7
ب التجريد الصريح شرح كتايحمع الصحاديث احا ة الشيخ الدكتور فضيل ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع اء ت ف والإ ه ي م ل ع ل ا( وث ح ب ل ل مه/ ئ الدا2 ة4 ي ج ل ل و ا ض ع ماء و ل ع لر ا ا ب ك ة/ ي ي ه و ض عحلقةال( لمائةسة والعشرون بعد الساد ا) / / 14 ابين، نلينء والمرسانبيرف ام على أشة والسلمين، والصا رب الع د، الحمرحيمرحمن ال ال م بسى آله وصحبه أجمعين.حمد وعل م

7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

(السادسة والعشرون بعد المائة )الحلقة

/ / 14

Page 2: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

2 السادسة والعشرونالتجريد الصريح– الحلقة بعد المائة

بس��م هللا ال�رحمن ال��رحيم، الحم��د هلل رب الع��المين، والص��الة والس��الم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين، نبين��امحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها اإلخوة واألخ��وات، الس��الم عليكم ورحم��ة هللا وبركات��ه، وأهال بكم إلى حلق��ة جدي��دة في برن��امجكم، ش��رحكتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.

مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة ال��دكتور عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير، ف�أهال ومرحب��ابكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين. »من ي��رد هللا ب��ه خ��يرا يفقه��ه في ال��دين«المق��دم: في الحلق��ة الماض��ية كن��ا م��ع المس��تمعين الك��رام في ح��ديث

»وإنم��ا أن��ا قاس��م وهللا -ع��ز وج��ل-أشرتم إلى شيء من ألفاظه، توقفنا عند قوله -عليه الصالة والسالم-: لعلن�ا نس�تكمل م�ايعطي، ولن تزال هذه األمة قائمة على أمر هللا ال يضرهم من خالفهم حتى ي�أتي أم�ر هللا«،

تبقى يا شيخ. الحم!!د هلل رب الع!!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!!ارك على عب!!ده ورس!!وله نبين!!ا محم!!د وعلى آل!!ه وص!!حبه أجمعين، ه!!!!ذا الح!!!!ديث العظيم يحت!!!!اج إلى حلق!!!!ات كث!!!!يرة؛ الس!!!!تيفاء مطالب!!!!ه، وبالمناس!!!!بة ال!!!!وزير ابن هب!!!!يرة لم!!!!ا ش!!!!رح الصحيحين في كتاب!ه اإلفص!!اح عن مع!اني الص!!حاح، لم!ا وص!!ل إلى ه!ذا الح!ديث ذك!ر تحت ه!ذا الح!ديث جمي!ع أبواب الفقه وأحكامه العملية، وذكر ما في هذه األبواب من مسائل، وذك!!ر م!!ا في ه!!ذه المس!!ائل من أق!!وال أله!!ل العلم، ما فيه من اتفاق واختالف، وطبع ما يتعلق بهذا الح!ديث في مجل!دين، فه!ذا كت!!اب ال ش!!ك عظيم، ويحت!اج إلى حلق!!ات، لكن أظن أن وقت البرن!!امج ال يس!!مح باإلتي!!ان بك!!ل م!!ا يتعل!!ق به!!ذا الح!!ديث، فنقتص!!ر من ذل!!ك على

ما يوضح معاني هذا الحديث، ويفيد السامع إن شاء هللا تعالى. س!!بقت اإلش!!ارة إلى أن!!ه حص!!ر إض!!افي، وليس بحص!!ر حقيقي؛ لوج!!ود»وإنم��ا أن��ا قاس��م«الحص!!ر في الح!!ديث

ص!!فات أخ!!رى للن!!بي -علي!!ه الص!!الة والس!!الم-، وه!!ذا الحص!!ر اإلض!!افي يق!!ول الكرم!!اني: إن!!ه قي!!ل في مناس!!بة معين!!ة؛ ل!!دفع م!!ا يتوهم!!ه الس!!امع، وم!!ا يخط!!!ر على بال!!ه، فق!!د يعتق!!د الس!!امع أن الن!!بي -علي!!ه الص!!الة والس!!الم- معط، فجاء هذا الحصر لنفي هذا االعتقاد، وبي!!ان الن!بي -علي!ه الص!!الة والس!الم- إنم!!ا ه!!و قاس!!م، والمعطي ه!و هللا -عز وجل-. قد يتصور الس!!امع أو ق!!د يخط!ر على ب!ال الس!!مع أن!ه مع!!ط وقاس!م في آن واح!د، ف!أراد الن!!بي- عليه الصالة والسالم- بهذا الحص!!ر أن ينفي أن!!ه مع!ط، وأن!!ه مج!!رد قاس!م، يقس!!م م!!ا يق!دره هللا -ج!!ل وعال- من

هذه العلوم والمعارف بين خلقه الذين سمعوه -عليه الصالة والسالم-، والذين سمعوا كالمه بعده أيضا.ا قاس!!م بالنس!!بة لمن ي!!أتي بع!!د الص!!حابة، ويطل!ع ا بالص!!حابة، يع!نى ه!!و أيض!! ال يلزم أن يكون هذا الخطاب خاص!! على كالمه، فكالمه سواء أكان مسموعا أو مقروءا هو هذه صفته -عليه الصالة والسالم- في هذا الباب، ه!!و

يقسم ما قدره هللا -جل وعال- وأعطاه لعباده. يع!!نى أن!!ه -علي!!ه الص!!الة والس!!الم-»إنما أنا قاسم«وقال الشيخ قطب الدين الحلبي في ش!!رحه على الص!!حيح:

»ما لي مما أفاء هللا عليكم إال الخمس، وهولم يس!!تأثر بش!!يء مم!!ا هلل، وق!!ال الن!!بي -علي!!ه الص!!الة والس!!الم-:

Page 3: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

، القطب الحل!!!!بي ذهب إلى أن الم!!!!راد بالقس!!!!مة، قس!!!!مة األم!!!!وال الحس!!!!ية وم!!!!ا تق!!!!دم من كالمهمم���ردود عليكم« منصب على قسمة العلوم والمعارف المعنوية، وإنما قال: أنا قاسم تطييبا لنفوس!!هم لمفاض!!لته في العط!اء فالم!!ال هلل، والعباد هلل، وأنا قاسم بإذن هللا ماله بين عباده. وإنما قال: أنا قاسم، يعنى مقتضى وظيفة القاسم والقس!!ام أن

ه!!ل يل!!زم من ه!!ذا أن يك!!ون يع!دل في»هللا يعطي«يعدل في القسمة، لكن دالل!!ة قول!ه -علي!!ه الص!!الة والس!!الم-: القس!!مة بين من يعطي!!ه هللا -ج!!ل وعال- أك!!ثر م!!ع من يعطي!!ه هللا -ج!!ل وعال- أق!!ل؟ ألم يثبت أن الن!!بي -علي!!ه الصالة والسالم- أعطى بعض المؤلفة قلوبهم أمواال طائلة، ولم يع!ط بعض الن!اس ش!!يئا، وأعطى بعض!هم ش!!يئا

يسيرا؟ هل يقال إن هذا ليس فيه عدل بين الرأي؟ هللا -ج!!ل وعال- ه!!و المعطي، والن!!بي -علي!!ه الص!!الة والس!!الم- قاس!!م أي ينف!!ذ، وس!!بق في ح!!ديث س!!عد: أعطى رهطا وس!!عد ج!!الس، م!!ا ل!ك عن فالن إني ألراه مؤمن!!ا. المقص!!ود أن مث!!ل ه!!ذا، ه!!ذا مع!!نى أن هللا -ج!ل وعال- هو المعطي، اآلن يدخل اثنان ظروفهم واحدة على شخص ممن أعط!!اه هللا -ج!ل وعال- ش!!يئا من الم!ال، وهيا، وأن يعطي من الزك!!!اة مثال، الم!!!ال مص!!!روف مص!!!روف، فيوجه!!!ه هللا -ج!!!ل وعال- إلى أن يعطي ه!!!ذا مبلغ!!! الثاني أكثر أو أقل، هل يلزم من هذا أن يقال: إن هذا ما عدل بين االثنين وظروفهم واحدة؟ ال يلزم عنه ذل!!ك،

ال هللا الذي آت���اكم{هللا -ج!!!!ل وعال- ه!!!!و المعطي، البش!!!!ر هم مج!!!!رد تنفي!!!!ذ ، فهم[33الن���ور:]}وآت���وهم من م��� وسائط.

لنفوس!!!هم لمفاض!!!لته في العط!!!اء، يفاض!!!ل بينهم في العط!!!اء، بعضا تطييب»وإنم��ا أن��ا قاس��م«يق!!!ول: وإنم!!!ا ق!!!ال: الناس يعطيه لرقة في دينه، لضعف في إيمانه لتق!وي إيمان!!ه، وبعض الن!!اس ال يعطي!!ه أو يعطي!!ه أق!!ل ويكل!ه إلى

وإني ألعطي الرج!!!ل وغ!!!يره أحب إلي من!!!ه، يك!!!ل ه!!!ذا م!!!ا في قلب!!!ه من إيم!!!ان؛ ألن!!!ه ال يخش!!!ى علي!!!ه أن يزي!!!غ. الرجل لما عنده من إيمان، فالرسول -علي!ه الص!!الة والس!!الم- وه!و أكم!ل الخل!ق وأش!رف الخل!ق وأع!دل الخل!ق

»إنما أن��اال يظن ب!!ه أن!!ه إذا أعطى فالن!!ا أك!!ثر من فالن أن!!ه ج!!ار، ولم يع!!دل بين الرعي!!ة، إنم!!ا العل!!ة واض!!حة، قاسم وهللا يعطي«.

،االحقوق المستحقة التي تجب لألشخاص بأعيانهم، يجب التعديل فيها. حقوقهم التي لهم أج!!رة مثال، أدوا أعم!!ال قس!!!م بينهم العم!!!ل بالس!!!وية واس!!!تحقوا األج!!!رة بالس!!!وية، ال يج!!!وز التفض!!!يل بينهم، وال يج!!!وز أن ينقص بعض!!!هم على بعض، لكن ه!!!!ذه أم!!!!وال من بيت الم!!!!ال، المقص!!!!ود منه!!!!ا اس!!!!تعمالها واس!!!!تغاللها في ال!!!!دعوة إلى هللا -ج!!!!ل

وال شك أن بعض الناس يحتاج إلى زيادة ليؤل!!ف، وبعض!!هم ال يحت!!اج وعال-، فصرفها فيما يحقق هذا الهدف. ويوك!!!ل إلى إيمان!!!ه، وبعض الن!!!اس يأخ!!!ذ األم!!!وال ويعطى األم!!!وال فتض!!!ره. ليس إعط!!!اء الم!!!ال على ك!!!ل ح!!!ال مص!!!لحة، فاهلل -ج!!!ل وعال- يعطي ه!!!ذه األم!!!وال من يحب ومن ال يحب، لكن الع!!!برة مم!!!ا يعطى مم!!!ا يق!!!ر في القل!!وب من إيم!!ان، وم!!ا يتب!!ع ذل!!ك من عم!!ل ص!!الح، وه!!ذا نظ!!ر إلى حقيق!!ة القس!!مة، يع!!ني حقيقته!!ا حس!!ية، وأنه!!ا تكون في األموال، والكالم األول مناسب ألول الحديث، فقائل!ه نظ!!ر إلى المع!نى -الكالم الس!!ابق ال!ذي تق!دم قب!ل

ق!!!ال الكرم!!!اني: تق!!!ديم لف!!!ظ هللا ال!!!ذي ه!!!و لف!!!ظ الجالل!!!ة على الفع!!!ل، تقديم!!!ه على العام!!!ل مفي!!!د ه!!!ذا- وهللا يعطي.للتقوية عند السكاكي، السكاكي من هو هذا؟

Page 4: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

4 السادسة والعشرونالتجريد الصريح– الحلقة بعد المائة

المقدم: من علماء اللغة. الس!!!كاكي ل!!!ه أش!!!هر كت!!!اب في البالغ!!!ة، وك!!!ل من ج!!!اء بع!!!ده دار في فلك!!!ه، التلخيص، تلخيص كت!!!اب الس!!!كاكي،رح ه!!ذا الكت!!اب، وكم يع!!نى م!!ا من ش!!خص يبحث في عل!!وم البالغ!!ة إال ويرج!!ع، يش!!رح ويعل!!ق ويحش!!ي، كم ش!!ي علي!!!ه من ح!!!واش، وكم نكت علي!!!ه من نكت، دار الن!!!اس في فلك!!!ه. ص!!!ار مح!!!ط أنظ!!!ار الن!!!اس ال!!!ذي ه!!!و حش!!!

التلخيص من كتاب السكاكي اسمه مفتاح العلوم. يقول: تقديم لفظ هللا عليه -يعنى على الفع!ل- مفي!د للتقوي!ة عن!!د الس!!كاكي، يع!نى أن!ه ال يفي!!د التخص!يص، يق!ول:ا وال يحتمل التخصيص، أي هللا يعطي ال محالة، فهو مفيد للتقوية، وال يفي!!د االختص!!اص بمع!نى أن غ!يره أيض!! يعطي، على كالم الس!!!!كاكي أن!!!ه ال يختص العط!!!!اء باهلل -ج!!!ل وعال-. وإن أراد المع!!!نى اللغ!!!وي فص!!!!حيح، م!!!ا يق!!ال: إن فالن!!!ا أعطي فالن!!ا؟ يق!!ال: إذا العط!!!اء ال يختص باهلل -ج!!ل وعال-، وإنم!!!ا فالن يعطي، وزي!!!د يعطي، وبك!!!ر يعطي وهك!!!ذا. لكن هللا يعطي تق!!ديم لف!!!ظ الجالل!!ة على الفع!!!ل، ي!!دل على التقوي!!ة فكأن!!!ه ق!!!ال: هللا يعطي ال محالة. وأم!!ا عن!د الزمخش!!ري فيحتمل!ه، يحتم!ل االختص!اص، وحينئ!!ذ يك!!ون معن!!اه: هللا يعطي ال غ!يره، يع!!نى ال يوج!!!!!د من يعطي غ!!!!!ير هللا -ج!!!!!ل وعال-، والعط!!!!!اء الحقيقي إذا نظرن!!!!!ا إلى مج!!!!!رد إطالق الفع!!!!!ل، يطل!!!!!ق على الخالق والمخلوق، لكن إذا نظرنا إلى أن المعطي الحقيقي، وأن المخلوق ال يمكن أن يستقل بالعطاء، فالمعطي

حقيقة هو هللا -جل وعال- وهو الرازق. ا ب!!أن المقص!!ود من!!ه بي!!ان إيج!!اد ه!!ذه الحقيق!!ة أي حقيق!!ة وفائ!!دة ح!!ذف مفع!!ول يعطي لجعل!!ه كالفع!!ل الالزم إعالم!! اإلعط!!اء، ال بي!!ان المفع!!ول أي المعطى، ويحتم!!ل حذف!!ه التعميم في المعطى، يع!!نى هللا يعطي. هللا -ج!!ل وعال-

يعطي ماذا؟ يعطي علما، يعطي إيمانا، يعطي أمواال، يعطي..المقدم: توفيقا.

من كل وجه، فحذف المفعول؛ ليبقى في كل ما يحتمله اللفظ مما يعطى، فالحذف فيه للتعميم. النص!!ب ب!!الخبر ت!!زال، والف!!رق بين زال ي!!زال، وزال ي!!زول »قائم�ة«، أي أم!!ة اإلجابة»ولن تزال هذه األمة«

أن األول من األفع!!!!ال الناقص!!!!ة، م!!!!ا زال، وم!!!!ا ي!!!!زال. لكن زال ي!!!!زول بمع!!!!نى أن األول من األفع!!!!ال الناقص!!!!ةويلزمه النفي بخالف الثاني زال بمعنى أنه انمحى أو ذهب.

ق!!ال القس!!طالني:حتى يأتي أم�ر هللا«،» أي ال!!ذي خ!!الفهم، «ال يضرهم من» على الدين الحق، »على أمر هللا« حتى غاية لقوله: لن ت!زال، غاي!!ة لن ت!!زال ه!!ذا النفي مغيا بغاي!ة وه!و م!!ا بع!د ح!!تى، أق!!ول: لن ت!زال، إلى م!تى؟ هناك غاية حتى يأتي أمر هللا هذه هي الغاية، لكن أال يشكل على هذا ال تزال هذه الطائف!!ة، ال ت!!زال ه!!ذه األم!!ة قائمة حتى يأتي أمر هللا؟ معنى هذا لو أخذنا بمفهوم هذه الغاية أنهم بع!!د أم!!ر هللا إذا أتى أم!!ر هللا أنه!!ا ت!!زول أو ت!!زال؛ ألن م!!ا بع!!د الغاي!!ة يخ!!الف م!!ا قبله!!ا ه!!ذا األص!!ل، ال ت!!زال ه!!ذه األم!!ة قائم!!ة على أم!!ر هللا أي على ال!!دين

الحق حتى يأتي أمر هللا، مفهومه أنه إذا أتى أمر هللا تغيرت عن الدين الحق، لكن هل هذا المفهوم مراد؟ حتى يأتي أمر هللا.

Page 5: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

ق!!ال القس!!طالني: ح!!تى غاي!!ة لقول!!ه: لن ت!!زال، واستش!!كل ب!!أن م!!ا بع!!د الغاي!!ة مخ!!الف لم!!ا قبله!!ا؛ إذ يل!!زم من!!ه أالتكون هذه األمة يوم القيامة على الحق إذا جاء أمر هللا الذي هو يوم القيامة.

ا، وأجيب ب!!أن الم!راد من قول!ه: بعد الغاية في يوم القيامة أنها ال تكون على الحق، لكن هل هذا مراد؟ ال، قطع!! أم!ر هللا التك!اليف، وهي معدوم!!ة فيه!ا، أو الم!!راد بالغاي!!ة هن!!ا تأكي!د التأبي!د ح!تى ي!أتي أم!ر هللا، تأكي!!د التأبي!د على

فأكد التأبيد بقوله: إال ما شاء ربك، يع!!نى ه!!ل ه!!ذه غاي!!ة إال م!!ا}ما دامت السموات واألرض{،حد قوله تعالى: ش!!اء رب!!ك، أو أنه!!ا من ب!!اب تأكي!!د التأبي!!د؟ تأكي!!د التأبي!!د بال ش!!ك، أو هي غاي!!ة لقول!!ه: ال يض!!رهم؛ ألن!!ه أق!!رب، ويك!!!!!ون المع!!!!!نى ح!!!!!تى ي!!!!!أتي بالء هللا فيض!!!!!ره حينئ!!!!!ذ، ي!!!!!أتي أم!!!!!ر هللا يع!!!!!نى بالء هللا، من أوبئ!!!!!ة، من ح!!!!!روب، فيض!!رهم؛ ألن الص!!الح ق!!د يتض!!رر من الح!!روب، من األوبئ!!ة، وه!!ذا ض!!رر ظ!!اهر، لكن!!ه في الحقيق!!ة ق!!د يك!!ون ضررا مشاهدا، ضررا في عرف الناس واعتبارهم، لكنه في الحقيقة رفعة لهم، هذا الضرر رفع!!ة لهم، فيك!!ون

ما بعدها مخالفا لما قبلها. وفي فتح المب!!!دي للش!!!رقاوي، لكن م!!!ا موض!!!وعه ه!!!ذا؟ ش!!!رح مختص!!!ر الزبي!!!دي ال!!!ذي بأي!!!دينا، لكن باعتب!!!ار أن تعويلن!!ا علي!!ه قلي!!ل، واعتمادن!!ا على الش!!روح األص!!لية يجع!!ل اإلخ!!وان ينس!!ونه، وإال فه!!و ش!!رح للكت!!اب ال!!ذي بين

أيدينا. فتح المبدي للشرقاوي فيه المراد ببالء هللا فتنة الدجال، فإنها ربما أضرت بعض األم!!ة في دينهم- والعي!!اذ باهلل تع!!!الى-، وقي!!!ل: الم!!!راد ب!!!أمر هللا: ال!!!ريح اللين!!!ة ال!!!تي ت!!!أتي قب!!!ل ي!!!وم القيام!!!ة فتقبض روح ك!!!ل م!!!ؤمن ومؤمن!!!ة، والم!!!!راد بالغاي!!!ة تأكي!!!د التأبي!!!د، كم!!!ا م!!!!ر، وحينئ!!!!ذ فال يع!!!ارض ه!!!!ذا الح!!!!ديث م!!!ا ورد من قول!!!ه -علي!!!!ه الص!!!!الة

»ال تق��وم الس��اعة إال على ش��رار الن�اس«؛وقول�ه:»ال تقوم الساعة حتى ال يق��ول أح��د: هللا هللا«. والس!!الم-: ألن تلك الريح تأتي قرب يوم القيامة، وما ذكر في الحديثين عند القيامة نفسها، ال قربها.

اآلن ماذا ظهر لنا من هذه الغاية؟ حتى يأتي أمر هللا.المقدم: الذي ظهر أنها تأكيد التأبيد، وليس انقضاء الغاية.

تأكي!!د التأبي!!د، وليس الم!!راد ب!!ه يع!!نى مفه!!وم الغاي!!ة غ!!ير م!!راد، أن!!ه إذا ج!!اء أم!!ر هللا أنهم يض!!رهم من خ!!الفهم أو يتضررون، هذا غير مراد. لكن أنا عندي شيء آخر، عندي أن الغاية في هذا الحديث إلى نهاي!!ة وقت الخ!!وف ال يضرهم أحد، فإذا انتهى وقت الخوف بمجيء أمر هللا -ج!ل وعال- ه!ل يتص!!ور ض!!رر؟ ال يتص!!ور ض!!رر. إذا اس!!!تأجر ش!!!خص رجال يحرس!!!ه في س!!!فر، يق!!!ول: أن!!!ا أحرس!!!ك إلى أن تص!!!ل البل!!!د، إذا وص!!!ل البل!!!د ه!!!ل ه!!!و بحاجة إلى من يحرسه؟ وصل إلى األمن التام، فنقول: ال يضرهم من خالفهم إلى مجيء أم!!ر هللا ال!!ذي يحص!!ل

فيه األمن التام الذي ال يتصور فيه ضرر. أقول: عندي: أن الغاي!!ة في الح!ديث ه!و نهاي!ة وقت الخ!!وف، وه!و قي!!ام الس!اعة العام!ة أو س!اعة ك!ل واح!د منهم الخاص!!ة بموت!!ه، ف!!إذا أمن!!وا من الض!!رر بانته!!اء وقت الخ!!وف ف!!أمنهم في زمن األمن الت!!ام من ب!!اب أولى. وفي

يريد أن أمته -عليه الصالة والس!!الم- آخ!!ر »ولن تزال هذه األمة قائمة على أمر هللا«: شرح ابن بطال: قوله األمم، وأن عليه!!ا تق!وم الس!!اعة، وإن ظه!!رت أش!!راطها وض!!عف ال!!دين فالب!!د أن يبقى من أمت!!ه من يق!!وم ب!!ه، من

Page 6: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

6 السادسة والعشرونالتجريد الصريح– الحلقة بعد المائة

، وفي!!ه أن اإلس!!الم ال ي!!ذل، ب!!ل ه!!و عزي!!ز إلى»ال يضرهم من خ��الفهم«يق!!وم بال!!دين، وال!!دليل على ذل!!ك قول!!ه: قي!!ام الس!!اعة، وإن ك!!ثر مط!!البوه، يع!!نى وإن ت!!داعت األمم على أم!!ة اإلس!!الم، فاإلس!!الم ال ي!!ذل ولن ي!!ذل، يع!!نى وإن ذل أهل!!!ه في بعض األوق!!!ات، أو في بعض البل!!!دان، أو في بعض الجه!!!ات كم!!!ا ه!!!و مش!!!اهد اآلن، ق!!!د ي!!!ذل أهلها، لكن اإلسالم يبقى عزيزا شامخا في نفوس أهله وفي نفوس أعدائهم. يعنى أهله وهم يحس!!ون به!!ذا ال!!ذل،

هل هذا اإلحساس إحساس بأن دينهم ذليل؟ ال، الع!!دو حينم!!ا يته!!افت على ه!!ذه األم!!ة العزي!!زة في األص!!ل وإنم!!ا ذله!!ا ع!!ارض؛ ألنه!!ا بع!!دت عن تعليم ه!!ذا ال!!دين، فل!!و رجعت رج!!ع إليه!!ا ه!!ذا الع!!ز، األم!!ة لن تحس ب!!ذل لل!!دين، وإن أحس!!ت ب!!ذلها؛ لبع!!دها عن ه!!ذا ال!!دين. الع!!دو وه!!و يري!!د القض!!اء على ه!!ذا ال!!دين وأه!!ل ه!!ذا ال!!دين ه!!و في ق!!رارة نفس!!ه مق!!ر مع!!ترف بعظم!!ة وع!!ز ه!!ذا

الدين. ق!!!ال الكرم!!!اني: ف!!!إن قلت: ه!!!ل في الح!!!ديث دالل!!!ة على حجي!!!ة اإلجم!!!اع؟ في!!!ه أم م!!!ا في!!!ه؟ يق!!!ول: قلت: نعم؛ ألن مفهوم!!!ه أن الح!!!ق ال يع!!!دو األم!!!ة، الح!!!ق ال يع!!!دو ه!!!ذه األم!!!ة، وق!!!د اس!!!تدل ب!!!ه بعض العلم!!!اء على امتن!!!اع خل!!!و

العصر عن المجتهد. وقال ابن بط!!ال: وفي الح!!ديث فض!!ل العلم!!اء على س!ائر الن!اس، وفي!!ه فض!!ل الفق!ه في ال!!دين على س!!ائر العل!!وم، وإنم!!!ا ثبت فض!!!له؛ ألن!!!ه يق!!!ود إلى خش!!!ية هللا -ج!!!ل وعال-، وال!!!تزام طاعت!!!ه وتجنب معاص!!!يه. يق!!!ول هللا -ج!!!ل

من عباده العلماء{وعال-: ، وق!!ال ابن عم!!ر رض!!ي هللا عنهم!!ا لل!!ذي ق!!ال ل!!ه فقي!!ه،[28:]ف!!اطر}إنما يخشى هللا قال: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في اآلخرة، نظير ما تقدم نقله عن الحسن. ال!!راغب في اآلخ!!رة، ه!!ذا األثر المترتب على الفقه؛ ألن الفقه هو العلم باألحك!ام من دون ه!ذا الزه!د في ال!دنيا، والرغب!ة في اآلخ!!رة، كال فقه. ولمعرفة العلماء بما وع!!د هللا ب!!ه الط!!ائعين، وأوع!د العاص!!ين، ولعظيم نعم هللا على عب!!اده اش!!تدت خش!!يتهم، وال ش!!ك أن معرف!!ة هللا -ع!!ز وج!!ل- تبعث على خش!!يته والخ!!وف من!!ه، فمن ك!!ان باهلل أع!!رف ك!!ان من!!ه أخ!!وف،

وله أرجى. الخش!!!ية كم!!!ا ق!!!ال ابن القيم -رحم!!!ه هللا تع!!!الى- في م!!!دارج الس!!!الكين: الخش!!!ية أخص من الخ!!!وف، ف!!!إن الخش!!!ية

اء{للعلم!!اء باهلل، ق!!ال تع!!الى: اده العلم�� من عب�� ى هللا ، فهي خ!!وف مق!!رون بمعرف!!ة، وق!!ال[28ف!!اطر:]}إنما يخش��.»إني أتقاكم هلل وأشدكم له خشية«النبي -صلى هللا عليه وسلم-:

يق!!!ول الحاف!!!ظ ابن حج!!!ر: ه!!!ذا الح!!!ديث مش!!!تمل على ثالث!!!ة أحك!!!ام، أح!!!دها فض!!!ل الفق!!!ه في ال!!!دين، وثانيه!!!ا أن المعطي في الحقيق!ة ه!!و هللا، وثالثه!!ا أن بعض ه!!ذه األم!!ة يبقى على الح!!ق أب!!دا. يع!!نى ه!!ذا الح!!ديث مش!!تمل على ثالثة أحك!!ام: األول: فض!!ل الفق!ه في ال!!دين، وه!!ذا ظ!!اهر. الث!!اني: أن المعطي في الحقيق!!ة ه!!و هللا -ج!ل وعال-.

الثالث: أن بعض هذه األمة يبقى على الحق أبدا، وهو أيضا ظاهر. فاألول الئق بأبواب العلم على ما تقدم، األول فضل الفقه في الدين الئق بأبواب العلم، ولذا أورده البخاري في

، وله!!!!!ذا أورده مس!!!!!لم في الزك!!!!!اة»إنم���ا أن���ا قاس���م، وهللا يعطي«كت!!!!!اب العلم. والث!!!!!اني الئ!!!!!ق بقس!!!!!م الص!!!!!دقات، ، وق!!د أورده المؤل!!ف في االعتص!!ام»حتى يأتي أمر هللا«والمؤلف الخمس. والثالث الئ!!ق ب!!ذكر أش!!راط الس!!اعة

Page 7: 7¯0006_003_كتاب... · Web viewالسكاكي له أشهر كتاب في البلاغة، وكل من جاء بعده دار في فلكه، التلخيص، تلخيص كتاب

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

بالكت!!اب والس!!نة؛ اللتفات!!ه إلى مس!!ألة ع!!دم خل!!و الزم!!ان عن مجته!!د، وأن الم!!راد ب!!أمر هللا هن!!ا ال!!ريح ال!!تي تقبض روح ك!!!ل م!!!ؤمن، ك!!!ل من في قلب!!!ه ش!!!يء من اإليم!!!ان، ويبقى ش!!!رار الن!!!اس، فعليهم تق!!!وم الس!!!اعة. وق!!!د تتعل!!!ق األحاديث الثالث!ة ب!أبواب العلم، يع!نى الجم!ل الثالث ق!د تتعل!ق ب!أبواب العلم، ب!ل بترجم!ة ه!ذا الب!اب خاص!ة، من جه!!ة إثب!!ات الخ!!ير لمن تفق!!ه في ال!!دين، وأن ذل!!ك ال يك!!ون باالكتس!!اب فق!!ط، ب!!ل لمن يفتح هللا علي!!ه، وهللا مع!!ط، وأن من يفتح هللا علي!!!ه ب!!!ذلك ال ي!!!زال جنس!!!ه موج!!!ودا ح!!!تى ي!!!أتي أم!!!ر هللا. هن!!!ا ارتبطت الجم!!!ل الثالث براب!!!ط

واحد. وق!!د ج!!زم البخ!!اري ب!!أن الم!!راد بهم -ه!!ذه الطائف!!ة- الم!!راد بهم أه!!ل العلم باآلث!!ار، وق!!ال أحم!!د بن حنب!!ل: إن لم يكون!!وا أه!!!ل الح!!!ديث فال أدرى من هم، وق!!!ال القاض!!!ي عي!!اض: أراد أحم!!د أه!!ل الس!!!نة ومن يعتق!!د م!!ذهب أه!!ل الحديث، لكن ليت القاضي عياض وهو يقول هذا الكالم سلم في بعض مس!!ائل االعتق!!اد من مخالف!ة م!!ذهب أه!!ل

السنة من تأويل بعض الصفات. وق!!!ال الن!!!ووي: يحتم!!!ل أن تك!!!ون ه!!!ذه الطائف!!!ة مفرق!!!ة بين أن!!!واع المؤم!!!نين، يع!!!نى ممن يقيم أم!!!ر هللا تع!!!الى من مجاهد، شجاع يجاهد في سبيل هللا ينصر به الدين، وفقيه، ومحدث، وزاه!!د، وآم!!ر ب!!المعروف ن!!اه عن المنك!!ر، وغير ذلك من أنواع الخير كلهم يدخلون في هذه الطائفة. يقول: وال يلزم اجتماعهم في مكان واحد، ب!ل يج!!وز

أن يكونوا متفرقين في األقطار. المقدم: أحسن هللا إليكم فضيلة الدكتور، انتهى وقت البرن�امج، وبقي معن�ا مجموع�ة من القض�ايا فيم�ا يتعل�ق

بهذا الحديث نرجئها بإذن هللا إلى حلقة قادمة، وأنتم على خير. أيها اإلخوة واألخوات، بهذا نصل وإياكم إلى ختام حلقتنا، نسأل هللا تعالى أن يتقب��ل من��ا ومنكم، وأن يفقهن��ا وإياكم في الدين، ويجعلنا وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، شكرا لطيب متابعتكم، نلقاكم بإذن هللا

تعالى في الحلقة القادمة، وأنتم على خير. والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.