79

strat_taaleem_jamee

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: strat_taaleem_jamee
Page 2: strat_taaleem_jamee

رس ـهــفـال 1...................................................................................تقديم

3.................................................................................. توطئة

6...............................................................................ة ـدمـمق

9........................................... مرجعيات وتحديات:المنطلقات : القسم األول

9................................................ بناء االستراتيجية وأهميتها .1

12...................................................... واألهدافالتوجهات .2

15..............التحديات المطروحة على التعليم الجامعي في العالم اإلسالمي .3

17.......................... اإلسالميتربويالتعليم الجامعي في الموروث ال .4

:القسم الثاني

18............................... الجامعيمجاالت مؤسساتية لتطوير التعليم :المجاالت

18.................................................تطوير بنية التعليم العالي .1

19.............................................. استقاللية المؤسسة الجامعية .2

20.......................................................... اإلدارة الجامعية .3

24..................................... طلبات االلتحاق بالمؤسسات الجامعية .4

25............................................. الجامعي وآفاقها أنماط التعليم .5

29............................ ون بين جامعات العالم اإلسالميالتكامل والتعا .6

30............................................... األقسام والكراسي الجامعية .7

30................................................ المكتبات ووحدات التوثيق .8

Page 3: strat_taaleem_jamee

: القسم الثالث

33.......................... قضايا تطوير التعليم الجامعي في البلدان اإلسالمية:القضايا

33.................................................... التخطيط االستراتيجي .1

37.......................................................... التمويل واإلنفاق .2

40.............................................................. تقويم األداء .3

43........................................الية الجودة القضايا األكاديمية وإشك .4

49...................................... هيئة التدريس والبيداغوجية الجامعية .5

56.................................................... الجامعة وسوق الشغل .6

58............................................................ البحث العلمي .7

:القسم الرابع

62..............................دور التعليم الجامعي في معالجة قضايا ومشكالت العصر

62............... معة في تعزيز قيم الحوار والسالم وحقوق اإلنسانادور الج .1

63................................. دور الجامعة في معالجة مشكالت العصر .2

:القسم الخامس

70............................................... آفاق التغيير واقتراحات بآليات التطوير

Page 4: strat_taaleem_jamee

1

توطئةإيمانا من أن أي نشاط تربوي فاعل يجب أن ينطلق من قواعد ثابتة وأن يحمل رؤية -

: هادفة، ويستند إلى مقاصد وغايات محددة، ويسلك خططا ومسالك واضحة، مصداقا لقوله تعالى

". جاجعلنا منكم شرعة ومنها لكل"

ووعيا من اتحاد جامعات العالم اإلسالمي بالدور الرئيس للتربية والتعليم في تحصين -

الذات الحضارية وبناء القدرات اإلبداعية واإلنتاجية للموارد البشرية، باعتبارهما مفتاحا لبناء

روط بقائه اإلنسان المؤمن بخالقه والناهض بأمانة الخالفة البانية، والواعية بغاية وجوده وش

. وتحديات زمانه

رسالة تعبدية وتنموية مصداقا هي وإدراكا لوظيفة التربية والتعليم في اإلسالم التي -

، لالرتقاء باإلنسان المسلم في مختلف جوانبه "وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون: "لقوله تعالى

...الروحية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والعلمية إلخ

من هنا تنبع الحاجة إلى االهتمام بالتربية والتعليم لبناء حصون واقية لمستقبل اإلنسان،

تحميه من آفات الفقر واألمية والحروب والتلوث واألمراض، وتربيه على قيم اإلسالم السمحة

... والسالم والصالح إلخ والتسامحالحاثة على اإليمان والعلم والعمل والتعاون

لى كل ذلك تتعاظم الحاجة إلى استراتيجية تربوية تعليمية لتطوير التعليم استنادا إ -

: ترتكز من حيث الرؤية على القواعد التالية الجامعي في العالم اإلسالمي

مي التعليمي من تعاليم اإلسالم التي تستمد تصورها للفعل التعل: القاعدة اإليمانية . أ

.السمحة

.الة القيمية أساس الفعل التعلمي التعليمي الرستعدالتي : القاعدة التربوية . ب

.التي تعد اإلنسان وسيلة وغاية لكل تقدم وتطور منشودين: القاعدة اإلنسانية .ج

ال "التي تربط التربية بمختلف وجوه التنمية انطالقا من مبدأ أنه : القاعدة الحضارية .د

.، وتجعلها قاعدة لكل بناء حضاري"تنمية بدون تربية

وغنى للتعليم التي تعد التعاون العربي اإلسالمي والدولي قوة: اعدة التعاونيةالق .هـ

.الجامعي

.المستندة إلى الثوابت المنفتحة والمتغيرات اإليجابية: القاعدة التوازنية .و

:بهذه المرتكزات المتنوعة تتحرك االستراتيجية في إطار ثالثة مستويات رئيسة

Page 5: strat_taaleem_jamee

2

ن اإلنسان في شتى أبعاده الروحية والعقلية يروم تكوي: المستوى الفردي .1

والجسمية وعالقاته المختلفة

يعمل على تعزيز قيم التعاون والتوحد واالختالف في إطار : المستوى المجتمعي .2

الوحدة والتنوع

يسعى إلى ترسيخ القيم اإلنسانية المشتركة، مثل قيم الحوار، : المستوى العالمي .3

...صالح البيئة، السكان، السالم

وإلكساب االستراتيجية شرعية التحرك في مساحة هذه المستويات، فقد استفادت من

:المرجعيات التالية

رفع مستوى التعليم " الداعية إلى اتحاد جامعات العالم اإلسالميأهداف ميثاق

العالي وتطويره لمالءمة متطلبات الدول اإلسالمية واحتياجاتها من الموارد

"البشرية

صيات المؤتمرات العامة والمجالس التنفيذية التحاد جامعات العالم قرارات وتو

)إيسيسكو(اإلسالمي والمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة

توصيات وتوجهات المؤتمرات والندوات اإلسالمية والدولية المتعلقة بقضايا

التعليم الجامعي

واردة على االتحاداحتياجات ورغبات الجامعات اإلسالمية األعضاء ال

التربوية والعلمية (االستراتيجيات المعرفية لإليسيسكو واليونسكو واأللكسو

)والثقافية واالتصالية

.مطلع األلفية الثالثة في المستجدات والتحديات التي عرفها التعليم الجامعي

ية ومن هذه المرجعيات المحددة لخصوصيات المجتمعات اإلسالمية وتطلعاتها التنمو

بنت االستراتيجية رؤيتها الجامعية للتربية والتعليم ،والحضارية وتحدياتها المؤثرة في تطورها

:المتصفة بالسمات التالية

الساعية إلى ربط التعليم الجامعي بهويته الحضارية : األصالة والمعاصرةتاسم . أ

.وبمتغيرات عصره اإليجابية

الجامعي، وعنايته بقضايا تنتمي البارزة في تنوع اهتمامات التعليم: الشمول . ب

...إلى حقول ثقافية واجتماعية وبيئية وقانونية إلخ

Page 6: strat_taaleem_jamee

3

العاملة على ربط التربية بالتعليم، والتعليم العام بالجامعي، والرسمي : التكاملية .ج

.باألهلي وربط التعليم بالحياة، وبمختلف فئات المجتمع

المستجيبة لالحتياجات التعلمية الواقعية المتمثلة في القضايا التعليمية : الواقعية .د

.في العالم اإلسالمي

، يعيد لألمة رائدا إسالمياتستشرف هذه االستراتيجية مستقبال: المستقبلية .هـ

اإلسالمية دورها الحضاري الرائد، ويحلها مكانتها الالئقة بها في مجرى التقدم

.اإلنساني

الختيار القضايا الرئيسة التي عنيت من هذه الرؤية، كانت المسوغات الموجبة

:بها هذه االستراتيجية التي اشتملت على خمسة أقسام

تناول القسم األول قضية المنطلقات والتوجهات والتحديات، واشتمل القسم الثاني

على المجاالت المؤسساتية لتطوير التعليم الجامعي، وعالج القسم الثالث القضايا المفعلة

عي، وأبرز القسم الرابع دور التعليم الجامعي في معالجة قضايا ومشكالت للتعليم الجام

.العصر، وتضمن القسم الخامس آفاق التغيير واقتراحات بآليات التطوير

وال يمكن بلوغ هذه الغايات إال بمراجعة واقع التعليم الجامعي اإلسالمي استنادا

،رية لمجتمعاته، تطويرا لبنياتهإلى المرجعية القيمية اإلسالمية، والخصوصية الحضا

وتحديدا ألولوياته وتحدياته، ضمانا لجودته وكفايته ، وتوسيعا لمجاالته،وتحديثا لوسائله

وإنتاجا لمعرفته ال عرضا لها، ورفعا لوعيه بتحديات عصره التكنولوجية واإلعالمية

ة مشكالت عصره المؤثرة في واالتصالية، وإبرازا لرؤيته التربوية اإلسالمية في معالج

بنائه الحضاري كاألمية والعولمة وهجرة العقول والفقر والبطالة والبيئة والصحة

.واإلعالم المغرض المسيء والزارع للعصبيات واألحقاد

واالستراتيجية إذ تضع أمام األمة اإلسالمية هذا المشروع الحضاري تنتظر

:تحقيق نتيجتين مهمتين، هما

وتحديث منظومة التعليم الجامعي انطالقا من ثوابت األمة، تطوير: أوال

.وخصوصية مجتمعاتها للوفاء باحتياجاتها إلنتاج معرفة أصيلة ومعاصرة

توفير اإلرادات واإلمكانات واآلليات وتجنيد مختلف المؤسسات والفئات : ثانيا

ات والخصوصيات لترجمة توجهات هذه االستراتيجية في أرض الواقع ومالءمتها للذاتي

.المحلية

Page 7: strat_taaleem_jamee

4

مـقـدمـــة

عدالتعليم العالي النموذج األمثل واألدق للمنظومة التي تحتل مكانة رفيعة في ي

من مكونات الجهاز أو مكونافهو ليس عنصرا. المواطن في البلدان اإلسالميةاهتمامات

علمية المتقدمة، ويؤمن تكويناالتربوي فقط، بل إن وظيفته المتميزة هي أن ينتج ويبلغ الثقافة ال

لألطر المتخصصة المتوسطة والعليا، وإلى جانب ذلك يجسد التعليم العالي بقوة تطلع منهجيا

.المجتمعات اإلسالمية إلى التقدم وبناء مستقبل أفضل

من األهداف الرئيسة لمؤسسات هماالتكوين من أجل االمتياز، والتخصص الدقيقو

التنويرجامعة في الوقت ذاته مركز للتدريس والبحث ومؤسسة إلشعاع ثقافة الو ،التعليم العالي

، الهياكل االقتصادية واالجتماعيةوبهذا فهي تواكب التنمية الوطنية وتصاحب بناء. اإلسالمي

وذلك من خالل تدخالت نخبها ومثقفيها لتوجيه القرارات ومن خالل تكوين وتدريب األطر

الشباب في المجتمع وتطمح إلى لدمج أنها تسعى إلى توفير الفرص كما. الفاعلة في المجتمع

.امتالك وتطوير العلوم الحديثة والتكنولوجيات

التي توجد تحت ،اإلسالمي في هذه الحقبةالعالم بلدانولقد عرف التعليم العالي في

: متعددة األبعاد ـ ظواهر مختلفة منها تحدياتتأثير

.تفيدين من التعليم غير مسبوق في تاريخ هذه البلدانتنامي مكثف ألعداد المس -

توظيف متزايد للموارد المالية والبشرية لمواكبة هذا االنتشار، الذي أثقل كاهل -

.ميزانيات هذه الدول

تنوع في البنيات والبرامج والتكوينات لالستجابة لمتطلبات العمالة، ولمواكبة التطور -

.العلمي الدولي

. مع التيارات العالمية في هذا الشأنة التعليم العالي غير الجامعي، تمشياتزايد أهمي -

لتشجيع السلطات العمومية لهذا نشأة وتزايد الجامعات والمؤسسات العليا الخاصة تبعا -

. للحاجة الملحة لفتح التكوينات على أنماط أكاديمية متجددةالقطاع، وتبعا

، مما أدى إلى ابتكار بدائل اإلدارة المسؤولة لدى وجود إرادة إصالحية فرضت نفسها -

.للهياكل القائمة

Page 8: strat_taaleem_jamee

5

اإلسالمي المتجلية في المرور من مرحلة االنغالق العالمإن التطورات المتسارعة في

االجتماعي إلى مرحلة االنفتاح واإلنتاج، وامتالك المعرفة المتطورة، تحتم علينا ضرورة وضع

ويزداد . م العالي، لتكون قاعدة لخطة متكاملة لألمة في هذا المجالاستراتيجية في ميدان التعلي

ومنافسة بطيئاهذا الطموح أهمية في وقت تعرف فيه بنياتنا االقتصادية واالجتماعية نموا

.محدودة

في ظل فترة تعطى فيها األهمية لما ومعقدا صعبامشروعايشكل هذا الطموح أنكما

.لتكوين الكيفي أو التكوين بالجودةاصطلح عليه بالتعليم وا

ويستوجب هذا الوعي توعية أصحاب القرار بضرورة الجمع بين مؤهالت العالم

وبين التطور العالمي للجامعة باعتبارها مؤسسة كلية تسعى إلى ،اإلسالمي وخبراته وحاجاته

.العلميل الشمو

تحديات اإلسالمي لعالماتفرض هذه المعطيات العامة وغيرها على التعليم العالي في

فالعالم يعرف اليوم تسارعا غير مسبوق في كل . جديدة يجب االنكباب عليها والوقوف عندها

الميادين، تتحكم فيه مرجعيات تتميز بأشكال مختلفة من التناقضات االقتصادية والفكرية

هذا إلى . لوجيوالصراعات الثقافية والعقدية، ويتميز بآثار العولمة في ظل غياب تكافؤ تكنو

جانب تطور برامج الحوار بين الحضارات واألديان والثقافات، وقضايا الديموقراطية وحقوق

اإلنسان، إضافة إلى الصور النمطية عن اإلسالم والمسلمين في البرامج التعليمية ووسائل

.اإلعالم الغربية

العالم قرار في وفي ظل هذه األجواء يتضح ألغلبية المفكرين والجامعيين وصانعي ال

األهمية المركزية لوضع استراتيجية الستشراف آفاق التعليم العالي في البالد اإلسالمية اإلسالمي

.تطويرا لبنياته ونهوضا برسالته

، الغرض منها الوصول إلى نتائج رؤيةومن هنا كانت االستراتيجية بمفهومها العام

والمقاصد، أو مخططا معياريا للتوجهات العامة ومشروعا لألهداف . تياجاتحفعالة ومطابقة لال

.التي يجب أن يسير عليها هذا القطاع في هذه البلدان

وإلعداد استراتيجية هادفة وفاعلة يتوجب القيام بتقويم الوضعية السائدة، واستخالص

كما البد أن يشمل التقويم كلفة . العبر من الوضعية التي آلت إليها مجاالت التعليم العالي

ويبدو من . االستراتيجية واآلليات الضرورية لتطبيقها، من تعبئة وحشد القوى والموارد الالزمة

األفيد التمييز بين خاصيات بعض المناطق في العالم اإلسالمي، وتحديد األولويات على أساسها

اتها مع البنيات المؤسساتية واألكاديمية، وجودة التكوين وعالق: فيما يتعلق ببعض األهداف مثل

. ومكانة البحث العلمي وغيرها من المجاالت،التنمية االقتصادية واالجتماعية

Page 9: strat_taaleem_jamee

6

بكيفية يسهمإن تبني استراتيجية في مجاالت التعليم العالي يهدف إلى جعل هذا القطاع

حجرفعالة في تطوير المتطلبات الجديدة للتقدم العلمي والتكنولوجي ولتجاوز المعوقات التي تقف

طريق التغييرات االقتصادية واالجتماعية المنشودة، وجعل هذا القطاع مرتبطا بجذور عثرة في

. العصرآفاق على إيجابياومنفتحاتراثه وأصالته الروحية والثقافية،

Page 10: strat_taaleem_jamee

7

القسم األول مرجعيات وتحديات: المنطلقات

تهاستراتيجية وأهمياال بناء .1

ترجع لتعليم العالي والجامعي في العالم اإلسالمي ستراتيجية لتطوير ااإن أهمية بناء

من أوضاع وتداعيات، وضرورة تفاعل ما أفرزته العولمة لعل أهمها ،لى عدة اعتباراتإ

وفي هذا الصدد به، الحتالل موقع الئقهالمجتمع اإلسالمي مع هذه المستجدات في اتجاه تقدم

في وتطوراته هذا المجالتقييمالتي تناولت دراسات من المستقرأةمن التساؤالت تلقانا مجموعة

. اإلسالميدول العالم

: ما يليومن هذه التساؤالت

البحث العلمي التعليم الجامعي ولتطوير التي وضعت ات والخطط السياسلماذا لم تحقق

. التي رسمت لها؟ األهداف،أغلب البلدان اإلسالميةفي

ومازالت نسب نيا في التعليم العالي والجامعي مستوى الجودة متدما زال لماذا

.الملتحقين بالتعليم العالي متدنية في العالم اإلسالمي؟

المسافة التي ما زالت و عن العمل من خريجي الجامعات؟ أعداد العاطلينازدادتلماذا

منة دول عديد في بعيدةة واالجتماعيةاالقتصادي التنمية عن الجامعيالعالي وتفصل التعليم

.العالم اإلسالمي؟

لماذا مازالت الجامعات عاجزة عن تفعيل مشاركة البحث العلمي في التنمية االقتصادية

وبعيدة في بلدان عديدة عن تكوين عقل المسلم المبدع؟

بحدة في مطروحتيناستقاللية المؤسسات التعليمية والحرية األكاديمية ما زالت لماذا

. اإلسالمي؟أغلب األقطار في العالم

بالوضع في الدول مقارنةنسبة األمية األبجدية والحضارية مرتفعة مازالت لماذا

%40 لإلناث و%55فهي بواقع ( اإلسالميةالبلدان عدد من ها فيمن حيث مستواالمتقدمة

Page 11: strat_taaleem_jamee

8

يف، علما أن ارتفاع األمية يؤثر سلبا ) على سبيل المثالاإلسالميةلمجمل الذكور في البلدان

.التعليم العالي والجامعي على مستوى المدخالت ممثلة في الطلبة؟

لماذا يتراجع مستوى المدرسين والمدربين ومؤشر تكافؤ الفرص أمام الدارسين؟

، الدراسات والبحوث والندوات والمؤتمرات التي أعدتها منظمات عديدةكشفت قدل

هذا الوضعتشرح التي عوامل عدد من العن، ةوالثقافوالعلوم منها المنظمة اإلسالمية للتربية

:متجلية في وال

،ترتبط بحق لتطوير التعليم العالي والجامعيقلة وجود استراتيجيات فعالة -

.بمقتضيات التنمية المستدامة

.هجرة العقول المبدعة -

.وجود قصور في نظم القبول -

.التبعية للجامعات األجنبية -

.قطاع التعليم بعامة والتعليم العالي والجامعي بخاصةهيمنة الدولة على -

. مهنية المدرسين والباحثينضعف -

في التخطيط والتنفيذ في التعليم العالي ضعف مستوى مشاركة البيئة المحيطة -

على نفسها بدعوى العالي والجامعي سسات التعليم والجامعي بحكم انغالق مؤ

.سية الحرم الجامعيقد

.لى مصدر واحد وهو المصدر الحكوميويل واالعتماد في أغلب األحيان عضعف التم -

. عدم وفاء مخرجات التعليم الجامعي باالحتياجات التنموية المختلفة-

تغذية ل، ال هاعنأجوبة تقديم وطرحهاتساؤالت عديدة يمكن إلى جانب ذلك، هناك

طريق للتحرك بثبات وبثقة نحو شحذ الهمم وتنوير الالغرض منها الشعور باإلحباط، وإنما

يخدم بحق طموح الشعوب اإلسالمية في ،في العالم اإلسالمي هادفإرساء تعليم عال وجامعي

مستجدات األمور بالتنمية، وينسجم مع وظيفي ة وارتباط ميزإطار فلسفة واضحة وهوية مت

. في العالم الجديداإليجابية

. ومحفزة لتطوير التعليم الجامعيومع هذه المالحظات فهناك جوانب مضيئة

Page 12: strat_taaleem_jamee

9

: لتطوير التعليم العالي والجامعي في العالم اإلسالميعوامل المحفزةال

تساعد محفزة في العالم اإلسالمي عوامل، والنقائص السلبيات هذهتوجد إلى جانب

:منها ما يلي نورد . فاعلةبناء إستراتيجية إسالميةعلى

فيالرائدة حضارتها وبإسهامات اإلسالميةواعي بتاريخ أمته المسلم الاإلنسان ال يقبل

أنتجته من إبداعات وابتكارات في شتى حقول المعرفة من خالل ما بناء الحضارة اإلنسانية

هويته وثقافته وأن تطمس هاويستسلم بشكل سلبي لتداعياتفي العولمة أن يذوب والتقانة،

.حضارتهو

في تتمثل طفرة العقدين األخيرين من القرن العشرين منذ العالم اإلسالمي يشهدكذلك

إرساء أحسن وسائل االتصال وأرقاها تقانة من خالل إحداث في انتشار التعليم بمختلف حلقاته و

. واالنترنتاألقمار العربية واإلسالمية واستخدام األقمار العالمية

العالم دولوالجامعي في للتعليم العالي مختلفة اعتمدت جامعات عديدة ومؤسسات

. المتقدمةاللحاق بالجامعاتها وفيتجويد العمل من أجل الخطط اإلسالمي نهج التخطيط وبناء

. هنفس مؤسسات تسعى إلى انتهاج النهجوتوجد جامعات أخرى و

من ضمن الفئات األخرى، ، تمثل فئة الشباب في العالم اإلسالمي الفئة األكثر عددا

الظروف ار وصناعة المعرفة لو توفرت لديه أغلبها على اإلبداع واالبتكاة فيدراوهي شريحة ق

.ا وتحفيزهاتم تدريبهالمناسبة و

إسالمية عديدة تنظم الشراكة بين القطاعين العام بلدانضعت تشريعات في و

والتعاون وإحداث شبكات من الجامعاتضامنبما يمكن من الت) األهلي(والخاص ) الحكومي(

.مؤسسات التعليم العاليمن و

، اإلسالميةالبلدان ب في لدى الشباباطراد تنتشر ثقافة التعلم الذاتي والتعليم عن بعد

نزعة لتجاوز الظروف الراهنة دى الحياة وبحث عن تحسين الوضع ووهو انخراط في التعلم م

.ىخرأ إلى دولة وإن كان ذلك يختلف من، لدى الشباب المسلمود وعيوجل تؤشروظاهرة

نمو حركة القطاع الخاص في ، بوادرإن كان بتفاوتالحظ على المستوى العام وت

مصادقةال و،)الحكوميةغير ( المدني التربية والتعليم ومشاركة أكثر حجما لمنظمات المجتمع

. في مجال حقوق اإلنسان وحقوق الطفل الدوليةتفاقياتاالعلى

Page 13: strat_taaleem_jamee

10

: واألهدافالتوجهات .2

:مستنبطة من التحاليل السابقة في ما يلي التوجهات ال تمثل هذهت

في العالمي التفريق بين التعامل مع المعرفة عموما بصفتها سلعة في إطار المشروع -

للبشر من نطاق العولمة، والتعامل معها بصفتها مدخال للتنمية البشرية وخالصا

وار بين الثقافات من مصادر مختلفة وموضوعا للح،الفقر والجهل والتبعية المطلقة

. عبر قنوات االتصال

إن تحرير األسواق واحتساب تكلفة العائد سيجعالن مؤسسات التعليم العالي -

والجامعي مضطرة للدخول إلى سوق المنافسة على التمويل، مما يقود إلى السعي

، وهو ما يتطلب ذهنية لضمان الموازنة بين جمع المال وإنتاج المعرفة واإلبداع فيها

وال تغفل عن استقاللية اتخاذ القرار والحفاظ ،مرنة ومبدعة ال تقبل تنميط الذكاء

.على جاذبيتها في الوسط التنافسي للعلم والمعرفة

، للتخطيط واتخاذ القرار االنطالق من بلورة فكر تربوي متكامل يكون مرجعا-

مية في مجالي التربية والتعليم بما فيه التعليم وإحداث آليات لمتابعة التطورات العال

لمنظومة تسمح باستقبال المعلومات والمعارف واإلشارات ومنطلقا،العالي والجامعي

وتشمل شبكات إلكترونية ومؤسسات افتراضية تمكن من ،المحمولة إلكترونيا

كما تسمح .اختصار المسافة والزمن في سبق لمنظومة التنمية واإلنتاج المحلية

باستقبال فئات عمرية مختلفة من المتعلمين والمتدربين وتفعيل التعلم الذاتي وحرية

ويمكن لهذه المنظومة أن تشمل . اختيار التخصصات واألساتذة ومصادر المعرفة

وجامعات حكومية ومراكز ) أو أهلية( بنية تحتية معلوماتية وجامعات خاصة أيضا

. عبر شبكات خارجية وجامعات افتراضيةا دولياحة وتعليمثقافية وجامعات مفتو

االستناد إلى مرجعية قيمية إسالمية تعزز الرؤية الشمولية في التكوين والتكاملية في -

.التعليم واألصالة والمعاصرة في التوجه

وتحالف الحضارات ية احترام الخصوصيات وأدب االختالف وترسيخ ثقافة الوسط-

.اتوحوار الثقاف

تفعيل رسالة اللغة العربية وتحديث طرائق تعليمها ودعم مؤسسات نشرها وتكوين -

العاملين في حقولها واجب ديني وضرورة حضارية واجتماعية باعتبارها لغة القرآن

جود والوثقافة اإلسالم، فهي بذلك حصن متين من حصون مقومات والكريم

.ي الثقافاألمةالحضاري، وركن رئيس من أركان

Page 14: strat_taaleem_jamee

11

أهداف تطوير التعليم الجامعي *

واقعه استنادا إلى العالي والجامعي في البالد اإلسالمية التعليم تطويرتقوم أهداف

واإلقليمية الوطنيةالمستويات ب ووعيا ومستقبال التحديات المطروحة عليه حاضراوإلىالحالي

جدات العالمية التي جدت منذ العقد وكذلك على المست،الموروث الحضاري اإلسالميووالدولية،

وما صاحب ذلك من تغير في المهن المعروفة وظهور مهن جديدة ،األخير من القرن العشرين

مجموعة : ويمكن توزيع هذه األهداف إلى مجموعتين. وتغير في األدوار االجتماعية والسياسية

. ومجموعة تتعلق بالطالب،تتعلق بالمجتمع

:اإلقليمي أو الوطنيتعلقة بالمجتمع األهداف الم -أ

:تحقيق ما يلي إلىيهدف التعليم الجامعي في هذا المجال

الحفاظ على الثقافة اإلسالمية والمساهمة في نشرها وتثمين إبداعات العاملين فيها -

.الثقافية والحضارية للمسلمبما يعزز الذاتية

لية واإلسهام في توفير احتياجات سوق المساهمة في التنمية المستدامة بكفاية عا -

العمل في مختلف القطاعات االقتصادية واالجتماعية والتعامل مع هذه االحتياجات

باعتبارها متغيرة ومتجددة، وهو ما يقضي بأن تكون المناهج التعليمية متطورة

. باستمرار لمواكبة تطور سوق العمل واالقتصاد

ومؤسسات المجتمع والتعليم العاملتعليم العالي والجامعي دعم العالقة بين مؤسسات ا -

إسهاما في تحقيق التنمية االقتصادية ، على أساس الشراكة في مختلف أوجهها

.والبشرية للمجتمع

وتنمية حس االستقاللية وااللتزام بالمبادئ الفرد والجماعةتنمية حس المسؤولية لدى -

.ب المجتمع القدرة على رفع تحديات العصر من أجل إكساواإلسالميةالوطنية

إعداد عاملين بمهنية عالية لتلبية احتياجات المجتمع اإلسالمي االقتصادية منها -

.واالجتماعية والعلمية والثقافية

القيام بوظيفة النقد الموضوعي للخيارات اإلستراتيجية والمشاركة في دراسة -

.وقوميا وعالمياالمشكالت والتحديات المطروحة وطنيا

المساهمة في وضع نظام للمساءلة بغرض تأمين مستوى عال من الجودة في -

. اإلسالمية وعملياته ومخرجاتهفي البلدانمدخالت التعليم العالي والجامعي

Page 15: strat_taaleem_jamee

12

الرفع من كفاية مؤسسات التعليم العالي والجامعي للقيام بمهامها تجاه المجتمع ودعم -

.ع الخاص والمنظمات الحكومية وغير الحكوميةصالتها بمؤسسات القطا

. تأكيد قيمة وحدة المعارف وتقدم البحوث والدراسات-

:األهداف المتعلقة بالطالب -ب

، والتعليم العالي والجامعي مدعو المحور األساس في عمليتي التعليم والتعلم هوالطالب

:ات السابقة ومنها ألن يحقق على مستواه جملة من األهداف في ضوء االعتبار

وقيم لدى الطالب وتنمية االعتزاز بثقافة مجتمعه الوطنيةتعزيز الهوية الثقافية -

.مواطنته

تنمية االتجاه لديه لالنفتاح على الثقافات األخرى وتنمية روح التفاهم والتعايش معها -

.على قاعدة االستفادة واإلفادة

ية من خالل ممارستها في الوسط الجامعي تعزيز قيم العمل والمشاركة االجتماع -

.الذي يتعين أن يكون تنظيمه وتكون الثقافة السائدة فيه مثمنين لهذه القيم

إكساب الطالب القدرة واالتجاهات التي تمكنه من البحث عن فرص العمل وتنمية -

اعا روح المنافسة بما ينمي مشاريعه الخاصة في إطار ما هو مسموح به شرعا واجتم

. وأخالقا، وإكسابه القدرة على التعامل مع المستجدات في المجال والتكيف معها

تمكين الطالب من كفاية البحث عن المعرفة التي يحتاجها وكفاية تطبيقها وصنعها -

وذلك باالعتماد على الجهد الذاتي مجتمعهوفق احتياجاته الخاصة واحتياجات

يكفاية التعلم الذات(والمستمر.(

إكساب الطالب الوعي اليقظ بتداخل العلوم والمعارف بما يمكن من اكتشاف حقول -

.معرفية وتقانية جديدة ذات صلة بالعلوم األساسية أو التطبيقية في مجاالت الحياة

" الفاعل ال المنفعل"إكساب الطالب كفاية التعامل مع تغير العلوم والمعارف في إطار -

.ر ذلك من طبيعة تطورها وتقدمهاومع تعقدها واعتبا

. االرتقاء بمواهبه ووعيه النقدي بهدف اإلبداع والتجديد-

. تربيته على قيم حرية الرأي، والعمل، والنزاهة، واإلخالص والحوار واالحترام-

Page 16: strat_taaleem_jamee

13

.التحديات المطروحة على التعليم الجامعي في العالم اإلسالمي .3

الحداثة الذي يتميز عن العصر السابق فيما له اتصال يعيش العالم اليوم عصر ما بعد

ومن . بالتعليم العالي والجامعي، بعدد من التوجهات التي هي في الحقيقة، تحديات مطروحة عليه

:هذه التحديات التنموية

في الفكر العلمي وبخاصة في الحقول العلمية من مثل علوم الطبيعة تقدم مدهش -

. والهندسة الوراثيةوالعلوم البيولوجية

تطوير المعايير والنظريات والمناهج التعليمية بما يحسن القدرة التنافسية للتعليم -

.العالي والجامعي ويؤهله للمساهمة في حل مشكالت سوق العمل المحلية واإلقليمية

ليصبح أكثر قدرة على خدمة المجتمع والتأثير فيه التعليم العالي والجامعيتأهيل -

.وابتداع األفكار الجديدة

.تأهيله أيضا ليتحول من مستجيب لألحداث والتكيف معها إلى منتج لها -

.العمل على اإلسهام الفاعل في تحقيق استدامة التنمية على المدى المتوسط والمدى الطويل -

:أما التحديات على مستوى التقانة فهي عديدة ومنها

التي تمكن من جودة أفضل للعمليات والمنتجات ومن انتشار استخدام النظم الرقمية -

أوسع وتجميع للخدمات في مكان بما من شأنه أن يضمن المزيد من الدقة في

.المعايرة ويفضي إلى تغيير جذري في أنماط الحياة واإلنتاج

ية دعم التكامل والتفاعل الحاصلين بين التطور التقاني والظواهر االجتماعية والقيم -

والسلوكية وما يتعلق بكل مناحي الحياة االقتصادية والثقافية بما يجعل العالم يتحرك

في اتجاه مراجعة شاملة لمعطيات الحضارة المهيمنة، وتوجه لتضمين البعد

المستقبلي في التنظير لديناميات حركة المجتمعات وتجعلنا نتأثر في سلوكنا وأدائنا

.االجتماعي واالقتصادي

في مكانه وشكله، اإليجابياالستفادة من تدويل التعليم العالي والجامعي والتغيير -

ومن ذلك أن الجامعات أصبحت تميل إلى استخدام االفتراضي الشبكي أكثر من

كذلك، من اإلفرازات التداخل المالحظ بين المجاالت . استخدامها للمباني واإلدارات

كما أن التعليم العالي . المشاركة في اتخاذ القرارالتربوية واالجتماعية والبحثية و

ونالحظ أن هذه التوجهات الجديدة تمثل . العمريةوامتد إلى كل الفئات االجتماعية

.تحديات مطروحة على التعليم العالي والجامعات في العالم اإلسالمي

Page 17: strat_taaleem_jamee

14

لبيئة العالمية ومن التحديات كذلك، صعوبة التصور ألنموذج يستجيب لمقتضيات ا -

لمتطلبات البيئة المحلية بدون بلورة شكل جديد للتعاون المتبادل ذاتهوفي الوقت

التقانة ومشكالت البيئة وترقبات البشر وتطلعاتهم ودون تقييم ووفق ما يقتضيه العلم

.مقارنة باآلخرين) لدى العالم اإلسالمي(حقيقة المخزون التعليمي والثقافي

-متها أيضا يات الكبرى المطروحة ومن التحدالتعليم على العالم اإلسالمي وفي مقد

شرسة تنافسية ظهور االقتصاديات الجديدة يوما بعد يوم وترسخ ، العالي والجامعي

في تصدير الخدمات وامتالك المعرفة والتقانة التي ال يمكن التعامل معها في ظل

ي، واعتماد نموذج تنموي محصن إزاء كلي أو شبه كلبشكل نغالق على الذات الا

.ما يحدث في العالم وفي أسواقه

ن المجتمعات اإلسالمية عموما، أصبحت واعية على إويمكن القول في هذا الصدد،

: األقل بأمور ثالثة

إعادة تشكيل المعرفة وإعادة القراءة لمفهوم اإلنتاج ومفهوم االتصال والتواصل -أ

.وإن كان ذلك بشيء من التفاوتودور المجتمع المدني

التنمية ب لنظام العالمي الجديد يـتطلب االرتقاءامعترك بأن البقاء في أيضاوعيال -ب

تتمثل في معنى أن الثروة الحقيقيةستدامة ومواصلته بدون توقف، بالبشرية الم

في ثقافيالتمايز الو تاج المعرفة القائمة على اإلبداعتحرير اإلنسان وتأهيله إلن

ها اإلسالمية من ضعف قدرتها التنافسية ومخاوفالبلدانمخاوف فيه وقت ازدادت

ثقافة األسرة المسلمة أمام عالم على و،غات المحلية األخرىغة العربية واللعلى الل

.منفتح تحكمه شركات دولية عابرة للدول وللقارات

ة المستدامة وتطويرها هو التعليم بأن المدخل الفاعل للتنمية البشريكذاكوعي ال -ج

وضع ة أهمي مرة أخرىوهو ما يؤكد. بعامة، والتعليم العالي والجامعي بخاصة

.لتطوير التعليم الجامعي في العالم اإلسالمياإلستراتيجية هذه

في العالم العالي والجامعي إن هذه الظروف والمستجدات العالمية تدعو التعليم

:ما يلي أهدافه وتوجهاته وإستراتيجياته في اتجاه اإلسالمي لمراجعة

توافقها مع البيئة العالمية ومع الطفرات التقانية والمعرفية وأنساق التعامل •

البشري الجديدة على مستوى الجماعات والمجتمعات، وهو ما يقود إلى

ضرورة إعادة النظر في منهجية التخطيط وبناء اإلستراتيجيات لالستفادة

أن هذا ال ومن تطبيقاتها المختلفة، علما التي يشهدها العالملتحوالتمن ا

Page 18: strat_taaleem_jamee

15

يمنع من المحافظة على المرجعيات الثقافية والحضارية والدينية للعالم

.اإلسالمي

والمساهمة في تطويرها على ،استفادة وإفادةالتعامل مع هذه المستجدات •

لجامعي ومدى جدتها في أساس أن ذلك مشروط بمستوى المعرفة في الوسط ا

العلوم األساسية والتطبيقية والعملية في مختلف مجاالت العلوم والمعرفة بدون

.علوم اإلنسانية والعلوم األخرى والالدقيقةالفصل بين ما يسمى بالعلوم

بين المناهج التعليمية والتدريبية وبين مجريات الحياة تعزيز العالقة •

ثقافية بصفة عامة، الحالية منها والمستقبلية، وفي االجتماعية واالقتصادية وال

.تناغم مع مقتضيات التنمية المستدامة للمجتمع المحلي والعالمي

التعليم العالي والجامعي في الموروث التربوي اإلسالمي.4شهد العالم اإلسالمي عبر تاريخه الطويل، عدة مراكز حضارية جمعت حولها شعوبا

وتميزت الحضارة اإلسالمية عموما برعاية القيم والثقافات المحلية . يما بينهاوأقواما تفاعلت ف

وبالمحافظة على الموارد وحرص الدولة على توفير الحاجات األساسية للشعوب واألفراد وعلى

. ضمان العدالة في التوزيع والتكافل االجتماعي واحترام ملكية األرض

قرون خلت، مؤسسات تعليمية ومدارس في مراكز أنشئت في العالم اإلسالمي منذ لقد

بدور علمي متميز، امتد به إشعاعها إلى نهضتوجوامع بتمويل أهلي من الهبات واألوقاف،

مختلف مناطق العالم، فتخرج منها علماء في شتى ميادين المعرفة، ويكفي أن نذكر أن بابا

قبل أن يعتلي كرسي بفاس القرويينقد تلقى جزءا من تعليمه في) سلفستر الثاني (الفاتكان

ولم يقتصر التعليم في هذه الجوامع على التعليم الديني، وإنما تجاوز ذلك إلى العلوم .البابوية

الدنيوية من رياضيات وفلسفة وفلك وطب وجغرافيا وساعد على ذلك انفتاح الحضارة اإلسالمية

، فتولدت تيارات فكرية في ى المصريين وقدامعلى حضارات الفرس والهند واليونان والرومان

شتى مجاالت االجتهاد العقدي واإلبداع األدبي، والطرافة الفنية، والكشوفات العلمية، والتوجهات

في الشرق والغرب وسائر بناء متكامال انتشرت أنوارهالفلسفية، مما جعل الثقافة اإلسالمية

لمؤسسات من تطور أصبحت به رافدا من روافد البناء وتبعا لما عرفته هذه ا. البالد اإلسالمية

العالي في العديد من البلدان الحضاري اإلنساني، توالى تأسيس معاهد ومؤسسات عليا للتعليم

.اإلسالمية منذ القرن التاسع عشر الميالدي

من ضمن منطلقات اويمثل هذا الموروث التربوي والثقافي والحضاري منطلقا أساس

ض لها، لبناء مستقبل التعليم العالي في العالم اإلسالمي، ومرجعاأخرى تمر رئيسا التعرلتصو

. المجال هذاإستراتيجية وظيفية في

Page 19: strat_taaleem_jamee

16

القسـم الثاني : المجاالت

تطوير التعليم العاليلمجاالت مؤسساتية

ي يختلف تطور التعليم العالي في العالم اإلسالمي من بلد إلى آخر، بحيث يعرف ف

إلى جانب المؤسسات . بينما مازال تطوره محدودا في بلدان أخرى، نسبيابعض البلدان تطورا

، اعتمدت كثير من البلدان اإلسالمية تنظيمات مؤسساتية األصيلة الموجودة في بعض البلدان

ارية سواء إبان الفترات االستعم،شبيهة بالتنظيمات المعتمدة في البلدان الغربية التي احتكت بها

.أو في عالقتها التعاونية أو التعاقدية معها

تطوير بنية التعليم العالي. 1 لتنظيمات صورةإن المعطى األولي حول المؤسسة الجامعية في البلدان اإلسالمية يعطينا

ومنذ . تكرس مهامها األساس المرتبطة بالتعليم والتكوين والبحثحركيةمتنوعة تتجه في إطار

هذه المؤسسات على نظام يتميز باستقالل نسبي في هياكله وبنياته، مما حدد أساليب تأسيسها قامت

.عملها الخاصة في مجال التدبير والحكامة والتشريعات التي تسير عليها كل مؤسسة

الجامعية األولى، المؤسساتوسارت جل البلدان اإلسالمية على هذا النموذج منذ إنشاء

حدثة بعد هذا االتجاه بخصوص الجامعات الماطردقد و. حد سواءاألصيلة منها والحديثة على

هذا مع العلم أن اإلدارات المركزية في هذه البلدان بقيت في كثير من . الحرب العالمية الثانية

الحاالت تسير وتتحكم في النسق العام لجهاز التعليم العالي وبالخصوص التوجهات العامة

. للمؤسسات، وبتسمية الشهادات الوطنية، وبالتمويل وغيرهاالمتعلقة بالهيكلة اإلدارية

اإلسالمية، طوال العقود األولى من لدانواعتمدت مؤسسات التعليم العالي في الب

ويتطابق هذا النظام مع مفهوم . إحداثها، نظام الكليات واألقسام والمعاهد العليا المتخصصة

بكيفية شمولية ويغطي العلوم المتقدمة التي يعرض لكل المعارفاإطارباعتبارها الجامعات

. واتجهت المؤسسة لتأمين التنسيق بين المؤسسات المنضوية في إطارها. أبدعتها عبقرية اإلنسان

وفي كثير من الحاالت يكون هذا النظام ثنائيا وازدواجيا في بنيته، إذ يجمع من جهة، بين معاهد

وج الطلبة، ومن جهة أخرى كليات ذات االلتحاق المفتوح، عليا أو كليات تعتمد نظاما انتقائيا لول

.علما أن هذه النماذج المؤسساتية تختلف من بلد إلى آخر

Page 20: strat_taaleem_jamee

17

ومع التطورات الحالية في تقديم العلوم وتدبير المعارف ومع المكانة المتميزة التي

التعليم العالي أصبح يحتلها التعليم في المجتمعات الحديثة، واعتبارا لضرورة الحفاظ على مهام

الجوهرية، من تربية وتكوين وتطوير البحوث وتقديم الخدمات إلى المجتمع وتعزيزها وتوسيع

.نطاقها، يتحتم بلورة استراتيجية تطويرية تخص الهيكلة المؤسساتية لهذه الجامعات

استقاللية المؤسسة الجامعية. 2 لتجسيد أهداف هذا القطاع، من األسس الضرورية هياستقاللية بنى التعليم العالي

وتطمح كل مؤسسة جامعية إلى أن تقوم بمهامها في مناخ من االستقاللية يتماشى مع منطلقاتها

االستقاللية وتعزز هذه. القائمة على جدية التعامل مع المعارف العلمية والدقة المتبعة في التكوين

ألدوار الحضارية والتاريخية وذلك وفق ا،دور األستاذ الجامعي وتصون خصوصيات مهمته

.العريقة للجامعات

Page 21: strat_taaleem_jamee

18

من الضروري أن تعزز الجامعات في العالم اإلسالمي هذا التوجه على شكل تسيير ذاتي و

إداري مالي وأكاديمي، وأن تتحكم في شروط تدفق الطالب الذين يلتحقون بها وفي تكويناتها

. وظيف أساتذتها والتعاقد معهموفي نوعية المتخرجين منها وفي منتوجها العلمي وفي ت

فالهدف من ذلك كله هو أن تصبح الجامعة سيدة أدواتها األكاديمية واإلدارية والمالية وتنتج

كل هذه . مع الواقع االجتماعي واالقتصادي لبلدانهمبكفاءةمتخرجين قادرين على التعامل

.وترفع من أدائها وعطاءاتها بين المؤسسات ةالعوامل كفيلة بأن تبني األسس لتنافسية إيجابي

ومن النتائج المستهدفة لهذه االستقاللية كذلك المشاركة المباشرة لهيئة التدريس في بناء

ويعتبر . الهياكل األكاديمية وتسييرها والوقوف عليها وتوجيهها لما يخدم األهداف العلمية للجامعة

ليه الجامعات الكبرى ذات الشهرة هذا التوجه لتنظيم األساتذة ألنفسهم عرفا محمودا سارت ع

وقد تزداد مصداقية الجامعة عندما يتدخل في تسيير أقسامها ومعاهدها تلك الشريحة .التاريخية

.من األساتذة أصحاب اآلفاق الواسعة والعارفين بأساليب التكوين والبحث

الجامعيةاإلدارة. 3ى التسيير العام للمؤسسات الجامعية الجامعية المسؤولة علاإلدارة تعدوفي السياق نفسه

من العوامل المؤثرة في تحقيق أهدافها، لذا يجب أن يخضع اختيار المسؤولين لمعايير محددة

أهمها الكفاءة اإلدارية، والرؤية التربوية المستقبلية، وسعة االطالع، وأن تكون القيادة قادرة على

وقد . على إحداث التغيير ومواكبته هنفس الوقت الدفع بالعمل األكاديمي نحو التقدم، وقادرة في

دلت البحوث والخبرات الحديثة على أهمية الخاصيات واالتجاهات الشخصية للقيادات المسيرة

واتجهت اآلراء إلى تجاوز النماذج البروقراطية ذات التوجه القانوني والتشريعي . للجامعات

وعلى محيط الجامعة غيرهح على آراء الضيق وتفضيل األنموذج الجريء والمقدام، المتفت

االقتصادي واالجتماعي، والذي يشجع على عدم المركزية في تدبير الشؤون المؤسساتية، بغية

ويبدو من األنجع توجيه اإلصالحات الهيكلية نحو تنمية المبادرات . تحسين جودة اإلدارة المسيرة

لضرورية مع مختلف الشركاء في من أجل تحرير إمكانات القيام باإلجراءات التعاقدية ا

القطاعات العمومية أو الخاصة ومن أجل إدخال مرونة أوسع في العالقات والتعامل مع اإلدارات

.المركزية الوصية على القطاع التعليمي

يخلص الجامعة من إن إعطاء األهمية لنوعية التدبير المؤسساتي لمن شأنه أن

الحاالت بالحفاظ على النماذج المؤسساتية الموروثة في بعض يف، حيث اكتالجمود البنيوي

.عن المستعمر أو تلك التي مازالت قائمة في بعض الجامعات اإلسالمية التقليدية

في كون ،اإلدارة التعليمية بالتعليم العالي والجامعي) أو تحديث(تكمن أهمية تجديد و

التجديد والتجويد لمختلف أجهزة التعليم اإلدارة تمثل القاطرة األمامية التي تحدد كل مسارات

Page 22: strat_taaleem_jamee

19

ونالحظ من جهة أخرى أن النظر في . والتدريب، كما تحدد توجهاتها وإستراتجياتها وإنجازاتها

اإلدارة ال يتعلق فقط بمؤسسات التعليم كالجامعات والكليات والمعاهد العليا، وإنما يشمل أيضا

.الوزارة ومختلف الهياكل المتفرعة عنها

إذا اعتبرنا اإلدارة أو جانبا منها، يتصل بالسياسة العامة التي من خاللها ومن منطلقها و

تدار المنظومة التربوية في مختلف أبعادها والتي بها تحدد المهام واألدوار والتشريعات وكل ما

اإلدارة هوأحدهما : يتعلق بالعمليات اإلجرائية، فإنه يوجد على األقل نموذجان في هذا الصدد

.النموذج اإلستراتيجي وثانيهما هو ،النموذج التنفيذيهو الذي التقليدية،

تركز اإلدارة التي تعتمد النموذج التنفيذي أغلب اهتماماتها على توفير الخدمات اإلدارية و

، والتربوية وتصريف األمور اليومية ومعالجة األوضاع الميدانية واالستجابة لبعض األحداث الطارئة

. وتتميز بقلة نزوعها إلى التطور والتجديد إال بالقدر الذي تمليه عليها الظروف الطارئة

أما اإلدارة التي تعتمد النموذج اإلستراتيجي، فتتميز بتوجيه اهتماماتها إلى بناء الخطط العامة،

ما يمكن من الفاعلية وأقل وتحديد األهداف اإلجرائية، وبناء اإلستراتيجيات لوضعها موضع التنفيذ بأكثر

.ما يمكن من التكلفة، مما يؤشر ألهمية التخطيط اإلستراتيجي في هذا النموذج من اإلدارة

ن العمل بمقتضى النموذج اإلستراتيجي يتطلب توظيف ستة توجهات عامة كما إ

:يوضحه الشكل التالي

1 وضع خطة عامة للتعليم

العالي والجامعي

2 إرساء العمل التعاوني

3تطوير قاعدة للشراكة

4تعزيز كزيةالالمر

5 إرساء مفهوم الجودة الشاملة

6 إعداد خطة عامة

البشريةللتنمية

اإلدارة اإلستراتيجية

التوجهات المنبثقة عن نموذج اإلدارة اإلستراتيجي

Page 23: strat_taaleem_jamee

20

: التوجه األول

على مستوى الوزارة امة للتعليم العالي والجامعيوضع خطة ع

يقوم النموذج اإلستراتيجي على بناء خطة وطنية للتعليم العالي والجامعي تندرج في

إطارها كل البرامج والمشاريع التطويرية، علما أن هذه الخطة تضمن وجاهة المشاريع

.التطويرية كما تضمن تناسقها وارتباطها ببعضها البعض

: التوجه الثاني

إرساء العمل التعاوني بين اإلدارات ومؤسسات وهياآل التعليم العالي والجامعي

إن إرساء العمل التعاوني وعمل الفريق بين اإلدارات والمؤسسات التعليمية يعد من

الرتباط البرامج والخطط ببعضها البعض في نطاق اإلدارة اإلستراتيجية، وإن نظرا،الضرورات

.كانت هذه الخطط والبرامج من الناحية التنظيمية، ترجع إلى إدارات مختلفة على مستوى الوزارة

: التوجه الثالث

تطوير قاعدة للشراآة مع المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية

ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيزها

راتيجي وتشمل أولياء األمور إن العمل بمبدأ الشراكة قاعدة أساس في النموذج اإلست

.والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والجماعات المحلية

: التوجه الرابع

مؤسسات التعليم العالي والجامعي تعزيز الالمرآزية لفائدة

سجلت بعض مؤسسات التعليم العالي والجامعي في بلدان العالم اإلسالمي نجاحات في

ا المضمار؛ ونمت الدعوة إلى تعزيز هذا التوجه والمضي فيه قدما، باعتبار أن المركزية وإن هذ

كان يبررها الحرص على الوحدة الوطنية في بداية االستقالل في عدة أقطار إسالمية، أصبحت

. ادرةبعد تطور الظروف، عامال معيقا للتطوير لما ينتج عنها من إعاقة للتحرك والحد من المب

وأضحى التجديد والتطوير يتطلبان هامشا كبيرا من االعتماد على النفس واالستقاللية مع ضمان

. المساءلة االجتماعية

Page 24: strat_taaleem_jamee

21

: التوجه الخامس

إرساء مفهوم الجودة الشاملة بالتعليم العالي والجامعي

العالم اإلسالميفي

ه، ولعل من أهمكل تطوير للنظام يوجد أكثر من سبب القتراح هذا التوج ها أن

التعليمي بأكمله أو على مستوى بعض مكوناته، يتعين مباشرته في إطار رؤية متكاملة، وهو ما

يؤكد المدخل عن طريق الجودة، وأن المنظمات الدولية التي تعنى بالتربية والتعليم تنادي باعتماد

.مدخل الجودة لتحسين مستوى النظم التربوية والتعليمية

ونالحظ من جهة أخرى، أن المعنيين في العالم اإلسالمي بتحسين جودة التعليم متفقون

عموما على أهمية نظام الجودة لتحقيق أهدافهم التطويرية، لكنهم يجدون صعوبة في االتفاق على

احل تعريف موحد لها، علما أن تعريف مفهوم الجودة عملية جد هامة، إذ عليه وبه، تتحدد المر

والعمليات الالحقة التي منها تحديد المعايير ووضع المؤشرات واختيار اإلستراتيجيات واعتماد

.إلى غير ذلك, الخطوات المرحلية والوسائل وتقنيات التقويم

وتجنبا للمجازفة في اختيار تعريف جاهز قد ال يتالءم مع التعليم العالي والجامعي في

: أن يبنى التعريف من قبل المعنيين استنادا إلى خصوصية كل بلد ينيتعأقطار العالم اإلسالمي،

فهم العارفون بما ينتظرون أن يكون عليه نظام التعليم العالي والجامعي لديهم، والواعون أيضا

كما هم عارفون بطموحاتهم وبقدراتهم على تحقيقها في . بالمستويات التي يرغبون أن يصل إليه

ونوصي باستقراء تعريف الجودة عن طريق . ية واإلقليمية والعالميةضوء الظروف المحل

استطالع الرأي ليشمل الفئات المعنية بالتعليم العالي والجامعي في المؤسسات والهياكل ذات

العالقة، وأيضا لدى فئات من خارج الوزارة والمؤسسات التعليمية كالعاملين في المؤسسات

كومية وفي سوق العمل ومنظمات المجتمع المدني بما يفضي إلى الحكومية األخرى وغير الح

.تعريف لجودة التعليم العالي والجامعي أكثر شمولية وتمثيلية للمجتمع المعني باألمر

: التوجه السادس

إعداد خطة متكاملة للتنمية البشرية على مستوى وزارة التعليم العالي

وارد البشرية، يقتصر في أغلبه على المدرسين لقد أفادت دراسات عديدة أن تدريب الم

كما بينت . ومديري المؤسسات التعليمية، وال يشمل العاملين اإلداريين بالوزارة كافة وخارجها

لذا نقترح وضع خطة . أن التدريب ال يأخذ في االعتبار األبعاد المؤسسية المتعلقة بكل إدارة

Page 25: strat_taaleem_jamee

22

يق لحاجات العاملين وحاجات اإلدارات أيضا، تمكن من للتنمية البشرية مبنية على رصد دق

. االنخراط في التمهن، وكذلك في التطوير المؤسسي لإلدارات

ونضيف أيضا متطلبات ومبادئ أخرى إلرساء إدارة فعالة سواء على مستوى الجهاز

:المركزي أو على مستوى المؤسسات التعليمية، ومنها

كل المؤسسات بإيجاد وحدات مختصة في المجال وهو ما تطوير نظم معلوماتية في -

.يمكن من اتخاذ القرار المناسب استئناسا ببيانات حقيقية تعبر عن واقع األمور

إجراء التطوير لكل جوانب اإلدارة بمختلف أبعادها ومستوياتها في المؤسسة الواحدة -

ير أن يحصل إذا كان جزئيا أو في الجهاز المركزي، ذلك ألنه ال يمكن للتطو

.ومقتصرا على بعض الجوانب

إرساء نظام للتقييم والمساءلة والمحاسبة ال يتوجه إلى األفراد فقط، وإنما أيضا إلى -

.المؤسسة أو الهيكل بأكمله

طلبات االلتحاق بالمؤسسات الجامعية .4يا وتوسعا عدديا في تطورا كمالعالم اإلسالمي المؤسسات الجامعية في غالبيةعرفت

وقد أدى هذا التنامي لعدد الطلبة الراغبين في التعليم العالي إلى . طلب االلتحاق الطالبي بها

طرح، وبأشكال متفاوتة، معضالت متعددة، منها االكتظاظ ومحدودية قدرة البنيات على

.استيعابها، وإشكالية االعتمادات المالية التي تخصصها الدولة لهذا القطاع

فقد لوحظ ضغط . ، سرعة التوسع والنمو العددي في فترة وجيزةومما يلفت االنتباه

وتتزامن هذه الظاهرة مع مرحلة تدفق . نسبي منذ حوالي ثالثة عقود مقارنة مع الفترات السابقة

على الجامعة أعداد من المتعلمين الذين التحقوا بالمدرسة بعد الستينات من القرن الماضي، والبد

حيث . شارة هنا إلى الطابع العفوي وغير المنظم الذي اتسمت به هذه الزيادة في األعدادمن اإل

فإذا استثنينا الدراسات التي تخضع . اتجه الطالب إلى اختصاصات نظرية وذات مضامين عامة

إلى عملية انتقاء لطلبات الولوج، فإن تطور االختصاصات األخرى قد أدى بمعظم الطالب إلى

مهنة التدريس، اإلدارة العمومية (ى دراسات ذات آفاق مهنية بدون منافذ أو غير قارة، التوجه إل

).وغيرهما

:وفي هذا اإلطار تواجه البلدان اإلسالمية تحديات يجب رفعها واالهتمام بها

Page 26: strat_taaleem_jamee

23

إن اإلنصاف في إتاحة فرص االلتحاق بالتعليم العالي والقبول فيه يجب أن يستند •

وإن مبدأ توفير هذا التعليم على نطاق واسع . ة والقدرة والمثابرة والمواظبةإلى معايير الكفاء

يستدعي اتباع النهج القائم على كفاءة كل فرد، ومن شأن هذا أن يحافظ على أهداف هذا

التعليم القائمة على تلقين المعارف الدقيقة والمتخصصة وتطوير العلوم والبحث فيها

.ع التنموية المتعددة االتجاهات المجتمالحتياجاتواالستجابة

اإلسالمي من جهة، بالتنامي الديموغرافي العالم يرتبط توسع التعليم العالي في •

سنة، ومن جهة أخرى، باألعداد 24 و18رد للشريحة السكانية التي تتراوح أعمارها بين طالم

وللتوجهات . التعليم العاليالمتزايدة للخريجين من التعليم الثانوي والذين يتجهون توا لدق أبواب

المعتمدة في التعليم الثانوي بالغ األثر على هذا الطلب المتزايد حيث إن التباين الواضح بين

الدراسات في التعليم الثانوي، الذي يتجلى في األهمية المفرطة للتكوينات العامة على حساب

إن أنموذج التكوين في . ا الطالبالتكوينات التقنية، تنعكس سلبا على آفاق التكوين التي يلجه

من الهروب إلى األمام نظرا لغياب إمكانيات مواجهة التعليم الثانوي يحدث لدى الطالب نوعا

.سوق الشغل بواسطة شهادات متخصصة

ابتكار تخطيط يستهدف إحداث تكوينات قصيرة يلزم ،ولتالفي هذه الوضعية المتناقضة

تعطي لحاملي الشهادات الثانوية إمكانيات ولوج سوق الشغل، المدى على مستوى التعليم الثانوي

.وبالموازاة إحداث نظام عقالني لتوجيه، الطالب ذوي الكفايات المطلوبة لولوج التعليم العالي

أنماط التعليم الجامعي وآفاقها .5تحديات يعد تنويع التعليم العالي وتعدد أنماطه من العوامل التي ال غنى عنها لالستجابة لل

كما اعتبر هذا التوجه من اإلجراءات الفعالة تلبية لالحتياجات . التي يواجهها العالم المعاصر

وتعد استراتيجية التعدد المؤسساتي األسلوب األنجع لفتح بنى . المتعاظمة في البالد اإلسالمية

ستجابة بكيفية مناسبة التعليم العالي التقليدية على المستجدات واألنماط التعليمية المتطورة، واال

:وقد تتخذ استراتيجية التنويع هذه أشكاال مختلفة، منها . لمتطلبات المحيط االقتصادي واالجتماعي

على المؤسسات التقليدية وعلى النماذج إن األنساق الجامعية ال يمكنها أن تبقى حكرا.أ

أن تحدث تغييرات التكوينية المرتبطة بالتصنيفات العتيقة للمعارف والعلوم، فالبد

وقد تأخذ شكل أقسام تابعة . داخلية في المجاالت الفكرية، واألكاديمية التي توفرها

.لها أو معاهد تتمتع بقدر من االستقالل الذاتي

المدى تستجيب التكوينات القصيرة المتجددة فقد تبين أن لالحتياجات واعتبارا .ب

وقد تأخذ شكل مؤسسات . يعرفه القطاعبشكل فعال للتنامي المتعدد االتجاهات الذي

عليا تابعة للجامعات أو مستقلة عنها، توفر تكوينا في تخصصات مختلفة، تتسم

Page 27: strat_taaleem_jamee

24

بالمرونة في نظامها، وقابلة للتغيير كلما دعت الضرورة لذلك، وهي في آن واحد

. منفتحة على سوق الشغل وقابلة للولوج إلى تكوينات عليا أكثر عمقا وتخصصا

نماط مزايا متعددة، منها التكلفة المالية المناسبة والمردودية العالية المتمثلة ولهذه األ

في الحد من نسبة الهدر الذي تعرفه الجامعات، وتكيف المتخرجين مع متطلبات

.المهن التي ينخرطون فيها

من كثافة الضغط وقوة الطلب الذي تعرفه الحد،ومن آثار التكوينات القصيرة كذلك

اإلسالمية التي نهجت هذه وقد دلت جل المعطيات المتوفرة عن البلدان . امعةالج

. أن عدد الطالب المسجلين بهذه المعاهد قد تزايد بمعدالت بالغة األهميةالتجارب

: تطوير وتأطير المؤسسات العليا الخاصة .ج

اص بعدما كانت اتضح ألغلبية البلدان اإلسالمية أهمية تنظيم قطاع التعليم العالي الخ

وهكذا شجعت السلطات العمومية منذ . الدراسات الجامعية ملكا شبه تام للدولة

ات هذا التعليم وعملت على تطويره، حيث أصبح من عناصر مشروع يينالثمان

اإلصالح الذي تسعى إليه، ووجدت فيه وسيلة دعم في ظروف يواجه قطاع الجامعة

ن تطوير اإلطار التشريعي والتقنيني وإ. صعوبات تتعلق باإلنفاق والتمويل

لمؤسسات التعليم الخاص، لمن شأنه أن يجعل منها مكمال ألصناف التكوين

األخرى، وأن يكون قناة الستيراد التكنولوجيات المتطورة، والعمل على االستجابة

.لحاجيات الوسط االقتصادية من أطر ويد عاملة كفؤة

لخاصة قدوة، لتجديد أساليب التكوين، توفر لفئات أن تكون هذه المؤسسات اويتعين

.الطلبة مهارات ومعارف جديدة

لقد دلت جل الدراسات االستشرافية والمستقبلية أن وتيرة نمو الطلب على التعليم .د

العالي ستتزايد في السنوات والعقود المقبلة، وأن التسارع التكنولوجي سيفرض على

نة واألخرى، الشيء الذي يكون معه من الصعب اإلنسان تبديل تخصصه بين الفي

وفي ظل هذه . على الجامعات التقليدية توفير االحتياجات التعليمية المواكبة

المعطيات ينتظر من التعليم العالي أن يفتح أبوابه لفئات المتكونين ذوي الحاجيات

ولم . ظيفةالمختلفة من ناشئة، وكبار، ومتكونين أثناء نشاطهم المهني أو أثناء الو

وقد . تعد األنماط المؤسساتية التقليدية قادرة على االستجابة كلية لهذه التحديات

أنماطا أخرى من األنساق الجامعية -استجابة لهذا التوجه-أنشأت كثير من البلدان

.مفتوحة ومستقلة عن الجامعات التقليدية وتتمتع بشخصيتها االعتبارية

Page 28: strat_taaleem_jamee

25

يتوقف على تشجيع التجارب الرائدة وعلمياليم أكاديمياواتضح أن االرتقاء بأداء التع

الناجحة في مجال تنويع بنى التعليم العالي وأنماطه، واالستفادة منها ونشرها ومحاولة تعميمها،

لذا يتحتم إعطاء األولوية لمواكبة المستجدات التربوية والتطور التكنولوجي والتقني االستفادة

. احترام المرجعية اإلسالمية والخصوصية الثقافية للمجتمعات اإلسالميةاإليجابية منها في إطار

نموذج التعليم المفتوح، الذي هناك ومن األنماط المتطورة التي يستحسن تشجيعها،

:يتميز بالخصائص التالية

االعتماد على الدراسة في بيئة تعليمية مرنة يكون للدارس فيها حرية اختيار •

ر زمان ومكان دراسته، واختيار محتوى الدراسة، أهداف تعلمه، وتقري

.والطرق والوسائل الكتسابها

.اختيار وتيرة التعليم المناسبة من بدايتها ونهايتها وسرعتها • .اختيار المشرفين على التعليم •

إلى جانب هذا النمط يبدو جليا أن نموذج التعلم عن بعد سيكون له مستقبل كبير في

ذ سيسهم بشكل وافر في معالجة أوجه القصور التي تعاني منها الجامعة ، إبصورة عامةالتعليم

.التقليدية في تلبية االحتياجات العلمية المختلفة

بالمراسلة بالورق تطورت فبعد الفترة التي نمت فيها المؤسسات التي توفر دروسا

ئية واألشرطة مثل اإلذاعة المسموعة والمرةأساليب أخرى تعمل بوسائل االتصال الجماهيري

: ومن مزايا هذا النمط التعليمي ما يلي والفيديو واألنترنيت،التسجيلية

.الحد من النفقات المخصصة للتعليم العالي في ظل شح الموارد المالية •

التعليم بواسطة أدوات أخرى مخالفة للتعليم التقليدي الذي يقوم على •

.اإلشراف المباشر لألستاذ في غرفة المحاضراتبية طلب التعليم العالي من طرف فئات مجتمعية واسعة، وقابليته لتحقيق تل •

.ونشر العلم لكل أفراد األمة الراغبين في ذلك .قابلية التكيف مع حاجيات كل شريحة اجتماعية •االستجابة لرغبات الفئة الراغبة في مواصلة التعليم والتطوير المهني، حيث •

تعليم، وتتيح له االلتحاق بالتكوين في يمكن للطالب الجمع بين الوظيفة وال

.الوقت الذي يناسب وضعيته المهنية الخاصة .تنمية روح المسؤولية في التكوين الذاتي لدى الطالب •قابلية هذا النمط لالستجابة في آن واحد للتكوين األساسي، وإعادة التكوين •

.وفي تكوين المكونين

Page 29: strat_taaleem_jamee

26

دوات التي تعزز وتطور مفهوم التعليم عن وقد أصبحت شبكة المعلومات الدولية من األ

ومكن من االستخدام المكثف لإلنترنيت في . بعد، مما فتح المجال إلحداث جامعات افتراضية

تحقيق أهداف هذا النمط من الجامعات المتمثلة في توفير كمية كبيرة من المعلومات، وتقديم

جابة لحاجة عدد كبير من المتعلمين في مضامين الكتب والمراجع، والقيام بالتقويم المباشر، است

توقيتات متعددة وغيرها، وأضحى اإلنترنيت موسوعة علمية وأداة مفتوحة إليضاح األفكار

والتجارب ولكن يجب التعامل معها بحذر حيث إن كثيرا من المعلومات التي تعطى عن طريقها

.قد تكون مدسوسة أو محرفة

تعليمية أكثر كفاءة من التعليم التقليدي، وذلك اإن نسق التعليم عن بعد يستدعي أطر

نظرا لدقة مناهج التكوين وتوفيره لالتصال ثنائي االتجاه يمكن من التفاعل بين المدرس

إلى جانب الجامعة االفتراضية والكلية االفتراضية وقاعة الدرس االفتراضية، هناك . والمتعلم

. البريد اإللكتروني وحلقات المناقشةإمكانية لتطوير المكتبات الرقمية، واستخدام

إن كل استراتيجية لتطوير األنماط الحديثة للجامعات البد وأن تنطلق من التجارب

المتوفرة في هذا المجال، وأن تعمل على تنمية وتطوير النماذج التي تعرف تقدما والتي انطلقت

: اإلسالمية ومن بينها البلدانفي

.انجامعة أزاد اإلسالمية بإير •

.جامعة القدس المفتوحة بفلسطين • .الجامعة االفتراضية السورية • .الجامعة االفتراضية اللبنانية • .المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر بتونس • .كلية لندن المفتوحة • .الجامعة المفتوحة في ليبيا • .الجامعة المفتوحة في السودان • .برنامج التعليم عن بعد بجامعة القاهرة بمصر • .مشروع الجامعة االفتراضية المغربية بأكادير • اتحاد جامعات العالم أعدهمشروع الجامعة اإلسالمية االفتراضية الذي •

اإلسالمي بالتعاون مع جامعة آزاد اإلسالمية بالجمهورية اإلسالمية

.اإليرانية . في المدينة المنورةاالفتراضيةمشروع جامعة المدينة العالمية •

Page 30: strat_taaleem_jamee

27

والتعاون بين جامعات العالم اإلسالميالتكامل . 6ة من مهامها التعاون بين الجامعات جزءايعداعتبارا لغنى خبراتها وتجاربها الرئيس ،

.ها أو تسعى إلى تطويرها والبحث فيهادوسعة المحيط العلمي والمعرفي التي ترتا

وإغنائها من إن الحوار بين الجامعيين وتبادل الخبرات والبحوث، وتناقل الكشوفات

. والدولياإلقليميواألسس التي تنبني عليها كل جامعة حية منفتحة على محيطها الوطني

والمستقرئ للخبرة الحضارية اإلسالمية يمكن أن يلمس كيف انفتحت الحضارة اإلسالمية على

مختلف الحضارات التي سبقتها، تأخذ منها ما يتوافق مع ثوابت العقيدة اإلسالمية، وأعطت

.، أسهم في بناء الصرح الحضاري اإلنساني متميزابدورها لشعوب العالم عطاء حضاريا

ينبغي في هذا اإلطار ترسيخ مكانة المنظمات الحكومية، أو غير الحكومية العاملة في و

ينبغي لكل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي أن تنشئ بنية أو آلية مناسبة لتعزيز وهذا المجال

.المستوياتثنائي أو المتعدد األطراف على كل التعاون ال

اإلسالمي شرط أساس إلتاحة الفرصة في العالم التعاون بين الجامعاتومن هنا نرى أن

للنخبة الجامعية العالمة في هذه البلدان لتمتين الروابط ولتحقيق تنمية متناغمة ومتوازنة

:الل ويتسنى ذلك من خ. للمعرفة المتقدمة وللبحوث العلمية

.القيام بنشاط تعاوني واسع النطاق يتضمن إنشاء نظام لتحويل رصيد الوحدات الدراسية • .االعتراف المتبادل بدراسات التعليم العالي ودرجاته العلمية وشهادته • . اإلسالميالعالمتنظيم برنامج لالستفادة من الكفاءات المتوفرة بصورة فعالة بين جامعات •ة أو اإلصالحية في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي بهدف دعم المشاريع التجديدي •

الرفع من أداء الجامعات وتطويرها في مختلف الميادين المنوطة بها، وتكثيف .المشاورات الرفيعة المستوى لتنسيق السياسات التربوية

.تعليم العاليتعميم التجارب الرائدة والناجحة في مجال التجديد الهيكلي والتجديد األكاديمي لل • . وإغناء اإلصالحات والبنى المستحدثةالعالم اإلسالميتبادل التجارب الناجحة بين جامعات • . اإلسالميةالبلدانتأمين حرية انتقال الطلبة وحرية االلتحاق بالمؤسسات الجامعية بين •تعزيز المشاريع الهادفة إلى إنشاء شبكات للمؤسسات الجامعية ذات التوجهات •

صاصات المتكاملة أو في ميادين محددة كمؤسسات العلوم الطبية أو مؤسسات واالخت .العلوم الهندسية، أو مؤسسات العلوم اللغوية وغيرها

اإلسالمي عن طريق تبادل الوثائق وعقد العالمتبادل المعلومات بين جامعات • .لقاءات بين المسؤولين ورجال الفكر

المنجزة وأحدث ما وصلت إليه العلوم المختلفة لترجمة البحوث : إنشاء مركز للترجمة • . اإلسالميالعالمإلى اللغات الوطنية في

Page 31: strat_taaleem_jamee

28

األقسام والكراسي الجامعية. 7 التوجهات تدويلمن مظاهرهاالحالية، والتي العالمية لقد أدت الوضعية الثقافية

ول وبين التكتالت ، إلى إحداث شبكات لالتصال متعددة األبعاد بين الدالسياسيةواالختيارات

ونتج عن ذلك إحداث مراكز لالمتياز وبرامج جهوية للتكوين والبحث، إضافة إلى . الجهوية

. في مجال البحث والتكوين الجامعيبالمشكالتتنظيم شبكات منسقة تهتم

وفي هذا السياق أكدت الكراسي الجامعية لبعض المنظمات التربوية والثقافية الدولية

س التدريس الرفيع والبحث الهادف في مجاالت متخصصة لها مكانة معينة في أهميتها في تكري

. الحقل المعرفي، االقتصادي أو االجتماعي

يبدو من المفيد تشجيع إنشاء أقسام في العالم اإلسالميغناء أنشطة الجامعاتإلو

جتمعات للدراسات وكراسي موجهة للتدريس والبحث في الموضوعات ذات األولوية بالنسبة للم

). الثقافة التكنولوجية وغيرها– الطفولة – محو األمية –تدريس العربية (اإلسالمية

دور رئيس في بلورة مشاريع ب يقومويمكن التحاد جامعات العالم اإلسالمي أن

. الكراسي الجامعية بتشاور مع الجامعات األعضاء فيه، وكذا تكوين المسؤولين الجامعيين عليها

أن تكون مراكز تدريس، وبحث علمي، وفضاءات إشعاع، وأداة لتعميق الدراسة وينتظر منها

حول إشكاليات علمية، وفي نفس السياق يجب االستمرار في تشجيع إنشاء أقسام وكراسي

جامعية للدراسات اإلسالمية في جامعات الدول غير األعضاء في المنظمة اإلسالمية للتربية

اريع أهمية قصوى، إذ تساهم في إشعاع التربية والعلوم والثقافة ولهذه المش. والعلوم والثقافة

.والحضارة اإلسالمية، وتقدم المنظور الصحيح لإلسالم في هذه المجتمعات

المكتبات ووحدات التوثيق. 8من مهام المؤسسة الجامعية وأهدافها تنظيم وتنمية الوسائل الضرورية لتراكم المعرفة

تبر المكتبات والمصالح التوثيقية المختلفة من األدوات التي ال غنى وتع. في مجاالت االختصاص

.عنها لتحقيق هذا الغرض

وتتكون المجموعات الوثائقية في المكتبات الجامعية تدريجيا، وعبر فترات زمنية

إن . ولذلك فهي في تراكمها تشبه طبقات متوالية للرصيد العلمي والثقافي والحضاري. طويلة

ائقية الجامعية ترمز لمسيرة الكيان الجامعي ولمالبسات تاريخ المعرفة لألمة المؤسسة الوث

وما تحتويه من مجموعات هو بمثابة الرأسمال الثقافي والمعرفي، ونوع . ولإلنسانية على السواء

وهي ترمز كذلك إلى استمرارية المنتوج العلمي . من الكتابة الجماعية للمعرفة عبر تاريخها

.وسط الجامعيالذي يوفره ال

Page 32: strat_taaleem_jamee

29

وقد حرصت المؤسسات الجامعية التقليدية على أن تكون المكتبات من العناصر

األساسية المكونة لبنيتها األكاديمية، وذلك لجعلها وظيفية تصاحب نشاطها العلمي، بتوفير

المنشورات والمراجع األساسية، وإغنائها باستمرار بكل المستجدات، وبانفتاحها على المنتوج

.ي بشموليتهالعلم

من الضروري النهوض بكيفية فعالة بالمجال التوثيقي وجعله متمشيا مع الحاجيات و

:المتجددة لهذا القطاع، لذا ينبغي

مواكبة الدينامية التي تتمثل في النمو المطرد للمكتبات والمراكز التوثيقية التي أضحت •

.تيارا كونيا في جل المجتمعات المتقدمة

التطلعات العلمية واألكاديمية التي يبديها الطلبة واألساتذة والباحثون االستجابة لمختلف •

).مؤلفات مرجعية، كتب ودوريات علمية(إلغناء معارفهم

.تنمية اإلنتاج ونشر البحوث ومصادر التراث •

سالمي في التطور المتزايد لوتيرة الطبع والنشر التي تعرف العالم اإلإدماج جامعات •

. يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر لمحاليا ارتفاعا

المطبوعات الصادرة يجعل المكتبات تعاني من ضيق ولعل التزايد الهائل في كم

الفضاءات المخصصة للتخزين، ومن صعوبة في تتبع ما ينشر من كتب ودوريات وغيرها،

ات وتفرض هذه الوضعية على المكتبات ووحدات التوثيق الجامعية التفكير في بناء مكتب

مشروع المكتبة (افتراضية أو رقمية، باستعمال الوسائط والتقنيات التي تتطور بكيفية متسارعة

.، والمكتبة الرقمية لمشروع الجامعة اإلسالمية االفتراضية)االفتراضية للمدينة المنورة

وحتى تبقى الجامعات منتجة ومحافظة على الثقافة اإلسالمية وهوية األمة الحضارية،

ة في بناء شخصية المثقف المسلم وفق المقومات الحضارية لألمة، التي تشمل الدين ومشارك

ومنفتحة في الوقت ذاته على آفاق العصر في حقول المعرفة اإلنسانية،والتاريخ واللغة والثقافة،

من الضروري أن تعطي المكتبات ومراكز التوثيق الجامعية أولوية لتنمية الرصيد العلمي في

: ومن الوسائل الناجحة للوصول لهذا الغرض ما يلي . الهذا المج

اإلسالمي، وتكثيف العالمتشجيع إقامة شبكات تضم مراكز التوثيق التابعة لجامعات •

التبادل بينها، وتوحيد الجهود للحفاظ على الرصيد الموجود وتحيينه، ووضعه رهن

.إشارة الطالب، والباحثين وعموم المهتمين

Page 33: strat_taaleem_jamee

30

مراكز التوثيق قطبا للدينامية الجديدة التي يعرفها مجتمع المعرفة جعل المكتبات و •

واالتصال حتى يزاوج بين المنشأة المكتبية والمركب الثقافي الذي يروج لما جد من

.المنشورات واالبتكارات العلمية والتكنولوجية، ويقوم كذلك بالتنشيط الثقافي

اإلسالمي في مجال تدبير الوحدات تشجيع تبادل الخبرات بين مجموع النسيج المكتبي •

مطبوعات، بحوث أكاديمية، مصغرات (الوثائقية وتبادل الرصيد الوثائقي المتوفر

).أشرطة، أقراص، أشرطة متنوعة وغيرها

بناء نسيج مركب يتكون من بنوك للمعطيات وللمعلومات، على غرار ما هو موجود •

عرفية والعلمية الضرورية عبر في المراكز الدولية يوفر للباحث المعلومات الم

.االتصال الفضائي

Page 34: strat_taaleem_jamee

31

القسـم الثالث :القضايا

قضايا تطوير التعليم الجامعي اإلسالميالعالمفي

التخطيط االستراتيجي. 1 اإلسالمي العالم هناك عدة قضايا تبرز أثناء كل تشخيص لواقع التعليم العالي في 1.1

د تختلف أهميتها باختالف البلدان وطبيعة المشاكل التي وتقوم بدور أساس في تطويره، وق

.تواجهها ومستوى نموها االقتصادي وإمكاناتها المادية والبشرية

ويعتبر التخطيط االستراتيجي من بين القضايا المحورية التي تقوم بدور مركزي في

والرفع من مردوديته تطوير بنى التعليم العالي وأنساقه، حيث يمكن من ضبط مسيرة هذا التعليم

وتمكن هذه األداة من مواجهة المشاكل اآلنية ورسم االتجاهات . وتوجيهه نحو األحسن

والمسارات المستقبلية من أجل التغلب عليها وتحقيق أهداف تنموية في ظرف زمني مرتقب

ي ويمكن اعتبارها مقاربة منهجية ونظامية تروم تطوير مختلف أسالك النظام التعليم. ومحدد

بهدف االستجابة بطريقة فعالة للحاجيات والخصوصيات المستندة إلى القيم المرجعية والحضارية

.للمجتمعات اإلسالمية

:إجمالها فيما يليإن التحديات التي تواجه التعليم العالي في البلدان اإلسالمية يمكن 2.1

المستمر في العدد المتنامي للطالب وضغط الطلب االجتماعي إلى جانب التنوع •

.التخصصات مع الحفاظ على أعلى مستوى ممكن من الجودة في التكوين والمردودية

الرفع من جودة التعلم ومن جودة برامج البحث ومخرجاته مع مراعاة النقص الحاصل في •

.الموارد المالية المخصصة للقطاع

. الخريجين في سوق الشغلإدماج •

نهاج تهدف إلى عقلنة المعطيات وإدخال المنظور المقاربة االستراتيجية كفلسفة وم3.1

اإلجرائي الهادف عليها وتستند إلى تحليل مكون من دراسات أولية على شكل مسح تام أو

Page 35: strat_taaleem_jamee

32

إحصاء لما هو قائم مع تشخيص ألهم المعوقات، القتراح الحلول الممكنة لألزمات وسبل

:ومن فوائدها . تنفيذها

.االرتجاليةتالفي القرارات •

.د األهداف بدقة وفعالية وتحديد االتجاهات الخاصة بكل نظام مؤسسيتحدي •

.تحديد األولويات وتصنيفها حسب ضرورياتها االستعجالية وحسب أهميتها •

.العمل على استحضار التطوير بكيفية مستمرة ودائمة وكسر الجمود •

.تحسين استغالل الموارد وتقليل الهدر •

ة، على مستوى الخطة التنفيذية والبرمجة الزمنية وضع معايير لقياس سير االستراتيجي •

.ومسؤولية جهات التنفيذ والمتابعة

اإلسالمي العالميستجيب التخطيط االستراتيجي لضرورة تطوير البنى الجامعية في و

باعتباره أسلوبا حديثا أعطى البرهان الناجع في تدبير السياسة التربوية، في كثير من البلدان

إذ يعمد إلى . امية، فهو يعكس موقفا إراديا لدى سلطة القرار ولدى المخططينالمصنعة والن

وارتباط . تجنيد الطاقات الخالقة لكل من له عالقة بتسيير نظام التعليم العالي والتكوين

التخطيط االستراتيجي بمصادر القرار يخول له دورا محوريا في بلورة التوجهات األساس وفي

دف التنمية المتوازنة للجامعة في تفاعلها مع المجاالت الثقافية الحرص على تأمين ه

.االجتماعية واالقتصادية

إن القفزة النوعية التي تستلزمها بنى المؤسسات الجامعية في البالد اإلسالمية في 4.1

. نالوقت الراهن تفرض تجاوز المركزية اإلدارية المعيارية التي يقوم عليها التدبير في هذه البلدا

وقد التجأت كثير من البلدان إلى هذا النوع من التخطيط اإلداري ذي األفق الضيق لتدبير أعداد

.وأفواج الطلبة للتحكم في التكاليف والمهام

غالبا ما يحد من المبادرات المسؤولةواتضح أن ثقل التمركز اإلداري لدى اإلدارات

كما أن . يجابي عن طاقات األساتذة الباحثينالخالقة لدى مكونات التعليم ويحد من التعبير اإل

التخطيط المتمركز يحد من إمكانات ابتكار نماذج مؤسساتية ويحد من تنوع التكوينات الضرورية

قصد التكيف مع الحاجيات االقتصادية واالجتماعية وقد ينتج نماذج مبعثرة ومشتتة األهداف

.ويغيب عنه كل توجه مستقبلي أو استشرافي واضح

عتمد مخططات تتسم بالعموميات وانعدام الدقة التحليلية مما يبعدها عن ما توكثيرا 5.1

الفعالية، ذلك أن التخطيط االستراتيجي الذي قد يساعد على تطوير التعليم العالي ينتظر منه أن

:يكون عبارة عن مقاربة مندمجة ومركبة تجمع بين تحليل

Page 36: strat_taaleem_jamee

33

ة مستقلبية لوضعية حالية استنادا إلى على شكل إسقاطات استشرافية ونظر-أ

افتراضات مقننة وأساليب علمية، وعبارة عن تصميم توجيهي ينطلق من تقويم لما

هو موجود؛

أو على شكل تقديرات مبنية على معطيات كمية وأعداد مدققة؛-ب

. أو تنبؤات استكشافية تأخذ شكل سيناريوهات، وتصورات تمثيلية-ج

للمنتظرات وقريبا ومطابقا، ووظيفيا ناجعايط االستراتيجي فعاال وحتى يكون التخط6.1

البد وأن يلم بجميع العوامل التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر في نظام . من الواقع وحاجاته

ونخص هنا بالذكر بعض المرتكزات مثل المعطيات السكانية والحركة : التعليم العالي

وط االقتصادية والمالية، والخصوصيات الثقافية والتطورات العلمية الديموغرافية للمجتمع والضغ

والمعرفية، والطموحات الجماعية والفردية، لذا يجب توفير الشروط الموضوعية لتكون

.االستراتيجية قابلة لإلنجاز، وبذلك يتم إبعاد المخططات الجزئية وتبني المخططات الشاملة

الطابع الفني التقني اإلحصائي، إذ ينحصر في ناأحيا يغلب على العمل التخطيطي 7.1

إجراء الحسابات اإلسقاطية وإدخال بعض التعديل على أعداد المستفيدين من التكوين وتوزيعهم

ونادرا ما يتصدى لمعالجة استراتيجيات التنمية والتطوير، تاركا هذه . على فروع التعليم

ومن األفيد أن يكون ترابط وتفاعل بين . ياسيةالمهمات للمسؤولين في القيادات التربوية والس

توجهات الخبراء والتقنيين في هذا المجال مع الخطوط العريضة للمبادئ واألهداف والقيم التي

.ينبغي تحقيقها بمشاركة فعاليات من مختلف األوساط االجتماعية واالقتصادية

منها هي جملة المبادئ وتبقى االستراتيجية التي من المفروض بناؤها واالنطالق 8.1

واألهداف التي ينبغي تحقيقها من أجل تطوير نظام التعليم العالي والتي تجيب عن هذه

إلى أي حد توسيع قاعدته؟ ما هو المستوى الممكن لنسبة الولوج؟ هل التعليم مفتوح (التساؤالت

هي أولوليات أم مقيد بشروط؟ ما هي خاصيات التكوين؟ أهو أكاديمي ونظري أم تأهيلي؟ ما

).البحث العلمي؟ بحث علمي أساس أم تطبيقي ؟ وغيرها من األهداف العامة

وتعرض هذه األهداف من خالل مسارات العمل وسبل التنفيذ بدون تقيد صارم يحول دون

وبهذا المعنى تكون االستراتيجية بمثابة خطة . المرونة والتعديل لمواجهة المستجدات المستقبلية

التوجيهات السياسية العامة وبين الخطة في أهدافها ومساراتها التي هي أكثر عامة تقع بين

.تفصيال وتحديدا وتقيدا بالزمان والمكان

Page 37: strat_taaleem_jamee

34

أهمية القرار السياسي في بلورة االستراتيجية وفي تنفيذها، وتحويل االستراتيجية إن

وبالمقابل.عتبار البد أن توضع في االمن طموح منشود إلى استراتيجية مقصودة ثم مطبقة

المعلومات المضبوطة والمعطيات الدقيقة حول واقع التعليم العالي وتحليلها يتعين االنطالق من

.كميا وكيفيا لتوجيه االستراتيجيات

إن التخطيط االستراتيجي للنظام الجامعي في حاجة إلى اختيارات تتعامل مع القطاع 9.1

ذه المجتمعات، وتعير وزنا للعوامل التعليمية وغير في سياق الظروف التاريخية والحضارية له

.التعليمية

ستجيب للهدف ي في قلب الوقائع االجتماعية وهذه االستراتيجية المؤسسةويضع مشروع

االجتماعي لنشر العلوم والتأثير في المجتمع، وذلك تمشيا مع مبدأ االستجابة للطلب المجتمعي

وفي السياق نفسه من . اس لكل استراتيجية في هذا المجالللتعليم واعتباره من المدخالت األس

الالزم اعتبار حق الولوج إلى التعليم العالي من الحقوق الممنوحة لكل طالب حامل لشهادة التعليم

إال أن هذه القناعات قد ذهبت بالمخططات االستراتيجية إلى االستجابة للطلب والحرص . الثانوي

ؤ الفرص دون مراعاة السلبيات الممكنة لهذا اإلجراء على المدى على احترام مبادئ وقيم تكاف

والمالحظ أن الرغبة التلقائية لطموحات الشبان وأوليائهم قد أوجدت في كثير . القريب والمتوسط

ومن المفارقات أننا نجد بلدانا تعاني من القصور في . من البلدان وضعية شبيهة بالباب المسدود

للصغار وتواجه في الوقت ذاته ضغوطا لفتح أبواب التعليم العالي تحقيق التعليم األساسي

.وضرورة تحمل تكلفته الباهضة للكبار

لقد أفضت كثير من الدراسات والخبرات إلى وجود تعارض بين متغيرات الطلب

االجتماعي للتعليم العالي واالستراتيجية القائمة على اعتبار عامل الكلفة والعائد وتنمية القوى

وأبانت التحاليل ذاتها أنه من األنجع اتباع استراتيجيات تعتبر مشروعات . لعاملة المؤهلة مهنياا

ومن بينها توجيه التعليم العالي . التكوين استثمارا مجديا يجب أن يؤدي إلى مردودية مضبوطة

واجه وقد ت. إلى االستجابة إلى حاجات القطاعات االقتصادية من أطر وعمالة ذات كفاءة عالية

هذه االستراتيجية في البالد اإلسالمية عوائق وصعوبات نظرا لعدم توفر المعلومات اإلحصائية

الالزمة لرصد الحاجات المستقبلية ولضبط التوقعات االقتصادية واالجتماعية على المدى

مما يستدعي تطوير عالئق وتقنيات مدققة مع واقع القطاعات األخرى غير . المتوسط والبعيد

ولكن وضعية النسيج االقتصادي لغالبية هذه البلدان الذي تطبعه الهشاشة والنمو غير . عليميةالت

المتوازن ال تسمح بوجود معادلة تامة بين التكوين والتشغيل، الشيء الذي نتج عنه فائض في

أعداد الخريجين الجامعيين بالمقارنة مع مناصب الشغل المتوفرة، إلى جانب أن الدولة قد تشكو

من عدم توفر خريجين مهنيين يسدون الحاجة في القطاعات المختلفة، األمر الذي يؤدي إلى

.استجالب عمالة أجنبية على حين وجود بطالة في اليد العاملة الوطنية التي لم تكن متدربة

Page 38: strat_taaleem_jamee

35

اإلسالمي يستدعي تزاوجا بين العالم إن إعداد تخطيط استراتيجي مالئم لواقع 10.1

التكوين وبين ضرورة تأهيل القوى العاملة مع األخذ بعين االعتبار الكلفة االستجابة لطلب

.والعائد الضروريين لضبط الموارد المتاحة

ومن األهمية بمكان إدماج التخطيط االستراتيجي في برنامج العمل للعناصر كافة من

.مدخالت وموارد مالية وبشرية ومخرجات ومشاريع أكاديمية

التخطيط االستراتيجيشروط إنجاح 11.1

:من شروط هذا التخطيط ما يلي

أهمية تقويم االستراتيجيات المتبعة باستمرار وتقويم مطابقتها مع متطلبات وحاجيات أنساق •

.التعليم العالي

وضع الخطط االستراتيجية في إطار جدولة زمنية مدققة، وقابلة للتكيف مع المعطيات •

.التدقيق في متابعة اإلنجاز وقياس نسبة اإلنجازالطارئة، وغير المرتقبة مع

. إشراك الفاعلين والخبراء في تقويم االستراتيجية•

تطوير األساليب اإلحصائية لجمع المعلومات مع إدخال التكنولوجيات الحديثة لتشخيص •

.واقع األنساق الجامعية

اون مع المؤسسات إنشاء مراكز متخصصة في الدراسات والبحوث االستراتيجية بالتع•

.الجامعية والمنظمات الدولية

. استعمال مناهج المقارنة بين تجارب الدول اإلسالمية ذات الظروف واألوضاع المتشابهة•

إحداث قنوات وشبكات لتبادل الخبرات والخبراء في المجاالت المرتبطة ببناء •

.االستراتيجيات

تأهيل القيادات التربوية ومدها بالخبرة تكوين أطر وطنية في التخطيط االستراتيجي مع•

.في هذا المجال

التمويل واإلنفاق .2يعتبر التمويل في التعليم العالي والجامعي من القضايا المطروحة بإلحاح في البالد

. بالبحث عن مصادر جديدة للتمويل من غير التمويل الحكوميمنها يتعلقاإلسالمية وبخاصة ما

المستجدات صلة بمقتضيات التنمية المحلية وضع جملة من الظروف ذات الوقد أسست لهذا الو

. اإلقليمية والعالمية

Page 39: strat_taaleem_jamee

36

ويل التعليم العالي والجامعيالداعية للبحث عن مصادر جديدة لتم الظروف 1.2

:ا ما يلي اإلسالمية، ومنهالبلدانتمويل في للقد تعددت الظروف التي دعت للبحث عن مصادر ل

الطلب على التعليم العاليزيادة -

انخفاض اإلنفاق الحكومي على التعليم العالي -

مين للدراسة في جامعات أجنبيةهجرة الطلبة المسل -

. العربية واإلسالميةالبلدانتمثل هذه الظاهرة عبئا ثقيال على مستوى اإلنفاق في و

الممكنة مصادر التمويل 2.2

التمويل عن طريق االستثمار-أ

اإلسالمي مؤسسات للتعليم العالي مؤهلة العتماد االستثمار في نطاق دول العالمتوجد في

:التمويل الذاتي، ومن هذه المؤسسات

:الجامعة المنتجة ) أ

للجامعة المنتجة وظائف عديدة منها التعليم مقابل رسوم مالية، والبحث العلمي األساسي

أثناء الخدمة والخدمات االستشارية، والتطبيقي، والخدمات وتشمل التدريب

. واإلنتاج مثل ما هو في بعض الكليات التطبيقية للزراعة والطب البيطري

:كلية المجتمع) ب

ر مناهج للتعلم والتدرب وتوف. تؤمن كليات المجتمع تعليما مدته سنتان بعد الثانوية العامة

وتعد . يتمكنوا من فرص االنخراط في التعليم العاليفي أثناء الخدمة لفائدة العاملين ممن لم

من التمويل الحكومي، متأت إذ جزء من ميزانياتها ،كليات المجتمع مؤسسات نصف ربحية

.والجزء الثاني من االستثمار عن طريق الرسوم الدراسية

:الجامعة المفتوحة) ج

كتساب مهارات معينةلتدريب التقدم الجامعة المفتوحة برامج متنوعة منها برامج ا

وبرامج للحصول على شهادات جامعية وبرامج للدراسات العليا في مستوى الماجستير

وتعتمد لتمويل برامجها على تمويل حكومي وتمويل في شكل رسوم دراسية توظف . والدكتوراه

.على الطلبة

Page 40: strat_taaleem_jamee

37

:)أو التعليم العالي األهلي(التعليم العالي الخاص ) هـ

مختلفة مصادر في البلدان اإلسالمية ) أو األهلي(وظف مؤسسات التعليم العالي الخاص ت

الرسوم الموظفة على الطلبة والمعونات التي تقدمها مؤسسات دولية مثل البنك الدولي : للتمويل

.ووكالة التنمية الدولية

اعي، ويمكن االجتمطبيعة الطلببتنوع متنوعةيتبين مما سبق أن مجاالت االستثمار

:ما يلي يإيجاز هذه المجاالت ف

االستثمار-أ

في القطاع الخاص تتميز الخدمة االستثماريةو تعليم أكاديمي عام أو فني تأمين-

بتمكين الطالب من اختيار التخصص الذي يريده مقابل رسوم لإلنفاق على

.مستلزمات الدراسة مع فائض ربحي محدد

يعد مجاال لالستثمار في بعض وبمقابل) أو التكوين المستمر(تمر التدريب المس-

ة، ونشير إلى أنسات التعليم العالي الخاصسات الحكومية، وفي أغلب مؤسالمؤس

هذا التدريب يرتبط بالتنمية وبسوق العمل مما ينعكس إيجابا على إنتاجية المؤسسات

.متدربون واإلدارية التي يباشر بها الاالقتصادية

البحث العلمي مجال من المجاالت التي يمكن أن : إعداد البحوث العلمية الممولة-

البحث األساسي والبحث التطبيقي والجامعي فيتستثمرها مؤسسات التعليم العالي

.والبحث العملي الميداني

االستشارة واإلرشاد-ب

وتقدم هذه . مؤسسات الراغبة في ذلكلا تقديم االستشارة واإلرشاد لألفراد أو وتتمثل في

ارية الخدمات االستثمارية في مكاتب متخصصة في مجاالت الزراعة والطب والهندسة المعم

.والتربية

مصادر التمويل اإلسالمية-ج

يعتبر الوقف والزكاة من المصادر اإلسالمية التي يمكن توظيفها لتمويل التعليم العالي في

.البالد اإلسالمية

Page 41: strat_taaleem_jamee

38

: الوقف مصدر من مصادر التمويل-

اتصل منها ما كان للوقف في التاريخ اإلسالمي دور هام في تمويل مشاريع كثيرة

ويمكن االستفادة من هذه الشعيرة من شعائر اإلسالم وترغيب األفراد والجماعات . بالتعليم

.والجامعي والمؤسسات المالية واالقتصادية في الوقف لفائدة التعليم العالي

: الزكاة-

إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي : يقول تعالى

التوبة، سورة( عليم حكيمواهللا الرقاب والغارمين وفي سبيل اهللا وابن السبيل فريضة من اهللا

ية الكريمة من سورة التوبة، الواردة في اآل" وفي سبيل اهللا"يذهب المفسرون إلى أن ). 60اآلية

ومن ضمن ما هو في سبيل . يجوز أن تفهم إلقامة مشاريع خيرية واجتماعية لفائدة المسلمين

ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار الزكاة مصدرا من مصادر تمويل التعليم .اهللا، التربية والتعليم

. اإلسالميةالبلدانالعالي في

التمويل عن طريق الشراكة-د

: أشكاال عديدة منها التالية تتخذ الشراكةيمكن أن

ومؤسسات والجامعي بعث شركات استثمارية تشارك فيها مؤسسات التعليم العالي-

.اقتصادية واجتماعية في مجاالت الزراعة والصناعة

لفائدة والجامعي ذها مؤسسات للتعليم العالي إعداد برامج للتدريب أثناء الخدمة تنف-

.طاعات اإلنتاج والخدمات واإلدارةاملين في مختلف قع

إنشاء مجالس استشارية مشتركة بين مؤسسات للتعليم العالي وهياكل في مجال -

. والتجارةالصناعة

:يم األداءوتق .3

يمه باستمرار لتحديد مستواه و كل تطور ألنساق التعليم العالي يستلزم وجود آليات لتق1.3

.الت األداء بالمؤسسات التعليميةالعلمي وقياس معد

يم األداء في المؤسسات الجامعية تفرض نفسها حاليا نظرا للضرورة و إن إجراءات تق2.3

الملحة لضبط المردودية والفعالية المنتظرة من البنى الجامعية، ونظرا ألهمية ضبط الموارد

وسيلة المثلى لتصويب مسار المخصصة لها وعقلنتها وترشيدها، فإن تقويمها أمر الزم، ألنه ال

المؤسسات التعليمية وتحسين األداء فيها، وكذا بلورة مخططات استراتيجية وبرامج توجه نحو

تشخيص مجاالت األداء ثم يليها : وعمليا يقوم التقييم على مراحل أهمها . القرارات المناسبة

واستخالص نتائجها بالمقارنة قياس المعطيات المتعلقة بنتائج التكوين والتسيير والبحث العلمي،

Page 42: strat_taaleem_jamee

39

مع مؤشرات ومعايير، ثم في مرحلة ثالثة اقتراح اإلصالحات والتغييرات التي تواكب مبدأ

.التطوير والتجديد

من بين المعطيات التي تبرز حاليا والتي تطبع حالة األداء في غالبية البالد اإلسالمية 3.3

لعالي، إلى جانب ندرة الوسائل المتوفرة لالستجابة التدفق المتواصل ألعداد الطالب على التعليم ا

ويتجلى ذلك في الهدر والرسوب . الشيء الذي نتج عنه تراجع مستمر في المردود الداخلي. لذلك

وتطلع علينا كثير من . الذي يعرف نسبة عالية لدى الطالب خالل مسيرتهم التعليمية

اء التكوين أو االنقطاع المبكر عن الدراسة، اإلحصائيات التي تبرز النسب المرتفعة للتكرار أثن

والتي تتجلى بكثرة في المؤسسات الجامعية ذات االستقطاب المفتوح، علما بأنها تقل كلما كانت

.المؤسسات تتبع أسلوب االنتقاء الختيار الطالب الذين يلتحقون بها

لجامعية في من األسباب المؤدية إلى التدني الحاصل في أداء بعض المؤسسات ا 4.3

وقد يؤدي هذا . البالد اإلسالمية غياب اإلرشاد والتوجيه للمرشحين قصد االلتحاق بالتعليم العالي

إلى انعدام القناعة لدى الطلبة في اختيار تخصصاتهم، زد على ذلك التباينات البنيوية الحاصلة

لطرائق البيداغوجية، بين التعليمين الثانوي والعالي، والتي تتجلى في مضمون الدراسة، وفي ا

.الشيء الذي يستلزم وجود إجراءات انتقالية تؤهل الطالب للتعليم العالي

ينبني تقييم األداء من األساس على مؤشرات عامة يمكن االعتماد عليها للحكم على 5.3

:مستوى التعليم العالي في البالد اإلسالمية، أهمها

. الدولية المعتمدة في هذا المجالمؤشر مستوى التكوين بالنظر إلى المقاييس •

.كفاءة الخريجين اعتبارا للمعارف العلمية والتأهيلية المطلوبة في التخصص •

.مالءمة حاملي الشهادات مع حاجيات سوق الشغل •

اإلسهام في تقدم العلوم والمعارف بواسطة البحوث العلمية التي تشارك بكيفية ناجحة في •

.المنتوج العلمي اإلنساني

.ى كثافة المنشورات العلمية من مؤلفات في العلوم األساسية، وبحوث ودورياتمستو •

.اإلشعاع المعرفي والتكنولوجي على المستوى الوطني والجهوي •

االستجابة للطموحات المجتمعية في التقدم المساهمة بكيفية ملموسة في التنمية االجتماعية ب •

).الصحة، التطور الثقافي وغيرها(والتحديث، وبالمشاركة في حل المعضالت االجتماعية

.المساهمة في النماء االقتصادي بتطوير وتقدم الفعالية اإلنتاجية للعمالة بجميع مستوياتها •

.ات العلياوجود آليات لتقييم مستوى تكوين الباحثين وحاملي الشهاد •

Page 43: strat_taaleem_jamee

40

يعتبر تقييم األداء عنصرا جوهريا في تدبير استراتيجية تطوير المؤسسات الجامعية، 6.3

بدءا بقياس مستوى السير العادي للمؤسسة، وأثناء متابعة خطط التطوير، وكذا في مرحلة استخالص

.بعادا مختلفةوفي كل هذه الواجهات يتخذ التقييم أ. المردودية النهائية للنسق التعليمي برمته

تقييم فعالية مناهج التكوين وبرامجه ونتائج التعليم فيها ومظاهر اكتـسابها ومالءمتهـا •

.لحاجيات الطالب

قياس مردودية التقنيات البيداغوجية التي يستعملها األسـتاذ، وكـذا فعاليـة الطرائـق •

.البيداغوجية، قياسا لواقع التأطير التربوي كما وكيفا

تدبير المـوارد (دارية، أشكالها ونماذج الحكامة فيها على المردودية العامة آثار البنية اإل •

المالية، عالقة النماذج التدبيرية مع المردودية، دور التمركز أو الالمركزيـة، اسـتقالل

المؤسسات أو تبعيتها اإلدارية، دور كل من التـسيير العمـودي التحكمـي والتـسيير

.مكونات التكوين وغيرهاالديموقراطي القائم على مشاركة

ـ وحتى يتأتى تأصيل ثقافة التقييم في تـدبير المؤسـسات الجامعيـة فـي الب 7.3 اندل

اإلسالمية، من الضروري إحداث هيئات وطنية مختـصة لتقيـيم أداء المؤسـسات ومتابعـة

ت ومن األفيد ربط هذه الهيئـا . مستوى إنجازاتها، كما ينتظر منها أن تنشر تقاريرها التقييمية

.مع كل مشروع يهدف إلى تطوير المؤسسات والرفع من أدائها

إن مدى استخدام نظم التقويم والمتابعة واالعتماد يعد في حد ذاته مؤشرا مهما لجعل

.النظام المؤسساتي قابال للتطوير

Page 44: strat_taaleem_jamee

41

القضايا األآاديمية وإشكالية الجودة .4ة دفعت بالمشرع إلى أن يوكل إليها إن المكانة المتميزة التي تحتلها المؤسسة الجامعي.41

فمضامين التكوين الجامعي تعكس أشكاال متنوعة من . مهاما استراتيجية بهدف تطوير المجتمع

وتتحدد . الثقافات والعلوم المعمقة يثريها التدريس والبحث للسير بها إلى أعلى المستويات

أشكال المعرفة، وذلك منذ تأسيسها المؤسسة الجامعية من خالل انفتاحها وحرية نفاذها إلى كل

في أوج الحضارة اإلسالمية إلى حدود الجامعة المعاصرة مرورا بمحطات تاريخية أخرى إبان

النهضة األوروبية أو الثورة الصناعية، وقد ظلت المؤسسة الجامعية مبنية على مبدأ وحدة

.المعرفة والبحث العقالني وكونية طرق التمحيص والتحقيق

والدراسات ذات الصلة، ن قراءة للواقع في البلدان اإلسالمية من خالل التقارير ويظهر م

أن المناهج التعليمية في مجملها وإن كان ذلك يختلف من بلد إلى آخر، تتسم بمواطن ضعف

:عديدة لعل من أكثرها بروزا

ا وواقع طابعها التقليدي، ويتمثل في التباين الحاصل بين الخطاب المصرح به فيه -

. الحياة الجامعية كما يعيشه الطلبة في الفضاء الجامعي وفي قاعات التدريس

ضعف قدرة المناهج على استيعاب التقانة وثورة االتصال واإلمكانات الضخمة ذات -

العالقة لتطوير عملياتها ومستوى جودة مخرجاتها، وهو ما انعكس سلبا على

.تضيات العمل في مواقعه الحقيقيةكفايات الخريجين في التأقلم مع مق

إسالمية عديدة مستوردة كليا أو جزئيا، وبالتالي ال تأخذ كلها بلدانإن المناهج في -

: بعين االعتبار ظروف البيئة المحلية ومتطلباتها مما يتسبب في

.بروز ظاهرة االغتراب المساهمة في هجرة األدمغة إلى البالد المتقدمة -

اإلسالمية على العلوم البلدانكيز في أغلب نظم التعليم العالي والجامعي في التر -

اإلنسانية على حساب العلوم العلمية والتقانية مما ال يتوافق بالضرورة مع حاجات

.سوق العمل، ويضخم ظاهرة البطالة في صفوف خريجي التعليم العالي والجامعي

واسترجاعها بدال من التركيز على كفايات تركيز أغلب المناهج على خزن المعرفة -

التحليل والتركيب والتوليد واالستنباط واالستقراء بما يمكن من تكوين طلبة قادرين

على النقد المسؤول وتنمية الروح االقتحامية لديهم وتعزيز الثقة بالنفس ويطرح هذا

.اإلشكال تحديات حقيقية في مجال طرائق التدريس وأساليبه

Page 45: strat_taaleem_jamee

42

شك أن مؤسسات التعليم العالي والجامعي في العالم اإلسالمي مجهزة في أغلبها، ال -

بالحواسيب وبالوسائل التكنولوجية المتطورة، لكن اإلشكال يبقى في مدى استخدامها

االستخدام األمثل في فصول التدريس والمخابر والورش لتحقيق الكفايات المشار

.العالي والجامعيإليها سابقا في أهداف التعليم

إن تطوير التعليم العالي والجامعي يقضي بالضرورة بتطوير مناهج تعليمية وتدريبية وفق

: التوجهات التالية

تكوين عقل يتسم بالقدرة على إنتاج األفكار لحل المشكالت وتطوير المعرفة وعلى -

واكتساب المعارف ويبدأ ذلك بتعزيز الثقة بالنفس. ممارسة التنافسية المشروعة

كما يقضي ببناء مناهج عابرة للتخصصات بما يمكن من . والتسليم بتنوع الذكاء

.ضمان التكامل بين المهندس والباحث والمدرس

بين التقانة واالقتصاد والبيئة " تمازج"إعطاء أكثر أهمية للدراسات االجتماعية التي -

.اوالعلوم ويكون الطالب فيها فاعال اجتماعي

بناء مناهج ترتكز على دراسات استشرافية للمستقبل وعلى طلبات البيئة المحلية -

. والعالمية وما تحتاجه من علوم أساسية وتطبيقية

تأمين تعليم يقوم على مشاركة الطلبة وتوزيعهم في مجموعات بحث في المعامل -

خدام أساليب التعليم والمخابر وعلى إشراك المتفوقين منهم في معاونة اآلخرين واست

. التفاعلي والتعاوني التي من شأنها أن تفجر طاقاتهم واستعداداتهم ومواهبهم

استخدام الوسائل التكنولوجية وما أفرزته ثورة االتصال من إمكانات تقنية في اتجاه -

.تحقيق األهداف العامة والخصوصية التي رسمت للتعليم العالي والجامعي

اإلسالمية بشكل عام إلى البلدانكاثر الطلب على التعليم العالي في لقد أدى ت .42

تنظيم الدروس، وتوفير األماكن (االستجابة الطارئة وذات األولية إلى الخدمات األكثر منفعة مثل

، ولم تعط األهمية الكافية لتطوير مضامين التكوين وتعميقها ومواكبة النمو الحاصل في )الالزمة

.بعطاءات في المجاالت العلمية والتكنولوجيةهذه الميادين

وتجدر اإلشارة إلى أن التنظيم الجامعي بشكل عام يختص ببنى غير متباينة من حيث 3.4

فهو تنظيم يأخذ شكل شبكة من المؤسسات تنكب على قطاعات ومجاالت علمية . التراتبية والهرمية

سسات فهي تنبني على القيمة المفترضة والمخولة ذات أهداف تكوينية مختلفة، أما التراتبية بين المؤ

لها، وتتكون مضامين التكوين، باستثناء علوم التكنولوجيا والهندسة والعلوم الطبية، من مواد عامة

Page 46: strat_taaleem_jamee

43

تدخل ضمن مجاالت المعرفة التقليدية الواسعة، والتي تلقن على شكل محاضرات أو أعمال تطبيقية

.لمحافظ في أغلبية المؤسساتويسود هذا النمط ا. أو أعمال موجهة

اإلسالمية إلى البحث عن بدائل لتجاوز البلدانوقد أصبح من الضروري أن تتجه 4.4

الجمود الذي تعرفه مضامين التدريس في بعض التخصصات، وذلك بإدخال إصالحات على

.مستوى البنى المنظمة للتكوينات وعلى مستوى المضامين وهيكلتها

اإلسالمية من النماذج البلدانغنى من أن يخرج التعليم العالي في واتضح اآلن أنه ال

الدراسية القائمة على المقررات الموحدة أو اإلجبارية المفروضة على كل الطالب في نفس

وعلى الرغم من . حيث تدرس طول السنة الجامعية، وتنتهي بامتحان عام وسنوي. التخصص

األعداد الكبيرة للطالب وتكيفه مع ندرة الموارد سهولة تطبيق هذا النموذج ومالءمته مع

المالية، فإنه ال يسمح بتطوير المقررات والبرامج الدراسية وال يمكن من صقل المواهب

.الفردية، وتنمية القدرات والكفاءات

أبانت جل البحوث الحديثة نجاعة وفعالية النظم األكاديمية المرنة والقابلة للتكيف مع 5.4

:لمواد الدراسية وأهداف المسارات، ومن بين هذه النماذج خصوصيات ا

.نظام الفصل الدراسي القائم على تجزئة السنة الجامعية إلى فترات دراسية قائمة الذات •

نظام المراحل الدراسية المعمول به في الدراسات التقنية المتخصصة، والذي يحتاج فيه •

.الطالب إلى إرشاد مستمر

يلية المكتسبة، القائم على وحدات دراسية متراكمة تتكامل فيما بينها نظام الساعات التحص •

وهي وحدات نمطية يمكن . وتجمع حسب المسار الدراسي للطالب وحسب وتيرة تكوينه

.جمعها للحصول على درجة علمية معينة

وقد تتكامل هذه النماذج في إطار نظام متناسق، ينتج عنه تسلسل للدراسة على شكل

تطلبات إما إجبارية وإما اختيارية مرتبطة بوضعية الطالب العلمية، ومن المفروض مقررات وم

أن تخضع هذه المقررات للمراجعة الدائمة والتطوير المستمر حتى تواكب التطورات العلمية

.والحاجيات المختلفة في إطار احترام الخصوصيات والمرجعيات اإلسالمية

جاه استقاللية تربوية متواصلة للمعاهد والكليات إن التيار التجديدي يسير في ات6.4

واألقسام وتبني وحدات دراسية متينة في مضمونها العلمي وقابلة للتحويل من تخصص إلى آخر

حسب المسار الدراسي الخاص لكل طالب، إذ من األهم الحرص على تكامل مجموع المقررات

والمقررات التخصصية والمقررات لكل مجال لتجمع فيما بينها في صفة تأسيسية شمولية،

.العامة، من جهة، والمقررات المرتبطة بالهوية الثقافية القومية والدينية من جهة أخرى

Page 47: strat_taaleem_jamee

44

:على ضوء هذه المعطيات تجدر اإلشارة إلى االستنتاجات التالية 7.4

على البلدان اإلسالمية أن تتبع سياسة تطويرية نشيطة وحركية للمجاالت يتعين •

يمية، نظرا لما لهذا الميدان من عالقة عضوية مع األهداف العلمية األكاد

.والتعلمية واألهداف المجتمعية التي تعمل الجامعة من أجل تحقيقها

ضرورة الحفاظ على المنهج الشمولي للتكوين في الجامعة، والذي يعني باألساس •

التقرب بشتى المزاوجة بين التخصصات ذات العالقة مع المجال األكاديمي، مع

الوسائل من واقع الظواهر الميدانية ذات العالقة بالدور الفاعل والموضوعي

.للجامعة في المجتمع

التأكيد على المنهج الشمولي القائم على الترابط والتبادل بين العلوم في •

السياسيات األكاديمية، لما له من إيجابيات تنعكس على كافة النشاطات الجامعية،

.النظرية والعلمية التطبيقية والتقنيةالفكرية

مضامين التكوين في خدمة الثقافة اإلسالمية 8.4

ولما كان التعليم العالي عامل أساس في البناء الحضاري والثقافي لألمة اإلسالمية وجب

لذا يتحتم أن تكون البرامج . أن يتميز التكوين فيه بالجدية واالجتهاد والرؤية اإلسالمية الواعية

منفتحة على مكونات المجتمع كافة وعلى التيارات العلمية والفكرية لبناء شخصية الطالب

.بأبعادها الفكرية والروحية، استنادا إلى التصور اإلسالمي للثقافة والحياة

ويبدو من الضروري على الجامعة أن تخرج من تقوقعها األكاديمي إلى الحوار المعرفي

خصية الحقيقية للثقافة اإلسالمية وتصحيح الصور المسيئة إلى وإلى النقاش بغرض إظهار الش

اإلسالم والمسلمين، وترسيخ ثقافة العدل والسالم ودراسة القضايا واإلشكاليات التي تطرحها

.الظروف الراهنة وإبراز موقف اإلسالم منها

الجامعيالجودة في التعليم 9.4

اته يمر حتما بتحقيق الجودة على مستوى إن تطوير التعليم العالي والجامعي ومؤسس

. وفي نطاق تحليل النظم، على مستوى المدخالت والعمليات والمخرجات مكوناتهمختلف

:خضع إدارة الجودة إلى جملة من المتطلبات منهاوت

التزام كل الفاعلين في مؤسسة التعليم العالي والخارجين عنها باالنخراط في نظام -

. والوعي الواضح باستحقاقات هذا الخيارالشاملة، إدارة الجودة

قدرة ال والقيادة بهذا المعنى، ".إدارة أقل وقيادة أكثر"إيجاد قيادة قوية وفعالة في اتجاه -

ل تحقيق األهداف التي على تحفيز إبداعات كل المنخرطين في نظام الجودة من أج

Page 48: strat_taaleem_jamee

45

المالمح التي ومن ". زبائنه"خدمة قدرة أيضا على أن يكون القائد في الرسمت لها و

: قائداليتعين أن تتوافر لدى

- ة عن نظام إدارة الجودة الشاملةامتالك رؤية واضحة وجلي.

.مع اآلخرين بكل يسر القدرة على التواصل -

.القدرة على إتمام التخطيط إلرساء الجودة الشاملة في المواعيد المحددة لذاك -

. التجديد بالمؤسسة قيادةالقدرة على -

.القدرة على تيسير عمليات التجديد المخطط لها -

.القدرة على تطوير آليات مناسبة لمرافقة النجاح ومتابعته وتقييمه -

.القدرة على تكوين فرق عمل فعالة إلرساء نظام الجودة الشاملة -

المناسب خاذ القراراتو القيام باألدوار المناطة بعهدتهااألطر الجامعية على تدريب -

. العمل بمقتضى القيم واالتجاهات ذات الصلة علىوأيضا، والمشاركة فيه

إيالء احتياجات الطلبة ورغباتهم المكانة األولى في تحديد األهداف ووضع -

.اإلستراتيجيات وضبط األدوار

.ت وتداخلهاتنفيذ مراحل إدارة الجودة بدون تسرع مخل نظرا لتشعب العمليات والمجاال -

.القيام بتحاليل مستمرة إلنجازات الفاعلين وتقييم أدائهم ونتائج تدخالتهم -

.إجراء التعديالت عند االقتضاءها وتم تحقيقيويات الجودة التي استخدام سلم لتحديد مست -

إلدارة الجودة خطة عمليةبملخص ل، نتقدم فيما يلي فنية تفاصيلدون الدخول في بو

علما أن هذه الخطة لوطن العربي با شاملة مستوحاة من دليل إدارة الجودة الشاملة للتعليم العاليال

.تمثل نموذجا من نماذج عديدة

: الخطة من أقسام أربعة هي تتألف

.االستعداد للعمل بمقتضى إدارة الجودة الشاملة -

.اإلعداد للخطة -

.التنفيذ الميداني -

.التقييم -

Page 49: strat_taaleem_jamee

46

:الستعداد للعمل بمقتضى إدارة الجودة الشاملةا -أ

: يشمل االستعداد عدة جوانب لعل أهمها

الخارجة عنها والتي واألطرافنشر ثقافة الجودة بالمؤسسة بين كل الفاعلين بها -

، مفادها أن الجودة نمط للحياة بالمؤسسة وجهد متواصل للبحث عن تتعامل معها

ذه الثقافة اللجوء إلى مداخل متعددة منها الزيارات ويمكن لنشر ه. األفضل

.لحوارالمجال و حلقات للمؤسسات تطبق نظام الجودة الشاملة واستدعاء خبراء في

مسؤول في مشروع إدارة الجودة الالحصول على التزام األطراف الفاعلة باالنخراط -

.للعاملين بهاالشاملة بالمؤسسة من منطلق اإليمان بجدواه للمؤسسة و

أن إدارة الجودة الشاملة توظف عموما في الخدمات بالمؤسسة وليس تكريس الوعي ب -

. فيها نظام إدارة الجودة في التعليم والتعلمستخدمفي العمليات التعليمية التي ي

:اإلعداد إلدارة الجودة الشاملة -ب

خبرة بالعمل وتستوجب . تتطلب هذه المرحلة معرفة بالفنيات ذات الصلة

: وتشمل العمليات التالية. الميداني

:، ويتمثل في تحديد عدد من العناصرالتخطيط االستراتيجي -

األهداف العامة المراد تحقيقيها من خالل إدارة الجودة الشاملة واألهداف تحديد -

.المرحلية

.إحداث قيادة عليا لإلشراف على تحقيق الجودة الشاملة -

.يد مؤشرات النجاح والقرائن المناسبة لكل مؤشر تحد-

.لبيانات والمعلوماتاعدة ل توفير ق-

. مصادر التمويل ضبط-

: منهاوتحديد المجاالت التي تشملها إدارة الجودة الشاملة -

.الطلبة، المدرسون، الكتب: ميةعناصر العملية التعليمية التعل -

. المناهج التعليمية والتدريبية-

. طرائق التعليم-

.والمكتبات ومراكز المعلوماتيةالقاعات والمخابر والورش : فضاءات التعلم-

. نظام التقييم-

Page 50: strat_taaleem_jamee

47

والمجاالت التي هي اعتمد وتتحدد بحسب التخطيط اإلستراتيجي الذي تحديد مراحل التطبيق -

: هذه المراحلمثاال لونورد فيما يلي . تغيير ووفق نسق المؤسسة في ال،موضوع إدارة الجودة

. اتخاذ القرار بإدارة الجودة الشاملة بالمؤسسة-

. تكوين فريق قيادي-

. إجراء دراسة شاملة لمقتضيات إدارة الجودة الشاملة-

.وتحديد حاجاتهم" الزبائن" تعرف -

. تحديد مجاالت التطبيق-

.ضبط األدوار والمسؤوليات -

. في إدارة الجودة الشاملةوضع برنامج لتدريب المتدخلين -

.تحديد الجوانب التنظيمية -

: مرحلة التنفيذ-ج

لحق في ولمين مناخ تشاركيمع إعطاء أهمية لتأوتتعلق بتنفيذ المراحل التي تم وضعها

.المتابعة وإجراء التعديالت الضرورية والقيام ب،المبادرة والتجريب

: التقييم-د

: املة األنواع التالية من التقييمالشوتستخدم في إدارة الجودة

. قبل تطبيق إدارة الجودة الشاملةالتقييم التشخيصي لواقع الحال -

.للمراحل المقررة والتقييم القبلي للتخطيط اإلستراتيجي -

.التقييم في أثناء التنفيذ -

.التقييم البعدي أو الختامي -

:هيئة التدريس والبيداغوجية الجامعية. 5 تضطلع هيئة التدريس بمهمة متميزة في تطوير التعليم الجامعي، ومن هنا كان عماد 1.5

.التعليم في الجامعة أو الجامع األساتذة الذين عملوا على إنتاج المعرفة ونشرها بمختلف الوسائل

مع التنامي السريع الذي تعرفه الجامعة الحديثة في جل البلدان اإلسالمية تضاعفت 2.5

وبالموازاة مع التنوع الحاصل في البنيات والتغيرات في االتجاهات . ألساتذة والمؤطرينأعداد ا

وقد أصبح من المفروض أن يؤمن التوازن . العلمية والثقافية بدأ األستاذ يضطلع بوظائف متجددة

Page 51: strat_taaleem_jamee

48

ومع التزايد. في األنشطة التكوينية بين التعليم النظري العام والتكوين المهني والبحث العلمي

المضطرد في أنواع المهن وأشكال البنيات المهنية التي تعرفها كثير من المجتمعات اإلسالمية،

فمن مهمة تبليغ المعارف األساسية الشاملة إلى أن أصبح . تغيرت مهمة األستاذ وتنوعت وظيفته

دوره كذلك الحرص على تأهيل الطالب لالندماج االجتماعي، والقرب أكثر من الممارسة

.يةالمهن

كما أن األستاذ لم يبق المصدر الوحيد للمعارف، فقد تعددت المصادر والمنابع التي تنافسه

وبرزت في األوساط الجامعية . أكثر فأكثر والتي تتجلى في مختلف أنواع األدوات التواصلية

ائج بكيفية تدريجية ضرورة اعتبار مؤشر الفعالية والمردودية في العمل التدريسي لألساتذة بالنت

.في التعلم والتحصيل وفي رضى الطلبة وارتياحهم

وفي كل ،كل نظام تربويفي تعتبر هيئة التدريس من المدخالت األكثر أهمية ومع هذا

ومن هذا . مستوى جودة المخرجات واألكثر تحكما في ،درجة من درجات السلم التعليمي

عد من تي يباشرون فيها عملهم المنطلق، إن مستوى أعضاء هيئة التدريس والظروف الت

إشراف على ولمهمات الموكولة لهم من تدريس المتغيرات المحددة لفعاليتهم ولمستوى جودة ا

.بحوث الطلبة وخدمة المجتمع

المستوى العام لهيئة أعضاء التدريس في عدد ونالحظ من خالل األدب والبحوث أن

: يعملون بها تطرح عدة إشكاليات منها اإلسالمية والظروف التي البلدانمن

البلدانن الظروف العامة في التعليم العالي والجامعي غير مشجعة في أغلب إ -

،اإلسالمية، ومن هذه الظروف تدني مستوى التقدير للعلم وللعلماء في بعض المجتمعات

. والتربوية للتنمية األكاديميةاألوضاع االجتماعية والسياسية وقلة الفرصتردي و

التطور الهائل الكفاية منن عددا كبيرا من أعضاء هيئة التدريس لم يستفد بما فيه إ -

لم الشيء الذي ،للمعلوماتية وتكنولوجيا االتصال في عملهم بالكليات والمعاهد العليا

.يحفزهم على تطوير طرائق التعليم وأساليبه وأنماطه

معية أزمة تواصل بين األستاذ والطالب، حيث إن تعيش كثير من المؤسسات الجا3.5

الجامعة بقيت تسير على نماذج تعليمية تقليدية عمودية الشكل، بينما يطمح الطالب إلى تواصل

وينتظر من األستاذ أن . تفاعلي مع المؤطر وإلى حوار يعبر فيه عن اهتماماته وانشغاالته وآرائه

اتي وتشجيعه على رسم أهدافه العلمية الخاصة مع تنمية يخلق عند الطالب القدرة على التعلم الذ

إن المبادئ التي يقوم عليها هذا األنموذج تعتبر أن التكوين األمثل هو الذي . روح المسؤولية لديه

.يهدف إلى دفع الطالب إلى امتالك مسيرته التكوينية والمهنية

Page 52: strat_taaleem_jamee

49

الدرس اإللقائي القائم وفي نفس السياق تتجه الطرائق التربوية الجامعية إلى تجاوز

على البالغة الخطابية للمحاضر وعلى التنظيم الدقيق لشكل المضمون، وعلى السلطة

ويبدو لكثير من البحوث أنه من األنجع تشجيع مبادرات . العلمية لألستاذ وعلى اإلقناع

ي الطالب وتنمية القدرات العلمية لديه وإشراكه في بناء الدرس بعروض أو تنشيط منظم ف

وباإلضافة إلى مكانته المرموقة . مجموعات محدودة األعداد، أو مناقشات هادفة ومهيكلة

كباحث وحامل للعلم والمعارف فقد يطلب من األستاذ أن ينكب أكثر على الدروس التوجيهية

.على شكل موائد مستديرة وحلقات دراسية وأعمال تطبيقية

ه على تسيير البحث، وتكوين الطلبة على أصبح الحكم على األستاذ من معيار كفاءت 4.5

وبعدما كانت الدروس اإللقائية تأخذ حصة . التحقيق والتمحيص، وتنمية الفضول العلمي لديهم

األسد في الطرق التدريسية للجامعات، فقد أصبحت الدروس التطبيقية تحتل تدريجيا األوقات

لمحاضرات ال تكون إال ثلث وانطالقا من سنوات الخمسينات أصبحت ا. المخصصة للتدريس

وقد نتج على هذا التوجه تغييرا في . األوقات المخصصة للدروس في اغلب الجامعات الغربية

حداث أطر تعليمية وإدارية جديدة مثل األستاذ المساعد إنماذج االحتراف بالتعليم العالي ب

ذلك على باقي فئات والمساعد المكلف باألشغال التطبيقية والتي تنامت أعدادها لتطغى بعد

.األساتذة الجامعيين

هذا مع العلم أن التراتبية داخل فئة األساتذة تبقى قائمة على الكفاءة العلمية والمقدرة على

تأطير (إنتاج المعارف ونشرها، وكذا اإلشعاع داخل الوسط الجامعي بواسطة األنشطة المختلفة

الجتماعية واالقتصادية والثقافية، محاضرات الباحثين، التدخل ببحوث وتحقيقات في المجاالت ا

).عمومية في مواضيع ذات فائدة علمية أو اجتماعية وغيرها

: لعل أهمها طرح مجموعة من التحديات وفي ضوء هذا الوضع، ت

. بذهنية مسؤولة،ترسيخ الحرية األكاديمية في المؤسسات التعليمية ودعم ذلك إن وجد -

أعضاء هيئة التدريس على استخدام المعلوماتية والوسائل وضع برامج لتدريب -

.الحديثة لالتصال والتعليم

ايتهم وكفاية تحفيزهم وتدريبهم على االنخراط في مسار التنمية المهنية للرفع من كف -

بخصوص ونظرا ألهمية الموضوع، نعرض بعض المقترحات .المؤسسة التعليمية

.المداخل للتنمية المهنية

Page 53: strat_taaleem_jamee

50

: يمكن إيجازها في التالية المهنية ألعضاء هيئة التدريس، وجد مداخل عديدة للتنميت

)أو الواعية(مدخل الممارسة المتأملة *

في مختلف مكوناته وفي األداء ها تفكير في الموقف التعليمي قبل تنفيذه ووتعرف على أن

وتنفيذه، ومعاودة التفكير في ) Reflexion-on-action(، وتخطيط مسبق لهذا الموقف المؤمل

، وتفكير إثر التنفيذ من أجل الوقوف على التباين الذي )Reflexion-in-action(أثناء التنفيذ

. وبين ما تحقق منها بالفعليمكن أن يحصل بين األهداف

ذلك المالحظة والتوصيف للوضع التعليمي التعلمي؛ ثم يتبع ب يبدأوالممارسة المتأملة مسار دائري

وضع خطة تجريبية ف ستنتاجات عامة ومفاهيم جديدة،الظاهرة، فالخروج باب المتحكمةتحليل للعوامل

: لتحسين الممارسة وتنفيذها على قاعدة االستنتاجات العامة والمفاهيم، كما هو في الشكل التالي

توصيف الوضع في

الموقف التعليمي

وضع خطة تجريبيةتحليل العوامل المتحكمة

تجريبية نشطة وممارسة

الخروج باستنتاجات عامة

جديدة واستخالص مفاهيم

)أو البحث اإلجرائي (يمدخل البحث الفعل*

لعشرين في بصفة خاصة خالل العقود الثالثة األخيرة من القرن ايظهر البحث الفعل

، ثم ر حركة تعرف بحركة تحسين المؤسسة التعليميةإنجلترا والواليات المتحدة األمريكية في إطا

ممارسته عضو هيئة التدريس عاينويتمثل في أن ي. مثل فرنسا وكنداانتشر في بلدان عديدة

ت التي تطرحها، استراتيجياته التعليمية، ويحدد المشكال التدريسية، ويقرر تطويرها وتطوير

ويتخير الفعل األكثر تناسبا، ويضع القرارات التي يتخذها أداءهويقيم . واألبعاد المرتبطة بها

مدخال من ) أو اإلجرائي (ي، يصبح البحث الفعلوبهذا. موضع التنفيذ من أجل إحداث التغيير

.مداخل التنمية المهنية

Page 54: strat_taaleem_jamee

51

:أخالقية المهنة مدخال للتنمية المهنية 5.5

تسعينات، غائبة في إن األبعاد األخالقية للتنمية المهنية تكاد تكون في الفترة ما قبل ال

ا معايير محددة، ومهنة تخضع ه، في ضوء اعتبار التعليم مهنة تقنية أدائية تحكمة التربويياتاألدب

يسمى ما هرفظ .المهنية ار األبعاد األخالقية في التنمية اعتبفرض ار التمهينتيلكن . للمساءلة

أعضاء هيئة منها مفهوم الرغبة لدى هيم وقيم الدراسات ظهور مفاوبينت .المهنة بأخالقية

جوانب وبين الطلبة، ومفهوم تأثير الهم إلنجاح التنمية المهنية، وقيمة االحترام بينالتدريس

.المدرسخالقيات ، ومفهوم الرضا الوظيفي، ومفهوم الدافعية، ومفهوم أالوجدانية في النمو المهني

أعضاء هيئة التدريس مواصلة عتبر أن من أخالقيات التعليمظهور حركة ت تتعززكما

نموهم المهني واكتساب الكفايات التي تسمح لهم بتأدية واجباتهم المهنية تجاه المتعلمين وتجاه

حافزا خرين أصبح لذات وتجاه اآل، ومعنى ذلك أن االلتزام األخالقي تجاه ا التعليميةالمؤسسة

ية وأصبحت الدوافع الذاتية محورا أساسيا لهذه التنم.للتنمية المهنية ومحركا أساسيا في الغرض

ومدخال للتنمية المهنية، النظر عن الدوافع النفعيةبغض .

أدوات تطوير الطرائق البيداغوجية الجامعية 6.5

، تفرض إشكالية كفاءة ي الجامعةليات مؤسساتية متطورة ففي مرحلة تتميز ببناء هيك

سواء تعلق األمر بالتقاليد . الهيئة التعليمية نفسها كشرط أساس في تطوير البنى التعليمية

التاريخية العريقة للجامعات اإلسالمية أو الجامعات الغربية، فقد بنيت مهمة األستاذ في الجامعة

وقد ظلت قيم األمانة والصدق العلمي . يةعلى أساس اعتبارات الكفاءة العلمية والمهارة التعليم

وكان من الالزم في هذا الوسط الحفاظ على صورة . من األخالقيات التي تقوم عليها هذه النخبة

وقد يؤمل أن يصبح . األستاذ المثقف، المترفع عن المجادالت العامة التي تهز المجتمع وتشغله

ولة وبين المدافعين عن ثقافة بنيت على أسس الجامعيون همزة وصل بين القيم االجتماعية المتدا

.شمولية المعرفة وكونية اآلراء الموضوعية

ومن األدوات التدبيرية التي يمكن االقتداء والعمل بها في الجامعات العمل على تنظيم

وقد يكون من مهامها . خاليا إدارية تسهر على متابعة النشاط البيداغوجي داخل المؤسسات

وقد تضطلع . الدراسة، وتحسين نوعية العالقات العلمية بين األستاذ وطلبتهتطوير مردودية

هذه البنيات باإلرشاد واإلعالم حول مناهج التدريس المناسبة لكل تخصص، وتقوم بحمالت

كما أن هذه الخلية يمكنها أن تشجع على إدخال . تنشيط تربوية في أوساط الطلبة واألساتذة

ومن . ريس من وسائل مرئية ومسموعة أو إعالميات وغيرهاالتقنيات الحديثة في التد

:الوسائل العملية لتطوير أداء األستاذ

Page 55: strat_taaleem_jamee

52

تنظيم حلقات تكوينية موجهة لألساتذة المبتدئين أو حلقات تحسيسية حول •

.الطرق البيداغوجية الحديثة موجهة إلى األساتذة العاملين بالمؤسسة كافة

ي لألستاذ توضع رهن إشارة األساتذة قصد تطوير أدوات وآليات التقييم الذات •

.استغالل نتائجها لتحسين طرق التبليغ والتأطير

:األجهزة والوسائل 7.5

إن تطوير التعليم العالي والجامعي على مستوى اإلدارة والمناهج وطرائق التدريس

ن إلقول ال بد من او. والعمل بمقتضى إدارة الجودة تستوجب تطويرا في األجهزة والوسائل

في أي في العالم اإلسالمي حققت إنجازات في هذا الصدد، التعليم العالي والجامعيمؤسسات

تكريس مكن من يلزم من المعدات الحديثة مما بماواإلدارات البنية األساسية وتجهيز المخابر

في نجازات إكما حققت ،في ظروف متطورةإجراء البحوث والدراسات مؤسسة ولإدارة جديدة ل

. الشبكات اإلقليمية والدولية وعملت على االنخراط في،األجهزة المعلوماتية كالحواسيب وغيرها

إذ ،األقطار اإلسالميةنظم التعليم العالي والجامعي في متفاوتة في لكن هذا التطوير جاء بدرجات

خاصة وانعدام أو ضعف التخطيط تتحكم في هذا األمر متغيرات متنوعة منها اإلمكانات المالية بصفة

سات التعليم العالي والجامعيفي هذا الشأن والنزوع إلى الطرائق التقليدية في إدارة بعض مؤس.

أن التطوير عملية شاملة، كان من الضروري تطوير المعدات واألجهزة لتفعيل وبناء على

لمستوى المركزي أو على سواء على ا،برامج التطوير في المكونات األخرى من المنظومة

ونشير إلى أن تطوير . واعتماد مخططات مرحلية عند االقتضاء،مستوى المؤسسات التعليمية

. عاليتهاتأثير في فلما له من التجهيزات والمعدات ليس أقل أهمية من تطوير المكونات األخرى،

إدارة المؤسسة وبخاصة في إدارة فإدخال تكنولوجيا االتصال على سبيل المثال له أثر بالغ في

:العملية التعليمية التعلمية، ومن هذا األثر المباشر

ومن األمثلة التي يمكن ذكرها في هذا ،تغيير في الشكل والمضمون للمناهج التعليمية -

والتكنولوجيا ،ة الجزئيوالبيولوجيا ،األنظمة الذكية: الصدد، ظهور مواد وعلوم جديدة مثل

. وعلوم البيئة، وعلوم المواد، وعلوم اإلنسان اآللي، ونظم المعلومات،الحيوية

ع بين ظهور طرائق للتدريس جديدة، ومن ذلك استخدام الوسائط المتعددة التي تجم -

، واستخدام المختبرات االفتراضية التي تقوم المكتوبم والنصالصوت والصورة والرس

ال بد هنا و استخدام المكتبة االفتراضيةوزامن، والتدريس غير المت على نمذجة الحاسوب،

أن هذه الطرائق واألساليب القائمة على التجهيزات التكنولوجية وتقنيات إلى من اإلشارة

معمول بها في عدة جامعات في العالم اإلسالمي مثل جامعة األناضول ،االتصال الحديثة

.اإلسالمية بإيران وجامعة آزاد ،ونيسياد وجامعة تربوكا بأن،بتركيا

Page 56: strat_taaleem_jamee

53

: الطلبة 8.5

الطالب المدخل األهم من ضمن مدخالت منظومة التعليم العالي والجامعي، وهو يعد

لكن مالمحه ونوعيته . هذه المنظومة، وبمستواه ومالمحه تتحدد مستوى جودة التعليممحور

نفسية الثقافية والعية وجتماالعوامل االتتحدد هي األخرى بعدة عوامل منها العوامل المعرفية و

.التي منها الدافعية واالستعداد واالتجاهات والميول، وهي كلها تشكل مادة لمعايير القبول

وتجدر اإلشارة إلى أن الطلبة في جامعات عديدة منحدرون من تعليم ثانوي يركز على

لتالي يستقبل التعليم العالي من مستوى متدن لعوامل مختلفة، وبااالحفظ واالسترجاع ويقدم تعليم

حتى وإن كانت المدخالت األخرى مدخال مناسبا لتأمين تعليم جيدوالجامعي طلبة ال يمثلون

للمستوى وتحسينالعمل على إيجاد برامج تأهيل هذا الوضع يقضي بتالفي إن .في حالة حسنة

.المعنية في التخصصات

ال والجامعي في األقطار اإلسالمية تعليم العالي كذلك، إن الطلبة في أغلب مؤسسات ال

يشاركون في إدارة مؤسساتهم وفي اتخاذ القرار في هذا المضمار مما ينعكس سلبا على الحياة

ويتعين إعادة النظر في هذا األمر على أساس مشاركة الطالب في الحياة . الجامعية بصفة عامة

الحوار حول القضايا إقامة همة في اتخاذ القرار واالجتماعية والسياسية والثقافية والمسا

وبدون ذلك ال . والعمل على توفير الظروف المالئمة إلطالق طاقاتهم وإبداعاتهم،المطروحة

المواطن القادر على توليد أفكار اقتحامية وعلى يمكن للتعليم العالي والجامعي أن يساهم في بناء

المشاركة مع الغير والواسع التواصل والقادر على ،لكالم أكثر من قدرته على ا،اإلصغاء

. عن اتجاهاتهعالن واإلاالجتماعية

:تقييم تحصيل الطالب 9.5

إن تطوير البيداغوجية الجامعية وتقوية أداء األستاذ الجامعي تطرح بإلحاح إشكالية طرق

ات وأساليب االنتقاء في تقييم أداء الطالب نظرا لألهمية الكبرى التي تعطى لالمتحانات والمباري

.التعليم العالي، سواء تعلق األمر بولوج المؤسسات أو أثناء سير التكوين أو في نهايته

الوصول إلى ومن األهداف الرئيسة لتطوير نشاط المؤسسة الجامعية في هذا اإلطار

ليدية وقد انتقدت االمتحانات التق. أساليب هادفة وموضوعية تعكس بكل نزاهة قدرات الطالب

القائمة على سؤال مفتوح والتي ال تقيس قدرات الطالب بما فيه الكفاية، وتتدخل فيها

ويحبذ إدخال أساليب مقننة لقياس معارف الطالب وإمكانياته . االعتبارات الذاتية لألستاذ

.واستعمال تقييم مستمر طوال المدة المخصصة لدراسة المادة أو الموضوع

Page 57: strat_taaleem_jamee

54

الجامعة وسوق الشغل. 6لقد ذهبت جل البحوث والدراسات في البلدان النامية إلى ربط التعليم العالي بالتنمية 1.6

ويقوم هذا المبدأ على فكرة أن التقدم ال يمكن أن يتحقق في بلد ما بدون توفر القوى . االقتصادية

م عامة، ومنذ عقود اعتبرت جل الدول اإلسالمية أن منظومة التعلي. العاملة المؤهلة والمتخصصة

وتندرج مسألة اندماج . ومنظومة التعليم العالي خاصة، لها آثار إيجابية على التنمية المستدامة

الخريجين المهنيين في هذا اإلطار، حيث تعتبر من المؤشرات النوعية لتوفير المؤهالت

.الضرورية، ومن قدرات النظام على تلبية حاجات المحيط االقتصادي بطريقة مالئمة وناجعة

وقد بقيت أغلب البلدان اإلسالمية إلى حدود السنوات األخيرة سجينة منظور مفاده أن 2.6

ولكن . التقدم االقتصادي رهين بتنمية الرأسمال البشري، وباألخص األطر المكونة في الجامعات

ية سرعان ما تكاثرت أعداد الخريجين الجامعيين دون أن يواكب ذلك تطور مقابل لألوضاع االقتصاد

في هذه البلدان، أو توسيع مواز لمناصب الشغل في الميادين اإلدارية واالقتصادية، ومع ظهور البطالة

الجامعية وتزايدها في هذه البلدان من جهة، والحاجة الملحة إلى األطر التي تفي بحاجيات التنمية

لمقررين في أمر الشاملة من جهة أخرى، وبطء اإلقالع االقتصادي الواضح، أصبح لزاما على ا

الجامعات والمعاهد العليا إعادة النظر في أنساق التعليم العالي حتى يكون مبدأ التكامل مع متطلبات

واستنادا إلى معدالت البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين يتضح . سوق الشغل من أهدافه األساسية

سانية هم الذين يواجهون صعوبات في أن حاملي الشهادات في المجاالت األدبية ومجاالت العلوم اإلن

االندماج في عالم الشغل في أكثر األحيان بالمقارنة مع المتخرجين من المعاهد أو الكليات ذات

.التخصصات التقنية مثل علوم الهندسة أو الطب أو التدبير المالي واإلداري وغيرها

عامة بأن يتم التوفيق بين ولم يسمح جمود الهياكل التربوية في المؤسسات ذات التخصصات ال

وتبقى العالقة بين هذه المعاهد وسوق العمل . التكوين ووضعية حاملي الشهادات الجامعية عند تخرجهم

ويجدر القول إن مجاالت التخصص التي . شبه صورية وتبدو وكأنها تنمو على هامش عالم االقتصاد

ي البالد اإلسالمية وتساهم بشكل كبير في تقل فيها فرص العمل مازالت شائعة في كثير من الجامعات ف

وبالتالي فإن األلقاب األكاديمية التي كانت تفتح أبواب الوظائف ومراكز المسؤولية . تدني قيمة الشهادات

علما أن السبب ال يعود إلى تدني مستوى التكوين أو القيمة العلمية . لم تعد لها أية قيمة في هذه المناصب

والواضح أن التفاعالت بين منظومة التكوين ومنظومة اإلنتاج يشوبها نوع . ساتالموضوعية لهذه الدرا

فالنظام الجامعي سائر في التنامي تحت تأثير الطلب االجتماعي للتكوين وتحت ضغط . من انعدام التناغم

ع الطموحات غير الواقعية للطلبة وألهاليهم بينما يعرف عالم الشغل تراجعا واضحا للوظائف في القطا

العمومي، مما يؤدي إلى غياب الحماية عن سوق األطر الجامعية ونزوعه إلى أن يصبح سوقا أكثر

زد على هذا أن سوق الشغل في البالد اإلسالمية التي ال تتوفر على ثروات طبيعية مهمة ظل . تنافسية

Page 58: strat_taaleem_jamee

55

الزراعة التقليدية مرتبطا باقتصاد تطبعه اختالالت في توازنه وهشاشة في نسيجه العام، حيث تسود فيه

.ويطغى عليه إحجام المقاوالت الوطنية عن توظيف اليد العاملة ذات المؤهالت العالية

إن استراتيجية تطوير التعليم العالي قصد مالءمته مع متطلبات الوضعية االجتماعية 3.6

قة معقدة اإلسالمي تفرض اعتبار التفاعل بين الجامعة وعالم الشغل كعالفي العالمواالقتصادية

فالشهادة الجامعية التي يحملها المتخرج ليست . ال يمكن حصرها في تأثير آلي لكلتا المنظومتين

إال مؤشرا لكفاءة معينة يتعامل معها سوق الشغل كمعيار لالنتقاء حسب أهداف المردودية التي

بالضرورة هي أما التراتبية التي يفرضها سوق الشغل على الخريجين ليست . تتوخاها المقاولة

وفي كثير من الحاالت يمكن تفسير بطالة . تلك التراتبية األكاديمية لمجاالت المعرفة العلمية

نين الجامعيين، ومن جهة أخرى بأنها والخريجين بأنها راجعة إلى فائض من جهة في إعداد المك

.نتيجة للتحوالت الحاصلة في مجال الوظائف والمهن

:تي تستلزمها استراتيجية التطوير في هذا الباب ومن بين العناصر ال 4.6

24-18تحديد استراتيجية عامة، على المستوى الوطني، موجهة للشريحة العمرية •

.سنة، ترسم بدقة أساليب التكوين الممكنة وأساليب اإلدماج في سوق الشغل

منهم في إحداث مصالح وخاليا لإلرشاد والتوجيه لفائدة الطلبة لتقييم دوافع الراغبين •

االلتحاق بالتعليم العالي، ومساعدتهم على رسم مسارات تكوينية تتناسب مع مؤهالتهم

.وتبعدهم قدر اإلمكان عن المسارات التي ال منافذ لها وترشدهم إلى آفاق مهنية واعدة

مباشرة استراتيجية واضحة تخص الطلبة الملتحقين بالتعليم العالي بانتقاء العناصر •

ت منهم لتالفي اإلفراط في تخرج أعداد كبيرة من حاملي الشهادات التي ذات الكفاءا

.تؤدي إلى تدني قيمة الشهادات العلمية

الحرص على إحداث تخصصات ذات االتجاه المهني بالموازاة مع التخصصات •

األكاديمية التقليدية اعتبارا لتخطيط محكم للحاجيات من العمالة ذات الكفاءات

، والتقليص من التخصصات ذات التوجه األدبي والنظري والتي المتوسطة والعليا

.تكون نسبة كبيرة من الشباب العاطل حاملي الشهادات الجامعية

اعتماد تخطيط استراتيجي مرتكز على منظور جديد مفاده أن التعليم العالي مدعو •

اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى االبتعاد عن األسلوب القديم الذي تأسست من

أجله الجامعات الوطنية الحديثة في البلدان اإلسالمية في العشريات الماضية

والقاضي بتخريج األطر والموظفين الذين تتحتاج إليهم مؤسسات اإلدارة العمومية،

وعلى أنه بالمقابل مدعو إلى مد المجتمع بكافة قطاعاته اإلنتاجية واإلدارية

Page 59: strat_taaleem_jamee

56

تستجيب لشروط المنافسة دوليا، وتساهم بالكفاءات الواعدة واألطر النافعة التي

.في تطوير مختلف أوجه الواقع المحلي

من استراتيجيات المالءمة بين التكوين والتشغيل تنظيم شراكات وتحالفات بين •

األطراف المعنية بإشراك الفاعلين االقتصاديين وأرباب العمل في تدبير الحياة

يار التخصصات لما يستجيب للتطور المهول الجامعية، بدءا ببلورة برامج التكوين واخت

للمهن، والتطور المتسارع للتخصصات، والمتطلبات الجديدة للمقاوالت والقائمة على

قدرة الخريجين على المرونة وعلى روح المبادرة والقدرة على استحداث فرص

.العمل

رد خارجة عن إعادة النظر في التدبير اإلداري والمالي للتعليم العالي بالبحث عن موا •

الميزانية الممنوحة من المصالح العمومية، وذلك بتنظيم أساليب جديدة للتمويل الذاتي

.للمؤسسات بتنظيم عالقات تعاقدية مع المقاوالت والهيآت اإلدارية للدولة

:البحث العلمي . 7حتل يعتبر النشاط العلمي من الدعائم األساس لتطور منظومة التعليم العالي حيث ي 1.7

وبصفته أحد الروافد التي تغني الدراسة والتعليم، ومكونا ضروريا . مكانة محورية في أهدافها

للتكوينات الجامعية فهو يساهم بقوة في الرفع من المستوى العلمي للنظام الجامعي ويؤمن

فالبحث العلمي يعتبر في آن واحد منتجا للمعارف وأحد عوامل التقدم العلمي . جودته

.لوجي للمجتمع وإحدى قنوات التبادل المعرفي بين الباحثين على المستوى العالميوالتكنو

ونظرا لآلثار الفعالة للبحث العلمي على النسيج االقتصادي والصناعي، فقد بادرت جل

من %4 و%2الدول المصنعة إلى االستثمار في هذا المجال، وخصصت له معدالت ما بين

.منتوجها الوطني الخام

إن النمو الحقيقي للمنظومة الجامعية يفترض أن توجد في بنياتها فضاءات تتنامى 2.7

فيها البحوث العلمية حول المعارف المختلفة، وتتكاثف فيها الدراسة حول المحيط االجتماعي

فهناك تفاعل ودينامية عضوية بين المؤسسة الجامعية وبين . واالقتصادي الوطني والجهوي

.على مستوى تركيبته البنيوية وعلى مستوى منتوجه وإشعاعهنشاط البحث العلمي

من الضروري الحرص على أن يكون البحث العلمي من المهام المخولة لكل منشأة 3.7

من مؤسسات التعليم العالي، حيث ينتظر من هذا النشاط أن ينمي الفضول الثقافي لدى الطالب

منه أن يواكب مختلف مستويات التكوين كما ينتظر. وأن يعمل على تفتق شخصيته العلمية

وإن التدريب على البحث وعلى تطبيق . وبالخصوص العليا منها، مثل الماجستير والدكتوراه

مناهجه من نتائجها تكوين الكفاءة والقدرة على التقصي والتمحيص والنقد والبناء وتأهيل

Page 60: strat_taaleem_jamee

57

مية والتكنولوجية مع الوسط الطالب لالبتكار واالختيار وتكييف المستجدات والكشوفات العل

.الذي يعمل به

يوجد البحث العلمي الجامعي في إطار يجمع فيه األستاذ بين التدريس والتأطير 4.7

لذا فإن دينامية الجامعة تتضاعف وتتطور في الوقت التي تنظم فيها . الموجه للباحثين الجامعيين

لباهر للجامعة األلمانية في القرن التاسع دراسات الدكتوراه بكيفية محكمة ويبدو ذلك في النجاح ا

عشر الميالدي وإشعاع الجامعة األمريكية في القرن الماضي أو تحديث الدراسة في الجامعة

واعتبارا إلى كون األستاذ الجامعي باحثا في نفس الوقت، فإن كل . اتيالفرنسية في الخمسين

معقلن ألنشطة األستاذ تعطى فيه للبحث تطوير في هذا المجال البد أن يقوم على تنظيم توازن

.العلمي مكانة خاصة سواء تعلق األمر بترقية األستاذ أو بتقييم مستواه المهني

وتجدر اإلشارة إلى أنه من األفيد أال تبقى أنشطة البحث العلمي محصورة في 5.7

ماعي الوسط األكاديمي، وأنه من الضروري وجود جسور وآليات تفعيلية مع الوسط االجت

وقد يتأتى ذلك بإحداث هيكلة إدارية . ومجال األعمال ووسط الفاعلين االقتصاديين والصناعيين

على شكل مؤسسات للبحث مرتبطة بالتخطيط التنموي والبحث المنسق مع مقاوالت اإلنتاج

.والمختبرات الصناعية

يق ويبدو من الضروري وجود منظور وطني للبحث العلمي وتأسيس هيئة لتنس 6.7

مجاالته بين الجامعات من جهة، والمنظمات والمؤسسات اإلدارية التي تزاول البحث ألغراضها

وإن هذا التوجه له أهميته، إذ يمكن من تجاوز االختالالت القائمة على . الخاصة من جهة ثانية

.المستوى التنظيمي وعلى مستوى اإلمكانيات والتجهيزات وعلى مستوى ترشيد النفقات

ذا كان البحث العلمي يقوم بدور أساس في تقدم المعارف وفي تجديد التخصصات وإ 7.7

وإغنائها، فإنه إلى جانب هذا يساهم بقسط أوفر في البرامج االستراتيجية للدولة، ويعد رهانا

ولذا يتحتم تشجيع االبتكارات النافعة وإدماجها في مخططات . حقيقيا لبناء الدولة المتطورة

علق باألهداف العامة واالحتياجات الضرورية المرتبطة بالواقع االجتماعي، وفي طويلة المدى تت

هذا اإلطار يستلزم تحديد ميادين علمية وتقنية لتحظى باألولوية في البحوث المخططة أو

المنجزة في البلدان اإلسالمية، وعلى سبيل المثال البحوث الزراعية والطبية والبحوث في

.يئية وكذا البحوث في التراث اإلسالمي وغيرهاالموارد المائية والب

ويبدو من الضروري تحقيق توازن بين البحوث األساسية والبحوث المطبقة وبحوث 8.7

التنمية إلى جانب تعزيز البحوث في مختلف فروع المعرفة األخرى كالعلوم اإلنسانية والعلوم

اإلسالمية وتشجيعهم على إعداد وفي هذا السياق يتحتم توجيه الخبراء في الدول. الدقيقة

تصورات ترتكز على معطيات ميدانية في مجاالت عدة وقطاعات مختلفة للوصول إلى حلول

Page 61: strat_taaleem_jamee

58

ويتعلق األمر هنا بنقل ممارسة . علمية كفيلة بربط التعليم العالي والبحث العلمي بمجاالت التنمية

.في واالقتصادي واالجتماعيالبحث من المخابر والمعامل الجامعية إلى مشاكل الواقع الثقا

وينتظر من الباحث أن يكون خبيرا قادرا على التأقلم واالبتكار والتحديث، وقادرا على

.نقل المعرفة في مجتمع يعيش مرحلة تحولية وتغييرات متتالية

ومن التوجهات االستراتيجية المنتظرة لهذا القطاع تقوية الشراكة مع نسيج المقاوالت 9.7

االقتصادي عامة، وذلك بإدماج هذه األخيرة في المخططات وفي برامج األبحاث، ومع المحيط

وتحديد هيئات للتنسيق بين قطاعات اإلنتاج ترسم المحاور ذات األولوية في برامج األبحاث، كما

ينتظر من البحث العلمي مساندة المقاولة في مشروعها التنموي وتوجيه برامجها نحو المجاالت

.تطلبات التنمية المستديمةالمرتبطة بم

وحتى يتأتى تطوير المنتوج العلمي وإشعاعه على مستوى الدول اإلسالمية والمستوى 10.7

العالمي يتحتم إخراج الباحثين من عزلتهم وانطوائهم وتشجيع البحوث الجماعية بدل البحوث

واتفاقيات التعاون بين وقد يتطلب هذا اإلجراء تكثيف حجم التواصل والتبادل والتعاقد . الفردية

الدول اإلسالمية، وكل ما يتبع ذلك من تبادل للمراجع والوثائق العلمية، والمشاركة في الندوات

.العلمية المتخصصة، والقيام ببحوث مشتركة واالستفادة المشتركة من مصادر التمويل

ستلزم اإلسالمية ياندلوقصد العمل على تنسيق أنشطة البحث العلمي في الب 11.7

تفعيل آليات التبادل مثل تهيئة فهارس تقدم لمعاهد البحث العلمي الموجودة مع إبراز أهدافها

وهويتها ومنتوجها، وتطوير المحطات الرقمية التي تعرض لهذه المعاهد، مع إنشاء شبكات

للباحثين من نفس االختصاص وتدعيم التكافل فيما بينها، مع العمل على تخصيص جوائز على

صعيد اإلسالمي لمكافأة االمتياز وأحسن البحوث العلمية في مختلف التخصصات، والعمل على ال

.تمويل نشرها وتوزيعها، وكذا تشجيع الدوريات المتخصصة في اإلعالم العلمي والتقني

وفي إطار العمل المتواصل لتوفير تصورات قصد تطوير المنتوج العلمي البد من 12.7

وث الهادفة للحفاظ على التراث اإلسالمي ومقوماته الروحية والثقافية إعطاء األولوية للبح

. والحضارية، وباألخص ربط الفكر اإلسالمي بالمستجدات العلمية، وتأصيل العلوم وأسلمة المعرفة

هذا إلى جانب تطوير المهارات الفكرية القادرة على االبتكار وعدم التمسك باإلشكاليات الضيقة أو

إن البحث العلمي في البالد اإلسالمية في حاجة إلى كفايات . لمنظور ذي اآلفاق المحدودةالبقاء على ا

فكرية وعلمية قادرة على المقارنة على المستوى الدولي وفي حاجة إلى إقامة تعاون علمي مكثف

ولي مع التيارات العلمية الدولية، وذلك لتقييم مساهمة البحث الوطني في تطور الفكر اإلنساني الشم

.شأنها في ذلك شأن العلوم اإلسالمية إبان أوج تاريخ الحضارة اإلسالمية

Page 62: strat_taaleem_jamee

59

نمو على المستوى النوعي والكيفي وإلى تشجيع الطاقات إن هذا القطاع في حاجة إلى

البشرية المهمة التي يتوفر عليها، وكل استراتيجية لتطوير هذا النشاط البد وأن تسعى إلى الحد

علمية في البالد اإلسالمية إلى الهجرة نحو بلدان أجنبية وذلك بتوفير من نزوح الكفاءات ال

وال يتأتى ذلك إال بمضاعفة الجهود على مستوى . إمكانيات تحفيزية للعاملين في هذا الميدان

.البنى التحتية من مخابر وحوافز مادية ومعنوية وإمكانيات تكنولوجية مختلفة

) إيسيسكو(لمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة وتعزيزا لهذه التوجهات فقد قامت ا

:بإنشاء وإعداد ما يلي

إنشاء مركز اإليسيسكو لتعزيز البحث العلمي -أ

التي " استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلدان اإلسالمية"إعداد -ب

.1997اعتمدها مؤتمر القمة اإلسالمي الثامن المنعقد في طهران عام

خطة عمل حول الحد من هجرة الكفاءات العلمية في البلدان "إعداد -ج

"اإلسالمية

Page 63: strat_taaleem_jamee

60

القسم الرابع دور التعليم الجامعي في معالجة قضايا ومشكالت العصر

حقوق اإلنسان تعزيز قيم الحوار والسالم ودور الجامعة في .1 ، النبوية والسنةقرآن الكريمتحتل حقوق اإلنسان وقيم الحوار والسالم مكانة متميزة في ال

من ونشير . ال نرى بدا من تقديم البرهان على ذلكو. تراث اإلسالميال مواطن عديدة فيفي و

مازالت موضوع بين األفراد والجماعات حقوق اإلنسان وقيم السالم والحوار أن إلى جهة أخرى

. والبياناتت والندواالمؤتمرات الدراسات والبحوث والساعة في العالم اإلسالمي من خالل

: ونذكر على سبيل المثال من هذه الندوات والبيانات

القاهرة في شهر إعالن المؤتمر اإلسالمي التاسع عشر لوزراء الخارجية المنعقد في -

. في اإلسالمنسان حول حقوق اإل1990أغسطس

حول حقوق اإلنسان 2000 عام ااإلعالن الذي أصدرته رابطة العالم اإلسالمي بروم -

. في اإلسالم

سورة (هم بالتي هي أحسنجادلو: حث القرآن الكريم على الحوار في قوله تعالى لقد و

إلى عدم معاداة األديان ووعدم الغلو في التعامل مع الغير، إلى التسامح دعا و)125/النحل

من ربه إليهآمن الرسول بما أنزل: فقال تعالى.األخرى واإليمان باألنبياء السابقين

صدق اهللا العظيم والمؤمنون كل آمن باهللا ومالئكته وكتبه ورسله ال نفرق بين أحد من رسله

إسهاما كبيرا في اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافةمنظمةالولقد أسهمت . )285/سورة البقرة (

قدتها في التعريف برؤية اإلسالم للحوار وحقوق اإلنسان من خالل إصداراتها ومؤتمراتها التي ع

:مختلف مناطق العالم منها

).2000ألمانيا، ) (الحوار والتعايـش بين الحضارات والثقافات(النـدوة الدوليـة حول -

ة حول - دوة الدولـي ر(الـن ن الحضارات في عالم متغـي ).2001المغرب، (الندوة ، )الحوار بـي

)2002سوريا، (، )شالحوار بين الحضارات من أجل التعاي( الندوة الدولية حول -

اإلمارات (الدولية حول خصوصية الرؤية الثقافية اإلسالمية في معالجة قضايا اإلنسان الندوة -

).2003العربية المتحدة

)2004تونس، ) (دور اإلسالم والمسيحية في بناء الوفاق(الندوة الدولية حول -

Page 64: strat_taaleem_jamee

61

.)2005السعودية، ) (االتهأهدافه ومج: الحوار الحضاري والثقافي(الندوة الدولية حول -) الحوار إلى التحالف من:اإلنسانيةالحضارات والثقافات (الندوة الدولية حول -

.)2006تونس، (

التعليم العالي والجامعي إنمها من خالل المناهج التعليميةمدعوومن خالل التي يقد

، وقيم الحوار والمشاركةتنظيم الحياة به، وأيضا من خالل تشريعاته أن يكرس حقوق اإلنسان

وأن يحسس الطلبة على استيعابها والعمل بمقتضاها ونشرها توجه،وأن يعزز الجهود في هذا ال

ومن هذا المنطلق، يعد من الوجاهة أن تحتل هذه القيم مكانا الئقا بها في مشروع . والدفاع عنها

.سالميةإستراتيجية التطوير للتعليم العالي والجامعي في البالد اإل

دور الجامعة في معالجة مشكالت العصر .2تنبع أهمية التعليم العالي والجامعي من تعدد أدواره ومهامه لخدمة األفراد والمجتمعات

ومن هذا المنطلق، فهو يواجه العديد من القضايا المجتمعية والعالمية، . والبشرية بصفة عامة

: ما يلي والظواهر ومن هذه القضايا. يؤثر فيها ويتأثر بها

عولمةال -أ

التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالتعليم العالي والجامعي كما لمة العومن خصائص

: المجال هذافيكثيرة ارت إليها دراسات ـأش

ا وبالتالي على الدول التي تتعامل معه على للقاراتسيطرة الشركات العابرة -

.في تراجع أهمية الدولة أمام هذه الشركاتساهم ياقتصاديات العالم، وهو ما

أصبح العالم شبكة اتصالية كونية مما قلص حتىاالتصالثورة عالية في تكنولوجيا -

. والزمنمن المسافات

العديد من القضايا طابعا كونيا مثل الجفاف وتلوث البيئة والبطالة اتخذت -

.فلونزا الطيور وإواالنحباس الحراري

.ساهم في اختفاء الخصوصيات والهوياتيد الطلب وتنميط االستهالك مما يتحرك نحو توحال -

. وحقوق اإلنسانمفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية انتشار -

إذا تعاملنا معها بطريقة ذكيةيمكن االستفادة منها إيجابية وأخرى سلبية مواطنللعولمة و

. تمسك بالهوية وبالثقافة اإلسالميتينبتمعن وتبصر مع عولمةة للوذلك عن طريق دراس

Page 65: strat_taaleem_jamee

62

اهر مع العولمة والظوبإيجابية التعليم العالي والجامعي أن يتعامل تطلب منيومن هذا المنظور،

من األشكال التقليدية التي أنتجها عصر التصنيع تدريجيا التحول ، ومن أوجه التعامل.التي ترافقها

ة في أقطار عديدة في العالم اإلسالمي، إلى أشكال متطورة وفق المستجدات والتي ما زالت سائد

بحيث تتحول م عن طريق االنترنت،والتعليالعالمية التي منها التعليم االفتراضي والتعليم عن بعد

.بيروقراطيةكونها مبان وإدارة الجامعات والكليات والمعاهد العليا إلى شبكات أكثر من

ل بين التربوي واالجتماعي مبدأ التداخبالعمل مة، أيضا لتعامل مع العوالومن أوجه

العلمي في اتجاه إنتاج المعرفة وتحليلها وتطبيقها وتسويقها على قاعدة االستشراف والبحث

المستقبلي للحاجات وللمتطلبات، بما ينمي االقتصاد من جهة ومن جهة أخرى، يحافظ على

.ية ويدعمهاالشخصية الوطنية واإلسالم

أن تساهم الجامعة في تكوين جيل له عقل جديد قادر على اإلبداع وتبعا لذلك يجب

والتنافس المتكافئ إلنتاج األفكار الجديدة واإلستراتيجيات األصيلة وحل المشكالت القائمة محليا

أخطار ومتسلح بوعي حضاري يحمي ذاته من، وإقليميا وعالميا في اعتزاز بهويته اإلسالمية

.االستالب والتنميط اللذين تحملهما رياح العولمة

االعتبار األوضاع االقتصادية واالجتماعية في مختلف أقطار العالم األخذ في بد منالو

يتمثل في وضع إستراتيجية ،واألصل في هذا الصدد. لتغييرمواكبتها لاإلسالمي وسرعة

.حصول اإلرادة الصريحة لوضعها موضع التنفيذفي للتطوير مقنعة وقابلة للتنفيذ في محيطها و

األمية ومحو تعليم الكبار -ب

ابتداء من األطفال الذين ،كل مراحل العمر تقريباه المعاصر مفهومتعليم الكبار في يشمل

فاتتهم فرصة التعلم بالتعليم النظامي والشبان من غير الملتحقين بمدارس التعليم والراشدين

العاملين والمتقاعدين والشيوخ، لذلك اقترن مفهوم تعليم الكبار بمفهوم التعليم مدى العاملين وغير

. والتعليم غير النظاميوالتعليم المستمر الحياة

منها العلم مقومات المجتمع اإلسالمي التي إلى من جهة أخرىتعليم الكبار مفهوم ويستند

اإلحسان في والشورى و،ي الحاث على التعلملهمنهج اإلال بقواعد المرتبطةوالعدل والحرية

ة اهللا في األرض إلنسان من حيث هو خليفل عبادة وطريقا اإلسالم في العلمطلب ويعد العمل

كما جعل اإلسالم طلب العلم فريضة وطالب العلم مجاهدا في سبيل . تعالىهليعمرها وفق منهج

ذلك ألن االنحراف عنها إنما هو ، والحفاظ عليهاومعنى هذا أن التعليم الزم لتأكيد الفطرة. اهللا

.)1996، مدكور(انحراف عن اإليمان باهللا وبوحدانيته

Page 66: strat_taaleem_jamee

63

:ا منهأكثر من مجال ،تتعدد مجاالت تعليم الكبار لتشمل محو األمية الذي يغطي هو اآلخر

ساب، يتوجه إلى من ال يملك كفاية القراءة والكتابة والحو محو األمية األبجدية

عالقة بعمل معين أو مهنة إلى اكتساب مهارات ذات يهدف و ظيفيومحو األمية الو

تأهيل الوظيفية بالنسبة إلى المنخرطين في سوق العمل والكفايةمحددة من أجل الرفع من

يشمل التعليم فيه كفايات و ،ومحو األمية الحضارية، إليجاد عمل مناسب لهم عن العملالعاطلين

. في تنميته واالنصهار فيهةالمساهماالجتماعي وة االجتماعية والتكيف مع الواقع المشارك

والتعليم العالي بروح إيجابية، ) األمية(وفي كل الحاالت، وجب التعامل مع هذه الظاهرة

في هذا المشروع بإعداد لمساهمةمن هذا المنظور، إلى والجامعي في العالم اإلسالمي مدعو

ة العليا لوضع السياسات وبناء اإلستراتيجيات ووضع الخطط وتصميم تقنيات المتابعة ر الفنيطاأل

والدراسات لرصد تطور الظاهرة إلعداد البحوثهو مدعو كما . والتقييم بمختلف أنواعها

تساهم في الحد منها، علما أن الوظيفتين التيح السبل اها واقترفيوالكشف عن العوامل المتحكمة

.ان مفقودتين تكونانم العالي والجامعي في العالم اإلسالمي تكادللتعلي

التدريب في أثناء الخدمة للعاملين في مختلف مجاالت أيضا، ومن مجاالت تعليم الكبار

قد تنامى هذا المجال من تعليم و. مؤهالتهم العلمية ومواقعهم في سلم الوظيفة اختلفتالعمل مهما

ظهور التكنولوجيات الحديثة مع عقدين األخيرين من القرن العشرينالكبار بصفة خاصة منذ ال

أدخل مما تقريبا مواقع العملكلدخول الحاسوب مع و،ووسائل االتصال المتطورة مثل اإلنترنت

وكان لزاما على العاملين التكيف مع هذا الواقع . المؤسسات وفي إدارة في طرقهات عميقةتغيير

.واكتساب مهارات متطورةجديدة للعمل طريق التدريب لتعلم تقنيات وأساليبوالتعامل معه عن

في منظومة التعليم العالي ا مميزا موقعوفي ضوء هذا االعتبار، أصبح لتعليم الكبار

ت العولمة واالستفادة من الثورة التكنولوجية اوالجامعي لمواجهة التحديات االجتماعية وتداعي

كتساب مهارات ال الجودة وضمان ن تدريب عاليالمرافقة لها بما يوفره مووسائل االتصال

فيوتجدر اإلشارة إلى أن انصهار تعليم الكبار .تحسين قدرتهم من أجل جديدة لدى األفراد

. التنمويةدورته يضع هذا التعليم في صلب حاجات المجتمع وفي التعليم العالي والجامعي

البيئة -ج

كتلوث مياه نهرقريب من األفراد والجماعاتمحلي منها ما هو ،بيئيةإن المشاكل ال

، ومنها ما هو كوني مثل تآكل طبقة األوزون واالحتباس الحراري على مستوى الكرة معين

ح ب وإنما أص،المشاكل البيئية لم تعد تتعلق فقط بالطبيعة والمناخ الطبيعيإن كذلك. األرضية

والسلوك بيئي، فظهرت تعابير من مثل الفقر تلوث.حياة االجتماعيةالفي المصطلح يستخدم

Page 67: strat_taaleem_jamee

64

وظهر . وتم الربط بين البيئة والتنمية المستدامة والمواردنساني غير المرغوب تلوث بيئياإل

التيار البيئي عرف بيتيار فكري يشتد قوة ويزداد انتشارا ليشمل حقول معرفية ونشاطات مختلفة

ومن . شرحها واقتراح الحلول واتخاذ القراررائقه لوصف الواقع واألوضاع و وطله توجهاتهو

ن مؤسسة تعليم عال أخرى وإن كانتتتميز عبيئة تعتبر محددة للتعليم العالي مؤسسة أنذلك

فاألولى لها مواصفات خاصة بها وطلبات خاصة بها، والتعامل معها يكون . لهما قواسم مشتركة

ال مجال لتعميم عن ذلك أنهوينجم. سبة إلى المؤسسة الثانيةلك األمر بالن، وكذ أيضاخاصا

. على مؤسسات مختلفةإجراءات تطويرية

تستدعي لمباشرتها، إن األوضاع البيئية وبخاصة تلك التي تشترك فيها كل الدول واألقاليم

ما هو و،لة وال هي كافية، فالجهود الفردية ال تكون فاع لمعالجتهاساكني األرضتمشاركة كل م

.يؤشر ألهمية المشاركة واالنخراط الجماعي في هذا المجال

تحسيس الطلبة والمجتمع بالتنسيق مع في ،ويتمثل دور التعليم العالي والجامعة في هذا الصدد

في القيام ، بأهمية العمل على المحافظة على البيئة، كما يتمثل ذات الصلةالجمعيات المحلية والدولية

بالدراسات العلمية لمزيد فهم العوامل المتحكمة في إفساد البيئة الطبيعية واالجتماعية والعوامل

.في إنتاج المعرفة ذات العالقة ونشرها محليا ودولياالدور في إصالحها، أي يتمثل المتدخلة

لبيئة في جدة بالمملكة وتعزيزا لهذا التوجه، فقد عقدت منظمة اإليسيسكو عدة مؤتمرات حول ا

اإلسالمي ناإلعال" األخرى، وأصدرت في هذا المجال ةالعربية السعودية، وفي البلدان اإلسالمي

.2002عام " للتنمية المستدامة

الصحة -د

األكثر أهمية للمجتمعات ومنها المجتمعات اإلسالمية على مستوى مورتعتبر الصحة من األ

. وهي في أغلب األحيان من مهمات الدولة إلى جانب القطاع الخاصالتحصين ومستوى العالج،

ن أن يتدخل فيها،لكن التعليم العالي والجامعي له عدومن هذه المجاالتة مجاالت يتعي :

إعداد األطباء ومختلف المعاونين لهم إعدادا يأخذ في االعتبار االكتشافات الجديدة -

وبالرغم من كونه دورا تقليديا، فالدعوة . عالجرق التحصين والوالمتطورة في ط

هي لتحديثه في الجامعات اإلسالمية على مستوى التجهيزات وطرائق العمل وفق

والدخول في شراكة مع جامعات ،اإلمكانات المتوافرة وتلك التي يمكن توفيرها

.ومعاهد عليا في البالد المتقدمة

مي بضرورة الوقاية من األمراض عن الوعي لدى أفراد المجتمع اإلسالتنمية -

.طريق الرفع من المستوى العلمي والعقلي لألفراد

Page 68: strat_taaleem_jamee

65

القيام بالبحوث في المجال حول اإلشكاالت المطروحة في البيئات المحلية وتجريب -

. ويمكن االستعانة بخبرات أجنبية متخصصة،هاالطرائق والوسائل الممكنة لحل

ات الحكومية والمنظمات والجمعيات غير الحكومية الدخول في شراكة مع المؤسس -

.يمحلي والمستوى اإلقليمي أو الدولذات االهتمام المشترك على المستوى ال

السكان - هـ

إن بناء إستراتيجية لتطوير التعليم العالي والجامعي ال بد أن يأخذ بعين االعتبار الوضع السكاني

أكثر المجموعات منن ويعدويظهر أن المسلمين . ... قافات المحلية واللغات والثلعالم اإلسالميفي ا

.تصاعدا في النمو السكاني

ددة منها ما هو مكتوب ومنه أن المسلمين يستخدمون لغات متعإلى ونشير من جهة أخرى

أصيلة، علما أن اللغة إلى لغاتاأقرب إلى لهجات منه وأغلب هذه اللغات ، غير مكتوبما هو

كثير من الدول فيجد د لغة رسمية في الدول العربية وتولعربية تعتبر األكثر انتشارا وتعتما

سيةياألندون غةتستخدم الل كما . مالي والسنغال والنيجر وتشاد وماليزياغير الناطقة بها مثل

ا في والهاوسنغالدش والتركية في تركيا وقبرص والبنغالية في بواألردية في باكستان بأندونسيا

في القرن اإلفريقي والبوشتو في والسواحيلية وتشاد والفارسية في إيران ونيجرياالكامرون

.)المصدر السابق( أفغانستان والصومالية في الصومال واألمهرية في أثيوبيا

ور بالتط اإلسالمية يطرح جملة من التحديات منها ما يتعلق البلدانغات في لإن تعدد ال

رص ة اإلنجابية والتعليم وف ومنها ما يتعلق بالنمو الديمغرافي والبيئة والصح،االجتماعياالقتصادي و

،مما يدعو إلى ضرورة اعتبار هذه التحديات في المناهج التعليمية بعامةالعمل والفقر وفقدان المناعة

.ليةوالتعليم العالي والجامعي بخاصة مع احترام خصوصية كل بلد وتميز ثقافته المح

: العقول المهاجرة -و

ظاهرة مضرة البلدان المغرية يتقدمها اإلسالمية إلى البلدانتعد هجرة العقول من

ومدمرة لقدرته على اكتساب ،لتنمية في البالد اإلسالمية ومضرة للتعليم العالي والجامعي فيهابا

: عديدة أن لهذه الظاهرة عوامل منهاوقد بينت دراسات. المعرفة وإنتاجها وتوليد التقانة المتقدمة

بهاضعف ارتباط المناهج التعليمية وم الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسيةؤعدم تال

واالبتعاث بحكم استيرادها من بيئات أخرى مختلفة عن البيئة المحلية بواقع البيئة المحلية

.ة للبنى التحتيالوضع غير المناسبللدراسة في الخارج و

Page 69: strat_taaleem_jamee

66

تدويل التعليم العالي والجامعي الظاهرة تفاقما في المستقبل مع ويمكن أن تزداد هذه

ومن . على هجرة العقول المبدعة إلى خارج العالم اإلسالميتشجعومع توجهات العولمة التي س

: للتصدي لهذه الظاهرةاإلجراءات المقترحة

.ما بالبالد اإلسالمية وتحديث بنيتهتطوير التعليم العالي والجامعي والبحث العلمي -

الحد من هجرة األدمغة أجللم اإلسالمي من االقيام بجهد مشترك بين أقطار الع -

.تراتيجية محفزة إلعادة استقطاب المهاجرين منهموضع إسو

. بدعوتهم للقيام بمهمات محددة في بلدهم األصليوذلك االستفادة من خبراتهم -

. اإلسالميالعالملعودة بعقولهم لإلسهام في تنمية تحفيزهم على ا -

.العمل على تعزيز انتمائهم إلى دينهم وحضارتهم وأوطانهم -

استراتيجية االستفادة من "أعدت منظمة اإليسيسكو د من تزيف هذه العقول، فقد حولل

.2003يزيا عام ، التي اعتمدها مؤتمر القمة اإلسالمي العاشر في مال"الكفاءات المسلمة في الغرب

المسلمينوالنمطية المسيئة لإلسالم الصورة -ز

يرى فيه جنوحا إلى ف.لإلسالممسيئة سالبة و نمطية، صورة عامةإن للغرب بصفة

يمكن القول أنو. في أحداث تاريخية قديمةله أساوقد يجد هذا التصور . التطرف والعنف

.ذلك فيساعدت سبتمبر من الظروف التي 11أحداث

إن دور التعليم العالي والجامعي لتصحيح هذه الصورة وتعديل االتجاهات إزاء

كما من . ونشرها في الغرب،المقنعة ذات الصلةالعلمية في إنتاج المعرفة يتمثل اإلسالم،

، تكوين عقول اإلبداع في مختلف مجاالت المعرفة والتقانة أيضا الصورة هذهطرائق تصحيح

وهي وتجنيد اإلعالم المرئي والمسموع الموجه للغرب لخدمة هذه األهداف ،سلمينمن الطلبة الم

على حجة وبرهان من جملة حجج وبراهين أخرى لصالح المجتمعات المسلمة وقدرتها

.ين ولإلسالمم وبالتالي في ذلك احترام للمسل، الحاليةالمشاركة في الحضارة اإلنسانية

ية المسيئة لإلسالم، فقد عقدت منظمة اإليسيسكو وفي إطار ضحد هذه الصور النمط

:وشاركت في عدة ندوات دولية، منها

صورة العالم اإلسالمي في اإلعالم الغربي بين اإلنصاف ( الندوة الدولية حول -

).2002المغرب، ) (واإلجحاف

).2004إيطاليا، ) (اإلسالم في أوربا( الندوة الدولية حول -

Page 70: strat_taaleem_jamee

67

).2005موسكو، ) (اإلسالم دين السالم( المؤتمر الدولي حول -

).2006أذربيجان، ) (اإلسالم والشباب( المؤتمر الدولي حول -

التكنولوجيا -ح

وتتالت . شهد العالم منذ العقود األخيرة ثورة علمية وتكنولوجية لم يشهدها التاريخ البشري

فت إمكانات فتضاع. ة الثالثةاالكتشافات واالختراعات في التكنولوجيا بحجم أكبر في بداية األلفي

سجل العالم اكتشافات عديدة رة اإلنترنت مرتين في كل عام وتضاعف قدالحاسوب عدة مرات و

وأثرت الوراثية والفضاء الخارجياالتصاالت والهندسة في مختلف مناحي العلوم والتقانة مثل

فاختفت: واالجتماعية والثقافيةفي مختلف مناحي الحياة االقتصادية هذه الثورة التكنولوجية

فظهرت . أخرى بشكل كليتتطور موجودة و،قود وربما بعضها لقرونصناعات كانت لع

اقتصاد ما بعد الصناعة واقتصاد و ات جديدة من مثل االقتصاد الرمزيمفاهيم وتصنيف

ط حياة لم وأنما، كما ظهرت سلوكات اجتماعية جديدة بين األفراد وفي المجتمعات.المعلومات

.تعرف من قبل

أنه ثمة توجه لدمج العلم والتكنولوجيا في التخطيط االجتماعي ،ونالحظ من جهة أخرى

مكانا متميزا في السياسات المحلية مندمجين على معنى أن يكون للعلم والتكنولوجيا،واالقتصادي

منطلق أن ذلك من مقومات من، والقومية في البالد اإلسالمية من أجل تحقيق التنمية الشاملة

:ولتحقيق ذلك يتعين. السيادة واالستقالل

.للكشف عنهممتخصصة اختبارات تطبيقية الموهوبين من الطلبة بعد ااعتماد سياسة لرع

إعداد جيل من الشباب له القدرة على التعامل مع المستجدات في مجاالت التقانة والعلوم

.ها ونشرها وتطبيقوعلى اإلسهام في صنعها

.تكنولوجيا في البالد اإلسالميةتكوين قاعدة بيانات تشمل الباحثين والمبدعين في العلم وال

لهذه الثورة ال بد أن يكون وعلى مستوى التعليم العالي والجامعي بالعالم اإلسالمي،

،نما أيضاوإفقط على مستوى الوسائل والمعدات ليس، تطويرال في إستراتيجية مكانالتكنولوجية

واالختراع نتاجهامن إعداد العقول إلبما يمكن أيضا على مستوى المناهج التعليمية والتدريبية

ومن استشراف المستقبل على المستويات ،من التفاعل مع مجريات األحداث في العالم و،فيها

لوجية من منطلق ليتمكن التعليم الجامعي من التعامل مع التكنو، المحلية واإلقليمية والدولية

."التكنولوجية في التربية"ال " بالتكنولوجية التربوية"الوعي

Page 71: strat_taaleem_jamee

68

القسـم الخامس آفاق التغيير واقتراحات بآليات التطوير

وهذه . اإلسالمي ال ينسجم بما فيه الكفاية مع المهام المخولة لهالعالمإن التعليم العالي في

إذ أننا ندخل في . ال يمكن التعامل معها ببساطةالوضعية معقدة تتشابك فيها متغيرات عدة و

مرحلة تاريخية لم تعد فيها أدوار الجامعة تنعم باالستقرار الدائم كما هو الشأن في الفترات

ويفترض اليوم أن تدخل الجامعة في مراحل تكون فيها مؤسساتها مدعوة ألن تعدل . السابقة

للجامعة تجد دوافعها في ضرورة تلبية إن الوظائف المهمة. وتغير أدوارها بشكل مستمر

وفي ظل . المتطلبات الناتجة عن الكثافة المتناهية لحداثة االختراعات وغزارة المعارف

التحوالت التي تشهدها البالد اإلسالمية تعتبر الجامعة حتما من األدوات التي تساعد البنى

دوما بهذا الدور على مر السنين ولقد اضطلعت الجامعة. االجتماعية على التأقلم مع التغيرات

.الماضية وبرهنت على تطبيق هذا األنموذج إلى حد ما

وقد تعود أسباب عدم تأقلم الجامعة وتأخرها النسبي من حيث الحداثة، في بعض البلدان

".أنموذج أكاديمي وعلمي: "اإلسالمية، إلى عجزها عن ابتكار أنموذج خاص بها قصد تنظيم تطورها

ذه الوضعيات من مصادر القرار، فإن التعليم العالي يعرف في غالبية الدول ووعيا به

اإلسالمية حركية ومحاوالت جادة على كل الواجهات واألصعدة للبحث عن استراتيجيات إلرساء

مهام متجددة وإصالحات لهذه المنظومة، وذلك بهدف مسايرة التحوالت التي يفرضها المحيط

.جتماعي لهذه البلدانالثقافي واالقتصادي واال

إن استراتيجية تطوير بنى التعليم العالي وأنماطه وأشكاله تتطلب تعميق البحث فيما يتعلق

ويرمي هذا التطوير إلى . بوظائفه العامة والبحث عن توجه متجدد لبرمجة أنشطته وخدماته

اب التعليم العالي كما يرمي إلى إكس. استحداث الهياكل المناسبة والتوجهات المطابقة والفعالة

القدرة الضرورية لإلسهام الجاد في الرقي بما يجعل مؤسساته ذات إنتاجية على مستوى التأهيل

والبحث العلمي وكذا تقوية إمكانية التسيير والتدبير على مستوى اإلدارة المسؤولة عن التعليم

.العالي ومكوناتها وعلى مستوى المؤسسات الجامعية

روف الحالية، إعداد استراتيجية شاملة أو ربما انتقائية لتطوير التعليم ومما يسوغ، في الظ

: اإلسالمية االعتبارات التالية البلدانالعالي في

Page 72: strat_taaleem_jamee

69

اعتبار الجامعة أحد محاور التنمية بأبعادها المختلفة من جهة، وإحدى رهانات عملية . 1

ألصيل وتنميته كقطب التحديث من جهة ثانية، وأحد الركائز إلحياء التراث الثقافي ا

.معرفي لتكريس الثقافة العالمة والثقافة النقدية من جهة ثالثة

ومن المبادئ التي ترتكز عليها استراتيجية التطوير أن يستجيب التعليم العالي لحاجيات . 2

المجتمع وأن يقوم في نفس الوقت باستباق تلك الحاجيات وذلك ليصل إلى مستوى من

.يب لطموحات البلدان اإلسالميةالمواءمة يجعله يستج

مع التطور الذي تعرفه بلدان العالم اإلسالمي واالنفجار المعرفي سوف ال تبقى . 3

الدرجة الجامعية األولى حكرا على فئة متميزة من األفراد، وإنما تصبح مطلبا جماهيريا

لتغيير لجميع األفراد، ومع تجاوز النخبوية في التعليم يجب وضع استراتيجية محددة

التدريس وأهدافه ونوعيته وتكييفه في آن واحد مع المستجدات العلمية ومع إمكانيات

.التشغيل

اعتبار الجامعة مؤسسة منفتحة، تأخذ شكل مرصد لمختلف أنواع التطورات الشاملة، . 4

كما . العلمية والتكنولوجية، وموقعا للباحثين المقتدرين ومختبرا للكشوفات واإلبداعات

ها ورشة للتكوين المهني يمكن لكل طالب االلتحاق بها والعودة إليها إن اقتضى الحال أن

كلما توفرت لديه الكفايات المطلوبة، وهي قاطرة للتنمية وتقوم ببحوث أساسية وتطبيقية

.في جميع المجاالت

ن اإلقرار بمبادئ أساس مفادها السعي إلى وضع مهام التعليم العالي في المعادلة بي. 5

الواجبات المتعلقة بالجودة واالمتياز في التكوين وواجب المساواة في الولوج، والهدف

.من ذلك بناء استراتيجية تزاوج بين التطوير الكمي والتطوير النوعي والكيفي

يبدو واضحا أن الجودة في مردودية الجامعة أصبحت هاجسا يشغل مرحلة التغييرات . 6

ية هذا المبدأ وتلبية التوقعات المستقبلية لألمة مرتبطة بالقدرة اآلنية، وتبقى إمكانيات تلب

على التحكم في العوامل المتعلقة بالمؤسسة، مثل طلب التكوين وأهداف التكوين وكفاءة

.المؤطرين واإلنتاج العلمي وغيرها

ينمو تنظيم التعليم العالي حاليا في مناخ يطرح باستمرار أسئلة حول فعالية . 7

فالتيارات تتجه نحو اعتماد أنظمة تتخطى الجمود، متعددة . ت المنجزة ومداهااإلصالحا

األبعاد، مستقلة في بنيتها، مندمجة في مجالها المحلي والجهوي، متشابكة فيما بين

.عناصرها وتتالفى النظام الجامعي القائم على تجزئة الدراسات أو تراتبها

طوير التي تم عرضها، واعتبارا للعناصر التي ومن آليات اإلنجاز لتجسيد استراتيجية الت

:تم تحليلها يستلزم تفعيل مجموعة من اإلجراءات أهمها

Page 73: strat_taaleem_jamee

70

ضرورة ضبط مختلف االحتماالت التي يمكن أن تتجه إليها عملية التطوير الفكري •

للجامعة، نظرا ألهميته، وذلك لخدمة األهداف المعرفية والعلمية الموكولة لنظـام

ليبقى مرتبطا بالخاصيات الثقافية واالجتماعية والحضارية للبلد دون التعليم العالي،

.النزوح إلى التبعيات الممكنة

الحرص على زيادة أعداد التخصصات في التكوين والبحث، من معاهـد وأقـسام •

وفروع ووحدات، استجابة للمستجدات العلمية، ولضرورة العصرنة وخدمة للتعمق

.جابة للميوالت والكفاءات المختلفة للطالبواإلغناء في التخصصات، واست

اإلقرار بأن التعليم الثانوي له تأثير مباشر على سير التعليم العالي وبضرورة إقامة •

آليات على شكل مرحلة انتقالية لتأهيل الطالب لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي مع مد

.الجسور مع التأهيل المهني ومع خصوصيات المحيط االقتصادي

مان إمكانيات التطوير الذاتي المستمر للمؤسسات، وذلك بتأصيل ثقافة التقويم ض •

الموجه للهياكل التنظيمية، ولمناهج التدريس وطرائقه وأدواته، وكذا لنظم البحث

العلمي مع الحرص على بناء آليات لتقييم األداء المؤسسي ومتابعة تحقيق الجودة

.الشاملة

من مؤسسات تابعة للقطاع العمـومي ومؤسـسات توفير تنوع ألنماط المؤسسات •

خصوصية، لما يخدم المنافسة العلمية، واستقدام التجديد الفكري مع الحرص علـى

إقامة تنسيق يقوم على إطارات تشريعية فيما يخص الدرجات العلميـة والـشواهد

.واعتماد التخصصات وقواعد الجودة الضرورية

ق الجامعية يتحتم إذا تنظـيم دورات تدريبيـة سعيا إلى تفعيل آليات تطوير األنسا •

لتكوين المسؤولين اإلداريين في مجال إثراء البنى الجامعية وتنظيم حلقـات عمـل

إقليمية لتكوين قيادات تربوية قادرة على هيكلة التعليم العالي وإصـالحه وإعـداد

دراسات لتطويره، وكذا عقد ورشات قصد إعداد الخبراء فـي مجـال التخطـيط

.الستراتيجيا

إحداث معاهد للبحث في مجال التعليم العـالي علـى الـصعيد الـوطني للبلـدان •

اإلسالمية، بهدف تطوير دراسات االعتماد، وأساليب ضمان حسن األداء وطرائق

، وتتبـع لإلرشـاد التقويم وتطوير معايير الخطط العامة ومكوناتها، وأسس عملية

. مساراتهامخرجات منظومة التعليم العالي وتصحيح

دمج التعليم العالي في عملية اإلنتاج والعمل على ربط مؤسسات التعلـيم العـالي •

.والبحث العلمي بالقطاعات اإلنتاجية

Page 74: strat_taaleem_jamee

71

ربط عالم الشغل مع الحياة الجامعية بإشراك الفاعلين االقتـصاديين فـي بلـورة •

.البرامج وفي تنظيم التداريب في المقاوالت لفائدة الطلبة

ت الجامعيـة افير مناصب شغل بالمقاوالت لفائـدة حـاملي الـشهاد الحث على تو •

والتقنيين ذوي الكفاءات العالية، وتشجيع المقاوالت علـى الرفـع مـن مـستوى

.عمالتها

توفير فرص التكوين المستمر بالجامعات واالهتمام بالتدريب بعد التوظيف بتنسيق •

.مع عالم الشغل

ينات النظرية في مخططات الجامعات، لتالفي االحتياط من اإلسراف في توسيع التكو •

بطالة المثقفين والعمل على اتباع قدر اإلمكان مقاربة مندمجة في بلورة التخصصات

.تأخذ بعين االعتبار االنتماء االجتماعي واالقتصادي للمؤسسات الجامعية

التشجيع على إقامة تحالفات وشراكات بين مؤسسات التعليم العـالي ومؤسـسات •

عية أخرى إدارية وثقافية لرصد التحوالت فـي احتياجـات المجتمـع وفـي مجتم

.التيارات الفكرية المختلفة، ووضع المؤسسة التعليمية في قلب الوقائع المجتمعية

مواءمة بنى التعليم العالي مع المستجدات التكنولوجيـة وتطـوير آليـات إنـشاء •

.متزايد في التكوينات العلياالجامعات المفتوحة واالفتراضية لالستجابة للطلب ال

تشجيع االنفتاح على األنظمة التعليمية في البلدان المصنعة لالستفادة منها واالطالع •

.على التجارب الرائدة واالندماج العقالني مع عالم المعرفة المعاصرة

الحرص على إبراز المنظور اإلسالمي وتوجهات الثقافة اإلسالمية فـي معالجـة •

.جدات الفكرية والعلمية والتكنولوجية المعاصرةواستيعاب المست

تنمية كل أشكال التعاون الثنائي أو متعدد األطراف بين البلدان اإلسـالمية قـصد •

تنمية تبادل المعلومات والتجارب واألساتذة والخبراء والباحثين مع تسهيل تبـادل

.الطلبة وتبادل االعتراف بالشهادات الجامعية

تعليم بالمساواة واإلنصاف في شروط االلتحاق بالمؤسـسات ترسيخ ديموقراطية ال •

وخالل مسارات التكوين اعتبارا للكفاءة الفردية، مع ابتكار أشكال متنوعة وعادلة

في مساهمة الدارسين وفئات المجتمع المستفيدة من التعليم العالي في تحمل أعبائـه

.ونفقات تطويره وتحديثه

Page 75: strat_taaleem_jamee

72

آليات تنفيذ ة تطوير التعليم الجامعياستراتيجي

في العالم اإلسالمي

Page 76: strat_taaleem_jamee

73

ديباجةالداعية ) ب(البند ) 4(استنادا إلى أهداف ميثاق اتحاد جامعات العالم اإلسالمي في مادته *

إلى رفع مستوى التعليم العالي وتطويره لمالءمة متطلبات الدول اإلسالمية واحتياجاتها من

.الموارد البشرية

على توصيات المؤتمر اإلسالمي الثالث التحاد جامعات العالم اإلسالمي المنعقد وبناء*

، الداعية األمين العام )11/03/2004-9(في جامعة الشارقة بدولة اإلمارات العربية المتحدة

".إعداد مشاريع متخصصة لتطوير التعليم العالي في العالم اإلسالمي"لالتحاد إلى

الـمـؤتمر اإلسـالمي الثـاني لــوزراء التـعلـيم واستـجابة لـقـرارات*

) 9/09/2003-6الجماهيرية العظمى، (الـعالي والبحـث العلـمي المنعـقد في طرابلس

الحاثة على ضرورة تفعيل دور مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في تنمية المجتمع،

سسات التعليمية، وتطوير مهارات وتحسين أداء المنظومة التربوية، واالرتقاء بجودة المؤ

.مواردها البشرية

ووعيا من األمانة العامة لالتحاد باالحتياجات التعليمية والتعلمية المتنامية، والتحديات *

.الداخلية والخارجية المتعاظمة في البلدان اإلسالمية

ب ومرجعيات قامت األمانة العامة مستندة إلى ما توفر لديها من خبرات، ومستعينة بتجار

استراتيجية تطوير التعليم الجامعي "المؤسسات التربوية المعنية بالتعليم الجامعي بإعداد مشروع

إسهاما منها في دعم جهود مؤسسات التعليم العالي في الدول األعضاء في " في العالم اإلسالمي

صية المسلم والهادفة إلى منظمة المؤتمر اإلسالمي، وتقديرا لرسالة التربية والتعليم البانية لشخ

صالح المجتمع، والحامية لذاتيته الثقافية والحضارية والمتفاعلة مع المنجزات اإلنسانية في ميادين

.المعرفة

مفاهيم واردة األمانة العامة التحاد جامعات العالم اإلسالمي:األمانة العامة . 1

اتحاد جامعات العالم اإلسالمي:االتحاد . 2

ميثاق اتحاد جامعات العالم اإلسالمي :الميثاق. 3

استراتيجية تطوير التعليم الجامعي في العالم اإلسالمي:االستراتيجية . 4

Page 77: strat_taaleem_jamee

74

الهيئة االستشارية لتنفيذ استراتيجية التعليم الجامعي في العالم اإلسالمي:الهيئة . 5

سالمي الجامعات األعضاء في اتحاد جامعات العالم اإل:الجامعات األعضاء . 6

صندوق تمويل مشاريع وبرامج االستراتيجية:الصندوق . 7

ونظرا للدور الموكل للتعليم الجامعي للنهوض الحضاري والتنموي للعالم اإلسالمي، فقد *

. اشتملت االستراتيجية على خمسة أقسام

وتناول تناول القسم األول منطلقاتها المتمثلة في األهمية والمرجعيات واألهداف والتحديات

القسم الثاني مجاالت تطوير التعليم الجامعي، وشمل القسم الثالث قضايا وموضوعات تحتل

األولويات االستراتيجية في اهتمامات التعليم الجامعي، وأبرز القسم الرابع دور الجامعة في

معالجة مشكالت العصر وقضايا األمة، وخلص القسم الخامس إلى وضع اقتراحات وتوصيات

ات التطوير، وإيمانا من االتحاد بأن العمل النافع هو الذي تمتد جذوره في أرض الواقع، فإن بآلي

األمانة العامة سعيا منها إلى االلتزام بتطبيق أهداف االستراتيجية وتوجهاتها، تترك لكل جامعة

ة التالية حق اختيار األنسب منها ألولوياتها وخصوصياتها وظروفها، وتقترح اآللية التنفيذي

:لتنفيذها

تحاد جامعات العالم ال على مستوى األمانة العامة . 1 اإلسالمي

إنشاء الهيئة االستشارية لتفيذ استراتجية تطوير التعليم الجامعي في العالم اإلسالمي

تتكون الهيئة االستشارية من األمين العام لالتحاد أو من ينوب عنه، وممثل عن اللجنة

وستة من ممثلي ) التابعة لمنظمة المؤتمر اإلسالمي( العلمي والتكنولوجي الدائمة للتعاون

الجامعات األعضاء الممثلين للمناطق العربية واألسيوية واإلفريقية واألوروبية واألمريكية،

ينتخبون بالتداول لمدة ثالث سنوات، ويمكن للهيئة أن تنشئ لجانا متخصصة يحدد مهامها النظام

.ةالداخلي للهيئ

:أهدافها

. ترجمة أهداف االستراتيجية إلى برامج ومشاريع عملية*

. تحديد األولويات على ضوء المتغيرات والتحديات*

. البحث عن مصادر تمويل مشاريع وبرامج االستراتيجية*

. دعم جهود الجامعات في وضع وتطوير خططها وبرامجها*

Page 78: strat_taaleem_jamee

75

.في إطار أهداف االستراتيجية وضع خطوط عريضة لبرامج ومشاريع مستقبلية *

. تعزيز تبادل الخبرات والتجارب والعالقات بين الجامعات اإلسالمية*

إحداث مرصد استراتيجي بالهيئة لمتابعة المستجدات والتحديات المؤثرة سلبا وإيجابا في *

.التعليم الجامعي ووضع مقترحات بالتوجهات والتصورات لتضمينها في خطط االتحاد

. التخطيط للمشهد المعرفي المستقبلي للجامعات وتقييم اإلنجازات في هذا المجال*

. دراسة الخطط والمشاريع والبرامج واالستراتيجيات المقدمة من األمانة العامة لالتحاد*

:على مستوى الجامعات األعضاء يقترح ما يلي . 2ول سبل تنفيذ االستراتيجية تكوين وحدة للعمل االستراتيجي في الجامعة للتشاور ح) أ

.ومالءمتها مع خصوصيات واحتياجات الجامعة

.اقتراح مشاريع وبرامج للتنفيذ في إطار أهداف االستراتيجية) ب

.تزويد الهيئة بخبراء الجامعة المتخصصين في قضايا التعليم الجامعي) ج

.تزويد الهيئة بأنشطة الجامعة) د

.الجامعات الوطنية والهيئة االستشاريةإنشاء مجلس تنسيق مشترك بين ) هـ

على مستوى المجتمع األهلي . 3يجب أن ال يقتصر االهتمام بالتعليم الجامعي على المؤسسات المختصة، وأن ال تنحصر

وسائل العناية به على الوسائل الرسمية والتقليدية، بل يجب أن تساهم مختلف الفئات بمختلف

واالقتصادية والدينية في تفعيل رسالة االستراتيجية، باعتبار أن تخصصاتها الفنية واالجتماعية

للتعليم الجامعي تأثيرا على مختلف بنيات المجتمع الثقافية واالجتماعية واإلعالمية والفنية

إلخ، فمخرجاته تصب في محيط الواقع االجتماعي المعيش بكل أبعاده، من ...واالقتصادية والدينية

الجدلية بين التعليم الجامعي وباقي مكونات المجتمع، حيث تصبح هذه المؤسسات هنا تقوم العالقة

ولتفعيل هذه االستفادة المتبادلة يقترح عقد تعاون وشراكة بين هذه . خادمة ومخدومة في آن واحد

:الهيئة والمؤسسات التالية

المؤسسات اإلعالمية*

المؤسسات البنكية واالقتصادية*

ية المؤسسات الفن*

المؤسسات البحثية والعلمية*

المؤسسات االجتماعية*

Page 79: strat_taaleem_jamee

76

وبرامج االستراتيجية إحداث صندوق لتمويل مشاريع . 4ينشأ صندوق خاص بتمويل مشاريع وبرامج مقترحة للتنفيذ من طرف الهيئة االستشارية

:يلي في إطار أهداف االستراتيجية بإشراف األمانة العامة لالتحاد، وتتكون موارده مما

.المساعدات والهيئات والتبرعات الممنوحة التي ال تتعارض مع أهداف االتحاد) أ

.إيرادات الخدمات المعرفية التي تنجز في هذا المجال) ب

.مساهمات الجامعات األعضاء في تنفيذ المشاريع والبرامج المقترحة) ج

الهيكل التنظيمي المقترح للهيئة االستشارية

لعامة التحاد جامعات العالم اإلسالمياألمانة ا

ممثل اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي

الرئيس

المقرر مسؤولون عن نائب الرئيس

التخطيط والدراسات االستراتيجية والتقييم

الشؤون اإلدارية والمالية والقانونية

لتربوية الشؤون ا والعلمية والثقافية