30
ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر ﺣﻀﺎري ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ: ﺧﺒﺮة اﻟﺒﻨﺎء: اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت دراﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﰲ ﳎﻠﺔ" اﻹﺣﻴﺎء" ، اﻟﻌﺪد٣٠ ، اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء) ﺗﺤﺖ اﻟﻄﺒﻊ( أ. د. ﻧﺎدﻳﺔ ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺼﻄﻔﻰ* ﺗﻤﻬﻴﺪ إ ن إﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم إﺳﻬﺎﻣﺎت زاﺧﺮة وواﻓﺮة وﺗﻌﻮد إﱃ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ) وﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﱵ اﻧﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻛﺒﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﳐﺮﺟﺎت ﻣﺸ ﺮوع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم) i [1] ( ، وﻟﻜﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﳌﺜﺎرة ﻫﻨﺎ ﺣﻮل" ﻣﻨﻈﻮرات ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ، إﳕﺎ ﺗﺘﺼﻞ ﲟﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪ وﻟﻴﺔ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺬي أﺳﺴﺘﻪ ﻣﻨﻈﻮرات ﻏﺮﺑﻴﺔ، وﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻤﺮ ﺑﺄزﻣﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل آﻓﺎق ﻣﻨﻈﻮرات ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ. إذن إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﻐﺎﻳﺔ واﳍﺪف؛ ﻓﻤﻦ ﰒ ﻻﺑﺪ وأن ﺗﻨﻄﻠﻖ اﻟﺪواﻓﻊ واﻟﻤﺒﺮرات- ﻓﻲ ﺟﺰء رﻛﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ- ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻤ ﻠﺒﻨﺎء ﻣﻨﻈﻮر ﺣﻀﺎري، وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ وأن ﲡﺪ اﳌﱪرات ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ، ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﲑ ﻣﻨﻬﺎ، ﻣﻦ أدﻟﺔ وﺣﺠﺞ أﻛﺎدﳝﻴﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﺨﺼﺺ، وذﻟﻚ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎدات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﱵ ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻣﻨﺬ إﻋﺪاد ﻣﺸﺮوع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم وﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ وﺧﻼل ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﳐﺮﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، واﻟﱵ ﺗﺮاﻛﻤﺖ أﻳﻀ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧﺮى ﺧﻼل ﺗﺪرﻳﺴﻪ وﺧﻼل ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﲝﺜﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة) ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ﻻﺣﻘ( ؛ ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺸﺮوع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ﱂ ﻳﻜﻦ إﻻ ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﻨﻈﻮر ﺣﻀﺎري ﻣﻘﺎرن ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وﻣـﻦ ﺟﻮاﻧـﺐ أﳘﻴـﺔ ﻫـﺬا اﳌﻮﺿـﻮع: اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﲔ: ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻨﺴـﻖ اﳌ ﻌـﺮﰲ، واﳌﻨﻈـﻮرات اﳌﻨﺒﺜﻘـﺔ ﻋﻨـﻪ أو ﻣﻨـﻪ، واﻷﻃـﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ واﳌﻔﺎﻫﻴﻤﻴـﺔ، وﻗـﺪر ﺗﺄﺛﺮﻫـﺎ ﺑـﺎﳌﻨﻈﻮرات؛ وﻣـﻦ ﰒ ﺿـﺮورة ﲢﺪﻳـﺪ اﻻﺧﺘﻼﻓـﺎت ﺑـﲔ اﻟﻨﺴـﻖ اﳌﻌـﺮﰲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ واﻟﻨﺴـﻖ اﳌﻌـﺮﰲ ﺗﺳﺗﻧد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺳﺑق وأﻋدﺗﻬﺎ د. ﻧﺎدﯾﺔ ﻣﺻطﻔﻰ وﻧﺷرت ﺿﻣن أﻋﻣﺎل دورة" اﻟﻣﻧﻬﺎﺟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ: ﺣﻘل اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧﻣوذﺟ" اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن: اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣرﻛز اﻟﺣﺿﺎرة ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،٢٠٠٢ . وﺗم ﺗﺣدﯾﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻘﺣﺔ وﻣزﯾدة ﻗدﻣت ﺿﻣن أﻋﻣﺎل ﻣؤﺗﻣر" ﺣوار اﻟﺣﺿﺎرات واﻟﻣﺳﺎرات اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ) اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺗﺣﯾز( " ٢٠٠٧ ، ﺗﺣت اﻟﺗﺣرﯾر واﻹﻋداد ﻟﻠﻧﺷر.

تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

الخصائص واإلشكاليات: خبرة البناء: في منظور حضاري لدراسة العالقات الدولية

الرابطة احملمدية للعلماء ،٣٠العدد ،"اإلحياء"دراسة مقدمة للنشر يف جملة

)تحت الطبع(

نادية محمود مصطفى.د.أ

…تمهيد*

يف اإلسالم إسهامات زاخرة ووافرة وتعود إىل ن إسهامات الدراسات والعلوم اإلسالمية يف جمال العالقات الدولية إروع العالقات الدولية وهي الدراسات اليت انبىن على جزء كبري منها خمرجات مش(ما قبل تأسيس علم العالقات الدولية

، إمنا تتصل مبجال علم العالقات "منظورات حضارية مقارنة"ولكن اإلشكالية املثارة هنا حول ،)i[1]( يف اإلسالموهو العلم الذي يمر بأزمة مراجعة استدعت التساؤل حول آفاق ،ولية احلديث الذي أسسته منظورات غربيةالد

في - البد وأن تنطلق الدوافع والمبررات إذن إذا كانت هذه هي الغاية واهلدف؛ فمن مث .منظورات حضارية مقارنةيف جانب ،البد وأن جتد املربرات منطقها وكذلك كانلبناء منظور حضاري، العلمهذا من حالة -جزء ركين منها

من أدلة وحجج أكادميية من داخل العلم والتخصص، وذلك يف مواجهة االنتقادات املختلفة اليت تراكمت منها،كبري ا منذ إعداد مشروع العالقات الدولية يف اإلسالم وخالل تنفيذه وخالل مناقشة خمرجاته من ناحية، واليت تراكمت أيض

ا( ة أخرى خالل تدريسه وخالل تفعيله يف تطبيقات حبثية متعددةمن ناحي ؛ ذلك ألن مشروع )كما سنرى الحق .العالقات الدولية يف اإلسالم مل يكن إال مبثابة البنية التحتية لبناء منظور حضاري مقارن لدراسة العالقات الدولية

عـريف، واملنظـورات املنبثقــة عنـه أو منـه، واألطـر النظريــة طبيعــة النسـق امل: العالقـة بـني :ومـن جوانـب أمهيـة هــذا املوضـوعواملفاهيميــة، وقـــدر تأثرهـــا بــاملنظورات؛ ومـــن مث ضـــرورة حتديـــد االختالفــات بـــني النســـق املعــريف اإلســـالمي والنســـق املعـــريف

المنهاجیة اإلسالمیة في "دورة أعمال نادیة مصطفى ونشرت ضمن . تستند هذه الدراسة إلى دراسة تفصیلیة شاملة سبق وأعدتها د

ا: العلوم االجتماعیة المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ومركز الحضارة : التي نشرت بالقاهرة بالتعاون بین "حقل العلوم السیاسیة نموذجحوار الحضارات والمسارات المتنوعة "وتم تحدیثها في نسخة منقحة ومزیدة قدمت ضمن أعمال مؤتمر .٢٠٠٢للدراسات السیاسیة،

.، تحت التحریر واإلعداد للنشر٢٠٠٧ ")المؤتمر الثاني للتحیز(للمعرفة

Page 2: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

" منظـور إسـالمي"و لدراسـة العالقـات الدوليـة" منظـور غـريب"الغريب وداللة هذه االختالفـات بالنسـبة لألبعـاد املقارنـة بـني ال ا على حتليل املصطلح...هلذا ا .تأسيس

ا يف كافـة فـروع العلـوم اإلنسـانية الـيت عاجلـت بوضـوح وال يقتصر األمر على العالقات الدولية بل جند هذا التوجـه بـارزاإلسالمية، كما تتضـمن هـذه اإلشكاليات العامة املنهاجية وأثر اختالف األنساق املعرفية على املنظورات املقارنة الغربية و

ا ببضع األبعاد النظرية املتصلة بدراسة هذه االختالفات يف كافة فروع العلم .)ii[2](املصادر تعريف

مــــا هـــي دوافـــع ومـــربرات، ومـــن مث إمكانيـــات تطـــوير منظــــور : مـــا ســـبق يقودنـــا اآلن إىل تســـجيل التســـاؤالت التاليـــة الدولية؟ وما هي خصائص وأبعاد وإشكاليات دراسة هذا املنظور؟إسالمي مقارن على صعيد علم العالقات

: لدراسة العالقات الدولية دوافع ومبررات بناء منظور حضاري إسالمي-أوال *

هو حديث عن مهوم القائمني على عملية البناء واملهتمني به، أي هو حديث من " الدوافع"إن احلديث عن ا ومن الد ا، أما احلديث عن ، و اخل حنو اخلارجاملفرتض أن يكون ذاتي ربرات فهو حديث من الداخل املالداخل وأيض

.ساسباألأحيانا ومن اخلارج يف أحيان أخرى، وهو يتجه للخارج

: فلقد تصدرت مقدمة مشروع العالقات الدوليةعناوين :البحث والتدريسيف منذ بدايةخربيت واحلديثان ضروريان ملاذا؟ ولكن. تصدرت حماضرات التدريس عناوين مناظرة كما ،واملنطلقات، الدوافع

و من ناحية؛ ألن الغاية هي تأسيس قواعد منظور إسالمي باعتباره أحد منظورات علم العالقات الدولية الذي انظرننتمي إىل ختصصه يف إطار مقارن مع منظوراته األخرى، فلن تتحقق الفائدة من بناء منظور إسالمي منفصل أو منعزل

.أو دون أن نؤسس ألطر مقارنة حتقق التفاعل مع غريه

ا عن ني واملتميزين يف قاعات الدرس وكذلك بعض األساتذة املهتمني تساءلوا كثري هذا، وجيدر القول إن الطلبة النا؟ مغزى وأسباب تركيزي على تدشني املربرات من داخل العلم ابتداء

املنظور قد غلب على تطوير احملتوى وتشغيله على مستوى النظريات، ملاذا يبدو أن الدفاع عن شرعية ومشروعيةوما املؤشرات اليت ستثبت مصداقية وتنافسية هذا املنظور مع املنظورات األخرى من العلم؟ واإلجابة على التساؤل األول

ن عملية بناء منظور ليست هي أن دوافع البناء ال تنفصل عن مربراته؛ فهي متكاملة، واإلجابة على السؤال الثاين هي أا النقد من اخلارج مع استمرار عملية ا، ولذا يظل متزامن قضية أو مهمة فردية وتستغرق رمبا ما يقرب من اجليل زمني

ولو –البناء، وتزداد العملية صعوبة بالنسبة ملنظور ينبثق من نسق معريف مغاير للنسق الذي يفرز املنظورات املهيمنة .تضادة فيما بينهااملتنافسة وامل

Page 3: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

:ويمكن تقسيم الدوافع والمبررات إلى أربع مجموعات كبرى تتصل بالمجاالت التالية

طبيعة النسق املعريف اإلسالمي، ومن مث طبيعة اإلطـار املرجعـي اإلسـالمي الـذي يشـكل املنظـور والتنظـري، بـل ويفـرض -١ .ضرورة تطوير منظور إسالمي

العالقات الدولية احلديث، طبيعة إسـهام العلـوم اإلسـالمية يف املوضـوع باملقارنـة بطبيعـة وضع اخلربة اإلسالمية يف علم-٢ .إسهام العلوم السياسية

.واقع األمة اإلسالمية ووضعها يف النظم الدولية -٣

.مراجعة حالة العلم انطالقا من مدخل املنظورات واجلدال بينها -٤

موعـــات الثالثـــة األوىل تقـــع يف دائـــرة الـــدوافع الـــيت تراكمـــت منـــذ بدايـــة مشـــروع العالقـــات الدوليـــة ىف وإذا كانـــت اموعة الرابعة تقـع باألسـاس يف نطـاق املـربرات ولقـد تعمقـت وتبلـورت بدرجـة واضـحة خـالل عمليـة بنـاء االسالم؛ فإن ا

.طبيعة معرفية أو نظرية أو عمليةومجيع هذه الدوافع واملربرات ذات . املنظور بعد انتهاء أعمال مشروع العالقات الدولية

:من الدوافع المعرفية والنظرية إلى العملية: الدوافع )١

إن الدافع الذي البد من االنطالق منه والتأسيس عليه، هو أن طبيعة اإلسالم من ناحية، والنسق املعـريف املتولـد عنـه ا إىل من ناحية أخـرى، يفرضـان البحـث يف العالقـات الدوليـة مـن منظـور إسـال طبيعـة الـدعوة وطبيعـة الرسـالة مي اسـتناد

.التي يحملها اإلسالم للعالمين ولإلنسانية جمعاء وليس األمة اإلسالمية فقط

بـــني وضـــع اخلــــربة اإلســـالمية يف نطــــاق علـــم العالقــــات الدوليـــة احلـــديث مــــن ناحيـــة، وطبيعــــة الدراســـات اإلســــالمية مـن ناحيــة أخـرى، كـان تقيـيم هــذا الوضـع وهـذه الطبيعـة علــى رأس " اإلسـالمالعالقــات الدوليـة يف "املعاصـرة حتـت عنـوان

.)iii[3](دوافع بداية وتنفيذ مشروع العالقات الدولية يف اإلسالم

وتقاليـدها يف نطـاق ) واخلـربات احلضـارية املتنوعـة(أنه مت تغييب أو جتاهل أو إمهال األبعاد املختلفة للخـربة اإلسـالمية يب للعالقــات الدوليـــة ســواء علـــى مســتوى تــاريخ العالقـــات الدوليــة أو فلســـفة العالقــات الدوليـــة أو دراســات املنظــور الغـــر

.نظرية العالقات الدولية، ومت التمركز حول تاريخ العالقات األوربية منذ القرن السادس عشر امليالدي

ا علــى العــامل علـــى مــدى الثالثــة قــرون املاضــية، وهلـــذا وترجــع تلــك احلالــة يف العلــم إىل أن أوربــا قـــد مارســت ســيطرا وتقاليدها ا على خرب .فليس من الغريب أن يركز املنظرون الذين ينتمون إىل حضار

Page 4: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

مـن ناحيـة، ضـرورة إحـداث نـوع مـن التـوازن بـني مكونـات املـواد : يبقى بعد ذلك ضـرورة وإحلـاح التنبيـه إىل عـدة أمـورفتمتد مثال دراسة تاريخ العالقات الدولية إىل الفرتة الـيت شـهدت . ميةاليت حيصلها الطالب يف اجلامعات العربية اإلسال

ا للدولة اإلسالمية يف التفاعالت الدولية ا متميز .دور

ـال الدراسـي علـى حنـو يتفـق : ومن ناحية أخرى ضرورة إحداث نوع من التوازن يف اهتمامات املتخصصـني يف هـذا افيمتــد مــثال البحــث يف اجلــذور الفكريــة لعمليــات . التطــور يف جمــال العلــم املعاصــر وانتماءنــا اإلســالمي دون أن نفقــد أثــر

.التنظري إىل خربة التقاليد اإلسالمية، كما يتحدد إطار مرجعي للتفاعالت والقيم الدولية ينبثق عن رؤية إسالمية

:وعن طبيعة الدراسات اإلسالمية المعاصرة تحت عنوان العالقات الدولة في اإلسالم

:يتضح من املراجعة العامة لبعض من هذه الدراسات اليت قدمها غري املتخصصني يف العلوم السياسية ما يلي

.إبراز فضل الشريعة اإلسالمية ىف املبادرة بالعناية بأمر تنظيم العالقات بني خمتلف اجلماعات: من ناحية

هــور املســلمني اآلن هــو الــذي يأخــذ باالجتــاه اإلســالم؛ حيــث إن مج" دفاعيــة"احلــرص علــى إبــراز : ومــن ناحيــة ثانيــةوينبثــق هــذا االجتــاه عــن رؤيــة خاصــة للتقســيم . القائــل بــأن أســاس العالقــة بــني املســلمني وغــريهم يف اإلســالم هــو الســلم

).دار سلم، دار حرب، ودار عهد(الشائع للعامل إىل دارين أو ثالثة

، مل تركـز علـى أسـباب "العالقـات الدوليـة يف اإلسـالم"عنـوان ومن املالحظ بصفة عامة، أن الكتابات املعاصرة حتـتظهور واستمرار هذا التقسيم مـع أن األصـل يف دعـوة اإلسـالم هـو العامليـة وتوحيـد البشـرية يف ظـل الشـريعة اإلسـالمية، أو

وليـة يف اإلسـالم الـيت تقـول إحـدامها بـأن العالقـات الد: على عـرض اجلـدل بـني األسـانيد الشـرعية للمدرسـتني األساسـيتنيين عـن كـل منهمـا يف تـاريخ الفقـه اإلسـالمي أساسها القتال، أو األخرى اليت تقـول إن أساسـها السـلم، أو تصـنيف املعـرب

مـن الــذي قـال بـأن أصـل العالقـات الدوليــة : وذلـك يف صـورة علميـة منظمـة جامعـة تســتطيع أن جتيـب عـن السـؤال التـايل وملاذا؟... سلم، ومىت برز هذا املنظور ومىت سادللدولة اإلسالمية هو احلرب أو ال

:ومن الدوافع ذات الطبيعة املعرفية والنظرية نصل إىل دوافع ذات طبيعة عملية على حنو ما يلي بيانه

فقد اقرتن التطور يف املنظورات الكربى اليت تعاقبت على علم العالقات الدولية احلديث بالتطورات الكربى يف تاريخ فإن من أهم مزايا مدخل املنظورات هو الربط بني التغري يف ،ولذا. الدولية خالل ثالثة أرباع القرن املاضيالعالقات

بصفة -وظل وضع اجلنوب ) نطاق العلم وموضوعاته ومناهجه(واقع العالقات الدولية وبني التغري يف كيفية دراستها ا متمي -بصفة خاصة-والعامل اإلسالمي -عامة ا يف هذه املنظورات وما انبثق عنها من أطر ال حيتل وضع ا وواضح ز

ا، وبعد تفسريه )iv[4](نظرية أو نظريات دفعت البعض النتقاد هذا الوضع ا علمي ، بعد تشخيصه ووصفه وصف

Page 5: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

باعتبارات نابعة من هيمنة هدف خدمة مصاحل القوى الكربى باألساس على الدراسات الدولية، ومن مث عدم االهتمام ا آخر؛ حيث إن تيارات مراجعة هذه . أوضاع القوى الصغرى إال من أجل هذا اهلدف بدراسة إال أن للعملة وجه

احلالة، ابتداء من السبعينيات والثمانينيات، قادت إىل احلديث عن مدى عدم مالءمة نظريات التنمية ونظريات ، فلقد اقرتنت هذه املراجعة )v[5]( الثالثلدراسة أوضاع العامل) الغربية(السياسة اخلارجية وغريها من النظريات

وكذلك بالتغريات اليت أبرزت إسهام املدرسة ،بتغريات يف أوضاع العامل الثالث ووضعه يف النظام الدويل من ناحيةرية من القرن العشرين من ناحية أخرى؛ فإن بروز تيارات خاملاركسية يف علم العالقات الدولية خالل العقود الثالثة األ

هذه املراجعة كان يعكس االرتباط بني املراجعة النظرية وبني الضرورات العملية على حنو ينتقد املركزية الغربية الفكرية ا من الداخل ا ذاتي .والنظرية والسياسية، على حد سواء، ولو نقد

العقــود الثالثــة األخــرية، وباملثــل، وبــالنظر إىل أحــوال األمــة اإلســالمية بصــفة أخــص ووضــعها يف النظــام الــدويل خــاللنســتطيع أن نــتلمس الكثــري مــن مــواطن الــدوافع حنــو بنــاء منظــور إســالمي لدراســة العالقــات الدوليــة بصــفة عامــة وللتنظــري ــا بواقـع هــذه األمــة ـا لــيس مــن غايـات معرفيــة ونظريـة فقــط، ولكـن ارتباط حـول أوضــاع األمـة بصــفة خاصـة؛ وذلــك انطالق

.ا ومشاكل اإلنسانيةوإمكانيات معاجلة مشاكله

ولقـــد تعـــددت االجتهـــادات الفكريـــة والنظريـــة حـــول هـــذه الرابطـــة بـــني احلاجـــة لتنظـــري إســـالمي جديـــد وواقـــع األمـــة ـــا ـــا كركـــائز موافقـــة بعـــض . د.وأبرزهـــا رؤيـــة أ. واحتياجا مـــىن أبـــو الفضـــل الـــيت بينـــت أمهيـــة وضـــع الضـــرورات العمليـــة أيض

ولكــن . علــى أمهيــة تقــدمي منظــور إســالمي لدراســة العالقــات الدوليــة -اإلســالميمــن خــارج دائــرة املنظــور -املتخصصــني ؛ فلقـد اقرتنـت علـى )vi[6](مىن أبو الفضل وغريها من داخل هذه الدائرة. اختلفت هذه الضرورات عن نظائرها لدى د

) األصــولية الدينيــة: الــذي أمساهــا(باحتياجــات دراســة وفهــم آثــار الظــاهرة اإلســالمية )vii[7](ســبيل املثــال لــدى الــبعضايــة احلــرب البــاردة؛ حيــث تــربز األبعــاد الثقافيــة للسياســات الدوليــة يف ظــل العوملــة، والتجزئــة، علــى النظــام الــدويل بعــد

.وعدم االستقرار

مـــن املســـلمني، والـــيت حتتـــل االهتمـــام العـــاملي أن مشـــاكل وقضـــايا مخـــس ســـكان العـــامل )viii[8](كمـــا رأى الـــبعضا الراهن تتطلب دراستها من منظور يعكس خصوصيتها وطبيعتها، ويبني يف نفـس الوقـت إىل أي حـد يلعـب اإلسـالم دور

.األسباب، والدوافع، واحللول املمكنة: فيها على مستويات خمتلفة مثل

ايـة احلـرب ـا، وبالطبع، وبقدر ما كانت أوضـاع مـا بعـد البـاردة تسـتدعي عـامل اإلسـالم واملسـلمني إىل قلـب تفاعالا بعـــد احلـــادي عشــر مـــن ســبتمرب ؛ حيـــث تعـــددت مــداخل االهتمـــام بدراســة وضـــع العـــامل ٢٠٠١فقــد ازداد األمـــر صــعود

ـا مـن املنظـورات السـائدة، ممـا تولـد معـ ه الـدعوة اإلسالمي يف النظام الدويل ويف السياسات اخلارجية للقوى الكربى انطالق

Page 6: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

للحاجـــة إىل منظـــور بـــديل ورؤيـــة بديلـــة لتلـــك الســـائدة وفـــق منطـــق –مـــن داخـــل الغـــرب ومـــن داخـــل العـــامل اإلســـالمي– .)ix[9](سياسات القوى الصراعية املادية

أبعاد مراجعة حالة علم العالقات الدولية ومدلوالتها بالنسبة إلمكانيات تطوير منظور إسالمي لدراسة : المبررات )٢ :قات الدوليةالعال

تبني اجلداالت الكربى يف العالقات الدولية أن هناك اتفاق منظري العالقات الدولية على أن العلـم ميـر بأزمـة وحيتـاج .)x[10](إىل مراجعة

:ومن أهم مؤشرات هذه األزمة ما يلي

عـــدم وجــود منظــور ســـائد ومهــيمن علــى جمــال الدراســـة كمــا حــدث يف املراحـــل الســابقة؛ ومــن مث تعـــدد :مــن ناحيــةاملنظــورات املتنافســة علــى حنــو يعكــس فوضــى نظريــة، وخاصــة مــع تعــدد روافــد كــل منظــور ومــع تعــدد مســميات كــل رافــد

ــا للبعــد حمــل االهتمــام ا: وفق ــا أو مضــموني : عــرتاف بــه بــل بفائدتــه، فعلــى ســبيل املثــاليف ظــل هــذا التعــدد يــربز اال. منهجيذلــك االعــرتاف بأنــه يرجــع لصــعوبة القــول بأفضــلية أحــد املنظــورات علــى اآلخــر أو مصــداقيته )xi[11]("روزينــاو"يــربر

املطلقــة باملقارنــة بغـــريه؛ حيــث إن البــاحثني ذوي املنظـــورات املختلفــة ســـيقدمون رؤى ونتــائج خمتلفــة حـــول نفــس احلـــدث موالظاهرة ن ا الختالف منطلقا . ظر

عــدم وجــود نظريــة عامــة للعالقــات الدوليــة، إىل جانــب فشــل النظريــات الكــربى داخــل كــل مــن : ومــن ناحيــة أخــرى .السلوكية التنبؤ بنهاية احلرب الباردة–االقرتابات التطورية، اهليكلية

الباردة، ما بعد احلداثة، مـا بعـد الوضـعية، ما بعد احلرب": املابعديات"حالة السيولة اليت تعكسها : ومن ناحية ثالثةفمــع انتهــاء احلــرب البــاردة شــهد التنظــري للعالقــات الدوليــة مرحلــة اختلفــت فيهــا . ســواء علــى صــعيد املــنهج أو املضــمون

هــل : وتبلــور الســؤال التــايل بوضــوح. الــرؤى حــول خصــائص العالقــات الدوليــة يف هــذه املرحلــة وأهــم القــوى املــؤثرة عليهــاومــن مث هنــاك . انتهــاء احلــرب عــن خصــائص جديــدة، أم أن تــراكم خصــائص جديــدة قــد قــاد إىل انتهــاء احلــربكشــف

؟)xii[12](حاجة ملنظور جديد لدراسة العالقات الدولية

ا التسـاع : ومن ناحية رابعة اهتزاز اخلطوط الفاصلة بني علم العالقات الدولية وعلـوم اجتماعيـة وإنسـانية أخـرى، نظـرده وتعقــد أجنــدة موضـوعاته بعــد أن جتــدد االهتمــام باألبعــاد الدينيـة والثقافيــة واحلضــارية يف دراســة العالقــات نطاقـه وحــدو

.الدولية وبأمناط جديدة من الفواعل والعمليات

:وكان من أهم مالمح مراجعات ما بعد الحرب الباردة وما بعد الوضعية ملمحان أساسيان ومتكامالن

Page 7: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

، بعـد أن حـازت االهتمـام واألولويـة يف ظـل )xiii[13](ن والثقافة يف دراسة العالقـات الدوليـةبروز أمهية الدي: أوهلما .األمنية، مث نافستها يف مرحلة تالية قضايا االقتصاد السياسي الدويل -سيادة املنظور الواقعي القضايا واألبعاد العسكرية

وهـي -" علـم خـال مـن القـيم"ي الـذي رفـع شـعار السـلوكي اإلمربيقـ -وثـاين هـذه املالمـح هـو مراجعـة املـنهج الوضـعيعلـى أسـاس أن أحـد أهـم أسـباب عـدم الوصـول إىل نظريـة عامـة -)xiv[14](املراجعة اليت قـادت إىل رد االعتبـار للقـيم

. إمهـال القـيم والتـاريخ والفلسـفة -علـى سـبيل املثـال" هولسـيت"و" هاليـداي"كمـا يقـول -أو عدم وجود منظور سـائد هـو ا مــن حمــاور اجلــدال الثــاين الكبــري يف تــاريخ العلــم، أي –إىل جانــب غريهــا مــن األبعــاد–القــيم هــذا، وكانــت ا أساســي حمــور

.اجلدال بني السلوكية والتقليدية

كما أضحى الفصل بني البعد القيمي والبعد املادي يف دراسة العالقـات الدوليـة، خـالل سـيادة املنظـور السـلوكي ويف موضع نقد مهم يف مرحلة ما بعد السلوكية، مث تبلور هذا النقد يف مرحلـة مـا بعـد الوضـعية ممـا يعـرب ظل الوضعية العلمانية

.)xv[15](عن رفض أزمة االزدواجية النامجة عن هذا الفصل

إعـــادة "دراســة العالقــات الدوليــة مازالــت تشــهد حالــة مراجعــة قــادت إلــى الحــديث عــن إن : خالصــة القــولســاهمت ) إىل جانــب الدينيــة( المــدخل القيمــي والمــداخل الثقافيــة والحضــاريةأن و . )xvi[16]("تعريــف السياســي

ا عـن المسـتوى التقليـدي كمـا سـاهمت فـي إعـادة ) الدولـة والنظـام الـدويل( في إعـادة تعريـف مسـتوى التحليـل بعيـدت تنـافس فـإذا كانـت مرحلـة مـا بعـد السـلوكية الـيت شـهد. تحديد نطاق موضوعات العلم ليتسـع لموضـوعات جديـدة

ا إىل درجـة مـن إعـادة تعريـف السياسـي نتيجـة اجتـاه االهتمـام حنـو فواعـل جديـدة منظوري الواقعية والتعددية قد أدت أيضمن غري الدول وحنو قضايا جديدة ذات أبعاد اقتصادية، فإن املرحلة الراهنة من تطور منظـورات العلـم تعـاجل مـا سـبق مـن

ـا تعـاجل إمهـال مسـتويات . ة يف حماولة لتجاوز مرحلة علمانيـة وماديـة العلـم املفرطـةإمهال للمتغريات الدينية والثقافي كمـا أاجلماعـة "للتحليل والفواعل حلساب تفوق مستوى الدولـة القوميـة، ولـذا جتـدد االهتمـام مبسـتويات أكثـر كليـة ومشـوال مثـل

لــور االهتمــام بتــأثري األفكــار والقــيم إىل جانــب وانعكــس ذلــك كلــه علــى منهاجيــة واقرتابــات الدراســة؛ حيــث تب". العامليــةا عـن ذلـك . العوامل املادية بكـل مـا حتملـه مـن آفـاق الـربط بـني " البنائيـة اجلديـدة"وكـان مـن أبـرز االجتاهـات احلديثـة تعبـري

دراســـة العالقـــات الدوليـــة والنظريـــة االجتماعيـــة، وبكـــل مـــا حيملـــه ذلـــك مـــن انعكاســـات علـــى نطـــاق العلـــم وموضـــوعاته .)xvii[17](ومنهاجيته

وإذا كانت اجلداالت حـول مـا أضـحى عليـه وزن الـديين والثقـايف واحلضـاري، ومـن مث وزن األفكـار والقـيم والتـاريخ يف علــــى هــــذه األســــئلة وغريهــــا )xviii[18](دراســـة العالقــــات الدوليــــة، تبــــني اخــــتالف االجتاهــــات النظريـــة يف اإلجابــــات

ـا ممـا يتصـل مباشــرة باألسـباب ـا لعلمانيــة وماديـة العلـم املفرطــة"اقعيـةالو "انطالق ـا معرفي . ، إال أن رؤيـة الــبعض مثلـت اخرتاق

Page 8: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

ا دعوة لالهتمام مبا ميثله الدين من حتـدي لنظريـة العالقـات الدوليـة، تتجـاوز وتتعـدى بـروز )xix[19](فلقد ظهرت مؤخرا أو تعاونا) أو املتجدد(االهتمام التقليدي ا، صراع .بأثر الدين على قضايا العالقات الدولية ومسار تفاعال

تلــك -ساكســون باألسـاساألنجلـو -مـن داخــل العلـم وبواسـطة منظريــه -ومـن أهـم مخرجــات هـذه المراجعــة .الدعوة إلى تعددية المنظورات ومن ثم الحاجة إلى منظورات حضارية مقارنة

دراســـة العالقـــات الدوليـــة يف األدبيـــات الغربيـــة ومشـــروع العالقـــات "ودودة بـــدران يف حبثهـــا حتـــت عنـــوان . وكانـــت دمـا بعـد (ن دراسـة العالقـات الدوليـة قـد حـددت أن أهـم خصـائص مرحلـة الثمانينيـات مـ )xx[20]("الدولية يف اإلسـالم

هو القبول بإمكانية تعدد التوجهات النظرية يف دراسة العالقات الدوليـة واهتمامهـا بـالقيم إىل جانـب السـلوك، ) السلوكيةالــيت تســتند إليهــا، ومــن مث الــدعوة إىل إعــادة بنــاء -اإلمربيقيــة -وذلــك نتيجــة املراجعــة النقديــة لألســس املعرفيــة الوضــعية

.ولقد جاء اجلدل بشأن الوضعية اإلمربيقية يف إطار مراجعة فلسفية تتم يف كل العلوم االجتماعية. العلم من جديد

أن -علـــى ســبيل املثـــال-وقــد تراكمــت بعـــض التنويعــات علـــى نفــس النغمـــة املتســائلة عـــن منظــورات أخـــرى؛ فنجــد وهــــو بصــــدد إشــــكاليات حتديــــد تــــاريخ ظهــــور يف كتابــــه سوســــيولوجيا العالقــــات الدوليــــة، )xxi[21]("مارســــيل مــــارل"

ا الستحالة اإلحاطة بالتاريخ اإلنساين يف حملة بصر، فإنـه مـن األفضـل اختيـار مصطلح العالقات الدولية يشري إىل أنه نظرام باحملوريـة أو املركزيـة اإلثنيـة؛ فإنـه علـى خـرباء احلضـارات حلظة بداية تشكل العامل احلديث، وأنه بالرغم من إمكانية اال

.األخرى أن ينربوا لعقد املقارنات

أن إســهامات التنظــري يف جمـال علــم العالقــات )Bull, Holsti, Kegly)xxii[22]كـذلك ســجل كـل مــن ا، ويعـــد أحـــد أســـباب الدوليـــة مازالـــت مقصـــورة علـــى االقرتابـــات األجنلـــو أمريكيـــة واألوربيـــة، وهـــو األمـــر الـــذي ميثـــل حتيـــز

.أحد أسباب عدم الوصول إىل نظرية عامة للعالقات الدولية -Holstiكما يرى -ثل القصور يف التنظري ألنه مي

اية احلرب البـاردة، جتـددت بعـض التعبـريات خـالل تقيـيم ويف ظل مراجعات ما بعد الوضعية وما بعد احلداثة عقب ـا؛ حيـث ال حالة حقل العالقات الدولية عن أن منظورات احلقل املتعاقبة عليه تعكس عنصـرية غربيـة و ا وإثني ا حضـاري حتيـز

ا جديــدة . )xxiii[23](تتضـمن هــذه املنظــورات مشـاركة رؤيــة الــدول الناميــة هـذا، واســتمرت هــذه الـدعوات حتمــل أبعــادهليمنـة الدراسـات األجنلوساكسـونية والنظـرة )xxiv[24](حىت ما قبل احلادي عشر من سبتمرب حيث جتـدد نقـد الـبعض

ـــا ـــا عاملي مث . الفوقيــة الـــيت مازالـــت تســود العلـــم األكـــادميي علــى النحـــو الـــذى يظـــل معــه علـــم العالقـــات الدوليــة لـــيس علما ا أكثر وضوح .اكتسبت هذه الدعوات بعد احلادي عشر من سبتمرب أبعاد

قـات الدوليـة واألخـالق والقـيم علـى ضـوء التعقـد الـذي أصـاب مـثال بـني نظريـة العال )xxv[25](حيث ربط البعضــا مفهــوم ا للــدالالت التارخييــة والثقافيــة للمفــاهيم الغربيــة " اخللــو مــن القــيم"العلــم، مناقش ــا(ناقــد املســتندة ) العنــف أساس

Page 9: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

ومـن مث دعـا . ام واخلاصللتمييز التقليدي بني داخل وخارج الدولة القومية، وبني االقتصادي والسياسي، وبني النطاق العــا عــن احلقيقــة، والــيت تبــني ــا علوي إىل مفـاهيم تؤكــد علــى التفــاوض واملنظــور والتفــاهم بــدال مــن املفـاهيم الــيت تعكــس توجه

.كيف أن السائد هو الذى يقدم نفسه باعتباره احملايد والعاملي

ابقة، أنـــه إذا كانـــت هـــذه النمـــاذج تقبـــل بتعـــدد ويف املقابـــل، واجلـــدير بالـــذكر هنـــا بعـــد اإلحالـــة إىل كـــل النمـــاذج الســـقـد سـامهت مــن ) مـن داخـل علـم العالقــات الدوليـة وخارجـه(املنظـورات احلضـارية، وإذا كانـت جهـود علميـة غربيــة جـادة

ـا مل )xxvi[26](رؤية إسالمية للعالقات الدولية أو مواقف اإلسالم مـن قضـايا دوليـة"مداخل متنوعة يف دراسة ، إال أا مقارنا يف جمال نظرية العالقات الدولية، بل مل تدعوا إليهتقدم با ا إسالمي .لطبع منظور

ا ، أســتاذ العالقـــات الدوليـــة يف كنــدا عـــن أمهيـــة )xxvii[27](جــت قـــرين. د.ميكـــن أن نســجل مـــا طرحـــه أ: وأخــريا إىل االعتبـارات التاليـة الراهنـة الـيت تتسـم بتعـدد املنظـورات حالـة العلـم: تقدمي رؤية إسالمية عـن العالقـات الدوليـة اسـتناد

املتنافسة، التنامي يف وزن ودور األبعاد الثقافيـة والقيميـة للعالقـات الدوليـة، أن املسـلمني ميثلـون مخـس سـكان العـامل، وأن ا، . قضــايا العالقـــة بـــني اإلســـالم واملســـلمني وبـــني الغـــرب حتتـــل االهتمـــام العـــاملي علـــم " عالميـــة"أن الوصـــول إلـــى وأخـــري

ا مـن –ويلخص هـذا الطـرح . العالقات الدولية يفترض مشاركة منظورات أخرى غير الغربية فقط ويف وقـت مبكـر جـدمنظومــة ونســق الــدوافع واملــربرات املتنوعــة، –جهــود بنــاء املنظــور بعــد نشــر مشــروع العالقــات الدوليــة يف اإلســالم مباشــرة

.ود األعوام التاليةالنظرية واملعرفية والعاملية، اليت استندت إليها جه

ولكن هل االهتمام بالدوافع والمبررات للمنظور الحضاري اإلسالمي والتركيـز عليهـا مقصـود وإرادي؛ إلضـفاء أم أن شــرعية هــذا املنظــور تتحقــق مــن مصــادر أخــرى؟ شــرعية علــى المنظــور الجديــد مــن داخــل دائــرة العلــم الغربــي،

واجهــت بنــاء المنظــور فــي إطــار جملــة مــن اإلشــكاليات التــي هــذا التســاؤل يمثــل واحــدة مــن اإلشــكاليات التــيطرحتها خبرة بناء المنظـور مـن جهـة وحـرص القـائمين علـى عمليـة بنائـه علـى التواصـل مـع توجهـات أخـرى يطـرح

: والتي نستعرضها فيما يلي. أصحابها تحفظات وانتقادات وتساؤالت مهمة في استكمال مسيرة البناء

Page 10: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

ا* :بين التساؤالت واالنتقادات والتحفظات: نظور الحضاري من الدوافع إلى الخصائص واإلشكالياتالم: ثاني

ناتـه ألن أثار طرح منظور حضاري إسالمي تساؤالت وانتقادات من خارجه كانـت مبثابـة فرصـة ألصـحاب املنظـور وبموعـــة مــن اإلشـــكاليات وموقــف هـــذا املنظــور احلضـــاري منهــا بـــني دعــاة منظـــور (وكـــان خمــرج النقـــاش العلمــي . يعرضــوا

مبثابــة قيمــة مضــافة يف هيكــل بنائــه وتطــويره؛ ) افضــني لــهحضــاري إســالمي لدراســة العالقــات الدوليــة وبــني منتقديــه أو الر حيث مكنت دعاته من الوقوف على نقاط وحمكات مهمة بينت متيز هـذا املنظـور وعمقـه مـن جهـة، وسـامهت يف توجيـه

هـذا، ولعـل . خطوات متتالية ومرتاكمة يف استكمال البناء والتطوير: وبالتايل. عملية التفعيل والتشغيل له من جهة أخرىمــن جهــة ثالثــة، ليؤكــد أن هــذا املنظــور هــو انطالقــة علميــة مــن واقــع العلــم احلــديث نفســه ال تســعى البتــة لالنفصــال عــن

). إسالمية(أواصره العلمية، وإمنا تسعى لتقدمي قيمة مضافة فيه، وإن كانت من جذور حضارية غري غربية

ذات مسـتويات علميـة وحبثيـة خمتلفـة مـن ناحيـة، وخمتلفـة وكانت هذه التساؤالت واالنتقادات اليت توالت من أطـرافـــا يف أعمـــال مشـــروع العالقـــات الدوليـــة يف اإلســـالم أو حـــول قضـــية التوجـــه "مـــن ناحيـــة أخـــرى يف مـــدى اطالعهـــا وقراء

ر ، بل قد جاءت بعض هذه االنتقادات كرد فعل فور مسـاع كلمـة منظـو "املنظور اإلسالمي للعلوم"، أو "اإلسالمي للعلوم؛ ومن مث فقد تراوحت ما بني تسـاؤالت االستيضـاح واالسـتفهام واالسـتغراب، وبـني الـرفض الناقـد أو النـاقض، "إسالمي"

:وهي تنقسم بني جمموعتني. وبني القبول بشروط وحتفظات

الــيت ظهــرت عقــب تدريســهم منظــورات العلــم تســاؤالت طلبــة الدراســات العليــامتثــل إرهاصــات :المجموعــة األولــى .قارنة ومراجعة حالة العلمامل

وقــدمها متثـل انتقـادات منهاجيــة منظمـة تنطلـق مـن إطـار مرجعــي خمتلـف إمـا رافـض أو مـتحفظ، :المجموعـة الثانيـة .)xxviii[28](متخصصون يف مناسبات متعددة

:وفيما يلي بيان مفصل ألبعاد كل منها

:المجموعة األولى

الـيت ظهـرت عقـب تدريسـهم منظـورات العلـم املقارنـة ومراجعـة حالـة تسـاؤالت طلبـة الدراسـات العليـامتثل إرهاصـات مــا هـو منظــور إســالمي ومــا هـو وضــعه يف ســياق نظريــة : وذلــك مــع بدايـة طــرح القضــية أمــامهم علـى النحــو التــايل. العلـم

للعالقات الدولية؟ وهل ميكن تطويره وكيف؟

. وطرحها بعض الطالب كتساؤالت يف قاعات الدرس

Page 11: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

.املنظور هو مدخل علمي ال يفرتض فيه االحنياز املسبق لوجهة نظر إسالمية أو غري إسالميةأن -١أن اإلنتاج الغريب يف حقل العالقات الدولية يفي، يف معظمـه، بـالغرض الـذي صـيغ ألجلـه، فضـال عـن -٢

دف حتقيق أكرب قدر من التماسك الداخلي، األمـر الـذ ي جيعـل أنه ميارس عملية نقد ذايت مستمرة .من املمكن التعويل عليه بقدر أكرب من الثقة دومنا حاجة إىل استلهام منظور جديد

إذا كـان الغربيـون ال يعرفـون التخنــدق حـول أطـر نظريــة ضـيقة، وإمنـا علـى العكــس ميارسـون عمليـة مرنــة -٣ نقــوم حنـــن خبــالف ذ ـــم لـــك حينمـــا مــن اســـتعارة ومبادلــة املفـــاهيم بــني مدارســـهم الفكريـــة املختلفــة، فل

!نفرض على أنفسنا استخدام منظور واحد منعزل عما سواه؟علـى عكــس النمـوذج اإلســالمي؛ أال -إذا كـان معظـم إنتــاج الفكـر الغــريب يبـدأ مــن الواقـع وينتهـي إليــه -٤

تعـد هـذه خصيصــة حتسـب للفكــر الغـريب علــى أسـاس مـا تــوفره مـن مرونــة، فضـال عــن أن املنظـور إمنــا ه باألساس فهم الواقع، وعليه ال ينبغـي أن يكـون ارتباطـه بـه بدايـة وانتهـاء أحـد يكون اهلدف من ورائ

ؤســـس عليــه علـــم أوجــه انتقــاده، خاصـــة وأن الواقــع يف البيئــة الغربيـــة هــو مــن القـــوة حبيــث أمكــن أن ي متكامل وهو األمر الذي يفتقده الواقع اإلسالمي املعاصر؟

يقــدم أكثــر مــن جمموعــة أمــاين ال ختــدم فهــم الواقــع يف شــيء إذا كـان املنظــور اإلســالمي مــن املنتظــر أال-٥ـا جمـرد شـعارات غـري فهل يعد هذا هو الوقت املناسب للتمسك بعبارات أيديولوجيـة ال تزيـد عـن كو

ذات قدرة حتليلية؟ـــا بقضـــية اإلحســـاس بالـــذات وحماولـــة بلـــورة هويـــة حضـــارية متكاملـــة -٦ إذا كـــان املنظـــور اإلســـالمي مرتبط

ال ترتجم مسألة اهلوية عرب صياغة منظور عريب لدراسة العالقات الدولية؟األبعا م د، فلالتنظري الغريب كان وليد الواقع يف حماولة لتفسريه؛ ومن مث تغري التنظري مـع تغـري الواقـع، ومـن مث فـإن قـوة -٧

ا ا مفســر حلــديث عنــه اآلن يف أمــا املنظــور اإلســالمي الــذي يــأيت ا. التنظــري الغــريب تنبــع مــن كونــه تنظــريوقت األزمـة احلضـارية لألمـة، فهـل يعـد التنظـري املنبثـق عنـه وسـيلة للخـروج منهـا؟ وهـل الصـورة املثاليـة

هل تقدم سبل الوصول إليهـا أم تقتصـر علـى تقريـر -واليت من الصعب حتقيقها-اليت يقدمها املنظور ظــور اإلسـالمي هــو قدرتـه علــى تفســري مـا جيــب أن يكـون عليــه الواقــع؟ ومـن مث فــإن التحـدي أمــام املن

.الواقع وعلى التفعيل لتغيريهــا، فمــا هــي مالبســات -٨ املنظــور اإلســالمي بــاملعىن الــذي يطــرح بــه هــو شــيء موجــود منــذ أربعــة عشــر قرن

وأسباب احلديث عنه اآلن وبشكل يوحي بأنه شيء مستحدث؟عـن منظـور إسـالمي للعلـم؟ -الطالـب اجلامعيـةبعد أربع سـنوات مـن دراسـة -ملاذا احلديث فجأة اآلن -٩

ملاذا مل يسبق ذلك متهيد يف مراحل أخرى من العملية التعليمية؟ــا مــن العلــم الغــريب -١٠ وملــاذا تــتم دراســة منظــور إســالمي يف إطــار مقــارن مــع منظــورات العلــم وانطالق

قليد أكادميي؟ودائرته؟ وهل يهتم الغرب بدراسة منظور إسالمي للعالقات الدولية كت

Page 12: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

ـال -١١ ـذا ا ما اجلديد الذي سيقدمه هـذا املنظـور باملقارنـة مبـا قدمتـه كتـب العلـوم اإلسـالمية املعنيـة ذه الظاهرة الدولية؟ من األنشطة أو

كيــف يتحقــق الــربط بــني السياســة الواقعيــة الــيت ال تلتــزم بــالقيم واألخــالق وبــني منظــور يقــوم علــى -١٢ا؟أصول دينية حت ا أساسي وي مضمونا قيمي

ما معىن منظور بصفة عامة، وإطار مرجعي ونسق معريف؟ وهل الفقه فقـط هـو املنطلـق حنـو منظـور -١٣ إسالمي؟ وما هي املنهاجية اإلسالمية؟

ـا؟ وهـل -١٤ ـا وعاملي ما هي شـروط بـروز منظـور إسـالمي وتطـوره؟ وكيـف يـتم قبولـه واالعـرتاف بـه إقليمياألمـة املـادي وضـعفها حيـول دون البدايـة يف تطــوير هـذا املنظـور ودون القبـول بـه يف دائـرة العلــم؟ وهـن

وهـــل جهـــود تطـــوير املنظـــور هـــي رد فعـــل لـــوهن األمـــة وتعبـــري عـــن احلاجـــة لتأكيـــد الـــذات ولـــو علـــى املستوى الفكري؟

؛ فهـــل هنـــاك احلـــديث عـــن منظـــور إســـالمي يفســـح الطريـــق للحـــديث عـــن منظـــورات دينيـــة أخـــرى -١٥ر املنظورات الدينية؟ منظور يهودي أو مسيحي؟ وهل منظور حضاري إسالمي هو آخ

كيــف ميكــن الرجـــوع إىل األصــول اإلســـالمية لدراســة العالقـــات الدوليــة، أال ميثـــل ذلــك صـــعوبة -١٦ا ألن كتب الفقه والتفاسري والسنة يكتنفها ا ا لعدم التخصص يف العلوم الشرعية، ونظر لغموض؟نظر

عند احلديث عن منظور إسالمي يربز شعور باالنفصال عن الواقع؛ ألنـه يقـدم مثاليـة بعيـدة عـن -١٧ا لعـدم وجـود الـروابط بـني جمـاالت احليـاة الراهنـة هذا الواقع ومن مث يفقد مصداقية تطبيقـه العملـي نظـر

وبني ما حيدده الدين؟ــا الدوليــة ولـــيس هنــاك أمــة كمـــا كيــف نتحــدث عــن منظـــور حضــاري ألمــة إســـال -١٨ مية يف عالقا

يتضـح مـن احلـروب بــني املسـلمني منـذ الفتنــة الكـربى؟ كـذلك هـل هنــاك دول إسـالمية حـىت نتحــدث ا الدولية؟ عن منظور إسالمي لعالقا

ألــــيس االهتمــــام بتقــــدمي منظــــور حضــــاري إســــالمي يعــــين قطــــع العالقــــة مــــع اآلخــــر مــــن ناحيــــة -١٩ ملواطنة وحتويل املسيحيني إىل كفار؟والتعارض مع ا

انقطــــاع أم انعــــزال أم : مــــا العالقــــة بــــني منظــــور إســــالمي للعالقــــات الدوليــــة ومنظــــورات أخــــرى -٢٠اســتعالء أم نقــد ومقارنــة متبادلــة حــىت حيــدث تالقــح فكــري وتواصــل معــريف؟ وهــل مثــل هــذه العالقــة

ورات علمانية؟وبني منظ" ذي جذور دينية"األخرية ممكنة بني منظور هـل هنـاك منـاهج إسـالمية حمـددة وأدوات لدراسـة الظـاهرة الدوليـة ختتلـف عـن املنـاهج الغربيــة أم -٢١

أن األمــر يقتصــر يف املنظــور اإلســالمي علــى إطــار مرجعــي وقواعــد لرؤيــة العــامل ولــيس حتليلــه ودراســة ا إس ا؟ظواهره؟ وهل نظل ننقد مناهج البحث الغربية وال حندد منهج المي

Page 13: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

إن علم العالقـات الدوليـة الغـريب حيلـل ويفسـر كـل أنـواع العالقـات بـني كـل أنـواع الفواعـل؛ فهـل -٢٢ سيقتصر املنظور اإلسالمي على العالقات بني املسلمني وغريهم أم فيما بني املسلمني فقط؟

صـفة جـاهزة مـن يعرفهـا يـتم تعلمـه أو ممارسـته، هـل لـه و -أو منظـور مـا-هـل املنظـور اإلسـالمي -٢٣يكون قد أضحى ذا منظور إسالمي؟ هـل هـو ذو صـبغة ثقافيـة أم هـو عمليـة تعليميـة منظمـة األسـس

والقواعد؟

إذن مــا داللــة هــذه املقــوالت بالنســبة إلشــكالية التحيــز؟ مــا لــذى تكشــف عنــه مــن حتيــزات وكيــف ميكــن مناقشــتها ـــا مـــن حتيـــزات متقابلـــة؟ بـــالطبع ال ميكـــن يف هـــذه –عـــرب ســـنوات-اســـتيفاء كـــل مـــداخل تعليـــق الطلبـــة وقضـــاياهانطالق

الدراسة، ولكن يكفي كمثال طرح منوذجني متميزين مـن هـذه املـداخل واللـذان رمسـا خريطـة القضـايا املثـارة يف التعليقـات ا ا-وتصنيفا ا ونظري ا ومنهاجي .وعلى حنو يوضح مناط التحيزات املتقابلة -)xxix[29](معرفي

ا بـني سـت جمموعـات مـن التـوترات : أجـاب علـى سـؤالني: النموذج األول مـن أيـن تنبـع األسـئلة وإىل أيـن ترمـي، مميـزلــدى الطلبــة وهــي تــوترات نابعــة مــن ثنائيــة الواقــع والتنظــري، وثنائيــة الــذات واآلخــر، وثنائيــة الواقــع املــادى والقــيم، ثنائيــة

ا ثنائية املوضوعية والتحيزالعلمي، ثنائية التقليدي واجلديد يف/ الديين . اخلربة األكادميية، وأخري

ــــانى املضــــمون واملــــنهج : ، والشــــكل)املــــيالد(االحتيــــاج للمنظــــور : صــــنف األســــئلة وفــــق ثالثــــة حمــــاور: النمــــوذج الثاعــل يطـــرح والفاعليـــة تطــرح القــدرة علــى التفســري والتغيــري والتف) املنظــور يف الواقــع املعاصــر(، الفاعليــة والتفاعــل )الوجــود(

.أبعاد العالقة مع املنظورات األخرى

.من املقوالت الناقدة، الناقضة، املتحفظة: المجموعة الثانية

وقد وردت، كما سبقت اإلشارة، على لسان أساتذة متخصصني خـالل ملتقيـات ناقشـت مشـروع العالقـات الدوليـة كر هنا، على سبيل املثال وليس احلصر، تعليقـات كـل ونذ . يف اإلسالم وما تاله من جهود، وخاصة حولية أميت يف العامل

ففــي حــني انطلــق . نــاقض ومــتحفظ: علــي الــدين هــالل كنمــوذجني عــن تــوجهني أساســيني. وجيــه الكــوثراين، ود. د: مــنا إىل عـدة مقـوالت، فـإن الثـاين رأى أن السـعي وراء تطـوير هـذا املنظـور ميثـل األول من رفض فكرة منظور إسالمي اسـتناد

ا؛ ولذا فهو حماط ببعض التحفظاتضرور .ة وحتدي

من ناحية رفض إحالل املركزية اإلسـالمية حمـل : وجيه الكوثراين على النحو التايل. وتتلخص مربرات وأسانيد رفض د .)xxx[30](املركزية األوربية ألنه إعادة انتاج لفكرة مركزية منظور

ا يرفض د للمسـعى العلمـي وللـرأي، ) العقيـدي(ه مصادرة املوقف الديين وجيه ما يسمي. لكن من الناحية املقابلة أيضـل أبـواب املسـعى العلمـي " منظور إسالمي"وذلك حني يسبغ هذا املوقف صفة املقدس الصحيح الشامل على حبيـث تقف

Page 14: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

هــدف القــائم علــى الشــك والنقــد؛ ولــذا فهــو وإن أشــاد بأمهيــة مشــروع العالقــات الدوليــة يف اإلســالم، إال أنــه أكــد علــى اسـرتاتيجي بعيـد وهـو حتقيـق عامليـة اإلجنــاز واإلنتـاج العلمـي العـريب واإلسـالمي ولــيس اإلجنـاز مـن موقـع اإلسـالمية الدينيــة

.العقيدية

ــا تنطلــق مــن حتيــزات معرفيــة حــول مفهــوم العلــم مفادهــا أن الــديين إمنــا هــو ضــد ويتضــح مــن هــذه املقــوالت كيــف أا علــى توليــد علــم ومعرفــة، ذلــك " اإلســالم"دوات، ورفــض أن يكــون العلمــي، وحــول عامليــة املنــاهج واأل بصــفة عامــة قــادر

..ألنه يقتصر على رؤية اإلسالم كمجرد دين وعقيدة

، وشدد علـى اخـتالف جمـال )xxxi[31](علي الدين هالل فقد مجع بني موقفني بني املساندة وبني التحفظ. أما دا الدراسات اإلسـالمية مـن علـم اجتمـاعي إىل آخـر ـاالت املعرفيـة، ذلـك أن هنـاك وجـود يف جامعاتنـا املصـرية يف بعـض ا

ـاالت توجـد مـدارس علميـة وأجيــال ا يف فـرع القـانون مـثال وفـرع التـاريخ وفـرع الفلسـفة، يف هـذه ا ا متميـز ا وإسـهام واضـحاملفكــرين املســلمني يف تعاملــت مــع الشــأن اإلســالمي ومــع إســهامات -علــى األقــل مــن ربــع قــرن أو يزيــد–مــن البــاحثني

ـاالت كجـزء مـن التـاريخ اإلنسـاين والتـاريخ البشـري يف فـروع االت، وأبـرزوا مسـامهة املفكـرين املسـلمني يف هـذه ا هذه اــا علــى مســامهة تارخييــة مثــل ابــن خمتلفــة، أمــا يف علــم االجتمــاع، فلــم حيــدث هــذا التواصــل املعــريف وإمنــا مت الرتكيــز خصوص

. طرح بعض النظرياتخلدون ودوره يف

موعـة األوىل ا مثل علم السياسة وعلـم االقتصـاد، ال جنـد مثـل هـذا الـذي جنـده، سـواء يف ا ويف فروع أخرى أقل حظا فرديـة ختتلـف يف مسـتواها أو مـدى تواصـلها النتيجـة هـو أن . من العلوم أو حىت يف جمال علم االجتماع، وإمنا نرى جهود

ة، وهنـاك نقــص ينبغـي أن نتعامــل معـه كجماعــة أكادمييـة مهتمــة ببحـث الظــواهر االقتصــادية هنـاك مهمــة، وهنـاك مســئولي .والسياسية يف مصر ويف وطننا العريب

ـــا عنـــدما نبحـــث يف األصـــول اإلســـالمية ويف ا غريب ال ينبغـــي أن يكـــون لـــدينا أي شـــعور بـــاحلرج أو بأننـــا ال نفعـــل شـــيئكتشـــف ونتبـــني مـــاذا أســـهم بـــه هـــؤالء يف جمـــاالت السياســـة واالقتصـــاد ألن نتـــائج قـــرائح وعقـــول املفكـــرين املســـلمني؛ لن

الســياق التـــارخيي ال شـــك حــاكم يف رؤيـــة الظـــواهر، لكــن لكـــي يكتســـب هــذا النـــوع مـــن العمــل العلمـــي مســـة األكادمييـــة ا بغـض النظـر عـن أحـ ـا مسـتمر داث سياســية واملوضـوعية ينبغـي أال يـرتبط بتطـورات سياسـية معينـة، بـل ينبغـي أن يكـون مه

كمـا ينبغـي أن يتسـم بالتواصـل، ألن مـا ال نعرفـه عـن . طارئة، قد تكون جمندة أو تكون غري جمندة هلذا النوع من النشـاط . هذا اإلسهام يف مناطق خمتلفة من العامل اإلسالمي هو أكرب بكثري مما نعرفه

فضـال عـن حمدوديـة نطـاق . االهتمـام خـارج مصـادر منظومـة القـيم موضـع -لدى هذا االجتاه-ومع ذلك يظل الدين ، ناهيـك عـن اعتبارهـا جمـرد متغـري Ethics le moralالقيم اليت ترتادف يف معظـم األحيـان مـع األخـالق أو املعنـوي

Page 15: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

مـن املتغـريات أو مــدخل منهجـي ولــيس إطـار مرجعـي أو نســق قياسـي ذي قــوة إلزاميـة حبكـم مصــدره كمـا هــو الشـأن مــع . إسالميمنظومة القيم يف منظور

:بين خصائص منظور حضاري إسالمي لدراسة العالقات الدولية وأبعاد هذه الدراسة: ثالثا*

الخصــائص التــي قــد أظهــرت جمموعــة مــن -الســابق بيــان ملخــص عنهــا–إذا كانــت حمصــلة مراجعــات حالــة العلــم ـا مـن تـاريخ ٧٥مـا يقـرب مـن عـرب(تتسم بها حالة المنظورات المتعاقبة على علـم العالقـات الدوليـة وجـداالتها عام

ــا يف احلقــل )العلــم ــا مقارن ، فــإن االقــرتاب مــن طبيعــة مصــادر املنظــور اإلســالمي وخصائصــه تبــني لنــا كيــف أنــه ميثــل تراكما قـدم : تتحقق من خالله مشاركة اخلربة اإلسالمية بكل مستويا املعرفية، والتأصيلية، والفكرية والتارخيية من ناحيـة، كمـا ي

ــا حماولـة لعــالج أزمـة مــدخل املنظـورات مــن ناحيـة أخــرىهـذ التــي تتسـم بهــا حالــة تـتلخص الخصــائصو. ا املنظـور أيض :المنظورات المتعاقبة على علم العالقات الدولية وجداالتها في اآلتي

ملتطلبــات دراســة التغــري املســتمر يف املنظــورات مــع التغــري املســتمر واملعقــد يف الواقــع الــدويل بــدعوى االســتجابة ·هذا التغري والتأثري على مساره، وهو األمر الذى أدى إىل فوضى املنظورات املتنافسة واملتقابلـة وعلـى حنـو دفـع للتســاؤل عــن عواقــب االفتقــاد للثابــت، وهــل هــي منظــورات جلوانــب خمتلفــة مــن عــامل واحــد أم هــي رؤى عــن

ــا؟ أي ملـــاذا هـــذا عــوامل خمتلفـــة، وهـــل حيقــق هـــذا التغـــري أهــداف حركيـــة للقـــ ـــا ونظري ا وفكري وى املهيمنــة سياســـيا باالقتصادي؟ –املسار يف التحول من أولوية السياسي العسكري إىل الثقايف احلضاري مرور

ومــن مث، بــروز الــدعوات التوفيقيــة أو الوســطية . مشــاكل االســتقطاب الثنــائي للمنهاجيــة بــني العلمــي والقيمــي ·ومـن مث، احلـديث عـن ). أو الذاتيـة بصـفة عامـة(لعلمية دون اسـتبعاد القـيم والثقافـة حول إمكانيات الدراسة ا

.الواقعية –القيمية أو القيمية الواقعية أو املثالية –الواقعية أو –انتقـاد اجلزئيـة واالختزاليـة عنـد تنـاول الظـاهرة الدوليـة املعقـدة واملركبـة سـواء بـالرتكيز علـى األبعـاد العسـكرية ·

تصادية أو الثقافية أو بـالرتكيز علـى األبعـاد املاديـة دون غريهـا، وهـو األمـر الـذى حيـول دون الفهـم العميـق االقوالـدقيق للتحــوالت اجلاريــة واملسـتقبلية، ومــن مث احلاجــة إىل رؤيـة كليــة تســتدعي بالضـرورة إســقاط احلــدود بــني

.وتفعيل التعاون البيين علم العالقات الدولية والعلوم االجتماعية واإلنسانية األخرى،ا · ملــاذا هـــذا التــأرجح بــني أولويـــة الصــراع بــني القـــوى واملصــاحل واحلــروب وبـــني أولويــات آليــات االعتمـــاد : وأخــري

املتبادل أو جتانس املصاحل؟ وماذا عن منظومة أو نسق هذه العمليات والعالقات بينها؟

وليـــة جتمـــع بـــني األجـــزاء، وبـــني املـــادي وغـــري املـــادي، وبـــني إن الســـبيل إىل رؤيـــة كليـــة للظـــاهرة الد: خالصـــة القـــولالداخلي واخلارجي، وبني العقالنية والقيمية، أي أن السبيل إىل رؤية كليـة عـن احملتـوى واملنهاجيـة؟ ومـا هـو موضـع منظـور

حضاري إسالمي من هذه املراجعة؟

Page 16: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

بـني مصـادر املنظـورات وطبيعتهـا؟ وكيـف إذن ما هي خصائص املنظور اإلسالمي املقارنة؟ وكيف تعكـس االخـتالف تعرب عنها يف نفس الوقت؟ وما هو منط الرتاكم املتحقق؟

ـــــا وباســـــرتجاع معـــــىن املنظـــــور ووظيفتـــــه، ومعـــــىن النســـــق املعـــــريف ودالالتـــــه، وباســـــرتجاع أبعـــــاد دراســـــة املنظـــــور منهاجيا، ميكن يف حقل العالقات الدولية إمجال اإلجابة يف : لمركبة التاليةالمقولة اومضموني

وترجع خصوصية هذه الطبيعة .لدراسة العالقات الدولية هو منظور قيمي ذو طبيعة خاصة إن منظور إسالمي. إىل متيز مصادره وأصوله عن نظائرها يف املنظورات الغربية، وهو التميز الذي يرجع بدوره الختالف طبيعة النسق املعريف

هذا، وتنعكس هذه الطبيعة القيمية اخلاصة بدرجة كبرية على منهجية املنظور وأدواته وعلى افرتاضات املنظور ومقوالته أصل العالقات وحمركها، الفواعل ووحدات التحليل ومستوياته، منط : اد األساسية لدراسة العالقات الدوليةحول األبع

ا حمل االهتمام، منط التفاعالت، العالقة بني الداخلي واخلارجي وبني املادي وغري قضايا العالقات الدولية وتفاعال .املادي يف تفسري األحداثوالتطورات

ا ذه املقولة وسنعرض ملكونات ه ا عند دراسة منظور إسالمي يف حمورينتفصيلي ؛ أوهلما ميكن استدعاء فحواه أيضأما احملور الثاين فيقع مباشرة يف صميم دراسة . ألنه ميثل األساس املعريف املشرتك –عدا العالقات الدولية–لظواهر أخرى

ا على االنتقادات وأوجه النقد والنقض وجتدر اإلشارة إىل أن هذا االقرتاب املزد. العالقات الدولية وج سيقدم لنا ردود .السابق ذكرها

:ويمكن بيان معالم المنظور اإلسالمي عبر بحث عدة خصائص وإشكاليات

:إشكالية العالقة بين الثابت والمطلق وبين المتغير-١

غـري، ومـا تطرحـه مـن إشـكالية العالقـة سـواء األصـول الثابتـة أو االجتهـاد املت: أي إشكالية العالقة بني مصادر املنظـوروهـــذه اإلشـــكالية املتعـــددة األوجـــه حـــول . )xxxii[32](بــني الـــوحي والعقـــل يف ظـــل معطيـــات الواقـــع ومتطلباتــه املتغـــرية

:مصادر املنظور فرضت ثالثة مسارات منهاجية

بنــاء منظــور إســالمي للعالقـــات الدوليــة ينطلــق مــن أســاس شـــرعي ســواء أحكــام قاطعــة أو منظومـــة :المســار األولا األصول بشأن العالقة بني املسلمني وغريهم وفيما بينهم .القواعد واملبادئ واألسس العامة اليت أورد

اإلسـالم؛ ولـذا كانـت احملطـة هو تأسيس مصـادر املنظـور علـى منظومـة القـيم احلضـارية الـيت يتضـمنها : المسار الثانياملنهجية الثانية يف املشروع هي مدخل القيم كإطـار مرجعـي لدراسـة العالقـات الدوليـة يف اإلسـالم، وتقـدمي منظومـة قيميـة

Page 17: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

العقيــدة الرافعــة، الشــرعة الدافعــة، القــيم التأسيســية احلاكمــة، والقــيم الوســطية، والقــيم املولــدة، : تتكــون مــن ســبع مفــردات .)xxxiii[33](امعة، احلضارة الفاعلة الشاهدة، السنن الشرطية، املقاصد احلافظةاألمة اجل

وإىل جانـــب األبعـــاد املنهاجيـــة اخلاصـــة باألســـاس الشـــرعي واألبعـــاد املنهاجيـــة اخلاصـــة باألســـاس : المســـار الثالـــث التعامـل مـع مصـادر دراسـة القيمى احلضاري، البد وأن ينبين منظور إسالمي للعالقـات الدوليـة علـى خـربات منهاجيـة يف

ولـذا؛ فـإن مشـروع العالقـات الدوليـة يف اإلسـالم يتضـمن جـزئني منهـاجيني . األصول إىل جانب املصـادر الرتاثيـة املختلفـةا، ويف ضـوء مـا سـبق، ميكـن القـول إن إشـكالية . )xxxv[35](والسابع )xxxiv[34](آخرين؛ ومها اجلزء الثالث وأخري

ا منهاجيــة مهمــة لدراســة العالقــات الدوليــة مــن منظــور إســالمي، وحتمــل الثابــت واملتغــري بــني مصــادر املن ظــور حتمــل أبعــادفاإلطار الشرعي أي إطار االحتكـام إىل املرجعيـة تتطلـب دراسـتة أدوات . دالالت أكثر أمهية بالنسبة لطبيعة املنظور ذاته

خطــوة الحقــة وأساســية؛ وهــي تقــدمي منهاجيـة خاصــة الزمــة للرجــوع إىل شــروح األحاديــث وكتــب التفاسـري، كمــا يتطلــباجتهاد معاصر على ضوء الرتاث الفقهي باجتاهاته املختلفـة حـول القضـية الكـربى الـيت البـد وأن ينبـين عليهـا املنظـور؛ أال

كمــا ســنرى (وهــي قضــية أصــل العالقــة أي احملــرك األساســي للعالقــات والقواعــد واملبــادئ واألســس العامــة الــيت حتكمهــا ــا ملثــل؛ فـــإن األســاس القيمــي احلضـــاري يتطلــب، بعــد تأســـيس النمــوذج، تشــغيله وتفعيلـــه يف دراســة القضـــايا، وبا). الحق

.وإعادة بناء املفاهيم وحتديد أجندة االهتمامات

ويف املقابل، وبالنظر إىل مصـادر املنظـورات الغربيـة الكـربى، سـواء الواقعيـة أو التعدديـة أو اهليكليـة وجـذورها الفلسـفية ا مصادر بشرية متغـرية نابعـة مـن خـربة الفكـر السياسـي الغـريبوالفكري ـا إىل إرجـاع . ة، جند أ ومـع ذلـك؛ فـإن هنـاك اجتاه

ــا إىل مــدارس فكريــة وفلســفية ثالثــة كربى،واخلصــائص الكــربى لكــل مدرســة متثــل القاســم روافــد هــذه املنظــورات وتنويعاــــــذى ينب ثــــــق عنهــــــا، وهــــــي الروافــــــد الــــــيت تبلــــــورت عــــــرب تــــــاريخ هــــــذا املشــــــرتك األساســــــى بــــــني روافــــــد املنظــــــور الواحــــــد ال

. )xxxvi[36](املنظور

:إشكالية العالقة بين منظور إسالمي قيمي وبين الواقع-٢

ا حبكم مصادره وطبيعتـه-املنظور احلضاري اإلسالمي إال أن الرؤيـة الـيت يقـدمها حـول العـامل احملـيط، -وإن كان قيميمنظومة القيم وجمموعـة القواعـد واملبـادئ، ليسـت رؤيـة تقـرر مـا جيـب أن يكـون فقـط؛ انطالقا من األساس الشرعي، ومن

ا ووظيفة يف الرؤية اإلسالمية، كما أن هـذه القـيم ذات طبيعـة خمتلفـة ولكنها ذات صلة كبرية بالواقع؛ ذلك ألن للقيم دورمنهـــاجي، هــي نســق لقيــاس الواقـــع عــن نظائرهــا الغربيــة؛ ألن القـــيم يف منظــور إســالمي هــي إطـــار مرجعــي، هــي مــدخل

.لتفسريه وتقوميه وتغيريه

كيــف ختتلــف القــيم يف منظــور إســالمي لدراســة العالقــات الدوليــة عنهــا يف منظــور غــريب يهــتم :وهنــا يــربز لنــا ســؤاالن بالقيم؟ وما انعكاسات هذا االختالف على املوقف من الواقع؟

Page 18: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

اد هـذا االخـتالف حـول مصـدر القـيم ومسـتواها ونطاقهـا ودرجـة ودودة بدران أبعـ. بالنسبة للسؤال األول، حددت دا على النحو التاىل :)xxxvii[37](إلزامها وعالقا

ا لالختالفات الفكرية بني البـاحثني املؤيـدين ألمهيـة دور القـيم يف العالقـات الدوليـة، فلـيس هنـاك تعريـف مشـرتك -١ نظراإلســالمية ميكــن أن تســاهم يف بيــان احلــد األدىن مــن االتفــاق والرؤيــة . ملــا هــو أخالقــي كإطــار عــام للتحــرك الــدويل

.حول ماهية القيم يف صلتها باملصلحة والنفع للعباد

يثري الباحثون املهتمون مبوضـوع القـيم قضـية العالقـة بـني األخـالق الفرديـة واألخـالق اجلماعيـة الدوليـة، فـريى الـبعض -٢ويالحــظ هنــا أن إثــارة مشــكلة القيــاس اجلمــاعي . كانيــة القيــاسإمكانيــة القيــاس، أمــا الــبعض اآلخــر فــريى عــدم إم

أمــا اإلســالم فقــد . علـى الفــردي تــرتبط بغيـاب التنظــيم اجلمــاعي يف الثقافــة املسـيحية املســتمدة مــن الــدين املسـيحيد نظــم االثنــني كــال علــى مســتواه، وبالتــايل فــإن دراســـة العالقــات الدوليــة يف اإلســالم ميكــن أن توضــح أنــه ال توجـــ

.حاجة للقياس واخللط، فهناك االثنان وكل منهما له قواعده

ال يعــرف املنظــور احلضــاري اإلســالمي فصــال بــني املمارســة املتغــرية، والبعــد القيمــي الثابــت الــذي يــتم االحتكــام إليــه ـــا عنـــد التفســـري وعنـــد التقـــومي وعنـــد التـــدبر وعنـــد التغيـــري القـــيم والقواعـــد فـــإذا كـــان فقـــه احلكـــم الشـــرعي، ومنظومـــة : دائم

واملبادئ هي امليـزان؛ فـإن الواقـع هـو املـوزون الـذي يـدور حولـه أعمـال العقـل والتجريـب واالجتهـاد والتجديـد ويف املقابـل؛ .فإن املنظورات الغربية ال حتوز هذا امليزان القيمي

ا، قـد يتضـح ممـا سـبق أننـا ال نتحـدث عـن وضـع القـيم يف دراسـة العالقـات الدوليـة مـن منظـور إسـالمي، ولكـن وأخريـا مـن أساسـه الشـرعي ومـن مدخلـه القيمـي ـا انطالق ا قيمي نتحدث عن طبيعة منظور إسالمي هلـذه الدراسـة باعتبـاره منظـور

)xxxviii[38](.ومن هنا موطن متيزه عن منظورات أخرى. كإطار مرجعي ومدخل منهاجي

ا إىل الساحة اليت تصب فيها نتائج هذا الرتاكم؛ وهي س احة املقارنة بني منظور إسـالمي ومنظـورات غربيـة نصل أخري .وذلك حول أبعاد أساسية من حمتوى املنظور ومنهاجيته. اهليكلية -التعددية -الواقعية: كربى ثالثة

تأسيس أصل العالقات الدولية والقوة احملركة هلا، الفواعـل ومسـتويات التحليـل، منـط القضـايا ذات : وهذه األبعاد هيالهتمـــام، مفـــاهيم مقارنـــة، أســـس تقســـيم العـــامل وتصـــنيف الـــدول، رؤى حـــول قضـــايا حمـــددة، العالقـــة بـــني األولويـــة يف ا

ولعلنــا نتــذكر هنــا كيـــف أن (ومــن األبعــاد املنهجيــة نــذكر توظيــف التــاريخ يف دراســة الــنظم الدوليــة . الــداخلي واخلــارجي ).والسابق توضيحهما(قات الدولية يف اإلسالم قائمة هذه املوضوعات وغريها ترتجم اهلدفني الكربيني ملشروع العال

Page 19: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

و ومتثل املوضوعات االتاملذكورة عالي وإذا كانت أدبيات علم العالقات الدولية . املقارنة بني املنظوراتا خريطة أجندة ايف فإن هذه املوضوعات قد مت تناوهلا ؛ )xxxix[39](املنظورات الكربى الثالثةاجلداالت بني قد أفاضت يف تناوهلا

.أدبيات عربية وغربية من خارج التخصص وذلك باعتبارها موضوعات يف الدراسات اإلسالمية

ولقد ساهم مشروع العالقات الدوليـة يف اإلسـالم يف معاجلـة بعـض املوضـوعات املعنيـة وخاصـة الدولـة كوحـدة حتليـل، ور واحلـرب، إشـكاليات توظيـف التـاريخ الدعوة، اجلهاد، تشغيل مدخل القيم يف دراسة موضوعات مثل القوة وتقسيم الد .اإلسالمي يف دراسة النظم الدولية، قواعد العالقات يف ظل احلرب ويف ظل السلم

مث سامهت حماضرات الدراسات العليا وبعض البحوث التكميلية يف عرض بعـض آخـر مـن هـذه املوضـوعات يف إطـار ومـا . نظورات غربيـة ثالثـة راسـخة التقاليـد ومتعـددة الروافـدمتهيدي مقارن بني افرتاضات ومقوالت منظور إسالمي وبني م

ا مـن أجـل اسـتكمال وتـدعيم هـذا اإلطـار املقـارن؛ وذلـك بـالرجوع إىل املكتبـة الثريـة والغنيـة مـن املؤلفـات زال العمل جاريبعـض املوضـوعات حمـل العربية والغربية يف جمـال الدراسـات اإلسـالمية، والـيت أفاضـت ولـو مـن خـارج دائـرة العلـم يف تنـاول

.االهتمام يف نطاق العلم

:أبعاد خريطة المقارنة األفقية بين منظورات دراسة العالقات الدولية

ـا للمصـلحة القوميـة ومـن : من ناحية فيما يتعلق بأصل العالقات الدولية وحمركهـا فهنـاك الصـراع مـن أجـل القـوة حتقيقـا لتجـانس خالل سياسات توازنات القوى، كما يف الواقعية، ـا للقـوة وحتقيق وهناك الصـراع مـن أجـل الرخـاء باعتبـاره أساس

املصــاحل مـــن خـــالل سياســات االعتمـــاد املتبـــادل الـــدويل والعوملــة كمـــا يف التعدديـــة أو الليرباليــة اجلديـــدة، وكـــذلك الصـــراع ائيــة مثاليــة الطبقـي يف النظــام الرأمســايل العــاملي حيــث إن هــذا الصــراع هــو الــذي حيــرك السياســات ويشــكله ا حنــو مرحلــة

ا فإن هي أصل العالقـات بـني املسـلمني " الدعوة"ينهار فيها هذا النظام، كما يف الراديكالية ذات املرجعية املاركسية وأخريومــن هنــا يــربز مفهــوم القــوة املقــارن بــني هــذه املنظــورات يف . وغريهــا انطالقــا مــن طبيعــة اإلســالم باعتبــاره رســالة للعــاملني

.ته بكل من مفاهيم الصراع ومفهوم الدعوةعالق

ففـي مقابـل األمنـاط الصـراعية باألسـاس يف وفيما يتصل بأنماط التفاعالت والعالقات وأدواتهـا،: ومن ناحية ثانيةالرؤية الواقعية واليت تربز أمهية وزن القوة العسكرية وال تستبعد احتمـاالت انـدالع احلـروب بـل تقـول بتعـدد وظائفهـا، جنـد

ن التعددية والليربالية تقلل من أمهية القوة العسكرية يف إدارة الصراعات يف مقابـل االهتمـام بآليـات إدارة التنـافس الـدويل أأما الصراع الطبقـي العـاملي كمحـرك للعالقـات الدوليـة يف املاركسـية وكمحـدد لـنمط . السلمي اجلماعية واملتعددة األطراف

.وأدوات إدارة العنف اهليكلي وغري اهليكلي الذي يركز عليه الضوءالتفاعالت الدولية فتتعدد آليات

Page 20: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

هــل أصــل العالقــة بــني : هــو) يف ظــل االخــتالف حــول آيــة الســيف(وإذا كــان الســؤال الشــائع عــن الرؤيــة اإلســالمية الجتهــاد وذلــك بــالنظر إىل ا(املســلمني وغــريهم هــو احلــرب أم الســالم، إال أنــه جيــب اإلجابــة علــى الســؤال بطريقــة أخــرى

، فاجلهــاد لــيس قتــاال فقــط ولكــن هنــاك أمنــاط تفاعليــة صــراعية )القائــل بــأن أصــل العالقــة كمــا ســبق التوضــيح هــو الــدعوةقتاليـــة وأمنـــاط تفاعليـــة ســـلمية وهنـــاك ضـــوابط وشـــروط لكـــل منهـــا، ألن كـــل مـــن احلـــرب، والســـالم حالتـــان مـــن حـــاالت

لعالقــة بـني الــدعوة واجلهـاد مقارنــة مبحركـات العالقــات يف املنظــورات العالقـات ال تنفــي إحـدامها األخــرى ومـن هنــا تبـدو ااألخرى مـن ناحيـة، كمـا يـربز لنـا مفهـوم القـوة املقارنـة مـن منظـور إسـالمى يف عالقتـه مبفهـومي الـدعوة واجلهـاد مـن ناحيـة

ـا مـن حيث إن التأصيل ملفهوم الدعوة يقود إىل التأصيل ملفهـوم القـوة فيقـود بـدوره إىل تأ. ثانية صـيل مفهـوم اجلهـاد انطالقا–" الواقعية –القيمية "خصائص املنظور اإلسالمي .كما سنرى بالتفصيل الحق

، فـإن الواقعيـة تؤكـد علـى الدولـة وفيمـا يتصـل بمسـتوى التحليـل أو وحـدة التحليـل أو الفـاعلين: ومن ناحية ثالثةال لالهتم ام بفواعل أخرى من غري الدول، وتطرح املاركسـية الطبقـة كفاعـل القومية، يف حني تفسح التعددية والليربالية ا

كمــا يهــتم البنــائيون اجلــدد " النظــام العــامل"وتقــدم اهليكليــون املاركســيون مســتوى اهلياكــل الكليــة مثــل مفهــوم أو مســتوى دون إنكــــار " يةاألمــــة اإلســــالم"ويف املنظــــور اإلســــالمي تــــأيت ".. اجلماعــــة العامليــــة"مبســــتويات كليــــة مــــن التحليــــل مثــــل

.للتنويعات التنظيمية األخرى يف داخلها دوال كانت أو مجاعات

الـيت حتتـل األولويـة واالهتمـام، انطالقـا مـن مفهـوم كـل منظـور عـن بقضـايا العالقـات، وفيمـا يتصـل ومن ناحية رابعةوز األولوية لدى التعددية ـ الليرباليـة طبيعة القوة ومصادرها فتأيت القضايا العسكرية السياسية األمنية لدى الواقعية، كما حت

القضــايا ذات األبعــاد االقتصــادية أمــا لــدى املاركســية فــإن املتغــريات والقــوى االقتصــادية هــي مبثابــة املتغــري املســتقل املفســر م لــدى الرؤيــة وحتــوز األبعــاد الثقافيــة احلضــارية االهتمــا. لكــل التفــاعالت الدوليــة يف ظــل احلتميــة املاديــة واجلدليــة التارخييــة

اإلسالمية ولكن على حنو ال ينفصل عن نظائرها السياسية واالقتصادية بل ويغلفها على اعتبار ما للمتغريات غـري املاديـة ـا للرؤيـة الكونيـة اإلسـالمية ذات من أولوية يف املنظور اإلسالمي القيمي، ولكن دون انفصال عـن نظائرهـا املاديـة، وتطبيق

الجتزائيـــة أو االختزاليــة، وهـــو األمــر الـــذى يـــنعكس ابتــداء مـــن مفهــوم الـــدعوة مث املفهــوم عـــن القـــوة الطبيعــة الكليـــة غــري اــا مفــاهيم ذات طبيعــة مشوليـة كليــة، تتحــدى الثنائيــات املتضــادة -الشـاملة مث املفهــوم عــن أمنــاط التفـاعالت، ومجيعهــا أيض

.وهي األساس يف النظام املعريف اإلسالمي التوحيد،) قيمة(ومن مث تبحث يف التكامالت انطالقا من مفهوم

ا فــإن املدرســة الواقعيــة تتجــه للتقليــل مــن أمهيــة تــأثري اخلــارجي علــى العالقــة بــين الــداخلي والخــارجي،عــن : وأخيــرز الداخلي، وذلك على العكس مـن التعدديـة واهليكليـة سـواء يف رافـد االعتمـاد املتبـادل الـدويل أو التبعيـة أوالعوملـة الـيت تـرب

ا أمــا يف الطــرح التنظــريي الــذي نطــوره مــن منظــور حضــاري إســالمي، . تــأثري اخلــارجي علــى الــداخلي بطريقــة أكثــر وضــوحفـــإن العالقـــة بـــني الـــداخلي واخلـــارجي هـــي عالقـــة تـــأثري وتـــأثر مســـتمرة، وليســـت غلبـــة أحـــدمها علـــى اآلخـــر موجهـــة إىل

ا هو " اخلارج" ". الداخل"والذي يقوم

Page 21: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

…إسالمي بناء يتمددمنظور حضاري *

مما سبق حول خربة بناء املنظور احلضاري اإلسـالمي مـن الـدوافع واملـربرات واإلشـكاليات واخلصـائص مث أبعـاد دراسـة العالقـات الدوليـة وفــق هـذا املنظـور مقارنــة بغـريه مـن منظــورات غربيـة يف علـم العالقــات الدوليـة، ميكننـا القــول بـأن عمليــة

ليست عملية نـاجزة؛ فكـل منظـور ) وباملثل ودون تعميم جزايف(مي لدراسة العالقات الدولية تطوير منظور حضاري إسال .يرتبط بطبيعته بالواقع وبالتايل فهو حمل تطوير وإضافة عرب الزمن، ورمبا بزوغ روافد واجتاهات فرعية فيه

) الدوليـة يف اإلسـالم وإىل اليـوممنـذ تكـوين فريـق العالقـات (فإذا كانـت مهمـة فريـق تأسـيس هـذا املنظـور : بقول آخر، )xl[40](انصـبت علــى التأســيس والتأصــيل النظــري لــه وبيـان قواعــده وأركانــه، مث تطــويره واســتكماله بالتفعيــل والتشــغيل

وهـو مـا انصـبت عليـه كـذلك جهـود بنـاة . فإن األجيال املتالحقة على هذا املنظـور عليهـا أن تأخـذ هـي األخـرى بـدورهاا مــنهم بــأن االجتهــاد العلمــي رحــم تتوالــد . طــى موازيــة مــع جهــودهم يف البنــاء والتطــويراملنظــور ودعاتــه خب ــا وتصــديق إميان

.وسنة من سنن العلم النافع

Page 22: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا
Page 23: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

الهوامش

)i[1] ( استمر العمل في هذا المشروع نحو عشر سنوات)مـن ) هم اآلن أساتذة(بفریق بحثي كبیر من أساتذة وباحثین ) ١٩٩٦-١٩٨٦

نصـر . هبـة رءوف، ود. إبـراهیم البیـومي، ود. مصـطفى منجـود، ود. سیف عبد الفتـاح، ود. ود: كلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة، ومنهمو قــد صـدر المشــروع فـي اثنــي . نادیـة محمــود مصـطفى اإلشــراف العـام علــى المشـروع إلــى جانـب المشــاركة البحثیـة. عـارف، وتولــت دا عام نادیـة . ویجري حالیا اإلعداد للمستوى الثالث من هذا المشروع الذي دشن بإعداد اإلطار النظري له علـى یـد د. ١٩٩٦عشرة جزء

بین اإلشكاالت المنهجیة وخریطة النماذج : دراسة العالقات الدولیة في الفكر اإلسالمي": بدراسة تحت عنوان ٢٠٠٨مصطفى في یولیو :وكانت عناوین األجزاء االثنى عشر الصادرة في التسعینیات من المشروع هي على الترتیب". والمفاهیم الفكریة

مشـــروع ): إشـــراف وتحریـــر(صـــطفى نادیـــة محمـــود م. د): فـــي(المقدمـــة العامـــة للمشـــروع، : نادیـــة محمـــود مصـــطفى. د - .، الجزء األول١٩٩٦المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : العالقات الدولیة في اإلسالم، القاهرة

المرجع السابق، ): في(مدخل القیم إطار مرجعي لدراسة العالقات الدولیة في اإلسالم، : سیف الدین عبد الفتاح. د - .الجزء الثاني

المداخل المنهاجیة للبحث في العالقات : عبد العزیز صقر.سیف الدین عبد الفتاح، ود. أحمد عبد الونیس، د. د - .المرجع السابق، الجزء الثالث): في(الدولیة في اإلسالم،

.رابعالمرجع السابق، الجزء ال): في(الدولة اإلسالمیة وحدة التعامل الخارجي في اإلسالم، : مصطفى منجود.د -

.المرجع السابق، الجزء الخامس): في(األصول العامة للعالقات الدولیة في اإلسالم وقت السلم، : أحمد عبد الونیس. د -

المرجع ): في(دراسة للقواعد المنظمة لسیر القتال، : العالقات الدولیة في اإلسالم وقت الحرب: عبد العزیز صقر.د - .ادسالسابق، الجزء الس

: )فــي(نادیــة محمــود مصــطفى، مــدخل منهــاجي لدراســة تطــور وضــع ودور العــالم اإلســالمي فــي النظــام الــدولي، . د - .المرجع السابق، الجزء السابع

مــن اســتئناف الدولــة األمویــة القــوى )م٧٥٠ -٦٦١هـــ، ١٣٢ -٤١(دولــة الفتوحــات ... الدولــة األمویــة: عــال أبــو زیــد. د -المرجـع السـابق، : )فـي(لحركة فتوحات الراشدین إلى بلوغ المد الفتحي حدوده الطبیعیة في المشرق والمغـرب، والمؤثر

.الجزء الثامن

، )م١٢٥٨ -٧٥٠هـــ، ٦٥٦ -١٣٢(الدولــة العباســیة مــن التخلــي عــن سیاســات الفــتح إلــى الســقوط : عــال أبــو زیــد. د - . المرجع السابق، الجزء التاسع ):في(

-٦٤٢(نادیة محمود مصطفى، العصر المملوكي من تصفیة الوجود الصلیبي إلى بدایة الهجمة األوروبیة الثانیة . د - .المرجع السابق، الجزء العاشر: )في(، )م١٥١٧ -١٢٥٨هـ، ٩٢٣

المرجـع الســابق، الجــزء ): يفــ(العصــر العثمـاني مــن القــوة والهیمنـة إلــى بدایــة المسـألة الشــرقیة، : نادیـة مصــطفى. د - .الحادي عشر

Page 24: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

المرجع : )في(، )١٩٩١-١٩٢٤(وضع الدول اإلسالمیة في النظام الدولي في أعقاب سقوط الخالفة: ودودة بدران. د -

.السابق، الجزء الثاني عشر

)ii[2] (راجع في ذلك:

رؤیة معرفیة ودعوة لالجتهاد : إشكالیة التحیز ،)محرر(عبد الوهاب المسیري .د) في(فقه التحیز، : عبد الوهاب المسیري. د -فبرایر ٢١-١٩القاهرة في ،أعمال الندوة التي نظمها المعهد العالمي للفكر اإلسالمي في واشنطن بالتعاون مع نقابة المهندسین(

.١٩٩٤ ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي:القاهرة،)١٩٩٢

-٢٣، ص ص ١٩٩٣دار التوزیــع للنشــر اإلســالمیة، : یــة للدولــة اإلســالمیة، القــاهرةالوظیفــة العقید: حامــد عبــد الماجــد. د -٤٨.

مركــز البحــوث والدراســات : بنــاء علــم سیاســة إســالمي، سلســلة بحــوث سیاســیة، جامعــة القــاهرة: ســیف الــدین عبــد الفتــاح. د - .١٩٨٨، ٦السیاسیة، رقم

المعهد : قضایا المنهاجیة في العلوم اإلسالمیة واالجتماعیة، القاهرة، )محرر(نصر عارف . د: ، في)تقدیم(نصر عارف . د - .١٥ -٧، ص ص ١٩٩٦العالمي للفكر اإلسالمي،

- Dr. Mona Abul Fadl: Islamization as a Force of Global Culture Renewal: the relevance of Tawhidi episteme to modernity, the American Journal of Islamic Social Sciences, Vo 2, 1988.

- Dr. Mona Abul Fadl: Paradigms in Political Science revisited The American Journal of Islamic Social Sciences, No 1, 1989, pp. 1- 15.

، إســـالمیة البـــدیلنحـــو طـــرح توحیـــدي فـــي أصـــول التنظیـــر ودواعـــي : منـــى أبـــو الفضـــل، النظریـــة االجتماعیـــة المعاصـــرة. د - .١٠٩ -٦٩، ترجمة عارف عطاري، ص ص ١٩٩٦، سبتمبر ٦، العدد المعرفة

)iii[3]( الدوافع، األهداف، والمنطلقات، : نادیة محمود مصطفى. د)مرجـع المقدمـة العامـة للمشـروع، مرجـع سـابق، الجـزء األول، ) في .سابق

(iv[4]) Caroline Thomas, Peter Wilkin: Still waiting After all these Years: The Third World on the Periphery of International Relations, Political Studies Association BJPIR: Vo 6, 2004, pp. 241- 258.

)v[5] (انظر على سبیل المثال:

جــابر ســعید عــوض . ، د)النظــري اإلطــار(، السیاســات الخارجیـة للــدول العربیــة )محــرران(علــي الــدین هــالل . بهجـت قرنــي ود. د - .٢٠٠٢، ٢مركز البحوث والدراسات السیاسیة بكلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة، ط: ، القاهرة)مترجم(

مقاربة إبستمولوجیة، جامعة العلوم اإلسالمیة : نظریات السیاسة المقارنة ومنهجیة دراسة النظم السیاسیة العربیة: نصر عارف. د - .١٩٩٨ینیا، واالجتماعیة، فیرج

Page 25: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

): محرر(نادیة محمود مصطفى . د) في(اتجاهات حدیثة في دراسة النظم المقارنة بالتركیز على الجنوب : باكینام الشرقاوي. د -

.٢٠٠٤ ،قسم العلوم السیاسیة :العلوم السیاسیةو كلیة االقتصاد :جامعة القاهرة مراجعات نظریة ومنهاجیة،: علم السیاسة

(vi[6]) Mona Abul Fadl: Islamization…, op.cit

.مرجع سابق: حامد عبد الماجد. د -

.مرجع سابق: سیف الدین عبد الفتاح. د -

(vii[7]) Bassam Tibi: The Challenge of Fundamentalism, Political Islam and the New World Order, University of California Press, 1998.

)viii[8] (نــدوة مناقشــة العــدد األول مــن حولیــة أمتـي فــي العــالم، مركــز الحضــارة للدراســات السیاســیة بالتعــاون مــع بهجـت قرنــي فــي .د ).غیر منشورة( ١٩٩٩كلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة، مایو : مركز البحوث والدراسات السیاسیة،جامعة القاهرة

)ix[9] (انظر على سبیل المثال:

صــعود التحــدیات الحضــاریة الثقافیــة : القــرن الواحــد والعشــرین ووضــع األمــة اإلســالمیة أولــى حــروب: نادیــة محمــود مصــطفى. د -اإلیرانیة، -مركز العالقات العربیة: ؟، دمشق"كیف نواصل حوار الحضارات"أعمال مؤتمر، ) في(وشروط استمرار حوار الحضارات

.٢٠٠٢ینایر

- Akbar Ahmed: Ibn Khaldun’s Understanding of Civilizations and the Dilemmas of Islam and the West Today, Middle East Journal, Vo 56, No 1, 2002.

- Shireen T. Hunter, The Future of Islam and the West: Clash of Civilizations or Peaceful Coexistence?, Westport: Praeger, 1998.

)x[10] (انظر على سبیل المثال

، ١٩٨٦منشورات ذات السالسل، : ، الكویت٢دراسة تحلیلیة مقارنة، ط: نظریات السیاسة الدولیة: سماعیل صبري مقلدإ.د - ).أسباب عدم الوصول إلى نظریة عامة للعالقات الدولیة( ٥٥ -٢٥ص ص

- K.J. Hols : Along the road to Interna onal Theory, Interna onal Journal, No. 2, 1984.

- J. Lewis Gaddis: International relations Theory and the end of the cold war, International Security, Vo. 17, No. 3, Winter 1992/1993

(xi[11]) J. Rosenau: The Need of Theory, (in): J.Roseneau, Mary Dufee: Thinking theory thoroughly (1979).

)xii[12] (التحدیات السیاسیة الخارجیة للعالم اإلسـالمي، : نادیة محمود مصطفى.د)أعمـال مشـروع التحـدیات التـي تواجـه العـالم ): فـي ).الفصل الثاني. (١٩٩٩، نوفمبر )صفحة٢٥٠(رابطة جامعات الدول اإلسالمیة ، : اإلسالمي ، القاهرة

Page 26: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

، رسالة ماجستیر فـي العلـوم السیاسـیة غیـر )دراسة نظریة(الل التسعینیات تأثیر التغیرات العالمیة على الدولة القومیة خ: مروة فكري -

).غیر منشورة(نادیة محمود مصطفى، . د.، إشراف أ)الفصل األول( ٢٠٠٥كلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة، : منشورة، جامعة القاهرة

(xiii[13]) حول دور الثقافة في العالقات الدولیة راجع على سبیل المثال:

- Ali Mazruie: Culture Forces and World Poli cs, London, 1999.

- Youssef Lapid (ed.), The return of culture and identity in international relations theory, Lynne Rienner publishers, 1996.

- Fred Halliday, Culture and International relations: A new reductionalism?, (in): Michi Ebata, Beverly Neufeld (eds.), Confron ng the poli cal in interna onal rela ons, Millennium press Ltd, 2000.

- Simon Murden, Culture and world politics (in): S. Smith and K. Booth (eds.), Globalization and world poli cs, 1997.

- Naeem Inayatullah and David L. Blaney, International Relations and the problem of difference (N.y, Routledge, 2004).

- R. James Ferguson, The contested role of culture in International relations, www.international-relations.com

On the role of religion, see for example :وحول دور الدین انظر

- Barry Rubin, Religion and International Affairs, The Washington Quarterly, Spring 1990.

- Paylos Hatzopoulos, Fabio Petito (eds.), Religion in international relations: The return from exile, Palgrave/ Macmilan England, 2003.

- Peter L. Berger (ed.): The desecularization of the world: Resurgent religion and world poli cs, 1999.

- John D. Carlson, Erik C. Owen: The sacred and the sovereign: Religion and International poli cs, George Rown university press, 2003.

البعـد الثقـافي فـي دراسـة العالقـات : أمـاني محمـود غـانم: وحول رؤیة كلیة عن وضع البعد الثقـافي فـي دراسـة العالقـات الدولیـة انظـر -برنـامج الدراسـات الحضـاریة وحـوار الثقافـات، : منشـورة، جامعـة القـاهرة دراسـة فـي خطـاب صـراع الحضـارات، رسـالة ماجسـتیر: الدولیة٢٠٠٧.

(xiv[14]) انظر على سبیل المثال:

- Charles R. Beitz, Recent international Thought- Interna onal Journal, Spring, 1988.

- Keen Booth, Security in anarchy: Utopian realism in theory and prac ce, Interna onal affairs, 67, 1991, pp. 527- 545.

Page 27: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

- Seymon Brown: International Relations in a changing global system: Toward a theory of the world polity, Westview press (1992).

ا مراجعة نقدیة للقیم في المنظورات الغربیة كمدخل للتأصیل اإلس - مدخل : سیف الدین عبد الفتاح. المي المقارن للقیم في دانظر أیض .إطار مرجعي لدراسة العالقات الدولیة في اإلسالم، مرجع سابق: القیم

)xv[15] (حول موضع القیم في الجداالت الكبرى بین المنظورات حول المنهاجیة انظر على سبیل المثال:

- Hedely Bull, New directions in the Theory of Interna onal Rela ons. Interna onal Studies, Vo. 14, No. 2, 1975.

)xvi[16] (إعادة تعریف السیاسي في العالقات الدولیة : نادیة محمود مصطفى. د)علم )محرر(نادیة محمود مصطفى . د) في ،: قسم العلوم السیاسیة، جامعة القاهرة ،٢٠٠٣/ ٢٠٠١) ٥-٤(مراجعات نظریة ومنهاجیة، سلسلة محاضرات الموسم الثقافي : السیاسة

.٢٠٠٤كلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة،

)xvii[17] (انظر على سبیل المثال:

- Alexander Wendt: Social Theory of International Politics, Cambridge University Press, 2004.

(xviii[18]) Fred Halliday: Op.cit.

(xix[19])Paylos Hatzopoulos, Fabio Petito (eds), Religion in international relations: The return from exile, Palgrave/ Macmilan England, 2003.

)xx[20] (دراسـة العالقـات الدولیــة فـي األدبیـات الغربیـة ومشــروع العالقـات الدولیـة فـي اإلســالم : ودودة بـدران. د)مقدمـة مشــروع ) فـي .لدولیة في اإلسالم، مرجع سابقالعالقات ا

)xxi[21] (ص ص ١٩٨٦دار المســتقبل العربــي، : حســن نافعــة، القــاهرة. سوســیولوجیا العالقــات الدولیــة، ترجمــة د: مارســیل مــارل ،٢٤ -٢٣.

(xxii[22]) Hedley Bull, New directions in the Theory of International Relations, International Studies, Vo. 14, No. 2, 1975, pp. 282- 283.

-K.J. Hols : Along the road to Interna onal Theory, Interna onal Journal, No. 2, 1984, p. 360.

-C. Kegly, E. Wittkopf World Politics, trend and transformations, 1981, Introduction.

)xxiii[23] (ادات فيانظر على سبیل المثال بعض هذه االنتق :

- S. Smith: The Self Images of a discipline: op.cit.

(xxiv[24]) O. Waever, “Figures of international thought: Introducing persons instead of paradigms (in) I.B. Neumann and O. Waever (eds.): The future of International Relations, Masters in the making, Routledge, 1997.

Page 28: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

(xxv[25]) Steve Smith: Singing our world into existence: International Relations theory and September 11, International studies quarterly 48, 2004, pp. 499- 515.

)xxvi[26] (انظر على سبیل المثال مؤلفات:

James Piscatori, John Esposito, Fred Halliday, Shireen Hunter

وغیـرهم ممــن تفصــح عـنهم عملیــة البحــث فـي شــبكة المعلومــات الدولیــة تحـت عنــوان اإلســالم والعالقـات أو السیاســات الدولیــة، اإلســالم ر والنظام الدولي المعاصر؛ حیث تنامى التألیف والنشر في هذا الموضـوع منـذ نهایـة الحـرب البـاردة، وبصـفة خاصـة، بعـد الحـادي عشـ

.من سبتمبر

)xxvii[27] (مرجع سابقبهجت قرني في ندوة مناقشة العدد األول من حولیة أمتي في العالم.د ،.

xxviii[28]) (مـؤتمر مناقشـة أعمـال مشـروع العالقـات الدولیـة فـي اإلسـالم : ومن هذه المناسبات على سـبیل المثـال)ونـدوة )١٩٩٧ ،، ونــدوتین لمناقشــة )١٩٩٨(معهــد دراســات اإلســالم والمســلمون فــي هولنــدا نظمهــا مركــز بحــوث ودراســات الــدول النامیــة بالتعــاون مــع

العددین األول والثاني من حولیة أمتي في العالم بالتعاون بین مركـز البحـوث والدراسـات السیاسـیة ومركـز الحضـارة للدراسـات السیاسـیة ، وفـي جــزء مــن أعمــال النــدوة )٢٠٠٠، ١٩٩٩(ة ، وفـي عــدة محاضــرات أمــام السـمینار العلمــي لقســم العلــوم السیاســی)٢٠٠٠، ١٩٩٩(

، وفـي محاضـرة لطلبـة برنـامج دراسـات )٢٠٠٠(الفرنسـیة المصـریة التاسـعة بالتعـاون بـین مركـز البحـوث والدراسـات السیاسـیة والسـیداج .وغیرهم)... . ٢٠٠٤(الشرق األوسط بالجامعة األمریكیة في القاهرة

)xxix[29] (وهما آیة نصار، ولبنى السبیلجي ٢٠٠٧ -٢٠٠٦راسي األول من دارسي المقرر في الفصل الد.

)xxx[30] ( والتي قدمها في مؤتمر مناقشة أعمال مشروع العالقات الدولیة خالل تعقیبه على الجزء السابع من المشروع، والتي نشرها، الفصــل الثــامن تحــت ٢٠٠٠، بیــروت، الــذاكرة والتــاریخ فــي القــرن العشــرین الطویــل، دار الطلیعــة: وجیــه الكــوثراني. د) فــي(بعــد ذلــك

.في البحث عن خبرة التاریخ اإلسالمي لدراسة العالقات الدولیة، نقد للمنهج اإلسالمي أو المنظور اإلسالمي: عنوان

)xxxi[31]) (مرجع سابق).. محرران(سیف الدین عبد الفتاح . نادیة محمود مصطفى، د. د) في.

)xxxii[32] ( ا في صمیم اهتمامات متخصصي العلوم تسهم في دراسة هذه اإلشكالیة حقول معرفیة متنوعة، وتقع هذه اإلشكالیة أیضوحول العالقة بین العقل والوحي ووضعها في البحث المقارن بـین النسـق المعرفـي والغربـي وانعكاسـها . السیاسیة أصحاب الرؤى النقدیة

إبراهیم البیومي غانم، دار الشروق الدولیة، القاهرة، . اسیة، ترجمة دأحمد أوغلو، الفلسفة السی: على المنظورات انظر على سبیل المثال٢٠٠٥.

- Louay El Safy: The Foundations of knowledge, IIIT, USA, 1996.

)xxxiii[33] (سیف الدین عبد الفتاح، مدخل القیم، إطار مرجعي لدراسة العالقات الدولیة في اإلسالم، مرجع سابق. د.

)xxxiv[34] (المــداخل المنهاجیــة : مصــطفى منجــود. ســیف الــدین عبــد الفتــاح، د. عبــد العزیــز صــقر، د. بــد الــونیس، دأحمــد ع. د .للبحث في العالقات الدولیة في اإلسالم، مرجع السابق

)xxxv[35] (مدخل منهاجي لدراسة تطور وضع العالم اإلسالمي في النظام الدولي : نادیة محمود مصطفى. د)مرجع سابق) في.

Page 29: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

(xxxvi[36]) Robert Adams A New Age of International Relations, International Affairs, Vo. 67, No. 3. 1991.

)(xxxvii[37] مرجع سابق: ودودة بدران. د.

)(xxxviii[38] ـــا ــا ومقارن ا مهم فوفــق طــرح الــبعض مـــن . وهنــا یقــدم اقتــراب النظریـــة االجتماعیــة فــي دراســة العالقـــات الدولیــة توضــیحالمنهج البنائي في دراسة العالقات الدولیة هـو نتـاج هـذا االقتـراب، وهـو الدولیة الذین اجتهدوا من هذا االقتراب،فإن متخصصي العالقات

ن كان بمثابة هیكلیة مثالیة . وهو یرى السیاسات الدولیة كبناء اجتماعي تؤثر فیه األفكار. ملتصق بالواقعیة وا

البـاردة، وهــي تختلـف عـن الـرؤیتین المادیـة والفردیــة ولهـا انعكاسـاتها علـى كیفیـة دراســة وقـد تسـارع تبلـور هـذه الرؤیــة بعـد نهایـة الحـرب –المـــــادي : وهـــــي تقــــوم علـــــى شـــــرح أربـــــع ثنائیـــــات إحـــــداها هـــــي ثنائیـــــة) مـــــن حیـــــث الفواعـــــل والـــــدوافع(نظریــــات السیاســـــات الدولیـــــة

.)xxxviii[38](المثالي

ا اتجاه لمراجعة ا لتقالید المنهجیة فـي ظـل إشـكالیة العالقـة بـین اإلمبریقـي وبـین القیمـي، وهنـاك كذلك، وكما سبقت اإلشارة، فهناك أیضمن : انظر على سبیل المثال(اتجاهات تراجع اإلمبریقیة المفرطة مؤكدة على عدم إمكانیة الفصل بین العلمي وبین القیمي في المنهجیة

الجماعة البحثیة المصریة للعلوم السیاسیة كانـت محاضـرته فـي المدرسة الفرنسیة إسهام األستاذ جون لوكا، ومن أحدث المشاركات مع :و. الندوة المصریة الفرنسیة التاسعة، مرجع سابق

- Fred Halliday: The future of international relations fears and hopes (in) K. Booth and others, International relations theory positivism and beyond, 1995, pp 318- 322.

)xxxix[39] ( رؤى مقارنة بین مقوالت وافتراضات المنظورات الكبرى علىانظر على سبیل المثال ما سبق ذكره من مصادر تحتوي .الواقعیة، التعددیة، الهیكلیة: الغربیة الثالثة

)xl[40] (انظر عن تطبیقات تشغیل وتفعیل المنظور على سبیل المثال:

) إشـراف وتحریـر(حسن نافعة . سیف الدین عبد الفتاح، د. د) في(العولمة وحقل العالقات الدولیة : محمود مصطفىنادیة . د -قســم : ، جامعــة القــاهرة١٩٩٩ -١٩٩٨العــام الجــامعي ) ١(العولمــة والعلــوم السیاســیة، سلســلة محاضــرات الموســم الثقــافي

.٢٠٠٠العلوم السیاسیة بكلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة،

كیف سندخل ) محرر(محمد أذرشیب .د) في(حوار الحضارات على ضوء العالقات الدولیة الراهنة : نادیة محمود مصطفى.د - .٢٠٠٢اإلیرانیة، -مركز العالقات العربیة: ، دمشق)٢٠٠١(عام حوار الحضارات

. د) فــي(س الــدائرة اإلســالمیة للسیاســة المصــریة؟ لمــاذا اإلســالم والسیاســة الخارجیــة المصــریة ولــی: نادیــة محمــود مصــطفى.د -مركـز البحـوث والدراسـات السیاسـیة، ینـایر : ، جامعـة القـاهرة"السیاسـة الخارجیـة المصـریة"مدرسة ، )محرر(مصطفى علوي

٢٠٠٢.

نادیــة . د) فــي(الثقافیــة، بــروز األبعــاد الحضــاریة : التحــدیات السیاســیة الخارجیــة للعــالم اإلســالمي: نادیــة محمــود مصــطفى. د -مركـز : األمـة فـي قـرن، عـدد الخـاص مـن حولیـة أمتـي فـي العـالم، القـاهرة، )محـرران(سیف الـدین عبـد الفتـاح . مصطفى، د

.، الكتاب السادس)٢٠٠٢(الحضارة للدراسات السیاسیة، ودار الشروق الدولیة

Page 30: تﺎﻴﻟﺎﻜﺷﻹاو ﺺﺋﺎﺼﺨﻟا :ءﺎﻨﺒﻟا ةﺮﺒﺧ :ﺔﻴﻟوﺪﻟا …ي منظور 1.pdf · "ﻲﻣﻼـﺳإ رﻮـﻈﻨﻣ"و ﺔـﻴﻟوﺪﻟا

ندوة مناقشة التقریر ) في(یر التنمیة اإلنسانیة في الوطن العربي، التعقیب على العدد األول من تقر : نادیة محمود مصطفى. د -

.٢٠٠٢المستقبل العربي، نوفمبر : التي نظمها مركز دراسات وبحوث التنمیة في القاهرة

: مجموعة باحثین) في(األمة اإلسالمیة في عصر العولمة وقضیة المرأة بین التحدیات واالستجابات : نادیة محمود مصطفى. د - .٢٠٠٢وقائع ندوة دار الفكر في أسبوعها الثقافي الثالث، : المرأة وتحوالت عصر جدید، دمشق

حولیـة أمتــي فـي العــالم ) فــي(إشـكالیات االقتــراب مـن مفهــوم حـوار الحضــارات فـي أدبیــات عربیـة : نادیـة محمـود مصــطفى. د - .٢٠٠٣ة للدراسات السیاسیة، مركز الحضار : العدد الخامس، الجزء األول، القاهرة) ٢٠٠٢ -٢٠٠١(

: مجموعـة بـاحثین) فـي(، )رؤیـة إسـالمیة(تحدیات العولمـة واألبعـاد الثقافیـة الحضـاریة والقیمیـة : نادیة محمود مصطفى. د - .٢٠٠٤دار الفكر العربي، : مستقبل اإلسالم، دمشق

دارة ): محـرر(نادیة محمود مصطفى . د) في(توسطیة البعد الثقافي للشراكة األوروبیة الم: نادیة محمود مصطفى. د - أوروبـا وانحــو تفعیــل رؤیــة عربیــة، أعمــال المــؤتمر الــذي نظمــه برنــامج حــوار الحضــارات فــي أبریــل . حــوار الثقافــات األورومتوســطیة

.٢٠٠٨كلیة االقتصاد والعلوم السیاسیة، : ، جامعة القاهرة٢٠٠٥

الدولیة لألمة اإلسالمیة في منظومة فكر اإلمام وحركته، مجلة المسـلم المعاصـر، العـدد العالقات : نادیة محمود مصطفى. د - .٢٢٠-١٨٥، ص ص٢٠٠٦-٢٠٠٥، ١٢٠-١١٩