P

شرح كتابأضواء البيانمعالي الشيخ الدكتور

الله الخضير عبد الكريم بن عبدعضو هيئة كبار العلماء

وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

المكان:هـ25/05/1439تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب أضواء البيان-المائدة )22 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.ــول: سمعت مقول��ة البن القيم وهي أن من أراد اإلخالصهذا يق

ينبغي أن يذبح حب المدح بسكين العلم، إلى آخر المقول. ابن القيم -رحمه الله- ه��ذا في كت��اب الفوائ��د يق��ول: من أراد اإلخالص فليقبل على حب المدح والثناء فليذبحه بسكين علم��ه فإنه ال أحد ينفع مدحه وال يض��ر ذم��ه إال الل��ه -ج��ل وعال-، كم��االة ج��اء في ح��ديث األع��رابي ال��ذي ق��ال للن��بي -علي��ه الص��الم-: أعطني يا محمد فإن مدحي زين وذمي ش��ين. ق��ال: والس

. »ذاك الله« يقول: فه��ل يص��ح أو تص��ح، وق��د ق��ال -ج��ل وعال- على لس��ان

الم-: خ��رين{إبراهيم -عليه الس Zق في اآلZلي لسان صد Zعل Zواج{ [؟ 84]الشعراء:

ال شك أن المدح يضر، وحبه والتطلع إليه ال شــك أنــه مــؤثر على اإلخالص،الم-: مــؤثر جــدا على اإلخالص، وقــد قــال على لســان إبــراهيم -عليــه الســ

خــرين{ Zق في اآلZد ان صــ ــ ــلZ لي لس [، مــا قــال: في84 ]الشــعراء: }واجZع المعاصرين، فاإلنسان بعد موته يمــدح أو يــذم ال يتــأثر، يعــني بعــد موتــه ال

خــرين{يضره أن يمدح، وال يتأثر أن يمدح، وال يضره أيضا أن يذم، Zفي اآل{ ما قال: في المعاصرين بحيث يمدح وهو يسمع، والله المستعان.

الثاني: هل يجوز مخاطبة أحد بضمير الجمع، مــع أننــا ال نكلم العظيم -جــلجالله- بل نقول: ال إله غيره، بضمير اإلفراد؟

ZقدZر{الله -جل وعال- يقول: Zلة ال Zناه في لي Zزل ا أن [، قــال اإلمــام1 ]القدر: }إنــاه{البخــاري في تفســير ســورة Zن Zزل ا أن من صــحيحه: والعــرب تخــاطب}إن

الواحد بضمير الجمع، هــذا أمــر ال بــأس بــه وال شــك، وينبغي أن ينظــر فيحال المخاطب: هل يستحق أو ال يستحق؟ وهل يتأثر أو ال يتــأثر؟ والنــبي -الم- مــدح بعض أصــحابه في وجــوههم، وذم وحــذر من الة والســ عليــه الصــ

. فالنـاس»احثـوا في وجـوه المـداحين الـتراب«المدح في الوجـه، وقـال: يتفاوتون: هناك من يتأثر من الكلمة، ومن تقال فيه القصائد، بــل جـاء فيــه نصوص يمدح، والصحابة جاء فيهم مدح بالقرآن، في بعضهم بأعيــانهم ولــو

ى{لم يكن هناك.. ضــ Zك فتر [، وفي آخــر5 ]الضــحى: }ولسوZف يعZطيــك ربضى{سورة الليل: Zف يرZــه21 ]الليل: }ولسو [، من هو؟ أبو بكر -رضي الل

عنه-. فالناس يتفاوتون، بعض الناس يصاب بشيء من الغرور، وبشيء منالتيه والعجب والرياء، وبعض الناس ال يضره ذلك، والله أعلم.

....... طالب: كراهية الذم من هذا النوع، إال أنه قد يكــره الــذم؛ ألن النــاس شــهداء اللــهــه يســتحق أن في أرضه، فهذا يؤثر فيه من جهة ما بدر منه ال من غيره، أنــه يذم وال يستحق أن يمدح؛ ألن الناس شهداء الله في أرضه، فإذا كره؛ ألن

ال يستحق المدح، وإذا ذم فإنه مستحق للذم فيكرهه من هذه الحيثية.نعم.

بس��م الل��ه ال��رحمن ال��رحيم، الحم��د لل��ه رب الع��المين، طالب: وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والت��ابعين

لهم بإحسان إلى يوم الدين.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

"وقد استدل قال الشيخ محمد األمين الشنقيطي -رحمه الله-:.به بعض العلماء على جواز إمساك الصيد الذي صيد في الحل"

. »يا أبا عمير، ما فعل النغير؟« يعني حديث: "استدل به" "وإدخاله المدينة، وم��ا ك��ان محتمال له��ذه االحتم��االت ال طالب:

تعارض به النص��وص الص��ريحة الص��حيحة الكث��يرة ال��تي ال لبس فيها وال احتمال. فإذا علمت ذلك، ف��اعلم أن العلم��اء الق��ائلين بحرمة المدين��ة، وهم جمه��ور علم��اء األم��ة، اختلف��وا في ص��يد حرم المدينة، هل يضمنه قاتله أو ال؟ وك��ذلك ش��جرها؟ ف��ذهب كث���ير من العلم���اء، منهم مال���ك، والش���افعي في الجدي���د، وأصحابهما، وهو إحدى الروايتين عن أحم��د، وعلي��ه أك��ثر أه��ل العلم، إلى أنه موضع يجوز دخول��ه بغ��ير إح��رام، فلم يجب في��ه

.جزاء كصيد وج" ....... طالب:

وادي وج بالطائف سيأتي ما جاء فيه مما يدل على أنه حــرم محــرم، ولكنالحديث ضعيف. نعم.

....... طالب:الشافعية رأوا أنه حرام، وادي وج.

طالب: ...نعم. نعم. ا بقول��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-: ط��الب: "واس��تدلوا أيض��

»المدينة حرم ما بين عير وثور، فمن أحدث فيها ح��دثا، أو آوى فيها محدثا، فعليه لعنة الله والمالئكة والناس أجمعين، ال يقبل

، فذكره -صلى الل��ه علي��هالله منه يوم القيامة صرفا وال عدال« وسلم- لهذا الوعيد الش��ديد في اآلخ��رة، ولم ي��ذكر كف��ارة في الدنيا، دليل على أنه ال كفارة تجب فيه في الدنيا، وهو ظ��اهر. وقال ابن أبي ذئب، وابن المنذر: يجب في صيد الحرم الم��دني الجزاء الواجب في صيد الحرم المكي، وهو قول الشافعي في القديم، واستدل أهل هذا القول بأنه -صلى الل��ه علي��ه وس��لم-م المدين��ة مث��ل ح في األحاديث الصحيحة المتقدمة بأنه ح��ر صر تحريم إبراهيم لمكة، ومماثلة تحريمها تقتضي اس��تواءهما في

.جزاء من انتهك الحرمة فيهما"ــد ورد لكن التشبيه ال يقتضي المشابهة من كل وجه، فالتشبيه في اإلثم وق

التأثيم صريحا. نعم. "قال القرطبي: قال القاضي عبد الوهاب: وهذا القول طالب:

أقيس عن��دي على أص��ولنا؛ ال س��يما أن المدين��ة عن��د أص��حابنا أفض��ل من مك��ة، وأن الص��الة فيه��ا أفض��ل من الص��الة في

.المسجد الحرام" فيكون باب القياس قيــاس األولى عنــدهم عنــد المالكيــة، ولكن المعــروف

ومذهب الجمهور أن مكة أفضل، والصالة المضاعفات فيها أكثر. "ق��ال مقي��ده -عف��ا الل��ه عن��ه-: وم��ذهب الجمه��ور في ط��الب:

تفضيل مكة، وكثرة مضاعفة الص��الة فيه��ا زي��ادة على المدين��ةبمائة ضعف أظهر لقيام الدليل عليه، والله تعالى أعلم.

شرح كتاب أضواء البيان-المائدة )22 )

4

وذهب بعض من قال بوجوب الجزاء في الحرم الم��دني إلى أنالجزاء فيه هو أخذ سلب قاتل الصيد، أو قاطع الشجر فيه.

قال مقيده -عفا الل��ه عن��ه-: وه��ذا الق��ول ه��و أق��وى األق��والدليال؛ لم��ا رواه مس��لم في ص��حيحه عن س��عد بن أبي وق��اص - رض��ي الل��ه عن��ه-: أن��ه ركب إلى قص��ره ب��العقيق، فوج��د عب��دا يقطع شجرا، أو يخبط��ه، فس��لبه، فلم��ا رج��ع س��عد ج��اءه أه��ل العب���د فكلم���وه أن ي���رد على غالمهم أو عليهم م���ا أخ���ذ منلنيه رسول الله -صلى غالمهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئا نف الل���ه علي���ه وس���لم-، وأبى أن ي���رده عليهم، رواه مس���لم في صحيحه، وأحمد. وما ذكره القرطبي في تفسيره -رحم��ه الل��ه- من أن هذا الحكم خاص بس��عد -رض��ي الل��ه عن��ه- مس��تدال ب��أن قوله: نفلنيه، أي أعطانيه، ظاهر في الخصوص ب��ه دون غ��يره، في��ه عن��دي أم��ران؛ األول: أن ه��ذا ال يكفي في الدالل��ة على الخصوص؛ ألن األصل استواء الن��اس في األحك��ام الش��رعية إالل ك��ل من بدليل. وقوله: نفلنيه، ليس ب��دليل؛ الحتم��ال أن��ه نفل س��عدا، وجد قاطع شجر، أو قاتل صيد بالمدينة ثيابه، كم��ا نف

وهذا هو الظاهر. الثاني: أن سعدا نفسه روي عنه تعميم الحكم، وشموله لغيره، فقد روى اإلمام أحمد وأبو داود عن سليمان بن أبي عب��د الل��ه ق��ال: رأيت س��عد بن أبي وق��اص أخ��ذ رجال يص��يد في ح��رمم رسول الله -صلى الله علي��ه وس��لم- فس��لبه المدينة الذي حر ثيابه، فج��اء موالي��ه، فق�ال: إن رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه

»من رأيتم��وه يص��يد في��ه ش��يئاوسلم- حرم هذا الحرم، وقال: ."فلكم سلبه«

نعم؛ ألن من من صيغ العموم. "فال أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله -ص��لى الل��ه طالب:

.عليه وسلم-"باعتباره فردا من أفراد المخاطبين بالحديث.

"ولكن إن شئتم أن أعطيكم ثمنه أعطيتكم، وفي لفظ: طالب: ، وروى ه��ذا الح��ديث»من أخذ أحدا يصيد في��ه فليس��لبه ثياب��ه«

أيضا الحاكم وصححه، وهو صريح في العموم وع��دم الخص��وصلني��ه، وأن��ه ع��ام بسعد كما ترى، وفيه تفسير المراد بقول��ه: نف لكل من وج��د أح��دا يفع��ل فيه��ا ذل��ك. وتض��عيف بعض��هم له��ذا

.الحديث بأن في إسناده سليمان بن أبي عبد الله" يعني مخاطبة الواحد، األصل أن الناس سواء في األحكام، ولذا ما قال أحد

دقة{أخذا من قول الله- جل وعال-: [،103 ]التوبـة: }خـذZ منZ أمZـوالهمZ صـ}Zمخاطبة للرسول -عليه الصالة والسالم-، ما قال أحد: إن هذا خاص}خذ

بالرسول -عليه الصالة والسالم-. .......طالب:

تفضل منه. .......طالب:

ثمن السلب هذا تفضل من سعد. نعم.

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

"وتضعيف أحدهم لهذا الحديث بأن في إسناده س��ليمان طالب: بن أبي عب�د الل�ه غ�ير مقب�ول؛ ألن س�ليمان بن أبي عب��د الل�ه مقبول، قال فيه الذهبي: تابعي وثق، وقال فيه ابن حج��ر في التقريب: مقبول. والمقبول عنده كما بينه في مقدمة تقريبه: هو من ليس له من الحديث إال القليل، ولم يثبت فيه م��ا ي��ترك حديثه من أجل��ه، فه��و مقب��ول حيث يت��ابع، وإال فلين الح��ديث. وقال فيه ابن أبي ح��اتم: ليس بمش��هور، ولكن يعت��بر بحديث��ه.

.انتهى"لكن ننظر هل توبع على رواية هذا الحديث أو لم يتابع؟

....... طالب:بعد، نعم. "وقد ت�ابع س�ليمان بن أبي عب�د الل�ه في ه��ذا الح�ديث طالب:

عامر بن سعد عند مسلم، وأحمد، ومولى لسعد، عن��د أبي داود، كلهم عن س�عد -رض�ي الل�ه عن��ه-، فاتض�ح رد تض�عيفه م�ع م�ا ق��دمنا من أن الح��اكم ص��ححه، وأن ال��ذهبي ق��ال في��ه: ت��ابعي موثق. والمراد بسلب قاطع الشجر أو قاتل الصيد في المدين��ة أخذ ثيابه، قال بعض العلماء: حتى سراويله. والظاهر م��ا ذك��ره بعض أه��ل العلم من وج��وب ت��رك م��ا يس��تر الع��ورة المغلظ��ة،

.والله تعالى أعلم" ....... طالب:

ــه أن ــا علي سلب كل شيء بحسبه، لكن الشيء الذي ينبغي أن يكون متفق هذا السلب ال يتناول ما يستر العورة؛ ألن سترها واجب، وما ال يتم الواجب

إال به فهو واجب. ....... طالب:

يعني المتابع على أصله، المتابع على األصل تدل على أن له أصال. .......طالب:

ــال، ــل أص ــدل على أن لألص ــبر ت ــل الخ ــة على أص ــال المتابع ــل ح على كومعروف عند أهل العلم. نعم.

"وقال بعض العلم��اء: الس��لب هن��ا س��لب القات��ل، وفي طالب: مصرف هذا السلب ثالثة أقوال؛ أصحها: أنه للس��الب كالقتي��ل،

.ودليله حديث سعد المذكور"نفلنيه، مما يدل على أنه ال.

"والثاني: أنه لفقراء المدينة. والثالث: أنه لبيت الم��ال. طالب: والحق األول. وجمهور العلماء على أن حمى رسول الله -صلى الله علي��ه وس��لم- ال��ذي تق��دم في ح��ديث أبي هري�رة المتف��ق عليه، أن قدره اثنا عشر ميال من جهات المدين��ة ال يج��وز قط��ع ش��جره، وال خاله، كم��ا رواه ج��ابر بن عب��د الل��ه -رض��ي الل��ه

»العنهما-، قال: قال رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-: ."يخبط وال يعضد حمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-«

يعني هذا حمى، وليس بحرم، لكنه حمى إلبل الصدقة.

شرح كتاب أضواء البيان-المائدة )22 )

6

ا رفيقا«" طالب: . أخرجه أبو داود وال��بيهقي،»ولكن يهش هش ولم يضعفه أبو داود، والمعروف عن أبي داود -رحمه الل��ه- أن��ه

.إن سكت عن الكالم في حديث، فأقل درجاته عنده الحسن" لكن هو قال: ما سكت عنه فهو صالح، يعني ما فيه ضعف شديد بينته، وما سكت عنه فهو صالح، كما جاء في رســالته ألهــل مكــة. الحافــظ ابن كثــير يقول: إنه وقف على نسـخة من الرســالة، رسـالة أبي داود أنـه قـال: ومــا سكت عنه فهو حسن. لكن أكثر النسخ العتيقة الموثقة: ما سكت عنه فهور أهــل العلم أعم من أن تكــون لالحتجــاج، بــل صالح. والصــالحية كمــا يقــر تشمل الصالحية لالستشهاد، فيدخل فيه الضعيف الذي ضعفه ليس بشديد، بدليل أن ما كان ضعفه شديدا بينـه، مفهومـه أن مــا كـان ضـعفه أقــل من

ذلك أنه قد ال يبينه. "وقال النووي في ش��رح المه��ذب بع��د أن س��اق ح��ديث طالب:

جابر المذكور: رواه أبو داود بإسناد غير قوي، لكنه لم يض��عفه..انتهى"

يعني سكت عنه."لم يضعفه"يعني سكت، "ويعتضد ه��ذا الح��ديث بم��ا رواه ال��بيهقي بإس��ناده عن طالب:

محمد بن زياد قال: كان جدي مولى لعثمان بن مظعون، وك��ان يلي أرضا لعثمان فيها بقل وقثاء، قال: فربم��ا أت��اني عم��ر بن الخطاب -رضي الله عنه- نصف النهار، واضعا ثوب��ه على رأس��ه يتعاهد الحمى، أال يعضد ش��جره، وال يخب��ط، ق��ال: فيجلس إلي

.فيحدثني، وأطعمه من القثاء والبقل، فقال له يوما" ألنــه إلبــل الصــدقة، والحمى إلبــل الصــدقة، فعمــر يتعاهــد هــذا من جهــة

مسئوليته عن إبل الصدقة. نعم. "فقال ل��ه يوم��ا: أراك ال تخ��رج من هاهن��ا، ق��ال: قلت: طالب:

أجل، قال: إني أستعملك على ما هاهنا فمن رأيت يعضد شجرا.أو يخبط فخذ فأسه وحبله"

سلب يعني من باب السلب. أو من باب التعزير، من باب التعزير لــه، وهــوغير داخل فيما جاء عن النبي -عليه الصالة والسالم- في حديث سعد.

"قال: قلت: آخذ رداءه؟ قال: ال. وعامة العلماء على أن طالب: ص��يد الحمى الم�ذكور غ�ير ح��رام؛ ألن�ه ليس بح��رم، وإنم�ا ه�و حمى حماه رسول الله -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- للخي��ل وإب��ل الصدقة والجزية، ونح��و ذل��ك. واختل��ف في ش��جر الحمى: ه��ل يض��منه قاطع��ه؟ واألك��ثرون على أن��ه ال ض��مان في��ه، وأص��ح

.القولين عند الشافعية" وإذا اختلفوا في شجر الحرم، وأنه ال يضمن عند األكثر؛ فلئال يضــمن شــجر

الحمى من باب أولى. ....... طالب:

نعم، خــذ فأســه وحبلــه، هــذا إذا قلنــا: إن حكمــه حكم الحــرم فيكــون منالسلب، وإذا قلنا: ال، هذا من باب التعزير لولي األمر أن يعزر.

....... طالب:نعم.

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

"وأص��ح الق��ولين عن��د الش��افعية وج��وب الض��مان في��ه ط��الب: بالقيمة، وال يسلب قاطع��ه، وتص��رف القيم��ة في مص��رف نعم

.الزكاة والجزية"ألنه محمي لها.

"المسألة الثالثة عش�رة: اعلم أن جم�اهير العلم�اء على طالب: إباح��ة ص��يد وج، وقط��ع ش��جره، وق��ال الش��افعي -رحم��ه الل��ه تع��الى-: أك��ره ص��يد وج، وحمل��ه المحقق��ون من أص��حابه على كراهة التحريم. واختلف��وا في��ه على الق��ول بحرمت��ه، ه��ل في��ه

.جزاء كحرم المدينة أو ال شيء فيه؟"كحرم المدينة عنده، يعني عند الشافعي.

."أو ال شيء فيه، ولكن يؤدب قاتله؟" طالب:فاعله.

."ولكن يؤدب فاعله؟ وعليه أكثر الشافعية" طالب:فاعله أعم من قاتله ليعم الصيد والشجر.

."وحجة من رواه أبو داود وأحمد والبخاري" طالب:وحجة من قال بحرمة صيد وج ما رواه أبو داود.

....... طالب:الثالثة عشرة، مركب مبني .......

....... طالب:ــد ال، ما بين إحدى عشر وتسعة عشر سواء كان على الفاعلة أو مركب أح

عشر. "وحج��ة من ق��ال بحرم��ة ص��يد وج م��ا رواه أب��و داود، ط��الب:

وأحمد، والبخاري في تاريخه، عن الزبير بن العوام -رضي الل��ه ،»صيد وج محرم«عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

الحديث. نه ق��ال ابن حج��ر في التلخيص: س��كت علي��ه أب��و داود، وحس��به ابن القطان بما نق��ل المنذري، وسكت عليه عبد الحق، فتعق عن البخاري، أنه لم يصح، وكذا قال األزدي. وذك��ر ال��ذهبي، أن

حه" .الشافعي صح .......طالب:

أنا رأيت الشيخ ابن باز -رحمـه اللــه- يقـرأ عليـه التلخيص في الحج، قسـمــد إضــافة إلى ذكــر األحــاديث ــه فوائ الحج من التلخيص في الحج، وهــو في المتعلقة بالمراد، وتخريج هذه األحاديث، وفيه فوائــد حديثيــة وفقهيــة؛ ألنــه

متعلق بكتاب فقهي، تخريج أحاديث كتاب فقهي. ....... طالب:

كل كتب التخاريج المتعلقة فيها فوائد، وتعــرف التلخيص ملخص من كتــاب ابن الملقن، وال يأتي ربع األصل، وقـد طبــع قبــل أصـله بمائـة سـنة، لكنهـا

شهرة الحافظ -رحمه الله- والقبول الذي وضعه الله له في األرض. ....... طالب:

نعم، يزاد فوائد، لكن ال تأتي، ال تذكر بالنسبة لما ترك. "وذك��ر الخالل أن أحم��د ض��عفه، وق��ال ابن حب��ان في ط��الب:

رواية المنفرد به، وهو محمد بن عبد الله بن إنسان الط��ائفي،

شرح كتاب أضواء البيان-المائدة )22 )

8

كان يخطئ، ومقتض��اه تض��عيف الح��ديث، فإن��ه ليس ل��ه غ��يره، فإن كان أخطأ فيه فهو ضعيف، وقال العقيلي: ال يتابع إال من

.جهة تقاربه في الضعف"يعني ضعفه ليس بشديد.

"وقال النووي في شرح المهذب: إسناده ضعيف. وذك��ر طالب: البخاري في تاريخه في ترجمة عبد الله بن إنسان: أنه ال يصح. وقال ابن حجر في التقريب في محمد بن عبد الل��ه بن إنس��ان الثقفي الطائفي المذكور: لين الحديث، وكذلك أب��وه عب��د الل��ها: لين الح��ديث، الذي هو شيخه في هذا الحديث ق��ال في��ه أيض�� وق��ال ابن قدام��ة في المغ��ني في ه��ذا الح��ديث في ص��يد وج: ضعفه أحمد، ذك��ره الخالل في كتاب��ه العل��ل. ف��إذا ع��رفت ه��ذا ظهر لك أن حج��ة الجمه��ور في إباح��ة ص��يد وج وش�جره، ك��ون الح���ديث لم يثبت، واألص���ل ب���راءة الذم���ة، ووج: بفتح ال���واو وتش��ديد الجيم، أرض بالط��ائف، وق��ال بعض العلم��اء: ه��و واد

.بصحراء الطائف، وليس المراد به نفس بلدة الطائف"نه تقــدم في كالم ابن حجــر في التلخيص: ســكت عليــه أبــو داود وحســ المنذري، وسكت عليه عبد الحق وتعقبه ابن القطان، بما نقل عن البخاريح أهل الحديث النقاد أنه لم يصح، وكذا قال األسدي. أبو الفتح األسدي صر منهم، وابن حجــر في أكــثر من موضــع، بــأن كالم ابن الفتح األســدي غــير مرضي؛ ألنه متهم ببدعة، فكيف يرضى كالمه في الــرواة ومــا يــترتب على

ذلك من الكالم في األحاديث. "وقيل: هو كل أرض الطائف، وقيل: هو اس��م لحص��ون طالب:

.الطائف" ....... طالب:

سكت عليــه عبــد الحــق في الجمــع بين الصــحيحين، وتعقبــه ابن القطــان،ويسكت. ....... طالب:

ال ال، في األحكام ما هو بالجمع الصحيح، في األحكام الكبرى.."وقيل: لواحد منهما" طالب:

منها، أي من الحصون. "وقيل لواحد منها، وربما التبس وج المذكور بوح بالحاء طالب:

المهملة، وهي ناحية نعم��ان. ف��إذا ع��رفت حكم ص��يد المح��رم، وحكم ص��يد مك��ة والمدين��ة ووج مم��ا ذكرن��ا، ف��اعلم أن الص��يدم إذا كان بعض قوائمه في الحل وبعض��ها في الح��رم، أو المحر

.كان على غصن ممتد في الحل، وأصل شجرته في الحرم"يعني يرجحون جانب الحضر.

"فاص��طياده ح��رام على التحقي��ق تغليب��ا لج��انب حرم��ة طالب: الحرم فيهما. أما إذا كان أص��ل الش��جرة في الح��ل، وأغص��انها ممتدة في الحرم، فاصطاد طيرا واقعا على األغص��ان الممت��دة في الحرم، فال إشكال في أنه مصطاد في الحرم؛ لكون الطير

.في هواء الحرم" ....... طالب:

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

مثل ما قالوا في القلتين هي على التحديد أم على التقــريب؟ هي معروفــة عندهم من كذا إلى كذا، يعني هل دقة تحديد الحرم بحيث تكون قائمة من قوائم الطير داخل وقائمة خارج. نعم. هذه يذكرونها من ضمن ما يصورون من المسائل العلمية التي تذكر للتنظير، ويذكرون الحكم بناء على القواعد

التي عندهم؛ تغليبا لجانب الحضر. "واعلم أن ما ادعاه بعض الحنفية، من أن أحاديث تحديد طالب:

حرم المدينة مضطربة؛ ألنه وقع في بعض الرواي��ات ب��الالبتين، وفي بعض��ها ب��الحرتين، وفي بعض��ها ب��الجبلين، وفي بعض��ها

.بالمأزمين" مــا المأزمــان، وال اختالف؛ ألن التحــريموالالبتان همــا الحرتــان، والجبالن ه

بين الالبتين من جهة الشرق والغرب، والجبالن من جهة الشمال والجنوب،فما فيه اضطراب وال اختالف نعم.

"وفي بعضها بعير وثور، غير صحيح؛ لظهور الجمع بكل طالب: وضوح؛ ألن الالب��تين هم��ا الحرت��ان المعروفت��ان، وهم��ا حج��ارة سود على جوانب المدينة، والجبالن هما المأزم��ان، وهم��ا ع��ير وثور، والمدينة بين الحرتين، كما أنها أيضا بين ثور وع��ير، كم��ا يشاهده من نظرها، وثور جبيل صغير يميل إلى الحمرة بت��دوير

.خلف أحد من جهة الشمال" وهــو على هيئــة الثــور، وبعضــهم أنكــر هــذه اللفظــة باعتبــار أن جبــل ثــور معروف، وفيه الغار المشهور بمكة وليس بالمدينة، لكن وجــد جبــل صــغير أو جبيل صــغير موجــود بالمدينــة خلــف أحــد صــغير على هيئــة الثــور. وهــو

المقصود. "فمن ادعى من العلم��اء أن��ه ليس في المدين��ة جب��ل ط��الب:

يسمى ثورا، فغلط منه؛ ألنه معروف عند الناس إلى اليوم، معأنه ثبت في الحديث الصحيح.

اآلي��ة، بتن��وين}فج��زاء مث��Zل{واعلم أنه على قراءة الكوفيين: فاألمر واض��ح، وعلى ق��راءة الجمه��ور:}مثZل{، ورفع }جزاء{،

باإلض��افة، ف��أظهر األق��وال أن اإلض��افة بياني��ة،}فجزاء مثZل{ أي: جزاء هو مثل ما قت��ل من النعم، ف��يرجع معن��اه إلى األول،

.والعلم عند الله تعالى"Zــل{ما الفرق بين القراءتين: [ قــراءة الكوفــيين،95 ]المائــدة: }فجــزاء مث

ــد أهــل العلم، يعني جزاؤه الواجب عليه مثل ما قتل، المماثلة معروفــة عنZل{مثل ما قتل، هذا جزاؤه. أو باإلضافة. }فجزاء مث

باإلضافة، ف��أظهر}فجزاء مثZل{"وعلى قراءة الجمهور: يقول: ــااألقوال أن اإلضافة بيانية" أي جزاء هو مثل، وهناك: فجزاؤه مثل م

قتل من النعم، ويرجع المعنى واحدا ما يختلف، والعلم عند الله.هاوالكالم على اآلية، نحن انتهينا من الصيد وما يتعلق بالحرم، واآلن: }يا أي

}ZتمZ ــدي ل إذا اهZت كمZ منZ ضــ ر ــ كمZ ال يض Zفســ ZكمZ أن ــوا علي ذين آمن ــدة:ال ]المائ[، كالم طويل، وإلى آخر السورة، وننهيه إن شاء الله بالدرس القادم.105