االضرابات ك التكترات

، ك المماثمةذات الطبيعة مثؿ أعماؿ الشغب أك أعماؿ العنؼ المنفردة أك المتقطعة أك غيرىا مف األعماؿ ،الداخميةتنطبؽ عمى المنازعات المسمحة التي تقع في إقميـ دكلة عندما يكجد صراع مسمح متطاكؿ األجؿ بيف السمطات

.جماعات" لت مسمحة منظمة أك فيما بيف ىذه اك جماعا الحككمية .39،38سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص - 3

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

35

يـــــــــــــــــــــرع الثانــــــــــــــــــالف ورة و حرب العصاباتـــــــالث

كثيرا ما تختمؼ صكر الحركب الداخمية ك تتعدد كلكنيا تشترؾ كميا في الطابعالكحشي الذم تتسـ بو ، ك ثقؿ حصيمة الضحايا التي كثيرا ما تخرج بيا مثؿ ىذه المنازعات، كلعؿ أبشع ىذه الصكر ك أقدميا نجد الثكرة التي لعبت دكرا كبيرا في تحرير الكثير مف

االستبداد )أكال(، ك كذا حرب العصابات ك التي تعد بدكرىا كسيمة فعالة ك الشعكب مف الظمـ ص مف التبعية ك الظمـ لمكثير مف الشعكب المضطيدة )ثانيا(.لمتخم

ورةــــــــأوال: الث

تعد الثكرة صكرة مف صكر الحركب الداخمية، فيي قتاؿ داخؿ الدكلة تقـك بو مجمكعة مف األشخاص يخرجكف عف سمطة الدكلة ك يقكمكف بالعمؿ المسمح ضد الحككمة القائمة دكف

يتمكنكا مف تحقيؽ النصر لصالحيـ ك مف دكف أف تتمكف لحككمة مف إخماد الثكرة نيائيا، أفمع استمرار الصراع بيف الطرفيف، كخبلؿ الفترة الممتدة مف القياـ بالعمؿ العسكرم ضد

األشخاص الحككمة إلى حيف تحقيؽ الثكرة أك فشميا يطمؽ عمى ىؤالء كصؼ الثكار، ك ىؤالء العسكرم المسمح ضد الحككمة، فإذا ما سيطركا عمى السمطة يصبحكف جزءا يستمركف بالعمؿ

مف الدكلة ، ك إذا فشمكا تعرضكا لمقكانيف الداخمية .، ك ىي أف الثكرة عمؿ عسكرم ضد ىميةألك تكجد فركؽ بيف الثكرة ك الحركب ا

دؼ انفصاؿ إقميـ الحككمة ك ليست قتاال بيف المدنييف، فإذا نشبت ثكرة مسمحة داخؿ الدكلة بيك عرقمت أعماؿ الحككمة في بسط سيادتيا دكف أف يصؿ ذلؾ إلى حرب أىمية، أك مستعمرة،

قتاؿ سمح بيف المدنييف، أك الميميشات. -كما سبؽ االشارة إليو –أما الحرب األىمية فيي فشمت الثكرة إذاك إذا نجحت الثكرة فإنيا ستعاقب الحكاـ السابقيف الذيف ثاركا ضدىـ، ك

، فإنيا تستطيع محاكمتيـ ك تنفد الحكـ فييـ طبقانت الحككمة مف إلقاء القبض عمييـك تمك 1لقانكنيا الداخمي.

ك عمى الرغـ مف أف الثكرة تعتبر عمؿ داخمي إال أف القانكف الدكلي العاـ قد كضع ة مسمحة داخؿ الدكلة بيدؼ قكاعد إلدارة الثكرات ك تنظيـ عمؿ الثكار ، فإذا نشبت ثكر

كالية أك إقميـ ك عرقمت أعماؿ الحككمة في بسط سيادتيا دكف أف يصؿ ذلؾ إلى انفصاؿك استمرارىـ بالثكرة، فإف اعتراؼ لصالحيـ الصراعحرب أىمية ، ك لـ يتمكف الثكار مف حسـ

.34،33نفس المرجع، ص - 1

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

36

قكاعد القانكف الدكلي نشبت فييا ىذه الثكرة بالثكار، يترتب عميو االعتراؼ بتطبيؽالدكلة التي ىذه الدكلة. الخاصة بالحرب يف الثكار ك لحككمة

التمسؾ أما إذا اعترفت دكال أخرل بالثكار، فيترتب عمى الدكلة التي أعمنت اعترافياإلى جانب أحد الطرفيف ضد الطرؼ اآلخر، مقابؿ التزاـ بقكاعد الحياد، ك عدـ التدخؿ

بأمكاؿ ك أفراد تمؾ الدكلة.بعدـ المساس كالثكرة الحككمة أف االعتراؼ بالثكار ال يرتب ليـ الحقكؽ المترتبة لمدكلة، فبل يحؽ لمثكار زيارة كما

السفف األجنبية ك فرض الحصار البحرم، ك إذا كقع اعتداء منيـ عمى سفف الدكؿ ك تفتيشاء بعمميات الثكرة، ك بناء عمى فبل يعاممكف معاممة القراصنة إذا ما تعمؽ ىذا االعتداألخرل

في عممياتيـ العسكرية ضد ذلؾ يتطمب مف الثكار تطبيؽ قكاعد القانكف الدكلي االنساني الحككمة تعامؿ الثكار معاممة المقاتميف ك تطبؽ بحقيـ القانكف الدكلي الحككمة، كما أف

1االنساني، إال أنيـ يخضعكف لبلختصاص القضائي الكطني.

ـــــــــــــــــــــــاثاني اتـــــــــــــــــــــــــــرب العصابـــــــــــــــــــح

منذ نشكء الدكؿ القكمية في القرف السادس عشر ك ظيكر الجيكش الكطنية انحسر تكتيؾ

ككانت الحاجة، الحركب الصغيرة غير النظامية ك أصبحت تمارس كأداة يتـ المجكء إلييا كقت عندما كاف الجيش النظامي ال يتمكف مف تحقيؽ الدفاع عف الكطف، العصابات تظيرحرب

خاصة ك عمى ك منذ بداية القرف التاسع عشر اكتسب ىذا الشكؿ مف أشكاؿ الحرب أىميةك الصرب ك اليكناف ،فقد أصبح ليذا الشكؿ مف 2كجو التحديد في الدكؿ األكركبية كإسبانيا

3خاص.العنؼ السياسي مدلكؿ

.88،87عماد محمد ربيع، المرجع السابؽ، صسييؿ حسيف الفتبلكم، - 1ككذلؾ 1823،1808يذكر أنو تـ المجكء إلى حرب العصابات بشكؿ كبير خبلؿ حركب االستقبلؿ االسبانية سنة - 2

رية: مف قبؿ المجاىديف المنتميف إلى جبية التحرير الكطني الجزائ 1962،1945في حرب التحرير الجزائرية سنة .50ص لممزيد مف األمثمة راجع محمد سامي عبد الحميد، المرجع السابؽ ،

3 .90عماد محمد ربيع، المرجع السابؽ، صسييؿ حسيف الفتبلكم، -

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

37

ك مف ىنا عرفت حرب العصابات بأنيا عمميات القتاؿ المحدكدة المدل ك النطاؽ التي تقـك -قبؿ ك بعد القياـ بعممياتيا العسكرية –تختبئ 1بيا، بغتة كدكف سابؽ إنذار جماعات مسمحة

في إقميـ يحتمو جيش أجنبي تستيدؼ ىذه الجماعات مف خبلؿ عممياتيا المسمحة حممو عمى ك عرفت أيضا بأنيا قتاؿ يأخذ صكرة الحرب التي تقـك بيا عادة جماعات مف ، 2ء عنوالجبل

أك ضد جيش نظامي لمحككمة القائمة كتتألؼ كؿ جماعة المكاطنيف ضد قكات األعداء النظامية المدربيف عمى القتاؿ ك استخداـ األسمحة الخفيفة. مف عدد محدكد مف المكاطنيف العناصر اآلتية:كتقـك حرب العصابات عمى

ك يككف ىدؼ حرب العصابات ىك القضاء عمى الكجكد األجنبي مف أجؿ تسمـ السمطة: -1 السمطة.

المسمح الذم يرتبط بالجماعة ك األمة ك الذم يقاتؿ ىك الثائر المدني ك رجل العصابات: -2 ك السياسية.االقتصادية رات في بناء السمطة االجتماعية ك يحمؿ لكاء التغي، ك فييا ك ألجميا

سكف منطقة معينة تصمح ألف تككف قاعدة انطبلؽ ك ىي جماعة مف الناس تالبيئة: -3 .بالنسبة لعمميات حرب العصابات ك ىي السكاف ك األرض

ك قد كانت حرب العصابات ىي شكؿ العنؼ المسمح الذم ميز كفاح العديد مف شعكب آسيا إفريقيا ك أمريكا البلتينية مف الكس ك المبليك ك تايمند ك بكرما ك الفمبيف ك جنكب افريقيا ك المكزمبيؽ، فمقد كانت حرب العصابات ىي التي ميزت نضاؿ ىذه الدكؿ مف أجؿ استقبلليا

ك حريتيا.ك يمكف أف تمارس حرب العصابات مف قبؿ السمطة ضد قكل خارجية ، ك مف أمثمة ذلؾ األنصار السكفيات أثناء الحرب العالمية الثانية، ك تمارس أيضا مف قبؿ جماعة منظمة سكاء

، كالتجربة الصينية ك الفيتنامية أكاف ىدفيا الحرية أـ تحقيؽ الثكرة االجتماعية ك اليكغسبلفية أثناء الحرب العالمية الثانية، كما شيدت بعض دكؿ أمريكا البلتينية مثؿ بيرك

ك ككلكمبيا ك فنزكيبل ك أكرغكام في مرحمة أشكاال مف حرب العصابات. ك لحرب العصابات عدة خصائص نكجز أىميا فيمايمي:

العصابات أعماؿ عنؼ كاسعة، ك قد تتحكؿ إلى إرىاب عندما تقؿ فعاليتيا إلى حرب-1 مستكل أقؿ، كما قد تتحكؿ إلى تمرد عسكرم.

حرب العصابات تتجو إلى أعماؿ تخريب ضد مؤسسات الدكلة الرسمية ك تتكلى تصفية -2 عناصر الدكلة.

1

يطمؽ عمى ىذه الجماعات في المغة العربية أسماء عديدة منيا المجاىديف ك الفدائييف، ك في المغتيف االنجميزية - . Resistants، ك اصطبلح Partisansك الفرنسية اصطبلح

.50،49، صسامي عبد الحميد، المرجع السابؽ محمد - 2

مفهىم الطفل وتجنيده في الحروب الداخلية التمهيديالفصل

38

مف حيث حمؿ السبلح مشاركة الجماىيرابات ترتكز عمى التأييد الشعبي ك حرب العص-3 ك التمكيف ك تأميف الممجأ ك الغداء ك السبلح.

أسمكب لمقتاؿ المحدكد تقـك بو فئة مف المقاتميف ك ذلؾ في ظركؼ مختمفة حرب العصابات-4أكاف العدك ءعف الظركؼ المعتادة لمحركب ك عمى كجو الخصكص خمؼ خطكط العدك سكا

في قكات نظامية أجنبية أـ قكات نظامية كطنية. ممثبلحرب العصابات عمؿ عسكرم، الغرض منو إلحاؽ أكبر قدر ممكف مف الخسائر بالطرؼ -5

اآلخر، ك تقميص المساحة المحتمة التي يسيطر الطرؼ اآلخر، إذا كانت حرب العصابات ية ك يعدكف مف أسرل الحرب، مكجية ضد دكلة أجنبية فإف القبض عمييـ الحماية القانكنية الدكل

ك إذا ما تـ القبض عمييـ داخؿ دكلتيـ فإنيـ يتمتعكف بالحماية التي أقرىا القانكف الدكلي 1االنساني بكصؼ ما يقـك بو ىؤالء يعد مف قبيؿ الجرائـ السياسية.

كانت ىذه أبرز صكر الحركب الداخمية ك التي تمت معالجتيا بشكؿ مختصر مقارنة مع الى جانب ىذه الصكر تكجد صكر إأىميتيا ك مختمؼ االشكاالت القانكنية التي تطرحيا، ك

الداخمة أخرل ال تقؿ أىمية عنيا تتمثؿ في التمرد العسكرم، اإلرىاب، المنازعات بيف الدكيبلت لفيديرالي ك الجرائـ المنظمة.في االتحاد ا

تجنيده في الحركب الداخمية، كفي األخير كبعد أف حددنا مفيـك الطفؿ ك مقصكد باألطفاؿ الجنكد لمتحديدنا خبلؿ تعريفنا لمطفؿ ك التجنيد ك ك ذلؾ مف

لماىية الحركب الداخمية، نككف بذلؾ ابرازنا ك ء عمى مشكمة الفتيات المجنداتك تسميطنا الضك الذم سنتناكلو بالدراسة يد األطفاؿ في الحركب الداخمية ك قد ميدنا إلطار دراستنا لمكضكع تجن

مف خبلؿ فصميف نتعرض في األكؿ منيما إلى الجيكد الدكلية لحماية األطفاؿ مف التجنيد في خبللو إلى المسؤكلية الجنائية الدكلية عف تجنيد ، أما ثانييما فسنتعرض مفالحركب الداخمية

األطفاؿ في الحركب الداخمية.

(93-90)عماد محمد ربيع، المرجع السابؽ، صسييؿ حسيف الفتبلكم، - 1

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

39

األوؿالفصؿ

الجهود الدولية لحماية األطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخمية

، حيث األكلىأف بداية االىتماـ بحماية األطفاؿ، كاف في أعقاب الحرب العالمية مف الثابت

عدد مف تفي األركاح، كعميو بدأمف محؿ الخسائر (5%) شكؿ الضحايا المدنييف في ىذه الحرب الدكؿ في أكركبا ك أمريكا الشمالية في البحث عف تجنب تكرار الفظائع التي جرت في ىذه الحرب.

مف (90%) أما اآلف فإف (48%)كبعد انتياء الحرب العالمية الثانية فقد ارتفع ىذا الرقـ إلى

كمتزايد مف األطفاؿ، فقد تفاقـ ىذا الكاقع الفظيع الخسائر في األركاح تقع بيف المدنييف منيـ عدد ىائؿ اليـك داخمية بالدرجة األكلى فنزاعات ؿ التغير النكعي في طبيعة النزاعات ك نطاقيا الكاسع، عبف

في ىذه بشكؿ طبيعي كيتـ ك كثيرا ما تدكر رحاىا بيف جماعات مسمحة متعددة داخؿ الدكلة الكاحدة، ، تجاىؿ قكاعد الحرب الدكلية التي تحكـ الحركب ما بيف الدكؿ التي 1"الحركب الداخمية"الحاالت مف

كثيرا ما يطكؿ أمدىا فتعرض أجياال مف األطفاؿ تخكضيا الجيكش النظامية، كمثؿ ىذه النزاعات .2لعنؼ مريع

تعرض األطفاؿ في العالـ خبلؿ الحركب الدكلية في القرف العشريف ك أثناء النزاعات حيث 6 مميكف طفؿ كعدد المصابيف نحك 02الكطنية لمقتؿ حيث بمغ في العقد األخير مف ىذا القرف نحك

في النزاعات فرغـ ككف األطفاؿ ىـ عادة ضحايا الحرب إال أنيـ يشارككف أحيانا ،3مبلييف طفؿ مف قبؿ القكات ك الجماعات المسمحة ك استخداميـ اآلالؼ مف األطفاؿ بحيث يجرم تجنيد حة المسم

العقمية التي تسكد الحركب الداخمية، كىك الكممة الفظيعة التي قاليا يجدر بنا أف نذكر ىنا شيئا يمكف أف نميز بو - 1

االمبراطكر "فتيميكس" عمى أرض معركة "بدرياؾ"، حسبما أكردىا سكتيكف، إذ قاؿ لرفاقو عندما كجيكا نظره إلى أنثاف ئحتيا أطيب أيضا جثث خصكمو السياسييف التي بقيت طكيبل ببل دفف : "إف جثة العدك ذات رائحة طيبة دائما كرا

. 325عندما يككف العدك مف أبناء الكطف" بشرل سمماف، حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص . 324بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2 . 187، ص المرجع السابؽمنتصر سعيد حمكدة، - 3

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

40

الممارسة مصطمح في جميع أنحاء العالـ، كىكذا حكلت ىذه ، 1بمدا 18فيما ال يقؿ عف

.2"األطفاؿ الجنكد" إلى كممة مألكفة اليكـ

العالـ يتزايد عدد األطفاؿ ك النساء ك الفتيات المكاتي يصبحف مقاتبلت ففي العديد مف مناطؽ .3سكاء طكعا أك كرىا ك سكاء في قكاـ الجيكش النظامية أك في صفكؼ الجماعات المسمحة

ك يرجع استخداـ األطفاؿ في األعماؿ العدائية مف قبؿ الجماعات المسمحة ك في بعض .4مف التحكـ في الراشديفـ فييـ في معظـ األحياف أسيؿ القكات الحككمية، ألف التحكاألحياف

كما أنو كنتيجة الستعماؿ األسمحة النصؼ أكتكماتيكية عمى نطاؽ كاسع أصبح مف السيؿ بشكؿ غير عمى األطفاؿ أف يحممكا السبلح، مما يؤدم إلى تزايد عدد األطفاؿ الذيف يتـ تجنيدىـ

ك صبيات دكف الثامنة صبية ؾالعفك الدكلية إلى اشتراتقرير صادر عف منظمة يشيرإذ ،5قانكني ،2000منذ عاـ عشرة مف العمر في القتاؿ في أكثر مف عشريف مف الصراعات الكبرل في العالـ

كاف آلخر في صفكؼ القكات الحككمية، ك ك البعض امحة ك قاتؿ البعض في صفكؼ الجماعات المس ت القتاؿ في كؿ مف بكرندم ك جميكرية الككنغك الديمقراطيةاألطفاؿ في طميعة المقاتميف في جبياك نيباؿ عمدت الحككمات إلى استخداـ األطفاؿ بصكرة إندكنيسياك ميانمار، ك في بمداف أخرل مثؿ

. 6غير مباشرة كمخبريف أك جكاسيس أك متعاكنيف

في األعماؿ العدائية ليست بجديدة، ك ال يرجع الفضؿ مف االشتراؾ األطفاؿ حمايةك فكرة مف التقاليد المستقرة في القانكف اإلنساني العرفي في فييا لمفكرم الغرب كحدىـ، فميذا المبدأ أساس

، ك لكف كمع شيكع ظاىرة استخداـ األطفاؿ في7ك العرؼ اإلسبلمي المعمكؿ بو في الحركبإفريقيا

يستعمؿ األطفاؿ كجنكد بشكؿ كاسع في بعض الدكؿ نذكر منيا: أفغانستاف، كامبكديا سيريبلنكا، غكاتيماال، - 1 السكداف، ككلكمبيا، أكغندا، بكرندم، البيرك، برمانيا، الككنغك الديمقراطية.

. 2003المجنة الدكلية لمصميب األحمر، األطفاؿ الجنكد، ديسمبر - 2

www.icrc.org/ara/resoures/documents/film/F0079.htm à15/05/2012à 10h55.

. 66ص المرجع السابؽ، سييؿ حسيف الفتبلكم، - 3 . 125محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص - 4 . 102فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، ص - 5 . 63سييؿ الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص - 67 .103فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، ص -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

41

افرت الجيكد الدكلية في مجاؿ تفعيؿ حقكؽ الطفؿ مف سف لممكاثيؽ ك االتفاقيات ظالحركب ت الكفاء بالتزاماتيا، إضافة الدكلية التي أبرمت بيف الدكؿ ك التي أقرتيا الدكؿ األطراؼ ك تعيدت عمى

.1الدكلية ك تعاكف لمحككماتإلى عمؿ المنظمات

، المجتمع الدكلي عمى تعزيز 2004يف لعاـ حكؿ األطفاؿ المجندبحيث حث التقرير العالمي

تصريحاتو بأفعاؿ حاسمة بما في ذلؾ مقاضاة المسؤكليف عف تجنيد األطفاؿ ك فرض قيكد عمى تقديـ .2المساعدات العسكرية

تتعمؽ معظميا الداخمية مشكمة تجنيد األطفاؿ في الحركب ىـ األسئمة التي تطرحيا أمف ك في الحركب الداخمية، سكاء حماية األطفاؿ مف التجنيدأبرز الجيكد الدكلية المبذكلة في مجاؿ بماىية

بتمؾ الحماية القانكنية أـ الحماية المقررة بمكجب الييئات الدكلية ؟تعمؽ األمر

المبذكلة في مجاؿ الدكلية أىـ الجيكد عنو مف خبلؿ التطرؽ إلىىذا ما سنحاكؿ اإلجابة

التي في الحركب الداخمية ك ذلؾ عف طريؽ دراسة أىـ النصكص الدكلية مف التجنيد األطفاؿحماية تناكؿ الدكر الذم لعبتو إلى باإلضافة (المبحث األكؿ(أكلت حماية قانكنية ىامة لؤلطفاؿ مف التجنيدالحركب األطفاؿ كجنكد في الحركب الداخمية استخداـمختمؼ الييئات الدكلية في مجاؿ حظر

.(المبحث الثاني( الداخمية

المبحث األوؿ

الحماية القانونية لألطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخمية

لقد اشترؾ األطفاؿ منذ قركف سابقة في الحمبلت العسكرية كجنكد أك كقارعي طبكؿ الحرب

في حركات المقاكمة في في أكركبا، ففي الحرب العالمية الثانية كاف لؤلطفاؿ دكرافي ساحات الحركب ك اعتقاليـ في معسكرات. إلقاء القبض عمييـ أكركبا بحيث تعرضكا لحمبلت اإلبعاد بعد

ص 2010، 1كفاء مرزكؽ، حماية حقكؽ الطفؿ في ظؿ االتفاقيات الدكلية، منشكرات الحمبي الحقكقية، لبناف، ط - 121 . . 228 ، ص المرجع السابؽ سييؿ حسيف الفتبلكم، - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

42

إال أف السنكات التالية لمحرب العالمية الثانية تميزت بظيكر أساليب جديدة مف النزاعات التي العرقية أك حتى مف نفس ك النزاعات تكاجو فييا الجيكش الجماعات المسمحة ك حرب العصابات

الصغار جدا منيـ في بات مف الشائع رؤية األطفاؿ حتى العرؽ، ك اختمط المدنيكف مع المقاتميف ك ديف الستخدامو كلك بصكرة عشكائية.مياديف القتاؿ مدججيف بالسبلح ك مستع

ألؼ طفؿ عمى 300أف نحك 2002إحصائية صدرت عف منظمة العمؿ الدكلية عاـ إذ تشير القتالية الدائرة في األقؿ يعممكف كجنكد في المنظمات ك الجماعات المسمحة، ك يشارككف في العمميات

مف ىؤالء األطفاؿ دكف سف العاشرة، ك أف ما يقارب مف دكلة في العالـ، كأف الكثير 41أكثر مف و عسكرية ليصبح عدد ألؼ طفؿ يقكمكف بأنشطة مختمفة في ميميشات عسكرية ك منظمات شب 500

.1ألؼ طفؿ كىك رقـ مخيؼ 700األطفاؿ الذيف يعممكف في المنظمات العسكرية بصكرة عامة األطفاؿ بحيث كجد أنو مف الضركرم أف يساير ىذا ما أدل بتنبو المجتمع الدكلي إلى كضع ككف حالة الميف، كطبقة العماؿ، المرأة، أرباب 2التطكر الذم لحقت بو الطبقات االجتماعية األخرل

الطفؿ تختمؼ عف شرائح المجتمع األخرل فيذه الشرائح ليا القدرة عمى المطالبة بحقكقيا ك إسماع صكتيا ك اتخاذ اإلجراءات الكفيمة لحصكليا عمى حقكقيا عكس الطفؿ فيك غير قادر عمى المطالبة

.3ة بيابحقكقو ألسباب عديدة كعدـ فيمو ليا، ك ضعفو ك عدـ قدرتو عمى المطالب

بات يعد مف 4إضافة إلى أف تصاعد كقكع األطفاؿ كضحايا مباشريف لمنزاعات المسمحةالنسبية لتمؾ القضية عند دراسة أك مناقشة انتياكات حقكؽ الخطكرة بما يستدعي إعطاء األكلكية

نزاعاتأك مرشحة ألف تشيد حركبا أك الطفؿ، ك ذلؾ عمى كجو الخصكص في المناطؽ التي شيدت مسمحة دكلية أك داخمية، ذلؾ أف األطفاؿ بحكـ ضعفيـ كعدـ تمتعيـ بالحد األدنى مف حرية االختيار

.5األكثر معاناة ك تعرضا آلثار الحركب سكاء عمى صعيد اآلثار المباشرة أـ غير المباشرةىـ

1 . 353بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

، 2009، 1عركبة جبار الخزرجي، حقكؽ الطفؿ بيف النظرية ك التطبيؽ، دار الثقافة لمنشر ك التكزيع، األردف، ط - 2 .11ص

، 3، حقكؽ اإلنساف، دار الثقافة لمنشر ك التكزيع، األردف، ط3، مكسكعة القانكف الدكلي سييؿ حسيف الفتبلكم - 3 . 195، ص 2010

إذ تشير اإلحصائيات إلى كجكد أرقاـ مرعبة حكؿ األطفاؿ الضحايا في النزاعات المسمحة عمى سبيؿ المثاؿ ىناؾ - 4 10ألؼ طفؿ جندم، ك 300مميكف طفؿ مرحؿ، ك 23مميكف طفؿ قتيؿ، ك 2مميكف طفؿ بدكف مأكل، ك 12ما يقارب

ات المسمحة، المجمة الجزائرية لمعمـك القانكنية آالؼ طفؿ ضحية انفجار ألغاـ: نعيمة عميمر، الطفؿ أثناء النزاع . 359ص ،2010-06-02، 02ك االقتصادية ك السياسية، كمية الحقكؽ، جامعة الجزائر، ، العدد

. 18فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، ص - 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

43

في الصككؾ كعميو فإف الطفؿ بصفتو إنسانا فإنو يتمتع بالحماية الدكلية لحقكؽ اإلنساف الكاردةىذه الصككؾ العامة، الدكلية العامة لحقكؽ اإلنساف، غير أف الحماية العامة لمطفؿ ال تقؼ عند حدكد

.1تتناكؿ عمى كجو التحديد حقكؽ الطفؿ كمركزه القانكنيأخرل فيناؾ صككؾ دكلية حماية تجنيد األطفاؿ كحاكلت منحيـ أقصى حيث تعرضت العديد مف االتفاقيات إلى مكضكع ، كىذا ما سنحاكؿ التطرؽ إليو مف خبلؿ 2إلبعادىـ عف خطر الحرب، ك تحديد سف معينة لتجنيدىـ

التي أكلت حماية قانكنية لؤلطفاؿ مف خطر التجنيد كذلؾ في إطار كؿ ىـ النصكص الدكليةأل ناعرضالقانكف الدكلي ك )المطمب األكؿ ( مف القانكف الدكلي اإلنساني ك القانكف الدكلي لحقكؽ االنساف

أبرزت كميا المعايير الدكلية إلرساء حماية ك التي )المطمب الثاني (لمعمؿ ك القانكف الجنائي الدكلي ك استخداميـ في الحركب الداخمية. اشتراكيـ حظرلؤلطفاؿ ك ذلؾ مف خبلؿ

المطمب األوؿ

القانوف الدولي اإلنساني موقؼ اإلنسافو القانوف الدولي لحقوؽ

التي فييا آلت الدكؿ االستيبلليةفي عباراتيا ، 3طبقا لما تؤكده ديباجة ميثاؽ األمـ المتحدة

ىذا "تنقذ األجياؿ القادمة مف كيبلت الحركب " فقد فشمت فشبل ذريعا في تحقيؽ أف عمى نفسيا تزايد أعداد األطفاؿ المشتركيف في النزاعات المسمحة الدكلية ك غير الدكلية ل ك ذلؾ نظرا ،4الكعد

ك التي راح ضحيتيا خبلؿ عقدم الخمسينات ك الستينات مف القرف الماضي نحك نصؼ مميكف طفؿ اعات الدكلية بؿ يحممكف السبلح ك يمعبكف دكرا نز ، إذ أصبح األطفاؿ ال يعدكف فقط ضحايا لم5قتيؿ

.6إيجابيا في المنازعات التي تقع في كثير مف مناطؽ العالـ

، دار الثقافة 2مية، جمحمد يكسؼ عمكاف، محمد خميؿ المكسى، القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف، الحقكؽ المح - 1

. 520. ص 2010، 1ك التكزيع، األردف، ط لمنشر . 177أحمد سي عمي، المرجع السابؽ، ص - 2في ساف فرانسيسكك بالكاليات المتحدة األمريكية في ختاـ المؤتمر الخاص بالييئة 1945جكاف 26المكقع في - 3

ك المتككف مف تسعة عشر فصبل يتضمف مائة ك إحدل عشر مادة. 1945أكتكبر 24الدكلية، ك أصبح نافذا في .360بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 4 . 203سعيد حمكدة، المرجع السابؽ، صمنتصر - 5 .340فاطمة شحاتة أحمد زيداف، المرجع السابؽ، ص - 6

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

44

إذ تشير معمكمات الصميب األحمر أف األطفاؿ في بمداف كثيرة يتمقكف تدريبات شبو عسكرية ، خصكصا في الحركب األىمية ك التي تعتبر معقدة بسبب 1يتعممكف فييا كيفية استعماؿ األسمحةرجة أف ىناؾ مف يعتبر رائحة دـ القانكف الدكلي زكية كأزكى منيا مشاكؿ قانكنية أكثر مف غيرىا إلى د

ممف يكد اإلطاحة بيا أك احتبلؿ أراضييا ك تدمير ذالدـ الكطني المعادم إذ ليس أماـ الدكلة عدك أل، ليذا أصبحت الحركب األىمية تخضع لممعاىدات الدكلية الخاصة 2بنايتيا التحتية أك إبادة شعبيا

.3عات الدكليةاالحرب التي تطبؽ في النز بحماية ضحايا ك القير مف قبؿ بالقكة لقد انتزع آالؼ األطفاؿ طكاؿ سنكات العقد الماضي مف عائبلتيـ ك

مجمكعات مسمحة حككمية كغير حككمية، ك يعد ما يحدث في سيراليكف ك شمالي أكغندا مف أكضح األطفاؿ بصكرة منظمة لدعـ صفكؼ قكاتيا ك إلرىاب عمى ذلؾ، حيث تخطؼ الميميشاتاألمثمة 4مكاطنييا

.

بأنو تعرفو المجنة الدكلية لمصميب األحمر الذم 5اإلنسانيليذا الصدد يكفر القانكف الدكلي الرامية تحديدا إلى حؿ المشكبلت الناشئة مباشرة عف كالعرفية جممة مف القكاعد الدكلية التعاىدية

النزاعات المسمحة الدكلية ك غير الدكلية ك يحمي ىذا القانكف األشخاص الذيف يتأثركف أك قد يتأثركف في اختيار أساليبالتي تتأثر أك قد تتأثر بالنزاع المسمح، كما يقيد حؽ أطراؼ النزاع ك الممتمكات .7نظرا لككنيـ فئة تحتاج إلى حماية كرعاية خاصة حماية خاصة لؤلطفاؿيكلي كما ،6ككسائؿ القتاؿ

.7خاصة

. 41حسنيف المحمدم بكادم، المرجع السابؽ، ص - 1، 2011، 1عبد العزيز العشاكم، حقكؽ اإلنساف في القانكف الدكلي، دار الحمزكنية لمنشر ك التكزيع، الجزائر، ط - 2

. 257ص ، دار الحامد لمنشر ك التكزيع، 1ج،نظرية المنظمة الدكلية ،1بلكم، مكسكعة المنظمات الدكلية سيف الفتسييؿ ح - 3

. 155، ص 1األردف، ط، الككيت ، - 4 نيؿ بكثبي، كريسياف كندسف، تقرير خاص :"شف حرب مف نكع جديد أطفاؿ تحت السبلح"، مجمة العمـك

. 4. ص2001ديسمبر –، العدد: نكفمبر 2001ك في تعريؼ آخر لمجنة الدكلية لمصميب األحمر بأنو: فرع مف فركع القانكف الدكلي العاـ تحديد قكاعده العرفية - 5

ك المكتكبة حقكؽ ضحايا النزاعات المسمحة ك تفرض قيكدا عمى استخداـ المقاتميف فيما يخص كسائؿ استخداـ القكة . 45ـ: فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، صالعسكرية كقصرىا عمى المقاتميف دكف غيرى

. 45فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، ص - 6 . 341فاطمة شحاتة أحمد زيداف، المرجع السابؽ، ص - 7

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

45

.1فالقانكف الدكلي اإلنساني يعنى بحماية حقكؽ اإلنساف خبلؿ النزاعات المسمحة، أما القانكف الدكلي لحقكؽ 2-أم الحركب بيف الدكؿ ك الحركب األىمية داخؿ الدكلة-

ص عمييا في اإلعبلنات القكاعد ك المبادئ ك القكاعد المنصك اإلنساف الذم يعرؼ بأنو مجمكعة ك المعاىدات الدكلية ك التي تؤمف حقكؽ ك حريات األفراد ك الشعكب في مكاجية الدكؿ أساسا، كىي

، االنتياؾك غير قابمة لمتنازؿ عنيا، ك تمتـز الدكلة بحمايتيا مف االعتداء أك حقكؽ لصيقة باإلنساف .3ة حقكؽ اإلنساف كقت السمـ ك الحربفيعنى بحماي

فرغـ التبايف بيف القانكنيف إال أنيما يمتقياف في العديد مف النقاط التي تيدؼ إلى حماية الفئات المستضعفة خاصة فئة األطفاؿ كىذا ما يظير جميا مف خبلؿ النصكص القانكنية المدرجة في إطار

المدرجة في إطار القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنسافك تمؾ )الفرع األكؿ( اإلنسانيالقانكف الدكلي .)الفرع الثاني )

الفرع األوؿ مدى فعالية قواعد القانوف الدولي االنساني

في وضع حد لتجنيد األطفاؿ

،يـ دكر فعاؿ في أعماؿ القتاؿأصبح ل بحيث مع شيكع ظاىرة استخداـ األطفاؿ في الحركبك المقاكمة كأعماؿ التخريب، كجد المجتمع الدكلي نفسو ممزما بالتدخؿ لكضع حد ليذه الجكسسة

الظاىرة ألنو يتجافى مع اإلنسانية أف يتـ السماح لؤلطفاؿ بالمشاركة في الحركب ك تعريض حياتيـ لمخطر، بدال مف حمايتيـ مف كيبلت الحركب، كظير أنو مف المؤكد أف ىناؾ ضركرة ممحة لتحريـ

شتراؾ األطفاؿ في أم نزاع مسمح بأم شكؿ مف األشكاؿ، لذلؾ فإف القانكف الدكلي اإلنساني قد تناكؿ االمكضكع بيد أنو مف المبلحظ أف الحظر التاـ لمشاركة األطفاؿ في األعماؿ العدائية لـ يتقرر إال

1977بمكجب بركتكككلي جنيؼ لعاـ 4.

مف بيف ىذه النزاعات ىناؾ ثماف نزاعات كقعت في المنطقة العربية مف بينيا الحرب األىمية في اليمف ك السكداف - 1

. 360ص المرجع السابؽ،طفؿ عربي: بشرل سمماف حسيف العبيدم، 21كقد عانى مف ىذه الحركب أكثر مف انكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف، منشكرات الحمبي محمد المجدكب، طارؽ المجدكب، القانكف الدكلي اإلنساني ك الق - 2

. 41ص ،2009 ،1الحقكقية، لبناف، ط ،نغـ إسحاؽ زيا، القانكف الدكلي اإلنساني ك القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف، دار المطبكعات الجامعية، مصر - 3

. 21ص ،2009 . 103فضيؿ طبلفحة، المرجع السابؽ، ص - 4

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

46

إعبلف غكث 1المنظمة البريطانية لغكث األطفاؿفبعد الحرب العالمية األكلى صدر عف 1923األطفاؿ سنة

مباشرة بعدىا تجسدت أكلى المحاكالت لكضع قكاعد دكلية لحقكؽ الطفؿ ثـ ،21924فكاف إعبلف جنيؼ الصادر عف عصبة األمـ عاـ

3. ك الداخمية التي تعرض ليا األطفاؿ بعد الحرب العالمية الثانية كمف جراء الحركب الدكلية

دكلية تمـز الدكلة بحماية األطفاؿ مف جراء العمميات عمؿ المجتمع الدكلي عمى كضع قكاعد قانكنية 1949العسكرية، ليذا نصت اتفاقيات جنيؼ لعاـ

عمى قكاعد لحماية األطفاؿ أثناء النزاعات ،4إال أف ، لمقانكف الداخميك تخضع مية تقع داخؿ الدكؿأف المنازعات الداخ فبالرغـ مف، 5المسمحة

القانكف الدكلي اإلنساني ىك الكاجب التطبيؽ عمى اآلثار التي سببتيا المنازعات الداخمية ك يفرض أفك النساء عمى الدكلة التي كقعت فييا المنازعات المسمحة ك تسببت في إلحاؽ الضرر باألطفاؿ

.6ك النساء الدكلي كحد أدنى لمساعدة األطفاؿعد القانكف تطبؽ قكابصكرة ىذه المسألةلـ تعالج 1949إال أف مجمكع ىذه النصكص ك خاصة اتفاقيات جنيؼ

القتاؿ عمى ليذا كاف ال بد مف استحداث نكع مف الحماية لصالح أكلئؾ الذيف يتكرطكف في ،7مباشرة 1977لعاـ افاإلضافي فتضمنو البركتكككالمباشر أك غير مباشر كىذا ما نحك

8. أىـ النصكص التي أرست تناكلنا في الجزء األكؿ، جزئييفليذا قسمنا ىذا القسـ مف الدراسة إلى

1949حماية قانكنية لؤلطفاؿ مف التجنيد في ظؿ القانكف الدكلي اإلنساني كىي اتفاقيات جنيؼ لسنة حماية فيما يخص كأىـ ما جاء فيو البركتكككؿ اإلضافي الثانيأما الثاني فتناكلنا فيو دراسة ، )أكال( في الحركب الداخمية )ثانيا(.ك انخراطيـ تجنيدمف ال األطفاؿ

طرؼ "أغمنتاف جب"، تـ اإلعبلف عف ىذه المنظمة في اجتماع عقد في البرت ىكؿ، مف 1919تأسست سنة - 1

التطكر التاريخي منذ بدايات القرف ،ك كاف اليدؼ مف تأسيسيا إرساؿ الطعاـ إلى األطفاؿ: غساف خميؿ، حقكؽ الطفؿ . 19، ص 2000، شمالي أند شمالي لمطباعة، لبناف 20

. 19ابؽ، ص غساف خميؿ، المرجع الس - 23دار الجامعة الجديدة، ،دراسة مقارنة ،شييرة بكلحية، حقكؽ الطفؿ بيف المكاثيؽ الدكلية ك قانكف العقكبات الجزائرم -

. 44ص ،2011مصر يتعمؽ األمر ىذا باتفاقية جنيؼ األكلى الخاصة بتحسيف حاؿ الجرحى ك المرضى مف أفراد القكات في الميداف - 4

ك الثانية بتحسيف حاؿ الجرحى ك الغرقى لمقكات المسمحة في البحار ك الثالثة بشأف معاممة أسرل الحرب ك الرابعة بشأف حماية األشخاص المدنييف كقت الحرب.

اإلنساني، دار الثقافة لمنشرالقانكف الدكلي ،5حمد ربيع، مكسكعة القانكف الدكليسييؿ حسيف القتبلكم، عماد م - 5 . 225، ص 2007 ،ك التكزيع، األردف

. 315خزرجي، المرجع السابؽ، ص العركبة جبار - 67 . 134محمكد سعيد، محمكد سعيد، المرجع السابؽ ص -

. 355 فاطمة شحاتة أحمد زيداف، المرجع السابؽ، ص - 8

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

47

اتفاقيات جنيؼتطبيؽ أوال: عمى تجنيد األطفاؿ في الحروب الداخمية

بذاتيالقانكف النزاعات المسمحة بأحكاـ خاصة بحماية فئات 1جاءت ىذه االتفاقيات األربعة

أثناء النزاعات المسمحة.كعادة ما ترتبط ىذه الفئات بفئة األطفاؿ ك عمى سبيؿ القياس ك المقارنة مف ذلؾ نذكر أف اتفاقية جنيؼ األكلى لتحسيف حاؿ الجرحى ك المرضى بالقكات المسمحة في الميداف التي تطبؽ الحد

ى مف الحماية عمى األشخاص الذيف ال يشترككف مباشرة في األعماؿ العدائية ك الذيف ألقكا األدن)المادة الثالثة(السبلح أك العاجزكف عف القتاؿ بسبب المرض أك الجرح

2. كقد حددت ىذه االتفاقية مجمكعة مف الضمانات التي يستفيد منيا الطفؿ ضمف المراكز المكجكد بيا.

كنفس الحاؿ نجده في اتفاقيات جنيؼ الثانية لتحسيف حاؿ الجرحى ك مرضى ك غرقى التي تنص عمى نفس األحكاـ بالنسبة لفئة غير المشاركيف في القتاؿ النزاعات المسمحة في البحار

ك الذيف يتمتعكف بحماية نتيجة المرض أك الجرح أك االحتجاز، حيث يعاممكف في مثؿ ىذه الحاالت .)الثالثةالمادة (اممة إنسانية عمى األقؿ مع

جنيؼ الثالثة فإف األمر يتعمؽ بمكضكع أسرل الحرب بما فييـ األطفاؿ الذيف اتفاقيةأما ف كاف ىناؾ شؾ بشأف الرابعة المادة المقاتمة المحددة ضمفينتمكف إلى الفئات مف االتفاقية حتى كا

انتماء ىؤالء إلى إحدل الفئات المذككرة في المادة الرابعة، ك يعامؿ األطفاؿ في مثؿ ىذه النزاعات إضافة إلى المعاممة الخاصة بسنيـ.معاممة إنسانية

حماية األشخاص المدنييف في كقت الحرب كانت أكثر كنجد أف اتفاقية جنيؼ الرابعة بشأف .3تكسعا مف حيث النص عمى حماية األطفاؿ أثناء الحرب ك النزاعات المسمحة

أثناء حرب التحرير الكطنية 1960-06-20صادقت عمييا الجزائر في 1950-10-21 دخمت حيز التنفيذ في - 1

مف طرؼ الحككمة المؤقتة. عمى أنو في حالة نشكب نزاع ليس لو صفة دكلية 1949تنص المادة الثالثة المشتركة بيف اتفاقيات جنيؼ األربع - 2

ي مراعاتيا التي تؤمف الحماية لكؿ األشخاص الذيف ألقكا عمى أرض أحد األطراؼ فيناؾ حد أدنى مف القكاعد التي ينبغأسمحتيـ أك مف أصبحكا عاجزيف عف القتاؿ بسبب المرض أك الجرح أك االحتجاز أك أم سبب آخر، ينبغي معاممتيـ

جميعا معاممة إنسانية. . 333 ،332نعيمة عميمر، الطفؿ أثناء النزاعات المسمحة، المرجع السابؽ، ص - 3

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

48

15 تحدد نصكص ىذه االتفاقية مجمكعة كاسعة مف الحقكؽ المصيقة باألطفاؿ األقؿ مف حيث الرعاية ك الحماية ضمف عائبلتيـك غير المؤىميف لمقتاؿ ك التجنيد ك الذيف يبقكف تحت سنة

. 1أك أمياتيـتمييز بيف فئاتيـ مف االتفاقية لتؤكد عمى حماية المدنييف لكف دكف المادة الرابعةكىكذا جاءت

مف نفس االتفاقية تؤكد عمى الحماية العامة لمسكاف 13أم بيف األطفاؿ ك غيرىـ، ذلؾ ألف المادة فإنيا جاءت بنص خاص يسكم بيف حماية الفئات الضعيفة بما فييا 14دكف تمييز، أما المادة عشر ك العجزة ك أميات األطفاؿ دكف السابعة مف العمر.األطفاؿ دكف الخامسة

يفيـ مف ىذا النص أف عبارة األطفاؿ تنطبؽ عمى دكف الخامسة عشر مف العمر ك بمفيكـ

مف الحماية يعدكف مدنييف عادييف ك ال يستفيدكف 18ك 15المتراكح سنيـ بيف المخالفة فإف األطفاؿ . 2المادةالخاصة طبقا ليذه

تعتبر خطكة كبرل لؤلماـ في تطكر القانكف 1949إذا كانت اتفاقيات جنيؼ األربعة لسنة المسمحة خصكصا، إال أنو سرعاف ما تبيف ضحايا النزاعات حماية الدكلي اإلنساني عمكما ك قكاعد

أكجو القصكر ك النقص فييا ك ذلؾ لعدة أسباب مف بينيا أف ىذه االتفاقيات لـ تعد تتناسب مع عف العسكرييف األخطار الناجمة عف استخداـ األسمحة المتطكرة، ك التي يتعذر معيا تمييز المدنييف

فاقيات قد تـ إقرارىا في كقت ال زالت فيو الكثير مف في كثير مف األحياف، عبلكة عمى أف ىذه االتعف الفكر الشعكب تحت كطأة كسيطرة االستعمار الغربي، ك مف تـ فإف ىذه االتفاقيات جاءت معبرة

قانكف الحرب، كلـ يكف لدكؿ العالـ الثالث دكرا في صياغتيا، كبالتالي فإنيا تفتقد إلى الغربي إزاء بحركب التحرير، كبناء عميو كاف مف الضركرم إعادة النظر فييا أك معالجة معالجة المعاممة المتعمقة

.3أكجو قصكرىا ك تطكيرىا بما يتبلءـ مع ظركؼ الحركب الحديثة مف جية أخرل

الحماية لؤلطفاؿ كردت عمييا عدة مبلحظات منيا أف اتفاقية جنيؼ إضافة إلى أنو تخصيص بمكجب األحكاـ يضعا تعريفا لمطفؿ المحمي لـ ،1977لعاـ الرابعة ك كذلؾ بركتكككؿ جنيؼ األكؿ

في االثنافالتي أخذ بيا ا، ىذا مف جية ك مف جية أخرل اختمفت مديات العمر مالخاصة الكاردة فييحاالت متنكعة تتعمؽ باألطفاؿ في بعض األحياف في نصكص معينة استخداـ تعبير األطفاؿ الذيف ال

تكنسي بف عامر، المرأة ك النزاع المسمحة، المجمة الجزائرية لمعمـك القانكنية ك االقتصادية كالسياسية، كمية الحقكؽ - 1

. 29ص ،2009، 03، العدد الجزائر، بف عكنكف، جامعة الجزائر، . 333،334نعيمة عميمر، المرجع السابؽ، ص - 2ميمكد بف عبد العزيز، حماية ضحايا النزاعات المسمحة في الفقو اإلسبلمي الدكلي ك القانكف الدكلي اإلنساني، دار - 3

. 97،98ص ، 2009ىكمة لمطباعة ك النشر ك التكزيع، الجزائر،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

49

حديثي الكالدة ك في حاالت أخرل سنة، كفي مكضع آخر استخداـ تعبير أطفاؿ 15تقؿ أعمارىـ عف اختمفت سنة، كبذلؾ 18تقرر عدـ تنفيذ عقكبات محددة عمى األطفاؿ الذيف ال تتجاكز أعمارىـ

المديات العمرية بحسب الحاالت التي تكلي عبلجيا كمف أمثمة الحماية التي قدميا القانكف الدكلي أف تعمؿ أطراؼ النزاع عمى اتخاذ التدابير الضركرية لضماف عدـ إىماؿ األطفاؿ دكف اإلنساني

دينيـممارسة عف عائبلتيـ ك تيسر إعالتيـ كالذيف تيتمكا أك تفرقكا الخامسة عشرة مف العمر .ك تعميميـ في جميع األحكاؿ

إلى جانب ىذه األحكاـ كانت ىناؾ نصكص تشير إلى منح الحماية لؤلطفاؿ دكف أف تشير أف تكفؿ االستعانة بالسمطات كما في النص الذم يفرض عمى عائؽ سمطة االحتبلؿ إلى أعمارىـ

التحقؽ مف البلزمة لتسيير المحمية حسف تشغيؿ المنشآت المخصصة لرعاية األطفاؿ ك اتخاذ التدابير تابعة ليا، كأف ىكيتيـ ك تسجيؿ نسبيـ، كعدـ جكاز تغيير جنسيتيـ أك أف تمحؽ تشكيبلت أك منظمات

يـ األطفاؿ الذيف تيتمكا أك افترقكا عف عائبلتيـ تقـك باتخاذ اإلجراءات البلزمة لتأميف إعالة ك تعمإلى الطفؿ كانت دكف بسبب الحرب إذا كانت المؤسسات المحمية عجزة عف ذلؾ، فميما كانت اإلشارة

.1اإلشارة إلى عمره

جنيؼ الرابعة، فبالرغـ مف أنيا كانت أكثر تكسعا مف حيث اىتماميا التفاقيةبالنسبة كذلؾ ، إال أنيا لـ تعالج مسألة اشتراؾ األطفاؿ في األعماؿ العدائية في 2بالطفؿ بصكرة خاصة ك شخصيةىذه الثغرة ك استحداث أحكاـ جديدة تتعمؽ باشتراؾ لمكاجية ك ذلؾ القكات النظامية أك المتطكعة

. 3زاعات المسمحة الدكلية ك غير الدكلية عمى نحك مباشر أك غير مباشراألطفاؿ في النإف الطفؿ باعتباره بمثؿ مستقبؿ اإلنسانية كاف جديرا بالحماية الكافية، إال أننا نجد أنو لـ

يحـر تجنيده ك استغبللو في زمف النزاعات 1949اتفاقيات جنيؼ لعاـ يحظى بنص صريح في ضكء المسمحة.

أىمية بحث ىذا الكضع في النزاعات الداخمية فضبل عف النزاعات الدكلية، فبدل بؿ كظيرتمف المؤكد أف ىناؾ ضركرة ممحة لتحريـ اشتراؾ األطفاؿ في أم نزاع مسمح بأم شكؿ مف األشكاؿ لذا بدأ االىتماـ الجدم بيذا الكضع مف جانب منظمات عديدة كاف عمى رأسيا المجنة الدكلية لمصميب

.1971في عاـ األحمر

. 161،162نغـ إسحاؽ زيا، المرجع السابؽ، ص - 1 . 333،334نعيمة عميمر، المرجع السابؽ، ص - 2 . 110حسنيف المحمدم بكادم، المرجع السابؽ ص - 3

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

50

عف معالجة مشكمة األطفاؿ في 1949بعدما بدل ليا قصكر اتفاقيات جنيؼ لعاـ ك ذلؾ مبلحظات بشأف اضطرار تجنيد األطفاؿ في النزاعات النزاع المسمح فقامت بكضع تقريرا ىاما يتضمف

.1المسمحةبشأف إعادة تأكيد ك تطكير قكاعد كقد أثير ىذا المكضكع في أكؿ مؤتمر لمخبراء الحككمييف

القانكف الدكلي المنطبقة أثناء النزاعات المسمحة ك الذم عقده المجمس االتحادم السكيسرم في الفترة .1977-1974الممتدة مف

البركتكككليف اإلضافييف التفاقيات جنيؼ ك المذيف تقدمت بيما ك قد اتخذ المؤتمر مشركعا المجنة الدكلية لمصميب األحمر كأساس لمنقاش فيو، ك كانت المجنة قد أعدت ىذيف المشركعيف في صياغتيما النيائية كاضعة في اعتبارىا حصيمة المناقشات التي جرت في مؤتمر الخبراء الحككمييف

. 1972-1971في دكرتو بجنيؼ عامي ك إزاء ىذه المبلحظات ك المناقشات المستفيضة ك التي بدلت خبلؿ مؤتمر جنيؼ الدبمكماسي

10في الصادريف عف المؤتمر 2في دكراتو األربع، نجحت تمؾ الجيكد كألكؿ مرة في قياـ البركتكككليف . 3بالحظر التاـ ك القاطع لمشاركة األطفاؿ ك استخداميـ في الحركب ،1977جكاف

فيكجب عمى الدكؿ اتخاذ كؿ التدابير 4مف البركتكككؿ اإلضافي األكؿ 77 ـ فاستنادا إلى

الممكنة لمنع األطفاؿ دكف الخامسة عشرة مف عمرىـ مف المشاركة مباشرة في األعماؿ الحربية، ء ممف النزاع في حالة تجنيد ىؤالك يحظر صراحة تجنيدىـ في القكات المسمحة ك يجب عمى أطراؼ

، كبذلؾ 5األكلكية لمف ىـ أكبر سناكلـ يبمغكا بعد أف تسعى لمنح ) 15 (بمغكا سف الخامسة عشرة أال تسمح بتجنيد عمى أنو يجب عمى الدكؿ األطراؼ في نزاع ذم طابع دكلي يستفاد مف ىذا النص

أطفاليا لمخدمة في قكاتيا المسمحة الذيف لـ يبمغكا سف الخامسة عشرة، ك حتى لمف بمغ ىذه السف كلـ عشرة فيجب عمى الدكؿ المتحاربة أف تعطي أكلكية التجنيد لؤلكبر سنا مف ىؤالء يبمغ سف الثامنة

. 129محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص - 1-05-16، هحصهص ػ٤ح ججؼجتغ ك٢ 1978-12-07 صسال د٤ؼ جطل٤ظ ك٢ 1977-06-10جػطض جرغض٤ ك٢ - 2

. 1989-05-٤17 20. عه ، ؼ.ع1989-05-16جإعر ك٢ 68 – 89، .ع 1989 . 106،107ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 3ػض ضوض٣ ـصز ظج جرغض ضذضظ جـ٤ض "ؿعذ٤ي" ذح٤حذس ػ ججس جض٤س و٤د جألدغ هحتال :"ك٢ - 4

ػ٤غ جضج جألد٤ح ح جأللح ٣ـطشض ذجؿطس غف أغجف جؼجع ك٢ كوحت وحضس أ ؼحس، ٣

حصز جـحغز أل جؼج ألـ ك٤ثح ل٤ضج، ح أ ذظج جؼ جأللح ٣ططؼ ئ٠ س٤غ طي، كا ٣لؼغ ذحـؼ

٣ذـ ذأ أهرذج ٣طوغك ضوغكحش جرحع، ئ جؿطـال ػ ظج جإلدـحؽ ك٢ء شؼ ذوعز سحهس كحأللح

٣ؼغك دن جظ٣ ٣إص ظ جألػح غ أ ٣طؼغ شحغ لـح، جط٢ ٣طؼغى ح جوحض جرحع كا ال

جؼغكس صجتح ح ٣طظغ ط٤جس جلحعس جرحكغز أ ؿ٤غ جرحكغز ك٢ جألػح جؼضجت٤س :"ك٤ الكذس، جغجغ

. 106،107جـحذن، م . 178أدض ؿ٢ ػ٢، جغجغ جـحذن، م- 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

51

ستة عشر عاما األطفاؿ بمعنى أف الطفؿ الذم بمغ سبعة عشر عاما يجب تجنيده قبؿ الطفؿ الذم بمغ .1فقط كىكذا

إذا تفحصنا ىذه المادة نبلحظ ضعؼ محتكاىا لؤلسباب التالية:

تتمثؿ نقطة الضعؼ األكلى في طبيعة االلتزاـ المفركض عمى الدكؿ، كىك التزاـ يتعمؽ -1ج، فكفؽ نص ىذه المادة يتعيف عمى الدكؿ اتخاذ كافة التدابير المستطاعة بالسمكؾ ال بالنتائ

التي تكفؿ عدـ اشتراؾ األطفاؿ، ففي اعتقادنا ربما كاف يمكف أف يتمتع األطفاؿ بحماية أكبر الضركرية بدال مف اتخاذ تدابير ممكنةلك كانت الدكؿ التزمت بأف تتخذ جميع التدابير

مف البركتكككؿ. 77تعبير نص المادة أك مستطاعة بحسب

إف نقطة الضعؼ الثانية تتمثؿ في أنو يحظى بالحماية فقط األطفاؿ الذيف يشترككف بصفة -2مباشرة في األعماؿ العدائية، ك بالتالي فاالشتراؾ غير المباشر في األعماؿ العدائية ال يحظره

البركتكككؿ.

لـ يشر إلى النزاعات المسمحة الداخمية تتمثؿ نقطة الضعؼ الثالثة في أف نص ىذه المادة -3 .2ك مشاركة األطفاؿ فييا

ليذا جاءت الكثيقة الثانية المتمثمة في البركتكككؿ االختيارم الثاني المتعمؽ بحماية ضحايا تعمؽ بحاالت تكاجد األطفاؿ خارج النزاعات المسمحة غير الدكلية الذم جاء بنصكص جديدة أيضا ت

، التي لـ يكف ليا مف نص في القانكف 3نطاؽ العمميات المسمحة التي تتبلقى فييا دكلتاف فأكثرالتي كثيرا ما كانت مكضكع تأكيبلت مختمفة انتيت أحيانا ك ، 4اإلنساني سكل المادة الثالثة المشتركة

. 5إلى تصنيؼ نطاقيا أكثر مما تحتممو نصا كركحا

. 318ػرض جؼؼ٣ؼ ض ػرض جؼؼ٣ؼ أذ سؼ٣س، جغجغ جـحذن، م- 1 . 179جغجغ جـحذن، م أدض ؿ٢ ػ٢، - 2 . 335ؼ٤س ػ٤غ، جغجغ جـحذن، م - 3 . 1949جحصز جػحػس جلطغس الضلحه٤حش ج٤ق جألعذغ - 4 . ٤98ص ذ ػرض جؼؼ٣ؼ، جغجغ جـحذن، م - 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

52

البروتوكوؿفي أحكاـ تجنيد األطفاؿثانيا :

االختياري الثاني لجنيؼ

،1ينمارقد أقدمت الكثير مف الحككمات مف بينيا بركندم كجميكرية الككنغك الديمقراطية ك الملك السكداف ك الكاليات المتحدة األمريكية عمى استخداـ األطفاؿ في الخطكط األمامية فيما ال يقؿ عف عشرة صراعات، بينما قامت حككمات أخرل مف بينيا ككلكمبيا ك أكغندا أك زمبابكم، بدعـ ميمشات

ك النيباؿ كقكات شبو عسكرية تستخدـ األطفاؿ كجنكد، كما استخدمت بعض الدكؿ مثؿ إندكنيسيا . 2أطفاال كمخبريف أك جكاسيس أك سعاة لنقؿ الرسائؿ

فبالرغـ مف كجكد ىذه الظاىرة منذ الحرب العالمية الثانية، إال أف الجيكد الدكلية لمكاجية قضية

اتالجنكد األطفاؿ لـ تتحدد مبلمحيا إال مع بداية السبعينات مف القرف الماضي بعدما أغفمت اتفاقيعف معالجة ىذه المسألة، كأصبح مف الضركرم استحداث نكع جديد مف الحماية 1949جنيؼ الرابعة

.3لصالح أكلئؾ الذيف يتكرطكف في أعماؿ القتاؿليذا يعتبر البركتكككؿ اإلضافي الثاني بمثابة محاكلة جديدة لتحسيف كتطكير قكاعد القانكف الدكلي اإلنساني كإليجاد المزيد مف الحماية ك الضمانات لؤلشخاص المحمية أثناء النزاعات المسمحة التي

. 4أصبحت تتسـ بالطابع غير الدكلي أيضا

ة ضحايا النزاعات المسمحة غير الدكلية استنادا إلى يؤكد عمى حمايلالبركتكككؿ فجاء ىذاك ليس اتفاقيات جنيؼ ككذا المكاثيؽ المتعمقة بحقكؽ اإلنساف التي تكفؿ لمشخص الحماية األساسية

غير كافية. فقط الضركرية كما كاف يجرم العمؿ عمى أساس المعاممة اإلنسانية التي أصبحت إف أىداؼ ىذا البركتكككؿ ترمي إلى إيجاد حماية أفضؿ لؤلطفاؿ، لذا تعتبر ىذه الحماية أفضؿ

السابقة نظرا لما تضمنو مف تدابير حمائية خاصة باألشخاص في مما ىي عميو في النصكص الحاالت غير تمؾ المتعمقة بالنزاعات الدكلية ك ىي الحاالت األكثر شيكعا حاليا مع ازدياد حاالت

. 5االضطرابات ك الثكرات الشعبية

غ٣ي ظق ك٢ ـطلل٠ ذحى جػس ػوحذحش ) 800 (أوظش هجش جأل 25/01/2000كػال: ك٢ - 1ؿس، هض جصػ٠ جطأح ذأح ـ٤ذ٤ح 16ح٤حع ػضح ػغف جؼح أ هحصز ظ جؼوحذحش ح ضأح ذؼغ

أه٤ح ٣ح هز سحعهس ضجؼح ذوح جغهحم جطلجغجش ح ٣و٢ جء ػ٠ صع جأللح ك٢

. 365جؼر٤ض١، جغجغ جـحذن، مدـ٤ جؼجػحش جـذس جدل٤س ك٢ جؼح، ذلغ ؿح جػ٤غ . 315ؿ٤ دـ٤ جلطال١، جغجغ جـحذن، م - 2 . 102ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 3 . 334ؼ٤س ػ٤غ، جغجغ جـحذن، م - 4 . 335ؼ٤س ػ٤غ، جغجغ جـحذن، م - 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

53

كلعؿ مف أكثر المناقشات التي أثارت جدال خبلؿ المؤتمر الدبمكماسي بجنيؼكفكد الدكؿ المشاركة ىك مجاؿ تطبيؽ نصكص البركتكككؿ اإلضافي الثاني، بيف (1974-1977(

كا البلتينية، ك الدكؿ اإلفريقية بضركرة إضافة فقرة حيث طالبت الدكؿ االشتراكية، كبعض دكؿ أمريخاصة باألفراد الذيف يقاكمكف االستعمار ك االحتبلؿ األجنبي، ك يسعكف لتحرير ببلدىـ إلى المادة

بعض الدكؿ األخرل السيما الكاليات المتحدة األمريكية األكلى مف البركتكككؿ األكؿ، في حيف رفضت ىذا االقتراح، كقد تـ تحديد مضمكف النزاعات المسمحة غير الدكلية مف ك غالبية الدكؿ األكركبية

جانب الدكؿ أطراؼ المؤتمر الدبمكماسي بجنيؼ بأنيا "النزاعات المسمحة التي ال تغطييا المادة األكلى المتعمؽ بحماية 12/08/1949مف البركتكككؿ األكؿ اإلضافي الممحؽ باتفاقيات جنيؼ المؤرخة

زعات الدكلية المسمحة، ك التي تجرم في أراضي الدكلة بيف قكاتيا المسمحة كقكات مسمحة ضحايا المنامنشقة أك جماعات مسمحة كمنظمة كتحت قيادة مسؤكلة، كتمارس رقابتيا عمى جزء مف األراضي بشكؿ يمكنيا مف القياـ بعمميات عسكرية متماسكة ك تنفيذ ىذا البركتكككؿ، كمف ىذا النص يتضح أف

ؾ عدة شركط ال بد أف تتكافر في الجماعة المسمحة لكي تخضع ألحكاـ ىذا البركتكككؿ اإلضافي ىنا الثاني كىي:

أم ليا رئيس تنفذ ، مسؤكلةأف تككف ىذه الجماعة المسمحة منظمة كتعمؿ تحت قيادة -1 أكامره، كىك الذم يتكلى قيادتيا كتكجيو أعماليا كرسـ خططيا.

تسيطر ىذه الجماعة المسمحة سالفة الذكر عمى جزء مف أراضي الدكلة التي تنتمي إلييا أف -2ات ذأم قكية ك )بحيث تمكنيا ىذه السيطرة المادية مف القياـ بعمميات عسكرية متماسكة

ذا البركتكككؿ اإلضافي الثاني. األحكاـ الكاردة في ى ذلؾ مف تنفيذكتمكنيا ك )تأثير كاضحكقد استقر العمؿ الدكلي عمى اعتبار الصراع المسمح الداخمي بيف عدة طكائؼ مف ذات الدكلة

ىذا البركتكككؿ الكاحدة حتى ك لك كانت كميا خارج نطاؽ الحكـ ك السمطة حرب أىمية تخضع ألحكاـ لة لذلؾ فقد اقترحت دك إلى ىذه الحرب األىمية صراحة، الثاني اإلضافي، رغـ أف النص ال يشير

بحيث يتـ النص عمى 1949الثالثة المشتركة التفاقيات جنيؼ األربع لعاـ ف بأف يتـ دعـ الفقرة باكستا . 1عمى أكسع نطاؽ في المنازعات المسمحة المحميةتطبيؽ القانكف الدكلي اإلنساني

عمى 314في ىذا البركتكككؿ ك الذم جاء محددا ليا طبقا لممادة تمثؿ حماية األطفاؿ جزءا ىاما

سنة دكف أعبلىا ك بالتالي فيي 15سنيـ عف الخصكص حيث اىتمت ىذه المادة باألطفاؿ الذيف يقؿ تعنى بيؤالء األطفاؿ في حاالت التجنيد ك اشتراكيـ في النزاعات المسمحة، إذ نصت :" ال يجكز تجنيد

طوغ ؿؼ٤ض دصز، جوح جض٢ جإلـح٢، غ جإلكحعز أل رحصت ك٢ جلو جإلؿال٢ ، صجع جلغ ججحؼ٢، - 1

. 174، 173، م2009وغ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

54

السماح باشتراكيـ في كال يجكز المسمحة عشرة في القكات أك الجماعات األطفاؿ دكف سف الخامسة .1العمميات العدائية"

كاف أكثر صرامة، إذ أنو حظر تجنيد األطفاؿ دكف الخامسة عشرة نبلحظ أف ىذا البركتكككؿ .2العدائية سكاء بصكرة مباشرة أك غير مباشرةمف العمر، ك كذلؾ مشاركتيـ في العمميات

عاما في العمميات الحربية ك كذلؾ 15 فمقد حظر ىذا البركتكككؿ اشتراؾ األطفاؿ دكف سف في العمميات المرتبطة بيا مثؿ نقؿ الذخائر ك المؤف، كتداكؿ كنقؿ األكامر العسكرية، ك االستطبلع ك جمب المعمكمات، ك القياـ بأعماؿ التجسس ك االستخبارات باعتبار أف ىذه األعماؿ مف قبيؿ

.3مف ىذا البركتكككؿ )ج( 4/3ا حسب المادة كىي محظكرة عمييـ القياـ بيالعمميات العدائية

ننا نجد ىنا أف األطفاؿ يتمتعكف بحماية أكبر مف الحماية التي يتمتعكف بيا في ظؿ إكعميو فاشتراؾ األطفاؿ في أم مف العمميات الحربية األكؿ ألف البركتكككؿ الثاني منع البركتكككؿ االختيارم

ك نقؿ كتداكؿ األكامرك المؤف التي تشتمؿ إلى جانب عمميات القتاؿ أعماؿ أخرل مثؿ نقؿ الذخائر . 4ك االستطبلع ك جمب المعمكمات ك القياـ بعمميات تخريبية

كبما أف انتياكات إال أف ىذا البركتكككؿ جاء مختصرا سكاء في نطاؽ تطبيقو أك في حجمو،

أك انتياكات البركتكككؿ الثاني ال يمكف تصنيفيا كخبلفات المادة الثالثة المشتركة بيف اتفاقيات جنيؼ، جسيمة بالمعنى الحرفي لمكممة ألحكاـ االتفاقيات ك البركتكككالت، فإنو ال يكجد سكل التزاـ لكضع حد

.5مرتكبيياليذه االنتياكات ك لكف ليس ثمة التزاـ بمعاقبة

فالقانكف الدكلي اإلنساني مثمو في ذلؾ مثؿ أم قانكف آخر قد يبقى حبرا عمى كرؽ إذا لـ تتخذ الدكؿ األطراؼ التدابير القانكنية ك العممية البلزمة لضماف تنفيذه إباف النزاعات المسمحة، كىناؾ ما

كانيف، فيذا القانكف يتعيف تطبيقو أكثر مف غيره مف القيدعك إلى الحرص عمى تطبيؽ القانكف اإلنساني في النزاعات المسمحة الدكلية ك غير الدكلية حيث تككف حياة البشر عرضة لمخطر بصكرة كبيرة.

.1977 جرغض جالسط٤حع١ جػح٢ ج٤ق 3جحصز جغجذؼس كوغز - 1 . 335ؼ٤س ػ٤غ، جغجغ جـحذن، م - 2 . 176طوغ ؿؼ٤ض دصز، جغجغ جـحذن، م - 3 . 319ػرض جؼؼ٣ؼ ض، ػرض جؼؼ٣ؼ أذ سؼ٣س، جغجغ جـحذن، م - 45

حكس لغ جطػ٣غ، ػغ ذص جشؼ٢، جوح جض٢ جإلـح٢ ك٢ ء جذس ججحت٤س جض٤س، صجع جػو - . 83م ، 1،2008جألعص،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

55

كينبغي كضع القانكف الدكلي اإلنساني مكضع التنفيذم بادئ ذم بدء مف جانب الدكؿ العاـ في قانكف المعاىدات الذم عبرت األطراؼ في االتفاقيات التي يتككف منيا القانكف تأكيدا لممبدأ

منيا :" كؿ معاىدة نافذة ممزمة ألطرافيا 26في المادة 1969لعاـ عنو اتفاقية فيينا لقانكف المعاىدات كعمييـ تنفيذىا بحسف نية".

ألف تنفيذ القانكف الدكلي اإلنساني ىك عممية متكاصمة ال يتـ إنجازىا بمجرد إصدار القكانيف

األنظمة أك بمجرد تدريس قكاعده كمبادئو ك االتفاقيات المجسدة لذلؾ، أك مف خبلؿ المحاضراتأك يجاد ك الندكات المكثفة بؿ يقتضي العمؿ عمى تطبيؽ ىذا القانكف كعكسو في القكانيف الكطنية لمدكؿ كا

. 1خرقو كتجاكزه الضماف البلزمة كطنيا كدكليا لمتقيد بو كمعاقبة الذيف يعممكف أك يسعكف إلى

الفرع الثاني المعالجة القانونية لتجنيد األطفاؿ

القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف في

نستطيع القكؿ بادئ ذم بدء أف القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف ال يتكقؼ تطبيقو خبلؿ أكقات ف كاف يتـ تعميؽ جزء كبير مف ،السمـ بؿ يستمر االلتزاـ بأحكامو أيضا إباف النزاعات المسمحة حتى كا

القانكف أثناء النزاعات المسمحة بسبب الكضع االستثنائي الذم الحقكؽ المقررة لئلنساف في ظؿ ىذا تعد جزء ال يتجزأ مف ، إضافة إلى أف حقكؽ الطفؿ الذم ال يعد سكل إنساف، 2حاربةتييدد الدكؿ الم

مف الكثائؽ الدكلية الخاصة بحقكؽ الطفؿ تعتمد أساسا عمى حقكؽ اإلنساف، كليذا كثيرا ما نجد العديد ، كما أف المجتمع الدكلي ك لمكاجية األكضاع الصعبة التي )الطفؿ(المصادر الدكلية الخاصة بو

عالمية تحكلت بعد مدة زمنية قد كضع مبادئ أخبلقية النزاعات المسمحة، في يعيشيا األطفاؿ ال سيما 20كعمى ىذا األساس قامت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة في .3انكنية ممزمةقصيرة نسبيا إلى قكاعد ق

بإصدار إعبلف حقكؽ الطفؿ الذم كاف تتكيجا لمخاض طكيؿ مف المحاكالت 1959 4تشريف الثاني .5الجدية اليادفة لحماية الطفكلة بصكرة قانكنية ك مسؤكلة

ػرض جحخ كـح، جوح جض٢ جإلـح٢ جغعز جوح٤س لء جذس ججحت٤س جض٤س، جس جوح، - 1

. 151،152، م 2002،أطذغ 10صجعجحؼس ػض طرحػس جلغ،ج٤ ،ع: .50،م2006، 1ججؼجتغ، ػغ ؿؼض هللا، ضس ك٢ جوح جض٢ ذوم جإلـح، ص٣ج جطرػحش ججحؼ٤س،- 2ػ٤ز ؿ٤، دح٣س جأللح أغحء جؼجػحش جـذس جض٤س، ظغز حج٤ـط٤غ، جطشون : جوح جض٢ جإلـح٢، - 3

. 106، م 2010 – 2009جحؼس جذحؼ شغ، ذحضس، ٤س جذوم، هـ جوح جؼح، كرغ. 20 - 4، 3،2008غ٣حش جؼحس دوم جإلـح، لعجش جإؿـس جذض٣ػس طحخ، رح، سغ سغ، ضس ئ٠ جذ - 5 . 157، م 3،2008

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

56

أصدرت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة إعبلف بشأف حماية النساء 1974ك في سنة .1ك المنازعات المسمحةك األطفاؿ في حاالت الطكارئ

كالمكافؽ ) 1989 – 1959 (إلعبلف حقكؽ الطفؿ ك احتفاال منيا بالذكرل السنكية الثبلثيف

فقد اعتمدت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة ) 1989 – 1979 (ة الدكلية لمطفؿ لمذكرل السنكية العاشر .2ك التصديؽ ك االنضماـ اتفاقية حقكؽ الطفؿكعرضت لمتكقيع 1989في نكفمبر

االختيارم البركتكككؿ 2000كما اعتمدت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة في شير مايك عاـ . 3المسمحةالتفاقية حقكؽ الطفؿ بشأف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات

ك التي أكلت االتفاقيات في القانكف الدكلي االنساني، أىـ ع مف الدراسةفي ىذا الفر فقد تناكلناليذا

1989اتفاقية األمـ المتحدة لحقكؽ الطفؿ سنة قضية تجنيد األطفاؿ أىمية كبيرة ك المتمثمة في 4

، )ثانيا ( المسمحةاشتراؾ األطفاؿ في النزاعات الممحؽ بيا بشأف ك البركتكككؿ االختيارم ، )أكال ( في الحركب الداخمية. مف التجنيد ؤلطفاؿل ميمة كفرا حمايةك المذاف

اتفاقية األمـ المتحدة لحقوؽ الطفؿ أحكاـأوال:

المتعمقة بمسألة تجنيد األطفاؿ تكافرت جميع األسباب، لمترحيب بمبادرة حككمة بكلندا عندما طرحت عشية السنة الدكلية لمطفؿ لقد

ك ال تنقضو، كذلؾ 1959صياغة اتفاقية حقكؽ الطفؿ تككف كثيقة مستقبمية ممزمة تكمؿ إعبلف عاـ عبر كضع معايير دنيا تطبؽ كمعايير متميزة عف المبادئ الشمكلية التي تستخدـ كأىداؼ أساسية

. 5ك جكىرية لرفاه األطفاؿ

1

، صجع جذحض 3، ظس جأل جطذضز جإلجحػجش جإلسلحهحش، ؼ4ؿ٤ دـ٤ جلطال١، ؿػس جظحش جض٤س - . 53،م 2010، 1لغ جطػ٣غ، جألعص

. 219جغجغ جـحذن، م طوغ ؿؼ٤ض دصز، - 2 . 116، 115ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 3 06-92.ش عه 91،ؼ.ع عه 1992-12-19، هحصهص ػ٤ح ججؼجتغ ك٢: 1990-09-02صسص د٤ؼ جطل٤ظ ك٢ - 4

لوغز ، هحصهص ػ٠ ضؼض٣ ج13،14،16،17، ضذلظص ػ٠ ججص: 1992-12-23، ٤ 1992-11-17جإعر ك٢

٤ 55، ؼ ع عه 02/09/2006جإعر ك٢ 300-06 جالضلحه٤س ذجد جغؿ جغتحؿ٢ عه 43 جحصز 2

06-09-2006. .93،92،91ؿـح س٤، جغجغ جـحذن، م - 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

57

العمؿ الذم شكمتو مفكضية حقكؽ اإلنساف، العمؿ عمى كضع اتفاقية فريؽ بدأ 1979في عاـ ك دكلية حكؿ حقكؽ الطفؿ، ك االسـ الرسمي لمجياز الذم أككمت إليو ميمة صياغة ىذه االتفاقية كاف

، كتتككف 12/03/1979حقكؽ الطفؿ"، كذلؾ بمكجب قرار صادر في "فريؽ العمؿ حكؿ مسألة اتفاقيةحقكؽ اإلنساف باإلضافة لفتح الباب أماـ كؿ دكؿ دكلة ىـ أعضاء في لجنة 43ىذه المجمكعة مف

يحؽ لممنظمات ك كذلؾ في أعماؿ المجمكعة بصفة مراقبيف لبلشتراؾالعالـ أعضاء األمـ المتحدة .في أعماؿ المجمكعة بذات الصفة "مراقب" االشتراؾغير الحككمية ك الككاالت المتخصصة

كقد اعتمدت ىذه المجمكعة النص البكلندم ككثيقة عمؿ أساسية تبدأ بيا ك تنطمؽ مف خبلليا،

تكاحدا سنكيا لمدة سبع سنكاثـ أخذت تعقد اجتماعا ، 1979كقد اجتمعت ألكؿ مرة في نياية عاـ الطفؿ كاف في صالح اتفاقية حقكؽ ،(1979-1989)كلعؿ طكؿ فترة عمؿ المجنة ، (1987-1980)

ك األطفاؿ في العالـ بكجو عاـ كذلؾ نظرا لتغير الظركؼ الدكلية خبلؿ فترة الثمانينات مف القرف العشريف.

،1988في فبراير عاـ االتفاقيةاألكلى لمشركع كقد انتيت ىذه المجمكعة مف إعداد المسكدة

فبراير إلى 28اجتماع في المدة مف 12كلكتابة مسكدة مشركع االتفاقية الثانية اجتمعت المجمكعة في مجمكعة عمؿ فرعية لكتابة مسكدات ك تقارير لمجمكعة العمؿ 16كأنشأت 1988ديسمبر مف عاـ 9

كقد كاجيت مجمكعات العمؿ الفرعية قضايا خبلفية معقدة مثؿ حماية الطفؿ قبؿ الكالدةالرئيسية، يت أعماليا بسرعة ك جدية، كتـ عرض النص النيائي ك التبني ك الديانة، إال أنيا تغمبت عمييا ك أن كرفعتو بدكرىا إلى المجمس االقتصادم 08/03/1989عمى لجنة حقكؽ اإلنساف التي أقرتو في

.1ةك االجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة ثـ إلى الجمعية العامة لؤلمـ المتحد

نكفمبر 20 (ثبلثكف عاما بعد تبني إعبلف حقكؽ الطفؿ ، أم 1989نكفمبر مف العاـ 20ك في حقكؽ الطفؿ التي اتفاقية، باإلجماع ك بالتكافؽ، 2الجمعية العامة لمنظمة األمـ المتحدةأقرت (،1959

.3دكلة 191الدكؿ التي صادقت عمييا أصبح عدد

. 68.67.66طوغ ؿؼ٤ض دصز، جغجغ جـحذن، م - 1 . 1989جإعر ك٢ كرغ 44/25ذجد جوغجع عه - 2 06-92.ش عه 91ؼ.ع عه 1992-12-19، هحصهص ػ٤ح ججؼجتغ ك٢: 1990-09-02صسص د٤ؼ جطل٤ظ ك٢ - 3

، هحصهص ػ٠ ضؼض٣ جلوغز 13،14،16،17، ضذلظص ػ٠ ججص: 1992-12-23، ٤ 1992-11-17جإعر ك٢

٤ 55، ؼ ع عه 02/09/2006جإعر ك٢ 300-06الضلحه٤س ذجد جغؿ جغتحؿ٢ عه ج 43 جحصز 2

06-09-2006.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

58

، 1ذه االتفاقية بأكبر عدد مف الدكؿ األطراؼ أم عدد الدكؿ التي صادقت عميياحيث حظيت ى 1990سبتمبر مف العاـ 02مف بيف معاىدات حقكؽ اإلنساف الدكلية كافة، كقد دخمت حيز التنفيذ في

.3، كذلؾ بعد مصادقة عشركف دكلة2 اإلجماع ك ذلؾ اتفاقية حقكؽ الطفؿ تشكؿ قفزة نكعية إذ تعد االتفاقية الكحيدة التي حظيت بيذا إف

لعدة اعتبارات نذكر منيا:أنيا جاءت نتيجة لتعاظـ المعاناة لدل أعداد متزايدة مف األطفاؿ، كما أنيا أحاطت تقريبا بجميع

اعتمدت عمى عدـ التمييز ية، إضافة إلى أنيا االقتصادية ك االجتماع حقكؽ الطفؿ المدنية، السياسية، .4في المعاممة بيف أطفاؿ العالـ

مادة منظمة لمجمكعة مف الحقكؽ المضمكنة لمطفؿ 54كتحتكم ىذه االتفاقية عمى ديباجة ك . 5مف حقكؽ مدنية، سياسية، اجتماعية ك ثقافية

فنصت المادة األكلى حديد األشخاص المعنييف بمضمكنيا، كقد استيمت االتفاقية مكادىا بتقببل بمكجب ىك كؿ إنساف لـ يتجاكز الثامنة عشرة مف العمر، ما لـ يبمغ سف الرشد عمى أف الطفؿ

القانكف المطبؽ عميو.

إف التكصؿ إلى تحديد دكلي مشترؾ لمرحمة الطفكلة، يعد قبؿ إصدار ىذه االتفاقية أمرا غير تحقيقو لذا يشكؿ مضمكف المادة األكلى إنجازا دكليا بالغ األىمية، عمى الرغـ مما تضمنتو مف ممكف ف الرشد قببل، بمكجب القانكف المطبؽ عميو"، األمر الذم يفتح في جزئيا الثامف " ما لـ يبمغ س ضعؼ

.6الباب كاسعا أماـ الدكؿ إلنياء الطفكلة قبؿ سف الثامنة عشرخبراء 10كىي مؤلفة مف 7االتفاقية عمى إنشاء لجنة معينة بحقكؽ الطفؿكأخيرا عممت

تمقي ميمتيا متابعة تعزيز حقكؽ الطفؿ عف طريؽ الحكار بيف األطراؼ المعنية كعف طريؽ ك تشير االتفاقية إلى أنظمة خاصة لمطفؿ قد يككف فييا ،المعمكمات ك تبادؿ اآلراء كتقديـ المساعدات

ذحالؿطػحء جال٣حش جطذضز جألغ٤٣س جط٢ حص ضطرن ػوذس جإلػضج ذذن جوحهغ٣ هح٤ح، جألغ جظ١ ٣طحهي - 1

٤ح غ عح وم جالضلحه٤س جظعز، جوح. .9494من اتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل 94المادة حسب - 23

. 113ؿـح س٤، جغجغ جـحذن، م -للنشر و التوزيع، عقيلة خرباشي، حماية الطفل بين العالمية و الخصوصية، مجلة دراسات قانونية، دار الخلدونية - 4

. 55، ص 5، ع: 9004نوفمبر . 131وم جإلـح، جغجغ جـحذن، م ؼ٤س ػ٤غ، ججك٢ ك٢ د - 5 . 56.55ؿ٤ دـ٤ جلطال١، جغجغ جـحذن، م - 6، ض ذضعج، صطعز دحس جـ٤س جوغ٣س، غ أػ٤ض جطشحذح عت٤ـس جس ػح 1991ضغأؽ ظ ججس ػح - 7

1993 .

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

59

أك عرضية أك استثنائية كحماية الطفؿ في حالة النزاعات المسمحة ك األزمات، بحكـ ظركؼ مؤقتة . 1كعدـ استخداـ األطفاؿ في التجنيد ك الحرب

كلما كانت ىناؾ حاجة ماسة لحماية األطفاؿ مف الحركب خصكصا األىمية منيا، ك التي

التشرد، كفي أحياف كثيرة إلى يركح ضحيتيا في المقاـ األكؿ األطفاؿ الذيف تدفعيـ ىذه الحركب إلى اعتبارات تجنيدىـ عسكريا فييا دكف االلتفات إلى االنخراط فعميا في مجريات الحركب مف خبلؿ

السف، أك ما قد يكاجيكنو مف خطر كعنؼ ككحشية مف جراء ىذه الحركب، نجد أف االتفاقية قد ركزت العرفية القكاعد تأكيدىا عمى بلؿذا األمر، كذلؾ مف خعمى ىذا الجانب، كأفردت مادة خاصة بي

مف االتفاقية الدكؿ األطراؼ أف تتعيد بأف 38المستقرة في القانكف الدكلي اإلنساني، فقد ناشدت المادة تحتـر قكاعد القانكف الدكلي اإلنساني المنطبقة عمييا في المنازعات المسمحة ذات صمة بالطفؿ، ك أف

.2تضمف احتراـ ىذه القكاعد

غير أنو يمكف القكؿ بأف ىذه المادة لـ تضؼ جديدا إلى األحكاـ الكاردة في اتفاقية جنيؼ الرابعة ك البركتكككليف اإلضافييف، بؿ أعادت تأكيد ما كرد فييا.

احتراـ قكاعد القانكف الدكلي اإلنساني المتعمقة مف االتفاقية عمى ضركرة 38/1 إذ تؤكد ـ

مف االتفاقية عمى الحكـ الكارد في 38/2/3المسمحة ذات الصمة بالطفؿ، إذ تنص ـ بالمنازعات أال يشترؾ األشخاص البركتكككؿ األكؿ مف ضركرة اتخاذ كافة التدابير الممكنة عمميا لكي تضمف

الذيف لـ تبمغ سنيـ خمس عشرة سنة كأنو في حالة تجنيد مف بمغكا الخامسة عشرة فعمى الدكؿ االتفاقية أف تعطي األكلكية لمف ىـ أكبر سنا. في األطراؼ

عمى كاجب الدكؿ األطراؼ في االتفاقية كفقا اللتزاماتيا بمكجب القانكف 38/4كأخيرا تنص ـ الدكلي اإلنساني اتخاذ جميع التدابير الممكنة عمميا لكي تضمف حماية كرعاية األطفاؿ المتأثريف

بالنزاع المسمح.

مف اتفاقية حقكؽ الطفؿ يكتسب أىمية مف 38كيرل بعض الفقو أف الحكـ الكارد في ـ يعيد تأكيد األحكاـ الكاردة في اتفاقية جنيؼ الرابعة ك البركتكككالف اإلضافييف، أما وناحيتيف: األكلى أن

فاقيات جنيؼ لسنة الناحية الثانية أنو يكفر الحماية لؤلطفاؿ في حاالت النزاع المسمح إلى أف أحكاـ ات1949.

. 135،130ؼ٤س ػ٤غ، جغجغ جـحذن، م - 1 . 85دـ٤ جذض١ ذجص١، جغجغ جـحذن، م - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

60

ك البركتكككليف الممحؽ بيا قد دخبل إلى قكاعد العرؼ الدكلي، كأنيما بيذه الصفة يمزماف عمييما، كمع ذلؾ يمكف القكؿ بأف كركد ىذا النص في االتفاقية كافة الدكؿ، حتى تمؾ التي لـ تصدؽ

االت النزاع المسمح أيا كاف مكقفيما مف الدكلة بحماية الطفؿ في ح التزاـيؤكد بما ال يدع مجاال لمشؾ . 1ك البركتكككليف الممحقيف بيا اتفاقيات جنيؼ

غير أنو بالرغـ مف تطابؽ ىذا النص مع البركتكككؿ األكؿ الممحؽ باتفاقيات جنيؼ عاـ

، فإنو يناقض في نفس الكقت ما جاء في نص المادة األكلى مف االتفاقية الخاصة بحماية 1949بثماني عشرة سنة، كمف ثـ ككفقا لما جاء الطفؿ نفسيا، حيث حددت ىذه االتفاقية سف الطفكلةحقكؽ

بيف ما فإنو يسمح لمدكؿ األطراؼ في االتفاقية أف تقـك بتجنيد األطفاؿ 38في الفقرة الثانية مف ـ فيما بيف السف الخامسة عشرة ك الثامنة عشرة في قكاتيا المسمحة، عمما بأف ىؤالء األشخاص

السنتيف السابقتيف يعدكف أطفاال كفقا لتعريؼ الطفكلة حسب المادة األكلى مف االتفاقية، خصكصا إذا ك ذلؾ ل ال يستطيع األطفاؿ القياـ بيا ما عممنا أف حمؿ السبلح ك االشتراؾ في الحركب مسؤكلية كبر

لصغر سنيـ كضعؼ بنيتيـ.

العممية الدكؿ أف تتخذ التدابير ك الكسائؿ لزمت عمى نص المادة السابقة أنيا أكما يؤخذ الممكنة التي تحكؿ دكف اشتراؾ األطفاؿ في الحرب بصكرة مباشرة، كمف تـ تككف االتفاقية قد تجاىمت

الحاالت التي يشترؾ فييا األطفاؿ بصكرة غير مباشرة، كأف يخدـ األطفاؿ –بقصد أك بدكف قصد -في عممية التجسس ك االستطبلع ك األعماؿ المساعدة األخرل، كما أف النص قد تجاىؿ بصكرة كمية

االختيارم لمعمؿ في ىذه القكات، إذ قد تدعي الدكؿ األطراؼ بأنيا لـ ترغـ قبكؿ تطكع األطفاؿ مسألة نما دخمكا بمحض إرادتيـ، كما أف النص ذكر صراحة األطفاؿ عمى الدخكؿ في القكات المسمحة، كا

كمف ثـ سيجعؿ اشتراؾ –أم القكات النظامية –المسمحة القكات يفدخكؿ األطفاؿ ك اشتراكيـ األطفاؿ في القكات غير النظامية لجماعات الثكار ك المنازعات الداخمية غير مشمكؿ بالحماية

.2القانكنية لبلتفاقية إلى أف اتفاقية حقكؽ الطفؿ لـ تأت بجديد يذكر فيما يخص حماية نخمصفي األخير ك

األطفاؿ في النزاعات المسمحة ك خصكصا مسألة تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية.

.112،111دـ٤ جذض١ ذجص١، جغجغ جـحذن، م - 1 .87،86طوغ ؿؼ٤ض دصز، جغجغ جـحذن، م - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

61

اركة األطفاؿ مف البركتكككؿ األكؿ في شأف مش 77إذ أنيا اكتفت بتكرير ما جاءت بو المادة في األعماؿ الحربية ك تجنيدىـ في القكات المسمحة ك الحث عمى تجنيد أكبرىـ سنا، كىي بيذا شأنيا

مستكل البركتكككؿ الثاني إلى الدكلية، لـ ترقى البركتكككؿ األكؿ المتعمؽ بالنزاعات المسمحة شأف ت مباشرة أك غير مباشرة في بالنزاعات غير الدكلية الذم حظر صراحة مشاركة األطفاؿ سكاء كان

األعماؿ الحربية.كلما كانت الحماية التي تكفميا ىذه االتفاقية غير كافية، جاء بركتكككؿ اختيارم ليعززىا، ك سنتطرؽ فيما يمي إلى األحكاـ التي كردت في ىذا البركتكككؿ ك التي جاءت إلرساء معايير عممية

لحظر تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية.

باتفاقية الممحؽ البروتوكوؿ ظؿفي تجنيد األطفاؿ ثانيا: بشأف اشتراؾ األطفاؿ حقوؽ الطفؿ

أثناء النزاعات المسمحة

إف الحماية العامة المكفكلة لؤلطفاؿ مف خبلؿ الصككؾ العامة لحقكؽ اإلنساف ك القانكف الدكلي الحماية التي تكفرىا اتفاقية حقكؽ الطفؿ لعاـ اإلنساني مف االشتراؾ في النزاعات المسمحة، ك خاصة

لذلؾ برزت الحاجة ، ىي حماية غير كافية، 1، ك التي صادقت عمييا كؿ مف دكؿ العالـ تقريبا 1989إعداد بركتكككؿ اختيارم التفاقية حقكؽ الطفؿ مف أجؿ تعزيز مستكيات الحماية العامة التي إلى

.2تكفميا ىذه االتفاقية

كفي ظؿ ىذه الخمفية ك عمى ضكء الكعي ك االىتماـ المتزايديف داخؿ المجتمع الدكلي بالمحنة مف النزاعات المسمحة، اتخذت مبادرة في إطار نظاـ األمـ المتحدة بعد القاسية لؤلطفاؿ المتضرريف

ف التجنيدفقط مف دخكؿ اتفاقية حقكؽ الطفؿ حيز التنفيذ مف أجؿ رفع الحد األدنى لسسنكات قميمة .سنة 18العدائية إلى ك االشتراؾ في األعماؿ

. 113ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 1 .362كحس كذحضس أدض ػ٣ضج، جغجغ جـحذن، م - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

62

لمصميب الدكلية الحركة ك جاءت ىذه المبادرة إلى حد كبير متسقة مع المكقؼ الذم اعتمدتو أنشطة الحركة لصالح لتطكير خطة عمؿ ترمي إلى تطكير 1993ك اليبلؿ األحمر التي بدأت عاـ

التزاميف أكليما: تعزيز مبدأ عدـ تجنيد كعدـ 1995الصادرة عاـ ، ك تتضمف خطة العمؿ 1األطفاؿلؤلطفاؿ دكف الثامنة عشرة مف العمر، االلتزاـ الثاني: اتخاذ التدابير المسمحة االشتراؾ في النزاعات

جؿ حماية كمساعدة األطفاؿ ضحايا النزاعات المسمحة.أالمممكسة مف

ك العشركف لمصميب األحمر ك اليبلؿ األحمر في كفي العاـ نفسو أكصى المؤتمر الدكلي السادس الثامنة أحد قراراتو بأف "تتخذ أطراؼ النزاع كؿ التدابير الممكنة لكي تضمف عدـ اشتراؾ األطفاؿ دكف

عشرة مف العمر في األعماؿ العدائية".

ك عمى إثر خمس جمسات عقدت خبلؿ السنكات السابقة كأسبكعيف مف المفاكضات خبلؿ بيف ، اعتمدت مجمكعة العمؿ المنعقدة بصكرة متكاصمة 2000جانفي 21إلى 10الممتدة مف الفترة

التفاقية حقكؽ لمجنة حقكؽ اإلنساف باألمـ المتحدة نص مشركع البركتكككؿ االختيارم الجمسات التابعة في النزاعات المسمحة، ك عرض مشركع البركتكككؿ رسميا عمى لجنة الطفؿ بشأف اشتراؾ األطفاؿ

ك االجتماعية ، ك قدـ إلى الجمعية العامة، عبر المجنة االقتصادية 2000اإلنساف في أبريؿ حقكؽ لمتكقيع عميو بعد ذلؾ.مفتكحا ، عمى أف يظؿ مشركع البركتكككؿ 2000اده رسميا في جكاف العتم

2000العامة لؤلمـ المتحدة في شير مام عاـ كاعتمدت الجمعية

البركتكككؿ االختيارم ، 2التفاقية حقكؽ الطفؿ بشأف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات المسمحة، ك دخؿ حيز التنفيذ بعد ثبلثة

أشير مف تكقيع عشر دكؿ عميو.

ىذا البركتكككؿ بعض األحكاـ الميمة كبصفة خاصة تحديد سف التجنيد اإلجبارم كقد تضمف أك االختيارم، ككذلؾ تناكؿ مسألة تجنيد األطفاؿ في الجماعات المسمحة المتميزة ك التجنيد الطكعي

: 3عف القكات المسمحة لمدكلة، كذلؾ عمى النحك التالي

. 1995أػضش سطس جؼ ػ٠ أؿحؽ ػ٤س ضلحع٣س صجس جذغس سحعجح، جػطضح جؾ جضذ٤ ك٢ ػح - 1 . 2000ح١ 25ك٢ صعضح جغجذؼس جشـ ك٢ 263جػطض غف ججؼ٤س جؼحس ذوغجعح عه - 2 . 116.115.114.112ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 3

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

63

كتكككؿ عف اعترافيا بأف حماية الطفؿ مف االشتراؾ الدكؿ األطراؼ في مقدمة البر فقد عبرت

في النزاعات المسمحة مف شأنو أف يؤدم إلى المزيد مف التعزيز لتطبيؽ الحقكؽ التي تـ إقرارىا في اتفاقية حقكؽ الطفؿ، كأعمنت عف بالغ قمقيا لقياـ مجمكعات مسمحة غير مرتبطة بالقكات المسمحة

ـ ك استخداميـ في ىذا الصدد.لمدكلة بتجنيد األطفاؿ، كتدريبيكيتضمف ىذا البركتكككؿ العديد مف األحكاـ اليامة بشأف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات

:1المسمحة كىي

راؾ المباشر في األعماؿ الحربيةاالشت -1المسمحة عمميا لضماف عدـ اشتراؾ أفراد قكاتيا الممكنة تتخذ الدكؿ األطراؼ جميع التدابير

.2يبمغكا الثامنة عشرة مف العمر اشتراكا مباشرا في األعماؿ الحربيةالذيف لـ

التجنيد اإلجباري -2األطراؼ عدـ خضكع األشخاص الذيف لـ يبمغكا الثامنة عشر مف العمر لمتجنيد تكفؿ الدكؿ

.3اإلجبارم في قكاتيا المسمحة

التجنيد التطوعي -3ترفع الدكؿ األطراؼ الحد األدنى لسف التطكع األشخاص في قكاتيا الكطنية عف السف المحددة

مف اتفاقية حقكؽ الطفؿ، كيشترط البركتكككؿ قياـ الدكلة، بعد التصديؽ 38مف المادة 3في الفقرة ة الكطنية إعبلف يتضمف الحد األدنى لمسف الذم تسمح عنده بالتطكع في قكاتيا المسمحعميو، بإيداع

. 4القسرمكأف تقدـ ضمانات لمنع التطكع اإلجبارم أك

كيمـز البركتكككؿ الدكؿ األطراؼ التي تسمح بالتطكع في قكاتيا المسمحة دكف سف الثامنة يقيا، كبأف يتـ بمكافقة اآلباء عشرة أف تتخذ الضمانات التي مف شأنيا أف يككف ىذا التجنيد تطكعا حق

لؤلشخاص. القانكنيفاألكصياء ك

. 147.146ض ذص ؿؼ٤ض، جغجغ جـحذن، م ذص ؿؼ٤ - 1 . 2000، جرغض جالسط٤حع١ الضلحه٤س دوم جطل، ذلأ جكطغجى جأللح ك٢ جؼجػحش جـذس 1جحصز- 2 . 2000، جرغض جالسط٤حع١ الضلحه٤س دوم جطل، ذلأ جكطغجى جأللح ك٢ جؼجػحش جـذس 2جحصز - 3 . 2000، جرغض جالسط٤حع١ الضلحه٤س دوم جطل، ذلأ جكطغجى جأللح ك٢ جؼجػحش جـذس 2 3/1 - 4

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

64

كأف يحصؿ ىؤالء األشخاص عمى المعمكمات الكافية عف الكاجبات التي تنطكم عمييا بكليـ الخدمة العسكرية ك إذا خاص بدليؿ مكثكؽ بو عف سنيـ قبؿ قالخدمة العسكرية، كأف يتقدـ األش

ف ذلؾ ال ينطبؽ عمى التجنيد التطكعي إال أ سفىك أف تقكـ برفع كاف الكاجب عمى الدكلة بشكؿ عاـ الذيف ال يقؿ عمرىـ المدارس العسكرية التي تديرىا الدكلة أك تقع تحت سيطرتيا ك التي تقبؿ الطمبة

.1سنة كحد أدنى 15 فع

تميزة عف القوات الوطنية لمدولةالمجموعات المسمحة الم -4رؼ ظالمتميزة عف القكات المسمحة ألم دكلة في أم ال يجكز أف تقـك المجمكعات المسمحة

مف الظركؼ بتجنيد أك استخداـ األشخاص دكف سف الثامنة عشرة في األعماؿ الحربية.ك عمى الدكؿ األطراؼ أف تتخذ جميع التدابير الممكنة عمميا لمنع ىذا التجنيد ك االستخداـ، بما في

ر ك تجريـ ىذه الممارسات.البلزمة لحظذلؾ اعتماد التدابير القانكنية التسريح و إعادة التأهيؿ -5

في البرتكككؿ أف تتخذ التدابير الممكنة عمميا لكفالة تسريح يجب عمى الدكؿ األطراؼ في األعماؿ العدائية انتياكا لمبركتكككؿ، كما ينبغي عمى الدكؿ األشخاص المجنديف أك المستخدميف

، كؿ المساعدة المبلئمة لؤلشخاص المحبذيف األطراؼ في البركتكككؿ تكفير، عند المزـكك نفسيا ك إدماجيـ مبرتكككؿ إلعادة تأىيميـ بدنيا لالعدائية انتياكا أك المستخدميف في األعماؿ

.2اجتماعيا

كبذلؾ يظير االختبلؼ بيف أحكاـ ىذا البركتكككؿ كأحكاـ القانكف الدكلي اإلنساني القانكف الدكلي اإلنساني النزاعات المسمحة، حيث أف أحكاـ اإلنساف المتعمقة بالطفؿ في حالة ك حقكؽ

ك خاصة تمؾ التي تحدد عمر الطفؿ الذم يجكز أك ال يجكز اشتراكو في عمميات عدائية بصكرة أشارت فقط إلى 1989ك التي أحاؿ إلييا قانكف حقكؽ اإلنساف في اتفاقية حقكؽ الطفؿ لعاـ مباشرة

بمغكا ىذا السف إمكانية بعدىا الذيف سنة تاركة 15أنو ال يجكز تجنيد األطفاؿ الذيف تقؿ أعمارىـ عف تفرؽ بيف ما إذا كانكا ىـ الذيف أرادكا التطكع أـ تجنيدىـ مف جانب أطراؼ النزاع المسمح دكنما أف

أجبركا عمى الخدمة في القكات المسمحة قسرا.

2000، جرغض جالسط٤حع١ الضلحه٤س دوم جطل، ذلأ جكطغجى جأللح ك٢ جؼجػحش جـذس 5 3/3 - 1 . 2000، جرغض جالسط٤حع١ الضلحه٤س دوم جطل، ذلأ جكطغجى جأللح ك٢ جؼجػحش جـذس 2 4/1 - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

65

الكحيد المسمكح بو في حيف جاء البركتكككؿ ليميز بيف حالتيف كىي حالة التطكع فيك األمر سنة، كحالة التجنيد القسرم أك اإلجبارم الذم ىك محظكر 15كيشترط أف ال يقؿ عمر المتطكع عف

إال إذا كاف سنة، فبل يجكز تجنيده إجباريا، 15بو ك إف كاف الطفؿ قد بمغ عمى الدكؿ األطراؼ القياـ الدكؿ األطراؼ اإلجراءات الكفيمة لمنع اشتراؾ األطفاؿ في سنة، كما قررت أف تتخذ 18قد بمغ

بمعنى أنيا رفعت سف الطفؿ إلى حد سف الثامنة عشرة سنة، 18األعماؿ الحربية ك الذيف لـ يبمغكا إشراكيـ، كما طمبت مف الدكؿ بعد أف كانت ىذه المسألة مترككة لتقدير الدكؿ في اشتراكيـ أك عدـ

بتحديده تاركة األمر لتقدير الدكؿ،يجكز عنده لؤلطفاؿ التطكع دكف أف تقـك مف السف الذم أف ترفع ك اشترطت في كؿ األحكاؿ أف يككف تجنيد الطفؿ بتطكعو قد تـ بمكافقة اآلباء أك األكصياء عميو ك

تطكعا حقيقيا، أم كجكد رغبة في التطكع ك ليس عف طريؽ اإلكراه بأم صكرة أف يككف تجنيدىـ .1كانت

كعميو يبدك لنا مما سبؽ أف البركتكككؿ االختيارم بشأف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات المسمحة يعد أىـ انتصار تحقؽ مف أجؿ حماية األطفاؿ في النزاعات المسمحة خبلؿ فترة التسعينيات الذم تـ

كما أنو يعد بمقتضاه رفع سف المشاركة في األعماؿ العدائية مف خمسة عشرة إلى ثمانية عشرة عاما، المتأثريف بالنزاعات تتكيجا لمجمكع الصككؾ القانكنية الدكلية التي تتزايد قكة كشمكال لحماية األطفاؿ

يعد أيضا ىذا البركتكككؿ اإلطار القانكني األساسي األكثر فعالية، لحظر استخداـ األطفاؿ المسمحة، ك .2قانكنية ك عممية فاعمة عمى أرض الكاقع ال سيما إذا تـ دعمو بإجراءاتكأسمحة لمنزاعات المسمحة،

مف البركتكككؿ االختيارم يعد مف أىـ قكاعد مشركع األكلىك عميو فإف ما جاءت بو المادة 18سنة إلى 15البركتكككؿ الجديد، إذ أنو رفع الحد األدنى لسف االشتراؾ في األعماؿ العدائية مف

سنة.

يكفره القانكف الدكلي مف حماية لؤلطفاؿ، إال أف ىناؾ ىذا ما يمثؿ تقدما كاضحا بالنسبة لما ،نقطتي ضعؼ تؤخذ عمى نص ىذه المادة، فاألكلى تتمثؿ في طبيعة االلتزاـ المفركض عمى الدكؿ

عمميا التدابير جميع تتخذ أف الدكؿ عمى يتعيف النص ىذا فكفؽ بالنتائج، ال بالسمكؾ يتعمؽ التزاـ كىك

في األكؿ اإلضافي البركتكككؿ في الكاردة مثيمتيا مع تتفؽ صياغة كىي ؿ،األطفا اشتراؾ عدـ لضماف

األكؿ اإلضافي البركتكككؿ مف 77 ـ في كاف الذم الضعؼ استدراؾ األفضؿ مف كاف لذلؾ ،77 ـ نص

الضركرية. التدابير جميع تتخذ أف الدكؿ عمى يجب أنو عمى اإلقرار ك

. 167، 166ـ ئؿذحم ػ٣ح، جغجغ جـحذن، م - 1 . 149ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، غجغ ؿحذن م - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

66

يشارككف الذيف لؤلطفاؿ فقط حماية كضعت المادة أف في تتمثؿ فيي الثانية الضعؼ نقطة أما

كنقؿ المعمكمات كنقؿ المباشرة، غير لممشاركة تتعرض أف دكف العدائية األعماؿ في مباشرة بصفة

البركتكككؿ. مف المادة ىذه عمى يؤخذ ما كىذا األعماؿ، مف كغيرىا الذخائر التي الضمانات أف إال التطكع، لسف األدنى حدلم رفعيا فرغـ البركتكككؿ ىذا مف الثالثة المادة أما

سبيؿ فعمى العممية، الناحية مف تطبيقيا يصعب التجنيد لسف التطكعي الطابع مف لمتأكد عمييا نصت

عف بو مكثكؽ دليؿ تكفير بمطمب الكفاء يعد المسمحة، النزاعات فييا تكثر التي النامية البمداف في المثاؿ

ما كثيرا البمداف ىذه في المكاليد تسجيؿ نظـ أف حيث شؾ، محؿ فييا ادةالم في عميو المنصكص السف نقطة مف تعاني 3 ـ مف األكلى الفقرات في عمييا المنصكص الحماية فإف ذلؾ إلى إضافة تنعدـ، تكاد

تقع أك المسمحة القكات تديرىا التي المدارس عمى ينطبؽ ال التطكع سف رفع اشترط أنو إذ ميمة ضعؼ

جيكشيـ باحتياجات لمكفاء المطمكبة المؤىبلت ذكم مف المتقدميف مف كافية أعداد لتكفير سيطرتيا، تحت

الكطنية. مف حيث إشارتو إلى عـز الدكؿ لضبط إيجابي النص ىذا فإف البركتكككؿ مف الرابعة المادة أما

سمحة غير الدكلية، سمكؾ الكيانات مف غير الدكؿ، كمف ثمة تناكؿ ىذا النص حاالت النزاعات الم غير أف ىذه المادة صيغت بطريقة ال تدع مجاال لمشؾ في مدل فعاليتيا مف حيث منع تجنيد

كذلؾ األساس ألف تعبير "ال يجكز" مقارنة ك اشتراؾ األطفاؿ في حاالت النزاع المسمح الداخمي، انكنيا بمكجب القانكف الدكلي عمى بتعبير "يحظر" يبدك ك كأنو يفرض كاجبا أخبلقيا ك ليس التزاما ق

سمكؾ الكيانات مف غير الدكؿ، كمف ىنا فإنو مف غير المؤكد أف ىذه الكيانات سكؼ تشعر بأنيا .1ممتزمة بيذا النص كمف تـ تحترمو

فرغـ اعتبار ىذا البركتكككؿ خطكة جديدة تحقؽ فعالية مممكسة بخصكص حماية األطفاؿك ضماف ىذه الحماية في إطار مشاركتيـ في الحركب ك تجنيدىـ، إال أنو ال يعتبر خطكة نيائية نظرا

التجنيد اإللزامي فقط يمنعألنو يسمح بالتجنيد التطكعي أك االختيارم في القكات المسمحة، كما ألنو سف الثامنة ؿ دكف حركبا يشارؾ فييا األطفا عمى الدكؿ األطراؼ دكف غيرىا مف الدكؿ التي تعيش

.2عشرة

. 182أدض ؿ٢ ػ٢، جغجغ جـحذن، م - 1 . 342أغحء جؼجػحش جـذس، جغجغ جـحذن، م ؼ٤س ػ٤غ، جطل - 2

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

67

ك أخيرا ك عمى الرغـ مف أكجو الضعؼ التي ذكرناىا حكؿ المكاد السابقة، إال أف ذلؾ ال ينقص مف قيمتيا، خاصة بالنسبة لمكاد ىذا البركتكككؿ الذم يمثؿ تقدما يسيـ في تعزيز القانكف

عماؿ العدائية.الدكلي اإلنساني بشأف حماية األطفاؿ مف التجنيد ك االشتراؾ في األكعميو يؤمؿ أف يحظى البركتكككؿ االختيارم الجديد سريعا بالتصديؽ عمى مستكل جميع

كمعيا مجمكعة مف الدكؿ ما انفكت 1أعضاء المجتمع الدكلي، رغـ أف الكاليات المتحدة األمريكيةتعرقؿ الجيكد التي تبذؿ في إطار األمـ المتحدة لبلتفاؽ عمى بركتكككؿ اختيارم خاصة فيما يتعمؽ

.2سنة 18بمسألة رفع سف التجنيد إلى عميو نخمص بالقكؿ بأف أحكاـ ىذا البركتكككؿ االختيارم تعد األىـ ألنيا تتعمؽ بكؿ ك

الدكلي أف ينتظر سكل اإلجراءات كاء الدكلية أك غير الدكلية، ك ما يبقى لممجتمع النزاعات المسمحة سالقانكنية ك العممية الفاعمة عمى أرض الكاقع لمقضاء عمى مشاركة ك تجنيد األطفاؿ في الحركب

الدكلية بصفة عامة ك عمى كجو الخصكص الحركب الداخمية.ك ختاما نتكصؿ إلى أف ىذه األحكاـ كانت أكثر فاعمية في حماية األطفاؿ في اشتراكيـ فعبل

ك لعؿ ىذا االىتماـ مف في المنازعات المسمحة كجنكد يقاتمكف أك يشارككف في العمميات العدائية، بيف القانكف جانب القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف بحقكؽ الطفؿ أثناء النزاعات المسمحة يبرز التكامؿ

الذم سيكمؿ بقكاعده ما أصاب األكؿ مف نقص الدكلي اإلنساني ك قانكف حقكؽ اإلنساف الدكلي، .3ك تصكر في الحماية

الدكلي ك عميو فإف القكانيف تحمي طالما محترمة ك منفذة، فالقانكف الدكلي اإلنساني ك القانكف

أكقات الحرب ك عمى المدل البعيد، ك لكف ماذا لحقكؽ اإلنساف يتضمناف أحكاما تحمي األطفاؿ فيبإنسانية يحدث عندما ال تحمؿ أطراؼ النزاع كاجباتيا ك التزاماتيا محمؿ الجد في معاممة األطفاؿ

لفرض ىذه القكانيف ك لكف يكجد فقط كحمايتيـ ضد آثار العمميات الحربية؟ إذ ال تكجد "شرطة إنسانية" تقع عمى المجتمع الدكلي عندما تتعيد الدكؿ ك "مسؤكلية دكلية" إنسانية"نساني" ك "أخبلؽ "ضمير إ

تنفيذىا.األطراؼ في االتفاقيات الدكلية باحتراـ ىذه القكانيف ك ضماف

ؿس، كاطج ح ضذضص 16ؿس دن 17طي ٣غجغ ؿرر ئ٠ أ ٣جض ك٢ جج٤ق جألغ٢٣ هلف ضجض ذؼغ - 1

ؿس ذض أص٠ ػضح ال ٣ إالء أ ٣لحعج ك٢ جوطح ئطج ح جضج ألـ ك٢ هق ٣جد جوطح ك٤: 18ؿ

. 346جؼر٤ض١، جغجغ جـحذن، م دـ٤ ذلغ ؿح . 182أدض ؿ٢ ػ٢، جغجغ جـحذن، م - 2 . 167ـ ئؿذحم ػ٣ح، جغجغ جـحذن، م - 3

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

68

إذف إذا ما تكافرت اإلرادة السياسية البلزمة فسيككف باإلمكاف إحراز تقدـ كبير نحك ىدفنا .1استثناءلطفؿ في ظؿ النزاع المسمح قاعدة ك ليس المشترؾ في أف نجعؿ مف حماية حقكؽ ا

انيالث مطمبال

الدولي لمعمؿلتجنيد األطفاؿ في القانوف يالقانونطار اإل الدوليو القانوف الجنائي

مازالت قضية تجنيد األطفاؿ تتزايد بصكرة مستمرة في النزاعات المسمحة، فرغـ ما أقرتو األطفاؿ دكف سكاىـ لمتجنيد مفاىيـ حقكؽ اإلنساف ك حماية الطفؿ مف تطكر ما زاؿ يجرم استيداؼ .2عمى أيدم القكات المسمحة ك جماعات المعارضة ك استخداميـ كمقاتميف

إذ أنو ك عمى امتداد العقديف الماضييف أجبر نحك أربعة مبلييف ك نصؼ طفؿ عمى حمؿ ك السكداف. 3دكلة مف بينيا إيراف، العراؽ 30في أكثر مف السبلح

ليذا يعد تجنيد 4فخبلؿ عقد التسعينات فقط لقي مميكف طفؿ مصرعيـ في ساحات الحركباألطفاؿ مف أسكأ أشكاؿ عمؿ األطفاؿ عمى الرغـ مف امتناع العديد مف الحككمات عف االعتراؼ بيذه الحقيقة، ك ىك كذلؾ نظرا لمطبيعة الخطرة ليذا العمؿ الذم يضرب بصحة األطفاؿ الصغار كييدد

تأثير النزاعات المسمحة عمى سبلمتيـ ك يؤثر في معنكياتيـ، ك في دراسة أجرتيا األمـ المتحدة حكؿاألطفاؿ الذيف يصبحكف جنكدا في زمف الحرب ىي نفسيا التي غالبا ما تستغؿ األطفاؿ تبيف أف فئات

.5ك تستدرج إلى أنماط العمؿ االستغبللية في زمف السمـ

. 374ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١، جغجغ جـحذن، م - 1 . 177أدض ؿ٢ ػ٢، جغجغ جـحذن، م - 2أكرح هضج" جظ٣ ٣ط ئػطحت ضضع٣رح ػـغ٣ح ك٢ ؿ هـ٤غز جضج ٣و جرؼي ك٢ جؼغجم ظغ دحس "٤٤لحش - 3

ؿجش، خ جطلغ٣غ جؼغجه٢ ٣ـو جغ٣ذح أ هط٤ال أ ؼهح ك٢ ؼـغجش "أكرح هضج" 10 – 8ح

ش جؼـغ٣س : ذلغ دوم جؼـغ١ جل٤ض جؼحم ح ضخ جأل٣س ك٢ جور ذ٤حش جلغس ج٤ح

. 347ؿح دـ٤ جؼر٤ض١، جغجغ جـحذن م ، 1ؿح٤س ع٣حى جرلس، دوم جطل ذ٤ جوج٤ جضجس٤س جالضلحه٤حش جض٤س، لعجش جذ٢ جذوه٤س، رح، - 4

. 107، م 2010 .357ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١، جغجغ جـحذن، م - 5

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

69

، ك ىي أقدـ ككالة متخصصة في منظمة األمـ المتحدة عنيت 1فإف منظمة العمؿ الدكليةليذا ، ك فيما كاف مفيـك حقكؽ الطفؿ آخذا بالتطكر، منذ العاـ 1919عاـ بحقكؽ الطفؿ منذ تأسيسيا

ك السيما في مجاؿ تأميف منظمة العمؿ جاىدة لتطكير مكضكع ىذه الحقكؽ ، فقد سعت 1923 . 2الحماية مف االستغبلؿ

جية أخرل أكدت االتفاقيات الدكلية المتعمقة بالقانكف الدكلي الجنائي حماية كما ك أنو مف

.3في المنازعات المسمحة، ك االمتناع عف اشتراؾ األطفاؿ في العمميات الحربيةلؤلطفاؿ ك الجنائي الدكلي ك ذلؾ بالنظر إلى لمعمؿ فرغـ االختبلؼ ك التمايز بيف القانكف الدكلي في العديد مف النقاط المشتركة ك خصكصا تمؾ نطاؽ كبل منيما، إال أننا نجد أنيما يمتقياف ك يشتركاف

المتعمقة بحماية األطفاؿ مف االشتراؾ في النزاعات المسمحة.لتجنيد في لؤلطفاؿ مف ا لقانكنيةالحماية اإلى عميو سنتطرؽ في ىذا الشطر مف الدراسة ك

ك القانكف الجنائي الدكلي (الفرع األكؿ)عمؿ مالحركب الداخمية في كبل مف القانكف الدكلي ل (.الفرع الثاني)

الفرع األوؿ إعماؿ حماية األطفاؿ مف التجنيد

القانوف الدولي لمعمؿفي

المعرضة حياتيـ لمبيع –الذككر كاإلناث –غالبا ما يتعذر معرفة العدد الدقيؽ لؤلطفاؿ لقسرم أك الجبرم في النزاعات القسرم، لمتجنيد المعمؿ الجبرم أك لمرؽ، لعبكدية الديف، ك االتجار، 4المسمحة.

ضأؿـص ظ جظس ذؼض جذغخ جؼح٤س جأل٠ ح صؿطعح ٣ل ججؼء جػحع ػلغ ؼحضز كغؿح١، هض - 1

، ك٢ إضغ ط٤غ، ٣وغ وغح ك٢ ج٤ق ؿ٣ـغج، هض ذؾ 1946عذطح ذحأل جطذضز حس ص٤س طشووس ػح

: جح جض٣ ػرض جحهغ حغ، جطظ٤ جض٢ ، 2003ػح صس ػج ك٢ 175ػضص جض جألػحء ك٢ ظ جظس

. 396،م 2006جظغ٣س جؼحس جظحش جؼح٤س جإله٤٤س جطشووس، صجع جؼ لغ جطػ٣غ، ججؼجتغ . 77ؿـح س٤، جغجغ جـحذن، م - 2م ،جغجت جذغخ جغجت جؼضج، جغجغ جـحذن ،2ؿ٤ دـ٤ جلطال١، ؿػس جوح جض٢ ججحت٢ - 3

63. 4 . 33م ، جغجغ جـحذن ؿـح س٤، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

70

مميكف 246 في العالـ بحكالي 1لكف رغـ ذلؾ تقدر منظمة العمؿ الدكلية األطفاؿ العامميفمميكف ( 646 مميكف طفؿ )مف مجمكع 160طفؿ تتراكح أعمارىـ بيف الخامسة كالسابعة عشرة، ك

تتراكح أعمارىـ بيف الخامسة كالحادية عشرة، يعممكف في ظركؼ تعتبر خطيرة بالنسبة إلى سنيـ كالى .2ككنيـ أطفاال معرضيف لمخطر أكثر مف الكبار

أف مشكمة تجنيد األطفاؿ 2002 نفس المنظمة في عاـكما قد كشفت إحصائيات صادرة عف

نتحاريكف في العديد اكاشتراكيـ في العمميات العسكرية أصبحت ظاىرة عالمية، كما أف ىناؾ أطفاؿ مف الدكؿ كسيريبلنكا كأطفاؿ يعممكف كأعضاء في عصابات مسمحة في ككلكمبيا كمقاتمكف دكف

ت منذ بدايات القرف العشريف لليذا جيكد كبيرة قد بد 4كالسكداف أفغانستاف، 3العاشرة في كؿ مف مالي لمقضاء عمى ىذه االنتياكات الفاضحة، إلى أف تـ التكصؿ إلى إصدار اتفاقية أسكا أشكاؿ عمؿ

. 5 1999األطفاؿ في العاـ

اتفاقية منظمة العمؿ الدوليةفي ظؿ واقع تجنيد األطفاؿأوال: "اتفاقية السخرة "

باف إ السيما،انتشاره إف السخرة ىي نظاـ متعدد األشكاؿ كالكجكه، عرفو العالـ منذ القدـ كاتسع حيث كانت تعتمد الدكؿ إلى التجنيد ألقسرم لكؿ الطاقات البشرية كالمادية الحركب كاالحتبلؿ،

_ بحؽ أك بغير حؽ _ لدعـ األعماؿ العسكرية كالحربية، كفي المتكافرة لدييا كالخاضعة لسمطتيا حياف كانت تقع أعباء السخرة عمى عاتؽ األطفاؿ كالشباب دكف أم اعتبار لحقكقيـ كحريتيـ غالب األ

لمنظمة ةالرابعفي دكرتو ، اعتمد المؤتمر العاـ 1930جكاف مف العاـ 28ككرامتيـ اإلنسانية كفي بعد أف صدؽ عمييا 29اتفاقية السخرة، كحممت الرقـ رة الرابعة عشرة،العمؿ الدكلية ، في دك

مكتب العمؿ الدكلي " قد دعا إلى انعقاد ىذه وكفقا لدستكر المنظمة ، ككاف مجمس إدارة األعضاء،لقسرم عمى امكضكع السخرة العمؿ الدكرة في جينيؼ في العاشر مف جكاف مف العاـ نفسو ، كأدرج

األعماؿ .س جدكؿ رأ

1ر ألح ٣ؼ ذل هـغ١ ك٢ 1996ػ٠ ؿر٤ جػح ك٢ ججؼء جلح٢ جرؿس جغؿي ض ك٢ ػح -

طحتد ضحعؽ دلغ جشحصم و جإلضجصجش ئجالء جذحعذ٤ جوط٠ ججغد٠ جؼ ضعع ذلغ٣س ج٢

ججحػحش جـطؼرضز ججطحػ٤ح ذ٤ جذحه٤ هطغ جألسلحخ جؼ ك٢ جوحغ ذال ججغ حج ؼظ

.357م،جغجغ جـحذن ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١،: جـجغ جتق جـ٤ جغجش 2 .146،147جغجغ جـحذن.م ؿـح س٤، -

3 12ػغ لال ذ٤ 175ئط أػغذص ظس جأل جطذضز ك٢ ذ٤ح ح ج" هض ض جغ أصس ظ ح٣س حعؽ ػ٠ ضج٤ض -

ػحح ك٢ هلف ججحػحش جـذس ك٢ جح٢ ": ح . ؿ٤ح ججحػحش جـذس ضجض جأللح وحض٤، ٤٣س 18

. 2م ،ج٤٣س 8، جألدض 6769جشرغ ججؼجتغ٣س، جـس جػح٤س جؼلغ٣:ع:4 354 ، 353جغجغ جـحذن. م ؼر٤ض١،جذلغ ؿح دـ٤ -

5 33م ، غجغ جـحذنج ؿـح س٤، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

71

كقد نصت المادة األكلى مف االتفاقية في فقرتيا األكلى عمى تعيد األعضاء في منظمة العمؿ لقسرم، ككقؼ العمؿ بيا في االدكلية المصادقيف عمى االتفاقية ، بتحريـ جميع أشكاؿ السخرة أك العمؿ

قرب كقت ممكف .أ، كالتي تعتبر ما دة الحادية عشرةلؤلطفاؿ ىي الما كما قد أفردت ىذه االتفاقية مادة خاصة

يؿ تشغ انية تطكرت فيما بعد لتطالب بمنع، أساسا لحركة إنسنصت عميو مف مفاىيـ كقكاعد أكلية .نمكىـ الجسدم كالمعنكم كاألخبلقيالمضرة أك غير المبلئمة لاألطفاؿ في األعماؿ الخطرة أك

جميع جكانب الحماية في يكمنا، اإللماـ بك عمى الرغـ مف بساطة ىذه المادة كتقصيرىا عف ، فبل بد مف اإلشارة إلى أف حركة حقكؽ الطفؿ في الثبلثينيات ، كانت ال تزاؿ في جيميا األكؿ، ىذا

حرازا أكاف في مجالي القكاعد أـ المفاىيـ، كما أكردتو المادة الحادية عشرة أنداؾ يشكؿ بالتأكيد نصرا كا . 1كبيريف لمطفؿ كحقكقو

تفاقيةال نيا: منع تجنيد األطفاؿ وفقاثا

ف حظرأبش منظمة العمؿ الدولية أسوأ أشكاؿ عمؿ األطفاؿ

، أىـ اتفاقية في 2بشاف حظر أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ 1999لعاـ 182تعد االتفاقية رقـ

.3قانكف العمؿ الدكلي مف حيث حماية األطفاؿ في النزاعات المسمحة تبنى مؤتمر العمؿ الدكلي االتفاقية رقـ ،87كفي الدكرة رقـ ، 1999جكاف لعاـ 17ففي

. 4أشكاؿ عمؿ األطفاؿ أسك أالخاصة ب 182ة الماسة إلى اعتماد كفي حيثيات كضع كاعتماد ىذه االتفاقية ، الحظت المقدمة الحاج

138ترمي إلى حظر أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ كالقضاء عمييا ،استكماال لبلتفاقية صككؾ جديدة . 1973الخاصتيف بالسف الدنيا لبلستخداـ الصادريف عاـ 146كالتكصية

، نصت 1989كبعد استذكار مجمكعة مف الصككؾ الدكلية، كالسيما اتفاقية حقكؽ الطفؿ لعاـ :المادة األكلى عمى التالي

1 33. 32. 31م ، جغجغ جـحذن ؿـح س٤، -

2جإعسس ك٢ 73، ؼ.عه 387 - 200ذجد جغؿ جغتحؿ٢ عه 2000- 11 -28هحصهص ػ٤ح ججؼجتغ ك٢ -

03 - 12 - 2000 . 3 . 371كحس كذحضس جدض ػ٣ضج ، جغجغ جـحذن ، م -

. 144م ،جغجغ جـحذنذص ؿؼ٤ض، ذص ؿؼ٤ض، - 4

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

72

تدابير فكرية كفاعمة دكلة عضك تصدؽ عمى ىذه االتفاقية بسرعة كبدكف إبطاء، تتخذ كؿ"فقد " كانسجاما مع اتفاقية حقكؽ الطفؿ،أشكاؿ عمؿ األطفاؿ كالقضاء عميياتكفؿ بمكجبيا حظر أسكا

،" عمى جميع األشخاص دكف الثامنة عشرة مف العمرعبارة "الطفؿنصت المادة الثانية عمى أف تطبؽ لطفؿ مف حيث الصرامة ، فعمى سبيؿ ااتفاقية حقكؽ عمى 182بعض األحكاـ تتفكؽ االتفاقية كفي

الطفؿ عمى انو كؿ إنساف دكف الثامنة عشرة مف دكف استثناء ، بينما 182المثاؿ تعرؼ االتفاقية كفقا كلة،ينص الجزء الثاني في المادة األكلى التفاقية حقكؽ الطفؿ عمى إمكانية إنياء مرحمة الطف

قبؿ بمكغ الثامنة عشرة . لمقانكف الكطني،

كلقد حددت االتفاقية كلممرة األكلى منذ قياـ منظمة العمؿ الدكلية، مفيـك أسكا أشكاؿ عمؿ . حيث تعرؼ االتفاقية " تجنيد األطفاؿ " عمى انو احد أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ كتجعؿ 1األطفاؿ

يشمؿ تعبير أسكا أ/3 ادةفطبقا لمم أك اإلجبارم ثمانية عشر عاما،لقسرم االحد األدنى لسف التجنيد الشبيية بالرؽ، كبيع جميع أشكاؿ الرؽ أك الممارسات ألطفاؿ في مفيـك ىذه االتفاقية "أشكاؿ عمؿ ا

ذلؾ التجنيد بما في ك اإلجبارمالديف ك القناتة ك العمؿ القسرم عبكديةك االتجار بيـ ك األطفاؿ ، لؤلطفاؿ الستخداميـ في صراعات مسمحة ".اإلجبارم لؤلطفاؿالقسرم أك

كبالمقابؿ ألزمت االتفاقية الدكؿ التي تصادؽ عمييا كفقا لممادة السادسة منيا " إعداد كتنفيذ برامج عمؿ لمقضاء عمى أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ " ثـ تستطرد في الفقرة الثانية مف المادة ذاتيا

ذ باالعتبار أراء المجمكعات المعنية األخرل عند االقتضاء " .بالنص" عمى كجكب األخكلما كاف لمتعميـ دكر أساسي في القضاء عمى عمؿ األطفاؿ كالسيما في أسكا أشكالو نصت ـ

عمى " أف تتخذ كؿ دكلة عضك كاضحة في اعتبارىا أىمية التعميـ في القضاء عمى عمؿ 7/2 " .تدابير فاعمة كمحددة زمنيا األطفاؿ،

إضافة إلى كمما ال شؾ فيو إف التعميـ يعتبر عنصرا فعاال كرئيسيا في منع تجنيد األطفاؿ، . 2ككنو عنصرا رئيسيا في المساعدة عمى إعادة دمج المقاتميف السابقيف مف األطفاؿ في مجتمعيـ

الدكؿ إذ جاءت تحت ،182بمثابة المبادئ التكجييية لتطبيؽ االتفاقية 190كتعتبر التكصية ذ العقكبات البلزمة ضد سكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ ضمف األعماؿ اإلجرامية كاتخاأ جاألطراؼ بإدرا

.المنتيكيف

1

.146م جغجغ جـحذن، ؿـح س٤، -2 .372.371كحس كذحضس جدض ػ٣ضج ، جغجغ جـحذن ، م -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

73

قؿ تقدمية مف التكصية المرفقة بيا ذلؾ ألنيا لـ تمـز الدكؿ األطراؼ أكبذلؾ جاءت االتفاقية لؤلطفاؿ كاستخداميـ في لقسرم أك اإلجبارم ابإدراج أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ كالسيما التجنيد

ذ العقكبات البلزمة ضد مسمحة ضمف األعماؿ اإلجرامية كلـ تمزميـ أيضا باتخاالصراعات ال .المنتيكيف

لكنيا عممت عمى األقؿ عمى تحديد أشكاؿ عمؿ األطفاؿ التي ينبغي حظرىا في الحاؿ كالتي صراعات مسمحة .لقسرم أك اإلجبارم لؤلطفاؿ الستخداميـ في امف بينيا التجنيد

كما أنيا حددت بدقة الحد العمرم األقصى لمرحمة الطفكلة كىك تحديد أفضؿ مف تحديد اتفاقية حقكؽ سنة حتى لك كاف يتعارض مع القانكف 18إذ أكجب تطبيؽ حد الطفؿ، حيث جاء بصرامة حقيقة،

الكطني.

ساؿ األطفاؿ لمقتاؿ في كما إف إر إف استخداـ األطفاؿ في الحركب كضع غير مقبكؿ بتاتا،ف أالحركب محظكر في شتى الصككؾ الدكلية لحقكؽ اإلنساف كالقانكف الدكلي اإلنساني ، كمف ش

1999إدراج ممارسة إرساؿ األطفاؿ لمقتاؿ في الحركب ضمف اتفاقية منظمة العمؿ الدكلية لعاـ يبل عمى حماية الطفؿ في قانكف يعتبر دل كتعريفيا بأنيا ممارسة تستكجب الحظر كالقضاء الفكرم عمييا

العمؿ الدكلي ، كرغـ أف مجاؿ اتفاقية منظمة العمؿ الدكلية ليس ىك نفسو مجاؿ البركتكككؿ إال انو صككؾ منظمة العمؿ الدكلية كصككؾ األمـ المتحدة تعزز االختيارم التفاقية حقكؽ الطفؿ،

. 1بعضيا بعضا

االتفاقية في اليياكؿ القانكنية المحمية كتنفيذىا لكف األىـ مف ذلؾ ىك أف يتـ كضع مبادئ . 2في عمؿ األطفاؿ اقعيا لمقضاء عمى ىذه األشكاؿ األسكأبشكؿ يعطي امؤل ك

الفرع الثاني

تجريـ تجنيد األطفاؿ القانوف الجنائي الدولي

كالدكلي في لقد أدل اإليقاع السريع الذم أصبح يتميز بو التغير حاليا عمى الصعيديف الداخمي إلى إحداث تغير كبير في المعايير مختمؼ المجاالت كباألخص ما يرتبط منيا بحقكؽ اإلنساف،

الدكلية التي تحكـ المجتمع الدكلي كالمؤسسات أيضا، فمـ يعد بكسع المفاىيـ كالمعايير التي كانت كاالنتياكات الخطيرة سائدة في الماضي تكفير الضمانات البلزمة لحماية األبرياء مف فظائع الحركب

1 .373،372كحس كذحضس جدض ػ٣ضج ، جغجغ جـحذن ، م -

2 .145، جغجغ جـحذن ،م ذص ؿؼ٤ض ؿؼ٤ضذص -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

74

، إف تطكرت القكاعد القانكنية العقاب، ككاف نتيجة لذلؾاإلفبلت مف لثقافةككضع حد لحقكؽ اإلنساف،المنظمة لممكضكع كالمستمدة أصبل مف القكانيف الجنائية الكطنية إلى أف ظير القانكف الدكلي الجنائي

" بأنو مجمكعة القكاعد القانكنية غرافف، كالذم يعرفو " 1كفرع جديد كمستقؿ بيف فركع القانكف الدكلي المعترؼ بيا في العبلقات الدكلية التي يككف الغرض منيا حماية النظاـ االجتماعي الدكلي كذلؾ

. 2بالمعاقبة عمى األفعاؿ التي تتضمف االعتداء عميو

كمف جية أخرل فقد ابتدع المجتمع الدكلي تنظيـ دكلي يكاجو بمكجبو مكجة الحركب لككنيا ظاىرة ال يمكف حذفيا أك إنياؤىا إال بإيجاد بديؿ كظيفي يناظرىا كيناقضيا كيطكقيا، كميمة ىذا

ؿ محؿ التنظيـ الدكلي الذم ابتكره المجتمع الدكلي ىي تكفير مجمكعة متنكعة مف البدائؿ السميمة تح . 3طريقة استخداـ العنؼ في المجتمع الدكلي

، 1998كفيما يمي عرض لحقيقتيف متمايزتيف مف الزمف يعد صدكر نظاـ ركما األساسي لسنة

حيث تميزت الحقبة األكلى بظيكر تنظيـ دكلي تمثؿ في المحاكـ الجنائية الجدار الفاصؿ بينيما،تمثؿ في ديمكمةخر يتصؼ بالآأما الثانية فقد تميزت بظيكر تنظيـ دكلي مف نكع )أكال( المؤقتة

. )ثانيا( المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة

جريمة تجنيد األطفاؿأوال: في النظاماف األساسياف لمحكمتي روندا ويوغسالفيا السابقة

إذا كاف القانكف الدكلي اإلنساني كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف إلى جانب القانكف الدكلي

كبر ألمعمؿ قد كفركا حماية دكلية لحقكؽ الطفؿ، فكاف البد أف يكفؿ القانكف الدكلي الجنائي حماية ية المرتكبة ضد ليذه الفئة المستضعفة أثناء النزاعات المسمحة، كذلؾ عف طريؽ تحديده لمجرائـ الدكل

، تـ إنشاء عدة محاكـ جنائية دكلية 1998المجرميف، فقبؿ إنشاء المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة سنة مؤقتة لمحاكمة مف يقكمكف بارتكاب ىذه الجرائـ الخطيرة ضد األطفاؿ كمحكمتي نكرمبكرغ

. ( 1994_ 1993) كمحكمتي يكغكسبلفيا السابقة كركاندا ،(1946_ 1945كطككيك)

1، صجع س طرحػس جلغ 1كغح جضلحه٤س عح حصز حصز،ؼ، جذس ججحت٤س جض٤س وغ جض٣ ذؿحدس، -

. 4م،2008،جطػ٣غ،ججؼجتغ2صعجؿس ضذ٤٤س ذس ججحت٤س جشحهس ،جوحء جض٢ ججحت٢ جدض ؿؼ١ جغؼ١، غكض جدض جـ٤ض، -

صجع جػوحكس لغ جضجع جؼ٤س جض٤س لغ جطػ٣غ، ذ٤ؿؿالك٤ح وحعس غ ذح عرعؽ عجضج،

.13،م2001جطػ٣غ،جألعص،3،صجع ،جس ػ٤س ذسجطجه ،جس ػرض جحخ كـح، جضلحه٤حش ج٤٤ق جألعذغ ذحس جغ٢ جذغخ، -

.124،م2003جحل9،٢ج٤ ،ع : جحؼس ػض طرحػس جلغ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

75

النظاـ األساسي لمحكمتي نورمبورغ وطوكيو الحماية في ظؿ-1مما ال شؾ فيو أف الحرب العالمية الثانية تعتبر نقطة البداية الحقيقة نحك ترسيخ قضاء جنائي

، كالتي ترتب عمييا 1945أكت 8في فعقب انتياؤىا كقعت الدكؿ الحمفاء اتفاقية " لندف "، دكلي، إنشاء محكمة عسكرية دكلية تعقد في نكرمبكرغ لمحاكمة مجرمي الحرب األلماف .

مف ميثاؽ المحكمة إلى اختصاصيا في الجرائـ ضد السمـ أقرة فكلقد أشارت المادة السادسة

التفاقيات كالتي تتمثؿ في التخطيط كاإلعداد كبدء أك شف الحرب العدكانية بالمخالفة لممعاىدات كاكما قد أك باالشتراؾ في خطة مشتركة أك التآمر في أم مف األفعاؿ السابقة، كالتأكيدات الدكلية،

نصت نفس المادة في فقرتيا ب عمى انو يدخؿ في اختصاص المحكمة جرائـ الحرب كالتي تتمثؿ في ائـ التي تدخؿ في نو يعد مف بيف الجر أإضافة إلى نصيا في فقرتيا ج عمى انتياؾ قكانيف الحرب،

اإلبادة كاالسترقاؽ كاألبعاد اختصاص المحكمة الجرائـ ضد اإلنسانية كالتي تتمثؿ في أفعاؿ القتؿ، .1قبؿ أك أثناء الحرب المدنييفكغيرىا مف األفعاؿ غير اإلنسانية التي ترتكب ضد السكاف

، أصدر 1945ديسمبر 2االستسبلـ في كبعد ىزيمة الياباف ك تكقيعيا عمى كثيقةكمف جية أخرل

1946جانفي 19رتر " في آ القائد األعمى لقكات الحمفاء في الشرؽ األكسط الجنراؿ األمريكي " ما ؾإعبلنا يقضي بتأسيس محكمة دكلية عسكرية لمحاكمة مجرمي الحرب في الشرؽ األقصى، كبصفة

لحؽ بعد اإلعبلف كعقدت أكؿ جمسة أة ميثاؽ كتـ فعبل تأسيس المحكمة بكاسط ،خاصة مف اليابانييف ليا بمدينة طككيك .

كتختص المحكمة حسب المادة السادسة مف نظاميا األساسي بثبلثة أنكاع مف الجرائـ كىي : الجرائـ ضد السبلـ كيدخؿ ضمنيا التدبير أك التحريض أك اإلشارة أك شف حرب اعتداء بإعبلف سابؽ

أك المساىمة في الدكلي أك المعاىدات أك االتفاقيات أك المكاثيؽ الدكلية،أك شف حرب مخالفة لمقانكف خطة عامة أك مؤامرة بقصد إيقاع احد األفعاؿ المذككرة كالجرائـ المرتكبة ضد اإلنسانية كىي القتؿ،

بعاد كغيرىا مف األفعاؿ غير اإلنسانية المرتكبة ضد أم شخص مدني قبؿ أك اإلبادة كاالسترقاؽ كاإل . 2ناء الحرب أث

1 .319،316،315،314ص ؿؼ٤ض ، جغجغ جـحذن ،م ذص ؿؼ٤ض ذ -

2 .34،35م،2002ج٣طغجى طرحػس جلغ،وغ، جوح ججحت٢ جض٢، ػ٢ ٣ؿق جلغ١، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

76

،المدنييففي ظؿ ىاتيف المحكمتيف كانت الحماية الجنائية لمطفؿ ضمف الحماية العامة لكافة في كؿ مف نكرمبكرغ كذلؾ مف خبلؿ محاكمات كبار مجرمي الحرب في الحرب العالمية الثانية،

لمحكر األكركبي كطككيك كالذيف ارتكبكا جرائـ خطيرة ضد البشرية مف قتؿ لمنساء كاألطفاؿ في اكبالتالي كانت الحماية الجنائية مف خبلؿ مقاضاة األشخاص الذيف ارتكبكا أبشع كالشرؽ األقصى،

الجرائـ ضد األطفاؿ .فقد كرست فقط مبدأ المسؤكلية الفردية غير أف كمتا المحكمتيف لـ تتكمـ عف األطفاؿ المقاتميف،

ند اكرك السابقة يكغكسبلفياعف انتياكات القانكف الدكلي اإلنساني عمى عكس محكمتي كامر أك مع جماعة اك لتنفيذ أعمى التكالي كالمتاف كسعتا الفعؿ المجـر بمفرده (1994 _ 1993)

. 1كىذا ما ميد فيما بعد إلى إنشاء قضاء جنائي دكلي دائـ رؤسائو، النظاـ األساسي لمحكمتي يوغوسالفيا السابقة ورواندا الحماية في ظؿ -2

عمى التكالي، لـ يتـ تشكيؿ محاكـ 1945،1946محاكمات نكرمبكرغ كطككيك عامي منذفطكاؿ فترة ،1993اإلنسانية حتى عاـ جرائـ الحرب كالجرائـ ضد جنائية دكلية مؤقتة لمحاكمة مرتكبك

سعى المجتمع الدكلي إلقامة محكمة جنائية دكلية دائمة مختصة بالنظر في ( 1946،1993)الصمتالسابقة في بداية حداث الحرب األىمية في يكغكسبلفياأبيد أف الجرائـ الدكلية الخطيرة السالفة الذكر،

ك عمى المجتمع الدكلي ضركرة إنشاء مـ المتحدةاأل التسعينات مف القرف العشريف، فرضت عمىراح ضحيتيا مئات كالتي 2محكمة جنائية خاصة لمحاكمة كبار مجرمي الحرب في يكغكسبلفيا السابقة

فأنشئت ىذه ،كانت دافعا قكيا لنشكء محكمة جنائية اآلالؼ مف األطفاؿ المسمميف في البكسنةكتـ تحديد مقرىا في مدينة 25/5/1993الصادر في 827المحكمة بمكجب قرار مجمس األمف رقـ

. 3الىام اليكلندية

مف 05إلى 02كفيما يتعمؽ بالجرائـ التي تقرر أف تنظر فييا المحكمة فمقد نصت المكاد مف نظاميا األساسي عمى أنيا تفصؿ في :

1 .218،222جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

" الذم تكفي في السجف في الىام أشير المتيميف لدل كاف الرئيس اليكغكسبلفي السابؽ "سكبكداف ميمكزفيتش لقد - 2ضد عندما كاف الزاؿ عمى رأس ببلده بارتكاب جرائـ 1999ىذه المحكمة ك قد كجيت إليو التيـ رسميا في نياية مام

إلى 2001جكاف 28ك جرائـ حرب ك إبادة لدكره في الككسكفك، ك بعد اعتقالو ك سجنو في بمغراد أحيؿ في اإلنسانيةأكؿ رئيس سابؽ يمثؿ أماـ القضاء الدكلي كقد اتيـ "ميمكزفيتش"، ك كاف 2002فبراير 12الىام ك بدأت محاكمتو في

فضيؿ في كركاتيا ك ككسكفك فضبل عف ارتكاب جريمة ابادة في البكسنة: اإلنسانيةجرائـ ضد ك بارتكاب جرائـ حرب، .178ص المرجع السابؽ، طبلفحة،

3 . 220جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

77

كالمادة الثالثة المشتركة بيف االتفاقيات األربع ،1949االنتياكات الخطيرة التفاقيات جينيؼ لمعاـ -أ .1كالتي تنص عمى القكاعد الدنيا المطبقة في حالة نزاع مسمح داخمي

.1907اتفاقية الىام لعاـ المنصكص عمييا في الحرب انتياكات قكانيف كأعراؼ -ب .1948جريمة إبادة الجنس البشرم الكاردة في اتفاقية -ج .2الجرائـ ضد اإلنسانية -د

إلى 1994كما قد أدت الحرب األىمية العرقية بيف قبائؿ اليكتك كالتكتسي في ركاندا عاـ كتشريد اآلالؼ مف األطفاؿ اآلخريف، كحرمانيـ مف ممارسة مميكف طفؿ قتيؿ، 114سقكط حكالي

كاألكبئة بشكؿ يعد كارثة كانتشرت األمراض حقكقيـ المختمفة كالحؽ في التعميـ كالرعاية الصحية،،كعميو فقد دفعت ىذه الفظائع المجتمع الدكلي لمتحرؾ لدعـ القانكف الدكلي اإلنساني كمحاكمة 3إنسانية

المؤرخ 955القرار رقـ المسؤكليف عف انتياكات ىذا القانكف بحيث أصدر مجمس األمف لؤلمـ المتحدة ية بركاندا لمحاكمة المسؤكليف عف جرائـ اإلبادة يقضي بإنشاء محكمة جنائية دكل 1994نكفمبر 8في

. 4الجماعية كالجرائـ ضد اإلنسانية المرتكبة في اإلقميـ الركندم كالدكؿ المجاكرة لومف النظاـ األساسي 24فرغـ أف النزاع في ركاندا آنذاؾ كاف حربا أىمية إال إف نص المادة

ـ المرتكبة انتياكا لممادة الثالثة المشتركة بيف ليذه المحكمة أعطى قضائيا سمطة النظر في الجرائكلمبرتكككؿ الثاني االختيارم الممحؽ بيا كالخاص بالنزاعات المسمحة غير ذم 1949اتفاقيات جينيؼ الطابع الدكلي .

حماية جنائية لؤلطفاؿ كالمدنييف لياتيف المحكمتيف قد كفبل فاألساسي يفرغـ أف النظام

بمحاكمة مرتكبك جرائـ اإلبادة كالجرائـ ضد اإلنسانية التي ارتكبت في حقيـ، إال أف االقتصار عمى ىذا النكع مف المحاكـ ال يعد كافيا بذاتو لمعالجة كؿ االنتياكات الخطيرة التي تقع ضد القانكف الدكلي

را لما يتسـ بو تشكيؿ ىذه المحاكـ ، فقد تـ تشكيميا بناء عمى اإلنساني كضد قانكف حقكؽ اإلنساف، نظخر تتميز ىذه المحاكـ بأنيا كانت محددة زمنيا آكمف جانب قرارات صادرة مف مجمس األمف،

.1991 سنة حيث كانت يكغكسبلفيا السابقة تتكلى النظر في الجرائـ المرتكبة مف كجغرافيا،

1كشوح ذحطحى 120ك٢ ظج جوضص هض هحص ظ جذس ذطج٤ جطس عؿ٤ح سال ػلغ ؿجش ئ٠ أػغ -

( 1995_1991جوح جض٢ جإلـح٢ سال جذغخ جط٢ عجكوص ضلي ٣ؿؿالك٤ح جـحذوس ٢ دغخ غجض٤ح)

.178م ، جغجغ جـحذن (:ك٤ الكذس،2001( وض٤ح)1999_1998( ؿك)1995_1992جرؿس)2 .122،123،124،م2007جطػ٣غ،ججؼجتغ،جلغ صجع س طرحػس ، جذس ججحت٤س جض٤س غجضج ك٤ ؿس، -

3 . 220جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

4- Jiena Wembou, le tribunal pénal internationale pour le Rwanda, rôle de la cour dans la réalité africaine,

Revue internationale de roix rouge, Genève, novembre1997, N=828 .p731.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

78

كانكف 31كانكف األكؿ إلى 1لجرائـ التي ارتكبت مف أما محكمة ركاندا فكانت تنظر في الذلؾ لـ تكف ىذه المحاكـ لتمبي حاجة المجتمع الدكلي في معاقبة األشخاص المتيميف ،1994الثاني

. 1بارتكاب جرائـ خطيرة

تجنيد األطفاؿ وفقا لمنظاـ األساسيثانيا: ممحكمة الجنائية الدولية الدائمة ل

الحرب اإلنساف في مسيرتو عبر صحبتفمقد كالحرب سجاؿ بيف بني البشر،منذ بدء الخمؽ لذلؾ حتى عدت الحركب ابرز سمة في التاريخ، كحفؿ السجؿ البشرم بالحركب كالصراعات، قركف،

فقد تناكلتيا المادة ،ةيف المحاكـ الجنائية الدكلية كاففبل غرابة باف تعد ىذه الجريمة القاسـ المشترؾ بمنيا بأنو 1بشكؿ مفصؿ، حيث بينت الفقرة 2مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية الثامنة

سكؼ يككف لممحكمة اختصاص فيما يتعمؽ بجرائـ الحرب، كالسيما عندما ترتكب في إطار خطة .3سياسية عامة، أك في إطار عممية ارتكاب كاسعة النطاؽ ليذه الجرائـ

الحرب بأنيا تمؾ الجرائـ التي ترتكب ضد قكانيف كعادات الحرب ، " جرائـ ديفابركيعرؼ " كما يذىب البعض إلى تعريفيا بأنيا انتياكات قانكف الحرب بكاسطة أم شخص عسكريا كاف

.4ف كؿ انتياؾ لقانكف الحرب يشكؿ جريمة حرب أأك مدنيا، ك

ىذه الجريمة ضمف الجرائـ دراجإقركا بضركرة أفعمى الرغـ مف أف المؤتمركف في ركما الشديدة الخطكرة مكضع اىتماـ المجتمع الدكلي بأسره ، إال انو كاف ىناؾ خبلفا بارزا أثناء المؤتمر

كلعؿ مف أبرزىا أف الغالبة العظمى مف الدكؿ كانت تريد تضميف الجرائـ حكؿ بعض المسائؿ،ة صغيرة نسبيا كانت ترل اقتصارىا عمى المتعمقة بنكعي النزاع الدكلي كالداخمي، في حيف أف مجمكع

الطائفة األكلى فقط.

1 . 313. 312جغجغ جـحذن.م ؼ ئؿذحم ػ٣ح، -

المنبثقة عف لجنة القانكف الدكلي إعداد مشركع النظاـ كاصمت المجنة التحضيرية 1997إلى 1992منذ عاـ - 2كالذم تـ عرضو كاعتماده في مؤتمر ركما الدبمكماسي الذم نظمتو األمـ المتحدة في الفترة الممتدة األساسي لممحكمة ،

5-18، كاعتمدتو الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بصيغتو النيائية كالرسمية في 1998-7-17إلى 1998-6-15مف 222ص منتصر سعيد حمكدة، المرجع السابؽ، :1999-3جألعص جطػ٣غ، صجع جذحض لغ جحت٤س جض٤س،جظح جوحت٢ ذس ج ذغجء ظع ح ػرض جط٤ق، -

. 209،م،2008،14 .263،262م جغجغ جـحذن، ػغ ذص جشؼ٢، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

79

نو أفي تمؾ المادة كالتي أكدت 3كقد تـ األخذ بالرأم األكؿ في ختاـ المؤتمر، مع إدراج الفقرة المتعمقتيف بالنزاعات الداخمية ما يؤثر عمى مسؤكلية الحككمة )ج( ك)د( 2ليس في الفقرتيف الفرعيتيف

قرار كسبلمتيا اإلقميمية بجميع دة الدكلة،حالقانكف كالنظاـ في الدكلة، أك عف الدفاع عف ك عف حفظ كا الكسائؿ المشركعة.

ككف الجرائـ التي أصبحت ترتكب في ظؿ الحركب كاف صائبا، تجاهاالكبتقديرنا فاف ىذا

األىمية ال تقؿ جسامة عف تمؾ المرتكبة في الحركب الدكلية، كلعؿ المجازر التي شيدتيا يكغكسبلفيا .1السابقة كركاندا خير دليؿ عمى ذلؾ

ك ليس ليا دائما الطابع الدكليكعميو فاف خركقات قكانيف الحرب ال تشكؿ دائما أعماال دكلية

.2ير دكلية كىي األكثر شيكعا حالياأك غنظرا لككف النزاعات المسمحة قد تقـك في إطار نزاعات دكلية مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية عمى جرائـ معينة /ج8/2ـ كعميو فقد نصت

فنصت المادة عمى ، زاع المسمح غير ذم الطابع الدكلياعتبرت بمثابة جرائـ حرب تقع عند نشكب النعمى )ق(نصت في الفقرة الفرعية ثـ ددة كاشترطت ليا جميعا شرطا مفترضا كاحدا،حأربع جرائـ م

باف النزاع المسمح غير الدكلي كعددتيا في اثنتي عشرة جريمة مع استثناء إعدة جرائـ أخرل تقع .3تطبيؽ ىذه الجرائـ عمى بعض الحاالت

أنيا كضعت فكارؽ بيف التعامؿ في حالتي النزاعات 8ـ نو كالمبلحظ مف صياغة أغير

الدكلية كغيرىا غير الدكلية، إذ أنيا جعمت كؿ الجرائـ المجرمة بمكجبيا في النزاعات الدكلية ىي .4نفسيا الكاردة في النزاعات غير الدكلية كالمجرمة فييا لكف العكس غير صحيح

1 . 322جغجغ جـحذن،م ذغجء ظع ح ػرض جط٤ق، -

2 .322جغجغ جـحذن،م ػ٤غ، ججك٢ ك٢ دوم جإلـح، سؼ٤- 3

جوح ججحت٢ جػ٢ _ صعجؿس ك٢ ذ٤س جوحػضز جض٤س ججحت٤س جػ٤س _ججغ٣س ذضع جض٣ ذض كر-

.172م،1،2011صجع جػوحكس لغ جطػ٣غ ،جألعص جض٤س ججؼجء جض٢،4 Jean-paul Bazlairet,Theiry cretin, la justice pénale, internationale, imprimerie des presses universitaires deـ

France,1ere

édition, septembre2000,p78.79.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

80

أدرج ألكؿ مرة في القانكف الدكلي الجنائي اعتبار برز انجازات النظاـ األساسي انو أكلعؿ ( )ب( 2)8ـ مجـر بمكجب ركأم ،1تجنيد األطفاؿ طكعية أك عنكة أك استخداميـ كجنكد جريمة حرب

التي تحظر تجنيد األطفاؿ دكف الخامسة عشرة إلزاميا أك طكعيا في القكات المسمحة (26) يـ لممشاركة فعميا في األعماؿ الحربية خبلؿ صراع مسمح دكلي،أك الجماعات العسكرية أك استخدام

اء الصراعات المسمحة غير تتضمف حظرا مماثبل أثن (7( )ق( )2)8 ـف فأ كعبلكة عمى ذلؾ، .2الدكلية

حماية األطفاؿ مف مف النظاـ األساسي في مجاؿ 8ـ نو كرغـ االنجاز الذم حققتو أغير فإنيا لـ تسمـ مف االنتقادات التالية: الدكلية أك الداخمية،سكاء في الحركب التجنيد العمر سكاء ف منع الدكلة أك الجماعات المتحاربة مف تجنيد األطفاؿ دكف الخامسة عشر مفإ

، يعني التجنيد كالمشاركة الفعمية في األعماؿ الحربية دكف اإلشارة أك غير الدكلية في النزاعات الدكليةإلى مجرد المشاركة مع القكات المسمحة، كمف ىنا فاف مجرد كجكد األطفاؿ دكف الخامسة عشر مف العمر ضمف القكات المسمحة كمساعديف أك حامميف لمعتاد أك فاتحيف الطريؽ أك حراس أك مراقبيف ال

ف الطفؿ لـ يشارؾ فعميا أجريمة الخطيرة كال تعد تمؾ األفعاؿ منافية ليذه المادة ماداـ يؤدم إلى قياـ ال في األعماؿ الحربية .

خذ سف الخامسة عشر دكف سف الثامنة عشر كىك األمر الذم أف نص المادة أباإلضافة إلى

اؼ المتحاربة سيخمؽ تناقضا كتعارضا مع نصكص مكالية أقرت حقكقا لمطفؿ كالتزامات عمى األطر ف مشاركة األطفاؿ كتجنيدىـ كالذيف يقؿ سنيـ عف الثامنة عشر مف العمر .أكالدكؿ بش

ف تحديد سف المشاركة كالتجنيد بخمسة عشر سنة يتعارض أيضا مع محاكمة األطفاؿ كما أف المحكمة ليس أتنص عمى 26بحيث أف ـ أماـ المحكمة الجنائية الدكلية كطبقا لنظاميا األساسي،

ارتكاب الجريمة المنسكبة إليو ليا اختصاص عمى أم شخص يقؿ عمره عف ثمانية عشر سنة كقت كبالتالي نتساءؿ عف كضع األطفاؿ المتراكح سنيـ بيف الخامسة عشر كالثامنة عشر بخصكص جرائـ

. 3الحرب سكاء بمفردىـ أك مع الكبار أك بأكامر مف رؤسائيـ الكبار؟

1ذحـحص٣ أغ ذاوحء جوري ػ٠ "ضحؽ 2008حعؽ 17ك٢ ظج جوضص أهضعش جذس ججحت٤س جض٤س ك٢ -

ذطس ه٤ح ذجغ٣س دغخ 2009جحل٢ 26" ػػ٤ ئدض ججحػحش جـ٤س جـذس جظ١ ذضأش ذحط ك٢

ؿس ػ٠ جشضس جص طي ك٢ هغجع ـخ ك٢ طوس " ج٣طع١" ك٢ جع٣س ٢15 ضج٤ض ئجرحع جأللح ص

د ضحع٣ش٢ ذس ججحت٤س جض٤س ذلح جؼل جض٤س،: ظس 2003_2002جـ جض٣وغج٤س ذ٤ ػح٢

2012_03_14ؿطشضج جأللح جص،ج .: www .amnesty.org /ar/news/lan damak-verdict-over-use-child-

soliers le 03-05-2012 à 10h30 2 جإؿـس ججحؼ٤س ضعجؿحش جلغ جالضجححش جذض٣ػس ك٢ جوح جض٢ ججؼجت٢، ػ٢ ذض جؼلغ، -

.206،م2010جطػ٣غ،رح،3 .340 ،339جغجغ جـحذن،م جطل أغحء جؼجػحش جـذس، ؼ٤س ػ٤غ، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

81

رغـ ككف المحكمة الجنائية الدكلية تشكؿ أداة ميمة لمقاضاة جرائـ الحرب التي ترتكب كعميو كرادعا محتمبل ليذه الجرائـ إال أف األطراؼ في الصراع المسمح الزالت تكاصؿ انتياؾ بحؽ األطفاؿ،

عمى كىذا ما دفع بالممثؿ الخاص باألطفاؿ كالنزاع المسمح القكاعد الدكلية دكف خكؼ مف العقاب،التأكيد أف كضع األطفاؿ في حاالت الصراع المسمح سيظؿ خطيرا ما لـ يتقيد جميع األطراؼ في

.1الصراع بتعيداتيا كما لـ تمثؿ اللتزاماتيا الدكلية كما لـ تساءؿ عف عدـ االمتثاؿ ليا

المجتمع الدكلي إلى جانب الحماية القانكنية الدكلية التي كفميا ك أخيرا تجدر اإلشارة إلى أنو مبادرات مكازية لتدعيـ ىذه الحماية عمى عدة لؤلطفاؿ مف التجنيد في الحركب الداخمية كانت ىناؾ

أكدت عمى ك التي 2 1992 لسنة ف ممارسة حقكؽ األطفاؿأبش األكركبية المستكل اإلقميمي كاالتفاقيةالكالديف في تشجيع حقكؽ أطفاليـ كعمى كاعترفت بأىمية دكر تشجيع حقكؽ الطفؿ كمصالحو العميا،

الميثاؽ اإلفريقي لحقكؽ الحقكؽ، ككذا أىمية دكر الدكؿ األعضاء في عممية تشجيع كاحتراـ ىذه1990لسنةكرفاىيتو الطفؿ

18تجنيد كاستخداـ األطفاؿ الذيف تقؿ أعمارىـ عف حظر نص عمى إذ،3رسؿ رسالة كاضحة مفادىا أف أ بذلؾ يكف ءفي النزاعات المسمحة الدكلية ك المحمية عمى السكا عاما

كيتعيف عمى جميع مشاركة األطفاؿ في النزاعات أمر غير مقبكؿ، كال يسمح بو المجتمع الدكلي،تجنيد كاف تضع حدا ل ، التي لـ تفعؿ بعد أف تصادؽ عمى الميثاؽ كتنفذه بصرامة،4الدكؿ اإلفريقية

كما يجب عمييا أف التكفؿ التحقيؽ مع جميع األشخاص المتيميف األطفاؿ كاستخداميـ كجنكد،ميثاؽ حقكؽ إلى جانب بارتكاب ىذه الجريمة كمبلحقتيـ قضائيا في حالة تكفر أدلة كافية ضدىـ

.2001لسنةالعربي لحقكؽ الطفؿ كثيقة اإلطار ك 1983 لسنة الطفؿ العربي

1

. 377،378جغجغ جـحذن،م كحس كذحضس جدض ػ٣ضج، - .2000يناير كالتي دخمت حيز التنفيذ في - 2

لقد تـ تبني الميثاؽ بعد اقؿ مف سنة مف تاريخ اعتماد اتفاقية األمـ المتحدة لحقكؽ الطفؿ كذلؾ في شير جكيمية - 3كدخؿ الميثاؽ حيز في أديس أبابا بأثيكبيا، لرؤساء دكؿ كحككمات منظمة الكحدة اإلفريقية 26أثناء المؤتمر اؿ 1990

صادقت الجزائر ك الضركرية قانكنا لدخكلو حيز التطبيؽ، 15يؽ اؿبعد إيداع كثيقة التصد 1999نكفمبر 29 النفاذ في . 2003_07_09ليـك 41،ج ر رقـ 2003_07_ 08المؤرخ في 242_03بمكجب ـ ر 2003_07_08في يوعمصدر تقرير عف 2002ففي سنة ىـ األكثر مف أم مكاف أخر، ف الجنكد األطفاؿ في إفريقيا،أإذ انو ال يمكف إنكار - 4

األميف العاـ لؤلمـ المتحدة عف األطفاؿ كالنزاع المسمح كالذم تناكؿ فيو مسالة تجنيد كاستخداـ األطفاؿ الجنكد في كؿ حالة 25 لصكماؿ كأفغانستاف لكضع حد الستخداـ الجنكد األطفاؿ بعد دراسةاليبيريا، مف الككنغك الديمقراطية كبركندم،

Nairi Arzoumanian,Francesca Pizzutelle,Victimes et bourreaux : questions .:نزاع في إفريقيا 12نزاع مسمح منيا

de responsabilité liées a la problématique des enfants soldats en afrique, RICR Genève,N=852,vol

85,décembre2003, p827.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

82

في اإلسبلـ ميثاؽ الطفؿ ك 1994لسنة إعبلف حقكؽ كحماية الطفؿ في العالـ اإلسبلمي ك كذا2003.

كما تجدر اإلشارة إلى أف الجزائر قد قامت بالمصادقة عمى معظـ ىذه النصكص سكاء الدكلية إذ يبدك بؿ كقامت بمكاءمة تشريعاتيا الكطنية بما يتماشى كفحكل ىذه االتفاقيات، منيا أك اإلقميمية،

سنة في القكات المسمحة 18لنا جميا مف قانكف الخدمة الكطنية الذم قضى بعدـ تجنيد األطفاؿ دكف الجزائرية كىك ما يساير ما قضت بو االتفاقية الدكلية لحقكؽ الطفؿ، كيحظر القانكف الجزائرم أيضا

فضبل عف ماية المدنية() الشرطة كالحتكظيؼ الطفؿ لدل المصالح العسكرية كأسبلؾ األمف المدني .1سنة 19منعو مف أداء الخدمة العسكرية )الكطنية( الممزمة لمرجاؿ فقط إال كىك بالغ سف

كفي ىذا اإلطار أنشأت الجزائر إلى جانب الجيش الكطني فرؽ شبو عسكرية تعرؼ "بالحرس

ألشخاص الراغبيف ، كتـ تكظيؼ ا2لممشاركة في الحفاظ عمى النظاـ العاـ 1996البمدم" كذلؾ سنة غير أف السف ،21سنة كفؽ ما نصت عميو المادة 19في االلتحاؽ بيذه الفئة مف ىـ فكؽ سنة

، لـ يحدد فيو سف التجنيد كال إجراءات التكظيؼ،3القانكنية لمتجنيد بالنسبة لجماعات الدفاع الذاتيالدفاع الكطني ككزارة الداخمية خاصة إذا عممنا أف ىذه الجماعات تخضع الزدكاجية الكصايا بيف كزارة .4ك بو يسمح ليـ بحمؿ السبلح كلباس ما يميزىـ عف أسبلؾ األمف األخرل

نو ال يكجد في الترسانة القانكنية الجزائرية أم نص أ كأخيرا يظير لنا مف خبلؿ ما ذكرناهالمسمحة صريح يمنع كيجـر كيعاقب عمى تجنيد األطفاؿ بأية صفة كانت إلقحاميـ في الجماعات

.5كاستخداميـ في العمميات العسكرية سكاء مباشرة أك بطريقة غير مباشرة

كبالتالي نخمص إلى أف مشكمة األطفاؿ ليست قائمة بسبب النقص في النصكص القانكنية بؿ ذا لـ نتعرض إلييا كميا ، إذ أف القانكف 6بالعكس كما رأيناه، فالنصكص الكفيمة بحماية الطفؿ متعددة كا

ك الحقب الدكلي ظؿ يتميز باطراد مبادئو كقكاعده التي ما فتئت تتطكر عبر العيكدالقانكف المتكالية، إال أف ىذه الترسانة القانكنية ظؿ يعيبيا النقص الميكؿ في األدكات الكفيمة بضماف تنفيذىا،

.7كاالمتثاؿ ليا مف قبؿ الدكؿ كاألفراد

1:" ئ 1934ط١ جؼوضز 01ججكن 1974كرغ 15جإعر ك٢ 103-74ضن جحصز جأل٠ جألغ عه -

."ػحح ػغ 19جشضس ج٤س ئؼج٤س ذحـرس ج٤غ جألكشحم جططؼ٤ ذحجـ٤س ججؼجتغ٣س ج٤ 2 .1996أش جإعر ك266٢-96روح غؿ جطل٤ظ١ عه-

3 .1997جإعر ك٢ جحل٢ 04-97روح غؿ جطل٤ظ١ عه-

4ججس ججؼجتغ٣س ؼ -صعجؿس وحعس ذحطلغ٣غ ججؼجتغ١ -٤س أسح، جؼح٤٣غ جض٤س ذح٣س جطل جؼق-

.327.م2/2008:،ع2008-06جحؼس ججؼجتغ، ٤س جذوم ذ ػ، جوح٤س جالهطوحص٣س جـ٤حؿ٤س،5 .115جغجغ جـحذن،م ٤س أسح، دح٣س جطل ك٢ دحس جؼجػحش جـذس،-

6

. 336جغجغ جـحذن.م ؼ٤س ػ٤غ، -7 . 257م،جغجغ جـحذن ذض عج، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

83

إال إلى عكاقب خطيرة كضارة، مما الشؾ فيو فاستخداـ األطفاؿ كمقاتميف ال يمكف أف يؤدم حماية األطفاؿ مفتمثؿ في ت ك التي أف أخذ التدابير البلزمة التي ينبغي لجميع بمداف العالـ مراعاتيا

جؿ ضماف االمتثاؿ لمصككؾ الدكلية التي تدعك أفي القكات المسمحة ميما كانت التكاليؼ مف التجنيد .1لحماية األطفاؿ ىي األخرل

،ك بيف النصكص المقارنة بيف النصكص العامة كالخاصة،ب و ك كختاما ليذا المطمب، فان

نجد أف الدكؿ ليست بحاجة إلى قكاعد جديدة لمتطبيؽ مف أجؿ حماية الطفؿ ما التقميدية كالمستحدثة،كنعني باالحتراـ كالتطبيؽ ليس داـ تمؾ المكجكدة غير محترمة كمية كغير مطبقة عمى مستكل كاسع،

عني نفقط في حاالت النزاعات المسمحة التي يشترؾ فييا األطفاؿ أك يككنكف ضحايا ضمنيا، كلكف مشاركة الجماعة الدكلية في اعتماد ىذه النصكص في إطار المعامبلت اإلنسانية بيف الدكؿ كقكاعد

رؼ الكؿ استنادا إلى مخالفة جسيمة لمقانكف إلزامية تكلد المسؤكلية الدكلية عف طريؽ تحريكيا مف ط الدكلي اإللزامي كليس فقط استنادا إلى انتياؾ قاعدة اتفاقية تربط األطراؼ فقط.

كما أف التزاـ الدكؿ بقكاعد حماية الطفؿ، أثناء النزاعات المسمحة يرتبط بضركرة إصدار

جيزة الحككمية أك التنظيمات الداخمية تشريعات مبلئمة لمنصكص الدكلية كممزمة عمى الكافة سكاء األ .2لمدكلة

في الحركب الداخمية لحماية األطفاؿ مف التجنيد نقكؿ بأف كضع النصكص القانكنية عميوك يعد أمرا ميما، خاصة في ظؿ األحداث الدكلية الحالية التي يتميز فييا مف طرؼ المجتمع الدكلي

األطفاؿ خبلؿ الحركب الداخمية بحالة ال يحسدكف عمييا رغـ تنامي القكاعد ك النصكص القانكنية التي كبما أف األزمة ك لكف األىـ تكفؿ ليـ الحماية مف االستغبلؿ ك التجنيد إباف النزاعات المسمحة،

إيجاد آليات فعالة لتنفيذ ىذه ىكذ ىذه النصكص القانكنية الدكلية ك اإلقميمية أزمة تنفيأصبحت .النصكص أكيدة ك ذلؾ ما سنتعرض إليو في المبحث المكالي

1 378جغجغ جـحذن،م. كحس كذحضس جدض ػ٣ضج، -

2 .337جغجغ جـحذن،م جـذس،جطل أغحء جؼجػحش ؼ٤س ػ٤غ،-

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

84

المبحث الثاني

دور الهيئات الدولية في حماية األطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخمية

باف إإف كضع النصكص القانكنية التي تكفؿ حماية قانكنية كاسعة النطاؽ لؤلطفاؿ مف التجنيد لذلؾ البد مف كضع آليات رقابية لتخمؽ بيئة مكاتية الحركب الداخمية ال يعدك أف يككف خطكة أكلى،

.لتنفيذ ىذه النصكص القانكنية

ليات لحماية الطفؿ ألف حقكؽ الطفؿ ف آليات حماية حقكؽ اإلنساف ىي أيضا آأفمف المعمـك فما ىي إال حقكؽ اإلنساف في مرحمة مف مراحؿ العمر. ليست منفصمة عف حقكؽ اإلنساف،

ال بالرغـ مف التطكرات اليامة التي تحققت عمى صعيد جدكؿ أعماؿ األطفاؿ كالنزاع المسمح،ك مثيرة لمقمؽ كبارزة المعالـ بيف فيناؾ ىكة يزاؿ كضع األطفاؿ في حاالت النزاعات المسمحة خطيرا،

،كالمعايير الكاضحة كالفكرية كالمبادرات المممكسة مف 1الفظائع التي ترتكب في حؽ األطفاؿ مف جيةسنة مف العمر يقاتمكف 18طفؿ دكف 300إذ يعتقد أف أكثر مف ،جؿ حماية األطفاؿ مف جية أخرلأ

األطفاؿ اآلخريف ىـ أفراد في قكات مسمحة كيمكف ف مئات اآلالؼ مف أفي نزاعات مسمحة في العالـ ك .2أف يمقى بيـ في ساحة القتاؿ في أم كقت

خصكصا بعد انتشار مجمكعة كبيرة مف النزاعات غير الدكلية ك التي يسيؿ فييا التأثير عمى

، ففي الكقت الذم منعت3ك التخريب ك التجسس األطفاؿ ك إجبارىـ عمى االنخراط في أعماؿ القتاؿ ، فيو الدكؿ األكركبية استغبلؿ األطفاؿ في النزاعات المسمحة بمقتضى تشريعاتيا الكطنية استفحمت

. 4ك تطكرت ىذه الظاىرة في الدكؿ النامية

1كػال هض أػغخ جأل٤ جؼح جـحػض أل جطذضز جق ذذوم جإلـح ػ هو جغجء جالطححش جشط٤غز -

ئط أكحع ئ٠ ج ٣ط ضج٤ض ألح ذوم جإلـح ك٢ كح ح٢ ججصز ضذص ؿ٤طغز دغحش جطغص جإلؿال٢،

ججػحش جـذس ذطجإ جأل٤حء ئط أخ أ حى ؼحش طجش وضجه٤س ضل٤غ ئ٠ أ ألح هض جضج ك٢

600ج أ٤حؤ ضذوج ذحوحذ ػ٠ ح ٣و ػ ض٣س"ؿح" هر دغس جطد٤ض ججحش ك٢ ؿغخ ئكغ٣و٤ح،

ذ٤ح ٣ؼ٤ق ذو٤س صالع ك٢ جلغ طج٤ض، 400غ ػ٠ حت ػ٠ جالطذحم ذحجحػحش جـذس،صالع طلج٤غ أذ

صالع طج٤ض جأللح، ٤٣س جشرغ 400ججحػحش جإلعحذ٤س ضخ ؿ٤ح،.ح صالع ٤٣ح: 25،1جـح ذأه

. 02م ،6863:،ع2012أطذغ 12ججؼس جػح٤س جؼلغ، جـس: ججؼجتغ٣س، . 176أدض ؿ٢ ػ٢، جغجغ جـحذن، م - 2 . 112، 111ك٤ الكذس، جغجغ جـحذن، م - 3٤س أسح، دح٣س جطل ك٢ جؼجػحش جـذس، ئؿححش جؼجتغ٣س ج جوح جض٢ جإلـح٢، ئػضجص شرس - 4

. 107، م 2008، 1، ججؼجتغجشرغجء ججؼجتغ٤٣،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

85

فمنذ الحرب العالمية الثانية ك الصبية النازييف يممؤكف الجيكش النازية، غير أنو تفاقـ الكضع مقاتميف اإليرانييف ضد العراؽ، كحتى في اآلكنة األخيرة ظير في سنكات الثمانينات في صفكؼ ال

ىـ مف دفع 1الجنكد األطفاؿ في كؿ مف قارة آسيا، النيباؿ ك ككلكمبيا، غير أف أطفاؿ إفريقيا السكداءالثمف باىظا حيث تـ اختطافيـ مف أسرىـ كىـ في عز الصغر عف طريؽ تخديرىـ ك ترىيبيـ مف

، كعميو فإنو يعد مف أكبر ضمانات حقكؽ 2طرؼ السمطات عف طريؽ استعماؿ بنادؽ الكبلشنككؼك حقكؽ الطفؿ في العالـ ىي تمؾ الضمانة النابعة مف استقرار مبدأ ضركرة احتراـ حقكؽ اإلنساف

.3األطفاؿ خاصة في كجداف الضمير البشرم اإلنساني

كليذا السبب شكمت مرحمة التطبيؽ العنصر المييمف في حماية األطفاؿ أثناء النزاعات يتعيف عمى المجتمع الدكلي أف يحكؿ كجية طاقتو مف المياـ كسعيا إلى ردـ ىذه اليكة، المسمحة،

4الكاقع.رض أالمعيارية إلى ضماف تطبيقيا عمى فإنشاء اتفاقية حقكؽ الطفؿ آللية دكلية تقـك بمراقبة تطبيؽ حقكؽ الطفؿ كىي لجنة حقكؽ

ال يعني أف ضمانات حماية ىذه الحقكؽ تقتصر عمى المجنة كحدىا كذلؾ الف حقكؽ الطفؿ الطفؿ،ف القانكف الدكلي إلؾ فكذ دكلية كاإلقميمية عمى حد سكاء،تناكلتيا االتفاقيات العامة لحقكؽ اإلنساف ال

ف كسائؿ حماية حقكؽ الطفؿ في إكبالتالي ف أسبغ حمايتو عمى األطفاؿ بشكؿ خاص، قد اإلنسانيحيث يستفيد الطفؿ مف أعماؿ الييئات كالمنظمات الدكلية المعنية بنشر ككفالة القانكف الدكلي تتعدد،

5حقكؽ اإلنساف. الدكر الذم تمعبو مختمؼ الييئات الدكلية سكاء في في ىذا المبحث أف نبيفسنحاكؿ ليذا

إطار منظمة األمـ المتحدة )المطمب األكؿ( أك في إطار المنظمات الدكلية الحككمية منيا ك غير الحككمية )المطمب الثاني(.

فإنه يوجد أزيد من 9009فحسب تقرير منظمة مراقبة حقوق االنسان "هيومن رايتس ووتش " األمريكية الصادر عام -1

: جندي في كل نزاع افريقي : للمزيد من التفصيل راجع 550000طفل مازالوا يجندون في القوات المسلحة من أصل 00000 Bertil Lintner,Birmanie, déserteurs en quête d’une trêve, Alternatives internationales , France, N°47, Juin 2010, p 69. 2 - Jeffrey Gettleman, les enfants soldats, le courrier international, France, N° 872, 19-07-2007. P 32.

. 219طوغ ؿؼ٤ض دصز، جغجغ جـحذن، م - 34 .183جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

5 .159م جغجغ جـحذن، ك٤ الكذس، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

86

المطمب األوؿ في حماية األطفاؿ منظمة األمـ المتحدةدور

مف التجنيد في الحروب الداخميةباحتراـ حقكؽ اإلنساف المعنيةتجد حقكؽ الطفؿ دعما كبيرا مف جانب المنظمات الدكلية

كقد كضعت منظمة األمـ كتشجيع التعاكف الدكلي في مجاؿ كضع قكاعد لحماية حقكؽ الطفؿ،نشاء جيات تسير عمى كفالة المتحدة مف ضمف أكلكيات العمؿ فييا ىك كفالة حماية حقيقة لمطفؿ كا

كؽ كاحتراميا ككضع تقارير دكرية عف مدل التزاـ الدكؿ باحتراـ حقكؽ الطفؿ يتـ مناقشتيا ىذه الحق 1داخؿ المنظمة كالمعمكمات الكاردة ليا في حالة حدكث تعدم عمى احتراـ حقكؽ اإلنساف كانتياكيا.

إذ ترمي منظمة األمـ المتحدة إلى جممة مف األىداؼ تتمخص في إنقاذ األجياؿ القادمة مف

احتراـ االلتزامات الناشئة الدكلية، تحقيؽ العدالة في العبلقات نساف،كفالة حقكؽ اإل كيبلت الحركب، حفظ السمـ كاألمف الدكلييف، العمؿ عمى الرقي االجتماعي كرفع مستكل الحياة، عف المعاىدات،

كز تنسيؽ أعماؿ تشجيع العبلقات الكدية بيف الدكؿ كتحقيؽ التعاكف الدكلي كجعؿ األمـ المتحدة مر 2الدكؿ كتكحيدىا نحك إدراؾ األىداؼ المشتركة.

ىذا الكياف المستقؿ لو أجيزة خاصة بو تمكنو مف مباشرة ميامو كتعتبر البنياف اإلدارم

عكس دكرىا في حياة المجتمع الدكلي كتتمثؿ ىذه تلمنظمة األمـ المتحدة كلكظائفيا المختمفة التي محكمة المجمس االقتصادم كاالجتماعي، األمانة العامة، مجمس األمف، ،األجيزة في الجمعية العامة

لجنة لجنة حقكؽ الطفؿ، إضافة إلى المجاف كمجنة حقكؽ اإلنساف، مجمس الكصاية، العدؿ الدكلية،المجنة الخاصة بمناىضة التعذيب كغيره مف أشكاؿ القضاء عمى كافة أشكاؿ التميز العنصرم،

3إنسانية. المعاممة الميينة كال

الحركب الداخمية نتعرض إلى حماية األطفاؿ مف التجنيد في كإلظيار دكر األمـ المتحدة فيالذم تقكـ المجاف الرقابية ثـ إلى دكر ( الفرع األكؿ)ياالتابعة ل أىـ األجيزة الرئيسية الدكر الذم تمعبو

(.الفرع الثاني)منع استغبلؿ األطفاؿ كاشتراكيـ في النزاعات المسمحة ل بو

1 .23جغجغ جـحذن،م سحض وطل٠ ك٠،-

2 .1945ص٣رحجس ٤ػحم جأل جطذضز -

3 .1945جحصز جـحذؼس ٤ػحم جأل جطذضز -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

87

الفرع األوؿ األمـ المتحدة ر أجهزةدو

لمجمس األمف صبلحيات كاسعة معطاة مف ميثاؽ األمـ المتحدة في مجاؿ المحافظة عمى انتشار النزاعات المسمحة حكؿ العالـ كما صاحبيا مف انتياكات جسيمة لكف ،1السمـ كاألمف الدكلييف

كاألمف الدكلييف.لحقكؽ اإلنساف قد أصاب السمـ كليس ببعيد ما حدث عند شف الحرب كعندما يعجز مجمس األمف عف منع الحرب،

فميس أماـ المنظمة الدكلية سكل التمسؾ بحماية المدنييف مف كيبلت نجمك أمريكية عمى العراؽ،ألا ،عف طريؽ ما تصدره الجمعية العامة مف قرارات كتكصيات. الحركب

ى أىـ جيازيف في منظمة األمـ المتحدة مف حيث مساىمتيما في تكفير حماية ليذا سنتطرؽ إل الجمعية العامة )أكال( ك مجمس األمف )ثانيا(. كىمامثالية لؤلطفاؿ مف التجنيد في الحركب الداخمية

أوال

العامة الجمعية عضكيتو الدكؿ تعد الجمعية العامة الجياز الكحيد مف أجيزة األمـ المتحدة التي تشترؾ في

لؾ إلى ما تتمتع بو مف كما ترجع ألىمية كذ بأىمية كبيرة،كليذا فأنيا تتمتع أعضاء المنظمة جميعا، اختصاص عاـ كشامؿ يحيط بكؿ ما يدخؿ في دائرة نشاط األمـ مف أمكر.

"أف تنشئ الجمعية العامة دراسات مف الميثاؽ عمى 13تنص ـ كفي إطار حقكؽ اإلنساف،جؿ اإلعانة عمى تحقيؽ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية لمناس كافة ببل أكتشير بتكصيات مف

تمييز بينيـ في الجنس أك المغة أك الديف كال تفريؽ بيف الرجاؿ كالنساء".ى المكاثيؽ الدكلية كتجدر اإلشارة أف الجمعية العامة تعد أكثر أجيزة األمـ المتحدة التي تتبن

.2الخاصة بحقكؽ اإلنسافكما تجدر اإلشارة كذلؾ إلى أف الجمعية العامة تجتمع في دكرات انعقا دية عادية منتظمة مرة

كيمكف أف تنعقد في دكرات في السنة تبدأ ثالث يـك ثبلثاء مف شير سبتمبر حتى منتصؼ ديسمبر، أغمبية أعضاء الجمعية العامة س األمف،خاصة عند االقتضاء كذلؾ بناء عمى طمب مف مجم

حد األعضاء المكافؽ عميو مف قبؿ أغمبية األعضاء.أأك بطمب

1 .1945 ٤ػحم جأل جطذضز 24 جحصز-

2 .162، 161م جغجغ جـحذن ك٤ الكذس،-

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

88

كما يمكف دعكة الجمعية العامة لبلنعقاد في دكرة خاصة طارئة خبلؿ أربع كعشريف ساعة بناء عمى طمب مف مجمس األمف بقرار يكافؽ عميو تسعة مف أعضاء المجمس.

كلمجمعية العامة حؽ مناقشة أم قضايا أك شؤكف كاردة في الميثاؽ أك تتعمؽ بسمطات كمياـ 1أية جياز مف أجيزة األمـ المتحدة.

كمف القضايا كالشؤكف التي اىتمت بيا الجمعية العامة منذ القدـ كالزالت تيتـ بيا محنة دة مجيكدات في ىذا الميداف تتمثؿ كسبب اىتماميا ىذا فقد قامت بع األطفاؿ في النزاعات المسمحة،

أبرزىا في:

:_ إصدار القرارات1لقد قامت الجمعية العامة في إطار حقكؽ اإلنساف بتبني عدة مكاثيؽ دكلية خاصة بحقكؽ اإلنساف تتناكؿ فييا حماية األطفاؿ مف االستغبلؿ في النزاعات المسمحة كذلؾ مف خبلؿ إصدار

حماية الطفؿ مف التجنيد في النزاع المسمح كتدعيـ االلتزاـ بمبادئ القانكف العديد مف القرارات مف اجؿ الدكلي اإلنساني كسنذكر فيما يمي أىـ القرارات الصادرة عف الجمعية العامة في ىذا المجاؿ:

:1997العاـ 77القرار رقـ -أ

الدكلية لحقكؽ في ىذا القرار بدعكة الدكؿ إلى االنضماـ إلى الصككؾ العامةقامت الجمعية كحثيا عمى تنفيذ الصككؾ التي صادقت عمييا كما حثثت اإلنساف كالصككؾ اإلنسانية ذات الصمة،

كقد طالبت الجمعية الدكؿ األطراؼ األخرل في النزاع المسمح عمى احتراـ القانكف الدكلي اإلنساني، العامة:

.1977ككلييا اإلضافياف لعاـ كبركتك 1949األربعة لعاـ جينيؼ_ الدكؿ باحتراـ اتفاقيات _ الحككمات كاألطراؼ األخرل في النزاعات المسمحة باتخاذ التدابير البلزمة لكضع حد الستخداـ

عادة دمجيـ في المجتمع. الجنكد األطفاؿ كلكفالة تسريحيـ كا _ صناديؽ األمـ المتحدة كبرامجيا كككاالتيا المتخصصة ذات الصمة كسائر الييئات المتخصصة

استعماؿ الطرؽ كالكسائؿ الممكنة مف اجؿ حماية األطفاؿ في النزاعات المسمحة._ الدكؿ األعضاء كككاالت األمـ المتحدة باتخاذ اإلجراءات المناسبة لضماف إمكانية الكصكؿ

نية إلى األطفاؿ المتأثريف بالنزاع المسمح.األغراض اإلنسا

1 ، 2005، 6 ججؼجتغ، ص٣ج جطرػحش ججحؼ٤س، هح ججطغ جض٢ جؼحهغ، ـ٢ ذ ػحغ،ض -

. 187،186م

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

89

كما أكصت الجمعية العامة الحككمات كاألطراؼ األخرل في النزاعات المسمحة بضركرة اتخاذ كتحصيف األطفاؿ صحة، )تعميـ،لتكفير الخدمات ممرات السبلـ""ك أياـ اليدكء""تدابير تشتمؿ إقرار

جاء في ىذا القرار تكصية الجمعية العامة األميف العاـ بتعييف كمف أىـ ما ،المتأثريف بالنزاع المسمح(كما حددت ،يقدـ تقريرا سنكيا عف عممو، ممثؿ خاص يعتني بتأثير النزاع المسمح عمى األطفاؿ

الجمعية العامة عمؿ الممثؿ الخاص ب:ية لؤلطفاؿ أثناء _ تقييـ التقدـ المحرز كالتدابير المتخذة كالصعكبات القائمة في مجاؿ تعزيز الحما

النزاع المسمح. _ ترقية الكعي كتعزيز جمع المعمكمات عف محنة األطفاؿ المتأثريف بالنزاع المسمح.

_ التعاكف الكثيؽ مع المجاف ذات الصمة كالييئات المختصة كالككاالت المتخصصة كالمنظمات غير 1الحككمية.

:1999لعاـ 128القرار رقـ -ب

العامة في ىذا القرار الدكؿ بتنفيذ اتفاقية حقكؽ الطفؿ كحماية األطفاؿ طالبت الجمعية المتضرريف مف النزاع المسمح حيث أعربت عف قمقيا البالغ إزاء اآلثار العديدة الضارة لمنزاعات

كما أكدت الجمعية العامة عمى ضركرة تكريس المجتمع الدكلي مزيدا مف المسمحة عمى األطفاؿ،كأعربت عف تأييدىا لمعمؿ الذم يقـك بو الممثؿ الخاص المشكمة الخطيرة بغية إنيائيا،االىتماـ ليذه

لة األطفاؿ كالنزاعات المسمحة.أالعاـ بمس لؤلميفكما حثت الجمعية العامة الدكؿ كسائر دكؿ األطراؼ األخرل في النزاعات المسمحة اعتماد

كد ككفالة تسريحيـ كنزع أسمحتيـ.جميع التدابير البلزمة إلنياء استخداـ األطفاؿ كجن 2بالجميع باإلعطاء األكلكية الحتراـ حقكؽ الطفؿ في حاالت النزاع المسمح كما بعدىا. كأىابت أيضا،

:2222لعاـ 149القرار رقـ -ج

جميع الدكؿ كسائر األطراؼ في النزاعات المسمحة عمى حثت الجمعية العامة في ىذا القرار،أشكاؿ استيداؼ األطفاؿ كمياجمة المكاقع التي يكجد بيا عدد كبير مف كضع حدا ألم شكؿ مف

كأىابت جميع أطراؼ النزاعات المسمحة باتخاذ جميع التدابير البلزمة لحماية األطفاؿ مف األطفاؿ،،في حدكد إطارىا بما في ذلؾ قياـ الدكؿ األعماؿ التي تشكؿ انتياكات لمقانكف الدكلي اإلنساني،

بمقاضاة المسؤكليف عف تمؾ االنتياكات. لكطني،القانكني ا

. 1997فبراير 20المؤرخ في A/RES/51/77 قرار الجمعية العامة رقـ -1

2 . 1999فبراير 23المؤرخ في A/RES/53/128 قرار الجمعية العامة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

90

كما أدانت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة اختطاؼ األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة كالزج بيـ 1في الصراعات.

:2221لعاـ 79القرار رقـ -د

رحبت الجمعية العامة في ىذا القرار بالعدد الكبير مف الدكؿ المكقعة عمى البركتكككؿ كما دعت جميع الدكؿ راعات المسمحة،صف اشتراؾ األطفاؿ في الأاالختيارم التفاقية حقكؽ الطفؿ بش

إلى النظر في التكقيع عمى البركتكككؿ كالتصديؽ عميو عمى سبيؿ األكلكية بغية دخكلو حيز النفاذ في قرب كقت ممكف.أ

تأىيؿ جميع األطفاؿ ضحايا جؿأكما حثت الجمعية العامة الدكؿ عمى تنفيذ تدابير فعالة مف عادة في المجتمع. إدماجيـالصراع المسمح كشفائيـ بدنيا كنفسيا كا

ثر األسمحة الصغيرة كالخفيفة عمى األطفاؿ في حاالت الصراع أكالحظت الجمعية العامة بقمؽ فدعت الدكؿ إلى كخصكصا بفعؿ إنتاج تمؾ األسمحة كاالتجار بيا عمى نحك غير مشركع، المسمح،

غير المشركع باإلتجارأثناء مؤتمر األمـ المتحدة المعني ضمف أمكر أخرل، معالجة ىذه المشكمة، 2باألسمحة الصغيرة كالخفيفة مف جميع جكانبو.

:2222لعاـ 138القرار رقـ -ذ

طمبت الجمعية العامة في ىذا القرار مف األميف العاـ تقديـ تقريرا إلى الجمعية العامة في عف حقكؽ الطفؿ يتضمف معمكمات عف حالة اتفاقية حقكؽ الطفؿ السابعة كالخمسيفدكرتيا

كما طمبت منو إجراء دراسة معمقة عف قضية العنؼ ضد كالبركتكككليف االختيارييف الممحقيف بيا،لؾ تقديـ تكصيات إلى ذكك األطفاؿ مع مراعاة نتائج دكرة الجمعية العامة االستثنائية المعنية بالطفؿ،

3لدكؿ األعضاء لمنظر فييا مف اجؿ اتخاذ اإلجراءات المناسبة.ا

1 .2000 فبراير 25المؤرخ في A/RES/54/149 قرار الجمعية العامة رقـ - 2

.2001فبراير 22المؤرخ في A/RES/55/7 قرار الجمعية العامة رقـ -

3 . 2002فبراير 15المؤرخ في A/RES/56/138 قرار الجمعية العامة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

91

:2224لعاـ 157القرار رقـ -رف الجرائـ التي تنطكم عمى العنؼ الجنسي أأبرزت الجمعية العامة في ىذا القرار إدراكيا ب

أك استخداميـ لممشاركة النشطة في أعماؿ سنة 15كجرائـ تجنيد األطفاؿ الذيف تقؿ أعمارىـ عف كقد أدرجت ضمف جرائـ الحرب في نظاـ ركما القتاؿ كالصراعات المسمحة الدكلية منيا كغير الدكلية،

األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية.كقد حثت الجمعية العامة في ىذا القرار جميع الدكؿ عمى القياـ عمى رفع السف الدنيا لمتجنيد

كما حثتيـ عمى حماية األطفاؿ ،سنة 18سنة إلى 15 الطكعي لؤلفراد في قكاتيا الكطنية مفخاصة مف األفعاؿ التي تشكؿ انتياكا لمقانكف الدكلي اإلنساني كقانكف المتأثريف بالصراع المسمح،

1حقكؽ اإلنساف.

:2225لعاـ 261القرار رقـ -زالجمعية العامة في ىذا القرار مف جديد ماليا ىي كالمجمس االقتصادم كاالجتماعي أكدت

دكار أساسية في تعزيز كحماية حقكؽ كرفاه األطفاؿ.أكلجنة حقكؽ اإلنساف مف كما أدانت كبقكة أم تجنيد أك استخداـ في الصراع المسمح لؤلطفاؿ بما يتنافى مع القانكف

طراؼ األخرل في الصراع المسمح كالتي تقـك بيذه الممارسات عمى أف كحثت جميع الدكؿ األ الدكلي، 2تضع حدا ليا.

:2226لعاـ 132القرار رقـ -سفي ىذا القرار أدانت الجمعية العامة بشدة أم تجنيد أك استغبلؿ لؤلطفاؿ في الصراعات

كاالعتداءات األخرل التي كما أدانت كؿ االنتياكات ف ذلؾ يتنافى مع القانكف الدكلي،المسمحة ألكحثت جميع الدكؿ كغيرىا مف أطراؼ ترتكب ضد األطفاؿ المتضرريف مف الصراعات المسمحة،

الصراعات المسمحة الضالعة في ىذه الممارسات عمى إنيائيا.كأىابت الجمعية العامة الدكؿ لممسارعة في اتخاذ جميع التدابير البلزمة لمنع تجنيد األطفاؿ

مف غير القكات المسمحة التابعة لمدكلة كفقا لمقانكف الدكلي مف قبؿ جماعات مسمحة، كاستخداميـاإلنساني كقانكف حقكؽ اإلنساف بما في ذلؾ اعتماد سياسات ال تسمح بتجنيد األطفاؿ أك استعماليـ

كاتخاذ التدابير القانكنية البلزمة لحظر ىذه الممارسات كتجريميا. في الصراعات المسمحة،

.2004 مارس 09فيالمؤرخ A/RES/58/157 قرار الجمعية العامة رقـ - 12 .9005فبراير 99المؤرخ في A/RES/59/261 قرار الجمعية العامة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

92

2005جكيمية 26المؤرخ في 1612ا قدرت الجمعية العامة اتخاذ مجمس األمف لمقرار كمكالجيكد التي يبدليا األميف العاـ لتنفيذ آلية ف حماية األطفاؿ المتضرريف مف الصراعات المسمحة،أبش

الكطنية باالشتراؾ كالتعاكف في ذلؾ مع الحككمات لمرصد كاإلببلغ التي دعا ذلؾ القرار إلى إنشائيا، 1كاألطراؼ المعنية في األمـ المتحدة كالمجتمع المدني.

:2227لعاـ 146القرار رقـ -ش في ىذا القرار دعت الجمعية العامة الدكؿ إلى القياـ بما يمي:

عادة اإلدماج المبذكلة لصالح _ كفالة تكفير تمكيؿ في حينو كبشكؿ كاؼ لجيكد إعادة التأىيؿ كا كالسيما دعما لممبادرات الكطنية لضماف استمرارية ىذه المرتبطيف بالقكات المسمحة،جميع األطفاؿ

الجيكد عمى المدل الطكيؿ. _ تشجيع اشتراؾ الشباب في األنشطة المتعمقة بحماية األطفاؿ المتضرريف مف الصراعات المسمحة،

بما في ذلؾ البرامج اليادفة إلى المصالحة كتعزيز السبلـ.كالسيما مف انتياكات القانكف الدكلي اإلنساني طفاؿ المتضرريف مف الصراعات المسمحة،_ حماية األ

كفقا ككفالة تمقييـ المساعدة اإلنسانية في حينيا كبصكرة فعالة، كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف، .1949المؤرخة في عاـ جنيؼ بما في ذلؾ اتفاقيات لمقانكف الدكلي اإلنساني،عية العامة المجتمع الدكلي إلى محاسبة المسؤكليف عف االنتياكات مف خبلؿ كما دعت الجم

2آلية المحكمة الجنائية الدكلية. :2211لعاـ 197القرار رقـ -ؾ

في ىذا القرار احتفمت الجمعية العامة بالذكرل السنكية العاشرة العتماد البركتكككؿ االختيارم كالمكاد اإلباحية كالبركتكككؿ االختيارم البغاءالتفاقية حقكؽ الطفؿ بشاف بيع األطفاؿ كاستغبلليـ في

ذا القرار بالجيكد التي كما رحبت الجمعية العامة في ى ف اشتراؾ األطفاؿ في المنازعات المسمحة،أبشاالختيارييف عمى نحك فعاؿ البركتكككليفيبدليا األميف العاـ لمتشجيع عمى التصديؽ العالمي عمى

لكفالة تمتع جميع األطفاؿ عمى نحك تاـ بجميع ماليـ مف حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية.

1 .9002جانفي99المؤرخ في A/RES/60/231 قرار الجمعية العامة رقـ -

2 .9000جانفي95المؤرخ في A/RES/61/146 قرار الجمعية العامة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

93

الحظت الجمعية العامة في قرارىا ىذا الخطكات المتخذة فيما يتعمؽ بقرارات مجمس كما كالجيكد التي يبدليا األميف العاـ لتنفيذ آلية الرصد ،(2005)1612كالقرار (2004)1039مفاأل

1كاإلببلغ المتعمقة باألطفاؿ كالنزاع المسمح كفقا لتمؾ القرارات. :2212لعاـ 141القرار رقـ -ؿ

رحبت الجمعية العامة في ىذا القرار بالجيكد المبذكلة مف طرؼ األميف العاـ لتشجيع عمى بيع األطفاؿ كاستغبلليـ بالتصديؽ العالمي عمى البركتكككؿ االختيارم التفاقية حقكؽ الطفؿ المتعمؽ

عات المسمحة قبؿ األطفاؿ في النزا في البغاء كالمكاد اإلباحية كالبركتكككؿ االختيارم المتعمؽ باشتراؾكما دعت إلى تنفيذ االتفاقية ،2012 في سنة نفادىماحمكؿ الذكرل السنكية العاشرة لبدء

كالبركتكككليف االختيارييف المذككريف أعبله عمى نحك فعاؿ ككفالة يتمتع بيا جميع األطفاؿ عمى نحك تاـ.

األطفاؿ المتضرريف مف النزاع كما أدانت كبشدة االنتياكات كاالعتداءات التي ترتكب ضد

كتحث في ىذا الصدد جميع الدكؿ األطراؼ كالدكؿ األخرل في النزاع المسمح الضالعة في المسمح، تجنيد األطفاؿ كاستخداميـ عمى اتخاذ تدابير فعالة كمحددة زمنيا لكضع حد لتمؾ الممارسات.

ع بو الجمعية العامة كالمجمس كأخيرا قامت بتأكيدىا عمى الدكر األساسي الذم تضطم بمف فييـ االقتصادم كاالجتماعي كمجمس حقكؽ اإلنساف في تعزيز كحماية حقكؽ األطفاؿ كرفاىيـ،

2األطفاؿ المتضرريف مف النزاع المسمح.

نو بالرغـ مف المجيكدات الجبارة التي قامت كمازالت تقـك بيا أرغـ كؿ ىذه القرارات يبدك رساء األحكاـ المتعمقة بحماية األطفاؿ مف التجنيد الجمعية العامة كالتي تساىـ بحؽ في تطكير كا

إال أنيا لـ تضع حدا النتياكات حقكؽ الطفؿ. كاالستغبلؿ في النزاعات المسمحة،

1 .9099مارس 50المؤرخ في A/RES/65/197 قرار الجمعية العامة رقـ -

2 .9099أبريؿ 09المؤرخ فيA/RES/66/141 قرار الجمعية العامة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

94

كمنع تجنيد األطفاؿ أثناء النزاعات حظرباإلضافة إلى أف مساىمة الجمعية العامة في لكف ككف القرارات الصادرة عنيا غير ممزمة جعميا تضيع فرص عديدة لك المسمحة غير الدكلية أكيدة،

فقط األطفاؿ بؿ كافة ليساستغمت حؽ استغبلؿ ألصبحت سكابؽ إلرساء قكاعد قانكنية إنسانية تحمي ضحايا النزاعات المسمحة غير الدكلية.

عات المسمحة إال أنيا إف ىذه القرارات كاف كانت تساىـ في منع األضرار باألطفاؿ أثناء النزاتبقى دكف فعالية حقيقة ألنيا مجرد تكصيات ال تمـز األطراؼ المتصارعة، لكف باستطاعتيا كشؼ الجرائـ المرتكبة في حؽ األطفاؿ في حاالت الصراعات المسمحة كتخريجيا سياسيا كأخبلقيا أماـ الرأم

ي اإلنساني كالقانكف الدكلي لحقكؽ أم دكلة عمى خرؽ القانكف الدكل أالعاـ العالمي حتى ال تتجر اإلنساف.

العاـ المعني باألطفاؿ والنزاع المسمح: لألميفتعيف الممثؿ الخاص -2سند أ بسبب اىتماـ الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بمحنة األطفاؿ في النزاعات المسمحة،

ميمة "،التعميـ السابقة في "مكزامبيؽرة كزي " "جراسا ماشيؿ إلى السيدة 1993 األميف العاـ في عاـكبعد أف قامت القياـ بأكؿ تقييـ شامؿ لمطرؽ المتعددة التي يعاني منيا األطفاؿ في النزاعات المسمحة،

أكصت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بدراستيا المثيرة لئلعجاب كقدمت تقريرا عنيا، "ماشيؿ"السيدة بتأثير النزاع المسمح ىيف ممثؿ خاص يعنيبتع ،1996ديسمبر 12 الصادر في 51/77بقرارىا رقـ

1997 " في عاـاكالرا اكتكنك" كتنفيذا لقرار الجمعية العامة قاـ األميف العاـ بتعيف عمى األطفاؿ،1

2نصيرا قكيا كصكتا أخبلقيا بالنيابة عف األطفاؿ الذيف يتـ احتجازىـ في فكضى الحرب.

الشكاغؿ الخاصة بالطفؿ في اآلليات المعدة إلحقاؽ الحؽ فقد عمؿ الممثؿ الخاص عمى دمجقامة العدؿ بعد انتياء النزاع، كذلؾ عف طريؽ كضع حد لئلفبلت مف العقاب عمى ارتكاب جرائـ كا

كمحاكمة المسؤكليف عف تمؾ الجرائـ. حرب ضد األطفاؿ،

ألمف كابتداءكما عمؿ الممثؿ الخاص عمى إدراج حماية األطفاؿ في جدكؿ أعماؿ مجمس ا

كيتمقى كعقد مناقشة بيذا الشأف، دأب مجمس األمف عمى إجراء استعراض سنكم، 1998مف عاـ 3العاـ التي يعدىا الممثؿ الخاص بكصفو مركزا لمتنسيؽ. لؤلميفالمجمس التقارير السنكية

1 ك٢ ػ٤ جأل٤ جؼح جـ٤ضز"جالعج جض" ػس سحهس ؼ٤س ذحأللح 1997ضجضع جإلكحعز ئ٠ ج ك٢ ؿس -

ػ٤ص 2012" عجص٣ح حعجؿ٢"،ك٢ ؿس ضص ظج جود جـ٤غال٤س 2006ؿسجؼجع جـخ، ض ك٢

"٠٤ ػعه٢" ػس سحهس ضط ذو٤غ جأللح أغحء جؼجع جـخ: ججؼجتغ٣س

www .UN.org/arabic/children/confliet/thouffice.SHTML,consulté le15/08/2012 a 10h15. 2 164،165،جغجغ جـحذن،م سذك٤ الك -

3 .197،جغجغ جـحذن،م ص ؿؼ٤ضذص ؿؼ٤ض ذ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

95

كالنزاع المعنية باألطفاؿ كفيما يمي عرض ألىـ كأحدث التقارير الصادرة عف الممثمة الخاصة .المسمح

:2226لعاـ 275التقرير رقـ -أ،الذم 1996ديسمبر 12المؤرخ في 51/77لقد قدـ ىذا التقرير عمبل بقرار الجمعية العامة

العاـ المعني باألطفاؿ كالصراع المسمح كطمب تقديـ تقرير سنكم لؤلميفنشأ كالية الممثؿ الخاص أكقد مددت الجمعية العامة منذ ذلؾ الحيف كالية عف حالة األطفاؿ المتضرريف مف النزاع المسمح،

كىذا التقرير ىك ،2006جانفيالصادر في 60/231 الممثؿ الخاص ثبلث مرات أخرىا بمكجب القرار الجمعية العامة عف األطفاؿ كالصراع المسمح.التاسع المقدـ إلى

ثـ قدـ التقرير استعراض عاـ لمتقدـ المحرز في مجاؿ حماية األطفاؿ مف الصراعات المسمحة كالمتمثؿ في كضع سكابؽ ىامة في النضاؿ في سبيؿ اإلفبلت مف العقبات عف طريؽ تطبيؽ المعايير

أكامر قبض بحؽ أصدرت المحكمة الجنائية الدكلية، 2005كتكبرأ فمثبل في الدكلية لحماية الطفؿ، لممقاكمة كىك جيش متمرد مف بينيـ قائد المتمرديف الرب""خمسة مف األعضاء الرئيسييف في جيش

جريمة مف جرائـ الحرب كالجرائـ ضد اإلنسانية بما فييا: 33" المتيـ بارتكابجكزيؼ ككني" 15االسترقاؽ الجنسي كالتجنيد بقكة ألطفاؿ يقؿ عمرىـ عف االسترقاؽ، االغتصاب، القتؿ المتعمد،

كاستغبلليـ في القتاؿ. سنة

تكماس لكبانغا دايمك"" أعمنت المحكمة الجنائية الدكلية أيضا عف اتياـ 2002 مارس لؾ فيكذبجميكرية الككنغك الديمقراطية بارتكاب ايتركم"" مؤسس كقائد اتحاد الكطنييف الككنكغكلييف في إقميـ

كاستخداميـ لممشاركة الفعمية في أعماؿ القتاؿ.سنة 15جرائـ حرب كتجنيد كقيد األطفاؿ دكف سف كختمت الممثمة تقريرىا بتقديـ عدة تكصيات في غاية األىمية كالتي تتمثؿ في ضركرة تكفير

ككذلؾ دعكة لصراع المسمح عمى قدـ المساكاة،العناية كاالىتماـ لجميع األطفاؿ المتضرريف مف اضمانا الستمرارية ىذه التدخبلت كنجاحيا عمى جميع األطفاؿ الذيف انخرطكا في القكات المسمحة،

1المدل البعيد.

1

.9002أكت 90المؤرخ في A/61/275 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

96

:2227لعاـ 228التقرير رقـ -بيكاجو حاليا ف المجتمع الدكلي ألقد صرحت الممثمة الخاصة المعنية باألطفاؿ كالنزاع المسمح ب

إذ تحديات كبرل فيما يتعمؽ بمعالجة تجنيد األطفاؿ عبر الحدكد كاستغبلليـ في الصراعات اإلقميمية،عداد كبيرة مف األطفاؿ كالشباب يرغمكف عمى االنضماـ إلى الجماعات أتشير الدالئؿ إلى كجكد

لحماية في بيئة متقمبة لمغاية بعض ا ف ذلؾ يمكف أف يكفر ليـ كلعائبلتيـ،المسمحة لمعمؿ كمحاربيف أل كبر فرصة مجدية لكسب الرزؽ.أمنة أك في أماكف يحتمؿ أف تشكؿ الحرب فييا أيضا آكغير

ثـ عرجت الممثمة في تقريرىا ىذا بذكر أىـ التطكرات الممحكظة إلنياء ظاىرة باإلفبلت مف

بريما بازمك" اليكس تامبا بريما"بإدانة كبل مف " لسيراليكفالعقاب كالمتمثمة في قياـ المحكمة الخاصة التابع اليكككنديكا"" كمؤخرا التابعيف لممجمس الثكرم لمقكات المسمحة، سانتغي بكربركانك""ك كامارا"

مف بيف جرائـ كأصدرت ضدىـ أحكاما لتجنيد األطفاؿ كاستخداميـ كمحاربيف ، لقكات الدفاع المدني، تشارلز غانكام تيمكر"" في الىام في الدعكة المرفكعة ضد خاصة حاليا،كتنظر المحكمة ال أخرل،

قضية تتعمؽ بجرائـ حرب كجرائـ ضد اإلنسانية مف بينيا التجنيد 11في سياؽ السابؽ، رئيس ليبريا اإلجبارم لؤلطفاؿ في القكات كالجماعات المسمحة كاستخداميـ لممشاركة الفعمية في األعماؿ القتالية.

ة في ىذا التقرير عف أىـ زياراتيا لممناطؽ األكثر قمقا كانتشارا ليذه الظاىرة نيعرضت األمثـ لبناف ،2007مارس جميكرية الككنغك الديمقراطية كبركندم في ،2007جانفيكزيارتيا لمسكداف في

سرائيؿ كاألراضي الفمسطينية المحتمة في .2007جكافكميانمار في ،2007 ابريؿ كا

مف الطفؿ،أقدمت الممثمة مجمكعة التكصيات كذلؾ بكجكب إعطاء األكلكية لحماية كأخيراككذلؾ تعزيز دكر عمؿ األمـ المتحدة في مجاؿ حفظ السبلـ في كتعزيز آليات الرصد كاإلببلغ،

1حماية الطفؿ.

:2228لعاـ 227رقـ التقرير -جالمحرر كذلؾ نتيجة لتكصيات الفريؽ بدأت الممثمة تقريرىا بإشادتيا بالتقدـ الممحكظ لقد ففي بما في ذلؾ جمب انتباه مجمس األمف ككذلؾ لجاف الجزاءات التابعة لو لمسائؿ محددة، العامؿ،

الممقب "كيكنغك مكتانغا" مام مام"" قدمت الحككمة القائد السابؽ لقكات جميكرية الككنغك مثبل فقدطفؿ 300لممحاكمة بتيمة ارتكاب جرائـ حرب كجرائـ ضد اإلنسانية مف بينيا تجنيد جدعكف""باسـ

كجاء ذلؾ عقب تكصيات قكية مف ،2006لى عاـ إ 2003 " في الفترة مف عاـكاتنغافي مقاطعة "

1 . 9000أكت 95المؤرخ في A/62/228 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

97

الفريؽ العامؿ باتخاذ إجراءات قانكنية مبلئمة ضد أعضاء الجماعات المسمحة المتيميف بارتكاب جرائـ خطيرة ضد األطفاؿ.

ثـ نبيت الممثمة في تقريرىا بمدل تأثير الطبيعة المتغيرة لمنزاعات المسمحة عمى األطفاؿ بما عناصر المسمحة تصبح أكثر تنكعا بصكرة في ذلؾ تنكع العناصر الفاعمة المسمحة إذ يبدك أف طبيعة ال

ف األطفاؿ كالنزاعات أالعاـ بش لؤلميفمتزايدة كمف الصعب تحديدىا إذ يعطي التقرير السابع المقدـ مف قكائـ العناصر المسمحة في تمؾ الحاالت 57التي تبعث عمى القمؽ كيكرد حالة 18 المسمحة

القكات الحككمية كالقكات المسمحة لقكل المعارضة كيشمؿ ذلؾ، ممف يمكف تعريفيـ بعدة طرؽ،كممثبلت الدفاع الذاتي عمى مستكل المجتمع أك حركات التحرير، كجماعات المتمرديف السياسية،كالقكات العممية كالجماعات المسمحة غير المشركعة كتعكس ىذه كالقكات شبو العسكرية، المحمي،

كالدكافع المختمفة لمعناصر المسمحة في النزاعات المعاصرة.المجمكعة مف المسميات الطابع المتنكع كختاما لتقريرىا قدمت الممثمة دعكة لمنظاـ الدكلي أف يكسر الجمكد الذم يسمح بحدكث

كبعد مركر عشرة أعكاـ عمى صدكر التقرير األساسي انتياكات ضد األطفاؿ في النزاعات المسمحة،ية إلى إنياء عممية إفبلت مرتكبي االنتياكات الجسيمة ضد مازالت الجيكد الرام غراسا ماشيؿ"ؿ"

حقكؽ الطفؿ مف العقاب في طكر االحتشاد كتحتاج إلى مرحمة التطبيؽ لممعايير الدكلية لحماية 1األطفاؿ في حاالت النزاع المسمح جيكدا متضافرة عمى الصعيديف الدكلي كالكطني.

:2229لعاـ 254التقرير رقـ -د

استعرضت الممثمة في تقريرىا ىذا مجمكعة مف األسباب الجذرية لتجنيد األطفاؿ ككف لقد نو يبدك أغير أغمبية األطفاؿ غالبا ما يختطفكف كيكرىكف كبالقكة عمى االرتباط بالجماعات المسمحة،

عميـ الفقر كاألمية كالتمييز كانعداـ الت كذلؾ بدافع أنيـ في بعض األحياف يمتحقكف بمحض إرادتيـ،كما يضطر األطفاؿ إلى االنضماـ إلى الجماعات المسمحة طمبا النظامي كفرص أسباب الرزؽ،

كبالنسبة إلى لمحماية أك رغبة في البقاء كالثأر أك الشعكر باالنتماء سبب فقداف المسكف كأفراد األسرة، االيديكلكجيات القكمية كأ عة لممعارضة السياسية كالمشاركة،بعضيـ فاف عدـ كجكد السبؿ المشرك

أك اليكية أك العرقية تصبح عكامؿ دافعة قكية.

1 .9009أكت 02المؤرخ في A/63/227 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

98

فاألطفاؿ يسيؿ تمقينيـ كما يعتبر األطفاؿ مف الناحية االقتصادية بديبل فعاال لممقاتميف الكبار، العقائد كالتبلعب بعقكليـ كالتأثير فييـ باألفكار البطكلية لمذككرة كالقكة.

الخاصة في تقريرىا ىذا أىـ الزيارات الميدانية التي قامت بيا خبلؿ الفترة ثـ بينت الممثمة عمى التكالي 2008ديسمبر ،2008مام باؿ كالفميف في يالمشمكلة بالتقرير إلى كبل مف جميكرية الن

سرائيؿ في فبراير كجميكرية الككنغك الديمقراطية في ،2009كالى أراضي فمسطيف المحتمة كا .2009بريؿأ

تكصيات ميمة لجميع مكاتب األمـ كما جرت عميو العادة بتقديميا اختتمت الممثمة تقريرىا ك

دارتيا كككاالتيا ذات الصمة باتخاذ التدابير المحددة لضماف إدماج قضايا األطفاؿ كالنزاع المتحدة كا المسمح ضمف المؤسسات كالسياسات كاألنشطة الخاصة بكؿ منيا.

األعضاء أف تضمف اعتبار األطفاؿ الذيف يكاجيكف تيما بمكجب كما دعت كذلؾ جميع الدكؿالقانكف الدكلي بارتكاب جرائـ يزعـ إنيا ارتكبت بينما كانكا مرتبطيف بالقكات المسمحة أك الجماعات

ف تتـ معاممتيـ كفقا لمقانكف الدكلي كلممعايير األخرل ذات صمة أك ضحايا في المقاـ األكؿ، المسمحة، 1األحداث.بمجاؿ قضاء

:2212لعاـ 219التقرير رقـ -ذ

العاـ المعنية باألطفاؿ كالنزاع لؤلميفلقد مس ىذا التقرير المقدـ مف طرؼ الممثمة الخاصة لة استغبلؿ األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة إذ ذكر بمدل تأثير الطبيعة أالمسمح جكانب ميمة مف مس

كما الناشئة التي تكاجو تكفير الحماية لؤلطفاؿ إباف ىذه الظركؼ،ىـ التحديات أالمتغيرة لمنزاعات ك العنؼ الجنسي ضد األطفاؿ كما أكد ضركرة إعادة التفكير في لة األطفاؿ المحتجزكف،أتناكؿ مس

ماج حماية األطفاؿ في بعثات دإعادة إدماج األطفاؿ مف جديد في مجتمعاتيـ ثـ تطرؽ إلى ضركرة ا السبلـ كبعثاتيا السياسية.األمـ المتحدة لحفظ

كبمناسبة الذكرل السنكية العاشرة العتماد الحممة الخاصة بالبركتكككؿ االختيارم التفاقية أطمؽ مكتب الممثمة (2000مام 25)حقكؽ الطفؿ المعني باشتراؾ األطفاؿ في النزاعات المسمحة

كالمكتب اليكنيسؼ د األطفاؿ كالعاـ المعني بالعنؼ ض لؤلميفالخاصة في شراكة مع الممثؿ الخاص حممة عمى مدل سنتيف لتعزيز التصديؽ العالمي عمى الخاص لممفكض السامي لحقكؽ اإلنساف،

مف الدكؿ األعضاء عمى 123كالى اآلف فقد صدقت 2012البركتكككؿ االختيارم بحمكؿ عاـكيعد التصديؽ العالمي ضركريا مف دكلة، 36كلكف لـ تصدؽ أك تكقع عميو البركتكككؿ االختيارم،

1 .9004أكت 02المؤرخ في A/64/254 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

99

جؿ التكصؿ إلى تكافؽ عالمي لآلراء كلتعزيز القانكف العرفي فيما يتعمؽ بالقضايا التي يشمميا أ البركتكككؿ.

لمدكؿ األعضاء التي لـ ياكأخيرا اختتمت الممثمة تقريرىا بتقديميا لعدة تكصيات أىميا تشجيعؿ االختيارم التفاقية حقكؽ الطفؿ المعني باشتراؾ األطفاؿ في تقـ بالتكقيع أك التصديؽ عمى البركتككك

ذه ى لتيسير، ك 2012بحمكؿ عاـ التصديؽ العالمي عمى البركتكككؿ عمى تحقيؽ النزاع المسمح،جؿ أاألعضاء التي ليا قدرة عمى القياـ بذلؾ اتخاذ دكر قيادم عمى الصعيد اإلقميمي مف العممية

1البركتكككؿ في إطار المنظمات اإلقميمية التي تككف أعضاء فييا.الدعكة إلى التصديؽ عمى

:2212لعاـ 782التقرير رقـ -رقدمت الممثمة الخاصة في ىذا التقرير معمكمات ىامة خاصة بأبرز االنتياكات الجسيمة المرتكبة ضد األطفاؿ في ظؿ النزاعات المسمحة كذلؾ في عدة نقاط ساخنة مف العالـ أبرزىا:

لبناف، العراؽ، الديمكقراطية، جميكرية الككنغك ،ككديفكار الكسطى، جميكرية إفريقيا ،أفغانستاف اليمف، الجنكبية مف تايبلنديا،المقاطعات الحدكدية سيريبلنكا، يف،الفمب باكستاف، اليند، ككلكمبيا،

العالـ خبلؿ الفترة كفيما يمي عرض ألىـ حالتيف شيدىما لجميكرية العربية السكرية، ليبيا، تشاد، األخيرة:

:النزاع في ليبيا - ر/أ

تمقت األمـ المتحدة تقارير كثيرة تفيد بكقكع انتياكات ،2011فبرايرمنذ بدء النزاع في منتصؼ كتعذر الكصكؿ إلى جسيمة ضد األطفاؿ في ليبيا طكاؿ الفترة المشمكلة بالتقرير كبسبب القتاؿ،

كغياب الرصد كاإلببلغ عف المنتظميف. مصراتو"،" ك سرت"" في خصكصا السكاف المتضرريف،كما كردت معمكمات محققة عف كجكد أطفاؿ ضمف قكات المعارضة المرتبطة بالمجمس

كيرتدكف الزل كيحممكف أسمحة، ،كشكىد أطفاؿ يتمقكف تدريبات عسكرية، الكطني االنتقالي خبلؿ النزاعشكىد أطفاؿ يتكلكف ، 2011كفي أكاخر عاـ ات القتالية،كيؤذكف مختمؼ المياـ لدعـ العممي الرسمي،

.أمر مازاؿ يثير القمؽحراسة نقاط التفتيش كتكفير األمف كىك

1 .9090أكت 09المؤرخ في A/65/2 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

100

ابمغ باف المجمس الكطني االنتقالي قد أصدر تكجييات إلى جميع قرارات 2011مام 20كفيىذا النبأ لغاية كقت كتابة ىذا الجبية يطمب فييا عدـ تجنيد األطفاؿ كلـ تستطع األمـ المتحدة تأكيد

طفاؿ كالنزاع المسمح كتعمؿ الحككمة الميبية الحالية مع مكتب الممثمة الخاصة المعنية باأل التقرير، لة األطفاؿ الذيف مازالكا مرتبطيف بالجماعات المسمحة.أبمعالجة مس

المتفرقة فيما بينيا ،بات استمرار كجكد الجماعات المسمحة كاالشتباكات 2011كفي نياية عاـ ظؿ كفي ىذا السياؽ، يشكؿ تحديا لمسمطة الميبية في جيكدىا الرامية الحتكاء الكضع األمني العاـ،

كالتعرض لممتفجرات التي خمفتيا الحرب، األطفاؿ معرضكف لبلرتباط بيذه الجماعات كالتشريد، كاالنتشار الكاسع النطاؽ لؤلسمحة الصغيرة كالخفيفة.

اع في الجمهورية العربية السورية:النز -ر/ب

لقد تمقت األمـ المتحدة تقارير عف كقكع انتياكات جسيمة ضد األطفاؿ في الجميكرية العربية ،كتمبية لمحاجة إلى معمكمات 2012حتى عاـ كطيمة الفترة المشمكلة بالتقرير، 2011السكرية منذ مارس

المعنية باألطفاؿ كالنزاع المسمح بعثة تقنية إلى أرسمت الممثمة الخاصة تحققت منيا األمـ المتحدة،المنطقة إلجراء مقاببلت مع الضحايا كالشيكد في مخيمات البلجئيف كالقرل كالمستشفيات في المنطقة

كاف األطفاؿ مف بيف ضحايا العمميات العسكرية ،كفي كؿ الحاالت المسمحة تقريبا،2012في مارس لسكرية كقكات المخابرات كميمشياتا فييا القكات المسمحة اقـك بيا القكات الحككمية بمتالتي

ككقع أطفاؿ ال بما في ذلؾ الجيش السكرم الحر، في نزاعيا الجارم مع المعارضة، -يحةبالش-تتجاكز أعمارىـ تسع سنكات ضحية لمقتؿ كالتشكيو كاالعتقاؿ التعسفي كاالحتجاز كالتعذيب كسكء

كتتفؽ المعمكمات الكاردة مف البعثة درع بشرية،ككما استخدمكا العنؼ الجنسي،بما في ذلؾ المعاممة، الفنية مع استنتاجات لجنة التحقيؽ الدكلية المستقمة المعنية بالجميكرية العربية السكرية.

نو ليس ىناؾ أم دليؿ عمى أف القكات الحككمية تجند رسميا األطفاؿ دكف سف الثامنة عشرة،أغير المرتبطة بيا استخدمت أطفاال ال تتجاكز -الشبيحة–غير أف القكات المسمحة السكرية كميمشيات

ي الحادث فسنكات في ثبلث مناسبات منفصمة عمى األقؿ أثناء الفترة المشمكلة بالتقرير، ف 8أعمارىـ .2012" في مارس الركز"عيف الكاقع في قرية

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

101

سنة 13سنكات ك 8 الفتياف كالفتيات ممف تتراكح أعمارىـ بيفف العشرات مف أحد الشيكد أذكر ف ىؤالء األطفاؿ استخدمكا الحقا مف قبؿ الجنكد أانتزعكا قسرا مف بيكتيـ كردت تقارير فيما بعد تفيد ب

عسكرية أثناء أفرادا الميميشات كأدرع بشرية حيث كضعكا أماـ نافذات حافبلت كانت تقؿ أك أفراد 1القرية. شنيـ ىجمات عمى

ف تعييف الجمعية العامة أيرل ب ة"ح"فضيؿ طبلف كأخيرا تجدر اإلشارة إلى أف األستاذ الدكتكرلممثؿ خاص بشاف تأثير النزاع المسمح عمى األطفاؿ يعتبر خطكة ىامة سكؼ تمكنيا مف التعرؼ

النزاع بالعمؿ عمى كمخاطبة أطراؼ لمساعدتيـ، عمى أكضاع األطفاؿ المتأثريف بالنزاع المسمح، 2مراعاة القكاعد التي تجنب األطفاؿ أثار الحركب. اػػػػػػػػػػػػػػػثاني

فػػػػػػس األمػػػػػػػمجم

كالتي ليا دكر يعتبر مجمس األمف مف األجيزة القكية التي تتشكؿ منيا منظمة األمـ المتحدة،دكر كبير كأساسي في تنفيذ قكاعد القانكف ىذا الجياز الذم لو فعاؿ في تحقيؽ السمـ كاألمف الدكلييف،

كذلؾ لمحد مف النزاعات بو، ةمف خبلؿ األنشطة التي يقـك بيا كالمياـ المنكط الدكلي اإلنساني، 3المسمحة كحماية الضحايا كتحقيؽ السمـ كاألمف الدكلييف.

المحافظة عمى المسؤكلة عف إذ يعتبر األداة الرئيسية بالنسبة لكافة فركع األمـ المتحدة ككىك يختمؼ عف الجمعية العامة باعتباره نائبا عف أعضاء األمـ المتحدة في السمـ كاألمف الدكلي،

"رغبة في أف يككف العمؿ الذم تقـك بو األمـ بقكليا: 24/1ـقررتو ما القياـ بتمؾ الكاجبات كىكات الرئيسية في حفظ السمـ المتحدة سريعا فعاال يعيد أعضاء تمؾ الييئة إلى مجمس األمف بالتبع

كاألمف الدكلييف كيكافقكف عمى أف المجمس يعمؿ نائبا عنيـ في قيامو بكاجباتو التي تفرضيا عميو ىذه التبعات."

كتمكينا لمجمس األمف مف القياـ بكاجبو المنصكص عميو في ىذه المادة تعيد أعضاء األمـ 4رارات كتنفيذىا كفقا لمميثاؽ.بقبكؿ ما يتخذه مجمس األمف مف ق 25المتحدة في ـ

1

.9099أبريؿ 92المؤرخ في A/66/782 تقرير الممثمة الخاصة رقـ -2 .166م جغجغ جـحذن، س،ذكك٤ ال -

3جحؼس جوح جض٢ جإلـح٢، جطشون: ظغز حجـط٤غ، دح٣س جـحء ػ جؼجػحش جـذس، ػحغ ه٤غع، -

.133م 2010-2009هـ جوح جؼح، ٤س جذوم، جذحؼ شغ ذرحضس،4 .106،م 1997، 2 لعجش ججحؼس جلطدس، جطظ٤ جض٢، ػرض جـال هحخ ػغكس، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

102

كال شؾ أف ذلؾ يقكد المجمس حتما في أحكاؿ معينة إلى التصدم لبعض مسائؿ حقكؽ أشار مجمس األمف إلى أف حقكؽ اإلنساف غير قابؿ لمتنازؿ ،1967لسنة (237رقـ) اإلنساف ففي قراره

.1عنيا كيجب احتراميا حتى أثناء النزاعات المسمحة

مجمس األمف بدكر ايجابي لحماية األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة كحظر كمف تـ فقد قاـ تجنيدىـ فييا كيتمثؿ ىذا الدكر فيما يمي:

:_ إصدار القرارات1

كضعت قضية جراء االنتياكات المتعددة لحقكؽ األطفاؿ بسبب الحركب كالنزاعات المسمحة،مجمس األمف بعض القرارات التي تتعمؽ كصدرت عف األطفاؿ في جدكؿ أعماؿ كمناقشات المجمس،

كحمايتيـ أثناء النزاع المسمح كبعده كالتي نذكر بالحد مف تأثير النزاعات المسمحة عمى األطفاؿ، 2منيا: :1999 لعاـ 1261القرار رقـ - أ

تأثير العاـ كالسمبي لمصراعات المسمحة عمى الألكؿ مرة ب مجمس األمف في ىذا القرار،اعترؼ اؼ كحث أطر ثار طكيمة األجؿ عمى السمـ كاألمف كالتنمية المستدامة،آف ذلؾ يرتب أقر بأك األطفاؿ،

يد بااللتزامات المحددة المنعقدة لكفالة حماية األطفاؿ في حاالت النزاعات المسمحة،النزاع عمى التقكعدـ مياجمة كما حثتيا خاصة عمى كقؼ إطبلؽ النار إنسانيا ألغراض التطعيـ كتكزيع مكاد اإلغاثة،

3كعدـ تجنيد األطفاؿ كاستخداميـ كجنكد. كعدـ استخداـ األلغاـ األرضية، المدارس كالمستشفيات، :2221لعاـ 1379القرار رقـ -ب

أكد المجمس في ىذا القرار عمى ضركرة امتثاؿ جميع األطراؼ المعنية بأحكاـ ميثاؽ األمـ 41كالتزامو عند فرض تدابير بمكجب المادة باألطفاؿ، المتحدة كالقانكف الدكلي السيما ما يتصؿ منيا

مف الميثاؽ بالنظر إلى اآلثار االقتصادية كاالجتماعية التي يمكف أف تحدثيا العقكبات عمى األطفاؿ كما طالب مجمس األمف جميع لكضع االستثناءات اإلنسانية المناسبة التي تراعي احتياجاتيـ الخاصة،

بما يمي: (1379المسمحة في قراره ىذا)األطراؼ في الصراعات

1 .221جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

2 .167جغجغ جـحذن،م س،كذ ك٤ ال -

3 .9444أكت 50المؤرخ في 61S/RES/12 قرار مجمس األمف رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

103

السيما احتراـ أحكاـ القانكف الدكلي المتصمة لحقكؽ الطفؿ كحمايتو في الصراعات المسمحة، -كاتفاقية األمـ المتحدة لحقكؽ الطفؿ ،1977لعاـ يافكبركتكككليا اإلضاف 1949اتفاقيات جينيؼ لعاـ

كالبركتكككؿ الثاني المنقح التفاقية حظر أك تقيد 2000كبركتكككليا اإلضافي لعاـ ،1989لعاـ اتفاقية منظمة العمؿ ك استعماؿ أسمحة تقميدية معينة يمكف اعتبارىا مفرطة الضرر أك عشكائية األثر،

ف القضاء عمى أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ.أبش 182الدكلية رقـاتخاذ تدابير خاصة لتعزيز كحماية الحقكؽ كاالحتياجات الخاصة لمفتيات المتأثرات بالمنازعات -

المسمحة ككضع حد لجميع أشكاؿ العنؼ كاالستغبلؿ.العاـ المعني باألطفاؿ كالصراعات لؤلميفالكفاء بااللتزامات العممية التي تعيد بيا لمممثؿ الخاص -

المتحدة ذات الصمة فيما يتعمؽ بحماية األطفاؿ في حاالت الصراع ككذلؾ لييئات األمـ المسمحة، المسمح.

عف طريؽ أحكاـ تتصؿ بنزع سبلح األطفاؿ الجنكد كفالة حماية األطفاؿ في اتفاقيات السبلـ، -عادة عادتيـ إلى إدماجيـكتسريحيـ كا 1سرىـ.أكا

:2223لعاـ 1462القرار رقـ -جككاالت األمـ المتحدة كصناديقيا كبرامجيا عمى القياـ، حث مجمس األمف في قراره ىذا،

لة حماية األطفاؿ أبتعزيز التعاكف كالتنسيؽ فيما بينيا عند معالجة مس ضمف نطاؽ كالية كؿ منيا، أثناء النزاعات المسمحة.

جميع أطراؼ الصراعات المسمحة التي تقـك بتجنيد األطفاؿ أك إشراكيـ في القتاؿ دعا كما إلى الكؼ عف ىذه الممارسة فكرا. لبللتزامات الدكلية التي تسرم عمييا، انتياكا

كدعا أيضا الدكؿ إلى التقييد بأحكاـ القانكف الدكلي اإلنساني ذات الصمة لحقكؽ األطفاؿ

.1949كالسيما اتفاقيات جنيؼ األربع لعاـ كحمايتيـ أثناء الصراعات المسمحة،ات المسمحة إلى احتراـ االلتزامات المحددة التي تعيدت كدعا في األخير جميع أطراؼ الصراع

2العاـ المعني باألطفاؿ كالصراعات المسمحة. لؤلميفبيا إلى الممثؿ الخاص

1 9009نكفمبر 90المؤرخ في S/RES/1379قرار مجمس األمف رقـ -

2 .9005جانفي 50المؤرخ في S/RES/1460قرار مجمس األمف رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

104

:2224لعاـ 1539القرار رقـ -دشدة قياـ األطراؼ في الصراعات المسمحة بتجنيد األطفاؿ بمجمس األمف افأد في قرراه ىذا،

خضاعيـ قة،بمنتيكة التزاماتيا الدكلية المنط كاستخداميـ جنكدا، كقتؿ األطفاؿ كتشكييـ كاغتصابيـ كا الذم غالبا ما يككف ضد الفتيات. لمعنؼ الجنسي،

كاالعتداء عمى المدارس كحرمانيـ مف المساعدات اإلنسانية، كاختطافيـ كتشريدىـ القسرم،كات كاإلساءات المرتكبة ضد األطفاؿ كغير ذلؾ مف االنتيا فضبل عف االتجار بيـ، كالمستشفيات،

المتضرريف بالصراعات المسمحة.كدعا الدكؿ كمنظكمة األمـ المتحدة إلى االعتراؼ بأىمية الدكر الذم يؤديو التعميـ في مناطؽ

عادة تجنيدىـ كمنعو، األمر الذم يتنافى كالتزامات األطراؼ الصراع مف حيث كقؼ تجنيد األطفاؿ كا 1في الصراع.

:2225لعاـ 1612القرار رقـ -ذي ف ـ كاألمف الدكلييف كعف التزامو،الرئيسية عف صكف السم توأعاد مجمس األمف تأكيد مسؤكلي

كما بالتصدم لآلثار الكاسعة النطاؽ التي تمحؽ باألطفاؿ مف جراء الصراعات المسمحة، ىذا الصدد،لمعايير الدكلية المتصمة بحماية األطفاؿ أكد تصميمو عمى كفالة احتراـ قراراتو كغيرىا مف القكاعد كا

المتضرريف مف الصراعات المسمحة.

في ثـ أداف بشدة تجنيد أطراؼ الصراعات المسمحة األطفاؿ كاستخداميا لمجنكد األطفاؿ،كسائر االنتياكات كأعماؿ اإليذاء األخرل التي ترتكب في انتياؾ االلتزامات الدكلية السارية عمييا،

في حاالت الصراع المسمح.حؽ األطفاؿ

شتمؿ يلية الرصد كاإلببلغ التي آكما طمب مجمس األمف مف األميف العاـ المبادرة إلى إنشاء في الكقت المناسب عف عمميات تجنيد ةدكرىا عمى جمع كتقديـ معمكمات مكضكعية كدقيقة كمكثكق

كعف سائر ،الي المعمكؿ بياألطفاؿ كاستخداـ الجنكد األطفاؿ في انتياؾ ألحكاـ القانكف الدك ترفع االنتياكات كأعماؿ اإليذاء التي ترتكب في حؽ األطفاؿ المتضرريف مف الصراعات المسمحة،

2كفقا ليذا القرار. ألية تقاريرىا إلى الفريؽ العامؿ الذم ينشىذه اآل

.9009 أبريؿ 99في المؤرخ S/RES/1539 قرار مجمس األمف رقـ - 12 .9005جكيمية 92المؤرخ في S/RES/1612 قرار مجمس األمف رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

105

:2229لعاـ 1882القرار رقـ -رالنزاعات المسمحة لبلمتثاؿ بشدة لبللتزامات يدعك مجمس األمف في ىذا القرار جميع أطراؼ

بما فييا االلتزامات الكاقعة عمى عاتقيا بمكجب القانكف الدكلي بحماية األطفاؿ في النزاع المسمح،ككذلؾ ف اشتراؾ األطفاؿ في النزاع المسمح،أالكاردة في اتفاقية حقكؽ الطفؿ كبركتكككليا االختيارم بش

.1977يا اإلضافييف لعاـيكبركتكككل 1949اغسطس 12اتفاقيات جنيؼ المؤرخة في كما يديف كبشدة جميع انتياكات القانكف الدكلي اإلنساني المتمثمة في تجنيد كاستخداـ األطفاؿ

عادة تجنيدىـ كقتميـ كتشكيييـ كاغتصابيـ، كارتكاب األشكاؿ األخرل مف قبؿ أطراؼ النزاع المسمح كا 1مف العنؼ الجنسي ضدىـ.

:2211لعاـ 1998القرار رقـ -ز

الرئيسية عف صكف السبلـ كاألمف تويكرر مجمس األمف في ىذا القرار تأكيده عمى مسؤكلي كفي ىذا الصدد التزامو بالتصدم لمتأثير الكاسع النطاؽ لمنزاعات المسمحة عمى األطفاؿ. الدكلييف،

عادة كيؤكد كذلؾ عمى أف كضع برامج فعالة لنزع سبلح األطفاؿ كتسريحي عمى ،إدماجيــ كا أساس أفضؿ الممارسات التي حددتيا اليكنيسيؼ كغيرىا مف األطراؼ الفاعمة ذات الصمة المعنية بحماية الطفؿ بما فييا منظمة العفك الدكلية أمر حيكم لرفاه جميع األطفاؿ الذيف تـ تجنيدىـ

اؾ القانكف الدكلي الكاجب التطبيؽ كعمؿ أك استخداميـ مف جانب القكات كالجماعات المسمحة في انتي 2حاسـ لتحقيؽ السبلـ كاألمف الدائميف.

: 2212لعاـ 2268القرار رقـ -س 1998 ، (2009)1882 ، (2005) 1612ف تنفيذ قراراتو أيسمـ مجمس األمف في قراره ىذا ب

بيف أطراؼ النزاع قد حقؽ تقدما تمثؿ في تسريح اآلالؼ مف األطفاؿ كتكقيع خطط عمؿ ، (2011) المسمح كاألمـ المتحدة.

العاـ المعنية باألطفاؿ كالنزاع المسمح، لؤلميفب بتعيف الممثمة الخاصة الجديدة حكما ير جؿ حماية األطفاؿ في حاالت النزاع أكيبرز كذلؾ ما تضطمع بو مف أعماؿ تنفيذا لكاليتيا مف

كفقا لقرارات مجمس األمف ذات الصمة. المسمح،

1 .9004أكت 09المؤرخ في S/RES/188 2قرار مجمس األمف رقـ -

2 .9099جكيمية 99المؤرخ في S/RES/1998 قرار مجمس األمف رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

106

يعرب المجمس في ىذا القرار عف قمقو البالغ إزاء تمادم بعض األطراؼ في ارتكاب كما ف ىذهأاالنتياكات كالتجاكزات ضد األطفاؿ في حاالت النزاع المسمح في تجاىؿ سافر لقراراتو بش

المسالة كفي ىذا الصدد يييب بالدكؿ األعضاء المعنية محاكمة المسؤكليف عف ارتكاب ىذه 1ليات العدالة الدكلية حيثما ينطبؽ ذلؾ.آطريؽ نظـ العدالة الكطنية ك االنتياكات عف

ف تجنيد األطفاؿ في النزاعات المسمحة أبعد عرض أىـ ما جاء في قرارات مجمس األمف بشنو كبالرغـ مف القرارات اليامة التي اتخذىا المجمس في مجاؿ حماية األطفاؿ أثناء أنستخمص

اءات عمى االعتدكقؼ خفؽ مف خبلؿ ىذه القرارات في أنو قد أإال الداخمية، النزاعات الدكلية منيا كجعميا تظؿ مجرد التي يتخذىا في ىذا المجاؿ، ف عدـ تنفيذ ىذه القرارات،أل ىذه الشريحة مف البشر،

حبر عمى كرؽ ال مجاؿ ليا مف التنفيذ.

فريقا عامبل تابعا لو يتألؼ مف ف المجمس قد قرر بالفعؿ إنشاءأنو ينبغي عمينا التنبيو بأغير ف التدابير ألية الرصد كاإلببلغ كتقديـ تكصيات إلى المجمس بشآالستعراض تقرير جميع أعضائو،

ف أككذلؾ تقديـ تكصيات بش الممكف اتخاذىا لتعزيز حماية األطفاؿ المتضرريف مف النزاعات المسمحة،ما يتعمؽ بأطراؼ الصراع كىذا ما صيات فيالمياـ المناسب إسنادىا إلى بعثات حفظ السبلـ كتك

لو بالتفصيؿ.اك نتنس

حماية األطفاؿ في عمميات حفظ السالـ: إدماج –2لمنظمة ا لجكء يعتبر مف المبلمح الحديثة في إطار نظاـ األمـ المتحدة لحماية حقكؽ اإلنساف،

إلى استخداـ قكات حفظ السبلـ لحماية تمؾ الحقكؽ.إذ يختمؼ كميا عف كظائفيا التقميدية التي ممارستيا سابقا، ليذه القكات،كيعد ىذا دكرا جديدا

أك مراقبة اليدنة، أك الفصؿ بيف القكات، بعد أف كانت ىذه األخيرة تشمؿ مراقبة كقؼ إطبلؽ النار، كركاندا، كما حدث في البكسنة كاليرسؾ، أصبحت تمؾ القكات تمعب دكرا أساسيا في مناطؽ النزاعات،

تضـ عناصر استثناء، ببل كال تزاؿ قكات حفظ السبلـ، الحؽ في المساعدة اإلنسانية، خصكصا ة.عسكري

1

. 9099سبتمبر 94المؤرخ في S/RES/2068 قرار مجمس األمف رقـ -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

107

كيصدؽ ذلؾ بصفة خاصة عندما إال أف لعناصرىا المدنية في كثير مف األحياف دكرا أىـ، جانب كاشتراؾ ىذه التشكيمة مف المكظفيف المدنييف إلى تككف الميمة تنفيذ تسكيات شاممة كمعقدة،

كنتيجة لذلؾ أصبح مف يخمؽ الحاجة إلى تنسيؽ محكـ لكافة الجكانب العممية، زمبلئيـ العسكرييف، لؤلميفالعادم أف تناط اإلدارة العامة لعممية حفظ السبلـ بمكظؼ مدني كبير بكصفو ممثبل خاصا

طة كمدير كيككف ىك المسؤكؿ األكؿ عف العممية كيرأس كؿ مف قائد القكة كمفكض الشر العاـ، االنتخابات.

كبقصد ضماف تنفيذ البعد اإلنساني المتعمؽ بحماية األطفاؿ في أكلكيات عمميات حفظ السبلـ،ف يتـ التعبير عف حماية األطفاؿ كرعايتيـ ككاحد مف الشكاغؿ ذات أب أيد مجمس األمف اقتراحا،

في كالية البعثة في سيراليكف دمج المجمس ىدؼ حماية األطفاؿأك األكلكية في أكلكيات حفظ السبلـ،كما أيد (،1999)1279ككالية في جميكرية الككنغك الديمقراطية بقراره (1990)1260كذلؾ بقراره

مجمس األمف اقتراحا يقضي بإيفاد مكظفيف مدنييف مف ذكم الخبرة في حماية األطفاؿ في عمميات العاـ المعني باألطفاؿ كالصراع المسمح لؤلميفكما جاء تقرير الممثؿ الخاص حفظ السبلـ،

(335/60/a()2005) جؿ إنفاذ ما ىك قائـ مف أ"حقبة التطبيؽ" مف ليحدد العناصر الرئيسية لحممة القكاعد كالمعايير الدكلية لحماية الطفكلة.

عمى ذلؾ فقد قامت إدارة عمميات السبلـ التابعة لؤلمـ المتحدة بكضع مياـ كصبلحيات كبناء

كأسندت إلى مستشارم حماية األطفاؿ ميمة تقديـ المساعدة إلى مكتب الممثؿ ء المكظفيف،ىؤالمع ككذلؾ لرئيس بعثة السبلـ، العاـ المعني باألطفاؿ في النزاعات المسمحة، لؤلميفالخاص

:ما يمياالضطبلع ببعض المياـ األخرل يذكر منيا عادة بناء ضماف إعطاء األكلكية لحقكؽ الطفؿ كحمايتو - طكاؿ عممية حفظ السبلـ كتكطيد السبلـ كا

البمد المتأثر مف جراء الحرب. ضماف إدراج حقكؽ الطفؿ كحمايتو في جدكؿ أعماؿ لجاف كىيئات صنع السبلـ. - .يع الككاالت كالكيانات ذات الصمةكجم العمؿ كنقطة اتصاؿ بيف مختمؼ قطاعات السبلـ، -ف حماية الطفؿ كحقكقو لجميع األفراد المشتركيف أتدريب المناسب بشالمساعدة عمى ضماف تكفير ال -

في أنشطة السبلـ كصنع كبناء السبلـ.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

108

:حماية األطفاؿ في مفاوضات السالـ إدماج_ 3إلى تحكؿ في أفكار الشعكب كالقادة نحك لقد دعت فداحة الخسائر بسبب النزاعات المسمحة،

فقد قاـ عدد كبير مف المنظمات الدكلية كاإلقميمية كاألفراد ك المؤسسات غير القناعة بأىمية السبلـ،ف األطفاؿ في عمميات صنع أنو كثيرا ما أىمؿ شأالحككمية بدكر فاعؿ في التكسط كبناء السبلـ إال

فبدكف أف ترد إشارات محددة عف األطفاؿ أثناء ف ىذا اإلىماؿ يككف فادحا،إكبالتالي ف السبلـ،لف تخصص برامج كمكارد كافية في مرحمة ما بعد الصراع لتمبية احتياجات مفاكضات السبلـ،

األطفاؿ.

جؿ بناء السبلـ لصالح األطفاؿ في مرحمة ما بعد الصراع،ألذلؾ ىناؾ حاجة ضركرية مف مف بؿ أيضا في حاالت العدد المتزايد لقد تبني ىذا المفيـك ليس فقط في حاالت النزاع الدكلي،

المنازعات الداخمية الناشئة داخؿ الدكلة نفسيا.كقد حث مجمس األمف جميع األطراؼ في الصراع عمى أف تضع في االعتبار حقكؽ الطفؿ

أف يضع في اعتباره حماية في الحماية خبلؿ مفاكضات السبلـ كيطالب األميف العاـ لؤلمـ المتحدة،كذلؾ يجب عمى ككاالت األمـ المتحدة كصناديقيا األطفاؿ في خطط السبلـ المقدمة إلى المجمس،

ف يشمؿ أك عمى تعزيز ثقافة السبلـ، كبرامجيا أف تعمؿ في ما تضطمع بو مف أنشطة لبناء السبلـ،كغير ذلؾ مف الكسائؿ القائمة عمى نبذ ذلؾ جممة أمكر منيا دعـ برامج التثقيؼ في مجاؿ السبلـ،

العنؼ لمنع نشكب الصراعات كحميا. فعند د ركز المجمس عمى قضية األطفاؿ الجنكد كبأنو يجب أف تشمميا مفاكضات السبلـ،كق

عادة بحث السبلـ يجب النظر في تسريح الجنكد األطفاؿ كنزع أسمحتيـ، 1في المجتمع. إدماجيـكا أكؿ اتفاؽ سبلـ يتضمف صراحة ،1998الشمالية عاـ إيرلندا فيالجمعة العظيمة كيعد اتفاؽ

كاقترح الممثؿ الخاص بصفة أحكاـ خاصة بالطفؿ أثناء مفاكضات عممية السبلـ في الطفؿ،شكاغؿ كما يسرم مشاركة المجمكعات ،2000المكقع في أغسطس كرشا"،أ" مجت في اتفاقاتدأ بكرندم

دمج اقتراح الممثؿ أالنسائية مف بكرندم في تمؾ المفاكضات كبناء عمى دعكات مجمس األمف فقد .1999 لمسبلـ عاـ "لكمي ف األطفاؿ في اتفاؽ "أالخاص بش

1 (.173 -170م) جغجغ جـحذن، ك٤ الكذس، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

109

العاـ لغرب إفريقيا كالجماعة لؤلميفكعمؿ الممثؿ الخاص مؤخرا مع الممثؿ الخاص عادة لة حماية األطفاؿ،أجؿ ضماف إدماج مسأ مف ،كاليكنيسيؼاالقتصادية لدكؿ غرب إفريقيا كا

2003.1أغسطس تأىيميـ في اتفاؽ السبلـ في ليبيريا

حك االىتماـ بحماية األطفاؿ يبلحظ األستاذ "فضيؿ طبلفحة" أف األمـ المتحدة اتجيت نبؿ بدأت ف بالنزاع المسمح ليس بمجرد التأكيد عمى قكاعد كمبادئ القانكف الدكلي اإلنساني،ثريأالمت

ليؤكد مف فجاء اىتماـ مجمس األمف بالقضية تتخذ مف الخطكات ما يترجـ ىذه الحماية بصكرة عممية،كبما أف ىذه ليست عات المسمحة،جديد عمى شرعية الحماية التي يجب أف يتمتع بيا الطفؿ في النزا

بؿ أف ضماف احتراـ الحقكؽ األساسية لة تعني فقط تمؾ الدكلة المتكرطة في ىذه النزاعات،أمسفاؿ كدكاـ السبلـ في نو أيضا إسياـ لصالح بقاء األطأك عية عالمية،الؤلطفاؿ في السبلـ مسؤكلية جم

.2العالـ

الفرع الثاني منظمة األمـ المتحدة دور لجاف

كاف البد مف تتكيج االىتماـ العالمي لحقكؽ اإلنساف بأجيزة دكلية تراقب احتراـ الدكؿ ليذه إذ ال يكؼ لكفالة ىذه الحقكؽ النص المنصكص عمييا في المعاىدات كالمكاثيؽ الدكلية، الحقكؽ،كالفعالية في أنظمة الدكؿ ية زة حتى تكتسب ىذه الحقكؽ النفاذبؿ البد مف كجكد األجي كحصرىا،عمييا

القانكنية الداخمية."يحؽ لممجمس االقتصادم كاالجتماعي نوأمف ميثاؽ األمـ المتحدة عمى 68إذ نصت ـ

3إنشاء المجاف لتعزيز حقكؽ اإلنساف".تعذيب األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة مف قتؿ كتشكيو،كنظرا لبلنتياكات الجسيمة لحقكؽ

سعى المجمس االقتصادم كاالجتماعي إلنشاء عدة لجاف تسير عمى إرساء حماية لؤلطفاؿ كتجنيد،ك اإلببلغ عف ىذه التي يقع عمييا عبء الرصد كفيما يمي عرض ألىـ المجاف في ظؿ ىذه الظركؼ،

)ثانيا(. كلجنة حقكؽ الطفؿ)أكال( لحقكؽ اإلنساف ة االنتياكات ك ىي لجنة األمـ المتحد

.132،131ذنجغجغ جـح ؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض،ذص ؿ -1

.174،173 م جغجغ جـحذن، ك٤ الكذس، - -2

3 .202جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

110

لجنة األمـ المتحدة :أوال لحقوؽ اإلنساف

تعد لجنة حقكؽ اإلنساف التابعة لؤلمـ المتحدة أكؿ جياز رقابي ينشئ بمكجب الميثاؽ نفسو،كاالجتماعي بإنشاء إذا أكصت المجنة التحضيرية لؤلمـ المتحدة في دكرتو الثانية المجمس االقتصادم

كما صادقت الجمعية العامة في دكرتيا األكلى عمى ىذه التكصية. ىذه المجنة،كافؽ فيو (9)رقـمف ثـ أصدر المجمس االقتصادم كاالجتماعي في دكرتو الثانية القرار ك

كبمكجب ىذا القرار بصكرة نيائية عمى األحكاـ المتعمقة بتشكيؿ لجنة حقكؽ اإلنساف ككظائفيا، كأصبح ىؤالء األعضاء يمثمكف األعضاء في األمـ المتحدة، عضكا، 18صارت المجنة تتككف مف

جنة عمى فترات مختمفة.مكيتكلى المجمس االقتصادم كاالجتماعي عمى زيادة أعضاء العضكا، كمدة العضكية 53أصبحت لجنة حقكؽ اإلنساف تتككف مف 1992ابتداء مف عاـ ك

سنكات. أربع بيا أسابيع بمقر األمـ المتحدة ةتسلمدة ةمع المجنة مرة كاحدة كؿ عاـ في دكرة انعقاد عاديتجت ككالمنظمات الحككمية كيحضر جمساتيا العمنية مراقبكف مف الدكؿ األعضاء في األمـ المتحدة، بجنيؼ،

ككذلؾ ممثمك حركات التحرير. كغير الحككمية ذات الصفة االستشارية، حماية األطفاؿ مف التجنيدكتتمثؿ جيكد لجنة األمـ المتحدة لحقكؽ اإلنساف في مجاؿ

كاستخداميـ في النزاعات المسمحة في أنيا تؤكد عمى دكر الجمعية العامة كالمجمس االقتصادم كتحيط المجنة كاالجتماعي في تعزيز كحماية حقكؽ كرفاه األطفاؿ بما فييـ في النزاعات المسمحة،

ف األطفاؿ كالنزاعات المسمحة ،أبش 2001بأىمية المناقشة التي أجراىا مجمس األمف في نكفمبر عمما .راراتو التي اتخذىا في ىذا الشأفكق

ـ يكحقكق لرفاىيـ يبلء اىتماـ خاص بحماية األطفاؿ في النزاعات المسمحة،إكتعيد المجنة ب

بما في ذلؾ تضميف الكاليات المسندة إلى كاألمف،لدل اتخاذ إجراءات تيدؼ إلى الحفاظ عمى السمـ عمميات حفظ السبلـ أحكاما تنص عمى حماية األطفاؿ فضبل عف تزكيد ىذه العمميات بمستشاريف في

شؤكف حماية األطفاؿ.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

111

ف أكتؤكد المجنة عمى األىمية المستمرة لخطة عمؿ الحركة الدكلية لمصميب األحمر بشبالنزاعات المسمحة، كالقرار الذم اعتمده في ىذا الشأف المؤتمر الدكلي السابع األطفاؿ المتأثريف

كالعشركف لرابطة جمعيات الصميب األحمر.السيما إدراجو في كتحيط المجنة عمما باعتماد نظاـ ركما األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية،

مشاركة نشطة في داميـ لممشاركة،أك استخ ،الخامسة عشرةإعداد جرائـ الحرب تجنيد األطفاؿ دكف األعماؿ العدائية في النزاعات المسمحة الدكلية منيا كغير الدكلية.

تضع حدا لتجنيد األطفاؿ كاستخداميـ في النزاعات المسمحة تماشيا أف كتحث المجنة الدكؿ ب

الختيارم الممحؽ مع أحكاـ القانكف الدكلي بما في ذلؾ ما تعيدت بو مف التزامات بمكجب البركتكككؿ ا (182)رقـكاتفاقية العمؿ الدكلية باتفاقية حقكؽ الطفؿ بشاف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات المسمحة،

ف حظر أسكا أشكاؿ عمؿ األطفاؿ كاإلجراءات الفكرية لمقضاء عمييا.أبش ف تقـك الدكؿ لدل التصديؽ عمى البركتكككؿ االختيارم برفع السف الدنيا لمتجنيد الطكعي في أك

مع مراعاة أف مف االتفاقية، (38)الفقرة الثالثة مف ـقكاتيا المسمحة الكطنية مف السف المحدد في األشخاص دكف سف الثامنة عشرة ليـ الحؽ بمكجب االتفاقية في حماية خاصة.

ف تتخذ أ ك أك مفركضا باإلكراه يككف التجنيد قسريا، بأف الف تعتمد ضمانات محددة لتكفؿ أك

الدكؿ جميع التدابير الممكنة عمميا لمنع تجنيد األطفاؿ كاستخداميـ مف قبؿ جماعات مسمحة مغايرة ىذه الممارسات بما في ذلؾ اتخاذ التدابير القانكنية البلزمة لحظر لمقكات المسمحة التابعة لدكلة ما،

1كاعتبارىا جرائـ. ثانيا

لجنة حقوؽ الطفؿمف اتفاقية حقكؽ (43مف ـ 1)الفقرة عماال بنصأ 1991ت لجنة حقكؽ الطفؿ عاـ أنشأخبيرا مف ذكم المكانة الخمقية الرفيعة كالكفاءة المعترؼ بيا في ثمانية عشركتتككف المجنة مف الطفؿ،

كتنتخب الدكؿ األطراؼ أعضاء المجنة مف بيف رعاياىا كيعمؿ الميداف الذم تغطيو ىذه االتفاقية، ىؤالء األعضاء بصفتيـ الشخصية .

1 (.207-202)جغجغ جـحذن م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

112

ألكؿ فقد نصت االتفاقية عمى أف يجرم االنتخاب ا أما عف طريؽ انتخاب أعضاء المجنة، كبعد ذلؾ مرة كؿ سنتيف. عمى األكثر مف تاريخ بدء نفاذ االتفاقية، أشير ستةلعضكية المجنة بعد

كيتـ االنتخاب باالقتراع السرم مف قائمة أشخاص ترشحيـ الدكؿ األطراؼ مف قائمة مرتبة الجغرافي العادؿ المجنة التكزيع كيراعي في اختيار أعضاء يقـك بإعدادىا األميف العاـ لؤلمـ المتحدة،

1ككذلؾ النظـ القانكنية الرئيسية.

تتمثؿ اختصاصات لجنة حقكؽ الطفؿ بداية في تمقي التقارير مف الدكؿ األطراؼ في اتفاقية كتصدر ،رناقشة ممثمي الدكؿ مقدمة التقاريكبركتكككالتيا ثـ تقكـ بدراسة ىذه التقارير كم حقكؽ الطفؿ،

كما تقـك المجنة بإجراء تعميقات عامة عمى مكاد االتفاقية ككذلؾ شأف،مبلحظاتيا الختامية في ىذا الكتصحب كؿ ذلؾ إصدار تكصيات بغرض مناقشة عامة حكؿ مكضكعات معينة تخص األطفاؿ،

2ضماف التطبيؽ الفعمي لحقكؽ الطفؿ.

األطفاؿ ف حماية أكمف بيف المناقشات العامة التي عقدتيا لجنة حقكؽ الطفؿ مناقشتو عامة بشكدكر ثر النزاع المسمح عمى األطفاؿ،أكضحت فييا في حاالت النزاع المسمح في دكرتيا الثانية،

المؤسسات الكطنية في تفعيؿ زيادة حماية األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة.

كالحظت أف االستنتاجات المتعمقة باآلثار السمبية لمنزاعات المسمحة عمى األطفاؿ التي ثر النزاع المسمح عمى أ" بعنكاف 1992ييا خبيرة األميف العاـ في دراستيا الصادرة عاـتكصمت إل

العاـ المعني بأثر النزاع المسمح عمى لؤلميفاألطفاؿ" مشابية لتمؾ التي تكصؿ إلييا الممثؿ الخاص األطفاؿ.األطراؼ 3الدكؿأعربت المجنة عف قمقيا المتزايد بناء عمى نظرىا في عدد كبير مف تقارير ك

عف تنفيذىا التفاقية حقكؽ الطفؿ مف العكاقب الكخيمة المترتبة عف اشتراؾ األطفاؿ في النزاع المسمح.ف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات المسمحة أأكدت المجنة أف كظيفة البركتكككؿ االختيارم بش ك

مستعدة العتماده معايير أكثر تشددا ىي تعزيز تطكير القانكف الدكلي اإلنساني تدريجيا بتمكيف الدكؿ ال مف القياـ بذلؾ.

1 . 210جغجغ جـحذن م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

2 .212جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

3جإلكحعز ئ٠ أ ججؼجتغ هضص أسغ ضوغ٣غ ظ ججس ػ دحس جأللح ك٢ جرالص ك٢ جضعز جألعذؼ جط٢ ضجضع -

.2005ؿرطرغ1230جؼوضش ح ذ٤

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

113

كتؤكد المسؤكلية الخاصة التي تقع عمى عاتؽ الدكؿ األطراؼ في االتفاقية الخاصة بحقكؽ كتشير مسترشدة في ذلؾ بمصالح الطفؿ الفضمى، الطفؿ عف البحث عف أكثر الحمكؿ تكفيرا لمحماية،

المتعمقة باألىمية األساسية لرفع سف التجنيد لؤلطفاؿ في القكات المجنة إلى تكصيتيا الرئيسية 1عاما كحظر اشتراكيـ في األعماؿ العدائية. ثمانية عشرإلى غاية شكاليا،أ بجميع المسمحة،

سنة كتمـز 18نو في الكقت الذم ترفع فيو االتفاقية الحد العمرم لمطفكلة إلى أمف المؤسؼ لؤلطفاؿ المتأثريف كنة عمميا لكي تضمف حماية كرعايةالتدابير المم الدكؿ األطراؼ باتخاذ جميع

نو ىزيؿ.أقؿ ما يقاؿ عنو أتأتي بنظاـ رقابي لتطبيؽ ىذه األحكاـ بالنزاع المسمح،لية المناط بيا رقابة كتطبيؽ االلتزامات الكاردة في االتفاقية كالتي ال ف ىذه اآلأالمفركض

أدت إلبراميا، كانت تأتي أكثر حزما كفعالية في حماية األطفاؿ تستجيب لمظركؼ كاألسباب التي كأكثر تطكيرا لآلليات الدكلية المعركفة في مجاؿ رقابة حقكؽ اإلنساف.

كعمى الرغـ مف المجيكدات التي تبذليا المجنة في مجاؿ مراقبة تطبيؽ حقكؽ الطفؿ تبقى

كنظر الشكاكم الشخصية كالدكلية لكي الحاجة إلى بركتكككؿ إضافي يمنح لمجنة الحؽ في تسمـ 2تستطيع التصدم النتياكات حقكؽ الطفؿ.

سياميا في كفي األخير نقكؿ أف دخكؿ االنشغاالت اإلنسانية إلى منظمة األمـ المتحدة كا

يال يعفييا مف دكرىا الحقيق تطكير القانكف الدكلي اإلنساني مف خبلؿ أجيزتيا كلجانيا الرقابية، كاألساسي المتمثؿ في حماية ضحايا النزاعات المسمحة كخاصة منيـ النساء كاألطفاؿ.

إذ كاف يجب عمى ىذه المنظمة أف تمعب ىذا الدكر في مناسبات عديدة لكنيا ضيعت ىذه كفشميا في إيقاؼ الكاليات المتحدة األمريكية 2001عاـ أفغانستافالفرص بفشميا في تجنب الحرب في

،كفشميا في منع 2006كفشميا في إيقاؼ مجازر لبناف في صيؼ 2003العراؽ في عاـمف غزك .العدكاف المتجدد عمى فمسطيف

1 .219،218،جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض -

2 .371،م2005غ،صجع جس جؼغذ٤س،و جذح٣س جض٤س ذوم جطل، حغ ج٤ أذ سص، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

114

كليذا يجب عمى ىذه المنظمة أف تقـك ب:االىتماـ باألطفاؿ ضحايا النزاعات المسمحة الدكلية كغير الدكلية كاىتماميا بمسائؿ حقكؽ اإلنساف -1

قؿ أكثر.في أكقات السمـ إذ لـ نلة تجنيد األطفاؿ كاشتراكيـ في أالدكلي المنطبقة عمى مسالقانكف العمؿ أكثر عمى تجسيد قكاعد -2

.عات المسمحة خصكصا الداخمية منياالنزا حؿ المشاكؿ الدكلية كفؽ معايير قانكنية كمكضكعية دكلية كليس حسب أىكاء الدكؿ الكبار. -3 .1المكضكعيةك قراراتيا لنفس المعايير الحياد إخضاع كؿ-4

كغير الحككمية الدكلية الحككمية منيا الييئاتإلى جانب منظمة األمـ المتحدة نجد العديد مف .كالتي تساىـ إلى حد كبير في تكريس حماية فعالة لحقكؽ الطفؿ مف التجنيد في النزاعات المسمحة

المطمب الثاني في حماية الحكومية و غير الحكوميةدور المنظمات

األطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخمية

تجد حقكؽ الطفؿ في الكقت الحاضر دعما مف عدد غير قميؿ مف المنظمات الدكلية 2ككذلؾ مف األجيزة الدكلية المختمفة. كالمنظمات الدكلية غير الحككمية، المتخصصة،

لمنظمة األمـ المتحدة بتمؾ الككاالت المتخصصة كيقصد بالمنظمات الحككمية التابعة المستقمة بمكجب اتفاقيات مبرمة مع المجمس االقتصادم كاالجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة كالتي يؤدم

ىي تمؾ الككاالت التي حددىا ميثاؽ األمـ كبعبارة أخرل، كثيرا منيا أنشطة متعمقة بحقكؽ اإلنساف،بمقتضى اتفاؽ بيف الحككمات كالتي تضطمع أ"الككاالت التي تنش بقكلو: 1الفقرة 57المتحدة في ـ

بمقتضى نظميا األساسية بتبعات دكلية كاسعة في االقتصاد كاالجتماع كالثقافة كالتعميـ كالصحة كما 3يتصؿ بذلؾ مف الشؤكف".

1

. 182ؿ٤ ػ٤ز، جغجغ جـحذن، م - 2

.185جغجغ جـحذن،م س،ذكك٤ ال -3

صجع س طرحػس جلغ ،2ج٤٥حش جأل٤س،ؼ، ش ضطر٤ن جوح جض٢ جإلـح٢آ٤ح ػغ ؿؼض هللا، -

.125،م2011جطػ٣غ،ججؼجتغ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

115

أنيا ال تنشأ أم ،االتفاؽعمى أساس أالحككمية فيي منظمات دكلية لتنش أما المنظمات غيرألشخاص طبيعية أك معنكية أنيا تجمع مف طبيعة خاصة، بمكجب معاىدة كأعضاؤىا ليسكا دكال،

يقـك بعمؿ دكلي غير كسبي )كىذا ما يميزىا عف الشركات المتعددة خاصة كعامة،الجنسيات(،كتخضع لمقانكف الداخمي لكؿ دكلة كيمكف استشارتيا مف قبؿ المجمس االقتصادم

كمنظمة العمؿ الفاك ك،ككنسكاليف قبؿ بعض المنظمات الدكلية كاالجتماعي لؤلمـ المتحدة كم 1الدكلية.

كتمؾ المنظمات )الفرع األكؿ( حككميةبرز المنظمات الدكلية الأكفيما يمي عرض ألىـ ك التي تتكفؿ بالرقابة عمى االحتراـ األمثؿ لحقكؽ الطفؿ إباف )الفرع الثاني( الدكلية غير الحككمية

النزاعات المسمحة.

الفرع األوؿ المنظمات الحكومية دور

سكاء منيا تمؾ إف نظاـ األمـ المتحدة سمح بالتنسيؽ مع المنظمات الحككمية المتخصصة، المجمس االقتصادم كاالجتماعي،كذلؾ بمكجب اتفاقيات تبرميا مع التي تكاجدت قبؿ الميثاؽ أك بعده،

"الككاالت المتخصصة" ىذا كمنو كذلؾ جاء تعبير مف الميثاؽ، 63ك 57تطبيقا لنص المادتييفكفيما بيف االرتباط بيف األمـ المتحدة كالككاالت المتخصصة بيدؼ التنسيؽ مع المنظمة العالمية،

2مختمؼ الككاالت.تكلي اىتماما خاصا بحقكؽ الطفؿ كتساىـ مساىمة نو يكجد مف بيف ىذه المنظمات مف أغير

كالتي كعميو ستقتصر دراستنا عمى التطرؽ ألىميا كأبرزىا فعالة في حمايتو أثناء النزاعات المسمحة،مفكضية األمـ تتثمؿ في منظمة العمؿ الدكلية )أكال(، صندكؽ األمـ المتحدة لحقكؽ الطفؿ )ثانيا(،

المتحدة لشكف البلجئيف)ثالثا(.

1

سياسية ك قانكنية مقارنة ، فمسفية، دراسة تاريخية، ، الحريات العامة ك حقكؽ اإلنساف ، أحمد سميـ سعيفاف - .343،344م ،2010الطبعة األكلى، ،لبناف الجزء األكؿ ،منشكرات الحمبي الحقكقية ،

2 .77،م2008 ،صجع جـغخ لغ جطػ٣غ،2رحصب جوح جض٢ جؼح،ؼ ذض ذؿطح، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

116

أوال منظمة العمؿ الدولية

بريؿ أ11كقد تـ ميبلدىا في إف ىذه المنظمة تعتبر مف أقدـ المنظمات الدكلية المكجكدة حاليا، حيث تمت المكافقة عمى نظاميا األساسي باعتباره الفصؿ الثالث عشر مف معاىدة فرسام، 1919

في الميزانية العامة لممنتظـ كيجرم عمييا ككانت ميزانيتيا تندمج ككانت كثيقة الصمة بعصبة األمـ، التصكيت في جمعية عصبة األمـ.

إذ لـ تكف شرطا الزما عمى عضك أما ما ميز المنتظـ عف عصبة األمـ فيك العضكية،كمف الدكؿ التي احتفظت بعضكيتيا داخؿ المنتظـ رغـ المنتظـ أف يككف عضكا في عصبة األمـ،

كىناؾ دكؿ انضمت إلى ،بمغاريا فنزكيبل، الصيف، ،بيرك، ىايتي ازيؿ،البر مف العصبة فيي انسحابيا .1934سنة ألمريكيةا كالكاليات المتحدةالمنتظـ دكف انضماميا إلى العصبة

باعتبارىا ككالة 1946كبميبلد منظمة األمـ المتحدة ارتبطت بيا المنظمة الدكلية لمعمؿ عاـ

كقد زاد نشاط المنظمة خاصة بعد الستينات مع التحكالت متخصصة في الشؤكف االجتماعية كالعمالية،التي كقعت في المجتمع الدكلي كذلؾ باستقبلؿ عدد كبير مف دكؿ العالـ الثالث كبمقتضى ذلؾ ارتفع

.1عدد أعضاء المنظمة الدكلية لمعمؿثبلثة أجيزة رئيسية تسير عمى تنفيذ أحكاـ دستكرىا كاالتفاقيات كتضـ منظمة العمؿ الدكلية

كىذه األجيزة ىي: الدكلية الصادرة في إطارىا،

_ المؤتمر العاـ لممنظمة:1كيعقد ىذا المؤتمر اجتماعاتو مرة كاحدة عمى األقؿ في كؿ كىك يضـ ممثمي الدكؿ األعضاء فييا،

عاـ. :_ مجمس إدارة المنظمة2

عضكا يمثمكف الحككمات، 28عضكا يقسمكف عمى النحك التالي 56الييئة التنفيذية كيضـكىك أعضاء يمثمكف حككمات البمداف ذات األىمية الصناعية يقـك بتعينيـ أعضاء المنظمة 10مف بينيـ

عضكا يمثمكف العماؿ في الدكؿ األعضاء في المنظمة. 14عضكا يمثمكف أرباب العمؿ ك 14ك

1ؿ٤ض١ -ج٤حذؾ جحؼس جج٤ال٢ ظغز حج٤ـط٤غ، جضلحه٤حش ظس جؼ جض٤س جطلغ٣غ ججؼجتغ١، ذوحؿ صج٣، -

.17،18،م 1995-1994هـ جوح جؼح، ؼض جذوم جؼ جإلصجع٣س، ذؼرحؽ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

117

:العمؿ الدولي _ مكتب 3كمقره جينيؼ كلو فركع كبعثات في كىك بمثابة األمانة الدائمة لمييئة كمركز البحث كالنشر،

.1مختمؼ أنحاء العالـ

كقد اىتمت المنظمة بكضعية الطفؿ كحظر استغبللو اقتصاديا عف طريؽ عمالة األطفاؿ التي .2أصبحت آفة تيدد المجتمعات الفقيرة بشكؿ خاص

فقد أصدرت المنظمة العديد مف االتفاقيات التي تعالج شؤكف العمؿ المختمفة منيا االتفاقيات

138خرىا االتفاقيتيف رقـآالثمانية التي تمثؿ المعايير األساسية لحقكؽ اإلنساف في العمؿ، كاف اؿ عمؿ بشاف أسكا أشك 1999لسنة 182ف الحد األدنى لسف االستخداـ كاالتفاقية رقـأبش 1973لسنة

ىـ االتفاقيات التي أقرتيا مؤتمرات أك األطفاؿ المتاف تعتبراف مف االتفاقيات الثمانية المشار إلييا أعبله،بحيث تعتبر األحكاـ التي كردت فييا معايير أساسية العمؿ الدكلية في مجاؿ عمؿ األطفاؿ كأحدثيا،

.3لحقكؽ اإلنساف

كتتمثؿ ىذه االتفاقيات الثمانية في: المتعمقتيف بحرية الشتراؾ في الجمعيات كالتنظيـ النقابي. 98ك 87االتفاقيات رقـ -1 المتعمقتيف بإلغاء العمالة القسرية أك الجبرية أك السخرة. 105ك 29االتفاقيتاف رقـ -2 المتعمقتيف بالقضاء عمى عمالة األطفاؿ. 182ك 138االتفاقيتاف رقـ -3

عمؿ الدكلية كافة الدكؿ األعضاء غير المصدقة عمى كعمى ىذا األساس فقد دعت منظمة ال

.4لممبادرة عمى التصديؽ عمييا دكف إبطاء االتفاقيات الثمانية،

1،جغجغ 2007س ججض٣ضز لغ،وغ،صجع ججحؼ غؼ جطل ك٢ جوح جض٢ جؼح، كحس كذحضس جدض ػ٣ضج، -

.650،649جـحذن،م2ػحح جؿططحع جػجع الؿ٤ح "جج٤ق جػع١ جر٢"،ضج٤ض 37كل٢ ر٤ح جط٢ ضؼح٢ دغذح أ٤س ظ أػغ -

ع جط٢ أالف ل هـغج ٤و ذوغ هجع٣ز ذ٤س هجع٣غ جـحػ هحذ دحعهس ح ٣ط دلغ جور 6أػغ

.357جغجغ جـحذن، ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١، ؿحرح ح ض جحػ٤س غكحه جظ٣ ٣وط ك٢ جؼحعى:3 .25جغجغ جـحذن،م كحء غػم، -

4ظغز ،جإلـحصع جحالش جض٤س جطشووس طجش جطحذغ جالجطحػ٢ ك٢ دح٣س دوم أدـ ػغف، -

جر٤ضز هـ جوح جؼح، ٤س جذوم، جحؼس ؿؼض صدد ذحر٤ضز، جوح ججحت٢ جض٢، جطشون: حج٤ـط٤غ،

.61،م2008جحل٢

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

118

بحيث تعد ىذه االتفاقيات إذا قامت الدكؿ بالمصادقة عمييا ممزمة ليا كعمييا كبالتالي تنفيذىا لذلؾ كرغبة في عدـ تحمؿ العضك مف "،ممـزاالتفاؽ رابط أك " كقاعدة أف "الكفاء بالعيدتطبيقا لمبدأ"

التزاماتو الناجمة عف تصديقو عمى إحدل االتفاقيات الدكلية الصادرة عف المنظمة عف طريؽ مف الدستكر عمى أف العضك الذم ينسحب مف المنظمة 1/5فقد نصت ـ االنسحاب مف ىذه األخيرة،

حاب ال يؤثر عمى استمرارية سرياف ف ىذا االنسإف م اتفاقية عمؿ دكلية،أكيككف صادؽ عمى االلتزامات المنصكص عمييا في االتفاقية خبلؿ المدة التي حددتيا نصكصيا.

م قانكف أك عرؼأمف دستكر المنظمة ال يمكف أف تؤثر االتفاقيات عمى 19/8ككفقا لمـ

أك اتفاؽ يعطي لمعماؿ شركطا أكثر تفصيبل مف تمؾ المنصكص عمييا في االتفاقية كما تتميز ىذه إنيا إذ أف ىذه األعماؿ ما أف يتـ االنضماـ إلييا كدخكليا حيز التنفيذ ف االتفاقيات بقيمتيا القانكنية،

صدارىا بمرسـك تشريعي تسرم في أراضي أية دكلة دكف كتنظيمي كتنفيذم،الحاجة إلى إجراءات كا كمرجع ذلؾ إلى اعتبارىا مف قكاعد النظاـ العاـ الدكلي التي تنطكم عمى مصالح دكلية مشتركة،

مف اتفاقية 53مرة ال يجكز مخالفتيا كال االتفاؽ عمى مخالفتيا استنادا إلى ـآد دكلية تتصؼ بأنيا قكاع 1فينا لممعاىدات الدكلية.

نظاـ المنظمة عمى الدكؿ أف تقدـ تقارير سنكية إلى المنظمة نو يكجب أكما تجدر اإلشارة إلى تعطي فييا المعمكمات الكافية عف تطبيقيا لبلتفاقية.

كالجدير بالذكر ىك أف مجمس إدارة المنظمة ىك الذم يضع مكاصفات تمؾ التقارير حسب كؿ

يحدد ذلؾ المجمس اآلجاؿ كما اتفاقية عمى حدا ككذلؾ المعمكمات التي يجب أف يحتكم عمييا التقرير،كالجدير بالمبلحظة ىك أف لجنة مف الخبراء المستقميف ىي التي التي تقدـ فييا قد ترد بيدؼ تنفيذىا،

ىذا مع إمكانية قياـ مبعكث عف المدير العاـ لممنظمة ،تقـك بالنظر في التقارير لتدقيقيا قانكنيا كفنياالسبؿ التي تمكف مف تجاكز الصعكبات التي تعترض بإجراء اتصاالت في البمد المعني بيدؼ إيجاد

كتككف تمؾ االتصاالت إما بناء عمى طمب الدكلة المعنية تطبيؽ االلتزامات المترتبة عف االتفاقيات، 2أك االتفاؽ معيا.

1 .139جغجغ جـحذن,م دوم جإلـح ك٢ جوح جض٢ جؼح، ػرض جؼؼ٣ؼ جؼلح١، -

2 جذط٣حش ج٤٥حش صجع س طرحػس -سـح ك٢ جوح جض٢ جؼالهحش جض٤،دوم جإل ػرض جؼؼ٣ؼ هحصع١ -

.168،م2002جلغ جطػ٣غ،ججؼجتغ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

119

كأخيرا تجدر اإلشارة إلى منظمة العمؿ الدكلية قد لعبت دكرا كبيرا في مجاؿ حماية الطفؿ مف حيث تبنت العديد مف ككافة األشكاؿ السيئة لعمالة الطفؿ عمى مستكل العالـ، اقتصاديا، استغبللو

جراءات كضمانات حماية الطفؿ التي أرستيا القكانيف كالتشريعات الكطنية المختمفة العديد مف قكاعد كا 1منظمة العمؿ الدكلية.

ثانيا "اليونيسؼ" صندوؽ األمـ المتحدة لمطفولة

سبب األكضاع السيئة لؤلطفاؿ التي خمفتيا الحرب العالمية الثانية بك 1946ديسمبر11فيلتكفير الغذاء كالدكاء 2".صندكؽ طكارئ األمـ المتحدة لمطفكلة" ت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدةأنشأ

الصندكؽ كنظرا ألداء ىذا كالمأكل كالممبس ألطفاؿ الدكؿ التي كانت ضحية ىذه الحرب الضركس،دكرا متميزا في ىذا الشأف فقد أصدرت الجمعية العامة قراراىا بضركرة أف يكاصؿ الصندكؽ عممو

إلى كلذلؾ تـ تعديؿ اسمو مف "صندكؽ طكارئ األمـ المتحدة لمطفكلة" بصكرة مستمرة كدائمة،1953في اكتكبر األمـ المتحدة لرعاية الطفكلة" صندكؽ"

اؼ المجمس ،كيعمؿ ىذا الصندكؽ تحت إشر 3 4االقتصادم كاالجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة.

،مساعدة األطفاؿ في حاالت الطكارئكفيما بعد تطكر نشاط الصندكؽ كلـ يعد قاصرا عمى كىك االستجابة لحاجات األطفاؿ خاصة في الدكؿ النامية، شمؿ،أكبر ك أبؿ امتد نشاطو ليضطمع بدكر

5الطفكلة.كأصبح يغطي جميع مجاالت حماية

بحيث أصبح يقـك بتكجيو مساعدة بصكرة أكلية إلى برامج األطفاؿ طكيمة األمد لكنيا مازالت تتحرؾ بسرعة لمكاجية االحتياجات العاجمة لؤلطفاؿ في حالة الطكارئ كعمميات اإلصبلح كتعمير

التي تساكم بيف كؿ طكيؿ األجؿ كبذلؾ تككف اليكنيسيؼ قد تبنت الفمسفة العامة التفاقية حقكؽ الطفؿ 6أطفاؿ العالـ ببل تمييز بينيـ.

1 .234جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

2 (.1-)ص57طي جد جوغجع -

3 (.8-)ص802طي ذجد جوغجع -

4 .227جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

5 .186جـحذن،مجغجغ س،ذك٤ الك -

6 .80،م، جغجغ جـحذنأدـ ػغف -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

120

التي تمي اندالع النزاعات األكلى، الثمانية إلى الستة كما تقـك اليكنيسيؼ في األسابيعتعمؿ عمى تقكيـ كضع إذ المسمحة بالعمؿ مع شركاء آخريف لتمبية االلتزامات الرئيسية لؤلطفاؿ،

تكفير كاستقطاب الدعـ ليـ ضمف نطاؽ آليات معتمدة كاإلعبلف عنو، األطفاؿ كمراقبتو كاإلببلغ عنو،الغذاء لؤلطفاؿ كدعـ برامج التغذية المكمؿ بمشاركة برنامج الغذاء العالمي كتكفير مياه الشرب

المأمكنة.

سرىـ أعمى مكاصمة الدعـ لمتعرؼ عمى ىكية األطفاؿ المنفصميف عف اليكنيسيؼكتعمؿ ماكف مأمكنة أكتكفير ات المجتمعات المحمية لكي تنيض برعايتيـ كحمايتيـ،كتسجيميـ كتعزيز قدر

كمراقبة كرصد اإلساءة لؤلطفاؿ كاستغبلليـ كالتبميغ عنيا، كتكفير الدعـ النفسي كاالجتماعي، لؤلطفاؿ،عادة في مجتمعاتيـ. إدماجيـكاستقطاب الدعـ بالعمؿ عمى إطبلؽ سراح األطفاؿ المقاتميف كا

كعدد مف المنظمات غير اليكنيسيؼالتي تقـك بيا اإلدماجف مبادرات إعادة إفـ تكمف 1الحككمية تساعد في عممية تحكيؿ األطفاؿ مف مقاتميف إلى مدنيف.

ىـ مؤسسة دكلية تكرس جيكدىا لحماية األطفاؿ أثناء أكبر ك أ اليكنيسيؼ كمف ثـ كباعتبارالعاـ المعني لؤلميفف ىذه المنظمة ىي شريؾ متميز كبارز لمممثؿ الخاص إف النزاعات المسمحة،

باألطفاؿ كالنزاع المسمح.

بما في ذلؾ ميدانيا في جميع بما تممكو مف ىياكؿ أساسية كمكارد كخبرات كاسعة، كلميكنيسيؼلمستكل العالـ دكر قيادم ذم أىمية حاسمة بكجو خاص في ضماف المتابعة كالتنفيذ عمى ا أنحاء

2القطرم. ثالثا

مفوضية األمـ المتحدة لشؤوف الالجئيفكال تكف النزاعات المسمحة أية مشاعر تشكؿ الحياة األسرية كاحد مف الحقكؽ األساسية لمطفؿ،

أك اليجكـ فيي تطرد الناس مف منازليـ عندما يفركف مف مياديف المعارؾ، احتراـ ليذا الحؽ،مف المحتمؿ كثيرا أف يساء سرىـ الذيف يظمكف كحدىـ،أمخمفيف ال ممتمكاتيـ فحسب بؿ أفراد المباشر،كألنيـ محرمكف مف شبكة الحماية فإنيـ يصبحكف أكثر استضعافا كتعرضا لخطر الجكع إلييـ،

3كالمرض.

1جغ ضذو٤ ح ٣ؼ٣ض ػ وق ٤ ل ك٢ ؿغ٣الح ك٢ ججؼء جلح٢ جلغه٢ رالص 2003كل٢ أطذغ -

جدطغص جذس 1995ظ ػح ،ج٤٤ـقجط٢ ؼهطح جؼجػحش جـذس سال ج٤ ج٢ طذو٤ ذضػ

٣ذو ك٤ح جأللح ك٢ ٢ أ٣ح ٣جغ١ ك٤ح هق ئالم جحع، ٣غ" ضأ٤ ج٣ال" ؿ٣ح أ٣ح جضء ظ،ع ضذغ

.235جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، عجحء جرالص:أ2 .239جغجغ جـحذن،م ،ذص ؿؼ٤ض، ذص ؿؼ٤ض-

3 239جغجغ جـحذن،م ،ذص ؿؼ٤ض، ذص ؿؼ٤ض-

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

121

قاذ فكثيرا ما تجبر النزاعات كالصراعات الداخمية الناس عمى مغادرة أكطانيـ في محاكلة إلنلئؾ الذيف يبقكف داخؿ الدكلة أك كيطمؽ عمى ات لحقكقيـ اإلنسانية،أركاحيـ كاليرب مف االنتياك

1كيطمؽ عمى أكلئؾ الذيف يترككف بمدىـ كصؼ البلجئيف. بالنازحيف داخميا، تيا،أكالتي كاجيت األمـ المتحدة منذ نش كتعد مشكمة البلجئيف مف القضايا األشد إلحاحا،

خاصة بعدما ثبت أف أكثر بكثير مف أكثر مجمكعات الناس تعرضا لممعاناة في العالـ،فالنازحكف مف نصؼ نازحي العالـ أطفاؿ سكاء كاف ذلؾ نتيجة نزاع مسمح أك اضطياد أك غير ذلؾ مف انتياكات

حقكؽ اإلنساف.

جئيف،اىتماما خاصا بمشكمة البل كمف ىنا فقد اىتمت األمـ المتحدة منذ سنكات عمميا األكلى،،المنظمة الدكلية لبلجئيف كمنظمة 1947إذ أنشئت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة في جكاف

كذلؾ لمساعدة في إعادة تكطيف البلجئيف الذيف سنكات، ثبلثمتخصصة غير دائمة لكالية مدتيا شردكا في أعقاب الحرب العممية الثانية.

كمف منطمؽ أف المنظمة لـ تتمكف مف كضع نياية لمشكمة البلجئيف قبؿ نياية كاليتيا، كيبدكاالنظاـ األساسي لمفكضية 1950ذلؾ اعتمدت الجمعية العامة في دكرتيا الخامسة المنعقدة في عاـ

األمـ المتحدة لشؤكف البلجئيف. جب القرار رقـبمك كما حددت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة اختصاصات المفكضية،

حيث تتمثؿ الكظيفة األساسية لممندكب السامي لؤلمـ ،1950ديسمبر 14الصادر في (5 -د 428) 2المتحدة لشؤكف البلجئيف في كفالة الحماية الدكلية لبلجئيف.

كعندما يككف األطفاؿ السيما في سنكات عمرىـ المبكر متكميف عمى آبائيـ كعمى الراشديف

مكاجية سكء التغذية أك النجاة عمىقؿ قدرة أفيـ الزمة لبقائيـ،ات تكفير االحتياجاجؿ أاآلخريف مف إف احتياجات النمك كأكثر عرضة لسكء المعاممة كاإلىماؿ كاالعتداء كاالستغبلؿ الجنسي، مف المرض،

ال يناؿ في كثير مف الحاالت قدره مف االعتبار في جيكد أساسياالخاصة باألطفاؿ تمثؿ كاقعا كلتمكيف الطفؿ مف النمك كالتطكر بصكرة طبيعية يستكجب تكفير لو احتياجات معينة متناسبة اإلغاثة،

ف الرعاية الصحية األساسية كالتغذية كالتعميـ تعد عناصر ضركرية لنمك أكالجميع يعترؼ ب مع عمره، 3األطفاؿ بدنيا كفكريا فتمعب المفكضية دكرا ال يستياف بو لضماف تمؾ الحماية.

1 .69،م2009، 5 ، طرؼس جـغخ دوم جإلـح)أؿثس أجذس(،ئهضجعجش ج٤ـ، ٤ل٤، ٤ح -

2 .240،239م جغجغ جـحذن، ذص ؿؼ٤ض، ذص ؿؼ٤ض، -

3 ٤س جذوم جؼ جـ٤حؿ٤س، جحؼس غج، عؿحس صطعج، جذح٣س جض٤س الجة جـ٤حؿ٢، ػرض جط٤ق كحهس،-

.333.م2006،2007جوح جؼح،هـ

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

122

عماؿ الكامؿ كالعاجؿ لحقكؽ إلأكدت الجمعية العمة ضركرة ا السابعة كالخمسيففي الدكرة كاألطفاؿ عمى النحك الذم تكمفو جميع الصككؾ المتعمقة بحقكؽ اإلنساف بما في ذلؾ اتفاقية حقكؽ

الطفؿ.ؿ كفي الكاقع اتخذت مفكضية األمـ المتحدة لبلجئيف مبادرات عديدة لدمج قضايا األطفا

كنتيجة لذلؾ أمكف الشركع في تحقيؽ مكاسب ممحكظة عمى كالنزاعات المسمحة في سياستيا كبرامجيا،بيد أف ىذه المكاسب ال تزاؿ كالمستكيات اإلجرائية داخؿ ىذه المؤسسة، مستكيات كضع السياسات،

عطاؤىا الصفة المؤسسيةما لـ يتـ كيمكف أف تضعؼ كتتبدد، ىشة، .تعزيزىا كا

الكاضح أف الجيكد المبذكلة في مجاؿ قضايا األطفاؿ كالنزاعات المسمحة في نطاؽ كمف ف الشكاغؿ المتعمقة ك أال تزاؿ ذات طبيعة عرضية متباينة، ، مفكضية األمـ المتحدة لشؤكف البلجئيف

باألطفاؿ كالنزاعات المسمحة بحاجة إلى أف تدمج بشكؿ أكثر تحديدا كمنيجية في مجاالت االىتماـ 1لمفكضية األمـ المتحدة لشؤكف البلجئيف.

الفرع الثاني

المنظمات غير الحكومية دورحد ينكر الدكر الفعاؿ الذم لعبتو كتمعبو مختمؼ المنظمات غير الحككمية في مجاؿ أ ال

كنضاؿ أعضاء ىذه ذلؾ عف طريؽ المبادرات الخاصة في الميداف، حماية كترقية حقكؽ اإلنساف، كالييئات في الدكؿ اتجاه الدكؿ التي ال تحتـر حقكؽ اإلنساف كال تضمف الحريات العامة،المنظمات

عمؿ اتحاد الصميب األحمر الدكلي في مجاؿ تحضير الدراسات كمشاريع القانكف الدكلي اإلنساني فكما أف دكر منظمة العفك الدكلية كغيرىا مف جمعيات الدفاع عف حقكؽ اإلنساف غني عف التعريؼ،

2معركفة.

سنكتفي بالتعرض ، لدكلية غير الحككمية بسبب كثرتياكنظرا لتعذر التعرض لكافة المنظمات اىذه المنظمات في مجاؿ حماية األطفاؿ مف التجنيد في النزاعات المسمحة كىي كأنشطبرز أإلى

كمنظمة حقكؽ إلنساف األمريكية )ثانيا( منظمة العفك الدكلية ،)أكال(المجنة الدكلية لمصميب األحمر )ثالثا(. تس ككتش"يف رامىيك "

1 .242جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض، ذص ؿؼ٤ض، -

2 .296،295جغجغ جـحذن،م ذض ذؿطح، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

123

أوال مصميب األحمرلة الدولية نالمجكىي تعمؿ منذ نشأتيا عمى ،ىي منظمة غير حككمية،1المجنة الدكلية لمصيب األحمر

ساعية بمبادرة منيا، االضطبلع بدكر الكسيط المحايد في حاالت النزاع المسمح كاالضطرابات،أك استنادا إلى اتفاقيات جنيؼ كبركتكككلييا اإلضافييف إلى كفالة الحماية كالعكف لضحايا النزاعات

2المسمحة الدكلية كغير الدكلية.

شماؿ "سكلفرينك "في ميداف 1859إلى عاـ تعكد نشأة المجنة الدكلية لمصميب األحمر،كحدثت ضد النمساكييف الذيف كانكا قد احتمكا الببلد،معركة حيث شف الفرنسيكف كااليطاليكف، ايطاليا،

3مف القتمى كالجرحى. 40000مجابية عنيفة أسفرت خبلؿ بضع ساعات عف خسائر بمغت

صرار رجؿ كاحد ىك مكاطف سكيسرم يدعى" ىنرم كيعكد الفضؿ في نشأتيا إلى رؤية كا نداء إلى السكاف المحمييف طالبا منيـ إذ قاـ بتكجيو ، "سكلفادكر" بعد مشاىدتو لمعركة ،4"دكناف

" كطالب فيو ذكرل سكلفرينك كعند عكدتو إلى سكيسرا نشر كتاب" مساعدتو عمى رعاية الجرحى،ية الجرحى ضركرة تشكيؿ جمعيات إغاثة في كقت السمـ تضـ ممرضيف كممرضات مستعديف عمى رعا

ييـ مساعدة الخدمات الطبية التابعة لئؾ المتطكعكف الذيف قد يتعيف عمأك بكاالعتراؼ كقت الحرب، لمجيش كحمايتيـ بمكجب اتفاؽ دكلي.

" كىي جمعية خيرية "جمعية جنيؼ لممنفعة العامة ،تـ إنشاء1863كنتيجة لذلؾ، كفي عاـ

6ت إمكانية كضع أفكار دكناف مكضع التطبيؽ.حلم 5كلجنة مف خمسة أعضاء بمدينة جنيؼ،

1"جو٤د جألدغ جض٢" ضؼر٤غ كحتغ ػ "جذغس ٣رـ٢ جط٤٤ؼ ذ٤ ججس جض٤س و٤د جألدغ ضـ٤س -

ججؼ٤حش ج٤س ال جألدغ جو٤د جألدغ. ،1919جض٤س و٤د جألدغ جال جألدغ جظ١ ضأؿؾ ؿس2 .191،190جغجغ جـحذن،م ك٤ الكذس،-

3 .175،م 1999حض لغ جطػ٣غ،جألعص،صجع جذ دوم جإلـح جوح جض٢ جإلـح٢، ك٤و كطح١، -

4 ػحتس ػغكص ذحجحس جػغز، ض صح ك٢ ج٤ق، ( ؿ٣ـغ١ جأله،1910-1828) ػحف ح ذ٤ -

جظحش ػغ ؿؼض هللا، ح حص جص ك٢ وحس جغم: ح ظ ؼس أظحكغ ئ٠ أػح جرغ جإلدـح،

.88،م2009،صجع س لغ جطػ٣غ،ججؼجتغ،-ذ٤ جظغ٣س جططع-جذ٤س ك٢ جوح جض٢جض٤س ؿ٤غ 5 ػغ ؿؼض هللا، ججغج صكع كال ػ غ١ صح: جع، جذ٤ح، ضلط ظ جألػحء ك٢:جؿطحف ج٤،-

.89جغجغ جـحذن،م6صجع ججحؼس ٤ن جوح جض٢ جإلـح٢،جغهحذس جض٤س ػ٠ ضطر ئذغج٤ جدض س٤لس،-

.111،م2007ججض٣ضز،وغ،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

124

كىي منظمة "،جنة الدكلية لمصميب األحمرمالليصبح "تـ تغيير اسميا 1886كفي عاـكتعمؿ المنظمة إال أف نشاطيا دكلي كمقرىا بجنيؼ سكيسرية تخضع لمقانكف المدني السكيسرم،

لمساعدة الضحايا مف خبلؿ تكفير الحماية لضحايا الحركب كالنزاعات المسمحة الدكلية كالداخمية بعد الحرب كالمحتجزيف مف المدنييف لسر أعمى أحكاؿ االطبلعمف خبلؿ مكافقة أطراؼ النزاع،

1عمى السجكف لمعرفة مدل الشركط اإلنسانية. االطبلعكالمعتقميف ألسباب أمنية إلى جانب

،الحياد، اإلنسانية كما تعمؿ المجنة كتؤدم دكرىا في إطار احتراـ المبادئ األساسية اآلتية:كىذه المبادئ قد تبنتيا صراحة المجنة الدكلية العالمية، الكحدة، التطكع، االستقبلؿ، عدـ التحيز،

1965.2الخاص بيا المنعقد في فينا عاـ 20لمصميب األحمر كأسمكب لمعمؿ في المؤتمر الدكلي رقـكما قد أسيمت المجنة في اتفاقيات جنيؼ كبركتكككليا اإلضافييف إلى إعطاء أىمية كبرل

أك األحكاـ المكرسة األحكاـ التي تشمؿ مجمؿ السكاف المدنييف، سكاء بكاسطة لحماية األطفاؿ،كما أسيمت المجنة أيضا في بمكرة معاىدات أخرل تكفؿ حماية مماثمة مثؿ اتفاقية بالكامؿ لؤلطفاؿ،كبركتكككليا االختيارم بشاف اشتراؾ األطفاؿ في النزاعات (38)المادة1989لعاـحقكؽ الطفؿ

1998عاـ ،المحكمة الجنائية الدكلية 1997عاـ اكتاكاكمعاىدة 2000المسمحة، المعتمد عاـ 3يعد جريمة حرب.التي نصت عمى أف تجنيد األطفاؿ ) 8المادة (

ىذا إلى جانب النشاطات الداخمية لمجنة كالتي نذكر منيا:

.1995_ خطة عمؿ الحركة لصالح األطفاؿ المتضرريف مف النزاعات المسمحة 1تتككف الحركة الدكلية لمصميب األحمر كاليبلؿ األحمر مف المجنة الدكلية لمصميب األحمر كاالتحاد الدكلي لجمعيات الصميب األحمر كاليبلؿ األحمر فضبل عف الجمعيات الكطنية لمصميب األحمر

كاليبلؿ األحمر.

1 جألعص، صجع ج٤حػع١ جؼ٤س لغ جطػ٣غ، دوم جإلـح، دـح ذض كل٤ن، ػ٢ ػرض جغػجم جؼذ٤ض١، -

.128،م2009جطرؼس جؼغذ٤س،2 .229جغجغ جـحذن،م طوغ ؿؼ٤ض دصز، -

3 .254.253جغجغ جـحذن،م ٤ض،ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ-

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

125

كتمـز الخطة الحركة بما يمي:

االلتزاـ األوؿ:-أ كتـ تحديد ثبلثة أىداؼ لمكفاء بيذا التزاـ كىي: يتمثؿ االلتزاـ األكؿ في منع استخداـ األطفاؿ كجنكد،

الهدؼ األوؿ:كالتي تحظر التجنيد العسكرم لؤلشخاص الذيف لـ يبمغكا تعزيز المعايير القانكنية الكطنية كالدكلية،

كاالعتراؼ بيذه المعايير مف العدائية، كما تحظر استخداميـ في األعماؿ الثامنة عشرة مف العمر، جانب كافة المجمكعات المسمحة الحككمية كغير الحككمية.

أسس العمؿ:

،تجنيد 1949تحظر كؿ مف اتفاقية حقكؽ الطفؿ كالبركتكككؿ اإلضافي األكؿ التفاقيات جنيؼ لعاـتخذ الدكؿ األطراؼ كافة "ت كما ينصاف أف األطفاؿ دكف الخامسة عشرة مف العمر في القكات المسمحة،

التدابير الممكنة لمنع اشتراؾ األطفاؿ دكف ىذه السف في األعماؿ العدائية."كلكنيـ لـ فعند التجنيد مف بيف األشخاص الذيف بمغ سنيـ خمس عشرة سنة، إضافة إلى ذلؾ، كبر سنا.أتسعى إلعطاء األكلكية لمف ىـ أفيجب عمى الدكؿ األطراؼ يبمغكا ثمانية عشرة سنة،

ككفقا لمبركتكككؿ اإلضافي الثاني التفاقيات جنيؼ المنطبؽ عمى النزاعات المسمحة الداخمية، أك السماح لو باالشتراؾ في األعماؿ العدائية. ال يجكز تجنيد طفؿ لـ يبمغ الخامسة عشرة مف العمر،

اشتراكيـ في النزاعات كعدـ جؿ تعزيز مبدأ عدـ تجنيد األطفاؿ دكف الثامنة عشرة مف العمر،أمف ك حاجة لتحسيف المعايير القانكنية الدكلية كالكطنية كتقكيتيا. مةفت المسمحة،

الهدؼ الثاني:

منع األطفاؿ مف االنضماـ إلى القكات أك الجماعات المسمحة عبر إمدادىـ ببدائؿ عف التجنيد. :أسس العمؿالحاجة تقـك أيضا لتدابير مكجية إلى ف إف جؿ الحيمكلة دكف أف يصير األطفاؿ جنكدا،أمف

األطفاؿ أنفسيـ ػ كتشير الدراسات إلى أف الكثير مف األطفاؿ ال ينضمكف إلى القكات أك المجمكعات نو إذا تكفرت لؤلطفاؿ الجنكد بدائؿ عف االشتراؾ في النزاعات الختار الكثيركف مف أك المسمحة طكعا،

بينيـ ممارسة أنشطة أخرل.

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

126

كبكسع الجمعيات الكطنية أف تمعب دكرا مؤثرا في تكفير بدائؿ لؤلطفاؿ الميدديف بخطر التحكؿ إلى 1الجنكد.

:الهدؼ الثالثتنمية كعي المجتمع بالحاجة إلى الحيمكلة دكف انضماـ األطفاؿ لمقكات باشتراؾ األطفاؿ في النزاع

ف اآلثار طكيمة المدل ألتنمية الكعي العاـ بشفالحاجة قائمة إذف أك يشجعكنيـ عمى ذلؾ، المسمح،كما يتعيف الدعكة لعدـ استخداـ األطفاؿ بالنسبة لؤلطفاؿ أنفسيـ كالمجتمع الذم يعيشكف داخمو،

كجنكد. :االلتزاـ الثاني-بكقد تـ تحديد ثبلثة القياـ بتدابير مممكسة لحماية كمساعدة األطفاؿ مف ضحايا النزاعات المسمحة،

لمكفاء بيذا االلتزاـ ىي: أىداؼ : مكاجية االحتياجات النفسية كالبدنية لؤلطفاؿ الذيف يعيشكف مع أسرىـ.الهدؼ األوؿ : مكاجية االحتياجات النفسية كالبدنية لؤلطفاؿ غير المصحكبيف بدكييـ.الهدؼ الثاني الدفاع عف قضية األطفاؿ الذيف اشترككا في النزاع المسمح. :الهدؼ الثالث

:المؤتمر الدولي لمصميب األحمر والهالؿ األحمر _2

كقد سنكات مف حيث المبدأ، أربعيجتمع المؤتمر الدكلي لمصميب األحمر كاليبلؿ األحمر كؿ ف حماية أتـ اعتماد قرارات عدة خبلؿ المؤتمرات الدكلية كاجتماعات مجمس المندكبيف األخرل بش

مف بينيا:األطفاؿ الذيف يكاجيكف نزاعا مسمحا نذكر

ج)د(:2القرار -أ"يكصي أطراؼ النزاع :1995ديسمبر المؤتمر الدكلي السادس كالعشركف المنعقد بجنيؼ في

كاتخاذ كافة التدابير لتجنب اشتراؾ باالمتناع عف تسميح أطفاؿ يقؿ أعمارىـ عف الثامنة عشرة سنة، األطفاؿ ممف لـ يبمغكا الثامنة عشرة في األعماؿ العدائية".

1 .259،258،257،256،جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

127

ج)ز(:2القرار-ب"تشجيع الدكؿ كالحركة كغيرىا مف الييئات كالمنظمات ذات الصمة عمى بمكرة تدابير كقائية كتقديـ البرامج القائمة ككضع برامج جديدة تكفؿ لؤلطفاؿ مف ضحايا النزاعات المسمحة مساعدة طبية كنفسية

1ابع الخاص لتمؾ األمكر.كاجتماعية يقدميا بقدر المستطاع أشخاص مؤىمكف كمتفيمكف لمط

:2223-2222_ خطة عمؿ الحركة الدولية لمصميب االحمر3تعمؿ الحركة الدكلية لمصميب األحمر عمى ضركرة االحتراـ الكامؿ مف جانب كافة أطراؼ

النزاع المسمح اللتزاماتو بمكجب القانكف الدكلي اإلنساني.ك غير مباشرة طكعية كانت أمباشرة كانت العدائية،كفيما يتعمؽ بمشاركة األطفاؿ في األعماؿ

ف مككنات المجنة الدكلية لمصميب األحمر كاليبلؿ األحمر ال تزاؿ تطالب باإلجماع إف أك إجبارية، كبكؿ قكة باف تككف الثامنة عشرة ىي الحد األدنى مف العمر.

حيف بمكغ ىذا اليدؼ ينبغي أف تتركز كافة الجيكد عمى تطبيؽ القانكف الدكلي اإلنساني إلى

كالذم ال يجكز لطفؿ لـ يبمغو أم االحتراـ الصاـر لسف الحد األدنى البالغ خمسة عشر عاما، القائـ، أف يحمؿ السبلح.

الكطنية كالمجتمعات كفي كاقع األمر أف تحقيؽ مثؿ ىذه األىداؼ يقتضي أف تكفر السمطات

عمى النحك الذم المحمية لكؿ بمد مف البمداف المعنية سبؿ المشاركة الفعالة في كافة مراحؿ العمميات،مع تكفير بدائؿ أخرل غير تجنيد ، يعزز احتراـ القكاعد التي تكفؿ حماية األطفاؿ ضحايا النزاعات

ف يجدكا مرة أخرل بيئة عائمية كاجتماعية أك األطفاؿ عمى أف يندمجكا مجددا في مجتمعاتيـ األصمية، لتطكرىـ كرفاىـ في المستقبؿ.

ثانيا منظمة العفو الدولية

جؿ ترقية كتعزيز حقكؽ اإلنساف أتعتبر منظمة العفك الدكلية حركة عالمية تقـك بحمبلت مف لمدكلة أك كانكا مف أشكاؿ التعسفات المرتكبة ضده مف األشخاص الذيف ليـ سمطة سكاء كانكا أعكاف

أشخاص عاديكف ليـ نفكذ في دكاليب كأجيزة الدكلة.

1 .262،261جغجغ جـحذن،م ذص ؿؼ٤ض ذص ؿؼ٤ض، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

128

"بيتر نشأت ىذه المنظمة مف طرؼ مجمكعة مف المحامييف أبرزىـ المحامي البريطاني المكمؼ باستقباؿ المعمكمات حكؿ سجناء الرأم كالمعتقميف، مكتب "لندف"الذم قاـ بتأسيس بينسكف"

صدار نداءات لمرأم العاـ كتقديـ مساعدات ليؤالء السجناء، كحثت الحركة بعد ذلؾ الدكؿ عمى كا االنضماـ إلى المعاىدات الدكلية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف كالسعي إلى تعزيز احتراميا.

ايرلندا كبمجيكا، كبعدىا عقد اجتماع فرنسا، كتأسست بعد ذلؾ الكثير مف الفركع الكطنية في ألمانيا، بحث عف كيفية تأسيس منظمة دائمة.لم 1961جكيمية 23في

باعتبارىا منظمة دكلية العفك" تـ تبني قكانيف ىذه المنظمة تحت اسـ" 1961اكتكبر 14كفي حيث ، كبؤ الدعف العمؿ جؿ حرية الرأم كالديف كمنذ ذلؾ الكقت لـ تتكقؼ ىذه المنظمة،أتسعى مف

1ككنت فركع ليا في العديد مف البمداف كأعضاء متعاطفيف في اغمب البمداف في العالـ. كتتمثؿ ىذه األىداؼ في:

تعزيز الكعي كالتمسؾ باإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كغيرىا مف قكانيف حقكؽ اإلنساف -1

لمتجزئة كليذا فمنظمة العفك كتأكيد جميع حقكؽ اإلنساف كحرياتو كعدـ قابميتيا المعترؼ بيا دكليا،كحتى تضمف المصداقية فيي ال تنحاز ألم طرؼ كال تميؿ الدكلية ال تتدخؿ في النزاعات السياسية،

ألم لكف سياسي أك ديني فيي ال تدعـ أم حككمة كال تقؼ ندا ألم نظاـ سياسي.ارسة شعائره كعدـ معارضة االنتياكات الخطيرة لحقكؽ اإلنساف كحؽ اإلنساف في اعتناؽ كمم -2

كترل منظمة العفك الدكلية أف الجميع باستطاعتو أف يمعب دكرا في حماية حقكؽ الكؿ تعرضو لمتمييز،فالدفاع عف حقكؽ اإلنساف يعني كييـ العالـ كمو بغض النظر عف دكف اعتبار لبلنتماءات ،

ال تحكؿ دكف الدفاع كصيانة االختبلفات في الديانات كاألعراؼ كاأللكاف كاأللسف فيده كميا حكاجز 2حقكؽ ككرامة اإلنساف.

ف األطفاؿ حكؿ ثبلثة مكاضيع رئيسية:أكما يتمحكر عمؿ المنظمة بش

األطفاؿ في ظؿ حياة العائمة كالمجتمع كاألطفاؿ األطفاؿ في ظؿ النظاـ القضائي الجنائي، في ظؿ النزاعات المسمحة.

1 ػ٠ جحتؼز ذ ـال. 1971وض دحػش ظس جؼل جض٤س ك٢ ؿس -

2 ظغز حجـطغ، ضغه٤س دح٣س دوم جإلـح ك٢ ججؼجتغ،جظحش ؿ٤غ جذ٤س صعح ك٢ كغ٣ق كغ٣ل٢، -

-2007،هـ جوح جؼح، جحؼس أذ٢ ذغ ذوح٣ض ضـح، ٤س جذوم دوم جإلـح، جطشون:

.29،28،27،م2008

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

129

الدكؿ كالضغط عمى الحككمات قصدا لمتكقيع جؿ حمؿ أكتناضؿ منظمة العفك الدكلية مف عمى االتفاقيات الدكلية لحماية الطفؿ كالبركتكككالت الممحقة بيا كالمصادقة عمييا حيث تعمؿ الفركع كالمجمكعات التابعة لمنظمة العفك الدكلية بشاف حقكؽ الطفؿ في جميع األقاليـ مستخدمة عدة أساليب

1كتعميـ حقكؽ اإلنساف كالتكعية بيا. عالمية،مف التحركات الدكلية كالحمبلت ال

كما تدعك المنظمة جميع األطراؼ المتحاربة إلى احتراـ القانكف اإلنساني الدكلي كحقكؽ كما أنيا ،المدنييفكتؤكد لمقكات الحككمية كالجماعات المسمحة انو ال يمكف تبرير استيداؼ اإلنساف،

ككذلؾ منع عف جرائـ الحرب كالجرائـ ضد اإلنسانية،جؿ كضع حد إلفبلت مف العقاب أتناضؿ مف انتشار األسمحة التي تؤجج النزاعات كاالنتياكات.

جؿ كقؼ استخداـ الجنكد أكما تعمؿ منظمة العفك الدكلية بصفتيا عضكا في االئتبلؼ مف

عادة دمج الجنكد األطفاؿ عمى كضع حد لتجنيد األطفاؿ في القكات المسمحة، األطفاؿ، السابقيف كا 2في الحياة المدنية.

عمى سبيؿ المثاؿ 2005كما شممت بكاعث قمؽ المنظمة التي جرل العمؿ بيا خبلؿ عاـ كالمتعمقة بقضايا كأزمات حقكؽ الطفؿ تمؾ االنتياكات المتعددة التي يعاني منيا األطفاؿ عمى أيدم

االنتفاضة.دأ جية أخرل منذ بفمسطينية مف كالجماعات السياسية ال الجيش اإلسرائيمي مف جية،لمنظمة العفك الدكلية في منتدل مع منظمات غير حككمية أخرل لتبادؿ الدانماركيكما شارؾ الفرع

قرار مبادرات مشتركة لمناشدة الحككمة جؿ كضع أكغيرىا مف السمطات مف الدانماركيةالمعمكمات كا لتي غطاىا المنتدل معاممة األطفاؿ كشممت المكضكعات ا اتفاقية حقكؽ الطفؿ مكضع التطبيؽ،

القصر غير المصحكبيف بأقاربيـ عند إجراءات المجكء.

ككثفت منظمة العفك الدكلية جيكدا حكؿ حماية حقكؽ الطفؿ أثناء انعقاد الدكرة االستثنائية ،2002مايك مف عاـ 10ك08في نيكيكرؾ ما بيف لمجمعية العمة لؤلمـ المتحدة المخصصة لؤلطفاؿ،

3000ممثؿ دكلة كحككمة رفيعي المستكل إلى ما يزيد عف 120رئيس دكلة ك 60كذلؾ بحضكرناشط في حقكؽ اإلنساف يمثمكف منظمات غير حككمية معينة في مجاالت حقكؽ الطفؿ بما فييا

مؤتمرا ىؤالء الناشطكف شكمكا عمى مدار ثبلثة أياـ مف انعقاد الجمعية العامة، منظمة العفك الدكلية،ناقشكا مف خبللو أكضاع الطفؿ في العالـ عمى كافة مدنيا مكازيا لمؤتمر الحككمات كالدكؿ،

1 جطشون: ،ظغز حج٤ـطغ، ،صع ظس جؼل جض٤س ك٢ دح٣س ضغه٤س دوم جإلـح ص٣ر٢ ذز جؼغ١ -

.37م 2007-2006هـ جوح جؼح، ٤س جذوم، جحؼس غج، دوم جإلـح،2 .24غجغ جـحذن،مج كحء غػم، -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

130

"عالـ جدير باألطفاؿ" كطرحكا السبؿ المؤدية إلى تحسيف أكضاعيـ كذلؾ تحت شعار المستكيات، .كىك شعار الدكرة االستثنائية

فتكقفت عند جؿ حقكؽ الطفؿ،أكفي ىذه الدكرة كاف لمنظمة العفك الدكلية تدخبل فعاال مف

األكضاع الصحية المتردية، التعميـ، الحرماف، المشاكؿ كاألزمات التي يعاني منيا األطفاؿ كالفقر،الظركؼ الصعبة التي تكاجييـ في الحركب كالنزاعات المسمحة مشاكؿ البغاء، عمؿ األطفاؿ،

رىا مف المكاضيع كالقضايا األساسية إلى غي كانعكاس ذلؾ عمى حاالتيـ الفسيكلكجية كالسيككلكجية،كالبركتكككالت 1989التي تخص شؤكف األطفاؿ كالتي أكدت عمييا أيضا االتفاقية الدكلية لعاـ

الممحقة بيا.

كلكف بالرغـ مف الدكر البارز الذم تمعبو منظمة العفك الدكلية في الضغط عمى الحككمات الة لؤلشخاص األكثر ضعفا مثؿ المرأة كالطفؿ،جؿ سف قكانيف تيدؼ إلى حماية فعأكالدكؿ مف

كمطالبة ىذه الدكؿ بمراجعة القكانيف الداخمية التي تتعمؽ بيذه الفئات إال أننا يمكننا أف نكجو انتقاد منطقي حسب كجية نظرنا أك رؤيتنا بعد ىذا التحميؿ أف منظمة العفك الدكلية بضغطيا عمى

ال كىك مبدأأاخمية قد مست بمبدأ ىاـ في القانكف الدكلي العاـ جؿ تغيير قكانينيا الدأالحككمات مف كمف جية أخرل نرل أف مطالبة منظمة العفك الدكلية ، "السيادة الكطنية" لمقانكف كلمدكلة ىذا مف جية

ككف كفؽ مزاج كتطمعات أعضائيا فقط مما يؤدم إلى تيمش خصكصية حقكؽ يم قانكف أبمراجعة منظمة العفك الدكلية تطالب بإلغاء عقكبة اإلعداـ كتسكية حقكؽ الميراث بيف الشعكب كاألقميات مثبل

الرجؿ كالمرأة كمسائؿ عديدة تتعمؽ بالزكاج كالطبلؽ كالحريات الدينية التي ليا طابع خاص في دكؿ ، ة اإلسبلمية عند الدكؿ اإلسبلميةأخرل ذات ديانات متباينة كىذا ما نجده يتعارض مع مبادئ الشريع

ما يؤدم حتما إلى القكؿ باف منظمة العفك الدكلية تتدخؿ في السيادة الكطنية لمدكؿ كعدـ احتراـ مالخصكصية االجتماعية كالثقافية كالدينية لؤلمـ كالشعكب كبالتالي انتياؾ منظمة العفك الدكلية ألحد

ة كاإليديكلكجيات الفكرية ابرز أىـ المبادئ التي ترتكز عمييا كىك مبدأ الحياد كاالستقبللية في األنظم 1كالدينية.

1 .43،42،39،38جغجغ جـحذن،م :ص٣ر٢ ذز جؼغ١،

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

131

ثالثا منظمة حقوؽ اإلنساف األمريكية

"ف رايتس ووتشمهيو "سيا الكسطى آبإنشاء قسـ أكركبا ،1987نشاطيا في عاـ ىيكمف راتس ككتشبدأت منظمة

لمراقبة حقكؽ اإلنساف" أما اليـك فقد أصبحت تضـ ىمنسكي الذم كاف يعرؼ أنداؾ باسـ "منظمة مكضكعية"كما تشمؿ المنظمة أقساما " كذلؾ أقساما تغطي إفريقيا كاألمريكيتيف كاسيا كالشرؽ األكسط،

كغيرىا مف كالعدالة الدكلية، ك حقكؽ المرأة، كحقكؽ الطفؿ، تتعمؽ بنقؿ األسمحة، كحقكؽ الطفؿ، المكاضيع.

ريكدم مكسكك، برككسؿ، لندف، لكس لنجمس، كاشنطف، نيكيكرؾ،كلدل المنظمة مكاتب في كغيرىا.كىكنغ ككنغ جانيرك،

تدعميا مساىمات األفراد كالمؤسسات كىيكمف رايتس ككتش منظمة غير حككمية مستقمة،مباشر أك غير المنظمة أم أمكاؿ مف الحككمات، سكاء بشكؿ كال تقبؿ الخاصة في شتى أنحاء العالـ،

مباشر.بيدؼ رصد مدل مراعاة حقكؽ 1989نشأ قسـ الشرؽ األكسط في المنظمة في عاـأكقد

كالعمؿ عمى تعزيز االلتزاـ بيذه اإلنساف المعترؼ بيا دكليا في منطقة الشرؽ األكسط كشماؿ إفريقيا،عبلء شانيا. 1الحقكؽ كا

حقكؽ اإلنساف بما تنشره مف معمكمات كقد عيد عف المنظمة أنيا سباقة في فضح انتياكات

كىذه السمعة التي جعمتيا مصدرا أساسيا لممعمكمات لممعنييف بحقكؽ اإلنساف، مكثقة بيا في أكانيا، كمذاىبيا العرقية كالدينية. كتكتبلتيا الجغرافية السياسية، بغض النظر عف تكجياتيا السياسية،

تباع اإلجراءات القانكنية فكر كالتعبير،عف حرية الىيكمف رايتس ككتش كتدافع منظمة كا كتقـك المنظمة بتكثيؽ كبناء مجتمع مدني قكم، الكاجبة إلقامة العدؿ كالمساكاة في الحماية القانكنية،

كاليدؼ كالتمييز كغيرىا مف انتياكات جميعيا، السجف التعسفي التعذيب، االختناؽ، أعماؿ القتؿ، محاسبة الحككمات التي تتعدل عمى حقكؽ مكاطنييا.الذم تنشده مف كراء ذلؾ ىك

1 .497،م1،2010جطػ٣غ،جألعص،،صجع جػوحكس لغ جوح جض٢ ذوم جإلـح ػغذس جرحع جشؼعج٢،-

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

132

جؿ تعزيز أكما تتطمع المنظمة إلى كسب تأييد الرأم العاـ العالمي كالمجتمع الدكلي بأسره مف عبلء ش 1نيا.أالحقكؽ اإلنسانية لمبشر كافة كا

مف خبلؿ منشكراتيا عمى تغطية انتياكات حقكؽ 2فقد دأبت ىذه المنظمة غير الحككمية

فيي تتابع التطكرات الجارية في تمؾ بمدا حكؿ العالـ، 70اإلنساف الدكلية كالقانكف الدكلي في أكثر مف كحركة تدفؽ األسمحة إلى قكل تنتيؾ حقكؽ اإلنساف، كما تتابع تطكرات حقكؽ المرأة كالطفؿ، البمداف،

اه حقكؽ كمسؤكليات الشركات اتج خرل ىناؾ الحريات األكاديمية،كمف المكضكعات الخاصة األ كالبلجئيف. كالمخدرات، كالسجكف، الدكلية، كالعدالة اإلنساف،

التي تفضح االنتياكات التي كقد يجد أم طرؼ مف أطراؼ النزاعات نفسو ىدفا ليذه المنظمة، ،كالتكتسي اليكتككلعؿ الكشؼ عف انتياكات ترتكبيا الحككمات أك المتمردكف عمى حد سكاء،

لحقكؽ اإلسرائيمييفكانتياكات كانتياكات الصرب كالكركات كمسممي البكسنة كألباف لككسكفك، ىي مف األمثمة البارزة عمى ذلؾ. الفمسطينييف

ككثيرا ما دعت الكاليات المتحدة إلى مساندة حقكؽ اإلنساف في سياساتيا الخارجية كأثارت رساء الشرطة، مثؿ األكضاع في السجكف، حقكؽ اإلنساف داخؿ الكاليات المتحدة، لةأمس كاحتجاز كا

كعقكبة اإلعداـ. المياجريف،

مكرينك كقد خمصت ىذه المنظمة في إطار اتياـ المدعي العاـ لممحكمة الجنائية الدكلية السيد"إبادة تتعمؽ بجرائـ حرب، تيـبعشر "عمر البشير"،الرئيس السكداني 2008جكاف 14في اككامبك"

ف نظاـ ركما األساسي لممحكمة الجنائية ينطبؽ عمى أب كجرائـ ضد اإلنسانية التي كقعت في دارفكر،حصانة يمكف أف يتمتع بيا الشخص أف أية كما بغض النظر عف منصبيـ الرسمي، جميع األشخاص

مف نظاـ 27ـ ك في دكلتو نتيجة لمنصبو ال تمنع المحكمة الجنائية الدكلية مف نسب االتيامات إليو، ركما تنص صراحة عمى أف رؤساء الدكؿ ال يتمتعكف بالحصانة مف المبلحقة القضائية .

مسؤكلية ت مف العقاب:"تعزيز حالة اإلفبل 2005كخمصت في تقريرىا الصادر في ديسمبر كتشمؿ إلى أف مستكيات القيادة العميا في السكداف،" درافكر"الحككمية السكدانية عف الجرائـ الدكلية في

مسؤكلية عف تشكيؿ كتنسيؽ سياسية الحككمة السكدانية الخاصة بمكافحة التمرد التي عمر البشير، في خرؽ القانكف الدكلي. ر،قامت عمدا كبشكؿ منيجي باستيداؼ المدنييف في دارفك

1 . 340جغجغ جـحذن،م –دوم جإلـح -3ؿػس جوح جض٢ ؿ٤ دـ٤ جلطال١، -

2 www.hrw.orgظس ٤ عج٣طؾ ضق هغ ػ٠ كرس جالطغص : -

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

133

، فإنيا 1كبغض النظر عف مكاقفيا المسيئة بالتأكيد عف الرئيس السكداني السيد عمر البشيرالذم يؤكد عمى مسؤكلية القائد األعمى لمقكات كانت تحاكؿ أف تعبر عف القانكف الدكلي اإلنساني،

العسكرية في الدكلة.باعتباره يمعب دكرا قياديا محكريا ضمف الحمبلت المسمحة،ساءات ارتكبتيا القكات األمنية كتعد بياناتيـ العمنية التي تشير إلى كقكع عمميات عسكرية كا

،فيك انعكاس لمتكجييات الخاصة الممنكحة لئلدارة المدنية كالقكات العسكرية كاألمنية.

لؼ دكلي لمضغط احندما قامت بقيادة ت كدعمت إرساء قكاعد لمقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف،عكطالبت برفع السف الدنيا جؿ اعتماد معاىدة تحظر استخداـ األطفاؿ في النزاعات المسمحة،أمف

،األمر الذم أفضى إلى البركتكككؿ االختيارم الممحؽ 2عاما 18القتالية إلى العممياتلممشاركة في كىي تقكد أالف حممة دكلية المسمحة،باتفاقية حقكؽ الطفؿ الخاص بمشاركة األطفاؿ في النزاعات

تحث مف خبلليا الدكؿ عمى التصديؽ عمى النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية لمحاكمة بما فييـ الجرائـ المقترفة ضد كالجرائـ ضد اإلنسانية، المتيميف باإلبادة الجماعية كجرائـ الحرب،

األطفاؿ.ذا كاف الظاىر ىك دفاع ىذه المنظمة كالدعكة عف المعايير الدكلية لحقكؽ اإلنساف،كا

،فيي ال تديف مختمؼ االنتياكات ،فاف جيكدىا تبدك صكرية في كثير مف األحياف الحتراميا في العالـكال تؤمف سرياف تمؾ المعايير بالتساكم عمى المرتكبة في النطاؽ الحككمي لحقكؽ اإلنساف كالشعكب،

أف انتياكات حقكؽ اإلنساف كاحدة إذا اقترفت في أم دكلة مف دكؿ كال تتمسؾ بقناعة جميع الشعكب، ف االنتياكات كاحدة ميما كانت المؤسسات التي كقعت فييا سكاء كانت تدار مف الدكؿ أ،ك العالـ

.3أك األفراد كال تراعي تقاريرىا االنتياكات التي تقع في بعض الدكؿ

1ك٢ جهص جظ١ ٣لض صز جـصج، ضغؼ جظس ك٢ دطح جؼح٤س ػ٠ ػض جإلكالش جؼوحخ ؿ ػ٠ هح -

:ػغ ؿؼض هللا، ك٤ جؼح جطححش جـ٤س ذوم جإلـح هحصز آسغ٣ ػ٤غ٣ ػ٠ جـط جإله٢٤ جؼح٢

.114جغجغ جـحذن،م2حه٤س جـح جحء ك٢ جضل "ئ جطل أ١ كشن ص جػحس ػلغز، ضؼطرغ ظس "غجهرس دوم جإلـح جألغ٤٣س-

دوم جطل جط٢ ضؼغف جطل ػ٠ ج " ئـح ٣طجحػ جػحس ػلغز، ح ٣رؾ ؿ جغكض هر طي ذجد

.115جغجغ جـحذن،م ػغ ؿؼض هللا، جوح جطرن ػ٤":3 ـ٤حؿحش جألغ٤٣س جإلؿغجت٤٤س، ٤سؿأؿح ٣طغ ػ٠ ضوحع٣غ ظ جظس ٣الدع ؿ٤حذح الكطح الطوحصجش جغ٣س -

٢ ك٢ دح ح طغش كاح ضؼطض ـس شللس ضو دض جط٢ ظ جألغجف جؼض ػح ضجض جظس سطح ك٢

ك٢ د٤ ض٤ جالطوحصجش ض جألسغ الؿ٤ح دط٠ أ وحغ ضي جطوحع٣غ ضذظف ػ هغ جالطغص، ضوغكحضح،

ظ ح جط٢ ضـ دط٠ ضـ٤ جء ػ٠ ـحت ٢ جغص ضلحه٤ ػحص٣س ك٢ د٤حز أ١ صس،جلغم أؿط٤س

جظس ال ضـطشض ك٢ ضوحع٣غح وطخ جوحس ذ ضؼض ئ٠ هق جوحس جلـط٤٤س جرح٤س جؼغجه٤س

. 115ن،مجغجغ جـحذ ػغ ؿؼض هللا، ذحجحػحش جـذس شغ هلس جلغػ٤س ػح:

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

134

فيو عف الكشؼ عف اتخاذ بعض الحككمات خطكات كافية تتقاعسفي الكقت الذم ال ك تيمؿ ما تقـك بو حككمات أخرل مف لحماية حقكؽ اإلنساف في زمف السمـ كفي ظركؼ النزاع المسمح،

1انتياكات لحقكؽ اإلنساف. الدكلية لضماف لييئاتانو كبالرغـ مف كجكد كؿ ىذه أكفي نياية ىذا المطمب نخمص إلى إال أف االنتياكات الجسيمة في حؽ ىذه الفئة ال مف التجنيد في النزاعات المسمحة،طفاؿ لؤلحماية

بعد مركر باليأسيثير الشعكر أصبحبعد ازدياد العنؼ في العالـ الذم خصكصا، تزاؿ متكاصمة، كـزالكا لحد اليالذيف ال كاألطفاؿ األبرياءقركف مف القتاؿ كاليجمات البشعة التي استيدفت الضحايا

2يعانكف مف كاقع قاسي يكثر فيو سفؾ الدماء. ف العديد مف الجماعات المسمحة ال تزاؿ تكاصؿ استخداـ أأصبحت أكثر خطكرة بدليؿ ك بؿ

باستثناء عدد قميؿ مف ف اإلفبلت مف العقاب ال يزاؿ ىك القاعدة،أك الجنكد األطفاؿ في صفكؼ قكاتيا،الذيف أصبحكا متابعيف مف قبؿ المحكمة الجنائية الدكلية بتيـ تتعمؽ القادة األفارقة لمجماعات المسمحة،

3باستغبلؿ األطفاؿ كتجنيدىـ أثناء النزاعات المسمحة.

لممجتمع بةؤك الدالذم استعرضنا فيو مجمكعة الجيكد ليذا كختاما ليذا الفصؿ مف الدراسة،حركب عصفت كالزالت تعصؼ بحياة فيتكفير حماية لؤلطفاؿ مف التجنيد الدكلي المبذكلة في مجاؿ

الكطف أبناءالحركب لككنيا داخمية تدكر رحاىا بيف كأصعبشد أكىي األبرياءكمستقبؿ الكثير مف الكاحد.

في البداية كيؼ تدرجت ىذه الجيكد المبذكلة بالنسبة لمنصكص القانكنية الدكلية مف فرأيناكالتصريحات الغير ممزمة دكليا في مختمؼ فركع القانكف الدكلي العاـ مف قانكف دكلي اإلعبلناتمجرد اتفاقيات إلىكقانكف العمؿ الدكلي كالقانكف الجنائي الدكلي اإلنسافكالقانكف الدكلي لحقكؽ إنساني

تي كانت كال 1989في االتفاقية الدكلية الخاصة بحماية حقكؽ الطفؿ لسنة أبرزىادكلية ممزمة تمثمت كالبركتكككؿ االختيارم الثاني الممحؽ باتفاقيات جنيؼ ،لئلنسانيةثمرة طيبة مف ثمار العمؿ المشترؾ لممحكمة الجنائية الدكلية األساسيجانب نظاـ ركما إلى،1977كالمتعمؽ بالنزاعات غير الدكلية لسنة

.1999لسنة طفاؿاألعمؿ أشكاؿ أأسك االتفاقية الخاصة بحظر إلى إضافة، 1998لسنة

1 (.115 – 113م) جغجغ جـحذن، ػغ ؿؼض هللا، -

2 -J.Gerald yong et Dina KAPLAN, les enfants et la violence, Imprimerie des presses universitaires de

France, Mars1998-N=45014,P29. 3 -Bénédicte Manier, le travail des enfants dans le monde, Editions la découverte, France,3emeEd,2011,p96

الحروب الداخلية الجهىد الدولية لحماية األطفال من التجنيد في الفصل األول

135

مف لؤلطفاؿ التي كرستيا مختمؼ فركع القانكف الدكلي القانكنيةالحماية ىذه أفغير فكاف، ضركريا أمراالكاقع رضأيبقى كضعيا مكضع التنفيذ عمى ، في الحركباالستغبلؿ ك التجنيد

القانكنية. الحماية دكلية لمسير عمى التنفيذ الفعاؿ ليذه ىيئات إيجادالبد مف في المساىمة في الحد مف الييئاتنو كرغـ الدكر االيجابي الذم قامت بو مختمؼ أغير األخرلالمنظمات الدكلية إطارفي أكالمتحدة األمـمنظمة إطارفي سكاء األطفاؿظاىرة تجنيد

هعمى تجنيد كاإلصرارالحككمية منيا كغير الحككمية ، ما يزاؿ كجكد انتياكات دكلية لحقكؽ الطفؿ شراكو .1في النزاعات المسمحة متكاصبل كا

15سنكات ك 10بيف أعمارىـتتراكح افي جيكشي أطفاالما تزاؿ العديد مف الدكؿ تجند إذ

، 2التعذيب أساليب أبشعكيكجد المئات منيـ في مناطؽ العالـ يعذبكف كيعتقمكف كتمارس ضدىـ سنة،في الكثير األطفاؿ أقحـالمشاركة في الحرب ال تقتصر عمى الكبار فقط بؿ أصبحتمثبل إفريقياففي

جميكرية الككنغك ،ليبريا التشاد، انغكال، مف النزاعات المسمحة الداخمية كالنزاع في السكداف،سنة في النزاع 17 إلى 10مف أعمارىـطفؿ تتراكح 1500فقد شارؾ لميكنيسيؼ فكفقا ، 3الديمقراطيةالجبية الكطنية القكمية في يبيرلية"مجنب مع الجبية الكطنية القكمية ال إلىالذيف قاتمكا جنبا المسمح

4"."تشارلز تايمكر مف قبؿ "ليبريا

مجرد أف إذلمنع مثؿ ىذه االنتياكات البلزمةفي تكفير الحماية لييئاتامما يثبت فشؿ ىذه ب جانب ىذا الحظر كجك إلىفبلبد النص عمى حظر فعؿ معيف ال يعد كافيا لبلمتناع عف اقترافو،

كعقكبات صارمة ،لمراقبة التنفيذ ةكفكء كأجيزةلممسؤكلية كتنفيذ حقيقي كفعاؿ ليذه النصكص تحديدفبلبد مف محاكمة كؿ مف يستمر في تفرض عمى كؿ مف يخرؽ ىذه النصكص كينتيؾ حقكؽ الطفؿ ،

الجماعات أكانو يقـك بتجنيدىـ كاستخداميـ في القكات المسمحة أككجنكد األطفاؿتجنيد كاستخداـ 5المتنازعة كفرض عقكبات صارمة بحقيـ.

المكالي مف الدراسة.الفصؿ كىذا ما سنتعرض لو بالتفصيؿ في

1 358جغجغ جـحذن،م ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١،-

2 .187جغجغ جـحذن،م جدض ؿ٢ ػ٢، -

3 -Serge-Félix , Npieni kouna, un enfant en guerre n’est plus un enfant, le courrier international,

N=872,19-07-2007. 4 -Paulo David, enfants sans enfance, l’imprimerie Hérissey, France, Edidtion N=1,1995,p109 .

5 .359جغجغ جـحذن،م ذلغ ؿح دـ٤ جؼر٤ض١، -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

136

ل الثانيػػػالفص المسؤولية الجنائية الدولية

في الحروب الداخمية األطفالعن تجنيد

نتشرت الحركب األىمية لقد تميز العصر الراىف بكثرة الحركب الداخمية، فمنذ فترة التسعينات ابيف األفراد كالدكلة، أك بيف مجمكعة مف األفراد كأخرل، أك بيف قكات ك التي قد تنشب، داخؿ الدكؿ

1الدكلة عندما يحصؿ تمرد أك عصياف مسمح. التي تمت الحرب االثنيف كالثبلثيف األعكاـشيد خبلؿ قد العالـ أف اإلحصائياتتشير إذف شبح الحركب المعمقة أراضييا، بؿ كا إلىدكلة امتد القتاؿ 70حربا غطت 031الثانية العالمية

نزاعا محميا يمكف أف تنفجر لتصبح حركبا محمية بؿ 160 إلىصؿ يكقت قد أمكالقابمة لبلنفجار في 2كقد تصبح حركبا دكلية.

بالنص صراحة عمى 1998ليذا جاء نظاـ ركما األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية لعاـ

في النزاعات المسمحة الدكلية أك غير الدكلية، كىذا التقارب مرده ما سكءامعاقبة مرتكبي جرائـ الحرب أسفرت عنو النزاعات المسمحة غير الدكلية في كؿ مف يكغكسبلفيا السابقة كركاندا مف مآس فاقت

3العديد مف النزاعات المسمحة الدكلية.

تجنيد األطفاؿ في جريمةكلعؿ أبرز كأخطر جرائـ الحرب المرتكبة خبلؿ الحركب الداخمية، ، 1999 جكاف 15، في إصداراتيا إحدلفي اإلنسافقدرت منظمة مراقبة حقكؽ إذالقكات المسمحة،

بمدا في جميع ثبلثيف سنة المتكرطيف في النزاعات المسمحة في أكثر مف 18دكف األطفاؿعدد جندم. ثبلثة مائة كثمانية ألؼالقارات بحكالي

. 314عركبة جبار الخزرجي، حقكؽ الطفؿ بيف النظرية كالتطبيؽ، المرجع السابؽ، ص - 1

عبد القادر بكبكر، السمـ كالحرب في اإلسبلـ، مذكرة ماجستير، التخصص: القانكف الدكلي كالعبلقات الدكلية، - 2 .152، ص 1992جامعة الجزائر، معيد الحقكؽ كالعمـك اإلدارية،

قانكف شريؼ عتمـ، مدلكؿ القانكف الدكلي اإلنساني كتطكره التاريخي كنطاؽ تطبيقو، إسيامات جزائرية حكؿ ال - 3 .31،32، ص 2008، 1ط عداد نخبة مف الخبراء الجزائرييف ،الجزائر،الدكلي اإلنساني، إ

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

137

المجنديف، يعتقد أف عدد األطفاؿ المجنديف في األطفاؿحيث تشيد أكبر عدد مف إفريقياففي استخدـ األطفاؿ إذركاندا، ب، حيث يستخدمكف في النزاعات المسمحة ألؼ جندم المائتيفالحركب بمغ

1مف الحرب األىمية فييا كجنكد مياجميف كمساعديف. أربعة عشر عاماطكاؿ

سنكات بتجنيد عشر نيراف النزاع المسمح الدائر في بكركندم منذ العسكرييفالقادة أججكما قد الذيف أكلئؾحتى األطفاؿاألطفاؿ كخطفيـ كتحطيـ طفكلتيـ كتعريض مستقبميـ لمخطر، فقد استخدـ

2باستحقاؽ كأداة رخيصة في الحرب. عاما 15تقؿ أعمارىـ عف سنكات 8مف األطفاؿ الجنكد الذيف تتراكح أعمار مائة منيـ بيف 400كما قد أحصي حكالي

كقعت بيف خبلؿ االشتباكات التي التشاد"،"سنة، متمركزيف في مركز تدريب تابع لمحككمة في 12كفي المائة مف أعضاء االتحاد الذم قبض 60كاف حيث " أبيشي "تحادكاالجيش الكطني التشادم

3عمييـ مف األطفاؿ.

مف أجؿ كقؼ استخداـ األطفاؿ كجنكد كالتي تضـ مجمكعة االئتبلؼليذا فقد ذكرت منظمة في العالـ أف ثمة حككمات تقكد التقدـ نحك اإلنسانيةكالمنظمات اإلنسافبارزة مف منظمات حقكؽ

رل ، كجاء فيو أف ىناؾ أطفاال يقاتمكف في جميع الصراعات الكباآلفاستخداـ األطفاؿ الجنكد إنياءكانتياكات إلصاباتقكات المعارضة، حيث يتعرضكف أكفي صفكؼ القكات الحككمية سكءاتقريبا،

كمجمكعة الدكؿ الثماني الكبرل كمجمس األكركبيحككمات االتحاد االئتبلؼيـ اتمركعة بؿ كالقتؿ، ك ؿ كجنكد.فرض حظر فكرم عمى استخداـ األطفا إلىبالتقاعس عف القياـ بدكر قيادم، كدعا األمف

معاىدة دكلية عف األمـ المتحدة بشأف الجنكد إصدارأىدرت فرص التقدـ، بما في ذلؾ إذ

بعض البمداف فضبل عف المساعي الرامية في األطفاؿ كتنامي التأييد ليا ككضع برامج لتسريح األطفاؿ سبب الحككمات التي ال تكؿ عف نقض تعيداتيا، بمحاكمة المسؤكليف عف تجنيد األطفاؿ، كذلؾ إلى

تجنيد أدافك تتقاعس عف النيكض بدكر سياسي قيادم، كبالرغـ مف أف مجمس األمف الدكلي قد ف بعض الدكؿ األعضاء في إاألطفاؿ، كما تكلى رصد الجيات التي تستخدـ األطفاؿ في الحركب، ف

فرضتيا لفرض عقكبات محددة عمى مف ينتيكك أم تقدـ حقيقي، كذلؾ بمعا المجمس قد أعاقت تحقيؽ

.41بساـ عاطؼ الميتار، المرجع السابؽ، ص - 1 .259،258عركبة جبار الخزرجي، المرجع السابؽ، ص - 2 جامعة يحيىشاـ فخار، الحماية الخاصة في ظؿ القانكف الدكلي اإلنساني، مجمة البحكث كالدراسات العممية، - 3

. 95.94ص ، 2012مارس، 06،ع: ،الجزائر المدية، ،فارس

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

138

حاسمة عمى كجو إجراءاتقرارات المجمس، كقاؿ االئتبلؼ انو يتعيف عمى مجمس األمف أف يتخذ 1األطفاؿ مف كيبلت الحركب. إلنقاذالسرعة

كاف مصدره العرؼ أـ االتفاقيات الدكلية أـ المبادئ سكءاالدكلي، النظاـ القانكنيلذلؾ فاف

ما فإذاتعد كاجبة النفاذ، وشأنو شأف األنظمة القانكنية الداخمية يفرض التزامات عمى أشخاص امةالع انتيؾ ىذا الشخص التزاماتو تحمؿ مسؤكلية جنائية دكلية جراء عممو غير المشركع.

قد كقع -جريمة دكلية –فالمسؤكلية الجنائية الدكلية تفترض أف ىناؾ انتياكا جنائيا دكليا تحمؿ النتائج بمرتكب االنتياؾ الجنائي الدكلي إلزاـمقتضاه ب يتـ ، كىي أثر لوأركانوكثبتت جميع

القانكنية المترتبة عمى عممو غير المشركع.

ىك جزاء لتمتعو بالحقكؽ التي أقرىا لو القانكف كتحمؿ الشخص الدكلي لممسؤكلية الدكلية الدكلي كضماف لكفائو بالتزاماتو ككاجباتو القانكنية الدكلية، فالحقكؽ الدكلية تقابميا التزامات ككاجبات

ما أخؿ إذالمسؤكلية الجنائية الدكلية عمى الشخص الدكلي إقرارعف طريؽ تنفيذىادكلية يكفؿ القانكف 2ىا.احدإب

أم شخص يجب أف تنسب المسؤكلية الجنائية الدكلية عف إلىف المشكمة المطركحة ىي أ إالانتياكات حقكؽ الطفؿ كتجنيده في الحركب الداخمية أىك الدكلة أـ الفرد؟ أـ االثنيف معا؟ كما ىك شكؿ

الجزاء الذم يتحممو ؟

مف المسؤكلية الجنائية لمدكلة عنو كذلؾ مف خبلؿ دراسة كبل اإلجابة إلىىذا ما سنسعى لمتكصؿ - )المبحث الثاني(. كالمسؤكلية الجنائية لمفرد (المبحث األكؿ)

،األمـ المتحدة االنجازات كاإلخفاقات، المرجع السابؽ، ص 4سييؿ حسيف الفتبلكم، مكسكعة المنظمات الدكلية - 1

313،313.

.116،117بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

139

المبحث األول المسؤولية الجنائية الدولية لمدولة

تعتبر المسؤكلية الدكلية مف المكاضيع التي استيمكيا الفقو الدكلي مبكرا، كما رمت بثقميا عمى العمؿ كالقضاء الدكلييف كذلؾ، فكاف ليا نصيب كافر منيما إلى درجة أف جزءا ىاما مف قكاعدىا

لى جممة مف ك يستند في الكقت الراىف إلى ممارسات دكلية كالى أحكاـ القضاء الدكلي راء كمذاىب آا .1الفقياء

كلقد تعددت المحاكالت لتقنيف قكاعد المسؤكلية الدكلية مركرا بقرار الجمعية العامة لؤلمـ ، كمف قبؿ الجيكد المبذكلة مف قبؿ عصبة األمـ إلى لجنة 1953سنة الثامنة المتحدة في دكرتيا

.2ليةلتحضير اتفاقية دك 1969ت عمى المكضكع منذ فالقانكف الدكلي التي عك

كما كتعتبر المسؤكلية الدكلية مف أىـ مكضكعات القانكف الدكلي العاـ، السيما أنيا تمثؿ فيو إطارا إليجاد عنصر الجزاء الذم مازاؿ ضعيفا كغير فعاؿ في القانكف الدكلي العاـ.

كببل ريب فالمسؤكلية الدكلية تمعب دكرا ميما في تقكيـ كتأطير العبلقات الدكلية عمى أساس مبدأ المشركعية الذم يقضي بككف كؿ عمؿ أك امتناع عف عمؿ منسكب إلى شخص قانكني دكلي

أكثر ، التي تعتبر مف 3خر أال كىك تحمؿ تبعة المسؤكلية الدكليةآيخالؼ التزاما قانكنيا يرتب التزاما مكاضيع القانكف الدكلي تعقيدا كتشعبا، كتكمف ىذه المكاصفات خاصة في طبيعة القانكف كمراحؿ تطكره كقمة التنظيـ الدكلي في حد ذاتو، كافتقاره لممؤسسات القضائية التي تعطي لممسؤكلية كؿ

ة في بعض أبعادىا، كما أف االستعانة بمبادئ القانكف الكطني في ىذا الشأف قد تككف غير ناجعالحاالت لتشعب المسؤكلية في القانكف الكطني كخضكعيا ألحكاـ متفرقة حسب أنكاعيا، مف مسؤكلية

دارية .4جنائية كمدنية كا

لخضر زازة، أحكاـ المسؤكلية الدكلية في ضكء قكاعد القانكف الدكلي العاـ، دراسة مدعمة بأمثمة كالسكابؽ القضائية - 1

.5ص ،1111 ،كأعماؿ لجنة القانكف الدكلي، دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع، الجزائر . 103محمد بكسمطاف، المرجع السابؽ، ص - 2 . 8ص ،عمر صدكؽ، المرجع السابؽ- 3 . 103محمد بكسمطاف، المرجع السابؽ، ص - 4

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

140

"مساءلة دكلة ما عف ارتكابيا فعبل يعتبره القانكف الدكلي كتعرؼ المسؤكلية الجنائية لمدكلة بأنيا لدكلي بالعقكبات المقررة لمجريمة الدكلية المرتكبة أك التي جريمة دكلية كمعاقبتيا مف قبؿ المجتمع ا

.1"تكفؿ ردعيا عف تكرار جريمتيا الدكلية

كقد قسمت لجنة القانكف الدكلي القكاعد التي تحكـ المسؤكلية إلى التزامات أساسية متعمقة ب عمى الدكلة الجانية بصيانة المصالح الرئيسية لممجتمع الدكلي التي يعد انتياكيا مكجبا لتكقيع العقا

لجريمة دكلية كالى االلتزامات الدكلية األخرل التي تعد أقؿ جسامة مستندة في تقسيميا مرتكبة بكصفيا ىذا إلى أف الرأم الذم يسكد عمكما في الماضي أف قكاعد القانكف الدكلي العاـ المتصمة بمسؤكلية

طباؽ عمى كؿ فعؿ مف أفعاؿ الدكلة التي الدكؿ ال تتصكر سكل نظاما كاحدا لممسؤكلية يصمح لبلن .يفترض فيو أنو غير مشركع دكليا بغض النظر عف محؿ االلتزاـ الذم يعد ىذا الفعؿ ماسا بو

أما في العصر الحالي فاف ىذا الرأم ال يعد مقبكال عمى نطاؽ كاسع فقد أثيرت شككؾ حكلو

إلى أف تبمكرت الحقا في الثانيةالمية مف جيات عدة ما لبثت أف تصاعدت كتيرتيا بعد الحرب الع ،إطار اتجاه فكرم قانكني معاصر يأخذ بنظاميف لممسؤكلية الدكلية يختمفاف جكىريا عف بعضيما

حاالت انتياؾ الدكلة لكاحد مف االلتزامات التي يككف احتراميا محؿ اىتماـ أساسي األكؿ يشمؿ النظاـ اـ باالمتناع عف أعماؿ العدكاف كاإلبادة الجماعية مف طرؼ المجتمع الدكلي بمجمكعة مف االلتز

حاالت إخبلؿ الدكلة باحتراـ التزامات تنطكم عمى الثانيكالفصؿ العنصرم كغيرىا، كيشمؿ النظاـ . 2أىمية أقؿ شأنا كعمكمية

كلمكقكؼ عمى حقيقة مساءلة الدكلة جنائيا عف انتياكاتيا لحقكؽ الطفؿ كتجنيده في الحركب

مسؤكلية الدكلية الجنائية مف حيث طبيعتيا التي بينتيا االتجاىات الرافضة السنتناكؿ بالدراسة الداخمية، )المطمب األكؿ(،ىذه المسؤكلية ذلؾ مف خبلؿ التعرض لؤلسس التي تقـك عميياكالمؤيدة لمساءلتيا ك

اني(.)المطمب الثكاآلثار التي يمكف أف تترتب عف قياـ ىذه المسؤكلية لمدكلة

كما كيمكف القكؿ بكجو عاـ أف المسؤكلية الدكلية تترتب قبؿ الدكلة ك قبؿ أم شخص مف أشخاص القانكف الدكلي - 1ذا ما أتى ذلؾ الشخص أمرا يستكجب المؤاخذة كفقا لممبادئ ك القكاعد القانكنية السائدة في المجتمع الدكلي: بشرل إ

. 118سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص . 111بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

141

المطمب األول أسس قيام المسؤولية الجنائية لمدولة

إف مكضكع مسؤكلية الدكلة الجنائية كاف كما يزاؿ مف المكضكعات التي تثير الجدؿ كالنقاش في

الفقو كالقضاء، عمى أساس أف المسؤكلية تقـك عمى اإلدراؾ كاإلدارة كال يتصكر إسناد الجريمة إلى مف ،ككنو افتراض ك ىذا ينطبؽ عمى الشخص المعنكم الذم تعد الدكلة صكرة لو، إرادة لو،ال يدرؾ أك ال

فاف ذلؾ يعد معارضة لما أرست عميو المسؤكلية الجزائية أساسيا فضبل عف توفإذا ما أقرت مسؤكلي تعارضو كمبدأ شخصية العقكبة.

ككاف محكر النقاش يدكر الثانيةإال أف ىذا المكضكع حظي باىتماـ كاسع بعد الحرب العالمية

حكؿ إمكانية أف تككف الدكلة محؿ مساءلة جنائية عما يرتكب مف انتياكات جنائية دكلية باسميا، أـ مف يتحممكف المساءلة أـ االثنيف فتيـ ىذه ىـصأف األفراد ممثمييا الذيف ارتكبكا ىذه االنتياكات ب

. 1معاد المسؤكلية الدكلية الجنائية عمى المستكل الدكلي، ففي فقد كاف النقاش الفقيي حادا حكؿ إسنا

الكقت الذم ينكر فيو الفقو التقميدم كجكد ىذا النكع مف المسؤكلية الجنائية عمى غرار المسؤكلية المدنية التي تتحمميا الدكلة باعتبارىا الشخص الدكلي الكحيد في تمؾ الحقبة كحيث أف الدكلة تعد

يمكف أف تكقع عمييا جزاءات جنائية، غير أف أحكاـ القانكف الدكلي المعاصر، شخصا اعتباريا فانو الأدت إلى استحداث أشخاص دكلية معاصرة، كما أدل التطكر العممي كالتكنكلكجي في كسائؿ القتاؿ

. 2إلى ترسيخ فكرة المسؤكلية الجنائية

أف إمكانية مساءلة الدكلة ليذا فقد انبثقت اتجاىات عدة في فقو القانكف الدكلي الجنائي بشكمف ثـ تمت إثارة مكضكع األساس القانكني الذم تقـك عميو )الفرع األكؿ(،جنائيا مف عدمو أصبل

المسؤكلية الدكلية، كما كجدت أسباب لدفع المسؤكلية عف الدكلة كمف ثـ تستطيع التي يتكفر ليا دفع )الفرع الثاني(.لجنائية لقكاعد القانكف الدكليمف ىذه الدفكع أف تتخمص مف مسؤكليتيا عف االنتياكات ا

. 111بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 1مريـ ناصرم، فعالية العقاب عمى االنتياكات الجسيمة لقكاعد القانكف الدكلي اإلنساني، مذكرة ماجستير، تخصص: - 2

. 84ص ،2009 –2008قانكف دكلي إنساني ، جامعة الحاج لخضر بباتنة، كمية الحقكؽ، قسـ القانكف العاـ ،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

142

الفرع األول اتجاىات تقرير المسؤولية الجنائية لمدولة

يعتبر أساس المسؤكلية الدكلية مف أشد المكاضيع إثارة لمخبلؼ بيف الفقياء كىذا بالنظر إلى

عمييا بتقديـ تبريرات مختمؼ النظريات التي حاكلت كؿ طائفة مف الفقو تأسيس المسؤكلية الدكلية كبات العشريف، إذ ساير الفقو الدكلي الحديث التطكرات السريعة التي حدثت في القرف 1كحجج مختمفة، 2نو لممسؤكلية الدكلية أثرا جنائيا باإلضافة إلى األثر المدني المتمثؿ في إصبلح الضررأيؤكد عمى

ليس لمفرد أم نصيب مف الشخصية القانكنية فإذا كاف السائد في الفقو الدكلي التقميدم العاـ أنوالدكلية، فانو ال يمكف اعتبار ىذا الرأم مف األمكر المتفؽ عمييا، إذ تتنازع في ىذه المسألة مف مسائؿ القانكف الدكلي العاـ مذاىب متباينة تثير جدال فقييا حكؿ مف يتحمؿ المسؤكلية الدكلية أىك الدكلة

.3ككف المسؤكلية مزدكجة بينيما؟كحدىا أـ الفرد كحده ؟ أـ ت

كلية عف الجرائـ التي ترتكب باسـ الدكلة نصيب كافر دليذا كاف لمكضكع المسؤكلية الجنائية المف النقاش عمى المستكل الدكلي، كمف قبؿ الفقو كالييئات العممية، فبالرغـ مف إقرار الفقو الدكلي بفكرة

حكؿ مف يتحمؿ ىذه المسؤكلية، حيث انقسمت اآلراء في ىذا المسؤكلية الجنائية، إال أف ىناؾ خبلفا .4()ثانياكرافض ليا )أكال(الشأف بيف مؤيد

أوال

المؤيد لممسؤولية الجنائية لمدولة االتجاه لدكلة كحدىا ىي التي تتحمؿ المسؤكلية الجنائية الدكلية، ألف الدكلة ىي ايرل ىذا االتجاه بأف

ىذا القانكف ال يخاطب إال الدكؿ، كىك الذم ألفالشخص الكحيد الذم يرتكب جريمة القانكف الدكلي ينظـ العبلقات ما بينيا، كأف الفرد ال يستطيع أف يشترؾ في العبلقات الدكلية كال في إنشاء القكاعد

.5لية، كمف ثـ فاف الفرد يمكف اعتباره مكضكعا لمقانكف الدكلي كليس شخصا مف أشخاصوالدك

.34ص ،لخضر زازة، المرجع السابؽ - 1، ص 2009كالتكزيع، الجزائر ، لمفرد، دار ىكمة لمطباعة كالنشر المسؤكلية الجنائية الدكلية أحمد بشارة مكسى ، - 2

30. محمد الصالح ركاف، الجريمة الدكلية في القانكف الدكلي الجنائي، رسالة دكتكراه، جامعة منتكرم بقسنطينة، كمية - 3

. 141ص ،1118-1117الحقكؽ، قسـ القانكف العاـ، .31أحمد بشارة مكسى ، المرجع السابؽ، ص - 4 .31أحمد بشارة مكسى ، المرجع السابؽ، ص - 5

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

143

كقد استند ىذا الرأم عمى مجمكعة مف الحجج سنتعرض ليا فيما يمي: _ حجج االتجاىات الفقيية:1

اعتمدت ىذه االتجاىات عمى مجمكعة مف الحجج لتبرير مكقفيا نجمميا فيما يمي: المساواة في السيادة بين الدول: -أ

إف أساس المسؤكلية في القانكف الدكلي ىك مبدأ المساكاة بيف الدكؿ بشأف مسألة السيادة، فالتخمي عف الفكرة القديمة حكؿ السيادة المطمقة لمدكلة في تصرفيا مع الدكؿ األخرل كاستبداليا بفكرة

سيادة مماثمة كتتكازل مع المصالح العامة المشتركة السيادة النسبية التي تراعي ما لمدكؿ األخرل مففكؿ لجميع الدكؿ، ىك الذم أعطى القانكف الدكلي صفتو الممزمة كجعؿ مف أمر ىذه المسؤكلية ممكنا،

نشاط لمدكلة يخالؼ أك ينتيؾ قاعدة قانكنية دكلية يكلد مسؤكليتيا الدكلية، ألف مسألة سيادة الدكلة قرارىا ال تتعارض مع .1قكانيف المجتمع الدكلي انتيكتمسألة إقرار المسؤكلية الجنائية لمدكلة إذا ما كا

كلما كانت الجريمة فعبل غير مشركع بنص القانكف، فاف االىتماـ بمكافحتيا أصبح مف اإلطارلـ تعد سياسة مكافحة الجريمة قاصرة عمى النطاؽ الداخمي فقط، بؿ تعدتو لتشمؿ إذالضركرة، سبة لمجرائـ ذات الخطكرة كاالنتشار الدكلي، دكف االىتماـ الكبير بمبدأ السيادة المطمقة الذم الدكلي بالن

.2أصبح قيدا يعرقؿ الجيكد الدكلية المبذكلة في ىذا المجاؿ

مف إلييانظرنا إذا إالىي المقابؿ لمسيادة، ىذه السيادة ليست مطمقة إذففالمسؤكلية الدكلية فاالعتراؼ بسيادة الدكلة ال يتعارض مع تقرير المسؤكلية الدكلية الجنائية في حالة ،3أصيمةكجية نظر

خرؽ الدكلة لقكاعد القانكف الدكلي، كمف ثـ فاف ما ترتكبو الدكلة مف أفعاؿ غير مشركعة تضر بالنظاـ . 4كالصالح العاـ لممجتمع الدكلي يعتبر جرائـ دكلية يجب العقاب عمييا

.111بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 1: التي تكاجو حظر التعذيب في القانكف الدكلي المعاصر، مذكرة ماجيستر، تخصص لحسف بف ميني، العقبات -2

ص ، 1111 -1118 ،قسـ القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الحاج لخضر بباتنة. اإلنساف،القانكف الدكلي لحقكؽ 130.

، دار ىكمة لمطباعة ك النشر ك التكزيع، الجزائر، 1عبد العزيز العشاكم، أبحاث في القانكف الدكلي الجنائي، ج - 3 . 135. ص 1116

. 74مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 4

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

144

االكتفاء بالعمل غير المشروع وضمان ضرره: -ب يتخذ أصحاب ىذا االتجاه مف انتياؾ القانكف الدكلي كالعمؿ غير المشركع الناجـ عنو، عمؿ

بسيكلة كأساس لممسؤكلية الدكلية، أم أف المسؤكلية الدكلية إثباتيامكضكعي تقـك عميو دالئؿ يمكف بيف نشاط السببية فمدييـ تؤسس المسؤكلية عمى رابطةالمكضكعية ىي ما يأخذ بو القانكف الدكلي،

الدكلة كالعمؿ غير المشركع الذم ينتيؾ القانكف الدكلي، فكفقا ليذا االتجاه تقـك المسؤكلية الدكلية عمى فكرة الضمانة المتبادلة بيف الدكؿ كعمى فكرة احتراـ متطمبات األمف الدكلي.

زاء الموجو ضد الدولة:ج _ درجة مخالفة القانون الدولي والج

إنماتبنى ىذا االتجاه عدد كبير مف فقياء القانكف الدكلي، فمنيـ مف يرل بأف نظرية المسؤكلية قكاعد القانكف ب فاإلخبلؿ تقررت في القانكف الدكلي لتساعد عمى كضع قكاعده مكضع التنفيذ الفعمي،

بقكاعد اإلخبلؿقياـ العمؿ غير المشركع مجرد إلثباتالدكلي في حد ذاتو مكجبا لممسؤكلية فيكفي فالمسؤكلية جزاء فعاؿ لضماف احتراـ القانكف الدكلي. ، ك عميوالقانكف الدكلي

ن الدولة شخص ذو وجود حقيقي وليس كائنا افتراضيا:إ -د

يرل إذ" التي تبناىا الفقو األلماني، كاقعية الشخص المعنكم تأثر أصحاب االتجاه بنظرية"األفراد إرادةخاصة بو كمستقمة عف إرادةأصحابو أف الشخص المعنكم ىك كائف ذك كجكد حقيقي كلو

المؤسسيف لو، كىك ليس افتراضا قانكنيا بؿ انو يتمتع بأىمية ارتكاب العمؿ غير المشركع كيتحمؿ حاب ىذا الرأم المدني أـ الجنائي مثمو مثؿ الشخص الطبيعي، كيؤكد أص سكءاالمسؤكلية عف خطئو

يمكف أف اإلرادةكاف ىذه إرادةبكسعيا ارتكاب الجرائـ، كذلؾ أف لمدكلة ك الخاصة إرادتيابأف لمدكلة .1إجراميةتككف

:حجج اتجاىات لجنة القانون الدولي - 2

عمؿ لجنة القانكف الدكلي ىي: إطارأىـ االتجاىات المؤيدة لممسؤكلية الجنائية لمدكلة في إف االتجاه األول: - أ

ف كأمنيا أل اإلنسانيةيؤكد عدـ استبعاد مسؤكلية الدكلة مف مشركع قانكف الجرائـ المخمة بسمـ مف جانب الدكؿ إالكأمنيا ال ترتكب اإلنسانيةاألفعاؿ التي تـ سردىا عمى أنيا جرائـ مخمة بسمـ

ية الدكلة الجنائية فاف مشركع القانكف ىذا كجريمة العدكاف كنتيجة لمدكر المميز لبلتجاه المؤيد لمسؤكل

. 113 ،113سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص بشرل - 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

145

قد اشتممت عمى نص يقرر مسؤكلية الدكلة عمى 1991عاـ األكلىبصيغتو المعتمدة في القراءة عمى األفراد"ليس في محاكمة فرد مف : منو 5جاء في ـ إذكأمنيا اإلنسانيةالجرائـ المخمة بسمـ كأمنيا ما يعفي الدكلة مف أم مسؤكلية يرتبيا القانكف الدكلي عمى فعؿ أك اإلنسانيةجريمة مخمة بسمـ

".إلييا إسنادهامتناع يمكف األفراد" ال يخؿ ما تنص عميو ىذه المدكنة بخصكص مسؤكلية 4أما تعديؿ ىذه المادة فقد كرد في ـ

دكؿ بمقتضى القانكف الدكلي."كأمنيا بأم مساءلة تتعمؽ بمسؤكلية ال اإلنسانيةعف الجرائـ المخمة بسمـ االتجاه الثاني: -ب

مناقشات المجنة لمشركع المكاد المتعمؽ بمسؤكلية الدكؿ بأف مفيـك المسؤكلية في إطارقد أقر لعدت العديد مف نكرمبكرج في نظـ قانكنية مختمفة كأف محكمة مقبكالالجنائية لؤلشخاص االعتبارية

دعى المجرميف الذماألشخاص االعتبارية جانية، كذلؾ المبادئ التكجييية لمنع الجريمة كمعاممة المسؤكلية الجنائية ليس فقط لؤلشخاص الذيف تصرفكا نيابة عف مؤسسة إسناد إلى األعضاءالدكؿ

نماشركة أك المؤسسة أك الشركة ذاتيا، كبيف أف الدكؿ ليا شخصية قانكنية كليس ثمة ما إلىأيضا كا إمكافىك غير اعتيادم في المفيـك القائؿ أف الدكؿ تممؾ األىمية الرتكاب جناية دكلية كمف ثـ

مساءلتيا جنائيا عنيا.

االتجاه الثالث: -ج " مف 19ند مناقشتيا لممادة "لقد تبنى ىذا االتجاه عدد مف أعضاء لجنة القانكف الدكلي ع

ف مسؤكلية الدكؿ السيما حكؿ تحديد األساس لمفيـك جنايات الدكؿ، فقد تمت أمشركع المكاد بشاجتياد محكمة العدؿ الدكلية كدليؿ عمى أف جنايات الدكؿ، تشكؿ جزءا مف مجمكعة إلى اإلشارة

كؿ.عمى نحك متزايد بالقب يحظىالقكانيف الدكلية كأف ىذا المفيـك الجماعية اإلبادةالمرافعات كالقرار األكلي بشأف انطباؽ اتفاقية منع جريمة إلىكذلؾ أشير

اإلبادةمف االتفاقية بأف "0"ـتدؿ عمى أف االعتراؼ في إذالبكسنة كاليرسؾ ضد يكغكسبلفيا( )الجرائـ التي يرتكبيا أعكاف الدكؿ ىي كحدىا أفالجماعية جريمة دكلية بمكجب القانكف الدكلي ال يعني

الجماعية قاـ بارتكابو حكاـ أك مكظفكف عمكميكف باإلبادةمشمكلة كأف دراسة المجنة لفعؿ يتعمؽ مف االتفاقية ال يستعبد مسؤكلية الدكلة عف أفعاؿ أجيزتيا كلـ تستبعد ىذه المادة شكؿ "4"ـ بمكجب

.1ا الجنائيةمف أشكاؿ مسؤكلية الدكلة بما فيي

. 115 ،114بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

146

ثانيا

جاه الرافض لممسؤولية الجنائية لمدولةتاال أف إلىأنيـ ذىبكا إالبالرغـ مف تسميـ أنصار االتجاه السابؽ بفكرة مسؤكلية الدكلة جنائيا،

إالالذيف يتصرفكف باسـ الدكلة كلحسابيا، فالدكلة ما ىي الطبيعييفتمؾ المساءلة محميا األشخاص عما ارتكبكه مف جرائـ دكلية تعد في الكقت ذاتو مساءلة لمدكلة ىؤالءمجمكعة مف األفراد، كمساءلة

.1التي يحممكف جنسيتيارفض فكرة المسؤكلية الجنائية إلىليذا فقد ذىبت اتجاىات أخرل في القانكف الدكلي الجنائي

لمدكلة عما يرتكب باسميا مف انتياكات جنائية دكلية كاالقتصار عمى مساءلة األفراد الذيف ارتكبكا ىذه .2مف الفقياء كمف لجنة القانكف الدكلي أنصاراالنتياكات، كىذا الرفض كاف لو

:حجج االتجاىات الفقيية -1

:كاالتي نجمميات عمى مجمكعة مف الحجج لتبرير مكقفيا لقد اعتمدت ىذه االتجاىا معيار السيادة: -أ

أصحاب ىذا االتجاه مف مؤيدم مبدأ السيادة المطمقة لمدكلة كيركف أف القكؿ بمسؤكلية الدكلة قانكنا عف أعماليا يشكؿ تعارضا مع ما تتمتع بو مف سيادة كاف سيادة الدكلة يجعؿ منيا المرجع

فيما يترتب عمى سمككيا مف نتائج، كما قياميا بإصبلحات لمضرر الذم قد يقع نتيجة الكحيد لمفصؿ .3لسمككيا ىذا فاف أساسو يعكد إلى رغبتيا المنفردة في التعكيض

جنائية عمييا، كمف ىنا يثكر فاإلقرار بالمسؤكلية الجنائية لمدكلة تتبعو إمكانية تكقيع جزاءات

التساؤؿ عف السمطة التي ستكقع ىذه الجزاءات ىؿ ىي سمطة أعمى مف الدكلة، أـ سيعطي لمدكلة المضركرة ىذا الحؽ، كفي كمتا الحالتيف نجد أف مبدأ السيادة يؤدم إلى رفض الدكؿ تكقيع أم عقكبة

.4عمييا مف طرؼ أم سمطة كانت

. 33أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ ، ص - 1 .115بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2 . 131ص ،نفس المرجع- 3 . 74مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 4

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

147

إال أنو يرد عمى ىذا الرأم بأف سيادة الدكلة ال تغير شيئا مف مسؤكليتيا السيما ك أف القانكف ؿ فكرة سيادة القانكف محؿ سيادة الدكؿ، كىذا حقد تطكر إلى أف أ األكلىالدكلي عقب الحرب العالمية

كىـ -ف بيا المبدأ يعني كجكد جزاء فعمي لفرض أحكامو عمى األشخاص الدكلية العامة المخاطبينزاؿ العقاب بيا إف كانت معتدية -الدكؿ .1كىذا الجزاء يتـ في صكرة المساءلة الجنائية لمدكلة كا

فضبل عف أف فكرة السيادة المطمقة لمدكلة ال كجكد ليا كاف األخذ بيا يؤدم إلى االصطداـ

الدكلي البلـز بيف الدكؿ لدكاـ بفكرة الحقكؽ كااللتزامات المتبادلة بيف الدكؿ كمف ثـ إلى نفي التعاكفالحياة في المجتمع الدكلي، كما أف السيادة ال تتعارض مع المسؤكلية ألف قياـ المسؤكلية يعد نتيجة لتمتع الدكلة بسيادتيا الكاممة إذ أنيا تسأؿ عف أعماليا غير المشركعة التي قامت بيا بكامؿ حريتيا

.2كسيادتيا

فكرة اإلسناد المعنوي: -ب

ك استند أصحاب ىذا االتجاه إلى القانكف الجنائي الداخمي الذم يتجو نحك الفردية عمى أساس أف العقكبة الجنائية مقررة فيو عمى قدر النصيب األخبلقي المعنكم الذم أسيـ بو الجاني في

لسمكؾ الفعؿ المككف لمجريمة ك الذم يتركز عمى عبلقة السببية المعنكية بيف النتيجة المتحققة ك ا ك الذم قكامو اإلدراؾ اإلسناد المعنكم"" اإلرادم المرتكب كىك ما يسمى في فقو القانكف الجنائي

ك عميو فاف القانكف ك ال مسؤكلية مف دكف ىذا اإلسناد، -أم المسؤكلية األخبلقية –ك االختيار نائية ك العقكبة إلى إرادة الجنائي المعاصر ال يطبؽ إال عمى الشخص الطبيعي ساندا المسؤكلية الج

. 3ىذا الشخص اآلثمة سكءا بشكؿ عمدم أـ غير عمدم

فقد ذكرت محكمة العدؿ الدكلية في حكميا في قضية مضيؽ "ككرفك" بعد أف نسبت إلى ألبانيا إىماليا في اتخاذ - 1

اإلجراءات البلزمة لتحذير السفف القريبة مف مكاف حقؿ األلغاـ الذم كضعتو في مياىيا اإلقميمية، إف المحكمة انتيت في المياه األلبانية 1835أكتكبر 11التي حدثت في االنفجاراتألبانيا مسؤكلة كفقا ألحكاـ القانكف الدكلي عمى إلى أف

ك األضرار ك الخسائر في األركاح التي نتجت عف ذلؾ، كأنو ينبغي عمى ألبانيا أف تدفع التعكيض لممممكة المتحدة: لناتجة عف استخداـ الطاقة النككية كقت السمـ، عالـ الكتاب سمير محمد فاضؿ، المسؤكلية الدكلية عف األضرار ا

. 56، ص 1865لمنشر، مصر، .131بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2 .115نفس المرجع السابؽ، ص - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

148

بما أف الدكلة شخص معنكم فبل يتكفر ليا القصد الجنائي الذم يعتبر أحد عناصر الركف ك المعنكم في الجريمة الدكلية، ك مف ثـ ال يمكف أف تقكـ في حقيا المسؤكلية الجنائية، فاألفراد

بسبب ما اقترفكه مف مساس بالمصالح كحدىـ مف تتقرر عمييـ ىذه المسؤكلية الجنائية،الطبيعيكف .1العميا لممجتمع الدكلي

ك مثؿ ىذه المبادئ مكجكدة في القانكف الدكلي الجنائي، فعمى حسب ىذا االتجاه لـ يعترؼ

عمى األشخاص المعنكية كىك ىذا القانكف إال بالمسؤكلية الجنائية الدكلية المترتبة عمى األفراد ك ليس ، كلـ يحمؿ عبء ىذه المسؤكلية إال إلى األفراد 2بذلؾ رفض مفيـك المسؤكلية الجنائية الجماعية

الذيف تصرفكا باسـ الدكلة ك لحسابيا. أنو يرد عمى ىذا االتجاه بأف مبدأ الربط بيف المسؤكلية ك اإلسناد المعنكم ك العقكبة أمر إال

ف كاف الزما لمعقاب فانو غير الـز لقياـ إ ك بط بيف اإلسناد المعنكم ك فكرة االختيارمقبكؿ، لكف الر المسؤكلية ك إف امتنع العقاب فاإلسناد المعنكم يتمثؿ في مدل اإلثـ األخبلقي الذم ينتج عف الجريمة

كجكد الجريمة ك أم في عبلقة السببية بيف الفعؿ ك النتيجة دكف االعتداد باإلرادة التي يظير أثرىا في . 3في إمكانية العقاب عمييا

طبيعة الشخصية المعنوية لمدولة: -ج

يرل الكثير مف الفقياء أف نظرية الشخصية المعنكية مجرد خياؿ ك أف الرأم الذم يقكؿ بأف لمدكلة كجكد حقيقي ك تمتمؾ إرادة خاصة مستقمة عف إرادة المجمكع أك إرادة الشعب بحسب المفاىيـ

ك أف القبكؿ بمثؿ ىذا المنطؽ سية يشكؿ صعكبة في نسبة الخطأ إلى إرادة الشعب بشكؿ عاـ،السيايعني إقرار مسؤكلية الفرد عف خطأ ارتكبو غيره ك ىذا يخالؼ ما استقر عميو النظاـ القانكني الداخمي

ك الدكلي مف مبادئ قانكنية خاصة بالمسائمة الجنائية.

.86مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 1لقد كانت المسؤكلية الدكلية في العصكر الكسطى مسؤكلية جماعية، تقـك عمى التضامف بيف كافة األفراد المككنيف - 2

لمجماعة التي كقع الفعؿ الضار مف أحد أعضائيا، ككانت الصكرة المألكفة القتضاء التعكيض أف يمجأ الفرد الضحية ى " بخطاب االنتقاـ" كىك عبارة عف كثيقة صادرة مف إلى السمطات المختصة في دكلتو لكي يحصؿ عمى ما يسم

السمطات لمكصكؿ ليذا اليدؼ ، كقد ظؿ نظاـ خطابات االنتقاـ مطبقا في سائر الدكؿ األكركبية حتى أكاخر القرف .90مريـ ناصرم، المرجع السابؽ ص :السابع عشر

.126،127بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

149

ف عدـ مبلئمة اإلرادة الجماعية لسرياف القانكف الجنائي ك قد عبر أصحاب ىذا االتجاه عمبادئ القانكف الجنائي ك طبيعة لقاع العقكبة بالدكلة ناجـ عف سكء فيـ يأف الكبلـ عف إ بالقكؿ"

الشخصية القانكنية لمشخص المعنكم ذلؾ ألف أشخاص القانكف الجنائي أشخاص طبيعيكف أم كائنات أما الشخص المعنكم فيك كائف ال يتمتع بيذه الصفات عمى الرغـ مف أف مفكرة تتمتع بشعكر ك إرادة،

إرادة بعض األفراد تعد إرادة الشخص المعنكم عف طريؽ التمثيؿ ك نظاـ اإلدارة، إال أف ذلؾ يككف ألغراض محددة، كعميو يجب أف تتكافر إرادة فردية لغرض سرياف القانكف الجنائي أما اإلرادة التمثيمية

ف أف تحقؽ ذلؾ الغرض.فبل يمك

ك يرد عمى ىذا االتجاه بأف مساءلة الدكلة كشخص قانكني دكلي مستقؿ عف األشخاص الطبيعييف الذيف يسيركنو ال يتعارض مع طبيعة الدكلة كشخص معنكم، ك ال يناقض حقيقة أف ىذا

ذلؾ ألف الشخص ال يمكف أف يتصرؼ إال مف خبلؿ أشخاص طبيعييف يمثمكنو ك يعبركف عنو، ك ك إنما األساس في مسؤكلية الدكلة ال يكمف في تقييـ سمكؾ األفراد الذيف يعممكف باسميا ك لحسابيا،

يكمف في حقيقة أنيا عضك في مجتمع دكلي يتككف مف مجمكعة دكؿ ذات شخصيات معنكية مثميا بغض النظر عف -اءـ طبيعتيا، تحدد حقكقيا ك كاجباتيا ك تفرض جز ئتحكميا قكاعد قانكنية دكلية تبل

عمى اإلخبلؿ بيا، ك ىذا ىك المغزل مف مسؤكلية الدكلة دكليا بشكؿ مستقؿ عف -نكعو ك مداهمساءلة األفراد الذيف يعبركف باسميا، ك ليذا ينبغي التفريؽ بيف المسؤكلية الجنائية الجماعية التي ال

يا شخصا دكليا عاما ك ىك أمر ثابت ال يمكف قبكليا قانكنا كالمسؤكلية الجنائية الدكلية لمدكلة بكصف . 1ال يمكف التخمي عنو يمكف إنكاره ك أمر ىاـ ك ضركرم لبقاء قكاعد القانكف الدكلي ك احتراميا،

محل المسؤولية الدولية : -د

يرل أصحاب ىذا االتجاه أف األفراد الذيف يتصرفكف لحساب الدكلة ىـ محؿ المسؤكلية الدكلة، ك ذلؾ ألف القانكف الدكلي الجنائي يفرض كاجبات عمى األفراد كما الجنائية الدكلية ك ليس

يفرضيا عمى الدكؿ ك مف ثـ فإنيـ يككنكا أىبل لممسؤكلية الجنائية الدكلية بمكجب ىذا القانكف، إذ أف أساس كؿ مف القانكف الداخمي ك القانكف الدكلي كاحد ك ىك الشخص الطبيعي ك سمككو ك مف ثمة

.2ك الدليؿ عمى ذلؾ عند أصحاب ىذا الرأم المسؤكؿ دكليا، يككف ىك

.128،129سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص بشرل -1

مف أنصار ىذا الرأم نذكر: الفقيييف الفرنسييف " ليكف دكجي" ك"جكرج سؿ"، كالفقيو اليكناني" بكلتيس": لممزيد مف - 2 .253التفصيؿ ارجع إلى: محمد الصالح ركاف، المرجع السابؽ، ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

150

مف معاىدة 327أف مبدأ مسؤكلية األشخاص الطبيعييف مف دكف الدكلة قد تقرر في ـ بكصفو مسؤكال كإمبراطكر سابؽ أللمانيا عف األعماؿ "الثاني غيمـك "التي قررت محاكمة فرساي

فرسام الحربية كافة التي ارتكبتيا ألمانيا ضد األخبلؽ الدكلية ك قدسية المعاىدات، كأف معاىدةاقتصرت عمى محاكمة ىذا اإلمبراطكر السابؽ بكصفو شخصا طبيعيا ك لـ تناد بمحاكمة ألمانيا جنائيا

. 1بكصفيا دكلة قررت في حكميا، أف األشخاص الطبيعييف كحدىـ الذيف يرتكبكف الجرائـ نكرمبكرج محكمةكما أف

. 2ك ليست الكائنات النظرية ك مف ثـ حاكمت األشخاص الطبيعييف ك لـ تحاكـ الدكلة األلمانية

ك يرد عمى ىذا الرأم بأنو يظير نصؼ الحقيقة ك يتجاىؿ نصفيا األخر ك ىك أف القانكف الدكلي الجنائي إنما يفرض الكاجبات عمى األفراد الطبيعييف بمناسبة صفاتيـ الرسمية الممتصقة

جنائي بالشخصية القانكنية الدكلية العامة لدكليـ ك لكال ىذا ما كانكا محبل لخطاب القانكف الدكلي المباشرة، فضبل عف أف القبكؿ بضركرة مساءلة ىؤالء األشخاص الطبيعييف عما يرتكبكنو مف جرائـ دكلية باسـ دكليـ، إال أنو ال يمكف إثبات الحكـ لمفرع كنفيو عف األصؿ كليذا فاف المسؤكلية الجنائية

الذيف أتكا أعماال يفعييالطبالدكلية لمدكلة ىي األصؿ كاألساس، كتأتي بعدىا مسؤكلية األشخاص مجرمة دكليا باسـ دكليـ كبيذا فاف الحقكؽ كالكاجبات المفركضة عمى الدكلة كشخص معنكم عاـ في المجتمع الدكلي، تقابميا مسؤكلية دكلية تقع عمى عاتقيا لتكمؿ جانب الجزاء ليذه الحقكؽ كالكاجبات

مسؤكلية الجنائية الدكلية كصحيح أف الدكلية، كبيذا تككف الدكلة ىي المحؿ األصمي كاألساسي لممسؤكلية الشخص الطبيعي عف الجرائـ التي يرتكبيا داخميا كدكليا ضركرية كأف أساس القانكف كمو مبدأ

إال انو مف غير الممكف االحتجاج بذلؾ لنفي مسؤكلية الدكلة جنائيا عما تأتيو تنظيـ السمكؾ اإلنساني،ذ أف كحدة األساس في كؿ مف القانكف الداخمي كالقانكف الدكلي ال إ مف أعماؿ مخالفة لمقانكف الدكلي،

ال انتفت الحاجة إلى تعني ترتيب الجزاء عمى أحد أطراؼ أم مف القكانيف مف دكف الطرؼ اآل خر كا التفرقة بيف القانكف الدكلي كالقانكف الداخمي كلما عادت ىناؾ حاجة لكجكدىما منفصميف كىذا ما ال

.3يا كمنطقيا كقانكنيايمكف قبكلو كاقع

.129السابؽ، صبشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع - 1

.36المرجع السابؽ، ص بدر الديف محمد شبؿ، - 2 .118،131بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

151

حجج اتجاىات لجنػة القانون الدولي: - 2 إف أىـ االتجاىات الرافضة لممسؤكلية الجنائية لمدكلة في إطار عمؿ لجنة القانكف الدكلي ىي:

االتجاه األول: -أ

نظر بعض أعضاء المجنة، في غضكف مناقشتيـ لمشركع تقنيف الجرائـ المخمة بسمـ اإلنسانية كأمنيا، إلى مسؤكلية الدكؿ عف األفعاؿ التي تشكؿ انتياكا لمسمـ كاألمف الدكلييف، بأنيا مسؤكلية

ف مجرد أسياسية تقع في إطار عمؿ األمـ المتحدة كليست مسؤكلية قانكنية تستند إلى مشركع التقنيف، ك يصبح مستقببل مكضكعا إحالة المكضكع إلى لجنة القانكف الدكلي ال تكفي لنقمو مف المجاؿ السياسي ل

مستقبل في مجاؿ القانكف، كعمى ما يبدك أف أصحاب ىذا االتجاه لـ ينظركا إلى التدابير التي يتخذىا بمثابة عقكبات. السابعمجمس األمف كفقا لمفصؿ

لممقرر الخاص لمجنة عف األكؿإال أف ىذا االتجاه جاء منسجما مع ما كرد في التقرير

مشركع التقنيف، إذ يرل بأنو مف الصعب إرغاـ الدكؿ عمى االنصياع لقرارات دكلية خارج نطاؽ مف ميثاؽ األمـ المتحدة كىي عمى حد تعبيره السابع القرارات التي ال يمكف اتخاذىا في إطار الفصؿ

كلة ما عمى المثكؿ أماـ سمطة "مؤكدا أف "حمؿ د تدابير كليست جزاءات جنائية بحصر المعنى" قضائية جنائية دكلية يبدك محاال".

االتجاه الثاني: -ب

يرل ىذا االتجاه الذم تبناه عدد مف أعضاء لجنة مناقشة مشركع المكاد بشأف مسؤكلية الدكؿ، أنو مف المسمـ بو عمى نطاؽ كاسع أف الدكؿ ال ترتكب جنايات، كأف ركنيف مف األركاف الثبلث

ال يمكف بداىة أف تستند إلييما المسؤكلية عف الجناية كأف الدكؿ -اإلقميـ كالسكاف-كنة لمدكلة المكف الدكلة نفسيا معفاة مف المسؤكلية أليا مكاقؼ مختمفة، ك -أجيزة الحكـ-بالنسبة لمركف الثالث

الجنائية ألنيا كحدىا ليا أسباب كجيية لكي تعاقب كال يمكف أف تعاقب نفسيا. التجاه الثالث:ا -ج

أما االتجاه الثالث ك الذم أيضا قد كرد في نطاؽ مناقشات المجنة لمشركع المسؤكلية فقد خمص بعض األعضاء مف أصحاب ىذا االتجاه إلى عدـ تصكر نسبة المسؤكلية الجنائية إلى الدكلة ك -ذلؾ لعدـ تكافر الجياز القضائي لمحاكمة الدكلة ك معاقبتيا ك أف اختصاص محكمة العدؿ الدكلية

يتركز عمى -كىي الجياز القضائي الدائـ ك الكحيد لتسكية المنازعات التي تنشب في المجتمع الدكليمف الميثاؽ السابعالقبكؿ االختيارم كما ال يمكف النظر إلى سمطات مجمس األمف استنادا إلى الفصؿ

عمى أنيا تنطكم عمى اختصاص قضائي.

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

152

االتجاه الرابع: -د

اه أف استناد عدد مف األعضاء اآلخريف إلى اجتياد محكمة العدؿ يرل أصحاب ىذا االتج الدكلية بشأف انطباؽ اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية ك المعاقبة عمييا في دعكل البكسنة ك اليرسؾ ضد يكغكسبلفيا بكصفو دليبل عمى أف جنايات الدكؿ تشكؿ جزءا مف مجمكعة القكانيف

ألف الدعكل ال تتضمف أم إشارة سكءا في بيانات المحكمة أـ في مرافعات الدكلية، غير صحيحاألطراؼ مف شأنيا أف تكحي أف اتفاقية اإلبادة الجماعية تقصد المسؤكلية الجنائية لمدكؿ بالمعنى

ال تشير -منع اإلبادة -مف االتفاقية 9الجنائي فضبل عف ذلؾ أكضحت األعماؿ التحضيرية بأف ـ كلية الجنائية لمدكؿ.إلى المسؤ

إف نفي المسؤكلية الجنائية الدكلية عف الدكلة يؤدم إلى ىدر ك إلغاء قكاعد القانكف الدكلي ك تيديد لمنظاـ الدكلي، إذ سيؤدم ذلؾ إلى السماح لمدكؿ أف تعتدم ك تنتيؾ حرمات القانكف الدكلي

لذا ال جداؿ في ذا أمر مرفكض تماما،ك حقكؽ أشخاصو كيفما تشاء، مف دكف رقيب أك حسيب ك ىقياـ المسؤكلية الدكلية اتجاه الدكلة التي تنتيؾ أك تخؿ بإحدل التزاماتيا ككاجباتيا التي يفرضيا عمييا

. 1القانكف الدكلي

كبناء عمى كؿ ما تقدـ يمكننا القكؿ بأف المسؤكلية الجنائية الدكلية لمدكلة تعد في القانكف خاصة كالقانكف الدكلي عامة، مبدأ متطكرا كمعترفا بو مف جانب كبير مف فقو القانكف الدكلي الجنائي

الدكلي كنصت عميو مكاثيؽ دكلية عديدة، فضبل عف أف المسؤكلية الجنائية الدكلية لمدكلة ال يسقطيا يا أـ انتياكا أم اعتبار فالدكلة يمكف إدانتيا بارتكاب انتياكات جنائية دكلية، سكءا انتياكا لحقكؽ أطفال

، ألف االعتراؼ بالشخصية القانكنية الدكلية لمدكلة يتضمف أيضا االعتراؼ 2لحقكؽ أطفاال دكلة أخرلبالمسؤكلية الجنائية ليا مف دكف اإلخبلؿ بمسؤكلية األشخاص الطبيعييف الذيف تسببكا في ارتكاب ىذه

": أف الحؿ لكضع حد االنتياكات 1111فقد كرد في تقرير األمـ المتحدة) اليكنيسيؼ(" كضع األطفاؿ في العالـ - 1

أطفاؿ العالـ في حقكقيـ، ىك خضكع الحككمات كالمؤسسات الدكلية لممساءلة كالمحاسبة عمى كاجباتيا التي يكاجيياالقيادية اتجاه األطفاؿ، كرفاىـ، كأف يخضع مف يخفؽ في تحقيؽ ذلؾ لممساءلة: بشرل سمماف حسيف العبيدم ، المرجع

.134السابؽ، ص سبيؿ المثاؿ جريمة اإلبادة الجماعية تعد ىحكـ أم انتياؾ دكلي فعمتأخذ حالتي االنتياؾ المبينة أعبله نفس ال - 2

انتياكا دكليا لحقكؽ اإلنساف سكاء ارتكبت مف الدكلة ضد أطفاليا أـ أطفاؿ دكلة أخرل كذلؾ النزاعات المسمحة ىناؾ بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، :نزاعات مسمحة داخمية كأخرل دكلية ككبل حالتيف االنتياؾ كاحد

.135ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

153

ا داـ باإلمكاف مساءلة الدكلة مدنيا ، فضبل عف أنو م1االنتياكات إذ تجب معاقبتيـ ىـ أيضا عف ذلؾ . 2فبل داعي الستثنائيا مف المسؤكلية الجنائية

كعميو فالمسؤكلية الدكلية تعني تعاكف الكحدات الدكلية في إقامة سبلـ يتأسس عمى القانكف، كلذا فاف قكاعد المسؤكلية تعتبر قكاعد مكممة لكافة قكاعد القانكف الدكلي األخرل، كمف ىنا فاف البعض

ؿ حؽ دكلي تعايشو عنو لمحؽ فك نىال غيصفيا بأنيا إجراءات دكلية، كتعتبر المسؤكلية الدكلية رديؼ .3"" متكرزاكمسؤكلية تحميو عمى حد قكؿ محكمة العدؿ الدكلية في قضية مصنع

الجنائية، كال حتى بطبيعتيا، فالجزاء ال كال ترتبط إمكانية مساءلة الدكلة جنائيا بنكع الجزاءات

يعد أساسا لتقرير المسؤكلية الجنائية، فيناؾ مف العقكبات التي تفرض عمى األشخاص الطبيعييف ما ال يمكف فرضيا عمى الشخص المعنكم كالعقكبات السالبة لمحرية كالمقيدة ليا، كىناؾ عقكبات أخرل

ة كطبيعة الدكلة بصكرة خاصة، كبشكؿ ال يمكف معو تتبلءـ كطبيعة الشخص المعنكم بصكرة عاماالحتجاج بعدـ إمكانية المعاقبة لكي تنفي عنيا المسؤكلية الجنائية عف ارتكابيا انتياكات جنائية

4دكلية. الفرع الثاني

حاالت اإلعفاء من المسؤولية الجنائية الدولية لمدولة

دكليا، إال أف ذلؾ ال يستتبع ضركرة قياـ بالرغـ مف أف الدكلة قد ترتكب عمبل غير مشركعا

المسؤكلية الدكلية عمى عاتقيا، بؿ عمى العكس مف ذلؾ، أنو يمكف لمدكلة أف تتحمؿ مف المسؤكلية إذا ما صاحب ارتكابيا لمفعؿ غير المشركع ظركؼ مخففة أك مبلبسات كحاالت تنفي عف ىذا الفعؿ عدـ

مف مستكحىعمى صعيد العبلقات الدكلية، كمعظميا مشركعيتو، كىذه الظركؼ كالحاالت معركفةالنظـ القانكنية الداخمية كمعركفة في ظميا كمبادئ قانكنية راسخة، ككأسباب مف أسباب اإلباحة أك مف

، المكافقة أك )أكال(الظركؼ النافية لعدـ المشركعية، كتتمخص أىـ ىذه الحاالت في: الدفاع الشرعي

سنكضح ذلؾ الحقا عند بحثنا في مسؤكلية األفراد الجنائية الدكلية. - 1 . 135 ،134نفس المرجع، ص - 2،ص 1116، 1ط ،غازم حسيف صباريني، الكجيز في القانكف الدكلي العاـ، دار الثقافة لمنشر كالتكزيع، األردف - 3

188 . .136، 135بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 4

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

154

. كالتي سنتطرؽ 1)خامسا(، اإلجراءات المضادة)رابعا(، القكة القاىرة)ثالثا(الضركرة، حالة )ثانيا(الرضا إلييا فيما يمي:

أوال الدفاع الشرعي

إف جميع النظـ القانكنية تعترؼ بحؽ الدفاع الشرعي، حيث أف ىذا الحؽ معترؼ بو منذ

ي ظؿ التنظيـ الدكلي الحديث العصكر األكلى لكجكد اإلنساف عمى األرض، كبقي ىذا الحؽ كما زاؿ ف )في ظؿ ميثاؽ األمـ المتحدة(.

كيعتبر ىذا الحؽ مف الحقكؽ الحتمية لمحؽ في البقاء كالمحافظة عمى النفس، كىذا ما يجعؿ استخداـ القكة دفاعا عف النفس مشركعا، سكءا في ظؿ التشريعات الداخمية لمدكؿ أك في ظؿ التنظيـ

.2الدكلي ضد أية دكلة معتدية

فالدفاع الشرعي يعد مف أقدـ أسباب اإلباحة التي عرفتيا القكانيف الجنائية عبر العصكر، فيك .3سبب يستند إلى غريزة طبيعية، كما يستند إلى منطؽ األمكر في الكقت ذاتو

كتعريفو في القانكف الدكلي يرتكز حكؿ ككنو الحؽ الذم يقرره القانكف الدكلي لدكلة أك ، 4باستخداـ القكة لصد عدكاف مسمح حاؿ يرتكب ضد سبلمة إقميميا كاستقبلليا السياسيلمجمكعة دكؿ

شريطة أف يككف استخداـ ىك الكسيمة الكحيدة لدرء ذلؾ العدكاف كمتناسبا معو كيتكقؼ حيف يتخذ .5مجمس األمف التدابير البلزمة لحفظ السمـ كاألمف الدكلييف

عمى تحريـ المجكء إلى القكة 4/ 2لمتحدة، فقد نصت ـ كما كرد ىذا الحؽ في ميثاؽ األمـ ا

منو تنص عمى أنو " ليس في ىذا الميثاؽ ما يضعؼ أك ينقص الحؽ الطبيعي 51صراحة، كلكف ـ

. 434لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص - 1، 1نايؼ حامد العميمات، جريمة العدكاف في ظؿ نظاـ المحكمة الجنائية الدكلية، دار الثقافة لمنشر كالتكزيع، ط- 2

.51، ص 1116 .14، ص 1887ة المعارؼ ، مصر، أالقضاء كالفقو، منشعبد الحميد الشكاربي، الدفاع الشرعي في ضكء - 3

إذ يقكؿ " مكنتسيكك" إف حياة الدكؿ كحياة األفراد، فكما يحؽ لمناس أف يقتمكا في حالة الدفاع الطبيعي يحؽ لمدكؿ - 4خر: بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع آأف تحارب حفظا لنفسيا، كالدكلة تحارب ألف بقائيا حؽ ككؿ بقاء

.137 صالسابؽ، .41بدر الديف محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص - 5

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

155

لمدكؿ، فرادل أك جماعات في الدفاع عف أنفسيـ إذا اعتدت قكة مسمحة عمى أحد أعضاء األمـ .2القكة إلى لشرعي مف تحريـ المجكء، كىك بذلؾ يستثنى حالة الدفاع ا1المتحدة"

عتيؽ سالفة الذكر ال يعدك ككنو مجرد كاشؼ لمبدأ 51ميثاؽ األمـ المتحدة كبمكجب ـ إال أف

، إذ يجد الدفاع 3ف يككف مف الحقكؽ الطبيعية أكثر مف أم حؽ آخرضارب في القدـ كىك األقرب ألقاـ قائد أمريكي بإضراـ النار في الباخرة ، بحيث 1837سنة "الكاركليفالشرعي جذكره في قضية "

" األمريكية كأطمقيا لتتحطـ عمى مسقط نياجارا " المتكاجدة في نكاحي شكاطئ نير ""كاركليف األمريكية ، مما نجـ عنو قتيؿ كالعديد مف الجرحى.النياجارا شبلالت

مكاطف بريطاني ك ىك" ماؾ ليكد "،سنكات مف ذلؾ، ألقت السمطات القبض عمى ثبلث كبعدكاف قد شارؾ في العممية، فرفضت السمطات البريطانية محاكمتو لككف مشاركتو في العممية تدخؿ في

.4إطار تنفيذه ألكامر دكلتوبخصكص شركط الدفاع الشرعي فقد جاءت عمى خمفية إطبلقو كمف ثـ تقيده بشركط يجب ك

مراعاتيا نمخصيا فيما يمي:

شرط المزوم: – 1كمفاد ىذا الشرط أف يككف العدكاف الذم تقع الدكلة ضحيتو حاال كمستمرا أم لـ ينقطع بعد، كلـ يترؾ ليذه الدكلة أية فرصة أك خيار لمكاجيتو سكل بأف تدافع عف نفسيا بنفسيا لدرء ذلؾ

ييا مجمكعة العدكاف كلك باستعماؿ القكة، أما أف يككف العدكاف قد انقطع كأصبح أماـ الدكلة المعتدم عممف الخيارات أك حتى خيار كاحد عمى األقؿ، أك تكافرت ليا كسائؿ أخرل لدرء العدكاف الكاقع عمييا مف غير استعماؿ القكة المسمحة، فانو ال يمكف الدفع ىنا بمبدأ الدفاع الشرعي عف النفس تطبيقا لمبدأ

لؾ يصبح مف صبلحيات مجمس األمف ألممي ألف ذامف الميثاؽ 2/4منع استخداـ القكة الكارد في ـ عمى أف يحمؿ الدكلة المعتدية مسؤكلية عدكانيا كالتعكيض عنو بشتى الكسائؿ التي يقررىا.

مف مشاريع المكاد بشأف مسؤكلية الدكؿ بقكليا ينتفي عدـ المشركعية عمى فعؿ 33كما نصت عمى ىذا الحؽ ـ - 1

كفقا لميثاؽ األمـ الدكلة غير المطابؽ اللتزاـ دكلي عمييا ، إذا كاف الفعؿ يشكؿ تدبيرا مشركعا لمدفاع عف النفس اتخذ .137بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص :المتحدة

.137نفس المرجع ، ص - 2 . 471لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص - 3

4 - Mohamed Bousoltane, du droit à la guerre au droit de la guerre, le recours à la force armée en droit

international, Houma Editions, Alger, 2010, P31-32.

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

156

شرط التناسب: -2كمفاد ىذا الشرط أيضا أف يككف رد فعؿ الدكلة المعتدم عمييا في إطار دفاعيا الشرعي بنفس

فانو يجب أف يككف ىناؾ تناسب بيف كبعبارة أخرل، الحجـ كالكيفية التي تعرضت بيما لبلعتداء،حجـ االعتداء كقكتو كبيف الدفاع الشرعي، فإذا اعتدل عميؾ شخص باستعماؿ قكتو البدنية فميس لؾ الحؽ في أف ترد عميو بالرصاص مثبل بحجة أنؾ تدافع عف نفسؾ إذ ال تناسب بيف الكسيمتيف

فإذا اعتدت دكلة ما عمى دكلة أخرل بضرب مكاقع لدييا كاألثريف، ككذلؾ الحاؿ في العمؿ الدكلي، باستعماؿ أسمحة تقميدية، فاف ذلؾ ليس مدعاة ألف تتخذ الدكلة المعتدم عمييا مف الدفاع الشرعي ذريعة لقصؼ المدف كالحكاضر في الدكلة المعتدية، كاف تمطر عمى شعبيا كاببل مف القنابؿ

ا عف نفسيا أسمحة دمار شامؿ أك أسمحة محرمة دكليا لتسحؽ كالصكاريخ، أك أف تستعمؿ أثناء دفاعي1بيا كياف الدكلة المعتدية أك تبيد سكانيا.

خطار مجمس األمن: - 3 الطابع المؤقت لمدفاع الشرعي وا دائما مف الميثاؽ األممي، سنبلحظ أف ىذه المادة لـ تعط الدكلة 51كمف استقراء نص ـ

مطمؽ الحرية في أف تتخذ ما يطيب –حتى كلك كانت في حالة دفاع شرعي حقيقي –ضحية العدكاف نما كجب أف يككف دفاعيا الشرعي "مؤقتا " يتكقؼ بمجرد أف يتكفؿ ليا مف تدابير كببل حدكد، كا

، ىذا فضبل عف أنو يتعيف عمى 2مجمس األمف بالمكضكع التخاذ التدابير التي يراىا مناسبة لرد العدكاف الدكلة أف تبمغ مجمس األمف بكؿ التدابير التي اتخذىا دفاعا عف النفس لرد العدكاف كدرئو عنيا.ىذه

الدفاع الشرعي ال يكون إال في مواجية عدوان مسمح: - 4

كيعتبر ىذا الشرط مف أىـ شركط الدفاع الشرعي عف النفس بالنظر إلى بعض الممارسات عة تمكنت بمكجبيا بعض الدكؿ مف استخداـ القكة المسمحة الدكلية التي اتخذت مف ىذا المبدأ ذري

لضرب دكؿ أخرل أك مكاقع لدييا بحجة أنيا في حالة دفاع شرعي "كقائي" مف دكف أف يبدر مف

يظير إال بمناسبة إطبلؽ الكاليات المتحدة األمريكية لـ مف أمثمة انعداـ شرط التناسب استخداـ السبلح الذرم الذم - 1

اليابانيتيف ال يبرره ادعائيا استخداـ لحقيا في عمى كؿ مف مدينتي ىيركشيما كناجازاكي 1834القنبمة الذرية سنة الدفاع الشرعي ضد العدكاف الياباني، الذم لـ يتكقؼ إال بعد ىذا التصرؼ : بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع

.131السابؽ، صد لمسمـ أك ف قد كقع تيدييقرر مجمس األمف ما إذا كا " مايمي مف ميثاؽ األمـ المتحدة عمى 38تنص المادة - 2

أك كاف ما كقع عمبل مف أعماؿ العدكاف، كيقدـ في ذلؾ تكصياتو أك يقرر ما يجب اتخاذه مف التدابير طبقا وإخبلؿ ب " . لحفظ السمـ كاألمف الدكلي أك إعادتو إلى نصابو 31ك 31ألحكاـ المادتيف

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

157

الدكلة الضحية المعتدم عمييا أم تصرؼ عدكاني أك استخداـ لمقكة، كىك مبدأ ظمت إسرائيؿ تدعي بو ة كالعدكانية.كتبرر بو معظـ عممياتيا اإلرىابي

سالفة الذكر، سنبلحظ أنيا تضمنت عبارة إذا اعتدت قكة مسمحة عمى 51فمف قراءتنا لنص ـ أف الدفاع الشرعي عف النفس -مف دكف أم لبس -أحد أعضاء " األمـ المتحدة" إف ىذه العبارة تفيد

.1ال يككف إال في حالة كقكع عدكاف باستخداـ القكة المسمحة

ثانيا

الموافقة أو الرضا تقـك أحكاـ القانكف الدكلي أساسا عمى مبدأ التراضي بيف أشخاصو في جميع ما ينشأ بينيا مف عبلقات دكلية، كما كتؤدم العيكب الكاقعة عمى الرضا إلى إبطاؿ كؿ تصرؼ ال يعبر صراحة عف

لفة أحكاـ القانكف الدكلي في إرادة الدكلة أك كاف قد نتج بدكف مكافقتيا، كعمى ذلؾ، فانو يترتب عف مخازكؿ جميع آثار ىذه المخالفة كما خمفتو مف تمكاجية دكلة مف الدكؿ لحقتيا أضرار عمى اثر ذلؾ أف

أضرار إذا ما رضيت ىذه الدكلة كتنازلت عف مطالبتيا في مكاجية الدكلة األخرل التي تسببت في ما لحؽ بيا مف أضرار.

بالقبكؿ كبالنتائج، كمف ثـ يعتبر العمؿ الصادر بالمخالفة عمبل مقبكال فالرضا ىنا يعتبر إقرارا .2عمى الرغـ مف انو يعد في األصؿ عمبل غير مشركع

ذا كانت المكافقة أك الرضا حالة مف حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية الدكلية، فإنيا ال تككف كال كا

تالي:يعتد بيا إال إذا تكافرت جممة مف الشركط نجمميا في اللكي تعتبر المكافقة ظرفا كحالة مف حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية الدكلية، فإنيا يجب أف تككف -1

-مو، كىذه العيكب عدصحيحة كصريحة كخالية مف أم عيب مف عيكب اإلرادة التي تشكب الرضا فتلقانكف الدكلي، ىي كذلؾ معركفة في نطاؽ ا -كبقدر ما ىي معركفة في ظؿ النظـ القانكنية الداخمية

لقانكف فيناكمف أمثمتيا الخطأ كالغش كالتدليس كاإلكراه المادم كالمعنكم، كقد تكفمت معاىدة ببياف ىذه العناصر كميا كقررت بطبلف المعاىدات إذا ما أبرمت في ظميا أك 1969المعاىدات لعاـ

.433لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص - 1، كقد 1837كثيرة نذكر منيا: احتبلؿ القكات المسمحة األلمانية ألراضي النمسا سنة كاألمثمة عف ىذه الحالة - 2

رساؿ 1847صاحب ىذا العتداء رضا النمسا بو، ككذلؾ إنزاؿ قكات مف منشأة البحرية األمريكية في لبناف سنة ، كا ، عقب ثكرة 1847خمية لؤلردف سنة عمى طمبو بعد اتياـ مصر بالتدخؿ في الشؤكف الدا قكات بريطانية إلى األردف بناء

.436العراؽ، نفس المرجع ، ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

158

افقة الدكلة الضحية ، كذلؾ ينطبؽ عمى مك 1صاحبت المعاىدة في أم مرحمة مف مراحؿ انعقادىاكرضاىا عمى ما يحصؿ في مكاجيتيا مف أفعاؿ محظكرة بمكجب القانكف الدكلي كجكب أف تككف خالية مف أم غش أك تدليس أك إكراه كيفما كاف ماديا أك معنكيا، كفي حاؿ حدكث ذلؾ، لف يككف

ائمة عمى عاتؽ الدكلة التي لممكافقة أم أثر عمى اإلعفاء مف المسؤكلية الدكلية إذ تبقى ىذه األخيرة ق صدر منيا الفعؿ غير المشركع دكليا.

كذلؾ يجب أف تككف المكافقة ىنا صريحة ككاضحة كغير مقركنة بالسمبية، فالسككت ال يعتبر مكافقة كال يعبر عف رضا الدكلة.

كلكي تككف المكافقة صحيحة كذلؾ، كجب أف تككف منسكبة إلى الدكلة كصادرة عف جياز مؤىؿ -2

لو عادة صبلحية التعبير عف الدكلة كالجياز الحككمي مثبل أك ممثمييا الرسمييف في الداخؿ كالخارج، ا في دكلة كلذلؾ تكثر بالنسبة ليذا الشرط التساؤالت عف المكافقة الصادرة عف جياز إقميمي السيم

فيدرالية ىؿ بإمكانيا أف تضفي الشرعية عمى تدخؿ قكات أجنبية عمى أراضي الدكلة ككؿ؟ كذلؾ يثار التساؤؿ عف لممكافقة التي تبدييا الحككمة غير الشرعية أك حتى بالنسبة لممكافقة التي تبدييا الحككمة

عمى المستكل الداخمي في الدكلة؟ بياالشرعية نفسيا لكنيا تتـ بالمخالفة لمقكاعد الدستكرية المعمكؿ

الكاقع أف قكاعد القانكف الدكلي تعتبر مسألة احتراـ القكاعد الدستكرية قضية داخمية ال شأف ليا بيا طالما أف المكافقة صدرت صريحة ككفقا ألحكاـ القانكف الدكلي، كما أف مسالة الحككمة غير

سة ال تعتني بيا قكاعد القانكف الدكلي ىي األخرل، كتبقى الشرعية ىي مسألة داخمية كذلؾ بؿ كسياالمكافقة منسكبة إلى الدكلة في جميع الحاالت، أما عف صدكر المكافقة عف جياز إقميمي، فالراجع أف ينظر في مدل أىمية ىذا الجياز في التعبير عف إرادة الدكلة بمكجب القكاعد الدستكرية في ىذا البمد،

يخكلو بعض صبلحيات التعبير عف الدكلة عدت المكافقة الصادرة عنو مكافقة فإذا كاف الدستكرال فبل أثر لما صدر عف ىذا الجياز عمى الصعيد الدكلي. صحيحة صادرة عف الدكلة، كا

كيشترط في المكافقة أيضا أف تككف سابقة لمعمؿ غير المشركع أك مصاحبة لو حتى تنتفي عدـ -3المكافقة البلحقة فيي في الكاقع ال تؤدم إلى تحكيؿ العمؿ غير المشركع إلى مشركعية ىذا الفعؿ، أما

عمؿ مشركع بقدر ما ىي في ىذه الحالة تنازال مف الدكلة الضحية عف مطالبة الدكلة التي صدر عنيا ىذا الفعؿ بالتعكيض.

41حكؿ قانكف المعاىدات كفي ىذا اإلطار تنص ـ 1858مف معاىدة فينا لعاـ 37،38،41،41راجع المكاد: - 1

عماليا خرقا مف معاىدة فينا سابقة الذكر عمى أف " تعتبر المعاىدة باطمة إذا تـ إبراميا نتيجة لمتيديد بالقكة أك است لمبادئ القانكف الدكلي الكاردة في ميثاؽ األمـ المتحدة".

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

159

مف المسؤكلية كالمكافقة ال يمكف أف تنتج أثرىا عمى الصعيد الدكلي كحالة مف حاالت اإلعفاء -4الدكلية إال إذا صدرت عف الدكلة المكافقة لتقابؿ حدكد الفعؿ غير المشركع في نطاقو المكاني

ك الزماني فبل يتجاكزىا ىذا الفعؿ، فمكافقة الدكلة عمى السماح بمركر الطائرات التجارية فكؽ إقميميا في حاؿ حدكثيا -ة أيضا، ألف ىذه الكضعية ستتحكؿ ال يعني المكافقة عمى تحميؽ الطائرات العسكري

0974مف اتفاقية تعريؼ العدكاف لعاـ 3إلى حالة مف حاالت العدكاف طبقا، لنص ـ -1 .

إف المكافقة كاف صدرت صحيحة كصريحة كخالية مف أم عيب مف عيكب الرضا، إال أف أثرىا -5

صدر عنيا الفعؿ غير المشركع كال يتعدل إلى الدكؿ ينحصر في عبلقة الدكلة المكافقة كالدكلة التي األخرل التي كقعت المخالفة الدكلية في مكاجيتيا كذلؾ ما لـ تصدر عنيا ىي األخرل مكافقة كرضا

صريحيف، بحيث تترتب مسؤكلية الدكلة المخالفة أماـ ىذه الدكؿ.ا عدـ مشركعيتو إال في الحالة كتبقى المكافقة كذلؾ صحيحة فتنفي عف الفعؿ غير المشركع دكلي - 6

التي يشكؿ فييا ىذا الفعؿ انتياكا لقاعدة آمرة مف قكاعد القانكف الدكلي، عندئذ ال يمكف االعتداد بالمكافقة كحالة مف حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية الدكلية، كتبقى ىذه األخيرة قائمة عمى عاتؽ الدكلة

المنتيكة لمقكاعد اآلمرة.

كافقت إحدل الدكؿ عمى تدخؿ قكات عسكرية أجنبية عمى أراضييا إلبادة مجمكعة بشرية فإذا ما معارضة لمنظاـ القائـ أك كانت بصدد تنظيـ ثكرة عمى إقميـ الدكلة، فاف ىذه المكافقة ال تعدـ الفعؿ

ة الجماعية " غير المشركع كال تنفي عف الدكلة القائمة باإلبادة مسؤكلية جرميا عمى اعتبار أف " اإلبادجريمة مف الجرائـ الدكلية المحظكرة بمكجب قكاعد آمرة مف قكاعد القانكف الدكلي التي تضمنتيا عدد

.2مف االتفاقيات الشارعة ذات الصمة لحقكؽ اإلنساف

استعماؿ القكات المسمحة لدكلة ما " عمى ما يمي: 1863مف اتفاقية تعريؼ العدكاف لعاـ 3ينص البند )ق( مف ـ - 1كدىا في اإلقميـ بصكرة كالمرابطة في إقميـ دكلة أخرل بصفة مخالفة لمشركط الكاردة في االتفاؽ، أك أم تمديد لكج

"مخالفة لبلتفاؽ. .434،435،431،431،431،433ص نفس المرجع، - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

160

ثالثا

حالة الضرورة بخطر حاؿكىي الحالة التي تككف فييا الدكلة ميددة بمقتضى تقديرىا المكضكعي لؤلمكر

األساسي أك شخصيتيا أك استقبلليا بحيث ال ياجسيـ ييدد كجكدىا كنظام -أك كشيؾ الحمكؿ - .1تستطيع تفاديو إال بإىدار مصالح أجنبية مشركعة بمقتضى أحكاـ القانكف الدكلي

، حالة تختمؼ عف التي سبؽ ذكرىا مف حاالت اإلعفاء مف 2كتعتبر حالة الضركرة مسؤكلية الدكلية، فيي نظرية ليا أىميتيا غير العادية عمى صعيد العبلقات الدكلية، كما كأنيا ال

خضعت لجدؿ فقيي كبير لـ يخرج منيا بنتيجة كاضحة تذكر، ىذا فضبل عف أف عمؿ الدكؿ ي كممارستيا تذبذبت في شأف األخذ بيا، كقد قاد ذلؾ بدكف شؾ إلى تردد لجنة القانكف الدكلي كثيرا ف

.3معالجتيا كاألخذ بيا في جممة مراحؿ إعدادىا لمشركع مسؤكلية الدكؿ

إذ أف الفقو الحديث يعارض اتخاذ حالة الضركرة عذرا أيا كاف نكعو خشية اتخاذىا ذريعة حتى في األحكاؿ التي ال تككف فييا ىناؾ ضركرة ممجئة حقا.

في القانكف الداخمي اتجاه األفراد، فاألسباب التي تبرر بصكرة أك بأخرل قياـ حالة الضركرة ال يمكف أف تقـك في القانكف الدكلي فيما إذا أردنا أف نربط العذر المستمد مف تمؾ الحاجة بمصالح أك

أفعاؿ الدكلة، فاألساس مختمؼ، إذ أف حالة الضركرة في القانكف الداخمي تقـك عمى أساسيف:كىذا أيضا ال يمكف ،فمبدأ المصمحة الراجحة الثاني ليست ليا غرائز كما الفرد، أما األكؿ

تطبيقو في العبلقات الدكلية إذ ليس مف كظيفة القانكف الدكلي تقييـ المصالح الخاصة لمدكؿ كمف ثـ تقرير المصمحة األقؿ أىمية التي تستحؽ اإلىدار مف أجؿ حماية المصمحة األكثر أىمية في ظركؼ

معينة.

يدىا سكل اشتراط عدـ تعسفيا في يقليتيا في تسير أمكرىا ال إذ لكؿ دكلة ذاتيتيا كاستقبل استعماؿ حقكقيا عمى نحك يضر بمصالح غيرىا مف الدكؿ.

.131بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص- 1كقد عرفيا الفقيو " صادؽ أبك ىيؼ " بأنيا :" مبدأ مؤداه أف لمدكلة ، بجانب حقيا في الدفاع ضد دكلة معتدية - 2

يبيح ليا باسـ الضركرة أف تأتي لممحافظة عمى مصالحيا ككيانيا أم عمؿ كلك كاف فيو اعتداءلسبلمتيا، حؽ آخر

عمى دكلة أخرل بريئة ال دخؿ ليا فيما تريد الدكلة األكلى دفعو عنيا ،كحماية نفسيا منو": لخضر زازة المرجع السابؽ . 447ص،

.447نفس المرجع، ص - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

161

فميمة القانكف الدكلي كفالة التعايش السممي بيف الدكؿ، فإذا ما تـ تخكيؿ الدكؿ حؽ انتياؾ ة الراجحة، فاف ذلؾ مصالح كسيادة غيرىا مف أجؿ حماية مصالحيا كسيادتيا عمى أساس المصمح

معناه إنكار كجكد القانكف الدكلي.

ف مسؤكلية الدكؿ تنص عمى حالة الضركرة أمف مشاريع المكاد بش 33ـكمع ذلؾ نجد أف ال يجكز لدكلة أف تحتج – 1في حدكد معينة ىي: " إال كلكنيا قيدتيا بعدـ جكاز لجكء الدكلة إلييا

بحالة الضركرة كمبرر لنفي عدـ المشركعية عف فعؿ صادر عنيا غير مطابؽ اللتزاـ دكلي عمييا إال في الحالتيف التاليتيف:

إذا كاف ىذا الفعؿ الكسيمة الكحيدة لصكف مسألة أساسية ليذه الدكلة مف خطر جسيـ ككشيؾ -أ

ييددىا.ر تأثيرا ضارا بشدة عمى مصمحة أساسية لمدكلة التي كاف االلتزاـ إذا كاف ىذا الفعؿ لـ يؤث -ب

اتجاىيا. كفي جميع األحكاؿ ال يجكز لمدكلة أف تحتج بحالة الضركرة كمبرر لنفي عدـ المشركعية: -2إذا كاف االلتزاـ الدكلي الذم ال يطابقو فعؿ الدكلة ناشئا عف قاعدة قطعية مف القكاعد العامة في -أ

الدكلي.القانكف أك إذا كاف االلتزاـ الدكلي الذم ال يطابقو فعؿ الدكلة غير منصكص عميو في معاىدة تنفي -ب

بصكرة صريحة أك ضمنية إمكانية االحتجاج بحالة الضركرة بصدد ذلؾ االلتزاـ. أك إذا كانت الدكلة المعنية قد أسيمت في حدكث حالة الضركرة". -ج

أف تككف حالة الضركرة سببا لمدفع بعدـ المسؤكلية في القانكف بناء عمى كؿ ما تقدـ ال نؤيد خصص تيحالة الدفاع الشرعي الفي الدكلي الجنائي السيما كأف ميثاؽ األمـ المتحدة لـ يقر بيا كما

مف الميثاؽ يمكننا أف نجـز بأف حالة الضركرة تعد (2/ 4)، بؿ كمف خبلؿ منطكؽ ـ 51ـ الي .1المادةىذه مشمكلة بالمنع العاـ عف المجكء الستخداـ القكة الذم نصت عميو

.131،131مرجع السابؽ، صبشرل سمماف حسيف العبيدم، ال- 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

162

رابعا

القوة القاىرةكالقكة القاىرة ىي كذلؾ حالة مف حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية الدكلية، كظرؼ ينتفي مع

عف الدكلة كقد كاف في األساس يشكؿ فعبل غير مشركع دكليا، كجكده عدـ مشركعية الفعؿ الصادر ال فبل كمع ذلؾ، فاف االعتداد بالقكة القاىرة ىنا يجب أف يككف محؿ شركط مكضكعية ىك اآلخر كا

.1يمكف التذرع بيا

فالقكة القاىرة إذف ىي حالة فجائية تطرأ داخؿ الدكلة دكف تكقعيا كعادة ما تككف في شكؿ .2رجي غير متكقعة كيفمت مف رقابة كتحكـ الدكلةحدث مادم خا

إف كجكد مثؿ ىذا الحدث المادم ) كزالزؿ أك فيضانات أك انييارات(، يؤدم إلى تكقيؼ العمؿ بااللتزاـ القائـ عمى عاتؽ الدكلة نظرا لتكقيؼ أك إبطاؿ مفعكؿ االلتزاـ مؤقتا أك نيائيا نتيجة ظيكر

اللتزاـ الدكلي أك إنيائو حسب مكضكع االلتزاـ كبالتالي لف نككف أماـ القكة القاىرة إلى تكقيؼ تنفيذ اخرؽ أك انتياؾ لبللتزاـ الدكلي ما داـ أف العنصر المكضكعي لمعمؿ غير المشركع غير مكجكد كمنو

. 3ينعدـ العمؿ غير المشركع أصبل مما يؤدم إلى انتقاء المسؤكلية الدكلية

مف أسباب انتفاء المسؤكلية الدكلية يجب تكافر الشركط التالية:كلبلعتداد بالقكة القاىرة كسبب جاء نتيجة ظركؼ أك قكة ال تمكف قدأف يككف تصرؼ الدكلة الذم سمكتو استنادا إلى القكة القاىرة -1

مقاكمتيا كال سبيؿ إلى دحرىا أك مكاجيتيا أك تحكيميا أك التخمص منيا فضبل عف عدـ إمكانية تكقعيا أك التنبؤ بيا، أما إف كاف باإلمكاف تفادييا أك التخمص منيا أك حتى عمى األقؿ تكقعيا كالعمـ بيا

مكانية التذرع بيا لمتحمؿ مف المسؤكلية الدكلية.مسبقا، فبل يمكف ىنا الحديث عف القكة الق اىرة كا

.433لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص - 1بقكليا" تنتفي صفة عدـ المشركعية عف فعؿ الدكلة 13كما عرفتيا لجنة القانكف الدكلي بمكجب الفقرة األكلى مف ـ - 2

الذم ال يككف مطابقا اللتزاـ دكلي لتمؾ الدكلة إذا كاف دلؾ فعؿ راجعا لقكة قاىرة، أم حدكث قكة ال سبيؿ إلى مقاكمتيا الدكلة، بما يجعؿ آداء ذلؾ االلتزاـ في ىذه الظركؼ مستحيبل ماديا" نفس أك حدث غير متكقع، يخرجاف عف إرادة تمؾ

. 434،435المرجع، ص نعيمة عميمر، النظرية العامة لمسؤكلية الدكلة الدكلية في ضكء التقنيف الجديد، ديكاف المطبكعات الجامعية، - 3

.111، ص 1111الجزائر،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

163

أف تككف الدكلة التي تكاجو القكة القاىرة في كضعية أك حالة يستحيؿ معيا ماديا أف تفي -2بااللتزامات الممقاة عمى عاتقيا، كأف تعجز عف سداد ديكنيا أك تسميـ منتجات أتمفت بسبب ككارث

تيا الحرب أك ما شابو ذلؾ.طبيعية أك تقديـ ممتمكات دمر فضبل عف انو يجب أال تتكفر ليذه الدكلة إزاء ذلؾ أم فرصة أك إمكانية أخرل لمكفاء بااللتزاـ الكاقع

عمى عاتقيا. أف تككف القكة القاىرة نتيجة ظرؼ خارجي ال عبلقة لو بإرادة أك سمكؾ الدكلة، كبمعنى آخر، فانو -3

بسمككيا في نشكء القكة القاىرة التي تكاجييا كال شاركت في إنشاء يجب أال تككف الدكلة قد أسيمت ظركفيا كأسبابيا، كسكاء تـ ذلؾ عف قصد مف جانبيا أك كاف نتيجة إىماؿ كتقصير منيا كذلؾ، كعمى ىذا، ال يمكف االعتداد بكضعية الحرب كقكة قاىرة إذا ما كانت الدكلة ىي نفسيا مف أعمنيا كأشغؿ

فتيميا.

مف مشركعيا النيائي حكؿ 23مصت لجنة القانكف الدكلي جممة ىذه الشركط في كقد لخ مسؤكلية الدكؿ، فنصت عمى ما يمي:

تنتفي صفة عدـ المشركعية عف فعؿ الدكلة الذم ال يككف مطابقا اللتزاـ دكلي لتمؾ الدكلة إذا -0"

ا أك حدث غير متكقع، يخرجاف كاف ذلؾ الفعؿ راجعا لقكة قاىرة، أم حدكث قكة ال سبيؿ إلى مقاكمتي مف إرادة تمؾ الدكلة، بما يجعؿ أداء ذلؾ االلتزاـ في ىذه الظركؼ مستحيبل ماديا.

في الحالتيف التاليتيف: األولىال تنطبؽ الفقرة -2في حالة ككف القكة القاىرة تعزل، منفردة أك باالقتراف مع عكامؿ أخرل، إلى تصرؼ الدكلة التي -أ

تتذرع بيا. .1إذا تحممت الدكلة تبعة نشكء تمؾ الحالة" -ب

خامسا

اإلجراءات المضادة إف اإلجراءات المضادة مف المكاضيع التي استيمكيا الفقو الدكلي مبكرا كاكتنفو الخبلؼ بشأنيا، كما عرفتيا ممارسات الدكؿ كقضاؤىا، كبقيت مثار حديث مطكؿ السيما بشأف شرعيتيا

جنة القانكف الدكلي نفسيا ترددت بشأف األخذ بيا ثـ أدرجتيا أخيرا في كشركط ممارستيا، ثـ إف ل

.435،436لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص - 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

164

محفكفة بالعديد (53إلى 49)المكاد مف مشركعيا النيائي حكؿ المسؤكلية الدكلية في عدد مف المكاد مف الشركط كالضكابط.

اعتبرت التدابير مبدأ التقميدم القائؿ بأنو " يحؽ لمدكلة أف تقابؿ العنؼ بمثمو" فقد مكتطبيقا ل

المضادة دائما عبلجا عقابيا يخكؿ لمدكلة التي كقعت في مكاجيتيا المخالفة الدكلية أف تقـك بمخالفة دكلية أخرل ضد الدكلة التي صدرت منيا المخالفة األكلى، كذلؾ كمو بقصد إلزاميا بأداء التعكيض

إلجراء عبلجا جكابيا عمى عمؿ آخر، ذلؾ يعد ىذا ابكمنعيا مف اإلقداـ عمى مخالفات دكلية أخرل، ك ككثيرا ما كاف ينطكم عمى العنؼ كاستعماؿ القكة المسمحة، كعميو فاف التدابير المضادة تؤدم إلى جكاز أف تقابؿ الدكلة العنؼ بمثمو، كأف تكاجو المخالفة بذات المخالفة كذلؾ ككسيمة إلرغاـ الدكلة

فعميا كمنعيا مف اإلقداـ عمى مخالفات مماثمة المسؤكلة عمى إصبلح األضرار التي ترتبت عف .1مستقببل

كعف التدابير المضادة عمكما فاف اإلجماع بأنيا حاصؿ عمى اعتبارىا مانعا مف مكانع

لحاالت األخرل التي سبقت دراستيا عمى أف يككف استخداميا االمسؤكلية الدكلية، شأنيا في ذلؾ شأف .2بشركط كضكابط ىي األخرل

لتمكيف الدكلة المتضررة مف المجكء إلى اتخاذ شركطا أكردت مكاد المسؤكلية الدكليةفقد الدكلي. زامياتالإجراءات مضادة ضد الدكلة المسؤكلة المتخمفة عند تنفيذ

إف مثؿ ىذه الشركط متكقفة عمى احتراميا مف طرؼ الدكلة المتضررة لتككف التدابير المتخذة مف .طرفيا ذات طبيعة مشركعة

ف أكلى ىذه الشركط مرتبطة بضركرة اتخاذ التدابير مف أجؿ تنفيذ االلتزاـ كىي محددة في كا

إطار ىذا التنفيذ باإلضافة إلى ضركرة اتخاذىا بشكؿ يسمح بالعكدة إلى تنفيذ االلتزاـ الدكلي.

سكابؽ التي استخدمت فييا نظرية التدابير المضادة كأىميا، كتتمخص المف بيف أقدـ « naulilaa »تعتبر قضية - 1

ب كعنؼ في إحدل محطات البرتغاؿ في جنكب غرب إفريقيا عاـ غكقائع ىذه القضية في انو حصمت أعماؿ ش، أدت إلى مقتؿ ثبلثة مف رعايا األلماف، ككانت البرتغاؿ حينيا في حالة حياد خبلؿ الحرب العالمية األكلى، 1814

رة كعمى اثر ذلؾ ، جاكب األلماف جكابا سريعا بإرساليـ قكة عسكرية ضاربة ألحقت بمحطات كثيرة في المستعم: لممزيد مف التفصيؿ حكؿ ىذه القضية راجع إلى لخضر زازة، المرجع السابؽ، « naulilaa »البرتغالية كطردت حامية

.513ص .511،511نفس المرجع، ص - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

165

ىذه الشركط كفؽ ضركرة تناسبيا مع الضرر الكاقع عمى الدكلة الضحية ككذا عمى أساس حددكما تت درجة خطكرة الفعؿ غير المشركع كالحقكؽ مكضكع النزاع.

لذلؾ يجب أف تككف حدة كقكة التدابير المضادة متناسبة كمتقاربة مع قكة كحدة العمؿ غير نتقامية أك زجرية أك عقابية في حالة تجاكزىا حدكد مشركع حتى ال تتحكؿ ىذه التدابير إلى أعماؿ اال

كشركط رد الفعؿ.

إف مبدأ التناسب الذم نحف بصدده يتعمؽ بعدـ تجاكز اإلجراء المضاد الضركرة الكاجبة لتنفيذ االلتزاـ أك كقؼ الضرر الناتج عف عدـ التنفيذ لذلؾ االلتزاـ أك كقؼ الضرر الناتج عف عدـ التنفيذ

فة المشركعية في التدبير المضاد بطبيعة ىذا التدبير كبمدل تناسبو كتكازنو مع القدر لذلؾ ترتبط ص الكاجب لتحقيؽ التنفيذ دكف إفراط كدكف تكسع في درجة كقكة التدبير كفي نتائجو.

كأماـ ىذه الفكرة في التناسب يمكف القكؿ بأف مضمكف التناسب يتعمؽ بالحقكؽ الكاجب الحفاظ جسامتو، ككذا بالنظر إلى الضرر الناشئ عف عدـ التنفيذ، إف فكرة التناسب إذف ىي عمييا، كبالعمؿ ك

معيار يجمع بيف العناصر ىذه مف أجؿ تكييؼ التدبير المضاد عمى أنو مشركع.

كلتحقيؽ مبدأ التناسب في التدبير المضاد يتكجب عمى الدكلة تطبيؽ ىذا التدبير مع احتراـ مبدأ . 1معاممة بالمثؿمحدكدية الرد كعدـ ال

شاذا في الحياة اؿ األخذ بالثأر كمف تـ تعد إجراءفالمعاممة بالمثؿ إذف ىي عمؿ مف أعماالجتماعية القانكنية، إال أنيا مع ذلؾ معترؼ بيا في القانكف الدكلي كإجراء يتخذ ضد الدكؿ في أثناء

قانكف، إال أف ىذه الكسيمة ال الحرب إلجبارىا عمى الرجكع إلى النظاـ ككضع حد لخركجيا عمى اليجكز بأم حاؿ مف األحكاؿ أف تتخذ ضد رعايا الدكلة المعتدية حتى كاف كاف ىناؾ خرؽ ألحكاـ

قانكف الحرب.كال نؤيد عد ىذا اإلجراء سببا مف أسباب الدفع بعدـ المسؤكلية لنتائجو الكخيمة عمى الشعكب

ف الدكؿ لقكاعد القانكف مف جية أخرل، السيما الدكؿ كعمى األبرياء مف جية، كلعدـ احتراـ العديد م المييمنة.

فطالما ال تكجد سمطة عميا تحمؿ الدكؿ عمى احتراـ قكاعد القانكف الدكلي فاف المعاممة بالمثؿ لف تختفي مف الحياة الدكلية كستستمر الدكؿ في تمسكيا بيذه الكسيمة السيما في أزمنة النزاعات

لمعتدية الف تككف تصرفاتيا متسقة مع قكاعد القانكف الدكلي.المسمحة لحمؿ الدكؿ ا

.113،113نعيمة عميمر، المرجع السابؽ، ص - 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

166

الجرائـ الدكلية عمى عقابالفسابقا كاف األمؿ معقكدا عمى إنشاء محكمة جنائية دكلية تختص ب ف كمف مجاؿ تطبيؽ المعاممة بالمثؿ باعتبار أف الدكلة أعمى أساس أنيا سكؼ تقمؿ حتما مف ش

عمييا يمكنيا أف تمجأ لمثؿ ىذا القضاء، دكنما حاجة إلى المجكء إلجراء الرد بكسائؿ اإلكراه، لالمعتداليكـ أنشئت ىده المحكمة، كلكنيا جاءت مخيبة لآلماؿ، فيكفي أف ننظر في نصكص مكادىا لنعرؼ

" ال يجكز البدء أنو تنص عمى " إرجاء التحقيؽ أك المقاضاة" المعنكنة 16ـ ذلؾ، فعمى سبيؿ المثاؿ بناء عمى طمب اثني عشر شيراأك المضي في تحقيؽ أك مقاضاة بمكجب ىذا النظاـ األساسي لمدة

مف السابع مجمس األمف إلى المحكمة بيذا المعنى يتضمنو قرار يصدر عف المجمس بمكجب الفصؿ ميثاؽ األمـ المتحدة، كيجكز لممجمس تجديد ىذا الطمب كبالشركط ذاتيا."

شيرا قابمة لمتجديد بحسب 12 أف بإمكاف مجمس األمف إرجاء التحقيؽ أك المقاضاة لمدة أم

مصالح الدكؿ أعضائو، كىذا ال يحقؽ السمطة المرجكة مف ىذه المحكمة لتحقيؽ العدالة الدكلية ضد الجناة كالتخمي عف المقابمة بالمثؿ باعتداء يقابؿ اعتداء.

اكسيمة إليذاء األبرياء، ال يجكز المجكء إليي يبحؽ بؿ ى تكما نجد أف المعاممة بالمثؿ ليس دكف إجراءات مشددة يككف قرار اتخاذىا بيد ىينة األمـ المتحدة كبالذات الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة

ية نسبية ككنيا تمثؿ كؿ الدكؿ المنظمة لمييئة كيككف ذلؾ بمكجب تصكيت لمحصكؿ عمى أغمببالمكافقة عمى لجكء الدكلة المعتدية عمييا لمرد بالمثؿ، كأف يعد قرار الرد بالمثؿ ىذا ، إجراء دكلي

بصيغة عقكبة تكجو لمدكلة المعتدية ك أف ينفذ بإشراؼ ىيئة األمـ المتحدة.دكؿ إال في الحاالت المستعصية التي ال مجاؿ لمعاقبة ال أ إليياكفي كؿ األحكاؿ، أف ال يمج

بشرط عدـ المساس بالمدنييف، فإذا ما كاف ال مفر مف تضرر المدنييف فبل االمعتدية إال عف طريقييمجا إلى ىذا اإلجراء كاالكتفاء بمعاقبة المسؤكليف عف قرار االعتداء، كىذا يككف إلى حيف إقرار

.محكمة جنائية دكلية " حقيقية " كليس مجرد كسيمة مف كسائؿ الضغط كالسيطرة

إف مجرد القبكؿ بيذا المبدأ كحؽ شرعي لمدكلة المعتدم عمييا يعني إلغاء دكر األمـ المتحدة كىدـ ميثاقيا ، الذم يعد قانكنا لممجتمع الدكلي يطبؽ عمى جميع أعضائو حتى مف لـ يكف طرفا في

افيا الساعية الميثاؽ أك عضكا في المنظمة الدكلية، كما كيعد بمثابة إصدار حكـ باإلعداـ عمى أىدفيذا المبدأ يعني (4/2ـ)لتحقيؽ األمف كالسمـ الدكلييف كالنيي عف المجكء لمقكة كالحرب أك التيديد بيما

.1ثالثة أف عمى العالـ أف يستعد لحرب عالمية

.136،137بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 1

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

167

غير أف األخذ بمبدأ المسؤكلية الجنائية الدكلية لمدكلة تستتبعو آثار تتمثؿ في تمؾ الجزاءاتىك تنظيـ الجزاءات لكؿ -المفركضة عمييا، إذ أف الغرض مف القانكف الجنائي الداخمي أك الدكلي

فقكاعد القانكف الدكلي تعتبر قكاعد كضعية ك ليا إلزاميتي ك يقترف بيا جزاء عند انتياكيا كىذا -جريمة ما سنتعرض إليو بالتفصيؿ في المطمب المكالي.

المطمب الثاني المسؤولية الجنائية لمدولةآثار قيام

كنا قد أشرنا في المطمب السابؽ إلى صعكبة الحديث عف المسؤكلية العقابية أك الجنائية لمدكلة، عمى األقؿ خبلؿ العقكد القميمة السابقة نظرا لغياب سمطة دكلية عميا تتكلى إنزاؿ العقاب بالدكلة

لرفض الدكؿ القاطع لمحاسبتيا بيذه الطريقة التي التي تنتيؾ بعض االلتزامات األساسية، كنظرا كذلؾ تتعارض مع فكرة السيادة التي تتمتع بيا، كاستقبلليا إزاء بقية أعضاء المجمكعة الدكلية.

إال أف تطكر مفاىيـ كأسس المسؤكلية الدكلية في السنكات األخيرة سمح بإمكانية تحميؿ الدكلة

زامات القانكف الدكلي.مسؤكلية جنائية في حاؿ إخبلليا ببعض الت فعمى صعيد تطكر مفيـك المسؤكلية الدكلية الذم تضمنو مشركع لجنة القانكف الدكلي كخاصة

الذم ينبغي أف 1" برز نظاـ جديد لممسؤكلية يتضمف ألكؿ مرة الجزاءركبرتك أغكفي عيد مقررىا " 2يقع عمى مف تنشأ إزاءه ىذه المسؤكلية.

بعو كجكب فرض الجزاء عمييا مع تاألخذ بمبدأ المسؤكلية الجنائية لمدكلة يستكبالتالي فاف

ضركرة التركيز عمى إمكانية كفائدة ىذا الجزاء.

1يؼ لمجزاء الدكلي، فقد عرفو " جكرج سؿ " بأنو : " ىك كؿ إجراء يتخذ لتحقيؽ احتراـ القانكف لقد أعطيت عدة تعار -

كلمنع انتياكاتو"، كما عرفو " تكنكف". بأنو: " النتيجة القانكنية التي تترتب عمى االعتداء، كالذم يتجمى في تطبيؽ كمسف " : " ىك ذلؾ األثر المترتب عمى انتياؾ أحكاـ القانكف الدكلي": لممزيد الدكلة لتدابير القسر"، ككما عرفو " ىارتر

. 209محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص يفمف التعريفات ارجع إلى بدر الد2 .155محمد رضكاف، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

168

تنظيـ الجزاءات لكؿ جريمة ىك -لدكليخمي أك ااالد–الجنائي إذ أف الغرض مف القانكف ، كمف المتفؽ عميو ياكيقترف بيا جزاء عند انتياك لزاميتيااقكاعد كضعية كليا فقكاعد القانكف الدكلي

في الكقت الحاضر أف قكاعد ىذا القانكف تنشأ بطريقة سميمة كتحمي جميع شركط كجكد القاعدة بـر االتفاقيات تالقانكنية ، كأف أشخاص ىذا القانكف السيما الدكؿ ال تنكر الصفة اإللزامية لو، فيي

إليجاد مبررات ألفعاليا المخالفة لمقانكف الدكلي العاـ الدعائيا بالصفة كتمتـز بيا كتسعى الدكؿ دائمااإللزامية لو، كأصبح مف األمكر المعتادة انتياؾ قكاعد القانكف الدكلي السيما في النزاعات المسمحة،

بأحكاـ اإلخبلؿ د، بؿ أنيا تحاكؿ عنلو بيد أنو لـ يحدث إطبلقا أف جاىرت أم مف الدكؿ بانتياكيا تفسيرا يحمي تصرفيا مف سمة الخركج عف الشرعية. ىاتفسر أف قاعدة دكلية معينة

مكجكد كقائـ في القانكف الدكلي الجنائي كيكجو لمف يخؿ كينتيؾ قكاعده مف أم 1إف الجزاء

شخص مف أشخاصو. ،فبعضيا2كفيما يخص الدكلة، يجب أف تككف الجزاءات المفركضة بشأنيا متناسبة مع طبيعتيا

تحمؿ صفة الجزاء المدني كبعضيا تحمؿ صفة الجزاء الجنائي كفي كؿ األحكاؿ تككف -الجزاءات- .3) الفرع الثاني(أك معنكية )الفرع األكؿ(عمى نكعيف إما مادية

الفرع األول

الجزاءات المادية تفرضو الفئة المسيطرة عمى الجماعة الدكلية كبطريقة مباشرة عمى كىذا النكع مف الجزاءات

المنتيؾ لقكاعد القانكف الدكلي الجنائي نتيجة لتقرير مسؤكلية الدكلة كشخص مف أشخاص أكالمخؿ القانكف الدكلي.

1ة العددية منيا يغمباألينصرؼ مصطمح " الجزاء " إلى أم لكف مف ألكاف القكة التي تمارسيا الجماعة الدكلية أك -

عؿ عضك بسبب إخبللو إلحدل قكاعد القانكف التي تمزمو باالنصياع ألحكاميا، كيستكم في ىذا المجاؿ أف تنصرؼ ، كالى ما قد يجريو مف تصرفات قانكنية بما في ذلؾ الحرماف كرىا القكة إلى الكياف الذاتي ليذا العضك كالى ذمتو المالية

.148مف بعض الحقكؽ: بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ ، ص 2ىناؾ اتجاه يرفض إمكانية معاقبة الدكلة، إذ يكضح األستاذ " ترنيف " أف : " الدكلة باعتبارىا مف أشخاص القانكف -

الدكلي، يمكف أف تتحمؿ المسؤكلية الدكلية، كما يمكف أف تطبؽ عمييا بعض العقكبات، لكف ىذه العقكبات ليست جنائية م يسمـ بو الجميع، تحددىا دكائر القضاء الجنائي مضيفا باف الدكائرف العقكبات الجنائية، بحسب المبدأ الذألذلؾ ذلؾ كجكد في نطاؽ منظمة األمـ المتحدة كلـ يكف ليا كجكد في نطاؽ عصبة األمـ: نفس ككرة ليس ليا معذالم

. 150المرجع ، ص3 . 150نفس المرجع ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

169

صبلح الضرر كرد المدنيةكقد يحمؿ ىذا النكع مف الجزاءات الصفة كالحكـ بالتعكيض كا كالغرامات كقطع الصبلت االقتصادية مع الدكلة المنتيكة كميا الجنائيةالحقكؽ، كقد يحمؿ الصفة

أك جزئيا كالى غير ذلؾ مف أنكاع العقكبات.

كميما تنكعت الجزاءات المادية التي تفرض عمى الدكلة المدانة فاف أكثرىا تطبيقا ىك كالمقاطعات االقتصادية كالسياسية كحظر )أكال( لذم يتخذ أحيانا صفة الغرامة الباىظةالتعكيض ا

ككذلؾ نزع األسمحة المدمرة كمراقبة القطاعات كالمرافؽ التابعة )ثالثا( كالرد العسكرم )ثانيا( التعامؿ .1لمدكلة كافة

أوال

التعويض انتياكا لمقانكف الدكلي الجنائي، أك قياـ إذ ثبتت مسؤكلية الدكلة عف إتيانيا أعماال تعد

ككبلئيا أك ممثمييا بما يعد انتياكا ليذا القانكف ، فاف تحمميا لتبعة ىذه المسؤكلية يقتضي إلزاميا ، كيقع كاجب تقديـ 2بكقؼ ارتكاب ىذه االنتياكات فكرا مع مطالبتيا بتعكيض ما أحدثتو مف ضرر

يا، ففي الحاالت التي ال تعد فييا الحككمة التي كقع االنتياؾ التعكيض عمى الدكلة كليس حككمة بعينفييا قائمة يجب عمى الدكلة أك الحككمة التي تخمفيا في السمطة تقديـ تعكيض لمضحايا المجني

3عمييـ.ك أف فكرة التعكيض ال تأخذ مفيـك العقكبة الجنائية في القانكف الدكلي، بؿ ىي إصبلح

رجاع مادم، كالمبدأ األساسي ل يذا اإلصبلح، ىك إزالة آثار الفعؿ غير المشركع قدر اإلمكاف ، كا ذ لـ يكف ممكنا، لؾ الفعؿ ذ عمييا كلك لـ يتـ ارتكابكانت األمكر إلى الحالة التي ما اتمؼ بمثمو، كا

:4دفع مبمغ مالي يعادؿ قيمة الرد بالمثؿ، كالتعكيض قد يتخذ في الكاقع عدة أشكاؿ

1 . 150نفس المرجع ، ص -

2( حقكؽ الدكلة المضركرة 41-46مسؤكلية الدكؿ كفي الفصؿ الثاني منو كفؽ المكاد ) فأكرد في مشاريع المكاد بش -

دكليا: كىي: الكؼ عف السمكؾ غير المشركع كالجبر كالرد العيني اكالتزامات الدكؿ التي ترتكب فعبل غير مشركع .151تأكيدات ضمانات عدـ التكرار: نفس المرجع ، ص ك ية ضكالتعكيض المالي كالتر

3 . 150نفس المرجع ، ص -

4 .004،003محمد بكسمطاف، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

170

_ التعويض العيني: 1 عادة كيككف بالعمؿ إلعادة األشياء إلى حالتيا األصمية، أم كقؼ العمؿ غير المشركع، كا

األمكر إلى ما كانت عميو مف قبؿ كقكع العمؿ.كىذا شكؿ بسيط، لكنو أساسي كمفضؿ في التعكيض كمما كاف ممكنا، كمثاؿ ذلؾ إعادة األمكاؿ

المعتقميف، أك إلغاء نص قانكني أك تعديمو أك تكقيؼ تنفيذه. المصادرة، أك اإلفراج عف _ التعويض المالي: 2

كىك ما يعتبر تعكيضا " بمعادؿ أك بمقابؿ " ألنو يتـ بدفع مبالغ مالية محددة. :الرضائيالتعويض _ 3

أك سرم، كيككف في صكرة تقديـ ترضية إلى الطرؼ المتضرر عف طريؽ اعتذار رسمي عمني أك بمعاقبة المتسببيف في الضرر أك بتقديـ ىديا، أك بدفع مبالغ مالية جزافية.

كحسب حاالت النزاع كجسامة األضرار الحاصمة كأنكاعيا، يمكف االلتزاـ بالتعكيض عمى شكؿ مف

كارضائيا األشكاؿ الثبلثة السابقة أك بشكميف اثنيف أك بجميعيا، كأف يككف التعكيض عينيا أك ماليا 1طبقا لطبيعة العمؿ المرتب لممسؤكلية الدكلية.

لكتر كيكاد الفقو الدكلي يجمع عمى اعتبار التعكيض الصكرة المألكفة إلصبلح الضرر، فالفقيو " ف : " النتيجة القانكنية الرئيسية لممسؤكلية الدكلية ىك التعكيض أ" يمخص ىذا االتجاه كيذكر ب باخت

كيترتب " " ىذا المبدأ فيقكؿ: حافظ غانـ م عف الضرر الناتج "، كيؤكد الدكتكر " المادم كالمعنك كؿ بتعكيض كافة النتائج التي تترتب ؤ عمى قياـ المسؤكلية الدكلية نشكء التزاـ عمى عاتؽ الشخص المس

عمى العمؿ غير المشركع".

إلى القكؿ بأنو يقع عمى عاتؽ الدكلة التي تتحمؿ المسؤكلية بسبب أرشيفا"كيذىب أستاذ " انتياكيا اللتزاـ دكلي التزاـ بالتعكيض، أم تعكيض الضرر الذم تسببت في كقكعو.

كييدؼ التعكيض إلى إزالة كافة اآلثار المترتبة عمى كقكع الفعؿ غير المشركع، سكاء ما لحؽ ب كربح، كلذلؾ كجب أف يككف مقدار التعكيض مساكيا لمرد بالمضركر مف خسارة أك ما فاتو مف كس

الحالة التي يبقى فييا الضرر حاصبل بالرغـ كالعيني كبديؿ عنو كفي بعض الحاالت مرافقا كمكمبل لو مف الرد العيني، كفي جميع الحاالت ال يجب أف يككف مقدار التعكيض اقؿ قيمة مف الضرر، فكذلؾ

1 .25،62عمر صدكؽ، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

171

يحدث افتقار لمطرؼ المضركر في حالة نقصاف التعكيض، أك إثراء لو يجب أال يزيد عمييا حتى ال في حالة زيادة التعكيض عف الضرر.

جمع الفقو كالقضاء عمى بعض المبادئ التي يجب كضعيا في االعتبار عند تقدير أكقد التعكيض كىي:

تحكـ العبلقة بيف الدكلتيف _ إف تقكيـ مبمغ التعكيض يجب أف يتـ كفؽ قكاعد القانكف الدكلي التي 1

طرفي النزاع كليست قكاعد القانكف الكطني التي تحكـ العبلقة بيف الدكلة المدعى عمييا كبيف الفرد المتضرر.

_ إف تقدير مبمغ التعكيض يجب أف يشتمؿ عمى كؿ العناصر التي تمحك كافة آثار العمؿ غير 2

المشركع ليغطي بقيمتو جميع األضرار المباشرة كحتى غير المباشرة إذا كانت امتدادا ليذا الفعؿ، كما يجب أف يغطي كذلؾ كؿ ما تحممو الشخص مف تكاليؼ كما فاتو مف كسب.

قيمة التعكيض في تاريخ استحقاقو كدفعو ال في تاريخ كقكع الفعؿ الضار أم بما _ أف يتـ حساب 3

يناسب القيـ المالية األجنبية كتطكر المشركع كارتفاع األسعار، كىك ما أكدتو المحكمة في قضية " " بقكليا: " يجب أف يؤخذ في الحساب عند تقرير التعكيض، األرباح المتكقعة في ظؿ مصنع شكرزك

.1ر العادم لممشركع"التطك

مف مشركعيا النيائي 36التعكيض بالتقنيف فأدرجتو في ـ كقد تناكلت لجنة القانكف الدكلي مبدأ كلة عف فعؿ غير مشركع دكليا ؤ عمى الدكلة المس - 1حكؿ المسؤكلية الدكلية التي نصت عمى أف : "

حاؿ عدـ إصبلح ىذا الضرر بالرد.لتزاـ بالتعكيض عف الضرر الناتج عف ىذا الفعؿ، في اال_ يشمؿ التعكيض أم ضرر يككف قاببل لمتقييـ مف الناحية المالية، بما في ذلؾ ما فات مف 2

2الكسب، بقدر ما يككف ىذا الكسب مؤكدا."

1 1976الصادر سنة 387مف األمثمة المعاصرة التي اتخذ فييا مجمس األمف قرارات تمـز بالتعكيض، القرار رقـ ك-

الذم 1981الصادر سنة 487كالذم فرض عمى جنكب إفريقيا تعكيضا بعد اعتدائيا عمى أنغكال، ككذلؾ القرار رقـ و فعمى مفاعؿ تمكز بالعراؽ، كطمب مف إسرائيؿ تعكيض العراؽ عما خم فاإلسرائيمييأداف فيو مجمس األمف اليجـك

. 528اليجـك مف أضرار كخسائر: لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص 2 .528،527،524لخضر زازة، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

172

ثانيا

العقوبات االقتصادية تنصب العقكبات الدكلية في بعدىا االقتصادم عمى إجراءات الحظر التجارية، كالمالية كالمكاصبلتية، كالسيادية، أم عمى الجكانب االقتصادية، دكف غيرىا مف الجكانب العسكرية أك الدبمكماسية ك إف كانت في بعض أشكاليا تطبؽ عمميات مسمحة، إال أف ذلؾ ال يعني أنيا أعماؿ

ستراد جزاءات عسكرية بؿ تبقى محافظة عمى صفتيا السممية، كتتراكح بيف الحظر البسيط الحرب أك سمعة معينة أك تصديرىا، كالكقؼ الكامؿ كالشامؿ لمعبلقات االقتصادية كالتجارية مع الدكلة التي يراد

1معاقبتيا كرعاياىا. كعميو سنتعرض ألىـ العقكبات االقتصادية فيما يمي:

طعة االقتصادية:المقا_ 1

كقد عرفت المقاطعة في المكسكعة البريطانية عمى أنيا " قياـ الدكلة بكقؼ عبلقاتيا لمطالب الدكلة اإلذعافاالقتصادية كالمالية مع دكلة أخرل كرعاياىا بيدؼ إجبار ىذه الدكلة عمى

األخرل".كتيدؼ المقاطعة االقتصادية إلى عدـ إتاحة المجاؿ الستيراد المكاد كالسبلح الضركرم ليا كعرقمة صادراتيا كالحد مف نشاطاتيا الدكلي، األمر الذم يؤدم في النياية إلى تحقيؽ اليدؼ مف نظاـ

أك 2ياسية المقاطعة كىك تنفيذ مطالب الدكلة التي مارست أسمكب المقاطعة كقد تككف ىذه األىداؼ سغير سياسية فقد يككف اليدؼ أك المطمب سياسيا مثؿ محاكلة إجبار دكلة معينة عمى تغيير سياساتيا أك نظميا السياسية كاالجتماعية ، كقد يككف اليدؼ غير سياسي مثؿ محاكلة إجبار الدكلة عمى قبكؿ

معاىدة معينة كأف تككف معاىدة تسميح مثبل.

التي نصت عمى : " إف 1/16جزاء المقاطعة االقتصادية في ـ كلقد نص عيد العصبة عمى تعتبر 15 إلى 12 الدكلة التي تمجأ إلى الحرب إخبلال بالتزاماتيا المنصكص عمييا في المكاد مف

1ص 2008خمؼ بكبكر، العقكبات االقتصادية في القانكف الدكلي المعاصر، ديكاف المطبكعات الجامعية، الجزائر، -

43 . 2مف قبؿ التجار 1908مف أمثمة المقاطعة االقتصادية التي ترمي إلى تحقيؽ أىداؼ سياسية ، تمؾ المتخذة سنة -

ر يفكتيف ": لممزيد ز األتراؾ الذيف رفضكا استيراد كتسكيؽ البضائع النمساكية كالمجرية كاحتجاج عمى ضـ " بكسي ىي . 248مف األمثمة راجع : بدر الديف محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

173

كأنيا قامت بعمؿ حربي ضد الدكؿ األعضاء كتتعيد ىذه الدكؿ باف تقطع كؿ عبلقة تجارية أك مالية .1مع الدكلة المخمة"

: أنو منو عمىالسابع مف ميثاؽ األمـ المتحدة التي تقع ضمف الفصؿ 41كذلؾ نصت ـ

لمجمس األمف أف يقرر ما يجب اتخاذه مف التدابير التي ال تتطمب استخداـ القكات المسمحة " لتنفيذ قراراتو كلو أف يطمب إلى أعضاء األمـ المتحدة بتطبيؽ ىذه التدابير، كيجكز أف يككف مف بينيا

.2"كقؼ الصبلت االقتصادية كفقا كميا أك جزئيا

الحصار االقتصادي:_ 2ثؿ الحظر أك الحصار أك التحريـ االقتصادم أشد ألكاف الجزاءات االقتصادية الدكلية كبصفة يم

تنظيـ األكلىلمية اخاصة في الكقت الراىف، حيث يعتبر تطكيقا اقتصاديا كلقد كضع عقب الحرب الع .كعيد العصبةساف جرماف بمكجب اتفاقية 1919سبتمبر 10 دكلي في ىذا الصدد في

مف العيد عمى: " إذا لجأ أم عضك مف أعضاء العصبة إلى الحرب مخالفا 1/16فقد نصت ـ فانو يعتبر بفعمو ىذا انو ارتكب فعبل مف أفعاؿ الحرب ضد جميع 05،03،02داتعيداتو كفقا لممك

أم عميو قطع العبلقات التجارية كالمالية كتحريـبالفرض أعضاء العصبة الذيف يتعيدكف بأف يبادركا اتصاؿ بيف رعاياىـ كرعايا الدكلة المخالفة لمعيد كرعايا أم دكلة أخرل سكاء كانت عضكا في العصبة

أـ لـ تكف كذلؾ."

: " لمجمس األمف أف ومف ميثاؽ األمـ المتحدة عمى أنالسابع مف الفصؿ 41كما نصت ـ مف يقرر ما يجب اتخاذه مف التدابير التي ال تتطمب استخداـ القكة المسمحة لتنفيذ قراراتو كلو أف يطمب

أعضاء األمـ المتحدة تطبيؽ ىذه التدابير كيجكز أف يككف مف بينيا كقؼ الصبلت االقتصادية".اءات كالتدابير التي يتخذىا مجمس ء اقتصادم مف ضمف الجز اكيعتبر ىذا الحصار االقتصادم كجز

األمف التي ال تتطمب استخداـ القكة المسمحة لتنفيذ قراراتو كىي جزاءات تكقع عند اإلخبلؿ بالسمـ كاألمف الدكلييف.

1 .249،248نفس المرجع، ص -

2 .156المرجع السابؽ ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

174

ف أحيث تندرج ضمف التدابير غير العسكرية كتعد القرارات التي تصدر عف مجمس األمف بشاألمـ المتحدة كعمييا تنفيذىا ، إال إذا كانت إحدل أك بعض ىذه ىذه التدابير ممزمة لمدكؿ األعضاء ب

الدكؿ سكؼ تكاجو مشكبلت اقتصادية خاصة تنجـ عف تنفيذ ما قرره المجمس كعمييا إذف أف تمفت 1نظره إلى ذلؾ.

جراء عبلجا قاتبل صامتاىذا كتمثؿ العقكبات االقتصادية بكصفيا " ديد الفعالية، ش"، كا

مكاصمة لمحرب كلكف بكسائؿ غير عنيفة اسميا، كفي إطار العبلقات العامة فاف العقكبات أكثر مدعاة لبلحتراـ مف الحرب البيكلكجية كمقبكلة أخبلقيا أكثر مف القصؼ كال يحتمؿ أف تؤدم إلى مكت

تخضع مدنة نسبيا كطريقة ال األكثريف كبدال مف ذلؾ نشجع عمى االعتقاد باف العقكبات االقتصادية متلمضغط عندما تفرض عمى نحك مناسب، غير أنيا طريقة ال يحتمؿ أف تسبب المعاناة الكاسعة

د الطبية ىك االمرتبطة بيجـك عسكرم، كفي الحقيقة أف حرماف بمد مف كسائؿ العيش كالصحة كالمك ـز كاستمرت مدة فإنيا تؤدم شكؿ مف أشكاؿ الحرب البيكلكجية فالعقكبات االقتصادية إذا فرضت بح

الفئات األضعؼ السيما األطفاؿ كالنساء.

إف ىذا النكع مف العقكبات يمثؿ تكرطا حقيقيا لمجمس األمف ك بأنكاعو الثبلثة المتجسدة بمشاركة دكؿ متعددة كبمشاركة إقميمية مف دكؿ محددة تقع في إقميـ كاحد كبما تفرضو دكلة كاحدة مف

ؽ العديد مف المشاكؿ لمفقراء كالضعفاء السيما األطفاؿ في الكقت الذم تترؾ ، فيك يخم2عقكبات .3األىداؼ الحقيقة التي مف أجميا فرضت ىذه العقكبات عمى حاليا دكف أف تمس

السكاف المدنييف يجعؿ منو إجراء مخالفا عمى فضبل عف أف ىذا النكع مف العقكبات بتأثيراتو المركعة الدكلية كمجسدا لجرائـ عدة حظرتيا العديد مف المكاثيؽ الدكلية.لمعديد مف المكاثيؽ

1 (.252-251شبؿ، المرجع السابؽ، ص )بدر الديف محمد -

2ك نذكر في ىذا الصدد أف الكاليات المتحدة األمريكية فرضت لكحدىا، كضمف النكع الثالث مف أنكاع العقكبات -

مرة كعمى عدة أقطار كألسباب مختمفة الكثير 64ؿ 1992حتى سنة 1917االقتصادية، ىذه العقكبات كمنذ سنة .157منيا ال يستكجب مثؿ ىذه العقكبة: بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص

3عف تردم أكضاع أطفاؿ العراؽ جراء العقكبات 1999لقد أشار تقرير منظمة اليكنيسيؼ الصادر في تمكز -

إذا ازدادت كفيات األطفاؿ دكف سف الخامسة 2113-0990ة الممتدة مف االقتصادية التي فرضت عميو في تمؾ الفتر : نفس 0999-0994كفاة لكؿ ألؼ كالدة حية لممدة 131إلى 1984-1989كفاة لكؿ ألؼ كالدة حية لممدة 56مف

. 157المرجع، ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

175

مف اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية كالمعاقبة عمييا /ج 2ـ فعمى سبيؿ المثاؿ عدت عممية إخضاع الجماعة عمدا لظركؼ معيشة يراد بيا تدميرىا المادم كميا أك جزئيا فعبل مف أفعاؿ

مف ىذا النظاـ، كالخاصة بالجرائـ ضد اإلنسانية، /ب8/ 2 ـ اإلبادة الجماعية، كىذا أيضا ما قررتومف ىذه المادة تشمؿ تعمد فرض أحكاؿ معيشية /ب( 1)منصكص عمييا في الفقرة أف جريمة اإلبادة ال

.1مف بينيا الحرماف مف الحصكؿ عمى الطعاـ كالدكاء بقصد إىبلؾ جزء مف السكاف

كما أداف مؤتمر األمـ المتحدة لمتجارة كالتنمية المجكء إلى اإلكراه االقتصادم خاصة إذا تـ كؿ النامية، الف ىذه اإلجراءات " ال تساعد في خمؽ جك السبلـ استعماؿ ىذه الكسائؿ ضد الد

المطمكب لمتقدـ".حكؿ ميثاؽ حقكؽ الدكؿ المجاكرة ككاجباتيا االقتصادية، الذم 3281باإلضافة إلى القرار رقـ

، عمى أنو ال يجكز اتخاذ أم تدابير أك عقكبات اقتصادية تحكؿ 2 32ك 16أشار صراحة في مادتيو .3إنماء الدكؿ الناميةدكف

كؿ ىذه المخالفات ك االنتياكات لممكاثيؽ الدكلية التي يشكميا ىذا النكع مف العقكبات يجعؿ منيا كسيمة غير قانكنية لردع الدكؿ التي تثبت مسؤكلياتيا الجنائية الدكلية عف انتياكات المكاثيؽ

مرا غير إنساني ألنيا سكؼ لف تحقؽ ىدفيا الدكلية كيجعؿ مف أمر المجكء إلييا لردع مثؿ ىذه الدكؿ أبؿ سكؼ تطاؿ الفئات األكثر ضعفا مف سكاف تمؾ الدكؿ كالذيف ىـ ببل شؾ ال ذنب ليـ لكي يناليـ

ىذا العقاب.

كقد أشارت لجنة حقكؽ الطفؿ إلى أف الجزاءات قد تشكؿ في بعض الظركؼ عائقا يحكؿ دكف تنفيذ اتفاقية حقكؽ الطفؿ.

1 . 157نفس المرجع ، ص -

2مجتمعة، إزالة كافة أشكاؿ العدكاف األجنبي كاالحتبلؿ : مف حؽ جميع الدكؿ كمف كاجبيا، منفردة أك 16تنص ـ -

كالسيطرة كالعكاقب االقتصادية ك االجتماعية الناتجة عنو، باعتباره شرطا الزما لمنماء".3ميا أبي خميؿ، العقكبات االقتصادية الدكلية في القانكف الدكلي بيف الفعالية كحقكؽ اإلنساف، منشكرات يركدريؾ ا -

.65،66، ص 2009، 1قية، لبناف، ط الحمبي الحقك

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

176

ض العقكبات عمى الدكؿ بسبب الصراعات كالحركب أمر يتناقض مع حقكؽ اإلنساف فعممية فر كيتعارض مع مبادئ كأىداؼ األمـ المتحدة المتعمقة بحماية الطفكلة كتحسيف أكضاعيا األمر الذم

1أدل إلى تشتت حتى الجيكد الدكلية التي كانت تسعى لتحقيقيا.

ثالثا

الرد العسكريال تمارس ىذه العقكبة إال عمى مف يخؿ باألمف كالسمـ الدكلييف مف الدكؿ، كما ال يمجأ مجمس األمف إلى ىذا النكع مف العقكبات إال إذا تبيف لو أف التدابير البلعسكرية غير كافية لمحفاظ عمى السمـ

كاألمف الدكلييف.

تداء أك ما يسمى بالمعاممة بالمثؿ، ما شكؿ الرد بالمثؿ عمى االعإكيتخذ ىذا النكع مف العقاب كىذا سبؽ أف شرحناه ضمف حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية الجنائية لمدكلة، كما كيتخذ شكبل آخر كىك

كيعرؼ بأنو ضغط فعمي تمارسو دكلة كاحدة أك عدة دكؿ عمى دكلة أخرل التدخؿ لمصمحة إنسانية"" أك بالعدكؿ عف تصرفات تعسفية تأتييا بالنسبة لؤلفراد بقصد إلزاميا بالقياـ بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ

المقيميف عمى أرضيا سكاء كانكا مف رعاياىا أك رعايا غيرىا مف الدكؿ األجنبية أك مف األقميات الجنسية أك الدينية أك السياسية أك كانت تمؾ التصرفات التعسفية مكجية ضد أفراد محمييف بمكجب

.2اتفاقيات دكلية عدـ التدخؿ في الشؤكف الداخمية لمدكلة، يعد المبدأ األساسي الذم تقـك عميو العبلقات مبدأ إف

، إذ أنو قد كرس في ميثاؽ األمـ المتحدة كمبدأ 1945بيف أشخاص المجتمع الدكلي، كذلؾ منذ سنة المساكاة بيف الدكؿ في السيادة".ميـ مف مبادئو األساسية كالمتمثؿ في مبدأ "

مف الميثاؽ بأف المنظمة ال تسمح بالتدخؿ في الشؤكف الداخمية لمدكلة، كال تستطيع 3 7/2إذ تفيد ـ .4في أم حاؿ مف األحكاؿ إجبار الدكلة لمخضكع إلى ىذا النكع مف التدخؿ

1 .006،005بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

2 . 162نفس المرجع، ص -

3غ لؤلمـ المتحدة أف تتدخؿ في الشؤكف التي تككف مف صميـ يسك عمى : "ليس في ىذا الميثاؽ ما 7/2تنص ـ -

السمطاف الداخمي لمدكلة ما ".4 - Virginie Dor, De l’ingérence humanitaire a l’intervention préventive, mémoire réalisé sous la direction de

C.Nigoul, Institut Européen des hautes Etudes internationales, 2002, 2003, p11 .

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

177

غير أنو حاليا، تقمص مفيـك السيادة مف المفيـك المطمؽ إلى المفيـك النسبي أك المقيد، فبعد خؿ في الشؤكف الداخمية أك الخارجية لمدكلة كأنو ال سمطاف فكؽ سمطاف الدكلة أف كاف ال يجكز التد

المطمؽ، بات مف الجائز التدخؿ لصالح اإلنسانية كحماية حقكؽ اإلنساف كاألقميات كحؽ تقرير حيث تدخؿ حمؼ شماؿ األطمسي ككسكفا،إباف أزمة الصرب المصير كمثاؿ عمى ذلؾ ما حدث مع

اع كتكقيؼ جرائـ الحرب بعد فشؿ الطرؽ السممية، فالسيادة ال تخكؿ لمدكلة فعؿ ما عسكريا لحسـ النز تشاء دكف قيد أك ضابط قانكني، بؿ يجب أف تخضع كؿ تصرفات الدكلة لمقانكف الدكلي، فإذا ما

كتجنيد األطفاؿ في استغبلؿر ظبما فييا القكاعد التي تح –قامت بانتياؾ قكاعد القانكف الدكلي نو يجب مساءلتيا كتكقيع العقاب المناسب عمييا مف دكف أف يعد ذلؾ تعارضا إف –الحركب الداخمية

فكرة السيادة ال تشكؿ عقبة لتطبيؽ العقكبة كال تتعارض مع األصكؿ القانكنية إفمع سيادتيا، حيث .1ليذه الفكرة، كاف بدا ذلؾ ظاىريا فقط

عمى نظاـ األمف الجماعي المرخص بو مف قبؿ 2المتحدةاؽ األمـ مف ميث 42إذ تنص ـ

كؿ في الدفاع عف التي تنص عمى الحؽ الطبيعي لمد 51مجمس األمف التابع لؤلمـ المتحدة، ك ـ .النفس

4/2الكحيديف لحظر استخداـ القكة المنصكص عميو في ـ ستثنائييفاالعداف ىاتيف الحالتيف ت3.

51إذ كاف الميثاؽ كاضحا في استثناءاتو بخصكص إمكانية المجكء إلى القكة، حيث نصت ـ

لمجمس األمف باستعماؿ القكة ح عمى حؽ الدفاع الشرعي، كما أف نظاـ األمف الجماعي قد سممف الميثاؽ، ككذلؾ يمكف أيضا لحركات التحرر السابع المسمحة بحرية، برية كجكية طبقا لمفصؿ

4الكطني أف تستعمؿ القكة المسمحة لتحرير أراضييا.

1 .173مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

2ال تفي بالغرض أك 41ف التدابير المنصكص عمييا في ـ أمف الميثاؽ عمى : " إذا رأل مجمس األمف 42تنص ـ -

يمـز لحفظ السبلـ ك طريؽ القكات الجكية كالبحرية كالبرية مف األعماؿ ما عف ثبت أنيا لـ تؼ بو، جاز لو أف يتخذ األمف الدكلي أك إلعادتو إلى نصابو...".

3ايؼ ماسينغياـ، التدخؿ العسكرم ألغراض إنسانية: ىؿ تعزز عقيدة مسؤكلية الحماية مشركعية استخداـ القكة -

، 2009، ديسمبر 876، ع : 91المجمد: ،جنيؼ ألغراض إنسانية ، مختارات مف المجمة الدكلية لمصميب األحمر، .166ص

4الجزائر، محمد بكسمطاف، حماف بكام، القانكف الدكلي العاـ ، حرب التحرير الجزائرية، المؤسسة الكطنية لمكتاب، -

.83، ص 1986

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

178

كبذلؾ يتبيف لنا أف التدخؿ لمصمحة إنسانية يستند إلى القيمة القانكنية التي يتعيف االعتراؼ بيا لحقكؽ اإلنساف كىذا مف أىداؼ القانكف الدكلي كلكف يشترط لمشركعيتو:

ف انتياؾ حقكؽ اإلنساف بالغا في خطكرتو إلى الحد الذم يؤدم إلى اإلخبلؿ بالسبلـ أف يكك -1 العالمي كىذا ىك النطاؽ الذم اعترؼ فيو لمجمس األمف بسمطة التدخؿ.

نما إلى ىيئة األمـ المتحدة - 2 أف يتـ تنظيـ ىذا الحؽ بأف ال يعيد بو إلى الدكؿ بإرادتيا المنفردة كا نفردة أك جماعة ىذا الحؽ.كال يحؽ لمدكؿ م

كمف العقكبات ذات الطابع العسكرم أيضا نزع أسمحة الدكلة المدانة نزعا شامبل كالحظر عمى

نشاء مناطؽ منزكعة السبلح في إقميـ ىذه الدكلة مع ا عدد قكاتيا المسمحة ك ك تحديد اإلنتاج الحربي كضع ترتيبات لئلشراؼ عمييا.

تحقؽ ك التي تقدـ نجد أف العقكبة المادية األنسب لتفرض عمى الدكلة المدانةمف خبلؿ ما

كال تمس قدر اإلمكاف كبأدنى حد ممكف، الشعكب ىي -ك أف كانت نسبية -عدالة أكثر بشرط أف تككف عادلة كغير مبالغ بيا كمناسبة. التعكيضات""

العقكبات االقتصادية تككف مناسبة لك أنيا راعت شركطا عدة منيا:ف كاف ىناؾ مف يرل أف إك

ألغراض إنسانية تركز عمى األطفاؿ. استثناءاتإتاحة تطبيؽ - 1 يتعيف إعفاء برامج المساعدة اإلنسانية المقدمة مف ككاالت األمـ المتحدة المتخصصة كالمنظمات -2

الجزاءات التابعة لمجمس األمف.غير الحككمية مف الحصكؿ عمى مكافقة لجنة يتعيف أف تقـك لجنة الجزاءات التابعة لمجمس األمف برصد اآلثار اإلنسانية المترتبة عمى -3

. 1أنيا تسبب معاناة مفرطة لؤلطفاؿ اتضحالجزاءات عف كتب كأف تعدؿ الجزاءات فكرا إذا ات الطبيعة المعنكية.لى جانب ىذه الجزاءات يكجد نكع آخر مف الجزاءات ذا ك

1 .067،066بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

179

الفرع الثاني

الجزاءات المعنويةكىي تمؾ الجزاءات التي ال تحمؿ الطابع المادم، كيكجد الكثير مف أنكاع ىذه العقكبات كالتي يمكف أف تطبؽ عمى الدكلة في حالة ثبكت مسؤكليتيا الجنائية كمنيا: قطع العبلقات الدبمكماسية،

كالجزاءات األدبية أك المعنكية كالمـك كاالحتجاج.كالتعكيضات المعنكية، كىذا ما سنتطرؽ إليو بالتفصيؿ مف خبلؿ ىذا الفرع مف الدارسة.

أوال

قطع العالقات الدبموماسية كيقصد بيذا النكع مف الجزاءات المعنكية أف تقـك دكلة بقطع أك تنزيؿ درجة التمثيؿ

رل.الدبمكماسي بقصد تكجيو المـك إلى دكلة أخ " قطع العبلقات الدبمكماسية بأنو تصرؼ إرادم يعبر عف عدـ رغبة " لكسايف سافزإذ يعرؼ

دكلة معينة في استمرار عبلقاتيا السياسية أك الدبمكماسية مع دكلة أخرل، أم أنو يعبر عف إرادتيف متكازنتيف.

حيف ذىب البعض إلى أنو تصرؼ دكلي يعبر عف إرادة كاحدة منفردة. في

" بأنيا :" تمثؿ تحذيرا مف دكلة إلى أخرل بأف األمكر قد كصمت إلى " جير ىارد فاف غبلفيعرفيا اذ ؿ أقسى قد تطبؽ".ئنقطة لـ تعد معيا العبلقات الطبيعية ممكنة كأف كسالمكافقة عمى تصرؼ دكلة ما في بعض الحاالت كييدؼ قرار القطع إلى اإلعراب عف عدـ ا

كفي حاالت خاصة يعبر عف عدـ رضي الدكلة عف سمكؾ أعضاء السمؾ الدبمكماسي ك أف عمميـ يضر بمصالح الدكلة المستقبمة أك محاكلة التأثير عمى سمكؾ الدكلة األخرل المتخذ اتجاىيا القطع،

قبمية عف القياـ بمزيد مف األعماؿ غير الكدية أك كقد يككف بمثابة إنذار مبكر لقدرة الدكلة المست الجزاءات األشد.

خصائص أساسية: أك ليا أنو تصرؼ أك عمؿ تقديرم كما أنو بثبلث ر القطعراكيتميز ق

م أم يصدر عف إرادة الدكلة، كأخيرا أنو يعتبر بمثابة تنازؿ دكلة ما عف إقامة أك استمرار إرادتصرؼ لدبمكماسية مع دكلة أخرل.عبلقاتيا السياسية أك ا

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

180

ك يتخذ قرار القطع العديد مف الصكر فمف الناحية النظرية قد يصدر شفكيا كقد يككف مكتكبا، كقد يككف صريحا كقد يككف ضمنيا كقد يككف مسببا كفي بعض األحياف غير مسبب.

ة التي بصفة عامة بإعبلف رسمي مكتكب مف الدكل يتسـكمف الناحية العممية فيذا القرار

بادرت بقطع ىذه العبلقات، كيذىب البعض إلى أنو يمـز لصحة ىذا التصرؼ شرط مفاده أف يككف قرار القطع مسببا تأسيسا عمى أف العبلقات الدكلية ال بد كأف تتسـ دائما بالكضكح، كقرار القطع

تصرؼ خطير قد يككف كسيمة ميذبة تتخذ بعدىا إجراءات قسرية كأعماؿ عنؼ.

نو ال تكجد قكاعد تحدد األسباب التي أد أسباب محددة لقطع العبلقات الدبمكماسية كما كال تكجبمقتضاىا يككف لدكلة ما إمكانية قطع عبلقاتيا بدكلة أك دكؿ أخرل، عمى أنو يمكف القكؿ انو مف

.1المستحيؿ كضع قكاعد محددة تحكـ ىذه األسباب

أما األسباب القانكنية لمقطع فتظؿ محصكرة في إطار مخالفة الدكلة الصادر ضدىا القطع لقكاعد القانكف الدكلي فالدكلة تحاكؿ دائما عندما تقطع عبلقاتيا بدكلة ما أف تبدم ما يترآل ليا مف

.2عد الدكليةاألسباب القانكنية حتى تظير أماـ األسرة الدكلية في صكرة الشخص الدكلي الحافظ لمقكا

ـ ظاىرة قطع العبلقات الدبمكماسية كآثارىا القانكنية في 1961كقد تناكؿ مؤتمر فينا في أبريؿ مف االتفاقية الدكلية لمعبلقات الدبمكماسية كالقنصمية المتمخضة عف ىذا المؤتمر، كقد نصت ـ 45

، كمف تطبيقات ذلؾ مف ميثاؽ األمـ المتحدة عمى ىذا الجزاء 41مف عيد العصبة ك ـ 1/16الصادرة عف الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بقطع 06-11-1962في 1511(17)التكصية رقـ:

بسبب إتباعيا سياسة التفرقة العنصرية.جنكب إفريقيا العبلقات الدبمكماسية ضد حككمة

1أثار المبعكث الركسي المعتمد لدل الحككمة 1720يمكف إعطاء أمثمة عف قطع العبلقات الدبمكماسية ففي سنة -

شيكر مع 8الى اتخاذ قرار مؤداه مغادرة ذلؾ المبعكث لمببلد خبلؿ إاالنجميزية العديد مف المشاكؿ مما دعا االنجميز نظرا العتقادىا أف 1962قطع العبلقات الدبمكماسية مع ركسيا، كما قررت السعكدية قطع عبلقاتيا مع مصر سنة

.243مصر أغارت عمى أراضييا بحرا كجكا: بدر الديف محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص 2فمثبل قامت فرنسا بتخفيض مستكل بعثاتيا الدبمكماسية مع كؿ مف غانا كبكلكنيا كاالتحاد السكفيتي كذلؾ العتراؼ -

.243، نفس المرجع، ص 1958تمبر ىؤالء الدكؿ بالحككمة المؤقتة لمجميكرية الجزائرية في سب

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

181

كأىـ آثار قطع العبلقات الدبمكماسية يتمثؿ في تخفيض مستكل البعثات الدبمكماسية مف جانب الدكلة التي أصدرت قراراىا بالقطع، بيد أف ىذا التخفيض ال يؤثر عمى حجـ التمثيؿ القنصمي المتعمؽ

الدكؿ إلى بالجانب االقتصادم كالتجارم بؿ سيستمر ىذا التمثيؿ قائما، كرغـ انخفاض نسبة التجاءحتى 1958الحركب إال أنو زادت مف زاكية أخرل نسبة قطع العبلقات الدبمكماسية إذ في الفترة مف

0968.1سنة حالة قطع في عاـ كاحد ىك 23حالة قطع ككانت مف بينيا 173 كانت ىناؾ 1978

ثانيا

التعويضات المعنوية التي يتـ بمكجبيا إصبلح الضرر نتصاؼاالالتي تعرؼ بأنيا : " كسيمة الترضيةكتتخذ شكؿ

المعنكم الذم قد يمحؽ بأحد أشخاص القانكف الدكلي فيي األثر القانكني لممسؤكلية الدكلية عف األعماؿ غير المشركعة التي ترتب ضررا لمدكلة أك أحد مكاطنييا أك شركائيا أك تمس شرؼ الدكلة

ياؾ اللتزاـ دكلي يشكؿ حقا قانكنيا لمدكلة المتضررة ككرامتيا كىيبتيا، أك األعماؿ التي تعد مجرد انت .2ف ىذا االنتياؾ مف أضرار"عبغض النظر عما قد ينشأ

كال يمكف في ىذا المقاـ حصر جميع التصرفات غير المشركعة التي تؤدم إلى أضرار معنكية ك أدبية، فاألمثمة عديدة عنيا في كاقع العبلقات الدكلية، كلكف يمكف القكؿ بأف كؿ ما يمس بسيادة

أضرار أدبية، الدبمكماسية يؤدم إلى بعثاتياالدكلة ككرامتيا كىيبتيا ككرامة شعبيا كمسؤكليتيا كحرمة لؾ التصريحات التي تعتبر تدخبل في الشؤكف الداخمية، كالحمبلت اإلعبلمية التي تشنيا ذكمف أمثمة

إعبلميا مع سككت الجيات الرسمية في الدكلة، ككذا ماسيال اإلىانات القنكات الرسمية كالسب كالشتـ ك .3اتيا أك حرؽ عممياكتابة شعارات مناىضة ليا، أك المساس برمكزىا الكطنية أك مقدس

1 (.241-245بدر الديف محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص ) -

2 .168بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

3ذا ما تأممنا في مختمؼ ىذه العناصر سنجدىا تنطبؽ جممة كتفصيبل عمى حالة مصر اتجاه الجزائر في جانفي - كا

أطمقت كسائؿ اإلعبلـ المصرية حممة شرسة كىجمة مسعكرة لممساس بكؿ ما ىك مقدس جزائرم، ، فمقد 2010كفيفرم كلـ يسمـ شيداء الثكرة كال حرب التحرير مف ذلؾ، كحرؽ العمـ الجزائرم، ككؿ ذلؾ عمى مرأل كمسمع مف الحككمة

ذا اإلطار ، فانو مما ال شؾ فيو المصرية التي لـ تتدخؿ لحمؿ كسائؿ اإلعبلـ عف الكؼ عف ىجمتيا المسعكرة، كفي ىستتحمؿ الحككمة المصرية مسؤكلية كؿ تمؾ الحماقات ك اإلىانات كاممة، بؿ كتعتبر متكاطئة في تكجيييا عمى اثر

سككتيا المطبؽ عما لحؽ بالجزائرييف كما أصابيـ في كرامتيـ كشرفيـ.

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

182

ذا كانت صكر األضرار األدبية عديدة كمتنكعة، فاف صكر الترضية كاالعتذار عنيا عديدة كا كمتنكعة كذلؾ، فقد تأخذ الترضية شكؿ اعتذار رسمي مف جانب الدكلة التي صدر عنيا الفعؿ غير

الفعؿ مرة أخرل، أك تتـ المشركع دكليا إلى الدكلة المضركرة مع إبداء األسؼ كالتعيد بعدـ تكرار بإرساؿ مذكرات دبمكماسية لتقديـ االعتذار نيابة عنيا إلى الدكلة المضركرة، أك تبادر إلى تحية عمميا كتعبير عف االعتذار، كما تتخذ الترضية شكؿ عمؿ تأديبي كتنظيمي تتخذه الدكلة ضد المكظؼ أك

المضركرة أك تتبرع بو إلى إحدل كؿ الذم صدر عنو التصرؼ غير المشركع إلى الدكلة ؤ المس جمعياتيا الخيرية كعربكف عف األسؼ كاالعتذار في بذؿ سبؿ التعاكف كالصداقة بيف البمديف.

كفي بعض الحاالت، فاف مجرد إعبلف القضاء الدكلي أك ىيئة التحكيـ عف مسؤكلية دكلة ما

العدؿ الدكلية إلى ىذه الفكرة في يعد في حد ذاتو ترضية مناسبة لمدكلة المتضررة، كقد أشارت محكمةبقكليا : " إف الفعؿ الذم قامت بو بريطانيا في المياه األلبانية دكف مضيؼ ككرفك حكميا في قضية

مكافقة ألبانيا يعتبر مخالفة كانتياكا لسيادة ألبانيا".

عد في حد ذاتو ترضيةيكأضافت المحكمة:" إف اإلعبلف عف عدـ مشركعية ىذه األفعاؿ مبلئمة لحككمة ألبانيا".

كقد جمعت لجنة القانكف الدكلي جميع االعتبارات السابقة في مكضكع الترضية كاالعتذار

مف مشركعيا النيائي بشأف مسؤكلية الدكؿ، فنصت عمى 37كحددت صكرة كشركط استخدامو في ـ أنو:

كلة عف فعؿ غير مشركع دكليا التزاـ بتقديـ ترضية عمى الخسارة التي تترتب ؤ عمى الدكلة المس -0 صبلح ىذه الخسارة عف طريؽ الرد أك التعكيض.إعمى ىذا الفعؿ إذا كاف يتعذر

خر آ_ قد تتخذ الترضية شكؿ إقرار بالخرؽ، أك تعبير عف األسؼ أك اعتذار رسمي أك أم شكؿ 2 مناسب.

ضية غير متناسبة مع الخسارة كال يجكز أف تتخذ شكبل مذال لمدكلة _ ينبغي أال تككف التر 31المسؤكلة".

1 .534،530،531،529 لخضر زازة، المرجع السابق، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

183

ثالثا

الجزاءات التأديبية الدكلية، كتأخذ عادة شكؿ المـك كاالحتجاج الدبمكماسي كاستنكار الرأم ك ىي أقدـ الجزاءات

صدار القرارات العاـ العالمي، كيندرج المـك كممارسة االحتجاجات الدبمكماسية إلى جانب االستنكار كا 1817سنة لندف كمثاليا فيما قررتو الدكؿ في إعبلف ضمف ممارسة الضغكطات األدبية أك المعنكية،

ألمانيا كتحصينيا لمكانئ البحر األسكد، كلـك 1956سنة باريس لمخالفتيا لمعاىدة ركسيا مف لـك كلمنصكص المتعمقة بالتسمح. فرسام لمخالفتيا معاىدة 1935مف قبؿ مجمس العصبة سنة

يز يلسياسة التم 1958سنة أكرا كمؤتمر 1955سنة باندكنجكمثاؿ االستنكار استنكار مؤتمر ، أما مثاؿ االحتجاجات الدبمكماسية األسمكب جنكب إفريقياالعنصرم الذم كانت تمارسيا حككمة

لييا إ تسيءأك التي ةسيادة القانكف ىك تقديـ الدكؿ المتضرر عمى التقميدم الذم يتبع في المحافظة احتجاجات ضد ما يعتبر انتياكا لمقانكف القائـ.

المطالبة بإصبلح الضرر بطريقة مناسبة كعمى الرغـ مف كتقترف عادة ىذه االحتجاجات ب

كاف إفاألضرار الطفيفة الناجمة عف مثؿ ىذه المخالفات قد تقـك نتيجة ليذه االحتجاجات ) حتى ك ذلؾ في سبيؿ المصمحة كاستمرار العبلقات الحسنة فقط فاف المخالفات الكبرل لمقانكف ال تتأثر عادة

ماسية(.نتيجة االحتجاجات الدبمك

كقد اتخذت عصبة األمـ كخميفتيا األمـ المتحدة مجمكعة مف القرارات التي أدانت فييا جممة 1939سابقا سنة االتحاد السكفياتيمف األحداث كمف بينيا المـك الذم كجيتو عصبة األمـ إلى

دكؿ التي شنت ، كالقرار الذم اتخذتو األمـ المتحدة الخاص بتكجيو المـك إلى الفمندا ليجكمو عمى .1956سنة مصر العدكاف عمى

كص الرأم العاـ العالمي فانو يمعب دكف شؾ دكرا كبيرا في تعزيز االنصياع ألحكاـ صكبخف دكلة مف الدكؿ قد خرجت عف قكاعد أالقانكف الدكلي الذم يرتفع صكتو في كؿ مناسبة يشعر فييا ب

القانكف الدكلي كتصرفت تصرفا مخالفا لقكاعده.

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

184

كما 1950سبتمبر 05في فرنسا كمثاؿ ذلؾ ما كقع خبلؿ التفجيرات النككية التي أجرتتباع كسائؿ اتبعيا مف رد فعؿ عمى المستكل العالمي، كضركرة السير في سياسة دكلية معترؼ بيا ك

إلى مقبكلة مغايرة لمضرر الذم ينجـ عف إتباع كسائؿ قاسية ال ىكادة فييا تحديا لآلخريف، باإلضافةما يترتب عف ذلؾ مف استياء كتفاقـ في الكضع كعف عدـ تعاكف دكؿ أخرل في المستقبؿ كعمى كؿ دكلة تفكر في خرؽ القانكف الدكلي أف تأخذ بعيف االعتبار ردكد الفعؿ المحتممة لدل الشعكب األخرل.

ؾ فييا عمى كمف الميـ كذلؾ أف تدرؾ الدكلة أف التصرؼ كفقا لمقانكف قد يعكد بفكائد ال ش

عتبر في منظكر الدكؿ ي الذم تمؾ السمعة الطيبة مف حيث التصرؼ كفقا لمبادئ القانكف الدكلي .1ضمانا في إمكانية االعتماد عمى تمؾ الدكؿ

كلة ؤ كفي األخير، كبعد أف تعرفنا عمى أنكاع العقكبات التي يمكف أف تفرض عمى الدكلة المس

لقانكف الدكلي الجنائي فبل ينبغي أف يبقي لدينا أم شؾ في كجكد اجنائيا ك المدانة بارتكاب انتياكات الجزاء كفاعميتو في كضعية القاعدة كالمصالح التي يحمييا، فالعبرة في كجكد الجزاء كفاعميتو تكمف في

لتي يحمييا، إال أف ىذه إمكانية تطبيقو كليس في حتمية فرضو في كؿ حاالت انتياؾ القاعدة امف قبيؿ الجزاءات التي يعرفيا القانكف الجنائي الداخمي بؿ ىي -في غالبيا -الجزاءات ليست

جزاءات تتفؽ مع تككيف المجتمع الدكلي كمع درجة التنظيـ القانكني فيو.

تترتب نتكصؿ إلى أف لمدكلة مسؤكليتيا الجنائية الدكلية التي المبحثكبيذا كفي نياية ىذا عمييا إذا ما انتيكت أحكاـ القانكف الدكلي الجنائي كأدنيت بذلؾ مما يرتب آثاره المتجسدة بتكقيع

الجزاء المناسب عمييا بحسب جسامة االنتياؾ الذم أتتو الدكلة.

1 .231،229بدر الديف محمد شبؿ، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

185

عمى الرغـ مف كؿ االنتياكات الجسيمة التي يبلقييا األطفاؿ في معظـ ك كمما يؤسؼ لو، أنو ، إال أنو لـ تسجؿ أم سابقة في معاقبة 1عالـ بسبب حككمات دكليـ أك حككمات الدكؿ األخرلدكؿ ال

صارمة ألية دكلة مف ىذه الدكؿ النتياكات لحقكؽ أطفاليا سكل حاالت اإلدانة كالتنديد كعمى نطاؽ المنظمات الدكلية الممثمة بمجاف حقكؽ اإلنساف كحقكؽ األطفاؿ كمنع الجريمة كالعدالة الجنائية، كلـ

مة كال محاكـ جنائية دكلية خاصة بيذا الشأف، مما يشكؿ تعرض أماـ محكمة العدؿ الدكلية الدائمف اتفاقية حقكؽ الطفؿ لجنة معنية 43قصكرا في كاجبات ىيئة األمـ المتحدة التي شكمت بمكجب ـ

بحقكؽ الطفؿ لدراسة التقدـ الذم أحرزتو الدكؿ األطراؼ في استيفاء تنفيذ االلتزامات التي تعيدت بيا ىذه المجنة بمثابة الرقيب عمى الدكؿ األطراؼ.ىذه االتفاقية أم أف

كيؤخذ عمى ىذه االتفاقية أنيا لـ تقرر جزاءات معينة أك حتى جزاءات مف دكف تحديد لمدكؿ أك لؤلشخاص المعنكية أك الطبيعية بصكرة عامة التي يثبت إدانتيا بانتياكات ىذه الحقكؽ، كما فعمت

التي تقرر محاكمة 6 اإلبادة الجماعية كالمعاقبة عمييا في ـ اتفاقية منع جريمة -عمى سبيؿ مثاؿ - األشخاص المتيمكف بارتكاب اإلبادة الجماعية أك أم فعؿ مف األفعاؿ األخرل المذككرة في المادة

أماـ محاكـ الدكلة التي ارتكبت الفعؿ عمى أراضييا أك أماـ محكمة جزائية دكلية تككف ذات الثالثةالجية التي 9ككف مف األطراؼ المتعاقدة قد اعترؼ بكاليتيا، كما حددت ـ اختصاص إزاء مف ي

.2تعرض عمييا النزاعات بشأف ىذه االتفاقية كىي محكمة العدؿ الدكلية

مما نتج عنو أنو ما زالت أنظمة تقر بأف حمؿ السبلح يعد عبلمة عمى الرجكلة، أك لمدفع في مجاميع المعارضة - 1

ائبلتيـالمسمحة السيما عندما يرتبط األمر بعادة " األخذ بالثأر " كالذم يككف مطمكبا حتى األطفاؿ لبلنتقاـ لمف قتؿ عاف كأثيكبيا كالسمفادكر ككذلؾ في الككنغك الديمقراطية إذ لـ يكف شأك أقاربيـ، كمف أمثمة ىذه األنظمة، النظاـ في الشي

، مف 1997يخطر بباؿ رئيسيا الراحؿ " لكراف ديزيريو كابيبل " أف أيا مف آالؼ األطفاؿ الذيف زحفكا معو في سنة ستيبلء عمى الحكـ في العاصمة " كينشاسا"، يمكف أف يستؿ مسدسو كيرد بو قتيبل شرؽ الككنغك ) زائير سابقا( لبل، بعد أف دخؿ أحد ىؤالء األطفاؿ الجنكد القصر كاقترب مف " كابيبل" كأطمؽ 2001داخؿ القصر الرخامي مطمع سنة

لكالء لو إلى قتمو تدكر عميو أربع رصاصات استقرت في جسده ، كترددت ركايات عدة بسبب تحكؿ أطفاؿ "كابيبل" مف ابشرل سمماف :مف أقرانيـ قبؿ يـك مف اغتيالو قيؿ أنيـ تمردكا ضده 47كميا حكؿ " االنتقاـ" منو لمكافقتو عمى إعداـ

.170حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص .073،071بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

186

ال يعفي الدكلة مف -أم اتفاقية -كمع ذلؾ فاف عدـ النص عمى العقكبة في االتفاقيةمسؤكليتيا الجنائية إذا ما انتيكت الحقكؽ الكاردة حمايتيا فييا، فالعقكبات المقررة ضد الدكؿ ىي

كتفرض -عمى غرار القكانيف الداخمية -عقكبات عامة كليست خاصة بجريمة معينة مف دكف أخرل .1عمى الدكلة المدانة بحسب جسامة انتياكيا لمحقكؽ اإلنسانية

إلى جانب قياـ المسؤكلية الجنائية لمدكلة في حالة ثبكت انتياكيا إلحدل قكاعد القانكف الدكلي

مسؤكلية مف نكع آخر، تكجدالعاـ، كقياميا باستغبلؿ أطفاليا كالزج بيـ في الحركب التي تخكضيا، أحد ىؤالء األفراد بانتياؾ حديث نكعا ما، تنسب إلى األفراد الممثميف لتمؾ الدكلة كالتي تقـك إذا ما أتى

مف انتياكات قكاعد القانكف الدكلي بما فييا تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية . ي. كىذا ما سنتطرؽ إليو بالدراسة في المبحث المكال

المبحث الثاني

المسؤولية الجنائية الدولية الفرديةية كااللتزاـ بقكاعد القانكف الدكلي، كذلؾ نظرا لقد ظؿ الفرد في الفكر التقميدم بعيدا عف المسؤكل

، فمـ يكف مف المخاطبيف بتمؾ األحكاـ كالقكاعد، كذلؾ 2لعدـ اعتراؼ ىذا األخير بالخضكع ألحكامونظرا ألف اإلنساف ىك الغاية مف كؿ تنظيـ، ك أف الحككمات كالدكؿ كالمنظمات ما كجدت إال لصالح

باإلنساف، ككاكب ذلؾ إبراـ العديد مف االتفاقيات المتعمقة بكرامة اإلنساف، فمف ىنا بدأ االىتماـ اإلنساف كحمايتو مف االنتياكات المكجية ضده .

1 . 328،075،074نفس المرجع ص -

2سابقا كاف يكصؼ خطأ، القانكف الدكلي بأنو قانكف الدكؿ، فيك ينظـ العبلقات بيف أشخاصو فحسب، كأف أشخاص -

القانكف الدكلي المعترؼ بيا أك المتفؽ عمييا ىي الدكؿ كالمنظمات الدكلية، أما الفرد فبل يتناكلو إال مف خبلؿ د بالشخصية الدكلية محؿ خبلؼ منذ نشأة القانكف الدكلي فيناؾ التشخيصات القانكنية المسماة بالدكؿ، كيعد تمتع الفر

اتجاىاف األكؿ يضـ مدرستيف: مدرسة القانكف الطبيعي كأنصارىا ينطمقكف مف فكرة كحدة القانكف كيسممكف بالشخصية اف، كمدرسة الدكلية لمفرد دكف أم تردد ألنيـ يعدكف أف كؿ قاعدة قانكنية يجب أف تتفؽ مع الطبيعة العاقمة لئلنس

القانكف المكضكعي كأنصارىا ينطمقكف مف فكرة كحدة القانكنييف فيكجيكف اىتماميـ نحك الفرد أيضا، فيـ يركف أف األشخاص القانكنية بما فييا الدكؿ ما ىي إال مجرد تكييؼ أك صياغة قانكنية ك أف األفراد ىـ أعضاء كؿ مف المجتمع

الكضعية ذاىبلشخص الحقيقي لكبل النظاميف القانكنييف، أما االتجاه الثاني فيك المالدكلي ك الداخمي مما يجعؿ الفرد افي القانكف ك أنصارىا ينكركف عمى الفرد أم دكر في القانكف الدكلي عمى أساس أف ىذا القانكف ىك قانكف الدكؿ كليس

.076،075األفراد: بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

187

، بكضع عبلمة كاضحة في جعؿ الثانيةكلذلؾ فقد قامت التطكرات التي تمت الحرب العالمية ني بالمسؤكلية الدكلية لمدكؿ، األشخاص الطبيعييف مسئكليف جنائيا ، بعد أف كاف القانكف الدكلي يعت

1كيكاجو إشكاليات في إلقاء المسؤكلية الجنائية عمى األفراد لمخالفتيـ لقكاعده.

بحيث أنو سابقا، كتحت تأثير الفقو الدكلي التقميدم، ظؿ الفرد بعيدا عف االلتزاـ بقكاعد القانكف كف الدكلي لـ يعترؼ أصبل بخضكع الفرد الدكلي، فكاف مف غير الممكف تحميمو أم مسؤكلية لككف القان

ألحكامو، كلـ يكف حتى مف المخاطبيف بأحكامو كبقكاعده، لذا لـ يتصد القانكف الدكلي التقميدم .2لممسؤكلية الجنائية الشخصية

كبما أف االنتياكات الجسيمة لمقانكف الدكلي اإلنساني في النزاعات المسمحة تسبب المكت، العديد مف الضحايا، كباألخص األطفاؿ، عمؿ المجتمع الدكلي جاىدا مف أجؿ كتضاعؼ مف معاناة

3إقرار مبدأ المسؤكلية الدكلية الجنائية لؤلفراد.

بحيث صار مف المتعارؼ عميو كمنذ زمف ليس بالقريب، أف القانكف الدكلي يفرض كاجبات كالتزامات عف االنتياكات عييفيالطبئية الدكلية لؤلشخاص عمى األفراد مثميـ مثؿ الدكؿ، فمقكلة المسؤكلية الجنا

الجنائية لمدكلة المقترفة مف جانبيـ، ليا أىمية بالغة في الحيمكلة دكف ارتكاب مثؿ ىذه االنتياكات كتأميف فاعمية القانكف الدكلي الجنائي كمراعاة أحكامو إذ يقضي القانكف الدكلي الحديث بأف يتحمؿ

ة الفردية عف انتياكاتيـ الجنائية لمقانكف الدكلي إلى جانب الدكؿ المسؤكلي عييفيالطباألشخاص 4المعنية.

فانو مف يقدـ عمى انتياؾ القانكف الدكلي الجنائي بارتكابو الكاقعة اإلجرامية يتحمؿ تبعة عممو لدكلية كيخضع لمجزاء الذم يقرره القانكف كتكقعو الجماعة بحكـ قضائي، فالجاني كقد اقترؼ الجريمة ا

يككف بذلؾ قد كضع نفسو في مكاجية مع المجتمع بخركجو عف دائرة حقو في استعماؿ حريتو، يخكؿ لممجتمع حؽ الرد عميو بتكقيع الجزاء الجنائي التي تعني " تحمؿ الشخص تبعة عممو المجـر

5."بخضكعو لمجزاء المقرر في القانكف الجنائي

1 .77،48أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

2 .177بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

3 .305محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص -

4 .076،075بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - .15أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -5

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

188

ىك قياـ الفرد بانتياؾ –في ظؿ أم نظاـ قانكني –فاألصؿ في المسؤكلية الجنائية الفردية النصؼ الثاني القكاعد القانكنية، ىذه المسؤكلية لـ تقنف عمى الصعيد الدكلي بصكرتيا التي عمييا في

مجتمع عكامؿ تاريخية كمكضكعية مترابطة أسيمت في دفع ال افرضتإال بعد العشريف، مف القرف الدكلي لتقنينيا دكليا، كمع أف النزاع عمى الشخصية الدكلية لمفرد كاف لو أثر مف ناحية انقساـ الفقو

مف الفرد كالدكلة، إال أف بيف كبل تياالدكلي بيف مؤيد لمسؤكلية الفرد كرافض ليا كمقرر الزدكاجيلفقو المعاصر السيما بعد الحرب االعتراؼ بمسؤكلية الفرد الجنائية الدكلية أصبح أمرا كاقعيا في ا

-عمى غرار التشريع الجنائي الداخمي–فقد قررت لو أيضا ، ككما قررت لو المسؤكليةالثانيةالعالمية أما إذا )المطمب األكؿ(،ىا منعت عنو المسؤكلية احدإإذا ما تكافرت أسباب لدفع عنو ىذه المسؤكلية

كجريمة تجنيد األطفاؿ في الحركب –ثبتت مسؤكلية الجنائية عف الفعؿ الذم يعد انتياكا جنائيا دكليا أثرا ليذه المسؤكلية عميو، يتجسد في استحقاقو لكاحد أك ك مف دكف شؾ ، فاف ذلؾ يرتب-الداخمية

.المطمب الثاني() 1ذم ارتكبونكف الدكلي لبلنتياؾ الأكثر مف الجزاءات المقررة بمكجب قكاعد القا

المطمب األول

أسس قيام المسؤولية الجنائية الفردية

إذا كانت المسؤكلية الجنائية الدكلية تقتضي كجكب تحمؿ الشخص تبعة سمككو اإلجرامي، بخضكعو لمجزاء الجنائي المتناسب مع طبيعة الجـر المقترؼ بمقتضى القانكف الدكلي، فانو ثار خبلؼ

.2كال أماـ القانكف الدكليسؤ بيف فقياء القانكف الدكلي، بشأف تحديد الشخص الذم يعتبر م

إذ أنو كقبؿ أف يتقرر لمفرد مسؤكليتو الجنائية الدكلية بمكجب القانكف الدكلي المعاصر، ظيرت ف الفقياء اتجاىات عدة ما بيف معارض كمؤيد ليذه المسؤكلية، فعمى الرغـ مف اإلجماع المنعقد بي

عمى أف الفرد يعد محؿ اىتماـ خاص لمقانكف الدكلي، إال أننا نجد أف ىناؾ خبلفا كاضحا في الرأم كما تقررت أسباب لدفع ىذه المسؤكلية عف الفرد إذا ما تكافرت ) الفرع األكؿ(،اتجاه ىذه المسألة

.3) الفرع الثاني(إحداىا

1 .178العبيدم، المرجع السابؽ، صبشرل سمماف حسيف -

2كسيمة بكحية، المسؤكلية الجنائية الدكلية عف الجرائـ ضد اإلنسانية، مذكرة ماجستير، التخصص: القانكف الجنائي -

.28، ص 2005الدكلي، جامعة سعد دحمب بالبميدة، كمية الحقكؽ، قسـ: القانكف العاـ، أبريؿ 3 .179بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

189

الفرع األول

اتجاىات تقرير المسؤولية الفردية

نما لفردالكاقع أف ا عند ارتكابو لجريمة ذات طابع دكلي ال يسعى في ذلؾ لمصمحة شخصية، كا ىك يعمؿ باسـ دكلتو كلصالحيا، كلذلؾ كاف مف رأم البعض تكقيع الجزاءات الجنائية عمى الدكلة ال

عمى األفراد.

النظرية أف تستمر بعد اىتماـ النظاـ القانكني الدكلي بيذا الفرد، لكف لـ يكف مف الطبيعي ليذه .1كظيكر فكرة المسؤكلية الدكلية الجنائية الشخصية في ظؿ أحكاـ القانكف الدكلي

كلقد تميزت ىذه الفكرة بمعارضة البعض ليا، كمحاكلة البعض التكفيؽ بينيا كبيف فكرة المسؤكلية خر ليا .حظيت بتأييد البعض اآل الجنائية لمدكلة، كما قد

أوال

االتجاىات الفقيية

لقد كاف الفرد محؿ نزاع في القانكف الدكلي مف ناحية شخصية الدكلية ككالئو المباشر ليذا القانكف، ككاف ليذا النزاع أثره في انقساـ الفقو الدكلي الجنائي في ظؿ المتغيرات التي حدثت في

.2الدكلي إلى ثبلثة مذاىب فيما يتعمؽ بمدل ىذه المسؤكليةالنظاـ القانكف

كتمثمت ىذه المذاىب في اتجاه ينادم بقياـ المسؤكلية الجنائية لمدكلة كبرر مكقفو ىذا بالعديد مف الحجج كالبراىيف، إال أنو سرعاف ما تعرض لبلنتقادات الذعة أدت إلى ظيكر اتجاه آخر نادم بقياـ

لمدكلة كاألفراد معا، كالذم دعـ ىك اآلخر مكقفو بالعديد مف الحجج كالبراىيف، إال المسؤكلية المزدكجةأنو كعمى غرار سابقو تعرض النتقادات شديدة ليظير إلى الكجكد اتجاه ثالث يدعك بتقرير المسؤكلية

الجنائية الفردية.

1فؤاد شنبي، العدالة الجنائية كحقكؽ اإلنساف في إجراءات الحماية الدكلية القضائية، رسالة دكتكراه، جامعة كىراف، -

. 65، ص 2010-2011كمية الحقكؽ، قسـ: القانكف العاـ، 2 .179بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

190

مذىب تقرير المسؤولية الجنائية لمدولة - 1المبدأ أف الدكلة ىي كحدىا التي تتحمؿ المسؤكلية الجنائية عف الجرائـ الدكلية، يرل أصحاب ىذا

كينكركف في ذات الكقت المسؤكلية الجنائية لؤلفراد.

"، حيث يرل كؿ منيما أف الدكلة ىي الشخص كيبر ك " فكف ليست" كمف بيف أنصاره الفقيياف " كأف القانكف الدكلي ال يخاطب إال الدكؿ، كما أف جرائمو الكحيد الذم يمكف أف يرتكب الجريمة الدكلية،

.1ال يتحمؿ مسؤكليتيا إال األشخاص المخاطبكف بأحكامو كاألفراد ليسكا مف أشخاص القانكف الدكليفيما أف أشخاص القانكف الدكلي تنحصر في الدكؿ فقط. فيي مف يتحمؿ االلتزامات الدكلية، فإذا

بما فييا جريمة تجنيد األطفاؿ في –ت بطريقة نتجت عنيا جريمة دكلية ما انتيكت ىذه االلتزاما د ليا المسؤكلية الجنائية الدكلية.تسنف –الحركب الداخمية

أما الفرد فميس مف المخاطبيف بقكاعد القانكف الدكلي، كال يتمتع بالشخصية الدكلية، كمف ثـ

كلك ارتكب عمبل غير مشركع طبقا لمقانكف الدكلي ال يتصكر كجكد مسؤكلية دكلية عف أفعالو، حتى فاف الدكلة ىي مف تتحمؿ المسؤكلية عف ىذا الفعؿ، مف خبلليا نظاميا القانكني الداخمي كالدكلي،

نما المنطؽ يقضي بمحاسبة الفرد عف جريمتو مف قبيؿ القانكف الداخمي كحده .2كا

الذم رفض خضكع األفراد لممسؤكلية الجنائية الدكلية، "، ويبر كمف أبرز المؤيديف ليذا االتجاه الفقيو "الف خضكع الشخص الطبيعي لنظاميف قانكنيف مختمفيف في نفس الكقت، أم القانكف الداخمي كالدكلي أمر ال يمكف تصكره في الكقت الذم ال تكجد فيو دكلة عالمية، كمف ثـ فاف الدكلة كحدىا ىي

.لة جنائيا عف الجريمة الدكليةؤك المس

انطمقكا مف مذىب ازدكاجية القكانيف الذم تتبناه كدافع عنو األستاذاف 3فأنصار ىذا االتجاه كالذم يعني استقبلؿ كانفصاؿ النظاميف الدكلي كالداخمي كؿ منيما عف اآلخر "تربيؿ كأنزيكلكتي"

1 .28كسيمة بكحية، المرجع السابؽ، ص -

2 .85مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

3إلى جانب الفقيو " فيبر " يكجد العديد مف الفقياء المناصريف ليذا المذىب مف أمثاؿ الفقيو " فكف ليست " الذم -

يذىب إلى أف " الدكلة ىي الشخص الكحيد الذم يرتكب جريمة القانكف الدكلي، الف القانكف الدكلي ال يخاطب إال .252مخاطبيف بو" : محمد الصالح ركاف، المرجع السابؽ، ص الدكؿ، كما أف جرائـ ىذا القانكف ال يرتكبيا إال ال

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

191

عاتؽ الدكؿ، فقط، كيترتب عمى بمصادره كأشخاصو كنتيجة ليذا االستقبلؿ فانو يفرض التزامات عمى .1نسبة المسؤكلية الجنائية الدكلية لمفرد ذلؾ عدـ إمكانية

الىام " ىذا االتجاه حيث جاء في محاضرة ألقاىا بأكاديمية ا" سمدانكما أكد الفقيو االسباني

" بقكلو: " أف لمدكلة إرادة كقد تككف تمؾ اإلرادة إجرامية، كعمى ذلؾ العدالة الجنائية الدكليةمكضكعيا " يجب أف يمتد اختصاص محكمة العدؿ الدكلية الدائمة إلى المسائؿ الجنائية كيجب أف تختص بنظر

كؿ الجرائـ التي ترتكب ضد القانكف الدكلي".

ؤكلية الجنائية عف خرقيا لقكاعد " إلى أف الدكلة تتحمؿ المس" اكينيايـ كما ذىب األستاذ ما ىي محددة في القكانيف ل اكفقة ميكالتي تندرج ضمف مفيـك التصرفات الجر القانكف الدكلي العاـ

قداـ الدكلة عمى مذابح ضد الجنائية لمدكؿ المتحضرة، كيعطي كأمثمة عمى ذلؾ شف الحرب العدكانية كا " إلى كجكد أكضاع معينة تبدك فييا "كارسيامكرا األستاذاألجانب المقيميف عمى إقميميا، كما أشار

لخركؽ األخرل التي امسؤكلية الدكلة الجنائية أمرا كاضحا حيث أف ارتكاب جريمة إبادة األجناس ك ترتكب ضد حقكؽ اإلنساف ال يمكف اعتبارىا أعماال غير مشركعة فحسب، بؿ ىي تثير مسؤكلية

الدكلة الجنائية.

المسؤكلية عف جرائـ النازييف مف األلماف ىؿ تساؤالت حكؿ نكرمبكرج ثير في محاكماتكما قد أ تسأؿ عنيا الدكلة األلمانية أـ يحاكـ عنيا المسئكلكف عف تصريؼ األمكر فييا ؟، فقد شمؿ قرار االتياـ في آف كاحد النص عمى تكجيو االتياـ ألفراد مف كبار مكظفي الدكلة األلمانية مع تأكيد تكجيو

" أف يكجو االتياـ إلى الدكلة "شوكروسممثؿ النيابة العامة البريطاني االتياـ إلييـ بيذه الصفة، كأيد .2األلمانيةقد استند إلى نظريات الفقو التقميدم فانو قد أغفؿ الجكانب المستحدثة الرأم إذا كاف ىذا

ثـ لممتغيرات الدكلية، التي تجسدت باالعتراؼ لمفرد بالشخصية الدكلية كبحقكؽ ككاجبات دكلية، كمف .3مثؿ فكرا جديرا باالعتداد بو في فقو القانكف الدكلي الحديثيلـ يستجيب ليا كلـ يعد

1 .31أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

2 .253،252محمد الصالح ركاف ، المرجع السابؽ، ص -

3 .180بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

192

بكجكب إسناد المسؤكلية الجنائية لمدكلة كاألفراد معا نادل ليذا فقد ظير مذىب فقيي آخر ) المسؤكلية المزدكجة(.

مذىب تقرير المسؤولية الجنائية المزدوجة – 2

"بيبل"، لقد تبنى ىذا المذىب المسؤكلية المزدكجة لمدكلة كالفرد معا، كمف بيف أنصاره الفقيو كلة مف الناحية الجنائية ألنيا كاقع اجتماعي كلدييا إرادة خاصة كمتميزة عف ؤ الذم يرل بأف الدكلة مسالجنائية االعتراؼ بالمسؤكلية االعتراؼ بالشخصية الدكلية لمدكلة يتضمف أيضا إرادة أفرادىا، كما أف

ليا كأىميتيا الرتكاب الجرائـ.أنو ال يمكف تجاىؿ المسؤكلية الجنائية التي تقع عمى األشخاص الطبيعييف عف بيبل" كما أضاؼ"

لة تنشأ عنيا نكعيف مف األفعاؿ اإلجرامية التي تقترؼ باسـ الدكلة، أم أف الجرائـ التي ترتكبيا الدك .1مسؤكلية جماعية تتحمميا الدكلة، كمسؤكلية فردية يتحمميا الشخص الطبيعي :المسؤكلية

إذ يقر الفقيو الركماني بأنو، إذا كاف ىناؾ ثمة اعتراض عف فكرة مسؤكلية الدكلة الجنائية بحجة

نما ىي شخص معنكم يباشر عممو عف طريؽ ممثميو م ف أنيا ليست ليا إرادة خاصة متميزة، كا األفراد، كمف ثـ تككف شخصيتيا قائمة عمى الحيمة كاالفتراض، في حيف أف المسؤكلية الجنائية ال

ألنيـ كحدىـ الذيف يمكف عقابيـ، فانو مف الكاجب األخذ في حقيقيكفيمكف أف تقع إال عمى أفراد مف المستحيؿ إذف االعتبار أف القانكف الدكلي ميمتو حماية الدكؿ ضد االعتداءات التي تتعرض ليا، ك

أال تتحمؿ نفس الدكؿ الجزاءات الجنائية في األحكاؿ التي تككف فييا مدانة في جرائـ دكلية، ذلؾ ألف بإمكانية تحمؿ تبعة المسؤكلية الجنائية االعتراؼ بالشخصية الدكلية لمدكؿ، يتضمف أيضا االعتراؼ

. 2رتكاب الجرائـ الدكليةبنسبة صفة األىمية ال نو مف نتائج ىذا االعتراؼأل الدكلية،

بإعداد مشركع مدكنتو العقابية التي عرفت باسمو كحدد العقكبات التي "بيبل"كما كقد قاـ الفقيو يمكف أف تكقع عمى الدكؿ، كما أشار إلى العقكبات كالتدابير المتنكعة التي يمكف أف تتخذ ضد الدكلة

كجريمة تجنيد األطفاؿ كالزج بيـ في القكات -التي تنتيؾ أحكاـ القانكف الدكلي كترتكب جريمة دكلية ، أما بالنسبة لمشخص الطبيعي، فاف العقكبة بالنسبة لو ال تختمؼ عف العقكبات التي تكقع -محة المس

.3في القكانيف الداخمية مف حيث المبدأ

1 .30ص المرجع السابؽ، كسيمة بكحية، -

2 .255،254محمد الصالح ركاف، المرجع السابؽ، ص -

3 .67فؤاد شنبي، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

193

" أف الحكاـ ليسكا سكل جياز مف أجيزة الدكلة الكثيرة، كىك ما يعني "كمسفكما يرل الفقيو .لخر أة مف جية كمسؤكلية الحكاـ مف جية كجكد ازدكاجية في المسؤكلية، مسؤكلية الدكل

ىك اآلخر بالمسؤكلية "جرافف"، " في ىذا االتجاه، حيث نادل"بيبل" مع "جراففكيتفؽ الفقيو المزدكجة لمفرد كالدكلة فيك ال يقيـ مسؤكلية الدكلة عمى أساس المسؤكلية األدبية المؤسسة عمييا نما يقيميا عمى معايير األفكار التقميدية لئلسناد المعنكم األخبلقي كبالتالي إخضاعيا لمعقاب الرادع، كا

فاف عقابيا ال يمكف إال مف خبلؿ تدابير تتفؽ أخرل تتفؽ مع طبيعة الدكلة كشخص معنكم، كبالتاليمع تمؾ الطبيعة، كمع السياسة التقدمية السممية التي يجب أف يتجو إلييا القانكف الجنائي الدكلي الذم

مازاؿ في طكر التككيف.

ىذا االتجاه، حيث يذىب إلى القكؿ بأف فكرة الخركج عمى لكتر باخت"كما كيناصر الفقيو " أحكاـ القانكف الدكلي تعني أف ىناؾ عددا مف التصرفات الممنكعة، تندرج مف مجرد اإلخبلؿ المادم

المخالفات الجسيمة التي تمثؿ إلىالتعاقدية الذم ال يترتب عميو سكل التعكيض المالي، اتتزاملباالالذيف –لفات األخيرة، فاف الدكلة كاألفراد خاالكاسع كفي رأيو أنو بالنسبة لتمؾ المجرائـ دكلية بمعناىا يتحممكف المسؤكلية الجنائية المترتبة عمييا، باعتبار تمؾ األفعاؿ تدخؿ في نطاؽ –يتصرفكف باسميا

ذلؾ استنادا األعماؿ المعاقب عمييا جنائيا طبقا لممبادئ العامة المتعارؼ عمييا في الدكؿ المتمدنة ك .1لخطكرتيا الشديدة عمى المصالح الدكلية كاستيانتيا بالحياة اإلنسانية

شديدة مف قبؿ فقياء القانكف النتقادات رغـ قكة الحجج التي استند إلييا ىذا المذىب إال أنو تعرض

الدكلي مستنديف إلى المبررات التالية: عف جريمة كاحدة ال يتماشى مع ) الدكلة كالفرد( إف القكؿ بالمسؤكلية الدكلية الجنائية لمشخصيف – 1

المبادئ العامة لمقانكف لطالما لـ يكف بينيما رابطة المساىمة الجنائية. _ إف الشخص المعنكم ما ىك إال مجرد حيمة قانكنية، كالمعبر الحقيقي عنو ىك الشخص الطبيعي، 2

ـ فيذا األخير ىك الذم يجب أف يككف محبل لممساءلة الجنائية الدكلية، خصكصا كأف مصدر كمف ث الخطر الحقيقي ىـ األفراد الذيف يعبركف عف سمطات الدكلة، كمف ثـ يجب تكقيع القصاص عمييـ.

1 .255محمد الصالح ركاف. المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

194

ذا أخذنا بفكرة المسؤ 3 كلية _ إف التصكر اإلجرامي لمدكلة ال يمكف أف يتـ بدكف إرادة أعضائيا، كا الجماعية أم إرادة الشعب كمو إلدانة الدكلة فمف األيسر عمينا محاكمة ممثؿ الشعب الذم تصرؼ

. 1باسـ الدكلة فقط، ألنو ىك المدبر كالمنفذ الكحيد لمجريمة

بسبب كؿ ىذه االنتقادات مف جية، كمف خبلؿ متابعة كثائؽ القانكف الدكلي الجنائي، كالقانكف نساني، كاألنظمة األساسية لممحاكـ الجنائية الدكلية مف جية أخرل، نجد أف المسؤكلية الدكلي اإل

.الثالث الجنائية الدكلية تتقرر ألفراد كحدىـ، كىك ما أخذ بو المذىب الفقيي مذىب تقرير المسؤولية الجنائية الفردية – 3

الدكلية كيركف بأف األشخاص الطبيعيكف ينكر أنصار ىذا المذىب مسؤكلية الدكلة جنائيا عف الجرائـ كليف عنيا مثمما أقرتو القكانيف الجنائية الداخمية لمدكؿ، كيستندكف في ذلؾ عمى أنو يجب ؤ ىـ فقط المس

أف يككف الشخص مدركا بماىية أفعالو، كاتجاه إرادتو إلى ارتكابيا كأنو ال عقكبة بدكف إسناد معنكم أك .2ما يسمى بالقصد الجنائي

الذم قاؿ باف الحديث في تطبيؽ العقكبة عمى ""فميمكركمف بيف أنصار ىذا المذىب األستاذ

خاطب يالدكلة، إنما يعني تغيير مبادئ القانكف الجنائي كالطبيعة القانكنية لمجماعات، فقانكف العقكبات األشخاص الطبيعييف، أم كائنات مفكرة كحساسة كليا إرادة.

أما الشخص المعنكم فميس لو في الحقيقة ىذه الخصائص عمى الرغـ مف أف إرادة بعض

األشخاص تعتبر بطريؽ التمثيؿ، كنظاـ اإلرادة إنما ىك إرادة الجماعة ألغراض محدكدة، ككجكد إرادة ي ليذا فردية أمر الغني عنو لتطبيؽ قانكف العقكبات، كاإلرادة التي يعبر عنيا بكاسطة التمثيؿ ال تفن

الشرط.

إلى القكؿ بأف مرتكب الفعؿ المستكجب لممسؤكلية الجنائية "جبلسير"كيذىب كذلؾ الفقيو الدكلية ال يمكف أف يككف سكل الفرد الطبيعي، سكاء أقاـ بارتكاب ىذا الفعؿ لحسابو الخاص أك

نيا تعتبر شخصا معنكيا، فكما لحساب الدكلة كباسميا، أما الدكلة فبل يمكف مساءلتيا جنائيا كذلؾ ألأنو ال يمكننا اعتبار الدكلة متيمة في مكسكك" أستاذ القانكف الجنائي بجامعة "ترتيفيقكؿ األستاذ

1 .88مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

2 .29كسيمة بكحية، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

195

جريمة كبالتالي ال يمكف أف تككف مسئكلة مف الناحية الجنائية كيمكف إدانة مدبرييا باعتبارىـ أفرادا .1لة مف الناحية السياسية كالماديةك ؤ مجرميف، كمع ذلؾ يمكف اعتبار الدكلة مس

انتيى ىذا الرأم إلى أف الفرد ىك الذم ينبغي أف يسأؿ جنائيا مف خبلؿ مسؤكلية األخير كفي

الدكلية الجنائية، ذلؾ ألف القصد الجنائي باعتبار ككنو ركف مف أركاف الجريمة ال يمكف أف يفيـ إال .2مف خبلؿ الشخص الطبيعي

كىذا المذىب األخير كالذم يرل مساءلة الشخص الطبيعي يعتبر ىك السائد في الفقو الدكلي

المعاصر إذ أخذت بو السكابؽ التاريخية كقررتو المكاثيؽ الدكلية، إذ تعتبر الخطكة الحاسمة نحك مية االعتراؼ بالفرد كشخص مف أشخاص القانكف الدكلي، تمؾ التي اتخذتيا الدكؿ عقب الحرب العال

كذلؾ عف طريؽ اعترافيا بو كمحؿ لمحقكؽ كالكاجبات الدكلية في ميثاؽ األمـ المتحدة كالئحتي الثانيةـ فميثاؽ األمـ المتحدة يقرر في ديباجتو أف الفرد يعد محؿ لمحقكؽ الدكلية، أما نكرمبكرج كطككيك،

. 3فتبيناف أف الفرد يعد محبل لمكاجبات طككيك مف الئحة 5ك ـ ، نكرمبكج مف الئحة 6

كبدكرنا نؤيد قياـ المسؤكلية الجنائية الدكلية بحؽ األفراد الذيف يرتكبكف االنتياكات الجنائية الدكلية حتى ال يفمت شخص مف العقاب عما يسببو مف تيديد لمسمـ كاألمف الدكلييف كلسمـ كأمف األفراد.

يد أيضا قياـ المسؤكلية الجنائية الدكلية بحؽ الدكؿ إلى جانب مسؤكلية كلكف في نفس الكقت نؤ

الدكلية ياكلة عف ىذه االنتياكات لخرقيا التزاماتؤ ألف الدكؿ أيضا مس – مزدكجةأم مسؤكلية –األفراد ة ياتجاه المجتمع الدكلي، كال يجكز أف تتخمص مف تبعة المسؤكلية عف تمؾ االنتياكات بإلقاء ىذه التبع

عمى عاتؽ األفراد إذا ما ثبت فعميا انتياكيا اللتزاماتيا الدكلية.

1، العدالة الجنائية الدكلية، معاقبة مرتكبي الجرائـ ضد اإلنسانية، ديكاف المطبكعات الجامعية، عبد القادر البقيرات -

.75،72، ص2.2007الجزائر، ط 2 .67فؤاد شنبي، المرجع السابؽ، ص -

3 .183بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

196

ال " األساسي قد سارت في نفس ىذا االتجاه إذ تنص عمى : ركما مف نظاـ 4/25 كنجد أف المادة :يؤثر أم حكـ في ىذا النظاـ األساسي يتعمؽ بالمسؤكلية الجنائية الفردية في مسؤكلية الدكؿ بمكجب

1الدكلي".القانكف

ثانيا اتجاىات القضاء الجنائي الدولي

الجسيمة لمقانكف الدكلي اإلنساني في النزاعات المسمحة تسبب مما ال شؾ فيو أف االنتياكات لذلؾ عمؿ المجتمع الدكلي ،المكت كتضاعؼ مف معاناة العديد مف الضحايا ك باألخص األطفاؿ

جاىدا مف أجؿ إقرار مبدأ المسؤكلية الجنائية لمفرد.

أف الفرد قد أصبح يتمتع في حدكد معينة كفي حاالت محددة ،فقو القانكف الدكلي فالراجح في إذ ةبنكع مف الشخصية القانكنية الدكلية التي تسمح لو باكتساب بعض الحقكؽ مف القانكف العاـ مباشر

.2هيجعؿ لو أىمية تحمؿ تبعة المسؤكلية في إطار

تفاقية حكؿ مقاضاة كمعاقبة االكلقد أدرج ىذا الحكـ لممرة األكلى كبصفة دقيقة ككاضحة في يف تالمحكم يتـ تبني في نظام، 1945 أغسطس 8المؤرخة في ،ألكركبيةلمدكؿ اكبار مجرمي الحرب

في لجنائيتيفايف تالمحكم ينظام ككذا بمقتضى،3 نكرمبكرغ ك طككيكيف في كؿ مف تالعسكرييف الدكلي كؿ مف يكغكسبلفيا السابقة كركاندا، كأخيرا في ضكء المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة.

المسؤولية الفردية في محكمتي نورمبورغ و طوكيو – 1

الجنائية الدكلية، فحمؿ الفرد لقد أنجز المجتمع الدكلي خطكات ىامة في مجاؿ المسؤكلية ، كتـ إنشاء محاكـ دكلية عف ارتكاب الجرائـ الدكلية المسؤكلية الجنائية الكاضحة عمى المستكل الدكلي

. 4لمفصؿ في ىذه الجرائـ كمعاقبة المنتيكيف لحرمة حقكؽ اإلنساف

1 .185نفس المرجع، ص -

2 .316،315محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ ، ص -

3، 2009، المسؤكلية الدكلية عف انتياكات القانكف الدكلي اإلنساني، منشأة المعارؼ، مصر ، أحمد إبراىيـنجاة -

.324ص4، مذكرة ماجيستر، التخصص : القانكف لمسمحةجعفر أمزياف، مبدأ التناسب ك األضرار الجكارية في النزاعات ا-

. 142، ص 2011الدكلي العاـ ، جامعة مكلكد معمرم بتزم كزك، كمية الحقكؽ، قسـ القانكف العاـ،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

197

، ال تقر بفكرة مسؤكلية 1945لندف إذ كانت القكاعد العامة لمقانكف الدكلي قبؿ نفاذ معاىدة الفرد الجنائية عف األعماؿ الدكلية، بؿ كانت المسؤكلية الجماعية ىي األثر الكحيد الذم يرتبو القانكف الدكلي عف خرؽ الدكلة اللتزاماتيا الدكلية، كيأتي ىذا المبدأ تطبيقا لمبدأ آخر مف مبادئ القانكف

لة، فيذا األخير ينبع مف مبدأ المساكاة التامة بيف الدكؿ الدكلي يقضي بعدـ المسؤكلية عف أعماؿ الدك كعدـ خضكع أم دكلة لسمطاف دكلة أخرل، كنظرا لككف الدكلة شخصا معنكيا ال يمكنيا القياـ

كخضكع األفراد المككميف بتنفيذ تمؾ األعماؿ لمقضاء األجنبي لغرض مساءلتيـ عنيا معناه ،بأعماليا يخالؼ القكاعد العامة لمقانكف الدكلي. ا، كىذا ملأخر خضكع الدكلة نفسيا لسمطات دكلة

كقد سار القضاء الكطني لمختمؼ الدكؿ عمى تأكيد ىذا المبدأ في قضايا كثيرة، كما حدث في

.1ك الكاليات المتحدة األمريكية انجمترا ما بيف 1837 لسنة ركليفالكاقضية

فمـ لكف أكيدة، عيد قانكني جديد بخطى بطيئة أبد ،1945أكت 8مف تاريخ كابتداءكعميو، الفردية بصفة عامة كمسؤكلية السمطات الرسمية يعد محظكرا الحديث عف المسؤكلية الدكلية الجنائية

ف مإال أف ىذا لـ يمنع بعض الدكلييف بصفة خاصة، حتى كاف كانت الممارسة الدكلية البلحقة فقيرة،انطبلقة ىامة لبركز نظاـ قانكني يحكـ المسؤكلية الدكلية طككيك ك نكرمبكرغ عتبار محاكمات ا

.2الجنائية

دكف األشخاص المعنكية، كال فيعييالطباختصت بمحاكمة األشخاص نكرمبكرغ فمحكمة يحاكـ مف األشخاص الطبيعية سكل كبار مجرمي الحرب عمى أساس أف جرائميـ غير محددة بإقميـ

بأف تككف المحكمة المنشأة " ، التي جاء فييا 3مف ميثاؽ المحكمةالسادسة معيف طبقا لنص المادة لمحاكمة كمعاقبة كبار مجرمي الحرب مف دكؿ المحكر األكركبية، 1945 أغسطس 8 بمكجب اتفاؽ

مختصة بمحاكمة كمعاقبة جميع األشخاص الذيف ارتكبكا بصكرة فردية أك بكصفيـ أعضاء في .4" الجرائـ التالية إحدلمنظمة، كىـ يعممكف لحساب ببلد المحكر

1 . 81فؤاد شنبي، المرجع السابؽ، ص -

2كف الدكلي الجنائي، حسنية بمخيرم، المسؤكلية الدكلية الجنائية لرئيس الدكلة، عمى ضكء القانكف الدكلي العاـ كالقان -

.121، ص 2006دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع، الجزائر، 3 .264أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ض -

4 .259عمر محمكد المخزكمي، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

198

ات كالييئات اإلجرامية التابعة عمى مسؤكلية المنظمنكرمبكرغ ك كذلؾ نص ميثاؽ محكمةلمنظاـ النازم كمعاقبة كؿ األشخاص الذيف ارتكبكا شخصيا أك بصفتيـ أعضاء في المنظمات

كال عنو ؤ تستطيع المحكمة أف تنظر في كؿ فعؿ يمكف أف يعتبر الفرد مسس اإلجرامية، كبالتالي مسؤكلية جنائية أك أف المنظمة التي ينتمي إلييا منظمة إجرامية.

عمى أف الكضع الرسمي لندف مف ميثاؽ المحكمة الممحؽ باتفاقية 8ك 7كتناكلت المكاد

لممتيميف سكاء كانكا رؤساء دكؿ أك مكظفيف مسئكليف عف أقساـ الحككمة، سكؼ ال يككف عذرا يعتد تصرؼ طبقا قد بو إلعفائيـ مف المسؤكلية الجنائية كتخفيؼ العقاب، كما أف الشخص المتيـ ككنو

.1ألكامر حككمتو أك رئيسو األعمى منو، أمر ال يعفيو مف المسؤكلية الجنائية

ال تختمؼ في مضمكنيا عف الئحة محكمة طككيك كتجدر اإلشارة إلى أف الئحة محكمة جد نفس االختصاص بيف المحكمتيف كنفس اإلجراءات ك االختبلؼ الكحيد، كاف يتمثؿ ن، فنكرمبكرغ

عمى أف الصفة الرسمية يمكف اعتبارىا ظرفا نص 7 في ـ طككيك األساسي لمحكمة أف النظاـ في .2ليس لتمؾ الصفة أثر عمى العقاب كرغبنكرم ظركؼ المخففة لمعقاب بينما الئحة المف

كليف عف جرائـ ؤ قد أديف الكثير مف المس طككيك ك نكرمبكرغ ك أخيرا، نذكر بأنو كخبلؿ محاكمة الثانية . ارتكبت أثناء الحرب العالميةالحرب التي

"كركب"كمف المتيميف الذيف أدينكا بارتكاب جرائـ حرب كجرائـ ضد اإلنسانية المتيـ األلماني

كالذم قاـ بانتياكات جسيمة في حؽ األطفاؿ أدت إلى كفاة الكثير منيـ.

"رايف العمكمال القكات األلمانية في مناطؽ " نكرمبكرغ كما اتيـ المدعي العاـ الفرنسي أماـ محكمة بضـ كؿ صغار األطفاؿ مف سف 1942 يناير 2 بقياميـ اعتبارا مف فرنسا في" الرايف السمفي ك"كما 1946 غسطسأ 8 في الشباب اليتمرم"سنة إلى منظمة "" " ثمانية عشرةإلى سف " عشرة "

.3بغمؽ كؿ المدارس الفرنسية كطرد األطفاؿ كالمدرسيف بيا " مكزؿ قامت ىذه القكات في مدينة"

1 .265،264أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

2، القضاء الدكلي الجنائي، دار الثقافة لمنشر كالتكزيع، 3، مكسكعة القانكف الدكلي الجنائي سييؿ حسيف الفتبلكم -

.74، ص 2011األردف،3 .322محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

199

المسؤولية الفردية في محكمتي يوغوسالفيا السابقة ورواندا. – 2مبدأ المسؤكلية يكغكسبلفيا السابقة مف النظاـ األساسي لمحكمة السابعة لقد أرست المادة

االنتياكات المحددة كالتي ارتكبت خبلؿ الجنائية الفردية بما في ذلؾ رئيس الدكلة بالنسبة لبعض االختصاص المؤقت لممحكمة.

بحيث نصت ىذه المادة عمى أف " الشخص الذم يخطط أك يحرض عمى التخطيط أك التنفيذ

كال بصفة فردية ؤ مف ىذا النظاـ األساسي سكؼ يككف مس 5إلى 2 لجريمة مشار إلييا في المكاد مف عف ىذه الجريمة".

ياؽ ىذه المادة أنيا أقرت المسؤكلية الجنائية لؤلفراد حاؿ ارتكابيـ لجريمة دكلية كيبلحظ مف س .1مما أشار إلييا النظاـ األساسي لممحكمة

بمحاكمة األشخاص الطبيعييف فقط، بمعنى ليكغكسبلفيا ص المحكمة الجنائية الدكلية تأم تخ

كالشركات كبالتالي فاف المسؤكلية الجنائية ص بمحاكمة األشخاص االعتبارية مثؿ الدكؿ تأنيا ال تخ .2ىنا تتعمؽ بالفرد الطبيعي فقط

مف ذات المادة فانو إذا ارتكبت أم مف األفعاؿ المشار إلييا مف المكاد الثالثةكطبقا لمفقرة

مف النظاـ األساسي مف قبؿ مرؤكس فمف يعفيو رئيسو مف المسؤكلية الجنائية، إذا كاف 5 إلى 2الرئيس قد عمـ أك يفترض أف يككف قد عمـ، فاف المرؤكس بسبيمو الرتكاب ىذه األفعاؿ أك أنو قد عمـ

ذا تصرؼ الشخص المتيـ طبقا ،بأف التدابير الضركرية كالمعقكلة لمنع ىذه األعماؿ كعقاب فاعمييا كا يؤخذ بعيف االعتبار في ألمر مف حككمتو أك رئيسو لف يعفيو مف المسؤكلية الجنائية، كلكف يمكف أف

تخفيؼ العقكبة إذا رأت المحكمة أف العدالة تقتضي ذلؾ.

كمف ثـ يتبيف أف ىذه الفقرة أضافت مبدأ ىاما يتمثؿ في عدـ جكاز الدفع بأمر الرئيس لئلعفاء .3مف المسؤكلية

1 .342،340محمكد سعيد محمكد سعيد ، المرجع السابؽ ، ص -

2 277أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

3 .342محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

200

نص نظاميا فقد بركاندا كبالنسبة لممسؤكلية الجنائية الدكلية في المحكمة الجنائية الدكلية عمى المسؤكلية الجنائية الفردية كالتي تتمثؿ في كؿ مف السادسة مف المادة األكلى األساسي في الفقرة مر أك ارتكب أك ساعد بأم شكؿ آخر أك شجع في أم مرحمة مف مراحؿ فئات أ خطط أك حرض أك

جنائيا.كال ؤ يمكف أف يعتبر مس 4 إلى 2 المحددة في المكاد مفالثالث الجرائـ

مف ذات المادة فتنكر حصانة مكظفي الحككمة كرؤساء الدكؿ في حيف الثانيةكتستطرد الفقرة مف ذات المادة أيضا عمى المسؤكلية الجنائية لمرؤساء عف مرؤكسييـ إذا عمـ الثالثةتنص الفقرة

ا أك معاقبة مرتكبييا.الرئيس أك كاف بإمكانو أف يعمـ بيذه األعماؿ، كلـ يتخذ التدابير البلزمة لمنعيكليف عف ؤ الجنائية الدكلية مبلحقة األشخاص المسركاندا كلذلؾ حدد النظاـ األساسي لمحكمة

جنيؼالمشتركة بيف اتفاقيات 3جرائـ اإلبادة الجماعية كالجرائـ ضد اإلنسانية كاالنتياؾ الخطير لممادة كالمتعمؽ بحماية 1977يكنيو عاـ 8 فيالصادر الثاني كبركتكككليا اإلضافي 1949األربع لعاـ

. 1ضحايا النزاعات المسمحة غير الدكلية

مف نظامي الثانية ك أخيرا، ما يمكف مبلحظتو بخصكص الجرائـ التي نظمتيا المادةأنو أنشأتيما قكاعد مختمفة بحيث أف جرائـ ك يكغسبلفيا ىك ركانداالمحكمتيف الجنائيتيف الدكليتيف ل

األكؿكالبركتكككؿ اإلضافي ،1949لعاـ جنيؼ المشتركة بيف اتفاقيات الثالثةا المادة ركاندا نظمتيتنطبؽ يكغكسبلفيا كىي بذلؾ تنطبؽ عمى النزاعات الداخمية، في حيف أف الجرائـ في ،1977لمعاـ

الثالثة اإلضافي المتعمؽ بالمخالفات الخطيرة لممادة األكؿكالبركتكككؿ جنيؼ عمييا نصكص اتفاقياتتدخؿ ضمف جرائـ الحركب التي تـ يكغكسبلفيامف قكانيف الحرب العرفية، كىذا ما يجعؿ مف جرائـ

.2ارتكابيا في إطار المنازعات الدكلية أك عمى األقؿ تـ تدكيميا

المسؤولية الفردية في المحكمة الجنائية الدولية الدائمة – 3ركاد البشرية منذ زمف طكيؿ كذلؾ لما شيدتو مف لقد ظمت المحكمة الجنائية الدكلية حمما

تحقؽ ىذا العشريف جرائـ كمجازر بشرية راح ضحيتيا مبلييف األبرياء دكف ذنب، كفي نياية القرفالحمـ، حيث ظير لمكجكد محكمة جنائية دكلية دائمة كىذه المحكمة حسب نظاميا األساسي جاءت

، ك قد الثانية العالمية لكبار مجرمي الحرب غ ك طككيكنكرمبكر ، فمنذ محاكمات 3لتمبي رغبة الشعكب

1 .253،252محمكد سعيد محمكد سعيد، المرجع السابؽ، ص -

2 .299،298، المرجع السابؽ، ص أحمد بشارة مكسى -

3نصر الديف مركؾ، التعريؼ بالجرائـ التي تدخؿ في اختصاص المحكمة الجنائية الدكلية، إسيامات جزائرية حكؿ -

.241ص ،2008، 1، طالجزائرالقانكف الدكلي اإلنساني، إعداد نخبة مف الخبراء الجزائرييف،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

201

بدلت لجنة القانكف دكلية جنائية دائمة، لذلؾظيرت الحاجة الضركرية إلى كجكب إنشاء آلية قضائية الدكلي التابعة لمجمعية العامة لؤلمـ المتحدة جيكدا كبيرة مف أجؿ تفعيؿ ىذه الفكرة ككضعيا مكضع

.1التطبيؽ

فيو أف اعتماد النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية ليس مجرد حديث عابر كمما ال شؾبؿ يعتبر حدث تاريخي ميـ في تاريخ المجتمع الدكلي المعاصر إذ يعتبر ىذا النظاـ خطكة ميمة نحك

أبشع الجرائـ ضد اإلنسانية دكف عقاب، فبفضؿ ىذا النظاـ أمكف ألكؿ مرة مرتكبي الحيمكلة دكف بقاءأشد الجرائـ ياء محكمة دكلية دائمة متخصصة بمتابعة كمحاكمة كمعاقبة مرتكبشنإفي تاريخ البشرية

.2الدكلية خطكرة كالتي ترتكب عادة بشكؿ منيجي كعمى مستكل كاسع

ة الفردية في إطار المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة، فقد كفيما يتعمؽ بمبدأ المسؤكلية الجنائي(، 28،27،26،25)غطى النظاـ األساسي لممحكمة المسائؿ المتعمقة بيذا المبدأ، في كؿ مف مكاده

ىي المادة الكحيدة التي حممت اسـ المسؤكلية الجنائية الفردية. ،25كاف كانت ـ

ا االختصاص بالنظر في الجرائـ المرتكبة مف قبؿ كحسب النظاـ األساسي لممحكمة، فقد منحيكؿ الصفة الرسمية لمشخص، أك حتى الحصانة الممنكحة لو تبعا ليذه خت األشخاص الطبيعييف، كلف

. 3الصفة الرسمية، دكف ممارسة المحكمة الختصاصيا

كمع شيكع األعماؿ الكحشية التي صاحبت معظـ النزاعات الداخمية تحرؾ الضمير اإلنساني إلى القضاء الدكلي، البكسنة كاليرسؾالدكلي، كأخذ بيذا االتجاه عندما أحيؿ مجرمك النزاع المسمح في

دكؿ عارضتو كنجد تكرسييا لو في النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية الدائمة، مع أف بعض الد رفضيا إلى عدة حجج ذات طبيعة سياسية، منيا أف تدكيؿ ستنلدل إعداد النظاـ المذككر، كا

المسؤكلية الجنائية عف الجرائـ المرتكبة خبلؿ النزاعات الداخمية مف شأنو إضفاء شرعية دكلية عمى الدكلي شرعية الجماعات الجماعات المسمحة التي تقاكـ السمطة الشرعية في الدكلة، أم إقرار المجتمع

1الدكلية، أحكاـ القانكف الدكلي الجنائي، منتصر سعيد حمكدة، المحكمة الجنائية الدكلية، النظرية العامة لمجريمة -

.217، ص 2006دراسة تحميمية، دار الجامعة الجديدة، مصر، 2عبد القادر العربي الشحط، مبدأ التكامؿ بيف المحكمة الجنائية الدكلية كالقضاء الجنائي الكطني، حكليات كمية -

.45ص ،3،2100 :، عالجزائر،الحقكؽ، جامعة كىراف، 3 .260عمر محمكد المخزكمي، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

202

الخارجة عف القانكف، ثـ أف ىذا التدكيؿ قد يتخذ ذريعة لتدخؿ القكل األجنبية في النزاعات الداخمية، .1كيحد مف حرية اختيار الدكلة لكسائؿ قمع حركات التمرد الداخمية

ف أتفيد ب يةكجاء تكريس االتجاه في النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية بصيغة تكفيق

ؿ خطكرة خاصة مثالمحكمة ال تختص بالنظر في جميع جرائـ الحرب، بؿ النظر في الجرائـ التي ت .2فقط، تاركة الجرائـ غير الخطيرة أك الجسيمة الختصاص المحاكـ الجنائية الكطنية

إطار كأخيرا تجدر اإلشارة إلى أف المسؤكلية الجنائية لمفرد أصبحت مؤكدة كقائمة بذاتيا، في

مف حيث تطبيقيا عمى الكؿ دكف تمييز بيف االقضاء الدكلي الجنائي، كما أصبح نظاميا فعاال كمكحدمراكز األفراد ك أكضاعيـ في الدكلة خاصة فيما يتعمؽ بتراجع مبدأ الحصانة القضائية الجنائية

ؤكلية.لمرؤساء كالقادة الذيف أصبحكا في مركز مماثؿ لؤلفراد العادييف أماـ ىذه المس

ك إف أىمية المسؤكلية الجنائية لمفرد تظير مف خبلؿ أف الفرد أصبح يسأؿ جنائيا أماـ المحاكـ الدكلية، كيخضع لقكاعد القانكف الدكلي مف حيث اإلجراءات كالمكضكع كالحكـ كالعقاب كىي

السمبي أم سكءا الصكرة األكثر تماشيا مع اىتماـ القانكف الدكلي بالفرد سكاء في شكمو االيجابي أك .3مدعيا أك مدعى عميو كاف

ك عميو، كرغـ ثبكت المسؤكلية الجنائية في حؽ الفرد كذلؾ باقترافو لفعؿ أك عدة أفعاؿ تدخؿ

بلؿ األطفاؿ كتجنيدىـ في القكات المسمحة، غفي انتياكات القانكف الدكلي العاـ، كالتي تعد جريمة استيمكف أف ال يسأؿ ىذا الفرد جنائيا إذا تقرر لو سبب مف أسباب أشنعيا ك أكثرىا انتشارا، إال أنو

المكالي. الفرع اإلعفاء مف المسؤكلية الجنائية كالتي سنتطرؽ إلييا بالتفصيؿ في

1لممحكمة الجنائية الدكلية، معتبرة يلقد تبنت أغمب الدكؿ العربية مكقفا مشتركا باالمتناع عف اعتماد النظاـ األساس -

إياه غير عاكس كبصفة حقيقة لطمكحات كآماؿ الشعكب العربية، كقد تـ تكضيح التصكيت باالمتناع ىذا بكاسطة بصفتو رئيس لممجمكعة العربية، كىذا ما يفسر عدـ مصادقة الجزائر عمى يح قدـ مف طرؼ كزير العدؿ السكداني،تصر

النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية لحد اآلف، كاكتفى بالتكقيع عميو فقط: عبلكة العايب، المحكمة الجنائية الدكلية ، 04ع:معمـك القانكنية كاالقتصادية كالسياسية، جامعة الجزائر، اختصاص أصيؿ أـ تكميمي، المجمة الجزائرية ل

.518، ، ص 2011ديسمبر2منتصر سعيد حمكدة، القانكف الدكلي اإلنساني، مع اإلشارة إلى أىـ مبادئو في الفقو اإلسبلمي ، المرجع السابؽ، -

. 107ص 3 .45،44نعيمة عميمر، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

203

الفرع الثاني حاالت اإلعفاء من المسؤولية الجنائية الفردية

مسؤكلية كفقا الف الفعؿ الذم يرتكبو المتيـ قد يعتبر جريمة دكلية كجرائـ الحرب يتحمؿ إألحكاـ القانكف الدكلي، إال أنو قد تنتفي ىذه المسؤكلية كذلؾ إذا اكتنؼ ارتكاب ىذا الفعؿ مبلبسات أك

.1و عف اقتراؼ الجريمةالمتيـ يجد سببا قكيا يدفعو إلى الدفع بانتفاء مسؤكليت فأحكاؿ تبرره دكليا، أم أمف 31األسباب عديدة كىي متشابية لما كرد في التشريعات الجنائية الداخمية، إال أف ـ ىذه

كالذم يعد أكؿ مف قرر كحكـ دكلي ككقاعدة قانكنية دكلية األسباب التي تمنع –األساسي ركمانظاـ بينت ىذه األسباب. –المسؤكلية الجنائية الدكلية عف األفراد

)رابعا( ، الدفاع الشرعي)ثالثا( ، اإلكراه)ثانيا(، السكر)أكال( العاىة العقمية األسباب:كمف أىـ ىذه .)خامسا( 2كاالمتثاؿ ألكامر الرؤساء الذيف تجب إطاعتيـ

أوال

العاىة العقمية يقصد بالجنكف أك عاىة العقؿ، جميع األمراض التي تؤثر عمى الممكات العقمية لمفرد بحيث

العمميات العقمية البسيطة منيا جميع تؤدم إلى فقداف اإلدراؾ أك االختيار، كالممكات العقمية تشمؿ يات التي يختص بيا كالمعقدة بما فييا اإلدراؾ كاالنتباه كالذاكرة كالتخيؿ كالتقدير كغير ذلؾ مف العمم

.3العقؿأما المراد بالمرض العقمي كفقا لمنظاـ األساسي لممحكمة الجنائية فيك الجنكف أك العاىة العقمية، كيقصد بو جميع األمراض التي تؤثر عمى الممكات العقمية لئلنساف، بحيث تؤدم إلى فقداف

.4اإلدراؾ كاالختيار الحر

عمميا يقكـ العقؿ "" ألف معنى كممة " " العمؿ النفسية أيضا كيشمؿ ىذا المصطمح في مدكلو " عد الحياة العقمية لئلنساف تتككف مف جيازيف فرعييف أحدىما إرادم كىك العقؿ الظاىر عمى

أك الشعكر ك اآلخر ال إرادم كىك العقؿ الباطف أك البلشعكر ككؿ منيما متمـ آلخر كيككناف كحدة ال ؿ نفسية كاف لو أثره في مظاىر الحياة الشعكرية كعد في نظر العمـ معبتمى العقؿ الباطف بتتجزأ فإذا ا

1 .267محمد الصالح ركاف، المرجع السابؽ، ص -

2 .186بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

3 .92عبد القادر البقيرات، المرجع السابؽ، ص -

4 .288أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

204

عاىة في العقؿ كتأثر كؿ مف ممكتي اإلدراؾ كاإلرادة بالعمؿ النفسية حقيقة عممية كمف ىذه العمؿ ما 1 ".يماتؤدم إلى فقداف اإلدراؾ أك اإلرادة كمنيا ما تضعف

مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية عمى ىذا 31مف ـ /أ1كلقد نصت الفقرة

ال يسأؿ "السبب المتناع المسؤكلية الجنائية عف الجرائـ الدكلية التي تختص بيا المحكمة بقكليا: الشخص جنائيا إذا كاف كقت ارتكاب السمكؾ:

أك قصكرا عقميا يعدـ قدرتو عمى إدراؾ عدـ مشركعية أك طبيعة سمككو بما يتماشى يعاني مرضا –أ

مع مقتضيات القانكف".

كيبلحظ عمى ىذا النص المتقدـ، أنو ال يعنى بأشكاؿ المرض العقمي أك النفسي، بقدر تركيزه نع قياـ المسؤكلية عمى معيار األثر المترتب عمى اإلصابة بيذه األمراض، بحيث يمكف االعتداد بيا لم

. 2الجنائية إذا كاف مف شأنيا أف تعدـ قدرة اإلدراؾ أك حرية االختيار لدل الفاعؿ

الثبلث: ككؿ ما يشترط في حالة المرض أك القصكر العقمي، تكافر إحدل الحاالت يعدـ المرض أك القصكر العقمي إدراكو عمى عدـ مشركعية عممو. -أ معرفتو طبيعة سمككو يعدـ -ب تنعدـ قدرتو عمى التحكـ بالتصرفات سمككو بما يتفؽ كالقانكف. –ج

عد يفإذا ما تكافرت إحدل ىذه الحاالت، فاف الشخص يعفى مف المسؤكلية كاإلعفاء مف المسؤكلية ال نما جريمة كلكف الجاني يعفي مف المسؤكلية. العمؿ مباحا، كا

نما تنظر عيكاإلعفاء مف المسؤكلية ال ني عدـ اختصاص المحكمة بالنظر في الجريمة، كا

المحكمة كلكنيا تقرر اإلعفاء مف المسؤكلية، كالفرؽ في ذلؾ أنو ال يجكز ألية محكمة ثانية ألف تنظر القضية طالما قررت محكمة الجنايات الدكلية اإلعفاء مف المسؤكلية.

1 .187بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

2القانكف كالقضاء الجنائي :المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة، مذكرة ماجستير، التخصصرفيؽ بكىراكة، اختصاص -

. 96، ص 2101،2119، الدكلييف، جامعة منتكرم بقسنطينة، كمية الحقكؽ كالعمـك السياسية، قسـ: القانكف العاـ،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

205

الفاعؿ ثـ تقرر بعد ذلؾ اإلعفاء مف إلىلجريمة كىذا يتطمب أف المحكمة تحاكـ في القضية كتنسب ا .1المسؤكلية بسبب المرض، أك القصكر العقمي

السكر :ثانيا

إف االضطرابات الناشئة عف السكر، مف شأنيا أف تؤثر عمى الشعكر كاالختيار، كتناكؿ

تفيـ النتائج التي المسكر يحدث تغيرات جسيمة في الحالة العقمية لئلنساف، بحيث يفقد القدرة عمى يمكف أف تترتب عمى أفعالو كما يؤثر عمى اإلرادة بتعطيؿ أك تقميؿ فاعمية ضبط النفس لمبكاعث

.2المختمفة

الحالة التي يككف فييا اإلنساف غير قادر عمى مزاكلة أعمالو المعتادة " إذ يعرؼ السكر بأنو قير مخدرة، فإذا زاد السكر ازداد الفرؽ بيف بالطرائؽ العادية نتيجة لتعاطيو مشركبات كحكلية أك عقا

حالة اإلنساف سكرانا كبيف حالتو غير سكراف، فيقؿ شعكر السكراف بنفسو كيقع تحت تأثيره في غرائزه كطباعو البدائية بفعؿ الكحكؿ كالمخدر كتضعؼ فيو قكة ضبط النفس فيندفع كراء إحساسو كمشاعره

"اف كالمجنكف تماما.حتى إذا ما بمغ السكر أشده صار السكر

تمؾ المكاد التي يؤدم تعاطييا إلى فقد الكعي "أما المكاد المسكرة أك المخدرة فيقصد بيا أك التحذير الذم تحدثو، كال عبرة بنكعيا إذ يدخؿ في معناىا المكاد الكحكلية كالخمكر لئلسكار

بأنكاعيا، كما يدخؿ فييا المكاد المخدرة كالحشيش ك األفيكف كالمكرفيف كالييركيف كغيرىا كما ال عبرة .3"بكسيمة أخذىا، فقد تككف ما يؤخذ باألكؿ أك الشرب أك الحقف أك الشـ

مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية، عمى 31مف ـ / ب (1) لفقرة كلقد نصت ا ال يسأؿ الشخص إذا كاف كقت ارتكابو السمكؾ: "السكر كسبب مف أسباب امتناع المسؤكلية بقكليا:

في حاؿ السكر، مما يعدـ قدرتو عمى إدراؾ عدـ مشركعية، أك طبيعة سمككو، أك قدرتو عمى –ب مككو، بما يتماشى مع مقتضيات القانكف، ما لـ يكف الشخص قد سكر باختياره في ظؿ التحكـ في س

ظركؼ كاف يعمـ فييا، أنو يحتمؿ أف يصدر عنو نتيجة السكر، سمكؾ يشكؿ جريمة في اختصاص ."المحكمة أك تجاىؿ فييا ىذا االحتماؿ

1 .211سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص -

2 .97، المرجع السابؽ، ص عبد القادر البقيرات -

3 .188بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

206

، بيف ممثمي الدكؿ، فقد ذىبت ركما كلقد كاف ىذا النص مكضكع مناقشة طكيمة في مؤتمردكؿ كثيرة إلى ضركرة التمييز بيف السكر االختيارم ك بيف السكر غير االختيارم، كدعت إلى عدـ اعتبار السكر االختيارم مف أسباب امتناع المسؤكلية الجنائية أسكة بالحكـ المقرر لو في قكانينيا

الناجـ عف تناكؿ مكاد مسكرة كمانع لممسؤكلية ال تعد إال السكر االضطرارم إذالجنائية الكطنية، الجنائية.

غالبية الدكؿ الغربية إلى تأييد اعتبار السكر ـكفي مقابؿ ىذا االتجاه، ذىب اتجاه آخر، يضاالختيارم يمنع المسؤكلية الجنائية اعتمادا عمى عدـ إمكاف قبكؿ الدفع بعدـ المسؤكلية الجزائية عف

التي ينص عمييا النظاـ األساسي كجريمة اإلبادة لمجرد أف مقترفيا كاف في ارتكاب الجرائـ الخطيرة حالة سكر فأمر بإبادة آالؼ الناس، بدعكل أنو لـ يقصد ذلؾ.

كتخفيفا مف حده ىذا النقد، تـ إضافة قيكد عميو، قررت فيو مسؤكلية الفاعؿ، إذ كاف قد سكر

أنو مف المحتمؿ أف يصدر عنو نتيجة لمسكر سمكؾ باختياره، كفي ظركؼ كاف يعمـ فييا ىذا الشخص .1شكؿ إحدل الجرائـ الداخمة في اختصاص المحكمةي

كعميو فقد أخذت قكانيف العقكبات بحالة الجنكف أك فقد الشعكر أك االختيار في العمؿ كالغيبكبة

أما إذا تناكليا الناشئة عف عقاقير مخدرة أيا كاف نكعيا، بشرط أف يأخذىا قيرا عنو أك بغير عممو، .2بإرادتو فانو يعد عذرا مخففا

ثالثا: اإلكراهمتمتعا بممكاتو –جريمة تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية –قد يككف مرتكب الجريمة

رادتو، لكنو يخضع في تصرفو لتأثير عامؿ معيف، وعمى نحك يبقى ل ةالعقمية كالذىنية كامم كعيو كا ا كييدد قكتيما في القدرة عمى مكالكعي مف الناحية المادية إال أنو يشؿ حركاتيف أبقى عمى اإلرادة ا ك

االختيار، فيقدـ عمى ارتكاب الجريمة غير مختار تحت تأثير العامؿ، كاف كاف العقؿ بما يمنحو .3حجاـ عنيا كىك مناط المسؤكليةلصاحبو مف قدرة عمى االختيار بيف اإلقداـ عمى الجريمة كبيف اإل

1 .97،96رفيؽ بكىراكة، المرجع السابؽ، ص - .212سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص -2

3 .105عبد القادر البقيرات، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

207

كراه بصفة عامة ىك الضغط عمى إرادة الفاعؿ بحيث يفقدىا كيانيا الذاتي، كذلؾ بسبب ك اإلقكة ليس في استطاعتو مقاكمتيا، كىذه القكة إما تتدخؿ في الركف المادم لمجريمة كيسمى باإلكراه

ما تتدخؿ في الركف المعنكم لمجريمة فيسمى باإلكراهالمادي المعنكم. ، كا طنية تعتبر اإلكراه سببا مف أسباب امتناع المسؤكلية الجنائية.ككافة التشريعات الك

اإلكراه المادي: – 1

كىك أف يكره الفاعؿ عمى إتياف فعؿ جنائي أك يمنع ماديا مف تجنبو لقكة خارجية ال يمكف مقاكمتيا، كبيذا المعنى ينفي تماما اإلرادة لدل الفاعؿ، بحيث ال ينسب إليو إال حركة عضكية أك مكقؼ سمبي مجرد مف الصفة اإلجرامية كما أنو ينفي الركف المادم لمجريمة، أك ىك العنؼ الذم

.1يباشر عمى جسـ الشخص الخاضع لئلكراه، كيؤدم إلى انعداـ اإلرادة كمية

اإلكراه المعنوي: – 2قاكمتيا إذ إذا كاف اإلكراه المادم يتميز بالقكة المادية التي تسحؽ إرادة المكره، فبل يستطيع م

تحكلو إلى مجرد أداة مسخرة، فاف اإلكراه المعنكم يتميز بالقكة المعنكية التي تضعؼ إرادة المكره، فإرادتو ال تنمحي كميا إذ يبقى لو فسحة كلك ضيقة جدا لبلختيار.

كيقصد باإلكراه المعنكم، ضغط شخص عمى آخر بقصد حممو عمى إتياف سمكؾ إجرامي

تر يمحؽ بالمكره، فيقدـ عمى الجريمة تلضغط صكرة التيديد بأذل جسيـ أك شر مسمعيكد، كيتخذ ىذا ا .2تجنبا لذلؾ

نما يقتصر كعمى خبلؼ اإلكراه المادم، ال ينفي اإلكراه المعنكم نسبة الركف المادم لمفاعؿ كا عمى مجرد التأثير في اإلرادة الحرة التي تدفع الجاني نحك القياـ بالنشاط اإلجرامي.

1 .232أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

2صبرينة خمؼ اهلل، جرائـ الحرب أماـ المحاكـ الجنائية الدكلية، مذكرة ماجستير، التخصص: القانكف كالقضاء -

، ص 2007، 2006الدكلييف الجنائييف، جامعة منتكرم بقسنطينة، كمية الحقكؽ كالعمـك السياسية، قسـ : القانكف العاـ، 60.

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

208

كيتضح مف ىذا التعريؼ أف مصدر اإلكراه ىك اإلنساف، كالرئيس الذم ييدد مرؤكسو بالفصؿ مف عممو أف لـ ينفذ أمرا بعينو، كمع ذلؾ فقد يككف مصدر الخطر غير إنساف أم قكة طبيعية مثبل، كىنا نككف بصدد حالة ضركرة تشترؾ مع اإلكراه المعنكم في أغمب شركطيا، مما دفع بعض

.1ف إلى اعتبارىا مف مكانع المسؤكليةالمشرعي

مف النظاـ 31مف ـ / د 1ك قد نصت عمى ىذا السبب المتناع المسؤكلية الجنائية الفقرة األساسي بقكليا:" إذا كاف السمكؾ المدعى أنو جريمة يشكؿ جريمة تدخؿ في اختصاص المحكمة قد

دكث ضرر بدني جسيـ مستمر أك كشيؾ حدث تحت تأثير إكراه ناتج عف تيديد بالمكت الكشيؾ أك بحضد ذلؾ الشخص أك شخص آخر، كتصرؼ الشخص تصرفا الزما كمعقكال لتجنب ىذا التيديد،

شريطة أال يقصد الشخص أف يتسبب في ضرر أكبر مف الضرر المراد تجنبو، كيككف ذلؾ التيديد:

صادرا عف أشخاص آخريف. – 1 رادة ذلؾ الشخص."أخرل خارجة عف إأك تشكؿ بفعؿ ظركؼ – 2

مف نظاـ المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة، أف ىذا 31مف ـ /د1يتضح مف نص الفقرة بيا الدكؿ، ألف عالنظاـ عالج مسألة اإلكراه الكاقع عمى األفراد، دكف اإلكراه أك حالة لمضركرة التي تتدر

كؿ ؤ النظاـ المذككر تبنى مبدأ المسؤكلية الجنائية الفردية دكف المسؤكلية الجنائية لمدكلة، فالفرد ىك المس .2جنائيا عف الجريمة الدكلية في كؿ األحكاؿ حتى كلك كاف ارتكابيا باسـ الدكلة

ائية طبقا لنظاـ كيشترط في اإلكراه ليككف سببا مف أسباب اإلعفاء مف المسؤكلية الجن

المحكمة: إذا كاف اإلكراه يشكؿ تيديدا بالمكت الكشيؾ، أك بحدكث ضرر بدني جسيـ كمستمر. - 1ف يقع اإلكراه عمى الشخص الذم ارتكب الفعؿ أك عمى غيره، كأف يقع عمى شخص عزيز أ - 2

عميو.يرتكب جريمة أكثر مما إذا كاف الجاني قد تصرؼ تصرفا معقكال عند ارتكابو الجريمة، أم أال -3

يتطمب.

1 .295عمر محمكد المخزكمي، المرجع السابؽ، ص -

2 .98رفيؽ بكىراكة، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

209

أف تثبت المحكمة الجنائية باإلعفاء مف المسؤكلية، كىذا يعني أف المحكمة ال تحكـ بعدـ - 4نما تقرر عدـ المسؤكلية، كال يعتمد عمى المدعي العاـ أك المحققيف االختصاص كلكنيا ال تقر البراءة كا

نما يعد ذلؾ مف اختصاص ال محكمة.في عدـ المسؤكلية، كا كقد أخذت القكانيف الداخمية باإلكراه كأحد األسباب في عدـ فرض العقكبة عمى الجاني، كيبدك أف

.1المحكمة الجنائية الدكلية نقمت ذلؾ مف القكانيف الداخمية

ارابع االمتثال ألوامر الرئيس األعمىبادعاء أنو ارتكبيا تحت ضغط توالشؾ أف مرتكب الجريمة الدكلية كثيرا ما يدفع مسؤكلي

ع ك األكامر العميا الصادرة مف رئيسو، كينبغي التأكيد مف البداية عمى أىمية ىذا الدفع الذم يعد مف الدفىذا كقد الميمة التي كثيرا ما يتمسؾ بيا مرتكبي الجرائـ الدكلية أثناء محاكمتيـ أماـ المحاكـ الدكلية،

ف االعتداد بو ك إدانة المتيـ مع كجكد ىذا الدفع، كفي أحياف أخرل ترددت المحاكـ بشأف ىذا الدفع بي . 2كجكد مثؿ ىذا الدفع سببا لتخفيؼ العقكبة يعد

الذم أمر الرئيس نفيذ تإلى أف الرأم األكؿ بيذا الشأف إذ يذىب فقيية كقد ظيرت عدة أراء

الجنائية أيضا في القانكف الدكلي، تجب طاعتو بمكجب القانكف الداخمي يعد سببا لنفي المسؤكلية كيستندكف في رأييـ ىذا إلى مقتضيات أك ضركرات النظاـ العسكرم الذم ال يتصكر قيامو دكف طاعة كاممة مف المرؤكسيف اتجاه الرؤساء، كما أف المرؤكس يككف مكرىا بإطاعة أكامر رئيسو، فضبل عف

ف المسؤكلية الجنائية ستظؿ قائمة عمى عاتؽ دكلي ألأف التسميـ بيذه الحالة ال يفكض بنياف القانكف ال الرئيس الذم أصدر األمر غير المشركع.

فيذىب إلى أنو ال يعد تنفيذ أمر الرئيس الذم تجب طاعتو سببا لنفي الرأم الثاني أما

ف الدكلي المسؤكلية الجنائية في القانكف الدكلي ألف إقرار ىذا المبدأ في القانكف الداخمي ال يمـز القانك بو لمفرؽ الكاضح بيف القانكنيف مف جية، ك ألف القاعدة السائدة في القانكف الدكلي ىي تغميب أحكاـ

كقكاعد القانكف الدكلي عمى القانكف الداخمي مف جية أخرل.

1 .213سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص -

2 .70فؤاد شنبي، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

210

كيعد إقرار مثؿ ىذا السبب في القانكف الدكلي الجنائي كما ىك الحاؿ في القانكف الداخمي ليس آلة – الثاني ككما يذىب الرأم –الح التي يحمييا القانكف، ألف المرؤكس عدكانا عمى المص

مقاه مف أكامر بؿ ىك إنساف لديو ممكات الكعي ك اإلدراؾ كمف كاجباتو تصماء تنفذ دكف تفكير ما ت . 1مع القانكف وفقاتفحص األمر الصادر إليو ك أف ال يقدـ عمى تنفيذه إال إذا ثبت لو تك

الدكلي، العاـ انسجاما مع الصالحة ك ى ما تقدـ يبدك أف ىذا الرأم ىك األكثر منطقيعم كبناء

نص المادة لنكرمبكرغ كليذا فقد تبنى الحمفاء عند صياغة النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكليةال يخمصو يقـك بو بالمتيـ كفقا لتعميمات حككمتو أك رئيسو الكظيفي ما كالتي أشارت إلى أف الثامنة

.2مف المسؤكلية الجنائية

ككذا في مشركع يكغكسبلفيا كركانداكأخيرا قد تبني ىذا المبدأ في النظاـ األساسي لمحكمتي ي فمف المشركع عمى أنو " ال يع الرابعة ة الجرائـ المخمة بسمـ اإلنسانية أمنيا، حيث نصت المادةكنمد

عمى أمر امنيا مف المسؤكلية الجنائية، لككنو تصرؼ بناءالفرد المتيـ بجريمة مخمة بسمـ اإلنسانية كأ . 3رئيسو األعمى" مفصادر مف حككمتو أك

في حالة – 1" مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية فتنص عمى: 33أما المادة

ارتكاب أم شخص لجريمة مف الجرائـ التي تدخؿ في اختصاص المحكمة، ال يعفي الشخص مف المسؤكلية الجنائية إذا كاف ارتكابو لتمؾ الجريمة قد تـ امتثاال ألمر حككمة أك رئيس، عسكريا كاف أك

مدنيا عدا في الحاالت التالية:

إذا كاف عمى الشخص التزاـ قانكني بإطاعة أكامر الحككمة أك الرئيس المعني. –ا إذا لـ يكف الشخص عمى عمـ بأف األمر غير مشركع. –ب

األمر ظاىرة. عدـ مشركعيةإذ لـ تكف –ج

1 .093،092بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

2، كالذم تضمف اتفاقيتيا الشييرة 1945لقد أكرد القاضي األمريكي " جاكسكف " في تقريره المقدـ لمؤتمر لندف سنة - إمكانية لمة كبار مجرمي الحرب مف دكؿ المحكر، مف كجكب إعطاء المحكمة الدكلية سمطة تقرير مدكخاصة بمحاال

قبكؿ أمر الرئيس األعمى دفعا لمسؤكلية المتيـ حتى ال يغذكا ذا قكة مطمقة في إباحة فعمو أك درء مسؤكليتو عنو: بدر . 57المرجع السابؽ، ص الديف محمد شبؿ،

3 .249،248أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

211

ألغراض ىذه المادة، تككف عدـ المشركعية ظاىرة في حالة أكامر ارتكاب جريمة اإلبادة - 2 الجماعية أك الجرائـ ضد اإلنسانية."

األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية باالمتثاؿ لؤلكامر كسبب مف روما كعميو، لـ يأخذ نظاـ

أسباب اإلعفاء مف المسؤكلية، كلكنو أخذ بيا بصفة استثنائية كطبقا لمشركط اآلتية:

إذا كاف الجاني ممزما قانكنا أف يقكـ بتنفيذ أمر، كمف ذلؾ أف يطمب منو أف ينفذ عممو بشكؿ – 1م بتنفيذ أمر كاضح مف مرؤكسو، فالجندم في ىذه الحالة إف لـ يقـ رسمي، كمف ذلؾ أف يقـك الجند

بتنفيذ العمؿ سكؼ يتعرض لمعقكبة كيعد متمردا.ف يستعمؿ سبلحا ال يعرؼ آثاره أإذا كاف الجاني ال يعمـ بأنو يقـك بارتكاب عمؿ غير مشركع، ك – 2

المدمرة. إذا كاف عدـ المشركعية ظاىرة بشكؿ كاضح. – 3

األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية يختمؼ عف ما تقرره القكانيف ركما بو نظاـ كما أخذالداخمية كالتي تعد العمؿ الذم يقـك بو المكظؼ تمثيبل ألمر صادر لو مف رؤساءه أك يعتقد أنو كاجب

.1عميو سببا إلعفائو مف المسؤكلية، فبل يجكز محاسبة الشخص الذم يتبع أمر رئيسو

ىذا الدفع بإطاعة أكامر الرئيس األعمى، إعفاء الرئيس الذم تجب طاعتو مف ك ال يعني في –المسؤكلية، فصحيح أف كبار المسئكليف ال يشارككف شخصيا في االنتياكات الجنائية المرتكبة

، 2كلكف تجب محاكمتيـ إذ كانكا قد أصدركا األمر فعميا بارتكاب مثؿ ىذه الجرائـ –معظـ الحاالت سابقا يكغكسبلفيامف طرؼ النائب العاـ لمحكمة " سمكبكداف ميمزكفيتش" اـ الرئيس السابؽ كيعد اتي

خير مثاؿ ككسكفك الرتكابو جرائـ ضد اإلنسانية كانتياكو لقكانيف كأعراؼ الحرب في 1999في .3لمتطبيؽ الفعمي ليذا المبدأ

1 .214سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص -

2 .197بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

3، التخصص: القانكف كالقضاء الدكلييف الجنائييف، جامعة نسمة حسيف، المسؤكلية الدكلية الجنائية، مذكرة ماجستيير-

. 122. ص2007 – 2006منتكرم بقسنطينة، كمية الحقكؽ كالعمـك السياسية،

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

212

خامسا الدفاع الشرعي

في معرض شرحنا لؤلسباب التي تدفع المسؤكلية كقد سبؽ أف أكضحناه في المبحث السابؽعف طريؽ مكظفييا هتباشر أف عمييا لعف الدكلة، كلكف إف كاف األصؿ فيو أنو مقرر لمدكلة المعتد

الذيف يستطيعكف االحتجاج بو حينما تثكر مسؤكلياتيـ عف أفعاليـ، إال أف الفرد العادم بإمكانو أيضا ارتكب انتياكا جنائيا دكليا، كارتكابو انتياكات لقكانيف الحرب االحتجاج بالدفاع الشرعي إذا ما

.1كعاداتيا إذا ما كاف في حالة دفاع شرعي

كحؽ الدفاع الشرعي مف القكاعد القانكنية المستمدة مف القكانيف الداخمية، إذ تنص قكانيف الدكؿ كمعنى حؽ الدفاع الشرعي أف ف أكقع عمبل ضارا بالطرؼ األخر، إعمى حؽ الفرد بالدفاع عف نفسو

لمشخص حؽ استخداـ جميع الكسائؿ، ألف يمنع عنو الخطر الذم ييدده، أم أنو يرتكب أعماال يعدىا القانكف غير مشركعة كمحرمة، كاستعماؿ القكة ضد شخص أك عدة أشخاص يحاكلكف ارتكاب جريمة

رد أف يمنع الفعؿ غير المشركع ضده، ما داـ ىذا العمؿ في إطار الدفاع عف نفسو، كبذلؾ فاف لمف .2الذم يقع ضده بفعؿ غير مشركع في األحكاؿ االعتيادية كلكنو يعد مباحا، ألنو يتضمف الدفاع عنو

كىناؾ جانب مف الفقو القانكني يرل أف طبيعة الدفاع الشرعي في القانكف الدكلي ىي نفسيا

زؿ عنو سكاء مف جانب الفرد كالجماعات في القانكف الجنائي الكطني، كىك حؽ مقدس ال يقبؿ التنا أك الدكؿ.

يفيـ مف ىذا المنطؽ أف حالة القتؿ مشركعة إذا كانت ناجمة عف حالة الضركرة الفعمية لمدفاع الشرعي.

كما أف العدكاف ىك نقيض القانكف كالدفاع الشرعي ىك نقيض ىذا النقيض، ألنو تطبيؽ أفعاؿ الدفاع ألنو ال يتضمف معنى العدكاف، في أف فعؿ لمقانكف، كذلؾ أف الدفاع الشرعي يبيح

المعتدم يظؿ بالرغـ مما نالو عمى يد المدافع عمبل عدكانيا كبالتالي فانو يبقى يتحمؿ المسؤكلية الجنائية عف جريمتو.

كيرل جانب مف الفقو كنحف نتفؽ معو أف الدفاع الشرعي حؽ يخكلو القانكف، بؿ تخكلو قانكف لجميع األفراد، ألنو مف المسمـ بو حسب القانكف الجنائي الداخمي، فاف األصؿ المبادئ العامة لم

1 . 198بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

2 .206سييؿ حسيف الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

213

العاـ في األفعاؿ ىك اإلباحة، أم كؿ فعؿ يعتبر مباحا ما لـ ينص عمى تجريمو كالعقكبة المترتبة عميو .1تطبيقا لمبدأ الشرعية، ال جريمة كال عقكبة إال بنص

المصمحة العامة، كيكازف بيف المصالح المتضاربة، فإذا فالنظاـ القانكني ييدؼ إلى تحقيؽ

عجزت القاعدة القانكنية عمى حمؿ الناس عمى حماية ىذه المصمحة كتعذر االلتجاء إلى السمطة العامة، كجب تمكيف األفراد مف التصرؼ لحماية أنفسيـ.

ي القانكف الجنائي كترتكز فكرة الدفاع الشرعي في القانكف الدكلي عمى نفس األساس المقرر ف

لمدكلة ىالكطني بتقديـ مصمحة المعتدم عميو كجعميا أكلى بالحماية مف مصمحة المعتدم، كيعطأك الفرد الحؽ في التصدم لفعؿ االعتداء، كأف القانكف الدكلي نص عمى ممارسة الدكؿ لحؽ الدفاع

.2الشرعي فرادم أك جماعات

نفسو أك عف غيره سببا مف أسباب امتناع المسؤكلية األساسي دفاع الفرد ركماكقد عد نظاـ ال يسأؿ الشخص جنائيا إذا كاف كقت ارتكابو – 1" ( التي تنص عمى : /ج1-31) ـكذلؾ بمكجب

السمكؾ:يتصرؼ عمى نحك معقكؿ لمدفاع عف نفسو أك عف شخص آخر أك يدافع في حالة جرائـ الحرب، –ج

إلنجازعف ممتمكات ال غنى عنيا لبقاء الشخص أك شخص آخر أك عف ممتمكات ال غنى عنيا ميمة عسكرية، ضد استخداـ كشيؾ كغير مشركع لمقكة كذلؾ بطريقة تتناسب مع درجة الخطر الذم

لشخص أك الشخص اآلخر أك الممتمكات المقصكد حمايتيا، كاشتراؾ شخص في عممية ييدد ىذا ادفاعية تقـك بيا قكات ال يشكؿ في حد ذاتو سببا المتناع المسؤكلية الجنائية بمكجب ىذه الفقرة

"الفرعية.

1مف قانكف العقكبات الجزائرم التي تنص في الفقرة الثانية عمى أنو ال جريمة إذا كاف الفعؿ 39أنظر في ذلؾ لممادة -

قد دفعت إليو الضركرة الحالة لمدفاع الشرعي عف النفس أك ماؿ مممكؾ لمشخص أك لمغير بشرط أف يككف الدفاع مف قانكف العقكبات المصرم، كـ 245مف قانكف العقكبات الميبي ك ـ 70متناسب مع جسامة االعتداء، راجع كذلؾ ـ

مف قانكف العقكبات الفرنسي. 329مف قانكف العقكبات البمجيكي، ك ـ 563مف قانكف العقكبات السكرم، ك ـ 1822 .239،238أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

214

كلكف تجدر اإلشارة إلى أف مجرد اشتراؾ الشخص المعني في عممية دفاعية تقـك بيا قكات .1سببا المتناع المسؤكلية الجنائية استنادا ليذه الحالة –في حد ذاتو –ية ال يمكف أف يكف عسكر

الستخداـ حؽ الدفاع الشرعي كىذه الشركط ىي: شركطا كقد كضع نظاـ المحكمة

أف يتصرؼ مف يستعمؿ حؽ الدفاع الشرعي بشكؿ معقكؿ، كلـ يحدد ما المقصكد بالمعقكؿ، – 1ذا كقع الفعؿ كيقصد بالمعقكؿ أف يتحدد الدفاع الشرعي بدفع الخطر عنو دكف أف يتجاكز ذلؾ، كا ذا صدر بعد ذلؾ فعؿ مف الشخص، فانو يككف عمبل مف كانتيى فاف حؽ الدفاع الشرعي ينتيي، كا

ؿ االنتقاـ كليس دفاعا شرعيا.أعما أف يستخدـ الدفاع الشرعي لمدفاع عف نفسو، أك عف شخص آخر، أك أف يستخدـ في حالة جرائـ – 2

الحرب عف ممتمكات ال غنى عنيا لبقاء الشخص أك شخص آخر، عنيا لبقاء الشخص أك ، أك عف قكة.مياـ عسكرية، ضد استخداـ كشيؾ أك غير مشركع لم إلنجازممتمكات

أف يتصرؼ بطريقة تتناسب مع درجة الخطر الذم يتعرض لو. – 3

فقااألساسي لممحكمة الجنائية الدكلية لـ يكف مك ركما كنرل أف أحكاـ الدفاع الشرعي في نظاـ .2يتضمف أحكاما تفصيمية كما ىك الحاؿ في القكانيف الداخمية لمدكؿ لـ لككنو

المسؤكلية لؤلفراد كالتي نجد أف األخذ بيا عمى نطاؽ كاسع كانت ىذه ىي أسباب الدفع بعدـ

يشكؿ خطكرة بؿ كانتياكا جسيما لمحقكؽ التي قررت قكاعد القانكف الدكلي الجنائي حمايتيا، لذا نرتئي التقييد منيا، بؿ كعدـ األخذ بيا في االنتياكات التي تعد ذات خطكرة جسيمة كاإلبادة الجماعية

نية كجرائـ الحرب السيما فيما يتعمؽ باالنتياكات ضد حقكؽ الطفؿ، لتأثير ىذه كالجرائـ ضد اإلنسااالنتياكات عمى شعكب بأكمميا ما كجد القانكف الدكلي إال لحمايتيا كحفظ السبلـ كاألمف الدكلييف

.3فييا

1 .97رفيؽ بكىراكة، المرجع السابؽ، ص -

2 .207، المرجع السابؽ، ص سييؿ حسيف الفتبلكم -

3 .199،200بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

215

المطمب الثاني آثار قيام المسؤولية الجنائية الفردية

ئية الدكلية قبؿ الفرد كجكب معاقبتو جزاء عمى ما ارتكبو مف يترتب عمى قياـ المسؤكلية الجنا، فالجزاء ىك -بجريمة تجنيد األطفاؿ كالزج بيـ في الحركب الداخمية وكقيام –انتياكات جنائية دكلية

في إلزامو كاتصافو –دكلي أـ داخمي -الركيزة األساسية التي يرتكز عمييا القانكف أم قانكف سكءا، فبل إلزاـ مف دكف جزاء، إذ تعد بالكضعية كتعب ير اصطبلحي عف كاقع السرياف الفعمي الممـز

. 1المساءلة خير رادع لمجناة

كلعؿ النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية نص عمى عدة جزاءات ميمة تقرر في حؽ عدة ظركؼ تشددىا أحيانا كما قد يرافؽ تطبيؽ ىذه الجزاءات الفرع األكؿ(،مف تثبت إدانتو )

) الفرع الثاني(.ؤدم إلى انقضاؤىا أحيانا أخرل ت كتخفضيا أحيانا، كما قد

الفرع األول أنواع الجزاءات المقررة لألفراد

يعد الجزاء الركيزة األساسية التي يقـك عمييا القانكف مف ناحية إضفاء الشعكر باإللزامية اتجاه القانكنية محبل لبلحتراـ كاإلتباع مف قبؿ األشخاص المخاطبيف بيا، فالجزاء قكاعده، فيك يجعؿ القاعدة

سبب ما يحققو مف ردع عاـ كخاص إضافة إلى إقراره لمعدالة بعنصر الـز لكجكد القاعدة القانكنية . 2االجتماعية

ي يجكز كتجدر اإلشارة إلى أف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية قد قسـ العقكبات الت، إلى 3لممحكمة أف تفرضيا عمى الشخص المداف باقتراؼ جريمة دكلية ينعقد ليا االختصاص بنظرىا

كتتمثؿ في عقكبة اإلعداـ كعقكبة تمس بحياة الشخص كعقكبة السجف كعقكبة )أكال(عقكبات جزائية .)ثانيا(المالية كىي الغرامة كالمصادرة تو، كأخرل مالية تمس ذمتوتمس بحري

1 .211،ص نفس المرجع -

2 .140مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

3محمد عبد المنعـ عبد الغني، الجرائـ الدكلية، دراسة في القانكف الدكلي الجنائي، دار الجامعة الجديدة، مصر، -

.436، ص 2011

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

216

أوال العقوبات الجزائية

بالنسبة لمحياة أم تقضي عمى أعز يمكف تقسيـ العقكبة الجزائية إلى عدة أنكاع، فقد تككف الحقكؽ كأسماىا كىك الحؽ في الحياة كتتمثؿ في عقكبة اإلعداـ، كقد تككف العقكبة سالبة لمحرية كما

، 1نقدية تؤثر عمى الذمة المالية لممجـر ىك الحاؿ في عقكبة السجف، كقد تككف مالية متمثمة في غرامة كسنحاكؿ تكضيح مختمؼ ىذه العقكبات بشيء مف اإليجاز فيما يمي.

عقوبة اإلعدام: – 1

تعتبر عقكبة اإلعداـ مف العقكبات المعركفة منذ القدـ، إذ أف تميزىا بالقسكة يجعؿ األفراد أكثر األفعاؿ التي تقررت مف أجميا ىذه العقكبة، كبعد أف حرصا عمى االلتزاـ بالقانكف كعدـ اإلقداـ عمى

كانت عقكبة اإلعداـ تتقرر في الماضي لمجرائـ البسيطة أصبحت ال تقرر في العصر الحديث إال .2بالنسبة لمجرائـ الخطيرة

فقد اعتبرت مف –كنظرا ألىمية كقدسية الحؽ الذم تسمبو ىذه العقكبة كىك الحؽ في الحياة

، كيبلحظ أف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية لـ يأخذ باإلعداـ 3جسامة كخطكرة أشد العقكبات، ككذلؾ ىك الحاؿ بالنسبة لمنظاميف األساسيف لمحكمتي ونم 5كعقكبة لمجرائـ الكاردة بنص ـ

، فمـ يتضمف أم منيما النص عمى عقكبة اإلعداـ.يكغكسبلفيا السابقة كركاندا

فقد أصدرت كبل منيما أحكاما بإعداـ مجرمي الحرب، حيث نكرمبكرغ كطككيك أما محكمتياإلعداـ كعقكبة أصمية يمكف أف تطبقيا طككيك تضمنت البلئحة المرفقة بالنظاـ األساسي لمحكمة

يب الحكـ كالنطؽ بو بالمحكمة، كليا الحكـ أيضا بأية عقكبة أخرل تراىا عادلة مع ضركرة كجكب تسمف 27عقكبة اإلعداـ عمى مجرمي الحرب كىذا تطبيقا لنص ـ نكرمبكرغ ت محكمةعمنا، كما طبق

الئحتيا المرفقة كالتي رغـ صياغتيا العامة إال أنيا نصت عمى عقكبة اإلعداـ فقط صراحة دكف أف

1 .141مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

2، ص 1995أميف مصطفى محمد، عمـ الجزاء الجنائي بيف النظرية كالتطبيؽ، دار الجامعة الجديدة لمنشر، مصر، -

193. 3تعمؿ بعض المنظمات اإلنسانية عمى إلغاء عقكبة اإلعداـ كعمى رأسيا منظمة العفك الدكلية، كالتي جعمت ىدفيا -

مف قانكنيا األساسي عمى أف:" العمؿ بكؿ الكسائؿ المناسبة عمى 1/3األساسي دفع الدكؿ إلى إلغائيا، حيث تنص ـ كب المعاممة كالعقكبة القاسية...".مقاكمة فرض عقكبة اإلعداـ أك التعذيب أك غيرىا مف ضر

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

217

يجكز لممحكمة أف تأمر بعقكبة اإلعداـ ضد "تتطرؽ إلى األنكاع األخرل مف العقكبات حيث جاء فييا: .1"ميف أك أم جزاء آخر ترل المحكمة أنو عادالالمتي

أما الحكـ بعقكبة اإلعداـ التي لـ يأتي ذكرىا ضمف أنكاع العقكبات المنصكص عمييا في ـ

، فجزء مف الدكؿ رفضت رفضا 1998عاـ ركما مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية في 77أف نظميا الدستكرية ال تسمح بتبني ىذه العقكبة فضبل لىإقاطعا النص عمى عقكبة اإلعداـ استنادا

عف أف المعايير الدكلية الكاردة في إعبلنات كاتفاقيات حقكؽ اإلنساف تناىض النص عمى ىذه العقكبة .مشيريف إلى أف ىذه العقكبة ال يمكف إصبلح الخطأ الناجـ عف تطبيقيا

نص عمى ىذه العقكبة كتحديدا لمجرائـ التي مف الدكؿ فقد كانت تدعك إلى ال الثاني أما الجزء

سمح بتطبيؽ ىذه العقكبة كعميو فميس ت النظـ الدستكرية لدكليـأف إلى يفتعد األكثر خطكرة مستندمف المعقكؿ أف يحكـ مرتكب جريمة قتؿ لشخص كاحد باإلعداـ، في حيف ال يعاقب بيذه العقكبة مف

مف األشخاص.ارتكب جريمة إبادة جماعية ألعداد كبيرة

ليس في ىذا الباب مف "مف النظاـ عمى أنو: 80كلحؿ ىذه المشكمة فقد تقرر النص في ـ النظاـ األساسي ما يمنع الدكؿ مف تكقيع العقكبات المنصكص عمييا في قكانينيا الكطنية أك يحكؿ دكف تطبيؽ قكانيف الدكؿ التي ال تنص عمى العقكبات المحددة في ىذا الباب، كبذلؾ ضمت الدكؿ

ه العقكبة كبالحكـ بيا مف دكف أف التي تنص قكانينيا عمى عقكبة اإلعداـ االعتراؼ بحقيا ببقاء ىذيؤدم التطبيؽ المتكاتر لمنظاـ األساسي مستقببل إلى تككيف عرؼ دكلي قد يؤدم إلى اتياـ ىذه الدكؿ

. 2بأف قكانينيا الكطنية تخرؽ مبدأ عدـ اعتماد النظاـ ليذه العقكبة

ة النتائج التي تترتب يرل بأنو كنظرا لجسامة كخطكر محمد عبد المنعـكفي األخير فاف األستاذ عمى ارتكاب الجريمة الدكلية كما تخمفو مف فضائع كأىكاؿ كمذابح كحشية مركعة يندم ليا جبيف

ؽ فقد كاف يتعيف تضميف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية قيالبشرية، تمثؿ جرائـ دكلية بالمعنى الد .بارتكاب الجرائـ الدكليةالدكلية، نصا يتضمف عقكبة اإلعداـ كذلؾ عمى مف يتـ إدانتو

1 .142،143مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

2 .205بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

218

ضمف الجزاءات الجنائية ، إذ ال جداؿ أف خمك النظاـ األساسي لممحكمة مف نص يدرج عقكبة اإلعداـالتي يككف لممحكمة الجنائية الدكلية تكقيعيا عمى المدانيف بارتكاب جرائـ دكلية، أمر يمثؿ انتقادا ليذا

فضبل عف تمكيف المتيميف لمجتمع الدكلي كأمنو،النظاـ األساسي، كمف شأنو المساس باستقرار ابجرائـ دكلية مف الفرار كاإلفبلت مف العدالة الدكلية، األمر الذم يؤدم في النياية إلى جعؿ الحد مف

.1الجريمة الدكلية كيدؼ لمسياسية الجنائية الدكلية أمرا بعيد المناؿ عقوبة السجن: – 2

في التشريعات التي أعقبت عصر التنكير بعد العقكبات لقد ظيرت العقكبات السالبة لمحرية كتجدر اإلشارة إلى أف السجف كعقكبة قد بدأ في البدنية التي اتسمت بالتعذيب في العصكر الكسطى،

الظيكر ليحؿ تدريجيا محؿ العقكبات البدنية القديمة، حتى صار األداة األكلى لمعقاب لدل المشرعيف، ف اإليبلـ الذم يتضمنو ىك خير كسيمة أنو ىك الجزاء المعتاد لئلجراـ، ك كاستقر في كجداف الناس بأ

.2لمتفكير عف الجريمة كلتجنيب المجتمع شركر الجناة

كبالرجكع إلى عقكبة السجف عف جرائـ الحرب في القضاء الجنائي الدكلي، نجد أف النظاماف ى عقكبة السجف، كعقكبة أصمية، قد خبل مف النص عم نكرمبكرغ كطككيكاألساسياف لكؿ مف محكمتي

حد ذاتيا، نكرمبكرغ في مف الئحة 27ىذه العقكبة مف خبلؿ عبارات ـ ستشؼتكمع ذلؾ يمكف أف لذلؾ استعمؿ قضاة المحكمة سمطتيـ "أك أم جزاء آخر ترل المحكمة أنو عادال "كالتي جاء فييا:

التقديرية كأصدركا عقكبات بالسجف في كثير مف األحكاـ.

فقد نصا ورواندا،السابقة بيكغكسبلفيا أما كؿ مف نظامي المحكمتيف الجنائييف الخاصتيفيكغكسبلفيا مف النظاـ األساسي لمحكمة 24/1 حيث قضت ـ عمى عقكبة السجف كعقكبة أصمية،

تقتصر العقكبة التي تفرضيا دائرة المحكمة عمى السجف، كترجع المحكمة في تحديد مدة "بأنو السابقة السابقة"، يكغكسبلفيا" السجف إلى الممارسة العامة المتعمقة بأحكاـ السجف التي كانت سارية في محاكـ

محكمة فنصت عمى نفس العقكبات الجزائية الكاردة بنظاـ ركاندا ككذلؾ ىك الحاؿ بالنسبة لمحكمة، حيث جعمت مف السجف عقكبة أصمية كاستبعدت ىي األخرل اإلعداـ كىذا في يكغكسبلفيا السابقة

. 23مادتيا

1 .440ص المرجع السابؽ، محمد عبد المنعـ عبد الغنى،-

2 . 441ص نفس المرجع، -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

219

كبالرجكع إلى المحكمة الجنائية الدكلية فنجد أنو في حالة حكميا باإلدانة في إحدل الجرائـ في ر الضرر الذم يصيب جبك اختصاصيا، فاف الدائرة االبتدائية فييا تقكـ بإصدار الحكـ المناسب

ركما. مف نظاـ 76ك75ني عميو كفقا لممادتيف جالم

كالعقكبات األصمية التي يجكز لمدائرة االبتدائية لممحكمة أف تصدرىا ىي تمؾ الكاردة بالمادة مف النظاـ األساسي إحدل العقكبات التالية: 77

" العقكبات الكاجبة التطبيؽ: 5يككف لممحكمة أف تكقع عمى الشخص المداف بارتكاب جريمة في إطار ـ ،110رىنا بأحكاـ ـ – 1

مف ىذا النظاـ األساسي إحدل العقكبات التالية: سنة. 30السجف لعدد محدد مف السنكات لفترة أقصاىا –ا

المؤبد حيثما تككف ىذه العقكبة مبررة بالخطكرة البالغة لمجريمة كبالظركؼ الخاصة السجف –ب لمشخص المداف.

يتبيف مف نص المادة المذككرة أف عقكبة السجف الكاجب الحكـ بيا مف طرؼ المحكمة ال

عاما كحد أقصى، كمع ذلؾ فقد أجاز النص الحكـ بالسجف المؤبد بشرط أف ثبلثيف يجب أف تتجاكزيككف ليذه العقكبة ما يبررىا سكاء مف حيث الخطكرة الشديدة لمجريمة المرتكبة أك مف حيث الظركؼ

الضركرم أف تككف فالخاصة كالشخصية التي أحاطت بالشخص المداف بارتكاب الجريمة الدكلية، كمكخيمة باعتبار جريمة الحرب محبل لممعاقبة بعقكبة السجف المؤبد نظرا لخطكرتيا الشديدة كنتائجيا ال

ألنو لـ يدرج عقكبة اإلعداـ ضمف العقكبات ركما أف ىذه العقكبة ىي أقصى العقكبات في نظاـ .1منو 77المقررة في ـ

أما فيما يتعمؽ بتنفيذ أحكاـ السجف، فاف المحكمة الجنائية الدكلية لـ تتكفر عمى سجف دكلي

لذلؾ فإف تنفيد سجف دكلي خاص بيا،خاص بيا، لذلؾ فاف تنفيذ العقكبات بالسجف يقع عمى عاتؽ جنائية الدكؿ األطراؼ في النظاـ األساسي، التي تعينيا المحكمة ال العقكبات بالسجف يقع عمى عاتؽ

كالتي أبدت رغبتيا كاستعدادىا لقبكؿ األشخاص المحكـك عمييـ.

1 .045،044مريم ناصري، المرجع السابق، -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

220

المعنكف بالتنفيذ، ينفذ حكـ السجف في دكلة العاشر التي كردت في الباب 103ككفقا لنص ـ ممحكمة استعدادىا لقبكؿ األشخاص المحككـ ل تعينيا المحكمة مف قائمة الدكؿ التي تككف قد أبدت

عمييـ.

يراعي مبدأ التكزيع العادؿ لممسؤكلية فيما بيف الدكؿ األطراؼ كذلؾ تطبيؽ المعايير كمع ذلؾ المقبكلة عمكما في المعاىدات المبرمة بشأف معاممة السجناء أك بحكـ قانكف الدكلة التي تتكلى تنفيذ

ف تتكافؽ العقكبة فترة الحبس، كمع ذلؾ تشرؼ المحكمة الجنائية الدكلية عمى أكضاع التنفيذ، كيجب أ 1مع المعايير الدكلية.

ثانيا العقوبات المالية

إف العقكبات المالية ىي تمؾ التي تصيب الذمة المالية لممحكـك عميو، كالغرامة كالمصادرة، كتعد الغرامة مف أقدـ العقكبات، بحيث يرجع أساسيا إلى نظاـ الدية الذم كاف مطبقا في الشرائع

العقاب بالتعكيض، لكف تطكر بعد ذلؾ مفيـك الغرامة كأصبحت في القديمة، كىك نظاـ يختمط فيو الشرائع الحديثة عقكبة خالصة خالية مف معنى التعكيض، أما المصادرة فيي جزاء مالي، مضمكنو

عبلقة بجريمة كقعت أك يخشى كقكعيا كلك بدكف مكافقة صاحبيا أم جبرا ونزع ممكية ماؿ أك شيء ل .2عميو كببل مقابؿ تي:العقكبتيف بجزء مف التفصيؿ كاآل تاالتطرؽ إلى كمكسيتـ

الغرامة: – 1

مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية فرضت غرامات بمكجب 77طبقا لنص ـ كقكاعد اإلثبات، كىي تتعمؽ بالتعكيض كرد الحقكؽ نصكص عمييا في القكاعد اإلجرائيةالمعايير الم

.3كرد االعتبار كيطمؽ عمييا جبر األضرار

كيبلحظ عند قياـ المحكمة بفرض غرامة عمى الشخص المداف بالجريمة الداخمة في اختصاصيا بما فييا جرائـ الحرب، تقـك بإعطاء المداف بالغرامة مدة معقكلة لمكفاء بيا، كما يجكز أف

، كعند فرض 4تسمح بتسديدىا في شكؿ مبمغ إجمالي دفعة كاحدة أك عمى شكؿ دفعات خبلؿ تمؾ الفترة

1 .372أحمد بشارة موسى، المرجع السابق، ص -

2 .504محمد عبد المنعم عبد الغنى، المرجع السابق، ص -

3 .375أحمد بشارة مكسى، المرجع السابؽ، ص -

4 مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 146الفقرة الثالثة مف القاعدة -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

221

يكما 30 الغرامة يمكف لممحكمة أف تحسبيا كفقا لنظاـ الدفعات اليكمية، عمى أف ال تقؿ المدة عف .1سنكات كحد أقصى 5كحد أدنى كال تتجاكز

بالغرامة أف عدـ تسديده لمغرامة قد يؤدم إلى تمديد كمنذ البداية تبيف المحكمة لمشخص المداف

كفقا لمشركط –، فاف تقاعس الشخص المداف كلـ يسدد الغرامة المفركضة عميو عمدا 2فترة السجف يجكز لممحكمة في حالة استمرار عدـ التسديد كاستنفاد جميع تدابير اإلنفاذ المتاحة كبناء –المبينة

المدة المحكـك بيا ربع عمى طمب مف ىيئة الرئاسة أك المدعي العاـ، تمديد مدة السجف لفترة ال تتجاكز ، كتراعي ىيئة رئاسة المحكمة في تحديد فترة التمديد قيمة الغرامة المكقعة -أييما أقؿ –سنكات 5 أك

الحياة، كال يجكز أف يؤدم كالقيمة المسددة منيا، كما أف التمديد ال ينطبؽ عمى حاالت السجف مدل .3سنة بثبلثيفالتمديد إلى تجاكز فترة السجف الكمية المحددة

كفي حالة عدـ تسديد الشخص المداف لمغرامة المالية المفركضة عميو كفقا لمشركط المبينة سابقا، كفقا ألحكاـ ك 222إلى 217فيجكز لممحكمة الجنائية الدكلية اتخاذ التدابير المناسبة عمبل بالقكاعد

مف النظاـ األساسي لممحكمة. 109 المادة

مف قكاعد اإلجراءات 220كما أنو ال يجكز بالنسبة لتنفيذ الغرامات المالية كفقا ألحكاـ القاعدة كاإلثبات لمسمطات الكطنية عند تنفيذ الغرامات المالية أف تعدؿ ىذه الغرامات، سكاء عف طريؽ الزيادة

.4أف تتقيد بنص األحكاـ التي تحيميا إلييا المحكمة الجنائية الدكليةأك النقصاف إذ يجب

المصادرة: – 2-قد تمجأ المحكمة إلى تكقيع المصادرة عمى مرتكبي الجرائـ الدكلية بما فييا جرائـ الحرب

، كىذا بعد إطبلع الدائرة المعنية بإصدار أمر المصادرة-كجريمة تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخميةعمى األدلة المتعمقة بتحديد ماىية كمكاف العائدات أك األمكاؿ أك األصكؿ المحددة التي نشأت بشكؿ

.5مباشر أك غير مباشر عند ارتكاب الجريمة

1 مف القكاعد اإلجرائية الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 146الفقرة الرابعة مف القاعدة -

2 مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية . 146الفقرة السابعة مف القاعدة -

3 . 147مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

4 .377ع السابؽ، ص أحمد بشارة مكسى، المرج -

5 مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 147الفقرة األكلى مف القاعدة -

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

222

صمة بيذه العائدات خاصة إذا تبيف لممحكمة أف وكما تقـك المحكمة باستدعاء كؿ شخص لئدات أك األمكاؿ أك األصكؿ، فتستدعيو المحكمة حسف النية استفاد مف ىذه العا ثالث ىناؾ طرؼ

حسف النية أف الثالث، كيجكز لكؿ مف المدعي العاـ أك الشخص المداف أك الطرؼ 1لممثكؿ أماميا .2يقدـ كؿ ما لديو مف أدلة تمت بصمة بالقضية

كتجدر اإلشارة إلى أف مسألة المصادرة كانت محؿ نقاش حاد أثناء المفاكضات بالمؤتمر

دبمكماسي لككنيا تتعمؽ بأمكاؿ عقارية متكاجدة في إقميـ دكلة طرؼ مع العمـ أف تنفيذ األحكاـ الاألجنبية كغير الصادرة عف المحاكـ الكطنية لمكاف تكاجد العقارات تطرح إشكاليات قانكنية عديدة

الناجمة عف بيع كتمس بمبدأ السيادة الكطنية لذلؾ تـ االتفاؽ عمى مجرد إحالة الممتمكات أك العكائدالعقارات كغيرىا التي يتـ الحصكؿ عمييا مف دكلة طرؼ نتيجة تنفيذىا حكما أصدرتو المحكمة إلى

.3تمؾ الدكلة

المقدمة، يجكز لممحكمة أف تصدر أمرا بالمصادرة ألخير، كبعد النظر في كؿ األدلة كفي ايتعمؽ بعائدات أك أمكاؿ أك أصكؿ اقتنعت بأنو قد تـ الحصكؿ عمييا بشكؿ مباشر أك غير مباشر مف

.4جراء ارتكاب الجريمة

الفرع الثاني تقدير الجزاءات المقررة لألفراد

المتيـ يف تكقيعيا عمى الشخصعقكبة المتعالعند قياـ المحكمة الجنائية الدكلية بتقدير ، فإنيا تراعي مجمكعة مف 5الداخمة في اختصاصيا بما فييا جرائـ الحرببارتكاب إحدل الجرائـ

، فيجب عمييا أف تأخذ بعيف االعتبار عدة أمكر مثؿ 6العكامؿ كفقا لمقكاعد اإلجرائية ك قكاعد اإلثباتالضرر الحاصؿ كالسيما األذل الذم أصاب المجني عميو كأسرتو، ككذلؾ طبيعة السمكؾ غير المشركع المرتكب ك الكسائؿ التي استخدمت الرتكاب الجريمة، كمدل مشاركة الشخص المداف،

1 مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 147الفقرة الثانية مف القاعدة -

2 مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 147الفقرة الثالثة مف القاعدة -

3عبد اهلل رخركر، الحماية الدكلية لؤلفراد كفقا لنظاـ المحكمة الجنائية الدكلية الدائمة، مذكرة ماجستير، التخصص: -

.147ص 2003، 2002العاـ ، القانكف الدكلي كالعبلقات الدكلية، جامعة الجزائر، كمية الحقكؽ، قسـ القانكف 4 . 148مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص -

. 1887مف نظاـ ركما األساسي 6( )ىػ(، 1) 7ذلؾ طبقا لمـ كجريمة تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية ك - 5مف نظاـ ركما الذم جاء فيو: " تراعي المحكمة عند تقدير العقكبة عكامؿ مثؿ 1فقرة 67إلى نص ـ أنظر - 6

خطكرة الجريمة ك الظركؼ الخاصة لمشخص المداف، كذلؾ كفقا لمقكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات".

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

223

الزماف ك المكاف، كسف الشخص المداف ك حظو مف ك مدل القصد ك الظركؼ المتعمقة بالطريقة ك . 1التعميـ ك حالتو االجتماعية ك االقتصادية

أوال

ظروؼ تقدير الجزاءات الفردية لقد منح النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية سمطة تقدير العقكبة بحسب خطكرة الجريمة

كالظركؼ الخاصة لمشخص المداف.

كما كقد ترؾ ىذا التقدير لمقكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات، ك بالنظر إلى ككف مسألة كصؼ الجريمة ك العقكبة التي تستحقيا مف المسائؿ التي تحكميا قاعدة "ال جريمة ك ال عقكبة إال بنص"،

يا الدكلة، كأف النظاـ األساسي لممحكمة باعتباره اتفاقية دكلية كافقت عميكاف األجدر أف ينص عمييا ينص عمى حاالت تشديد العقكبة أك تخفيفيا في نصكص صريحة ال تترؾ لمقكاعد اإلجرائية كقكاعد

.2اإلثبات التي ال تصؿ إلى مرحمة االتفاؽ الدكلي

كعميو فقد قررت المحكمة مجمكعة مف الظركؼ التي يمكف أف يستند إلييا القاضي مف أجؿ تقدير . 3العقكبة، كما بينت الحاالت التي يجكز فييا تخفيضيا ك تمؾ التي يجكز فييا تشديدىا

ظروؼ تخفيؼ العقوبة: -1

–أك يجكز لو - إف أسباب تخفيؼ العقكبة تتمثؿ في تمؾ الحاالت التي يجب فييا عمى القاضيفي أني يحكـ عمى مرتكب الجريمة بعقكبة أخؼ في نكعيا مف تمؾ المقررة في القانكف أك أدنى

مقدراىا مف الحد األدنى الذم يصنعو القانكف كيككف ذلؾ بعمة مؤداىا أف الشارع عند تقريره لمعقكبة كاعد التي تكفؿ تحقيؽ لذلؾ كضع القكاف قد قررىا إزاء حاالت كظركؼ معينة أشد مما ينبغي،

.4المبلئمة لتمكيف القاضي مف استعماؿ سمطتو التقديرية

. 138محمد عبد المنعـ عبد الغني، المرجع السابؽ، ص - 1

. 187الفتبلكم، المرجع السابؽ، ص سييؿ حسيف - 2

.138مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 3

نظاـ تكفيؽ المحالي، شرح قانكف العقكبات، دراسة تحميمية في النظرية العامة لمجريمة ك المسؤكلية الجزائية، دار - 4 . 333 – 331، ص 1114الثقافة لمنشر ك التكزيع، األردف

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

224

بداية تجدر اإلشارة إلى أنو ال يجكز لدكلة التنفيذ أف تفرج عف الشخص قبؿ انقضاء مدة العقكبة كالتي قضت بيا المحكمة الجنائية الدكلية حيث يككف لممحكمة كحدىا حؽ البث في أم تخفيؼ لمعقكبة

.1بث في األمر بعد االستماع إلى الشخص المعنيك ت

مف نظاـ ركما عمى تخفيض العقكبة حيث قررت أنو "تعيد المحكمة النظر في 001/3إذ تنص ـ مدة العقكبة، ثمثي حكـ العقكبة لتقرير ما إذا كاف ينبغي تخفيفو، كذلؾ عندما يككف الشخص قد قضى

في حالة السجف المؤبد، كيجب أال تعيد المحكمة النظر في الحكـ قبؿ انقضاء المدد سنة 25 أك المذككرة".

ذا كاف لممحكمة الجنائية الدكلية سمطة إعادة جدير بالذكر ك النظر في مسألة تخفيض أنو كا

: 2تكافر المعايير التاليةالعقكبة، إال أنو يتعيف عمييا مراعاة االستعداد المبكر ك المستمر مف جانب الشخص لمتعاكف مع المحكمة فيما تقـك بو مف أعماؿ -

التحقيؽ ك المقاضاة.

قياـ الشخص طكعا بالمساعدة عمى إنفاذ األحكاـ كاألكامر الصادرة عف المحكمة في قضايا أخرل، -كباألخص المساعدة في تحديد مكاف األصكؿ الخاضعة لؤلكامر بالغرامة أك المصادرة أك التعكيض،

التي يمكف استخداميا لصالح المجني عمييـ.اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية مف القكاعد 223أف القاعدة ىذا كيبلحظ ذلؾ عدة معايير يتعيف عمى المحكمة مراعاتيا عند إعادة النظر في شأف تخفيض الدكلية قد تضمنت ك

العقكبة كىي:

احتجازه بما يظير انصرافا حقيقيا عف جرمو. تصرؼ المحجكز عميو أثناء- مجتمع ك استقراره فيو بنجاح.احتماؿ إعادة دمج المحكـك عميو في ال-

إلى درجة كبيرة مف عدـ االستقرار االجتماعي.عف المحكـك عميو سيؤدم ذا كاف اإلفراج المبكر ما إأم إجراء ميـ يتخذه المحكـك عميو لصالح الضحايا بمعنى أم أثر يمحؽ بالضحايا كأسرىـ مف جراء -

اإلفراج المبكر.

. 337عبد الغني، المرجع السابؽ، ص محمد عبد المنعـ - 1

مف النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية. 111/3انظر المادة - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

225

في ذلؾ تدىكر حالتو البدنية أك العقمية أك تقدمو في السف.الظركؼ الشخصية لممحكـك عميو، بما - ذلؾ تدىكر حالتو البدنية أك العقميةف عمى المحكـك عميو، بما في كمف أجؿ تخفيض العقكبة يتعي

أك تقدمو في السف.

كمف أجؿ تخفيض العقكبة يتعيف عمى المحكمة إتباع مجمكعة مف اإلجراءات كردت بالتفصيؿ مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاص بالمحكمة الجنائية الدكلية، كمف أىـ 224في القاعدة

ف أمكف ىذه اإلجراءات استدعاء المحكمة لممدعي العاـ ك الدكلة القائمة بالتنفيذ ك الشخص المداف، كا .1تدعك أيضا المجني عمييـ أك ممثمييـ القانكنييف الذيف شارككا في الجمسة األكلى

ك في األخير يقـك قضاة دائرة االستئناؼ الثبلثة بإببلغ القرار ك أسبابو في أقرب كقت ممكف إلى . 2جميع الذيف شارككا في إجراءات إعادة النظر

تشديد العقوبة: ظروؼ -2

التشديد فيما يمي:كتتمثؿ ظركؼ أم إدانات جنائية سابقة بجرائـ مف اختصاص المحكمة أك تماثميا. - أ

أك الصفة الرسمية.السمطة إساءة استعماؿ - ب

أية كسيمة لمدفاع مف -عمى كجو الخصكص–ارتكاب الجريمة إذا كاف المجني عميو مجردا - ت عمى النفس.

ارتكاب الجريمة بقسكة زائدة أك تعدد المجني عمييـ. - ث

المشار إلييا مف الفقرة ارتكاب الجريمة بدافع ينطكم عمى التمييز كفقا ألم مف األسس - ج .20 مف ـ 3

.هطبيعتيا مماثمة لتمؾ المذككرة أعبلبحكـ أم ظركؼ لـ تذكر لكنيا تعد - ح

كفيما يخص الحكـ بعقكبة السجف المؤبد فإنو يجكز لممحكمة إصدارىا حيثما تككف مبررة بالخطكرة .3البالغة لمجـر ك بالظركؼ الخاصة لمشخص المداف، بكجكد ظرؼ أك أكثر مف ظركؼ التشديد

مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 1فقرة 113القاعدة - 1 . 141مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 2

مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 134الفقرة الثالثة مف القاعدة - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

226

لمقدرة أما بشأف تقدير الغرامة مف قبؿ المحكمة الجنائية الدكلية فإف ىذه األخيرة تكلي االىتماـ مف نظاـ 75ـ (المالية لمشخص المداف، بما في ذلؾ أم أكامر بالمصادرة كأم أكامر بالتعكيض

حسب االقتضاء، كما تأخذ المحكمة في اعتبارىا، باإلضافة إلى العكامؿ المشار إلييا في ركما(الدكلية، ما إذا كاف مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية 045 القاعدة

لى أم مدل كاف ارتكابيا بيذا الدافع .1الدافع إلى الجريمة ىك الكسب المالي الشخصي كا

بصفة –إضافة إلى ما سبؽ اإلشارة إليو بشأف تقدير الغرامة فإف المحكمة تأخذ بعيف االعتبار صابات، -خاصة فضبل عف المكاسب النسبية التي كؿ ما يمكف أف ينجـ عف الجريمة مف ضرر كا

تعكد عمى الجاني مف ارتكابيا، كفي كؿ األحكاؿ يجب أف ال تتجاكز القيمة اإلجمالية لمغرامة ما نسبتو مف قيمة ما يمكف تحديده مف أصكؿ، سائمة أك قابمة لمتصريؼ، كأمكاؿ يممكيا الشخص المداف، 75%

.2مشخص المداف كمف يعكليـبعد خصـ مبمغ مناسب يفي باالحتياجات المالية ل

كفي األخير تجدر اإلشارة إلى الدكر الميـ لمدكؿ مف خبلؿ تعاكنيا كمساعدتيا لممحكمة مف أجؿ اؿ المحككـ بمف خبلؿ استق –بؽ اإلشارة إليو سكما –تكقيع ىذه العقكبات، سكاء تمؾ السالبة لمحرية

أك لمتعاكف في مجاؿ تكقيع العقكبات المالية مف خبلؿ تحصيؿ عمييـ بعقكبات السجف في سجكنيا، بتنفيذ تدابير التغريـ كالمصادرة التي تأمر بيا كىذا الغرامات ك المصادرات مف قبؿ الدكؿ األطراؼ،

بيع العقارات إلى المحكمة كذلؾ، كىذا كفقا المحكمة، كما تحكؿ الممتمكات ك العائدات التي تنتج عف .3النظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية مف 019لممادة

ثانيا انقضاء الجزاءات الفرديػة

إف الصكرة العادية النقضاء العقكبة ىي تنفيذىا فعبل في حؽ المحكـك عميو، كمع ذلؾ تكجد ك تتمثؿ أساسا في سقكط الدعكل حاالت أخرل ينقضي فييا حؽ الدكلة في العقاب دكف تنفيذ العقكبة،

.4أك سقكط الحكـ بالعقكبة بالتقادـ، العفك عف العقكبة، ككفاة المحكـك عميوالجنائية

مف القكاعد اإلجرائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية. 135الثانية مف القاعدة الفقرة - 1

ائية كقكاعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة الجنائية الدكلية.مف القكاعد اإلجر 135الثانية مف القاعدة الفقرة - 2

.145مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 3

. 341محمد عبد المنعـ عبد الغني، المرجع السابؽ، ص - 4

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

227

ستقتصر دراستنا عمى العفك عف العقكبة ك التقادـ كسببيف النقضاء العقكبة كذلؾ لما قد يثيره ىذيف ك السببيف مف إشكاليات قانكنية.

العفو عن العقػػوبػػة: -1

بتنفيذ كؿ العقكبة أك بعضيا.يقصد بالعفك عف العقكبة إنياء الدكلة إلتزاـ المحكـك أك ىك كما يذىب إليو بعض الفقو، إقالة المحكـك عميو مف تنفيذ العقكبة كميا أك بعضيا أك إبداليا

.1أخرل بعقكبة

ك في القانكف الداخمي يككف العفك عف العقكبة المحكـك بيا مف حؽ رئيس الجميكرية كىذا بيا كميا أك بعضيا بعقكبة أخؼ منيا قانكنا، بمكجب قرار صادر عنو يقضي بإسقاط العقكبة لممحكـك

حتراـ قرار كىذا ضمف الحدكد الكاردة في قرار العفك، غير أف البعض ينتقد ىذا العفك استنادا إلى عدـ االعفك لمبدأ الفصؿ بيف السمطات، كيمكف أف يعتبر العفك عف العقكبة كسيمة تمجأ إلييا الدكلة إلصبلح

بالطعف في األحكاـ، عندما ال يككف ىناؾ مجاؿ إلصبلحيا بعض األخطاء القضائية التي تشكب ثبت حسف سمككو بعد قيامو الشخص المداف الذم يالعقكبة ككسيمة لمكافأة عف الحكـ، كما يتقرر العفك

الحكـ باإلدانة قد صار بتنفيذ جزء مف العقكبة، كالشرط الرئيسي إلصدار العفك عف العقكبة أف يككف باتا.

ىذا األخير يصدر عف العفك العاـ(، (كيجب التفرقة بيف العفك عف العقكبة ك العفك الشامؿ كؿ آثار الجريمة، في حيف يقتصر السمطة التشريعية فيمحك الصفة اإلجرامية عف الفعؿ كبذلؾ يمحي

العقكبة في ذاتيا كال يمحي الصفة اإلجرامية عف الفعؿ المككف لمجريمة، ر العفك عف العقكبة عمى أث كيتـ تحديد المعني بالعفك بصفات فالعفك عف العقكبة لو أثر شخصي يستفيد منو المداف بالعقكبة

الدكلة عف تنازؿ مف جانب محددة في قرار العفك، أما العفك الشامؿ فيككف بمكجب قانكف كيعد بمثابة .2بالشخصية حقيا في العقاب فيمحك الجريمة كيزيؿ أثرىا الجنائي، كيتميز العفك العاـ بالمكضكعية ال

لنسبة لجرائـ الحرب في النظاـ األساسي لممحكمة كبالعكدة إلى مكضكع العفك عف العقكبة بالـ يتضمف أم إشارة صريحة لمعفك عف العقكبة، كمع ذلؾ ال يجكز الجنائية الدكلية، فإننا نجد أنو

يككف قد صدر بحقو عفك عف العقكبة أك الجريمة عمى المستكل لممحكمة أف تعيد محاكمة أم شخص ىذا العفك عف رئيس الجميكرية أك البرلماف، لكف ىذه القاعدة ليست مطمقة كيرد الكطني سكاء صدر

الدكلية في محاكمة الشخص الذم صدر بحقو قرار العفك يتعمؽ بحؽ المحكمة الجنائية عمييا استثناء

.341محمد عبد المنعـ عبد الغني، المرجع السابؽ، ص - 1

.141مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

228

بمكجب أكلكية االختصاص، عمى المحكمة الجنائية الدكلية كىذا إذا أماـ المحاكـ الكطنية التي عممت عف العقكبة لـ يستيدؼ سكل حماية المحكـك عميو مف المثكؿ أماـ المحكمة ا تبيف لممحكمة أف العفك م

في اإلفبلت مف العقاب.الدكلية كمساعدتو الجنائية

بالعقكبة ك الصادر عف المحكمة الجنائية الدكلية ك كمف ناحية أخرل فإف الحكـ القاضي، ىذه إحدل الدكؿ التي تقبؿ بذلؾ، ال يخكؿ ىذه الدكلة إصدار العفك بشأف الذم يتـ تنفيذه في سجكف

.1مف نظاـ ركما 2 ك 0فقرة 001العقكبة كفقا لممادة

مف نظاـ ركما التي تنص :"ال تسقط الجرائـ التي تدخؿ 29إلى ـ كما كأنو ال بد مف اإلشارة كقد كاف يتعيف عمى كاضعي النظاـ األساسي في اختصاص المحكمة بالتقادـ أيا كاف أحكامو"،

ىذه المادة بعيف االعتبار كيضمنكا نظاـ ركما نصا آخر يقرر عدـ لممحكمة الجنائية الدكلية أف يأخذكا جكاز العفك عمى العقكبات التي تصدرىا المحكمة الجنائية الدكلية عمى األشخاص المدانيف بارتكاب

بما فييا جرائـ الحرب. إحدل الجرائـ الداخمة في اختصاصيا

األساسي لممحكمة الجنائية الدكلية في كيرجع السبب في عدـ تناكؿ أحكاـ العفك في النظاـ عمى اعتبار أنيا ال تعد سمطة طبيعة اختصاص ىذه المحكمة كىك االختصاص التكميمي، كذلؾ

.2الكطني بؿ ىي مكممة لوالجنائي قضائية أعمى مف سمطات القضاء

كفي األخير نريد أف ننكه إلى أف الفائدة مف كضع قاعدة عدـ جكاز العفك عف العقكبة تعد كحؽ تتفادل ما حدث عقب الحرب العالمية بمثابة إحدل ضمانات عدـ إفبلت المجرميف مف العقاب،

يابانييف، فبعد إدانة الثانية ك بالضبط إثر محاكمات طككيك الخاصة بمعاقبة كبار مجرمي الحرب الإلى 0950عف قراره كأطمؽ سراحيـ بمكجب عفك شامؿ مف ماؾ آرثرمجرما تراجع الجنراؿ 26

لمردع إذا ما اقترفت في نفس الكقت بإمكانية العفك العقكبة ككسيمة ، فما الفائدة مف كضع 0958.؟! عنيا

3

ة العقكبة التي ال يجكز لدكلة التنفيذ أف تفرج عف الشخص قبؿ انقضاء مد-1:"عمى 1ك 1في فقرتيا 111ـ تنص - 1لممحكمة كحدىا حؽ البث في أم تخفيؼ لمعقكبة، ك تبث في األمر بعد االستماع إلى - 1قضت بيا المحكمة،

الشخص".، 1118نجاة أحمد ابراىيـ، المسؤكلية الدكلية عف انتياكات قكاعد القانكف الدكلي اإلنساني، منشأة المعارؼ، مصر - 2

. 317ص

.143مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 3

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

229

تقادم العقوبػة: -2

بو، فاألكلىبداية يتعيف التمييز بيف انقضاء الدعكل العمكمية بالتقادـ كانقضاء العقكبة انقضاء –تصيب حؽ الدكلة في معاقبة الجاني، أما الثانية –انقضاء الدعكل العمكمية بالتقادـ –

فتصيب حؽ الدكلة في تنفيذ العقكبة، كتجدر اإلشارة إلى أف القانكف قد حدد مددا –العقكبة بالتقادـ لتنفيذ األحكاـ بالعقكبات، فإذا ما انقضت المدة دكف تنفيذ العقكبة سقطت العقكبات ك انقضى حؽ

.1الدكلة في تنفيذىا

الجرائـ الدكلية ككثيرا ما يبلحظ أف المجتمع الدكلي كثيرا ما كاف ينتابو القمؽ نظرا لخضكعمر مف حيمكلة دكف مبلحقة كمعاقبة لقكاعد التقادـ في التشريعات الكطنية، لما ينطكم عميو ذلؾ األ

المسؤكليف عف اقتراؼ تمؾ الجرائـ.

ك عمى رأس ىذه في القانكف الدكلي الجنائي،العقكبة كقد أكدت عدة مكاثيؽ دكلية عدـ سقكط مف اتفاقية عدـ تقادـ جرائـ الرابعةككذا المادة ،السابعةفي مادتيا نكرمبكرغ يات الئحة محكمةاالتفاق

أنو :" تتعيد الدكؿ األطراؼ ، حيث تنص ىذه المادة عمى2ك الجرائـ المرتكبة ضد اإلنسانيةالحرب ريعية في االتفاقية بالقياـ، كفقا لئلجراءات الدستكرية لكؿ منيا باتخاذ أية تدابير تشريعية أك غير تش

مف الثانيةك األكلى تككف ضركرية لكفالة عدـ سرياف التقادـ عمى الجرائـ المشار إلييا في المادتيف 5مف حيث المبلحقة أك مف حيث المعاقبة كلكفالة إلغائو إف كجد"، كما تنص ـ ىذه االتفاقية سكاء

مف مشركع مدكنة الجرائـ المخمة بسمـ البشرية كأمنيا عمى أنو : " تعتبر الجريمة المخمة بسمـ البشرية كمف ىذا يتضح أف الجزاء الدكلي الجنائي ال يخضع لمتقادـ بطبيعتيا غير قابمة لمتقادـ"، ك أمنيا

كأصؿ عاـ ك ال يرد عميو أم استثناء.

ساسي لممحكـ الجنائية الدكلية نجد أنو تضمف نص ـ كبالرجكع إلى نصكص مكاد النظاـ األك التي تقضي صراحة بعدـ تقادـ الجريمة الدكلية إذ قررت : " ال تسقط الجرائـ التي تدخؿ في 29

اختصاص المحكمة بالتقادـ أيا كانت أحكاميا"، ك يستفاد مف عبارة "أيا كانت أحكامو" أنو لف يككف

.343محمد عبد المنعـ عبد الغني، المرجع السابؽ، ص - 1

اتفاقية عدـ تقادـ جرائـ الحرب ك الجرائـ المرتكبة ضد اإلنسانية لمتكقيع ك التصديؽ كاالنضماـ إلييا عرضت - 2ذ ، كقد دخمت حيز النفا1857-11-15المؤرخ في ) 13 –د ( 1381بمكجب قرار الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة رقـ

مكاد. 11، كتتككف مف ديباجة ك 1863-11-11في

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

230

غير أف المشكمة تثكر ، 1ضع قيد زمني لحماية الشخص مف العقاببمقدكر أم مف الدكؿ األطراؼ ك بشأف عدـ تقادـ العقكبة التي لـ يدرج ليا نص في نظاـ ركما، كمف ثـ يمكف لممجرميف اليركب ك االختفاء عف العدالة حتى تتقاضى العقكبة الصادرة ضدىـ، لذلؾ يككف عمى المشرع الدكلي أف

يقرر فيو عدـ تقادـ العقكبات الصادرة في 29يضمف نصكص نظاـ ركما نصا آخر مشابيا لنص ـ الكضع الجرائـ الدكلية ك التي تختص المحكمة الجنائية بالنظر فييا بما فييا جرائـ الحرب، ألف ترؾ

عمى ما ىك عميو، يساعد في تمادم المحكـك عمييف في اقتراؼ ما يحمك ليـ مف جرائـ دكلية، طالما استقر في أذىانيـ أنيـ بعيديف عف تنفيذ ما سيصدر ضدىـ مف عقكبات بمركر الزمف، كىك أمر يمثؿ

.2الجنائية الدكليةفي النياية استخفافا بالعدالة

إعماؿ طريقة القياس مف باب أكلى لتقرير عدـ تقادـ العقكبة –حسب رأينا الخاص –كيمكف تقرير عدـ تقادـ مف نظاـ ركما تقرر عدـ تقادـ الجرائـ الدكلية فإف 29عف جرائـ الحرب، فمادامت ـ

العقكبة يككف مف باب أكلى، باعتبار أف العقكبة ىي النتيجة الحتمية لمجريمة.

بات التي تطبؽ عمى األفراد بسبب ثبكت مسؤكليتيـ ككخاتمة لما عرضناه لمختمؼ العقك الدكلية الجنائية عف تجنيد األطفاؿ في الحركب الداخمية، نجد أنو كاف لمقضاء الدكلي دكر بارز في

كطني بيف القانكف اللمقضاء عمى ىذه الجريمة، كىذا رغـ االختبلؼ في أساس التجريـ إضفاء الفعالية يا تتكلى كضع القكاعد العامة التي تنظـ الشؤكف المختمفة بيف الدكؿ ك الدكلي لعدـ كجكد سمطة عم

مكضع التنفيذ ك االحتراـ ك االلتزاـ، كمع ذلؾ يبقى أف نشير إلى ضركرة محاكمة كتكقيع العقاب عمى مرتكبي االنتياكات الجسيمة لقكاعد القانكف الدكلي بما فييا تمؾ التي تمس بحقكؽ الطفؿ، خصكصا

قحامو في غمار الصراعات عندما يتعمؽ ك ميزاف كحيد. المسمحة، بمعيار كاحد األمر باستغبللو كا كيجب استبعاد األىكاء ك االعتبارات السياسية كخصكصا فكرة المعاممة المزدكجة أك فكرة

الكيؿ بمكياليف، أك األخذ بمعياريف، كما يجب عمى الدكؿ الكبرل أف تتخمى عف مناصرة المعتدم ك تقؼ إلى جانب العدؿ كالحؽ ك اإلنسانية، دكف أم اعتبارات سياسية أخرل، ألف ذلؾ ما سيحقؽ

ك احتراما لحقكؽ اإلنساف عامة كحقكؽ الطفؿ عمى كجو الخصكص، إضافة إلى زيادة دكر فعاليةالمرتكبة في حؽ الدكؿ كتكثيؼ جيكدىا في مجاؿ التعاكف الدكلي في مكافحة االنتياكات الجنائية

.345محمد عبد المنعـ عبد الغني، المرجع السابؽ، ص - 1 .143مريـ ناصرم، المرجع السابؽ، ص - 2

في الحروب الداخلية األطفالالمسؤولية الجنائية الدولية عن تجنيد الفصل الثاني

231

األبرياء، كذلؾ مف خبلؿ نظاـ تسميـ المجرميف أك محاكمتيـ، أك في مجاؿ تنفيذ األحكاـ العقابية الصادرة ضدىـ.

مف الدراسة يجدر بنا اإلشارة إلى أف الطفؿ باعتباره الفصؿكفي األخير، كفي نياية ىذا

يسيؿ ذلؾ عمى مف بالشخص البالغف يعاني مف ضعؼ في قدراتو الجسمانية ك العقمية، إذا ما قكر .1تسكؿ لو نفسو ارتكاب جريمة ضده، أف يقدـ عمييا دكف أف يخشى فشمو في ذلؾ

فإف كؿ مف الدكلة ك الفرد مسؤكليف مسؤكلية جنائية دكلية عف االنتياكات الجنائية الدكلية

كقياميـ بتجنيد األطفاؿ ك الدفع بيـ في مكاجية النزاعات -تتسبب بيا أفعاليـ غير المشركعةالتي مف الجزاء تتناسب ك طبيعتو كتفرض عميو عند ثبكت ، كألف لكؿ منيما أنكاع معينة -المسمحة

ف ضركرة تنفيذ العقاب ك عدـ السماح باإلفبلت منو لمدكؿ سكاء –مسؤكليتو ك إدانتو باالنتياكات، كا مسألة غاية في األىمية لكي يسكد السبلـ ك األمف الدكلييف بعد أف يردع الجناة عف –أك األفراد

.2سمككيـ الذم يشكؿ انتياكات جنائية دكلية في حؽ األطفاؿ

محمكد أحمد طو، الحماية الجنائية لمطفؿ المجني عميو، أكاديمية نايؼ العربية لمعمـك األمنية، مركز الدراسات - 1

. 8، ص 1888ك البحكث، السعكدية،

. 111بشرل سمماف حسيف العبيدم، المرجع السابؽ، ص - 2

الخــاتمـــة

232

ةـــــــــــــــــــــــــمـــــــــخاتـــــــــــــال"، بحيث تمكنا تجنيد األطفال في الحروب الداخمية "نكون قد تناولنا بالدراسة موضوع بحثنا بيذا

و التي تتثمل في ماىية أبرز ،من خاللو اإلجابة عمى اإلشكالية الرئيسية التي يطرحيا ىذا البحثوب ر الح ماية فئة األطفال من أبشع االنتياكات الواقعة بحقيا و ىي التجنيد فيالجيود الدولية لح

يا ؟نتترتب عو ماىي أحكام المسؤولية الجنائية التي قد الداخمية ؟

الطفولة في التشريع الجزائري تبدأ في كون مرحمةيمكن تمخيص ما تم التوصل إليو من نتائج إذ سنة 11سن الرشد السياسي و الرشد الجزائي المحدد ب غاية من المرحمة الجنينية و تستمر إلى سنة، 11و سن التجنيد في الجيش المحدد ب - ي أىمية الزواجأ –و الرشد المدني و الرشد األسري سنة و ىي أقصى حد لمخروج من مرحمة الطفولة في التشريع 21ب و سن الرشد االجتماعي المحدد

الجزائري.

ل من التجنيد في الحروب ال يوفر حماية فعالة لألطفا اإلنسانيالقانون الدولي ما تبين لنا أن كإن و ىذه األخيرة 1141جنيف األربع لسنة تفاقياتال ئنااستقرا ذلك من خالل لنا تجمىو الداخمية

صة و ذلك لعدة كانت قد وفرت حماية لألطفال من ويالت النزاعات المسمحة إال أنيا كانت حماية ناقلشعوب تحت الزالت فيو الكثير من اأسباب تتجمى أىميا في أن ىذه االتفاقيات تم اقرارىا في وقت

ر، كما أن المعاممة المتعمقة بحروب التحري و بالتالي جاءت مفتقدة لمعالجة ،وطأة االستعمار الغربي اىتماميا بالطفل بصورة خاصة أنيا كانت أكثر توسعا من حيث ناتفاقية جنيف الرابعة و بالرغم م

و شخصية، إال أنيا لم تعالج مسألة اشراك األطفال في األعمال العدائية في القوات النظامية المتطوعة. أو

لم يعطي تعريفا لمطفل ، حيث 1111ول لسنة برتوكول جنيف األلولم يختمف األمر عنو بالنسبة و من جية أخرى فإن طبيعة االلتزام التي يفرضيا ،صة بو ىذا من جيةاالمحمي بموجب األحكام الخ

إنو يتعين عمى الدول اتخاذ كافة ف، منو 11بالنتائج فوفقا لصياغة م عمى الدول تتعمق بالسموك ال اعة وليس الضرورية أو االجبارية.التدابير المستط

الخــاتمـــة

233

كما تم تسجيل في خضم وب الداخمية، ر حىذا اضافة الى أنو قد أىمل حالة تجنيد األطفال في البالرغم من حظر ىذا البرتوكول لتجنيد األطفال و أنو 1111لسنة تحميل البرتوكول االختياري الثاني

، إال أنو قد جاء المباشرة دون الخامسة عشرة من العمر في األعمال العدائية سواء المباشرة أم غير مختصرا سواء في حجمو أو في نطاق تطبيقو.

ل من حماية مثالية لألطفا عن توفيرالقانون الدولي لحقوق االنسان قصورىذا، وقد تراء لنا التجنيد في الحروب الداخمية، حيث سجمنا ذلك التناقض الذي تضمنتو اتفاقية األمم المتحدة لحقوق

15 تقوم بتجنيد األطفال ما بينالتي سمحت لمدول األطراف أن 31/2م ، في1111الطفل لسنة من االتفاقية. 1و الذين يعدون أطفاال وفقا لتعريف الطفل بحسب م سنة 11و

أن تحظر اشتراك األطفال بصورة مباشرة فقط بألزمت الدول أنيا كما يؤخذ عمى ىذه المادة

المباشر ليم في النزاعات االشتراك غير –بقصد أو بدون قصد –و بالتالي تكون قد تجاىمت .المسمحة، ما من شأنو أن يجعل اشتراك األطفال في القوات غير النظامية كما أنيا قد أغفمت اشتراك

األطفال في القوات غير النظامية لجماعات الثوار أو المنازعات الداخمية غير مشمول بالحماية القانونية لالتفاقية.

ىذا رغم أنف 2000سنة تفاقية حقوق الطفل لبا االختياري الممحقبالبرتوكول فيما يتعمق و

منو 3أن م إال ،ل من التجنيد في الحروب الداخميةالبرتوكول يعد أىم انتصار في مجال حماية األطفاالتطوع إال أن الضمانات التي نصت عمييا لمتأكد من الطابع التطوعي و رغم رفعيا لحد األدنى لسن

شترط رفع سن التطوع الذي ال ينطبق عمى يصعب تطبيقيا من الناحية العممية، كما أن ىذه المادة تالمدارس التي تديرىا القوات المسمحة أو تقع تحت سيطرتيا، لتوفير عدد كبير من ذوي المؤىالت

موفاء باحتياجات جيوشيم الوطنية.المطموبة ل

الخــاتمـــة

234

منو و رغم كون ىذا النص إيجابي من حيث إشارتو إلى حاالت النزاعات المسمحة 4كما أن م

"ال يجوز" مقارنة بتعبير "يحظر" يبدو و كأنو يفرض واجبا أن استعماليا لتعبير لدولية غيرغير ا أخالقيا و ليس التزاما قانونيا.

لعام 112االتفاقية الخاصة بأسوأ أشكال عمل األطفال رقم جاءت فقد ولحساسية الموضوع

اية األطفال من التجنيد في الحروب الستكمال الترسانة القانونية المتاحة لممجتمع الدولي لحم 1111الدول األطراف فييا باعتبار مصطمح "طفل" منطبقا عمى ألزمت الداخمية حيث و باإلضافة إلى أنيا

مرحمة نكل من يقل عمره عن الحد السن المحدد فييا حتى و لو كان القانون الوطني ينص عمى أفي يم الستخدامالتجنيد القسري أو االجباري لألطفال اعتبرتالطفولة تنتيي قبل ىذه السن، فإنيا

النزاعات المسمحة من أسوأ أشكال عمل األطفال، بل و ذىبت ألكثر من ذلك إذ حثث الدول األعضاء فييا عمى إدراج أسوأ أشكال عمل األطفال ضمن األعمال اإلجرامية و اتخاذ العقوبات الالزمة ضد

منتيكييا.

نظام األساسي الفال األنظمة األساسية لممحاكم الجنائية المؤقتة وال جنائية، أما من الناحية ال، وىذا راجع حماية كاممة لألطفال من التجنيد في الحروب الداخميةكفال قد لممحكمة الجنائية الدولية

.أو لقصور في االختصاص القضائي إما لعيب في تشكيمة ىذه الييئات

الحروب الداخمية مسؤولية مزدوجة، ة الدولية عن تجنيد األطفال فيالمسؤولي كما توصمنا إلى أنمن نظام 25ي أنيا مسؤولية تقوم بحق األفراد و بحق الدول عمى حد سواء و ىذا ما اتخذ في م أ

روما األساسي التي تنص عمى أنو " ال يؤثر أي حكم في ىذا النظام األساسي يتعمق بالمسؤولية سؤولية الدول بموجب القانون الدولي".الجنائية الفردية في م

الخــاتمـــة

235

لكل من الفرد و الدولة نوع من الجزاءات يتحمميا عن ارتكابو لجريمة تجنيد األطفال في وكما أن

إذ ال ترتبط إمكانية مساءلة الدولة جنائيا بنوع الجزاءات و ال حتى بطبيعتيا، فيناك ، الحروب الداخميةاص الطبيعيين و ال يمكن فرضيا عمى الشخص المعنوي من العقوبات من تفرض عمى األشخ

كالعقوبات السالبة لمحرية و المقيدة ليا، و ىناك عقوبات أخرى تتالءم مع طبيعة الشخص المعنوي و المقاطعة االقتصادية و الدبموماسية . كالتعويض

التي جاءت بيا و تعديل األحكام مراجعة إلى جممة من المالحظات نورد أىميا في ناكما توصملك لمعالجة أوجو قصورىا و تطويرىا بما يتالءم مع ظروف ذو 1141اتفاقيات جنيف األربعة لسنة

استحداث أحكام جديدة و الحروب الداخمية، والحروب الحديثة و خصوصا حروب التحرير الوطنية ولية عمى ولية و غير الدفي اتفاقية جنيف الرابعة تتعمق باشتراك األطفال في النزاعات المسمحة الد

.نحو مباشر أو غير مباشر

من البرتوكول األول 11م إعادة صياغةيحبذ ضمان حماية فعالة لألطفال من التجنيد ومن أجل بدال من المستطاعة من "الممحق باتفاقيات جنيف و استبداليا بصيغة "اتخاذ جميع التدابير الضرورية

راك المباشر و غير المباشر في النزاعات المسمحة سواء في ع حاالت االشتيجمدمج و ، طرف الدولإعادة النظر و من اتفاقية حقوق الطفل 31 م عن طريق تعديللقوات النظامية أو غير النظامية ا

الضمانات خالل تعزيزلك من ذمن البروتوكول االختياري الممحق باتفاقية حقوق الطفل و 3م في المنصوص تبدال تعبير ال يجوز بتعبير يحظراس و، التطوعي لسن التجنيد د من الطابعالمقدمة لمتأك

.منو 4م عميو في

األطفال في تحمل كل األطراف مسؤوليتيا عن تجنيد لمموضوع تفرض اإلنسانيةن القيمة كما أ جمس م أوالجمعية العامة بمؤسساتيا المتمثمة في منظمة األمم المتحدة كانت سواءالحروب الداخمية

بحقوق اإلنسان التي تتسم ةالقرارات المتعمق عن اتخاذ التخميب حيث أن ىذا األخير ممزماألمن .ؤول عمى السمم و األمن الدوليينباالزدواجية و االنتقائية ألنو مس

الخــاتمـــة

236

من التجنيد في الحروب و بالتالي مسؤول عمى تجسيد المبادئ اإلنسانية بحماية األطفال يجب عميو أن يمتزم بتطبيق الشرعية الدولية عمى الجميع بما فييا إسرائيل التي ال و لذلك الداخمية،

.في جير النيار و تجنيدىم في القوات المسمحة ترتدع عن إبادة األطفال

يد من التجناالنضمام إلى االتفاقيات الدولية المتعمقة بحماية األطفال إلى إن الدول اليوم مدعوة الدولية المعنية بحماية ييئاتالبحث عن آلية لمتعاون مع الو ، ية منيافي الحروب خاصة الداخم

مراجعة تشريعاتيا الوطنية بما ينسجم مع المعايير و كذا ، ل المتضررين من الصراعات المسمحةاألطفا .ضد األطفال و الحرص عمى عدم إدخال األحكام المتعمقة بالعفو عمى الجرائم المرتكبة ،يةلالدو

كما قال العماد األصفياني : " ال يكتب إنسان كتاب في يومو ، إال إال يسعنا القول الختاما و تحسن ، و لو ترك ىذا لكان أفضل ، سو قال في غده لو كان ىذا لكان أحسن ، و لو زيد لكان ي

و ىذا عظيم العبر و ىو دليل استيالء النقص عمى جممة البشر".

237

قائمة المراجعI - المراجع بالمغة العربية

أوال: الكتب

إبراىيم خميفة ،الرقابة الدولية عمى تطبيق القانون الدولي اإلنساني ،دار الجامعة الجديدة -1 .2007لمنشر،مصر،

لمنشر أحمد بشارة موسى، المسؤولية الجنائية الدولية لمفرد، دار ىومة لمطباعة -2 .2009،،الجزائر التوزيعو

اريخية،فمسفية،سياسية ت،دراسة ، الحريات العامة و حقوق اإلنسان أحمد سميم سعيفان -3 .2010ي الحقوقية ،لبنان الطبعة األولى،، الجزء األول ،منشورات الحمبو قانونية مقارنة

ةي ،دار األكاديميحماية األشخاص و األموال في القانون الدولي اإلنسان ،أحمد سي عمي -4 .2010،الطبعة األولى،التوزيعلمطبع و النشر و

عمم الجزاء الجنائي بين النظرية و التطبيق،دار الجامعة الجديدة أمين مصطفى محمد، -5 .1995لمنشر،مصر،

القانونية الجنائية القاعدةفي بنية ة، دراسبدر الدين محمد شبل، القانون الجنائي الموضوعي -6 ة، الطبعن، األردالثقافة لمنشر و التوزيع ر، داالدولية و الجزاء الجنائي ةالجريم، الموضوعية

.2011، األولى

الحامد لمنشر ر، داالدوليةلممحكمة الجناية القضائي م، النظابراء منذر كمال عبد المطيف -7 .2008، ن، األردوالتوزيع

ل،منشورات الحمبي الجناية الدولية لحقوق الطف االنتياكات ،بشرى سممان حسين العبيدي -8 .2010،الطبعة األولى،لبنان، الحقوقية

، رالمطبوعات الجامعية، الجزائ نالمجتمع الدولي المعاصر، ديوا نتونسي بن عامر، قانو -9 .2005، السادسة ةالطبع

العامة لممنظمات العالمية و اإلقميمية ةجمال عبد الناصر مانع، التنظيم الدولي، النظري-10 .2010، رالتوزيع، الجزائالعموم لمنشر و ر، داالمتخصصةو

الفكر ر، داالطفل بين الشريعة اإلسالمية و القانون الدولي ق، حقو حسنين المحمدي بوادي -11 .2005، ، الطبعة األولىر، مصالجامعي

238

القانون الدولي جدلية الدولية الجنائية لرئيس الدولة عمى ضوءالمسؤولية حسنية بمخيري، -12 .2006العام و القانون الدولي الجنائي،دار اليدى لمطباعة و النشر و التوزيع،الجزائر،

الطفل في التشريع الدستوري و الدولي ق، حقو حسني نصار، تشريعات حماية الطفولة -13، ر، مصالمعارف ةالشخصية، منشأو التشريع االجتماعي و قواعد األحوال و المدني و الجنائي

دون سنة النشر.

االتفاقيات الدولية، دراسة الطفل و معاممتو الجنائية في ضوء قفيمي، حقو خالد مصطفى -14 .2007، الطبعة األولى، رمقارنة، دار الجامعة الجديدة لمنشر، مص

إلى الحريات العامة و حقوق اإلنسان، منشورات المؤسسة الحديثة لمكتاب، لخضر، مدخ خضر .2008لبنان الطبعة الثالثة،

خمف بوبكر، العقوبات االقتصادية في القانون الدولي المعاصر،ديوان المطبوعات -15 .2008الجامعية، الجزائر،

لقانون الدولي بين الفعالية رودريك إيميا أبي خميل، العقوبات االقتصادية الدولية في ا -16 .2009،منشورات الحمبي الحقوقية،لبنان، الطبعة األولىو حقوق اإلنسان،

عن استخدام الطاقة النووية سمير محمد فاضل ،المسؤولية الدولية عن األضرار الناتجة -17 .1976وقت السمم،عالم الكتاب لمنشر،مصر

،القانون الدولي 5،عماد محمد ربيع ،موسوعة القانون الدولي سييل حسين الفتالوي -18 .2007دار الثقافة لمنشر و التوزيع،األردن،اإلنساني،

،القانون الدولي العام،الجزء 2غالب حوامدة، موسوعة القانون الدولي سييل حسين الفتالوي، -19 .2009،الثاني، دار الثقافة لمنشر و التوزيع،األردن،الطبعة األولى

، حقوق اإلنسان ،دار الثقافة لمنشر 3موسوعة القانون الدولي سييل حسين الفتالوي، -20 .2010الطبعة الثالثة ، األردن، و التوزيع،

، األمم المتحدة اإلنجازات 4موسوعة المنظمات الدولية ،سييل حسين الفتالوي -21 .2010التوزيع ،األردن،الطبعة األولى، الحامد لمنشر وو اإلخفاقات، الجزء الثالث،دار

الجزء األولنظرية المنظمة الدولية ،،1لمنظمات الدولية ا، موسوعة سييل حسين الفتالوي -22

.2011دار الحامد لمنشر و التوزيع،األردن، الطبعة األولى ،

الحرب و جرائم العدوان ، ،جرائم 2موسوعة القانون الدولي الجنائي ،سييل حسين الفتالوي -23 .2011،دار الثقافة لمنشر و التوزيع

دار ، القضاء الدولي الجنائي،3موسوعة القانون الدولي الجنائي ،سييل حسين الفتالوي -24 .2011الثقافة لمنشر و التوزيع،

239

،حقوق الطفل بين المواثيق الدولية و قانون العقوبات الجزائري،دراسة شييرة بولحية -25 .2011مصر،ارنة،دار الجامعة الجديدة لمنشر،مق

، الثانية ةالمفتوحة، الطبعالجامعة ت، منشوراالدولي م، التنظيعبد السالم صالح عرفة -261997.

دار ىومة لمنشر عبد العزيز العشاوي أبحاث في القانون الدولي الجنائي، الجزء األول، -27 .2007و التوزيع،الجزائر،

لمنشر الحمزونية دار ق اإلنسان في القانون الدولي،حقو ،عبد العزيز العشاوي-28 .2009الطبعة األولى ، الجزائر، و التوزيع،

القانون الدولي و العالقات الدولية ، المحتويات ياإلنسان فعبد العزيز قادري،حقوق -29 .2002،الجزائر،،دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع و اآلليات

النزاعات عبد العزيز مندوه عبد العزيز أبو خزيمة ،الحماية الدولية لألطفال أثناء-30المسمحة،دراسة مقارنة بين الفقو اإلسالمي و القانون الدولي العام، دار الفكر الجامعي لمنشر،

.2010،الطبعة األولى

الفقو، منشأة و القضاءالشواربي، الدفاع الشرعي في ضوء عبد الحميد -31 .1998المعارف،مصر،

ديوان ،العدالة الجنائية الدولية، معاقبة مرتكبي الجرائم ضد اإلنسانية عبد القادر البقيرات،-32 .2007المطبوعات الجامعية،الجزائر، الطبعة الثانية،

حقوق الطفل بين النظرية و التطبيق،دار الثقافة لمنشر عروبة جبار الخزرجي،-33 .2009األردن،و التوزيع،

لمنشر الثقافةدار القانون الدولي لحقوق اإلنسان، ،الخزرجي جبار عروبة-34 .2010،و التوزيع،األردن، الطبعة األولى

ردا مصادره، مبادئو و أىم قواعده ،الدولي اإلنساني ن، القانو عصام عبد الفتاح مطر-35 .2008، رلمنشر، مصالجامعة الجديدة

حقوق اإلنسان، دار اليازوري العممية لمنشر حسان محمد شفيق، الزبيدي ، قعمي عبد الرزا-36 .2009و التوزيع،األردن،األردن،

المؤسسة الجامعية الحديثة في القانون الدولي الجزائي، تجعفر، االتجاىاعمي محمد -37 .2010، ن، لبنامنشر و التوزيعللمدراسات

.2002إيتراك لمطباعة و النشر،مصر. يوسف الشكري ،القضاء الجنائي الدولي ، عمي-38

، المطبوعات الجامعية ن، ديوافي القانون الدولي لحقوق اإلنسان ل، مدخعمر سعد اهلل-39 .2006، الرابعة ة، الطبعرالجزائ

240

عمر سعد اهلل،المنظمات الدولية غير الحكومية في القانون الدولي بين النظرية -40 .2009الجزائر،دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع، و التطور،

دار ،الجزء الثاني، اآلليات األممية ،،آليات تطبيق القانون الدولي اإلنسانيعمر سعد اهلل-41 .2011الجزائر، ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع،

،دار عمر محمود المخزومي،القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية -42 .2008الطبعة األولى، الثقافة لمنشر و التوزيع،األردن،

الثقافة لمنشر الوجيز في القانون الدولي العام ،دار غازي حسين صبارييني،-43 .2007و التوزيع،األردن، الطبعة األولى،

الدولية،منشورات االتفاقياتحقوق الطفل بين القوانين الداخمية و ،غالية رياض النبشة-44 .2010،الحمبي الحقوقية،لبنان، ، الطبعة األولى

أند شمالي ي، شمال20التاريخي منذ بداية القرن رالطفل، التطو ق، حقو غسان خميل-45 .2000، لمطباعة، لبنان

لجامعة الجديدة فل في القانون الدولي العام ،دار افاطمة شحاتة أحمد زيدان ،مركز الط-46 .2007لمنشر،مصر،

.2008فاطمة شحاتة أحمد زيدان، تشريعات الطفولة، دار الجامعة الجديدة لمنشر،مصر،-47

فضيل طالفحة ،حماية األطفال في القانون الدولي اإلنساني،دار الثقافة لمنشر -48 .2011،و التوزيع،األردن،الطبعة األولى

.2007دار ىومة لمنشر و التوزيع،الجزائر، فضيل كوسة ،المحكمة الجنائية الدولية لروندا،-49

، حقوق اإلنسان و القانون الدولي اإلنساني، دار الحامد لمنشر فيصل شنطاوي-50 .1999األردن،و التوزيع،

أحكام المسؤولية الدولية في ضوء قواعد القانون الدولي العام،دراسة مدعمة لخضر زازة،-51 طباعة و النشر باألمثمة و السوابق القضائية و أعمال لجنة القانون الدولي،دار اليدى لم

.2011و التوزيع،الجزائر،كمال حماد، النزاع المسمح و القانون الدولي العام، المؤسسة الجامعية لمدراسات و النشر -52

. 1997و التوزيع، لبنان، الطبعة األولى،

المغرب، لون،إصدارات اليونيسكو، مطبعة أسئمة و أجوبة، ليا ليفين، حقوق اإلنسان،-53 .2009الطبعة الخامسة،

دار النيضة العربية لمنشر، ماىر جميل أبو خولت، الحماية الدولية لحقوق الطفل،-54 .2005مصر،

241

، لبنان الحقوقية،القانون الدولي اإلنساني،منشورات الحمبي ،المجذوب، طارق المجذوب محمد-55 .2009، األولى ةالطبع

و حرب التحرير الجزائرية،المؤسسة القانون الدولي العام بكاي،محمد بوسمطان، حمان -56 .1986الوطنية لمكتاب ،الجزائر،

مبادئ القانون الدولي العام، الجزء األول،دار الغرب لمنشر ،محمد بوسمطان-57 .2002و التوزيع،

مبادئ القانون الدولي العام، الجزء الثاني،دار الغرب لمنشر محمد بوسمطان،-58 .2008و التوزيع،

شرق، االعدالة الدولية، إفريقي اإلنساني والعامة لمقانون الدولي ئ، المبادمحمد رضوان-59 .2010، المغرب

مصر، الطبعة ، دار المطبوعات الجامعية، الحميد، قانون الحرب محمد سامي عبد-60 .2007الثانية،

دار في القانون الدولي الجنائي، ة، دراسالدولية م، الجرائمحمد عبد المنعم عبد الغني-61 .2011، رالجامعة الجديدة لمنشر، مص

الحقوق المحمية، القانون الدولي لحقوق اإلنسان، محمد يوسف عموان، محمد خميل الموسى،-62 .2010لمنشر و التوزيع،األردن،الطبعة األولى ،دار الثقافة الجزء الثاني،

أكاديمية نايف لمعموم األمنية ،مركز ،د أحمد طو ،الحماية الجنائية لمطفل المجني عميوو محم-63 .1999الدراسات و البحوث ،السعودية،

دار النيضة المسمحة، تالدولية لألطفال أثناء النزاعا ةسعيد، الحمايمحمود سعيد محمود -64 .2007، رالعربية، مص

دراسة تحميمية لممحكمة القضاء الدولي الجنائي، مرشد أحمد السيد، أحمد غزي اليرمزي،-65الدولية الدار العممية الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسالفيا مقارنة مع أحكام نورمبورج و روندا،

.2001ردن،دار الثقافة لمنشر و التوزيع، األلمنشر و التوزيع،

ق الطفل في القانون الدولي العام و اإلسالمي،دار الجامعة حماية حقو منتصر سعيد حمودة،-66 .2007الجديدة لمنشر،مصر ،

أحكام لنظرية العامة لمجريمة الدولية،ا منتصر سعيد حمودة، المحكمة الجنائية الدولية،-67 .2006الجديدة لمنشر،مصر،دار الجامعة القانون الدولي الجنائي،دراسة تحميمية،

مع اإلشارة إلى أىم مبادئو في الفقو القانون الدولي اإلنساني، منتصر سعيد حمودة،-68 .2009دار الفكر الجامعي،مصر، اإلسالمي،

242

ميمود عبد العزيز ،حماية ضحايا النزاعات المسمحة في الفقو اإلسالمي الدولي و القانون -69 .2009لمطباعة و النشر و التوزيع،الجزائر، ىومةالدولي اإلنساني ،دار

دار الثقافة لمنشر جريمة العدوان في نظام المحكمة الجنائية الدولية، نايف حامد العميمات،-70 .2007و التوزيع، األردن،

اإلنساني ،منشأة الدولي ننجاة أحمد إبراىيم،المسؤولية الدولية عن انتياكات قواعد القانو -71 .2009المعارف،مصر،

حقوق ضحايا الجرائم الدولية عمى ضوء أحكام القانون الدولي ،دار ، نصر الدين بوسماحة-72 .2007الفكر الجامعي،مصر،

دار الجزء األول، روما مادة ، اتفاقيةشرح المحكمة الجنائية الدولية، نصر الدين بوسماحة،-73 .2008الجزائر،ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع،

.2010الطبعة األولى، دار الكتاب الحديث مصر، الوافي في حقوق اإلنسان، نعيمة عميمر،-74

النظرية العامة لمسؤولية الدولة الدولية في ضوء التقنين الجديد،ديوان ،نعيمة عميمر-75 .2010المطبوعات الجامعية،الجزائر،

دار المطبوعات القانون الدولي لحقوق اإلنسان، القانون الدولي اإلنساني و نغم إسحاق زيا،-76 .2009الجامعية،مصر،

ميمية في النظرية العامة لمجريمةدراسة تح ،شرح قانون العقوبات نظام توفيق المجالي،-77 .2005دار الثقافة لمنشر و التوزيع، األردن،و المسؤولية الجزائية،

حماية حقوق الطفل في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية وسيم حسام الدين األحمد،-78 .2009و االتفاقيات الدولية،منشورات الحمبي الحقوقية ،لبنان،الطبعة األولى،

،منشورات الحمبي الحقوقية ،لدوليةحماية حقوق الطفل في ظل االتفاقيات ا وفاء مرزوق،-79 .2010الطبعة األولى، لبنان،

الت العمميةالمقاثانيا:إيف ماسينغام، التدخل العسكري ألغراض عسكرية ،مختارات من المجمة الدولية لمصميب -1

. 2009ديسمبر ،876، العدد:91المجمد جنيف، األحمر،

والسياسية، ة لمعموم القانونية و االقتصادية تونسي بن عامر،المرأة والنزاع المسمح،الجزائري -2 2009عكنون ،الجزائر، بن كمية الحقوق ، ،30العدد:

،إسيامات و تطوره التاريخي و نطاق تطبيقو مدلول القانون الدولي اإلنساني شريف عتمم،-3المجنة الدولية نخبة من الخبراء الجزائريين، إعداد: القانون الدولي اإلنساني، جزائرية حول

.2008الطبعة األولى، ، الجزائر لمصميب األحمر،

243

التكامل بين المحكمة الجنائية الدولية و القضاء الجنائي أالشحط، مبدعبد القادر العربي -4 .2011، 3:دالعد الجزائر، وىران، ةكمية الحقوق، جامع تالوطني، حوليا

الدولي اإلنساني و الضرورة القانونية إلى نشوء محكمة جنائية نعبد الوىاب شمسان، القانو -5 .2002ر، أكتوب10العدد: اليمن، لمطباعة و النشر،دار جامعة عدن القانون، ةدولية، مجم

، دار محاكمة مجرمي الحرب، مجمة التواصلاتفاقيات جنيف األربع و عبد الوىاب شمسان،-6 .2003جانفي ،09:العدداليمن، جامعة عدن لمطباعة و النشر،

الجزائر، قانونية، مجمة دراسات الخصوصية،حماية الطفل بين العالمية و ،خرباشي عقيمة-7 .2009نوفمبر ،05العدد:

المجمة الجزائرية لمعموم المحكمة الجنائية الدولية اختصاص أصيل أم تكميمي، عالوة العايب،-8 . 2011، ديسمبر4العدد:الجزائر، القتصادية و السياسية، جامعة الجزائر،واالقانونية

الدولية،إسيامات جزائرية حول مالمح من النظام األساسي لممحكمة الجنائية مسعود منتري،-9 المجنة الدولية لمصميب األحمر، القانون الدولي اإلنساني،إعداد نخبة من الخبراء الجزائريين،

.2008الطبعة األولى،الجزائر،دراسة مقارنة بالتشريع مميكة أخام ،المعايير الدولية لحماية حقوق الطفل من العنف، -10

كمية الحقوق ،بن عكنون ، معموم القانونية و االقتصادية و السياسية،المجمة الجزائرية ل الجزائري، .2008-02،06العدد: الجزائر،

رية حول القانون الدولي إسيامات جزائ،حماية الطفل في النزاعات المسمحة ،مميكة أخام-11 الطبعة الجزائر، ،المجنة الدولية لمصميب األحمر ،نخبة من الخبراء الجزائريين إعداد ،اإلنساني .2008األولى،

التعريف بالجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية نصر الدين مروك،-12 ،نخبة من الخبراء الجزائريين إعداد،إسيامات جزائرية حول القانون الدولي اإلنساني الدولية،

.2008األولى، الطبعة الجزائر، ،المجنة الدولية لمصميب األحمر لمعموم القانونية المجمة الجزائرية الطفل أثناء النزاعات المسمحة، نعيمة عميمر،-13

.2010جوان 02 ،2010-02العدد: ،السياسية،كمية الحقوق ،بن عكنون ،الجزائرو االقتصادية و شن حرب من نوع جديد اطفال تحت السالح، تقرير خاص، كريستيان كندسن، نيل بوثبي،-14

. 2001ديسمبر -نوفمبر العدد: الكويت، مجمة العموم،راسات مجمة البحوث و الد اإلنساني،الحماية الخاصة في ظل القانون الدولي ىشام فخار،-15

.2012،مارس 3العدد:جامعة يحي فارس،المدية،الجزائر، العممية،

244

الجامعية رسائللاثالثا:المحضون في القوانين المغاربية لألسرة، دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه، مصمحةزكية حميدو،-1

.2005-2004بتممسان ، كمية الحقوق، قسم القانون الخاص، جامعة أبو بكر بمقايد،جامعة وىران،كمية الحقوق دكتوراه عبد المطيف فاصمة،الحماية الدولية لالجئ السياسي،رسالة -2

.2007-2006القانون العام،والعموم السياسية،قسم الحماية الدولية القضائية، رسالة تإجراءاالعدالة الجنائية و حقوق اإلنسان في فؤاد شنبي،-3

.2011-2010،جامعة وىران،كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم القانون العام، دكتوراهالشريعة اإلسالمية، رسالة ليمى جمعي، حماية الطفل، دراسة مقارنة بين القانون الجزائري و -4

.2006-2005دكتوراه، جامعة وىران، كمية الحقوق، قسم القانون الخاص،جامعة ،دكتوراهرسالة محمد الصالح روان، الجريمة الدولية في القانون الدولي الجنائي،-5

.2009-2008قسم القانون العام، قوق،كمية الح منتوري بقسنطينة،

الجامعية المذكراترابعا: الطابع االجتماعي في حماية حقوق ذاتدور الوكاالت الدولية المتخصصة ،أحسن عمروش -1

جامعة سعد دحمب ،التخصص القانون الجنائي الدولي ،مذكرة ماجستير ،اإلنسان .2008،جانفي،بالبميدة

القانون الدولي اإلنساني في ضوء المتغيرات الدولية لمقانون الدولي تنفيذآليات ،أحسن كمال-2 ،لود معمري بتيزي وزوو جامعة م ،تخصص قانون التعاون الدولي ،ماجستير مذكرة ،المعاصر

.2011نوفمبر،السياسيةوالعموم األساسيالقانون الدكتوراهمدرسة ،كمية الحقوقجامعة الجياللي اليابس ،لدولية و التشريع الجزائرياتفاقيات منظمة العمل ا ،بمقاسم دايم-3

.1995-1994القانون العام، قسم ،اإلداريةوالعموم معيد الحقوق ،بسيدي بمعباس مذكرة ماجستير، و األضرار الجوارية في النزاعات المسمحة، بمبدأ التناسجعفر أمزيان ،-4

قسم القانون كمية الحقوق، جامعة مولود معمري بتيزي وزو، التخصص القانون الدولي العام، .2011العام،

245

مذكرة،اإلنساندور منظمة العفو الدولية في حماية و ترقية حقوق دويبي بونوة العروي، -5-2006، جامعة وىران كمية الحقوق ،قسم القانون العام، اإلنسانماجستير،التخصص حقوق

2007. التخصص القانون مذكرة ماجستير، المحكمة الجنائية الدولية الدائمة، اختصاص رفيق بوىراوة،-6

كمية الحقوق و العموم السياسية، قسم منتوري بقسنطينة، جامعة الدوليين، نو القضاء الجنائيي .2007-2006القانون العام،

، الجزائري و المعاىدات الدولية األسرةلحماية القانونية لمطفل بين قانون ا،رقية احمد داود-7-2002كمية الحقوق قسم القانون الخاص. ،بتممسان بكر بمقايد أبيجامعة ماجستير مذكرة

2003. مبدأ التمييز بين المقاتمين و غير المقاتمين و تحديات النزاعات المسمحة ،ساعد العقون -8

كمية ،جامعة الحاج لخضر بباتنة ،تخصص القانون الدولي اإلنساني ،مذكرة ماجستير ،المعاصرة .2009،قسم القانون العام ،الحقوق

المنظمات غير الحكومية و دورىا في ترقية و حماية حقوق اإلنسان في شريف شريفي،-9كمية بتممسان، الجزائر، مذكرة ماجستير،التخصص حقوق اإلنسان، جامعة أبي بكر بمقايد

.2008-2007العام،الحقوق قسم القانون ،التخصص ، مذكرة ماجستير،ب أمام المحكمة الجنائية الدوليةجرائم الحر صبرينة خمف اهلل، -10

كمية الحقوق و العموم السياسية، جامعة منتوري بقسنطينة، الدوليين، نالقانون و القضاء الجنائيي .2007-2006قسم القانون العام،

زمن النزاعات المسمحة ،مذكرة ماجستير،تخصص القانون حماية النساء في عامر قيرع، -11 .2011-2010قسم القانون العام، كمية الحقوق، الدولي اإلنساني ،جامعة الحاج لخضر بباتنة،

السمم و الحرب في اإلسالم،مذكرة ماجستير،التخصص القانون الدولي عبد القادر بوبكر،-12 .1992الحقوق و العموم اإلدارية،و العالقات الدولية، جامعة الجزائر،معيد

وفقا لنظام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة،مذكرة الحماية الدولية لألفراد عبد اهلل رخرور،-13ماجستير،التخصص القانون الدولي و العالقات الدولية،جامعة الجزائر،كمية الحقوق،قسم القانون

.2003-2002العام،

246

ة، مذكر التي تواجو حظر التعذيب في القانون الدولي المعاصر ت، العقبالحسن بن ميني-14 كمية الحقوق، جامعة الحاج لخضر بباتنة،القانون الدولي لحقوق اإلنسان، ص، التخصماجستير

.2010-2009قسم القانون العام، ةمذكر مريم ناصري،فعالية العقاب عمى االنتياكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي اإلنساني،-15

قسم كمية الحقوق، جامعة الحاج لخضر بباتنة،القانون الدولي اإلنساني، صماجستير، التخص .2009-2008القانون العام،

،التخصص القانون و القضاء مذكرة ماجستير،المسؤولية الدولية الجنائية،نسمة حسين-16ية، قسم القانون كمية الحقوق و العموم السياس جامعة منتوري بقسنطينة، الدوليين، نالجنائيي .2007-2006العام،

،مذكرة ماجستير ،اإلنسانيةالمسؤولية الجنائية الدولية عن الجرائم ضد وسيمة بوحية،-17قسم القانون ،كمية الحقوق سعد دحمب بالبميدة،جامعة ،الجنائي الدوليالتخصص القانون

.2005العام،

خامسا: المقاالت الصحفية

6769،د، العدةالخبر الجزائري ة، يوميالمسمحة تجند األطفال كمقاتمين ت، الجماعاح.سميمان-1 .2012جويمية 8األحد ،الثانية و العشرون السنة:

العدد: ،ةالخبر الجزائرييومية األطفال،دوالر لتجنيد 400تمنح اإلرىابيةالجماعات ،ح.سميمان -2 .2012اكتوبر 12الجمعة ،السنة :الثانية و العشرون ،6368

من اإلفريقيالفقر و الجوع و النزاعات المسمحة تحرم الطفل الموت، ثالوث منال العابدي،-3 .2010جوان 26السبت ،264،العدد:األسبوعيحقو في الحياة،جريدة العرب

:القرارات و التقارير الدولية سادسا

قرارات الجمعية العامة-أ . 7991فبراير 02المؤرخ في A/RES/51/77 الجمعية العامة رقمقرار -7

.7999فبراير 02المؤرخ في A/RES/53/128 قرار الجمعية العامة رقم -0 .0222فبراير 02المؤرخ في A/RES/54/149 قرار الجمعية العامة رقم-3 .0227فبراير 00المؤرخ في A/RES/55/79 قرار الجمعية العامة رقم-4

247

.0220فبراير 72المؤرخ في A/RES/56/138 العامة رقمقرار الجمعية -2 .0222مارس29لمؤرخ فيا A/RES/58/157 قرار الجمعية العامة رقم-6

.0222فبراير 02المؤرخ في A/RES/59/261 قرار الجمعية العامة رقم-1 .0222جانفي77لمؤرخ فيا A/RES/60/231 قرار الجمعية العامة رقم-8 .0221جانفي02مؤرخ فيال A/RES/61/146 قرار الجمعية العامة رقم-9

. 0277مارس 22المؤرخ في A/RES/65/197 72-قرار الجمعية العامة رقم . 0270أبريل22المؤرخ في A/RES/66/141 قرار الجمعية العامة رقم-77

:األمنقرارات مجمس -ب

.7999أوت 22المؤرخ في S/RES/1261 قرار مجمس األمن رقم -7 .0227نوفمبر 02 المؤرخ في S/RES/1379 قرار مجمس األمن رقم -2 . 0222جانفي 22المؤرخ في S/RES/1460 قرار مجمس األمن رقم -3

.0222أبريل 00لمؤرخ فيا S/RES/1539 قرار مجمس األمن رقم -4 .0222جويمية 02 يلمؤرخ فا S/RES/1612 قرار مجمس األمن رقم -5 . 0229أوت 22في لمؤرخ ا S/RES/1882 قرار مجمس األمن رقم -6 . 0277جويمية 70في لمؤرخ ا S/RES/1998 قرار مجمس األمن رقم -1 . 0270سبتمبر 79في لمؤرخ ا S/RES/2068 قرار مجمس األمن رقم -8

:تقارير الممثمة الخاصة لألمين العام المعنية باألطفال و النزاع المسمح-ج

.0222أوت 71في لمؤرخ ا A/61/275 تقرير الممثمة الخاصة رقم -7 .0221أوت 72في لمؤرخ ا A/62/228 تقرير الممثمة الخاصة رقم-0 .0228أوت 22في لمؤرخ ا A/63/227 تقرير الممثمة الخاصة رقم-3 .0229أوت 22في لمؤرخ ا A/64/254 تقرير الممثمة الخاصة رقم -4 .0272أوت 22في لمؤرخ ا A/65/219 2-متقرير الممثمة الخاصة رق .0270أبريل 02في لمؤرخ ا A/66/782 تقرير الممثمة الخاصة رقم-2

248

الوثائق و النصوص القانونية :سابعا

الوثائق القانونية الدولية:-أ

.1945ميثاق األمم المتحدة -1 .1949 ةجنيف األربع اتفاقيات-2 .1969اتفاقية فينا لقانون المعاىدات -3 .1974اتفاقية تعريف العدوان -4 .1977األول الممحق باتفاقيات جنيف البرتوكول اإلضافي -5 .2000البرتوكول االختياري الممحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك األطفال في النزاع المسمح -6

النصوص القانونية الوطنية:-ب 1386 صفر 18 في المؤرخ 155 -66 رقم األمر بموجب الصادرقانون الخدمة الوطنية -1

.1974نوفمبر 15المؤرخ في 103-74األمر رقم و المعدل بموجب 1966جوان/يونيو 8 ل الموافق 1386 صفر 18 في المؤرخ 155 -66 رقم األمر بموجب الصادرقانون اإلجراءات الجزائية -2

.2006ديسمبر 24المؤرخ في 22-06المعدل بموجب القانون رقم 1966جوان/يونيو 8 ل الموافق 1386 عام صفر 18 في المؤرخ 156 -66 رقم األمر بموجب الصادر قانون العقوبات -3

.2009فيفري 25المؤرخ في 01-09المعدل بموجب القانون رقم 1966يونيو)جوان( 8 الموافق 20الموافق ل 1975سبتمبر 26المؤرخ في 58-75األمر رقمالقانون المدني الصادر بموجب -4

.2007ماي 13المؤرخ في 05-07المعدل بموجب القانون 1395رمضان المؤرخ 72 -03التشريعي رقم األمر بموجب لصادرا والمراىقة الطفولة حماية قانون -5

.1972-02-10في 20الموافق ل 1975سبتمبر 26المؤرخ في 58-75األمر رقمالقانون المدني الصادر بموجب -6

1395رمضان .1975-09-26المؤرخ في 75/65رقم األمر بموجب الصادر الشباب حماية قانون-7 الموافق 1404 رمضان 9 في مؤرخ 11 - 84 قانون بموجب الصادر قانون األسرة -8-05بموجب األمر التشريعي رقم 2005ماي 4والمعدل بتاريخ 1984 حزيران/يونيو/جوان 9 ل

09. الموافق 1417شوال 27المؤرخ في 07-97األمررقم بموجب الصادر االنتخابات قانون-9 .1997مارس 6ل المتعمق بالحرس البمدي. 1996المؤرخ في أوت 266-96المرسوم التنفيذي رقم -10

249

المتعمق بالدفاع الذاتي. 1997المؤرخ في جانفي 04-97 المرسوم التنفيذي رقم-11

II. الفرنسية: المراجع بالمغة

-1 OUVRAGES

1-Bénédicte Manier, Le travail des enfants dans le monde, Editions la découverte,

France, 3eme

Edition ,2011.

2-Jean-Paul Bazlairet, Theiry Cretin, La justice pénaleinter nationale, imprimerie

des presses universitaires de France, France ,1ere

Edition, 2000.

3-J.Gerald Young, Dina Kaplan, Les enfants et la Violence, presses universitaires

de France, France ,1998. 4- Mohamed Bousoltane ,Du droit à la guerre au doit de la guerre, le recours à la

force armée en droit international, Houma Editions, Alger ,2010

2-MEMOIRES :

1-Virginie Dor, De l’ingérence humanitaire à l’intervention préventive, mémoire

réalisé sous la direction de C.Nigoul, Institut Européen des hautes Etudes

internationales,2002-2003.

3-ARTICLES :

1-Bertil Lintner, Birmanie, déserteurs en quête d’une trêve, Alternatives

internationales,France,N°47, Juin 2010.

2-Djiena Wembou, Le tribunal pénal international pour le Rwanda ,role de la

cour dans la réalité africaine, revue international de la croix- rouge ,N°828, Genève, Novembre 1997. 3-Jeffrey Gettleman ,Les enfants soldats ,le courrier international ,France,

N°872,19-07-2007.

4-Nairi Arzoumanian, Francesca Pizzutelle, Victimes et bourreaux ,questions de

responsabilité liées a la problématique des enfants soldats en Afrique, revue

international de la croix- rouge, Genève , N°852,Vol 85 ,décembre 2003. 5-Serge-Félix ,Npieni Kouna ,Un enfant en guerre n’est plus un enfant ,le courrier

international ,France, N°872 ,19-07-2007.

4-les sites électroniques

1- www .amnesty.org /ar/news/lan damak-verdict-over-use-child-soliers : 03-05-

2012 à 10h30

2www.icrc.org/ara/resoures/documents/film/F0079.htm: 15- -05 2012 à 10h55. 3- www .UN.org/arabic/children/confliet/thouffice.SHTML: 15-08-2012 à 10h15

ــرســـــــــــــــــــهـــــــــــــــــــالف

10 المقػػػدمػػػػػة 16 9 مفهـو الطفؿ و تجنيده في الحروب الداخميةالفصؿ التمهيدي

17 المبحث األوؿ9 تعريؼ الطفؿ و تجنيده في الحروب الداخمية 18 المطمب األوؿ9 تعريؼ الطفؿ

01 األوؿ9 التعريؼ المغوي و العممي لمطفؿ الفرع 01 أوال9 التعريؼ المغوي لمطفؿ

00 ثانيا9 التعريؼ العممي لمطفؿ 01 الفرع الثاني9 التعريؼ القانوني لمطفؿ

01 أوال9 تعريؼ الطفؿ في القانوف الدولي العاـ 05 ثانيا9 تعريؼ الطفؿ في التشريع الجزائري

11 الثاني9 تعريؼ التجنيد و األطفاؿ الجنود المطمب 10 الفرع األوؿ9 المقصود بالتجنيد

10 أوال9 تعريؼ التجنيد 10 ثانيا9 أنواع التجنيد

12 الفرع الثاني9 المقصود بالجنود األطفاؿ 12 أوال9 تعريؼ األطفاؿ الجنود

12 ثانيا 9 مشكمة الفتيات المجندات 13 الثاني9 ماهية الحروب الداخمية المبحث

14 المطمب األوؿ9 تعريؼ الحروب الداخمية

14 الفرع األوؿ 9التعريؼ الفقهي لمحروب الداخمية 15 المدلوؿ الشمولي الموسع أوال9

15 ثانيا9 المدلوؿ الحصري المضيؽ 17 الفرع الثاني9 التعريؼ القانوني لمحروب الداخمية

17 القانوني في اتفاقيات جنيؼأوال9 التعريؼ 18 ثانيا9 التعريؼ القانوني في البرتوكوؿ اإلضافي الثاني

21 المطمب الثاني9 صور الحروب الداخمية 21 الفرع األوؿ9 الحروب األهمية واالنتفاضة الشعبية

20 الحروب األهمية أوال9 22 االنتفاضة الشعبية ثانيا9 24 الثاني9 الثورة و حرب العصابات الفرع

24 أوال9 الثورة 25 حرب العصابات ثانيا9

28 الجهود الدولية لحماية األطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخمية صؿ األوؿ9الف 30 ألطفاؿ مف التجنيد في الحروب الداخميةالمبحث األوؿ9 الحماية القانونية ل

32 الدولي اإلنساني و القانوف الدولي لحقوؽ اإلنسافالقانوف موقؼ المطمب األوؿ9 34 في وضع حد لتجنيد األطفاؿ مدى فعالية قواعد القانوف الدولي االنساني الفرع األوؿ9

36 تطبيؽ اتفاقيات جنيؼ عمى تجنيد األطفاؿ في الحروب الداخمية أوال9 41 الثاني لجنيؼأحكاـ تجنيد األطفاؿ في البروتوكوؿ االختياري ثانيا9

44 المعالجة القانونية لتجنيد األطفاؿ في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف الفرع الثاني9

45 أوال9 حماية األطفاؿ مف التجنيد في ظؿ اتفاقية األمـ المتحدة لحقوؽ الطفؿظؿ البروتوكوؿ الممحؽ باتفاقية حقوؽ الطفؿ بشأف اشتراؾ في تجنيد األطفاؿثانيا9

األطفاؿ أثناء النزاعات المسمحة50

اإلطار القانوني لتجنيد األطفاؿ في القانوف الدولي لمعمؿ و القانوف المطمب الثاني9 الجنائي الدولي

57

58 إعماؿ حماية األطفاؿ مف التجنيد في القانوف الدولي لمعمؿالفرع األوؿ9 61 واقع تجنيد األطفاؿ في ظؿ اتفاقية منظمة العمؿ الدولية "اتفاقية السخرة "أوال9 أسوأ أشكاؿ منع تجنيد األطفاؿ وفقا التفاقية منظمة العمؿ الدولية بشأف حظرثانيا9

عمؿ األطفاؿ60

62 في إطار القانوف الجنائي الدولي تجريـ تجنيد األطفاؿ الفرع الثاني 9جريمة تجنيد األطفاؿ في النظاماف األساسياف لمحكمتي روندا ويوغسالفيا أوال9

السابؽ63

64 الحماية في ظؿ النظاـ األساسي لمحكمتي نورمبورغ وطوكيو -1 65 الحماية في ظؿ النظاـ األساسي لمحكمتي يوغوسالفيا السابقة ورواندا -1

67 لمنظاـ األساسي لممحكمة الجنائية الدولية الدائمة ثانيا9 تجنيد األطفاؿ وفقادور الهيئات الدولية في حماية األطفاؿ مف التجنيد في الحروب 9المبحث الثاني

الداخمية73

في حماية األطفاؿ مف التجنيد في الحروب منظمة األمـ المتحدةدور 9المطمب األوؿ الداخمية

75

76 دور أجهزة األمـ المتحدة 9الفرع األوؿ 76 العامة الجمعية 9أوال 77 إصدار القرارات-1 83 العاـ المعني باألطفاؿ والنزاع المسمح لألميفتعيف الممثؿ الخاص -2

010 مجمس األمف 9 ثانيا

011 _ إصدار القرارات1 015 حماية األطفاؿ في عمميات حفظ السالـ إدماج –2 017 حماية األطفاؿ في مفاوضات السالـ إدماج_ 3

018 منظمة األمـ المتحدة الفرع الثاني9 دور لجاف 001 لجنة األمـ المتحدة لحقوؽ اإلنساف أوال9 000 لجنة حقوؽ الطفؿ 9ثانيا

األطفاؿ مف دور المنظمات الحكومية و غير الحكومية في حماية 9المطمب الثاني التجنيد في الحروب الداخمية

003

004 المنظمات الحكومية دور 9الفرع األوؿ 005 منظمة العمؿ الدولية أوال9 005 _ المؤتمر العاـ لممنظمة1 005 _ مجمس إدارة المنظمة2 006 _ مكتب العمؿ الدولي 3

008 "اليونيسؼ" صندوؽ األمـ المتحدة لمطفولة ثانيا9 011 مفوضية األمـ المتحدة لشؤوف الالجئيف ثالثا9

011 المنظمات غير الحكومية الفرع الثاني9 دور 012 مصميب األحمرلة الدولية نالمج 9أوال 013 1991_ خطة عمؿ الحركة لصالح األطفاؿ المتضرريف مف النزاعات المسمحة 1 014 االلتزاـ األوؿ-أ

015 االلتزاـ الثاني-ب

015 _ المؤتمر الدولي لمصميب األحمر والهالؿ األحمر2 015 ج)د(2القرار -أ

016 ج)ز(2القرار-ب 016 2003-2002_ خطة عمؿ الحركة الدولية لمصميب االحمر3

016 منظمة العفو الدولية 9ثانيا 020 "ف رايتس ووتشمهيو "منظمة حقوؽ اإلنساف األمريكية 9ثالثا

025 9المسؤولية الجنائية الدولية عف تجنيد األطفاؿ في الحروب الداخميةالثانيالفصؿ 028 المسؤولية الجنائية الدولية لمدولة المبحث األوؿ9

030 المطمب األوؿ9 أسس قياـ المسؤولية الجنائية الدولية لمدولة 031 المسؤولية الجنائية الدولية لمدولة الفرع األوؿ9 اتجاهات تقرير

031 االتجاه المؤيد لممسؤولية الجنائية الدولية لمدولة أوال9 032 حجج االتجاهات الفقهية-1 033 حجج اتجاهات لجنة القانوف الدولي-2

035 لممسؤولية الجنائية الدولية لمدولة ثانيا9 االتجاه الرافض 035 حجج االتجاهات الفقهية -1 040 حجج اتجاهات لجنة القانوف الدولي-2

042 الفرع الثاني9 حاالت اإلعفاء مف المسؤولية الجنائية لمدولة 043 أوال9 الدفاع الشرعي

046 ثانيا9 الموافقة أو الرضا

051 ثالثا9 حالة الضرورة 051 رابعا9 القوة القاهرة

052 خامسا9 اإلجراءات المضادة 056 المطمب الثاني9 آثار قياـ المسؤولية الجنائية لمدولة

057 الفرع األوؿ9 الجزاءات المادية 058 أوال9 التعويض

061 ثانيا9 العقوبات االقتصادية 065 ثالثا9 الرد العسكري

068 الفرع الثاني9 الجزاءات المعنوية 068 قطع العالقات الدبموماسية أوال9

070 ثانيا9 التعويضات المالية 072 ثالثا9 الجزاءات التأديبية

075 الثاني9 المسؤولية الجنائية الدولية ألفرادالمبحث 077 المطمب األوؿ9 أسس قياـ المسؤولية الجنائية الفردية

078 الفرع األوؿ9 اتجاهات تقرير المسؤولية الجنائية الفردية 078 أوال9 االتجاهات الفقهية

081 مذهب تقرير المسؤولية الجنائية لمدولة -1 081 المسؤولية الجنائية المزدوجةمذهب تقرير -2 083 مذهب تقرير المسؤولية الجنائية الفردية -3

085 ثانيا9 اتجاهات القضاء الجنائي الدولي 085 المسؤولية الفردية في محكمتي نورمبورغ و طوكيو-1 088 المسؤولية الفردية في محكمتي يوغوسالفيا السابقة و رواندا -2 111 الفردية في المحكمة الجنائية الدولية الدائمةالمسؤولية -3

112 الفرع الثاني9 حاالت اإلعفاء مف المسؤولية الجنائية الفردية 114 أوال9 العاهة العقمية

114 ثانيا9 السكر 115 ثالثا9 اإلكراه

118 رابعا9 االمتثاؿ ألوامر الرئيس األعمى 101 خامسا9 الدفاع الشرعي

104 المطمب الثاني9 أنواع الجزاءات المقررة لألفراد 105 أوال9 العقوبات الجزائية

105 عقوبة اإلعداـ-1 107 عقوبة السجف-2

111 ثانيا9 العقوبات المالية 111 الغرامة-1 110 المصادرة-2

111 الفرع الثاني9 تقدير الجزاءات المقررة لألفراد 112 الفردية أوال9 ظروؼ تقرير الجزاءات

112 ظروؼ تخفيؼ العقوبة-1 114 ظروؼ تشديد العقوبة-2

115 ثانيا9 انقضاء الجزاءات الفردية 116 العفو عف العقوبة -1 118 تقادـ العقوبة -2

121 الخاتمػػػة 126 قائمة المػػراجػػع

ة

ال

يتحمله.

:الكلمات المفتاحیة؛الھیئات؛ الحمایة؛ االنتفاضة؛ الحروب؛ الطفل؛ العصاباتحرب؛ الثورة؛ األھلیةالحروب؛ التجنید.القانون

2014ماي 29نوقشت یوم